المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 26 كانون الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.january26.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/فشل مؤكد لكل معارض من داخل الأحزاب اللبنانية الشركات والوكلاء... إلا إذا؟!

الياس بجاني/تحية اكبار للشعب الكردي

الياس بجاني/الحريري من دافوس: "كل المكونات السياسية ملتزمة بالنأي بالنفس"

الياس بجاني/الموت حق وهو انتقال من خيمة ترابية إلى حياة ابدية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/حلقة دي ان اي لنديم قطيش من محطة الحدث وعنوانها حرب حزب الله- عون

فيديو/مقابلة الباحث في شؤون الشرق الأوسط، د. فادي أحمر، من تلفزيون ال بي سي يحاوره الزميل بسام أبو زيد

فيديو/مداخلة الباحث العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد خليل الحلو من قناة قناة الحدث

فيديو/مداخلة أستاذ العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر من قناة العربية

فيديو/مقابلة الوزير سليم جريصاتي من تلفزيون المر

فيديو/مقابلة مع  من تلفزيون ال أو تي في مع النائب فادي كرم - عضو كتلة القوات اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 129/حتى ولو حصل "حزب الله" على كل مؤسسات الدولة، لا مكان في لبنان لـ"حزبٍ حاكم" ولا لطوائف مميّزة! إلتفتوا إلى الوراء وتعلّموا من التاريخ

الخيار خيارك والتغيير الحقيقي بين يديك في أيار المقبل/خليل حلو/فايسبوك

إيران تصب 800 مليون دولار سنوياً في جيب حزب الله

موقع أميركي: “حماس” تسعى لإقامة بنية عملياتية في بيروت وحذر من جرها لبنان لمواجهة مع إسرائيل

حنين غدار وقيس الخزعلي وستيفن سبيلبرغ/حازم الأمين/الحرة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 25/1/2018

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الخميس 25/1/2018

المدعي العام التمييزي يطلب الادعاء على هشام حداد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الوفاء للمقاومة: أعمال لجنة التحقيق الاميركية وتدخلها في النظام المصرفي انتهاك للسيادة اللبنانية

كنعان بعد اجتماع لجنة المال: مهمة النائب لا تقتصر على المواقف وبمتابعتنا أوقفنا توسعة مطمر برج حمود والجديدة

مذا قال ريفي في ذكرى استشهاد وسام عيد؟

المخاوف تتفاقم من "الشلل" في لبنان

مرسوم جديد "يُشعلها" بين باسيل والمشنوق

بري وجنبلاط وفرنجية.. في حلف جديد قريباً

بعدما تخلى عنه "التيار".. خليل يعلن: كسروان أم المعارك

حزب الله لحليفه ... لو كنت أعلم/حنان الصبّاغ/لبنان الجديد

الاحرار: نطالب الحكومة بحزم امرها والتصدي لملف النفايات على اعتباره من الأولويات

من بيروت هذه المرّة.. واشنطن "تحزم" والهدف حزب الله

المفتي زغيب في هجوم ناري على الثنائي الشيعي: نطالبكم بالانماء الذي لم نشاهده طيلة استلامكم للنيابة والوزارة

 حرب كلامية بلبنان على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب فيلم ومناصرو «حزب الله» يصفون حلفاءهم بـ«تيار التطبيع»

هل يخرق موقف زخيا عن "انتصــــار سوريا" النأي بالنفس؟/مصدر دبلوماسي: لا يخرج عن الأدبيات وهدفه الإشادة بالوحدة

كيف سيفتح مرشحو "حزب الله" حساباتهم المصرفية للانتخابات؟ وعسى لـو تعاملت البنوك مـع العقوبات الاميركية بطريقة اخرى

 بعد التريـث... حماوة وحوارات انتخابيـة لا تنجز تحالفـات والنسبيبة تفرض "تقاربا على القطعة" تبعا لخصوصيات المناطق

المؤتمرات المرتقبة على طاولة ماكرون – الحريري في باريس نهاية الاسبوع ودعمٌ متجدد للتسوية ونواتها "النأي"..وعرضٌ لنتائج الاتصالات الفرنسية اقليميا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بعد تحذير أميركي من مواجهة بسورية ... ومؤتمر سوتشي محور مفاوضات جنيف 9 في فيينا /تركيا ترفض المنطقة الآمنة وتطالب واشنطن بوقف دعم الأكراد

ملك الأردن: السعودية تلعب دوراً فاعلاً لوقف خطر التدخل الإيراني بالمنطقة ولا منتصر بسوريا والقدس مهمة لجميع الأديان

«الانتربول» يسلم العراق وزيراً مداناً بالفساد/عبد الفلاح السوداني مطلوب للقضاء في 9 قضايا وصدرت بحقه 8 أحكام غيابية

جو من القلق يلف الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية الجديدة

تركيا: انعدام الثقة يمنع مناقشة منطقة آمنة بسوريا مع واشنطن وأنقرة ترفض إعلان البيت الأبيض بشأن الاتصال بين ترمب وإردوغان

ماكرون يعيد فرنسا قائدة للإصلاح... داعياً لـ«ميثاق عالمي جديد» وميركل تحذر من الحمائية... والصين تؤكد التزامها التبادل الحر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

آفاق الملاحقة الأميركيّة لتطويق «حزب الله»/راغدة درغام/جريدة الجمهورية

مهمة الحريري وانتخابات لبنان/وليد شقير/الحياة

يسقط لبنان.. أو لا يسقط/خيرالله خيرالله/العرب

من بيروت الى عفرين/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

إستراتيجيّة جنبلاط: أعلى الأصوات التفضيلية لتيمور/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

إن النفايات على أشكالها تقع/عقل العويط/النهار

لبنان على صفيح ساخن: تصعيد سياسي وامني داخلي وخارجي/قاسم قصير/عربي 21

ولاية الفقيه شرٌ مطلق/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

حزب الله في أوروبا/الشيخ حسن مشيمش

هل إسرائيل وراء أزماتنا/الشيخ حسن مشيمش

لماذا حسن نصر الله هو المسؤول/الشيخ حسن مشيمش

الإنتخابات النيابية والـ"نيو ديمقراطية"/الهام فريحة/الأنوار

حزب الله يواجه احتمال الخرق.. في عقر داره/عيسى يحيى/الجمهورية

ترامب وحسن نصرالله/دلال بزي/العربي الجديد

اللبنانيون ودول الخليج العربية: علاقة مبدأ أم "مصلحة ولاء ببدل"/محمد سلام

نكّس رأسك يا أخي/حسام عيتاني/الحياة

«حرب عفرين» أحد فصول تقاسم النفوذ في سورية/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

 دافوس ومغزى الشكوى من "عالم مفكّك"/وسام سعادة/المستقبل

كيف يمكن للسعودية ومصر المساعدة في مواجهة الإيديولوجيات السامّة/جوزيف براودي وصموئيل تادرس/معهد واشنطن/

تركيا في عفرين... تعقيد المُعقد/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

قاضي القلوب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

معركتنا مع «الأخبار المفبركة»/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

إيران تنشط لتحويل أذربيجان إلى عراق آخر/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع مع هوث التحضيرات لزيارة نظيره الالماني

بري إستقبل كارديل والسفير التركي وهيئة التثبت من قانونية إجراءات الاعتراض الاداري على المخابرات الهاتفية

باسيل استقبل زاسبكين وفوشيه وعرض ولاسن عدم التزام البعض الإصلاحات الانتخابية وتهربه من تطبيقها

المندوبة الدائمة للبنان في الامم امام مجلس الامن:اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل انهى عملية السلام

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا

انجيل القديس لوقا 17/01حتى10/وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «لاَبُدَّ مِنْ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ. وَلكِنِ الْوَيْلُ لِمَنْ تَأْتِي عَلَى يَدِهِ! كَانَ أَنْفَعَ لَهُ لَوْ عُلِّقَ حَوْلَ عُنُقِهِ حَجَرُ رَحًى وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يَكُونَ عَثْرَةً لأَحَدِ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ. خُذُوا الْحِذْرَ لأَنْفُسِكُمْ: إِنْ أَخْطَأَ أَخُوكَ، فَعَاتِبْهُ. فَإِذَا تَابَ، فَاغْفِرْ لَهُ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَعَادَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ! فَعَلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لَهُ». وَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْنَا إِيمَاناً!» وَلكِنَّ الرَّبَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ عِنْدَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ بِزْرَةِ الْخَرْدَلِ، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِشَجَرَةِ التُّوتِ هَذِهِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ ! فَتُطِيعُكُمْ! «وَلَكِنْ، أَيُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَكُونُ عِنْدَهُ عَبْدٌ يَحْرُثُ أَوْ يَرْعَى، فَيَقُولُ لَهُ لَدَى رُجُوعِهِ مِنَ الْحَقْلِ: تَقَدَّمْ فِي الْحَالِ وَاتَّكِيءْ؟ أَلاَ يَقُولُ لَهُ بِالأَحْرَى: أَحْضِرْ لِي مَا أَتَعَشَّى بِهِ، وَشُدَّ وَسَطَكَ بِالْحِزَامِ وَاخْدِمْنِي حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَبَ وبَعْدَ ذَلِكَ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ أَنْتَ؟ وَهَلْ يُشْكَرُ الْعَبْدُ لأَنَّهُ عَمِلَ مَا أُمِرَ بِهِ؟ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً، عِنْدَمَا تَعْمَلُونَ كُلَّ مَا تُؤْمَرُونَ بِهِ، قُولُوا: إِنَّمَا نَحْنُ عَبِيدٌ غَيْرُ نَافِعِينَ، قَدْ عَمِلْنَا مَا كَانَ وَاجِباً عَلَيْنَا!»

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

فشل مؤكد لكل معارض من داخل الأحزاب اللبنانية الشركات والوكلاء... إلا إذا؟!

الياس بجاني/25 كانون الثاني/18

لم ينجح حتى الآن أي معارض من داخل أي شركة حزب من أحزاب لبنان التجارية والعائلية والوكلاء لأن حردهم واعتراضاتهم عندما يحدث فهو إما بسبب امور شخصية أو ادارية أو على خلفية حصص.. وليست على خلفية الخيارات السياسية والإستراتجية والتحالفات.. في الخلاصة ودون لف ودوران فإن من هم في شركات الأحزاب يوالون صاحب الشركة الحزب ولا علاقة لهم بأي قضية خارج اطار مزاجية ومصالح وتجارة وتلون هذا الشخص المالك أو الوكيل..وبالتالي لا بصر ولا بصيرة ولا حرية ولا استقلالية ولا حتى رأي حر..إلا أذا استغفر أحدهم وتاب واقسم أن لا يقترب من أي حزب..وكلون يعني كلون..

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تحية اكبار للشعب الكردي

الياس بجاني/25 كانون الثاني/18

من حق الشعب الكردي أن تكون له حرية الحفاظ على ثقافته وقوميته وحضارته ولغته وحضارته وأمنه وتقرير مصيره واختيار حكامه.. تحية اكبار للشعب الكردي.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

الحريري من دافوس: "كل المكونات السياسية ملتزمة بالنأي بالنفس"

الياس بجاني/24 كانون الثاني/18

الحريري من دافوس: "كل المكونات السياسية ملتزمة بالنأي بالنفس"

ترى هل دولته يتكلم عن لبنان أو عن بلد آخر. مما هو مؤكد أن دولته يعيش في في غير واقع لبنان المحتل من إيران وحزب الله الإرهابي والمذهبي.. وفي وهم وحلم يقظة.

في الخلاصة فإن الحاكم المزور للحقائق والمنسلخ عن معاناة ناسه والعامل لغير مصلحة بلده يفقد ثقة الناس ويصبح عبئاً ثقيلاً عليهم وهذا هو للأسف حال الرئيس الحريري الحالي بعد أن غير جلده وانطوى تحت مظلة المحتل وداكش السيادة بالكرسي وقفز فوق دماء الشهداء..

 

الموت حق وهو انتقال من خيمة ترابية إلى حياة ابدية

الياس بجاني/24 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62026

“أنا القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا، وكل من يحيا ويؤمن لن يموت إلى الأبد”. (انجيل القديس يوحنا/11/25-26)

نحن لا نستفيق على واقعنا ووجودنا المؤقت والآني على هذه الأرض الترابية والفانية إلا عندما نفاجئ بموت عزيز او قريب ..

عندها، وفقط عندها، ورغماً عن طبيعتنا البشرية الأنانية والتعموية نُصدَّم بما جرى وكأننا نواجهه الموت للمرة الأولى ونتذكر مجبرين وغير مخيرين أن هذا الموت الذي لا يمكن فهمه بغير الإيمان الكلي بالله وبقدرته وبمشيئته هو حق علينا وأن لا مفر منه..

هنا وآنياً تتغير وجهة أفكارنا وطبيعة أجنداتنا وتتوقف كلياً سيطرة غرائزنا على عقولنا ويسكت مؤقتاً بداخلنا صوت إنساننا العتيق مجبراً.

ولكن وبعد أيام قليلة نخدر الحدث ونهمشه في وجداننا وفي ذاكرتنا حتى النسيان، ونعود إلى حيث كنا في وضعيتنا كترابيين وتستمر الحياة ونتابع سباقنا وأطماعنا وسعينا اللامتناهي إلى تنفيذ أجنداتنا الذاتية والأرضية متعامين ومتناسين عن سابق تصور وتصميم ومن جديد عن أن الموت لن يوفرنا كما أنه لم يوفر أي إنسان كائن من كان…فقير أو غني..حاكم أو مواطن.. مريض أو متعافي..شرير أو صالح!! الموت يساوي بين جميع البشر..

اليوم وبأسى وحزن فقدنا (في بلدة عاريا-المتن الجنوبي) الخالة العزيزة جمال (أم جوزيف) عن عمر ناهز التسعين، وأمس هي فقدت ابنها شربل الخمسيني بنتيجة حادث مفجع..

الأم جمال لم ترد أن تترك ابنها يرحل وحيداً فرحلت هي معه لترافقه كما رافقته طوال عمرها..

إنها الأمومة بأبهى صور المحبة والتفاني والعطاء..

كبشر وكترابيين، أمام الموت نتوقف عاجزين عن غير الصلاة لراحة أنفس من فقدنا طالبين من الله ومتضرعين له أن يسكنهم فسيح جناته ويرأف بهم، ويغفر لهم خطاياهم وهم يقفون خاشعين أمامه يوم الحساب الأخير، وراجين منه وهو الغفور أن يعيدهم إلى مساكنه السماوية حيث لا وجع ولا هموم ولا خوف ولا حروب ولا غرائزية..بل فرح دائم وسعادة كاملة.

“ونحن نعلم أنه إذا هُدِم بيتنا الأرضي، وهو أشبه بالخيمة، فلنا في السموات بيت من بناء الله لم تشده الأيدي” (من رسالة القديس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 05/01-02)

في ايماننا المسيحي نحن لا نموت، بل ننتقل من الموت إلى الحياة، ومن خيمة ترابية هي الجسد الفاني إلى الحياة الأبدية، لنسكن إلى جانب القديسين والبررة في جنة الخالق الأب الذي هو الله جل جلاله.

وداعاً للخالة جمال وللعزيز لشربل ابنها والصبر والسلوان لعائلتهم الكريمة.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/حلقة دي ان اي لنديم قطيش من محطة الحدث وعنوانها حرب حزب الله- عون/25 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط في اسفل

https://www.youtube.com/watch?v=Yowf8AapQAk

 

فيديو/مقابلة الباحث في شؤون الشرق الأوسط، د. فادي أحمر، من تلفزيون ال بي سي يحاوره الزميل بسام أبو زيد/25 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=E71rrmvXNTY&t=682s

 

فيديو/مداخلة الباحث العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد خليل الحلو من قناة قناة الحدث/25 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط في اسفل 

https://www.youtube.com/watch?v=nELZNyLMIcI

 

فيديو/مداخلة أستاذ العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر من قناة العربية/25 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=CUtJEhQbf4E

 

فيديو/مقابلة الوزير سليم جريصاتي من تلفزيون المر/25 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=GCJXY4tU_BQ

 

فيديو/مقابلة مع  من تلفزيون ال أو تي في مع النائب فادي كرم - عضو كتلة القوات اللبنانية/25 كانون الثاني/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=B0XOON5leVE

 

بيان "تقدير موقف" رقم 129/حتى ولو حصل "حزب الله" على كل مؤسسات الدولة، لا مكان في لبنان لـ"حزبٍ حاكم" ولا لطوائف مميّزة! إلتفتوا إلى الوراء وتعلّموا من التاريخ

25 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62047

في السياسة

بعد أن وصلت أيادي الممانعة إلى صلب حياتنا الثقافية، مع محاولة منع فيلم The post للمخرج سبيلبيرغ، ستمتد، ايضاً وحكماً، إلى صلب الحياة التشريعية بعد انتخابات 2018!

لقد سبق ذلك إيصال رئيس "مضمون" إلى بعبدا!

ودعم رئيس حكومة "آدمي" يكتفي بالتشديد اللفظي على مبدأ "النأي بالنفس"!

وبعد أيار 2018، تكون أيادي الممانعة ضمنت ثلاثة رؤساء وثلاث مؤسسات دستورية، ناهيك عن العلاقات "المميزة" مع القوى العسكرية والأمنية الشرعية!

لماذا أيادي الممانعة تسعى جاهدة للحصول على كل هذه الضمانات؟

لماذا البندقية بحاجة لبوليصة تأمين؟

هل هناك "بوليصة تأمين" لبندقية غير شرعية افضل من "دولة شرعية" أو "شرعية دولة"؟ تؤمّن لهذه البندقية - سلطة تشريعية لضمان القوانين وسلطة تنفيذية لضمان القرارات ورئاسة جمهورية لضمان الدفاع عن واقع الدولة أمام المحافل الدولية!

إنما يبقى السؤال لماذا؟ لماذا الآن؟

لماذا لم يسعَ "حزب الله" للدخول إلى الحكومة في مرحلة الوصاية السورية؟ ولم يدخل إلا بعد خروجها من لبنان في العام 2005!

هل يشعر بوحدة؟ وهل ضمانة بندقيته مرتبطة بزمان وظروف وتوقيت المنطقة؟

هل أن ايران التي رعت "حزب الله" تسعى بنفسها إلى تسوية في المنطقة بعد أن استثمرت في الحرب في اليمن والعراق وسوريا ولبنان؟

تقديرنا

حتى ولو حصل "حزب الله" على كل مؤسسات الدولة، لا مكان في لبنان لـ"حزبٍ حاكم" ولا لطوائف مميّزة!

إلتفتوا إلى الوراء وتعلّموا من التاريخ!..

 

الخيار خيارك والتغيير الحقيقي بين يديك في أيار المقبل

خليل حلو/فايسبوك/25 كانون الثاني/18

مع إقتراب الإنتخابات النيابية على الناخب أن يتذكر أن مهام النائب هي سن القوانين وتعديلاتها ومراقبة عمل الحكومة.. أما ما نراه فهو اصطفاف النواب خلف مشغليهم من الزعماء والزويعماء ناسين ما ينص عليه الدستور. مجلس نوابنا الكريم يجب أن يسن عشرات القوانين في السنة وهو في الواقع بالكاد يسن قانون أو إثنين في السنة. نحن مثلاً بحاجة لقوانين يمكنها خلق فرص عمل لشبابنا في مجالات البيئة وسلامة الغذاء وميكانيك السيارات وصيانتها ... مثل آخر: قوانين حماية البيئة بحاجة إلى تطوير وجعل الثقافة البيئية جزء من البرامج التعليمية والتربوية ... وهذه البرامج التعليمية يجب أن تتلائم مع حاجات سوق العمل في لبنان لتخفيف الهجرة ... هذه الأمور لا نسمع بها بل نسمع المناكفات على توقيع سخيف لمرسوم والنواب لا يحركون ساكناً والوزراء لا يكترثون لما قد يفعله النواب وفقاً لصلاحياتهم لأنهم يعرفون أن النواب لا يقومون بعملهم الدستوري كما يجب ... كل شيء متروك للزعماء المقدسين دون سواهم. النائب يمكنه مسائلة اي وزير عن أي خطأ يحصل وإذا لم تكن أجوبة الوزير مقنعة يمكنه أن يطرح الثقة بالوزير في مجلس النواب ويمكن لمجلس النواب نزع الثقة عنه بالتصويت وبالتالي إقالته. لم نرى شيئاً من ذلك خلال عقود ... أيها المواطن أنت تملك القرار والقرار سيخرج من صناديق الأقتراع ...الخيار خيارك والتغيير الحقيقي بين يديك في أيار المقبل

 

إيران تصب 800 مليون دولار سنوياً في جيب حزب الله

العربية.نت/الخميس 9 جمادي الأول 1439هـ - 25 يناير 2018م

أفاد تقرير صادر عن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" بأن ميليشيا حزب الله اللبناني تتلقى ما بين 700 إلى 800 مليون دولار سنوياً من إيران لتمويل أنشطتها الإرهابية، وذلك بحسب تغريدة لتيلور ستابلتون، المتخصص في العلاقات الخارجية والشرق الأوسط، مساء الأربعاء. وذكر التقرير أن إيران كانت تمد حزب الله بنحو 100 مليون دولار سنوياً، ارتفعت خلال 10 سنوات إلى 200 مليون دولار سنوياً. وفي الفترة ما بين عامي 2006 و2009، تم رفع قيمة التمويلات الإيرانية للميليشيات اللبنانية الإرهابية إلى 350 مليون دولار سنوياً، نظراً لارتفاع أسعار البترول. ومع دخول عام 2009، خفضت طهران قيمة تمويلها لحزب الله بحوالي 40%، وذلك نظراً لتدني الأسعار العالمية للبترول، وكذلك بسبب العقوبات الدولية التي فُرضت عليها بسبب برنامجها النووي. وبحسب التقرير الذي صدر في سبتمبر 2017 عن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وهي هيئة غير حزبية تركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، فقد زادت إيران من قيمة تمويل ميليشيا حزب الله، وذلك لتعزيز مشاركتها في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد. إلا أن إيران قامت بتخفيض التمويل مرة أخرى في الفترة ما بين 2014 و2016، نظراً للضغوط الاقتصادية التي نتجت عن تشديد العقوبات الدولية.

وخلص التقرير إلى أن طهران قامت برفع تمويلها السنوي لميليشيا حزب الله اللبناني إلى ما بين 700 إلى 800 مليون دولار في الفترة ما بين 2016 و2017.

 

موقع أميركي: “حماس” تسعى لإقامة بنية عملياتية في بيروت وحذر من جرها لبنان لمواجهة مع إسرائيل

السياسة/25 كانون الثاني/18/نشر موقع “مونيتور” الأميركي تقريراً عن “انشغال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، بتعزيز وجود الحركة في لبنان وتوطيد العلاقات مع “حزب الله”، منطلقاً من اتهام وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان للحركة بالعمل على تطوير بنية تحتية في جنوب لبنان”، ومحذّراً من “قدرة “حماس” على جر لبنان إلى مواجهة مع إسرائيل”. ولفت الموقع إلى أنّه “لم يسبق لـ”حماس” أن اعتبرت لبنان أرضاً ينبغي لها أن تستثمر فيها مواردها العملياتية لخدمة جناحها العسكري في أوقات الحاجة ولكن ذلك كان قبل التدابير الأمنية الإسرائيلية التي صعّبت عمل الحركة في غزة والضفة الغربية”. وأكّد أنّ “العاروري يجري تغييرات في مفاهيم قيادة حماس الستراتيجية، وذلك بعد لقائه كبير مستشاري رئيس البرلمان الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، ومسؤول العلاقات الدولية في الحركة أسامة حمدان، وممثلها في لبنان علي بركة، في بيروت في أغسطس 2017”. واعتبر أنّ “وصول العاروري إلى بيروت عزّز تمثيل “حماس” المحلي، وحسّن علاقة حماس-حزب الله”، موضحاً أنّه “نجح في إعادة الدعم الإيراني للحركة بفضل العلاقات التي بناها مع مسؤولين كبار في الحزب، على رأسهم الأمين العام حسن نصرالله، ومسؤولين إيرانيين في لبنان”. وأشار إلى أنّ “العاروري انتقل إلى المرحلة المقبلة المتمثلة بإقامة بنية تحتية عملياتية لـ”حماس” في لبنان، ويسعى إلى إقامة قاعدة عمليات في الجنوب”، لافتاً الى أن “حماس” قد تدرب عناصرها في لبنان وتهدد إسرائيل”. واعتبر أنّ “محاولة اغتيال العضو في حماس محمد حمدان، تدل إلى أنّ أمر مكتب الحركة الكائن في صيدا- البعيدة 48 كليومتراً تقريباً عن الحدود الجنوبية-كُشف”، ملمحاً إلى أنّه “واجهة البنية التحتية العملياتية التي تحدّث عنها ليبرمان”. وحذّر الموقع من “قدرة حماس على جر لبنان إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وذلك إذا ما اضطر قادتها إلى خوض مواجهة مع تل أبيب أو شعروا أنّ سيطرتهم على غزة مهددة”.

نشر موقع “مونيتور” الأميركي تقريراً عن “انشغال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، بتعزيز وجود الحركة في لبنان وتوطيد العلاقات مع “حزب الله”، منطلقاً من اتهام وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان للحركة بالعمل على تطوير بنية تحتية في جنوب لبنان”، ومحذّراً من “قدرة “حماس” على جر لبنان إلى مواجهة مع إسرائيل”. ولفت الموقع إلى أنّه “لم يسبق لـ”حماس” أن اعتبرت لبنان أرضاً ينبغي لها أن تستثمر فيها مواردها العملياتية لخدمة جناحها العسكري في أوقات الحاجة ولكن ذلك كان قبل التدابير الأمنية الإسرائيلية التي صعّبت عمل الحركة في غزة والضفة الغربية”. وأكّد أنّ “العاروري يجري تغييرات في مفاهيم قيادة حماس الستراتيجية، وذلك بعد لقائه كبير مستشاري رئيس البرلمان الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، ومسؤول العلاقات الدولية في الحركة أسامة حمدان، وممثلها في لبنان علي بركة، في بيروت في أغسطس 2017”. واعتبر أنّ “وصول العاروري إلى بيروت عزّز تمثيل “حماس” المحلي، وحسّن علاقة حماس-حزب الله”، موضحاً أنّه “نجح في إعادة الدعم الإيراني للحركة بفضل العلاقات التي بناها مع مسؤولين كبار في الحزب، على رأسهم الأمين العام حسن نصرالله، ومسؤولين إيرانيين في لبنان”. وأشار إلى أنّ “العاروري انتقل إلى المرحلة المقبلة المتمثلة بإقامة بنية تحتية عملياتية لـ”حماس” في لبنان، ويسعى إلى إقامة قاعدة عمليات في الجنوب”، لافتاً الى أن “حماس” قد تدرب عناصرها في لبنان وتهدد إسرائيل”. واعتبر أنّ “محاولة اغتيال العضو في حماس محمد حمدان، تدل إلى أنّ أمر مكتب الحركة الكائن في صيدا- البعيدة 48 كليومتراً تقريباً عن الحدود الجنوبية-كُشف”، ملمحاً إلى أنّه “واجهة البنية التحتية العملياتية التي تحدّث عنها ليبرمان”. وحذّر الموقع من “قدرة حماس على جر لبنان إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وذلك إذا ما اضطر قادتها إلى خوض مواجهة مع تل أبيب أو شعروا أنّ سيطرتهم على غزة مهددة”.

 

حنين غدار وقيس الخزعلي وستيفن سبيلبرغ

حازم الأمين/الحرة/25 كانون الثاني 2018

دخل قيس الخزعلي قائد عصائب أهل الحق في العراق، إلى الأراضي اللبنانية من معبر غير شرعي. اصطحبه حزب الله إلى مواقعه في جنوب لبنان والتقط صورا لنفسه على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مرتديا ثيابا عسكرية وحاملا على خصره مسدسا ظهر في الصور على نحو واضح.

الرجل مرشح إلى الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في العراق قريبا، والجهة التي استضافته في لبنان ممثلة أيضا في المجلس النيابي اللبناني على نحو واسع، وفي الحكومة أيضا. الصحافة الممانعة في بيروت ربطت بين زيارته الحدود اللبنانية الإسرائيلية وبين قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. إذا علينا نحن قراء هذه الصحف أن نتخيل في ضوء هذه الزيارة ما خلفه الرجل في معنويات الإدارة الأميركية من اضطراب وتردد، وأن نتوقع تراجعا عن القرار. الجديد في الزيارة هو أن الحكومة اللبنانية ادعت على الخزعلي بتهمة دخوله غير الشرعي للأراضي اللبنانية. لكن ثمة أشياء جديدة أخرى في موازاة هذا الحدث. فقد حكم القضاء اللبناني على الزميلة حنين غدار بالسجن ستة أشهر بسبب كلام لها في العام 2014 قالت فيه إن "الجيش اللبناني يميز بين الإرهاب السني والإرهاب الشيعي"! نحن هنا حيال صحفية قالت فكرة في شأن قضية يشاطرها الرأي فيها أكثر من نصف اللبنانيين، وأيضا حيال نجم حربين أهليتين واحدة في العراق وأخرى في سورية، دخل الأراضي اللبنانية عن طريق غير شرعي، وحمل سلاحاً، ولم يستأذن السلطات في مرابطته على الحدود، ذاك أن لبنان بحسبه جبهة مفتوحة، ومسرح رقص مذهبي، وما فكرة حنين غدار التي حُكم عليها بالسجن بسببها سوى افتراء بافتراء.

والحال أن لبنان هذا، أي لبنان قيس الخزعلي، كاد يمنع ستيفن سبيلبرغ من عرض فيمله الأخير "ذا بوست" لولا يقظة بعض المطبعين الذين هالتهم واقعة قدوم مقاوم من عيار الخزعلي إلى بلادهم من دون أن يستأذنها، فيما هبوا للدفاع عن حقهم في مشاهدة فيلم عن صحيفة "إمبريالية" من نوع "واشنطن بوست". الثنائية تلوح مجددا. ستيفن سبيلبرغ في مقابل قيس الخزعلي. عليك أن تختار أيها اللبناني بين الرجلين! ولجان المقاطعة والممانعة ستكون حكماً بينك وبين القاضي العسكري. وهنا عليك أن لا تنسى مصيري كل من غدار والخزعلي، فالأولى خارج البلاد اليوم، وينتظرها على المطار في حال قدومها حكم ستساق بفعله إلى السجن، فيما الثاني يشكل اليوم أحد ركائز العملية الانتخابية في العراق، وربما فاز فيها وعاود زيارته بلادنا رأس وفد نيابي محمي بحصانة برلمانية. فأي مصير ستختار لنفسك أيها المواطن المتردد؟ لكن الأمر لا يقتصر على هذه المشاهد في سياق العروض التي تقدم للبنانيين هذه الأيام. حنين غدار في السجن وقيس الخزعلي على الحدود وستيفن سبيلبرغ محروم من متعة أن تعرض أفلامه في لبنان! ليس هذا فحسب، فحزب الله كاشف اللبنانيين مؤخرا بتصوره عن دور المرأة في الحياة العامة. قالت المسؤولة النسائية في الحزب إنها ترى مهمة المرأة في بيتها، وإن عائلتها يجب أن تكون هاجسها الوحيد. وحين يكشف حزب الله عن تصوره هذا، لا يفعل ذلك بصفته قدم للبنانيين خيارا بين خيارات أخرى مطروحة علينا، ذاك أن آلة الممانعة التي تصدر ضجيجاً في وجه سبيلبرغ، وتضغط على القضاء لسجن حنين غدار، ويتولى العمل فيها "تقدميون يساريون"، تتحول إلى آلة معدنية صامتة حيال هذه اللحظة الرجعية والسلفية في خطاب المقاومة.

علينا دائما أن نعيد تأليف المشهد وفق المستجد من المعطيات. فالمسار يرسم على هذا النحو في دولة حزب الله: سجن صحفية، ومنع فيلم، واستقبال أمير حرب أهلية إقليمية بصفته بطلا مقاوما، واعتبار أن دور المرأة في عائلتها لا في الندوة البرلمانية. كل هذا يجري ونحن على أبواب انتخابات نيابية تشكل هذه العناوين البرنامج الانتخابي للحزب الأقوى والأبرز فيها. وحزب الله حقق من هذه العناوين أبرزها، ذاك أنه انتصر على احتمال أن يولد في لبنان حساسية حيال مساراته هذه. ثمة قوى قررت أن تطلق على نفسها اسم "القوى الاعتراضية" وأن تقول إنها من خارج التركيبة الحاكمة، وطرحت على نفسها مهمة "الاعتراض"، لكنها أبقت الحزب خارج دائرة استهدافها. هي ضد الفساد بصفته "خطأ تقنيا"، لا بصفته نظام محاصصة يقيم حزب الله في صلبه، وهي ضد الطائفية لأنها امتداد لاتفاقية "سياكس بيكو" لا بصفتها ثمرة حرب أهلية إقليمية يشكل حزب الله فيها قوة مركزية. وهذه القوى مع الحريات على أن نستثني منها الحكم على حنين غدار ومنع فيلم "ذا بوست"، وربما اعتبرت هذه القوى أن دخول قيس الخزعلي لبنان بطرقة غير شرعية جزء من ممارسته حريته في التنقل بين الدول حاملا مسدسه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 25/1/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في المنطقة تطورات ومواقف سياسية، وقائع واندفاعات ميدانية، وفي لبنان إرهاصات استعدادات انتخابية، وفي الأحوال الجوية عاصفة شتوية بكل معاييرها وثلوجها ما حدا بوزير التربية مروان حمادة الى إعطاء توجيهاته بإقفال المدارس والمؤسسات التربوية في المناطق من علو خمسمئة متر وما فوق...

على مستوى القضية الفلسطينية الفلسطينيون مصرون على شرطهم لاستقبال نائب الرئيس الأميركي أن يعود الرئيس ترامب عن قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل فيما ترامب يهدد بالاستمرار في وقف المساعدات عن الفلسطينيين طالما أنهم لن يستقبلوا نائبه وقد اتهمهم بتقليل الإحترام لواشنطن.

في ليبيا، برز موقف للنظام القائم وتمثل بتوجيه اتهام الى الممثل الأممي غسان سلامة بأنه ينحاز الى المعارضة الليبية.

في الملف السوري تطور الجدل الاميركي التركي الى حد تحذير واشنطن لانقرة من مغبة مد العملية العسكرية من عفرين الى منبج فيما اردوغان نبه الى احتمال حصول مواجهة تركية اميركية في حال استمرت واشنطن بدعم الكرد...

أما على مستوى لبنان فقد سجل نجاح لرئيس الجمهورية العماد عون في زيارته الكويتية يتعلق بالتحضير للقمة العربية في الرياض نهاية آذار والتحضيرات للقمة العربية في بيروت في الـ 2019. إضافة الى إصدار أمير الكويت تعليماته وتوجيهاته الى الصناديق والمؤسسات الإنمائية الكويتية باستئناف نشاطاتها في لبنان لدعم المشاريع التنموية فيه.

كذلك نجح رئيس الحكومة سعد الحريري في تأمين الحشد الدولي لدعم لبنان في مؤتمر باريس الاقتصادي وفي مؤتمر روما للدعم العسكري.

في الغضون حديث في الاستعدادات للانتخابات النيابية التي يؤكد حصولها في موعدها الرؤساء وفي مقدمتهم رئيس البرلمان نبيه بري بقي متصدرا خصوصا في ما يتعلق بالتحالفات التي تخضع لعمليات حسابية فائقة الدقة في ظل تعقيدات القانون.

إذن لهيب معركة عفرين شمال سوريا يتصاعد بقوة... الولايات المتحدة تخشى وصول الأتراك الى منبج فيما إردوغان يحذرها من مغبة المضي في دعم الاكراد. ويطلب من ترامب سحب قواته من منبج خشية اي احتكاك مع القوات الاميركية هناك.. والمانيا دعت دول الناتو الى اجتماع.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

منخفض جوي يهدي لبنان اوسكارا من الخيرات المائية، في فصل الطبيعي فيه امطار وثلوج ورياح وعواصف هوائية.. لكن غير الطبيعي هو التعاطي اللبناني دولة ومؤسسات ومواطنين يعيشون الشائعات، فيتفاجأ الجميع بفصل الشتاء، ونعجز عن فتح طريق تقفلها الثلوج، او مجار للمياه تسدها النفايات..

نفايات باتت تستخدم لسد المجاري السياسية على ابواب المزايدات الانتخابية، فبات توسيع مطمر من هنا او تضييق آخر هناك يخضع للمؤشر الانتخابي لا للحل العملي او المعيار البيئي..

وفي بيئة تعيش مرتفعا سياسيا يتوقع ان يستمر حتى تمطر الاصوات في صناديق الاقتراع، ارتفعت الأصوات ضد السمفونية الاميركية التي تعزفها ادارة ترامب اتهامات مفبركة ضد حزب الله، فدانت كتلة الوفاء للمقاومة اعمال لجنة التحقيق الاميركية في لبنان وأصل تدخلها في النظام المصرفي اللبناني، معتبرة ذلك انتهاكا للسيادة اللبنانية والذي لا يبرر السكوت عنه الادعاءات الواهية بالحرص على علاقة لبنان وصداقاته الدولية المزعومة..

وعلى الزعم الاميركي بالسعي للسلام الفلسطيني الاسرائيلي، كانت مواقف دونالد ترامب في حضرة بنيامين نتنياهو تهويلا على الفلسطينيين بانهم لن يحصلوا على الاموال اذا لم يعودوا الى المفاوضات، فهل من موقف شرف يحجب عنه الاموال العربية ما لم يعد عن قراراته التهويدية؟ التي اضاف اليها اليوم ان قضية القدس انتهت ولا حاجة للحديث عنها بعد اليوم؟.. بل هل من يخبره ان الزمن اليوم للشعوب التي ما زالت القدس قبلتها القومية، وعنوان مسيرتها التاريخية؟ وهل من رصاصة تضاف الى رصاصات نابلس الفدائية، فتقتل صهيونيا حاقدا وحلم ترامب ونتنياهو وحلفائهما بصفقة قرن لانهاء القضية الفلسطينية؟

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

عفرين تشتعل سوريا وعفريت ينقل خطاه لبنانيا.. ويتوقع له أن يلعب في المساحة الانتخابية من الآن لغاية السادس من أيار بمعدل كل يوم أزمة.. وفي الساعات الماضية تطايرت هذه الأزمات على الشاشات بين الحليف والحليف وحليف الحليف فأثمرت خطابا متقدم النبرة ووصفا بالأسلحة الهجائية.. تبادلت الشاشتان الصفراء والبرتقالية رسائل حرب التطبيع مع قوة إسناد هوائي من الشاشة الخضراء كفاعل خير يختزن في حناياه أزمة بحجم خلاف رئيسين من الفئة الأولى..

وعلى هذه الأزمة ومتفرعاتها وملفات انتخابية واغترابية يعقد وزير الخارجية جبران باسيل مؤتمرا صحافيا ظهر غد بعد اجتماع الهيئة السياسية للتيار علما أن باسيل كان قد أجرى في الساعات الماضية عصف أفكار ولقاءات واستدعاءات انتخابية لرسم معالم تحالفات التيار وتحديد الحلفاء وفيما تستعر حروب القنوات التلفزيونية بالنيابة عن أصحاب "القلوب المليانة" حرك القضاء الرأي العام بادعائه على مقدم البرامج هشام حداد لتعرضه في إحدى حلقات برنامجه لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتناوله "كقطعة همبرغر" واستند المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود إلى سخرية حداد من توقعات نهاية العام لميشال حايك.. وذلك في أغرب ادعاء لهذا العام لم يتوقعه ميشال حايك نفسه ولا تنبأ به العرافون والبصارون وأصحاب النيات والحواس السادسة.

قرار الهامبرغر القضائي جاء بلا مسوغات ولم يأت مغلفا بإدعاء من الدولة المعنية ولا حتى من جمعية حماية حقوق المنجمين .. بل كان وليد حمية قضائية لبنانية هالها برنامج ساخر فيما لم تتحرك على غير ملف لبناني ضاغط يعنى بسرقة المال العام.. فوزير الاتصالات جمال الجراح امتنع عن المثول أمام القضاء المالي ولم توجه اليه كلمة عتب واحدة.. ملفات التخابر غير الشرعي والانترنت غير الشرعي والاموال المنهوبة في إستديو فيجن والأبنية المستاجرة بسعر زهيد والمشاعات.. كلها عناوين لمفات منسية.. لا ولي عهد لها ليحرك المس بذاتها الملكية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ما يفعله اللبنانيون بأنفسهم وببلدهم هو دوس للنعم التي منحهم الله اياها، واحتقار لما استشهد من أجله الاجداد والاباء، عنينا الطبيعة الجميلة الكريمة والوطن الديمقراطي الحر، والمؤسف هو في هذه القدرة غير الانسانية على تدميرنا المنظم للارثين، فكارثة النفايات معطوفة على تلويث المياه الجوفية وعشوائية البناء مضمومة الى سوء ادارة الموارد المالية والامتناع عن تنظيم قطاعاتنا المنتجة، هذه اللائحة كافية للقضاء على دولة، فكيف اذا اضفنا اليها الصراعات المستعرة للاستيلاء على اصوات الناس في الانتخابات وحول شكل الدولة وهويتها وكأننا استقلينا اول من أمس وخرجنا من حربنا المدمرة امس وبعض النفوس تواقة للعودة اليها. وما يثير الحزن هو الاهتمام العربي والدولي باستقرار لبنان وازدهاره فيما أولياء الامر يستجدون من بأيديهم القرار انجاز موازنة مضبوطة للعام 2018.

في اليومي وفي اطار السجالات الانتخابية الدستورية بين بعبدا وعين التينة وبعد اعتبار الرئيس عون ان الجدال في مرسوم الترقية صار وراءه يدخل الوزير باسيل على الخط الجمعة بقوة عبر مؤتمر صحفي وصف بأنه سيكون عنيفا يرد به على الرئيس بري ونوابه في شان مرسوم الاقدمية واقفال باب اجراء اي تعديل على قانون الانتخاب، كذلك يطل الشيخ نعيم قاسم غدا ليقول الى من يعنيهم الامر وهم من الحلفاء، ان من يمس الرئيس بري يمس بنا، فنحن والحركة واحد.

في السياق يتوقع المراقبون ارتفاع منسوب البهورات الانتخابية بين الكتل الكبرى والتي تصيب شظاياها الحلفاء قبل الخصوم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

"لهون وبس"... لم يعد إسم البرنامج الأكثر شهرة في لبنان، بل أصبح عنوانا جديدا للحرية وصرخة جديدة في وجه الذين يحاولون قصقصة جناحي الحرية وخنق صوت الأحرار... القصة ليست أقل من ذلك على الإطلاق، لئلا تبدأ الإتهامات بالمبالغة، القصة كبيرة الحجم لأنها تستهدف برنامجا تحول إلى متنفس للبنانيين ينسيهم أوجاعهم وهمومهم، ويعطيهم فسحة من الضحك من القلب، "ضحك ببلاش": من دون كلفة إضافية ومن دون قيمة مضافة... هشام حداد، منذ أيلول 2015، يدخل إلى البيوت ليوزع الضحكات من القلب... يسخر ولا يؤذي، ينتقد ولا يجرح... لسان حال اللبنانيين، بعد كل حلقة، يختصر بكلمتين: "هشام مهضوم"... في وقت باتت "الهضامة" عملة نادرة في بلد يختنق فيه أبناؤه "بغلاظة السياسيين" بمقدار ما يختنقون بسموم النفايات... فهل أصبح الضحك ممنوعا؟ هل نترحم على وسيم طباره حين قدم مسرحية "اضحكو قبل ما يغلى الضحك"؟ على خلفية حلقة "لهون وبس" في الثاني من هذا الشهر، تم التوقف عند ثلاث اسكتشات في الحلقة تتناول ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، والرئيس سعد الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري... تحرك مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود فادعى على هشام حداد وأحاله إلى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون التي أحالته بدورها الى محكمة المطبوعات... وبعد، هل ما زال هناك من يتوهمون أن الحرية بخير في لبنان؟ ربما الجواب يتوقف عند معرفة من حرك النائب العام التمييزي... ولكن بصرف النظر عن المحرك أو المحركين، لا بد من صرخة واحدة: "لهون وبس"... هناك آلاف من القضايا التي تستدعي تحرك النيابة العامة التمييزية وليس بينها بالتأكيد هشام حداد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

من الضمان إلى أبيدجان، إنه جنون الانتخابات. في الضمان، سلسلة ممارسات مخالفة للأصول والقانون والأنظمة المرعية. اما الغرض، فالسيطرة على مرفق يعني أكثر من نصف مليون لبناني، ويحتوي على مليارات الدولارات، بأسلوب يذكر اللبنانيين برستم غزالة - رحمه الله بما يستحق - ومحادثته الشهيرة مع mister x...

أما في أبيدجان، فممارسة أخرى، تهدف الى منع الطاقات اللبنانية من التعبئة والتجمع والتوحد لخدمة لبنان، بما يذكر أيضا وأيضا بأبي عبدو نفسه... وفي الحالين، الواضح أن القائمين بهذه الممارسات بدافع من "عصفورية الانتخابات"، يستعملون جميع أنواع الأسلحة، من الضربات تحت الزنار، الى التذرع بقيم الآخرين، على طريقة أن "الصلعاء تتكنى بشعر خالتها"...

أما الكلام عن تمايز بيننا وبين المقاومة، فلا يعدو كونه وهما من مجموعة اوهام. فلا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يتخلى الإنسان عن جلده، تماما كما يستحيل على أي كان أن يدخل بين إنسان وعينيه... لكن مهما يكن من أمر، يبقى أن الارادات الطيبة لا تزال متوافرة، والنيات الحسنة قائمة، لبناء الدولة: الدولة القادرة والعادلة والديموقراطية، الدولة المقاومة بحرية، من اجل جميع اللبنانيين.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

العاصفة الجوية اوسكار التي تضرب لبنان يتوقع ان تشتد في الساعات المقبلة مترافقة مع سرعة في الرياح وتساقط للثلوج ابتداء من ثمانمئة متر وتحسبا لاشتداد أحوال الطقس، مع ما يمكن ان يتسبب به من قطع للطرق بسبب الجليد وتراكم الثلوج، دعا وزير التربية مروان حماده مديري الثانويات والمدارس والمعاهد في القطاعين الرسمي والخاص، الواقعة على ارتفاع 500 متر وما فوق الى إقفال مدارسهم ومؤسساتهم التربوية يوم غد.

واحوال الطقس ادت الليلة الماضية الى حادث سير مروع في منطقة راس المتن اسفر عن مقتل ثلاثة شبان بالكاد اتموا الثامنة عشرة واصابة رابع حالته حرجة. هول هذه المصيبة ووقعها على اهالي منطقة المتن الاعلى دفعت بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الى الصلاة عليهم قبل دفنهم في بلدتيهم رأس المتن وقبيع.

اما العاصفة الانتخابية التي استخدمت موضوع النفايات فقد سلكت طريقها الى التفتيش المركزي الذي شكل لجنة تحقيق خاصة في موضوع مطامر ومكبات النفايات المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة كما طلب وزير البيئة طارق الخطيب من المحامي العام البيئي في جبل لبنان الادعاء على رئيس بلدية بيت شباب بجرم رمي عشوائي للنفايات وتلويث النهر وشاطئ البحر.

اما عاصفة الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعلان القدس عاصمة لاسرائيل فقد اتخذت منحى جديدا باعلان ترامب امام نتنياهو في منتدى دافوس أن مسألة القدس ليست مطروحة في أي مفاوضات مستقبلية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما اتهم ترامب الفلسطينيين بالتعامل بازدراء مع الولايات المتحدة عندما رفضوا استقبال نائبه وتوعدهم بتعليق المساعدات.

وفي مقابل هذه العواصف كان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يختتم مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي الذي اجرى على هامشه سلسلة اجتماعات مع شخصيات وزعماء عرب واجانب تناولت علاقات لبنان والتحضير للمؤتمرات الاقتصادية المقررة للبنان في الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لوهلة ظن اهل التغيير ان الكلام بحق المقاومة ما عليه جمرك، فرموها بحكم الجريمة الثقافية، وحاولوا تقزيم ما دفعته من دم وشهداء بتهمة منطق الهزيمة، ولكن فيلمهم لن يمر ولا محاولة اخراج انفسهم من الوضع الذي ذهبوا اليه بأقدامهم وأقلامهم. اهل المقاومة ليسوا كومبارس صامت وهم قالوا كلمتهم بفم ملآن، اسرائيل شر مطلق والموقف سلاح، فلحس الناطقون بلغة التطبيع هلوساتهم بعد ان تحول حلمهم بكسب المطبعين في الزمن الانتخابي الى كابوس، وهم بذلك استحقوا عن جدارة ومن دون لحظ التوازن الطائفي اوسكارا عن فئة اسرع تيار في قول شيء ونقيضه في ان واحد، فإذا لم تكن مقدمة نشرة قناة السباحة عكس التيار تقصد المقاومة بكلامها المسيئ كما يدعي الاوصياء عليها فمن قصدت يا ترى؟ لربما الصراع العربي الاسرائيلي الذي تحدثت عنه هو في كوكب اخر، او لربما القناة نفسها تتوجه بكلامها الى سكان كوكب زحل، سقط القناع مرة جديدة ليظهر نموذج جديد من استعراض البط الملون للتغيير غب الطلب ووفق المصلحة الفئوية، فمن يصدق بعد اليوم تيارا شعاره الاصلاح تحول الى تيار المصالح؟ من يصدق تيارا عنوانه التغيير لم يبق منه سوى تغيير الالتزامات والمواقف؟ من يصدق تيارا يحمل مشروع المدنية ويطيف الوظائف على حساب الكفاءة؟ من يصدق ان الدولة القوية تبنى بخرق الدستور والانقلاب على الطائف؟ اهل التغيير بمستوياتهم المختلفة يثبتون في كل يوم وعلى متن كل تصريح وتصرف انهم اسرى شعاراتهم الطائفية، بيدنهم العبث بالدستور وخرق الطائف والتجرأ على النص والعرف وروح التوافق، شعاراتهم "مبهبطة" فضحتهم، فباتت لا تنطلي على أحد حتى على البسطاء والسذج من الناس، هم يمكنهم ان يخدعوا كل الناس بعض الوقت وبعض الناس كل الوقت، لكنهم لن يستطيعوا ان يخدعوا كل الناس كل الوقت، رحم الله ابراهم لينكلن فهو كان يعرف هؤلاء ويوصفهم رغم ان المسافة الزمنية التي فصلته عنهم فاقت القرن ونصف القرن.

المسافة الزمنية الفاصلة عن السادس من ايار تتقلص بانتظار الاستحقاق الانتخابي النيابي، القوى السياسية على مختلف مشاربها والوانها حركت ماكيناتها الانتخابية بالنسبة للبعض، وتستعد لتحريكها بالنسبة للبعض الاخر، وفيما بدأت ملامح بعض التحالفات تظهر الى العلن يفترض ان تتبلور تحالفات اخرى قريبا، هذه الورشة الواسعة تأتي في غمرة تأكيد المراجع السياسية على حتمية تنظيم الانتخابات وفي مقدمة هؤلاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي جزم بإجرائها في موعدها رغم معارضة بعض الخارج، وبحسب ما نقل عنه فإن الرئيس بري دعا كوادر حركة أمل خلال ترأسه اجتماع المجلس الحركي للحركة الى ضرورة الاستعداد للاستحقاق اانتخابي وعدم التراخي والنوم على حرير، كي لا نصطدم بمفاجئات، فالانتخابات ليست نزهة، رئيس المجلس أكد ايضا ضرورة التمسك بالطائف داعيا الى ان تعمل المؤسسات وفق القواعد والقوانين التي تحكمها.

وأبعد من لبنان خطا الرئيس الاميركي دونالد ترامب خطوته التالية بشأن القدس عبر اعلانه ان هذه المسألة ليست مطروحة في اية مفاوضات مستقبلية، وفي ذهنية السمسار قال ترامب بعد لقائه نتنياهو في دافوس لقد منحنا الفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات وقوبلنا بعدم الاحترام.

 

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الخميس 25/1/2018

النهار

يقول عارفون بالوضع الشيعي إنه بعد اتفاق الثنائي على تقاسم المقاعد النيابية في المناطق بدأ مرشحون بتلقي التهانئ بفوزهم المسبق.

تبيّن أن وزارة البيئة طلبت في شهر تشرين الثاني الماضي إقفال مكب بيت شباب متوقعة حصول الكارثة لدى تساقط الأمطار.

سجلت حملات سياسية هادئة بين انصار النائبين وليد جنبلاط وطلال إرسلان على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفيات انتخابية.

قال وزير سابق إن خطة إقامة محارق للنفايات أقرت في مجلس الوزراء عام 2010 ومدة إنجازها 4 سنوات لكن شيئاً لم يحصل الى السنة 2018.

الجمهورية

لوحظ أن فريقاً سياسياً بدأ يُبلغ نوّابه الذين ليس لهم حظوظ بالترشّح لهذه الدورة الإنتخابية فيما فريق آخر تاركٌ الجميع لديه في حيرة كاملة.

بات أحد التيارات مع نتيجة الأرقام التي يملكها، يتخوّف جدّياً من إمكان تحقيق أحد المنشقّين عنه خرقاً في دائرة بيروت الأولى وخصوصاً إذا تحالف مع الجمعيات المدنية.

أعرب مسؤول سياسي عن إعتقاده بأن أزمة استجدّت أخيراً بين مرجعَين ليست نقطة الخلاف الوحيدة وهو خائف لأنه يعرف التفاصيل.

اللواء

أوعز لمفوضين من تيّار بارز بالسجالات السياسية، إطفاء المحركات لبعض الوقت، في ما خصَّ "الميثاقية والدستورية".

يجري تضخيم العدد الذي يُمكن أن يحصده حزب سياسي، في إطار الحشد والترويع، وترجيح كفة الخيارات اللاإنتخابية.

يغلب الاتجاه في الانتخابات المقبلة على الترشيحات العائلية، بدل الإنمائية والحزبية، لاعتبارات تتعلق بالمعطيات الإقليمية والدولية المحيطة.

المستقبل

قيل إن جهات مصرفية وصفت "الهجمات" المتتالية ضد القطاع المصرفي بأنها "مشبوهة" وأن من يقف وراءها قوى سياسية درجت على اطلاق شائعات لا تمت الى الحقيقة بصلة لأغراض انتخابية.

الشرق

يستعد البطريرك بشارة بطرس الراعي لاجراء اتصالات على مستويين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة للدفع باتجاه العمل من اجل اعادة النازحيين السوريين الى سوريا...

مصدر وزاري تابع الرئيس عون في زيارته الكويت، لم ينف ولم يؤكد ما اذا كانت حضرت في اللقاء مع امير الكويت، امكانية تصحيح الخلل اللبناني مع قيادات سعودية...

تعد جهات نقابية لتتحرك على اكثر من صعيد بهدف حفظ المنتوج اللبناني الزراعي والصناعي من اية منافسة خارجية والعمل على اعادة النظر بالرسوم الجمركية

البناء

قالت مصادر في المعارضة السورية إنّ الأزمة التي تجتاح صفوفها هذه الأيام على خلفية الضغوط التركية الخاصة بتسليم أوراق الحلّ السياسي لموسكو هي الأصعب والأخطر حيث تتعرّض هيئات المعارضة لانقسام لا سابق له وقد تتعرّض مؤسساتها السياسية والعسكرية لانشقاقات تظهر فيها هيئات رافضة للحل السياسي وتخرج من معادلة التفاوض وأخرى تتأقلم مع المتغيّرات، وأنّ كلّ شيء ينتظر معرفة حدود الدعم السعودي والأميركي لمناوئي الحل الروسي.

 

المدعي العام التمييزي يطلب الادعاء على هشام حداد

الخميس 25 كانون الثاني 2018 /طلب المدعي العام التمييزي الادعاء على هشام حداد على خلفية تطرقه في حلقة من برنامج "لهون وبس" لولي العهد السعودي حيث نصحه فيها بعدم تناول الوجبات السريعة. وقد أحالت النائب العام الاستئنافي القاضية غادة عون الادعاء الى محكمة المطبوعات بجرم المادة 23 من القانون104/77. وعلق هشام على الموضوع عبر حسابه الخاص على تويتر قائلاً: "حتى المقطع المقصود كان للتهكم على توقعات ميشال حايك ... على كل، للحديث تتمة الثلاثاء القادم" ...وأرفق التغريدة بهاشتاغ: #لهون_وبس_لدولة_القمع

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الوفاء للمقاومة: أعمال لجنة التحقيق الاميركية وتدخلها في النظام المصرفي انتهاك للسيادة اللبنانية

الخميس 25 كانون الثاني 2018

وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك برئاسة النائب محمد رعد، وأصدرت البيان الآتي:

"مع اقتراب المهلة التي تبدأ فيها عند مطلع الشهر المقبل الترشيحات للانتخابات النيابية، تختلط الاجواء المتلبدة بالعواصف الثلجية المرتقبة مع اجواء الخلافات السياسية الداخلية التي نأمل ان نرى خواتيمها لمصلحة الوطن، فيما تواصل الادارة الاميركية عزفها التحريضي ضد حزب الله عبر سيمفونية التشكيك والاتهام المفبرك الفاقد لاي دليل، وادعاءات التحقيق السياسي للتأكد من عدم تسلل تمويله عبر النظام المصرفي الاميركي الذي ينتهك سيادات الدول ويتسلط على سياساتها النقدية والاقتصادية دون وجه حق، وبحكم الأمر الواقع، وتوظيف ذلك كله ضمن أقذر عملية تصفية حساب مع الشعوب المقاومة في المنطقة لمشاريع التسلط والارهاب الاسرائيلي التي تدعمها وتحميها الادارة الاميركية المتجبرة، في سياق رعايتها لمحاولات التطبيع المتواصلة بدءا من الثقافة والفن والسياحة والبيئة وصولا الى العلاقات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية.

لقد ناقشت الكتلة جملة النقاط الواردة على جدول اعمال اجتماعها وخلصت الى ما يأتي:

1- تدين الكتلة اعمال لجنة التحقيق الاميركية في لبنان، وأصل تدخلها في النظام المصرفي اللبناني، وتعتبر ذلك انتهاكا للسيادة اللبنانية لا يبرر السكوت عنه الادعاءات الواهية بالحرص على علاقات لبنان وصداقاته الدولية المزعومة.

2- تعتبر الكتلة قيام العدو الاسرائيلي بعدوان جديد على لبنان من خلال عملية التفجير الآثمة التي استهدفت قياديا في حركة حماس في مدينة صيدا، مؤشرا خطيرا لتمادي العدو في خرقه للسيادة اللبنانية واستهدافه زعزعة الامن والاستقرار، الامر الذي يتطلب أعلى درجات الاستنفار للتصدي لهذا المسار الجديد في المواجهة.

واذ تؤكد الكتلة أهمية مواصلة جهود الاجهزة الامنية والقضائية اللبنانية لكشف خيوط هذا العدوان، فإنها تدعو الى التشدد في مكافحة شبكات التخريب الصهيونية واعتبار ذلك اولوية للامن الوطني اللبناني.

3- تدعو الكتلة الشعب اللبناني وقواه الشريفة الى مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني في جميع المجالات والصعد، كما تدعو الدولة الى احترام التزاماتها واتفاقاتها ضمن هذا السياق، وتحيي وقفات الاحتجاج والرفض التي دعت اليها المنظمات الشبابية والجمعية اللبنانية لمقاطعة الكيان الصهيوني ولقاء الاحزاب اللبنانية والفلسطينية، وتؤكد ضرورة مواصلة التحركات السياسية والاعلامية والشعبية الرافضة لكل مفردات التطبيع مع العدو الصهيوني، التي هي اعتداء ذميم على الكرامة الوطنية وتشكل مخالفات قانونية توجب تطبيق احكام قانون العقوبات ذات الصلة.

4- تطلب الكتلة من الحكومة اللبنانية التزام تعهداتها امام المجلس النيابي بشأن الاصلاحات التي ينبغي ان تتضمنها الموازنة العامة للعام 2018، خصوصا لجهة مكافحة التهرب الضريبي ومكافحة قوننة الهدر، وتشدد على أهمية الاسراع في ارسال هذه الموازنة الى المجلس النيابي لدراستها واقرارها.

5- ان ملفات الهدر والفساد المحولة الى القضاء اللبناني المختص، سواء منها المرتبط بقطاع الاتصالات أو تلك المرتبطة باستغلال اعمال التحديد والتحرير للاستيلاء على المشاعات أو سواها من الملفات والقضايا، تحتاج الى مقاربات جدية وسريعه لوضع حد للتمادي الحاصل في هدر المال العام.

وتأمل الكتلة ان تكون هناك خطوات ملموسة في هذا المجال لاعادة الامل الى اللبنانيين بإمكان النهوض ببلدهم.

6- تابعت الكتلة الاوضاع المتردية للخدمات الكهربائية في محافظة جبل لبنان الجنوبي ومحافظتي الجنوب والنبطية وما يترتب عليها من اعطال واضرار تطال المواطنين والمؤسسات وحملت الكتلة الحكومة المسؤولية بالاسراع بايجاد حل جذري وسريع ونهائي لهذه القضية".

 

كنعان بعد اجتماع لجنة المال: مهمة النائب لا تقتصر على المواقف وبمتابعتنا أوقفنا توسعة مطمر برج حمود والجديدة

الخميس 25 كانون الثاني 2018

وطنية - أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان أن "اللجنة استغربت بإجماع اعضائها عدم احالة مشروع موازنة العام 2018 مع اصلاحاتها الى المجلس النيابي"، قائلا: "لا نستطيع أن نفهم كنواب هذا التأخير، بعد كل الجهد الذي بذل في العام 2017 في اللجنة والمجلس النيابي، لإقرار موازنة في نهاية السنة المالية بعد كل التاخير الذي حصل، وبعد كل التعهدات من الحكومة والمجلس النيابي مجتمعا بأن موازنة العام 2017 ستكون تأسيسية لموازنة جديدة تضم الاصلاحات على مستوى ضبط الهدر الذي يؤثر على العجز والدين العام وقد وصل الى مستويات لا يمكن تحملها بعد اليوم".

موقف كنعان جاء في خلال مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع لجنة المال التي عقدت برئاسته وحضرهاالنواب: انطوان زهرا، كاظم الخير، علي عمار، عباش هاشم، حسن فضل الله، نبيل دو فريج، علي فياض وياسين جابر. كما حضرها المدير العام لوزارة المالية الان بيفاني، مستشارة وزير الطاقة والمياه رندة المر، رئيس دائرة المياه في مجلس الانماء والاعمار يوسف كرم، رئيس ادارة التمويل في مجلس الانماء والاعمار وفاء شرف الدين، الملحق في وزارة الخارجية والمغتربين رالف مطر. وقال كنعان: "لقد عقدت اجتماعات عدة مع المؤسسات الدولية، والتقيت مسؤولين في المؤسسات المالية، ونحن على بعد اسابيع من مؤتمر باريس 4، والكل يعتبر ان الاصلاحات مطلوبة لتسهيل وضع لبنان المالي، ويجب الا يعتبر احد ان وضع لبنان المالي على المستوى الدولي يمكن ان يستمر بالنسبة للمؤسسات الدولية والدول المانحة من دون السير بالاصلاحات، التي لم تعد مجرد كلام ومزايدة انتخابية وشعارات، بل هي كناية عن 22 بندا تم اقراره في الهيئة العامة وتعهدت الحكومة بشخص رئيسها بأنه سيتم اعتمادها بمتن مشروع موازنة العام 2018 الذي سيحال الى المجلس النيابي في بداية السنة المالية". وسأل: "اين نحن اليوم من التعهدات؟ واطالب الحكومة باسم لجنة المال والموازنة بالا تتلكأ بعد اليوم بانهاء دراسة مشروع موازنة العام 2018، ونؤيد التوجه الذي سمعنا عنه من رئيس الحكومة ووزير المال الذي التقيت به، بأن يكون هناك تحجيما للانفاق، حكي انه سيصل لى 20%، واعتقد انه يمكن الوصول في بعض الاماكن الى 50% بعد اجراء دراسة شاملة".

وقال كنعان: "في موضوع الجمعيات على سبيل المثال، نحن لا نستهدف اي جمعية تعمل في شكل سليم وتقوم بواجباتها وفق الاصول، لكننا لن نسمح باستمرار الجمعيات الوهمية التي تتعاطى بتمويل سياسي وانتخابي على حساب المال العام. ولدي كل المعطيات، وسيكون لي كلام في هذا الخصوص في الوقت المناسب، اذا لم يتم التجاوب مع ما نطالب به من اصلاحات على هذا الصعيد". وعلى صعيد القروض، أشار الى أن لجنة المال ستعقد جلسات لمتابعة اعمال المجالس والادارات التي تحددها وقال: "نسأل عن الدين العام وعن سقف سياسة القروض، ونريد معرفة توجه الدولة واولوياتها في الانفاق".

وعلق كنعان على ما قيل عن حصر مصرف لبنان عملية سحوبات الصراف الآلي ATM بالليرة اللبنانية، قائلا: "لا صحة لما قيل على هذا الصعيد، وراجعنا وزارة المال والجهات المختصة، ولا تعميم من مصرف لبنان بهذا الخصوص. ولا يحق اصلا بنظامنا المصرفي بأن يلزم مصرف لبنان البنوك بإجراء من هذا النوع. لكن ذلك لا يعني بأن يكون هناك توجه لدينا كمؤسسات ولبنانيين بتعزيز بالتداول بالليرة بشكل افرادي. والحديث عن تعاميم غير موجودة بهذا التوقيت يهدف الى الاساءة لنقدنا ومصداقيتنا المالية".

وتطرق الى مسألة النفايات والتلوث، معتبرا أن "الحلول لا تكون بالسجالات والمواقف، بل من خلال مخططات ومشاريع تؤمن لها الاعتمادات وتنفذ لمنع الكارثة". وقال: "كنا اليوم مثلا امام مشروع في الصرفند بقيمة 61 مليون دولار، وهو استكمال لمشروع آخر يسهم في تجميع مياه الصرف الصحي وينشىء لها محطات تكرير، تخفض مستويات التلوث، وهو محال في 17 شباط العام 2017 وقد اقر اليوم في لجنة المال. وهو ما يساعد في منطقة تعاني، على غرار مناطق أخرى كالليطاني والمتن الشمالي وكسروان. كما اقرينا اليوم في اللجنة بندا يتعلق ببشري، ويهدف الى تطوير استغلال مصادر المياه ومنع اي تلوث. وهذه مشاريع منتجة، ناقشناها واقريناها. وهي فرصة للنواب للمشاركة في اجتماعات من هذا النوع ومناقشة الجهات المعنية، من وزارات ومجالس". وأكد كنعان ان "ممارسة النائب لرقابته الفعلية على السلطة التنفيذية لا تكون بالتصاريح والمواقف الاعلامية والاعلانية، بل من خلال المشاركة في الاجتماعات والمناقشة والمتابعة". وقال: "الرقابة يجب ان تكون فعلية، لا موسمية في فترة الانتخابات، ومن خلال تصاريح اعلامية من دون إقرانها بالافعال والمتابعة مع المراجع المعنية. على سبيل المثال، طرح قبل اسابيع موضوع توسعة مطمر برج حمود والجديدة، وانطلاقا من كوني معنيا كنائب عن المنطقة، اتخذت موقفا رافضا وتابعته مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير البيئة، ما حدا بالحكومة الى تحويل الموضوع الى لجنة وزارية فرعية، واتخذ القرار في النهاية بعدم اجراء التوسعة، لا بل البحث عن بدائل. ما يعني ان العمل الجدي يوصل الى نتيجة".

وأشار الى ان "الاعتراض والشكوى مسائل صحية، لكن المهمة الرقابية للنائب يجب ان لا تقتصر على اطلاق المواقف التي يمكن لأي مواطن ان يعبر عنها، فيما على المسؤول العمل على ايجاد الحلول المطلوبة، وهو ما يتطلب الجهد والمثابرة والانجاز".

 

مذا قال ريفي في ذكرى استشهاد وسام عيد؟

صدر عن اللواء أشرف ريفي، البيان الآتي: "في ذكرى إستشهاد الرائد البطل وسام عيد نجدد إلتزامنا بالنضال والثبات في مواجهة آلة القتل والإغتيال التي تسعى لتطويع إرادة اللبنانيين في الحرية والعدالة. يا شهيد الحقيقة والعدالة والسيادة، لقد كنت مثال الضابط الشجاع والمتفوق، وكنت تعرف أنك مستهدف لكنك تابعت طريقك، وعينك على كشف الحقيقة في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، ووضعت إنجازك الكبير في خدمة المحكمة الدولية، التي ستحاسب المجرمين ولو طال الزمن.نفتقد شجاعتك ففي الليلة الظلماء يفتقد الوسام، ولنا الأمل والثقة ولدينا العزم مع رفاقك ومع جميع اللبنانيين على متابعة الطريق، حتى تحقيق العدالة ومحاكمة من اغتالوك، فقضيتك وشهداء ثورة الإستقلال، حية في وجدان الأحرار، حيث لا مساومة ولا إرتهان ولا تفريط بالثوابت".

 

المخاوف تتفاقم من "الشلل" في لبنان

"الأنباء الكويتية" - 25 كانون الثاني 2018/يقول أحد السفراء الأوروبيين، لـ"الأنباء"، ما حرفيته: "نحن نراقب الوضع السياسي، ونتوقف عند الهجومات المتبادلة، هناك فرص كبيرة للبنان، فأوروبا تضغط بكل ثقلها لدفع لبنان أكثر فأكثر إلى مزيد من الاستقرار، لكن ما يبعث على الأسف هو هذا التنازع السياسي الذي لا يفيد لبنان، بل يضيع عليه فرص الهدوء والانتعاش أكثر، قد يكون ما يجري من ضمن اللعبة الديموقراطية وتحضيرا للانتخابات، لكن نرى ضرورة ألا يصل هذا الأمر إلى سقف تشل معه البلد ويقدم صورة بالغة السلبية عن لبنان".

 

مرسوم جديد "يُشعلها" بين باسيل والمشنوق

الجمهورية/25 كانون الثاني 2018/عُلم أنّ إشكالاً محدوداً حصَل بين وزارتي الداخلية والخارجية حوله لخلوِّه مِن توقيع وزير الخارجية جبران باسيل، برغم أنّ المرسوم يحدّد تواريخ اقتراع المغتربين، ووزارة الخارجية هي المعنية بإجراء الانتخابات الخاصة بهم بكلّ تفاصيلها. وفي تفاصيل هذا الإشكال، أنّ المشنوق أعدّ المرسوم المذكور، فتبيَّن فيه بدايةً بعض الأخطاء الطفيفة والتقنية المتعلقة بالمغتربين، فصحّحها باسيل وأُبلِغ وزير الداخلية بضرورة ان يتضمّن المرسوم المذكور توقيعَ وزير الخارجية، فلجأ المشنوق الى استشارة قضائية، فيما لجَأ وزير العدل الى استشارة هيئة القضايا والتشريع. وجاء رأي الاستشارتين بأن لا لزوم الى توقيع وزير الخارجية. وبناءً على هذين الرأيين امتثلَ باسيل لِما ورَد فيهما، على رغمِ إصراره على ان يتضمّن المرسوم توقيعَه، لأنّ وزارة الخارجية هي المعنية بإجراء انتخابات المغتربين بالكامل في السفارات والقنصليات. والدافع الاساس لامتثال باسيل هو التسهيل وأيضاً لكي لا يؤوَّلَ موقفه او يفسَّر على غير مقصده ويدرَج في خانة عرقلةِ الانتخابات او تأخيرها. وتبعاً لذلك، تضيف المعلومات لـ"الجمهورية"، أنّ باسيل قرر الاحتكام الى الهيئة الاستشارية العليا، ليس لغاية تعطيل المرسوم او تأخيره، بل لغاية التأكيد على حقّه الدستوري بالتوقيع الذي لا يتخلّى عنه، وبالتوازي جرى تواصل بينه وبين المشنوق وابلغَه انّه اذا كان تنفيذ العملية الانتخابية في لبنان والخارج من مسؤولية وزارة الداخلية اصبَحت الوزارة هي من ستتحمّل المسؤولية، ولا مانع عنده، مع إشارته الى استمرار وزارة الخارجية بالقيام بكلّ ما يَلزم حيال انتخابات المغتربين. وتوقّفت مصادر متابعة حيال ما سمّته الإشكال العابر حول توقيع المرسوم، حيث لاحظت وَجه الشبه بينه وبين أزمةِ مرسوم منحِ الاقدميات لِما سُمّيت "دورة عون"، والذي ما زال عالقاً في الأزمة المحتدمة حوله بين بعبدا وعين التينة. فيما مرسوم دعوة الهيئات الناخبة مرّ بشكلٍ انسيابيّ ومن دون تكبير للمشكل.

 

بري وجنبلاط وفرنجية.. في حلف جديد قريباً

الأنباء الكويتية/25 كانون الثاني 2018/ينظر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى الانتخابات النيابية على أنها معركة إطلاق زعامة نجله تيمور، ومرتكز هذه الزعامة هو اتفاق الطائف الذي يبقى ثابتاً بضمانة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، ولذلك يتخذ موقفاً إلى جانب بري في مرسوم الأقدمية، لأن معركة ما بعد الانتخاب معركة الحفاظ على الطائف، التي ستعزز التحالف مع بري وفرنجية، مع محاولات لاستعادة الحريري إليه.

 

بعدما تخلى عنه "التيار".. خليل يعلن: كسروان أم المعارك

"السياسة الكويتية/25 كانون الثاني 2018/يبدو أن رياح التغيير الانتخابي بدأت تلفح من دائرة كسروان - الفتوح التي شكلت على مدى دورتين انتخابيتين، الثقل الأساسي للتيار العوني وتكتل "التغيير والإصلاح"، الذي كان يتزعمه العماد ميشال عون، قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية وتنتقل رئاسته إلى صهره وزير الخارجية جبران باسيل. ومع دخول البلاد في معمعة الانتخابات النيابية، لن يبقى القديم على قدمه، مع دخول الصهر الثاني للرئيس عون العميد شامل روكز، بازار الترشح للانتخابات المقبلة في هذه الدائرة، بعد أن تحوّلت مع دائرة جبيل إلى دائرة واحدة، والذي يتحكم فيها العصب الماروني الصرف، باستثناء مقعد شيعي واحد. فيصبح المجموع ثمانية نواب، سبعة نواب للموارنة ونائب للشيعة. وبحسب المعلومات، فإن هذه الدائرة ستضم بين مرشحيها كما تردد، إضافة إلى العميد روكز، الوزير السابق زياد بارود رئيس بلدية جبيل زياد حواط والنائب الحالي فريد الخازن والنائب السابق منصور غانم البون أو زوجته، أما الأسماء التي ينوي تكتل "التغيير والإصلاح" التخلي عنها لصالح هذا التحالف الجديد، فهم النواب جيلبرت زوين ونعمة الله أبي نصر ويوسف خليل، الذي يبدو أكثرهم تأثراً من القرار. وكشف خليل، لـ"السياسة"، إن "رئيس الجمهورية أبلغه صراحة أثناء لقائه به قبل أيام، نية "التيار" عدم التعاون معه في الانتخابات المقبلة، وعليه فإنه بات حراً في تحالفاته الجديدة"، ملمحاً إلى إمكانية التحالف مع "القوات اللبنانية"، التي تربطه برئيسها سمير جعجع صداقة قديمة. وأعرب عن استغرابه من موقف "التيار" من إبعاده كونه من أكثر النواب التصاقاً بقاعدته الانتخابية، مقدماً لها الكثير من الخدمات طيلة السنوات الماضية، ولذلك لا يمكنه التخلي عنهم بأي شكل من الأشكال. وجدد رفضه أن "يأتي الدم الجديد على حسابه وحساب زملائه، لأنهم يمتلكون من الخبرة والحنكة السياسية، ما يجعلهم مؤهلين لخدمة جمهورهم أكثر من الذين يريدون فرضهم على المنطقة، مشيراً إلى أنه في النهاية، فإن صناديق الاقتراع هي الحكم بيننا وبينهم.

وعن حسابات الربح والخسارة، اعتبر إن "الجو مناسب لخوض المعركة بعيداً عن التيار، متكلاً على وفاء الناس له، وهو لا يخشى الخسارة أبداً، وواصفاً الانتخابات في كسروان - جبيل بـ"أم المعارك".

 

حزب الله لحليفه ... لو كنت أعلم

حنان الصبّاغ/لبنان الجديد/25 كانون الثّاني 2018

 هل لو عاد الزمن إلى الوراء لقال حزب الله لو كنت أعلم لما رددت ديني؟

 حرب داخل المنزل الواحد قد تؤدي إلى إنفصال وربما إلى حقد مما يسبب بزعزعة الإستقرار بين الأشقاء، هذه حال التيار الوطني الحر مع حزب الله بعدما إعترض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على عرض فيلم the post للمخرج ستيفن ستيلبرغ بحجة أن المخرج المذكور داعم للعدو الصهيوني ومتآمر على أطفال قانا. هذه الحجة لم تعجب أشقاءه في التيار الوطني الحر فلجأوا إلى الرد عليه عبر مقدمة نشرة أخبار الـ otv والتي اعتبرت أن منع عرض الفيلم يصب في مصلحة تقييد الحريات العامة مضيفة أن من يدعو لذلك قد إنهزم هزيمة تلو الأخرى في كل حروبه ضد إسرائيل.

هذه الحرب التي إستغلها جمهور حركة أمل باعتبار أن رئيس مجلس النواب نبيه بري قد كان على حق حينما استخدم الورقة البيضاء في انتخابات رئاسة الجمهورية قوبل أيضًا بحرب كلامية على صفحات التواصل الاجتماعي بين الجمهور الأصفر والجمهور الليموني والذي أكد فيه الأول أن من واجب الأخير الوقوف معه في حرب تموز. وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كان قد عرض في إحدى مناطق الجنوب ومع قناة الميادين فكره التطبيعي مع إسرائيل والذي تناول فيه حينئذ أن لبنان لا يرفض فكرة دولة إسرائيل إنما هو مع الأساس مع منطق السلام لكل دولة.

ومنذ أن تسلم السلطة عهدا جديدًا يبدو أن الدين قد رد إلى التيار الوطني وما كان ظاهرًا من توافقات ليست إلا خلافًا باطنيًا بدأ يطفو في الإراء، فهل لو عاد الزمن إلى الوراء لقال حزب الله "لو كنت أعلم لما رددت ديني"؟

 

الاحرار: نطالب الحكومة بحزم امرها والتصدي لملف النفايات على اعتباره من الأولويات

 البيان الاسبوعي/احرارنيوز - 2018-01-25 اعتبر حزب الوطنيين الاحرار ان موضوع النفايات لا يمكن التطرق له بجدلية او بمحاولة رفع المسؤولية من هنا وهناك وإنما بقيام الحكومة بواجباتها في المعالجة للحد من الأضرار الاحرار وفي اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الاعضاء كرر مطالبته الحكومة بحزم امرها والتصدي لملف النفايات على اعتباره من الأولويات التي تستوجب قراراً حاسماً في كل مفاصل المعالجة

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي :

1 – جاء اجتياح النفايات الشواطئ ليؤكد خطورتها على الصحة والبيئة وتداعياتها على السياحة لا فرق ان كان مصدرها المطامر المعتمدة او المكبات العشوائية في الأودية وعلى ضفاف الأنهر. وبالتالي فموضوعها لا يمكن التطرق له بجدلية او بمحاولة رفع المسؤولية من هنا وهناك وإنما بقيام الحكومة بواجباتها في المعالجة للحد من الأضرار.  لذا فإننا نكرر مطالبتها بحزم امرها والتصدي لملف النفايات على اعتباره من الأولويات التي تستوجب قراراً حاسماً في كل مفاصل المعالجة.  من هنا ترقبنا للإجراءات المتوقعة على صعيد الحكومة عموماً ووزارة البيئة خصوصاً آملين في جديتها وفعاليتها لتطويق ذيول هذه الأزمة المزمنة. ونهيب في الوقت عينه بمنظمات المجتمع المدني وهيئاته البقاء على جهوزيتها لممارسة الضغوط في هذا الاتجاه على ان تبقى منفتحة على اي طلب مساعدة أو استشارة صادر عن الجهات المختصة.

2 – يمكن اعتبار توقف المعلمين عن العمل يوم أمس الأربعاء بمثابة جرس إنذار يسبق إضرابهم لثلاثة أيام في 5 و 6 و 7 من شهر شباط ما يعدّ تصعيداً موصوفا ً يجعل الحلول المتداولة من دون افق. هكذا يدور الأفرقاء في دوامة التجاذبات والشكوك والاتهامات بينما يدفع التلاميذ الثمن في آخر المطاف. ولقد سبق لنا أن طالبنا بحل يوفق بين مواقفهم في معرض تأييدنا اقتراح رئيس الجمهورية تولي الدولة دفع رواتب معلمي المدارس الخاصة انطلاقاً من كونها ذات منفعة عامة ويقضي التعاطي معها على هذا الأساس. وعليه نجدد مطالبتنا بإيلاء هذا الملف أكبر قدر من الاهتمام من قبل السلطة التنفيذية لإيجاد  تسوية تجمع المعلمين والأهل وإدارات المدارس الخاصة وذلك كحد أدنى مقبول للخروج من الأزمة المتمادية.

3 – نأمل في ان تكون قد توقفت التجاذبات حول قانون الانتخاب خصوصاً لجهة البطاقة الممغنطة والميغاسنتر وتمديد مهلة تسجيل المغتربين. ونلفت في المناسبة الى ضرورة إزالة الشوائب في القانون لكي لا تبقى مادة للطعن به غداة إتمام العملية الانتخابية. إلا اننا نأسف لسقوط المواد الإصلاحية الواحدة تلو الأخرى من متنه مما ينعكس سلباً على العنصر الديمقراطي فيه. ونسجل في المقابل إيجابية صدور مرسوم الهيئات الناخبة الذي يعد إشارة لانطلاق الدينامية الانتخابية واستحالة العودة الى الوراء. وندعو أخيراً المجتمع المدني الى التحرك استعداداً للانتخابات وحشد أكبر قاعدة ممكنة من الناخبين والمشاركة الكثيفة التي تسدّ الثغرات في القانون مع التأكيد على انه ابعد ما يكون عن القانون المثالي وانه بحسب وصف مؤيديه أفضل الممكن في المرحلة الراهنة.

 

من بيروت هذه المرّة.. واشنطن "تحزم" والهدف حزب الله

ريتا الجمّال/ليبانون ديبايت/25 كانون الثاني 2018

في إطار جولته "السياسيّة" و"الماليّة" الى لبنان، التقى مُساعد وزير الخزانة الأميركيّة لشؤون تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي خلال زيارته، يومي الاثنين والثلاثاء، رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون، والحكومة سعد الحريري، ومجلس النواب نبيه بري، ووزير المالية علي حسن خليل، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، وجمعيّة مصارف لبنان، واتحاد المصارف العربيّة، بهدف "مُناقشة مُكافحة عمليّات التمويل غير المشروع، بما في ذلك تمويل نشاطات حزب الله الارهابيّة وقيامه بعمليّات اتجار غير مشروعة"، بحسب بيان السفارة الاميركيّة. بيلينغسلي لم يستثنِ من جولاته وسائل الاعلام المحليّة والاجنبيّة، اذ خصّ الصحفيّين، مساء الثلاثاء، في حضور السفيرة الاميركيّة في لبنان اليزابيت ريتشارد وعدد من مُستشاريه ومُعاونيه، بحديث شامل حول الهدف الاساسيّ من زيارته لبنان، واجواء اجتماعاته المصرفيّة والحكوميّة والاداريّة والسياسيّة، التي تُعدّ في غاية الاهميّة خصوصاً بعدما أصدر القضاء الاميركي قراراً بإنشاء وحدة خاصّة للتحقيق حول حزب الله وكيفيّة الحصول على التمويل ودعم الارهاب عبر الاتجار بالمخدرات. وأكّد خلال حديثه الى الصحفيّين أنّ "المحادثات التي أجراها مع السلطات والمؤسسات الماليّة اللبنانيّة كانت ايجابيّة جدّاً، اذ تركّز الاهتمام على كيفيّة العمل معاً من أجل حماية المصارف اللبنانيّة من التهديدات التي تطاولها، وبذل الجهود اللازمة لمُكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال". وشدد على قوّة العلاقة البنّاءة مع الحكومة اللبنانيّة، التي تشاركت الادارة الاميركيّة معها معلومات مُهمّة تتعلّق بالتهديدات الامنيّة المُرتبطة بداعش والارهاب الماليّ، والتي لا تزال تحرص على استقرار لبنان ودعم اقتصاده وماليّته ومؤسسّاته الأمنيّة التي تعدّ الضامن الوحيد لحماية الوطن والسيادة اللبنانيّة. وأوضح بيلينغسلي أنّ "العقوبات الماليّة لا تهدف الى ضرب القطاع المصرفي اللبنانيّ والضغط عليه سلباً، بل العكس. فهي تعمل على حماية المصارف اللبنانيّة التي تعدّ قلب الاقتصاد المحليّ، وكذلك النظام الماليّ الدوليّ، والحؤول دون وصول حزب الله الى الحسابات المصرفية والماليّة، وأن لا يكون جزءاً من القطاع الماليّ، بغية التأكيد أنّ لبنان مكان آمن لتحويل الاموال. من هنا كان التعاون مثمراً جدّاً وكبيراً من قبل مصرف لبنان والبنك المركزي وكافة السلطات الماليّة". وحرص على التأكيد أنّ "همّ الادارة الاميركيّة يكمُن في منع حصول ايّ تحويل مالي بين ايران وحزب الله تطبيقاً للاجندة الايرانيّة، وهذه الجهود تتمّ ايضاً بالتعاون مع شركائنا في المنطقة لايقاف التمدّد الايراني، وكذلك بمُساعدة المصارف اللبنانيّة التي تكثّف التدقيق بشأن الحسابات الماليّة كما وتغلق تلك المشبوهة". وأشاد "بالعلاقات المُمتازة مع المملكة العربيّة السعوديّة ودول الخليج والتعاون المُستمرّ في ما خصّ مُكافحة تمويل الارهاب والجرائم الماليّة". واعتبر أنّ "حزب الله هو سرطان في قلب لبنان، ولا يمكن فصل جناحه العسكري عن ذاك السياسيّ، فهو واحد، ويمثّل تنظيماً ارهابيّاً يداه ملطختان بالكثير من الدماء. وهناك تصرفّات لم تعد مقبولة وتجاوزت الحدود ووصلت الى حدّ الارهاب، وقتل مسؤولين، وجذب الاولاد والشباب الى المُخدّرات والكبتاغون وغيرها من المواد المُخدّرة التي تقضي على الاجيال المُقبلة وبالتالي على المُستقبل". وأشار الى ضرورة "التمييز بين حزب الله والمُكوّن الشيعي في لبنان، الذي نحرص على ضمان معاملته بعدل ومساواة وتمكينه من الوصول الى حساباته المصرفيّة كأيّ مواطن لأي طائفة انتمى. أي همّنا يرتكز فقط على تطبيق قانون منع التمويل الدولي لحزب الله، الذي لا يستهدف الطائفة الشيعيّة، بل فقط أنشطة الحزب الماليّة في كل دول العالم، وكلّ من يتورّط في الاعمال السّابق ذكرها". وأكد على أنّ "التعاون وثيق بين الجانبين الاميركي واللبنانيّ، وخصوصاً مع الاجهزة الأمنيّة، ودائماً ما نتشارك معهم أي أدلة لها علاقة بتحركات ارهابيّة، أو تحويلات ماليّة لدعم الارهاب، والتحرّك يأتي سريعاً من الجانب اللبنانيّ، الذي يلعب دوراً كبيراً في تطبيق اعلى المعايير لمُحاربة غسل الأموال ومكافحة تمويل الارهاب، ومراقبة الحركة الماليّة وعمليّة نقل الاموال. وهذا ما تطرّقنا اليه مع الرؤساء الثلاث بشكل خاصّ، مع حرصنا على ضمان استمرار هذه المعايير الناجحة جدّاً". ولفت الى أنّ "الدعم سيستمرّ للاجهزة الامنيّة واعطائها ما تحتاجه لتأمين حماية كافة الاراضي اللبنانيّة ومتابعة جهودها وانجازاتها في ما خصّ القضاء على الارهاب والحؤول دون عودته".

 

المفتي زغيب في هجوم ناري على الثنائي الشيعي: نطالبكم بالانماء الذي لم نشاهده طيلة استلامكم للنيابة والوزارة

لبنان الجديد/25 كانون الثاني/18 /يقال بأن  الثنائي الشيعي ضامن لنتيجة الانتخابات وبانه سوف يكسح كل المقاعد الشيعية في كل المناطق ونحن نقول لهما القاعدة تقول من له الغنم فعليه الغرم ونحن نطالبكم بالانماء الذي لم نشاهده طيلة استلامكم للنيابة والوزارة من سنة ١٩٩٢ حتى الان ونحن لا نطالبكم بالغرم بل نطالبكم بالحقوق التي تستحقها هذه الطائفة التي لم تبخل عليكم ابداً في اي استحقاق سواء على مستوى الكلمة او الموقف او بذل الدماء والارواح هذه الطائفة تستحق ان تعيش في مناطقها بكرامتها وان لا تذل امام المستشفايات ولا في المدارس وان تكون الكهرباء عندها بشكل دائم وانتم نعلم بانكم لستم الدولة ولكنكم انتم الزمتم انفسكم بان تكونوا حيث لا تقوم الدولة بدورها وانتم تعلمون ان الطائفة الشيعية تدفع فواتير كبيرة وسبب ذلك انها احتضنتكم ولن تتخلى عنكم لان الاخطار تحيط بلبنان وبها من كل جهة والاعداء يتربصون بها الدوائر  لذلك الواجب الديني والاخلاقي والوطني يلزمكم بان تؤدوا لها كامل حقوقها وان ترفعوا الحرمان عنها فعلا لا قولا ورفع الحرمان لا يكون من خلال قانون يشرع زرع الممنوعات بل الانماء يكون من خلال حضوركم واجبار الدولة على الحضور بكل مؤسساتها ونحن نطالبكم بان تبروا بالقسم الذي اطلقه امام المقاومة الامام موسى الصدر على مرجة راس العين ونحن نطالبكم بالوفاء بوعودكم كلها وخصوصا عندما قلتم الى البقاع دُر  لاننا حتى هذه اللحظة وجدناكم عن البقاع دُر وختاما نقول بان الوفاء لاهل الوفاء وفاء وبان الاستهانة باهل الوفاء غدر ومنقصة وعيب فكونوا اهلا للوفاء واحفظوا دماء الشهداء ووصية سيدهم التي قالها وهو صادق سنخدمكم باشفار عيوننا وباننا سنقاوم الحرمان كما قاومنا ونقاوم الاحتلال.

 

 حرب كلامية بلبنان على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب فيلم ومناصرو «حزب الله» يصفون حلفاءهم بـ«تيار التطبيع»

بيروت: تمارا جمال الدين/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18

برزت في الآونة الأخيرة موجة من الخلافات بين أحزاب وتيارات كانت تنضوي تحت خط سياسي واحد في لبنان. وأصبح واضحا للجميع هشاشة الروابط التي كانت تجمع على وجه الخصوص أحزاب «الممانعة»، التسمية المطلقة على محور سياسي داخلي يضمّ «حزب الله» و«حركة أمل» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» و«التيار الوطني الحر» وغيرها. وبعد أن توترت العلاقات بشكل كبير بين التيار الوطني الحر بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل بقيادة نبيه بري إثر خلافات في مواقع القرار، اندلعت في اليومين الماضيين حرب كلامية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بين جمهوري التيار و«حزب الله» هذه المرة، سببها فيلم سينمائي بعنوان «ذا بوست». ففجّر تقرير قناة «أو تي في» التابعة للتيار، قنبلة في وجه مؤيدي «حزب الله»، ذلك لأن التقرير أتى تعليقا على موقف أمين عام الحزب حسن نصر الله، الذي دعا لمقاطعة فيلم «ذا بوست» للمخرج ستيفن سبيلبيرغ بسبب وجوده على القائمة السوداء للشخصيات الداعمة لإسرائيل. واعتبر التقرير أنّ المطالبة بمنع الفيلم «جريمة ثقافية تعيد تجسيد قمع الرأي الآخر بذريعة مواجهة العدو، وهو منطلق لم يفضِ في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي إلا إلى هزيمة تلو الهزيمة».

كما كان الوزير جبران باسيل (التيار الوطني الحر) قد أيد عرض الفيلم مُعتبراً أنه «لا يمكن التعاطي بهذه الطريقة مع هكذا أمور»، وأكد أن مثل هذه الدعوات تعني عملياً «مقاطعة وإقفال الكثير من المحال والشركات التجارية».

وعبر مناصرو «حزب الله» تحت هاشتاغ «#تيار_التطبيع» عن غضبهم من التيار الوطني الحر ومن مواقفه الأخيرة المؤيدة لعرض الفيلم.

وبدأ جمهور الحزب بوصف التيار «بالمطبع» رافضاً الهزيمة في وجه إسرائيل، ومدافعاً عن تفكيره ونهجه، معتبراً أن التيار أصبح يحتاج إلى «تغيير وإصلاح» على حد قوله. وحاز الهاشتاغ «#تيار التطبيع» على نسبة تفاعل عالية عبر «تويتر».

بدورهم ساهم مؤيّدون لـ«حركة أمل» بتأجيج الخلاف بين جمهورَي «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» عبر تغريداتٍ استعادوا فيها مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، المعارضة لعون، وخلافاتهما المستمرّة.

وغرد صادق حمدون قائلا: «#تيار_التطبيع هو التيار الذي يُريد السلام للعدو الذي قصف عاصمته عبر 15000 مدفع صيف عام 1982، ولا تعنيه انتهاكات سيادة وطنه من قبل جيش الاحتلال، وينبري بإعلامه مُدافعاً عمن تبرَع لعدوه في حرب تدمير وطنه».

وقالت فادية آجور: «ما خاب ظني بأغلبكم، طلعتو بالتحديد يلي توقعتو من سنين #تيار_التطبيع».

وكتب جيري ماهر: «خلال الأيام القليلة الماضية ولعت بين جمهور (حزب الله) وجمهور ميشال عون، الأول اتهمهم بـ#تيار_التطبيع مع إسرائيل والعونيون ردوا على الحزب بالشتائم والتشكيك بدوره في مواجهة إسرائيل والحرب في سوريا وخسارة العلاقات مع العرب. العوني طلع بيكره (حزب الله) أكثر ما بيكره أمل». كما ربط بعض الناشطين مسألة الفيلم بقضية الإعلامي مارسيل غانم، فقال محمد كنعان: «الجماعة (التيار) عم يحكو عن قمع الحريات، وهني ما الآن شهر كانوا رافعين دعوى على مارسيل غانم #تيار_التطبيع».

وعلق علي فهلوالي قائلا: «#تيار_التطبيع أعلن انتقالو رسميا لصفوف العمالة. مرحلة ما بعد الانتخابات ستشهد موجة احتقان مسيحي - شيعي غير مسبوقة».

وفي المقابل، رفض جمهور التيار هذا التوصيف (تيار التطبيع) مُدافعاً عن الرئيس ميشال عون، وعن مواقفه التي كانت «دائماً داعمة للمقاومة في وجه العدو الإسرائيلي».

وعبر رامي نجم عن امتعاضه من الحملة ضد التيار قائلا: «إن شاء الله بتظلوا تقولوا عنا تيار التطبيع من اليوم لشهر، فبالنهاية الرئاسة الأولى معنا... وعلى 6 سنين... والمرتبة التانية جايزة ترضية».

وغردت ماي فايز: «للتذكير: الحكومة التي سمحت بعرض الفيلم على يد وزير داخليتها يشارك فيها وزراء من (حزب الله) وحركة أمل وتيار المردة».

أما علي سليمان فاعتبر أن ما يتم طرحه من أفكار تجاه جماهير التيار الوطني الحر لا يمكن أن يُعمم، فالمشكلة مع طروحات باسيل وليس مع جمهور التيار، وأضاف: «نرى أن موقف العماد عون مخالف لرأي باسيل وهذا واضح جدا من خلال الخطابات والمداخلات والتوجيهات، فالتعميم غير واقعي وغير مقبول».

وفي وقت تتحضر خلاله البلاد لمرحلة الاستحقاق النيابي المقرر مطلع مايو (أيار) المقبل، يتطلع اللبنانيون لمعرفة كيف ستؤثر الصراعات الأخيرة على مصير التحالفات السياسية والمعركة الانتخابية.

 

هل يخرق موقف زخيا عن "انتصــــار سوريا" النأي بالنفس؟/مصدر دبلوماسي: لا يخرج عن الأدبيات وهدفه الإشادة بالوحدة

المركزية- فيما اثار كلام السفير اللبناني في دمشق سعد زخيا إبان لقائه وزير التعليم العالي السوري عاطف نداف بقوله" إن مخططات التقسيم فشلت وسوريا صمدت وانتصرت وستعود أفضل مما كانت عليه"، جدلا سياسيا في الداخل اللبناني باعتباره يخرق سياسة النأي بالنفس التي تلتزمها حكومة "استعادة الثقة" بكل مكوناتها وأطيافها ، دافع مصدر دبلوماسي عن موقف السفير زخيا، الذي قال فيه أن من "الضرورة مواصلة العمل والتعاون الدائم لإحياء العلاقات المشتركة بين البلدين على مختلف الصعد وبذل الجهود الحثيثة لتعزيزها وتمتينها". واعتبر المصدر في تفنيده موقف زخيا ان مصطلح النأي بالنفس لطالما اعتمد في اطار الامم المتحدة في مسائل متعددة الاطراف ويعرف بـDISASSOCIATION أي التبرؤ واعلن يومذاك مندوب لبنان لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام نأي لبنان بنفسه عن الازمة السورية من منطلق عدم ابداء موقف، لكن هذا لا يعني عدم مناقشة الموضوع. وقال المصدر ان كلامه لا يعتبر خروجاً عن الادبيات السياسية والمواثيق الدولية الناظمة للعلاقات بين الدول ولاسيما بحسب اتفاقية فيينا الناظمة للعلاقات الديبلوماسية، ولا يخالف القانون الدولي، اذ انه لم يأت كتدخل في الشؤون الداخلية وعبارة "سوريا انتصرت" لا تحمل اي دلالة على دعم طرف من دون الاخر. ولا يمكن ان يمنع السفير من التصريح لا سيما ان الكلام عن انتصار تحقق لا يمكن الا ان يربط في سياق ما سبقه اي "مخططات التقسيم" ولم يكن موقفه من انتصار سوريا منفصلا عن اشادته المبطنة بالوحدة الوطنية.

 

كيف سيفتح مرشحو "حزب الله" حساباتهم المصرفية للانتخابات؟ وعسى لـو تعاملت البنوك مـع العقوبات الاميركية بطريقة اخرى

المركزية- منذ وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض، تتصدّر ايران و"حزب الله" شاشة الرادار الاميركي تحت عنوان: تقليص نفوذ الجمهورية الاسلامية في المنطقة ومحاربة اذرعها العسكرية "الارهابية" ومنها "حزب الله". فبالتزامن مع رزمة العقوبات الاقتصادية الاميركية الجديدة ضد "الحزب" التي تستهدف مصادر تمويله والتي من المتوقّع ان تسلك طريقها "القانونية" بعد تصديق الكونغرس عليها قريباً، وما تلاها من قرار وزارة العدل الاميركية منذ ايام تشكيل وحدة خاصة مهمتها التحقيق في علاقة "حزب الله" بشبكات تجارة المخدرات، اتت زيارة مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلّينغسلي الى بيروت امس الاول

حيث التقى عددا من المسؤولين السياسيين والماليين والمصرفيين، بهدف "التأكد من ان النظام المالي اللبناني محمي ومصان ضد اموال "حزب الله" الآتية من النظام الإيراني"، على حد تعبيره، لتؤكد ان الادارة الاميركية جدّية في ملاحقة الحزب اينما كان وبالتالي تضييق الخناق عليه اكثر.

مصادر "حزب الله" اكدت لـ"المركزية" "ان ما اطلقه مساعد وزير الخزانة الاميركية من مواقف في شأن "حزب الله"، خصوصاً لجهة اتّهامنا بغسل الاموال وتجارة المخدرات يندرج في خانة الافتراءات التي لا تمتّ الى الواقع بصلة، وهي جزء من الحرب الاميركية - الاسرائيلية على المقاومة، ومحاولة "لاقحام" لبنان في مشكلة اقتصادية عبر اطلاق اتّهامات باطلة لفريق اساسي من اللبنانيين ممثل في الحكومة والمجلس النيابي". وقالت "بعدما خسرت الولايات المتحدة حرب تموز في العام 2006 وحربي سوريا والعراق يحاولون من خلال هذه "الافتراءات" نقل الحرب من اطارها العسكري الى الاطارين الاعلامي والاقتصادي، ونتمنى الا تطال حربهم علينا الابرياء من ابناء الشعب اللبناني الذين يؤيّدون المقاومة". وعن قول بيلّينغسلي "ان الاجراءات الاميركية لا تستهدف الطائفة الشيعية، اجابت المصادر "هذا كذب. "حزب الله" ليس منظمة خارجة عن القانون وتعيش في الجرود، بل جزء من الشيعة واللبنانيين". وفي اشارة الى ان العقوبات الاميركية لن تقتصر على "حزب الله" انما ستطال الشيعة عامة، اوضحت المصادر "ان كل مواطن شيعي يريد ان يفتح حساباً في اي مصرف سيخضع لجملة اجراءات وستُطرح عليه اسئلة كثيرة، هذا طبعاً الى جانب "الصعوبة" في ان يتمكّن من فتح الحساب"، متمنيةً لو "ان القطاع المصرفي تعامل مع العقوبات الاميركية بطريقة اخرى".وكررت المصادر ما اعلنه الامين العام السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة لناحية تأكيده "اننا لا نتعاطى بتجارة المخدرات كما يدّعي الاميركيون، فالحزب له موقف ديني واخلاقي واضح جدا في هذا الخصوص". ورداً على التساؤلات المطروحة عمّا سيفعله مرشحو "حزب الله" ازاء قانون الانتخاب الذي يفرض فتح حساب مصرفي لكل مرشّح، كشفت المصادر "ان الحزب يتعامل مع بعض المصارف التي لا تُمانع ذلك"، موضحاً "ان نواّب "حزب الله" الحاليين ليسوا على اللائحة السوداء حتى الان لناحية التعاملات المصرفية".

 

 بعد التريـث... حماوة وحوارات انتخابيـة لا تنجز تحالفـات والنسبيبة تفرض "تقاربا على القطعة" تبعا لخصوصيات المناطق

المركزية- انعكست النسبية التي ناضل كثير من القوى السياسية لأجلها طويلا ، تريثا يفرضه التأني في طبخ التحالفات الانتخابية استعدادا لمنازلات 6 أيار. غير أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت حماوة فسرت على أنها محاولة لتأكيد ركوب الجميع قطار الانتخابات، في مقابل ما يحكى عن تأجيلها، على وقع الاصلاحات الانتخابية التي يخوض العونيون معركتها بقوة. وفي السياق، تلفت مصادر تتابع الحركة الانتخابية عبر "المركزية" إلى أن عددا من الأحزاب انبرى إلى حوارات مع خصومه وحلفائه على السواء، وإن كانت هذه المسارات لن تؤدي حكما إلى تحالفات انتخابية، بدليل الاجتماعات المكثفة التي شهدتها معراب في الفترة الاخيرة، حيث سجلت لقاءات لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائبين أكرم شهيب ونعمة طعمة، من جهة وأمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان، في حضور وزير الاعلام لـ"تصحيح مسار" علاقات طرفي اتفاق معراب، بعد اهتزازات حكومية كثيرة، من جهة أخرى. وفي هذا الاطار، تفيد الأجواء القواتية "المركزية" أن معراب والرابية تلتقيان أولا على "صون الشراكة"، وهما قد لا تتحالفان انتخابيا في عدد من الدوائر لأن مصلحتهما قد تجبرهما على خوض المعارك منفردتين.

وكما مع التيار، كذلك مع الكتائب. فبعد فراق رئاسي وحكومي طويل تسبب به تموضع الحليفين التقليديين منذ ابرام اتفاق معراب، عادت الحرارة السياسية على خط الصيفي- معراب، بعد اتصالات حثيثة تولاها النائبان سامر سعادة (عن الكتائب) وفادي كرم عن القوات. وفي وقت تحدثت معلومات صحافية عن أن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل دخل شخصيا على خط المفاوضات بين الطرفين، تشي أجواء الصيفي بأن "برودة" طرأت على مسار الحوار، في وقت توقع كثيرون التقاء انتخابيا كتائبيا- قواتيا في عدد من الدوائر، حيث للحزبين حضور فاعل ووازن. ذلك أن الجميل الذي لا يزال متمسكا بموقعه المعارض، انسجاما مع ما يسميها "ثوابت كتائبية" سال من أجلها دم كثير، يرمي كرة "التواصل السياسي مع القوات في ملعب معراب التي يدعوها إلى "اتخاذ موقف واضح من أداء السلطة، الذي يعارضه وزراء القوات من داخل مجلس الوزراء. وفي السياق نفسه، يبدو الكتائبيون حريصين على وضع النقاط على حروف حوارهم مع حلفائهم السابقين، مؤكدين أن الملف الانتخابي لم يطرح بعد على طاولة النقاش، ومشددين على أن هم الصيفي الأول يكمن في الحفاظ على خطاب متجانس مع النهح المعارض الذي اختارته مسلكا. أما على خط تيار المستقبل، فإن كلاما كثيرا يسري في الكواليس السياسية عن اتجاه أزرق إلى التمسك بالشريك البرتقالي في الحكم، حليفا انتخابيا في مناطق عدة، لا سيما في العاصمة. والبترون، علما أن النائب آلان عون أعلن أن "العلاقة مع المستقبل لن تأتي على حساب علاقات أخرى (في إشارة مبطنة إلى حزب الله، خصم المستقبل الأكبر) في موازاة الحوار الذي يقوده وزير الثقافة غطاس خوري مع القواتيين لتصويب مسار العلاقات بين الطرفين، التي اهتزت بقوة في خلال أزمة استقالة الرئيس الحريري في تشرين الثاني الفائت.وعلى عكس سائر القوى، ليس في المشهد ما يشي بأن النسبية المستجدة هزت ركائز التحالف التاريخي المتين بين حركة أمل وحزب الله، بل على العكس. بدليل أن الثنائي حسم أمر ترشيحاته في كل الدوائر الانتخابية، وأطلق العنان لماكينته، في محاولة لكسب 27 مقعدا نيابيا، بما من شأنه أن يتيح لحركة أمل وحزب الله السيطرة على ثلث مقاعد المجلس. إلا أن هذه الحماسة الانتخابية لا تخفي مخاوف يبديها الطرفان من خروق قد تصيب لائحتهما في البقاع الشمالي، حيث للثنائي خصوم من الشيعة المستقلين، قد يقودهم الصوت التفضيلي إلى البرلمان.

 

المؤتمرات المرتقبة على طاولة ماكرون – الحريري في باريس نهاية الاسبوع ودعمٌ متجدد للتسوية ونواتها "النأي"..وعرضٌ لنتائج الاتصالات الفرنسية اقليميا

المركزية- من "دافوس" السويسرية حيث يشارك في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، يستعدّ رئيس الحكومة سعد الحريري للانتقال الى فرنسا حيث ستكون له وفق معلومات "المركزية"، زيارة الى الاليزيه يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نهاية الاسبوع الجاري.

مصادر دبلوماسية مطّلعة توضح عبر "المركزية" أن اجتماع الرجلين سيكون فرصة للتباحث في أكثر من ملف سياسي واقتصادي محلي واقليمي ودولي، مشيرة الى ان اللقاء الأول من نوعه بينهما بعد اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في كانون الاول الماضي في باريس بمبادرة فرنسية، سيخصّص في جزء واسع منه، لاستكمال التحضيرات بين الجانبين، لمؤتمرات الدعم الثلاثة التي تم الاتفاق عليها في اجتماع باريس المذكور، وهي مؤتمر روما 2 لدعم الأجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية في شباط المقبل، ومؤتمر "سيدر 1" لدعم الاقتصاد والاستثمار في لبنان والذي ستستضيفه باريس في نيسان المقبل، ومؤتمر بروكسل لمساعدة لبنان في رفع أثقال النزوح السوري. وفي وقت تشير الى ان جهود استنهاض الدول المانحة وتحفيزها، باشرها رئيس الحكومة في دافوس ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الكويت في الساعات القليلة الماضية، تلفت المصادر الى ان هذه المساعي سيستكملها الحريري في فرنسا، عارضا مع ماكرون سبل الخروج من المؤتمرات بأفضل غلّة ممكنة. وبحسب المصادر، سيحث ماكرون الحريري على المضي قدما في الاصلاحات المالية والاقتصادية وفي وضع موازنة تلحظ ترشيدا للانفاق كما سيشدد على اهمية اجراء الانتخابات النيابية المقررة في ايار المقبل في موعدها. غير ان المناقشات المرتقبة لن تنحصر في هذا الاطار فحسب، تتابع المصادر، اذ يُتوقّع ان يعرض الفريقان لما آلت اليه التسوية السياسية التي رعتها فرنسا وسمحت بعودة الحريري عن استقالته، حيث سيكون تشديد مشترك ومتجدّد على ضرورة التزام جميع القوى السياسية بسياسة النأي بالنفس وعدم اقحام نفسها في القضايا الاقليمية، علما ان الرئيس الحريري أكد امس من سويسرا "أن الأمر الوحيد الذي سيفيد لبنان هو سياسة النأي بالنفس، لافتا الى ان "إذا ظننا أننا كلبنانيين نستطيع أن نتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، فسوف ندفع الثمن باهظا".

وليس بعيدا، تشير المصادر الى ان الرئيس الفرنسي سيغتنم لقاءه بالحريري ليضعه في صورة التطورات الاقليمية في ضوء الاتصالات التي يضطلع بها "الكي دورسيه". فكبير مستشاريه السفير برنار ايمييه زار مصر في الايام الماضية، أما وزير الخارجية جان ايف لودريان فيستعد للتوجه الى ايران مطلع آذار المقبل حيث سيبحث مع نظيره محمد جواد ظريف، جملة ملفات، من الاتفاق النووي وبرنامج ايران الصاروخي مرورا بأزمات المنطقة، وصولا الى دعم طهران وتمويلها لحزب الله في لبنان وللحوثيين في اليمن، منبها "الجمهورية الاسلامية" من التداعيات السلبية لتدخلاتها هذه، على امن واستقرار الشرق الاوسط.

واذ تلفت الى ان ماكرون سيبلغ الحريري باستمرار بلاده في حراكها الاقليمي للجم التوتر السعودي – الايراني، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع الطرفين- وقد ساهم موقف باريس المتمسك بالاتفاق النووي في ابقاء المناخات بينها وبين طهران "صافية"- تقول المصادر ان "سيّد الاليزيه" سيضع الرئيس الحريري ايضا في صورة نتائج الاجتماع الوزاري الخماسي الذي عقد في فرنسا مطلع الاسبوع، وشاركت فيه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن، والذي خُصص للتباحث في الملف السوري في شكل عام، وسينقل اليه الاجواء التي سادت الاجتماع والتصوّر الذي خرج به المشاركون للحل السوري المرتقب والذي يجب الا يحيد عن مسار "جنيف".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بعد تحذير أميركي من مواجهة بسورية ... ومؤتمر سوتشي محور مفاوضات جنيف 9 في فيينا /تركيا ترفض المنطقة الآمنة وتطالب واشنطن بوقف دعم الأكراد

عواصم – وكالات/25  كانون الثاني/18/ تصاعدت حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن بسبب العملية التركية في شمال سورية، أمس، حيث اعترضت تركيا على مضمون بيان البيت الأبيض حول الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء أول من أمس، بين الرئيس رجب طيب اردوغان ونظيره الاميركي دونالد ترامب.

وبعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين، أعلن البيت الابيض، أن ترامب حض تركيا “على وقف التصعيد والحد من أعمالها العسكرية”، معبرا عن قلقه من أن الهجوم قد يسيء الى عملية مكافحة المتطرفين، لكن مسؤولا تركيا قال إن البيان الاميركي “لا يعكس بدقة مضمون المحادثة الهاتفية” بين ترامب واردوغان، موضحاً أن “ترامب لم يعبر عن قلق من تصاعد في العنف” في عفرين بل تحدث عن “ضرورة الحد من مدة العملية التركية”. وأشار المسؤول التركي إلى أنه ردا على دعوة اردوغان الولايات المتحدة الى وقف امداد وحدات حماية الشعب الكردية بالاسلحة، قال ترامب إن “بلاده لم تعد تقدم اسلحة للمجموعة وتعهد بعدم استئناف” امدادات الأسلحة. وأعلن البيت الابيض أن ترامب عبر أيضا عن قلقه ازاء الخطاب المناهض لأميركا الصادر في تركيا والذي اعتبره “مدمرا وخاطئا”، لكن المسؤول التركي قال ان ترامب “لم يستخدم عبارة مدمرة وخاطئة صادرة عن تركيا” مضيفا ان ترامب قال بان “الانتقاد العلني” للولايات المتحدة “يثير القلق”. واثر المحادثة الهاتفية، قال المبعوث الاميركي للتحالف ضد تنظيم “داعش” بريت ماكغورك على “تويتر” إن “عملية مطولة قد تؤدي الى بعث الحياة مجددا في تنظيم داعش وهو على حافة الهزيمة”. وأضاف إن “الولايات المتحدة تكثف الجهود للدعوة الى ضبط النفس وخفض التصعيد، نحن جاهزون للعمل مع تركيا بشأن الهواجس الأمنية المشروعة”، فيما أعرب مسؤول أميركي رفيع، عن القلق حيال أمن جنود واشنطن في في منبج في حال امتدتد عملية “غصن الزيتون”، بالتزامن مع اعلان وسائل إعلام سورية وتركية وكردية عن هجوم للطيران الحربي والجيش التركي قرب منبج وتل أبيض. وفي خطوة من شأنها زيادة التصعيد، ذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن الثقة المتبادلة بين واشنطن وأنقرة تضررت و”لن يكون من المناسب بحث مسائل كهذه ما لم يتم استعادتها”، تعليقا على اقتراح نظيره الأميركي ريكس تيلرسون إقامة منطقة آمنة عرضها 30 كلم بغية التخفيف من التوتر في عفرين. وهاجم رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، أمس، تقديم واشنطن “دعماً لمنظمات ارهابية” معتبراً أنه “لا يمكن قبوله”. من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، أمس، إن مقترح الولايات المتحدة بخصوص إقامة منطقة آمنة (شمال سورية)، أمر يمكن بحثه بشكل منفصل، أما وقف عملية “غصن الزيتون”، فهو أمر غير قابل للنقاش. وأكّد بوزداغ، خلال تصريحات صحافية، أنه إذا “كانت واشنطن لا ترغب في مواجهة أنقرة، علما أنها لا تريد ونحن لا نرغب بذلك، فإنّ الطريق معروف وهو وقف دعم الإرهابيين”، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردي. ولفت إلى أنه “لا يمكن لأحد مساءلة مصداقية تركيا في مسألة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، كما لا يمكن مساءلة قرارها أيضا، وإذا كانت الولايات المتحدة تريد التضامن معنا، فالأمر بسيط، عليها وقف دعم الأكدراد بالسلاح، وجمع الأسلحة المقدمة لها، وإبلاغ إرهابييها بعدم مهاجمة تركيا والتخلي عن ذلك وانسحابهم إلى شرق نهر الفرات”، مضيفاً إن “الذين يساندون الإرهابيين سيصبحون هدفا في هذه المعركة”. وفي اليوم السادس للعملية، نشرت أنقرة دبابات على الجانب التركي من الحدود وجنودا جاهزين للدخول الى سورية وسط اجراءات أمنية مشددة، فيما قصفت المدفعية منطقة عفرين. ونفت مصادر كردية المزاعم التركية بقصف قوات سورية الديمقراطية “قسد” لمدينة كلس) التركية. وأعلنت رئاسة الأركان التركية عن تحييد 303 من “التنظيمات الإرهابية” في إطار عملية “غصن الزيتون”، فيما ذكرت قناة “الحرة” الأميركية أن القوات التركية سيطرت على مواقع للأكراد شمال عفرين بعد اشتباكات عنيفة. وفي فيينا، انطلقت محادثات “جنيف 9” للسلام في سورية التي تستمر يومين، حيث التقى الوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وتهيمن على الإجتماعات، موضوع مؤتمر سوتشي، في وقت لم تحسم المعارضة موقفها من المشاركة فيه. وقالت مصادر مطلعة إن تشكيل اللجنة الدستورية هي أهم ما سيبحثه مؤتمر سوتشي، الذي سيحضره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فضلا عن موضوع الانتخابات خلال المرحلة الانتقالية. وأضافت إن 1600 سوري سيشاركون في المؤتمر، من بينهم ممثلون عن النظام والمعارضة، لتشكيل اللجنة المصغرة من خلال الأطراف المشاركة، وستجتمع اللجنة لاحقا تحت رعاية الأمم المتحدة ضمن مسار جنيف، من أجل التحضير لدستور سوري جديد.

 

ملك الأردن: السعودية تلعب دوراً فاعلاً لوقف خطر التدخل الإيراني بالمنطقة ولا منتصر بسوريا والقدس مهمة لجميع الأديان

الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18/أكد عبد الله الثاني ملك الأردن على الدور الفاعل الذي تلعبه السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

وقال العاهل الاردني خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مع شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية، إن الرياض تلعب دورا فاعلا واستباقيا، وتنتهج سياسة مبادرة في المنطقة، وتضع خطوطاً حمراء أمام التدخل الإيراني وخطر الجماعات التي تساندها، والذي يهدد دول الخليج العربي. وحذر الملك الاردني، من خطر السلوك الإيراني بدعم مليشيات مسلحة وإقحام الدين في الخلاف السياسي، قائلا إن هذه العوامل كانت وراء تحذيره من "الهلال الشيعي". وأَضاف أن السياسة الخارجية الإيرانية تتدخل في منطقتنا، لافتا إلى الحاجة إلى حوار بدلا من تعميق النزاعات، فإيران تنتهج استراتيجية طويلة المدى نحو المنطقة، محذرا من طبول الحرب، وقال إن هناك خلافات كثيرة لا بد من مواجهتها بالحكمة. وتابع "عندما تحدثت عن الهلال الشيعي كنت أريد إثارة القضية التنبيه إلى خطر الصراعات الدينية وإقحام الدين في الخلافات السياسية القائمة"، مشيرا إلى أن السياسة الإيرانية لم تختلف كثيرا خلال السنوات الماضية باعتبار أن طهران "تفكر بشكل استراتيجي". وحذر ملك الأردن من مخاطر أي مواجهة عسكرية مع إيران لحل المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي معها في ملفها النووي، ولكنه شدد على ضرورة التنبيه لتصرفات إيران الخطيرة في المنطقة ودعمها للميليشيات في دول مثل سوريا والعراق، وكذلك القلق الذي بات موجودا على مستقبل دولة مثل لبنان. وفي الشأن المتعلق بالقدس، طالب العاهل الأردني بأن يكون ملف المدينة ضمن إطار حل شامل للفلسطينيين والإسرائيليين. ولفت إلى أن الفلسطينيين لديهم خيبة أمل ويشعرون بأنه ليس هناك وسيط عادل بعد إعلان الولايات المتحدة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وشدد الملك عبدالله الثاني على أهمية القدس بالنسبة لجميع الأديان، ودورها المركزي لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، داعيا إلى التفكير في مستقبلها وما إذا كانت الأيام ستحولها إلى مدينة تجمع الناس أم تفرقهم. وتحدث الملك عن ترقب الفلسطينيين والعالم لما ستحمله خطة السلام المنتظرة، والتي قال إن البعض يصفها بأنها "صارمة"، في حين أن السؤال الأهم يجب أن ينصب على مدى فاعليتها، معربا عن ثقته بضرورة وجود أميركا في عملية السلام. وبخصوص الملف السوري قال الملك الأردني لا يوجد منتصر على الأرض في سوريا، و دعا إلى حل ينهي الصراع الدموي فيها. ولدى سؤاله حول رأيه بمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وما سبق له أن قاله حول وجود كره لدى المسلمين للغرب، قال الملك عبدالله الثاني إن الإسلام ليس دين كراهية، والمسلمون يؤمنون بكل الأنبياء وتحيتهم هي السلام، ويرددونها عشرات المرات يوميا. ولكنه لفت إلى وجود ما وصفها بـ"الحرب الأهلية داخل الإسلام" بين المسلمين العاديين وبين المتشددين الذين لا يكفرون الأديان الأخرى فحسب بل وسائر المسلمين. كما حض على التنبه لوضع المسلمين في أميركا وضرورة ألا يشعروا بالعزلة بسبب طبيعة الخطاب السياسي وإلا فإن ذلك سيخلق المزيد من التحديات.

 

«الانتربول» يسلم العراق وزيراً مداناً بالفساد/عبد الفلاح السوداني مطلوب للقضاء في 9 قضايا وصدرت بحقه 8 أحكام غيابية

الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18/تسلمت السلطات العراقية اليوم (الخميس)، وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني المدان بقضايا فساد مالي من "الانتربول" بعد اعتقاله في بيروت. وقال مسؤول حكومي إن "وزير التجارة الأسبق وصل إلى مطار بغداد بعد تسلمه من الشرطة الدولية". وأكدت هيئة النزاهة وصول المدان السوداني إلى مقر دائرة التحقيقات، مبينة أنها بذلت جهوداً استثنائية على مدى عدة سنوات في إعداد وتجهيز الملفات الخاصة باسترداده المتضمنة قرارات الأحكام الصادرة بحقه، والتي نال الجزء الأكبر منها الدرجة القطعية. وأشارت الهيئة إلى أن "المدان مطلوب للقضاء العراقي في 9 قضايا وصدرت بحقه ثمانية أحكام غيابية تقضي بالسجن والحبس الشديد، على خلفية إضراره العمدي بالمال العام". وكانت السلطات اللبنانية اعتقلت السوداني، في مطار بيروت الدولي على خلفية مذكرة إلقاء قبض صادرة من الشرطة الدولية في سبتمبر (آيلول) الماضي.

وأصدرت المحاكم العراقية عام 2012 حكماً غيابياً بالسجن 7 سنوات على السوداني لإدانته بقضايا فساد إداري ومالي. وينتمي السوداني إلى حزب الدعوة تنظيم العراق، وانتُخب عضوا في الجمعية الوطنية العراقية عام 2005 والتي انبثقت عنها حكومة الجعفري. واختير السوداني لمنصب وزير التربية في حكومة إبراهيم الجعفري، وتم اختياره بعد انتخابات نهاية عام 2005 لشغل منصب وزير التجارة، وتسلم منصبه في يونيو (حزيران) 2006 مع تشكيل حكومة جديدة برئاسة المالكي، واستقال في عام 2009 بعد اعتقاله في مطار بغداد أثناء محاولته الخروج من البلاد، ولكنه تمكن من مغادرة البلاد بعد الإفراج عنه بكفالة. كما اعتقل شقيقا السوداني بسبب اتهامات تشير إلى ضلوعهما في القضايا التي اتهم بها الوزير. وأدين السوداني بقضايا استيراد مفردات البطاقة التموينية خلافاً للضوابط والقوانين والمنشأ المعتمد ووجود مغالاة في الأسعار، إضافة إلى إصداره أوامر بتسلّم مواد تالفة وتجهيز أخرى غير صالحة للاستهلاك البشري وتغيير في العقود، وأوامر بإيقاف توزيع مفردات البطاقة التموينية؛ الأمر الذي أفضى إلى تأخرها وانتهاء صلاحيتها وتلفها. كما أدين بإصدار أوامر أخرى بعدم تسلم مواد مجهزة إلى الوزارة، فضلاً عن إصداره أوامر بعدم الالتزام بتعليمات مجلس الوزراء، الأمر الذي أدى إلى إلحاق الضرر بالمال العام، بحسب بيان الهيئة.

 

جو من القلق يلف الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية الجديدة

الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18/تستعد وزارة الدفاع الأميركية للكشف عن سياسة الرئيس دونالد ترمب النووية الأسبوع المقبل، ولكن معارضي السلاح النووي يحذرون من سباق جديد للتسلح ومن ارتفاع مخاطر إساءة التقدير التي من شأنها أن تشعل حربا ذرية. وتشير مسودة تم تسريبها عن «مراجعة الموقف النووي» الى أن وزارة الدفاع الأميركية تدعو إلى تطوير نوع جديد من القنابل النووية الصغيرة المصممة لاستخدامها في ميدان المعركة بدلاً من تسوية مدينة بأكملها بالأرض. فهذه الأسلحة النووية المسماة تكتيكية لديها قوة تفجير محدودة وإن كانت تتمتع بقوة هائلة مقارنة مع الأسلحة التقليدية. وترتكز عقيدة ترمب النووية على أن القوة المهولة للأسلحة النووية الأميركية تجعل منافسيها يعتقدون أنه لن يتم استخدامها. وتقول المسودة إن روسيا لديها أسلحة نووية صغيرة الحجم وهي على بعد مسافة تمكنها من ضرب أوروبا، وهذا «يمنحها ميزة قهرية في الأزمات وفي النزاعات المحدودة، وتصحيح خطأ هذا التصور الروسي يمثل ضرورة استراتيجية». ويعد أي سلاح «متدني القدرة» أو «متدني القوة» إذا كانت قوته التفجيرية تساوي أو تقل عن 20 كيلوطنا علما بأن كل كيلوطن يعادل ألف طن من مادة «تي إن تي». ولفهم مدى قوة مثل هذه القنابل يكفي أن نعرف أن القنبلتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية كانتا ذات قدرة تفجيرية من نحو 15 و20 كيلوطنا على التوالي، وبالتالي يمكن اليوم تصنيفهما قنبلتين «متدنيتي القوة». لكن الولايات المتحدة لديها ترسانة ضخمة من السلاح النووي بما فيها 150 قنبلة نووية «بي - 61» مخزنة في عدة بلدان أوروبية يمكن تعديلها لتصبح متدنية القوة. إلا أن هانس كريستنسن مدير مشروع المعلومات النووية لدى اتحاد العلماء الأميركيين، يرى أن الاستراتيجية العسكرية الأميركية ليست بحاجة إلى نوع جديد من الأسلحة. وأفاد كريستنسن لوكالة الصحافة الفرنسية: «إذا أردت حقا استخدام سلاح في سياق يحتاج إلى قوة متدنية، فهو متوفر. أنت لا تحتاج إلى حيازة أسلحة إضافية». ونظراً لوضع القوات العسكرية الروسية والمشكلات المالية التي يواجهها هذا البلد، تخشى موسكو من تراجع قدراتها ومن أن تُمنى بهزيمة سريعة في أي حرب تقليدية مع الغرب. وللتعويض عن ذلك، لجأت إلى استراتيجية «التصعيد من أجل خفض التوتر» التي تمكِنها من نشر قنابل متدنية القوة في البدء كجزء من استخدام الأسلحة النووية على نطاق محدود.

وتطلق مسودة البنتاغون حول السياسة النووية والتي حصلت عليها «هافنتنغن بوست» على هذه القنابل اسم «مُكمِلات» (سابلمنتس) وتدافع عن زيادة عدد مثل هذه الأسلحة من أجل ردع روسيا وغيرها من الدول. ولكن هذه «المُكملات» ستحسِن وفق المسودة «قدرة الردع من خلال حرمان الخصوم المحتملين من أي ثقة واهمة بأن النشر المحدود للأسلحة النووية يمكن أن يوفر لهم ميزة مفيدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها». وقال كريستنسن إنه يمكنه تخيل سيناريو يكون فيه الرئيس الأميركي «أقل انضباطا» في استخدام السلاح النووي إذا ما ظن أنه «لن تكون له سوى تأثيرات محدودة على المدنيين». وتقترح المسودة أن تعمل وزارة الدفاع وإدارة الأمن النووي القومي على تطوير صاروخ باليستي ذي قدرة نووية متدنية يمكن إطلاقه من غواصة، وفي أمد أبعد، تطوير صواريخ كروز عابرة تُطلق من البحر. وتملك الولايات المتحدة حالياً نحو سبعة آلاف رأس نووي في حين يفوق ما تملكه روسيا ذلك ببضع مئات. ولن يتم بموجب المقترح الجديد إنتاج صواريخ إضافية وإنما ستتم إعادة تصميم الرؤوس النووية المتوفرة. ولا يبدي منتقدو هذه السياسة وبينهم مشرعون ديمقراطيون قلقاً من تطوير أسلحة جديدة، وإنما من كلفة التطوير الشامل للترسانة النووية الأميركية في حين أن الكلفة المطروحة تفوق تريليون دولار على مدى 30 سنة. ويقول النائب الديمقراطي آدم سميث والمسؤول في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب التي تشرف على وزارة الدفاع في معرض انتقاده لهذه السياسة الجديدة إن «توصيات الإدارة لن تحسِن مستوى الأمن لدينا». لكن محلل شؤون الدفاع في المعهد القومي للسياسات العامة ماثيو كوستلو يرى أن المخاوف مبالغ بها. وكتب في مقالة نشرها موقع «بريكنغ دفنس» الإخباري أن «النظام النووي ليس ضعيفاً بحيث يتعرض للخلل من خلال قيام قوة نووية مسؤولة مثل الولايات المتحدة بتعديل عدة رؤوس». ويضيف: «في الواقع، هناك أدلة على أنه يمكن أن يقلل فرص اندلاع حرب نووية من خلال جعل دول نووية عدوانية مثل روسيا وكوريا الشمالية تفكر ملياً بشأن تصعيد نزاع مزمن». ويشق النقاش الجديد مساراً جديداً بعيداً عن نقاط الحوار التي طرحتها إدارة باراك أوباما الذي دعا في خطابه الشهير في براغ في سنة 2009 إلى إزالة الأسلحة النووية. وفي سنة 2010 وقع أوباما والرئيس الروسي حينها ديمتري مدفيديف معاهدة «ستارت الجديدة» التي تدعو إلى خفض كبير في ترسانتي البلدين النووية وتنتهي صلاحيتها في سنة 2021 وعندها قد يكون ترمب في ولايته الثانية. ويقول باري بليتشمان المشارك في تأسيس «مركز ستيمسون» غير الحزبي المعارض للانتشار النووي في واشنطن إنه قلق لأن لغة مسودة السياسة النووية تجعل تجديد تلك المعاهدة أكثر صعوبة.

 

تركيا: انعدام الثقة يمنع مناقشة منطقة آمنة بسوريا مع واشنطن وأنقرة ترفض إعلان البيت الأبيض بشأن الاتصال بين ترمب وإردوغان

الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18/قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه لن يكون من الصواب أن تناقش تركيا مع الولايات المتحدة احتمال إقامة «منطقة آمنة» في سوريا قبل أن تحل مسائل الثقة بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي، حسبما ذكرت صحيفة حرييت اليوم (الخميس).

ونسبت وسائل إعلام أمس (الأربعاء) إلى أوغلو قوله إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اقترح منطقة آمنة مساحتها 30 كيلومترا على الحدود بين تركيا وسوريا. وأضاف وزير الخارجية التركي: «فُقدت الثقة في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة. حتى تعود الثقة مرة ثانية لن يكون من الصواب مناقشة هذه القضايا». من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج إن 300 «مسلح» كردي قتلوا في عملية عفرين إلى الآن، مشيراً إلى أن تشكيل حزام أمني بديل لعملية عفرين «ليس خياراً». وأضاف بوزداج: «إذا كانت أميركا تريد تجنب اشتباك محتمل مع تركيا في سوريا فعليها أن تتوقف عن دعم الإرهابيين». وتابع أن «الولايات المتحدة بحاجة لمراجعة قواتها على الأرض لتجنب الاشتباك مع تركيا في سوريا». وفي سياق متصل، اعترضت أنقرة على إعلان البيت الأبيض حول اتصال هاتفي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب إردوغان، مؤكدا أنه «لا يعكس بصدق» مضمون محادثتهما بشأن الهجوم التركي في سوريا. وكان البيت الأبيض ذكر أن ترمب دعا إردوغان إلى «خفض التصعيد والحد من العمليات العسكرية» التركية و«تجنب الخسائر في صفوف المدنيين أو زيادة عدد النازحين واللاجئين». كما طلب من تركيا «تجنب القيام بأي عمل يمكن أن يتسبب بمواجهة بين القوات التركية والأميركية».

لكن مصادر رسمية تركية اعترضت على هذه الصيغة، مؤكدة أنها «لا تعكس بدقة مضمون المحادثة الهاتفية بين ترمب وإردوغان». وقالت هذه المصادر إن الرئيس ترمب لم يعبر عن قلق من تصاعد في العنف في عفرين، بل تحدث عن «ضرورة الحد من مدة العملية التركية». ونفت الرئاسة التركية أيضا أن يكون ترمب عبر عن «قلق من الخطاب الكاذب والمدمر الصادر عن تركيا»، كما قال بيان واشنطن، مؤكدا أن ترمب قال فقط إن الانتقادات التركية للولايات المتحدة «تثير قلقا في واشنطن». وأكدت أنقرة أيضاً أن ترمب قال إن «بلاده لم تعد تقدم أسلحة (إلى وحدات حماية الشعب الكردية) ولن تقدمها بعد اليوم». وبدأت تركيا العملية بعد إعلان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش بقيادة واشنطن عزمه على تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شمال وشرق سوريا تضم مقاتلين من وحدات حماية الشعب. وأثار الإعلان غضب أنقرة التي تتهم وحدات حماية الشعب بأنها فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا. وأكد إردوغان في كلمة الأربعاء أن الجيش التركي يعتزم لاحقا شن عملية لطرد المقاتلين الأكراد من منبج التي تبعد نحو مائة كلم شرق عفرين وحيث تنتشر قوات أميركية إلى جانب المقاتلين الأكراد.

 

ماكرون يعيد فرنسا قائدة للإصلاح... داعياً لـ«ميثاق عالمي جديد» وميركل تحذر من الحمائية... والصين تؤكد التزامها التبادل الحر

الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18/بمزحة استهدفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب دون تسميته، استهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس كلمته أمام جموع «دافوس» الرافضة للمد الحمائي الذي تشهده الساحة الاقتصادية العالمية، الداعمة لنظام تجاري عادل وعولمة شاملة للجميع.

وقال ماكرون مازحاً، مخاطباً مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب: «نتحدث عن العولمة في مكان معزول عن العالم بسبب الثلوج. يصعب الإيمان هنا بتغير المناخ، وأنتم لم تدعوا أي مشكِّك في الاحتباس الحراري هذه السنة». بهذا الانتقاد المبطن لنظيره الأميركي، أكد ماكرون العزم الأوروبي الراسخ للحفاظ على الأهداف الدولية التي وضعتها اتفاقية باريس، رغم إعلان واشنطن انسحابها. ووضعت كلمة ماكرون، التي تجاوزت الساعة وألقاها باللغتين الفرنسية والإنجليزية تماشياً مع روح المؤتمر، الالتزامات المناخية، في إطار العولمة الواسع والعمل الدولي متعدد الأقطاب، مهاجماً انسحاب بعض الدول من اتفاقات التجارة الحرة واعتمادها سياسات حمائية ذات أثر سلبي على المدى الطويل. ولعلّ الأبرز في كلمة ماكرون كان إعادة بلاده إلى قيادة الساحة الأوروبية، بل الدولية، التي جسدها في ثلاث كلمات هي «فرنسا قد عادت». وبهذه الروح الحماسية التي استقبلها مئات الحاضرين بترحيب حارّ، أعلن ماكرون عن خطة وطنية من خمسة محاور لاستعادة قوة بلاده الاقتصادية، هي الاستثمار في القدرات البشرية عبر الاستثمار في التعليم والمهارات، ثانياً الاستثمار في الابتكار والمشاريع الاقتصادية الجريئة رغم هامش خطرها المرتفع، ثالثاً اعتماد سياسة اقتصادية مرنة، رابعاً تحويل فرنسا إلى مثال في مكافحة التغير المناخي وزيادة جاذبية المشاريع المرتبطة به، معلناً إغلاق جميع محطات توليد الطاقة القائمة على الفحم، وخامساً التغيير الثقافي الإيجابي عبر تخفيف الضوابط البيروقراطية.

وعلى الصعيد الأوروبي، اقترح ماكرون وضع استراتيجية مشتركة تُنفّذ خلال عشر سنوات «تمنح للمواطنين رؤية مستقبلية»، معتبراً أن الاتحاد الأوروبي يحمل على عاتقه مسؤولية تحقيق التوازن مع الصين والولايات المتحدة. وقال الرئيس الشاب إن الاتحاد يقوم على مبدأَيْ الحريات والعدالة، اللذين يميزانه عن بقية القوى العظمى. وتابع أن «أمام أوروبا عشر سنوات لتصبح قوة خضراء وعلمية وسياسية». وعلى الساحة الدولية، شدّد ماكرون، كما كان متوقَّعاً، على أهمية الحفاظ على مكتسبات العولمة وإصلاحها باتجاه تقسيم عادل للفرص بين الأقلية الثرية، والطبقتين المتوسطة والعاملة، داعياً إلى صياغة العولمة على نحو أكثر عدالة، عبر «ميثاق عالمي جديد». واعتبر أن دول العالم، وفرنسا في مقدمتها، تعاني من التحديات نفسها، وهي بالتالي عاجزة عن تجاوزها دون تنسيق خطة مشتركة. وقال الرئيس: «قبل أشهر قليلة، كنت أواجه حزباً شعبوياً، لأن المواطنين في بلدي كانوا يفتقدون إلى الفهم الصحيح للعولمة. بعضهم يعتقد أن الحل يكمن في الانسحاب منها».

وشدد على أن «مسؤوليتي هي بناء دولة مزدهرة ومنفتحة، ودعم والدفاع عمَّن هُمّشوا». وتحقيق ذلك يمر وفق ماكرون عبر تعزيز تنافسية فرنسا لتمويل نظام عادل، فضلاً عن العمل في إطار كتلة أوروبية متماسكة وقوية.

وجاء خطاب ماكرون داعماً ومكمّلاً لكلمة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي حذرت بدورها من أن «الحمائية» ليست الحل لمشكلات العالم. وقالت المستشارة الألمانية في خطابها أمام المنتدى: «نعتقد أن عزل أنفسنا لن يقودنا إلى مستقبل جيد (...)، إذا كنا نظن أن الأمور ليس عادلة، وأن الآليات ليست متبادلة، فعلينا إيجاد حلول متعددة الأطراف وليست أحادية الجانب».

وتابعت ميركل التي تواجه مفاوضات صعبة لتشكيل حكومة ائتلافية إن «الشعبوية بمثابة سُمّ». من جانبها، دعت الصين التي برز رئيسها شي جينبينغ، العام الماضي، كمدافع قوي على العولمة، إلى تعزيز التبادل الحر، تزامناً مع مساعي الولايات المتحدة تهدئة مخاوف العالم إزاء شعار الرئيس دونالد ترمب «أميركا أولاً». وجاء ذلك قبل وصول الرئيس الأميركي لإلقاء خطابه، الجمعة، بعدما أغضب الصين وكوريا الجنوبية أخيراً بفرضه رسوماً جمركية جديدة على الألواح الشمسية والغسالات كبيرة الحجم. وأكد ليو هي المستشار الاقتصادي للرئيس الصيني شي جينبينغ، أن بلاده تعتزم إجراء إصلاحات إضافية لتحقيق المزيد من الانفتاح. وتابع مهندس السياسة الاقتصادية الصينية: «نرفض كل أشكال الحمائية (...) الانفتاح أساسي ليس فقط للصين بل للعالم أجمع». وأضاف أن بكين «ستتبنى تدابير إضافية» للتوصل إلى مزيد من الانفتاح وجعل اقتصادها أقرب من المستثمرين الدوليين، واعداً بـ«تدابير تفوق توقعات العالم».

وفي حين يحبس الحاضرون في دافوس أنفاسهم في انتظار خطاب الرئيس الأميركي الذي يريد الدفاع عن برنامجه «أميركا أولاً» في مواجهة الدعوات إلى العولمة والتبادل الحر، أفاد كبار المسؤولين الأميركيين بأن مشاركة ترمب تهدف إلى الدفاع عن المصالح الأميركية مع الترويج في الوقت نفسه للشراكات الدولية.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين للصحافيين خلال اجتماع رؤساء لحكومات وكبار رجال الأعمال والناشطين والمشاهير: «(أميركا أولاً) تعني العمل مع باقي العالم».

وأضاف أن شعار سيد البيت الأبيض «يعني فقط أن الرئيس ترمب يدافع عن المصالح الأميركية كما يفعل أي زعيم آخر». في المقابل، دافع وزير التجارة الأميركي ويلبر روس بشدة عن الرسوم الجمركية التي أعلنها، الاثنين، مؤكداً أنه لا يمكن لواشنطن أن تتوانى عن اتخاذ إجراءات بحق الدول التي تخالف القواعد. وقال روس: «الحروب التجارية تُخاض كل يوم (...) وللأسف، في كل يوم هناك جهات متعددة تنتهك القواعد وتحاول الاستغلال بشكل غير عادل».

إلى ذلك، اعتبر روس أن «فرص» إعادة التفاوض حول اتفاقية التبادل الحر في أميركا الشمالية (نافتا) كبيرة مذكراً بالشرط الضروري، وهو تلبية مطالب الرئيس. وقال روس لقناة «سي إن بي سي» الأميركية خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: «أعتقد أن الجميع يفضل اتفاقاً مرضياً للأطراف الثلاثة (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك)، لكن الرئيس كان واضحاً بشأن رفضه للاتفاق في حال لم يَرُق له». من جهته، قال وزير المال المكسيكي خوسيه أنطونيو غونزاليس لقناة «سي إن بي سي» في دافوس إن «السيناريو الرئيسي هو أن تفضي المفاوضات إلى اتفاق جيد». وأضاف: «نعتقد أن التجارة جيدة لبلداننا الثلاثة».

وتأتي هذه التصريحات فيما تُستأنف الجولة السادسة من المباحثات الثلاثاء في مونتريال. وأقر ترمب شخصيا الثلاثاء بأنها تحرز تقدماً «جيداً». وفي حين ترفض نخبة عالم الأعمال في دافوس فَرض الرسوم التجارية، رحبت وفود عدة بإصلاحات ترمب الضريبية المثيرة للجدل، التي خفضت معدل الضرائب على الشركات في الولايات المتحدة إلى 21 في المائة، وهي نسبة أقل بكثير من المعتَمَد في كثير من الدول الأوروبية، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. في سياق آخر، دافع ملك إسبانيا فيليبي السادس، أمس، في كلمة أمام المنتدى عن صورة بلاده في أوج أزمة كاتالونيا، محذراً في الوقت نفسه من أن «الخلافات السياسية» يجب أن تُحل في إطار الدستور، فيما أكد وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس أن اجتماعات دافوس هي الفرصة المثالية من أجل عرض وجهة نظر لندن. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هناك رغبة قوية للقيام بأعمال تجارية في بريطانيا، فمن لا يريد الوصول إلى خامس أكبر اقتصاد في العالم؟».

ولم يقف تحدي ترمب عند النخب المجتمعة في دافوس، حيث احتشد أكثر من ألف متظاهر في وسط زيوريخ احتجاجاً على زيارة الرئيس الأميركي. وهتف المتظاهرون «ترمب غير مرحب به»، و«سويسرا تستضيف نازيين». وانضم إلى المظاهرة ناشطون ضد العولمة ومدافعون عن البيئة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

آفاق الملاحقة الأميركيّة لتطويق «حزب الله»

راغدة درغام/جريدة الجمهورية/الجمعة 26 كانون الثاني 2018

صريحةٌ الخزانة الأميركية في إعلانها سياسة تقويض «حزب الله» والتعاون بينها وبين السلطات الإقليمية واللبنانية للتأكّد من أنّ «حزب الله وقاسم سليماني لا يمكنهما الوصول للدولار الأميركي»، كما جاء على لسان مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بيلينغسلي. فاستراتيجيّة الرئيس دونالد ترامب عازمة على اتّخاذ كلّ الإجراءات الضروريّة لمحاصرة «حزب الله» أينما كان في إطار احتواء النفوذ الإيراني الإقليمي وكذلك كجزءٍ من زيادة الضغوط على روسيا عبر شركائها في سوريا. ولقد أبلغ بيلينغسلي المصرفيّين أثناء زيارته بيروت هذا الأسبوع أنّ هذا «عهد» جديد تعتزم فيه إدارة ترامب «تطبيق القوانين باستباقيّة وبصرامة» عكس ما كانت عليه إدارة أوباما في «عهد ارتخائها»، كما نقلَ مصدرٌ مطّلِع عن مساعد وزير الخزانة الأميركية. وبِحسب هذا المصدر الذي حضَرَ بعض الاجتماعات، أبلغَ الزائر الأميركي مستَمعيه أنّ عليهم أن يتوقّعوا سماع أسماء جديدة ومهمّة لمؤسّسات وأفراد سيُدرجون على قائمة «OFAC، مكتب مراقبة الأصول الأجنبية» الذي يُصنّف ويكشف الجِهات المتعاونة مع الإرهاب. أبلغهم أنّ هناك «منهجيّة» بالغة الجديّة تَعتمدها الإدارة الجديدة في مكافحة تمويل «حزب الله» من أفريقيا إلى لبنان، وأنّ واشنطن ستكون «أكثر فضوليّة» في تعاملها مع البنوك اللبنانية والبنوك الأجنبيّة في لبنان. طالَبهم بمطالب طبيعتها شبه «جراحيّة» تُفيد بأنّ الضغوط الأميركية على لبنان والمنظّمات في سوريا وعلى سوريا «جديّة ولا عودة عنها»، كما نقل مصدرٌ آخر مطّلع على سياسات الخزانة الأميركية الآتية الى المنطقة.

تصريحات بيلينغسلي العلنيّة كافية للتعرّف إلى ماذا في ذهن إدارة ترامب لناحية الرّبط بين إجراءاتها نحو «حزب الله» الذي تُصنِّفه واشنطن «إرهابياً»، وبين استراتيجيّتها الأوسع نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تُشير إليها بلُغة «النظام» في طهران. كافية للاستنتاج أنّ الخزانة الأميركية هي من أقوى الوزارات في تنفيذ السياسات الاستراتيجيّة. كافية في وضعها النقاط على الحروف لجهة تقاعس إدارة أوباما وتحجيمها هذه الوزارة لغايات سياسيّة لها علاقة بهَوس أوباما بالاتفاقية النوويّة مع إيران كأولوية قاطعة بأيّ ثمن- ولذلك تسامَح وغضَّ النظر عن نشاطات «حزب الله». واضحة في كشفها عن استراتيجيّة مضادّة لإدارة ترامب متعدِّدة الشركاء وواسعة النطاق.

قال بيلينغسلي إنّه «يجب ألّا يتمكّن «حزب الله» من الوصول الى التمويل الإيراني لتنفيذ أجندة هذا النظام. ولدينا شراكة ممتازة مع السعودية في ما خصّ محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال. وهذه هي الحال بالنسبة لعلاقاتنا مع السلطات اللبنانيّة والقطاع الخاص والأجهزة الأمنيّة. عقوباتنا تهدف الى حماية النظام المالي العالمي وأيضاً لإحداث تغيّرات في السلوك. وتعاملنا مع هذه القضية في لبنان يبدأ من المصارف التي تشكّل قلب الاقتصاد». أضاف: «نحن في الولايات المتحدة الأميركية معنيّون بالنشاط الإيراني في المنطقة. وطهران عازمة على الإحاطة بالسلطات العربيّة وتقويض اقتصادها. نحن قلقون جداً إذ إنّ تمويلها «حزب الله» هو لهذه الأهداف. ونحن هنا للعمل مع السلطات اللبنانية لضمان أنّ هذا التنظيم الإرهابي لن يتمكّن من أذيّة قطاع المصارف». مارشال بيلينغسلي حرص كلّ الحرص على الفصل بين «حزب الله» وبين الطائفة الشيعية في الإجراءات الأميركية، مؤكّداً أنّ «قانون منع التمويل الدولي لـ«حزب الله» لا يستهدف الطائفة الشيعية وإنّما النشاطات المالية للحزب في جميع أنحاء العالم». تعمّد الإشارة الى ما قاله الأمين العام لـ «حزب الل»ه السيد حسن نصرالله بأنّ إيران تُموّله سنوياً و»أنه يتقاضى راتباً شهرياً من طهران». المسؤولون اللبنانيّون في السلطة وفي القطاع الخاص أكّدوا للزائر المهمّ الاستعداد للتعاون، شاكرين له دعمهم للبنان ولقطاع المصارف. إلّا أنّهم - أو بعضهم - حذّروا من إفراط إدارة ترامب في تشديد أواصر الضغط على «حزب الله» إلى درجة «دفعه ليكون مؤذياً» بحسب قول أحدهم، مشيراً الى «خصوصيّة لبنان» التي كانت تُراعيها الإدارة السابقة مراعاةً دقيقة إمّا خوفاً من الانتقام والتوريط أو صيانة لعلاقاتها مع طهران.

السؤال الذي أقلقَ البعض هو حول ما تقصده إدارة ترامب عندما يؤكّد نائب وزير الخزانة الأميركية تكراراً أنها «مختلفة» عن سابقتها. ما هي حدود الاستراتيجية الجديدة في إطار الحرص الأميركي على «الاستقرار الأمني» في لبنان؟ فالنأي بالقطاع المصرفي والاقتصاد يَصطدم بنفوذ وأجندة «حزب الله». وما يُلوّح به البعض هو أنّ أمام كل هذه الضغوط الجدية للإدارة الأميركية، لن يرضخ «حزب الله» وإنما سيُقاوم ويتحدّى هذه الضغوط تحت عنوان: أنا أملك مفاتيح الاستقرار أو اللاإستقرار في لبنان. فخذوا علماً. وكونوا حكماء وحصفاء. الاستراتيجية الأميركيّة لا بدّ حسبت حساب مثل هذه التطوّرات، لكنّها ماضية في سكّتين متوازيَتين عبر وزارتي المالية (الخزانة) والعدل، وذلك من أجل تطويق ومحاصرة «حزب الله» في كل انحاء العالم مالياً وقانونياً، بعقوبات وبإجراءات محاسبة ومحاكمة. بدأت واشنطن الضغوط على أصدقائها الأوروبيّين وعلى الدول الأفريقية، ولقد بادرت بريطانيا الى التجاوب. إنما نقطة الانطلاق هي لبنان الذي عادَ إلى واجهة الاهتمام الأميركي بقوّة بعدما كان بالأمس القريب هامشياً على الرادار الأميركي. أسباب استعادة لبنان موقعاً مهمّاً في الاستراتيجية الأميركية متعدّدة، بينها ما يدخل في العلاقة مع السعودية وانسحابها التكتيكي من لبنان. وبينها ما يتعلّق بتقويم الفريق «الرابح» في إدارة ترامب أن لا مجال للصلح والتفاهم مع الروس لأنّهم أثبتوا أنّهم ليسوا جديرين باعتبارهم شريكاً أميناً. فلبنان «بات الآن تحت المجهر وبقوّة»، حسب تعبير مراقب لتطوّر السياسات الأميركية نحو المنطقة «ولقد توضّحت الأجندة للسنة المقبلة في المنطقة».

فالضغط على لبنان هو جزء من خطط المعسكر الذي قرَّر أن لا مجال لتقريب وجهات النظر مع روسيا بالذات في شأن أدوار إيران وحلفائها في المنطقة، وسوريا خصوصاً. هذا المعسكر، الذي يضمّ مستشار الأمن القومي هربرت مكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس أركان البيت الأبيض جون كيللي، باتَ أكثر قوّة بعد أفول نجم ستيف بانون بسبب كتاب «نار وغضب» للمؤلف مايكل وولف. ثم انّ ما نشَرَته «بوليتيكو» حول تقاعس باراك أوباما وتهاونه مع «حزب الله»، زادَ من عزم هذا المعسكر لاتّخاذ قرار مضاعفة التضييق على «حزب الله» والعقوبات على إيران وتطويق روسيا عبر البوّابة السورية. فهذا قرارٌ استراتيجي.

القرار الأميركي بتطويق روسيا وإيران لن يتوقّف عند لبنان وسوريا. ففي العراق محطّة تطويق إيران عبر إجراءات مماثلة كتلك التي تُطبَّق على «حزب الله» في لبنان تستهدف «الحشد الشعبي». وفي إيران نفسها إنّ «الحرس الثوري» مُستهدف في الداخل الإيراني كما في مواقع انتشار «الحرس الثوري» من سوريا إلى اليمن. وبحسب المصادر، إنّ وفوداً مماثلة كتلك من الخزانة الأميركية ووزارة العدل ستتوجَّه الى العراق، وهناك إجراءات في صدد الإعداد والتنفيذ ضدّ «الحرس الثوري» في المحافل الدولية، لا سيّما الأوروبية. هذا الى جانب تطويق «حزب الله» وانتشاره في أفريقيا وفي المثلّث المهمّ في أميركا اللاتينيّة ما بين البرازيل وكولومبيا والأكوادور، الذي يُشير إليه البعض على أنّه «الضاحية اللاتينية»، إشارة الى الضاحية الجنوبية من بيروت التي تَقع تحت سلطة «حزب الله».

المصرفيّون اللبنانيّون يَعتبرون الرسالة التي وصَلتهم من الخزانة الأميركية رسالة تعاون وحرص على القطاع المصرفي، وليس رسالة مواجهة واستنفار. يَعتبرون العلاقة بين الطرفين علاقة شريكين صديقين وليس علاقة بين أعداء. يعتقدون أنّ واشنطن تنطلق من لبنان في استراتيجيّة تطويق «حزب الله» إنّما محطاتها الأساسية هي اوروبا وأفريقيا واميركا اللاتينية، وبالتأكيد إيران.

إنما لا أحد من المصرفيّين أو من السياسيّين يَسترخي بعد الزيارة الصريحة لمارشال بيلينغسلي، لا سيّما أنّه تحدّث ليس فقط بلغة مكافحة الإرهاب وإنّما بلغة مكافحة المخدّرات ومراقبة الإنتخابات النيابية القادمة. عندئذٍ، وعلى أساس نتائج الإنتخابات، ستَّتخذ إدارة ترامب قرارها النوعي بناءً على إمّا إذا كان «حزب الله» يتمتَّع بقاعدة شعبيّة وانتخابيّة تغلّفه لحمايته، أو إذا أدرَكت قاعدته الشعبية أنّه بات في موقع الملاحقة والمطاردة والمحاسبة والمحاكمة. الواضح، حسب قول أحد كبار المصرفيّين، أنّ الرسالة الأميركية التي سمِعها لبنان جليّة تماماً هي: مهما تطلّب الأمر ومهما كلَّف وكيفما كان، إنّ قرار إدارة ترامب هو تطويق ومعاقبة «حزب الله». فالقرار حازم وحاسم، وهو قرار استراتيجي إقليمي وعالمي ينطلق من محطة لبنان. أولى الإجراءات من الساحة اللبنانية التي طالبت بها واشنطن هي إغلاق المصرف التجاري السوري اللبناني في بيروت. عنوان هذه الرسالة واضح ظاهرياً إنما فحوى الرسالة ليس موجّهاً فقط الى سوريا وإيران، وإنّما هو موجَّه بالدرجة الأولى الى روسيا.

 

مهمة الحريري وانتخابات لبنان

وليد شقير/الحياة/26 كانون الثاني/18

يتهيأ لبنان لاستحقاقاته وسط جلبة القضايا والأزمات العالقة والمتوالدة، وأبرزها وأكثرها دوياً، أزمة النفايات التي هي أقرب إلى الفضيحة، على رغم أن مشكلاته كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والإقليمية، لها صفة الأولويات المتساوية. فما يحتل اليوم الصدارة يأتي حدث يتقدم عليه في اليوم التالي، ليجذب الاهتمام. عانى البلد من تراكم أضرار فقدان الحلول لتلك المشكلات التي تركت آثاراً ضاعت معها المسؤوليات الواضحة. وهذا سبب نقمة الناس على الطبقة السياسية برمتها، حتى لدى جمهور القوى التي تمتعت بعلاقة حديدية مع هذا الجمهور. ومن هنا نشأ شعار «كلن يعني كلن» الذي ابتدعته منظمات المجتمع المدني الذي انتعش حراكه عام 2015. إلا أن جذور توالد المشكلات واستشراء الفساد مصدره الجوهري سياسي في الدرجة الأولى. فالدولة اللبنانية معطلة المؤسسات منذ عقود لأسباب سياسية إقليمية نتيجة خلاف اللبنانيين على الخيارات الإقليمية، التي منها ينبع كل الضجيج السياسي الذي يميز المشهد السياسي في البلد الصغير. إلا أن هذا الضجيج الذي يعتبره كثر «دليل صحة» لأن الخلافات السياسية طبيعية في بلد تعترف قواه والدول الراعية له بتنوعه السياسي والطائفي والمناطقي... فإن بعض مظاهر هذا الضجيج يكون في كثير من الأحيان غطاء للأزمات الفعلية التي يتخبط فيها، أو تحريفاً للأسباب الجوهرية.

كان الهدف من إغراق لبنان بتعطيل مؤسساته تشتيت القرار السياسي المركزي فيه وإدخاله في شبه شلل حتى لا يتمكن من النهوض بعد الحرب الأهلية التي انتهت منذ 29 عاماً. وقد تتوزع المسؤوليات عن أسباب استتباع لبنان، إذا شاء المرء انتهاج «الموضوعية» في وقت ضاعت معايير هذه الموضوعية ويسهل على المحللين تحديد المسؤولية وفق انتماء كل منهم إلى هذا المحور أو إلى ذاك، فينتهي الأمر بتعميم المسؤولية على كل من الدول التي انغمست في التدخل في الشأن اللبناني، وما أكثرها، ولو كان ذلك باسم شعارات براقة أو نبيلة. وللدلالة على مأزق الراغبين في التفتيش عن الدولة أو الجهة التي يمكن توجيه التهمة إليها، اخترع بعض المعلقين منذ تسعينات القرن الماضي عبارة (دولة) «إقليميا» (من دون تنوين الألف) لتوجيه الإصبع نحو الدولة التي يقصد.

ولربما كان اختراع مبدأ «النأي بالنفس» عن صراعات المنطقة هو الصيغة الجديدة التي اخترعها اللبنانيون من أجل الابتعاد عن تلك الدولة الوهمية التي اسمها «إقليميا»، وتجنباً لاستمرار الجدل في ما بينهم الذي يسمي الأشياء بأسمائها. وإذا كانت هذه «الدولة» بالنسبة إلى أكثرية اللبنانيين هي إيران، فإن تجنب انعكاسات استمرار الصراع الداخلي الذي تفرضه حاجات الأخيرة للتمدد الإقليمي، أصبحت شديدة التعقيد، وأبرزها عبء النازحين وانصراف المستثمرين والعرب عنه بحيث بات لبنان يحتاج إلى عملية إنقاذ فعلي لاقتصاده. فالاعتراض على اعتمادها لبنان إحدى قواعد تدخلاتها في الإقليم، واستخدامها فريقاً وازناً فيه هو «حزب الله»، لخوض الحرب في سورية وضد دول الخليج، كان من أسباب تعطيل القرار اللبناني طوال السنوات الماضية الذي انسحبت مفاعيله على وضعه الاقتصادي وعلى اهتراء المؤسسات، وعلى نسيجه السياسي الاجتماعي التقليدي.

سيكون الطريق طويلاً أمام ترميم «بعض» أضرار التعطيل الممنهج الذي غرق فيه لبنان سنوات. وأمامه استحقاقان على هذا الطريق. الأول هو المؤتمرات الدولية الثلاثة المنتظرة لدعم جيشه على الصعيد العسكري (روما-2 نهاية الشهر المقبل)، ولدعم اقتصاده عبر مشاريع استثمارية على مدى 8 سنوات (سيدر-1 في باريس أوائل نيسان/ أبريل)، ومؤتمر دعم النازحين (في بروكسيل أواخر نيسان). ولعل رئيس الحكومة سعد الحريري الذي التقط فكرة المؤتمرات الثلاثة وابتدع أحدها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هو أكثر من شعر بإلحاح تفادي الانهيار عندما برر خشيته منه لعقد التسوية على إنهاء الفراغ الرئاسي. فهذه المؤتمرات وسيلة للحفاظ على الحد الأدنى من مقومات الدولة اللبنانية. وهذا كان دافع حركته في مؤتمر «دافوس» خلال الأيام الماضية. ففي صلب الحريرية السياسية القناعة بأن سيادة الدولة تقوم على إنهاض الاقتصاد. وهذا ما أثبتته تجربة والده الراحل مهما كان موقف منتقديه أو مؤيديه من نهجه.

ومن الطبيعي أن يكون الاستحقاق الثاني الانتخابات النيابية في أيار (مايو) المقبل. وهي قد لا تجدد الطبقة السياسية ولا تعدل في موازين القوى، لكنها قد تعطي رموزها فرصة خفض أضرار سلوكها في السنوات الماضية، وتعطي هذه الرموز إشارات عن حجم الاعتراض عليها، في انتظار التطورات في «إقليميا». لكن الاستحقاق الأول مرهون بالثاني.

 

يسقط لبنان.. أو لا يسقط

خيرالله خيرالله/العرب/26 كانون الثاني/18

الثابت أن لبنان لم يعد قدوة. الخوف من السقوط العظيم للبلد كبير جدا، خصوصا إذا استطاع 'حزب الله' بفضل القانون الانتخابي الذي فصل على قياسه، تحقيق انتصار في الانتخابات النيابية المقبلة. مصيبة لبنان أنه في تجاذب بين من يشدّ به إلى خلف ومن يدفع به إلى أمام. ليس ذهاب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دافوس حيث يلتقي عددا من زعماء العالم سوى تأكيد للرغبة في التقدّم ولرفض لبنان الانتماء إلى ثقافة الموت. هناك من لا يزال يسعى إلى انتصار ثقافة الحياة في لبنان ويعمل من أجل ذلك. ليس سماح وزير الداخلية نهاد المشنوق بعرض فيلم “ذي بوست” لستيفن سبيلبرغ سوى تعبير عن إصرار لبنان على الانتماء إلى كل ما هو حضاري في العالم بدل البقاء في أسر التخلّف وأسر الذين اغتالوا رفيق الحريري قبل ثلاثة عشر عاما من أجل أن لا تكون هناك قيامة للبنان يوما. قبل اغتياله بسنوات عدّة، وهو اغتيال حصل في مثل هذه الأيّام من العام 2005، كان رفيق الحريري في منزله في باريس يستعد للذهاب إلى دافوس للمشاركة في اللقاء الذي يجمع في كانون الثاني – يناير من كل سنة بعض كبار الزعماء وكبار الاقتصاديين ورجال الأعمال في العالم.

في اللحظة الأخيرة، اضطر رئيس مجلس الوزراء اللبناني إلى الامتناع عن الذهاب إلى دافوس جراء ضغوط مارسها النظام السوري، الذي كان وقتذاك نظام الوصاية على لبنان. كان هم النظام السوري محصورا في منع أي انفتاح لبناني على العالم من أجل أن لا يكون البلد على الخارطة السياسية للشرق الأوسط. كانت الحجة أن في دافوس إسرائيليين وأنّ حضور دافوس بمثابة “تطبيع مع العدوّ”.

من يريد أن يطبّع مع من؟ لم يكن هناك من جواب عن مثل هذا السؤال لدى نظام سوري يكتسب شرعيته من تسليم حافظ الأسد الجولان إلى إسرائيل في العام 1967، عندما كان لا يزال وزيرا للدفاع في سوريا. لا أذكر تماما السنة التي منع فيها النظام السوري رفيق الحريري من الذهاب إلى دافوس. كل ما أذكره أنّي ذهبت شخصيا في تلك السنة إلى دافوس وشاهدت بأمّ العين رجال أعمال سوريين من الذين يحظون برضا النظام حاضرين في دافوس. أتذكر تماما أنه كان مسموحا للنظام السوري المشاركة بطريقة غير مباشرة في اللقاءات التي ينظمها “الملتقى الاقتصادي الدولي” في دافوس شتاء وفي الشرق الأوسط في الربيع، أكان ذلك على الضفة الأردنية من البحر الميت أو في شرم الشيخ. في المقابل، كان ممنوعا على لبنان أن يكون حاضرا في دافوس. كان عليه التسلل إلى البحر الميّت أو شرم الشيخ وأن لا تثير مشاركته الرسمية ضجّة كبيرة.

حضر الإسرائيليون أم لم يحضروا، لم تكن تلك قضية. من يريد من العرب الاجتماع بالإسرائيليين في دافوس، كان يستطيع الاجتماع بهم. من كان يرفض ذلك كان يتفاداهم. الأكيد أن رفيق الحريري كان سيتفادى الإسرائيليين، لكن المشكلة كانت في أن النظام السوري لم يكن يريد للبنان أن يكون موجودا على خارطة الشرق الأوسط والعالم. من يريد ترجمة عملية لهذا الكلام يستطيع العودة إلى ما تشهده دولة حديثة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة من تطوّر على كل صعيد

ما نشهده اليوم هو محاولة محفوفة بالمخاطر ومكلفة للحؤول دون خنق لبنان. يقوم سعد الحريري بهذه المحاولة التي تستهدف التأكيد أن البلد لم يستسلم تماما لـ“حزب الله” وأنّه لا يزال يقاوم. لا تزال ثقافة الحياة تقاوم ثقافة الموت التي تسعى ميليشيا مذهبية تابعة لإيران إلى فرضها على اللبنانيين. هذه الثقافة، ثقافة الموت، غريبة عن لبنان الذي كان في الماضي بجامعاته ونمط الحياة فيه، قبل أي شيء آخر، مثلا يحتذى به في المنطقة كلها. هل مطلوب حاليا أن يموت لبنان؟ السؤال مطروح بعدما انتفض الأمين العام لـ“حزب الله” ضد فيلم لا يعرف أن يلفظ اسم مخرجه وما القيمة العالمية لهذا المخرج. ما فعله نصرالله ليس مستغربا. من يعتبر يوم السابع من أيار- مايو 2008، وهو اليوم الذي غزا فيه “حزب الله” بيروت وانتقل بعد ذلك إلى الجبل، “يوما مجيدا”، يمكن أن يقول أي شيء. يستطيع قول أي شيء لتبرير انتقال الوصاية على لبنان من النظام السوري إلى النظام الإيراني ولتبرير انفلات الغرائز المذهبية بأبشع صوره.

لم يستسلم لبنان بعد. ذهاب سعد الحريري إلى دافوس دليل على أن لبنان لا يقبل أن يكون تحت رحمة “حزب الله” وثقافة الموت التي ينادي بها. لبنان مازال يقاوم. الفارق أنه صار على لبنان اللحاق بدول عربية سبقته بدل أن يكون مثالا يحتذى به وأن تكون بيروت منارة الشرق الأوسط والعالم العربي، من المحيط إلى الخليج، ثقافيا وحضاريا وإنسانيا قبل أي شيء.

من يريد ترجمة عملية لهذا الكلام يستطيع العودة إلى ما تشهده دولة حديثة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة من تطوّر على كل صعيد، بما في ذلك الصعيد الإنساني والحضاري. صار في هذه الدولة وزارة للتسامح، نعم وزارة للتسامح، وذلك منذ شباط – فبراير 2016. يشغل حقيبة التسامح الشيخ نهيان بن مبارك الذي يقول في مقابلة أجراها معه الزميل رشيد الخيّون ونشرت قبل أيّام في صحيفة “العرب”، “نحن لا ننظر إلى التسامح باعتبار أنه عفو عند المقدرة، بل نرفض هذا المفهوم أصلا ونعتبره غير ملائم لما نسعى إلى تحقيقه. فالتسامح ليس تنازلا أو مصالحات وتهدئة خواطر وإنما هو ثقافة وسلوك”. هناك تشديد في الإمارات على التعليم والبرامج التعليمية ونوعية الأساتذة. هناك بلد يسعى فيه القيمون عليه إلى المحافظة على إرث الشيخ زايد بن سلطان مؤسس الدولة التي يعيش فيها أناس من مئتي جنسية. كان لبنان في الماضي في طليعة الدول التي تقدّم نموذجا عن القدرة على الانتماء إلى كلّ ما هو حضاري في هذا العالم. كان التسامح من القيم اللبنانية قبل أن يعمل “حزب الله” على تغيير وجه لبنان، بدءا بتغيير طبيعة المجتمع الشيعي فيه، هذا المجتمع الذي لا يزال قسم منه يقاوم الهيمنة وثقافة السلاح.

من الواضح أن لبنان فقد ميزة الانفتاح التي ميّزته منذ قيام الجمهورية اللبنانية. يكفي للدلالة على ذلك صدور حكم، عن محكمة عسكرية، على الزميلة حنين غدّار، لمجرد أنها وصفت واقعا يشكو منه لبنانيون كثيرون ولم يعد من مجال لتجاهله. يقف لبنان عند مفترق طرق. هل يسقط أو لا يسقط؟

الثابت أن لبنان لم يعد قدوة. الخوف من السقوط العظيم للبلد كبير جدا، خصوصا إذا استطاع “حزب الله” بفضل القانون الانتخابي الذي فُصّل على قياسه، تحقيق انتصار في الانتخابات النيابية المقبلة، بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من الآن. ليس موضوع النفايات (الزبالة) هو الموضوع الوحيد الذي يشكو منه لبنان. هناك ما هو أهمّ من ذلك بكثير. هناك ما تخفيه الزبالة. هناك رغبة في تطويع لبنان واللبنانيين وإقناعهم بأن لدى إيران، كنظام قام في العام 1979، نموذجا قابلا للتصدير وأن ما بعد الانتخابات النيابية ليس كما قبلها. بعد الانتخابات، سيكون على أي رئيس للوزراء أن ينسى دافوس وأن ينسى محيطه العربي الذي ينتمي إليه، وأن ينسى معنى الانتماء إلى العالم. سيتوجّب على أي مسؤول لبناني تجاهل كل ما له علاقة بالعالم الحضاري من قريب أو بعيد، بما في ذلك ظاهرة حديثة تتمثل في حنين الإيرانيين هذه الأيام إلى عهد الشاه وأفراد أسرته… على الرغم من مرور تسعة وثلاثين عاما على قيام النظام الجديد في إيران!

 

من بيروت الى عفرين!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 26 كانون الثاني 2018

يؤكد أحد الديبلوماسيين الغربيين لمحدّثيه، والى حد الجزم «بأنّ الانتخابات النيابية في لبنان ليست في دائرة الخطر، أو لم تعد كذلك، بعدما تجاوزت محاولات لتعطيلها من قبل بعض الجهات الإقليمية بالتناغم مع جهات لبنانية حليفة لها». تلك المحاولات، كما يقول الديبلوماسي، إصطدمت بقرار دولي أميركي أوروبي مانع لها، خشية ان تفتح لبنان على أزمة كبرى قد لا تنحصر مواجهاتها في الميدان السياسي بل قد تتجاوزه الى الميدان العسكري والامني الذي قد لا ينحصر ضمن البقعة اللبنانية، بل قد يتوسّع الى ما هو أبعد اقليمياً وعلى نحو يصعب فيه من الآن رسم الصورة التي ستنشأ عن مثل هذا الوضع في لبنان ومحيطه.

وثمّة نصائح وردت تِباعاً الى مستويات سياسية وغير سياسية في لبنان لعدم الاستخفاف بالعامل الأمني بل إحاطته برعاية استثنائية، لمسناها بالفعل من جهود الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية التي حققت إنجازات مشهودة ومتتالية في الآونة الاخيرة، ولا سيما على صعيد كشف الخلايا الإرهابية وتوقيف الارهابيين.

إحباط محاولات تعطيل الانتخابات، معناه في رأي الديبلوماسي الغربي، انّ في إمكان اللبنانيين الذهاب الى انتخاباتهم في أيار المقبل من دون مؤثرات خارجية، بصرف النظر عن النتائج التي ستنتهي اليها، والتي أيّاً كانت طبيعتها وأيّاً كان شكل الأكثريات التي ستفرزها، وحتى ولو ربح فيها «حزب الله» وحلفاؤه، وحتى لو حصل ذلك فعلاً، فلن يكون ذلك باعثاً للقلق من ان يسيطر الحزب على لبنان، فهذا امر صعب جداً، ولا نعتقد انّ الحزب في وارد هذه المغامرة المكلفة عليه خصوصاً وعلى لبنان بشل عام، وثمّة تجربة عاشها لبنان بَدا فيها «حزب الله» وحلفاؤه يملكون اكثرية وحكموا من خلالها في عهد حكومة نجيب ميقاتي، ولكن حكمهم لم يكن فيه «حزب الله» حاكماً بأمره، بل بقي هذا الحكم محكوماً للتركيبة اللبنانية.

نحن على يقين تِبعاً لِما نعرفه ونلمسه، يقول الديبلوماسي الغربي، انّ غالبية الأطراف اللبنانية ترفض بعضها البعض الى حد التمني بإلغاء ومحو وجود بعضها البعض. لكنّ تركيبة لبنان، هي التي ستفرض نفسها، وستتحكّم بالتالي بنتائج الانتخابات المقبلة، على قاعدة اللاغالب واللامغلوب، وانّ أحداً في لبنان لا يملك القدرة على إلغاء الآخر، حتى ولو رغب بذلك. معنى هذا الكلام انّ لبنان مقبل على تجديد حيويته البرلمانية، في انتخابات لا تحدث تبديلات جذرية ونوعية او انقلابية لا في صورته السياسية ولا في شكل نظامه السياسي، ولا في شكل صورة الحكم فيه لا رئاسياً ولا في الحكومة ورئاستها ولا المجلس النيابي ورئاسته.

وحرص الغرب على إجراء الانتخابات نابع من انّ الصورة السياسية التي ستنجم عنها ليست مُستفزّة له بل صورة مُستنسخة بشكل شبه كامل عن الصورة الحالية، وقد أشار الديبلوماسي الغربي بوضوح الى هذه المسألة، وبقدر ما الحرص الغربي كبيراً على الاستقرار السياسي، كذلك الحرص وربما اكبر بكثير على إبقاء لبنان في مدار الاستقرار الأمني. لماذا؟

- لأنّ تفجير لبنان يشكل شرارة قد تفجّر كل المنطقة.

- لأنّ أيّ خلل أمني في لبنان سيؤدي الى انفجار القنبلة الموقوتة المتمثّلة بملف النازحين السوريين، بما سيفتح حتماً باب هجرة هؤلاء في اتجاه الغرب وأوروبا تحديداً، بما يفاقم العبء الذي يُثقل بعض الدول جرّاء تنامي الارهاب فيها.

- لأنّ الاولوية حالياً هي للملف السوري الذي يتجاذبه الميدان العسكري، وكذلك محاولات صياغة تسوية للأزمة السورية. هنا، يستحضر الديبلوماسي الغربي ما يجري في عفرين والتحرك العسكري التركي في اتجاهها. ويقدّم قراءة للوضع هناك، يَستهلّه باستعارة جملة معبّرة للرئيس المصري السابق حسني مبارك قالها في بداية ما سمّي «الربيع العربي» تقول: «المتغطّي بالأميركان عريان»، هي جملة تنطبق على ما بات يصطلح على تسميته «الربيع الكردي». بحسب قراءة الديبلوماسي الغربي، انه لا يجب الاستهانة بما يجري في هذا الجيب الكردي في الشمال السوري، اذ قد يؤدي الى إعادة خلط أوراق كل المنطقة.

خصوصاً انّ قوى دولية كبرى تتصارع فيها؛ الولايات المتحدة الاميركية لم تعترض على إطلاق رجب طيب اردوغان حملة عسكرية ضخمة، تحت مسمّى «عملية غصن الزيتون»، للسيطرة على عفرين لمنع قيام كانتون كردي قرب الحدود التركية الجنوبية مع سوريا. ويبدو جلياً انّ غَضّ النظر الاميركي عن هذه الحملة يرمي الى منع أو اعاقة استدارة تركيا نحو المعسكر الروسي. وعلى خط مواز، يقول الديبلوماسي: حصل اردوغان على «ضوء أخضر» من روسيا للمضي قدماً في الاندفاعة العسكرية ضد الأكراد، وذلك بناءً على تفاهمات غير معلنة جرى الاتفاق عليها في قمة يالطا نفسها، والتي كشفت ملامحها بعض وسائل الإعلام الروسية سريعاً، واضعة إيّاها ضمن معادلة «عفرين مقابل إدلب». وهنا لم تكن مصادفة، على الإطلاق، أن تبدأ العملية العسكرية في عفرين، بالتزامن مع التقدّم الميداني الكبير الذي أحرزه الجيش السوري، مدعوماً من روسيا، في محافظة إدلب السورية. ويَشي هذا التحوّل أو تلك المقايضة، بتغيّرات دراماتيكية في الاستراتيجية التركية في الأزمة السورية. اضافة الى ذلك، يحدّد الديبلوماسي ثلاثة أهداف روسية من إعطاء الضوء الأخضر للأتراك في عفرين:

الأوّل، هو ضمان الدور الإيجابي لتركيا في العملية السياسية قبل أيام من انعقاد مؤتمر سوتشي.

والثاني، قطع الطريق أمام التشويش الأميركي على المؤتمر المذكور، وتجنّب أية عرقلة ميدانية للتقدّم الجاري في إدلب (على غرار ما حدث في هجومي الهاون والطائرات المسيرة على قاعدتي حميميم وطرطوس).

والثالث، كبح الاندفاعة الاستقلالية للأكراد، من خلال إسقاط مقوّمات الكيان المستقل، وهو هدف يتماشى مع الخطوط العريضة للحل السوري، وفق الرؤية الروسية، والقاضي بتشكيل نظام سياسي في سوريا، بات يختصر بعبارة «أقل من فدرالية... أكثر من لا مركزية موسّعة».

خلاصة قراءة الديبلوماسي الغربي انّ عفرين تمثّل اليوم مفترق طرق أمام الأزمة السورية: فإمّا أن تمضي العملية التركية وفق حدود زمنية تتماشى مع إيقاع تسوية استانا - سوتشي، وإمّا أن تطول أكثر من اللازم، لتتعقّد بذلك الامور مجدداً وتصبح فرَص التفجير أكثر احتمالية. والاكثر وضوحاً على مفترق الطرق هذا انّ الوضع في كل المنطقة ليس مطمئناً، وعناصر التفجير اكبر وأكثر من أيّ وقت مضى.

 

إستراتيجيّة جنبلاط: أعلى الأصوات التفضيلية لتيمور

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الجمعة 26 كانون الثاني 2018

الأكثرُ قُرباً من النائب وليد جنبلاط، يقولون إنّ سيّد المختارة يتبع مبدأً استراتيجياً لم يتبدل منذ التوصل الى «اتّفاق الطائف»، في مقاربته للانتخابات في الجبل، قوامها عدم التخلّي عن مركزية زعامته ومرجعيته السياسية في منطقة الشوف وعاليه. والترجمة العملية لهذه الاستراتيجية تعني عدم موافقته على أن تؤدّي نتائج أيّ انتخابات نيابية في هذه المنطقة الى بروز طرف سياسي ماروني يتمكّن من أن يصبحَ ندّاً للمختارة وشريكاً لها في زعامتها. وعليه فإنّ جنبلاط في انتخابات 2018 هو نفسه في كل الانتخابات النيابية التي عُقدت بعد «الطائف»، فهو يدعو الى تفاهماتٍ مع كل القوى المسيحية في الجبل لإنشاء لائحة موحَّدة تسفر عن حصوله على المقاعد الدرزية الثلاثة زائداً إعطاء المقعد الدرزي الرابع بالتفاهم معه، للنائب طلال أرسلان. أما المقاعد المسيحية فيريد جنبلاط توزّعها مع كل القوى المسيحية وليس مع طرف مسيحي واحد، لأنه في حال حدث الأمر الأخير، يفقد الجبل هويته السياسية الدرزية داخل المعادلة السياسية العامة في لبنان، وتنتهي زعامة المختارة للجبل، وبدلاً من ذلك تصبح المختارة زعيمة الدروز في الجبل، في مقابل صيرورة الرئيس ميشال عون الذي يطالب اليوم باستعادة حصة النواب المسيحيين في الجبل من «الذمّية الجنبلاطية»، زعيم الموارنة والمسيحيين في الشوف وعاليه. يجدر وضع «خط سياسي غامق» تحت مصطلح أنّ جنبلاط يريد «تفاهمات انتخابية» مع القوى السياسية غير الدرزية في الجبل، وليس في العمق «تحالفات سياسية». فهو يدعو الى مروحة تفاهمات، ومنفتح على الجميع، ويرحّب بكلّ مَن يرغب من القوى غير الدرزية التحالف معه ضمن لائحته وضمن شروط حصته. ولكنه لا يدعو الى تحالفات، لأنّ مصطلح تحالفات يصبّ في خانة الإيحاء السياسي الذي لا يريده، وهو أنّ الجبل صار له زعيمان احدهما درزي والآخر ماروني.

ضمن توجّه حفظ زعامة المختارة السياسية للجبل، صاغ جنبلاط لانتخابات هذه السنة إستراتيجية في الشوف وعاليه تقوم على الخيارات الآتية:

الخيار الاول، وله الافضلية، تشكيل «لائحة تفاهم» تضمّ الحزب التقدمي الإشتراكي و«القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» وبقية الأطراف المسيحية وتيار «المستقبل» عن السنّة. وتفضل المختارة هذه التشكيلة لأنها تؤمّن التوازن الذي يحفظ مرجعيّتها زعيمة لمنطقة الجبل. الخيار الثاني ومفاده أنّ عون اذا استمرّ في رفض الإنضمام الى لائحة التفاهم الجنبلاطية، فإنّ جنبلاط سيذهب الى التحالف مع «القوات اللبنانية»، وذلك تحت سقف إبقاء مسيحيّي الجبل منقسمين بين مؤيّد لعون ومؤيّد لجعجع ومؤيّد لغيرهما من الزعامات المسيحية، وهكذا تبقى مظلّة الزعامة الجنبلاطية هي السائدة. وحالياً يُمسك جنبلاط بـ»القوات» حتى لا تذهب الى التحالف مع عون، فينشأ حينها خطر بروز ثنائية حزبية مارونية تُنافس زعامته الدرزية الوطنية والسياسية وليس فقط الإنتخابية على الجبل. ثمّة إرث من علاقة جنبلاط الإنتخابية الجيدة بـ«القوات». فخلال نهاية مرحلة الوجود السوري في لبنان، رغب جنبلاط بجذب «القوات» الى لائحته حتى يحصل على غطاء مسيحي لمعارضته للسوريين، خصوصاً أنّ بكركي كانت تغطي «القوات» معنوياً، أما اليوم فما يبحث عنه جنبلاط مع «القوات» فهو إفساد طموح عون الى كسر معادلة احتكار المختارة لزعامة الجبل. أضف أنّ جنبلاط لا يزال يعتبر أنّ «القوات» تمثّل إمتداداً لمصالحة الجبل التي أبرمها مع بكركي.

ويوجد اليوم عامل ثالث استراتيجي أضافه جنبلاط على استراتيجيّته الانتخابية لهذه السنة، وهو عامل لم يكن ضمن حساب ثوابته الانتخابية الماضية، ويتمثّل في تأمين حصول نجله تيمور على أعلى عدد من الأصوات التفضيلية للناخبين الدروز.

يأخذ جنبلاط في حسبانه أنّ انتخابات هذه السنة هي الأولى التي يتمّ عقدُها في مرحلة تقدّم مسار تحضير ابنه تيمور لتسلّم زعامة المختارة مكانه و«على حياة عينه». وعليه فإنّ تيمور ليس مرشحاً فقط عن مقعد تأكيد زعامة المختارة للجبل الدرزي والمسيحي، بل إنه مرشح ايضاً عن مقعد إنتقال زعامة والده اليه.

هناك واقعة في هذا المجال يتحوط جنبلاط من إمكانية تكرارها، وفحواها ما حصل في آخر انتخابات نيابية مع الوزير مروان حمادة الذي حصل على عدد أصوات خلالها تفوق ما حصل عليه زعيمه ورئيس اللائحة «وليد بك» نفسه.

خشي حمادة آنذاك من تحسّس سيّد المختارة منه، فأعلن للصحافة «أنّ الفارق في الأصوات لمصلحته على حساب جنبلاط، والذي يُعدّ بالمئات فقط، هي حجمه الإنتخابي، فيما بقية الأصوات التي إنتخبته، وهي بالآلاف، فهي حجم وليد جنبلاط». كان هذا التبرير مقنعاً للمواطنين الدروز في الجبل الذين لا يساور أحدهم شكّ في أنّ شعبية وليد بك تفوق شعبية حمادة.

ولكن في هذه الانتخابات ستكون مغامرة أن يسمح جنبلاط بأن تتكرّر مع نجله تيمور حالة تفوّق حمادة أو غيره بالأصوات عليه، كون هذه الإنتخابات تشكل في جانبٍ مِن نتائجها الأساسية، استفتاءً على مدى التأييد الدرزي لوراثته زعامة أبيه.

قرار جنبلاط نقل زعامته الى نجله على حياة عينه، متّخَذ منذ سنوات، ولكنّ تنفيذه واجه عثرات، كان أبرزها ما شاع في مدن الجبل وقراه من أنّ تيمور نفسَه لم يكن متقبّلاً فكرة العمل في الشأن العام. وأضرّ هذا الانطباع بصورته، خصوصاً بين القرويّين الدروز، ونسبتُهم عالية بين سكان الجبل، حيث فسّر هؤلاء عزوفَ تيمور عن الشأن العام، ما معناه أنّ تيمور لا يحب الناس ولا يريد التعامل معهم ويكره رهنَ حياته بهم وبمشكلاتهم... نجح جنبلاط خلال الفترة الماضية في تبديد هذا الإنطباع لدى الدوزر عن تيمور، فقرّبه منهم، وجعله يستقبلهم مكانه وعلى كرسيه نفسه في دارة المختارة، حيث يقف الى جانبه مساعد له يسجّل على دفتر صغير مطالب اصحاب الحاجات من المواطنين الذين يزورونه. ومنذ فترة تمّ تخصيص كل يوم ثلثاء موعداً لتيمور مع المواطنين لكي يوافوه الى دارة وليد بك في محلة كليمنصو في بيروت، حيث يستقبلهم ويحاورهم ويستمع الى آراء نخب بينهم يخوضون معه نقاشاً يتّسم بأنه سياسي وأبعد ممّا هو مطلبي ومعيشي. وبحسب مراقبين، فقد أرتفعت مقبولية تيمور اليوم بين جمهور الدروز الذين يلاحظون أنه يبدي سلوكاً أكثرَ سلاسة في علاقته بالناس من والده. كما أنّ نُخباً درزية ترى فيه شاباً جديداً ومتعلّماً. يقول الرئيس حسين الحسيني إنّ «المختارة هي آخر إقطاعية في لبنان»، وفي هذه الانتخابات يعمل جنبلاط لاستمرار معادلة المختارة إقطاعية تتوارث معادلة موقعها في الجبل، وأيضاً يرث فيها الحفيد الجنبلاطي الشاب زعامة وصلت اليه من الجدّ.

 

إن النفايات على أشكالها تقع

عقل العويط/النهار/24 كانون الثاني 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/62045

يقول المثل المعروف إن الطيور على أشكالها تقع. 

يمكن تطبيق هذا المثل على غير الطيور.

كأن نقول هنا، في الجمهورية اللبنانية الشمّاء، إن النفايات، هي التي على أشكالها تقع.

ليس من فرقٍ جوهري في مضمون النفايات، ومحتواها.

الفرق يقع في الشكل فحسب.

لكن النتيجة واحدة. وهي نتيجة كارثية، بصرف النظر عن الشكل.

هذه النتيجة الكارثية، بقدر ما تصيب الصحة، صحة المواطن في جسده، وصحة الوطن في طبيعته وبيئته، هي تصيب الروح، روح المواطن وروح الوطن على السواء.

يمكنني أن أتمادى في شرح هذه الإصابة الروحية، أيّما تمادٍ، وخصوصاً على مستوى ما يعتري غالبية اللبنانيين، حكّاماً ومحكومين، من فسادٍ إنسانويّ، وطنيّ، سياسيّ، مجتمعيّ، روحيّ، قيَميّ، أخلاقيّ، فكريّ، وثقافيّ.

الإصابتان الجسدية – البيئية، والروحية، لا تميّزان بين حاكم ومحكوم، ولا بين غني وفقير.

الكلّ مصاب، ولا تمييز هنا بين نفايات بشرية، آدمية، مجتمعية، وطنية، سياسية، إدارية، وبين تلك التي يتعارف الناس عموماً، والبيئيون خصوصاً، على تسميتها نفايات.

أما الجامع المشترك بين النفايات البشرية والنفايات المتعارف عليها، فهو ما انتهى إليه لبنان حالياً من تفكّك ومرض وانحطاط وتخلّف وانهيار ونهب وسرقة وفساد ورعب ويأس وموت.

و... على كلّ المستويات.

أقول بصراحة، لكنْ بوجعٍ هائل:

من المعيب حقاً أن يتحوّل "لبنان الأخضر"، و"لبنان السيادة والاستقلال"، و"لبنان الممانعة"، إلى خلطة نفايات جماعية.

ولولا بقية من نزاهة، ونظافة، ونقاء، وأمل، وكبرياء، وأنفة، وحرية، وديموقراطية، وسيادة، ومدنية، ورفض، وثورة، لدى بعض اللبنانيين - بعضهم لا أكثر - لكان عليَّ أن أطالب بإعلان لبنان منطقة موت، وبتحذير "الأصحاء" في الداخل والخارج من مغبة الدخول إليه، والتعاطي مع "نفاياته" البشرية والبيئية على السواء.

لولا بقية قيم وأخلاق ونظافة، لكان ينبغي لي أن أدعو منظمة الصحة العالمية إلى وضع اليد على لبنان، لجعله "مصحّة".

بالقوة نفسها، لكان ينبغي لي أن أطالب – لستُ أدري إلى مَن ألجأ في العالم – بتحويل لبنان إلى "كرنتينا" أخلاقية في السلطة والسياسة والإدارة، لتنظيف لبنان من الفساد الروحي الأعظم الذي ينخر نخاعه الشوكي، بمنهجية لا هوادة فيها.

هل ينبري مَن "يستدعيني" بسبب هذا "الإخبار - التشهير" اللاأخلاقي الذي أنشره، وأزعم فيه أنه يعتري غالبية طبقات الحكّام وأهالي السلطة والسياسة والإدارة في لبنان، كما يتغلغل لدى غالبية الناس الذين يتألف منهم "الشعب اللبناني العظيم"؟

أقول بصراحة، لكنْ بوجعٍ عظيم:

نحن، في غالبيتنا، نفايات.

وإن النفايات على أشكالها تقع.

لكنْ، مهلاً:

كلّ مَن ينتفض على هذين الوصف والاستنتاج، فلينبرِ إلى المساهمة في تكوين شلاّل اعتراضيّ - وطنيّ – سياسيّ – أخلاقيّ هادر، يجرف هذه النفايات، المادية والمعنوية، لا إلى المطامر، ولا إلى المحارق، بل فقط إلى... خارج صناديق الاقتراع، في الاستحقاق الانتخابي المقبل.

مَن له بصيرتان واعيتان، فليبصر.

ومَن له أذنان سامعتان فليسمع.

 

لبنان على صفيح ساخن: تصعيد سياسي وامني داخلي وخارجي

قاسم قصير/عربي 21/25 كانون الثاني/18

تتجه الاوضاع السياسية والامنية في لبنان في الايام المقبلة نحو المزيد من التصعيد السياسي والامني ، وفق ما تؤكده عدة جهات لبنانية مطلعة، وهذا التصعيد سيسبق الانتخابات البرلمانية التي ستجري مبدئيا ما بين اواخر شهر نيسان ( ابريل) والسادس من ايار (مايو) من العام الحالي.

فعلى الصعيد الامني برزت مؤخرا عدة تطورات خطيرة ، وكان ابرزها محاولة الاغتيال التي تعرض لها محمد حمدان احد كوادر حركة حماس في مدينة صيدا الجنوبية ، وقد سارعت شعبة المعلومات التابعة لقوى الامن الداخلي لكشف الشبكة التي كانت وراء عملية التفجير والتي تبين انها تابعة للموساد الاسرائيلي.

وفي الوقت نفسه كان وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق يعلن عن كشف شعبة المعلومات لمخطط خطير كان تنظيم داعش يعمل لتنفيذه خلال الاشهر الماضية ، من خلال احد اعضاء التنظيم وهو ابوجعفر العراقي ، وقد نجحت الشعبة في اعتقال ابو جعفر وابقاء تواصله مع تنظيم داعش لعدة اشهر، وكل ذلك ساعد في منع حصول عدة عمليات كان التنظيم يسعى لتنفيذها خلال الاسابيع الماضية وخصوصا خلال مرحلة الاعياد. وقد شكلت هاتان الخطوتان اشارة جديدة لاهمية الانجازات التي تحققها القوى الامنية والعسكرية اللبنانية ، سواء في مواجهة العدو الاسرائيلي ، او في مواجهة التنظيمات الارهابية ، لكن في المقابل فان هذه التطورات اكدت ان لبنان واجه وسيواجه في المرحلة المقبلة المزيد من التهديدات الامنية الداخلية والخارجية. وقد اكدت مصادر امنية مطلعة ل" موقع عربي 21" : ان العدو الاسرائيلي اعاد تنشيط مجموعاته الامنية في لبنان بهدف استهداف قوى المقاومة وخصوصا قيادات حركتي حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله واي تنظيم سيسعى لتنفيذ عمليات مقاومة داخل الكيان الصهيوني"، وقد صدرت تهديدات علنية من قبل قادة العدو الصهيوني ضد قوى المقاومة في لبنان ولاسيما بعد الكشف عن عقد لقاءات على مستوى عال بين هذه القوى لتصعيد المواجهة ضد العدو الصهيوني.

وفي موازة التصعيد الامني والتخوف من حصول عمليات جديدة ان من قبل العدو الصهيوني او المجموعات الارهابية ، فقد عمدت بعض السفارات الاجنبية في لبنان لتحذير رعاياها من مخاطر الاوضاع في لبنان ، وقد اكد المسؤولون اللبنانيون استمرار الاستقرار الامني وقدرة الاجهزة الامنية على مواجهة هذه التهديدات ، لكن ذلك لا يمنع من الحاجة الى الحذر والانتباه في المرحلة المقبلة.

واما على الصعيد السياسي ، ومع دخول لبنان مرحلة العد العكسي للانتخابات النيابية في اواخر شهر نيسان ( ابريل) وايار ( مايو)، فقد تصاعدت حدة السجالات السياسية والاعلامية بين مختلف الاطراف ، ان بشأن مرسوم ترقية عدد من الضباط الذين تخرجوا في دورة العام 1994 ، او حول تعديل قانون الانتخابات او حول قضايا سياسية داخلية ، وقد اشارت مصادر سياسية لبنانية مطلعة في بيروت ل " موقع عربي 21" : ان هذه السجالات ستزداد في الاسابيع المقبلة لان كل طرف يريد تعزيز موقعه الشعبي والسياسي والعمل لزيادة المؤيدين والناخبين له في المرحلة المقبلة، في ظل اعتماد نظام النسبية والصوت التفضيلي في العملية الانتخابية. لكن رغم المخاوف من ازدياد التحديات الامنية والسجالات السياسية في المرحلة المقبلة ، ووقوع لبنان "فوق صفيح ساخن"، حسب بعض التوصيفات الاعلامية، "فان الاوضاع اللبنانية ستبقى تحت السيطرة ولن يسمح بانزلاق التطورات الى صراع مفتوح"، حسبما قال قيادي حزبي بارز ل" موقع عربي21". وقد دعا هذا القيادي للبقاء في حالة انتباه وحذر من التطورات المقبلة خصوصا على صعيد العدو الصهيوني والذي لن يترك لبنان في حالة استقرار ، لكن بالمقابل فان القوى الامنية والعسكرية اللبنانية الرسمية وقوى المقاومة ستكون جاهزة لمواجهة اي تحدي مقبل ولن تترك للعدو الصهيوني الفرصة لتخريب الوضع اللبناني.

 

ولاية الفقيه شرٌ مطلق

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/25 يناير، 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/62051

إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر سلام الله على روحك الزكية ونفسك المطمئنة ويدك النظيفة وعلى قلبك السليم الطاهر وعقلك المشرق بنور سعة معرفتك الدينية والإنسانية والسياسية وبُعْدِ نظرك وكياسة بصيرتك وشدة فطنتك وجاذبية صوتك وسحر أوتار حنجرتك وسلام الله على مكارم أخلاقك وكرمك وعظمة مناقبك وسيرتك.

سيدي لو كنت بيننا اليوم أعتقد بأنك كنت ستستبدل قولك: إسرائيل شر مطلق بالقول: ولاية الفقيه شر مطلق.

لأنه لم يعد خافيا على عاقل مطلقا بأن جماعة ولاية الفقيه (والخامنئي)  واحد منها سافروا إلى ليبيا وقبلوا يد الطاغوت المجنون القذافي وخديه وجبينه لأنه أخفاك بزنازينه شاكرين له على جريمته النكراء بقلوبهم المليئة بالحسد والبغضاء والعداوة والخبث واللؤم عليك!!

لأنه لم يعد خافيا على عاقل بأن جماعة ولاية الفقيه لم يدخروا جهدا مطلقا منذ سنة 1980 وحتى هذه اللحظة وهم يسعون وبكل الوسائل القذرة لإقناع أحبائك وأوليائك وشعبك الذي ذاب في حبك بأنك كنت عميلا جاسوسا للشاه ومتواطئا معه ضد شعبك في ايران الذي ضحيت في سبيل نصرة ثورته أعظم من تضحيات الجميع بمن فيهم الخميني نفسه!

حقد جماعة ولاية الفقيه الأعمى وحسدهم ولؤمهم وخبثهم هو الذي دفعهم لتأسيس تنظيم عسكري أمني سياسي ثقافي في لبنان  أسموه (حزب الله) مفترين بذلك على الله سبحانه وتعالى.

سيدي: لم أر قلوبا كارهة لك بخبث ولؤم وحقد كقلوب جماعة ولاية الفقيه!

سيدي أنا أعلم علما يقينيا لا حدود له أن حقدهم عليك هو وليد سرطان الحسد الذي أصاب قلوبهم السوداء يحسدونك يا سيدي  لأنك لو كنت حاضرا  بين شعبك في إيران لما اختار سواك قائدا له وإماما وزعيما ورئيسا  ولذلك تواطؤا مع القذافي الطاغوت لإخفائك !

سيدي: لو كنت اليوم حاضرا بيننا نقتدي بك ونستضيء بنور علمك وحكمتك وتقواك وورعك لاستبدلت شعار: إسرائيل شر مطلق

بشعار: ولاية الفقيه شر مطلق.

وستستند بقولك إلى معطيات محسوسة ووقائع ملموسة وأدلة دامغة تكشف بوضوح وضوح الشمس بأن نظرية ولاية الفقيه الشريرة الجهنمية أنجبت من جديد شاها ( ملكا ) لكنه يرتدي عمامة وساڤاكا (جهازا أمنيا) وحشيا لكنه يغتال ويعذب بزنازينه وينكل تنكيلا وحشيا باسم الإسلام والتشيع بفتاوى مباركة من الولي الفقيه الطاغوت علي الخامنئي!

وسترى يا سيدي ببصرك وبصيرتك كيف أشعلت ولاية الفقيه نيران الحروب في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان ولبنان متحالفة مع طواغيت أنجاس ملعونين مجردين من كل القيم الإنسانية والدينية!

فقتلت جماعة  ولاية الفقيه وجرحت وأعاقت وهجرت بهذه الحروب عشرات الملايين من شعوب المنطقة! وتضطهد شعبك في ايران بكل وسائل القهر والقمع والإكراه الوحشية وتراكم الثروات، كي يعيش اباطرة ولاية الفقيه عيشة الأكاسرة والقياصرة

 

حزب الله في أوروبا

الشيخ حسن مشيمش/25 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62051

أنا على يقين بأن 99 % من شيعة ولاية الفقيه - ( ولا أقصد شيعة ولاية أهل البيت (ع) ) - 99 % من شيعة ولاية الفقيه في لبنان ، والعراق، والقطيف، والبحرين، والكويت، يجهلون أو يتجاهلون أو إن قياداتهم وسادتهم وشيوخهم جَهَّلوهم ويخفون عنهم هذه الحقيقة التالية:

ما يُسَمَّى (حزب الله) إلى اليوم ما زال يملك مراكز ثقافية تقوم بدور المساجد والحسينيات في دولة ألمانيا، ودولة أميركا، ودولة كندا، ودولة السويد، ودولة أوستراليا، ودولة فرنسا، ودولة الدنمارك، يقوم الحزب فيها وبكل حرية وأمان بنشاطات دينية مذهبية هدفها احتواء الشيعة العرب عموما والشيعة اللبنانيين (خاصة) المقيمين على أراضي هذه الدول وتدجينهم وتعبئتهم وشحنهم بروح مذهبية طائفية معادية للإنس والجن ولأهل الشرق والغرب وشعوب الأرض وأممها كافة لصالح نظام ولاية الفقيه في إيران الذي يصفه الحزب بأنه نظام الإسلام المحمدي الأصيل وسائر إسلامات الأرض كلها اسلامات مزيفة ومزورة ومحرفة !!!!

وفي الوقت نفسه يقوم الحزب في لبنان بتوصيف هذه الدول الغربية من على منابره ووسائله الإعلامية بالدول الإستكبارية الحليفة لإسرائيل !!!!

ويصفها بأنها الدول التي تسعى منذ تأسيس الحزب المذكور لإجتثاثه من جذوره خدمة لإسرائيل !!!!!

وبأنها الدول المعادية للإسلام !!!!

وشباب ورجال ونساء ما يُسَمَّى (حزب الله) المقيمين في هذه الدول يمارسون نشاطهم الديني والثقافي والإجتماعي في هذه المراكز بهذه الدول الغربية بكل حرية وأمان كما رأيت ذلك ببصري مباشرة منذ سنة 1987 وشاركت معهم بكثير من النشاطات/بعقد الثمانينات/وبخاصة في يوم القدس الذي تظاهرنا به ضد اسرائيل في شوارع ألمانيا بحماية الشرطة الألمانية ومرات عديدة !!!!

وما زال هذا الحزب يملك هذه المراكز المرخصة من الدول الغربية بأسماء شيوخ، وسادة علماء دين شيعة لبنانيين، وغير لبنانيين، يمارسون بها دور الشحن المذهبي والطائفي الذي يصب في خدمة حربه المذهبية الطائفية التي يخوضها في بلدان العرب بأمر من كسرى إيران الشاه الولي الفقيه علي الخامنئي !!!!

ومع ذلك ما زال شيعة ولاية الفقيه في لبنان (عجائب خلق الله) يعتقدون بأن الغرب فشل بحربه ضد حزبهم وذلك نتيجة الإعجاز والمعجزات الإلهية التي لم يختص بها الله أنبياءه وأولياءه بقدر ما اختص بها هذا الحزب المذكور وأمينه العام حسن نصر الله !!!

الذي يخوض حربه الطائفية المذهبية في المنطقة بدعم وقيادة آية الله العظمى القديس بوتين روسيا !!!!!

 

هل إسرائيل وراء أزماتنا؟

الشيخ حسن مشيمش/25 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62051

هل تعتبر إسرائيل هي مشكلة الوطن العربي؟

كلا وألف كلا.

لماذا؟

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أزمة صغيرة مقارنة بسائر ازمات بلدان العرب والمسلمين.

إن السيدة ولاية الفقيه طامعة بمد سيطرتها على بلدان العرب وبسبب ذلك تفجرت الحروب والأزمات فيها فما علاقة اسرائيل بشهوات ولاية الفقيه؟

والولي الفقيه بوضوح وصلافة ووقاحة يقول سنصدر ثورتنا إلى العالم العربي !!

أليس هذا موقف واضح وصريح للغاية بإعلان الحرب على حكام العرب وحكوماتهم وبلدانهم وتدخل سافر في شؤونهم الداخلية وكان سببا واضحا لاشتعال نيران الحروب في دول المنطقة؟

إذن وما علاقة اسرائيل بحروب الولي الفقيه وشهواته التوسعية؟

كيف تريد مني أن أُحَمِّل اسرائيل مسؤوليتها؟!

بالتأكيد هذا الكلام سيعتبره شيعة ولاية الفقيه في لبنان علامة تدل على صحة تهمتي بالعمالة التي اخترعها ذلك الطاغوت القزم حسن نصر الله الجندي الصعلوك في جيش آية الله بوتين حاكم روسيا الذي لولاها لانسحق بأقدام الشعب السوري المظلوم هو وبشار الأسد والخامنئي كسرى ايران وشاه بلاد فارس.

 

لماذا حسن نصر الله هو المسؤول؟

الشيخ حسن مشيمش/25 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62051

حسن نصر الله هو الحزب الأقوى في لبنان فهو المسؤول الأساسي عن تعطيل مشروع إقامة دولة، لماذا؟ وما هو الدليل؟

دليلنا التالي:

الحزب الذي يزعم بأنه هزم أميركا وحلفاءها أوروبا ، واليابان ، وكندا ، وأوستراليا ، وبريطانيا ، وكوريا الجنوبية ، وإسرائيل ( بيت العنكبوت ) والسعودية ، ودول الخليج والدول العربية الخائنة والعميلة وعلى رأسها مصر !!!!

ومنعهم حزب حسن نصر الله من بناء ( شرق أوسط جديد ) كما يحلو لأميركا وحلفائها المذكورين آنفا ، منعهم وحافظ على ( الشرق الأوسط القديم ) الغني بالعدالة !

والحريات السياسية!

ومبادئ حقوق الإنسان!

وكرامة الإنسان!

والعامر ذلك (الشرق الأوسط القديم) بالإزدهار والتطور، والديمقراطية، حزب حسن نصر الله الحزب الأقوى الذي هزم أقوى دول تسيطر على قرار كوكب الأرض هو المسؤول الأساسي عن الفساد المرعب في الدولة اللبنانية وهو المسؤول عن عدم قيام الدولة ولا يوجد عاقل في السموات السبع والأرضين السبع بمقدوره أن يبرر لحزب نصر الله عجزه في مواجهة الفساد في دولة لبنان وفي الوقت نفسه ينسب له النصر الذي ما بعده نصر في التاريخ البشري والنبوي والإلهي في مواجهة أميركا وحلفائها بالعالم.

 

الإنتخابات النيابية والـ"نيو ديمقراطية"

الهام فريحة/الأنوار/25 كانون الثاني/18

لا صوت يعلو فوق صوت الإنتخابات، اللبنانيون يحبونها وعريقون في التمسّك فيها، حتى ولو كانوا في قرارة أنفسهم يعتبرون أنَّ الكثير من النواب لن يقدموا أو يؤخِّروا في تقدمهم، وربما يؤخِّرون لكن بالتأكيد لا يقدمون.

حماسة الناس تفوقها حماسة المرشَّحين الذين بحسب الإستطلاعات سيقترب عددهم من الألف مرشَّح، أما الجديون منهم فيقترب عددهم من ستمئة وخمسين مرشحاً، سيتمُّ اختيار 128 منهم لتشكيل مجلس نواب 2018 – 2022.

الإنتخابات المقبلة فيها من الحشرية السياسية والفضول، ما يجعل الناس ينتظرونها بكثير من الترقب، للأسباب التالية:

التعديل في أحجام الدوائر من شأنه أن يعدِّل في أحجام رؤساء الكتل:

ففي الجبل أصبحت هناك دائرة واحدة هي دائرة الشوف وعاليه.

وفي منطقة أخرى من جبل لبنان أصبحت كسروان وجبيل دائرة واحدة.

وفي الشمال جرى ضمُّ أربعة أقضية لتصبح دائرة واحدة وهي:

البترون والكورة وزغرتا وبشري.

جزين أصبحت مع صيدا، وبيروت أصبحت دائرتين.

هذه عيِّنة من التبدُّلات في التقسيمات الإنتخابية، وهي تقسيمات جديدة لم تشهدها انتخابات 2009 ولا انتخابات 2005 ولا حتى الإنتخابات التي قبلها، وهذا ما سيشكِّل عنصر مفاجأة في أكثر من منطقة، لكنَّ المؤشِّرات تدلُّ على أنَّ هناك أرقاماً صعبة لا يمكن تجاوزها، وهي تشكِّل أحجار الزاوية في أكثر من منطقة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لا يمكن تجاوز تيار المستقبل لا في بيروت الثانية ولا في صيدا ولا في الشوف ولا في طرابلس وعكار ولا في البقاع. رئيس الحكومة سعد الحريري ثقلٌ انتخابي وازن في المناطق الآنفة الذكر، والأطراف الآخرون فيها يُجرون حساباتهم وفق هذه المعطيات.

في المناطق الشيعية، الكلمة الفصل تعود إلى الثنائي الشيعي:

من بعلبك الهرمل إلى دوائر الجنوب. كما سيكون لهذا الثنائي تأثير على نتائج الإنتخابات في كسروان - جبيل وفي جزين - صيدا وفي زحلة.

أما في مناطق "الثقل المسيحي"، فالتوزُّع سيكون بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المردة وحزب الكتائب، من دون إغفال المرشَّحين الذين يحظون بثقل عائلي، ومن دون أن نغفل أيضاً المنفردين والمستقلين الذين بنوا حيثيات سياسية وشعبية لهم من خلال أدائهم حين كانوا في السلطة.

هكذا ستكون الإنتخابات بعد ثلاثة أشهر:

لن يكون الإقتراع لشخص بل سيكون للائحة، والعبرة الحقيقية لن تكون في الأشخاص بمقدار ما ستكون في اللوائح.

إذا كان القانون الجديد سيؤدي إلى "نيو ديمقراطية" في لبنان، فهل الفائزون سيواكبون هذا الجديد؟

لننتظر، فالعبرة في أداء الفائزين، أياً يكن شكل القانون.

 

حزب الله يواجه احتمال الخرق.. في عقر داره

عيسى يحيى/الجمهورية/25 كانون الثاني 2018

بدأت الحركة الإنتخابية في بعلبك - الهرمل تزداد وضوحاً، مع اقتراب فتح باب الترشيح للإنتخابات النيابيّة، وبعد توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، وذلك بعدما سادها الغموض والجمود نتيجة انتظار الأطراف السياسية بعضها البعض.

تَسير حركة المفاوضات التي يُجريها "حزب الله" مع بعض الشّخصيات المسيحية والسنّية لاستكمال اللائحة التي سيُشكّلها في دائرة بعلبك - الهرمل، على نارٍ حامية، وتضمّ هذه الدائرة 6 مقاعد شيعة، 2 سنّة، 1 كاثوليكي، و1 ماروني. ويأتي إسراع "حزب الله" في حَسم التحالفات ونَسجها، بعد إطلاق ماكينته الإنتخابية التي تعمل بشكل مكثّف على الأرض، تُحصي أعداد الناخبين وتوزيعهم في البلدات والقرى، وتدرس طريقة توزيع الصّوت التفضيلي بين المرشّحين لمَنع حصول أيّ خرقٍ محتمل.

وجاء لقاءُ مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" الحاج أبو سليم ياغي مع مخاتير المنطقة قبل أيام إستكمالاً للمرحلة، وتَوّجه ياغي بإعلانه أنّ "حزب الله" سيعلن أسماء مرشّحيه على صعيد لبنان خلال خمسة عشر يوماً.

وعليه، بدأت مروحة الاتّصالات تتوسَّع مع عددٍ من الشخصيات السنّية لحَسم مرشّحي المقعدَين السنيَّين في الدائرة. ووفق المعلومات فقد حسَمَ الحزب خياره لجهة إختيار شخصية سنّية من عرسال تكون على اللائحة بدلاً من النائب الحالي الوليد سكرية، وتتركّز الإتصالات واللقاءات على تحديد هذه الشخصية حيث يُطرح أكثر من إسم بينهم مختار سابق، وهي ليست المرّة الأولى التي يَختار فيها الحزب شخصيّة من عرسال لتكون على لائحته، حيث ضمّ مسعود الحجيري على لائحته في إنتخابات العام 2001، ولكنّ الإختيار في هذه الدورة له دلائل أخرى، خصوصاً بعد المرحلة الماضية التي مرّت وكانت خلالها عرسال عرضةً للإتهامات بإيواء الإرهاب وغيره.

ولأنّ "حزب الله" يعتمد في اختياره للمقعدَين السنّيَين، التوازن، بحيث يكون هناك نائب من البقاع الشمالي وآخر من بعلبك، لا تزال المفاوضات حول المقعد الثاني مستمرّة أيضاً، حيث لا يزال اسم الدكتور كامل الرفاعي الذي يشغل المقعد، مطروحاً، وكذلك يتمّ التداولُ في أسماء من العائلة ذاتها، كالشيخ بكر الرفاعي، ومن عائلة آل صلح وآخرين. وبالنسبة إلى المقعد الكاثوليكي، حسَم "حزب الله" خيارَه في اتّجاه الوزير السابق ألبير منصور بعد مفاوضات إستمرّت مدة، عمل خلالها الحزب على تقويم إنضمام منصور إلى اللائحة، وخلص خلالها إلى أنّ هذا الإنضمام من شأنه أن يرفدَ اللائحة بخمسة آلاف صوت مسيحي ما يُعطيها دعماً إضافياً وأصواتاً تفضيليّة لمنصور، كون الصوت التفضيلي الشيعي موزَّعاً بين المرشّحين الآخرين.

وفي وقت تختلف الآراء في المنطقة حول ما إذا كان منصور محسوباً على الحزب "القومي" أو لا، تظهر نقمة في نفوس أهالي بلدته والمحيط بسبب غيابه طوال الفترة الماضية عن الساحة، خصوصاً إبان المعارك التي كانت تشهدها والتفجيرات التي وقعت هناك.

وبالنسبة الى المقعد الماروني، تدور نقاشات ولقاءات بين "حزب الله" وطارق حبشي، حيث تتّجه الأمور إلى التوافق بين الطرفين لإعتبارات عديدة أهمّها أنّ حبشي ابتعد من "القوات اللبنانية"، وهو يَحظى برضى تيار "المردة" بعدما فتح الأخير خطوط التواصل معه، وكذلك الحيثيّة التي يتمتّع بها حبشي حيث حصل في إنتخابات العام 2005 على أكثر من 30 ألف صوت. ويتوقّع الحزب أن ينال من منطقة دير الأحمر والقرى المسيحية المجاورة أكثر من ثلاثة آلاف صوت مسيحي يرى أنها مهمّة كونها ستُؤخذ من أمام مرشح "القوات اللبنانية" الدكتور أنطوان حبشي الذي أشارت الإحصاءات إلى إمكان خرقه وحصوله على الحاصل الإنتخابي والأصوات التفضيلية اللازمة. أما لجهة المقاعد الشيعية الستة، فلا يزال التفاهم والتحالف قائماً بين "حزب الله" وحركة "أمل" على صعيد لبنان وفي الدوائر كافة، وهنا جرت العادة أن يحصل "حزب الله" على خمسة مقاعد في حين يكون المقعد السادس من حصة حركة "أمل"، وتحديداً النائب والوزير غازي زعيتر الذي ستعيد "أمل" ترشيحَه في المنطقة بعد الخدمات التي قدّمها ولا يزال منذ تولّيه وزارة الزراعة. أما الحزب وبعد إعلان أمينه العام السيد حسن نصرالله أنّ النواب الذين نجحوا في مهمّاتهم ومواقعهم سيُعيد الحزب ترشيحهم، فيبدو أنه يتّجه للإبقاء على الأسماء نفسها لأنه يعتبر أنهم نجحوا في مواقعهم. وفيما يغيب النائب عاصم قانصو ممثلاً حزب "البعث"، يتردّد أنّ اللواء جميل السيد قد يحلّ مكانه. يقود "حزب الله" معركة الإنتخابات النيابية في بعلبك - الهرمل، وقد وضع أمامه عدداً من الخطوط الحمر، أهمّها عدم حصول خرق في أيّ مقعد شيعي، وفي المقعد الماروني أيضاً، لما لذلك من تأثيرات ودلالات، كون أيّ خرق في المقاعد الشيعية يدلّ على عدم قبول القاعدة الشعبية بالواقع الراهن واتّساع قاعدة المعارضة، وخرق المقعد الماروني ينتزع لـ"القوات اللبنانية" مقعداً في منطقة يعتبرها "حزب الله"، "خزان المقاومة".

 

ترامب وحسن نصرالله

دلال بزي/العربي الجديد/25 كانون الثاني/18

الفيلم الجديد لستيفن سبيلبرغ عن أميركا أوائل السبعينات، برئاسة ريتشارد نيكسون، وعنوانه "البوست"، يحكي عن مغامرة صحيفة وشنطن بوست في الكشف عن تقارير تثبت كذب "الانتصارات" التي يحرزها الأميركيون في حربهم ضد الشعب الفيتنامي، والضغوط التي تتعرّض لها الصحيفة لعدم نشرها. وقال سبيلبرغ، في مقابلة معه، إن الفيلم هو لإعادة الاعتبار إلى الصحافة الرصينة، في هذا العهد بالذات، حيث تتعرَّض لهجمة سافرة ومنظّمة على يد رئيس أميركا الجديد، دونالد ترامب. يعود سبيلبرغ إلى زمن نيكسون، ليقارن، فيقدّم شريطه بصفته مناهضة صريحة لرئيس سابق، وأخرى شبه مباشرة لرئيس حالي، في كذبهما ومعاداتهما حرية النشر. ولازمته، من خلال بطله: "أفضل طريقة لمحاربة الصمت هي النشر". 

حنين غدار، باحثة وصحافية لبنانية، أدارت بجدارة عالية موقعاً إخبارياً له وجهة نظر نقدية لسياسة حزب الله. ثم انتقلت إلى العمل في مؤسسة بحثية أميركية. قبل أربع سنوات، كان لحنين غدار محاضرة، مسجّلة، تقول فيها ما يقوله نصف اللبنانيين، همساً أو علناً، إنه لا فرق بين إرهاب أصولية سنية وإرهاب أصولية شيعية، وإن الجيش اللبناني يميّز بين الإثنين لصالح الثاني، وتقصد به حزب الله.

الآن، الإثنان، سبيلبرغ وغدار، اجتمعا عند حزب الله. الأول، سبيلبرغ، وقد أطلق حسن نصر

"ترامب يهدي حزب الله، وغيره من حلفائه وخصومه، الهواء الأسود" الله حوله تحريماً، إن فيلمه لن يمرّ في الصالات اللبنانية لأنه يهودي يحب إسرائيل، تحمّس لها في حرب 2006، ودفع لها مليون دولار. أما حنين غدار، فكان نصيبها أقلّ صراحة، ولكنه مدفوع بالتمييز نفسه الذي وصفته في محاضرتها، فقد أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية بحقها حكماً غيابياً بالسجن ستة أشهر، على قولها هذا، عن انحياز الجيش لصالح حزب الله؛ فأثبتت المحكمة بذلك صدق وصف غدار لموقع الحزب في المؤسسة القضائية، بعد العسكرية.

السؤال هنا بخصوص التوقيت: ما الذي ذكّر حزب الله  وممثليه في أجهزة القضاء اللبناني بالخطيئة الكبرى التي ارتكبتها حنين غدار، ومرت عليها أربع سنوات؟ ليس السؤال هنا عن ضرورة الحوار السياسي، ولا عن الحقوق المحفوظة في الدستور اللبناني لحرية القول... فيبقى: لماذا الآن، بعد أربع سنوات؟ ألا يمكن أن تكون حنين غدار غيرت رأيها مثلا؟ أو بالعكس، ذهبت إلى أبعد منه؟

السؤال نفسه يُطرح بخصوص سبيلبرغ وفيلمه؛ مع أنه، في هذا الفيلم بالذات، يبدو مناهضاً لسياسة بلاده الخارجية، ليلتقي هنا مع موقف حزب الله المعروف من هذه السياسة.. بل أكثر من ذلك: بعد حرب 2006، التي يتحجّج بها حسن نصر الله، أخرج سبيلبرغ عشرة أفلام. من بينها فيلم "لينكولن" (2012) عن الرئيس الأميركي السادس عشر، الذي أنهى الحرب الأهلية الأميركية، ووحّد أميركا وألغى العبودية. هذا مثل من بين الأمثلة عن التزام سبيلبرغ بالقضايا التي تهمّنا نحن في هذا الشرق التعيس. عشرة أفلام لسبيلبرغ استقبلتها صالات بيروت منذ حرب 2006. ما الذي ذكّر فجأة جماعة الممانعة بأن المطلوب مقاطعته، ومنع فيلمه؟ لن نتكلم هنا عن المفاعيل العكسية لهذا المنع، وقد حصلت مع فيلم زياد الدويري الجديد "قضية رقم 23"، الذي تعرّض للحملة نفسها، فكانت النتيجة أن فيلمه بقي يُعرض في الصالات اللبنانية خمسة أشهر، تخطى خلالها أرقاماً قريبة إلى القياسية، وكان، في هذه الأثناء، ينال شهرة عالمية. ولن نتكلم أيضاً عن ضرورة معرفتنا ثقافة "أعدائنا"، وعن أضرار الانغلاق الثقافي التي تنتجه مفاعيل المقاطعة.. إلخ. فالمشكلة هنا في المعايير. كيف يقاطَع من دفع مليون دولار لإسرائيل، ويبقى أكبر مموِّل إسرائيل حراَ طليقاً؟ لما لا نقاطع أميركا كلها؟ ومعها أفلامها وطائراتها وعوالمها الافتراضية.. "فيسبوك" مثلاً؟

أيضاَ: لماذا الآن حنين غدار وستيفن سبيلبرغ؟ لماذا يطفح فجأة الوسْواس التطبيعي؟ ماذا كانت تفعل مكاتب المقاطعة طوال هذه السنوات؟ ومراكز أبحاث حزب الله التي يعمل فيها المهرة من المتوترين الدائمين من أية همسة إسرائيلية، من أية نظرة؟ هل هي قلّة منهجية في القمع والضبط؟ أم مزاج؟ أم طبيعة تكوينية؟ أم ثغرات في العقيدة؟

"صار مطلوباً مقاومة المدّ العالمي للقمع. بالصغيرة منها نبدأ: بقراءة حنين غدار ومشاهدة فيلم ستيفن سبيلبرغ"

بعض من الجواب: للقصة علاقة بالمناخ ربما. في أميركا ترامب أولاً، حيث الحريات الصحافية مهدَّدة، بأفعال رئيسها الجديد وأقواله. فترامب، على الرغم من فوضويته الإدارية، جهله وانعدام كفاءته، وربما بسبب هذه "الصفات"، ينتظم في حملته على الصحافة، كانت أخيرا جائزة "الأخبار الكاذبة"، وهدفها النيل من أكثر الصحف الرصينة. ربما هو أوضح من يكون في كراهيته هذه حرية الكلمة. ترامب وحزب الله يلتقيان هنا. ترامب يهدي حزب الله، وغيره من حلفائه وخصومه، الهواء الأسود، صانع المناخ الجديد المحقِّر للكلمة الحرة والخبر الصحيح. هذا المناخ ينتقل بسرعة إلى لبنان، قبل حنين غدار وقبل ستيفن سبيلبرغ. البلاغات والتوقيفات وحملة تحسّس الرؤوس تعود بقوة وتخوض أسخف المعارك؛ بعدما أصبحت الصحافة اللبنانية أشلاء.. الحليفان، الجهل والقمع يسيران مسيرة العودة إلى كمّ الأفواه. يختلف ترامب مع حسن نصر الله حول محبة إسرائيل من كراهيتها، ولكنهما يلتقيان، في لبنان، على كراهية الهواء الطلق. وترامب بهذا المعنى، من هذه الزاوية بالذات، هو حليف حسن نصر الله.

وبهذا لا يختلف لبنان عن غيره من الدول. ترامب ألهمَ جميع الطغاة الأرض، ورفدهم بجرعة من الاعتباط: انظر إلى الدول التي تراجعت عن القليل من الحريات التي كانت تمنحها للصحافة، أو التي عزّزت تسلّطها، بعدما رأت رأس الهرم الأميركي الديمقراطي الأعظم يعود إلى الوراء. إليكَ طُرفة، صحيحة أو متخيَّلة، لكنها محتملة، رواها صحافي رافق الرئيس اللبناني، ميشال عون، في زيارته أخيرا إلى باريس. إذ نقل عن "مصدر" أن أحدهم استغرب أن الوفد اللبناني الرسمي الذي الذي رافق الرئيس في هذه الزيارة كان جلّه مؤلفاً من أفراد عائلته وأهله. فسأل أحدهم عن سرّ هذه "العائلية" الفائضة. وكان جواب الأخير: "ماذا تريد؟ أن يختلف ميشال عون عن دونالد ترامب، رئيس أقوى ديمقراطية في العالم؟".

والنتيجة، أنه صار مطلوباً مقاومة هذا المدّ العالمي للقمع. بالصغيرة منها نبدأ: بقراءة حنين غدار ومشاهدة فيلم ستيفن سبيلبرغ.

 

اللبنانيون ودول الخليج العربية: علاقة مبدأ أم "مصلحة ولاء ببدل"؟؟؟؟

محمد سلام/25 كانون الثاني/18

*من الأول: كان يقال إن اللبناني "لا يبيع أرضه لغريب لأنه وطني". هكذا كان يقال إلى أن أثبت الواقع أن اللبناني يبيع أرضه، بداية لمن أراد لهم اللبنانيون أن يكون لبنان "وطنهم الثاني" ثم لمن أراد " أن يشتري لبنان ليكون جزءاً من "وطنه الأول" إيران" وبعدهم لحيتان عقار أرادوا إقتطاع مساحات لشركاتهم التي هي "أوطانهم" فيتحول معها لبنان إلى ما يشبه "جمهورية إتحاد الشركات"، فتوقف ما كان يقال ... ولم يعد يقال.

*من الأول-2: في موازاة طقطوقة اللبناني الوطني الذي لا يبيع أرضه، برزت طقطوقة، تقول إن اللبناني "ذكي لا يبيع أرضه، بل يؤجرها، كي يستفيد من بدل الإيجار ويحتفظ بملكية الأرض، ويحتفظ بحرية تأجيرها لمستأجر آخر ... يدفع أكثر"...!!! سقطت طقطوقة "المؤجر الذكي"، بلعها تغوّل حيتان العقار إلى درجة إبتلاع املاك عامة، فتوقف ما كان يقال ... ولم يعد يقال.

*من الأول-3: كان يقال إن لبنان هو صحيفة العرب، وتلفزيون العرب، وحامل قضايا العرب، وعاصمة إعلام العرب، وهذه أيضاً إعتمدت عقيدة "المؤجر الذكي" فكان قلم المؤجر يبتز مستأجرأ محتملاً بدلاً من أن ينتظر مستأجراً جديداً. يعتمد مبدأ هجاء حاكم، لقاء "بدل هجاء" يتقاضاه من حاكم يخاصم الحاكم، وإذا عاتبه الحاكم المهجو يطلب منه بدلاً كي يتوقف عن هجائه على أن يكون البدل المدفوع لدفع بلاء الهجاء أكبر من البدل المدفوع لإنزال بلاء الهجاء.

*من الأول-4: يقال إن حاكما عربياً رحمه الله عاتب أحد "عمالقة" الإعلام اللبناني، رحمه الله أيضاً -عملاً بقاعدة "واذكروا محاسن موتاكم"- سائلاً: دفعنا لكم فلماذا لا تمدحوننا؟

أجابه "العملاق": دفعتم لنا كي نتوقف عن هجائكم، فتوقفنا. ما دفعتم بدل المدح....."

*من الآخر: العرب أسسوا صحفهم، وإذاعاتهم، وتلفزيوناتهم، ومواقعهم الإعلامية الإلكترونية، وما عادوا يهابون "هجاء" عاصمة الإعلام العربي، ولا يحتاجون إلى "مدحها" ...

*من الآخر-2: إنتهى "نصف" زمن سوق عكاظ العربي، صار فصلاً في كتاب يؤرخ لدعارة القلم وشقيقتها دعارة اللسان، وصار هجاء العرب "خيانة لا تسمن ولا تغني عن جوع" إلا عند من تأيرن فكره وسال لعابه من لعق الصحن الفارسي.

*من الآخر-3: بقي "نصف" تراث سوق عكاظ العربي محصوراً بمن أدمنوا المدح لقاء بدل، ما يطرح سؤالاً ويقدم مقاربة جواب بسؤال:

*من الآخر-4: في السؤال: هل ما زال أهل الخليج بحاجة إلى "مدّاحي صالة" بعدما فتحت صالات السينما أبوابها على مصراعيها لإستقال الأفلام والمسرحيات "في كل المناسبات، وجميع الصالات ... وحتى في الملاعب والساحات"؟؟؟

*من الآخر-5: في مقاربة الجواب بسؤال: ماذا يريد أهل الخليج في لبنان (في لبنان وليس من لبنان): يريدون "أتباعاً" لقاء بدل –وقد جرّبوهم وخبروا مواقفهم عندما جفّت ملاعقهم- أم "أشقاء" في الضراء قبل السراء؟؟؟

*من الآخر-6: القرار في الخليج والجواب في لبنان

 

نكّس رأسك يا أخي!

حسام عيتاني/الحياة/26 كانون الثاني/18

في الذكرى السابعة لثورة 25 يناير 2011، يتزايد الإصرار على تصويرها كمحاولة انقلابية قادتها جماعة الإخوان المسلمين لتدمير الدولة والجيش المصريين وفرض السيطرة على المجتمع. لا مكان لتطلُّب الكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة في تلك الثورة المجهضة، وفق السرد الحالي الذي تأتي بقيته على شكل عودة الأمور إلى نصابها وإنقاذ المركب من الغرق ونجاة الركاب من أنياب التماسيح المتربصة. ولعل تلك الثورة وأخواتها العربيات، كانت بارقة الأمل الأخيرة في الخروج من «الاستثناء العربي» المؤلّف من ثنائية الاستبداد وتسييس الدين، ولبدء السير نحو بناء دول تستحق هذا الاسم تكون فيها حقوق الأفراد والجماعات وحرياتها وثقافاتها، مُصانة ومحترمة. هُزمت تلك الثورات وعادت الأمور، فعلاً، إلى نصابها ولو إلى حين اختمار العواصف المقبلة. نِصاب الديكتاتوريات مقابل الشعب والمحاكم العسكرية في مواجهة الأفراد واستغلال الدين ضد المؤمنين، والاستقرار ضد التنمية. وهذه كلها كلمات تحتاج إلى وضع بين مزدوجات للتشديد على مجانبتها معانيها الأصلية وانضوائها في حيز الاستعارات الأداتية من قبل السلطة. من علامات الهزيمة أو التأجيل المديد لأي عملية إصلاح جذري عربية، أن يطوى مشروع الدولة الوطنية لمصلحة اللغو حولها. وأن يحال دون قيامها على أن يدور كلام كثير في شأنها. وأن تفشل في أداء مهماتها الداخلية والخارجية البسيطة، مقابل عُظام محوره ماضٍ متخيل ورُهاب من حاضر بائس. ومن سماتها أيضاً، الانغلاق الأصم عن قضايا الجوار القريب. فممنوع على اللبناني أن يستنكر فساد طبقته السياسية الحاكمة فيما تحاصره من البرّ والبحر. وغير مقبول من السوري أن يتحدث عن الديموقراطية في ظل نظام لم يتورّع عن قذف مواطنيه بغازات السارين والكلورين وغيرها وقتلهم بمئات الآلاف. ولا يحق للعراقي أن يحتج على الطائفية في حين ينشر القتلة الطائفيون مشاهد فظائعهم على مواقع الإنترنت من دون رقيب أو حسيب. لقد حرمت «عودة الأمور إلى نصابها» ملايين المواطنين العرب من الحق في مساءلة فاسدين ومجرمي حرب وسجانين احترفوا تعذيب ضحاياهم. بل حرمتهم من أن يكونوا مواطنين بالمعنى الحقوقي للكلمة، وعمّمت استسهال إطلاق الأحكام على الظواهر والوقائع. فكل من يعارض هو «إخوان» أو يتلقى راتبه من أميركا وإسرائيل أو مدفوع من جهات خارجية للتخريب، ما يشكل نقلة نوعية في ممارسة التخوين والحرمان من حرية التعبير عن الرأي التي باتت بمثابة البداهة في العالم البعيد عن بلادنا. وفي الذكرى المئوية لميلاد جمال عبد الناصر، لا بأس من التذكير أن واحداً من شعاراته الشهيرة، يتعرض اليوم إلى محاولة محمومة لقلبه على عقبه. وبغض النظر عن حكم التاريخ على الرئيس المصري الراحل، أهو ديكتاتور «بسيط» أمسك بالسلطة لتنفيذ برنامج تنموي غايته خير المصريين والعرب، أم هو ديكتاتور «مركّب» كان هدفه الوحيد هو السلطة من أجل السلطة وتوزيعها على أقرانه من أفراد النخبة العسكرية ولو على حساب إثخان المصريين بجراح الذل والهوان، فإن شعاره «ارفع رأسك يا أخي» ينقلب اليوم إلى نقيضه: «نكِّس رأسك يا أخي» وعُد إلى نعيم الاستقرار وراحة السبات المديد، وانسَ كل إشارة مرّت في الأعوام الماضية عن الكرامة والعدالة الاجتماعية والحق في العمل. لقد عادت الأمور إلى نصابها.

 

«حرب عفرين» أحد فصول تقاسم النفوذ في سورية

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/26 كانون الثاني/18

استخدمت تركيا معظم أوراقها لحمل الولايات المتحدة وروسيا على إعطائها الضوء الأخضر لعملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين، شمال غربي سورية. نالت عملياً ضوءاً أصفر لن يستغرق طويلاً الوقت حتى يتحوّل أحمر، لأن الخطوط الحمر التي أحيطت بها العملية لا تسمح لأنقرة بتحقيق أهدافها المعلنة، ثم أن المناخ الدولي غير مؤاتٍ راح يلحّ عليها لإنهاء هجومها سريعاً. وضعت تركيا للمرّة الأولى كل علاقاتها الاستراتيجية المزمنة والمستجدّة في الميزان، وعلى رغم أن أحداً لا يصدّق أنها يمكن أن تتخلّى عن حليف كأميركا أو تجازف بموقعها الأطلسي إلا أنها لوّحت بخيارات صعبة «لا رجعة فيها» إذا مُنعت من تنفيذ خططها. ومع أنها لا تريد العودة إلى خصام مكلف مع روسيا إلا أن خدماتها في الملف السوري جمعت لها رصيداً اعتبرته كافياً لإقناع موسكو بدعمها في الخلاص من خطر «حزب العمال الكردستاني» في جيب عفرين، طالما أن اتفاقات آستانة عهدت إليها بضبط الوضع الأمني في إدلب، آخر المناطق المطلوب «خفض التوتّر» فيها بموجب الخطط الروسية.

مع بدء الهجمات التي دُفع فيها بآلاف من مقاتلي الفصائل التركية في «الجيش السوري الحرّ»، لم يعد السياسيّون والعسكريون الأتراك يذكرون منبج التي طالما أكّدوا أن الخطط العسكرية تشملها، وبدا أن أنقرة قدّمت تنازلاً أول بسبب تمسّك الأميركيين بحمايتهم لمنبج وعدم موافقتهم على مدّ السيطرة التركية إليها، إذ كانوا أوقفوا سباقاً إلى المدينة بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية الزاحفة إليها من ريف حلب الشمالي وقوات «درع الفرات» الآتية من الباب غرباً. ما لبث الروس أن ارتضوا هذا الوضع وردّوا عليه بإدخال مفاجئ لمراقبين إلى عفرين فأصبحت تحت حمايتهم منذ آذار (مارس) 2017 ثم سحبوهم أخيراً واشترطوا على الأتراك الاكتفاء بمحاصرة المدينة وعدم اجتياحها أو إغارة مقاتلاتهم عليها. هذا تنازل آخر من أنقرة، أما الثالث فهو اضطرارها لغضّ النظر عن استكمال قوات النظام والميليشيات الإيرانية الهجوم على مطار أبو الضهور والسيطرة عليه في شرق إدلب، بعدما كانت طلبت رسمياً من روسيا وإيران وقف ذلك الهجوم لأنه «مخالف» لاتفاقات آستانة.

إذا لم تدخل القوات التركية عفرين ومنبج وتجعلهما جزءاً من منطقة نفوذها فلن يكون هناك انتصار حقيقي يمكن رجب طيب أردوغان أن يعلنه، خصوصاً إذا اضطر لوقف الهجوم من دون أن يتمكّن من إخراج المقاتلين الأكراد من عفرين، وقد تردد أن ثمة ممراً فُتح ليسلكه المنسحبون شرقاً. يشعر الروس والأميركيون بأن ضغوط أردوغان بلغت حدّاً مربكاً، ولا يتوقّعون أن يلتزم الحدود المرسومة له سواء في عفرين أو منبج، بل سيترك للقادة الميدانيين إمكان التوغّل وتجاوز الخطوط الحمر، لكنهم سيترقّبون تورّطه، فهذه الحملة لن تحلّ مشكلته الكردية في سورية، ولا في داخل تركيا وهو الأهم والأخطر. من الواضح أن واشنطن أعلنت أن عفرين لا تعنيها لأنها تقع خارج نطاق عمليات قواتها، وفهمت أنقرة أنها تستطيع التحرّك نحو عفرين فالأميركيون لن يساعدوها ولن يعرقلوها لكنهم لن يسكتوا طويلاً. وهذا أقلّ بكثير مما طمحت إليه.

منذ 2014 تحديداً فقدت تركيا إمكان الحصول على «تفويض» أميركي- أطلسي للتصرف في مناطق شمال سورية، وبعد انتشار «داعش» وإنشاء «التحالف الدولي» لمحاربته راحت تلحّ على دور مشترك مع الولايات المتحدة ولم تحصل عليه. ولعل إصرارها المحموم على عملية عفرين برهن للأميركيين أنهم لم يخطئوا استراتيجياً في عدم إجازة أي دور تركي في سورية، لا لأنه يفاقم التعقيدات الإقليمية للأزمة فحسب، بل لأنه يبطن الفتك بالأكراد. لكن الأميركيين أخطأوا استراتيجياً في إهمال قلق تركيا حين قرروا تسليح أكراد شمال سورية والاعتماد عليهم لمقاتلة «داعش». فهؤلاء المقاتلون في «وحدات حماية الشعب» ثم في «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) هم في معظمهم من الجيل الثالث أو الرابع للأكراد الذين هجّرتهم تركيا في حروبها المتواصلة على مناطقهم خلال القرن الماضي، ولم يهتم أي نظام في دمشق بدمجهم وتجنيسهم، مع أنه أقام علاقةً سياسية- عسكرية مع «حزب العمال الكردستاني» واستضاف زعيمه عبدالله أوجلان قبل أن يجبره التهديد التركي على ترحيله إلى روسيا التي كانت ترعاه وتسلّحه، لكنها رحّلته إلى إيطاليا التي رحّلته إلى اليونان التي نقلته إلى سفارتها في نيروبي حيث سلّم إلى الأتراك ولا يزال معتقلاً منذ عام 1999.

لا يجهل الأميركيون هذه الحقائق، ويُفترض أنهم لم يجهلوا حين قرّروا تسليح «حزب الاتحاد الديموقراطي» (الفرع السوري لـ «بي كي كي») أنهم شكّلوا فرصة تاريخية للفرع والأصل المتداخلَين، اللذين ارتبطا بعلاقة مع النظام السوري ومن ثَمَّ مع النظام الإيراني، كما أن التدخّل الروسي في سورية أعاد الروح إلى علاقة «بي كي كي» مع موسكو بعدما كانت ضعفت، لكن الأميركيين كانوا تجاوزوا الجميع عندما حتّمت الظروف أن يدعموا الأكراد لمقاتلة «داعش» وطرده مطلع 2015 من عين العرب- كوباني، بعد معارك شرسة انتهت بتدمير معظم المدينة وبهزيمة أولى مبكرة للتنظيم. استشعر الأتراك هذه العلاقة بين الأميركيين والأكراد بمثابة إنذار أول لما سيكون، خصوصاً بعدما لمسوا ازدياد التداخل بين «بي ي د» و «بي كي كي» (الذي سبق لواشنطن أن صنّفته «إرهاباً»)، وبالأخص بعدما صعّد الأخير هجماته داخل تركيا وسقوط «هدنة» ما كانت تسمّى «عملية السلام»، بالتالي عودة السلطة التركية إلى شنّ الحملات الأمنية في مناطق الأكراد. في غضون ذلك أتاح انتصار «قسد» في الرقّة لـ «بي كي كي» أن يُفصح علناً عن وجوده ودوره الميداني.

لذلك لم يكن كافياً أن يقرّ الوزير الأميركي ريكس تيلرسون أخيراً بضرورة «أخذ مخاوف أنقرة في شأن إرهابيي منظمة «بي كي كي» في الاعتبار»، تحديداً بعد الكشف عن جيش من 30 ألف جندي من «قسد» يعدّه الأميركيون للدفاع عن مناطق شرق الفرات وحراسة حدودها. فبالنسبة إلى أنقرة لا يعني هذا الجيش، إضافة إلى تعهّد بوجود أميركي طويل المدى في شمال سورية ومشاريع لإعادة الإعمار، سوى أن واشنطن ماضية في إقامة «كيان خاص» أو «دولة» للأكراد. لم يكفِ أيضاً أن تحاول واشنطن التقليل من الأمر، فالجنرال الأميركي من «التحالف ضد داعش» تحدّث عن «قوة أمنية حدودية»، وحين احتجّت تركيا ردّ البنتاغون بأنها «قوة سيطرة ميدانية» ثم وصفها تيلرسون بأنها «قوة لحفظ الأمن الداخلي»... وهكذا استنتجت روسيا وسائر الأطراف المعنية (النظام السوري وإيران) أن أميركا اقتطعت لتوّها المناطق التي تهيمن عليها عبر «قسد»، بعدما اقتطعت أيضاً «منطقة خفض التوتر» في جنوب غربي سورية.

لا يعني ذلك أن الأطراف الأخرى تعمل فقط للحفاظ على «وحدة سورية»، بل إن الاستشراس الكيماوي للنظام في الغوطة الشرقية والمنافسة على إدلب وعملية عفرين والتوتّر في «جبهة الساحل» تشير إلى فصولٍ لم تحسم سواء في التجاذب الروسي- الأميركي أو مسلسل تقاسم مناطق النفوذ الدولي والإقليمي في سورية. ولعل اللافت أن تعود واشنطن فجأة إلى طرح إقامة «منطقة آمنة» شمالية بالتعاون مع تركيا. عدا أن إحياء هذه الفكرة يأتي متأخراً ويحتاج إلى تفاهم غير مضمون مع روسيا، فمن المؤكّد أنها لن تحظى بترحيب تركي إذا كانت تتطلّب تعاوناً مع قوات «قسد».

أين نظام بشار الأسد في هذه المعمعة؟ على رغم أن بوصلته الوحيدة الحفاظ على نفسه والمراهنة الدائمة على الوقت معتقداً أن الجميع سيحتاجون إليه في نهاية المطاف، إلا أنه محبط حالياً بالتفاهمات الروسية- التركية في شأن عفرين وإدلب، وكذلك بالإصرار الروسي على مؤتمر سوتشي. اضطر للسكوت بعدما أطلق تهديدات لتركيا بقصف قواتها وإسقاط طائراتها، وأبلغه الروس أن تقدّمه مع الإيرانيين في إدلب سيقتصر على استعادة مطار أبو الضهور. والأكيد أن إحباطه تضاعف بعد المواقف الأميركية الأخيرة، كما أن الاتصالات الأوروبية به انقطعت تماماً.

 

 دافوس ومغزى الشكوى من "عالم مفكّك"

وسام سعادة/المستقبل/25 كانون الثاني/18

ليس من عادة رؤساء الولايات المتحدة الأميركية المشاركة، أثناء تبوّئهم السدّة، في "المنتدى الإقتصاديّ العالميّ"، إذ لم يشارك على مدى العقود الماضية في الإجتماع السنويّ للمنتدى الذي انطلق عام 1971، ويحمل التسمية الحالية منذ 1987، في دافوس السويسرية، سوى الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 2000. بعد كلينتون، لم يشارك جورج بوش الأبن ولا باراك أوباما في المنتدى الذي تختلط فيه نهاية كانون الثاني من كل سنة "النخبة الرأسمالية الكوكبية" مع قادة دول ورؤساء حكومات و"رواد التكنولوجيا" ووجوه ثقافية وإعلامية ودينية لها حظّ من أضواء العولمة. أمّا رجل الأعمال دونالد ترامب فخاض الإنتخابات الرئاسية تحت شعار محاربة "حزب دافوس"، وكان معظم كبار رجال الأعمال في أميركا في صفّ منافسته هيلاري كلينتون. ندّد ترامب بإنتماء هيلاري كلينتون والمموّلين لحملتها إلى هذا المناخ "الدافوسي" الذي من شأنه إرهاق الولايات المتحدة، في حين أن المطلوب سياسات حمائية لها، إقتصادياً وتجارياً، وعودتها إلى تنشيط الإنتاج الصناعي داخلها. مثيرة إذاً مشاركة ترامب في هذا المنتدى، بالتزامن مع دخول ولايته عامها الثاني، ومع "حملات استنزافية" يتعرّض لها هو وفريقه، ولا يبدو أبداً إنّها آيلة للإنحسار.

لكنّ ترامب يأتي إلى دافوس للكلام "ضد دافوس"، والدفاع عن الحمائية الأميركية بوجه كلّ من أوروبا والصين. يجري النظر في المقابل إلى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل على أنّها التي تمثّل وجهة النظر المخالفة بإمتياز لطروحات ترامب، غير أنّ ميركل الحاضرة في المنتدى لا تستطع تشكيل حكومة ألمانية جديدة بعد منذ الإنتخابات التشريعية في أيلول الماضي، ولأجل هذا ثمّة من يعوّل على مواقف الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون، للتعبير من خلالها عن مناخ متمسك بالعولمة الليبرالية، لكن أيضاً بتصحيحها، من خلال إعادة الوصل ما بين النمو الإقتصاديّ وما بين الأبعاد الإجتماعية. وقبل ماكرون كان لافتاً موقف رئيس الوزراء الهندي ناردره مودي، الذي، وعلى الرغم من اشتراكه في ملامح أيديولوجية عديدة، كيميني قوميّ شعبوي، مع شعبوية دونالد ترامب، فضلاً عن تزايد التقارب بين بلاده والولايات المتحدة بعد وصوله ثم وصول ترامب إلى السلطة، إلا أنّه وجّه نقداً صارماً للحمائية التي يحمل لواءها ترامب، وإذ أعتبر أنّ العولمة تتعرّض لهجوم خطير، كاد أن يساوي بين الحمائية وبين كل من الإحتباس الحراري والإرهاب.

اللافت في المنتدى هذا العام قلّة الإشارة إلى أنّ هناك مشكلة تتهدّد ليس فقط العولمة الإقتصادية "النيوليبرالية" ومؤسساتها ودعائمها، بل أكثر من ذلك ما يتهدّد الفكرة الديموقراطية، بتفاوت طبعاً بين أقاليم العالم وبلدانه، لكنه تهديد عالمي للفكرة الديموقراطية التمثيلية غير مسبوق إلى هذه الدرجة منذ مشهدية "المبايعة العالمية" لها بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة. ومع التراجع النسبي للتركيز على مسائل الإرهاب، وأفول ظاهرة تنظيم "داعش"، يزداد إلحاح النقاش حول تراجع مؤشرات الديموقراطية وحقوق الإنسان عبر العالم، وترادفها في منطقة الشرق الأوسط كبوة "الربيع العربي" بعناصرها وأسبابها المختلفة والمتشعبة، لكن أيضاً تراجع هذه المؤشرات في أوروبا الشرقية، وفي بلدان عضو بالإتحاد الأوروبي. حتى الآن، طرفا الجدل في "دافوس"، أنصار الحمائية، وأنصار فتح الأسواق، يناسبهما "تحييد" مسألة تراجع أو تخلّع الديموقراطية جانباً، لا سيّما وأنّ معسكر من تناسبهم الحمائية، ومعسكر من يناسبهم تخفيض الحواجز الجمركية، فيهم هنا وهناك بلدان انكفأت فيها الفكرة الديموقراطية التمثيلية بشكل حاد في العقد الأخير، أو بلدان لم تلتفت من الأساس إلى هذه الفكرة. فبعد كلّ شيء، نحن أمام تلاقي الصين المحكومة من حزب شيوعي، والبلدان الأوروبية الغربية على تأييد فكرة حرية التجارة، في مقابل تلاق أميركي – روسيّ على الحمائية الإقتصادية. والحال أنّها واحدة من مفارقات ما يعيشه العالم. كمثل مفارقة أنّ دونالد ترامب وبعد عام من التهديد والوعيد لكوريا الشمالية، فإنّ اجراءاته الحمائية الأخيرة أضرّت بصادرات غريمتها، كوريا الجنوبية. لمنتدى دافوس عنوان كل عام. المحور الأساسي لهذه السنة هو "بناء مستقبل مشترك في عالم مفكك". مقارنة بمحاور السنوات السابقة تظهر هذه العبارة منسوباً غير قليل من التشاؤم .. العالم المفكك. بالنسبة لأنصار "الحمائية"، حرية التجارة سبب هذا التفكك. بالنسبة لأنصار حرية التجارة العكس. صحيح أنّ هناك رغبة في توليد تفاؤل يخرجنا من حالة "تفكك العالم" هذه، لكنها تنطلق من الإقرار بحالة غير مسبوقة من التدهور منذ نهاية الحرب الباردة.

لكن "تفكك العالم" ليست فقط مقولة تطرح نفسها على الصعيد الكوكبي، هي مطروحة على كافة الصعد، الاقليمية والوطنية، وصولاً إلى تلك الشديدة المحلية. وهذا يصح خصوصاً بالنسبة إلى لبنان، الذي شارك من خلال رئيس حكومته سعد الحريري في المنتدى، وأكّد خلاله على مغزى سياسة النأي عن الإستنزافات الإقليمية من جهة، وإطار المصالح الإقتصادية العربي الذي يجد لبنان نفسه فيه. بمعنى من المعاني، فمن صالح اللبنانيين استعادة عنوان المنتدى السنوي، ولبننته .. من "بناء مستقبل مشترك في عالم مفكك" إلى إعادة التفتيش عن مستقبل لبناني مشترك في بلد وسط منطقة مفككة، وله ماض عانى التشظي والتفكك، وحاضرة فيه عناصر التفكك، وهو، إن نجح في "إدارتها" أو "تأجيلها" كبلد، بشكل أو بآخر حتى الآن، إلا أنّها تطرح نفسها بشكل مختلف في كل فترة، ويبدو أنها ستطرح على نحو ملح أكثر في "الموسم الإنتخابي" الذي تتصاعد فيه "غريزة الإشتباه" بين القوى.

 

كيف يمكن للسعودية ومصر المساعدة في مواجهة الإيديولوجيات السامّة؟

جوزيف براودي و صموئيل تادرس/معهد واشنطن/25 كانون الثاني/18

"في 18 كانون الثاني/يناير، خاطب جوزيف براودي وصموئيل تادرس منتدى سياسي في معهد واشنطن. وبراودي هو مستشار لـ "مركز المسبار للدراسات والبحوث" وزميل أقدم في "معهد أبحاث السياسة الخارجية". وتادرس هو زميل أقدم في "مركز الحرية الدينية" التابع لـ "معهد هدسون" وزميل زائر متميز في دراسات الشرق الأوسط في "مؤسسة هوفر". وفيما يلي موجز المقررة لملاحظاتهما؛ الفيديو الكامل للمنتدى السياسي متاح أعلاه".

جوزيف براودي

يدأب بعض السعوديين من خارج الحكومة وتحديداً من الشخصيات الإعلامية منذ فترة على محاولة التصدي للإيديولوجيات المتطرفة، بعد أن كانوا قد أعربوا في السنوات الأخيرة عن تفاؤلهم بالسياسات الجديدة التي تبنّتها حكومة الرياض وأبدوا اهتماماً كبيراً بإقامة شراكات دولية للارتقاء بفعالية تلك السياسات. وليس هؤلاء بالمنشقين، بل هم أصحاب أصوات تصدح من مختلف المؤسسات والمجالات لتوسّع حدود الفسحة الصغيرة التي مُنحت لهم.

فعلى سبيل المثال، أنتج بعض هؤلاء الأفراد برنامجاً كوميدياً تحت عنوان "طاش ما طاش" استعرض في إحدى حلقاته نساءً يتصلن بالشرطة للتبليغ عن لصٍّ دخل منزلهن، ولكن حين يدرك رجال الشرطة أن والِدَهنّ غير موجود، يعتذرون عن دخول المنزل بسبب غياب الرجل. حتى أن هذا المشهد الساخر عُرض على قناة حكومية رسمية، مع الإشارة إلى أنه لم يكن من السهل طرح الأفكار الجديدة - إذ كانت وزارة الإعلام ترفض أربعة من كل عشرة نصوص تُعرض عليها من قبل منتجي البرنامج. ولكن مع مرور الوقت أصبحت الأمور - التي كانت ذات مرة مثيرة للجدل - أكثر دنيوية، وهكذا تمكّنت البرامج المماثلة من إحراز بعض التقدم.

وكذلك طُرحت أفكار جديدة عبر تحويل التطورات المستجدة إلى فرصٍ تعليمية. ففي عام 2014، سُئل داعية متشدد سابق أصبح أكثر تحرراً هو منصور النقيدان عن رأيه بالجهود التي تبذلها الحكومة لمنع المعلمين من تجنيد الأفراد للانضمام إلى جماعة «الإخوان المسلمين». وأجاب بأن هذه السياسة يجب أن تكون مصحوبة ببذل المزيد من الجهود لتعزيز التسامح داخل المملكة، وانتقد بوجه خاص تغلغل الأفكار السلفية الجهادية إلى المدارس السعودية وحثّ المعلّمين على تشجيع مبدأ الشمولية تجاه الطائفة الشيعية.

وعلى الرغم من أن الشخصيات السعودية المسؤولة عن هذه المبادرات ليست هي التي تصنع السياسات، إلا أنها قادرة على التأثير على المناخ المعلوماتي الذي يتم فيه وضع السياسات. ويجيد السعوديون الليبراليون بشكل خاص التوجه إلى الرغبات الفردية لأبناء مجتمعهم، لأن العديد من من السعوديين العصريين شديدو الاهتمام بتوسيع نطاق حرياتهم الشخصية.

وفي ظل هذه الخلفية، اتخذ قادة المملكة الجدد عدداً من القرارات التي قد تكون حاسمة لمواجهة التطرف والتشجيع على التسامح. أولاً، ما فتئت الحكومة تتبع إصلاحاً اقتصادياً كبيراً وتتبنى أجندة اجتماعية أكثر تحرراً. ثانياً، أقر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن عام 1979 شكّل بداية فترة طويلة من الدعم الحكومي الواسع والإشكالي للإيديولوجيات المتطرفة. وثالثاً، أظهر الأمير استعداده لاتخاذ تدابير أمنية لا تقتصر على قمع الجماعات الهامشية العنيفة فحسب، بل على المتعاطفين معها داخل المؤسسة الدينية أيضاً.

لكن التحدي لا يكمن في تغيير السياسات الحكومية فحسب، بل أيضاً في تغيير الرأي العام ككل. ففي إحدى الفيديوهات التي عُرضت سابقاً على قناة "وصال" الممولة من أطراف كويتية ولكنها مكوّنة في الغالب من موظفين سعوديين، يتهجّم المعلّق على الإسلام الشيعي وعلى التوسع الإيراني في المنطقة قائلاً: "يا عرب، إيران تريد تحويل منازلكم إلى جهنّم". وصحيح أن الحكومة السعودية أوقفت تلك الشبكة في عام 2014، وأن البحرين والكويت حذتا حذوها بعد فترة وجيزة، إلا أن أحد الأعضاء الإصلاحيين في "مجلس الشورى" السعودي نشر على موقع "تويتر" بعد عامين على ذلك استطلاعاً للرأي أظهر أن 82 في المائة من المشاركين في الاستطلاع عارضوا إغلاق المحطة.

وفي ما يخص الدعم الخارجي، يتضمن كل بند من بنود جدول الأعمال الذي يتبعه الليبراليون السعوديون دوراً مخصصاً للأطراف الدولية. ويندرج في البند الأول تعليم ديني أكثر تطوراً، مما يستلزم جعل الكتب المدرسية أكثر تسامحاً وشمولية، وتدريب المعلّمين من وجهة نظر أكثر انفتاحاً، وإفساح المجال للتفسيرات المتعددة للإسلام بهدف التشجيع على الاعتدال. وينص البند الثاني على إرساء نزعة قومية سعودية جامعة لا تستند إلى ادعاءات التفوق الأيديولوجي، بل إلى نجاح مشروع وطني ينخرط فيه المواطنون كافة، ومن ضمنهم المجتمعات المحلية التي جرى تهميشها على مرّ السنين. أما البند الثالث فهو توطيد هوية خليجية موحدة تنطلق من الاندماج بين الثقافتين السعودية والإماراتية لتمتد إلى دول «مجلس التعاون الخليجي» الأخرى. وفي الوقت الذي تتحسن فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، وبينما ترحب شريحة كبرى من السعوديين بالشراكة الدولية، لدى واشنطن فرصاً جمّة للتعامل مباشرةً مع الإصلاحيين في مواجهة الإيديولوجيات السامّة.

صموئيل تادرس

منذ عقود عديدة أخذ فهم الولايات المتحدة للشرق الأوسط يتراجع حتى عندما أصبح جيشها أكثر انخراطاً في تلك البقعة. وتعزى هذه الثغرة المعرفية جزئياً إلى هجوم أكاديمي غالباً ما اتُّهمت فيه الدراسات الجدية للمنطقة بالترويج لمخططات استعمارية. واليوم تهيمن العلوم السياسية على الأحاديث عن الشرق الأوسط، بينما لا يعرف الغربيون إلا القليل عن سكان المنطقة الفعليين - أي ثقافاتهم أو حياتهم أو مخاوفهم. ويشمل ذلك أبرز الباحثين في هذا المجال، والكثير منهم لا يعرفون ما يقرأه الناس وما يشاهدونه وما يستمعون إليه.

على سبيل المثال، في الوقت الذي يتزايد فيه استعداد شباب الشرق الأوسط إلى التشكيك في المحرّمات الاجتماعية، إلّا أنه تم نشر أكثر من اثنتي عشرة رواية تتحدث عن اليهود الذين عاشوا في العالم العربي. وهناك أيضاً شعور بالحنين الثقافي إلى مدينة الإسكندرية بطابعها العالمي، كما رأينا في العديد من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية والأغاني. وفي الوقت نفسه، أصبح مصطلح "العالم العربي" يفقد فائدته شيئاً فشيئاً - فهذه المنطقة تضم العديد من المجتمعات المختلفة مع هويات مختلفة، والأمور الرائجة في ثقافة ما قد لا تكون شعبية في ثقافة أخرى.

ولا شك في أن بعض الدول لعبت دوراً محورياً في نشر الأفكار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط على مر السنين، وخاصة مصر أيام جمال عبد الناصر والمملكة العربية السعودية برجال دينها السُّنة. وقد يكون ذلك هو السبب الذي يدفع واشنطن للاعتقاد بوجود عتلة تسحبها الرياض لوقف انتشار التطرف في المنطقة. والحقيقة هي أن احتواء الأفكار السامة أصعب بكثير من ذلك.

وتضطلع حكومات الشرق الأوسط بدور جوهري في أي جهد لمعالجة هذه المشكلة. ونظراً إلى النفوذ الإقليمي الراسخ الذي تتمتع به كل من السعودية ومصر، لا بد لهاتين الدولتين أن تأخذا زمام المبادرة في هذا المسعى. إذ لطالما كانت اللهجة العربية المصرية هي الأكثر شيوعاً في وسائل الإعلام العربية، ويبدو أن القيادة السعودية الجديدة متشوقة إلى الاضطلاع بدور أكثر حزماً. كما يمكن لدولة الإمارات أن تقدم دعماً قوياً للخطابات المناهضة للتطرف على أرضها وفي الخارج.

في كانون الثاني/يناير 2015، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي علناً إلى ثورة دينية ولقيت كلمته ترحيباً من واشنطن. ولكن بعد ثلاث سنوات، لم تحدث مثل هذه الثورة، مع أن ذلك ليس بالمستغرب إذا أخذنا بعين الاعتبار افتقار السيسي إلى خطة بهذا الصدد وإلى الوسائل الكفيلة بتنفيذها وإلى القاعدة اللازمة لدعمها. ولحسن الحظ، لا تزال هناك فرصة لإحداث بعض التغييرات في مصر. ويحتفظ الإسلاميون بالعديد من المزايا، من بينها نظرة شاملة وطريقة حياة لا تستطيع الأيديولوجيات المتنافسة تأمينها. إلا أن الكثير من أبناء الشرق الأوسط عاشوا تحت حكم «الإخوان المسلمين» وتنظيم «الدولة الإسلامية» خلال السنوات الماضية ولم يستمتعوا بتلك التجربة. وهذا ما دفع الناس إلى إعادة النظر في مفاهيمهم حول دور الدين في المجتمع.

وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً حاسماً أيضاً. فعلى الرغم من محاولات حكومة السيسي السيطرة على وسائل الإعلام الإخبارية التقليدية، إلا أن لوسائل الإعلام البديلة مثل موقع يوتيوب تأثيرها أيضاً. وقد انتشر العديد من الفيديوهات الساخرة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» التي تُتخذ كأداة قوية ضد السرد الإسلامي للتنظيم. ولذلك فإن الاستخدام الأوسع لوسائل الإعلام البديلة يمكن أن يوفر وسيلة جادة لمواجهة الأفكار السامّة.

*أعدت هذا الموجز إريكا نيجيلي.

 

تركيا في عفرين... تعقيد المُعقد

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18

وكأن سوريا لا تكفيها الكوارث التي حلت بها، وكأن منشار التدخلات الأجنبية يحتاج إلى عقدة جديدة، وكأنه لا يكفي الوجود العسكري الأجنبي الروسي والإيراني والأميركي، حتى تتعمق الأزمة بتدخل أجنبي آخر. هذه المرة اختارت تركيا التدخل عسكرياً ومجدداً، ليس ضد نظام بشار الأسد كما أعلن وتعهد رئيسها مراراً وتكراراً منذ بداية الأزمة قبل سبع سنوات، وإنما ضد أكراد سوريا و«لحماية أمنها القومي»، كما تبرر أنقرة حربها على عفرين بمدينتها ونهرها وقراها الـ365. الحملة العسكرية التركية أثارت القلق والانتقادات الشكلية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، باعتبارها تمثل فتح جبهة جديدة في النزاع السوري، بالطبع أعلنت قطر تأييدها للهجوم التركي على الفصائل الكردية، في حين أعلن أكراد سوريا «النفير العام»، ودعوا إلى «حمل السلاح» دفاعاً عن عفرين، كل ذلك يحدث في منطقة كانت حتى قبل يوم السبت الماضي مستقرة نسبياً من سوريا، لكن أريد أن تتعقد الأزمة والضحية مأساة جديدة يئن تحت وطأتها مئات الآلاف من السوريين القابعين في عفرين.

المراقب للأوضاع على الحدود التركية - السورية الممتدة على نحو 510 أميال، يرصد أن المشهد كان أكثر توتراً حتى 2016، كانت «داعش» تسيطر على مناطق واسعة من الحدود التركية مع شمال غربي سوريا، حيث كان التنظيم، حينها، يسيطر على أراضٍ تمتد على نطاق 60 ميلاً تقريباً، وبعمق 20 إلى 30 ميلاً معروفة باسم حزام أعزاز - جرابلس، قبل أن تنتزع «وحدات حماية الشعب» حالياً السيطرة على الجانب السوري بأكمله من قبضة التنظيم، ومع ذلك لم تقم أنقرة بحملة عسكرية ضد «داعش»، وتزامن الهدوء النسبي في المنطقة الحدودية مع اتجاه تركيا نحو الاستقرار مع تراجع عمليات «داعش» وعودة السياحة تدريجياً؛ مما يشير إلى أن الأتراك، في حربهم في عفرين، يعملون على توسيع نفوذ بلادهم في المنطقة، وكذلك استغلال الفرصة مرة جديدة لضرب الأكراد، ويأتي هذا كله ضمن استراتيجية ما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث سارع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لإعادة هيكلة الجيش بما يخدم نهجه السياسي، وقام بتطهير الدولة من أنصار فتح الله غولن، مع خنق المعارضة السياسية، وخصوصاً الكردية، ثم كانت المساعي إلى تشتيتهم، قبل أن تأتي هذه الخطوة العسكرية في السياق نفسه للاستفادة من الفوضى التي تحيط بتركيا، مع التذكير بأنه منذ هزيمة إردوغان في حلب، وهو يركز كل اهتمامه على فرض أولوياته بعدم السماح بأي سيطرة للأكراد على حدوده مع سوريا، حتى لو كان ذلك الهدف شبه مستحيل. بالطبع، لا أحد يلوم أي دولة تحافظ على أمنها القومي، فما بالك إذا كانت لديها حدود مشتركة مع بلد تتصارع فيها قوى دولية وجماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية، وفي الوقت نفسه الذي من حق تركيا الدفاع عن حدودها واستقرارها، فإن حملتها العسكرية في هذه المرحلة تحديداً تجعلها تخاطر بجزء كبير من رصيدها السياسي والعسكري، فلو تمت إبان سيطرة «داعش» على أجزاء واسعة من المنطقة الحدودية، فإن انعكاس ذلك بكل تأكيد سيكون لصالح استقرارها، وأيضاً لصالح الشعب السوري وللمنطقة، أما والمنطقة الحدودية تشهد استقراراً نسبياً لم تشهده من سنوات، مع عدم وجود تهديد حقيقي من قبل أكراد سوريا عليها، فإن التدخل العسكري سيساهم في تعقيد المُعقد، والأهم أن الأكراد سيبقون واقعاً لا يمكن إلغاؤه مهما تعددت الحملات العسكرية ضدهم.

 

قاضي القلوب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18

قررت «دار الصياد»، فيما يبدو أنه آثار أزمة الصحافة الورقية، تحويل مجلة «الشبكة» الصادرة عنها من أسبوعية إلى شهرية. كانت «الشبكة» أول مجلة فنية تصدر في لبنان أواخر الخمسينات. وبلغت مبيعاتها أرقاماً قياسية. ثم تحولت إلى أهم وسيلة للترويج لنجاح الشخصيات أو الأعمال الفنية. حتى الفنانون الكبار كانوا يحسبون لرأيها حساباً، مثل وديع الصافي والرحابنة وحتى محمد عبد الوهاب. سعيدٌ من كانت «الشبكة» تؤيده، وفاقدُ حظٍ إذا ما غضبت عليه. لكن وسط هذا «الكشكول» الأسبوعي من الصور والجميلات والمقابلات والنقد، كان فيها بابان، أو زاويتان، تمثلان روح المرحلة.

الزاوية الأولى، بتوقيع «حميدو»، عبارة عن تبادل المفاكهة بين رئيس التحرير وقرائه. والثانية، زاوية القلوب الشاكية، وهي عبارة عن صفحة تتلقى رسائل معذبي الغرام وتعرض مشكلاتهم وتقترح الحلول. في حالات كثيرة كان «حميدو» يخترع السؤال والجواب معاً. وفي حالات عدّة، كان طبيب القلوب يخترع المشكلة والحل معاً. لكن في كل الحالات، كانت الزاويتان حواراً مؤنساً مع الشاكين من الوحدة: صديق من ورق يصغي إليك في فرحك وفي حزنك، ويحوّل المسألة إلى مشاركة جماعية تُشعِر الشخص المعني أن جميع الناس يتعاطفون معه فيما كانت أسمهان تصفه «يا مصبرني على بلواي».

لم يكن ذلك حال باب القلوب في «الشبكة» وحدها، بل في مطبوعات كثيرة، عالمياً وعربياً. وكانت قرويات الأرياف الأميركية المعزولة يكتبن إلى مجلات الخياطة عن شؤون العائلة ومشكلاتها. إن طلب السلوى، أو السلوان، حالة بشرية عامة. لكن هذه العلاقة «الخاصة» بين المجلة وقارئها زالت الآن. ولم تعد هناك وحدة، أو عزلة، أو أرياف بعيدة. لقد حول «الكومبيوتر» العالم إلى لائحة كهربائية يلتقي عليها الجميع وخالية من الحميميات. ولم يعد مهماً كثيراً أن تشكو فتاة تخلت عنك. ففي هذا العصر يغني زياد الرحباني: «عايشة وحدا بلاك (من دونك) / وبلا حبك يا ولد / حاجي تحكي عن هواك / ضحّكت عليك البلد».

لا رومانسيات. والنجوم لم تعد تصنعهن الصحافة بل التلفزيون. والشروط أو «الظروف الموضوعية» باللغة الماركسية، قد اختلفت تماماً. هناك عشرون مسلسلاً على الأقل جميعها تتنافس بقصر الفساتين. وبدل رسائل الحب واللوعة ترون الآن النكات التي لم تكن تروى في البيوت، لا على التلفزيون ولا من خلفه.

لا يمكن لمجلة أن يغيب قارئها وأن تبقى هي. كان رئيس تحرير «الشبكة» جورج إبراهيم الخوري، يكتب كل أسبوع حكاية سهرة مع أم كلثوم، أو عشاء مع محمد عبد الوهاب، أو غداء مع عبد الحليم (وعلى حساب العندليب أيضاً). الناس تأخذ معها عصورها.

 

معركتنا مع «الأخبار المفبركة»

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18

الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يخترع بالتأكيد تعبير «الأخبار المفبركة»، لكنه أكسبه شهرة، وزاده انتشاراً. فمن بين 2608 تغريدات أرسلها في عامه الأول في البيت الأبيض، كان تعبير «الأخبار المفبركة» هو الأكثر تكراراً، إذ ورد في 196 تغريدة في إطار تهجمه على وسائل الإعلام ورده على أخبارها التي لا يتفق معها أو يصنفها على أنها معادية له. وحتى قبل دخوله البيت الأبيض وعلى مدى فترة حملته الانتخابية، تكرر هذا التعبير كثيراً في خطاباته ولقاءاته الجماهيرية، وأصبح من بين التعبيرات واسعة التداول. بنهاية العام الماضي أصبحت «الأخبار المفبركة» هي كلمة العام وفقاً لاختيارات قاموس «كولينز» للكلمات الأكثر تأثيراً وحضوراً. لم يكن الاختيار بسبب ترمب وحده، وإنما لأنه مع الانتشار الواسع لوسائط التواصل الاجتماعي وطغيانها على الحياة المعاصرة وتأثيراتها على حياتنا، برزت مشكلة الأخبار والصور المفبركة والفيديوهات المركبة، وأصبحت قضية تشغل المجتمعات والحكومات لآثارها السالبة والخطيرة في كثير من الأحيان. مَن منا لم يمر عليه خبر أو فيديو يتبين لاحقاً أنه مفبرك، أو صورة يتضح لاحقاً أنها معدلة أو موضوعة في خارج سياقها بهدف التضليل والتشويش. الأخبار المفبركة لم تعد مصدر إزعاج للناس فحسب، بل أصبحت خطراً يقض مضاجع الحكومات والدول خصوصاً بعدما ثبت أنها أصبحت سلاحاً تستخدمه بعض أجهزة الاستخبارات للتضليل والتأثير على الرأي العام أو لتصدير القلاقل وزعزعة الأمن. أوضح مثال على ذلك هو التدخل الذي حدث في الانتخابات الأميركية والذي أجمعت أجهزة الاستخبارات الأميركية على أن روسيا كانت تقف وراءه للتأثير على العملية الانتخابية، وزعزعة الاستقرار، والإضرار بالديمقراطية الأميركية. فقد أثبتت التحقيقات حدوث عمليات منسقة لبث صور وأخبار وموضوعات مفبركة للتأثير على الناخبين، أو لإثارة الكراهية والمشكلات العنصرية، أو إحداث بلبلة إزاء بعض القضايا.

أميركا لم تكن وحدها التي تحدثت عن تدخل روسي بهذه الأساليب، فقد صدرت تصريحات وتحذيرات من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عن حملات منسقة قيل إن مصدرها روسيا وهدفها التأثير على الرأي العام وإثارة القلاقل من خلال بث الأخبار والمعلومات المدسوسة والمفبركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولمواجهة هذا الخطر المتنامي أعلنت الحكومة البريطانية أول من أمس أنها ستنشئ وحدة خاصة في مجال الأمن الوطني لمواجهة «الأخبار المفبركة» التي تقف وراءها أجهزة دول أخرى أو جهات تعمل على إثارة القلاقل وزعزعة الأمن.

لكن الحكومات الغربية ترى أن هناك الكثير المطلوب أيضاً من الشركات التي تملك منصات التواصل الاجتماعي وتجني من ورائها أرباحاً طائلة. لذلك صعدت الضغوط على شركات «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، لتطوير وسائل للتصدي لهذه الظاهرة ومواجهة الترويج للأخبار والمعلومات المفبركة. وعلى الرغم من أن الشركات المعنية بدأت تتخذ إجراءات لإغلاق بعض الحسابات والتصدي للأخبار المفبركة، فإن القضية تبقى بالغة التعقيد نظراً للكم الهائل من القصص والصور والفيديوهات التي يجري تداولها عبر هذه المنصات، وصعوبة فرز المزور منها بالسرعة المطلوبة وقبل أن يقع الضرر. خذ على سبيل المثال قصة السيدة المسلمة المحجبة التي نشرت لها صورة أثارت جدلاً واسعاً عقب حادث الدهس الإرهابي في لندن في مارس (آذار) 2017، إذ بدا أنها كانت تسير قرب المصابين وهي تشيح بوجهها وتتحدث على هاتفها الجوال وكأنها غير مكترثة بالمصيبة حولها. وكان واضحاً أن الهدف من الصورة التي جرى تداولها على نطاق واسع هو إثارة مشاعر سلبية ضد المسلمين خصوصاً مع تداول تعليقات مسيئة، بعضها تحت عناوين مثل «احظروا الإسلام». وعلى الرغم من أن السيدة المعنية سارعت إلى إصدار بيان توضح فيه أنها كانت تعاني من صدمة شديدة ورعب مثل الكثيرين الذين كانوا في موقع الحادث وهرعوا لمغادرة المكان، وهو ما أيدها فيه الكثيرون، ومن بينهم المصورة التي التقطت الصورة، إلا أن الضرر كان قد وقع بالفعل بسبب ما نالها ونال المسلمين من تعليقات سلبية. الأدهى من ذلك أن شركة «تويتر» اكتشفت لاحقاً أن المستخدم الذي بث الصورة لأول مرة عبر منصتها كان واجهة لجهة في روسيا أرادت إحداث قلاقل، فقامت بحظر الحساب. النقاش والجدل بين المعنيين سيستمر بلا شك حول قضية «الأخبار المفبركة» في وسائل التواصل الاجتماعي، نظراً لتأثيراتها المتشعبة اجتماعياً وأمنياً وسياسياً وحتى اقتصادياً، وأيضاً لصعوبة التصدي لها. فإذا كان الاتفاق على تعريف «الأخبار المفبركة» يبدو سهلاً، فإن اكتشافها هو الأصعب، والتصدي لها هو المعضلة، بالنظر إلى الكم الهائل من الأخبار والمعلومات والصور وأشرطة الفيديو التي يجري تداولها يومياً في منصات التواصل الاجتماعي. كما أن الناس يسارعون بنشر هذه الأخبار والقصص والصور من دون تقصٍ عن مصادرها أو التوثق من صحتها في أغلب الأحيان، مما يزيد القضية تعقيداً بالنسبة للجهات التي تبحث عن حلول لمسألة يتوقع أن تثير مزيداً من الجدل... والمشكلات والقلاقل.

 

إيران تنشط لتحويل أذربيجان إلى عراق آخر!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/18

حكومة أذربيجان وكثيرون من العراقيين المثقفين يشعرون بقلق متزايد إزاء ما يعتبرونه التلاعب الإيراني بالمسلمين الشيعية.

في أذربيجان، قدمت الأجهزة الأمنية أخيراً تقريراً إلى الحكومة يصف كيف أن إيران قد «زادت من قدراتها في مناطق في أذربيجان». وتعتقد الأجهزة أن كثيراً من الناس أصبحوا الآن تحت التأثير الإيراني.

أثار هذا التقرير شعور الخطر داخل الحكومة. وكانت أذربيجان عام 2013 قد خففت من القيود على حظر غير رسمي كان يمنع الشخصيات الدينية المرتبطة بإيران من الوعظ في الأماكن العامة، وكان هذا الانفتاح «التكتيكي» على الشيعة يهدف إلى وقف تدفق الآذريين على الانضمام إلى تنظيم داعش، والقتال في سوريا والعراق، لكن يبدو أنه كان لتلك السياسة عواقب غير مقصودة، فأدت إلى سيطرة إيران المتزايدة على الممارسات الشيعية في أذربيجان. ووفق البيانات الرسمية، فإن 22 من أصل 150 مدرسة شيعية في البلاد تقع تحت السيطرة الكاملة لإيران، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الأذربيجانية (توران).

لقد شعر كثير من الآذريين العلمانيين والمعتدلين بالانزعاج من تزايد الممارسات الشيعية. وخلال احتفالات عاشوراء في سبتمبر (أيلول) الماضي، شارك أطفال في الطقوس التي تنطوي على جلد الذات. وقال النائب زاهد أوروك: «عندما رأيت أطفالاً لا يملكون فهماً حقيقياً للدين يحضرون احتفالات عاشوراء، والطفلات منهم يرتدين الحجاب، اعتقدت أنهم سيصبحون (كاميكاز) في المستقبل لإرسالهم إلى سوريا».

بالمقابل، كان هناك قلق عراقي متجاوب مع المشاعر الآذرية، إذ قالت الكاتبة العراقية رغد عبد الرضا الجابري: «كان العراقيون القوة الضاربة في المنطقة، لهذا عملت إيران على تحويل حياتهم إلى أحزان ومآتم طوال أيام السنة، فما إن ينتهوا من مأتم قتل الحسين حتى تبدأ أربعينية الحسين، وما إن يتم الانتهاء منها حتى يبدأ مأتم الزهراء، ثم مأتم العباس، يليه مأتم زينب، ثم مأتم الكاظم، ثم الشعبانية، ثم السجاد، ثم مأتم الموسوي، وهكذا طوال السنة التي يتم تدشينها كل سنة في شهر محرم تحت اسم أحزان عاشوراء».

وتواصل الجابري: «وبينما يظل العراقيون طوال السنة يهرولون من النجف إلى كربلاء، إلى سامراء حيث السرداب، ومن قبر إلى قبر، ومن مأتم إلى آخر، نجد إيران في هذه السنوات تفرغت لبناء جيش قوي، وللتصنيع والتسليح العسكري على وجه الخصوص، والاختراعات والابتكارات (...) في طريقها إلى إنتاج السلاح النووي». وتقول الجابري: «إنه الدهاء الفارسي الذي جعل معمميه في العراق يحولون حياة العراقيين إلى هذا الحال المخزي، حتى إنهم أقنعوا شيعة العراق بأن غسلهم وتدليكهم لأقدام الزوار الإيرانيين وهم في طريقهم إلى قبر الحسين يعتبر عملاً يقربهم إلى الجنة مهما فعلوا بعدها (...) لقد قضى الإيرانيون على الجيش العراقي الذي صمد في وجههم ثماني سنوات حتى انتصر في النهاية، وأسسوا بدلاً عنه جيشاً القسم الأول منه يحمي زوار الحسين، والآخر من كل الرتب حاملين على رؤوسهم الأواني الممتلئة باللحم والأرز للقادمين من إيران لزيارة قبر الحسين وبقية الطقوس التي ابتكرها الآيات».

وخوفاً من أن تصبح أذربيجان مثل العراق، ورداً على رؤية الأطفال في عاشوراء، اقترحت اللجنة الحكومية لشؤون الأسرة والمرأة والطفل، في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشريعاً يحظر على الأطفال المشاركة في احتفالات عاشوراء والطقوس الدينية المماثلة. وحتى الآن، لم يتم التصويت بعد على هذا التشريع، لكن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي انتقد هذا الاقتراح خلال استقباله في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الرئيس الآذري إلهام علييف في طهران، حيث قال له: «يجب أن نقدم هذه الفرصة العظيمة ومراسم الحداد المجيدة للشيعة في أذربيجان لأنها ستعزز هوية الأمة الآذرية وهوية الوطن».

تبقى أذربيجان حذرة من إيران. ويذكر أن العلاقات بين البلدين شهدت اضطرابات منذ استقلال أذربيجان عام 1991، حيث تخشى باكو من التأثير الديني الإيراني. وفي المقابل، تشعر طهران بالقلق إزاء التأثير المحتمل لأذربيجان على السكان العرقيين الآذريين في شمال إيران، وخامنئي واحد منهم، ثم إن لكل من الدولتين علاقات وثيقة مع العدو الأكبر للآخر: أذربيجان مع إسرائيل، وإيران مع أرمينيا.

لكن مع وصول حسن روحاني إلى السلطة عام 2013، اضطرت إيران إلى إعادة تقييم علاقاتها مع أذربيجان، فازداد الاتصال الرسمي بينهما، ووقع الجانبان أكثر من 20 اتفاقاً للتعاون في المجال الرسمي. يقول مصدري: «أحد هذه المشاريع ما كان يمكن تصورها قبل 2013، إذ قدمت أذربيجان قرضاً لبناء خط سكة حديد بطول 100 ميل، يمتد من الحدود الآذرية إلى مدينة رشت، وهي جزء من ممر النقل بين الشمال والجنوب، وكانت باكو تقصد تعطيل مشروع خطط تطوير خطوط السكك الحديدية بين إيران وأرمينيا».

لم تواجه باكو طهران بأنها أثرت على احتفالات عاشوراء، لكن نائب رئيس اللجنة الحكومية للعمل مع المنظمات الدينية غوندوز إسماعيلوف أشار إلى أن بعض القوى الآذرية تسعى إلى إحضار عناصر سياسية إلى احتفالات عاشوراء في البلاد. وفي مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشر موقع «جافين إذ»، المرتبط بالحكومة، مقالاً يتهم فيه إيران بمحاولة تجنيد الحجاج الآذريين الذين يزورون مدينة كربلاء. وقال المقال إن 30 ألف آذري زاروا كربلاء هذه السنة، أي بزيادة 33 في المائة عن السنة الماضية.

وذكر المقال أن الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات الشيعية الآذرية المرتبطة به (هاسدي شابي)، جندوا آذريين لجمع معلومات استخبارية، وإجراء دعاية مناهضة للحكومة في باكو، وأشار إلى أن الدعاية تركز على منطقة «نارداران»، مركز الشيعة المتطرفين في أذربيجان.

وكانت الأجهزة الأمنية عام 2015 قد قامت بسلسلة من الغارات في «نارداران»، واعتقلت نشطاء دينيين اتهموا بالتآمر على قلب النظام. وتعتقد الحكومة الآذرية أن هؤلاء كانوا تحت تأثير إيران. وبعد العملية، تم الحد من هذا التأثير (السيناريو نفسه يجري الآن في نيجيريا). وقد انتقدت إيران أحداث «نارداران»، واعتبرتها «انتهاكاً لحقوق الشيعة واضطهاداً لهم».

ويبدو أن باكو قررت كشف كل أوراق قلقها من إيران، وقد يكون جزءاً من هذا الموقف مشاركة الرئيس إلهام علييف في مهرجان «الجنادرية»، حيث كان ضيف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، إذ في تقرير آخر نشره «مركز الدراسات الاستراتيجية»، وهو مركز أبحاث تابع للحكومة، تحدث عن مخاوف باكو من إيران، إنما هذه المرة حول علاقتها مع أرمينيا. وبدا التقرير وكأنه بيان حكومي، وليس مقالاً تحليلياً... نشر باللغة الآذرية، بدل الروسية أو الإنجليزية، كما باقي تقارير المركز، مما فسره المراقبون على أنه رسالة موجهة إلى الحكومة الإيرانية، عن طريق سفارتها في باكو.

وانتقد «البيان» الاتصالات المتزايدة بين طهران وسلطات إقليم «ناغورنو كاراباخ»، التي تعتبرها باكو نظاماً انفصالياً عن الأراضي الأذربيجانية، كما سلط البيان الضوء على مؤتمر عقد في طهران في 15 نوفمبر، وكان مكرساً لكاراباخ. وجاء في التقرير: «إن الرابطة الإيرانية للدراسات الدولية - أحد مؤسسيها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف - هي عبارة عن منبر لإجراء الدعاية المعادية لأذربيجان من قبل علماء أرمن». وفي حين أن الانتقادات الأذربيجانية للعلاقات بين إيران وأرمينيا ليست جديدة، يبدو أنها وصلت إلى مستوى حاد. فباكو تتساءل: لماذا تؤكد طهران العلاقات الوثيقة مع سلطات الأمر الواقع في كاراباخ، وتخشى أنها ستعمل على إضفاء الشرعية عليها في إيران، وخلق التعاطف معها، وهذا ما تعتبره باكو تهديداً لمصالحها. ألا يجب هنا التساؤل عن دور خفي لروسيا في هذه التطورات، خصوصاً التقارب الإيراني مع أرمينيا على حساب أذربيجان؟ لكن قد تكون الأولوية الآذرية هي حماية شيعة أذربيجان من طقوس وعادات دينية تريد إيران نشرها عندهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع مع هوث التحضيرات لزيارة نظيره الالماني

الخميس 25 كانون الثاني 2018 /وطنية - يبدأ الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير الاثنين المقبل زيارة رسمية للبنان، تلبية لدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تستمر ثلاثة ايام، ترافقه زوجته وعدد من المسؤولين الالمان. وسيجري الرئيس الالماني محادثات مع رئيس الجمهورية، تتناول "العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، والتعاون في مختلف المجالات. كما يتناول البحث الاوضاع الاقليمية والدولية". ويلتقي الرئيس الالماني خلال وجوده في بيروت، رئيسي مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري، ويتفقد الكتيبة الالمانية العاملة في القوة البحرية ل"اليونيفيل".

كما يلتقي الرئيس الالماني رؤساء وممثلي الطوائف المسيحية والاسلامية في دار الفتوى، على ان يزور مدينة رفيق الحريري الجامعية في الحدث، حيث يلقي محاضرة يليها حوار مع طلاب الجامعة اللبنانية.

وسيكون للسيدة الالمانية الاولى الكه بدنبندر ELKE BUDENBENDER برنامج خاص يتضمن لقاء مع اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، يليه لقاء حواري مع مجموعة من القاضيات اللبنانيات حول تجربتهن في العمل القضائي، لا سيما لجهة تحقيق العدالة والمساواة وحقوق المرأة وحمايتها من العنف الاسري.

سفير المانيا

وزيارة الرئيس شتاينماير كانت محور بحث بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والسفير الالماني في بيروت مارتين هوث، الذي اوضح انه عرض مع الرئيس عون "التحضيرات الجارية لزيارة الرئيس الالماني والاهمية التي تعلقها بلاده على تطوير العلاقات بين البلدين".

الاعور

واستقبل الرئيس عون النائب فادي الاعور وأجرى معه جولة افق تناولت المواضيع السياسية الراهنة، كما تطرق البحث الى حاجات قرى قضاء بعبدا.

المطران كورية

واستقبل الرئيس عون، مطران بيروت للسريان الارثوذكس المطران دانيال كوريه والسيد ادمون مطران والسيد وليم منصور، الذين تداولوا مع رئيس الجمهورية شؤونا تهم طائفة السريان الارثوذكس، ووجهوا له دعوة للاحتفال الذي تقيمه ابرشية بيروت في الطائفة خلال شهر آذار المقبل.

 

بري إستقبل كارديل والسفير التركي وهيئة التثبت من قانونية إجراءات الاعتراض الاداري على المخابرات الهاتفية

الخميس 25 كانون الثاني 2018 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان بيرنيلا كارديل ووكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ميروسلاف ينكا، ودار الحديث حول الاوضاع والتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. ثم استقبل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعرض معه للاوضاع العامة والوضع الامني. وبعد الظهر، التقى الرئيس بري الهيئة المستقلة المنوط بها التثبت من قانونية إجراءات الاعتراض الاداري على المخابرات الهاتفية، برئاسة رئيس مجلس القضاء الاعلى جان فهد وعضوية رئيس مجلس الشورى هنري خوري ورئيس ديوان المحاسبة أحمد حمدان. وقدمت له تقريرين عن عملها منذ العام 2011 الى العام 2016. واستقبل الرئيس بري السفير التركي في لبنان شاغاطاي ارسياز في زيارة وداعية.

 

باسيل استقبل زاسبكين وفوشيه وعرض ولاسن عدم التزام البعض الإصلاحات الانتخابية وتهربه من تطبيقها

الخميس 25 كانون الثاني 2018 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سفير روسيا ألكسندر زاسبكين الذي أعلن بعد اللقاء أن بلاده وجهت دعوة الى لبنان للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني - السوري الذي سينعقد نهاية الشهر الجاري في مدينة سوتشي الروسية، وقال: "نحن نعتبر ان لهذا المؤتمر أهمية كبرى، وهو محطة مهمة جدا في اتجاه التسوية السياسية في سوريا، ويساعد مسار جنيف ويعتمد على قرار مجلس الامن 2254". وعن دور لبنان في المؤتمر، قال: "إن الحوار بين السوريين هو الأمر الأساسي في هذا المؤتمر، وفي الوقت نفسه هناك دور للمراقبة والتأييد للسوريين من الاطراف الأساسية المعنية، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية، والدول المجاورة والاطراف المهمة في المنطقة. ومن المعروف أن الاطراف الثلاثة الدائمة التي تنظم هذا المؤتمر لها دورها. أما مستوى التمثيل فهذا شأن خاص لكل بلد، ونحن نرتب كل هذه الامور مع لبنان خلال الساعات المقبلة".

السفير الفرنسي

والتقى باسيل سفير فرنسا برونو فوشيه، وتناولا العلاقات الثنائية والتحضيرات لمؤتمري باريس "سيدر-1" و"روما-2"، والزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وكذلك زيارة وزير الخارجية جان-ايف لودريان لبيروت.

لاسن

واستقبل باسيل سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن التي بحثت معه موضوع زيارة بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الاوروبي الى لبنان، وشرح لها باسيل مسألة عدم التزام البعض الإصلاحات التي أقرت وتهربهم من تطبيقها بشكل مخالف للقانون.

وقالت لاسن بعد الاجتماع ردا على سؤال: "إن الحكومة اللبنانية تقوم بعمل كبير تحضيرا لهذه المؤتمرات، ولا سيما مؤتمر الاستثمار في باريس، والكل يتوقع استثمارات كبيرة في لبنان، وهم على علم ان هناك موجبات على الحكومة لناحية بعض الإصلاحات الاقتصادية، وإلا فلن يهتم المستثمرون، ونأمل أن تتحقق مثل هذه الإصلاحات في وقت قريب". وأوضحت أنها تناولت مع باسيل "العلاقات الثنائية بما تحمله من جدول أعمال كبير للسنوات المقبلة". وقالت: "تحدثنا عن المؤتمرات الدولية الثلاثة لدعم لبنان والمنطقة في الأشهر القليلة المقبلة، والتي تنعقد في اوروبا، إذ إن هناك مؤتمر روما- 2 في نهاية شباط المقبل حيث يشارك الاتحاد الأوروبي في التحضيرات، وهناك إجتماع آخر للإستثمارات في باريس، كما أن هناك مؤتمر بروكسل في نهاية شهر نيسان المقبل لدعم الدول المتأثرة بالأزمة السورية، لذا فإن هناك أمورا كثيرة علينا القيام بها معا". وتابعت: "الاتحاد الاوروبي معني بشكل فعال بالتحضير للانتخابات النيابية لناحية تقديم الدعم التقني".

"الأونروا"

كذلك التقى باسيل المدير العام ل"الأونروا" كلاوديو كوردوني، وجرى عرض للوضع المأسوي للوكالة والاتفاق على خطة للمساعدة في تأمين التمويل في ظل الحاجة الماسة اليه. وتم التركيز خلال اللقاء على أن المشكلة ليست مالية إنما تتعلق بقرار سياسي يهدف الى إسقاط حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم. وقال كوردوني: "كما يعرف الجميع، نشهد أزمة تمويل غير مسبوقة، لكننا في الوقت نفسه ملتزمون توفير كل الخدمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان والبلدان التي نعمل فيها، من منطلق الحفاظ على حقوق الانسان وكرامته. وفي هذا الإطار أطلقنا حملة بعنوان "كرامتنا لا تقدر بثمن"، ونتطلع الى العمل مع الحكومة اللبنانية ودول أخرى لجمع الأموال وللمساعدة في مهمتنا". وفي إشارة غير مباشرة الى وقف الإدارة الاميركية تمويلها ل"الأونروا" في لبنان، ما خلق بلبلة وقلقا من البعض الذين تخوفوا من خفض "الاونروا" لخدماتها بما في ذلك خدمة التعليم، قال كورودوني: "إننا مصممون على تقديم كل الخدمات دون استثناء".

 

المندوبة الدائمة للبنان في الامم امام مجلس الامن:اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل انهى عملية السلام

الخميس 25 كانون الثاني 2018

وطنية - القت المندوبة الدائمة للبنان في الامم المتحدة امال مدللي كلمة امام مجلس الامن الدولي جاء فيها:"السيد الرئيس، إنه لشرف كبير لي أن أخاطب هذا المجلس ولأول مرة بصفتي المندوبة الدائمة للبنان. اسمحوا لي أن أبدأ بالإشادة بالعمل الرائع التي قامت به بعثتكم لهذا الشهر. إن جهود كازاخستان في مجال تشجيع الحوار وحل النزاعات سلميا كانت مثالا يحتذى.  كما نتوجه بالشكر العميق للبعثة الدائمة لليابان لرئاستها للمجلس الشهر الماضي، والشكر أيضأ للخبراء. السيد الرئيس، إن السلام في الشرق الأوسط يبدو بعيدا الآن أكثر من أي وقت مضى. الفجوة بين الافرقاء كبيرة جدا، إذ يشعر العرب والفلسطينيون ان المبادئ الأساسية للسلام قد تم التخلي عنها. إن القدس تبقى هي الاهم والأكثر حساسية بين مواضيع الحل النهائي.إلا أن مطالبة إسرائيل بالحق الحصري في السيطرة على القدس، واعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل قد أديا عمليا إلى انهاء عملية السلام بالنسبة للعرب، وهو ما يضع حدا لأي أمل بسلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط، كما أنه يضع شعوبنا في يأس، والشعوب اليائسة تقوم بأمور يائسة. إن لبنان الذي دفع أكبر ثمن لانعدام السلام خلال عدد من الحروب الإسرائيلية عليه، يفهم خطورة الوضع عندما تغلق كافة الطرق للسلام. طالما دعم لبنان السلام بناء لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وحل الدولتين، ومبادرة السلام العربية في بيروت عام 2002. إن فشل المجتمع الدولي وهذا المجلس الموقر الذي يمثل ارادة المجتمع الدولي، في اعادة التأكيد على المبادئ الاساسية للسلام قد يغرق المنطقة في المزيد من النزاعات مع تداعيات دولية خطيرة.

السيد الرئيس، إن الشعب اللبناني، لا سيما في الجنوب، يتعرض يوميا للانتهاكات الإسرائيلية للجو والبحر والبر، في خرق مستمر للسيادة و لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 للعام 2006. فقد علمنا الأسبوع الماضي عن نية إسرائيل الأحادية الجانب، لإنشاء جدار ليس فقط على طول الخط الأزرق، بل في مناطق محتلة حساسة، وهذا من شأنه أن يهدد مجددا بزعزعة الاستقرار في الجنوب وقد يؤدي إلى الصراع.ان هذه الاعمال الاستفزازية تعكس وباستمرار تجاهل إسرائيل الكامل لالتزاماتها بموجب القرار 1701.فإذا كانت إسرائيل مهتمة بتحقيق الأمن والاستقرار، فهناك طريقة سهلة: فلتنسحب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتضع حدا لخروقاتها المتكررة للسيادة اللبنانية، وتنزع مصدر التوتر. إننا نحث الأمم المتحدة وهذا المجلس على منع تكرار المزيد من الاستفزازات الاسرائيلية. إن آخر ما يحتاجه الشرق الأوسط هو الخطأ في الحسابات الذي قد يؤدي إلى اشتعال الصراع.لقد أعادت حكومتي تأكيد التزامها التام بتنفيذ القرار 1701 بأكمله، وتبقى مصممة على العمل مع قوات "اليونيفيل" وعبر اللجنة الثلاثية لتسريع ترسيم الخط الأزرق خاصة في المناطق الحساسة. إن الحكومة اللبنانية طلبت المساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة في العام 2016 وهي تشجع على هذه الجهود منذ ذلك الحين.كما نقدر جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لحل مسألة ترسيم الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة بين لبنان وإسرائيل بما يتماشى مع مبدأ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.إن عدم حل هذه المشاكل سيبقى مصدرا للتوتر وتهديدا للأمن والسلام.

وبرغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه لبنان، إضافة إلى العبء الناجم عن استضافة اكثر من مليون نازح سوري، والصراع في سوريا، فإن القادة اللبنانيين ملتزمون إقامة انتخابات برلمانية في أيار 2018.

كما أنهم ايضا ملتزمون مع المجتمع الدولي بتعزيز استقرار لبنان عن طريق ثلاثة مؤتمرات :

- مؤتمر روما 2 لتعزيز قدرة الجيش اللبناني وهو حجر الأساس في استقرار لبنان ورأس الحربة في محاربة الإرهاب. -مؤتمر الارزة الذي سيعقد في باريس للنهوض بالاقتصاد اللبناني وإعادة إحيائه.

-مؤتمر بروكسل لمساعدة لبنان على تحمل أعباء أزمة اللاجئين.

إن هذه الجهود تعتبر أساسية لحماية لبنان والمحافظة عليه كمثال للتعايش في المنطقة، وللحفاظ على استقراره. السيد الرئيس، نحن لسنا محكومين بحلقة العنف المفرغة في الشرق الأوسط. فعن طريق المساعدة القيمة لمجلسكم الكريم يمكن لمنطقتنا أن تتجاوز المنطق القاتم للنزاعات وتحقق اخيرا السلام الذي طال انتظاره.