المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july02.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ورآهُ التَّلامِيْذُ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَةِ فَٱضْطَرَبُوا وقَالُوا: «إِنَّهُ شَبَح!». ومِنْ خَوْفِهِم صَرَخُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ قَائِلاً: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/القيمين على الكنيسة المارونية وأصحاب شركات الأحزاب المسيحية: ضياع واحتضار والسبب: الدور موجود والقائد مفقود

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/كلام نصرالله امس عن العاقورة يؤكد اطماع إيران القديمة-الجديدة الهادفة إلى السيطرة عقارياً على كسروان وجبيل

الياس بجاني/أوهام وهرطقات ودكتاتورية شركتي جعجع وباسيل

الياس بجاني/الصحافي فداء عيتاني والحكم بسجن وتغريم حرية الرأي

الياس بجاني/رضا لاهي ع شركة قوات جعجع بدو خرزي زرقاء

الياس بجاني/ورقة نوايا معراب المليون خطيئة هي اتفاق على تقاسم حصص المسيحيين في الدولة

الياس بجاني/خطيئة "ورقة نوايا معراب"، وضرورة استقالة جعجع!!

 

عناوين الأخبار اللبنانية

كنيستي المارونية تحتضر والسبب: الدور موجود والقائد مفقود/الأب سيمون عساف

اللغة الفوقية أو البدونية/خليل حلو

الأمن العام: تأمين العودة الطوعية لـ 42 نازحاً سورياً الى بلداتهم

الحريري وباسيل بحثا تأليف الحكومة على مائدة عشاء في بيت الوسط

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 1/7/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله» يدخل على خط إعادة النازحين مستغلاً علاقاته بالنظام السوري و2500 يغادرون عرسال خلال أيام

اشكال بين مناصري حزب الله والقوات اللبنانية في النبعة

برودة تسيطر على تشكيل الحكومة: الحريري في إجازة وتعويل على لقاء عون ـ جعجع

تجميد تراخيص حمل الأسلحة في محافظة بعلبك ـ الهرمل

مياه لبنان تذهب إلى البحر بسبب سوء الإدارة و«مافيات الصهاريج» تفرض على كل بيت 300 دولار شهرياً

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بابا الفاتيكان: الوضع في درعا مؤلم جداً

مستشاران لترامب يتوقعان سقوط النظام الإيراني خلال عام وقتلى وجرحى برصاص قوات الأمن بتظاهرات تلوث المياه والمحتجون أحرقوا أحد الجسور

المعارضة السورية تستأنف المحادثات مع روسيا بعد وساطة أردنية

تعزيزات إسرائيلية على حدود سوريا... وروسيا تسقط «درون» مجهولة قرب حميميم

انفجار قرب مخزن لصناديق الاقتراع بكركوك قبل موعد إعادة الفرز

السيسي يعد بتحقيق تنمية سريعة وأشاد بدور «ثورة 30 يونيو» في مواجهة التطرف

فتح»: إيران لم تقدم فلساً واحداً للشعب الفلسطيني

غزّة تشيّع فتى وشرطياً قتلا برصاص الاحتلال و«حماس» تطالب بملاحقة المسؤولين الإسرائيليين دولياً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنانُ الكبيرُ عصفورٌ كان في اليَد/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

الحريري: لستُ «باش كاتب/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

الخرزة الزرقاء وشياطين بيروت/فيصل العساف/الحياة

الثنائي الشيعي» لن يعطي عون الثلث المعطِّل/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ميقاتي لـ«الجمهورية»: هذه قصّة اللقاء مع الحريري/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

رسالتان إعتراضيّتان/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

كافاني: أريد مواصلة الطريقسانتوس: مازلت في حاجة إلى «الدون»/«نبوءة» رامي مخلوف/حازم الأمين

أربع إلى ست ساعات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

30 يونيو... مصر في خمسة أعوام/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

المهاجرون قضية تنغص العالم/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

ملاكمة ترامب مع الناتو ومبارزته مع بوتين/راغدة درغام

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: لا لحكومة تقاسم مصالح ومغانمط

علوش: لا مجال دستورياً لسحب التكليف من الرئيس المكلف

حبشي: بحاجة إلى حضور الدولة إلى بعلبك الهرمل وليس إلى السلطة  

معلوف لاذاعة لبنان: تدخل الدولة في البقاع جدي ولتتمثل كل جهة في الحكومة بحسب نتائج الانتخابات ولا أحد يريد الغاء المصالحة المسيحية

عوده يدعو إلى وقف الاستهتار بالكنائس: عادت معاناة كاتدرائية القديس جاورجيوس  

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
ورآهُ التَّلامِيْذُ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَةِ فَٱضْطَرَبُوا وقَالُوا: «إِنَّهُ شَبَح!». ومِنْ خَوْفِهِم صَرَخُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ قَائِلاً: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا

إنجيل القدّيس متّى14/من22حتى33/في الحَالِ أَلْزَمَ يَسُوعُ التَّلامِيْذَ أَنْ يَرْكَبُوا السَّفِيْنَةَ ويَسْبِقُوهُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى، رَيْثَمَا يَصْرِفُ الجُمُوع. وبَعْدَمَا صَرَفَ الجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّي. ولَمَّا كَانَ المَسَاء، بَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ هُنَاك. وكَانَتِ السَّفِيْنَةُ قَدْ أَصْبَحَتْ عَلى مَسَافَةِ غَلَوَاتٍ كَثِيْرَةٍ مِنَ اليَابِسَة، وكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَلْطِمُهَا لأَنَّ الرِّيْحَ كَانَتْ مُخَالِفَةً لَهَا. وفي آخِرِ اللَّيْل، جَاءَ يَسُوعُ إِلى تَلامِيْذِهِ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَة. ورآهُ التَّلامِيْذُ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَةِ فَٱضْطَرَبُوا وقَالُوا: «إِنَّهُ شَبَح!». ومِنْ خَوْفِهِم صَرَخُوا. وفي الحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ قَائِلاً: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!». فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وقَال: «يَا رَبّ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلى المِيَاه!». فَقَال: «تَعَالَ!». ونَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِيْنَةِ فَمَشَى عَلى المِيَاه، وذَهَبَ نَحْوَ يسُوع. ولَمَّا رَأَى الرِّيْحَ شَدِيْدَةً خَاف، وبَدَأَ يَغْرَق، فَصَرَخ قائِلاً: «يَا رَبّ، نَجِّنِي!». وفي الحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ فَأَمْسَكَهُ وقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيْلَ الإِيْمَان، لِمَاذَا شَكَكْت؟». ولَمَّا صَعِدَ يَسُوعُ وبُطْرُسُ إِلى السَّفِيْنَةِ سَكَنَتِ الرِّيْح. فَسَجَدَ الَّذينَ هُمْ في السَّفِيْنَةِ لِيَسُوعَ وقَالُوا: «حَقًّا أَنْتَ ٱبْنُ الله!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

القيمين على الكنيسة المارونية وأصحاب شركات الأحزاب المسيحية: ضياع واحتضار والسبب: الدور موجود والقائد مفقود

الياس بجاني/01 تموز/18

مواقف الكنيسة وأصحاب شركات الأحزاب المسيحية من هجمة حزب الله على أملاك ومشاعات المسيحيين في العاقورة وغيرها هي دفن الرؤوس في الرمال

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الصحافي فداء عيتاني والحكم بسجن وتغريم حرية الرأي/الياس بجاني/01 تموز/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة
http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%81%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a8%d8%b3%d8%ac%d9%86-%d9%88%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a/

 

كلام نصرالله امس عن العاقورة يؤكد اطماع إيران القديمة-الجديدة الهادفة إلى السيطرة عقارياً على كسروان وجبيل

الياس بجاني/30 حزيران/18

نزاع العاقورة واليمونة العقاري المفتعل يؤكد ارهاب وهمجية واستكبار وحقد واحتلال حزب الله واحتقاره للبنان الرسالة وللقانون وللتعايش

 

أوهام وهرطقات ودكتاتورية شركتي جعجع وباسيل

الياس بجاني/30 حزيران/18

هرطقة تقاسم المسيحيين حصص ومغانم بين شركتي قوات جعجع وتيار باسيل لا تمت للديموقراطية بصلة ولا هي من ثقافة وطباع وتاريخ المسيحيين.

 

الصحافي فداء عيتاني والحكم بسجن وتغريم حرية الرأي

الياس بجاني/29 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65657/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%81%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83/

منذ 33 سنة قضيتها في كندا والتي أصبحت وطني الثاني، لم اسمع ولو مرة واحدة بأن القضاء الكندي قد حكم بسجن أو بتغريم ولو صحافي واحد على خلفية رأي أو انتقاد، أو أن المحاكم الكندية قد قاضت مواطناً واحداً على خلفية رأياً معارضاً أو منتقداً لسياسي أو لمسؤول.. في حين أن القضاء في وطني الأول والحبيب، لبنان، مستمر وبشكل تصاعدي وضاغط وانتقائي في إصدار الأحكام “المستغربة” “والمستنكرة” التي تطاول صحافيين وناشطين وحتى مواطنين عاديين بسبب أراء وبوستات وتعليقات ومقالات وتقارير لهم لا تعجب صاحب شركة حزب أو مسؤول أو رسمي أو متمول أو نافذ أو رجل دين.

إن لبنان هو بلد الأبجدية والحضارة والقداسة والقديسين، ولبنان هو البلد الملاذ لكل المضطهدين في الشرق على ممر الأزمنة والعصور..محزن أن هذا ال لبنان لم يعد يشبه لبنان الحالي الذي أمسى عملياً في غربة كاملة عن ذاك ال لبنان بعد أن أصبحت فيه الكلمة التي هي الله كما يقول كتابنا المقدس

(إنجيل يوحنا 01: 01: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.) غير محترمة وغير مصانة ومضطهدة.

إن الأمر الدركي هذا محزن للغاية، لا بل هو مخيف ونذير شؤم ..

وكيف لا ونحن نرى أن وطن جبران والأبجدية قد وصل إلى هذا الدرك من تحقير الكلمة واضطهاد أصحاب الرأي.

في هذا السياق قرأنا اليوم خبر (الخبر موجود في أسفل الصفحة) الحكم بسجن وتغريم الصحافي فداء عيتاني بسبب تعليق له تناول الوزير جبران باسيل…علماً أن عيتاني هو مقيم خارج لبنان ومحروم رغماً عن إرادته من حقه الشرعي والقانوني العيش فيه.

فداء عيتاني صحافي، وإن كان تعليقه، محقاً أو غير محق فإنه لا يجب دستورياً أن يعامل هكذا في بلده، بلد الحرف.

من المؤسف أن هكذا معاملة بالتأكيد سوف تعمق من غربته وتبعده أكثر وأكثر عن وطنه وأهله.

 

حكم بالسجن على الصحافي فداء عيتاني بسبب تعليق!

مهارات/29 حزيران/18

أصدرت القاضية المنفردة الجزائية في بعبدا نادين نجم حكماً قضى بحبس الصحافي فداء عيتاني أربعة أشهر وإلزامه بدفع مبلغ عشرة ملايين ليرة كعطل وضرر على خلفية منشور على فيسبوك تعرّض فيه بعبارات مسيئة للوزير جبران باسيل، وذلك بناء لشكوى تقدّم بها الاخير في منتصف العام 2017.

وكان عيتاني قد مثل امام مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية للتحقيق معه بهذا الخصوص، وترك بسند اقامة بعد رفضه التوقيع على تعهّد بعدم التعرّض مرة أخرى لباسيل، كما رفض نشر رسالة اعتذار إليه. أكد عيتاني في حديث لـ "مهارات" انه الى الان لم يتبلغ بالحكم من قبل محاميته، بل سمع بالحكم من خلال الاعلام. ولفت عيتاني الذي يعيش في بريطانيا حاليا بعد حصوله على اللجوء السياسي الى انه "هناك تسعة دعاوى مقدمة ضدي من قبل الوزير باسيل، بالرغم من اني صحافي، والمنشور موضوع الدعوى كان ينتقد ممارسات الجيش تجاه اللاجئين، ولا يستهدف الوزير باسيل شخصيا". واشار عيتاني الى "انتهاء العهد الذي كان يتضمن هامش من حرية التعبير في لبنان، واصبح الاعلام متحدثا رسميا بإسم السياسيين، الذين يستخدمون القانون لحماية مصالحهم". تدعو "مهارات" السلطة القضائية المؤتمنة على صون الحريات العامة على ضرورة مراعاة حق نقد الشخص العام في اطاره الواسع ، وبالسياق الذي ورد فيه، تعزيزا لحرية النقاش العام بأشكاله المختلفة. كما تشجب "مهارات" توقيع احكام السجن بحق الصحافيين، وكل من يعبر عن رأيه على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تكررت بوتيرة متسارعة في الاونة الاخيرة.  وتدعو "مهارات" السياسيين الى التعامل بصدر رحب مع التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بموازاة المسؤوليات العامة الملقاة على عاتقهم. كذلك، تطالب "مهارات" المجلس النيابي الجديد بالتسريع لإقرار الاصلاحات التي تقدمت به مهارات مع النائب غسان مخيبر وأبرزها الغاء عقوبة الحبس ومنع التوقيف الاحتياطي عن كل من يعبر عن رأيه بأي وسيلة ضمنها الانترنت وتوسيع مفهوم نقد الشخص العام.

http://www.maharatfoundation.org/fidaaitani

 

جورج عدوان وأوراق التوت والتعرية

الياس بجاني/29 حزيران/18

مقابلة جورج عدوان عرت شركة قوات جعجع من كل مصداقية وطنية وألحقتها 100% وعلناً ودون حياء بكل النرسيسيين والفريسيين وتجار الهيكل..وكلون يعني كلون..!!

 

رضا لاهي ع شركة قوات جعجع بدو خرزي زرقاء

الياس بجاني/28 حزيران/18

من درر مقابلة جورج عدوان أمس اعلانه بفخر أن حزب الله وأمل لا يمانعان اعطاء شركة قوات جعجع حقيبة سيادية. رضا لاهي بدو خرزي زرقاء!!

 

ورقة نوايا معراب المليون خطيئة هي اتفاق على تقاسم حصص المسيحيين في الدولة

الياس بجاني/27 حزيران/18

جورج عدوان لوليد عبود اليوم:اتفقنا بورقة نوايا معراب على اعطاء 3 وزراء لرئيس الجمهورية والباقي، اي كل الوزراء المسيحيين منتقاسمون نحنا اي القوات مع التيار واذا حدا منا بيحب يتكرم بوزارة على أي مسيحي بيعطيه ياها من حصتو..

 

خطيئة "ورقة نوايا معراب"، وضرورة استقالة جعجع!!

الياس بجاني/27 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65614/65614/

نسأل ومعنا كثر من المواطنين الذين لا يثقون ولو بنسبة واحد بالمائة بخيارات وتحالفات ومفاهيم ووطنية وجدية وشفافية ولو سياسي لبناني مسيحي ماروني واحد،

نسأل هل كانت "ورقة تفاهم معراب" المسيحية - المسيحية حدثاً عادياً نرى من مثلها كل يوم في الحياة السياسية اللبنانية عموماً والمسيحية تحديداً؟

أم أنها كانت حدثاً مفصلياً ومهماً للغاية ومنعطفاً تاريخياً غير مسبوق؟

السؤال مبرر كون "الورقة الخطيئة" بنيت ووقّعت وسوّق لها على جثتي تجمع 14 آذار وثورة الأرز، وكانت انقلاباً تاريخياً على مبدأ مواجهة الاحتلال عن طريق رفضه وعدم التعايش معه ومقاومته.

الورقة ولدت ميتة وتم نعيها ودفها من قبل التيار الوطني الحر في اليوم التالي لاحتفال مشهدية توقيعها في معراب وذلك على لسان الوزير بيار رفول من خلال مقابلة له بثها تلفزيون ال او تي في.

حقيقة فإن التيار الوطني الحر لم يتنازل عن أي شيء مقابل توقيع الورقة، وكل التنازلات جاءت من د.سمير جعجع (صاحب شركة القوات اللبنانية).

ونعم صاحب شركة وليس حزباً وكباقي أصحاب كل شركات الأحزاب اللبنانية ودون استثناء واحد.

التيار الوطني الحر بقي متمسكاً بورقة "تفاهم مار مخايل" ولم يحد عنها لا علناً ولا سراً ولا خطاباً ولا تحالفات..ولا يزال.
في حين داكش المعرابي السيادة بالكراسي،

وفرط 14 آذار،

وقفز فوق دماء الشهداء،

وخوّن كل ال 14 آذاريين الأحرار والسياديين اللذن رفضوا مشاركته في "صفقة التسوية الخطيئة"، وراح مع فريقه النيابي والإعلامي وبوقاحة وقلة وفاء وحياء يسوّق لهرطقة ما سموه كذباً ونفاقاً "واقعية"..

الشاردون عن ثورة الأرز وعن قيم وثوابت وأخلاقيات تجمع 14 آذار وقعوا كلهم في شر أعمالهم وفي أفخاخ "واقيتهم" الدجل، وها هم يحصدون الخيبات.

ها هي "التسوية الخطيئة" برمتها تأكل أوهام وأحلام يقظة وأطماع وجشع كل الذين خانوا الأمانة الشعبية لثورة الأرز و14 آذار وأغرتهم الكراسي وشهوات النفوذ والسلطة...ووقعوا في شر "التجربة".. ولا يزالون في أحضانها.

أمس أعلنها بالفم الملآن الوزير جبران باسيل وقال بجرأة إن اتفاق معراب لم يعد موجوداً...

وعملياً وواقعاً فإن الباسيل وشركة حزبه لم يكونا أصلاً قد تنازلا عن أي شيء..بل أخذا كل شيء.

في القاطع الآخر بكاء وعويل وصراخ وكالعادة تشاطر وتذاكي ولعب على الكلام..

يبقى أنه عملا بالمعايير الديمقراطية التي تمارس السياسة على قواعدها (في الأحزاب وليس الشركات) فإن المطلوب أن يقدم "المعرابي" استقالته بعد كل رزم هذا الفشل الكبير والخطير في خيار انعطافة ال 180 درجة.

ولكنه على الأكيد الأكيد لن يستقل،

وعلى الأكيد الأكيد حتى أنه لن يعتذر،

بل سيجد المبررات اللفظية الفارغة من أي محتوى،

وسنجد فرق الصنوج والطبول والهوبرجية تعزف معزوفاتها الغنمية الإسقاطية والتبريرية كما دائماً (.Rationalizatio & projection

وهل بعد في ظل هكذا قيادات تجارية ونرسيسية من سؤال عن أسباب هجرة اللبنانيين، وضياع الاستقلال، ومصادرة السيادة، وانتهاك الدستور، وإفقار الناس، وتعهير القرارات الدولية (1559 و1701) ومداكشة الكراسي بالسيادة وتغليب المصالح الشخصية على كل ما هو وطن ومواطن وهوية وشهداء وتاريخ ودولة!!

نختم مع قول المخلص: " دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة». (انجيل القدّيس متّى/15-20)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كنيستي المارونية تحتضر والسبب: الدور موجود والقائد مفقود

الأب سيمون عساف/01 تموز/18

كنيستي المارونية تحتضر والسبب: الدور موجود والقائد مفقود. نخجل ان نتحدث عن اوضاعنا ولكن الموجوع لا يقوى على ضبط الصراخ. ارزاقنا منها تُباع بمباركة المولجين ومنها يسلبها السطو من زعماء غير مسيحيين. والهجرة تلتهم الأبناء والفقر يعض اغلب الناس والقهر يذيب اصحاب المعدن النظيف والفساد متفشّي والفسق صارب الاطناب. والكلام ممنوع على احرار النفوس واقلام االمثقفين خرساء كَمَن يتفرّج على انتهاك عرضه امام عينيه وعلى رقبته السكين وماسكو مقاليد القيادة في غيبوبة من دون صحو.

 

اللغة الفوقية أو البدونية

خليل حلو/01 تموز/18

عندما يكون المرء في مركز مسؤولية مثل النيابة والوزارة وإحدى الرئاسات تصبح كل تصرفاته مرآة للذين يمثلهم كونهم عن دراية أو عدم دراية أوصلوه إلى ما هو عليه وأوكلوه إدارة شؤونهم. وعندما يخاطب هذا المسؤول الناس أو سفراء أجانب أو نظراء أجانب، لا يمكنه أن يتحدث معهم بفوقية أو بدونية أو كما يتحدث أولاد الأزقة أو كما يتحدث المزدرئون ... فهو يمثل الشعب اللبناني وليس فقط ناخبيه الكرام. الشأن العام مسؤولية جسيمة والحفاظ على الهيبة والوقار والهدوء والتهذيب واجب. وما نراه ونسمعه في وسائل الإعلام عن مسؤول يهاجم فلان وفلان يرد عليه ويأتي الرد على الرد ثم الرد على الرد على الرد وبتعابير وألفاظ من قواميس الشوارع والمواخير، وعندما نرى كيف يتم التعالي على دول ونسج الأكاذيب حول مشاريع وهمية تنسب إليها وتخيف الرأي العام، والتزلف أمام دول أخرى ساهمت وتساهم بتدمير لبنان بهدف جعله مستعمرة لها، لا افتخر بكثير من المسؤولين الذين يمسكون بزمام الأمور وأخجل وأغضب لأنهم ليسوا لبنان الذي أريده والذي هو نقيض صورتهم البشعة، هؤلاء مصيرهم النسيان والزوال كما زال غيرهم وأصبح طي النسيان، أما لبنان فباق ومستمر ... التاريخ لا يرحم.

 

الأمن العام: تأمين العودة الطوعية لـ 42 نازحاً سورياً الى بلداتهم

01 تموز/18/أعلنت المديرية العامة للأمن العام أنه اعتباراً من صباح اليوم قامت بتأمين العودة الطوعية لاثنين وأربعين نازحاً سورياً الى بلداتهم في سوريا وانطلق النازحون بواسطة حافلتين من نقطة التجمع في المصنع بمواكبة دوريات من المديرية العامة للأمن العام حتى نقطة جديدة يابوس الحدودية.وقد تمت عودة النازحين بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وحضورها.

 

الحريري وباسيل بحثا تأليف الحكومة على مائدة عشاء في بيت الوسط

وطنية/الأحد في 1/7/2018/استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، مساء اليوم في "بيت الوسط"، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وعرض معه آخر المستجدات السياسية، لا سيما ما يتعلق بموضوع تأليف الحكومة الجديدة. واستكمل البحث إلى مأدبة عشاء أقامها الحريري على شرف ضيفه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 1/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مياه التأليف الحكومي لا تزال راكدة، إذ لا مستجدات من العيار الذي يحرك هذا الركود، بالرغم من جرعات التفاؤل التي يبثها فريق الرئيس المكلف، وبالرغم من معلومات سرت عن تساهل "القوات اللبنانية" في ما يتعلق بمطلب منصب نائب رئيس الحكومة من جهة، وبعد توضيح "الحزب الاشتراكي" كلاما نسب لرئيسه، نافيا حمله تصعيدا في ملف التأليف من جهة ثانية، ولكن!

الأنظار كل الانظار تتجه إلى محطتين، الأولى في "بيت الوسط" هذه الليلة حيث يلتقي الرئيس المكلف سعد الحريري رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وتكون محادثات على مأدبة العشاء قبل أن يتوجه الرئيس الحريري الى باريس في إجازة خاصة قصيرة، والمحطة الثانية وهي مضمرة، تتمثل بزيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع القصر الجمهوري في خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، والرهان أن يخرج اللقاءان بما يحرك ملف التأليف نحو خواتيمه.

بالنسبة الى عودة النازحين السوريين من لبنان، غادر اليوم حوالي تسعين منهم الى معضمية الشام عبر طريق المصنع.

وفي الداخل السوري وفي ظل المفاوضات بين المعارضة السورية وممثلين عن روسيا لتسليم درعا للجيش السوري، أشارت معلومات قبل قليل إلى أن أهالي ريف درعا وافقوا على تسلم الجيش المنطقة.

وفي الشأن السوري أول ضربة بريطانية مباشرة لقوات النظام كشف عنها اليوم، وقد نفذت الشهر الماضي بالقرب من قاعدة التنف على الحدود الاردنية- العراقية.

في الخارج البعيد وعشية انعقاد قمة هلسنكي التي يناقش فيها الرئيسان الروسي والاميركي قضايا ساخنة بينها الملف النووي الايراني والأزمة السورية، وسع الرئيس ترامب اليوم نطاق عقوباته ضد إيران، متوعدا شركات أوروبية تتعامل مع إيران بعقوبات هي الأخرى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حبل الاتصالات على مسار التأليف الحكومي وضفافه لم ينقطع في عطلة نهاية الأسبوع: بالأمس زيارة دعم قام بها رؤساء الحكومات السابقون ل"بيت الوسط"، وكلام مشجع لأحد مساعدي الرئيس المكلف من قصر بعبدا، واليوم مشاورات مسائية مرتقبة للرئيس سعد الحريري مع جبران باسيل وربما مع وليد جنبلاط، وعلى لائحة المواعيد القريبة زيارة لسمير جعجع إلى القصر الجمهوري.

هو الحراك يتأرجح تحت مظلة التهدئة المتجددة التي أرساها اللقاء الأخير للرئيسين عون والحريري، لكنه لم يرق حتى الآن إلى درجة تحقيق اختراقات في جدار التأليف الحكومي.

وأكثر من هذا، ثمة تساؤلات عما إذا كان اللبنانيون أمام اسبوع آخر غير منتج حكوميا، مع مغادرة الرئيس المكلف في إجازة خاصة خارج لبنان في الساعات المقبلة.

أما داخل لبنان، فإن الفراغ السياسي يملأه ملف النزوح السوري: دفعة جديدة من النازحين غادرت اليوم طوعا عبر نقطة المصنع بالتنسيق مع الحكومة السورية والمفوضية العليا للاجئين، وعلى لائحة الانتظار المئات بل الآلاف في عرسال وغيرها، هؤلاء يسابقون الزمن للعودة إلى بلادهم التي تلتقط أنفاسها بشكل مضطرد.

وليس أدل على هذا، من الإندفاعة القوية للجيش السوري في الجبهة الجنوبية، ولا سيما في ريف درعا حيث تنهار بنية الجماعات المسلحة على نحو متسارع، وتتسع رقعة المصالحات في القرى التي عادت تستظل بغطاء الدولة السورية.

وعلى وقع الانهيارات أرسل العدو الإسرائيلي حشودا عسكرية إلى هضبة الجولان، وأعلن نتنياهو أنه سيمنع تسلل اللاجئين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعاد المطالبة بتطبيق اتفاق فك الاشتباك مع الجيش السوري الذي كان قد خرقه خلال الأعوام الماضية.

في الوقائع الإقليمية البارزة اليوم أيضا إعلان الإمارات العربية المتحدة تعليق التحالف عمليته العسكرية في الحديدة بشكل موقت، تحت شعار منح المبعوث الأممي فرصة لإقناع حركة "أنصار الله" بالإنسحاب من هذه المدينة اليمنية الاستراتيجية ومينائها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

يستمر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، بحركة اتصالاته ومشاوراته الهادفة لتذليل العقبات أمام التأليف. وهو يلتقي عند التاسعة مساء رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في "بيت الوسط".

هو المكان نفسه التي احتضن اجتماع الرئيس الحريري مساء امس مع رؤساء الحكومات السابقين.

مصادر المجتمعين أكدت ل"تلفزيون المستقبل" أن الأجواء ايجابية جدا بإتجاه تدعيم موقع رئاسة مجلس الوزراء والوقوف الى جانب الرئيس المكلف لإتمام مهمته، رافضة تعرض مقام الرئاسة الثالثة لأي إهتزاز خصوصا في مرحلة التكليف.

ومع الاستمرار في الحراك السياسي المتعلق بالتشكيل، تبرز العديد من الازمات التي تحتاج الى حكومة فعالة لمواجهتها، وحصر تداعياتها: امتدادا من ازمة الاسكان الى مسألة النازحين، وصولا الى موضوع النفايات الذي يشهد اليوم فصلا اضافيا من فصوله في صيدا، إذ تكدست اكوام النفايات في شوارعها، بعد اقفال معمل المعالجة؛ فيما اعلنت بلدية صيدا حال الطوارئ في المدينة ومنطقتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أهداف متسارعة ومتتالية يسجلها الجيش السوري في ملعب الجنوب السوري، تساقط مناطق سيطرة الجماعات الارهابية الواحدة تلو الاخرى، والقرار واضح بإخراجها من المنطقة بشكل كامل. فالى أين تذهب، وقد استبق مدربها ومسلحها رئيس وزراء العدو النهاية المخزية ليبشرهم بمصير قد يترحمون معه على ما لاقته ميليشيا العملاء عام الفين في جنوب لبنان، نتانياهو رفض حتى فتح الأبواب أمام هؤلاء، واستباقا لسقوط الوكيل الارهابي على الشريط الحدودي، قرر ارسال تعزيزات عسكرية الى الجولان المحتل، داعيا الى العودة الى قواعد سابقة، مطالبا بتطبيق اتفاقية فك الاشتباك مع الجانب السوري الموقعة عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين.

وعلى جبهه الحديدة غربي اليمن، الغزاة يعلنون وقف الاشتباك متخذين من سلم المبعوث الاممي وسيلة للنزول عن الشجرة. وسواء أكان الوقف فعليا للعدوان أم محاولة لكسب الوقت، ومهما كانت مبررات الإماراتيين، فانها لا تستطيع حجب حقيقة أن هذا الاعلان من قبل وزير معدوم الصلاحيات يمارس نشاطه على تويتر هو إقرار رسمي بالهزيمة في المعركة. فلم ينفع الدعم الاميركي والفرنسي والبريطاني وحتى الاسرائيلي المباشر وآلة عدوان عملاقة ولا جحافل من المرتزقة، في كسر ارادة فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى وصمودا، فاستحقوا من سيد المقاومة استحضار واقعة فريدة في التاريخ الاسلامي، ومقولة يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما.

على خط تشكيل الحكومة في لبنان، لا هدف في شباك التسويف والتأجيل، فالنتيجة سلبية حتى الان، فهل دخلنا في الوقت الضائع، ام ما زال هناك متسع من الوقت؟ وهل يسجل الاجتماع المتوقع بين رئيس الحكومة المكلف ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال خرقا ايجابيا؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لن يغلق إمكان سفر رئيس الحكومة سعد الحريري الخط على اتصالات تأليف الحكومة، التي بقيت حرارة التواصل في شأنها فاعلة، مصحوبة باستمرار المساعي والمحاولات لإحداث خرق في جدار الشروط المتبادلة، على اساس توزيع الحقوق، بالاستناد الى ما افرزته الانتخابات النيابية.

وإذا كان مونديال الكرة بلغ دوره الثاني، فإن السباق الحكومي لا يزال في مرحلة الأخذ والرد، من دون أن يعني ذلك أن الأبواب مقفلة بين الأطراف، لأن لغة الكلام لم تتعطل على المستويين المعلن وغير المعلن منها، إن بين الموفدين او المولجين بالتفاوض، او عن طريق الاتصالات والرسائل التي قد تكون في الساعات المقبلة عابرة للقارات، مع وجود الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري خارج الحدود.

محاولات رفع الحواجز من أمام ولادة الحكومة تشهد حركة لافتة في الساعات المقبلة وفق المعلومات، حيث سيشهد "بيت الوسط" اجتماعات مكثفة قبل سفر الحريري، من أبرزها التاسعة مساء بينه وبين رئيس "تكتل لبنان القوي" الوزير جبران باسيل.

وقبيل لقاء الحريري- باسيل، أكد مصدر مطلع لل"OTV" أن الاجتماع يصب في إطار التشاور المستمر، انطلاقا من مبدأ الانفتاح على الجميع والحوار مع كل الأطراف الراغبة بالتواصل.

المصدر شدد على أن التفاهم مع رئيس الحكومة المكلف ثابت والتسوية مستمرة، لافتا إلى أن "التيار الوطني الحر" يخوض كما في كل المرات معركة دفاع عن حقوق عائدة له، ولا يشن حربا على الآخرين لنيل مكاسب اضافية. واعتبر المصدر ألا تناقض بين التفاهم والتسوية من جهة والحقوق من جهة أخرى.

أما بالنسبة إلى "القوات اللبنانية"، فسأل المصدر: هل انتقل رئيس "القوات" إلى ضرب تفاهم معراب بالعلن، بعدما كان يستهدفه بشكل مضمر طيلة الفترة الأخيرة؟ وأضاف: من يتهم أخاه بالفساد بهذا الشكل الواضح، ألا يعمل على ضرب التفاهم بمفهومه الشعبي بعدما خرج عنه بمعناه السياسي الذي يسمو على موضوع الحصص؟

المصدر عينه اعتبر أن يمكن ايجاز سياسة "القوات" في المرحلة الراهنة بثلاثة عناوين: الأول، دفاع كلامي عن تفاهم معراب وأهمية الحفاظ عليه، فيما الهدف استخدامه لتحصيل المغانم والحصص. والثاني، إصرار على كسر نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة عبر الترويج لفكرة المساواة في التمثيل بين "القوات" و"التيار"، فيما الحقيقة أن تكتل "التيار" حجمه مضاعف عن حجم تكتل "القوات". أما العنوان الثالث، فالتركيز على مقولة: إما أن تعطينا من حصتك لنرفع حجم حصتنا عن غير حق، أو أن نتهمك بالإنقضاض على المصالحة المسيحية.

لكن، على رغم ما تقدم- يتابع المصدر- ف"التيار الوطني الحر" على موقفه: لا يحارب "القوات" في حق من حقوقها، لكن لا يقاتل من أجل منحها المزيد، كما فعل في المرة السابقة حين كان التفاهم السياسي محترما من جانبها.

أما بالنسبة إلى العقدة الاشتراكية، فالمنطق نفسه ينطبق. ف"التيار" يتمسك بحقه، ولا يقبل أن يوضع أمام معادلة إما ان تتنازل عن حقك او أنك تضرب المصالحة، أو سوى ذلك من المقولات، يتابع المصدر، الذي يختم بالقول: موقفنا ثابت، و"التيار" لن يتزحزح عما هو حق له، ولن يسمح بأن ينال أحد من أي حق من حقوقه، مهما تعددت اللقاءات واستمرت المشاورات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بلقاء الرئيس الحريري الوزير جبران باسيل يكون الرئيس المكلف قد انتهى تقريبا من عقد هدنة مع القادات التي اصيبت علاقاته بها بتوترات شكلت عائقا اضافيا الى مهمة التأليف، بل كادت ان تطيحها. نقول تقريبا بان الرئيس الحريري الذي أخذ على عاتقه مهمة اقناع سيد المختارة بحصة وزارية درزية من وزيرين، لا يزال يصطدم بتمسك وليد جنبلاط بثلاثة وزراء، والحريري الذي تمكن من فتح الطريق بين بعبدا ومعراب ولو نظريا حتى الان، هو بنفسه مقتنع بما تطالب "القوات" من حصة وزارية تستحقها فكيف يقنع سمير جعجع بالعكس. اذا يمكن الاستناج بان اعادة وصل ما انقطع بين القيادات تسهيلا للتأليف هو عنصر جيد ولكنه ليس كافيا ما لم يقدم حلا عمليا وسريعا لهذه الازمة.

عامل أساسي تجدر الاشارة اليه للتأكيد بأننا لا زلنا بمرحلة ربط النزاع. فالرئيس الحريري نفسه الذي دخل في صراع مع الشريك الاول والاوحد في عملية التأليف الرئيس ميشال عون، ورغم تبديد غيمة الخلاف التي شب بينهما على خلفية مدة التكليف، تلقى أمس دعما مباشرا وصريحا من رؤساء الوزراء السابقين ومن دار الفتوى، الغاية منه التأكيد بان الرئيس الحريري قبل الحالة السياسية والنيابية العريضة التي يمثلها هو ممثل الطائفة السنية ويجب النظر اليه من هذه الزاوية التي كرسها دستور الطائف. في الانتظار لفت المراقبون دخول "حزب الله" المباشر على خط اعادة النازحين مع ما يشكله من اذى لسلطة الدولة تجاه شعبها وتجاه المؤسسات الدولية المعنية بهذا الملف.

وما لفت اكثر هو الصمت الرسمي التقليدي والمريب والمزمن حيال تدخلات الحزب في شؤونها السيادية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

عالوعد يا كمون، هكذا ينتظر اللبنانيون حكومة العهد الاولى.

وعدنا أنها ستبصر النور قبل عيد الفطر، ثم وعدنا بأنها ستولد بعد العيد، وفي الحالتين، العمل سيكون turbo.

فجأة، خفت محرك التأليف، فأخبرنا أن الوضع الاقتصادي خطير، وأن لا بد من تشكيل الحكومة لبدء العمل على تفادي وقوع البلاد في الكارثة.

من يخبرنا بذلك، هم أركان التأليف، وهم أنفسهم من لا يسهم في تشكيل الحكومة التي يشهد توزيع حصصها معارك حول الحصة المسيحية، والحصتين الدرزية والسنية.

منذ نحو أسبوع، كان يفترض أن يلتقي الرئيس الحريري والوزير باسيل في "بيت الوسط"، ألغي اللقاء ليعود ويحدد موعده بعد قليل، وقبل أسبوع، طرحت مسألتا صلاحيات رئيس الحكومة واتفاق الطائف، حتى عقد اجتماع لرؤساء الحكومة السابقين أمس ليشكل درع حماية للرئيس الحريري، وخلال هذا الأسبوع تشبث النائب جنبلاط أكثر فأكثر بموقفه من الحصة الدرزية، فيما تقول مصادره إنه ينتظر لقاء الحريري باسيل الليلة ليبنى على الشيء مقتضاه.

لكل ما تقدم أسباب موجبة، فالكل يعمل وكأن عمر الحكومة متى ولدت أربعة أعوام، فكيف ستكون توازناتها ولمن فيها ستكون كلمة الفصل؟ طلبات الافرقاء بالحقائب، تبدو حتى الساعة أكثر من قدرة الرئيس الحريري على التحمل، فيما التمثيل الشيعي يبدو على طرف تنازع الحصص.

ونحن نسمع كل هذه العقد، نخال أن السلطة تعمل ليل نهار على تقريب وجهات النظر، فيما الحقيقة أن من يفترض بهم حل مشاكل اللبنانيين، إما غادروا البلاد وإما سيغادرونها لتمضية العطلة الصيفية.

"نيالن، وكأنهم مفصومون عن واقع شعب موجوع يصرخ من قلة العمل وكثرة البطالة، يصرخ من النفايات التي تشاركه يومياته في صيدا، ومن المياه الملوثة التي تسير في أنهره في البقاع".

سيعيش هذا الشعب على الوعد المنتظر، سيعد أيام الأسبوع حتى تنتهي العطل والأفراح، ليعود أركان السلطة ابتداء من آخر الأسبوع المقبل، علهم يشكلون حكومة، أو يضربون لها مواعيد جديدة، أما صيدا وأهلها، والبقاع وأهله، فلهما الاولوية لأنهما حقيقة موجعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ضرب التأليف الحكومي مواعيد جديدة تبدأ الليلة باجتماع الحريري- باسيل، وتستكمل منتصف الأسبوع بزيارة جعجع لبعبدا. وفي مرحلتي الذهاب والإياب، فإن "طبخة البحص" الحكومية غير مؤهلة للتصفيات النهائية حاليا.

وعلى بعد ساعات من لقاءات التشاور، رفع نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان بطاقة تعريف عن اتفاق معراب، وكشف عن بند المناصفة الوزارية بين العهد و"القوات" طوال ولاية الرئيس، وليس لمرة واحدة أو اثنتين. وأعلن عدوان أن هذا البند مكتوب ضمن الاتفاق الذي ساهم في انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية.

مكاشفة عدوان ولجوؤه إلى الدليل بالأوراق صانعة الرؤساء، تقابلها مرونة "قواتية" على جبهة نائب الرئيس، إذ تشير معلومات "الجديد" إلى توجه "قواتي" نحو الإعلان أن نائب رئيس الحكومة هو من صلاحيات رئيس الجمهورية، فيتلقف الرئيس تلك المبادرة ويسمي وزيرا "قواتيا" لهذا المنصب.

تحصنت "القوات" بالورق، وتحصن رئيس الحكومة برجال الدولة من فئة السرايات، ليعزز صلاحيات موقع رئاسة الحكومة ويعزلها عن التوقيت والمدة وقيود الزمن، حيث يؤلف بحرية من دون مهل أو شروط، وليقول إن الدستور لم يفرض على الرئيس السني أي نصوص تلزمه التأليف ضمن مهلة محددة. والأبرز أن الحريري بإمكانه أن يسافر حرا، لا يطارده زمن، لا بل يأمن ظهره من الرئيس النجيب، ويغادر بسلام، وقلبه على الفؤاد، فالثلاثي الحكومي السابق هو ضمانة المستقبل، يسهر على دستوره وصلاحياته ويحفظ حق الرئيس في التصريف إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

وهيئة الأركان الحكومية، المنصرفة منها وتلك الباقية على قيد التأليف، تمكنت من إعادة تذكير اللبنانيين بالصلاحيات، وبموجبها يغادر الحريري في زيارة استجمام خاصة، سبقه إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولا داعي للاستعجال، فتصريف الأعمال قائم، ومراسيم طالعة ومراسيم نازلة، والضمانة موجودة بأن عهد تصريف الأعمال مستمر حتى إشعار آخر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله» يدخل على خط إعادة النازحين مستغلاً علاقاته بالنظام السوري و2500 يغادرون عرسال خلال أيام

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/01 تموز/18/يبدو أن ملف عودة النازحين من لبنان إلى سوريا تحرك فعلياً، وإن كانت الأعداد التي غادرت أو تستعد للمغادرة ضئيلة جداً مقارنةً بالعدد الإجمالي للنازحين السوريين الذي يبلغ نحو مليون ونصف المليون يتوزعون على المناطق اللبنانية كافة منذ عام 2011، فبعد قرار «التيار الوطني الحر» إعطاء الأولوية لهذا الملف في المرحلة الحالية وإدراجه بنداً رئيسياً في البيان الوزاري للحكومة الجديدة، أعلن أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة عن تشكيل لجنة حزبية لتسهيل عودة الراغبين على أن تنبثق عنها «لجان شعبية» في مختلف المناطق للتواصل مع النازحين. ورد نصر الله قرار تدخل الحزب عملياً في هذا الملف إلى «وجود تعقيدات معينة تمنع حتى الساعة حسم الأمر سياسياً ورسمياً بين الحكومتين اللبنانية والسورية». وقالت مصادر معنية بالملف مقرّبة من «حزب الله»، إن «العمل اللوجيستي سينطلق الأسبوع المقبل على أن يتم تحديد آلية العمل وافتتاح أول مكتب لتلقي طلبات النازحين الراغبين في العودة في مدينة بعلبك». وأشارت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب قرر التطوع لهذا العمل نظراً إلى التلكؤ اللبناني الرسمي وممارسة البعض «الدلع» لحسابات سياسية معينة. كما قرر الاستفادة من علاقاته بالنظام السوري لاستثمار أزمة النازحين داخلياً. وأضافت المصادر: «الدولة السورية متجاوبة إلى أقصى الدرجات معنا، وسنبدأ بإعادة الراغبين الذين لم تدمَّر مناطقهم، على أن تتم في مرحلة لاحقة إعادة البقية مع اتضاح الأمكنة التي سيوجدون فيها بانتظار إعادة الإعمار».

ويستعد أكثر من 2500 نازح موجودين حالياً في بلدة عرسال الواقعة شرق البلاد مباشرة على تماسٍّ مع الحدود السورية للمغادرة إلى بلداتهم وقراهم في الأيام المقبلة بعدما سبقهم إليها 295 نازحاً يوم الخميس الماضي. وأكدت ريما كرنبي، نائبة رئيس بلدية عرسال أن الـ3000 شخص الذين سجلوا أسماءهم في وقت سابق لدى اللجان السورية الخاصة التي تنسق عملية العودة مع الدولة السورية، تمت الموافقة على مغادرتهم التي ستتم على دفعات، لافتة إلى أنه «بعد مغادرة أول دفعة تجريبية الأسبوع الماضي، تم إبلاغنا بأن دفعتين أو 3 ستغادر في الأيام المقبلة».

وأشارت كرنبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدداً من الأشخاص الذين وردت أسماؤهم بين الـ3000 لم ينتظروا إعداد القافلات المقبلة وغادروا من تلقاء أنفسهم في الأيام القليلة الماضية، مؤكدة وجود رغبة حقيقية وجدّية لدى العدد الأكبر من النازحين في عرسال والبالغ عددهم -حسب آخر إحصاء لـ«الصليب الأحمر»- 60 ألفاً موزعين على 130 مخيماً وعلى منازل في البلدة، في العودة إلى بلداتهم وقراهم السورية. وأضافت: «نحن نسمع باستمرار مطالبات من قبل النازحين بإعادة فتح باب تسجيل الأسماء لرغبتهم بالعودة إلى سوريا».

ومعظم النازحين الذين يغادرون عرسال هم من أبناء قرى وبلدات القلمون الغربي، لكن 25 ألفاً يتحدرون من منطقة القصير ويعيشون في عرسال منذ عام 2011، يجدون أنفسهم في أزمة حقيقية تماماً كـ15 ألفاً آخرين يعيشون في مناطق لبنانية أخرى، لتأكيدهم أن مدينة القصير مدمرة بالكامل ولا إمكانية على الإطلاق للعودة إليها. وهو ما تشير إليه كرنبي لافتةً إلى أن «عدداً من أبناء تلك المنطقة نفّذوا اعتصاماً الأسبوع الماضي للمطالبة بإيجاد حل لمشكلتهم سواء من خلال هجرتهم إلى إحدى الدول الأوروبية أو من خلال السعي كي تتم عودتهم إلى بلدهم تحت رعاية أممية».

ويبدو واضحاً أن حل أزمة النازحين سيسلك، على الأقل في المرحلة الراهنة، طرقاً فرعية لانسداد الطريق الرئيسية المتمثلة بإصدار قرار حكومي رسمي في هذا المجال، أولاً لعدم وجود حكومة فاعلة حالياً قادرة على اتخاذ أي قرار مرتبط بملف بهذا الحجم، وثانياً لغياب التفاهم اللبناني الداخلي حول آلية العودة وتوقيتها، وهو ما لمسته، حسب مصدر لبناني رسمي، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارتها إلى لبنان الأسبوع الماضي، بحيث اكتشفت أن سياستها وسياسة الدول الأوروبية في هذا المجال تنسجم مع تصور رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي يربط العودة النهائية بالحل السياسي للأزمة السورية، مقابل إصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على وجوب أن تتم العودة بأسرع وقت ممكن وبمعزل عن القرارات الدولية بخصوص سوريا.

وحسب المعلومات، فقد انتهى «التيار الوطني الحر» من إعداد تصور وخطة واضحة لحل أزمة النازحين وإعادتهم إلى بلادهم، وينتظر أن تتشكل الحكومة الجديدة لوضع هذه الخطة على طاولة مجلس الوزراء بهدف إقرارها. وهو قد بدأ مؤخراً جولة على القيادات الروحية، ستليها جولة على القيادات السياسية، للتسويق لهذه الخطة، «من خلال عرض المخاطر الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن استمرار وجود أكثر من مليون ونصف المليون سوري على الأراضي اللبنانية يُضاف إليهم نصف مليون لاجئ فلسطيني».

ويؤكد مصدر نيابي في تكتل «لبنان القوي» لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطة التي تم إعدادها لا تلحظ عودة جماعية للنازحين بل تدريجية وعلى دفعات، لكن لا شك على شكل دفعات كبيرة، لا كما يحصل في المرحلة الراهنة من خلال عودة بضع مئات، كما أنها تتحدث عن تحديد إطار للتنسيق مع الدولة السورية، لأنه من الطبيعي ألا نتمكن من إعادة مئات الآلاف من دون التعاون والتواصل مع أحد أبرز الأطراف المعنيين بهذا الملف والقادر على تسهيل مهمتنا».

 

اشكال بين مناصري حزب الله والقوات اللبنانية في النبعة

جنوبية/02 تموز/18 /أشارت معلومات صحافية إلى أنّ تلاسن على خلفية إشكال فردي بين شبّان من حزب الله والقوات اللبنانيّة في النبعة قد تطوّر إلى إشتباك بين الطرفين. مما دفع الجيش اللبناني على التدخل على الفور وتطويق الإشكال وتوقيق المتورطين.

 

برودة تسيطر على تشكيل الحكومة: الحريري في إجازة وتعويل على لقاء عون ـ جعجع

بيروت//الشرق الأوسط/01 تموز/18/دخلت عملية تشكيل الحكومة اللبنانية أسبوعاً جديداً، يُرجح ألا يكون منتجاً، خصوصاً مع مغادرة الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم في إجازة، بعد أن سبقه إلى ذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وتتجه الأنظار في الأيام القليلة المقبلة إلى لقاء يُعقد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في محاولة لترطيب الأجواء بينهما، والسعي لحلحلة ما يُعرف بعقدة «التمثيل المسيحي». ويعتقد مقربون من الحريري أن الكرة اليوم في الملعب المسيحي، فإذا تفاهم عون وجعجع على توزيع الحصة الحكومية المسيحية، يتم عندها الانكباب على معالجة ما تبقى من عقد يعتبرونها غير أساسية، كعقدتي التمثيل الدرزي والتمثيل السني، علماً بأن المواقف التي صدرت عن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في الساعات الماضية توحي باستيائه من مجريات عملية التشكيل، وقد وجه سهامه باتجاه الفريق «العوني».

وزار وزير الثقافة مستشار الحريري غطاس خوري يوم أمس الرئيس عون في القصر الجمهوري، وأكد أن «الاتصالات ستتكثف خلال الساعات القليلة المقبلة، خصوصاً بعد المشاورات التي تمت حول مسألة تشكيل الحكومة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري»، وتوقع «أن تتعزز المناخات السياسية الإيجابية من خلال مبادرات ستتم خلال اليومين المقبلين، على أمل أن تصب في مصلحة الإسراع في تشكيل الحكومة». وقالت مصادر مطلعة على لقاء عون - خوري، وعلى آخر معطيات تشكيل الحكومة، إن ما يجري حالياً من حراك يندرج في إطار «المتابعة وتهيئة الأجواء، كما إرساء جو من التهدئة»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لا شيء جدياً بعد في موضوع عملية التشكيل التي يفترض أن يعود الزخم إليها بلقاء مرتقب بين عون وجعجع، لم يُحدد موعده بعد». وأوضحت مصادر قيادية في «القوات» أنه «يُفترض أن يتم خلال لقاء رئيس الجمهورية برئيس حزب (القوات) الاتفاق على العناوين الأساسية المرتبطة بشكل خاص بعملية توزيع المقاعد المسيحية في الحكومة، كما بإحياء تفاهم معراب»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الرئيس الحريري هو من طرح فكرة عقد هذا اللقاء لتسهيل مهمته، وأضافت: «لا يمكن الحديث عن تأخير وتعقيدات، بل بالعكس، فقد تم تحديد النقاط الواجب معالجتها، والاتصالات والمشاورات مستمرة لتحقيق الهدف المرجو، سواء على صعيد التمثيل المسيحي أو الدرزي». ودعا وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال، محمد فنيش، وهو أحد ممثلي «حزب الله» في الحكومة، إلى «الإسراع في تشكيلها، مع احترام النتائج التي نتجت عن الانتخابات النيابية، من دون مبالغة أو تضخيم في حجم الكتل، ولا سيما أن الأحجام معروفة»، معتبراً أن «التأخير والإبطاء في التشكيل الذي يتجاوز الحد يلقي بتأثيرات سلبية على واقع الاقتصاد، وعلى مشكلات المجتمع والناس». من جهته، دعا رئيس الحكومة السابق النائب نجيب ميقاتي إلى «الإسراع في تشكيل الحكومة، والمبادرة فور تشكيلها إلى إعلان خطة طوارئ لمواجهة التحديات والمخاطر الداهمة، خصوصاً على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والمالية»، محذراً من «تكريس أعراف جديدة لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوترات التي لا طائل منها». ورأى عضو كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها بري، النائب أنور الخليل، أن «تشكيل الحكومة ضرورة وطنية، لكن تبقى الأولوية للبيان الوزاري ولبرنامج عملها»، واعتبر أن «التحديات الداخلية والإقليمية تجعل من تشكيل الحكومة ضرورة وطنية، خصوصاً أنه لا مبرر لأي تأخير، فنتائج الانتخابات واضحة، ولا يجب تجاوزها، إذا كنا أمام حكومة سياسية وطنية جامعة موسعة»، وأضاف: «إن الأولوية للبيان الوزاري، ولبرنامج عمل الحكومة، لأننا في مرحلة نواجه فيها تحديات داخلية وإقليمية تحتاج إلى إجماع وطني لنتمكن من مواجهتها».

 

تجميد تراخيص حمل الأسلحة في محافظة بعلبك ـ الهرمل

بيروت/الشرق الأوسط/01 تموز/18/أصدر وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف يوم أمس السبت قرارا يقضي بتجميد مفعول تراخيص حمل الأسلحة في محافظة بعلبك - الهرمل، وذلك بعد أيام من انطلاق حملة أمنية في المنطقة لوضع حد للفلتان الأمني المتواصل هناك منذ انتهاء الانتخابات النيابية. واستثنى القرار تراخيص حمل الأسلحة بصفة دبلوماسية، كما تلك الممنوحة لمرافقي الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ورؤساء الأحزاب ورؤساء الطوائف الدينية عندما يكونون برفقة الشخصية فقط، إضافة إلى تراخيص حمل الأسلحة الممنوحة لموظفي السفارات الأجنبية وتراخيص حمل الأسلحة الممغنطة. وأوضح القرار في مادته الثالثة أن كل مخالفة تعرض مرتكبها لأشد العقوبات، لافتة إلى تكليف قيادة الجيش بتنفيذ أحكامه بتشدد وإحالة المخالفين أمام القضاء العسكري. وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق سبق الصراف بإعلانه وقف العمل بتراخيص العازل لأشعة الشمس (الفوميه) ضمن نطاق محافظة بعلبك - الهرمل، باستثناء التراخيص العائدة لسيارات المسؤولين الرسميين والأمنيين، وذلك مواكبةً لعمل الأجهزة العسكرية والأمنية في توطيد حفظ الأمن والنظام في المحافظة.

 

مياه لبنان تذهب إلى البحر بسبب سوء الإدارة و«مافيات الصهاريج» تفرض على كل بيت 300 دولار شهرياً

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/01 تموز/18/يدفع اللبناني ما يقارب 300 دولار شهرياً لتأمين مياه الشرب والطبخ والاستعمال المنزلي. ومنذ نحو 15 عاماً بات مألوفاً ومتزايداً تنقل صهاريج المياه على اتساع مساحة لبنان. وما إن يطل الصيف ويطل معه موسم شح المياه الذي يستمرُّ حتى فبراير (شباط)، تصبح هذه المادة الأولية للحياة سلعة ثمينة في الأسواق السوداء، وأغلى من النفط أحياناً في زمن الخوات والمافيات. وفي بعض المناطق لا يرتبط موسم الشح بكمية الأمطار، فالمياه لا تصل إلى المنازل لأيام أو أسابيع والشبكات مهترئة أو مخربة بفعل فاعل، والموظف الذي يخالف مشيئة من يتحكم بهذه التجارة يتم الاعتداء عليه... والمراجعات لدى الجهات المختصة في المديريات لا تنفع، ما يضطر الناس إلى شراء ما يُسرَق منهم. و«مافيات الصهاريج» تتحكم بالأسعار وفق بورصة العرض والطلب. وتتراوح هذه الأسعار بين سبعة وعشرة دولارات لكل 2000 لتر حسب المناطق، لتصل إلى 37 دولاراً في عز الأزمة، والكمية لا تكفي إلا ثلاثة أيام، لتضطر عائلة متوسطة إلى شراء المياه عشر مرات في الشهر، ودفع نحو 300 دولار، هذا عدا مياه الشرب. ويؤكد رئيس لجنة الطاقة البرلمانية النائب السابق محمد قباني لـ«الشرق الأوسط» أن «في لبنان كميات مقبولة من المياه العذبة لكنها تذهب إلى البحر، لأن الإدارة غير سليمة. ومع (موسم الشحائح) ينشط موسم الصهاريج، مع الإشارة إلى أن 80 في المائة من مياهها ملوثة». ويعود قباني إلى ثلاثين عاماً مضت، فيوضح أنه «عمل في عام 1980 على مشروع جر مياه من الدامور إلى بيروت بتمويل من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، خلال الحرب الأهلية». ويرى قباني أن «حاجة الناس إلى المياه هي ما يشجع مافيات الصهاريج على التحكم والاعتماد على الحماية ودفع الرشى لمن يسهل لهم أعمالهم من سياسيين وأمنيين ومرجعيات إدارية لهذه المافيات... والدليل على توفر المياه هو تأمين أصحاب الصهاريج لها من الآبار والأنهار في محيط المناطق العطشى».

أحد أصحاب الصهاريج يرفض كل الاتهامات، ويشدد على أنه «يخدم المحتاجين إلى المياه»، مؤكداً أن العلة عند الدولة الفاسدة العاجزة عن تأمين أدنى مستلزمات الحياة لكل المواطنين وهو منهم. بالتالي عندما تتوفر هذه المستلزمات لن يحتاج أي لبناني إلى شراء أو بيع ما يفترض بالدولة أن تؤمنه. ويقول أنور ضو، رئيس تحرير موقع «غدي نيوز» المهتم بمشكلات البيئة في لبنان، لـ«الشرق الأوسط» إن «الفساد هو المروج الأكبر لهذه التجارة، التي لم تعد تقتصر على مافيات الصهاريج، لأن كل من يريد يستطيع حفر بئر أو استخدام المستنقعات والبرك وملء خزان شاحنته وبيعها للناس؛ فرئيس بلدية إحدى المناطق الجبلية وبعد انقطاع لأسابيع اكتشف أن تخريباً متعمداً لشبكات المياه أوقف الضخ عن المنطقة تسهيلاً لبيعها إلى الناس، فتابع القضية مع الجهات المختصة، إلا أن الملف نام في الأدراج».

ويضيف ضو أن «موظفاً في المؤسسة وقع في الغرام، ولري قرية الفتاة التي أحبها قطع الماء عن القرى المجاورة. كما أن الأقفال العشوائي لعيارات المياه سياسة لا بد منها لسرقة ما دفع المواطنون ثمنه للدولة ومن ثم بيعها لهم مرة ثانية، أو لتأمين حاجة الري للمشاريع الزراعية والمسابح. وكله بثمنه».

ولمعالجة هذا الواقع، يقول قباني إن «الحل يحتاج إلى عدة مستويات من المعالجة». ويؤكد أن «لبنان لا يحتاج إلى 50 سداً كما يروج اليوم، إنما تكفيه بضعة سدود صغيرة متدرجة على المنحدرات تسهل عملية تشرب الأرض بالأمطار شتاءً وتُسهِم بتغذية الآبار الجوفية وتحول دون هدر المياه عبر وصولها إلى البحر، وتتراوح تكاليف هذه السدود من 200 ألف دولار إلى مليون دولار بالحد الأقصى وفقاً لحجمها». ويرى أن «مشروع جر المياه من نهر الأولي في صيدا (جنوب لبنان) بالتزامن مع استكمال سد الخردلي يؤمن المياه بنسبة 65 في المائة لكل لبنان، لأن التغذية بعد إنجاز المشروعين تبدأ من الدامور وصولاً إلى بيروت وتمتد شمالاً لتشمل المنطقة الساحلية. والمفروض إذا كان القيمون جديين أن ينتهي العمل على المشروع خلال أربع سنوات». كذلك يشير إلى ضرورة تحديث شبكات المياه، وحفر الآبار قرب الأنهر وتغذيتها من مياه الشفة خلال مواسم الأمطار. لكن ضو يؤكد انعدام الثقة بمشاريع الدولة، ويقول: «سد القسيماني في منطقة المتن من جبل لبنان الذي بلغت تكاليفه نحو 21 مليون دولار لم يجمِّع المياه لسنتين متتاليتين، إضافة إلى أنه قطع المياه النقية لشلالات حمانا بحجة تكريرها. أما سدّ شبروح في كسروان فهو وبكل تأكيد يهدر كل ثانية 200 لتر من المياه بسبب الأرض الكلسية التي لا تحفظ المياه تحته... وسد جنة لا يختلف عن غيره».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بابا الفاتيكان: الوضع في درعا مؤلم جداً

روما – الأناضول/01 حزيران/18/ وصف بابا الفاتيكان فرانسيس، الوضع في محافظة درعا السورية بأنه مؤلم جداً، ودعا إلى تجنيب المدنيين المزيد من المحن. وفي كلمته التي وجهها في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان إلى المشاركين في قداس الأحد، قال البابا: “لا يزال الوضع في سورية مؤلماً جداً، خصوصاً في درعا، حيث استهدفت العمليات العسكرية خلال الأيام القليلة الماضية المدارس والمستشفيات، وأسفرت عن آلاف من اللاجئين الجدد”. وأضاف “أجدد ندائي لتجنيب السكان الذين يئنّون تحت وقع المعاناة منذ سنوات، المزيد من المحن”. وذكر أنه سيتوجه السبت المقبل إلى باري بإيطاليا، مع العديد من رؤساء الكنائس والمجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط، حيث “سيعيش يومًا من الصلاة والتأمل في الوضع المأساوي بتلك المنطقة”

 

مستشاران لترامب يتوقعان سقوط النظام الإيراني خلال عام وقتلى وجرحى برصاص قوات الأمن بتظاهرات تلوث المياه والمحتجون أحرقوا أحد الجسور

عواصم – وكالات/01 حزيران/18/فيما توقع مستشاران للرئيس الأميركي دونالد ترامب سقوط النظام الإيراني خلال عام، تحت وقع العقوبات والاحتجاجات المتواصلة، سقط قتلى وجرحى في التظاهرات التي تواصلت في خرمشهر جنوب غرب إيران، ضد تلوث المياه والظروف الاقتصادية الصعبة. وتوقع المستشار القانوني للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومحاميه الخاص رودي جولياني، سقوط النظام الإيراني خلال عام، مؤكدا أن “ترامب سيخنق آيات الله المستبدين في ايران”، ملمحا الى أن تحركه صوب اعادة فرض عقوبات على طهران يهدف بشكل مباشر الى تغيير النظام. وقال خلال مؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في باريس “لا يمكنني التحدث نيابة عن الرئيس، لكن يبدو من المؤكد أنه لا يعتقد أن ثمة فرصة كبيرة لتغيير السلوك ما لم يتم تغيير الاشخاص والفلسفة”، مضيفا “نحن أقوى اقتصاد في العالم، واذا عزلناك فحينها ستنهار”، مشيرا الى الاحتجاجات التي خرجت في الاونة الاخيرة في ايران. وقال: إن “أوروبا يجب أن تشعر بالخجل من نفسها”، مضيفا أن “أي شخص يعتقد أن ايات الله أشخاص يتحلون بالصدق فهو أحمق. انهم مخادعون وهذا ما تدعمه أوروبا، قتلة ورعاة للارهاب، وبدلا من اغتنام فرصة لاسقاطهم هم يدعمونهم الان”. ورأى أن النظام الإيراني “لا يقوم على أساس الدين بل على السرقة”، معتبرا أن “عصر الصمت انتهى، وعلى العالم الحر الوقوف في وجه هذا النظام القمعي”، وموضحا أن الحديث عن أن “نظام الملالي في الطريق للسقوط أمر واقعي”، متمنيا أن يكون “هذا الاجتماع العام المقبل في قلب طهران”. من جهته، قال مستشار آخر لترامب، وهو الرئيس الاسبق لمجلس النواب الأميركي، نيوت غينغريتش، إن “السبيل الوحيد للامان في المنطقة هو باستبدال الدكتاتورية بالديموقراطية، يجب ان يكون ذلك هدفنا”.وشددعلى انه لا يتكلم باسم ادارة ترامب لكنه اضاف “يبدو لي انه سيكون هناك فرحة واحتفال اذا تغير النظام”.

وقال نه لا يؤيد تسليح المعارضة الايرانية، مؤكدا ان على ترامب فرض مزيد من العقوبات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع مع ايران. من جانبها، شددت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، أنه “يجب منع النظام الإيراني من دعم الإرهاب وتصديره؛ فالشعب تضرر من نظام الملالي الذي يحكم البلاد”، وتابعت أنه “سيتم القضاء على استبداد خامنئي”. واعتبرت أن “البرامج الصاروخية ودعم الإرهاب والتدخل في شؤون الغير أسباب كافية لمعاقبة النظام الإيراني”، الذي رأت أنه يعيش أضعف حالاته، داعية إلى “توسيع رقعة الانتفاضة داخل إيران من أجل إسقاط النظام”. وتوجهت رجوي إلى الحضور بالقول إن “تغيير النظام الإيراني في متناول اليد أكثر من أي وقت مضى، وإن هذا ممكن فقط على أيديكم وأيدي المقاومة الإيرانية”، موضحة أن أوّل ما سيقوم به المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بعد سقوط النظام، هو عقد انتخابات بالبلاد، مشيرة إلى ضرورة تشكيل بديل سياسي من أجل إسقاط النظام الإيراني. فيما دعا الوزير الأردني السابق صالح القلاب، العرب المعارضين للنظام الإيراني بتقديم الدعم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، وأعربت الوزيرة المغربية السابقة، نجيمة طاي طاي، عن أملها في عقد المؤتمر القادم للمجلس في إيران، مشددة على ضرورة إيصال صوت الشعب الإيراني المناضل ضد النظام إلى المحافل الدولية. بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي السابق، برنار كوشنر، إن بلاده تقف إلى جانب المجلس الإيراني المعارض، مؤكدا ضرورة تأسيس ديمقراطية حقيقية في إيران. في غضون ذلك، أفادت بعض المصادر بمقتل أربعة متظاهرين على يد القوات الأمنية خلال الساعات الماضية، ونشر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عن هجوم الشرطة وإطلاق النار ضد المحتجين أدى إلى إصابة عدد منهم، كما أظهرت مقاطع فيديو تواجداً مكثفاً للقوات الأمنية، واستخدام الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين، ومن بين المقاطع يظهر المحتجون وهم يحاولون نقل أحد المصابين وهو ملطخ بالدماء.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية، عن نائب محافظ خرمشهر ولي الله حياتي أنه “لم يقتل احد”، وذلك بعدما اكدت قناة “العربية” أن الشرطة الإيرانية “قتلت نتحو أربعة متظاهرين خلال الصدامات”. وذكرت ان الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع، في الوقت الذي ألحق فيه المتظاهرون أضرارا بالبنوك، وأضرموا النار في جسر بمدينة خرمشهر، وأضافت أن بعض الاضطرابات استمرت أثناء الليل. وبينما سمع دوي طلقات رصاص في مقاطع مصورة تداولها محتجون على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرت الوكالة إن الحصيلة الرسمية للاضطرابات هي اصابة متظاهر واحد بجروح خطيرة، وعدد من رجال الشرطة بجروح طفيفة، بسبب رشقهم بمقذوفات، مشيرة إلى أن نحو 500 شخصا معظمهم من الشباب، تجمعوا في ساحة في المدينة ليطلبوا من السلطات التحرك لصيانة خط لانابيب المياه ادى تلوثه الى جعلها غير صالحة للشرب، وتجمعت مجموعة اخرى امام مسجد. وأضافت ان المحتجين قاموا باشعال النار بعدد من حاويات النفايات، واحرقوا جسرا، والحقوا اضرارا بممتلكات عامة اخرى، موضحة ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. واوضحت ان تلوث المياه في خرمشهر ومدينة عبدان المجاورة ادى الى تظاهرات عدة في الاسابيع الثلاثة الاخيرة.

 

المعارضة السورية تستأنف المحادثات مع روسيا بعد وساطة أردنية

بيروت/الشرق الأوسط/01 تموز/18/قال متحدث باسم المعارضة إن المحادثات استؤنفت بين المعارضة السورية ومفاوضين روس بشأن اتفاق سلام في درعا، جنوب غربي البلاد، وذلك بعد وساطة أردنية. وأضاف إبراهيم الجباوي المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية التي تمثل مفاوضي الجيش السوري الحر لوكالة «رويترز» إن فريقا يمثل الجيش السوري الحر يجري الآن محادثات مع ضباط روس في بلدة بصرى الشام. وذكر مقاتلو معارضة أن محادثات فشلت أمس (السبت)، بعد اجتماع طلب خلاله ضباط روس من فريق المعارضة استسلاما كاملا.

 

تعزيزات إسرائيلية على حدود سوريا... وروسيا تسقط «درون» مجهولة قرب حميميم

تل أبيب - بيروت/الشرق الأوسط/01 تموز/18/قال الجيش الإسرائيلي إنه أرسل تعزيزات من الدبابات والمدفعية إلى الحدود السورية اليوم (الأحد) كإجراء احترازي بعد احتدام القتال قرب الحدود بين قوات النظام والمعارضة. وقال الجيش على «تويتر»: «القوات التي جرى نشرها صباح اليوم جزء من التحضيرات والاستعداد في ضوء التطورات في هضبة الجولان السورية»، مضيفا أن إسرائيل ستواصل سياسة عدم التدخل في الحرب السورية. إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن متحدث باسم قاعدة حميميم الجوية في سوريا قوله إن الجيش الروسي أسقط طائرات مجهولة من دون طيار قرب القاعدة الجوية الروسية في سوريا. وذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء نقلا عن الجيش الروسي، أن القاعدة لم تلحق بها أي أضرار.

 

انفجار قرب مخزن لصناديق الاقتراع بكركوك قبل موعد إعادة الفرز

بغداد/الشرق الأوسط/01 تموز/18/قالت مصادر بالشرطة العراقية إن شخصا قُتل اليوم (الأحد) في مدينة كركوك عندما انفجرت سيارة ملغومة قرب مخزن لصناديق الاقتراع الخاصة بالانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو (أيار)، وذلك قبل يومين من موعد إعادة فرز الأصوات يدويا. وأصيب في الانفجار 20 آخرون. وأضافت المصادر أن المخزن الذي يحوي صناديق الاقتراع لم تلحق به أضرار. وشابت الانتخابات مزاعم تزوير وأعلنت لجنة قضائية أمس، أن إعادة فرز الأصوات يدويا، بحسب تفويض من البرلمان والقضاء، سيبدأ يوم الثلاثاء من كركوك. وذكرت مصادر الشرطة أن السائق فجر المركبة التي كان يستقلها قبل الوصول إلى مدخل المخزن بعد أن فتح أفراد الأمن النار عليه. وحلت الكتلة الانتخابية لمقتدى الصدر في المركز الأول بالانتخابات التي كانت نسبة الإقبال فيها منخفضة بشكل كبير. وبعد مفاوضات بشأن تشكيل الحكومة استمرت عدة أسابيع شكل الصدر تحالفا مع رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي حلت قائمته الانتخابية في المركز الثالث ومع تكتل هادي العامري، الذي جاء في المركز الثاني. وفي أوائل يونيو (حزيران) احترق مخزن يضم نصف صناديق الاقتراع في العاصمة بغداد في واقعة وصفها العبادي بأنها «مخطط لضرب البلد ونهجه الديمقراطي».

 

السيسي يعد بتحقيق تنمية سريعة وأشاد بدور «ثورة 30 يونيو» في مواجهة التطرف

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/01 تموز/18/وعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مواطنيه باستهداف تحقيق معدلات تنمية سريعة، «تصل إلى 7 في المائة وتتجاوزها» خلال السنوات القليلة المقبلة، مؤكداً أن ذلك الهدف سيُسهم في «تغيير واقع الحياة في مصر بأكملها، ووضعها على طريق انطلاق اقتصادي سريع». وخلال كلمة تلفزيونية مسجَّلة ألقاها السيسي أمس، بمناسبة الذكرى الخامسة لـ«ثورة 30 يونيو 2013»، أقر الرئيس بأن «طريق الإصلاح الحقيقي (الاقتصادي) صعب وقاسٍ، ويتسبب في كثير من المعاناة»، لكنه أضاف مستدركاً: «لا شك أيضاً بأن المعاناة الناتجة عن عدم الإصلاح هي أكبر وأسوأ بما لا يُقاس، وقد تم تأجيل الإصلاح كثيراً حتى أصبح حتمية لا اختياراً، وضرورة وليس ترفاً أو رفاهية». وتنفذ مصر منذ سنوات إجراءات تتبناها الحكومات المختلفة، في إطار ما تطلق عليه «خطة الإصلاح الاقتصادي»، وأقرّت على مراحل متتابعة رفع الدعم بشكل تدريجي عن عدد من خدمات النقل والكهرباء والمياه، كما أعلنت، منتصف الشهر الماضي، زيادة أسعار الوقود، التي تضمنت رفع سعر ثلاثة أنواع من البنزين، وكذلك أسطوانات الغاز المنزلية بنسبة 60 في المائة في المتوسط. وفيما بدا مخاطَبة لودّ شرائح المتضررين من الإجراءات الاقتصادية، التي وصفها بـ«القاسية»، قال السيسي: «أتوجه إلى كل مصري ومصرية بخالص التحية والتقدير. أتوجه بتحية من القلب لكل رب أسرة وكل ربة أسرة، يتحملون في كبرياء وشموخ مشاقّ توفير الحياة الكريمة لأبنائهم، وأؤكد لهم أن المستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، وأنهم بإدراكهم العميق ووعيهم الحقيقي بمتطلبات إصلاح وطنهم يضربون المثل والقدوة، ويثبتون مجدداً مدى حكمة وعبقرية هذا الشعب الكريم». وتركزت كلمة السيسي على الاحتفاء بذكرى «30 يونيو»، التي وصفها بـ«اليوم الخالد في تاريخ مصر»، مضيفاً أن «الشعب المصري العظيم كلمته بصوت هادرٍ مسموع، لينحني العالم احتراماً لإرادته، ويتغير وجه المنطقة وتتغير وجهتها من مسار الشر والإقصاء والإرهاب، إلى رحاب الأمن والتنمية والخير والسلام». وزاد السيسي: «في ذلك اليوم المشهود انتفض ملايين المصريين، نساءً ورجالاً، شيوخاً وشباباً، ليعلنوا أنه لا مكان بينهم لمتآمرٍ أو خائن، وليؤكدوا أنهم لا يرتضون قبلة للعمل الوطني إلا الولاء لهذا الوطن، والانتماء إليه بالقول والفعل»، وتابع قائلاً: «أوقف المصريون موجة التطرف والفرقة، التي كانت تكتسح المنطقة، والتي ظن البعض أنها سادت وانتصرت، لكن كان لشعب مصر، كعادته عبر التاريخ، الكلمة الفصل والقول الأخير». وفي محاكاة لتقديم «كشف حساب» عن إدارة أمور البلاد بعد إسقاط حكم «جماعة الإخوان»، التي تصنفها السلطات بـ«الإرهابية»، قال السيسي: «على صعيد الأمن والاستقرار، استكملنا في مصر تثبيت أركان الدولة، وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية، من دستور وسلطة تنفيذية وتشريعية، ليشكلوا مع السلطة القضائية الشامخة، بنياناً مرصوصاً، واستقراراً سياسياً يترسخ يوماً بعد يوم».

وأضاف أنه على مستوى «التصدي للإرهاب والعنف المسلح، فقد نجح هذا الوطن الأبي، بطليعة أبنائه في القوات المسلحة والشرطة، وبدعم شعبي لا مثيل له، في محاصرة الإرهاب، ووقف انتشاره، وملاحقته أينما كان، ورغم الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه جماعات الإرهاب، من تمويل ومساندة سياسية وإعلامية، صمدت مصر وحدها، وقدمت التضحيات الغالية من دماء أبنائها الأبطال، واستطاعت وما زالت تواصل تحقيق النجاحات الكبيرة، وحماية شعبها بل والمنطقة والعالم كله». وتواجه مصر منذ خمس سنوات هجمات إرهابية مختلفة، طالت مدنيين وعسكريين من قوات الجيش والشرطة في مناطق مختلفة من أنحاء البلاد، كانت أكثرها عنفاً في الفترة التي أعقبت إطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتركزت بشكل كبير في سيناء بعد أحداث «ثورة 30 يونيو». وحظيت قضية «الأوضاع الاقتصادية» بنصيب كبير من كلمة السيسي، وشرح أن «احتياطي مصر من النقد الأجنبي وصل في يونيو 2013 إلى أقل من 15 مليار دولار فقط، ووصل معدل النمو الاقتصادي وقتها لنحو 2 في المائة فقط، وهو أقل من معدل الزيادة السكانية، مما يعني أن حجم الاقتصاد المصري لم يكن ينمو، وإنما كان يقلّ وينكمش، وكانت كل هذه المؤشرات، وغيرها، علامة خطيرة وواضحة على أن إصلاح هذا الوضع لم يعد يتحمل التأخير أو المماطلة».

واستكمل قائلاً إن «الدولة صارحت الشعب بالحقائق كما هي، وهي تشركه في تحمل المسؤولية، إيماناً بشراكتنا جميعاً في هذا الوطن العزيز وتحملنا معاً لمسؤولية إصلاح أوضاعه، وبالفعل بدأ تنفيذ برنامج شامل ومدروس بدقة للإصلاح الاقتصادي الوطني، يستهدف أولاً وقف تردي الأوضاع الاقتصادية، وثانياً تحقيق نهضة اقتصادية واسعة وحقيقية». وتابع السيسي قائلاً: «تشير النتائج المحققة حتى الآن إلى أننا نسير على الطريق الصحيح، فقد ارتفع احتياطي مصر من النقد الأجنبي من نحو 15 مليار دولار ليصل إلى 44 مليار دولار حالياً، مسجلاً أعلى مستوى حققته مصر في تاريخها، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي ليصل إلى 5.4 في المائة».

 

فتح»: إيران لم تقدم فلساً واحداً للشعب الفلسطيني

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/01 تموز/18/قالت حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إن الحكومات الإيرانية السابقة والحالية لم تقدم «فلساً واحداً» للشعب الفلسطيني، وذلك في أقوى هجوم من الحركة على إيران منذ فترة طويلة. وجاء موقف «فتح»، ردا على متظاهرين إيرانيين احتجوا على الأوضاع الاقتصادية في طهران، وهاجموا جميع الجهات أو الدول التي تتلقى الدعم من إيران، بمن فيهم الفلسطينيون. واستنكرت حركة «فتح» ما وصفته «الهتافات الرخيصة»، التي خرجت من أفواه بعض الإيرانيين المحتجين على الأوضاع الاقتصادية، والتي تمنت «الموت للفلسطينيين»، متسائلة: «هل يظن الإيرانيون أن حكوماتهم السابقة والحالية قدمت فلسا واحدا للشعب الفلسطيني؟ هذا غير صحيح بالمطلق». وقال أسامة القواسمي، المتحدث الرسمي باسم حركة «فتح»، في بيان «إنه من العار أن يظن البعض أن الأزمة الاقتصادية في إيران سببها دعم الشعب الفلسطيني. فإيران لم تقدم شيئا للشعب الفلسطيني، رغم وقوف حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب ثورة الخميني في العام 1979، ونحن لم نسئ لهم يوما لفظا ولا فعلا، ولم نتدخل في شؤونهم الداخلية مطلقا». وأضاف القواسمي: «إن أي دعم له شواهده الواضحة التي تؤثر على حياة الشعب الفلسطيني وصموده، وإن أي أحد من الشعب الفلسطيني لم ير أو يسمع عن الدعم الإيراني بالمطلق، ولم نر أو نسمع أن إيران ساهمت في بناء مدرسة أو جامعة، أو مستشفى، أو أي مشروع تنموي، وإن كان بعض الإيرانيين يظن أن دعمهم لحزب ما هو إلا دعم للشعب الفلسطيني. فهذا وهم وخطأ كبيران، فإيران بدعمها لحركة حماس لم تدعم الشعب الفلسطيني بالمطلق».

وأكد القواسمي «احترام وتقدير حركة فتح والشعب الفلسطيني للشعب الإيراني، وتلك الأصوات مُضللة، ولا تمثل الشعب الإيراني الذي يدعم بفطرته حقوق الشعب الفلسطيني».

وكان متظاهرون إيرانيون احتجوا على تدني قيمة عملتهم، قد أطلقوا هتافات في طهران ضد فلسطين، ورددوا «الموت لفلسطين» في خضم غضب كبير على السياسات الاقتصادية الإيرانية. وخسرت العملة الإيرانية خلال الأشهر الستة الماضية ما يقرب من 50 في المائة من قيمتها، وسط ارتفاع معدلات البطالة. وانطلقت احتجاجات كبيرة الأسبوع الماضي في إيران شهدت غضبا متناميا كذلك على التدخلات الإيرانية في المنطقة. وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي المتظاهرين الإيرانيين وهم يهتفون «الموت لفلسطين» و«لا لقطاع غزة، لا للبنان»، و«اتركوا سوريا وفكروا بنا»، وأيضا «لا نريد آية الله» و«الموت للديكتاتور»، في تعبيرات غير مسبوقة لرفض أنفاق مليارات الدولارات على الحروب الخارجية. كما هاجم المتظاهرون تقديم بلدهم دعما ماليا لحركتي حماس، والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، وحزب الله اللبناني، وكذلك للمتمردين الحوثيين في اليمن، وللميليشيات الشيعية في العراق، ناهيك عن دعم حكومة الرئيس بشار الأسد. وترفض السلطة الفلسطينية وحركة فتح تقديم إيران أي دعم للفصائل الفلسطينية في غزة لأنها ترى أنه يهدف إلى تعزيز الانقسام. وقد سبب الدعم الإيراني لحركة حماس توترات كبيرة سابقة بين السلطة وإيران. وفي مارس (آذار) 2009، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، لأول مرة بشكل علني، إيران بالكف عن التدخل في الشؤون الفلسطينية، متهما إياها بتعميق الانقسام الفلسطيني. وقال أبو مازن في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في رام الله: «أقول لإيران كفوا عن التدخل في شؤوننا، فتدخلكم ليس في صالح الشعب، ويجب عليكم أن تتوقفوا».

وكان أبو مازن يرد على سؤال حول تعقيبه على تصريحات مرشد الثورة الإيرانية، التي وصف فيها الشرطة الفلسطينية بـ«حارس للاحتلال» آنذاك. وقال أبو مازن: «لا يحق لخامنئي أن يقول ذلك، وعلى إيران أن تلتفت إلى شؤونها... هي تتدخل لتعميق الانقسام، وهي تعمق الشرخ الفلسطيني».

وكانت هذه أول مرة يشير فيها أبو مازن بشكل واضح إلى إيران بعد أن كان يكتفي باتهام دول إقليمية بأنها تساعد على تعميق الانقسام، وذلك من خلال دعم «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة. وخلال أعوام لاحقة كرر مسؤولون فلسطينيون اتهام إيران بتعزيز الانقسام الفلسطيني، وتبادل الطرفين اتهامات شتى. وفي فبراير (شباط) 2016 تصاعد التوتر بين السلطة الفلسطينية وإيران، بعد التراشق الكلامي المتعلق بإعلان إيران تقديمها دعما للعائلات الفلسطينية المتضررة في الانتفاضة، من دون علم السلطة أو مشاركتها. واتهم نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إيران باللجوء إلى طرق ملتوية ووسائل غير مشروعة، واصفاً تدخلات إيران المالية بأنها تجاوز للشرعية الفلسطينية، وخرق لكل القوانين. وفي أغسطس (آب) من العام نفسه دخلت العلاقة مرحلة حرجة بسبب لقاء الرئيس الفلسطيني بزعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي في باريس في أغسطس 2006.

وشن الإيرانيون هجوما غير مسبوق على عباس، واتهموه بدعم الإرهاب وبأوصاف أخرى، قبل أن ترد حركة فتح متهمة إيران بالسعي على الدوام إلى «تدمير وتخريب الصف الفلسطيني، وتعميق الانقسام»، وإن المسؤولين الإيرانيين «اغتالوا قيم الوفاء لحركة فتح التي احتضنت الثورة الإيرانية، ومدتها بكل وسائل الدعم المادي والعسكري والمالي، وفتحت قواعدها للثوار». ومن غير المعروف ماذا تقدم إيران تحديدا لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، اللتين مرتا في ظروف مالية معقدة بسبب قطع الإيرانيين هذا الدعم بعد خلافات سياسية. وقد قال مسؤولون في «حماس» مرارا إن الدعم الإيراني تراجع بعد الأزمة السورية عام 2011.

وعمليا أوقفت إيران الدعم لسنوات. لكنها استأنفته مؤخرا بشكل أقل بالنسبة لحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى. ووصف جيسون غرينبلات، المبعوث الأميركي لـ«الشرق الأوسط»، تأييد إيران لحماس بأنه يتسبب في العنف وزيادة التظاهر في غزة. وقال في تغريدة له أمس على «تويتر» إن زيادة العنف «ليست الطريقة الأفضل لتحسين حياة الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى بداية جديدة».

 

غزّة تشيّع فتى وشرطياً قتلا برصاص الاحتلال و«حماس» تطالب بملاحقة المسؤولين الإسرائيليين دولياً

غزة/الشرق الأوسط/01 تموز/18/شيع آلاف الفلسطينيين أمس فتى وشرطياً قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي، أول من أمس، خلال المواجهات، التي شهدتها المنطقة الحدودية جنوب قطاع غزة، والتي أصيب خلالها أكثر من 400 فلسطيني بجروح متفاوتة الخطورة. وبهذه الحصيلة الجديدة يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 135، والمصابين إلى أكثر من 15 ألف في مواجهات شبه يومية مع الجيش الإسرائيلي ضمن احتجاجات مسيرات العودة على الأطراف الحدودية لقطاع غزة منذ 30 من مارس (آذار) الماضي. وشيع الفتى ياسر أبو النجا (11 سنة)، وهو ابن أمجد أبو النجا، القائد في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في خان يونس، في جنازة شارك فيها قادة الحركة وقيادات الفصائل الفلسطينية، وسط دعوات إلى «الانتقام»، وفق مصور الصحافة الفرنسية. وقتل ياسر، الذي كان سيتم الثانية عشرة من عمره في 19 من سبتمبر (أيلول) المقبل، وفق عائلته، برصاصة في الرأس شرق خان يونس. وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي في حركة حماس، خلال التشييع إن «استشهاد ياسر دليل واضح على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني». مؤكدا أن «الاحتلال قتل الطفل بدم بارد، وبقرار سياسي من الحكومة الإسرائيلية من خلال تصريح قادتها وتشريعهم قتل الفلسطينيين». وتساءل «أين المؤسسات التي تطالب بحماية الطفل؟ من قتل الطفل ياسر؟». وطالب الحية خلال تشييع جثمان الطفل ياسر أبو النجا، وسط قطاع غزة، بملاحقة دولية للمسؤولين الإسرائيليين «قتلة الأطفال الفلسطينيين». وقال إن إسرائيل «تجيز بقرار رسمي قتل كل أبناء الشعب الفلسطيني وحتى الأطفال».

وفي رفح، جنوب قطاع غزة، شيع أكثر من 1500 شرطي ورجل أمن بعد ظهر أمس الشرطي محمد فوزي محمد الحمايدة (24 عاما) في جنازة عسكرية. وأكدت وزارة الصحة أن «الحمايدة استشهد إثر إصابته برصاص الاحتلال في البطن والساق شرق رفح».

وكان آلاف الفلسطينيين قد شاركوا أول من أمس في تحرك احتجاجي استمر ثلاث ساعات، قام خلاله نشطاء بإطلاق طائرات ورقية بعضها يحمل عبوات حارقة، وأسقط عددا منها في حقول زراعية إسرائيلية محاذية للحدود. كما أشعل متظاهرون عشرات إطارات السيارات، ورشقوا حجارة وزجاجات فارغة تجاه الجنود الإسرائيليين المتمركزين في أبراج مراقبة، أو خلف تلال رملية. من جهه ثانية قالت وسائل إعلام إسرائيلية أمس إن منطادا حارقا كان محملا بمواد متفجرة سقط في أرض خالية قرب بلدة كريات ملاخي، التي تبعد عن قطاع غزة أكثر من 32 كيلومترا، دون أن يتسبب في حرائق، وهي المرة الأولى التي يتم فيها وصول مثل هذه «البالونات» إلى هذه المسافة الطويلة.

واندلع أمس أكثر من 13 حريقا في بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع، بفعل طائرات ورقية حارقة أطلقت من القطاع، قبل أن تنجح طواقم الإطفاء في إخمادها. وخلال الأيام الأخيرة نجح شبان من غزة في تطوير أسلوب «المنطاد الحارق»، باعتباره أحد الأساليب الجديدة التي يستخدمها الشبان ضمن المسيرات الأسبوعية، والمناوشات اليومية على طول حدود القطاع مع الجانب الإسرائيلي. وقد اعتبر بعض المراقبين أن نجاح الشبان الفلسطينيين وتفننهم في تصنيع هذا «المنطاد الحارق» بات يشكل تحديا جديدا للاحتلال، خاصة وأن المتظاهرين توعدوا بإطلاق كميات كبيرة منه باتجاه المدن الإسرائيلية التي تبعد عن حدود القطاع، بما لا يقل عن 40 كيلومترا. ويعتبر هذا التطور الجديد، حسب بعض العسكريين، سلاحا قويا سيصبح أكثر فعالية في حال نجاحه في اجتياز مسافات طويلة داخل الأراضي الإسرائيلية، لأنه سيمثل بذلك تحديا جديدا لإسرائيل، التي باتت تشعر بحالة من العجز في مواجهة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، التي يطلقها المتظاهرون من حدود القطاع باتجاه كيبوتسات وبلدات إسرائيلية تقع بجوار الحدود. وإلى الآن لم تنجح الطائرات الورقية والبالونات في الوصول إلى مسافة أكثر من 14 كيلومترا داخل المناطق الإسرائيلية. لكن يتوقع أن تحقق المناطيد الحارقة الجديدة نجاحا أكبر، خاصة بعد وصول أول منطاد منه إلى مسافة بعيدة جدا. وأطلقت المناطيد من قبل مجموعة من الشبان الفلسطينيين تطلق على نفسها «وحدة الزواري»، في إشارة إلى المهندس التونسي محمد الزواري، الذي اغتالته مجموعة مسلحة، يعتقد أنها تتبع لجهاز الموساد الإسرائيلي في مدينة صفاقس التونسية عام 2015، بحجة أنه مهندس طائرات دون طيار، وقد قالت حركة حماس إنه خدم في مشروع طائراتها. وأظهر فيديو نشرته «وحدة الزواري» عملية إعداد «بالون» كبير الحجم، أطلقت عليه اسم «منطاد حارق»، وكتبت اسمه على البالون نفسه، الذي تم إطلاق ثلاثة منه إلى مدن إسرائيلية، قالت إنها تبعد بنحو 40 كيلومترا. لكن لم تذكر وسائل إعلام إسرائيلية حينها سقوط تلك المناطيد في أي منطقة. وتعتبر مدينة بئر السبع في النقب، جنوب إسرائيل، المدينة الأقرب لمدى 40 كيلومترا من حدود مناطق شرق جنوبي قطاع غزة (أي رفح وخانيونس). ولوحظ أن «المنطاد الحارق»، الذي أطلقه أفراد المجموعة كان يحمل مواد حارقة بهدف إيقاع خسائر أكبر في الجانب الإسرائيلي، وتعهدوا بإطلاق مزيد من المناطيد باتجاه المدن الإسرائيلية، وكتبوا عليه رسالة باللغتين العربية والعبرية «إذا كان قد حكم علينا بالمعاناة، فلن نعاني وحدنا». إشارة إلى الوضع الصعب في قطاع غزة، سياسيا واقتصاديا وحياتيا. وفي حال نجاح هذا الاختبار، الذي يبدو أنه اجتاز أمس أول اختبار حقيقي له، فإنه من الممكن أن يثير غضب إسرائيل، التي قد تلجأ حسب توقعات محللين سياسيين، إلى تنفيذ عمليات اغتيال، ردا على إطلاقه في حال وصوله إلى عمق المدن الإسرائيلية القريبة من غزة. وبدأت القوات الإسرائيلية تستهدف مؤخرا مركبات، قالت إنها تعود لمطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، كما استهدفت مجموعات من مطلقيها بصواريخ تحذيرية، وسط دعوات من وزراء لاغتيال تلك المجموعات. وعادة ما تستخدم إسرائيل «المناطيد» في رصد تحركات الشبان والمسلحين الفلسطينيين على طول الحدود مع قطاع غزة، وتكون مزودة بكاميرات دقيقة جدا بإمكانها رصد أي تحرك قرب الحدود.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنانُ الكبيرُ عصفورٌ كان في اليَد

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 02 تموز 2018

تخطّى لبنانُ مرحلةَ إعادةِ النظرِ في كيانِه من دونِ أنْ يَبلُغَ المرحلةَ الكيانيّة. فالكيانُ اللبنانيُّ صامدٌ بسببِ تعقيداتِ تقسيمِه أو ضمِّه لا بفَضلِ ولاءِ بَنيه له. الوِحدةُ اللبنانيّةُ واقعٌ بديلٌ عِوضَ أن تكونَ حالةً أصيلةً. الشعوبُ تطالبُ بالوِحدةِ حلًّا، أما في لبنان فالوِحدةُ تسويةٌ وشرٌّ لا بُدَّ منه. لكنْ، بين صعوبةِ التقسيمِ الدستوريِّ ونَقصِ الولاءِ الوطنيِّ جَرى على مرِّ الحروب والسنواتِ فَرزٌ عِقاريٌّ ـ ثقافيٌّ داخليٌّ خِلافًا لمفهومِ لبنانَ الكبيرِ والميثاقِ الوطنيِّ، فسقطت الدولةُ، ولن يُنقِذَها رئيسٌ ضعيفٌ ولا رئيسٌ قويٌّ، إنما رئيسٌ تاريخيٌّ، تَلِدُه العنايةُ الإلهيّة. هذا هو عمقُ الأزَماتِ الحكوميّة.

لدى نشوءِ دولةِ لبنانَ الكبير سنةَ 1920 بَرز مشروعٌ مضادٌّ عنوانُه الدولةُ العربيّةُ الكبرى، ومع استقلالِ لبنانَ سنةَ 1943 أُضيفَ إليه مشروعٌ مضادٌّ آخَرُ شعارُه إسقاطُ «المارونيّةِ السياسيّة» حاميةِ الكِيانِ اللبنانيِّ والدولة. عظيم، لكنْ، من يَدُلُّني على الدولةِ العربيّةِ الكبرى التي تَحقَّقَت في هذا العالمِ العربيِّ المُنبَطحِ بين المحيطِ والخليج؟ ومن يَدُلُّني على الدولةِ اللبنانيّةِ التي نَبتَت في أعقابِ دولةِ «المارونيّةِ السياسيّة»؟ أدولةُ «الطائف» التي كلَّما أَلّفْنا حكومةً نُعيدُ تأليفَ لبنان؟

خَسِرنا العصافيرَ العشرةَ على الشجرةِ والعصفورَ الذي كان في اليَد. راحت المارونيّةُ السياسيّة ولم تَصمُد العروبةُ السياسيّةُ ولا السنيّةُ السياسيّةُ، ومصيرُ الشيعيّةِ السياسيّةِ لن يكونَ أفضلَ. هذه هي الحتميّةُ التاريخيّةُ المتلازِمةُ مع الحتميّةِ الجغرافيّة.

لفتني، وقد يكونُ لَفتَكُم، عددُ الصورِ والفيديوهات التي يَتبادَلُها اللبنانيّون (مِن جميعِ الطوائف) عبرَ الـ«واتْسْآﭖ» ووسائلِ التواصُلِ الإجتماعيِّ عن لبنانَ ما قبلَ الحرب (1975)، عن رجالاتِه ونسائِه وأدبائه وشعرائه ومؤسّساتِه، عن ينابيعِه وأنهارِه وبحرهِ وحفلاتِه وأغانيه، عن تقاليدِه وأُلفتِه ونمطِ حياتِه السابق، عن عاصمتِه وجبلِه وجَنوبِه وشَمالِه وبِقاعِه. ظاهرةٌ تُعبِّر عن حنينِ اللبنانيّين إلى الدولةِ التي أسقطْناها بأيادينا وأصابعِنا وأسنانِنا وبنادقِنا، وإلى الوطنِ الذي شَكَكْنا فيه ولم نَعرف قيمتَه، وإلى المجتمعِ الراقي والحضاريِّ والمدنِّي الذي أَقَمنا مكانَه مجتمعَ التعصّبِ والأصوليّةِ والهمجيّةِ والجِهاد والسلاحِ. هذا الحنينُ المستَجِدُّ نحو الماضي الجميلِ هو ثورةُ الوِجدانِ على عجزِ الوَعي، وتعبيرٌ عن ردّةٍ ضِدَّ الحاضرِ وعن خوفٍ من مستقبلٍ مجهول.

في مرحلةٍ سابقةٍ ظَنَنتُ أنَّ مِنّا مَن يعيشُ في زمنِ الإمارة، ومِنّا من يعيشُ في زمنِ المتَصرّفيّة، ومِنّا من يعيشُ في زمنِ الانتدابِ، ومِنّا من يعيشُ في زمنِ الاحتلالِ، وقليلونُ يعيشونَ في زمنِ لبنانَ الكبير ِالمستقِل. لكن تَبيّن أنّنا قَفزنا فوقَ كلِّ تلكَ المراحلِ التاريخيّةِ ورَجَعنا مباشرَةً إلى ما قبلَ إمارةِ الجبل، أي إلى الواقعِ القَبليِّ والعشائريّ. والمؤسفُ، أنْ لا أحدَ يَتواضعُ ويُجري نقدًا ذاتيًّا أو مراجَعةً أو مقارنةً أو تقييمًا ليُميّزَ بين الخيرِ والشرِّ والجيّدِ والسيّئ، فنعودَ إلى المستقبلِ وإلى بعضِنا البعض.

دولةُ لبنانَ مؤلَّفةٌ من مجموعةِ كياناتٍ بائدةٍ في دولةٍ فاشلةٍ أو مُفَشَّلةٍ (النتيجةُ واحدةٌ)، ومن طبقاتٍ دستوريّةٍ مكتومةِ القَيدِ في دستورٍ مكتومِ التطبيق. كلٌّ مِنّا يُطبِّقُ زمانَه الماضي في الزمنِ الحاضر، ثم نتساءلُ لماذا لم تَقُم الدولةُ الحقيقيّةُ بَعد. أيَبني دولةً شَعبٌ مختلِفٌ على الوطنِ؟ فخِلافًا لما نَعتقدُ، ليست التعدديّةُ في لبنانَ حضاريّةً فقط، بل هي تعدديّةٌ وطنيّة. وهنا الكارثةُ الكبرى، إذْ إنَّ الأولى تُغْني الدولةَ بينما الأخرى تَنقُضها.

منذ البدايةِ اعترى التردّدُ خياراتِنا، لكنّنا مَشينا فيها تحاشِيَ تُهمةٍ ما: افتَقدْنا الحبَّ الكبير، حبَّ لبنانَ من اللحظةِ الأولى. لقد أُقِرَّت دولةُ لبنانَ الكبير ببرودةٍ مسيحيّةٍ ورفضٍ إسلاميٍّ. المسيحيّون خافوا خسارةَ أرجحيّةِ العددِ، والمسلمون اعتَبروها انفصالًا عن الدولةِ العربيّةِ الكبرى الافتراضيّة. ومع الوقتِ، حاول الفريقان تجميلَ مفهومِ لبنانَ ليتقبّلاه بأقلِّ مَرارةٍ مُمكنة، فَخاضا معركةَ الاستقلالِ وَسْطَ رَيبةٍ مسيحيّةٍ والتباسٍ إسلاميّ. المسيحيّون تخوّفوا ــ وكانوا على حقٍّ ــ من أن يكونَ الاستقلالُ مَمرًّا نحو العروبة، والمسلمون أرادوه ــ وكانوا على حقٍّ أيضًا ــ للتخلّصِ من الانتدابِ الفرنسيِّ تحديدًا، ثم أَوقَعوه لاحقًا بإشكالاتٍ قوميّةٍ وكيانيّة... إلى أن صَدرَت «وثيقةُ الطائف». صَدر «اتفاقُ الطائف» بقَبولٍ سُنيٍّ قويٍّ، بتحفّظٍ شيعيٍّ واضحٍ، وبرفضٍ مسيحيٍّ كاسِح. السُنّةُ حقّقوا مطلَبهم في المشاركةِ الأوسَع، الشيعةُ وجدوه دونَ دورِهم ومقاومتِهم إسرائيلَ، والمسيحيّون، بخاصّةٍ الموارنةُ، فقدوا فيه كلَّ ما جَمعوه بالصمودِ والمقاومةِ والاستحقاقِ التاريخيّ، ثمَّ بدّدوه بالاقتتالِ والأحقاد. لم يَحصُل فعلُ الإيمانِ النهائيِّ بلبنانَ بعد. بالكادِ تَلَوْنا فِعلَيْ الرجاءِ (المتجدِّد) والندامةِ (الموَقّتة)، لكنَّ فعلَ الإيمانِ الصادقِ، العميقِ، القاطعِ، المطلَق لم يُتْلَ بعدُ بلبنانَ الواحِد. ليس لبنانُ الواحدُ مساحةَ العشرةِ آلافِ كيلومترٍ مربعٍ فقط، بل هو حضارةُ الأربعةِ ملايينِ لبنانيٍّ عبرَ ستَّةِ آلافِ عام. ليس لبنانُ الواحدُ تضاريسَ الأرض، بل تَعدديّةُ الشعب.

أردنا لبنانَ واحةً حضاريّةً عصريّةً لا جبهةً عسكريّةً مفتوحةً. نعيشُ اليومَ في لبنانَ آخَرَ، بل في لبناناتٍ مختلفةٍ. كل واحدٍ من هذه اللُبْنانات ينتمي إلى قرنٍ مختلفٍ ونمطِ حياةٍ مختلِفٍ وثقافةٍ مختلِفة. لبنانُ الذي أُحبُّه يَتحفّظ عنه لبنانيّون آخَرون، ولبنانُ الذي أعترِضُ عليه يَعشَقُه لبنانيّون آخرون. وإذا التعدديّةُ لم تُشكّل باختلافاتِها وطنًا واحدًا مثلما الألوانُ المختلِفةُ تُشكّلُ لوحةً فنيّةً رائعةً، تُصبحُ إعادةُ خلطِ التعدديّةِ على أسسٍ دستوريٍّة جديدةٍ أمرًا ضروريًّا وعاجِلًا. لم يَفهم اللبنانيّون ولا العربُ قيمةَ لبنان. ظَهر لبنانُ الكبيرُ عليهم وكأنّه اختراعٌ جديدٌ وغريبٌ. مخلوقٌ عجيبٌ لم يَأْلفْه الشرقُ سابقًا. نجمٌ ساطِعٌ أزاغَ عيونَهم. سيمفونيّةٌ لا تُشبِه ضَوْضاءَهم ولا تُشنِّفُ آذانَهم. فنَكروه كما أَنكَرَ اليهودُ المسيحَ وصلبوه. لكنَّ موعدَنا يبقى مع القيامةِ... ولو مرَّ اليومُ الثالث. نحن شعبُ الأجيالِ لا شعبَ الأيّام.

 

الحريري: لستُ «باش كاتب

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الاثنين 02 تموز

في ظلّ الحديث عن مزيد من المبادرات لكسر الجمود الحكومي بينها زيارة رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع الى بعبدا سبقتها دعوة من الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله لـ «توحيد معايير التمثيل في الحكومة... وإلّا»، شكّل لقاءُ رؤساء الحكومات السابقين في بيت الوسط علامةً فارقة في مسار «التأليف» لم يفسّر سوى تأكيد للضغوط المتزايدة التي يتعرّض لها الرئيس سعد الحريري وأوّلها من العهد ومَن يريد أن يقاسمه «الكعكة» السنّية! تحت سقف تشدُّد غير مسبوق للنائب السابق وليد جنبلاط بحصة «كاملة الدسم» درزياً في الحكومة، ومطالبة شيعية بتجاوز حصة الشيعة الستة إذا لم يتمّ توحيد «معايير التمثيل»، ونزاع عوني- قواتي على «الغلّة»، وتمسّك الحريري بالتمثّل بأربعة وزراء سنّة إضافة الى موقع رئاسة الحكومة، جاء لقاءُ بيت الوسط ليُظهر إستعداد الحريري لاستخدام كل الاسلحة في معركته الحكومية بما في ذلك «إستنفار» البيت السنّي.

لم يكن تفصيلاً هامشياً أن يسمّي الحريري من بعبدا، بعد لقائه قبل أيام الرئيس ميشال عون، كلاً من بلال عبدالله وفؤاد المخزومي ونجيب ميقاتي وأسامة سعد مؤكّداً أنهم ليسوا من المعارضة السنّية. الأربعة كانوا من المقاطعين للقاء الشخصيات السنّية الذي انعقد في منزل عبد الرحيم مراد وكانت الغاية منه تأكيد أحقية التمثيل بوزيرين لمن هم خارج عباءة «تيار المستقبل». في ذلك محاولة من جانب الحريري لتنفيس «البالون» السنّي «الفالت» الذي يُراد أن يصوّر وكأنه شريك في الحصة السنّية السداسية في الحكومة. فقد كان ملفتاً أنّ ميقاتي، الذي سبق أن قاطع «لقاء المعارضة» السنّية لرفضه الانضمام الى تكتلات مذهبية، منح مشروعية مذهبية «خالصة» لخصمه السابق الحريري تحت عنوان حماية صلاحيات رئاسة الحكومة مِمّا لم يذكره البيان المقتضب الصادر عن المجتمعين، وهو عدم إطلاق الحريري النار على نفسه سياسياً!

عملياً، هي المرة الثانية التي يتولّى ميقاتي فيها تأمين الدعم «اللوجستي» والسياسي لخصمه الأول. بعد تعرّض الحريري في بداية العام الماضي لـ«هجمة» من جماعات «الحراك المدني» وصلت الى حدّ رشقه بقناني المياه أثناء جولة له أمام السراي الحكومي أقام ميقاتي حفل إفتتاح «جائزة عزم طرابلس الدولية» لحفظ القرآن الكريم وتجويده «الذي نظمته «جمعية العزم» ودار الفتوى في قاعة مسجد محمد الأمين برعاية الحريري شخصياً وحضور مفتي بيروت وطرابلس والبقاع وصيدا. في تلك المناسبة أكد ميقاتي للحريري أن «لا عداوة بيننا». بدوره شكر الحريري ميقاتي على «العادة الحميدة» (تعليم القرآن)، لكنه أثنى على الرئيس تمام سلام الصبور أكثر من الرئيس فؤاد السنيورة! مصادر مواكبة للقاء بيت الوسط أشارت الى أنّ العلامة الفارقة هي حضور ميقاتي كونه الوحيد الذي يأتي من خارج عباءة «المستقبل» وهو جلس قبالة الحريري متحصّناً بـ 21 ألف صوت تفضيلي في طرابلس، ما أعطى الرئيس المكلّف «مناعة» هو يحتاجها في عملية التأليف، لكن لم يعرف بعد هل سيتمكّن الحريري بعد هذا الدعم العلني أن يتجاوز مطلب ميقاتي الذي صارحه به إثناء الاستشارات النيابية بتمثيل طرابلسي يعكس حيثيته التي كرّستها صناديق الاقتراع.

فميقاتي، وأكثر من أيِّ طرف سنّي آخر، متمسّك بمشروعية تمثيله في الحكومة بسنّي أو مسيحي من ضمن كتلته الرباعية. مطّلعون يشيرون الى أنّ «توزير ميقاتي من خلال سنّي محسوب عليه، قد يُحرج الشخصيات السنّية الأخرى التي لن تستطيع أن تتّهم الرئيس المكلّف باختزال الصوت السنّي به».

أما حضور السنيورة وسلام فبدا كدعم أهل البيت. تواجد السنيورة له معانيه السياسية بامتداداته السعودية الأميركية! رئيس الحكومة الاسبق كان أوّل مَن استغنى الحريري عن خدماته نيابياً حتى لو أنّ معركته الصيداوية كانت خاسرة سلفاً. وقيل إنّ إستبعاده، حتى عن إجتماعات «كتلة المستقبل»، يندرج ضمن منظومة «الشغل» الحريرية الجديدة التي استبعدت شخصيات أخرى على رأسها نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق، وها هو السنيورة يطلّ داعماً وواقفاً الى جانب سعد في «نضاله» من أجل تأليف من دون تنازلات موجعة، مع أنه كان أكثر مَن اعترض على سياسة الانفتاح والتنازلات التي انتهجها الحريري منذ إعادة تكليفه رئيساً للحكومة العام 2014. أما وجود «الصبور» تمام سلام فتحصيل حاصل.

الدعوة للاجتماع صدرت، وفق المعلومات، عن الحريري الذي يكثّف لقاءاته مع مختلف القوى السياسية، وكان الهدف منها فلش أوراق الرئيس المكلّف في ما يخصّ العقد التي تعترض ولادة حكومته وإيصال رسالة عنوانها وحدة الصف السنّي وإبعاد «المتطاولين» على صلاحيات رئاسة الحكومة.

وبدا لافتاً إشارة قريبين من الحريري ردّاً على مطالية السيد نصرالله بتوحيد المعايير الى «أنّ الرئيس المكلّف يجهد لتكريس هذا الأمر لكن ليس الى درجة يتحوّل فيها الى «باش كاتب»، مؤكّدين أنّ المسألة ليست «مسألة أرقام ووصفة يتمّ الالتزام بها حرفياً بل تخضع لظروف كل فريق».

وتقول أوساط الحريري ردّاً على مشاركة ميقاتي في لقاء بيت الوسط ومطالبته بتوزير شخصيّة تمثله أنّ «ميقاتي له الحق في الطلب والرئيس المكلّف صاحب القرار بالتنسيق مع رئيس الجمهورية»، مؤكّدةً أنّ «الحريري لا يزال يبحث عن تخريجة توصل الى فريق عمل متجانس، لكنّ العقدة الأساسية لا تزال ترتبط بالأحجام، والرئيس المكلّف يتواصل مع كل فريق سياسي على حدة ليقنعه بحصته داخل الحكومة وليقنع كل الأطراف السياسية بحصص وأحجام بعضها البعض!».

 

الخرزة الزرقاء وشياطين بيروت

فيصل العساف/الحياة/02 تموز/18

بعد هدوء عاصفة الانتخابات اللبنانية، وفي الطريق إلى تأليف الحكومة برئاسة دولة الرئيس سعد الحريري، ربما حان الوقت لنا معشر المتفرجين في حلبة الصراع العربية أن ندلي بدلونا أيضاً، خصوصاً أن لبنان بالنسبة إلى سعودي مثلي بات مصدر تهديد أمني، إذ يتدخل «بعض» اللبنانيين في شكل مباشر في دعم المتمردين الحوثيين بالسلاح والمشرفين على إدارة الحرب التي يخوضها الانقلابيون في اليمن، وليس سراً القول إن لبنان ساهم بفاعلية في قتل سعوديين.

على ذكر الانتخابات، وبعيداً من رأيي المحبَط من الديموقراطيات العربية في شكل عام، إلا أن الدعاية الانتخابية لـ «تيار المستقبل» كانت لافتة جداً، فـ «الخرزة الزرقاء» التي رفعها الحريريون في وجه خصومهم السياسيين، أزعم بأنها كانت السبب في «خسارة» الكثير من الطموحات، وأنها المدخل الذي تسرب من خلاله «زعران» السياسة إلى بيروت، فالخوف كان شعار المرحلة منذ البداية، سنّة لبنان يخشون على مصيره ومصيرهم في ظل تنامي السيطرة «الميليشيوية» المدعومة إيرانياً، فيما «الزعيم» مشغول في تحصين نفسه وتياره خشية الحسد! لا أعلم على ماذا يمكن أن يحسدهم الحاسدون بصراحة، لكن ذلك يعكس جانباً من الغيبوبة السياسية التي ينفصل بها اللبنانيون جميعهم عن الواقع، إذ إن إصرار بعض المنتمين إلى «تيار المستقبل» -مثلاً- على القول بعدم خسارة الانتخابات، ثم إلقاء اللوم على الغالبية الساحقة من «البيارتة» بسبب عدم نزولهم إلى ساحات الاقتراع، يعيد ملف «السياسي أولاً» ومن خلفه لبنان إلى الواجهة! هل كان يحلم المطالبون بالنزول بأن يتغير لبنان في حال اكتساحهم؟ هل كانت ستقلّم مخالب «حزب الله»؟ أم تراهم كانوا يراهنون على المزيد من سياسة النأي بالنفس في محيط متلاطم! النأي بالنفس وفق المفهوم السياسي اللبناني هو الأنانية المفرطة، هو النأي عن لبنان ذاته، النأي عن واقع يحتاج إلى رجال يحدثون أثراً في المواقف، وليس إلى «مشخصاتية» متنفعين. لبنان في عين العاصفة، وقد ظل سنوات طويلة جبهة النزاع التي لا تهدأ في معركة إيران نحو التمدد، قبل أن يتحول إلى مصدّر للأزمات والدمار! لبنان جزء أصيل في بؤرة النزاع مع إيران، وأي محاولة للخروج منها لن تكون بإغماض العين، كما أنها ليست بتفجير الوضع الداخلي الذي لم يعد في يد أحد من فرقاء السياسة في الحقيقة، حتى أن استقالة الرئيس الحريري التي أعلنها في وقت سابق لم تكن تلك الشرارة التي تتوجه ناحية برميل البارود، لبنان في قبضة القوى الشيعية ممثلة في «حزب الله» تحديداً، لذلك فإن فكرة الانحناء «بالنأي» لن تجدي نفعاً بالنظر إلى ممارسات الحزب الإرهابي التي يختصر مصلحة الجميع في طموحات «خامنئي». بعيداً من رأيي في أن الحريري بتشكيله للحكومة إنما يضمد جرح «حزب الله» النازف في سورية، حين يمنحه الغطاء اللازم لادعاء أن ثمة شرعية تسيّر البلد الذبيح، إلا أن الواقعية السياسية التي تفرض التعامل مع الموقف في حينه تقتضي توجيه عناية الرئيس الحريري، إلى أنه مطالب بأن ينظر إلى الزعامة السنية بكثير من التواضع، إذ إن الإرث الكبير الذي خلفه الشهيد رفيق الحريري يحتاج إلى مزيد من الرعاية، لا تقل بحال من الأحوال عن تلك التي كان يوليها فقيد لبنان الكبير للشارع اللبناني برمته، وللسنة على وجه الخصوص.

ختاماً، يمكن القول إن الرئيس سعد الحريري فعل خيراً بتغيير «عتبة» بابه أخيراً، وأن على المساعي التصحيحية ألا تتوقف قبل أن تتكلل بخطوات مصالحة حقيقية مع حلفاء الأمس، حلفاء ١٤ آذار، حلفاء ثورة الأرز التي أعادت إلى لبنان وهجه وإن قليلاً، إذ إن الحريري من دون ذلك لن يستطيع تكملة المشوار، فعقبات حزب الله أقوى بكثير من أن يواجهها وحيداً.

* كاتب سعودي

 

الثنائي الشيعي» لن يعطي عون الثلث المعطِّل

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 02 تموز 2018«

في عملية تأليف الحكومة، يتصارع قادة المسيحيين والدروز والسُنّة، فيما يتمّ الحديث عن «حزب الله» والرئيس نبيه بري بصيغة الغائب. لكنّ المطّلعين يقولون: «الثنائي» ليس غائباً عن التأليف، بل هو بعيدٌ لضرورات «التكتيك». وفي النهاية، عندما تولد الحكومة، ستجدون أنها «تحت السيطرة»، كما المؤسسات كلها.

على مدى العامين الأخيرين، لجأ «الثنائي» إلى سيناريو الابتعاد النسبي. فبدءاً من صفقة 2016، دارت المساومة حصراً بين ثلاثة: الحريري وعون وجعجع. وبقي «الثنائي الشيعي» خارج المشهد تقريباً، مع توزيع بارع للأدوار:

حزب الله» أعلن القبول بعون في رئاسة الجمهورية في مقابل تحفّظه على الحريري في رئاسة الحكومة.

- الرئيس نبيه بري أعلن القبول بالحريري في رئاسة الحكومة في مقابل تحفّظه على عون- بل رفضه له- في رئاسة الجمهورية. وفي النهاية، أوحى «الثنائي» أنه «ضحّى» بالموافقة على بنود الصفقة المتكاملة، مراعاةً للحلفاء ولمصلحة البلد. ولكنه، واقعياً كان المستفيد الأكبر منها. فـ«الحزب» حقّق مكسباً استراتيجياً من خلال هذه الصفقة بترسيخه سيطرة محوره الإقليمي على القرار السياسي والأمني، وتنازلت 14 آذار في شكل تامّ ونهائي عن موقع الرئاسة لمصلحة حلفاء «حزب الله»… في مقابل عودتها إلى السلطة، أو حصولها على حصص فيها.

لقد سار «حزب الله» في دعم حليفه المسيحي عون، لئلّا يستثير غضبه ويخسره، وأقنع بري بالموافقة. ولكن، عندما وصل عون إلى بعبدا، اعتبر «الحزب» أنه أدّى واجباته تجاه عون، وسارع إلى كشف تضامنه الكامل مع بري في الحكومة، من التأليف إلى مسار العمل الحكومي. وفي الانتخابات النيابية الأخيرة، نجح «الثنائي» في فرض النسبية التي تضمن له حيازة الغالبية. ونسّق «الثنائي» كل ترشيحاته ولوائحه وجلس هادئاً يتفرّج على الآخرين يتناتشون المقاعد. وفي النهاية، كانت الغالبية لـ»حزب الله» وحلفائه في المجلس النيابي، وعلى رأسهم بري.

واليوم، تدور صراعات مسيحية ودرزية وسنّية، داخل الطوائف وبين الطائفة والأخرى، فيما «الثنائي الشيعي» يبدو الأقل تشنّجاً. وهو حسم خياراته بإعلان حيازته كامل وزرائه. ولا يمكن لأحد أن يعترض على ذلك، لأن لا تمثيل للشيعة في المجلس النيابي خارج «الثنائي». وفوق ذلك، محسوم أنّ وزارة المال باقية في يد بري، وأنّ الغالبية المنتظرة في الحكومة العتيدة هي لـ«حزب الله» وحلفائه، وأنّ الخيارات الاستراتيجية التي ستسير بها ستخدم «الحزب» ومحورَه الإقليمي، خصوصاً لجهة الانفتاح على دمشق- الأسد ومقاربة الملفات الأخرى المتعلقة بسياسة لبنان الخارجية وبالأمن.

إذاً، يبدو طبيعياً اليوم أيضاً أن يحافظ «الثنائي» على هذا الهدوء في مقاربة ملف تأليف الحكومة، وسط الغليان الذي يجتاح الآخرين… ثم يقطف في النهاية ثمار الحكومة على مدى أربع سنوات تُمثّل العهد الباقي لرئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي. فعلى الأرجح، بعد تأليف الحكومة، سيستمرّ الصراع في داخلها بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«المردة»، وبين جنبلاط وإرسلان (إذا شارك أو تمثّل في الحكومة)، وبين الحريري والوزراء السُنّة من خارج «المستقبل» (إذا تمثلوا). لكنّ «الثنائي الشيعي» سيناور بين هذا وذاك، وسيبقى الجميع طامحاً إلى أن يحظى بدعم منه.

طبعاً، لم يكن «حزب الله» قادراً على ضمان هذا التماسك داخل الطائفة لولا تمتّعه بالقوة السياسية والعسكرية. لكنّ هذا التماسك الطائفي يبدو في ذاته أشدّ فاعلية من السلاح والقتال في سوريا والعراق واليمن ومن حيازة قرار الحرب والسلم مع إسرائيل. وأيّ طائفةٍ أخرى كان يمكن أن تكون بالقوة إياها، تقريباً، لو أتيحت لها الظروف كي تتوحّد بالكامل، على غرار «الثنائي». إذاً، الجمهورية ممسوكة، والمجلس ممسوك، وكذلك الحكومة الآتية ممسوكة. ولا مجال لأحد أن يدّعي البطولات في الجمهورية والحكومة والمجلس، إلّا على المستوى المنخفض، فيما مستويات السيطرة العالية معروفة لمَن.

واليوم، يتفرّج «الثنائي» على أبناء الطوائف الأخرى يتناتشون المقاعد الوزارية. وفيما يعلن الحريري مثلاً أنه لن يقبل بتمثيل «سُنّة حزب الله» لا يحرِّك «الحزب» ساكناً. وكذلك، يلتزم الثنائي الصمت تجاه مطالبة «التيار» بـ»الثلث المعطّل» في حكومة الثلاثين (7 لـ«التيار» و4 للرئيس).

ومسألة الثلث المعطّل حساسة جداً بالنسبة إلى «الثنائي»، الرئيس بري أولاً و»حزب الله» ثانياً. فالطرفان الشيعيان خارجان للتوّ من معركة انتخابية افترقا فيها عن «التيار» في بعض الدوائر. كما أنهما ليسا على خطٍّ واحد في مقاربة الملفات في مجلس الوزراء. فكيف يمكنهما أن يقبلا بإعطاء عون و«تياره» ثلثاً معطّلاً طوال أربع سنوات العهد والمجلس والحكومة؟

المتابعون للموقف الشيعي يقولون إنّ الثنائي يراقب عملية التأليف، وهو يراهن على أنّ المساومات الجارية بين القوى المعنية ستتكفّل بمنع سيطرة أيّ طرف على كامل وزراء طائفته، وبمنع تفرّد أيّ فريق بالثلث المعطّل. وفي أيّ حال، إنّ حلفاء «الثنائي الشيعي» يخوضون المفاوضات وسيلقون دعمه، استنسابياً وحيث تدعو الحاجة.  وعلى الأرجح، لن يمنح «حزب الله» وبري لعون و«التيار» غالبية تثير وجع الرأس 4 سنوات. وعلى الجميع مراجعة الحسابات التفصيلية التي يغرقون بها في عملية التأليف. ففي النهاية، هناك سقوف ترسم التوازنات الحقيقية للقوى في الحكومة العتيدة.

 

ميقاتي لـ«الجمهورية»: هذه قصّة اللقاء مع الحريري

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 02 تموز 2018

إستحوذ «اللقاءُ التشاوري» الأخير بين رؤساء الحكومات السابقين والرئيس المكلّف سعد الحريري على الانتباه، خصوصاً أنه أتى في عزّ التجاذب السياسي حول تركيبة الحكومة الجديدة، وما يرافقه أحياناً من كلام في شأن الصلاحيات ومصير التكليف الممنوح للحريري إذا استعصى عليه إنجاز التأليف في وقت قريب.

ولِئن كان من الطبيعي والبديهي حضور الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام في الاجتماع مع الحريري الذي تربطهما به أواصر قربى سياسية من الدرجة الأولى، إلّا أنّ وجود الرئيس نجيب ميقاتي اكتسب نكهة خاصة ومعنىً إضافياً، من حيث الشكل والمضمون، في اعتباره من المعارضين الشرسين للحريري والمرشحين الدائمين لرئاسة الحكومة، علماً أنّ حبرَ الحملات المتبادلة بين ميقاتي وتيار «المستقبل» خلال الانتخابات النيابية الأخيرة لم يجفّ بعد.

وليس خافياً أنّ رئيس تيار «المستقبل» ليس متحمِّساً، أقلّه حتى الآن، لتمثيل ميقاتي وكتلته النيابية بوزير في الحكومة الجديدة، أولاً لعدم رغبته في تقوية منافسه الاقوى شمالاً، وثانياً بسبب تحسّسه حيال مبدأ الإقرار بأيِّ حضورٍ لمعارضيه أو لمنافسيه السنّة في مجلس الوزراء، على حساب حصة «المستقبل» التقليدية.

لكن يبدو واضحاً أنّ لدى الحريري وميقاتي ما يكفي من البراغماتية والواقعية، لكي يتحكّم كلّ منهما بهواجسه حيال الآخر، بدل تركها تتحكّم بهما، وبالتالي بات الرجلان قادرَين على إدارة خلافهما وضبط وتيرته على إيقاع مصالحهما، فيلتقيان حيث تتقاطع الحسابات ويتصادمان حيث تفترق.

ويشرح ميقاتي لـ«الجمهورية» ظروفَ انعقاد اجتماع رؤساء الحكومة السابقين مع الحريري في بيت الوسط، قائلاً: خلال الايام الماضية كان التواصل قائماً بيننا هاتفياً، لكن ارتأينا أن نلتقي في ما يشبه الصالون السياسي، ونتداول في الوضع العام بدل الاكتفاء بالاتّصالات الهاتفية. ويضيف: لقد بحثنا في ملفّ تشكيل الحكومة وكيف يمكن تحريك الامور ودفعها الى الامام، وأكّدنا أننا ندعم الرئيس سعد الحريري في مهمته ونقف الى جانبه، لأنّ الظرف صعب، وهناك تحدّيات كبرى تواجه لبنان تتطلّب تعاونَ الجميع لمواجهتها.

ويشير ميقاتي الى أنّ المهم ليس فقط الانتهاء من تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، «وإنما المطلوب بعد ذلك أن تكون منتجة وأن ترتقي الى مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقها، وهذا هو الأهم بالنسبة الى اللبنانيين».

ويؤكّد ميقاتي أنه تمّ التشديد خلال اللقاء على رفض أيِّ كلام أو تلميح في شأن سحب التكليف من الحريري، لافتاً الى «أنّ مقام رئاسة الحكومة يهمّنا ولا نقبل بأيّ تعرّض له ولصلاحياته». ويعتبر ميقاتي أنه من الضروري تشكيل حكومة توحي بالثقة، مشدّداً على أهمّية أن تضمّ وزراءَ سياسيين فاعلين ومتمكّنين، بحيث يكونون قادرين على التصدّي للملفات المطروحة واتّخاذ القرارات المطلوبة في صددها، منبِّها الى أنّ المرحلة لا تتحمّل وزراء موظفين أو من المصنّفين درجة ثانية، «لأنّ التحدّيات التي تواجهنا هي دقيقة ولا يجوز التهاون أمامها، من النازحين الى الوضع الاقتصادي مروراً باستكمال تطبيق اتفاق الطائف ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية». ويعتبر ميقاتي أنّ من حقّ تكتّله النيابي أن يتمثل بوزير، سواءٌ كان سنّياً أو غير سنّي، مشيراً الى «أنّ تكتّلنا عابر للطوائف ونحن لا نتوقف عند الهوية الطائفية للوزير الذي يجب أن يمثلنا»، وموضحاً أنه سبق له أن ناقش هذا الامر مع الحريري خلال الاستشارات النيابية «وأكّدتُ له حقنا في أن نتمثّل في الحكومة المقبلة التي ينبغي أن يشارك فيها الجميع، حتى تستطيع أن تؤدّي بنجاح دورها الإنقاذي». ويتعاطى ميقاتي بشيءٍ من البرودة مع تجمّع النواب السنّة الموجودين خارج «المستقبل»، موضحاً أنه لم يُدع أصلاً الى اللقاء الذي عقدوه، «ولم أكن على علم مسبق بهذا اللقاء الذي عرفت به من وسائل الإعلام»، ومشيراً الى أنه حتى «لو وُجّهت إليّ الدعوة لحضوره فإنني كنتُ سأعتذر عن تلبيتها لأنني أفضل المحافظة على خصوصيّتي وعدم استقطابي في هذا الاتّجاه أو ذاك». ويلفت ميقاتي الى أنّ كلّاً من هؤلاء النواب ينتمي أصلاً الى كتلة سياسية أخرى، «ولكنهم جمعوا أنفسَهم فجأة، وبالتالي لا أعرف ما إذا كان يجب تمثيلهم في الحكومة كحالة سنّية قائمة بحدّ ذاتها، إنما الأكيد أنه ينبغي أن تتمّ مراعاة الحيثية الشعبية والسياسية للنواب السنّة العشرة المستقلّين عن تيار «المستقبل».

 

رسالتان إعتراضيّتان

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 02 تموز 2018

أحد أكثر وجوه أزمة التأليف وضوحاً وتعبيراً ودلالة، هو الاجتماع السنّي الذي جمع الرئيس المكلّف ورؤساء الحكومات السابقين قبل يومين.بالتأكيد أنّ الحريري هو الداعي الى هذا الاجتماع السياسي السنّي الطارئ، إلّا أنه في عمقه وخلفيّته يشكّل ترجمةً لشعورٍ سنّي عام، بأنّ ثمّة مَن لامس الخطّ الأحمر، ودخل الى ملعب صلاحيات الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة، ويحاول أن يفرض معادلاتٍ وأعرافاً جديدة. هذا الاجتماع تلاقيه دار الفتوى وتغطّيه من حيث الشكل والمضمون، الذي انتهى فيه الى تأكيد الالتفاف حول الرئيس المكلّف في مهمته تشكيل الحكومة وفق ما يمنحه له الدستور من صلاحيات في هذا المجال، وشكّل بالتالي محطة إطلاق لرسالتين اعتراضيّتين:

- الرسالة الأولى، تعترض على مضمون البيان الرئاسي الصادر قبل أيام عن رئيس الجمهورية ميشال عون، وتضمّن تأكيداً على صلاحيات الرئيس في ما خصّ تأليف الحكومة وحقّه الحصري في اختيار نائب رئيس الحكومة. علماً أنّ الدستور حدّد للرئيس المكلف مهمته في تشكيل الحكومة بالشراكة مع رئيس الجمهورية الذي يمنحه الدستور صلاحية التوقيع النهائي لمرسوم تشكيل الحكومة.

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ في العمق السنّي شعوراً جدّياً، وعلى كل المستويات ومن دون استثناء موالاة أو معارضة، بأنّ البيان الرئاسي الأخير، ينطوي على منافسةٍ للرئيس المكلّف على صلاحياته، ومحاولة تقييد حركة المشاورات التي يجريها لتأليف الحكومة بشروط وأعراف لا نصّ قانونياً أو دستورياً عليها.

وهنا يقول أحد رؤساء الحكومات السابقين إنّ البيان الرئاسي لم يكن منتظراً لا في توقيته، ولا في مضمونه الذي يعكس افتئاتاً على صلاحيات الرئيس المكلف، ويهمّش مهمته ودوره في تشكيل الحكومة ويُظهره وكأنه ليس المعنيّ الأول في تشكيل الحكومة وليس أحد غيره. ناهيك عن الحملة غير البريئة التي أُثيرت قبل البيان وحملت في بعض جوانبها «كلاماً مدروساً» عن تحديد سقف زمني للتكليف، تواكب مع كلام جرى تسريبه ومن ثمّ نفيه، عن وجود بدائل جاهزة للحريري.

- الرسالة الثانية، تعترض إصرارَ بعض الأطراف على تقييد الرئيس المكلف بشروط تعجيزية وغير واقعية حول أحجامها وحصصها ونوعيّة الحقائب التي تختارها وتحجزها لنفسها، او بالأحرى تحتكرها، وكذلك حول تركيبة الحكومة وحجمها.

هناك مَن يقرأ في الاعتراض السنّي على هذا الجانب، أنّ ما يطالب به الاطراف لتسهيل ولادة الحكومة أكبر من أن يقدر الحريري على تقديمه. فصحيح أنّ الأطراف تعبّر عن استعجالها تأليف الحكومة، ليس من باب الحرص على إطلاق عجلة البلد والتصدّي لأزماته وقضاياه، بل بوصف الحكومة الجاري تشكيلها حكومة حتى نهاية العهد، من هنا يأتي استعجال كل طرف انطلاقاً ممّا يفيده، وعينه على السنوات المقبلة التي يرى أنها توجب عليه تحصين نفسه بالقدر الأكبر من الحقائب والدفاعات والمصالح والمكاسب طبعاً.

واضح، بحسب هذه القراءة، أنّ مصلحة الأطراف المتقاتلة على الحقائب، في التعجيل بحكومة يحتلّ فيها كل طرف حضوراً كبيراً يفوق حضور الآخرين، وفي الوقت نفسه فإنّ للحريري مصلحة كبرى في ولادة سريعة للحكومة، ولكن ليس أيّ حكومة، هو يريد حكومة يرى نفسَه فيها، بحضور فاعل ووازن يستعيد من خلاله وزنه داخل طائفته وداخل موقعه السياسي في آن معاً، ويؤكّد بالتالي انتقاله من المربّع السياسي الذي ثبت فيه في السنوات الاخيرة، الى مربّعه الأول على ما كان عليه الحال في زمن «14 آذار»، التي تتكثف جهود الأصدقاء الأقربين والأبعدين لإعادة ترميمها وإحيائها بالشكل الذي كانت عليه ما بعد العام 2005.

وعلى ما يعكسه بعض المتفهمّين لموقف الحريري، فإنّ الرئيس المكلف يرفض الذهاب الى حكومة ينطبق عليه فيها وصف «الرئيس الضعيف»، وهذا ما قد تؤدّي اليه مطالب الفرقاء الطموحة والمبالغ فيها، والتي إذا ما تمّت تلبيتُها، فستؤدّي حتماً الى «هزّ» موقع الرئيس المكلف داخل حكومته. إذ إنّ صورة الحكومة ستظهر أنّ الشيعة نالوا 6 وزراء، و»القوات اللبنانية» تريد 5 وزراء، والحزب الاشتراكي يريد 3 وزراء، المردة سيتمثل، وقوى نيابية مستقلة ستتمثل بدورها، ورئيس الجمهورية يريد 3 وزراء، والتيار الوطني الحر يريد 8 وزراء، فماذا يبقى لرئيس الحكومة؟ في هذه الحالة لم يأخذ إلّا الفتات. وإن تشكّلت الحكومة وفق هذه التوزيعة، فإنّ رئيس الحكومة لن يكون هو الرئيس الفعلي للحكومة، بل إنّ رئيس الحكومة سيكون صاحبَ المساحة الأوسع فيها يعني فريق رئيس الجمهورية، ما يعني في النهاية أنّ جبران باسيل، واستناداً الى حصة رئيس الجمهورية والى حصة التيار، سيكون هو الرئيس الفعلي للحكومة والمتحكّم بها بجبهةٍ وزاريّة عريضة من الداخل في يدها الثلث المعطّل لتطييرها في أيّ وقت وتحت أيّ ظرف.

هذه الصورة يرفض أن يتخيّلها رئيسٌ سابق للحكومة، ويقول: لا قبول بتهميش موقع وصلاحيات ومعنويات رئيس الحكومة. البعض يقول إنه ربح في الانتخابات وحقّق نصراً عظيماً، فـ»صحتين على قلبو»، لكنّ غيره أيضاً ربح الانتخابات وانتصر أيضاً، وتواضع الى المدى الأبعد في مقاربة التأليف وقبل سلفاً بحصة وزارية طبيعية، بل متواضعة رغم حجمه النيابي الكبير، وذلك من باب التسهيل». يضيف الرئيس المذكور «أنّ المشكلة الأساس مزدوجة، تكمن من جهة في عدم قبول بعض الأطراف السياسية لبعضها البعض، وتكمن من جهة ثانية، في إصرار البعض على النظر في مرآة مكبّرة لا يرى فيها إلّا نفسه، ومن نتائجها الطريقة التي يعتمدونها منذ تكليف الرئيس الحريري، والمطالب التي يطرحونها، والفيتوات التي يضعونها، والشروط التي يحدّدونها للتمثيل، والمعايير التي يسهّلونها لأنفسهم ويصعّبونها على غيرهم، كل ذلك لا يعجّل في تشكيل الحكومة، بل يعيقها. لذلك إن كانوا يصرّون على هذا المنحى، ويريدون أن يشكّلوا الحكومة بهذه الطريقة، فليشكّلوها بمعزلٍ عنا إن تمكّنوا من ذلك.

 

كافاني: أريد مواصلة الطريقسانتوس: مازلت في حاجة إلى «الدون»

«نبوءة» رامي مخلوف/حازم الأمين/الحياة/02 تموز/18

وافقت إسرائيل على دخول جيش النظام السوري إلى درعا. جرى ذلك عبر اتفاق روسي- سوري وبموافقة أميركية! لكن ما لم يُعلن عنه أيضاً أن الاتفاق الذي رعته موسكو شمل ضمانات روسية بابتعاد الإيرانيين والميليشيات الموالية لهم، ومن بينها حزب الله اللبناني، عن الحدود السورية- الإسرائيلية. بل يُرجح مراقبون أن يكون الروس تكفلوا بخروج الإيرانيين من كل مناطق الجنوب السوري. تحرك جيش النظام السوري باتجاه درعا وصولاً إلى الحدود مع الأردن ومع إسرائيل، ما كان يمكن أن يبدأ من دون موافقة إسرائيلية، فقبل شهرٍ واحدٍ فقط كان تقدم هذا الجيش يعني لتل أبيب تقدماً للحرس الثوري الإيراني، وهذا ما كان مستحيل الحدوث، الغارات الإسرائيلية اليومية توقفت فجأة، وباشر جيش النظام تقدمه. سيناريو بالغ الوضوح. الضمانات التي قُدمت لإسرائيل لا يمكن النقاش حول صحتها.

طبعاً الضحية الأولى لهذا الاتفاق هي فصائل المعارضة السورية المسلحة في جنوب سورية، ذلك أن تواطؤاً عليها شاركت فيه كل القوى والدول المحيطة بهم. ومرة أخرى تدفع هذه الفصائل أثماناً تصل إلى حد استئصالها من المعادلة وتحولها رقماً صغيراً في أيدي قوى إقليمية ارتهنت إليها. لكن ثمة واقعة لم يعد لها موقع في ذاكرتنا المتصلة بالمأساة السورية، ففي مطلع عام 2011، أي العام الأول لانطلاق الاحتجاجات في سورية، أجرى مراسل «نيويورك تايمز» الصحافي الراحل أنطوني شديد، مقابلة مع ابن خال بشار الأسد، رجل الأعمال السوري رامي مخلوف قال الأخير فيها حرفياً: «اذا لم يكن هناك استقرار في سورية لن يكون هناك استقرار في إسرائيل. لا أحد يستطيع أن يضمن أمن إسرائيل اذا حصل شيء لهذا النظام»! يومها انتفضت صحافة الممانعة المقربة من النظام لـ «كرامتها» وشنت هجوماً على مخلوف، والأرجح أن «شفافية» الرجل تسببت بتقريعه من النظام.

لكن ما يجري اليوم هو أحد الفصول التي كان مخلوف قد «استشرفها»، ففي سياق تداعي دفاعات النظام وصل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الموالية له إلى سورية بهدف حماية النظام. والحرس الثوري، ومن ورائه ترسانة الممانعة، يدرك أن حماية النظام لا يمكن تأمينها إلا عبر إطلاق أبواق حربٍ إقليمية تثير مخاوف العالم. النظام يدرك أن خوف العالم على إسرائيل أقوى من رغبته بدعم انتفاضة السوريين على النظام. وعلى ضوء هذه المعرفة اقترب الحرس وميليشياه من الحدود مع إسرائيل، وباشرت الأخيرة غارات يومية على مواقعه. هذه الغارات كانت مقدمات حرب شاملة. فتح الروس الأجواء السورية للطائرات الإسرائيلية وراحت هذه الطائرات تقصف المواقع الإيرانية يومياً من دون أي رد فعل من قبل طهران وحلفائها. إلى أن حان موعد الصفقة، فالغاية من اقتراب الإيرانيين من الحدود لم يكن يوماً الرغبة في الحرب مع تل أبيب، والأخيرة بدورها غير معنية بمستقبل النظام إذا ما كان هذا الأخير خاضعاً لشرطها المتعلق بعدم الاقتراب من الحدود، وهي مستعدة لإعطائه فرصة حياة إذا ما أمّن لها حدودها على نحو ما فعل طوال 40 سنة في الجولان. طهران بدورها حققت الهدف من وراء تمددها في سورية: الابتعاد من الحدود مع إسرائيل هو جزء من صفقة تحفظ لها نفوذها في دمشق، بعيداً من هذه الحدود. «تحرير فلسطين» يمكنه أن ينتظر قروناً طالما أن هناك غِلالاً مذهبية تأمنت بفعل الصراع مع «العدو». نبوءة رامي مخلوف تحققت بالمعنى الحرفي للكلمة. لقد أجادت الممانعة توظيف فلسطينـ»ـها» لحماية أنظمة الاستبداد والقتل مرة أخرى. ومرة أخرى كشفت قوى الاحتراب الأهلي المسماة «فصائل سورية معارضة» عن أنها ليست أكثر من أداة صغيرة بيد مشغلين إقليميين ودوليين لا حساب عندهم للمصلحة السورية. تل أبيب أمنت حدودها، وطهران تقاضت أثماناً مذهبية، وموسكو رعت الصفقة القذرة، وتقدم جيش النظام إلى درعا... ورامي مخلوف لم يكذب حين قال ما قاله.

 

أربع إلى ست ساعات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 تموز/18

هناك علاقة رهيبة بين الزعماء الآيديولوجيين وبين الخطب. لم أفهم أسبابها عندما كنت أتابع كلمات الديكتاتوريين الذين عشنا مراحلهم، ولا أعتقد أنني أفهم هذه الظاهرة الآن. عندما اقتنيت مجموعة خطب لينين في السبعينات، كانت تقع في أكثر من 200 مجلد. ماذا كان الفارق بين الأول والأخير والوسط؟ لست أدري. وقد قرأت خطباً كثيرة لنيكيتا خروشوف، لا أذكر منها، ولا أعتقد أن أحداً يذكر، سوى خطابه الأول والأكثر شهرة في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي عام 1954، عندما قرر، في شجاعة خارقة، أن يفكك أسطورة سلفه ستالين. وتسنّى لي مرة أن أقتني نصوص الخطب الرئيسية التي ألقاها الدكتور فيدل كاسترو. وربما كان الزعيم الكوبي الأكثر إطالة في الخُطب عبر التاريخ، إذ كان معدل إلقائها من أربع إلى ست ساعات. ولا بد هنا من الإشادة، بشجاعة وصبر وقدرة الجماهير المصغية على التحمّل. بحيث إن أحداً لا يترك المكان من أجل حاجته أو أي اضطرار آخر.

لم تكن الخطب الطويلة سمة ديكتاتوريي اليسار فقط، فاليمين كان أعلى صوتاً وأكثر إيماءاتٍ، وأحياناً، مسرحيات. تعلَّم هتلر كيف يأسر الجماهير الألمانية والنمساوية طوال ساعات، رغم أنها شعوب عملٍ وكدِّ وصناعة، لا شعوب ثرثرة مقاهٍ. وكان الإيطاليون يطربون لموسيليني، ويتمنون أن تستمر خطبه دون انتهاء. وإذا حاولت اليوم أن تعيد قراءة تلك النصوص، وجدت شبهاً مذهلاً في رتابتها وشعاراتها وألفاظها وتعابيرها. في الكثير منها، ما عليك سوى أن تغيّر اسم المكان، أو تاريخ الخطاب. ولست أقول ذلك مازحاً أو مبالغاً، لكن المكان يضيق هنا في إثبات المقارنات.

حاول أطباء النفس على مرّ العقود، تحليل هذه الظاهرة، وأعطوها، على طريقتهم، أسباباً كثيرة ومختلفة، منها العلاقة مع الأم أو الأب، ومنها المنشأ أو البيئة، ومنها عقدٌ جسدية. لكن أحداً لم يشرح ظاهرة «المونولوغ»، أي مخاطبة النفس طوال هذا الوقت. ويروي إيناسيو رامونيه، الذي كتب سيرة كاسترو، وكان أقرب الصحافيين العالميين إليه، أنه كان يحدّثه ذات يوم في روايات المؤلف الأميركي إرنست همنغواي، واتخذ النقاش معظم أعمال حامل نوبل. سأله رامونيه ما الذي يعجبه في همنغواي أكثر من غيره: هل هي جمله القصيرة؟ هل هي شجاعته في الحروب؟ هل هي مشاركته في الحرب الأهلية الإسبانية؟ لا شيء من كل هذا. أجاب كاسترو: «لقد قرأت معظم رواياته أكثر من مرة، خصوصاً (لمن تُقرع الأجراس)، و(وداعاً للسلاح)، وفي هاتين الروايتين يجعل البطل يتحدث دائماً إلى نفسه. هذا ما أحبه في همنغواي. المونولوغات الطويلة، عندما يتحدث الأبطال إلى أنفسهم».

 

30 يونيو... مصر في خمسة أعوام

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/01 تموز/18

تغيرت الأحوال وتبدلت المآلات واختلف المستقبل في مصر وفي العالم العربي بعد السقوط المدوّي لربيع الفوضى والأصولية والإرهاب الذي كان يعرّف في وقته بالربيع العربي، وقد وافق أمس السبت 30 يونيو (حزيران) مرور خمسة أعوامٍ على ذلك الحدث الكبير.

فهل انتهت التحديات الاقتصادية التي تواجه الدولة المصرية والشعب المصري خلال أعوامٍ خمسة؟ بالتأكيد لا، ولكن السؤال الأهم قبل هذا هو ماذا جنت مصر وشعبها من فوضى ذلك الربيع؟ الجواب هو أن التحديات الاقتصادية تضاعفت عمّا كان قبلها أضعافاً، ولكن الزاوية الأهم التي تفيد القراءة من خلالها في هذا السياق هي: ما هو الأثر الفعلي للحدث الأكبر حينذاك على الدولة المصرية والشعب المصري وبالتالي على العالم العربي والمنطقة والعالم. لقد تمّ اختطاف الدولة المصرية من قبل جماعة أصولية إرهابية هي جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها، الذين كانوا في بداية الاحتجاجات يصرحون بأنهم لا يريدون سلطة ولا مسؤولية ولا سياسة وأنهم فقط يدعمون الشباب في الميادين ولم تتردد الجماعة عند أول انتخاباتٍ أن سعت بكل ما تستطيع للاستحواذ على السلطة بالكامل، والسيطرة على النقابات، واكتساح الدولة ومؤسساتها بكل طريقة وكل سبيل، فأخذت رئاسة الدولة وعينت عناصرها في كل المناصب، وهاجمت بكل همجية وعنفٍ المؤسستين الكبيرتين اللتين لم تستطع اختراقهما، وهما مؤسسة القضاء والمؤسسة الإعلامية. تمّ ذلك كله بدعمٍ كاملٍ من المشروعين المعاديين للدول العربية وشعوبها في المنطقة؛ المشروع الإيراني والمشروع التركي، وبدعم قطري كاملٍ، هذا إقليمياً، وبتغطية ودعمٍ كاملٍ من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، صديق الأصوليين من الإخوان إلى قطر إلى إيران. ولكن مصر استيقظت في 30 يونيو ورفضت أن تكون تابعاً صغيراً في جيب ملالي إيران والمشروعات المعادية في المنطقة، فقام الشعب المصري، وبدعم من الجيش المصري، قومة واحدة في وجه كل ذلك، واستعادت الدولة المصرية نفسها وهيبتها وسيادتها، ووقفت وقفة رجل واحدٍ في الدفاع عن مصر وتاريخها وقيمتها، وملأ الشعب المصري الشوارع والميادين تأييداً لإزاحة حكم الأصولية والفوضى والإرهاب، وصنع التاريخ.

مع وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة الاتصال أصبحت ذاكرة الناس قصيرة، وتحتاج لشيء من الذكرى يجلو الأحداث ويصوّب التحليل. وقفت السعودية وقفة قوية في دعم خيار الدولة المصرية والجيش والشعب، وأصدرت بياناً قوياً مؤيداً، وبعد دقائق أصدرت دولة الإمارات بياناً قوياً مؤيداً، وبعد ذلك أصدرت الكويت بياناً قوياً مؤيداً، وصمتت الإدارة الأميركية الأوبامية، واتجهت مصر إلى الاستقرار مجدداً. وتكوّن المحور الأقوى عربياً اليوم، الذي بات يقود مصالح الدول العربية وشعوبها، بالقوتين الناعمة والخشنة، وعلى مستوياتٍ من التوافق والاختلاف، ولكن التاريخ تغيّر في ذلك اليوم، يوم تكسير محور استقرار الفوضى وترسيخ محور استقرار الدولة في المنطقة، ومع بقاء الخصوم في المنطقة على ما هم عليه فإنهم أصبحوا أضعف، وأكثر انكساراً، لا في مصر وحدها بل في غالب الدول العربية التي دخلت في استقرار الفوضى، بل وأكثر من هذا لقد عادت الولايات المتحدة لنفسها ولمصالحها ولفرض هيبتها على المستوى الدولي مع إدارة الرئيس دونالد ترمب، الذي تتجه سياساته واستراتيجياته إلى تصحيح كل الأخطاء والخطايا التي ارتكبتها الإدارة السابقة. بعد أعوامٍ خمسة أصبحت مصر ورشة لمشروعات كبرى تتمّ بجهودٍ مصرية وبشراكاتٍ عربية ودولية، من أهمها مشروع قناة السويس الثانية، والمشروعات الاستثمارية الكبرى بالتعاون مع السعودية في سيناء وغيرها، والمشروعات الكبرى مع دولة الإمارات، وهي تحظى بدعمٍ مستمرٍ، ولا ينغص على هذا بحالٍ أي تحدياتٍ لم تزل قائمة بحكم الطبيعة وتطور المجتمعات وحجم الإمكانيات ونحو ذلك.

المكسب الأكبر الذي حدث في 30 يونيو 2013 هو المكسب السياسي والاستراتيجي لمصر وشعبها وللدول العربية، ويكفي لتصور هذا المكسب الضخم تخيل السيناريو المعاكس، وهو سيناريو استحواذ جماعة الإخوان المسلمين على السلطة في مصر وحكمها مائة عامٍ كما كان يصرح بعض رموز الجماعة آنذاك، وهو السيناريو الأكثر كارثية والذي كان سيودي بمصر وتاريخها وقيمتها إلى رقمٍ صغيرٍ في المعادلات الإقليمية وسيوصلها لحالة من الآيديولوجيا المنغلقة والفقر المدقع لتصبح مثل إيران اليوم، إيران التي يعاني شعبها من كل مظاهر التخلف والقمع والقتل والتنكيل باسم الله وآيات الله المعممين، والذي تسلط عليه كل قوى الدولة الأمنية وعصاباتها وميليشياتها لإخضاعه وتدميره وإجباره على الموت جوعاً دون أي احتجاجٍ أو اعتراض.

على مدى خمسة أعوامٍ سلفت أصبح جلياً للشعب المصري من هم حلفاؤه وأشقاؤه ومن هم خصومه وأعداؤه، فالإرهاب الذي فتك بسيناء وبأماكن كثيرة في مصر هو إرهاب جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية المنشقة عنها مهما كانت الأسماء ومهما كان التستر، والداعمون لهذا الإرهاب بالمال والمؤامرات والمواقف السياسية هم أنفسهم أعداء الأمس، إيران وتركيا وقطر، وأصدقاء مصر في السعودية والإمارات والكويت لم يزالوا يواصلون الدعم وبناء المستقبل الأفضل لدولهم وشعوبهم ولمصر ودولتها وشعبها. ليس من مقصود هذا السياق وجود بعض الخلافات في المواقف السياسية بين أصدقاء مصر في بعض الملفات الإقليمية فهذا أمرٌ مفهومٌ في السياسة، والتحالفات أو المحاور تبنى على مثل هذا التفهم، ولكن يبقى الرهان على المصالح الكبرى والاستراتيجيات المهمة والتوجهات السياسية الفاعلة، ومصر في هذا الإطار هي ضمن هذا المحور العربي وهذا التحالف المظفر، وهي شريك استثماري واقتصادي مهم، وبالتالي فالصغائر التي قد تشوّش على بعض الأمور يمكن تجاوزها بسهولة للحفاظ على ما هو أهم وأجدى في الحاضر والمستقبل. في تطور التاريخ مساراتٌ كبرى للخلافات والعداوات، وفيه مساراتٌ مثلها للتحالفات والولاءات، فيه تطوراتٌ في توازنات القوى وعلاقات الأطراف، والساسة الناجحون والمثقفون الواقعيون والكتاب العقلانيون يستطيعون التفاعل مع هذا كله بما يخدم الواقع المعيش والمستقبل المنشود، والنجاحات السياسية منوطة بتحييد العواطف وتقديم المصالح، وببناء المستقبل وتحقيق الأحلام. أخيراً، فالحديث في هذا السياق هو عن لحظاتٍ فيها استقرار ولحظاتٍ فيها اضطراب، كما هي طبيعة التاريخ، ولكن المنطقة بأسرها تعيش واقعياً في صراعاتٍ كبرى ومشروعات متناقضة ومتضادة ومتعارضة تعترك بشكلٍ يوميٍ، ولكن المؤشرات العامة تشير إلى صعود محور الاعتدال العربي ضد خصومه، ومصر تحتاج لكثير، ولكن أشقاءها معها.

 

المهاجرون قضية تنغص العالم

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/01 تموز/18

يمكن القول إن ملف المهاجرين لم يعرف حوله انقساما في أوروبا ولا هيمنة للمواقف المتصلبة الرافضة للمهاجرين كما يحصل منذ أشهر. وهي مواقف يطغى عليها المعاداة الصريحة المباشرة والرفض الراديكالي. واللافت للانتباه أمام كمية العداء الظاهرة والمعبر عنها كلاماً وإجراءات، أنّها معاداة تنطوي على تناقضات سواء بالنظر إلى قيم الانفتاح والإنسانيّة الرحبة التي قامت عليها أوروبا الحديثة التي تتبنى قيم الحرية وحقوق الإنسان أو من ناحية ما يدعيه العالم بكل مكوناته اليوم من أنه أصبح قرية صغيرة وأنه لا معنى للحدود وأن السفر والتنقل حق من حقوق الإنسان. هناك تناقضات غير مفهومة تؤكد أن فئة في أوروبا اليوم تجاهد من أجل انغلاق أوروبا وتأخذها في اتجاه التطرف ورفض الآخر أو القبول المشروط للآخر خصوصاً أن المهاجرين المرفوضين هم مرفوضون لانتمائهم الديني والعرقي، بل إن التطرف قاد البعض إلى رفض حق اللجوء والدعوة إلى إغلاق الحدود. كما لا يخفى أن ملف المهاجرين أصبح سياسياً في المقام الأول، وهو من العوامل القوية والأساسيّة لصعود اليمين المتطرف الذي أصبح يستميل الناخبين باستثمار ملف المهاجرين واتخاذ موقف معادٍ ورافض لوجودهم. أعتقد أن هناك نقطة مهمة لا تطرح كلما فتح ملف المهاجرين السريين وهي أن تزايد ظاهرة الهجرة السرية من أسبابه القوية انسداد أفق وسبل الهجرة النظامية، حيث أصبحت التأشيرة حلماً للمغاربيين والأفارقة وهي تكاد تكون ممنوعة على الشباب والمعطلين عن العمل. بل إنه حتى النخب في بلدان المغرب العربي وأفريقيا، ونقصد منهم الكوادر الجامعية والطبية وغير ذلك، تتحصل على تأشيرة للسياحة أو للحضور في تظاهرة علمية بشق الأنفس. فالواضح أن العرب والمسلمين والأفارقة غير مرحب بهم أوروبياً لا بشكل نظامي أو غير نظامي. وهو ما يفسر حالة التواطؤ الموجودة منذ أشهر طويلة وتفضيل أن يموتوا غرقاً ويلتهمهم الحوت على أن يصلوا للمدن الأوروبية؛ ذلك أن الأعداد المهولة التي نسمع عن موتها غرقاً في البحر الأبيض المتوسط هي تعود - في سبب مهم من الأسباب - إلى تواطؤ مقصود من قوات المراقبة الأوروبية.

ويكفي أن ننظر في أرقام الغرقى الذين وصل عددهم خلال هذا العام حتى الآن إلى أكثر من الألف غريق. ففي ضوء هذا الفهم نضع فزع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من الأعداد المتزايدة للمهاجرين واللاجئين الذين يفقدون أرواحهم في البحر داعية إلى تحرك دولي عاجل.

ولكن أغلب الظن أن هذه الدعوة لن تلقى الآذان الصاغية. أيضا لا تفوتنا الإشارة إلى موقف الإدارة الأميركية من المهاجرين وكيف أنه لم تتوانَ قبل تراجعها عن فصل الأطفال عن آبائهم في الحدود الأميركية المكسيكية وكيف أن الولايات المتحدة لم تجد حرجاً بسبب الانتقادات التي وصلتها من إعلان انسحابها من «الميثاق العالمي للهجرة» الذي يلتزم تحسين ظروف اللاجئين والمهاجرين، دون أن ننسى أن الرئيس الأميركي عبر عن موقفه إزاء المهاجرين في حملته الانتخابية وهو كما نعلم موقف الجمهوريين الذين يدعون إلى إقامة جدار مع المكسيك.

إذن معاداة المهاجرين هي ظاهرة دوليّة بامتياز. وأصبحت الدول القوية لا تريد من الدول التي تعيش مشاكل اقتصادية إلا استيراد أدمغتها المتفوقة فقط. طبعاً موضوعياً هناك مشاكل حقيقية في ملف المهاجرين غير النظاميين، ولكن المشكل الذي يثير الانتباه هو المعالجة غير الإنسانية وغير الأخلاقية للموضوع؛ ذلك أن يصبح الموت غرقاً نصيب من يحلم بواقع أفضل إنما يعد نتيجة مخجلة لكل العالم. العالم يتغير وتمثلات المهاجرين حول أوروبا والولايات المتحدة لم تتغير: ما زالوا يعتقدون أن أميركا بلد تحقيق الأحلام وأن أوروبا جنة في حين أن هذه الدول لا تخلو من مشاكل اقتصادية أيضاً رغم الاستقرار والتنمية.

لا شك في أن غرق المهاجرين الذين لا ذنب لهم غير الحلم بواقع أفضل تتحمله في المقام الأول دولهم التي فشلت في تحقيق الحد الأدنى من توقعاتهم. وفي هذا السياق نضرب مثلاً تونس حيث أبرزت وزارة الداخلية الإيطالية في ديسمبر (كانون الأول) 2017 أن عدد المهاجرين التونسيين غير الشرعيين إلى الدول الأوروبية تضاعف 17 مرة مقارنة بإحصائيات 2016. ومؤخراً عاشت جزيرة قرقنة في صفاقس كارثة إنسانية بأتم معنى الكلمة ذهب ضحيتها عشرات الغرقى من الشباب والنساء. بمعنى آخر فإن ظاهرة الهجرة السرية هي نتاج الإكراهات الاقتصادية والفقر والبطالة والتأشيرات المستحيلة واليمين المتطرف في أوروبا الذي أصبح يمارس السياسة باستثمار ورقة المهاجرين والربط بينهم وبين الإرهاب وأنواع الشر كافة. ومهما تكن الأسباب والمسببات فإن ظاهرة الانغلاق الأوروبي وصمت العالم في زمن التبجح بحقوق الإنسان بموت الآلاف غرقاً، يمثلان وصمة عار على جبين العالم.

 

ملاكمة ترامب مع الناتو ومبارزته مع بوتين

راغدة درغام/01 تموز/18

يأخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أدوات فن الصفقة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يعقد قمته في ١١ الشهر الجاري ثم بعد خمسة أيام إلى هلسنكي حيث تنعقد القمة الرسمية الأولى بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ١٦ يوليو (تموز). قد يختار ترامب المبارزة أو الملاكمة وهو يلعب سكتي القمتين، وقد يستخدم كل منهما للحصول على ما يريده من الأخرى. الأوروبيون قلقون جداً من رجل البيت الأبيض وإمكانية عقده مع رجل الكرملين صفقة أميركية – روسية تهمّش أوروبا وتضعف حلف الناتو وتفرض مسارات إقتصادية لا تجدها أوروبا لصالحها. والروس ليسوا واثقين من الولايات المتحدة الأميركية ولا من تماسك سياسات إدارة ترامب. بل ان فلاديمير بوتين قد يكون أوّل من يدفع ثمن إهتزاز النظام العالمي المتوارث منذ الحرب العالمية الثانية بما في ذلك إهتزاز حلف شمال الأطلسي، ذلك لأن دفع كل من ألمانيا واليابان إلى التسلّع يُرعب روسيا. القمتان في غاية الأهمية ليس فقط لجهة العلاقة مع واشنطن وانما أيضاً في إطار سياسات الناتو الداخلية ومع روسيا ونحو ملفات إقليمية مهمة مثل إيران.

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إنطلق في جولة طمأنة في آسيا ومع الأوروبيين، فيما إنطلق مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون إلى تهيئة القمة بين ترامب وبوتين وكذلك قمة حلف شمال الأطلسي.

ماتيس ليس من الحمائم لكنه ليس من صقور على نسق بولتون. جيمس ماتيس رجل عسكري أمضى عمره في المؤسسة العسكرية. جون بولتون من المؤسسة المدنية أمضى عمره في التشدد على كافة الأصعدة وهو إنعزالي الطبع لكنه يفهم لغة البراغماتية جيداً. مزاج البيت الأبيض اليوم يتجه نحو تقوية طاقم المدنيين لأن طاقم العسكريين قد يحتوي طموحات وسياسات الرئيس المتمرد على المؤسسات.

الأوروبيون يخشون تهميش البيت الأبيض لجيمس ماتيس بإعتباره من وجهة نظرهم مؤازراً لحلف ناتو قوي ومتماسك وضروري لا يجوز للولايات المتحدة إضعاف بنيويته لأن ذلك ليس في صالح الغرب ولا القيادة الأميركية للعالم. يعتقد بعض الأوروبيين ان ماتيس هو صوت العقل في إدارة ترامب على صعيد العلاقات الأميركية - الأوروبية كما على صعيد الملف الإيراني لأن ماتيس - بالرغم من تصريحاته النارية ضد إيران - لا يريد حرباً معها، شأنه شأن المؤسسة العسكرية الأميركية برمتها. هؤلاء يخشون إندفاع المدنيين في البيت الأبيض نحو حروب في مواقع معينة بالرغم من ان ترامب ورجاله فاجأوا العالم بسياسات مدهشة كتلك مع زعيم كوريا الشمالية.

حلفاء أميركا في آسيا تخوفوا من إنعكاس السعي إلى التوصل إلى إتفاق مع كوريا الشمالية بشأن نزعها سلاحها النووي في تخفيض حجم القوات الأميركية بعدما أعلن ترامب وقف التدريبات الحربية مع كوريا الجنوبية قائلاً ان ذلك يعزز فرصة الديبلوماسيين للتفاوض. البعض عبّر عن الخشية ان تدفع الإنسحابات الأميركية العسكرية من آسيا اليابان إلى تسليح نفسها حرصاً على الدفاع بنفسها عن مصالحها القومية الأمنية.

جيمس ماتيس توجه إلى آسيا واوروبا مطمئناً للحلفاء والاصدقاء، انما الرجل القابع في الكرملين هو الذي كان بالقدر نفسه من القلق كما حلفاء أميركا من الأوروبيين والآسيويين - ليس حبّاً بالتوسع العسكري الأميركي وانما خوفاً على روسيا من يابان والمانيا مسلحتان مجدداً. فما أفرزته الحرب العالمية من نظام عالمي كان مفيداً لروسيا وهو ما زال نظام يفيد بوتين ورؤيته وطموحاته بالرغم من تواجد ربع مليون جندي أميركي في أوروبا في الجيرة الروسية.

دونالد ترامب يؤمن ان النظام العالمي مكلف لاميركا وان الإستمرار فيه مفيد أكثر للآخرين. يرى ان أميركا تدفع كلفة الأمن الجماعي على حساب خزينتها ومصالحها. يرى ان فيما أميركا تسدد الفاتورة الأمنية الباهظة، يقوم المستفيدون في أوروبا وآسيا بإنتاج تكنولوجيا أفضل وسيارات أفضل وهم مرتاحون تحت المظلة الأميركية. لذلك وجّه ترامب رسالة قوية اللهجة وصارمة إلى الدول الأعضاء في حلف الناتو فحواها ان الأميركيين تعبوا من تمويل الدفاع عن أوروبا وان الوقت حان لإقتسام المسؤولية المالية للدفاع المشترك عن الأمن الجماعي بين أعضاء حلف شمال الأطلسي.

هذا الكلام لا يعجب الأوروبيين عشية قمة الناتو سيما وان ترامب سيتوجه إلى لقاء بوتين في العاصمة الفنلندية بعد ٥ أيام. لا يريدون التصدّع في صفوف الناتو ولا يريدون اية رسالة ضعف يحملها ترامب إلى بوتين حول تماسك أعضاء حلف شمال الأطلسي. لعل ترامب يستخدم هذه المعادلة ليحصل على ما يريده من حلفائه في حلف شمال الأطلسي، أولاً، لجهة المسؤولية المالية المشتركة، وثانياً، لجهة السياسات الأوروبية التي يستعصي بعضها على سياسات محورية لإدارة ترامب وعلى رأسها السياسة نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

المستشارة الألمانية انغيلا ميركل فهمت أخيراً ان إيران مشكلتها وان لا مجال للمضي بسياسة إحتضان طهران مهما كان، إذا كانت تريد مصلحة ألمانيا ومصلحتها. ضغوط الرئيس ترامب على الشركات الألمانية أدت إلى إنفصال الشركات عن سياسات ميركل، وهذا بدوره أدى بها إلى التحدث بلغة جديدة أثناء لقائها مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمام الإعلام، إذ دعت إلى "مواجهة سياسات إيران العدائية في الشرق الأوسط". لكن ميركل أكدت "أهمية الحفاظ على الإتفاقية النووية مع إيران رغم الممارسات الخاطئة التي تقوم بها إيران في سورية وتحديداً قرب الحدود السورية".هذا "المنطق" ليس في قاموس ترامب لأنه ينظر إلى الأمور بصورة أقل ضبابية ولا يريد ان يتفهّم أنصاف الخطوات.

بعض الألمان يخشون إنتقام ترامب من ألمانيا بسبب السياسة الإيرانية التي تتبناها. بعضهم يخاف ان تكون أدوات الإنتقام روسية. الصحيفة الألمانية "دي فيلت" إعتبرت ان اية صفقة يبرمها الرئيسان الأميركي والروسي بعيداً عن أوروبا يمكن ان تتحول إلى سيناريو كارثي لأوروبا. تخوفت الصحيفة من ان تفضي القمة إلى وقف مشاركة واشنطن في المناورات العسكرية للناتو على الحدود الشرقية للحلف مقابل تخلي موسكو عن إجراء مناورات في غرب روسيا، مما يضعف حلف الناتو "ويضع علامة إستفهام على مبادئه الأساسية." تخوفت أيضاً من توافق الرئيسين على تخفيف العقوبات على روسيا مما يضطر بأوروبا إلى رفع قيودها الإقتصادية أيضاً على روسيا.

بوتين مستعد لتحويل لقائه مع ترامب إلى محطة إنتقالية أساسية في العلاقة الروسية - الأميركية. سفيره لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا،قال ان روسيا مستعدة للبحث في دور إيران في منطقة الشرق الأوسط. هذا لا يعني ان موسكو جاهزة للطلاق مع إيران أو للإنفصال فوراً عن العلاقة التحالفية معها في سورية. لكن موسكو تلمّح بانها جاهزة للاخذ والعطاء في مسألة المستقبل الإيراني في داخل سورية. المقابل ليس صعباً على واشنطن لأن إدارة ترامب لا تعارض إحتفاظ روسيا بإنجازاتها وقواعدها وأهدافها الإستراتيجية والإقتصادية في سورية - انما ليس استفراداً بل بالتفاهم على المشاركة.

التأويلات والافتراضات لعناصر صفقة ما بين ترامب وبوتين عديدة، منها من يتحدث عن قبول واشنطن ببشار الأسد رئيساً لسورية مقابل تسهيل موسكو خروج إيران وحلفائها من سورية. هناك من يتحدث عن مقايضة موافقة موسكو على "صفقة القرن" الفلسطينية - الإسرائيلية مقابل أخذها سورية. كل هذه تبقى إشاعات، في هذا المنعطف.

الحديث بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين سيتناول، كما قال الكرملين، "الوضع الحالي وآفاق تطوير العلاقات الروسية - الأميركية" والرئيسان، كما أعلن البيت الأبيض، "سيناقشان العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، إضافة إلى عدد من المواضيع المتعلقة بالامن القومي." فالاجندا شاملة وحافلة والرسالة المشتركة هي "تطوير" العلاقة الثنائية والتفاهم على أساس "الأمن القومي". وهذا مهم. فالأجواء، كما تشير التحضيرات، ليست أجواء ملاكمة بل أجواء مبارزة بهدف الإتفاق لبدء مسيرة الصفقات الضرورية قبل الوصول إلى تلك "الصفقة الكبرى" Grand Bargain التي ليس واضحاً اليوم ان كانت وشيكة أو مُستبعدة كلياً.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: لا لحكومة تقاسم مصالح ومغانم

بيروت ـ” السياسة/01 حزيران/18/أعرب البطريرك بشارة الراعي عن أسفه للنزاع المتجدد بين أهالي اليمونة والعاقورة بشأن قطعة المشاع في جرود العاقورة، وللاعتداء على عناصر شرطة بلديّة العاقورة. وشدد الراعي في عظته، أمس، على انه “يستوجب تسليم المعتدين إلى القضاء والعودة إلى قرار اللجنة التحكيميّة برئاسة القاضي عبدو أبوخير الّتي أصدرت بتاريخ 16 تشرين الثّاني 1936 قرارًا قضى نهائيًا بأنّ هذه القطعة المتنازع عليها تابعة إلى مشاع بلدة العاقورة”، مضيفاً أنه “مضى على القرار اثنتان وثمانون سنة. وفي كلّ حال يجب على السّلطة المعنيّة في الدّولة إرسال خبراء أخصّائيّين لإظهار الحدود الّتي رسمت آنذاك، ووضع حدّ نهائي لمثل هذا النّزاع الذي يأتي في غير مكانه”. وناشد السّياسيّين ودعاهم ليتصالحوا مع السّياسة، قائلا : “أوّل مصالحة تأليف حكومة بأسرع ما يمكن تكون قادرة على إجراء الإصلاحات المطلوبة من الدّول الدّاعمة، والنّهوض بالبلاد على كلّ صعيد، لا حكومة تقاسم مصالح ومغانم”.

 

علوش: لا مجال دستورياً لسحب التكليف من الرئيس المكلف

الأنباء الكويتية/الاثنين 02 تموز 2018 /قال القيادي في تيار المستقبل د.مصطفى علوش لصحيفة "الأنباء"الكويتية ان رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وضع رؤساء الحكومة وكل المعنيين امام الامر الواقع. واضاف ردا على سؤال حول التلويح بإمكانية سحب التكليف بتشكيل الحكومة من الحريري: لا مجال دستوريا لذلك، والامكانية الوحيدة هي ان يعتذر الرئيس المكلف شخصيا، وهذا ليس واردا بالنسبة للرئيس الحريري، مضيفا ان معايير تأليف الحكومات واحدة، هو ذلك المنصوص عليه في دستور الطائف: رئيس الحكومة يؤلّف الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية وليس اي امر آخر.

 

حبشي: بحاجة إلى حضور الدولة إلى بعلبك الهرمل وليس إلى السلطة  

الوكالة الوطنية الأحد 01 تموز 2018/قال النائب أنطوان حبشي إنه "عندما نتكاتف معا نأخذ عيناتا إلى الأمام، وما تم عرضه من مشاريع وأعمال هو مثال يحتذى به، وعندما يكون لدى الإنسان رؤية لما يريده لا يعدم وسيلة للوصول إلى أهدافه، ولا نصل دائما لتحقيق الأهداف بعصا سحرية، فالأهداف بحاجة إلى صبر وعمل وتراكم". وتمنى حبشي، حفل افتتاح أقامته بلدية عيناتا للمبنى البلدي الجديد، وأطلقت تطبيق البلدية الإلكتروني "ألا نتطلع إلى المجالس البلدية من خلفية سياسية، لأننا عندما ننتخب مجالس بلدية من خلفيات سياسية، يصل أناس نحبهم ونحترمهم، ولكنهم قد لا يتمكنون من أخذ السلطة المحلية في اتجاه يفيد البلدة، وبالتالي يجب أن نعي أن المجلس البلدي ليس صراعا عائليا ولا سياسيا وليس مسألة وجاهة، وإنما المجلس البلدي هو أن نختار من يمكنهم دفع أمورنا إلى الأمام ويمكنهم إفادة البلدة". ورأى أن "للتنمية صفتين: صفة أمن وصفة الوعي، والتنمية قبل أن تكون إمكانيات مالية وجهات مانحة، هي حالة ذهنية وثقافة تعاطي مع الواقع ومع مصادر الإنتاج، ومع كيفية تحويلها لتأمين حاجات الناس". وقال: "الكثير مسرور بالخطة الأمنية التي أتمنى لها النجاح في تحقيق أهدافها، ولكنني لا أعلق آمالا كثيرة على الخطة الأمنية، لأن المشكلة من وجهة نظري هي أن بعلبك الهرمل منذ الاستقلال حتى اليوم خارج الدولة، والموضوع بدأ منذ أيام الرئيس فؤاد شهاب الذي جرب أن يفعل شيئا جيدا لبناء الدولة، ولكن المشكلة بالرؤية إلى كيفية التعاطي مع منطقتنا الذي حصل آنذاك، بأننا لكي ندخل إلى بعلبك الهرمل نتعاطى مع العشائر ونعطي زعماءها أفضلية على غيرهم، ونعين ضابط مخابرات ليتعاطى معهم، ولكي يكسب رضاهم يمنحهم رخص سلاح وغير ذلك من خدمات، أي أن الدولة فوضت صلاحياتها بداية إلى زعماء العشائر، وبعد ذلك فوضت الدولة سلطتها إلى الفلسطيني، وإلى عبدالله أوجلان عندما كان موجودا في البقاع، ثم فوضتها إلى السوري، وإلى وإلى، لدرجة أن الدولة لم تعد موجودة في بعلبك الهرمل، والمواطن في المنطقة لم يعد مؤمنا بالدولة. إذا الخطة الأمنية مسألة مهمة جدا، ولكنها ليست المقوم الوحيد، والذي يخلق دولة ويؤدي إلى تحقيق الإنماء هي مجموعة من المقومات". وأردف: "الدولة دخلت إلى بعلبك الهرمل في كل الأوقات كسلطة وليس كدولة، لأنها لم تكن معنية بشؤون الناس الاجتماعية وبحلحلة مشاكلهم ببناء بنية اقتصادية بالمعنى الحقيقي للكلمة". واعتبر أن "تجربتين حقيقيتين حاولت من خلالهما الدولة الدخول إلى بعلبك الهرمل كدولة، الأولى مع تجربة الإمام السيد موسى الصدر الذي حاول إدخال الدولة إلى بعلبك الهرمل من الجانب الاجتماعي بشكله الواسع، ولكن هذه التجربة سقطت بسبب الحرب اللبنانية، والمشروع الذي بدأه الإمام الصدر تحول للأسف إلى مشروع معني فقط بإطار سلطوي ميليشيوي، ونتمنى أن يعود مشروع الدولة في الاتجاه الصحيح، والتجربة الثانية المهمة هي تحرير الجرود من الأصوليين الذي قام به الجيش اللبناني، وهذه تجربة تدل على أن الدولة معنية ليس فقط كسلطة، وإنما هي موجودة لتدفع الثمن بحيث تدافع عن أهلها". وقال: "نحن اليوم بحاجة إلى حضور الدولة إلى بعلبك الهرمل وليس إلى السلطة، أي أننا لسنا بحاجة فقط إلى خطة أمنية، وإنما أيضا إلى كل ما يترافق معها من مقومات حضور الدولة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والإنمائي والخدماتي، نحن بحاجة إلى أن نضع بعلبك الهرمل في قلب الدولة، وأن نكون معنيين بكل الذي يحصل في لبنان على المستوى السياسي، ونكون في صلب القرار".

 

معلوف لاذاعة لبنان: تدخل الدولة في البقاع جدي ولتتمثل كل جهة في الحكومة بحسب نتائج الانتخابات ولا أحد يريد الغاء المصالحة المسيحية

الأحد 01 تموز 2018 /وطنية - اعتبر عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ادغار معلوف في حديث الى برنامج "لبنان في أسبوع" التي تعده وتقدمه الزميلة ناتالي عيسى عبر "اذاعة لبنان"، "ان سكان البقاع لم يعودوا يحتملون ما يجري هناك وهم طالبوا الدولة اللبنانية عدة مرات بالتدخل"، لافتا الى "ان التدخل اليوم اصبح جديا وانه لم يجر بسرعة بسبب دراسة الموضوع خصوصا مع تشعبات البقاع ووضع البيئة فيه والعشائر والحرمان الذي تعيشه منطقة البقاع"، معتبرا انه "الى جانب دراسة كل تلك الظروف يجب ان يكون هناك حزم بدأنا نلمسه ونلمس الارتياح لدى المواطنين الذين يبدون حاجتهم الى الدولة ووجوب وضع حد لما يجري هناك". وفي موضوع تشكيل الحكومة، اشار المعلوف الى "ان اللقاءات والتشاورات حول هذا الملف تجري بشكل دائم ويومي"، مرجحا انعقاد لقاء يجمع الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط والوزير جبران باسيل، معتبرا "ان كل اجتماع هدفه حلحلة الامور لتشكيل الحكومة الذي اصبح موضوعا ضاغطا خصوصا مع وجود ملفات كثيرة يجب العمل عليها وعدم المماطلة في عملية التشكيل وضرورة حلحلة العقد ووجود جدية في عملية التشكيل". ولفت الى "ان رمي الكرة في هذا الملف في الملعب المسيحي هو امر خاطىء، اذ لا يريد احد التطفل على صلاحيات رئيس الحكومة الذي هو من يشكل الحكومة بالتشاور مع الجميع، وكل ما يطلب من رئيس الحكومة اعطاء المعيار الذي على اساسه تتشكل الحكومة"، معتبرا "ان الامور حتى اليوم فضفاضة ولا نسمع سوى تسريبات في الاعلام". وشدد على "ضرورة ان تتمثل كل جهة بحسب نتائج الانتخابات النيابية علما ان لا أحد يريد الغاء المصالحة المسيحية، وان الشق السياسي من اتفاق معراب مرتبط بما افرزته الانتخابات"، داعيا الى "نشر ما تتضمنه ورقة المصالحة والى الكف عن تهديد التيار الوطني الحر بما تتضمنه".

واذ ابدى المعلوف استغرابه من اتهام البعض للتيار بالفساد بينما في الغرف المغلقة يوافقون على خطط التيار خصوصا في موضوع الكهرباء، شدد على "ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت لان الوضع الاقتصادي ضاغط خصوصا مع الموسم السياحي"، مكررا "اهمية عدم الغاء نتائج الانتخابات في هذا الموضوع".

واعتبر "ان الفريق الشيعي تعاطى بكل صدق وشفافية في موضوع التشكيل فلم يرفع السقف وفق حجمه"، داعيا الى "عدم التشاطر من قبل البعض حتى لا يأكل الفاجر مال التاجر". وعن ملف النزوح السوري، رأى "ان النزوح يشكل واحدا من اسباب المشاكل الاقتصادية في البلد، وان معالجة ملف النزوح تريح الاقتصاد بنسبة 50 في المئة لانه يؤثر سلبا على كل القطاعات في لبنان"، معتبرا "ان الجهة الرسمية تتقاعس في هذا الموضوع لاسيما مع دخول العمال السوريين الى معظم القطاعات وآخرها القطاع السياحي على حساب العمال اللبنانيين"، داعيا وزارة العمل الى "التحرك في هذا الملف"، رافضا اتهام البعض لمن يريد مصلحة الشعب اللبناني بالعنصرية. واشار المعلوف الى "ان اكثرية الاراضي السورية اصبحت تحت سيطرة الدولة السورية وهو امر يستدعي عودة النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا"، داعيا الدولة اللبنانية الى "تطبيق القوانين في هذا الموضوع والى لعب دورها كما يجب"، مشددا على "ان الاحزاب والتيارات اللبنانية لن تترك هذا الموضوع".

خضر

بدوره، رأى محافظ بعلبك -الهرمل بشير خضر في اتصال مع برنامج "لبنان في اسبوع" عبر "اذاعة لبنان"، "ان الخطة الامنية في البقاع بدأت منذ اكثر من اسبوع بوتيرة متصاعدة وهي تختلف عن الخطة السابقة في العام 2015". واشار الى "ان الخطة الحالية تقوم على العمل الاستخباراتي الذي يؤدي الى توقيف مطلوبين"، مشددا على "ان قائد الجيش لديه الكثير من الحكمة وان الجيش ليس في مواجهة اهل بعلبك الهرمل بل هو ذهب الى هناك من اجلهم"، مشيرا الى "ان معالجة الوضع هناك تجري بترو وبحكمة".واستبشر خضر بالخير مما تقوم به القوى الامنية في البقاع، مؤكدا "ان الغطاء السياسي ليس موجودا على المرتكبين وان المفارقة الوحيدة ان المجرمين في بعلبك الهرمل لم يجر توقيفهم ومحاسبتهم في الماضي، في حين تغير الامر اليوم بفضل الخطة الامنية". وشدد على "ان الخطة الامنية هي مطلب اهالي بعلبك الهرمل رغم تلطي بعض المطلوبين خلف العشائر، وان هناك حفاوة كبيرة من الاهالي بالقوى الامنية وعناصر الجيش اللبناني".

 

عوده يدعو إلى وقف الاستهتار بالكنائس: عادت معاناة كاتدرائية القديس جاورجيوس  

الوكالة الوطنية الأحد 01 تموز 2018/ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، وألقى عظة قال فيها: "هذه الكاتدرائية عانت خلال سنوات الحرب ما عانت من تدمير وحرق وسرقة وتدنيس، أدت إلى إلحاق الضرر الكبير بها وإغلاقها. وبعدما ابتهجنا بقيامتها من بين الركام والحطام، عادت معاناة الكاتدرائية". وأضاف: "بدأت المعاناة الجديدة مع إنطلاقة ماراثون بيروت، الذي يقام يوم الأحد، والذي يجبر غالبية كنائس وسط بيروت على الإقفال في يوم الرب، اليوم الذي أوصانا ربنا بأن نحفظه. وإن لم يكن الماراثون سبب الإقفال يكون سباق الدراجات أو غيره من النشاطات. استمرت المعاناة مع انطلاقة المظاهرات وإقفال وسط بيروت والتضييق على المؤمنين من جهة الوصول إلى الكاتدرائية، وحتى الاضطرار على إقفالها، خصوصا مع انعقاد جلسات مجلس النواب. منذ مدة، أعيد افتتاح وسط بيروت أمام الناس، إنما لإعادة الحياة إليه لا تسهيلا لوصول المؤمنين إلى بيوت العبادة، وقد لجأ مفتتحوه إلى إقامة المهرجانات الدائمة في ساحة النجمة، الأمر الذي أدى، مجددا، إلى أضرار مادية ومعنوية تلحق بالكاتدرائية. فبسبب الموسيقى الصاخبة سقطت قطع أثرية ثمينة في متحف الكاتدرائية وتحطمت. وبسبب الموسيقى نفسها، سقطت أيقونات داخل الكنيسة وتأذت. ولإعادة إحياء المطاعم، عمد إلى توسيع مداها ليصير أمام مدخل الكاتدرائية. منذ فترة، أقيم برنامج يومي في الساحة، وضعت خلاله حواجز حديدية حول درج الكاتدرائية منعت المؤمنين من الوصول إليها، إذ كثيرون يحبون أن يقفوا أمام بابها ولو مغلقا ويناجوا الرب. وحتى اليوم، تقام المهرجانات المؤدية إلى إقفال طريق الوصول إلى الكاتدرائية".

وسأل: "هل أصبحت الساحة، التي تضم مركز التشريع حاليا، وكانت تضم مدرسة التشريع قديما، أي أهم مدرسة للحقوق التي اشتهرت بيروت بوجودها وتغنت، والتي تخرج فيها قديسون تعيد لهم كنيستنا المقدسة، ساحة لهو ومهرجانات فقط؟ هل أصبحت بيوت الله آخر هم، هذه البيوت التي كان يزورها طلاب مدرسة الحقوق قبل الدخول إلى صفوفهم؟ الكاتدرائية ليست معلما سياحيا، وليست مستجدة في الساحة. هي متجذرة فيها منذ مئات السنين، والتاريخ المدني والكنسي، والوجدان البيروتي تشهد لها. ولا يخفى أن بعض المؤرخين يعيدون وجودها إلى القرن الرابع حين شيد أول بناء تحت الكنيسة الحالية المبنية على أنقاض ثلاث كنائس. كفانا استهتارا بالكنائس، وبيوم الأحد، يوم الرب. كفانا إهانة للمقدسات بهذا الشكل. كفانا استخفافا بالإنسان وثقافته. عودوا إلى الله لكي يزدهر عملكم، لأنكم من دونه لا تستطيعون شيئا. تذكروا أن القديسين يتشفعون بنا، ووجود الرب في حياتنا يقدسها، وقد قال الرب يسوع، إنه عند مجيئه الثاني قد لا يجد حفنة من المؤمنين به. وإن وجدت هذه الحفنة ستكون سبب خلاص العالم. عالمنا يهتم بكل شيء أرضي دنيوي، وينسى أن يكتنز كنوزا في السماء لا تفنى. إنسان اليوم يقدم اللهو على الإيمان، والسهر على الصلاة، وإشباع الرغبات على تهذيب العقل وصونه من الشوائب. كذلك يفضل إيجاد مكان يركن إليه سيارته على أن يصبح المكان مدرسة أو جامعة تعنى بإنشاء أبنائه وتربيتهم وتعليمهم. الكنيسة سوف تبقى كصوت صارخ في البرية أن خلاص النفس يتقدم على كل ما عداه. أما تهذيب العقل وبناء الشخصية وصقل النفس الإنسانية فسوف تبقى من أولى اهتمامات الكنيسة ولو تذمر المتذمرون. أملنا أن يثور أبناؤنا عند المس ببيوت العبادة والمقدسات بدلا من أن يثوروا إذا أريد تحويل موقف للسيارات إلى جامعة وصرح للثقافة والعلم والمعرفة. هل أصبحت السيارة وركن السيارة أهم من العلم والثقافة؟ هل بناء الوطن والإنسان قائم على السيارات أم على تهذيب العقل والنفس؟ أملنا أن يثور أبناؤنا على الصخب والضجيج الذي يمتد إلى آخر الليل ويجعل الساحة ساحة جشع فيها يعبد المرء معدته ويجعل منها إلها".

أضاف: "مجتمعنا يستحق الفرح، بيروتنا تستحق الفرح، وقلبها جدير بالحياة والفرح، هذا القلب الذي هجره سكانه وأقفلت محاله بسبب توالي الأحداث فيه. طبعا حزنا لأن هذا القلب أقفر. وفرحنا عندما لاحت فيه بوادر الحياة وأصبح مسموحا لأهله أن يقصدوه. فرحنا عندما قيل لنا إن الحواجز ستسقط والطرق المؤدية إلى قلب بيروت ستفتح. وعلى أمل أن تفتح جميع الطرقات أمام جميع اللبنانيين وتسقط جميع الحواجز، نأمل أن يتمكن المؤمنون الذين يرتادون هذه الكنيسة من الوصول إليها بسهولة وبدون تفتيش أو مساءلة، لا لأن المولجين بتفتيشهم يزعجونهم، بل لأن المسألة مسألة مبدئية ومن حق كل لبناني أن يتجول في طرقات عاصمته بحرية دون أن تقف الحواجز في طريقه. نحن نشجع الرياضة كما نشجع الفن ونتذوقه وندعو أبناءنا في مدارسنا إلى التعرف على كافة الفنون من رسم وشعر وموسيقى وغيرها. لكن للفن مكانة وللصلاة مكانة، وعبادة الله تتقدم لأن الله الساكن القلب البشري ينقيه ويعده لاقتبال كل جميل". وختم عوده: "محزن ما نشهده في هذه الأيام من تجاذبات من أجل اغتصاب الغنيمة الأكبر، عوض العمل على اغتصاب ملكوت الله. فكما أريد بث الحياة في قلب العاصمة، فلتبث أيضا في شرايين الوطن ليعود قلبه إلى الخفقان بنبض الديموقراطية والعدل والحق والمساواة بعيدا من المصالح والمحاصصات".