المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 28 كانون الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.january28.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا فَرقَ الآنَ بَينَ يَهودِيٍّ وغيرِ يَهودِيٍّ، بَينَ عَبدٍ وحُرٍّ، بَينَ رَجُلٍ وامرأةٍ، فأنتُم كُلُّكُم واحدٌ في المَسيحِ يَسوعَ. فإذا كُنتُم لِلمَسيحِ فأنتُم، إذًا، نَسلُ إبراهيمَ ولكُمُ الميراثُ حسَبَ الوَعدِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالنص والصوت/الياس بجاني: قراءة في ما يجمع بين ربع الأحزاب المتحالفين مع حزب الله مباشرة أو مواربة وما يجمع بينهم وبين الحزب

الياس بجاني/حزب الله الإرهابي والإيراني 100% هو غير مطابق للمواصفات اللبنانية

الياس بجاني/الأنانيات والأجندات السلطوية الذاتية وقصر النظر تعيق تشكيل جبهة معارضة سيادية

الياس بجاني/فشل مؤكد لكل معارض من داخل الأحزاب اللبنانية الشركات والوكلاء... إلا إذا؟!

الياس بجاني/تحية اكبار للشعب الكردي

الياس بجاني/الحريري من دافوس: "كل المكونات السياسية ملتزمة بالنأي بالنفس"

الياس بجاني/الموت حق وهو انتقال من خيمة ترابية إلى حياة ابدية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/فايسبوك/مشوار الحرية مع الدكتور فارس سعيد/27 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط في أسفل

زغلول الدامور”… وداعاً

حزب الله وفارس سعيّد… والمقعد الشيعيّ ثالثهما

ثغرات قانونية تشوب الإدعاء على الإعلامي هشام حداد

 تحالف الثنائي الشيعي، لعنة وطن/عماد قميحة/لبنان الجديد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/1/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 27 كانون الثاني 2018

اضاءة شموع في مكان استشهاد الرائد عيد والمعاون مرعب و4 مدنيين

قداس يرأسه الراعي ويحضره عون والحريري وبري يغيب والمجلس الماروني يسعى لتمييز الاحتفال بعيد مــار مارون

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحسيني التقى سامي الجميل

المغتربون في أفريقيا... مادة خلافية جديدة بين «أمل» و«الحر»/انفجرت إثر مقاطعة مقربين من بري مؤتمراً تنظمه الخارجية في أبيدجان

انتقادات اعلامية متبادلة بين أنصار «الوطني الحر» و«حزب الله»

تحالفات البقاع الشمالي تعيد إحياء اصطفافات 8 و14 آذار

عون يدعو الأمم المتحدة لمنع إسرائيل من بناء جدار حدودي

الإنتخابات على الأبواب ... والمرأة للبيت والطبخ

الاتحاد الأوروبي يدعم تحضيرات الانتخابات النيابية اللبنانية

الانتخابات بلا تعديلات... والداخلية تعلن مهل الترشح

كنعان: جاهز للعب دور توفيقي مـــع عين التينة" و"عون منفتح على أي طرح دستوري لا يشكل سابقة"

الصايغ: الخطيب يمثل نهجا استنسابيا للاقتصاص منا وطرح باسيل غير واقعي وحساباتنا ليست انتخابيــة

أرسلان: الطائفة الدرزية مؤسسة للبنـان وونناشد عون وبري تثبيت الشراكة الوطنية

رفول يطلق ماكينة "التيار" في زغرتا: المدينة مرجع الحزب في لبنان و"نحتاج الـــى كتلة برلمانيــة كبيرة تواكب عهد الاصــلاح"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كابول.. 95 قتيلاً و159 جريحاً إثر تفجير سيارة إسعاف

أكثر من 41 قتيلا في اطلاق نار في ملهى في البرازيل

السعودية تفرج عن الوليد بن طلال!

المعارضة السورية: مؤتمر سوتشي محاولة لتقويض جهود الأمم المتحدة

طائرات روسية تقصف إدلب بقنابل استراتيجية حارقة

إردوغان لتوسيع «غصن الزيتون» إلى منبج وحدود العراق

14 قتيلاً و130 مصاباً من الجانب التركي و«الجيش الحر» في عفرين

أنقرة تطالب واشنطن بسحب قواتها «فوراً» من منبج

 الكرملين يخفض سقف التوقعات من مؤتمر الحوار السوري وبوتين بحث معارك عفرين والحوار السوري مع مجلس الأمن الروسي

استمرار قصف الغوطة بعد محادثات وقف إطلاق النار

ترمب يؤكد لقادة العالم التزامه بنظام تجاري «حر وعادل» وقال إن «أميركا أولاً» لا تعني «أميركا وحدها» وشجع على الاستثمار في بلاده

هكذا وظفت تركيا الخلاف الروسي – الأميركي لشن "غصن الزيتــــون"  وحلم كردستان - سوريا يتهاوى بعد سقوطه في العراق بتقاطع مصالح دولية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من المنشور إلى الشبح/الدكتورة رندا ماروني

العلاقات الأميركية – اللبنانية واقفة "على نقطة"/إيلي الحاج/النهار

د. محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: «الهولوكوست» جريمة نازية في حق الإنسانية لا يمكن التقليل من فظائعها

انتخابات لبنان: تنوّع ظاهري وغالبية فعلية/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

الرئيس الجميّل: حلّ المرسوم توافقٌ تحت سقف الدستور/نقولا ناصيف/الأخبار

قيمة المسيحيّين ليست بأعدادهم/الأب جورج مسّوح/النهار

انسداد الأفق السياسي في الشرق الأوسط والرقص على حافة الهاوية/سام منسى/الحياة

ترشح الدويري للـ «أوسكار» فأيقظ غرائز المقموعين/حازم الامين/الحياة

رواية الشرع عن توريث الأسد/خالد الدخيل/الحياة

شرخ أميركي - تركي يتسع في سورية/جويس كرم/الحياة

الأكراد: الصورة الأكبر/حازم صاغية/الحياة

عن ذرائع المشاركة في سوتشي/أكرم البني/الحياة

سبب غضب الفراعنة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

نقترب اليوم من نهاية العالم كما كنا تماماً خلال الحرب الباردة/لورانس كراوس وروبرت روزنر/الشرق الأوسط

عفرين... خاصرة تركيا القلقة/عملية «غصن الزيتون» تعرقل مباحثات سوتشي... وتعيد إدلب للنظام/نذير رضا/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في حوار مع التلفزيون الكويتي: العلاقات مع الكويت اخوية وممتازة ونعمل لجعلها افضل

جنبلاط من عين التينة: بري ركن أساسي وتاريخي من الطائف

الديموقراطي العالمي بحث مع حزب الكتائب انضمامه للاتحاد

 القوات ردا على ماهر حمود: لا يجوز تحميل مسؤولية الحرب لفريق من اللبنانيين

مكتب زوين: نأسف لعدم وجود إعلامي نزيه

معضلة التعليم الخاص الى مزيد من التعقيد في غياب الحوار واستمرار الاضرابات وتعنّت اتحاد المدارس يفاقمان المشكلة

مؤتمر "سيدر واحد" في 5 نيسان والحريري يجول خارجيــا لحشد الدعم

عون: الاقتصاد همنا... وباسيل لمغتربي افريقيا: طائفتــــكم لبنـــان

المعارضة تغيب عن سوتشي ودي ميستورا يحضر وانقرة لواشنطن: انسحبوا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

لا فَرقَ الآنَ بَينَ يَهودِيٍّ وغيرِ يَهودِيٍّ، بَينَ عَبدٍ وحُرٍّ، بَينَ رَجُلٍ وامرأةٍ، فأنتُم كُلُّكُم واحدٌ في المَسيحِ يَسوعَ. فإذا كُنتُم لِلمَسيحِ فأنتُم، إذًا، نَسلُ إبراهيمَ ولكُمُ الميراثُ حسَبَ الوَعدِ

من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية03/"أيُّها الغَلاطِيُّونَ الأغبِياءُ! مَنِ الّذي سحَرَ عُقولَكُم، أنتُمُ الّذين َارتَسَمَ المَسيحُ أمامَ عُيونِهِم مَصلوبًا؟أسألُكُم سُؤالاً واحدًا: هَلْ نِلتُم رُوحَ اللهِ لأنَّكُم تَعْمَلونَ بأحكامِ الشَّريعَةِ، أمْ لأَنَّكُم تُؤمنونَ بالبِشارَةِ؟ هَلْ وصَلَتْ بِكُمُ الغَباوَةُ إلى هذا الحَدِّ؟ أتَنتَهونَ بالجَسَدِ بَعدَما بَدَأْتُم بالرُّوحِ؟ أكانَت تَجارِبُكم عَبَثًا؟ وكيفَ تكونُ عبَثًا؟ هَلِ الّذي يهَبُكُمُ الرُّوحَ القُدُسَ ويَعمَلُ المُعجِزاتِ بَينَكم يَفعَلُ هذا لأنَّكُم تَعمَلونَ بأحكامِ الشَّريعَةِ، أمْ لأنَّكُم تُؤمِنونَ بالبِشارَةِ؟ هكذا آمَنَ إبراهيمُ باللهِ، فبَرَّرَهُ اللهُ لإيمانِهِ. إذًا، فأهلُ الإيمانِ هُمْ أبناءُ إبراهيمَ الحَقيقيّونَ. ورأى الكِتابُ بِسابقِ عِلمِه إنَّ اللهَ سيُبَرِّرُ غَيرَ اليَهودِ بالإيمانِ، فبَشَّرَ إبراهيمَ قائِلاً لَه: فيكَ يُبارِكُ اللهُ جميعَ الأُمَمِ. لذلِكَ فأهلُ الإيمانِ مُبارَكونَ معَ إبراهيمَ المُؤمِنِ. أمَّا الّذين َ يَتَّكِلونَ على العمَلِ بِأحكامِ الشَّريعَةِ، فهُمْ مَلعونونَ جميعًا. فالكِتابُ يَقولُ: مَلعونٌ مَنْ لا يُثابِرُ على العَمَلِ بِكُلِّ ما جاءَ في كِتابِ الشَّريعَةِ! وواضِحٌ أنَّ ما مِنْ أحَدٍ يَتبَرَّرُ عِندَ اللهِ بالشَّريعَةِ، لأنَّ البارَّ بالإيمانِ يَحيا، ولكِنَّ الشَّريعَةَ لا تَقومُ على الإيمانِ، لأنَّ كُلَّ مَنْ عَمِلَ بِهذِهِ الوَصايا يَحيا بِها. والمَسيحُ حَرَّرَنا مِنْ لَعنَةِ الشَّريعَةِ بأنْ صارَ لَعنةً مِنْ أجلِنا، فالكِتابُ يَقولُ: مَلعونٌ كُلُّ مَنْ ماتَ مُعَلَّقًا على خشَبَةٍ. وهذا ما فعَلَهُ المَسيحُ لِتَصيرَ فيهِ بَركَةُ إبراهيمَ إلى غَيرِ اليَهودِ، فنَنالُ بالإيمانِ الرُّوحَ المَوعودَ بهِ. خُذوا، أيُّها الإخوَةُ، مَثلاً بَشَريّاً: لا يَقدِرُ أحدٌ أن يُبطِلَ عَهدَ إنسانٍ أو يَزيدَ علَيهِ إذا كانَ ثابِتًا، فكيفَ بِوَعدِ اللهِ لإبراهيمَ ولِنَسلِهِ؟ هوَ لا يَقولُ: لأنسالِهِ بِصيغَةِ الجَمعِ، بَلْ لِنَسلِهِ بِصيغَةِ المُفرَدِ، أي المَسيحِ. وما أُريدُ أنْ أقولَهُ هوَ أنَّ الشَّريعَةَ الّتي جاءَتْ بَعدَ مُرورِ أربَعمِئةٍ وثَلاثينَ سنَةً لا تَقدِرُ أنْ تَنقُضَ عَهدًا أثبَتَهُ اللهُ، فتَجعَلَ الوَعدَ بُطْلاً. فإذا كانَ ميراثُ اللهِ يَستَنِدُ إلى الشَّريعَةِ، فهوَ لا يكونُ وَعدًا، ولكِنَّ اللهَ أنعَمَ بِالميراثِ على إبراهيمَ بِوَعدٍ. فلِماذا الشَّريعَةُ، إذًا؟ إنَّها أُضيفَتْ مِنْ أجلِ المَعاصي إلى أنْ يَجيءَ النَّسلُ الّذي جعَلَ اللهُ لَه الوَعدَ. أعْلَنَتْها الملائِكةُ على يَدِ وسيطٍ، والوَسيطُ يَفتَرِضُ أكثرَ مِنْ واحدٍ. واللهُ واحدٌ. فهَلْ تُخالِفُ الشَّريعَةُ وُعودَ الله؟ كلاّ! فلَو أعطى الله شَريعَةً قادِرَةً أنْ تُحيي، لكانَ التَّبريرُ حقُا يَتِمُّ بالشَّريعَةِ. ولكِنَّ الكِتابَ حَبَسَ كُلَّ شيءٍ تَحتَ سُلطانِ الخَطيئَةِ، حتّى يَنالَ المُؤمِنونَ الوَعدَ لإيمانِهِم بِيَسوعَ المَسيحِ. فقَبلَ أنْ يَجيءَ الإيمانُ، كُنّا مَحبوسينَ بِحِراسَةِ الشَّريعَةِ إلى أنْ يَنكشِفَ الإيمانُ المُنتَظَرُ. فالشَّريعَةُ كانَت مُؤدِّبًا لنا إلى أنْ يَجيءَ المَسيحُ حتّى نَتبَرَّرَ بالإيمانِ. فلمَّا جاءَ الإيمانُ، تحَرَّرْنا مِنْ حِراسَةِ المُؤَدِبِ. فأنتُم كُلُّكُم أبناءُ اللهِ بالإيمانِ بِالمَسيحِ يَسوعَ، لأنَّكُم تعَمَّدتُم جميعًا في المَسيحِ فلَبِستُم المَسيحَ، ولا فَرقَ الآنَ بَينَ يَهودِيٍّ وغيرِ يَهودِيٍّ، بَينَ عَبدٍ وحُرٍّ، بَينَ رَجُلٍ وامرأةٍ، فأنتُم كُلُّكُم واحدٌ في المَسيحِ يَسوعَ. فإذا كُنتُم لِلمَسيحِ فأنتُم، إذًا، نَسلُ إبراهيمَ ولكُمُ الميراثُ حسَبَ الوَعدِ. "

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالنص والصوت/الياس بجاني: قراءة في ما يجمع بين ربع الأحزاب المتحالفين مع حزب الله مباشرة أو مواربة وما يجمع بينهم وبين الحزب

http://eliasbejjaninews.com/archives/62076

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني: قراءة في ما يجمع بين المتحالفين مع حزب الله وبينهم وبين الحزب/26 كانون الثاني/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.hezbollah allies26.1.18.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/الياس بجاني: قراءة في ما يجمع بين المتحالفين مع حزب الله وبينهم وبين الحزب/26 كانون الثاني/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.hezbollah allies26.1.18.wma

 

بالصوت والنص/ حزب الله الإرهابي والإيراني 100% هو غير مطابق للمواصفات اللبنانية

الياس بجاني/26 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62076

المواقف المتناقضة من فيلم البوست الأميركي بينت دون أي لبس أو شك كم أن حزب الله الإيراني والمذهبي والإرهابي هو في غربة تامة عن فكر وثقافة وحضارة وحرية ومزاج وتاريخ وحاضر ومستقبل اللبنانيين .

حزب الله غير مطابق لأي من المواصفات اللبنانية وهو بكل مفاهيمه وثقافته البالية لا يزال يعيش في أزمنة القرون ما قبل الحجرية.. ربي احمي لبنان من أخطاره والكوارث.

عملياً وواقعاً معاشاً إن ما يجمع بين كل المتحالفين مع حزب الله هي مجموعة من مركبات الانتهازية والتلون وأولوية المصالح الخاصة من مال ونفوذ وسلطة.

وعملياً وواقعاً معاشاً ما يجمع بين احزب الله والمتحالفين معه ينحصر في الإستغلال الآني والوصولية.

وعملياً الأحزاب اللبنانية هي إما شركات تجارية وعائلية أو وكلاء لدول خارجية ولجماعات دينية واديولوجية .. وبالتالي كل هؤلاء اولوياتهم هي لا المواطن ولا الوطن..

مطلوب من المواطن عدم الإقتراع للأحزاب، لكل الأحزاب دون استثناء، بل الإقتراع للمستقلين ولمجموعات المرشحين الأحرار من أصحاب الثوابت الوطنية والسيادية المشهود لهم بالنزاهة والشفافية والصدق.

 

الأنانيات والأجندات السلطوية الذاتية وقصر النظر تعيق تشكيل جبهة معارضة سيادية

الياس بجاني/27 كانون الثاني/18

محزن ومؤسف أن فشل المعارضة للحكم ولحزب الله حتى الان في تشكيل جبهة سيادية واستقلالية موحدة عوابرة للطوائف قبل الإنتخابات سوف يعزز بالتأكيد فرص فوز الحزب واتباعه بأكثرية نيابية مريحة..السؤال لكل معارض شريف هو:.

شو ناطرين؟

 

فشل مؤكد لكل معارض من داخل الأحزاب اللبنانية الشركات والوكلاء... إلا إذا؟!

الياس بجاني/25 كانون الثاني/18

لم ينجح حتى الآن أي معارض من داخل أي شركة حزب من أحزاب لبنان التجارية والعائلية والوكلاء لأن حردهم واعتراضاتهم عندما يحدث فهو إما بسبب امور شخصية أو ادارية أو على خلفية حصص.. وليست على خلفية الخيارات السياسية والإستراتجية والتحالفات.. في الخلاصة ودون لف ودوران فإن من هم في شركات الأحزاب يوالون صاحب الشركة الحزب ولا علاقة لهم بأي قضية خارج اطار مزاجية ومصالح وتجارة وتلون هذا الشخص المالك أو الوكيل..وبالتالي لا بصر ولا بصيرة ولا حرية ولا استقلالية ولا حتى رأي حر..إلا أذا استغفر أحدهم وتاب واقسم أن لا يقترب من أي حزب..وكلون يعني كلون..

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تحية اكبار للشعب الكردي

الياس بجاني/25 كانون الثاني/18

من حق الشعب الكردي أن تكون له حرية الحفاظ على ثقافته وقوميته وحضارته ولغته وحضارته وأمنه وتقرير مصيره واختيار حكامه.. تحية اكبار للشعب الكردي.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

الحريري من دافوس: "كل المكونات السياسية ملتزمة بالنأي بالنفس"

الياس بجاني/24 كانون الثاني/18

الحريري من دافوس: "كل المكونات السياسية ملتزمة بالنأي بالنفس"

ترى هل دولته يتكلم عن لبنان أو عن بلد آخر. مما هو مؤكد أن دولته يعيش في في غير واقع لبنان المحتل من إيران وحزب الله الإرهابي والمذهبي.. وفي وهم وحلم يقظة.

في الخلاصة فإن الحاكم المزور للحقائق والمنسلخ عن معاناة ناسه والعامل لغير مصلحة بلده يفقد ثقة الناس ويصبح عبئاً ثقيلاً عليهم وهذا هو للأسف حال الرئيس الحريري الحالي بعد أن غير جلده وانطوى تحت مظلة المحتل وداكش السيادة بالكرسي وقفز فوق دماء الشهداء..

 

الموت حق وهو انتقال من خيمة ترابية إلى حياة ابدية

الياس بجاني/24 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62026

“أنا القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا، وكل من يحيا ويؤمن لن يموت إلى الأبد”. (انجيل القديس يوحنا/11/25-26)

نحن لا نستفيق على واقعنا ووجودنا المؤقت والآني على هذه الأرض الترابية والفانية إلا عندما نفاجئ بموت عزيز او قريب ..

عندها، وفقط عندها، ورغماً عن طبيعتنا البشرية الأنانية والتعموية نُصدَّم بما جرى وكأننا نواجهه الموت للمرة الأولى ونتذكر مجبرين وغير مخيرين أن هذا الموت الذي لا يمكن فهمه بغير الإيمان الكلي بالله وبقدرته وبمشيئته هو حق علينا وأن لا مفر منه..

هنا وآنياً تتغير وجهة أفكارنا وطبيعة أجنداتنا وتتوقف كلياً سيطرة غرائزنا على عقولنا ويسكت مؤقتاً بداخلنا صوت إنساننا العتيق مجبراً.

ولكن وبعد أيام قليلة نخدر الحدث ونهمشه في وجداننا وفي ذاكرتنا حتى النسيان، ونعود إلى حيث كنا في وضعيتنا كترابيين وتستمر الحياة ونتابع سباقنا وأطماعنا وسعينا اللامتناهي إلى تنفيذ أجنداتنا الذاتية والأرضية متعامين ومتناسين عن سابق تصور وتصميم ومن جديد عن أن الموت لن يوفرنا كما أنه لم يوفر أي إنسان كائن من كان…فقير أو غني..حاكم أو مواطن.. مريض أو متعافي..شرير أو صالح!! الموت يساوي بين جميع البشر..

اليوم وبأسى وحزن فقدنا (في بلدة عاريا-المتن الجنوبي) الخالة العزيزة جمال (أم جوزيف) عن عمر ناهز التسعين، وأمس هي فقدت ابنها شربل الخمسيني بنتيجة حادث مفجع..

الأم جمال لم ترد أن تترك ابنها يرحل وحيداً فرحلت هي معه لترافقه كما رافقته طوال عمرها..

إنها الأمومة بأبهى صور المحبة والتفاني والعطاء..

كبشر وكترابيين، أمام الموت نتوقف عاجزين عن غير الصلاة لراحة أنفس من فقدنا طالبين من الله ومتضرعين له أن يسكنهم فسيح جناته ويرأف بهم، ويغفر لهم خطاياهم وهم يقفون خاشعين أمامه يوم الحساب الأخير، وراجين منه وهو الغفور أن يعيدهم إلى مساكنه السماوية حيث لا وجع ولا هموم ولا خوف ولا حروب ولا غرائزية..بل فرح دائم وسعادة كاملة.

“ونحن نعلم أنه إذا هُدِم بيتنا الأرضي، وهو أشبه بالخيمة، فلنا في السموات بيت من بناء الله لم تشده الأيدي” (من رسالة القديس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 05/01-02)

في ايماننا المسيحي نحن لا نموت، بل ننتقل من الموت إلى الحياة، ومن خيمة ترابية هي الجسد الفاني إلى الحياة الأبدية، لنسكن إلى جانب القديسين والبررة في جنة الخالق الأب الذي هو الله جل جلاله.

وداعاً للخالة جمال وللعزيز لشربل ابنها والصبر والسلوان لعائلتهم الكريمة.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/فايسبوك/مشوار الحرية مع الدكتور فارس سعيد/27 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط في أسفل

العيش المشترك اهم من الانتخابات .
https://www.facebook.com/souaidfares/videos/10154928377997581/

 

زغلول الدامور”… وداعاً

موقع القوات/27 كانون الثاني/18/غيب الموت  الشاعر الكبير جوزيف الهاشم المعروف باسم “زغلول الدامور”، في مستشفى هارون الزلقا، بعد صراع مع المرض.

والراحل من أشهر شعراء الزجل في لبنان، ولد في البوشرية- قضاء المتن سنة 1925، ووالده مخايل الهاشم من الدامور. تلقى علومه في مدرسة جديدة المتن الكبرى التي كان يديرها الخوري الشاعر يوسف عون وكان من التلاميذ المجلين. وفي سن التاسعة، بدأ بكتابة الشعر وبترداده، حتى أصبح معلموه ورفاقه يقولون فيه: “هيدا الصبي ابن الداموري مزغلل وعم يكتب شعر”، ومن يومها عرف بلقب “زغلول الدامور”.عاصر زغلول الدامور الزجل منذ بداياته، ويعتبر من أركانه الأوائل. ألف جوقته الأولى عام 1944 ورئسها حيث غنى في كل قرية ومدينة في لبنان، وقام بأكثر من 120 رحلة إلى بلاد الاغتراب، ففاقت شهرته جميع الشعراء. يحتفل بالصلاة لراحة نفسه عند الثالثة من بعد ظهر الاثنين، في كنيسة مار يوحنا المعمدان – البوشرية. تقبل التعازي في صالة الكنيسة، يوم غد الاحد من الثانية عشرة ظهرا حتى السادسة مساء، وبعد غد الاثنين قبل الدفن وبعده، والثلثاء المقبل من الحادية عشرة حتى السادسة مساء.

 

حزب الله وفارس سعيّد… والمقعد الشيعيّ ثالثهما

سلوى فاضل/جنوبية/27 يناير، 2018

المقعد الشيعي النيابي في جبيل تحت المجهر، تغريدات النائب السابق فارس سعيّد الأخيرة حول هذا المقعد تثير تساؤلا مشروعا عن حقوق الاقليات في كل دائرة في انتخاب من يمثلها، أو ان نائب الاقلية يجب ان يمثل الجميع بغض النظر عن ارادة جماعته. في اتصال لـ”جنوبية” مع النائب السابق الدكتور فارس سعيّد، عاتب، في تكملة لتغريداته اليوم، كل من “حركة أمل وحزب الله اللذين يقومان بنفس طريقة المسيحيين الذين يقولون ان الناخب المسيحي ينتخب النائب المسيحي. هذه الهندسة على مساحة لبنان ستفسد الشراكة، وهناك خصوصية العيش المشترك وخصوصية المشاكل العقارية في جبيل، وهي اكبر مشكلة تواجهنا في المنطقة، فاذا وقعت هذه المشكلة سيقف نواب الحزب وفقا للاصطفاف الشيعي، فمن يريد نائب الحزب كممثل عن شيعة جبيل؟”.  وتابع الدكتور سعيّد “ان على النائب ان يعرف الحدود والمساحة بين حجولا ومشمش مثلا، وان يكون ابن المنطقة، وان يفهم العلاقات التاريخية لابناء المنطقة فيما بينهم. وان يعرف معنى العيش المشترك في هذه المنطقة. فماذا سيجري لو وقع صراع حول قضية مناطقية محددة. فنحن لا نريد نائبا يأتي بالمظلة”. ورأى سعيّد انه “من هنا نطالب بالعودة الى ان يكون المقعد الشيعي لابناء المنطقة. ويجب ان نُخرج الارادة الشيعية الجبيلية، ونقول لا للقرار السياسي الشيعي، وان نغلّب مصلحة العيش المشترك. لقد تراجعت العلاقات وقلّت القطاعات المشتركة بين المسلمين والمسيحيين منذ دخول حزب الله الى جبيل كالقطاع الزراعي. والجميع باتوا من سكان الضاحية الجنوبية، ولم يعد هناك الا العجزة وكبار السنّ، وهذا سيؤدي الى تراجع منسوب العيش المشترك”.

وختم النائب السابق فارس سعيّد، بالقول “هذه الحالة لا تنفرد بها فقط منطقة جبيل، بل تنسحب على مقعدي زحلة وجزين. سيخرجون المناطق من النسيج الوطني، فأول نائب كان السيد أحمد الحسيني منذ 100 سنة، كان قريبا جدا من المسيحيين. واليوم نائب جبيل يخرج من مظلة المسيحيين ويدخل خيمة حزب الله، لذا نطلب منهم حفاظا على العيش المشترك الابتعاد عن فرض نائب، وعما يسمى اصطفاف مذهبي، والمحافظة على جوهر العلاقات المارونية–الشيعية”.

بالمقابل، أكد احد الفعاليات الشيعية الجُبيلية، وهو من المستقليّن، الذي رفض الكشف عن اسمه، ويقف على مسافة من حزب الله، على حدّ تعبيره، “ان تغريدات النائب السابق فارس سعيّد لم تكن ضرورية، وكلامه لا يعبّر بشكل صحيح عن ابناء المنطقة. وأسأله لو كنت مكان حزب الله هل كنت تعطي منافسك السياسي مقعدا في منطقتك؟ ولماذا التيار الوطني الحرّ المسيحي لا يقبل باختيار الشيعة لنائب مسيحي في جزين مثلا؟”. وتابع “منذ 12 سنة ينشط النائب سعيّد ضمن الامانة العامة لـ14 آذارن فما الذي غيّره لصالح ابناء المنطقة؟ وهو كمسؤول سياسي ماذا قدّم للمنطقة؟ لديه مشكلة مع الشيعة، فهو منذ الثمانينات، لم يقدّم أية خدمة لأبناء جبيل. وانا كوني ابن المنطقة، وفي الجهة المواجهة لسياسة حزب الله أقول للدكتور فارس سعيّد انه بنتيجة تصريحاتك ذهب ابناء جبيل باتجاه حزب الله”.

ولفت، المصدر الجُبيلي الفاعل، الى انه “بالعودة 100 سنة الى الوراء، أؤكد ان الصراع الشيعي الكنسيّ فيما يخص الاراضي التي تملكها الاوقاف الكنسية هي هبة من الانتداب الفرنسي الذي وضع يده عليها بعد خروج العثمانيين من المنطقة، والتي كانت ملكا للشيعة، حيث بات 24% من اراضي جبل لبنان ملكا للكنيسة. وانا اتهمه بأنه يرى بنظارات مارونية”. وختم المصدر الجبيلي لموقع “جنوبية” ان “الاسم المستقل المطروح عن منطقة جبيل هو عبدالكريم المقداد. وفي هذا الاطار، يُشار الى ان 28 قرية شيعية موجودة في جبيل لا يمثّلها في البرلمان اللبناني سوى نائب واحد. مع العلم ان عدد المسلمين في لبنان هم بنسبة 69% مقابل 28% من المسيحيين. فكيف يمكن القول بالمناصفة والعيش المشترك؟”.

 

 

ثغرات قانونية تشوب الإدعاء على الإعلامي هشام حداد

سهى جفّال/جنوبية/ 26 يناير، 2018

كيف ردّ مقدم البرامج هشام حداد على الإستدعاء القانوني بحقه عبر "جنوبية"؟

عدد كبير من النشطاء والاعلاميين يعتبرون ان سمة العهد الحالي هي سياسة كمّ الأفواه التي ينتهجها العهد الحالي. عدد الإستدعاءات بحق أصحاب الرأي يتصاعد، وربما الإتجاه العام في البلاد هو إطلاق سراح الإرهابيين وتجار المخدرات ليقبع مكانهم الصحافيين والإعلاميين والناشطين خلف الزنازين. إذ تنشط في الآونة الأخيرة حفلة الإستدعاءات لنشطاء انتقدوا اصحاب المناصب،أما التهمة فهي عبارة عن أراء، و”ستاتوس” لم ترق للمعنيين، فبدءا من عمر قصقص والصحافي فداء عيتاني والإعلامي مارسيل غانم كما رئيس تحرير موقع ملحق فادي نزال عدا عن عشرات الناشطين واخرهم عبادة يوسف والقائمة تطول من الذين جرى استدعاؤهم واستجوابهم وتوقيفهم. مقدم برنامج “لهون وبس” على شاشة الـ LBCI هشام حداد الذي تمّ إستدعائه بطلب من المدعي العام التمييزي اللبناني، على خلفية تطرقه في حلقة من برنامج “لهون وبس” لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان هو اخر الاعلاميين المستدعين من قبل العدالة، وقد أحالت النائبة العامة الاستئنافية القاضية غادة عون الادعاء إلى محكمة المطبوعات بجرم المادة 23 من القانون104/77. مقدم البرامج هشام حداد الذي ردّ على الإستدعاء القضائي بالقول لموقع جنوبية  إنّه ” بعدما تطورت القضية يبدو أن هناك فعلا تحركا من قبل المدعي العام من تلقاء نفسه”. مشيرا إلى أنّه جرى التأكّد أن السعودية ليست وراء هذا التحرّك، حتى كل من الرئيس سعد الحريري ومستشاره أحمد الحريري ووزير العدل سليم جريصاتي تملصوا من هذا الإدعاء ولا وجود لإدعاء شخصي”.

هذا ورأى حداد أن ” قناة الـ “LBCI” هي المستهدفة والجو الإعلامي المستقل غير الحزبي هو المستهدف”. وبرأي مقدم برنامج لهون وبس، فإنه مع  “إقتراب موعد الإستحقاق النيابي، وحان وقت الحرب الإستباقية على حرية الرأي، خصوصا عندما يتم المحاسبة على مشهد وتعليق ناقد بشكل عادي، وهذا ما معناه تحذير من الإرتفاع بالسقف أكثر من هذا الحدّ”. مشددا على أن “الملفات القضائية والدعاوى حين ترفع على المحطات الإعلامية تقويها”. مؤكّدا أننا “لن نقف عند هذا الموضوع بل سيتم تخطيه”. وعن رأيه بسياسة العهد العوني أكّد حداد “صحيح أن العهد لديه أدواته ووزارة العدل مرجعاً له، ولكن لا علاقة له بالإستدعاء بحقي . خصوصا أنّ جريصاتي لم يخفِ أنه هو من وراء الإستدعاء بحق لإعلامي مارسيل غانم وقالها صراحة حينها وبالتالي لا حرج أن يقول هذه المرّة بأنه وراء هذا الإستدعاء”.   وفي الختام رفض حداد التعليق حول هذا الإجراء بالتأكيد أن ردّه سيكون عبر برنامجه. ومن وجهة النظر القانونية، كان لـ “جنوبية” حديث مع المحامي والناشط  الإجتماعي حسن بزّي، الذي أشار إلى أنه “حتى الأن لا نعلم مواد الإدعاء، فتحقير العلم أو الرئيس الأجنبي بحاجة إلى إدعاء شخصي من الدولة المعنية  وبالتالي فانه لا يحق للنيابة العامة التحرّك من تلقاء نفسها دون إدعاء شخصي أقلّه عبر السفارة”. وفي حال الإدعاء بإطارالتأثير على علاقة لبنان بالخارج فهو لا يحتاج لإدعاء شخصي “. مشيرا إلى أنّ “المقطع الذي تم إستدعاء حداد على خلفيته، لا يوجد فيه أي إساءة وليس له مسوغ قانوني . لأن الإدعاء بتهمة المسّ بالعلاقات مع الدول الصديقة يفترض أن يكون الفعل يشكّل جرما جزائيا يقضي بتحرّك الدولة”.

وتابع بزّي “بما أن الفعل لا يشكل جرما جزائيا تكون دعوى الحق العام مبنية على باطل وغير قانونية أبدا”. ورأى “هذا الملف ملف مسيّس التدخل السياسي في القضاء لم يعد أمرا مقبولا”.

ودعا بزي في الختام “النيابة العامة أن تلاحق عبر مكتب الجرائم المعلوماتية جميع الذين ينتقدون ويهاجمون الزعماء العرب والجامعة العربية فلتضع الشعب اللبناني والعربي في الزنازين”. وتابع “حان الوقت لتعديل قانون العقوبات اللبناني وكل المواد التي تعطي الحق للنيابة العامة بملاحقة اصحاب الرأي الذين يتعاطون في الشأن العام وعدم إعتبار تلك الآراء جرائم”. هذا وقد حظي حداد بحملة تضامنية  على موقع “تويتر”  بعد قرار الاستدعاء، خصوصا أن هذا الإجراء القانوني جاء فقط على خلفية تناول ولي العهد السعودي بالنقد بشكل لا يستدعي هكذا ردّ فعل وقد وضع الناشطون والناشطين هذا التصرف تحت إطار القمع والإجراءات التعسفية ومصادرة الرأي. وكتب حداد عبر حسابه “حتى المقطع المقصود كان للتهكم على توقعات ميشال حايك… على كل، للحديث تتمة الثلاثاء القادم…#لهون_وبس_لدولة_القمع”..

 

تحالف الثنائي الشيعي، لعنة وطن

عماد قميحة/لبنان الجديد/26 كانون الثّاني 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/62110

 ويستمر رئيس حركة المحرومين بتكديس ثروته وثروة اولاده، ويستمر السيد حسن بلعب دور الجندي في جيش ولاية الفقيه، ويستمر الوطن بالنزف.

 يطل علينا كل يوم واحد من أصحاب الشأن في الثنائية الشيعية ليبشرنا ان التحالف بينهما قائم لا محالة، وأن كل الخلافات في وجهات النظر حول موضوعات مستجدة كالعلاقة مع العهد وما سمي بمرسوم الضباط لن يزعزع هذا التحالف، وذهب الرئيس بري بمقولة الشخص الواحد بجسدين، ليرد عليه الشيخ نعيم قاسم بغنية التحالف الاستراتيجي المتجذر.

طبعا لا احد يمكن أن  يستنكر من حيث المبدأ أصل  حق التحالفات بين الاحزاب أو بين الافراد، فهذا الحق لا يتنافى مع اللعبة الديمقراطية وقد اقرها الدستور والقانون، بالخصوص اذا ما كان التحالف مبنيا على أسس سليمة وعلى مشروع نهضوي تغييري يحقق كل فريق من الفريقين ما يصبو إليه من خدمة الناخب وتحسين ظروف حياته وهنا بالتحديد تكمن خطورة تحالف الثنائي الشيعي.

فحركة امل، بمشروعها السياسي وادبياتها السياسية هي حركة تؤمن بنهائية لبنان وتعتبر بلا شك حركة متمسكة بمشروع الامام الصدر وطرحه الوطني، وتعمل بكل جد على أن  يكون سقفها السياسي هو لبنان ومؤسساته وحدوده فلا إشكالية معها البتة من حيثية خطابها السياسي، لتبقى الاشكالية الكبرى هي بالاداء، وانها جزء لا يتجزأ من منظومة المحاصصة المرتكز بشكل اساسي على الفساد والمحسوبيات والزبائنية وهذا لا يحتاج إلى  دليل حتى أن الرئيس بري لا يخفي الامر ويجاهر به علانية تحت شعاره المعروف (ع السكين يا بطيخ ) وهذا ما يجعل من حركة امل نصف لعنة.

وعلى الضفة الاخرى من هذا التحالف، فإن حزب الله بعقيدته الفكرية هو قائم اساسا على كفره بفكرة لبنان وطن نهائي، ويعتبر أن  البلد ما هو الا ساحة جغرافية يجب أن تكون بخدمة مشروعه الاكبر الممتد إلى خارج الحدود، وبالتالي فالمصلحة اللبنانية لا وجود لها بقاموسه السياسي، واعتبار لبنان عموما والجنوب خصوصا هو امتداد للحدود الايرانية يزورها الخزعلي وأضرابه لارسال الرسائل الايرانية فهذا شيء طبيعي غير خاضع للنقاش اصلا.

ولان مشروعه العقائدي اكبر من قيام وطن، فانه غير معني بتفاصيل المعاناة اليومية للناخب، فلا وزرائه داخل الحكومة يقومون بواجباتهم الوزارية ولا كتلته النيابية معنية إلا بالوفاء للمشروع الاكبر، حتى أن  عناصره ومقاتليه هم خارج هذه المأساة اللبنانية اليومية، وينتمون بحياتهم لدائرة اقتصادية خاصة منفصلة عن الاقتصاد اللبناني (معاشات - مدارس - مستشفيات - شبكة اتصالات ...) صحيح أن وزراء الحزب ونوابه لم يدخلوا شخصيا بمنظومة الفساد وانهم يعملون لابعاد أنفسهم عن الصفقات والسرقات، إلا  انهم لا يعتبرون أن من وظيفتهم الوقوف بوجهه او محاربته طالما هو يخدم إضعاف الدولة وافراغها مما يخدم قوة دولتهم واستمرارها وبالتالي فهم أيضا  يمكن أن يعتبروا نصف لعنة.

يأتي التحالف بينهما (حركة امل - حزب الله)، على قاعدة نصف لعنة الحركة بحيث لا يتدخل حزب الله بالمحاصصة وما يمكن للحركة تحصيله من المال العام والتوظيف والمحاصصة، على أن لا تتدخل حركة امل بالنصف الاخر من لعنة حزب الله والسكوت عن سياساته وغض النظر عن اعتبار لبنان ساحة داشرة للمشروع الايراني وما يخدم هذا المشروع ليتحول هذا التحالف بنصفيه (محاصصات الحركة - ولاية فقيه حزب الله) إلى  لعنة كاملة على الشيعة بشكل خاص وعلى الوطن عموما. فيستمر رئيس حركة المحرومين بتكديس ثروته وثروة اولاده، ويستمر السيد حسن بلعب دور الجندي في جيش ولاية الفقيه، ويستمر الوطن بالنزف.

 

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/1/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يعمل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ومسؤولون في "حزب الله" والنائب ابراهيم كنعان، على تضييق هوة الخلافات بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، وفي هذا الاطار تندرج زيارة النائب جنبلاط عين التينة عصر اليوم.

أولى الخطوات خفض منسوب التوتر في المواقف، على أن تكون الحلول نابعة من تطبيق الدستور. وقد قال النائب (السابق) ادمون رزق إن الدستور واضح، وإن لا حاجة لمؤتمر تأسيسي، وإن مرسوم الأقدمية لا يستأهل الإختلاف.

وبرز مؤشر على الإتجاه نحو التبريد في المواقف، من خلال كلام عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب زياد أسود، على أهمية التحالف في جزين بين القوى الوازنة في الجنوب في الإنتخابات النيابية.

وتحدثت أوساط وزارية عن إمكان التوصل في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، إلى معالجات لعدد من الملفات والتعيينات.

وفي الخارج، تطور بارز في مسألة الأمراء المعتقلين في فندق ريتز كارلتون في الرياض، تمثل بالإفراج عن الأمير الوليد بن طلال.

وفي تركيا، أكد الرئيس رجب طيب أردوغان على أن الجيش سينجز مهمته في عفرين، وسيعمل على إعادة ثلاثة ملايين ونصف المليون نازح سوري، إلى حلب وادلب والشمال السوري. وشدد على أن ما من قوة ستنجح في وقف مهمة الجيش التركي التي تعتبر أمنية وإنسانية.

وبالعودة إلى الشأن المحلي، فقد كشف وزير البيئة طارق الخطيب ل"تلفزيون لبنان" أن ملف النفايات وضع على السكة الصحيحة، وأن لبنان يتجه نحو الحل المستدام من خلال اعتماد اللامركزية في معالجة النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إلى الإنتخابات در. الطريق إلى الإستحقاق النيابي سالكة وآمنة، ولا سيما للقوى المزودة بماكينات انتخابية تدربت على القانون الجديد.

هكذا حسمت اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الإنتخاب أمرها في آخر إجتماعاتها، وبشبه إجماع، بتأكيد ألا أحد ضد الإصلاحات وأن التعديلات في الواقع مر عليها الزمن وفي الأساس هي فكرة ولدت ميتة، وكان من الممكن أن تؤدي إلى تطيير الإنتخابات، وفي كل الأحوال إكرام الميت دفنه.

ومع دخول البلاد في فلك الإنتخابات بدأ منسوب الحماوة يرتفع رغم البرودة في الطقس، مع الإنصراف إلى رسم خارطة التحالفات التي كان أول من أبصر النور فيها هو تحالف حركة "أمل" و"حزب الله" في كل الدوائر من دون إستثناء، في ترجمة لمقولة الرئيس نبيه بري بأن الحركة والحزب هما إثنان بواحد.

أولى مؤشرات الحماوة اليوم كانت في رد تيار "المستقبل، بلسان مصادره، على الإعلان الإنتخابي ل"حزب الله" بالأمس، حيث شدد التيار على أن خياراته مفتوحة على كافة التحالفات الممكنة باستثناء التحالف مع "حزب الله"، مضيفا أن قيادته تجري تقييما لأسماء المرشحين في كل المناطق، وستشمل مرشحين إثنين عن المقعدين الشيعيين في دائرة بيروت الثانية ومرشح عن المقعد الشيعي في كل من دوائر بعبدا أو البقاعين الغربي والأوسط. وأضافت مصادر التيار أن اللوائح التي سيترشح عليها "المستقبل" ستكون مكتملة حكما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في ضوء الاجتماع الأخير للجنة تطبيق قانون الانتخابات، القوى السياسية في البلاد، دخلت في مدار العد العكسي للانتخابات، وانطلقت مصوبة باتجاه صناديق الاقتراع في السادس من أيار وسط أجواء ساخنة.

وما يزيد في سخونة الأجواء، السجالات المتصاعدة بين بعبدا وعين التينة، والتي تتجسد عمليا على المنصتين الاعلاميتين ل"التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

الأجواء الساخنة هذه وما يرافقها من مواقف، كانت حاضرة هذا المساء في اللقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، الذي قال إن لا أزمة بين بعبدا وعين التينة، لكن بري ركن أساسي من الطائف وعلى الغير تذكر إتفاق الطائف والتفكير في تطويره لا إلغائه.

أما الإعلان الانتخابي ل"حزب الله" والذي جاء على لسان الشيخ نعيم قاسم، فردت عليه مصادر تيار "المستقبل"، مؤكدة ان التيار يدرس كل الخيارات وهي مفتوحة على كافة التحالفات الممكنة باستثناء التحالف مع "حزب الله". وقالت المصادر ردا على سؤال إن قيادة التيار تجري تقييما لأسماء المرشحين في كل المناطق والتي ستشمل تسمية مرشحين عن المقعدين الشيعيين في دائرة بيروت الثانية، ومرشح عن المقعد الشيعي في كل من دوائر البقاع الغربي والبقاع الأوسط وبعبدا. وأضافت المصادر ان اللوائح التي سيترشح عليها "المستقبل" ستكون مكتملة حكما.

اقليميا، وفيما دخلت معركة عفرين أسبوعها الثاني، وسعت المدفعية التركية قصفها لتصل إلى الريف الغربي لمدينة كوباني، ودفعت بتعزيزات اضافية. وطالبت انقرة واشنطن بالانسحاب فورا من مدينة منبج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بعد أسبوعين على تفجير صيدا، وضعت وزارة الداخلية ختمها الرسمي على وقوف العدو الاسرائيلي وراءه. وفي معلومات ل"المنار" فإن ساعات قليلة من التحقيق مع الموقوف محمد الحجار، كانت كفيلة بكشف كنز من المعلومات التي تفيد لبنان كثيرا في ملف العمالة والتآمر لمصلحة الكيان الصهيوني وجهاز الموساد.

وبعد بيان الداخلية، فإن المسؤولية التي تقع على عاتق الدولة، أصبحت كبيرة جدا للحد من استهداف لبنان، والحد من توغل العدو سواء في الميدان الأمني أو عبر تمهيد الساحة الداخلية له بالتطبيع والكي الثقافي، وهذا أخطر وأشرس.

على خط السياسة، تزداد الأجواء الانتخابية سخونة، والوقت المتبقي إلى السادس من أيار يدفع البعض لاستعجال رمي أوراقه، فيما كان الجديد اعلان النائب وليد جنبلاط من عين التينة حسم تحالفه مع الرئيس بري قبل من سماهم الآخرين.

أما "حزب الله" الذي أكد بالأمس متانة التحالف مع حركة "أمل" في كل الدوائر دون استثاء، فقد شدد اليوم على رسوخ العلاقة مع الحلفاء سواء قبل الانتخابات وخلالها وبعدها: هي علاقة حدودها الوفاء والشراكة الحقيقية في بناء الوطن وحمايته، والدفع به إلى مستويات أعلى من الاستقرار والصمود أمام عواصف المنطقة.

وفي التطورات المتزاحمة انتخابيا، يبقى أمام الحكومة ملفات تحتاج للمعالجة وإلا فان موسم الانتخابات سيجرفها بعيدا عن ضفاف الحلول.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان بين التشنج السياسي والحراك الانتخابي. مصدر التشنج الحرب المفتوحة بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، وهي حرب ينتظر ان تستمر وأن تقوى في الأيام المقبلة، خصوصا ان الحراك الانتخابي بدأ يفرض ايقاعه على الجميع. وفي هذا المجال تأتي زيارة النائب وليد جنبلاط لعين التينة مساء اليوم.

وينتظر ان يشكل الأسبوع المقبل البداية الحقيقية للحماوة الانتخابية، بعدما تيقن الجميع ان كل الرهانات على تأجيل الانتخابات سقطت، وأن الاستحقاق النيابي أصبح أمرا واقعا.

مقابل الحراك الانتخابي، استحقاقات داهمة على الصعيد الاقتصادي، عبر عنها الرئيس بإعلانه ان الهم الأساسي ينبغي ان يتركز على الوضع الاقتصادي.

أما في المملكة العربية السعودية، فتطور لافت تمثل في الافراج عن الأمير الوليد بن طلال. والظاهر ان عملية الافراج حصلت بعد تسوية وافق عليها النائب العام، كما قال مسؤول سعودي كبير.

اقليميا، مؤتمر سوتشي تعرض لانتكاسة ثانية، فبعد إحجام الرئيس الروسي عن المشاركة فيه، أعلنت قوى الثورة والمعارضة السورية عدم الحضور، ما يعني انه لن تكون للمؤتمر نتائج مهمة على صعيد تقدم العملية السياسية في سوريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لسوء الحظ، لم يكن افتراضنا حسن النية في محله، فاستمر سيل الشتائم، ونحن لا نفهم تلك اللغة ولا نعرفها. لا، بل انضم اليهم بعض العملاء المزدوجين، من مروجي السموم الكاذبة على آخر المواقع الرخيصة.

لذلك يقتضي التوضيح التالي: نعم، نحن محطة ناطقة أولا باسم رسلها الشرفاء المترهبين للحقيقة الفقيرة العارية. وناطقة ثانيا، باسم تيار كل الأحرار في هذا الوطن، وتفاخر بقربها من رجل خص في التاريخ، وخط في سفره مكانا ومكانة، مقاما وقيمة للبنان القوي.

والجامع بيننا وبين هؤلاء، الفخر بأننا لم نكن لحظة انكشارية لدى رستم غزالة، لا باسم السيد ايكس ولا واي، في أبشع حقبة من تاريخ لبنان.

والجامع بيننا هو الفخر، بأننا لم نكن لحظة من مستشاري فلتمان وشركائه في كيفية بيع المقاومة والمقاومين، في أغدر عدوان على لبنان.

والجامع بيننا هو الفخر أيضا، بأننا لم نسرق مال الوطن، من قلب بيروت تحت غطاء الأطفال، إلى آخر الجنوب على دم الأبطال.

والجامع بيننا هو الفخر بأن مناضلينا ليسوا بلطجية، نرسلهم لسحل أشرف شاباتنا وشباننا، يوم انتفضوا ضد أوسخ طبقة حاكمة عندنا، ولا هم مافيوزية يذلون المواطنين بأحذيتهم من أجل زعيم.

الجامع بيننا اننا وطنيون، وأحرار، وان في ذاكرتنا ووثائقها الكثير، واننا لا نسكت عن حق.

رحم الله سماحة الامام محمد مهدي شمس الدين، وكان الله في عون أهله ومريديه لما يسمعون. وأعاد الله سماحة السيد، عله يعود الأمل بدل الدجل.

أخيرا هذا الكلام هو ردا على كلام الأمس، أما كلام اليوم، فسنرد عليه غدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

حلبة المنازلة بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، تجاوزت الحدود لتصل إلى ابيدجان حيث سينعقد أواخر الأسبوع المقبل مؤتمر الطاقة الاغترابية. الوزير جبران باسيل، المعني المباشر بالمؤتمر، جدد اليوم تمسكه بالمؤتمر في موعده، مغردا أنه "متحمس للقاء المنتشرين اللبنانيين في افريقيا".

في المقابل، بدأت تظهر أجواء تطالب بتأجيل المؤتمر، ومنها موقف لرئيس الجالية اللبنانية في ابيدجان نجيب زهر الذي أصدر موقفا جاء فيه "نوصي بإعادة النظر بالمؤتمر وتأجيله ريثما يصار الى تهيئة الظروف المناسبة وتخفيف الاحتقان الذي لمسناه من أبناء الجاليات في افريقيا".

وفي ذروة الاشتباك بين "أمل" والتيار، كشف عن لقاء بين الوزير باسيل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا.

"عقدة أبيدجان" ليست الوحيدة التي تفاعلت في نهاية الاسبوع، بل هناك التباعد المتصاعد بين "المستقبل" و"حزب الله". "المستقبل" اليوم أعلن الطلاق الإنتخابي مع "حزب الله"، فأعلن انه سيكون له مرشحوه الشيعة في بيروت الثانية وفي دوائر بعبدا والبقاع الغربي والبقاع الاوسط، كاشفا ان لوائحه ستكون مكتملة.

هذا الجو المضطرب عكسه النائب وليد جنبلاط، إثر زيارته الرئيس نبيه بري هذا المساء في عين التينة. جنبلاط لخص الوضع الإنتخابي لجهة التحالفات، بأن لا شيء منجزا حتى الآن، قائلا: "هناك رسالة رايحة ورسالة جايي"، معترفا بفشل المبادرة المتعلقة بمرسوم الأقدمية حيث قال: "راحت وضاعت".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ليس في الأفق ما يشي بأن جبل الجليد المرتفع بين بعبدا وعين التينة، سيذوب في المدى القريب، وإن قلل رئيس الجمهورية ميشال عون في مقابلة مع التلفزيون الكويتي، من أهمية الخطابات عالية السقف التي، بحسب قوله، لم تؤد إلى اندلاع النيران في لبنان.

وإذ رشح عون أمير الكويت لنيل جائزة نوبل للسلام كقائد للعمل الإنساني، فإن حظوظ السلام منعدمة في العمل السياسي على ساحة الخلاف الداخلي، فحرب المؤتمرات التي اندلعت بين باسيل وعلي حسن خليل، انتقلت إلى مناوشات بالتغريدات الحية، ومن دون أن يسميه رد وزير العدل سليم جريصاتي على قول وزير المال بالأمس ما حرفيته: لا نستطيع تفسير الدستور على طريقة المفتين الجدد الذين هم في موقع مسؤولية اليوم وقد ورطوا العهد، فغرد جريصاتي قائلا: المفتي الجديد لا يورط أما المفتن القديم والجديد فيتورط ويورط وآمل أن نكون جميعا من جماعة المفتين الجدد.

عند هذه الصلية توقف الرد والرد المضاد، لتخترق الجبهة بزيارة رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط لعين التينة مساء، حيث اختتم اللقاء ب"شر البلية ما يضحك"، وإذ قال جنبلاط إن مبادرة الحريري لرأب الصدع بين الرئاستين "راحت وضاعت"، قال استدرك بأن لا أزمة مع بعبدا لكن بري ركن أساسي من الطائف وعلى الغير تذكر ذلك لتطويره لا لإلغائه، ولا بد من حل بعض المشكلات العالقة والخروج من هذه الدوامة والالتفات إلى الوضع الاقتصادي والمالي.

ما بين التقليل من أهمية ما يجري ورفع سقف المزايدات في سوق الشعارات، فإن الحل "بإيدكن" عبر تطبيق المادة الخامسة والتسعين من الدستور، وهذا الحل كفيل بوضع حد لكل الجدل القائم، وقطع الطريق أمام كل طرف يفسر الدستور على هواه لغاية في قلب عرقلة قيام الدولة الحقيقية المقرة في اتفاقية الطائف.

ومن الطائف إلى طائفة الأمراء المعتقلين في فندق الريتز، حيث الغموض لف القضية، من ليلة القبض على الفساد إلى قرارات الإفراج المتلاحقة عمن أطلق سراحهم. لكن الثابت أن ليس كل الذين اعتقلوا متورطين في نهب أموال الدولة، خصوصا أصحاب الوسائل الإعلامية. فبحسب ما نشرت "فايننشال تايمز" فإن الهدف من اعتقال أباطرة الإعلام من وليد الإبراهيم إلى صالح كامل والوليد بن طلال، كان السيطرة على الإعلام أكثر منه استعادة الأموال، لكون المذكورين استثمروا ثرواتهم في الهواء والأقمار الصناعية وليس في الدواوين الملكية.

 

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 27 كانون الثاني 2018

النهار

يتناقل أهالي قضاء صور أسئلة واستفسارات منها أن "الثنائي الشيعي" لا يختار نوّاباً إلّا من محيط بلدات محدّدة في كل الدورات.

وضعت جملة من الشروط على مدير عام قبل أن يُدلي بمقابلة إعلاميّة تتعارض مع حق الوصول إلى المعلومات.

انشغلت أوساط حركة "أمل" لمعرفة دوافع تحرّك المدير العام السابق للاعلام محمد عبيد القريب من دمشق ومن "حزب الله" في آن واحد ولمعرفة توافر غطاء له لمهاجمة الرئيس برّي.

يعمل "تيّار المردة" على توسعة تحالفاته قبيل الانتخابات ودعم أصدقاء له في عدد من المناطق الشماليّة والبقاعيّة وفي كسروان.

الجمهورية

لوحظ أن رغبات مرجع كبير تحوّلت إلى ترجمة فعلية من قِبل وجه إقتصادي مستوزر.

سيلتقي مرجع غير مدني منتصف الأسبوع المقبل إتحاداً معنيّاً بمطالب وإستحقاقات يعمل للوصول بها إلى خواتيمها.

يبدو أن أزمة بين مرجع كبير وقطب بارز بدأت تظهر نتوءاتها إنتخابياً على الأرض.

اللواء

ما يزال مرشّح حزب وسطي في بيروت قيد الأخذ والردّ، لحسابات بالغة الدقة

تخشى قوى حزبية أن تكون العلاقة وصلت إلى خط اللاعودة بين مرجعين كبيرين؟

كتلة موالية من المرجَّح ان تفقد ما يعادل نصفها أو أكثر في أيار المقبل

المستقبل

إن دفعة جديدة من التعيينات الادارية يتم اعدادها تحضيرا لإدراجها على جدول أعمال مجلس الوزراء ومن المفترض إقرارها خلال الاسبوعين المقبلين .

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

 

اضاءة شموع في مكان استشهاد الرائد عيد والمعاون مرعب و4 مدنيين

السبت 27 كانون الثاني 2018 /وطنية - كرم ذوو الشهداء: الرائد المهندس وسام عيد والمعاون أسامة مرعب والمواطنين: رجا المغربي، سعيد عازار، آلان صندوق والياس فارس، أبناءهم لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاستشهادهم، باضاءة الشموع عن أرواحهم في موقع الانفجار في محلة الحازمية قرب تقاطع الشيفروليه، عند الساعة العاشرة من قبل ظهر اليوم. وبعد أن قدمت ثلة من عناصر قوى الأمن الداخلي مراسم التشريفات، وضع وفد من ضباط قوى الأمن ستة أكاليل من الزهر بإسم المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، على وقع عزف موسيقى قوى الأمن الداخلي لحن الموتى تحية للشهداء واكراما لهم.

وظهر اليوم، قام وفد آخر من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي برئاسة العميد الركن محمد علم الدين ممثلا اللواء عثمان، والنائب كاظم الخير ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، بزيارة بلدة دير عمار لتقديم واجب العزاء لذوي الشهيدين عيد ومرعب، وقراءة الفاتحة عن روحيهما في جبانة البلدة.

 

قداس يرأسه الراعي ويحضره عون والحريري وبري يغيب والمجلس الماروني يسعى لتمييز الاحتفال بعيد مــار مارون

المركزية/ السبت 27 كانون الثاني 2018 /يحتفل لبنان عموما والطائفة المارونية خصوصا ككل عام في التاسع من شهر شباط المقبل بعيد القديس مارون. وللمناسبة يقام في العاشرة من قبل ظهر يوم الجمعة في التاريخ المذكور قداس احتفالي اراده رئيس المجلس وديع الخازن الذي ترأس فريق عمل اشرف وساهم في التحضير لهذه الاحتفالية التي تنطوي على معان روحية ووطنية للطائفة المارونية مميزا هذه السنة. ويرئس الذبيحة الالهية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ويحضرها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري وكبار المسؤولين واعضاء السلك الديبلوماسي.

وفي حين اكد الرئيسان عون والحريري مشاركتهما الشخصية كلف الرئيس بري كلاً من عضوي كتلة التنمية والتحرير النائبين عبد اللطيف الزين وميشال موسى ان يتفقا على ان يمثله احدهما. ويصف الخازن لـ "المركزية" ترؤس البطريرك الراعي الذبيحة الالهية بالسابقة التي سوف تكون معززة بالحضور الرسمي والديبلوماسي المحلي والاجنبي. كما تتميز المناسبة هذا العام من خلال توسعة اطار الدعوة والحضور المسيحي والاسلامي لابراز خصائص لبنان كنموذج فريد للعيش المشترك بين اتباع الديانات السماوية وخصوصا بين المسيحيين والمسلمين وذلك كرد طبيعي على الساعين الى التقوقع والتكفير وتغذية الحركات والتنظيمات الارهابية، ومن جهة اخرى الدفع من خلال المناسبة في اتجاه مسعى رئيس الجمهورية مع الامم المتحدة والعالم لجعل لبنان مركزا لحوار الاديان والحضارات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحسيني التقى سامي الجميل

السبت 27 كانون الثاني 2018 / وطنية - استقبل الرئيس حسين الحسيني في منزله في عين التينة رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب الشيخ سامي الجميل. وجاء في بيان اثر اللقاء، "كانت مناسبة لاستعراض الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، ولاسيما المساعي المشتركة لإقامة الدولة المدنية ومؤسساتها الكفيلة في حماية الحريات العامة التي هي معنى لبنان، فضلا عن العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع اللبنانيين، وإيجاد الوسائل الكفيلة في فرض تطبيق أحكام الدستور وإخضاع المسؤولين والمواطنين جميعا لسيادة القانون، بما يضمن تعزيز وحدة لبنان وعيش أبنائه المشترك، وتحرير أرضه وتأمين سيادته واستقلاله. وبذلك يستطيع لبنان القيام بدوره لخيره ولخير محيطه العربي".

 

المغتربون في أفريقيا... مادة خلافية جديدة بين «أمل» و«الحر»/انفجرت إثر مقاطعة مقربين من بري مؤتمراً تنظمه الخارجية في أبيدجان

بيروت: نذير رضا/«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18/بات مؤتمر الطاقة الاغترابية، المقرر في 2 و3 فبراير (شباط) في أبيدجان في ساحل العاج، بنداً خلافياً جديداً على علاقة «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، و«حركة أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليراكم الخلافات بين الطرفين التي استدعت أمس ردوداً غير مباشرة. ونقل التباين بين الطرفين، الخلافات السياسية الداخلية إلى المغتربين اللبنانيين، لتمثل مساحة تباين جديدة، وساحة خلافات بين الطرفين في القارة الأفريقية التي يتمتع فيها بري بتأييد كبير بسبب «الدعم والرعاية اللذين تلقاهما المغتربون من بري على مدى سنوات طويلة»، كما يقول المغتربون في أفريقيا. وانفجر الخلاف على ضوء مقاطعة بعض أبناء الجالية اللبنانية في ساحل العاج، وهم من المقربين من «حركة أمل»، مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي تنظمه وزارة الخارجية في 2 و3 فبراير المقبل في أبيدجان. وفيما وردت أنباء عن أن بري أوعز لأنصاره بمقاطعة المؤتمر، ردّ وزير المال علي حسن خليل المحسوب على «حركة أمل» نافياً تلك الأنباء، وقال أمس: «نحن لدينا الجرأة أن نعلن ذلك لو أردنا أن نقوم بهذا الدور، وليبحثوا عن المنطق الذي استفز المغتربين». ومع أن الجدل حول المؤتمر يبدو سياسياً، إلا أن مصادر الطرفين تنفي ذلك، وتحيله إلى سياق مرتبط بالجالية اللبنانية في أبيدجان فحسب. وفيما دعا رئيس الجالية اللبنانية في أبيدجان نجيب زهر الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري والوزير باسيل لإعادة النظر بالمؤتمر المقرر عقده وتأجيله «ريثما يصار إلى تهيئة الظروف المناسبة وتخفيف الاحتقان الذي لمسناه من أبناء الجاليات في أفريقيا»، أكدت مصادر وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط» أن المؤتمر سيعقد في موعده، مشددة على أن الوزير باسيل «يحتضن الجاليات اللبنانية في العالم ويولي اهتماماً كبيراً للمغتربين»، لافتة إلى أن باسيل «يعتبر أكثر من عمل على ملف الاغتراب والاهتمام باللبنانيين في بلدان الانتشار»، وأنه يبذل جهوداً للحفاظ على التلاقي بين المغتربين في كل دول العالم. وإذ ينفي مقربون من «حركة أمل» أي تدخل على خط المؤتمر في أبيدجان، قالت مصادر الجالية اللبنانية في أفريقيا لـ«الشرق الأوسط» إن اعتراض بعض أبناء الجالية ينطلق من عدم تنسيق منظمي المؤتمر مع فعاليات بارزة في الجالية في أفريقيا، واستبعاد التنسيق مع التكتلات الاغترابية الموجودة مثل «المجلس القاري الأفريقي» وغيرها، وهو ما أثار حفيظة بعض أبناء الجالية، نافية أن يكون للأمر «أي خلفية سياسية». وكان القائم بالأعمال اللبناني في ساحل العاج السفير خليل محمد أشار إلى أن الموعد تم تحديده في الصيف الماضي، وهو كغيره من المؤتمرات التي تنظمها وزارة الخارجية والمغتربين منذ نحو 4 سنوات. وأشار إلى توزيع 700 دعوة للمشاركة في هذا المؤتمر القاري الذي تولته وزارة الخارجية والمغتربين والسفارات اللبنانية المعنية، حسب الرقعة الجغرافية، منذ فترة طويلة، على امتداد بلدان القارة الأفريقية.

ويُضاف هذا الملف الخلافي بين «الوطني الحر» و«حركة أمل» إلى قائمة الخلافات السياسية المتراكمة بين الطرفين. وعُرِفت «أمل» خلال العقدين الماضيين باهتمام كبير أبدته تجاه المغتربين اللبنانيين عبر مديرية شؤون المغتربين في وزارة الخارجية، والمديرية العامة للمغتربين التي كان مديرهما من حصة بري، علماً بأن حقيبة الخارجية في الحكومة، وخلال العامين 2005 و2014 كانت من حصة الشيعة، وكان بري يسمي وزير الخارجية. وينظر متابعون إلى تنظيم الخارجية في هذا الوقت مؤتمراً في أبيدجان، على أنه «محاولة خرق للقاعدة الشعبية» في كبرى القارات التي يتمتع فيها بري بشعبية كبيرة، بالنظر إلى أن القارة الأفريقية تضم القسم الأكبر من المغتربين الشيعة، ويوجد في ساحل العاج نحو 65 ألف لبناني، يتحدر الثلثان منهم تقريباً من جنوب لبنان، وهم من المؤيدين بمعظمهم لبري. وتشكل أفريقيا وجهة الاغتراب الشيعي، وبعد أبيدجان، يوجد اللبنانيون بكثرة في السنغال ونيجيريا والكونغو وغيرها من المناطق التي تتفاوت أعداد اللبنانيين فيها. وتضم تلك البلدان عدداً كبيراً من رجال الأعمال اللبنانيين. ويشار إلى أن والد بري كان من المغتربين في سيراليون. ورغم هذه الوقائع، تقول مصادر الجالية في أفريقيا: «يخطئ من يقول: إن هذه المنطقة مؤيدة لطرف سياسي أو لآخر، ومن الخطأ تصنيفهم على هذا النحو، لأن الاغتراب الذي يشكل عصب الاقتصاد اللبناني، لا يجوز تصنيفه بالإطار المذهي أو الطائفي أو السياسي، ويجب أن يتم التعامل معه بشكل وطني»، مشددة على «أننا نتعلم من المغتربين المواطنية والابتعاد عن المذهبية والطائفية».

 

انتقادات اعلامية متبادلة بين أنصار «الوطني الحر» و«حزب الله»

بيروت: يوسف دياب/«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18/يمرّ التحالف الاستراتيجي بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» بكثير من المطبّات، التي بدأت تهزّ بنيان العلاقة القائمة بين الفريقين منذ 12 عاماً، لكنّ التباين الذي بقي محصوراً في الغرف المغلقة لوقت طويل، بات علنياً وانتقل إلى شاشات التلفزة التابعة للفريقين وحلفائهما، واستكملت بحملات متبادلة بين جمهور الطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي بلغت حدّ الشتائم وإهانة الرموز السياسية ونبش دفاتر الماضي وصولاً إلى التخوين. اللافت أن منحى التباين بدأ يكبر بعد أشهر من تسلّم وزير الخارجية جبران باسيل رئاسة «التيار الوطني الحرّ»، خلفاً لرئيس الجمهورية ميشال عون، ورغم التخاطب السلبي غير المسبوق، تصرّ قيادة «الوطني الحر» على أن «التحالف الذي بناه العماد ميشال عون و(أمين عام حزب الله) السيّد حسن نصر الله ثابت ولن يسقط»، مع الاعتراف بأن جوهر العلاقة قد يحتاج إلى نقاش، وهو ما أيّده مقرّبون من «الحزب»، الذين شددوا على أن «السجالات تبقى موضعية وليس مسموحاً لها أن تتطوّر إلى حدّ نسف التحالف الاستراتيجي». وفي محاولة لتطويق ذيول ما حصل في الأيام الماضية، شدد باسيل على أن «التفاهم مع حزب الله هو لحماية الوطن من الخارج ومن الداخل». وشدد على أن هذا التفاهم «سيبقى حاجة استراتيجية لحماية البلد، وكل الألاعيب الصغيرة لن تقوى عليه». ولم يخف عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب زياد أسود، أن الوزير باسيل «لديه نمطية جديدة في إدارة الأمور داخل التيار، قد لا تتلاءم مع آراء البعض». لكنه قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «تحالفنا مع حزب الله قائم على أهداف كبرى، أهمها حماية البلد وتخفيف الاحتقان، وهذا التفاهم حمى البلد بكل الأزمات التي مررنا بها، بدءاً من حرب يوليو (تموز) 2006 حتى اليوم»، لافتاً إلى أن باسيل لديه «طريقته بإدارة الأمور في الممارسة السياسية، وفي نظرته لعمل المؤسسات، لكن في الجوهر لا تزال العلاقة مع (الحزب) قوية وثابتة»، مؤكداً أن «التفاهم الذي بناه الرئيس ميشال عون و(أمين عام حزب الله) حسن نصر الله لن يسقط». وتعرّضت علاقة حزب الله و«الوطني الحرّ» في الأسابيع الأخيرة، لخضات متتالية طرحت علامات استفهام عن مستقبل العلاقة بينهما، بدأت بتصريح باسيل الذي لمح فيه لإمكانية الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، وصولاً إلى الانتقاد اللاذع الذي ورد في مقدمة النشرة الإخبارية لتلفزيون الـ«أو تي في» الذي يملكه «الوطني الحر» لما ورد في خطاب نصر الله الأخير، الذي دعا فيه لوقف بث فيلم «the post» في دور السينما اللبنانية، لأن مخرجه من مؤيدي إسرائيل، والردّ الأعنف عليه من تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله. ولم تقتصر الحملات على المحطتين التلفزيونيتين، إذ سرعان ما تلقفها جمهور الحليفين، الذي أطلق آلاف التغريدات عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، بلغت حدّ الشتائم والتخوين. واعتبر النائب زياد أسود أن «آراء المدونين على (فيسبوك) و(تويتر) هي مجرّد مؤشر شعبي، وليست التغريدات ولا مقدمات نشرات الأخبار من تبني السياسات»، موضحاً أن «المنطق الشعبي لا ينتج رأياً سياسياً، ولا يرسم استراتيجيات لدى هذا الطرف أو ذاك»، لافتاً إلى أن «جوهر العلاقة ربما يحتاج إلى نقاش، لكن العلاقة لن تهتزّ حتى ولو عصفت بها الرياح، وهي أثبتت ذلك بكثير من الاستحقاقات». وعلى الضفّة الأخرى ثمة رأي مشابه، إذا اعتبر الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، المطلع على أجواء حزب الله، أن «السجالات الإعلامية موضعية، ولن تؤثر بالعلاقة الاستراتيجية، حتى على مستوى الانتخابات النيابية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب معلوماتي فإن علاقة الوزير باسيل بقيادة حزب الله لا تزال قوية، وإن شابها بعض الالتباس أو التباين من وقت لآخر». وكشف قصير أن «النقطة الأكثر حساسية بالنسبة للحزب، كانت فيما نقل عن باسيل، حول إمكانية الاعتراف بالكيان الصهيوني»، لافتاً إلى أن «قيادتي الفريقين تسارع إلى احتواء أي خلاف قبل أن يبلغ مرحلة الخطر». وأكد أن الحملات الإعلامية الأخيرة وحرب «السوشيال ميديا» مجرّد وجهات نظر لن تؤثر على التفاهم العريض الذي يبقى مصلحة للطرفين وللبلد.

 

تحالفات البقاع الشمالي تعيد إحياء اصطفافات 8 و14 آذار

بيروت: كارولين عاكوم/«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18/تدخل منطقة البقاع الشمالي التي تضم بعلبك والهرمل التجربة الانتخابية الفعلية للمرة الأولى، انطلاقا من القانون الجديد الذي يعتمد على النسبية لانتخاب عشرة نواب، ستة من الشيعة واثنان من السنة وواحد كاثوليكي وآخر ماروني.

وما كان محسوما بالنسبة إلى «الثنائي الشيعي» («حزب الله» وحركة أمل) الذي يرى في دائرة «البقاع الثالثة» «خزان المقاومة والشهداء» بات اليوم مشكوكا به عبر إمكانية دخول «تيار المستقبل» و«حزب القوات اللبنانية» والمعارضين الشيعة إلى المعركة، معتمدين بشكل أساسي على ناخبي الطائفة السنية الذين يشكّلون نحو 13 في المائة من نسبة الأصوات وما يقاربها من الطائفة المسيحية. وإذا كانت الاصطفافات السياسية المرتبطة بفريقي «14 و8 آذار» سقطت في بعض المناطق فإنها ستشكّل أساس التحالفات الانتخابية والمواجهة بينهما في «بعلبك الهرمل»، بعدما أعلن «حزب الله» و«حركة أمل» تحالفهما الثابت، وحسم «تيار المستقبل» قراره الرافض للاجتماع في أي لائحة مع «حزب الله». وفي هذا الإطار، قال النائب في «التيار الوطني الحر»، إميل رحمة، إنّ «التيار» لن يتحالف في منطقة بعلبك - الهرمل لا مع حزب «القوات اللبنانية» ولا مع «تيار المستقبل»، وهو لن يفكّر مجرّد التفكير أن يقف بوجه «حزب الله». ويبلغ عدد الناخبين في البقاع الشمالي 308 آلاف و997 شخصا، يشكّل الشيعة نحو 74 في المائة منهم، والسنة نحو 13 في المائة، والموارنة 7.3 في المائة، والكاثوليك 5.3 في المائة. وإذا كان ترشيح «(حزب الله) وحركة أمل» للشخصيات الشيعية ينطلق بشكل أساسي من انتمائهم الحزبي فإن اختيارهم للمرشحين المسيحيين والسنة ينطلق من التحالف السياسي وموقع الشخصيات الاجتماعية والشعبية على حد سواء، وهو ما يشير إليه مصدر في «8 آذار» لـ«الشرق الأوسط»، مرجحا الإبقاء على ترشيح النائب الحالي عن المقعد الماروني إميل رحمة، الذي كان قد حصل على أكبر نسبة من الأصوات في انتخابات عام 2009. في حين تشير المعلومات إلى أن التحالف في الموقع الكاثوليكي سيكون من حصة «الحزب القومي السوري». أما فيما يتعلّق بالمقعدين السنّيين اللذين يشغلهما اليوم في كتلة «حزب الله» النائبان الوليد سكرية وكامل الرفاعي، فإن أسماءهما لا تزال قيد البحث. ويقول المصدر إن «التحالف في هذه الدائرة وفق هذا القانون الذي بات الخرق متوقعا فيه، يجب أن يتم فيه اختيار الشخصيات وفق تمثيلها الشعبي لضمان أكبر نسبة من الأصوات»، في حين تشير بعض المعلومات إلى أن «حزب الله» يتّجه لترشيح شخصية سنية من منطقة عرسال التي تشكّل الثقل الأكبر للصوت السني في الدائرة. ويضيف: «الاعتماد فقط على التحالف بين الثنائي الشيعي غير كاف، خصوصا أننا لا نستبعد إمكانية الخرق وفق القانون الجديد إذا كانت التحالفات غير متينة». وعلى جبهة «14 آذار» حيث عمد «حزب القوات اللبنانية» إلى الإعلان عن مرشحّه في المنطقة بدعمه الدكتور أنطوان حبشي، من دون أن تكتمل صورة تحالفاته، فإن «تيار المستقبل» لا يزال يدرس خياره الانتخابي، ترشيحا وانتخابا في منطقة بات يضمن حصوله فيها على الأقل مقعدا سنيا، وفق القانون النسبي الجديد، بحسب ما يقول مصدر في «تيار المستقبل» لـ«الشرق الأوسط». ويشير إلى أن «لتيار المستقبل حضورا في هذه الدائرة والثابت الوحيد الذي يمكن حسمه لغاية اليوم، أن معركتنا ستكون في مواجهة تحالف 8 آذار ولا يمكن التحالف مع (حزب الله) في هذه الدائرة كما غيرها»، مؤكدا أنه «وفق الأرقام التي تفرزها الورقة والقلم فإن خوضنا هذه الانتخابات لن تكون نتائجه بأقل من نائب واحد». ومن خارج الاصطفافات التقليدية بين «8 و14 آذار»، فإن الحراك الانتخابي على خط المعارضة الشيعية، إضافة إلى أن رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني يبحث أيضا عن طريق له لخوض معركة «بعلبك - الهرمل»، من دون اتخاذ القرار النهائي بشأن التحالفات التي يستمر البحث بشأنها، وهو يتراوح بحسب المعلومات بين الانضمام إلى لائحة «14 آذار» أو تشكيل لائحة مستقلة. مع العلم، أنه ووفق التقديرات، فإن تحالف «المستقبل» و«القوات» مع الشخصيات الشيعية المعارضة قد يؤدي إلى إحداث خرق بما لا يقل عن مقعدين، وتحديدا في المقاعد السنية والمسيحية.

 

عون يدعو الأمم المتحدة لمنع إسرائيل من بناء جدار حدودي

بيروت: «الشرق الأوسط»/السبت 27 كانون الثاني 2018 /حض رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، الأمم المتحدة على منع إسرائيل من مواصلة بناء الجدار الإسمنتي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية قبل معالجة النقاط المتحفظ عليها، وطالب بـ«معالجة سريعة» لمسألة النزوح السوري «نظرا للتداعيات السلبية». وقال عون خلال استقباله يوم أمس الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية ميروسلاف جنكا، إن «لبنان يعلق أهمية كبرى على الدور الذي يجب أن تلعبه الأمم المتحدة لمنع إسرائيل من بناء الجدار الإسمنتي على طول الحدود اللبنانية - الجنوبية قبل تصحيح النقاط الـ13 المتحفظ عليها من (الخط الأزرق)»، منبها على «التداعيات التي يمكن أن يسببها مضي إسرائيل في بناء الجدار على الأمن والاستقرار في الجنوب». وشدد عون على أن «الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية إلزام إسرائيل وقف هذه الانتهاكات، لا سيما أن لبنان التزم تنفيذ هذا القرار بكل مندرجاته ولم يحصل أي خرق له من الجانب اللبناني منذ إقراره في العام 2006». وأشار عون، بحسب ما ورد في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، إلى أن «مسألة النزوح السوري إلى لبنان تتطلب معالجة سريعة نظرا للتداعيات السلبية التي خلفتها سياسيا واقتصاديا وتربويا واجتماعيا وأمنيا، لا سيما أن المساعدات الدولية التي تقدم لرعاية شؤون النازحين، غير كافية ولا تتم عبر الدولة اللبنانية».من جهته، أكد جنكا أن «الأمم المتحدة حريصة على استمرار الاستقرار والهدوء على الحدود الجنوبية، وهي باشرت اتصالاتها مع إسرائيل لمعالجة قضية الجدار الإسمنتي»، لافتا إلى أن «اجتماعا سوف يعقد بداية الشهر المقبل في الناقورة لأعضاء اللجنة العسكرية الثلاثية للبحث في هذه المسألة». وشدد جنكا على «تمسك الأمم المتحدة بتطبيق القرار 1701»، لافتا إلى أنه سوف ينتقل إلى الجنوب «لمعاينة الوضع ميدانيا بالتنسيق مع قيادة القوات الدولية العاملة هناك». وجدد المسؤول الأممي تأكيده «وضع إمكانات الأمم المتحدة بتصرف لبنان ومواكبتها للمؤتمرات التي سوف تعقد في روما وباريس وبروكسل، لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية والوضع الاقتصادي ومعالجة قضية النازحين السوريين».

 

الإنتخابات على الأبواب ... والمرأة للبيت والطبخ

حنان الصبّاغ/لبنان الجديد/ 26 كانون الثّاني 2018

 هذا الجهل الذي يحاول الذكور في المجتمع اللبناني خصوصا البيئة الشيعية رسمه في أذهان النساء لتدعيم المفهوم الذكوري

 "الكوتا النسائية" هو حق من حقوق المرأة رفض الأمين العام لحزب الله السيد  حسن نصرالله المضي فيه في المجلس النيابي لأسباب لم تٌقنع حتى الإعلامي سامي كليب أثناء المقابلة التي أجريت معه على قناة الميادين وقد أوعز نصرالله رفضه لتبريرات تضع المرأة في ميدان التبعية والإحتماء بظل الرجال فأوضح أن " “في لبنان يجري تقييم النواب بالتعازي والأفراح والخدمات ونحن في “حزب الله” ليس لدينا نساء لهذه الوظيفة”. والمخزي في هذا الموقف أن توافق أي امرأة عليه  مهما كانت متيمة بعشق نصرالله والمقصود بذلك عضو المكتب السياسي في “حزب الله” ريما فخري التي أعلنت ” في الندوة التي نظمها مكتب وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان حول «دور الأحزاب السياسية في تشجيع تمثيل النساء في انتخابات 2018 النيابية» أن" على المرأة واجب المشاركة حيث يجب أن تكون. ويجب أن تكون فاعلة سياسياً وعندها طاقات وهي قادرة. وان عمل النائب يتركز على العمل الخدماتي والاجتماعي ما يتطلب الخروج الدائم من حياة الأسرة. ونعتقد أن المرأة يفترض أن تعمل لأهداف أساسية، وكونها امرأة مطلوب منها أن تربي أجيالاً ما يأخذ من وقتها وحركتها، ونحن نتحفظ عن ترشيح سيدة”. موقفان مهينان يهمشان دور المرأة في المجتمع اللبناني بسبب الأعراف والتقاليد والتربية وبسبب القوانين والقواعد التي تحكم اللعبة السياسية، الأمر الذي يحدّ من قدرة المرأة على المنافسة ولعل للدين دورا هاما في تقويض دور المراة حيث تسعى فئة معينة إلى حصر دور المرأة بتربية الأجيال وتقديم الشهداء والبكاء في مجالس العزاء. هذا الجهل الذي يحاول الذكور في المجتمع اللبناني خصوصا البيئة الشيعية رسمه في أذهان النساء لتدعيم المفهوم الذكوري تقابله فئة أخرى من النساء الطموحات اللواتي استطعن بفعل إرادتهن وكفاءتهن أن يلعبن دورا فاعلا في المجتمع وأن يصلن إلى ما هن عليه الآن فما المانع أن تهتم المرأة بشؤون النيابة وتدرس وتصدر التشريعات والقوانين  وتقوم بعملها كما يجب أو كما يتطلب منها دورها بحسب القانون؟

وهل يجب للمرأة أن تُحرم من الوصول إلى النيابة بسبب المفهوم الخاطىء لمعنى "النائب" في لبنان ؟ فالمرأة كما الرجل لم توجد فقط لتربي الأجيال بل لتغيير مصير أمة وما الدفاع عن حقوقها والمطالبة بأن تكون في المجلس النيابي إلا إيمانا منا بتلك المرأة التي تعني نصف المجتمع أي نصف البرلمان .

 

الاتحاد الأوروبي يدعم تحضيرات الانتخابات النيابية اللبنانية

«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18/أعلنت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن، أمس الخميس، أن الاتحاد الأوروبي معني بشكل فعال بالتحضير للانتخابات النيابية اللبنانية من ناحية تقديم الدعم التقني. وبحثت السفيرة كريستينا لاسن، مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الموضوعات المتعلقة بالمؤتمرات الدولية الثلاث لدعم لبنان والمنطقة التي ستنعقد في أوروبا في الأشهر المقبلة، كما بحثت موضوع الانتخابات النيابية اللبنانية. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن لاسن، قولها بعد اللقاء: «تحدثنا عن المؤتمرات الدولية الثلاث لدعم لبنان والمنطقة في الأشهر القليلة المقبلة، والتي تنعقد في أوروبا، إذ إن هناك مؤتمر روما 2 في نهاية فبراير (شباط) المقبل، حيث يشارك الاتحاد الأوروبي في التحضيرات، وهناك اجتماع آخر للاستثمارات في باريس، كما أن هناك مؤتمر بروكسل في نهاية شهر أبريل (نيسان) المقبل لدعم الدول المتأثرة بالأزمة السورية».

 

الانتخابات بلا تعديلات... والداخلية تعلن مهل الترشح

«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18/أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن لبنان سيذهب إلى الانتخابات في 6 مايو (أيار) المقبل من غير تعديلات على قانون الانتخاب، مقراً بـ«موانع سياسية كبرى» تحول دون تعديل القوانين، فيما أصدر تعميماً يتعلق بمهل تقديم تصاريح الترشيح والرجوع عنها وتسجيل اللوائح للانتخابات النيابية العامة لعام 2018. وترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس اجتماعا للجنة الوزارية لتطبيق قانون الانتخابات. وبعد الاجتماع قال الوزير المشنوق إنه فخور بالإصلاحات التي وُضعت، خاصة في مسألة «الميغا سنتر» والاقتراع في مكان السكن، «وهذان الأمران يشكلان تقدما كبيرا». أما في موضوع المغتربين الذي وصفه بأنه أساسي ورئيسي ويعمل فيه لأول مرة في لبنان، «فقد سجل نجاحا ملحوظا من حيث التسجيل وهذا الأمر يُسجل للوزير باسيل ولوزارة الخارجية، ونحن تعبنا معهم ربع التعب». وقال: «عمليا الآن وصلنا إلى هنا، والخلافات السياسية والوقت استهلكا كل إمكانيات وزارة الداخلية للقيام بأي جهد جدي في مسألة «الميغا سنتر» والبطاقة البيومترية التي تؤدي إلى الاقتراع في مكان السكن». وأضاف: «الآن عندما تمت المطالبة بفتح المهلة مجددا لتسجيل المغتربين، لم يعد باستطاعتنا عمليا القيام بذلك لأن الأمر يحتاج، أولا إلى تعديلات في القوانين وإلى امتحان آخر للداخلية، لأن لوائح الشطب تنشر بموجب القانون في الأول من مارس (آذار) المقبل وعندما تنتهي مهلة تسجيل المغتربين المقترحة، أي في 25 فبراير (شباط) لن يكون لدينا سوى خمسة أيام للتحضير للوائح الشطب الجديدة، أو نشرها على مرحلتين»، مشيراً إلى أن «هذا أمر غير ممكن عمليا، فضلا عن أن هناك موانع سياسية كبرى تحول دون تعديل القوانين. مع العلم أن هناك رأيا يقول، إذا دخل هذا القانون إلى المجلس النيابي سيتم الوصول إلى نتائج غير إيجابية وهذا الأمر لا يمكن تجاهله». وأكد المشنوق أن اللجنة «أقرت استحالة تنفيذ مسألة تمديد المهلة للمغتربين، وأقررنا بضرورة إنهاء دفتر الشروط بالشراكة مع القطاع الخاص لتنفيذ مكننة الأحوال الشخصية بكاملها ومن كل الجوانب كي لا نعود للوقوع مجددا بمشكلة ما في وقت من الأوقات، ومن أجل تأكيد جديتنا لهذا المسار للوصول إلى «الميغا سنتر» والاقتراع في الخارج». وأكد المشنوق أن «الانتخابات ستجري في موعدها وأي كلام آخر غير وارد ولا محبذ ولا مقبول». بالموازاة، أصدر المشنوق تعميما يتعلق بمهل تقديم تصاريح الترشيح والرجوع عنها وتسجيل اللوائح للانتخابات النيابية العامة لعام 2018. وتبدأ مهلة الترشح للانتخابات النيابية العامة في 5 فبراير المقبل، وتنتهي مهلة تقديم تصاريح الترشيح في 6 مارس (آذار) المقبل، على أن تنتهي مهلة تقديم تصاريح الرجوع عن الترشيح في 21 مارس المقبل. ويفرض قانون الانتخاب وفق نظام الاقتراع النسبي انتظام المرشحين في لوائح، وتنتهي مهلة تسجيل اللوائح في 26 مارس.

 

كنعان: جاهز للعب دور توفيقي مـــع عين التينة" و"عون منفتح على أي طرح دستوري لا يشكل سابقة"

المركزية/السبت 27 كانون الثاني 2018 /أكّد أمين سرّ تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان أنّه "جاهز للعب أي دور توفيقي مع عين التينة أو غيرها على أساس الكلام الواضح والعمل السياسي البناء على أسس دستورية وقانونية لتحقيق الانجاز".واعتبر في حديث تلفزيوني أنّ "غالبية مراسيم الاقدمية لم تكن توقع من قبل وزير المال باستثناء واحد وقع من الوزير السابق محمد الصفدي وفي حال الخلاف فالحل يكون بالذهاب الى القضاء الإداري او الدستوري"، مضيفا أنّ "رأي هيئة الاستشارات في مرسوم الاقدمية ارتكز الى حكم صادر عن مجلس الشورى في العام 1990 يوم كان المجلس يضم جهابذة القانون". وقال إن "القضاء لا يعمل لمصلحة طرف سياسي وأصدر قرارات لطالما انتظرناها في ملفات نائمة من قضية الرئيس بشير الجميل الى الأسير والقضاة الأربعة وصولاً الى جسر جل الديب وبلدية شاتين".وتابع "لا يمكن أن يكون أي طرف انتقائياً في مقاربة القرارات القضائية والموقف السياسي السلبي من قرار هيئة التشريع والاستشارات في غير محله". وأضاف "ما يجري مع الرئيس بري ليس عملية كسر لاي طرف بل احتكام للدستور والمؤسسات"، مشيرا "الى حصول تعسف بحقوق ضباط في ظل الوصاية السورية ومرسوم الاقدمية جاء ليعيد الحقوق لمستحقيها من الذين ظلموا على اساس قانون الدفاع".وأكّد انّ "الرئيس منفتح على أي طرح دستوري وقانوني لا يشكل سابقة مع احترامه للاصول والدستور والقوانين".

 

الصايغ: الخطيب يمثل نهجا استنسابيا للاقتصاص منا وطرح باسيل غير واقعي وحساباتنا ليست انتخابيــة

المركزية/السبت 27 كانون الثاني 2018 /إذا كان البعض يعتبر أن الزمن اليوم انتخابي، والجميع غارق في رسم تحالفاته وخرائطه بحبر قانون نسبي يجربه الجميع للمرة الأولى، فإن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، حرك أمس المياه السياسية الراكدة، بطرح متقدم في اتجاه الدولة المدنية يقوم على إلغاء المذهبية السياسية. وإذا كانت الدولة المدنية "هدفا ساميا" ينادي به الجميع على الأقل في العلن، فإن كثيرين ينادون بالبدء بصون المناصفة عن طريق المداورة، خصوصا أن المناصفة مصانة في الدستور الذي ارتضاه الجميع لهم حكما، حتى الساعة.

وفي السياق، أشار نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ عبر "المركزية" إلى أن "مشروعنا السياسي أصلا هو الدولة المدنية، نحن نطالب بتطبيقها لأن إثارة النعرات الطائفية، خصوصا منذ عام 2005، أطاحت كل البرامج السياسية وأعادت لبنان إلى طروحات متطرفة، وهذا ما نرفضه. بدليل أن قضية حقوق المسيحيين وتهميشهم، وخطر التوطين، وخطر النازحين الأمني والديموغرافي، أوراق استخدمت لشد عصب المسيحيين الذي يعانون عقدة الاضطهاد منذ سنوات. وتاليا، فإننا نطرح تخطي الخطاب الطائفي، والدخول إلى النقاش السياسي والوطني، وهو ما جرى في ثورة الارز وانطلق في 14 آذار".

واعتبر الصايغ أن "طرح الغاء المذهبية السياسية اليوم غير واقعي، سيكرس الهيمنة ضمن الطائفة الواحدة. وذلك مرادف للمداورة، لأن الولوج إلى الدولة المدنية يجب أن يكون شاملا ويأتي على قانون الأحوال الشخصية. وأنا أسأل: على أساس أي معايير تحفظ حقوق الأقليات في طرح باسيل، في وقت يكرس القانون والدستور المناصفة في الفئة الأولى، ويحفظها العرف والممارسة في ما يخص الفئتين الثانية والثالثة". ما يعني أن ما يقوله باسيل تغطية لمبدأ المداورة لمنع التكريس، وإلا فإن الخطاب لا يغير شيئا في واقع الحال".

ولفت إلى أن "في لبنان 6 طوائف تأسيسية تملك حق الفيتو في ما يخص القضايا الميثاقية، والمناصفة مكرسة في الميثاق والدستور، المداورة كفيلة بإدارة التنوع اللبناني، في إطار المداورة ضمن المناصفة".

على خط آخر، يمضي حزب الكتائب بقيادة رئيسه النائب سامي الجميل في خوض معركة النفايات، ويقفز بعيدا فوق الاتهامات بالشعبوية والديماغوجية والمزايدة الانتخابية، وإن كان هذا انعكس سجالا حادا مع وزير البيئة طارق الخطيب، الذي لم يتوان الجميل عن المطالبة باستقالته، على خلفية ملف النفايات. وفي تعليق على هذه الصورة، أوضح الصايغ أن" في دول العالم المحترمة، لا تسأل المعارضة عما تفعله. لذلك، نحن في موقع المساءلة والمحاسبة. ونستخدم الوسائل المتاحة بينها الكلمة الحرة والدراسة الموضوعية والإعلام والصداقات التي نسجناها بين دول العالم وأصحاب الاختصاص لبنانيا ودوليا، بما يجعل الأمور تتحرك"، لافتا إلى أن "هناك ما يقارب الف مكب، يجب أن تسطر محاضر لإقفالها على أن يبدأ الأمر من شركة داني خوري للمقاولات. وإذا كنا نعرف أن الوزير لن يستقيل، فإننا نقول له إن أزمة مشابهة في دول متحضرة يفترض أن تدفعه إلى الاستقالة. وأبعد من ذلك، فإن النائب سامي الجميل يذكر الخطيب بأن النهج الحاكم الذي ينطق باسمه ويمثله هو الذي يجب أن يتغير، ومطبوع بالتناقضات والاستنسابية للإقتصاص السياسي من المعارضة". وعن المكاسب الانتخابية التي حصدها الكتائبيون من معركة النفايات، لفت إلى أن "انتخابيا، نحن ثابتون وواثقون ولدينا نبض التغيير. وعندما خرجنا من الحكومة على خلفية النفايات، حذرنا كثيرون من تداعيات الخطوة، وهددنا الجميع لفتح المكب، غير أننا فضحنا الأمور، وخضنا صراعات كبرى لوقف مسار الأزمة، ولم تكن هناك انتخابات، ما يعني أن تراكم المعارك الشريفة الشجاعة هو الذي يبني المصداقية والكرامة، وهو ما يدحض محاولات تشويه أداء المعارضة، وسنستمر في ما نقوم به بغض النظر عن الانتخابات، والجميع يعرف أن حساباتنا لم ولن تكون انتخابية ، وإلا لتحالفنا مع القوى التي تؤمن لنا مقاعد نيابية هنا وهناك، لكننا باقون على ثوابتنا وواثقون أن الناس لن يتركونا لأننا لا نتركهم".

 

أرسلان: الطائفة الدرزية مؤسسة للبنـان وونناشد عون وبري تثبيت الشراكة الوطنية

المركزية/السبت 27 كانون الثاني 2018 / ناشد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال أرسلان، رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري "حسم مسألة تمثيل الأقليات العددية في الدولة بشكل لائق ومرموق لتثبيت ما يناديان به بالشراكة الوطنية". وسأل في بيان: "أليس أضمن للبلد ومصلحته وشراكة أبنائه، حجز ما يسمى الحقائب السيادية للطوائف التي ليس لها توقيع فاعل في تركيبة النظام، ريثما نصل الى العلمنة الشاملة او إلغاء الطائفية السياسية؟ أليس هذا أضمن للاستقرار العام من إلغاء البعض لصالح الآخر؟ أين الزعماء والقادة والمسؤولون ورجال الدين الذين يدعون المحافظة على حقوق الناس؟ لن نقبل بهذا التهميش ولن نسكت عنه مهما كلف الثمن، فإذا طالبنا بحفظ حقوق الأقليات العددية نتهم بالطائفية، والذي يأكل الأخضر واليابس في الوظائف والوزارات والتعيينات يصبح الوطني الذي يريد الكفاءات على حساب المحسوبيات".وقال: "نعم نقولها بالفم الملآن، نريد حصتنا كطائفة تاريخية لها جذورها العميقة في خلق فكرة لبنان الوطن والدولة في كل الفئات الوظيفية الخامسة والرابعة والثالثة والثانية والقضاء أسوة بالمؤسسات العسكرية والأمنية، ولن نرضى بأن نؤخذ بالحياء من أحد ولن نستحي بمطالبتنا الواضحة والصريحة، فكفى متاجرة بحقوقنا ومشروعيتها على مذبح المصالح الشخصية للبعض الذين يبيعوننا ويشتروننا كل يوم الف مرة لحساب مصالحهم الضيقة والخاصة". وختم: "على وليد بك جنبلاط، للمرة الرابعة، دعوة الوزراء والنواب الدروز لوضع حد لهذه المهزلة المعيبة، ولنقد نحن كطائفة عريقة لها أفضال لا تعد ولا تحصى، كل الطوائف المسيحية والإسلامية المهدورة حقوقها ويتم إخراجها من منظومة القرار الرسمي للدولة، إلى اجتماع عام لكل وزرائهم ونوابهم لنتوحد في مطالبتنا الواضحة دون أي لبس في تثبيت الشراكة قولا وفعلا".

 

رفول يطلق ماكينة "التيار" في زغرتا: المدينة مرجع الحزب في لبنان و"نحتاج الـــى كتلة برلمانيــة كبيرة تواكب عهد الاصــلاح"

المركزية/السبت 27 كانون الثاني 2018 / أطلق وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول الماكينة الانتخابية لـ"التيار الوطني الحر" في زغرتا، في حضور رؤساء الهيئات المحلية في التيار. وألقى رفول كلمة قال فيها "نهجنا الوطني خيار حياة"، داعيا الى "تنمية القطاعات الاقتصادية لأن الوطن من دون زراعة لا يعيش طويلا، فقبل الحرب كانت الزراعة تشكل 40 % من الناتج الوطني أما اليوم فبلغت 15%"، داعيا كذلك الى "المحافظة على جودة الصناعة وتطويرها وتعزيز السياحة والخدمات فضلا عن مواكبة العصر بالتكنولوجيا الحديثة. وحتى نتمكن من النمو في هذه المجالات لا بد من الارتكاز على عاملين اساسيين هما الأمن والقضاء، فالأمن يحمي المواطن والقضاء يحفظ له حقوقه، وبهذه السياسة التي طبقها رئيس الجمهورية ميشال عون أصبح لبنان البلد الاكثر أمنا في العالم العربي، وانتصر على الارهاب بفضل جيشه ووحدته الوطنية". واعتبر أن "خوض الانتخابات والاستعداد لها مهم جدا لأننا بحاجة الى كتلة برلمانية كبيرة تسرع في تنفيذ المشاريع الوطنية مواكبة للعهد في الاصلاح والتغيير"، مضيفا أننا "نعمل لبناء دولة يستحقها الجميع ولا نعمل لفئة معينة، وشعارنا ونهجنا تغييري إصلاحي، وعندما بدأنا مع الرئيس عون كان يقول لنا عليكم اجتياز مراحل ثلاث هي التحرير والتحرر وبناء الدولة. فالتحرير يسقط من خلاله شهداء لأن المواجهة تكون مباشرة ضد العدو، أما التحرر فهو الاصعب لأنه قرار إرادي شخصي والطلاب هم الذين أكملوا المسيرة في النضال السياسي بعد العام 1990، ولولا هؤلاء الطلاب لما بقينا لأنهم دافعوا عن الوطن الحر، ونحن الآن في مرحلة بناء الدولة القوية التي تقوم على التخطيط الاستراتيجي والرؤية العلمية للتطوير، لذلك نحن مشروع وطن يقوم أولا على حماية الدستور والقانون"، مشيرا الى أن "ما حصل مع رئيس الحكومة سعد الحريري ما زال ماثلا للجميع، كيف تمكن الرئيس عون بقوة الموقف القائم على الوحدة الوطنية من تكوين اجماع لبناني عام ودولي مكّن عبره الرئيس الحريري من العودة الى الوطن"، لافتا الى أن "من يتهمنا بالعنصرية مخطئ التقدير لأن سياستنا هي لجميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين". وتحدث عن "يوم كان العماد ميشال عون يحضن الاطفال عندما كان رئيسا للحكومة مرتديا البزة العسكرية، فأخبرني بعد استفسار عن هذا السلوك بأن هؤلاء يأتون الي لكي أشعرهم بالأمان والحماية وبذلك يتحررون من الخوف فيصنعون التحرير". وقال إن "النهج الوطني يستلزم منا العمل دون راحة، ونحن كنا أصحاب المواقف المستحيلة في زمن الايام الصعبة ولم نركع إلا لله ولله فقط. وعندما كنا في الغربة كنا نبكي من الفرح إذ كان يقال لنا أن "التيار الوطني الحر" في زغرتا هو الاقوى، لكن مرت عاصفة على هذا التيار في زغرتا الا ان المداميك ما زالت صامدة ونحن نشكر الحراس على هذه السنديانة التي ستزهر من جديد، وسيكون "التيار الوطني الحر" في زغرتا مرجعا لكل التيار في لبنان". وختم "انتخبوا ضميركم واسمعوا صوت الناس الذين هُدرت حقوقهم لسنين طويلة"، وأوصيكم بـ"العمل الجاد لكسب الانتخابات بصدقية والتنافس الاخلاقي الديموقراطي مع القوى السياسية الأخرى".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كابول.. 95 قتيلاً و159 جريحاً إثر تفجير سيارة إسعاف

السبت 11 جمادي الأول 1439هـ - 27 يناير 2018م/كابول - فرانس برس، رويترز/ارتفع عدد ضحايا تفجير العاصمة الأفغانية، #كابول، السبت، إلى 95 قتيلاً و159 جريحاً، وفقاً لمسؤولين أفغان من وزارة الصحة. وانفجرت قنبلة مخبأة داخل سيارة إسعاف عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة في منطقة قرب سفارات أجنبية ومبانٍ حكومية في كابول. وأعلنت حركة #طالبان مسؤوليتها عن الانفجار بعد أسبوع من إعلانها المسؤولية عن هجوم على فندق إنتركونتننتال في كابول أودى بحياة أكثر من 20 شخصاً من الأجانب والمواطنين. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية انفجار #سيارة_مفخخة، وسط كابول، بحسب  نائب المتحدث باسم الوزارة، نصرت رحيمي. ومن جهتها، أشارت منظمة "إيمرجنسي" الإيطالية (غير حكومية)، التي نُقل ضحايا إلى مستشفى تابع لها في العاصمة الأفغانية، إلى وقوع "#مجزرة" من جراء الانفجار الهائل. وشوهد في موقع الهجوم العديد من الجثث والضحايا المضرجين بالدماء من قتلى وجرحى على الأرصفة. وساد الهلع مكان الانفجار، حيث تطاير زجاج النوافذ على بعد مئات الأمتار. وبات مبنى قريب من مستشفى "جموريات" على وشك الانهيار لكثرة الشقوق التي أحدثها به الانفجار، بينما طلب الأطباء من المدنيين مساعدتهم في إجلاء الجرحى قبل أن يطمرهم الركام.

واتهم متحدث باسم وزارة الداخلية، شبكة حقاني المرتبطة بحركة طالبان بالمسؤولية عن تنفيذ الهجوم. ويرى مسؤولون أفغان وغربيون أن الشبكة  تقف وراء الكثير من أكبر الهجمات التي وقعت ضد أهداف بمدن أفغانستان.

عشرات القتلى سقطوا ضحايا

وذكر وحيد مجروح، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الانفجار وقع بأحد الشوارع في منطقة مزدحمة في كابول وقت تناول وجبة الغداء، السبت، وهو يوم عمل في البلاد. وأفاد ميرواس ياسيني، وهو عضو في البرلمان كان قريبا من موقع الانفجار لدى حدوثه، أن سيارة الإسعاف اقتربت من نقطة التفتيش ثم انفجرت. وكان الهدف على ما يبدو مبنى مجاوراً يتبع وزارة الداخلية. وتقع سفارتا السويد وهولندا ومكتب تمثيل الاتحاد الأوروبي ومكتب القنصلية الهندية قرب موقع الانفجار، وهزَّ الانفجار مباني تبعد مئات الأمتار وتناثرت جثث القتلى في الشارع وسط أكوام من الحطام. وقال علام، ويعمل موظفا بأحد المكاتب ووجهه مصاب بجروح بالغة،: "كنت جالسا في المكتب عندما وقع الانفجار، وتناثر زجاج كل النوافذ وانهار المبنى وكل شيء".ويزيد هذا الهجوم من الضغوط على الرئيس أشرف عبد الغني وحلفائه الأميركيين الذين عبروا عن زيادة ثقتهم في نجاح استراتيجية عسكرية جديدة وأكثر قوة في إجبار متمردي طالبان على الانسحاب من مراكز إقليمية كبرى. لكن طالبان رفضت مزاعم أنها ضعفت بسبب الاستراتيجية الجديدة، وقد أثبتت الحوادث التي وقعت خلال الأسبوع الأخير قدرتها على شن هجمات دامية وضخمة حتى في قلب كابول الذي يعد أكثر المناطق تحصينا.

 

أكثر من 41 قتيلا في اطلاق نار في ملهى في البرازيل

/السبت 27 كانون الثاني 2018 /وطنية - أعلنت السلطات البرازيلية، ان 41 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 6 آخرين، في اعتداء مسلح رواد ملهى في مدينة فورتاليزا شمال شرق البرازيل. وقال شهود لقناة جلوبو التلفزيونية ان مسلحين على متن 3 سيارات، وصلوا بعد منتصف الليلة الماضية بالتوقيت المحلي، إلى المكان، وبدأوا باطلاق النار على المبنى لحوالى النصف ساعة، ثم هربوا. وذكر مدير الأمن في إقليم سيارا أندريه كوستا، ان الدافع لهذا العمل "غير معلوم، لكن السلطات تحقق في ما إذا كان الحادث جزءا من صراع بين اثنتين من عصابات المخدرات".

 

السعودية تفرج عن الوليد بن طلال!

السبت 27 كانون الثاني 2018 /قالت مصادر من أسرة الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال إنه تم إطلاق سراحه اليوم من مقر احتجازه في فندق الريتز كارلتون بالرياض. وأوضحت أحدى المصادر أنه بالفعل وصل إلى منزله. وكان الوليد قال قال في مقابلته أجرتها معه احدى وكالات الأنباء اليوم السبت إنه يتوقع تبرأته من ارتكاب أي مخالفات وإطلاق سراحه خلال أيام. كان الأمير يتحدث في جناحه بفندق ريتز كارلتون بالرياض، حيث تحتجزه السلطات منذ ما يزيد على شهرين مع عشرات المشتبه بهم الآخرين. وقال الأمير الوليد، وهو أحد أكبر أقطاب الأعمال في المملكة، إنه لا يزال يصر على براءته من أي فساد خلال المحادثات مع السلطات. وقال إنه يتوقع الإبقاء على سيطرته الكاملة على شركته المملكة القابضة دون مطالبته بالتنازل عن أي أصول للحكومة. وأضاف أيضا أنه يلقى معاملة طيبة في أثناء احتجازه، ووصف شائعات إساءة معاملته بأنها محض كذب. وقال إن أحد أسباب موافقته على إجراء المقابلة هو تفنيد مثل هذه الشائعات.

 

المعارضة السورية: مؤتمر سوتشي محاولة لتقويض جهود الأمم المتحدة

«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18/قال متحدث باسم وفد المعارضة السورية لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في فيينا اليوم (السبت)، إن المعارضة السورية لن تحضر مؤتمر السلام الذي تستضيفه روسيا في سوتشي هذا الأسبوع. وقال المتحدث يحيى العريضي، إن الحكومة السورية وحلفاءها لم يقدموا التعهدات اللازمة، وإن مؤتمر سوتشي محاولة لتقويض جهود الأمم المتحدة للتوسط في اتفاق سلام.

 

طائرات روسية تقصف إدلب بقنابل استراتيجية حارقة

«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18/صعّدت قوات النظام السوري قصفها على مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية في محافظة إدلب، وتحدّثت معلومات عن استخدام الطائرات الحربية الروسية قنابل استراتيجية، خلال قصفها عدداً من القرى والبلدات بقنابل متشظية تحمل مادة الـ«ثراميت» المشتعلة.

وبموازاة انشغال العالم بتطورات الهجوم التركي على عفرين، كثّف النظام حملته العسكرية على إدلب، حيث شن حملة قصف جوي تولتها الطائرات الحربية الروسية والسورية، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الغارات «استهدفت بلدة سراقب ومنطقة تل مرديخ وقرية تل السلطان وبلدة معصران وقرى برنان وفوران وآفس، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة منطقة أبو الضهور بالريف الشرقي لإدلب». وتحدثت شبكة «شام» عن أن القصف الجوي من الطيران الحربي الروسي تواصل باستخدام الصواريخ الفراغية والحارقة المحرمة دولياً على بلدات ريف إدلب بشكل عنيف في اليوم الثاني والثلاثين للحملة الجوية على المحافظة. وقصف الطيران الحربي الروسي أطراف معصران وخان السبل وبلدة الشيخ إدريس وأطراف مدينة سراقب، وقرية الكنائس ومدينة جسر الشغور، فيما تواصلت الغارات بشكل عنيف تتركز على بلدة أبو الظهور وريفها من الطيران الحربي الروسي.

بدوره، نقل المرصد عن مصادر وصفها بالـ«موثوقة»، أن الطائرات الروسية «استخدمت قنابل استراتيجية متشظية، تحمل مادة الـ«ثراميت»، التي سبق أن استخدمتها بقصف مناطق سورية مختلفة». وقال إن «مادة الـ(تراميت) تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب بحروق، لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، وهذه المادة توجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع RBK - 500 ZAB 2.5 SM، تزن القنبلة الواحدة نحو 500 كلغم، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنابل صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات».

وتسبب القصف الجوي بسقوط عشرات الجرحى وأضرار مادية، وحرائق أتت على ممتلكات المواطنين، وترافقت الغارات مع قصف بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ من نوع أرض - أرض، التي تهدف إلى تدمير البنى التحتية وممتلكات في كلّ المناطق التي يستهدفها هذا القصف.

إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون، أمس الجمعة، قائداً عسكريّاً بارزاً في «هيئة تحرير الشام» في ريف حلب الغربي. وذكرت وكالة «إباء» أن القائد العسكري لـ«تحرير الشام» في حلب «عطية الله» قتل متأثراً بجراحه بعد تعرضه لمحاولة اغتيال من قِبَل مجهولين في ريف حلب الغربي، استهدفوه بالرصاص في بلدة كفركرمين على الطريق الذي يصلها مع مدية الأتارب في منطقة جبل سمعان غربي حلب. ويعتبر «عطية الله» من أبرز القادة العسكريين في «تحرير الشام»، وشارك في عدة معارك جنوبي حلب، بينها السيطرة على تلال منطقة العيس. وطالت الاغتيالات في الأشهر الماضية عدداً من القادة والشرعيين ضمن الهيئة، أبرزهم الشرعي «أبو طلحة الأردني» و«أبو عبد الرحمن المهاجر» و«سراقة المكي»، و«أبو محمد الجزراوي»، إضافة إلى عروة نجل القيادي أبو مالك التلي. وفي ريف دمشق، جددت قوات النظام قصفها مستهدفة مناطق في الغوطة الشرقية، واستهدف القصف بنحو 10 صواريخ مناطق في مدينة عربين التي يسيطر عليها فيلق الرحمن. وأفاد المرصد السوري بأن المنطقة استهدفت بنحو 75 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض – أرض. وفي جنوب سوريا، أصدرت غرفة عمليات صد البغاة في بلدة حيط بريف الجنوبي الغربي بيانا خاطبت فيه تنظيم داعش بريف درعا، مطالبة عناصره بتسليم أنفسهم وعودتهم إلى رشدهم، تحت شعار «نداء أخير لدواعش حوض اليرموك».

 

إردوغان لتوسيع «غصن الزيتون» إلى منبج وحدود العراق

14 قتيلاً و130 مصاباً من الجانب التركي و«الجيش الحر» في عفرين

أنقرة: سعيد عبد الرازق/«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن عملية «غصن الزيتون» العسكرية في عفرين ستمتد إلى منبج، ومن ثم إلى الحدود العراقية، قائلاً إن «تركيا ستطهر منبج» ممن سماهم «الإرهابيين»، وستواصل عملياتها وصولاً إلى الحدود العراقية حتى القضاء على آخر إرهابي.

وأضاف إردوغان، خلال اجتماع موسع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم في الولايات التركية بالعاصمة أنقرة، أمس، قائلاً: «سنطهر منبج من الإرهابيين (في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية)... لأنهم ليسوا أصحابها الحقيقيين، بل إخوتنا العرب هم أصحابها الأصليون، وسنواصل عملياتنا وصولاً إلى الحدود العراقية حتى القضاء على آخر إرهابي». ونفى إردوغان وجود أطماع لتركيا في أراضي سوريا قائلاً إن الجيش التركي لم تتلوَّث أيديه بدماء الأطفال على الإطلاق، وتعهد بشل حركة عناصر الوحدات الكردية في عفرين في فترة قصيرة جداً، والتوجه إلى منبج، لافتاً إلى أن عدداً ممن تم تحييدهم من هذه العناصر خلال عملية «غصن الزيتون»، التي دخلت يومها السابع، أمس، بلغ 343 من هذه العناصر. وتابع أن عملية عفرين موجهة «ضد الإرهابيين وتنظيماتهم فقط»، مضيفاً: «وأقول للذين يعتبرون عملية غصن الزيتون حملة غزو: ابحثوا في ليبيا ورواندا ومالي عن الذين قاموا بالغزوات هناك». وعبر عن ارتياحه لعدم وجود أي خلل في عملية «غصن الزيتون»، على الرغم من الظروف الجوية السيئة والمنطقة الجغرافية الصعبة، قائلاً إن «تركيا تستضيف 3.5 مليون لاجئ سوري، سنضمن عودتهم إلى بلادهم، وهذا هو هدف الكفاح الذي يجري في عفرين وإدلب، وعلى الغرب أن يعلم ذلك. والسؤال هو: كم لاجئاً وصل إلى بلادكم؟». وتعليقاً على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «الحد من العملية وإنهائها خلال فترة قصيرة». قال الرئيس التركي: «لو استخدمنا القوة التي نملكها بشكل قاسٍ ضد الإرهابيين لانتهت عملية غصن الزيتون في بضعة أيام، إلا أننا نأخذ في الحسبان سلامة المدنيين الأبرياء بقدر سلامة جنودنا». وأضاف أن التنظيمات الإرهابية تسرح في المنطقة تحت العلم الأميركي، متسائلاً: «كيف لشريك استراتيجي (أميركا) أن يفعل هذا بشريكه (تركيا)؟». وقال إردوغان: «عندما يتم نقل 5 آلاف شاحنة أسلحة أميركية إلى شمال سوريا، يتساءل شعبي عن الجهة التي ستُستخدم ضدها هذه الأسلحة، القذائف الصاروخية التي أطلقت من سوريا أصابت أحد مساجدنا التاريخية، وتسببت بـ(استشهاد) اثنين من أشقائنا خلال الصلاة؛ فهل يرى الغرب هذا الأمر؟ لدينا كثير من المصابين، هل يرى الغرب ذلك؟ كلا».

ونوه الرئيس التركي بدور «الجيش السوري الحر» خلال عملية «غصون الزيتون»، قائلاً: «أحيي جنود الجيش السوري الحر الذين يقدمون نضالاً مشرفاً جنباً إلى جنب مع أبناء الجيش التركي». وكان إردوغان قام، مساء أمس، بزيارة إلى مركز قيادة عملية «غصن الزيتون» في ولاية هطاي جنوب البلاد، والتقى العسكريين العاملين هناك، وقال إن العملية تهدف إلى تطهير المنطقة من العناصر الإرهابية، ومن ثم ستسلم لأصحابها الحقيقيين بعد نجاح المهمة. ورافق إردوغان في زيارته التفقدية، كل من رئيس هيئة الأركان الجنرال خلوصي أكار، وقائد القوات البرية الجنرال يشار جولر، ووزير الدفاع نور الدين جانيكلي، ونائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ. وعقد إردوغان اجتماعاً مع قادة العملية اطلع فيه على معلومات تفصيلية، وارتبط عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع قيادات القوات البرية والجوية والبحرية، ومركز العمليات في قيادة القاعدة الجوية الحربية في ولاية أسكيشهير (شمال غرب). وأكد أن العملية ستستمر حتى تحقق النتائج المستهدفة، مشدداً على أن تركيا لا تطمع بأراضي أي دولة. وقالت مصادر الرئاسة التركية إن إردوغان ارتبط أيضاً عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع قيادة قوات المهام التركية في العاصمة الصومالية مقديشو، والقيادة المشتركة للقوات القطرية التركية في الدوحة، واطلع على تفاصيل عن القيادتين.

ميدانياً، واصلت المدفعية التركية قصفها للمواقع التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين من مواقع تمركزها على الحدود السورية في ولايتي هاتاي وكليس، منذ ساعات الصباح الأولى، أمس، وسُمِع دوي الانفجارات الناجمة عن القصف المدفعي في الأحياء القريبة من الحدود السورية بالولايتين.

وأعلن الجيش التركي، أمس، تحييد 343 على الأقل من عناصر الوحدات الكردية على مدى 6 أيام في إطار عملية غصن الزيتون. وأفاد بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، بأن 13 مقاتلة من القوات الجوية، دمرت 23 هدفاً خلال غارات نفذتها الليلة قبل الماضية. وأضاف البيان أن الأهداف تضمنت مخابئ، ومخازن أسلحة، ومركبات، وأسلحة، وأن المقاتلات التركية أبدت أقصى درجات الحرص على سلامة المدنيين. وفي الوقت ذاته، وصل مزيد من التعزيزات العسكرية إلى ولاية هطاي من عدة ولايات تركية، إلى الوحدات العسكرية على الحدود مع سوريا. كما تم الدفع بـ200 جندي من القوات الخاصة من قيادة لواء القوات الخاصة 49، في ولاية بينجول (شرق)، يمتلكون خبرات عالية في تنفيذ مهمات داخل الأحياء السكنية.

وسقطت، أمس، قذيفة صاروخية، من عفرين في أرض خالية بقضاء ريحانلي (الريحانية) بولاية هطاي، ولم تسفر عن وقوع أي إصابات. ومنذ انطلاق عملية غصن الزيتون، يوم السبت الماضي، أطلقت وحدات حماية الشعب الكردية 19 قذيفة صاروخية على مركز مدينة كليس، و14 قذيفة على ولاية هطاي.

وقتل المواطنان التركي مظفر آيدمير (72 عاماً) والسوري طارق طباخ (28 عاماً)، وأصيب 19 آخرون بجروح بينهم خمسة أطفال جراء سقوط قذيفة صاروخية على مسجد «جالق» التاريخي أثناء صلاة العشاء بولاية كليس التركية، يوم الأربعاء الماضي. وتعرض قضاء ريحانلي (الريحانية) بولاية هطاي الأحد الماضي، لـ11 قذيفة صاروخية أطلقتها وحدات حماية الشعب الكردية من الأراضي السورية، سقط 9 منها في مركز القضاء، ما أسفر عن مقتل لاجئ سوري، وإصابة 46 آخرين. في سياق متصل، قال وزير الصحة التركي أحمد دميرجان إن 14 من الجيش التركي ومقاتلي «الجيش الحر السوري» قُتِلوا بينما أُصيب 130 آخرون منذ بدء عملية غصن الزيتون، منهم ثلاثة جنود أتراك و11 مقاتلاً من الجيش السوري الحر الذي تدعمه تركيا. وأضاف أن 130 شخصاً نُقِلوا إلى مستشفيات تركيا وأن 82 منهم خرجوا بالفعل بعد تلقي العلاج. وقال إنه لا يوجد أي مصاب في حالة حرجة، مضيفاً أنه جرى إرسال المزيد من المسعفين إلى المنطقة.

 

أنقرة تطالب واشنطن بسحب قواتها «فوراً» من منبج

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/27 كانون الثاني/18/طالب وزير الخارجية التركي مولود غاويش أوغلو اليوم (السبت) الولايات المتحدة بسحب قواتها «فورا» من مدينة منبج الواقعة في شمال سوريا والتي يسيطر عليها مقاتلون أكراد بدأت أنقرة حملة عسكرية ضدهم قبل أسبوع. وقال أوغلو «عليهم الانسحاب فورا من منبج، وذلك بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس (الجمعة)، بتوسيع العملية العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين إلى منبج حيث تتواجد قوات أميركية. إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام رسمية تركية السب أن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بأنها لن تزود وحدات حماية الشعب الكردية السورية بأي أسلحة أخرى، في الوقت الذي دخلت فيه العملية التركية ضد الوحدات في سوريا يومها الثامن. وأثار إمداد واشنطن للقوات السورية الكردية بالسلاح والتدريب والدعم الجوي غضب أنقرة التي ترى في وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المناهض لها.

وذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أن اتصالا هاتفيا جرى بين إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي وإتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي الأميركي أمس (الجمعة) وأن مكماستر أكد خلاله أن الولايات المتحدة لن تزود وحدات حماية الشعب بالسلاح بعد الآن.

 

 الكرملين يخفض سقف التوقعات من مؤتمر الحوار السوري وبوتين بحث معارك عفرين والحوار السوري مع مجلس الأمن الروسي

موسكو: طه عبد الواحد/«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18/بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المراحل الأخيرة من التحضيرات لمؤتمر الحوار السوري في سوتشي، والوضع في عفرين، مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي أمس. واعتبر الكرملين مؤتمر سوتشي «معلماً غاية في الأهمية» في مجال التسوية السياسية للنزاع السوري. وأشار إلى أن الرئيس بوتين لن يشارك في أعماله. هذا بينما تواصل روسيا توجيه الدعوات للمشاركين، بما في ذلك لوزراء خارجية دول كبرى، ستساهم مشاركتهم في رفع مستوى المؤتمر، وتثبيته كفعالية دولية بمبادرة روسية.

وترفض موسكو ربط سير المؤتمر بالتطورات الميدانية في سوريا، وتقول إن الوضع «على الأرض» لن يؤثر على انعقاده، بينما كررت إصرارها على مشاركة الأكراد، لكن دون أن توضح من هي الجهات والقوى الكردية التي أرسلت لها دعوات. وفي الأثناء استمرت حملة الدبلوماسية الروسية ضد مؤتمر باريس الرامي إلى ضمان إنزال العقاب بالمسؤولين عن الهجمات بالسلاح الكيماوي في سوريا. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية في تصريحات للصحافيين أمس، إن الرئيس الروسي عقد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي الروسي أمس، «وجرى خلاله بحث المرحلة الأخيرة من التحضيرات لمؤتمر سوتشي. فضلاً عن ذلك دار الحديث حول الوضع في عفرين، حيث أطلع الرئيس أعضاء المجلس على النقاش الذي دار بهذا الخصوص مع الرئيس التركي منذ عدة أيام».

في هذا السياق قال بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في مؤتمر سوتشي، وأشار إلى أن «العمل خلال المؤتمر سيجري على مستوى آخر»، مشدداً على أن «الأهم هو النتائج التي سيتعين علينا تقييمها وتحليلها في أعقاب المؤتمر».

وفي تعليقه على عدم تثبيت بنية المشاركين بصورة نهائية حتى الآن، وصف العمل الجاري حالياً بأنه «شائك ومعقد للغاية»، لافتاً إلى أنه «لا تزال هناك الكثير من المسائل التي يتعين حلها، والصعوبات التي يتعين تجاوزها». ووصف حقيقة انعقاد المؤتمر بأنها «تشكل معلماً غاية في الأهمية» على درب التسوية السورية. لكنه كان حريصاً على عدم رفع سقف التوقعات، وقال إن «خطوة على شكل عقد المؤتمر تشكل بحد ذاتها تقدماً ملموساً بما فيه الكفاية نحو التسوية السياسية في سوريا»، واستدرك «لكنها بالطبع لا يمكن أن تكون خطوة شاملة»، وأضاف: «لهذا لا داعٍ للاعتقاد بأنه سيتم وضع نقطة (النهاية) في التسوية السورية خلال مؤتمر سوتشي، هذا اعتقاد غير صحيح». وتأمل روسيا في مشاركة دولية واسعة بمؤتمر سوتشي، وفي هذا السياق واصلت توجيه الدعوات للدول الكبرى، لا سيما الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي. وقال ألكسندر ياكوفينكو، سفير روسيا في لندن، في «تغريدة» على «تويتر»: «وجهت رسالة إلى بوريس جونسون، ندعو فيها بريطانيا للمشاركة في مؤتمر الحوار السوري في سوتشي»، وربط بين مؤتمر سوتشي والتقدم في جنيف، حين شدد في «تغريدته» على أنه «لا بد من بذل جهد جماعي بناء لضمان تقدم حقيقي في عملية المفاوضات السورية في جنيف».

من جانبه استبعد ألكسندر زاسيبكين، سفير روسيا في لبنان، أن يحول تدهور الوضع العسكري في أكثر من منطقة في سوريا دون انعقاد مؤتمر سوتشي. وفي تصريحات أمس لوكالة «ريا نوفوستي»، عبر زاسيبكين عن اعتقاده بأن «ما يجري على الأرض لن يؤدي إلى فشل سوتشي». ومع إقراره بأن «ما يجري يشكل عائقاً أمام التسوية السياسية»، فقد أكد أن «المؤتمر سيعقد في سوتشي بغض النظر عن الوضع العسكري». ورأى أن المؤتمر، على العكس، قد يشكل فرصة لحل النزاع، نظراً لأنه يوفر الظروف للقاء السوريين من مختلف المكونات الاجتماعية، بما في ذلك الأكراد، الذين شدد على ضرورة مشاركتهم، على الرغم من الوضع في عفرين، وقال إن «الولايات المتحدة دعمت نزعة الأكراد الانفصالية، وحاولت إبعادهم عن الحوار مع الحكومة السورية»، رغم ذلك شدد على أنه «ضمن الظروف الراهنة لا بد من التأكيد بأن مشاركة الأكراد في الحوار الوطني ضرورية». وانتقد السفير الروسي في لبنان مؤتمر باريس حول ضمان عدم إفلات المسؤولين عن الهجمات الكيماوية في سوريا من العقاب، وقال إن «العودة إلى الموضوع الكيماوي توجه خطير على مستوى المشكلات الإقليمية»، واتهم فرنسا والولايات المتحدة باستغلال هذا الموضوع، واتهام السلطات السورية بالهجمات الكيماوية، بهدف وضع عقبات أمام التسوية السياسية، وقال «إنهم يستغلون هذا الموضوع لتحقيق أهدافهم التي باتت معروفة».

 

استمرار قصف الغوطة بعد محادثات وقف إطلاق النار

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/27 كانون الثاني/18

من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف في منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا استمرّ في وقت مبكر صباح اليوم (السبت)، بعد أن صرح متحدث باسم المعارضة الليلة الماضية بأن روسيا تعهدت بمحاولة وقف إطلاق النار. ولم تعلن روسيا أو النظام السوري رسمياً وقف إطلاق النار. وتحاصر قوات النظام السوري الغوطة الشرقية الواقعة خارج دمشق منذ سنوات، وصعدت قصفها هناك في الشهور الأخيرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمس غارات جوية استهدفت الغوطة الشرقية أثناء الليل، واشتملت على قصف بالصواريخ والمدفعية. وروسيا هي الداعم الأجنبي الرئيسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب الدائرة بالبلاد، ويسعى مقاتلو المعارضة إلى الإطاحة بالأسد. واختتمت جولة تاسعة من محادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة في فيينا، أمس (الجمعة)، دون نتيجة. وقال أيمن العاسمي العضو بالمجلس العسكري للجيش السوري الحر، في وقت متأخر من مساء أمس إن روسيا تعهدت لمفاوضي المعارضة في فيينا بأن تحثَّ دمشق على وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية. لكن ناصر الحريري رئيس وفد المعارضة في فيينا لم يذكر الغوطة الشرقية أو أي اتفاق لوقف إطلاق النار في مؤتمر صحافي اليوم. وقالت المعارضة في ختام المحادثات إنها لن تحضر مؤتمر السلام السوري الذي تستضيفه روسيا بمنتجع سوتشي الأسبوع الحالي. وقال الحريري إن قرار عدم الحضور اتخذ بعد تصويت شاركت فيه جماعات المعارضة التي تشكل الوفد، وإنه ما زال يأمل رغم هذا أن يكون اجتماع سوتشي مثمراً. وقال إن روسيا لم تضغط على الوفد كي يحضر. وتتنامى مخاوف دولية بشأن مصير الغوطة الشرقية التي تقول الأمم المتحدة إنها تعاني نقصاً حاداً في الغذاء والدواء أسهم في أسوأ حالات سوء تغذية في الحرب السورية. ويقطن الجيب زهاء 400 ألف نسمة. ورغم وقوع الغوطة في منطقة «خفض التصعيد» بموجب اتفاقات لوقف إطلاق النار توسطت فيها روسيا استمر القتال هناك.

 

ترمب يؤكد لقادة العالم التزامه بنظام تجاري «حر وعادل» وقال إن «أميركا أولاً» لا تعني «أميركا وحدها» وشجع على الاستثمار في بلاده

دافوس: نجلاء حبريري/«الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18/أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقادة العالم، في خطابه الختامي لأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي أمس، التزامه بنظام تجاري «حر وعادل»، واستعرض نجاحات إدارته مشجعا المستثمرين على ضخ ملايين الدولارات في الاقتصاد الأميركي.

وحمل خطاب الرئيس الأميركي الذي تلقى ترحيبا حارا من مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب وكبار رجال الأعمال، رسالة واضحة مفادها: «أميركا مفتوحة للأعمال. استثمروا في اقتصادنا». وبدت شخصية رجل الأعمال مهيمنة على الخطاب الذي ختم أربعة أيام من الفعاليات المكثفة بـ«دافوس»، مع استعراضه لإنجازاته الاقتصادية، وقال: «منذ انتخابي، وبعد سنوات من الركود الاقتصادي، حققت سوق الأسهم مستويات قياسية واحدة تلو الأخرى، وأضافت سبع تريليونات» إلى الاقتصاد الأميركي، لافتا إلى أن مستويات ثقة المستهلكين والمستثمرين والصناعات هي الأعلى منذ عقود». وتابع: «منذ انتخابي، خلقنا 4.2 مليون وظيفة، وانخفضت معدلات البطالة إلى مستويات هي الأضعف منذ نحو نصف قرن». واستنتج الرئيس أن «العالم يشهد عودة أميركا قوية ومزدهرة».

وفي محاولته لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى بلاده، قال ترمب: «أنا هنا لتسليم رسالة بسيطة: لا يوجد وقت أنسب من اليوم للتوظيف والبناء والنمو في الولايات المتحدة. أميركا مفتوحة للأعمال، وأصبحنا منافسين من جديد». وسلط الرئيس الأميركي الضوء عدة مرات خلال خطابه على الإصلاحات الضريبية الأخيرة التي صادق عليها الكونغرس. وقال: «خفضنا نسبة الضريبة على الشركات من 35 في المائة إلى 21 في المائة. وتلقّى ملايين الموظفين علاوات نتيجة لذلك، بلغت 3 آلاف دولار». وأعلن ترمب في هذا الإطار أن إجمالي استثمارات شركة «آبل» في الاقتصاد الأميركي خلال السنوات الخمس المقبلة سيصل إلى 350 مليار دولار. وفي كلمة متوازنة تحلّت بالكثير من الدبلوماسية، طمأن ترمب حلفاءه مؤكدا التزامه بنظام تجاري حر وعادل، يتيح لدول سيادية التعاون فيما بينها لمواجهة التحديات. وقال: «سأطرح دائما شعار أميركا أولا، كما يتعين على قادة البلدان الأخرى أن يفعلوا أيضا. لكن أميركا أولا لا تعني أميركا وحدها». وقال ترمب: «لا يمكن الحفاظ على تجارة حرة إذا استغلت بعض الدول هذا النظام على حساب أخرى. ندعم التجارة الحرة، لكن يجب أن تكون عادلة ومتبادلة»، مضيفا أن «تجارة غير عادلة تضرنا جميعا». وتابع أن «الولايات المتحدة لن تغضّ النظر عن السياسات الاقتصادية غير العادلة، والتي تشمل سرقة الملكية الفكرية والتخطيط الاقتصادي الذي تقوده الدولة، والدعم الصناعي». ولم يغب عن خطاب ترمب التذكير بضرورة الاستثمار في «الأشخاص»، قائلا إنه «نسيان» الناس يقود إلى عالم متصدع. ولم يقتصر خطاب ترمب على الإصلاحات الاقتصادية، وشدد على أهمية الاستثمار في الجيش الأميركي، داعيا «أصدقاءنا وحلفاءنا إلى الاستثمار في دفاعهم ودفع التزاماتهم المالية». كما لفت الرئيس الأميركي إلى أن إدارته تقود جهودا تاريخية في مجلس الأمن وعبر العالم لممارسة أقصى الضغوط على كوريا الشمالية ومواجهة دعم إيران للإرهابيين وعرقلت طريقها لامتلاك السلاح النووي. كما أعلن ترمب أن قوات التحالف بقيادة واشنطن استعادت 100 في المائة تقريبا من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش في سوريا والعراق، محذرا من أن «معارك» أخرى ما زال يتعين خوضها «لترسيخ» هذا التقدم. وقال: «نحن عاقدو العزم على ألا تعود أفغانستان ملجأ للإرهابيين».

وشهد خطاب ترمب إقبالا استثنائيا هو الأعلى في منتدى دافوس هذا العام، وربما منذ سنوات، كما كانت الإجراءات الأمنية مشددة للغاية في القاعة التي تسع نحو 1500 شخص. وبدا أن ترمب التزم بخطابه ولم يرتجل كعادته، لكنه لم يفوت الفرصة لانتقاد الإعلام «الكاذب والشرير».

وفي الساعات التي سبقت كلمته، أجرى الرئيس عددا من المقابلات الصحافية في دافوس، نفى خلالها أنباء نشرتها وسائل إعلام زعمت بأن قرر العام الماضي إقالة المدعي الخاص روبرت مولر المكلف التحقيق باحتمال حصول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية، قبل أن يتراجع تحت الضغوط.

وفي مقابلة مع قناة «آي تي في» البريطانية للصحافي بيرس مورغان، صرح الرئيس الأميركي بأنه مستعد للاعتذار عن إعادته نشر تغريدات تتضمن تسجيلات مناهضة للمسلمين للمجموعة البريطانية اليمينية المتطرفة «بريطانيا أولا»، ما آثار جدلا في المملكة المتحدة. وقال: «إذا كنت تقول إنهم أشخاص سيئون وعنصريون، فسأعتذر بالتأكيد إذا رغبتم في ذلك». وفي مقابلة أخرى مع شبكة «سي إن بي سي»، أكد ترمب أنه يود أن يرى «دولارا قويا»، معتبرا أن تصريحات وزير الخزانة ستيفن منوتشين أخرجت من سياقها. وساهمت تصريحات ترمب في انتعاش طفيف في أسواق المال بعد وصول سعر صرف العملة الخضراء هذا الأسبوع أدنى مستوى لها مقابل اليورو في ثلاث سنوات، كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. إلى ذلك، عقد ترمب لقاء ثنائيا مع نظيره الرواندي بول كاغامي، هو الثالث بعد رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ونظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وطلب ترمب من كاغامي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي أن ينقل «تحيات حارة» إلى القادة الأفارقة، الذين استنكروا بشدة التصريحات «المهينة» بحق دولهم والمنسوبة إلى الرئيس الأميركي، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وهنأ الرئيس الأميركي كاغامي بتوليه الرئاسة الدورية للكتلة التي تضم 55 دولة، والتي قال ترمب إنها «شرف عظيم». وكان الاتحاد الأفريقي الذي يعقد قمة في 28 و29 يناير (كانون الثاني) في أديس أبابا، ندد منتصف الشهر الحالي بتصريحات ترمب عن «الدول الحثالة» في القارة الأفريقية. يذكر أن ترمب اجتمع مساء أول من أمس مع الرئيس التنفيذي لـ«سيمنز» جو كايزر، ومارك تاكر رئيس مجلس إدارة بنك «إتش إس بي سي»، والكثير من نخبة قطاع الأعمال الأوروبيين. وفي كلماتهم الافتتاحية، شدد كل منهم على حجم قوة أعمالهم في الولايات المتحدة وعلى المليارات الكثيرة التي تدفقت داخل أميركا أو لامتداح اقتطاعاته الضريبية. وبدا ترمب مبتسما وامتدح براعة ضيوفه في إدارة الأعمال. > قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه لم يكن يقصد أي إساءة لبريطانيا بإعادة نشر مقاطع فيديو مناهضة للمسلمين كانت قد نشرتها قيادية في جماعة يمينية متطرفة في بريطانيا وإنه سيعتذر إذا كان هؤلاء الأشخاص عنصريين. وفي حديث لبرنامج (غود مورنينغ بريتن) على قناة (آي تي في) التلفزيونية البريطانية قال ترمب إنه لم يكن يعلم شيئا عن هذه الجماعة لكنه «أقل شخص عنصري يمكن مقابلته» وإن إعادة نشر المقاطع في حسابه على «تويتر» لم تكن نوعا من التأييد. وأثار ترمب غضبا في بريطانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أعاد نشر مقاطع فيديو معادية للمسلمين ودخل في جدل علني مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي التي انتقدته بسبب ما فعله. وعند سؤاله إن كان سيعتذر عن إعادة نشر المقاطع قال ترمب إنه إذا كانت الجماعة عنصرية فإنه سيعتذر. وقال: «إذا كنتم تقولون لي إن هؤلاء أشخاص مروعون وعنصريون فسأعتذر حتما إن كنتم تودون مني فعل ذلك». لكن العلاقات بين البلدين التي وصفها ترمب بأنها «علاقة مميزة» واجهت سلسلة من العثرات ليس فقط بسبب انتقاد ترمب لماي لكن بسبب خلافاته مع رئيس بلدية لندن صادق خان وتصريحاته بشأن هجمات متشددة في بريطانيا.

 

هكذا وظفت تركيا الخلاف الروسي – الأميركي لشن "غصن الزيتــــون"  وحلم كردستان - سوريا يتهاوى بعد سقوطه في العراق بتقاطع مصالح دولية

المركزية/27 كانون الثاني/18 لن يتوقف الجدل حول العملية التركية التي تخوضها انقرة في عفرين. فـ "غصن الزيتون" انطلقت لتؤدي الغرض منها، ايا كانت الكلفة والنتائج التي سيفضي اليها مسلسل المؤتمرات التي انعقدت في فيينا بعد استانة ولقاءات "جنيف" غير الموسعة والمؤتمر المقرر عقده الإثنين المقبل في "سوتشي" تحت عنوان "مؤتمر شعوب سوريا". العملية التركية المتصدرة واجهة الحدث السوري مخلّفة صخبا في مختلف العواصم الغربية والعربية بفعل التصعيد غير المسبوق مع تجاوز تركيا كل ما سمي بالخطوط الحمر، مستمرة ما دامت المباحثات التي شهدتها الأمم المتحدة أثبتت ان لا وجود لحق الفيتو ازاء العملية، بغض النظر عن تفاوت الموقف شكلا ومضمونا بين موسكو وواشنطن، ما سمح للرئيس التركي رجب طيب اردوغان بإعلاء الصوت والتهديد والوعيد دون ان يلقى ردا بالحجم عينه. وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ "المركزية" ان المشاورات الجارية على اكثر من مستوى دلت بشكل لا يرقى اليه شك الى خلاف روسي – اميركي كبير تسللت تركيا عبره الى عفرين على وقع تبادل الشكوك بالنيات "داعش" العدو المشترك الذي جمع بينهما وادى الى توحيد لائحة الإرهاب الدولية. وبالإشارة الى الإنتقادات المتبادلة سجلت المصادر بعض الملاحظات الروسية ابرزها:

- اتهام موسكو واشنطن بحماية بقايا مقاتلي داعش الفارين من ادلب ودير الزور والبوكمال والصحراء السورية وايوائهم في قاعدة "التنف" الأميركية جنوبا، بعدما تعددت الروايات عن تدخل القوات الأميركية الخاصة لإنقاذهم ونقل مجموعات منهم الى قواعدها الشمالية في الحسكة والقامشلي في الشمال ايضا.

- اصرار موسكو على انشاء المناطق الآمنة في ادلب والرقة وصولا الى جيب عفرين وعدم ربطها بما يجري من عمليات عسكرية يخوضها الجيش السوري وحلفاؤه في محيط دمشق ومناطق الجنوب وجنوب – غرب البلاد المصنفة آمنة، مستفيدا من مجموعة التفاهمات التي كرست الهدنة في شمال وشرق البلاد وتفرغ الجيش وحلفائه للحرب في مناطق أخرى.

- رفض موسكو محاولات الولايات المتحدة الأميركية إنعاش بعض المجموعات في المعارضة السورية التي خرجت من عباءة "وفد الرياض" بتفاهمات روسية – سعودية وعدم تقديم ما يكفي من ضمانات لمؤتمر "سوتشي".

اما الرد الأميركي فيمكن تلخيصه بالاتي من الملاحظات:

- رفض واشنطن الإتهامات الروسية بما يتعلق بإيواء مسلحي "داعش" والتأكيد ان الولايات المتحدة انقذت جوا مجموعات من الوحدات الأميركية الخاصة التي كانت تعمل "خلف خطوط العدو" وفي جيوب كانت تطوقها "داعش" والإصرار على منع بلوغ الجيش السوري مناطق البوكمال على الحدود العراقية – السورية لمنع اي تواصل ايراني بري بين بغداد ودمشق.

- اتهام واشنطن لموسكو باستغلال اتفاقيات المناطق الآمنة الشمالية وحمص لتسمح للجيش السوري وحلفائه بالإنقضاض على جيوب للمعارضة السورية في ارياف دمشق والجنوب رغم إعلان بعضها مناطق آمنة وهو ما يشكل خرقا للتفاهمات التي صيغت في استانة وجنيف.

- رفض واشنطن أي محاولة روسية لاستغلال الإنتصارات على "داعش" والمجموعات الإرهابية في حسابات موسكو وطهران والسعي الى استبدال تفاهمات جنيف بسوتشي واستانة.

- اتهام واشنطن مباشرة القيادة الروسية بعدم الدفع بما فيه الكفاية للتخفيف من مطالب وفد النظام السوري في مختلف المؤتمرات الدولية وعدم البحث في المرحلة الإنتقالية ومصير الرئيس بشار الأسد .

- عدم قيام موسكو باي إجراء للحد من الدور الإيراني في سوريا على رغم التفاهمات المسبقة بينهما على سقوف محددة لا يجوز خرقها عسكريا واجراء اي تعديل على خطوط التماس كما كانت قبل التفاهمات.

من هنا، وعلى خلفية المعادلات السلبية الناشئة بين واشنطن وموسكو، وعلى وقع التشنج بين العاصمتين، نفدت انقرة بعمليتها في عفرين، سعيا الى توسيع المنطقة الفاصلة بين اكراد سوريا وتركيا وانهاء ما يسمى بحلم "كردستان سوريا" بعد سقوط مشروع "كردستان العراق"، وهو ملف تلتقي انقرة وطهران وموسكو وبغداد على رفضه، ومجرد تخلي واشنطن عن "كردستان العراق" وضعها في الحلف عينه، على ما تراهن عليه انقرة في النهاية، فلم يلتق اي من المتقاتلين الكبار في سوريا سوى على منع قيام اي كيان كردي، وان العودة الى تاريخ المحاولات الكردية منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى الى اليوم خير دليل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من المنشور إلى الشبح

الدكتورة رندا ماروني/27 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62114

بعد إعلان القضاء الأميركي عن إنشاء وحدة خاصة للتحقيق حول مصادر تمويل حزب الله حيث تتهمه واشنطن بالحصول على تمويل عبر الإتجار بالمخدرات لغايات الإرهاب، ظهر إلى العلن فجأة موضوع التطبيع الثقافي مع إسرائيل وإثارة الموضوع من خلال فيلم the post للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ، كسلاح بلاستيكي للرد على الحملة الأميركية المحكمة، سلاح لا يطال سوى شركات لبنانية في عائداتها المالية، مع العلم أن محتوى الفيلم لا يمت بأي صلة في أحداثه حول الصراع اللبناني الإسرائيلي، بل على العكس يطال صلب السياسات الملتوية للإدارات الأمريكية المتعاقبة، وقد إدرج سبيلبرغ وهو يهودي الديانة على القائمة السوداء لجامعة الدول العربية بعدما تبرعت مؤسسته بمليون دولار لأغراض الإغاثة في إسرائيل عقب حربها مع حزب الله عام 2006، إلا أن أفلامه اللاحقة عرضت في لبنان دون قيود على أن يرفع إسم المخرج من الملصقات الترويجية، فما هو الجديد اليوم في إثارة حملة بعنوان لا للتطبيع الثقافي مع إسرائيل، علما أن التفاصيل الإسرائيلية تعرض على قناة المنار نفسها في برامج تحت مسميات عدة، عدا عن البضاعة المهربة ذات الصنع الأميركي والإسرائيلي التي تغطي أسواق الضاحية، ولتظهر هذه الحملة الجديدة اليوم مختارة التوقيت والأهداف خارجة عن الإطار والتسلسل العام لإستراتجيات المواجهة، وكردة فعل إستخدمت سلاح بلاستيكي الصنع في مواجهة حملة محكمة الإطباق.

فلقد قال مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي خلال زيارته للبنان أنه يعمل على حث لبنان إلى إتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان ألا يكون حزب الله جزءا من القطاع المالي، وجاء في بيان السفارة الأمريكية في لبنان أن بيلينغسلي أكد كذلك أهمية التصدي لأنشطة إيران الشريرة في لبنان، وأفاد مسؤول أميركي في مجال مكافحة التمويل غير المشروع، بأن لبنان يجب أن يبعد جماعة حزب الله المدعومة من إيران عن القطاع المالي، وذلك بعد أسبوعين من بدء واشنطن مساعي جديدة لتجفيف منابع التمويل العالمية للجماعة.

وأشار تقرير نشره موقع العربية باللغة الإنكليزية إلى تورط مصارف لبنانية وغسل أموال حزب الله، وبحسب التقرير فإن الإدارة الأميركية ستتخذ خطوات تصعيدية لمواجهة هذه العملية، ومن المتوقع أن تنال هذه الخطوات من مصارف كبرى في لبنان، وقد عمد التقرير إلى تسمية أربع مصارف لبنانية، وهي: فرنسبنك، اللبناني الفرنسي، لبنان للتجارة وفيرست ناشيونال، ويذكر أن وفد الخزانة الأميركية قد زار لبنان والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

ومن the post إلى the ghost، جولات رعب متتالية، واحدة تمنع وتحرم المشاهدة، وأخرى تحظر الضحك وإبتسامة اللبنانيين الساخرة على واقعهم المرير.

وإذا كانت الجهة الأولى المانعة معروفة، فالجهة الثانية الحاظرة فضلت أن تبقى شبح غير منظور موجها ومحركا للقضاء بإستنسابية، فمن تناول العلاقات اللبنانية السعودية ساخرا هو مطلوب للعدالة، ومن تناول العلاقات اللبنانية السعودية محرضا وشاتما ومحاربا هو حر طليق وبعيد المنال، وبعد نفي الجهة المتضررة أي(المملكة العربية السعودية والرئيس سعيد الحريري) أن تكون هي المحركة للقضاء بأي حال من الأحوال يتساءل اللبنانيون من هو هذا الشبح؟

لتسترجع الذاكرة مواقف خلافية بين هشام حداد ورئيس التيار الوطني الحر، ففي العاشر من أيلول 2015، بدأت المواجهة حيث أعلن الفرق بين رئيس التيار الوطني الحر وخليفة ميشال عون، وفي الثاني عشر من آب 2016، صدر قرار التيار بفصل حداد بعد نشره تعليقات على الفايسبوك أزعجت جبران باسيل، ليرد الأخير بأن هناك عملية سطو على التيار، وفي الرابع والعشرين من آذار 2017، عبر الوزير باسيل أمام مقربين منه عن إنزعاجه الشديد من المقدم هشام حداد بسبب أغنية الإبراء المستحيل.

تسترجع الذاكرة أحداث خلافية إلا أننا لا نسيء النية، فمن المنشور إلى الشبح تنام حرية ويستيقظ القبح.

من المنشور

إلى الشبح

تنام حرية

ليستيقظ القبح

منع وتخويف

صفحة جديدة

من عمر وطن تفتح

تطال حناجرا معارضة

وتسكت عمن يمتدح

إستنسابية هي

تغزو الجيوب

تغزو العقول

تضرب القوانين

بعرض الحائط وتستبح

تملأ الواقع قهرا

تعمي النظر

تحجز الإبتسامات

كي تستريح وتنشرح

تستعرض قوة عاتية

وإنجازات عالية

تطلق لسانها

ليكتسح

صفحة جديدة

من عمر وطن تفتح

من المنشور

إلى الشبح

تنام حرية

ليستيقظ القبح

 

العلاقات الأميركية – اللبنانية واقفة "على نقطة"

إيلي الحاج/النهار/27 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62107

قلق جدي يساور معنيين بتطور العلاقات اللبنانية – الأميركية في واشنطن يدفعهم إلى رفع الصوت لدى المسؤولين في بيروت، علّهم يدركون مدى الهشاشة التي بلغتها هذه العلاقات وقد باتت واقفة في عهد الرئيس دونالد ترامب "على نقطة"، ويدعون إلى فعل شيء ما لوقف اتجاهها أكثر نحو السلبية.

في أسباب قلق هؤلاء المعنيين، المطلعين جيداً والقريبين من مواقع القرار في الولايات المتحدة أن الأجواء العامة هناك تنحو في عهد ترامب إلى عدائية متصاعدة ضد إيران و"حزب الله" على ما هو معروف، وتحت ستار الهدوء الظاهر في العلاقات الأميركية – اللبنانية تبرز تفاصيل نافرة يمكن أن تطيح هذا الهدوء. منها الخلاف الشخصي بين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس آد رويس والسفير اللبناني الجديد في الولايات المتحدة غابي عيسى، ويبدو أن رويس بلغه كلام في حقه قاله عيسى تعليقاً على  هجوم رويس على الوزير جبران باسيل، خلال إعلانه مشروع قانون العقوبات المالية المشدد على "حزب الله" في مؤتمر صحافي عقده في 3 تشرين الأول الماضي في مقر لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، إذ وصف باسيل بأنه "عميل" لـ"حزب الله"، في سياق عرض روس لنتائج لقائه مع الرئيس سعد الحريري في حضور وزير الخارجية اللبنانية، الأمر الذي استفز عيسى فاستخدم بدوره عبارات قاسية ضد روس.

من الأسباب أيضاً الحكم الغيابي الذي أصدرته المحكمة العسكرية ضد الباحثة في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" الكاتبة الصحافية حنين غدار، وقضى بسجنها 6 أشهر، لإبدائها آراء في اختلاف طرق تعامل الجيش مع الإرهابيين الإسلاميين بحسب انتمائهم المذهبي، على ما روت خلال ندوة شاركت فيها في واشنطن في العام 2014 .

وقد أثار هذا الحكم ضجة في الدوائر الأميركية التي تتعامل مع الملف اللبناني، زادت تصاعدها أصوات مؤيدة في الإجمال لإسرائيل وكانت في الأساس تعترض على تقديم واشنطن مساعدات إلى المؤسسة العسكرية اللبنانية بذريعة أنها على صلة بـ"حزب الله".

ويخشى المتابعون المطلعون أن يستخدم بعض الإعلام الأميركي الحكم على غدار لإشاعة جو معادٍ للحكم في لبنان على قاعدة أنه حليف لإيران و"حزب الله"، الأمر الذي يستلزم متابعة دقيقة في بيروت أولاً، للتوصل إلى اقتناع فيها بأن على الدولة الفصل تماماً بينها وبين الحزب، وهو يستطيع الدفاع عن نفسه، فلا تستعمل وسائل السلطة لتحقيق غاياته.

أما النوم على حرير أن ما أعقب استقالة الرئيس سعد الحريري الغامضة والملتبسة من رياض قد بيّن حاجة الدول الكبرى والمؤثرة إلى الإستقرار في لبنان، وبالتالي لا ضير في التشدد مع المعارضين لـ"حزب الله" في لبنان وخارجه، فسوف يكون خطأ كبيراً ومؤذياً لمصالح لبنان.

فهذه الحسابات يمكن أن تصح مع فرنسا في عهد إيمانويل ماكرون، ولكن ليس مع أميركا في عهد ترامب الذي لا يبالي حتى بالعلاقات مع دول كبيرة ولا يتردد في الذهاب إلى الآخر إذا وجد له مصلحة في أي تدبير يتخذه أيا تكن الانعكاسات، والقرار الذي اتخذه في موضوع القدس أكبر دليل.

ويقول المتابعون بضرورة حل المشكلة الشخصية بين روس وعيسى، وطريقة ما لـ"لفلفة" موضوع الحكم على الباحثة غدار، خصوصاً أن ديفيد شنكر الذي سيتسلم منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، الذي كان يشغله جيفري فيلتمان، صودف أنه زميل لها في "المؤسسة" و"الباب على الباب"، والرجل يتساءل علناً في لقاءاته مع المهتمين بالشأن اللبناني كيف ندافع عن بلاد وعن مؤسسة تصدر أحكاماً كأنها في إيران أو سوريا؟

 

د. محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: «الهولوكوست» جريمة نازية في حق الإنسانية لا يمكن التقليل من فظائعها

مكة المكرمة: «الشرق الأوسط»/27 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62102

وصف الشيخ الدكتور محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي «الهولوكوست»، بأنها «جريمة نازية هزّت البشرية في العمق وأسفرت عن فظائع يعجز أي إنسان منصف ومحبّ للعدل والسلام أن يتجاهلها أو يستهين بها»، مؤكداً أن الرابطة لا تعرب عن وجهات نظرها استناداً إلى أي أبعاد سوى البعد الإنساني البحت المتعلق بالأرواح البريئة: «فالإسلام يحمي الأبرياء، ويحاسب كل من يعتدي أو يقتل نفساً بريئة، ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً». جاءت تأكيدات الدكتور العيسى، ضمن رسالة بعثها إلى مديرة المتحف التذكاري لـ«الهولوكوست» في الولايات المتحدة الأميركية سارة بلومفيلد، بمناسبة مشاركة الرابطة في مؤتمر «التصدي للعنف المرتكب باسم الدين» الذي تنظمه الخارجية البريطانية في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع المقبل، بمناسبة الذكرى السنوية لمحرقة «الهولوكوست». وأوضح عادل الحربي، المشرف العام على الإعلام في رابطة العالم الإسلامي، أن مشاركة الرابطة في هذا التجمع الدولي، تؤكد أن «الهولوكوست» جريمة بحق الإنسانية «ومن الخطأ تبرير واقعتها الشنيعة أو التقليل من شأنها كجريمة ارتكبتها النازية بحق الإنسانية جمعاء، فالنفس البشرية واحدة في الحرمة والكرامة».

مبيناً أن الرابطة لا تنطلق في مواقفها كافة من أبعاد سياسية مطلقاً «بل على أسس شرعية معتدلة ومنطقية، خصوصاً عندما نعلم بشاعة الجريمة التي تستهدف نازيتها عرقاً أو ديناً بعينه أياً كانت الذرائع والتأويلات».

وقال الحربي: إن الرابطة تستشعر بهذه المشاركة الدولية مكانتها المهمة كمنظمة دولية ممثلة للشعوب الإسلامية؛ تسعى في مبادراتها وحواراتها العالمية إلى بيان رسالة الإسلام الصحيحة ضد التطرف ونشر قيمه الوسطية المعتدلة التي أرادها الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين وفي سياق ذلك قول كلمة الحق المجردة.

وكان «معهد واشنطن» قد نشر أمس، نص رسالة أمين عام رابطة العالم الإسلامي، وجاء فيها:

«يسرّني أن أتوجه إليكِ بهذه الرسالة بمناسبة الذكرى الدولية للمحرقة اليهودية (الهولوكوست) التي يُحتفل خلالها بالذكرى السنوية لتحرير معتقل أوشفيتز، وأود في هذه المناسبة أن أؤكد لكِ ما قلته لصديقي روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لـ(معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) بشأن تعاطفنا الشديد مع ضحايا (الهولوكوست)، تلك الحادثة التي هزّت البشرية في العمق وأسفرت عن فظائع يعجز أي إنسان منصف ومحبّ للعدل والسلام أن ينكرها أو يستهين بها». وأضاف: «لا التاريخ سينسى هذه المأساة الإنسانية التي ارتكبتها النازية الشريرة، ولا أحد سيمنحها مباركته، ما عدا النازيين المجرمين وأمثالهم، إن الإسلام الحقيقي يحرّم هذه الجرائم ويدينها بأقصى درجات العقوبات الجنائية ويصنّفها ضمن أقبح الفظائع الإنسانية على الإطلاق، فأي امرئٍ عاقل يمكن أن يتقبّل أو يتعاطف أو حتى يقلل من حجم هذه الجريمة الوحشية؟».

وزاد: «عزاؤنا الوحيد هو أن ذاكرة التاريخ منصفة وحيّة وأن العدالة، باسم البشرية جمعاء، تحزن وتأسف على هذه الجريمة بعيداً عن كل التحيزات»، واستطرد: «التاريخ لا يعرف الانحياز مهما حاول المخادعون التلاعب أو العبث به. ومن هنا، نعتبر أن أي إنكار للهولوكوست أو تقليلٍ من تأثيراتها هو جريمة تشويه للتاريخ وإهانة لكرامة الأرواح البريئة التي أزهقت، بل هو إساءة لنا جميعاً؛ لأننا جميعنا ننتمي إلى الروح البشرية نفسها، ونتقاسم الروابط الروحانية حيال هذه الكارثة». وتابع: «أود أن ألفت إلى أن (رابطة العالم الإسلامي) كيان مستقل تماماً عن كافة الغايات والميول السياسية وخلاف ذلك، ومع ذلك، فهي لا تتردد في التعبير عن رأيها بموضوعية تامة وبحيادية لا تحمل أي طابع سياسي بتاتاً». وبيّن أن الرابطة تعالج الموضوعات وتحكم عليها بشفافية ومن دون أي أحكام مسبقة، وقال: «ونحن في الرابطة لا نُعرب عن وجهات نظرنا استناداً إلى أي أبعاد سوى البعد الإنساني البحت المتعلق بالأرواح البريئة، فالإسلام يحمي الأبرياء ويحاسب كل من يعتدي أو يقتل نفساً بريئة، ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً».

 

انتخابات لبنان: تنوّع ظاهري وغالبية فعلية

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/28 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62119

قدَر اللبنانيين، بين اليوم وموعد الانتخابات النيابية المقررة في مايو (أيار) المقبل، أن تصم آذانهم المساجلات والمزايدات، ويملأ شاشات قنواتهم التلفزيونية صخب حملة تمويه... تلمّح بما لا تريد التصريح به.

بداية ما كان ينقص لبنان، بعشائريته وطائفيته وفُصامه السياسي سوى نظام التمثيل النسبي. ذلك النظام الغريب العجيب في بلد «تمأسست» فيه الطائفية، وحجزت لها مواقعها على مختلف المستويات، بما فيها مقاعد البرلمان ومناصب الدولة، المدني منها والعسكري. وحقاً، لم يسبق للبنانيين أن جرّبوا التمثيل النسبي، وحتى أولئك الذين قاتلوا لفرضه مختلفون على التفاصيل التي تخفي شكوكهم وهواجسهم وسوء النية في أوساطهم.

واقع الحال أن لبنان اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه عام 1975 عندما تفجّرت الحرب الأهلية - الإقليمية على أرضه. على الأقل، كان هناك: أولاً، قوى من مختلف الطوائف الدينية تتوزّع على الأحزاب السياسية. وثانياً، كانت القضايا الخلافية مُعلنة وواضحة للجميع مثل مستقبل النظام السياسي وضبط السلاح الفلسطيني. وثالثاً، كان هناك نظام إقليمي عربي قادر إلى حد ما على امتصاص الصدامات ورعاية المبادرات. ورابعاً، كانت هناك حالة «الحرب الباردة» المانعة للحروب الدينية بشكليها الكلاسيكي والإرهابي.

أما اليوم، فيعيش لبنان حالة اصطفاف عمودي مهما زُعم العكس، واللبنانيون - سواء أقرّوا بذلك أم واصلوا الرفض المكابر - أكثر تعصّباً مما كانوا عليه عندما تفجّرت الحرب. ثم إن معظم الأحزاب والتنظيمات العابرة للطوائف إما تلاشت وإما «استزلمت»، فغدت «مطايا أمنية» بعد سقوط مواجهة الشرق والغرب. والنظام الإقليمي العربي صار «في خبر كان» مع تكاثر «الدول الفاشلة» والإخفاق العربي المُزري في مواجهة تصاعد «مثلث» إسرائيل - إيران - تركيا.

وأخيراً، بعد نهاية الحرب الباردة بانتصار الغرب، هربت كيانات الكتلة الشرقية المُقسّمة والمُفتّتة إلى القومية - وفي بعض الحالات، إلى «المافيوية» و«العنصرية» - بينما أساءت القيادات الغربية التعامل مع «النظام العالمي الجديد»، فدبّ فيها المرض نفسه، وأثارت رياح العولمة التي أطلقها انتصارها ردة فعل قومية عنصرية وانعزالية أعادت النظر حتى بمفهوم الدولة - الأمة. ومن ثم، ما عادت ثمة ضوابط لحدود الخلافات، ولا مقاربات جدّية وعميقة في معالجة جذورها... وهو ما ينعكس سلباً على معظم بؤر التوتر في العالم.

وهكذا، في مايو المقبل، يقفز لبنان في المجهول. نعم المجهول، حيث لا معلوم سوى الحصيلة الحتمية لـ«انتخابات» مشوّهة لا تتمتع بمقوّمات الخيار الحر المنعتق من الخوف والضغط والتهديد الدافع لتوخّي السلامة بأي ثمن.

لقد اختار البعض تلطيف الاستسلام لـ«فائض قوة» محلي يتمتع بعمق إقليمي أقوى، فبرّر القبول به بزعم السعي إلى «الاستقرار»... وبناءً عليه، في ظل «الاستسلام» بحجة «الاستقرار» يبدو «السيناريو الانتخابي» محسوماً.

وبالأمس، لفتتني مقالة صحافية عميقة كتبها إعلامي هو اليوم مستشار إعلامي لأحد اللاعبين البارزين في الساحة السنّية. ومن أبرز ما جاء في هذه المقالة أن «حزب الله»، الذي كان الداعي الأكبر للنسبية في ظل احتفاظه بسلاحه، يناور الآن مدّعياً اكتفاءه بالحصول مع «حلفائه» على «الثلث المعطل» الذي يحمي مصالحه من تسلط الآخرين. في حين أن الحقيقة غير ذلك، إذ إنه يخوض فعلياً معركة ضمان الغالبية النيابية عبر «حلفاء درجة أولى» و«حلفاء درجة ثانية».

وتشرح المقالة أن الحزب مهتم بـ«إراحة» الكبار منهم من الدخول مع مرشحيه في قوائم بهدف دعم استقلاليتهم المزعومة وتعزيز جاذبهم الطائفي في بيئاتهم الطائفية، ويصدق هذا ليس فقط على «التيار الوطني الحر» (التيار العوني) المرتبط رسمياً بتفاهم تحالفي مع الحزب، بل حتى على تيار «المستقبل» الذي يكرّر الناطقون باسمه أمام جمهورهم السنّي أنهم ليسوا «حلفاء» له، بل هم مستعدون للتحالف مع كل القوى إلا الحزب.

هذا الجانب، بالذات، هو محور استراتيجية «حزب الله»، ومن خلفه الحكم الإيراني الذي يدير - أو يشارك في إدارة - اللعبة السياسية والعسكرية والأمنية في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وفي لبنان، بالتحديد، بات لدى الحزب من فائض القوى والمؤسّسات الموازية والرديفة لمؤسسات الدولة، ما يتيح له المناورة، لا سيما أن معظم منافسيه أو خصومه توصّلوا إلى قناعتين «استسلاميتين»: الأولى «أن العين لا تقاوم المخرز»، والثانية أن توسّع إيران وتجذّر حضورها - بما فيه الديموغرافي - ما كانا ليتحققا لولا «ضوء أخضر» دولي وإسرائيلي.

ثم إن كثيرين من اللبنانيين اكتشفوا أن حرب تموز (يوليو) 2006 كانت ضد وجود «دولة لبنانية» و«شعب لبناني» و«اقتصاد لبناني» أكثر مما كانت ضد بنية «حزب الله» السياسية والعسكرية والاقتصادية... وحتى اليوم، نلاحظ أن معظم التهديدات الإسرائيلية ضد الحزب تلوّح بـ«إعادة لبنان» - كل لبنان - إلى العصر الحجريّ!

أكثر من هذا، كانت الحصيلة الفعلية لحرب 2006 إطلاق يد الحزب داخل لبنان منذ 2008، ثم داخل سوريا منذ 2011، بينما المفترض أنها أبعدت الماكينة العسكرية للحزب عن منطقة جنوب الليطاني المحادة لإسرائيل.

هذه الخلفية ضرورية لقراءة الجدل المندلع أخيراً بين «التيار العوني» التابع لرئيس الجمهورية وحركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه برّي، الذي تصاعد بنبرات طائفية مموّهة، وبلغ حدوداً غير مسبوقة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

وهي، أيضاً، ضرورية لفهم تعالي «حزب الله» عن الجدل الدائر بين حلفائه الذي يشبه حال الخليفة هارون الرشيد عندما خاطب السحابة الممطرة فقال: «أمطري حيث شئتِ فإن خراجكِ إليّ».

هذه الخلفية أيضاً تساعد على قراءة «صمت» الحزب - وربما، ابتسامه الضمني - إزاء تكرار الناطقين باسم تيار «المستقبل» لازمة أنه «منفتح للتحالف مع الجميع باستثناء حزب الله». فالحزب يعرف تماماً أن التمثيل النسبي يلغي الحاجة إلى التحالفات الانتخابية التقليدية التي اعتادها اللبنانيون، والحلف الحقيقي الذي يريده من «المستقبل» هو تعاونه معه بحجة «الاستقرار»... بعد محافظته على قاعدته السنّية.

بكلام آخر، في صميم مصلحة «حزب الله» خروج عون قوياً مسيحياً، وسعد الحريري قوياً سنّياً... ما دام الاثنان جزءاً من تعريف الحزب لـ«الاستقرار».

 

الرئيس الجميّل: حلّ المرسوم توافقٌ تحت سقف الدستور

نقولا ناصيف/الأخبار/27 كانون الثاني/18

يُدرج الرئيس امين الجميّل ازمة المرسوم بين رئيسي الجمهورية ومجلس النواب في سياق مشكلات لا تجد بالضرورة حلولاً في النصوص المكتوبة ــ على اهميتها ــ بل ايضاً في الانسجام الواجب بين المسؤولين «الذي يتطلب التوافق على نحو رئيسي»

من بين قلة لم تدلِ بدلوها حيال ازمة المرسوم، الناشبة بحدة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، اكتفى الرئيس امين الجميّل بمراقبة السجال الدائر، وتشعّب الاراء وتناقضها حيال صواب وجهة النظر هذه او تلك. يجد اولاً مرسوم منح ضباط دورة 1994 اقدمية سنة «مطاطاً كونه لا يرتب للحال اعباء مالية، الا انه يمهّد لها. مقاربة الازمة ليست ابيض او اسود».

يضيف: «من الطبيعي ان يكون ثمة خلاف بين رئيسي الجمهورية والمجلس ما دام كل منهما ينطلق من تبرير معارض للآخر، الا ان حكمة المسؤولين تحتّم ان لا يدفعوا بالمشكلة، ومن ورائها البلد، الى مأزق. يقتضي تفادي الجدل البيزنطي من حول المرسوم التوافق المسبق عليه لتجنيب الداخل مشكلة اضافية، والمؤسسة العسكرية اي تأثير بسببه، وتالياً تعليق مرسوم الترقيات. ما ينبغي الاحتكام اليه هو الحكمة، وليس مجلس شورى الدولة او مجلس النواب».

يقول الرئيس السابق للجمهورية: «لبنان لا يُحكَم سوى بالتوافق الذي يكتمل بشرط لازم له، هو ان يكون تحت سقف الدستور، الذي تنبثق منه الآلية الكفيلة بالوصول الى التوافق. لا توافق بلا مظلة الدستور. كما ان الدستور ليس كافياً دائماً لايجاد الحلول في معزل عن التوافق. كلاهما شرطان باتا يتحكمان بمسار العلاقة بين السلطات الرسمية، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ومجلس الوزراء».

ليست مشكلة مرسوم دورة 1994 سابقة في خلافات المسؤولين. ولا كذلك اختلافهم على تفسير الدستور وتطبيق بنوده، عندما يبدو كل منهم في موقع كما لو انه مناوىء للآخر وعلى طرف نقيض منه. ليست ايضاً ازمة ترتبط بالعهد الحالي وحده. معظم العهود الرئاسية، قبل اتفاق الطائف وبعده، يضيف الجميّل «مرّت في ازمات دستورية متشعبة بين رئيسي الجمهورية والمجلس، او بين رئيسي الجمهورية والحكومة، او بين رئيسي المجلس والحكومة. طوراً تنجم عن خلافاتهما المباشرة، وطوراً عن اسباب خارجية. الا ان الوصول الى حلول لمشكلات كهذه، يقتضي التزام شرطي احترام احكام الدستور والتوافق. ما يرافق ازمة المرسوم في الوقت الحاضر اكتفاءٌ بالخلاف على تفسير مواد دستورية، كالمادة 54، دونما الاخذ في الحسبان حاجة الجميع الى التوافق».

بين تجربتي مرسوم 1994 والمراسيم الجوالة: التوافق اولاً

يتحدّث الرئيس السابق للجمهورية عن ازمة دستورية جبهها عهده بين عامي 1986 و1987، ترتبت على تعذّر التئام مجلس الوزراء بسبب ضغوط سورية سياسية وامنية، حالت في هذين العامين دون اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا. في الجانب السياسي من الازمة تلك مناوأة الجميّل «الاتفاق الثلاثي» واسقاطه في كانون الثاني 1986، ما آل الى قطيعة مع دمشق ومقاطعة رئيس الحكومة رشيد كرامي ووزراء المعارضة القصر الجمهوري. اما الجانب الدستوري منها، فهو شلّ مجلس الوزراء وتعذّر انعقاده، ما اوجد فراغاً في ادارة الحكم. حينذاك نشأت فكرة «المراسيم الجوّالة». لم تسوِّ الخلاف السياسي بين الجميّل وشركائه في الحكم، ولا بينه وسوريا في ظل خطوط تماس اعادت تقسيم البلاد. الا انها سهّلت استمرار آلة الحكم بالحدّ الادنى وتسيير عمل الحكومة.

لم تكن، حتى ذلك التاريخ، ثمة سابقة لمراسيم جوالة. ولا بدت اجراءً دستورياً من دون اجتماع مجلس الوزراء بنصابه الكامل واتخاذه قراراته برئاسة رئيس الجمهورية، في ظل دستور ما قبل اتفاق الطائف. لم يتخلَّ اي من افرقاء الحكومة عن تصلبه حيال مواقفه السياسية، وبينهم مَن لا يزال في صلب اللعبة السياسية اليوم كالوزيرين حينذاك (الرئيس) نبيه برّي ووليد جنبلاط.

يقارب الجميّل أزمة المرسوم بين عون وبرّي ــــ وكلٌ منهما يتمسك بتطبيق الدستور ويجهر بالاصرار على الاحتكام اليه ـــ بالتجربة التي خبرها عهده عبر المراسيم الجوالة: «بُنيت على التوافق الذي لا يزال يفتقر اليه حل ازمة مرسوم دورة 1994. يتشبث كل من رئيسي الجمهورية والمجلس بموقفه وصواب وجهة نظره في تفسير الدستور، بيد ان ما يحتاجان اليه هو التوافق. من دون تخليَّ انا والرئيس كرامي وقتذاك عن مواقفنا السياسية، اوجدنا معادلة زاوجت بين التوافق واحكام الدستور في سبيل تسيير الحكم، واتخاذ القرارات المنوطة به تحت سقف القانون. بسبب تعذّر التئام مجلس الوزراء، اتفقنا على ان لا يصدر مرسوم ــــ اياً تكن اهميته ــــ لا يصير الى التوافق عليه سلفاً. راحت المراسيم تجول بين الوزراء. يوقّعها المختصون منهم عملاً بالمادة 54 بعد ان تكون دارت على الوزراء جميعاً. يطلعون عليها ويوافقون، ثم يصير الى امضائها من الوزراء المختصين ومن الرئيس كرامي ومني، كما لو ان مجلس الوزراء اجتمع فعلاً، بينما الواقع ان سوريا كان تمنعه من ان يفعل. أوجدنا ملاءمة بين احترام الدستور الذين يوجب اجتماع الحكومة، وبين واقع ان اجتماعها متعذر بل مستحيل، ما ينبغي بازاء ظروف استثنائية كهذه التوافق على سبل انتظام آلة الحكم واتخاذ القرارات الضرورية».

يضيف الجميّل: «فعلنا ذلك ايضاً في معالجة المراسيم الاشتراعية التي اصدرتها حكومة الرئيس شفيق الوزان، ثم طالبت حكومة الرئيس كرامي تحت وطأة الحرب السورية على عهدي بالغائها كلها دفعة واحدة، فانتهى التوافق الى تعديل بعضها. القياس نفسه في علاقتي والرئيس كرامي مع زيارات الموفدين الدوليين. سألني مرة جان كلود ايميه موفد الامين العام للامم المتحدة خافيير بيريز دوكويار في عشاء غير رسمي عن سرّ خلافاتنا، الرئيس كرامي والمعارضة وانا، على السطوح، قبل ان يضيف: بعدما كنت اسمع روايتك للحلول، كنت اذهب اليه فيردّد امامي كلاماً مطابقاً تقريباً لما قلته انت، بما في ذلك مفاتيح الكلمات. كلامكما طبق الاصل. ما سرّ ذلك؟ اجبته: الدرّاج. سأل: لم افهم؟ قلت: ما ان تنتهي المقابلة بيني وأي زائر دولي، يحمل الدرّاج المحضر فوراً الى الرئيس كرامي كي يطلع عليه. يرتاح الى ما اذكره، فيتبناه ويضيف اليه، فيصير موقفاً رسمياً قال به رئيسا الجمهورية والحكومة، وإن انقطعا عن الاجتماع او توقفت اجتماعات مجلس الوزراء. كانت تلك مواقف اتخذت بالتوافق، وأُخضعت الى سقف الدستور في احلك الظروف حتى. ثقة الوزراء حلفاء سوريا بالرئيس كرامي والمامه بخفايا اللعبة، ومونته عليهم، اتاحت له تقدير المواقف دونما ازعاج سوريا او اثارة قلقها ومخاوفها. كان بدوره يتوافق مع الوزراء عادل عسيران وسليم الحص ونبيه برّي ووليد جنبلاط عليها. في حصيلة التجربة تلك، بشقيها المحلي وفي العلاقات مع الخارج، لم يكن ثمة قرار او موقف لا يسبقه توافق عليه ويتطابق مع احكام الدستور».

 

قيمة المسيحيّين ليست بأعدادهم

الأب جورج مسّوح/النهار/27 كانون الثاني/18

ثمّة هاجس استولى على المسيحيّين يتّصل باستمراريّتهم في بلادنا، حتّى صار مسموحًا لديهم أن يفعلوا ما يشاؤون، ولو ضدّ التعاليم البديهيّة للسيّد المسيح، في سبيل الدفاع عن وجودهم. أدّى هذا التناقض ما بين الحفاظ على التعليم وممارسته في الحياة اليوميّة من جهة، والحفاظ على الوجود الجسديّ مع إهمال التعليم من جهة أخرى، إلى أزمة إيمانيّة وفكريّة يمكن إيجازها بالسؤال: كيف لنا أن ندافع عن وجودنا مع الأمانة للمسيحيّة الحقّ؟ سوف نعرض لمثلين تاريخيّين عن تصرف المسيحييّن في عصور الاضطهاد وفي عصور ابتعادهم عن ممارسة السلطة الزمنيّة.

 في نهاية القرن الميلاديّ الثاني وجّه كاتب مسيحيّ مجهول إلى امرئ وثنيّ اسمه ديوغنيطُس رسالةً دفاعيّة عن المسيحيّة، قال له فيها: "ألا ترى كيف يرمون بالمسيحيّين إلى الوحوش ليرغموهم على نكران السيّد (المسيح) فلا ينغلبون؟ ألا ترى أنّه كلّما كثر الشهداء كثر المسيحيّون؟". ويضيف كاتب الرسالة قائلاً إنّ المسيحيّين لا يحقّ لهم، وإن كانوا مجتمعًا صغيرًا، أن ينعزلوا في غيتوات، إذ إنّهم في وسط العالم يخصبونه مثل القوّة التي تبثّها النفس في الجسد.

 هذه الرسالة التي دُوّنت في أوج عصر الاضطهاد الذي مارسته الإمبراطوريّة الرومانيّة ضدّ المسيحيّين، تعبّر خير تعبير عن ذهنيّة مسيحيّة متجذّرة في الإنجيل. فالاضطهاد لم يثنِ المسيحيّين عن الإيمان، بل زاد عددهم. لم يتملّك الخوف من نفوس المقبلين على الاضطهاد ولم يثبط من عزيمتهم، بل زادهم إصرارًا على صواب معتقدهم ورجائهم بالحياة الأبديّة. فاقبلوا على الاستشهاد كمَن يقبل على الحياة الحقّ. لذلك سمّي هذا العصر بالعصر الذهبيّ للمسيحيّة.

 لم يمالئ المسيحيّون الأباطرة والولاة والحكّام. لم يهادنوا نيرون أو ماركوس أوريليوس أو ديوكليسيانوس، ولم يتعاونوا معهم، ولم يخضعوا لسلطانهم. ولم يتوانَ بعض رجال البلاط الرومانيّ وبعض الضبّاط والجنود ممّن أشهروا مسيحيّتهم عن التخلّي عن وظائفهم ومصادر رزقهم كي لا يخدموا دولةً ظالمة، فأقدموا على الاستشهاد بعد أن تخلّوا عن أسلحتهم التي كانوا يقدرون على القتال بها، ليشهدوا للربّ وكنيسته. هكذا انتصر بطرس الرسول، صيّاد السمك، وبولس الرسول على نيرون وحاشيته. هكذا انتصرت الكنيسة على الإمبراطوريّة.

مواضيع ذات صلة

 يوحنّا المعمدان أو النبيّ يحيى؟

 تراجع المسيحيّون عن هذا المنهاج في كلّ الحقب التي تحالفت فيها الكنيسة مع الأباطرة وسلاطين هذا العالم، منذ عهد قسطنطين الكبير (توفّي 335) إلى أيّامنا هذه. وقد تأسّس النمط الرهبانيّ بعيد انقضاء عصر الاضطهاد، استنكارًا لهذا التناغم الذي قام بين السلطتين الدينيّة والزمنيّة. فانتقد بعض الكتّاب المسيحيّين اعتناق العديدين المسيحيّة لمجرّد أنّها أصبحت دين الدولة الرسميّ على عهد الإمبراطور ثيوذوسيوس الكبير عام 381، كما انتقدوا أن تكون المصالح الشخصيّة والانتفاع من مناصب الدولة هي الدافع لاعتناق المسيحيّة.

 في العصور الإسلاميّة لم يتولَّ المسيحيّون شؤون الدولة، ومع ذلك استمرّ حضورهم الفاعل ولم يشكّل العدد هاجسًا لهم. وهنا لا بدّ من ذكر شهادة الجاحظ (توفّي 868) الذي يستغرب في كتابه "الردّ على النصارى" كيف يتكاثر المسيحيّون على الرغم من "أنّ كلّ جاثليق لا ينكح، ولا يطلب الولد، وكذلك كلّ مطران وكلّ أسقف، وكذلك كلّ أصحاب الصوامع والمقيمين في الديورات، وكلّ راهب في الأرض وراهبة مع كثرتهم. وأنّ مَن تزوّج منهم امرأة لم يقدر على الاستبدال بها، ولا على أن يتزوّج أخرى معها، ولا على التسرّي عليها. وهم مع هذا قد طبّقوا الأرض وملأوا الآفاق وغلبوا الأمم بالعدد وبكثرة الولد".

 هذان المثلان يمكن أن نضيف عليهما الكثير من الأمثلة الأخرى التي تؤكّد أنّ القوّة أو السلطة ليستا هما الطريق الفضلى للحفاظ عن الوجود المسيحيّ.       قال الربّ: "لو كنتم من العالم لكان العالم يحبّ ما هو له، لكن لأنّكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لأجل هذا يبغضكم العالم" (يوحنّا 15، 19). مصير المسيحيّ الحقّ ألاّ يُرضي هذا العالم، بل أن يقف ضدّه وضدّ الأخلاقيّات التي تحكمه، والعودة إلى الجذور المسيحيّة وإلى العيش بمقتضاها.

 

انسداد الأفق السياسي في الشرق الأوسط والرقص على حافة الهاوية

سام منسى/الحياة/27 كانون الثاني/18

يصعب الاختيار بين الحديث عن مقاربة محاضرة وزير الخارجية الأميركي ركس تيلرسون في معهد هوفر في جامعة ستانفورد في 17 الجاري، ووفاة 15 لاجئاً سورياً برداً، كانوا يحاولون التسلل إلى لبنان وعُثر على جثثهم قرب الحدود اللبنانية.

فعلى الرغم من أهمية محاضرة تيلرسون كونها من المواقف النادرة التي تكشف عن رؤية أميركية تجاه الحرب السورية قد تؤشر إلى انخراط أميركي جدي لتسوية هذه الحرب التي دخلت عامها السابع، تبقى مأساة النازحين السوريين الذين قضوا بسبب الصقيع في الجبال اللبنانية مهمة إنسانياً وسياسياً. فهؤلاء ليسوا إلا عينة من آلاف السوريين الذين يعانون من المجزرة المستمرة في بلادهم جراء الطقس أو الفقر او البراميل المتفجرة والقصف بالغاز في أزمة إنسانية قل نظيرها، تدفع المرء إلى العزوف عن التفسير والتحليل التقليديين للحدثين وإلى الإقرار بأن المحاولات الجارية لتسوية النزاعات التي يشهدها الإقليم ليست اكثر من مهدئات لن تلبث أن تنتج مزيداً من الحروب والمآسي.

أن مراجعة سريعة لبؤر النزاعات في المنطقة، من العراق إلى سورية واليمن وليبيا ولبنان وفلسطين، تؤكد عقم كل محاولات الحل.

العراق ولبنان على أبواب انتخابات من المرجح أن تكرس واقع غلبة فريق على فريق. أما في سورية فإن محاولات روسيا وإيران، وعلى الرغم من التباينات التي يحكى عن وجودها بينهما، تهدف إلى تجديد الاستبداد وتمديده في هذا البلد، بينما الحلول لا تزال سراباً في اليمن وليبيا وبالأخص فلسطين.

أن الشرق الأوسط بعامة ومناطق التوتر والنزاعات بخاصة تعاني مما يصح وصفه بـ «الديبلوماسية التكتيكية» التي تمارسها قوى إقليمية ودولية، بعضها قد يربح اليوم إنما قد يخسر أيضاً غداً. فهي تتنافس في ما بينها على اكتساب النفوذ والسطوة على حساب دول المنطقة وشعوبها ومن دون أي اعتبار لمصالح دول المنطقة وحاجاتها الرئيسية. بل أكثر من ذلك، باتت خططها ومناوراتها وأساليبها سبباً إضافياً للمشكلات.

اليوم، باتت الصورة اكثر وضوحاً: يتعرض الإقليم لانتهاكات على أكثر من صعيد في ظل عدم إلمام بحقيقة مشكلاته سواء من اللاعبين الخارجيين، وهم كثر، أو من الأنظمة الحاكمة واغلبها متسلط ومستبد.

هل من سبيل للخروج من هذا النفق أو هذه الدائرة المغلقة، حيث تحمل التسويات في ثناياها بذور حروب ونزاعات جديدة؟

إن التطلع إلى مستقبل المنطقة وسط هذا الواقع المظلم يحتم معالجة أربع قضايا في آن واحد:

 أولاً: إفلاس الحوكمة

إن معظم الدول العربية تعاني من غياب الحوكمة الفعالة يتمثل بفشل قيام مؤسسات سياسية صالحة تخدم الشعوب بواقعية ونضج ومسؤولية وانعدام المشاركة السياسية والتهميش وتفشي الفساد وسوء استعمال السلطة وتدخل القوى الأمنية والعسكرية في الحياة السياسية وهيمنة الانتماءات الفرعية على المواطنة الجامعة والتشدد الطائفي والمذهبي، إضافة إلى المناهج التربوية البائدة والسياسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية غير المتجانسة والملتبسة وشحّ في الموارد الطبيعية لا سيما في الدول ذات الكثافة السكانية. باختصار، تشكل هذه المشكلات أو المعضلات مجتمعة كارثة محتمة.

بالطبع سيعتبر الكثيرون هذا التوصيف بمثابة تنظير لا يقترح حلولاً آنية أو مستدامة لمآسي هذه الدول والشعوب. الجواب أن وضع حلول للمشكلات والأزمات لا يبحث على المستوى النظري عن الممكن وغير الممكن، بل يبحث عن الصواب، والصواب اليوم هو الاعتراف بضرورة التوصل إلى عقد اجتماعي جديد في هذه المنطقة يحول الحاكم إلى مؤسسات والشعوب إلى مواطنين،ودون ذلك، لن تنجح كل محاولات الإصلاح المطروحة أو المتداولة سواء أتت من الداخل أو الخارج. فالعقود الاجتماعية السارية اليوم في العالم العربي لا تلتزم قاعدة التعاقد لأنها لم تنشأ وفق إرادة الشعب ولا تعكس مكوّنات الأمة وثقافتها وحضارتها، كما أنها لم تأت في إطار التطور الطبيعي للمجتمع. وإلى جانب دور النخب الثقافي في صَوغ عقد اجتماعي جديد، من المهم توفير بيئة مناسبة لولادته تتلخص في ثلاثة أمور غابت عن التجربة السياسية العربية في القرن الأخير وهي الحرية والاستقرار وحسن تمثيل الشعوب.

ثانياً: الدور الإيراني

لا يخفى على احد انه منذ عام 1979 تاريخ الثورة الإسلامية في إيران، تلعب طهران دوراً في الإقليم هو موضع اختلاف بين مندد ومؤيد ، إنما لا يختلف اثنان على حجم التوغل والتمدد الإيراني في المنطقة، بدءاً بعلاقتها مع «حزب الله» في لبنان والحوثيين في اليمن وحركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، إلى جانب دورها المتنامي في العراق، وصولا إلى علاقتها الاستراتيجية مع سورية وتدخلها العسكري إلى جانب النظام.

غالباً ما وصف محللون ومتابعون للشأن الإيراني السياسة الإيرانية في المنطقة بـأنها «دفاع هجومي»، وحتى الساسة الإيرانيون تبنوا هذا المفهوم وباتوا يتحدثون اليوم عن الطبيعة الدفاعية لبرنامج الصواريخ الإيراني مثلاً بعد أن كانوا يتحدثون عن طبيعته الهجومية القائمة على الردع. قد تكون إرادة إيران في الدفاع عن نفسها مشروعة ولكنها لا تعبر قطعاً عن حقيقة دوافع سياستها في المنطقة التي قامت منذ أكثر من أربعة عقود على التسلل الثقافي والمذهبي إليها وخلق بيئات موالية لها عبر شبكات ثقافية واجتماعية واقتصادية نسجتها التنظيمات الخارجة عن الدولة التي أسستها، قبل أن تأتي بعدتها وعديدها العسكري إلى المنطقة.

الطموح الإيراني في المنطقة يهدف إلى تعزيز نفوذها فيها من خلال إنشاء فضاء جيوسياسي تهيمن عليه ويمتد من العراق إلى سوريا ولبنان، وما التغييرات الديموغرافية التي شهدها في العراق وسوريا لصالحها سوى أداة لتنفيذ هذا الهدف. طموح إيران الجلي هذا، يبقى الفاصل بين سياسة للدفاع المتقدم التي تدعيها وبين التوسع الهجومي الذي تنفذه على أرض الواقع ضبابياً.

بالنتيجة ومهما كانت أسباب السياسة الإيرانية في المنطقة، فان تنفيذها عبر بيئات شيعية محلية انتج التوتر المذهبي والطائفي الذي نشهده وأجج التطرف السني لا سيما العنفي منه بوجه التطرف الشيعي ومصدره إيران. لا يمكن تجاهل هذه المعادلة خصوصاً عند مقاربة مشكلة الجماعات الإسلامية المتطرفة المسلحة ومشكلة الإرهاب ومشكلة تنامي السلفية في العالم العربي. كما لا بد من الاعتراف بأن هذه الإشكالية وراء تسعير النزاعات في كل من لبنان والعراق وسورية واليمن وحتى بعض دول الخليج العربي.

وفي هذا السياق، ينبغي الاعتراف بتفوق السياسة الإيرانية وفعاليتها، في بدايات امتدادها في المنطقة، وذلك مقارنة بردود الفعل العربية آنذاك، إنما بالنتيجة كانت ولا تزال مسببا للكثير من الاضطرابات والفوضى وحتى الحروب التي يعاني منها الإقليم.

ثالثاً : مستقبل إسرائيل في المنطقة

على الرغم من الانكفاء الإسرائيلي المعلن عن النزاعات الجارية في المنطقة، فهذا لا يعني قبولها كدولة مشروعة في قلب العالم العربي. وعلى الرغم من كل التغيرات التي شهدها النظام الإقليمي بدءا من اندلاع الثورات العربية مروراً بانهيار الدولة الوطنية في أكثر من مكان وهيمنة التنظيمات المسلحة ومنها «داعش»، وصولاً إلى تصاعد نفوذ إيران والميليشيات الموالية لها، بقيت إسرائيل تعتمد سياسة «شراء الوقت» بالنسبة إلى القضية الفلسطينية. هذه السياسة لن تعمر طويلاً، ولن تلبث معضلات إسرائيل مع العالم العربي إن تظهر مجدداً بما أنها لم تقتنع بحتمية حصول الفلسطينيين على دولة مستقلة قابلة للحياة عاصمتها القدس الشرقية. تحقيق ذلك يستتبع تنازلات يبدو أن الإسرائيليين غير مستعدين لتقديمها.

على الرغم من الإرث العدائي بين العالم العربي وإسرائيل، تخطى الرأي العام العربي مرحلة إلغاء إسرائيل من الوجود وبات العرب يدركون أنها واقع مر لا بد من التعايش معه ولكن في إطار حل عادل ضمن الشروط التي أسلفناها. في هذا السياق، على المجتمع الدولي استثمار هذه اللحظة التاريخية والضغط على إسرائيل للسير بهذا الاتجاه وإقناعها بأنها لن تعرف الاستقرار لا هي ولا دول الإقليم دون دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقوم على مبدأ الدولتين.

رابعاً: الأمن المائي

يعاني الشرق الأوسط من قنبلة موقوتة هي نقص موارد المياه لا سيما في عدد من الدول التي تواجه تصحراً متصاعداً. إلى جانب فقر العالم العربي في مصادر المياه العذبة التي لا تتعدى 1 في المئة فقط من كل الجريان السطحي للمياه ونحو 2 في المئة من مجموع الأمطار في العالم، فإن غياب السياسات الفاعلة في هذا المجال تجعله لا يستغل سوى 50 في المئة فقط من هذه المصادر والباقي معرض للهدر والضياع، يضاف إلى ذلك الاستيلاء والاستغلال غير الشرعي لموارد المياه العربية. هذا الواقع قد يهدد الاستقرار الهش أساساً ويسبب حروبا وموجات هجرة يطال أثرها عدداً من دول المنطقة وبعض الدول الأوروبية.

هذه الوقائع باتت تفرض على جميع الأطراف، لا سيما القوى السياسية في السلطة او خارجها كما النخب كافة والقوى الخارجية، تبديلاً سريعاً وملحاً في الأولويات والدوافع، والانتقال من السياسات القصيرة المدى والرؤية إلى استراتيجيات استشرافية بعيدة المدى قادرة على مواجهة المشاكل الرئيسة والبنيوية. حتى اليوم، لا تزال الديبلوماسية الدولية تجاه الإقليم تقرأ في كتاب قديم ولا تزال مثقلة بمصالح القوى الدولية والإقليمية، بحيث تعمل كل منها على ترتيب المنطقة لتصل إلى حالة من الاستقرار على مقاسها، أو إيجاد حالة من التوازن الهش يُبقي المنطقة على شفير الهاوية ريثما يتم تكييفها.

كما فاجأ الربيع العربي الجميع قبل أن يتحول إلى خريف أو شتاء، قد نشهد حراكاً آخر وتشدداً عنيفاً أشرس وحرباً إسرائيلية قد تتحول إلى حرب إقليمية أوسع وموجات نزوح وهجرة أشد خطراً، تجعل كلها الانحلال والتفكك السمة الرئيسة لمستقبل هذه المنطقة. إن اللعب على حافة الهاوية يعرض الجميع للسقوط فيها، وعلى المجتمع الدولي ترويض بعض القوى الإقليمية التي خرجت عن السيطرة والضغط على القوى الدولية لتغير جيواستراتيجياتها والتقدم بحل إبداعي ينقل الشرق الأوسط إلى حالة تسمح له بطرق باب الحداثة.

* إعلامي لبناني

 

ترشح الدويري للـ «أوسكار» فأيقظ غرائز المقموعين

حازم الامين/الحياة/28 كانون الثاني/18

عاد موضوع المقاطعة لينبعث في لبنان مع ترشح فيلم المخرج زياد الدويري «القضية رقم 23» لجائزة أوسكار عن أفضل فيلم أجنبي. والنقاش مرة أخرى كشف نضوباً مدهشاً في خيال الداعين إلى المقاطعة وعجزهم عن تقديم فكرة واحدة جديدة على صعيد دعاواهم هذه. لا بل أكثر من ذلك، إذ إن النقاش أفسح لهم المجال للقول أنهم راغبون في أن ينتزعوا من الناس عقولهم وأن يحلوا مكانها غرائز الركون والقبول بما تفرضه عليهم السلطة، وهي هنا سلطة المقاطعة. ما يقترحه هؤلاء على اللبنانيين فعلاً، أن يقبلوا بأن تتولى جماعة غير كفيّة وغير شجاعة وعديمة الخيال التفكير عنهم واتخاذ قرارات تتعلق بأذواقهم. أحد مقاومي التطبيع، وهو صحافي، قال أنه شاهد فيلم الصدمة لزياد الدويري. قال أنه شاهد الفيلم الذي على اللبنانيين أن لا يشاهدوه. شاب ثلاثيني يجاهر بحقه في أن يمنع أربعة ملايين لبناني من مشاهدة فيلم سبق له هو نفسه أن شاهده.

زياد الدويري ذهب إلى إسرائيل لتصوير فيلم «الصدمة»، علماً أن الفيلم موضوع المقاطعة هو غير الفيلم المرشح لجائزة أوسكار، وهنا تحضر الضغينة بصفتها غريزة لطالما كانت وراء الكثير من دعاوى هذه الجماعات التي لم يسعفها ذكاؤها في التلطي وراء فكرة لمداراة وهن وراءه حسد. فالدويري شر كله، شر تماماً كما هي إسرائيل شر مطلق. فهل من فكرة تبسيطية أكثر من فكرة أن «إسرائيل شر مطلق»، وكيف لنا أن نخوض حرباً مع «شر مطلق» طالما أننا لسنا «خيراً مطلقاً»؟

والحال أن جماعات المقاطعة مدركة حقيقة نضوب فكرتها وعجزها عن الصمود في وجه الحقائق الجديدة، فهي وفي ذروة انتصاراتها العسكرية على جماعات المنطقة وأهلها (ما عدا إسرائيل طبعاً)، تلقت سلسلة من الهزائم لم يلحقها بها زياد الدويري، وغيره من غير المقاطعين، إنما ألحقها بها تداعي فكرة المقاطعة من خارج إرادة الراغبين فيها. الدعوة إلى مقاطعة فيلم ستيفن سبيبلرغ «ذا بوست»، والتي توجت بخطاب لأمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، فشلت ليس لأننا نحن الراغبين في مشاهدة الفيلـــم أقوى من نصرالله، بل لأن المقاطعة فشلت تقنياً قبل أن يُلغي وزير الداخلية نهاد المشنوق قرار منع عرض الفيلم. خسرت الدعوة إلى مقاطعة الفيلم وقرار منع عرضه بفعل القهقهات التي أطلقها لبنانيون حثهم القرار على التوجه إلى كومبيوتراتهم ومباشرة مشاهدة الفيلم. وهنا فعلاً يجب أن تجد جماعات المقاطعة سبيلاً لتجاوز هذا المأزق، وإلا تحول النقاش قهقهات متواصلة. ربما شكل هذا فرصة لها، أي أن تراهن على مقدار العقل في دعاواها، فأن تُقنع شخصاً بعدم مشاهدة الفيلم سيكون خيراً من أن تمنعه. لكن يبدو أنها تدرك أن هذه معركة خاسرة، وأن العقل لن يكون إلى جانبها. وها هي تخسر تقنياً الطاقة على المنع أيضاً، وها هو الشاب الممانع يسترق مشاهدة الفيلم الممنوع عبر كومبيوتره.

هذه الحقيقة لم تدفع المواظبين على الدعوة إلى المقاطعة إلى التفكير في تطوير دعاواهم لمنع الناس مما يسمحون به لأنفسهم. ومن المدهش كم هم خاسرون وكم هم مواظبون على التمسك برغبتهم في المنع. المسألة تتجاوز في هذه الحال الفكرة. علينا هنا أن نبحث عن المنع بصفته غريزة نشأ عليها هؤلاء. فكيف يمكن نفساً «ممنوعة» أن لا تمارس هذا المنع، أو أن لا تعيشه؟ المقاطعون اليوم أمام انعدام توازن مصدره اختلال داخلي، فالسلطة، وهي سلطتهم، فقدت تقنياً القدرة على المنع. لم يبق لديهم سوى أصواتهم، وحجارة يقذفونها على زجاج قاعة الجامعة اليسوعية التي دعي زياد الدويري للحديث فيها.

لكنهم أيضاً ما زالوا يملكون بعض السلطة على عقول خصومهم، فهم فرحون بأنهم أجبروا الدويري على القول أن «إسرائيل شر مطلق» في تلك الحلقة التلفزيونية. ابتسم الممانع الشاب حين انتزع العبارة من فم المخرج. هو يدرك أن هذه العبارة من خارج قناعة الدويري، إلا أنه نشأ على رغبة إجبار الناس على قول ما لا يعتقدونه. المشهد نفسه الذي وصفته الكاتبة ليزا ويدين للطفلة السورية التي أجبرتها مدرّستها على حمل صورة «الأب القائد»، وهي حملتها مع ابتسامة سخرية تعرف معلمتها أنها تخفي استهزاءً بصاحب الصورة، لكن هذا ليس مهماً، إنما ما كان مهماً للمدرّسة هو أن تحمل الطفلة الصورة.

ثمة بعد غرائزي فعلاً لصعود مشاعر المقاطعين ولخمودها. العقل لا مكان له في هذه المعادلة. القمع هنا بصفته تقنية مستحضرة في هذه المناسبة، يخرج من نفوسٍ مقموعة أصلاً، ومن خوف متراكمٍ يهوله أن تنتهي أسبابه بانتفاء مقدرته على ممارسة طغيانه. والخاسر الأبرز من هذه المعادلة البائسة، هو القضية موضوع المقاطعة. الخاسر الأبرز من أن يُمثّل هؤلاء فلسطين هو فلسطين نفسها، ذاك أنهم يحرمونها من أن يكون العقل جزءاً من قضيتها. هذا تماماً مع فعلته أنظمة من نوع نظام البعث معها. فقد تم استحضارها بصفتها مناسبة ثابتة لقمع الناس ولقتلهم ولمنعهم من أن يحلموا ومن أن تكون لهم عقول مستقلة عن عقل البعث وعقل القائد القاتل. كم يبدو مستفزاً أن يقول شاب أنه شاهد فيلم «الصدمة» لزياد الدويري في سياق دعوته إلى مقاطعة الفيلم، وهو على كل حال لا يُظهر من النباهة ما يُقنع طفلاً بأن من يقول هذا الكلام يستحق أن يشاهد الفيلم عوضاً عنا، وأن يقرر ما إذا كنا سنشاهده أم لا. قالها الشاب، مثلما قالها كاتب قبله عن كتاب عاموس عوز «قصة عن الحب والظلام» المترجم إلى العربية، والذي كان عرضة لحملة مقاطعة موازية. حينذاك، قال الكاتب الممانع أنه قرأ الكتاب بالفرنسية وأنه لا يستحق أن يكون في «مكتبة عربية»! الكاتب كان يملك تفويضاً يتيح له أن يمنعنا مما لم يمنع نفسه منه. وهو لم يحز هذا التفويض من أحد، إنما حازه من سلطة موروثة تآخى مع جورها عليه، فاستسلم لها، وصار صوتها وصورتها.

 

رواية الشرع عن توريث الأسد

خالد الدخيل/الحياة/28 كانون الثاني/18

لماذا العودة إلى رواية توريث الرئيس بشار الأسد؟ لأن مسار الأحداث وما انتهت إليه حتى الآن يؤكد أن قرار التوريث الذي اتخذه الرئيس الراحل حافظ الأسد قبل سنوات من وفاته في صيف عام 2000 كان أخطر قرار اتخذه في حياته السياسية. ومؤشرات ذلك باتت واضحة. أولها أنه أضعف مؤسسة الرئاسة، وأضعف الرئيس الوريث. وبالتالي ضاعف من هشاشة الدولة السورية. بسبب هذا القرار بات الحكم في سورية يعتمد على العائلة ـ الطائفة، وفرض على سورية خيار تحالف مغلق مع دولة دينية – مذهبية ليست عربية (إيران)، ومن ثم جعل الدولة في حال تناقض مع ذاتها، وتاريخها، ومع عقيدة الحزب الذي تحكم باسمه، أو حزب البعث. على خلفية ذلك وبسببه باتت هذه الدولة تعتمد على خليط من الميليشيات، بعضها جاءت به إيران، والبعض الآخر أوجده النظام الحاكم. لكن كلها ميليشيات من لون مذهبي واحد. والهدف حماية النظام بلونه المذهبي المستجد، والمتنافر مع تاريخ سورية بما عرف عنه من عروبة وتعددية مذهبية. هذه نتائج أو مؤشرات خطرة أفضت إلى مذابح ودمار وتهجير في حق سورية والسوريين لم يعرفها هذا البلد العربي في تاريخه. وما قد يبدو مفارقة أن دور الرئيس الوريث في كل ذلك كان ولا يزال مركزياً منذ اليوم الأول للثورة السورية في درعا، منتصف آذار (مارس) من عام 2011. لكن المفارقة الحقيقية أن الرئيس الوريث لم يكن، لا قبل الثورة ولا أثناءها يدافع عن سورية. كان يقاوم تيار الأحداث الذي أطلقه بنفسه دفاعاً عن بقائه في الحكم الذي ورثه عن أبيه. وهنا تتجلى خطورة القرار، خصوصاً أن بقاء الوريث بعد كل ما حصل لم يعد خياراً، وإنما ورقة تفاوضية لا يملك حتى الوريث السيطرة عليها. بعبارة أخرى، يمكن القول إن قرار التوريث وضع حداً لسورية كما عرفها السوريون، والعالم، وكما عرفها الرئيس المورث، والرئيس الوريث.

السؤال الأهم والأخطر: لماذا أقدم حافظ الأسد على هذا القرار؟ هذا سؤال لم يأخذ حقه بعد، ويحتاج إلى ما هو أكثر من مقالة. هل كان خياراً إستراتيجياً بالنسبة إلى الأسد؟ يبدو كذلك، إما لتفادي أخطار الصراع بين جنرالات النظام، وهو من تسبب ووظف هذه الصراعات للإمساك بخيوط اللعبة. وإما لحلم بتأسيس سلالة حكم جديدة في الشام بغطاء علوي هذه المرة، وهذا لا يمكن استبعاده حتى الآن. وإذا صح ذلك فإنه يضع علامة استفهام كبرى حول الذكاء الإستراتيجي لحافظ الأسد. الأكيد في كل الأحوال أن فكرة التوريث حسمت منذ الثمانينات لباسل الأسد. لكن هذا توفي في حادثة سير في تسعينات القرن الماضي. وعلى إثرها صار التوريث من نصيب بشار. تمسك بالتوريث لا تخطئه عين.

يقول الصحافي البريطاني، باتريك سيل، في كتابه عن الأسد إن عقد الثمانينات كان أخطر المراحل التي مر بها نظام الأسد آنذاك. ووصلت هذه الأخطار إلى ذروتها بالصدام بين حافظ وشقيقه رفعت، وهو صدام كاد ينفجر إلى حرب أهلية. قبل ذلك وبعده كان الصراع مع الإخوان المسلمين، والانخراط في الحرب الأهلية اللبنانية، والصراع مع إسرائيل. كان حافظ مرتكز قوة النظام، وفي اللحظة ذاتها تدهورت صحته ما تطلب دخوله المستشفى، وخضوعه لبرنامج علاجي فرض تخليه عن إدارة شؤون الدولة اليومية. لذلك شكل لجنة سداسية تقوم بالنيابة عنه بهذه المهمة. اللافت أن رفعت شقيق الأسد لم يكن ضمن هذه اللجنة. ووفق سيل، استولت على كبار جنرالات النظام حال من الخوف أن الأسد في أيامه الأخيرة، مع ما ينطوي عليه ذلك من أخطار على مستقبل النظام. لذلك التفوا على قرار الرئيس وهو في المستشفى، واختاروا أن يكون رفعت هو القائد البديل في حال توفي الأسد، وليس أحد من اللجنة الحكومية التي شكلها الأسد نفسه. ثم شكلوا من خلال القيادة القطرية، وبالتعاون مع عبدالحليم خدام، لجنة بديلة برئاسة رفعت. أي أن الجنرالات اختاروا الخروج على أوامر الرئيس. لكن الأسد تعافى من حاله المرضية. وعندما عرف بما حدث تعززت شكوكه، كما يقول سيل في أن هناك مؤامرة سعودية أميركية لإزاحته عن الحكم لمصلحة شقيقه. عندها انقلب موقف الجنرالات في الاتجاه الآخر، ضد شقيق الأسد. ومن يومها بدأت عملية إزاحته وتجريده من كل مناصبه خصوصاً قيادته ما كان يعرف بـ «سرايا الدفاع». والأرجح أن هذه الأحداث رسخت فكرة التوريث لدى الرئيس.

هنا نصل إلى رواية فاروق الشرع، نائب الرئيس الذي اختفى من المشهد بعد سنتين من بداية الثورة، ويقال إنه تحت الإقامة الجبرية. تنبع أهمية هذه الرواية من اعتبارات عدة يأتي في مقدمها أنها الأولى التي تصدر عن أحد رجالات النظام المقربين، خصوصاً في عهد الأسد الأب. ثانياً أنها جاءت ضمن مذكرات الشرع التي أنجزت عام 2011. ما يعني أنها كتبت، وفقاً لما جاء في مقدمة الناشر، بعد مرور نحو عشر سنوات على تولي بشار الأسد الحكم في سورية. وبالتالي فالسؤال هنا لماذا لم تتطرق المذكرات إلى هذه المرحلة المهمة من تاريخ سورية، بل المرحلة الأخطر التي كان الشرع أحد شهودها من الداخل كوزير للخارجية، ثم نائباً للرئيس، قبل وضعه تحت الإقامة الجبرية؟ يقال إن علاقة الشرع مع بشار بدأت تفتر قبل الثورة. الاعتبار الثالث أن الشرع أورد هذه الرواية في شكل عابر في الصفحتين والنصف الأخيرة من الكتاب، كخاتمة للفصل الأخير عن قمة الأسد وكلينتون في جنيف. قد يقال إن الكاتب أراد أن يختتم مذكراته بوفاة الأسد التي حصلت بعد القمة بأقل من ثلاثة أشهر. من حيث الشكل هذا صحيح. لكن عملية التوريث أكبر وأخطر من أن توضع كتفصيل على هذا النحو. وهي قصة طويلة لم تبدأ كما يوحي صاحب المذكرات بعد وفاة الأسد. بل بدأت قبل ذلك بما لا يقل عن عقدين من الزمن. هذا فضلاً عن أنها بتداعياتها وأخطارها لا تزال تعتمل داخل سورية. وما انتهاء الأمر بالشرع إلى الإقامة الجبرية إلا أحد هذه التداعيات، وإن لم يكن أخطرها.

تقول الرواية ما نصه: «من حيث المبدأ أنا لا أؤمن بالتوريث... وعندما وافقت... على اقتراح مصطفى طلاس (بتولي بشار خليفة لوالده) فإنما لسببين كنت مقتنعاً بهما: السبب الأول هو أن ذكرى الصراع مع رفعت الأسد عام 1984 لا تزال ماثلة في ذاكرتي... شعرت أن اختيار بشار الأسد سيكون مخرجاً آمناً وبديلاً سلمياً من صراع دام يمكن أن ينفجر إذا أخطأنا الاختيار لأن كل عناصره ما زالت في قيد الحياة. السبب الثاني أن الدكتور بشار... لديه رصيد شخصي وجملة مؤهلات تأتي في مقدمها رغبته المعلنة في الإصلاح والتحديث»، (الرواية المفقودة، ص 457) أ.هـ. هذه الرواية تخفي، كما أشرت، بداية فكرة التوريث وأسبابه وأهدافه. وهذا مفهوم نظراً لحساسية الموضوع، وحساسية النظام بدمويته التي اشتهر بها. من ناحية ثانية، تنطوي الرواية على شيء من الجرأة عندما قال الشرع إنه لا يؤمن بالتوريث، وإنه قبل به تفادياً لانفجار صراع مدمر داخل النظام، صراع قديم ولا يزال حياً. كما أشرت في مقالة سابقة هذا يعني أن الشرع اعتبر تولي بشار للرئاسة حينها أقل الخيارات المتاحة سوءاً. ما يوحي بأن الشرع ليس فقط لا يؤمن بالتوريث، بل ليس مقتنعاً بقيادة بشار للرئاسة. هل لهذه الجرأة علاقة بإبعاد الرجل ووضعه تحت الإقامة الجبرية؟ الأرجح أن هناك علاقة ما، لكنها ليست الوحيدة. فتخصيص المذكرات للأسد الأب وتجاهل عشر سنوات من حكم الابن يحملان دلالة على موقف الشرع من حكم بشار، وهو موقف لم يكن بوسعه الإفصاح عنه، وإنما بتجنبه. ولعل قفلة الكتاب تلمح من بعيد لهذا الموقف حيث يقول: «هناك أناس يموتون دفعة واحدة سرعان ما يختفون من حياتنا وذاكرتنا. وحافظ الأسد لم يكن من هؤلاء... كان كشجرة السنديانة تموت وتظل جذورها حية في أعماق الأرض». أي أن قناعاته وخياراته وصلت عند حدودها مع رحيل الأسد الأب. والحقيقة أنه لم يبق بعد حافظ وقراره بالتوريث جذر قابل للحياة. ما بقي نظام يقاوم سقوطاً ليس بوسعه (وحده) إيقافه. وهنا تبدو ازدواجية الشرع بين موقفه من حافظ (الفرد) وطبيعة النظام الذي أقامه، وبين موقفه من الوريث الذي فرضته طبيعة النظام ومعطياتها. وليس أدل على ذلك من أن الذي وضع بذرة انهيار النظام هو من وصفه الشرع بالسنديانة. انتهت المقالة، لكن الحكاية لم تنته.

 

شرخ أميركي - تركي يتسع في سورية

جويس كرم/الحياة/28 كانون الثاني/18

كأن العلاقة التركية- الأميركية المتأزمة أصلاً بين محاكمات في نيويورك تطاول مقربين في مجال الأعمال من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتهديدات القنصلية، وسياسة المحاور بين إيران وروسيا والأكراد، كان ينقصها التوغل التركي في شمال سورية لتزداد سوءاً.

التصريحات العلنية «المتفهمة لقلق تركيا الأمني» التي شدد عليها وزيرا الدفاع والخارجية الأميركية جايمس ماتيس وريكس تيلرسون لم تعد كافية لإخفاء امتعاض واشنطن مما تقوم به أنقرة في سورية ولأسباب عدة أبرزها اثنان:

أولاً، اختيار تركيا توقيت العملية بعد أيام من إعلان تيلرسون استراتيجية أميركية جديدة في سورية أعمدتها وجود عسكري أميركي طويل الأمد، إنهاء «داعش»، وإضعاف إيران مع التأكيد أن تحالف القوات الكردية والعربية الذي تدعمه واشنطن سيحتفظ بالأراضي التي حررها من «داعش». وفي حين يمكن تفهم انزعاج تركيا من هدفين في هذه الاستراتيجية على الأقل، فإن قيامها بالعملية ومن دون تنسيق مسبق مع واشنطن، أزّم الوضع مع إدارة دونالد ترامب.

مصادر غربية قالت لـ «الحياة» إن واشنطن علمت للمرة الأولى بالعملية من طرف ثالث وليس من تركيا وتفاجأ المسؤولون الأميركيون بالخبر. هذا الطرف كانت أبلغته أنقرة كما يتم التعاطي مع الحلفاء، ولَم تبلغ الإدارة الأميركية إلا قبل وقت قليل من إعلان العمل العسكري. وجاءت محاولة ماتيس بالتأكيد أن أنقرة أبلغت واشنطن، لاحتواء الخلاف وفتح قنوات الاتصال بدل مفاقمة الأزمة. ونقل هذه الرسالة وفد أميركي زار تركيا في ٢٣ كانون الثاني (يناير) الجاري وشمل نائبي مساعدي الخارجية والدفاع لشؤون أوروبا وحلف شمال الأطلسي جوناثان كوهن وتوماس غافوس. والتقى الوفد بمسؤولين في الخارجية التركية وقيادات عسكرية للبحث في ما يجري في عفرين على رغم أن الزيارة كانت معدة قبلاً.

وجاء اتصال ترامب بأردوغان ليُخرِج إلى العلن نقاط الخلاف الأميركي- التركي ومع تأكيد البيت الأبيض ضرورة خفض التصعيد في عفرين والدعوة إلى تنسيق أفضل مع الجانب الأميركي.

السبب الثاني في استياء واشنطن من التحرك التركي هو في عدم تحديد مداه ومخاوف من أن يهدر نجاحات الاستراتيجية الأميركية ضد «داعش». ففي حال تقدم تركيا إلى وسط عفرين والدخول في معركة في قلب المدينة، فهذا سيعني عدد ضحايا أكبر، وثانياً إمكانية انتقال القوات الكردية التي تحارب «داعش» من تلك المناطق في شرق سورية إلى الشمال للتصدي لتركيا، بالتالي إمكانية عودة «داعش» وخلاياه المنسحبة للسيطرة على هذه المناطق.

هذا السيناريو هو خط أحمر لواشنطن، وهناك ضغوط أميركية جارية على تركيا لعدم التوغل عميقاً في الشمال السوري أو حتى التفكير في دخول منبج، حيث هناك قوات أميركية قد تدخل المعركة إلى جانب الأكراد في حال الشعور بتهديد عسكري. وهنا يسعى الجانب الأميركي إلى حل وسط يتعاطى مع مخاوف تركيا الأمنية وحيال حزب العمال الكردستاني الذي وصفه ترامب «بالإرهابي» وفِي الوقت ذاته يراعي أولويات واشنطن في سورية على رأسها هزيمة «داعش». ومن المقترحات منطقة آمنة مصغرة أو شريط حدودي لتركيا في الشمال، يضمن أمنها ويتفادى توغلاً عميقاً في عفرين أو غيرها. شكل هذه المنطقة وجغرافيتها ما زال قيد الدرس إنما تحقيقها بات ضرورة أمنية لتركيا واستراتيجية لواشنطن لحماية مصالحها. أسبوع على العملية التركية ولا حل عسكرياً في الأفق، مع وقوع أكثر من ٢٤ ضحية مدنية. الوقت ليس لمصلحة أي من أنقرة أو واشنطن، وكون حرب استنزاف تركية- كردية في سورية ستفيد خصوم الأميركيين والأتراك أولاً. بالنسبة لسورية نفسها، فالحرب دخلت مرحلة المحاصصة الإقليمية والدولية وتوزيع نفوذ بغض النظر عن شكل العملية السياسية أو اسم رئيس البلاد أو حكومته في دمشق.

 

الأكراد: الصورة الأكبر

حازم صاغية/الحياة/28 كانون الثاني/18

تبدو الخيارات المتاحة للأكراد السوريّين سيّئة كلّها: احتلال كرديّ أم احتلال أسديّ. «عودة إلى حضن وطن» لم يكن مرّةً وطناً لهم أم قفزات في الفراغ.

أخطأوا؟ بالتأكيد. وبعض الأخطاء كانت فادحة في سوريّة وقبلها في العراق. لكنْ لا بأس بالعودة إلى الأساسيّات. هنا، حين نقول «الأكراد» لا نغفل عن الفوارق في ما بينهم، ولا نتجاهل أنّ أحداث عفرين محكومة بعوامل لا تطابق العوامل التي حكمت أحداث كركوك. مع هذا، ثمّة الكثير ممّا يوحي أنّ مشكلة الأكراد توحّدهم لأنّ العالم يوحّدهم بصفتهم أكراداً، قبل أن يطالبهم، إذا أرادوا الخلاص، بالتوقّف عن أن يكونوا أكراداً. هذا يسمح بالقول إنّ الأخطاء ليست ما يُنتج وضعهم السيّء، بل هي ما يظهّره ويزيده سوءاً. هذا الوصف ينطبق عليهم منذ الانقلاب على معاهدة سيفر في 1920 إلى معاهدة لوزان في 1923. المعاهدة الأولى وعدتهم بدولة. الثانية، التي فرضتها انتصارات أتاتورك، انتزعت منهم هذا الوعد. لقد تأكّد أنّ نشأة الدولة القوميّة على جثّة السلطنة العثمانيّة ستكون على حسابهم قبل أن تكون على حساب أيّ طرف آخر.

الآن: أكراد العراق، الذين يعدّون أكثر من ضعف الأكراد السوريّين، لم يُحرزوا شيئاً ممّا صوّتوا لأجله. حصدوا احتلال كركوك وهزيمة لم تتبيّن حتّى الآن كامل نتائجها الكارثيّة عليهم. فلماذا، إذاً، سيخرج الأكراد السوريّون الأضعف والأصغر بنتائج أفضل؟

يضاف إلى ذلك أنّ أكراد العراق متواصلون جغرافيّاً، فيما الأكراد السوريّون غير متواصلين. وأكراد العراق غير متّهمين بالأوجلانيّة. أكراد سوريّة متّهمون بقوّة.

على ماذا التعويل إذاً هنا وهناك؟ على الدعم الأميركيّ للأكراد السوريّين؟ لقد سبق أن رأينا مثل هذا الدعم لأكراد العراق! يفسّر هذا الواقع المؤلم أنّ الأكراد هم الآخر المطلق في المنطقة. منافسوهم على صفة الضحيّة الأولى في الشرق الأوسط، أي الفلسطينيّون، أحسن حالاً. الفلسطينيّون، قوميّةً ولغةً، عرب، ينتمون إلى محيط هائل الضخامة قد لا يتحمّس لخوض معاركهم، لكنّه يرتبك حيال التملّص منهم أو إنزال الأذى بهم. صعود القوميّات التي تسنّى لها أن تنشئ دولاً طرد الأكراد كلّيّاً إلى الوحشة.

من ناحية أخرى، الإسلام السنّيّ، كهويّة دينيّة، يجمع بين أكثريّة الأكراد وأكثريّة الفلسطينيّين. لكنْ هنا أيضاً ثمّة فارق بارز: حركة «حماس» ذات الأصول الإخوانيّة قوّة بارزة وأساسيّة بين الفلسطينيّين. إنّها تحكم قطاع غزّة. أمّا الإخوان المسلمون فهم الطرف الذي قاتل ويقاتل الأكراد، إلى جانب الأتراك، في عفرين. في المقابل، كان الأكراد أكثر من حاربوا الصيغة الأشدّ تطرّفاً من الإسلام السياسيّ، أي «تنظيم الدولة». زعاماتهم العشائريّة وطرقهم الصوفيّة لم تترك للإسلام الحركيّ والمسيّس مواطئ قدم يُعتدّ بها. تأسيس الأتاتوركيّة التركيّة لقومنة الإسلام، أو لتتريكه، أضعف نسبة الأكراد إلى الإسلام. إنّهم أكراد فحسب.

14 مليوناً في تركيا و6 في إيران و6 في العراق وقرابة 3 في سورية و5 ملايين في الدياسبورا... كلّهم مجرّد أعداد. مجرّد غرباء. العالم يتّفق بسهولة ضدّهم، كما حصل في كركوك. كما هو حاصل، على الأرجح، في عفرين. كما حصل في العراق أواسط السبعينات. كما حصل مع انتفاضة الشيخ سعيد في تركيّا عام 1925 التي تعاونت عليها تركيّا وفرنسا. كما حصل مع انتفاضة آرارات في 1930 التي تواطأ ضدّها، فضلاً عن تركيّا، بريطانيا وإيران والاتّحاد السوفياتيّ السابق...

ولأنّ الأكراد هم الآخر المطلق، والضدّ المطلق، نيط بهم، كما كتب حميد بوزرسلان، أن «يكفّروا عن الذنوب «الانفصاليّة» لبقية الشعوب». لقد اُعدم الشيخ سعيد في 1925 لا لأنّه انتفض فحسب، بل أيضاً «لأنّ دوافع وأسباب التمرّد الأخير في المقاطعات الشرقيّة من الوطن التركيّ الخالد مماثلة لتلك التي ثارت، في ماضٍ غير بعيد، في البوسنة والهرسك المحاطة من ثلاث جهات بأعراق ليست تركيّة ولا مسلمة، ولتلك التي دفعت الألبان، على رغم خمسة قرون من الإخاء، إلى طعن الأتراك في الظهر، وهم الذين لطالما أظهروا محبّة كبيرة لمواطنيهم (...) إنّ الهدف والغاية اللذين ولّدا الثورة الكرديّة هما ذاتهما اللذان كانا قد أفسدا سوريّة وفلسطين...». هذا النهج لا يزال معمولاً به، مرّة هنا ومرّة هناك، ودائماً ضدّ الأكراد، وغالباً بدم كثير.

 

عن ذرائع المشاركة في سوتشي

أكرم البني/الحياة/28 كانون الثاني/18

يبدو لافتاً تناقص عدد الرافضين لمؤتمر سوتشي المزمع عقده أواخر الشهر الجاري، ربطاً بخفوت دعوات مقاطعته، وتواتر التصريحات التي تنم عن رغبة، وإن لا تزال خجولة، للمشاركة فيه، ولا يغير هذه الحقيقة ما أعلن من تحفظات، يسميها البعض «اشتراطات» لحضور المؤتمر، كأولوية وقف قصف النظام وحلفائه وهجماتهم على إدلب والغوطة الشرقية، وكضرورة التزام موسكو بهدف للمؤتمر لا يتعارض مع مفاوضات جنيف والقرارات الدولية. وإذا تجاوزنا، «المعارضة» التي وضعت منذ البداية بيضها في السلة الروسية، كمنصة موسكو وغيرها، والتي تأسرها التعبئة الأيديولوجية ضد الإمبريالية الأميركية وتتغنى بروسيا كوريث للاتحاد السوفياتي، نصير الشعوب المظلومة، وغافلة عن روسيا الجديدة الباحثة عن فرص لتغذية مصالحها ونفوذها في المنطقة، فإن المقصود هو المعارضة التي حملت لواء الثورة والتغيير الجذري، ودأبت على إدانة موسكو نتيجة دعمها للنظام وتدخلها العسكري لحمايته، لكنها بدأت تجتهد اليوم في ابتكار الذرائع والحجج لتسويغ مشاركتها في مؤتمر سوتشي، وتالياً لتمرير خطة موسكو الرامية الى شرعنة حضورها العسكري ونفوذها في البلاد، سياسياً.

تستند أكثر الذرائع انتشاراً، الى المبالغة في قراءة التباين بين روسيا وإيران حول المستقبل السوري، والقول بأن ما يحتم حضور مؤتمر سوتشي هو مسؤولية الاختيار بين أهون الشرين، بين مشروع الكرملين السياسي، بما يحمله من إعلانات حريصة على وحدة الوطن والدولة العلمانية، وبين طموح طهران إلحاق البلاد بعباءتها الدينية والمذهبية، ودليلهم بعض الخلافات التي تطورت بينهما في مسار تطبيق خطة خفض التصعيد، ثم الانتقادات المتواترة التي بدأت تظهر في مواقع وصحف إيرانية ضد موسكو على أنها استغلت تضحيات الإيرانيين لتمرير أهدافها ومصالحها الخاصة ولتحجيم نفوذ طهران في سورية بالتنسيق مع ألد أعدائها. ليس ثمة قضية أنبل من الملف الإنساني كي يتوسله البعض للدفاع عن حضور مؤتمر سوتشي، ولسان حالهم يقول: لقد وصلت معاناة شعبنا إلى ذروتها وحان الوقت للتنازل سياسياً ومنح المسائل الإنسانية الأولوية، وأقل التنازلات إيلاماً الامتثال لخطة موسكو الأقرب والأقدر على تخفيف ما يكابده السوريون! ويعتقد هؤلاء أن حضورهم المؤتمر يمنحهم فرصة لتمرير بعض المطالب المتعلقة بكشف مصير المعتقلين والمفقودين والمغيبين قسرياً، وأن تأييد المعالجة السياسية، وإن بالأفق الروسي، يمكنه توفير جو آمن يشجع غالبية النازحين واللاجئين على العودة إلى بلداتهم وأراضيهم.

ويتساءل آخرون: ألا يستدعي دعم الحل السياسي، بعد فشل مفاوضات جنيف والعجز الدولي عن إنجاح الخطة الأممية لمعالجة الصراع السوري، حضور مؤتمر سوتشي والاستقواء بإرادة الكرملين لفرض الخيار السياسي ولو بحدوده الدنيا؟ ويستدركون: لم لا يجوز الاستقواء بموسكو لمحاصرة نظام سيرفض سوتشي لأسباب رفضه غير المعلن لجنيف نفسها؟ ومَن غير قيادة الكرملين يمكنها لجم عنجهية النظام وتطويعه في مسار الحل السياسي؟ ثم أية خيارات أخرى تملكها المعارضة في حال رفضت المؤتمر؟ هل من قوى دولية وعربية يمكنها الاعتماد عليها، أم ستبقى وحيدة ومحفوفة، كالعادة، بمزيد من الدعم اللفظي والوعود الخلبية. هناك من يؤيد مؤتمر سوتشي لاعتقاده أن الخيار الروسي هو الخيار الوحيد المتاح للوقوف ضد إمارات اسلاموية إرهابية لا تهدد وحدة المجتمع والدولة فقط، بل مسار الحياة الإنسانية الطبيعية، وتالياً ضد جماعات مسلحة تملك بعض الأرض وتخضع لإملاءات خارجية ومستعدة للاستثمار في سوتشي مثلما استثمرت في اجتماعات الآستانة، لضمان استمرار وجودها ومشروعها الديني السلطوي.

وثمة آخرون يبررون ذهابهم إلى سوتشي بالترويج لنظرية ملء فراغ المشاركة وقطع الطريق على نوعية مرفوضة من الانتهازيين قد تستعين بهم موسكو بالتنسيق مع طهران والنظام، لإنجاح المؤتمر، أو لأنهم يعتقدون أن المشروع الروسي، إن حضروا المؤتمر أو لم يحضروه، سيسير على قدم وساق، في ظل توازنات القوى القائمة وطبيعة التدخلات الدولية، متوهمين القدرة على توظيف المشاركة لتوضيح صورتهم أمام العالم كمعارضة معتدلة ومحبذة للحل السياسي، تمهيداً لبناء نوع من التوافقات بين رؤيتهم للمستقبل السوري وبين ما قد يطرأ من تطورات على مواقف المجتمع الدولي.

والحال، لا نعرف إن كانت المعارضة السورية تصدق نفسها، حين تعتقد أن ما صنعه منطق الفتك والتنكيل وما خلفته سنوات الحرب يمكن أن يتحولا بلمسة «سوتشي» السحرية إلى سياسة وتسوية وسلام، أو حين تتوهم أن اعتدالها، الشكلي أو الفعلي، وإظهار حسن نياتها وسعيها، بأي ثمن، وراء الحل السياسي، يمكنهما أن يستدرا شفقة روسيا والمجتمع الدولي، ولا نعرف تالياً إن كانت تخدع نفسها حين تتوخى خلاص البلاد عبر اللعب على تناقضات أطراف دولية وإقليمية غارقة في الدم السوري، أو حين تتوهم أن روسيا، لأنها لا تريد الغرق في المستنقع السوري، تسعى جدياً إلى حل سياسي يلبي الحد الأدنى من مطالب السوريين، وليس إلى تأبيد الوضع القائم. ألم يحن الوقت كي تعترف المعارضة السورية بحقيقة أن مستقبل البلاد بات مرتهناً لأهداف وحسابات خارجية لا تمت الى مصالح الشعب بصلة، والأمر لا يقف عند سوتشي أو عند أدوار طهران وموسكو وواشنطن العسكرية، وإنما يمتد ليشمل الدخول العسكري التركي الوزان في شمال البلاد؟ هل يفيد اليوم، أم تأخر الوقت كثيراً، كي تبادر المعارضة السورية إلى اعتراض مؤتمر سوتشي بفكرة مؤتمر وطني يمثل كل الفئات والشرائح المؤمنة بالتغيير الديموقراطي، أهم أغراضه توفير فرصة تمكن الحراك الشبابي المدني من بلورة نوع جديد من المعارضة قادر على كشف حقيقة سوتشي وطبيعة المشاركين فيه ممن لا يزالون يتفاخرون بصفة المعارضة بعد أن تخلوا عن أي تواصل حقيقي مع شعبهم وعن الشعارات التي ثار من أجلها، وتالياً على محاصرة المسارات المؤلمة التي تخطها قوى الثورة المضادة لوأد حلم السوريين في الحرية والكرامة!

 

سبب غضب الفراعنة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/18

تتوقف معرفتي بعلم الآثار حيث تتوقف معارف السائح القليل الفضول. وعندما تتكاثر عليّ التواريخ والمراحل والأسماء، أدرك أنني أمام شيء عظيم لكنني أترك شرحه وتفسيره للدكتور زاهي حواس، أو من يقارنه في سوريا والعراق وبترا وبابل وبلاد الأنباط، مكتفياً من الشغف العظيم بما شهدته في تدمر. لماذا تدمر وليس بعلبك أو أسوان؟ لا أدري. ربما ألوان الأعمدة في المدينة، ربما تاريخ زنوبيا الشبيه بتاريخ كليوباترا، سواء ما كتبه المؤرخون أو ما غناه الشعراء. وفي الحالتين أعتقد أن الجمال هو الجاذب الأول في النفس. قرأت في مجلة «الجامعة» المصرية (1908) أن أعيان مصر، والفراعنة خصوصاً، كانوا سريعي الغضب، شديدي التوتر والتسرع، لأنهم كانوا يعانون من داء المفاصل. وعرضت الجمعية الملكية البريطانية مومياء تظهر فيها آثار التكلس. وقال العالم فلندرز بيتري إنه في جميع دراساته على الأجسام المصرية القديمة وجد جميع أعراض الروماتيزم، مثل انتفاخ عقد الركب، وغيرها. على مدى السنين لاحظت شيئاً لافتاً، أحيله على الدكتور حواس، لا أدري كم من سواي لفته أيضاً. أنا أفهم أن تكون جميع التماثيل والصور للعصور الفرعونية، تمثل نساء جميلات. فاللاتي نحتت، أو رسمت وجوههن، كن من طبقة معينة. وكان على النحات أو الرسام أن يحرص على إبراز الملامح الجمالية، أو على الأقل، إخفاء ما ليس كذلك. أما الظاهرة اللافتة فهي أن أشخاص العصر جميعاً ناحلون، لا سمنة ولا ترهل. هكذا في المنحوتات الفردية أو في اللوحات الجماعية. الجميع منسقو الأشكال كأنهم خارجون الآن من مصح حمية في النمسا. والجميع غالباً يميلون إلى الابتسام، لا يعانون من عسر هضم. وكان طه حسين إذا ما غضب من نقد توفيق الحكيم له، كرر النصيحة له بألا ينصرف إلى الكتابة بعد غداء ثقيل، وينصحه بأن ينتظر إلى المساء عندما تكون أثقاله قد خفت وأعصابه قد هدأت. ووجه إليه مرة رسالة عنوانها «عزيزي الدولة» قائلاً إن الحكيم يتصرف مثلها معتقداً أن له قوة السلطان، في حين أن كل ما في المسألة وجبة غداء كثرت فيها المحاشي! الويل من الأدباء عندما يغضبون، والويل أحياناً عندما يرضون. ومن جملة غضبات العميد أنه حمل مرة على عباس محمود العقاد فأنكر عليه النشر، ثم رضي عنه فأعلنه أميراً للشعراء. كلاهما كان خطأ من أخطاء الوجبة الثقيلة.

 

نقترب اليوم من نهاية العالم كما كنا تماماً خلال الحرب الباردة

لورانس كراوس وروبرت روزنر/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/18

أعلنت نشرة علماء الذرة «ساعة نهاية العالم» نقل التوقيت الخاص بها 30 ثانية للأمام، وتقول المنظمة إن الساعة الآن أقرب إلى النقطة الرمزية للإبادة، مما كانت عليه منذ عام 1953 في ذروة الحرب الباردة. وبعد أيام من أداء دونالد ترمب قسم تولي منصبه الجديد، أعادت نشرة علماء الذرة ضبط ساعة نهاية العالم إلى دقيقتين ونصف الدقيقة إلى منتصف الليل، ويرجع ذلك جزئياً إلى التعليقات المزعزعة للاستقرار والتهديدات التي أطلقها القائد الأعلى الجديد للأمة الأميركية. وبعد مرور عام كامل، تعيد المنظمة ضبط توقيت الساعة من جديد بواقع 30 ثانية، نظراً لفشل الرئيس ترمب وغيره من زعماء العالم في التعامل مع التهديدات المحدقة باندلاع الحرب النووية والتغييرات المناخية. ويقدر مجلس العلوم والأمن لنشرة علماء الذرة أن العالم ليس فقط أكثر خطورة اليوم مما كانت عليه الأوضاع قبل عام كامل، بل هي أكثر تهديداً كما كانت كذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي واقع الأمر، فإن ساعة نهاية العالم باتت أقرب إلى منتصف الليل اليوم، كما كانت في عام 1953 عندما بلغت مخاوف الحرب الباردة آنذاك أعلى مستوياتها. ووصف الموقف النووي العالمي بأنه شديد الخطورة يوحي بالتقليل من المخاطر الحقيقية والتهوين من الطابع الفوري الذي تتسم به تلك المخاطر. يبدو أن برنامج كوريا الشمالية النووي قد أحرز قدراً معتبراً من التقدم في عام 2017، مما يزيد من المخاطر على النظام الكوري الشمالي نفسه، وعلى البلدان المجاورة في المنطقة، وعلى الولايات المتحدة الأميركية كذلك.

ولم يكن الفشل في العام الماضي (2017) في تأمين التجميد المؤقت لتطوير القدرات النووية الكورية الشمالية مفاجئاً لمراقبي حالة الخطاب النووي المتدهورة بين الرئيس ترمب وزعيم كوريا الشمالية. ولكن البرنامج النووي الكوري الشمالي سوف يتردد صداه ليس في منطقة آسيا والمحيط الهادئ فحسب، حيث تعيد الدول المجاورة النظر في خياراتها الأمنية، وإنما على نطاق أوسع، مع استعراض كافة البلدان لتكاليف وفوائد الإطار الدولي لمعاهدات واتفاقات حظر الانتشار النووي.

ولقد تفاقمت المخاطر النووية العالمية من خلال العلاقات الأميركية الروسية التي باتت أكثر توتراً وسخونة عن ذي قبل. ولا تزال الولايات المتحدة وروسيا على خلاف قائم، مع استمرار المناورات العسكرية على طول حدود دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأمر الذي يقوض من معاهدات القوات النووية متوسطة المدى، ورفع مستويات الترسانات النووية، والتخلي عن مفاوضات الحد من التسلح.

كما ارتفعت مستويات التوتر بشأن بحر الصين الجنوبي. وتواصل الهند وباكستان بناء المزيد من ترسانات الأسلحة النووية. وفي منطقة الشرق الأوسط، تضيف حالة عدم اليقين السائدة بشأن استمرار الدعم الأميركي للاتفاق النووي المبرم مع إيران المزيد من القتامة على الصورة العامة للأوضاع هناك. ومن المخاطر ذات الصلة أيضاً، ارتفاع التهديدات السيبرانية التي تستهدف البنية التحتية الوطنية، بما في ذلك شبكات الطاقة الكهربائية، وإمدادات المياه، والنظم العسكرية. وعلى نطاق التغييرات المناخية، قد تبدو الأخطار أقل إلحاحاً من خطر الفناء النووي، ولكن تجاهل الزيادات الكارثية في درجات حرارة كوكب الأرض على المدى البعيد باتت تستلزم الاهتمام العاجل الآن. إذ لم تُظهر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية حتى الآن بداية الانخفاض المستمر في درجات الحرارة صوب الصفر، التي سوف تصل إليها إن أردنا تجنب زيادة الاحترار العالمي. وسوف يتعين على دول العالم التقليل بصورة كبيرة من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري من أجل إدارة المخاطر المناخية المقبولة، وفقاً لاتفاقية باريس المناخية. وحتى الآن، لم تصل الاستجابة العالمية لهذه المشكلة إلى مستوى التصدي لهذه التحديات القائمة.

وجاء قرار الإدارة الأميركية بغض الطرف تماماً عن قضية التغييرات المناخية في ظل الأحوال المناخية المتفاقمة، بما في ذاك الأعاصير العاتية والقوية للغاية في البحر الكاريبي وغير ذلك من المناطق في أميركا الشمالية، وموجات الحرارة الشديدة في أستراليا وأميركا الجنوبية وآسيا وأوروبا وكاليفورنيا. ولقد سجل الغطاء الجليدي في القطب الشمالي أدنى حد له في الشتاء على الإطلاق في عام 2017. وفي الأسبوع الماضي، أظهرت البيانات المسجلة في عام 2017 استمرار اتجاه الدفء العالمي بصورة استثنائية.

وإننا نعتقد أن الوضع الأمني العالمي الخطير والموصوف هنا، يبرر في حد ذاته تحريك ذراع ساعة نهاية العالم صوب منتصف الليل. ولكن هناك أيضاً تهديد حقيقي متمثل في الانهيار الأساسي في النظام الدولي، الذي تفاقم بشكل خطير إثر التصرفات والإجراءات الأميركية الأخيرة. وفي عام 2017، تراجعت الولايات المتحدة عن الدور القيادي الذي اضطلعت به منذ فترة طويلة على مستوى العالم، وقللت من التزاماتها سعياً وراء الأرضيات المشتركة وتقويض الجهود الشاملة المعنية بإيجاد الحلول للتحديات العالمية الملحة. ولم يتمكن الحلفاء أو الخصوم من التنبؤ بشكل موثوق منه بالتصرفات الأميركية، أو التمييز بين التصريحات الأميركية الصادقة وبين الخطابات المنطلقة للاستهلاك الإعلامي العام. يحتاج حلفاء الولايات المتحدة إلى طمأنة بشأن النوايا الأميركية أكثر من أي وقت مضى. وبدلاً من ذلك، اضطروا إلى التفاوض على مجموعة كبيرة من التصريحات السياسية المتضاربة من الإدارة الأميركية التي أصابها الوهن بسبب كوادرها المهنية العاملين في السياسة الخارجية، وباتت تعاني من الدوران المستمر في شخصيات القيادة العليا. وتحت القيادة غير المنضبطة والمثيرة للإزعاج المستمر، فشلت الإدارة الأميركية في صياغة، وتنسيق، والتواصل الواضح بشأن السياسة النووية المتماسكة. وأسفر هذا التناقض الصارخ عن تحديات كبيرة لقدرات الردع، وإدارة التحالف الدولي، والاستقرار العالمي. إننا نأمل أن إعادة ضبط ساعة نهاية العالم سوف تُفسر تماماً على النحو المقصود منها: أي الإنذار العاجل من الخطر العالمي المحدق. لقد حان الوقت لقادة العالم للتصدي للمخاطر النووية التي تلوح في الأفق والتغيرات المناخية المستمرة منذ فترة طويلة. وحان الوقت أيضاً لشعوب العالم للمطالبة باتخاذ مثل هذه الإجراءات العاجلة. لقد حان الوقت لعكس عقارب ساعة نهاية العالم.

- خدمة «واشنطن بوست»

 

عفرين... خاصرة تركيا القلقة/عملية «غصن الزيتون» تعرقل مباحثات سوتشي... وتعيد إدلب للنظام

نذير رضا/الشرق الأوسط/27 كانون الثاني/18

تتخطى عملية «غصن الزيتون» التركية أهدافها المعلنة بإبعاد الميليشيات الكردية التي تتهمها أنقرة بأنها «ميليشيات إرهابية»، عن حدودها مع سوريا. فالواقع أن العملية، تكرس وجوداً عسكرياً تركياً في الشمال السوري، يمهد لإنشاء «منطقة عازلة» بعمق استراتيجي داخل الأراضي السورية يبلغ مداه 30 كيلومتراً، ويقرّب أنقرة من إحكام قبضتها، عبر قوات سورية موالية لها، على الشمال الواقع بين محافظة إدلب ومنطقة غرب الفرات، وهو ما أوحى به إعلان وزير الخارجية التركية بأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن هناك حاجة إلى سحب القوات الأميركية من مدينة منبج السورية.

العملية العسكرية، ورغم أن وقائعها محصورة في دفعٍ وانخراطٍ تركيين، وصمتٍ أميركيٍّ، وتصريحات سورية نظامية لا تبدل شيئاً في المشهد، فإنها تكشف عن اتفاقات روسية تركية أفضت إلى إطلاق أنقرة العملية العسكرية التي تهدد الحلم الكردي بإقامة «فيدرالية» في شمال سوريا، وتضع عراقيل أمام مفاوضات الحل السياسي لسوريا الذي دفعت روسيا بالانفصاليين الأكراد ليكونوا جزءاً منه.

بعد نحو سنة على تهديدات أنقرة بإطلاق عملية عسكرية ضد «جيب» عفرين بأقصى شمال غربي سوريا، أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش التركي، السبت الماضي، انطلاق عملية عسكرية باسم «غصن الزيتون» في المنطقة ذات الكثافة السكانية الكردية، واستدعت الخارجية التركية سفراء كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران وأبلغتهم بانطلاق العملية، في حين جرت اتصالات بين وزيري الخارجية التركي والأميركي، ورئيس الأركان التركي، ونظيريه الروسي والأميركي، حول العملية. أنقرة قالت إن العملية تهدف إلى «إرساء الأمن والاستقرار على حدودنا، وفي المنطقة، والقضاء على (إرهابيي) كل من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي و(وحدات حماية الشعب الكردية) و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين». وتستهدف الطائرات والمدفعية التركية بشكل خاص منذ بدء الهجوم، المناطق القريبة من الحدود وبينها بلدة جنديرس الواقعة جنوب غربي مدينة عفرين وعلى تماسٍّ مع نقاط انتشار الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة والمشاركة في الهجوم. وتقتصر المعارك الميدانية بين الجانبين على قرى حدودية مع تركيا، بينما لا تزال مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية بمنأى عن المعارك والقصف الذي استهدفها لمرة واحدة عند بدء الهجوم، ما يجعلها وجهة النازحين الهاربين من القرى الحدودية مع تركيا. وأعلنت الميليشيات الكردية، الثلاثاء الماضي، «النفير العام» دفاعاً عن عفرين التي تُعرف بحقول الزيتون وجودة الصابون الذي يُصنع فيها، بينما رفع السكان رايات «الوحدات» الكردية الصفراء والخضراء على منازلهم ومحالهم التجارية موقَّعةً بعبارة «كلنا معكم» تضامناً مع المقاتلين الذين يتصدّون منذ أيام للهجوم التركي. وبدت العملية موجهة حصرياً إلى الميليشيات الكردية التي تُحكم قبضتها على مدينة عفرين وريفها، وهي ثالث «الأقاليم» في «فيدرالية شمال سوريا» التي أعلنها الانفصاليون الأكراد في وقت سابق، وهي تضم: إقليم الجزيرة الذي يضم محافظة الحسكة، وأرياف محافظة الرقة، وإقليم عين العرب (كوباني) الذي وسّعته الميليشيات إلى منبج الواقعة على بعد 70 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة حلب، وإقليم عفرين الواقع في ريف حلب الشمالي الغربي. لكن تركيا، ومنعاً لاتصال الأقاليم الثلاثة، أطلقت في أغسطس (آب) 2016 عملية عسكرية تحت اسم «درع الفرات»، استطاعت خلالها الوصول إلى مدينة الباب (30 كيلومتراً شمال مدينة حلب)، ما منع الانفصاليين الأكراد من وصل مناطق سيطرتهم في الأقاليم الثلاثة، وأحبط حلمهم بإقامة فيدرالية «روج آفا». ومنذ ذلك الوقت، وضعت تركيا في حساباتها إقصاء الأكراد من عفرين، كونها تعدهم الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني الذي تتهمه أنقرة بأنه تنظيم «إرهابي»، كما وضعت نصب أعينها الهجوم على مدينة منبج وريفها، ما يكرّس الاعتقاد بأن تركيا تسعى للسيطرة على المناطق الممتدة من الحدود الشرقية لمحافظة إدلب الحدودية مع تركيا في شمال غربي سوريا، وصولاً إلى الشاطئ الغربي لنهر الفرات في شمال حلب، وهي المنطقة التي تسعى تركيا لتكون عمقاً آمناً لها في الشمال السوري.

- الهجوم على منبج

لا تشير التصريحات التركية إلى أن المعركة في عفرين، ستنتهي بالسيطرة على المدينة، بل تكشف التصريحات أن أنقرة ستوسّع عمليتها باتجاه منبج، التي تعد محمية من الولايات المتحدة الأميركية التي تثبّت قواعد عسكرية في محيطها في شمال شرقي سوريا. لكن هذا الملف، من الصعب حسمه، ويبدو تحقيقه صعباً في ظل الموانع الأميركية لأي نفوذ جديد تخضع له أي مناطق طرد منها «داعش» بمساعدة التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة واشنطن. مصدر مطلع أبلغ «الشرق الأوسط» أن التواصل بين الأكراد وحلفائهم الأميركيين «أفضى إلى تأكيد أميركي بأن الأتراك لن يهاجموا منبج»، في إشارة واضحة إلى أن هناك «قراراً أميركياً بعدم التخلي عنها»، حسب ما قال المصدر. وقال: «يبدو ما يقوله الأتراك بشأن منبج تهويلاً»، مذكّراً بنفي أميركي عن عزم واشنطن إيقاف مساعداتها العسكرية لحلفائها في ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (التي تشكل الميليشيات الكردية عمودها الفقري) لمحاربة «داعش». وقال المصدر: «الوجود الأميركي فاعل في شمال سوريا، وقرار ترمب البقاء في سوريا، وهو قرار استراتيجي بالنسبة إليه، وجرى التعبير عنه عملياً بتقديم الدعم لتكون المنطقة نموذجاً لباقي المدن السورية».

- إحباط مساعي الحل السياسي

تداعيات المعركة الأهم، حتى الآن، أنها أحبطت مساعي التوصل إلى حل سياسي في سوريا يشارك به الانفصاليون الأكراد الذين يدفع الأميركيون باتجاه إشراكهم في مفاوضات الحل السياسي، رغم الموانع التركية. وبعدما باتت مشاركتهم معقدة في مفاوضات جنيف، أعلن مسؤولون روس قبل العملية أن هؤلاء الأكراد سيكونون طرفاً في مؤتمر «الحوار الوطني» الذي تستضيفه مدينة سوتشي الروسية أواخر الشهر الحالي، وهو ما تعثر من جديد، إثر اتهام الأكراد للروس بأنهم يمنحون أنقرة غطاء للعملية العسكرية. من ناحية أخرى، قال مصدر كردي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن الأكراد يرفضون المشاركة في مؤتمر سوتشي بعد عملية عفرين، موضحاً «لن نذهب إلى سوتشي تحت القصف. تقصفنا تركيا تحت غطاء روسي، وبتأييد روسي، فكيف نذهب إلى مؤتمر تشارك فيه أنقرة وتدعو إليه روسيا»، مشدداً على أن الروس «أعطوا الغطاء لتركيا حين رفضنا تسليم عفرين للنظام وخروجنا منها».

التأثير على مسار الحل السياسي، لا ينفيه خبراء وجدوا في عملية عفرين معرقلاً جديداً للمسار التفاوضي. ولا ينفي الدكتور هشام جابر، رئيس مركز «الشرق الأوسط» للدراسات في بيروت، أن العملية «عطلت سوتشي بلا شك»، لافتاً إلى أن الأتراك أيضاً «لا يريدون هذا المسار». لكنه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الاعتبار الذي تمضي به تركيا «لا يقف عند المسار السياسي، كونها باتت تنظر إلى أن أمنها خط أحمر، ولن تقبل بوجود 6 آلاف مقاتل مسلح ومدرب بشكل جيد على حدودها»، مشيراً إلى أن الهدف التركي الآن «إبعادهم إلى شرق الفرات».

- صراع تركي - كردي

في المقابل، رغم الإعلان التركي المتكرر أن اعتبار العملية مرتبطة بالأمن القومي التركي، فإن الانفصاليين الأكراد ينظرون إليها من زاوية أكثر تعقيداً، مرتبطة بما يسمونه «العداء التركي للأكراد»، وهو الموقف -حسب هؤلاء- «المنسجم مع الموقف الإيراني حول مواجهة المكون الكردي على حدود البلدين».

ويقول رئيس مركز الدراسات الكردية نواف خليل لـ«الشرق الأوسط»، إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا «لا يستدعي حزب العمال الكردستاني أو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا فحسب، بل يستدعي جميع الأكراد»، مشيراً إلى أن موقف تركيا المعارض لانفصال أكراد العراق في وقت سابق «كشف الرؤية التركية تجاه جميع أكراد المنطقة». وأضاف: «رغم أن تركيا كانت تربطها علاقات صداقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني، فإنها أثبتت عداءها لجميع الأكراد». وقال خليل لـ«الشرق الأوسط» إن معركة عفرين «لا تأخذ بالاعتبار المدنيين ووجود 500 ألف نازح نزحوا من مناطق سورية بفعل الحرب، إليها»، مضيفاً: «عفرين تبلغ مساحتها 3830 كيلومتراً مربعاً، وتضم 360 قرية و7 نواحٍ ومدينة، ونصف مليون نازح... وإذا كانت تركيا تظن أنها تستطيع السيطرة عليها، فإنها ستكون واهمة». وتابع: «إننا سنثبت أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا حتى لو تخلى عنا الجميع... لا يزال البعض ينظر إلينا على أننا قوة هامشية، أو يبني تصوراته على ما كنا عليه في العقد الماضي، لكنه لا يلتفت إلى أننا كنا القوة الأبرز في محاربة الإرهاب وطرده، كما أن تركيا تعرف قدراتنا جيداً». ثم أردف: «أحداث سوريا أثبتت قدرة النخب الكردية على قراءة المتغيرات وآفاق المستقبل لتجنيب الدمار وحماية المنطقة، وقد نسج الأكراد علاقات مع الأميركيين وباتوا جهة موثوقة مع الحلفاء العرب». هذا، ويطلق البعض على عفرين تسمية «جبل الأكراد» نظراً إلى طبيعتها الجبلية التي مكّنت المقاتلين الأكراد من تحصينها، وحفر الخنادق لإعاقة الوصول إليها من المناطق القريبة تحت سيطرة الفصائل، لا سيما أعزاز، الواقعة في منطقة سهلية.

- حدود العملية التركية

في هذه الأثناء، لا تتحدث تركيا عن أن حدود العملية ستكون عفرين. إذ إنها صرحت مراراً بأن العملية ستمتد إلى منبج التي تحولت، منذ العام الماضي، إلى نقطة تجاذب محلية وإقليمية، تحيط بها التعقيدات، على ضوء تهديدات تركيا بأن منبج ستكون الخطوة التالية ضمن معارك القوات السورية المعارضة المتحالفة معها بعد السيطرة على مدينة الباب عبر عملية «درع الفرات»، وهو ما دفع الأميركيين إلى الدفع بتعزيزات إلى المنطقة، في موازاة الإعلان عن اتفاق مع روسيا أيضاً لتسليم القرى على الخط الأمامي مع القوات التركية لوحدات من قوات النظام السوري.

وللعلم، فإن منبج تتمتع بخصوصية مهمة، كونها ليست كردية أو تركية بل عربية، لكن الأهم من ذلك، أنها وبعد إعلان الانفصاليين الأكراد عن انتشار مدرعات أميركية في ريف منبج الغربي والشمالي المحاذي لمناطق سيطرة «درع الفرات» المدعومة من تركيا في جرابلس والباب في صيف 2017، قال مجلس منبج العسكري إن مدينة منبج السورية أصبحت تحت حماية قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش بعد زيادة «التهديدات التركية» للمدينة. وقال المتحدث باسم المجلس، شرفان درويش، آنذاك، إن الأميركيين «عززوا دورياتهم وجلبوا مصفحات ومدرعات».

وبينما يكشف مسار المعركة الحسابات التركية العازمة على إنشاء «حزام آمن» لها في الشمال، يقول الدكتور جابر إن تركيا عندما دخلت في عملية «درع الفرات»، كانت تنوي تنفيذ مربع جغرافي من أعزاز إلى جرابلس على طول الحدود مع تركيا، ويتجه إلى العمق مسافة تتخطى 30 كيلومتراً من جنوب عفرين تصل إلى جنوب منبج على الضفة الغربية لنهر الفرات، قبل أن يمنعه الروس والأميركيون. ورأى جابر أن منبج الآن أمام أحد حلين: «إما وقوف الأتراك على أبوابها، وإما توصل الروس إلى تسوية مع الأميركيين يفضي إلى إدخال قوات النظام السوري». وفي حال طُبِّق الاقتراح، فإن تركيا تكون قد ضمنت عمقاً استراتيجياً إلى الداخل السوري «لا يوجد فيه الأكراد الذين تعتبرهم تهديداً لأمنها القومي». ويعد ذلك، جزءاً من استراتيجية تركيا لضمان أمنها عند حدود سوريا التي يسيطر عليها الأكراد. وتنقسم الخطة إلى قسمين: أولهما السيطرة الفعلية وإيجاد «منطقة عازلة» يسيطر عليها مقاتلون سوريون يدينون لها بالولاء، واحتواء القسم الثاني الممتد على مسافة تتخطى الـ500 كيلومتر من الشريط الحدودي من عين العرب إلى الحدود مع العراق.

وحسب جابر، فإن الجدار العازل الذي تقيمه تركيا مع حدودها في شمال شرقي سوريا «هو حل تكتيكي لخطر استراتيجي» لكنه «ليس حلاً دائماً»، موضحاً أن التدخل العسكري على 500 كيلومتر «سيكون صعباً ومستحيلاً عليها، لذلك يمكن أن لا تبادر الآن بأي خطوة شرق كوباني (عين العرب)، لكن إردوغان سيتحرك في حال فكرة تشكيل كيان كردي في شمال شرقي سوريا». يُشار إلى أن مخاوف أنقرة من الانفصاليين الأكراد ظهرت في صيف عام 2012، حيث اتهم إردوغان، الذي كان حينها رئيساً للوزراء، النظام السوري بوضع مناطق عدة في شمال سوريا «في عهدة حزب العمال الكردستاني». وتخشى أنقرة من إقامة هؤلاء الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها، وتَعد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، وجناحه العسكري (ميليشيا «وحدات حماية الشعب») الكردية، «منظمة إرهابية»، وتعتبرهما امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضد القوات التركية على أراضيها منذ عقود.

- عفرين مقابل إدلب

أما الأكراد فيرون أن سياق العملية في عفرين أظهر أن هناك صفقة محتملة بين النظام السوري وروسيا من جهة، وتركيا من جهة أخرى، لمقايضة إدلب السورية بعفرين. ولا ينفي الخبراء هذا المضمون الذي يعيد إلى الذاكرة «توغل قوات درع الفرات في شمال سوريا، مقابل استعادة النظام لمدينة حلب». ويقول جابر «الصفقة تتضح إثر تقدم قوات النظام في إدلب والسيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، مقابل إطلاق الأتراك عملية عفرين». ويستطرد مضيفاً: «روسيا تتطلع إلى حل في إدلب يفضي إلى استعادة النظام السيطرة عليها، وهو ما منح تركيا ضوءاً أخضر للدخول إلى عفرين التي ستكون جائزة ترضية عن إدلب»، مشيراً إلى أن تركيا «تعبت من ملف إدلب الذي بات عبئاً عليها، لكنها لن تتخلى عنه وتتخلص من هذا العبء بالمجان، وهو ما يدفعها إلى مقايضتها بعفرين».

- عفرين... مختبر «الحكم الذاتي» الكردي في شمال سوريا

> تعد منطقة عفرين بمثابة أول منطقة اختبر فيها الأكراد الحكم الذاتي بعد اندلاع النزاع، ثم انسحاب قوات النظام منها في عام 2012. وتقع هذه المنطقة «الجيب» في أقصى شمال غربي محافظة حلب، وتحدها تركيا من جهتي الشمال والغرب، وهي على تماسٍّ مع منطقة أعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة من جهة الشرق.

وللمنطقة حالياً منفذ وحيد يربطها بمدينة حلب التي تبعد 60 كيلومتراً عنها، يمر عبر بلدتي نبّل والزهراء الشيعيتين الواقعتين تحت سيطرة مسلحين موالين لقوات النظام. ويقول: «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن هذا الطريق يشكل «المتنفس الوحيد لمنطقة عفرين شبه المحاصرة»، وهو غالباً ما يكون سالكاً، إلا أنه في بعض الأحيان يعمد مقاتلو البلدتين إلى إغلاقه عند وقوع حوادث معينة. سمح غياب النظام المبكر عن عفرين للانفصاليين الأكراد بتجربة الحكم الذاتي لأول مرة، فسارعوا إلى رفع صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي تعتقله تركيا منذ عام 1999. وأنعشوا لغتهم التي كان يُمنع عليهم التحدث بها، وأسسوا المراكز التربوية والثقافية الكردية، كما شكلوا مجالس محلية وبلدية خاصة. ومع توسع مناطق سيطرتهم تدريجياً في شمال وشمال شرقي سوريا، شكلت عفرين إحدى مناطق «الإدارة الذاتية» الثلاث، ثم أحد أقاليم النظام الفيدرالي الذي أعلنوه في مارس (آذار) 2016، ويضم كذلك الجزيرة (محافظة الحسكة في الشمال الشرقي)، والفرات (شمال الوسط، ويضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة).

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في حوار مع التلفزيون الكويتي: العلاقات مع الكويت اخوية وممتازة ونعمل لجعلها افضل

السبت 27 كانون الثاني 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "العلاقات اللبنانية -الكويتية اخوية وممتازة ونعمل لجعلها افضل، وهو ما تجسد في الزيارة للكويت التي وصفها بالودية"، لافتا الى ان "الاراء كانت متطابقة حيال مختلف القضايا التي جرى التباحث فيها، وهو تطابق يعبر عن قناعة وليس مجرد مجاملة". واذ اشاد بمزايا امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وباعماله الانسانية التي يستحق عليها جائزة نوبل للسلام، وبجهوده لتنقية الاجواء العربية، فانه استذكر العلاقة التي تجمعهما منذ العام 1989 والتي قال انها لم تتأثر بالوقت الذي باعد بينهما "فعندما التقينا مجددا وجدنا باننا نتبادل الشعور نفسه". وعدد الرئيس عون بعض الانجازات التي تحققت في السنة الاولى من عهده، لاسيما لجهة تثبيت الاستقرار والامن وتلزيم استخراج النفط واقرار قانون جديد ستجري الانتخابات على اساسه في ايار المقبل، فانه كشف ان الهم الاساسي اليوم ينصب على الوضع الاقتصادي الذي تأثر بالازمات المتتالية الثلاثة: الركود الاقتصادي الدولي، اغلاق طرق المواصلات بين لبنان والدول العربية والنزوح السوري الكثيف. ودعا اللبنانيين في الكويت الى ان "يبادلوها الوفاء على احتضانها وتأمينها فرص العمل لهم". مواقف الرئيس عون جاءت في خلال حوار اجراه معه التلفزيون الكويتي على هامش زيارته للكويت، حيث اعتبر ان "العلاقات اللبنانية - الكويتية تتميز بعدم وجود اي تناقض في الاهداف، ما خلق إلفة طبيعية بين الشعبين وعلاقات شخصية ربطتهما من خلال الزيارات المتكررة للبنانيين العاملين في الكويت وللكويتيين الذين يزورون لبنان كمكان للاصطياف والاستراحة والاستجمام، وعلى الرغم من ان لكل من المجتمعين علاقات وتقاليد مختلفة، الا انها اخذت تتقارب مع بعضها نتيجة الاحتكاك البشري بينهما". وقال: "هذا على الصعيد الشخصي، اما على الصعيد السياسي، فكان للبنان والكويت المواقف نفسها والنهج ذاته، ولم يكن لاي منهما اطماع بالاخر او بالاخرين. وتطورت العلاقات لتصبح اخوية وممتازة جدا، واليوم نعمل لجعلها افضل مما كانت، كما هناك الاحترام في ما بيننا ولمعتقدات الاخر ورأيه. نحن نعترف بحق الاختلاف الذي يؤدي الى التقدم في العلاقات. كما ان سمو الامير منفتح جدا على لبنان، وعلى الاستثمار فيه واعطاء اللبنانيين القروض لبناء بلدهم من خلال مشاريع انمائية مهمة".

نتائج المحادثات الرسمية

وعن زيارته الكويت والمحادثات الرسمية التي اجراها، اوضح رئيس الجمهورية ان "اللقاءات كانت مفتوحة وتطرقت الى العديد من القضايا". وقال: "كانت الزيارة ودية وتحدثنا في جميع قضايا المنطقة، وكانت الاراء متطابقة، خصوصا ازاء مسألة الارهاب لاننا نعتمد النهج نفسه والطريقة نفسها. نحن ندعو ككويتيين ولبنانيين للسلام والتسامح بين البشر. وهذا ما يجعل من التطابق اكثر من مجرد كلام مجاملة، بل تعبير عن قناعة".

واكد ان "هناك امكان لتعزيز التعاون في العديد من المجالات بين البلدين منها الثقافية والجامعية وتبادل وسائل التعليم، بالاضافة الى المجالات التجارية والاقتصادية والانمائية وغيرها، ما يزيد من ترسيخ العلاقات الثنائية".

واوضح ان "في لبنان مؤسسات كويتية تستثمر فيه، كما ساهمت القروض الكويتية في تعزيز بنيته التحتية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية"، لافتا الى ان "لبنان يعمل اليوم على نقل اقتصاده من الريعي الى الانتاجي".

وردا على سؤال، اوضح رئيس الجمهورية ان "اللبناني بات اليوم مدركا وواعيا لمصلحته، ومقتنعا بضرورة الا تتخطى الاختلافات الاطار الكلامي". وقال: "في الفترة الاخيرة شهدنا خطابات عالية السقف، لكنها لم تؤد الى اندلاع النيران في لبنان. وعندما تمكن الجيش اللبناني من تطهير الاراضي اللبنانية من تنظيم "داعش" تحقق الاستقرار، ونقوم بمتابعة الامن من خلال استهداف الخلايا الارهابية بعمليات استباقية لمنعها من القيام باي عمليات تزعزع الاستقرار الامني".

وعن علاقته الودية بالشيخ الصباح، اجاب الرئيس عون: "جمعتنا الظروف في اللجنة الثلاثية التي تشكلت للعمل على ايجاد حل للازمة اللبنانية العام 1989. وعلى هذا الاساس التقينا في تونس في مقر جامعة الدول العربية. وشعرت ان سمو الامير ربما لاحظ الفوارق بين طرحي وطروحات الاخرين، ومن هنا ربما نشأ التقارب في التفكير بيننا، وهو ما رسخ علاقتنا من دون ان تتأثر بالوقت الطويل الذي باعد بيننا بعدما نفيت الى فرنسا. لذلك عندما التقينا مجددا وجدنا باننا نتبادل الشعور نفسه".

واشاد الرئيس عون بمزايا امير دولة الكويت الذي سمي بقائد العمل الانساني، معتبرا ان "الانسانية تعني جميع الصفات الحميدة في كل انسان من حب الاخر ومساعدته والحضور الدائم لذلك". وقال: "ان ذلك يستحق تقديرا له من المجتمع الدولي ومنحه جائزة نوبل للسلام".

وعن دور الشيخ الصباح في تنقية الاجواء العربية، اجاب رئيس الجمهورية ان "امير دولة الكويت بذل جهدا كبيرا من اجل ذلك وقام بمبادرات ولم يكتف بالمواقف الكلامية، الا انه مع الاسف، لم يلق تجاوبا من اصحاب الشأن الذين لم يتقبلوا النصائح والحلول المطروحة"، مشددا على انه "لا يمكن لاحد التنكر لطيبة المجتمع الكويتي وسمو الامير الذي يريد السلام ويعزز التلاقي بين الناس وتحسين وضعهم المادي".

"اخمدنا الصراع وجعلناه سياسيا فقط"

وردا على سؤال عن الملفات التي تعامل معها منذ توليه منصب الرئاسة، اوضح الرئيس عون انه "كان في لبنان صراع سياسي حاد بين الاطراف المتصادمين في الشرق الاوسط، وقد استطعت اخماده وجعله سياسيا فقط على قاعدة ابقاء اعمار لبنان اولوية ايا يكن الرابح او الخاسر، ما ادى الى التقارب بين الافرقاء وتراجع تأثير اي خلاف سياسي على المجتمع". وقال: "انجزنا قانونا جديدا للانتخابات بعدما فشل لبنان في التوصل اليه لسنوات طويلة، وستجرى الانتخابات المقبلة على اساسه ليكون لنا في شهر ايار المقبل مجلس نواب جديد بعد انقطاع عن الانتخابات لمدة 13 عاما. كذلك، تجاوزنا مشاكل عديدة بالتوافق، منها على سبيل المثال، تلزيم استخراج النفط ما يساعد لبنان اقتصاديا، واعدنا النظر في التشكيلات العسكرية التي باتت اليوم اشد متانة في وحدتها الوطنية وتمتعها بمستوى عسكري عال في ادائها، الامر الذي مكنها من تحرير الاراضي اللبنانية من "داعش".

واذ اعاد الطمأنة الى تثبيت الاستقرار والامن واجواء الائتلاف والديموقراطية رغم المعارضات الحادة في بعض الاحيان، شدد الرئيس عون على ان "القلق اليوم ينصب على الوضع الاقتصادي لتراكم ثلاث ازمات متتالية على لبنان، وهي الازمة الدولية والركود الاقتصادي الذي اصاب جميع الدول المتوسطية، اغلاق جميع طرق المواصلات بين لبنان والدول العربية وهي المد الحيوي بالنسبة الى لبنان، واخيرا النزوح الكثيف السوري بحيث ان لبنان يستضيف ما يقارب حوالى نصف عدد سكانه من النازحين على اراضيه، فيما لا قدرة لبنيته التحتية على تحمل هذا العدد الكبير، الامر الذي يلقي بظلاله على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي ويعرض لبنان لضغوط كثيرة سياسية وخارجية".

وختم الرئيس عون بالتشديد على ان "علاقتنا بالكويت كانت حسنة جدا، ولم يكن هناك من تناقضات ادت الى اوضاع خلافية، لكننا سنجعلها افضل".

وتوجه الى اللبنانيين في الكويت، بالقول: "ان الكويت احتضنكم وامن لكم العمل وعليكم ان تبالدوه بالوفاء".

 

جنبلاط من عين التينة: بري ركن أساسي وتاريخي من الطائف

السبت 27 كانون الثاني 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند السادسة من مساء اليوم في عين التينة، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور في حضور وزير المالية علي حسن خليل، وتم عرض للأوضاع الراهنة على مدى ساعة كاملة.

جنبلاط

بعد اللقاء قال النائب جنبلاط: "مع الرئيس بري الجلسة دائما ممتعة لأننا نستعرض جملة قضايا في التاريخ، في الذكريات المشتركة المجيدة، في الواقع أحيانا المرير وأحيانا الجميل، وأحيانا نتوقف ونقول "شر البلية ما يضحك". لكن علينا أن نركز وننتبه لقضية أساسية ألا وهي الوضع الإقتصادي المالي، واليوم كما تعلمون سعر النفط يرتفع، إذن فاتورة العجز ستزداد. لذلك لا بد من حل بعض المشاكل العالقة والخروج من هذه الدوامة. صحيح أن الإنتخابات مهمة وسنقبل عليها لكن كما سبق وذكرت مع الإعلامية يعقوبيان هناك عداد يزداد في كل يوم".

سئل: حسمت تحالفاتك مع الرئيس نبيه بري؟

أجاب: "مع الرئيس بري محسومة، لكن مع الغير لم تحسم بعد. نناقش بهدوء وبترو وبصبر".

سئل: من مع الغير، هل يعني مع التيار الوطني الحر؟

أجاب: "هناك التيار والقوات والكتائب والحزب الديمقراطي والأحرار، فقد عاتبني دوري شمعون لماذا أنسى الأحرار، لا أحد ينسى الأحرار، وهناك الجماعة الإسلامية".

سئل: هناك صعوبة في جمع كل هؤلاء؟

أجاب: "لا أقول جمعهم، ولكن علينا أن نتشاور مع الجميع، ومساحة اللقاء الديمقراطي في الإنتخابات صغيرة، وليست في كل لبنان، هناك الشوف وعاليه وبيروت وبعبدا أيضا".

سئل: ماذا قررتم بشأن بعبدا؟

أجاب: لم نقرر بعد كما قلت ما زلنا نتشاور، "رسالة رايحة رسالة جايي".

سئل: ماذا عن تفاعل الأزمة بين عين التينة وبعبدا؟

أجاب: "لا يوجد أزمة، ولكن هناك أساس، ففي النهاية علينا أن نتذكر أن الرئيس بري ركن أساسي وركن تاريخي من الطائف، وعلينا أن نذكر الغير أيضا اتفاق الطائف لتطويره وليس لإلغائه".

سئل: هل وضعتم حلا لهذه الأزمة؟

أجاب: "لم نتكلم في ذلك، تكلمنا حولها عرضا".

سئل: ماذا عن مصير مبادرة الرئيس بري في شأن مرسوم الضباط؟

أجاب: "راحت وضاعت".

 

الديموقراطي العالمي بحث مع حزب الكتائب انضمامه للاتحاد

السبت 27 كانون الثاني 2018 /وطنية - زار وفد من الاتحاد الديموقراطي العالمي الذي يضم أكثر من 80 حزبا من 50 دولة، البيت المركزي للكتائب في الصيفي للبحث في انضمام الحزب الى الاتحاد. امتدت الزيارة على مدى يومين استمع فيها الوفد من رئيس الكتائب النائب سامي الجميل الى شرح مفصل عن رؤية الحزب للبنان الذي يعمل من اجله وهو "لبنان سيد حر مستقل حضاري ومتطور ينعم فيه ابناؤه بالسلام والرفاهية وحرية الرأي والتعبير واختيار ممثليهم في دولة القانون". وترأس الأمين العام للاتحاد كريستيان غاتنر الوفد، ورافقه مسؤولون من مؤسسة "كونراد اديناور" - مكتب لبنان، والتقى في "بيت المستقبل" في بكفيا الرئيس أمين الجميل والقيادة الحزبية والنواب والوزراء، ونوه بالدور الذي تضطلع به الكتائب وطنيا وبرلمانيا ورؤيتها العصرية لمستقبل لبنان.

 

 

 القوات ردا على ماهر حمود: لا يجوز تحميل مسؤولية الحرب لفريق من اللبنانيين

السبت 27 كانون الثاني 2018 /وطنية - صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية"، البيان الآتي: "تأسف الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" للمواقف التي أطلقها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود ضد "القوات اللبنانية"، ومرد أسفها عائد إلى أربعة أسباب أساسية:

السبب الأول لأن الوقائع التي تحدث عنها الشيخ حمود غير صحيحة وتفتقد في معظمها إلى الدقة. السبب الثاني لأن فتح ملفات الحرب بعد حوالي الثلاثة عقود على انتهائها لا يخدم المصلحة الوطنية، خصوصا ان اتفاق الطائف الذي غطته "القوات" وشاركت بفعالية في مناقشاته جاء ليطوي تلك الصفحة، وما لم يتمكن الطائف من إنجازه تحقق مع انتفاضة الاستقلال التي كسرت الحواجز النفسية بين اللبنانيين، ومن ثم لا يجوز تحميل مسؤولية الحرب لفريق من اللبنانيين وكأنه كان يقاتل نفسه، فيما اي كلام عن الحرب يستدعي البحث في أسبابها وفصولها ومجرياتها ومحطاتها. السبب الثالث لأن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هو الوحيد الذي اعتذر في خطاب علني وفي مناسبة وجدانية تتمثل في شهداء "المقاومة اللبنانية". السبب الرابع لأن الشيخ حمود رجل دين كنا ننتظر منه الحرص على جمع اللبنانيين وتحصين وحدتهم، بدلا من العودة إلى محطات تذكر بانقساماتهم، كما كنا ننتظر منه المساهمة في قيام دولة فعلية ممسكة بقرارها الاستراتيجي وتبسط سلطتها وحدها على كامل الأراضي اللبنانية من أجل ان يطمئن المواطن اللبناني إلى مستقبله في وطن مستقر وآمن وسيد ومستقل".

 

مكتب زوين: نأسف لعدم وجود إعلامي نزيه

السبت 27 كانون الثاني 2018/وطنية - رد المكتب الإعلامي للنائب جيلبرت زوين على احد المواقع ببيان قال فيه: "عادت الانتخابات النيابية الى الواجهة من جديد وبدأت المعركة الطاحنة للوصول الى السلطة، لكن يبدو أن شبح الوصول الى السلطة او الشهرة هيمن على السلطة الرابعة ايضا. عنوان: "يا محلى جيلبرت" لموقع جديد يدعي ان هدفه تزويد المواطن بكل المعلومات عن دائرة كسروان- الفتوح، لكن على حساب من؟" أضاف: "اتهم الكاتب او الكاتبة، لا نعرف من تحديدا لأن المقال ليس موقعا باسم الكاتب، النائب جيلبرت زوين باللامبالاة عما يحصل في كسروان، مشبها المرشحين الجدد بها لعدم تعليقهم على المجزرة البيئية التي افترشت شاطئ كسروان". وتابع: "زوين ومنذ بدء مسيرتها السياسية في المنطقة وهي تقوم بتقديم مشاريع وخدمات بالاضافة الى مشاريع قوانين، وتصدرت المراكز الاولى في الاحصاءات من هذه الناحية. وعلى سبيل المثال نذكر بعضا من المشاريع التي سعت وانجزت وتابعتها زوين في ما يخص الشاطئ الكسرواني، فأعدت منذ ما يقارب الاربع سنوات دراسة شاملة للمنطقة الساحلية لخليج جونية لإعادة تنظيمها، اقرتها أخيرا بلدية غزير وهي قيد الدرس تمهيدا لإقرارها لدى المجلس الاعلى للتنظيم. انهت دراسة كاملة لإعادة تنظيم الواجهة البحرية ومعالجة التعديات والردميات مع كبرى الشركات الإيطالية والعالمية، وهي الدراسة الوحيدة الفنية المتكاملة التي اعدت لواجهة خليج جونية بشكل تفصيلي، دقيق وعلمي مع شراكة اجنبية. محطة تكرير الصرف الصحي وتعديلها فيما يعود للBYPASS الكارثي".وقال: "شبع الشعب نواب تحكي وما تفعل" على هذا الاساس التزمت الصمت زوين تاركة افعالها تتكلم عنها، عوضا عن طرح وعود فارغة يئس المواطن من سماعها. "افتكرنا الباشا باشا، طلع الباشا جيلبرت زوين". "افتكرنا الكاتب صحافي يتمتع بالمهنية، طلع متلو متل هالصحافيين يلي بيعتمدو صحافة صفرا". المكتوب بينقرا من عنوانه، وهالعنوان يا محلى عناوين الصحافة الصفراء الهابطة".

وختم: "نأسف لعدم وجود إعلامي نزيه يوصل فكرته بطريقة مهنية بعيدا من التجريح".

 

معضلة التعليم الخاص الى مزيد من التعقيد في غياب الحوار واستمرار الاضرابات وتعنّت اتحاد المدارس يفاقمان المشكلة

المركزية/السبت 27 كانون الثاني 2018/ بين مطرقة القانون 46 وسندان تطبيقه من قبل اتحاد المدارس الكاثوليكية، تبقى المعالجة رهن اي اتفاق منتظر بين الاتحاد والاساتذة من جهة، والاتحاد ولجان الاهل التي ترفض التوقيع على موازنات المدارس الخاصة من جهة اخرى، كونها أتت حتما بزيادة لا يمكن ان يتحمل أعباءها الاهالي. وفي وقت لم يتم الاتفاق بعد على معيار واحد لاحتساب هذه الزيادة التي تفاوتت بين مدرسة واخرى، اشار مصدر تربوي لـ"المركزية" الى ان تعنّت اتحاد المدارس الكاثوليكية لناحية الاصرار على تسويق مشروعها بضرورة تغطية رواتب الاساتذة من خزينة الدولة، أسوة بالتعليم الرسمي يؤدي الى مزيد من التعقيد في المواقف، ويطرح أكثر من تساؤل، في حين أن وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة أكد أنّ "هذا الطرح غير قابل للتطبيق لأسباب عدة، أولها ما نعتبره تعدياً على الدستور وعلى حرية التعليم الخاص وخصوصيته، كذلك فإننا غير مرتبطين بمعلمي القطاع الخاص بأي علاقة تعاقدية مماثلة لأساتذة القطاع العام، والدولة غير قادرة على تغطية كل المتعلمين إذا انتسبوا إلى التعليم الرسمي". ولفت المصدر الى ان استمرار النهج المتبع من قبل الاتحاد يحتّم مسؤولية إرهاق الأهل بأقساط جديدة مرتفعة كنتيجة للسلسلة، كما ان استمرار الاساتذة بتنفيذ اعتصامات واضرابات سيؤدي الى إرغام مدارس على إقفال أبوابها، وستنتج مسؤولية زيادة عدد العاطلين عن العمل من بين المعلمين والموظفين، ومسؤولية حرمان المناطق الجبلية والنائية من مدارس مجانية وغير مجانية، وتهجير أهاليها إلى ضواحي المدن الكبيرة، في وقت لا يزال نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود يصرّ على التمسك بمبدأين: الاول دفع المفعول الرجعي من 1/2/2012 في المدارس التي لم تدفع سلفة على غلاء المعيشة، ورفض فصل التشريع بين القطاعين التعليميين الرسمي والخاص.

 

مؤتمر "سيدر واحد" في 5 نيسان والحريري يجول خارجيــا لحشد الدعم

عون: الاقتصاد همنا... وباسيل لمغتربي افريقيا: طائفتــــكم لبنـــان

المعارضة تغيب عن سوتشي ودي ميستورا يحضر وانقرة لواشنطن: انسحبوا

المركزية/السبت 27 كانون الثاني 2018/ على وقع التشنج السياسي الذي تفرضه عدة العمل التحضيرية للاستحقاق الانتخابي والحماوة التي تحكم علاقات بعض اركان الحكم بفعل ازمة مرسوم الاقدمية المنسحبة على اكثر من ملف وقضية، يستعد لبنان لاستحقاقات اقتصادية بارزة يدشنها في 5 نيسان المقبل بمؤتمر "سيدر واحد" الذي يعول عليه لنهضة اقتصادية تعيد اليه بعضا من رونقه المفقود بفعل الخلافات السياسية وازمة النازحين.

"سيدر1" في 5 نيسان: فقد كشف مستشار رئيس الحكومة لشؤون النازحين نديم المنلا لـ "المركزية" أن "مؤتمر "سيدر 1 "سيعقد في 5 نيسان المقبل إن لم تطرأ أي تعديلات، والتأخر في تحديد الموعد عائد الى اكتمال الترتيبات واللقاءات مع المسؤولين المعنيين"، مشيرا الى أن "الخطة التي سيعرضها لبنان ويقوم مجلس الانماء والاعمار بتحضيرها، باتت في مراحلها النهائية، وستنتهي خلال أسبوعين كحد أقصى، ليعرضها رئيس الحكومة سعد الحريري على مجلس الوزراء"، مضيفا أن "الفترة الفاصلة عن 5 نيسان ستكون ضاغطة لناحية الاجتماعات واللقاءات، ونقوم حاليا بالتحضير لجولة خارجية للرئيس الحريري من المتوقع أن تشمل دول خليجية، فضلا عن التحضير لمؤتمر إشراك القطاع الخاص بإعمار البنى التحتية الذي سيعقد في بيروت في 6 أذار".

عون...همنا اقتصادي: وفي السياق، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "العلاقات اللبنانية -الكويتية اخوية وممتازة ونعمل لجعلها افضل، وهو ما تجسد في الزيارة للكويت التي وصفها بالودية"، لافتا الى ان "الاراء كانت متطابقة حيال مختلف القضايا التي جرى التباحث فيها، وهو تطابق يعبر عن قناعة وليس مجرد مجاملة." واشاد خلال حوار اجراه معه التلفزيون الكويتي على هامش زيارته للكويت، بمزايا اميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وبأعماله الانسانية التي يستحق عليها جائزة نوبل للسلام، وبجهوده لتنقية الاجواء العربية. وعدد الرئيس عون بعض الانجازات التي تحققت في السنة الاولى من عهده، لاسيما لجهة تثبيت الاستقرار والامن وتلزيم استخراج النفط واقرار قانون جديد ستجري الانتخابات على اساسه في ايار المقبل، مؤكدا ان الهم الاساسي اليوم ينصب على الوضع الاقتصادي الذي تأثر بالازمات المتتالية الثلاث: الركود الاقتصادي الدولي، اغلاق طرق المواصلات بين لبنان والدول العربية والنزوح السوري الكثيف. ودعا اللبنانيين في الكويت الى ان "يبادلوها الوفاء على احتضانها وتأمينها فرص العمل لهم.

باسيل ... لبنان طائفتكم: الى ذلك، وعشية انطلاق مؤتمر الطاقة الاغترابية في ابيدجان، الذي لفحته رياح خلاف مرسوم الاقدمية بشبه مقاطعة شيعية، ما ادرجه البعض في خانة ايعاز من الرئيس نبيه بري، غرّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عبر حسابه الخاص على تويتر غامزا من هذه القناة فقال: "متشوق للقاء المنتشرين اللبنانيين في افريقيا ضمن مؤتمر الطاقات الاغترابية في ابيدجيان، لنلتقي معا ونتشارك التطلعات ونؤسس ونتباحث لمرحلة قادمة مبنية على محاور عدة بين لبنان وافريقيا، معكم من طائفتكم لبنان، لبنان يبقى اكبر من الأحزاب والطوائف نحن واياكم هدفنا جمع اللبنانيين في العالم.".

الاحتكام للقضاء: في مجال آخر، انتدب الوزير باسيل وفق معلومات "المركزية" مدير الشؤون السياسية في الوزارة السفير غادي خوري لتمثيل لبنان في مؤتمر الحوار السوري الذي تستضيفه روسيا في منتجع سوتشي البحري مطلع الاسبوع المقبل لأن الوزير باسيل مرتبط بسلسلة مواعيد محددة سابقا."

محطة 9 شباط: وليس بعيدا، تترقب الاوساط السياسية محطة 9 شباط المزدوجة التي ستشهد حدثين بارزين

الاول، حفل توقيع عقود الاستكشاف والتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية اللبنانية مع تحالف شركات النفط "توتال" الفرنسية، "نوفاتك" الروسية، و"إيني" الإيطالية، في احتفال يرأسه الرئيس عون يقام في "البيال" ويحضره اركان الدولة الرئيسان بري والحريري والوزراء والنواب ورؤساء الشركات الثلاث، سيشكل مناسبة لالتقاء الرئيسين عون وبري للمرة الاولى بعد اندلاع ازمة المرسوم، والثاني قداس عيد مارمارون الذي تحتفل به الطائفه المارونية في قداس يقام في كنيسة شفيعها في الجميزة يرأسه وفق معلومات "المركزية" البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ويعاونه فيه مطران بيروت للطائفة بولس مطر ويحضره رئيسا الجمهورية والحكومة، فيما يغيب الرئيس بري على ان يمثله اما النائب عبد اللطيف الزين او النائب ميشال موسى وقد ترك لهما حرية التشاور والتنسيق بينهما.

الوليد بن طلال حراً: سعودياً، وبعد اكثر من شهرين على اعتقاله في فندق "ريتز" كارلتون في الرياض الى جانب كبار المسؤولين ورجال الأعمال عندما اطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حملة على الفساد في اوائل تشرين الثاني، اُطلق سراح الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال. وقال مسؤول سعودي كبير ان الافراج عن الأمير بن طلال الذي سيظل رئيسا لشركة المملكة القابضة، جاء بعد تسوية وافق عليها النائب العام. وجاء الاجراء، بعد ساعات على لقاء حصري اجرته معه وكالة "رويترز" من الفندق، كشف فيه انه يتوقع تبرئته من اي مخالفات وإطلاق سراحه في غضون ايام بعد تبرئته من ارتكاب مخالفات.  تركيا...انسحبوا من منبج: اقليميا، طلب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم من الولايات المتحدة الاميركية الانسحاب من منبج السورية "على الفور." وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان " حسب آخر المعلومات التي وصلتنا حتى الآن قضي على 395 مقاتلا من التنظيمات الارهابية و20 من القوات التركية والجيش السوري الحر." وكان إردوغان قال امس، "إن القوات التركية ستطرد المقاتلين الأكراد من الحدود السورية، وقد تتقدم شرقا إلى الحدود مع العراق بما في ذلك منبج، في خطوة تجازف بمواجهة محتملة مع القوات الأميركية المتحالفة مع الأكراد".

سوتشي هزيل: في المقلب الدولي، اصيب مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في سوتشي نهاية الجاري بسلسلة انتكاسات لعل ابرزها اعلان موسكو عدم مشاركة الرئيس فلاديمير بوتين فيه، ثم قرار الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية عدم الحضور بعد تصويت أغلبية أعضاء الهيئة بالرفض حيث صوت 26 من أصل 36 عضوا بكلا. وقالت مصادر في المعارضة إن أعضاء في الهيئة سيشاركون بصفتهم الشخصية إذا وجهت اليهم الدعوة لحضور المؤتمر. واذ اكدت موسكو ان المؤتمر سيعقد حتى في حال غياب "قوى الثورة والمعارضة السورية"، قال متحدث باسم الامم المتحدة ان المبعوث الاممي ستيفان دي مستورا سيحضر المؤتمر. وكانت الجولة التاسعة من المفاوضات السورية برعاية الأمم المتحدة في فيينا، اختتمت امس حيث قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية للمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا مقترحا بعنوان "ورقة غير رسمية" تهدف إلى إحياء العملية السياسية في جنيف بشأن سوريا استنادا إلى القرار 2254، وتدعو إلى رسم مسار جديد لمفاوضات جنيف يتمثل في محادثات مستمرة والابتعاد عن الجولات الفردية والتركيز على مسألتي الدستور والانتخابات وتحقيق بيئة آمنة ومحايدة، رفضها رئيس وفد النظام بشار الجعفري.