المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july09.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هَا إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ، وصَخْرَةَ شَكٍّ، فَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/سجال تعرية خيانة ورقة معراب والقرف

الياس بجاني/لم نفرح يوم ولادته العار ولا حزنا يوم فطس ودفن

الياس بجاني/ورقتي معراب ومار مخايل: تآمر على لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/مشهدية وقاحة وفجور

الياس بجاني/فضيحة هرطقة اتفاق معراب: القتيل يدافع عن القاتل

الياس بجاني/تناطح باسييل والمعربي النرسيسي هو على ما ليس لهما

الياس بجاني/اتفاق معراب الخطيئة: المعرابي تنازل عن كل شيء وليس تيار باسيل ومرجعيته

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هل أنت مسيحي في هذا الشرق العربي/د.انطون قربان/فايسبوك

لا قبول لقروض سكنيّة... إبتداءً من الغد!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 8/7/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الافراج عن الطفل اللبناني مصطفى الحاج دياب

آلان عون: مواجهة "القوات" للعهد أساءت لـ "تفاهم معراب"

عقدة الخلاف المسيحي تعطل تقدم الحريري في تشكيل الحكومة

«تفاهم معراب» يثير نقمة مسيحية ضد «التيار الوطني» و «القوات»/يوسف دياب/الشرق الأوسط

الميناء: تسميم 40 من كلاب العم محمود

موظفون متوفّون ووهميّون.. يتقاضون الرواتب

الألبان والأجبان: أكثر من النصف ملوث

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

سانا: عدوان إسرائيلي على مطار التيفور والدفاعات السورية أسقطت عددا من الصواريخ وأصابت طائرة

اتفاق الجنوب ما كان ليتم لولا تحالف الأسد مع اسرائيل/د.فادي شامية/جنوبية

إيران تتذرع بإسرائيل لاستمرار بقاء قواتها في سوريا

صحيفة إسرائيلية تكشف حقيقة المواقف العربية من صفقة القرن

قصف متبادل ينتهك اتفاق جنوب سوريا.. والإجلاء معلق

مقتل 6 من عناصر الحرس الوطني التونسي في هجوم إرهابي

إقالة أكثر من 18 ألف موظف رسمي في تركيا

مقتل عنصر من “حزب الله” في صعدة والجيش يطرق أبواب “زبيد” التاريخية وغريفيث يعود للمنطقة بمبادرتين للحديدة والتسوية الشاملة ووزير بحكومة الانقلابيين يهرب من صنعاء

شركة الطيران الهولندية توقف رحلاتها إلى إيران

روحاني يطالب أوروبا بـ«إجراءات عملية» لإنقاذ الاتفاق النووي وشركة شحن عالمية تنسحب من إيران خشية العقوبات الأميركية

عرض» جديد لقمة بوتين ـ ترمب: وجود أميركا مقابل إخراج إيران ودول غربية تطالب بآلية رقابة على انسحاب ميليشيات طهران من سوريا

العراق: تنافس بين الأكراد والعرب السنة على «بيضة القبان» وقيادية في حزب بارزاني: نطالب بضمانات دولية

بومبيو يدعو زعيم كوريا الشمالية لاقتناص الفرصة

بومبيو يعتبر محادثاته «بناءة» وبيونغ يانغ تندد بمطالب «مبالغ فيها»

55 قتيلا بين كندا والولايات المتحدة بسبب الحر الشديد وحرائق الغابات

هذا ما ستفعله إيطاليا بالمهاجرين بعد إنقاذهم من البحر

حكومة العراق المنتظرة.. أين وصل سباق "الكتلة الأكبر"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

3 سنوات: أمس، اليوم وغداً/أنطوان فرح/جريدة الجمهورية

تأخير تشكيل الحكومة يضرب المالية العامّة/روفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

عملات المستقبل لن تكون إلا رقمية/طوني رزق/جريدة الجمهورية

جعجع «الراوي»: إسمع يا جبران/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

اتفاق معراب: ما له وما عليه، وماذا بعد/شارل جبور/جريدة الجمهورية

أهلاً بكم في «دويلات الطوائف» اللبنانية/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

زمن الغضب لا الكياسي/ديانا مقد/الحرة

تشكيل الحكومة في ما قبل المربّع الأول والأزمة المالية والاقتصادية الى تفاقم/الهام فريحة/الأنوار

الأخلاق وفسادها وإفسادها/الهام فريحة/الأنوار

كم مرة هددت إيران بإغلاق «هرمز»/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

مي والصحافي/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الهروب إلى الأمام في مسألة المهاجرين/اللاجئين/منى فياض/الحرة

تجارة التعذيب: شيء من هذا وشيء من ذاك/داود الفرحان/الشرق الأوسط

من المنقذ... ومن الجلاد/عادل درويش/الشرق الأوسط

مشاركة صينية ـ عربية في تخطيط التعاون/وانغ يي/الشرق الأوسط

عن معركة درعا التي لا أفق لها/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي شارك في الصلاة على نية السلام في الشرق الاوسط في ايطاليا البابا: كفى استغلالا للشرق الأوسط وكفى لمكاسب قليلين على حساب الكثيرين

حاصباني: اتفاق معراب ساري المفعول واذا أراد أحد التنصل منه فعلينا معرفة رأي رئيس الجمهورية بذلك

عقيص لإذاعة لبنان: حملة لتحجيمنا ونرفض الإسراع في الحكومة على حسابنا العودة الى ما قبل اتفاق معراب يجعلنا نتمهل باتخاذ أي خطوة تصعيدية

الموسوي: لن ينجح الابتزاز في ارغامنا على إلغاء نتائج الانتخابات ليس من المقبول أن تأتي التعيينات في الدولة حكرا على تيار المستقبل

جعجع في افتتاح مركز للقوات في رميش: الوضع صعب في الوقت الحاضر حبشي: تفاهم معراب أزال الحاجز النفسي بين المسيحيين وسنحافظ عليه

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
هَا إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ، وصَخْرَةَ شَكٍّ، فَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة09/من26حتى33/"يا إخوتي يَقُولُ التَبِيُّ هُوشَع: «سَيَكُونُ في المَوضِعِ الَّذي قيلَ لَهُم فِيه: لَسْتُم شَعْبِي! هُنَاكَ يُدْعَونَ أَبْنَاءَ اللهِ الحيّ». ويَهْتِفُ آشَعيَا في شَأْنِ إِسْرَائِيل: «ولَو كَانَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ البَحر، فَٱلبَقِيَّةُ مِنْهُم سَتَخْلُص! لأَنَّ الرَّبَّ سَيُتِمُّ كَلِمَتَهُ في الأَرْضِ إِتْمَامًا كَامِلاً وَسَريعًا». وكَمَا سَبَقَ آشَعْيَا فقَال: «لَو لَمْ يُبْقِ لَنَا الرَّبُّ القَدِيرُ نَسْلاً، لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُوم، وأَشْبَهْنَا عَمُورَة!». إِذًا فَمَاذَا نَقُول؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوا إِلى البِرِّ قَدْ أَدْرَكُوا البِرّ، أَيْ البِرَّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَان. أَمَّا إِسْرَائِيلُ الَّذي سَعَى إِلى شَرِيعَةِ البِرّ، فَلَمْ يَبْلُغْ شَرِيعَةَ البِرّ. لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ لَمْ يَسْعَ إِلى البِرِّ بِالإِيْمَانِ بَلْ بِالأَعْمَال. فَعَثَرُوا بِحَجَرِ العَثْرَة، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «هَا إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ، وصَخْرَةَ شَكٍّ، فَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى».

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية

مؤامرة دولية أدواتها إيران وأذرعتها الإرهابية/الياس بجاني/09 تموز/18/أضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%A4%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A3%D8%B0%D8%B1%D8%B9%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7/

 

سجال تعرية خيانة ورقة معراب والقرف

الياس بجاني/08 تموز/18

هل من يفهم أصحاب شركتي تيار باسيل وقوات المعرابي وأبواقهما أن سجالهم سخيف ومقزز ومهين للذكاء والذاكرة ولا يهم الناس ولا يعنيهم..

يفاخرون دون حياء بالتآمر علينا بفجور ووقاحة ..يضبضبوا ويخجلوا..

 

لم نفرح يوم ولادته العار ولا حزنا يوم فطس ودفن

الياس بجاني/08 تموز/18

مقززة ومحزنة هي مشهدية سجال صنوج وطبول وزقيفة أصحاب شركتي الحزبين المتناطحين على خلفية فضيحة وسقوط ورقة معراب العار والخطيئة..القصة كلها قصة كراسي وبس!!

 

ورقتي معراب ومار مخايل: تآمر على لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/07 تموز/18

ورقتي معراب ومار مخايل متل بعضون ووقعوا على حساب الدستور والسيادة والإستقلال. واحدة سقطت ومصير الثانية لن يكون مختلفاً ولو بعد حين.. بالنهاية لا يصح إلا الصحيح وعلى الأكيد الأكيد.

 

مشهدية وقاحة وفجور

الياس بجاني/07 تموز/18

دخلكون نحنا المسيحيي كياس بطاطا وشوالات عدس تا فلان وعلنتان يتقاسمونا حصص ومغانم، أو نحن شرائح أحرار من المواطنين متلنا متل غيرنا؟

 

فضيحة هرطقة اتفاق معراب: القتيل يدافع عن القاتل

الياس بجاني/07 تموز/18

كارثة ومهزلة فضيحة اتفاق معراب تتمظهران بدفاع كثر من أهلنا المغرر بهم عن مبدأ سرقة حقوقهم ويصفقون للمعتدين ويبررون شنيعتهم..

 

تناطح باسييل والمعربي النرسيسي هو على ما ليس لهما

الياس بجاني/07 تموز/18

هل تناطح باسيل والمعرابي هو على سبل تحرير لبنان من احتلال إيران وتنفيذ ال 1559 و1701 أم أنه على تناتش مغانم وحصص ومنافع شخصية؟

 

اتفاق معراب الخطيئة: المعرابي تنازل عن كل شيء وليس تيار باسيل ومرجعيته

الياس بجاني/06 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65837/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1/

لماذا كل هذا النحيب في معراب وملحقاتها؟

ولماذ كل هذه المشهديات النواحية الهستيرية؟

ولماذا جنانيز البكاء وزياحات العويل؟

ولماذا أصلاً البكاء والحزن على مولود ولد جثة هامدة؟

ولماذا ملامة الآخر أي باسيل ومرجعيته وهما قبل وبعد "خطيئة اتفاق معراب" لم يتزحزحا قيد أنملة عن خطهما "المقاوماتي" وخياراتهما اللاهية لا علناً ولا سراً؟

المعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من فرط 14 آذار!

المعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من تنكر لرفاق النضال،

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من قفز فوق دماء الشهداء،

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من ادعى واهماً حصرية ملكية ثورة الأرز و14 آذار.

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من غرق طوعاً على خلفية أوهامه وباطنيته في بحور خيار "الواقعية الكاذبة".

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من سوّق لهذه الواقعية الاحتيالية والإستسلامية مع الصنوج والأبواق والطبول وما أكثرهم،

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من خوّن وحارب وحاصر من عارضه من الأحرار والسياديين والشرفاء والمناضلين وقالوا له لا؟

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من من توهم حالماً ومهلوساً أن بإمكانه استنساخ "الثنائية الشيعية" داخل المجتمع المسيحي قافزاً بجحود عن تاريخ ونضال وعنفوان وكرامة المسيحيين، ومتعامياً عن عشقهم للحرية والتنوع، ورفضهم وكرههم للدكتاتوريين والعسكر.

"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"..هذا قول انجيلي يلخص حالة المعرابي الحالية.

عملياً فإن الرجل يشرب من نفس الكأس الذي أسقاه للسياديين والأحرار بعد أن دخل صفقة العار والخطيئة وداكش السيادة بالكراسي على خلفية أجندة سلطوية والغائية وباطنية و"تشاطرية" توهم أنها قد توصله إلى كرسي بعبدا..

ويلي من ايدو الله يزيدو، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة.

باع جعجع المعرابي صاحب شركة القوات والتي إحقاقا للحق وشهادة لدماء الشهداء هي لا تمت بصلة لحزب وتنظيم وتحالف القوات التاريخي، ولا حتى تشبهها، وإن كان كثر من أهلنا مغرر بهم وتعميهم النوستالجيا ولا يرون هذه الحقيقة.

يبقى أن اتفاق معراب، كان اتفاق على ضرب وفرط 14 آذار ومساكنة واقع الاحتلال الملالوي وذلك على مبدأ وقاعدة مداكشة الكراسي بالسيادة..

ولكن غاب عن بال المعرابي الذي أغرته الكراسي أن كل ما يبنى على باطل هو باطل.

لقد فشل رهان المعرابي 100% وعليه بالتالي أن يستقبل..

ولكن.. ولأنه ليس رئيس حزب، بل صاحب شركة فهو لن يستقل وحتى لن يعتذر..

وكل ما سيفعله هو اسقاط وتبرير Rationalize and project فشله والخيبات على الآخرين.

وعلى الأكيد الأكيد الزقيفة والمطبلين والأتباع سوف يصفقون ويرددون إسقاطاته والتبريرات.

وهل بعد من يقول إننا لسنا في زمن مّحل وبؤس وتخلي؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هل أنت مسيحي في هذا الشرق العربي؟

د.انطون قربان/فايسبوك/08 تموز/18

س: هل أنت مسيحي في هذا الشرق العربي؟

ج: نعم. وُلِدتُ وترعرت في وسط بيئة مسيحيّة

س: من يُمَثِِلك ؟ القوات؟ التيّار؟ حزب آخر؟

ج: المسيحيّة علّمتني بأنّ لا أحد يمثّلني لأنني سيّد نفسي

س: ولكن أنت تنتمي إلى طائفة يمثّلها حزب قوي

ج: الأحزاب تمثل نفسها وأنا لا أنتمي إلى طائفة بل إلى جماعة أورثتني دينها لا أكثر ول أقل

س: ولكن من يحمي مصالح طائفتك؟ من يحمي حقوقك؟

ج: أتمنّى أن تذهب الطوائف وكل من يتكلّم بأسم مصالحها إلى أسفل الجحيم بما فيهم حضرتك يا سيّدي الكريم

س: أنت ملحد؟

ج: هذا ليس شأنك

 

لا قبول لقروض سكنيّة... إبتداءً من الغد!

وكالات/الأحد 08 تموز 2018/توجه مدير عام المؤسسة العامة للإسكان روني لحود إلى المصلحة الإدارية والقانونية، في بيان له بالقول: "ان المصارف تواجه صعوبة في الموافقة على جميع طلبات القروض السكنية المستوفاة كامل شروط بروتوكول التعاون الموقع بين المؤسسة وجمعية مصارف لبنان، ومنعاً للإحراج والتدخلات والوساطات، يطلب إليكم عدم قبول أي طلب قرض سكني جديد إعتباراً من نهار الإثنين الواقع فيه 09 تموز 2018 وحتى إشعار آخر".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 8/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ملف التأليف الحكومي يراوح مكانه في ظل ترقب عودة الرئيسين بري والحريري، وأيضا الوزير باسيل، الى بيروت، في الساعات المقبلة، لعودة زخم الاتصالات والسعي لفكفكة العقد على مسار التشكيل الحكومي، في وقت بلغت السجالات وتبادل الاتهامات على خط "التيار"- "القوات" حول الخروج على اتفاق معراب وخرق بنوده، أوجها، ما دفع ببكركي للدخول على الخط عبر مبادرة، مؤكدة أنها لن تسمح بعودة عقارب الساعة الى الوراء. وسيبادر البطريرك الراعي العائد من روما الى دعوة ممثلي طرفي تفاهم معراب الى الإجتماع في بكركي لترطيب الأجواء ومحاولة معالجة ما حصل.

وفي التطورات السورية، غادر كل النازحين السوريين عند معبر نصيب الحدود الأردنية عائدين إلى سوريا، بعدما اتخذت قوات الجيش السوري مواقعها ورفعت الأعلام السورية على المعبر. ويتوقع البعض مع اعادة فتح المعبر، عودة حركة نقل البضائع من لبنان الى الدول العربية، والوزير زعيتر طالب الدولة اللبنانية بالتنسيق مع الحكومة السورية لتسهيل مرور الشاحنات.

التطورات السورية تحضر ايضا هذا الاسبوع في لقاء بوتين- نتنياهو الذي قال انه سيبحث الوجود الايراني في سوريا.

البداية من الإفراج عن الفتى المخطوف في سوريا منذ حوالي الشهر مصطفى الحاج دياب، بعد أن دفع أحد أقاربه فدية مالية، قيمتها تسعة آلاف دولار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا جديد على خط تأليف الحكومة الغارق ملفها في إجازة غير معروفة الأفق. وما زاد الطين بلة الانفجار الناجم عن فضح ورقة تفاهم معراب ذات المضمون السري بحيث تصيب شظاياها بشكل أو بآخر الملف الحكومي. إلى أين ستصل تداعيات هذا الانفجار؟ سؤال من الصعب الإجابة عليه الآن. وكل الرهان يبقى معقودا على تحرك تنوي بكركي القيام به على خط مصالحة طرفي التفاهم "البرتقالي- القواتي"، فهل ينجح رأس الكنيسة المارونية في احتواء الوضع أم أن مساحة الخلافات أكبر بكثير؟

إلى مساحة الجنوب السوري، حيث تشكل استعادة معبر نصيب عند الحدود مع الأردن حدثا سياسيا وأمنيا استراتيجيا، وكذلك من الناحية الاقتصادية، إذ سيكون للبنان نصيب من إعادة فتحه قريبا بحيث تنتعش صادراته البرية عبر هذا المعبر بعد توقف دام ثلاث سنوات.

على أي حال يواصل الجيش السوري تعزيز انتشاره في معبر نصيب وكامل الشريط الحدودي مع الأردن من الجهة الشرقية وتأمين طريق دمشق- عمان الدولي في شكل كامل، ويبدو أن هدفه المقبل في العملية العسكرية في الجنوب، سيكون المناطق القريبة من محافظة القنيطرة الواقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة عند حدود الجولان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بماذا يمكن وصف واقع تفاهم معراب حاليا؟ هل سقط بالضربة القاضية؟ ومن يتحمل مسؤولية سقوطه؟ هل يمكن إعادة الحياة اليه؟ كيف؟ وعبر من؟ ماذا عن السجال الحاد والمفتوح بين طرفي الإتفاق "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"؟ وما هي تأثيرات سقوط الإتفاق على العهد والواقع المسيحي وعلى عملية تشكيل الحكومة.

مصادر على صلة بعملية تشكيل الحكومة أبلغت تلفزيون "المستقبل" أنه مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري خلال الساعات القليلة المقبلة من إجازته العائلية، سيجدد إتصالاته لتأليف الحكومة ولتبريد الأجواء كما فعل سابقا. وقالت المصادر إن الرئيس الحريري سيعمل مع رئيس الجمهورية ميشال عون لحلحلة العقد التي باتت سياسية بامتياز، ولا علاقة لها بعملية تشكيل الحكومة بل هي بين قوى متصارعة على عدد من الأمور.

في شأن آخر، عاد مصطفى الحج دياب الى منزل ذويه بعد عملية خطف تعرض لها في سوريا يوم الرابع من الشهر الماضي، لتستمر أكثر من شهر قبل أن تصل الى خواتيمها السعيدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

طريق دمشق- عمان آمن ومؤمن: بهذا الانجاز الضخم عنون الجيش السوري مرحلة جديدة من انجازات عملياته العسكرية في الجنوب.

استثمار ما يتحقق ضد الارهاب في ذلك الجزء السوري يمتد الى عمق منطقة طالما تعاملت مع سوريا قبل المؤامرة الكبرى عليها على انها نقطة وصل بين اضلاعها، ومنها لبنان والاردن والمحيط العربي وما بينها من تبادل تجاري بالمليارات. وحده الاحتلال الصهيوني يتحسر على فك سوريا قيدها عند البوابة الاردنية بعدما فشل ارهابيوه في الصمود امام عزم دمشق وحلفائها على اجتثاث الارهاب اينما حل فوق الخارطة السورية.

في لبنان، انشغال من دون طائل يذكر في الملف الحكومي، واسبوع طالع منتظر لن يختلف عن سلفه على مستوى التأليف، فلا انفراجات متوقعة، بل توقعات بمزيد من التأزم مع اصرار بعض الأحجام على الانتفاخ والمكابرة، وسط غياب التصورات الواضحة للحل على خط الرئيس المكلف الغائب في سفره الخاص.

الإجماع الوطني على ان سرعة التأليف أضحت حاجة ملحة منعا للاقتراب من ثقوب سوداء تبتلع البلد نحو مجهول اقتصادي واجتماعي لا عودة منه، في ظل ترنح كل مسارات الادارة اللبنانية عن مواكبة حاجات المواطن وضرورات معيشته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الأكيد أن الهم الأول للبنانيين اليوم هو الشأن الاقتصادي. وهو إلى جانب المونديال هذه الأيام، يحتل الحيز الأكبر من النقاش، فهم من جهة أسرى حسابات مدفوعاتهم اليومية، من طعام وإيجارات وسكن وأقساط ومولدات وطبابة وغيرها، لكنهم من جهة أخرى، على ثقتهم برئيس الجمهورية، وإرادته الصادقة في كسر الحلقة المفرغة، وتسطير انجازات جديدة في سجل عهده، آملين خيرا بالخطط التي باتت في التداول، وآخرها خطة ماكينزي، ولو أنهم غير ملمين بتفاصيلها كافة.

والأكيد الأكيد، أن اللبنانيين مدركون جيدا أسباب الأزمة الراهنة، التي تبدأ من سياسات حكومات ما بعد الطائف، التي سوقت للاقتصاد الريعي لا المنتج، وما رافقها من هدر وفساد تأصلا في المجتمع والدولة معا، ولا تنتهي بعبء النزوح السوري الثقيل، الذي أضيف عام 2011.

أما الأكيد الأكيد الأكيد، فهو أن السجال الأخير الذي افتعلته "القوات اللبنانية" مع "التيار الوطني الحر"، تتويجا لخروجها التدريجي على مندرجات تفاهم معراب، السياسية في الاساس، منذ بدايات العهد الرئاسي، هو آخر هم اللبنانيين.

وفي هذا السياق، لاحظ أكثر من متابع، اعتماد "التيار الوطني الحر" إزاء ما جرى، صفة المتفرج. فما عدا التعليقات العابرة أو غير المباشرة عبر وسائل الاعلام، وردود الفعل الشعبية عبر مواقع التواصل، غاب أي موقف رسمي من "التيار" والعهد إزاء ما قامت به "القوات"، وهو بالمناسبة تصرف لم يفهمه اللبنانيون بعد، ويطرحون يوميا حوله أكثر من علامة تعجب واستفهام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

غدا يوم آخر، فبدءا من الاثنين يباشر الرئيسان بري والحريري النشاط المعتاد، فيما الوزير باسيل يستعد للعودة الى ربوع الوطن. ومع عودة المسؤولين الثلاثة تعود الحرارة تدريجيا الى الاتصالات السياسية الهادفة الى استيلاد الحكومة، لكن حتى الان الحكومة المنتظرة لا تزال بعيدة.

ففي غياب المسؤولين تعقدت الامور بدلا من أن تهدأ. العقدة الدرزية لا تزال على حالها لأن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" يريد اختيار الوزراء الدروز الثلاثة، والا فإنه يفضل البقاء خارج الحكومة، فيما الوزير باسيل مصر على توزير الأمير طلال ارسلان او من يمثله، والواضح ان زيارة جنبلاط الى قصر بعبدا لم تحقق اي خرق في الملف، بل كانت مجرد زيارة بروتوكولية غرقت في العموميات ولم تلامس الموضوع المطروح بأبعاده وتعقيداته.

في المطلب المسيحي الوضع أكثر تعقيدا، فتفاهم معراب بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" على الحد الفاصل بين الصمود وإعادة التفعيل او السقوط والانهيار، لكن حتى في حال صمد الاتفاق وبدأت عملية إعادة تفعيله، فإن مسألة ترميم الثقة بين الطرفين تستلزم وقتا، وهو أمر سيكون على حساب تشكيل الحكومة. اذ كيف يمكن او نتوقع تشكيل حكومة تضم "التيار" و"القوات" في ظل الجو المحتقن السائد بينهما؟

والظاهر ان مصير الاتفاق في انتظار عودة البطريرك الراعي من الخارج، ليعيد طرح الملف المسيحي، في لقاء يتردد انه سيدعو اليه الوزير باسيل والدكتور جعجع في الصرح البطريركي، فهل تجمع بكركي من جديد ما فرقته الحكومة ورغبة البعض بالاستئثار بكل مقدرات الحكم والدولة؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

رئيس مجلس النواب نبيه بري يعاود نشاطه غدا في عين التينة بعد إجازة عائلية في إيطاليا امتدت عشرة أيام.

لكن معاودة النشاط لا تقارب ملف تأليف الحكومة المنوط دستوريا بالرئيس المكلف، وهو في إجازة، والمرتبط مباشرة برئيس تكتل "لبنان القوي" جبران باسيل، وهو في إجازة أيضا.

المعطى الأبرز الذي دخل على ملف التأليف هو انفجار الأزمة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". هذا الإنفجار يتمدد بسرعة وتتفجر وراءه جسور العودة، خصوصا ان منصات التواصل الإجتماعي بلغت سقفا عاليا من التصعيد، واستخدمت فيها أقذع المصطلحات، وبلغت حد التخوين، فنشط على "تويتر" "هاشتاغ: معراب_خانت_لبنان"، ليقابلها بسرعة "هاشتاغ: معراب_صانت_لبنان".

وبين تهمة الخيانة والرد بالصيانة، تبدو ألغام التشكيل متداخلة، من ضمن شروط فرضتها المعطيات الجديدة لجهة انفجار الصراع المسيحي- المسيحي، والعودة إلى مطالب قديمة- جديدة لجهة التمثيلين السني والمسيحي أيضا، من دون إغفال الإصرار الجنبلاطي على التمسك بالمقاعد الدرزية الثلاثة.

في غضون ذلك يتقدم ملف عودة بعض النازحين السوريين، فيما انحسر السجال حول هذا الملف.

أما الملف الذي وقع وقوع الصاعقة هذا المساء، فهو إعلان المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان (روني لحود) عدم قبول أي طلب قرض سكني جديد إعتبارا من نهار غد الإثنين وحتى إشعار آخر، ورد السبب إلى ان المصارف تواجه صعوبة في الموافقة على جميع طلبات القروض السكنية. يأتي هذا الخبر الصاعق في وقت يترنح القطاع التعليمي تحت ضربات صرف أساتذة من المدارس الخاصة، وتحت ضربات الإرتفاع الهائل لفواتير المولدات. ومع ذلك، حكومة تصريف الأعمال في إجازة، والتشكيل في إجازة، والمعنيون به في إجازة، فهل هذه هي وعودهم قبل الانتخابات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أجرت اثيوبيا صلحا تاريخيا مع جارتها آريتريا بعد عشرين عاما من النزاع وسقوط اكثر من ثمانين ألف قتيل. وانتشلت فرق الإنقاذ أول دفعة من التلامذة المحتجزين على صخرة داخل كهف مغمور بالمياه في تايلاند. معبر نصيب إستعادته الدولة السورية وبدأت عودة النازحين العالقين عند الحدود مع الأردن. درعا بجزئها الغربي إنطلقت معركتها وتمكن الجيش السوري وحلفاؤه من عزل المسلحين في المدينة.

أما في لبنان، فلا قضايا تتحرك لدى أهل الكهف السياسي، فيما يرتفع عواء الكلاب من سطوة البشر. والقطط التي هي بسبع أرواح، نستخرج روحها الثامنة على تطبيق الواتس أب، وذلك بعد نهار أمس الحافل باغتصاب الأطفال. وفي مستجدات عمليات الاغتصاب السياسية يستمر التحرش والتعنيف بين طرفي "القوات" و"التيار"، فيما صدرت نعوة للاتفاق الشهير عبر النائب الآن عون الذي أجرى مراسم الدفن، وقال إن "القوات" خرجت من فريق الرئيس ولم يعد بإمكانها الاحتفاظ بالحصص. وقد رد مصدر نيابي في "القوات" عبر "الجديد" بالقول: لو أرادت "القوات" ان تختار ما يناسبها لما وضعت توقيعها على اتفاق معراب ولما انتخبت ميشال عون رئيسا للجمهورية ولما صمتت لأكثر من سنتين ونصف على مخالفات الوزير جبران باسيل لاتفاق معراب داخل مجلس الوزراء.

غير ان القراءة لمتسقبل العلاقة بين طرفي "القوات" و"التيار" اتخذت منحى تصعيديا عبر قول مصادر متابعة للاتفاق: لقد أعطيناهم رئيسا ووعدونا بالمناصفة. فإما تحقيق الوعد بالمناصفة او ان يتخلى عون عن الرئاسة. وفي معلومات الجديد فإن رئيس الجمهورية ميشال عون سيمسك مباشرة بخيوط الأزمة بين "القوات" و"التيار"، لكن التأليف لن يتحرك حاليا بانتظار عودة وزير الخارجية جبران باسيل من الخارج حيث سيساهم في حضور المباريات النهائية للمونديال في روسيا، من الثلاثاء حتى الاختتام يوم الأحد المقبل، بدعوة خاصة من أحد رجال الأعمال.

أما رئيس الحكومة سعد الحريري فسيعود الليلة الى بيروت حسبما هو متوقع، فيما عاد الرئيس نبيه بري من ايطاليا ليبدأ من الغد نشاطه المعتاد في عين التينة. لكن الجميع "مصيف" وليس هناك في الأفق من بوادر حلول للتأليف في ظل بقاء العقد معقدة. وبحسب رؤى أقرب الى المؤلفين، فإنه لو اجتمع الرؤساء ونواب الرؤساء ورؤساء الأحزاب، فلا حكومة ولا ضربة تأليف قبل الشوط الأخير من المونديال وعودة باسيل على الأقل في المدى المنظور.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الافراج عن الطفل اللبناني مصطفى الحاج دياب

وكالات/الأحد 08 تموز 2018/أعلن عضو مجلس بلدية بيروت خليل شقير أنّه تم الافراج عن الطفل المخطوف في سوريا مصطفى الحاج دياب. وقال في حديث لـ"المستقبل" أنّه الآن على نقطة الأمن العام اللبناني في منطقة المصنع. وكان مصطفى قد اختطف وهو في طريقه إلى إدلب في سوريا للقيام بزيارة عائلية، اذ أوقف مجهولون يرتدون لباساً عسكرياً يستقلون سيارة "بيك أب" محملة برشاش دوشكا، سيارة الاجرة التي كانت تنقله، وخطفوه مع الراكبين والسائق.

 

آلان عون: مواجهة "القوات" للعهد أساءت لـ "تفاهم معراب"

"الأنباء الكويتية" - 8 تموز 2018/أكد النائب عن تكتل لبنان القوي الان عون ان «تفاهم معراب» الذي قام بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يحتاج الى إعادة صيانة وترميم في المرحلة المقبلة وهو أمر مرتبط بالنوايا، لافتا الى أن هذا التفاهم هو في حال من التراجع، ونكون في حالة تملق اذا قلنا انه بألف خير، معتبرا ان الموضوع مع «القوات اللبنانية» ليس اختلافا في وجهات النظر بل ذهب الى حد الحملات والاتهامات التي طالت فريقنا السياسي وهذا لا يمكن ان يصدر عن فريق متفاهم ومتحالف معنا. وشدد عون في تصريح لـ «الأنباء» على ان أساس تفاهم معراب هو سياسي، اي تأييد القوات اللبنانية لرئيس الجمهورية وأن تكون من فريقه السياسي، ومن ثم ندخل الى منطق الحصص، لا أن تختار القوات منه الشق الذي يناسبها وترمي الباقي، معتبرا أن القوات خرجت من فريق الرئيس ولم يعد بإمكانها الاحتفاظ بالحصص وتخرج من السياسة لأنهما مساران متلازمان. وأكد عون أن تفاهم معراب ببعده التصالحي، مع القوات اللبنانية لا يمكن الرجوع فيه الى الوراء بل يجب المحافظة عليه. ورأى أن التباعد السياسي أساسه التجربة الحكومية في الحكومة الاولى بعد انتخاب الرئيس ميشال عون والتي اساءت كثيرا الى هذا التفاهم، معتبرا ان مواجهة القوات للعهد اساءت للتفاهم. وأوضح عون أن «تفاهم معراب» هو سلة متكاملة، جزء منه سياسي وآخر مشاركة في الحصص اي انه يفترض اننا فريق رئيس الجمهورية لكن اداء «القوات» أبعدها عن الرئيس ووضعها في مكان آخر. وأكد اننا لم نعد فريقا واحدا بما يخص دعم العهد بعد ان اتخذت القوات موقفا معارضا تجاه سياسات العهد ما يعني اننا لم نعد نعتبر انه بالإمكان اعطاء القوات من حصة التيار الوطني الحر في الحكومة الجديدة لأننا لم نعد نعتبر اننا نعطي لذات الفريق. وفي الموضوع الحكومي، رأى عون ان التعقيدات التي تواجه هذا الملف، انه ليس هناك معيار واحد وأن الأمور تذهب باتجاه الطروحات الاستنسابية لدى كل فريق حول ما يريده من حصة له في الحكومة الجديدة وهذا ما يعقد عملية التشكيل، ورأى ان على الرئيس المكلف سعد الحريري وضع معيار واحد وفرضه على الجميع وعندها لا يمكن لأحد أن يعترض. وشدد على أن تسهيل ولادة الحكومة يتوقف على زحزحة المواقف المتصلبة، مؤكدا ان التيار الوطني الحر يلتزم بمعيار واحد يشمل الجميع وهو يستند الى نتائج الانتخابات واحجام الكتل النيابية، ولفت القول الى اننا نرضخ لهذا المعيار على أساس ان يرضخ له الجميع وليس على مزاج كل فريق بل يجب احترام الواقع الانتخابي الذي نتج عن الانتخابات النيابية. وحمل عون القوى المسؤولة عن تأخير تشكيل الحكومة، عواقب التأخير في اعادة انطلاق العمل وتحديدا فيما يتعلق بالملف الاقتصادي.

 

عقدة الخلاف المسيحي تعطل تقدم الحريري في تشكيل الحكومة

العرب/09 تموز/18/بيروت – يعود سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية إلى بيروت الأسبوع المقبل كما سيعود إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل. وينتظر المراقبون أن تكون لهذه العودة مفاعيل محركة على مسألة تشكيل الحكومة. بيد أن السجالات المستعرة بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية أرخت أجواء تشاؤم على إمكانية تحقيق تشكيل الحكومة في الأجل القريب. ولفتت مصادر سياسية إلى أن كشف القوات عن جوانب من اتفاق معراب بين الفريقين، ورد التيار بالكشف عن جوانب أخرى واندلاع السجالات بين منابر ووجوه الفريقين، يأتي بعد أيام على اللقاء الذي جمع زعيم القوات سمير جعجع برئيس الجمهورية ميشال عون. ويرى هؤلاء أن عودة الأمور بين الفريقين إلى المربع السابق للمصالحة يمثل انهيارا لسياق طويل وشائك أنهى الخلاف بين التيار العوني والقوات والذي تعود جذوره إلى ظروف الحرب الأهلية.

وتؤكد مصادر مسيحية متابعة أن أمر التيار الوطني الحرّ بات في يد باسيل وأن عون يطلق يده دون اعتراض في قيادة الخيارات السياسية لا سيما تلك المتعلقة بتشكيل الحكومة. فيما أصدر حزب القوات اللبنانية مجموعة من المواقف التي تشدد على تمسكه بالحصول على أربع حقائب وزارية منها حقيبة سيادية معتبرا أن الأمر حقّ يمليه ما حققه من نتائج في الانتخابات التشريعية الأخيرة. ويلفت مراقبون إلى انقلاب محور التناقض والخلاف ليتمحور حول النزاع المسيحي المسيحي، فيما كان هذا التناقض يأخذ قبل سنوات أبعادا مذهبية سنية شيعية، يتأمّله المسيحيون بحذر وهدوء. ويعزو هؤلاء هذا الأمر إلى حالة المساكنة الجارية بين تيار المستقبل وحزب الله على خلفية تأمل مجريات التطورات الخارجية ومراقبة تداعياتها على تموضعاتهما المستقبلية. وتضيف آراء أخرى أن المواجهة الأميركية الواسعة التي تخوضها الولايات المتحدة ضد إيران أعادت للبيت اللبناني جرعات عالية من محليته التي تفسر تصاعد الخلاف المحلي لا سيما بين الحزبين المسيحيين الرئيسين في البلاد. وفيما يتشاءم جل اللبنانيين من إمكانية إيجاد آليات لفك عقدة الخلاف المسيحي، يرى بعض الخبراء الدستوريين أن الخلاف قوّض محاولة لتكريس أعراف التقاسم والمحاصصة بين الكبار على حساب التشكلات السياسية الأخرى وخصوصا المسيحية منها.

واعتبر هؤلاء أن سقوط اتفاق معراب هو أمر إيجابي لصالح دستور الطائف كما يعيد فتح السجال السياسي متخلّصا من أغلال اتفاقات المحاصصة الثنائية. وتمنى هؤلاء تخلّص لبنان من ضريبة الاتفاقات التي حصلت بين التيار الوطني الحر وحزب الله تحت مسمى “ورقة التفاهم” والتي يتم السعي حاليا للحكم بموجباتها. وعلى الرغم من أن جهودا تبذل لتخفيف التشنج العوني القواتي، ومنها تلك التي قيل إن البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي يبذلها، إلا أن بعض المراقبين يعتبرون أن رفع سقف السجال غير المسبوق منذ توقيع “ورقة النوايا” بين جعجع وباسيل، قد يكون مؤشرا على أن الأطراف الداخلية كما تلك الخارجية ليست مستعجلة على تشكيل الحكومة على النحو الذي يفسر حالة الارتخاء عند الحريري في هذا الصدد. وتقول مصادر تيار المستقبل إن العقدة ليست عند الحريري وإنه سعى ويسعى إلى الإصغاء إلى مطالب الفريقين المسيحيين على قاعدة التمسك بالتفاهمات مع عون وباسيل كما التمسك بوجود القوات داخل الحكومة بحصة عادلة. وتضيف المصادر أن تفكيك العقد المسيحية من مهمة عون بصفته رئيسا للجمهورية وبالتالي مسؤولا عن صون الدستور ووحدة البلد واستقراره، إضافة إلى المكانة التي يحتلها لدى التيار الوطني الحر.

وتؤكد مراجع سياسية محلية أن الحريري بات يدرك أن تعنت باسيل وسعيه لتحجيم القوات وعدم الاعتراف بإنجاز القوات الانتخابي يستند على دعم حزب الله الذي لا يرى مانعا من محاولة تدعيم حصة حلفائه داخل الحكومة العتيدة. وربطت هذه المراجع بين إصرار باسيل على حرمان القوات من تحويل إنجازه الانتخابي إلى حضور وزاري وازن وبين سعي حزب الله لتوزير حلفاء سنة له مناوئين لزعيم المستقبل. إلا أن هذه المصادر تجزم أن الحريري مدرك لمناورات باسيل وحزب الله وهو غير معني بالدعوات التي راجت في الأسابيع الأخيرة لسحب التكليف منه وهو مستعد للانتظار طويلا حتى تبصر الحكومة النور وفق الشروط التي تلبي شروطه في مسألة تمثيل السنة وتنصف جعجع والزعيم الدرزي وليد جنبلاط في ما يطالبان به من حصص داخل ما بات يطلق عليه بحكومة العهد.

 

«تفاهم معراب» يثير نقمة مسيحية ضد «التيار الوطني» و «القوات»

 يوسف دياب/الشرق الأوسط/08 تمّوز 2018

«الكتائب» و«المردة» أبرز المعترضين... واتهامات بـ «تسليم الدولة اللبنانية لإيران»

 اتسعت دائرة الخلاف بين القوى المسيحية في لبنان، غداة كشف مضامين «تفاهم معراب» الموقَّع بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» في يناير (كانون الثاني) 2016، الذي أفضى إلى تأييد «القوات» ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مقابل حصولها على مكاسب تجعلها الشريك المسيحي الأوحد في إدارة الحكم، وهو ما أثار استياء القوى والأحزاب المسيحية الأخرى المتموضعة خارج ثنائي «التيار» و«القوات»، مثل حزب «الكتائب اللبنانية» وتيّار «المردة»، اللذين وجدا في اتفاق معراب مجرّد «تفاهم سلطوي أدى إلى ضرب التوازن في البلاد، وتجاوز الدستور والمؤسسات».

ودفع الصراع المتصاعد بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية»، على خلفية الحصص والحقائب في الحكومة العتيدة، بـ«القوات» إلى كشف بعض مضامين «تفاهم معراب»، وتبيّن أنه ينصّ على اتفاق صريح وقّعه سمير جعجع عن «القوات» ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عن «التيار» وقضى بتقاسم الحقائب الوزارية المسيحية مناصفة بين الفريقين، وكذلك المراكز العسكرية والأمنية والقضائية والإدارية، من دون أن يلحظ أي وجود للقوى والأحزاب المسيحية الأخرى.

ولاقى هذا الاتفاق الذي ظلّ سرياً لسنتين ونصف السنة، انتقاداً مسيحياً واسعاً، إذ وصفه عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب السابق فادي الهبر بـ«الاتفاق السلطوي». ورأى أن «غايته كانت تقاسم السلطة تمهيداً لوصل عون إلى رئاسة الجمهورية، وتقديم تنازلات أدت إلى ضرب قوى (14 آذار) بالصميم، وضرب التوازن السياسي الذي كان قائماً بين فريقي 8 و14 آذار لأكثر من عشر سنوات». وأكد الهبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تفاهم معراب لم يكن أكثر من صفقة لتقاسم السلطة، بدءاً من رئاسة الجمهورية إلى الوزارات والمراكز الأمنية والإدارية»، معتبراً أن «كلا الحزبين (التيار الحر والقوات) كان يلهث وراء مصالحه، وهذا ما خرّب الجوّ الديمقراطي البرلماني ومزّق الساحة المسيحية»، لافتاً إلى أن «صفقة معراب هي التي أجبرت الرئيس سعد الحريري على القبول بالصفقة الثانية التي أفضت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية».

الاتفاق الذي أثار استياء حزب «الكتائب»، ولّد نقمة لدى تيار «المردة» برئاسة سليمان فرنجية، ورأى النائب طوني سليمان فرنجية خلال ترؤسه اجتماع «التكتل الوطني»، أنّ «ما سرب من اتفاق معراب هو أمر مؤسف، لأن مضمونه يضرب الدستور والمؤسسات ويشكل محاولة جديدة للإلغاء ولضرب التنوع الذي يشكل ميزة هذا البلد»، لافتاً إلى أن الاتفاق المذكور «يشكل أيضاً ضرباً لمبدأ المحاصصة». واغتنم فرنجية المناسبة ليطالب بحقيبتين واحدة مسيحية والثانية إسلامية في الحكومة العتيدة.

ولم يعمّر التوافق السياسي بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» طويلاً، فسرعان ما اصطدم الطرفان داخل الحكومة، جراء اعتراض وزراء «القوات» بقوّة على معظم المشاريع التي تقدم بها وزراء «التيار»، بسبب ما سمته «القوات» غياب الشفافية، وإجراء صفقات في ملفات الكهرباء والنفط والغاز من دون المرور بإدارة المناقصات، وانسحب هذا الخلاف على الانتخابات النيابية والحصص داخل الحكومة الجديدة.

ويرى منتقدو «تفاهم معراب» أن سلبياته بدأت ترتد على الوضعين السياسي والاقتصادي، وقال النائب السابق فادي الهبر: «صحيح أن هذا الاتفاق أتى بنواب للفريقين، لكنه تسبب بتراجع سياسي واقتصادي كبير، وأدخل لبنان في متاهات ومخاطر مالية واقتصادية، والأخطر من ذلك أن هذه الصفقة سلّمت قرار الدولة اللبنانية لإيران، وهذا ما شكّل خيانة لشهداء ثورة الأرز». ولم يفاجأ الهبر بالصراع الدائر بين طرفي الاتفاق، مشيراً إلى أن جبران باسيل «لن يعطي القوات ما تمّ الاتفاق عليه في تفاهم معراب، لأنه اتخذ من هذا الاتفاق وسيلة لتثبيت إمساكه بالسلطة، ولذلك بدأنا نلمس حجم الانقسام في الشارع المسيحي، وانسحابه على الواقع الوطني ككل».

إلى ذلك رفض مصدر في «القوات اللبنانية» وصف تفاهم معراب بـ«الصفقة»، ورأى أن غايته «طي الخلافات المسيحية، وفتح الباب أمام تفاهمات عريضة تحقق التوازن على الساحة المسيحية، بما يعيد الدور المطلوب للتوازن الوطني مع الشريك المسلم».

وأكد المصدر القواتي لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بغض النظر عن تنكّر الطرف الآخر (التيار الوطني الحرّ) لمضمون الاتفاق، فإن التفاهم حفظ حقوق كل القوى والأحزاب المسيحية، ولم يلغِ أحداً». وقال: «حصّة الأحزاب والشخصيات المسيحية الأخرى محفوظة ضمن هذه المناصفة (بين الوطني الحرّ والقوات)، بحيث تكفّل كل طرف بتوزير حلفائه، والمثال على ذلك تسمية (القوات) الوزير ميشال فرعون في الحكومة المستقيلة، ممثلاً للشخصيات المسيحية المستقلة في قوى (14 آذار)، وتوزير يوسف فنيانوس عن تيّار (المردة) من ضمن تحالف التيار الوطني الحرّ مع فريق الثامن من آذار».

ونفى المصدر القواتي إقصاء حزب «الكتائب»، وقال: «تمثيله في الحكومة السابقة كان قائماً، إلا أنه رفض العرض الذي قدّم له وآثر ممارسة دوره السياسي بالمعارضة».

 

الميناء: تسميم 40 من كلاب العم محمود

جنى الدهيبي/المدن/الأحد 08/07/2018

استيقظت مدينة الميناء، صباح الأحد في 8 تموز 2018، على مجزرة مروعة بحقّ 40 كلباً في الأرض العروفة بأرض "عمو محمود" الثمانيني. وهو محمود يوسف الذي يعيش في هذه الأرض وحيداً، ويقوم برعاية 94 كلباً، يعاونه عدد من الشباب والشابات. وفي تفاصيل المجزرة، فإنّ كلاب "عمو محمود" جرى تسميمها عن طريق الدجاج الذي وُضع في المنطقة التي تتنقل فيها الكلاب. وفي اتصالٍ مع "المدن"، تشير الشابة زينب رزوق التي تقوم بمساعدة محمود في رعاية كلابه، إلى أنّ المجزرة نفذها متسللون إلى الأرض، عند الثالثة فجراً. فـ"عند مرور عدد من أصدقائي صدفةً في الأرض فجراً شهدوا على المجزرة، التي أودت بحياة 40 كلباً، وهناك 30 كلباً مفقوداً ويجري البحث عنها، فيما نسعى إلى معالجة 20 كلباً في خطر جراء التسمم". تشير رزوق إلى أنهم في الفترة الماضية تلقوا عدداً هائلاً من الاتصالات من جهات مجهولة، تهدد العمّ محمود بقتل كلابه في حال عدم خروجه من الأرض. فما السبب؟

سبق أن أجرت "المدن" تحقيقاً مفصلاً عن الأرض التي يعيش فيها العم محمود، التي استأجرها والده منذ نحو 130 عاماً، وهو يتعرض للابتزاز ومضايقاتٍ كثيرة من أصحابها، وأشخاص يريدون شراء الأرض بالقوّة، لاخضاعها إلى مشروع الضمّ والفرز هناك. إلى ذلك، تؤكد رزوق أنّهم لا يعرفون هوية الأشخاص الذين يقومون بهذه التهديدات. لكن في طبيعة الحال، تتوجه أصابع الاتهام إلى "الطامعين" بالاستلاء على الأرض والكلاب أيضاً. في المقابل، ثمّة من يبرر تسميم الكلاب لكونها شاردة ومفترسة تتهجم على المارة، وأنّها تشكل خطراً على أهالي المنطقة. لكنّ رزوق تؤكد أنّ جميع هذه الكلاب أليفة ولا تقوم بمهاجمة أحد، كما أن عدداً من الأطفال يقصدونها للعلب معها، وهي تعرضها بشكلٍ دوري على طبيبين بيطريين، وتملك دفتراً صحيّاً لها. هذه المجزرة، أثارت غضباً عارماً في المدينة، فانطلقت حملات التضامن مع العم محمود على مواقع التواصل الاجتماعي تنديداً بفعل الجناة. وعلى الفور، طلب محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا من النائب العام الاستئنافي في الشمال ملاحقة المتورطين لتوقيفهم، وفتح محضر بهذا الخصوص، تمهيداً لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم وتحويلهم إلى القضاء المختص. وطلب نهرا من البلديات مكافحة الكلاب الشاردة بالطرق الانسانية، عن طريق جذب المختصين والفنيين ذوي الخبرات في الثروة الحيوانية للتعامل مع هذه الظاهرة بالطرق العلمية المعتمدة في مختلف البلدان الحضارية، من أجل وضع حل لهذه الظاهرة. وفيما لم يستوعب بعد العم محمود ما أصاب كلابه، وهو في حالة حزنٍ شديد، أصدرت بلدية الميناء بياناً أفادت فيه أنها سبق أن أرسلت كتابين إلى المحافظ نهرا بخصوص موضوع الكلاب الشاردة في الأول من شباط المنصرم والثاني في شهر حزيران، وذلك بعد تكاثر الشكاوى من المواطنين على بعض هذه الكلاب المفترسة. واستنكرت ما حصل مع كلاب العم محمود، وطلبت من الأجهزة الأمنية والمراجع المختصة إتخاذ الإجراءات لمعرفة الفاعلين. وأعلنت جهوزيتها التامة لتنفيذ المطلوب منها لتدارك عدم حصول هذا الأمر مجدداً.

 

موظفون متوفّون ووهميّون.. يتقاضون الرواتب

باسكال بطرس/المدن/الأحد 08/07/2018

في وقتٍ يتطلّع عددٌ كبير من اللّبنانيّين إلى بلوغ زمن المحاسبة ومكافحة الفساد، لا يزال مسلسل الفساد وهدر المال العام والمحاصصة، الذي ينخر إدارات الدولة منذ سبعينيّات القرن الماضي، مستمرّاً تحت عباءة وحماية المرجعيّات الدّينيّة والسّياسيّة. وآخر فصوله الواقع الوظيفي السيّء في الوزارات والجهات الحكومية.

لم يكد يبلغ السن القانونية للتقاعد ويطلب إنهاء خدمته للتفرّغ لعائلته، قبل نحو عشرة أعوام، حتى مرضت زوجته وفارقت الحياة. مرّت أربعة أعوام قبل أن يقرّر فادي الارتباط من جديد والزواج من مريم، آملاً أن يمضي معها ما تبقى له من العمر، لكن أيامه كانت معدودة، وما لبث أن توفي بعد مرور نحو العام على زواجه الثاني. فما كان من مريم إلا أن قصدت المراجع المختصّة وتمكّنت، عبر استخدام "الواسطة"، من منع حذف اسمه من بند الوظيفة الحكومية. بالتالي، استمرّ مرتّب الراحل ومستحقاته المالية تصرف شهرياً وتودع في حساباته المصرفية، كأنّه لا يزال على قيد الحياة.

وضع مريم، وللأسف، ليس فريداً من نوعه في لبنان، بل يشكّل عيّنة لأكثر من ألفي حالة مشابهة، وفق ما يؤكد رئيس مؤسسة "لابورا" الأب طوني خضرا لـ"المدن"، كاشفاً عن "صرف مرتّبات لأشخاص متوفين، فيما يتقاضى نحو 30 ألفاً رواتبهم من دون التوجّه إلى مراكز عملهم، فضلاً عن موظّفين وهميّين في الإدارات وبعض الوزراء يُقدمون على إدخال 200 إلى 300 موظّف دفعةً واحدة". ويوضح خضرا أنّ "رواتب موظفي الدولة تُلامس 10 مليار و400 مليون دولار سنوياً، إضافةً إلى 3 مليارات و600 مليون دولار كتعويضات وحوافز للموظّفين لنصل إلى حدود 14 مليار دولار، إضافة إلى 7 مليارات دولار كموازنات للمؤسّسات التي تقدّمها الدولة كالجامعة اللبنانيّة ووزارتي الصحة والزراعة وغيرها. بالتالي، فإنّ الشعب اللبناني يدفع 20 مليار دولار للدولة سنويّاً"، مشيراً إلى "بلوغ عدد موظّفي الدولة 400 ألف موظّف ومئة ألف متقاعد ونحو مئة ألف شخص في السّلك العسكري ونحو مئتي ألف في السلك المدنيّ".

وشدّد خضرا على أنّ "المشكلة تكمن في النظام الحالي الذي لا يمكن أن يستمر"، منتقداً "غياب الرقابة على التزام الموظفين وغياب الرقابة على الانتاجية، وعدم إقرار آليات واضحة ومشدّدة لمعاقبة المتنفّذين، وأصحاب المصالح الشخصية، والراغبين في التنفيع من وراء مكتسبات الدولة اللبنانية التي هي ملك عام للشعب اللبناني". هذه القنبلة التي فجّرها الأب خضرا، لم تمرّ مرور الكرام، بل حازت انتباه وزير المال علي حسن خليل الذي وجّه إلى المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم كتاباً اعتبر فيه أنّ ما ورد على لسان الأب خضرا إخبار للتحقيق فيه، داعياً إلى اتّخاذ الإجراء القانوني بشأنه في حال ثبوته.

وأفادت مصادر مطّلعة "المدن" أنّ "127 رئيس دائرة ممّن نجحوا في امتحانات مجلس الخدمة المدنية، يتقاضون رواتبهم منذ نحو سنتين و8 أشهر، رغم أنهم لا يزالون في منازلهم بانتظار توظيفهم. مع العلم أنّ مجموع هذه الرّواتب التي صرفت حتى الآن يقدّر بـ4 ملايين و800 ألف دولار". وإذ رأت المصادر أنّ "الموضوع أصبح في حكم الإخبار، ويتابعه حالياً وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي لإحالته إلى الجهات المختصّة لإجراء المقتضى اللازم"، كشفت أنه "تم أخيراً توظيف 17 شخصاً منهم من قبل عددٍ من الوزراء المعنيّين، فيما لا يزال 110 من دون توظيف".

من جهتها، لفتت مصادر التفتيش المركزي لـ"المدن" إلى أنّ "اكتشاف المخالفات والتجاوزات مستمرٌّ، لكن هذا وحده غير مجدٍ ولا يكفي، ما لم تُقرّ إجراءات مشدّدة لمنع الفساد ووقف التنفيع ومعاقبة المخالفين والمعتدين على المال العام. فتقارير المخالفات كثيرة ومتراكمة منذ سنوات، حتى أنها أصبحت مجرّد روتين سنوي، لكن لا محاسبة حقيقيّة للمخالفين والمتورطين في التلاعب وهدر المال العام. وهذا بدوره يغري كثيرين على التعدّي والمخالفة وكسر اللّوائح والقوانين". وإذ حمّلت المصادر مجلس الخدمة المدنيّة جزءاً من مسؤوليّة الفلتان والتسيب والفوضى في هذه الادارة، أشارت إلى أنّه "على سبيل المثال، عمَد المجلس في الآونة الماضية إلى إدخال 23500 شخص بواسطة الامتحانات إلى السلك المدني". وسألت المصادر عن "سبب تغاضي وزير مكافحة الفساد نقولا تويني عن هذا الكم الضخم من الفساد المستشري في ادارات الدولة ومرافقها، والذي كتم عنه خلال عامين من ولايته".

وفي المحصّلة، يبقى السّؤال: "هل تسلك القضية طريقها في اتجاه إنجاز الاصلاحات التي اشترطها مؤتمر باريس على لبنان في سبيل الحصول على المساعدات المالية من الدول المانحة، بحيث تحال إلى القضاء ويتم التحقيق فيها فوراً، أم أنّ مصيرها سيكون كما مصير فضائح كثيرة غيرها؟".

 

الألبان والأجبان: أكثر من النصف ملوث

حنان حمدان/المدن/الأحد 08/07/2018

أظهرت فحوص أجريت على مواد غذائية مستوردة ومحلية تلوث عدد كبير منها، وفق تقرير مركز البحوث العلمية والزراعية الصادر في نيسان 2018. لكن، كان لافتاً أن أنواع الحليب ومشتقاته مثل اللبن، دوبل كريم، جبنة بيضاء وحلوم، تحتوي على ملوثات من نوع كوليفورم Coliforms، إيشيريشيا كولي Escherichia coli، والمكورات الذهنية Staphylococcus aureus والفطرية Fungi، وبأن نسبة العينات غير المطابقة تراوح بين 56 و62%. هذه النسب تعني أن أكثر من نصف العينات المأخوذة تقريباً ملوثة، وهي تشبه إلى حد بعيد نتائج الفحوص التي أجريت عند انطلاق حملة سلامة الغذاء التي أطلقها وزير الصحة السابق وائل أبو فاعور. ما يعني أنه إلى الآن لم يلتزم أحد بمعايير سلامة الغذاء، وفق ما تؤكد نائب رئيس جمعية المستهلك في لبنان ندى نعمة، التي اعتبرت أن النسب غير المطابقة مخيفة جداً، وتعني وجود كثير من المشاكل في التصنيع. ووفق النتائج، فإن اللبن يحتوي على نسب مرتفعة من الفطريات، وبأن عينات الجبنة البيضاء تحتوي على نسب مرتفعة من كوليفورم، والدوبل كريم على كوليفورم وإيشيريشيا كولي أيضاً. أما الحلوم فإنها تحتوي على الاثنين معاً إلى جانب المكورات الذهنية. فما هي مصادر هذا التلوث وما هو تأثيره على صحة الإنسان؟ تقول نعمة إن الفطريات الموجودة في اللبن أسبابها تقنية كطريقة الحفظ مثلاً. أما كوليفورم وإيشيريشيا فإنها توجد عادة في المياه غير الصالحة، وهكذا انتقلت إلى الجبنة. أما وجود المكورات، فإن ذلك دليل على عدم نظافة المكان الذي صنعت فيه الجبنة ويشمل ذلك نظافة العمال، لاسيما أن معظم هذه المنتجات لا تدخل في تصنيعها الآلات. واللافت في هذه النتائج كان عدم احتواء مشتقات الحليب على هورمونات التي عادة تعطى لتربية الدواجن.

مسألة أخرى يطرحها هذا الموضوع، لجهة الحليب في المزارع وكيفية نقله والذي كان سبباً أساسياً لوجود المكورات.

وعن أثر هذه الأنواع من الملوثات على صحة الإنسان، فإن نعمة تؤكد أن الأثر لا يمكن أن يكون واحداً، فلكل نوع تأثيراته السلبية على الإنسان، وذلك يعتمد على كمية تناول هذا النوع من الأطعمة ونسبة غير المطابق منها. لكن، يمكن أن تتسبب في كثير من الأحيان بعوارض توعك صحي وتسمم، ومنها ما يبقى في الجسم لتعود وتظهر نتائجه عندما يصاب الجسم بالضعف. ويشير رئيس مركز البحوث ميشال فرام إلى أن العينات أخذت بطريقة عشوائية من مناطق كثيرة في لبنان. ما يعني أن الواقع واحد في كل لبنان. وقد أرسل التقرير، الذي تم العمل عليه على مدى نحو عام، إلى جميع الإدارات المعنية لإطلاعها على نتائج كامل الفحوص التي أجريت. بالتالي، بقي على الوزارات المعنية مثل الصحة، الزراعة وحتى الإقتصاد متابعة هذا الموضوع من أجل وضع يدها على مكامن الخلل في منتج موجود في كل بيت في لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

سانا: عدوان إسرائيلي على مطار التيفور والدفاعات السورية أسقطت عددا من الصواريخ وأصابت طائرة

وطنية/ الأحد 08 تموز 2018 /ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" ان الدفاعات الجوية السورية تتصدى "لعدوان على مطار التيفور بريف حمص"، وفيما لم تذكر أية تفاصيل عن نوعية العدوان وهوية المعتدين، تحدثت "الإخبارية" السورية عن "أنباء عن عدوان إسرائيلي على مطار التيفور والدفاعات الجوية تتصدى للعدوان". ولاحقا نقلت "سانا" عن مصدر عسكري قوله إن "وسائط دفاعنا الجوي تصدت لعدوان إسرائيلي وأسقطت عددا من الصواريخ التي كانت تستهدف مطار التيفور وأصابت إحدى الطائرات المهاجمة وأرغمت البقية على مغادرة الأجواء".

 

اتفاق الجنوب ما كان ليتم لولا تحالف الأسد مع اسرائيل

 د.فادي شامية/جنوبية/8 يوليو، 2018

اتفاق ثوار الجنوب مع الروس؛ هو الأقل سوءاً بين سلسلة الاتفاقات السابقة (حلب- الغوطة- شمال حمص- القلمون..)، خصوصاً أنه نص للمرة الأولى على انسحاب قوات النظام من مناطق احتلتها، وعدم دخولها والميليشيات الطائفية للبلدات المحررة، وبحث مصير المعتقلين..لكن يبقى أن النظام السوري تسلم الحدود مع الأردن، وأعاد إخضاع المناطق الثائرة -ولو بإدارة ذاتية-، وما كان هذا ليحصل لولا الاتفاق الأميركي/الروسي/الإسرائيلي -كما بات معلوماً-، و”تحالف الأسد مع إسرائيل” (هآرتس 15/6/2018).. والمؤامرة “الكونية” على ثورة السوريين.

أفضل ما في اتفاق الجنوب؛ أنه سطّر الأمل المستمد من الثقة بالله، بـ “أن الاتفاق بمثابة خارطة طريق وحل مناسب للوضع الراهن لحين إيجاد حل شامل على مستوى سوريا”.

 

إيران تتذرع بإسرائيل لاستمرار بقاء قواتها في سوريا

العرب/09 تموز/18/دمشق – كشفت إيران اليوم عن خططها للبقاء في سوريا لمدة غير محدودة، في تحد لرؤية أميركية عالمية تحاول واشنطن تحويلها إلى إجماع دولي لحصار النفوذ الإيراني في سوريا. وتخشى إيران من أن تكون أولى خطوات هذا “الإجماع القمة التي من المقرر أن تجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي منتصف الشهر الجاري. وربط مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الخارجية أمير حسين عبداللهيان وجود إيران في سوريا، في مرحلة ما بعد داعش، بـ”إحباط المخططات الإسرائيلية” للهيمنة على سوريا. وعلى ما يبدو تحصر إيران أسباب تعزيز نفوذها في سوريا فقط في إسرائيل، كمبرر لطالما لجأت إليه لفرض شرعية سياسية داخلية على تحركاتها الاستراتيجية في المنطقة، خصوصا في غزة وجنوب لبنان. لكنها لا تستطيع في الوقت نفسه الإشارة إلى وجود تركي مماثل في شمال سوريا، تسبب في خلق تغيرات ديموغرافية واسعة، منذ تدخل الجيش التركي واستيلائه على بلدة عفرين قبل نحو ثلاثة أشهر. وقال عبداللهيان إن بلاده ستبقي على وجودها العسكري في سوريا بعد هزيمة داعش، وإن “المستشارين العسكريين الإيرانيين سوف يواصلون عملهم في سوريا بنفس الطريقة”. ولا تريد إيران توسيع دائرة المسببات العملية لبقائها في سوريا لتشمل القوات الأميركية والفرنسية والبريطانية المتناثرة في قواعد عسكرية في الشمال السوري والشرق والجنوب. ويقول محللون إن إيران، بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي، تتبنى لهجة هادئة تجاه الغرب في ما يتعلق بنفوذها الخارجي، وفي نفس الوقت تطلق تهديدات عالية السقف، كتهديدها بإغلاق مضيق هرمز إذا ما حرمت من تصدير النفط في ما يتعلق بالشؤون الداخلية، خصوصا تلك التي قد تؤثر مباشرة على تماسك النظام. وفي نفس الوقت يحاول النظام الإيراني تحويل الضغط الدولي عليه إلى فرصة. فعبر إظهار أنه قادر على مقاومة الاستراتيجية الأميركية، يأمل المسؤولون الإيرانيون في حشد دعم شعبي ضد “عدو خارجي”، وخلق شعور وطني يجنبه اهتزاز قبضته على شؤون الحكم في طهران. لكن لا توجد مسألة أثارت استياء إيرانيين يتظاهرون منذ نهاية العام الماضي لتحسين معيشتهم وأوضاعهم الاقتصادية، بقدر التدخلات الإيرانية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والخليج واليمن. ومن الممكن أن يحوّل هذا مقاربة النظام الإيراني إلى “سلاح ذي حدين”، ويدفعه إلى المخاطرة بمستقبله في الحكم. ويقول دبلوماسيون غربيون إن مسؤولين أميركيين وروسا حددوا بالفعل أجندة قمة هلسنكي في 16 يوليو الجاري بين زعيمي البلدين. وأكدوا أن “مسألة الوجود الإيراني في سوريا تشكل أولوية كبيرة على المستوى الشخصي بالنسبة لترامب”.

وتحميل روسيا مسؤولية طرد إيران من سوريا مقابل إعادة تأهيل الرئيس السوري بشار الأسد مخاطرة غير محسوبة العواقب. فبوتين يستفيد بشكل مباشر من التحالف الجيوسياسي مع إيران، كما لم تتضح بعد طبيعة التنازلات التي من الممكن أن يقدمها الرئيس الأميركي في هلسنكي في المقابل.

ويخشى الدبلوماسيون الغربيون من أن ينجح بوتين في “استدراج ترامب لتقديم تنازلات لا يتحملها حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون”. وكان واضحا تبني موسكو سياسة براغماتية استباقا للقمة المزمعة. فمعركة درعا تمت بسرعة تتناسب مع رغبة الروس، بموافقة أميركية، في إنهائها قبيل انعقاد القمة. كما كانت مشاركة حزب الله في المعركة رسالة للولايات المتحدة بأن روسيا لا تملك جيوشا تستطيع من خلالها حسم معارك كبرى على الأرض، لكن إيران لا تزال فعالة عبر ميليشياتها، وعلى رأسها حزب الله. وهذه المعادلة تجعل إيران “منتظرة بفارغ الصبر” لنتائج قمة هلسنكي، بعدما أصبح ملف وجودها في سوريا إحدى النقاط الأساسية التي ستحددها النقاشات التي ستجري خلال هذه القمة. ويقول مراقبون إن إيران لا تملك خيارا آخر قبل القمة سوى التصعيد، قبل الجلوس مع الروس على طاولة تفاوض.

 

صحيفة إسرائيلية تكشف حقيقة المواقف العربية من صفقة القرن

arabi21 - الأحد 08 تموز 2018 /تواصل الصحف الإسرائيلية تناول تفاصيل ما بات يعرف بـ"صفقة القرن"، في إشارة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتسوية في المنطقة، وموقف الأطراف الدولية والإقليمية ومنها، وتحديدا الدول العربية. وفي جديد التقارير الإسرائيلية، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الأحد، عن "دبلوماسيين عرب كبار" مطلعين على مساعي الإدارة الدول العربية المعتدلة لتنفيذ "صفقة القرن"، قولهم إن ترامب "بإسناد من معظم الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية، والأردن، ومصر، والإمارات، تعمل على تسوية في قطاع غزة كمرحلة أولى في إطار خطة السلام". وتضيف الصحيفة أن "النية لتنفيذ خطة السلام الإقليمية كتسوية في غزة هي جزء مركزي فيها، يأتي في ضوء إصرار أبي مازن على عدم التعاون مع إدارة ترامب"، لافتة إلى أن هذه التسوية "كجزء من الخطة تشرح ضبط النفس الذي يتخذه الجيش الإسرائيلي في ضوء إرهاب الطائرات الورقية"، وفق تعبيرها. "شجرة المقاطعة" وبحسب مصادر عربية رفيعة المستوى، بما فيها مصادر رفيعة المستوى في السلطة الفلسطينية، فإن "دولا عربية معتدلة تمارس ضغوطا على الفلسطينيين للنزول عن شجرة المقاطعة التي فرضها رئيس السلطة على مساعي الوساطة الأمريكية". وتشير الصحيفة إلى أنه "في ضوء تمسك أبي مازن بقراره بعدم التعاون مع مبعوثي ترامب ومقاطعتهم، اتخذ الأخير قرارا بعرض خطة السلام على الجمهور الفلسطيني والدول العربية تجاوز رئيس السلطة والقيادة الفلسطينية". وفي هذا الصدد، تنقل الصحيفة عن دبلوماسي أردني رفيع المستوى -لم تسمه- قوله "إنه خلال جولة جارد كوشنير وجيسون غرينبلات، عرض الاثنان على زعماء الدول العربية، بمن فيهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبدالله، ومسؤولين سعوديين كبار، الخطوط الرئيسة لصفقة القرن التي تبلورها الإدارة في واشنطن".

"مفتاح تحرك الخطة"

وأضاف المسؤول الأردني أن الأمريكيين فهموا أن "المفتاح لتحريك الخطة الأمريكية للسلام، حتى دون موافقة أبي مازن وقيادة السلطة في الضفة، يكمن في مسألة قطاع غزة والسيطرة عليه". ويتابع: "الوضع الإنساني السائد في غزة يتسبب بغير قليل من الصداع لزعماء البلدان العربية المعتدلة، الذين يضطرون إلى التصدي لمشاكل في الداخل، ويريدون أن يروا خطة سياسية شاملة تؤدي إلى تسوية -ولو جزئيا- للحصار على قطاع غزة، وتحسين شروط المعيشة فيه". وعن مضمون الخطة، تنقل الصحيفة عن "مصادر عربية مطلعة وضالعة في المساعي الأمريكية" قولها إن "الخطة لتسوية واقع الحياة في غزة تتضمن بداية اتفاق تهدئة بعيد المدى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية". ويتضمن الاتفاق -حسب المصادر العربية- "تنفيذ سلسلة من المشاريع الاقتصادية والخطط الاحتياطية لإعادة تأهيل القطاع، بدعم وتمويل منظمات دولية والأسرة الدولية، وإمكانية عبور البضائع للقطاع عبر البحر من خلال تخصيص رصيف خاص لغزة في أحد موانئ قبرص بعد خضوعها لفحص أمني".

"تفكير خارج الصندوق"

كما تنقل الصحيفة عن مصدر امني كبير، لم توضح هويته، قوله إن الخطة يمكن أن تتحقق فقط إذا تضمنت تسوية لواقع الحياة في قطاع غزة، فالحصار والإغلاق على القطاع لا يمكنهما أن يستمرا بعد اليوم". ويقول المصدر الأمني إن القطاع "على شفا مصيبة إنسانية، وليس إسرائيل وحدها من ستدفع الثمن على ذلك، بل أيضا الدول العربية، وبالأساس القيادة الفلسطينية"، مضيفا: "مع الأسف، رفض أبو مازن لكل خطوة سياسية بوساطة أمريكية يحكم على نفسه بالخروج من اللعبة". ومن مصر، تنقل الصحيفة عن ما وصفته بـ"المصدر الكبير" قوله إن "ترامب ورجاله أثبتوا قدرتهم على التفكير خارج الصندوق وطرح حلول إبداعية"، مضيفا: "مبعوثو ترامب في زيارتهما الأخيرة عرضا على المنطقة النقاط الأساس في صفقة القرن، أبرزها تنفيذ تسوية واقع الحياة في غزة كخطوة أولية لخطة السلام الإقليمية".

"عليه أن يصحو"

أما على صعيد القيادة الفلسطينية، فتنقل الصحيفة عن مصدر فلسطيني كبير في رام الله قوله إنه لا يوجد قلق وخوف في مكتب الرئيس من الخطوات التي يخطط لها ترامب"، مضيفا أن لا ترامب ولا غيره سيحمل حماس والفصائل المسلحة في غزة على نزع السلاح". غير أن المصدر الفلسطيني يشير إلى أنه "إذا لم يقوم الرئيس أبو مازن بإعادة النظر في خطواته سيجد نفسه غير ذي صلة، مثلما كان عرفات في آخر أيامه". ويتابع: "ترامب يعمل بطريقة دبلوماسية غير اعتيادية، وهو ما فهمته الدول العربية وإيران وكوريا الشمالية وأوروبا، بينما يواصل الرئيس عباس رفضه، ومن سيدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني". ويختم بالقول: "هذه ليست زعامة، وبالتأكيد ليس هذا هو التراث الذي يرغب أبو مازن بتركه وراءه، وعليه أن يصحو، وأن يبدأ بالسير على الخط مع ترامب ومع الدول العربية، قبل أن يفوت الأوان".

 

قصف متبادل ينتهك اتفاق جنوب سوريا.. والإجلاء معلق

بيروت - فرانس برس/الأحد 08 تموز 2018 /شهد اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة درعا جنوب سوريا الأحد، انتهاكات إثر قصف متبادل بين الفصائل المعارضة وقوات النظام ومقتل أربعة مدنيين في غارات للطيران السوري، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتسبب القصف، بحسب متحدث باسم الفصائل المعارضة، بتأجيل تنفيذ أحد بنود الاتفاق والذي ينص على إجلاء المقاتلين المعارضين والمدنيين غير الراغبين بالتسوية مع قوات النظام. وبضغط من عملية عسكرية واسعة بدأتها قوات النظام بدعم روسي في 19 حزيران/يونيو، وإثر مفاوضات مع مسؤولين روس، وافقت الفصائل المعارضة في محافظة درعا، مهد الاحتجاجات ضد النظام في العام 2011، الجمعة على التسوية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "شنّت قوات النظام صباح اليوم (الأحد) ضربات جوية على بلدة أم المياذن في ريف درعا الجنوبي الشرقي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين"، مضيفاً "بعد القصف العنيف، بدأت تلك القوات باقتحام البلدة" الواقعة شمال معبر نصيب الحدودي مع الأردن. واستهدفت الطائرات الحربية السورية أيضاً الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا، ما أسفر عن مقتل مدني، بحسب المصدر ذاته.

ارتفاع حصيلة القتلى

وقبل ذلك، استهدفت الفصائل المعارضة رتلاً لقوات النظام على الطريق الدولي قرب أم المياذن ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من عناصر القوات الحكومية، وفق المرصد الذي لم يتمكن من تحديد حصيلة القتلى. وارتفعت بذلك حصيلة قتلى العملية العسكرية في محافظة درعا إلى 162 مدنياً غالبيتهم في قصف لقوات النظام والطيران الروسي، بحسب المرصد. ويأتي تجدد أعمال العنف بعد هدوء استمر منذ الجمعة مع إبرام روسيا للاتفاق مع الفصائل المعارضة. وقال متحدث باسم الفصائل المعارضة "حصل قصف متبادل بين الطرفين، فتأجلت أول دفعة" لإجلاء المقاتلين المعارضين إلى الشمال السوري بموجب الاتفاق.

إجلاء المقاتلين

وكان من المفترض أن تبدأ عملية إجلاء غير الراغبين بالتسوية صباح الأحد بعد تجهيز مئة حافلة لنقل الدفعة الأولى، وفق المتحدث الذي أشار إلى أنها تأجلت إلى وقت لاحق "تقريباً يومين". وخلال العامين الأخيرين، شهدت مناطق عدة في سوريا اتفاقات مماثلة تسميها دمشق باتفاقات "مصالحة"، آخرها في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وتم بموجبها إجلاء عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين إلى شمال البلاد. وغالبا ما شهد تنفيذ اتفاقات مماثلة عراقيل عدة، بينها انتهاكات لوقف إطلاق النار، ما يؤخر تنفيذها.

 

مقتل 6 من عناصر الحرس الوطني التونسي في هجوم إرهابي

 دبي - قناة العربية/الأحد 08 تموز 2018 /قُتل 6 عناصر من الحرس_الوطني_التونسي في عملية إرهابية، إثر كمين نصبته مجموعة إرهابية في منطقة جندوبة قرب حدود الجزائر. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية في تونس وقوع الهجوم وعدد الضحايا، مشيرة إلى أن "الكمين نصبته مجموعة إرهابية قرب الطريق الرابط بين محمية الفائجة ومنطقة الصريا". ووفقاً لمصادر أمنية تونسية، فإن الهجوم استهدف دورية مكونة من سيارتين للحرس الوطني، وألقيت قنبلة يدوية على السيارة الأولى فيما هوجمت الثانية بالرصاص. وتعرضت لتونس لثلاث هجمات كبرى في عام 2015 استهدف اثنان منها سياحا في منتجع بمدينة سوسة ومتحف باردو وأسفر عن مقتل عشرات السياح الغربيين. وفي هجوم آخر وقع في نهاية 2015، قُتل 14 من الحرس الرئاسي عندما فجر مهاجم حافلتهم. وتونس في حالة طوارئ منذ ذلك الوقت

 

إقالة أكثر من 18 ألف موظف رسمي في تركيا

الأحد 08 تموز 2018 /أقيل أكثر من 18 ألف موظف رسمي في تركيا بينهم العديد من عناصر قوات الأمن وكذلك مدرسون وأساتذة جامعيون بموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية الأحد. ووردت أسماء 18632 شخص بينهم أكثر من تسعة آلاف موظف في الشرطة وستة آلاف عنصر من القوات المسلحة، في المرسوم الذي نشر الأحد وأوردت وسائل الإعلام أنه الأخير قبل رفع محتمل لحال الطوارئ الاثنين.

 

مقتل عنصر من “حزب الله” في صعدة والجيش يطرق أبواب “زبيد” التاريخية وغريفيث يعود للمنطقة بمبادرتين للحديدة والتسوية الشاملة ووزير بحكومة الانقلابيين يهرب من صنعاء

عدن وعواصم – وكالات/الأحد 08 تموز 2018 /أفادت مصادر عسكرية يمنية، أمس، بمقتل أحد عناصر “حزب الله” اللبناني ويدعى كيان اشتر، مع عدد من خبراء إطلاق الصواريخ غير يمنيين بغارة لطائرات تحالف دعم الشرعية، في جبهة الملاحيط جنوب غرب محافظة صعدة الحدودية.

وأكدت المصادر أن الغارة استهدفت عربة عسكرية كانت تقل الخبراء العسكريين في منطقة عقبة الظاهر، وأسفرت عن تدمير العربة ومقتل جميع من كانوا على متنها. وفي جبهة الساحل الغربي، ضيقت القوات اليمنية المشتركة، بإسناد من التحالف العربي، الخناق على ميليشيات الحوثي الإيرانية في مديرية التحيتا في محافظة الحديدة، تحت غطاء قصف جوي من طائرات التحالف، ولقي نحو 60 عنصرا من ميليشيات الحوثي مصرعهم خلال معارك الساعات الماضية بينهم القيادي هاشم السنباني. كما ألقت قوات الجيش القبض على عشرات من العناصر بينهم القيادي إبراهيم عبده علي معافا، وسيطرت على كميات من الأسلحة التابعة للميليشيات كان إبراهيم معافا يخفيها في منزله غرب مدينة التحيتا. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن المواجهات بين قوات الجيش الوطني والمليشيات امتدت إلى منطقة وادي زبيد على مشار المدينة الأثرية التي تتحصن فيها الميليشيات.

إلى ذلك، حرَّر الجيش اليمني، مواقع جديدة في مديرية كتاف شرق محافظة صعدة، بعد اشتباكات عنيفة خاضها ضد ميليشيا الحوثي. وسيطر الجيش بدعم التحالف على سلاسل جبال الزور والخشباء، وقطع خطوط إمداد الميليشيا في جبهة العطفين والمليل شرق صعدة.

وأفادت مصادر أن العملية الهجومية التي نفذها الجيش اليمني ضد الحوثيين، أسفرت عن مقتل 10 عناصر وجرح آخرين واستعادة أسلحة متنوعة وبعض الآليات. من جانبه، أكد تحالف دعم الشرعية، استمرار تقدم الجيش الوطني اليمني، وبدعم من قوات التحالف في جميع جبهات القتال خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث تكبدت الميليشيات خسائر كبيرة، مفيدا بمقتل 341 عنصراً من الميليشيات الحوثية في الـ72 ساعة الماضية. وأعلن أن الحوثيين أفرجوا عن السفينة “G Muse”، وذلك بعد احتجازها تعسفيًّا لمدة 62 يومًا بميناء الحديدة، مضيفا أنه تتواجد حاليًا أربع سفن بميناء الحديدة لتفريغ حمولاتها، كما تتواجد أربع سفن بانتظار الدخول للميناء، وسفينة واحدة بميناء الصليف، وسفينة ثانية بمنطقة الانتظار للدخول إلى الميناء. في غضون ذلك، كشفت مصادر سياسية، أن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، سيعود إلى المنطقة في جولة مكوكية جديدة، مشيرة إلى أن غريفيث يسعى إلى التباحث مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الرياض الاثنين المقبل، لاستعراض مستجدات التسوية حول الحديدة. وقالت إن غريفث يحمل معه مبادرتين تتعلق الأولى بالحديدة، والأخرى بالحل الشامل للأزمة اليمنية، ويأمل في إقناع الطرفين بقبول ترتيبات الأمم المتحدة التي ستؤول إلى حل لقضية الحديدة، والسعي إلى بدء محادثات سلام رسمية حول تسوية شاملة. من جانبه، حض وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، الحوثيين على التعامل الجدي مع مقترحات غريفث، ودعاهم إلى اغتنام الفرصة الراهنة للسلام، لأنها قد تكون الأخيرة، مؤكدا أن الحكومة تمد يدها للسلام، ومطالبا الحوثيين بالتوقف عن انتظار الدعم من الخارج، لأنه لن يأتي بعد الآن، وقال إن إيران اليوم غير إيران الأمس، ولم يعد باستطاعتها أن تتقدم خطوة واحدة، كاشفا عن أن محادثات مع الحوثيين لم تسفر عن أي طرح جدي يمكن البناء عليه، رغم ما يبديه الرجل من تفاؤل.

من جانبه، دعا وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، الأمم المتحدة وغريفيت، للضغط على المتمردين وإخراجهم من مدينة زبيد التاريخية، وذلك مع اقتراب قوات الجيش اليمني من ثاني أكبر مدن محافظة الحديدة، التي باتت عملية اقتحامها ممكنة في أي وقت.

وقال في تغريدة له على “تويتر”، “تتمترس مليشيات الحوثي بداخل مدينة زبيد المدرجة ضمن مدن التراث الإنساني لدى اليونسكو، الأمر الذي يعرض هذا المعلم التاريخي للأضرار”. وفي سياق متصل، قال مصدر عسكري في قوات العمالقة، إن “قوات الجيش والمقاومة أرجأت اقتحام مدينة زبيد، عقب تمترس عناصر الحوثيين داخل المدينة، خصوصا وسط معالمها الأثرية”. على صعيد آخر، تمكن وزير التعليم الفني والتدريب المهني في حكومة الميليشيات الانقلابية غير المعترف بها بصنعاء، والقيادي البارز في حزب “المؤتمر الشعبي العام”، محسن النقيب، من الإفلات من قبضة الميليشيات الانقلابية بصنعاء والهروب إلى مسقط رأسه في محافظة لحج.

 

شركة الطيران الهولندية توقف رحلاتها إلى إيران

 لندن - العربية.نت/الأحد 08 تموز 2018/أعلنت شركة الطيران الهولندية عن عزمها وقف رحلاتها من العاصمة أمستردام إلى طهران من سبتمبر القادم. وقالت شركة كي ال أم الهولندية في بيان "نظرًا للتوقعات الاقتصادية السلبية، قررت (الشركة) وقف رحلاتها إلى طهران بدءا من تاريخ الرابع والعشرين من سبتمبر القادم". دون مزيد من التفاصيل عن هذا القرار خصوصا أنه يأتي متزامنا مع عودة العقوبات الأميركية ضد طهران واعتقال إيرانيين حاولوا القيام بعمليات إرهابية في أوروبا. وقالت الشركة في موقعها الإلكتروني إنها ستقوم بالتنسيق لرحلات بديلة للذين حجزوا تذاكر الشركة بعد التاريخ المعلن لوقف الرحلات إلى العاصمة الإيرانية طهران. وكانت شركة الطيران الهولندية قد أوقفت رحلاتها إلى إيران في عام 2013، لكنها عاودت نشاطها في التحليق إلى طهران من جديد في عام 2016 أي بعد أشهر من توقيع الاتفاق النووي. وتزامن قرار وقف رحلات شركة الطيران الهولندية إلى إيران مع إعلان طرد دبلوماسيين إيرانيين اثنين بعد اتهام طهران بمحاولات اغتيال لمعارضين إيرانيين في أوروبا. ويأتي هذا الإعلان الهولندي بينما تتعاون حاليا كل من فرنسا وألمانيا والنمسا مع بلجيكا لتسليم مدبر الهجوم الفاشل بقنبلة على مؤتمر منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية، في 30 يونيو/حزيران المنصرم بباريس، وهو الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي (47 عاما) الذي اعتقل في ألمانيا، ورفعت النمسا الحصانة الدبلوماسية عنه، تمهيدا لمحاكمته في بروكسل مع منفذي الهجوم وهما إيرانيان يحملان الجنسية البلجيكية، بالإضافة إلى 3 معتقلين آخرين تم إلقاء القبض عليهم في فرنسا.

 

روحاني يطالب أوروبا بـ«إجراءات عملية» لإنقاذ الاتفاق النووي وشركة شحن عالمية تنسحب من إيران خشية العقوبات الأميركية

لندن - فيينا – طهران/الشرق الأوسط/08 تموز/18/قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن الدول الأوروبية لديها الإرادة لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) عن روحاني قوله أمس السبت، إن الدول الأوروبية لتحقق إرادة إنقاذ الاتفاق النووي «تحتاج إلى اتخاذ إجراءات عملية وقرارات معينة خلال الإطار الزمني». وجاء كلام روحاني بعد يوم من اجتماع فيينا الذي جمع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف مع وزراء خارجية القوى الخمس الكبرى الموقعة على الاتفاق النووي (روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا). وأكدت هذه القوى في الاجتماع حق طهران في تصدير نفطها، رغم تهديدات أميركا التي انسحبت من الاتفاق النووي في مايو (أيار) الماضي، بإعادة فرض عقوبات، بحسب ما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير من فيينا. وأضافت الوكالة أن وزراء خارجية الدول الكبرى الخمس ونظيرهم الإيراني حددوا «خريطة طريق» لإنقاذ الاتفاق الذي وقع في يوليو (تموز) 2015، ولمحاولة إبقاء طهران فاعلة في النظام التجاري والمالي الدولي. وذكرت أن من بين 11 هدفاً أعلن الوزراء، الجمعة، عزمهم على تحقيقها، يؤكد الهدف الأول على «استمرار صادرات الغاز والنفط الإيرانيين»، في وقت طلبت فيه واشنطن من كافة الدول الوقف التام لوارداتها من النفط الإيراني بحلول 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018. وسيكون رافضو القرار الأميركي عرضة للعقوبات التي ستعيد فرضها واشنطن على كافة الشركات التي تتعامل مع إيران. وإثر الاجتماع أشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بـ«إرادة سياسية لمقاومة» الولايات المتحدة، أبداها شركاء الاتفاق النووي. وقال ظريف «ما لاحظته خلال هذا الاجتماع أن جميع الأعضاء، حتى الحلفاء الثلاثة (لواشنطن أي برلين وباريس ولندن) تعهدوا، ولديهم الإرادة السياسية لاتخاذ إجراءات ومقاومة الولايات المتحدة». لكن الدول الموقعة على البيان لم تحدد الوسائل العملية لرفع هذا التحدي، في وقت بدأ شبح العقوبات الأميركية يدفع مستثمرين أجانب إلى مغادرة إيران. وفي هذا الإطار، قررت مجموعة «سي إم إيه سي جي إم» الفرنسية، الثالثة في العالم للشحن البحري في حاويات، الانسحاب من إيران بسبب العقوبات الأميركية، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس مجلس إدارة الشركة رودولف سعادة أمس السبت. وأعلن سعادة خلال «الملتقى الاقتصادي» في إيكس آن بروفانس بجنوب شرقي فرنسا أنه «بسبب إدارة ترمب، قررنا وضع حد لخدماتنا في إيران». وأضاف أن «منافسينا الصينيين يترددون قليلاً، فهم يقيمون ربما علاقات مختلفة مع إدارة ترمب». وكانت الشركة الفرنسية وقعت عام 2016 بروتوكول اتفاق مع شركة «خطوط الشحن البحري الإيرانية» لتبادل أو استئجار مساحات على السفن واستخدام الخطوط البحرية المشتركة والتعاون في استخدام المرافئ. من جهة أخرى، وبعدما أعلن رئيس مجلس إدارة مجموعة «توتال» النفطية باتريك بويانيه في السابق انسحابه من مشروع ضخم لتطوير المرحلة 11 من حقل فارس الجنوبي للغاز في إيران لعدم حصول الشركة على إعفاء من العقوبات الأميركية، أكد رداً على أسئلة «إر تي إل» على هامش الملتقى الاقتصادي أنه ليس لديه أي «خيار» آخر. وأوضح أنه «لا يمكن إدارة مجموعة دولية في 130 بلداً من دون الوصول إلى الأوساط المالية الأميركية. وبالتالي، فإن القانون الأميركي ينطبق فعلياً وعلينا أن نغادر إيران». لكنه أضاف: «آمل أن نتمكن من العودة يوماً إلى إيران». وكشف أن «توتال» خسرت «40 مليون دولار» بسبب تخليها عن المشروع في إيران، لافتاً إلى أن «هذا ليس بالكثير بحسب معيار (توتال) التي تستثمر سنوياً 15 مليار دولار». وكان ترمب أعلن مطلع مايو (أيار) سحب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات على إيران، وعلى كل الشركات المتعاملة معها. وعلى الأثر، بدأ المستثمرون الأجانب يخرجون من إيران، بينهم شركة «بيجو» الفرنسية للسيارات وشركة «ميرسك تانكرز» الدنماركية لناقلات النفط. وتعمل الدول الأوروبية، التي أكدت تمسكها بالاتفاق النووي، على أن تستمر إيران في التزامها بالاتفاق الذي تعهدت بموجبه بعدم حيازة سلاح نووي. وقال وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقنة، أمس، إن الرئيس ترمب «يزعزع استقرار السوق النفطية» من خلال «تعليقاته» و«رسائله» على «تويتر». وقال زنقنة متحدثاً للتلفزيون الرسمي الإيراني إن «سعر (برميل النفط) يتوقف في هذه الأيام على سلوك ترمب». وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: «كل يوم يصدر ترمب رسالة جديدة أو تعليقاً جديداً يثير القلق في الأسواق». وأشار الوزير إلى أن مستوى الإنتاج والتصدير الإيراني من النفط لم يتغير بفعل الضغوط الأميركية.

 

عرض» جديد لقمة بوتين ـ ترمب: وجود أميركا مقابل إخراج إيران ودول غربية تطالب بآلية رقابة على انسحاب ميليشيات طهران من سوريا

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/08 تموز/18/الترتيبات جارية بين واشنطن وموسكو للاتفاق على مبادئ تتعلق بالملف السوري ضمن ملفات أخرى لها بالعلاقات الثنائية وأوكرانيا والعالم، يتضمنها البيان المشترك بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في هلسكني في 16 الجاري.

وأحد المقترحات المعروضة من موسكو: مقايضة الوجود الأميركي بما فيها قاعدة التنف شرق سوريا بالوجود الإيراني، بما في ذلك القواعد العسكرية والميليشيات في كل سوريا. وهذه «المقايضة» ستكون قبل موعد هلسكني، موضوع تشاور بين ترمب وحلفائه الأوروبيين في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) 11 و12 الشهر الجاري، وفي لندن في 13، وبين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو في 11 الشهر الجاري. بحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن نتنياهو طرح على بوتين خلال لقائهما الأخير قبل نحو شهرين عرضاً مفاده: أولا: عودة قوات الحكومة السورية إلى الجنوب بشقيه شرق درعا باتجاه السويداء وغربها باتجاه القنيطرة. ثانياً: قبول النظام السوري كأمر واقع. ثالثاً: إبعاد إيران و«حزب الله» تدريجيا إلى مسافة 80 كيلومترا من خط فك الاشتباك في الجولان، ما يشمل دمشق وريفها. رابعاً: احتفاظ إسرائيل بحرية ضرب أهداف إيرانية أو تابعة لـ«حزب الله» لمنع تثبيت موطئ قدم في كل سوريا (إسرائيل قصفت موقعا في بلدة الهرى في ريف البوكمال قرب حدود العراق، قالت إنه موقع إيراني). خامساً: عودة «القوات الدولية لفك الاشتباك» في الجولان (اندوف) والبحث في تغيير مهمتها بما يعزز هذه المهمة لمراقبتها مدى تنفيذ خروج إيران ودخول الجيش السوري والتزام مناطق المنطقة المحايدة والمنزوعة السلاح والمخففة من السلاح. (تجري مشاورات أولية إزاء ذلك بعدما مدد مجلس الأمن قبل أيام ولاية القوات الدولية ستة أشهر ووافقت آيرلندا على إرسال جنود بعد توقف ذلك من 2014). بوتين سمع الموقف الإسرائيلي ووعد بالعمل على ذلك من دون وصول المحادثات إلى حد عقد صفقة واضحة، بحسب المعلومات. عليه، حمل نتنياهو، الذي سيعود إلى بوتين الأربعاء المقبل، الأفكار إلى واشنطن وجرى البحث فيها مع الجانب الأميركي لعقد صفقة. وضمن هذا السياق، بدأ التنفيذ في القسم الشرقي من ريف درعا عبر الهجوم الذي شنته قوات الحكومة بدءاً من 19 الشهر الماضي وصولا إلى الاتفاق في بصرى الشام بين دمشق والمعارضة برعاية روسية وصمت أميركي، ونص عملياً على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وتسليم النقاط الحدودية والحدود بما فيها معبر نصيب إلى الحكومة، وإبعاد غير الموافقين على التسوية بالتزامن مع دعم روسي لجهود دمشق مع بغداد لفتح معبر القائم - البوكمال مع العراق، والالتفاف على معبر التنف - الوليد الذي تقبض عليه أميركا والتحالف الدولي. الجانب الروسي سمع العرض الإسرائيلي ولاحظ الصمت الأميركي، فاستمر في توفير الحماية الجوية والدعم اللوجيستي لذهاب دمشق إلى الجنوب، واستعجل تحقيق «مكاسب عسكرية» و«فرض أمر واقع» قبل قمة هلسنكي. وبدا، بحسب المعلومات، وجود عقدتين: الأولى، مصير قاعدة التنف الأميركية في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية. إذ إن موسكو ودمشق أرادتا البدء في تفكيكها مع بدء تنفيذ أي اتفاق واعتبرتا وجود إيران «الاستشاري» جاء بناء على طلب الحكومة السورية، فيما ربطت واشنطن وجود التنف بمصير الوجود الإيراني جنوباً. الثانية، تعريف «الوجود» الإيراني: هل يعني ذلك القواعد العسكرية، الميليشيات، «الحرس الثوري»، المدربين، الجامعات، المدارس، المراكز الدينية؟

بموجب تطور المحادثات الثنائية، الأميركية - الروسية - الإسرائيلية، ظهر مقترح جديد قوامه ربط «الوجودين» الإيراني والأميركي. الواضح، أن أهمية الملف الإيراني في واشنطن وتل أبيب باتت مرتبطة بالدور الإيراني. والواضح، أن روسيا تريد جذب دعم أميركا وإسرائيل إلى وجودها في سوريا، وهي تعمل على لعب توازن بين الاتجاهين. ويدفع الكرملين إلى صيغة تصدر في بيان هلسنكي تتضمن الدعوة إلى خروج جميع القوات الأجنبية غير الشرعية من سوريا بما فيها القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي من شرق نهر الفرات (تطلب موسكو من أنقرة الحوار مع دمشق إزاء الوجود التركي شمال سوريا)، فيما يدفع البيت الأبيض إلى تحديد يتعلق بخروج إيران. الكرملين يراهن على الإفادة من تمسك ترمب بإضعاف إيران ورغبته في إعلان سحب القوات الأميركية من شرق سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. لكن مسؤولين غربيين يتحدثون عن قلق من صفقة كهذه لأنها «تتضمن وضوح خروج أميركا وتفكيك التنف مقابل ضبابية في التأكد من خروج إيران أو تراجع دورها». لذلك، يجري البحث في آلية وضمانات للرقابة على الدور الإيراني «كي لا يتكرر سيناريو كوريا الشمالية عندما جرى الحديث عن اتفاق في قمة سنغافورة بتخلي بيونغ يانغ عن النووي ثم ظهور معلومات مضادة لذلك بعد أيام».

 

العراق: تنافس بين الأكراد والعرب السنة على «بيضة القبان» وقيادية في حزب بارزاني: نطالب بضمانات دولية

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/08 تموز/18/أشعل تفكك البيت الشيعي «التحالف الوطني» وتحوله إلى خمس كتل رئيسية متنافسة فيما بينها على الصدارة («سائرون» و«الفتح» و«النصر» و«دولة القانون و«الحكمة») المنافسة بين الكرد والعرب السنة في أن يكون أحدهما بيضة القبان التي ترجح كفة الكتلة الأكبر التي تشكل الحكومة المقبلة. ورغم الجهود الإيرانية التي بذلها قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني خلال الفترة الماضية وعبر عدة زيارات قام بها إلى العراق من أجل إعادة توحيد البيت الشيعي عبر صيغة التحالف الوطني القديم لا يبدو أن هذه الجهود نجحت، فيما فشل كل من الكرد والسنة حتى الآن في حسم خلافاتهما البينية برغم كثرة التصريحات الصادرة عن الطرفين. كرديا فإن الحزبين الرئيسيين «الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني» يواصلان تفاهماتهما الثنائية حيال الخروج بموقف موحد حيال بغداد فيما يتعلق بالقضايا المركزية في كردستان بيد أنهما لا يزالان غير قادرين على حسم الخلافات الثنائية حول عدة ملفات بما فيها منصب رئاسة الجمهورية الذي لا يزال موضع خلاف بين الحزبين حتى الآن. سنيا، تأجل إعلان التحالف السني الجديد الذي يضم نحو 45 نائبا إلى «بضع ساعات أو بضعة أيام» طبقا لما أخبر قيادي بارز في هذا التحالف «الشرق الأوسط» أمس. ويضيف القيادي أنه بينما يسعى السنة إلى أن يكونوا هذه المرة بيضة قبان التحالفات المقبلة من أجل تشكيل الكتلة الأكبر فإنهم لم يحسموا «بعض الأمور الفنية الخاصة بزعامة هذا التحالف ومسائل أخرى لا تشكل عائقا أساسيا لكننا نريد حسمها نهائيا قبل إعلان التحالف حتى يكون رصينا»، مبينا أن «كل المسائل الأساسية والاستراتيجية لا سيما في مجال العلاقة مع الشركاء وخاصة الشيعة والكرد حسمت لكننا نبحث قضايا تنظيمية داخلية نحتاج أن لا نتخطاها حاليا فتؤثر على طبيعة التحالف مستقبلا».

البيت الشيعي الذي لم يتمكن سليماني من إعادة توحيده طبقا للرؤية الإيرانية ينقسم الآن بين رؤيتين الأولى تتمثل في تحالف «سائرون» المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر و«النصر» بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي، والثانية تتمثل في تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري الطامح إلى تولي رئاسة الوزراء و«دولة القانون» بزعامة نوري المالكي الذي يعاني حزبه «الدعوة» من ثنائية العلاقة بينه وبين العبادي في وقت يواصل مجلس شورى الحزب مساعي حثيثة من أجل توحيد الحزب مع طرح بديل لرئاسة الوزراء على أن لا يكون العبادي أو المالكي وذلك طبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة. وفي وقت التقى زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مقر الأخير في مدينة النجف أمس لبحث آفاق تشكيل الكتلة الأكبر فإن وفدين من تحالف الفتح برئاسة عبد الهادي الأنصاري ودولة القانون برئاسة حسن السنيد بحثا في أربيل أمس مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني مسألة تشكيل الحكومة المقبلة. وفي هذا السياق تقول فيان دخيل عضو البرلمان العراقي السابق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الموقف الكردي الآن يختلف من حيث رؤيته للعلاقة مع الشركاء في بغداد من مختلف الأطراف يختلف عن المرات السابقة وذلك لجهة كيفية وضع الضمانات الملزمة من قبل أي طرف نتفاهم معه بشأن حقوق الشعب الكردي». وتضيف دخيل أن «محددات الكتلة الأكبر بالنسبة لنا هي الكتلة التي تؤمن بمبادئ الشراكة والتوازن والتوافقات والتي تعطي الضمانات للكرد على التزامها القطعي بهذه المبادئ»، مشيرة إلى أن «هذه المسائل أساسية بالنسبة لنا وهي ما أكدته القيادة الكردية وبالأخص السيد مسعود بارزاني في كل لقاءاته». وردا على سؤال بشأن الجديد في هذه الثوابت التي كثيرا ما يجري الحديث عنها كل مرة وكانت محورا للمباحثات عند تشكيل الحكومات الماضية حيث كان الكرد بيضة القبان عند التشكيل لكن يتم تجاوزهم وتعود المشاكل بين المركز والإقليم، تقول فيان دخيل إن «الضمانات التي نبحث عنها الآن ونطالب بها هي ضمانات دولية مكتوبة وبإشراف الأمم المتحدة». في مقابل ذلك يقول الأكاديمي العراقي الدكتور إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي والمقرب من رئيس الوزراء في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «الذي جعل تحالف الفتح ودولة القانون يتوجهان نحو كردستان هو تماسك التحالف بين (النصر) و(سائرون) ويتجه إلى التفاهم مع كتل أخرى سنية وكردية لتشكيل الكتلة الأكبر خلال فترة قريبة». ويضيف الشمري أن «التحالف بين (النصر) و(سائرون) فضلا عن كونه يمثل رقما صعبا في المعادلة السياسية، فإنه يمثل حالة وسط مقبولة من مختلف الأطراف»، موضحا أن «زيارة زعيم الوطنية إياد علاوي إلى النجف ولقاءه الصدر (أمس) تصب في هذا الاتجاه حيث تحول (سائرون) و(النصر) إلى نقطة جذب بينما يحاول (الفتح) و(دولة القانون) استمالة بعض القوى الكردية بينما السنة حسموا أمرهم لجهة توحيد مواقفهم وهم الأقرب إلى تحالف الصدر - العبادي بينما يسعى الكرد إلى أن يعودوا للعب دور بيضة القبان في وقت ظهر لهم منافس الآن وهم السنة الذين يحاولون القيام بالدور نفسه».

 

بومبيو يدعو زعيم كوريا الشمالية لاقتناص الفرصة

هانوي - رويترز/08 تموز/18/حثَّ وزير الخارجية الأميركي، مايك_بومبيو، اليوم الأحد كوريا الشمالية على اتباع نموذج فيتنام، مشيراً إلى أن الرئيس دونالد_ترمب يؤمن بإمكانية أن تحذو بيونغ يانغ حذو هانوي نحو تطبيع العلاقات مع واشنطن وتحقيق الرخاء. لكنه أضاف أنه من أجل تحقيق ذلك فإن على زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون اقتناص الفرصة الحالية. وقال بومبيو، الذي كان يتحدث إلى مسؤولين تنفيذيين لشركات في العاصمة الفيتنامية هانوي، إن الولايات المتحدة تأمل أن تصل شراكتها مع كوريا الشمالية يوما ما إلى نفس المستوى الذي وصلت إليه مع #فيتنام. وتأتي تصريحات بومبيو بعد محادثات فاترة أجراها في بيونغ يانغ بهدف إقناع كيم بالتخلي عن الأسلحة النووية. واتهمت كوريا الشمالية وزير الخارجية الأميركي باتباع دبلوماسية "رجال العصابات" خلال تلك المحادثات.

 

بومبيو يعتبر محادثاته «بناءة» وبيونغ يانغ تندد بمطالب «مبالغ فيها»

واشنطن - بيونغ يانغ/الشرق الأوسط/08 تموز/18/بعد مغادرة وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بيونغ يانغ متجها إلى طوكيو ووصف مباحثاته بأنها كانت «بناءة»، نددت كوريا الشمالية السبت بمطالب الولايات المتحدة «المبالغ فيها» حول نزع الأسلحة النووية. ووصفت وزارة الخارجية الكورية الشمالية الموقف الأميركي خلال الاجتماع بأنه «مؤسف للغاية» معتبرة أنه يخرق روحية الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب في قمة سنغافورة التاريخية الشهر الماضي. وأوردت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن بيان لوزارة الخارجية الكورية الشمالية أن «السلوك الأميركي والمواقف التي اتخذت خلال المحادثات العالية المستوى الجمعة والسبت كانت مؤسفة للغاية». وهاجمت بيونغ يانغ «مطالب نزع السلاح النووي الأحادية والمبالغ فيها» من قبل الولايات المتحدة. ونقلت رويترز عن بومبيو قوله «أعتقد أننا حققنا تقدما في كل عنصر من عناصر مناقشاتنا»، مضيفا: «إنها مسائل معقدة، لكننا حققنا تقدما شمل كافة القضايا الرئيسية تقريبا، تقدم كبير في بعضها في حين يحتاج بعضها الآخر إلى مزيد من العمل». ومن المقرر أن يطلع بومبيو في طوكيو نظيريه الياباني والكوري الجنوبي على سير المحادثات ويعقد مؤتمرا صحافيا اليوم الأحد. وقال بومبيو «لقد أجرينا محادثات حول ما يقوم به الكوريون الشماليون وكيفية تحقيق ما اتفق عليه الزعيم كيم والرئيس ترمب ألا وهو نزع كوريا الشمالية للسلاح النووي بشكل كامل». وتابع وزير الخارجية الأميركي «لم يتنصل أحد من ذلك، لا يزالون ملتزمين مثلنا تماما» وذلك قبل ساعات من إصدار كوريا الشمالية تقييمها الخاص، والأقل تفاؤلا للمحادثات. واجتمع بومبيو في بيونغ يانغ مع كيم يونج شول، القيادي رفيع المستوى في الحزب الحاكم في كوريا الشمالية والرئيس السابق للاستخبارات، ومستشار الزعيم الكوري الشمالي، ولم يتضح ما إذا كان بومبيو قد اجتمع أيضا مع كيم جونغ أون. وأجرى بومبيو محادثات مساء الجمعة برفقة مسؤولين كبار من وزارة الخارجية و«سي آي إيه» قبل أن يشارك في عشاء عمل مع كيم يونغ شول. وعلى صعيد الخطوات العملية اكتفى بومبيو بالإشارة إلى عقد اجتماع بين مسؤولين من الطرفين في 12 يوليو (تموز) لمناقشة تسليم الولايات المتحدة رفات جنود أميركيين قتلوا خلال الحرب الكورية التي دارت بين 1950 و1953. وقال بومبيو إنه تم تحقيق تقدم نحو الاتفاق على «إجراءات» لقيام كوريا الشمالية بتدمير منشأة صواريخ.

وفيما كان بومبيو يجري محادثات صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت «سياستنا لم تتغير»، مضيفة أن «توقعاتنا هي تماما ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس وكيم خلال قمة سنغافورة أي النزع التام للسلاح النووي في كوريا الشمالية». وقالت ناورت إن بومبيو كان «حازما جدا» بشأن ثلاثة أهداف رئيسية وهي نزع سلاح كوريا الشمالية النووي بالكامل والضمانات الأمنية وإعادة رفات الأميركيين الذين لقوا حتفهم في الحرب الكورية في الخمسينيات. وأضافت المتحدثة للصحافيين «تحدث عن جميع عناصر اتفاق سنغافورة». وأضافت ناورت أن مسؤولين أميركيين وكوريين شماليين شكلوا مجموعات عمل لمعالجة «التفاصيل الجوهرية» بما في ذلك التحقق من الجهود الرامية إلى تحقيق نزع السلاح النووي. ويرأس مجموعة العمل من الجانب الأميركي سونج كيم وهو أميركي من أصل كوري ويشغل أيضا منصب سفير بلده لدى الفلبين.

ومنذ لقائه التاريخي مع كيم، بدا ترمب متفائلا حيال فرص السلام في شبه الجزيرة الكورية المقسمة منذ الحرب الكورية 1950 - 1953. مشددا على أن التهديد بحرب نووية بات مستبعدا. وكلف بومبيو التفاوض لإعداد خارطة طريق مفصلة في بيونغ يانغ.

وأورد البيان الكوري الشمالي أن مسؤولين حملوا بومبيو رسالة شخصية لترمب يعربون فيها عن آمالهم بتعزيز «العلاقات الرائعة ومشاعر الثقة» بين الزعيمين في محادثات مستقبلية.

وقال البروفسور سانغ مو جين في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول لوكالة الصحافة الفرنسية إن بيونغ يانغ «تفصل بين البيروقراطيين الأميركيين والرئيس ترمب، وتبدي ثقتها به». وأوضح البروفسور أن «ذلك لا يهدف إلى نسف المحادثات. كوريا الشمالية تسعى إلى تعزيز موقفها في المفاوضات المقبلة». وتابع البروفسور أن «كوريا الشمالية انتظرت من بومبيو تقديم اقتراح ملموس لضمانات أمنية لكنها أصيبت بخيبة بعد إصرار الجانب الأميركي على المطلب القديم بنزع كوريا الشمالية السلاح النووي قبل تقديم الولايات المتحدة أي شيء في المقابل». وقال بومبيو، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية «إنّ العمل الذي نقوم به على طريق النزع الكامل للسلاح النووي، من خلال بناء علاقة بين بلدينا، هو أمر حيوي لكوريا شمالية أكثر إشراقا، ونجاحٌ يطلبه منا الزعيمان». فردّ كيم يونغ شول «بالطبع إنه أمر مهمّ. هناك أشياء يجب أن أقوم بتوضيحها». وأردف بومبيو «هناك أشياء يجب أن أوضحها أنا أيضاً». وكان كيم يونغ شول قد افتتح المحادثات الجمعة قائلا «كلما التقينا، ازدادت صداقتنا عمقا، كما آمل»، مضيفا: «كلما زرتنا ازداد حجم الثقة التي يمكننا بناؤها بين بعضنا البعض». وتأمل واشنطن أن يبدأ النزع التام للأسلحة النووية في غضون عام، لكن الكثير من المراقبين المختصين ومنتقدين لترمب يحذرون من أن تعهدات القمة مع كيم لا تعني الكثير وأن العملية يمكن أن تستغرق سنوات حتى لو بدأت. وثارت شكوك جديدة في الولايات المتحدة مؤخرا حول مدى جدية نزع السلاح النووي لدى القيادة في كوريا الشمالية، وكشفت معلومات للاستخبارات الأميركية أن كوريا الشمالية تعمل على أنشطة جديدة لتخصيب اليورانيوم. وقال مسؤولو مخابرات أميركية لـ«رويترز» إن بومبيو سيحاول على الأقل الاتفاق على قائمة مبدئية للمواقع النووية والمحتويات التي يمكن فحصها استنادا إلى المعلومات المتوافرة.

 

55 قتيلا بين كندا والولايات المتحدة بسبب الحر الشديد وحرائق الغابات

وكالات/الأحد 08 تموز 2018 /توفي 54 شخصا في كيبيك هذا الأسبوع بسبب موجة حر تضرب شرق كندا منذ نهاية الأسبوع الماضي، حسب ما أعلنت الجمعة السلطات المحلية. وقالت السلطات الصحية في كيبيك لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم إحصاء 28 حالة وفاة بسبب «موجة حر شديد» في مونتريال الكبرى. وأشارت وزارة الصحة في كيبيك إلى أن حالات الوفاة الأخرى تم رصدها في جنوب غربي المقاطعة الكندية الناطقة بالفرنسية. ومن المتوقع أن تعود درجات الحرارة في شرق كندا إلى معدلاتها الموسمية ابتداء من السبت بعد أسبوع من الحر الشديد. وقالت المتحدثة باسم الوزارة نويمي فانهوفرزوين «بناء على الأرصاد الجوية نتوقع عودة الأمور إلى طبيعتها في الساعات المقبلة». والأربعاء أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عبر «تويتر» تضامنه مع ضحايا موجة الحر. وكتب ترودو: «مشاعري مع عائلات الذين لقوا حتفهم في كيبيك خلال موجة الحر هذه»، داعيا مواطنيه إلى «الحرص على حماية أنفسهم وعائلاتهم». ولم تُسجل حتى الآن أي حالة وفاة في أونتاريو المجاورة التي شهدت أيضا درجات حرارة مرتفعة. في 2010 أدت موجة حر إلى وفاة مائة شخص في مونتريال.

وفي الولايات المتحدة يشهد الغرب الأميركي موجة حر قياسية أسفرت عن قتيل في ولاية كاليفورنيا بينما اضطر مئات الأشخاص إلى إخلاء منازلهم هربا من الحرائق. وأعلن المركز الوطني للحرائق أن «حرائق كبيرة تشتعل في مختلف المناطق بين فلوريدا وألاسكا»، وذلك بينما درجات الحرارة تتجاوز الأربعين مئوية في بعض المناطق. وتابع المركز: «هناك حاليا 60 حريقا ضخما أتى على أكثر من 333 ألف هكتار في 13 ولاية». وهناك 20 حريقا في ألاسكا وسبعة في نيومكسيكو وأربعة في كاليفورنيا وثمانية في كولورادو وغيرها في نيفادا وأريزونا وولايات أخرى في جنوب الولايات المتحدة.

وأعلنت وكالة كاليفورنيا لمكافحة الحرائق «كال فاير» على «تويتر» أن شخصا قتل في حريق اندلع في منطقة سيسكيو بالقرب من الحدود مع ولاية أوريغن. وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية أن السلطات تقوم بعمليات إجلاء قسرية بما في ذلك في وادي نابا في جنوب كاليفورنيا بالقرب من سان دييغو، حيث أعلن حاكم الولاية جيري بروان حالة الطوارئ ليل الجمعة بسبب الحرائق. وقال براون في بيان إن الحريق دمر منازل وأدى إلى إغلاق طرق. ويزيد من صعوبة الجهود من أجل القضاء على الحرائق ارتفاع الحرارة بشكل قياسي حيث بلغت 42 مئوية قبيل المساء في لوس أنجليس و45 في بالم سبرينغز. وفي الوقت نفسه ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن غرب اليابان شهد أمطارا غزيرة أدت إلى مقتل 46 شخصا على الأقل، بينما لا يزال خمسة آخرون في حالة حرجة و48 آخرون مفقودين. وكان معدل هطول الأمطار خلال موسم الأمطار الموسمية قد بلغ رقما قياسيا، في منطقة كبيرة غرب اليابان، مما تسبب في حدوث انهيارات أرضية وفيضانات، اجتاحت المنازل وجرفت السيارات، بينما حثت السلطات ملايين السكان على إخلاء منازلهم. وأظهرت مقاطع فيديو تلفزيونية سكانا ينتظرون إنقاذهم على أسقف منازل غارقة بالأمطار. وفي اجتماع طارئ، أصدر رئيس الوزراء، شينزو آبي تعليمات للوزراء بـ«إعطاء أولوية لإنقاذ الحياة وإرسال أطقم إنقاذ من دون تأخير». وتم حشد عشرات الآلاف من رجال الإنقاذ، من بينهم جنود ورجال شرطة، للبحث عن سكان محاصرين أو مصابين أو قتلى. وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من حدوث انهيارات طينية وفيضانات وفيضان مياه الأنهار في مناطق واسعة من البلاد. وأصدرت الهيئة تحذيرا خاصا من هطول أمطار غزيرة في مقاطعتي كيوتو وجيفو. وكان إعصار «برابيرون» قد ضرب أوائل هذا الأسبوع جنوب غربي اليابان، مما تسبب في وفاة شخص واحد وإصابة نحو 20 آخرين. وفي الوقت ذاته، وقع زلزال بقوة 6 درجات مساء السبت في منطقة كانتو عند مشارف طوكيو، شعر به سكان العاصمة من دون أن يرد إنذار بوقوع تسونامي، بحسب وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.

 

هذا ما ستفعله إيطاليا بالمهاجرين بعد إنقاذهم من البحر

المصدر: روما – رويترز//08 تموز/18/قال وزير داخلية إيطاليا ماتيو سالفيني اليوم الأحد إن بلاده ستطلب من شركائها في الاتحاد الأوروبي التزامات بنقل المهاجرين الذين تنقذهم زوارق بعثات مكافحة تهريب البشر ومراقبة الحدود من البحر إلى دول أخرى. وقال الوزير اليميني المتشدد في بيان إن الطلب سيقدم يوم الخميس في اجتماع لوزراء الداخلية الأوروبيين في مدينة إنسبروك النمساوية. وأسهمت الحكومة الإيطالية الجديدة، التي تولت السلطة في الأول من يونيو حزيران، في إعادة قضية المهاجرين مرة أخرى إلى صدارة جدول الأعمال الأوروبي بإغلاق موانئها أمام سفن إغاثة إنسانية أنقذت مهاجرين قبالة سواحل ليبيا التي أبحروا منها على زوارق مكدسة. ونزل نحو 650 ألف مهاجر أغلبهم من أفريقيا والشرق الأوسط على شواطئ إيطاليا منذ عام 2014 لكن كثيرين منهم اتجهوا شمالا فيما بعد باتجاه دول أوروبية أخرى. وقال سالفيني في بيان "بعد وقف سفن المنظمات غير الحكومية سأطلب من الشركاء الأوروبيين يوم الخميس في إنسبروك بمنع السفن التي تقوم حاليا بمهام في البحر المتوسط من الوصول إلى الموانئ الإيطالية". وجاء ذلك بعد يوم من نقل زورق دورية أيرلندي أكثر من مئة مهاجر إلى ميناء مسينا في جزيرة صقلية بعد إنقاذهم. والزورق تابع لبعثة الاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب البشر المعروفة باسم عملية صوفيا. ومن شأن هذا الطلب أن يثير خلافات مع شركاء إيطاليا الأوروبيين بعد أن أصبحت قضية المهاجرين مصدرا لتوترات سياسية داخلية. وفي الأسبوع الماضي قالت ألمانيا والنمسا وإيطاليا إنها ستجري محادثات في إنسبروك بشأن كيفية غلق مسار البحر المتوسط أمام المهاجرين.

 

حكومة العراق المنتظرة.. أين وصل سباق "الكتلة الأكبر"؟

العربية/بغداد ـ حسن السعيدي/08 تموز/18/بعد توافد الفرق السياسية الشيعية على أربيل لحسم تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، استقبل مسؤولو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة السليمانية، ممثلي وفدي ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح، لـ"رفع ما تبقى من إشكاليات"، تخص إعلان تشكيل الكتلة الأكبر. وأفاد مصدر خاص من ائتلاف دولة القانون الأحد، طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"العربية.نت" بأن هناك تفاهمات كبيرة بين دولة القانون بزعامة نوري المالكي، والفتح بزعامة هادي العامري من جهة، والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني من جهة أخرى لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر والتي بموجبها تتشّكل الحكومة المقبلة. وتابع المصدر أن ائتلافي دولة القانون والفتح سيعلنان عن تحالفهما الذي يتبنى مشروع الأغلبية السياسية لإعلان الكتلة الأكبر خلال الأيام القليلة المقبلة، بمشاركة الحزبين الكرديين مع عدد من النواب المنشقين من ائتلاف النصر والذين سينضمون لهذا التحالف حال إعلانه كما سينضم عدد آخر من الكتل السنية.

نوري المالكي وهادي العامري

يذكر بأن أيار/مايو الماضي كان قد شهد إعلان كل من قائمتي الفتح والنصر، التحالف مع كتلة سائرون الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وذلك خلال مؤتمرين صحفيين منفردين، مع مقتدى الصدر الداعم الرئيس لهذا التحالف، واصفين ذلك "نواة التحالفات المقبلة". من جانبه، أعلن الخبير الأمني والمحلل السياسي الدكتور هشام الهاشمي عن مساع جارية من قبل عبد الحليم الزهيري، القيادي في حزب الدعوة الذي ينتمي إليه كل من نوري المالكي وحيدر العبادي، للم شمل الطرفين، تحسباً من خروج منصب رئاسة الوزراء من داخل الحزب. وكانت مصادر إعلامية محلية أكدت السبت أنه تم عقد اجتماع بين المالكي والعبادي والعامري بمنزل الزهيري في بغداد للإعلان عن تحالف مشترك. من جانب آخر، تسعى الكتل السنية التي عقدت أحدث اجتماعاتها بمنزل رئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري الأسبوع الماضي، إلى توحيد صفوفها والخروج بفريق تفاوضي مشترك مع باقي القوى السياسية. وكشف المحلل السياسي سند الشمري الأحد أن اجتماع الكتل السنية شهد خلافات بين "صقور" القيادات السياسية السنية والقيادات الشابة بشأن تشكيل كتلة تحالف القوى العراقية. وأوضح الشمري أن "تلك الخلافات ظهرت فجر الأحد، بعد حرب تغريدات على تويتر بدأها رئيس كتلة الحل جمال الكربولي الذي قال إن التحالف السني الجديد سيكون تحت قيادة جماعية، ليرد عليه المتحدث باسم زعيم المشروع العربي خميس الخنجر ليقول إن التحالف بقيادة الخنجر وبدون قيادة جماعية".موضوع يهمك ? منذ يوم أمس الجمعة اتجهت عدة كتل سياسية فائزة بالانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان...أربيل.. آخر محطة قبل تشكيل الحكومة العراقية العراق وبيّن الشمري أن هناك قيادات شابة تندرج ضمن الخط الثاني في القيادة السُنية السياسية، بدأت بالتحرك للبدء بانتفاضة وقيادة حراك لإنتاج زعامات تُمثل تطلّعات الشارع السُني الذي عانى الويلات من القيادات الحالية. وكانت كتلة بيارق الخير التي ترأسها وزير الدفاع السابق خالد العبيدي قد أعلنت اليوم الأحد، عن معارضتها للإعلان عن كتلة سنية جديدة، مؤكدة أنها ليست جزءاً من الكتلة، فيما أشارت إلى وجود خلافات كبيرة تعصف بين قيادات الكتلة. وأوضح القيادي بالكتلة محمد الخالدي في تصريح صحفي أن "كتلة بيارق الخير بعيدة عن التجمع الذي تم الإعلان عنه مساء السبت لأننا نؤمن بضرورة أن تكون الحكومة المقبلة حكومة أغلبية وطنية تقابلها معارضة".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

3 سنوات: أمس، اليوم وغداً

أنطوان فرح/جريدة الجمهورية/الاثنين 09 تموز/2018

لا الطمأنة التي يعتمدها المسؤولون في هذه المرحلة تعني ان الوضع المالي والاقتصادي في خير، ولا التهويل يعني ان الامور وصلت الى مرحلة اليأس. لكن الواقعية تقضي بالاعتراف بأن البلد يمر في مرحلة دقيقة، والمشكلة في مكمنها الحقيقي سياسية.

يطيب للبعض أن يشير دائما الى المرحلة الذهبية التي عرفها لبنان في السنوات الثلاث 2009، 2010 و2011. وقد وصل معدل النمو السنوي في هذه الحقبة الى حوالي 9 في المئة، وهي نسبة ممتازة تستطيع ان تخلق نقلة في اقتصاد اي دولة. وقبل التطرّق الى أرقام تلك الحقبة، لا بد من الاشارة الى ان مجموعة اسباب ومعطيات اجتمعت لاعطاء تلك النتيجة الايجابية في النمو، أهمها على الاطلاق يتعلق بالوضع السياسي الداخلي والاقليمي. في مطلع تلك الحقبة، حصل التوافق السعودي-السوري، أوما يعرف بالـ«س-س». ودخل سعد الحريري الى السراي، متأبطا مشروع المصالحة مع دمشق استنادا الى التفاهم الاقليمي.

هذا الوضع السياسي هو المسؤول الاول عن النهضة السريعة التي شهدها الوضع المالي والاقتصادي في البلد. وانعكس ارتفاع منسوب الامل والتفاؤل على حجم الاستثمارات الداخلية والخارجية، وعلى حركة السياحة الخليجية، وعلى تدفّق الاموال الى لبنان.

في دراسة ارقام تلك السنوات التي شكّلت علامة فارقة في الوضع المالي والاقتصادي، يمكن استنباط حقائق تتعلق بفرص الانقاذ الاقتصادي القائمة اليوم.

في العام 2009، وصل حجم الدين العام الى حوالي 51 مليار دولار، أي ما نسبته 144% من الناتج المحلي الذي بلغ حوالي 41 مليار دولار.

في العام 2010، ارتفع حجم الدين العام الى حوالي 52,5 مليار دولار. وأصبحت نسبة الدين على الناتج المحلي 132%. وارتفع حجم الناتج الى حوالي 44 مليار دولار.

في العام 2011، وصل الدين الى حوالي 54 مليار دولار، وصار يشكل نسبة 134% من الناتج المحلي.

في هذه الارقام، يمكن ايراد ملاحظتين اساسيتين:

اولا- ان معدل نسبة ارتفاع الدين العام في السنوات الثلاث وصل الى 1,4%. (نسبة نمو الدين بين 2016 و2017 وصلت الى 8%). هذا النمو البطيء، لا يعود الى تباطؤ في نمو الانفاق، بل الى ارتفاع الايرادات المرتبطة بنمو حجم الاقتصاد.

ثانيا – ان نسبة نمو الناتج المحلي وصلت الى 9%، وهي نسبة تسمح بانخفاض سريع في حجم الدين نسبة الى الناتج.

لو افترضنا ان هذا الوضع استمر حتى 2017، ماذا كان حصل؟

في لغة الارقام، كان حجم الدين العام سيرتفع في 6 سنوات، الى حوالي 67 مليار دولار. (الدين حاليا حوالي 82 مليار دولار). وكان الناتج المحلي سيصل الى حوالي 72 مليار دولار. (الناتج حاليا حوالي 55 مليار دولار). أي ان نسبة الدين العام على الناتج ستكون حوالي 85%. (النسبة الحالية 150%). وهذا الوضع مريح مالياً واقتصادياً وفق كل المعايير العالمية.

هذه العودة الى ارقام السنوات المميزة تهدف الى تسليط الضوء على ان احتمالات النجاة من الأزمة الحالية ترتبط حصرا بالوضع السياسي بامتداداته الداخلية والخارجية. وتبين ارقام نمو الدين والناتج المحلي بين 2012 و2017 مدى الخطر الذي يشكله الانتقال من اجواء التفاهم السياسي الى اجواء التصادّم. وقد أضيقت الى هذا المناخ السلبي تداعيات الأزمة السورية وانعكاساتها على لبنان. وظهر ذلك بوضوح في الارقام. وفي حين كان الدين ينمو بمعدل 1,4% سنويا، قفز بين 2011 و2012 الى 6,5%. ووصل حاليا الى حوالي 8,5%. هذه النسبة لم يعد الاقتصاد قادرا على تحمّل نتائجها لفترة طويلة.

ولتوضيح الصورة اكثر، يمكن مقارنة هذه الارقام الثلاثة:

في ثلاث سنوات (2009-2011) ارتفع الدين حوالي 3 مليارات دولار فقط. بعد مرور 4 سنوات، وخلال ثلاث سنوات اخرى (2015-2017) ارتفع الدين حوالي 10,3 مليار دولار. واذا احتسبنا نسبة ارتفاع الدين المقدّرة بعد اربع سنوات اخرى، (في حال استمر الوضع كما هو اليوم) اي بين 2021 و2023 سوف يتبين انها ستصل الى حوالي 26 مليار دولار، ومجموع الدين العام سيقترب من 140 مليار دولار.

مؤشرات التعقيدات التي يعاني منها الوضع المالي اليوم عديدة، ليس أقلها اسعار الفوائد التي بدأت ترتفع الى مستويات مقلقة، وهي تشير الى عطش لجذب اموال بالعملات الاجنبية. لكن ما يطمئن في هذا الوضع، ان قدرات القطاع المصرفي، المستندة الى استمرار تدفق الاموال واستمرار نمو حجم الودائع لا تزال قائمة. وهي تشكل نوعا من الضمانة المؤقتة للوضع المالي الحساس، وهذه القدرات هي التي تدفع مؤسسات التصنيف العالمية الى منح المصارف اللبنانية صفة الاستقرار، وتعطي نوعا من الطمأنينة يحتاجها السوق اللبناني في هذه الحقبة، بانتظار ان يتغيّر المشهد.

وهنا يمكن القول، اذا توفرت معطيات استقرار سياسي داخلي واقليمي، واذا بدأ تنفيذ مقررات الاصلاحات، ستكون طريق التعافي سريعة، تماما كما كانت درب التراجع منذ 2012 حتى اليوم. أما اذا لم تتوفر معطيات الوفاق السياسي، فان البدء في تنفيذ الاصلاحات، سيكون البديل الذي يساعد على مزيد من الصمود، بانتظار التعافي، لكنه لن يكون لوحده كافيا للعودة الى طريق النمو السريع. والواقعية تحتّم الاشارة أيضاً، الى ان الاصلاحات تصبح ضرورية اكثر في حال استمر المشهد السياسي على حاله، (المقصود ليس مجرد تأليف حكومة)، لأنها تكون قضية حياة أو موت، في حين ان الاستقرار السياسي (كما حصل في الماضي) يستطيع أن يغطّي عورات الفساد، ويمنح الفاسدين فرصة الاستمرار في نهب المال العام، من دون ان ينهار الاقتصاد.

 

تأخير تشكيل الحكومة يضرب المالية العامّة

روفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الاثنين 09 تموز 2018

ستة أسابيع مرّت على تكليف الرئيس الحريري تشكيل حكومة ما بعد الإنتخابات وحتى الساعة تعوق الخلافات على الحصص الوزارية تشكيلها. هذا الواقع يُعقّد وضع المالية العامّة ويُنذر بخسائر قد تصل إلى عدّة ملايين من الدولارات إضافة إلى إرتفاع عجز الموازنة.

تُظهر البيانات التاريخية لأسعار سندات الخزينة يوروبوند، أن أسعار سندات الخزينة 5 سنوات لا تتأثر كثيرًا بالأحداث السياسية التي تعصف بلبنان على عكس سندات الخزينة على 20 عامًا والتي تتأثر بشكل كبير بالأحداث السياسية. هذا يعني باللغة الإقتصادية، أن الأسواق مُستعدّة لتمويل عجز الدوّلة وحاجتها للأموال على الأمد القصير إلى المُتوسّط ولكن ليس البعيد. والمُلفت في الأمر أن سندات الخزينة يوروبوند 20 سنة، تتأثر كثيراً بالأحداث التي تطال الحكومة مثل إستقالة الرئيس الحريري في تشرين الماضي وعودته عنها كما وتأخر تشكيل الحكومة حاليًا، وبنسبة أقلّ بكثير بالأحداث الأخرى مثل الإنتخابات النيابية.

هذا الأمر يعني أن الأسواق المالية تستخدم الحكومة وعملها كمؤشر أساسي في بلد يفرض دستوره أن تُتخّذ القرارات في مجلس الوزراء بالتوافق (المادة 65 من الدستور). من هنا تربط الأسواق أي عمل إستثماري بمدى توافق الفرقاء السياسيين الذي يُتوّج عادة بعمل حكومي مُنتظم وخال من العراقيل.

يعمد الكثيرون إلى مزج البيئة الإقتصادية مع البيئة المالية والبيئة النقدية. هذا المزج يؤدّي إلى إستنتاجات خاطئة في ما يخصّ دراسة تداعيات تعطيل العمل الحكومي إن من خلال عدم القدرة على تشكيل الحكومة أو من خلال الخلافات التي قد تطال عملها.

البيئة الإقتصادية تحوي النشاط الإقتصادي من عمليات تجارية وكل ما يدور في فلكها، في حين أن البيئة المالية تحوي المالية العامّة وما يواكبها من عجز ودين عام. أما البيئة النقدية فأنها تحوي الشق المُتعلّق بالعملة من سعر صرف، سعر فائدة، إحتياط ونظام مصرفي («الحلقة المفرغة للمالية العامّة في لبنان» الجمهورية 2 تموز 2018).

هذه البيئات تعمل بشكل مُستقل ولكن هناك قنوات تؤثر من خلالها كل بيئة على البيئتين الأخريين. هذه القنوات عددها ثلاثة وهي: ميزان المدفوعات، عجز الموازنة، وسعر الفائدة.

ميزان المدفوعات هو عبارة عن معادلة حسابية تنصّ على جمع الحساب الجاري، الحساب المالي وحساب رأس المال. الحساب الجاري يحوي على التبادل التجاري بين لبنان والعالم ويشمل تبادل السلع والخدمات، ويتم حسابه من خلال الفارق بين الصادرات والواردات. ويُضاف إلى هذا الحساب الإستثمارات وتحويل الأموال من العمال المُغتربين، كما وتحاويل الأموال التي تأتي من الهبات.

الحساب المالي وحساب رأس المال يحوي على تدفقات رأس المال بين البلد وباقي الدول حيث تنقسم هذه التدفقات إلى أربعة أنواع: الإستثمارات الأجنبية المباشرة، المحافظ الإستثمارية، المُشتقات المالية، والإحتياطات من الأصول الأجنبية والذهب التي هي في عهدة المصرف المركزي.

الحفاظ على توازن ميزان المدفوعات (أي بقيمة صفر) هو هدف ماكرو إقتصادي يجب أن يكون من صلب إهتمامات الحكومة ولكن أيضًا من إهتمامات المصرف المركزي. وبالتالي، فإن هذا المؤشر يُمكن إعتباره مؤشرا أساسيا لعمل البيئات الثلاث.

في لبنان المُشكلة الأساسية هي في الحساب الجاري الذي يُسجّل عجزًا هائلًا ومُزمنًا. هذا العجز في الميزان الجاري سببه العجز في الميزان التجاري (28% من الناتج المحلّي الإجمالي) والناتج عن ضعف الإستثمارات في لبنان بما يجعل لبنان غير قادر على التصدير (2.9 مليار د.أ) مقارنة بالإستيراد (17 مليار د.أ).

وبما أنه من المفروض زيادة الإستثمارات في الماكينة الإقتصادية اللبنانية لتعويض هذا العجز، نرى أن عجز الموازنة الناتج عن الإفراط في الإنفاق وضعف المداخيل من الضرائب على نشاط إقتصادي ضعيف، لا يسمح بتمويل أيّة إستثمارات من قبل الدوّلة. وعلى العكس ما يقوم به مصرف لبنان لتعويض هذا العجز هو رفع الإحتياطي من العملات الأجنبية وجذب رؤوس الأموال من الخارج (هذا ما تنصّ عليه النظرية الإقتصادية).

هذا الوضع غير الطبيعي لا يُمكن الإستمرار به والسبب يعود إلى العوامل التالية:

أولًا – زيادة الدين العام الناتج عن العجز المُزمن في الموازنة والذي بدأ يتحوّل ميكانيكيًا إلى دين عام. هذه الزيادة في الدين العام ترفع من خدمته وتؤدّي إلى تراجع تصنيف لبنان الإئتماني مما يعني إلزامية رفع الفائدة للإستمرار بجذب رؤوس الأموال.

ثانيًا – عجز الموازنة يؤدّي حكما إلى تراجع قدرة الدولة على الإستثمار وبالتالي ومع الوضع الحالي فإن المداخيل من الضرائب لا تكفي لتغطية الإنفاق العام وخدمة الدين العام وذلك بحكم تراجع النشاط الإقتصادي. وحتى فرضية زيادة الضرائب كما ينصح صندوق النقد الدولي، هناك إستحالة لرفعها بدون أن يكون هناك تحفيز للنشاط الإقتصادي لأن الضرائب هي على هذا الأخير.

ثالثًا – عجز الموازنة وكما سبق الذكر، سيؤدّي إلى تردّي تصنيف لبنان الإئتماني ومعه سترتفع الفوائد بما يعني إستحالة الإستدانة بهدف الإستثمار نظرًا للكلفة التي سترتفع. أضف إلى ذلك، حاجة الدولة إلى الإستدانة في الأسواق تجعلها تتنافس والقطاع الخاص على الأموال من خلال رفع الفوائد على سندات الخزينة وهذا الأمر يحرم القطاع الخاص من الأموال بهدف الإستثمار.

من هذا المُنطلق، نرى أن الحلقة الأضعف بين البيئات الثلاث الآنفة الذكر هي البيئة المالية أي المالية العامّة والتي بتردّيها يومًا بعد يوم تُضعف معها البيئتين الأخريين. كما أن أسعار سندات الخزينة الطويلة الأمد والتي تتأثر بالتخبّط السياسي تمنع أي تمويل بهدف الإستثمار. لذا نرى أن كل تأخر في تشكيل الحكومة له تداعيات سلبية على:

أولًا – المالية العامّة بالدرجة الأولى ومعها تردّي في البيئتين الإقتصادية والنقدية بحكم الآليات الآنفة الذكر.

ثانيًا – الماكينة الإقتصادية بحكم أن الأسواق المالية تُصنّف الحكومة وعملها كمؤشر أساسي للتمويل على الأمد البعيد وهو ما يتطلّبه الإستثمار.

وتُشير حساباتنا إلى قيمة الخسائر المُباشرة وغير المُباشرة لتأخر تشكيل الحكومة قد تصل إلى حدود الـ 500 مليون دولار أميركي إذا لم تُشكّل الحكومة قبل نهاية شهر آب.

لذا نرى أن من الضروري الإسراع في تشكيل الحكومة لتحقيق خطوتين أساسيتين: تنفيذ مشاريع سيدر 1، والعمل على لجم العجز في الموازنة. تنفيذ مشاريع سيدر 1 سيزيد من مدخول الدولة (ضرائب على عمل الشركات والعمّال) وسيُحفّز القطاع الخاص على الإستثمار مما يخلق تفاعلا إيجابيا. أما لجم العجز فستكون له تداعيات إيجابية على خدمة الدين العام وعلى الإقتصاد من ناحية خفض الفائدة، وبالتالي تشجيع الإستدانة بهدف تمويل الإستثمارات.

 

عملات المستقبل لن تكون إلا رقمية

طوني رزق/جريدة الجمهورية/الاثنين 09 تموز/2018

رغم السياسة الاقتصادية الانعزالية التي يتبعها اكبر اقتصاد في العالم ومحاولاته جر العالم الى تبنيها، تبقى قوى التغيير الطبيعية هي الاقوى. والمستقبل لن يكون الا للعملات الرقمية التي تخترق وتتجاوز كل الحدود والمركزيات.

اعتبرت الصين ان الولايات المتحدة الاميركية تقود اكبر حرب تجارية في التاريخ، وهي تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية وتمثل سلوكا تجاريا متسلطا تقليديا، ما يشكل تهديدا خطيرا للاقتصاد والصناعة العالمية، وستؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية وتشكل ضربة للعديد من الشركات المتعددة الجنسيات والمستهلكين، وسوف ترتد على الاقتصاد الأميركي نفسه. على صعيد آخر، وفي حرب من نوع مختلف تتعرّض العملات الرقمية حالياً لهجومات قاسية وقادرة على ابطاء تقدمها او حتى الغاء عدد كبير منها. وتأتي اشرس هذه الهجومات من السلطات النقدية والمراجع المالية العالمية الكبرى. اكانت هذه الهجومات ظاهرة ومباشرة او مستترة وغير مباشرة. وسوف تتجه غالبية البنوك المركزية الى اطلاق عملاتها النقدية الخاصة في اطار تنظيمي وجذاب ومطمئن وآمن. الجميع يريد التفلت من السياسات الخاطئة ومن القرارات المالية التي تخدم السياسيين اكثر مما تخدم أصحاب الاموال او حتى القطاعات الاقتصادية.

في الفترة الأخيرة، انتشرت الكثير من التوقعات والتنبؤات حول مستقبل العملة المشفرة «بتكوين». فالبعض رأى أنها ستسجّل أرقاماً قياسية، والبعض الآخر اعتبر أنها ستنهار قريبا. وذلك نظرا للتقلبات الحادة التي تعرّضت لها وخصوصا منذ مطلع هذا العام. لكن مع مرور الوقت يتبين أن فكرة وصول «بتكوين» إلى الصفر هو مجرد خيال او امنية غير مرتبطة بالواقع. هذا التشكيك بمصير «بتكوين» ينطلق من واقع ان العملة الافتراضية سجلت مع نهاية العام الماضي 2017 أرقاما قياسية غير مسبوقة، واقتربت قيمتها من الـ 20 ألف دولار، ولتتراجع بشكل حاد مع بداية هذا العام، الأمر الذي جعل الخبراء والمحللون الاقتصاديون يحذرون المستثمرين من الاستثمار بها الامر الذي ترافق مع تنبؤهم بانهيار سوق العملات الرقمية.

لكن، وبرأي آخرين، فان انهيار واختفاء العملات الرقمية لن يحدث. وبالعودة إلى الوضع الحالي، فإن «بتكوين» مازالت تنمو، لا بل انها اصبحت نظاما ماليا وتقنية حديثة يتم اعتمادها حتى في بعض البنوك، وأصبح من الصعب الاستمرار بدونها. وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض الدول مثل الصين وبريطانيا حظر العملات الرقمية، أعلنت دول أخرى اعتمادها كعملة رسمية، الأمر الذي دعم «بتكوين» بشكل كبير وساهم في ارتفاع قيمتها، كما أن الدول التي تحاربها لن تجني منفعة لأنها في النهاية تحارب شيئا غير ملموس.

تعد «بتكوين» من العملات البارعة في التطور والتكيف، فهي تستند إلى قيمتها الجوهرية ومحكومة بأغلبية الأصوات، ومع تغير الأحوال وظهور عقبات وعوائق جديدة في طريقها، سوف يختار المجتمع المسار الأفضل وهو الذي يساهم في بقائها، وربما يكون هناك معارك وحروب، ولكن في النهاية كل التطورات التي تتعرض لها «بتكوين» وغيرها من العملات الافتراضية سوف تساهم بشكل غير مباشر فى بقائها.

وتعتبر الجهات التي تعمل من أجل نشر اعتماد تقنية «بلوكشين»، أن هذا النظام الجديد «بلوكشين» هو حل لمشكلات الماضي، وتؤكد أن بتكوين لن تذهب إلى الصفر أبدًا، لأنها تمثل تحوطًا وضمانة ضد هبوط العملات وتراجع الاقتصاديات غير النشطة.

وتعتبر هذه الجهات إن العملات الرقمية عملات قائمة على أرض صلبة، وبالتالي من الصعب أن تختفي، فهذه التقنيات قوية جدًا، وسلاسلها الرقمية لا يمكن أن تختفي بسهولة.

اسواق الاسهم تتضرّر

قال خبراء لدى بنك أوف أميركا ميريل لينش إن المستثمرين سحبوا أموالا من أسهم الأسواق الناشئة والأوروبية على مدى الشهرين الماضيين مع التأثير السلبي للمخاوف بشأن حرب تجارية. وقال البنك إن نحو 24 مليار دولار سُحبت من صناديق الأسهم الأوروبية و13 مليار دولار من أسهم الأسواق الناشئة في الأسابيع الثمانية الفائتة في الوقت الذي كثّفت فيه الولايات المتحدة هجومها على شركائها التجاريين الرئيسيين. وفرضت واشنطن يوم الجمعة رسوما على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار وردت بكين بالمثل. وحذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة ربما تستهدف فرض رسوم على سلع صينية تزيد قيمتها عن نصف تريليون دولار في نهاية المطاف.

وفي أسبوع، سحب المستثمرون نحو 2.9 مليار دولار من الأسهم الأوروبية، ليستمر نزوح التدفقات من أسهم أوروبا للأسبوع السابع عشر على التوالي، فيما خسرت صناديق أسهم الأسواق الناشئة مليار دولار لتواصل تكبّد خسائر للأسبوع السابع على التوالي.

أسواق العملات

جرى تداول الليرة اللبنانية الاسبوع الفائت ضمن نطاق تراوح بين 1514 و 1514.50 ليرة للدولار الواحد دون تغيير يذكر عن الاسبوع السابق، مع استمرار ربط الليرة بالدولار بدعم من احتياطي النقدي من العملات الاجنبية لدى مصرف لبنان والذي بلغ 44.16 مليار دولار كما في نهاية شهر حزيران المنصرم. ويترافق ذلك مع ميل واضح في السوق المصرفية للتحول الى الدولار على حساب الليرة. وظهر ذلك بارتفاع نسبة الدولرة في الودائع المصرفية من 65.84% في نهاية العام 2017 الى 68.35% نهاية ايار الماضي.

وفي الاسواق الخارجية ارتفع اليورو الاسبوع الماضي بنسبة 0.31% مقابل العملة الاميركية الى 1.1685 دولار. وقد استفاد اليورو من تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الاميركية والصين. لكن مكاسب اليورو بقيت محدودة.

ولم يستفد الذهب من المخاوف المتزايدة من تصاعد حدة الحرب التجارية. وبقي في دائرة الضعف عموما، وذلك رغم تسجيله مكاسب محدودة رفعته من 1250.98 دولارا الى 1253.13 دولارا للاونصة طوال الاسبوع الماضي.

النفط

على مدار الأسبوع تراجع الخام الأميركي حوالي 0.5 بالمئة رغم أنه سجل يوم الثلاثاء أعلى مستوى منذ تشرين الثاني 2014 . وينهي برنت الأسبوع على خسارة حوالي 3 بالمئة.

وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة إن إجمالي عدد الحفّارات النفطية النشطة في أميركا، وهو مؤشر أولي للانتاج مستقبلا، زاد بمقدار خمسة حفّارات في الأسبوع المنتهي في السادس من تموز، ليصل إلى 863 بزيادة قدرها 100 حفّارة عن العام الماضي.

 

جعجع «الراوي»: إسمع يا جبران

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 09 تموز 2018

 نبشَت المعركة السياسية والإعلامية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» بعضَ قبور الماضي، وأيقظت شياطين كان الكُثر يعتقدون أنّ تعويذة تفاهمِ معراب قد طردتها من الجسم المسيحي، ما استدعى خلال الساعات الماضية حصول اتصالات ومشاورات بعيداً من الأضواء لاحتواء العاصفة وحصرِ أضرارها، من دون أن تكون النتائج واضحة حتى الآن. والأكيد أنّ محاولة إنقاذ العلاقة بين الطرفين أصبحت اكثرَ صعوبةً بعد تسريب «القوات اللبنانية» نصّ اتّفاق معراب، وما سبّبه ذلك من توسيعٍ للشرخ وتعميقٍ لأزمة الثقة، لا سيّما أنّ هناك في «التيار الحر» من يعتبر أنّ التسريب بالشكل الذي تمّ فيه يخالف الاصول الاخلاقية ويتعارض مع قواعد التعامل السياسي، فيما تعتبر «القوات» أنّ أصل المشكلة يكمن في تملّصِ الوزير جبران باسيل من توقيعه وانقلابه على مضمون التفاهم، وأنّ ما فعلَته هو ردُّ فعلٍ اضطراري ليس إلّا.

وأياً يكن الأمر، وكيفما توزّعت المسؤوليات الجزائية، فإنّ الواضح هو أنّ ما بعد كشفِ المستور في تفاهم معراب ليس كما بعده، وبالتالي فإنّ علاقة «التيار» و»القوات» باتت تحتاج إلى هندسة جديدة وإعادة هيكلة، في حال قرّر الجانبان الإبقاءَ عليها أصلاً، علماً أنّ هناك من يفترض أنّ أحد الطرفين أو كليهما قد يجد أنّ من الافضل بعد الذي حدثَ فسخُ «الخطوبة السياسية» عقب «الخيانات» المتبادلة وثبوتِ عدم أهليتهما لـ»زواج ماروني».

ومع ذلك، لا يزال التنظيمان يحرصان، أقلّه في الخطاب العلني، على التمييز بين خلاف المصالح ومبدأ المصالحة. يعتمد هذا المنطق على مقاربة مفادُها أنّ تفاهم معراب هو في الاساس نصّ إجرائي وتطبيقي، تعلو المصالحة عليه ولا ترتبط به حصراً، خصوصاً أنّ عموم المسيحيين ليسوا مستعدّين للعودة الى ما قبلها بعد الويلات التي عانوا منها في مرحلة الصراع المحموم. لكن ليس معروفاً ما إذا كانت هذه المقاربة تستطيع الصمود طويلاً تحت وطأة الاتّهامات المتبادلة التي امتدّت نيرانها من المستويات القيادية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تلتهم «حرائق» الغضب والحقد الأخضرَ واليابس، في إشارةٍ واضحة الى أنّ القواعد عادت إلى الخنادق التي كانت قد بدأت بالخروج منها بعد التوصّل إلى إعلان النيّات واتفاق معراب. وهاجسُ الماضي كان حاضراً في الاجتماع الأخير بين باسيل وموفد جعجع الوزير ملحم رياشي. في تلك الجلسة، قال باسيل لضيفِه: من الضروري أن نعود إلى الوراء ونُجريَ مراجعة للفترة السابقة، فأجابه الرياشي: لا يمكن أن نذهب بعيداً في الرجوع الى الخلف. يمكن أن تبدأ المراجعة من لحظةِ توقيعِك على اتفاق معراب وحتى اليوم، أمّا مرحلة ما قبله فهي ملك لميشال عون وسمير جعجع فقط.

وتابَع الوزير القوّاتي قائلاً: ناشطو «التيار» و»القوات» يتبادلون الحملات القاسية.. ما بيِسوى نضَل هيك يا جبران.

وافقَه باسيل الرأي، وأجابه: أوكي.. أنا مستعدّ للهدنة، وسأجمع المعنيين بإعلام «التيار» في بيتي لأطلبَ منهم التهدئة، ويمكنك أن تعلن عن هذه التهدئة بعد انتهاء الاجتماع.

ردَّ موفد جعجع: إتّفقنا.. ومِن الافضل أن يكون ابراهيم (النائب ابراهيم كنعان) إلى جانبي، حتى يبدو الإعلان عن التهدئة من الطرفين.

وهكذا كان. لكن في اليوم التالي فلشَ باسيل في مقابلته التلفزيونية كلَّ الأوراق وأجرى جردةَ حسابٍ لتجربة التحالف مع «القوات»، مفَنّداً كلَّ اعتراضاته على سلوكها خلال الفترة الماضية.

غضبَ جعجع من تصرّفِ باسيل، بعدما شعرَ بتعرّضِه للخداع، وبأنه تمّ التعاطي باستخفاف مع مبادرته إلى إيفاد الرياشي للقاء رئيس «التيار» وتنفيس الاحتقان ترجمةً لِما كان قد اتّفِق عليه مع رئيس الجمهورية. عندها قرّر جعجع أن يباغتَ باسيل بنقلةٍ حاسمة فوق رقعة الشطرنج، فأوعَز بالكشف عن نصّ اتّفاق معراب، قائلاً لرئيس «التيار»: كِش ملك!

ليس خافياً أنّ الكيمياء بين جعجع وباسيل مفقودة، ومؤشّرات الجفاء المتبادل ظهَرت منذ وقت طويل. في إحدى الجلسات بين جعجع والنائب ابراهيم كنعان قبل الانتخابات النيابية، تمنّى رئيس «القوات» على كنعان أن يرويَ لباسيل القصّة الآتية:

«حصَل أنّ إعرابياً كان يتنقّل على ظهر فرَسه في الصحراء، فسمعَ على الطريق أنينَ رَجل. توقّف الإعرابي وسأله: ما بك؟ فأجابه الرَجل: لم يعد بمقدوري مواصلة المسير، وأنا أحتاج إلى من يوصلني إلى واحةٍ قريبة. نزل الإعرابي عن الفرس وأعطى مكانه للرَجل المتعَب، فيما راح هو يمشي إلى جانبه، لكن سرعان ما فرَّ الرجل، فناداه الإعرابي قبل أن يبتعد: توقّف.. خُذ الفرَس ولكن اسمعني. قال له الرَجل: ماذا تريد؟ فأجابه: لا تُخبر أحداً بما فعلتَه معي. سأله: لماذا؟ فردّ الإعرابي: حتى لا تنقصَ المروءة عند العرب فلا يساعد أحدُهم الآخر.

بالنسبة إلى جعجع، الأخطر في الأزمة المتجدّدة مع «التيار» هو نقصُ المروءة السياسية وفقدان الثقة في توقيع باسيل ونيّاته، مع ما يَعنيه ذلك من صعوبة الوثوق في الرَجل مرّةً أخرى. هذا ما يوحي به المطّلعون على «مزاج» معراب في هذه الأيام، مؤكّدين في الوقت ذاته أنّ الأبواب ليست مقفلة أمام مساعي المعالجة. وتردّداتُ نزاع «التيار»- «القوات» التقطتها أيضاً أعمدة الإرسال الدبلوماسية، إذ إنّ سفير دولة أوروبّية بارزة لم يتردّد خلال زيارته إلى أحدِ المسؤولين في الاستفسار حول حقيقة ما جرى، معتبراً أنّ مسألة عدمِ الالتزام بالتواقيع «مخيِّبة للآمال»، ومشيراً إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر كان يقول إنّ أهمّية الرئيس حافظ الأسد على رغم خلافنا معه تكمن في أنه كان يلتزم بكلمته وبالاتفاقات التي يوقّعها معنا.

 

اتفاق معراب: ما له وما عليه، وماذا بعد؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية/الاثنين 09 تموز 2018

السؤال الأبرز الذي يتبادر إلى الأذهان على أثر المواجهة التي تجاوزت كلَّ السقوف بين "القوات اللبنانية" والوزير جبران باسيل يتمثّل بالآتي: ماذا بعد؟، وهل انتهاء اتفاق معراب يعني العودة إلى القطيعة، وهل انتهى فعلاً الاتفاق؟

دلّت التجربة منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية أنّ حدود التفاهم بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لا تتجاوز حدود تنظيم الخلاف في ظلّ غياب النيّة لدى الوزير باسيل بترجمة الشراكة المنصوص عليها في التفاهم، وبالتالي منذ اللحظة الأولى تمّ التنصّل من الاتفاق الذي لم يطبّق منه شيء. وما أخذته "القوات" في بعض التعيينات لم يكن بموجب الاتفاق الذي ينصّ على المناصفة، إنّما بفِعل كونها من القوى السياسية المؤثّرة والتي لا يمكن تجاوزها بالمطلق.

وقد انتهى الاتفاق عملياً مع انتخاب عون رئيساً وليس كما يصوِّر البعض، على أثر الأزمة الأخيرة ونشر مضمونه الذي كان يجب أن يُنشر أساساً، وما نُشر هو الشق التطبيقي للشقّ السياسي الذي أعلن على مرحلتين في ورقة "إعلان النيّات" وفي ترشيح العماد عون في معراب. وهذا الشق تناوَل الأبعاد السيادية والإصلاحية والدولتية والاقتصادية والخارجية، وبالتالي النظرة إلى كلّ القضايا الوطنية والسياسية، ولذلك لا يمكن فصل الشق السياسي عن الشق التطبيقي الذي يجب أيضاً مقاربته بواقعية وبعيداً عن محاولات استغلاله لتصوير الأمور على غير حقيقتها.

هذا الاتفاق هو كلٌّ متكامل، والهدف منه أن يكون هناك مرجعية مسيحية داخل جسم الدولة، على غرار المرجعية الشيعية والسنّية والدرزية، وهذه المقاربة ليست رجعية كما تُحاول بعض الأصوات "التقدمية" انتقادَها، إنّما نظرة واقعية وضرورية وترتبط بصورة البلد وتكوينه، والوقائع دلّت إلى أنّ هناك حاجة ماسّة لمرجعية من هذا النوع بعد الخللِ الكبير في التوزان داخل هيكل الدولة، وبالتالي الهدف من هذه الخطوة ليس إلغاء هذا الفريق أو ذاك، فمن يستطيع مثلاً أن يتجاوز النائبَ السابق سليمان فرنجية في زغرتا أو غيرَه في أماكن أخرى، إنّما الهدف كان مزدوجاً: إشعار كلّ مسيحي بأنّ هناك مرجعية سياسية معنية بإدخاله إلى الدولة واحتضانه، وإشعاره بأنّ شأنه شأن غيره، والكلام هنا بشكل عام وليس عن كلّ موظف وموقع.

والهدف الثاني اعتماد آلية واضحة وشفّافة تُعيِّن الكفوء وتستبعد الفاشل، وبعيدة كلّ البعد عن كلّ منطق المحسوبيات والاستزلام، الأمر الذي يشكّل عدوى تنسحب على كلّ الطوائف الأخرى، لأنّ الأولوية يجب أن تكون لمنطق الدولة والمؤسسات، وبالتالي وظيفة المرجعية المسيحية ليس اختيار من يناسبها ويستزلم لها، إنّما اختيار الأكفأ وحمايته في ممارسة وظيفته التي عليه ممارستها لمصلحة الدولة وليس لأيّ شيء آخر.

وقد يكون الكلام عن تقاسمِ النفوذ غيرَ مستحبّ شعبياً، ولكن على أرض الواقع الأمور مختلفة تماماً، بدليل أنّ الاتفاق لم يطبَّق، وحتى لو طبِّق فهل يمكن مثلاً استبعاد حزب "الكتائب" عن الحكومة لو كانت كتلته من ٨ نواب، وهل يمكن استبعاد "المردة"، والوزير باسيل الذي رفض أن يقاسم "القوات" التي وقّع معها وثيقة تفاهم فتحَت طريق بعبدا أمام العماد عون لن يكون في وارد مقاسمة غيرها، وبالتالي هو نوع من ضمانة مبدئية.

وقد دلّت الانتخابات بنتائجها الشعبية أوّلاً والنيابية ثانياً إلى أنّ البيئة المسيحية مفروزة بين قوّتين أساسيتين وقوى أخرى حزبية أو مستقلّة بأبعاد مناطقية، وبالتالي مبرّرات التفاهم كانت وما زالت قائمة وفي محلّها، ولكن حسابات الوزير باسيل الرئاسية أطاحت بكلّ هذا التفاهم، فلو شكّلت مثلاً فرَق عملٍ مشتركة لكان بالتأكيد تمّ تجاوُز الكثير من سوء التفاهم في أكثر من ملف.

ولكن حتى سوء التفاهم لا يُبرّر القول إنّ "القوات" عارضَت سياسة العهد، فيما الهدف الأساس من هذا القول التنصّل من تفاهم معراب لا أكثر ولا أقل، لأنّ التباين بقيَ ضِمن حدود الملفّات الحكومية، وبماذا اختلف مثلاً موقف "القوات" عن موقف "حزب الله" في ملفّ الكهرباء أو التجنيس أو رفض المناقصات بالتراضي وغيرها من الملفات، وبالتالي لماذا لم يُتّهَم الحزب بما اتّهِمت به "القوات"؟ بكلّ بساطة لأنّ هناك إرادة واضحة للتنصّل من اتفاق معراب.

وأمّا رفضُ تأليف لجنة أو لجان مشتركة تنسيقية فعائدٌ إلى رفضِ الإقرار بمبدأ الشراكة، لأنّ آليةً مِن هذا النوع تحوّلهما إلى فريق عمل واحد، فيما الوزير باسيل لم يكن بهذا الوارد، بل في موازاة رفضِه التنسيقَ مع "القوات" سعى إلى التقارب مع الرئيس الحريري من أجل تطويق "القوات" وطنياً وسياسياً وحكومياً بإفقادها عمقَها الوطني الطبيعي، وما حصَل في الانتخابات كان جزءاً من هذا المشهد، إذ لو تحالفت "القوات" و"المستقبل" لكانت حصّتهما ارتفعت بحدود أربعة أو خمسة نواب، ولكان تكتل "لبنان القوي" انخفضَ إلى ما دون الـ٢٥ نائباً.

غير أنّ كلّ ما حصل يدخل ضِمن سيناريو واضح المعالم هدفُه تضخيم كتلة باسيل وتخفيض كتلة "القوات"، وهل من يتكلم بعد عن تحالفاته الغريبة والعجيبة في الانتخابات التي كلّ الهدف منها كان الخروج بأوسع تمثيلٍ ممكن، غير أنّ باسيل يدرك ضمناً أنّ حال التراجع تستدعي إعادة نظرٍ ببعض السياسات وإلّا سيتّجه وضعه نحو الأسوأ.

فتطويق "القوات" يكون عن طريق فكِّ تحالفِها مع "المستقبل" أوّلاً، وإضعافها في الانتخابات ثانياً، وتحجيمها في الحكومة ثالثاً، فيما المسار الحكومي وضَع الوزير باسيل أمام خيار من خيارين: إمّا أن يعود في هندسة التأليف إلى ما نصّ عليه الاتفاق والذي يقضي بالمناصفة بين "القوات" وبين "التيار الحر" بمعزل عن حجم كلّ طرف، كما كان عليه الوضع في الحكومة الحالية في ظلّ ٨ نواب لـ"القوات" وحوالي ٢٤ نائبا لتكتّل "الإصلاح والتغيير"، وبالتالي المناصفة زائد ٣ وزراء لرئيس الجمهورية، وفي حال أراد التنصّل من الاتفاق لا يمكنه احتساب حصّة رئيس الجمهورية من خارج تكتّل العهد، حيث من الطبيعي أن تكون حصته كجزء لا يتحزّأ من تكتله، وبالتالي على الوزير باسيل أن يختار.

و"القوات" تصِرّ على التمييز بين علاقتها بالرئيس عون وعلاقتها بالوزير باسيل، وتؤكّد أنّ تأييدها للعهد كعهد في السياسات والعناوين الوطنية الكبرى لا يعني تأييدَ باسيل بكلّ ملف يطرحه أو موقف يتّخذه، واللقاء بين الدكتور جعجع ورئيس الجمهورية كان أكثرَ مِن ناجح، وقد وضَعا خريطة طريق لترجمة مفاعيله، إلّا أنّ الصدمة جاءت بمواصلة الهجوم على "القوات" وكأنّ لقاء بعبدا لم يُعقَد.

وفي موازاة العلاقة الجيّدة مع رئيس الجمهورية فإنّ أيّ رهان على فصل العلاقة بين جعجع ورئيس الحكومة المكلّف وهم لن يتحقّق، والاهتزاز الذي شهدته علاقتهما كانت مِثل غيمة الصيف العابرة، والحريري يتمسّك إلى أبعد الحدود بمشاركة "القوات" و"الإشتراكي" في الحكومة، وغير صحيح أنه تخلّى عن دوره بإحالته العقدتين إلى رئيس الجمهورية، لأنّ الخلاف أو التباين ليس معه، بل بين باسيل من جهة وجعجع وجنبلاط من جهة أخرى، ولأنه ليس في وارد اقتراح تشكيلةِ أمرٍ واقعٍ تعطي جعجع وجنبلاط كما يريد باسيل، لعبَ دور الوسيط بين عون من جهة، وجعجع وجنبلاط من جهة أخرى، في محاولةٍ لتقريب وجهة نظر كلّ فريق من الآخر وسحبِ فتيلِ التصعيد، والتمهيد لتشكيل الحكومة العتيدة، ولكنّ تصعيد الوزير باسيل المتعمَّد أطاح كلّ شيء.

فهل ما تقدَّم يعني أنّ التأليف سيتأخّر وأنّ اتفاق معراب انتهى؟ الرئيس الحريري لن يؤلّف على حساب "القوات" و"الإشتراكي"، وأبواب الحلّ موجودة متى يُعاد فتح أبوابِ الحوار التي سيُعيد فتحها الرئيس المكلّف قريباً، ورفعُ السقوف لا يفيد، وإذا كان هناك من يريد اتّباع سياسةِ عضِّ الأصابع فسيأكل أصابعَه ندامةً هذه المرّة، وبالتالي من مصلحته الدخول في حوار واقعي وجدّي، خصوصاً أنّ ما تطرحه "القوات" و"الإشتراكي" هو عين الواقع.

وأمّا لجهةِ اتّفاق معراب، فهو لم يطبّق أساساً، وما حصَل، على رغم سلبياته، يمكن توظيفه بالاتّجاه الإيجابي عن طريق إعادة العمل بهذا الاتفاق وتطبيقه بنصّه وروحه، وعلى رغم أنّ هذا الأمر مستبعَد جداً، إلّا أنّ العلاقة بين "القوات" والوزير باسيل سيَحكمها وجودهما تحت سقف حكومة واحد، وبالتالي تعاونُهما على القطعة كما كان يحصل، وقد دلَّ الاشتباك الأخير إلى أنّ باسيل لا يستطيع أن يذهب بعيداً، وأنّ سقف الخلاف يتمثّل بما وصَلت إليه الأمور نهاية الأسبوع الماضي، والحوار بينهما يمكن أن يعود في أيّ لحظة يدرك فيها باسيل ما تدركه "القوات" أساساً أنّ أحداً لا يستطيع أن يحسم سياسياً على الآخر، وبالتالي الطريق الوحيد لمصلحتهما ومصلحة المسيحيين واللبنانيين تنظيمُ خلافهما، ولا يجوز أن يكون التبريد السياسي عنوانَ المرحلة وطنياً ويطبّق بين كلّ القوى السياسية باستثناء المعارك التي يفتحها باسيل حيناً في الداخل المسيحي وأحياناً على المستوى الوطني.

فمشهد الصراع والخلاف لن يبدّل شيئاً في مسار التأليف أو العلاقة بين "القوات" و"التيار"، بل المسار الصراعي يمكن أن يشكّل أحياناً فرصةً لتوليد الحلول والمخارج التي قد تبدأ بالحكومة ولا تنتهي بتنظيم الخلاف بين "القوات" والوزير باسيل، في ظلّ استبعاد إعادةِ إحياء العلاقة وما نصَّ عليه التحالف ربطاً باستراتيجية باسيل الرئاسية، ولكنّ "توازن الرعب" الذي يفرض نفسَه يشكّل حاجةً إلى تنظيم الخلاف، كما أنّ الحاجة إلى الاستقرار السياسي تفرض نفسَها من أجل انطلاقةٍ واعدة للمرحلة الثانية من عهد الرئيس عون بعد تشكيل الحكومة العتيدة، حيث إنّ فتح المواجهاتِ كما حصل ويحصل يشكّل المعرقل الأوّل للعهد.

 

أهلاً بكم في «دويلات الطوائف» اللبنانية

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/08 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65881/%D8%A5%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B4%D9%82%D8%B1%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D8%A8%D9%83%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88/

لننسَ، ولو لبرهة، التباهي الغريب بالقوة والاعتزاز المبالغ فيه بالوطنية، ولننظر إلى الأمور كما هي على الأرض.

قلة من المتابعين تصدّق أن الوضع في لبنان سليم. وأقل من هؤلاء يرون أن البلد يظل، إلى حد ما، يتمتع بحصانة داخلية تقيه مخاطر الوضع الإقليمي غير المشجع. وأقل من الفريقين أولئك الذين يرون أن الوضع الإقليمي المشار إليه سيضمن استقراراً طويل المدى، مع أن الانطباع العام هو عن وجود «غالب ومغلوب» على المدى القصير – على الأقل – برعاية أو مباركة دولية.

الحقيقة التي لا يودّ بعض اللبنانيين الاعتراف بها أن البلد في أزمة عميقة، ما عادت تستطيع تغييبها مناورات السياسيين أو اللقاءات الصحافية الرئاسية. وما حدث خلال الأيام القليلة الماضية على الساحة المسيحية (بالذات المارونية)، بما فيه الكشف عن مضمون «تفاهم معراب» بين «التيار الوطني الحر» (التيار العوني) وحزب «القوات اللبنانية»، يؤكد انعدام الثقة ووصول الصفقات الاستنسابية المؤقتة إلى نهاية الطريق.

أما على الساحة السنّية، فجاء كشف النقاب عن عُمق الأزمة المالية التي تعصف بجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية العريقة (أسست عام 1878) والتي تهدّدها بالإفلاس، ليكمل صورة القلق من تزايد التشرذم السنّي واستخفاف البعض بموقع «الرئاسة الثالثة» المحجوزة دستورياً للسنّة… وهو ما أدى إلى تداعي 3 رؤساء حكومات سابقين للاجتماع برئيس الحكومة سعد الحريري تأكيداً على وحدة الصف.

أزمتا المسيحيين الموارنة والسنة، الذين يشكلون مع الشيعة الكتل الطائفية الأكبر عدداً في لبنان، والذين يتقاسمون مع الشيعة الرئاسات الثلاث (الجمهورية والبرلمان والحكومة)، يقابلهما تكتل شيعي يبدو – حتى الآن – متماسكاً بعدما خدمته كثيراً ممارساته الداخلية، ودعمه أكثر المشروع الإيراني التوسّعي الإقليمي. وهذا ما هو جلي اليوم، بعد اقتراب محنة سوريا من النهاية التي عمل من أجلها كل الذين وقفوا ضد انتفاضة شعبها ووحدتها الوطنية.

التزام الرئيس الأميركي باراك أوباما، قلباً وقالباً، بالتحالف مع إيران ضد حلفاء واشنطن التقليديين كان خياراً مهماً جداً على الصعيد الاستراتيجي، لا سيما أن أوباما حكم لفترتين رئاسيتين بنى خلالهما قناعاته على أسس آيديولوجية قاطعة. ومن ثم، فإن 8 سنوات من الدعم الأميركي المُستتر لنظام طهران، والتغاضي المتعمّد عن تجاوزاته وأطماعه، ومشاريعه التي أخذ ينفذها بالأسلحة التقليدية قبل أن يكمل ترساناته النووية… ليست بالمسألة البسيطة.

من ناحية أخرى، لا يصح الاستهانة مطلقاً بطموح روسيا تحت قيادة تتذكّر الإرث السوفياتي وتعتزّ بقدراته العسكرية والأمنية، وتحنّ لسطوته قبل نهاية «الحرب الباردة» على نصف الكرة الأرضية. وبما يخصّ الشرق الأوسط، تعاملت «موسكو – فلاديمير بوتين» مع إيران أيضاً كجسر يعيدها إلى المنطقة، وحليف تكتيكي تمارس عبره ابتزاز واشنطن وإنهاكها ما أمكنها ذلك. ومن هذا المنطلق، لعبت موسكو دوراً نشطاً في المساعدة في بناء القدرات النووية الإيرانية، وغضت النظر عن توسّع نفوذ الملالي في العراق وسوريا ولبنان، بل اعتبرت هذا التوسع رافداً لخطة ابتزاز واشنطن كي تقبل عودتها شريكاً في الشرق الأوسط، كما كان عليه الوضع أيام الاتحاد السوفياتي.

وهكذا، بمزيج من الاقتناع «الأوبامي» الاعتذاري بضرورة تطبيع العلاقات مع طهران، والطموح «البوتيني» العنيد للعودة إلى الشرق الأوسط شريكاً كاملاً فيها للأميركيين… ارتسمت ملامح ما رأيناه ونراه منذ 2011.

كان طبيعياً أن يؤتي هذا الضغط «من فوق» ثماره داخل كيانات المنطقة، وتحديداً دول «الهلال الخصيب» (العراق وسوريا ولبنان وفلسطين)، مع استقواء طهران به، واندفاعها أكثر فأكثر في مشروعها المتمدد إلى الخليج واليمن أيضاً. وفي نهاية المطاف، ما كان ينقص التفجير الكامل سوى «صاعق التفجير» الذي سرعان ما أمّنته «داعش» والقوى التي دعمتها ورعتها وتواطأت معها.

صارت فظائع «داعش» هي «بيت القصيد»، وغدا القضاء عليها الذريعة الجاهزة ليس فقط للسكوت على مشروع طهران، ولا التطبيع مع طهران نووية فحسب، بل القبول أيضاً بـ«شرعية» ميليشيات طائفية تلغي سيادة دول أعضاء في الأمم المتحدة. واليوم، بينما تدافع عدة حكومات غربية علناً عن اتفاق نووي أطلق يد طهران في الشرق الأوسط، فإن الكثير من القوى الغربية تتعامل فعلياً مع ميليشياتها في العراق ولبنان واليمن وتتفاوض معها على أساس أنها جزء من السلطة الشرعية.

في لبنان، أضحى حزب الله، الذي هو القوة الوحيدة على الساحة اللبنانية التي تحتفظ بسلاحها خارج سلطة الدولة، العمود الفقري للدولة. ذلك أنه، بفضل حصرية سلاحه المسكوت عنه دولياً، استطاع فرض مرشحه لرئاسة الجمهورية، وفرَض قانون الانتخاب الذي يريده لإجراء الانتخابات البرلمانية على أساسه. وهو اليوم الجهة الممسكة بملف النزوح السوري بعدما كان الجهة المتسببة به نتيجة تدخله العسكري لقمع الانتفاضة السورية.

أكثر من هذا، ثمة مراقبون سياسيون في لبنان يتهمون الحزب بقيادة حملة ممنهجة لإضعاف موقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وما يمثله في الشارع السنّي، والتصعيد الذي يقوده وزير الخارجية جبران باسيل ضد حزب القوات اللبنانية – وما يمثله في الشارع المسيحي – والحزب التقدمي الاشتراكي – وما يمثله في الشارع الدرزي.

واللافت، أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي وعد لدى التوافق على انتخابه بأن يكون «أب الجميع» لا يبدو قادراً على إيجاد مسافة بين موقع الرئاسة ومواقف «التيار» الذي أسند رئاسته لصهره وزير الخارجية باسيل. وكانت آخر النكسات فشل كل مساعي التفاهم المسيحي – المسيحي، واضطرار القوات اللبنانية لكشف تفاصيل «تفاهم معراب» السرّية رداً لحملة أخرى من حملات باسيل الشرسة عليها.

كذلك، فإن هالة «الرئيس القوي» التي أصرّ تيار عون على ترويجها، ومن ثم اعتماد نعت «القوي» حتى في أسماء لوائحه الانتخابية البرلمانية، لم تظهر حتى الآن في فرض هيبة الدولة وسيادتها وتماسكها ووحدة قرارها، بقدر ما ظهرت على شكل «استقواء» على اللاجئين والنازحين ووكالات الأمم المتحدة.

ومن ثم، يصح القول، للأسف، ما عاد لبنان سوى «دويلات طوائف» غالبيتها ضعيفة مهزومة، و«القوية» الرابحة واحدة… إلى حين.

 

زمن الغضب لا الكياسة

ديانا مقد/الحرة/08 تموز/18

وقف الممثل الأميركي روبرت دينيرو في حفل توزيع جوائزTony Awards، الشهر الماضي على المسرح، نظر إلى الجمهور وابتسم، رفع يديه وقال بصوت عال: “Fuck Trump”.

ثارت ثائرة الجمهوريين وبعض الديموقراطيين الذين رأوا أن أسلوب المواجهة الفظ والبذيء هذا يمكن أن يقوّي الرئيس الأميركي بدل تقويض خطره. لكن الجدل لم يصل إلى حد مقاضاة دينيرو والحكم بسجنه مثلاً أو تجريده من حقوقه المدنية، على غرار أحكام تتكرر هنا في المنطقة تجاه من يرفع صوتاً غاضباً وحانقاً بعبارات بذيئة. تعيش الولايات المتحدة ومعها العالم كابوس الحقبة الترامبية، التي باتت تنتهج سياسات شعبوية تزخر بالكراهية والتمييز بصفتهما عناصر الهوية الوطنية. هذا الجنون دفع بالبعض إلى تجاوز حدود اللياقة في طريقة الاعتراض، تماماً كما فعل دينيرو…

لكن ألم يتجاوز ترامب نفسه حدود اللياقة مرات ومرات ومنذ زمن بعيد؟ ولأن المقارنات حاضرة دائماً، يبدو أن النموذج الترامبي يلقى رواجاً كبيراً، فها نحن نشهد كيف ينحو مزيد من القادة والسياسيين والشخصيات العامة في العالم خصوصاً في المنطقة العربية نحو الشعبوية والتسلط والكراهية، سياسةً ولغةً وممارسةً. يحصل هذا فيما تصرّ أنظمة بعينها على ملاحقة أشخاص وسجنهم لأنهم كتبوا تعليقاً أو رأياً ما، وهذا مزاج تبدأه الأنظمة وتنظّر له بصفته حماية للأمة وللوطن، لكنه سرعان ما ينتشر كالوباء فيكثر المهللون لسجن البعض وتوقيفهم وإهانتهم، لأنهم قالوا قولاً ما…

فلماذا نشعر بالإهانة من كلمات وليس من سياسات عامة وممارسات فعلية؟ فالتعبير عن الغضب المبرر ليس وقاحة، وإن اسُخدِمت لغة فجّة ولاذعة.

في لبنان مثلاً، عمد وزير الخارجية جبران باسيل إلى رفع 11 دعوى قضائية ضد الصحافي فداء عيتاني، وتمكن من الحصول على حكم ضده بسبب تعليقه اللاذع ضد باسيل، بعد أن مات موقوفون سوريون تحت التعذيب في سجون الجيش اللبناني صيف 2017، فقرر القاضي سجن عيتاني وتغريمه، إلا أن الأخير بات خارج البلاد لاجئاً في بريطانيا. فلماذا نشعر بالإهانة من كلمات وليس من سياسات عامة وممارسات فعلية؟ فالتعبير عن الغضب المبرر ليس وقاحة، وإن اسُخدِمت لغة فجّة ولاذعة.

ترى كيف يستطيع خبراء الذوق والكياسة أن يشرحوا لباسيل مثلاً أن موت لاجئين سوريين تحت التعذيب في سجون الجيش اللبناني هو أمر سيئ ويدفع إلى الغضب، وهذا ما عبر عنه عيتاني في تعليقه اللاذع؟

فتحت “السوشيل ميديا” باب البذاءات والشتائم على مصراعيه، إذ بات لكل شخص منبره الخاص، حيث يلقي ما يحلو له من عبارات وشتائم، فهل نسجن الجميع وهل يهاجم الناس بعضهم بعضاً جراء ذلك؟

لا شك في أن لغة الشتم والتشهير قد استفحلت، وهي تنعكس ضرراً على القضايا المحقة، لكن الانشغال بتصيّد الناس الذين يقولون قولاً فظاً، أمر سخيف. صحيح أن لغة الشتائم والكراهية ليست وسيلة مثلى للتعبير عن الغضب، كما أنها ليست طريقة مقنعة، ولكنها لا تعني في أي حال من الأحوال أن الأشخاص الذين يسبّون ويلعنون، يتساوون مع أولئك الذين يضطهدون. وفي الحقيقة ليس كل الغضب مذموماً، فإذا كان هناك قادة وسياسيون يريدون للذم أن يتوقف، فعليهم ببساطة أن يتوقفوا عن فعل ما يثير ذلك. وحين يتعلق الأمر بالتمدن في المسار السياسي، فإن الطبقات السياسية الحاكمة بمعظمها والمدافعين عنها، ليسوا في موقع يسمح لهم بالتنظير وإطلاق المواعظ، وأي ادعاء بأنهم يملكون الأرضية الأخلاقية لذلك تبدده سريعاً لغتهم وممارساتهم… لقد استعمل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إشارات فاضحة علناً لدى حديثه عن ديبلوماسية لبنانية في فيديو شهير سيبقى في الذاكرة لشخصية رسمية وهو لم يعتذر ولم يلاحق رسمياً بسببه. وباسيل رفض المساواة بين اللبنانيات حين قال إنه ليس من حق اللبنانيات المتزوجات من سوريين وفلسطينيين منح الجنسية لأبنائهن. الأمر هنا يتجاوز اللياقة وقواعد السلوك، فنحن أمام مسؤول خرق معايير الديموقراطية والحقوق وشجع على الكراهية والتمييز.

هذا تماماً ما يفعله مسؤولون وحكام يومياً، وهم يرون كيف يتخبط العالم ببذاءة ترامب وشعبويته فيشعرون بأنهم غير ملاحقين إن هم تصرفوا مثله. ليس من المنطقي أن نسجن أنفسنا بمعايير اللياقة بينما يقوم آخرون بتدنيس الديموقراطية نفسها. تكثر السوابق التاريخية حيث يشعر الناس، في وقت لاحق، بأن كان عليهم فعل المزيد عندما تتاح لهم الفرصة. هذا الزمن البائس الذي نعيشه لا يدعو إلى الكياسة بل إلى الغضب، بل وكثير منه..

 

تشكيل الحكومة في ما قبل المربّع الأول والأزمة المالية والاقتصادية الى تفاقم

الهام فريحة/الأنوار/09 تموز/18

وكأن سقوط اتفاق معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية كان القشة التي قصمت ظهر البعير فتهاوى هيكل تشكيل الحكومة وكأن الأمور كانت بحاجة الى سبب يطيح عملية التشكيل هذه.

واقع الأمر أن اتفاق معراب لم يسقط في الاسبوع الفائت بل ان أوراقه بدأت تتساقط منذ أيام حكومة تصريف الأعمال، لكل طرف من طرفي الاتفاق "جبل" من الملاحظات على الطرف الثاني:

التيار الوطني الحر يقول ان القوات اللبنانية لم تدعم العهد وفق ما ودر في الاتفاق.

ترد القوات اللبنانية انها انتقدت اداءً وزاريًا وحكوميًا على ممارسات لها علاقة بالصفقات ومنها صفقة البواخر، فهل هذا انتقاد للعهد؟

في تعيينات الفئة الاولى لم يحصل أي اتفاق، على عكس ما ورد في الإتفاق.

وفي الانتخابات النيابية لم يتفق التيار والقوات في أي دائرة، علمًا ان الاتفاق تضمّن أن يكون هناك اتفاق في الإنتخابات النيابية.

بهذا المعنى يمكن اعتبار ان الإتفاق سقط تباعًا وفي فترات متلاحقة، إلى أن جاء سقوطه المدوي الاسبوع الماضي، وهنا يأتي السؤال الكبير: ماذا بعد سقوط هذا الاتفاق؟ وما هي إنعكاساته على تشكيل الحكومة؟

عمليًا، العقدة المسيحية هي جزء من تعقيدات تشكيل الحكومة، وفكفكة هذه العقدة لا يعني ان كل العقد قد فككت:

العقدة الدرزية ما زالت على حالها، فالنائب السابق وليد جنبلاط يريد الوزراء الدروز الثلاثة من حصته فيما يصرّ رئيس الجمهورية على أن يكون الوزير الثالث مَن يسميه النائب طلال ارسلان، وعلى الأرجح الوزير السابق مروان خير الدين.

ولا تغيب ايضًا العقدة السنية حيث ان كتلة نواب المردة وحلفائها تطالب بمقعدين وزاريين: واحد سنّي وواحد مسيحي.

إذًا تشكيل الحكومة ما زال في المربّع الأول، حتى ان هذا المربع اختفى، والأمور عند النقطة الصفر، لكن هذا التأزم والتأزيم يأتي في ظل وضعٍ في غاية الخطورة على المستويات المالية والاقتصادية.

فوزير الاقتصاد رائد خوري الذي تابع عن الجانب اللبناني شركة "ماكينزي"، سئل عن "السعر المرتفع" الذي تقاضته الشركة على مدى ستة شهور (مليون ونصف المليون دولار) فكان جوابه: "هذا المبلغ هو كلفة ساعة فوائد على الدين العام!

مخيف هذا الجواب، لأن العداد شغّال، فطالما ان الوقت لا يتوقف وطالما ان الساعة تدور، فهذا يعني ان اللبناني يتكبّد كل ساعة مليون ونصف المليون دولار، والسؤال الكبير: متى يتوقف العداد عن الدوران في اتجاه زيادة الديون؟ وفي أي تاريخ يبدأ العداد ليشير الى تسديد الديون؟ الجواب ليس في متناول أحد.

 

الأخلاق وفسادها وإفسادها

الهام فريحة/الأنوار/09 تموز/18

الاحترام تربية وليس ضعفًا، والاعتذار خُلُق وليس مذلة.

إذا كان في الإنسان عشر خصال، تسع منها صالحة وواحدة هي سوء الخلق، تفسد هذه الخصلة الخصلات التسع.

الأخلاق هي الحساسية المرضية للمنحط، مع النية الخفية في الإنتقام من الحياة.

مَن يظن أن يسلَم من كلام الناس فهو مجنون.

الأخلاق شجرة يجب الاعتناء بها حتى لا يميتها أصحاب السوء.

اذا فشلت في رفع أحد لمستوى أخلاقك فلا تدعه ينجح في إنزالك لمستوى أخلاقه.

عامِل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم.

إصبِر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله، كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.

الأم، وجودها حياة، قسوتها إرشاد، أنفاسها رئة ثالثة، دعواتها نجاة، أقدامها جنّة.

أُخلُص، تثبُت.

الأخلاق كالأرزاق.

التخصص الوحيد الذي لم يُدرّس ولن يُدرّس في كل الجامعات في الدنيا هو الأخلاق، فقد يحمل هذه الشهادة عامل نظافة، وقد يرسب فيها الدكتور المحاضِر.

لا قيمة للجمال إذا انعدم الخُلق.

الأخلاق روح لا تموت.

إذا سقط الاحترام فليس هناك من داعٍ لأي علاقة اخرى، فلا حب من دون احترام، ولا صداقة من دون احترام، وحتى لا قرابة من دون احترام.

عندما نعشق أخلاقهم، نعشق أشكالهم، حتى لو لم يكونوا على قدرٍ من الجمال.

 

كم مرة هددت إيران بإغلاق «هرمز»؟!

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/08 تموز/18

لا أحد يستطيع أن يحصر كم مرة في تاريخها منذ ثورتها عام 1979 هدّدت إيران بإغلاق مضيق هرمز. كلما حدثت أزمة، وما أكثر أزماتها، خرج أحد مسؤوليها للتهديد بذلك. وعلى مدار نحو أربعة عقود من التهديدات المتتالية، لم تفعلها طهران ولو لمرة واحدة، بل حتى في حرب السنوات الثماني ضد العراق وفي خضم ما كان يعرف بحرب الناقلات، وقام الأسطول الأميركي بمهاجمة سفن إيرانية، وكانت من أشهر هذه الهجمات الهجوم الذي وقع في أبريل (نيسان) 1988، وأدى إلى تدمير سفينتين حربيتين إيرانيتين، وحينها أيضاً هدّدت وتوعدت وأزبدت إيران بأنها ستغلق المضيق ومع ذلك لم تتجرأ. الوعيد الجديد أتى على لسان الحرس الثوري الإيراني الذي أطلق تهديداً بشأن مضيق هرمز «إما أن يكون للجميع أو لا أحد»، وكذلك فعل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يوم الثلاثاء، عندما لمّح إلى قدرة بلاده على منع شحنات النفط من الدول المجاورة، إذا ما استجابت الدول لطلب الولايات المتحدة بعدم شراء نفط إيران، وسريعاً ما ردّت القيادة المركزية الأميركية، الخميس، مؤكدة أنها وشركاءها يوفرون الأمن للمنطقة، قبل أن يعود رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، بالقول إن روحاني لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة إذا لم تصدر إيران نفطها، وهي السياسة الإيرانية المعتادة بإطلاق التهديدات والعودة عنها، ثم إطلاقها من جديد وهكذا، فطهران تدرك العواقب التي يمكن أن تترتب على قرار قطع سير النقل في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم. الواقع يقول إن إيران قادرة فعلاً على إغلاق مضيق هرمز، لكن من المستحيل عليها تحمل تبعات ذلك، وهي تعلم ذلك جيداً ولا يمكن أن تخاطر بتنفيذ تهديداتها، ليس لأن إغلاق المضيق الذي يمر منه 30 في المائة من النفط العالمي سيسبب أزمة طاقة عالمية، ولا يستبعد أن تصل أسعار النفط بشكلٍ كبير إلى 400 دولار للبرميل، وإنما لأنه سيكون أقرب إلى الانتحار الإيراني، فهو بمثابة إعلان حرب ليس فقط ضد الدول الخليجية المصدرة للنفط عبر المضيق، (تحمل ناقلات النفط كل يوم قرابة 17 مليون برميل نفط من إيران وقطر والإمارات والمملكة العربية السعودية والعراق)، وإنما أيضاً ضد المستوردين الرئيسيين، وهؤلاء ليسوا فقط الولايات المتحدة خصم إيران اللدود، وإنما يشملون الصين وأوروبا (نحو 80 في المائة من النفط المصدر عبر المضيق يتجه إلى الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وسنغافورة) وهو ما دعا الصين التي تعد من أقرب الشركاء مع إيران، إلى التحفظ على تهديد إغلاق المضيق ودعوتها إلى «أن تكرس نفسها لتكون جارة صالحة، وأن تتعايش سلمياً»، كما قال تشين شياو دونغ مساعد وزير الخارجية الصيني: «فإغلاق المضيق أخطر تهديد على هذه المنطقة، ويُعتبر إعلان حرب على جميع الدول التي تستورد النفط من الخليج». لو كانت طهران قادرة واقعياً على السيطرة على المضيق الاستراتيجي لسيطرت عليه منذ اليوم الأول لثورتها، ولكنها تكتفي منذ ذلك الحين بإطلاق التهديدات اللفظية من أجل تخفيف الضغط عليها، وهذه المرة تفعلها من أجل محاولة إيصال رسائل لشركائها الباقين في الاتفاق النووي، لكي يساعدوها في إخراجها من أزمتها السياسية والاقتصادية الكارثية، أما دول الخليج فهي مطمئنة أن إيران لا تستطيع إغلاق المضيق، لأنه وبكل بساطة إعلان حرب على دول العالم، والنظام الإيراني أعجز من فعل ذلك وإعطاء العالم بأسره فرصة لكي يتضامن ضدها.

 

مي والصحافي

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/08 تموز/18

لم تحظَ أديبة عربية معاصرة بالاهتمام الذي أحيطت به مي زيادة، صاحبة أشهر صالون أدبي في مصر وربما العالم العربي، على مرّ التاريخ. لم يكن مثار الاهتمام نتاجها الأدبي، القليل نسبياً، بقدر ما كان شخصيتها المحببة، ومن ثم مأساتها الكبرى عندما اتهمها أهلها في لبنان بالجنون وأودعوها مستشفى الأمراض العقلية طمعاً بميراثها. كان آخر عملٍ أدبي عن حياة مي قبل أشهر، الرواية التي وضعها الجزائري واسيني الأعرج، مركّزاً بالطبع على العنصر الدرامي في تلك السيرة الحافلة. «الغريب» أن كل ما كُتِبَ عن مي كان انبهاراً أو إعجاباً أو حتى حباً. كما حدث بالنسبة لأشهر الموَلّهين الأستاذ عباس محمود العقاد، أو للشاعر ولي الدين يكن، أو لجبران خليل جبران، أو للشيخ مصطفى صادق الرافعي. «يحزنني» أن ثمة كاتباً واحداً رأى في مي زيادة ما يستحق الهجوم. أرجو أن تمهلوني في كشف الاسم كي نستعرض قبلاً عدد وأسماء العمالقة الذين كانوا يعتبرون الانتساب إلى ندوة مي، مساء الثلاثاء، بهجة من مباهج العقل وفرحاً من فرح الحياة. وأستند في ذلك إلى دراسة فائقة الدقة، كمثل جميع أعماله، لمؤرخ مصر الأستاذ وديع فلسطين نشرها في «وجهات نظر» عام 1999. يقول المؤرخ، إن صالون مي كان يضم شعراء من أمثال إسماعيل صبري باشا، وصاحب «المقتطف» الدكتور يعقوب صروف، والشاعر خليل مطران، ورئيس تحرير «الأهرام» أنطون الجميل. وصف الشيخ مصطفى عبد الرازق القاعة التي كان يعقد فيها المنتدى قائلاً: «أما المنتدى نفسه فهو رحبٌ فسيحٌ تأنقت هي في اختيار أساسه، وظهر ذوقها السليم في الطرف المنثورة في جوانبه، والصور المعلقة على جدرانه». وكانت والدة مي السيدة زهرة معمر (وهي فلسطينية من الناصرة) ووالدها إلياس زاخور زيادة يستقبلان مرتادي الصالون، ويرحبان بهم ريثما توافيهم هي في أكمل هندامٍ، لتكرر الحفاوة بضيوفها. وكانت تدور عليهم بنفسها بأقداح شراب الورد، أو تقدِّم لهم القهوة والشاي. ضم المنتدى من النساء السيدة هدى شعراوي، وباحثة البادية الشاعرة ملك حفني ناصف، ونظلة الحكيم زوجة عميد الفلسفة والأدب الدكتور محمد مظهر سعيد. أما الأدباء فكان بينهم الأمير أحمد شوقي، والشاعر اللبناني شبلي الملاط، وشاعر الأقطار العربية خليل مطران، وشاعر النيل حافظ إبراهيم، والشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي، والعالم الزراعي السوري الأمير مصطفى الشهابي، والفريق أمين المعلوف باشا صاحب «المعجم الفلكي»، والدكتور أمير بقطر عميد كلية التربية في الجامعة الأميركية. ومن رجال الدين الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ مصطفى عبد الرازق الذي صار شيخاً للجامع الأزهر، وشقيقه الشيخ علي عبد الرازق صاحب كتاب «الإسلام وأصول الحكم». إلى اللقاء...

 

الهروب إلى الأمام في مسألة المهاجرين/اللاجئين

منى فياض/الحرة/08 تموز/18

اللجوء أو النزوح أو الهجرة، أو أي تسمية شئنا، يعني الآن التشرد في العراء والارتماء في أحضان البحر هربا من جحيم بلدان العالم الثالث. تتناسل وتتضخم هذه الظاهرة مثل وباء يمكن تسميته "الرغبة بالهرب" أو "الطفشان". يجمع الباحثون أن هذه الظاهرة ستكون أحد أهم مشاكل الألفية الثالثة وأحد أهم المظاهر التي أفرزتها العولمة بوجهيها: توحش الرأسمال عابر القارات والعنف والقتل المتفلتين من كل عقال.

عندما يرى الشاب، بأم عينيه وفي كل حين، كيف يعيش "المواطن" محترما في بلدان العالم الأول فيما يعلق بين فكي البؤس والقتل، سيركب بالطبع أمواج البحر حتى ولو كان هناك موت آخر محتمل بالانتظار. كل هذا على أمل الوصول إلى الشاطئ المقابل بعيدا عما يفترض أنه الوطن. وكلما غفلنا عن أمر هؤلاء الهاربين، فستعيد تذكيرنا بهم حادثة كـ"الأكواريوس" التي حملت 630 مهاجرا ضاقت بهم أوروبا على امتدادها بسبب قوانينها غير المهيأة لهذه الظاهرة المستجدة ولعجز دول الاتحاد الأوروبي عن التنسيق فيما بينها. وهذا حديث آخر.

يعتبر الأوروبيون هذه الظاهرة، التي تطال عشرات الآلاف ممن يرتمون في البحر أو يهيمون على وجوههم في البراري والجبال كما حصل في الشتاء الماضي في جبال لبنان المحاذية لسورية حيث تجمد وقضى عشرات الأشخاص في الصقيع، هروبا من جحيم الحرب الأهلية وذلك في نوع من التسامح مع الذات! ففي سورية "حرب أهلية" على ما يبدو! فذلك أجدر بطمأنة الضمائر وإبعاد المسؤولية عن الدول الكبرى لاستمرار حروب احتلال سورية أو تجارة الموت العالمية واسمها التقني "تجارة السلاح".

المحفزات والمساعدات التي يغري بها الأوروبيون الدول المنكوبة كلبنان والأردن ليست إلا مورفين لمريض السرطان

غريب أمر هذه الدول، ألم يكن أرخص وأقل كلفة وأكثر احتشاما وحفظا للحياة الإنسانية وكرامتها أن يبذل مثل هذا الجهد لإيقاف الحرب بدل الأزمة المتفاقمة على جميع الأصعدة!

الأوروبيون مصابون بالذعر من اجتياح "المهاجرين" لساحتهم وملعبهم (الملفت عدم استخدامهم صفة اللاجئين هناك وتخصيصنا بها)، فتتهدد حكومات وتستعيد تيارات اليمين العنصرية مجدها تحت تسمية مخففة كـ"الشعبوية"، تهربا من الذاكرة النازية. تعقد المؤتمرات وتصدر القرارات وتزدحم الزيارات لاحتواء مفاعيل داء العصر، إما بإبقائهم في الأمكنة البعيدة عنهم، أو احتجازهم في معسكرات انتظار عند نجاحهم بالوصول إلى الجنة الأوروبية!

لكن أوروبا التي تضيق بمليون ونصف نازح/ مهاجر، ترتئي أن على بلد مثل لبنان أن يستوعب عددا يزيد عن ذلك! في إشارة ضمنية إلى أن "الثقافة المتجانسة" تساعد على الاندماج. لكن ربما يصح هذا الافتراض في الحالة التركية، فمليونان أو ثلاثة ملايين نازح يمكن استيعابهم في إطار هذا المفهوم في بلد تعداده يقارب الـ 80 مليون نسمة. لكن مهما فعلنا لن يكون ممكنا للبنان أو للأردن النجاة من مفاعيل هذه النسب التي تقارب نصف عدد السكان (أكثر للبنان وأقل للأردن).

وأمام حجم المشكلة، لم يجد وزير خارجيتنا (جبران باسيل) سوى مفوضية اللاجئين كممثل للحكومات الغربية ليهاجمها، وهي التي تميل حقا إلى تخفيف المشكلة، في وقت أن الحكومة اللبنانية مقصرة بحق اللبنانيين قبل السوريين. وتصبح المشكلة في التسمية؛ ويثور الجدل حول مفهومي لاجئ ونازح، فتعتبر الأمم المتحدة أنهم "لاجئون" بما يترتب عن ذلك من حقوق، فيما تصر الحكومة اللبنانية على تسميتهم بـ"نازحين".

اللافت هو أن الأدبيات الغربية تستعمل كلمة مهاجر (immigré) لوصف الأشخاص الهاربين إليها، وهم لن يصبحوا لاجئين (refugié) إلا بعد أن تقبل بهم الدولة المضيفة بهذه الصفة، وإلا سيظلون مهاجرين على متن السفن أو الزوارق أو محاصرين في مخيمات، ومصدر صراع دائم بين الدول وتهديد للمجتمعات.

ينتقل الأشخاص بين لبنان، المعروفة أوضاعه وانقساماته ومشاكله، وسورية من دون جوازات سفر أو فيزا سوى إبراز بطاقة الهوية؛ وفي بداية الأزمة عبر إليه مئات آلاف النازحين الذين بدأوا بالتوافد بعد أن تسبب حزب الله بتهجيرهم إثر احتلاله لمدينة القصير. ظلت المشكلة غائبة عن سمع المسؤولين، حتى ما قبل عامين، ربما للتقليل من حجم مسؤولية الحزب. ولم يقم لبنان الرسمي بأي تدبير لمواجهة المشكلة أو لتخصيص أماكن أو مخيمات للنازحين. وفجأة بدأ الحديث عن مشكلة الأعداد الفائضة منهم المتواجدين على الأرض اللبنانية من دون أي رقابة إلى أن بلغ تعدادهم ما يعادل نصف عدد السكان، في سابقة عالمية أولى من نوعها. ولم يحرك المسؤولون اللبنانيون ساكنا إلا عندما احتاجوا إلى تبادل العلاقات مع نظام الأسد.

لكن بروفة هذه العودة التي جرت في بلدة عرسال (عند الحدود اللبنانية ـ السورية) قبل أيام، بينت أن المسؤول عن التهجير ـ عدا القتل طبعا ـ ومن يمنع عودتهم هو النظام نفسه الذي يتهرب المسؤولين اللبنانيين من إدانته من أجل التصويب على الأمم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين التابعة لها. لكن سرعان ما باءت الدعاية عن عودة اللاجئين الوشيكة بالفشل لأن من عاد منهم لم يكن سوى بضعة مئات ومع ذلك ينتقي نظام الأسد من بينهم من يحق له العودة ومن لا يحق، بعد أن مهد لاعتبارهم أجانب في بلدهم مع القانون الشهير رقم 10.

وبحسب الصحف: "انخفض عدد النازحين العائدين إلى القلمون الغربي في سورية من مخيمات بلدة عرسال اللبنانية من 400 نازح أعلن أن القافلة الأولى ستشملهم، إلى أقل من 300 نازح". وقال رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لجريدة "الحياة": "إن السبب أن الموافقة السورية لم تشمل أسماء عائلات أشخاص، ففضل هؤلاء انتظار الموافقة السورية على بقية أفراد العائلة للعودة إلى الداخل السوري".

وأمام كل هذا التكاذب، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، كيف يفترض أن تعالج مشاكل الهجرة المتزايدة والتي تقلق العالم الأول وتقض مضاجعه؟ أليس بإيقاف الحرب؟ لكن ذلك سيعطل صفقات الأسلحة وسيكدر صفو الأنظمة الاستبدادية!

أمام حجم المشكلة، لم يجد وزير خارجيتنا (جبران باسيل) سوى مفوضية اللاجئين كممثل للحكومات الغربية ليهاجمها

عدم إيقاف الحرب، سيبقي الهجرة مشكلة لا تهدد الأمن الوطني لدول الجوار الأقرب فحسب، بل الغرب والعالم بمجمله وسيكون لها آثارا وخيمة على مكتسبات الحقوق المواطنية وقيم الثورة الفرنسية. وفي هذا السياق كتب مارسيل غوشيه: "ضغط الهجرة سيثير اضطراب الأفق الأوروبي، والدول الأخرى المعنية، لعقود قادمة". فالتناقض، الذي يكبر، بين المهاجرين والشعوب الأوروبية يبرر دائما بالاختلاف.

ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، قادArthur de Gobineauهذا المفهوم الذي اخترع مفهوم "العرقية"، فالشك بإمكانية العيش المشترك مع الغرباء، هؤلاء الذين يترافق تنوعهم العرقي مع تنافر الثقافات antagonism. ويعتبر كلود ليفي ستراوس، أن الاختلاف يعبر عن نفسه بالضغط الذي يدعو إلى الافتراق والمغادرة. هذا الموقف في جعل الاختلاف جوهرانيا، يمكنه أن يبلغ حد وضع المكتسبات الحضارية، من مفاهيم الحقوق التي اخترعتها روما وصولا إلى الاختراع الفرنسي للمفهوم المثلث الوجودي والأيديولوجي: "حرية، مساواة وأخوة"، موضع تساؤل.

ويعتبر الجميع أن لبنان العيش المشترك، والذي يعرف ببلد لجوء للأقليات التي عمرته، معتاد على الهجرة واللجوء على مر السنين. لكن هذه أفكار مسبقة ومغلوطة تحتاج إلى إعادة نظر. أولا لا يمكن مقارنة الهجرات التاريخية السابقة بما يجري حاليا؛ فلا الدولة الوطنية كانت معروفة، ولا الحدود كانت موجودة ولا القوانين التي نعرفها الآن. ثانيا، لماذا الاستنتاج السهل أن تلك الهجرات كانت تمر دون صراعات وعنف؟ ولو أن الأمر كذلك لما جهد مؤسسو لبنان الأوائل في التشديد على العيش المشترك والتسامح. لا نؤكد على ما هو بديهي وموجود. إن الحرص على التأكيد على هذه المسائل تضمر وتخفي معاناة طويلة من غيابها. ناهيك عن النزاعات التي نشأت بعد نشوء الدولة الوطنية بين مواطني لبنان وسورية بسبب اختلاف الأنظمة والاقتصادات وبسبب الهيمنة وغيرها من التفاعلات الحديثة المعروفة. لكل ذلك تداعيات سلبية مشابهة لما يجري في الغرب لجهة الاندماج، ما يؤثر على العلاقة بين الضيف والمضيف. هذا دون أن ننسى أننا لو افترضنا أن الهجرات القديمة كانت بهذه الكثافة الضاغطة، فلم تكن تحصل في منطقة جغرافية ضيقة ومحدودة، بسبب غياب الحدود تحديدا وقدرة الناس على التجول إلى أن يجدوا المنطقة المناسبة لهم.

من هنا إن المحفزات والمساعدات التي يغري بها الأوروبيون الدول المنكوبة كلبنان والأردن ليست إلا مورفين لمريض السرطان.

 

تجارة التعذيب: شيء من هذا وشيء من ذاك

داود الفرحان/الشرق الأوسط/08 تموز/18

60 دولة فقط عدد الدول الأعضاء في «التحالف من أجل إنهاء التجارة في أدوات التعذيب». أي أن هناك 135 دولة أو أكثر لا علاقة لها بهذا التحالف الذي تَشَكّل بمبادرة من الاتحاد الأوروبي ومنغوليا. وهذه الدولة اليتيمة من خارج الاتحاد الأوروبي جمهورية غير ساحلية في آسيا الوسطى تحدها روسيا من الشمال، بينما تحدها الصين جنوباً وشرقاً وغرباً، وسكانها من المغول، وأشهر قادتها التاريخيين جنكيز خان، وتعطل الدولة في عيد ميلاده يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام باعتباره مؤسس أكبر إمبراطورية، مساحة، في التاريخ في القرن الثالث عشر الميلادي. ربما كانت مبادرة منغوليا لمشاركة الاتحاد الأوروبي في تأسيس هذا التحالف الدولي هي نوع من التكفير عما فعله ذلك الإمبراطور من مجازر كبيرة في الدول التي احتلتها قواته، وارتكبت فيها مذابح ضد المسلمين. وبلغ من قوة هذه الإمبراطورية أنها كانت تضم، بالإضافة إلى منغوليا، الصين وفيتنام وكوريا وتايلاند وأجزاء من سيبيريا ولاوس وميانمار ونيبال وبوتان! ووصلت قواتها إلى بغداد في عام 1258، وكتبت نهاية الدولة العباسية وغيرت لون مياه نهر دجلة إلى اللون الأحمر لكثرة الدماء التي سالت.

الموضوع ليس عن منغوليا، ولكن عن تجارة أدوات التعذيب. والمقصود بهذه الأدوات الهراوات ذات المسامير المعدنية وأحزمة الصدمات الكهربائية والصعق الكهربائي، وأنظمة الحقن القسري والمواد الكيميائية المستخدمة في عمليات إعدام الأشخاص. وكثير من الدول لها أدوات التعذيب «الوطنية» ولا تحتاج إلى استيراد مثيلاتها من الخارج، وهي معروفة عالمياً بالاكتفاء الذاتي في مجال هذه الأدوات، بل وتبدع كل يوم في اختراع أو ابتكار آلات وأساليب جديدة، وفي إمكانها تصديرها لأعضاء منظمتي «اليونيسكو» المتخصصة بالثقافات الإنسانية و«اليونيسيف» المتخصصة بالطفولة، ولا بأس في عرض بعضها في معارض الصناعات الحديثة في دول المعمورة والمخروبة.

ودولة عدوانية مثل إيران بارعة في ابتكار وتصنيع أسلحة تعذيب السجناء والمعتقلين، وهي الدولة الوحيدة التي تُصدّر هذه المعدات إلى العراق وسوريا واليمن عن طريق الميليشيات التابعة للحرس الثوري والأحزاب الموالية لولاية الفقيه. ولا تكتفي السجون والمعتقلات الإيرانية بتعذيب المعتقلين وانتزاع الاعترافات منهم بمختلف صنوف التعذيب الدموية، وإنما تمتد ذراعها إلى المرضى من المعتقلين بحرمانهم من الرعاية الطبية الكافية ما يجعلهم تحت خطر الموت أو الإصابة بعاهة مستديمة. وقرأنا أن فيليب لوثر مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية أعلن أن نظام الملالي «يحتجز في العادة الصحة كرهينة بتجاهل الاحتياجات الطبية للنزلاء وحرمانهم من الأدوية والرعاية بقسوة»، كما حدث مع الصحافي الإيراني علي رضا رجائي الذي تركوه دون علاج من سرطان الفك إلى أن تدهورت حالته الصحية، واضطروا إلى استئصال نصف وجهه الأيمن بعد انفجار عينه اليمنى! وهذه الحالة هي ظاهرة عامة في كل سجون المعتقلين السياسيين الإيرانيين، حيث تتلاعب السلطات بصحة السجناء وحياتهم بإهمال احتياجاتهم الطبية. وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية قبل عامين، حذرت من أن المعتقلين السياسيين في إيران يتعرضون لخطر الموت أو الإصابة بعاهات مستديمة، أو غير ذلك من الأضرار الصحية التي لا يمكن تداركها. والأدهى من ذلك ما أكده بعض السجناء لمنظمة العفو الدولية من أن أطباء السجون «كانوا متواطئين في الانتهاكات»، بالتقليل من شأن مشاكلهم الصحية أو تجاهلها، أو سوء تشخيصهم للأمراض. واعتادت السلطات الإيرانية نفي مثل هذه الاتهامات، وقامت في يوليو (تموز) من العام الماضي بتنظيم زيارة دعائية لممثلي سفارات 40 دولة في إيران لسجن «إيفين» في طهران الذي يحتل المركز الأول بين أكبر سجون هذه الدولة. لكن هؤلاء الدبلوماسيين يعلمون مقدماً أن من السهل تحويل بعض أفظع السجون خلال 24 ساعة إلى منتجع يفوق نظافة وبهجة وسعادة أشهر المزارات السياحية في العالم!

ويروي الأسرى العراقيون الذين أسرتهم إيران خلال الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي قصصاً مرعبة عما كان يدور خلف أسلاك وجدران المعتقلات الرهيبة. وكان بعض العراقيين من عملاء إيران يسوم الأسرى سوء العذاب، ثم دارت الأيام وعاد هذا البعض إلى العراق وشكل ميليشيات برعاية إيرانية مكشوفة تتولى في الداخل ما بدأت به في الخارج من انتهاكات لحقوق الإنسان وتعذيب واغتيالات، إلى أن صارت اليوم قاب قوسين أو أدنى من كراسي الحكم المطلق. هذه الميليشيات تشرف على معتقلات فيها كل أدوات التعذيب الرهيبة المستوردة من إيران. وكان النظام الإيراني «كريماً» في إيفاد خبراء التعذيب في الحرس الثوري لانتزاع الاعترافات الوهمية من المعتقلين، وينتهي الأمر بإطلاقات في الرأس أو على أعمدة المشانق.

التعذيب «ثقافة» موروثة في كثير من دول العالم، وما شاهدناه من أفلام سينمائية عن مجازر المعتقلات في دول أميركا اللاتينية ثم في أشهر معتقل في العالم «غوانتنامو»، والسجن الرهيب في العراق «أبو غريب» وقصص المعتقلات الإسرائيلية، تقدم كلها خلاصة هذه «الثقافة». وهي تقوم على «التعذيب العقلي» وهو أسوأ أنواع التعذيب وأكثر تدميراً للنفوس من التعذيب الجسدي، وشاهدت بعضه في سجن «حاكمية التحقيق» العائد للمخابرات العراقية الكائن في منطقة راقية في قلب بغداد. وبمجرد أن عصبوا العينين، وربطوا اليدين خلف ظهري، أدركت أنني ذاهب إلى المجهول. هذا هو الانكسار الأول، لأنني لم أرتكب جريمة يعاقب عليها القانون، ولا شاركت في مؤامرة ولا كنت جاسوساً ولا معارضاً. صحيح أنني كنت «أعترض» في مقالاتي على بعض ما يجري في الحياة العامة، لكني لم أكن «معارضاً». وهناك فرق بين الموقفين. وكان ممكناً منعي من الكتابة وينتهي الموضوع. لكن صاحب القرار أراد «كسري» من الداخل، وهو ما يسمى بلغة المعتقلات «التعذيب العقلي». إلا أنني حين أقارن ما حدث معي بما يحدث اليوم في المعتقلات السرية التابعة للدولة والميليشيات الإيرانية داخل العراق، أشعر أنني كنت أمضي ثلاثة أشهر انفرادية في منتجع سويسري! حين قرأت عن اجتماع، مؤخراً، في العاصمة البلجيكية بروكسل لما يسمى بـ«التحالف الدولي من أجل إنهاء التجارة في أدوات التعذيب»، أدركت أن هذا التحالف ليس ضد «التعذيب» أساساً، وإنما ضد «تجارة أدوات التعذيب»! ومعظم الدول التي لم تحضر هذا الاجتماع، وعددها 135 دولة ليست ضد التعذيب، ولا تعترض على استيراد وتصدير تجارة أدوات التعذيب. حتى منظمة العفو الدولية «أمنستي» والبرلمان الأوروبي لا يعارضان التعذيب، وإنما يعارضان تجارة أدوات التعذيب وطرق تنفيذ الإعدامات. ولذلك أقول لنفسي: من الذي حشرك في هذا الموضوع؟

 

من المنقذ... ومن الجلاد؟

عادل درويش/الشرق الأوسط/08 تموز/18

لقي ما يزيد عن 200 «مهاجر»، أغلبهم من الأفارقة، حتفهم غرقاً أمام الشواطئ الليبية مطلع الأسبوع الماضي، في حين أنقذت قوارب خفر السواحل الليبية بضع مئات آخرين. الأرقام مصدرها منظمة الأمم المتحدة للهجرة، والمنظمات غير الحكومية الأوروبية. الأخيرة يرسل بعضها سفن متطوعين إلى جنوب المتوسط لانتشال مهاجرين أشرفوا على الغرق. المنظمات نفسها «قدرت» عدد الموتى غرقاً بأكثر من ألف في ثلاثة أشهر، ليفوق العدد 1200.

الرقم قمة جبل الثلج العائم.

فالأرقام الرسمية تحسب بعدد شهادات الوفاة الصادرة بتوقيع طبيب فحص الجثة، ولا تشمل الأرقام من لم يتم التعرف عليهم، وأضعاف الأعداد من لم تنتشل جثثهم بعد من مياه المتوسط. نشرت «الغارديان» اللندنية، الثلاثاء، تقريراً عن مصادر رسمية ليبية بإنقاذ 16 شخصاً فقط من قارب كان يحمل 130 شخصاً. وعدد الأشخاص في القارب تقديري. فلا يعرف أحد بالضبط عدد من كانوا في القارب، إلا إذا لمحتهم سفينة مارة قبل أن يغرق القارب، وتنقل الأشخاص إلى سطحها. دائماً يفوق العدد الحمولة الآمنة التي صمم لها القارب. كل هذه القوارب بلا استثناء يعدها مهربو البشر، وهم لا يصدرون أوراقاً رسمية بعدد المساكين الذين يضعونهم في القوارب، مقابل مبالغ يتقاضونها منهم تصل إلى عشرة آلاف دولار للشخص الواحد. أضف إلى ذلك أن الأرقام (مصدر «الغارديان» المنظمة الدولية للهجرة) من منطقة قبالة السواحل الليبية فقط، ولا أرقام دقيقة عن الغارقين في مياه المتوسط الممتدة من شمال أفريقيا حتى مالطا وصقلية، أو من سواحل التهريب من تونس ومصر والمغرب، أو من الشواطئ التركية إلى اليونان، أو من شمال فرنسا إلى جنوب إنجلترا عبر القنال الإنجليزي (بحر المانش). ومن حساب نسبة من تم إنقاذهم إلى تقدير عدد زملائهم الغرقى، لا نبالغ إذا قدرنا الرقم بقرابة خمسة عشر ضعف الرقم الرسمي. وماذا عن قوارب لم تلمحها سفن الإنقاذ، وغرقت بركابها المزدحمين؟ تعتمد استراتيجية عصابات تهريب البشر على قوارب غير صالحة لقطع المسافة إلى أوروبا، وفور إشرافها على الغرق يتصل أحد المتعاونين معهم بسفن إنقاذ المتطوعين أو خفر سواحل أوروبية، زودوه بأرقام تليفونات المتطوعين في هذه السفن.

ضخامة الأرقام مأساة، لكن موت إنسان واحد غير مقبول في ظروف يمكن تجنبها (كحادثة إهمال، أو إغفال تطعيم طفل، أو تأخر وصول العلاج).

من المسؤول؟ مهربو البشر وحدهم؟

ماذا عن الجهات الرسمية، عمداً، أو إهمالاً، ودور المنظمات غير الحكومية؟

رغم اعتقال بعض المهربين، وقباطنة سفن (ومعظم التهم إهمال أو مخالفة لوائح الإبحار والملاحة)، فلم نرَ تحقيقاً عن دور بيروقراطية الاتحاد الأوروبي، والمنظمات غير الحكومية، بإرسالها القوارب أمام ساحل ليبيا، في خلق مناخ جذب للمهاجرين تستغله عصابات تهريب البشر. ربما أقل التهم هي الإهمال المتسبب في القتل، بالمضي في سياسة أدت إلى موت الآلاف غرقاً، رغم التحذير المسبق من نتائج هذه السياسة. أسئلة متعددة. هل ساهمت هذه المنظمات في إنقاذ الأرواح؟ أم أدت تدخلاتها إلى غرق المزيد؟ وهل تتحمل جزءاً من المسؤولية عن فقدان هؤلاء المساكين لأرواحهم؟

بالنسبة لدور الاتحاد الأوروبي، نرى محاولات إبعاد التهمة عن البيروقراطية الأوروبية إلى جهات أخرى. فبدلاً من فحص دور أوروبا، انتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون منظمة «لايفلاين» غير الحكومية ومركزها ألمانيا. وزير خارجية إيطاليا، أنزو مافيرو ميلانيزي، اتهم المنظمة بمساعدة مهربي البشر. وألقى القبض في مالطا على قبطان السفينة التي تملكها، وتحمل الاسم نفسه «لايفلاين». التهمة تعريض الأرواح للخطر ومخالفة التعليمات من الموانئ التي رفضت رسو السفينة بدخوله المياه الإقليمية لمالطا وإيطاليا. السفينة كانت التقطت مجموعة من المهاجرين الأفارقة من المياه على مسافة 20 كيلومتراً من الساحل الليبي بعد غرق قواربهم المطاطية والصغيرة (قوارب غير صالحة للإبحار في المياه الدولية وتحمل أضعاف الأعداد التي صممت لها). وبدلاً من تسليمهم إلى قوارب خفر السواحل الليبية في المياه نفسها، لإيصالهم لبر الأمان، كما حدث مع مهاجري الأسبوع الماضي، أبحرت «لايفلاين» بهم شمالاً.

المعتاد في لوائح الإبحار الدولية عند انتشال ركاب قوارب أو سفن غارقة أن تبحر بهم سفينة الإنقاذ إلى أقرب مرفأ آمن.

وربما تابع القراء كيف ظلت السفينة تبحر لأيام طويلة، حيث رفضت السلطات الإيطالية رسوها، ورفضت سلطات مالطا أيضاً الإذن بالرسو، وبعد عدة أيام في البحر وسوء صحة عدد من المهاجرين سمحت مالطا برسو السفينة بدوافع إنسانية.

الانتقادات لسياسة الاتحاد الأوروبي أنها أنشأت مؤسسات، يتقاضى مديروها مرتبات باهظة، لمساعدة المهاجرين غير الشرعيين بعد وصولهم أوروبا، بدل توجيه الاستثمارات والمساعدات المادية إلى بلدانهم في مشاريع تعالج أسباب دفعهم للهجرة أصلاً.

ولأن البيروقراطية آلة تلقائية (أوتوماتيكية) النمو وبقاء دورانها يصبح غاية لا وسيلة، فإن مؤسسات المهاجرين تحولت إلى صناعة يتطلب بقاؤها استمرار ظاهرة تدفق المهاجرين فغّرق المزيد منهم. الرأي العام في بلدان تعاني من ضغوط مهاجري القوارب الغارقة، كإيطاليا واليونان ومالطا وإسبانيا، يتهم منظمات مثل «لايفلاين» بأنها أصبحت «تاكسي بحري» المرحلة الثالثة من رحلة الهجرة المميتة التي تدر الملايين على عصابات تهريب البشر. ملايين يتحملها دافعو الضرائب الأوربيون، بينما يتحمل المهاجرون الأفارقة ثمناً أكثر فداحة، وهو آلاف من أرواحهم (لم تحصَ بعد) تزهق في الخطوة الأولى من الرحلة، عابرين صحراء بلدان الساحل إلى شواطئ شمال أفريقيا، خصوصاً ليبيا. المرحلة الثانية نحو 25 ميلاً قبالة الساحل الليبي، وهو أقصى ما يمكن أن تصل إليه القوارب المزدحمة قبل غرقها، ويرسل مساعدو المهربين استغاثة بالتليفون من القارب إلى سفن الإنقاذ. في مقابلة مع «بي بي سي»، الاثنين، برر رئيس منظمة «لايفلاين» عدم توصيل سفينته المهاجرين لموانئ ليبيا أو تونس الأقرب بـ«أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا»، مفضلاً تعريض الناجين من الغرق لمزيد من المعاناة لأيام طويلة متجهاً لإيطاليا. اعتراف بتجاوزه المهمة «الإنسانية» التي تجمع منظمته التبرعات، وتحصل على دعم دولي من أجلها، إلى قضية سياسية.ولأن العالم اليوم قرية صغير معلوماتياً، فإن عصابات تهريب البشر تتعمد نشر المعلومات المبالغ فيه عن وجود القوارب وسفن الإنقاذ قبالة السواحل الليبية، وتتزايد أعداد المهاجرين، وتتنامى معها أعداد الغرقى في مفارقة تراجيدية، يهدي فيها من يلعب دور المنقذ أدوات الإعدام إلى ممثل دور الجلاد.

 

مشاركة صينية ـ عربية في تخطيط التعاون

وانغ يي/الشرق الأوسط/08 تموز/18

ستعقد الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني - العربي في بكين يوم 10 يوليو (تموز)، حيث سيحضر الرئيس شي جينبينغ الجلسة الافتتاحية ويلقي خطاباً مهماً، وسيحضرها أيضاً أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وممثلو 21 دولة عربية والأمين العام لجامعة الدول العربية. يعد هذا الاجتماع حدثاً مهماً آخر في مسيرة العلاقات الصينية العربية بعد حضور الرئيس شي جينبينغ الاجتماع الوزاري السادس للمنتدى عام 2014 وزيارته للسعودية ومصر ومقر جامعة الدولة العربية عام 2016. سيقوم الجانبان بالبحث المعمق حول سبل بناء «الحزام والطريق» وتعزيز التعاون الجماعي، بما يرسم معاً الخطة العريضة للعلاقات الصينية - العربية في العصر الجديد. يرجع التواصل بين الصين والدول العربية إلى زمن بعيد، ويعد نموذجاً يحتذى. على مدى 2000 سنة، تواصلت الأمتان الصينية والعربية بشكل مستمر براً وبحراً، واستفادت الحضارتان الصينية والعربية من بعضهما بعضاً، حتى أصبحتا نموذجين مشرقين. منذ منتصف القرن الماضي، تضامن الجانبان الصيني والعربي بإخلاص في نضالهما من أجل التحرر الوطني، وتبادلا الدعم في مسيرتهما لبناء الوطن؛ مما سجل آيات جديدة للصداقة والتعاون. في عام 2004، تأسس منتدى التعاون الصيني - العربي، الذي يجعل العلاقات الصينية العربية تتقدم بـ«المحركين» الثنائي والجماعي، يدفع التطور المتسارع للتعاون بين الجانبين في المجالات كافة.

أشار الرئيس شي جينبينغ بنظرة شاملة إلى أن الصين والدول العربية شريكا التعاون الطبيعيين في بناء «الحزام والطريق»، فيجب على الجانبين تكريس روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون، والانفتاح والشمول، والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، بما يزيد القواسم المشتركة للأمتين في طريقهما إلى النهضة. بفضل التوجيه والإرشاد والدعم من قادة الجانبين، صار للعلاقات الصينية - العربية مشهداً جديداً. خلال السنوات الأربع الماضية، حقق الجانبان الصيني والعربي نتائج مثمرة في التواصل والتعاون المتمحورين حول «الحزام والطريق»، وسجلا نقاطاً ساطعة كثيرة.

- خلال السنوات الأربع الماضية، تكثف التواصل الرفيع المستوى بين الجانبين، وفي مقدمته الزيارة الناجحة للرئيس شي جينبينغ إلى الشرق الأوسط، وزيارات قادة مصر والسعودية والمغرب وفلسطين للصين؛ الأمر الذي عزز الثقة السياسية المتبادلة، وأبقى العلاقات بين الجانبين في المستوى العالي. وقامت الصين بإقامة أو رفع العلاقات الاستراتيجية مع 11 دولة عربية. دعمت الصين جهود فلسطين لاستعادة حقوقها الوطنية المشروعة. في المقابل، قدمت الدول العربية دعماً ثميناً للصين في القضايا المتعلقة بمصالحها الحيوية والمهمة. كما توسعت دائرة التعاون العملي الصيني - العربي في المجالات الاقتصادية والتجارية والشعبية، حتى غطّت مجالات واسعة، من إطلاق الأقمار الصناعية إلى الفضاء إلى زراعة القطن في الأرض. كما ازدادت آليات المنتدى تنوعاً؛ إذ يسير أكثر من 10 آليات بشكل فاعل، بما فيها الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين ومؤتمر رجال الأعمال ومؤتمر التعاون في مجال الطاقة؛ الأمر الذي ساهم في تعزيز التشارك الصيني - العربي في بناء «الحزام والطريق» من أبعاد وزوايا مختلفة.

- خلال السنوات الأربع الماضية، وبفضل الجهود المتضافر والخطوات الرائدة الحثيثة من الجانبين، ترسخت معادلة التعاون «1+2+3» المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة محوراً رئيسياً والبنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين و3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق، كما تقدمت على نحو شامل خطط العمل الأربع القائمة على تعزيز الاستقرار والابتداع في التعاون والمواءمة في مجال الطاقة الإنتاجية وتوثيق عرى الصداقة.

بذل الجانبان الصيني والعربي جهوداً متواصلة لتعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية؛ مما دفع التعاون في المجالات كافة لتحقيق تقدم جديد. قد وقعت الصين مذكرة تفاهم بشأن التشارك في بناء «الحزام والطريق» مع 9 دول عربية، ووثيقة التعاون بشأن الطاقة الإنتاجية مع 5 دول عربية. كما قام صندوق طريق الحرير والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية باستثمار في الدول العربية. في عام 2017، بلغ حجم التبادل التجاري الصيني - العربي ما يقارب 200 مليار دولار أميركي، بزيادة 11.9 في المائة على أساس سنوي، وبلغ حجم الاستثمار الصيني المباشرة في الدول العربية 1.26 مليار دولار أميركي، بزيادة 9.3 في المائة على أساس سنوي.

- خلال السنوات الأربع الماضية، طوّر الجانبان الصيني والعربي التعاون في المجالات التقليدية، مثل الطاقة والبنية التحتية والتجارة، وتم الارتقاء بها إلى مستوى جديد. على سبيل المثال، استخدمت محطة حصيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف بدبي تقنية الحرق الفائقة فوق الحرجة، باعتبارها تقنية متقدمة عالمياً، وساعدت محطة العطارات في تحقيق حلم الأردن بتوليد الكهرباء بالصخر الزيتي، دشن هذان المشروعان الكبيران فصلاً جديداً للتعاون الصيني - العربي في مجال الكهرباء. بالإضافة إلى ذلك، تتقدم المشروعات الكبرى للبنية التحتية بخطوات حثيثة، مثل المرحلة الثانية لميناء خليفة بالإمارات والسكك الحديدية بمدينة العاشر من رمضان في مصر؛ الأمر الذي ساعد الدول العربية في تحقيق تخطيطاتها الجديدة للترابط والتنمية. كما تطورت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بمصر حتى أصبحت تجمعاً صناعياً متكاملاً.

يتطور ويتعمق التعاون بين الجانبين عن طريق الابتكار. في هذا السياق، تم افتتاح المركز الصيني - العربي لنقل التكنولوجيا، ونجحت إقامة المنتدى الصيني - العربي لنظام «بيدو» للملاحة بالأقمار الاصطناعية. كما نجحت الصين في إطلاق أول قمر اصطناعي جزائري للاتصالات؛ الأمر الذي يعتبر نموذجاً ناجحاً للتعاون الصيني - العربي في مجال الأقمار الاصطناعية للاتصالات. كما لقي مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية والمنتدى الصيني - العربي للإصلاح والتنمية، باعتبارهما المنبر لتبادل الخبرات حول الحكم والإدارة والإصلاح والتنمية، ترحيباً من شخصيات الجانب العربي.

- خلال السنوات الأربع الماضية، أصبح التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين الصيني والعربي أكثر عملية في مجالات التنمية الذاتية والتنمية الاجتماعية ومعيشة الشعب وتبادل الأفراد؛ مما عاد بالفوائد الملموسة والرفاهية على شعوب الجانبين. في هذا السياق، قد تم تنفيذ جميع ما أعلن عنه الرئيس شي جينبينغ من المساعدات لفلسطين والمساعدات الإنسانية لسوريا، ولبنان، والأردن، وليبيا، واليمن. وقامت الصين بتدريب أكثر من 6000 كفاءة عربية في تخصصات مختلفة.

تزامناً مع جهد الصين لنقل الطاقة الإنتاجية المتميزة إلى الخارج والذي لبى حاجات الشرق الأوسط إلى تنويع الاقتصاد، وساعد الدول العربية على تعزيز قدرتها على تحقيق التنمية الذاتية، لم تتجاهل الصين مسألة معيشة الشعب باعتبارها «السؤال الإجباري». في هذا السياق، أسست شركة صينية أول قاعدة لإنتاج الألياف الزجاجية خارج البلاد في منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، التي خلقت أكثر من 2000 فرصة عمل للأهالي المحليين، وجعلت مصر أكبر منتج للألياف الزجاجية في أفريقيا وثالث أكبر منتج في العالم.

في المقابل، قدمت الدول العربية التسهيلات لزيارة المواطنين الصينيين لها. لغاية اليوم، قد اتخذت 9 دول عربية سياسة الإعفاء من التأشيرة أو الحصول على التأشيرة عند المطار للمواطنين الصينيين، وهناك 150 رحلة جوية للركاب و45 رحلة جوية للبضائع تتنقل بين الصين والدول العربية أسبوعياً. وازداد عدد السياح الصينيين إلى الدول العربية سنة بعد سنة وبنسبة كبيرة. وقد دخلت المنتجات المميزة والجيدة، مثل القطن المصري الطويل التيلة وزيت الزيتون التونسي والشوكولاته اللبنانية والتمر الخليجي، الكثير من المنازل الصينية عبر مواقع التجارة الإلكترونية.

يعيش عالم اليوم المرحلة الحاسمة للتطورات والتغيرات والتعديلات الكبيرة. تسير الصين بخطى واثقة بمسيرتها الجديدة لتحقيق «هدفي مائة السنة»، سيزداد الإصلاح عمقاً واتساعاً، ويزداد البلد انفتاحاً على الخارج. في الوقت نفسه، اتخذ الكثير من الدول العربية إجراءات مهمة لإصلاح وإنهاض البلاد نحو مستقبل أفضل. عليه، أصبح مفهوم التنمية للجانبين الصيني والعربي أكثر تطابقاً، والمزايا التكاملية بينهما أكثر وضوحاً؛ الأمر الذي أوصل العلاقات الصينية - العربية إلى منطلق تاريخي جديد، يستلزم الجانبين العمل يداً بيد على إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وإقامة مجتمع مصير مشترك للبشرية، بما يهيئ البيئة الخارجية السلمية والنظام الدولي العادل للنهضة الوطنية والقومية لكلا الجانبين.

في الدورة الثامنة المرتقبة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني - العربي، سيقوم الجانبان الصيني والعربي، بإرشاد قادة الجانبين، باتخاذ «الحزام والطريق» كالخط الرئيسي والتوجيهي، والبحث في الخطط والخطوات للتعاون في المستقبل، والعمل معاً على إقامة «النسخة المطورة» للعلاقات الصينية - العربية.

ستكون الصين والدول العربية شريكين للحفاظ على السلام وتعزيز الاستقرار. يجب على الجانبين تعزيز التنسيق، ومواصلة الدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى لكلا الجانبين، والدفاع بحزم عن المصالح المشتركة للدول النامية الغفيرة، والدفع بحل القضايا الساخنة عن الطرق السياسية، والالتزام بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، بما يعيد السلم والأمن إلى الشرق الأوسط في يوم مبكر، ويمكّن الجانبين من المساهمات المطلوبة من أجل الاستقرار والازدهار في العالم.

ستكون الصين والدول العربية شريكين للإصلاح والتنمية والازدهار المشترك. يجب على كلا الجانبين دعم بعضهما بعضاً لاستكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع الظروف الوطنية، وحسب توظيف ميزة الجانبين المتمثلة في تكامل المزايا وتطابق الحاجات، وتسريع المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، وتعزيز تبادل الخبرات حول الحكم والإدارة، وتحقيق التقدم والتنمية المشتركة. ويجب الاهتمام بالشعب كالأولوية، وجعل نتائج التنمية تفيد شعوب الجانبين بشكل أكبر. ستكون الصين والدول العربية شريكين للتعاون العملي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. يجب على الجانبين الالتزام بالتشاور والتقاسم والتشارك، وتوسيع التعاون في مجالات البنية التحتية والأقمار الاصطناعية والفضاء والطاقة وغيرها، وحسن تنفيذ المشروعات الحيوية، مثل الموانئ والمناطق الصناعية وغيرها. نرحب بمزيد من الدول العربية للتشاور مع الصين لتوقيع مذكرة تفاهم بشأن التشارك في بناء «الحزام والطريق»، بما يرفع مستوى التعاون العملي وجودته. ستكون الصين والدول العربية شريكين للتواصل والتنافع بين الحضارات. سيعمل الجانبان على توسيع التواصل الشعبي، وتعميق التعاون في مجالات العلوم والتربية والتعليم والثقافة والصحة والإعلام وغيرها، وإنشاء جسور أكثر لتعزيز التعارف والتواصل بين الأمتين العظيمتين، بما يعمق المعرفة المتبادلة وعرى الصداقة بين شعوب الجانبين، ويدفع الحضارة البشرية لتحقيق تقدم أكبر. إن الخطة الجديدة تحمل أملاً جديداً، والمنطلق الجديد يؤدي إلى إنجازات جديدة. نحن على يقين أن سفينة التعاون والصداقة الصينية - العربية سترفع شراعها وتبحر نحو مستقبل أجمل.

*مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني

 

عن معركة درعا التي لا أفق لها

خيرالله خيرالله/العرب/09 تموز/18

أثبتت معركة درعا أنّ هناك تفاهما في العمق بين روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة في ما يتعلق بالجنوب السوري. سمح هذا التفاهم لقوات تابعة لإيران بالمشاركة في المعركة التي تستهدف بلوغ الحدود الأردنية وإعادة فتح معبر نصيب. كان ذلك عن طريق ارتداء عناصر من “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيات أخرى لبنانية وعراقية تابعة لـ“الحرس الثوري الإيراني” ثياب الجيش السوري النظامي الذي بات يفتقر إلى العناصر البشرية. يقوم هذا التفاهم، الذي لا يبدو الأردن الحريص على عدم دخول مزيد من اللاجئين السوريين أراضيه بعيدا عنه، على ترتيبات جديدة تقسّم الجنوب السوري إلى منطقتين. سميت إحدى المنطقتين غرب جنوب سوريا مسموح فيها للميليشيات الإيرانية العمل لدعم ما بقي من قوات تابعة لبشّار الأسد تحت غطاء من سلاح الجو الروسي الذي أبلى البلاء الحسن في تدمير قرى وأحياء على رؤوس من فيها من أطفال ونساء ومدنيين. لم يترك ذلك أمام معظم المعارضين في تلك المنطقة سوى التوصل إلى تسويات صبّت ظاهرا في مصلحة النظام السوري. باختصار شديد، هناك لعبة تدور في الجنوب السوري. من أصول اللعبة عدم الاقتراب من إسرائيل التي باتت تعتبر قضية الجولان السوري المحتلّ منذ العام 1967 قضية منتهية. ولذلك كان ذلك الفصل بين منطقة وأخرى في الجنوب السوري. هناك غرب الجنوب السوري، وهناك جبهة  الجولان غير المسموح بالاقتراب منها. هذه الجبهة كانت في كلّ وقت علة وجود النظام السوري القائم منذ كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع إبّان حرب العام 1967.

في انتظار قمة دونالد ترامب – فلاديمير بوتين في السادس عشر من الشهر الجاري، مباشرة بعد انتهاء دورة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها روسيا وعززت بها مكانتها الدولية، تبدو الحقيقة الوحيدة التي طفت على السطح إعلان إسرائيل صراحة أنّها متمسكة بالنظام السوري. هذا لا يعني توقّف الضربات الموجهة إلى المواقع الإيرانية في سوريا.

على العكس من ذلك، استمرّت تلك الضربات في الأسابيع القليلة الماضية في وقت كانت الميليشيات التابعة لإيران تقدم الضحايا خدمة للنظام السوري الذي يعتبر نفسه خرج منتصرا من معركة درعا، فيما أثبت الجانب الروسي أنّه الطرف الوحيد القادر على إدارة لعبة في غاية التعقيد. تقوم هذه اللعبة على تفاهم مع إسرائيل وإدارة ترامب قبل أيّ شيء آخر، وعلى استخدام الميليشيات الإيرانية في تأمين النقص في العنصر البشري الذي يعاني منه ما بقي من الجيش التابع للنظام السوري.  تجمع روسيا في إدارة هذه اللعبة بين المفيد والممتع. يتمثّل المفيد في إيجاد وقود بشرية للنظام عبر الميليشيات المذهبية التابعة لإيران، فيما تجد الممتع في الذهاب بعيدا في التعاون مع إسرائيل والعمل في الوقت ذاته على التوصل إلى صفقة مع إدارة دونالد ترامب التي بات معروفا أنّها لا ترفض طلبا للدولة العبرية. هل بات في الإمكان القول إنّ هناك مستقبلا للنظام السوري؟ قبل الدخول في موضوع مستقبل النظام السوري الذي أدّى، ومازال يؤدي، المطلوب منه، أي تفتيت سوريا وتهجير أكبر عدد من المواطنين من أرضهم، لا بدّ من الإشارة إلى أن إيران التي سعت إلى أن تكون صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في دمشق ذهبت ضحيّة الاعتقاد أن في استطاعتها استخدام الآخرين لتحقيق مآربها. نعم، تستطيع إيران استخدام ميليشيا مذهبية لبنانية أداة لها.

كذلك تستطيع استخدام ميليشيات عراقية في خدمة طموحاتها. هذا شيء، والاستعانة بروسيا لإنقاذ رأس بشّار الأسد شيء آخر. أنقذ فلاديمير بوتين بشّار الأسد عندما أرسل طائراته إلى حميميم في أواخر أيلول – سبتمبر 2015. لم يُقْدم على هذه الخطوة قبل الحصول على ضوء أخضر من إيران. ليس سرّا أنّه سبق إرسال القاذفات الروسية إلى القاعدة، المقامة في الساحل السوري قرب اللاذقية، زيارة لموسكو قام بها الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني. لكلّ شيء ثمنه في الحرب السورية. هناك ثمن على إيران دفعه في مقابل التدخل الروسي. يشمل هذا الثمن الاعتراف بمصالح إسرائيل من جهة، والعلاقة العميقة بينها وبين روسيا من جهة أخرى. إسرائيل تمرّ قبل إيران في روسيا. والأهمّ من ذلك كلّه مستقبل العلاقات الروسية – الأميركية. يعرف الروسي قبل غيره أنّه لولا إبلاغ الأميركيين المعارضة مباشرة أن عليها الاستسلام في درعا، وأن لا تتكّل على أي مساعدة من واشنطن لمّا كانت المعركة في غرب الجنوب السوري مجرّد نزهة.

يبقى أن ما يتجاهله الروسي والإيراني، وكذلك النظام، أن منطقة درعا ومحيطها لن تكون في المدى الطويل لقمة يسهل ابتلاعها. فمن درعا انطلقت الثورة السورية، ومن درعا كانت بداية اهتزاز النظام الذي أسسه حافظ الأسد والذي استند، بين أوّل ما استند إليه، على سنّة الأرياف. كان حافظ الأسد يكره كرها شديدا سنّة المدن الكبيرة. كان حريصا كلّ الوقت على تغطية علويّة نظامه بسنّة الأرياف من جهة، وأقليات مثل المسيحيين والإسماعيليين من جهة أخرى. سيكون صعبا تخيّل أي مستقبل للنظام في منطقة مثل درعا حيث العلاقات العائلية تطغى على كل ما عداها. هناك مجتمع عشائري في درعا ومحيطها. لهذا المجتمع امتدادات في اتجاه الأردن أيضا. معظم العائلات في تلك المنطقة لديها فروعها في الأردن أيضا. هذه العائلات ليست معروفة بالروابط القائمة في ما بينها فحسب، بل ببؤسها وعادات الثأر الذي يبقى حيّا لسنوات طويلة أيضا.

سيرفع النظام علامات النصر في درعا. حقق هذا الانتصار على السوريين بفضل الميليشيات الإيرانية والقصف الجوي الروسي والتواطؤ الأميركي والإسرائيلي. هناك انتصار تحقق على المواطن في درعا. لا أفق لهذا الانتصار الذي لا يشبه سوى الانتصارات التي كانت تتحقق بواسطة الدبابة السوفياتية أيّام الحرب الباردة على الشعوب في دول أوروبا الشرقية. ماذا بقي من الاحتلال السوفياتي لدول مثل هنغاريا وبولندا وألمانيا الشرقية ورومانيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا، التي صارت الآن دولتين؟ من يتذكر أن الدبابات التي أرسلت من موسكو سحقت انتفاضة بودابست في 1956 و”ربيع براغ” في 1968 وقمعت ثورة الشعب البولندي في ثمانينات القرن الماضي. هذه مجرّد أمثلة تعطي فكرة عن أنّ ثمة حدودا لما تستطيع أن تفعله الدبابة أو الطائرة. هناك بكل بساطة نظام انتهى في سوريا. لن تقوم لهذا النظام قيامة في يوم من الأيّام بغض النظر عن كـل الطائـرات الروسية والميليشيات الإيرانية والدعم الأميركي والإسرائيلي الذي توفّر لبشار الأسد في مناسبة معركة درعا. ثمّة شيء انكسر في سوريا. ما انكسر هو النظام الذي تكمن مشكلته الأساسية في أنّه يستطيع القضاء على سوريا التي عرفناها، لكنّه لا يستطيع القضاء على الشعب السوري كلّه حتّى لو جمعت له إسرائيل كل الأضداد، وأمّنت له كلّ ما يحتاج إليه من تغطية أميركية…

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي شارك في الصلاة على نية السلام في الشرق الاوسط في ايطاليا البابا: كفى استغلالا للشرق الأوسط وكفى لمكاسب قليلين على حساب الكثيرين

الأحد 08 تموز 2018 Lوطنية - شارك البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الى جانب رؤساء الكنائس الشرقية في الصلاة المسكونية على نية السلام ووقف الحروب والعنف في منطقة الشرق الاوسط، بدعوة من البابا فرنسيس،، وقد ارتفعت الصلوات بلغات عدة في مكان اقيم خصيصا لهذه المناسبة على الواجهة البحرية لمدينة باري الايطالية، التي اختارها البابا فرنسيس لموقعها الجغرافي المطل على الشرق الاوسط. وتضمنت الصلوات التي رفعها البطاركة، "ابتهالات الى الله كي يظهر رحمته ويهب خلاصه في سلام حقيقي الى شعوب الشرق الاوسط التي تعاني الحرب والقهر والظلم، سائلة الرب الضابط الكل الرحمة لكل الشهداء والشفاء للمصابين والمرضى والمجروحين في كل مكان والحرية للمخطوفين والاسرى وفي مقدمهم المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، ومن اجل المسيحيين في الشرق الاوسط ليكونوا مجتمعات حية وقوية، يدرك أعضاؤها إسهامهم في المجتمعات التي ينتمون اليها وفي الكنيسة بأكملها".

 

حاصباني: اتفاق معراب ساري المفعول واذا أراد أحد التنصل منه فعلينا معرفة رأي رئيس الجمهورية بذلك

الأحد 08 تموز 2018/وطنية - رأى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني أن "الرأي العام المسيحي أيد نص تفاهم معراب الذي قرأه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يوم أعلن دعمه ترشيح العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة".

وفي حديث عبر ال"NBN"، اعتبر حاصباني ان "تفاهم معراب لم يكن يوما للاطاحة بأي من الفرقاء السياسيين، إنما له علاقة بحصة الفريقين، والورقة التي نشرت كانت قد وضعت لترسيخ هذا الإتفاق ولتنظيم العلاقة بينهما". وشدد على "ضرورة تشكيل لجان مشتركة بين "القوات" و"التيار" كما نص عليه الإتفاق، الأمر الذي لم يحدث"، مؤكدا "عدم إتهام أحد بإسقاط هذا التفاهم". وأعرب عن أسفه "كيف ان بعضهم يحاول تضليل الرأي العام عبر الترويج بأن "القوات" عارضت كل الملفات وهذا أمر غير صحيح"، وسأل "ماذا عطلت القوات في هذه الحكومة؟ وعلى كل من يتهمها بالعرقلة أن يتقدم بورقة تحمل الملفات التي عارضتها "القوات اللبنانية"، مشيرا الى انها "عارضت بندا واحدا في خطة الكهرباء وهو بند إستجرار 800 ميغاواط الذي عرف بصفقة البواخر، طالبت بإعادته الى دائرة المناقصات كما تنص القوانين من أجل الحصول على حلول للطاقة الموقتة، وذلك بعد أن قال الرئيس عون ان لا صفقات بالتراضي في هذه الحكومة وهذا ما تمسكنا به كوزراء قوات". وأكد أن "القوات شريكة في إنجاح العهد بإيصال العماد عون الى الرئاسة وإنجاح حكومته الأولى"، موضحا ان "نشر الإتفاق ليس نعيا له إنما إعادة توضيح". وأردف: "هناك نوع من اللغط والضبابية حوله وأعلنت بنوده من أجل توضيحه، فالوثيقة الداخلية التي تترجم الإتفاق بقيت سرية وكثر الكلام عنها بشكل ملتبس وآخره خلال مقابلة الوزير باسيل، فما كان علينا إلا نشرها. البعض مرتاح الى نعي تفاهم معراب ويعتبر ان هذا التفاهم أدى واجباته ولم يعد له منفعة، بالنسبة الى القوات التفاهم ودعم العهد ودعم الرئيس عون ساري المفعول حتى الساعة، واذا كان لدى أحد نية واضحة للخروج منه فليقل لنا بوضوح". وشدد على ان "القوات ملتزمة بالتهدئة ولكن الهجوم على وزرائها وعلى تفاهم معراب وتضليل الرأي العام أجبرها على توضيح كل البنود، وهذا الهجوم اعتدنا عليه كلما إقترب تشكيل الحكومة ويعكس نية واضحة لإحراج القوات وإخراجها من الحكم". وختم حاصباني: "إطالة فترة تشكيل الحكومة لها انعكاسات سلبية على الواقع اللبناني، ونحن نطالب بحجمنا فقط لا غير، واذا أراد أحد من الأطراف التنصل من تفاهم معراب علينا مراجعة فخامة الرئيس عون لمعرفة رأيه بالموضوع".

 

عقيص لإذاعة لبنان: حملة لتحجيمنا ونرفض الإسراع في الحكومة على حسابنا العودة الى ما قبل اتفاق معراب يجعلنا نتمهل باتخاذ أي خطوة تصعيدية

الأحد 08 تموز 2018 /وطنية - عبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص ضمن برنامج "لبنان في أسبوع" عبر "اذاعة لبنان" مع الزميلة ناتالي عيسى، عن تفاؤله الدائم "إذ مررنا بظروف أصعب بكثير من تلك التي نمر بها حاليا واستطعنا الخروج منها، فقدرة اللبناني وإبداعه هي دائما اجتراحه الحلول في كل المعضلات التي يواجهها". ولفت الى ان "الشد السياسي الذي نشهده اليوم من الواضح انه يعود الى تأليف الحكومة، وهذا أمر مألوف وليس جديدا او امرا طارئا او مفاجئا على الساحة السياسية، ففي كل الحكومات التي كانت تشكل كان هناك سد بين جهات معينة. اليوم الشد هو بين "التيار الوطني الحر" او فريق العهد وبين القوات اللبنانية لسبب أننا قررنا وقف التنازلات. كل التسويات السياسية كانت تتم على حساب القوات اللبنانية أو بإرادة ذاتية منها لأنها تريد تسهيل أمور البلاد وتشكيل الحكومة وتمرير التعيينات، وألا تشل المرافق وأن يكون هناك تقدم في الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. ولأنها متحسسة ومدركة للمخاطر الكبيرة التي نتعرض لها، كانت تقول انه حتى لو كان ما يعرض علي في الواقع السياسي هو اقل مما يناسبني او من حجمي، سأقبل به حرصا على استمرارية هذا الوطن".

وعن اتفاق معراب الذي أراح الجو العام، قال: "هناك اتفاق سياسي كبير جدا تزامن مع مصالحة تاريخية بين فريقين مسيحيين تنازعا طويلا وكان نزاعهما مؤلما للمجتمع المسيحي. كان هناك قرار بطي هذه الصفحة والظهور للناس كفريق يدعم وصول شخص معين الى رئاسة الجمهورية طوال مدة ولايته. لمسنا ارتياحا عند الرأي العام المسيحي، وهذا السبب الذي يجعل فريقنا السياسي يتمهل في اتخاذ اي خطوة تصعيدية لاننا نشعر بعبء العودة الى ما قبل اتفاق معراب. من طرف القوات، يمكننا الفصل الكلي بين مفاعيل المصالحة الأدبية والمعنوية والأخلاقية والتاريخية والإعلامية وبين التباين في مسائل سياسية آنية ظرفية معينة يمكن تجاوزها، اذا كنا جميعنا على قدر المسؤولية وخطورة الرحلة التي نعيشها وسوف نواجهها قريبا في الموضوعين الاقتصادي - المعيشي والأمني".

وعن نشر البنود السرية لاتفاق معراب ووصفه باتفاق المحاصصة، أوضح أن "تصوير هذا الاتفاق على أنه اتفاق محاصصة وحسب، فيه ظلم لنية الفريقين. حين أبرم الاتفاق حكي عن اهم بنوده ان القوات اللبنانية تدعم وصول الرئيس عون الى الرئاسة ومن ثم مسيرة العهد، وايضا الشراكة في موضوع ادارة الحكم والرؤية السياسية". وقال: "في الانتخابات النيابية الأخيرة، وسأعتمد على أرقام الوزير باسيل والنسب التي اشار اليها، يقول ان التيار حصل على 55 % والقوات 31 % من أصوات المسييين. هناك 86 %‏ من أصوات المسيحيين صبت عند الفريقين، اي ان الشارع تقريبا بنسبته الأعلى هو عند هذين الفريقين وهذا يعني انه اذا اتفقا، فاتفاقهما لا يعني انقلابا على الدولة او تواطؤا على المسيحيين. الانتخابات النيابية الاخيرة زادت من حجم تمثيل القوات، وهذا التمثيل الاضافي أخذته من فريق ما وليس من العدم، أي ان هناك جهة زادت شعبيتها بنسبة الضعف وأخرى نقصت، وربما بعد اربع سنوات سيتغير هذا الامر بحسب الأداء السياسي ومزاج الرأي العام. اتفاق معراب سياسي، وهناك بعض الأصوات في الفريق الاخر تقول "انه كنا على اتفاق ولم نعد كذلك، فلنذهب الى الطلاق ويكفي نواحا". نحن لا ننوح، وإذا أردتم الخروج من هذا الاتفاق فلا مشكلة، قولوا هذا الأمر وليتحمل كل فريق مسؤوليته امام الرأي العام. وليقولوا اننا لا نريد هذا المناخ الإيجابي الذي كان سائدا طوال العامين الماضيين في الشارع المسيحي، ونحن مصرون على هذا المناخ".

وعمن قام بالخطوة الاولى تجاه "فرشكة" الاتفاق، قال: "نشر بعض بنود الاتفاق ليس السبب أبدا، انما هناك مسار طويل على مدى عام ونصف العام، وطوال مدة هذا العهد، هناك خطوات متلاحقة وتراكمية من جانب فريق "التيار الوطني الحر" للخروج على روحية الاتفاق ونصه".

وعرض لأبرز تلك الخطوات ومنها "عدم تأليف لجنة تنسيقية بين الفريقين لمواكبة اعمال الحكومة والملفات الكبرى المطروحة على طاولة مجلس الوزراء وعدم خوض الانتخابات النيابية على لائحة واحدة". وقال: "هناك حملة استهداف لتحجيم القوات اللبنانية وعدم استفادتها من الزخم الإيجابي الذي نتج من الانتخابات النيابية، وهذه الانتخابات هي زخم إيجابي عما نتج من الأداء الوزاري. هناك مسار إيجابي يكبر من حجم القوات الشعبي، وهذا المسار يبدو ان هناك ارادة عند بعض الأفرقاء الداخليين وربما الخارجيين، ان يتوقف. في المقابل القوات اللبنانية إزاء السياسة التصعيدية التي تواجهها، تقول انها لا تريد ان تتنازل، فهي تنازلت طويلا واليوم في هذه الحكومة تريد ان تأخذ حقها. نحن منذ البداية ساعون الى تشكيل سريع لهذه الحكومة، وعمليا على فريق العهد نفسه ان يكون على عجلة اكثر منا لتشكيل حكومة العهد الاولى. نحن لا نريد الإسراع في تشكيل الحكومة على حسابنا، اما ان يتلمس الجميع خطورة هذا الوضع وتكون هناك تنازلات من قبلهم، وإما لن نقبل بأن يكون التنازل حصرا على فريقنا".

وشدد عقيص على أن "التباين السياسي هو بيننا وبين التيار الوطني الحر. نحن نأخذ ما يصدر عن فخامة الرئيس ولدينا ثقة بأن كلامه كلام ثقة، وقد سرب عن لسانه ان التيار عين والقوات العين الاخرى، ونحن نثق بأن هذا واقع ولسان حال فخامة الرئيس وهذا ما سيعمل عليه. انه رئيس الكل والحكم بين جميع اللبنانيين ومن باب اولى، بين الأفرقاء المسيحيين". وشدد على ان "القوات لا تحب ان تلعب دور الضحية او دور الجلاد، فهدفنا وطموحنا ان نعمل ونطل الى العالم باداء وتجربة ورؤية وعناوين سياسية ونحصد من خلالها واقعا تمثيليا ينعكس تمثيلا في ادارة الدولة، وبناء دولة المؤسسات، وألا نتحدث بتوزيع الحصص في التعيينات، وتمر كل الصفقات العمومية داخل مجلس الوزراء على مؤسسة ادارة المناقصات ونأخذ برأيها".

وردا على سؤال عن اذا ما سقط اتفاق معراب، وعن دور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، قال: "طبعا يلعب البطريرك الراعي دورا كبيرا، والكنيسة لطالما لعبت دورا توفيقيا بين أبناء الرعية. تدخلها إيجابي ودائما لمصلحة الجميع من دون استثناء ولم نشعر يوما انها طرف مع أحد ضد الاخر. التنافر الحالي بيننا وبين "التيار الوطني الحر"، بإستطاعتنا ان نضع له الاطار المناسب، فإما نبقيه خلافا على تشكيل الحكومة أو بإمكاننا حله ضمن الأُطر الدستورية ويتم تطبيق المعايير العادلة وغير الاستئثارية وغير الكيدية وعندئذ بإمكاننا العودة، والنية موجودة، الى اعادة احياء اتفاق معراب بروحيته التي تنص على ابقاء الجو المسيحي متماسكا وتكون القوات اللبنانية طوال هذا العهد من الكتل الداعمة له. أخذ علينا طويلا تمسكنا الدائم بهذا الاتفاق الى حين صدور أصوات من الفريق الآخر تنادي بأنها لم تعد تريده".

وردا على سؤال عن ان القوات كانت دائما معرقلة، قال: "أعطوني أمثلة على هذا الأمر غير موضوع بواخر الكهرباء، علما ان هذا الامر جرت معارضته من جانب أغلبية الكتل السياسية التي تشكل مجلس الوزراء، فلماذا تحمل القوات وحيدة وزر هذه المسالة. أليس "حزب الله" الحليف الأقدم منذ 2006 ل"التيار الوطني الحر" وهو معارض لصفقة البواخر، لماذا لا تتم المطالبة باسقاط ورقة تفاهم مار مخايل؟ هل نصدق ان وزراء القوات الثلاثة لديهم القدرة على هذه العرقلة الكثيفة لمشاريع يتم التوافق عليها في مجلس الوزراء وكما يتصور البعض؟"

وردا على سؤال عن الاتهامات التي توجه للقوات اللبنانية بضرب صلاحيات رئيس الجمهورية، وما هي مصلحتها في ذلك؟ اجاب: "أليس من المعيب ان تسأل القوات اللبنانية عن موضوع صلاحيات رئيس الجمهورية؟ ايعقل ان يصدق احدهم انه باستطاعته المزايدة علينا بموضوع حرصنا على صلاحيات رئيس الجمهورية؟ اين رايتم منا اي موقف يرفض رفضا مطلقا ان يكون نائب رئيس الحكومة من حصة رئيس الجمهورية او مس في التعيينات التي من حصته؟ ما نقوله ان الأمور قابلة للنقاش، فاذا كان الرئيس متمسكا بموقع نائب رئيس الحكومة فلنبحث عن صيغ اخرى ترضي القوات وتعطيها حجمها التمثيلي. نحن مصرون على كل صلاحية لرئيس الجمهورية ومع تعزيزها، انما نقول ان دعمنا للعهد لا يلزمنا عدم رفض اي موضوع اذا ما رأينا فيه مخالفة للقانون. واذا رفضنا موضوع البواخر وطعنا بمرسوم التجنيس، هذا الأمر لا يعني اننا نتخلى عن دعمنا للعهد. وبالنسبة لموضوع الطعن في قانون التجنيس، لم نكن بانتظار تقرير الامن العام التصحيحي لكي نبني على الشيء مقتضاه، نحن اعتبرنا ان الإحالة اللاحقة الى الامن العام للدراسة هي إقرار بان هذا المرسوم خلا من اجراء جوهري هو التدقيق الامني قبل صدوره، ونحن رأينا القانوني واعتبرنا ان هذا الامر يشكل عيبا جوهريا يبطل هذا المرسوم، فليقل مجلس الشورى رأيه ايضا ونحن سنلتزمه". وختم عقيص: "كنت أتمنى البحث في ملف مكافحة الفساد، واعتقد ان هناك من يلهينا بالواقع السياسي لكي ننسى واقع الادارة والقضاء والقوى الامنية والاجهزة الرقابية".

 

الموسوي: لن ينجح الابتزاز في ارغامنا على إلغاء نتائج الانتخابات ليس من المقبول أن تأتي التعيينات في الدولة حكرا على تيار المستقبل

الأحد 08 تموز 2018 / وطنية - القى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي كلمة في احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة حاريص الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات والأهالي، قال فيها: "إن عدونا لن يتخلى عن محاولة اختراقنا من أجل إضعافنا، وبالتالي فإن أشد ما يمكن أن نواجهه ليس الحرب مهما كان حجمها، بل إن أشد مصيبة تقع علينا هي إذا فقدنا وحدتنا ووحدة صفوفنا ومجتمعنا المقاوم، وعليه فإنه يجب علينا أن نتنبه بكل قوة من المحاولات الهادفة إلى تصديع وحدة الصف المقاوم، تارة بين حزب وحزب، وطورا بين منطقة ومنطقة، وأطوارا تحت هذا العنوان أو ذاك، ويجب أن نتنبه ونتذكر أن ما نحققه من انتصارات لم يكن ليتحقق لولا هذه الوحدة المتينة التي وسمت صفوفنا، ولذلك فإننا في أي مناسبة يمكن أن نواجه فيها خطابا تقسيميا لمجتمعنا المقاوم، يصنف الناس بين هذا الحزب أو ذاك الاتجاه، أو بين هذه المنطقة وتلك المنطقة، علينا أن نعرف أننا في إزاء خطاب شيطاني يستهدف القضاء علينا، وتفكيك وحدتنا من أجل إضعافنا وهزيمتنا".

اضاف: "إن الخطابات الانقسامية والكلمات التقسيمية التي تمس بوحدة المقاومين والشعب المقاوم، تصب في مصلحة عدونا وأعدائنا الذين هم كثر وعلى رأسهم العدو الصهيوني والعدو التكفيري، سواء كان مجموعات متناثرة، أو نظاما سياسيا إقليميا يشن العدوان على المنطقة بأسرها، ولذلك فإننا ندعو إلى تمتين هذه الوحدة بين جميع الاتجاهات، لكي نبقى أقوياء قادرين على احتواء حروب الأعداء وعدوانهم وهجماتهم علينا".

وتابع: "إن المسألة التي يجب أن نتذكرها أيضا، ونحن نتوقف لنأخذ العبر ولكي نستنتج ما يمكن أن يخدم مسيرتنا المستمرة، هو أن نتنبه كلبنانيين جميعا، إلى أن هناك قرارا إقليميا بتدمير الوفاق الوطني بين اللبنانيين عن طريق إعادة الاصطفافات الحادة والانقسامات بين اللبنانيين بعدما تجاوزوا معا حالة الانقسام باتجاه أشكال من الوفاق الوطني، لا سيما وأنه قد دفعت مئات الملايين ولا زالت تدفع من أجل المس بالوحدة الوطنية اللبنانية، وعليه فإن نظاما إقليميا معروفا يسعى منذ أشهر إلى إعادة اللبنانيين إلى حالة المواجهة والتشنج التي كانت قائمة من قبل، ومن هنا فإننا ندعو جميع القوى السياسية إلى عدم وقوع أسرى للضغوط التي يمارسها النظام الإقليمي، لأن الاستجابة لهذه الضغوط، لن تكون في صالح القوى السياسية التي تتعرض لها، وبالتالي فإن كلفة مقاومة الضغوط الإقليمية هي أقل بكثير من كلفة الاستجابة لها، لأن الاستجابة تعني إدخال لبنان في نفق من الأزمات، سيكون الخاسر الأول منها هو من خضع لها". وقال الموسوي: "إننا نذكر الجميع بأننا جربنا في وقت من الأوقات كيف نواجه هذه الضغوط، وتمكنا من كسرها حين وقفنا كلبنانيين موحدين، واليوم نحن في وضع أفضل لمقاومة الضغوط الإقليمية، ومحاولة احتجاز القرار السياسي بعد سقوط محاولة الاحتجاز الجسدي، ولذلك ندعو بعض الأفرقاء اللبنانيين الى أن لا يسمعوا لا للوصايا ولا للضغوط ولا للتوجيهات، التي يكمن الهدف الأول منها دفع لبنان إلى الاضطراب، وعدم الاستقرار".

وتابع: "إننا نقول لم يمضِ بعد وقت طويل على نهاية الانتخابات النيابية التي قدمت معطيات جديدة عن المشهد السياسي اللبناني، وعليه فإن تكوين المؤسسات الدستورية والمؤسسات الإدارية في الدولة، يجب أن يأخذ في الاعتبار احترام نتائج الانتخابات النيابية، بمعنى أنه لا تستطيع أي قوى سياسية الآن أن تزعم أنها الممثل الحصري والوحيد للطائفة، ما دمنا نتحدث في نظام طائفي سياسي، ولا يستطيع أي حزب أو أي زعيم أو أي شخصية أن تقول إن تمثيل الطائفة الفلانية محصور بشخصها أو بحزبها أو بتيارها أو باتجاهها، لا سيما وأن الانتخابات النيابية أظهرت تعددية التمثيل السياسي في الطوائف اللبنانية جميعا، وعليه فإننا حين نذهب إلى تكوين المؤسسات الدستورية، علينا أن نحترم نتائج الانتخابات النيابية، لا سيما لجهة تعددية التمثيل الطوائفي، كما أنه علينا أن نحترم وحدة المعيار في احترام نتائج الانتخابات النيابية. أما في مجال المؤسسات الإدارية بصورة عامة، فأنا مسؤوليتي كنائب لبناني بموجب الدستور عن الأمة اللبنانية جمعاء، أن أعبر عما يعانيه أهل القضاء أو الدائرة الانتخابية، وأن أدافع عن مصالح هؤلاء، فبالأمس جرت عملية تنسيب إلى جهاز أمن الدولة، واليوم كنت أستقبل في مكتبي وفدا من أهلنا وأشقائنا وأحبائنا من المسلمين السنة في قضاء صور، وقد شكو بأن الذين تم أخذهم إلى أمن الدولة من الطائفة السنية قد استثنى السنة في صور وقضائها، ونحن في المقابل نقول إنه ليس من حق أي جهة أن تحتكر التعيينات القائمة على أساس طائفي، ولا يستطيع أي مسؤول مهما كانت صفته أن يقول أنا الوحيد الذي أسمي أسماء المنسوبين إلى هذا الجهاز من الطائفة الفلانية، لأن الانتخابات النيابية أظهرت تعددية التمثيل، وإذا كنا نتحدث عن التمثيل السني، فإن أكثر من ثلث التمثيل السني خارج تيار المستقبل، وبالتالي ليس من المقبول أن تأتي التعيينات في مؤسسات الدولة حكرا على تيار المستقبل دون غيره من القواعد الشعبية التي صوتت لغير تيار المستقبل، وبالتالي فإن المطلوب هو احترام نتائج الانتخابات النيابية، ليس في تكوين المؤسسات الدستورية فحسب، وإنما في التعيينات الإدارية والتوظيف وعملية الإنماء".

وقال: "إننا لا بد من أن نتوقف عند مسؤولية مؤسسات الدولة في معالجة مشاكل المواطنين، سواء تشكلت الحكومة الآن أو لاحقا، والسؤال ليس وقفا على حكومة جديدة، وعليه فإنه ما دام الحكم قائما في لبنان، فإن على الحكومة والجهات المعنية أن تعمل من أجل تلبية حاجات المواطنين الأساسية، ولذلك فإننا نقول إنه لا الحكومة ولا غيرها من مؤسسات الدولة معذورة عن القيام بواجباتها بحجة أن الحكومة لم تتشكل بعد، فنحن قادمون على صيف، وسيكون عندنا أزمة تيار كهربائي ونفايات وسلسلة من الأزمات الأخرى، وعلى الجهات المسؤولة أن تتحمل واجباتها الوطنية تجاه المواطنين في هذه الملفات".

وتابع: "وكما تحدثنا عن وجود قرار إقليمي للمس بالوحدة الوطنية، وتخريب أي محاولة للوفاق الوطني بين اللبنانيين، فإن هناك قرارا إقليميا لتشويه سمعة المؤسسات الدستورية في لبنان، بدءا من رئاسة الجمهورية التي تتعرض لحملة سياسية قد تكون مفهومة بهذا الاعتبار اللبناني أو ذاك من الاعتبارات اللبنانية، ولكنها قد فاقت أي فهم من الاعتبارات اللبنانية، لا سيما وأنها تتصل بقرار إقليمي اسمه ضرب لبنان من أجل تأديبه وتطويعه، وهنا يجب أن نقول لأصحاب هذا القرار الإقليمي الرامي إلى محاولة تأديب وتطويع لبنان، أنتم عجزتم عن تطويع الشعب اليمني على الرغم من الهجمة الشعواء والحرب المنكرة التي تخوضونها ضده بجميع أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا، ولم تتمكنوا من إخضاع هذا الشعب لإرادتكم الاستبدادية، ونحن بدورنا نقول لكم، إن الشعب اللبناني الذي كسر الإرادة الصهيونية، وكسر إرادتكم في سوريا حين واجه المجموعات التكفيرية التي كانت أداة لكم، فإنه لن يسمح لكم بالمس بمؤسساته الدستورية ولا بإضعافها، ولا يمكن أن يكون في أي وقت من الأوقات قابلا للانصياع إلى إملاءاتكم وأوامركم، لاسيما وأننا نعلم أن هناك سعيا محموما لدى نظام إقليمي لبسط سيطرته على القرار العربي تسهيلا لتطبيق صفقة القرن التي تعني تصفية القضية الفلسطينية، وتوطين الشعب الفلسطيني خارج الأراضي الفلسطينية في كل دولة عربية أو غيرها من الدول، ولذلك فإن المعركة ليست معركة لبنانية وطنية فحسب مع نظام إقليمي، بل هي أيضا معركة قومية وإنسانية، ومعركة دفاع عن المصير والوجود الذي يتهدد بتحويل إسرائيل إلى دولة طبيعية في هذه المنطقة، تحول بعد ذلك الدول من حولها إلى إسرائيلات صغيرة تتنازع في ما بينها على أساس الانقسام العرقي والديني والطائفي والمذهبي وما إلى ذلك".

وختم الموسوي: "إن لنا القدرة والإرادة على إسقاط حملة الضغوط التي تمارس على لبنان، ولن ينجح الابتزاز بالوقت لإرغامنا على إلغاء نتائج الانتخابات النيابية، ولن تنجح الضغوط مهما كان شكلها في أن نخضع للضغوط التي يلوح بها ولوح بها، وحتى إذا مورست الضغوط الاقتصادية، فإننا سنري العالم أن من سيتأثر بهذه الضغوط الاقتصادية هو من فرض هذه الضغوط على لبنان لا اللبنانيين فحسب، وبيدنا الكثير من عناصر القوة التي تسمح لنا إذا جرى المس بالوضع اللبناني أن نلحق الضرر بمن حاول فعل ذلك، ولذلك فإننا نطالب القوى السياسية اللبنانية بتقديم الوفاق الوطني كأولوية على سائر الالتزامات مع حلفائهم وأصدقائهم الإقليميين والدوليين، فمصلحة جميع القوى السياسية هي في تحقيق الوفاق الوطني القائم على احترام نتائج الانتخابات النيابية على أساس معيار واحد (يأخذ بالاعتبار تعددية التمثيل في كل طائفة من الطوائف اللبنانية) لا على أساس تعددية المعايير".

 

جعجع في افتتاح مركز للقوات في رميش: الوضع صعب في الوقت الحاضر حبشي: تفاهم معراب أزال الحاجز النفسي بين المسيحيين وسنحافظ عليه

الأحد 08 تموز 2018/وطنية - رعى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب الدكتور انطوان حبشي حفل افتتاح مركز الحزب في منطقة بنت جبيل في بلدة رميش الحدودية، في حضور محازبين، رجال دين، فاعليات بلدية واختيارية، تربوية واجتماعية.

جعجع

بعد النشيدين الوطني والقوات وتقديم من كريستيل حنا ولين حبيب، ألقى راعي الاحتفال الدكتور جعجع كلمة عبر شاشة عملاقة اعتذر فيها عن عدم الحضور وبإرسال ممثل عن القوات النائب حبشي، وشكر الذين أسهموا في افتتاح المركز من رفاق وأهالي من رميش، دبل، عين ابل، القوزح، وقرى منطقتي بنت جبيل ومرجعيون.

وقال: "ليس الشكر فقط على افتتاح المركز وإنما على الدور الذي قاموا به أثناء الانتخابات النيابية.. كما اوجه تحية إلى فادي سلامة الذي ضحى في سبيل ما يؤمن به من فكر وعقيدة وقضية. وأن هذا الافتتاح في رميش حدث صغير في الحجم ولكنه كبير في معناه، وسبب نجاح القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية اضافة إلى الحملة الدعائية هي الأنشطة التي أقيمت خلال السنوات الماضية، لأننا كالتلميذ الذي يدرس يوميا وعندما يصل وقت الامتحان نكون مستعدين، وهكذا نحن في كل الانتخابات، وانتم جمعتم وبنيتم مركزكم وهذا النشاط مميز، وهناك نشاطات متعددة ومجموعها يؤدي إلى النجاح".

وتابع: "القوات كخلية نحل وافرادها أصحاب قضية، والدليل ما قمتم به في رميش من تعاون ومثابرة في بناء المركز".

وأضاف: "الوضع في لبنان صعب في الوقت الحاضر، وعلينا أن نعمل لكي نتخلص من هذه الحال المزرية وبجهود السياسيين المتعاونة نستطيع أن نتخلص من كل هذه المحنة، ونخدم الوطن، وأن الأوطان تبنى على أيدي الناشطين".

وختم بتقديم التبريك لبناء المركز في رميش على أمل في أن يعطي النتيجة المطلوبة.

حبشي

والقى حبشي كلمة أشاد في مستهلها بدور أهالي رميش وبتثبتهم في أرضهم، واهتمامهم ب الزراعة.

وقال: "علاقتهم بالارض عضوية وأن 80 % من أهلها يعيشون فيها صيف شتاء، وربط رميش بالقوات اللبنانية اليوم له رمزية كبيرة، وهي أن أهل هذه المنطقة هم الذين رسموا حدود لبنان جنوبا سنة 1920 في الوقت الذي رفض الكثير من القبائل والعشائر انضمام هذه المنطقة إلى لبنان الكبير، ورميش دفعت الثمن الغالي ورسمت بدماء شهدائها الحدود الجنوبية حتى كان لبنان الكبير الذي عاش فيه أجدادنا وآباؤنا إلى اليوم".

وأضاف: "عندما نعرض تاريخ رميش نرى أن هذه المنطقة عادت بعد أيام الحروب والصعوبات كما كانت موجودة مع أهلها منذ كان الأجداد بالثقافة والاتجاه التاريخي نفسه، واليوم يسعدني افتتاح هذا المركز للقوات اللبنانية في رميش، ونحن وبعد مئة سنة نقول سنرسم حدود لبنان الكبير إلى مئة سنة للأمام".

وأشار الى "ان هذه المنطقة التي يسمونها أطرافا يعتقدون بأنهم هم القلب ويضخون إلى الأطراف، ولكن رميش وبنت جبيل والبقاع الشمالي، هم الذين يضخون إلى القلب وليس العكس ومثل هذه المعاناة تدفعنا لكي نعبر عن هذا الوجود بصوت عال وبصراحة تامة وبدون أي تهجم على أي أحد، أن منطقة بنت جبيل فيها أكثر من خمسة عشر ألف ناخب على لوائح الشطب تستحق من يتحدث باسمها وتكون ممثلة بالمجلس النيابي، واليوم بعد مجلس نيابي جديد نأمل في تشكيل حكومة تكون أولى أولوياتها الاهتمام بملف المبعدين، قبل الاهتمام بالذين تركوا الوطن من مئات السنين وحقهم استرداد الهوية اللبنانية، ولكن علينا أن لا نترك أهلنا وناسنا المبعدين يبحثون عن هوية وطن ثاني هذا الوطن وطنهم وهويتهم. واليوم نفتتح مركزا في رميش بعد العملية الانتخابية لا قبلها وأكدتم مشاركتم باختيار 15 نائبا في عملية تجديد لبنان، وأن كتلة الجمهورية القوية واجبها الاهتمام بمعاناة رميش وبنت جبيل وكل وهذه المنطقة".

وتطرق إلى تفاهم معراب، قائلا: "أن هذا التفاهم أزال الحاجز النفسي بين المسيحيين وأراح المجتمع المسيحي، ولكن لم يكن هدفه محصورا بالإطار المسيحي بل بني على مبادئ وطنية كتبت في تفاهم معراب، هدفه بناء الدولة وبناء الوطن الذي نحلم به، بناء دولة خالية من الفساد والصفقات والزبائنية".

وختم حبشي: "سنبقى نحافظ على اتفاق معراب في الاتجاه الذي نطمح له وهو الانفتاح على الآخر ومد اليد للتعاون لإمكانية قيام دولة وبناء وطن بسيادة كاملة دون أي عدائية لأحد، وهنا في منطقة بنت جبيل افرقاء سياسيون كبار لا نتشارك معهم الرؤية السياسية نفسها، هذا ليس خطأ لأن الإختلاف في الرأي السياسي حق طبيعي، ولهذا نقول أن رؤيتنا السياسية لا تشبه بالكامل رؤيتكم وهناك اختلاف كبير، ولكن لا بد من بناء وطن ودولة أن نتحدث سويا لتذليل العقبات والصعوبات، وأفضل مكان للنقاش والتفاهم حول الاختلاف هي المؤسسات الدستورية ومؤسسات الدولة اللبنانية، ونؤكد إنه بيننا وبين هذا الفريق مساحة مشتركة وهي مواجهة الفساد، وأن مقاومة الفساد مهمة وتساوي الرؤية السياسية لبناء الدولة في لبنان ومنه نستطيع الانطلاق لتذليل عقبات كبيرة موجودة أمامنا والانطلاق لبناء دولة تخدم مستقبل أجيالنا".

خيامي

ثم ألقى المسؤول الإعلامي جوزيف خيامي كلمة أشاد فيها بدور شباب القوات اللبنانية في رميش "الذين عملوا على إنجاز فتح المركز".

وقال: "نريد أن نكون أسيادا في بلدنا وأحرارا على مساحة وطن 10452 كلم الذي قدمنا له الشهداء، لا وطن بلا حرية أو سيادة أو عدالة ولا وطن بدون قوات لبنانية".

وتابع: "سنكون في هذا المكتب قدوة لكل شخص يعيش ببلد حر يتطلع إلى المستقبل بتفاؤل. نحن في أمس الحاجة إلى زيارة جميع المسؤولين في الدولة للاتطلاع على همومنا وشؤوننا، وهذا البيت القواتي سيكون حجر الزاوية الذي سنبني عليه مستقبلنا ومستقبل أولادنا ووطننا".

الحاج

وألقى مسؤول المكتب كابي الحاج كلمة القوات في رميش شكر في مقدمها راعي الاحتفال الدكتور جعجع، وأشاد بدور النائب الدكتور حبشي.

وقال: "نرى فيه حلم الشباب وحلم لبنان الرسالة والتعايش والشفافية والعيش الكريم وإبن القضية المندفع المؤمن والمؤتمن الذي زار رميش في زمن النضال وكسر الصمت وجدار الخوف وبعث فينا الحلم، حلم افتتاح مركز للقوات اللبنانية في رميش".

وختم: "نعاهد أهلنا في رميش والجوار أن نكون بجانبهم في السراء والضراء حاملين همومهم ومطالبهم كما نعاهدهم أن نحذو حذو الدكتور حبشي ورفاقه في كتلة الجمهورية القوية ونشكل حاضنة للمبادئ وجسرا للتواصل والانفتاح، هكذا نشأنا في القوات اللبنانية وهذا ما اكتسبناه من حكمة القائد الحكيم".

علم

وألقى عضو المجلس المركزي في الحزب جان علم كلمة قال فيها: "جئنا إلى هنا لا لنفتتح مركزا فحسب، وإنما لنحمل راية الحق والوطن، معطوف عليها محبة الناس مضاف إليها مبادئ حزب قدم الشهداء والأبطال ليكون هو حزب القضية ليصير هو عنوان القيم النضالية. نحن هنا في أرضنا نحمل أمجاد القرون الماضية، وتحديات الواقع الحالي وتطلعات المستقبل الآتي".

وأكد "أن تفاهم معراب هو مشروع استقرار وتفاهم داخل المجتمع الواحد وهو مشروع صالح على مستوى الوطن. فنحن نحترم جميع الأحزاب والتيارات والمكونات السياسية على الساحة اللبنانية، وقربنا من أي حزب أو من عدمه هو بمدى قرب تلك الجهة من مفهوم الدولة الفعلية. فحرصنا على الشريك هو أيضا حرصنا على الدولة وسيادتها والدفاع عن مصالح الناس والتصدي للهدر ومحاربة الفساد".

وتابع: "نحن نحمل مشروع الدولة الفعلية الذي هو مشروع مشاركة وسيادة ونزاهة وكرامة، وانماء وعدالة وهوية واحدة جمهورية قوية وما نريده وتريدونه هو لبنان الحرية والسيادة والاستقلال، هو لبنان العدل والنظام والقانون هو لبنان المؤسسات والخير العام".

وختم: "على هذا الأمل نفتتح مركز رميش في القوات اللبنانية ونحمل الأمانة ونجتهد سعيا وراء وطن لطالما حلم أجدادنا وآباؤنا به".

عون

وألقت البروفسور إيمان عون كلمة أهالي بلدة رميش تحدثت فيها عن تاريخ رميش وعطاءاتها والأزمات الصعبة التي مرت بها من الفقر والعزلة وشح المياه والقلق الدائم على الوجود والمصير، وبخاصة أثناء الاحتلال الإسرائيلي".

وقالت: "عزلنا يومها داخل ما سمي بالحزام الأمني فضاقت الأفق وانقطعت العلاقة مع العلم والإبداع إلى حد كبير. إلا أن ابن رميش لم يقف مكتوف اليدين بل شمر عن ساعد البطولة والعزة وحب العمل، فكانت شتلة التبغ التي ارتوت من عرق جبينه رفيقة دربه ومعجن خبزه واليوم وفي محطة مهمة من محطات السياسة وحرية التعبير فإن رميش تقف سعيدة لتحتضن بيتا للقوات اللبنانية بعدما حضنت قبله بيتا للتيار العوني".

وختمت: "أن افتتاح هذا البيت هو تأكيد وترسيخ للوجود المسيحي في هذه المنطقة التي تعد من الأطراف وهو قيمة إضافية لنا، نريد هذا البيت للقوات أن يكون بيتا لكل رميشي وكل جنوبي، مسلما كان أم مسيحيا يعمل على مصلحة ومستقبل جنوبنا ولبناننا".

الياس حصروني

والقى عضو القيادة في القوات الياس حصروني كلمة تحدث فيها عن جهاد وتاريخ رميش والمنطقة الحدودية الجنوبية، قائلا: "اننا نعيش في منطقة مختلفة منذ اكثر من اربع مئة سنة، نعيش مع جيراننا في السراء والضراء، الطائفية عندنا كبيرة الكبائر والمذهبية اثم، وكما عاش اجدادنا في هذه المنطقة نحن على دروبهم سائرون وراحتنا ممدودة للجميع، وقلوبنا وبيوتنا وعقولنا مفتوحة امام الجميع، نحترم خصوصية الاخر ويحترمنا الاخر، ونحن باقون على وصية الاباء والأجداد وهي محبة الجار واحترامه وقبوله كما هو".

وختم مطالبا بفتح مركز جديد اخر في بلدة دبل، معاهدا ب "البقاء على العهد والوفاء للقضية وللقوات ولدماء الشهداء والتعلق بلبنان والعيش بحرية وكرامة".

وتخلل الاحتفال أفلام وثائقية عن تاريخ رميش بين الماضي والحاضر. وعن نشأة القوات والمراحل الاولى التي مرت بها مرورا بالأحداث اللبنانية إلى قيام الدولة إلى الوقت الحاضر.

واختتم الاحتفال بقص شريط افتتاح المركز، وقص قالب الحلوى وحفل كوكتيل على شرف الحضور.