المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july03.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/قادة هم تجار هيكل وكتبة وطرواديون بامتياز

الياس بجاني/نحرت الإنسانية في درعا وانتصرت البربرية

الياس بجاني/القيمين على الكنيسة المارونية وأصحاب شركات الأحزاب المسيحية: ضياع واحتضار والسبب: الدور موجود والقائد مفقود

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/كلام نصرالله امس عن العاقورة يؤكد اطماع إيران القديمة-الجديدة الهادفة إلى السيطرة عقارياً على كسروان وجبيل

الياس بجاني/أوهام وهرطقات ودكتاتورية شركتي جعجع وباسيل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حكومة "استعادة الثقة"

محمد عبد الحميد بيضون

لبنان وإسرائيل تتبادلان رسائل عبر البنتاغون!

الياس الزغبي: لحكومة متوازنة تؤمن الاستقرار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 2/7/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 2 تموز 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 236

لهذا السبب رفع نصرالله السقف وزارياً

الحكومة لما بعد منتصف تموز

 بدء تنفيذ مرسوم التجنيس... وملاحظات قاسية من حزب الله عليه!

القوات حريصة على انجاح لقاء عون - جعجع

الحريري يجمع عون وجعجع: القفز عن باسيل؟

المصنع: العابرون اللبنانيون أكثر من اللاجئين العائدين

النفايات تتراكم في صيدا: الخلافات السياسية أو المطامع؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تطورات غزة والجنوب السوري وتعزيزات عسكرية إلى الجولان

هل تراهن أمريكا على مجاهدي خلق لإسقاط النظام؟

قناة "العربية الحدث" تغضب ميليشيا إيرانية في سوريا

درعا: مقترح روسي بتسليم السلاح الثقيل والانضمام إلى الفرقة الخامسة واستئناف المفاوضات... ومقاتلو طفس يعلنون رفض المصالحة

رئيس وزراء الأردن يعلن عن حملة وطنية لإغاثة السوريين وعبور 17 شاحنة مساعدات للنازحين على الحدود

إسرائيل تبلغ موسكو وواشنطن شروطها لانتشار النظام السوري في الجولان وتعزيزات كبيرة على الحدود لمنع دخول اللاجئين ومواجهة التطورات

عباس يدرس حكومة برئاسة فياض تضم «حماس» منعاً لفصل غزة عن الضفة تحت اسم «صفقة القرن»

ترمب يتوعد الشركات الأوروبية المتعاملة مع إيران وجرحى في صدامات بين الشرطة ومحتجين في المحمرة

الأمن الإيراني يطلق النار على متظاهرين في المحمرة

طهران تراوغ العقوبات بشراء جنسيات أفريقية و«آية الله جزر القمر» باع أكثر من 300 ألف جواز سفر لإيرانيين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» للحكومة ووزارة «النازحين»: نحن هنا/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

هذا ما قصده نصرالله بـ«فائض التمثيل»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

حكومة على أبواب «صفقة القرن»/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

قصّة كواليس إجتماع «بيت الوسط» السنّي/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

مجزرة بيئيّة في لبعا – جزين/ربى منذر/جريدة الجمهورية

مطالب الناس إلى حين ولادة الحكومة الجديدة/الهام فريحة/الأنوار

لبنانُ الكبيرُ عصفورٌ كان في اليَد/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

العهد يُصَعّد حملته على الصحافيين وجديده فداء عيتاني/جاد شحرور/درج

ترامب يمنح بوتين نصرا في سوريا مقابل تحجيم دور إيران/العرب

من بدأ المأساة ينهيها/سناء الجاك /النهار

اتفاقات الجنوب السوري/فايز سارة/الشرق الأوسط

روسيا التي قدمت لإسرائيل ما لم تستطع واشنطن تقديمه لها/علي الأمين/العرب

هل يمنح ترمب نصراً في سوريا لبوتين/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

إيران وزمن الرجوع إلى الخريطة/غسان شربل/الشرق الأوسط

مستقبل إردوغان/مأمون فندي/الشرق الأوسط

إمام المسجد النيجيري «النبيل»/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الحل الودي/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إيران في المستقبل المنظور/محمد آل الشيخ/نقلاً عن "الجزيرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض مع رئيس القوات مسار تشكيل الحكومة جعجع: لم نغير نظرتنا بالعهد واتفقنا على خارطة طريق مع إمكانية تسريع بعض الخطوات

عون: مسيرة الاصلاح لن تتوقف ولا ابغي من الحكم سوى انجازه واشكال العاقورة اليمونة قيد المعالجة

الرياشي بعد لقائه الحريري: الأجواء ممتازة أبو فاعور: لا عقدة سياسية كبرى أمام تشكيل الحكومة

حمادة أعلن نتائج الثانوية العامة: النسب تخطت ال 90 % وتدابير التصحيح كانت لصالح التلميذ وحققت مكاسب للمرشحين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد

إنجيل القدّيس يوحنّا 21/من15حتى19/"بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي». قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!». قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي! أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد».قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

خطيئة ورقة نوايا معراب وضرورة استقالة جعجع/إلياس بجاني/03 تموز/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9/

 

قادة هم تجار هيكل وكتبة وطرواديون بامتياز

الياس بجاني/02 تموز/18

لبنان جبران والبشير والشهداء سرقه قادة اسخريوتيون وتجار هيكل وها هم بعهر يتقاسمون مواقع مسيحييه في الحكم والإدارات غنائم وحصص.

 

نحرت الإنسانية في درعا وانتصرت البربرية

الياس بجاني/02 حزيران/18

يا للعار والخزي فكل القوى العربية والغربية ومعهم إسرائيل وروسيا متآمرين على شعب درعا ويساندون الطاغية بشار ومرتزقة ايران.

 

القيمين على الكنيسة المارونية وأصحاب شركات الأحزاب المسيحية: ضياع واحتضار والسبب: الدور موجود والقائد مفقود

الياس بجاني/01 تموز/18

مواقف الكنيسة وأصحاب شركات الأحزاب المسيحية من هجمة حزب الله على أملاك ومشاعات المسيحيين في العاقورة وغيرها هي دفن الرؤوس في الرمال

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الصحافي فداء عيتاني والحكم بسجن وتغريم حرية الرأي/الياس بجاني/01 تموز/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة
http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%81%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a8%d8%b3%d8%ac%d9%86-%d9%88%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a/

 

كلام نصرالله امس عن العاقورة يؤكد اطماع إيران القديمة-الجديدة الهادفة إلى السيطرة عقارياً على كسروان وجبيل

الياس بجاني/30 حزيران/18

نزاع العاقورة واليمونة العقاري المفتعل يؤكد ارهاب وهمجية واستكبار وحقد واحتلال حزب الله واحتقاره للبنان الرسالة وللقانون وللتعايش

 

أوهام وهرطقات ودكتاتورية شركتي جعجع وباسيل

الياس بجاني/30 حزيران/18

هرطقة تقاسم المسيحيين حصص ومغانم بين شركتي قوات جعجع وتيار باسيل لا تمت للديموقراطية بصلة ولا هي من ثقافة وطباع وتاريخ المسيحيين.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حكومة "استعادة الثقة"

محمد عبد الحميد بيضون/02 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65735/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84/

عندما تشكلت الحكومة الحالية منذ سنة ونصف أطلقت على نفسها اسم "حكومة استعادة الثقة"، ولكن يبدو ان مؤشرات الثقة تتراجع بفعل الغرق في المحاصصات والمساومات بالاضافة الى المحسوبيات الرخيصة في التعيينات والخدمات.

وبغض النظر عن الإنجازات او الخيبات فإن لبنان شهد تراجعاً كبيراً في القطاع العقاري وبالمقابل شهدنا عدداً كبيراً جداً من اللبنانيين يتجهون الى قبرص المجاورة ويشترون بيوتاً او شققاً فيها خصوصاً ان قبرص تعطي إقامة دائمة لكل من يشتري بيتاً او شقةً مع كل أفراد عائلته.

شهدنا أيضاً عدداً من الشركات العقارية اللبنانية تنتقل الى قبرص وتبدأ ببناء مشاريع كبيرة وشقق سكنية من عدة مستويات ومعظم المشترين هم من اللبنانيين ونسمع يومياً في الاعلام اللبناني إعلانات تضعها هذه الشركات لجذب اللبنانيين للشراء في قبرص.

طبعاً لن نبحث الْيَوْمَ في الأسباب السياسية والاقتصادية لهذه الظاهرة لكننا نريد ان نلاحظ ان حكومة المحاصصة هذه استطاعت ان تتوصل الى استعادة الثقة.......بقبرص اما لبنان فله ربٌ يحميه من الوصاية والميليشيات وأمراء الحرب إقطاعيات الطوائف ومن حروب ايران لنشر المذهبية في المنطقة وتدمير الدول العربية وتحويلها الى دول فاشلة على غرار الصومال.

الحكومة القادمة ستكون على غرار الحكومة الحالية مع تعديلات طفيفة في الحصص.

دعونا نأمل ان لا تكون هذه المرة حكومة استعادة الثقة....بتركيا لأن عدداً كبيراً من اللبنانيين بدأ يتجه الى تركيا لشراء البيوت والشقق والكل يعلم ان السلاح الإيراني سيأخذ هذا البلد الى دمار عميم.

 

لبنان وإسرائيل تتبادلان رسائل عبر البنتاغون!

روسيا اليوم/الاثنين 02 تموز 2018 /رجحت وسائل إعلام عبرية وجود صلة بين اجتماعات رئيسي أركان الجيشين الإسرائيلي والأمريكي والزيارة التي قام بها قبل أيام من ذلك قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن. وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن الجيش الإسرائيلي في بيان صدر عنه بخصوص اجتماعات رئيس هيئة أركانه، غادي آيزنكوت، مع نظيره الأمريكي، جوزيف دانفورد، في واشنطن الأسبوع الماضي لم يذكر أن هذه اللقاءات سبقتها اجتماعات مماثلة بين المسؤول العسكري الأمريكي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون قبل ثلاثة أيام فقط. وتساءلت الصحيفة العبرية بخصوص ماهية الرسالة اللبنانية التي يزعم أنها سُلمت إلى آيزنكوت عبر دانفورد، وخلصت إلى أن المسألة تتعلق على الأرجح بالمخاوف الأمريكية والإسرائيلية من نفوذ حزب الله في لبنان. وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قدمت إلى القوات اللبنانية منذ عام 2006 معدات عسكرية بقيمة نحو 1.7 مليار دولار، ولا تزال صادرات الأسلحة مستمرة من واشنطن إلى بيروت، مذكرة بأن مستشارة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية تينا كايدانوف كانت قد أكدت اتخاذ واشنطن جميع الإجراءات اللازمة لمنع وقوع هذه الأسلحة في يد "حزب الله"، الأمر الذي يقلق أيضا الحكومة الإسرائيلية. من جانبه، أفاد موقع "واللا" الإخباري العبري بأن رئيس أركان الجيش اللبناني تسلم في واشنطن رسالة من الحكومة الإسرائيلية تحذر من استفزازات محتملة قد يقوم بها "حزب الله" بعد انتهاء الحرب في سوريا وعودة مقاتليه إلى وطنهم. ونقل الموقع عن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولها إن دانفورد سلّم "رسائل واضحة" من إسرائيل إلى لبنان تضم رفض تل أبيب المطلق أي تغيير للوضع الحالي عند الحدود بين البلدين والتحذير من عواقب وخيمة ستجلبها استفزازات "حزب الله" هناك. وذكر الموقع أن الحكومة الإسرائيلية تخشى من إقدام "حزب الله" بعد انتهاء القتال في سوريا على محاولة تغيير قوانين اللعبة، بدعم من آلاف المقاتلين الشيعة بقيادة الحرس الثوري الإيراني، في إطار الخطة المطروحة بهدف مساعدة الحكومة السورية في استعادة هضبة الجولان المحتلة.

 

الياس الزغبي: لحكومة متوازنة تؤمن الاستقرار

الإثنين 02 تموز 2018/وطنية - دعا عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي، في تصريح، "واضعي الفيتوات واللاءات التي تعرقل تشكيل الحكومة إلى أخذ العبرة من التجارب السابقة التي أثبتت فشل الطمع أو التفرد السياسي". وقال: "لم تؤد سياسة الإقصاء والعزل أو الانتقاص من الحقوق إلا إلى الاحتقان وتفاقم الأزمات، وارتدت على أهلها قبل سواهم، لذلك يتوجب التسليم بالأحقيات الثلاث: تمثيل تيار المستقبل للسنة، تمثيل الحزب التقدمي الاشتراكي للدروز، وتمثيل القوات اللبنانية أكثر من ثلث المسيحيين كما أثبتت أرقام التصويت في الانتخابات النيابية بالتساوي مع تيار العهد". وختم: "على هذه المسلمات يجب تشكيل حكومة متوازنة، فتتقاسمها مناصفة القوى السيادية وقوى محور الممانعة بجناحيها، بدون أرجحية مفتعلة لهذين الجناحين، وأي تشكيلة خارج التوازن والتناصف معرضة للانتكاس، ولا يمكن أن تؤمن الاستقرار وتلبي شروط المجتمع الدولي لدعم لبنان".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 2/7/2018

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

تحرك شيء ما في مياه بحيرة تشكيل الحكومة الراكدة ولم يفصح الدكتور سمير جعجع بعد مقابلته رئيس الجمهورية عن أي تفصيل بإستثناء إشاعة أجواء تفاؤلية قائلا إن هناك خطوات ستظهر خلال أيام.

وبعد عودة الدكتور جعجع الى معراب زار الوزير ملحم رياشي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وعلم أن الرئيس الحريري عاكف على إعداد صيغة تأليف حكومي كما أنه على تواصل مع العديد من الأطراف لا سيما الرئيس نبيه بري الموجود في الخارج. وعلم أيضا أن سفراء الدول الكبرى وكذلك بعض السفراء العرب يلاحقون أجواء المشاورات الدائرة حول تشكيل الحكومة الجديدة. وأكدت أوساط سياسية أن هناك من يحاول تسميم الأجواء الإيجابية عن طريق القول إن تأليف الحكومة لن يتم قبل جلاء الوضع في درعا السورية. وقالت هذه الأوساط إن هذا الكلام مكشوف وغير مقنع وغير صحيح وأن الطبخة الحكومية تتم في المطبخ اللبناني.

البداية من زيارة الدكتور سمير جعجع الى بعبدا حيث اكد التوافق مع الرئيس عون على خارطة طريق لتشكيل الحكومة وكان تأكيد على ضرورة تسريع التأليف.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

نتائج الثانوية العامة صدرت والنجاح في مختلف الفروع تراوح ما بين ال 80 وال92% اما نتائج الاجتماعات على خط التشكيل الحكومي فلم يظهر منها شيء حتى الان وان كان الجو واعدا كما صرح سمير جعجع بعد لقاء لم يكن مطولا مع رئيس الجمهورية. في اجتماع بعبدا مصالحة اوعى خيك حضرت بقوة وبلغة العموميات اتفاق على خارطة طريق وتأكيد على ضرورة تسريع التشكيل الحكومي. القوات لم تضع فيتو على احد ولا تريد لاحد ان يضع فيتو عليها وفق جعجع الذي اوفد الوزير ملحم رياشي الى بيت الوسط في موعد كان مقررا بشكل مسبق. وعلمت الnbn انه لم يحدث اي تطور على خط تشكيل الحكومة يشي بخرق في هذا الجمود كل فريق لا يزال يتشبث بمطلبه رغم الحراك الكثيف الذي يقوم به الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط قبل مغادرته في اجازته العائلية التي ستستمر لثلاثة ايام. وقالت مصادر متابعة للمشاورات الحاصدة للnbn ان الحكومة لا تزال بعيدة المدى والعقد الثلاث على حالها ولا مبادرات ملموسة يمكن ان تنقل التفاوض الى مرحلة متقدمة.

نفطيا كشف وزير الطاقة الاسرائيلي يوفان اشتاينس انه بحث مع مسؤولين اميركيين كبار في البيت الابيض النزاع النفطي بين لبنان والكيان الاسرائيلي وكيفية ترسيم الحدود البحرية واشار شتاينس الى ان الاجتماع الذي عقد في البيت الابيض في عطلة نهاية الاسبوع الماضي شارك فيه صهر الرئيس الاميركي جاريد كوشنير والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جايسن غريمبلد والسفيرة الاميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد انضم اليهم السفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة رون ديرمان فما الذي يحضر؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

جعجع في بعبدا للقاء عون". عنوان كان يمكن أن يكون أكثر من عادي، لو حصل في غير هذا الزمن. أما بعد سوء التفاهم الحاصل بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، فصار اللقاء الذي جرى اليوم هو الحدث.

وبحسب معلومات الـ OTV، فقد أكد رئيس الجمهورية لجعجع التمسك بالمصالحة المسيحية، بغض النظر عن التمايز السياسي، مهما بلغت حدته. وتخلل اللقاء الذي تميز بالصراحة، توضيح لبعض النقاط، حيث عرض رئيس الجمهورية لوجهة نظره من التطورات الأخيرة، واستمع إلى ما أدلى به جعجع، ليخلص اللقاء إلى تأكيد المؤكد، حول استمرار التواصل والتمسك بالتفاهم. وفيما لم يدخل اللقاء في تفاصيل الحقائب والتوزيع، توصل الجانبان وفق جعجع، إلى خارطة طريق، من محطاتها المحتملة وفق المعلومات، لقاء بينه وبين الوزير جبران باسيل...

وعن احتمال اللقاء في وقت قريب، علق مصدر متابع للمشاورات الحكومية عبر الـ OTV بالقول إن اللقاء بين باسيل وجعجع، سواء حصل أو لم يحصل، ليس أساس المشكلة، ولا جوهر الموضوع. فاللقاءات ممكنة في أي لحظة مع أي كان. أما الأساس، فيبقى هو إياه: احترام قواعد التأليف وعنوانها العريض، تشكيل حكومة وحدة وطنية بالنسبة والتناسب، أي باحترام الأحجام التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة وفق معايير موحدة، ومعادلة واضحة تسري على الجميع...

وعن كلام جعجع من بعبدا اليوم، علق المصدر قائلا: اذا اراد رئيس القوات الانتقال من السلبية إلى الايجابية، فموقفه مشكور ومقدر، لكنه لا يعدل في الاحجام، وهذا المبدأ ينطبق على الجميع، وليس فقط على ما اصطلحت تسميته بالعقدة المسيحية، اي ايضا على موضوع التمثيل الدرزي والسني، اضافة الى تمثيل العلويين والاقليات المسيحية.

وتابع المصدر: نحن تعرضنا لهجومات متلاحقة خلال مرحلة حكومة تصريف الأعمال، ولم نعامل الآخرين بالمثل، فإذا قرروا اليوم اعادة النظر بطريقة التعاطي في السياسة والاعلام، فهذا امر مرحب فيه، وهو بمثابة التصحيح لمسار سياسي سلبي كرروه في خطابهم الاخير قبل ايام، وحتى في التغريدة الاخيرة التي سبقت زيارة بعبدا...

وعن مجمل البحث في اجتماعي بيت الوسط امس وبعبدا اليوم، اشار المصدر عينه الى ان موقف التيار الوطني الحر ليس مرتبطا بحسن العلاقة أو سوئها مع أي طرف من الأطراف، بل باحترام قواعد التأليف، وأضاف: نحن لا ننكر على أحد حقه بالتمثيل في الحكومة، وموقفنا ثابت لناحية أن كل فريق ينبغي أن يتمثل وفق مبدأ النسبة والتناسب، بغض النظر عن العلاقات الشخصية او علاقة القوى السياسية في ما بينها.

واشار المصدر إلى ان صيغا عدة طرحت في بيت الوسط، اما الجواب فكان محددا: يجب أن تمثل الأطراف وفق احجامها، لا اكثر ولا اقل. وخلص المصدر الى القول: يبقى ان ما صدر اليوم من بعبدا ايجابي، لتبقى الترجمة، فرئيس الجمهورية كان وسيبقى "بي الكل"، اما الآخرون... فلننتظر ونر.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

للذين ما زالوا يشككون ويجادلون في أبعاد العدوان على الحديدة فليقرأوا ما يكتبه الصهاينة.

فلئن كانت أدوات الاستشعار عند بعض القادة العرب معطلة أو موجهة بالاتجاه الخاطئ، يبدو أن المجسات الاسرائيلية في اريتريا تحسست خطر وجود قوى حية من جيش ولجان على الساحل الغربي لليمن.

معهد الامن القومي في الكيان الصهيوني، وفي تقرير له يتحدث عن مصلحة واضحة لاسرائيل بأن تكون يد ما سماه بالتحالف العربي في اليمن هي العليا، لأن وجود قوى ثورية في هذا البلد يعرض المصالح الصهيونية للخطر.

لتتضح أكثر عدة العدوان على الحديدة: تخطيط اسرائيلي أميركي، مال سعودي اماراتي، وجيش من مرتزقة ومضللين يستنزفهم أبطال تهامة وترميهم طائرات راصد وقاصف بقنابل من سجيل لتحولهم عصفا مأكولا. الإعلام الحربي اليمني وزع مشاهد لطائرات مسيرة تستطلع الشريط الساحلي، تقصف، ثم ترصد الخسائر في صفوف قوى العدوان.

وان كان العدو الصهيوني يستشعر خطرا مع كل هذه الاميال البحرية، فكيف الحال مع ما يجري في الجنوب السوري، تقدم مباغت للجيش وانهيارات في صفوف المسلحين العالقين بين رفع الراية البيضاء أو القتل. فكيان الاحتلال يقفل الابواب أمام من لم يعودا ورقة رابحة، وأبواب ادلب يصعب طرقها مع ما تعج به المنطقة من فلول ارهاب.

في لبنان، هل تفتح الابواب أمام تأليف الحكومة، المنابر تعج بالتفاؤل، فيما المعلومات تشير الى ان سهرة وادي ابو جميل بين الحريري وباسيل ولقاء اليوم بين الرئيس عون وجعجع لم تحل ايا من العقد. فهل ينسحب الوضع على لقاء الحريري مع رياشي وابو فاعور هذا المساء؟

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

وصول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى بعبدا ولقاؤه رئيس الجمهورية ميشال عون دفع الى سؤالين اساسييين.

هل سيسرع اللقاء في تشكيل الحكومة وفي انهاء الفيتوات المتبادلة بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” حول الحصص والحقائب الوزارية؟

وهل ستعود الامور الى ما كانت عليه بين الطرفين انطلاقا من تفاهم معراب؟

وبعد اللقاء، رد جعجع بتأكيده ان الاجواء ايجابية، وانه تم وضع خارطة طريق لتشكيل الحكومة.

وبشأن العلاقة مع “التيار الوطني الحر”، اكد ان التواصل مع الوزير جبران باسيل سيعود وطبعا هناك تمييز بين الرئيس عون وبين “التيار الوطني الحر”.

مصادر قصر بعبدا قالت ان اللقاء لم يتطرق الى الاحجام والحقائب، مشيرة الى وجود انطباع بان العقدة امام تشكيل الحكومة مسيحية، لكن الحقيقة ان هناك عقدتين والكل يعرفهما جيدا.

المصادر علقت على ردود الفعل على بيان بعبدا، فأكدت ان لا مصادرة لصلاحيات رئيس الحكومة، وقالت ان الرئيس عون لا يقترب من صلاحيات الرئيس الحريري لا بل دافع عن الرئاسة الثالثة اكثر من اي شخص آخر، معتبرة ان عون تحدث عن حقه بتعيين نائب رئيس الحكومة وان يكون ممثلا داخل الحكومة عملا بما اسمته الاعراف.

لقاء جعجع – عون يأتي بعد اقل من اربع وعشرين ساعة على اجتماع عقد الليلة الماضية بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل في بيت الوسط، وقد أتبع اليوم باجتماع ضم الرئيس الحريري الى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي.

الرئيس الحريري التقى منذ بعض الوقت ايضا النائب وائل ابو فاعور الذي تحدث عن ايجابية ترافق الاتصالات واللقاءت التي شهدتها الساعات الماضية بشان تشكيل الحكومة.

اقليميا، يواصل نظام الاسد عملية قضم مناطق المعارضة في درعا عن طريق المفاوضات بين الروس وممثلي بلدات الريف الشرقي تحت عنوان المصالحة الا ان البارز كان ما اعلنه مستشار الأمن القومي الاميركي جون بولتون من أن الإطاحة بنظام الأسد ليست قضية استراتيجية بالنسبة لواشنطن، موضحا أن الأولوية لأميركا هي طرد الميليشيات الإيرانية من الأراضي السورية وذلك بالتنسيق مع الروس.

* مقدمة نشرة أخبار ال طال بي سي"

"المملكة القابضة " صارت في فرنسا. المملكة المقبوض عليها بالجرم المشهود في أكل حقوق " ال. بي. سي. آي" وتعب موظفي" باك " والعاملين فيها ... و"المملكة القابضة على حقوق الناس سقطت عنها ورقة التين بأنها شركة تملك "مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية".

فما هذه الإنسانية التي تحجب الحقوق المقدسة لأكثر من اربعمئة موظف منذ ستة أعوام؟ ومتى كانت الإنسانية غب الطلب؟

اليوم سقط هذا الغشاء الرقيق الذي يغلف نزعة إلى أكل حقوق الغير.

هذا الكلام ليس كلمات أغنية في روتانا، بل هو خلاصة قرار تحكيمي دولي مبرم ونهائي، صادر في فرنسا وفق قواعد التجارة الدولية، لمصلحة "أل. بي. سي. آي" وضد الأمير الوليد بن طلال الذي يلزمه القرار دفع مستحقات "أل بي سي آي" ..

القرار يقع في مئة واثنتي عشرة صفحة تقول، باختصار شديد: "سمو الأمير، أنت خالفت عقودا وتملصت من عهود، وصادرت ما ليس لك، ولأن في فرنسا قوانين يتساوى أمامها الأمير وأي مواطن عادي، فإن لزاما عليك أن ترد ما ليس لك إلى أصحابه، وأن تعوض لأصحاب الحق ما حجبته عنهم عنوة " ...

إن كل إعلام الأرض لا يفيدك في تحوير الوقائع، وتكديس الثروات لا يجعلك تستقوي على الحق ، خصوصا إذا كان وراءه مطالب ... أتيت إلى لبنان بصورة مستثمر ... استثمرت في الحجر وأكلت حقوق البشر ، فهل هذه هي " ثقافة الإنسانية " التي وضعْتها في جملة غير مفيدة كإسم لأحدى مؤسساتك ؟

سمو الأمير ... العدالة حلوة خصوصا إذا كانت مبرمة نهائية، فتفضل في تطبيقها ورد الحقوق لأصحابها.

في النشرة تحقيقان عن"الأمير القابض على حقوق الغير ...

في السياسة، عقد اللقاء المنتظر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وبحسب معلومات "ال. بي. سي. آي" فإن اللقاء حدد خريطة طريق تبدأ بلقاءات بين قيادات التيار وقيادات القوات، وتتوج بلقاء بين جعجع وباسيل، وإن الملف الحكومي يمر عبر قيادتي التيار والحزب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ما اشبه اليوم الحكومي بالامس الرئاسي ايام الفراغ الرئاسي، كان يقال للسائلين عن مصير انتخاب الرئيس اذهبوا واطرقوا ابواب القيادات المسيحية المتخانقة واليوم في زمن التأليف المتعثر للحكومة ترمى كرة التأخير في خانة المسيحيين عندما نقول مسيحيين نعني عون وجعجع مع حفظ الالقاب ودون الاستخفاف في احد رئيس القوات سعى الى تبديل هذه الصورة فزار بعبدا فهل يمكن القول او الادعاء بان القائدين المسيحين يعيدان صناعة التوافق العقلاني القائم على التراجع المتبادل امام المصلحة العامة فيأخذ الرئيس ما له حبة مسك والتيار الحر ما له وحبة مسك وتأخذ القوات ما لها وبلاها حبة المسك؟

من سمع الدكتر جعجع بعد لقائه الرئيس عون يخيل اليه وكأن صفجة معراب التي صاغها الرجلان علاها اصفرار وخرطش عليها المتضررون لكنها لم تتمزق ولم تمحى بل هي قالبة للاحياء وهذا بدا جليا في نقل جعجع عن عون بان القوات عين والتيار عين ولا فيتويات ولا اقصاء وهناك خريطة طرق ستتظهر والاهم ان التواصل مع الوزير باسيل سيعود. وادى هذا الكلان ان الخطوى الضرورية اي كسر الجليد قد اتخذت ما يفتح الطريق امام حل العقد المسحية وهذا ما نقله الوزير رياشي الى عون الى الرئيس الحريري وكان النائب ابو فاعور قد انضم الى الاجتماع ناقلا تمسك الاشتراكي بالثلاثية الوزايرة رغم ملاحظاته ايجابيات في التحركات في الساعات الاخيرة وتلقى من جعجع مناشدة لجنبلاط بالابقاء على الهدوء تسهيلا للحل.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

عمليا بدأت مراسم شحن الكأس الى الريو بعدما حجزت البرازيل تذكرة الى ربع نهائي كأس العالم بفوزها على المكسيك اثنين- صفر وقدم الفريق الاخضر عرضا راقص الكرة وهزم سرعة خصومه المكسيك حيث فضت أقدام نيمار وفرمينيو مرمى الدولة التي هزمت ألمانيا وأخرجتها قبل أوانها. وعلى المرمى الحكومي اللبناني فإن الاهداف لا تزال تصطدم بالعارضة. فيما تقتصر حركة التأليف على مباريات ودية وزيارات لتثيب التصريف قبل مغادرة الرئيس المكلف في إجازة خاصة يحتفي بها بعيد زواجه على الأرض الفرنسية.

وبعد عشاء الحريري باسيل المثبت لمطالب التيار زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قصر بعبدا واجتمع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيث أجرى صيانة ودية لتفاهم معراب وأعلن أن التواصل مع " جبران رح يرجع عالاكيد" لكنه دعا الى النزول عن "الشجرة" وقال إن جو اليوم جو واعد. وعلى خط بيت الوسط كان الوزير ملحم رياشي يبلغ رئيس الحكومة نتائج اجتماع بعبدا حيث أشارت مصارد القوات الى أجواء ايجابية جدا لناحية اللقاء وان معراب ستوافق على المقترحات ولن تكون الطرف المعرقل في اي من الظروف.

وفي اثناء اجتماع الرياشي الحريري وصل النائب وائل ابو فاعور لبحث العقدة الدرزية بعدما رشحت معلومات عن تمسك جبران باسيل بتوزير النائب طلال ارسلان ولما اشتد النقاش بين الحريري وابو فاعور تبرع وزير الاعلام "بوضع الركوة على النار" وإعداد فنجان قهوة يساعد على التهدئة ولكن المجتمعين توافقوا في النهاية على مشاهدة مباريات البرازيل المكسيك في بيت الوسط "وبلا وجع راس حكومي". على أن الاوجاع الحكومية جاءت من مكان آخر معركة من فوق القصور دارت رحاها اليوم بين وزيري العدل سليم جريصاتي والأشغال يوسف فنيانوس وعبر الجديد سجال على العتمة بدأه جريصاتي باتجاه فنيانوس فعنفه سياسيا وطالبه ماليا بإعداد الأشغال اللازمة لقصر العدل المنكوب قائلا له: إن الوزارات تستحق ولا تحجز لكن وزير الاشغال رد العنف الى مكانه رافضا مخاطبة جريصاتي بالزميل وقال : انا اعرف تاريخك ولما بطلت هالشغلة صاروا ناس تانيين يشتغلوها وعيب عليه.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 2 تموز 2018

النهار

حرصت دوائر القصر والسرايا على عدم تسريب محضر التقرير الذي أعدّه الأمن العام في ملف المجنّسين ‏والملاحظات على عدد منهم.

قال النائب الان عون: "نفتقد نادر الحريري وحبّذا لو يعود" في إشارة مُبطّنة إلى عدم الرضا عن التفاوض الحالي مع ‏التيار الأزرق.

سُمِع رئيس حزب يقول إن سفينة العهد بعد تأليف الحكومة لن تسير كما تشتهي رياح الوزير جبران باسيل.

البناء

خفايا

لم يستبعد مصدر سياسي متابع أن يحمل الأسبوع الحالي نوعاً من الحلحلة لبعض العقد الداخلية التي تحول حتى الآن ‏دون تشكيل الحكومة الجديدة، لكن المصدر نفسه اعتبر أنّ العقد الأساسية مصدرها خارجي، والحلحلة على هذا ‏الصعيد هي عند الأطراف الذين تربطهم صلات بهذا الخارج الذي يفتعل العقد بشكل دائم تبعاً للخسارات المدوّية التي ‏تتعرّض لها مشاريعه السياسية والعدوانية، لا سيما في سورية واليمن…!

كواليس

قالت مصادر أوروبية تعليقاً على المؤتمر الذي عُقد تحت عنوان المعارضة الإيرانية في باريس، إنّ حشوداً من ‏النازحين السوريين جرى حشدها في قاعات المؤتمر من العواصم الأوروبية لمنح الحضور الحجم المطلوب، كما ‏جرت الاستعانة من قبل بجموع من النازحين في تظاهرات يُفترض أنها ليمنيّين مؤيدين للسعودية، بعدما تحوّل ‏السوريون النازحون إلى كتل بشرية يجري تحريكها على الطلب السعودي في كلّ العناوين المتصلة بالمصالح ‏السعودية، ولفتت إلى أنّ هجوم الساحل الغربي في اليمن قد شهد مشاركة المئات من عناصر الجماعات المسلحة ‏السورية.

الجمهورية

يتردّد في بعض الصالونات السياسية كلام بين المزح والجدّ بأن من أسباب تأخير تأليف الحكومة تلهّي البعض في ‏حدث المونديال.

قال أحد الخبراء في الإقتصاد "كيف لنا أن ندعو السيّاح والمغتربين للعودة في الصيف للسياحة ولبنان مصنّف الرابع ‏عشر بين الدول السياحية من حيث غلاء المعيشة؟".

إعتبر مسؤول كبير أن إطلالات وجوه إقليمية ومحلية و"تباهيها بتحقيق إنتصارات هي العقد الحقيقية التي تؤخّر ‏تأليف الحكومة".

اللواء

يؤكد خبراء ماليون أن رفع الفائدة على الليرة اللبنانية هو جزء من تدابير أخرى لحماية الاستقرار النقدي في حال ‏استمر تأخر ولادة الحكومة العتيدة، وتجنّب تداعيات هذا التأخير على الوضع الاقتصادي برمته!

يشكو أقطاب في الهيئات الاغترابية من إهمال وزارة الخارجية، لا سيما الوزير بالذات، للتقارير التي يرسلونها إلى ‏قصر بسترس حول أوضاع اللبنانيين في بلدان انتشارهم!

يُجري عدد من النواب الموجودين في الخارج اتصالات في بيروت للوقوف على آخر التطورات في الطبخة الوزارية ‏لتحديد مصير إجازاتهم التي يقضونها في فرنسا!

المستقبل

يقال إن أوساطاً ديبلوماسية تؤكد أن روسيا غير مستاءة من استغراق لبنان لوقته في دراسة الإتفاق العسكري معها ‏خلافاً لما يصوّره البعض، ولعلّ حفاوة الإستقبال التي أحاط بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الحكومة ‏المكلّف سعد الحريري خلال زيارته لموسكو أكبر برهان.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل

2 تموز 2018/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية وأصدر البيان التالي:

أولاً- أجمع الحاضرون على تجديد "لقاء سيدة الجبل" تأكيده أن لا خروج من الأزمات الوطنية إلا بتطبيق الدستور بشقّيه الإصلاحي والسيادي.

ويحذّر "اللقاء" من التقوقع المستمر للطوائف داخل مربعاتها، مما سيؤدّي إلى زيادة الشرخ بين اللبنانيين، في لحظة إقليمية معقدة تنذر بالمخاطر على دول المنطقة وفي مقدمتها لبنان.

ثانياً- أما فيما يخص الوضع الداخلي وتحديداً موضوع تأليف الحكومة العتيدة، فقد دان "اللقاء" عملية التشاطر والتلاعب السياسي التي يمارسها كافة المسؤولين عن تشكيل الحكومة وبالأخص في موضوع توزيع الحصص والحقائب.

إن التأخير في تشكيل الحكومة وعدم اعتماد المبادئ السيادية التي تحمي لبنان، يؤكّدان مجدداً أن القرار السياسي موجود في غير مكانه الأصيل أي ليس في القصر الجمهوري أو السراي الحكومة وحتى ليس في ساحة النجمة. لقد آن الأوان أن يُستعاد هذا القرار من بئر العبد إلى أمكنته الصحيحة.

 

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 236

02 تموز/18

في السياسة

كما توقع "تقدير موقف" مراراً بأن عدوى "حقوق الطوائف" ستتطال الجميع، حتى الذين قيل عنهم مرّة إنهم ليسوا طائفة بل هم "عدد ومدد..."!

إذا اجتمع الموارنة في معراب من اجل"حقوقهم" والشيعة في بئر العبد من أجل ضماناتهم فلماذا لا يجتمع السنّة في بيت الوسط من اجل"حقوقهم" أيضاً؟

علّم "حزب الله" السحر للجميع وساعدهم في الإنتقال من مواطنين لبنانيين - "مسلمين ومسيحيين"، نزلوا الى ساحة الاستقلال من دون تكليف من أحد ذات يوم في 14 آذار، إلى مكونات طائفية تجتمع بحجة الوحدة ضدّ "الآخر"!

لا نلوم أحداً ولا ننتقد سلوك أحد،

انما نلاحظ ونؤكد على:

ان "الطائف" هو الإطار الصالح والوحيد لتنظيم العلاقات اللبنانية اللبنانية!

وعليه ندعو وطنيي جميع الطوائف إلى العمل على تنفيذ بنوده بأمانة، بشقيه السيادي أي السلاح والإصلاحي أي نظام المجلسين!

الحقوق ليست للطوائف وإنما للأفراد وهي مضمونة من خلال الدستور والقوانين المرعية الإجراء،

والضمانات للطوائف في مجلس الشيوخ!

لا يمكن الخروج من أزمتنا الا من خلال تكوين جبهة سياسية تعمل من أجل تنفيذ الدستور!

كما لا يمكن النجاة في منطقة متقلبة إلا بتنفيذ الدستور وقرارات الشرعية الدولية!

تقديرنا

وفي لعبة الطوائف: طوائف طوائف طوائف...

اي طوائف مميّزة مسلحة وحاكمة وأخرى من دون أسنان!

طوائف وطنيّة لانها تدعم المقاومة وأخرى خائنة!

طوائف غنية وأخرى فقيرة!

طوائف فلسطينية وأخرى إسرائيلة وسورية وسعودية وإيرانية و...

ما نريده لبنان واحد يعيش بسلام مع الجميع!

 

لهذا السبب رفع نصرالله السقف وزارياً

"الحياة" - 2 حزيران 2018/حول ما تضمنه بيان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المكلف سعد لحريري عن الاجتماع الرباعي في شأن تضامنهم حول "ما يلي التأليف من مسؤوليات"، قالت المصادر إنهم "توقفوا أمام الأوضاع المقلقة في المنطقة وما يرافقها من تطورات دراماتيكية توجب البقاء على التضامن والتنسيق، إضافة إلى ملاحظتهم بأن موقع رئاسة الحكومة يجب أن يتمتع بالاستقرار والثبات أمام المهمات الملقاة على الحريري لجهة معالجة الوضع الاقتصادي الصعب، خصوصاً أن موقعي رئاسة الجمهورية والبرلمان يتمتعان بهذا الاستقرار الذي يوجب عدم إخضاعه أمام المحطات المقبلة للهزات والتهويل من النوع الذي يشهد الوضع السياسي بعض فصوله في عملية التأليف".  وعليه قالت المصادر المعنية بالاجتماع الرباعي إن "الرؤساء الأربعة تطرقوا إلى كلام السيد نصرالله عن اعتماد معيار التمثيل بإعطاء كل كتلة من 4 نواب وزير وبتمثيل العلويين والسريان".  وفي تقدير المصادر إياها أن "نصرالله رفع سقف مطالبه من أجل تمثيل حلفائه، ليوحي بأنه يطرح قضية تمثيلهم ويبرئ ذمته إذا جاءت الحكومة مغايرة لطموحاتهم". لكن المصادر نفسها دعت إلى "التعاطي بحذر مع هذا الاستنتاج مخافة أن يؤدي ذلك إلى تضخيم مطالب التمثيل فيزيد عوامل تأخير الحكومة، في إطار قد يتعدى التهويل". وفي المقابل، أبلغت مصادر سياسية بارزة "الحياة" بأن "حزب الله" أسر لبعض القوى السياسية التي تتواصل معه حول عملية التأليف أنه "على تفاهم كامل مع الحريري"، وأنه لهذا السبب حيّد الرئيس المكلف حين تحدث عن عدم الأخذ بوحدة المعايير في الحصص الوزارية حين حرص على القول إنه لا يقصد الحريري.

 

الحكومة لما بعد منتصف تموز

أحمد مطر/لبنان الجديد/02 تمّوز 2018

هل تشكيل الحكومة مرتبط بما سينتج عن مقررات هلنسكي بين ترامب وبوتين؟

 رئيسا المجلس والحكومة سيكونان في إجازة عائلية خارج لبنان. وبناءً عليه يكون ملف التأليف الحكومي في إجازة، ولأنَّ الوضع هكذا فإنَّ زيارة الرئيس الحريري لقصر بعبدا لم يكن الغاية منها حمل تشكيلة جديدة بمقدار ما كانت تثبيت هدنة التأليف إلى حين انتهاء الإجازات.

على ماذا تم الاتفاق في هدنة التأليف؟ جرى توضيح مسألة الصلاحيات ولا سيما تلك المتعلقة بصلاحية تأليف الحكومة، وهذا ما عبَّر عنه الرئيس المكلَّف بعد الإجتماع. وفي هذا الصدد إستغربت مصادر نيابية متابعة للتطورات التي ترافق عملية تشكيل الحكومة، وتوقفت عند الضجة المفتعلة حول هذه المسألة. وسألت عن الأسباب التي تدفع للتشكيك في تطبيق إتفاق الطائف عند كل إستحقاق مصيري، لا سيما المتعلق بعملية تشكيل الحكومات منذ ما بعد خروج سلطة الوصاية السورية من لبنان ما يوحي وكأن القيادات المعنية قاصرة عن حل هذه المشاكل بالرغم من وجود دستور واضح حددت بموجبه صلاحيات الرئاسات الثلاث لجهة التعاون فيما بينهم. فأين المشكلة، وهل تضارب الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة في مسألة تشكيل الحكومة يندرج في خانة تطبيق الطائف أم القفز فوقه؟ كما جرى التأكيد على أنَّ الحكومة العتيدة ستكون حكومة ثلاثينية وأنَّ حكومة ال24 وزيراً لا تمشي.

وجرى التأكيد أيضاً على أنَّ كل يوم في تأخير الحكومة ينعكس سلباً على الوضع الإقتصادي الذي يُحذِّر أكثر من خبير في شأنه، أنَّ المهل لتحسينه بدأت تضيق وأنَّ المعنيين يجب أن يدركوا أنَّ مهلة الستة أشهر هي الحد الأقصى المتاح، تحت طائلة وصول الوضع الى نقطة اللاعودة، وعندها لا يعود ينفع البكاء على الاطلال. وما يستلزم التوقف عنده حول الوضعين المالي والإقتصادي، هو أنَّ الإعداد لموازنة العام 2019 يبدأ بعد شهر، حيث يُفترض بالوزارات أن ترفع إلى وزارة المالية موازناتها، فتتولى بدورها جمعها لتعد من خلالها مشروع الموازنة، الذي ترفعه إلى مجلس الوزراء ليناقشه ويقره ويحيله إلى مجلس النواب، فتبدأ لجنة المال والموازنة النيابية درس أرقام الموازنة من ثمّ ترفعها إلى الهيئة العامة، فتكون الدورة العادية الأولى لمجلس النواب والتي تبدأ في تشرين الأول مخصصة لدرس الموازنة ليُصار إلى إصدارها في قانون قبل آخر سنة 2018.

أين نحن من كل هذا؟

كيف سيتمُّ البدء بإعداد موازنات الوزارات فيما الحكومة لم تشكَّل بعد؟

حتى لو تشكلت قريباً، وهذا مستبعد، فماذا عن البيان الوزاري؟

وكم سيستغرق من الوقت لإعداده ومناقشته والتصويت عليه لتنال الحكومة الثقة على أساسه.

ما يمكن قوله في هذا الحال أنَّ الحكومة العتيدة ستكون مسبوقة في كل الإستحقاقات الداهمة، وهكذا من الصعب أن تحقق النقاط التي يجب أن تحققها وفي الوقت المناسب، لأنَّ كلَّ النقاط متأخرة ولا يمكن استلحاقها بسرعة. هنا يخطئ من يعتقد بأن الطريق باتت سالكة امام عملية التأليف على الرغم من النقاش الهادئ بين الرئيسين لمناقشة التصور الذي قدمه الرئيس المكلف والذي لم يتم الاتفاق عليه بين الاثنين ما يعني أن أزمة التأليف ما تزال معقدة ويمكن القول انها بحاجة الى معجزة لتجاوز تلك العقد التي بعضها له علاقة بالداخل وهذا امر طبيعي تفرضه بالعادة لعبة التأليف خصوصاً لجهة الحصص والاحجام. وهذه بالتأكيد قابلة للحل، إذا ما قيست بالأسباب الخارجية التي بدأت تبرز بانعكاساتها على الداخل لتشكل عقبة امام عملية التشكيل ،وبهذ الحالة تصبح الهدنة التي من المفترض ان تشكل الارضية لاعادة الحيوية لعملية التأليف لاتبدو إلا حالة طرفية ومؤقتة، ولا يمكنها ان تؤسس لتلك الحيوية بالنظر لطبيعة الخلافات على علاقة لبنان بالخارج التي ما زالت عميقة ولا يمكن المراهنة على تذليلها لاسيما ما يتعلق منها بعلاقة لبنان مع الدول العربية، ومع الخارج وهذا الامر يعتبره الرئيس المكلف شرطاً لاستمرار التسوية التي افضت الى وصول عون الى بعبدا والحريري الى السرايا، والتي تنص بالاساس على سياسة النأي بالنفس حيال الخلافات العربية – العربية وبالتالي عدم تدخل لبنان في الشؤون الداخلية للدول العربية . فبهذه الحال كيف يمكن للرئيس الحريري ان يقبل التعاون مع "حزب الله" في الحكومة بعد خطاب السيد "نصرالله" الذي دفن فيه سياسة النأي بالنفس عندما تحدث عما اسماه بالعدوان السعودي الاماراتي على الشعب اليمني ، وعند حديثه عن الوضع جنوب سوريا ودور "حزب الله" في تلك العملية، هذه المواقف التي تعكس نفسها على الواقع الداخلي وهي كافية لوقف حركة الاتصالات المتعلقة بحلحلة العقبات الداخلية. فلو كانت أزمة تشكيل الحكومة داخلية لكانت حُلّت من زمان، هذا ما يقوله أصحاب نظرية ربط الداخل اللبناني بالخارج وتطوراته الإقليمية والدولية ومدى تأثيرها على الأزمة اللبنانية في شكل عام، وعليه فإن أوساطاً سياسية متابِعة تتجه إلى تبني رأي الذين يقولون إن الحكومة لن تبصر النور قريباً لأسباب تتجاوز المَخارج غير المستحيلة لتمثيل "القوات" و "الاشتراكي"، إذ أن ثمة صراعًا خفيًا على التوازنات المتّصلة بإدارة السلطة في الداخل وباعتبارات إقليمية غير خافية في لحظة حدة الصراع في المنطقة بين الاطراف الدوليين والإقليميين، وهو الصراع الذي سيكون طبَقاً رئيسياً في قمة هلسنكي بين الرئيسيْن دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في 16 تموز المقبل.

وتعتقد هذه الأوساط أن هروب المسؤولين اللبنانيين إلى الأمام وتأخير التأليف لا علاقة له بحصة هذا الفريق أو ذاك بمقدار ما هو إنتظار ما ستسفر عنه قمة هلسنكي وما سينتج عنها.

 

 بدء تنفيذ مرسوم التجنيس... وملاحظات قاسية من حزب الله عليه!

لبنان الجديد/02 تمّوز 2018 / يعود ملفّ التجنيس إلى الواجهة مجدّداً بعد كلام السيّد حسن نصرالله الأخير عن أنّ لحزب الله ملاحظات حول المرسوم، ما يدلّ إلى أنه لم يشأ أن يتمّ التعاطي مع هذا الموضوع في الإعلام، بل سيتم التعامل مع هذا الملف بطرقٍ أخرى. وفي هذا السياق، علمت "الجمهورية" أنّ موفداً من الحزب، ويُرجّح أن يكون رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، سيزور قصر بعبدا خلال الساعات المقبلة، لينقلَ ملاحظات الحزب إلى رئيس الجمهورية على هذا المرسوم. وتردَّد أنّ هذه الملاحظات ستكون قاسية. وفي المعلومات كذلك أنّ مرسوم التجنيس بدأ تنفيذه على رغم الكلام عن تجميده في انتظار أن يبتّ به مجلس شورى الدولة.

 

القوات حريصة على انجاح لقاء عون - جعجع

لبنان الجديد/02 تمّوز 2018 /تُعوّل "القوات اللبنانية" على لقاء رئيسِها الدكتور سمير جعجع مع الرئيس عون، حيث أكّدت نقلًا عن صحيفة "الجمهورية" حرصَها على إنجاح اللقاء، "إذ يُفترض أن يطويَ صفحة العقَد الحكومية من جهة، ويُحيي العلاقة بين القوات والتيار، ويفتح صفحةً جديدة مع انطلاقة الحكومة العتيدة في الأيام والأسابيع المقبلة، خصوصًا بعدما اعترت العلاقة شوائبُ كثيرة أخيرًا". في السياق، قالت مصادر "القوات": "ننتظر الترتيبات التي يُعدّها الرئيس ريثما يكون درَس تصوّرَه الذي سيطرحه علينا لكي تكون الجلسةُ جلسة حلول ونخرج بنتائج مرجوّة، ويبدو أنّ الرئيس يأخذ وقته لدرس الخيارات والاحتمالات التي سيطرحها علينا للخروج بالتصوّر المطلوب، من جهتِنا نحتفظ لنفسنا بحجم التمثيل الوزاري الذي يتناسب مع حجمنا النيابي في ضوء الوكالة الشعبية التي أُعطيَت لنا وفي ضوء تفاهمِ معراب الذي أعيدَ العمل به، لكن بالنسبة إلينا لم نوقِف العمل به لحظة. وأضافت، ما أشيعَ عن أنّنا خرَقنا التفاهم السياسي في مواجهة العهد هو كلام تضليلي، فـ "القوات" شكّلت المرتكز الأساس للتسوية الرئاسية والسياسية ورشّحت العماد عون وساهمت بفاعلية في فتحِ طريق قصر بعبدا أمامه، وكانت ولا تزال تدعم العهد بقوّة وتدعم صلاحيات رئيس الجمهورية ومهامَّه ودوره والسياسات الوطنية الكبرى، بدءًا من قانون الإنتخاب وصولًا إلى ملف النازحين. أمّا مرسوم التجنيس ويأخذ البعض عليها أنّ القوات طعنت به، فإنّ أوّل مَن طعَن به هو فخامة الرئيس من خلال تكليف الأمن العام إعادة التدقيق به، لذلك نعتبر أنّ طعننا مسألة طبيعية، خصوصًا أنّ الثغرات التي ظهرت في تقرير الأمن العام أكبر دليل على صحة توجّهِنا، فالمرسوم مليء بالثغرات ويجب وضعُ حدّ لها من خلال إبطاله برُمّته. من جهة أخرى، أضافت المصادر: "القوات تدعم العهد وكلّ سياساته، لكن يجب التمييز بين السياسات الوطنية الكبرى وبين اليوميات السياسية من كهرباء ونفط وغيره، فـ (حزب الله) عارَض كما عارَضنا، لذا، لا تُحاسَب القوات على موقف بالطالع وموقف بالنازل في تأييدها للعهد، هي تدعمه في سياساته الكبرى، لكن في التفاصيل والملفات الأخرى فلكلّ طرفٍ موقفه".

 

الحريري يجمع عون وجعجع: القفز عن باسيل؟

منير الربيع/المدن/لإثنين 02/07/2018/عكس اجتماع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري مع رؤساء الحكومة السابقين، فؤاد السنيورة، نجب ميقاتي وتمام سلام، مدى خصوصية وضع تشكيل الحكومة، وحراجته بعد ما حصل من تصارع بشأن الصلاحيات. أوضح الاجتماع أن البيان الرئاسي الذي أراد الحريري القفز فوقه وعدم التعليق عليه، لم يمرّ مرور الكرام لدى السنّة. فالقصة لم تعد تتعلّق بالحصص والحقائب، بل وصلت إلى حدود التلاعب بالصلاحيات وبالتركيبة التي أرساها اتفاق الطائف. الأهم، أن اللقاء ومضمونه جاءا بعد زيارة الحريري إلى قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، وخروجه بموقف إيجابي بعد اللقاء بأنه يتفق مع الرئيس ولا خلاف بينهما، وبأن الدستور واضح لجهة الصلاحيات. لم يرد الحريري الدخول في سجال مع رئيس الجمهورية. لذلك، تحدّث بمنطق إيجابي. الأمر الذي فهمه كثر على أنه تنازل عن صلاحيات مقابل الحفاظ على التسوية الكبرى. وربما هذا التفسير هو ما استدعى لقاء رؤساء الحكومات. خلال كلامه من قصر بعبدا، سُئل الحريري عن موقفه من البيان رئاسة الجمهورية الذي تحدّث عن صلاحية دستورية تمنح الرئيس حق تسمية نائب رئيس للحكومة، وحصة وزارية تسانده، فجانب الردّ على ذلك. فيما الردّ العملاني عليه كان في لقاء بيت الوسط، الذي تتضارب المعلومات بشأن من دعا إليه. فإذا ما دعا الحريري رؤساء الحكومات السابقين لدعم موقفه، لماذا أطلق موقفاً إيجابياً من بعبدا؟ يدخل البعض في تحيلات عدة، بأنه لا يريد الدخول بأي سجال، ولكنه أيضاً لا يريد التنازل عن صلاحياته، ولا يريد الظهور بموقع الضعيف.

في المقابل، هناك من يعتبر أن رؤساء الحكومات هم من تحركوا بعد اتصالات عدة وربما بايحاءات خارجية، لتدعيم موقف رئيس الحكومة المكلف، تثبيته على موقفه لعدم تقديم أي تنازل في هذا المجال. وتشير الأجواء المسرّبة من اللقاء إلى أن التأكيد تركز على دعم موقف رئيس الحكومة واحترام الدستور وعدم تجاوز الصلاحيات التي نصّ عليها في عملية تشكيل الحكومة. بالإضافة إلى التأكيد على نقطة أساسية وهي اعتبار رئيس الحكومة المكلّف ومن يدعمه بأن المشكلة التي تعرقل التشكيلة ليست لديه، وهي تتعلّق بالاتفاق على الحصة المسيحية، والتوافق حول توزيع المقاعد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية مناصفة، أو الوصول إلى تسوية ترضي الطرفين، كحصول القوات على 4 وزارات من بينها حقيبة سيادية. ما لا يمانعه أي طرف آخر غير التيار. وعلى هذا الأساس اندفع الحريري بفكرة طرح عقد لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، للبحث في كيفية تسهيل إنجاز التشكيلة الحكومية، وسط تغييب متعمّد لرئيس التيار جبران باسيل، إذ إن القوات تشدد على أن التفاهم عقد مع عون وليس مع باسيل، ومن يبتّ بهذا الأمر هو عون شخصياً وليس باسيل. وهذا أيضاً ما سلكه الحريري مؤخّراً ولو كان من ناحية الشكل، بحيث فضّل أن يحصر مشاوراته مع رئيس الجمهورية ولم يلتق وزير الخارجية في الموعد الذي كان محدداً قبل أيام. وهذا أيضاً ما عززه إيفاد الحريري وزير الثقافة غطاس خوري إلى بعبدا للقاء عون واستكمال النقاش، بدلاً من لقاء خوري مع باسيل. إلا أن قنوات الاتصال عادت وتفعّلت لتبريد الأجواء بين الرجلين، وعقد لقاء بينهما سيشكل انطلاقة جديدة في المشاورات.

وسط هذا النقاش، لا يزال التضارب على حاله إزاء التوقعات بقرب تشكيل الحكومة من عدمه. فالبعض يعتبر أن الحكومة بعد حصول هذه اللقاءات والتفاهم بين عون وجعجع ستكون سريعة التشكيل. فيما يعتبر البعض الآخر أن ما يجري يؤشر إلى تأخر الولادة الحكومية، بسبب انتقال النقاش إلى أمور دستورية وسياسية عامة، بدلاً من النقاش في التفاصيل. وهذا ما دخل عليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أيضاً، الذي أعلن تمسّكه بتسمية ثلاثة وزراء دروز، وبأنه لم ولن يتنازل عن هذا المطلب، مع وجوب التقيّد بنتائج الانتخابات. وأرفق جنبلاط موقفه هذا، بتغريدة ساخرة مشبّهاً طريقة تشكيل الحكومة بالذي يريد أن يصنع من البزرة سوشي. وهذا موقف يؤشر إلى التباعد في الرؤى واستبعاد الولادة الحكومية، إلا إذا كان جنبلاط قد أطلق موقفه هذا وسط أعجوبة قد تقرّب الولادة الحكومية. وبذلك يكون موقفه الذي جدد التأكيد عليه، سيدخل في خانة تحقيق انتصار له، طالما أن التشكيلة لحظت كل مطالبه.

ولكن، ما يؤشر إلى ابتعاد الولادة، هو موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي أكد المطالبة بالإسراع بإنجاز التشكيلة، لكنه رفع سقف خطابه، بأنه إذا ما استمرّت المطالبات غير المنطقية بين بعض الاطراف، فإن الحزب وحركة أمل سيذهبان إلى المطالبة بحصّة أكبر من ستة وزراء مقارنة بعدد النواب في كتلتيهما النيابية. وإذا ما ربط موقف نصرالله بموقفه الآخر، وهو الدخول على خطّ العمل على معالجة ملف اللاجئين، يصبح الربط أكثر منطقية بين عملية التشكيل واستحقاقات أخرى مرتبطة بما هو خارج الحدود، والتي تسهّل التشكيل حال التوافق عليها.

 

المصنع: العابرون اللبنانيون أكثر من اللاجئين العائدين

لوسي بارسخيان /المدن/الإثنين 02/07/2018/لولا إعلان مديرية الأمن العام اللبناني عن عودة طوعية لعدد من اللاجئين السوريين عبر معبر المصنع وتحديدها موعدها عند السابعة والنصف من صباح الأحد في 1 تموز 2018، لكان موكب العائدين إلى سوريا قد عَبر ظهراً من دون أن يتنبه إليه أحد، بل كاد هؤلاء بعددهم المتواضع يذوبون وسط قوافل العابرين اللبنانيين، الذين احتلوا مكاتب الخروج سالكين ساحة المصنع الحدودية بعشرات الحافلات الكبيرة في اتجاه مقامي السيدة زينب والسيدة خولة. بدت مستغربة اضاءة الأمن العام على هذه العودة، مع أنها ليست العودة الجماعية الأولى عبر معبر المصنع، بل سبقتها في شهر نيسان عودة جزئية لعدد من نازحي بلدة بيت جن الذين كانوا يقطنون في منطقة شبعا الجنوبية. وقد تبع ذلك، وفق ما أكدته مصادر الأمن العام لـ"المدن"، عودة فردية لكثيرين، بعيداً من المصالحات القائمة في بعض المناطق السورية من أجل استعادة أبنائها. إلا أن العلامة الفارقة في العودة الأخيرة، هي في رمزية "منطقة المصالحة" هذه المرة. أي معضمية الشام، التي شهدت مواجهات عنيفة بين النظام والمعارضة خلال فترة الأحداث. ما جعل العودة إليها محملة بالرسائل التي أرادت السلطات السورية توجيهها إلى أهالي هذه المنطقة، بعدما ظهرت كراع أساسي للعودة من خلال "مكتب الامن الوطني" وعملت على التدقيق بأسماء العائدين من خلال لجنة مصالحة المعضمية. عليه، كان بارزاً مع استكمال الاجراءات الحدودية لخروج العائدين من الحدود اللبنانية، حضور أعضاء لجنة المصالحة ورئيسها المحامي أكرم الجميلي إلى منطقة المصنع، من أجل نقل العائدين بحافلتين سوريتين وضعت على واجهتيهما عبارة "شعب واحد في بلدين". ورافق كل منهما عنصر من الفرقة الرابعة في الجيش السوري، لمراقبة صعود العائدين إلى الحافلتين من أمام مكاتب الأمن العام اللبناني، لينضما اليهم بعد استكمال الاجراءات.

وكان العدد الأخير للموكب الجماعي الأول للعائدين قد استقر على 51 لاجئاً من أبناء المعضمية، بعدما تسجل على اللوائح التي قدمتها لجنة المصالحة إلى الأمن العام اللبناني 63 لاجئاً، جلهم من النساء، وبينهم 14 طفلاً، اخضعوا على الحدود اللبنانية للقاحات ضد الشلل.

جميع هؤلاء اللاجئين كانوا يقيمون في منازل وليس في مخيمات. وقد استقر القسم الكبير منهم في بلدة الصويري، الذي بات أحد أحيائها يعرف بحي أهل المعضمية، بالاضافة إلى بلدات تعلبايا وسعدنايل وبرالياس.

وصل هؤلاء العائدون إلى منطقة المصنع قرابة العاشرة صباحاً، في حافلة واحدة وخمس سيارات، بالإضافة إلى شاحنة كبيرة نقلت أمتعتهم. ومع أن بعضهم كان غير واثق مما ينتظره في بلده، فقد اكتفى بالتطمينات التي تلقاها من لجنة المصالحة عن توفر المسكن أقله، بالإضافة إلى البنى التحتية، بعدما سمع بعضهم مثل هذه التطمينات من أهلهم الذين خلفوهم في المعضمية، وكانوا يرغبون بالعودة، كما أكدوا منذ سنوات. وما حال بينهم وبين ذلك، هو "كسر الاقامة" الذي تعرضوا له، وجعل وجودهم في لبنان غير شرعي ويعرضهم للملاحقة القانونية. وتوضح مصادر الأمن العام اللبناني لـ"المدن" أنه من التسهيلات التي أقدمت عليها السلطات الحدودية بناءً للقرار السياسي، هي اعفاء الراغبين بالعودة من غرامات التأخير في الاقامة، على أن يتسنى للخارجين العودة إلى لبنان كزوار إذا رغبوا بذلك لاحقاً. ولما كان معظم المغادرين مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فقد كان لافتاً أيضاً حضور مندوبيها لمواكبة عملية المغادرة. مع حرص ممثل المفوضية على أن يؤكد أمام وسائل الإعلام على الدور الرقابي لـUNHCR من دون محاولات التأثير في خيارات الراغبين بالعودة. فسجل مندوبوها أسماء هؤلاء للتأكد من سلامتهم في الاراضي السورية. وأوضحت مصادرها لـ"المدن" أن المفوضية ستواصل تقديم الخدمات للمسجلين في الفوضية العائدين لشهرين فقط، ريثما يتأكد "استقرار" هؤلاء في بلدهم، وعدم رغبتهم بالنزوح مجدداً من هناك.

وهذه الاجراءات للمفوضية، بالإضافة إلى اجراءات الأمن العام، لم تستغرق وقتاً كبيراً على الحدود نظراً لضآلة عدد الراحلين. ومع ذلك، انتظر هؤلاء ساعات طويلة، أطول من المسافة التي تفصل منطقة المصنع عن المعضمية، التي أكد بعضهم امكانية اجتيازها سيراً على الاقدام بساعتين فقط. وهي الفترة التي انتظرها العائدون بعضهم في السيارات الملتهبة، وبعضهم يبحث عن الفيئ حتى تحت سطح مدخل الحمامات، إلى أن وصلت لجنة المصالحة برفقة حافلتي البولمان، وعنصري الفرقة الرابعة، فتراجع عدد العائدين بسياراتهم إلى اثنين فقط، فيما توزع باقي العائدين على الحافلتين اللتين انطلقتا قرابة الثانية عشرة والنصف شبه خاليتين، بعدما تمكن الأمن العام اللبناني من تحديد الرقم النهائي للعائدين، الذي بدا أنه لن يكون مؤثراً في تخفيض عدد النازحين، أو أقله في الحد من ظاهرة العبور غير الشرعي للأراضي اللبنانية. فاستمرت فصوله بالتزامن مع "العودة المسهلة" لأبناء المعضمية، مع توقيف الجيش اللبناني لعشرات الاشخاص، جلهم من النساء والأطفال، الذين كانوا يحاولون عبور المعابر غير الشرعية من لبنان وإليه. وقد جمعوا أمام أحد مكاتب الأمن العام اللبناني في منطقة المصنع، بانتظار انجاز الاجراءات، فإما ترحيلهم أو إعادتهم إلى الأراضي اللبنانية.

 

النفايات تتراكم في صيدا: الخلافات السياسية أو المطامع؟

خالد الغربي/المدن/الإثنين 02/07/2018/تراكمت النفايات في شوارع صيدا ومنطقتها، بعد قرار الإدارة المشغلة لمعمل فرز النفايات في المدينة اقفال أبوابه وعدم استقبال النفايات احتجاجاً على ما اعتبرته تعدياً واضحاً على عمالها من قبل النائب أسامة سعد وأنصاره. لكن، هل يحق لإدارة المعمل اتخاذ قرار كهذا؟ يجيب رئيس البلدية محمد السعودي بالإيجاب، مشيراً إلى مساع يقوم بها لاستئناف عمل المعمل. وزاد من أزمة النفايات أن مسلخ صيدا توقف عن العمل لعدم استطاعته نقل بقايا الذبائح. في المقابل، هدد النائب سعد بضرورة رفع النفايات قبل يوم الاثنين وإلا! فهل تكون النفايات سبباً لانفلات الشارع في صيدا؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ أشبه بنداء عسكري عمم سعد في تصريح له، على أعضاء التنظيم وكوادره، "البقاء على أهبة الاستعداد للتحرك"، محدداً نقطة الصفر للتحرك والتصعيد، "إذا لم يتم جمع النفايات قبل يوم الاثنين". ووفق معلومات "المدن"، فإن محتجين سيقومون بإزالة نفايات من الشوارع ورميها أمام منازل رئيس البلدية والسياسيين الداعمين للمعمل وادارته. لم تعد القصة موضوع نفايات. إنها إعادة رسم خريطة المشهد السياسي في صيدا، يجزم متابعون. وما كان مقبولاً قبل الانتخابات ليس مقبولاً بعدها، إذ ثمة أمور كثيرة تغيرت في المشهد المحلي والإقليمي. معمل فرز النفايات بصيته السيء، ولاد للمشاكل والاشكالات. عشرات الاعتصامات نفذها محتجون على طريقة عمله غير المستوفية لشروط فنية وقدرته الاستيعابية. لكن المعنيين لم يحركوا ساكناً، بل مضوا في تحديهم وأداروا اذنهم الطرشاء. فالمعمل مدعوم وتتوفر له غطاءات سياسية. ورغم أحقية التحركات والمطالب المشروعة للمحتجين، ثمة من يرى أن رجال أعمال وسياسيين يضعون عيونهم على المعمل الذي يدر أرباحاً مالية كبيرة، ويرغبون بالمشاركة أو حتى إقامة معمل بديل أو إنشاء محرقة بمواصفات عالية الجودة. الاستثمار في النفايات مربح، والمتربصون بالمعمل يستفيدون من التحركات العفوية لتغليب وجهة نظرهم في المشاركة أو طرح البدائل. بين الجد والهزار ينقل صيداويون أن رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ذهل عندما علم سابقاً أن مليون دولار تقريباً هي أرباح المعمل شهرياً. أما إدارة المعمل فقد لمحت في بيان لها، صدر قبل أيام، إلى دور ما لرجل الاعمال محمد زيدان، الذي تربطه شراكة بالسنيورة، قائلة: "جاء محمد زيدان قبل عامين برفقة النائب أسامة سعد في سياق حملة لا علاقة لها اطلاقا بالمصلحة العامة". أبعد من النفايات والمعمل، الخوف هو من انفلات الأمور وعدم ضبط الشارع. الجماعة الإسلامية، وفي بيان لها، حملت مسؤولية الاضرار اللاحقة بالمواطنين إلى إدارة المعمل، مؤكدة "رفض الظلم والضرر الواقع على أبناء صيدا وحق المواطن في التعبير السلمي عن رفض هذا الواقع".مناصرو التنظيم الشعبي الناصري احتفوا بانجازهم "الثوري" باقتحام المعمل، وهم تحدثوا عن استعادة كرامة صيدا، وكيف أن سعد "قاد الهجوم على المعمل بنفسه". وهم قالوا إن "التحرير" يبقى منقوصاً "ما لم يتم تحرير بلدية صيدا واسقاط محمد السعودي. وهذا ما سيحصل الاثنين، إذ دعا التنظيم إلى تجمع شعبي في مبنى البلدية لمطالبتها بإصدار تسعيرة عادلة للمولدات. علماً أن مجلس الأمن الفرعي دعا لاجتماع يوم الاثنين لبحث التطورات. كثيرون يعتقدون أن تصعيداً سيحصل قبل موعد اجتماع المجلس من أجل فرض وقائع ميدانية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تطورات غزة والجنوب السوري وتعزيزات عسكرية إلى الجولان

لبنان الجديد/02 تمّوز 2018

 التعزيزات العسكرية في الجولان وتطورات الجنوب السوري والاتصالات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل والأوضاع في قطاع غزة وعناوين أخرى كانت ضمن اهتمامات إعلان العدو صباح اليوم الإثنين. صحيفة معاريف :

سارة نتنياهو تتهم الطباخة السابقة بمنزل رئيس الحكومة بأنها كذابة وامرأة مقيتة.

السفير القطري في غزة، "إسرائيل" وحماس تجريان اتصالات غير مباشرة لتسوية الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

أزمة ساحة البراق على أبواب الحل، ونتنياهو يبحث عن بديل ل أيلت شكيد.

الوزير يعقوب شتاينتس: " تعايشنا مع انتصار الأسد"، ولكن يدنا لازالت العليا. 

صحيفة إسرائيل هيوم:

سكان الجولان يتابعون ما يجري على الجهة الأخرى من الحدود، ويرون بأم أعينهم مخيمات اللجوء بسبب الحرب الأهلية.

على خلفية سياسية الهجرة، وزير الداخلية الألماني يستقيل.

شريط ضد حركة حماس في قطاع غزة، جريح يطالبها الاهتمام بقضية الجرحى.

جيش الاحتلال الإسرائيلي عزز منظومة الكشف عن إطلاق الصواريخ من غزة.

صحيفة يديعوت أحرنوت:

"إسرائيل" تجري اتصالات غير مباشرة مع حركة حماس لتسوية إنسانية في قطاع غزة.

تبرئة متهم من حيازة كوكايين بسبب إجراءات تفتيش غير صحيحة.

بدون الأحزاب الدينية، وبدعم من حزب يش عتيد، قانون التجنيد يصل للتصويت في الكنيست الإسرائيلي.

ناشطة يهودية أمريكية في منظمة ال BDS منعت من دخول فلسطين المحتلة. 

صحيفة هآرتس: دعم يائير لبيد لقانون التجنيد حل معضلة الأحزاب الدينية.

وزارة الداخلية الإسرائيلية ترفض دخول يهودية أمريكية ناشطة في منظمة ال BDS.

سارة نتنياهو للمحققين، طباخة منزل رئيس الحكومة كاذبة ومقيتة.

ترمب يعترف، الاتفاق مع كوريا الشمالية قد لا يطبق.

فوز مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية المكسيكية.

موقع واللا نيوز:

مدينة جديدة للاجئين السوريين على الجانب الآخر من الجولان السوري بسبب المعارك جنوب سوريا.

بعد ضربات الجزاء، اسبانيا والدنمرك خارج مونديال روسيا 2018.

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعزز منظومة الكشف عن الصواريخ في منطقة النقب الغربي.

القناة العاشرة الإسرائيلية:

اليوم التصويت على قانون التجنيد في الكنيست الإسرائيلي رغم معارضة الأحزاب الدينية، ويش عتيد يدعم القانون.   القناة الثانية الإسرائيلية:

في “إسرائيل” سهل جداً الحصول على الأدوية المسكنة للألم.

مرشح اليسار لمنصب الرئيس فاز في الانتخابات المكسيكية.

احتجاجات ضد النظام في إيران.

رسائل إسرائيلية للأسد، لا تنشر قوات على الحدود مع الجولان المحتل.

فضائية 20 الإسرائيلية:

متمردون سوريون يطلبون حماية إسرائيلية.

يوم صعب مر على غلاف غزة، 30 حريقاً في يوم واحد.

وزير المالية الإسرائيلي يقترح رفع رواتب الجنود ل 2000 شيكل.

وكالة الأنباء العبرية 0404:

جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف بالقرب من مطلقي الطائرات الورقية، والبالونات المشتعلة في قطاع غزة.

غضب اليمين الإسرائيلي بسبب لقاء تحت عنوان "أطفال تحت الاحتلال" عقدته منظمات حقوقية إسرائيلية.

يوم الأحد، حوالي 25 حريقاً في التفافي غزة بفعل الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

القناة 14 العبرية:

اليوم تصوت الكنيست على النسخة المعدلة من قانون التجنيد الإسرائيلي بالقراءة الأولى.

اعتقال 7 موظفين حكوميين كبار وأصحاب فرق كرة بتهمة التهرب الضريبي.

تقارير فلسطينية: أبو مازن يجري مباحثات لإقامة حكومة وحدة وطنية جديدة.

تعزيزات عسكرية إلى الجولان:

قال الجيش الإسرائيلي إنه أرسل الأحد تعزيزات عسكرية مكونة بالأساس من الدبابات والمدفعية إلى هضبة الجولان السورية المحتلة كإجراء احترازي بعد احتدام القتال قرب الحدود بين قوات النظام السوري والمعارضة.

وأوضح جيش الاحتلال على حسابه في تويتر أن "القوات التي جرى نشرها صباح اليوم جزء من التحضيرات والاستعداد في ضوء التطورات بهضبة الجولان".

من جهته، قال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إن قواته "ستواصل الالتزام بمبدأ عدم التدخل فيما يحدث في سوريا إلى جانب سياسة الرد القوي في حالة تعرض سيادة إسرائيل إلى أي اعتداء أو تعريض سكانها للخطر".

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل أبلغت النظام السوري عبر روسيا والولايات المتحدة أنها لن تقبل وجودا عسكريا لغير الجيش السوري بالمنطقة الحدودية.

إسرائيل تراقب:

كما أوضحت إسرائيل أنها تريد التزاما تاما من النظام السوري باتفاقية فصل القوات لعام 1974، وهو الاتفاق الذي يحدد مناطق تمركز الجيش السوري والمناطق العازلة، وكمية الأسلحة المسموح بدخولها هذه المناطق ونوعيتها.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الجيش يراقب التطورات ويسعى لمعرفة هوية القوات العاملة باسم الجيش السوري في المنطقة، كما أنه "لن يقبل وجود قوات غيره خلال المعارك وبعد السيطرة على المنطقة" في إشارة للمليشيات الشيعية التي تدعم النظام وعلى رأسها حزب الله اللبناني.

وكان جيش الاحتلال قد استدعى خلال منتصف الشهر الماضي آلافا من جنود الاحتياط لما ادعى أنها مناورات مفاجئة وصفت بالكبيرة بالجولان السوري المحتل امتدت لعدة أيام، وحاكت حربا شاملة على الجبهة الشمالية. وجاء ذلك عقب انتهاء سلاح الجو من مناورات عسكرية.

يُذكر أن قوات نظام الأسد مدعومة بسلاح الجو الروسي أطلقت مؤخرا عملية عسكرية للسيطرة على مناطق من جنوبي.

سيناريوهات جديدة بشأن غزة:

قالت وسائل إعلام عبرية، الاحد، إن القيادات العسكرية في إسرائيل تدرس 3 سيناريوهات رئيسية بشأن الأوضاع الراهنة في قطاع غزة.

وبحسب موقع "والا" العبري فإن السيناريو الأول هو: أن "يؤدي سوء التقدير إلى تصرف غير مناسب ينتج على إثره سلسلة من ردود الفعل التي قد تنتهي بعملية عسكرية واسعة في “القطاع المحاصر، بحسب موقع "عرب48 وأشار إلى سيناريو آخر يتضمن "تزايد المشاركة" المدنية في فعاليات مسيرات العودة السلمية بمحاذاة الشريط الأمني على طول الجهة الشرقية للقطاع، "جراء خروج الطلاب للعطلة الصيفية وانتهاء مرحلة المجموعات في المونديال وانخفاض وتيرة المباريات ".

والسيناريو الثالث يتمحور حول تصعيد محتمل يعقب الإعلان المرتقب عن "خطة السلام" التي تعبر عن رؤية الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، المعروفة باسم " صفقة القرن "، والذي يبدو وشيكًا، إثر الرفض العلني للقيادات الفلسطينية سواء في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر للوساطة الأميركية في المفاوضات مع إسرائيل، على اعتبارها منحازة تماما للطرف الإسرائيلي .

في ذات السياق قال الموقع إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قرر نشر منظومات رادارية متقدمة تعمل بتقنية منظومة "القبة الحديدية" في مناطق جنوب إسرائيل لمواجهات البالونات الحارقة التي يطلقها الشبان الفلسطينيون من قطاع غزة .

ونقل الموقع عن قيادات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقديراتهم بأن يؤدي "التوتر" الذي يشهده قطاع غزة إلى انفجار قد يقود إلى تصعيد عسكري، وذلك على الرغم من "التحركات التي تجري وراء الكواليس لتسوية بعض المشاكل في قطاع غزة"، على حد وصفهم .

وأضاف أنه إذا ما أدت الرشقات الصاروخية التي تطلقها المقاومة الفلسطينية باتجاه مناطق غلاف غزة" إلى إصابة إسرائيليين، سيكون رد الاحتلال عنيفًا".

وأشار المصدر إلى أن الإجراءات العسكرية التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لا تأتي بمعزل عن المشهد بالجنوب السوري، واعتبر أن تدهور الأوضاع الذي قد ينتج عن الحملة العسكرية التي يشنها جيش النظام السوري المدعوم بالطيران الحربي الروسي وبمشاركة قوات إيرانية أو حزب الله اللبناني في المعارك الدائرة في درعا، قائلا: "إذا تدهور الوضع على الحدود السورية، فقد تدفع طهران حماس أو الجهاد الإسلامي إلى التحرك ضد إسرائيل".

المشكلة الأساس: القنيطرة

إسرائيل لا تريد أن تتدخل الميليشيات الإيرانية أو حزب الله مع قوات الأسد.

وكتب تل ريف رام في صحيفة معاريف مقالا تحت عنوان : المشكلة الأساس: القنيطرة إسرائيل لا تريد أن تتدخل الميليشيات الإيرانية أو حزب الله مع قوات الأسد .

وقال : المعارك جنوب سوريا والمعركة التي تقترب من الحسم في محافظة درعا ستكون على ما يبدو الفصل الأول من صلة الأحداث في سوريا بالوضع الأمني في الشمال من جانب إسرائيل أيضاً. فالتحديات القادمة كفيلة بأن تثير معاضل ذات مغزى أكبر في كل ما يتعلق بالتدخل العسكري من جانب إسرائيل، ولا سيما من الجو، إذا ما تمت أعمال جيش الأسد بخلاف اتفاق فصل القوات الذي وقع نهاية أيار 1974م ورتب منطقة الفصل.

إن قصة المساعدة الإنسانية تحتل الآن مركز اهتمام إعلامي في إسرائيل أيضاً، وفي هذه المواضيع يخوض الجيش الإسرائيلي حملات لوجستية، ومن أجل تحقيقها ثمة حاجة إلى غلاف عملياتي، وبعدما تحسم المعركة في درعا قريباً فإن الفصل الثاني من إعادة احتلال جنوب سوريا سيتم في منطقة القنيطرة وفي مجال الحضر على مسافة قريبة جداً من الحدود مع إسرائيل. ومن غير المستبعد، وكجزء من الجهد العسكري، سيحاول السوريون أن يُدخلوا إلى مجال فصل القوات جيشاً يحظر أن يكون في هذه المنطقة، وهذه ستكون أول معضلة للجيش الإسرائيلي.

في إسرائيل يقولون إنه لا توجد نية للتنازل بكل ما يتعلق بمنطقة الفصل، ويعتزمون الإصرار والتشدد في موضوع اتفاق فصل القوات.

ولكن المسألة لل تتعلق بجيش الأسد فقط، ففي إسرائيل يستعدون لاحتمال معقول بأن تكون تركيبة قوات جيش الأسد التي ستقاتل على مقربة جداً من الحدود مع إسرائيل، هي قوات من الميليشيات الشيعية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني وقوات من حزب الله، وهذا خط أحمر أعلنت عنه إسرائيل علناً..

فيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، فإن المعارك الأخيرة المتوقعة في هضبة الجولان هي أيضاً جزء لا يتجزأ من تصميم الواقع المستقبلي على طول الحدود. ليس لإسرائيل أي مشكلة إذا ما كانت هذه قوات الأسد فقط، ولكن أي إدراج لقوات إيرانية أو قوات حزب الله، حتى ضمن محاولات الانخراط في جيش الأسد، سيرفع على الفور التوتر على الحدود الشمالية. ففي إسرائيل يعتزمون الإصرار على ذلك حتى في أثناء المعارك المتوقعة في هضبة الجولان في الأيام القريبة المقبلة، وذلك إلى جانب ضرورة استمرار العمل ضد أهداف إيرانية في سوريا.

في هذا السياق، فإن للزيارة العاجلة التي يقوم بها رئيس الأركان غادي آيزنكوت إلى الولايات المتحدة ليحلّ ضيفاً على رئيس الأركان الأمريكي الجنرال جوزيف تانفورد، أهمية في الرسالة الواضحة التي تأتي من الولايات المتحدة والموجهة أيضاً إلى الروس: في كل ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي ضد تثبيت وجود إيراني في سوريا، يوجد الأمريكيون خلف إسرائيل. ولكن رئيس الأركان لم يسافر إلى الولايات المتحدة فقط من أجل رسالة مشتركة، ويمكن التقدير بأن المداولات العاجلة عنيت بمواضيع عملياتية وبسيناريوهات كفيلة بأن تنشأ في ضوء الواقع المركب في المنطقة.

 

هل تراهن أمريكا على مجاهدي خلق لإسقاط النظام؟

 علي شريفي/لبنان الجديد/02 تمّوز 2018

أين موقع منظمة مجاهدي خلق عند الشعب الإيراني بعد سقوط النظام؟!

 عقدت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة للنظام مؤتمرها السنوي خلال يومي السبت والاحد في العاصمة الفرنسية باريس شارك فيه العديد من السياسيين الأوروبيين والأمريكيين ومنهم رودي جولياني المستشار القانوني للرئيس الأمريكي ترامب وبرنار كوشنر وزير خارجية فرنسا السابق.

وشهد المؤتمر حضورًا حافلًا لمناصري المنظمة واعضاءها المنتشرين في العديد من الدول الأوروبية خاصة من ألبانيا التي أصبحت ملاذا آمنا لأعضاء تلك المنظمة بعد تعرضهم للقمع والقتل في معسكر الأشرف قرب بغداد. وفي ظل التكتم الشديد حول مصير زعيم المنظمة السابق مسعود رجوي، الذي غاب عن الانظار منذ 15 عامًا ترأست زوجته مريم المؤتمر. وفي العام الماضي دعت المنظمة جان بولتون الذي عينه الرئيس ترامب قبل أشهر مستشارًا للأمن القومي. وقد اعترف بولتون وغيره في وقت سابق انهم تلقوا أموالًا من منظمة مجاهدي خلق لقاء مشاركتهم في مؤتمرها السنوي.

ويقول دبلوماسي أمريكي سابق خلال مقابلة مع قناة بي بي سي الفضائية أن مجاهدي خلق يريدون شراء كل شيء. فهم  اتصلوا بي مرات واقترحوا دفع 15 الى 20 الف دولارًا على مشاركتي في مؤتمرهم والقاء الكلمة. كما يقول ايرج مصداقي عضو منشق عن المنظمة أن المنظمة تدفع مبالغ هائلة لكثير من المشاركين في مؤتمراتها وهم ليسوا أعضاءها. وطمأن رودي جولياني خلال خطابه أمام المؤتمر أن الرئيس ترامب سيكثف ضغوطه على إيران. فإن أقوى اقتصاد العالم عندما يضيق الخناق على أي نظام فإنه سيسقط. وأكد جولياني على أن بلاده لن تدير ظهرها للمناضلين في سبيل الحرية.

هذا وأن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو ومستشار الأمن القومي جان بولتون أكدا بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي على ان إسقاط النظام الإيراني ليس ضمن أجندة الولايات المتحدة وإنما اخضاع إيران الى مفاوضات جديدة لتصحيح الاتفاق النووي.

وبالرغم من أن منظمة مجاهدي خلق نجحت في الخروج عن لائحة الإرهاب لدى أوروبا وأمريكا إلا أنها لم تنجح في ترميم صورتها السيئة لدى الشعب الإيراني. لا شك في ان السلطات الأمريكية والأوروبية ليسوا أغبياء لدرجة يجهلون معها افتقاد تلك المنظمة الإرهابية للشعبية في إيران إلا أن المحفزات المادية التي تقترحها تلك المنظمة تدفع بهم لاستجابة دعوتها للمشاركة في مسرحياتها السنوية التي توفر فرصة لاستعراض أرملة حسناء تبشر العالم بإسقاط النظام الإيراني كل عام منذ عقود من دون تقديم إجابة عن السؤال التالي: أين موقع منظمة مجاهدي خلق عند الشعب الإيراني بعد سقوط النظام؟!

 

قناة "العربية الحدث" تغضب ميليشيا إيرانية في سوريا!

العربية.نت/02 تمّوز 2018/رداً على كشف تورطها في الحرب التي شنّها جيش #النظام_السوري، على مدينة درعا، جنوبي سوريا، أصدرت ميليشيا إيرانية، تقاتل في سوريا، ضمن عشرات الميليشيات التي أرسلتها إيران، للدفاع عن نظام الأسد، وتعرف بـ"المقاومة الإسلامية - لواء ذو الفقار"، بياناً وذكرت فيه قناة "العربية #الحدث" بالاسم. وتبعاً للبيان الذي نشر على الموقع الرسمي للميليشيا المذكورة، على فيسبوك، ليل الأحد الاثنين، فإنه جاء رداً على تناقل اسم الميليشيا الإيرانية، في الأيام الأخيرة، إثر كشف تورطها بحرب الأسد في محافظة درعا، بعدما نفت إيران على لسان سفيرها لدى الأردن، وجود أي ميليشيات تابعة لها في الجنوب السوري. وقال البيان الذي يبدو أنه كتب على عجل، فبدا فيه خطأ في تاريخ الشهر، إنه جاء "رداً على ما تناقلته وسائط الإعلام المغرضة من وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت وقناة العربية الحدث" الأخيرة التي ذكرها بالاسم، كونها كشفت في تقارير مختلفة، تورط تلك الميليشيا في القتال مع جيش النظام السوري في درعا. ولم ينف البيان المذكور، تورّط تلك الميليشيا بحرب الأسد في جنوبي سوريا. وعلى الرغم من أن شعار "ذو الفقار" هو "الدفاع عن العتبات المقدسة" الذي ترفعه إيران كغطاء لإرسال ميليشياتها إلى المنطقة، إلا أن البيان قال إن تلك الميليشيات تقاتل ضد ما سماه "شر الكيان الصهيوني الأميركي".

وقاتلت ميليشيا "ذو الفقار" الإيرانية، في مناطق عديدة من سوريا، وتورطت مع نظام الأسد بسفك دماء السوريين، فحضرت إلى جانب قوات النظام السوري في معارك حلب عام 2016، بمنطقة الراموسة، وفي مناطق "يلدا" " و"وادي بردى" و"عين الفيجة" و"الزبداني" في ريف دمشق. فضلا عن توزيع عدد كبير من عناصرها حول مقر "السيدة زينب" في ريف العاصمة السورية، ومناطق سورية متعددة، وبأعوام مختلفة ما بين عامي 2014 و2018. وكان آخر ظهور للواء "ذو الفقار" الإيراني، في محافظة درعا جنوبي سوريا، إلى جانب جيش الأسد. وسبق وذكرت "ذو الفقار" التابعة عقائدياً ولوجستيا للمرشد الإيراني علي #خامنئي، في وقت سابق من شهر يونيو الماضي، أن قائدها "أبو شهد" قد نجا من محاولة اغتيال في سوريا، دون أن تكشف مزيداً من التفاصيل في هذا السياق.

 

درعا: مقترح روسي بتسليم السلاح الثقيل والانضمام إلى الفرقة الخامسة واستئناف المفاوضات... ومقاتلو طفس يعلنون رفض المصالحة

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/02 تموز/18/رفعت فصائل المعارضة السورية في الجنوب سقف شروطها في جولات التفاوض التي استؤنفت أمس مع الروس، من غير أن تتوصل إلى تسوية يقضي بحفاظها على السلاح المتوسط والخفيف وإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها والمشاركة في إدارة معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وهو ما يرفضه الروس الذين يدفعون باتجاه توسعة مروحة «المصالحات» التي عقدت في ثماني بلدات في الريف الشرقي لدرعا، وقدموا، أمس، مقترحا جديدا في عملية التفاوض المستمرة، يجري التشاور حوله، يعرض تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والانضمام إلى الفرقة الخامسة التي أنشأها الروس لمحاربة الإرهاب. وتحت ضغط ناري وعسكري على ثلاثة محاور، قال متحدث باسم المعارضة، إن المحادثات استؤنفت بين المعارضة السورية ومفاوضين روس في سبيل التوصل إلى وقف إطلاق نار في بلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بجنوب غربي البلاد وذلك بعد وساطة من الأردن، بعد فشل الجولة الأولى يوم السبت، طلب خلاله الروس من فريق المعارضة استسلاما كاملا. وقال إبراهيم الجباوي المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية التي تمثل مفاوضي الجيش السوري الحر لـ«رويترز»، إن فريق المعارضة استأنف المحادثات مع ضباط روس أمس الأحد، بعد جهود وساطة من الأردن الذي يسعى إلى وقف إطلاق النار. ويعكف الأردن، القلق من اندلاع العنف على حدوده الشمالية، على تسهيل المحادثات بين فصائل المعارضة من الجيش السوري الحر وروسيا بشأن اتفاق يوقف القتال.

وقال مصدر معارض مواكب لجولات المفاوضات، بأن الضغط العسكري «يوحي بأن الروس يريدون من فصائل المعارضة الاستسلام ويضيقون الخيارات عليهم»، مشيراً إلى أن الروس «يسعون لانتزاع اتفاقات تشبه اتفاقات جنوب دمشق وغوطتها الشرقية وريف حمص، تمهيداً لإعادة النظام إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة». وأضاف المصدر أن الضغط العسكري الذي يمارسه النظام على محاور القتال «يوحي بأن المعارضة باتت تحت خيارين، إما الخضوع للشروط الروسية وانتزاع ضمانات حول المطلوبين للخدمة الإلزامية، وإما مواصلة القتال».

لكن مصادر عسكرية سورية معارضة قالت: «نرفض الاستسلام، كما نرفض دخول النظام إلى مناطقنا، ونطالب بإدارة مشتركة للمعبر الحدودي». وشددت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن قوات المعارضة «لن تستسلم، ولم يبقَ أمامها إلا خيار القتال في ظل الرفض الروسي لشروطها التي تقضي بالحفاظ على السلاح المتوسط والخفيف، وإدارة المناطق المحررة إدارياً، وتوقف العمليات العسكرية النظامية بدعم روسي، والمشاركة في إدارة معبر نصيب الحدودي مع الأردن» وهو ما يرفضه النظام الذي يسعى لاستعادة السيطرة على المعبر الحيوي. وقالت المصادر بأن الجيش الحر «يرفض الشروط التعجيزية، ولن يسمح للأمن العسكري بتفتيش المنازل. فالشروط المذلة مرفوضة».

وطرأ تطور لافت بعد ظهر أمس، إذ قال الإعلام الرسمي السوري بأن مسلحين في مدينة طفس بريف درعا الشمالي أعلنوا رفضهم للمصالحة مع الحكومة السورية، في حين نفى الجبلاوي، أن يكون الطرفان توصلا إلى اتفاق يقضي بتسليم المنطقة، مشيراً إلى استمرار المفاوضات حتى عصر أمس.

ويحاول المفاوض الروسي توسيع مروحة التسويات التي أعلن عنها السبت، وتمثلت في اضطرار الكثير من البلدات والقرى التي تخضع لسيطرة المعارضة إلى القبول بسيادة الدولة، مع انهيار خطوط دفاع مقاتلي المعارضة في مناطق من الجنوب الغربي تحت وطأة قصف مكثف. وعلى هذا الأساس، عقدت جولة مفاوضات أولى في بصرى الشام أول من أمس السبت، وفشلت بعد اجتماع مفاوضين روس مع فريق يمثل الجيش السوري الحر. وقدم الروس أمس طرحاً في عملية التفاوض المستمرة، يجري التشاور حوله، يقوم على تسليم الفصائل العاملة في محافظة درعا كامل سلاحها الثقيل والمتوسط، فيما يبقى السلاح الخفيف لفترة محددة، وتنضم هذه الفصائل ومن يرغب من عناصرها، إلى الفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا لمحاربة المجموعات المتطرفة وتنظيم داعش، ويجري تسليم معبر نصيب الحدودي مع الأردن للجمارك التابعة للنظام وإدارة الهجرة والجوازات والشرطة المدنية. كما يتضمن المقترح الذي كشف عنه «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، انتشار عناصر الشرطة الروسية وشرطة النظام داخل مدن وبلدات وقرى ريف درعا، وتعود الدوائر الحكومية للعمل في كافة المناطق، على أن لا تدخل قوات جيش النظام القرى والبلدات والمدن المتبقية تحت سيطرة الفصائل لحد الآن، وتضمن روسيا عدم اعتقال المواطنين أو المقاتلين على الحواجز أثناء تنقلهم في محافظة درعا، كما يجري نشر عناصر الفيلق الخامس على الحدود السورية - الأردنية والشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، وتسوية أوضاع المواطنين والمقاتلين الراغبين بـ«تسوية أوضاعهم»، وحل مسألة الخدمة الإلزامية عبر التوافق على تأجيلهم أو إلحاقهم بأماكن معينة، وتقديم الخدمات كافة لمحافظة درعا وتخديمها من جديد.

لكن المعارضة تنظر إلى المقترح على أنه «وثيقة استسلام». وقال القيادي العسكري في «الجيش السوري الحر» العقيد خالد النابلسي بأن معنويات المقاتلين مرتفعة، وتمثل ذلك في «الدعوات للجيش السوري الحر للتصدي للهجمات»، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «فشلت حملات النظام على طفس، والناس بايعت الجيش الحر على الموت، وأكدوا أن لا خروج على الشمال. الخروج من درعا سيكون باتجاه واحد وهو الموت»، مؤكداً «أننا اتخذنا قراراً بالمواجهة». وقال النابلسي: «لا ثقة بالنظام السوري الذي اقتاد المطلوبين إلى جبهات القتال بمجرد عقد المصالحات في اقطع»، لافتاً إلى أن «الضغط بالعمليات العسكرية وبالقصف الجوي سينتهي، لأن الطائرات الروسية لن تبقى للأبد في الأجواء، وبمجرد هبوطها، سنستعيد ما أخذوه». وبموازاة انعقاد جولة التفاوض، عادت الطائرات الحربية لقصف ريف درعا، حيث استهدفت الطائرات الحربية بأكثر من 10 غارات مناطق في بلدة طفس في الريف الشمالي الغربي لدرعا، بالتزامن مع استهدافات متبادلة وقتال بين قوات النظام والفصائل قضى على إثرها 4 مقاتلين من ضمنهم قيادي عسكري في فصيل مقاتل.

 

رئيس وزراء الأردن يعلن عن حملة وطنية لإغاثة السوريين وعبور 17 شاحنة مساعدات للنازحين على الحدود

عمان: محمد الدعمة/الشرق الأوسط/02 تموز/18/أعلن رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز عن إطلاق حملة وطنية لإغاثة النازحين السوريين داخل بلدهم من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية. وجاء إعلان الرزاز عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد زيارة تفقدية للحدود الأردنية مع سوريا، للتخفيف من أوجاع الأشقاء السوريين. وقال الرزاز في تغريدته إن الحملة ستتم من خلال (الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية)، بهدف توحيد الجهود وإيصال الاحتياجات العاجلة للإخوة السوريين. وكتب الرزاز: «‏نُعلِن عن حملة وطنية لإغاثة الأشقاء السوريين داخل بلدهم للتخفيف من أوجاعهم، وسيتم ذلك من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بهدف توحيد الجهود وإيصال الاحتياجات العاجلة للإخوة السوريين في أردن الخير». على صعيد متصل، دعا رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز، المجتمع الدولي، إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه وقف معاناة الشعب السوري جراء الأزمة التي يتعرض لها منذ ثماني سنوات وأكثر. وقال الفايز في بيان أمس: «لقد حان لضمير الإنسانية أن يصحو ولو بحده الأدنى، بعد أن سجل التاريخ الحديث أكبر جريمة بحق الشعب السوري، التي طالت الحجر والبشر، وذهب ضحيتها مئات آلاف القتلى والشهداء والمهجرين والنازحين واللاجئين». وطالب الفايز مؤسسات العمل البرلماني الدولي بالتحرك الفاعل، لدفع الحكومات إلى أخذ مواقف سريعة وجدية تنهي الأزمة السورية التي طالت العُزَّل والأبرياء والأطفال والنساء بلا أي مبرر أو حجة أو عنوان، ولا يجوز استمرار هذه المأساة. في السياق، عبرت 17 شاحنة أردنية الحدود الأردنية مع سوريا محملة بمواد غذائية وإغاثية جمعها المواطنون من أبناء المناطق الحدودية (إربد والرمثا والمفرق) إلى النازحين السوريين الموجودين على الحدود بين البلدين طلبا للأمن والإغاثة، بعد أن تقطعت بهم السبل جراء القصف المدفعي والطيران الروسي لبلدات تسيطر عليها المعارضة السورية. وتولت الإشراف على إرسال هذه المساعدات القوات المسلحة الأردنية التي سهلت عملية دخول المساعدات، بعد أن قامت بالاتصال بالأطراف المتصارعة لوقف إطلاق النار في المناطق الإغاثية والابتعاد عنها كي تقوم بالمهام الإنسانية. وجهز الأردنيون 15 شاحنة كبيرة أمس محملة بالغذاء والدواء والملابس وكل ما يلزم لإغاثة نحو 160 ألف نازح في الجنوب السوري، فيما تم إدخال شاحنتين في ساعة متأخرة مساء السبت عبر الحدود عند المنطقة الحرة وهي المنطقة التي استحدثت لعلاج الجرحى وتقديم الإغاثة للنازحين. من جانبها، أعلنت الحكومة الأردنية، أن القوات المسلحة أدخلت مواد إغاثية لنازحي درعا. كما قدت مركبات إسعاف أردنية عسكرية، الإسعافات لجرحى سوريين، داخل المنطقة الحرة، بين الأردن وسوريا. ودعت فعاليات أردنية، أمس الأحد، من جديد إلى حملات جمع تبرعات في السلط وعمان وإربد والمفرق والرمثا لإغاثة السوريين النازحين بالقرب من الحدود الأردنية. وفي مدينة المفرق أطلق مواطنون مبادرة شعبية إنسانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإغاثة ومساعدة السوريين الفارين من حمى القصف الجوي والمدفعي الذي تتعرض له محافظة درعا نتيجة المواجهات العنيفة. وفي تلك الأثناء شهدت المناطق الحدودية القريبة من المنطقة الأردنية السورية المشتركة قصفا بالطائرات مخلفة أصوات انفجارات والدخان داخل الأراضي السورية، الأمر الذي عرقل إدخال تلك الشحنات مباشرة إلى الأماكن التي لجأ إليها اللاجئون السوريون قرب المنطقة الحرة الأردنية السورية، مما اضطر السلطات الأردنية إلى التريث بإدخال تلك المواد والمساعدات إلى اللاجئين السوريين ريثما تهدأ حدة القصف في الداخل السوري بالقرب من الحدود الأردنية السورية. وبعيد عدة ساعات تمكنت عدد من الشاحنات المتوسطة من إدخال تلك المواد إلى اللاجئين السوريين الذين كانوا يفترشون العراء على طول الحدود، ووصف عدد من المواطنين الذين رافقوا تلك المواد بأن حالة اللاجئين كانت سيئة ويبدو عليهم الجوع والعطش والإعياء، في الوقت الذي أفرغت فيه عدد من الشاحنات العائدة لهيئة الإغاثة الأردنية حمولتها في أماكن وجود اللاجئين السوريين. هذا وأدت الانفجارات في الجانب السوري إلى حدوث تصدعات وانهيار سقف أحد المنازل في بلدة رباع السرحان القريبة من الحدود ولم تقع إصابات في الأرواح نتيجة لذلك. من جهته، أكد مصدر رسمي أن طواقم طبية أردنية تقوم بعلاج الجرحى في الجنوب السوري، ويتم علاجهم داخل المنطقة الحرة الأردنية السورية. ونفى المصدر أن يكون الأردن سمح بإدخال الحالات الحرجة أو الإنسانية داخل حدوده. وكان الأردن قد أكد الأسبوع الماضي أن حدوده ستبقى مغلقة وأنه لا قدرة لديه على استيعاب مزيد من السوريين، داعيا الأمم المتحدة إلى «تأمين السكان في بلدهم».

 

إسرائيل تبلغ موسكو وواشنطن شروطها لانتشار النظام السوري في الجولان وتعزيزات كبيرة على الحدود لمنع دخول اللاجئين ومواجهة التطورات

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/02 تموز/18/مع إعلان الجيش الإسرائيلي رسميا عن تعزيزات ضخمة لقواته في الجولان السورية المحتلة، في ضوء التطورات العسكرية في الجنوب السوري، كشفت مصادر في تل أبيب، أمس الأحد، عن إبلاغ كل من موسكو وواشنطن بأن إسرائيل ستسمح لقوات النظام بالانتشار في الجزء الشرقي من الجولان. ولكنها لن تسمح بأن تدخل معها أي من الميليشيات التابعة لإيران، بما في ذلك حزب الله. وأكدت المصادر أن المحادثات التي يجريها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، جادي آيزنكوت، في واشنطن مع رئيس أركان القوات المشتركة، جوزيف دنفورد وغيره من قادة البنتاغون، منذ يوم الجمعة الماضي، تتناول هذا الموضوع بشكل أساسي. وأنه أوضح أنه لن يسمح بدخول الميليشيات الإيرانية بأي شكل، ومهما كلف ذلك من ثمن. وقالت إن ما سمعه من الأميركيين يبين دعما تاما للمواقف الإسرائيلية بهذا الشأن. وقالت هذه المصادر إن الجيش الإسرائيلي عزز قواته المدرعة والمدفعية في الجولان، بشكل مكثف وأطلق إلى الجو دوريات من سلاح الجو تضم طائرات مقاتلة سمع أزيزها بشكل واضح في المنطقة. وأرفقها الناطق بلسان الجيش ببيان رسمي أوضح فيه، أن «نشر القوات جاء في أعقاب جلسات تقدير موقف أجرتها قيادة اللواء الشمالي في الجيش على ضوء التطورات في الجانب السوري من الحدود». وأكد الجيش في بيانه أنه «ينظر بأهمية بالغة إلى الحفاظ على اتفاق الهدنة وفك الاشتباك بين إسرائيل وسوريا منذ العام 1974. الذي يمنع تواجد قوات سورية قرب الحدود». وقال إن قواته ستواصل الالتزام بمبدأ عدم التدخل فيما يحدث في سوريا، إلى جانب سياسة الرد القوي في حالة تعرض إسرائيل أو سكانها إلى أي خطر. وقالت المصادر إن القيادة الشمالية توصلت إلى قناعة بأن قوات النظام السوري ستحقق أهدافها في السيطرة على درعا وستنقل المعارك فورا إلى الجولان وهذا يحتاج إلى تدخل إسرائيلي. وأوضحت إسرائيل بشكل رسمي لكل من واشنطن وموسكو موقفها، بأنها «لن تسمح لقوات غير سورية بدخول الجولان».

وتطرق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى هذا الموقف خلال التصريحات التي أدلى بها في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس الأحد، إذ قال: «يشعر النظام الإيراني جيدا بتجديد العقوبات الاقتصادية التي ستفرض عليه قريبا. الاقتصاد الإيراني يشهد تراجعا ملموسا ويجب مشاهدة المعطيات للاطلاع حقيقة على ما يجري هناك». وتابع يقول: «هدفنا لا يزال كما كان: أولا، منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية وثانيا، كسر آلة الأموال التي منحتها الاتفاقية النووية لإيران والتي تمول عدوانها في المنطقة بما في ذلك في سوريا. بينما تضرب الولايات المتحدة النظام الإيراني اقتصاديا، نحن نعمل على منع القوات الإيرانية والقوات الموالية لها من التموضع عسكريا في أي جزء من الأراضي السورية، وسنواصل القيام بذلك. أما جنوب سوريا فسنواصل الدفاع عن حدودنا. سنقدم المعونات الإنسانية بقدر ما نستطيع. لن نسمح بالدخول إلى أراضينا وسنطالب بتطبيق اتفاقية فك الاشتباك من عام 1974 مع الجيش السوري بحذافيرها». ولفت إلى «إنني أجري اتصالات مستمرة مع البيت الأبيض ومع الكرملين في هذا الشأن ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع يجريان اتصالات مماثلة مع نظيريهما في الولايات المتحدة وفي روسيا على حد سواء». وكان الجيش الإسرائيلي قد خصص منطقة قريبة شرقي حدود فصل القوات في الجولان، أي خارج السياج الحدودي، لبناء مئات الخيام لاستيعاب اللاجئين السوريين الهاربين من مناطق المعارك في درعا وقضائها. وأوضح لهم أنه سيزودهم بالمساعدات الإنسانية الأولية، بشرط أن لا يتجاوزوا الحدود إلى المنطقة الإسرائيلية. ويوم الجمعة، أفاد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ عملية ليلية عبر خط الهدنة مع سوريا. وأوضح أنه قام بإيصال 300 خيمة و13 طنا من الأغذية إلى جانب معدات طبية وملابس إلى أربعة من المخيمات التي أقيمت في الجانب السوري من الجولان. وظهر عدد من النازحين على شاشات التلفزيون الإسرائيلي يقدمون الشكر لإسرائيل على مساعداتها ويشرحون أسباب هربهم: «دخلت قوات الأسد ومعها الميليشيات الإيرانية وسرقوا الحلي والذهب من النساء وكل ما طالت أيديهم من الأدوات الثمينة وهددوا الناس بالقتل»، حسب أحد اللاجئين الذي عرف على نفسه بأنه سعيد من قرية الجيزة. وأضاف أنهم حاولوا الهرب باتجاه الأردن في البداية ولكن الحدود أغلقت في وجوههم ولذلك قدموا إلى الحدود مع إسرائيل. و«هنا أيضا أغلقت الحدود في وجوههم لكن إسرائيل وفرت لهم بعض الغذاء وأقامت عيادة ميدانية لمعالجة المرضى وفي إحدى الحالات تم نقل طفل مصاب إلى مستشفى إسرائيلي بواسطة مروحية عسكرية». ودفعت وتيرة العنف المتزايدة خلال الأسبوعين الماضيين نحو 160 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم، وفق تقديرات أولية صادرة عن الأمم المتحدة.

 

عباس يدرس حكومة برئاسة فياض تضم «حماس» منعاً لفصل غزة عن الضفة تحت اسم «صفقة القرن»

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/02 تموز/18/يدرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها رئيس الوزراء السابق سلام فياض وتكون حركة حماس جزءاً منها، هدفها الرئيسي إنهاء الانقسام وتوحيد الوطن والتحضير لانتخابات عامة رئاسية وتشريعية. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا التوجه يأتي لقطع الطريق على أي محاولات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تحت اسم «صفقة القرن» أو صفقات إنسانية أو أي تسميات. وأكدت المصادر أن الرئيس التقى فياض لمدة ساعتين قبل أيام للتشاور حول الأمر. وبحسب المصادر، قبل فياض ترؤس الحكومة المقبلة إذا كان شريكاً وصاحب قرار وضمن حل شامل لإنهاء الانقسام، وأبلغ فياض الرئيس أنه لا يريد أن يكون موظفاً في حكومة لا تتحكم في كل شيء. وسألت «الشرق الأوسط» مقربين من فياض حول احتمال عودته رئيساً للوزراء. وقال مصدر مطلع إن ذلك يعتمد على وجود رؤية جديدة إزاء استعادة الوحدة الوطنية. وأض افأن «فياض لديه خطة طريق».

 

ترمب يتوعد الشركات الأوروبية المتعاملة مع إيران وجرحى في صدامات بين الشرطة ومحتجين في المحمرة

واشنطن - لندن/الشرق الأوسط/02 تموز/18/واصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، الضغوط على النظام الإيراني والمتعاملين معه، وتوعد تحديداً الشركات الأوروبية. وقال ترمب في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» إن الشركات الأوروبية التي ستواصل التعامل مع إيران ستتعرض لعقوبات. ونقلت وكالة «رويترز» قوله، رداً على سؤال بهذا الصدد: «بالتأكيد، هذا ما سنقوم به». وبعد سحب بلاده من الاتفاق الدولي حول «النووي» الإيراني الموقع عام 2015، أعاد ترمب فرض العقوبات الأميركية على إيران، وهدد بفرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي ستواصل الاستثمار في هذا البلد.

بدورها، قالت إيران أمس إنها عازمة على «إفشال» الخطة الأميركية لمنعها من بيع نفطها في الخارج. وقال إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، في خطاب نقله التلفزيون الإيراني الرسمي: «بالتأكيد سنقوم بما يلزم لإفشال هذا الطرح الأميركي القائم على محاصرة النفط الإيراني». وأكد المسؤول الإيراني أن «لدى الحكومة خطة». من ناحية ثانية، جرح عدد من الأشخاص في مواجهات جرت ليلة أول من أمس بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على تلوث المياه في مدينة المحمرة بجنوب غربي إيران، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقال نائب وزير الداخلية حسين ذو الفقاري إن 11 شخصاً أصيبوا عندما فتح شخص النار، مضيفاً أن «10 منهم من عناصر الأمن»، إضافة إلى مدني.

 

الأمن الإيراني يطلق النار على متظاهرين في المحمرة

لندن/الشرق الأوسط/02 تموز/18/فتحت قوات الأمن الإيرانية النار على متظاهرين في مدينة المحمرة، خلال احتجاجات حاشدة على نقص المياه، مساء أول من أمس، فجرحت عدداً منهم، فيما تحدثت تقارير نفتها طهران عن سقوط قتلى. وسعت السلطات الإيرانية، أمس، إلى تحميل المتظاهرين مسؤولية العنف، ودعت إلى «الهدوء». ونقلت وكالة أنباء «إيرنا» الإيرانية الرسمية عن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فاضل قوله: «لم يقتل أحد في الاضطرابات، وأصيب شخص واحد فقط في إطلاق نار... نبذل الجهود لإنهاء هذه الاحتجاجات بأسرع ما يمكن وسط ضبط نفس من جانب الشرطة وتعاون السلطات، لكن إذا حدث العكس ستقوم الجهات القضائية وقوات إنفاذ القانون بواجبها». وكان يمكن سماع دوي إطلاق نار في تسجيلات مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي عن الاحتجاجات في المحمرة ذات الغالبية العربية التي تشهد احتجاجات منذ ثلاثة أيام إلى جانب مدينة عبدان المجاورة. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات تظهر بنوكاً تحطمت واجهاتها ولقطات أظهرت رجلاً واضح الملامح يحمل مسدساً. وذكرت وسائل الإعلام أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في حين أضرم المحتجون النار في جسر وحديقة تحيط بمتحف عن الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات. واندلعت احتجاجات عدة في إيران منذ بداية العام بسبب المياه، وهي مصدر قلق متزايد على الصعيد السياسي بسبب موجة جفاف يقول سكان ومحللون إنها تفاقمت بسبب سوء الإدارة.

 

طهران تراوغ العقوبات بشراء جنسيات أفريقية و«آية الله جزر القمر» باع أكثر من 300 ألف جواز سفر لإيرانيين

لندن/الشرق الأوسط/02 تموز/18/ألغت جزر القمر بهدوء مجموعة من جوازات السفر التي اشتراها أجانب خلال السنوات القليلة الماضية. ولم تنشر تفاصيل عن السبب وراء هذا القرار، واكتفت بالقول إن هذه الجوازات صدرت بشكل غير مناسب. لكن قائمة سرية بأسماء من حصلوا على جوازات السفر اطلعت عليها وكالة «رويترز» تشير إلى أن هذه الخطوة وراءها دوافع أكبر مما أعلنته الحكومة، إذ كان أكثر من 100 إيراني بين 155 شخصاً ألغيت جوازات سفرهم الصادرة من جزر القمر في يناير (كانون الثاني) الماضي. وكان بين هؤلاء عدد من كبار المديرين التنفيذيين في الشركات التي تعمل في مجالات الملاحة والنفط والغاز والعملات الأجنبية والمعادن النفيسة... وهي المجالات التي تستهدفها جميعاً عقوبات دولية مفروضة على إيران. واشترى بعض هؤلاء أكثر من جواز سفر صادر من جزر القمر. ويخشى دبلوماسيون ومصادر أمنية في جزر القمر والغرب من أن يكون بعض الإيرانيين قد حصلوا على جوازات السفر لحماية مصالحهم في ظل عقوبات أصابت بالشلل قدرة إيران على تنفيذ أنشطة تجارية على الساحة الدولية. ورغم أن أياً من هؤلاء الأشخاص أو الشركات ليسوا هدفاً للعقوبات، فإن القيود على إيران قد تجعل من حمل جواز سفر آخر أمراً مفيداً. وتتيح جوازات السفر الصادرة من جزر القمر إمكانية السفر من دون تأشيرة إلى مناطق في الشرق الأوسط والشرق الأقصى، ويمكن أن يستخدمها إيرانيون لفتح حسابات في بنوك أجنبية وتسجيل شركات في الخارج. ولا تسمح الحكومة الإيرانية رسمياً لمواطني البلاد بحمل جواز سفر ثانٍ. لكن مصدراً إيرانياً مطلعاً على عمليات شراء جوازات السفر الأجنبية قال إن وزارة الاستخبارات الإيرانية أعطت الضوء الأخضر لبعض كبار الشخصيات في قطاع الأعمال والشركات للحصول على هذه الجوازات لتسهيل السفر والمعاملات المالية. ولم ترد الحكومة الإيرانية والسفارة الإيرانية في لندن على طلبات للتعليق.

وقال وزير الداخلية السابق في جزر القمر حميد مسيدي، الذي كان في منصبه أثناء إصدار بعض هذه الجوازات، إن لديه شكوكاً في أن بعض الإيرانيين «يحاولون استغلال جزر القمر للالتفاف على العقوبات». وأضاف أنه ضغط من أجل إجراء مزيد من عمليات المراجعة والتدقيق قبل منح جوازات السفر للأجانب لكنه لم يقدم تفاصيل. وأحجمت وزارة الخزانة الأميركية عن التعليق، وقالت إنها لا تتطرق إلى التحقيقات الحالية. وقال كينيث كاتزمان خبير الشرق الأوسط في خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي، إن جزر القمر كانت واحدة من بين دول أفريقية عدة تحاول إيران أن يكون لها فيها نفوذ دبلوماسي وتجاري. وأضاف أن «الحصول على جوازات سفر من جزر القمر سيسمح لهم بالقيام بأشياء من دون اكتشاف أنهم إيرانيون». وطبقاً لقاعدة بيانات جوازات السفر في جزر القمر، اشترى، في المجمل، أكثر من ألف شخص وُلِدوا في إيران جوازات سفر من جزر القمر في الفترة من 2008 وحتى 2017. واشترى معظم هؤلاء الجوازات بين 2011 و2013 عندما تم تشديد العقوبات الدولية على إيران، خصوصاً على قطاعي النفط والمصارف. ومن بين الأجانب الآخرين الذين اشتروا جوازات سفر من جزر القمر سوريون وأفغان وعراقيون وصينيون وبضعة أشخاص من دول غربية.

المشترون

بدأت جزر القمر التي يبلغ عدد سكانها نحو 800 ألف نسمة برنامج بيع جوازات السفر في عام 2008 وسيلةً لجمع سيولة تحتاج إليها بشدة. وكانت جزر القمر تقيم في ذلك الوقت علاقات مع إيران. وكان رئيس البلاد خلال الفترة من عام 2006 إلى 2011 أحمد عبد الله محمد سامبي الذي درس لسنوات في مدينة قم الإيرانية. ووفقاً لمصادر محلية تحدثت إلى «رويترز» وبحث أجراه مركز «تشاتام هاوس»، كان هناك إيرانيون من بين حراس سامبي الشخصيين، وكان بعض أهل البلاد يصفونه بأنه «آية الله جزر القمر». وفي عام 2008، زار طهران. وفي ذلك الوقت، كان الرئيس الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد يبني علاقات مع دول أفريقية وأخرى من أميركا اللاتينية، بعد أن أدار الغرب ظهره لطهران. ورد أحمدي نجاد الزيارة بأخرى مثلها إلى جزر القمر في العام التالي. ووفقاً لبيانات راجعتها «رويترز»، فقد بيع أكثر من 300 ألف جواز سفر من جزر القمر إلى إيرانيين، عندما كان سامبي في السلطة. ولم يرد سامبي على طلبات للتعليق. وكانت سلطات إنفاذ القانون في جزر القمر استجوبت سامبي في إطار تحقيقاتها في برنامج الجنسية الاقتصادية. وسامبي قيد الإقامة الجبرية في منزله منذ 19 مايو (أيار) الماضي، بعد اتهام الحكومة له بالتحريض على اضطرابات. وفي 23 يونيو (حزيران)، قال المحامي جان جيلز حليمي الموكل من قبل سامبي إن القيود التي فُرِضت على موكله هي محاولة من جانب الحكومة «للتخلص من خصم». واستمرت عمليات بيع جوازات السفر بعد سامبي في ظل إدارة خلفه إكيليلو ظنين الذي استمر في الحكم حتى 2016، ولا توجد صلات واضحة بينه وبين إيران.

مشترون بارزون

وبين الإيرانيين الذين اشتروا جوازات السفر الصادرة من جزر القمر بينما كانت إيران تتعرض لعقوبات في الوقت الذي كان فيه إكيليلو في السلطة مجتبى عرب محقي الذي قالت الحكومة في عام 2011 إنه أحد كبار مديري قطاع النفط الإيراني. وحصل محقي على جواز سفر من جزر القمر في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 عندما كان رئيساً لمجلس إدارة شركة «سفير جوستار هامون»، وهي شركة تجارة دولية لم تواجه عقوبات. ولم يرد محقي على طلبات للتعليق.

وحصل محمد صادق كوفيح، رئيس «كوفيح للموانئ والخدمات البحرية»، أيضاً على جواز سفر من جزر القمر في عام 2015. وكوفيح وأسرته من بين الشخصيات الرئيسية التي تدير ميناء شاهد رجائي في بندر عباس، المسؤول عن إدارة معظم حركة الحاويات الإيرانية.

وقال متحدث باسم «كوفيح للموانئ والخدمات البحرية» التي لم تتعرض لعقوبات، إن كوفيح ليس لديه جواز سفر من جزر القمر، وإن جميع الخدمات التي تقدمها الشركة متماشية مع القوانين الإيرانية والدولية. وردّاً على سؤال عن سبب ظهور تفاصيل خاصة بكوفيح على قاعدة بيانات لجوازات سفر جزر القمر، قال المتحدث إن المعلومات «مُغرضة»، وإن من الممكن أن يكون شخص آخر قد استخدم اسم كوفيح.

وحصل حسين مختاري زنجاني، وهو شخصية نافذة في قطاع الطاقة الإيراني ومحامٍ متخصص في النزاعات المحلية والدولية، على جواز سفر من جزر القمر في عام 2013. ولم يتسنَّ الاتصال بزنجاني للحصول على تعليق.

وكما ذكرت «رويترز»، العام الماضي، فإن شخصاً آخر اشترى جواز سفر من جزر القمر هو محمد ضراب، وهو تاجر ذهب يحمل الجنسيتين التركية والإيرانية. ووجهت محكمة أميركية اتهامات إلى ضراب في 2016 باستخدامه النظام المالي الأميركي لإجراء معاملات بمئات الملايين من الدولارات لحساب إيران. وأقر أخوه رضا ضراب باتهامات مشابهة، وصار الشاهد الملك لصالح الحكومة الأميركية في محاكمة مصرفي تركي متهم أيضاً بخرق العقوبات. ولا يُعرف مكان وجود محمد ضراب. وقال محاميه إنه لا يعرف أن هناك بلداً اسمه جزر القمر، وإنه سيحاول الحصول على رد من ضراب لكنه لم يعط رداً.

تغيير التوجه

وقال مصدر أمني في جزر القمر إن أجهزة مخابرات بلاده تلقت تقارير عن أشخاص قُتلوا في ساحات المعارك بالعراق وسوريا والصومال في السنوات الأخيرة، وكانوا يحملون جوازات سفر صادرة من الجزر. وأوضح أن هذه كانت إشارة إلى مدى انتشار بيع جوازات السفر الصادرة في جزر القمر. وبدأ حجم هذه المبيعات التي شملت مئات من جوازات السفر يثير قلق الدبلوماسيين الدوليين الذين يراقبون الوضع في جزر القمر. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بالمنطقة على اطلاع على برنامج جوازات السفر: «نعتقد أن جزر القمر لم تفعل أي شيء للتدقيق في الأشخاص الذين حصلوا على جوازات السفر التي تصدرها». وأضاف أن الولايات المتحدة تفرض حالياً إجراءات أكثر صرامة للتدقيق في حاملي جوازات سفر جزر القمر، مشيراً إلى أن السلطات الفرنسية تشعر أيضاً بقلق لأن آلافاً من حاملي جنسية جزر القمر يقيمون في فرنسا كما أنهم يسافرون بشكل منتظم نسبياً بين الدولتين. ولا يشكل بيع جوازات سفر جزر القمر خطراً أمنياً بالنسبة للغرب فحسب، لكنه لم يحقق أيضاً ما كان متوقعاً لاقتصاد الجزر. وقال التقرير البرلماني إن ما لا يقل عن 100 مليون دولار من عائدات بيع جوازات السفر اختفت ولم تحصل الحكومة عليها. وقال وزير خارجية جزر القمر محمد الأمين صيف إن «هناك أموالاً لم تصل قط إلى الخزانة. نحتاج لاسترداد هذه الأموال من الناس الذين حصلوا عليها، بمن في ذلك الأجانب».

ولم توضح الحكومة أين ذهبت هذه الأموال.

أصدرت شركة بلجيكية تدعى «سيملكس» جوازات السفر التي أصدرتها جزر القمر، وتزود تلك الشركة كثيراً من الدول الأفريقية بوثائق هوية. وفي يناير الماضي، فتشت الشرطة البلجيكية مكاتب الشركة في بروكسل ومنزل رئيسها التنفيذي ألبرت كارازيوان فيما يتعلق بتحقيق في تزويد «سيملكس» جمهورية الكونغو الديمقراطية بجوازات سفر. وفي مايو داهم مسؤولون من جهات إنفاذ القانون في جزر القمر مكاتب «سيملكس» في البلاد في إطار تحقيقهم في مبيعات جوازات السفر. وقال فرنسوا كونينغ وهو محامٍ يمثل الشركة ورئيسها إن موكله لن يعلق على هذه القصة، معتبراً أن «أطرافاً أخرى» لم يحددها تخدع «رويترز» بهدف الإضرار بموكله وشركته. وأضاف: «ليس لشركة (سيملكس أوروبا) أي دور في قرار إصدار جوازات السفر. هذا حق حصري للسلطات في جزر القمر وهم الممثلون الوحيدون المخولون بذلك... الشركة ليست مسؤولة ولا عليها لوم فيما يتعلق بأفعال وتصرفات» وردت في تقرير برلماني لجزر القمر يتعلق ببيع جوازات السفر «بافتراض أنها حدثت بالفعل». والتزمت جزر القمر بتبادل المعلومات بشأن إصدار جوازات السفر مع أجهزة أميركية، عقب محادثات في مايو الماضي مع مسؤولين أميركيين. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية في أوروبا: «نتطلع للعمل مع حكومة جزر القمر ودول أخرى مشاركة» لنستوعب الأنشطة «التي قد يكون سهَّلَها» بيع جوازات سفر جزر القمر. وقال وزير داخلية جزر القمر محمد داود الشهر الماضي لوسائل إعلام محلية إن فضيحة بيع جوازات سفر جزر القمر تحولت إلى مشكلة دولية. وأضاف أنها «مسألة متعلقة بالإرهاب... إنه ليس أمراً متعلقاً بكثير من الأموال فحسب، بل أيضاً الأمن على مستوى دولي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» للحكومة ووزارة «النازحين»: نحن هنا؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 03 تموز 2018

فرضت مبادرة «حزب الله» المشاركة في إعادة النازحين السوريين تحديداً سريعاً للمواقف منها. فالحزب شريك عدد من الهيئات التي تناقش هذا الملف، كان حاضراً في اللجنة الوزارية التي واكبته وهو عضو في الهيئات التي شكلتها رئاسة الحكومة وفي عدد من المبادرات الأهلية. وعليه، كيف تلقّف الأطراف المعنيون من ممثلين حكوميّين سياسيين وحزبيين هذه المبادرة؟ ليست المرة الأولى التي يبادر فيها «حزب الله» لمواجهة أحد الملفات الضاغطة، فمشاركته في الحرب السورية والعلاقات التي نسجها مع القوى المتنازعة على الساحة السورية على كل المستويات الإقليمية والمحلّية والدولية أتاحت له أن يبادر من موقع متقدّم يمكنه أن يقارب ملف النازحين السوريين. فإلى قدراته الذاتية التي يمكن أن يستخدمها هناك قدرة على ملاقاة الأطراف الأخرى ولا سيما منها النظام السوري بنحوٍ لا يتمتع به أحد سواه.

وعليه، لم يُفاجأ عدد من الأطراف التي شبكت أيديها معه في هذا الملف بالمبادرة التي أطلقها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي. فقد كان معظمُهم في الأجواء قبل ايام من الكشف عنها فسجّلوا مواقفهم منها، فجاء البعض منها قاطعاً فيما تردّد آخرون في البحث والتأنّي في ما يمكن أن تعكسه أو تؤدّي اليه المبادرة بوجوهها السياسية والشعبية، الإقليمية والدولية، فالمجتمع الدولي طرف في هذه المبادرات المتتالية التي انطلقت في الفترة الأخيرة بتنظيم الأمن العام وبالتنسيق مع المفوّضية الأمَميّة لشؤون اللاجئين.

على وقع المواقف المتناقضة ممّا يحوط بهذا الملف أنجز الحزب استعدادته للمبادرة قبل أن يطلقها. فشكّل لها أطرَها السياسية والحزبية والإدارية ـ التنظيمية وأبلغ الى مختلف الأطراف قبل ايام ما ينوي القيام به، فهو لن يبقى في موقف المتفرّج.

وفي لقاءٍ عُقد بعيداً من الأضواء أبلغ ممثل الحزب الى مختلف الأطراف المشاركة فيه، وهم من المعنيين حكومياً، ومن مختلف الأحزاب والقوى اللبنانية من أقصى ما كان يشكل 14 آذار الى أقصى 8 آذار، ما ينوي القيام به. مؤكّداً أنّ جميع الخطوات المتّخذة ستؤدّي الغاية منها عبر المؤسسات الرسمية، ولا سيما منها المديرية العامة للأمن العام من دون إغفال دور المؤسسات الأُمَميّة وعلمها. قال ممثل الحزب في اللقاء إنه «لا يمكنه البقاء متفرّجاً، فآثار النزوح كبيرة وخطيرة على مجتمعنا، ومَن يعتقد أنه في منأى عن تردّدات هذا الوجود ليس من المقيمين على الأراضي اللبنانية، فالحكومة ليست في وارد التحرّك والإتّصال بالنظام باستثناء بعض المبادرات التي يقوم بها الأمن العام وبعض اللجان السورية المحلية التي شكلتها الكتل النازحة الكبيرة في بعض المناطق، وإنّ له موقعاً اليوم يمكّنه من القيام بجهد ما ينعكس على المجتمعين اللبناني والسوري معاً».

في ذهن العارفين بمواقف الحزب وخلفياته وجوانب مختلفة من النزوح السوري أنّ الحزب أنجز منذ عامين خطة واقعية كبيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت أعقبت ما كان يمكن تسميتُه «النزوح السوري الفوضوي» فيها وفي مناطق مختلفة من الجنوب وتمكّن من تحجيم انعكاساته على أبناء تلك المناطق. فالأحداث الأمنية التي واكبت انتشار بسطات ومحال بيع الخضار في الضاحية التي يديرها سوريون ما زالت ماثلة في أذهان الجميع، فانتظم الوجود بالحدّ الأدنى في المنطقة وتمّ الفصل بين اليد العاملة اللبنانية والسورية وتمّ الحفاظ على مصالح اللبنانيين الى حدود معقولة.

وعليه، وجد معظم الأفرقاء اللبنانيين أنفسهم امام مبادرة كبيرة بحكم الأمر الواقع، فالحكومة قبل دخولها مرحلة تصريف الأعمال جمّدت نشاط اللجنة الوزارية وغابت عن السمع بعد ذلك. ولذلك وضعت الدراسات والتقارير التي أُنجزت على الرف بعد أن نقل بعضها الى مؤتمري «سيدر 1» و«بروكسل 2» وجمّدت وزراة شؤون المهجرين نشاطها. فوزيرُها معين المرعبي بعلم العارفين بكثير من التفاصيل في حياته اليومية منقطع عن الإتّصال برئيس حكومة تصريف الأعمال والمكلّف تأليف الحكومة الجديدة منذ أن بدأت مرحلة تصريف الأعمال، فيما الحراك قائم على مستوى بعض المبادرات التي يرعاها الأمن العام وهو ما شهدته عمليات العودة التي جرت في الأيام القليلة الماضية من عرسال ومحيطها وبرالياس عبر بوابة المصنع في اتّجاه ضواحي دمشق، بعد معبر «وادي حميد» الى القلمون الشمالي وبعد تجارب شبعا ومحيطها نحو «بيت جن».

وإبّان النقاش الذي دار قبل اعلان السيد نصرالله المبادرة، لفت المراقبين الموقفُ الحكومي الذي عبّر عنه ممثل رئيس الحكومة وتيار «المستقبل» الذي بادر الى تسجيل موقف محايد من المبادرة. وبعد أن أقرّ بقدرة الحزب على «الحوار مع نظام لا نريد أن نتحاور معه في هذا الملف لإعادة مجموعات ربما الى مناطق يسيطر عليها الحزب نفسه»، مفضّلاً «أن نبقى على تواصل مع المنظمات الأممية لتنظيم العودة وممثل القوى الدولية في سوريا». ولكنه في الوقت عينه ورغم تفهّمه واقع المبادرة وقدرتها على الإنطلاق وما يمكن أن تؤدّي اليه، اعتبر أنّ ذلك لن يمنع من استمرار معارضتنا للفكرة واعتبارها مبادرة من طرف واحد لا تغطية حكومية لها بفعل مسّها بسياسة «النأي بالنفس». وهو ما تُرجم لاحقاً بعدم اعتراف الوزير معين المرعبي بكل ما يجري معتبراً «أنّ الأمن العام يتصرّف من تلقاء نفسه». وعلى جبهة أخرى ظهر التنسيقُ واضحاً بين الحزب و»التيار الوطني الحر» الذي عبّر ممثله خلال اللقاء عن ارتياحه الى الخطوة ودعمه لها في اعتبارها تصب في الإطار الذي سيؤدّي الى إحراج المجتمع الدولي الذي «يعقّد الأمور اكثر ممّا تستحق» في خطوة تبرّر الهجوم الذي شنّه رئيس التيار على ممثليه في لبنان. في ما سجّل ممثلو الأحزاب الأخرى تريّثاً غير سلبي في دعم المبادرة وسط تشديديهم على حق العودة بلا مقاييس امنية او سياسية من دون تفرقة بين موال ومعارض.وبعيداً من تفاصيل كثيرة يبدو واضحاً أنّ الحزب انطلق بمبادرته وهو ماضٍ بها الى النهاية التي يريدها وسيكون البقاعان الشمالي والأوسط مسرحاً للمرحلة التجريبية الأولى منها. فتكليف كتلة نواب بعلبك - الهرمل النائب السابق نوار الساحلي ادارة الملف يدلّ على هذه الأولوية.

فالمنطقة التي تستقبل ما يمكن تسميته الترتيبات الأمنية الإستثنائية ستشهد انفراجاً على مستوى اليد العاملة اللبنانية متى غاب الفائض السوري منها، وطالما أنّ الفراغ الحكومي قائم فإنّ المبادرة ستملأه قريباً على قاعدة أنّ انتقال النازحين من بيئة حاضنة لهم في لبنان الى بيئة مماثلة داخل الأراضي السورية ليس امراً صعباً ولا مستحيلاً.

 

هذا ما قصده نصرالله بـ«فائض التمثيل»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 03 تموز 2018

استعاد الحراك الحكومي بعضاً من نبضه بعد زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع رئيس الجمهورية ميشال عون، في محاولةٍ لتذليل الخلاف المشتعل على خطّ حليفَي «إعلان النوايا»، أي «التيار الوطني الحر» و«القوات». صحيح أنّ جعجع يحاول التخفيف من الوزن الزائد للخلاف من خلال فصل المسارات بين مرشد «التيار» ومؤسّسه عون، ورئيسه الحالي جبران باسيل، إلّا أنّ التوافق على التهدئة على الجبهيتن للبحث عن صيغة مشترَكة ترضي الفريقين، لا يُنهي «نزاع الأحجام» الذي يعرقل مشاورات التأليف. فالعقدة السنّية لا تزال على حالها، بسبب رفض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري «الاعتراف» بأيِّ حيثيّة لحضور نيابي سنّي خارج عباءة تيار «المستقبل»، ضارباً القواعد العلمية للتوزير عرض الحائط، بحجة «استهداف» موقع الرئاسة الثالثة ومحاصرتها من خلال تقليص حجم تمثيلها الوزاري. ولهذا اضطر الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله للدعوة الى توحيد معايير التمثيل الوزاري ليستقيمَ النقاش بين طابخي الحكومة، ووضع معايير محدّدة، تنطبق على الجميع، بلا تمييز بين فريق وآخر. عملياً، بدا واضحاً أنّ المقصود من هذه الدعوة كل القوى المتأهّبة على «حلبة الملاكمة» في نزاعها حول حجم كل فريق، وقدرته على «خطف» عدد «دسم» من الحقائب. وبهذا المعنى يصير تيار «المستقبل»، و«التيار الوطني الحر» و«القوات» في دائرة «الاتّهام». إذ يتصرّف هؤلاء الأطراف الثلاثة وفق قاعدة «يحقّ لي ما لا يحقّ لغيري»، فتتضارب القواعد والمعايير. تارة تطفو النسبية على سطح الماء، وطوراً تتغلّب التفاهمات الثنائية على غيرها... وفي حالة «المستقبل»، وحدها شرعيّة رئاسة الحكومة وحصريّة تمثيلها، هي الحاضرة. ولهذا، يقول المطّلعون على موقف «حزب الله» إنّ نصرالله لم يقصد فريقاً في حدّ ذاته، بمقدار ما تطلّع الى وضع خريطة طريق لمشاورات التأليف التي تتخبّط في قواعدها بفعل التباينات بين مكوّنات السلطة. ويُفهم من كلامه، أنّ هناك سبيلين لبلوغ «طاحونة» الحكومة بلا أضرار على الطريق: إمّا اعتماد نسبية التمثيل النيابي على قاعدة لكل أربعة نواب وزير أو لكل خمسة نواب وزير، وإما اعتماد نسبية التمثيل الشعبي وفقاً للأرقام التي حققها كل حزب كما بيّنتها صناديق الانتخابات النيابية. وفق المطلعين، قصد نصرالله من كلامه توجيه رسالة واضحة مفادها أنّ الطريق الى الحكومة تمرّ حكماً بالمعايير الموحّدة التي تسمح بحلّ العقد الجوّالة بين الطوائف، بنحو عادل وسليم. وإلاّ فإنّ لعنة الاعوجاج ستلاحق الحكومة. ولكن ثمّة رسالة ثانية تعني حلفاء «حزب الله» خصوصاً، انطلاقاً من «فائض التمثيل» الذي يحتضنه الثنائي الشيعي، سواءٌ تمّ اعتماد قاعدة نسبية التمثيل النيابي، أو التمثيل الشعبي، الأمر الذي ألمح اليه نصرالله، من دون أن يفصح عن بقية «رسالته». وما لم يقله نصرالله هو أنّ للثنائي الشيعي هامش حضور نيابياً وشعبياً يسمح له بالمطالبة بتمثيل وزاري يتخطّى «الكوتا» الشيعية المحدّدة بستة وزراء في الحكومة الثلاثينية. وهو سيجيّر هذا «الفائض» لمصلحة حلفائه وتحديداً تيار «المردة» وما يُسمّى «المعارضة السنّية». وهنا، تؤكد المعلومات أنّ «حزب الله» لن يتخلّى عن هذين الفريقين في «عراك التوزير» الحاصل أمام ناظريه، على خلاف الكلام المتداول عن ميله الى التقليل من حجم ضغطه على رئيس الحكومة المكلف لتسهيل مهمته وتسريع عملية التأليف في ضوء المخاطر التي تحوط بالمالية العامة. وفق المعلومات، فقد فاتح «حزب الله» وبنحو واضح كلاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بموقفه من توزير حلفائه، كذلك وجّه رسالة مشابهة إلى الوزير جبران باسيل بهذا الخصوص، ولكن من دون الغوص في نوعيّة الحقائب التي قد تؤول الى هذين الفريقين، خصوصاً أنّ المعنيّين بالطبخة الحكومية يجزمون بأنّ الكلام عن حقائب باتت محسومة «الهوية»، لا أساس له من الصحة طالما أنّ «نزاع الأحجام» لم ينتهِ بعد.

 

حكومة على أبواب «صفقة القرن»

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 03 تموز 2018

يدور في الوسط السياسي كلام كثير متطابق هنا ومتناقض هناك حول مصير الاستحقاق الحكومي، بعضُه متفائل بولادة الحكومة قريباً، والبعض الآخر متشائم يتحدّث عن ولادة متأخّرة قد تكون بعد بضعة أشهر، فيما فريق ثالث يقول إنّ الولادة أوشكت، لأنّ أوضاع الدولة المالية والاقتصادية تمرّ في مرحلة حسّاسة وخطرة، لا تتحمّل التأخير في المعالجة. يعتقد فريق من السياسيين أنّ الاتصالات الجارية حالياً على مختلف المستويات تحاول إنضاج تشكيلة وزارية على أن تتبلور معالمها قبَيل عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من زيارته الخاصة في الخارج المتوقعة بين نهاية الاسبوع الجاري وأواخر الاسبوع المقبل.

ويؤكد هؤلاء انّه على رغم التكهنات والتوقّعات المتناقضة السائدة، وخصوصاً القائلة بتأخّر ولادة الحكومة، فإنّ الرئيس المكلف تأليفَ الحكومة سعد الحريري يدرك انّ ما لديه من هوامش لا تتحمل ممارسة ايّ مناورة خطرة لجهة تأخير التأليف لتحقيق اهداف سياسية معيّنة، فمثلُ هذه المناورة من شأنها ان ترتدّ سلباً على مستقبله السياسي، خصوصا أنه يطمح الى إقامة طويلة في السراي الحكومي الكبير، وقد شكّل اجتماع رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمّام سلام معه في «بيت الوسط» قبل ايام مثابة مبايعةٍ له في هذا الطموح.

ولذا فإنّ ما يمارسه من مناورات على جبهة تأليف الحكومة قد يكون «مناورات تكتيكية» الطابع، خصوصاً وأنّ في اجواء تيار «المستقبل» وبعض القريبين من الحريري مَن يتوقّعون ان يتبلور شكل الحكومة العتيدة خلال الايام العشرة المقبلة، ويقولون إنّ «حزب الله» هو في جوّ هذه المعطيات، بحيث تكون طبخة التشكيلة الوزارية قد نضجت على ابواب عودة بري من الخارج. وحسب الأجواء «المستقبلية» فإنّ اللقاء الرباعي في «بيت الوسط»، السبت الماضي، أنتج تضامنَ رؤساء الحكومة مع الحريري من جهة، وأدّى الى «شدشدةِِ» للموقف السياسي الذي يعبّر عنه هؤلاء الرؤساء الاربعة في بيئتهم في مواجهة موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة ثانية. وكذلك برز في اوساط تيار «المستقبل» من يقول ما معناه انّ «حزب الله» تمكّن في ما يجريه من جهته من اتصالات ومشاورات من تدوير بعض زوايا المواقف الحادة، خصوصاً في اتصالاته مع رئيس الجمهورية وقيادة «التيار الوطني الحر»، الامر الذي من شأنه ان يساعد على انجاز الاستحقاق الحكومي قريباً. وفي سياق هذا المناخ الايجابي، الذي تعكسه المعطيات الماثلة يستنتج «مستقبليون» انّ «القوات اللبنانية» ستُعطى اربعة مقاعد وزارية، وكذلك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سيُعطى المقاعد الوزارية الدرزية الثلاثة (في حكومة الثلاثين وزيرا)، علماً انّ هناك ما يقترح عليه وزيرين درزيين وثالثاً مسيحياً، لأنّ رئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل ما يزال مصرّاً على ان يكون المقعد الوزاري الدرزي الثالث من نصيب النائب طلال ارسلان او من يمثله.

أمّا تمثيل العلويين بوزير فهو غير وارد لدى الحريري، ما يعني انّ الحكومة ستكون ثلاثينية، وأنّ اقتراح البعض ان تكون من 32 وزيراً لتمثيل كلّ من العلويين والاقليات المسيحية بوزيرين قد طويَ نهائياً. واكثر من ذلك فإنّ في مناخ المحيطين بالحريري كلاماً عن أنّ التباين الذي ساد أخيراً بينه وبين رئيس الجمهورية قد تمّ تذليله في اللقاء الاخير الذي انعقد بينهما في قصر بعبدا الاسبوع الماضي. لكنّ في أجواء «القوات» موقفاً متشائماً بولادة حكومية قريبة على رغم لقاء الامس بين عون وجعجع في القصر الجمهوري، إذ في اجواء «القوات» مناخ مفاده انّ العقدة المسيحية ما تزال قائمة، لأنّ اللقاء بين عون وجعجع لم يتناولها بالبحث، فبَعد مداخلة لجعجع تناولت موقف « القوات» المتمسك بـ«تفاهم معراب» لم يتطرّق البحث الى موضوع تأليف الحكومة لأنّ عون اكّد انه لا يريد التدخّل في هذا الملف وتبنّي وجهة نظر على أخرى، وفضّل ان يعالج الموضوع في لقاء بين باسيل وجعجع يتمّ خلاله التقريب بين وجهتي نظرهما في هذا الشأن. وذلك على غرار اللقاء الذي حصل بين باسيل والحريري في «بيت الوسط» قبل ايام. علماً انّ هذا اللقاء لم ينتهِ الى تفاهم، على حدّ ما شاع في اوساط الجانبين.

وتفيد اوساط «قواتية» انه وفي انتظار ترتيب موعد اللقاء بين جعجع وباسيل، فإنّ «القوات» متمسكة بوجهة نظرها، وهي ان تجسّد وزارياً ما حقّقته شعبياً ونيابياً، وهي تريد ان تتمثّل في الحكومة «كمَّاً ونوعاً» ولن تتنازل عن ذلك، وهي تأمل في فترة التحضير للّقاء بين جعجع وباسيل ان يتوقّف «التيار الوطني الحر» عمّا تسمّيه «الحملات التضليلية» التي يشنّها باسيل ضدها، وإنّها تأمل بعد لقاء عون وجعجع ان تسود فترة تهدئة سياسية بما يمهّد للقاء تُجرى فيه قراءة سياسية مشتركة تنتهي الى طيِّ العقدة المسيحية التي تواجه تأليفَ الحكومة. أمّا العقدة الدرزية، فهي حسب مناخ «القوات»، ما تزال هي الأُخرى قائمة لتمسّكِ عون بتوزير شخصية درزية غير جنبلاطية، أي ارسلان أو من يمثله، ورفض إعطاء الحصة الوزارية الدرزية كاملةً لجنبلاط وحده. وفي رأي سياسيين انّه بعد تأليف الحكومة فإنّ الاهتمام الداخلي والخارجي سينصبّ على الاوضاع الاقليمية من سوريا الى العراق فاليمن، خصوصا وأنّ القمة المقررة في 16 تموز الجاري بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ستشكّل مفصلاً في شأن مصير الازمات الاقليمية ومستقبلها، ولذلك لا بدّ من ان يكون لبنان جاهزاً لاستيعاب ايّ تداعيات للقمّة الاميركية ـ الروسية ونتائجها في شأن الاوضاع في المنطقة في ضوء «صفقة القرن» التي يعمل ترامب على تحقيقها بين الفلسطينيين واسرائيل، وهي صفقة في حال حصولِها ستكون لها تداعياتها على لبنان والمنطقة برمَّتها، وقد بدأت تغزو الاوساط اللبنانية من الآن مخاوف من ان يكون أحد تداعيات هذه الصفقة توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فضلاً عن سعي بعضِ الدول لتوطين نازحين سوريين في لبنان تحت عنوان «العودة الطوعية» لهؤلاء، وكلّ ذلك خلافاً لدستور الجمهورية اللبنانية الذي يقضي في مقدّمته بعدم التوطين. ولذلك، يؤكد احد السياسيين، أنّ تأليف الحكومة التي تقف على أبواب «صفقة القرن» يجب أن يأخذ في الاعتبار ان تضمّ فريقاً وزارياً يعمل بموقف موحّد لحماية لبنان من ايّ انعكاسات او تداعيات لـ«صفقة القرن» عليه وعلى بقية الدول العربية التي يمكن ان تتأثّر مباشرةً بها، اي ما يسمّى «دول الطوق»، وهي إلى لبنان؛ سوريا والاردن ومصر. وأياً كان الامر، فإنّ لبنان سيتلقّى من «صفقة القرن»، إذا حصلت، انعكاسات غير محمودة العواقب، ما يستوجب حكومةً من النوع القادر على التصدّي للأزمات، أي حكومة تتحمّل كلُّ المكوّنات السياسية المشاركة فيها مسؤولية القرار والمواجهة لحماية لبنان من انعكاسات «صفقة القرن» المرتقبة.

 

قصّة كواليس إجتماع «بيت الوسط» السنّي

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 03 تموز 2018

فكرة إجتماع رؤساء الحكومات السنّة السابقين والحالي، لإنتاج موقف سنّي موحَّد يواكب تأليف الحكومة العتيدة، وُلدت في خلوات الرئيس فؤاد السنيورة مع نفسه. وكان السنيورة أطلع أخيراً عليها خلال لقاءاته الخاصة زوّارَه المحليين والخارجيين المهتمّين بعميلة تشكيل الحكومة ومعرفة ما خفي من كواليسها ومعانيها السياسية. ويصطف السنيورة مع رأي (بل ربما يقوده) موجود داخل نادي النخبة السنّية في تيار «المستقبل» وعلى ضفافه. ويرى هذا الرأي أنّ المشكلة التي تواجه تأليف الحكومة العتيدة، ليست ناتجة عن الشروط المتضادة بين الأطراف السياسية، بل هي في العمق، وعلى نحو مضمر، تعبّرعن وجود «نيّة» خبيثة، لإضعاف الموقع الرئاسي السنّي في البلد، وتظهير الحصة السنّية في الحكومة ضعيفة وغير موحّدة.. وهدف ذلك الأبعد هو تجويف «إتفاق الطائف»، وجعله دستوراً يمكن تأويله وتطبيقه وفق موازين القوى الراهنة داخل البلد، وفي المنطقة، وليس وفق حرفية وروحية ما فيه من بنود ومواد.

يضيف أصحاب هذا الرأي أنّ المطلوب سنّياً الآن هو التعامل مع عملية تأليف الحكومة العتيدة، بصفتها جزءاً من معركة الدفاع عن «إتفاق الطائف» وموقع السنّة فيه، وعليه فيجب مساندة الرئيس المكلف لتشجيعه على إظهار موقف متشدّد في شأن التمسّك بصلاحياته كرئيس مكلف، وذلك في وجه محاولات ابتزازه في هذه النقطة، عبر التهويل عليه بأنّ مهلة تكليفه ليست مفتوحة، وأيضاً لكي يبدي تشدّداً في إصراراه على نيل الحصة السنّية الوزارية كاملة، وعدم حلّ مشكلات أحزاب الطوائف الأُخرى على حسابها.

سار السنيورة خلال الأيام القليلة الماضية خلف هذه النظرية، ونجح في تسويقها وإقناع مهتمّين بالشأن السنّي في لبنان، بها، ومن ثمّ سعى الى تجسيد هدفها، فبلور مبادرة الدعوة الى إجتماع أقطاب السنّة الذين شغلوا منصب رئاسة الحكومات السابقة منذ بدء جمهورية «الطائف». وكان السنيورة هو مَن اتّصل بالرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام، طارِحاً عليهما فكرة عقد ما يمكن تسميته «القمة السنّية» الهادفة الى إنتاج موقف سنّي قوي في مواجهة ما يعتبره محاولات للمَس بـ»إتفاق الطائف» وإخضاع ممارسته للإستقواء بموازين القوى الداخلية. في سياق تدارس فكرة «الإجتماع السنّي» في»بيت الوسط» إقترح البعض أن ينعقد في دار الفتوى، إنطلاقاً من أنّ رمزية المكان توجّه رسالة سياسية سنّية الى جميع الأطراف المعنية بعملية تأليف الحكومة العتيدة. ثمّ جرى للحظات قصيرة، بحسب مصادر، طرح فكرة عقدها في منزل الرئيس نجيب ميقاتي، ويقال إنه تحفّظ عنها، واستقرّ الأمر أخيراً على عقد اللقاء في «بيت الوسط»، حيث يقيم رئيس حكومة تصريف الأعمال والرئيس المكلّف، وبصفته المعني بترجمة روحية هذه القمة خلال التفاوض الذي يجريه لتأليف الحكومة. ثمّة لعبة تجاذب مصالح، جرت ولا تزال تجري خلف ستارة الصورة الرسمية التي وُزّعت عن لقاء رؤساء الحكومات السنّية، الحريري، السنيورة، ميقاتي وتمام سلام. فميقاتي ذهب للقمّة وهو يعلم أنّ السنيورة يريد من عقدها إظهار أنّ واقعه الراهن المتمثل بإبعاده عن النيابة وضمور حظوظه كمرشح للتوزير أو لالتقاط فرصة نيل لقب «دولة الرئيس» مرة أخرى لا يعني أنه أصبح بلا دور داخل بيئة قيادة سنّة لبنان، أو أنه بات عاطلاً عن العمل السياسي، فهو أراد إثبات أنه لا يزال حاضراً كمهندس لتطبيقات إستراتيجات حماية «إتفاق الطائف» الذي ترتبط به المصلحة السنّية العليا في البلد. ميقاتي إستجاب لحضور لقاء هندسه السنيورة، لأنه ببساطة لا يتضرّر من الإجتماع، وفي الأساس يفضّل أن يؤدي السنيورة هذا الدور الذي يريد أن يبتعد عن ممارسته.

وسبب ذلك أنّ ميقاتي بعد فوزه في الانتخابات بأصوات تفضيلية عالية، يرى أنه المرشح السنّي الأوفر حظاً لأن يضع قدميه على باب السراي الحكومي الكبير، في حين لم يوفّق الحريري لأسباب داخلية أو خارجية للإستمرار في مهتمه. ولذلك يفضّل ميقاتي تسليط الضوء عليه بصفته يؤدّي دوراً وطنياً سنّياً، لا دوراً سنّياً محضاً كما يفعل السنيورة اليائس من تسميته مجدداً رئيساً للحكومة، والذي يقاتل بشراشة من أجل عودته للساحة السنّية فقط. وإذ صحّ أنّ السنيورة كان يرغب عقد «اللقاء السنّي» في منزل ميقاتي، فإنّ الاخير كان يحقّ له حسب أوساطه، إعتبار هذه الفكرة مكمناً لطموحات ميقاتي بأن يحافظ على ميزة مشروعه كقطب سنّي ومرشح في الوقت نفسه للرئاسة الثالثة. ذلك أنّ قبوله باستضافة الإجتماع السنّي كانت ستقدّمه على أنه يقود تيار الدعوة الى التصلّب السنّي، وهي صفة تنتقص من الميزات التي يجب أن تتوافر، في نظر القوى السياسية غير السنّية، بدولة الرئيس الثالث المقبول.

ومن كواليس إجتماع «بيت الوسط» السنّي، تسرّب أنه تمّ تبكير موعد عقده الى السبت الماضي بعد أن كان موعده الأول - حسب تصميم السنيورة ـ أمس الأول الأحد. والسبب يعود لكون ميقاتي كان مرتبطاً بموعد طارئ، أو كما يُشاع بسفر مسبَق الى موناكو. وتبقى فكرة أساسية أخيرة حفلت بها المناخات التي قادت الى اجتماع «بيت الوسط» السنّي، وهي تمثل نقطة قد تُبنى عليها هندسة جديدة للعلاقة بين زعيم السنّة في لبنان، سعد الحريري، وزعيم السنّة في طرابلس نجيب ميقاتي. وهي علاقة تطلبها دول عربية ويُقال إقليمية أيضاً، ولكنها لا زالت غير مقنعة للحريري المصرّ على أحادية الزعامة السنّية، وشروطها غير كافية لميقاتي الرافض حصر زعامته بصفة مناطقية. وتقول هذه الفكرة، بثنائية سنّية، طرفاها ميقاتي ـ الحريري، تقوم على مبدأ تبادل المساندة والتعاضد.

ولا يبدو أنّ هذه الفكرة حتى الآن لها صدى مقبولية في السعودية، بدليل أنّ الاخيرة وفي آخر نسخة لموقفها من لبنان كما حملها موفدها نزار العلولا في زيارته الاخيرة، تحدّثت عن تعاون أقطاب السنّة مع الحريري، لا الشراكة معه. وفي زيارته الاخيرة لبيروت طلب العلولا من ميقاتي مساندة الحريري في تسميته رئيساً للحكومة. ووافق ميقاتي، بل تقول مصادر، إنّ ميقاتي اتّخذ القرار بتسمية الحريري رئيساً لمجلس الوزراء حتى قبل انتهاء الانتخابات النيابية، حيث أوفد الى جماعة الحريري في طرابلس مَن يقول لهم: «إننا الآن في معركة إنتخابات، وتبادل اللكمات فيها تجري تحت الزنار، ولكن غداً بعد فرز الأصوات، يجب أن نعود الى شيء من الوحدة، ودليل حسن نيّتي على ما أقول هو أنني منذ الآن، وبغض النظر عن نتائج الإنتخابات أتعهّد أنني سأُسمّي الحريري لرئاسة الحكومة». هناك مَن يتوقّع الآن أنه في مرحلة ما بعد إجتماع «بيت الوسط»، قد يتمّ إنتاج حلّ لعقدة التمثيل السنّي المنشطر بين كتلة الحريري وكتلة النواب العشرة الموجودة خارج «بيت الوسط» على رغم عدم تجانسها، من خلال إعطاء وزارة لميقاتي، حيث سيطرح الأخير ثلاثة أسماء سنّية ينتقي منهم واحداً حسب نوعية الحقيبة الوزارية.

 

مجزرة بيئيّة في لبعا - جزين

ربى منذر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 03 تموز 2018

القصة عمرها نحو 8 سنوات، مدة كافية لإحداث تغييرات جسيمة في أي قضية. قد يسمّي البعض ما يحصل في مجبل باطون مراح الحباس مجزرة بيئية، فيما قد يصفها البعض بالاغتصاب لطبيعة جزين «الألوهية»، لتكون النتيجة المحسومة أنّ «الوقاحة والغطاء السياسي قد يصلان بالبعض لارتكاب المعاصي والاستفحال «وعلى عينَك يا تاجر»، وفق ما قاله نائب رئيس اتحاد بلديات جزين ورئيس بلدية لبعا فادي رومانوس لـ»الجمهورية». وإليكم الرواية. ساحة الجريمة: سفوح جبال وتقاطع وديان بين عين المير ومراح الحباس ولبعا في قضاء جزين. نوع الجريمة: تشويه أحد جبال مراح الحباس كليّاً، واستكمال العملية في الجبل المجاور في كرخا، فضلاً عن التعدي بوضوح على العقارات الخاصة بالأهالي. القضية هنا بيئية بحت، رغم أنّ البعض يحاول تلبيسها عباءة طائفية على مقولة «ما بَدّن يانا نشتغِل بلبعا لأنها ضيعَة مسيحيّة ونِحنا إسلام». إلّا أنّ ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة، لأنّ أيّ اثنين لا يختلفان على أنّ التشويه البيئي الحاصل في جزين، فضلاً عن الكوارث الصحية التي يخلّفها في حق الأهالي، هو معصية تُرتكب في حق قضاء لم يعطِ أهله إلّا كل خيرات الطبيعة. تشير إحدى سيدات البلدة لـ»الجمهورية» بإصبعها الى المشهد الذي يطلّ عليه منزلها، وتقول: «هنا، في هذا المكان بالذات كان هناك جبل يحسدنا على منظره الجميع. وهنا في هذا المكان بالذات إختفى الجبل واستبدله «السفّاحون» بالكسّارات والمرامل والمقالع، وكلّ ما نراه ليس سوى تلال من الحجارة ومن الطبيعة الجرداء والباطون». تَصمت المرأة الستينية، التي نشأت في لبعا وكبرت فيها، ثم تُكمل: «تدخل الشاحنات في الليل وترمي ما في جعبتها من مواد كيميائية سامّة، خوفاً من أن يفضحها نور النهار. وفي إحدى المرّات وقع بعضها على الإسفلت فتفتّت في اليوم التالي، فما حال الطبيعة إذاً؟ خصوصاً أنّ هذه المواد تصبّ فوق المياه التي نروي منها مزروعاتنا؟».

الخطيب تحرّك ولكن؟

ويؤكد رومانوس أن «الأهالي لن يسكتوا، وكذلك بعض أصحاب الضمير في جزين، أولئك الذين يخافون على أهالي القضاء كما يخافون على أبنائهم، وأولئك الذين لا يخشون غطاءً سياسياً ولا تهديدات... كل تلك الأصوات دفعت بوزير البيئة طارق الخطيب الى إصدار قرار بإيقاف الكسارة عن العمل، إلّا أنّ الأعمال فيها وفي مجبل الباطون لا تزال قائمة ليلاً ونهاراً، فغطاؤها السياسي أكبر من أيّ قرار». ويضيف: «نعم، هذه هي الإجراءات في لبنان، يتم «إسكات» الناس بإصدار قرار، ومن ثم التغاضي عن كل تَعدٍّ يُطاوله. علماً أنّ الشركة كانت قد حصلت عام 2012 على ترخيص من وزارة الصناعة بتشغيل مجبل باطون في مراح الحباس، يُجدّد كل سنة. لكنّ الوزارة وجّهت إليه إنذاراً، نهاية العام الماضي، بالتزامن مع قرارات وزارتي البيئة والداخلية بالإقفال بسبب عدم تقيّده بالشروط البيئية، منها النظافة وبرك غسل التربة وتصريف المياه».

تشهد هذه المنطقة إذاً تعديات يمكن تفنيد بعضها، بحسب رومانوس، بالنقاط التالية:

إنشاء واستثمار كسارة من دون ترخيص.

• إنشاء واستثمار مجبل باطون ومعمل بلاط بترخيص لا يستوفي الشروط القانونية المطلوبة.

• إنشاء أبنية لزوم المعامل من دون ترخيص بالبناء ومن دون رخص استثمار، ولا تصريح عنها أو حتى دفع الرسوم المتوجبة، إضافة إلى منع أجهزة البلدية من الوصول إليها.

تغيير معالم حدود العقارات المجاورة.

• شق طرقات وتعدّ على أراضي الغير.

تغيير مسار الساقية ومجاري المياه الشتوية.

• تغيير مسارات ومعالم الطرقات العامة ومنع استعمالها عبر تركيز بوّابات تمنع الوصول إليها.

• رمي أتربة وبقايا الباطون المجبول وبقايا معامل الحجر والبلاط ضمن مجرى الساقية.

• التعدّي على مشاع البلدة عبر تنفيذ أعمال جرف لأسفل العقار المجاور للساقية، وتحويل مجرى الساقية لجهة المشاع بغية توسيع عقارات الشركة من الجهة المقابلة على الضفة الثانية من الساقية.

• إلحاق أضرار وتلوث بالبيئة طاوَلت وتطاول بشكل يومي الهواء والمياه الجوفية والمزروعات في العقارات المحيطة بالموقع.

- إستعمال مجرى الساقية في آخر الموقع، والذي يفصل بلدتي لبعا وكرخا كمكبّ للأتربة الناتجة من استثمار الكسارة ولردميات تمّ جلبها من خارج الموقع، وردم مجرى نهر طبيعي بطول 5 كلم بالمواد الكيميائية السامّة، وهو المجرى الذي يستخدمه أهالي القرى المجاورة لرَي مزروعاتهم، الأمر الذي انعكس تنامياً في الأمراض السرطانية.

ويتابع رومانوس: «قد يكون السبب الأول لاغتصاب البيئة في مراح الحباس هو غياب بلدية خاصّة بالبلدة، وهو ما حتّم على اتحاد بلديات جزين وضع يده على هذا الملف، ليبقى كلّ ذلك ضمن إطار «الحَكي».

وفي هذا السياق، علمت «الجمهورية» أنه تمّ ابتزاز الاتحاد في حال قبوله بإقفال مجبل الباطون والكسارة، بتوقّف صيدا عن استقبال نفايات جزين، علماً أنها لا تستقبلها مجاناً.

إذاً، هذا هو لبناننا، حيث يعطي بعض المسؤولين ما يُسمّى بـ»المذكرة الإدارية» لبعض المشاريع غير القانونية، والتي يحاولون من خلالها تشريع هذه الأعمال، الخارجة في إطارها الحقيقي عن الرخص القانونية والتي تُعطى استباحة. هنا في هذا البلد فساد مُستشرٍ في غالبية القطاعات، هنا يمكن لأيّ «مَدعوم» استباحة الأراضي والتصرف بوقاحة، والتعدي على القانون وعلى صحة الأهالي وأراضيهم وضِيَعهم، وحتى عليهم إذا تجرّأوا على معارضته.

 

مطالب الناس إلى حين ولادة الحكومة الجديدة

الهام فريحة/الأنوار/03 تموز/18

اجتمعوا قدر ما شئتم.

والتقوا قدر ما استطعتم.

لو كانت الإجتماعات تُشكِّل حكومات لكانت الحكومة قد تشكَّلت منذ شهر، وها نحن في الأسبوع الثاني من الشهر الثاني ولم تتشكَّل الحكومة بعد.

لو كانت لقاءات المآدب تُشكِّل حكومة لكنا اليوم في مرحلة نيل الحكومة الثقة.

لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق:

لا حكومة في المدى المنظور، سواء إلتقيتم أم لم تلتقوا، أما إذا كان الأمر عكس ذلك، فستكون لكلِّ المتشائمين الجرأة في أن يجهروا بالإعتذار من الشعب اللبناني بأنَّ التشاؤم لم يكن في محله، وبأنَّ التفاؤل كان غالباً لكنَّ أحداً لم يكن يأخذ به.

أما بين التفاؤل والتشاؤم فهناك الواقعية:

الواقعية تقول إنَّ البلد حتى اليوم يعيش من دون حكومة جديدة، وتحكمه حكومة تصريف أعمال، وهي التي يفترض بها أن تقوم بكل الأعمال على نطاق ضيق للتخفيف من معاناة الناس من قضايا تكاد أن تصبح مزمنة.

معالجة النفايات تدخل أيضاً في نطاق تصريف الأعمال، فهل تدرك الحكومة أنَّ المغترب يكاد أن يعود من المطار من شدة الروائح الكريهة المنبعثة من مطمر الكوستابرافا؟

إلى متى الإنتظار في معالجة هذه القضية؟

كيف يكون لبنان بلداً جاذباً سياحياً فيما يقع في آخر لائحة الدول السياحية وتأتي قبله قبرص واليونان وتركيا بالإضافة إلى الدول الأبعد؟

هل تُدرك الحكومة أنَّ معظم الخضار والفواكه المنتجة في لبنان، تُروى من مياه المجارير؟

هل سمعت بصرخة أهل البقاع وتحديداً صرخة المقيمين على ضفاف الأنهر ولا سيما نهر الليطاني؟

تُرى، ألا يُدخل السادة النواب الفواكه والخضار إلى منازلهم؟

هل سألوا من أين تُروى هذه المنتجات؟

ألا يرتادون المطاعم؟

هل يُدقِّقون بما يُقدَّم إليهم من هذه المنتجات؟

ماذا تفعل حكومة تصريف الأعمال في "تسونامي" الأزمة التربوية التي بدأت والتي ستنفجر مع بدء السنة الدراسية بعد شهرين تقريباً؟

معظم المدارس الخاصة بدأت تُبلِّغ نسبة لا بأس بها من الأساتذة بتوقفهم عن العمل للسنة الدراسية المقبلة، يأتي هذا الإجراء من قبل إدارات المدارس، بعدما أُرغمت على دفع الزيادات للأساتذة بموجب القانون الجديد لسلسلة الرتب والرواتب المخصَّص للقطاع العام والذي استفاد منه أساتذة القطاع الخاص، واعترضت عليه إدارات المدارس الخاصة، فكيف تزيد للأساتذة من دون أن يكون لها الحق في زيادة الأقساط؟

هنا تولد عقدة ثانية، كيف تُفرض زيادات على الأقساط حين لا يكون الأهل قد استفادوا من زيادات سلسلة الرتب والرواتب؟

إنَّها الدوامة التي لا يستطيع أحدٌ الخروج منها، فماذا ستفعل حكومة تصريف الأعمال في هذه الدوامة، إلى حين تشكيل حكومة جديدة؟

هذه عيِّنة قليلة جداً من الإستحقاقات الداهمة، فهل تتحرك حكومة تصريف الأعمال لمواجهتها علَّها تُسلِّم إنجازاً ما للحكومة العتيدة؟

 

لبنانُ الكبيرُ عصفورٌ كان في اليَد

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 02 تموز 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/65739/%D8%B3%D8%AC%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B2%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8F-%D8%B9%D8%B5%D9%81%D9%88%D8%B1%D9%8C-%D9%83%D8%A7%D9%86/

تخطّى لبنانُ مرحلةَ إعادةِ النظرِ في كيانِه من دونِ أنْ يَبلُغَ المرحلةَ الكيانيّة. فالكيانُ اللبنانيُّ صامدٌ بسببِ تعقيداتِ تقسيمِه أو ضمِّه لا بفَضلِ ولاءِ بَنيه له.

الوِحدةُ اللبنانيّةُ واقعٌ بديلٌ عِوضَ أن تكونَ حالةً أصيلةً.

الشعوبُ تطالبُ بالوِحدةِ حلًّا، أما في لبنان فالوِحدةُ تسويةٌ وشرٌّ لا بُدَّ منه.

لكنْ، بين صعوبةِ التقسيمِ الدستوريِّ ونَقصِ الولاءِ الوطنيِّ جَرى على مرِّ الحروب والسنواتِ فَرزٌ عِقاريٌّ ـ ثقافيٌّ داخليٌّ خِلافًا لمفهومِ لبنانَ الكبيرِ والميثاقِ الوطنيِّ، فسقطت الدولةُ، ولن يُنقِذَها رئيسٌ ضعيفٌ ولا رئيسٌ قويٌّ، إنما رئيسٌ تاريخيٌّ، تَلِدُه العنايةُ الإلهيّة. هذا هو عمقُ الأزَماتِ الحكوميّة.

لدى نشوءِ دولةِ لبنانَ الكبير سنةَ 1920 بَرز مشروعٌ مضادٌّ عنوانُه الدولةُ العربيّةُ الكبرى، ومع استقلالِ لبنانَ سنةَ 1943 أُضيفَ إليه مشروعٌ مضادٌّ آخَرُ شعارُه إسقاطُ «المارونيّةِ السياسيّة» حاميةِ الكِيانِ اللبنانيِّ والدولة.

عظيم، لكنْ، من يَدُلُّني على الدولةِ العربيّةِ الكبرى التي تَحقَّقَت في هذا العالمِ العربيِّ المُنبَطحِ بين المحيطِ والخليج؟

ومن يَدُلُّني على الدولةِ اللبنانيّةِ التي نَبتَت في أعقابِ دولةِ «المارونيّةِ السياسيّة»؟ أدولةُ «الطائف» التي كلَّما أَلّفْنا حكومةً نُعيدُ تأليفَ لبنان؟

خَسِرنا العصافيرَ العشرةَ على الشجرةِ والعصفورَ الذي كان في اليَد.

راحت المارونيّةُ السياسيّة ولم تَصمُد العروبةُ السياسيّةُ ولا السنيّةُ السياسيّةُ، ومصيرُ الشيعيّةِ السياسيّةِ لن يكونَ أفضلَ.

هذه هي الحتميّةُ التاريخيّةُ المتلازِمةُ مع الحتميّةِ الجغرافيّة.

لفتني، وقد يكونُ لَفتَكُم، عددُ الصورِ والفيديوهات التي يَتبادَلُها اللبنانيّون (مِن جميعِ الطوائف) عبرَ الـ«واتْسْآﭖ» ووسائلِ التواصُلِ الإجتماعيِّ عن لبنانَ ما قبلَ الحرب (1975)، عن رجالاتِه ونسائِه وأدبائه وشعرائه ومؤسّساتِه، عن ينابيعِه وأنهارِه وبحرهِ وحفلاتِه وأغانيه، عن تقاليدِه وأُلفتِه ونمطِ حياتِه السابق، عن عاصمتِه وجبلِه وجَنوبِه وشَمالِه وبِقاعِه.

ظاهرةٌ تُعبِّر عن حنينِ اللبنانيّين إلى الدولةِ التي أسقطْناها بأيادينا وأصابعِنا وأسنانِنا وبنادقِنا، وإلى الوطنِ الذي شَكَكْنا فيه ولم نَعرف قيمتَه، وإلى المجتمعِ الراقي والحضاريِّ والمدنِّي الذي أَقَمنا مكانَه مجتمعَ التعصّبِ والأصوليّةِ والهمجيّةِ والجِهاد والسلاحِ.

هذا الحنينُ المستَجِدُّ نحو الماضي الجميلِ هو ثورةُ الوِجدانِ على عجزِ الوَعي، وتعبيرٌ عن ردّةٍ ضِدَّ الحاضرِ وعن خوفٍ من مستقبلٍ مجهول.

في مرحلةٍ سابقةٍ ظَنَنتُ أنَّ مِنّا مَن يعيشُ في زمنِ الإمارة، ومِنّا من يعيشُ في زمنِ المتَصرّفيّة، ومِنّا من يعيشُ في زمنِ الانتدابِ، ومِنّا من يعيشُ في زمنِ الاحتلالِ، وقليلونُ يعيشونَ في زمنِ لبنانَ الكبير ِالمستقِل.

لكن تَبيّن أنّنا قَفزنا فوقَ كلِّ تلكَ المراحلِ التاريخيّةِ ورَجَعنا مباشرَةً إلى ما قبلَ إمارةِ الجبل، أي إلى الواقعِ القَبليِّ والعشائريّ.

والمؤسفُ، أنْ لا أحدَ يَتواضعُ ويُجري نقدًا ذاتيًّا أو مراجَعةً أو مقارنةً أو تقييمًا ليُميّزَ بين الخيرِ والشرِّ والجيّدِ والسيّئ، فنعودَ إلى المستقبلِ وإلى بعضِنا البعض.

دولةُ لبنانَ مؤلَّفةٌ من مجموعةِ كياناتٍ بائدةٍ في دولةٍ فاشلةٍ أو مُفَشَّلةٍ (النتيجةُ واحدةٌ)، ومن طبقاتٍ دستوريّةٍ مكتومةِ القَيدِ في دستورٍ مكتومِ التطبيق.

كلٌّ مِنّا يُطبِّقُ زمانَه الماضي في الزمنِ الحاضر، ثم نتساءلُ لماذا لم تَقُم الدولةُ الحقيقيّةُ بَعد.

أيَبني دولةً شَعبٌ مختلِفٌ على الوطنِ؟

فخِلافًا لما نَعتقدُ، ليست التعدديّةُ في لبنانَ حضاريّةً فقط، بل هي تعدديّةٌ وطنيّة. وهنا الكارثةُ الكبرى، إذْ إنَّ الأولى تُغْني الدولةَ بينما الأخرى تَنقُضها.

منذ البدايةِ اعترى التردّدُ خياراتِنا، لكنّنا مَشينا فيها تحاشِيَ تُهمةٍ ما: افتَقدْنا الحبَّ الكبير، حبَّ لبنانَ من اللحظةِ الأولى.

لقد أُقِرَّت دولةُ لبنانَ الكبير ببرودةٍ مسيحيّةٍ ورفضٍ إسلاميٍّ.

المسيحيّون خافوا خسارةَ أرجحيّةِ العددِ، والمسلمون اعتَبروها انفصالًا عن الدولةِ العربيّةِ الكبرى الافتراضيّة.

ومع الوقتِ، حاول الفريقان تجميلَ مفهومِ لبنانَ ليتقبّلاه بأقلِّ مَرارةٍ مُمكنة، فَخاضا معركةَ الاستقلالِ وَسْطَ رَيبةٍ مسيحيّةٍ والتباسٍ إسلاميّ.

المسيحيّون تخوّفوا ــ وكانوا على حقٍّ ــ من أن يكونَ الاستقلالُ مَمرًّا نحو العروبة، والمسلمون أرادوه ــ وكانوا على حقٍّ أيضًا ــ للتخلّصِ من الانتدابِ الفرنسيِّ تحديدًا، ثم أَوقَعوه لاحقًا بإشكالاتٍ قوميّةٍ وكيانيّة... إلى أن صَدرَت «وثيقةُ الطائف».

صَدر «اتفاقُ الطائف» بقَبولٍ سُنيٍّ قويٍّ، بتحفّظٍ شيعيٍّ واضحٍ، وبرفضٍ مسيحيٍّ كاسِح.

السُنّةُ حقّقوا مطلَبهم في المشاركةِ الأوسَع، الشيعةُ وجدوه دونَ دورِهم ومقاومتِهم إسرائيلَ، والمسيحيّون، بخاصّةٍ الموارنةُ، فقدوا فيه كلَّ ما جَمعوه بالصمودِ والمقاومةِ والاستحقاقِ التاريخيّ، ثمَّ بدّدوه بالاقتتالِ والأحقاد.

لم يَحصُل فعلُ الإيمانِ النهائيِّ بلبنانَ بعد.

بالكادِ تَلَوْنا فِعلَيْ الرجاءِ (المتجدِّد) والندامةِ (الموَقّتة)، لكنَّ فعلَ الإيمانِ الصادقِ، العميقِ، القاطعِ، المطلَق لم يُتْلَ بعدُ بلبنانَ الواحِد.

ليس لبنانُ الواحدُ مساحةَ العشرةِ آلافِ كيلومترٍ مربعٍ فقط، بل هو حضارةُ الأربعةِ ملايينِ لبنانيٍّ عبرَ ستَّةِ آلافِ عام.

ليس لبنانُ الواحدُ تضاريسَ الأرض، بل تَعدديّةُ الشعب.

أردنا لبنانَ واحةً حضاريّةً عصريّةً لا جبهةً عسكريّةً مفتوحةً.

نعيشُ اليومَ في لبنانَ آخَرَ، بل في لبناناتٍ مختلفةٍ.

كل واحدٍ من هذه اللُبْنانات ينتمي إلى قرنٍ مختلفٍ ونمطِ حياةٍ مختلِفٍ وثقافةٍ مختلِفة.

لبنانُ الذي أُحبُّه يَتحفّظ عنه لبنانيّون آخَرون، ولبنانُ الذي أعترِضُ عليه يَعشَقُه لبنانيّون آخرون.

 وإذا التعدديّةُ لم تُشكّل باختلافاتِها وطنًا واحدًا مثلما الألوانُ المختلِفةُ تُشكّلُ لوحةً فنيّةً رائعةً، تُصبحُ إعادةُ خلطِ التعدديّةِ على أسسٍ دستوريٍّة جديدةٍ أمرًا ضروريًّا وعاجِلًا.

لم يَفهم اللبنانيّون ولا العربُ قيمةَ لبنان.

ظَهر لبنانُ الكبيرُ عليهم وكأنّه اختراعٌ جديدٌ وغريبٌ.

مخلوقٌ عجيبٌ لم يَأْلفْه الشرقُ سابقًا.

نجمٌ ساطِعٌ أزاغَ عيونَهم.

سيمفونيّةٌ لا تُشبِه ضَوْضاءَهم ولا تُشنِّفُ آذانَهم.

فنَكروه كما أَنكَرَ اليهودُ المسيحَ وصلبوه.

لكنَّ موعدَنا يبقى مع القيامةِ... ولو مرَّ اليومُ الثالث. نحن شعبُ الأجيالِ لا شعبَ الأيّام.

 

العهد يُصَعّد حملته على الصحافيين وجديده فداء عيتاني

جاد شحرور/درج/02 تموز/18

منذ تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2016، وهو تاريخ وصول الرئيس اللبناني ميشال عون إلى قصر بعبدا، تضاعفت الملاحقات التي يتعرض لها صحافيون وناشطون اعلاميون، واليوم كان تتويج هذا المسار بالحكم الذي أصدرته القاضية المنفردة نادين نجم بحق الصحافي اللبناني فداء عيتاني والذي قضى بحبسه أربعة أشهر وإلزامه بدفع مبلغ ١٠ مليون ليرة لبنانية (6650 دولار أميركي)، وذلك بعد أن أقدم وزير الخارجية (صهر رئيس الجمهورية) جبران باسيل بالادعاء عليه بسبب مقالات كتبها فداء وتناول فيها باسيل بالنقد.

وأوضح مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية، “سكايز”، أنه تواصل مع محامية عيتاني، ديالا شحادة، التي قالت “أنها لم تستلم الحكم رسمياً”. والحكم بالسجن ضد فداء عيتاني، ليس الأول من نوعه، فخلال هذا العام شهد لبنان ٤ قرارات مماثلة، بحق كل من حنين غدار، وجوزف قنبور، وآلان سركيس.

من جهتها أصدرت مؤسسة “مهارات”، وهي تعنى بقضايا الإعلام وحرية الرأي والتعبير، بياناً قالت فيه: “تشجب مهارات توقيع أحكام السجن بحق الصحافيين، وكل من يعبر عن رأيه على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تكررت بوتيرة متسارعة في الآونة الاخيرة. كما تطالب مهارات المجلس النيابي الجديد بالتسريع بإقرار الاصلاحات التي تقدمت به مهارات مع النائب السابق غسان مخيبر وأبرزها الغاء عقوبة الحبس ومنع التوقيف الاحتياطي عن كل من يعبر عن رأيه بأي وسيلة من ضمنها الانترنت وتوسيع مفهوم نقد الشخص العام”.

وفي هذا الموضوع تحديداً، يمكن التوقف عند طبيعة الاحكام المنصوصة ضد الصحافيين وطبيعة المحكمة المعنية، إذ أن محكمة المطبوعات، هي محكمة جزائية، بينما يجب أن تكون محكمة مدنية، فالصحافي ليس مجرماً، وإن ارتكب خطأ مهنياً، فأساليب المحاسبة كثيرة وقاسية، مثلاً الاعتذار في الصفحات الأولى، أو منعه من مزاولة المهنة لفترة معينة، أو تغريمه بمبلغ مالي.

محكمة المطبوعات، هي محكمة جزائية، بينما يجب أن تكون محكمة مدنية

يذكر أنه في شباط/ فبراير ٢٠١٧، أصدر وزير العدل، سليم جريصاتي والمحسوب على رئيس الجمهورية، قراراً بالاتفاق مع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، يقضي بعدم التعرض لأي كان على مواقع التواصل الاجتماعي، منعاً للاعتقال الاستنسابي. إلا أنه من الواضح أن القرار ضرب بعرض الحائط، أي أن من أصدر القرار لم يطبقه… في جولة سريعة حول الشكاوى المقدمة من قبل العهد، نرصد حوالي الـ٢٠ انتهاك ضد صحافيين وناشطين

لم يشهد لبنان هذا العدد من الانتهاكات بحق الاعلاميين سابقاً. وفي جولة سريعة حول الشكاوى المقدمة من قبل العهد، نرصد حوالي الـ٢٠ انتهاك ضد صحافيين وناشطين، ١١ منهم فقط بحق عيتاني:

مخابرات الجيش اللبناني تحتجز الشاب حسن سعد بسبب منشور على “فيسبوك”، يوم السبت 28 كانون الثاني/يناير 2017، بعد استدعائه للتحقيق معه في ثكنة محمد زغيب في صيدا، بتهمة “تحقير رئاسة الجمهورية”.

مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية يحتجز الشاب أحمد أمهز يوم الثلاثاء 21 آذار/مارس 2017 بسبب منشور على “فيسبوك، بتهمة “المسّ بالرؤساء الثلاثة”.

تعرّض الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي بيار الحشّاش، يوم الإثنين 15 أيار/مايو 2017، للتهديد والضرب على طريق كفرعبيدا- البترون، على خلفية الفيديوهات التي نشرها على حسابه على “فيسبوك”، وتحمل انتقادات لرئيس التيار الوطني الحرّ، وزير الخارجية جبران باسيل.

احتجز مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية، يوم الإثنين 10 تموز/يوليو 2017، الصحافي فداء عيتاني، بعد استدعائه على خلفية منشور على حسابه على “فيسبوك” بدعوة مقدمة من قبل جبران باسيل.

أوقف مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية، بناء لإشارة المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، يوم الجمعة ١١ آب/أغسطس 2017، هنادي الياس جرجس، بعد شكوى تقدم بها الوزير جبران باسيل، بسبب منشور على صفحتها على “فيسبوك”.

حقّق مكتب “مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية”، صباح يوم الإثنين 9 تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٧، مع الناشط فراس حاطوم، بعد استدعائه هاتفياً يوم الجمعة 6 تشرين الأول/ الحالي، بعد شكوى مقدّمة من رئيس التيار “الوطني الحرّ” وزير الخارجية جبران باسيل.

 تلقّى الصحافي فداء عيتاني، يوم الثلاثاء 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، تبليغاً بضرورة حضوره إلى المحكمة بتاريخ 20 الجاري، للاستماع إلى دفاعه في الدعوى المقدمة ضده من قِبل وزير الخارجية جبران باسيل.

أوقف مكتب المباحث الجنائية المركزي، يوم الخميس 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، الصحافي أحمد الأيوبي، بعد استدعائه هاتفياً، بسبب شكاوى مقدمة ضده بتهم “القدح والذم”، على خلفية منشورات عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية جبران باسيل.

 حقّق مكتب “مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية”، صباح يوم الأربعاء 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، مع الناشط فراس بو حاطوم، بعد استدعائه هاتفياً يوم الخميس 9 تشرين الثاني الحالي، بعد 5 شكاوى مقدمة من رئيس التيار “الوطني الحرّ” وزير الخارجية جبران باسيل.

 أصدر قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، يوم الإثنين 18 كانون الأول/ديسمبر 2017، مذكرة إحضار قضائية بحق مقدم ومعدّ برنامج “كلام الناس” الإعلامي مارسيل غانم على قناة “أل.بي.سي.آي.”

 مثُلت الناشطة هنادي جرجس، يوم الأربعاء 3 كانون الثاني/يناير 2018، أمام مفرزة طرابلس القضائية للتحقيق معها، إثر استدعائها قبل 24 ساعة فقط، على خلفية منشورات قديمة كانت قد كتبتها على صفحتها على “فايسبوك” تنتقد فيها وزير الخارجية جبران باسيل.

تلقّى الصحافي فداء عيتاني، يوم الخميس ٢٩ آذار/مارس ٢٠١٨، ثمانية استدعاءات مِن محكمة الجزاء في بعبدا، للمثول أمامها بتاريخي ٩ و١٧ أيار/مايو المقبل، لتبيان دفاعه في الدعاوى المقدمة ضده من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

 حكم القضاء اللبناني في ٢٩ حزيران ٢٠١٨، بالسجن أربعة أشهر على الصحافي فداء عيتاني، على خلفية تعرضه لوزير الخارجية جبران باسيل.

 

ترامب يمنح بوتين نصرا في سوريا مقابل تحجيم دور إيران

العرب/03 تموز/18

طهران تتهم موسكو بطعنها في الظهر في سوريا ومحاصرة نفطها

http://eliasbejjaninews.com/archives/65752/%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d9%8a%d9%85%d9%86%d8%ad-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84-%d8%aa%d8%ad/

واشنطن - يعكف دبلوماسيون روس وأميركيون على صياغة اتفاق بين الزعيمين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين خلال قمتهما المرتقبة في هلسنكي، قد تؤدي إلى إعادة تأهيل الرئيس السوري بشار الأسد، مقابل أن يأخذ الروس على عاتقهم مهمة الإنهاء التدريجي للنفوذ الإيراني في سوريا.

وينظر ترامب إلى هذه القمة باعتبارها قمة التوافقات، رغم نزاعات محتدمة لا تزال تحدد أبعاد علاقة روسيا بالغرب. ويقول دبلوماسيون في أوروبا إن بروكسل تخشى “من مدى التنازلات التي يبدو ترامب مستعدا لتقديمها” خلال القمة. وبدأ الرئيس الأميركي في تقديم أول التنازلات، حتى قبل حلول موعد القمة، بالإعلان، حسب الكرملين، عن استبعاد نقاش مسألة أوكرانيا وشبه جزيرة القرم مع بوتين، وهي الأزمة التي تشكل معضلة استراتيجية بالنسبة لأوروبا. ومن المقرر أن يلتقي الزعيمان في ضواحي هلسنكي في 16 من الشهر الجاري. وسيكون هذا أول اجتماع رسمي كامل بين قادة البلدين ليس على هامش مؤتمرات وقمم أخرى.

جون بولتون: المشكلة الاستراتيجية تتمثل في إيران وليس في بشار الأسد

وقبل عام، التقى بوتين وترامب لأول مرة في هامبورغ على هامش اجتماع مجموعة العشرين، وبعد ذلك ببضعة أشهر تم التواصل بينهما لفترة وجيزة على هامش قمة أبيك، التي عقدت في فيتنام.

وقال الرئيس الأميركي، الجمعة، إنه سيبحث الصراعات في أوكرانيا وسوريا في اجتماعه مع نظيره الروسي، قبل أن ينفي الكرملين التطرق إلى أزمة القرم. وأضاف ترامب أنه سيطرح في الاجتماع أيضا قضية التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية.

ويصر ترامب على المضي قدما في مسار عكس رغبات مؤسسات أميركية نافذة تشاطر دوائر غربية أخرى تخوفها من أن يقدّم ترامب لبوتين تنازلات تعيد الاعتبار لروسيا، التي ما فتئت الدول الأوروبية تتعامل معها بصفتها عدوا، لا سيما منذ محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال في بريطانيا في مارس الماضي.

لكن يظل الملف السوري المحور الرئيسي الذي سيعكس مدى استعداد ترامب للخروج عن التقاليد السياسية والدبلوماسية الغربية في التعامل مع روسيا. وتتردد تقارير يتخوف منها الأوروبيون، عن إمكان تسليم ترامب لبوتين بالأمر في سوريا، مما يقود إلى إعادة تأهيل الأسد. وتضيف التقارير أنه على الرغم من أن العالم الغربي برمته يعتبر الأسد دكتاتورا ارتكب جرائم ضد شعبه واستخدم السلاح الكيمياوي في البعض منها، إلا أن تبدل سلم الأولويات عند واشنطن ودول أخرى قد يفرض على الجميع بقاء الأسد شرط احترام موسكو لتلك الأولويات.

ويقول الصحافي والكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس إنه “من بين الجوانب اللافتة في الاتفاق السوري المحتمل أن تعاونا وثيقا بين روسيا وإسرائيل يقف خلفه”، مضيفا “بالنسبة لأجندة إسرائيل فإنها تشبه أجندة ترامب من حيث أنها تركز على الوقوف في وجه إيران، ويبدو أن الإسرائيليين خلصوا إلى نتيجة مفادها أن بوتين يعد شريكا إقليميا يمكن الاعتماد عليه في هذا الأمر”. وفي تعبير عن تبدل الأولويات الأميركية، كشف جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي في مقابلة مع قناة سي.بي.أس الأميركية، الأحد، أن المسؤولين الأميركيين لا يعتقدون “أن الأسد يمثل مشكلة استراتيجية”.

وشدد بولتون على أن “المشكلة الاستراتيجية تتمثل في إيران”، موضحا “الحديث لا يدور فقط عن برنامجها المستمر لتطوير الأسلحة النووية، وإنما كذلك عن دعمها الكبير والمتواصل للإرهاب الدولي، وكذلك عن وجود قواتها الدورية في الشرق الأوسط”. وفي إشارة إلى الأسد وبوتين، اعتبرت صحيفة إندبندنت البريطانية، أن أي اتفاق بين الرئيسين الروسي والأميركي يخيف الكثيرين في الغرب، ويفقدهم وضعا سياسيا مريحا قائما على تصويرهم موسكو “كعدو أبدي” للغرب.

تبت المحللة السياسية، ماري ديجيفسكي، في إندبندنت أنه “لذلك ليس من المستغرب أن يعيق الكثيرون في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لقاء الزعيمين”. وكشفت مصادر دبلوماسية في لندن أن ترامب قد يقبل ببقاء الأسد وفق الرؤى الروسية مقابل أن تتولى روسيا إبعاد النفوذ الإيراني عن سوريا. وتقول هذه المصادر إن ردود الفعل الصادرة عن إيران تكشف عن إدراك طهران لمضمون هذه الخطة التي ستأتي على حساب نفوذها السوري وامتداداته اللبنانية. وكان الطبيب والنائب الإصلاحي اﻹيراني بهروز بنيادي قد قال الأسبوع الماضي “نرى الأسد يزيد من تناغمه مع بوتين بكل وقاحة، ولا يقلل فقط من أهمية تواجُد شهداء المراقد في سوريا فحسب، بل ينكر ذلك في بعض الأحيان، وليس من المُستبعَد أن يضحي بنا هذان البيدقان السياسيان على مسلخ نتنياهو وترامب”. وكان مستشار وزير الخارجية الإيراني علي خرم قد اتهم في وقت سابق روسيا بأنها “طعنت بلاده في الظهر مرتين” على التوالي؛ الأولى في سوريا، والثانية عندما تطوعت لطردها من صادرات نفط أوبك. وتؤكد مراجع دبلوماسية عربية أن معركة الجنوب السوري التي تنخرط بها روسيا عسكريا تؤكد أن الأمر يجري على قاعدة تفاهمات مع الأردن وإسرائيل والولايات المتحدة.

وتضيف أن موسكو تسعى لطمأنه عمان وتل أبيب وواشنطن أنها قادرة على لجم الوجود الإيراني ومنعه من التمدد نحو الحدود الأردنية الإسرائيلية، وأن قدرة موسكو على إثبات أنها قادرة على التماهي مع الأولويات الأميركية بشأن إيران شرط من شروط أي تفاهم بين ترامب وبوتين حول مستقبل التسوية السورية.

ولفتت المصادر إلى أن إبلاغ واشنطن المعارضة في جنوب سوريا برفع الدعم عنها يعتبر توطؤا أميركيا كاملا لتسهيل المهمة الروسية في تلك المنطقة. غير أن مراقبين في موسكو يشككون في قدرة روسيا على فرض انسحاب للقوات التابعة لطهران، كما يشككون في إقدام بوتين على ذلك في ظل غياب ضمانات غربية كاملة، وخصوصا أوروبية، في سوريا كما في ملف أوكرانيا المعقد. ويرى هؤلاء أن قمة بوتين-ترامب قد تشبه قمة ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون من حيث أنها تضع اللبنات الأولى للاتفاق دون أن تنجز اتفاقا كاملا، بيد أن ذلك يعبد الطريق لانفراج يبدد غيوم الحرب الباردة التي لاحت في الشهور الأخيرة.

 

من بدأ المأساة ينهيها

سناء الجاك /النهار/02 تموز 2018  

http://eliasbejjaninews.com/archives/65737/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%AF%D8%A3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A9-%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%8A%D9%87%D8%A7/

يجب ان يعود السوريون الى بلادهم. الامر ليس موضع جدل. يجب ان يعودوا لأنهم يعانون ولأن لبنان يعاني. ولا مزايدات في هذه المأساة التي لا تنتهي مع ارتفاع قياسي في أعداد الضحايا بعد توقف آلة العدّ عن احصائهم وتجاوز الرقم النصف مليون، والمخفي أعظم. ولكن!!! هل يستوي الحديث عن هذه القضية عندما يقول الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله ان ملفاً يتم اعداده لتسجيل "أسماء من يريد العودة ونعرض الأسماء على الدولة السورية ونتعاون مع الأمن العام اللبناني لإعادة أكبر عدد ممكن من النازحين الذي يرغبون بالعودة الطوعية"؟! بمعزل عن كل المعايير في مصادرة وظيفة الدولة، والامر ليس طارئاً او سابقة في تاريخ الحزب الإلهي، لا بد من التوقف عند عبارة "نعرض الأسماء على الدولة السورية"، ملحقةً بتنبيه إلى "أنه ليس هناك وقت لإضاعته وهناك من يريد العودة قبل بدء المدارس وسنستمر في المساعدة إلى أن يتم حسم الملف بين الحكومتين اللبنانية والسورية"، التي تمهد للتطبيع بين لبنان والنظام الاسدي بشكل رسمي لأن التطبيع في المرحلة الراهنة حاصل بالمواربة.

فهذا الواقع الذي بدأ التمهيد له والبناء عليه، يعني أمراً واحداً لا غير، وهو ان النظام الاسدي وحده يقرر عودة مواطنين سوريين الى ارضهم، او رميهم خارج الحدود وكأنهم نفايات سامة. وله وحده ان يقرر تشريدهم، سواء بالقصف المتواصل او التهديد بالاعتقال والاخفاء. او بكل بساطة برفض عودتهم الى حقوقهم الطبيعية كبشر. أكثر من ذلك: هذا الواقع يشير الى عدم وجود أي اعتبار لدولة لبنانية في الأساس. دولة لها الحق في تقرير مَن يدخل أرضها او يخرج منها. دورها ينحصر فقط في "التعاون" مع النظام الاسدي وتلبية أوامره في كل ما يتعلق بحق العودة لمن فرّ من الجحيم. ومن لا يريده النظام ان يعود، يبقى في لبنان، وعلى الدولة الفاشلة أصلاً ان تتحمل الأعباء. في هذه النقطة عجز نصرالله عن محاولته تجميل صورة النظام الاسدي، حتى لو استخدم توصيف الدولة للتعريف عنه. فالنظام الذي يسمح لفريق مسلح في رعاية محور إقليمي، باحتلال مناطق من ارض الدولة ويمنع العودة عن أهل هذه المناطق، هو بيت الداء، وليس الاتهامات التي كالها نصر الله لجهات ومنظمات دولية ومحلية بتخويف اللاجئين السوريين من العودة وتقديم معلومات غير صحيحة لهم.

هذا الطرح لا يهدف الا الى التعمية عن رفض النظام السوري عودة شاملة وكاملة لمن يرغب، لحسابات تتعلق بمصالح المحور الإيراني والتغيير الديموغرافي الذي ينشده. وهذا ما تعبّر عنه لاجئة من إحدى قرى القصير عندما تعتبر ان الحياة في مخيم شاتيلا مقابل 200 دولار لغرفة بائسة، هي كل ما يتيسر لها حالياً لأن قريتها فارغة تماماً من السكان. وتتمنى لو يعود سكان القرية كلهم لتنصب خيمة تقيم فيها بينهم.

لكن الامر مستحيل وممنوع.

وتكتفي بالقول "لا أعرف" عندما تسألها من يمنعها. استحالة الإجابة المعروفة، مردّها الى القمع الذاتي للمرأة المنكوبة ولشرائح واسعة من الشعب السوري الخائف من مصير مجهول أسود يدفع من يتكلم الى اشتراط عدم ذكر اسمه او اسم قريته حتى لا تطاله يد النظام اذا عاد او تطال احد اقربائه إن هم لا يزالون في البلاد. يضحك بمرارة لاجئ هرب لجرأته على حرية التعبير، ويتحفظ عن ذكر اسمه عندما يعلق على ما قاله نصر الله عن دخول الحزب على خط مساعدة النازحين. يعترض اللاجئ على استخدام نصر الله ومن قبله وزير الخارجية جبران باسيل مصطلح النازح الذي يحرم من لجأ مرغماً الى لبنان هرباً من الموت أو الاعتقال. والفرق في المصطلح له أبعاده. ويوضح: "حزب الله يسيطر على قرانا، قبل ان يطالبنا المسؤولون في لبنان بالعودة، عليهم ان يطلبوا الى حزب الله الخروج من ارضنا". يضحك اللاجئ، وبمرارة أكبر، تعليقاً على "الحيثية" التي تحدث عنها نصر الله. يقول: "هي نفسها الحيثية التي اتبعها الحزب عندما قرر النظام الاسدي اجراء انتخابات واستفتاء صوري، فكان ارغام اللاجئين السوريين على ركوب الباصات في اتجاه السفارة السورية واعلاء الصوت بهتافات مؤيدة لبشار ومن ثم البصم لمبايعته... والا لن ينام سوري في بيته حيث نفوذ الحزب. ومن لا يصدق فليجرب". ومن لا يصدّق، فليستعد قصيدة نزار قباني "الى رجل" ويردد مع نجاة الصغيرة "أنا أحبك يا سيفا أسال دمي... أنـا أحبك حاول أن تساعدني... فإن من بدأ المأساة ينهيها... وإن من أشعل النيران يطفيها"، وذلك انطلاقاً من الحيثية التي تدمغ المحور الإيراني وأذرعه مع النظام الأسدي.

 

اتفاقات الجنوب السوري

فايز سارة/الشرق الأوسط/02 تموز/18

تقول أخبار درعا، إن نحو 200 ألف من سكان الجنوب، فرّوا من مدنهم وقراهم منذ بدء هجوم قوات نظام الأسد وحلفائه على الجنوب، بمشاركة الطيران السوري والروسي. وباتخاذ الأردن قراره بمنع دخول الفارين السوريين إلى أراضيه، ثم إعلان إسرائيل رفض مرور الفارين إلى أراضي الجولان الذي تسيطر عليه إسرائيل، فإن مصير هؤلاء ومَن ينضم إليهم لاحقاً من سكان الجنوب البالغ عددهم نحو 750 ألف نسمة صار في المجهول. جزء منهم سوف تقتله القوات المهاجمة، والقسم الآخر سيعيش في ظروف مستحيلة، قد يكون الموت أفضل منها.

الوضع الكارثي لسكان الجنوب، هو ثمرة أولى للاتفاقات الدولية - الإقليمية، التي أعطت ضوءاً أخضر لنظام الأسد لشن حربه المدمرة على الجنوب واستعادة السيطرة عليه، وإنهاء وجود المعارضة المسلحة فيه، والتي لن يكون مصيرها أحسن حالاً من مصير مواطنيها. فقد تُركت هي الأخرى في ضوء الاتفاقات أمام مصير القتل والاعتقال، وربما يتم ترحيل القلة المتبقية منهم نحو الشمال السوري انسجاماً مع خطط ترحيل مقاتلي المعارضة، التي تم التوصل إليها برعاية روسية.

لقد بدا لمتابعي وضع الجنوب السوري، أن الجنوب وبفعل عوامل متعددة أبرزها ارتباطه بتناقض مصالح الأطراف الحاضرة والمتدخلة فيه، سيكون مختلفاً عما يجري حالياً هناك، خصوصاً بعد صعود الخلافات الأميركية – الإيرانية، وبعد المعارضة الإسرائيلية بحجة الأمن القومي لوجود القوات الإيرانية وميليشياتها بالقرب من خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. لكن الجهود الروسية، ورغم التعارضات الروسية – الإيرانية في سوريا، جهدت في إقناع الإسرائيليين، بينما مرّرت واشنطن خلافها مع إيران في سوريا، وجعلته خارج خطوط المواجهة، وتجاوزت تهديداتها للنظام بالتصدي له إذا خرق اتفاق خفض التصعيد في الجنوب الذي أُقر العام الماضي في اجتماع قمة أميركية – روسية. بل إن توافقات، قبلت بعودة نظام الأسد وحلفائه إلى الجنوب.

إن النتائج المباشرة للتوافقات الدولية – الإقليمية في الموقف من عودة نظام الأسد وحلفائه إلى الجنوب، تتجاوز موضوع استعادة النظام للسيطرة هناك، وهي إلى جانب ما سبق تفتح الباب نحو النظام السوري لإعادة فتح معبره مع الأردن.

لكن الأهم في النتائج يكمن في المجزرة التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه ضد قرابة مليون سوري حُرموا من حقهم في التوصل إلى حل سياسي في الجنوب، يكون نموذجاً لحلٍّ يمكن أن يتم في مناطق أخرى في طريق الحل السوري، وصادرت حقهم في الدفاع عن أنفسهم رغم الاختلالات القائمة في ميزان القوى العسكرية والسياسية. ولا يحتاج إلى تأكيد قول إن التوافقات جاءت على حساب السوريين ومستقبل بلدهم، فيما حققت للأطراف الأخرى مصالح وأهداف، بل كانت نقطة توافق بين مصالح وأهداف متناقضة للمشاركين فيها، وقد حاز تحالف النظام مع الروس والإيرانيين الحصة الكبرى من نتائج التوافقات.

إذ كرّست التوافقات الروس متحكماً رئيسياً في القضية السورية، وعززت مكانتهم ومصالحهم، ودعمت وجودهم السياسي والعسكري، وأعادت الاتفاقات الاعتبار للدور الإيراني في سوريا، ليس فقط لجهة غض النظر الأميركي - الإسرائيلي، ووقف الحملة على إيران وميليشياتها، بل القبول بمشاركتهما في الحرب على الجنوب، حيث اندسّت القوات الإيرانية والميليشيات التابعة في صفوف قوات النظام المحاربة في الجنوب، بعد أن انتظم ضباطها وجنودها في قوات النظام، وستفتح هذه الخطوة أبواباً لتمدد النفوذ الإيراني في منطقة استعصت عليه طوال السنوات السبع الماضية.

وإذا كان المعلن في الاتفاقات الدولية - الإقليمية المتعلقة بالجنوب السوري قليلاً، فإن الأكثر فيه سيظل سرّياً في المدى المنظور، لأن فيه وفي أهدافه ما هو عصيٌّ على التفسير، وخارج المنطق المعروف والسائد، ولعل موضوع إيران أحد أبرز الأمثلة، حيث إن وجودها وسياستها في سوريا لا يحظيان بتأييد أو موافقة أحد بصورة علنية بما فيه نظام الأسد المعروف بسياسته النفعية الانتهازية. فكيف تَوافق الجميع، خصوصاً الأميركيين والإسرائيليين، على غض النظر عن مشاركتها في حرب الجنوب، واقترابها من خط وقف إطلاق النار الذي كرر الإسرائيليون أنه يمثل تهديداً لأمنهم القومي؟ وهل لدى الأميركيين والإسرائيليين رغبة في دور إيراني في سوريا يماثل ما قامت وتقوم به إيران في العراق، وبالتالي فإنهم يتساهلون معها ويغضون الطرف؟ ثمة أسئلة كثيرة حول ما جرى من توافقات، ليست لها أجوبة اليوم، لكن ستكون لها أجوبة في المستقبل، وربما بعض تلك الأجوبة سيظهر بعد أن تضع حرب الجنوب السوري أوزارها، وتظهر خسارات السوريين فيها، التي ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة خسارات إصابتهم في صراعهم مع نظام الأسد وحلفائه في السنوات الماضية.

 

روسيا التي قدمت لإسرائيل ما لم تستطع واشنطن تقديمه لها

علي الأمين/العرب/03 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65755/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%AA-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%A7/

السقف الإستراتيجي في مجريات معركة الجنوب السوري، يؤكد أن الأمن الإسرائيلي هو المعيار في رسم المعادلة الميدانية في هذه المنطقة.

التحول في الجنوب السوري يستجيب لمصالح إسرائيلية ويدفع السوريون ثمنه

تشكل القمة الروسية-الأميركية المرتقبة في 12 يوليو الجاري في هلسنكي، محطة هامة على طريق رسم معالم العلاقة الأميركية الروسية سواء في ما يتصل بالأزمة الروسية-الأوكرانية، أو على مستوى العلاقة الثنائية بعد الاتهامات الأميركية بتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، إلى جانب البحث في مستقبل الأزمة السورية التي تشهد هذه الأيام تطورات مهمة على صعيد استكمال النظام السوري وحلفائه الروس والميليشيات الإيرانية عملية السيطرة على مناطق نفوذ المعارضة السورية في الجنوب السوري، وهو تطور يمكن إدراجه في سياق التفاهمات الإسرائيلية-الروسية التي لا تزال تؤسس لقواعد الأمن الإسرائيلي على طول الحدود مع الجولان، بما يضمن التزام إيران وميليشياتها بعدم الاقتراب مسافة أربعين كلم من هذه الحدود، فيما قبلت إسرائيل بانتشار الجيش السوري ضمن شروط فض الاشتباك إثر حرب 1973، التي تلزم الجيش السوري بالانتشار ضمن شروط تحدد عدد القوات السورية ونوعية السلاح الذي سيستخدمه.

ويمكن القول إن روسيا تشكل هذه المرة الضمانة التي دفعت إسرائيل إلى السماح بإطلاق الحملة العسكرية ضد المعارضة الروسية، فيما رفعت واشنطن الغطاء عن قوى المعارضة المسلحة في هذه المناطق، عندما أعلنت في رسالة للمعارضة أنها لن تتدخل دفاعا عنها في حال تعرضت لأي هجوم من النظام السوري وحلفائه.

المسار السوري هذا يمهد إلى حد بعيد لفهم طبيعة الموقف الأميركي المرتقب خلال القمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، فالمظلّة الأميركية-الروسية في سوريا لم تزل قائمة، بل تبدو الثابت في المعادلة السورية اليوم، ذلك أنّ السقف الإستراتيجي في مجريات معركة الجنوب السوري، يؤكد أن الأمن الإسرائيلي هو المعيار في رسم المعادلة الميدانية في هذه المنطقة، حيث نجحت روسيا حتى اليوم في إقناع إيران وميليشياتها باحترام متطلبات الأمن الإسرائيلي، وهذا ما جعل تل أبيب تقنع واشنطن بأهمية إعادة رسم المعادلة العسكرية في الجنوب السوري، رغم الدور الإيراني الذي ضمنت إسرائيل وروسيا التزامه بقواعد اللعبة المرسومة بالحبر الإسرائيلي.

لا يمكن فهم الموقف الأميركي في الجنوب السوري، ورفعها الغطاء عن قوى المعارضة المسلحة التي طالما دعمتها، إلا من خلال العرض المغري الذي قدمته روسيا نيابة عن طهران بالتزام الأخيرة شروطا إسرائيلية لم تستطع قوى المعارضة، أو لم ترد، الالتزام بها، وفي اعتقاد الكثيرين أنّ حدود العرض المغري لا تتوقف عند حدود الالتزام بشروط ميدانية عسكرية وأمنية فرضتها إسرائيل على الجيش السوري، بل تتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير أي عدم الإخلال بمتطلبات ضم الجولان نهائيا إلى الدولة العبرية بضمانة روسية، وما يؤكد هذه الالتزامات تجاه إسرائيل من قبل النظام السوري وحلفائه، حجم الغطاء الأميركي للعملية العسكرية الجارية ضد المعارضة، والرضا الإسرائيلي على مجريات هذه العملية رغم أنّها تشكل انقلابا على ما عرف بمنطقة خفض الاشتباك في الجنوب السوري والتي أقرها الرئيسان الأميركي والروسي، وكانت إسرائيل والأردن طرفين ضامنين ومشاركين في تثبيتها.

ما ينتظره بوتين من صديقه رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو هو دور فاعل في تليين موقف دونالد ترامب حيال ملفات تتصل بإنهاء العقوبات أو خفضها ضد روسيا

التحول في الجنوب هو تحوّل إسرائيلي في الدرجة الأولى، يستجيب لمصالح إسرائيلية ويدفع السوريون ثمنه من خلال القضاء على الثورة السورية التي انطلقت من درعا، ومن خلال عمليات النزوح التي سببها القصف الجوي الروسي للمدن والحواضر في الجنوب، بحيث تجاوز عدد النازحين مئتي ألف رفض الأردن استقبالهم لعدم قدرة هذه الدولة على استقبال أعداد إضافية، ولكن الأهم أن إسرائيل التي أعطت الضوء الأخضر لإطلاق هذه العملية العسكرية، بدأت بإصدار بيانات متتالية عن تقديم المساعدات للنازحين السوريين الذين لجؤوا إلى مناطق قريبة من حدود الجولان، بل أكدت أيضا أنّ مستشفياتها تستقبل مصابين جراء عمليات القصف التي طالت المدنيين في أكثر من منطقة في الجنوب، وبدأ الإعلام الإسرائيلي يتحدث، بثقة، عن تبدل في نظرة اللاجئين تجاه إسرائيل بسبب المساعدات التي قدمتها لهم.

في المحصلة الإستراتيجية وإزاء الإصرار على كسر إرادة التغيير السياسي في سوريا، من خلال توفير كل الشروط العسكرية للقضاء على فصائل المعارضة لا سيما على الحدود الأردنية والإسرائيلية، وتأمين شروط سيطرة جيش النظام على هذه المناطق، فإن ما يمكن ترقبه في المرحلة المقبلة إلى جانب الرعاية الروسية لهذه السيطرة، هو التخفيف من حدة العداء تجاه إسرائيل، فالنظام لديه من الخبرة تجاه منع أي عمل عسكري ضد إسرائيل من الأراضي السورية، والمجتمع السوري في هذه المناطق بات بطبيعة الظروف العسكرية والأمنية يجد في العدو الإسرائيلي طرفا أقل عداوة إذا ما قيست عدوانيته بعدوانية النظام وحلفائه الروس والإيرانيين.

هذه الهدية الثمينة التي تقدم لإسرائيل من قبل ما يسمى محور الممانعة، لم تكن إسرائيل لتنجح في تحقيقها مطلقا، غير أن دموية النظام وسلوكه الإبادي تجاه الشعب السوري، وتهجيره للمئات من الآلاف، كما انخراط إيران وميليشياتها في هذا المنهج والسلوك وبذهنية مذهبية، سمح إلى حد بعيد بجعل العدو الأول للسوريين ليست إسرائيل التي تحتل الجولان، بل الذي يحصد من أرواحهم وممتلكاتهم كما لم تفعل إسرائيل ضدهم.

في هلسنكي سيحضر الرئيسان الأميركي والروسي، وستكون إسرائيل ثالثتهما، باعتبار أن إسرائيل لعبت دورا فاعلا في الترويج للخطوات الروسية في سوريا، والرئيس الروسي الذي يدرك أنه قدم لإسرائيل في سنوات قليلة ما لم تقدمه واشنطن لها في عقود، من حماية إستراتيجية ومن قنوات آمنة تجاه المجتمع السوري، ومن قدرة على تطويع السياسة الإيرانية في المجالين اللبناني والسوري بما يضمن الأمن الإسرائيلي لعقود قادمة، ينتظر في المقابل المكافأة الإسرائيلية من جعبة واشنطن، إذ لم يحصل أن شهدت العلاقة الروسية-الإسرائيلية تطورا في علاقات التعاون كما حصل في السنوات الأخيرة، بحيث لم يصدر أي موقف من أيّ مسؤول إسرائيلي يوحي بقلق ما من الدور الروسي، بل إن كل المواقف كانت تؤكد على أنّ روسيا باتت دولة تحظى باحترام كبير لدى الحكومة الإسرائيلية.

احترام وعلاقة باتا ينافسان العلاقة التحالفية بين واشنطن وتل أبيب. ما ينتظره بوتين من صديقه رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو هو دور فاعل في تليين موقف دونالد ترامب حيال ملفات تتصل بإنهاء العقوبات أو خفضها ضد روسيا، فضلا عن تلطيف التدخل الأميركي في المجال الحيوي الروسي.

 

هل يمنح ترمب نصراً في سوريا لبوتين؟

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/02 تموز/18

تقترب الحرب الكارثية في سوريا مما يمكن أن يشكل نهاية دبلوماسية، بحيث تصوغ الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل اتفاقاً يضمن للرئيس السوري بشار الأسد الاحتفاظ بالسلطة، مقابل تقديم روسيا تعهدات بكبح جماح النفوذ الإيراني.

أصبح كبح جماح القوة الإيرانية الهدف الوحيد الكبير لإدارة ترمب في سوريا بعد أن أوشك تنظيم داعش على الاختفاء تماماً. ويبدو الرئيس ترمب على استعداد لإقرار سياسة تضفي شرعية على الأسد، رغم أنه حاكم استبدادي استخدم الغازات السامة ضد أبناء شعبه، والتخلي عن المعارضة السورية التي تولت الولايات المتحدة تدريب وتوفير السلاح لجزء منها. وقد تأرجحت سياسة ترمب تجاه سوريا ذهاباً وإياباً مثل كرة المضرب. أما العنصر الأكثر ثباتاً بها فكان تشككه في الالتزامات العسكرية تجاه الشرق الأوسط، التي تعهد بها الرئيسان الأميركيان السابقان جورج دبليو بوش وباراك أوباما. وخطوة بخطوة يبدو أنه يتخلى عن هذه الالتزامات. وفي الوقت الذي تجري مناقشات دبلوماسية حول سوريا يستعد ترمب لاجتماع قمة في 16 يوليو (تموز) مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويبدو دبلوماسيون أجانب ومسؤولون بالإدارة غير واثقين مما ستحويه أجندة القمة، لكن من المحتمل أن تتضمن الوضع في سوريا.

من بين الجوانب اللافتة في الاتفاق السوري المحتمل أنه يقف خلفه تعاون وثيق بين روسيا وإسرائيل. بالنسبة إلى أجندة إسرائيل فإنها تشبه أجندة ترمب من حيث إنها تركز على نحو الوقوف في وجه إيران، ويبدو أن الإسرائيليين خلصوا إلى نتيجة مفادها أن بوتين يعد شريكاً إقليمياً يمكن الاعتماد عليه في هذا الأمر.

وكشف خبراء إسرائيليون وأوروبيون وأميركيون بعض العناصر المحتمل وجودها في هذا الاتفاق الذي سيمثل إطار عمل. مقابل سحب الولايات المتحدة مطالبها بفترة سياسية انتقالية في سوريا، سوف تدعم روسيا إجراءات مختلفة لاحتواء القوة الإيرانية منها:

- ستبقى القوات المدعومة من إيران على بُعد 80 كيلومتراً على الأقل من الحدود الإسرائيلية بمرتفعات الجولان.

- ستحصل إسرائيل على تصريح روسي ضمني بمهاجمة أهداف إيرانية داخل سوريا، تعتبرها مصدر تهديد لها ما دام أن هذا لا يمس جنوداً روسيين. وقد مارست إسرائيل بالفعل حرية تحرك في الأسابيع الأخيرة ووجهت ضربة إلى قواعد سرّية إيرانية، وأعاقت محاولة طهران فتح «جبهة ثانية» سورية في مواجهة إسرائيل، بحيث تكمل «حزب الله» في لبنان.

- سيعزز جيش الأسد بدعم من قوة جوية روسية سيطرته على جنوب غربي سوريا، واستعادة مناطق على الحدود الأردنية. يفضل الأردن سيطرة الأسد على الحدود، لأنه قد يسمح بعودة حركة الشاحنات ويعزز بذلك الاقتصاد الأردني الذي يعاني أزمة نقص في النقد. ومن الواضح أن قوات المعارضة في الجنوب الغربي ستترك لها مهمة الدفاع عن نفسها بنفسها. ومع تدفق الآلاف من اللاجئين السوريين الجدد باتجاه حدود أردنية مغلقة، من الممكن أن تقع مذبحة جديدة لمدنيين محاصرين.

- ستنظم شرطة عسكرية روسية دوريات في مناطق بجنوب غربي سوريا، وربما مناطق أخرى، في محاولة لإقرار الاستقرار في هذه المناطق. لكنّ دبلوماسياً أوروبياً حذّر من أن أي توقع أن تحقق القوة الروسية الأمن لا يقوم إلا على «الأمانيّ لا الواقع». أما الولايات المتحدة فسوف تحتفظ في الوقت الحاضر بحاميتها في التنف بجنوب سوريا، وسوف يمد نظام الأسد دائرة نفوذه إلى شمال شرقي سوريا في مناطق تعاونت فيها قوات كردية بنجاح مع قوات العمليات الخاصة الأميركية لهزيمة «داعش» واستعادة الاستقرار. ويأمل قادة أميركيون أن تتمكن قوات أميركية من البقاء لمدة 18 شهراً أخرى أو ما يقرب من ذلك. لكن ترمب أعرب عن نفاد صبره حيال هذه المهمة.

أما قادة المعارضة السورية فيشعرون بخيبة أمل مريرة تجاه الاتفاق الذي تتشكل ملامحه في الوقت الحاضر، وحذر أحدهم من أن الإجراءات الأميركية ستشكل حاضنة لحركات جهادية مستقبلية. وتشعر دول أوروبية لديها حلفاء محوريون سريون داخل سوريا، بريبة عميقة تجاه مدى إمكانية نجاح الخطة المناهضة لإيران.

وأخبرني دبلوماسي أوروبي أن: «بريطانيا وفرنسا حذّرتا الولايات المتحدة من أنه من غير المحتمل بدرجة بالغة أن يكون لدى الروس وجود على الأرض كافٍ لطرد النفوذ الإيراني» من المناطق التي تهيمن عليها في الوقت الحالي.

ويشعر الكثير من مسؤولي البنتاغون بالقلق إزاء استعداد ترمب للإذعان أمام النفوذ الروسي في سوريا -والتخلي عن مكاسب انتزعتها الولايات المتحدة بصعوبة- لكن يبدو أنهم غير قادرين على فرض وجهة نظرهم.

وبينما يستعد بوتين للمشاركة في القمة، من المناسب التوقف برهة لتقييم مدى براعته في ممارسة نفوذه. لقد أصبحت روسيا شريكاً إقليمياً لا غنى عنه يساعد في حفظ التوازن، وتلعب دوراً كانت تفخر بالاضطلاع به ذات يوم الولايات المتحدة. ونجحت روسيا بصورة ما في الحفاظ على علاقات طيبة مع إيران وإسرائيل، في الوقت الذي تعزز علاقاتها مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتخوض محادثات مع السوريين الأكراد وخصومهم في تركيا.

لقد نجح بوتين في إخضاع أعدائه دون قتال، واتخذ موقفاً حاسماً في سوريا بأقل تكلفة ممكنة، والآن يبدو أن ترمب سيؤكد انتصار بوتين الكبير في سوريا.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

إيران وزمن الرجوع إلى الخريطة

غسان شربل/الشرق الأوسط/02 تموز/18

نعمت أوروبا بعقود من الاستقرار لأنها خرجت بالاستنتاجات اللازمة من تجاربها المريرة. سلّم الأوروبيون بأن الخيار الوحيد المستقبلي هو خيار التعايش بين الخرائط على رغم اختلاف جذور شعوبها وانتماءاتهم. سلمت أوروبا بالتعايش على قاعدة احترام حق الاختلاف بين الخرائط وداخلها. وسلّمت في الوقت نفسه بحصانة الحدود الدولية وعدم جواز شطبها أو انتهاكها. في أوروبا الجديدة هذه لم يعد من حق دولة التدخل في شؤون جيرانها أو زعزعة استقرارهم وتشكيل ميليشيات على أراضيهم ومصادرة قرارهم. لم يعد من حق ألمانيا مثلاً اعتبار مصير الألمان المنتشرين في دول مجاورة لها من مسؤوليتها ويبرر إلحاقهم بها وتفجير الخرائط التي يعيشون فيها. صار على الدول أن تدخل عبر البوابات الشرعية وبالوسائل التي تجيزها القوانين والأعراف الدولية. ولم تعد الأدوار مرهونة بأحجام الجيوش والقدرة على الإيذاء والمحاصرة والتطويق بل صارت قائمة على النجاح الاقتصادي أو النموذج الجاذب. خير مثال على ذلك الدور البارز الذي تلعبه ألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي. اعتبرت هذه الدول أن الحدود الدولية هي فرص تعاون وعبور وليست جدراناً موصدة للعزل والحصار. ورأت أن الهم الأول للحكومات يجب أن يكون تحسين ظروف حياة المواطن والالتفات إلى التعليم وفرص العمل والبيئة والتنمية الشاملة. لم يعد لدولة الحق في اجتياح أخرى بحجة الدفاع عن قضية أو الرغبة في فرض آيديولوجية أو تغيير نمط حياة. أي أنه لم يعد من حقك أن تختار نيابة عن الآخرين وأن تقرر في غيابهم وبمعزل عن إراداتهم.

لم تكن بلدان الشرق الأوسط في العقود والسنوات الأخيرة مسرحاً لحرب عالمية مدمرة. لكن إذا أخذنا في الاعتبار نتائج الحرب العراقية - الإيرانية وغزو الكويت وغزو العراق وانفجارات «الربيع العربي»، خصوصاً في الحلقة السورية، وأضفنا إليها عذابات الفلسطينيين والأكراد، فسوف نجد أنفسنا أمام مشهد من قماشة الحروب العالمية. صدعت انفجارات الشرق الأوسط التعايش بين الدول. وصدعت التعايش داخلها أيضاً. سقطت حصانة الحدود الدولية وتعرضت لانتهاكات مريعة، مرة على يد تنظيمات لا تؤمن أصلاً بهذه الخرائط، ومرة أخرى على يد دول ضاقت أراضيها بمشاريع حكامها فأخرجوا جيوشهم أو ميليشياتهم إلى أراضي الآخرين. على الرغم مما أفرزته النزاعات في بعض الدول من تغييرات سياسية وديموغرافية فإن الواضح أننا لسنا في الطريق إلى ولادة خرائط جديدة أو دول جديدة. خير دليل على ذلك أن دول المربع التركي - السوري - العراقي - الإيراني تختلف على أشياء كثيرة، لكنها تتفق دائماً في لحظات الشدة على زجر الأكراد وتقليص أحلامهم سواء داخل الكيانات القائمة أو خارجها.

وربما كان الدرس الأول الذي يمكن استخلاصه من تجارب السنوات القليلة الماضية هو أن التدخلات في خرائط الآخرين فاقمت النزاعات القائمة، وأسست لأخرى جديدة حتى ولو بدا أحياناً أنها نجحت مؤقتاً في إنقاذ نظام أو دحر محاولة انقلاب.

وليس ثمة شك في أن أي خطوة جدية للعودة عن خيار الإصرار على السير في اتجاه الهاوية تبدأ بالعودة إلى الخرائط وإعادة احترام الحدود الدولية والإقلاع عن سياسات التفكيك والتفتيت وتغيير الملامح. لقد انتهت «دولة البغدادي». ولم يكن مقدراً لها أن تعمر. تبدأ هزيمة الإرهاب حين يختار الإقامة تحت عنوان معروف. لكن لا بد من الالتفات إلى أن «داعش» أطل من شقوق عدم الاستقرار والشروخ المذهبية ومحاولات الانقلاب التي هزت العلاقات بين الخرائط وداخلها. وأدّت معركة القضاء على «داعش»، وهي كانت ضرورية ومصيرية، إلى إطلاق ربيع التدخلات للدول والميليشيات معاً.

الآن وبعد أن كُتب ما قد كُتب في سوريا هل يمكن أن يبدأ زمن العودة إلى الخرائط؟ لنترك الوجود العسكري الروسي جانباً. لو كان شديد الإزعاج لأميركا لما تحدد موعد قمة ترمب - بوتين في هلسنكي. أغلب الظن أن معظم دول العالم تفضل رؤية سوريا الروسية على رؤية سوريا الإيرانية.

وبكلام أوضح هل تستطيع إيران التراجع عن الانقلاب الكبير الذي أطلقته تحت شعار «تصدير الثورة» وصعّدته بعد سقوط الجدار الذي كان يمثله نظام صدام حسين؟ ثمة من يعتقد أن إيران تخشى العودة إلى الخريطة الإيرانية، ليس فقط لأنها تفضل الاشتباك على أراضي الآخرين بدل الاشتباك على أرضها أو عند حدودها، بل أيضاً لأن بعض أهالي الخريطة الإيرانية خصوصاً منهم من ولدوا بعد الثورة يسألون النظام عما فعله لهم وعن سبب تقديم تكاليف «تصدير الثورة» على تكاليف تحسين ظروف حياة المواطن العادي. المشاهد الوافدة من إيران تشير إلى ذلك بوضوح ومعها الشعارات والهتافات. ويصعب تصديق أن أصابع ترمب تقف وراء هذه الاحتجاجات المطلبية والسياسية.

وبكلام أكثر وضوحاً هل تستطيع إيران بناء علاقات طبيعية مع العراق تقوم على الندية والتكافؤ والمصالح؟ وهل تستطيع أن تخرج من سوريا وتقيم معها علاقة من هذا النوع؟ وماذا عن دور إيران في لبنان؟ وماذا عن دعمها المغامرة الحوثية؟ وهل يمكن إقناع الجنرال قاسم سليماني أن على «فيلق القدس» أن يعمل داخل الخريطة الإيرانية وحدها لا أن يكون جوالاً بين الخرائط والعواصم؟ لا شك أن قرار ترمب الخروج من الاتفاق النووي مع إيران كان خبراً قاسياً على القيادة الإيرانية. فعبر ذلك الاتفاق حققت طهران مكاسب كبرى بينها تحييد أميركا وتفادي ضغوطها والحصول على أموال وتحسن الصورة مع الاستمرار في برنامج «تصدير الثورة» عبر الخبراء والمستشارين والصواريخ وسياسة زعزعة الاستقرار. كان النجاح الكبير لطهران هو تمكنها من إبقاء سلوكها الإقليمي خارج دائرة التفاوض النووية. مع خطوة ترمب أعيد ملف سلوك إيران الإقليمي إلى الواجهة، وبدأت واشنطن مسلسل الضغوط الذي يشمل مسائل حيوية بينها صادرات النفط ووجود الشركات الأجنبية وخصوصاً الأوروبية. يصعب الاعتقاد أن طهران تنظر بارتياح إلى قمة هلسنكي. مصالح روسيا مع أميركا هي في النهاية أوسع وأهم من مصالحها مع إيران. هذا لا يعني أننا أمام افتراق قريب بين موسكو وطهران. لكن الأكيد هو أن اقتراب النار السورية من الانطفاء والتسليم بسوريا الروسية سيذكران إيران أن زمن العودة إلى الخريطة آتٍ مهما تأخر. الانتشار الإيراني الحالي أكبر من قدرة الاقتصاد الإيراني على الاحتمال. إنه أكبر من قدرة المنطقة والعالم على الاحتمال. للمنطقة مصلحة فعلية في رؤية إيران مستقرة ومزدهرة تحترم خرائط الآخرين وحدودهم الدولية، وتعيش دولة طبيعية داخل خريطتها. وللعالم مصلحة في ذلك. الخيار الآخر هو خيار الاشتباك الطويل والمكلف.

 

مستقبل إردوغان

مأمون فندي/الشرق الأوسط/02 تموز/18

ما مستقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد فوزه بولاية ثانية بنسبة 52 في المائة في مجتمع بدا منقسماً على نفسه؟ وما مستقبل إردوغان في ظل نظام جديد يجعل من رئيس تركيا سلطاناً عثمانياً بصلاحيات لا حدود لها؟ هل هو تعزيز لرئاسته أم أنه يفتح الباب حول إزاحته بالقوة قبل انقضاء فترته الرئاسية؟ هل يتبنى الرئيس التركي نموذج فلاديمير بوتين في روسيا، وما يأتي معه من حصار أوروبي أم يوسّع إردوغان تحالف الحكم ليشمل مَن عارضوه، ويصبح رئيساً لكل الأتراك كما قال في خطابه بعد الفوز؟ أم أن ما نراه في تركيا هي بداية النهاية لحكم الإسلاميين في هذا البلد؟ انتخابات تركيا الرئاسية تطرح المزيد من الأسئلة ولا تقدم إجابات عن استقرار بلد كبير في الشرق الأوسط تكون لأي هزة فيه تبعات إقليمية وربما عالمية مهمة. بدايةً، مشكلة إردوغان تبدو داخلية في المقام الأول. النسبة التي فاز بها رجب طيب إردوغان رئاسياً وبرلمانياً لم تتجاوز الثلاثة والخمسين في المائة، رغم أن خروج الأتراك للانتخابات بلغ أكثر من ثمانين في المائة. ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أننا أمام مجتمع حي ونشط سياسياً، وأن القضايا المطروحة حرّكت الجماهير، وأن الخوف على النظام الجمهوري في تركيا خوف حقيقي. نعم صوّت الأتراك في 2017 للتعديلات الدستورية، ولكن في الحالتين صوّتوا في أجواء غير ديمقراطية تحت وطأة الطوارئ والتضييق على الإعلام. جدير بالذكر أن ترتيب تركيا جاء في ذيل القائمة في آخر تقرير عن حرية الصحافة، حسب تقرير «مراسلون بلا حدود» لعام 2018، وكان ترتيب تركيا 157. أي أن النظام في تركيا لا يترك مجالاً إلا نادراً لمعارضيه، ويمنع تماماً ظهور المعارضين على تلفزيون الحكومة والتلفزيونات الخاصة التي يموّلها حزب إردوغان. ورغم كل هذا تبقى هناك نسبة تصل إلى 47 في المائة من الشعب التركي تعارض إردوغان وطموحاته السلطانية، وهذه نسبة لا يستهان بها في أي نظام ديمقراطي. ولو أن الظروف عادية خارج الطوارئ، وأن هناك حرية للتعبير والرأي ربما كانت النسبة لصالح المعارضة.

كل هذا يضع إردوغان أمام تحديات كبرى داخلياً وإقليمياً وعالمياً، رياح لا بد أن ينحني لها إذا أراد أن يكون له شرعية وقبول، خصوصاً على المستوى الدولي. أما إذا تعنّت واستمر في قمع الحريات والتدخل في شؤون الجيران مثل سوريا والعراق، فضلاً عن تدخله في الأزمة الخليجية الأخيرة، ومحاولة الضغط على أوروبا من خلال انتهاج سياسة فتح أبواب الهجرة فربما سيجد نفسه محاصَراً عالمياً، وتبقى شعبيته عالية فقط في أوساط الإسلاميين في تركيا وفِي الإقليم، ولا أظن أن هذا التأييد يقيم عوداً، بل سيُصبِح عبئاً ثقيلاً عليه. يمكن لإردوغان أن يغيِّر المسار ويبدأ حقبة جديدة في تاريخ تركيا في ظل النظام الرئاسي الجديد، ويمكنه أيضاً أن يظل غارقاً في نرجسيته السلطانية، وبهذا يدفع الأتراك دفعاً لإزاحته عن الحكم بالقوة. الخيار لإردوغان نفسه ولا أحد غيره.

 

إمام المسجد النيجيري «النبيل»

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/02 تموز/18

أغرب، وأسعد أمر هو أن تجد في طيّات خبر قبيح، لمحة جميلة منزوية فيه. هذا هو الإحساس الذي ألمّ بي وأنا أقرأ عن إمام مسجد، نبيل، في نيجيريا، حمى مواطنيه المسيحيين من مجزرة وشيكة كانت ستقع من قبل، أيضاً مواطنيه، بعض المسلمين. القصة كما نشرتها «بي بي سي» كانت أن بعض الأسر المسيحية النيجرية من عرقية «البيروم» وهم محترفو الزراعة، عدد أفرادهم نحو 300، وبعد خلافات معتادة لهم مع المسلمين، رعاة الماشية، من فئة «الفلاني» هربت من القرية التي كانت عرضة لهجوم مسلحي «الفلاني» لاجئة لقرية أخرى، بها إمام المسجد النبيل هذا. الإمام قال لـ«بي بي سي»: «أخذت النساء أولاً إلى منزلي الخاص لأخبئهن. ثم أخذت الرجال إلى المسجد». لن أقول إنه موقف غريب، بل هو الأساس والأصل، ويبقى الخير ما بقي الوفاء، وبقيت الرحمة، وحماية الجار، لكن يجب علينا التذكير، فالذكرى تنفع. عبر التاريخ، تستغل النزعات الدينية والقومية، للتلاعب بالناس، العامة منهم تحديداً، كما جرى في فصول «الفتنة العامة» التي جرت ببلاد الشام الكبرى 1860 واندلعت شرارتها في جبل لبنان بين المسيحيين والدروز وبقية المسلمين لتصل حرائق الفتنة إلى دمشق، سرّة الشام. لدينا هنا وثيقة جميلة من أحد شهود هذه المجزرة. والجميل أن كاتبها تحدث أيضاً عن حمق بعض المسيحيين وصلافتهم في استفزاز المسلمين والدولة «العليّة» كما كانت الدولة «العصمنلية» توصف حينها. نجد في عرض رائع للأب جورج مسوح نشره بـ«النهار» اللبنانية، عن مخطوطة مهمة لرجل الدين المسيحي، شاهد العيان على تلك الفتنة الكبرى وهو ديمتري الدبّاس. يتحدث الدبّاس عن ثلاث «عجائب» حمت المسيحيين بدمشق والشام، وهي هاشم آغا القلعة، وزعماء حي الميدان، وباشا المغاربة كما نعته، الأمير عبد القادر الجزائري، وموقف الأخير معلوم ومشهور. عن زعماء حي الميدان، يقول الدبّاس بلغة جميلة من وقتها: «جمعوا أهالي الميدان الذين هم سفهاء البلد ووعظوهم: يا أولادنا، برضانا عليكم، لا يحرّك أحد ساكناً مطلقاً. احموا النصارى في الميدان، إذ سيعود هذا الأمر الحاصل على الذي فعله (...) نكون نحن حفظنا نصارانا وحامينا عن صوالحنا وديننا ودنيانا». فأجاب جميع الأهالي: «خاضعين تحت أوامركم». يعتبر الدبّاس أنّ نجاة المسيحيّين الدمشقيّين تعود إلى 3 أسباب: «أوّلها هاشم آغا، وثانيها آغوات الميدان، وثالثها الأمير عبد القادر. وشبههم، في تصور مسيحي، بالملائكة الثلاث الذين ضافوا النبي إبراهيم!». الأصل هو الخير في الناس.

 

الحل الودي

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/02 تموز/18

كنت أنزل خلال السفر إلى القاهرة في فندق «عمر الخيام - الزمالك» ليس لأن الجزء القديم منه كان قصراً منيفاً في سالف الأوان، بل لأن أسعاره، آنذاك، كانت تتناسب مع ذي الدخل المحدود. ولم أكن قد بلغت من العمر الذوق والمعرفة والمقارنة التي تمكنني من التمتع بقصر حط به الدهر، لأن المتعة أيام الشباب لا ترتبط كثيراً بالسلالم الرخامية العتيقة. والأعذب منها كانت رفقة عاملة المصعد في الهيلتون. مثلاً. عندما أصبحنا في سن تقدير السقوف العالية المكرزة، والسلالم الرخامية الهائلة، عرفت أن الفندق كان قصراً يملكه ثري من لبنان، وقد اشتراه من الخديوي إسماعيل، الذي كان بناه خصيصاً لإقامة الإمبراطورة الفرنسية أوجيني خلال احتفالات افتتاح قناة السويس. كان لبنان تحت الانتداب الفرنسي (أواخر العشرينات)، وبالتالي، كان على جورج لطف الله أن يسافر إلى بيروت عن طريق باريس حيث وزع كمية الجنيهات. ووصل إلى بيروت فوجدها كلها في استقباله. واستأجر قصراً فخماً في حي السراسقة الأرستقراطي ملأه بالخدم والحرس والرياش والذهب. ورث القصر وثروة طائلة نجل الشاري، جورج لطف الله. وتحلق من حوله اللبنانيون في مصر والقادمون من لبنان ضيوفاً على حياة القصور. وذات مأدبة، سأله الصحافي أنطون الجميل، لاحقاً رئيس تحرير «الأهرام»، لماذا لا يستكمل هذا الجاه برئاسة الجمهورية في لبنان، ومن ثم يعلنها إمارة ومملكة. كان إسكندر الرياشي صاحب جريدة «الصحافي التائه» من أبرز وأظرف صحافيّي المرحلة. وكان موظفاً في المفوضية السامية الفرنسية، مكلفاً المهام الصعبة غير المستحيلة، أي التي يمكن شراؤها بالذهب. وقد عثر الرياشي في لطف الله على ثري يريد أن يدفع، لا أن يقبض. وبلا حساب. ويروي في كتابه «قبل وبعد» أن أحوال الصحافة كلها تحسنت بعودة مهاجر مصر، وليس «الصحافي التائه» وحدها. وكذلك، أحوال عدد كبير من السياسيين والتجار والوجهاء. ولم يبقَ سوى إرضاء رئيس الوزراء خير الدين الأحدب، والمفوض السامي الفرنسي. وبعث جورج لطف الله مع الرياشي بهدية قدرها 30 ألف جنيه مصري إلى الأحدب. لكن الأحدب رفض، وأصر على الرفض رغم كل محاولات الإقناع. أدرك الرياشي ساعتها أن البلد سوف يخسر مورداً «محرزاً». وأدرك لطف الله أن مواطنيه بالغوا في ري أحلامه وتجفيف مواده، فحمل نفسه وعاد إلى مصر، هذه المرة بطريق الإسكندرية. وأقام الدعوى على بعض المستفيدين مطالباً باستعادة المال. ولم يكن قد عرف بعد «الكازينو» الشهير. لكن الرياشي كان قادراً على تحويل أي سهرة يذهب إليها إلى «مقمرة»، فمن أين يسدد المال المطلوب؟ أخيراً، أقنع لطف الله بأن ينسى الرئاسة والإمارة والمملكة، ومعها ماله!

 

إيران في المستقبل المنظور

محمد آل الشيخ/نقلاً عن "الجزيرة/02 حزيران/18

يبدو أن الأمريكيين جادون في إقتلاع نظام الولي الفقيه في إيران من جذوره؛ والسؤال الذي يتم تداوله في أغلب الأوساط السياسية الدولية: كيف سيكون السيناريو لهذا الاقتلاع؟.. الأقرب هو إنقلاب الحرس الثوري علانية على المشهد السياسي الإيراني، ودفع الملالي للمقاعد الخلفية، فالذي يحكم الأوضاع الأمنية في أغلب المحافظات الإيرانية هم كوادر الحرس الثوري المتوارين عن الأنظار خلف عمامة الولي الفقيه، وإذا تفاقمت الأوضاع الاقتصادية والأمنية أكثر، يُرجح كثيرون أن يتولي جنرالات الحرس الثوري بأنفسهم السلطة، ويحكمون بشكل مباشر، دون مواربة، وتصبح إيران دولة ذات نظام عسكري صرف؛ فلا أعتقد أن مؤسسة الحرس الثوري وجنرالاتها سيفرطون في السلطة، والهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي مهما كانت التبعات.

السيناريو الثاني أن تؤدي العقوبات الاقتصادية التي سيفرضها الأمريكيون، وانهيار أسعار العملة، إلى حرب أهلية، تتفكك بعدها إيران إلى عدة دويلات إثنية وطائفية، كما حصل في يوغسلافيا. فالذي لا جدال فيه أن الملالي من خلال سياساتهم الحالية، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية، وتهديدها بمعاقبة كل الشركات التي ستتعامل مع النظام الإيراني، ستؤدي إلى خنق إيران، ولا يبدو أن حكومة الملالي سترعوي، وتتعامل مع وضعها الاقتصادي الخطير بعقلانية، الأمر الذي يجعلها قاب قوسين أو أدنى من التفكك ثم السقوط؛ صحيح أن هذا الانهيار قد يتأجل قليلاً، لكنه في ظل الظروف التي تكتنف العلاقات الإيرانية مع الأمريكيين، وإذعان الأوروبيين، فلن يبق لإيران إلا روسيا والصين والهند، روسيا يبدو أنها تريد التخلص فعلاً من الحلف الإيراني الذي كان قد اقتضته مصلحتها بتدخلها لنصرة الأسد، أما الآن فإن روسيا على ما يبدو قلبت لهم ظهر المجن، وتجد في الوجود الإيراني على التراب السوري إحراجاً لها مع إسرائيل، التي هي في سلم الأولويات الروسية تأتي قبل الإيرانيين، إضافة إلى أن الدبلوماسية السعودية النشطة، وخاصة فيما يتعلق بالطاقة، والتحكم في سوق العروض النفطية، جعلت الروس يشعرون أن مصالحهم الاقتصادية تتطلب التنسيق والتعاون مع المملكة، وغني عن القول إن أيّ تقارب سعودي روسي سيكون على حساب التعاون الروسي الإيراني. كما أن الاستثمارات النفطية السعودية الضخمة في السوق الهندية، وكذلك الصينية، سيجعل هاتين الدولتين التي تعتمد عليهما إيران في تسويق نفطها، تعيد حساباتها بما تقتضيه مصالحها لا مصالح إيران.

كل هذه العوامل التي ذكرت آنفاً، ستزيد من اختناق إيران، وتجعل أوضاعها الاقتصادية، وبالتالي الأمنية أسوء مما هي عليه الآن، ولن يبق في يد الإيرانيين إلا التحمل، ومحاولة شراء الزمن، على أمل أن تنتهي فترة رئاسة الرئيس ترامب، وتأتي فترة ما بعد ترامب، برئيس أمريكي ليس في شدة وقوة وحسم الرئيس الحالي، وكل المؤشرات المتوفرة الآن تقول إن الرئيس ترامب سيبقى لقترة رئاسية ثانية، أي أن العقوبات ستستمر ولن يكون في مقدور الملالي قطعاً التحمل أكثر؛ هذا على افتراض استمرارهم، ولم ينقلب عليهم جنرالات الحرس الثوري، كما هو السيناريو الاقرب، ويقصونهم عن المشهد.

وفي تقديري أن سقوط سياسات الملالي التوسعية والطائفية من شأنه أن يغير الأوضاع الإقليمية تغييراً جذرياً، وهذا على ما يبدو أن الأمريكيين مقتنعون به.

إلى اللقاء،،،

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض مع رئيس القوات مسار تشكيل الحكومة جعجع: لم نغير نظرتنا بالعهد واتفقنا على خارطة طريق مع إمكانية تسريع بعض الخطوات

الإثنين 02 تموز 2018 وطنية - شدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ان نظرة الحزب الى العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم تتغير، وانه بإمكان الرئيس عون "الاعتماد على حزبين وليس على حزب واحد". وشدد بعد زيارته الرئيس عون في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، على انه"تموضع خارطة طريق للاسراع في تشكيل الحكومة"، آملا ان يتم "تنفيذ الخطوات تباعا وان تختصر المدة الزمنية المحددة من قبل البعض من اجل ان تبصر الحكومة النور". واكد جعجع على ان "التواصل مع رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سيستأنف قبل تشكيل الحكومة".

تصريح جعجع

بعد اللقاء، تحدث جعجع الى الصحافيين فقال: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، وارغب اولا في ان ادعو الجميع الى عدم ربط هذا اللقاء بفترة زمنية، اي ان نتائج هذا اللقاء ستكون اكبر واطول من الوقت. ان الاجتماع كان جيدا، وهذا الكلام ليس للاعلام او لطمأنة الرأي العام فقط، فقد وجدت نفسي مع فخامته وكأنني عدت الى اللقاء الاول بعد بداية العهد، وتحدثنا عن ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة وهو امر متفقان عليه، كما تحدثنا مطولا عن علاقتنا بالتيار الوطني الحر، وأبلغت فخامة الرئيس اننا لم نغير نظرتنا الى العهد منذ اللحظة الاولى، وانه في ظل ما يحكى عن حصة الرئيس في الحكومة في الفترة الاخيرة، نعتبر ان الوزراء الثلاثين عموما والخمسة عشر مسيحيا فيها خصوصا، هم حصة الرئيس".

أضاف: "كما أبلغت فخامة الرئيس، ان بإمكانه الاعتماد على حزبين وليس حزب واحد فقط، وهذا ما كان عليه جو الاجتماع. اتفقت مع فخامته على خارطة طريق -وهو السبب لعدم اطالة موعد اللقاء- تعليماتها واجواؤها من فخامته، فيما التطبيق يعود الى كل حزب والمعنيين مباشرة بالتفاصيل. وتطرقنا ايضا الى التشكيلة الحكومية ككل، وليس فقط موضوع التيار والقوات رغم انه استحوذ على جزء كبير من اللقاء، وابديت رأيي لفخامته في كل جوانب التشكيل. لم اضع فيتو على احد، وفي الوقت نفسه لا ارغب في ان يضع احد فيتو علينا، لان هذا المسار لن يوصل الى اي مكان، وعلينا بتسريع الخطوات، ونملك النية للوصول الى حكومة في اسرع وقت ممكن انطلاقا من الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون".

سئل: في ظل النوايا الصافية التي سادت، هل تحدثتم عن الحصص والاعداد في الحكومة؟

اجاب: "لا يمكن ان يتم الحديث عن الحصص والاعداد في الاعلام، واتمنى على الجميع عدم الحديث في هذا الموضوع عبر وسائل الاعلام، لان من شأن ذلك تعقيد الامور. يمكن الكلام عن هذا الموضوع في الغرف المغلقة، وعلى هذا الاساس تبنى التفاهمات. ليست المسألة متعلقة بالنوايا فقط، فقد ارسل فخامته بطلبي ليبلغني بوجوب الاسراع في التشكيل، وبأنه يعتبر "التيار بمثابة عينه كما القوات اللبنانية"، وبأن لا فيتو على القوات من قبل احد وهو لا يقبل بوضع العصي في دواليبها من قبل احد، وهذا ما اتفقنا عليه. الاتفاق على خارطة الطريق سيتم تنفيذه خطوة تلو الاخرى ان شاء الله".

سئل: ما هو سقف التنازل لدى "القوات اللبنانية" من اجل تذليل عقد تشكيل الحكومة؟

اجاب: "لا يمكن طرح السؤال بهذا الشكل، فالتنازل يجب ان يكون لدى الفرقاء جميعا، كما ان الحديث مع فخامته لم يقتصر فقط على العقدة المسيحية".

سئل: قيل ان السعودية طلبت من الرئيس سعد الحريري مراعاة "القوات اللبنانية"، وهذا ما قد يوصلها الى القبول بأربعة مقاعد وزارية دون حصة نائب رئيس مجلس الوزراء. ما صحة هذا الكلام؟

اجاب: "لن ادخل في اي تفاصيل، لان "القيل والقال" في السياسة لا يجوز. انما ما لاحظته مع آخرين ايضا، ان الرئيس الحريري يعتبر تعاطيه مع القوات هو الطبيعي، وان العلاقة الباردة كانت غير طبيعية. من الممكن ان يكون الاخوة السعوديون قد وجهوا مثل هذا الكلام اليه، ولكنه ليس بحاجة الى احد ليقول له ذلك، خصوصا بعد قراءة نتائج الانتخابات وملامح المرحلة السابقة والمقبلة، وهو رأى ان التعاون الطبيعي بين حزبين في لبنان سيكون بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية".

سئل: في ظل الاستراتيجية البعيدة المدى التي وضعت بالنسبة الى الحكومة، هل ينطبق ايضا على العلاقة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"؟

اجاب: "لم نضع استراتيجية بعيدة المدى، واعتبرنا ان ما حصل في 18 كانون الثاني 2017 هو الاستراتيجية، انما تحدثنا عن خارطة طريق لتشكيل الحكومة وبعدها كل خطوة ستمهد للاخرى، لانه في ظل اشكال حاصل، لا يمكن التخطيط لفترة بعيدة المدى".

سئل: هل لا تزال "القوات" تفصل في العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر" الذي لا علاقة "للقوات" معه حاليا، في ظل تصعيد في الموقف بدا من خلال تصريح الوزير بيار رفول؟

اجاب: "لا بأس. التواصل مع الوزير جبران باسيل سيستأنف بكل تأكيد، وليس بعد تشكيل الحكومة. من المؤكد ان القوات تميز في العلاقة بين رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. فرئيس الجمهورية ليس رئيس التيار حاليا، ونتعاطى معه من هذا المنطلق، اي انه رئيس جميع اللبنانيين، وهذا هو اساس التمييز في العلاقة، ولسنا في وارد دس الدسائس بين رئيس الجمهورية وصهره".

سئل: هل الكلام عن خارطة يعني ان الحديث عن قرب ولادة الحكومة غير صحيح؟

اجاب: "أتمنى الا تكون الفترة طويلة كما يتوقع البعض. واعتقد انه سيكون باستطاعتنا تسريع بعض الخطوات، على امل اختصار المدة الزمنية، خصوصا اننا لم نتحدث فقط عن العقدة المسيحية، بل عن كل ما يتعلق بالتشكيل".

سئل: تحدث النائب جورج عدوان عن ان اتفاق معراب ينص على ان تكون حصة "القوات" توازي حصة "التيار الوطني الحر" في الحكومة. اذا كان الامر صحيحا، لماذا لا يتم ابرازه في الاعلام؟

اجاب: "اعتبر ان هذا الموضوع، وبعد اجتماع اليوم، عند فخامة الرئيس. لا نريد وثائق او اتفاقات او اي امر آخر، بل افعالا. فالوثيقة موجودة ولكن لا نريد ان تكون هي فقط ما يربطنا بالتيار الوطني الحر".

سئل: هل ما سمعته من فخامة الرئيس طمأنكم حول تمثيل "القوات" في الحكومة؟

اجاب: "عندما تبرد الاجواء، يتم عندها رؤية ان ما نطرحه ليس بعيدا عن المنطق، ولا يمكن ان يرفض الآخر اي امر غير منطقي. وعلينا اولا ان ننزل عن الشجرة التي تسلقناها جميعا، ونعمل بعدها على تسوية الامور".

سئل: هل بحثتم بخطوات تنسيق في الحكومة المقبلة استنادا الى تجربة الحكومة الحالية خاصة في ظل اعتراض البعض على اداء وزراء "القوات"؟

اجاب: "ان هذه النقطة كانت واضحة في حديثي مع فخامة الرئيس. ان تأييدنا للعهد امر مفروغ منه، انما هذا التأييد لا يشمل كل فرد من افراد التيار الوطني الحر. فالبعض يوحي وكأن تأييدنا للعهد يعني قبولنا بكل ما يطرحه احد المحسوبين على العهد (علما اننا نحن محسوبون على العهد ايضا)، وهذا ما اوضحته لفخامة الرئيس لجهة ان لكل رأيه انما هذا الامر لا يتخطى سقف التأييد للعهد. واتمنى ان تعودوا الى محاضر مجلس الوزراء، فستجدون ان تأييد وزراء القوات لوزراء التيار الوطني الحر اكثر بكثير من معارضتهم لهم".

سئل: سرب ان الرئيس الحريري طرح على الرئيس عون اسناد منصب نائب رئيس الحكومة الى "القوات" انما بتسمية من رئيس الحكومة. هل هذا الامر صحيح؟

اجاب: "لا ارغب في العودة الى اي جو من الاجواء السابقة، بل ارغب في الحديث عن اليوم. كان الجو واعدا وتم وضع خطوات عملية سنبدأ تنفيذها تباعا لنرى كيفية ترجمة هذا الجو".

سئل: هل سيبدأ تذليل العقد الحكومية عبر عقدة الفريق المسيحي؟

اجاب: "طبعا، فعلى كل شخص ان يبدأ بنفسه. انما في مقابل هذا الامر، اقوم ببعض الجهود لحل بقية العقد".

سئل: هل تتدخل في حل العقدة الدرزية؟

اجاب: "كلا. لا اريد الدخول في التفاصيل، وقد تداولنا في كل شيء يحيط بتشكيل الحكومة".

سئل: في ظل الاجواء الايجابية جدا التي تحدثت عنها بعد لقائك فخامة الرئيس، هل يمكن القول ان صفحة الخلاف مع التيار الوطني الحر قد طويت، بعد الكلام عن نسف اتفاق معراب؟

اجاب: "أفضل ان اترك حساباتنا مع التيار الوطني الحر للغرف المغلقة لما فيه المصلحة العامة".

 

عون: مسيرة الاصلاح لن تتوقف ولا ابغي من الحكم سوى انجازه واشكال العاقورة اليمونة قيد المعالجة

الإثنين 02 تموز 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "الاشكال القائم بين بلدتي العاقورة واليمونة هو قيد المعالجة"، وقال: "اذا كانت العاقورة عيني اليمنى، فان اليمونة هي عيني اليسرى، وهاتان البلدتان اعتبرهما بلدة واحدة، واهلهما يجب ان يكونوا مثل عائلة واحدة لانهم كانوا كذلك عبر التاريخ ويجب ان يستمروا". كلام الرئيس عون نقله مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، الذي عرض لرئيس الجمهورية اليوم "الوضع القائم بين العاقورة واليمونة وسبل معالجة الخلاف الناشىء بين ابناء البلدتين، والاجراءات الواجب اتخاذها للمعالجة"، واشار الى ان الرئيس عون "يولي هذه المسألة عناية خاصة".

تويني

الى ذلك، كانت لرئيس الجمهورية سلسلة لقاءات وزارية ونيابية وديبلوماسية وثقافية، اضافة الى متابعته الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة. وزاريا، استقبل الرئيس عون، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني وعرض معه ما آلت اليه التحقيقات في عدد من الملفات التي تمت معالجتها، ومنها تهريب البنزين والخضار والفاكهة، وقد ادت المعالجة الى انحسار التهريب بشكل ملحوظ وعادت شركات البترول توزع المشتقات النفطية بشكل طبيعي. واشار الوزير تويني الى ان "الاجهزة الامنية المختصة والضابطة الجمركية اتخذت اجراءات للحد من التهريب، كما تم اتخاذ تدابير بحق من ثبت تورطه فيه، سواء في التنفيذ ام في الحماية او التسهيل". ولفت الى انه عرض ايضا مع الرئيس عون "المستجدات المتعلقة بملف العلاقات اللبنانية - العراقية في ضوء المحادثات التي كان الرئيس عون اجراها خلال زيارته الرسمية الاخيرة الى العراق".

اسود

نيابيا، عرض الرئيس عون مع نائب جزين زياد اسود، عددا من المسائل التي تهم منطقتي جزين وصيدا، لا سيما منها المخالفات التي تحصل في لبعا ومراح الحباس، وما يتصل ايضا بإنشاء مقلع وكسارة في منطقة كفرفالوس بموجب مستندات مخالفة للقانون. واشار النائب اسود الى انه سلم رئيس الجمهورية "تقريرا مفصلا عن وضع مستشفى جزين الحكومي ومستندات تثبت حصول مخالفات في عمله"، ولفت الى ان البحث "تطرق الى زيادة تقنين الكهرباء في مدينة صيدا، اضافة الى وضع معمل النفايات في المدينة". كذلك طرح النائب اسود مسائل تهم منطقة جزين، ومنها "انشاء مكتب للسجل العدلي وأخر للسجل العقاري، وتمكين اهالي المنطقة من تنظيم معاملاتهم المالية في فرع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في البلدة". واوضح انه لمس لدى الرئيس عون "حرصا على المتابعة القريبة لكل التطورات المتصلة بما يحصل في لبعا ومراح الحباس".

سفير باكستان

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون، سفير باكستان افتاب احمد خورخير لمناسبة انتهاء مهماته الدبلوماسية في لبنان. وشكر رئيس الجمهورية السفير الباكستاني على "الجهود التي بذلها خلال وجوده في بيروت لتعزيز العلاقات اللبنانية - الباكستانية وتطويرها في المجالات كافة".

الائتلاف المدني لدعم استقلال القضاء

واستقبل الرئيس عون، وفدا من "الائتلاف المدني لدعم استقلال القضاء وشفافيته"، ضم ممثلين عن 31 جمعية وهيئة تشارك في هذا الائتلاف، قدم بإسمهم المدير التنفيذي ل"المفكرة القانونية" المحامي نزار صاغية "اقتراح قانون يضمن استقلال القضاء العدلي وشفافيته يتناول نقاطا عدة، ابرزها تعزيز استقلالية المؤسسات القضائية وشفافيتها الداخلية والخارجية، وتعزيز ضمانات استقلالية القاضي والطاقات القضائية وحفظها وحسن توزيعها، وضمان حقوق المتقاضين في حسن اداء المرفق العام وتقديم شكاوى لمحاسبة المخالفات القضائية، والتوفيق بين التنظيم الهرمي للنيابة العامة واستقلالية القضاة العاملين فيها".

وعرض المحامي صاغية اوضاع القضاء والقضاة، وقال: "ان مبادرة "الائتلاف المدني" تستمد مشروعيتها مما وصلت اليه اوضاع العدالة، فضلا عن ان استقلال القضاء وحسن سيره ليس شأنا خاصا بالقضاة، بل هو شرط اساسي لضمان كل ما ندافع عنه من حقوق. وما يزيد من مشروعية مقترحنا هو انه يأتي تلبية لعريضة رفعها اكثر من 352 قاضيا في آب 2017، للمطالبة باقرار قانون جديد تتوفر فيه مجمل المعايير الدولية لاستقلالية القضاء". وناشد صاغية الرئيس عون "وضع الاقتراح في اولى اوليات العهد، واعتباره منطلقا وجزءا من ورشة وطنية واسعة لاصلاح منظومة العدالة برمتها، تشارك فيها الهياكل القضائية ونقابتا المحامين والمنظمات الحقوقية الى جانب القوى السياسية كافة، ورشة وطنية من شأنها في حال نجاحها ان تشكل من حيث انعكاساتها الايجابية، انبل واجمل ما يمكن لعهد ان يقوم به. فالعهد القوي هو الذي يصبح فيه المواطن قويا بقوة الحق".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معربا عن سعادته لاستقبال "الائتلاف"، "كون الهموم التي يحملها اعضاؤه هي همومنا". وشدد على "اهمية استقلالية القضاء"، مذكرا بما سبق وتوجه به الى كافة القضاة وفي مناسبات عدة، ب"ضرورة المحافظة على هذه الاستقلالية، ورفض اي ضغط قد يمارس عليهم ومن اي جهة اتى". وقال: "قلت لهم يومها اذا ما واجهتكم اي مشكلة في هذا الخصوص، فانقلوها الي. هل هناك بعد اهم من هذه الحماية؟ هذه اكبر حماية يمكن ان تعطى للقضاة"، وذكر ب"اهمية انجاز التشكيلات القضائية بعد تعذر حصول ذلك لسنوات عدة، وقد انجزت وفقا لسقف القضاء، والكفاءات والاصول المعمول بها، ومن دون اي تدخل سياسي"، وشددا على "اهمية تأمين المستلزمات التي من شأنها توطيد نزاهة القضاة وكفاءتهم ليقيموا العدل بمسؤولية ويكون ذلك في عجلة ومن دون تسرع في آن، وتجديد المقومات العلمية للقضاة من خلال حضورهم دورات تدريبية وغيرها".واكد رئيس الجمهورية "اهمية الاصلاح القضائي وضرورة ان يكون للقضاء دور اساس في مكافحة الفساد وحماية حقوق الانسان، ما من شأنه محاربة ثقافة الفساد وتكريس دور المواطنة في ذلك"، واعتبر ان "دور "الائتلاف" مهم في هذا الاطار لانه يعلي الصوت من اجل احداث الاصلاح المطلوب وتحقيقه". اضاف: "انا لا ابغي اي امر من الحكم سوى انجاز الاصلاح الذي ينادي به اللبنانيون. ان مسيرة الاصلاح لن تتوقف، وهي معركة سنخوضها مع المواطنين، وتتطلب صراعا مع مافيات عدة لا تريده وتعمل على اعاقته".

لجنة مهرجانات بعلبك الدولية

وفي قصر بعبدا، وفد "لجنة مهرجانات بعلبك الدولية" برئاسة السيدة نايلة دو فريج التي وجهت دعوة الى الرئيس عون واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون لحضور افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية بأمسية "بعلبك تتذكر ام كثلوم"، وذلك يوم الجمعة 20 تموز الجاري. وتناول الوفد مع الرئيس عون الوضع الامني في المدينة، فاكد رئيس الجمهورية "ان الاجراءات التي اتخذها الجيش والقوى الامنية مستمرة لوضع حد للفلتان الذي سجل في الاسابيع الماضية، وانها بدأت تؤتي بنتائج ايجابية على صعيد تثبيت الامن والاستقرار في المنطقة". وهنأ الرئيس عون اللجنة على "تنظيمها المهرجانات التي باتت معلما من معالم لبنان السياحية والثقافية البارزة".

 

الرياشي بعد لقائه الحريري: الأجواء ممتازة أبو فاعور: لا عقدة سياسية كبرى أمام تشكيل الحكومة

الإثنين 02 تموز 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، عند الخامسة من عصر اليوم، في "بيت الوسط"، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، الذي أكد على الأثر أن "أجواء اللقاء كانت ممتازة، كحال أجواء اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في قصر بعبدا عصرا"، كاشفا عن "اتصال جرى خلال اللقاء بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع، اطلع خلاله الأول على أجواء لقاء بعبدا".

أبو فاعور

بعد ذلك، استقبل الرئيس الحريري النائب وائل أبو فاعور، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء الرئيس الحريري، في سياق التشاور الدائم الذي يحرص رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على بقائه مع الرئيس الحريري. وفي موضوع الحكومة، فإن ما أستطيع قوله إن اللقاء والجهود المضنية التي يقوم بها الرئيس الحريري، واللقاءات التي عقدها في الأيام القليلة الماضية، سواء مع فخامة الرئيس عون أو مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، أو اللقاء الذي عقد بين الدكتور جعجع والرئيس عون اليوم، فإن هذه اللقاءات أوجدت مناخا أكثر إيجابية وأكثر ملاءمة لمناقشة القضايا التي لا تزال عالقة في موضوع تشكيل الحكومة. ولذلك، نأمل أن يساهم هذا المناخ الإيجابي في إيجاد الحلول لكثير من القضايا التي لم تحل حتى اللحظة، وليس هناك من مانع سياسي أو عقدة سياسية كبرى أمام تشكيل الحكومة، بل هناك نقاش حول صحة التمثيل والأحجام، والرئيس الحريري يلتزم في هذا الأمر موقف التمثيل الصحيح وجانب الحق، ليس انحيازا منه لأي طرف على حساب طرف آخر، ولكن رغبة منه في إنتاج تشكيلة وطنية للحكومة المقبلة، تستطيع أن تؤمن أكبر نصاب وطني ممكن للانطلاق في الكثير من المهمات في المرحلة المقبلة".

سئل: هل لا تزال عقدة توزير الوزير طلال أرسلان قائمة؟ وهل لا يزال الحزب التقدمي الاشتراكي على موقفه بشأن تمسكه بكامل الحصة الدرزية؟

أجاب: "الحزب الاشتراكي على موقفه نتيجة نتائج الانتخابات النيابية، وهي نتائج واضحة، وإذا كان هناك معيار يلتزم به الجميع، وهو احترام نتائج الانتخابات، فإن التمثيل الدرزي، أي الوزراء الدروز الثلاثة فيسميهم الحزب التقدمي الاشتراكي، والحزب مصر على هذا الأمر، من باب الالتزام بمبدأ التمثيل الصحيح، كما قلت".

سئل: البعض يوحي كأن هناك مشكلة شخصية مع الوزير أرسلان من خلال طرح توزير شخص آخر يسميه هو؟

أجاب: "لا أريد أن أخلق تشنجا في الأجواء، الكتلة الافتراضية التي تتحدث عنها تحتاج إلى نقاش كثير حولها، كي أمارس أقصى درجات ضبط النفس. كما أن الكتلة فيها ثلاثة نواب من الطائفة المارونية الكريمة ونائب من الطائفة الدرزية الكريمة، وبالتالي يمكن أن تتمثل بوزير من الطائفة المارونية الكريمة، ولا مانع لدينا في ذلك".

سئل: هل يمكن أن يعقد لقاء قريب بين الرئيس الحريري ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط؟

أجاب: "اللقاء وارد في أي لحظة، الاتصالات دائمة وقائمة، والعلاقة بين الرئيس الحريري والأستاذ وليد جنبلاط تتجاوز الأمور البروتوكولية. اللقاء ممكن في أي لحظة. وفي كل الحالات، إن الاتصالات دائمة كما قلت".

سئل: هل يلعب الرئيس الحريري دور الوسيط بين الحزب التقدمي الاشتراكي وبعبدا؟

أجاب: "الرئيس الحريري هو المسؤول الأول في النهاية عن تشكيل الحكومة، ويحاول أن يوجد الضفاف المشتركة بين كل القوى السياسية لكي نحظى بتشكيلة حكومية تؤمن أكبر نصاب وطني، تستطيع القيام بالأعباء المطروحة على عاتقها في الأشهر المقبلة، وبالتالي فإن هذا الدور طبيعي للرئيس الحريري".

سئل: هل هناك عائق في اللقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وجنبلاط؟

أجاب: "على الإطلاق، ليست هناك قطيعة مع فخامة رئيس الجمهورية، فهو في النهاية رئيس البلاد. وإذا استدعى الأمر، فإننا على استعداد لأن تكون هناك لقاءات في أي لحظة".

 

حمادة أعلن نتائج الثانوية العامة: النسب تخطت ال 90 % وتدابير التصحيح كانت لصالح التلميذ وحققت مكاسب للمرشحين

الإثنين 02 تموز 2018 /وطنية - أعلن وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده نتائج الإمتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة في مؤتمر صحافي عقده في الوزارة في حضور المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق ومديرة الإرشاد والإمتحانات هيلدا الخوري ورئيسة منطقة جبل لبنان التربوية الدكتورة فيرا زيتوني والمستشار الإعلامي ألبير شمعون، ورئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي نزيه جباوي، ورئيس رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي بهاء تدمري وجمع من النقابيين وأعضاء اللجان الفاحصة وحشد من الإعلاميين.

وتلا حماده بيانا جاء فيه: "الحصاد الكبير عن العام الدراسي الحالي جاء وفيرا وموفقا، مبروك لجميع التلامذة الذين نجحوا وتفوقوا في شهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة: العلوم العامة، علوم الحياة، الإقتصاد والإجتماع، والآداب والإنسانيات، ونفخر بأن نسب النجاح بلغت في إختصاص العلوم العامة 91.72 % وفي فرع الإجتماع والإقتصاد 83.77 % وفي فرع علوم الحياة 92.79 % وفي فرع الآداب والإنسانيات 80.44 %.

وسأل: "لماذا نسب النجاح الجيدة والأفضل من الأعوام السابقة؟

وقال: "الإمتحانات الرسمية تميزت وللمرة الأولى بتناغم في وضع أسس التصحيح بين المشرفين والمدققين وذلك قبل البدء بالتصحيح في المناطق، مما وحد لغة التصحيح في كل مناطق لبنان وقرب التصحيح الأول من التصحيح الثاني فكانت الفروقات أقل، وقد أدى ذلك إلى تحسين نوعية التصحيح ودقته، والذي جاء متمما للتخفيفات المدروسة التي أدخلت إلى نتائج بعض المواد في عملية التحديث الجارية. وفي هذه السنة كانت التعليمات واحدة للجان الفاحصة، فإذا تمكن المرشح من حل جزء من السؤال، ينال العلامة المحددة لهذا الجزء وليس صفرا، لذلك جاءت العلامات في كل فروع الثانوية العامة أعلى من السابق، ولصالح المرشح. كذلك فقد تم تحديد الوقت الأدنى والأقصى لتصحيح كل ملف مؤلف من خمسين مسابقة، ولم يسمح للمصححين بالتالي الإستعجال في التصحيح مما شكل نقطة إيجابية لصالح التلامذة أيضا. كما أن الوزارة وضعت شروطا على التدقيق، وفي حال لاحظنا أن علامة التدقيق قد جاءت خارج الشروط المحددة، عندها يبادر المقرر ونائبه إلى الفصل في العلامة، وبالتالي فإن هذه العملية هي لصالح التلميذ. إن هذه العناصر مجتمعة حققت مكاسب للمرشحين، وجعلت من الإمتحانات الرسمية وسيلة دقيقة جدا في التقييم، وأوصلت إلى تحقيق الفارق في العلامات لصالح التلميذ. وإننا ندعو المركز التربوي لتحليل النتائج واستخراج المؤشرات من أجل تطوير العمل التربوي وتحسين مخرجات التعليم". واعلن ان "الإمتحانات الرسمية للدورة الإستثنائية تبدأ في 31 تموز على أن تعلن الوزارة لاحقا برنامج توزيع المسابقات على أيام الإمتحانات. وبما أننا في حكومة تصريف أعمال فإن وزارة التربية رفعت كتابا إلى رئاسة مجلس الوزراء للحصول على تفويض إستثنائي بإجراء الدورة الإستثنائية للامتحانات الرسمية وصرف الأموال اللازمة لهذا الغرض. وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها إجراء امتحانات استثنائية في عهد حكومة تصريف أعمال".

وقال: "أهنئ التلامذة الأوائل في كل فرع من فروع الثانوية العامة وأهنئ اساتذتهم ومدارسهم وأهاليهم، واعبر عن فخري واعتزازي بهم فإنهم الثروة الأهم والأضمن للبنان مهما كانت قساوة الظروف التي نعيشها.إنني أدعو المواطنين والمرشحين إلى عدم الإحتفال بإطلاق النار لكي لا يتحول هذا الفرح الوطني والإبتهاج إلى مأتم وحزن". واضاف: "أود في هذه المناسبة التربوية بامتياز أن أوجه الشكر والتقدير إلى المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق ومديرة الإرشاد والإمتحانات هيلدا الخوري ولجميع الطاقم الإداري والتربوي والمعلوماتي المواكب والمشارك في الإمتحانات الرسمية. كما أود توجيه الشكر إلى قيادة الجيش ومديرية المخابرات ولقوى الأمن الداخلي على كل التعاون والدعم والمشاركة في توفير أجواء آمنة للامتحانات مما عكس سهر الأجهزة الأمنية والعسكرية على أجواء البلاد عموما والإمتحانات خصوصا، والشكر موصول أيضا للمركز التربوي للبحوث والإنماء وللتفتيش التربوي وللمجتمع المدني والجمعيات الساهرة على الأطفال المرشحين والمصابين بالسرطان، وعلى ذوي الإحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية". وتلا الوزير حماده جداول النسب وأعلن أسماء العشرة الأوائل في كل فرع من فروع الثانوية العامة.