المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july27.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/عصام خليفة شامخ كشموخ الأرز في مواجهة القيمين على الجامعة اللبنانية حيث المحسوبيات قائمة والفساد مستشري

الياس بجاني/لبنان للبنانيين وليس ملكاً لجعجع وباسيل ولغيرهما من افراد طاقمنا السياسي الدكتاتوري والجاحد بكل النعم والعطايا

الياس بجاني/ويل لكم من ساعة الحساب يوم لا قيمة لمال ولا لسطة ولا لنفوذ ولا لكراسي ولا لصفقات!! 

الياس بجاني/ضد القمع على الأكيد وضد الواهمين بدوام نعمة السلطة

الياس بجاني/عندما تعود إيرأن إلى إيران ونتخلص من أذرعتها الإرهابية منصدق التهديدات ضدها

الياس بجاني/حل كوري عملي لكل مشاكل لبنان واللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتبة الصحافية سناء الجاك تتناول وضع حزب الله الداخلي الحالي الصعب والمفصلي

النضال من أجل الحقوق لا ينتهي/خليل حلو/فايسبوك

عصام خليفة/عقل العويط /النهار

انتهاء التحقيق مع عصام خليفة بعد استدعائه بموضوع قدح وذم بأيوب

عصام خليفة: فساد كبير في الجامعة اللبنانية..والوثائق موجودة

الدكتور عصام خليفة يخرج بسند إقامة: ارحب بتدخل القضاء ولن اتخلى عن الجامعة اللبنانية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 تموز 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بقاعيون يعبرون عن نقمتهم على «حزب الله..قطع وعوداً خلال الانتخابات... وتجاهلها بعد النتائج.

القضاء يتهم لبنانياً بالتواصل مع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي

صيغة حل وسط للحكومة من الحريري/4 وزارات لـ«القوات» إحداها «سيادية»... و3 وزراء دروز لـ«الاشتراكي»

لبنان يطالب العراق بديونه وفوائدها

الوفاء للمقاومة: لاعتماد معيار واضح ومحدد في تأليف الحكومة وتجنب الاستنسابية

عودة اللاجئين: موسكو مستعجلة وبيروت تسهّل المعاملات

مجزرة السويداء والتلويح بحكومة أكثرية لن يحرج الحريري

مجزرة داعش في السويداء تدفع الدروز للتشبّث أكثر بالنظام

"لبنان الرسمي" يطبّع مع إسرائيل؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قاسم سليماني مخاطبا ترامب: ستبدؤون الحرب لكن نهايتها نحن من سيفرضها/طهران تهدد الولايات المتحدة بإيقاف الملاحة في البحر الأحمر وقطع تصدير النفط إلى الغرب/حرب كلامية تتصاعد بين طهران وواشنطن

السويداء... ضحية لـ«داعش» أم لعملية «تأديب»؟

مئات القتلى والجرحى بهجمات دموية في السويداء جنوب سوريا/«داعش» تبنى العمليات... وانتحاريون شاركوا فيها

ارتفاع حصيلة ضحايا هجمات السويداء إلى 246 قتيلاً

صيغة حل وسط للحكومة من الحريري/4 وزارات لـ«القوات» إحداها «سيادية»... و3 وزراء دروز لـ«الاشتراكي»

الحكومة المصرية تنال ثقة البرلمان... ومدبولي يتعهد مراعاة ملاحظات النواب بعد إعلان الموافقة بالأغلبية على برنامجها وتشكيلها

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المبادرة الروسية: الإجماع أولاً/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

نهرُ الموت وجلُّ الديب ونهرُ الكلب/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

آليّات المبادرة الروسية: التفاهم السياسي... وإلّا «القطّارة»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

 أزمة فساد حزب الل» عميقة/ماثيو ليفيت/معهد واشنطن/"الحرة

سلاماً على بيروت… سلاماً على المقموعين/باسكال صوما/مدى الصوت

الأحجام المنفوخة/حنا صالح/الشرق الأوسط

هل يكون تشكيل الحكومة هدية الأول من آب/الهام فريحة/الأنوار

بشّار… وتطويع الدروز/خيرالله خيرالله/العرب

الباصات الخضر تضرب في السويداء/حازم الأمين/الحرة

عجلة لافروف إلى إسرائيل/محمد قواص/العرب

بنو معروف/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

إبعاد الإيرانيين واسترجاع السوريين/طوني فرنسيس/الحياة

الأسد أمام دولة تحكمها روسيا وتحاصرها تركيا/سميرة المسالمة/الحياة

هزيمة إيران في سورية/رضوان زيادة/الحياة

على من ترسو الانتخابات في باكستان/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

إيران لابن لادن: افتح أبواب جهنم/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

مجزرة السويداء: يوم سوري أسود بتوقيع "داعش" وبألغاز كثيرة/أمين العاصي/العربي الجديد

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى الموفد الروسي: نرحب بالمبادرة الروسية وسنقدم اللازم لتنفيذها لافرينتييف: سوريا مستعدة لاستقبال كل من يرغب بالعودة

عون عرض مع بري والحريري نتائج الاجتماع مع الموفد الروسي وتطورات تشكيل الحكومة وابرق الى الاسد وشيخ العقل معزيا

الحريري استقبل وفدا من نقابة عمال بلدية طرابلس

راعي استقبل رئيس الكتائب ووفدا من ابناء الجالية في الكويت

جعجع ترأس اجتماع الجمهورية القوية: لن نقدم على أي تحالفات لمواجهة العهد ولن نتمكن من تأليف الحكومة من دون تدخل عون

باسيل خلال مؤتمر تعزيز الحرية الدينية في واشنطن: إستقرار لبنان ضرورة عالمية والدولة هي الضامن للحريات

اللجان أقرت مشروع إدارة النفايات الصلبة واقتراح حماية كاشفي الفساد انسحاب الجميل وحنكش ويعقوبيان احتجاجا على اقفال باب النقاش

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم

إنجيل القدّيس يوحنّامن04/من21حتى24/"قَالَ يَسُوعُ للسَامِرِيَّة: «صَدِّقِينِي، يَا ٱمْرَأَة. تَأْتِي سَاعَةٌ، فِيهَا تَسْجُدُونَ لِلآب، لا في هذَا الجَبَل، ولا في أُورَشَلِيم. أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم، لأَنَّ الخَلاصَ هُوَ مِنَ اليَهُود. ولكِنْ تَأْتِي سَاعَة، وهِيَ الآن، فِيهَا السَّاجِدُونَ الحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِٱلرُّوحِ والحَقّ. فَعَلى مِثَالِ هؤُلاءِ يُريدُ الآبُ السَّاجِدينَ لَهُ. أَللهُ رُوح، وعَلى السَّاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِٱلرُّوحِ والحَقّ»."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عصام خليفة شامخ كشموخ الأرز في مواجهة القيمين على الجامعة اللبنانية حيث المحسوبيات قائمة والفساد مستشري

تقارير عن مجرى التحقيق مع خليفة

الياس بجاني/27 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66318/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D8%AE-%D9%83%D8%B4%D9%85%D9%88%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1/

عصام خليفة شلح من شجرة الأرز المقدسة فكراً ومواقفاً وثقافة وعناداً وإيماناً ورجاءً.

عصام خليفة هو كالأرزة الشامخة صامد وقوي وشجاع ولن ينحني لغير الله سبحانه تعالى.

عصام خليفة الحر والوطني والسيادي والأكاديمي بإمتياز هو نموذجاً ممتازاً وحياً لضمير ووجدان كل أحرار وشرفاء لبنان..

رفع هذا الحر الصوت عالياً وبجرأة ومعرفة مسمياً الأشياء بأسمائها ومطالباً بالتصحيح والتقويم.

عصام خليفة استدعي للتحقيق لأنه ومن خلال الوثائق الإثباتات الدامغة كشف الفساد المستشري في الجامعة اللبنانية التي هي جامعة كل اللبنانيين وليست لشريحة معينة أو لمجموعة محددة من الناس.

استدعوه للتحقيق وهم ليس لديهم ما يتهمونه به غير شرف الشهادة للحق، وهذا ما أعلنه بصوت عال بعد خروجه من مكتب المحقق مؤكداً استمراره وتمسكه بكل الأمور التي اثارها ورفعها في وجه رئيس الجامعة ومطالباً بالعدل وبتطبيق القوانين.

إن أمثال عصام خليفة يُخيفون ولا يخافون لأنهم مع الحق ومع لبنان ومع القانون ومع المؤسسات التعليمية ومع دورها الرائد في كل المجالات.

تحية إكبار لعصام خليفة من احرار وشرفاء لبنان.

ومع عصام خليفة 100% في مواجهة محاولات أيرنة الجامعة اللبنانية وتغيير هويتها.

 

نظام الأسد هو داعش وهو المسؤول عن مجزرة السويداء

الياس بجاني/26 تموز/18

يتحمل نظام الأسد المسؤولية الكاملة للمجزرة التي ارتكبتها داعش في السويداء علماً أن داعش هي صناعة ملالوية واسدية من ألفها حتى يائها.

 

لبنان للبنانيين وليس ملكاً لجعجع وباسيل ولغيرهما من افراد طاقمنا السياسي الدكتاتوري والجاحد بكل النعم والعطايا

الياس بجاني/25 تموز/18

من يقرأ ويسمع عنتريا جعجع وباسيل وأبواقهما والصنوج  وهما يتبجحان بوقاحة واستعلاء بقولهم المكرر والسمج "لن نتنازل عن حقنا" يعتقد أنهم يملكون البلد وأن الناس عبيد عندهم..هذه ثقافة ابليسية ومدمرة.

 

ويل لكم من ساعة الحساب يوم لا قيمة لمال ولا لسطة ولا لنفوذ ولا لكراسي ولا لصفقات!! 

الياس بجاني/25 تموز/18

سؤال: مين أقوى 15 نائب و5 وزراء فرجي لصاحبنا مضروبين ب 5 أو 5 دراجات من فرسان حزب الله؟ توبوا واستغفروا بكم عن ذنوب مداكشة الكراسي بالسياده.

 

ضد القمع على الأكيد وضد الواهمين بدوام نعمة السلطة

الياس بجاني/24 تموز/18

تحية لكل الشرفاء الذين اعتصموا اليوم في بيروت ليقولوا للحكام ولكل نافذ ومسؤول وواهم بدوام نعمة السلطة "لا للقمع"

 

عندما تعود إيرأن إلى إيران ونتخلص من أذرعتها الإرهابية منصدق التهديدات ضدها

الياس بجاني/24 تموز/18

التهديدات الأميركية والإسرائيلية لإيران وأذرعتها: تمسحنا ومن كثرة الخيبات ما عدنا نصدق وما راح نقول فول غير ما يصير بالمكيول.

 

حل كوري عملي لكل مشاكل لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/23 تموز/18

انتحار برلماني كوري جنوبي متهم بتلقي رشوة.

خطة عمل لكل السياسيين بلبنان: عملوا متل هالكوري وكل مشاكل اللبناني بتنحل..عجلوا

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

في النهاية سوف يتفكك حزب الله من الداخل على خلفيات الفساد والفقر والقمع

26 تموز/18/فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتبة الصحافية سناء الجاك تتناول وضع حزب الله الداخلي الحالي الصعب والمفصلي حيث التململ الظاهر داخل بيئته اضافة إلى تورطه الكبير والخطير في تجارة الممنوعات.هذا وتوقعت الجاك أن يتفكك حزب الله من الداخل على خلفيات الفساد والفقر والقمع. اضغط على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

  https://www.youtube.com/watch?v=sGksUCLAKoY&t=325s

 

النضال من أجل الحقوق لا ينتهي

خليل حلو/فايسبوك/26 تموز/18

النضال من أجل الحقوق لا ينتهي ... والمقصود بالحقوق هو الفرد وليس المجموعات، فحقوق المجموعات هي مبهمة وهي مطية لأوليغارشيا لكي لا نقول لزعيم يستعملها ليسيطر على مجموعته الطائفية أو المذهبية، وعندما يشعر هذا الزعيم أو هذه الأوليغارشيا باهتزاز في الشعبية أو في الشعبوية، يثير الخوف والقلق لدى جماعته موهماً إياهم أنه المنقذ الوحيد لطائفته أو مذهبه وأنه يتمتع بقوة خارقة وبإدراك ثاقب وبقدرات سياسية هائلة وأن المجال السياسي هو مقفل للعامة وللأتباع ولا مجال للجدل فيه لأن الزعيم وحده يدرك ويفكر والباقون ممنوعون من التفكير ولا يستاهلون شرحاً منطقياً للسياسات المتبعة سوى خطاب شعبوي تعبئوي رنان وما عليهم سوى الولاء والتبعية العمياء لأن الزعيم ينحدر من فصيل الآلهة ... وهذا مرفوض تماماً، ولبنان يستحق أفضل من هؤلاء الأصنام العاجزين عن معالجة أبسط الأمور الحياتية والعاجزين عن تحقيق السيادة الكاملة والإستقلال الناجز والذين لا يتفوقون إلا بالصفقات ... لذلك النضال مستمر من أجل كل ذلك ومن أجل حقوق المواطن الفرد. عاش لبنان.

 

عصام خليفة

عقل العويط /النهار/26 تموز 2018 

عصام خليفة كان تحت المساءلة لدى المباحث الجنائية في قصر العدل، من الساعة التاسعة صباحاً إلى الأولى وخمس وأربعين دقيقة، من بعيد ظهر اليوم الخميس، 26 تموز 2018، بدعوى أقامها ضدّه رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، بتهمة القدح والذمّ، ليخرج بعدها "بسند إقامة".

لماذا الدعوى؟ ولماذا "بسند إقامة"؟ فعصام خليفة لم يقدح برئيس الجامعة، ولم يذمّه، ولم يتهمه بشيء. جلّ ما فعله عصام خليفة، أنه "سأل". فهو طلب من رئيس الجامعة اللبنانية أن يُبرز أمام مجلس الجامعة اللبنانية، الوثائق والشهادات التي تثبت أنه يحوزها ويملكها، فيضع بذلك الأمور في نصابها، ويزيل اللغط الدائر حول صحة شهادته الجامعية، الذي أثارته دعوى كان تقدّم بها في هذا الشأن، الدكتور في الطبّ الشرعيّ، عماد محمد الحسيني، طالباً فيها إثبات صحة هذه الشهادة.

على كلّ حال، لا يريد عصام خليفة في كلّ ما يفعله ويقوله، إلاّ أن يكون تحت سقف القانون. لأنه يحترم هذا القانون، ويدافع عنه، ويريد دائماً أن يستظلّه، وأن يحتمي به. علماً، وللتذكير، أن هذا المناضل التاريخي في سبيل الجامعة اللبنانية، وفي سبيل الحرية ودولة القانون والحق، لا يخاف أحداً، ولا سلطاناً.

على كلّ حال، ليس هذا هو موضوعنا. فبعد خراب البصرة، بعد خراب جامعتنا الوطنية، يعزّ علينا أن ندخل في جدالٍ جزئيّ، وأن نغرق أو نستغرق في التفصيل.

موضوعنا في هذا المقال، أن يُستدعى للمساءلة، من دون سببٍ جوهريّ، مناضلٌ تاريخيٌّ هو مؤرّخٌ وأستاذٌ جامعيٌّ ومثقّفٌ ونقابيٌّ عريقٌ وناشطٌ مدنيٌّ وعلمانيٌّ في سبيل الحرية والديموقراطية وكرامة لبنان وكرامة الإنسان فيه.

فقد كان المقصود أن يؤتى بعصام خليفة إلى هناك. إلى قصر العدل. وأمام المباحث الجنائية. لا أكثر ولا أقلّ. وربّما كان المقصود أكثر من ذلك. لكن ما لنا وللتأويل.

الهدف "إسكات" عصام خليفة. أو، في الأقلّ، "الدعس"، قليلاً، على طرف حذائه وقدمه، لإشعاره بلزوم الاكتفاء بهذا الحدّ، ولا سيما في هذا الزمن. لا سيما في هذا الزمن بالذات.

لكنْ، ربّما، غفل عن بال من قام بهذه الخطوة، أو مَن أوعز بها، أن عصام خليفة مرّت عليه أنواء وعواصف وإرهابات مهولة متنوّعة، مادية ومعنوية، فلم يستكنْ، ولم يلنْ، ولم يساومْ، ولم يلوِ، ولم يُحنِ رأساً ولا هامة.

أعرفه منذ صيف 1971. إنه هو هو. وطنيٌّ بامتياز. نقابيٌّ بامتياز. جامعيٌّ بامتياز. وأستاذٌ مؤرّخٌ بامتياز. قويمٌ. نزيهٌ. شامخٌ. عنيدٌ. صلبٌ. متجذّرٌ في الحقّ والكرامة والحرية. كأرزةٍ من لبنان.

قلنا في أعماقنا، ولا بدّ، إنهم يريدون أن "يعلّموا به" الآخرين.الأكيد، أنهم أخطأوا في العنوان!

 

انتهاء التحقيق مع عصام خليفة بعد استدعائه بموضوع قدح وذم بأيوب

26 تموز 2018 /النهار/خرج الدكتور عصام خليفة بسند إقامة بعد تحقيق أجري معه، بعد استدعائه بموضوع قدح وذم برئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب. وكان غادر خليفة من التحقيق في قسم المباحث الجنائية المركزية في مبنى وزارة العدل بعد انتهاء التحقيق معه الذي بدأ التاسعة صباحا، وتوجه الى مكتب رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية في مبنى قصر العد. وقد استمع خليفة بعد استدعائه بموضوع قدح وذم برئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب.

https://www.annahar.com/article/836699-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9

 

عصام خليفة: فساد كبير في الجامعة اللبنانية..والوثائق موجودة

وليد حسين/المدن/الخميس 26/07/2018

بعد نحو 4 ساعات من التحقيق تُرك الرئيس السابق لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام خليفة بسند إقامة. وكان قد استُدعي للتحقيق معه في قسم المباحث الجنائية المركزية على خلفية دعوى قدح وذمّ تقدّم بها رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب.

ساعات ثقيلة مرّت على زملاء خليفة الذين أتوا للتضامن معه أمام قصر العدل في بيروت. فبعد مرور نحو ساعتين بدأ الشكّ يراود بعضهم، متسائلين عن سبب عدم خروجه وإذا كان التحقيق بدأ معه أو ما زال ينتظر خارج قاعة التحقيق بهدف إذلاله؟ هل هناك نيّة بـ"فركة أذن" وتخويفه كما هو حاصل حالياً في موجة القمع التي بدأت تجتاح البلد؟ ولماذا تمّ استدعاؤه إلى قسم المباحث الجنائية ولم يكتفِ المدعي العام التمييزي سمير حمّود بتكليف أحد مساعديه أو إحالته إلى محكمة المطبوعات؟ فهل تهمة القدح والذمّ جناية؟ صحيح أنّ صلاحيات المدعي العام تخوّله سلك هذا المسار القانوني، لكن أليس من الأجدى التعاطي مع شخص مثل خليفة بطريقة لا تعبّر عن وجود نوايا لإذلاله وإخضاعه؟ ولماذا قرّر أيوب الاقدام على سابقة لم يشهدها تاريخ الجامعة في تقديم دعوى وجرجرة أستاذ جامعي إلى التحقيق؟

في المقلب الآخر، راح بعض زملاء خليفة يقولون على سبيل المزاح إنّ التحقيق معه قد يحتاج إلى سنوات لا إلى ساعات وأيام، لاسيّما إذا قرر فتح محفظته وإبراز المستندات. فهو المؤرّخ الذي يعرف جيداً كيفية التعامل مع الوثائق وطرق حفظها وأرشفتها. أما البعض الآخر فراح يتذكر أيام النضال في سبعينيّات القرن الماضي، وأنّ خليفة كان أحد أبرز رموز الحركة الطلابية وقد تمّ اختياره كأول رئيس للاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية في العام 1971.

ويعتبر رئيس رابطة قدامى أساتذة الجامعة اللبنانية الدكتور عصام الجوهري، في حديثه إلى "المدن"، أن وقفتهم ليست مع طرف ضد آخر، بل هي للتضامن مع الجامعة اللبنانية التي باتت على مائدة محاصصة القوى السياسية. الجوهري فضّل عدم تناول أيوب بشكل مباشر، لافتاً إلى أنه طالما كل شيء في الجامعة خاضع للمحاصصة فمن الممكن أن يكون رئيس الجامعة قد خضع لهذه البيئة. واستغرب ما وصلت إليه قضايا الجامعة اللبنانية التي واكبها منذ تأسيسها، وأنه لم يسبق في تاريخ هذه المؤسسة أن مثل زميل لهم أمام القضاء. وهذا دليل على عدم وجود ثقة بالهيئات الأكاديمية الموجودة.

في ظل هذه الأسئلة والمخاوف التي تناولها المتضامنون، خرج خليفة من قسم الجنايات برفقة عناصر الشرطة القضائية ليمثل أمام المدعي العام، ليعود بعد نحو نصف ساعة إلى مكتب التحقيق من جديد. وفي تمام الساعة الواحدة بعد الظهر خرج خليفة مبتسماً كما دخل عند التاسعة من صباح الخميس في 26 تموز 2018. ووفق خليفة، بدأت الخلافات مع أيوب عندما تقدّم الدكتور عماد الحسيني بدعوى ضده في قضية تزوير شهادة الدكتوراه، مبرزاً الوثائق التي تثبت الأمر. لكن القضاء لم يبتّ المسألة. ثم تفاقمت الأمور بعد هذه السابقة، وبدأ خليفة وزملاؤه يسألون عن عدم إقدام أيوب على عرض الشهادة واطروحة الدكتوراه على مجلس الجامعة وعلى القضاء لتنتهي القضية.

وكان خليفة قد استدعي إلى النيابة العامة المالية منذ ثلاثة أيام على خلفية اتهامات طاولت أيوب بتحصيل أموال غير مستحقة من الجامعة. وكشف خليفة عن تقديمه وثائق للقاضي علي إبراهيم، بما في ذلك محضر مجلس الجامعة بتاريخ 18 نيسان 2018 الذي تقرر فيه منح أيوب أربع درجات، أي ما مجموعه 250 مليون ليرة كتعويضات منذ العام 1994 إلى اليوم. طبعاً، لا يتّهم خليفة أيوب بالسرقة وإنما باستغلال النفوذ، لاسيما أن هذا الأمر لم يقدم عليه أي رئيس للجامعة في تاريخها. أما إذا كان يعتقد بأن أيوب لا يستحق هذه الدرجات فردّ خليفة أن القضاء سيقول كلمته.

بعد 4 ساعات من التحقيق تناولت جميع التصريحات الإعلامية التي أدلى بها خليفة أخيراً، خرج الأخير ليقول إن لكل سؤال كان له الجواب المناسب والمثبت بالمستندات. خرج ضاحكاً كما لو أنه أراد القول إن مسيرة اصلاح الجامعة اللبنانية لم تنهكه رغم مرور نحو نصف قرن على مطالبته بها. وقضيته ليست ضد شخص معين بل مبدئية، والجامعة الوطنية ملك للشعب والقانون اعطاه حق المساءلة. ورداً على استفسارات "المدن" عن الاتهامات الموجّهة إلى أيوب بشأن ملفات الفساد في الجامعة، أعاد تأكيد "وجود فساد كبير في الجامعة اللبنانية. وعندما يطلب منّا سنقوم بتقديم المستندات المطلوبة. نحن لا نطلق الاتهامات جزافاً". وختم على طريقته: "إذا كان البعض يهوّل علينا باللجوء إلى القضاء، نقول له لم نخف في الماضي ولن نخاف اليوم. والقانون فوق السلطان عبد الحميد".

 

الدكتور عصام خليفة يخرج بسند إقامة: ارحب بتدخل القضاء ولن اتخلى عن الجامعة اللبنانية

سهى جفّال /جنوبية/26 يوليو، 2018

مثل الدكتور عصام خليفة صباح اليوم (الخميس)، أمام المباحث الجنائية في قصر العدل ببيروت للتحقيق معه على خلفية الادعاء المقدم ضده من قبل رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب بجرم القدح والذم والافتراء

خرج الدكتور عصام خليفة بسند إقامة بعد تحقيق أجري معه في قسم المباحث الجنائية المركزية عند الساعة التاسعة من صباح اليوم، ومن ثمّ توجه الى مكتب رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية في مبنى قصر العدل حيث تم الإستماعإليه.

وبعد التحقيق معه، اكد الدكتور خليفة  لـ “جنوبية “ان القضية التي دافع ويدافع من اجلها هي الجامعة اللبنانية”، متمنيا “أولا تحريك القضاء في دعوى الدكتور الطبيب الشرعي عماد محمد الحسيني التي تقدم  بها أمام القضاء، وقدم خلالها الوثائق اللازمة التي تؤكد وجود تزوير في ملف الدكتور فؤاد ايوب لجهة عدم حصوله على دكتوراه في الطب الشرعي من روسيا”، مستغربا “الضغوط السياسية التي مورست لتجميد الدعوى والحيلولة من دون الحكم فيها”.

وختم خليفة بالتأكيد على أنه ماض في ملف الجامعة اللبنانية حتى النهاية، قائلا “هذه الجامعة جامعتي  تدرجت على مقاعدها وكنت رئيس اتحاد طلابها ورئيس الرابطة فيها ومعني بكل شاردة وواردة وسأدافع عنها كي تقبى قوية”.

وفي تصريح له بعد إنتهاء التحقيق حذر من إنعكاس “ممارسات الدكتور أيوب على اوضاع الجامعة”، لافتا الى “تحذير اللجنة المنبثقة عن المجلس الاعلى كتقييم الابحاث والتعليم العالي في الاتحاد الاوروبي من استمرار مسار الجامعة كما هو عليه، لان ذلك قد يوصل الى عدم اعتراف الدول الاوروبية بشهادات الجامعة اللبنانية”، معتبرا “ان الامر في غاية الخطورة”. كما شكر خليفة  زملاءه “ممن تضامنوا معه من خلال هذا الاعتصام او من خلال المواقع الالكترونية او الاتصال الهاتفي”.  وأوضح انه “أجاب على كل الاسئلة في النيابة العامة يوم الثلثاء الماضي، وعززها بالوثائق، مرحبّا بتحرك القضاء، وجدد “تعهده بعدم الاستكانة الا بعد إبراز الحق وإزهاق الباطل”.

وكان خليفة أثار جدلا إعلاميا في تصريحاته خلال مؤتمر صحافي عقدته «جمعية أصدقاء الجامعة اللبنانية» في 11 تموز الفائت، التي كشف فيها ممارسات غير قانونية في الجامعة من قبل أيوب وغيره من العمداء، إذ أشار إلى «اتخاذ الأخير لإجراءات غير قانونية لجهة تأمين خدمات في ملفات الترقيات والترفيع مقابل دعم وولاء له». ولفت خليفة إلى أن “ايوب وثلاثة عمداء رفّعوا أنفسهم درجات منذ تاريخ دخولهم التعليم قبل عشرات السنوات. وصرّفوا نفوذهم للترقي، واستفادوا بمبالغ توازي مئات ملايين الليرات (…)» وعليه تقدّم أيوب أمام القضاء بدعوى قدح وذمّ ضد خليفة.

وفيما، نفذت رابطة قدامى الأساتذة الجامعيين وقفة تضامنية مع الجامعة اللبنانية وزميلهم الدكتور خليفة، أمام قصر العدل في بيروت بالتزامن مع الجلسة. قال رئيس رابطة قدامى الأساتذة الجامعيين الدكتور عصام الجوهري لـ “جنوبية”  أننا اليوم “نفذنا وقفة تضامنية من أجل الجامعة وهي ليست موجهة شخصيا ضدّ أي شخص كما أنها غير موجّهة ضدّ رئيس الجامعة”. وأضاف “ما بين الدكتورين خليفة وأيّوب مسألة قضائية لا نستطيع بتها ولا نستطيع أن نقول أي طرف على حق “.

ورأى  أنه “جرى التمادي بشكل كبير في هذه القضية، وإنعكس هذا الصراع الكبير والتراشق الكلامي بشكل سلبي على الجامعة وعلى طلابها، وهذه الوقفة كانت ضدّ ما وصلنا إليه اليوم”.

وأشار الدكتور الجوهري “فليتخذ القضاء مجراه وليحسم القضية، مشددا على أنه “كان يجب طرح هذا الملف في الجامعة للبحث في الموضوع عبر اللجان ومجلس الجامعة كذلك المجلس التأديبي، وعدم طرحه على الملأ خصوصا أن هذا الموضوع يسيئ للعديد من الأشخاص ولرئيس الجامعة”.

وفي الختام أكّد الجوهري على إحترامه لـ”خليفة الذي تربطه علاقة زمالة دامت 40 عام في السلك التربوي، إلا أنه شدّد أن “إثارة هذا الملف في الإعلام أحدث شوشرة وطرحه بهذا الشكل ليس من مصلحة أحد، مشيرا إلى أن “الجامعة اللبنانية يتربص بها الجميع إن كان القطاع الخاص أو الدولة لانها موجودة على مائدة المحاصصة”. وقد أكّد الاستاذ في علم الاجتماع الدكتور طلال عتريسي لـ “جنوبية” أنه “ليس لديه معطيات حول ما طرحه الدكتور خليفة، منتقدا الأوضاع التي آلت إليها الجامعة اللبنانية مع حضور جميع القوى السياسية فيها بحيث أصبح المعيار الأساسي فيها سياسيا وطائفيا أكثر مما هو علميا، إذ تجري التعيينات فيها على أساس التوازن الطائفي وليس على حساب الكفاءة والحاجة له”

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 تموز 2018

النهار

انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبكثرة فيديو أوّل لمواطنين في بعلبك - الهرمل يشتمون "حزب الله" وثان لطالبة رفضت مصافحة الوزير باسيل أثناء تسليمه الشهادات الجامعيّة لها ولزملائها.

يتخوّف متابعون من ان تذهب أرباح زراعة الحشيشة الى كبار التّجار ولا يستفيد أهالي البقاع الاّ بجزء يسير لا يسد حاجاتهم.

تستمر مافيا أصحاب المولدات في تحدي قرار وزارة الاقتصاد بتركيب عدادات وتُهدّد بقطع التيّار عن المشتركين لتأليب الرأي العام على الدولة.

الجمهورية

تتسع دائرة التوقيفات في قضية تم كشفها أخيراً وطاولت قريبين لمسؤول يشغل منصباً في القطاع نفسه.

يُجري حزب بارز حركة مناقلات فجائية في بعض المراكز الرئيسية فيه على خلفية "إرباكات حسابية" في بعض القطاعات وأحال بعض الكوادر إلى التحقيق.

لاحظت أوساط سياسية أن رئيس أحد التكتلات يريد الثلث الضامن في الحكومة فيما حليف له يُعارض ذلك.

اللواء

تخشى مصادر اقتصادية استعادة النموذج اليوناني أو الأميركي الجنوبي، إذا تأخر تأليف الحكومة؟!

نوّهت مصادر نيابية بإتجاه مرجع كبير لصرف النظر عن جلسة كانت تهدف إلى التشاور حول الأزمة الحكومية..

جدَّد نائب بارز تأكيده على التعاون مع "ثنائي" معروف بهدف الحفاظ على الاستقرار العام..

المستقبل

يقال إن سرعة وتيرة تشكيل اللجان المعنية بإعادة النازحين من لبنان والاردن الى سوريا تظهر أن قمة هلسنكي وضعت عمليا الازمة السورية على سكة الحل.

البناء

أكد نائب مشهود له بنشاطه وفعاليته أن لا مفرّ من سعي الجميع إلى بناء الدولة، لأنّ القوى السياسية مهما امتلكت من إمكانيات لن تستطيع الحلول محلّ الدولة، وبالتالي لن تتمكّن من توفير الخدمات لكلّ أنصارها ومؤيديها، كاشفاً أنّ رئيس كتلته وأعضائها لا يستطيعون تلبية أكثر من 30 في المئة من المطالب التي تردهم من المواطنين، وبالتالي لا نستغرب أن نرى أصحاب المطالب التي لم نستطع تلبيتها يتظاهرون ضدّنا في وقت قد لا يكون بعيداً…!

قالت مصادر يمنية عسكرية تعليقاً على التعامل الغربي مع إصابة ناقلة النفط والبارجة السعوديتين قبالة السواحل اليمنية وربطها بالتهديدات المتبادلة بين إيران وأميركا حول الملاحة في الخليج "إن اليمن هو المحاصر وحقه الطبيعي أن يستهدف مَن يفرض عليه الحصار، والرابط مع التصعيد في المنطقة عائد إلى أنّ سياسة الغطرسة السعودية والأميركية ذاتها التي تسبّبت بالحرب على اليمن قد تتسبّب بحروب أشدّ خطورة وتعرّض الملاحة للخطر هو ثمرة لغة الحصار التي تمنح حقاً مشروعاً بالردّ للمحاصرين سواء في اليمن أو غيره".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بقاعيون يعبرون عن نقمتهم على «حزب الله..قطع وعوداً خلال الانتخابات... وتجاهلها بعد النتائج.

Bekaa Residents Express Discontent with 'Hezbollah'

بعلبك (شرق لبنان): حسين درويش بيروت: «الشرق الأوسط/26 تموز/18»

http://eliasbejjaninews.com/archives/66295/bekaa-residents-express-discontent-with-hezbollah-%d8%a8%d9%82%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%8a%d8%b9%d8%a8%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86-%d9%86%d9%82%d9%85%d8%aa%d9%87%d9%85-%d8%b9%d9%84%d9%89/

جدّدت الاحتجاجات التي ظهرت في منطقة بعلبك في شرق لبنان، اعتراضاً على مقتل واحد من أكبر المطلوبين للدولة اللبنانية، النقمة على «حزب الله» وحلفائه في المنطقة، تمثلت في إحراق راياته، وتوجيه انتقادات شديدة اللهجة لأمينه العام حسن نصر الله، ما يوحي باتساع رقعة التململ الشيعي من الحزب.

وقلل أنصار الحزب من أهمية الاحتجاجات، ووضعوها في خانة «الصراع بين المهربين»، واصفين القائمين عليها بأنهم «مجموعات متضررة من دعم الحزب قرار السلطة اللبنانية بإنهاء ظاهرة مهربي المخدرات وإطلاق النار، ومكافحة المطلوبين للدولة».

وارتفعت الأصوات المعارضة لقرار الحسم الذي اتخذته الدولة اللبنانية في البقاع، إثر العملية الأمنية التي نفذها الجيش اللبناني الاثنين الماضي، وأفضت إلى مقتل واحد من أكبر المطلوبين للقضاء اللبناني و7 آخرين من أنصاره، وتمثلت في قطع الطرقات، وإعلان موقف معارض للحزب إثر العملية أمام كاميرا التلفزيون، وصلت إلى حد توجيه أحد المعترضين الاتهامات للحزب بالوقوف، وراء ما سماه «عملاً شنيعاً»، في إشارة إلى مقتل المطلوب، وبأنه «ظالم»، متوعداً بأن «دمنا غالٍ»، وقال إن ممثلي الدولة والأحزاب «اجتمعوا علينا واتفقوا على سفك دمنا لأننا نقول (لا للجوع)».

وأوضح الجيش اللبناني، أمس، ملابسات العملية الأمنية التي أدت إلى مقتل 8 أشخاص، من مطلوبين ومرافقين أشخاص كانوا معهم إثر العملية، إذ أعلنت قيادة الجيش في بيان أصدرته «مديرية التوجيه»، أوضحت فيه أن القتلى الثمانية الذين قضوا أثناء تنفيذ العملية المذكورة، «كان بسبب رفضهم الاستسلام للقوة المداهمة وإطلاقهم النار بواسطة أسلحة فردية ومتوسطة باتجاه عناصرها رغم إنذارهم مرات عدة». وبعد «إجراء التقصيات والاستجوابات اللازمة بإشراف القضاء المختص»، ذكر الجيش أن علي زيد إسماعيل مطلوب توقيفه بما يزيد على 3000 ملاحقة قضائية ومذكرات توقيف وخلاصات أحكام، وبلاغات بحث وتحرٍّ صادرة بحقه بجرم الاتجار بالمخدرات وترويجها، سرقة سيارات، تزوير، ترويج عملة مزورة، سلب، تجارة أسلحة، إطلاق نار على المواطنين، وقتل أحد العسكريين في أثناء إحدى محاولات توقيفه.

أما محمد زيد إسماعيل، وهو شقيق علي، كان مسؤولاً عن جميع نشاطاته الإجرامية، ومطلوباً للقضاء بموجب 416 ملاحقة قضائية صادرة بحقه بجرم الاتجار بالمخدرات والأسلحة والذخائر الحربية، والتزوير، والقتل، والنصب واحتيال، وتهديد عسكريين ومحاولة قتلهم، وسرقة سيارات. وأشارت إلى أن الآخرين هم من مرافقي علي زيد إسماعيل أو من المقربين منه، أو من المطلوبين للقضاء بموجب ملاحقة قضائية بجرم الاتجار بالمخدرات وترويجها، وإطلاق النار على عناصر القوى الأمنية. أما والدته، فكانت موجودة مع المجموعة المسلحة التي أقدم عناصرها على فتح النار على عناصر القوة المداهمة.

ونقل مصدر بقاعي رفض الكشف عن اسمه عن بعض أهالي البقاع قولهم إن «حزب الله» وعدهم خلال الانتخابات النيابية بزيارة منازلهم «بيتاً بيتاً» للوقوف على مطالبهم، لكنه بعد الانتخابات «أدخل الجيش اللبناني والقوى الأمنية بيتاً بيتاً لتفتيش منازلنا وملاحقة المطلوبين»، وأن الحزب «لم يفِ بوعده بالقيام بمشاريع تنموية». ومع أن موجة الاعتراض تفاقمت خلال اليومين الماضيين على خلفية التطورات الأمنية، إلا أن تلك الأصوات، ليست جديدة، وبدأت خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، وتوقفت عند التمييز بين «أهل البقاع» و«أهل الجنوب»، وهو ما كرره أمس الأمين العام الأسبق لـ«حزب الله» صبحي الطفيلي، الذي لم يخفِ «وجود لغة تسود بين أهالي البقاع حول التمييز بين الجنوب والبقاع وإدانة سياسة الإجحاف والظلم بحقهم»، معتبراً أن «ما يصفه بـ(الثنائي الشيعي الجنوبي)»، يفتخر «بسياسته التمييزية هذه منذ سنوات ويعترف أمام البقاعيين بإهمال البقاع ويعدهم ساخراً بالاهتمام بهم».

وقال الطفيلي لـ«المركزية»: «لقد أثبتت الأيام أنه لا أحد في الدولة يهتم بشأن أهل البقاع، وما يُحكى عن تشريع زراعة الحشيشة لن يصبّ في مصلحة أهالي البقاع، لأن تراخيص الزراعة كما يُروّج قد تذهب إلى محافظات أخرى كالجنوب مثلاً، ويبقى البقاع وأهله وزراعاته خارج القانون».

وشرعت أطراف وقوى لبنانية أخيراً بإعداد مشروع قانون لتشريع زراعة الحشيش لأغراض طبية، مؤكدة أن قانوناً مشابهاً سيعود بالفائدة على أهالي المنطقة.

وفي مقابل موجة الاعتراض، يرى أنصار «حزب الله» أن هذه الموجة «مفتعلة»، وتقودها «بعض المجموعات المتضررة من الحزب ومن قرار الدولة بالعودة إلى المنطقة، ومن الخطة الأمنية». وقال جعفر الموسوي، رئيس اتحاد بلديات النبي شيت المقرب من الحزب، أن «من أحرقوا العلم، هم أشخاص مدسوسون يحاولون الاصطياد بالماء العكر، وتوجهاتهم معروفة ضد الحزب الذي وقف دائماً إلى جانب الناس»، لافتاً إلى أن «الحزب يدعم الخطة الأمنية لمعالجة الأمور الخاطئة، ولا يقبل بقتل بريء، ودائماً يقف إلى جانب الفقراء».

ونفى الموسوي أن يكون هناك تململ من الحزب، إذ قال إن الذين أحرقوا العلم «معروفون بأشخاصهم وبانتماءاتهم، كذلك الذين صرحوا ضد الحزب معروفون بتوجهاتهم السياسية المعارضة للحزب».

 

القضاء يتهم لبنانياً بالتواصل مع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي

بيروت/الشرق الأوسط/26 تموز/18/طلب قاضي التحقيق العسكري الأول في لبنان رياض أبو غيدا، إنزال عقوبة الأشغال الشاقة حتى عشر سنوات، بحق اللبناني الموقوف «مصطفى د.»، بعدما اتهمه بـ«محاولة إجراء اتصال بالعدو الإسرائيلي بهدف إفشاء معلومات لصالحه والتعامل معه». وقرر إصدار مذكرة إلقاء قبض بحقه وأحاله مع الملف على المحكمة العسكرية، طالباً محاكمته بموجب التهمة المسندة إليه. وكشفت وقائع قرار اتهامي أصدره القاضي أبو غيدا في هذه القضية، أن الشاب الموقوف «أجرى اتصالاً بالناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر صفحة الأخير على موقع (فيسبوك) وحاول التقرّب منه، وأبدى إعجابه بأفكاره»، مشيراً إلى أن المتهم عبّر في مراسلته عن أنه «يؤيد السلام مع دولة إسرائيل كبلد جميل»، قائلاً له: «أنا من منطقة الجنوب، وفهمك كفاية»؛ لكنّ أدرعي لم يجب على محادثاته. وأفاد مضمون القرار الاتهامي بأن الشاب الموقوف «أقدم على إجراء محادثة باللغة الإنجليزية مع ضابطة إسرائيلية عبر تطبيق (ماسنجر)، وأكد لها رغبته في أن يكون له أصدقاء في إسرائيل، للتواصل معهم لا سيما في الأمور اللوجستية، وأبلغها أن لديه معلومات تساعد إسرائيل في لبنان؛ لكن الضابطة المذكورة اكتفت بسؤاله: (ماذا تريد؟)، ولم تجبه عن أي شيء آخر، إلى أن ألقت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض عليه في 20 يونيو (حزيران) الماضي، بعد رصدها لهذه المحادثات». وخلال التحقيق معه عزا الموقوف السبب إلى وضعه المادي السيئ، وعجزه عن إيجاد فرصة عمل أو وظيفة في إحدى إدارات الدولة.

 

صيغة حل وسط للحكومة من الحريري/4 وزارات لـ«القوات» إحداها «سيادية»... و3 وزراء دروز لـ«الاشتراكي»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط»/26 تموز/18/قدّم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تصوّره لتشكيلة وزارية جديدة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، معبراً عن تفاؤله بإمكانية إحداث خرق في التأليف في وقت أكد عدم تراجعه عن موقفه من النظام السوري، مكرراً تأييده للاقتراحات الروسية حيال عودة النازحين السوريين عشية وصول وفد روسي إلى بيروت لبحث الملف. وحمل الحريري في زيارته التي أتت بعد شهر على لقائه الأخير بالرئيس، وما تخلّل هذه الفترة من بعض التوتر في المواقف السياسية، صيغة حل وسط ارتكزت على حل العقدتين الدرزية والمسيحية، بحسب وصف مصادره، فيما أوضحت مصادر مطّلعة على التشكيلة لـ«الشرق الأوسط» أنها تتضمن 4 وزراء مسيحيين لـ«حزب القوات»، مع وزارة سيادية و3 دروز من حصة «الحزب الاشتراكي». وقالت مصادر الحريري لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الصيغة ترضي الجميع وتؤمن صحة التمثيل برأي الحريري الذي تداول بها مع الرئيس عون بوصفه المعني الوحيد ببحثها مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة»، وأكدت أنه «إذا صفت النوايا ولَم تكن هناك معوقات خارجية وإرادة إقليمية في عرقلة الحكومة يجب أن يتم السير بالاقتراح». وبعد اللقاء، أكد الحريري أنه سيعاود زيارة عون قريباً لاستكمال الأمور الإيجابية، موضحاً أنه سيكون لهما موقف موحد من عودة النازحين اليوم إبان زيارة الوفد الروسي. وفيما وصف العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة بـ«البسيطة»، دعا إلى تخفيف الهجمات السياسية بين الأفرقاء السياسيين، واعتبر أن التصعيد في الإعلام يؤدي إلى مزيد من التأزيم. ومع رفضه الإفصاح عن الطرح الذي قدمه لرئيس الجمهورية، شدّد على أن «الدستور واضح في موضوع تشكيل الحكومة، ولا أحد يحق له التدخل»، وقال: «أنا من أشكّل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية، كما أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الأفرقاء السياسيين الذين عليهم التعاون لتشكيل الحكومة». وسأل: «من المستفيد من خلق مشكلات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة؟»، معتبراً أن من يحاول طرح خلاف، لا يريد الخير لا للحريري ولا للرئيس ولا حتى للبلد، مشيراً في الوقت عينه إلى أن هناك نوعاً من التهدئة في النفوس ولدى الأفرقاء السياسيين. ومع رفضه الرد على ما نقل عن لسان وزير الخارجية جبران باسيل عن المهلة لتأليف الحكومة، اكتفى بالقول: «أرى أن مصلحة البلد هي بتشكيل الحكومة بإيجابية وسأستمر على هذه الطريق». وأضاف: «عندما نريد فنحن نستطيع إجراء التسويات اللازمة، والحكومة السابقة أنجزت لأن التوافق كان سائداً في البلد، وسأفعل كل ما باستطاعتي للمحافظة على هذا التوافق». وصباحاً كان موقف لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، حيث عبّر عون عن أمله في تشكيل الحكومة في وقت قريب للانطلاق بالمعالجة اللازمة على كل الأصعدة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي الذي سيعطى الأولوية في الحكومة العتيدة، بالإضافة إلى مكافحة الفساد وملف النازحين السوريين. كما جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام النواب في لقاء الأربعاء النيابي، تأكيده على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة «نظراً إلى أهمية وجودها في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد، ولتمكين لبنان من القيام بالتزاماته الدولية مثل ما يتعلق بمؤتمر سيدر». وفيما نقل النواب عنه أنه ليست لديه معطيات جديدة عن عملية تأليف الحكومة، أمل «أن يحمل لقاء اليوم (أمس بين الحريري وعون) بشائر الخير». وقال رئيس المجلس إن «ما يواجهه اللبنانيون اليوم من أزمات اجتماعية وخدماتية ناتج من أسباب عديدة؛ أبرزها عدم تطبيق القوانين، لأن تطبيقها يشكل المدخل الأساسي لمكافحة الفساد». وعشية اللقاء المرتقب بين الوفد الروسي والحريري وعون لبحث اقتراحات موسكو لعودة النازحين السوريين، عبّر رئيس الحكومة المكلف عن أمله أن تكون هذه العودة آمنة ومضمونة من قبل الخارج. ومع تأكيده على عدم تبدل موقفه حيال النظام السوري، قال: «موقفي واضح من نظام الأسد ولم ولن يتغير، إنما الأمر اليوم يتعلق بالنازحين وأريد أن أطلع على ما اتفق عليه كل من قبل روسيا وأميركا».

 

لبنان يطالب العراق بديونه وفوائدها

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين/26 تموز/18»/بعد اعتراف العراق بديونه تجاه لبنان، طالب وزير الدولة اللبناني لمكافحة الفساد نقولا تويني العراق بتسديد هذه الديون مع فوائدها، مؤكدا أنها تعود إلى شخصيات اعتبارية لبنانية ولشركات صناعية وتجارية لبنانية. وأوضح تويني لصحيفة الجمهورية اللبنانية، إن هذه الديون بدأت تتراكم منذ أيام نظام صدام حسين في 1993، عندما حوصر العراق وأقامت الأمم المتحدة برنامج النفط مقابل الغذاء، وعلى هذا الأساس دخلت أكثر من شركة لبنانية للعمل في العراق، وبعض هذه الشركات واجهت مشكلات تتعلق بفترات التسليم. وأشار تويني إلى أنه في الفترة التي شنت فيها الضربة على العراق وما بعدها، كان للكثير من التجار اللبنانيين طلبات في البحر متجهة إلى العراق تضررت من الضربة حيث أتلف بعضها، في حين أن بعض الطلبات الأخرى لم يقبض التجار اللبنانيون ثمنها أو لم يتمكنوا من تسليمها. وتقدر تكلفة هذه البضائع بنحو المليار دولار وفق أسعار عام 1993.

وأضاف الوزير اللبناني قائلاً: «هذه الطلبات تمتد من عام 1993 إلى ما بعد عام 2003، لكن السلطات العراقية اعترفت أخيرا بما يتوجب عليها من فترة ما بعد الاحتلال أي من عام 2003 إلى اليوم». كذلك أكد تويني إن السلطات العراقية لا تنفي الديون المتراكمة منذ عام 1993، وأوضح قائلاً: «هي تعترف بها لكن مع فارق يشكل نقطة خلاف بيننا». وشرح تويني نقطة الخلاف حول هذه الديون، قائلا إن «السلطات العراقية تقول إنها تريد أن تدفع الأموال المتوجبة عن عام 1993 إنما وفق معاملة نادي باريس والتي تقول إن هناك اتفاقا تم بين كل الدول التي يدين لها للعراق، أي روسيا وفرنسا وإنجلترا وأميركا والصين يقضي بأن يشطبوا ديونهم المتوجبة لهم على العراق من الفترة الممتدة من عام 1993 إلى 2003 شرط أن يدفع العراق ما نسبته 10 في المائة من هذه الديون فقط». وأوضح تويني أن الجانب العراقي يرغب في أن يتعامل لبنان بنفس الطريقة، أي أن يقبض 10 في المائة من ديونه المتوجبة خلال هذه الفترة والتي تقدر بمليار دولا، إلا أن لبنان يرفض أن تنطبق عليه هذه الاتفاقية لأن الديون المتراكمة للعراق تجاه لبنان تعود لأفراد وشركات». وأضاف الوزير اللبناني أن ملف الديون هذا لم يتم تحريكه منذ عام 1993، مؤكدا أنه قام بتحريكه اليوم بسبب تحسّن الأوضاع في العراق». وقال تويني: «إننا نسعى اليوم للمطالبة بفائدة على هذه الديون المستحقة لأن قيمة العملة تغيرت، كما أن الشركات التي خسرت يومها أو لم تدفع لها أموالها استمرت رغم ذلك بتسديد الديون المتوجبة عليها للمصارف»، وأضاف أن «بحوزة الدولة اللبنانية في الأساس ملفات لنحو 153 شركة متضررة ستحصل على تعويضات من العراق، لكننا طالبنا هذه الشركات بتحديث ملفاتها إذا ارتأت ذلك، كما طالبنا من الشركات المتضررة والتي لم تقدم ملفاتها بعد إلى الإسراع في تقديمها ولمسنا تجاوبنا في هذا الإطار».

 

الوفاء للمقاومة: لاعتماد معيار واضح ومحدد في تأليف الحكومة وتجنب الاستنسابية

الخميس 26 تموز 2018 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" إجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، اصدرت بعده بيانا اشارت فيه الى ان "الوضع المحلي وتعقيدات التأليف الحكومي، شكلا محور التداول لتحديد اسباب المراوحة والتسويف في لحظة سياسية تفرض فيها التطورات السورية ملفات اساسية ينبغي ان تقاربها الدولة اللبنانية بانفتاح وايجابية لتحقيق مصالح مشتركة للبلدين تقتضي وجود علاقات دافئة وقنوات تواصل سياسي تنهض بمسؤولية معالجة الملفات الضرورية المطروحة لمصلحة الشعب اللبناني والسوري على حد سواء".واعتبرت ان "ملفات النازحين السوريين والنقل البري عبر سوريا، فضلا عن الأمن الاستراتيجي الذي يتهدده العدو الصهيوني على الجانبين اللبناني والسوري. هي كافية وحدها لتصحيح العلاقة التي يؤكد ضرورتها السياق الجديد الكاشف بوضوح عن انتصار سوريا على قوى الارهاب ومشروعها التخريبي في كل المنطقة. ان المرحلة تقتضي وجود حكومة تضامن وطني توفر الفاعلية المطلوبة لرعاية مصالح لبنان واللبنانيين على مختلف الصعد والمستويات السيادية والأمنية والاقتصادية والإنمائية". ورأت الكتلة في "الانجازات الميدانية التي حققتها سوريا وحلفاؤها ضد قوى الارهاب التكفيري والمحور الدولي والاقليمي الداعم لها، تطورا نوعيا مهما يسهم في اجهاض المشروع التآمري على سوريا ولبنان ويعيد الاستقرار والأمن الداخلي للبلدين الشقيقين. ان استعادة الجيش السوري السيطرة شبه التامة على الجنوب السوري وصولا الى الحدود مع الاردن، وتحرير أهالي بلدتي الفوعا وكفريا في محافظة ادلب، يطويان فترة سوداء عانى فيها الشعب السوري الأمرين جراء التهديد والابتزاز الارهابي". وإذ هنأت "سوريا قيادة وجيشا وشعبا على هذا الانجاز الاستراتيجي" باركت "للسوريين عموما ولأهالي كفريا والفوعة خصوصا، تحررهم من سطوة الارهابيين"، "منحنية أمام تضحيات المقاومين الأبطال الذين كان لهم اسهامهم الفاعل في تحقيق هذا الانتصار المهم والكبير". وجددت الكتلة دعوتها الى "وجوب اعتماد معيار واضح ومحدد في تأليف الحكومة الجديدة، وتجنب الاستنسابية، التي سيكون لها حكما، تداعيات سلبية تطال منسوب ثقة اللبنانيين بفاعلية حكومتهم وقدرتها على معالجة أوضاع البلاد. إن تغييب هذا المعيار هو السبب الاساس لتعثر تشكيل الحكومة".

واعربت عن "ارتياحها الكبير لفعالية الزملاء النواب من مختلف الكتل ولمداخلاتهم الجادة والمسؤولة خلال جلسة اللجان المشتركة اليوم التي اقرت اقتراح القانون المتعلق بحماية كاشفي الفساد ومشروع القانون المتعلق بمعالجة النفايات الصلبة في لبنان". ولفتت الكتلة الى انها "اذ ساهمت في الدفع لاقرار الاقتراح والمشروع الآنفي الذكر فانها تؤكد متابعتها لاقرار كل الاقتراحات والمشاريع المدرجة على جدول اعمال اللجان المختصة واللجان المشتركة في الهيئة العامة. وتبقى العهدة على الحكومة للقيام بواجبها ومسؤوليتها في احالة القوانين الصادرة الى حيز التطبيق والاشراف على حسن سير العمل بموجبها".

ودعت "مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي الى رفض التدخلات السياسية، أيا يكن مصدرها، في سير ونتائج المباراة المقررة لتطويع عناصر ورتباء جدد"، مؤكدة ان "اعتماد الكفاءة والأهلية كمعيار للنجاح، من شأنه أن يعزز ثقة المواطنين بأجهزة الأمن ورجالها وان مخالفة القوانين المرعية الإجراء من قبل قيادات الأجهزة الأمنية سوف يدفعنا لمساءلتها ووضع النقاط على الحروف تصويبا للأداء وتطبيقا للدستور والقوانين وإحتراما لكفاءات أبنائنا اللبنانيين".

كما دعت "وزير الطاقة ومدير عام مؤسسة كهرباء لبنان الى التدخل الشخصي المباشر منهما ببرنامج التقنين للتيار الكهربائي، لأن المواطنين في مناطق البقاع والضاحية وصور والنبطية يضيقون ذرعا بالاستنسابية غير المبررة التي تحرم مناطقهم من التغذية بمعدل ست ساعات أقل من المناطق الاخرى. إن الوضع لا علاقة له بقدرة الانتاج بل بمزاجية لدى المعنيين بالتوزيع. والكتلة تنتظر اجراءات سريعة تعالج هذا الامر وتضع له حدا نهائيا". من جهة اخرى، اشارت الكتلة الى ان "قرار الكنيست الاخير والمدان، الذي اعتبر فيه الكيان الصهيوني دولة قومية يهودية، أضاف دليلا فاضحا على عنصرية اسرائيل الغاصبة لفلسطين، ورغم ان هذا القرار يستقوي بالحماية الامريكية الدائمة، فإنه لا يغير في الحقيقة شيئا، إذ ستبقى فلسطين عربية الهوية وستعود لأهلها الفلسطينيين مهما طال الزمن وستبقى المقاومة السبيل الاجدى لتثبيت حق العودة وتقرير المصير مدعومة ومؤيدة من كل شرفاء المنطقة والعالم". ودانت الكتلة "اجراءات التعسف والتهديد والعدوان التي تمارسها الادارة الاميركية ضد دول وشعوب العالم المناهضة لسياساتها وترى فيها تجاوزا موصوفا للقانون الدولي ومصادرة لحرية الآخرين وتقويضا للأمن والاستقرار في اكثر من بلد ومنطقة في العالم. ان هذه الاجراءات تسيء اولا الى الشعب الاميركي، وتضاعف كراهية الشعوب الحرة للادارة الاميركية وتزرع الفوضى والاضطرابات في مختلف أنحاء العالم".

 

عودة اللاجئين: موسكو مستعجلة وبيروت تسهّل المعاملات

منير الربيع/جنوبية/الجمعة 27/07/2018

تريد موسكو لمبادرتها في إعادة اللاجئين السوريين إلى الداخل السوري أن تسير بسرعة. الموقف أبلغه الموفد الرئاسي الروسي الكسندر لافرنتييف إلى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في قصر بعبدا، الخميس في 26 تموز 2018. تتوقع المصادر الروسية أن يبدأ المسار التنفيذي للخطة خلال شهرين، بعد إنجاز الترتيبات السياسية واللوجستية. وتقول المصادر: "سيتم إنشاء مراكز لاستقبال اللاجئين، وتسهيل المعاملات من الجانب اللبناني ممثلاً بالأمن العام، لمعاجلة مسألة المعابر الحدودية والأوراق الثبوتية وجوازات السفر. وسيكون ذلك بالتنسيق مع الجانب السوري لتأمين سرعة في الإنجاز والتنفيذ. فيما الرقم المتوقع إعادته يصل إلى نحو 890 ألف لاجئ سوري، سيسلكون الطرقات البرية بين لبنان وسوريا، عبر معبر الزمراني الذي استخدمه الأمن العام في عمليات إعادة اللاجئين السابقة". يتفق السياسيون اللبنانيون على ضرورة الخروج بصيغة موحّدة وسياسة عامة، للانتهاء من أعباء اللجوء. لذلك، أصر رئيس الجمهورية ميشال عون على عقد لقاء موسع في قصر بعبدا، ضمّ إليه رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري، ووزير الدفاع وقائد الجيش والمدير العام للأمن العام، وممثل عن وزارة الخارجية. وجرى البحث في مختلف التفاصيل العامة والتفصيلية لبلورة الخطّة الروسية. ولا بد من الإشارة إلى أن عون والحريري أصرا على تجاوز ما حكي سابقاً عن وجود سوء تفاهم بينهما حيال هذا الملف، على خلفية تخطي الحريري عون في تكليف مستشاره التواصل مع الروس. وقد تم تبديد ذلك، بإصرار عون على عقد اللقاء في بعبدا ليخرج القرار بحضور الجميع وموافقتهم. وقبل الاجتماع الموسع، كان لافرنتييف قد التقى الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، في بيت الوسط لبحث الخطة والترتيبات اللوجستية أيضاً. ومن المفترض، وفق المباحثات، أن يبدأ لبنان إعداد لوائح اللاجئين والمناطق التي تهجروا منها، على أن يتم تسليمها تباعاً إلى اللجنة الروسية، التي ستدرس مع النظام إمكانية إعادة هؤلاء ووضع خيارات لأماكن عودتهم، إذا تعثّرت إعادتهم إلى أراضيهم. وتكشف المصادر أن هذا سيكون مرتبطاً بتوفير المال لتأمين بناء وحدات سكنية يقطنها اللاجئون العائدون، المهدمة منازلهم. وهذا يحتاج إلى وقت. لكن من المفترض أن تبدأ العملية خلال الشهرين المقبلين، لاسيما أن الموفد الروسي أكد بعد لقاء بعبدا أن المباحثات كانت إيجابية، والمبادرة الروسية تنطلق من خلفية عودة العديد من اللاجئين إلى بلدهم. ما يعني أن الظروف بدأت تسمح بهذه العودة. لكن مصادر لبنانية لا تبدي تفاؤلاً كبيراً من إمكانية تحقيق خرق أساسي أو إيجاد حلّ جذري لمشكلة اللاجئين في المدى المنظور أو القريب، لأن الخطّة الروسية ستواجه عقبات عديدة. أولاً، توفير المناطق الآمنة داخل سوريا، وثانياً إيجاد ضمانات لهؤلاء اللاجئين ليعودوا من دون القبض عليهم أو إلزامهم بالذهاب إلى جبهات القتال مع الجيش السوري، بالإضافة إلى تأمين مساكن لهم، ناهيك عن فرص العمل أو المساعدات التي يحتاجون إليها لتتوفر لهم حياة كريمة. فيما يبقى عائق أساسي على موسكو أن تجدّ حلّاً له، وفق مصادر دولية. وهو أن لبنان أقدم منذ فترة على إعادة عدد من اللاجئين السوريين إلى الداخل السوري، ولكن هذه العمليات كانت تحصل بناء على تقديم لبنان لوائح بأسماء الراغبين في العودة. فكان النظام يوافق على بعض من هؤلاء ويرفض البعض الآخر. ما يعني أن ما يجري هو عملية فرز جديدة للاجئين، بين من يرضى عنهم النظام ويسمح بعودتهم ومن لا يرضى عنهم، الذين يجب السؤال عن مصيرهم. وهذا ما سيلقي مسؤولية أساسية على موسكو، لوقف عمليات فرز اللاجئين بعد الفرز الديمغرافي والمذهبي الذي شهدته سوريا، لتأمين عودة حقيقية لهم.

 

مجزرة السويداء والتلويح بحكومة أكثرية لن يحرج الحريري

سلوى فاضل/جنوبية/26 يوليو، 2018

ليست المرة الأولى التي يتأخر فيها تشكيل الحكومة في لبنان ولا انتخاب رئيس للجمهورية، فمعاناة اللبنانيين في هذا الاطار طويلة جد ا ومُرّة.. ولكل مرحلة أسبابها. فهل هذه المرة الأسباب محلية أم أقليمية؟ رغم مرور أكثر من شهرين على عملية التكليف، بات ملف الحكومة اللبنانية في مكان بعيد، لدرجة اضطر مجلس الأمن الدولي إلى حثّ المسؤولين على تشكيل الحكومة، حيث أعتبر البعض ذلك ردّا دوليّا على محاولات إقصاء الرئيس المُكلف سعد الحريري، أو ردا على دعوات “حلفاء” النظام السوري إلى تشكيل حكومة أكثرية. فهل ان استعجال البعض تشكيل حكومة أكثرية هو من أجل التنسيق مع النظام السوري، وفرض شروط معينة؟ وهل ان تشكيل الحكومة أصبح أمره يأتي من وراء الحدود، ويرتبط بالعلاقات اللبنانية-السورية؟

في هذا الاطار، يقول القيادي في تيار المستقبل، الدكتور مصطفى علوش، ردا على سؤال حول تأخير تشكيل الحكومة وارتباطه بما يجري في سوريا، قال لـ”جنوبية” “لا أعرف اذا كان الأمر مرتبطا بسوريا او لا، فنحن في لبنان نجعل ثقب الأوزون على ارتباط بما يحدث في لبنان”.

وحول علاقة الازمة الحكومية في لبنان بالازمة السورية والتفجيرات امس في السويداء قال علوش “ما تبقى من النظام السوري لا يمكن ان يكون بعيدا عما يجري في لبنان ولا يمكن التأكيد على العكس، فلا ضمانة ان النظام او الميليشيات الداعمه له تريد الخير للبنان. وكذلك لا اعتقد ان انفجارات السويداء مرتبطة بلبنان”. ولكنه يستدرك “لا أستغرب شيئا بالنسبة لهذا النظام، فهو قد يُسلط على الوزير وليد جنبلاط من يربط القضية به من أجل تبرير تقسيم سوريا الى عدة أقاليم، وقد يصبح الإقليم الدرزي مستقلا، ومن الممكن ان يكون ذلك التفجير جزءا من مخطط عام”. ويشدد علوش على ان “القرار اللبناني بتأليف الحكومة هو قرار محلي، فمجرد ان تتفق الاطراف على تشكيل حكومة يتم ذلك، علما ان الرئيس سعد الحريري ليس ضعيفا، ولكن تأخير تشكيل الحكومة سوف يوفر للبنان مواكبة الملفات الاقليمية”. من جهة ثانية، رفض المحلل السياسي، فيصل عبد الساتر،  “ما يدلي به البعض في لبنان حول محاولة ربط ما جرى من تفجيرات في السويداء، وعلاقته بالضغط على القوى معنيّة  في لبنان وعلى رئيس الحكومة، او ان ذاك الحدث هو للقبول بشروط ما”. برأي عبد الساتر ان “هذه المقاربة تدخل في اطار الخلط. ولا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالامر. بل تدخل في اطار صراع نفوذ بين واشنطن وموسكو، وكلنا يعلم ان “داعش” مموّل من واشنطن. اما عملية السويداء ومحاولة البعض إتهام الدولة السورية فانه يدل على تفاهة الذين يذهبون في هذه الاوهام، فهذه المنطقة هي تحت السيطرة الاميركية أصلا”. ويتابع عبد الساتر، بالقول “كما بات معلوما للجميع ان “داعش” يتمركز في الجنوب السوري تحت رعاية اميركية-اسرائيلية واضحة. والعملية التي حدثت بطريقة التسلل ترسم علامات كبيرة حول الدور الاميركي لجهة وصول الدواعش الى ريف السويداء وارتكابهم المجازر بحق المدنيين، وهو برسم الادارة الاميركية التي تحاول اعادة السيطرة”. و”بالعودة الى الموضوع اللبناني، اعتقد ان سوريا ليست بوارد التفكير بالاوضاع في لبنان سواء تشكّلت الحكومة ام لم تتشكل. فبعض الاطراف اللبنانية ربما لديها شروط او تسعى لوضع حواجز امام الرئيس المُكلف. والرئيس الحريري لم يفصح عنها، بعد ان كان يدعي ان الاطراف الأخرى تؤخر تشكيل الحكومة، خاصة انه يرفض تمثيل الطرف السنيّ المعارض له”.

و”هذا التأخير يعود أيضا الى الدور الثلاثي الذي تدعمه السعودية، وهم القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي، وتيار المستقبل. فهؤلاء جميعا يحاولون استهداف العهد بعراقيلهم للضغط عليه للقبول ببعض الشروط، وبانتظار رضوخه حتى لا تكون حكومة العهد القوية، ويسهل عندئذ تناول العهد واضعافه”.

ويشدد الاعلامي فيصل عبدالساتر، بالقول “بات من الواضح ان الذين يحاولون تحميل جبران باسيل المسؤولية انهم يحاولون التهرب من مسؤولياتهم، وان كان باسيل طرفا، لكنه ليس مسؤولا، اما التهويل بالوضعين الاقتصادي والأمني فيأتي في اطار الجوقة المبرمجة، ولم يعد أحد يلتفت الى هذا الأمر”. ويختم، قائلا، “نحن لا زلنا في المربع الأول من تشكيل الحكومة، ولم نتفق بعد على الاسماء والحقائب، فلماذا يدّعي الرئيس المكلّف التفاؤل؟ بماذا هو متفائل؟”.

 

مجزرة داعش في السويداء تدفع الدروز للتشبّث أكثر بالنظام

هيلدا المعدراني/جنوبية/26 يوليو، 2018

250 قتيلا و180 جريحا، حصيلة هجمات داعش في السويداء جنوب شرق سوريا، وهذه هي الحصيلة الاكبر لعمليات التنظيم الارهابي، ولكن لماذ استهداف جبل الدروز هذه المرة؟ التفجيرات التي وقعت امس الاربعاء في السويداء ادت الى سقوط 250 قتيلا و180 جريحا في صفوف المدنيين، وهي الاكثر دموية منذ اندلاع الازمة السورية، وتحدث مراقبون عن وقوف اسرائيل خلفها، ومحاولة تدخلها في شأن دروز سوريا بعد دخولها على خط التفاهمات التي حصلت في الجنوب السوري وفرض نفسها كلاعب اساسي في عملية احياء اتفاقية فك الاشتباك 1974، في حين حملت اوساط اخرى النظام السوري المسؤولية في عملية انتقامية لزج الدروز في الحرب القائمة بعد تخلف ابنائهم عن التجنيد العسكري في صفوف الجيش السوري. وتعد السويداء التي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 128 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي، أهم مركز سكني للأقلية الدرزية في سوريا، وهي بقيت مستقرة نسبيا خلال الحرب السورية، وتعرضت اخر مرة لهجوم كبير في تشرين الثاني من العام 2013 عن طريق تفجير سيارة مفخخة في فرع المخابرات الجوية اسفر عن مقتل 8 عناصر من الجيش السوري. ماذا في تفاصيل هذه التفجيرات والهجمات لانتحارية بسيارات مفخخة واحزمة ناسفة، والتي وصفت بـ” التفجيرات المركبة” و”الدموية”، وكيف يفسر الباحث وليد عربيد علاقة اسرائيل بها؟

مصدر سوري مواكب موالي للنظام قال لـ” جنوبية” ان ” هجوم داعش انطلق من قرى ريف السويداء الشمالي، وهي على تماس مع البادية السورية وامتداد لها حيث يتواجد داعش، وقد دخل من خلالها الى المدينة، وقام بتفجيرات في وقت سابق” مضيفا” داعش حاليا هو تحت نيران الجيش السوري في حوض اليرموك حيث تتم محاصرته ويحاول الافلات والتوسع الى مناطق اخرى ليشتت قوة الجيش السوري”.

واشار المصدر الى ان “داعش بدأ هجومه من جهة الصحراء من خلال موكب يضم 80 سيارة مدججة بالسلاح ومنها المدفعية وهاجم قرى في الريف الشرقي لمدينة السويداء متخطيا حواجز الجيش المتمركزة هناك، ودخل قرى شبكي ودوما ورامي عند الرابعة فجرا، وذلك قبل ان تتصدى لعناصره الارهابية قوة كبيرة تضم حوالي 50 الف مقاتل من المقاومة الشعبية والجيش السوري”. واعتبر المصدر ان ” علاقة دروز السويداء بالدولة متينة انطلاقا من ارث سلطان باشا الاطرش قائد الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي، والسويداء بدروزها اعتمدوا في تحصين امنهم على العميد عصام زهر الدين وابنه يعرب زهر الدين”، واضاف ” ان محاولات الاسرائيليين لضم الدروز الى صفوف الارهابيين وتأليبهم على الدولة السورية باءت بالفشل من خلال غرفة الموك”.

عربيد: جبل العرب يدفع ثمن تحالفات هلسنكي

رئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتيجية الدكتور وليد عربيد اكد لـ”جنوبية” ان “الحركات التكفيرية لم تختف عن ساحة النزاعات العسكرية في سوريا والكل يذكر دخولها الى تدمر واحتلال حقول النفط في دير الزور في الشرق السوري” واضاف ” يدل ذلك على اعادة رسم للتحالفات الدولية وللخارطة الجيوسياسية في جنوب سوريا، والسؤال لماذا تدخل داعش في منطقة جبل الدروز والمعلوم ان الدروز يمثلون اقليات في المنطقة؟” وتابع عربيد “ربما تعمل اسرائيل على التدخل في اعادة رسم الخارطة الجيوستراتيجية، سيما وان قمة هلسنكي بين بوتين وترامب اعادت رسم الوضعية التي كانت سائدة في العام 1974، وحدود 4 حزيران 1967، وهذا لا يعني ان الولايات المتحدة ولا حتى اسرائيل ترضى بذلك، والسؤال الاستراتيجي لماذا عادت هذه لحركات والتفجيرات لا سيما ان الدروز في هذه المنطقة يدعمون النظام وهي في حضن الدولة السورية لحماية انفسهم كأقليات، فهل تسعى اسرائيل لرسم خارطة جديدة في المنطقة لتلك الاقليات انطلاقا انها دولة اثنية يهودية؟”. من جهة اخرى اشار عربيد الى ان ” الدروز في سوريا خسروا في دفاعهم عن النظام، وهم لا يتحملون خسارة اكبر لانهم اقلية، وليسوا كالسنة والشيعة، فهل ستتدخل اسرائيل لحماية تلك الاقليات بضغط من الدروز المتواجدين في الداخل”؟

وختم عربيد “قلت سابقا في العام 2012 ان اسرائيل تحاول ان تضغط عبر تحالفها مع داعش على جبل الدروز بعد ضغط المظاهرات من قبل المقيمين منهم في اسرائيل للدفاع عن دروز سوريا، وكان المخطط هو انسحاب دروز السويداء ولجوئهم الى القنيطرة وتحويل اسرائيل تلك المنطقة الى حزام امني بدعم دولي بحجة حماية الاقليات”.

 

"لبنان الرسمي" يطبّع مع إسرائيل؟

باسكال بطرس/المدن/الخميس 26/07/2018

هل تطبّع الدولة اللبنانية مع إسرائيل أو تعترف بها وبوجودها على الحدود الجنوبية؟ فقد نشرت "الجريدة الرسمية" أن ما يقع على الحدود الجنوبية للبنان هو "إسرائيل" وليس فلسطين؟ علماً أن لا اعتراف رسمياً بذلك، وما زالت الكتب المدرسية المعتمدة تشير إلى أن فلسطين هي ما يقع على الحدود الجنوبية. وفي حال اعتمد كتابٌ ما تسمية إسرائيل يعترض لبنان الأهلي والرسمي، فيعالج الأمر. فما خلفية "خطأ "الجريدة الرسمية"، في العدد ٣١ بتاريخ 12 تموز 2018؟ لقد ورد في إحدى صفحات المرسوم الرقم ٣٣٥٢، وهو "إبرام اتفاق بين مجلس الإنماء والإعمار والبنك الأوروبي للتثمير، تتعلّق بدراسات جدوى حول تحديث وتوسيع نظم تجميع مياه الصرف الصحي في صيدا وتصريفها"، عبارة "يملك لبنان حدوداً 375 كيلومتراً مع سوريا في الشمال والشرق و79 كيلومتراً مع إسرائيل في الجنوب". ويحمل المرسوم توقيع أركان الدولة اللبنانية، من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، إلى الوزراء المعنيين: الطاقة والمياه، والخارجية والمغتربين، والاقتصاد والتجارة، والشؤون الاجتماعية، والعدل، والمال، والبيئة والعمل… وقد ألحق به نص الاتفاق الذي يحمل تواقيع رئيس مجلس الانماء والاعمار باسم الجسر، بالنيابة عن رئيس الجمهورية، وممثلَيّ البنك الأوروبي للتثمير.

صفحات طويلة يتألف منها الجزء الأساسي من الاتفاق، وتعالج المواد التقنية والقانونية والتمويل والالتزامات والحقوق، ليُختتم المرسوم بالهوامش والتوضيحات تحت عنوان "بعض المعلومات الأساسية"، التي تحدّد مساحة لبنان وموقعه الجغرافي. غير أنّ اللافت في ما ذُكر هو ورود عبارة "لبنان يمتلك حدوداً بطول 78 كيلومتراً مع إسرائيل في الجنوب" بدلاً من "الأراضي الفلسطينية المحتلة". ما أثار امتعاض واستهجان عدد من اللبنانيين، خصوصا في ظلّ مسارعة بعض الدول العربية، وبخاصة الخليجية منها، الى التطبيع مع الكيان الصهيوني.

على الإثر، تقدّم المحامون حسن بزي وجاد طعمة وسهى إسماعيل من "مجموعة الشعب يريد إصلاح النظام"، بإخبار لدى النائب العام التمييزي، "ضدّ كل من يظهره التحقيق من المسؤولين في الدولة اللبنانية بموضوع الاتفاقية الموقعة". واستند المحامون في إخبارهم إلى ما وصفوه "بالفضيحة الحاصلة على أعلى المستويات"، إلى القوانين المرعيّة الإجراء، لا سيما قانون مقاطعة "إسرائيل". وفي هذا الإطار، شدد طعمة على "استحالة القبول بخطأ مماثل"، لافتاً إلى أنّ "توقيع الاتفاق من قبل الطرفين يعني أن كل بند فيه كان عرضة للتفاوض في ما بينهما. بالتالي، حرّر برضى الطرفين". ورأى أنّ "تفويض الدولة اللبنانية مجلس الإنماء والإعمار التوقيع باسمها، لا يلغي مسؤوليتها تجاه ما ورد في نص الاتفاقية"، مشيراً إلى أنه "استناداً إلى النص المنشور، فإن ترجمة النموذج الأوروبي الجاهز قد جرت لدى البنك المعني". وكشف طعمة أنّ "المحامين الذين تقدموا بالإخبار يتطلّعون إلى محاسبة كل مسؤول عن هذا الخطأ، وينتظرون تحرّك النائب العام التمييزي في الساعات المقبلة للمباشرة بالتحقيق وإحالة الإخبار إلى الجهات المختصة". من جهتها، أكدت مصادر مجلس الوزراء، لـ"المدن"، أنّه "ليس صحيحاً على الإطلاق أنّ ما يجري هو في إطار مؤامرة على الشعب اللبناني لإجباره على الاعتراف بـ"إسرائيل". وكل هذه الاعتقادات والتحليلات غير منطقية ولا مكان لها من الصحة". وإذ لفتت إلى "اعتراف الدول الأوروبية والبنك الأوروبي بدولة إسرائيل"، شدّدت المصادر على أنّ "موقفنا في هذا السياق ثابت ومبدئي، ويستحيل أن يجبرنا على تغييره. ولكن، في المقابل، لا يمكننا أثناء تعاملنا مع الجهات الدولية والبنك الدولي والبنك الأوروبي، أن نفرض عليها عدم الاعتراف بدولة معينة". ومن هذا المنطلق، أوضحت المصادر، "نضطر على مضض، إلى الموافقة على التوقيع على الاتفاقية المبرمة مع البنك الأوروبي، من دون التوقّف عند هذا التفصيل. مع العلم أن البنك الأوروبي هو من تولّى ترجمتها، ليجري بعدها تثبيتها بمرسوم يحمل تواقيع رئيسي الجمهورية والحكومة، ونشرها في الجريدة الرسمية". فهل أصبح الواقع يغلب النظريات فارضاً نفسه على الدولة اللبنانية؟ وهل اضطر لبنان إلى القبول بهذه التسمية بهدف الحصول على المساعدات، على الرغم من أنها تخالف الأدبيات السياسية للبنان الرسمي؟ ومن يتحمّل مسؤولية هذا الخرق وتبعاته؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قاسم سليماني مخاطبا ترامب: ستبدؤون الحرب لكن نهايتها نحن من سيفرضها/طهران تهدد الولايات المتحدة بإيقاف الملاحة في البحر الأحمر وقطع تصدير النفط إلى الغرب/حرب كلامية تتصاعد بين طهران وواشنطن

العرب/26 تموز/18/طهران- وعد قاسم سليماني رئيس فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني بأن الحرب إذا شنت من قبل الولايات المتحدة على ايران، ستكون طهران من يفرض نهايتها.وقال سليماني في تجمع أمام عناصر الحرس الإيراني، مخاطبا الرئيسي الأميركي دونالد ترامب "أنتم ستبدأون هذه الحرب لكن نهايتها نحن من سيفرضها"، مضيفا "أتهددنا، نحن عشاق الموت؟". واعتبر مراقب سياسي عربي مقيم في لندن تصريحات سليماني محاولة لبث الحماس بين عناصر الحرس الإيراني إثر تصاعد المخاوف داخل أروقة القيادات الإيرانية من العقوبات الأميركية واحتمالات التصعيد الحربي في المنطقة.

وقال المراقب في تصريح لـ"العرب" "لقد سمعنا مثل الكلام والوعود مطلع تسعينات القرن الماضي قبل حرب الخليج الثانية، لكن النتائج ما يكشف عنه الوضع المتردي في العراق والمنطقة برمتها. وهدد سليماني بتعطيل الملاحة في البحر الأحمر الممر الرئيسي لمرور صادرات النفط إلى الدول الغربية قائلا "البحر الأحمر لم يعد آمناً"، في إشارة منه إلى قيام ميليشيات الحوثي بشن هجوم على ناقلتي نفط سعوديتين، الأربعاء، ما يدل على تورط إيران بشكل مباشر بتهديد الملاحة في البحر الأحمر بالإيعاز لميليشيات الحوثيين التابعة لهم بمهاجمة ناقلات النفط. وأوقفت السعودية الخميس صادراتها النفطية بشكل مؤقت بعد تعرض إحدى ناقلاتها لهجوم من قبل الميليشيات الحوثية في اليمن. ونقلت قنوات تلفزيونية ايرانية عن سليماني قوله "أنا ندّكم وقوات قدسي هي أنداد لكم... أنا أقول لكم يا سيد ترامب المقامر، أقول لك اعلم أن في اللحظة التي أنت فيها عاجز عن التفكير نحن قريبون منك في مكان لا تتصوره أبدا. نحن شعب الشهادة، نحن قد خبرنا أحداثا كثيرة، تعال نحن بانتظارك، نحن رجال الوغى وأندادك أنت". والبحر الأحمر أحد أهم طرق التجارة في العالم بالنسبة لناقلات النفط. وقال سليماني في توجيه خطابه إلى الرئيس الأميركي إن دونالد ترامب يجب أن يوجه إليه هو الحديث عندما يهدد الجمهورية الإسلامية.ونقلت وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء عن سليماني قوله في مدينة همدان بوسط إيران "كجندي.. من واجبي الرد على تهديدات ترامب... إن كان يريد استخدام لغة التهديد... فعليه أن يتحدث إلي لا إلى الرئيس" مشيرا إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني. وأضاف “أتهددنا، نحن عشاق الموت؟ وأنا عطش لأن أريق دمائي في هذا المجال. نحن عطشى، أتهددنا؟”. وتابع مخاطبا الإدارة الأميركية “أنتم تعرفون قوتنا في المنطقة وتعرفون إمكانيتنا في الحرب غير المتكافئة”. وتأتي هذه التهديدات بعدما حذر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في تغريدة على تويتر الاثنين الماضي، روحاني من مغبة تهديد أميركا بالقول: "إياك أن تهدد أميركا مرة أخرى وإلا ستواجه عواقب لم يواجهها سوى قلة عبر التاريخ".

 

السويداء... ضحية لـ«داعش» أم لعملية «تأديب»؟

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين/26 تموز/18»/هل كان مفاجئاً ما حصل في السويداء أمس وأوقع مجزرة رهيبة تلتها هجمات لتنظيم "داعش" على قرى في المنطقة؟ تتطلب الإجابة، في موازاة هول ما حدث والخسائر البشرية الفادحة، قراءة الأحداث بعدسة التطورات الأخيرة في الجنوب السوري عموماً، والوجهة التي سلكتها لمصلحة نظام بشار الأسد بمعية القوات الروسية. فالكل كان يعتبر أن إنهاء مسألة درعا حيث انطلقت الاحتجاجات ضد النظام قبل سبع سنوات، مقدمة للاتجاه شمالا بغية طيّ الحرب السورية نهائياً. ولكن مهلاً، ها هو تنظيم "داعش" يعود إلى الجنوب السوري من الباب الواسع في محافظة ذات غالبية درزية، علماً أن الطائفة الدرزية صاحبة الوجود التاريخي في منطقة جبل العرب، تؤيد – بتحفظ إن جاز التعبير - بغالبيتها النظام الذي تسيطر قواته على المحافظة بينما يقتصر وجود مقاتلي التنظيم على منطقة صحراوية عند الأطراف الشمالية الشرقية للمحافظة. انطلاقاً من هذا الواقع يسأل كثيرون كيف تمكن "داعش" من تنفيذ هذه الهجمات الواسعة والمنسّقة؟ وبالتالي يذهب هذا الرأي إلى اتهام النظام الذي سبق أن ادّعى أن خطر التنظيم زال عن تلك المنطقة.

وفي هذا السياق سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط: "كيف وصلت وبهذه السرعة تلك المجموعات الداعشية الى السويداء ومحيطها وقامت بجرائمها قبل ان ينتفض أهل الكرامة للدفاع عن الارض والعرض؟ النظام الباسل ادعى بعد معركة الغوطة انه لم يعد هناك من خطر داعشي الا اذا كان المطلوب الانتقام من مشايخ الكرامة". وأضاف جنبلاط: "ما هي جريمة مشايخ الكرامة سوى رفض التطوع بالجيش لمقاتلة اهلهم أبناء الشعب السوري؟ والغريب هو حماس الشيخ (موفّق) طريف في فلسطين للدفاع عن دروز سوريا وتجاهله المطلق لقانون التهويد الذي اصدره الكنيست الاسرائيلي بالامس القريب. وعلى أية حال لا فرق بين البعث الأسدي وصهيونية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو". واتهم ناشطون في مدينة السويداء النظام السوري بتدبير هجمات التنظيم، في ظل وجود عدد من المؤشرات الدالة على ذلك. ويلفت هؤلاء إلى أن المؤشر الأول هو ما حصل في 22 (مايو) أيار الماضي عندما نقل النظام السوري مسلحي "داعش" من جنوب دمشق إلى البادية في محيط السويداء، في إطار اتفاق غير رسمي. وشمل ذلك ما بين 800 وألف مسلح انتقلوا في 40 شاحنة بحراسة شديدة، إلى الأشرفية والعورة، على مسافة أقل من عشرة كيلومترات من ريف السويداء الشمالي الشرقي.

وفي 27 يونيو (حزيران)، سحب النظام السوري جزءًا كبيرًا من قواته من بادية السويداء إلى ريف درعا الشرقي من جهة بصرى الشام، بهدف فتح محور ضد فصائل المعارضة في درعا. وبعد سيطرة قوات الأسد على محافظة درعا، توجهت الأنظار إلى السويداء التي عاشت نوعاً من الإدارة الذاتية منذ إنشاء حركة "رجال الكرامة" عام 2014، وبالتالي شاء النظام أن يعيد بسط نفوذه على المدينة و"تأديبها". ويشار في هذا السياق إلى زيارة وفد روسي للسويداء في 23 يونيو، واجتماعه بشكل مغلق مع مشيخة عقل طائفة الدروز لمناقشة مستقبل المحافظة، ومعالجة مسائل عالقة كقضية المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة العسكرية. الخلاصة أن هذا الرأي يعتقد أن النظام سهّل حركة مسلحي "داعش" لكي يرتكبوا أعمال عنف تبرّر لقواته العودة بقوة إلى محافظة السويداء ليستكمل سيطرته على الجنوب السوري، على غرار ما حصل في مناطق أخرى. وفي المقابل، يقول رأي آخر إن ما حصل ما هو إلا حلقة في مسلسل المواجهة بين "داعش" ونظام الاسد، وإن التنظيم لا يزال موجودا رغم سلسلة الضربات التي تلقاها في مناطق سورية عدة، وقادراً على التحرك والقتال والهجوم، بما يعني أن الحرب لم تبلغ خط النهاية، وأن تفجيرات وهجمات أخرى قد تحصل في أي منطقة سورية.

 

مئات القتلى والجرحى بهجمات دموية في السويداء جنوب سوريا/«داعش» تبنى العمليات... وانتحاريون شاركوا فيها

بيروت - دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»/26 تموز/18/قتل أكثر من 220 شخصاً من مدنيين ومقاتلين محليين موالين للنظام السوري في هجوم واسع شنه «داعش» صباح الأربعاء على محافظة السويداء في جنوب سوريا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأشار «المرصد» إلى ارتفاع الحصيلة من 114 شخصاً إلى «221 على الأقل بينهم 123 مدنياً والبقية من السكان المحليين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن قراهم». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن ارتفاع الحصيلة ناتج عن «العثور على المزيد من جثث القتلى في قرى طالتها هجمات التنظيم في ريف المحافظة الشرقي». وأعلن «داعش» في البيان: «شنّ عناصرنا هجوماً مباغتاً على مراكز أمنية وحكومية داخل مدينة السويداء، واشتبكوا مع الجيش (...) والميليشيات الموالية له، ثم فجروا أحزمتهم الناسفة وسط جموعهم». واقتصر البيان على ذكر مدينة السويداء فقط من دون التطرق إلى قرى في ريفها الشمالي الشرقي طالتها الهجمات، وفق «المرصد» والإعلام الرسمي السوري. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إنها «الحصيلة الدموية الأكبر في محافظة السويداء منذ اندلاع النزاع» في عام 2011، كما أنها من بين الأكبر في سوريا جراء هجمات لتنظيم داعش.

وبدأ الهجوم صباح الأربعاء بتفجيرات انتحارية استهدفت مدينة السويداء وقرى في ريفها الشمالي الشرقي قبل أن يشن التنظيم المتطرف هجوماً على تلك القرى ويتقدم في بعض منها، وفق «المرصد السوري». ويسيطر الجيش النظامي على كامل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية التي بقيت خلال سنوات النزاع بمنأى إلى حد كبير عن المعارك العنيفة، فيما يوجد مقاتلو تنظيم داعش في منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية ينفذون منها بين الحين والآخر هجمات ضد قوات النظام.

وسارعت قوات النظام السوري إلى شن هجوم مضاد لوقف تقدم الجهاديين في قرى ريف المحافظة الشمالي الشرقي. ولا تزال الاشتباكات مستمرة، بحسب المرصد. وأتت هجمات التنظيم في وقت يتعرض فصيل مبايع له منذ أيام لهجوم عنيف من قوات النظام في آخر جيب يوجد فيه في محافظة درعا المحاذية للسويداء. وبحسب مصادر ميدانية، جاء عناصر التنظيم من جهة البادية الشرقية والشمالية الشرقية، وهجموا على قرى عراجة والشريحي والشبكة ورامي وغيضة حمايل ودوما وطربا والكسيب والمتونة ولاهثة والسويرة وحزم. وتمكنوا من التوغل في بلدات الشريحي والشبكي وغيضة حمايل بعد اشتباكات مع الأهالي والمجموعات المحلية المسلحة، وقتل العشرات. وقام تنظيم «داعش» بحرق المنازل وقتل المدنيين. كما سيطر على تل بصير بالقرب من بلدة الكسيب في الريف الشرقي، وانطلقوا منه باتجاه البلدات المحيطة، قبل أن تصل المجموعات المحلية المسلحة من جميع أنحاء جبل الدروز ومن بلدات صحنايا وجرمانا بريف دمشق، وتمكن أهالي السويداء من صد الهجوم وطرد التنظيم من غالبية القرى التي توغل فيها مرتكبا جرائم مروعة بحق المدنيين، حيث تصدى الأهالي في بلدات رامة ودوما والسويمرة والمتونة للهجوم وقتلوا نحو عشرين عنصرا من (داعش).

بالتزامن مع هجومه على القرى والبلدات في ريف السويداء نفذ تنظيم داعش أربعة تفجيرات، وقالت مصادر من أهالي السويداء لـ«الشرق الأوسط» إن الشاب يامن أبو عاصي قتل خلال محاولته التصدي لأحد الانتحاريين، وقالت المصادر إن «الانتحاريين قبل تفجير أنفسهم قاموا بإطلاق الرصاص وإلقاء القنابل بشكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل مدنيين». وحملت مصادر معارضة النظام وأجهزته الأمنية في السويداء المسؤولية عن الهجوم. وقالت إن «قوات النظام وعناصر الأمن التابعة له لم تتحرك ولم تشارك في صد هجوم الدواعش مع الإشارة إلى أن هؤلاء الدواعش جرى نقلهم من مخيم اليرموك إلى البادية على تخوم محافظة السويداء الشمالية والشرقية». وأشارت إلى أن «وفدا روسيا جاء قبل أيام إلى السويداء وعقد اجتماعات مع بعض الزعامات المحلية، من مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز طالبا منهم تسليم أهالي الجبل سلاحهم، بزعم انتفاء الحاجة له بعد سيطرة قوات النظام على درعا، هناك من وافق وقامت قرى السويمرة والمتونة بتسليم السلاح كما قام أحد الزعامات بسحب السلاح من رجاله، فيما أبدت زعامات وبلدات قرى أخرى تمنعا لأن محيط محافظة السويداء ما زال غير آمن». ولفتت المصادر إلى أن «القرى التي سلمت سلاحها كانت الهدف الأول في هجوم (داعش) التي تركز القتال فيها وهي قرى المتونة وشبكي وطربا وداما والشريحي والغيطة والسويمرة وسالي ورامي». ويشار إلى أن غالبية أهالي جبل الدروز اختاروا الوقوف على الحياد في الحرب، ورفضوا حمل السلاح في مواجهة السوريين، ذلك بعد انقسام أهالي الجبل بين مؤيد ومعارض للنظام، وسعت الزعامات الدينية لدى النظام لتجنيب أبناء الجبل الالتحاق بالخدمة الإلزامية خارج الجبل، كما قبلت بتسليح مجموعات محلية بهدف حماية الجبل في حال الهجوم عليه.

 

ارتفاع حصيلة ضحايا هجمات السويداء إلى 246 قتيلاً

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين/26 تموز/18/ارتفعت حصيلة القتلى جراء الهجمات التي شنها تنظيم داعش في محافظة السويداء جنوب سوريا وتخللها تفجيرات انتحارية إلى 246 قتيلاً، أكثر من نصفهم من المدنيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الخميس). وبدأ التنظيم هجومه صباح أمس (الأربعاء) بتفجير أربعة انتحاريين أحزمتهم الناسفة في مدينة السويداء تزامناً مع تفجيرات مماثلة استهدفت قرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي قبل أن يشن هجوماً ضد تلك القرى، تمكنت قوات النظام من صده بعد ساعات. وارتفعت حصيلة القتلى تدريجياً خلال ساعات النهار حتى منتصف الليل مع العثور على جثث المزيد من المدنيين قال المرصد إنه «تم إعدامهم داخل منازلهم بالإضافة إلى وفاة مصابين متأثرين بجراحهم». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «ارتفعت الحصيلة إلى 246 شخصاً بينهم 135 مدنياً والباقون من المقاتلين الموالين للنظام وغالبيتهم من السكان المحليين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن قراهم». وتبنى تنظيم داعش في بيانين منفصلين الهجمات على مدينة السويداء وريفها الشرقي، في اعتداء يعد الأكبر على المحافظة ذات الغالبية الدرزية التي بقيت إلى حد كبير بمنأى عن النزاع منذ اندلاعه في العام 2011. وتسيطر قوات النظام على كامل محافظة السويداء فيما يقتصر وجود مقاتلي التنظيم على منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية.

 

صيغة حل وسط للحكومة من الحريري/4 وزارات لـ«القوات» إحداها «سيادية»... و3 وزراء دروز لـ«الاشتراكي»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/26 تموز/18/قدّم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تصوّره لتشكيلة وزارية جديدة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، معبراً عن تفاؤله بإمكانية إحداث خرق في التأليف في وقت أكد عدم تراجعه عن موقفه من النظام السوري، مكرراً تأييده للاقتراحات الروسية حيال عودة النازحين السوريين عشية وصول وفد روسي إلى بيروت لبحث الملف. وحمل الحريري في زيارته التي أتت بعد شهر على لقائه الأخير بالرئيس، وما تخلّل هذه الفترة من بعض التوتر في المواقف السياسية، صيغة حل وسط ارتكزت على حل العقدتين الدرزية والمسيحية، بحسب وصف مصادره، فيما أوضحت مصادر مطّلعة على التشكيلة لـ«الشرق الأوسط» أنها تتضمن 4 وزراء مسيحيين لـ«حزب القوات»، مع وزارة سيادية و3 دروز من حصة «الحزب الاشتراكي». وقالت مصادر الحريري لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الصيغة ترضي الجميع وتؤمن صحة التمثيل برأي الحريري الذي تداول بها مع الرئيس عون بوصفه المعني الوحيد ببحثها مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة»، وأكدت أنه «إذا صفت النوايا ولَم تكن هناك معوقات خارجية وإرادة إقليمية في عرقلة الحكومة يجب أن يتم السير بالاقتراح». وبعد اللقاء، أكد الحريري أنه سيعاود زيارة عون قريباً لاستكمال الأمور الإيجابية، موضحاً أنه سيكون لهما موقف موحد من عودة النازحين اليوم إبان زيارة الوفد الروسي. وفيما وصف العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة بـ«البسيطة»، دعا إلى تخفيف الهجمات السياسية بين الأفرقاء السياسيين، واعتبر أن التصعيد في الإعلام يؤدي إلى مزيد من التأزيم. ومع رفضه الإفصاح عن الطرح الذي قدمه لرئيس الجمهورية، شدّد على أن «الدستور واضح في موضوع تشكيل الحكومة، ولا أحد يحق له التدخل»، وقال: «أنا من أشكّل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية، كما أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الأفرقاء السياسيين الذين عليهم التعاون لتشكيل الحكومة». وسأل: «من المستفيد من خلق مشكلات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة؟»، معتبراً أن من يحاول طرح خلاف، لا يريد الخير لا للحريري ولا للرئيس ولا حتى للبلد، مشيراً في الوقت عينه إلى أن هناك نوعاً من التهدئة في النفوس ولدى الأفرقاء السياسيين. ومع رفضه الرد على ما نقل عن لسان وزير الخارجية جبران باسيل عن المهلة لتأليف الحكومة، اكتفى بالقول: «أرى أن مصلحة البلد هي بتشكيل الحكومة بإيجابية وسأستمر على هذه الطريق». وأضاف: «عندما نريد فنحن نستطيع إجراء التسويات اللازمة، والحكومة السابقة أنجزت لأن التوافق كان سائداً في البلد، وسأفعل كل ما باستطاعتي للمحافظة على هذا التوافق». وصباحاً كان موقف لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، حيث عبّر عون عن أمله في تشكيل الحكومة في وقت قريب للانطلاق بالمعالجة اللازمة على كل الأصعدة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي الذي سيعطى الأولوية في الحكومة العتيدة، بالإضافة إلى مكافحة الفساد وملف النازحين السوريين. كما جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام النواب في لقاء الأربعاء النيابي، تأكيده على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة «نظراً إلى أهمية وجودها في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد، ولتمكين لبنان من القيام بالتزاماته الدولية مثل ما يتعلق بمؤتمر سيدر». وفيما نقل النواب عنه أنه ليست لديه معطيات جديدة عن عملية تأليف الحكومة، أمل «أن يحمل لقاء اليوم (أمس بين الحريري وعون) بشائر الخير». وقال رئيس المجلس إن «ما يواجهه اللبنانيون اليوم من أزمات اجتماعية وخدماتية ناتج من أسباب عديدة؛ أبرزها عدم تطبيق القوانين، لأن تطبيقها يشكل المدخل الأساسي لمكافحة الفساد». وعشية اللقاء المرتقب بين الوفد الروسي والحريري وعون لبحث اقتراحات موسكو لعودة النازحين السوريين، عبّر رئيس الحكومة المكلف عن أمله أن تكون هذه العودة آمنة ومضمونة من قبل الخارج. ومع تأكيده على عدم تبدل موقفه حيال النظام السوري، قال: «موقفي واضح من نظام الأسد ولم ولن يتغير، إنما الأمر اليوم يتعلق بالنازحين وأريد أن أطلع على ما اتفق عليه كل من قبل روسيا وأميركا».

 

الحكومة المصرية تنال ثقة البرلمان... ومدبولي يتعهد مراعاة ملاحظات النواب بعد إعلان الموافقة بالأغلبية على برنامجها وتشكيلها

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/26 تموز/18/منح البرلمان المصري، أمس، الثقة لحكومة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وذلك بعد إجراء التصويت بين الأعضاء، وإعلان رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال الموافقة بالأغلبية على برنامجها وتشكيلها. وجاء قرار منح الثقة للحكومة، التي تقدمت ببرنامجها لـ«النواب» مطلع الشهر الحالي، مواكباً لإعلان المجلس اختتام دور الانعقاد الثالث له، تمهيداً لتوقفه عن العمل حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بحسب ما يتوقع الأعضاء. ورغم تخصيص المجلس يومين للرد على بيان الحكومة، عبر أربع جلسات صباحية ومسائية، إلا أن الجلسة العامة أمس، التي حضرها مدبولي، شهدت مشادات وصياحاً تحت قبة البرلمان، بعد أن أبدى بعض النواب اعتراضهم على عدم منحهم الفرصة للتعليق على برنامج الحكومة في الجلسة العامة بعد إغلاق باب المناقشة. غير أن عبد العال تدخل مُعنفاً بأنه «لن يعيد النداء على أسماء النواب الذين طلبوا التعليق»، وزاد قائلاً: «سبق أن نادينا على من طلبوا الكلمة، لكنهم لم يكونوا داخل القاعة، ونحن لن نعمل تحت حسابهم، ومن يرغب في تمثيل دائرته كان عليه الالتزام بحضور الجلسة كاملة، والتعليق عندما يحين دوره». وفور حصوله على ثقة المجلس، تعهد مدبولي بمراعاة «الملاحظات القيمة، التي أبداها أعضاء مجلس النواب خلال الرد على بيان الحكومة»، وقال إن «الحكومة ستعمل على التقييم المستمر لمستوى الأداء، بالإضافة إلى إعداد برامج تهتم بالمواطن، ونشر نتائج البرنامج بصفة دورية على الرأي العام»، مضيفاً أن «الحكومة ستبذل كل الجهد من أجل وصول نتائج برنامجها إلى المواطن، ومع الاستمرار في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، سنضع في الاعتبار مصلحة المواطن المصري». وكان مدبولي قد تعهد في برنامج حكومته بالعمل على «احتواء الفقراء وتنفيذ إجراءات لتخفيض معدلات الفقر في البلاد»، فضلاً عن «تعزيز إجراءات الحماية الاجتماعية» للطبقات الأقل دخلاً. وأعرب رئيس الحكومة عن «شكره للجنة النيابية الخاصة للرد على بيان الحكومة على ما رصدته من ملاحظات واقترحته من توصيات لتفعيل برنامج الحكومة، لينعكس بشكل ملموس على حياة المواطن اليومية إيجابياً، وعلى تقديم السلع والخدمات»، مؤكداً جدية الحكومة في تنفيذ برنامجها بقوله «أعدكم بأن أكون محل ثقة البرلمان، وببناء منظومة إلكترونية للمتابعة، وقياس الأثر لتنفيذ البرنامج، وتشكيل لجنة قومية لمتابعة بيان الحكومة تضم نواباً ومساعدي الوزراء، إضافة إلى فرق متابعة داخل كل وزارة بالحكومة»، موضحاً في هذا السياق أنه «سيتم أيضاً تحديد آليات تنفيذ برنامج الحكومة بشكل ربع سنوي، وتحديد الجهات المسؤولة عن ذلك، تنفيذاً لأهداف البرنامج الرئيسية والفرعية، حيث سيتم حصر الإنجازات المتحققة، وتحديد معوقات التنفيذ مالياً وإدارياً، والتعامل معها لحلها». إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس النواب انتهاء دور الانعقاد العادي الثالث من البرلمان، مشيراً إلى أن «قرار فض دور الانعقاد سيصدر من جانب رئيس الجمهورية».  وقال عبد العال «إن دور الانعقاد العادي الرابع سينعقد في الموعد الذي يصدر بتحديده قرار من رئيس الجمهورية، وفقاً لنص المادة 115 من الدستور». وتنص المادة 115 من الدستور على أن «يدعو رئيس الجمهورية مجلس النواب للانعقاد للدور العادي السنوي قبل يوم الخميس الأول من شهر أكتوبر، فإذا لم تتم الدعوة، يجتمع المجلس بحكم الدستور في اليوم المذكور، ويستمر دور الانعقاد العادي لمدة تسعة أشهر على الأقل، ويفض رئيس الجمهورية دور الانعقاد بعد موافقة المجلس، ولا يجوز ذلك للمجلس قبل اعتماد الموازنة العامة للدولة». وأوضح عبد العال أن المجلس أقر 197 مشروع قانون خلال دور الانعقاد العادي الثالث، وتضمنت تلك المشروعات 2757 مادة في كل المجالات، مؤكداً أن «هذه النسبة هي الأكبر في تاريخ المجالس النيابية في مصر منذ 1866»، بحسب قوله. ودافع عبد العال عن عدم مناقشة المجلس لأي استجواب للحكومة، بقوله إن ذلك يرجع إلى «عدم توافر الشروط الشكلية والموضوعية في طلبات الاستجوابات التي قدمت للمجلس»، وتابع موضحاً أن «الاستجواب إجراء خشن يترتب عليه دائماً وأبداً سحب الثقة من الحكومة، والبديل توجيه الشكر لها، أو الانتقال لجدول الأعمال. لذا يجب أن تكون الاستجوابات تستوفي كافة الشروط المطلوبة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المبادرة الروسية: الإجماع أولاً!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 27 تموز 2018

لبنان يقترب من نهاية ملف النازحين السوريين، لكن يجب انتظار بعض الوقت لبلوغ هذا الهدف، ربما بعد أسابيع وربما بعد أشهر.

يؤكد على ذلك سفير دولة اوروبية، مواكب المبادرة الروسية لإعادة النازحين، ويقول: ما يجب أن ينتبّه له اللبنانيون وكل المعنيين بهذا الملف، هو الخطوات السريعة التي بدأت لوضعها المبادرة على سكة التطبيق العملي.

في اعتقاد السفير أنّ المبادرة قد تُقرأ في جانب منها على أنها مؤشر الى اقتراب الأزمة السورية من خط نهايتها. إلّا أنها في الوقت نفسه تكتسي أهمية كبرى:

- اولاً، لناحية مضمونها وهدفها الذي من شأنه إن تحقق أن يزيح ثقل النازحين عن كاهل ما يزيد عن اربعين دولة تستضيف اكثر من سبعة ملايين نازح تركوا سوريا منذ اندلاع الأزمة، ومن بينها لبنان الذي يُعتبر اكثر الدول استضافةً للنازحين بما يزيد عن مليوني نازح.

- ثانياً، لناحية توقيتها، الذي تلا مباشرة قمّة هلسنكي بين الرئيسين الاميركي والروسي. والذي يعكس بأنّ هذه المبادرة هي واحدة من التفاهمات التي تمّت بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين.

يقول السفير الأوروبي «على الرغم من السرّية التي تحاط بها نتائج هلسنكي، فثمّة معطيات لدى أصدقاء الدولتين العظميين، بأنهما توصّلا إلى سلة تفاهمات، سواءٌ حول ما يتصل بالعلاقة الثنائية ونقاط دولية ساخنة، ونحن سمعنا تلميحات اميركية حول رغبة واشنطن بالتخلّي عمّا تعتبره «الصداع» التي يتأتّى من الأزمة السورية.

ويلاحظ السفير «أنّ تقدّماً بدأ يرتسم بوتيرة سريعة على سطح المبادرة، ومن تعبيراته التجاوب الأردني معها. وكذلك التلقّف اللبناني الإيجابي لها. ويقول: نعرف أنّ ثمّة انقساماً لبنانياً حول النظرة إلى النازحين واختلافاً حول كيفية إعادتهم، لقد أبلغني أحد كبار المسؤولين اللبنانيين أنّ لبنان بكل فئاته لا يستطيع إلّا أن يكون مع كل مبادرة لإتاحة عبء النازحين عنه. الانقسام السياسي حول النازحين هو جزء من الفولكلور الخلافي اللبناني، الذي ينتهي مفعوله في المحطات المصيرية. وملف النازحين واحد من تلك المحطات التي سيتبلور حولها إجماع لبناني في نهاية الامر. ولا احد يستطيع أن يكون خارج هذا الإجماع الحتمي.

يقول السفير إنه أُعجب بما سمعه من المسؤول اللبناني الكبير حول الإجماع الحتمي. وفي معرض هذا الاعجاب قال: يوصَف اللبنانيون بأنهم كالبوصلة والمرآة العاكسة، وحديثهم اليوم عن اهمية الإجماع حول امر يفتح الباب امام مغادرة النازحين لبنان، نقرأه كمؤشر الى تلمّسهم وجود غطاء دولي وكذلك إقليمي لحلّ هذا الأمر والإجماع حوله. واللبنانيون يعرفون قبل غيرهم، ونحن نعرف ايضاً أنّ تبايناتهم أو توافقاتهم الداخلية هي في الكثير من الاحيان انعكاس لتباينات أو تفاهمات خارجية.

وأبرز ما في الصورة التي يرسمها السفير نفسه قوله: «لديّ رأي شخصي، ولا أسوّق موقفاً رسمياً، بحسب قراءتي اعتقد انّ الغرب بشكل عام، لا يستطيع إلّا أن يكون مع المبادرة الروسية، نعرف حجم الإرباك والمشكلات التي سبّبوها في العديد من الدول الاوروبية، والمبادرة بإعادتهم تريح دول الغرب وتزيل هاجس الخوف من تفاقم أعدادهم اكثر فيها، وتزايد الخطر من القنابل البشرية التي باتت تهدّد المجتمعات الغربية».

وهنا يدعو السفير الى لحظ «التعاون غير المسبوق بين روسيا وفرنسا في شأن تقديم مساعدات إنسانية إلى النازحين، وخصوصاً نازحي غوطة دمشق، وكذلك لحظ المناخ الدولي، الذي يتفاعل برضى على المبادرة الروسية ومعنى ذلك انّ هذه المبادرة معدّة بعناية ودقة شديدتين. وليس في الإمكان إبعادها ابداً عن قمّة هلسنكي، التي شهدت في بعض محطاتها اقتراحاتٍ حول تنظيم عودة اللاجئين الى الاماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل النزاع، وخصوصاً من لبنان والأردن.

هذه الصورة تؤكّدها مصادر مطلعة على خلفية المبادرة الروسية، وتقول إنّ الأمور ما زالت حالياً في اطار العملية الاستطلاعية من قبل الجانب الروسي، وهذا يتطلّب جهداً كبيراً خصوصاً على المستوى المعلوماتي وصولاً الى تحديد العدد الحقيقي للنازحين، والتفريق بين مَن هو نازح لأسباب سياسية أو أمنية وبين نازح لأسباب اقتصادية أو غير ذلك. وبالتأكيد إنّ هذا الأمر سيتطلّب بعض الوقت. المصادر نفسها تقرأ في المبادرة بعداً آخر، يعكس أنّ كل العالم بدأ يتعامل مع الأزمة السورية من خلفية أنّ التسوية ستتمّ إن عاجلاً أو آجلاً، ويبدو أنّ التطورات الاخيرة قد فرضت إعادة تقييم على كافة القوى الخارجية، إعادة تقييم مقاربتها للملف السوري، خصوصاً أنّ المسألة ستنتقل الى حقل إعادة إعمار سوريا، التي يتطلّع الكل إلى الحصول على حصته فيها. وبالتأكيد أنّ لبنان سيكون أوّل المستفيدين.

 

نهرُ الموت وجلُّ الديب ونهرُ الكلب

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 27 تموز 2018

القافلة لا تسير ... والكلاب تنبحُ وراء عرَبَةٍ يجرُّها حصانٌ أعرج.

مهلاً...لا تظنّوا أنني هنا أستخدم المجاز البياني الذي يُستعمل في غير معناه لأتكلم على تأليف الحكومة... فالحكومة وتأليفها، ووجودها وعدم وجودها سيَّان.

الكلام الأجدى بالإهتمام هو على هذه القوافل المتصارعة حتى الموت مع الإختناق المروري بين بيروت وجونيه، بما يختصر كل فضائح الحكام والحكومات والوزارات والنيابات والزعامات، ويفضح خفَّةَ المسؤوليات في هذه الدولة العليّة، والجمهورية القوية ولبنان القوي.

بضعة كيلومترات بين بيروت وجونيه كأنَّك تسافر معها من دولة الى دولة، تتخبَّظ في بحرٍ من الحديد المتناطح وتنتقل كمشروع شهيدٍ يتحرَّق في لظى اكتظاظِ السيارات، وتعيش معاناة الإختبار في غيبوبة الإحتضار.

وتحت وطأة انهيار الأعصاب وارتفاع ضغط الدم، ما عليك إلاّ الإستعانة بحبوبٍ مخدِّرة أو بإِبَرِ البنج أو بطبيب القلب، ويقتضي من باب الإحتياط أن تحجز سريراً في غرفةٍ للعناية الفائقة، حتى أذا لم تكن من أزلام الزعيم، أو لا تحمل سندات تمليك عقاري، فقد تظل أمام غرفة الطوارىء حتى تلفظ الأنفاس الأخيرة.

رحلة الموت على طريق نهر الموت ونهر الكلب مكتوبة في الدوائر العقارية الرسمية للبؤساء والمساكين من عامة الشعب، أما أهل الحكم والحكومات والزعامات، فقد تنفرج أمامهم الطرقات فسيحة آمنة، وتتوقف دون مواكبهم السيارات، حتى ولو توقّفت حياة الذين يستقلّون سيارات الإسعاف.

بين بيروت وجونيه مسافة قصيرةٌ في الجغرافيا وبعيدة في الزمن، وكأن جونيه هي طريق في فلسطين على ما تنبَّأ بِهِ الزعيم الفلسطيني «أبو أياد» ذات يوم، وما أدراك...؟ فقد تصبح جونيه ذات يوم في جغرافية أهل الحكم، جزيرة في محيط لم يكتشفها بعد كولومبس.

ندعوكم الى عاصمة الموارنة في كسروان، هذه التي سميّت على إسم كسرى أحد أمراء المردة وقد ظفر بتأييد ملك القسطنطينية، فيما أحفاد المردة لا يتمرَّدون على عزل كسروان بقدر ما ظفروا بالتمرد على أنفسهم وبتأييدٍ منْ ملوك البربر.

ندعوكم الى كسروان عاصمة المشايخ التي انطلقت منها إنتفاضة الفلاحين وثورة طانيوس شاهين، ولا تنتفض على الطيور الغريبة التي تحلِّق فوق شواهينها، ولا على الذين جعلوا الوصول إليها من طريق التحليق.

نحن في دولة لم تستطع على مدى ثلاثين عاماً وأكثر، أن تحلّ مشكلة السير ومشكلة الماء والكهرباء والنفايات، وهذه من أدنى بديهيات تأسيس الدولة، وأدنى أوَّليات نشوئها... إذاً نحن، في دولة اللاّدولة.

لقد كان عندنا كهرباء فأطفأوها، وكان عندنا مطامر فطمروها، وكان عندنا ماء فجفَّفوه وسيْرٌ فعرقلوه، لأنّ وراء كل قصة حصّة، ووراء كل مناقصة محاصصة.

من بيروت الى جونيه، وأنت تمـرُّ بنهر الكلب تقرأ كتابات منقوشة على اللوحات يقول فيها نبوخذنصّر ملك بابل: «أقمتُ في لبنان تمثالي لكي يعتبر كل طامح بلبنان فلا تحدِّثه نفسه بالإعتداء على أهله...»

ما دامت التماثيل التي عندنا لا تقرأ النقوش وتعتلي العروش في لبنان، ويبقى هناك مَنْ تحدِّثُه نفسه بالإعتداء على أهله، فقد يظل شعب لبنان يخضع يومياً للمرور من نهر الموت الى جلّ الديب الى نهر الكلب.

 

آليّات المبادرة الروسية: التفاهم السياسي... وإلّا «القطّارة»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الجمعة 27 تموز 2018

لا يقلّ الدوي الذي أحدثته «القنبلة» الروسية المتمثّلة في إعلان موسكو تسريع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، عن تلك التي سبّبها «الإنقلاب المُخملي» في مواقف الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري وفريقه السياسي حيال هذه المسألة.

فجأة قرّر الحريري مجاراة رياح التغيير التي هبّت من العاصمة الفنلندية، عقب القمة الأميركية - الروسية في هلنسكي، ليقف في مَقدِم الصفّ اللبناني المشجّع على تسريع العودة الآمنة للنازحين... وكأنّ الذاكرة اللبنانية ثقبت على عجل وابتلعت محاضر السجالات و»الحروب الناعمة» التي خاضتها القوى السياسية على مرّ الأزمة السورية، على خلفية الموقف من النازحين.منذ اندلاع نار المعارك العسكرية في الهشيم السوري لتأكل أخضره واليابس، وتشريع الحدود اللبنانية على مصراعيها لاستقبال مئات آلاف الهاربين من الدم والبارود، إنضمّ ملف النازحين إلى رزمة الملفات الخلافية التي تقسّم الداخل اللبناني بين مؤيّد ومعارض.

تعددت المقترحات والخطط، والأزمة واحدة: فريق ينظر بعين الريبة إلى «إقامة» جحافل السوريين الموزعين على مخيمات البؤس والحرمان والأحياء الشعبية، قد تطول وتتحول مشروع توطين مقنّع. وفريق آخر يغلّب الاعتبارات الانسانية والاجتماعية على ما عداها متبنّياً وجهة نظر المنظمات الدولية المحذّرة من عودة غير مضمونة أو غير محمية برعاية دولية، قد تنتهي بعمليات ثأر واعتقال ممنهجة ومنظمة.

لكنّ عمق الإشكالية في مكان آخر: هل يجب ترك ورقة النازحين إلى حين صَوغ الحل السياسي النهائي في سوريا؟ أم يجوز، أو في الأحرى، هل من الممكن تحييدها في الوقت الضائع والدفع في اتجاه التخفيف من عبئها عن الكاهل اللبناني؟ إذ لم تمض بعد أسابيع قليلة على «الحرب الناعمة» التي اشتعلت بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل على خلفية تهديد باسيل تعليق العمل بإقامات موظفي المفوضية العليا لشؤون النازحين، «المتهمين» بتخويف النازحين الراغبين في العودة إلى بلادهم، ما دفع بفريق الحريري إلى توجيه انتقادات حادّة لسلوك باسيل.

وهذا الأداء ليس مستجداً على «أجندة» رئيس «التيار الوطني الحر» الذي يطالب منذ العام 2013 بإغلاق الحدود مع سوريا لوقف تدفّق اللاجئين. الجديد هو موقف من قابلوه يومها بـ»ثورة غضب» عارمة شارك فيها مَن يدقّ اليوم جرس الإنذار حول مخاطر هذه «القنبلة» البشرية وعلى رأسها «القوات اللبنانية».

أمّا الحريري فصار لسان حاله: «مسابقة الزمن لمساعدة الأشقاء السوريين على توفير مقوّمات العودة الآمنة والسريعة الى ديارهم، ورفع أعباء النزوح الاجتماعية والاقتصادية عن كاهل المجتمع اللبناني».

وفي أي حال فإنّ ملامح استدارة رئيس تيار «المستقبل» من ضفّة الرفض المطلق للبحث في العودة، إلى ضفة «القبول بالأمر الواقع» ظهرت مع منحه موافقة ضمنية على التنسيق الثنائي الذي يتولّاه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع سوريا من خلال تنظيم رحلات عودة فردية للراغبين من السوريين في اجتياز الحدود عن طريق الهبوط الآمن على أرض الوطن.

ومن ثم «تطنيشه» على مبادرة «حزب الله» في تشكيل لجان محلية لمساعدة النازحين الراغبين في العودة، من خلال إعداد جداول تتضمن أسماءهم وإرسالها إلى سوريا بعد التنسيق مع الأمن العام لتسهيل عودتهم وتسريعها.

وفق أحد المطلعين، فإنّ النظام السوري يتطلّع إلى تنسيق «الندّ للندّ»، يفترض أن تقوم به الحكومة اللبنانية رسمياً. ولكن لا مانع من «تجيير» هذا الدور إلى حليفه اللبناني، أي «حزب الله»، طالما أنّ الانقسام يكبّل السلطة التنفيذية. ولهذا أخذ «الحزب» على عاتقه المبادرة من دون الخروج عن الآلية الرسمية التي أحدثها الأمن العام. ولهذا أيضاً بَدت الضاحية الجنوبية في حالة ترقّب لِما يحمله الوفد الروسي إلى لبنان، من منطلق ترحيبها وتأييدها أيّ خطوة تساعد على تسريع العودة، لأنها تهتم بالهدف لا الوسيلة. لكنّ السؤال المحوري هو حول موقف الحكومة السورية من التفاهم الدولي.

يقول المطلعون إنه لا يكفي أن يتفق «الجبّاران» على مبدأ العودة الآمنة وعلى آليّاتها التنظيمية، ولا بدّ من أن تكون الحكومة السورية في صلب هذا التفاهم كونها المِعبَر الرسمي لتنفيذ الإجراءات ولكي تكون أكثر فعالية.

وحتى الآن، وحده الموقف الروسي الذي عبّر عنه الوفد الرفيع المستوى، هو الذي ظهّر موقف الحكومة السورية مؤكداً ترحيبها وتأمينها الضمانات الأمنية لكل العائدين.

نازحو مناطق منخفضة التوتر

فالسؤال حول موقف الجهات السورية الرسمية، يصبح مشروعاً حين يتبيّن وفق وزير معني بهذا الملف، أنّ 43% من النازحين الموجودين في لبنان ينتمون إلى مناطق منخفضة التوتر، وبالتالي لا خشية أمنية عليهم، ويفترض أن تكون إجراءات عودتهم مسهّلة. أضف إلى وجود أعداد كبيرة من مؤيدي النظام في لبنان، سبق وشاركوا في الاستحقاقات السورية في سفارتهم في لبنان، ويفترض أيضاً أن تكون عودتهم سريعة من دون الحاجة الى وسيط ثالث... الأمر الذي لم يحصل حتى الآن، إذ انّ تسهيل عودة آلاف النازحين لا يشبه أبداً الحالات التي يرعى الأمن العام اللبناني مسارها في «الإياب». هنا تفيد المعلومات أنّ اللوائح التي عادة ما يتقدّم بها الجهاز اللبناني إلى الأجهزة السورية المعنية تتضمن عادة أكثر من 1000 إسم، فتأتي الموافقة على نحو 50% منهم أو أقل في بعض الأحيان، والأهم من ذلك أنّ هذه الموافقات تحتاج أحياناً أكثر من شهر لكي تسلك الخط اللبناني. وبالتالي، من المستحيل اعتماد الآلية ذاتها لأنّ ذلك يعني الحاجة إلى سنوات لتأمين عودة مئات آلاف النازحين. حتى أنّ «حزب الله»، وحسب ما تؤكد المعلومات، جهّز لائحته الأولى التي تتضمن نحو 1500 اسم ويفترض إرسالها إلى الأجهزة السورية خلال الساعات المقبلة، لينتظر موافقة السلطات السورية التي وعدته بتقديم المساعدة إلى أقصى حدّ.

إجراءات موسعة

ولهذا، فإنّ تنظيم عمليات واسعة تضم آلاف النازحين، يستدعي وضع خطة موسعة تكون فيها السلطة السورية شريكة أساسية لتسريع الإجراءات، والتي قد تتطلب وفق المطلعين الآتي:

• إحداث معابر خاصة لهؤلاء النازحين لتسريع عمليات التدقيق والإجراءات الأمنية.

• التنسيق الكامل بين الأجهزة اللبنانية وتلك السورية لتبادل المعلومات بين الفريقين.

• ربط إلكتروني بين السلطتين المختصتين لتسريع الإجراءات، وعدم الاتّكال على الخطوات الروتينية التي قد تتطلّب وقتاً طويلاً.

• مساعدة الأمم المتحدة من خلال نقل مهماتها من لبنان إلى سوريا، خصوصاً أنّ بعض النازحين قد يحتاجون إلى البقاء في مخيمات داخل بلداتهم في انتظار إعادة الإعمار، مع العلم أنّ المفوضية العليا للاجئين فتحت مكاتب عدة في سوريا وبدأت عملها هناك.

 

 أزمة فساد حزب الل» عميقة

ماثيو ليفيت/معهد واشنطن/"الحرة"/26 تموز/18

نُشرت هذه المقالة في الأصل من على موقع "الحرة".

http://eliasbejjaninews.com/archives/66305/matthew-levitt-hezbollahs-corruption-crisis-runs-deep-%D9%85%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D9%88-%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%AA-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

 قلما تحدث مسؤولو «حزب الله» ومرشحوه، في الفترة التي سبقت الانتخابات اللبنانية الأخيرة، عن الانتشار العسكري للحزب في سوريا. وبدلاً من ذلك، ركز هؤلاء على قضيتين رئيسيتين: الاقتصاد والفساد. إن أكثر ما يريد «حزب الله» تجنب النقاش فيه هو العلاقة بين قتاله في سوريا لدعم نظام الأسد وتداعيات تآكل الاقتصاد وازدياد الفساد التي يعاني منها داخل لبنان.

عموماَ، إن حالة الاستياء الاستثنائية داخل قاعدة «حزب الله» السياسية الشيعية التقليدية هي نتيجة لانزلاق الحزب عميقاً في الحرب السورية، والعدد الكبير المتزايد لقتلى الحزب هناك. وبالنسبة لبعض مؤيدي «حزب الله» القدماء، كانت عقيدة "المقاومة" ترتبط تحديداً بإسرائيل، وليس بالدفاع عن الرئيس الأسد وحربه ضد المدنيين السوريين السنة في الغالب. وفي الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية، انتشرت لافتات على الطريق السريع في منطقة البقاع، أهم معاقل «حزب الله»، تعارض مرشحي الحزب وتحمل شعارات مثل: "نحرص على المقاومة، لكن ولاءنا هو لبعلبك الهرمل".

لقد أخذت حالة من السخرية والشك تبرز داخل صفوف «حزب الله» حيال الثمن الباهظ الذي يدفعه التنظيم لدعم نظام الأسد. فالعديد من مقاتلي «حزب الله» يرون "أنهم  يدفعون الثمن كله، بينما يحصد الإيرانيون المنافع. ونتيجة لذلك، فإن أعداداً كبيرة من المحاربين القدامى يتركون الحزب، ويفسحون المجال لمجموعة جديدة ومختلفة من المقاتلين الأصغر سناً". وينضم المقاتلون الجدد للحزب من أجل الحصول على راتب، أكثر من قناعتهم بالقضية، وهو ما يجعل الحرب السورية، قضية اقتصادية وليس أيديولوجية بالنسبة لهذا الجيل الجديد من جنود «حزب الله».

بناء على ذلك، يعاني «حزب الله» أيضاً من أزمة ثقة تقوم على الإدراك بأن الجماعة أصبحت موغلة في الفساد. ويجند «حزب الله» مقاتليه من أفقر المناطق في ضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع على طول الحدود اللبنانية ـ السورية، وبدرجة أقل من جنوب لبنان. لكن في الوقت الذي يجند فيه «حزب الله» الفقراء، يستفيد أنصاره الأغنياء مالياً من الحرب.

في نيسان/أبريل الماضي، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مقاتلاً سابقاً في «حزب الله» انتقد زعيم الحزب حسن نصرالله في رسالة مفتوحة لفشله في التصدي للفساد داخل التنظيم. وفي السابق، لم يكن من الممكن أن يسمع أحد بهذا النوع من الانتقاد العلني للحزب، ولكن في وقتنا الحالي، نالت هذه الرسالة الدعم في وسائل التواصل الاجتماعي. وأدرك نصرالله أن لدى «حزب الله» مشكلة فساد خطيرة، وجعل حملته لمكافحة الفساد وللتنمية الاقتصادية محور برنامج «حزب الله» الانتخابي.

ومن خلال وصفه خطورة الفساد في القطاع العام في لبنان، قال الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، إن محاربة الفساد في لبنان "معركة وطنية كبرى". وفي خطاب بمناسبة ذكرى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، أعلن نصر الله في 25 أيار/مايو 2018، أن قيادة الحزب درست "ملف الفساد" وعينت عضو «حزب الله» النائب حسن فضل الله رئيس لجنة لمكافحة الفساد لمتابعة الموضوع تحت إشراف نصرالله نفسه.

ولكن حتى إذا أثبت الحزب أنه قادر على القضاء على جزء كبير من الفساد السياسي الذي هو نتيجة لاقتصاد الحرب الذي ساهم الحزب في إيجاده، سواء داخل صفوفه أو في البلاد بصورة عامة، فإنه سيبقى عاجزاً عن معالجة بعض من أكثر أنشطة الفساد تجذراً وإثارة للقلق، والتي يقوم بها أشخاص متنفذون في «حزب الله».

ومعظم هذه الشخصيات المتنفذة الفاسدة متورطة بشكل أو بآخر في الشبكة الإجرامية التي توفر الدعم المالي لـ «حزب الله»، وبشكل خاص الجزء الذي يمول إرهاب الجماعة وأنشطتها العسكرية، والذي أشارت إليه وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة بـ "مكوّن الشؤون التجارية" في «حزب الله».  وقد تم الكشف عن "مكوّن الشؤون التجارية" في أوائل عام 2016 من خلال عملية مشتركة شملت "إدارة مكافحة المخدرات" الأمريكية ، الجمارك وحماية الحدود، وزارة الخزانة، "يوروبول"،  "يوروجست"، والسلطات الفرنسية والألمانية والإيطالية والبلجيكية. وقد شمل التحقيق سبعة بلدان وأدى إلى اعتقال عدد من أعضاء «حزب الله» والمتعاونين معه بتهمة الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال وحيازة الأسلحة لاستخدامها في سوريا.

ولكن إلى جانب تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات وغسل الأموال، فإن بعض الشخصيات البارزة في «حزب الله» متورطة في مشاريع إجرامية شنيعة من بينها الاتجار بالجنس والبشر. لنأخذ على سبيل المثال علي حسين زعيتر، المسؤول في شؤون المشتريات والتمويل الإجرامي لـ «حزب الله». في عام 2014، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية زعيتر شخصاً إرهابياً لاستخدام شركاته من أجل الحصول على مكونات للطائرات من دون طيار (UAV) التي يُشغّلها «حزب الله» فوق الأراضي السورية ولاستهداف إسرائيل. وفي العام التالي، أدرجت وزارة الخزانة شركات إضافية يديرها زعيتر في الصين ولبنان، لشرائها مكونات للطائرات من دون طيار لصالح «حزب الله». وبعد بضعة أشهر، في عام 2016، كشفت السلطات اللبنانية عن شبكة دعارة كبيرة، تُشغّل نساء سوريات بشكل رئيسي. وزعم «حزب الله» أنه لعب دوراً في كشف شبكة الاتجار بالبشر والجنس، لكن تقارير صحفية ربطت شبكة الدعارة بعلي حسين زعيتر، الذي وصفته وزارة الخزانة الأمريكية بأنه وكيل مشتريات «حزب الله».

ومؤخراً في أيار/مايو 2018، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية محمد إبراهيم بزي كإرهابي، ووصفته بأنه "ممول «حزب الله»" وله صلات وثيقة بالديكتاتور الغامبي السابق الفاسد يحيى جاميه وتاجر المخدرات المرتبط بـ «حزب الله» أيمن جمعة.  وكشفت وزارة الخزانة أن بزي "هو مموّل رئيسي لـ «حزب الله»، وزوّد الحزب بمساعدات مالية على مدى سنوات عديدة مقدماً ملايين الدولارات التي جناها من أنشتطه التجارية". ويتم تمويل بزي للإرهاب بشكل رئيسي من خلال علاقات وثيقة مع الناشطين في فرع «حزب الله» التجاري أدهم طباجة وعلي يوسف شرارة.

ويبدو، على أية حال، أن بزي يدعم «حزب الله» من خلال الاتجار بالبشر كذلك. فبعد شهر من تصنيفه إرهابياً لدعمه أنشطة «حزب الله» الإرهابية، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية  تقريراًعن انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي كبار الشخصيات السياسية الأجنبية الفاسدة وميسّريها الماليين. وسلط التقرير الضوء على دور بزي كونه ممولاً لـ «حزب الله» وشريكاً مقرباً من يحيى جاميه. ومن بين انتهاكات جاميه العديدة لحقوق الإنسان التي أوردها التقرير، وردت تهمة الاتجار بالبشر. وفي الواقع، تصف وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها الخاص بالاتجار بالبشر بأن غامبيا "بلد مصدّر ووجهة للنساء والأطفال الذين يتعرضون للعمل القسري والاتجار بالجنس". ويضيف تقرير الخارجية الأمريكية عن غامبيا أن "النساء، والفتيات، وبنسبة أقل الفتيان هم عرضة للاتجار بالجنس، والعمل القسري في أسواق الشوارع، والعبودية المنزلية". وقد أشارت التقارير منذ فترة طويلة إلى "علاقة لبنان" بعالم الاتجار بالجنس في غامبيا بالاشتراك مع مقربين من جاميه. ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، لا يشمل ذلك فقط تهريب الأشخاص من لبنان إلى غامبيا، ولكن أيضاً في الاتجاه المعاكس. وأشار التقرير إلى أن "المرأة الغامبية تتعرض للعمل القسري والاتجار بالجنس في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان والكويت".

 ووردت الإشارة، وفقاً لبعض التقارير، إلى دور بزي في بعض أنشطة الاتجار هذه بالشراكة مع جاميه، في النسخة الأصلية من البيان الصحفي لوزارة الخزانة الأمريكية عند إعلان تصنيف بزي شخصاً إرهابياً، لكنه حذف في النهاية. ووفقاً لتقرير في "الحرة"، كشف مسؤول في وزارة الخزانة الأمريكية عن "تورط بزي في عملية استخدام الفتيات السوريات اللائي يتم جمعهن من مخيمات اللاجئين والمتاجرة بهن من أجل المال لمساعدة «حزب الله»".

وبالفعل، تم اكتشاف دور بزي في الاتجار بالبشر كجزء من التحقيق الذي أجرته "إدارة مكافحة المخدرات" الأمريكية في عمليات «حزب الله» لغسل الأموال وتهريب المخدرات، والذي سمي "مشروع كاساندرا". وفي أوائل عام 2014 عقد اجتماع في البيت الأبيض حول هذه القضية قبل زيارة جاميه لواشنطن في آب/أغسطس 2014. وخوفاً من جر الاجتماع حول الاتجار بالبشر في غامبيا إلى نقاش حول دور «حزب الله» وبزي في هذه الأنشطة، تم استبعاد عملاء فرقة العمل الخاصة بـ "مشروع كاساندرا" من النقاشات.

إن «حزب الله» منفتح بشأن أزمة الفساد التي تواجه جميع الأطراف اللبنانية، بما في ذلك الحزب ذاته. لكنه يغلق صفوفه ويخفي غسيله القذر عندما يتعلق الأمر بمسؤولين كبار مثل زعيتر وبزي اللذين يمثلان عفناً في نواة الدائرة الضيقة لقيادة الحزب. ويمتد فساد «حزب الله» إلى أبعد من سوء الإدارة المالية ويسمح لبارونات الحزب الأقوياء بكسب المال من اقتصاد الحرب في سوريا في الوقت الذي يقوم فيه بتجنيد المشاة وقوداً للحرب، من بين الفقراء. وبالنسبة للمجموعة التي تصف نفسها بأنها «حزب الله»، فإن أمثال زعيتر وبزي يمثلون مشاكل مخزية.

إن فساد «حزب الله» يستشري أعمق بكثير مما يمكن لنصر الله الاعتراف به، وهو أعقد من أي شيء آخر قد يمكن للجنة مكافحة الفساد التابعة لـ «حزب الله»، معالجته.

ماثيو ليفيت هو زميل "فرومر- ويكسلر" ومدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن. وهو مؤلف كتاب "«حزب الله»: البصمة العالمية الواضحة لـ «حزب الله» اللبناني".

 

سلاماً على بيروت… سلاماً على المقموعين!

باسكال صوما/مدى الصوت/26 تموز/18

منذ أيام، أسابيع، لا أعرف هذه البلاد. كل يوم أتفقد شكل الحائط في بيتنا، التجاعيد في وجهي، ملامح جابي الكهرباء، فاتورة هاتفي، خاتمي المكسور الذي تركته في الحمام منذ شهر، رائحة الرطوبة في بيت جارتنا، ضجيج الكرة وهي تترامى بين أقدام "عصابة الحي"، شجارات جارنا وزوجته، أكاذيب جارنا الثاني…

كل يوم، أحاول أن أجد دلائل كافية على أنني لم أنتقل من دون قصد إلى حياة في مكان آخر. كل يوم أجمع وجهي في المرآة، حتى أكف عن الشك. كل يوم أتصل بأمي. كل يوم أسهر على الشرفة وأنام متأخرة. أعمل كثيراً ولا أنتهي من شيء.

لكن ذلك كله لم يعد نافعاً. لقد حُسم الأمر. أنا لا أعرف هذه البلاد. لا أعرف من هؤلاء الذين يحكمون بأمر صفحاتنا على "فيبسوك" و"تويتر،" ويريدون ترويض وجعنا وفق مصالحهم. أمس كانوا يستجدون أصواتنا. أليسوا هم؟

مرةً حضرت أمسية شعرية لشاعر إيراني متخصص باللغة العربية. حدث ذلك قبل سنة تقريباً. كان ذاك الرجل الأسمر جداً، ثائراً على الظلم، على أنظمة الحكم، وأذكر كم كان ممتناً لأنه استطاع أن يقرأ قصائده المتمردة في بيروت، مع تعذّر ذلك في بلاده. يومها آلمني جداً حجم الوجع في انفعالات صوته وقصائده. أخشى أننا اليوم قد نصبح مثله، عاجزين عن الكتابة والتعبير بحرية في بلادنا.

مرة هاجر صديقٌ إلى أوروبا بعدما دمّره البلد. هناك تحوّل إنساناً لا يخشى أي شيء ويكتب على مواقع التواصل الاجتماعي كل ما في باله من نقدٍ واعتراض واحتجاج، وأحياناً يكتب شتائم ولعنات. حين سألته ساخرة أين كانت تلك الشجاعة والحماسة وكيف ولدتا فجأة بعدما سافر. قال إنني ما زلت بريئة ولن أفهمه. الآن أظنني بدأت أفهمه. مرةً كتبت صحافية يمنية عن بيروت وتأثرت كثيراً بعاطفتها وكيف رأت عاصمتنا مختلفة بانفتاحها وتقبّلها الجميع… الآن لا أدري.

ربما أبقى بعضنا على نعمة الكتابة أو قول الأشياء كما هي. هؤلاء ليسوا كثراً. لدينا أجهزة تعمل ليلاً نهاراً لقنص الفكر. إلا أن موضة القمع تعود الآن بلا رادع. كنا ودّعنا القمع مع رحيل شاحنات الجيش السوري عن أرضنا، وقلنا إنّ الأيام الآتية ستكون أجمل. إلا أن القمع اتخذ شكلاً آخر الآن. صارت تأتي "البهدلة" بسبب "ستاتوس" أو تغريدة. يا للهول! أمّة تهزّها تغريدة. بيروت تكاد تصبح مدينة بلا صحافة وإعلام. فالصحف تفلس وتغلق واحدة تلو أخرى، كأي كشك يبيع السجائر والمناقيش. بلا صوت، بلا اعتراض، بلا محاولة إنقاذ، بلا شيء. تتحول بيروت مكاناً مخصصاً لمنابر رجال السلطة والمال. أخشى أن تكتيكات القمع ومعها سيناريو اللامبالاة المتبع إزاء رمي الصحافيين في الشارع وفي مكاتب التحقيق، ستحوّل بيروت مقبرة كبيرة للكلمة والحب والحياة.البلاد لا تتحمل كلمة من صحافي أو مواطن أو ناشط أو حتى خيال. ربما نشهد في الأيام المقبلة محاكمات أسطورية لخيال فلان وظلّ علان. ربما أيضاً تُسجَن خيالاتنا جميعاً، بدلاً منا، "ما في حبوسة تساع الكل"… (وفق أحد مقاطع مسرحيات فيروز)، تقول دولتنا رداً على ذلك "منحبس خيالاتهم، أحلامهم، نوم عيونهم".

باسكال صوما/صحافية

 

الأحجام المنفوخة

حنا صالح/الشرق الأوسط/26 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66293/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%81%D9%88%D8%AE%D8%A9/

لم يعد المشهد يثير الضحك بل يثير الأسى على البلد. متى سيقف «الأقوياء» في طوائفهم على أرض الواقع، ومتى تتوقف هذه العنتريات؟ وفي الشهر الثالث على تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة الجديدة متى يحين أوان وقف التذاكي والتشاطر؟ ومتى يرى كل «الأقوياء» إدراك المواطن العادي أن كل ما يجري من مناورات يجافي الدستور والصلاحيات والميثاق الوطني والأعراف والتقاليد؟

كل ما يدور هو إيغال في العجرفة والعنجهية وجنوح في المزاجية، وإصرار على اختزال البلد بأشخاص، وإلاّ فلماذا لا يتمُّ وضع حدٍ لفكر يحكم مواقف جل أطراف التحالف الحاكم، فكر إلغائي هو فكر الحرب الذي تفشى في لبنان، وبات القاسم المشترك بين أصحاب الدعوة لقيام حكومة وحدة وطنية. والتجربة اللبنانية أكدت دوماً أن هذا النوع من الحكومات لا يمثل «وحدة» ويفتقر لمعايير عديدة كي تكون وطنية، بل هي أردأ أشكال المحاصصة لتقاسم جبنة الحكم، لأنه في النظم البرلمانية، والنظام اللبناني ما زال برلمانياً، الحكومة يجب أن تمثل أكثرية نيابية، وكل ما هو مغاير ليس إلاّ تعمداً من «الأقوياء» للمضي في شكل من الحكم فرضه الاحتلال السوري منذ العام 1992، وقضى بقيام حكومات فضفاضة توازي ربع البرلمان، وتمنع تركيبتها المراقبة أو المحاسبة، والشواهد لا تُعد عن استسهال حكم البلد من خارج الدستور واعتبار السيادة الوطنية وجهة نظر مقابل المضي في ممارسات تغطية ما هو قائم.

ما يشهده لبنان صراع سلطوي على قرار البلد وموقعه تداخل فيه البعد الخارجي بالبعد الداخلي وأحد مظاهره الاستئثار بالمقاعد الوزارية، مع تغييب كامل لألفباء برنامج الحكم، البرنامج الآني والأبعد، والسؤال الذي يطرح نفسه ألا يستحق الوضع المالي المأزوم والاقتصادي المتفجر مع تتالي تحذيرات صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية أي اهتمام حقيقي؟ ولم لم يتوقف أي من المسؤولين أمام التقارير الموثقة التي تحدثت عن نسبة بطالة بين الخريجين والشباب تصل إلى 60 في المائة، ونبّهت إلى قنبلة موقوتة متأتية عن اتساع الفقر المدقع في المدن ومنها بيروت، لكن مآسي الناس لم تقض مضاجع المتصارعين على الأوزان والأحجام الخاصة فيما دور البلد ووزنه في تراجع مريع؟ بالمقابل بمجرد نظرة إلى الخارج تُطرح الأسئلة عما إذا كان لبنان معنياً بما يدور في محيطه المتفجر؟ وبعد الحملة المبرمجة سياسياً لترحيل النازحين والتي شابتها الكثير من السمات العنصرية، ها هي إحدى نتائج قمة هلسنكي تقضي بإعادة حوالي مليوني نازح سوري إلى مناطق آمنة في سوريا، بينهم 890 ألفاً من النازحين إلى لبنان، فأين هم الذين فتحوا معارك دونكيشوتية متهمين المجتمع الدولي بأنه يريد توطين النازحين ولماذا سكتوا الآن؟

يعرف المتصارعون على الأحجام والأوزان أن الناس تعرف الحقيقة، فالانتخابات النيابية كشفت أحجام كل القوى الطائفية الممسكة بقرار البلد. هذه القوى مجتمعة لم تستطع الوصول إلاّ لنحو 43 في المائة من المقترعين، فيما حازت قوى الاعتراض المشتتة نحو 6 في المائة، مقابل اعتكاف 51 في المائة هم الأكثرية الذين شكّل إصرارهم على المقاطعة إدانة قاسية لأركان الحكم. وإذا كانت نتائج الانتخابات، كما يرددون، هي المعيار لتشكيل حكومة تمثيلية، علما بأن لا شيء من ذلك في الدستور، فإنه عندئذٍ يجب أن تعود الحصة الأكبر للذين قاطعوا الانتخابات. المنتصر الوحيد برنامجاً ونهجاً كان «حزب الله» الذي أراد من الانتخابات برلماناً مطواعاً لحماية السلاح خارج الشرعية وإلحاق لبنان بالمحور الإيراني، وكل ما حققه كان حيازة نحو 17 في المائة من المقترعين، أي قرابة 275 ألف صوت، تلاه تيار «المستقبل» برئاسة رئيس الحكومة بنحو 13 في المائة، ثم حركة «أمل» (الرئيس نبيه بري) بنحو 11 في المائة، فتيار رئيس الجمهورية بنحو 10 في المائة، أي 170 ألف صوت، فحزب «القوات اللبنانية» بحوالي 8 في المائة، وتجاوزت نسبة «الحزب الاشتراكي» قليلاً الـ4 ونصف في المائة... إلخ. من هنا فإن التدقيق بالأرقام يظهر أحجاماً متواضعة مهما أمعن كل طرف في نفخ حجمه!!

الحقيقة التي يعرفها الناس هي أن مجلس الوزراء الذي أنيطت به دستورياً القرارات في كل صغيرة وكبيرة، لم يعد نتيجة الأمر الواقع مركز القرار، لأنه منذ التسوية الرئاسية التي كرست بقاء السلاح خارج الدولة، وتم التواطؤ مع هذا السلاح الفالت بالقول إنه لم يعد مسألة داخلية بل أصبح مسألة إقليمية، بات القرار الفعلي وقفاً على «حزب الله» الطرف المسلح المتغلغل في كل مفاصل السلطة، حيث لا ردَّ لرغباته، يملي التوجه وله الكلمة الفصل، فيما حصة الآخرين كراسي وزارية ونتف من كعكة الحكم، وكمثال قرار دخول الإيرانيين بدون تأشيرة وبدون ختم جواز السفر يتم وضعه في التنفيذ، رغم تحفظ الوزير المعني وتجاهل رأي مجلس الوزراء، ولم يعد بيد الآخرين إلا السكوت لتعذر الموافقة المعلنة. ويشهد لبنان في غياب حكومة شرعية، وهي دستورياً صاحبة القرار، اندفاعة نيابية لتشريع زراعة القنب الهندي (الحشيشة)، حيث يهيمن «حزب الله»، والهدف الحقيقي مداخيل كبيرة والتفاف على العقوبات الدولية وخراب مجتمعي عميم. وكان مفاجئاً للمتابعين أن يتجاوز لبنان الرسمي سياسة «النأي بالنفس» عندما أعلن رئيس الجمهورية قبل أيام دعم موقف طهران من الاتفاق النووي، فأين بُحث هذا الأمر الكبير وأين المصلحة الحقيقية للبنان واللبنانيين، خصوصا أن المنطقة دخلت مواجهة مختلفة لا يمكن الآن التنبؤ بكل أبعادها؟

بعيداً عن الأحجام المنفوخة لكل هذه الأطراف، وحتى لا يقطع أي مسؤول إجازته خارج لبنان، التأليف معلق والمسائل أصعب من الخلاف الموجود على الصلاحيات الدستورية بين الرئيس عون ورئيس الحكومة الحريري، وحيث يحاول الأخير العودة إلى الأصول الدستورية ومنع المساس بالموقع والدور لرئيس الحكومة، فهناك من يضغط لكي تأتي الحكومة الجديدة حكومة المقاومة والممانعة، ولم يعد سراً أن مباحثات جرت على أعلى مستوى لسحب التكليف من الرئيس الحريري والذهاب إلى فرض حكومة أمر واقع، وحتى حكومة عسكرية، لكن هذه المباحثات اصطدمت بواقع دستوري، والإصرار على خطف القرار السياسي سيرتب على البلد الأثمان الكبيرة، والدفع بهذا الاتجاه يكشف عن الإصرار على تكريس البلد ورقة في المشروع الإيراني الرامي لتفتيت المنطقة وتكريس نفوذ حكام طهران. هذا مع العلم أن بلداننا تنام على أمر وتصحو على نقيضه، ومن صنعاء إلى دمشق وبغداد، الصورة تتبدل بسرعة ومزاعم الانتصارات الكبرى والنهائية ليست موجودة على أرض الواقع كما يدعون في الخطب وبعض الإعلام.

الانتخابات على أهميتها، وبما أفرزته من نتائج، معطوفة على تسارع التطورات الإقليمية، لم تحمل تحولاً يخدم بالمطلق التحالف الحاكم، الذي بات يضيق ذرعاً بأبسط احتجاج، من صرخة موجوع، ومن آراء على وسائل التواصل، فيتم استدعاء المعترضين إلى القضاء في نهج غير مسبوق لكم الأفواه، وهو نهج لن يكون مصيره أفضل مما كان عليه أيام الاحتلال السوري، لكنه سيسيء أكثر لسمعة البلد، وسيبقى كنهج أعجز من أن يغطي منحى التسلط والإصرار على سوس البلد بغلبة السلاح وليس بالدستور.

 

هل يكون تشكيل الحكومة هدية الأول من آب؟

الهام فريحة/الأنوار/27 تموز/18

أكثر من ستين يوماً مرّوا على التكليف، كان ذلك في 23 أيار الماضي، وما زال التأليف في عنق الزجاجة، لكنَّ شيئاً ما تحرَّك في الأيام الأخيرة وأوحى بأنَّه من الممكن أن تكون الولادة قد اقتربت.

أحد المؤشرات إلى الإيجابية والجدية أنَّ الإجتماع الأربعاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف دام ساعة ونصف الساعة، وهي المرة الأولى التي يستغرق فيها هذا الوقت الطويل، ومن المؤشِّرات أيضاً أنَّه قد يعقبه اجتماع آخر اليوم الجمعة بعد أن تكون الإتصالات قد توسعت، في محاولة لتذليل العقبات.

ومن المؤشِّرات أيضاً رد الحريري على ما يُحكى عن تدخلات خارجية: "قيل في هذا المجال عن السعودية، لا دخل للمملكة. وقيل عن إيران إنَّها تتدخل، لا دخل لها في موضوع تشكيل الحكومة، فهو أمر داخلي بحت. هذه الحكومة ستتألف، وقد تبقى 4 سنوات فهي الحكومة الأولى بعد الإنتخابات النيابية التي جرت بعد 9 سنوات، فلا بأس إن تأخر تشكيلها بعض الوقت". ومن المؤشرات على أنَّ الأجواء إيجابية وأنَّ الأمور تتجه إلى حلحلة، أنَّ مشاورات واتصالات جديدة قد تزخَّمت وأنَّ هناك عدة مقترحات لحل العقدتين الدرزية والمسيحية، من دون أن يتم الإفصاح عن كيفية حل هاتين العقدتين، مع الحديث عن استعراض عدة صيغ حكومية وما يمكن أن يطرأ عليها من بدائل. ومن المؤشِّرات إلى وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة، أنَّ الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة التي تمرُّ بها البلاد باتت تحتاج أكثر من أيِّ يوم مضى إلى حكومة مكتملة الأوصاف، ليتمكَّن لبنان من الإيفاء بالتزاماته الدولية ولا سيَّما مقررات المؤتمرات الثلاثة، أي بروكسيل وروما وسيدر. ولكن على رغم الإيجابيات التي استجدت، فإنَّ غياب الوزير باسيل عن لبنان لما يقارب الأسبوع، يعكس استمرار المأزق المتصل بالتأليف، بعدما ظهر بوضوح أنَّ الهوة كبيرة بين طروحات الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر، خصوصاً بعدما جرى الحديث عن أنَّ الوزير باسيل يريد الثلث المعطل في الحكومة. لكن في المقابل، هناك مَن يتحدث عن أنَّ التشكيلة الحكومية بلغت مرحلة توزيع الحصص والحقائب على الكتل والقوى، من دون الدخول في تفاصيل الأسماء. لكن كل ذلك يبقى رهناً بعودة الوزير جبران باسيل من واشنطن والمتوقعة قبل يوم الأحد، وعندها يمكن الحديث عن الدخول في آخر مراحل النقاش إذا ما نضجت طبخة التشكيل. هل يمكن الحديث عن ولادة حكومة جديدة قبل عيد الجيش الأربعاء المقبل في الأول من آب؟ وهل تكون الحكومة "هدية اللبنانيين والمؤسسة العسكرية" في هذا العيد الوطني؟

كل الإحتمالات واردة، لكن الشيء الأكيد أنَّ هناك معطيات جديدة مختلفة عن تلك التي كانت سائدة في الستين يوماً الأخيرة.

 

بشّار… وتطويع الدروز

خيرالله خيرالله/العرب/27 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66309/%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a8%d8%b4%d9%91%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%aa%d8%b7%d9%88%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d9%88%d8%b2/

ما حدث في السويداء مهمّ جدا. هناك عملية مكشوفة تستهدف تطويع دروز سوريا. تشارك في هذه العملية روسيا وإيران والنظام السوري. أداة عملية التطويع هذه "داعش".

الأمل كبير في ألّا يقع دروز سوريا في الفخّ الذي ينصبه لهم الإيرانيون والنظام السوري

في السياسة، لا وجود لهدايا من أجل الهدايا. إذا كان بشّار الأسد يريد البقاء في دمشق، عليه أن يدفع الثمن. لا بدّ من دفع الثمن بعيدا عن أي نوع من التذاكي مثل دفع “داعش”، الذي يتبيّن كلّ يوم أكثر أنّه أداة لدى النظام السوري وإيران، إلى ارتكاب مجازر في حق دروز سوريا.

الأمل كبير في ألّا يقع دروز سوريا، والدروز عموما، في الفخّ الذي ينصبه لهم الإيرانيون والنظام السوري، عبر “داعش” وأن يتذكروا أن الهدف من مجزرة السويداء الأخيرة هو دفعهم إلى الانضمام إلى القوات التابعة لبشّار والتي تعاني حاليا من نقص كبير في العدد والقوى البشرية.

تكمن قوّة الدروز في أنهم يعرفون دائما الدفاع عن أرضهم بصلابة، وليس في المشاركة في غزوات في مناطق بعيدة مثل إدلب إرضاء لرئيس النظام والإيرانيين والروس.

 من المفارقات العجيبة الغريبة أن الوفد الروسي الذي تفاوض مع وُجهاء السويداء أخيرا، وبين هؤلاء “رجال الكرامة”، حذّر من عواقب عدم انضمام الشباب الدرزي إلى الألوية التي لا تزال موالية للنظام.

يُفترض ألّا تغيب الصورة الكبرى لما يدور في سوريا عن أحد، خصوصا بعد الذي حصل في السويداء وذلك الظهور المفاجئ لـ”داعش” كي يستخدم في إخضاع دروز سوريا الذين اتخذوا مواقف في غاية الحكمة منذ اندلاع الثورة في العام 2011. تتلخص هذه المواقف في رفض أكثرية الدروز الخدمة العسكرية خارج المناطق الدرزية. معروف تماما لدى الدروز ماذا يعني الاعتداء على الآخر في بلد الأكثرية الساحقة من مواطنيه من السنّة.

تقول الصورة الكبرى إنه بات واضحا أن الثمن المطلوب من بشّار، كي يبقى في دمشق، صار إسرائيليا. هناك استعداد لدى حكومة بنيامين نتنياهو لتفهّم العجز الروسي عن إخراج إيران من كلّ سوريا.

 لذلك هناك قبول بأن يتمركز الإيرانيون وتوابعهم من الميليشيات المذهبية على بعد مئة كيلومتر من خط وقف النار بين سوريا وإسرائيل في الجولان.

مسافة المئة كيلومتر هذه التي تجعل الإيرانيين خارج دمشق، وهذا ما يرضي الروس، ليست كافية لإسرائيل. إذا كان الإيرانيون يريدون البقاء مع ميليشياتهم في الأراضي السورية، عليهم التخلي عن الصواريخ البعيدة المدى وعن مصانع هذه الصواريخ، كما عليهم التخلي عن المعابر التي أقاموها بين سوريا والعراق وسوريا ولبنان. هناك ترسيم جديد لإطار اللعبة الدائرة في سوريا. وراء ترسيم الإطار، تقف إسرائيل بالتفاهم مع روسيا. ما يظهر بوضوح أنّ الحلف الأقوى والأكثر عمقا في المنطقة هو الحلف الروسي- الإسرائيلي الذي انضمّ إليه الأميركي. ليس سرّا أن إدارة دونالد ترامب غير مستعدة لرفض أيّ طلب إسرائيلي. ما يدلّ على ذلك موقفها من الفلسطينيين ومشروعهم الوطني وإصرارها على نقل السفارة الأميركية إلى القدس ضاربة بالحائط كلّ قرارات الشرعية الدولية.

هل يمكن الرهان على قبول بشّار الأسد بالشروط الإسرائيلية التي تعني، في نهاية المطاف، إقدامه على خيار واضح هو بين أن يكون إسرائيليا أو إيرانيا؟

يكتشف من يتابع مسيرة الأسد الابن منذ ما قبل خلافته لوالده في مثل هذه الأيّام من العام 2000، أن الرجل وضع نفسه في المركب الإيراني. كانت كلّ الرهانات العربية على انتزاع بشّار من إيران رهانات فاشلة.

ترافقت الرهانات العربية مع رهانات فرنسية قام بها الرئيس جاك شيراك الذي استقبل “وليّ العهد” السوري، كرئيس دولة، في الإليزيه قبل أن يصبح بشّار رئيسا. لم تنفع كلّ المحاولات الفرنسية، لا في تحويل بشّار إلى رجل دولة عصري، ولا في تقديم كلّ الخدمات المطلوبة من أجل تحسين وضع الإدارة السورية وتحديثها.

ليس سرّا أنّ المملكة العربية السعودية لعبت دورا محوريا في إبقاء الاقتصاد السوري على رجليه لدى وفاة حافظ الأسد. دعمت المملكة الليرة السورية ومنعتها من الانهيار.

 لم تنجح أي محاولة عربية أو أوروبية من أجل جعل بشّار الأسد رئيسا عربيا طبيعيا يهتمّ ببلده، ويعوّض عن الفرص الضائعة التي لم يعرف والده استغلالها، بما في ذلك فرصة استعادة الجولان المحتلّ.

كانت نقطة التحوّل لدى من كان لا يزال لديه أي وهم بالنسبة إلى إخراج بشّار من الأسر الإيراني، الموقف الذي اتخذه الرجل من القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن خريف العام 2004، والذي يدعو إلى الامتناع عن تمديد ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود. تحدّى رئيس النظام السوري المجتمع الدولي وأصرّ على التمديد بعد توجيه تهديد مباشر إلى رفيق الحريري الذي قبل بالتمديد مرغما، وما لبث رفيق الحريري أن دفع ثمن حقد بشّار والإيرانيين عليه.

حتّى بعد اغتيال رفيق الحريري، حصلت محاولات عدة لإعادة تعويم بشّار. كانت هناك محاولة بذلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أتى بسعد الحريري إلى دمشق، ثم اصطحب رئيس النظام السوري إلى بيروت وذلك في إطار مصالحة شاملة على خلفية فكّ الارتباط بين بشّار وإيران.

لم ينفع ذلك كلّه. كلّ ما في الأمر أن قطر دخلت في الوقت ذاته على خط دعم رئيس النظام السوري، نكاية بالسعودية ليس إلا، وفتحت له أبواب باريس عن طريق الرئيس نيكولا ساركوزي الذي كان مساعده كلود غيان على علاقة وثيقة بالدوحة.

ما حدث في السويداء مهمّ جدا. هناك عملية مكشوفة تستهدف تطويع دروز سوريا. تشارك في هذه العملية روسيا وإيران والنظام السوري. أداة عملية التطويع هذه “داعش”.

لكن يبقى الأهمّ من ذلك كلّه، هل في الإمكان الرهان على خروج بشّار الأسد من تحت الوصاية الإيرانية؟ الأكيد أن المعنى الحقيقي لإبعاد الإيرانيين مئة كيلومتر عن خط وقف النار في الجولان يتمثل في جعل دمشق خالية من النفوذ الإيراني.عندئذ يصبح قرار بشّار روسيا صرفا. هذا هو البعد الأساسي للشروط الإسرائيلية التي يستحيل على رئيس النظام السوري تنفيذها. ستظهر الأيّام المقبلة ذلك.

سيتبيّن أن كلّ الكلام عن إحياء اتفاق فك الاشتباك للعام 1974 في الجولان سيستخدم في سياق عملية تغطية للوجود الإيراني في سوريا. سيتبيّن أيضا مع مرور الوقت أن الثابت الآخر في الشرق الأوسط هو الحلف الإسرائيلي- الروسي، والحلف بين النظام السوري وإيران.

ما يمكن أن يتغير مرتبط إلى حدّ كبير بجدّية المواجهة بين إدارة دونالد ترامب وطهران. إلى أي حدّ سيذهب الرئيس الأميركي في مشروعه الهادف إلى تغيير النظام في طهران؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يطرح نفسه.

في انتظار الجواب الذي قد يطول الحصول عليه، سيظل بشّار الأسد يناور ويناور متجاهلا أنّه ليس أسير إيران فقط، بل هو أسير دمشق أيضا. لا يمكن له أن يخرجه من أسره هذا اللجوء إلى “داعش” وانتحارييها من أجل إجبار الشباب الدروز على الانضمام إلى المشاركة في حروب خارج أرضهم.

 

الباصات الخضر تضرب في السويداء

حازم الأمين/الحرة/27 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66302/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D8%B1-%D8%AA%D8%B6%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88/

مقاتلو "داعش" الذين غزو السويداء ومحافظتها فجر أمس وقتلوا نحو 200 من أهلها، هم أنفسهم من نقلتهم باصات النظام الخضر من مخيم اليرموك في دمشق وأودعتهم في البادية على تخوم المحافظة الدرزية. هذا الأمر موثق عبر البطاقات التي عثر عليها في ثياب قتلاهم في أعقاب دحرهم من القرى التي ارتكبوا المجازر فيها. لعبة "البازل" المأساوية والمملة نفسها منذ أكثر من 7 سنوات. واللعبة صارت مكشوفة إلى حدٍ لا يعوزها أكثر من دقائق قليلة حتى يتم تفسيرها وشرح تفاصيلها. السويداء المحافظة الموالية للنظام، لكنها المحافظة التي أنشأت فيدراليتها الأمنية المستقلة بشروط تلتقي أحيانا مع النظام إلا أنها تفترق عنه في أحيان أخرى. مشيخة عقل الدروز التي أنشأت ميليشياتها وآوت فيها المتهربين من الخدمة العسكرية، حان الوقت لتأديبها. "داعش" في البادية القريبة، وشروط الاحتقان تأمنت عبر اللعب بالعلاقات الأهلية. فقبل أسابيع قليلة جرى "تعفيش" درعا بعد أن دخلها النظام، وتحولت السويداء إلى سوق لبيع مسروقات الدرعاويين. جرى ذلك برعاية كاملة من النظام الذي كانت وحداته تتقدم في درعا ومحافظتها.

وشروط المجزرة جرى التأسيس لها على نحو محكم. البادية كانت قبل ذلك "سوقاً حرة" تتبادل فيها "داعش" مع شرائح موالية الاتجار بالمازوت السوري، وتشكلت فيها عصابات الحرب وغنائمها. البادية بيئة نموذجية لتأليف المجزرة. لا أحد يجيد هذه اللعبة على نحو ما يجيدها النظام. الباصات الخضر التي كنا ظننا أنها نقلت مقاتلي "داعش" إلى مكان أبعد، أودعتهم على تخوم احتقان أهلي يجيد الوعي الشيطاني للنظام الاستثمار بمستقبله. نحن هنا أمام قصة قتل معلن. لا شيء لدى النظام ليخفيه. قال رامي مخلوف ذات يوم أن على اسرائيل أن تخاف من تصدع النظام. وهو كان صادقا بما قاله. قالت أجهزة المخابرات ذات يوم أيضا أن لديها في السجون ما يمكن أن يجهض أقوى ثورة في العالم، وصح قولها. الإسلامويون مرض هذا العالم. ثروة الديكتاتور التي لا تقدر بثمن. لكن الأهم أنهم إرثنا الذي نخاف أن نعالجه أو أن نتجاوزه. النظام يدرك ذلك، ويدرك أن الإسلام هذا هو شيطانه الذي يقيم في وجداناتنا.

النظام الذي فتح أبواب البادية أمام "داعش" لتغزو محافظة "غير عدوة"، كان سبق له أن فتح أبواب منازل أهل درعا أمام معفشيها الذين نقلوا المسروقات إلى السويداء. وهو نفسه النظام الذي أجرى صفقة من فوق الطاولة مع الإسرائيليين الذين سمحوا له بموجبها باستعادة درعا، وما لبث أن اتهم عناصر القبعات البيض بالعمالة لإسرائيل لأن الأمم المتحدة نقلتهم عبرها إلى الأردن. لا أسرار في كل هذا. الوقائع كانت تجري تحت أعين الجميع. وفي الوقت الذي كانت فيه الصفقة تتحقق كان وفد من منظمة التحرير الفلسطينية يزور دمشق، وكانت حركة حماس تضاعف تنسيقها مع طهران، وكان سوريون يحاولون التخفيف من تبعات "فعلة" عناصر القبعات البيض. المجزرة في السويداء هي الأفق الذي ينتظر السوريين طالما أن العالم عاد وقبل بديكتاتورهم. فها هو النظام يفصح كل يوم عن قتيل جديد في سجونه مدركا بأن العالم لم يعد يثيره خبر عن قتيل هنا ومئتي قتيل هناك. والنظام اذ يُقدم على ذلك، يسعى أيضا للقول إن هذه هي شروطه لمستقبل سوريا. العنف مضاعف وصريح وأكثر "فعالية" من عنف المراحل التي سبقت الاحتجاجات. العالم لن يصدق حكايته عن "داعش" لكنه سيقبلها. هذه لعبة سبق أن اختبرها النظام مع السوريين. لعبة الأقنعة التي تكشف عن الوجه بدل أن تخفيه. تلك الصورة لطفل في مدرسته يرفع صورة "الرئيس الأب" مع ابتسامة سخرية، فيما مدرسه ينظر إليه بعين الرضا، اذ أن الأهم هو أن يرفع الطفل الصورة، حتى لو لم يكن مؤمنا بصاحبها. هذه المعادلة تصح اليوم على حال النظام مع العالم. لا أحد مؤمنا بأن "داعش" يعمل بمعزل عن شروط النظام، لكن هذا ليس مهما طالما أن الجميع قبل هذه المسرحية الدموية.

"داعش" أيقونة أخرى لا يمكن المساس بحقيقتها. "داعش" في الجرود في لبنان، وعلى تخوم البادية في سورية، وقريبة من مواقع المحتجين العراقيين على إداء حكومتهم في مدن الجنوب، و"داعش" ظهرت مؤخرا في أربيل وفجرت مركز محافظتها تزامنا مع مخاوف الحكومة المحلية من انتقال تظاهرات الجنوب إلى المدن الكردية. كل هذا يجري اليوم بعد أن أعلن الجميع نصرهم على التنظيم. الأرجح أن الجميع نادم على مسارعته في إعلان النصر، ذاك أن وقائع كثيرة ما زال يعوزها بقاء هذا الوهم على قيد الحياة.

 

عجلة لافروف إلى إسرائيل

محمد قواص/العرب/27 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66298/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B5-%D8%B9%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%81-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84/

يشعر بوتين بجسامة "المعضلة" الإسرائيلية إلى درجة إيفاد وزير خارجيته ورئيس أركان جيشه إلى إسرائيل في زيارة عاجلة أُريدَ لها أن تظهر بهذا المظهر الدراماتيكي.

لابد من الأخذ بعين الاعتبار كافة مواطن القلق الإسرائيلي

بدا السجال الحاد المندلع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طارئا على قضية عنوانها القوانين المتعلقة بقومية الدولة في إسرائيل، لكن لبّها الحقيقي يدور حول مسألة إستراتيجية أخرى عنوانها مستقبل التسوية في سوريا.

فجأة يتقدم العامل الإسرائيلي داخل الجدل حول مستقبل سوريا بصفته أولوية الأولويات. ظهر ذلك جلياً في المؤتمر الصحافي الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترامب في أعقاب قمتهما الشهيرة في 16 من يوليو الجاري. سُئل الرئيسان عما توافقا عليه حول سوريا فكان جواب ترامب لافتا: إسرائيل ثم إسرائيل ثم إسرائيل.

ولا يعتبر العامل الإسرائيلي جديدا على مجريات الحدث في سوريا منذ اندلاع اشتعال بركانها عام 2011. يذكرُ المراقبون حين استدعى رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد في بدايات تفجّر ذلك البركان السوري العامل الإسرائيلي محذرا من أنه “لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا”. وسواء كان التحذير تهديدا أو تودّدا، فإن تل أبيب راقبت بعناية تطور التدهور في سوريا، مسرّبة شروطا وقواعد لطالما احترمها نظام دمشق كما المعارضة.

لم تخف المنابر الإسرائيلية قلقها من المجهول الذي سينتج عن فرضية سقوط النظام السوري. أقلام إسرائيل أثنت على دور النظام السوري منذ الأسد الأب، انتهاء بالأسد الابن، في شل جبهة الجولان وإخراجها نهائيا من دوائر الخطر الحدودي المحدق بأمن إسرائيل. لم يسجل على الحدود مع سوريا منذ تفاهمات وقواعد فك الاشتباك لعام 1974 أي اختراق يكسر سكينة الجبهات هناك.

وفق ذلك الوعي العام لدى أجهزة إسرائيل السياسية والأمنية لم تسوّق اللوبيات الإسرائيلية في الولايات المتحدة لأي تغيير للنظام السوري لدى الإدارة الأميركية. وينقل عن مسؤولين سابقين في إدارة باراك أوباما أن تيارات الضغط الإسرائيلي مارست ما يشبه حملة علاقات عامة لاستبعاد أي جهد دولي، أميركي خصوصا، لإسقاط النظام. وتتذكر تيارات المعارضة السورية أن السفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد، كان قد أكد لها منذ بدايات الحراك السوري أن لا سقوط لنظام الأسد وفق سياسة واشنطن. ومعروف أن فورد جاهر بانتقاداته الشديدة لتلك السياسة بعد أن انتهت مهامه الدبلوماسية وغادر وزارة الخارجية في بلاده.

بيد أن بروز العامل الإسرائيلي في تقرير مسار ومصير سوريا بدا نافرا جلفا بالمعنى الدبلوماسي داخل الظروف التي أسست لبداية التحرك العسكري الروسي عام 2015. لم يبدأ الهجوم الروسي في سبتمبر من ذلك العام إلا بعد اجتماع غامض بين بوتين وأوباما على هامش المؤتمر السنوي العام لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك. وما كان لهذا الاجتماع أن يكون منتجا للرعاية الأميركية الملتبسة للورشة الروسية لولا وجود تفاهمات كاملة كانت قد تمت قبل ذلك بين سيد الكرملين ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

انتقلت تل أبيب في إطلالاتها الميدانية على سوريا من مطلب بات متقادما حول إبعاد أي تواجد للقوات التابعة لإيران عن حدودها لمسافة تكثر تكهنات القياس حولها، إلى مطلب إخراج إيران، عسكرا ونفوذا ووجودا، من كافة الأراضي السورية

تكاد الرعاية الغربية -الأميركية الأوروبية أساسا- لآلة الحرب الروسية في سوريا مستندة على ما أمّنته تفاهمات موسكو- تل أبيب من ضمانات لأمن إسرائيل. جرى تعايش شيطاني قد يكشف المستقبل خيوطه بين إسرائيل وإيران تحت سقف روسيا. سمح ذلك التعايش بأن تتحرك آلة الحرب الإيرانية من مستشارين وقوات وميليشيات تابعة داخل الجبهات السورية طالما أن ذلك لا يهدد أمن إسرائيل، وأن تتحرك هذه الأخيرة لضرب مواقع وقوافل وقواعد ومخازن تابعة لإيران واغتيال شخصيات موالية لطهران طالما ترى تل أبيب أنها تشكّل خطرا على أمنها. بدا أن طهران كانت تشعر أنها رابحة في هذه الحسبة الخبيثة.

احترمت إيران وحزب الله وبقية الميليشيات الرديفة القواعد الإسرائيلية، ولم يحصل أي رد نوعي يخترق هذه التفاهمات. كان واضحا أن حركة إسرائيل فوق الأراضي السورية لا تحظى فقط بغضّ طرف روسي، بل حتى بتواطؤ كامل ليس أوله توفير الخدمات المخابراتية، وليس آخره “إطفاء” كافة أدوات الردع الروسي الدفاعي داخل سوريا.

والواضح هذه الأيام أن إسرائيل تنتقل في مقاربتها لـ”الحالة” السورية من مرحلة الردّ الموضعي إلى مرحلة ما تريد رسمه داخل خرائط التسوية النهائية في سوريا. انتقلت تل أبيب في إطلالاتها الميدانية على سوريا من مطلب بات متقادماً حول إبعاد أي تواجد للقوات التابعة لإيران عن حدودها لمسافة تكثر تكهنات القياس حولها، إلى مطلب إخراج إيران، عسكرا ونفوذا ووجودا، من كافة الأراضي السورية. وإذا ما كانت قمة هلسنكي لم تفصح عن اتفاق ما حول هذه المسألة ومدى موافقة بوتين على ذلك، إلا أن نتنياهو يقرأ في المشهد الدولي المطل على الشأن السوري ما يجعله متطلبا ذاهبا إلى الحدود القصوى في ما يتوق إليه من إخلاء كامل لسوريا من الحضور الإيراني.

يشعر بوتين بجسامة “المعضلة” الإسرائيلية إلى درجة إيفاد وزير خارجيته ورئيس أركان جيشه إلى إسرائيل في زيارة عاجلة أُريدَ لها أن تظهر بهذا المظهر الدراماتيكي. يعلم رجل روسيا القوي أن ديمومة الرعاية الأميركية الغربية لنهائية النفوذ الروسي في سوريا تشترط الأخذ بعين الاعتبار كافة مواطن القلق الإسرائيلي وهواجس الأمن في تل أبيب. بدا أن إسقاط مقاتلة السوخوي السورية على الحدود مع سوريا قبل أيام يعبّر عن تجاوز إسرائيل لتفاهمات نتنياهو- بوتين السابقة باتجاه التصويب على قوى نظام دمشق العسكرية أيضا، وليس تلك الإيرانية حصرا. قبل ساعات من هذا التطور العسكري كان نتنياهو قد حمَّلَ نظام بشار الأسد مسؤولية الصواريخ الإيرانية الهوى التي تطلق من سوريا باتجاه إسرائيل.

تمتلك إسرائيل أداة الردع المعروفة، لكنها من خلال قضية الخوذ البيضاء، ثم الكلام عن احتمال تحرك دروز الجولان حماية لدروز السويداء، تكشف عن أدوات جديدة كانت غائبة خلال المقتلة السورية.

شكت منابر الولايات المتحدة من جمهوريين وديمقراطيين ومؤسسات أمنية أنها لا تعرف ما دار في هلسنكي، مطالبة باستنطاق المترجمة التي صاحبت ترامب في مداولاته مع بوتين. بالمقابل يكشف الموقف الإسرائيلي المتصلّب هذه المرة ضد بوتين، ثم وزيره سيرجي لافروف وجنراله فاليري غيراسيموف، أن نتنياهو علم بفحوى المحادثات بما تطلب تبدلا دراماتيكيا في الموقف الإسرائيلي. ولن يكون مستبعداً أن يكون موقف تل أبيب مطلوبا في واشنطن كما في موسكو لإضافة جرعات من الضغوط ضد إيران تتكامل مع ما كان ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو قد رفعا في الأيام الأخيرة من منسوبها ضد طهران.

وفق هذا المشهد الجلي يستنتج رجب طيب أردوغان هامشية حضوره في التسوية السورية النهائية مقارنة بذلك الذي يتطور إسرائيليا. ولئن ما زالت “أستانة” التي ستنعقد في سوشي ميدانا نشيطا لمحورية دور تركيا ضمن الثلاثية مع روسيا وإيران، بيد أن تمدد الظلال الإسرائيلية بدا أنه يحظى بغطاء دولي شامل، لا يحظى به أردوغان وجيشه في شمال سوريا.

على ذلك يخرج وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ليعلن بأن بلاده غير معنية بالعقوبات الأميركية ضد إيران، ذلك أن المزاج الذي يطالب بإجلاء إيران عن سوريا لن يتأخر في طلب جلاء تركيا عنها ولو بعد حين.

*محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

بنو معروف

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/26 تموز/18

الإنجاز الأهم الذي حققه الدروز أينما وجدوا، هو تعويض الكم القليل بالإبداع والتميز.

حقيقة نقرأها في تاريخنا سواء نظرنا للأمر من زاوية الكفاح ضد الاحتلال الأجنبي، أو من زاوية السياسة والانتماء القومي، أو من زاوية الثقافة والفن والأدب.

وحين تبدع طائفة على هذا المستوى، فللإبداع جذور عميقة ومؤهلات جذرية، وأصالة في الروح والوجدان والانتماء. أسماء لامعة تضيء تاريخنا وتعيش مع أجيالنا؛ سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى، كمال جنبلاط الزعيم العالمي وتوأم جمال عبد الناصر، وفريد الأطرش والظاهرة أسمهان ونصري شمس الدين، الذين تربعوا على عرش الغناء ولم ينزلوا عنه، وسميح القاسم توأم محمود درويش وتوفيق زيّاد، الذي تتلى أشعاره القومية والوطنية كنشيد مدرسي صباح كل يوم، وكثيرون غيرهم لم تسعفني الذاكرة المزدحمة في تذكرهم... هؤلاء انبثقوا من حاضنة نظيفة، وثبتوا انتماء طائفة نوعية لجذرها، وعبّروا بصدق عن انفعالات أمة بأسرها في أيامها الحلوة والمرة. راودتني رغبة جامحة في الكتابة عن بني معروف، بعد صدور قانون القومية عن الكنيست الإسرائيلي، وبعد أن قرأت مقالات وبيانات صدرت عن بعض الدروز الذين حاولوا الاندماج في الدولة العبرية، ولقوا على هذا السبيل تسهيلات استثنائية بدت في القشرة كما لو أنها قبول إسرائيلي للاندماج ومكافآت لقاء الولاء، فنام البعض على حرير خادع قوامه ضباط دروز وصلوا إلى رتبة جنرال في الجيش، ومدنيون انتموا إلى الأحزاب الصهيونية وصاروا وزراء، وفي كثير من المناسبات كان قادة الدولة العبرية يتباهون بالولاء النادر الذي جسده «المندمجون» وطلبوا من «الأقليات» أن يحذوا حذوهم والعيش المرفه في أفياء الديمقراطية الإسرائيلية التي تتميز بها عن باقي كيانات صحراء الشرق الأوسط. وبضربة قاضية أطاح الكنيست أي مركز القرار في إسرائيل بكل الآمال الساذجة التي تم إغراء الدروز بالكثير من الاستثناءات لاعتناقها والجري وراءها، فاصطدم رأس الداعين للاندماج والمتحمسين للتميز عن باقي أشقاء الجذور بحائط من فولاذ يفترض أن يعيد الوعي والانتماء إلى مكانهما الطبيعي، فما حدث بقرار من الكنيست قال لغير اليهود وبصريح العبارة: «مهما فعلتم ومهما قدمتم للدولة من عرق ودماء وولاء فأنتم لن تكونوا منا يوماً».

الأصل هو الأصل... كان إخوتنا منقسمين ومتنابذين فأعادهم قانون القومية الذي وصفه نصف الشعب الإسرائيلي ومعظم يهود العالم بالعنصري، والذي لم يصوّت له بيني بيغن وموشيه آرنز، جاء هذا القانون أو هكذا يفترض ليوحد الأشقاء المنقسمين ذلك أن وحدة الجذور أبقى وأرسخ من قشرة الانقسام.

وما دمنا حيال أمر كهذا، فلا بد من تسجيل مآثر أولئك الدروز الذين قاوموا بدأب وبسالة عمليات التزييف والإغراء، وصمدوا وبلا هوادة قابضين على الجمر متشبثين بالجذر والهوية، لم يكونوا عنصريين ولا متعصبين بل كانوا دعاة مساواة وسلام.

كانوا مع حق أشقائهم الفلسطينيين في تقرير المصير وكانوا مع تحرير إسرائيل التي يعيشون فيها من عار احتلال شعب آخر، كانوا حتى صدور قرار الكنيست بعضاً كثيراً أو قليلاً من كل، وبعد القرار صاروا الكل بلا استثناء.

 

إبعاد الإيرانيين واسترجاع السوريين

طوني فرنسيس/الحياة/27 تموز/18

نشرت وزارة الدفاع الروسية خلاصة فحواها أن مليوناً و700 ألف لاجئ سوري بإمكانهم العودة إلى بلادهم في وقت قريب. وبحسب معطيات الوزارة فإن المدعوين للعودة يتوزعون على النحو التالي: 890 ألف لاجئ من لبنان. 300 ألف لاجئ من تركيا. 200 ألف لاجئ من أوروبا. 150 ألف لاجئ من الأردن 100 ألف لاجئ من العراق. و100 ألف لاجئ من مصر. وقالت وزارة الدفاع الروسية أنه يمكن استقبال حوالى 336 ألف لاجئ في مراكز لجوء داخل سورية، 134.500 منهم في حلب و73.600 في ريف دمشق، و64 ألفاً في حمص، و45 ألفاً في دير الزور.

الخلاصة المذكورة عممت بعد قمة هلسنكي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وسبقتها في الثالث من تموز (يوليو) دعوة خجولة منسوبة إلى مصدر في وزارة الخارجية السورية إلى اللاجئين السوريين للعودة، بينما لم يتحدث عن العودة أي مسؤول كبير في النظام، بدءاً من الرئيس بشار الأسد. ولم يظهر أي استعجال في دمشق في استرجاع ملايين المشردين إلى "حضن الوطن". وعلى العكس من ذلك تحول القانون رقم 10 إلى سيف مسلط على رقاب الراغبين في الرجوع إلى مساكنهم وأراضيهم. ليس أركان النظام وحدهم من لم يبد حماسة لعودة ملايين السوريين، فالإيرانيون المنشغلون بمحاربة "الإرهاب" وحماية المراقد، يتهمهم كثيرون بممارسة فرز ديموغرافي لا يبدو النظام بعيداً منه. لذلك بدت روسيا، وحدها من بين المدافعين عن النظام، المهتمة بالعودة، في سياق متكامل قوامه السيطرة تحت راية النظام على مختلف المناطق السورية، بدءاً من الجنوب وصولاً إلى إدلب (في أيلول كما أشاع مسؤولون روس)، وضمان الهدوء في الجولان عبر الالتزام بترتيبات 1974 وإبعاد الإيرانيين وميليشياتهم إلى مسافة 100 كلم من إسرائيل أي إلى الشمال من دمشق في مرحلة أولى، ومنع هؤلاء من استعمال القواعد الجوية السورية (وهو ما أشارت إليه صحف روسية) وإطلاق يد إسرائيل في ملاحقتهم حتى خروجهم النهائي من سورية بحسب ما ترغب وتشترط الدولة العبرية التي تلقى دعماً أميركياً وتفهماً روسياً. هذه التفاصيل عرضت في قمة هلسنكي. طرح بوتين عودة اللاجئين وربطها من دون شروط بإعادة الإعمار، وأبلغ ترامب أنه متفق مع الإيرانيين على ابتعادهم عن إسرائيل مسافة مئة كلم. واستفاض في حديث طيب عن إسرائيل التي يتحدث نصف سكانها اللغة الروسية، الأمر الذي أثار تعاطف وإعجاب ترامب، ما جعل عجلة الأوضاع السورية تتحرك بقيادة الربان الروسي المعترف به. بديهي أن يريح المسعى الروسي لإعادة السوريين وإبعاد الإيرانيين ارتياح الكثيرين في المنطقة والعالم، وفي لبنان الذي تعالج الخطة الروسية أوضاع ضيوفه في شكل خاص، يفترض ملاقاة موسكو بجدية كاملة في مسعاها، فالقرار في يدها كما هو واضح والنظام لا يملك غير متعة التدقيق الأمني الذي يسقط إزاء القرارات والتسويات الكبرى.

 

الأسد أمام دولة تحكمها روسيا وتحاصرها تركيا

سميرة المسالمة/الحياة/27 تموز/18

تمارس روسيا أدواراً عدة في سورية، فهي من الناحية الفعلية دخلت سورية كدولة حليفة للنظام في حربه على أطياف المعارضة بشقيها: أولاً، السياسي وحاضنته الشعبية التي خرجت ضد نظام الأسد منذ عام 2011، وثانياً، بشقها المسلح المحسوب بعضه على الثورة، بسبب ظهوره العفوي وغير المنظم، وهو رد فعل شعبي لعسكريين وضباط ومدنيين على عنف النظام في مواجهة التظاهرات السلمية، (وهذا شبه غائب تقريباً منذ عام 2013)، بسبب تسلط بعضه الآخر الذي يعمل لمصالح الدول التي أنشأته، ومكنته من السيطرة على ساحات القتال، بحكم دعمه الخارجي المتعدد الوجه والهدف، ولأجندات متباينة عدة على الأرض السورية، ليس فيها ما يتقاطع مع الهدف الأساسي لثورة قامت ضد قمع الأجهزة الأمنية، ومن أجل الحريات والمواطنة وإقامة العدالة التي استولى على مفاتيحها الجهاز السلطوي بأذرعه الأمنية المتعددة الممتدة داخل سورية وخارجها.

ومع تطور أدوار موسكو من التدخل في الصراع المحلي في سورية، ومواجهتها صراعاً دولياً على سورية، نشأت أدوارها المركبة، حيث لعبت دور الوسيط في العلاقة بين النظام وتركيا التي كانت في الجهة المتحاربة معها، ومع النظام، منذ بدء الثورة 2011، مروراً بإسقاط الطائرة الروسية (في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015)، حتى رسالة الاعتذار التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد سبعة أشهر على الحادثة، ومن ثم زيارته موسكو قبل معركة حلب نهاية عام 2016 التي انتهت بالسيطرة الروسية على المدينة، وخروجها من أوراق التفاوض التي أضعفت المعارضة، وأنذرت منذ ذلك الوقت بإنهاء ملف الصراع المسلح بين الفصائل والنظام، تحت وصاية تركيا وضمانتها ل»الفصائل»، والذهاب إلى تطبيع كامل للعلاقات التركية - الروسية، ما أنتج مسار آستانة الذي جمع بين تركيا وإيران الحليف القوي للنظام من جهة مقابلة، ومهد عملياً لاستعادة النظام على المناطق المتنازع عليها تحت مسمى اتفاق خفض التصعيد، والوصول إلى حوار سوتشي (مطلع هذا العام) الذي روج لحل الصراع باختصاره في لجنة دستورية، تتقاسم تمثيلها الجهات الدولية المتصارعة.

من هنا، يمكن فهم أسباب اختصار الصراع السوري - السوري بخلافات حول مفاهيم دستورية والعمل على تعديلات جوهرية يقلب مفهوم الدولة الواحدة المستقلة، ويحاكي مبدأ قيام «الكانتونات» التي يمكن في لحظة أن تنتظم داخل الدولة أو تأخذ خيارها - في لحظة تحول إقليمي - في الانفصال (استفتاء على تغيير الحدود)، وفق نصوص قيل عنها أنها مقترح روسي لمسودة دستورية، فهذه المضامين الدستورية تتناسب وأدوار موسكو العدة في سورية، ومع دول الجوار، وضمن ما تمكن تسميته التحالف الضمني مع الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ خطتها في سورية، وفض الصراع على أساس تسويات تعيد تشكيل الشرق الأوسط الجديد، وفق حدود قابلة لتحريك الخرائط دولياً.

لكن، ومع ذلك، فإن رؤية موسكو إلى الدستور السوري الجديد تتناسب مع مرونتها السياسية من ناحية، وتقلبات تحالفاتها الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط من ناحية ثانية، كما أنه يعبر عن حالة قلق روسي تجاه علاقاتها بالولايات المتحدة الأميركية على رغم تطمينات قمة هلسنكي التي اعتبرها كثر من الخبراء والمحللين بمثابة تسليم ورقة سورية لروسيا رسمياً، مقابل أن تلعب روسيا دور شرطي المنطقة، وعراب المصالحات والتسويات الإيرانية - الإسرائيلية، والإيرانية - الأميركية، من دون أن يخل ذلك بالمطلب الأساسي وهو تغيير وجه المنطقة، وغسلها من ملامح الهيمنة الإيرانية، وإبعاد أخطار إيران من دول الخليج العربي، ضمن معطيات تغيير أولويات هذه الدول من صراعها مع إسرائيل، إلى صراعها «المسور» داخل مذاهبها الدينية، وخلافاتها القومية والسلطوية المصلحية.

ويبدو تشكيل اللجنة الدستورية الذي أخذ في الاعتبار تحقيق الرغبة التركية في أن تكون لها اليد العليا في تسمية أعضائها، هو أحد أوجه التسويات الروسية التي اعتمدت مبدأ «المسايرة» قبل عقد أي اجتماع دولي على أراضيها، حيث تحتاج موسكو إلى شركائها في آستانة ليجلسوا خلفها في سوتشي 2، لتكون رئيسة لتحالف إقليمي في المنطقة تجمع بين متناقضين (تركيا وإيران) إلى طاولة مصالحها، مقابل ما يمثله مندوب فرنسا والغرب، والمبعوث الأممي لوجهة النظر الأميركية، في الاجتماع المزمع عقده نهاية هذا الشهر .

وهي في الوقت ذاته، سربت أساسيات ما تعمل على تغييره داخل الدستور السوري لتعطي إسرائيل ضمانات، أن وجود الأسد في السلطة سيكون لمصلحة الرغبة الإسرائيلية في إنهاء ملف الجولان لضمه إلى أراضيها، هذا في حال استطاعت تمرير المسودة المتضمنة بنداً يسمح للرئيس بذلك، حيث اقترحت المسودة المسربة إمكان تغيير الحدود عبر الاستفتاء العام وعادت لتؤكد في المادة 59: «يحق لرئيس الجمهورية إعلان الاستفتاء العام حول المواضيع المهمة والتي تخص المصالح العليا للبلد، وتعد نتائج الاستفتاء إلزامية»، وهي رسالة روسية إلى تركيا أيضاً، وحلفائها من الفصائل السورية المعارضة، بإمكان قبول ما يروجه مؤيدوها في مناطق نفوذها في إدلب وريف حلب ومناطق درع الفرات حول»استفتاء» لانتزاع هذه المناطق من الدولة السورية، وضمها إلى تركيا أسوة بالمحافظة 15 السورية (لواء اسكندرون)، وهذا ما يبرر غلبة أسماء»الإخوان المسلمين» السياسيين والعسكرين والمناصرين لهم في عضوية اللجنة الدستورية التي رشحها الائتلاف التابع سياسياً لتركيا، والتي تستخدم ورقة نحو أربعة ملايين من اللاجئين السوريين في وجه النظام من جهة وفي وجه الغرب من الجهة المقابلة.

ومن الجهة الأخرى، فقد وجهت روسيا رسائل تطمين «غير كافية» - حسب الفاعليات الكردية غير الملتزمة بالقرار التركي - لحلفاء الولايات المتحدة الأميركية من الكرد بتغيير اسم الدولة السورية، وإلغاء عروبتها، مقابل اندماجهم في مشروع التسويات مع النظام السوري، وإلغاء المطالبات باللامركزية السياسية، ما يمهد الطريق إلى قبول كل ممثلي الأطراف المتصارعة على سورية بالجلوس معاً ضمن ما سمي اللجنة الدستورية، واختصار مطالب السوريين من تغيير النظام الحاكم عبر هيئة انتقالية، إلى تغيير في دستور سورية الذي لم يكن يوماً قادراً على لجم التجاوزات عليه، أو يملك أدواته التنفيذية القادرة على مواجهة تجاوزات السلطة الحاكمة، أو الأجهزة الأمنية، والدائرة القريبة من منظومة الحكم .

وختام القول أن ما تسعى إليه روسيا اليوم ليس إعادة النظام إلى حكم سورية ما قبل 2011، فهو بين محكوم من روسيا ومحاصر من تركيا، ما يجعل دوره مجرد ورقة ضغط على المجتمع الدولي لتوسيع حجم أدوارها خارج سورية، وضمن التزامها بدورها كضامن لمصالح الجميع، من الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا وإيران وتقاطعاتها جميعاً مع المصالح الاقتصادية، والهواجس الأمنية مع دول أوروبا جميعها.

* كاتبة سورية

 

هزيمة إيران في سورية

رضوان زيادة/الحياة/27 تموز/18

فتح النظام السوري بالتعاون مع حلفائه في روسيا وإيران معركة الجنوب السوري كان مفاجأة للمعارضة السورية وذلك لأسباب عدة:

أولاً: هذه المناطق كلها مشمولة بما يسمى اتفاق خفض التصعيد ضمن الاتفاقيات الموقعة في آستانة، كما أن الأردن بشكل خاص انضم إلى الدول المراقبة في آستانة بهدف حماية هذا الاتفاق وضمان عدم التصعيد في هذه المناطق لمنع وصول أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إليه من الجنوب السوري. ودخلَ الاتفاق حيِّزَ التَّنفيذ في أيار(مايو) 2017، بمشاركة أردنية على مستوى رفيع في محادثات آستانة في العاصمة الكازاخية.

ثانياً: كان الوصول إلى خفض التصعيد في هذه المناطق ثمرة اتفاق أميركي – روسي تم الإعلان عنه في فيتنام إثر أول لقاء بين الرئيسين ترامب وبوتين. واعتبر الاتفاق حينها تاريخياً وبداية للتعاون بين الرئيسين كما أشار ترامب في حديثه إلى الصحافيين حينها. ودخل الاتفاق حيِّز التَّنفيذ في 9 تموز(يوليو) 2017، بعد ذلك تم توقيع مذكرة تقضي بتـأسيس منطقة خفض التَّصعيد جنوب سورية بين ممثلي الدول الثلاث (روسيا والولايات المتحدة الأميركية، والأردن) السبت 11 تشرين الثاني(نوفمبر) 2017.

جرى النصَّ على وقف شامل للعمليات القتالية بضمانات روسية للنظام السوري وضمانات أميركية للمعارضة السورية، وانخفض مستوى العنف حينها بشكل ملحوظ، ما مكن الكثيرين من الأهالي من العودة إلى مدنهم وقراهم.

ثالثاً: ضمن هذا المناخ كانت التصريحات الأميركية تأتي عبر المتحدثة باسم الخارجية التي حذرت أكثر من مرة قوات النظام السوري من التصعيد في مناطق الجنوب السوري، ومهددة بالعواقب إذا فكر النظام بمهاجمة القوات الحليفة من المعارضة السورية هناك. وفي 25 أيار ثم في 14 حزيران أصدرت الخارجية الأميركية بيانين أشارت فيهما إلى قلقها من تحضير قوات النظام السوري عملية عسكرية ضدَّ المنطقة الجنوبية، وأكَّدت أنَّ ذلك يُشكِّل خرقاً لاتفاق خفض التَّصعيد، والاتفاق الروسي الأميركي، ودعت روسيا إلى ممارسة نفوذها لمنع النظام السوري من خرق الاتفاقات التي تعهَّد الالتزام بها.

وفي 21 حزيران أصدرت الخارجية الأميركية مجدداً بياناً طالبت فيه روسيا بالضغط على النِّظام السوري لإيقاف هجماته.

رابعاً وأخيراً: كانت هناك قناعة عميقة لدى المعارضة السورية أن هناك اتفاقاً روسياً – إسرائيلياً بعدم السماح بالتصعيد هناك وبعدم حضور الميليشيات الطائفية الإيرانية على الحدود السورية – الإسرائيلية، وهو ما دفع بإسرائيل إلى مهاجمة قوات النظام السوري وأماكن وجود الميليشيات الإيرانية عشرات المرات داخل الأراضي السورية، بهدف توجيه رسالة واضحة بعدم تمركز الميليشيات الإيرانية في تلك المناطق.

إذا كان الهدف الأميركي الإستراتيجي الآن في الشرق الأوسط هو محاصرة إيران وهزيمتها، عبر حصارها وخنقها اقتصادياً والقضاء على ذيولها الممتدة في لبنان والعراق وسورية، فإن أضعف ذيولها الآن هو في سورية، وتوجيه هزيمة لها في سورية يحد من نفوذها وطموحها بالتمدد عبر الشرق الأوسط، لذلك لا يمكن فهم التخلي الأميركي عن المعارضة السورية في الجنوب إلا كفشل للإستراتيجية الأميركية في حصار إيران وهزيمتها، أما أن تقنع الولايات المتحدة نفسها بالوعود الروسية بأن الميليشيات الإيرانية ستنسحب من الحدود فهذا أكبر وهم يمكن أن يصدقه أي مراقب، حيث روّجت إيران لذلك من قبل لإقناع روسيا بالتوصل لتفاهم روسي – أميركي على الحدود الشرقية، ولكن ميليشياتها ترتع شرقاً على الحدود السورية العراقية، والأمر سيتكرر الآن على الحدود الجنوبية، بسبب رئيسي هو انهيار جيش النظام في شكل مطلق فيما الوجود الحقيقي هو للميليشيات الإيرانية التي تقود المعارك وتحتل الأراضي، فبعد الانشقاقات المتتالية في الجيش السوري لم يبق سوى ميليشيات طائفية تقاتل نيابة عن إيران وبدعم منها كـ «فاطميون» و«زينبيون» و«حزب الله» والميليشيات العراقية وكلها تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، وبالتالي فإن إقناع الولايات المتحدة بأن الميليشيات الإيرانية انسحبت من الحدود وأن من يحارب اليوم هو جيش النظام عبارة عن وهم وضرب من الخيال ربما لتجنب الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة.

إن سيطرة إيران على الحدود السورية – الأردنية والسورية – الإسرائيلية تعني عملياً سيطرة مطلقة على المعابر الحدودية، بما يعني ذلك تدفقاً كاملاً للسلاح لحزب الله كما في الحدود السورية – اللبنانية وبداية تمدد صيغة حزب الله اللبناني إلى سورية وربما فتح جبهات إقليمية ممتدة.

يمكن القول إن تفاهماً روسياً – إسرائيلياً هو من حسم الأمر وسمح ببداية المعركة، لكن بالمقابل على ماذا حصلت إسرائيل مقابل هذه الصفقة، ربما معلومات استخباراتية كاملة عن وجود حزب الله والوجود الإيراني في سورية بما يعنيه من بداية مرحلة من الاستهداف الإسرائيلي المطلق للوجود الإيراني ولـ «حزب الله» في سورية. وبالتالي علينا أن نتوقع مزيداً من الضربات الإسرائيلية في سورية وصمتاً إيرانياً أو سورياً مطلقاً. مقابل ذلك لن تتوقف الآلة الجهنمية في قتل السوريين في درعا ومحيطها وتشريد أهلها، فالمطلوب روسياً ليس حكم البلد باهلها، وإنما تفريغ أهلها للسيطرة على أرض مقفرة وشعب متهالك ودولة فاشلة ليس لها من مقومات الدولة سوى احتكار ممارسة العنف بحده الأقصى، ولو اضطرها ذلك لاستخدام كل الأسلحة المحرمة دولياً بما فيها السلاح الكيماوي، فمن في هذا العالم اليوم يعبأ بالدم السوري أو يكترث لكل هذه الجثث السورية التي لن تكفيها كل مقابر العالم؟

*كاتب سوري

 

على من ترسو الانتخابات في باكستان؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/26 تموز/18

سألت محدثي الباكستاني: هل عمران خان هو «الابن المفضل» للجيش؟

أجاب: كلا، لقد ناضل عمران لمدة 18 سنة وأيقظ أخيراً الأمة الباكستانية. عمران خان هو الابن المفضل لباكستان.

إذن الجيش لا يساعد عمران؟

قال إنهم يساعدون أنفسهم لسببين؛ إبعاد أعدائهم، وحكومة ائتلافية تضمن بقاء جميع الأحزاب وقادتها تحت السيطرة، الجيش لا يريد أن ينتهي الأمر في باكستان كما حصل في تركيا. لقد رأى رجب طيب إردوغان، وهذا ما كان يريد فعله نواز شريف، أن يتخلص تدريجياً من سطوة الجيش وأجهزة الاستخبارات ليستفرد وحده المدني بتركيا. المؤسسة العسكرية الباكستانية تريد الحفاظ على قبضتها الحديدية، ثم إن باكستان تختلف بواقعها الجغرافي عن تركيا.

أمس الأربعاء أتيح للناخبين الباكستانيين فرصة التعبير عما يجب أن يكون عليه عصر ما بعد نواز شريف، هل سيكون لاعب الكريكيت السابق الشهير عمران خان وحزبه «حركة الإنصاف» أم بيلاوال بوتو زرداري وحزبه «الشعب الباكستاني»، أو تستمر «الرابطة الإسلامية» بزعامة شهباز شريف شقيق وربما «المنقذ الأخير» لرئيس الوزراء السابق؟

أياً كان القرار فإن الباكستانيين اتخذوا خيارهم في ظل ظروف صعبة يعاني منها الاقتصاد الباكستاني.

عند تقييم قائمة المرشحين الأساسيين من الصعب عدم ملاحظة أوراق الاعتماد الأسرية المعروضة. يتصدر شهباز شريف صدارة حزب «الرابطة الإسلامية»، هو شقيق نواز الذي كان يهيئ ابنته مريام لهذا المنصب، لأنه عام 2017 منع من ممارسة الحياة السياسية بسبب ثروة العائلة غير المشروعة التي كشفتها «أوراق باناما». لكن إذا قرر عدد كاف من مؤيدي نواز شريف زيادة نسبة الإقبال في البنجاب بشكل كبير، فإنهم قد يقلبون الحسابات تاركين مهندسي السياسة الباكستانية يشعرون بالخذلان.

التالي هو بيلاوال بوتو زرداري ابن رئيسة الوزراء بي نظير بوتو التي اغتيلت زمن برويز مشرف عام 2007 وابن واصف زرداري الذي ترأس «حزب الشعب» حتى تخرج بيلاوال من جامعة أكسفورد، وحفيد ذو الفقار علي بوتو الذي ظل رئيساً لوزراء باكستان من عام 1973 حتى عام 1977 وأعدمه الرئيس السابق ضياء الحق. شباب بيلاوال (29 سنة) لا يرحمه بل يحمله عبئاً كبيراً من التوقعات باعتباره وريث سلالة بوتو. وكانت هذه أول انتخابات عامة يخوضها، وأمل «حزب الشعب» أن يساعد صغر سنه في مواجهة المرشحين الآخرين من خلال إشراك الشباب في العملية الانتخابية، لأن أكثر من 64 في المائة من سكان باكستان يقل عمرهم عن 30 سنة. الاستطلاعات وضعت حزب بيلاوال في المرتبة الثالثة. أخيراً هناك عمران خان من حزب «حركة الإنصاف» من الكريكيت تحول إلى السياسة، يمثل انتصار حزبه أكبر الاحتمالات لتغيير السياسة في باكستان، لأن خان ليس جزءاً من أي سلالة رئيسية في باكستان، وقد يستفيد من تعب الناخب من «الباب الدوار» الذي لا ينتهي أبداً بين شريف وبوتو. على جبهة السياسة الخارجية قام خان بحملة لإقامة علاقات أوثق مع الهند، وإيجاد حل لقضية كشمير في إطار قرارات مجلس الأمن التي كانت موجودة من قبل، ويريد توسيع علاقة باكستان الوثيقة مع الصين، ويتابع العلاقات مع الولايات المتحدة «القائمة على المصلحة المتبادلة»، ثم إنه يطرح السلام مع «طالبان باكستان»، والأهم البيان الذي صدر عن «حركة الإصلاح» قبل الانتخابات ويتعهد بتحويل باكستان إلى «دولة رفاهية إسلامية» (صدى للموجة الشعبوية التي تجتاح أوروبا)، ومن المرجح أن يتردد صداها مع معاناة الشعب الباكستاني.

أما القضايا الأكثر أهمية في نظر الناخبين الباكستانيين فهي: الفساد. على مستوى منخفض يشمل رشوة موظفي الخدمة العامة وهذا منتشر في كل باكستان. لكن هناك الفساد على مستوى عال، حيث يستغل كبار السياسيين في البلاد مناصبهم لإثراء أسرهم، وهذه تجسدت تماماً في قصة نواز شريف.

وتعاني باكستان من أزمة اقتصادية بدأت بسبب عجز كبير في الحساب الجاري، واحتياطيات منخفضة في سوق الفوريكس، وتصاعد في الديون وآخرها ارتفاع التضخم، وقد دفع هذا الوضع باللجوء إلى قروض طارئة من الصين، وبغض النظر عمن سيكون رئيس الوزراء القادم، فإنه سيحتاج إلى تأمين مصادر تمويل جديدة لتجنب التخلف عن السداد.

هناك أيضاً أزمة البطالة، ثم يأتي توليد الكهرباء، فقد عانت باكستان من نقص كبير في توليد الكهرباء. في السنوات الأخيرة تحسن الوضع بدرجة كبيرة ويعود الفضل إلى حد كبير إلى المشاريع المدرجة في الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني، ومع ذلك لا تزال هناك فجوة كبيرة تكون واضحة في أشهر الصيف. ولنفترض أن عمران خان صار رئيساً للوزراء، فماذا بعد؟ سيتعين عليه التعامل مع الاقتصاد المترنح والروبية التي تتساقط، ومع وعوده الشعبوية لم يكشف عن إتقان في خطته الاقتصادية، فهو تعهد بخلق 10 ملايين فرصة عمل في السنوات الخمس المقبلة، وهذا وعد غير قابل للتصديق كتعهده بإنهاء الفساد.

الحقيقة أن أي رئيس وزراء يصل، سيتعين عليه اتخاذ قرارات صعبة لإصلاح الاقتصاد وهذا سيكلف الواردات أكثر وسيزداد حجم فاتورة الوقود في وقت ترتفع فيه أسعار النفط عالمياً، وقد تضطر باكستان لأن تطلب من الصين مجدداً قرضاً طارئاً بمليار دولار لدعم احتياطياتها الأجنبية. ثم يمكن للدبلوماسية الدولية أن تذكر رئيس الوزراء الجديد بأنه من غير المقبول وصف المعارضين بالحمير كما فعل خان مؤخراً. وسيجد عمران خان المهووس بأجندة واحدة وهي مكافحة الفساد، أن الأولويات الأخرى تتطلب اهتمامه ورأس ماله السياسي.

هناك أيضا مسألة العنف، وهذا انخفض بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة نتيجة للعمليات العسكرية المكثفة ضد المسلحين في المناطق القبلية المتاخمة لأفغانستان. لكن المحللين حذروا منذ فترة طويلة من أن باكستان لا تعالج الأسباب الجذرية للتطرف وأن المتشددين يحتفظون بالقدرة على شن هجمات مذهلة. وقد حذر الجيش من تهديدات قبل الانتخابات وقال إنه سينشر أكثر من 370 ألف جندي يوم الانتخابات.

ولأن المؤسسة العسكرية تريد حكومة ائتلافية، سيكون «حزب الشعب» الشريك المحتمل في ائتلاف عمران خان على الرغم من رفضه هذا الاحتمال مراراً، لكن السياسة تصنع أجواءها، وكان «المهندسون السياسيون» أجبروا الحزبين هذا العام على دفع سياسي بلوشي مجهول إلى رئاسة مجلس الشيوخ، لذلك ليس بمستبعد ضرب الرؤوس من جديد. بيلاوال زرداري سيقود حملة صعبة على خان، فهو يعلم مدى رغبة خان في الحصول على الوظيفة الأولى في باكستان. ثم إن زرداري حاذق وسوف يناور، وسيدعمه في حزبه الذين يحبون الحصول على الامتيازات والنفوذ وهما يأتيان مع الحقائب الوزارية، وبالنسبة إلى زرداري فحتى لو كان دوره مرشداً صغيراً في الائتلاف الحاكم، إلا أنه يشتري له درجة عالية من الحصانة من تحقيقات الفساد. وكما ذكرنا، سيتعين على رئيس الوزراء الجديد اتخاذ قرارات صعبة لإصلاح الاقتصاد. وقد يجد عمران خان كما قبله نواز شريف أن وسائل الإعلام التي ساعدته في الوصول قد تتحول عليه، خاصة إذا شعرت بعض الأوساط بأنه لا يتعاون. وفوق كل شيء سيجد أن أولئك الذين جعلوه «ظاهرياً» رئيساً للوزراء سيطلبون حصتهم من حصته ولن يجعلوه يقترب من حصتهم! إنها باكستان العسكر.

 

إيران لابن لادن: افتح أبواب جهنم

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/26 تموز/18

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ودخول الأفغان في حربٍ أهلية دموية، يمَّم أسامة بن لادن وجهه شطر السعودية، وبالتزامن كانت طبول الحرب تقرع؛ صدام حسين يعدّ جيشه لاحتلال الكويت، وبعد الاشتباك اعترض بن لادن، مثل أقرانه في المجاميع الأصولية، على تأسيس التحالف الدولي مع بريطانيا والولايات المتحدة لسحق جيش صدام وإخراجه من الكويت. بعد طول لأْيٍ قرر بن لادن المغادرة؛ الوجهة إلى السودان. الغطاء استثماري بحت. حطّت رحاله في عام 1990 بالعاصمة الخرطوم، وقد زارها قبلاً عام 1988 لغرض إغاثي بعد كارثة سيولٍ خلفت دماراً حينها. عوامل جذب كثيرة أخذته إليها؛ الأرضية الخصبة للزراعة والاستثمار، الصداقات القديمة، ضعف نفوذ الغرب هناك. «المجاهد الحالم» اختار السودان لاستراحةٍ لن تطول، والأفكار التي سيتداولها مع ضيوفه وأصدقائه وقيادات «الإخوان» والعائدين من الأفغان العرب ستكون نواة انبعاث تاريخي لتنظيم القاعدة.

يروي الصحافي السوداني عطاف عبد الوهاب أنه «وفي حي الرياض الراقي بالخرطوم شرق، كان أسامة بن لادن يسكن في منزل من ثلاثة طوابق... بمجرد وصوله إلى الخرطوم قام أسامة بإنشاء مشروعين رئيسيين في السودان؛ أحدهما مشروع زراعي بالنيل الأزرق، أطلق عليه اسم (وادي العقيق)، والآخر بشمال السودان، حيث أوكلت إليه (الإنقاذ) حينها تشييد طريق الخرطوم - عطبرة الاستراتيجي، أو ما يعرف الآن بـ(طريق التحدي)، وكانت (الإنقاذ) تهدف إلى أن يساعدها أسامة بن لادن في استخراج ثروات البلاد، وفي عمل مشاريع تعود على البلاد بنفع، خاصة أن (الإنقاذ) كانت في بداية عهدها بالحكم. ومعلوم أن زعيم (القاعدة) جاء إلى السودان، ودخل حينها بصفته مستثمراً... كل جهوده ونياته متجهة فقط إلى جانب الاستثمار في مجال التشييد والبناء، وهو المجال الذي تخصصت فيه أسرته... وأكد الترابي أن أسامة كان بعيداً عن السياسة وعن الأضواء والعمل العام طوال فترة إقامته في السودان».

ارتاح بن لادن للمساحة التي أخذها؛ الحريّة في التنقل ولقاء الأصدقاء والرفاق. شيء واحد يقلقه فقط، تقلّبات حسن الترابي... يروي لأحد زواره، وهو الصحافي الأميركي لورانس رايت، امتعاضه من شخصية الترابي، واصفاً إياه بـ«المكيافيللي». لم تكن علاقتهما على ما يرام؛ رسل النمائم بينهما كثر... يسخر الترابي من جهل بن لادن في الفقه والشريعة مثلاً. استخدم الترابي بن لادن مادياً وابتزّ به سياسياً؛ وقد فعل. غير أن خطوةً نوعية سترسم نقطة تحوّل جذرية في استراتيجيات اللقاء والعداء بين التنظيمات الإرهابية السنيّة، وشبيهتها الشيعية، ولهذه قصّة رواها أيضاً الصحافي رايت في كتابه: «البروج المشيدة - الطريق إلى 11 سبتمبر». بعد سنتين من الإقامة، عكف بن لادن على خطة شاملة؛ الهدف مواجهة «الصليبيين». بحث عن وسائل متعددة واستشاراتٍ نوعية تجعل اختتام القرن العشرين مثل حفلة مليئة بما تستحقه من القنابل النارية، ويمكن افتتاح الألفية بمشهد سينمائي على هيئة طائرات متجهة إلى برجين وهدفها الارتطام. كان بن لادن مصمماً على فتح أبواب جهنم. توفرت لديه الموارد البشرية والمال... بقيت الأفكار.

حضّ الترابي بن لادن على الاتجاه نحو أفكار أكثر تقدمية وعصريّة من الحرفية الفقهية الجامدة... «يمكن للتنظيمات إذا تشاركت واستفادت من بعضها أن تثخن بالعدو الجراح» قالها الترابي يشير إلى فكرة تحالف بن لادن مع «حزب الله». اقتنع بن لادن بالفكرة الساحرة التي قالها الزعيم السوداني متبوعةً بقهقهته الشهيرة، وابتسامته الماكرة. أوكل بن لادن مهمة التمهيد لها بصفوف التنظيم لممدوح سالم (أبو هاجر العراقي)، واختار آخرين من التيار الشيعي للقيام بمهمة الإقناع أيضاً. توجت تلك المبادرة بلقاءٍ مهم جمع عماد مغنية بأسامة بن لادن، لم يخفِ الأخير إعجابه الشديد بطريقة العمليات العسكرية لـ«حزب الله» منذ أوائل الثمانينات، وأساليب الاختطاف، وإدارة العمليات الانتحارية، ونسف السفارات. أراد لتلك الخبرات أن تحقن بكوادر تنظيم القاعدة. سافرت نخبة من أعضاء التنظيم إلى جنوب لبنان للتدريب، برعايةٍ وعلمٍ من إيران، صحيح أن التقارب بين التنظيمين كان من بنات أفكار الثعلب حسن الترابي، ولكن الرعاية جاءت من «الحرس الثوري» الإيراني؛ ولهذا دليل صارخ. منذ أوائل الثمانينات والإسلام السياسي الشيعي، وتعاليم الخميني تتخذ مساراتها شرق السعودية، ضمن عدة تسميات ومطبوعات وتنظيمات بدأ أصلها العلمي في السبعينات، غير أن التحول كان، بحسب راصد مهم هو توبي ماثيسن في كتابه: «حزب الله - الحجاز»، بدأ في النصف الثاني من الثمانينات حيث تغول التعاليم الثورية... كرة الثلج ستكبر بعد عقد من ذلك التاريخ... في منتصف التسعينات كان التلاقي بين «القاعدة» وإيران و«حزب الله» على أشدّه. من المقربين لأسامة بن لادن شخص اسمه يوسف العييري المعروف بـ«البتار»، تدرّب بمعسكرات «الحرس الثوري» داخل إيران... هذا الرجل سيكون زعيم «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» قبل أن يُقتل شمال السعودية في حائل بعد مطاردة طويلة في 2 يونيو (حزيران) 2003، وقد تمتع بقدرة ميدانية فائقة... عاش التنظيم أنجح مراحله التكتيكية، وذلك بفضل الخبرات التي تلقاها بمعسكرات «الحرس الثوري» الإيراني، ليظهر اسمه ضمن عملية مدوّية خطط لها طويلاً. في 25 يونيو عام 1996 انفجر صهريج مملوء بأطنان من مادة «تي إن تي» استهدف مجمعاً سكنياً للقوات الجوية الأميركية في الخُبر شرق السعودية، وقتل على أثره 19 أميركياً وأصيب المئات. العملية هذه تعبر عن نجاح الشراكة وتطور التنسيق بين كل من «حزب الله - الحجاز»، و«حزب الله» في لبنان، و«الحرس الثوري» الإيراني، وتنظيم «القاعدة». قبض على العشرات من تنظيم «حزب الله»، والعشرات من تنظيم «القاعدة». الشريكان أسامة بن لادن، وعماد مغنية، باركا هذه العملية التاريخية.

يروي لي صديق تائب، قبض عليه بعد تفجيرات الخبر، لانتمائه إلى «حزب الله - الحجاز»، أنه كان من الرفاق معه بالسجن القيادي بتنظيم «القاعدة» يوسف العييري. لم يكن لدى الأخير مشكلة في أي شراكة مع التنظيم الشيعي بميادين القتال، لكنه لم يرضَ يوماً مشاركتهم الأكل على سفرة واحدة... تلك قصة تحالف أسود شرير.

 

مجزرة السويداء: يوم سوري أسود بتوقيع "داعش" وبألغاز كثيرة

أمين العاصي/العربي الجديد/26 تموز/18

تطرح الاعتداءات الدموية التي نفذها تنظيم "داعش"، أمس الأربعاء، في محافظة السويداء جنوبي سورية وأسفرت عن عشرات القتلى، العديد من الألغاز والتساؤلات والرسائل، خصوصاً أنها تأتي في خضم صراع عسكري محتدم في منطقة قريبة من هذه المحافظة بين فصيل تابع لتنظيم "داعش" من جهة، وبين قوات النظام التي تواجه "مقاومة" شرسة من هذا الفصيل من جهة أخرى. لكن المؤكد أن المجزرة ستبقى من المجازر الطائفية الكبرى في الحرب السورية، ويخشى أن تزيد من إضعاف ما تبقى من اللحمة الوطنية السورية، خصوصاً لناحية العلاقات المتوترة التي زادها النظام و"داعش" وأخواته توتراً بين المكونات الطائفية في سورية. وفي يوم سوري أسود جديد، قتل ما يناهز 150 سورياً، فضلاً عن جرح 200 من أهالي السويداء، في المدينة وفي ريف المحافظة، في سلسلة هجمات مباغتة وتفجيرات انتحارية نفذها مسلحون ينتمون إلى "داعش"، بعدما فتحوا جبهة غير متوقعة امتدت بطول نحو 20 كيلومتراً في ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، مستهدفين قرويين قتلوا عدداً منهم، إضافة إلى قتلهم عشرات آخرين في تفجيرات انتحارية وسط المدينة، فيما ترجح مصادر محلية ارتفاع عدد القتلى بسبب خطورة إصابة بعض الجرحى.

وأعلن التنظيم، في بيان تداولته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام، "شنّ جنود الخلافة صباح الأربعاء هجوماً مباغتاً على مراكز أمنية وحكومية داخل مدينة السويداء، واشتبكوا مع الجيش (...) والمليشيات الموالية له، ثم فجروا أحزمتهم الناسفة وسط جموعهم". واقتصر البيان على ذكر مدينة السويداء فقط من دون التطرق إلى قرى في ريفها الشمالي الشرقي طاولتها الهجمات، وفق المرصد والإعلام الرسمي السوري.

رجّحت مصادر محلية ارتفاع عدد القتلى، بسبب خطورة إصابة بعض الجرحى

" من جهته أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أنّ "ثلاثة تفجيرات بأحزمة ناسفة استهدفت مدينة السويداء وحدها، فيما وقعت التفجيرات الأخرى في قرى في ريفها الشمالي الشرقي، قبل أن يشنّ تنظيم داعش، الموجود في بعض أرياف المحافظة الملاصقة للبادية السورية، هجوماً تسبب في مقتل العشرات، فضلاً عن تسجيل وجود مفقودين لم يعرف مصيرهم، بعدما أكدت مصادر متقاطعة للمرصد أنه جرى اختطاف عدد من المدنيين واقتيادهم إلى مناطق سيطرة التنظيم في بادية السويداء الشمالية الشرقية.

في المقابل، وثّق المرصد السوري مقتل 30 على الأقل من عناصر تنظيم داعش، بينهم 4 انتحاريين فجّروا أنفسهم بأحزمة ناسفة.

في المقابل، قالت وكالة أنباء النظام السوري "سانا"، إنّ هجوماً انتحارياً في مدينة السويداء السورية أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، مشيرة إلى أنّ السلطات قتلت اثنين من المهاجمين الانتحاريين "قبل تفجير نفسيهما".

وأكد ناشطون محليون أن سكان قرى في ريف السويداء هم من تصدّى لعناصر تنظيم داعش، إذ دارت الأربعاء اشتباكات وصفوها بـ "العنيفة"، في ظل غياب قوات النظام، مؤكدين أن مسلحي التنظيم استخدموا صواريخ محمولة وأسلحة فردية وقنابل يدوية.

وأعقبت هذه التفجيرات زيارة يبدو أنها لم تكلل بالنجاح لضباط روس إلى المحافظة لإقناع "شيوخ عقل" طائفة الموحدين بإلحاق آلاف الشباب الدروز بقوات النظام، فيما حمّل عدد من نشطاء المحافظة النظام مسؤولية تسهيل حدوث الهجمات الدموية.

ويعدّ هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يضرب محافظة السويداء التي بقيت بلا أحداث جسام وعمليات عسكرية طيلة سبع سنوات هي عمر الثورة السورية على النظام الذي حرص على معاملة الدروز معاملة "خاصة"، كي لا ينضموا إلى الثورة، وهو ما كان من شأنه تغيير دفة الصراع برمته ربما. وحمّلت مصادر محلية، النظام السوري المسؤولية عمّا جرى في السويداء، مشيرة إلى أنّ "النظام سمح، عن قصد أو عن غير قصد، بوصول عناصر تنظيم داعش إلى السويداء، حين أخرج عناصر التنظيم من جنوبي دمشق قبل أشهر بالحافلات، ونقلهم إلى ريف السويداء الشمالي الشرقي". وكان من الواضح أن النظام دفع باتجاه "خلق" تنظيم "داعش" في جنوب البلاد ليكون "فزّاعة" وورقة ضغط على محافظة السويداء المتاخمة لدرعا، تحسباً من أي حراك يؤدي إلى خروجها عن سيطرته.

وتقع محافظة السويداء إلى الجنوب الشرقي من العاصمة السورية دمشق، وهي من المحافظات السورية صغيرة المساحة إذ تبلغ نحو 5 آلاف كيلومتر مربع، ولها حدود جغرافية مع الأردن من ناحية الجنوب، فيما يحدها من الشمال ريف دمشق، ومن الغرب درعا، ومن الشرق البادية السورية وصولاً إلى المثلث السوري الأردني العراقي. وبلغ عدد سكان السويداء التي يقطن فيها بدو سوريون إلى جانب أكثرية من الطائفة الدرزية نحو 700 ألف نسمة في عام 2011، إلا أن عدداً من سكانها، خصوصاً الشباب منهم، هاجروا إلى دول أوروبية إبان سنوات الثورة، على غرار باقي مكونات الشعب السوري.

نفذ مسلحون هجمات مفاجئة امتدت على جبهة بطول نحو 20 كيلومتراً في ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي

وتعد السويداء أهم مركز سكني للمكون الدرزي في سورية، ولكنهم ينتشرون أيضاً في حي جرمانا الدمشقي وفي ضاحية صحنايا جنوب دمشق، إضافة إلى ريف القنيطرة وقرى في ريف إدلب شمال غربي سورية، فضلاً عن وجود عدد كبير منهم في الجولان السوري المحتل.

وللسويداء مكانة خاصة في الذاكرة السورية، إذ انطلقت منها شرارة الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي في عام 1925 التي قادها سلطان باشا الأطرش، لكن المحافظة اختارت الوقوف على الحياد في الثورة السورية ضد النظام، واحتضنت آلاف النازحين من محافظات سورية مجاورة لها.

وظهرت في السويداء، في عام 2015، حركة معارضة للنظام قادها الشيخ وحيد البلعوس، سميت بـ "تجمع شيوخ الكرامة"، لكن انفجاراً كبيراً بسيارة مفخخة أودى بحياة البلعوس الذي كان يُوصف بـ "شيخ الكرامة"، وعدد من رفاقه في أغسطس/ آب من ذاك العام، أعقبه توتر كبير في عموم المحافظة بسبب اتهام النظام بالوقوف وراء عملية الاغتيال. وكان بلعوس رفض انخراط الدروز في صفوف قوات النظام، إضافة إلى مواقف أخرى شكلت قلقاً لدى النظام الذي خشي من فقدان ورقة الأقليات في الصراع الدائر، إذ يزعم أنه حامي هذه الأقليات في سورية.

واللافت أن تفجيرات السويداء الأخيرة، أعقبت زيارة عدد من الضباط الروس إلى المحافظة ولقائهم مع عدد من "شيوخ العقل" والوجهاء في الطائفة الدرزية لإقناعهم بإلحاق آلاف من الشباب الفارين من الخدمة الإلزامية في صفوف قوات النظام. وأكدت مصادر مطلعة أن وجهاء في السويداء قالوا للضباط الروس إنهم "لن يسلموا أي شاب للخدمة في جيش النظام، وتوعدوهم بمواجهة أي محاولة لاستجرارهم إلى الخدمة"، وفق المصادر.

وحاول النظام مراراً دق أسافين فرقة وخلاف بين أهل السويداء (الدروز) وجيرانهم التاريخيين أهل درعا (السنة)، من خلال دفع مليشيات محلية من المحافظتين مرتبطة به للقيام بعمليات خطف متبادل، إلا أنه فشل في ذلك. كما رفض عموم أهل السويداء عمليات التعفيش التي قام بها البعض لبيوت مدنيين في درعا أخيراً واعتبروها محاولة جديدة للإيقاع بين أهالي المحافظتين وخلق صراع طائفي يديره النظام وفق مصالحه.

تزامنت تفجيرات السويداء مع المعارك الدائرة منذ أيام عدة بين قوات النظام وفصيل "جيش خالد بن الوليد"

وتزامنت تفجيرات السويداء مع المعارك الدائرة منذ أيام عدة بين قوات النظام وفصيل "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك في أقصى ريف درعا الغربي، حيث يسيطر الفصيل على أكثر من 16 بلدة وقرية في هذا الريف. وتواجه قوات النظام صعوبة في حسم المعركة لصالحها، إذ أكدت مصادر إعلامية معارضة أن محاولات اقتحام للمنطقة باءت بالفشل. وأشارت إلى أن قوات النظام تعرضت لكمائن عدة أدت إلى مقتل 36 عنصراً من قوات النخبة لدى النظام بينهم ضباط. ولفتت إلى أن آلاف الضربات الجوية وسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها الطيران الروسي في بقعة جغرافية ضيقة لم تتح لهذه القوات تحقيق أي تقدم في حوض اليرموك.

وليس هناك إحصاء دقيق لعدد مسلحي "جيش خالد بن الوليد"، لكن مصادر محلية رجحت، في حديث مع "العربي الجديد"، أن يكون عديدهم نحو ألف مسلح "اكتسبوا خبرة قتالية على مدى سنوات الصراع في سورية، إذ خاضوا معارك مع قوات النظام، وفصائل المعارضة المسلحة على حد سواء".

واتهم عدد من نشطاء ومعارضي محافظة السويداء النظام بالوقوف وراء تفجيرات أمس أو تسهيل حدوثها من لأجل إثارة الفزع في نفوس أهل السويداء ودفعهم للوقوف معه في محاولته سحق أي معارضة له في عموم الجغرافيا السورية. وكان النظام قد نقل مئات المسلحين من تنظيم "داعش" من مخيم اليرموك جنوب دمشق إلى ريف السويداء الشرقي، في مايو/ أيار الماضي، في صفقة طرحت أسئلة عن الدور الذي يؤديه النظام في تحريك التنظيم وفق مصالحه.

في المقابل، يحاول التنظيم فرض تسوية على النظام وحلفائه تتيح له إنقاذ مسلحيه المحاصرين في منطقة حوض اليرموك من خلال ضرب محافظة السويداء التي يخشى النظام "غضبة أهلها" في حال باتت مستباحة من قبل التنظيم الذي يوشك على النهاية في الجنوب السوري.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى الموفد الروسي: نرحب بالمبادرة الروسية وسنقدم اللازم لتنفيذها لافرينتييف: سوريا مستعدة لاستقبال كل من يرغب بالعودة

الخميس 26 تموز 2018/وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموفد الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكسندر لافرينتييف، الذي استقبله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، "ترحيب لبنان بالمبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم"، معتبرا ان "هذا الموقف يتجاوب مع الدعوات اللبنانية لتأمين عودة آمنة لهم، ما يحد من تداعيات النزوح السوري على الوضع في لبنان". وشكر الرئيس عون نظيره بوتين على "دعمه للبنان والدور الذي لعبته روسيا لمحاربة الارهاب ومنع تمدده"، لافتا الى ان "لبنان استطاع ان يقضي على المجموعات الارهابية التي احتلت جزءا من الاراضي اللبنانية على الحدود الشرقية مع سوريا، كما تواصل القوى الامنية القضاء على الخلايا النائمة كلها التي تمكنت من اكتشافها". واعرب رئيس الجمهورية عن "استعداد لبنان لتقديم المساعدة اللازمة لتنفيذ المقترحات الروسية بإعادة النازحين، سواء عبر اللجان التي ستشكل لهذه الغاية، او عبر الآلية التي ستعتمد"، داعيا المجتمع الدولي الى "المساعدة في تحقيق هذه العودة، لا سيما وان الازمة السورية باتت على ابواب الحل السياسي، ما يوفر الاجواء المؤاتية لتحقيق العودة".

وكان الرئيس عون ترأس المحادثات مع الوفد الروسي، في حضور الرئيسين بري والحريري. وشارك عن الجانب اللبناني: وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن انطوان منصور، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير غدي خوري، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المستشارة الرئاسية ميراي عون الهاشم، المستشار العسكري العميد الركن المتقاعد بول مطر، المستشار الديبلوماسي السفير شربل وهبه، مدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا والمستشار في وزارة الخارجية اسامة خشاب.

وحضر عن الجانب الروسي الى لافرنتييف، نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، القائم بأعمال السفارة الروسية فاتشلاف مقصودوف، الجنرال ستانيسلاف غادجيما غوميدوف، الجنرال سيرغي فانسييف، وعدد من الديبلوماسيين والضباط والمستشارين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين والسفارة الروسية في بيروت.

وفي مستهل الاجتماع، نقل الموفد الرئاسي الروسي الى الرئيس عون، تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتمنياته له ب"التوفيق والخير للبنان والتقدم للشعب اللبناني الصديق"، وعرض تفاصيل المقترحات الروسية لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم، وفق ما تم البحث به بين الرئيس بوتين والرئيس الاميركي دونالد ترامب في قمة هلسنكي. وفي نهاية الاجتماع، حمل الرئيس عون الموفد الروسي تحياته الى الرئيس بوتين، وتمنياته للشعب الروسي الصديق بالرخاء والاستقرار والتقدم.

الموفد الروسي

بعد اللقاء، تحدث لافرنتييف إلى الصحافيين، فقال: "ان زيارتنا تمت وفق تعليمات مباشرة من الرئيس الروسي، من اجل البحث مع فخامة الرئيس والسلطات اللبنانية، في مسائل اساسية متعلقة بالوضع في المنطقة وبالاخص في سوريا، وتأثيرها على دول اخرى ومنها لبنان. لقد كانت مباحثاتنا بناءة ومثمرة في هذا الخصوص، ووضعنا فخامة الرئيس والسلطات اللبنانية في اجواء المبادرة التي اطلقها الرئيس فلاديمير بوتين في ما خص عودة النازحين، علما ان لبنان والاردن يستقبلان كل منهما نحو مليون نازح، وتركيا نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون نازح، ولكن العدد الاجمالي لكل النازحين السوريين في مختلف انحاء العالم يبلغ نحو 6 ملايين ونصف المليون وفق احصاءات الامم المتحدة". اضاف: "نعتقد ان الوضع في سوريا يميل الى الهدوء والحرب على الارهاب وعلى "داعش" وصلت الى نهايتها، بالطبع هناك حاجة لبعض الوقت للتعامل مع ما تبقى من الارهابيين وتحرير الارض السورية منهم ونأمل ان يتم ذلك، ليس فقط على الاراضي السورية بل على اراضي الدول التي يتواجدون فيها". وتابع: "لقد شددنا خلال اللقاء، على اهمية الابقاء على التعاون الوثيق في التعامل مع هذا التهديد الخطير، واتخاذ كل التدابير اللازمة لوضع حد له. اما في موضوع النازحين، فمن المهم تهيئة الاجواء الملائمة لهم للعودة، والحكومة السورية ابلغتنا بالامس من خلال لقائنا مع الرئيس السوري بشار الأسد، استعدادهم في استقبال كل من يرغب من السوريين في العودة الى أرضه وتوفير كل الشروط اللازمة لهم للعودة الى وضعهم الطبيعي. ونعلم جميعا انه ليس باستطاعة الحكومة السورية تأمين الاموال اللازمة بسبب الوضع الراهن، ونعتمد على المجتمع الدولي للمساعدة في هذا المجال، فهذا الامر له طابع انساني وليس سياسيا، ومن دون المساعدة الدولية سيكون من الصعب جدا خلق الاجواء الملائمة للسوريين الراغبين في العودة، كونهم لا يعلمون كيفية العيش بعد وصولهم الى سوريا".

واردف: "لقد ابلغت فخامة الرئيس ورئيس الحكومة اننا تلقينا اشارات ايجابية جدا من السلطات السورية، وهناك نازحون يعودون بشكل يومي بدفعات صغيرة، ويعلم العائدون انه ليس هناك اي تهديد من قبل الحكومة والقوى الشرعية السورية التي تسيطر على المناطق التي تشهد عودة النازحين. انها بادرة جيدة للنازحين الذين لا يزالون على الاراضي اللبنانية والاردنية والتركية، تدفعهم إلى التفكير بأنه حان الوقت للعودة الى ارضهم، لانهم هم فقط قادرون على اعادة بناء وطنهم واعماره. وكما سبق واشرت، كانت المحادثات مع فخامة الرئيس وتلك التي كنت أجريتها مع الرئيس الحريري بناءة وايجابية وقررنا الاستمرار في التعاون المشترك".

حوار مع الصحافيين

ثم دار حوار بين لافرنتييف والصحافيين، فسئل: ما هو عدد النازحين السوريين الذين تفكرون باعادتهم من لبنان؟

اجاب: "لقد تبلغنا ان العودة بدأت وهناك نحو الف نازح قد عادوا بالفعل خلال الاسبوعين الاخيرين، ونعتقد ان المسألة ستستمر، والمهم هو القيام بالخطوة الاولى وسرعان ما ستتحول الى كرة ثلج ستكبر حتما مع الوقت".

سئل: ماذا كان الجواب اللبناني على المبادرة الروسية؟

اجاب: "من المهم التفكير بخطة لاعادة النازحين السوريين الى ارضهم، وهناك الكثير من المسائل المتعلقة بهذا الشأن، ومنها قلة الثقة والتمويل المالي اللازم، ولكنها امور قابلة للحل، وقد قررنا القيام بتعاون بشكل دوري".

سئل: ما هي الضمانات التي يمكن لروسيا ان تعطيها للنازحين من اجل العودة؟

اجاب: "ان الحياة العادية تعود الى سوريا، والحكومة تعطي ضمانات امنية للنازحين الراغبين في العودة، وقد صدر بيان رسمي من الحكومة حول هذا الامر، ولا مانع من العودة وممارسة الحياة المدنية الطبيعية بعيدا عن الافكار الراديكالية واللجوء إلى القتال".

سئل: ما هو تأثير معارضة اطراف لبنانية التفاوض مع الحكومة السورية، على مهمتكم؟

اجاب: "هناك وجهات نظر مختلفة داخل المجتمع اللبناني، ولكن اعتقد ان الشعور العام هو ان النازحين عبء على الدول التي تستضيفها، وهو ما تعاني منه اوروبا على سبيل المثال. هذا لا يعني حصول اجماع على وجهة نظر واحدة في المجتمعات. وفي لبنان، اعتقد ان الجو العام هو التعاون مع هذه المبادرة من اجل عودة النازحين".

سئل: هل تلقيتم اشارات من الولايات المتحدة حول مهمتكم؟

اجاب: "لقد تم اثارة هذا الامر خلال قمة هلسنكي، ولم يكن هناك من نتيجة ملموسة ولكن الرئيس الروسي قرر القيام بالتعاون والتنسيق على اساس المساعدات الانسانية. اما في ما خص النازحين، فأعتقد ان الادارة الاميركية تحتاج الى وقت لتبلور بعض الافكار".

سئل: ما هي المناطق التي ستشهد عودة النازحين؟

اجاب: "نحن نتكلم عن كل الاراضي السورية التي تسيطر عليها الحكومة السورية، والنتائج تظهر من خلال مباشرة عدد من النازحين بالعودة".

 

عون عرض مع بري والحريري نتائج الاجتماع مع الموفد الروسي وتطورات تشكيل الحكومة وابرق الى الاسد وشيخ العقل معزيا

الخميس 26 تموز 2018 /وطنية - عقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجتماعا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في اعقاب اللقاء الذي تم في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم مع الموفد الرئاسي الروسي الكسندر لافرينتييف. وقيم الرئيس عون مع الرئيسين بري والحريري، نتائج المحادثات التي اجريت مع الوفد الروسي، كما تطرق البحث الى آخر تطورات تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء الاتصالات التي يجريها الرئيس الحريري بعد زيارته القصر الجمهوري امس. وتم التوافق على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، وعلى ان يكثف الرئيس الحريري لقاءاته خلال الساعات الثماني واربعين المقبلة لتحقيق هذا الهدف.

تعزية الرئيس السوري

من جهة اخرى، ابرق الرئيس عون الى الرئيس السوري بشار الاسد معزيا بضحايا الهجمات الارهابية التي شنها مسلحو تنظيم "داعش" في محافظة السويداء امس، مستهدفين الاطفال والنساء الابرياء في مجزرة مروعة "تؤكد مرة جديدة ضرورة بذل كل جهد ممكن للقضاء على هذا التنظيم المتطرف والخطير وافكاره التكفيرية العنيفة". كما وابرق الرئيس عون الى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ يوسف جربوع، معزيا بضحايا المجزرة التي نفذت في محافظة السويداء. واعرب الرئيس عون في برقيته، عن تضامن لبنان مع اهالي الضحايا.

 

الحريري استقبل وفدا من نقابة عمال بلدية طرابلس

الخميس 26 تموز 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط" وفدا من نقابة عمال بلدية طرابلس برئاسة النقيب هاشم أحمد العبد الله الذي قال على الأثر: "شرحنا للرئيس الحريري الظروف والأوضاع الأليمة التي نمر بها في بلدية طرابلس، فهناك كيدية كبرى تمارس علينا كعمال وكنقابة. وقد أردنا أن نزور الراعي الدائم لنا وصديقنا والعين الساهرة علينا، الغالي ابن الغالي، الرئيس الحريري، وإن شاء الله سنحصل من خلاله على حقوقنا المادية والمعنوية، ولا نعيش بعد ذلك التهميش والإهانة، بسبب انتمائنا لتيار الرئيس الحريري. وقد وعدنا بالوقوف إلى جانبنا، وقلبه وعينه دائما على الشمال، وأقل ما يمكن أن نقوم به من جانبنا أن نبقى على وفائنا له وللرئيس الشهيد رفيق الحريري".

 

راعي استقبل رئيس الكتائب ووفدا من ابناء الجالية في الكويت

الخميس 26 تموز 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من ابناء الجالية اللبنانية في الكويت برئاسة رئيس مجلس الرعية المارونية في الكويت جوزاف اسطفان ، وكان عرض لأبرز النشاطات التي قامت بها الرعية العام الماضي والإستعداد لإتمام نشاطات مستقبلية. وهنأ اسطفان الراعي على سلامة العودة مثنيا على"الدور الروحي والوطني الذي يقوم به في لبنان وفي مختلف الدول التي يوجد فيها ابناء الجالية اللبنانية، مؤكدا ان "الجالية اللبنانية في الكويت متضامنة مع بعضها البعض وهي ترفع اسم لبنان في بلد احتضنها واصبح وطنا ثانيا لها".ثم التقى الراعي رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل يرافقه الوزير السابق سليم الصايغ، وكان بحث في الأوضاع العامة.

 

جعجع ترأس اجتماع الجمهورية القوية: لن نقدم على أي تحالفات لمواجهة العهد ولن نتمكن من تأليف الحكومة من دون تدخل عون

الخميس 26 تموز 2018 /وطنية - ترأس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اجتماعا لتكتل "الجمهورية القوية"، في معراب، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، أنيس نصار، ماجد إدي أبي اللمع، وهبة قاطيشا، فادي سعد، زياد حواط، شوقي الدكاش، جورج عقيص، أنطوان حبشي، عماد واكيم وجوزيف اسحق، الوزيرين السابقين: جو سركيس وطوني كرم، النواب السابقين: أنطوان زهرا، إيلي كيروز، فادي كرم، أنطوان أبو خاطر وشانت جنجنيان، فيما تغيب وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون، النواب: بيار بو عاصي، جان تالوزيان وسيزار معلوف، النائب السابق جوزيف المعلوف، الأمينة العامة الكتورة شانتال سركيس ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور.

وعقب الاجتماع، تلا جعجع بيانا أشار فيه إلى أن "التكتل يثمن الجهود التي يبذلها الرئيس المكلف سعد الحريري في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة، ويدعو من جهة أخرى الأطراف المعرقلة الى الكف عن ممارساتها، تسهيلا لعملية تشكيل سريعة باتت البلاد في أمس الحاجة اليها، في ظل الأوضاع الراهنة. وفي السياق نفسه، يستنكر التكتل محاولات الضغط والتهويل والوعيد التي يمارسها المعرقلون أنفسهم على الرئيس المكلف، والتي تصب في هدف واحد، ألا وهو الدفع بالرئيس المكلف إلى اعتماد تشكيلة حكومية بعيدة عن الواقع التمثيلي الذي أفرزته الانتخابات الأخيرة، ولا تنسجم بالتالي مع قناعاته. من جهة أخرى، إن انتظام عمل المؤسسات يستوجب تحصين كل منها وإرساء اسس التعاون في ما بينها، انطلاقا من القواعد الدستورية المتفق عليها في وثيقة الوفاق الوطني".

وأعلن أن "تكتل الجمهورية القوية يستنكر الحملة المستمرة التي يتعرض لها نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني منذ أشهر عدة، وهي حملة مبرمجة تقوم على تحوير الوقائع وبث الشائعات سعيا إلى تشويه صورة الوزير حاصباني التي تشكل انعكاسا لصورة وزراء القوات اللبنانية بعد ان كانوا قد فازوا بثقة الغالبية الساحقة من اللبنانيين وتقديرهم، انطلاقا من حسن ادائهم الوزاري، وخدمتهم للمواطنين ومقاربتهم العلمية للملفات، يضاف اليها ما يتصفون به من صدق واستقامة وشفافية. إن هذا التأييد الكبير الذي ناله وزراء القوات اللبنانية أغاظ البعض، فعمد الى شن حملات مبرمجة على نائب رئيس الحكومة بغية النيل دفعة واحدة من صورة وزراء القوات اللبنانية ككل. وعليه تحتفظ "القوات" بحقها بالملاحقة القضائية لكل من يعمل على النيل من سمعتها عبر اختلاق الأخبار وتشويه الوقائع".

ولفت إلى أن "تكتل الجمهورية القوية ينظر بعين الارتياح الى ما رشح عن تفاهم اميركي - روسي لإعادة النازحين السوريين الى سوريا في اقرب وقت ممكن، انطلاقا من الأردن ولبنان. وثمن التكتل في هذا السياق سلسلة الاتصالات التي اجراها الرئيس المكلف مع الطرف الروسي بشكل خاص في سبيل إيلاء عودة النازحين من لبنان الأولوية اللازمة والتحضير لوضعها موضع التنفيذ في اقرب وقت ممكن. كذلك، تضع القوات اللبنانية كل علاقاتها في الداخل والخارج في خدمة هذه الخطة، بغية إنجاحها وعودة النازحين الى بلادهم في اقرب وقت ممكن".

وقال: "تبين للتكتل من خلال متابعته للملفات الحياتية كافة، أن شركات عالمية عدة متخصصة في انتاج الكهرباء كانت قد تقدمت بعروض، أو في صدد تقديم عروض إلى الحكومة اللبنانية تقضي بإنشاء معامل لإنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك من دون اي تكلفة على الدولة، كما استعدادها لسد النقص الحاصل في انتاج الطاقة حاليا، وبوسائلها الخاصة، بانتظار جهوز معامل الإنتاج المذكورة، كل ذلك بأسعار تنافسية كبيرة. وفي هذا الإطار، يؤكد التكتل سعيه، مع تشكيل الحكومة العتيدة، للدفع باتجاه إجراء مناقصة، بدفتر شروط واضح يتيح المنافسة للجميع، ثم السير بالعرض الأفضل من بين العروض المقدمة حرصا على توفير ما يتراوح بين مليار وملياري دولار اميركي سنويا على خزينة الدولة، وبالتالي خفض العجز السنوي بنسبة تتراوح بين 20 و40%. إن هذه الخطوة منفردة تؤمن أولا كهرباء للبنانيين بمعدل 24 ساعة/24، وتريح ثانيا أوضاع الخزينة اللبنانية، وتؤدي الى خفض الفوائد، وبالتالي الى خفض خدمة الدين العام، مما يفضي الى تشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية، وتدفق القروض الأجنبية، وبالتالي عودة دورة الحركة الاقتصادية الى ما يجب ان تكون عليه. ولهذه الأسباب مجتمعة، يعلق تكتل الجمهورية القوية اهمية بالغة على إصلاح قطاع الكهرباء كخطوة اولى على طريق الإصلاحات المطلوبة منذ زمن لتصحيح الخلل القائم في ميزانية الدولة، واستطرادا للوصول الى النهوض الاقتصادي المنشود".

أضاف: "يتوجه تكتل الجمهورية القوية من الجيش بأحر التمنيات مع اقتراب عيد الجيش الثالث والسبعين، ويجدد الثقة بالمؤسسة العسكرية، المؤسسة الشرعية التي تقع عليها حصرا مسؤولية الدفاع عن لبنان وحفظ سلمه الأهلي من اي خطر او عدوان".

وأشار إلى أن "تكتل الجمهورية القوية يتقدم بأحر التعازي من أهالي شهداء مجزرة السويداء الأخيرة، الذين اغتالتهم يد الغدر بكل دم بارد، ويدعو للمصابين بالشفاء العاجل".

حوار

وردا على سؤال عن إمكانية أن نشهد تحالفا قوامه "القوات اللبنانية"، "تيار المستقبل"، "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"حركة أمل" في مواجهة العهد، خصوصا بعد تصريحه الأخير عن التقارب في وجهات النظر بينه وبين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري، قال جعجع: "نحن من الداعمين للعهد، وبالتالي من أقصى تمنياتنا أن يكون أفضل عهد في تاريخ لبنان. ولذلك، لن نقدم على أي تحالفات لمواجهته، باعتبار أننا في صلب هذا العهد، ولكن ما يجري هو أن آراءنا تتشابه في مسألة تأليف الحكومة تحديدا. ولذلك، نقوم بتنسيق المواقف في هذه المسألة".

وعما إذا كان يرمي الكرة في مرمى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر كلامه عن وجوب حصر كتلته من ضمن حصة التكتل ب8 وزراء وليس ب11 وزيرا، قال: "لا أرمي الكرة في مرمى الرئيس عون، وإنما في طبيعة الحال تكون الطابة دائما في مرمى الرئيس أيا كان هذا الرئيس، باعتباره المسؤول. وأصبحت اليوم مقتنعا بأننا لن نتمكن من الوصول إلى تأليف الحكومة العتيدة من دون تدخل الرئيس عون".

 

باسيل خلال مؤتمر تعزيز الحرية الدينية في واشنطن: إستقرار لبنان ضرورة عالمية والدولة هي الضامن للحريات

الخميس 26 تموز 2018 /وطنية -اشار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مؤتمر "تعزيز الحرية الدينية" الذي يعقد في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن بدعوة من وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو اننا " نلتقي اليوم لتعزيز الحرية الدينية والكنيست البارحة إعتبر إسرائيل دولة لليهود"، معتبرا انه "قرار يضرب التعددية ويعزز التطرف، يهدد فلسطينيي الداخل ويضرب حق العودة، ويشكل جدار فصل بين الأديان". وقال: أنا آت من مكان آخر، من بلد الأديان والمذاهب، أنا آت من شرق إنطلقت منه الديانات السماوية الثلاث، أنا آت من حيث يتكىء المسجد على الكنيسة أنا آت من أرض إحتضنت اليهود يوم كانوا يضطهدون، ورممت لهم مؤخرا معبدا في بيروت، كما أنها قاومت الصهاينة يوم إحتلوا الأرض. أنا آت من البلد الوحيد في العالم الذي يتشارك فيه المسيحيون والمسلمون مناصفة المسؤوليات والمواقع في الدولة".

اضاف: "كنا قد وقعنا في المحظور يوم إرتكبت الجرائم على أساس ديني، غير أننا تعلمنا، فإليانور روزفليت يقول: "تعلم من أخطاء الآخرين، إذ لا يمكنك أن تعيش كفاية لترتكبها كلها لوحدك. ولأننا تعلمنا، لم نوفر للأفكار المتطرفة بيئة ترعاها فإنهزم الإرهابيون على يد جيشنا، وكنا أول بلد في المنطقة طرد داعش من أرضه بقرار وطني". وتابع: "التاريخ علمنا أن المجموعات الدينية المتطرفة تستغل المؤمنين بإسم الله، فتذبح وتقونن بإسمه. ونموذج داعش ليس جديدا علينا، فقد وجدت أحاديته في كل مرة ذبح وهجر الأرمن والسريان ومسيحيي لبنان، كذلك وجدت الآحادية الدينية هنا في الولايات المتحدة الأميركية يوم وصف غير المسيحيين بالكفار في شرعة فرجينيا (عام 1606)، ويوم جلد المعمدانيون في ماساشوستس، ويوم حاول عمدة نيويورك طرد اليهود عام 1653 - إلا أن الولايات المتحدة صححت أخطاءها في دستورها حيث أن: "الكونغرس لا يشرع أي قانون ينشىء دينا أو يمنع ممارسة دين بحرية. والآباء المؤسسون ميزوا بين الإيمان الخاص والعام، وتركوا الدين جانبا (كونه مسألة خلاف دائم) ولجأوا دوما الى الله القاسم المشترك لكل الديانات".

واردف: "وفي منطقتنا، وبالرغم من تزايد التطرف بسبب الربيع العربي والصراع الشيعي - السني، بقي لبنان يركز على ما يجمع أبناءه وليس ما يقسمهم. فكل اللبنانيين مثلا يحتفلون في 25 آذار في عيد بشارة مريم العذراء، التي هي بالنسبة للمسيحيين أم يسوع المسيح وبالنسبة للمسلمين هي أم النبي عيسى، والقرآن أفرد لها سورة خاصة بها. لقد إعتدنا أن نحترم عادات بعضنا، فيمتزج صوت الآذان مع قرع الجرس". ولفت الى ان "لبنان يحوي 18 مذهبا يتشاركون القبول بالآخر والحوار الذي هو السبيل لمحاربة التطرف والإرهاب. ومع أن دستور لبنان قائم على التوزيع الطائفي، إلا أننا نكاد نكون الديموقراطية الوحيدة في المنطقة التي لا تصف للدولة دينا، لبنان فريد برسالته، لذلك أدعوكم مع فخامة الرئيس لجعله مركزا لحوار الأديان مع الأمم المتحدة". واكد ان "نموذجنا يقوم على بناء التوافق بين كل مكونات مجتمعنا، ومجتمعنا ليس مجموع أقليات ولا يقوم على أرقام، بل هو مهد تنوع، وكل مكون هو جزء مؤسس له. فلا أحد منا دخيل على البلد، ولسنا مستوردين بل نحن مزروعون بأرضه وهذا ما أعطانا قدرة إستثنائية على البقاء، كما أننا لا نريد أن نكون مصدرين أو قابلين للنزوح للخارج بل راسخين بتنوعنا وهذا ما يحافظ على هويتنا المميزة. وأنتم معنيون بالمحافظة على الصيغة اللبنانية التي تحمي الحرية الدينية عبر دعم المؤسسات الشرعية وعلى رأسها الجيش اللبناني، والولايات المتحدة الأميركية مشكورة مع كل دولة ساهمت بدعمه. والتهديد الأكبر على هذه الصيغة هو النزوح السوري واللجوء الفلسطيني على أرضنا، الذي يتوجب إعادتهم سريعا الى بلدانهم، آمنين كريمين كي لا يمس التنوع الذي هو أساس لأي حل دائم في المنطقة". واشار الى ان هناك معادلتين أصبحتا ثابتتين:

-‌ إن النزوح الكثيف يقسم الضيوف والمضيفين الى فئات، ويؤدي الى فرز مجتمعي أساسه الأحادية وهو ما يؤدي الى التطرف وصولا الى الإرهاب، ومعروف أن كلاهما، التطرف والإرهاب هما مرادفان لمنع الحرية الدينية.

- إن الدولة هي الضامن للحريات الدينية، لأنه عندما تغيب المؤسسات تعم الفوضى، فيجنح الإنسان بطبيعته نحو التقوقع مع من يشبهه دينيا، حيث لا قانون يحميه. هكذا يسهل على الإرهاب التغلغل والتحكم للقضاء على الحريات".

ولفت الى ان "مسألة النزوح لا تضرب مجتمعاتنا فقط بل تصيب كل دولكم، وها هي أوروبا تتغير خارطتها السياسية، بسبب اللجوء ومحاولة دمجه في مجتمعات خائفة فترد بجنوح نحو قومية متطرفة يقابلها عندها تطرف آخر". وختم: "في النهاية إن إستقرار لبنان هو ضرورة عالمية، لأنه مختبر التنوع في العالم، لذلك أناشدكم العمل سويا للحد من إنزلاق بعض الجماعات والدول نحو الآحادية، ووقف تغذية هذا الميل لإستعمال الدين لأهداف سلطوية تؤدي الى التفريق العنصري. فالله خلقنا متنوعين وأرادنا مختلفين ومتميزين، ونحن في لبنان أجدر من أدار هذا الإختلاف ونستبسل بالحفاظ عليه مستلهمين من قول الكاتب البريطاني C.S. LEWIS "أن تكون مسيحيا يعني أن تسامح ما لا يمكن غفرانه، لأن الله قد سامحك على ما لا يمكن غفرانه فيك".

 

اللجان أقرت مشروع إدارة النفايات الصلبة واقتراح حماية كاشفي الفساد انسحاب الجميل وحنكش ويعقوبيان احتجاجا على اقفال باب النقاش

الخميس 26 تموز 2018/وطنية - عقدت اللجان النيابية المشتركة أولى جلساتها في ولاية المجلس الجديد، برئاسة نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي، في حضور نيابي بارز ناهز ال 79 نائبا. وأقرت مشروع قانون يتعلق بادارة النفايات الصلبة واقتراح قانون بحماية كاشفي الفساد، على ان تعقد اللجان المشتركة جلسة كل يوم خميس من كل اسبوع. وأعلن الفرزلي انه لن يقبل عدم حضور الوزراء في جلسة اللجان المشتركة، مؤكدا ان المجلس هو سيد نفسه. وشهدت الجلسة انسحاب النواب سامي الجميل والياس حنكش وبولا يعقوبيان، احتجاجا على اقفال باب النقاش لدى مناقشة مشروع قانون ادارة النفايات الصلبة. وتساءل الجميل: "لماذا الاستعجال في اقرار المشروع طالما لن تعقد هيئة عامة للمجلس قبل تشكيل الحكومة"، فيما اكدت يعقوبيان "اننا منعنا من الكلام، والتوافق بات ناضجا في مسألة أن يأتوا بمحرقة ب 250 مليون دولار ووضعها في منطقة الكرنتينا المدور.. وهذه المرة الفساد لا يسرقنا انما هو قاتل".

ترأس الفرزلي الجلسة المشتركة للجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، التربية والتعليم العالي والثقافة، الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية، الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، الزراعة والسياحة، البيئة والاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، في حضور الوزراء حكومة تصريف الاعمال: علي حسن خليل، غازي زعيتر، سيزار ابي خليل، نقولا تويني وعناية عز الدين والنواب: ايوب حميد، محمد خواجة، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي، الوليد سكرية، شامل روكز، مصطفى الحسيني، بهية الحريري، بلال عبدالله، فادي علامة، رولا الطبش، ادي ابي اللمع، شوقي الدكاش، جوزف اسحاق، وهبي قاطيشا، جورج عقيص، سليم عون، هنري شديد، عاصم عراجي، محمد القرعاوي، محمد سليمان، بكر الحجيري، سليم سعادة، نعمة افرام، ميشال معوض، الكسندر ماتوسيان، حكمت ديب، ابراهيم كنعان، جورج عطالله، نواف الموسوي، علي عمار، آلان عون، هادي ابو الحسن، فيصل الصايغ، ادي معلوف، ماريو عون، ادكار طرابلسي، انطوان بانو، اسعد درغام، مصطفى حسين، ايهاب حمادة، انيس نصار، عماد واكيم، اغوب طرزيان، ابراهيم الموسوي، امين شري، زياد حواط، ديما جمالي، محمد نصرالله، علي بزي، آغوب بقرادونيان، علي خريس، ابراهيم عازار، نقولا نحاس، علي درويش، سامي فتفت، فادي سعد، نديم الجميل، علي المقداد، بوليت يعقوبيان، اسامة سعد، طوني فرنجية، سيمون ابي رميا، نقولا صحناوي، سمير الجسر، علي عسيران، سامي الجميل، حسن فضل الله. كما حضر عن وزارة الاقتصاد مارلين نعمة، رئيس مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية ألبير الخوري، وعن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي الرائد شادي سرحال، وعن وزارة الاقتصاد غادة سفر.

الفرزلي

وبعد رفع الجلسة عند الواحدة الا ثلثا، الفرزلي فقال: "اجتماع اللجان المشتركة اليوم تم على الخلفية التالية، انه عندما قامت هيئة مكتب المجلس بقيادة دولة الرئيس بري بزيارة فخامة الرئيس، كان هناك كلام في الاجتماع عبر عنه دولة الرئيس بري بالقول: "اننا سنكون في هذا المجلس النيابي ورشة تشريعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى". اليوم، بدأت هذه المسيرة فعليا وعبرت عن ذاتها بشكل واضح لا لبس فيه من قبل السادة النواب جميعا، حضورا ومشاركة واهتماما وتأكيدا على البدء بهذه المسيرة. ونأمل ان تستمر وسنستمر باذن الله. واتخذ قرار بأن نعقد جلسة عند العاشرة والنصف من كل يوم خميس في كل اسبوع، وسيكون هناك اجتماع للجان النيابية المشتركة ويتم اقرار مشاريع القوانين التي تهم الصالح العام وتعود بالنفع والخير العام للجميع". اضاف الفرزلي: "الامر الاخر، وهي رسالة تم التعبير عنها بعد ان تم تعيين مقرر اللجان الاستاذ ابراهيم كنعان باعتباره رئيسا للجنة والموازنة، رسالة للسادة الوزراء جميعا بأن لا تمثيل للوزارة في اجتماعات اللجان واللجان المشتركة الا عبر الوزير شخصيا او المدير العام، والا سنضطر آسفين لان نطلب اعتبار هذه الوزارة غير ممثلة في الاجتماع الذي سيعقد. وسيتم الاجتماع، فالمجلس سيد نفسه اكرر المجلس سيد نفسه. لذلك نأمل بكل محبة وايجابية ان لا يتخلف السادة الوزراء عن الحضور شخصيا، حتى لو كانت تعتبر الحكومة مستقيلة وبوضع تصريف الاعمال". وتابع: "أمر اخر، أريد ان أشيد وأوجه تحية للسادة النواب على هذه المشاركة الايجابية والمداخلات التي استفدنا منها جدا والارادة لكي نبدأ مسيرة البناء الحقيقية، وتبدأ مسيرة هذا النظام الديموقراطي البرلماني الذي طالما حرصنا عليه".

وعن اعتراض كل من النائبين يعقوبيان والجميل، قال الفرزلي: "باب الاجتهاد في المجلس هو باب مفتوح، هناك وجهات نظر متعددة، بعد نقاش مستفيض لتقرير اللجان المشتركة برمته، هذا القانون موجود منذ سنة 2012، تم النقاش فيه مرارا وتكرارا، وتشكلت لجنة فرعية من اللجان المشتركة وضمت كل الاطراف والكتل السياسية التي تتكون منها الخريطة البرلمانية، وكان الاستاذ ايلي ماروني كما سمعت من الزميل عدوان ممثلا في اللجنة وكان لها انتاج مهم، وحاولوا ان يعيدوا النقاش الى بداياته. كان للنواب وجهات نظر، وفي مقدمتهم الاستاذ عدوان بأنه يجب اقفال باب النقاش وكان هناك تصويت. فكان التصويت بالاكثرية الساحقة الماحقة من قبل السادة النواب للذهاب باتجاه اقرار القانون (النفايات الصلبة)". وختم: "أقرينا اليوم مشروع القانون المتعلق بالادارة المتكاملة للنفايات الصلبة واقتراح قانون يرمي الى حماية كاشفي الفساد. هذا الفساد ومكافحته يعتبر برنامجا اساسيا ومركزيا لهذه المرحلة بعد تأليف الحكومة وقبل تأليفها وفي ظل ادارة ورئاسة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون".

عدوان

كما تحدث بعد الجلسة النائب عدوان، فقال: "سوف تعقد جلسات للجان المشتركة اسبوعيا بشكل ان يكون العمل فعالا وان نصل الى نتيجة، لذلك على النواب ان يتابعوا. لدي انطباع ان بعض النواب يناقشون الامور دون ان يكونوا على اطلاع تماما عليها، مثلا في القانون المتعلق بالنفايات الصلبة. فهذا القانون لا يجد الحلول للنفايات الصلبة ولا يطرحها، فقد وضع ليكون اطارا للحلول التي سوف تعتمد، لا ان يعتمد هذا الحل او ذاك. انه الاطار القانوني الصالح الذي يمكن ان تعتمده الحكومة، علما ان هذا القانون مر في كل المراحل، وفي المرحلة الاخيرة كانت هناك لجنة فرعية حضرت له وكان يتمثل فيها كل الافرقاء، مثلا الاستاذ ايلي ماروني وجوزيف المعلوف ونواف الموسوي، وبالتالي ولكي يكون واضحا هناك حرص كبير من ادارة الجلسات الى دولة الرئيس ان هذه الامور تسير وفق السياق الذي ينتج ويكون كل واحد من النواب قام بواجباته حتى نتمكن من تسيير الامور كما يجب".

اضاف: "كما كان انجاز مهم اليوم يتعلق بالفساد، واصبح بامكاننا القول اننا افتتحنا عمل الجلسة النيابية بالتركيز على طريقة مكافحة ومحاربة الفساد بشكل جدي. اليوم اقر قانون يحمي الذي يكشف الفساد او يخبر عن عملية فساد. اعتقد ان اهمية هذا القانون انه سوف يشجع جميع المواطنين والموظفين والاداريين على ان يكشفوا اي معلومات تتعلق بالفساد وتتأمن لهم الحماية بشكل ان لا يظهر اننا نلاحق من يكشف الفساد ونغطي الفاسد".وختم: "لذلك، اعتبر انها بداية مهمة جدا اليوم للمجلس، ونعد اللبنانيين بأن عملنا في المجلس سوف يكون جديا وفعالا ونطلب تعاون كل النواب حتى تكون الامور في هذا الاطار".

يعقوبيان

وتحدثت النائب يعقوبيان بعد انسحابها من جلسة اللجان الينابية المشتركة، فقالت: "لم تنته الجلسة، وانا قررت ان انسحب ويبدو ان الشيخ سامي وحزب الكتائب قرروا الانسحاب، أرادوا اقفال باب النقاش، وأوقفوا النقاش في موضوع هو بالنسبة لي حيوي ومهم جدا. والانطباع هو ان صوتي في الداخل لا يقدم ولا يؤخر، حتى اني أستصرخت عقول النواب الموجودين، فنحن نتحدث في مكان لا وجود للاعلام فيه ولسنا في هيئة عامة، وليس هناك من ينقل ما يحصل في الداخل". أضافت: "أردت فقط أن أعلق وأناقش في القانون المتعلق بالنفايات الصلبة، نحن اليوم أمام نوع من الابتزاز اما محارق واما نفايات في الشارع. كل هذه السنوات ولم يفعلوا شيئا، وقد وصلنا الى هذه النتيجة، وواضح ان التوعية يجب ان تبدأ من الداخل. هناك نواب لا يعرفون أبسط المسائل المتعلقة بالنفايات، لا يعرفونها ولا يعرفون طريقة معالجتها، وأقول للرأي العام الوحيد الذي يجب ان يكون على علم بما يحصل، وواضح ان التوافق بات ناضجا في مسألة ان يأتوا بمحرقة ب 250 مليون دولار ووضعها في منطقة الكرنتينا المدور". وتابعت: "انا اليوم لا ألحق زعيما، وليس هناك مسؤول فوق رأسي عندما يقرر ان يقوم بصفقة يريد ان اصفق له. هناك اناس انتخبوني". واشارت يعقوبيان الى انها اطلعت على تقنية المحارق الموجودة في كل اوروبا وهي فعالة وتشتغل منذ 50 سنة وتتطور، وقالت: "لن اتحدث عن سرطانات ولا امراض اخرى مرتبطة بالمحارق، لكن اتمنى على الجميع ان يسمعوني جيدا، هناك دول متطورة ومحترمة لديها محارق، وأول شرط أسأل عنه قبل ان نأتي بمحارق الى بلد مثل لبنان، هل لدينا دولة صارمة وهل لدينا رقيب جدي يخاف الجميع منه. فاذا كان الجواب لا، حيث لا تقيد بالقوانين كما يجب ولا فرض لقانون كما يجب ولا رقابة جدية، واذا كان هذا رأي اللبنانيين بدولتهم، فان المحرقة تعني، ان اي خطأ بالانبعاثات سيؤدي الى منطقة ينتشر فيها السرطان خلال ستة اشهر، كما هي شكا اليوم. لم يتمكنوا من ضبط معامل الترابة في شكا ولم ينفذوا اي مشروع بشكل صحيح، واذا رأيتم مطمر برج حمود ماذا يحصل فيه او الكوستا برافا او غيره. وعدونا بشروط صحية وبمطمر بيئي، التنفيذ هو لعنة من اللعنات والرقيب مجلس الانماء والاعمار الذي لا اعلم ماذا يفعل غير الصفقات. الاستشاري والمتعهد ووزارة البيئة، الكل متواطىء. اليوم وقد انتهوا من كل الصفقات وربما شبعوا، الكهرباء، لا اعلم. اليوم "النصبة" الجديدة اسمها محرقة لبيروت، انما هذه المرة الفساد لا يسرقنا انما هو قاتل".

وشرحت عملية تحول النفايات التي هي عبارة عن فضلات المأكولات وكيفية الاستفادة منها عندما تتحول الى مواد اولية"، مشيرة الى "ان سعر الفلتر 80 و90 مليون دولار، اذا اردنا تغيير فلتر في هذه المحرقة".

وقالت: "نفاياتنا يمكن ان نفرزها بسهولة، ولكننا شعب نصر على ان لا نفرزها. لكن متى قامت الدولة بواجبها باجبار المواطنين على الفرز فعندما يقومون بذلك. ان فرز النفايات من المنازل أرخص بمليون مرة من المحرقة. البلد لم يعد يتحمل هكذا معالجة وهكذا طريقه".

ورأت "ان مجزرة حصلت بحق النواب في الداخل، وانا لا يمكن ان ارد. هناك نائب يتحدث 12 دقيقة وأضع اسمي على لائحة الكلام ويصبح العاشر، ومدير الجلسة يقول اتركوها علي. الكل متواطىء في مكان ما، ونحن اقلية وان شاء الله يكون الشعب اللبناني بأكثريته معنا".

الجميل

كما أدلى النائب الجميل بعد انسحابه والنائب حنكش من الجلسة اللجان بتصريح سأل فيه: "لا أعرف ما الهدف من المجلس النيابي إذا لم يكن بإمكان النواب إبداء رأيهم؟ انتخبنا للقيام بماذا؟ خصوصا أننا قادرون على عقد جلسات مشتركة على مدى 4 ايام لانه لا يوجد هيئة عامة ولن يكون هناك بغياب الحكومة، لماذا هذا الاستعجال ومنع بعض النواب من ابداء رأيهم؟". وتابع: "يقرون ما يريدون بالطريقة التي يريدونها، وينظر علينا من استلم هذا الملف على مدى 20 عاما وأوصل البلد الى هذه الحالة ومن استلم وزارة البيئة وهذه اللجان ومن استفاد من سوكلين وكان شريكا معها وترك البلد من دون بدائل لأنه راهن على التمديد لسوكلين". وأضاف الجميل: "هم أنفسهم ينظرون اليوم علينا في موضوع النفايات ويقفلون باب النقاش ويمنعوننا من الحديث، لكننا لن نسكت عن هذا الامر". ودعا الجميل الى حصر التقنيات، مشيرا الى ان "هناك تقنيات مؤذية اصبحت من الماضي وهي المحارق، وهناك تقنيات جديدة للمعالجة".

وأردف: "لدينا ملاحظات تقنية على البنود، كنا نطالب بعدم تلزيم الموضوع لمجلس الانماء والاعمار لانه غير مخول ان يلزم ويراقب وينفذ، كما اردنا المطالبة بأن تخضع المناقصات الى قانون المحاسبة العمومية بإشراف ادارة المناقصات وان يتم تقصير المهل وإلزام الدولة بإنهاء الملف بشكل أسرع".

وشدد على ان "ملاحظاتنا كانت قيمة وحريصة على الصحة العامة والمالية العامة والاسراع ببت الموضوع"، مؤكدا "ان احدا لا يعارض اقرار خطة"، مشددا على ان "من حقنا طلب تعديلات لمنع حصول أخطاء بحق الشعب اللبناني". وذكر الجميل بان "حزب الكتائب انسحب من اللجنة المتخصصة درس ملف النفايات في السابق بسبب طريقة التعاطي معنا داخل اللجنة"، متمنيا "عدم الإكمال بالأداء نفسه"، وسأل: "لماذا العجلة، يمكن عقد أكثر من جلسة ما دام لن يكون هناك هيئة عامة قبل تشكيل الحكومة؟".

وأوضح الجميل انه "خلال جلسة اليوم لم يحصل نقاش في الموضوع التقني، والمضمون اقتصر على العموميات"، وقال: "عندما بدأنا الكلام عن المضمون لم يسمحوا لنا".

الموسوي

بدوره، قال النائب الموسوي: "أود ان أعلن للرأي العام اللبناني عن سعادتنا بانطلاق العمل التشريعي من خلال هذه الجلسة التي عقدتها اللجان المشتركة وفقا للاصول وللدستور وللنظام الداخلي لمجلس النواب. الان انا اخاطب الرأي العام اللبناني بصورة عامة ولا سيما الرأي العام في مدينة صور وفي قضاء صور، لقد تمكنا اليوم من وضع حجر اساس من اجل سن قانون جديد للادارة المتكاملة للنفايات الصلبة. فالقانون الذي كان سائدا لا يواكب تطورات العصر ولا يستطيع الاجابة على متطلبات معالجة النفايات الصلبة في ظل الوقائع اللبنانية الخاصة، ولا سيما رفض كل قرية في لبنان ان يكون في عقارها مطمر صحي، لذلك كنا حريصين في هذه الجلسة على اقرار مشروع قانون الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة، هذا القانون قد أقر، وبقيت فقرة معلقة تبت بأمرها الهيئة العامة عند اجتماعها، وتتعلق بتبعية الهيئة الوطنية لادارة النفايات الصلبة، هل تكون تحت وصاية وزارة البيئة او تكون باشراف مجلس الوزراء".

اضاف: "هذا القانون، اليوم، هو رسالة لجميع البلديات ان بوسعها التحرك فورا وخصوصا في مجال اعتماد آلية التفكك الحراري. وهنا اتوجه الى اهلي في مدينة صور وفي قضاء صور ومنهم الى رئاسة اتحاد بلديات صور ورئاسة بلدية صور لقد بات الاطار القانوني لاعتماد آلية التفكك الحراري على سكة الاقرار، وبالتالي وفي ظل توافقنا نحن في كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" على اعتماد آلية التفكك الحراري فاني ادعو الى حل مشكلة النفايات في مدينة صور وفي قضائها من خلال المبادرة فورا الى شراء الاليات التي ستعتمد في التفكك الحراري، لاننا لا نستطيع ان نقبل ان تكون الحديقة العامة في صور مطمرا للنفايات، والقرى في قضاء صور لا تقبل ان يكون في عقاراتها مطمر. اذا، لا حل الا في شراء آلية التفكك الحراري. لذلك ادعو البلدية واتحاد البلديات وهذا كان موضع توافق بيني وبين معالي وزير المالية علي حسن خليل ولا بد من ان نسرع في ذلك حتى لا تداهمنا ازمة النفايات وبالتالي نكون امام مشكلة تواجهنا".

اضاف: "هناك امر آخر، ولانني كنت جزءا منه من جهة، ومن جهة ثانية هو مطلب اساسي لنا لانه أحد البنود الاساسية في برنامجنا الانتخابي، هو موضوع مكافحة الفساد. نحن على مدى جلسات طويلة في لجنة الادارة والعدل، ناقشنا اقتراح الزميل الاستاذ غسان مخيبر الذي اوجه له التحية وأهنئه على ان اقتراح القانون الذي تقدم به والذي عدلته لجنة الادارة والعدل قد اخذ طريقه الى ان يصبح قانونا من خلال اقراره من قبل اللجان المشتركة. ففي الجلسة المقبلة للجان المشتركة التي ستعقد سنضع على رأس جدول الاعمال اقتراح القانون المتعلق بمكافحة الفساد في عقود النفط والغاز كما قدم الزميل الاستاذ جوزيف المعلوف وقد ناقشناه لفترة طويلة في لجنة فرعية متخصصة، واليوم سيقدم الى جلسة اللجان المشتركة. لذلك نحن اليوم وبعيدا عن اي شعارات دعائية او تعبوية، فان ما نحن بصدده هو الحل الممكن لمسألة النفايات في لبنان لان الاقتراحات التي يضج بها البعض على اي مستوى، لا يمكن ان تطبق في لبنان. واقول لكل من يطرح غير آلية التفكك الحراري اهدني الى قريه تقبل بمطمر. وطالما لا احد يقبل المطمر في لبنان، واتحدث باسم كل القرى في لبنان، اذا لا مجال الا الى آلية التفكك الحراري".

ديب

وقال النائب حكمت ديب: "ما حصل في هذه الجلسة وادارتها التي كانت طويلة البال واعطت كل نائب الحق في الكلام وفي النقاش، لا يجوز ان يقال انهم حرموا من نقاش احد القوانين او الاقتراحات المدرجة، ما حصل اننا نحن ايضا اعضاء في هذه اللجان الفرعية، وعقدنا اقله 30 الى 40 جلسة ناقشنا فيها التفاصيل المملة لكل اقتراح من هذه الاقتراحات، لا يجوز ان نأتي بتصرف شعبوي وان نقول اننا حرمنا من النقاش، النظام الداخلي المادة 72 اذا اقترح احد النواب اقفال باب النقاش بعدما اشبع نقاشا، رئيس الجلسة لديه الصلاحية لاقفال باب النقاش، ساعتان لم نتقدم شعرة بمواضيع خضعت للتمحيص في لجان فرعية ونحن كنا اعضاء فيها، نبارك للشعب اللبناني هذه النقلة النوعية وهذه الانتاجية التي وعدنا نائب الرئيس انها ستكون جلسات اسبوعية لمناقشة واقرار القوانين".

ابي رميا

وقال النائب سيمون ابي رميا: "كنت عضوا في اللجنة الفرعية، هذه اللجنة كان فيها تمثيل لكل الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية وكان الاستاذ ايلي ماروني عضوا فيها ويمثل حزب الكتائب وكان يشارك في كل الاجتماعات. في المرحلة الثانية في عام 2018 عندما اردنا متابعة هذا العمل طلب الشيخ سامي سحب النائب ايلي ماروني من هذه اللجنة وكنا ندرس موضوع النفايات، وقلت آنذاك ان هذا القانون ليس الخطة العملية التنفيذية للموضوع بل هو قانون اطار لمعالجة النفايات، وبالتالي قلنا ان هناك تململا شعبيا من هذا الموضوع وشعبوية بالتعاطي، هذا القانون هو قانون اطار، والدولة ستخضع لهذا الاطار القانوني من اجل معالجة النفايات، واؤكد ان هذا القانون يفتح كل الآليات المعالجة للدولة ان كان طمرا او معامل تفكك حراري او غير ذلك، هذا القانون لم يحدد، لاننا سنسمع اصواتا تصدر من جمعيات بيئية تقول ان الدولة اللبنانية تتوجه الى منطق معامل التفكك الحراري، هذا الكلام غير صحيح، لان هذا القانون يطرح كل الاليات ولا يحدد آلية واحدة، والامر الاخر كنائب لقضاء جبيل لدينا معالجة النفايات تحصل من خلال اتحاد بلديات جبيل ونستعمل الوسائل التقليدية وهي الطمر ولم نذهب الى التفكك الحراري، وحسب حاجة كل منطقة اذا استطاعت ان تذهب الى معامل تفكك حراري وانتاج طاقة، هذا القانون يسمح للشركات ان تبيع لمؤسسة كهرباء لبنان الطاقة الكهربائية".

عون

وتحدث النائب آلان عون فقال: "اريد ان اتحدث عن اقتراح قانون حماية كاشفي الفساد الذي اقر اليوم وانا احد موقعيه والذي قدمه الزميل النائب غسان مخيبر بالاضافة الى الزملاء الموقعين والذين عملوا عليه، هذا الاقتراح هو خطوة عملية وليس مجرد شعار في مسار مكافحة الفساد لانه يحمي كل من يكشف عن الفساد ومن داخل الادارة وخارج الادارة وهو يقوم على ثلاثة مبادىء املا تشجيع كاشفي الفساد وعبر مكافآت وتحفيزات، وثانيا حمايتهم ان كانوا موظفين من اي عقاب اداري او مواطنين ايضا وتفعيل صلاحيات وقدرة الملاحقة عند الهيئة الوطنية لكشف الفساد. واذكر ان لبنان صدق على اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد في 16/10/2008 واليوم نحن منسجمون مع التزاماتنا الدولية واهم من ذلك اننا في مسار وسنذهب اكثر لتفعيل مكافحة الفساد وهو خطوة كبيرة لحماية كل انسان وتحديدا كل مواطن يتعرض لعملية ابتزاز وغيره داخل الادارة، ونحن كتيار كلفنا النائب زياد اسود في لجنة لمتابعة امور الفساد، هذا الموضوع يجب ان لا يبقى شعارا، يحب ان يتحول الى واقع نحن من خلال هذا القانون نساعد ونعطي الواسئل لحماية كل مواطن يساهم في هذه العملية".