المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july06.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ٱحْذَرُوا تعليم (خَمِيْر) الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اتفاق معراب الخطيئة: المعرابي تنازل عن كل شيء وليس تيار باسيل ومرجعيته

الياس بجاني/زمن عاطل

الياس بجاني/رجعوا الإحتلال وارتاحوا من حكام وأنظمة استبدادية لا يخافون لا الله ولا يوم حسابه الأخير

الياس بجاني/مؤامرة دولية أدواتها إيران وأذرعتها الإرهابية

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

التيار" استدرج "القوات" إلى اتفاق فجرّبت المجرّب/موقع مدى الصوت

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 6/7/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 تموز 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 240

بطرس حرب لـ"النهار": تبين أن "تفاهم معراب" إلغائي لتقاسم المنافع... فليتعظوا

هذه آلية عمل "حزب الله" لإعادة النازحين السوريين

التأليف تحت متابعة دولية حثيثة: تحذيرات من تحكّم "حزب الله" بالقرار وإعطاء الضاحية حقائب حسّاسة غير محبَّذ وقد يؤثر على المساعدات

الكشف عن دور جديد لحزب الله في الجنوب السوري

حزب الله يساعد في قيادة وإدارة هجوم يشنه الجيش السوري في جنوب البلاد

تحدي لإسرائيل التي تريد أن تبقى حروب إيران بالوكالة بمنأى عن حدودها ودور حزب الله يشمل توجيه الجيش السوري

 الصحافة الإسرائيلية: صدق نصرالله

الجيش الإسرائيلي يعاني من مشاكل تتعلق بالإنصياع للأوامر العسكرية

الضباط في إسرائيل  يرسلون رسائل الكترونية للجنود بدلاً من الحديث اليهم بشكل مباشر

اتساع ظاهرة تعاطي المخدرات بين الضباط والجنود في إسرائيل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اتفاق بين المعارضة السورية وروسيا ينهي القتال في درعا

الجيش السوري يستعيد معبر نصيب الحدودي مع الأردن

موسكو ترفض إصدار مجلس الأمن بياناً بشأن سوريا

إيران تتراجع عن تهديدها بإغلاق مضيق هرمز وواشنطن تعهدت بحماية «حرية حركة التجارة الحرة وفق القانون الدولي»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"اتفاق معراب": أوعا لبنان/عقل العويط/النهار

معادلة "جيم ـ جيم" ترفض "السلبطة"... والتحجيم/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

مَن يختبئ وراء باسيل في الحملة على «القوات»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

باسيل «يخضع» لرغبة «التيار»: سأبقى وزيراً/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

«القوات»: هذا ما فعله «رئــيس التيار»/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

الطبخة» الحكومية «بحص من صوان»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

«حزب الله» إذا سقطت الخمينيّة/حازم صاغية/الحياة

ذكرى شكا وأيام اليُتم الوطني/شفيق نعمه/نقلاً عن موقع مدى الصوت

إقفال تسع مدارس: هزّة تضرب المقاصد/فاتن الحاج/لبنان الجديد

حكومة لبنان تتحول إلى كانتونات للطوائف/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

في المرحلة الانتقالية بين حكومتين: ماذا وراء استراتيجية «حزب الله» حيال النزوح السوري/رلى موفق/اللواء

أردوغان... من رئيس إلى سلطان/سليم نصار/الحياة

هل يحتاج الاستسلام إلى تفاوض/سميرة المسالمة/الحياة

هل حانت ساعة الجمهورية الخمينية/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

إيران... آية الله والفردوس الموعود/أمير طاهري/الشرق الأوسط

روحاني... التهديد لا يفيد/إميل أمين/الشرق الأوسط

الروس... دور المستضعفين المنتصرين/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

ما تبقى من الحقبة الإيرانية/فاروق يوسف/ العرب

دبلوماسية ونثر وشعر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: للتعاطي مع الاوضاع الاقتصادية بموضوعية والتوقف عن تعميم معطيات سلبية غير حقيقية

كتلة الارمن: للاسراع في تأليف الحكومة وإعادة إحياء القروض السكنية

السفارة الإيرانية أحيت ذكرى ديبلوماسييها الأربعة المختطفين موسى ممثلا بري: المتابعات أظهرت بأن الإحتلال الإسرائيلي اقتادهم إلى معتقلاته

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
ٱحْذَرُوا تعليم (خَمِيْر) الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين

إنجيل القدّيس متّى16/من11حتى20/قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين». حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين. وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء». قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات». حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح"."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اتفاق معراب الخطيئة: المعرابي تنازل عن كل شيء وليس تيار باسيل ومرجعيته

الياس بجاني/06 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65837/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d9%85%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1/

لماذا كل هذا النحيب في معراب وملحقاتها؟

ولماذ كل هذه المشهديات النواحية الهستيرية؟

ولماذا جنانيز البكاء وزياحات العويل؟

ولماذا أصلاً البكاء والحزن على مولود ولد جثة هامدة؟

ولماذا ملامة الآخر أي باسيل ومرجعيته وهما قبل وبعد "خطيئة اتفاق معراب" لم يتزحزحا قيد أنملة عن خطهما "المقاوماتي" وخياراتهما اللاهية لا علناً ولا سراً؟

المعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من فرط 14 آذار!

المعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من تنكر لرفاق النضال،

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من قفز فوق دماء الشهداء،

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من ادعى واهماً حصرية ملكية ثورة الأرز و14 آذار.

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من غرق طوعاً على خلفية أوهامه وباطنيته في بحور خيار "الواقعية الكاذبة".

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من سوّق لهذه الواقعية الاحتيالية والإستسلامية مع الصنوج والأبواق والطبول وما أكثرهم،

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من خوّن وحارب وحاصر من عارضه من الأحرار والسياديين والشرفاء والمناضلين وقالوا له لا؟

والمعرابي إن نسي فلا يجب أن ينسى أنه هو من من توهم حالماً ومهلوساً أن بإمكانه استنساخ "الثنائية الشيعية" داخل المجتمع المسيحي قافزاً بجحود عن تاريخ ونضال وعنفوان وكرامة المسيحيين، ومتعامياً عن عشقهم للحرية والتنوع، ورفضهم وكرههم للدكتاتوريين والعسكر.

"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"..هذا قول انجيلي يلخص حالة المعرابي الحالية.

عملياً فإن الرجل يشرب من نفس الكأس الذي أسقاه للسياديين والأحرار بعد أن دخل صفقة العار والخطيئة وداكش السيادة بالكراسي على خلفية أجندة سلطوية والغائية وباطنية و"تشاطرية" توهم أنها قد توصله إلى كرسي بعبدا..

ويلي من ايدو الله يزيدو، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة.

باع جعجع المعرابي صاحب شركة القوات والتي إحقاقا للحق وشهادة لدماء الشهداء هي لا تمت بصلة لحزب وتنظيم وتحالف القوات التاريخي، ولا حتى تشبهها، وإن كان كثر من أهلنا مغرر بهم وتعميهم النوستالجيا ولا يرون هذه الحقيقة.

يبقى أن اتفاق معراب، كان اتفاق على ضرب وفرط 14 آذار ومساكنة واقع الاحتلال الملالوي وذلك على مبدأ وقاعدة مداكشة الكراسي بالسيادة..

ولكن غاب عن بال المعرابي الذي أغرته الكراسي أن كل ما يبنى على باطل هو باطل.

لقد فشل رهان المعرابي 100% وعليه بالتالي أن يستقبل..

ولكن.. ولأنه ليس رئيس حزب، بل صاحب شركة فهو لن يستقل وحتى لن يعتذر..

وكل ما سيفعله هو اسقاط وتبرير Rationalize and project فشله والخيبات على الآخرين.

وعلى الأكيد الأكيد الزقيفة والمطبلين والأتباع سوف يصفقون ويرددون إسقاطاته والتبريرات.

وهل بعد من يقول إننا لسنا في زمن مّحل وبؤس وتخلي؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

زمن عاطل

الياس بجاني/06 تموز/18

مية سنة ومليون لعنة ع اصحاب شركات احزاب نرسيسيين وطرواديين وابالسة فجعانين سلطة ومال وهمهم الكراسي وتقاسمنا غنائم وحصص. زمن عاطل

 

رجعوا الإحتلال وارتاحوا من حكام وأنظمة استبدادية لا يخافون لا الله ولا يوم حسابه الأخير

الياس بجاني/04 تموز/18

وضع شعوب الدول العربية من حريات وأمن واقتصاد وعدل وكذلك شعوب لبنان كان مليون مرة أفضل في ظل أزمنة الإحتلال والإنتداب .. إرجعوا إلى زمن الإحتلال والإنتداب وارتاحوا من حكام وانظمة وحاشيات همهم بطونهم والغرائز والثروات والقصور...

الفرنسي والإنكليزي بنوا دول ومؤسسات ووضعوا دساتير واسسوا جامعات..بعد رحيلهم حكام الدول العربية اعادوا بلادهم إلى حقبة القبائل والغزوات ونحر الرقاب وبقر البطون والمذهبية..شعوب غير مهيئة لحكم نفسها أقله حتى الآن

 

مؤامرة دولية أدواتها إيران وأذرعتها الإرهابية

الياس بجاني/03 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65774/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%A4%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

ما نراه من حروب مدمرة وتفتيتية ومذهبية وتهجيرية لا تنتهي في معظم الدول العربية، يبين ودون أدنى شك بأن ما يجري هو من ضمن وفي أطر مؤامرة دولية ممنهجة ضحيتها بشكل خاص شعوب ودول العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا..

إن روائح التغيير الديموغرافي المذهبي الفج والمكشوف، وكذلك ضرب حدود وكيانات شرق أوسطية بالقوة تفوح في كل مكان..

حتى الآن، وكما هو الواقع المعاش على الأرض، فإن إيران الملالي والإرهاب والإجرام تؤدي بامتياز الدور الدولي القذر المكلفة به المنطقة دون رادع أو محاسبة من قبل دول الغرب وإسرائيل، وذلك رغم كل العداء الإعلامي والصوتي والكاذب والمسرحي لحكامها ولنظامها ولإنفلاشها العسكري الإحتلالي.

إيران، عملياً، ومن خلالها أذرعتها الإرهابية والمذهبية وفي مقدمها مرتزقة ميليشيا حزب الله.. تعمل بمنهجية وبغطاء دولي (روسي وإسرائيلي وأوروبي) على تفكيك غالبية الكيانات القائمة في الدول العربية الواحدة تلوى الآخرة وتهجر شعوبها.

وإيران الدمار والتخريب والميليشيات الإجرامية والمذهبية تعيث فساداً وتدميراً في كل من غزة والأردن والعراق وسوريا واليمن وقطر والصومال وليبيا والمغرب والحبل ع الجرار..

في هذه الأثناء، ومنذ سنوات ونحن نسمع تهديدات إسرائيلية وأميركية وغربية تطاول نظام الملالي الإيراني وتصفه بأبشع المسميات، في حين أن التهديدات هذه كلها وحتى يومنا الحاضر لم تترجم أعمالاً رادعة، بل بقيت كلاماً بكلام وشعارات فارغة من أي محتوى.

لقد ترك الغرب إيران تحتل لبنان وتتحكم بكل مفاصله من خلال مرتزقتها المسماة كفراً “حزب الله”..

وها هو هذا الغرب ومعه إسرائيل يتركون جيوش وميليشيات إيران وقتلة نظام الأسد “البراميلي” يشردون 270 ألف سوري في منطقة درعا..

وفي العراق تُرّكت الحرية المطلقة لملالي إيران ولميليشياتها المحلية لتحرق وتدمر صناديق أصوات المواطنين الذين رفضوا الهيمنة الإيرانية..

هذا وكان الغرب وتحدياً أميركا قد تخلى عن الأكراد وتركهم لقمة سائغة لحكام إيران، ولنزوعات السلطان التركي..اردوغان.

وفي آخر المعلومات فأن سلطنة عُمان ستكون ومجدداً مكاناً آمناً للتفاوض الأميركي-الإيراني، كما كان الحال سابقاً في عهد الرئيس أوباما.

في الخلاصة ودون أية أوهام أو تمنيات خيالية فإن الغرب عملياً وكما هو الواقع الميداني المنظور والمعاش على الأرض وحتى يومنا هذا هو الذي يغطي كل الممارسات الإيرانية التوسعية والإرهابية والمذهبية في كل الدول العربية.

يبقى أن الدور الإيراني التدميري والإرهابي سوف يتعاظم ويستمر في لبنان وفي باقي الساحات العربية طالما أن دول الغرب وإسرائيل وبعض الدول العربية تغطيه وتعاديه فقط وفقط لفظياً ودون أفعال رادعة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

خطيئة ورقة نوايا معراب وضرورة استقالة جعجع/إلياس بجاني/03 تموز/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

التيار" استدرج "القوات" إلى اتفاق فجرّبت المجرّب 

موقع مدى الصوت/06 تموز/18

وأخيرا، ظهر المستور من ما يسمى إتفاق معراب بين حزب القوات اللبنانية والتيار العوني، بعدما  اختلف الطرفان على تفسير الاتفاق، فلجأ احدهما الى تسريب مضمونه، خصوصا ما يتعلق منه بتقاسم الحصص في الدولة وسط الاتهامات المتبادلة من الطرفين كل منهما للآخر بنقض بنود الاتفاق.

الواضح حسب التسريبات التي لم ينفِها حزب القوات او التيار العوني، أن الوزير جبران باسيل لم يلتزم أياً من بنود الاتفاق ولم ينفك يطالب القوات بالتزام البنود التي عليهم التزامها. وطبقا للتسريبات نص الاتفاق على ان يسمي الطرفان قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان بالاتفاق في ما بينهما، وحقيقة الامر ان الوزير باسيل دخل مجلس الوزراء وطرح خلافا للاصول اسم قائد الجيش الحالي، منفردا، وليس من ضمن ثلاثة اسماء، من دون تنسيق او تشاور مع القوات، الامر الذي ادى الى تحفظ وزراء القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، من دون ان يستطيعا الحؤول دون تمرير تعيين القائد الجديد للجيش.

كان هذا اول خرق من الوزير باسيل، واستمرت الخروق وصولا الى تدخل الرئيس ميشال عون في تعيين مدير عام جديد لمجلس ادارة تلفزيون لبنان، قائلاً نريد مديرا للوكالة الوطنية في مقابل مدير عام التلفزيون مما حال دون التعيينين معا، واستمرت لائحة التفرد العوني بقيادة الوزير باسيل في كل ما يتصل بالتعيينات، فكان يعزل القوات ولا يوافق على اي تعيين تريده،  من مجالس ادارة المستشفيات الى كل التعيينات الاخرى في حين ان اتفاقه مع الرئيس الحريري وحزب الله وفر له غالبية وزارية حالت دون طرح اي تعيين على التصويت، فحصد الوزير باسيل ما يشتهي من التعيينات بشهادة وزراء القوات العاجزين.

في المقابل يطالب باسيل القوات بالوقوف الى جانب العهد ووزراء التيار العوني داخل الحكومة خصوصا في صفقات البواخر المثيرة للجدل وغيرها من مشاريع اقل ما يقال فيها انها تخالف الاصول المرعية، ويتهم باسيل القوات بعرقلة العهد من خلال وقوفها في وجه هذه المشاريع.

وفي سياق متصل كشف تسريب المضمون السياسي لاتفاق معراب حالة الجشع التي غمرت القوات والتيار العوني معا، خصوصا ان الانتخابات النيابية لم تكن قد اقرت بعد في ظل القانون النسبي، وكان لسان حال القوات والعونيين يقول انهما يمثلان اكثر من 86% من المسيحيين وتاليا أنهما هما سيتقاسمان كل المناصب في الدولة أوزارية كانت ام نيابية ام من الفئة الاولى او الثانية او الثالثة او الرابعة او العاشرة. واول تجربة لاختبار مفعول التزام بنود الاتفاق كانت الانتخابات البلدية، عندما تعامل التيار العوني مع القوات على قاعدة ما لنا لنا وحدنا وما لكم لنا ولكم، وهذا ما تجلى في بلدية مدينة البترون على سبيل المثال، حيث اقصى الوزير باسيل القوات فخرجت ولسان حال منسق القوات في البترون عصام خوري يصرح للاعلام ان "الوزير باسيل بيمون"، وطالب باسيل ايضا بتمثيل التيار العوني في بلدية بشري وهلم جرا.

الانتخابات النيابية وفق القانون النسبي وضعت الطرفين في مواجهة مباشرة، فقد طالبت القوات بالمناصفة في المقاعد الوزارية سيادية وخدماتية وغيرها مع التيار العوني عملا بما حصدت القوات نيابيا، وبمندرجات الاتفاق بينهما، حين ان الوزير باسيل يصر على التمييز بين حصة التيار وكتلة لبنان القوي النيابية وحصة رئيس الجمهورية ويطلب بحصص وزارية للكتل الثلاث التي هي في الواقع كتلة نيابية واحدة، وتبقي للقوات وسائر القوى المسيحية ثلاثة او اربعة مقاعد في افضل حال لتتوزعها في ما بينها. وما كشفه الاتفاق ايضا ان القوات والتيار العوني، اتفقا، وإن بطريقة غير مباشرة على شن حرب الغاء على الأحزاب الأصغر مسيحيا والمستقلين وحصر تمثيل المسيحييين فيهما، حين ان الارقام لا تعطيهما حصرية التمثيل في طائفتهما على غرار الثنائي الشيعي، فإذا كانت حصة القوات والتيار العوني مع الحلفاء 44 نائبا فهذا يبقي للمسيحيين الاخرين من غير القوات والتيار 20 نائبا اي قرابة 30 في المئة من المقاعد الوزراية ولا يعطي القوات والتيار العوني الحق في حصر المقاعد الوزارية فيهما. وحين عرف السبب بطل العجب، فالطمع استدرج القوات للاتفاق مع التيار ، وكانت على يقين بأنها  ستحصد نصف المغانم المسيحية في الدولة بموافقة التيار العوني برئيس الجمهورية ورئيس التيار ومباركتهما. وفات رئيس القوات انه لطالما ردد "مين جرب المجرب كان عقله مخرب".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 6/7/2018

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

التأليف الحكومي في ثلاجة الإجازات الخارجية والوقت الراهن للإلتفات الى الوضع الاقتصادي-المالي الذي أكدت ثباته لرئيس الجمهورية قيادات القطاعات الانتاجية بخلاف ما يجري تناوله في بعض الاعلام من أخطار تهدد اقتصاد البلاد الامر الذي دعا رئيس الجمهورية الى الاقلاع عنه.

جاء ذلك من خلال جولة أفق اقتصادية أجراها الرئيس عون مع المعنيين في إطار الاستعداد لوضع بنود خطة ماكينزي للنهوض بالاقتصاد اللبناني موضع التنفيذ.

كما أن هذه الاستعدادات تأتي على وقع تعثر القطاع التربوي إثر قرارات صرف معلمين وإقفال بعض المدارس الخاصة وإعلان نقابات السائقين عن يوم إضراب في الخامس والعشرين من الجاري احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات.

في سوريا وغداة فشل مجلس الامن بوضع حد لتصاعد العنف في جنوب البلاد نجحت المفاوضات بين روسيا والمعارضة السورية بالتوصل الى اتفاق مبدئي يجنب درعا وريفها مزيدا من العنف، يقضي بتقاسم السيطرة على أرض المنطقة بين الجيش الحكومي والتنظيمات المعارضة، فيما توجهت قوات روسية الى معبر نصيب الحدودي مع الاردن للتمركز هناك مع ما يعني ذلك في رسم الخارطة الجيوسياسية لسوريا عشية انعقاد قمة هلسنكي الروسية - الاميركية لبحث ملفات المنطقة لا سيما السوري منها.

البداية من بعبدا والوضع الاقتصادي والمالي.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

أحرقت القوات اللبنانية المراكب السياسية مع التيار وأعلنتها حرب أوراق على كل من تسول له نفسه اللعب في بنود تفاهم معراب وتخطي مندرجاته. وبعدما لوحت القوات عبر النائب جورج عدوان بنشر بنود مكتوبة، نفذت تهديدها. وقال النائب السابق انطوان زهرا للجديد إن كشف بعض البنود جاء تلبية لوعد الوزير جبران باسيل "يلي ما لحق يعملو وسجل الحلقة وفل" وأكد زهرا أن القوات أبرت بالوعد حتى لا يبقى اللبنانيون متشوقين.

والسادة الأبرار من القوات والتيار لم يكشفوا إلا عن اختزال للدولة شعبا ومؤسسات واتضح أنهم تفاهموا على احتكار البلد فتقاسموا وتغانموا وعينوا وتوزروا وقسموا المديرين والإدارات الرسمية والمؤسسات العامة ومجالس الإدارة، بما فيها المراكز القيادية الأولى ومن ضمنها قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان. فالبلد يا إخوة يا كرام تيار وقوات أما البقية فلا تأتي إلا إذا "حن الحديد على حالو" واشفقت أي من الجهتين على طرف ثالث قريب من هذا أو ذاك. فمن خولهم التفاهم على الناس؟ ومن أعطاهم حق المصادرة؟ وكيف حولوا حرب الإلغاء بالسلاح الى حرب إلغاء بالتفاهم؟

صحيح أن القوات لقنت التيار درسا بالمكاشفة وبنشر حقيقة البنود لكن الصحيح ايضا أن القوات والتيار معا "مش قاريين حدا" وتعاملا مع الوطن بالمزاد فاختصرا حدوده من معراب الى بعبدا وأقاما دولة الخلافة ثم اختلفا على مغانمها. والخلاف هنا قد يكون مفيدا بحيث يكشف للبنانيين حقيقة تفاهم جاء على حسابهم وألغى كل أدوار الآخرين وذوب دور الرئيس المكلف تأليف الحكومة وصلاحيات رئيس الجمهورية نفسه في عملية التأليف.

وفيما تردد أن التيار الوطني سيصدر توضيحا على كشف البنود فإن من شأن هذا التوضيح أيضا أن يظهر الحقائق للبنانيين: فأكثروا من توضيحاتكم معا وبياناتكم وكاشفوا الرأي العام وزيدوه حبا فكل ما ستدلون به يحيينا. لكن لا يتلفظ أحد من الطرفين غدا بمنطق بناء الدولة ولا يعذب نفسه بخريطة عبور لها.

وفي الخرائط الأبعد مدى ومن المعابر الاكثر إفادة للمنطقة ولبنان معا تمكنت الدولة السورية اليوم من رفع علمها على معبر نصيب الحدودي مع الأردن جنوب شرقي مدينة درعا وهو معبر حيوي شديد الاهمية بالنسبة الى الاقتصادات السورية والاردنية واللبنانية وحتى الخليجية وذلك عقب توقيع اتفاقية بين الحكومة والجماعات المسلحة. ومعبر نصيب يعد شريانا حيويا ليس للاردنيين والسوريين فحسْب بل للبنانيين ايضا لكونه يساهم في إحياء طريق التصدير الوحيدة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق. ولم يتم لحظ هذا المعبر ضمن بنود تفاهم معراب الشهيرة وإلا لكان شملها مبدأ القسمة والنصيب.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من معبر نصيب كان الخبر المصيب مقتلا استراتيجيا لمسلحي الجنوب السوري ورعاتهم الاميركيين والاسرائيليين ودول التابعين من عرب وغربيين.. رفع الجيش السوري علم بلاده على المعبر الحيوي الذي يصل سوريا بالاردن، فأقر المسلحون ومواقعهم بالواقعة التي تؤكد عودة كامل الجنوب السوري الى حضن الدولة قريبا ولا مكان للمسلحين، وان الجولان المحتل عاجلا ام آجلا سيكون تحت كنف الجيش العربي السوري.

في لبنان ومهما اشتدت عقدة التأليف سيسهل المعنيون تشكيلة الحكومة بحسب رئيس الجمهورية وستكون وفق معيار علميٍ وموضوعيٍ يترجم الاحجام التي افرزتها الانتخابات. اما ما تفرزه المعلومات حول مسار التأليف فلا جديد مع سفر الرئيس المكلف، وان كلفة الانتظار ستزيد اللبنانيين ارهاقا..

عالميا حرب مراهقين يخوضها الرئيس الاميركي ضد الصين. اكبر حرب اقتصادية في التاريخ وصفتها بكين، معتبرة ان رفع قيمة الضرائب الجمركية على البضائع الصينية تهور كبير.. ومنعا للتدهور الكبير كان اجتماع ايران مع الدول الاوروبية وروسيا والصين لانقاذ الاتفاق النووي على قاعدة تلبية المطالب الايرانية.. فطهران عبرت عن ارتياحها وشركاء الاتفاق دون الأميركي على خط الحرص نفسه لبقائه وثباته..

ثبات يؤكده الفلسطينيون في كل جمعة وجديدها بين مقاومة سياسة التطهير العرقي في الخان الأحمر وتحدي مسيرات العودة رفضا للصفقات بكل مسمياتها..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

إذا كانت سرية اتفاق ما، هي حرص على المحافظة عليه، فإن البدء بكشفه من جانب واحد هو القوات اللبنانية هو دليل على النية في التخلص منه ومن أعبائه بعدما تحول بالنسبة إليها من نعمة إلى نقمة...

نتحدث هنا عن "اتفاق معراب"، هذا الإتفاق الذي وقع في الثامن عشر من كانون الثاني 2016 والذي بقيت بنوده سرية لعامين ونصف عام، بدأت تسقط أوراقه الأربع الواحدة تلو الأخرى منذ أمس لتسقط كل أوراقه بعد قليل في هذه النشرة...

لا يمكن عزل هذا الإتفاق عن سياقه التاريخي وظروفه السياسية، فهو جاء بعد شهرين على إعلان الرئيس سعد الحريري دعمه لانتخاب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية لكنه في المقابل جاء تتمة لاتفاق إعلان النيات بين التيار والقوات في 2 حزيران 2015 أي قبل سنة ونصف سنة من تأييد الرئيس الحريري للنائب فرنجيه...

اتفاق معراب يؤكد تأييد القوات اللبنانية لوصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، وبتوزع المقاعد الوزارية مناصفة بين التيار والقوات، بعد احتساب حصة الرئيس، وبتوزيع مراكز الفئة الأولى بالإتفاق، وليس بالمناصفة بين الطرفين، وعلى خوض الانتخابات النيابية سويا، ثم ان تكون كتلتا التيار والقوات مؤيدتين لعهد الرئيس عون...

والأهم من كل ذلك "احترام تمثيل الطائفة السنية لدى اختيار رئيس الحكومة لجهة تمثيل الأقوياء لطوائفهم"...

بوشر تطبيق الإتفاق رئاسيا ووزاريا ثم بدأ التباين في التعيينات، ولكل فريق وجهة نظره التي يدافع عنها، وتواصلت التباينات التي بلغت ذروتها في تشرين الثاني الماضي حين أيد الدكتور جعجع استقالة الرئيس سعد الحريري، ما اعتبره العهد على أنه نسف للتسوية الرئاسية فسقوط أو إسقاط الرئيس الحريري يعني سقوط التسوية وبالتالي إنهاء عهد الرئيس عون، واكتمل النقل بالزعرور بعدم خوض الانتخابات سويا، كما يصف مصدر في التيار الوطني الحر.

هذا هو الإتفاق... ما طبق منه وما لم يطبق، وتبقى أسئلة في السياسة: ماذا بعد سقوط الإتفاق؟ واي تأثير له على مسار العهد عموما وعلى مسار تأليف الحكومة خصوصا؟

تحكم هذا العهد سلسلة تفاهمات وتسويات واتفاقات: فهناك تفاهم مار مخايل الذي ما زال ساري المفعول منذ إثني عشر عاما، وهناك التسوية الرئاسية بين الرئيسين عون والحريري التي مرت بأكثر من مطب لكنها تجاوزتها وما زالت صامدة...

اتفاق معراب يقع بين الترنح والسقوط... وبعد كل هذا العرض، اين الحكومة؟ ومتى الإقلاع الثاني للعهد؟ لا إجابات سريعة لأن العالم في مكان آخر، الاسبوع المقبل قمة ترامب بوتين، وفي سوريا محاولة إنهاء الحرب من حيث بدأت في درعا...

نحن نتلهى بالأوراق، والعالم غافل عنا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

أن عملية تشكيل الحكومة تراوح مكانها في ظل العقلية التي تدار بها، بما لا يؤسس لمناخ إنقاذي ولبنان بحاجة إلى حكومة تواجه التحديات التي تواجهه على مستوى الإستقرار الإقتصادي ورفع مستوى النمو بما يحقق أولا وأخيرا حاجات الناس"، مشيرة إلى أن "الحكومة حاجة لم تعد عملية تأليفها تحتمل ترف رفع شعارات متناقضة أو رفع الأسقف في سبيل شعبوية من هنا أو مكاسب وحصص إضافية من هناك.

انطلاقا من ذلك كان تعاطي حركة أمل وحزب الله مع المسألة وفق تقديم ما يمكن أن يقدمه طرف سياسي في سبيل ولادة الحكومة رغم أن لهما الحق بأكثر مما قبلا به بكثير. وعلى خط "أوعا خيك" جاء الكشف عن مضمون تفاهم معراب ليزيد الأمور تفاقما بين القوات والتيار الوطني الحر، فكيف سيترجم ذلك حكوميا؟"

في سياق آخر، أكد الرئيس عون أن لبنان لن يوفر جهدا لاسترداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر ولفت الرئيس عون إلى أن لبنان يجري حاليا محاولة لترسيم الحدود البرية على أن تكون مزارع شبعا وتلال كفرشوبا جزء من هذا الترسيم وكشف رئيس الجمهورية أن عملية الترسيم هي تحت رعاية الأمم المتحدة وليس بشكل مباشر مع الإسرائيليين.

في الشأن السوري، وصل الجيش إلى معبر نصيب عند الحدود الأردنية، كما تم التوصل لاتفاق في محادثات للمعارضة مع الجانب الروسي لبدء تسليم السلاح على مراحل ونشر الشرطة الشرطة العسكرية الروسية عند الحدود مع الأردن.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

المصالحة المسيحية حية، وتفاهم معراب لم يمت.

هذا هو على الأقل، موقف التيار الوطني الحر اليوم، وهكذا كان منذ اليوم الأول.

موقف قد يراه البعض بعيدا من الواقعية، بعدما صدم الرأي العام بما جرى أمس من تسريب مجتزأ لبنود اتفاق مهر بكلمتي "سري للغاية".

غير أن ما حدث مساء أمس، لا يفسد في الود قضية، أقله من جانب التيار، غير أنه يدفع بالمواطنين الى طرح جملة من الاسئلة، منها:

أولا، كيف تتوقع القوات اللبنانية بعد اليوم أن يصدق الناس طوباويتها، وترفعها عن المحاصصة، في وقت كشفت بنود الاتفاق المسربة مدى اهتمامها بالحصص الوزارية والادارية، كمعبر الزامي لإنهاء الشغور الرئاسي؟

ثانيا، لماذا أقدمت القوات على التسريب، بعد زيارة رئيسها لبعبدا ورياشي لباسيل؟ وهل هناك من وراء الحدود من يدفع بها وبسواها الى التصعيد لمنعِ التشكيل؟ مع الاشارة الى ان الوزير جبران باسيل كان اول من تحدث عن بنود الاتفاق، معددا عناوينها العريضة خلال حلقته التلفزيونية الاخيرة، ومفضلا في الوقت نفسه عدم توزيع النص لعدم صبِّ الزيت على النار، حفاظا على ما تبقى.

ثالثا، ألا يؤكد التسريب المؤكد، لناحية أن جوهر تفاهم معراب سياسي؟ وهل من المنطق أن تطالب القوات بتطبيق الفرع، أي التوزير والتعيينات، طالما لم تلتزم بالأصل، أي دعم العهد؟ وألا يدفع ما جرى بالناس الى تذكر المحطات التي تعرض فيها تفاهم معراب للخرق من جانب القوات، بدءا بالترشيحات النيابية بلا تنسيق، ثم ازمة الرئيس الحريري في السعودية، واتهام العهد والتيار من دون سواهما بالفساد، فضلا عن محاولة ضرب الاعراف الخاصة بحق أي رئيس في تعيينات محددة، منذ اليوم الاول للعهد؟

مهما يكن من أمر، المصالحة المسيحية حية، وتفاهم معراب لم يمت. وهذا الموقف ثابت على ضفَّة التيار.

أما أن تنتخب القوات ميشال عون رئيسا، ثم تبذل الجهود المضنية لإفشاله، فهذا فخ لن يقع فيه التيار. فليس هكذا يكون دعم الرئيس، التزاما باتفاق معراب.

ومن هذا المنطلق، ومن حيث المبدأ، يبقى من حق التيار أن يتخذ الموقف الذي يراه مناسبا حيال التشكيلة الحكومية الراهنة، لأن التجربة الحكومية السابقة، أثبتت بالدليل القاطع ان النوايا مبيتة لا حسنة، وان دعم العهد هدف خارج جدول الاعمال.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

في غمرة السؤال عن الفترة الفاصلة عن تشكيل الحكومة، ازداد التباعد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بفعل نشر تفاهم معراب السري، مما اضاف صعوبات جديدة الى ازمة تاليف الحكومة.

وبعيدا عن بنود التفاهم وما تضمنه، فإن مصادر القوات قالت، إنها اضطرت الى نشره بعد حملة من الافتراءات، قابلتها مصادر التيار الوطني الحر، بتأكيدها لتلفزيون المستقبل، أن القوات لم تلتزم بنود التفاهم منذ سنة ونصف السنة.

وفي المواقف اكد رئيس الجمهورية ميشال عون امام وفد من هيئة ابناء العرقوب ومزارع شبعا، ان لبنان، يجري حاليا محاولة لترسيم الحدود البرية، على ان تكون مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، جزءا من هذا الترسيم، وبذلك يتمكن لبنان من استرجاع كامل اراضيه.

اقليميا، اتفاق بين روسيا والفصائل المعارضة بشأن الجنوب السوري، قضى بتسليم الفصائل سلاحها على مراحل ونشر أفراد من الشرطة العسكرية الروسية قرب الحدود مع الأردن.

وأفاد شهود عيان في هذا السياق، أن مدرعات ودبابات ترفع العلم الروسي، توجهت نحو معبر نصيب عند الحدود مع الأردن.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

المجتمع السياسي اللبناني عموما والمسيحي خصوصا في صدمة، امس كشفت الـ MTV بنود التفاهم السياسي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ونشر التفاهم تحول مطلبا شعبيا بعدما اضحى التستر على امر يتعلق بمستقبل الدولة والجمهورية والناس جريمة، وما كشفته الـ MTV من بنود أكد ان التفاهم المذكور واضح جدا ولا يحتمل اي نوع من انواع القراءات والتأويلات والتحليلات، لذا فالاسئلة التي تتردد اليوم كثيرة ابرزها، لماذا لم يلتزم التيار وتحديدا رئيسه جبران باسيل بالبنود السياسية لتفاهم معراب؟ لماذا حاول ان يتخطاه وان يعتبره كأنه لم يكن بعد وصول الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا؟ وهل بهذه الذهنية يمكن ادارة شؤون البلد والناس؟ والأهم لماذا خرق تفاهم اثبتت استطلاعات الرأي التي اجريت بعد عقده ان الاغلبية الساحقة من المسيحيين تؤيده بعدما دفعوا غاليا جدا ثمن حروب الاخوة والخلاف العبثي المر.

ان قيادة التيار الوطني الحر مطالبة بتقديم اجابات واضحة عن الاسئلة المذكورة، فالناس ايدوا التيار في الانتخابات ومحضوه ثقتهم وجعلوه يحوز اكبر كتلة نيابية في مجلس النواب لأنهم يؤمنون بشفافيته وبأنه يمارس السياسة انطلاقا من مبادئ وقيم ثابتة قوية، ولأن المسيحيين منهم ارتاحوا الى تفاهم معراب واملوا في ان ينقل الوضع المسيحي من حال الى حال، من هنا ينبغي ان يتحول الكشف على تفاهم معراب الى مناسبة لاجراء جردة حساب ولاعادة تقويم الامور تمهيدا لاعادة تصويب المسيرة، فالشعوب والمجتمعات لا تتقدم الا اذا اجرى المسؤولون عنها مراجعة نقدية لما حصل ويحصل، فهل التيار الوطني الحر مستعد لذلك رحمة بما تبقي من امل لدى المسيحيين وبما تبقى من ثقة لدى اللبنانيين؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 تموز 2018

النهار

يدور كلام على مجلس وطني للانتشار اللبناني يقابل الدعوة إلى فصل مديريّة المغتربين عن الخارجيّة وجعلها وزارة مستقلّة.

نجحت المديريّة العامّة للجمارك في القبض على عدد كبير من مُهرّبي الحبوب المخدّرة في المدّة الأخيرة.

أعلن مسؤول كتائبي أنّه مُستعدّ لزيارة دمشق لتسهيل عودة النازحين في ما لو طُلب منه ذلك أو عُيِّن وزيراً لشؤون النازحين.

زيارة مدير مدارس الليسيه الفرنسيّة في العالم لم تؤد إلى عدم زيادة الأقساط في تلك المدارس بل الى الاعلان عن عدم وجود حل بديل.

الجمهورية

سألت أوساط سياسية عمّن سيدفع رواتب موظفي إحدى الشركات التي تمّ تكليفها بدراسة الوضع الإقتصادي في لبنان فيما المسؤولون يقولون علناً إن لبنان أصبح بلداً مُفلساً.

لوحظ أنّ زوجة نائب شمالي منتخب حديثاً، تُكثر من تعليقاتها المثيرة للجدل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حتى أنّها ذكرت مرة أنها تخجل من لبنانيتها، علماً أنها تحمل جنسية أجنبية.

سألت أوساط سياسية عن مدى أهمية تطبيق إجراءات أمنية في مرفق عام مع فريق سياسي يُسيطر على القرار السياسي بشكل ملحوظ؟

اللواء

يُصرّ نائب انتخب بدعم من 8 آذار على إبعاد نفسه عن تجاذبات سياسية بخلفية طائفية.

استبعد مصدر مطلع عقد اجتماع بين رئيس لقاء وسطي ورئيس تيّار صاعد، لاعتبارات مزاجية وشخصية.

توقفت مصادر لبنانية عند الأسباب التي أدّت إلى اتخاذ إجراءات حدودية بين لبنان وسوريا، وحسابات دولة كبرى من وراء ذلك؟

المستقبل

يقال إن استقالة اتحاد لعبة جماعية باتت ضرورية للاتيان بهيئة ادارية جديدة قادرة على النهوض باللعبة.

البناء

أكدت أوساط سياسية أن الحكومة العتيدة لن تُبصر النور قريباً لاستمرار الخلافات حول الحصص الوزارية وتوزيع الحقائب. الأمر الذي استغربته قوى في 8 آذار ، لافتةً إلى أن بعض القوى يريد القفز فوق نتائج الانتخابات النيابية. وهذا قد يُعيد الأمور إلى المربع الأول ولا سيما أن أطرافاً أخرى قد تُعيد النظر بحصصها أيضاً.

قالت مصادر واسعة الإطلاع على خفايا ما يجري في أسواق النفط العالمية إن استمرار التصعيد السياسي والإعلامي تحت عنوان التهديدات المتبادلة بين أميركا وإيران عن مخاطر إغلاق مضيق هرمز ووقف تدفق النفط سيتكفل بتخريب السوق وارتفاع أسعاره وتغيير قواعد الطلب التجاري عدا عن كونه سيعزّز بحث المستوردين عن مصادر للنفط غير معرّضة للتأثر بمضيق هرمز فتكون إيران شريكاً بمزيد من أرباح العائدات المرتفعة لزيادة الأسعار، والخليج يصير شريكاً بالحذر التجاري الذي يلحق بإيران ويلاحقها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 240

06 تموز/18

في السياسة

يكثر الحديث مؤخراً عن إنهيار ما أراد الإعلام تسميته ""اتفاق معراب بين القوات اللبنانية والتيار العوني.

وقد برزت الردود والردود المعاكسة والاتهامات وتحرّكت الجيوش الإلكترونية لدى هذا الفريق وذاك!

وبدأت تحليلات أهل الصحافة عن تحديد المسؤوليات في ظل دهشة الرأي العام المسيحي العريض الذي استُثمر عاطفياً بهذا التفاهم على وقع إقناعه انه "سوا منصير أقوى"!

وستتحوّل الدهشة إلى خيبة وربما إلى اعتراضٍ علني!

يهمّ ""تقدير موقف توضيح بعض الأمور الأساسية:

هذه الأزمة عابرة ولا تأثير لها في الحياة الوطنية؛

لن تقف الحياة الوطنية أمام مشهد إنقسام المسيحيين؛

هي ليست أزمة مصالح أو توزيع حصص أو حتى ازمة انتخابات رئاسية مبكرة؛

إنها أزمة رؤية سياسية لا يملكها التيار العوني أساساً وفقدتها القوات لاحقاً!

ازمة الرهان، وأزمة وحدة الطائفة لمواجهة الآخر المختلف خلافاً لقوة الطائف!

ان نموذج الوضع الشيعي لا يصلح للاستنساخ!

رسالتنا

فقط وحدة اللبنانيين تصنع المعجزات!

فقط وحدة اللبنانيين تحلّ الأزمات الفرعية الطائفية وغيرها!

فقط سياسة وطنية تمنع اقفال مدرسة مار يوسف الظهور ومدرسة خديجة الكبرى!

اختبر اللبنانيون وحدتهم بـ14 آذار وأنجزوا خروج الجيش السوري!

يختبرون اليوم وحدة طوائفهم وهم عاجزون عن حلّ ازمة النفايات...

 

بطرس حرب لـ"النهار": تبين أن "تفاهم معراب" إلغائي لتقاسم المنافع... فليتعظوا

النهار/06 تمو/18/بعدما أدى انهيار التهدئة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" إلى الكشف عن مضمون بنود "اتفاق معراب"، ظهرت مواقف معارضة لما جاء فيه من "تفاهم إلغائي وتقسام المنافع بين فريقين مسيحيين". وتمنى الوزير السابق بطرس حرب، في حديث لـ"النهار" لو أن "الاتفاق بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" كان مبنياً على مبادئ تصلح الوطن في لبنان وتحل المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون، إذ فُسر هذا التفاهم على انه مبني على قضايا اساسية مرتبطة بالوضع اللبناني، لكن تبين أن هذا التفاهم هو لا يتجاوز إعلان نوايا بتقاسم المراكز السياسية والإدارية بين "القوات" و"الوطني الحر"، ويؤدي إلى عزل وإلغاء كل المكونات التي هي ليست في الحزبين". وأسف "لأنه بدلاً من أن يجمع التفاهم الطاقات المسيحية الحزبية وغير الحزبية وإطلاقه ورشة لانقاذ الوضع المسيحي، تبين أنه لتوزيع المنافع والمكاسب على حساب المسيحيين الآخرين ومبني على فكر إلغائي للآخرين".

ويقول: "تحرص القوات اللبنانية على عدم عزلها وأيضاً الوطني الحر يرفض الإلغاء، فنسأل كيف لمن يحمل هذه الشعارات أن يوقّع تفاهم إلغاء الآخرين ويحصر منافع الدولة بالمنتسبين إلى "القوات" و"الوطني الحر" والحزبيين، ويحرم المسيحيين غير المنتسبين وهم الأكثرية، من كل حقوقهم في المساواة مع المنتسبين". ويختم: "هذا مؤسف حقاً ونتمنى أن يتعظ "الوطني الحر" و"القوات" بالتجربة التي يعيشانها ليخرجا من عملية الهيمنة ويدخلا رحاب الكفاءة والجدارة والحرية واحترام حرية الآخرين". وفي سياق آخر، ناشد حرب رئيس الجمهورية ميشال عون، "إيجاد حل لكل النزاع على الحدود التي تفصل جردي تنورين والعاقورة عن بلدة اليمونة العزيزة".  وقال في بيان: "بعد الإشكال الذي حصل بين بلدية العاقورة وأهالي اليمونة حول الحدود التي تفصل بين جردي العاقورة واليمونة، وبعد إعلان فخامة رئيس الجمهورية عن استعداده لإيجاد حل لهذا النزاع التاريخي الذي وقع بنتيجته ضحايا من العاقورة وتنورين واليمونة، نناشد فخامة الرئيس إيجاد حل لكل النزاع على الحدود، وعدم حصر تدخله بالعاقورة واليمونة، بحيث يشمل الحل الخلاف على كل الحدود التي تفصل جردي تنورين والعاقورة عن بلدة اليمونة العزيزة". وأشار الى أن "النزاع قد فصل بموجب قرار قضائي مبرم ونهائي، وأن الجهد المنتظر هو تطبيق القانون وإخراجه من جو المزايدات والاصطفاف الطائفي أو المذهبي"، لافتاً الى أن "أهالي تنورين والعاقورة واليمونة أخوة في الوطنية، يجمعهم تاريخ من الجيرة والمحبة والوطنية ولا يجوز أن نسمح لأي اعتبار أن يفرقهم".

 

هذه آلية عمل "حزب الله" لإعادة النازحين السوريين

سبوتنيك/06 تموز/18/بعد أن أعلن أمين عام حزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، عن نية الحزب تشكيل لجنة لمساعدة اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، تتحضر "لجنة ملف النازحين السوريين في حزب الله" للنزول على الأرض، وإفتتاح مكاتبها، للمباشرة بتسجيل أسماء السوريين، وإعداد القوائم، بهدف البدء في إعادة اللاجئين إلى أراضيهم آمنين. وكشف مسؤول "ملف النازحين السوريين في حزب الله" النائب السابق، نوار الساحلي، لـ"سبوتنيك" عن آلية عمل اللجنة، وتتعلق بإعادة النازحين السوريين المتواجدين في لبنان الذين يرغبون بالعودة الطوعية إلى بلادهم.

وقال الساحلي: هناك 4 مراكز في الجنوب، ومركز في بيروت، و4 مراكز في البقاع، وهذه المراكز ستكون البداية التي سنبدأ بها العمل، سيأتي النازح السوري إلى المركز، ويملأ إستمارة، وهذه الإستمارات ستجمع وسترسل إلى المعنيين في سوريا، ومن ثم نتصل بالأمن العام اللبناني، ونحضر للعودة كلما أصبح لدينا مجموعة معينة من النازحين، وسنؤمن لهم العودة الآمنة والسليمة إلى بلادهم في سوريا. وأشار إلى أن "هناك تنسيقا بين حزب الله والدولة السورية، ورغبة من الدولة السورية في هذه الآلية، وتنسيق مع الأمن العام اللبناني الذي لعب دورا كبيرا، في المرحلة السابقة، وسيبقى يلعب الدور نفسه".

وحول عدد النازحين السوريين الذين سيعودون إلى سوريا، قال الساحلي:" لا نستطيع التكهن، الأيام سوف تظهر لنا عددهم، ونسمع كلاما كثيرا، وأن الكثيرين منهم يريد العودة، سنرى في الأيام والأسابيع المقبلة عن عددهم، وربما نقوم بإرسال أشخاص معنيين إلى المخيمات لدراسة أوضاع بعض النازحين، ودراسة كيفية تسوية أوضاعهم في سوريا، أيضا". وحول إمكانية إعتراض أحد الفرقاء السياسيين على خطوة "حزب الله"، قال الساحلي:

حتى هذه اللحظة، لم نسمع إعتراضا، نحن نقوم بعمل تطوعي، واعتبرنا أنه من واجبنا مساعدة السوريين للعودة إلى بلادهم؛ لأنه للأسف حتى هذه اللحظة الحكومة اللبنانية متلكئة عن القيام بواجبها.

وأكد أن "إحدى الأمور الأساسية التي دفعتنا وشجعتنا لإتخاذ زمام المبادرة بهذا الموضوع هو العبء الاقتصادي والعبء على البنى التحتية وعلى فرص العمل، وهذا العمل نقوم به لمصلحة اللبنانيين أولا، قبل أي شيء، مع محبتنا للأخوة السوريين الذين يعتبرون أنفسهم في بلدهم، ولكن من الأفضل أن يعودوا إلى بلدهم الأم؛ لكي يريحوا لبنان الذي أصبح يعاني الكثير من المشاكل". وتمنى الساحلي على الجميع المساعدة في هذا الموضوع، مشيرا إلى أنه على المؤسسات الدولية أن تقوم بواجباتها وأن تشجع السوريين على العودة إلى بلادهم، وليس العكس.

وحول نية المجتمع الدولي توطين النازحين السوريين في لبنان، قال الساحلي:"نحن ضد هذا الموضوع ونتمنى أن لا يكون صحيحا، ولكن بطبيعة الحال نرى وكأن المجتمع الدولي لا يشجع عودة السوريين إلى ديارهم، ربما لأسباب سياسية، وغير أسباب، ونتمنى أن لا تكون صحيحا".

وكانت وزارة الخارجية السورية قد دعت المواطنين السوريين الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لمغادرة البلاد إلى العودة إلى وطنهم.

 

التأليف تحت متابعة دولية حثيثة: تحذيرات من تحكّم "حزب الله" بالقرار وإعطاء الضاحية حقائب حسّاسة غير محبَّذ وقد يؤثر على المساعدات

المركزية/06 تموز/18/فيما الضبابية لا تزال تحوط معظم معالم الصورة الحكومية، بسبب استمرار الكباش على الحصص والحقائب بين أكثر من فريق سياسي أبرزهم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني و"المستقبل" وسنّة فريق 8 آذار، يبدو جانب من المشهد أكثر وضوحا، وهو متعلق بالتمثيل الشيعي في التركيبة المرتقبة. فحتى الساعة، وما لم يقرر الثنائي أمل – حزب الله تصعيد موقفه، حُسمت حصة الفريق الشيعي بـ6 وزارات، على ان تبقى حقيبة المال "السيادية" مع "أمل"، فيما يرجّح ان تذهب وزارة الصحة الى "حزب الله" الذي أعلن أنه لن يرضى هذه المرة بحقائب "ترضية" بل يريدها "وازنة". بحسب مصادر سياسية مراقبة، هذه المعلومات لا تزال "أوّلية" ولا شيء نهائيا بعد. الا ان المؤكد، وفق ما تقول لـ"المركزية"، هو ان العاملين في "ورشة" التأليف، يُفترض ان يأخذوا في الاعتبار، لدى رسمهم "البازل" الوزاري، أن المجتمع الدولي ينظر بـ"نقزة" الى "حزب الله" وقد أدرجته أكثر من دولة غربية وعربية على قائمة الارهاب. وبالتالي، تضيف المصادر، قد تتأثر المساعدات الخارجية التي تتلقاها وزارات لبنانية كثيرة، إذا آلت هذه الحقائب، الى وزير من "حزب الله". والحال، تتابع المصادر، أن أكثر من دبلوماسي دولي نقل الى المسؤولين اللبنانيين في الاسابيع الماضية، تحذيرات من إسناد حقائب "حساسة" الى "حزب الله"، فيما بعض العواصم أبلغت من يعنيهم الامر ان الدعم الذي تقدمه لأي وزارات، "حسّاسة" كانت أم لا، ستتراجع وربما توقفت، إذا استلمها "الحزب". وفي هذه الخانة، تدرج المصادر ما كشفته أوساط دبلوماسية لإحدى المحطات التلفزيونية "عن ان كندا أبلغت المعنيين أنها ستوقف المساعدات المادية والبرامج التي تتعاون من خلالها مع بعض الوزارات اذا كانت من حصة "حزب الله". في الواقع، عملية التأليف ككل محط متابَعة دقيقة وحثيثة في الخارج، بحسب المصادر. فالمجتمع الدولي، يخشى ان يكون حزب الله يسعى الى وضع يده على السلطة التنفيذية للتحكم بالقرار اللبناني، بما يناسب مصالح راعيته الاقليمية، ايران، التي سبق وأوحت مواقف قيادييها بعيد الانتخابات النيابية، بأنها الاقوى في لبنان وبأن حزب الله بات يملك 74 نائبا في البرلمان.  وعليه، تلفت المصادر الى ان ثمة قلقا غربيا – عربيا، من حصول الحزب على ثلث معطل في الحكومة، بما يجعله "الآمر الناهي" فيها ويضعها تاليا في مواجهة المجتمع الدولي، خاصّة وان مطالبته بتوزير حلفائه السنة والدروز، تصب في هذه الخانة. واذ تشير الى ان هذا الواقع ككل حاضر في اتصالات لبنانية – خارجية تدور بعيدا من الاعلام، تقول المصادر ان الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بالرئيس المكلف سعد الحريري، منذ ايام، تطرق في شق منه، بلا شك، الى عملية التشكيل الحكومية حيث استفسر بومبيو عن تطوّرها، خصوصا وان واشنطن من أهم المساندين الدوليين للبنان، عسكريا وأمنيا واقتصاديا وسياسيا... غير ان المصادر تتوقع في المقابل، الا يطالب الحزب بـ"المستحيل" حكوميا، كمّا ونوعا. ففي رأيها، ان الضاحية لن تحرج العهد الذي يرأسه حليفها العماد ميشال عون، ولن تضعه "في الزاوية" بمطالب وشروط تعجيزية تعلم جيدا أنها ستضع لبنان في موقع "غير قوي" دوليا. فحاجة بيروت كبيرة الى الدعم الخارجي والى المساعدات التي أفرزتها مؤتمرات سادر1 وروما 2 وبروكسل، وبالتالي، وضعها في مهبّ الريح، سيكون اللبنانيون أول ضحاياه والعهد "العوني".

 

الكشف عن دور جديد لحزب الله في الجنوب السوري

حزب الله يساعد في قيادة وإدارة هجوم يشنه الجيش السوري في جنوب البلاد

تحدي لإسرائيل التي تريد أن تبقى حروب إيران بالوكالة بمنأى عن حدودها ودور حزب الله يشمل توجيه الجيش السوري

رويترز/06 تموز/18/قال مصدران في التحالف الإقليمي الداعم لدمشق إن "حزب الله يساعد في قيادة وإدارة هجوم يشنه الجيش السوري بدعم من روسيا في جنوب البلاد، مما يكشف حدود سياسة الولايات المتحدة التي تأمل أن تتمكن موسكو من إخراج إيران والجماعات التي تدعمها من سوريا". ودور حزب الله في الهجوم الذي يدور قرب الحدود مع الأردن وهضبة الجولان يمثل أيضا تحديا لإسرائيل التي تريد أن تبقى حروب إيران بالوكالة بمنأى عن حدودها التي هي بمثابة خط صدع في الصراع العربي الإسرائيلي. بحسب المصدر. وقال أحد المصدرين، وهو قائد عسكري في التحالف "حزب الله مشارك أساسي في هذه المعركة، في التخطيط وإدارة المعركة وقيادة اتجاهات على الأرض". وتابع قائلا إن "الكل يعرف هذا سواء إسرائيل أو الدول الصديقة بل وروسيا أيضا". وأضاف أن "دور حزب الله يشمل توجيه الجيش السوري كما أن الجماعة نشرت أفرادا من قواتها الخاصة". وتابع "استقدمت قوات النخبة إلى هناك عددا محدودا من قوات الاحتياط للتحرك لسد أي ثغرة من جهة مدينة درعا تحديدا ومعالجة أي عقدة قتالية لخبرتهم في معارك المدن". وأشار مسؤول كبير في التحالف الى "إن حزب الله يقاتل في الجنوب تحت ستار القوات السورية... لكي لا يحرج الروس".

 

 الصحافة الإسرائيلية: صدق نصرالله

الجيش الإسرائيلي يعاني من مشاكل تتعلق بالإنصياع للأوامر العسكرية

الضباط في إسرائيل  يرسلون رسائل الكترونية للجنود بدلاً من الحديث اليهم بشكل مباشر

اتساع ظاهرة تعاطي المخدرات بين الضباط والجنود في إسرائيل

رصد موقع ليبانون ديبايت/06 تموز/18/أشار الإعلام الحربي إلى أن الصحافة الإسرائيلية إهتمت بكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤخراً حول عدم جاهزية إسرائيل لأي حرب جديدة، وأنهم يفضلون برامج الطبخ على الخروج للقتال.

وفي هذا السياق وتحت عنوان " صدق نصرالله : الإسرائيليون حقاً لا يريدون أن يقاتلوا"، كتب المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل، أن "نصرالله العدو الأكبر لإسرائيل يشكك في بطولة الإسرائيليين وحصانتهم وأنهم يفضلون الإنشغال في برامج التنافس حول الطبخ في محطات التلفزة, وأنّ هذا الانطباع يعزّز مقولته الشهيرة بأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، مشيراً إلى أن السيد نصرالله يرى أن الإسرائيليين تحوّلوا إلى مترفين وضعفاء وحتى فاقدي الرجولة. وأضاف "هرئيل"، بأنه "لا يجب أن نكون حسن نصرالله لنقتنع بأن إسرائيل الحالية باتت مجتمع ما بعد البطولة, وأنّ هناك آراء مشابهة لآراء نصرالله داخل إسرائيل, بالأخص في النقاش الذي يدور حول العلاقات بين الجيش والمجتمع الإسرائيلي". وأعاد "هرئيل" التذكير بالإنذار الذي أطلقه قبل أسبوع مندوب هيئة كفاءة الجنود "الإسرائيليين" الجنرال إسحاق بريك، بأنّ "الجيش الإسرائيلي يعاني من مشاكل تتعلق بالإنصياع للأوامر العسكرية, وهي ناجمة عن استخدام الهواتف الذكية, وأنّ الضباط يرسلون رسائل الكترونية للجنود بدلاً من الحديث اليهم بشكل مباشر وأنّ هذا الأمر يضرّ بالقيادة وأخوّة البندقيّة".

كما أشار "هرئيل"، إلى ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" قبل أيام بأنّ هناك اتساعاً لظاهرة تعاطي المخدرات بين الضباط والجنود الإسرائيليين أثناء خدمتهم العسكرية, اضافةً الى ما وصفته بالدلال الزائد للجنود الذين يشتكون الى امهاتهم عبر هواتفهم الخليوية, من الطعام غير الشهي والفراش غير المريح.

وفي ختام مقاله، ربط "عاموس هرئيل" ظاهرة ما أسماه مرحلة ما بعد الصهيونية وأنّ المجتمع الصهيوني في القرن الحادي والعشرين لم يعد منغرساً في اسطورة البطولة, وذلك بسبب عدم خوض جيش الإحتلال في العقود الأخيرة أي حرب تقليدية وزيادة اعتماده على التكنولوجيا العسكرية في ميادين القتال.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اتفاق بين المعارضة السورية وروسيا ينهي القتال في درعا

العرب/07 تموز/18/دمشق – توصلت المعارضة السورية إلى اتفاق مع الجانب الروسي ينهي المعارك في محافظة درعا جنوب غربي سوريا، والتي خلفت العشرات من القتلى والآلاف من النازحين. وينص الاتفاق الذي بدأ تنفيذه الجمعة على وقف القتال، وتسليم الفصائل أسلحتها الثقيلة والمتوسطة بجميع المدن والبلدات في المحافظة الحدودية مع الأردن، مع رفع العلم السوري وعودة مؤسسات الدولة. وشكل تسليم الفصائل أسلحتها أحد أسباب الخلاف الرئيسية التي حالت دون التوصل إلى تسوية خلال الجولات التفاوضية السابقة مع الجانب الروسي، حيث أرادت المعارضة أن تتم تلك الخطوة على دفعات، الأمر الذي رفضه المفاوضون الروس. ومن بين النقاط البارزة التي تضمنها الاتفاق بين الفصائل السورية والمفاوضين الروس تسليم جميع نقاط المراقبة على طول الحدود السورية الأردنية لتكون تحت سيطرة الحكومة السورية. وسجلت رؤية عربات عسكرية ترفع العلمين الروسي والسوري تدخل معبر النصيب الحدودي مع الأردن، الذي ظل على مدار ثلاث سنوات تحت سيطرة فصائل المعارضة. ويعد هذا المعبر شريانا حيويا بالنسبة لدمشق وأيضا عمان التي تضررت تجارتها كثيرا بسبب غياب الدولة السورية، ومن شأن عودته للنظام أن تعيد الحياة إلى الدورة الاقتصادية للمملكة، وهذا من الأسباب الكثيرة التي دفعت الأردن إلى تنشيط دبلوماسيته للتوصل إلى اتفاق. وفتح الاتفاق المجال أمام جميع المقاتلين لتسوية أوضاعهم مع النظام بضمانات روسية، في عملية سيقبل بموجبها مقاتلون سابقون العيش تحت حكم الدولة مرة أخرى. في المقابل منح الاتفاق غير الراغبين في التسوية مغادرة الجنوب السوري مع أفراد عائلاتهم باتجاه محافظة إدلب شمال غرب البلاد أسوة باتفاقات ريف دمشق. ولعب الأردن دورا رئيسيا في توسيع دائرة الخيارات أمام الفصائل الجنوبية خاصة وأن موسكو كانت تعارض بشدة منحها إمكانية الترحيل نحو وجهة أخرى، وتصر على عقد اتفاقيات مصالحة شبيهة بتلك التي أبرمتها مع نحو 30 بلدة في درعا في الأيام الماضية والتي مكنت القوات الحكومية من السيطرة على نحو ثلثي المحافظة. بصمات الأردن أيضا كانت واضحة لجهة التأكيد في الاتفاق على أنه باستطاعة جميع النازحين الذين جاوز عددهم 320 ألفا، والذين احتموا بالحدود الأردنية وأيضا بالمنطقة الحدودية مع هضبة الجولان المحتل، العودة إلى مدنهم وقراهم، بضمانات روسية.

أيمن الصفدي: عودة الآلاف من النازحين السوريين إلى جنوب سوريا أولوية قصوى للمملكة

واعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في وقت سابق الجمعة أن عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين لجنوب سوريا أولوية قصوى للمملكة وأنه ناقش “ضمانات عملية” مع الأطراف المعنية لتحقيق ذلك. وقال الصفدي في تغريدة على تويتر “تأمين الأشقاء السوريين جنوب سوريا وعودتهم إلى منازلهم وتلبية احتياجاتهم وضمان أمنهم في وطنهم في مقدمة محادثاتنا مع جميع الأطراف”. وواجه الأردن خلال الأيام الماضية ضغوطا شديدة من طرف الأمم المتحدة لفتح حدوده المغلقة أمام أكثر من 60 ألف لاجئ فروا من المعارك الدائرة في مدن وبلدات درعا.

ويتضمن اتفاق التسوية أيضا حل مشكلة المنشقين والمتخلفين عن خدمة العلم ومنحهم فترة تأجيل لمدة ستة أشهر، وذلك برعاية روسية. وانشق العشرات من الجنود والضباط من محافظة درعا عن الجيش السوري منذ اندلاع الصراع المسلح في العام 2012، وهناك هواجس كبيرة لدى هؤلاء من تعرضهم لعمليات انتقامية وتنكيل. ويرجح مراقبون أن يشارك المقاتلون الذين قبلوا العودة والمصالحة مع النظام في معركة دحر تنظيم داعش في منطقة حوض اليرموك وأيضا ضد النصرة التي تسيطر على درعا البلد في حال رفضت خطط التهجير إلى إدلب. وكان النظام السوري وداعمته روسيا قد ركزا في العملية العسكرية في محافظة درعا التي بدأت في 19 يونيو الماضي على مناطق سيطرة فصائل المعارضة، تاركين المناطق التي يسيطر عليها داعش والنصرة لمرحلة لاحقة يبدو أنه حان وقتها مع التوصل إلى هذا الاتفاق. ويرجح مراقبون أن تكون الوجهة التالية للنظام هي محافظة القنيطرة التي تسيطر فصائل المعارضة على نصفها تقريبا، ويشير المراقبون إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتأكيد سيتطرق في زيارته لموسكو بداية الأسبوع المقبل إلى هذه المسألة. وتحد محافظة القنيطرة هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، ويثير ذلك قلق الأوساط الرسمية الإسرائيلية، وإن كان ذلك لا يعني أنها تمانع في عودة القوات الحكومية للمنطقة، شريطة إبعاد إيران وميليشياتها عن المنطقة، وأيضا الحفاظ على اتفاق فض الاشتباك الموقع في 1974 والذي يتضمن الحفاظ على المنطقة العازلة المجاورة للجولان.

وذكرت مصادر سورية وإسرائيلية أن طائرات إسرائيلية قصفت الجمعة موقعا في الجانب السوري من هضبة الجولان. وقال قيادي في التحالف الإقليمي الداعم لدمشق “^جرت غارة إسرائيلية على تل في خان أرنبة بريف القنيطرة ولا إصابات”. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه أصاب موقعا عسكريا سوريا قصف منطقة عازلة على حدود الجولان خلال اشتباكات مع المعارضة في جنوب سوريا. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه على الرغم من عدم مشاركته في الحرب في سوريا إلا أنه “سيواصل تنفيذ اتفاق فض الاشتباك الموقع في 1974 والذي يتضمن الحفاظ على المنطقة العازلة”. ويحظر اتفاق عام 1974 الذي تراقب تنفيذه الأمم المتحدة عمليات الحشد العسكري أو يحد منها على جانبي الحدود في الجولان. وقال وزير إسرائيلي الخميس إن بلاده قد تطلق النار على أي قوات سورية تعتبر أنها تنتهك اتفاق فض الاشتباك. وأرسلت إسرائيل، التي احتلت أغلب هضبة الجولان من سوريا في حرب عام 1967، تعزيزات من المدفعية والدبابات إلى الجولان. ويرى مراقبون أن ما يحدث على خط الجنوب ما كان ليتم لولا وجود اتفاق دولي على إعادة المنطقة إلى سيطرة الدولة مجددا.

 

الجيش السوري يستعيد معبر نصيب الحدودي مع الأردن

وكالات/06 تموز/18»/سيطر الجيش السوري على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بعد أكثر من ثلاث سنوات من خسارته، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، تزامناً مع اقتراب فصائل الجنوب من التوصل الى اتفاق مع الجانب الروسي.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا "رفع العلم السوري على معبر نصيب".

 

موسكو ترفض إصدار مجلس الأمن بياناً بشأن سوريا

نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين/06 تموز/18»/رفضت روسيا اليوم (الخميس)، أن يصدر مجلس الأمن الدولي بياناً عن الوضع في جنوب غرب سوريا حيث يستمر القصف الكثيف، وفق ما أفاد دبلوماسيون إثر اجتماع طارئ للمجلس دعت إليه السويد والكويت. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا: "لا تصريحات للصحافيين، نحن نركز على المعركة ضد الإرهاب". وأفاد دبلوماسي آخر بأن "جهوداً كبيرة بذلت لتوافق موسكو على صدور بيان محوره المساعدة الإنسانية، ولكن بلا جدوى"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

 

إيران تتراجع عن تهديدها بإغلاق مضيق هرمز وواشنطن تعهدت بحماية «حرية حركة التجارة الحرة وفق القانون الدولي»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين/06 تموز/18»/تراجعت إيران اليوم (الخميس)، عن تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز وتعطيل إمدادات النفط الإقليمية، وذلك بعد تصريحات بهذا المعنى صدرت مؤخرا عن الرئيس حسن روحاني وقادة في «الحرس الثوري». وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بشه، في مقابلة مع وكالة البرلمان «خانة ملت»، إن بلاده لا يمكنها إغلاق المضيق الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم. وأوضح فلاحت بشه بشأن تهديدات روحاني إن «الرئيس لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة إذا لم تصدر إيران نفطها، إغلاق مضيق هرمز». وأضاف المسؤول الإيراني: «إيران لا تنوي خرق المعاهدات الدولية، لكن الإجراءات الأميركية ضد إيران، هي مثال على عدم احترام واشنطن للمعاهدات الدولية»، داعياً «العالم إلى أن يدرك أن 46 في المائة من مجمل تصدير النفط يمر عبر الخليج، وأن هذه المنطقة تلعب دوراً مهما في تصدير النفط». وكان روحاني قد لمح لإغلاق مضيق هرمز حينما هدد بتعطيل شحنات النفط من الدول المجاورة إذا مضت واشنطن قدما في سعيها لدفع جميع الدول إلى وقف مشترياتها من النفط الإيراني، بحسب تصريحات نقلها موقع الرئاسة الإيرانية أول من أمس (الثلاثاء). ونقل الموقع عن روحاني قوله: «زعم الأميركيون أنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل. إنهم لا يفهمون معنى هذا التصريح، لأنه لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني بينما يجري تصدير نفط المنطقة». وحين سُئل روحاني خلال مؤتمر صحافي في برن في وقت لاحق من اليوم إذا كانت التعليقات تمثل تهديدا بالتدخل في شحنات الدول المجاورة، أجاب قائلا: «افتراض أن إيران ستصبح المنتج الوحيد غير القادر على تصدير نفطه اقتراض خاطئ... الولايات المتحدة لن تستطيع أبدا قطع إيرادات إيران من النفط». وأشاد قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» أمس (الأربعاء)، بتصريحات روحاني، مؤكدا أنه مستعد لتطبيق مثل تلك السياسة إذا لزم الأمر. ونقلت وكالة «إرنا» عن سليماني قوله: «أقبّل يدك (موجها كلامه لروحاني) للإدلاء بمثل هذه التصريحات الحكيمة التي جاءت في وقتها، وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم الجمهورية الإسلامية». كما هدد إسماعيل كوثري القائد بالحرس الثوري مساء الأربعاء بشكل صريح بإغلاق مضيق هرمز أمام شاحنات النفطـ. وقال في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لـ«نادي الصحافيين الشبان» التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون: «إذا كانوا يريدون وقف صادرات النفط الإيراني، فإننا لن نسمح بمرور أي شحنة نفط في مضيق هرمز». من جهة أخرى، رد متحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية على تصريحات روحاني، ملمحاً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيحمون الحركة التجارية في مضيق هرمز. وقال القائد بيل أربن، بحسب ما أفادت وكالة «أسوشييتد برس»، إن القوات الأميركية وحلفاءها الإقليميين «مستعدون لضمان حرية الحركة وتداول التجارة الحرة وفقاً لتصاريح القانون الدولي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"اتفاق معراب": أوعا لبنان!

عقل العويط/النهار/06 تموز/18 

http://eliasbejjaninews.com/archives/65840/%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B7-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D9%88%D8%B9%D8%A7-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

سبق لي أن أعلنت في أكثر من مقال، أن التفاهمات الأربعة التي خرّبت لبنان هي: تفاهم "الثنائي الشيعي" بين حركة "أمل" و"حزب الله"؛ "تفاهم مار مخايل" بين "حزب الله" و"التيّار الوطني الحرّ"؛ "تفاهم معراب" بين "القوّات اللبنانية" و"التيّار الوطني الحرّ"؛ وتفاهم "تيّار المستقبل" و"التيّار الوطني الحرّ".

الخزي والعار لهذه الاتفاقات والتفاهمات الأربعة التي خرّبت لبنان، وستواصل تخريبه إلى أن تقضي على كلّ أملٍ فيه بالخلاص.

أما الآن، فأقول تحديداً، في ضوء المستجدات: الخزي والعار لـ"تفاهم معراب"، في الشكل وفي المضمون، على السواء. ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

عسى يكون الكشف الذي جرى ليل أمس في تلفزيون "ام. تي. في"، عن مضمون وثيقته السياسية السريّة والموقّعة من خارج بنوده العامة، بمثابة رصاصة قاتلة في الدماغ لهذا التفاهم، أو بمثابة طعنة نجلاء في قلبه المريض أصلاً وفصلاً.

ثمّ أقول: الخزي والعار لكلّ اتفاقٍ مماثل، قائم خصوصاً على الطائفة والمذهب، في بلادٍ علّتُها الأساسية أنّ قادتها وزعماءها وأحزابها وتياراتها ومكوّناتها المجتمعية والسياسية، يقدّمون الانتماء الديني على الانتماء الوطني.

هذا أولاً.

أما بعد، فيمكن التوقف عند ثلاثة استنتاجات أساسية في ما يتعلق بما جرى الكشف عنه ليل أمس، في شأن "تفاهم معراب":

الأول، أن فريقاً سياسياً هو "التيّار الوطني الحرّ"، ممثّلاً برئيسه، وبتوقيع هذا الرئيس (جبران باسيل)، قد أخلّ بمضمون هذا الاتفاق، ونقضه، وخرج عليه، ولم ينفّذ بنوده، ولا سيما منها تقاسم الحصص والمناصب والمراكز، في مجلس الوزراء وخارجه، بالتساوي و/أو بالتفاهم بينه وبين "حزب القوّات اللبنانية".

الثاني، أن فريقاً سياسياً، هو "التيّار الوطني الحرّ"، ممثلاً بزعيمه التاريخي العماد ميشال عون، الذي انتقل بذاته إلى معراب بعد توقيع هذه الوثيقة ليصير في ما بعد رئيساً للجمهورية اللبنانية، قد التزم أن تكون "سياسة العهد" قائمة على التوافق الوطني والسياسي والسيادي التامّ بين "القوّات اللبنانية" و"التيّار الوطني الحرّ"، في حين أن ممارسات "العهد" قدّمت، حتى هذه اللحظة بالذات، التوافق مع "حزب الله" ومع خلفيته الإقليمية، الإيرانية – السورية، من مثل التغاضي عما يجري في مجال الحدود السيادية، من الطرق المفتوحة للسلاح، وانتقال المسلحين، مروراً بالتهريب، وصولاً الى تنظيم "حزب الله" عودة النازحين السوريين، على كلّ توافق آخر، وتحديداً التوافق في هذا الباب مع "القوّات اللبنانية".

وهذا، إنْ دلّ على شيء، في السياسة، فعلى أن لا قيمة للاتفاقات، ولا قيمة للتوقيعات، ولا للعهود، ولا للمواثيق.

وهذا، إن دلّ على شيء، على المستوى الإنساني، وفي باب أخلاقيات التعاطي بين الأفراد، والقادة، والزعماء، فعلى أن أولويات "الغاية تبرّر الوسيلة" (الوصول إلى رئاسة الجمهورية، هنا) و"من بعد حماري ما ينبت حشيش"، تعلو على أولويات الالتزام واقتران القول بالفعل والأمانة والوفاء والإخلاص.

علماً أن حزب "القوّات" يمكنه، في رأي كثيرين، أن يظلّ يعتدّ بكون ممثّليه في السلطة لم ينغمسوا في فساد، بل واجهوه في مجلس الوزراء، ولم يفرّطوا بسيادة.

أما الاستنتاج الثالث، وهو مسك الختام، فيتعلّق بـ"المنطق" السياسي (اللاسياسي) والفكري (اللافكري) والثقافي (اللاثقافي) والوطني (اللاوطني) والديموقراطي (اللاديموقراطي) لدى كلٍّ من هذين الفريقين السياسيين المسيحيين، اللذين وقّعا هذا الاتفاق.

فهذا "المنطق"، ديكتاتوري بامتياز، استئثاري بامتياز، وإلغائي بامتياز.

إنه "منطق" يدعو أولاً إلى ضربٍ كامل للمفهوم الدستوري، القانوني، الدولتي، والمؤسّساتي، أكان على صعيد تشكيل الحكومات أم على صعيد إشغال المواقع الرسمية العامة، ويدعو ثانياً إلى "معس" كلّ الأطراف الآخرين لدى المسيحيين، وخصوصاً "الثالثين"، والمستقلّين منهم، الذين لا يجدون أنفسهم في أيٍّ من هذين الفريقين.

هذا "المنطق" بالذات، هو الخزي والعار كلّهما. وإذا دلّ على شيء، فإنه يدلّ، وفق المنطق الديني المسيحي و"الأخوي" البحت، على انتهاك جوهر المسيحية والأخوّة.

"أوعا خيّك"؛ أين يُصرَف "منطق" هذا الشعار؟

"أخوك" في الدين، أليس هو أيضاً حزب الوطنيين الأحرار الذي معسه "التفاهم" معساً؟ أليس هو أيضاً حزب الكتائب؟ أليس هو أيضاً "تيار المردة"؟

ثمّ، أخيراً وليس آخراً، أليس هو أيضاً بطرس حرب؟ وأيضاً وأيضاً فارس سعيد؟...

... أما بعد، فأكتفي بهذه الاستنتاجات الثلاثة، وهي وافية، لفضح، لا رئيس "التيّار الوطني الحرّ" أولاً وأخيراً فحسب، بل لتعرية "التيّار" و"القوّات" على السواء.

خلاصة ما أريد الوصول إليه من هذا كلّه، هو الآتي: ليس "أوعا خيّك" هو الموضوع. بل فقط ودائماً وأبداً "أوعا لبنان"، لبنان الكيان والدولة والجمهورية!

 

معادلة "جيم ـ جيم" ترفض "السلبطة"... والتحجيم

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/السبت 07 تموز 2018

بعد غياب، أطلّ رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل إعلامياً ليقول مباشرة وعلناً، ما نُقل عنه سراً. كالعادة، لم يُهادن باسيل الاقوياء ولم يراعِهم، وكذلك لم يخرج عن الموضوع وأفهَم الجميع: "العهد عهدنا والأمر لنا"، وإن لم يقلها علناً. لم يستعن باسيل بصفته الديبلوماسية في غالب الاحيان، كذلك لم ينجح في إخفاء بَصمته ولا من حَجْب "هندسته" للحكومة الجديدة بتفاصيلها المُملة. إستَخفّ بتلويح "القوات اللبنانية" بالكشف عن الوثيقة السرية من اتفاق معراب، متسائلاً لماذا لا تنشر بعد؟ ومُتباهياً بأنه هو من وَقّعها لأنّه فضّل أن يتحمّل وحده مسؤولية التوقيع. باسيل لفت الى انه ليس "إبن الرئيس المُدلّل"، بل هو رئيس "التيار الوطني الحر"، واصفاً إيّاه بأنه "تيّاره"! ووحده من يقرر توزير أعضاء تكتله، وكذلك الفصل بين النيابة والوزارة، ولا أحد سواه. إطلالة باسيل لاقت كثيراً من التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي اتّضح انّ أصحابها لم يتجاوبوا مع دعوة قيادتهم الطامحة الى التهدئة، فلا مناصري "القوات" هادَنوا... ولا أنصار "وليد بك" تريّثوا.

والأوساط ترد

في هذا السياق، كان متوقعاً بعد زيارتي جعجع وجنبلاط لعون في بعبدا أن تهدأ على جبهة باسيل ـ جنبلاط وباسيل ـ جعجع، لكن اتّضَح انّ باسيل يُغرّد على جبهة منفصلة عن بعبدا، مع العلم أنّ البعض اعتقد انّ ثمة مناورة رئاسية مدروسة مع رئيس "التيار الحر". لكنّ باسيل لم يتراجع في حديثه قيد أنملة عن تقسيماته للمغانم الوزارية التي يرى انها تستحق لجميع الأفرقاء، بمَن فيهم "التيار الوطني الحر"، الذي اعتبر انه يستحق 10 حقائب وزارية، بمعزل عن حصة رئيس الجمهورية الوزارية ذات الحقائب الثلاث"، مشيراً الى انّ هذه الحصة منصوص عنها في الدستور، ومتحدثاً عن "الاتفاق" الذي أبرمَه العهد مع سعد الحريري.

تحجيم "القوات" و"الإشتراكي"

ولعلّ أبرز ما ورد في كلام باسيل المُتلفز، إصراره على تحديد حجم "القوات اللبنانية" بـ 3 مقاعد وزارية والحزب الاشتراكي بوزيرين، على رغم من إعلانه انه ليس هو مَن يؤلّف الحكومة بل الحريري ورئيس الجمهورية مُجتمعَين. لكنه لم يستطع إخفاء تدخّله الواضح في موضوع تأليف الحكومة، خصوصاً عندما قال جواباً على إصرار الطرفين "الاشتراكي" و"القوات" على موقفيهما الرافض تحجيمهما: "عندها لن تؤلّف الحكومة، ويكونا المعرقلَين للتأليف". هو رأيه، لكن لـ"القوات" و"الاشتراكي" رأي آخر.

"القوات" مُستاءة

تُبدي مصادر قيادية في "القوات" استياءً واضحاً من موقف باسيل، وترى أنه يعاكس توجهات رئيس الجمهورية الداعية الى التهدئة. وتُذكّر هذه المصادر باسيل بأنّ "من يؤلّف الحكومة هو الرئيس المكلّف بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وليس الوزير جبران باسيل الذي ليس هو من يقرر ما اذا كانت "القوات "ستكون في صفوف المعارضة او في الحكومة، فهي وحدها من تقرر موقعها وحجمها، امّا المقاييس التي يضعها باسيل فلا علاقة لها بالواقع". وتضيف: "هدف باسيل من خلال مقياسه هو إضعاف "القوات اللبنانية" وتحجيمها، وهذا الموضوع لن يمر ولن يتحقق، فالزمن الذي كان يمكنه ان يحقق فيه مكاسب مضى ولن يعود. وبالتالي، فإنّ "القوات" متمسّكة بالمشاركة في الحكومة وفق ما أفرزته الانتخابات من نتائج". وفي السياق نفسه، تجزم المصادر "القواتية" بأن "لا حكومة من دون الحزب الاشتراكي ومن دون "القوات"، وباسيل يعرف جيداً هذا الأمر، ويدرك في الوقت نفسه أنّ الحريري لن يؤلف حكومة أمر واقع ترجمة لِما رغب".

لا لـ"السلبطة"

وتؤكد مصادر "القوات" انّ "ما تطرحه و"الاشتراكي" هو "المنطق وليس طروحات "السَلبطة السياسية"، مثلما فعل باسيل الآن وفي حكومات سابقة". وتضيف: "القوات اللبنانية" باقية في قلب الحكومة طالَ الزمن أم قصر، ولن تؤلف حكومة من دونها، وهذا الموقف ليس استفزازاً لأحد، إذ لا يمكن ان تؤلف حكومة وفق شروط جبران باسيل الذي يريد عمداً أن يُقصي "القوات" انتقاماً لما أفرزته الانتخابات النيابية من نتائج وتحضيراً لمحاصرتها مستقبلاً". وتحمله تبعات تأخير تأليف الحكومة اقتصادياً وسياسياً ومالياً، وانعكاسه سلباً على الاستقرار في البلد إنطلاقاً من شروطه غير الموضوعية والتعجيزية.

نصيحة إشتراكية

وفي السياق نفسه، تلفت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي الى انّ باسيل ليس بقادر على إيجاد مخرج لـ"مطلبه الشخصي"، موضحة "أنّ هذا المطلب هو توزير الدرزي الثالث إستناداً الى معيار باسيل نفسه، لكن على ما يبدو "مش راكبة". وتساءلت: "أليس باسيل نفسه هو صاحب نظرية توزير الأقوى في طائفته؟ ولماذا عَطّل انتخابات رئاسة الجمهورية سنوات لأجل نظرية انتخاب الاقوى في طائفته؟ ولماذا عندما وصلت إلينا، وتحديداً الى وليد جنبلاط، أراد باسيل أخذ النقاش الى مكان يناسبه أكثر؟". وعن الأحجام، تسأل المصادر الاشتراكية نفسها "كيف لـ7 نواب دروز يحصلون على وزيرين فقط، في وقت يحصل نائب درزي واحد على وزير؟ ولفتت الى "انّ الموضوع سياسي ولا يتّصل بالأحجام". وتقول: "اذا كان باسيل مصرّاً على تحجيمنا بوزيرين، فنحن ايضا نُصرّ على الوزراء الدروز الثلاثة، ووفق معيار الحكومة الثلاثينية وهو امر مُسَلّم به، فمَن يمثّل المكوّن الدرزي في البلد؟ وبناء على النظرية الذي طرحها بنفسه، وهي انتخاب الاقوى في طائفته، سنبقى مصرّين على مطالبنا ولن ننسحب من الحكومة وفق أي سيناريو، ولن نكون في المعارضة. اما اذا حصل غير ذلك فيكونون قد أخذوا "خيار المشكل"، فمَن يظنّ انه قادر على حكم البلد بمفرده هو مخطىء وليحاول، ومن يعتقد انه قادر على إقصاء مكوّن او إلغائه فليحاول.

إنّ الحزب التقدمي الاشتراكي أبدى نيّاته الحسنة من خلال تسمية الحريري ومن خلال خياره المشاركة في الحكومة وليس معارضتها، وهم يتكلمون عن خيار حكومة الوحدة الوطنية، وعندما يقررون الذهاب الى اتجاه آخر فليُعلمونا، وعندها نقرر اين يكون تموضعنا؟ وكيف؟

إرسلان من حصتهم

وتؤكد مصادر الاشتراكي "انّ مشكلة الحزب ليست في توزيرالنائب طلال ارسلان او عدمه، إنما ارسلان هو عضو في تكتل "لبنان القوي" ولا علاقة لنا بحصّتهم، وليناقش كل طرف في حصته، ونحن نناقش في حصتنا".

"لن نتراجع"

"لا معادلة تدفع وليد جنبلاط الى التراجع عن قراره، تجزم المصادر الإشتراكية، والمعادلة الوحيدة القائمة والتي يعترف بها الحزب هي القوة الدرزية والتصويت الدرزي الذي حَسم خياره الانتخابي والسياسي، ويجب على الآخرين الاعتراف بالأمر ولا يمكن اختراع أو ابتداع أي معادلات أخرى". وتضيف: "نحن نثق بالرئيس سعد الحريري، ولهذا صَوّتنا له". وتختم المصادر: "حتى الساعة ليس هناك معارضة فعلية للعهد، ولم يتخذ ايّ طرف حتى الساعة القرار بمواجهة العهد. امّا اذا حصلت الخطوة فسنكون في مكان آخر". على انّ مناصرين للحزب الاشتراكي ينصحون باسيل في مسيرته السياسية، بـ"أنّ أيّ عهد اذا أراد النجاح عليه التفاهم مع الاقوياء وليس مواجهتهم. فليس من مصلحة العهد مواجهة وليد جنبلاط ولا سمير جعجع. فجنبلاط لن يتراجع، ومن أراد مواجهة الأقوياء ليس بقارىء جيد لتاريخ لبنان".

 

مَن يختبئ وراء باسيل في الحملة على «القوات»؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/السبت 07 تموز 2018

واضح أنّ الدكتور سمير جعجع يريد بأيّ ثمن ترقيع «اتفاق معراب» مع «التيار الوطني الحرّ» لألف سبب وسبب. ولكن، في المقابل، واضح أنّ الوزير جبران باسيل ليس متحمّساً لهذا الأمر... لألف سبب وسبب أيضاً. ولذلك، هو يعتمد إزاء جعجع السيناريو الذي اعتمده مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، إبّان أزمة «الفيديو» الشهيرة، عشيّة الانتخابات النيابية. خلال التحضير للانتخابات، إستفَزّ باسيل رئيس المجلس النيابي بشريط «الفيديو» الذي جرى تسريبه، بعد لقائه مع الناس في بلدة «محمرش» البترونية. ولم يرغب باسيل لا في التراجع ولا الاعتذار، على رغم أنّ الأزمة بلغت من الخطورة حدّ الانفجار في الشارع. سارَع رئيس الجمهورية العماد مشال عون إلى استقبال بري، وتمنّى عليه المساعدة على تطويق الأزمة وتداعياتها. وعلى رغم من أنه لم يقدّم اعتذاراً بإسم باسيل عمّا جرى، فقد أسِف لوَصف رئيس المجلس بـ»البَلطجي»، وأبدى له أسفاً للملابسات التي رافقت هذه القضية.

ظنّ الجميع أنّ لقاء عون - بري يمثّل تبريداً للأجواء مع باسيل أيضاً. لكنّ وزير الخارجية تعمَّد، بعد ساعات، التأكيد أنه لم يعتذر عن مضمون الفيديو… ثم عمَد لاحقاً إلى الدفاع تدريجاً عن هذا المضمون وتأكيده. والهدف كان شَدّ العصب المسيحي إلى الحدّ الأقصى عشيّة الانتخابات. اليوم، خلال التحضير لتأليف حكومة جديدة، يعتمد باسيل السيناريو نفسه مع «القوات»، والهدف هو السيطرة على التمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة.

هدف باسيل هو رفع مستوى الضغط السياسي على «القوات» إلى الحد الأقصى وإحباط محاولاتها لرفع مستوى تمثيلها في الحكومة، بناء على نتائج الانتخابات. ولذلك، يعتقد القريبون من «القوات» أنّ تصعيد بعض وزراء «التيار» وكوادره ضدها، ونَبشهم الماضي واستعادة الانفعالات والأحقاد القديمة كانت أمراً مدروساً.

والدليل هو أنّ جعجع زار بعبدا، حيث تفاهَم مع عون على ترميم العلاقة بين الطرفين والتمسّك بـ»اتفاق معراب». وقد أكد الوزير ملحم الرياشي هذه الأجواء، بعد لقائه باسيل. ولكن، فوجئ الجميع بالخطاب الحادّ الذي تميّزت به إطلالة باسيل التلفزيونية، بعد ساعات قليلة، والتي رفعت إلى حدود عالية جداً درجة التوتر بين الطرفين. لقد بَدا باسيل وكأنه غير مَعنيّ بالتبريد الذي خرج به اجتماع عون وجعجع، وكرَّر مع جعجع السيناريو الذي استخدمه سابقاً مع بري. وفي الحالتين، عون يبرِّد ليردّ باسيل بإعادة التسخين فوراً. يقول البعض إنّ هناك مناورة سياسية يخوضها عون وباسيل. فالأول ينفّذ عمليات الاستيعاب ويحافظ على صورته بصفته «راعياً للجميع»، فيما يُطلق الثاني النار مباشرة على الهدف. ثم يقطف الرجلان معاً الثمار السياسية فريقاً واحداً.

لكنّ المطّلعين يعتقدون أنّ الكلام على مناورة ليس في محلّه، ويُسيء إلى حيادية موقع الرئاسة. فليس من مصلحة رئيس الجمهورية أن يدخل في مناورات سياسية تُفقده الحياد. لكنه واقعياً أقرب إلى تأييد باسيل، ويرغب في أن يحقّق «التيار» أكبر المكاسب في عهده، بحيث يكون الأقوى في المراحل اللاحقة أيضاً.

وانحياز عون، بنسبة معينة، إلى «التيار» ليس مُستغرباً. فالرئيس سعد الحريري يدعم تيار «المستقبل» دائماً وإن يَكن رئيساً للحكومة، وبري يدعم حركة «أمل» وإن يَكن رئيساً للمجلس. ولكن يبقى السؤال: ما الهدف السياسي الذي يريد باسيل تحقيقه اليوم، من خلال إضعاف تمثيل «القوات» في الحكومة؟ وفي عبارة أخرى: مَن هم المستفيدون من حملة باسيل على «القوات»؟. يقول المتابعون: «عُمق الأزمة بين «القوات» و»التيار» يكمن هنا. فباسيل يخوض معركة «التيار» لتكريس السيطرة على أكبر مقدار من التمثيل المسيحي، وهذا أمر معروف. ولكنه أيضاً يخوض المعركة لمصلحة قوى أخرى، على الأرجح، وفي شكل غير مباشر. فـ«القوات» هي اليوم الطرف الداخلي الأكثر ارتباطاً بالمملكة العربية السعودية. والمملكة تريد من الحريري وسائر حلفائها أن يحدّوا من سيطرة «حزب الله» والمحور الإيراني على القرار. و»القوات» هي الأكثر حماسة للمواجهة.

ولذلك، يجد «حزب الله» أنّ الحَدّ من جموح «القوات» يشكّل دفاعاً عن نفوذه، ونفوذ حلفائه، في الحكومة العتيدة. ومن الأفضل أن يقوم «التيار» بهذه المهمة، من ضمن النزاع على الحصة المسيحية، فلا يبدو «الحزب» وكأنه يتدخّل في مسألة التمثيل المسيحي في الحكومة. أصحاب هذه المقولة يعتقدون أيضاً أنّ «حزب الله» لا يريد الاحتكاك مباشرة مع «القوات» في عملية التأليف. لكنّ اللافت أنّ حملة باسيل ترافقت مع حملات إعلامية شَنّتها أوساط 8 آذار على «القوات» من زاوية أدائها في الحكومة الحالية (تصريف الأعمال)، علماً أن لا مواجهات دارت بين «الحزب» و«القوات»، حول الملفات، في هذه الحكومة. البعض يعتقد أكثر أنّ الحدّ من جموح «القوات» لن يشكل إزعاجاً حتى للحريري، الذي عانى أيضاً «رقابة» وزراء «القوات» في الحكومة الحالية على كل التوافقات والصفقات التي كان يعقدها وزراؤه مع وزراء «التيار الوطني الحر». ومعروف أنّ الحريري بقيَ حليف باسيل لا حليف جعجع في كل الملفات التي تعاطَت بها الحكومة. وأمّا تمسّك الحريري العلني بتمثيل «القوات» بـ4 وزراء، بينهم نائب رئيس الحكومة، أو أن تكون لها حقيبة سيادية أو «أساسية»، فالأرجح أنّ الأمر يتعلّق بمسايرة الحريري للمطلب السعودي الوقوف مع «القوات»، لا أكثر.

إذاً، باسيل يقود الحملة بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن آخرين: بالتأكيد «حزب الله»، وعلى الأرجح الحريري. ولذلك، يبدو الضغط كبيراً على «القوات» خلال تأليف الحكومة العتيدة، كما أنه سيكون كبيراً خلال ممارسة الحكومة العتيدة عملها، على غرار ما كان في الحكومة الحالية. وبنَحو مُبكر، يُحضِّر عدد من القوى «الضوابط» للمشاكسة «القواتية» في مجلس وزراء سيَتحكّم بالعهد كله.

 

باسيل «يخضع» لرغبة «التيار»: سأبقى وزيراً!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/السبت 07 تموز 2018

قبل أن «يستأذن» النائب والوزير جبران باسيل رئيس الجمهورية ميشال عون عدم الأخذ بـ»رأيه» بقرار فصل النيابة عن الوزارة، تبرّع اثنان من أعضاء تكتل «لبنان القوي» بالانقضاض على «رأي»، لا بل اقتناع، عون بالفصل من دون حتى استئذانه. لم يقف الأمر عند حدود «تبييض الوجه مع جبران». كان هناك قرار مركزي «باسيلي» بأنّ دوره كوزير في الحكومات لم ينته بعد. في منتصف أيار الماضي إنفرد حليف «التيار الوطني الحر»، والعضو في تكتل «لبنان القوي» نعمة إفرام بالتأكيد، وقبل أن تَحسم القيادة العونية رأيها، أنّ التكتل يقف ضد فصل النيابة عن الوزارة. كان قد مضى على موقف عون، الذي أطلقه من جبيل بتأييد الفصل، نحو أسبوعين «بحيث لا يكون من أوكِل إليه محاسبة الحكومة إذا أخطأت هو نفسه عضواً فيها»، كما قال رئيس الجمهورية يومها.

بالتزامن، أعلن النائب زياد أسود أنّ «التكتل» يجب أن لا يأخذ بمعيار الفصل «فلباسيل دور في الحكومة وملفات يجب أن يتابعها شخصياً». شَكّل ذلك تميهداً لقرار اتّخذته لاحقاً قيادة «التيار الوطني الحر» بعدم الفصل، مع العلم أنّ باسيل نفسه كان قد أعلن قبل أشهر: «أعرف ما سأفعله، وخياري قد يكون مفاجأة للجميع»! خياره شَكّل فعلاً مفاجأة مُقارنة بحماسة رئيس الجمهورية وقيادات في «التيار»، على رأسهم إبنة الرئيس ميراي عون هاشم، وحلفاء لـ»التيار»، ومن بينهم صهر الرئيس النائب شامل روكز، والغالبية الساحقة من القاعدة الحزبية لفصل النيابة عن الوزارة، باعتبار هذه الخطوة إحدى البديهيّات في مجال «الاصلاح والتغيير». قبل ذلك، وبوقت ليس ببعيد، أي قبل الانتخابات النيابية، أعلن النائب سيمون أبي رميا أنّ «التيار» مع فصل السلطات، ونحن تكتل «التغيير والاصلاح» نمنع أن يكون النائب وزيراً، وقد أطلقنا هذا المسار، ومن الجيّد ان يَتمثّل بقية الافرقاء فيه وأن يحذوا حذونا»! ميراي عون ذهبت أبعد بالتأكيد «جبران لن يكون وزيراً في الحكومة المقبلة». ما حصل عملياً أنّ «التيار» لم يَحذُ حَذو «حزب الله»، شريكه الاستراتيجي حامل يافطة محاربة الفساد، وتيار «المستقبل» الغارق في ورشة محاسبة و»تنظيف»، حزبياً وحكومياً، و»القوات اللبنانية»، الفريق السياسي الوحيد، الى جانب تيار «المردة»، الذي لم «يخلط»، لا سابقاً ولا الآن، النيابة مع الوزارة. نائب ووزير في الوقت نفسه. الأول يفترض أن يحاسب الثاني وصولاً الى نزع الثقة عنه! إنفصام كلّي حَارَبه «التيار البرتقالي» طوال جلوسه على مقاعد المعارضة وصولاً الى تقديم اقتراح قانون بشأنه، وفي مرحلة دخوله الحكومات، بحيث بقيَ محافظاً على «أدبيّاته» بالفصل و»مُعايرة» مَن دأبَ على «الجَمع». بقيَ الحال على ما هو عليه الى اللحظة التي انتُخب فيها جبران باسيل نائباً عن البترون! هنا «الحَرام» صار «حلالاً».

من يعرف رئيس الجمهورية جيداً يعلم أنه من أكثر المتحمّسين لهذا الخيار في عمل السلطة. إقتناع راسخ وَجَد أولى ترجماته في طلبه من نواب في «التكتل»، حين كان رئيسه، بتقديم اقتراح قانون بفصل النيابة عن الوزارة الذي لم يجد طريقه الى الهيئة العامة لمجلس النواب.

لكن كان سهلاً على باسيل كَسر هذا الإقتناع، من منطلق أنّ هناك قوى سياسية فَصَلت بين الموقعين في الحكومة المقبلة، لكنّ قوى أخرى لم تفعل. وطالما أن لا نصّ دستورياً أو قانونياً، يُجيز الفصل، فإنّ «الجَمع» ضروري، وشرعي... ومؤقت. وفق العارفين، عون عاد واقتنع بوجهة نظر باسيل!

في مقابلته التلفزيونية الاخيرة أوضح باسيل أنّ الهيئة السياسية في «التيار» اتخذت القرار بعدم التزام الفصل بعد «استئذان» رئيس الجمهورية، وأكد أن «لا خلاف داخلياً على هذا الأمر»، قائلاً: «طالما أن لا قانون يمنع توزير النائب يبقى هذا الامر خياراً لكل فريق سياسي. وبالنسبة إليّ أفضّل توزيع العمل، ورغبتي ومصلحتي أن لا أكون وزيراً، لكنّ هذا الأمر يقرره «التيار»، وفي نظام «التيار» هذا الأمر لي تماماً كتعيين وزراء «التكتل»، وأنا أقرّر فيه، وفي «التيار» يطلبون منّي أن أكون وزيراً»!! هي المرة الأولى، بالطبع، التي تفرض فيها قيادات «التيار» على رئيسه أمراً لا «يرغب به»!  وفق المعلومات، قبل نحو 10 أيام ناقشت الهيئة السياسية في «التيار»، ومن ضمن اجتماعاتها الدورية، مسألة فصل النيابة عن الوزارة، إضافة الى مسائل حزبية وسياسية أخرى. تتألف الهيئة من رئيسها، ونائب الرئيس وجميع نواب ووزراء «التيار» الحاليين. النقاش كان عامّاً، ولم يتّخذ القرار بعدم الفصل بالتصويت، مع العلم أنّ الآراء كانت متشعّبة حياله. يقول أحد النواب المشاركين في الاجتماع: «مسألة الفصل قابلة دوماً للنقاش، خصوصاً أنها غير معتمدة في كثير من دول العالم. ففي بريطانيا مثلاً يجب أن تكون نائباً لكي توَزّر، أما فرنسا فتعتمد النائب الرديف الذي طالبنا به من خلال اقتراح القانون الذي تقدّم به «التيار». ويضيف: «الحكومة الحالية هي حكومة وحدة وطنية، أي ليس هناك أكثرية تحكم وأقلية تعارض. وبالتالي، إنّ مفهوم «الفصل» لا يصحّ كثيراً في نوع كهذا من الحكومات».

وتتبنّى قيادة «التيار» حالياً شعار «ليس هناك أبيض وأسود في موضوع فصل النيابة عن الوزارة، وطالما أن لا قانون يجيزه فلا شيء يلزمنا به، ولا نشعر بالإحراج بوجود قوى تَبنّته في الحكومة، مع العلم أنّ «حزب الله» قال مثلاً إنه إجراء مؤقت لديه وقد لا يبقى على التزامه به في الحكومات المقبلة، وهناك فريق اعتمَده من ضمن حسابات سياسية. وبالتالي، المعيار الأساس ليس تطبيق مبدأ الشفافية»! وتؤكّد أوساط قيادة «التيار» أنّ «القرار بعدم الفصل ليس مُتّخذاً سلفاً. فحين نصل الى مرحلة بَتّ الاسماء، تظهر حصتنا من الحقائب، وسنذهب في اتجاه اختيار الوزراء الأكثر كفاية لإسناد هذه الحقائب إليهم. وإذا تبيّن لنا أنّ هناك حقائب تستلزم «بروفيلاً» معيّناً من الوزراء همّ نواب في الوقت نفسه، تركنا لأنفسنا هامش الحرية في ألّا نكون مقيّدين بهذا المعيار»!

 

«القوات»: هذا ما فعله «رئــيس التيار»

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 07 تموز 2018

تحوّل استهزاءُ الوزير جبران باسيل بمضمون ورقة التفاهم قبل أن يُنشر، القشة التي قصمت ظهرَ سرّية الوثيقة فنشرتها «القوات اللبنانية» في اليوم التالي مذيّلةً بتواقيع باسيل ومتضمِّنةً التفاصيل التي باتت معروفة. قد يكون من المفيد سرد وقائع صغيرة، في يوم معراب العاصف، حين وقّع باسيل الوثيقة، فقد احتسب حساب الايام الآتية، لكنّ اصراراً في معراب جعله يوقع الوثيقة ورقة، ورقة، وقد كانت «القوات» تتوقع قدوم يوم التملّص، فاحتاطت بورقة صيغت بتفاصيل التفاصيل، من الحكومة الى الادارة حيث سُميت المواقع بأسمائها (قيادة الجيش وحاكميّة مصرف لبنان)، وقد كان باسيل يريد تجاوز «القوات» في تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان المركزي، تماماً كما فعل في كل التعيينات، وكذلك في اشتباكه مع «القوات» حين أنكر وجود اتفاق على آلية التعيينات داخل الحكومة. تعود مصادر «القوات» بالذاكرة الى تلك المرحلة وتميّز بنحو واضح بين باسيل والرئيس ميشال عون، وتصبّ عليه مسؤولية الخروج من «اتفاق معراب» وإحباطه.

تشير المصادر الى أنّ باسيل ضرب «اتفاق معراب» منذ اللحظة الاولى، فهو في الوقت الذي كان يطالب بالتنسيق لدعم العهد، رفض تأليف لجنة تنسيق مشتركة، وفي الوقت الذي كانت وثيقة التفاهم تؤكد توزيع الشراكة في الحكومة والادارة، تجاهل الامر، والدليل هو الطرح المناقض للوثيقة الذي يتعلق بحصة وزراء عون التي هي 3 وزراء في حكومة ثلاثينية فيما طلب باسيل 5 وزراء، فقط لتحجيم حصة «القوات اللبنانية».

وتضيف المصادر أنه في الوقت الذي اعلن الدكتور سمير جعجع هدنة إعلامية من «بيت الوسط»، وفي الوقت الذي زار القصر الجمهوري، ثم عاد فاتّصل بباسيل، وأوفد له الوزير ملحم رياشي، كان باسيل يخرق هذه الهدنة محمِّلاً «القوات» مسؤولية ضرب «اتفاق معراب»، ومتّهِماً إياها بأنها تختار الطبق الذي يناسبها من هذا الاتفاق، فيما هو يفعل هو مَن يقوم باجتزاء وتحوير الاتفاق، وتشير الى أنّ مجرد ايحاء باسيل بأنه غيرُ مبال بنشر وثيقة وقّع عليها، جعل «القوات» تشعر انه لم يعد هناك بدّ من إعلان هذه الوثيقة، لكي تخرج من الظلّ الى متناول الرأي العام وهو الذي يحكم. واشارت مصادر «القوات» الى أنّ باسيل يمارس تضليلاً في موضوع دعم العهد، فـ»القوات» أبدت استعدادَها منذ البداية لتكوين فريق عمل واحد لدعم العهد، في السياسات العامة وادارة الدولة، لكن فوجئت بأنه تمّ إقصاؤها عن القرارات الكبرى، وهذا يتحمّل باسيل مسؤوليته، فسياسته لم تعد تركّز على دعم العهد بل على وراثته، وهناك فارق كبير بين السياستين، لأنّ الأجندة الرئاسية لباسيل باتت عنواناً للأحادية والنكث بالتعهّدات، والإستئثار.

ماذا تقول اوساط «التيار» عن نشر الوثيقة، وبماذا تفسّر نقضَ التعهّدات والتواقيع؟ تؤكد أوساط «التيار الوطني» أنّ العلاقة مع «القوات» دخلت في نفق حين حرّضت على حكومة الرئيس سعد الحريري وساهمت في الدفع الى استقالته مع علمها أنّ استمرارَ هذه الحكومة هو شرط من شروط دعم العهد. وتشير هذه الاوساط الى أنّ الوثيقة لم تعد لها أيّ قيمة، بعد أن خرقت «القوات» مبدأ دعم العهد، وتدعو «القوات اللبنانية» الى عدم التركيز على إحداث ضجّة مصطنعة بعد نشر الوثيقة، والى اعادة قراءة موقفها من تشكيل الحكومة وعدم التطلّع الى نيل حصة وزارية من حصة التيار. وتختم الأوساط بالتأكيد أنّ التفاهم بين باسيل والحريري هو في ذروته، وأنّ الأخير لا يتبنّى مطالب «القوات» ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بل ينقلها. وتكشف أنّ لقاءً حصل في اليومين الماضيين بين الحريري وباسيل في باريس، وتمّ التفاهم فيه على الخطوط العريضة لعملية تأليف الحكومة.

 

«الطبخة» الحكومية «بحص من صوان»!؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 07 تموز 2018

لا يستطيع أحد نفي العوامل الداخلية أو الخارجية التي تعوق تأليف الحكومة، في حين يبدو الجمع بين هذه العوامل مملّاً وعبثيّاً. ظاهرياً يمكن حصر العقد بالعقدتين المسيحية والدرزية ويعكسهما الخلاف حول صلاحية التأليف وهو ما يقود الى اعتبار المساعي المبذولة «طبخة بحص من صوان».

تختلط الأمور على مراقبين كثر إذا توغّلوا في الحديث المملّ عمّا يحول دون تأليف الحكومة. ولا يستطيع أيٌّ منهم تحديد موعد محتمل لولادتها عندما تتشابك الروايات حول العوامل الداخلية والخارجية التي أدّت الى مجموعة من «العقد البحرية» التي تهدّد التفاهمات المنسوجة بين أهل الحكم.

والأخطر أنّ لكل من اصحاب النظريات المختلفة ما يكفي من الأسباب الموجبة التي تدفع الى تمسّك أصحابها بها الى النهاية. ومن هنا برزت حروبٌ تُخاض تحت شعارات مختلفة بما فيها من قراءات متعددة لمجموعة من التفاهمات المكتوبة. وهو ما أشعل حرب الحصص والأحجام التي تُخاض في إطار السباق الى الحقائب السيادية والخدماتية بما فيها من مظاهر السعي الى الإستئثار بالسلطة وتثبيت النفوذ. وعلى هامش هذه الحروب، ونتيجة تمسّك البعض بأقصى ما يريد اندلعت حرب أخرى حول صلاحيات كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ومعهما المتدخّلون في توزيع الحصص والحقائب. ولذلك سقطت سلسلة من التشكيلات الوزارية المقترحة والتي بُنيت في أساسها على توزيعة الحقائب على الكتل «الأكثر تمثيلاً» في المرحلة الأولى قبل الوصول الى مرحلة توزيعها على «الأقل تمثيلاً» ومن ثمّ إسقاط الأسماء على الحقائب.

وقبل بلوغ المرحلة الثانية، تعثّر التفاهم على الأولى وأُصيبت كل المبادرات بالفشل، فانعكس الأمر على بقية المراحل. وظهر جلياً أنّ الخلاف بين الرئيس المكلف من جهة ورئيس الجمهورية من جهة أخرى حول عقدتي التمثيل المسيحي والدرزي تحديداً، قد انعكس حرب «صلاحيات دستورية» ليس سهلاً إخفاؤها على رغم نجاحهما في لقائهما الاخير بتنظيم هذا الخلاف وتقاسم الأدوار والمسؤوليات لفكفكة العقد.

لكنّ التطوّرات والمواقف التي تلت المحاولة الأولى للتأليف عزّزت الإعتقاد بأنّ الخلاف موجود وقائم وليس بالضرورة أن يكون بينهما شخصياً. ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: هل ينسحب هذا التفاهم على مَن يحوط بهما من مستشارين وخبراء في القانون والدستور يفتشون عن دور لن يتوافر لهم ما لم يكن هناك خلاف بينهما. ولولا هذه الأجواء لما تداعى رؤساء الحكومات السابقون الى لقاء عند الرئيس المكلف للتشديد على صلاحياته، ولا شدّد «مجلسُ المفتين» في اجتماعه أمس الأول على هذه الصلاحيات. ولما اضطر قبل ذلك مكتب الإعلام في القصر الجمهوري الى التذكير بصلاحيات رئيس الجمهورية ودوره في التأليف.

ويتوسّع الحديث عن محاولات رئيس الجمهورية لترميم العلاقات بين «التيار الوطني الحر» وبين حزبي «القوات اللبنانية» و»التقدمي الإشتراكي» لضمان الوصول الى «كعكة حكومية» ترضي الجميع. لكن ما أصاب هذه المحاولات من وهن، لا ينبِئ بالتفاؤل الذي أراده وقصده.

فانكشاف كثير من الحقائق بعد نشر بعض «البنود السرّية» لـ «اتفاق معراب» عقب إطلالة باسيل التلفزيونية وما تلاها من «أمر عمليات حكومي» عبّرت عنه مقدّمة نشرة الأخبار في تلفزيون «أوتي في»، لا يبشر بإمكان ترميم العلاقات بين «التيار» و«القوات» بل إنه زاد من الشرخ بينهما. الامر الذي سيزيد مهمة الحريري تعقيداً. فجدول المقارنة بين ما نصّ عليه الإتفاق وما شاب علاقات الطرفين في الحكومة الحالية لا يبشر بإمكان التفاهم مجدّداً أو التمديد للإتّفاق في أيام الحكومة العتيدة.

وكما على الجبهة المسيحية، كذلك على الجبهة الدرزية، لا يظهر أنّ ترميم العلاقات بين «الحزب الإشتراكي» و»التيار» ممكن أو سهل، فالحرب بينهما عبر وسائل التواصل الإجتماعي لم تهدأ سوى لساعات قليلة قبل أن تستعر من جديد وسط أجواء احتقان تعيشها المناطق الدرزية مجدّداً عقب المواقف التي أُطلقت على خلفية كسر أحادية التمثيل الدرزي. ولذلك، لن يكون سهلاً أمام عون والحريري استئنافُ مساعيهما مجدداً ما لم يتمّ التوصلُ الى آلية جديدة غير تلك التي اتّفقا عليها في لقائهما الأخير. فلكل منهما موقف مختلف عن الآخر إزاء العقدتين المسيحية والدرزية والحلول المقترَحة لهما. وكل منهما يناصر طرفاً، وستصاب مساعيهُما بشظايا المواجهة المستمرة بلا أفق.وفي ضوء فقدان خريطة الطريق الى الحلّ، سُئل احدهم عمّا بلغته المساعي لتأليف الحكومة وعمّا إذا كانت «طبخة بحص»؟ فأجاب: «بالتأكيد طبخة بحص، والأخطر أنّ البحص هو من صوّان»ّ!

 

«حزب الله» إذا سقطت الخمينيّة

حازم صاغية/الحياة/07 تموز/18

على الطريق المفضي إلى سقوط النظام الإيرانيّ، كاحتمال بارز، قد يداهمنا إرهاب يكون للبنان نصيب مؤكّد منه. لغة التهديد بمنع تصدير النفط من المنطقة توحي بالوجهة هذه. وإذا صحّ خبر الشبكة المتّهمة باغتيال معارضين إيرانيّين في الخارج، فإنّه يقطع بالأمر نفسه. لكنْ دعنا نفترض – وهو افتراض مسنود إلى وقائع باتت معروفة – أنّ النظام المذكور سقط في يوم قريب، وأنّ مواجهته موتَه لم تُجدِ نفعاً. ما الذي يفعله، والحال هذه، حزب الله؟ نتحدّث عن طرفين غير عاديّين، أغلب الظنّ أنّ لاعاديّتهما سبب أساسيّ في نجاحهما معاً حتّى الآن، وفي تكاملهما: حزب الله، قياساً بالأحزاب اللبنانيّة، مسلّح ومقاتل وحديديّ، وهو عقائديّ بالتأكيد، تقف على رأسه زعامة كاريزميّة جدّاً. فوق هذا، هو الحزب الوحيد الطائفيّ والدينيّ في وقت واحد. لكنّه، كذلك، وبفضل المعونات الإيرانيّة، يقدّم خدمات وفرص عمل لجمهوره الواسع، ويلقّن أجيال هذا الجمهور تربيةً وتعليماً يصهرانها فولاذيّاً. إنّه يصنع ما تسمّيه أدبيّات الأحزاب التوتاليتاريّة «إنساناً جديداً». إيران، قياساً بدول المنطقة وأنظمتها، تحمل برنامجاً لتغيير طبيعة الأشياء، وليس فقط لتغيير الأنظمة: ربط طهران بغزّة وبصنعاء، وإحداث تحويلات ديموغرافيّة ومذهبيّة، على النحو الحاصل في سوريّة، وتزعيم غير العرب على ما يُفترض أنّه قضايا عربيّة، لا سيّما فلسطين...، هذه كلّها من أشكال الفائض الثوريّ – التوسّعيّ لإيران.

سقوط الشطر الإيرانيّ من هذه المعادلة يفضي حتماً إلى سقوط الشطر اللبنانيّ. «إنسان – حزب الله – الجديد» لا ينمو ويترعرع إلاّ مع التغيير الخمينيّ لطبيعة الأشياء. إنّنا، هنا، أمام علاقة السبب بالنتيجة، أو المقدّمة بالاستخلاص المنطقيّ. مع ذلك، فحزب الله ليس هذا فحسب. هو أيضاً حزب لبنانيّ، استدعت نشأتَه ظروفٌ محلّيّة وإقليميّة تصدّرها احتلال 1982 الإسرائيليّ لبنان، خصوصاً للمناطق المأهولة شيعيّاً. قبل ذلك، تجمّعت مصادر بعيدة وقريبة تؤسّس لهذين الوعي والممارسة: ظاهرة موسى الصدر و «الحرمان» الشيعيّ، والتوتّر الشيعيّ – الفلسطينيّ في المناطق الحدوديّة جنوباً، والاستحواذ على قضيّة الصراع مع إسرائيل بعد تجريد السنّيّة الفلسطينيّة (والعراقيّة الصدّاميّة) منها فيما مصر تسلك طريقاً آخر. هل يمكن فرز اللبنانيّ - السياسيّ عن الإيرانيّ - العسكريّ في حزب الله؟ مستحيل. لكنْ في حال سقوط النظام الإيرانيّ يتراجع المستحيل إلى سويّة الصعب جدّاً.

هل يستطيع اللبنانيّون من خصوم الحزب، وممّن هم خارج محيطه، أن يجعلوا الصعب جدّاً صعباً فحسب؟ أي أن يجعلوه قابلاً للتفاوض السياسيّ؟ هل يحدث ما يشبه الانعطافات الكبرى التي أقدمت عليها أحزاب شيوعيّة بعد سقوط الاتّحاد السوفياتيّ؟ هل يمكن الأطراف المعنيّة أن تتدخّل كي تسهّل أمراً كهذا؟

هذا السؤال سيُطرح بإلحاح شديد في حال سقوط النظام الخمينيّ، الذي لا بدّ أن يرافقه انحسار للاستثنائيّ وللفائض الراديكاليّ وقدرٌ من رجوع المنطقة إلى العاديّ. العقل والمصلحة يستدعيان من بقية اللبنانيّين التفكير بما يواكب تحوّلاً كهذا. بيتهم الوطنيّ ينبغي أن يتّسع للابن الضالّ إذا قرّر (؟) أن لا ينتحر. فالضلال في ظلّ الرعاية الإيرانيّة يصنع النحر، فيما الضلال من دونها يصنع الانتحار. وفي تداعي الأسئلة التي لا بدّ أن يُمطرنا بها ذاك اليوم العصيب: هل تكون بقية اللبنانيّين مهيّأين لمناقشة هذه المسألة في حال سقوط النظام الإمبراطوريّ، وهل يناقشون برحابة تستبعد عقليّة الثأر وأحقاد الماضي، مُقرّين بمكانة حزب الله كحزب سياسيّ وشعبيّ يريد، إذا أراد (؟!)، أن يتعافى من ماضي الشقاء المسلّح والحروب القاتلة.

 

ذكرى شكا وأيام اليُتم الوطني

شفيق نعمه/نقلاً عن موقع مدى الصوت/06 تموز/18

https://alsawt.org/%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%B4%D9%83%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%8F%D8%AA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A/

شاب عشريني من حزب نصف-أكثري يصفع عمّه السبعيني المناضل المخضرم في حزب تاريخي نتيجة خلاف على أفضلية المقاعد في قداس ذكرى ٥ تموز في كنيسة شكا.

****

سنة ١٩٧٦، صبيحة الخامس من تموز، سقطت مائة ونيّف ضحية بريئة في بلدة شكا الساحلية الوادعة، كبرى البلدات الصناعية في لبنان.

فإثر سقوط قلعة "منظمة التحرير" ورمز القوى الفلسطينية و"الوطنية" اللبنانية، عنيت مخيم تلّ الزعتر، على يد قوى "اليمين" المسيحي المدعوم من اسرائيل يومها، ورداً على الخسارة المعنوية القاسية والخسائر البشرية الكبيرة، قامت القوى المناهضة للجبهة اللبنانية (المسيحية) وهي تضم المنظمات العسكرية الفلسطينية من فتح وصاعقة وجبهة شعبية واخرى ديمقراطية بالاضافة الى قوى اليسار اللبناني وقوى الاسلام الوطني والعروبة وكل تنظيم وفصيل وبطن وفخذ… بمهاجمة القرية الساحلية الوادعة أخذاً بالثأر… ثأر تلّ الزعتر… بيّارة الثورة وبيرق النصر…

فكان الإنجاز الثوري التقدمي الرائع الذي قرّبنا من فلسطين أميالاً، ومن استرداد بهاء القدس موعداً، ومن تحرير الأقصى وقبّة الصخرة خطوة… وكان ثمن هذا الإنجاز القومي الرائع مائة ونيّف من الضحايا البريئة البسيطة الإيمان ذُبِحت في أزقّة شكا الوادعة وعلى شاطئها وطلعة جبل الشقعة.

مائة ونيف ضحية بريئة ساذجة طيبة وادعة لم تسمع يوما باتفاق القاهرة ولا بالكيلومتر مية وواحد ولا ببطولات الجولان وسيناء ولا بالمسيرة الخضراء ولا بالصحراء المغربية… مئة ضحية ونيّف كانت تعتقد أن ليلى خالد ممثلة افلام مصرية يخرجها لها فنان مبدع يدعى غسان كنفاني…

ومع ذلك سُفِح دمها كفّارة عن تثاقل أعين العرب والعالم وتطنيشهم عن صيحات اطفال البؤس في مخيمات الذل والحرمان، وتواطؤهم في مشاريع فورد وكيسنجر وبراون ومورفي، وخفّتهم في تدبير شؤون منطقة قسّموها عشوائياً ايام سايكس بيكو واغتصبوا وجدانها القومي بخلق كيان طارىء فرض تفوّقه على بداوتها بفوقية وأرجحية وغطرسة…

مئة ضحية ونيّف قتلهم ظلماً عدوٌ مظلوم بدوره بأكثر مما ظلم، مذبوح بأكثر مما ذبح ضحاياه البريئة في شكا… مضلّلُ ومؤمن بمثل ما ضٌلّلوا وآمنوا أيضاً.

بالأمس، وكعادتها كل سنة، احتفلت شكا بقداس سنوي في ذكرى ضحاياها… كنت اشترك في هذا القداس يوم كنت المسؤول الحزبي عن قضاء البترون. وكنت أحرص على ان اشارك ككل فرد من ابناء شكا دون افضلية او اولوية او تكبر او غطرسة على كرسي في الصف الأول او مكان محفوظ.

كنت أثير دهشة "الرفاق" وامتعاض بعضهم أني لا افرض هيبة الحزب فرضاً كافيا بتواضعي هذا وخجلي امام اصحاب المناسبة: الضحايا البريئة وأمهات وآباء وأولاد وذوي قربى من قتلوا ظلماُ من ابناء بلدتي… خجلي من خسارتهم المجانية الذي كان يحجبني عن البروتوكول والمقام… حزينا وخجولا امام الضحايا البريئة كنت اقبع في الصف الثالث او الرابع من مقاعد الكنيسة.

فأنا في بيتي

في بلدتي

بين أهلي واترابي

لا أفتعل ولا أمثل ولا أحصي ولا أعدّ

أما بعد…

بلغ ضيق الصدر والأثرة بدعاة الأحادية (وعند العجز عنها، فالثنائية… ولكن، بكل حال، عدم القبول بمشاركة الآخرين بطيب نفس والغاءهم من المعادلة كلما تيسر الى ذلك سبيل) أن خاصموا آباءهم واعمامهم المؤسسين في ملكية الشهداء والوكالة الحصرية غير القابلة للعزل عنهم.

فمن كان غير أكيد من مُنعَته في شكا والبترون فمن شأنه أن يرسل غلاماً يافعاً مضللاً من عصبة الغيّورين "الزيلوت" ليحجز له كرسياً في الصف الأول من الردح على دم الضحايا البريئة والاتّجار بذكراها.

ومن كان يعلم في قرارته أن صدفة محض مجردة قذفت به الى صف أمامي ومرتبة يعتبرها متقدمة فمن حقّه أن يخشى ويتنغص نهاره وليله فلا ينعم باله ولا تهنأ روحه برزيّة غَنمها في غفلة وصدفة،

ومن هو متيقّن بأن فلتة الشوط تحدث مرة ولا تتكرر بالضرورة يحتاج الى التطمين والامان اللذين يعطيهما له كذباً وظاهراً تقديم كرسيه وحَجزه له من أبناء البلدة المنضوين في فرقته، المغتربين غربته، والمتربّين تربيته، والمتشربين اخلاقه واخلاق الزعيم الاعلى الحالم أبدا بالسلطة التي تمنحه القدرة على تطويع الآخرين… حبّا بهم،

وحرصاُ على مصلحتهم التي يدركها اكثر منهم ليس الا..!

تباً لكم

كفّوا عن تسمية الضحايا البريئة شهداء ليتسنى لكم ان تتاجروا بهم يا تجار المحاصّة والثنائية والاستئثار،

كلّكم تجار هيكل طالما زوجاتكم وابناؤكم واصهاركم يمسكون بأزمّة القيادة في مؤسستكم التجارية التي تسمونها حزبا او تيارا او جمعية دفن الموتى او الحبل بلا دنس…

لا تزيدوا يُتمَ أولاد تلك الضحايا يتماً إذ لا أبا لهم ولا سند فأولي الأمر مشغولون بانتصاراتهم الوهمية وتقاسم السلطة والمراكز ومنهمكون بسدّ الابواب ووصدها جيداً لئلا يتسلل من ليس من آل الزعيم او ينتسب اليه بقرابة عائلية او قبلية.

إنها أيام اليُتم الوطني.

 

إقفال تسع مدارس: هزّة تضرب المقاصد

 فاتن الحاج/لبنان الجديد/ 6 تمّوز 2018

 لم يخرج مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت امس، بعد نحو ٦ ساعات من التداول، بقرار واضح في شأن مصير قرارات اقفال المدارس وصرف المعلمين التي هزت الجمعية في الساعات الأخيرة، ما عدا انه سيكون لكلية خديجة الكبرى «عناية واهتمام» لدى المجلس، وما قيل عن ان رئيس الحكومة سعد الحريري ابلغ المفتي عبد اللطيف دريان أنه «سيتم دفع خمسة مليارات ليرة بصورة مستعجلة لتخفيف المعاناة التي تعيشها المقاصد». عزّ على أهل المقاصد أن تنفجر أزمة الجمعية في وجههم. أمس، تملكهم الذهول والفضول في آن. ردّدوا بغضب: «ماذا يحصل؟ هل هذه هي مكافأتنا، نحن من تحمّل حكاية العجز المالي على مدى 20 عاماً وقبول «الذمم» على رواتبنا ومستحقاتنا من باب الانتماء إلى المؤسسة؟ ألم يعد هناك مخرج للأزمة سوى إقفال المدارس وصرف مئات المعلمين وتشريد آلاف التلامذة؟ حتماً، ثمة من يجب أن يحاسب على فعلته طيلة هذه السنوات وعلى ما أوصل الجمعية إلى ما وصلت إليه، لكن ليس نحن بالتأكيد!». ما استوقفهم بصورة خاصة هو التكتم على الموضوع وصدور قرار الإقفال بين ليلة وضحاها من دون سابق إنذار وفي وقت حرج بعدما اكتمل التسجيل في معظم المدارس.  القرار وقع على كلية خديجة الكبرى في بيروت (70 معلماً و783 تلميذاً) وثماني مدارس شبه مجانية في القرى. ففي الشمال، طاول الصرف 100 استاذ وأكثر من 1000 تلميذ في وادي خالد ومشمش وبيت أيوب ـــ القرنة ودير عمار. وفي محافظة الجنوب، هناك مدرسة القرعون (150 تلميذاً و11 معلماً)، وصديقين (173 تلميذاً و10 معلمين). أما في الصويري البقاعية فكان التشريد من نصيب 275 تلميذاً و13 معلماً. كذلك أقفلت مدرسة برجا في جبل لبنان (أكثر من 200 تلميذ و13 معلماً). وحده خبر إقفال كلية خديجة الكبرى (مدرسة خاصة غير مجانية) استنفر الجميع. لم يكن أحد يتوقع أن تصل الجرأة إلى هذه المدرسة تحديداً، خصوصاً أنها واصلت تسجيل تلامذة للسنة المقبلة حتى آخر لحظة، وهي في الواقع ليست في عجز، إذ تبلغ قيمة الأرض التي تقام فوقها نحو 100 مليون دولار، إلا إذا كان الهدف بيع العقار لتسديد جزء صغير من العجز الكبير. ليس لدى أهل المقاصد أي إثبات في شأن صحة ما أشيع عن بيع المدرسة لليسيه عبد القادر أو عرضها للبيع، لكن إذا كان الأمر صحيحاً، «لماذا لا يُنقل المعلمون والتلامذة إلى مبنى ثانوية عبد القادر قباني في منطقة برج أبو حيدر، وهو مبنى مجهز إنما مهجور، ولا يحتاج تأهيله إلى الكثير؟».

وصلت كتب الصرف قبل ساعات قليلة من الموعد النهائي للإنذار

المديرون تواصلوا على الفور مع بعض أعضاء مجلس الأمناء الذين نفوا علمهم بأي قرار من هذا النوع، إلاّ أن رئيس الجمعية، فيصل سنو، أكد، في اللقاء مع الأهالي أمس، أنّه لم يكن قرار رئيس، بل قرار مجلس أمناء. مع العلم أن الرئيس مفوض باتخاذ أي قرار والعودة إلى مجلس الأمناء تكون للاستئناس ليس إلاّ.  المعلمون والأهالي والتلامذة خرجوا بعفوية إلى الشارع، ما إن تبلغوا «القرار القاتل»، كما سموه، لا سيما أنه أتى قبل ساعات قليلة من 5 تموز (المهلة القانونية لتبليغ كتاب الصرف بموجب المادة 29 من قانون تنظيم المدارس الخاصة بتاريخ 15/6/1956). إشعارات الصرف وصلت، بواسطة ليبان بوست، إلى منازل المعلمين، مساء أول من أمس، بينما تبلغت إدارات المدارس شبه المجانية قرار الإقفال بواسطة الاتصال الهاتفي، بداية هذا الأسبوع. المحتجون الذين اعتصموا أمام المدرسة ساروا في تظاهرة باتجاه دار الفتوى علهم يسمعوا خبراً يشفي غليلهم. خرج إليهم المفتي عبد اللطيف دريان ليطمئنهم بأن كلية خديجة الكبرى، ستبقى ولن تقفل، قبل أن يحضر رئيس الجمعية ووزير التربية مروان حمادة وتعقد خلوة بمشاركة نائب بيروت فؤاد مخزومي ونزيه نجم، فيعود الجميع إلى المعلمين والأهالي وأبنائهم الذين كانوا ينتظرون على أحر من الجمر، ويتحول تأكيد المفتي إلى تمنٍ على رئيس الجمعية بإعادة النظر بالقرار، في اجتماع مجلس الأمناء بعد الظهر، وقد تعهد الرئيس بذلك. لكن في اللقاء «المغلق» مع المعتصمين، استغرب هؤلاء الفوقية التي تعامل فيها رئيس الجمعية معهم حين رد على من شكوا التشريد والتهديد بلقمة العيش بالقول: «هيدا الكلام ما إلو عازة وبلا طعمة».  في المقابل، وعد وزير التربية بالعمل مع وزارة المال للإفراج عن منح المدارس المجانية المتأخرة منذ عام 2013 كي تتمكّن الجمعية من تسديد مساهمتها لصندوق تعويضات أفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة (متأخرات بقيمة 10 مليارات ليرة)، وكي يتسنّى للمتقاعدين من مدارس الجمعية قبض تقاعدهم أو تعويضاتهم. وكشف أن الحل سيخرج من اجتماع مجلس صندوق التعويضات، الثلاثاء المقبل. لكن المعلومات تشير إلى أنّ هذه المستحقات مرهونة أيضاً للمصارف لأربع سنوات! وأعضاء مجلس الإدارة يصرون على دفع المتأخرات لإعطاء التعويضات. نقيب المعلمين في المدارس الخاصة، رودولف عبود، كان يعلم أن رئيس الجمعية سيأخذ قرارات كبيرة نظراً للعجز المالي، لكنه لم يتوقع اقفال مدارس وصرف معلمين وتلامذة تسجلوا لا سيما في «خديجة الكبرى». ينتظر النقيب ربح المعركة بعد تدخل مفتي الجمهورية، ويتمنى أن يحرك وعد وزير التربية أزمة سيولة مصطنعة كانت أم حقيقية، يتذرع بها اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة لعدم تطبيق قانون سلسلة الرتب والرواتب.

 

حكومة لبنان تتحول إلى كانتونات للطوائف

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/06 تموز/18

لا تمثل الأزمة الحالية في لبنان، المتصلة بتعقيدات تشكيل الحكومة، مشكلة سياسية فقط. إنها في اعتقادي أبعد من ذلك وأخطر. فالجدل الدائر حول الحصص الطائفية، وحول من هو صاحب الحق الأكبر في تمثيل طائفته داخل الحكومة، يؤكد وجود مشكلة وطنية بامتياز.

الصورة عن لبنان، التي تظهر اليوم أمام أي مراقب محايد، هي صورة غيتوات، أو كانتونات طائفية، تسعى كل منها إلى الاستيلاء على حصتها في الحكم، وليست صورة وطن واحد تسعى قياداته إلى تشكيل حكومة تخدم الناس وترعى مصالحهم، في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة، التي يحذر كثير من الخبراء من تداعياتها على قدرة لبنان على الوفاء بالتزاماته المالية في الداخل، وعلى تسديد الديون المترتبة عليه للخارج، والتي يقال إنها ستقترب مع نهاية هذا العام من رقم مخيف، يصل إلى مائة مليار دولار.

لم يكن لبنان دائماً على هذه الصورة الكالحة. وعلى ما أذكر، فهذه من المرات النادرة في تاريخ هذا البلد التي تنكشف فيها عورات نظامه الطائفي بهذا الشكل الفاضح. لا حديث اليوم عن مؤهلات وكفاءات، ولا عمّن يستحقون تولي الحقائب الوزارية لإدارة شؤون الناس، نتيجة خبرة ودراية. لا تداول في أسماء أي من المرشحين لتولي الحقائب، لا في الصحف ولا على الشاشات. لا حديث إلا عن أعداد وأرقام وحصص للطوائف: للسنة كذا، وللموارنة وللدروز وللشيعة... إلى آخر التركيبة. ويقولون لك: هذا هو لبنان، وهؤلاء هم اللبنانيون. هم الذين اختاروا هذا المجلس. ومن هذا المجلس تنبثق التشكيلة الوزارية التي يجري التداول فيها.

لا يا سادة. هذا ليس لبنان. وهؤلاء ليسوا كل اللبنانيين. 49 في المائة من اللبنانيين فقط اختاروا نواب هذا المجلس. والباقون، أي الأكثرية، إما اعتكفوا لأنهم لم يجدوا من يستحق التصويت له من المرشحين، وإما أنهم يئسوا من قدرة العملية السياسية على إحداث أي تغيير. بالتالي ليس صحيحاً الزعم بأن التمثيل النيابي الحالي يعكس كل القاعدة الشعبية. وهذا يجب أن يطرح تساؤلات كثيرة عمّا تعنيه في هذه الحال صفة «المسيحي القوي» أو «السنّي القوي» أو «الدرزي القوي»، عندما تقوم هذه «القوة» على تصويت أقل من نصف من يفترض أنها تمثلهم. وإذ نستثني هنا «الشيعي القوي»، فلأننا نعرف المصدر الحقيقي لهذه القوة، أي السلاح الذي فرض نفسه على كل المناطق ذات الأكثرية الشيعية، وصارت الأصوات والنسب والمرشحون والنواب المنتخبون في هذه المناطق تحصيل حاصل.

هذا عن اللبنانيين. أما عن لبنان فصحيح أن التوازن الطائفي فيه كان هو الذي يتحكم دائماً بالتركيبة الحكومية؛ لكننا لم نسمع يوماً أن هناك وزارات مخصصة لطوائف بعينها، ولا أن مجلس الوزراء يفترض أن يتحول إلى مجلس نواب مصغر، حيث تتمثل الكتل (أي الطوائف) بنسبة ما حصلت عليه من مقاعد نيابية. لا اتفاق الطائف أقر بذلك، ولا العرف السابق يقضي به. على العكس، ما أقره اتفاق الطائف وصار دستوراً فيما بعد، هو حضّ المشرّعين على أخذ البلاد في طريق غير طائفي من خلال التمهيد لخطوات تحدّ ثم تلغي المحاصصة الطائفية، ولا تبقيها إلا في الرئاسات الثلاث الموزعة طائفياً وفي الوظائف الكبرى، من دون أن تحصر أياً منها بطائفة بعينها. المقصود هنا أن الهدف كان اعتماد معيار الكفاءة في الاختيار وليس فقط ما تذكره الهوية الشخصية عن طائفة من يسعى إلى منصب معين أو حقيبة حكومية.

هذا الانكسار، أو التراجع إلى الوراء، في مسيرة الانتقال من بلد يتشكل من كانتونات للطوائف إلى بلد يضم مواطنين، لتصح فيه صفة وطن، حصل مع بروز شعار «المسيحي القوي» للتمهيد لإيصال الرئيس ميشال عون إلى مقعد الرئاسة الذي كان يطمح للوصول إليه. لم يكن هذا الشعار مقياساً لاختيار رئيس للجمهورية في أي يوم في لبنان. بشارة الخوري، أول رؤساء لبنان بعد الاستقلال، كان على خصومة مع الميول والمشاعر المسيحية في ذلك الحين، التي كانت تميل إلى الدفاع عن بقاء الانتداب الفرنسي. ولم يتم التشكيك في أهليته للرئاسة بسبب معاناته من «فقر دم مسيحي». كذلك كان الأمر مع فؤاد شهاب، الذي كان يوصف بـ«مرشح المسلمين»، والذي يذكر اللبنانيون اليوم نظافة كفّه ودوره الرائد في بناء دولة المؤسسات.

قبل «المسيحي القوي» كان «الشيعي القوي» قد أفرغ الساحة الشيعية من أي منافسة جدية، وعقد حلفاً ثنائياً مع الرئيس نبيه بري وحركة «أمل»، يتقاسمان بموجبه ما يحلو لكل منهما من غنائم، بعد أن أثبتت مواجهاتهما السابقة أنها سوف تؤدي إلى خسائر للطرفين.

انسحب إذن شعار «الشيعي القوي» إلى ساحات الطوائف الأخرى. وإذا كان «الشيعي القوي» قد استقوى بالسلاح كما قلنا، مستغلاً في الوقت ذاته شعارات «المقاومة والتحرير»، فقد احتاج «المسيحي القوي» ليصل إلى عملية جراحية من نوع آخر. من هنا كان تعطيل المجلس النيابي لأكثر من سنتين، كما نذكر، ليفرض على النواب وعلى اللبنانيين انتخاب الرئيس ميشال عون. قبل ذلك، وفي ظل المناخ التحريضي الطائفي نفسه، طرح «التيار الوطني الحر» ودعمه «حزب الله» في ذلك، مشروع قانون للانتخابات كان بمثابة فضيحة من الوزن الثقيل، إذ كان يقضي بأن تختار كل طائفة النواب الذين يمثلونها. بحسب ذلك المشروع، لم يكن يحق لمواطن سني أو شيعي مثلاً أن يختار نائباً مارونياً، والعكس. وعندما فاحت الرائحة الطائفية والمذهبية لهذا القانون، اضطروا إلى جمع أوراقه في الأدراج، إلى أن جاء القانون الذي جرت على أساسه الانتخابات الأخيرة، والذي كان خليطاً من القانون الأكثري والنسبي، وفرض على الناخب في الدائرة الصغرى أن يختار مرشحه المفضل من دائرته، وبالتالي كما في معظم الحالات، من طائفته، فعدنا إلى حيث كنا في القانون السابق الطيب الذكر.

ليس هذا هو لبنان كما نذكره، ولا هو لبنان كما تريده أكثرية اللبنانيين؛ لكن المناخ الطائفي الذي يسيطر الآن على التكتلات السياسية، هو الذي يجعل قياداتها تلجأ إلى التحريض المذهبي والطائفي لحماية مصالحها، غير عابئة بانعكاسات ذلك على وحدة البلد وعلى اللحمة بين مواطنيه. هذه اللحمة التي بزوالها يصبح مصير لبنان الذي كنا نعرفه في مهب الريح.

 

في المرحلة الانتقالية بين حكومتين: ماذا وراء استراتيجية «حزب الله» حيال النزوح السوري؟

رلى موفق/اللواء/06 تموز 2018

منظرو الحزب: رهان على اختراق كبير وعودة إلى القصير وحمص.. والأردن سيعمل على إعادة 300 ألف نازح إلى سوريا!

لا تزال الأهداف الكامنة وراء الاندفاعة الراهنة لـ«حزب الله» في موضوع النزوح السوري غير واضحة. يريد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في كل إطلالة، أن يُرسّخ استراتيجيته الجديدة حيال التعاطي مع شؤون الدولة كسلطة موازية. يمنح السلطة الفعلية الفرصة والوقت ويحدد لها خارطة الطريق، فإذا تلكأت أو امتنعت أو رفضت السير بما هو مرسوم لها، يتولى هو المبادرة. هكذا تعامل في الشأن العسكري. معركة جرود عرسال مثالاً فاقعاً. حدّد فيها ساعة الصفر والمهام وخاضها وسط «هالة إعلامية» لم يسبق لها مثيل، وكأنه القوة العسكرية النظامية. وحين خاض الجيش معركة تحرير جرود رأس بعلبك، بدا أقل قدرة على توظيف انتصاره الذي أُريد له أن يكون باهتاً.

اليوم يدخل «حزب الله» بالمباشر إلى الملفات الداخلية، معلناً أنه اتخذ قراره بالانخراط القوي في كل القضايا. حدّد مهمته الأولى في محاربة الفساد، مُشكلاً هيئة ومُسمياً رئيساً لها لدراسة التفاصيل، متجاوزاً مفهوم وتركيبة عمل المؤسسات والهيئات الرقابية ودور الوزارات ومسؤولياتها وآليات محاسبتها، وكأنه يُؤسّس لمنظومة جديدة بالكامل، من دون التوقف ملياً عند أسباب الانهيار الحاصل في المؤسسات ومدى تحمّله وغيره ممن تولوا الشأن العام، وكانوا جزءاً من السلطة التشريعية ولاحقاً من السلطة التنفيذية، مسؤولياتهم، ومن دون إجراء مكاشفة حقيقية مع أنفسهم قبل أن تكون مع الآخرين عن حجم مساهمتهم في ضرب بنيان المؤسسات وهيبة الدولة.

وفيما البلاد في مرحلة انتقالية بين حكومة تصريف أعمال وحكومة تنتظر التأليف، خرج نصرالله ليُعلن أنه قرّر وضع اليد على ملف النازحين، فكان تشكيل هيئة وتسمية رئيس لها وتحديد مراكز استقبال طلبات الراغبين بـ«العودة الطوعية»، متعاملاً مع المسألة وكأن لا حُكم ولا مؤسسات ولا أجهزة في لبنان.

في المبرّرات التي تُقدّم لذلك أن نصرالله يَئِس من الفرصة التي أعطيت للدولة ولحكومة سعد الحريري منذ تشكليها من أجل السير بمعالجة هذا الملف عبر اتخاذ قرار كبير يقضي بعودة العلاقة بين الحكومتين السورية واللبنانية وفتح القنوات اللازمة بغية إعادة النازحين إلى بلادهم. يعتبر الحكومة بشخص رئيسها أن لديها حسابات أخرى، وأنه مُقيّد بالحسابات الإقليمية وبجدلية العلاقة مع الغرب وما يمثل مصالح هذا الغرب. بالطبع يغيب من حسابات «محور الممانعة» أن هناك قوانين دولية على الدول أن تلتزم بها، إذا كانت تريد أن تبقى جزءاً من المنظومة الدولية وألا تتحوّل إلى دولة مارقة.

على أن التساؤل يدور اليوم حول التوقيت. لماذا الآن؟ وماذا يريد أن يُوصل من رسائل؟ وأين مسؤولية الدولة تجاه المجتمع الدولي من هكذا خطوات؟

فقد سبق للأمن العام أن تولى عملية إعادة مئات اللاجئين خلال الفترة السابقة، وعملت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على القيام بواجباتها لجهة التأكد من أن لا ضغوط مورست على مَن يريد العودة وأن هؤلاء متيقنون من واقعهم الجديد. ووفق متابعين للملف، فإن العلاقة بين الأمن العام والمفوضية جيدة، وهي موّلت إنشاء مراكزه الجديدة لمعاملات النازحين السوريين. ويؤكد الأمن العام أنه ماض في مهمة تأمين عودة النازحين الراغبين بذلك، ما يطرح السؤال عن مرامي خطوة «الحزب»، ما دام هناك جهاز موثوق من قبله بدرجة كبرى يقوم بالمهمة.

في التوقيت، يريد الحزب الإفادة من الوقت الضائع. ما لم يُنجز خلال وجود الحكومة، يمكن تحقيقه في ظل تحولها إلى حكومة تصريف أعمال، عن طريق «الحكومة الموازية». منظرو الحزب على يقين بأن نصرالله ما كان ليطرح هذا الملف لولا أن هناك خطة عمل وضعها مع الحكومة السورية. فالحدود اللبنانية - السورية خاضعة للقوات النظامية، وكذلك المناطق التي نزح منها السوريون. هؤلاء لا يخفون أن العودة ستكون وفق أولويات نظام الأسد وشروطه وبعد تدقيق أمني. وسيعمل «حزب الله» المتواجد في تلك المناطق على أن يكون «الضامن» لتلك العودة، وسيعمل النظام على تأمين الحد الأدنى من مقوّمات الحياة. يسقط من مقاربة منظري الحزب كيف أن مَن هَجّرَ وقَتَل يمكن أن يكون الضامن؟ يستفزهم هذا السؤال، ويخبرونك بأن التسويات التي حصلت مع التنظيمات المسلحة كانت تأخذ صدقية لدى تلك التنظيمات وتريحهم حين يكون «حزب الله» جزءاً منها وضامناً لها.

اللافت لدى «حزب الله»، حسب منظريه، رهانه على تحقيق اختراق كبير وانقلاب دراماتيكي في هذا الملف، خلال أشهر قليلة. هم يتحدثون عن عشرات الآلاف، من دون تحديد رقم دقيق، حتى أنهم لا يستثنون العودة إلى مناطق في حمص وإلى القصير خصوصاً، لكن اختيارهم تسعة أماكن لتقديم الطلبات انحصرت في مناطق نفوذهم من دون الانفلاش خارجها يدل على أن الخطوة يلفّها الكثير من المحاذير الداخلية اللبنانية.

ثمّة قرار بتحفيز العودة يتلاقى مع قرار أردني يشق طريقه. السلطات الأردنية التي ستعيد فتح معبر نصيب بعدما تصبح الحدود السورية معها بيد النظام، ستعمل خلال أشهر على إعادة 300 ألف نازح إلى سوريا. هذا التماهي يمكن إدراجه على المدى المتوسط والبعيد بهدف استراتيجي للنظام وحلفائه وهو ضمان العدد المدروس الذي يؤدي لاحقاً إلى تأمين فوز الأسد بولاية جديدة في الحكم. عدم إمكانية ضمان تأثير النظام على النازحين خارج سوريا يدفع إلى العمل المنتظم والمدروس لإعادتهم إلى داخل بلادهم لضمان الكتل الناخبة المضبوطة.

لا يدور النقاش هنا حول ما إذا كانت مشكلة اللاجئين السوريين ترخي بثقلها على المجتمعات المضيفة أم لا، وما إذا كانت تحمل في طياتها تحدّيات متعددة الجوانب إذا طالت الأزمة السورية، وما إذا كانت المخاوف مشروعة من أن يتحوّل النازحون إلى قنبلة اجتماعية وديموغرافية في البلاد. فهذا الأمر تدركه غالبية القوى على مختلف مشاربها واختلاف توجهاتها السياسية، لكن الأكيد أن خطوة «حزب الله» ليست المدخل الصحيح لحل الأزمة التي ليست هي أزمة لبنانية بل أزمة دولية. فالحل يبدأ من وضع خطة وطنية تحاكي المجتمع الدولي والمعايير الدولية بلغة واحدة موحدة من دون حسابات لتجييرها في سياسات المحاور، ومن دون عراضات على نموذج ما قدّمه قبل أسابيع وزير الخارجية الذي سمع كلاماً واضحاً من أن المفوضية لديها قوانين تلتزم بها، وأنها لن تتوانى عن الانسحاب من لبنان إذا استمر التعاطي معها بالشكل الخاطئ الذي حصل وممارسة التحريض عليها.

تراجَعَ لبنان عن «عنترية» خاضتها وزارة الخارجية تجاه مفوضية اللاجئين ومن ورائها تجاه المنظمة الدولية والمجتمع الدولي، فتقدّم «حزب الله» في معركة الكباش السياسي الإقليمي والدولي في امتحان لموازين القوى وللجهات المؤثرة والفاعلة على الأرض. إنها عملية تقديم أوراق اعتماد جديدة للمجتمع الدولي وخصوصاً للأوروبيين الغارقين في هاجس أزمات اللاجئين التي تقذفها أمواج البحر المتوسط إليهم!.

 

أردوغان... من رئيس إلى سلطان

سليم نصار/الحياة/07 تموز/18

هل يستطيع رجب طيب أردوغان تغيير نظرة «جانوس» بحيث يتطلع إلى شرقي تركيا وشمالها، بدلاً من التطلع نحو بلغاريا ودول الاتحاد الاوروبي؟ هذا هو السؤال الذي طرحته وسائل الإعلام التركية عقب إعلان فوز زعيم «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في انتخابات حزيران (يونيو) الماضي. و «جانوس» بحسب الأساطير الرومانية، هو إله الأبواب والبدايات، لذلك صنع له الأقدمون تمثالاً ذا وجهين، يطل واحدهما على الشرق والآخر على الغرب. ويقول المؤرخون إن التمثال كان مثبتاً قبل مئات السنين غرب مدينة إسطنبول على مضيق البوسفور. الدافع الأول والأخير لطرح هذا السؤال الطريف يعود إلى القلق المتنامي لدى الشعب التركي منذ وصول أردوغان إلى السلطة قبل خمس عشرة سنة. وهو قلق متواصل حوّله زعيم «حزب العدالة والتنمية» إلى خوف جماعي، نتيجة سياسته المتقلبة وإصراره على الدخول في عضوية الاتحاد الأوروبي. والملفت أن إصراره على تحقيق هذا الحلم كان يقابَل دائماً بوضع شروط تعجيزية من قبل حكّام دول الاتحاد. وكانت بين أبرز تلك الشروط القضايا المتعلقة بحرية الصحافة، وانتهاج أسلوب دكتاتوري يسمح للرئيس باحتكار السلطة والتغاضي عن فساد أنصاره ومحازبيه. وتقدم المعارضة أمثلة مختلفة على مخالفات أردوغان، أهمها بناء قصر الرئاسة المؤلف من ألف غرفة تتسع لكل أعضاء الحكومة والموظفين التابعين للوزارات. وقد شُيّد فوق رقعة من الأرض تبلغ مساحتها أكثر من مئتي ألف متر مربع. في حين سكن رؤساء الجمهورية السابقون في مقر متواضع يرتفع فوق منطقة «تشانكايا.»

أنصار أردوغان لا يعتبرون هذا الإسراف بذخاً يستوجب الانتقاد والاعتراض. وهم يؤكدون أن الضخامة وجدت أصلاً من أجل راحة طاقم الرئاسة وموظفي نظام الحكم الجديد. ويأتي في الطليعة فريق المستشارين الموزعين على تسع هيئات تهتم كل واحدة منها بحقل اختصاصها. وعلى سبيل المثال، هناك هيئة للعلوم والفنون، وأخرى للصحة والنظافة، وثالثة للاقتصاد والتجارة، مع كل ما يتفرع عنها من مكاتب مرتبطة مباشرة بمكتب الرئيس. ويتردد في أنقرة أن أردوغان مهتم بتطوير مكاتب التكنولوجيا والاستثمارات الخارجية، خصوصاً بعدما صُمِّم مطار إسطنبول الجديد لاستقبال تسعين مليون راكب في السنة الأولى. ويقول المهندسون إن تصنيفه يأتي في طليعة مطارات العالم، إن من حيث الحجم (تبلغ مساحته 68 مليون متر مربع) أو من حيث القدرة على الاستقبال. وقد بلغت تكاليف إنشائه نحو 12 بليون دولار. ويفاخر وزير المواصلات والنقل أحمد أرسلان بأن هذا المطار الضخم سيؤمن العمل لأكثر من مليون وستمئة ألف موظف. ولقد اعترض على بنائه «حزب الشعوب الديموقراطي»، خصوصاً بعد نزع يافطة «مطار كمال أتاتورك» من فوق مدخله بغرض تحويله إلى حديقة عامة. وكان من الطبيعي أن يثير هذا التغيير حفيظة الأحزاب المعارضة، فهاجمت أردوغان الذي استغل طوال 15 سنة مؤسس الجمهورية ليبني في ظله جمهوريته الخاصة، ويعمل بكل استطاعته على محو كل أثر يذكّر المواطنين بزعيمهم التاريخي. والدليل على ذلك أنه أمر بهدم «مركز أتاتورك الثقافي» في ميدان «تقسيم»، وبنى فوق أنقاضه «المركز الإسلامي».

ومن المؤكد أن المسافة العلمية والثقافية التي تباعد بين مصطفى كمال ومقلده أردوغان تشبه المسافة التي تفصل الأصل عن الظل. ومن الحقائق التاريخية التي يفاخر بها الشعب التركي هي حقيقة الدور الريادي الذي أداه بثبات القائد مصطفى كمال. ذلك أنه نجح في لملمة الشظايا المبعثرة من الإمبراطورية العثمانية المنهارة. وقد سجل له المؤرخون هذه المآثر الإصلاحية باعتباره كان الضابط الوحيد الذي خرج من سالونيك ليؤسس أول جمهورية تركية اختير هو رئيسها سنة 1922. وتتميز مآثر مصطفى كمال بأنه أجرى إصلاحات راديكالية مختلفة فرضها على شعب امبراطورية مهزومة، أهمها: استعمال الأبجدية اللاتينية عوض الحروف العربية في الكتابة التركية وعملة الدولة. وقد منحه الشعب لقب «أتاتورك» -أي أبو الأتراك- بسبب جرأته الاستثنائية في تحقيق إصلاحات ثقافية واجتماعية. وكان من أهم تلك الإصلاحات قرار إلغاء الخلافة من دستور الجمهورية الجديدة، الأمر الذي شجع المدرس المصري حسن البنا على تشكيل حركة «الإخوان المسلمين» التي تبنت فكرة تجديد الخلافة.

بالعودة إلى مراجعة أحداث الانتخابات في تركيا، تفاجئنا الصحف المحلية والأجنبية بتركيز أخبارها على شخصية جديدة اقتحمت ميدان السياسية من بوابة علم الفيزياء التي يدرس مادتها في الجامعة. إنها شخصية محرم إينجه المتحدر من أصول سالونيكية مثل مصطفى كمال.

ويؤكد المراسلون الذين تتبعوا الحملات الانتخابية، أن أردوغان تضايق من خطب اينجه، بدليل أنه طلب من المواطنين ضرورة «تجاهل مَن يفتقرون إلى الخبرة في إدارة شؤون البلاد.» وعلى الفور، تحداه محرم اينجه ودعاه إلى مناظرة تلفزيونية لم يلبث أردوغان أن اعتذر عن عدم قبولها. وفي مناسبة أخرى، أطل اينجه على جماهير الناخبين ليعلن أنه في حال فوزه سيكون رئيساً لثمانين مليون مواطن وليس رئيساً لـ «حزب الشعب الجمهوري» الذي ينتمي اليه. وفي إشارة رمزية، نزع شارة الحزب عن قميصه واستبدلها بشعار تركيا. وعندما صفق له الجمهور على هذه البادرة، أكمل خطابه بانتقاد أردوغان لأنه حافظ على الأمانة العامة لـ «حزب العدالة والتنمية» على الرغم من فوزه بمنصب رئيس الجمهورية. ومثل هذه الازدواجية لا يسمح بها الدستور. ومن أجرأ الخطب التي واجه بها منافسه أردوغان كان الخطاب الذي وعد به اينجه الشعب ببيع قصر الرئاسة المؤلف من ألف غرفة. كذلك اتهم «حزب العدالة والتنمية» الإسلامي بأنه افتعل محاولة الانقلاب الفاشلة سنة 2016 للانتقام من الداعية فتح الله غولن وأنصاره، وحض الولايات المتحدة على تسليمه إلى أنقرة. وبالفعل، أمر أردوغان يومها بمعاقبة عشرات الآلاف من القادة العسكريين، وأساتذة الجامعات، والموظفين الكبار، منتهكاً بذلك حقوق الإنسان وسير العدالة. وبعد أن مدّد حالة الطوارئ، للمرة السابعة على التوالي، أمر مجدداً باعتقال الآلاف من الأشخاص بتهمة الاشتباه في ارتباطهم بغولن وبالمسلحين الأكراد الذين يخوضون تمرداً في جنوب شرقي تركيا.

ويتبين من مراجعة سجلات دائرة نفوس طرابلس، شمال لبنان، أن عائلة اينجه يعود تاريخ أفرادها إلى سلسلة حكّام سياسيين وعسكريين اختارهم الباب العالي للخدمة في هذه المدينة منذ سنة 1861م. وفي ذلك الوقت جرى ضم البقاع وأقاليم صيدا وصور وطرابلس وعكار وبيروت إلى الولايات العثمانية المجاورة. وقد عرف سكان طرابلس القدامى عدة عسكريين وموظفين محليين تعود أصولهم إلى سالونيك. وكان أهمهم مصطفى الاينجه وحسن الاينجه، صاحب «الدابة المدللة» التي عرفها سكان السويقة وباب التبانة وأصحاب المحلات المحيطة بالسرايا الكبير، في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي. في ضوء المعلومات التي صدرت عن الحملة الانتخابية، يتوقع الأتراك من محرم اينجه استئناف دوره الريادي في قيادة أحزاب المعارضة ضد أردوغان وأنصاره. وهو حالياً ينشط في المجالات السياسية بهدف إقناع المواطنين بأن «حزب الشعب الجمهوري» يمثل البديل الحيوي من «حزب العدالة والتنمية» الحاكم. وفي حال استمر تصعيد النقاش طوال فترة الرئاسة المحددة بخمس سنوات، فإن أردوغان مضطر إلى معاملة محرم اينجه مثلما عامل فتح الله غولن!

والسبب -كما يقول زعيم حزب الوطن اليساري دوغو برنتشيك- إن بناء قصر يتألف من ألف غرفة ليس أكثر من مقدمة لبناء دولة تركية جديدة. وقد ظهرت أولى معالمها بتغيير النظام البرلماني (600 عضو) إلى نظام رئاسي. ومثل هذا التغيير يقتضي إلغاء مبدأ الفصل بين السلطات، مع تعديل أسلوب استخدام السلطة في الدولة.

وقد لمّح أردوغان خلال حملته الانتخابية إلى احتمال اختيار نائبه من «حزب الحركة القومية» الذي تحالف معه في الانتخابات. في حين يشكك أنصاره في حصول هذا الاحتمال، لأنه حريص على حصر كل السلطات بشخصه وحزبه. ولكنه تعهد في خطبه الانتخابية أيضاً بضرورة استحداث وزارات إضافية، وتخفيض عدد الوزارات من 26 إلى 16، بعد عملية دمج واسعة.

يتوقع فتح الله غولن -وهو في منفاه الأميركي- ألا تكون عملية تغيير النظام السياسي أكثر من مقدمة لمحو كل رموز العلمانيين من تاريخ تركيا، وفي طليعتهم كمال أتاتورك. وهو يرى أيضاً أن صديقه السابق -أي أردوغان- متجه إلى بناء دولة جديدة مستوحاة جذورها من حكايات سلاطين الإمبراطورية العثمانية. وهو في هذا السياق يحاول تقليد الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي صوّت له أعضاء المجلس الأعلى بأن يبقى رئيساً مدى الحياة.

كذلك تتوقع العواصم الأوروبية أن تشهد ولاية رجب طيب أردوغان خلافاً حاداً بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حال استبدل تسلحه من أميركا بالتسلح من روسيا. وكانت صفقة صواريخ (أس-400) الروسية سبباً في تأخر تسليم مقاتلات أميركية من طراز (إف-35). وأكد المتحدث باسم الرئيس التركي، إبراهيم كالين، أن بلاده لن تخضع لضغوط واشنطن، ولن توقف تجارة النفط مع إيران.

وكما هددت الإدارة الأميركية بطرد تركيا من منظومة حلف شمال الأطلسي إذا هي أتمت صفقة الصواريخ الروسية، علق كالين على هذا الإجراء بالقول إن معاهدة الحلف الأطلسي لا تتضمن مادة تخوّل القيادة المشتركة إنهاء عضوية أي دولة تشتري أسلحة من دولة غير صديقة.

هذه السياسة الخارجية التركية المستقلة يمكن أن تتحول تدريجياً إلى قنبلة موقوتة تفجر الخلاف مع الولايات المتحدة التي اتخذت قراراً بمقاطعة إيران ومقاطعة الدول التي تتعامل معها. وأكبر عقاب يمكن أن تمارسه الدول الغربية ضد تركيا هو طردها من حلف «الناتو». وترى موسكو في هذه الخطوة المحتملة فرصة تاريخية لبناء حلف مضاد تتألف نواته من تركيا وإيران وروسيا... وسورية والعراق!

* كاتب وصحافي لبناني

 

هل يحتاج الاستسلام إلى تفاوض؟

سميرة المسالمة/الحياة/07 تموز/18

هل يستحق ما يتم التفاوض عليه بين النظام السوري والفصائل المسلحة سبع سنوات من الحرب الدامية، وأكثر من مليون شهيد وضحية ومثلهم جرحى ونحو نصف الشـــعب السوري مشردين ولاجئين ونازحين؟ ما الذي يمكن تقديمه من مبررات للمشردين على الشريط الحدودي اليوم، من نساء وأطفال يفترشون شوك الأرض، ويلتحفون انتقام السماء تحت الشمس، وبين الوديان، يفترسهم الخوف المجهول المصدر، حيث تعدَّدَ الأعداء وتلونت راياتهم، برغم أن مشهد الموت و «شبه الحياة» في ظلهم وظلمهم واحد؟ هل يمكن اعتبار الأطراف المسلحة هي المقابل الموضوعي للنظام، أي أنها الطرف الممثل لثورة شعب نادى بالخلاص من هيمنة العسكر فوجد نفسه رهينة المحبسين بين عسكر النظام وعسكر «الدول الداعمة» مع النظام أو ضده؟ ثمة حقيقة لم يدركها من حمل السلاح بعيداً من المشروع الوطني لثورة تدافع عن كرامة الناس وحضارتهم ومستقبلهم، أن هذه الثورات لا تتساوق في مفهومها مع مفهوم أجندات الجهاد والارتهان واستلاب القرار، وعليه فإن أخذها إلى هذا الطريق كان مشروع اغتيال تتوضح اليوم معالمه والضالعون فيه والمستفيدون منه، وفي مقدمهم النظام.

ربما ليس من غريب القول الاعتراف: بأن العملية السياسية لحل الصراع السوري فقدت أساسياتها القائمة على وجود طرفين، أحدهما ند للآخر، بحسب القوة القانونية للقرارات الدولية التي أقرت بالتفاوض على هذا الأساس، للوصول إلى حل بالتراضي بينهما، وفقاً لما أقره بيان جنيف1، والقرارات الأممية اللاحقة، وصولاً إلى القرارين 2254 و 2401، أي أن المفاوضات تعني وجود طرفين متقابلين، على طاولة لحل النزاع، بغرض الوصول إلى حلول تحقق أهدافاً تتقاطع فيها الرغبات الوطنية، وصولاً إلى تسوية لا غالب فيها ولا مغلوب من أي من الأطراف المتنازعة، وتحقق ما تمكن تسميته فضاء قابلاً لعيش الجميع، أفراداً وجماعات، وبالتساوي، وتحت مظلة الانتقال الديموقراطي الذي اتخذته الثورة شعاراً التفت حولها بناء عليه شرائح المجتمع السوري بمختلف انتماءاتها الدينية والقومية والفكرية، وهو الذي أقرت به القرارات الدولية التي زاد عددها عن 17 قراراً أممياً. وإذا كان علينا أن نعترف بأن النظام الذي جر الثورة في بداياتها إلى حمل السلاح تحت ضغط العنف الممارس على الثائرين وعلى ذويهم، هو ذاته النظام الذي سهل الطريق للحركات الجهادية لتنظيم نفسها، عبر فتح أبواب معتقلاته لقادتها، وتحرير مساحة حركتهم وحراكهم داخل سورية وخارجها، والدخول ضمن منظومة الفوضى السورية العارمة، بينما هيأ هو نفسه لأخذ دور المدافع عن بلاده ضد الإرهاب الذي تمثله هذه الحركات الجهادية، في فرصة وفرتها هي له، وعملت على تصاعد وتيرتها حتى جاء موعد المصالحة، التي يغطيها بعضهم تحت مسمى «مصالحة وطنية» وهي في حقيقة الأمر «مصالحة شخصانية» عقدت على مرحلتين:

- بالنسبة إلى الفصائل المؤدلجة، تم عقد الصفقة قبل إطلاق سراح مؤسسي هذه الجماعات، بهدف الوصول بالثورة إلى حافة الانتحار على يد قادتها المرتبطين أساساً بالفروع الأمنية للنظام، وهذا بدا بشكل واضح في حلب والغوطة والريف القلموني، حيث تم كشف الغطاء عن عملاء للنظام من جهة، وتراخي قادة آخرين بخروجهم ضمن عملية الاستسلام بما يحملون من ثروات، تاركين الشباب المقاتلين دفاعاً عن ثورتهم المؤمنين بها، لمصير القتل أو السَّوق إلى الخدمة الإلزامية، لاستخدامهم دروعاً بشرية في حرب النظام ضد معارضيه، كما هو حاصل اليوم في درعا.

- أما الفصائل المرتهنة لهذه الدولة أو تلك، فقد استولت هذه الدولة على قراراتها لاحقاً بفعل ارتهان قادتها، حيث اعتمد النظام على خطة «قطع السبب»، أي أن الدول المتصارعة على سورية حصلت على صفقات مباشرة مع النظام تنهي سبب تبنيها هذه الفصائل التي يمكن تعميم صفة «المأجور» على قادتها وليس عوامها، حيث تم الفصل أفقياً وعمودياً داخل الفصائل بين القادة والمقاتلين ميدانياً، للتعتيم على حقيقة الأجندات التي يعمل بموجبها القادة «المعينون»، وعلى حقيقة الموارد المالية التي جعلت من أكثرهم أثرياء في زمن الحرب، ينافس بعضهم رموز الفساد في النظام قبل الثورة وخلالها.

وعلى ذلك، فإن قرارات المصالحات أو التسويات التي تتم اليوم «زوراً» تحت مسمى مفاوضات، لا تمت إلى العملية السياسية أو الحل السياسي المنصوص عليه في القرارات الدولية بأي صلة، بل هي تقوض -إن لم تكن تنهي- هذه المرجعيات الدولية، وتُسقط الثورة في خانة الاعتراف بالذنب الذي يرقى إلى ما تتمخض عنه بنود التسويات، وهو مطلب «محاكمة الثورة» كفعل تخريبي، ما يعني هدر تضحيات السوريين التي ألزمت العالم على الاستدارة إلى مطالبهم والإقرار بحق تقرير مصيرهم عبر عملية انتقال سياسي، من دولة استبداد إلى دولة ديموقراطية تعددية. والمؤلم اليوم أن هذه النهاية الدراماتيكية لمآل المفاوضات تكتبها الجهة غير المخولة بها من فصائل مسلحة محسوبة على المعارضة.

مرت سنوات الحرب ولم يكن للمدنيين فيها غير مكان الضحايا، فحيث تجاهل النظام مفاعيل الحرب عليهم كانت الفصائل الوجه الآخر للاستبداد، سواء تحت شعارات دينية أو تلك «الثورجية»، ما جعل من المدنيين كتلة حيادية غير قادرة على التمييز بين قادة نظام وقادة مصالح، وبينما تأخذ التسويات طريقها عبر التفاهمات الدولية، يدفع من جديد المدنيون بموتهم وتشردهم وخراب ديارهم أثمانها الباهظة، فهم وقودها حرباً وسلماً، ودماؤهم مدادها حين يحين الشوق لكتابة رسائل لبلدان الجوار وما خلف البحار.

وفي الوقت الذي يغازل النظام مشاعر الحكومات المتطرفة في الغرب الرافضة وجود اللاجئين، عبر نداء يوجهه إلى المواطنين السوريين في بلاد اللجوء والنزوح، للعودة إلى وطنهم «الآمن» سوريا، يمنع على السوريين المشردين (زاد عددهم على 300 ألف) من مدن حوران وقراها دخول مناطق نفوذه، تحت شعار ترهيب الجوار والغرب من موجة لاجئين جدد، في رسالة تؤكد سابقاتها في قدرته على إغراق العالم بالفوضى.

وختام القول أن ما يطلبه النظام هو الاستسلام، ومن يرغب به لا يحتاج إلى تفاوض، حيث لا درجات تقلل ألمه أو تزيده، وحيث غاب حق المدنيين في الحرب فهو لن ولم يكن سبباً في استسلام أحد، وإنما هو قرار إما أن تبقي التفاوض لأهله فيحافظون به على مطالب الثورة في مشروعها الانتقالي نحو الديموقراطية، أو تستسلم، وهذه الأخيرة لا حقوق فيها غير حق القوة التي يمارسها النظام منذ عقود ضد شعبه.

*كاتبة سورية

 

هل حانت ساعة الجمهورية الخمينية؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/06 تموز/18

بعد تشديد العقوبات الأميركية على إيران، وصولاً لسلعة النفط الإيرانية، عصب المال الإيراني، يبدو سدنة الجمهورية الخمينية كمن فقد صوابه، وتشتغل المحركات الخادمة للنظام بأقصى طاقة، من المبتسم الخالد «دكتور زريف» أو الوزير جواد ظريف، إلى العبوس الدائم «الحاج» قاسم سليماني، سفير الفتنة المتجول بالمنطقة. نجد ظريف يفعل ما يحسنه دوماً؛ تجميل وتغنيج وتحديث الوجه المزيف للجمهورية العقائدية الخمينية، في الوقت نفسه نجد قاسم سليماني يثني بحرارة على تهديدات أكبر حمامة اعتدال إيرانية، حسن روحاني، بغلق مضيق هرمز إن نفذت واشنطن وعيدها بحظر البترول الإيراني!

لا جديد، لعبة توزيع أدوار، وإصرار على النفي، حتى لو تم القبض على عملاء للمخابرات الإيرانية، بصدد القيام بجرائم إرهابية، كما جرى في حادثة اعتقال الدبلوماسي أسد الله أسدي العامل بالسفارة الإيرانية في فيينا بتهمة «التخطيط والتدبير لهجوم إرهابي» كان يستهدف مؤتمر المعارضة الإيرانية في فرنسا. يعني على طريقة النازي غوبلز في النفي ثم النفي والكذب ثم الكذب حتى يصدقك الآخرون، حتى ولو كانوا لطفاء معك، مثل السادة في أوروبا، مع التحية للسيدة اليسارية المناضلة على الاتفاق الأوروبي مع إيران، السنيورة فيديريكا موغيريني! الهدف واضح مع هذه العزيمة الترمبية ضد النظام الخميني، وهو إجباره على الاستسلام وترك رعاية الإرهاب، رغم أنفه، ومهما خدع الآخرين، حانت لحظة الحقيقة. سدنة الجمهورية الخمينية سيفعلون ما يحسنون دوماً، تنشيط الإرهاب، وفتح ثغرات دبلوماسية للمناورة. مثلاً، قد تستخدم إيران الساحة الأفغانية، لمهاجمة أميركا، حسب مقال للكاتب الروسي إيغور سوبوتين في صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» نشره موقع «روسيا اليوم»، تحدث فيه عن تحضير طهران لرد موجع على العقوبات الأميركية، وإمكانية نقل الأفغان الشيعة «الهزارا» من سوريا لقتال الأميركيين في أفغانستان، على خط، والخط الآخر مضاعفة دعم مقاتلي «طالبان»، السنية، حسب صحيفة «التايمز»، نقلاً عن مصادر في كابل وفي «طالبان» نفسها. هذا هو الرد الإيراني المألوف في إدارة الإرهاب لخدمة مصالح طهران، والتعاون مع كل شبكات الإرهاب، السنية والشيعية، لهذا الغرض، ومن جهة أخرى تجرب إيران، عبر أقنعتها «المدنية»، لعبة الدبلوماسية والحكي اللطيف. مثلاً، محافظ إيران لدى منظمة «أوبك»، حسين كاظم بور أردبيلي، بعدما هاجم ترمب، بسبب طلبه من منظمة «أوبك» العمل على تخفيض سعر البترول، قال المسؤول الإيراني فجأة: «إخواننا في السعودية هم أمة مسلمة فخورة، متعلمة وناضجة ولن تسمح لكم بالتحدث معها بهذه اللهجة»! تخيل العالم من دون وجود الجمهورية الخمينية... فقط تخيل!

 

إيران... آية الله والفردوس الموعود

أمير طاهري/الشرق الأوسط/06 تموز/18

في أواخر الستينات، عندما كان مفهوما «التنمية» و«الانطلاق الاقتصادي» ينتشران انتشار النار في الهشيم داخل الأوساط الأكاديمية والدوائر الإعلامية، أصر كثير من الخبراء على أن ما تسمى «الدول النامية» تحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء على جزء، ولو يسير، من أجزاء الدولة لطرحه نموذجاً للتقدم وإلهاماً للتحديث. ونظراً لأنها واحدة من تلك «الدول النامية»، فقد تخيرت إيران في عهد الشاه محافظة خوزستان الواقعة في جنوب غربي البلاد نموذجاً على ما تقدم ذكره.

ولم يكن الخيار صعباً بحال؛ حيث إن خوزستان كانت من المحافظات الغنية بالموارد وتنتشر فيها بالفعل بعض البنى التحتية الحديثة التي كانت محافظات أخرى تضطر إلى الانتظار 10 سنوات كاملة أو أكثر لأجل الحصول عليها. وبفضل وجود صناعة النفط كانت محافظة خوزستان من أولى المحافظات الإيرانية التي شهدت نظاماً حديثاً لتوليد الكهرباء والمياه في معظم المناطق، قبل عقدين على الأقل من تنفيذ المشروعات نفسها في العاصمة طهران. وكانت المحافظة أيضاً مركزاً لشبكة السكك الحديدية الوحيدة في البلاد، وهي الشبكة الشهيرة العابرة للقطر الإيراني والتي ربطتها ببحر قزوين عبر طهران.

ونظراً لأن صناعة النفط وفرت عدداً كبيراً من الوظائف ذات الأجور الجيدة نسبياً، فقد تمكنت المحافظة من جذب المهاجرين الداخليين من كل أرجاء البلاد؛ وفي واقع الأمر، وبعيداً عن العاصمة، كانت تلك المحافظة الجزء الأوحد في البلاد الذي تحول إلى ما يشبه المغناطيس الجاذب للشباب الريفي المتطلعين إلى حياة أفضل في المراكز الحضرية. كذلك، وبفضل الموارد المائية الوفيرة في خوزستان والسهول الخصبة هناك، فقد كانت تمثل سلة الغذاء الغنية بالنسبة إلى بقية أنحاء البلاد.

وكانت المحافظة موطن النهر الوحيد القابل للإبحار فيه، وهو نهر كارون الكبير، غير أنها تضم بعض الأنهار الأخرى مثل الكرخة، وجراحي، ودز، وشوش، من بين أنهار أخرى. وفي ذلك الوقت، كانت أكبر مصفاة نفطية في العالم، وهي مصفاة عبادان، توجد في خوزستان، التي ظلت عبر عقود كبرى المصافي المنتجة للنفط في العالم. كما تفاخرت المحافظة بأنها تضم أحد أكبر الموانئ في منطقة المحيط الهندي الكبير، في مدينة خورامشهر القديمة التي كانت في يوم من أيام التاريخ عاصمة الفرقة الخرمية (الخداشية)، أو المتمردين القوميين ذوي القمصان الحمر تحت قيادة بابك بن بهرام الخرمي (وبسبب القمصان الحمر، عُرفت المدينة فيما بعد باسم «المدينة المحمرة» في العصر الإسلامي).

وحظيت محافظة خوزستان بوضعية خاصة بقدر ما يتعلق الأمر بالتاريخ والثقافة. وتم العثور على الحفريات الأثرية الأكثر أهمية في غرب آسيا في تلك المنطقة، مع قطع أثرية أخرى تعود لمعبد «جغا زنبيل» رمز المجد والفخار للحضارة العيلامية القديمة، وبقايا كنائس يعود تاريخها إلى ألفي عام في مدينة إيذه الإيرانية. وشجعت حملة نُظمت في ستينات القرن الماضي تحت شعار «اذهبوا للجنوب يا رجال»، الشباب الإيراني على البحث عن مستقبلهم في خوزستان التي كانت تعاني من نقص حاد في الأيدي العاملة في تلك الأثناء. وأدى توافدهم الجماعي إلى تحول كبير في أساليب الزراعة التقليدية في المحافظة، وبحلول منتصف السبعينات تفاخرت المحافظة بأنها تملك أكثر المزارع حداثة في منطقة الشرق الأوسط. وبحلول أواخر الستينات، اختيرت خوزستان بوصفها المركز المستقبلي للبلاد من حيث المياه والطاقة. وكان ديفيد ليلينثال، وهو الرجل الذي كان على رأس أكبر مؤسسة في القطاع العام بالولايات المتحدة، وهي «هيئة وادي تينيسي»، هو المختار لإعداد تقرير وافٍ عن المحافظة. ولكوني من المراسلين الشبان في صحيفة «كيهان» الإيرانية الدولية اليومية الصادرة باللغة الإنجليزية، فقد تم تكليفي بتغطية رحلة ليلينثال وإعداد التقارير الصحافية بشأن توصياته. وفي جزء من الرحلة رافقنا أيضاً المحرر المتقاعد لتوه من صحيفة «واشنطن بوست»، ألفريد فريندلي، الذي كان يعمل على سلسلة حول المناطق الواعدة في العالم النامي من البنجاب في الهند إلى بورتو أليغري في البرازيل، مروراً بمحافظة خوزستان الإيرانية.

وكانت الفكرة السائدة وقتذاك هي تحويل محافظة خوزستان إلى مركز من مراكز صناعة الطاقة النووية الكبرى التي أطلقها الشاه بصفة مبدئية وعلى نطاق متواضع. وبفضل وفرة موارد الطاقة والمياه في المحافظة، سرعان ما جذبت خوزستان صناعات أخرى إلى جانب الصناعة النفطية. كما كانت المحافظة الوجهة الإيرانية الأولى للسائحين والمقيمين، لا سيما في فصل الشتاء. كانت الرحلة من أكبر أسباب سروري، لأن خوزستان كانت موطني الأصلي ويرجع مسقط رأسي إلى عاصمتها الأهواز. وكان من دواعي السعادة أن نجوب المحافظة المفعمة بالآفاق والآمال والتفاؤل، والتي تنطلق صوب المستقبل الأفضل بفضل سكانها الذين كان سوادهم الأعظم من الشباب ويملكون التنوع الثقافي الداخلي الكبير بقدر ما يمكن تصوره آنذاك. وحتى في المدن الصغيرة، كان يمكن للمرء أن يلتقي بأناس جاءوا من مختلف أرجاء البلاد، ويمكن التمييز بينهم من اللهجات المتنوعة التي يتحدثون بها.

في تلك الأيام الخوالي، كانت خوزستان بمثابة الفردوس على أرض إيران، حتى إنه يمكن تشخيص حالتي بأنها نوبة من الحنين الشديد للماضي السعيد. وقد تكونون على حق، ولكن كان هذا هو الشعور السائد عندي ولدى أغلب المواطنين الإيرانيين في تلك الأوقات حيال المحافظة التي عدّوها جوهرة تاج الأمة.

ولم يكن أحد يتصور في ذلك الوقت أن الأحلام التي تراود مخيلتنا بشأن خوزستان سوف تستحيل كوابيس مقيتة. غير أن ذلك حدث بسبب أربعة عقود من سوء الحكم، والفساد، والوحشية المحضة في التعامل من قبل النظام الخميني الحاكم.

ونظراً لنقص الاستثمارات، وانهيار خدمات الصيانة، أصبح كثير من الحقول النفطية في خوزستان إما تنتج ما دون الطاقة الإنتاجية، أو خرجت بالكلية من دائرة الإنتاج النفطي في البلاد. وبعض هذه الحقول كان من أكبر الحقول النفطية على مستوى العالم من حيث الإنتاج. ومن المفارقات المثيرة للسخرية أن خوزستان تنتج اليوم أقل من نسبة 20 في المائة مما كانت تنتجه من النفط في عام 1977. وأغلب الأنهار في المحافظة، بما في ذلك نهر كارون الكبير، ماتت بالفعل أو في حالة الاحتضار البيئي، لأنها صارت ضحايا مشروعات الطاقة الكهرومائية سيئة التصميم وعالية التلويث.

وتحولت مدينة خورامشهر اليوم إلى مدينة أشباح مع نسبة 60 في المائة فقط من تعداد سكانها قبل 40 عاماً مضت. وأصبحت محافظة خوزستان مستورداً خالصاً للمواد الغذائية ومركز طرد كبيراً للسكان إلى أجزاء أخرى من إيران. ووفقاً لبعض التقديرات، تعاني المحافظة أيضاً من تدن واضح في معدل المواليد مقارنة ببقية محافظات البلاد.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة أن المحافظة في حالة «أزمة كاملة» مع أعداد كبيرة من السكان الذين يواجهون الموت بسبب ارتفاع معدلات التلوث، ونقص إمدادات المياه والطاقة، وانتشار الأوبئة الناتجة عن عدم وجود هياكل النظافة العامة. ونظراً لعجزها الواضح عن التعامل مع «حالات الطوارئ»، فقد أعلنت اللجنة المسؤولة عن إدارة «الأزمة» عن إغلاق المحافظة لمدة 3 أيام في الأسبوع مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في بعض الأحيان. وصرح خمارتاج حاجي زاده، المسؤول عن ملف «الأزمة» في الأهواز، بأن «إغلاق محافظة خوزستان» بهدف ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، والحد من استهلاك المياه، ولتفادي وقوع الحوادث المؤسفة، مع إغلاق كل الوحدات الاقتصادية، والمكاتب الإدارية، والمدارس، والمصارف، وغيرها من المؤسسات الحكومية العاملة، مع استثناء وحدات الإطفاء، ومراكز الشرطة، وأقسام الطوارئ في أيام الأربعاء من كل أسبوع.

وهذا يعني 4 أيام عمل فقط لمن لا يزال لديه عمل من سكان المحافظة. وكان الخميني، عندما تولى مقاليد السلطة في البلاد، قد صرح قائلاً في خطاب أرعن من خطاباته الكثيرة بأن الشاه وعد الشعب الإيراني بالفردوس في هذا العالم وذلك لحرمانهم من الفردوس في العالم الآخر، وتفاخر بأن جمهوريته الإسلامية سوف تمنح الشعب كلا الفردوسين؛ هنا وهناك. وبطبيعة الحال، ومن واقع الأمور، فإننا لا نعلم الشيء الكثير عن فردوس العالم الآخر؛ ولكن في هذا العالم المعاصر نجح الخميني في تحويل فردوس خوزستان إلى جحيم حقيقي ومقيم.

 

روحاني... التهديد لا يفيد

إميل أمين/الشرق الأوسط/06 تموز/18

يوماً تلو الآخر يضيق الخناق على النظام الإيراني، وتشتد من حول رقبته حبال التقييد، وعوضاً عن البحث عن أصل المشكلات ومحاولة تقديم حلول ناجعة لها، تمضي كالعادة جماعة الملالي إلى الخارج، لتفتعل معارك مع بقية العالم، في محاولة يائسة وبائسة لتحويل أنظار الإيرانيين الثائرين في الداخل إلى ما هو أبعد، وهي لعبة لم تعد تنطلي على الإيرانيين أنفسهم، أولئك الذين خرجوا بالآلاف في الأيام الماضية هاتفين بـ«الموت لفلسطين»، بعد أن تكشف لهم زيف الدعوات الرسمية الحكومية منذ أربعة عقود وحتى الساعة، تلك التي ترفع شعار القدس وتحرير فلسطين، ولم تطلق رصاصة واحدة تجاه الأراضي المحتلة.

قبل نحو أسبوعين كانت طهران ترسل بتهديداتها العشوائية للمملكة العربية السعودية، وفي زيارته الأخيرة لفيينا، تحدث حسن روحاني رئيس إيران حديثاً مبطناً يحوي معالم وملامح التهديد الموجَّه للولايات المتحدة الأميركية إن هي مضت قدماً في مشروعها لفرض العزلة على بلاده.

روحاني الذي قابلته على الطرقات لافتات وهتافات ترفض استقبال «السفاح»، وتندد بالرجل الذي يدير «دبلوماسية القنابل في أوروبا»، قال ما نصه: «فرض العزلة على الشعب الإيراني الذي هو هدف إجراءات أميركا الجديدة سيكلفهم ثمناً باهظاً جداً، وسيكون (الشعب الإيراني) أكثر مقاومة مما مضى أمام ذلك».

تهديدات روحاني لأميركا قرأها البعض من دارسي الاستراتيجيات الإيرانية بأنها تذهب في إطار وقف تصدير النفط من مضيق هرمز وتعطيل الملاحة الدولية فيه، ما سيلاقي ردوداً دولية، والإيرانيون الرسميون يدركون أن التهديد هنا لا يفيد، لعدم قدرة أو رغبة إيران في فعل ذلك، لا سيما أنها هي التي ستتعرض للحصار القاتل من الخارج قبل أن ينفجر الداخل في وجهها، وقد بات الأمر علي الأبواب، ولاحقاً، تراجع الإيرانيون عن هذا التهديد لكن تبقى حزازات الصدور كما هي.

يلعب النظام الإيراني كفريق من شهود الزور دفعة واحدة على الساحة الدولية، ففي حين كان روحاني الذي قدم نفسه للعالم بوصفه من الحمائم، وبعيداً عن صقور إيران المتشددين، يباشر مهمته في فيينا، تكلم سفير طهران لدى الاتحاد الأوروبي، بيمان سعادت، مخاطباً الأوروبيين محذراً ومنذراً بضرورة عدم انصياعهم لتوجهات ترامب... «إذا اختارت أوروبا خلال إدارة ترمب، إعطاء الأولوية للعلاقات عبر الأطلسي، فإنها تخاطر بالتعارض مع مبادئها وقيمها ذاتها، وتفوض سيادتها ومصداقيتها». يعنّ لنا أن نساءل السيد سعادت عن أي سيادة أوروبية يتكلم؟ وهل بات خافياً على أحد التهديدات الحقيقية التي تقدم عليها إيران في الداخل الأوروبي، والتي تبدَّت جيداً خلال مؤتمر المعارض الإيرانية الذي احتضنته باريس الأسبوع الماضي؟ القصة معروفة للقاصي والداني، فشبكة الاغتيالات الإيرانية على الأراضي الأوروبية فاعلة وتسعى لمطاردة المعارضين، حتى لو وصل الأمر إلى محاولة تفخيخ مؤتمر «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» بقيادة منظمة «مجاهدين خلق»، بدعم من الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، العضو في جهاز المخابرات الإيرانية... هذه هي السيادة الأوروبية المنتهكة التي يحاول سعادت مغازلة القيم الأوروبية من خلالها.

تهديدات روحاني تمضي عبر التصريحات الدبلوماسية، بينما عمليات الإرهاب الإيرانية تأخذ طريقاً لوجيستياً قاتلاً على الأرض، وفي الحالتين تجد إيران وجهها للحائط وأوراقها مكشوفة، وإذ تعيد أوروبا قراءة أوراق إيران الإرهابية، لا إيران الشريفة كما سماها بعض القطريين أكثر من مرة، فإن أعين الأوروبيين طوال اليوم تتطلع إلى فحص الدراسة، التي صدرت عام 2015 وتمحيصها بشأن مَن يقود سياسات إيران الخارجية.... الدبلوماسيون أمر الإرهابيون... ماذا عن ذلك؟ القراءة المشار إليها أصدرتها الرابطة الأوروبية الإيرانية الخارجية (EIFA)، وأكدت أن الحرس الثوري الإيراني هو الذي يهيمن على عملية اختيار سفراء إيران لدى العالم، وفي دول بعينها، مثل العراق، وسوريا، وأفغانستان، فإن سفير النظام الإيراني هناك لا بد أن يأتي من صفوف «الحرس الثوري» الإيراني، أو يتم اختياره من بين الأفراد المقربين للغاية من قيادات الحرس الثوري الإيراني.

ومع عملية باريس الأخيرة يمكن القطع بأن أوروبا باتت بدورها ملعباً متسعاً لأعمال الحرس الثوري الإيراني التدميرية الساعية لإعداد الملعب الأممي لمواجهة المرحلة الأخطر حال موافقة أوروبا بالمطلق على العقوبات تجاه إيران، وهي مرحلة آتية لا ريب فيها. وتر آخر تعزف عليه إيران في الداخل الأوروبي لا يبدو واضحاً إلا للقلة القلية من الراسخين في العالم، وتر نشر التشيع بين الأوروبيين أنفسهم، التي تروج له بوصفه الرديف الموضوعي والعقلاني من الجهة الإسلامية لكل ما هو علماني وليبرالي أوروبي. تكتب المراجع الدينية الشيعية في رسائل شبه سرية لأتباعهم هناك، عن الدور الذي يتعين عليهم لعبه، من خلال إظهار الوجه الحسن لكل ما هو شيعي، ومن دون السعي للتصادم مع الأوروبيين، غير أن حادثة باريس تعطي جرس إنذار تجاه حالة الارتباك التي تسود صفوف الإيرانيين والمرشحة للتصاعد والغليان عما قريب جداً. في أعقاب اضطرابات التجار أو ثورة البازار الإيراني التي هزت صورة الاستقرار داخل البلاد، طفت على السطح إشكالية قاتلة أخرى تتعلق بشح المياه، إذ تكاد إيران تموت عطشاً، بسبب الجفاف، لينضاف التحدي البيئي إلى جملة الكوارث التي تلاحق الإيرانيين.

لا يؤمن الملالي بالمواجهة الحقيقية للأزمات، لكنهم يعلقونها في رقبة «نظرية المؤامرة»، ولهذا كان العميد غلام رضا جلالي رئيس منظمة الحروب الناعمة والقيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني يصرح بأن إسرائيل هي سبب الجفاف ونقص المياه في إيران، لأنها تقوم «بسرقة الغيوم من سماء إيران».

جميع تهديدات إيران للعالم الخارجي غير ذات جدوى، فالمطلوب الآن من طهران تقديم حساب وكالتها على مدى الأربعين عاماً الماضية، وفي الأسابيع المقبلة ستجد ذاتها أمام استحقاقات الشروط التسع لـ«مجموعة العمل المالي» (FATF)، وهي هيئة دولية لمكافحة عمليات غسل الأموال، إذا أرادت الخروج من «القائمة السوداء»، التي تدفع المستثمرين لهجر الاستثمار فيها. التهديد لن ينهي أزمنة التضييق، والتسويف سيعجل بالتغيير الجذري... انتهت اللعبة وعلى الملالي عدم معاندة القدر.

 

الروس... دور المستضعفين المنتصرين

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/06 تموز/18

خصص زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني، الذي غادر محبسه يوم بدء بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا، جُل وقته مؤخراً في تنظيم الاحتجاجات ضد رفع سن التقاعد لتتزامن مع فعاليات بطولة كأس العالم. غير أن أغلب محتويات حساب نافالني على «تويتر» كانت موجهة لمباراة المنتخب الروسي في مواجهة المنتخب الإسباني. وغرد نافالني خلال المباراة قائلاً: «إنني متوتر للغاية. لقد تناولت كيسين كبيرين من رقائق البطاطا حتى الآن، وأمسك بالكيس الثالث في يدي». وقال بعد نهاية المباراة: «يا لها من مباراة جميلة. لقد انهارت آمال إسبانيا، وحارس المنتخب الروسي إيغور أكينفيف بطل مغوار بعد نجاحه في صد ركلتي جزاء إسبانيتين قويتين». ولم تكن لحالة الابتهاج التي غمرت الشوارع الروسية، واستمرت طوال الليل، من علاقة بأي أهداف دعائية كانت حكومة الرئيس فلاديمير بوتين قد حددتها بشأن بطولة كأس العالم. بل كانت لها علاقة أكيدة وكبيرة بذلك النوع من الانتصارات الذي يفضله الشعب الروسي: الانتصار المنصف، الذي يعترف به العالم أجمع، والمُعجز بصورة من الصور. وفي مجتمع غير استبدادي، من المستحيل اصطناع عرض من الفرحة الخالصة. وكان يوم الأحد الماضي حقيقياً، لأسباب أقلها أنه لم يكن يتعلق بأمر ما صنعته الحكومة الروسية، بل كان منتخباً وطنياً، والذي لم يكن أحد يتوقع قبل بدء البطولة، بالرغم من كل الصعاب، أن يفوز بمباراة ربع النهائي للمرة الأولى في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي، ويرسل واحداً من أقوى المنتخبات المنافسة إلى بلاده، ذلك الذي تفوق على المنتخب الروسي في كل الحسابات الإحصائية. وكانت ردود الفعل على تصرفات بوتين - من ضم شبه جزيرة القرم أو الانتصارات العسكرية على الانفصاليين الشيشان، أو في الحرب الأهلية السورية، على سبيل المثال - قد حازت أكثر الاحتفالات صمتاً مقارنة بإنجازات كأس العالم الحالية.

كانت سيطرة المنتخب الإسباني على الكرة خلال المباراة تبلغ 79 في المائة، وسدد 25 ركلة مقابل 7 ركلات للمنتخب الروسي. وكانت دقة تمريرات المنتخب الإسباني تبلغ 90 في المائة مقابل 65 في المائة للمنتخب الروسي. وكان ذلك متوقعاً للغاية مع اعتبار القيمة السوقية للمنتخب الروسي التي تقدر بـ161.8 مليون يورو (188.3 مليون دولار) مقارنة بنحو 974 مليون يورو للمنتخب الإسباني. كما سجلت روسيا هدفاً مبكراً في بداية المباراة منحني شعوراً قوياً بالكارثة الوشيكة.

وكان المنتخب الروسي سيئ الحظ، بمديره الفني ستانيسلاف شيرشيسوف الذي لازم مقاعد بدلاء حراس المرمى خلال معظم فترات حياته الكروية المهنية، والذي غالباً ما يوصف بأنه من أسوأ المنتخبات الكروية في جيله، قد نالته الهزيمة من كوستاريكا وقطر. ولقد كان انتصارا هذا المنتخب المستضعف، المقنعان وغير المتوقعين ضد المنتخبين السعودي والمصري، قد دعوا ترافيس تيغارت، رئيس وكالة مكافحة المنشطات الرياضية الأميركية، إلى زيادة إجراء اختبارات الكشف عن المنشطات، قائلاً: «إن الأداء الرياضي الاستثنائي يستلزم المزيد من الاختبارات».

ولا يزال هذا المنتخب مستضعفاً لدرجة أن هناك ادعاءات واسعة الانتشار على مختلف المنصات الاجتماعية - تلقى تلك الادعاءات زخماً كبيراً لدى الشعب الأوكراني - بأن روسيا قد دفعت رشاوى كثيرة لجهات متعددة بهدف الحصول على بطولة مشرفة، بما في ذلك الفيفا ذاتها، من أجل أن تضع في المجموعة الروسية أسهل المنتخبات المنافسة. ومن الشخصيات غير المرجح تماماً دفاعهم عن روسيا نجد ألكسندر ريكلين، أحد أكثر المعلقين معارضة ومناهضة للرئيس بوتين، والذي أغلقت الجهات الرقابية الحكومية الروسية موقعه الشخصي، وكان قد أشار على صفحته على موقع «فيسبوك» أنه ليس من أحد في الهيئة العليا لكرة القدم سوف يضحي بسمعته ويضعها على المحك بهذه الطريقة الساذجة. فلن يشك عاقل في أن الزعماء المحليين سوف يبذلون أقصى الجهود الممكنة لنقل روسيا إلى الجولة الثانية عن طريق دفع الرشاوى، إن سنحت لهم الفرصة في ذلك. غير أن سمعة المسؤولين لدينا لا تسمح بأي شكوك من هذا القبيل. ولكن من يمكن أن يتلقى الرشوة في مثل هذه الحالة، ومن سوف يكون الطرف الآخر لصفقة كهذه؟

ولمفاجأة وفرحة الشعب الروسي التي لا تنتهي، المؤيدين أو المعارضين لبوتين، كانت الانتصارات بفضل المنتخب الوطني الروسي (وكان على شيرشيسوف أن يجلب اللاعب سيرغي إغناشيفيش البالغ من العمر 38 عاماً، والذي لم يوقع العقد لموسم العام المقبل بعد، من أجل اللعب في مركز قلب الدفاع الحيوي، نظراً لأن المدير الفني يفتقر للبديل المناسب). وهذا المنتخب الروسي بالكامل، وغير النخبوي بالمرة، يلعب مثل المصارعين لكل ركلة من ركلات الكرة؛ وفي واقع الأمر، لقد تمكنوا من تغطية عدد أكبر من الأميال مقارنة بأي منتخب آخر باستثناء منتخبات صربيا، وألمانيا، وأستراليا، وكلهم خرجوا من البطولة حتى الآن.

وبرغم أن الحكايات الشعبية الروسية تسمح بانتصار وفوز المتسكعين والمشردين، فإن هذه ليست حالة المنتخب الوطني الروسي. بدلاً من ذلك، فإن أفضل وصف للمنتخب الروسي هو ما قاله المهاجم الروسي أرتيم ديزيوبا قبل المباراة مع إسبانيا:

إن ما يحدث أشبه بالقصص الخيالية لنا جميعا. وهذا أمر يحدث طوال الوقت بالنسبة إلى إسبانيا، لكن بالنسبة إلينا هي مباراة حياتنا. لا بد أن نموت على أرض الملعب. وأن نبذل قصارى جهدنا، وأن نلعب بنسبة 200 إلى 300 في المائة كلما أمكننا ذلك، عندها فقط سوف تسنح لنا الفرصة المنتظرة.

ومع مشاهدة أرتيم ديزيوبا يفوز بكرة تلو الأخرى في مواجهة اللاعبين الإسبان الأفضل في كل شيء كنت أعرف أنه يقصد ما قاله بالضبط. وكانت رسالة المنتخب الوطني الروسي شديدة الوضوح لبقية أنحاء البلاد: إن استطعنا الفوز، فسوف يمكنكم ذلك أيضاً، وقد يرغب سدنة الكرملين حصد ثمار ذلك الانتصار، ولكن ليس هناك من سبيل أمامهم إلى بلوغ هذه الغاية.

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

ما تبقى من الحقبة الإيرانية

فاروق يوسف/ العرب/07 تموز/18

لم تتأخر إيران كثيرا في الإعلان عن ولادة حقبتها. الزمن الذي تهيمن فيه على المنطقة استعدادا لقيام إمبراطوريتها المتخيلة من جديد. أكثر من طرف من أطراف النظام الإيراني كان قد صرّح في أوقات سابقة بطريقة لا تقبل اللبس عن الشروع في تنفيذ الفقرة النهائية من مشروع قيام تلك الإمبراطورية التي أضفي عليها آيات الله طابعا دينيا. في حقيقتها فإن إيران لم تكن في حاجة إلى الإعلان عما صار الواقع في العالم العربي لا يملك قوة تمنعه من الاعتراف بوقوع الكارثة. لقد فاز الإيرانيون بكل ما كان معروضا في المزاد الدولي من بضائع عربية. صار العراق حديقتهم الأمامية التي يستثمرون من خلالها علاقاتهم الخفية مع الأميركان، وتحولت سوريا إلى مناطق نفوذ يتقاسمونها مع الروس، وأطلوا برؤوسهم على باب المندب من خلال عملائهم وصنائعهم الحوثيين.  أما في لبنان فقد وصلوا إلى مرحلة تشكيل حكومة. إنهم سادة المنطقة. هكذا يمكن أن يوصفوا بناء على ما آلت إليه الأمور في الدول العربية الأربع، لولا أن المملكة العربية السعودية قررت أن تقلب المعادلات الإقليمية والدولية في وقت واحد. وهو مسعى جبار وصعب قياسا لما يتطلبه من جهد وصبر وعزيمة من أجل الانتصار على الأسباب العالمية التي دعمت السلوك الإيراني قبل التصدي المباشر للمشروع الإيراني. في مرحلة التمدد الإيراني بدا المجتمع الدولي كما لو أنه لم يكن معنيا بمصير الشرق الأوسط. وهو ما شكل صدمة بالنسبة لشعوب المنطقة. فعلى سبيل المثال يمكننا النظر إلى حالة العراق بعد الاحتلال الأميركي عام 2003. هل كان ضروريا بالنسبة للمحتل الأميركي أن يتم تسليم العراق سياسيا إلى إيران، بحيث يُحكم العراق عبر أكثر من اثني عشر عاما من قبل حكومة منتخبة، تدين بالولاء المطلق لإيران، ويكون قاسم سليماني بمثابة المندوب السامي الإيراني في العراق؟ فإذا كانت إيران قد أسست حزب الله في لبنان عام 1982، فإن تلك الخطوة لا تعني شيئا مقارنة بما حصدته إيران من مكتسبات من خلال تعاونها مع الولايات المتحدة من أجل تسهيل غزوها للعراق. ولكن هل يُعقل أن يكون العراق كله هو ثمن ذلك التعاون؟

أعتقد أن الهيمنة على العراق كانت ضرورية من أجل الإعلان عن الحقبة الإيرانية في المنطقة. لقد كشف الإيرانيون عن مشروعهم كله في العراق. وهو مشروع ظلامي رث، لا يمت بصلة إلى العصر الحديث. وصفة مستهلكة صارت عنوانا لما تبشر به الجماعات المسلحة التابعة لإيران في العراق ولبنان واليمن وسوريا. في العراق ظهر المشروع الإيراني على حقيقته. لم تقدم إيران للعراق الذي احتلته سوى الموت. على المستوى العقائدي كان العراق ساحة للمسيرات الجنائزية، وعلى المستوى الواقعي لم يعد العراق سيد نفسه. الإمبراطورية الإيرانية المتخَيَّلة صنعت نموذجها المتداعي في العراق، وهو نموذج يكشف عن انحطاط الخيال السياسي لدى آيات الله. وكما أرى فإن الحقبة الإيرانية تمر اليوم بآخر محطاتها. لقد انتهى المشروع الإيراني إلى الفشل بعد أن ألحق بالمنطقة كوارث عظمى. أعتقد أن الحقبة الإيرانية السوداء كان من الممكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، لو لم تفرض روسيا وجودها جزءا من المعادلة الإقليمية. وهو ما استفادت منه تركيا كثيرا. لقد استعملت روسيا الأطماع الإيرانية في خدمة مصالحها، غير أنها في النهاية وجدت أن من مصلحتها الاستغناء عن تلك الخدمات. وهو ما انتهت إليه الولايات المتحدة في العراق واليمن. سيكون صادما القول إن روسيا هي التي حرضت الآخرين على احتواء إيران وإعادتها إلى حجمها الطبيعي.

إيران المزعجة لروسيا في سوريا لن يكون لها دور في مستقبل المنطقة. ذلك القرار هو ما يشير إلى نهاية الحقبة الإيرانية.

 

دبلوماسية ونثر وشعر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 تموز/18

إلى أي مدى يمكن أن يفيد الكاتب من تجربة العمل السياسي، أو الدبلوماسي؟ الجواب السريع: «كثيراً». والجواب المتأني: «كثيراً جداً». توصلت إلى هذه القناعة في هذه المرحلة، من خلال القراءة الدائمة لعدد من الكتّاب الذين أُدمِنُ على متابعتهم: الدكتور مصطفى الفقي في «الأهرام» و«المصري اليوم». جميل مطر في «الحياة» و«الشروق». عبد الرحمن شلقم في «الشرق الأوسط»، وزياد الدريس في «الحياة». مصريان بدرجة سفير، وليبي وزيراً للخارجية، وسعودي عمل لسنين سفيراً لدى «اليونيسكو». في كل ما يكتبه هؤلاء السادة، تلمح أثر التجربة وطريقة التحليل. وقد يختلف السرد والأسلوب. فلا يستبعد الشاعر عن عبد الرحمن شلقم، والناقد الساخر عن زياد الدريس، ولا المسؤول عن مصطفى الفقي، الذي تنقل في مناصب حساسة كثيرة. ولا يزال إلى الآن في جميل مطر شيء من حسنين هيكل. يلزمني العمل أن أقرأ أشياء كثيرة كل يوم. مشكلتي مع كثير من الذين يكتبون (وليس الكتّاب)، مشكلتان: فريق لأنه مُقل، وفريق لأنه مكثر عما يصح. وبين المقلين صديقي زياد الدريس، والشاعر الليبي الذي ترك لي مرة ديوانين من شعره في إحدى مكتبات نيويورك العربية، مع صديق مشترك. والديوانان تركهما بلا إهداء يوم كان لا يزال مندوب الجماهيرية لدى الأمم المتحدة. ولم أدرِ يومها، ولا أعرف حتى الآن، لماذا حرص الدكتور شلقم على ألا يترك أي أثر: هل خوفاً عليّ من الغضب الجماهيري الذائع يومها، أم على نفسه، من الغضب ذاته أيضاً؟ لكن النتيجة واحدة، بإهداء أو باختباء. فقد اكتشفت في شعره أدباً جميلاً لا علاقة له «بالكتاب الأخضر» أو بشعراء اللجان، الذين كانوا يكتبون لدائرة المرتجعات. عندما أصدر شلقم مذكراته عن «رجال جمهورية القذافي» كنت أول من كتب عنه. لقد دربه العمل الدبلوماسي كيف ينتقي الحقائق من غابة شوك واسعة. لم يظلم ولم يثأر ولم يتنكر لسنوات العمل ضمن دبلوماسية أشبه بالتوتر العالي. وعندما انضم الوزير والسفير السابق إلينا، وعاد إلى الصحافة، حرفته الأولى، فرحت فرحاً مهنياً حقاً. إنه مكسب مفرقي، محلى بأشياء من الشعر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: للتعاطي مع الاوضاع الاقتصادية بموضوعية والتوقف عن تعميم معطيات سلبية غير حقيقية

الجمعة 06 تموز 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "معالجة الاوضاع الاقتصادية ستكون من اولى اهتمامات الحكومة الجديدة، خصوصا بعدما انجزت الخطة الاقتصادية الوطنية التي ستنعكس نتائجها على مختلف المسائل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، لا سيما وانها تحدد القطاعات الاكثر انتاجية". ولفت الرئيس عون الى ان "تحسين البنى التحتية والطرق وغيرها من المشاريع الانشائية سيساهم في تعزيز النهوض الاقتصادي في البلاد، بالتوازي مع الاصلاحات التي تنوي الحكومة العتيدة تحقيقها، انسجاما مع توصيات مؤتمر "سيدر" الذي عقد في باريس قبل اشهر".

وشدد رئيس الجمهورية على "اهمية تعاون الجميع في سبيل مواكبة عمل الدولة، لان المسؤولية هي جماعية ولا يمكن ان تكون مسؤولية فرد او هيئة"، داعيا الى "التعاطي مع الاوضاع الاقتصادية في البلاد بموضوعية وواقعية، والتوقف عن تعميم معطيات سلبية غير حقيقية في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لانها معطيات مغلوطة ولا ينفذ من ضررها احد، بما في ذلك مروجيها". مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم، وفدا ضم رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير، رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور جوزف طربيه ورئيس "اتحاد رجال اعمال المتوسط" جاك صراف، الذين عرضوا معه الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية في البلاد، ومرحلة ما بعد الاعلان عن الخطة الاقتصادية الوطنية ومسار تشكيل الحكومة الجديدة".

شقير

بعد اللقاء، تحدث شقير، فقال: "كان اللقاء اكثر من جيد مع فخامة الرئيس، واطمأنينا منه على الوضع السياسي والامني في البلاد، وبدورنا طمأناه على الوضع الاقتصادي والمالي. وإننا متفائلون على الرغم من كل ما يحكى، ولا زلنا مستمرين بالتفاؤل، كما لا زلنا في انتظار تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن. وقد طمأننا فخامته ان العمل يتم في سبيل تحقيق هذا التشكيل. وعلينا الا ننسى التزامات مؤتمر "سيدر" ومسألة التنقيب عن النفط والغاز التي اصبحت حقيقة، وكلها امور تفاؤلية. لكننا نريد السرعة في تأليف الحكومة". اضاف: "اننا نلحظ بداية جيدة لموسم الصيف، لكن يبدو وكأننا نقوم باستهداف انفسنا في السياحة او الاقتصاد، من خلال بعض الكلام التخويفي الذي يصدر. ان لبنان جميل وجيد وله مستقبل. ونحن مستمرون في هذا التفاؤل. ونحن كهيئات اقتصادية، من اول داعمي خطة "ماكنزي"، وذلك منذ بدء الكلام عنها. وقد باتت اليوم موجودة ونقوم بدراستها". ورأى أن "الافكار التي تتضمنها جيدة جدا، لكن الاهم يبقى في تطبيقها والتطبيق يحتاج الى حكومة. لذلك نكرر الدعوة الى تشكيلها في اسرع وقت لنتمكن من تطبيق مضمون الخطة ومقررات مؤتمر "سيدر"، ونعجل في تطبيق قانون "الاوف شور" وكل المشاريع التي سبق وتم اقراراها".

طربيه

ثن تحدث الدكتور طربيه، فقال: "لقد استعرضنا ايضا مع فخامة الرئيس الوضع المصرفي والمالي. ونعرف ان هناك اعلاما سلبيا في الفترة الحالية يتناول احوال الليرة والمصارف وميزان المدفوعات. واننا نضع كل التشنج الحاصل حاليا في خانة "شد الاصابع" في مرحلة تشكيل الحكومة. اما بخصوص التقييم الفعلي للوضع المالي، فإننا نعتمد فيه على مؤسسات التصنيف الدولية التي تعتبر هذا الوضع مستقرا ولا توقعات سلبية له ابدا. من هنا، بالنسبة الى الليرة والمصارف، فإن وضعهما ممسوك، وهو تحت السيطرة الكاملة لمصرف لبنان الذي يدير السياسات النقدية، والذي استطاع في خلال ال25 سنة الماضية ان يحفظ استقرار الليرة، ولا شيء الآن يمكن ان يؤدي الى فشل المصرف المركزي في متابعة هذه السياسات". اضاف: "لنضف الى كل ذلك، عامل الاستقرار الأمني والسياسي الذي يتمتع به لبنان، على الرغم من اللعبة السياسية الدائرة حول تشكيل الحكومة، والتي هي وجه من وجوه الديموقراطية اللبنانية، والقائمة على حصول تجاذبات خصوصا في مرحلة التأليف. وقد فهمنا من فخامة الرئيس ان الخطط التي اعدت وتلك التي تعد، خصوصا على الصعيد الاقتصادي، من شأنها ان تحدث نهضة في لبنان مبنية على خطة "ماكنزي" التي هي من اهم مؤسسات الدراسات في العالم، وعلى برنامج مؤتمر "سيدر"، كما على عودة لبنان كمكان رئيسي لعقد المؤتمرات الاقتصادية والمالية، اضافة الى قوة اللبنانيين وارادتهم وقدراتهم العالمية، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. ومن هنا كان الاجتماع بنظرنا متفائلا وموفقا، ونحن نأمل ان تشكل الحكومة الجديدة في أسرع وقت، لأن هذا التشكيل يساعد على استقرار الوضع". وأكد أن "الكلام عن توقف بعض المصارف عن الدفع لا اساس له، لا علمي ولا تقني. وليس بمعلوماتنا ولا باطلاعنا ان هناك اي مصرف في لبنان بوضع يشكل خطرا، لا على نفسه ولا على المودعين لديه. وان مصرف لبنان وجهاز الرقابة لديه، وهو من اقوى الاجهزة الرقابية الموجودة لدى المصارف المركزية وساهر على الاوضاع. ولا يوجد مؤشرات تدل على ان هناك اي أزمة من اي نوع كان". وإذ تساءل: "على ماذا يستند من يطرح الاخبار المقلقة في الاعلام؟"، قال: "ليس هناك اي تقرير لاي جهاز رقابي، ولا اي امر على ارض الواقع يؤشر لمثل ذلك. ان المصارف اللبنانية هي من اكثر المصارف مرونة وسيولة، والنظام المصرفي برمته في لبنان متمتع بأعلى قدر من السيولة بالنسبة الى النظام المصرفي العالمي".

صراف

وتحدث صراف، فقال: "لقد عرضنا في خلال اللقاء مع فخامة الرئيس، الفكرة التي نعمل على انجازها في الهيئات الاقتصادية، وهي تتكامل مع الخطة التي وضعتها مؤسسة "ماكنزي"، وتقوم على انشاء "اتحاد المستثمرين اللبنانيين" لربط رجال الاعمال اللبنانيين مع رجال الاعمال في الخارج وفي الاغتراب، من اجل دفعهم الى اعادة الاستثمار في لبنان بمشاريع في البنى التحتية، وفق ما اقره مؤتمر "سيدر" كما في مشاريع اخرى، وضخ اموال من الخارج الى لبنان. وضمن هذا الاطار، ستكون هناك اموال ستأتي من الخارج لتشجيع المصانع اللبنانية على تكبير حجمها التمويلي، فما يهمنا اليوم هو تشجيع القطاع الصناعي. وفي خطة "ماكنزي"، اعطيت الاهمية لأربع قطاعات مستقبلية جد مهمة، وهي في مرحلة التوسع في لبنان. هكذا نكون نساهم في ضخ اموال جديدة من الخارج في الصناعة كما في مختلف هذه القطاعات".

 

كتلة الارمن: للاسراع في تأليف الحكومة وإعادة إحياء القروض السكنية

الجمعة 06 تموز 2018 /وطنية - عقدت كتلة "النواب الارمن" اجتماعا برئاسة رئيس الكتلة النائب هاكوب بقرادونيان وفي حضور كل النائبين الكسندر ماطوسيان وهاكوب ترزيان ووزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال اواديس كيدانيان. وأعلنت الكتلة في بيان اثر الاجتماع، ان المجتمعين تطرقوا الى مواضيع عدة، وعلى رأسها عملية تأليف الحكومة الجديدة والضرورة القسوى الى تشكيلها بسرعة، مع مراعاة التوازنات التي نتجت عن الانتخابات النيابية، نظرا الى التحديات الاقتصادية الصعبة والاستثنائية التي تمر بها البلاد والتي ترمي بثقلها على كاهل المواطنين. واشارت الى انه "في هذا الاطار، تمت مناقشة موضوع المؤسسة العامة للاسكان والسبل الايلة الى دعم هذه المؤسسة واعادة احياء القروض السكنية التي هي الداعم الاساسي للشباب اللبناني، وأحد أهم عوامل الاستقرار لتكوين الاسر، الركيزة الاساسية لنمو وتطوير كل المجتمعات. كما تناول المجتمعون الآفات الاجتماعية وخصوصا آفة التعاطي بالمخدرات والاتجار بها، ودعوا الى مكافحتها بكل الاساليب ونشر الوعي عند الاجيال الصاعدة للابتعاد عنها لانها تضرب بالصميم بنية المجتمع اللبناني وتؤدي الى المزيد من التفكك والانهيار فيه. وفي ما خص مرسوم التجنيس الاخير، طالب المجتمعون باعتماد معايير واضحة وشفافة وافساح المجال امام كل من يستحق الجنسية اللبنانية لنيلها دون تمييز وبالطرق الصحيحة والقانونية".

وفي موضوع النازحين السوريين في لبنان، طالبت الكتلة "ايجاد الوسائل العملية للعودة الآمنة وتخفيف الاعباء الناتجة عن هذا النزوح على اللبنانيين".

 

السفارة الإيرانية أحيت ذكرى ديبلوماسييها الأربعة المختطفين موسى ممثلا بري: المتابعات أظهرت بأن الإحتلال الإسرائيلي اقتادهم إلى معتقلاته

الجمعة 06 تموز 2018 /وطنية - أحيت سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان الذكرى الـ 36 لجريمة اختطاف الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة (محسن الموسوي، أحمد متوسليان، كاظم إخوان، تقي رستكار مقدم)، بلقاء تضامني عقدته في مقر السفارة في بئر حسن، في حضور النائب حكمت ديب ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب الدكتور ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الأب عبدو أبو كسم ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، مصطفى غيث ممثلا وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، النائب إبراهيم الموسوي ممثلا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، الوزير السابق عدنان منصور،الشيخ سامي أبي المنى ممثلا رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، وفد من تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ حسين غبريس، وفد من "حركة التوحيد الإسلامي" برئاسة الدكتور معاذ شعبان وديبلوماسيين ونواب ووزاء سابقين وممثلين عن الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية واركان السفارة الايرانية.

حسيني

وفي كلمة له في مستهل اللقاء، قال القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت السيد أحمد حسيني: "منذ ستة وثلاثين عاما أي في الرابع من شهر تموز لعام 1982 ارتكبت اليد الآثمة جريمة بشعة تخالف جميع الشرائع السماوية والأرضية تمثلت باختطاف أربعة من الدبلوماسيين الموفدين لتأدية واجبهم الرسمي على يد عملاء الكيان الصهيوني"، مشيرا إلى أن "هؤلاء الدبلوماسيين كانوا مكلفين بالبحث عن أواصر العلاقة والصداقة وتعزيزها بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية التي كان جزء كبير من أراضيها ومنها العاصمة بيروت في حينها تعيش تحت الطوق والحصار والاحتلال الاسرائيلي".

أضاف: "بغض النظر عن الصفة التي كانوا يحملونها والمهمة التي كانت على عاتقهم، يعتبر مخزيا وشنيعا ووصمة عار على جبين كل من ارتكب وشارك في عملية الاختطاف، أفرادا كانوا أو حزبا أو الكيان الصهيوني المغتصب".

ولفت حسيني إلى "أننا نقوم اليوم بإحياء هذه الذكرى الأليمة لنحيي أولا عائلات الدبلوماسيين المختطفين على صبرهم ومعاناتهم لمأساة فقدان أبنائهم، ونؤكد ثانيا على تضامننا مع هذه القضية الحقة. فالجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعبا تنتظر تحرير أبنائها والكشف عن ملابسات الموضوع مهما كلف الأمر وان طالت القضية بسبب عدم الاكتراث والغموض وانعدام الجدية في متابعة هذه القضية الإنسانية من قبل كل الأطراف المعنية والمحافل الدولية على وجه الخصوص. وفي هذا الصدد تؤكد وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على اقتراحها تشكيل لجنة تقصي حقائق من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي وبقية اللجان الحقوقية لكشف ملابسات هذه الحادثة"، معتبرا أن "هذه القضية تتعلق بشرعة حقوق الانسان قبل أن تكون قضية اعتداء صارخ على القانون الدولي واتفاقات جنيف المتعلقة بحقوق الدبلوماسيين". وقال: "فمن يراهن على جعل القضية طي النسيان مع مرور السنوات نقول له أن رهاناته خاسرة وستبوء بالفشل لأن حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتحمل مسؤولية متابعة القضية حتى نهايتها كما تأبى الضمائر الإنسانية الحية أن تسكت أمام هذه الجريمة المستنكرة والمدانة والبشعة".

وإذ نوه "بالجهود التي بذلتها الحكومات المتعاقبة في لبنان بخصوص هذه القضية وخصوصا الرسالة التي وجهت من قبل الدولة اللبنانية في 13 أيلول 2008 إلى الأمين العام للأمم المتحدة والتي تؤكد خطفهم على الأراضي اللبنانية"، شدد حسيني على "استمرارية جهودها المخلصة وابقائها على سلم الأولويات". وقال: "فالقضية تظل حية مستمرة وملف الاختطاف مفتوح على مصراعيه حتى خواتيمها المرجوة سواء على الصعيد القانوني الجنائي الدولي أو على الصعيد الإنساني عبر المنظمات والمحافل المعنية بهذه القضية".

وكشف القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت عن أن "كل المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد بأن الجهة المختطفة سلمت الدبلوماسيين الأربعة إلى الكيان الصهيوني الغاصب الذي يتحمل المسؤولية عن مصيرهم كما يتحمل مسؤولية كل الجرائم الأخرى التي ارتكبها ضد الشعب اللبناني والفلسطيني خصوصا عدوانه الهمجي على أهلنا في فلسطين المتمثل بقمع مسيرات العودة. إلا أن المقاومة ستثبت مجددا جدارتها وصمودها كما أثبتتها من قبل وتقدم التضحيات عازمة على مواصلة طريق الجهاد والدفاع عن شعبها".

موسى

بدوره، أشار ممثل الرئيس بري، النائب موسى إلى "ان خطف الديبلوماسيين الأربعة الذين يتمتعون بالحصانة التي تنص عليها معاهدة فيينا، في ظل الإحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في أعقاب إجتياح 1982، وإنحسار سلطة الحكومة اللبنانية في ذلك الحين يحمل الدولة المحتلة تبعة هذه الجريمة وكل ما يترتب عليها من تداعيات"، لافتا إلى أن "المؤشرات والمتابعات التي قامت بها الجهات المعنية أظهرت بأن الإحتلال الإسرائيلي اقتاد المخطوفين الأربعة إلى سجونه ومعتقلاته في الأراضي المحتلة، على رغم إستمرار إنكار حكومة العدو وجودهم لديها، وتسريبها أخبارا مضللة في شأن مصيرهم".

ورأى موسى أن "دولة تمتهن الإرهاب وتنتهك كل المحرمات والمقدسات وتعمل لإبادة شعب وطمس هويته، ليس غريبا عليها خطف ديبلوماسيين مسالمين، وهي التي تخطف الشعب الفلسطيني بأكمله، وتدمر منازله وقراه وتراثه وتجرف أراضيه الزراعية وتقضمها وتعتدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية وتزور التاريخ وتسخره لمصلحة مشروعها الإستيطاني الكبير".

وأعرب عن تضامنه مع حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران ومع ذوي الديبلوماسيين الأربعة، داعيا "الجهات الدولية المحبة للعدالة والسلام إلى رفع الصوت من أجل مزيد من الضغوط على حكومة العدو بغية الإعتراف بوجودهم في سجونها والإفراج عنهم وإعادتهم إلى وطنهم وعائلاتهم في أسرع وقت". كما أعرب عن ألمه "لإرتكاب هذه الجريمة على الأراضي اللبنانية واستهداف دولة تربطها بلبنان وشعبه علاقات تاريخية وأواصر صداقة وثيقة"، داعيا "هيئات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى فضح الممارسات الإسرائيلية وإنتهاكات حقوق الإنسان أمام العالم".

وقال موسى: "اننا على يقين بأن هذه القضية الإنسانية ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية والمجتمع الدولي وخصوصا الدول التي ترفع شعار الدفاع عن حقوق الإنسان، ما لن تجد طريقها إلى النهاية السليمة بإطلاق هؤلاء المظلومين وإعادتهم إلى عائلاتهم الصابرة، ووطنهم الذي يناديهم".

منصور

وشدد منصور، خلال اللقاء، على أن "جريمة الخطف البشعة التي طالت أربعة ديبلوماسيين إيرانيين ينتمون إلى الطاقم الديبلوماسي للسفارة الإيرانية في بيروت على حاجز ميليشيوي مسلح، ما زالت في الذاكرة تتفاعل وتهز الضمير لما تتركه من تداعيات نفسية وأعباء ضاغطة صعبة، ترمي ثقلها على زوجات وأسر هؤلاء الديبلوماسيين، حيث تعيش مرارة دائمة، ويحدوها الأمل والتطلع إلى اليوم الذي يعود فيه الديبلوماسيون إلى بيوتهم". ورأى "أننا أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية وإنسانية ومهنية تقع على عاتق الدولة اللبنانية، خصوصا وأن جريمة خطف الديبلوماسيين الأربعة تمت على أرض لبنانية وأن هؤلاء الديبلوماسيين هم ضيوف عندنا وواجب توفير الحماية لهم، حيث كانوا يقومون بمهامهم في سفارة بلدهم في بيروت، لذلك لا بد من تكثيف جهود أجهزة الدولة اللبنانية لمتابعة هذا الملف الإنساني بشكل جدي وفعال وملاحقة الجهة الخاطفة التي كانت متواجدة على الحاجز المسلح والوقوف على تفاصيل الخطف كاملة، وتحديد من كان وراء عملية الخطف بكل صدق ومسؤولية وإلى أين اقتيد المخطوفون في ما بعد وإلى أين سحبوا من الحاجز المسلح المعروف للجميع والمتواجد على نقطة جغرافية ضيقة ومحددة".

وأكد انه "لا يجوز إبقاء وضع الديبلوماسيين على حاله ونحن الذين نعاني حتى اليوم من جريمة تغييب إمام عظيم، ولا يجوز إبقاء مسألة الديبلوماسيين على ما هي عليه حتى لا يطويها الزمن بعدم تحقيق أي تقدم في مجال التحقيقات على الأرض وتحديد الجناة المنفذين للجريمة وقيادتهم التي تخفي الحقائق وتضلل التحقيق وتتنصل من مسؤوليتها وتورطها. لا نريد أن تبقى جريمة خطف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة في لبنان تتردد أصداؤها في وزارة الخارجية الإيرانية تتناقلها الأجيال الديبلوماسية وأسر المخطوفين فهذا لا يليق بسمعة لبنان إذا لم نتوصل إلى معرفة مصيرهم".