المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 20 كانون الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.january20.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حكم من المحكمة العسكرية بنفي الصحافية حنين غدّار

الياس بجاني/المعارضون السياديون الشيعة هم الخميرة لكل تجمع معارض جدي واستقلالي

الياس بجاني/ما دام حزب الله يحتل لبنان لا حل لأي ملف من أي نوع

الياس بجاني/الإستقرار يعني الإستسلام في قاموس من خانوا 14 آذار

الياس بجاني/جعجع والحريري والضياع السيادي والتجربة والأبواب الواسعة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت/حلقة الماغازين السياسي 19ليوم الجمعة بتاريخ 19 كانون الثاني/2018/ ضيوف الحلقة الوزير السابق ادمون رزق والاستاذ حسن الرفاعي و الصحافي احمد عياش والاستاذ حسان الرفاعي والاستاذ طلال المرعبي

فيديو مدخلة مدير مكتب سكايز للحريات الأعلامية أيمن مهنا من قناة العربية تتناول الحكم الظالم واللاقانوني على الإعلامية حنين غدّار/18 كانون الثاني/18

بيان "تقدير موقف" رقم 125/ حسن نصرالله، لا يرى لبنان إلا من خلال مصلحته الضيقة والتي يلخصها بجملة واحدة: نحكم لبنان وإلا لا لبنان

واحد منا مجنون جنوناً خفياً/الشيخ حسن مشيمش

"واشنطن بوست": طبيب لبناني يفحص قدرات ترامب العقلية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 19/1/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 19 كانون الثاني 2018

اتهام للاستخبارات اللبنانية بتزييف «واتساب» للتجسّس

المواجهة بين عون وبرّي تخفي رغبة شيعية بتكريس المثالثة في لبنان ورئيس مجلس النواب نبيه بري يعمل على حصر وزارة المال بالشيعة وحدهم.

الخط الأزرق بؤرة توتر جديد على الحدود اللبنانية مع إسرائيل

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الشورى يُبطل تنفيذ فايبر اوبتك: الجرّاح يدفع من جيبه/خضر حسان/المدن

فرنجية الرّجل لباسيل: إنت ضعيف النّفْس/هادي مراد/لبنان الجديد

كيف دخل البون إلى لائحة "التيار" في كسروان؟

باسيل لن يُشارك في اجتماع جدة وعيسى يُمثّل لبنان وبيان شديد اللـهجة ازاء الانتهاكات الحوثية للمملكة

العفو العــــام يترنّح علــــى حَبلي الارهاب والمخـدرات وغياب التوافق السياسي يؤخّر صدوره والبقاعيون يعتبرونه فرصة

عملية "لبنان الآمن" ترفع الثقة بألاجهزة: تجنيد قيادي "داعشي" لمصلحة "المعلومات"

نصرالله: تفجير صيدا بداية امنية خطيرة...لا عزل ولا كسر والانتخابات في موعدها

تركيا تطلق عملية عفرين وفرنسا تدعو لمؤتمر دولي لمكافحة الارهاب نهاية الجاري

سجال باسيل – حمادة يضيء على دور القناصل الفخريين ومهمتهم تعزيز التواصل والاستفادة من علاقاتهـم

جمعية المصارف متمسكة بالحوار مع "المـال" لثنيها عن قرار إخضاع القطاع لضريبة الـ7%

محمد شمس الدين شرح من نقابة المحررين قانون الانتخاب: جاء على قياس أصحاب رؤوس الأموال والمتمولين

الراعي اختتم زيارته الى القاهرة بعد مشاركته في مؤتمر الأزهر لنصرة القدس

حماس” تخطط سراً لبناء قدرات عسكرية في لبنان بهدف ضرب إسرائيل تشمل تجنيد سكان المخيمات وعناصر بعض الفصائل بعيدا عن أعين الجيش و"حزب الله"

نص خطاب السيد حسن نصرالله لليوم/نصرالله دعا لالتزام قرار مقاطعة اسرائيل: موحدون خلف الدولة لمنع العدو من أي تصرف في النقاط المتنازع عليها ولا احد يريد تأجيل الانتخابات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ماتيس: إيران وكوريا الشمالية تهددان الأمن الاقليمي والدولي  

رجوي: الانتفاضة أثبتت أن النظام بغاية الضعف

مشروع قانون أميركي لتشديد الاتفاق النووي مع إيران ينص على إعادة فرض عقوبات ضد طهران حال عدم احترامها المتطلبات الجديدة

الإمارات تشكو قطر إلى الأمم المتحدة

ماكرون: واثق من نصر عسكري على «داعش» في الأسابيع المقبلة

وزير الدفاع التركي: عملية عفرين بدأت «فعليا» و«وحدات حماية الشعب الكردية» توعدت بالرد بأشد قوة على أي اعتداء

أنقرة للتنسيق مع موسكو وطهران إزاء عملية عفرين وأعلنت أنها غير مقتنعة بـ«تبريرات» واشنطن... ورئيسا الأركان والاستخبارات التركيان يزوران روسيا

إقالة رئيس الاستخبارات المصرية ومدير مكتب السيسي يسيّر أعمالها مؤقتاً

فرنسا تتحرك نحو مواجهة الارهاب والميليشيات في الشرق الاوسط  ومؤتمر في باريس في 23 الجاري واتجاه لاستصدار قرار دولــي

التصعيد الميداني في سـوريا..هل يُسقط مفاوضات فيينا قبل انطلاقها؟ وتطورات الشمال رد اميركي على إخلال موسكو بتفاهماتها مع واشنطن

"إندبندنت": "حرس الحدود".. استكمال لفصول الحرب السورية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سامي الجميّل: ضياع «قواتي»... ولا حوار على المقاعد/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

تذهبُ أخلاقهُمْ ولا يذهبون/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

نحن وإسرائيل ولبنان وهذه المقاطعة/حازم صاغية/الحياة

"الإنعاش الإقتصادي" في مواجهة "التوتر السياسي"... فهل ينجح/الهام فريحة/الأنوار

ماذا تبدل بين انتخابات 2009 وانتخابات 2018/شارل جبور/المسيرة

لائحة "عونية" تواجه "التيار" في كسروان – جبيل/ليا القزي/الأخبار

حركة أمل وحزب الله في الانتخابات التحالف الثنائي مستمر.. والخلاف مع الحلفاء/قاسم قصير/مجلة الامان

ما عادوا يريدون اتفاق الطائف/نديم قطيش/الشرق الأوسط

يحاول اللبنانيون أنْ يكونوا متفائلين لكن الإيجابية لها مستلزماتُها/الهام فريحة/الأنوار

تكلفة الحرب في سوريا وراء أزمات إيران/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

إعادة النظر في المشكلة النووية الإيرانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

إيران ودول “مجلس التعاون”… تاريخ من التهديدات/حمد أحمد عبدالعزيز العامر/السياسة

ولاية الفقيه والانتخابات العراقية/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الأولويات العربية في العام الحالي/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون لقائد اليونيفل: بناء اسرائيل جــــدار على الحدود لا يأتلف وجهودكم لحفظ الاستقرار

رئيس الجمهورية عاد الدكتور جميـل زغيب واشاد بإنجازاته وقوة ارادته على رغم مرضه

المجلس الاعلى للدفاع انعقد برئاسة رئيس الجمهورية: اتخاذ كل الاجراءات لمنع إقامة الجدار الاسرائيلي على الحدود

بري إستقبل حمادة وعرض موضوع الجدار الاسرائيلي مع بيري وتبلغ ان توصية مجلس النواب حول القدس وثيقة في الامم المتحدة

بري التقى قائد اليونيفل وكوردوني وتبلغ من البعثة في الامم المتحدة ان توصية المجلس النيابي بشأن القدس ستصدر كوثيقة رسمية

الحريري استقبل زاسبكين وعماد الحوت

وزير الاعلام بعد لقائه الحريري: المحادثات بين القوات والمستقبل على قدم وساق وستتوج بما يفيد مصالح لبنان والطرفين

المشنوق كشف في مؤتمر صحافي عن عملية أمنية وقائية استثنائية لشعبة المعلومات تحت شعار لبنان آمن للبنانيين والعرب

حرب: قانون الانتخاب هجين غير عادل وسنلقن المتطاولين على أصالة شعبنا أقسى الدروس لكي يكونوا عبرة للمستقبل

"قطار "سيدر 1" ينطلق .. و"دافوس" محطة مهمة"/خوري: "الموازنة" شرط أساسـي للثقة الدوليـة

يوحنا العاشر افتتح كاتدرائية في ابو ظبي: ننتهزها فرصة لنسمع العالم أننا كمسيحيين متجذرون في الشرق وفي أصالته

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس

إنجيل القدّيس متّى 5/13-17/أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس. أَنْتُم نُورُ العَالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى جَبَل. ولا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلى المَنَارَة، فَيُضِيءُ لِكُلِّ مَنْ في البَيْت. هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات. لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل..

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها
حكم من المحكمة العسكرية بنفي الصحافية حنين غدّار

الياس بجاني/19 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/61897

وكالات وصحف لبنانية/19 كانون الثاني/18:”المحكمة العسكرية اللبنانية تحكم غيابياً بالسجن 6 أشهر على الصحافية حنين غدّار والسبب: تصريح لها اعتبرت فيه أن الجيش اللبناني يميّز بين الإرهاب السنّي والإرهاب الشيعي!

بداية من الطبيعي والمنطقي، بل من الواجب الوطني والأخلاقي والقانوني والإعلامي أن نستنكر الحكم وخلفياته الإرهابية التي لا علاقة لها لا بالقانون ولا بالدستور ولا بالعدل، تماماً كما هو حال استغراب واستنكار المئات من الإعلاميين والناشطين والسياسيين اللبنانيين وغير اللبنانيين لهذا الحكم الجائر واللاقانوني والظالم الذي طاول الصحافية الشابة حنين غدار كونه عملياً حكم بنفيها ومنع عودتها إلى وطنها الأم، لبنان وذلك خوفاً من الاعتقال والسجن تنفيذاً للحكم…

وهي بالتأكيد لن تجازف وتعود طالما الحكم قائم ومذكرة التوقيف تنتظرها في المطار.

يشار هنا إلى أن استئناف الحكم قضائياً لا يمكن أن يتم عملاً بالقوانين اللبنانية دون وجود “المحكوم عليها” جسدياً في لبنان، وبالتالي هي لن تعود إلى بلدها الذي تحبه وتدافع عنه وعن شعبه وعن الحريات فيه.

من هنا فإن الحكم هو قرار بنفي حنين واجبارها على البقاء خارج لبنان، وهذا أمر لا هو إنساني ولا هو قضائي ولا هو أخلاقي، بل هو إرهاب 100% لمواطنة لبنانية تعارض احتلال حزب الله للبنان وتشهد بالحق وترفع الصوت عالياً مسمية الأشياء بأسمائها بجرأة ومنطق وعلم ومعرفة.

كما أن التهمة المفبركة لا تتناسب لا مع الحكم ولا مع الجهة التي أصدرت هذا الحكم.

عملياً وقانوناً التهمة إن صحت وهي غير صحيحة، فتندرج تحت خانة “حرية الرأي” وهي ليست من اختصاص المحكمة العسكرية بل تخص محكمة المطبوعات..

وعملياً أيضاً فإن ما قالته حنين يقوله العشرات من السياسيين والإعلاميين المعارضين لاحتلال لبنان يومياً ولم توجه لأي منهم أي تهمة وبالتالي خلفية التخويف الانتقائية واضحة وجليه هنا.

إن فبركة التهم الكاذبة بالتعامل مع إسرائيل هي الإرهاب بعينه وقد استهلكت ولم يعد مقبولاً ترك من يتاجر بها الاستمرار بظلمه وبتعديه على الشرفاء والأحرار والوطنيين.

يبقى أن المحاكم لا يجب أن لا تكون في خدمة الحاكم، بل في خدمة الحق والعدل..

مع كل أحرار لبنان المقيمين والمنتشرين نرفض الدولة البوليسية ونرفض قمع الحريات.

بالتأكيد ستتحوّل حنين غدّار إلى رمز من رموز حريّة التعبير في لبنان وكل التضامن معها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

المعارضون السياديون الشيعة هم الخميرة لكل تجمع معارض جدي واستقلالي

الياس بجاني/18 كانون الثاني/18

نقولها بصوت عال، إن كل تجمع معارض لبناني وسيادي وعابر للطوائف وجدي لا يكون المعارضون الشيعة فيه هو ذمي وفاشل سلفاً. المطلوب عدم تكرار واستنساخ خوف أصحاب شركات أحزاب 14 آذار المعيب والمصلحي من الثنائية الشيعية على خلفية حسابات مصالح وتنفيعات واجندات سلطوية رخيصة.. المؤمن لا يجب أن يلدغ من جحر الذمية والجبن مرتين..فهموها

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

ما دام حزب الله يحتل لبنان لا حل لأي ملف من أي نوع

الياس بجاني/17 كانون الثاني/18

فهموها: لا حل لأي ضائقة أمنية أو اقتصادية أو دستورية أو أي ملف من أي نوع كان طالما حزب الله يحتل البلد ويتحكم بقرار مؤسساته وحكامه ويصادر السيادة والإستقلال والحريات..كل الخلافات التي حالياً تشغل الإعلام هي للتمويه وللتغطية على واقع الإحتلال

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

الإستقرار يعني الإستسلام في قاموس من خانوا 14 آذار

الياس بجاني/17 كانون الثاني/18

الإستقرار يعني الإستسلام في قاموس من خانوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي ولفوا رقابهم بحبال ربط النزاع وقفزوا فوق دماء الشهداء

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

جعجع والحريري والضياع السيادي والتجربة والأبواب الواسعة

الياس بجاني/16 كانون الثاني/17

على خلفية الأجندات السلطوية الذاتية وبنتيجة ساعات "التخلي والتجلي" أصبحت قوات جعجع بغربة قاتلة عن المبادئ والثوابت الوطنية، كما أمسى تيار الحريري شركة مصالح تجارية وبغربة  كاملة عن السيادة. عملياً الجوز (جعجع والحريري) وقعا في التجربة وفرطا 14 آذار وانتحرا وطنياً ومصداقية وقفزا فوق دماء الشهداء.. في الخلاصة فإن ما نراه بحزن هو طبيعة بشرية ترابية وثقافة أبواب واسعة. أما عن وضعية الهوبرجية والزقيفي والأغنام من شركات الأحزاب اللبنانية "التعتير" فحدث ولا حرج

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ندوة اذاعية حول كتاب القانوني والدستوري الكبير حسن الرفاعي "حارس الجمهورية": ما بين النسق السياسي والنسق القانوني الاداري والدستوري في بناء الدولة والجمهورية.
بالصوت/حلقة الماغازين السياسي 19ليوم الجمعة بتاريخ 19 كانون الثاني/2018/ ضيوف الحلقة الوزير السابق ادمون رزق والاستاذ حسن الرفاعي و الصحافي احمد عياش والاستاذ حسان الرفاعي والاستاذ طلال المرعبي
/الرابط في اسفل

http://www29.zippyshare.com/v/R3PNXviZ/file.html

*ادمون رزق لاذاعة الشرق: "لا شيء في الطائف اسمه الثلث المعطل ، اتفاق الدوحة كانت هرطقة دستورية ، كما الخمس المعطل ، واثقلت الامور وزاد عليها ان يكون وزير المالية ، حلاوة على حلاوة ، يا عمي وين وصلنا بهالتجاذبات ، ما في رجال حكماء في البلد يعملوا لصالح اللبنانيين جميعا ، وعلى مستوى الوطن ، وبيحطوها بظهر الطائف ، مش العيب بالنصوص ، العيب في النيات ، والنصوص نشرناها كلها واصدرنا كتبا ، بس ما حدا بدو يقرأ، وبعض الاشكاليات يمكن تنقيتها وتاويلها ايجابيا وليس سلبيا ."

"انا قدمت تصورا اثناء تولي وزارة العدل لتعديل صلاحيات المحكمة العسكرية وحصرها بما يتعلق بقضايا العسكريين ، كان هذا منذ زمن للاسف لم يؤخذ به ، وها نحن نعاني من قرارات لها اثر سلبي على حريات المجتمع المدني ، ليس فقط نحن من نعاني ، قضاة المحكمة العسكرية متضايقون من انفسهم حتى..وعلينا ان نحترم مقدمة الدستور، لبنان نظام برلماني ديمقراطي وليبرالي يحترم حريات التعبير والرأي "

"هدفنا في الطائف كان وقف الحرب بين اللبنانيين ووقف التدخلات الخارجية وبناء الدولة والمؤسسات ، الدولة كمجموعة ناس يصير عندها وطن نهائي ، وتنظم امور حياتها . والدستور ممارسة يومية بقوانيين ، رئيس الجمهورية ليس دستور ولا غيره ، الدستور نظام سياسي يمشي على رجليه ، نظام سياسي يحافظ على المواطنة ، ليست المشكلة في النصوص الدستورية ، المشكلة بالحاجة الى سياسيين يطبقون هذه النصوص ويمشون بها افكارا بناءة تخدم مجموع المواطنيين وبعدالة ومساواة وحكمة . اسف الطائف لم يطبق منه شيء

*العلامة حسن الرفاعي لاذاعة الشرق: " في ما بدات به في حياتي وما وصلت اليه، القانون الاداري هو المفتاح الامين الواجب لكل فهم دستوري "

العلامة القانوني والدستوري حسن الرفاعي لاذاعة الشرق :" بقضية مرسوم الاقدميات رئيس الجمهورية ما لازم يحكي ، ولا رئيس المجلس النيابي لازم يحكي بصفة وزير المالية ، الموضوع يعرض على مجلس الوزراء، يستعين المجلس بمن يشاء من الخبرات ، وتقضى الامور ، هذه واحدة من المخالفات الدستورية ، وهذا ما يحزنني ان تصل الامور الى هذا الدرك "

*الدكتور طلال المرعبي لاذاعة الشرق:" النسبية لها قواعد وترتبط بوجود احزاب سياسية حقيقية ونحن بحثنا في الطائف توسيع الدوائر للاندماج الوطني وليكون للاحزاب برامج سياسية ووطنية ، وما في بلد في العالم يعتمد الصوت التفضيلي، الذي سيتحول الى منافسة بين مرشحي اللائحة الواحدة نفسها "

النائب السابق الدكتور طلال المرعبي لاذاعة الشرق : " النسبية لم ترد في الطائف الا كتعبير سياسي في حالة تداول، وليس في حالة اقرار"

 

فيديو مدخلة مدير مكتب سكايز للحريات الأعلامية أيمن مهنا من قناة العربية تتناول الحكم الظالم واللاقانوني على الإعلامية حنين غدّار/18 كانون الثاني/18

https://www.youtube.com/watch?v=FQHLYW4yokI

حكم نفي حنين والحؤول دون عودتها إلى لبنان؟ حنين هي نموذج من النساء الصحافيات اللواتي لا يرضخن لهيمنة حزب الله.

 

بيان "تقدير موقف" رقم 125/ حسن نصرالله، لا يرى لبنان إلا من خلال مصلحته الضيقة والتي يلخصها بجملة واحدة: نحكم لبنان وإلا لا لبنان

19 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/61902

في السياسة

قال سمير فرنجية، رحمه الله، أن لبنان بعد الحرب الأهلية انقسم بين من استخلص دروس الحرب ومن لم يستخلص!

ووضع الكنيسة المارونية في مقدمة من إستخلصوا دروسها، خاصة مع أعمال المجمع البطريركي الماروني الذي انتهت أعماله في حزيران 2006. ومما قاله "رأت الكنيسة المارونية ابناءها يُقتلون ويَقتلون ويتقاتلون"!

كما راهن كثيراً على المرجعيات الروحية الإسلامية، وفي مقدمتها الإمام محمد مهدي شمس الدين خاصة في "الوصايا"!

يؤكد "التقرير" على صوابية نظرة سمير فرنجية، وفي المقابل يلاحظ تكرار أخطاء الماضي! لأن من يديرون دفّة البلد لم يتعبوا ولم يعملوا ولم يضحّوا بمالهم وشبابهم من أجل إعادة تكوين وحدة وطنية تجلّت في لحظة 14 آذار بعد إغتيال الرئيس الحريري!

جبران باسيل، مثلاً، دخل السياسة من باب المصاهرة، وهو ينتمي إلى تيار تنكَّر لـ "قرنة شهوان" وتاريخها المجيد في جمع لبنان، ورفع شعار - تحرير لبنان من السوريين كان نتيجة الـ1559 وقرار خارجي "صنعه" من خلال وجوده في باريس!

سعد الحريري، دخل السياسة وأرضيته جاهزة، ولم يدرك القيمة السياسية لـ"قرنة شهوان" و"لقاء البريستول" واللقاء الديمقراطي والقوات اللبنانية والكتائب الذين كانوا إلى جانبه!

بل ظنّ أن وجودهم حقّ من حقوقه بعد اغتيال والده الشهيد!

حسن نصرالله، أصلاً لا يرى لبنان إلا من خلال مصلحته الضيقة والتي يلخصها بجملة واحدة: نحكم لبنان وإلا لا لبنان!

نصيحتنا

انتهت الثنائية المارونية الدرزية بحرب 1840-1860!

وانتهت الثنائية المارونية السنية بحرب 1975!

والثنائية السنية الشيعية انتهت بهيمنة سوريا على لبنان واستشهاد الرئيس رفيق الحريري!

لا تكرروا الماضي

يقول المثل: الولد ولد لو حكم بلد!

 

واحد منا مجنون جنوناً خفياً

الشيخ حسن مشيمش/19 كانون الثاني/18

قال الأنبياء والأولياء والحكماء والفلاسفة وعقلاء الأرض قولاً واحداً: [الدولة ضرورة من ضرورات الحياة تماماً كضرورة الماء والهواء والنار والطعام والشراب 100%]

وقالوا قولاً واحداً أيضاً: ولا يمكن أن تقوم دولة في مجتمع ما في العالم وعلى أرضه حزب ديني مذهبي طائفي يملك سلاحاً نوعياً أقوى من سلاح الدولة ولا يخضع هو (ولا رجاله) لسلطة المجتمع السياسية وسلطته القضائية وسلطته التشريعية ولا لمؤسساتها الأمنية والعسكرية والأكثر خطورة أنه مرتبط دينياً وسياسياً وأمنياً بدولة أجنبية ولا يُخْفِي ذلك (وهي إيران) لذلك لست مبالغاً ولا أهذي ولا أقول من وحي حقدي الشخصي- ( وهو مشروع ومباح ) - ولا مجنوناً حينما أقول:

إنَّ تعطيل قيام دولة حقيقية في لبنان يتحمل مسؤوليته حزب ولاية الفقيه الذي يملك سجوناً وزنازين خاصة به على أرض لبنان.

ويملك سلاحا إقليمياً مرتبطاً ارتباطاً عضوياً ودينياً وسياسياً بحاكم دولة أجنبية بالشاه الإيراني علي خامنئي مباشرة، ويجاهر بذلك ولا يخجل ولا يستحي ولا يخاف من أحد ولا يوجد حزب في لبنان يملك ما يملكه حزب ولاية الفقيه أو مرتبط بنفس طبيعة إرتباطه الديني والأمني والسياسي.

والأخطر من ذلك كله أن من اختلف معه بعقيدته عقيدة ولاية الفقيه وأراد الكشف للشعب اللبناني عن مخاطر عقيدته على دستور لبنان وميثاق لبنان سرعان ما يضعه هذا الحزب على لائحة الإغتيال الجسدي أو المعنوي.

فقيام الدولة في لبنان أمر مستحيل في ظل بقاء سلاح حزب ولاية الفقيه ورجال هذا السلاح خارج وصاية مؤسسات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية والسياسية ومستحيل أن تقف الدولة على قدميها وهي عاجزة من استدعاء عنصر في حزب ولاية الفقيه للتحقيق معه في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري وجرائم اغتيال كل شهداء حزب 14 آذار؟  وكل مجتمع لا تقوم فيه دولة حقيقية فهو بالضرورة سوف يذوق كل أنواع الفساد المالي والبيئي والإقتصادي والأمني والسياسي والفوضى في كل جوانب المجتمع. فإن كنتُ مخطئاً في هذه السطور فمعنى ذلك أنني بحاجة لمستشفى للأمراض العقلية وإن كنتُ مصيباً فالمستشفى حاجة ضرورية وماسَّة للسيد حسن نصر الله .

 

"واشنطن بوست": طبيب لبناني يفحص قدرات ترامب العقلية

المركزية/19 كانون الثاني/18/كشفت صحيفة "واشنطن بوست" "ان الفحص الطبي الذي خضع له الرئيس الأميركي دونالد ترامب ابتكره الطبيب زياد نصر الدين وهو كندي من اصل لبناني وهو ايضا مبتكر تشخيص دقيق للأعراض الأولية لمرض الخرف.

واشارت الصحيفة إلى "ان هذا الفحص اطلقت عليه تسمية "تقييم مونتريال للقدرات الإدراكية" او "موكا" وتم تطويره لتبسيط لاكتشاف الاضطرابات العقلية التي قد تشير إلى الإصابة بمرض الزهايمر. ويعد هذا الفحص، وهو متوفر بلغات عدة، من اكثر الفحوصات استخداما في العالم واثبت فعاليته خلال العقدين الماضيين.

وكان الطبيب زياد نصر الدين هاجر من لبنان إلى كندا وهو في الـ15 من العمر برفقة امه وشقيقتيه، وكانت هجرته إلى كندا صدفة عجيبة، إذ تزامنت زيارته لأقربائه المقيمين في هذا البلد عام 1983 مع اشتداد الحرب الأهلية اللبنانية، ما ادى إلى إغلاق مطار بيروت الدولي وحال ذلك دون عودته إلى وطنه الأم. وبعد فترة وجيزة حصلت اسرة نصر الدين على الإقامة الدائمة في كندا. ودخل نصر الدين عام 1989 مدرسة الطب في جامعة شيربروك، واولع بدراسة وظائف الدماغ ما مهّد له الطريق إلى علم الأعصاب. وفي عامي 1995 و1996 استكمل بحث الزمالة لما بعد الدكتوراه في علم السلوك العصبي في جامعة كاليفورنيا وبدأ عمله في مستشفى تشارلز ليموين في ضواحي مدينة مونتريال الكندية. واثناء عمله في المستشفى لفت انتباهه ان اختبارات الفحص التي اضطر لاستخدامها ليست معقدة بما فيه الكفاية لتشخيص الاضطرابات العقلية لدى المرضى. وعلاوة على ذلك فإن الخضوع لهذه الفحوصات يستغرق اكثر من ساعة، الأمر الذي لا يسمح له بقبول اكثر من 3 مرضى يوميا.الثغرات في اختبارات الفحص هذه دفعت نصر الدين بحسب "واشنطن بوست" إلى ابتكار "تقييم مونتريال للقدرات الإدراكية" الذي يضم طيفا واسعا من المهمات التي تساعد في دراسة الاضطرابات العقلية في شكل اسرع واكثر تفصيلا من اي فحوصات اخرى. ويضم هذا الاختبار استبيانا قصيراً يتألف من صفحة واحدة يهدف إلى تقييم سلسلة من المؤشرات هي: الذاكرة، الوظائف التنفيذية، قدرات التحليل والتركيز والحساب، تحديد الاتجاهات الزمنية والمكانية، فضلاً عن اللغة، ويستغرق 10 دقائق تقريباً.

ويُطلب من الأشخاص الذين يخضعون لهذا الاختبار نسخ مكعّب ورسم ساعة مع الإشارة إلى وقت محدد (مع علامات مخصصة لكل من رسم الساعة والأرقام والعقارب)، فضلاً عن التعرّف على ثلاثة حيوانات (كالأسد ووحيد القرن والجمل). وعلى من يخضع لهذا الفحص تكرار سلسلة من الكلمات (مثل وجه ومخمل وكنيسة ونبتة واحمر) وتحديد الأرقام، وتذكّرها بعد فترة وإجراء معادلات حسابية بسيطة، مثل طرح سبعة من مئة ثم سبعة من ثلاثة وتسعين. ويحصل من يخضعون لهذا الاختبار على علامة تتراوح من 0 إلى 30، ومن يحصل على العلامة 26 يوصف بأن "عقله جيد"، إلا ان الحصول على علامات اقل من هذه الدرجة يتطلب الخضوع لفحوصات متتالية. وتشير العلامات المتوسطة او المتدنية إلى احتمال وجود الخرف، إلا انها قد تدل الى الاكتئاب النفسي وانقطاع النفس اثناء النوم وتعاطي الكحول. يذكر ان ترامب حصل على العلامة القصوى 30 في هذا الاختبار. واستناداً إلى هذه النتائج، وصف روني جاكسون، طبيب البيت الأبيض، حالة ترامب الصحية بـ"الممتازة"، مضيفا "ان كافة المؤشرات الصحية للرئيس تشير إلى إنه يتمتع بصحة جيدة، وسيظل كذلك خلال فترة رئاسته". واضطر ترامب البالغ من العمر 71 عاما للخضوع لهذا الفحص الطبي بعد صدور كتاب مايكل وولف "نار وغضب: من داخل بيت ترامب الأبيض"، الذي اثار تكهنات في شأن صحة ترامب العقلية".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 19/1/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

انحسرت العاصفة الثلجية ليستمر الطقس البارد مع جليد خطر على المرتفعات إلا أن منخفضا جويا أوروبيا سيسيطر على لبنان اعتبارا من يوم الاثنين المقبل.

وفي اليوميات مقررات سرية للمجلس الأعلى للدفاع وعملية نوعية لشعبة المعلومات في تجنيد عنصر من داعش كان مكلفا بأعمال إرهابية في رأس السنة. وتردد أن شعبة المعلومات توصلت الى معرفة منفذي التفجير الأخير في صيدا والذي استهدف مسؤولا في حركة حماس.

والى كل هذا موقف بارز لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي طلب من قائد اليونيفيل البحث في النقاط الثلاث عشرة التي يتحفظ عليها لبنان على الخط الأزرق الذي لا نعتبره حدودا نهائية.

وفي السياسة إعلان وزير الاعلام ملحم الرياشي من بيت الوسط أن لقاء سيعقد قريبا بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية.

وفي المواقف البارزة اليوم كلمة مألوفة للأمين العام لحزب الله مميزة بمواضيعها.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

النهايات الحزينة للآلاف من النازحين السوريين لا تقتصر على الغرق في أعماق البحار، في الطريق إلى ملاذ آمن.. فها هم جثث هامدة في الجبال والجرود العارية. ثلاثة عشر من النازحين، بينهم ثلاثة أطفال، قضوا بعدما علقوا في الثلوج في جرود منطقة الصويري – المصنع، خلال محاولتهم الدخول خلسة إلى الاراضي اللبنانية.

والمأساة التي كشف عنها اليوم، تترافق مع معاناة النازحين الذين يعيشون في مخيمات النزوح في خيم من البلاستيك في عز العاصفة التي تضرب لبنان. وبعيدا عن مأساة النزوح وتداعياتها، تطوران أمنيان بارزان سجلا اليوم.

فقد علم تلفزيون “المستقبل” أن شعبة المعلومات حددت هويات منفذي تفجير صيدا الأخير، كما علم “المستقبل” أن شعبة المعلومات توصلت إلى كشف أسماء أعضاء الخلية ومصادرة سيارتين تم إستعمالهما في تنفيذ التفجير وأن التحقيقات تشير إلى أن الخلية المنفذة تعمل لصالح الاستخبارات الاسرائيلية.

وعلى خط آخر، أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق اليوم عن عملية لبنان الآمن، مؤكدا في مؤتمر صحافي أنه وفي شهر حزيران الماضي ألقي القبض على قيادي في “داعش” كنيته أبو جعفر العراقي، لافتا إلى أن الإستثناء الذي حصل أنه وبعد توقيفه تم تشغيله من قبل شعبة المعلومات لمدة خمسة أشهر من دون أن تعرف قيادة التنظيم بتوقيفه.

سياسيا، إستمرار التحرك لإرساء مقاربة حديثة لطريقة التعاطي بين “المستقبل” و”القوات” وفق توصيف الوزير ملحم الرياشي الذي زار بيت الوسط، مؤكدا أن لا موانع للقاء جعجع الحريري.

أما الأمين العام لحزب الله فقد قلل اليوم مما أسماه الجو الاتهامي في البلاد ، بأن البعض يريد تأجيل الانتخابات، مؤكدا أن الجميع يريد الانتخابات في موعدها، معتبرا أن البلاد لا تحكم بعزل أو كسر أحد ، بل بالحوار والتفاهم.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

هدايا في الأمن والقضاء مسحت الحزن عن النكد في السياسة فلبنان المطوق بأسلحة الانتخاب ومراسيمها الجوالة حقق إنجازا نوعيا في اللعب مع داعش واستدراج قادة الإرهاب الى قضاء نزهة صيفية في ديار شعبة المعلومات فقد كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق عن عملية "لبنان الآمن" التي قادت الى القبض في حزيران الماضي على احد قياديي تنظيم "داعش" الإرهابي ويدعى "أبو" جعفر العراقي".. وجرى تشغيله بعدها لمدة خمسة أشهر فكان من أبرز نتائج هذا الإنجاز الحؤول دون حصول أي عملية إرهابية خصوصا في خلال فترة الأعياد ورأى المشنوق أن الرسالة من وراء إعلان هذه العملية التأكيد للبنانيين والعرب المتخوفين من المجيء إلى لبنان أن هناك قدرة أمنية فاعلة وعالية وأن الوضع الأمني ممسوك واستشهد المشنوق بكلام القيادي الداعشي الموقوف من "أن العمل في لبنان صفر". البطالة لدى داعش يقابلها سوق عمل مفتوح لدى شعبة المعلومات.. الجهاز الذي لاعب الإرهاب من جهة وتعقب التفجيرات وأدواتها من جهة اخرى.. وتمكن في الساعات الماضية وفق معلومات الجديد من التوصل إلى كشف منفذي تفجير صيدا الذي استهدف قياديا في حماس وأشارت إلى أن المنفذين مرتبطون بالموساد الإسرائيلي هذا الاتجاه صوبه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه اليوم فأعلن أن كل المؤشرات تقول إن العدو الإسرائيلي هو من نفذ هذه العملية وأضاف نصرالله: الآن لا تعتبوا وحسنا لن نعتب لكن عندما يظهر عند الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية أن هذا عمل إسرائيلي نتمنى على اللبنانيين والأحزاب والجهات والدولة اللبنانية أن تتعاطى مع هذا الأمر على أنه جريمة وخرق للسيادة وعدوان للبنان واستعادة لسيادة الدولة على مؤسساتها الرسمية أحبط مجلس شورى الدولة اليوم غزوة جي دي اس على اوجيرو وقرر بالإجماع وقف تنفيذ قرار وزير الاتصالات جمال الجراح مستندا الى ما سماه الأسباب الجدية والمهمة وأعلن أن التنفيذ كان سيلحق بالمستدعي ضررا بليغا وأن شروط وقف تنفيذ قرار وزير الاتصالات متوافرة في المراجعة بحالتها الحاضرة وبموجبه التفت الالياف البصرية حول الجراح الذي اعلن على الفور التزامه احترام قرار مجلس شورى الدولة خضع الجراح للشورى مرحليا لكنه كان ينأى بنفسه عن القضاء لدى الاستدعاء ويرفض المثول بعد اتهامه المدير العام لأوجيرو بالهدر وبالمنفعة الوظيفية هو نفسه الذي يجل قرار شورى الدولة اليوم افتعل إشكالية سياسية بالأمس ووقف يراشق رئيس لجنة الاتصالات بالبيانات من ساحة النجمة الى حارة حاريك ولو ركن الجراح الى حسن نيات فضل الله لتجنب الوقوع اليوم في إحراج التراجع ولوفر على نفسه وعلى لبنان عناء استقدام شركة مجهولة باقي الهوية.. لا نعرف عنها إلا أنها جاءت لتحتل أوجيرو ومكاتبها وأجهزتها العاملة هو قرار أكثر من جرئ لمجلس شورى الدولة اليوم.. فبمثل هذا القضاء تستعاد حقوق الدولة وإذا كانت السلطة القضائية قد أخذت بالاعتبار حقوق الدولة .. فإن الاتحاد العمالي العام استعاد أيضا دوره النقابي في قضية بحجم سرقة وطن لكن ريع الجهود الأولى تذهب الى لجنة الاتصالات النيابية ورئيسها وبعض نوابها والذين لاحقوا هذا الملف بالالياف النيابية الضاغطة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الطقس العاصف وما خلفه من اضرار لم يحجب الانظار عن الطقس السياسي المتلبد والاخذ بالتدهور على عدة مستويات، فأسوأ ما يمكن ان تراه ان يتحول لبنان بعد نحو 29 عاما على توقيع اتفاق الطائف الى تفريغ الدولة ومؤسساتها وتحويلها الى اقطاعية تحكم بفرمانات ومراسيم تتخذ في الكيدية المعجلة وبلهجة الامر لي والسلطة لنا والملك لنا والقضاء لنا والمؤسسات لنا والدولة لنا والعهد لنا، واذا كانت لغة المراسيم قد حلت محل لغة الحوار فما مبرر وجود مجلس وزراء ورئاسته ومجلس النواب ورئاسته والقضاء والعدل الذي يختصره وزير بشخصه يتحكم بقضاته ومحاكمه وغرفه وهيئاته الاستشارية وغير الاستشارية منصبا نفسه واليا قضائيا يفتي بحسب ما يريد ويشتهي الباب العالي ومعه الحاشية من وزراء ومستشارين وما اكثرهم، والمقصود هنا طبعا الوزير سليم جريصاتي الاسم على مسمى بحسب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي وافق الرئيس نبيه بري على ان وزارة العدل منتمية وبانه لا يثق بقضاء يتبع لنفوذ سياسيين قائلا: "اعطوا الاستقلالية للقضاء كي يعين قضاته حتى اثق به".

فرنجية وفي معرض تعليقه على ازمة مرسوم الضباط كشف ان المطلوب منه شد العصب المسيحي في الانتخابات وبأن الوزير جبران باسيل تخطى غازي كنعان في التعاطي مع مؤسسات الدولة وتابع فرنجية "ان التيار الوطني الحجر يتعاطى مع الجميع اما تابع او خصم".

وفيما البعض يرفع من منسوب التوتر ويخترع الاشكاليات كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يتابع ما كشفه من طهران حول الجدار الاسرائيلي عبر سلسلة اتصالات مع المراجع الجدولية ومع قوات اليونيفيل التي نقل اليه قائدها ان اسرائيل اوقفت نشاطها بانتظار اجتماع سيعقد للجنة الثلاثية مطلع الشهر المقبل.

وهذه القضية كانت موضع بحث على طاولة المجلس الاعلى للدفاع الذي قرر القيام بكافة الوسائل والاجراءات لمنع خرق اسرائيل من خلال الجدار للقرار 1701.

في الكلام الانتخابي، تأكيد من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على سياسة رفض العزل او الكسر لان القانون يتيح للكل ان يتمثل اذا كان له حجم جدير بذلك.

امنيا، كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمر صحافي عن عملية استثنائية للامن اللبناني ضد خلايا وقيادات تنظيم داعش الارهابي في لبنان.

اما انسانيا وقبل اي اعتبار اخر، فإن ما خرج به مجلس الوزراء بناء لطلب الوزيرة عنايا عز الدين لناحية انصاف المحجبات في الوظائف العامة ارخى جوا من الارتياح لا سيما ان الموضوع يتصل بحقوق الانسان والحرية الشخصية وتكافؤ الفرص وهو ما يكفله الدستور اللبناني وفق ما اكدت عز الدين في حديث خاص للـ nbn.

اما على خط عمل الوزارات فقد اوقف مجلس شورى الدولة قرار وزير الاتصالات جمال الجراح الذي اعطى بموجبه ترخيصا لشركتي جي دي اس وويف نت بمد شبكة فايبر واستثمارها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

خفت السجال المرسومي والحكومي اليوم، ليقفز إلى الواجهة كلام أكثر إثارة وجاذبية... إذ احتلت أحداث هذا النهار ثلاثة عناوين أمنية بامتياز، يستحق كل منها المتابعة والتدقيق والمزيد من الأخبار وكشف الأسرار ...

العنوان الأول، تمثل بكشف وزير الداخلية لوقائع تشبه الروايات الهوليوودية، عن إرهابي داعشي، تمكنت الأجهزة اللبنانية من مقاربته، ومن ثم اعتقاله، والأهم تشغيله بعد اعتقاله، كمصدر لفضح رؤسائه ومرؤوسيه داخل الشبكة الإرهابية... بحيث تحول كنز معلومات لدى فرع "المعلومات"، وهو ما يطرح السؤال: لماذا توقف استثمار هذا الكنز؟ وهو ما تجيب عنه نشرتنا...

ثانيا، قصة تجسس الأمن العام اللبناني على الكرة الأرضية كلها تقريبا، وهو ما زعمه تقرير من 51 صفحة، نعرض أبرز ما فيه في نشرتنا أيضا، ونلاحق معه شخصية نانسي رزوق، الاسم المستعار الذي يجعلها التقرير أقوى من "السيدة إم" في سلسلة جايمس بوند...

يبقى الحدث الثالث اليوم، عسكريا سياديا بالمطلق، وهو تحذير رئيس الجمهورية لكل المعنيين، بأن لبنان لن يتساهل في موضوع رأس الناقورة، ولن يساوم بسنتمتر واحد حيال الخروق الصهيونية هناك، لأن القضية مرتبطة بسيادة لبنان عموما، وبالنقطة B 1 خصوصا...

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من الطريق التي سار عليها الاباء مقاومين، والابناء والاحفاد شهداء بعد طول جهاد، سار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب التأبين لأبي المجاهدين الحاج ابو عماد مغنية ولشهداء القنيطرة في ذكراهم الثالثة والعين الى القدس وفلسطين كل فلسطين..

بمعادلاته الثابتة سيج الحدود بموقف ضد المحاولات الاسرائيلية تغيير نقاط حدودية، معلنا وقوف المقاومة الى جانب التحذيرات الرسمية اللبنانية، وداعيا الاحتلال الى اخذ هذه التحذيرات بمنتهى الجدية..

السيد نصر الله حمل الى السلطات اللبنانية دعوة للجدية بمواجهة مسلسل التطبيع بعناوين الفن والسياحة والانفتاح والثقافة، وضرورة التزامها على الاقل بقرارات مكتب المقاطعة العربية وان خالفته جل الدول المنتسبة اليه..

ولاننا ننتسب الى المعركة المفتوحة ضد الاحتلال، كان تحذير الامين العام لحزب الله من التفجير الارهابي الذي طال الكادر الحمساوي في صيدا، معتبرا أنه بداية خطيرة على المستوى الامني اللبناني.

في السياسة اللبنانية نهاية الأمر أننا في بلد لا مكان فيه للعزل او الكسر، ولا يحكم باكثرية أو اغلبية كما قال السيد نصر الله بل يستمر بالتكامل والتعايش وعدم الالغاء، وان ارتفعت الحماوة السياسية مع دخولنا المرحلة الانتخابية، فان الامور يجب ان تبقى مضبوطة..

الضبط للتمادي الصهيوني عند الحدود كان عنوان اجتماع المجلس الاعلى للدفاع في القصر الجمهوري، أما الضبط الامني للارهاب التكفيري فشرحه وزير الداخلية عبر كشفه عن تجنيد داعشي عراقي اوقفته الاجهزة الامنية اللبنانية، وتمكنت من خلاله من توقيف العديد من الشبكات التكفيرية واحباط العديد من العمليات الارهابية..

والى عمليات التهريب التي لم تضبط الى الآن، والتي ادت الى مأساة انسانية عند الحدود اللبنانية السورية، ذهب ضحيتها اليوم ثلاثة عشر سوريا من اطفال ونساء ورجال عاجلهم الصقيع على طريق قرب المصنع. والامل بأن تعجل مأساتهم صحوة ضمير لمعالجة ملف النزوح، واعادتهم الى وطنهم بعد التنسيق مع حكومتهم..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

اللبنانيون من يصدقون؟ ظهر اليوم كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق تفاصيل عملية لبنان الآمن، مطمئنا اللبنانيين الى ان كل الاجهزة الامنية مستنفرة طوال 24 ساعة وذلك لمنع حصول اي تفجير امني. بعده بثلاث ساعات اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على اللبنانيين معلنا ان تفجير صيدا بداية خطرة على المستوى الامني اللبناني. فهل المستقبل امنيا يحمل الاطمئنان ام انه خطر ومفتوح على شتى الاحتمالات؟

سياسيا، الوضع على حاله، فالمساعي لتضييق الخلافات بين الرئاستين الاولى والثانية وصلت الى حائط مسدود، في العكس من ذلك المواضيع الخلافية تتكاثر والتصريحات والمواقف تاخذ منحى تصاعديا تصعيديا، وعليه فإن الاسبوع المقبل سيكون حاسما وخصوصا انه سيشهد في بدايته اجتما اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الامور التنفيذية المتعلقة بقانون الانتخاب ما يسمح برسم صورة عن المسار الذي سيسلكه الاستحقاق الانتخابي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

بين آب 2012 وكانون الثاني 2018، تضرب شعبة المعلومات ضربتين مزلزلتين لمصلحة الأمن اللبناني... من ميشال سماحة إلى القيادي الداعشي أحمد، الملقب بأبو جعفر العراقي، ومن ميلاد الكفوري إلى أحد المخبرين الذي أوقع بالداعشي...

الظروف مختلفة لكن الإستدراج متشابه والأهداف متشابهة: إنقاذ اهداف لبنانية من تفجيرات محتومة... ميشال سماحة نقل متفجرات وسلمها إلى ميلاد كفوري الذي كان يعمل مع شعبة المعلومات فسلمها إليها... أبو جعفر العراقي أتى إلى لبنان بعد عملية استدراجية للإشراف والتخطيط لعمليات إرهابية تستهدف ضباطا في الجيش اللبناني ... وقع في قبضة المعلومات التي طلبت منه الاستمرار في التواصل مع قيادته في العراق من دون أن تعرف هذه الأخيرة أنه موقوف، وحين اقترب من مرحلة التنفيذ، بعد خمسة أشهر من التشغيل، تم الكشف عن أنه موقوف بعدما أفشى بالكثير مما كانت تطلب منه قيادته، عملية التنفيذ كان توقيتها في نهاية العام الفائت وحين مر الموعد من دون التنفيذ اضطرت شعبة المعلومات إلى الكشف عنه وعن مخططه...

العملية التي أطلق عليها إسم "لبنان الآمن"، كشف تفاصيلها اليوم وزير الداخلية من مقر قوى الأمن الداخلي، مطمئنا في نهاية المؤتمر إلى ان لا خوف على الأمن في لبنان... هذه الطمأنة ركز عليها المجلس الأعلى للدفاع من خلال تشديد رئيس الجمهورية على ان تبقى الأجهزة متيقظة...

لكن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نظر إلى الوضع الأمني من منظار تفجير صيدا الذي استهدف قياديا في الظل لحركة حماس، فوصف العملية بالخطيرة... يبقى اللغز الكبير المتعلق بما كشف عن عملية تنصت على مستوى دولي كبير نسبت إلى الأمن العام اللبناني...

العملية اعتبرها لبنان أكبر من قدراته، لكن السؤال يبقى: من يقف وراء هذه التسريبة الهائلة؟ هل من استهداف للأمن العام اللبناني، وممن؟ ما هي الرسائل المطلوب إيصالها؟ الجواب بعد تفكيك شيفرة الرسالة التي وصلت.

وفي سياق آخر، ضرب القضاء ضربة من شأنها ان تراكم من منسوب الإرتياح: مجلس شورى الدولة يوقف تنفيذ قرار وزير الاتصالات بشأن الترخيص لشركتي GDS وWAVE NET بمد شبكة فايبر اوبتك واستثمارها... هذه الخطوة التي يفترض أن تستكمل بالقرار النهائي، يمكن اعتبارها حماية للمال العام.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 19 كانون الثاني 2018

النهار

لن يؤدّي التقارب الذي حصل بين "تيّار المردة" وحزب "القوات اللبنانية" إلى أي تحالف انتخابي.

تتحدّث مصادر ديبلوماسيّة عن خشيتها من أن يبدأ التقسيم في المنطقة انطلاقاً من سوريا ويتمدّد إلى دول أخرى.

تشير مصادر متابعة للملف الزحلي أن الثنائي الشيعي اتّفق مع النائب نقولا فتّوش على دعمه في الانتخابات المقبلة حرصاً على إبقائه في المجلس.

عُلِم أن النائب شمعون طلب لقاء النائب جنبلاط الذي يتريّث لمعرفة موقف "التيار الوطني الحر" ليبني على الشيء مقتضاه على مستوى التحالف مع القوى المسيحيّة.

الجمهورية

تبلّغت الدوائر الرسمية عن موعد زيارة شخصية مهمّة الى لبنان الأسبوع المقبل.

رفض نائب سابق له حيثياته في منطقته التعاون إنتخابياً مع قيادي في تيار إنشق عنه أخيراً.

قالت أوساط سياسية إن القانون الإنتخابي الجديد سيفرز نواباً جُدداً مستقلّين كانت المحادل واللوائح المعلبة قد منعت وصولهم إلى المجلس النيابي.

البناء

قالت مصادر في بعض الفصائل السورية المعارضة في اسطنبول إنّ المعارك الفعلية المتوقعة بين الأتراك والأكراد المدعومين من واشنطن والتي تبدو في الظاهر حرباً تركية ـ أميركية ستكون حرباً يقتل فيها المعارضون السوريون الذين يتوزّعون تحت الرايتين التركية والأميركية، وقالت المصادر إنّ معارك سابقة مشابهة تكفلت بمقتل المئات وجرح الآلاف لم يكن بينهم أتراك ولا أميركيون.

اللواء

تهتم أوساط لبنانية بتطور الاشتباك الأميركي - الروسي في سوريا وارتداداته على التسويات في الشرق الأوسط.

يتجه تيّار موالٍ إلى تشكيل لائحة ثانية في الشوف، بعد تعثر مفاوضاته مع طرف قوي في المنطقة.

تكاد بورصة الترشيحات لدى جهة سياسية تتبدل بين وقت وآخر، وسط تكتم شديد، يقضي بإبقاء الأوراق المخفية للحظة الأخيرة.

المستقبل

قيل ان ديبلوماسيا مطلعا يؤكد أن جانبا مهما من الزيارة المرتقبة للرئيس الألماني لبيروت نهاية هذا الشهر ، سيركز على موضوع مساعدة لبنان في دعم النازحين السوريين وسبل تمويا احتياجاتهم .

الشرق

توقف متابعون عند خلفيات ما يجري من "مناكفات" حول مرسوم الاقدمية لدورة ضباط 1994 - وتساءلوا ما اذا كانت المشكلة بين الرئاستين الاولى والثانية موقوفة على هذه المسألة أم ان وراء الاكمة ما وراءها. كما تساءلوا عن سر تغييب مبادرة النائب ابو فاعور.

مسؤول أمني كبير قام بزيارة خاطفة الى بلد عربي خليجي تكتمت أوساطه عن مضمونها وخصوصا ما اذا كانت ذات صلة بترميم العلاقات بين ذلك البلد وجيرانه في المنطقة.

 

اتهام للاستخبارات اللبنانية بتزييف «واتساب» للتجسّس

الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18/اتّهم باحثون في أمن الهواتف الجوالة والحقوق الرقمية، الأمن العام اللبناني بإطلاق حملة تجسس تستخدم نسخاً مزيفة من تطبيقات «واتساب» و«تيليغرام» و«سيغنال» لاختراق الهواتف الذكية، ما يعتبر أحد أول الأمثلة عن اختراق واسع يقوم به جهاز أمن في دولة لهواتف بدلاً من أجهزة الكومبيوتر. ونفى الأمن العام اللبناني التقارير التي اتهمته بالتجسس على مستخدمين في 21 بلداً. وقال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إنه يريد الاطّلاع على التقرير الذي يتهم المديرية بصلتها بالعملية. وأضاف: «ليس لدى الأمن العام مثل هذه القدرات. كنا نتمنى أن تكون لدينا هذه القدرات».

وقال باحثون في شركة «أوتلوك» ومؤسسة «إلكترونيك فرونتير» في بيان مشترك أمس، إن المديرية العامة للأمن العام في لبنان أدارت أكثر من عشر حملات على الأقل منذ عام 2012، استهدفت مستخدمي الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل «آندرويد» في 21 بلداً على الأقل. وتابع أن الهجمات، التي أحكمت السيطرة على هواتف «آندرويد»، سمحت للقراصنة بتحويلها إلى أجهزة لمراقبة ضحايا وسرقة بيانات منها من دون الكشف عن ذلك. ولم يعثر على أي دليل بأن مستخدمي هواتف «آبل» استهدفوا. واتّهم الخبراء القراصنة باستخدام «هجمات التصيّد» وغيرها من الحيل لإغراء الضحايا لتحميل إصدارات مزيفة من تطبيقات الرسائل المشفرة، ما يتيح للمهاجمين السيطرة الكاملة على أجهزة المستخدمين. وقال مايكل فلوسمان، الباحث الأمني الرئيسي في «إلكترونيك فرونتير» لوكالة «رويترز» إن المؤسسة وشركة «أوتلوك» استفادتا من فشل مجموعة التجسس الإلكتروني في لبنان في تأمين خوادم القيادة والتحكم فيها، ما فتح فرصة لربطها بالمديرية العامة للأمن العام. وزعم الباحثون أنهم وجدوا أدلة تقنية تربط الخوادم المستخدمة لإدارة الهجمات بمقر المديرية العامة للأمن العام في بيروت، عن طريق تحديد مواقع شبكات إنترنت لا سلكي (واي فاي)، وعنوان «بروتوكول إنترنت» داخل أو قرب المبنى

 

المواجهة بين عون وبرّي تخفي رغبة شيعية بتكريس المثالثة في لبنان ورئيس مجلس النواب نبيه بري يعمل على حصر وزارة المال بالشيعة وحدهم.

المثالثة بدل المناصفة

العرب/20 كانون الثاني/18

بيروت - اعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن الخلاف بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري ليس مجرد خلاف على صلاحيات وزير المال في الحكومة اللبنانية.

وقالت هذه المصادر إن الخلاف يخفي رغبة لدى عون في زيادة صلاحيات رئيس الجمهورية في حين يعمل برّي بالتعاون مع حزب الله من أجل تعديل الدستور اللبناني وتكريس المثالثة بين السنة والشيعة والمسيحيين، بدل المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، كأساس لعمل النظام في لبنان. ولوحظ، حتى الآن، أن حزب الله التزم الصمت حيال الخلاف بين عون وبرّي وهو دفع رئيس مجلس النواب إلى الواجهة وذلك كي يحافظ على علاقاته برئيس الجمهورية في انتظار الانتخابات النيابية المتوقّعة في مايو المقبل.

وأشارت في هذا المجال إلى أنّ بري يصر على توقيع وزير المال على أي قرار يتفق في شأنه رئيس الجمهورية (الماروني) ورئيس مجلس الوزراء (السنّي)، كما الحال مع مرسوم الأقدمية الذي يستهدف تمكين ضباط دخلوا المدرسة الحربية عندما كان عون في قصر بعبدا بين العامين 1988 و1990 من استعادة حقوق حرموا منها. وكان عون وقتذاك رئيسا لحكومة مؤقتة تعمل من القصر الرئاسي في بعبدا في انتظار انتخاب رئيس للجمهورية يخلف الرئيس أمين الجميّل. وقد حُرم هؤلاء الضباط من حقوق الأقدمية في مرحلة ما بعد خروج عون من قصر بعبدا بعدما اعتبروا من الموالين لرئيس الحكومة المؤقتة الذي جلس في قصر بعبدا معتبرا نفسه “السلطة الشرعية” ورفض اتفاق الطائف وما نتج عنه. ومعروف أن وزير المال في الحكومة الحالية هو حسن خليل “شيعي من حركة أمل”. ويصرّ رئيس مجلس النواب على منع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء من إقرار أي مراسيم من دون توقيع وزير المال، إضافة إلى ذلك يعمل برّي من أجل تكريس عرف جديد يكون بموجبه وزير المال في أي حكومة لبنانية من المذهب الشيعي. ورأت المصادر السياسية اللبنانية أن هدف رئيس مجلس النوّاب هو الذهاب إلى أبعد بكثير من أن يكون وزير المال في أي حكومة لبنانية شيعيا. وأوضحت أن ما يريده برّي، بالتفاهم مع حزب الله، هو تعديل اتفاق الطائف وصولا إلى خلق منصب جديد هو نائب رئيس الجمهورية على أن يكون شيعيا ويتمتع بصلاحيات تنفيذية واضحة تجعل منه الرئيس الفعلي للجمهورية. مصادر تتوقع أن تأخذ المواجهة بين عون وبرّي بعدا جديدا بعد الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصا في حال استطاع حزب الله تشكيل كتلة كبيرة مع حركة “أمل” تضمّ ما يزيد على نصف أعضاء المجلس

ويشكو الثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله” من أن اتفاق الطائف لم يلحظ أي موقع شيعي في السلطة التنفيذية وأن من حق الشيعة أن يكون لهم موقع ثابت في هذه السلطة يكرّس المثالثة بدل المناصفة وذلك لقطع الطريق على أي تفاهم مسيحي- سنّي يكون على حساب الشيعة.

ولاحظت في هذا السياق أن رئيس مجلس النواب مارس خلال السنوات الأخيرة صلاحيات تفوق بكثير تلك التي نصّ عليها الدستور، وذلك عندما أغلق مجلس النواب مرات عدة لمنع انتخاب رئيس للجمهورية لا يحظى بموافقة “حزب الله” ومباركته. إضافة إلى ذلك، بقي نبيه برّي رئيسا لمجلس النوّاب طوال خمسة وعشرين عاما في حين يتغيّر رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بشكل مستمر. في المقابل، يستغل رئيس الجمهورية الخلاف مع رئيس مجلس النوّاب، من أجل زيادة شعبيته المسيحية والقول إنه يريد استعادة “حقوق المسيحيين” كما كانت عليه في مرحلة ما قبل الطائف عندما كان رئيس الجمهورية اللبنانية (الماروني) يمتلك صلاحيات واسعة. وقالت المصادر السياسية اللبنانية إنّ عون الذي يصف نفسه بـ”الرئيس القوي” يريد أن يقول للمسيحيين إنه قادر على تعديل اتفاق الطائف لمصلحة استعادة ما يعتبره حقوقا خسروها نتيجة التوصل إلى هذا الاتفاق في العام 1989. وتوقعت المصادر نفسها أن تأخذ المواجهة بين عون وبرّي بعدا جديدا بعد الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصا في حال استطاع حزب الله تشكيل كتلة كبيرة مع حركة “أمل” تضمّ ما يزيد على نصف أعضاء المجلس. كذلك توقّعت أن تلعب هذه الكتلة التي لن تضمّ نوّابا شيعة فحسب، بل نوابا مسيحيين وسنّة أيضا، دورا في الدعوة إلى تعديل الدستور بما يتناسب مع تطلعات نبيه برّي ومن خلفه حزب الله وذلك في إطار صفقة تلبّي، من الناحية الشكلية فقط، بعض مطالب ميشال عون من جهة لكنّها تكرس الوجود الشيعي في السلطة التنفيذية على نحو دائم من جهة أخرى. وكان حزب الله الذي رفض دائما اتفاق الطائف، أوّل من طرح في الماضي فكرة “المؤتمر التأسيسي” الذي يستهدف التوصل إلى دستور جديد يأخذ في الاعتبار التغييرات التي طرأت على ميزان القوى في لبنان منذ التوصل إلى اتفاق الطائف قبل نحو ثلاثة عقود. وفي طليعة هذه التغييرات فائض القوّة لدى حزب الله الذي تحوّل إلى الحزب الوحيد الذي يمتلك ميليشيا مسلّحة خاصة به. ولا يقتصر دور هذه القوّة التي يمتلكها حزب الله على الأراضي اللبنانية بل يتعداها إلى لعب أدوار في داخل الأراضي السورية وصولا إلى اليمن.

 

الخط الأزرق بؤرة توتر جديد على الحدود اللبنانية مع إسرائيل

العرب/20 كانون الثاني/18

تصعيد جديد بين لبنان وإسرائيل وهذه المرة حول الجدار العازل الذي تعتزم الحكومة الإسرائيلية تشييده خلف الخط الأزرق الذي يشق مناطق تعتبرها الدولة اللبنانية تابعة لها، ويستبعد البعض أن يفضي هذا التصعيد إلى حرب بين الجانبين لأنه ليس في مصلحة كليهما.

على خط النار

بيروت - عاد “الخط الأزرق” في جنوب لبنان والذي يسمى كذلك بخط الانسحاب الإسرائيلي إلى دائرة الضوء على خلفية إصرار تل أبيب على بناء جدار عازل على طول هذا الخط، في مقابل رفض لبناني لهذه الخطوة التي اعتبروها تعديا على حدود بلدهم. والخط الأزرق هو خط رسمته الأمم المتحدة في العام 2000 بمقتضى القرار 1701، بهدف التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، وهناك خلافات بشأن مناطق يشقها هذا الخط حيث تعتبر الدولة اللبنانية أنها تقع ضمن أراضيها، في مقابل ذلك تنسبها إسرائيل لنفسها. ويحصر لبنان هذه المناطق في 13 نقطة تمتد من مزارع شبعا إلى بلدة الناقورة في قضاء صور جنوب البلاد. وتعالت أصوات كل من المجلس الأعلى للدفاع اللبناني ورئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بشكل متزامن، محذرين مما يحدث على هذا الجانب. وانعقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع، الجمعة، في قصر بعبدا برئاسة العماد ميشال عون وحضره كل من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزراء الدفاع يعقوب الصراف والخارجية جبران باسيل والمالية علي حسن خليل والداخلية والبلديات نهاد المشنوق والعدل سليم جريصاتي، كما شارك فيه قائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن سعدالله الحمد ومدير المخابرات في الجيش العميد الركن أنطوان منصور. وشدد المجلس عقب الاجتماع على أن لبنان سيقوم بكافة الوسائل الممكنة للحيلولة دون قيام الجدار الإسرائيلي العازل. وفي وقت سابق كان الرئيس عون أكد خلال لقاء جمعه مع قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) مايكل بري، على “ضرورة البحث في النقاط الــ13 التي يتحفظ عليها لبنان على طول ‘الخط الأزرق’ الذي لا يعتبره لبنان حدودا نهائية، بل هو تدبير مؤقت اعتمد بعد تحرير الشريط الحدودي في العام 2000 وانسحاب إسرائيل منه”.

واعتبر الرئيس عون أن “بناء إسرائيل لجدار قبالة الحدود اللبنانية في ظل الوضع الراهن للخط الأزرق” لا يأتلف مع الجهود التي تبذلها القوات الدولية بالتعاون مع الجيش اللبناني للمحافظة على الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية.

وقبل أكثر من شهر كشف الرئيس اللبناني أن إسرائيل تحضر لبناء جدار فاصل جديد على طول الخط الأزرق، والذي لا يتطابق وفق تصريحه آنذاك مع خط الحدود الدولية.

ميشال عون: ضرورة البحث في النقاط التي يتحفظ عليها لبنان على طول الخط الأزرق

وسبق أن سلطت وسائل إعلام إسرائيلية على غرار “هآرتس” و”القناة الثانية” الضوء على هذا الجدار الذي اعتبرته ضرورة ملحة لمنع تسلل عناصر حزب الله، كما أنها خطوة استباقية بعد أن لوح أمينه العام حسن نصرالله بأن الحزب سيدخل إلى الجليل في أي حرب مقبلة.

ويرى مراقبون أن بناء إسرائيل جدار عازل، وهو الخامس لها، على الحدود اللبنانية يعكس تغيرا في استراتيجيتها من الهجوم المباشر إلى اعتماد استراتيجية دفاعية هجومية مركبة.

ويشير المراقبون إلى العديد من العوامل التي تدفع إسرائيل إلى تعديل استراتيجيتها ومنها تضاعف قدرات حزب الله نتيجة المعارك التي يخوضها على أكثر من جبهة إقليمية، ما مكنه من اكتساب خبرة واضحة، فضلا عن حصوله على ترسانة من الأسلحة التي هربت أساسا من سوريا، رغم العمليات الجراحية التي قامت بها إسرائيل للحيلولة دون ذلك. وانضم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة إلى الأصوات المنادية بضرورة التحرك لوقف الخطوة الإسرائيلية ببناء جدار عازل.

وقال نصرالله في كلمة له “في الآونة الأخيرة العدو (الإسرائيلي) أبلغ اليونيفيل أنه يريد أن يبني جدارا في النقاط المتنازع عليها، والدولة اللبنانية اعترضت ورفضت أي إجراءات إسرائيلية، الجيش اللبناني قال إنه جاهز لمواجهة أي تجاوزات”.

وأضاف نصرالله “أنا اليوم أعلن الوقوف إلى جانب الدولة والجيش في لبنان وأقول للإسرائيليين يجب أن تأخذوا التحذيرات اللبنانية بمنتهى الجدية، ولبنان سيكون موحدا خلف الدولة والجيش اللبناني والمقاومة ستتحمل مسؤولياتها الكاملة على هذا الصعيد”.

ويقول محللون لبنانيون إن مخطط إسرائيل لبناء جدار عازل يحمل أكثر من بعد، فعلى المدى القريب ترغب تل أبيب في تعزيز المناعة ضد أي عمليات تسلل واختراق من الجانب اللبناني، وهي تريد الاحتفاظ بالمناطق المتنازع عليها على الخط الأزرق كمناطق دفاع أول لها، أما على المدى البعيد فهي تريد إحداث تغيير جغرافي للحدود بينها ولبنان وفرضها كأمر واقع، حتى تكون بإمكانها المطالبة بها مستقبلا.

ويعتبر المحللون أن سلوك حزب الله يوفر الغطاء لإسرائيل للتمادي في أجندتها، فهي تحت شعار الدفاع عن نفسها، تقوم باختراقات بالجملة على الحدود مع لبنان، ولن يكون آخرها بناء جدار عازل، الذي بررت تشييده بتهديد سابق لنصرالله بالدخول إلى الجليل.

ويستبعد هؤلاء أن يقود التصعيد الجاري بين لبنان وإسرائيل إلى حرب بين الجانبين، فالدولة اللبنانية تمر بظرف حساس سياسيا واقتصاديا وأمنيا، نتيجة الوضع الإقليمي الملتهب، وبالتالي أي حرب مع إسرائيل ستكون بالنسبة لها كارثية، أما حزب الله ونتيجة انخراطه في جبهات قتال كثيرة، فإنه لن يكون عمليا قادرا على فتح جبهة جديدة، خاصة على ضوء تصاعد الضغوط الأميركية عليه وآخرها تشكيل فريق للتدقيق في تمويل الحزب وتجارته في المخدرات لدعم نشاطاته الإرهابية. ورفض نصرالله أمس التهم وقال إنها “افتراءات واتهامات ظالمة”، داعيا إلى قدوم فريق أميركي إلى لبنان للبحث في حقيقة أمر تجارته بالمخدرات. ويشير المحللون إلى أن قرار حزب الله بالمجازفة في حرب مع إسرائيل يبقى خاضعا لحسابات إيران وليس للبنان. ويلفتون إلى أن السلطة اللبنانية ستنتهج خيار الدبلوماسية في مواجهة الخطط الإسرائيلية، وأنها قد تلجأ إلى الأمم المتحدة لثني تل أبيب عن بناء جدارها العازل، والسؤال هنا هل ستصغي إسرائيل؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الشورى يُبطل تنفيذ فايبر اوبتك: الجرّاح يدفع من جيبه؟

خضر حسان/المدن/20 كانون الثاني/18

أبطَل مجلس شورى الدولة، الجمعة في 19 كانون الثاني 2018، تنفيذ قرار وزير الاتصالات جمال الجرّاح، القاضي بتلزيم شركة غلوبال داتا سيرفيسيس GDS وشركة ويفز Waves، تنفيذ خدمة نقل المعلومات للمشتركين عبر شبكة الألياف الضوئية. والإبطال جاء نتيجة مراجعات قدمها الاتحاد العمالي العام ونقابة عمال ومستخدمي هيئة أوجيرو. إبطال التنفيذ يجب أن "يُستكمل ليعيد الحق إلى هيئة أوجيرو وعمالها بتنفيذ المشروع"، على حد تعبير رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، الذي يؤكد في حديث إلى "المدن" أن "الاتحاد سيمنع الشركتين من الاستمرار في عملهما في حال لم تمتثلا لقرار شورى الدولة. فوفق القرار، يُفترض أن تتوقف أعمال التنفيذ ريثما تنتهي القضية". قانونياً، إبطال التنفيذ "لا يعني إبطال العقد، لأن هذا القرار ليس نهائياً، بل هو خطوة أولى في مسار دراسة الملف تمهيداً لإصدار الحكم. ومجلس شورى الدولة لا يتخذ مثل هذا القرار ما لم يكن بين يديه دلائل تؤشّر إلى أن الحكم يتجه بنسبة 90% إلى إبطال العقد، وذلك إستناداً إلى المعلومات المتوفرة حول التعاقد وكيفية حصوله"، وفق ما تقول مصادر متابعة للملف. وتشير المصادر إلى أن "مجلس شورى الدولة يعلم تماماً أن التلزيم حصل بصورة مخالفة للدستور والقانون. ورغم الضغوط السياسية التي حصلت لتأخير صدور هذا القرار، فإن المجلس وضع الملف على السكة الصحيحة. فالوزير الجرّاح لزّم المشروع بقرار شخصي منه، من دون إجراء أي مناقصة". إبطال التنفيذ قد يتبعه إبطال للقرار. ما يعني أن الدولة ستفسخ التعاقد مع الشركتين، الأمر الذي سيدفعهما إلى رفع دعوى تحصيل حقوق على الدولة، نتيجة التكاليف والأضرار التي لحقت بهما نتيجة التعاقد والبدء بتنفيذ المشروع. فكيف ستتصرف الدولة في هذه الحالة؟ ترى المصادر أن "رفع دعاوى ضد الدولة هو أمر طبيعي في هذه الحالة، والدولة ستدفع التعويضات. لكن هل ستُدفع التعويضات من جيب الدولة، بالتالي المواطنين؟ هنا، يُفترض بالدولة أن تُكمل الملف داخلياً، وتُحمّل المسؤولية لمن تعاقد مع الشركتين، أي الجرّاح. فهو من يفترض به تحمّل مسؤولية عقود غير قانونية، ومسؤولية ما يترتب عنها من أعباء مالية". تجدر الإشارة إلى أن الجرّاح الذي أبرم في شهر أيار 2017، عقوداً تعطي شركتين خاصتين حق مد شبكة الألياف الضوئية، والإنتفاع بنسبة 80% من الأرباح، مقابل 20% لشركة GDS، والإنتفاع بنسبة 40% للشركة و60% للدولة لشركة waves، واجه معارضة من قبل بعض النواب الذين تساءلوا عن المسار القانوني لتلزيم العقود، وعن سبب عدم قيام أوجيرو بالمهمة، فضلاً عن طرح علامات استفهام حول استفادة الشركتين الخاصتين من معدات لأوجيرو، من دون وجه حق. لكن الجراح وشركة GDS دافعا عن موقفهما، رافضين كل علامات الاستفهام التي طرحت حول القضية. وكان الجراح قد أعلن، بعد صدور القرار، التزامه به وأنه سيطلب من الشركتين وقف تنفيذ العمل إلى حين صدور القرار النهائي لمجلس الشورى الدولة.

 

فرنجية الرّجل لباسيل: إنت ضعيف النّفْس

هادي مراد/لبنان الجديد/19 كانون الثّاني 2018

رسائل فرنجية الواضحة والصريحة بالفم الملآن إلى العلن، فهل سيفاجئنا القضاء برفع دعوة على تصريحات الرجل الرجل الذي عودنا أنه لا يخاف شيئًا ؟!

 سليمان فرنجية رجلٌ تندرُ عملة وجوده في الظرف الحالي، باعه حلفاؤهُ بداعي الأخلاق، فويلٌ لأمة تبيع رجالَها. ظهر فرنجية البارحة في كلام الناس مع الزميل مرسال غانم بدور الجلمود الذي يدخل وحيدًا في مطحنة الأحزاب ويحاربُ بسيفٍ واحد متلبّسًا شخصية الأسطورة جلجامش. لم يترك بحصة إلا وبقّها عن كل التسريبات التي تمر من هنا وهناك بدايةً بحلفائهِ ونهايةً بخصومه. فرنجية لمْ يأبه بكل التعسّفات الاعلامية التي يتعرض لها الاعلاميون في عهد فخامة الرئيس ميشال عون، فبدأ الحديث متوجّهًا إلى مرسال قائلًا: "عشرين سنة وغازي كنعان بلبنان، وإنت كنت أكبر الاعلاميين المعارضين ولم يستدعيك يومًا واحدًا إلى القضاء". فرنجية المتمرّد عاد من جديد ليفتح ألاعيب القضاء على مصرعيها فقال لوزير العدل سليم جريصاتي : "هيدا إسمو على مُسمّى". ثمّ تابع مؤكّدًا أنّه شخصيًا ليس ضد العماد ميشال عون ولا ضد عهده، فهو أوّل من فتح بيته لقياديي التيار الوطني الحر فور عودة الجنرال من المنفى عام ٢٠٠٥. فيما أكد أنّ هناك فارق كبير بين عون وبين من يحاول أن يورثه، فالشعب كان يعتبر أن الرئيس ميشال عون ملكه الحقيقي كقائد، بينما من يحاول أن يظفر بالإرث يعتبر أن العالم ملكه وتحت سيطرته. ووجه فيما بعد صفعة قاسية لباسيل قائلًا: " أوعا تفكر إنو السلطة بتجيبك رئيس، محبة الشعب هيي بتوطي وبتعلّي".

وعلى الجملة، أكد سليمان بيك اصطفافه الدائم مع حلفائه منذ أن دخل المجلس النيابي في عمر ال٢٥، وأنه ملتزمٌ بالقضايا الوطنية أكثر من الحليف العوني إذا صحّ التعبير، ورأى أن الانتخابات ستجري في مواعيدها لا محالة، وأن لا مانع في التحالف مع أي فريق سواء كان صديق أو خصم، إنها لعبة الشاطر يربحْ. وقد نفى أيضًا احتمال ترشحه في دائرة وطوني نجله في دائرة أخرى، وردًّا على سؤال الزميل مرسال عن احتمالية ترأّسه لكتلة المردى أجاب فرنجية: "ما بآمن بوجود رئيس ومرؤوس، قرارنا واحد والكل بشارك فيه".

وعودة على بدء، أدلى سليمان بيك برأيه في موضوع ترقية الضباط ومنح الأقدمية والخلاف الحاصل بين الرئيسين عون وبرّي حيث قال أن التيار الوطني الحرّ وبكل أمانة ليس همه الأقدمية ولا همه الضباط، التيار ورئيسه يريدان شحن العقل المسيحي للاصطفاف بكثرة وكثافة حتى موعد الانتخابات والقول لهم بطريقة غير مباشرة: إن هذا الرئيس الشيعي يريد أن ينتقص من صلاحيات الرئيس المسيحي فكفى. في النهاية فرنجية صرّح أنّ التيار الوطني الحر كان على مدى سنين ضد الدكتاتورية إلى حين مجيئه إلى السلطة وأصبح هو الدكتاتور الحقيقي، وقال لباسيل: "للي بدو يخرب الدني مشان يعمل نائب، مش بس ضعيف أصوات، ضعيف نفس كمان". وقال أيضًا أنه في حال كان باسيل رئيسًا للجمهورية فهذا يعتبر انتصارًا أيضًا لمحوره لكن المشكلة على حد قوله "أنّ سآلة باسيل لا تحتمل". هكذا كانت رسائل فرنجية الواضحة والصريحة بالفم الملآن إلى العلن، فهل سيفاجئنا القضاء برفع دعوة على تصريحات الرجل الرجل الذي عودنا أنه لا يخاف شيئًا. العلم عند الله.

 

كيف دخل البون إلى لائحة "التيار" في كسروان؟

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد/19 كانون الثاني/18/علم أن حالة من الإرباك لا تزال تسجّل في أوساط الحزبيين والمناصرين للتيار الوطني الحر في كسروان، نتيجة الإتجاهات التي بدأت تتبلور بصورة شبه نهائية اعتباراً من الأيام القليلة الماضية. إذ أن هذه الإتجاهات تشير إلى أن لائحة التيار، وحتى هذا اليوم باتت تضم كلاً من النائب فريد الياس الخازن والنائب السابق منصور غانم البون والوزير السابق زياد بارود والعميد المتقاعد شامل روكز إضافة إلى رجل الأعمال طوني عطالله. لكن هذه اللائحة التي باتت من الثوابت، بحسب مصادر مقرّبة من التيار الوطني، لا تحظى بتأييد كبير لدى بعض الكادرات العونية في منطقة كسروان، لا سيما لدى بعض النواب الذين تم استبعادهم، وذلك على اعتبار أن "التركيبة" لن تؤدي إلى إيصال أكثر من مرشّحين أو ثلاثة على أبعد تقدير إلى الندوة البرلمانية. واعتبرت المصادر أن ترشيح محازبين من "التيار الوطني" فقط، هو الذي يؤمّن فوزاً مضموناً للائحة بأكملها، وذلك انطلاقاً من واقع الأرض ومزاج الكسروانيين الذين يرفضون بعض الأسماء التي يعتبرون أنها تسقط بـ"الباراشوت" إلى لائحة التيار. في هذا السياق، كشفت معلومات لـ"ليبانون ديبايت" عن أن الصفقة التي أدّت إلى إرساء هذه اللائحة العونية، وكرّست انضمام النائب السابق البون إليها، أتت نتيجة طلب شخصي من رئيس الحكومة سعد الحريري إلى وزير الخارجية جبران باسيل، بضرورة ضم البون إلى لائحة التيار، مقابل التزام تيار "المستقبل" بتأمين 5 آلاف صوت سنّي في منطقة البترون للوزير باسيل في معركته.

 

باسيل لن يُشارك في اجتماع جدة وعيسى يُمثّل لبنان وبيان شديد اللـهجة ازاء الانتهاكات الحوثية للمملكة

المركزية/19 كانون الثاني/18/ بينما كانت تتأرجّح مشاركة وزير الخارجية جبران باسيل في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب في جدة بعد غدٍ الاحد لبحث مسألة الصواريخ البالستية التي يُطلقها الحوثيون على السعودية، بين حصولها او عدمه، يبدو ان الدبلوماسية اللبنانية حسمت مستوى مشاركتها في الاجتماع بمندوب لبنان لدى المنظمة السفير عبد الستار عيسى بحسب ما علمت "المركزية". وسيسبق الاجتماع الوزاري اجتماع تحضيري على مستوى المندوبين لمناقشة مشروع البيان الختامي للاجتماع الوزاري. وبحسب مصادر دبلوماسية عربية تحدّثت لـ"المركزية" فإن "البيان سيكون شديد اللهجة ازاء الانتهاكات المتكررة لميليشيات الحوثي على اراضي المملكة العربية السعودية، ومن المستبعد ان يأتي على ذكر "حزب الله". من جهة اخرى، سيعقد فريق الاتصال الوزاري الخاص باليمن اجتماعا على هامش الاجتماع الوزاري، للبحث في التطورات السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن.

 

العفو العــــام يترنّح علــــى حَبلي الارهاب والمخـدرات وغياب التوافق السياسي يؤخّر صدوره والبقاعيون يعتبرونه فرصة

المركزية/19 كانون الثاني/18/ يتصدّر العفو العام واجهة المشهد السياسي منذ اكثر من عام. موقوفون اسلاميون، بقاعيون هاربون من العدالة، تجار مخدرات، ومحكومون بجنايات التزوير والسرقة والسلب، ينتظرون مطرقة مجلس النواب الذي يبدأ عقده التشريعي العادي منتصف اذار المقبل إيذاناً بفتح ابواب السجون وإسقاط الاحكام الغيابية.يأتي ذلك في ظل توافق ومصلحة غالبية القوى السياسية المتمثلة في البرلمان، لإصدار "قانون عفو عام" عن جرائم وجنح ومذكرات توقيف وبلاغات بحث وتحرّ صادرة عن السلطات القضائية، وبرقيات منقولة من الأجهزة العسكرية والأمنية، على ان يكون الاستثناء الوحيد من الاستفادة من القانون، ما صُنّف ضمن مصطلح "الإرهاب". ويستفيد منه اكثر من 60 الفاً، ما بين محكوم وموقوف وفار من وجه العدالة من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية. لغاية الان لا مسودة لقانون العفو (الصيغة القانونية)، وما يُحكى في شأنه لا يعدو كَونه "جعجعة بلا طحين"، خصوصاً مع استفحال الخلاف السياسي الناشئ بين بعبدا وعين التينة حول مرسوم الاقدمية، بحسب ما علمت "المركزية". الرئيس نبيه بري وخلال اجتماعه منذ اسبوعين في عين التينة بمعنيين (رؤساء عشائر بقاعية) بالملف ابلغهم ان العفو العام يتقدّم، وهذا ما تبلّغه ايضاً اهالي الموقوفين الاسلاميين من الرئيس سعد الحريري في لقائهم الاخير. فاين اصبحت المساعي في هذه القضية؟ وهل سيُبصر النور قريباً؟ عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوّار الساحلي الذي يتولّى الملف، اوضح لـ"المركزية" "ان لا شيء عملياً حتى الان. نحن نعمل على هذا الموضوع، لكن حتى الان لم يرتقِ الى مستوى اقتراح او مشروع قانون". وعزا ذلك الى "وجود موانع مرتبطة باستثناءات العفو. فمن جهة يُطالب البعض باستثناء الجرائم المُصنّفة في خانة الارهاب وتهديد السلم الاهلي (الكل مواقف على هذه النقطة)، بينما البعض الاخر يُطالب باستثناء تجارة المخدرات، خصوصاً ان ثلاثة ارباع الموقوفين من ابناء بعلبك-الهرمل مطلوبون بجرائم اتجار وترويج".

واوضح الساحلي "ان لا شيء مُستبعداً في لبنان، فمجرّد توافق السياسيين يصدر العفو في 24 ساعة"، وذلك في ردّه على سؤال عمّا اذا كان القانون سيدرج على جدول اعمال اول جلسة تشريعية في العقد العادي لمجلس النواب في اذار المقبل".

المفتي الرفاعي: التفاؤل بالنهاية السعيدة عبّر عنه مفتي بعلبك والهرمل بكر الرفاعي، موضحاً لـ"المركزية "ان العفو العام وُضع على سكّة الحل بدفع من توافق المرجعيات السياسية"، الا انه اسف في المقابل "لوجود قنابل دخانية كلامية تستغل التركيبة اللبنانية "الطائفية" لاخذ العفو في اتّجاه محدد"، وقال "هؤلاء يسوّقون لوجود اكثر من 30 الف مطلوب في منطقة بعلبك-الهرمل سيشملهم العفو وهذا غير صحيح، فمعظم "مخالفاتهم" تندرج تحت خانة وثائق الاتصال التي سيتم الغاؤها في مختلف المناطق".

واشار الى "ان من سيشملهم العفو في جرائم محددة، كزراعة المخدرات وما شابه لا يتجاوزون الالف ومئتي مطلوب من المنطقة". وكشف "عن وجود 5200 دعوة "اطلاق نار في الهواء" لدى المحكمة العسكرية، ومجرّد اقرار العفو فان نحو 4000 منها ستُلغى مباشرةً وهذا ما اُبلغنا به".

وختم المفتي الرفاعي "العفو العام مناسبة لاهالي بعلبك الهرمل لاعطاء المطلوبين فرصة لممارسة حياتهم طبيعياً. دور الدولة في المحاسبة ضروري واساسي، لكن الدولة غائبة عن منطقتنا منذ عقود".

الرفاعي: بدوره، اوضح نائب بعلبك-الهرمل كامل الرفاعي لـ"المركزية" "اننا نسعى منذ فترة لاصدار قانون العفو العام مع الحرص على ضرورة الا يؤثّر على اصحاب الحقوق"، معتبراً "ان لا بد من دراسة سجلات المطلوبين ومن صدرت بحقهم مذكرات توقيف والتدقيق في جرائم كل مُرتكب حتى نستطيع ان نُصدر عفواً عاماً على من يستحقه". واذ اشار الى "ان العفو العام في شكل مُطلق قد يؤدي الى مشاكل نحن في غنى عنها"، اوضح "ان الاحكام التي صدرت في حق ابناء منطقة بعلبك-الهرمل المتّصلة بالمخدرات، ظنّية وغيابية".

وكشف عن" تبادل معلومات بين قوى سياسية وروحية ومسؤولي العشائر في البقاع تحديداً من اجل "جوجلة" أسماء من سيشملهم العفو والخروج بصيغة "توافقية" تُرضي الجميع ولا تظلم احداً قبل طرحها على الهيئة العامة لمجلس النواب في الدورة التشريعية العادية التي تبدأ في اذار المقبل". وذكّر الرفاعي "اننا كنواب عن بعلبك-الهرمل لطالما طالبنا بإعادة النظر في الاحكام التي صدرت في حق المطلوبين من المنطقة، وإعادة طرحنا لهذه المسألة الان ليس لأهداف انتخابية كما يروّج البعض انما لتحقيق العدالة، وليس مطالبة فاعليات طرابلسية وصيداوية بالعفو الا دليل الى انه مطلب شعبي وليس لاهداف انتخابية".

هزيمة: اما الناشط الاجتماعي محمد هزيمة الذي يُتابع ملف العفو من الناحية القانونية فأوضح لـ"المركزية" "ان لا شيء جدّياً حتى الان، خصوصاً بعد تعثّر قطار "التوافق السياسي" حوله نتيجة الخلافات السياسية المستجدة"، معتبراً "ان لا حلّ للعفو الا بتسوية سياسية من الاطراف كافة". وقال "العفو يلوح في الافق، لكن لحظته لم تحن بعد، واُبلغنا في الاجتماع الاخير الذي عُقد في وزارة العدل انه اصبح امراً واقعاً، لكن حدوده وشكله وتاريخ صدوره غير معروفة"، اسفاً "لان البعض يضع العفو في خانة "الرشوة السياسية" و"التصنيف الطائفي" لصرفها في صناديق الاقتراع، في حين انه حاجة وضرورة لتقويم وضع شاذ ولاعادة النهوض بالمجتمع".

 عوامل محلية وخارجية تُدخل استحقاق أيار دائرة الخطر..لا انتخابات قبل التسوية الكبرى؟

نتائج القانون وشحّ "المال" يؤرقان القوى السياسية..والغرب والخليج يخشيان فوز "الحزب"

المركزية- بعد أن تنفّس اللبنانيون ومعهم أركان المجتمع الدولي، الصعداء، بفعل الاتفاق السياسي الذي أتاح ولادة قانون الانتخاب الجديد وضَرَب موعدا للاستحقاق النيابي الذي أرجئ مرتين، في 6 أيار 2018، في خطوة اعتبرت إنجازا لافتا للعهد الجديد، لم تدم "الفرحة" طويلا، اذ عاد الحديث في الأسابيع القليلة الماضية عن محاولات لتطيير الانتخابات، محرّكا معه مخاوف الداخل والخارج من إمكانية اطاحة الاستحقاق مجددا.

مصادر سياسية مراقبة تقول لـ"المركزية" إن الكباش المستعر بين الرئاستين الاولى والثانية هو الذي أعاد الى الساحة المحلية، الكلام على تأجيل الانتخابات. فرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل طلب في الأيام الماضية إدخال تعديلات الى قانون الانتخاب تُعنى بالبطاقة الممغنطة وبتمديد مهلة تسجيل المغتربين، الامر الذي رفضه رئيس مجلس النواب نبيه بري بحزم، معتبرا انه مدخل الى تطيير الانتخابات.

واذ تلفت الى أن التراشق في التهم هذه، هو جزء من المواجهة المفتوحة بين التيار وأمل، خصوصا ان الفريق الاول لا يمكن ان يقبل بتأجيل الانتخابات لادراكه حجم الآثار السلبية التي ستتركها خطوة كهذه في جسم العهد "العوني"، فإن أوساطا سياسية أخرى لا تستبعد عبر "المركزية"، وجود نيات لدى جميع الاطراف السياسيين بتطيير الانتخابات، معطوفة الى عدم حماسة بعض الجهات الدولية للاستحقاق.

في الشق الداخلي، توضح الاوساط ان المكونات المحلية، بمعظمها، وبعد أن دققت في القانون وتمحصت فيه، لم تجد أنه سيؤمن مصالحها، بل على العكس، سيُفقدها مقاعد كانت في حوزتها ويجيّرها لخصومها. أضافة الى ذلك، أن المال الانتخابي الذي غالبا ما تلجأ اليه القوى السياسية إبان الاستحقاق، غير موجود حاليا أو هو شحيح ونادر، الامر الذي لا يريحها. وليزداد الطين بلّة، الخلافات السياسية في أوجها، حتى بين من كانوا الى الامس القريب، أهل بيت واحد. ويعقّد هذا الواقع، على القوى السياسية، مهمّة نسج التحالفات ورسم صورتها في الاستحقاق المرتقب. والى هذه العوامل التي تقضّ مضاجع الاطراف السياسية وتخيفها من الاستحقاق المقبل، ثمة بحسب الاوساط، عوامل خارجية لا تساعد في اجراء الانتخابات. فالقلق الخليجي – الغربي كبير في الواقع، من أن يعطي القانون النسبي في صيغته الحالية، الاكثرية النيابية في البرلمان لحزب الله وحلفائه، خصوصا ان دراسات عديدة أجرتها شركات استطلاع أظهرت ان الحزب هو الفائز الاكبر في القانون الجديد. وما يعزز حظوظ الاخير في تحقيق نصر واسع في الانتخابات، هو انفراط عقد قوى 14 آذار والتباعد بين مكوناتها. وتقول الأوساط ان المجتمع الدولي عموما والولايات المتحدة والدول الخليجية خصوصا، لا تحبّذ فوز "حزب الله" بالانتخابات التي ستعطيه، ومن الباب العريض هذه المرة، مفتاح ادارة البلاد، فيما هي تسعى الى تطويق نفوذه ومحاصرته أكان اقتصاديا او عسكريا او سياسيا. ومع ان الاوساط تشكك في امكانية ان يدفع الخارج في اتجاه عرقلة الاستحقاق، فإنها لا تسقط من حساباتها احتمال الا تجرى الانتخابات قبل معرفة طبيعة التسوية الكبرى التي يتم حاليا العمل عليها لازمات المنطقة، ولا سيما التسوية السورية، وقد يطال هذ التعليق أيضا، الانتخابات النيابية العراقية، على ان يصار الى فرز الطبقات السياسية وموازين القوى ومراكز النفوذ في هذه الدول، في ضوء صيغة التسوية العتيدة وطبيعة الحل في المنطقة. فهل يعقل مثلا ان يستهدف الخارج حزب الله ويقبل بسيطرته على الغالبية المجلسية؟ وعليه، تسأل: هل تطيح مخاوف الداخل والخارج انتخابات أيار؟ أم تتخطى القوى السياسية خلافاتها وتتمسك باجرائها في موعدها مهما كانت النتائج؟ كل شيء وارد، تختم الاوساط.

 

عملية "لبنان الآمن" ترفع الثقة بألاجهزة: تجنيد قيادي "داعشي" لمصلحة "المعلومات"

نصرالله: تفجير صيدا بداية امنية خطيرة...لا عزل ولا كسر والانتخابات في موعدها

تركيا تطلق عملية عفرين وفرنسا تدعو لمؤتمر دولي لمكافحة الارهاب نهاية الجاري

المركزية/19 كانون الثاني/18/ بعيدا من ازمة "المرسوم" التي أقصيت سجالاتها العلنية عن المسرح السياسي اللبناني، ولئن لم تنته فصولا بعد ما دام التأزم على حاله، اذ بدا ان قرارا كبيرا اتخذ بإبعاد المؤسسات الدستورية عن انعكاساتها وفق ما تبين من مجريات جلسة مجلس الوزراء امس، ومواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اليوم حيث لم يتطرق من قريب او بعيد الى نزاع "حليفيه"، تقدم الملف الامني الى واجهة الاهتمامات من زاوية توجيه البوصلة نحو الامن المستتب واشاعة اجواء اطمئنان بعيد تفجير صيدا وعشية دخول البلاد مدار الانتخابات.

بيد ان الرسالة التي حرص وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على بعثها بالكشف عن عملية "لبنان الآمن" مطمئنا الى ان كل الاجهزة الامنية مستنفرة على مدار 24 ساعة لمنع قيام اي عمليات، خالفها نصرالله في اعلانه عن ان تفجير صيدا بداية خطيرة على المستوى الامني اللبناني.

نصرالله: فقد حرص نصرالله في اطلالته لمناسبة "ذكرى أربعين الحاج فايز مغنية" و"الذكرى السنوية لشهداء القنيطرة"، على توجيه رسائل امنية للاسرائيليين بداية فقال للعدو: خذوا تحذيرات الدولة بمنتهى الجدية". واكد ان عدم التسامح مع خطوات التطبيع التي تحصل احيانا بموافقة مسؤولين في الدولة تحت عنوان الفن والسياحة"، دق ناقوس الخطر بعد تفجير صيدا، قائلا انه "بداية خطيرة على المستوى الامني اللبناني ولا يجب التخفيف من الموضوع او السكوت عليه". ونفى اي علاقة لحزب الله بشبكات تجارة المخدرات"، مؤكدا "في شكل قاطع انها افتراءات واتهامات ظالمة لا تستند الى اي وقائع. فالحزب له موقف ديني واخلاقي واضح جدا في هذا الخصوص والاتجار بالمخدرات حرام وممنوع حتى في مجتمعات العدو". أما سياسيا، فقال "هناك جو اتهامي في البلاد بأن البعض يريد تأجيل الانتخابات، لكن للانصاف، لا اعتقد ان احدا من القوى يريد تطيير او تأجيل الانتخابات. واذا اختلفنا على تفصيل من هنا او هناك في القانون او سواه، لا يجوز الذهاب الى اتهامات تشنّج البلاد. أظن ان الجميع يريد انتخابات في موعدها، لافتا الى ان البلاد لا تحكم بعزل او كسر احد، بل بالحوار والتفاهم.

الاعلى للدفاع: وليس بعيدا من الامن، وعشية مؤتمرات الدعم الدولية للبنان، وقبيل انعقاد مؤتمر روما لدعم الجيش والقوى الامنية، رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري المجلس الاعلى للدفاع، في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري ووزراء: الدفاع الوطني يعقوب الصراف، الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والمال علي حسن خليل والداخلية والبلديات نهاد المشنوق والعدل سليم جريصاتي، والقادة الامنيين وتم البحث في ورقة لبنان الى المؤتمر . وكما العادة وتنفيذا للقانون ابقى المجلس على مقرراته سرية. وكان الرئيس عون استقبل قبيل الاجتماع الرئيس سعد الحريري وبحثا في المستجدات.

"لبنان الآمن": وعلى الضفة الامنية ايضا، وفي اطار الحرص الرسمي على "تأكيد الاحتراف الأمني في لبنان لطمأنة اللبنانيين والعرب، كشف وزير الداخلية عن عملية "لبنان الآمن". واكد في مؤتمر صحافي عقده في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي "أن في شهر حزيران 2017 ألقي القبض على قيادي في "داعش" كنيته "أبو جعفر العراقي "والإستثناء الذي حصل أنّه بعد توقيفه تمّ تشغيله من قبل شعبة المعلومات لمدة 5 أشهر من دون أن تعرف قيادة التنظيم بتوقيفه. وكانت النتيجة كشف كلّ العمليات التي كان يمكن أن تحصل في 5 أشهر من دون أن تشعر قيادة "داعش" أو عائلته بأنه موقوف". وشدد على ان الوضع ممسوك باعلى درجة احتراف متوفرة في العالم العربي وليس فقط في لبنان، من قبل الاجهزة الاستخبارية ولا سيما شعبة المعلومات، مشددا

على ان "كل الاجهزة الامنية مستنفرة على مدار 24 ساعة لمنع قيام اي عملية".

النقاط الـ13 والجدار: الى ذلك، ابلغ رئيس الجمهورية قائد قوات اليونيفيل مايكل بيري، مطالبة لبنان بالبحث في النقاط الـ13 التي يتحفظ عليها على طول " الخط الازرق" الذي لا يعتبره لبنان حدودا نهائية بل هو تدبير موقت اعتمد بعد تحرير الشريط الحدودي في العام 2000 وانسحاب اسرائيل منه. واعتبر ان بناء اسرائيل لجدار قبالة الحدود اللبنانية في ظل الوضع الراهن لـ"الخط الازرق" لا يأتلف مع الجهود التي تبذلها القوات الدولية بالتعاون مع الجيش اللبناني للمحافظة على الامن والاستقرار على الحدود الجنوبية. واكد ان لبنان يقدم الدعم الكامل لـ"اليونيفيل" للقيام بالمهام المطلوبة منها، لافتا الى نشر الجيش فوجا اضافيا لحفظ الاستقرار وتطبيق القرار 1701 "الذي اكد لبنان التمسك بتنفيذه بكافة مندرجاته في وقت تستمر فيه الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية".

"حل الازمة": في السياسة، يبدو ان "طبخة" معالجة ازمة "مرسوم الاقدمية" بين الرئاستين الاولى والثانية وُضعت على نار هادئة. وعلمت "المركزية" "ان مبادرة الحلّ التي يُعمل على نسج خيوطها بعيداً من الاضواء، ثلاثي الحريري(يتولّى شخصياً الموضوع)-جنبلاط(من خلال النائب وائل بو فاعور) و"حزب الله" (شخصية سياسية غير نيابية ووزارية مقرّبة من الامين العام) عنوانها العريض "التوقيع المتأخّر لوزير المال على مرسوم "الاقدمية" وصرف النظر عن اختلال التوازن الطائفي في مرسوم "ضباط دورة 1994". وفي السياق، اسفت مصادر "حزب الله" عبر "المركزية" "لان الامور معقّدة بين الرئيس عون وبري نتيجة الازمة واكدت "اننا نحاول المعالجة، اذ لا يجوز استمرار الخلاف حتى الانتخابات النيابية في 6 ايار". ورفضت المصادر ما يسوّق عن ان "ازمة المرسوم" سلاح انتخابي يستخدمه "التيار الوطني الحر"، وتحديداً الوزير جبران باسيل لشد العصب المسيحي"، فبرأيها "هذه الاساليب ليست من شِيَم باسيل والتيار، والخلاف الحاصل محض دستوري وتقني ونقطة على السطر، علماً ان رأي هيئة التشريع والاستشارات ليس ملزماً، لانها ليست محكمة".

مؤتمر مكافحة الارهاب في باريس: في مجال آخر، دخلت فرنسا عمليا على خط مواجهة الارهاب والتنظيمات المسلحة خارج الشرعية التابعة لايران في دول الشرق الاوسط، حيث يُعقد في باريس في 23 الجاري، وفق معلومات "المركزية"، مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب وتجفيف منابع تمويله، يشارك فيه وزراء امنيون معنيون من عدد من الدول الى ممثلين عن منظمات دولية، يضع على طاولة النقاش كيفية المواجهة الدولية للارهاب وكل التنظيمات العسكرية الخارجة عن الشرعية، على ألا يقتصر البحث على مواجهة تنظيم داعش، بل التنظيمات المسلّحة الأخرى، ومن بينها المجموعات أو المنظمات المدعومة من إيران، كحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والتنظيمات المسلحّة في العراق لتفكيكها، باعتبارها عوامل توتر تساهم في ضرب الاستقرار من جهة، وتغذي التطرف لدى الجهات النقيضة كداعش والنصرة من جهة ثانية.

وافادت المعلومات ان فرنسا انشأت خلية خاصة بالمؤتمر في وزارة الخارجية للتنسيق والمتابعة، خصوصا ان الخطوة الفرنسية قد لا تقف عند هذا الحد، بل تذهب بعيداً في اتجاه طرح الملف على طاولة مجلس الأمن لإصدار قرار أممي يفرض عقوبات على كل من يشجع ويسهّل الارهاب ونشاطاته من خلال تأمين التمويل له.

عملية عفرين انطلقت: وفي المقلب الاقليمي ايضا، بدأت تركيا عملية عسكرية في عفرين شمالي سوريا بقصف عبر الحدود من دون ان تتحرك اي قوات إلى المنطقة، كما اعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، مشددا على أن "الأمر تطلب تنفيذ العملية دون تأخير. "وأوضح في مقابلة تلفزيونية، أن "تركيا ليس لديها خيار سوى القضاء على كل العناصر الإرهابية شمالي سوريا"، مشيرا إلى أن أنقرة ستواصل المحادثات مع موسكو بشأن عملية عفرين.

 

سجال باسيل – حمادة يضيء على دور القناصل الفخريين ومهمتهم تعزيز التواصل والاستفادة من علاقاتهــــم

المركزية/19 كانون الثاني/18/ دخل طلب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بتعيين 58 قنصلاً فخرياً بناءً لاقتراح وزارة الخارجية والذي طُرح امس على طاولة مجلس الوزراء من دون اتّخاذ موقف رسمي منه، بازار التجاذب السياسي الذي يختلط فيه حابل الدستور بنابل الطائفية، مع تحوّله مادة للسجال بين باسيل ووزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة على خلفية التوظيفات في القطاع العام، حيث توجّه حمادة الى باسيل قائلاً "حرّاس الاحراج ما بتقبلوا تمرقوهن اما القناصل وكرمال شوية تنفيعات انتخابية بتمرقهن بدك تروق علينا شوي طالما باقي وزير 6 سنين"، فرد باسيل عليه "تركلي ياها هيدي انا بقرّر إذا باقي وزير مش انت". وفي حين اعتبر عدد من الوزراء بحسب ما نُقل عنهم ان موضوع إنشاء القنصليات يدخل ضمن الإغراءات الانتخابية وتجارة القناصل، بحيث ان إنشاء القنصليات سيَستجرّ تعيينَ قناصل لا حاجة لهم سوى انهم سيحصلون على جوازات سفر خاصة مقابل خدمات غير مستحبة على ابواب الانتخابات"، استغربت مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" السجال السياسي حول هذه القضية". ولفتت الى "ان الهدف الاساسي من إنشاء قنصليات بُعد المسافة بين السفارة المُعتمدة (غالباً ما تكون في العاصمة) والمناطق التي يتواجد فيها ابناء الجالية، بحيث يتوجّه المُغترب الى مبنى القنصلية لانجاز المعاملات التي يطلبها بدلاً من ان يتكبّد عناء المسافات الطويلة من اجل الوصول الى السفارة".واوضحت "ان تعيين قناصل يأتي بناءً على اقتراح السفراء من اجل مساعدتهم على تغطية خدمات ابناء الجالية في مختلف مناطق الدول المُعتمدة، وهؤلاء القناصل يكونون من الميسورين واصحاب العلاقات العامة كي يوظّفوا قدراتهم "المالية" وشبكة علاقاتهم في خدمة ابناء الجالية". واذ اشارت الى "ان القناصل الفخريين لا يُشكّلون اعباءً مالية على خزينة الدولة، لانهم يتحمّلون وعلى نفقتهم الخاصة كلفة إستئجار مبنى القنصلية ودفع بدل اتعاب الموظفين، لذلك يتم إختيارهم من المتمولين"، شرحت المصادر ابرز الادوار التي يضطلّع بها هؤلاء وهي:

-تسيير معاملات ابناء الجالية في مناطقهم قبل إحالتها الى السفارة.

-تأمين التواصل مع السفارة في حال اقتضى ذلك.

-تسخير شبكة العلاقات التي بنوها في الاغتراب من اجل استثمارها في البلد الام، وذلك عبر نقل مشاريع استثمارية الى البلد يستفيد منها الاقتصاد.

اما في الاسباب الكامنة وراء الاقتراح، فأوضحت المصادر الدبلوماسية "انه يأتي في سياق حملة تعزيز التواصل بين لبنان المُقيم ولبنان المُغترب التي اطلقها باسيل كشعار عريض منذ تولّيه رئاسة الدبلوماسية اللبنانية، ولتُكمل مؤتمرات الطاقة الاغترابية التي يُنظّمها في شكل مستمر"، كاشفةً "ان الاقتراح بتعيين 58 قنصلاً فخرياً دفعة اوّلية من ضمن سلسلة تعيينات ستصدر تباعاً بناءً على اقتراح السفراء بهدف تعزيز التواصل اكثر بين ابناء الجالية اللبنانية".

 

جمعية المصارف متمسكة بالحوار مع "المـال" لثنيها عن قرار إخضاع القطاع لضريبة الـ7%

المركزية/19 كانون الثاني/18/ ذكرت مصادر مصرفية مطلعة لـ"المركزية" أن الحوار ما زال مستمراً مع وزارة المال حول إخضاع القطاع المصرفي لضريبة الـ7 في المئة على فوائد وعائدات وإيرادات ورؤوس الأموال المنقولة الناتجة عن الحسابات الدائنة كافة والودائع وسائر الالتزامات المصرفية، ومنها شهادات الإيداع التي يصدرها مصرف لبنان وسندات الخزينة وفائدة الانتربنك، حيث لا تزال الوزارة متمسكة بقانون الـ64 الذي يلحظ هذه الضريبة، في حين أن جمعية المصارف تؤكد عدم أحقية المالية في اتخاذ هذا القرار التطبيقي. وكانت الجمعية وضعت هذا القرار على طاولة البحث مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خلال الاجتماع الشهري الدوري، وأعلنت تحفظها على هذا القرار في ظل الظروف التي يمرّ بها القطاع من حيث الاستسهال في فرض الضرائب على المصارف فيما لم يتوانَ رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه عن القول أمام رئيس الحكومة سعد الحريري خلال اللقاء - الحوار في غرفة بيروت وجبل لبنان، إن الضرائب على القطاع المصرفي بلغت 51 في المئة، علماً أنه القطاع الأكثر خضوعاً للاستثمار، وإذا كان هذا القطاع "مكسور الخاطر"، كما يقول طربيه، فلن يُقدم أي مستثمر على الاستثمار في لبنان. وأضاف طربيه موجّهاً حديثه إلى الحريري: نحن نعتمد على دولتكم في موضوع الضرائب على المصارف، ونطلب مساعدتنا في إيجاد الحل، من خلال تحديد العبء الضريبي على القطاع، إذ أن التشريع الأخير أوصل الضريبة على القطاع المصرفي إلى 51 في المئة وهي موثقة بالأرقام في البنك المركزي. الجدير ذكره أن ضريبة الفوائد وحسابات الودائع المفتوحة المودعة لدى مصرف لبنان، وكل الودائع بين المصارف كما الانتربنك، مستثناة من هذه الضريبة، وبفعل القرار الذي اتخذته وزارة المال فمن المتوقع أن ترتفع الكلفة على تمويل الاقتصاد ويخفض معدل ربحية رساميل القطاع وبالتالي عدم قدرته على جذب المستثمرين في ظل استمرار تراجع النمو الاقتصادي. واتُفق خلال الاجتماع بين حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف، على متابعة هذا الملف مع وزارة المال لا سيما مع دخول رئيس الحكومة على خط المعالجات، إذ شدد على أهمية القطاع المصرفي الذي يعتبر العمود الفقري للاقتصاد الوطني

 

محمد شمس الدين شرح من نقابة المحررين قانون الانتخاب: جاء على قياس أصحاب رؤوس الأموال والمتمولين

الجمعة 19 كانون الثاني 2018 /وطنية - شرح الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين القانون الإنتخابي الجديد، النسبية والصوت التفضيلي، في نقابة محرري الصحافة، في حضور النقيب الياس عون وأعضاء مجلس النقابة ومهتمين. استهل عون اللقاء بكلمة أشاد فيها بالباحث شمس الدين، "الذي بجولاته ومحاضراته ولقاءاته الإعلامية يفسر للبنانيين القانون الذي عليه يعول من أجل لبنان الحداثة". وشرح شمس الدين القانون بالتفصيل واعتبر أنه "جاء على قياس اصحاب رؤوس الأموال والمتمولين، اذ إنه يشجع على الإنفاق الإنتخابي بحيث يحق لكل مرشح انفاق 3 ملايين ليرة لبنانية ومبلغ متحرك مقداره خمسة آلاف ليرة لبنانية عن كل ناخب مسجل في الدائرة الإنتخابية الكبرى. وقد يصل المبلغ الإجمالي في بعض الدوائر الى مليارين ونصف مليار ليرة لكل مرشح. فإذا كانت اللائحة مؤلفة من عشرة أعضاء فيكون إنفاق اللائحة 25 مليار ليرة". وقال: "هذا القانون حدد أحجام القوى السياسية، والتصويت التفضيلي سيحدد من سيفوز من هذه القوى التي حددت حجمها من خلال هذا القانون. وان المستفيد الأكبر من هذا القانون الجديد سيكون حزب الله وحركة أمل ويأتي بعدهما التيار الوطني الحر. ومن خلال القراءة نفسها نستنتج ان تيار المستقبل قد يكون هو الخاسر الأكبر. والرئيس سعد الحريري بمجرد موافقته عليه قبل بخسارة عدد لا بأس به من النواب، وهو يقول إن والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري تمكن من ان يكون رئيسا قويا وناجحا وفاعلا، من دون ان تكون لديه قوة نيابية، وبالتالي فإن الرئيس سعد الحريري وافق على القانون الإنتخابي الجديد لأنه يرى أن النواب ليسوا هم مصدر القوة وحده". ورأى شمس الدين أن "على المجتمع المدني كي يتمكن من الفوز بعدد من النواب في هذه الإنتخابات، أن يتحد وأن يحول أصوات اقتراع الناس المحتجة في الكلام الى أصوات في صناديق الإقتراع. واذا إكتفى المجتمع المدني المتشتت ولم ينجح في تحويل إحتجاج الناس الى أصوات في صناديق الإقتراع، ستكون مهمته صعبة في الإنتخابات وسيخسرون أمل الناس بهم بإحداث التغيير المطلوب". وأضاف: "بفضل القانون الإنتخابي الجديد فإن الأحجام باتت محددة، ولكن علينا ان ننتظر التحالفات، لأن القانون الجديد يحدد عشرين في المئة من النتيجة وعشرين في المئة من أسماء المرشحين، والتحالفات تحدد الستين في المئة الأخرى. لذلك علينا أن ننتظر التحالفات لتتضح الصورة أكثر". وأشار الى أنه "استنادا الى تقسيمات هذا القانون في 15 دائرة إنتخابية وحصر الصوت التفضيلي الواحد وليس الإثنين بالقضاء، قد يتمكن الناخبون المسيحيون من إيصال 58 نائبا مسيحيا من أصل 64".

 

الراعي اختتم زيارته الى القاهرة بعد مشاركته في مؤتمر الأزهر لنصرة القدس

الجمعة 19 كانون الثاني 2018 /وطنية - اختتم البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الى العاصمة المصرية القاهرة، بعد مشاركته في مؤتمر الأزهر لنصرة القدس، الذي انعقد بين 17 و 18 الجاري بدعوة من شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب. وكانت للبطريرك الراعي مداخلة حول دور المؤسسات الدينية لاستعادة الوعي في قضية القدس. وفِي مطار القاهرة كان في ودا ع البطريرك الماروني سفيرلبنان لدى مصر علي الحلبي وراعي أبرشية مصر والسودان المطران جورج شيحان وعدد من الكهنة. وكان البطريرك الراعي قام بجولة راعوية زار خلالها عددا من المراكز الكنسية، التقى فور وصوله قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في المقر البطريركي في العباسية، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط. واليوم زار الراعي مقر المطرانية المارونية في مصر الجديدة، حيث احتفل بالذبيحة الإلهية بمشاركة راعي الأبرشية المطران شيحان ورئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر ولفيف من الكهنة، وهناك اطلع من الآباء على تحديات عملهم الراعوي والرسولي وعلى نشاط مدرسة مار يوسف التابعة للمطرانية، منوها برسالتها التربوية والثقافية.

ثم زار بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا ابراهيم اسحق في مقر البطريركية في كوبري القبة، وانتقل بعدها الى بيت عنيا، مقر الرئاسة العامة لراهبات قلب يسوع المصريات حيث التقى نيافة الكردينال أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك السابق والرئيسة العامة والراهبات.

بعد ذلك زار البطريرك الراعي المركز الثقافي القبطي الأورثوذكسي في الكاتدرائية العباسية تلبية لدعوة من رئيسه الأنبا ارميا، ثم جال على المتحف الذي يضم قسما مخصصا لقداسة البابا شنوده وآخر للشهداء الأقباط الذين سقطوا في الاعتداءات الإرهابية خلال العام المنصرم وقد بلغ عددهم حوالى المئة. وكان البطريرك الراعي زار مساء أمس دير مار مارون للرهبان المريميين في مصر الجديدة حيث استقبله رئيس الرسالة الأب نبيل رفول وجمهور الدير وعدد من أبناء الرعية. وترأس هناك الذبيحة الإلهية ثم اطلع على اعمال الترميم التي انجزت في الكنيسة والدير مثنيا على رسالة الرهبانية في القاهرة والتي تعود الى العام 1745.

 

حماس” تخطط سراً لبناء قدرات عسكرية في لبنان بهدف ضرب إسرائيل تشمل تجنيد سكان المخيمات وعناصر بعض الفصائل بعيدا عن أعين الجيش و"حزب الله"

السياسة” – خاص الجمعة 19 كانون الثاني 2018 /كشفت مصادر متابعة منذ فترة طويلة لنشاط حركة “حماس” الفلسطينية في لبنان لـ”السياسة” عن الخطة الستراتيجية التي بلورتها الحركة في السنوات الاخيرة في لبنان والتي تهدف الى بناء قدرات عسكرية بامكانها اطلاق الاف الصواريخ وربما ارسال طائرات مسيرة من لبنان لضرب اهداف اسرائيلية، مشيرة الى الأخطار الفادحة التي تتضمنتها هذه الخطة التي تمت بلورتها بسرية تامة، بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية اللبنانية وعن أعين “حزب الله”. وقالت المصادر، إن تنفيذ هذه الخطة من شأنه أن يجر لبنان وحتى “حزب الله” الى حرب مع اسرائيل لا يرغب أي من الاطراف بدخولها في هذا الوقت. وأشارت المصادر إلى أن النشاط العسكري الحمساوي خارج الاراضي الفلسطينية ليس بالجديد، حيث أنه بدأ مع انشاء الحركة وهدف الى توفير الدعم العسكري لمقاتليها في قطاع غزة من خبرات واحتياحات عسكرية وأسلحة، لافتة الى أنه ظهر الى الملأ وللمرة الأولى حجم النشاط السري لما يسمى مكتب الأشغال التابعة لحركة “حماس” وطريقة بناء منظومة صناعة الصواريخ التابعة لـ”حماس” في لبنان وحجم المواد الأولية والمعدات التي تم اقتناؤها في السنوات الأخيرة مثل الخلاطات الكوكبية وكميات هائلة من مادة بيركلورات الامونيوم، ما يؤكد التقدم الهائل الذي أحرزته الحركة في المجال الكيماوي الذي يمكنها من انتاج مركبات مثل الوقود والرؤوس المتفجرة للصواريخ، كما تبين أن منظومة الانتاج وتطوير الصواريخ تعمل في ورشات ومعامل اقامتها الحركة في لبنان من دون علم السلطات اللبنانية او “حزب الله”. وأضافت المصادر إن ادارة مكتب الأشغال تمثل الذراع العسكري لكتائب “عز الدين القسام” في الخارج، حيث ينشط العاملون في اطارها بشكل سري في عدد من الدول ويتعاملون مع المواضيع الحساسة التي ترغب قيادة “حماس” بإخفاءها عن عيون واذان الدول التي تستضيفها، وأغلب عناصر مكتب الاشغال هم من نشطاء “حماس” الفلسطينيين الذين يمتلكون جنسيات أخرى وكذلك مواطني دول أخرى ونشطاء متفرغين في الحركة بعضهم من أصل عراقي، وأنشئت ادارة مكتب الأشغال في العقد الماضي في سورية إلى حين بدأت الثورة التي أجبرت الحركة على مغادرة سورية الى دول أخرى حيث أقام كبار مدراء المكتب بينهم ماجد خضر في تركيا وأعادوا بناء ادارة مكتب الأشغال هناك بينما توزع باقي عناصر المكتب في دول الشرق الأوسط. ومن نتائج التحليلات التي أجراها عدد من الخبراء بشأن كمية المواد والمعدات التي اقتناها مكتب الأشغال يتبين أن المكتب ينوي انتاج مئات الصواريخ ستكون معدة للهجوم خلال وقت قصير على شمال اسرائيل، كما أفادت التقديرات (قبيل محاولة اغتيال الناشط في حركة “حماس” في لبنان محمد حمدان) أن مكتب الأشغال يرنو الى جلب غالبية عناصر المكتب من تركيا الى لبنان. وتم في هذا الاطار الكشف عن هوية وصور عدد من كبار عناصر مكتب الأشغال وهم رئيس المكتب المقيم في تركيا ماجد خضر ورئيس المكتب السابق المقيم في تركيا ناصر ملوح، وحمد الطموني مساعد ماجد خضر ومقيم هو الاخر في تركيا، ووليم ابو شنب المقيم في لبنان. وأكدت أن الخطة السرية لتنفيذ هجوم نوعي ضد أهداف اسرائيلية انطلاقا من لبنان تم بلورتها من قبل ماجد خضر وعناصره قبل سنوات عدة بتوجيهات من قيادة “حماس”، مشيرة الى أن هذه الخطة تنبع من فكرة اقامة قوة عسكرية فلسطينية في لبنان تسعى “حماس” الى تجنيدها من بين صفوف سكان المخيمات الفلسطينية وعناصر بعض الفصائل الفلسطينية العاملة فيها حيث يقدر أن هذه القوة سوف تشتمل على بضعة الاف من المقاتلين الموالين للحركة. وأشارت الى أنه على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تربط “حماس” بـ”حزب الله” الذي يوفر المأوى والحماية في الضاحية الجنوبية لكبار قادة الحركة الذين تم طردهم من قطر، فإن النشاط العسكري المذكور لـ”حماس” بقي في خانة السرية بعيدا عن أعين “حزب الله”. وختمت المصادر بالقول إن الهدوء النسبي على الحدود بين لبنان واسرائيل قد يتم خرقه في أية لحظة اذا نشب صراع بين اسرائيل و”حماس”، عن طريق اطلاق الحركة كمية كبيرة جداً من الصواريخ من لبنان باتجاه اسرائيل، الأمر الذي سيستدرج اسرائيل للرد باتجاه لبنان.

 

نص خطاب السيد حسن نصرالله لليوم

نصرالله دعا لالتزام قرار مقاطعة اسرائيل: موحدون خلف الدولة لمنع العدو من أي تصرف في النقاط المتنازع عليها ولا احد يريد تأجيل الانتخابات

الجمعة 19 كانون الثاني 2018 

 وطنية - أحيا "حزب الله" عصر اليوم، في "مجمع المجتبى"، ذكرى مرور اربعين يوما على رحيل والد الشهيد عماد مغنية وذكرى شهداء القنيطرة، بحضور وزراء ونواب وسفراء وشخصيات سياسية وحزبية وفاعليات.

بداية، آي من الذكر الحكيم، فكلمة تقديم من الشاعر علي عباس، ثم عرض شريط مصور عن المحتفى بهم.

بعد ذلك، ألقى الامين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله عبر الشاشة الكلمة الاتية: "في البداية أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء المبارك والطيب في أحياء ذكرى هؤلاء الأعزاء والأحبة والكرام، إنني أيضا أجدد تعزيتي لعائلة الحاج الفقيد الكبير الحاج أبو عماد، لزوجته الكريمة، الوالدة الكبيرة الحاجة إم عماد، لعائلته جميعا، لبناته، لأحفاده، لأخوته، لأهله، لأقاربه، لأرحامه، للجميع. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحشره مع رسول الله وأهل بيته الأطهار وصحابته الأخيار وجميع الشهداء والصالحين. كما أود أن أجدد التبريك والتعزية لعائلات شهدائنا الأعزاء والكرام الذين قضوا في مثل هذه الأيام في منطقة القنيطرة في سوريا، قضوا شهداء بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم والمستمر على المقاومة وعلى سوريا وعلى لبنان وعلى فلسطين وعلى كل المنطقة. أتبرك أيضا بذكر أسمائهم الشريفة، الشهيد القائد الحاج أبو عيسى، محمد أحمد عيسى، الشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية، الشهيد المجاهد محمد علي حسن أبو الحسن، الشهيد المجاهد عباس ابراهيم حجازي، الشهيد المجاهد علي حسن ابراهيم، الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي، والأخ العزيز في الحرس الثوري الإسلامي في إيران العميد الشهيد محمد علي الله دادي المعروف في ما بيننا بالحاج أبو علي رضا، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم جميعا برحمته وأن يتقبلهم في الشهداء.

أيها الإخوة والأخوات، يجب دائما في البداية وفي حفل كهذا الحفل نكرم فيه الشهداء وعوائل الشهداء أن نعترف لهؤلاء الشهداء بفضلهم العظيم على بلدنا وعلى شعبنا وعلى منطقتنا وعلى أمتنا. اليوم عندما يتحدث أي مسؤول في لبنان عن الأمن يجب أن يحضر عند الجميع أن هذا الأمن ما كان ليتحقق لولا تضحيات هؤلاء الشهداء، عندما نتحدث اليوم في المنطقة عن هزيمة كبرى للمشروع الأميركي الصهيوني في أكثر من بلد وفي أكثر من ساحة، وعن انتصارات لحكومات وشعوب هذه المنطقة في مواجهة التحديات، عندما نريد أن نعد العوامل والأسباب، طبعا ليس هناك عامل واحد، الفضل الأول هو لله سبحانه وتعالى الذي أعان ونصر وأيد وسدد، وبعد الله سبحانه وتعالى بالدرجة الأولى يجب أن نضع هذه المجموعة من المضحين الشهداء الذين قدموا دماءهم وعوائل الشهداء الذين صبروا وتحملوا، والجرحى، خصوصا أولئك الذين ما زالوا يعانون من آثار الجراح وتبعات الجراح، والمقاتلين من ضباط وجنود ومقاومين في أكثر من بلد وفي أكثر من ساحة الذين ما زالوا يملأون الساحات والميادين.

بالدرجة الأولى بفضل هؤلاء، بصمودهم، بتضحياتهم، بثباتهم، بدمائهم، إذا كان هناك من أرض قد تحررت أو أسرى قد عادوا أو أمن قد أنجز أو انتصار قد أعلن أو هزيمة لمشروع معاد، هذا الذي لا يجوز أن يغيب عن بالنا للحظة واحدة على الإطلاق. يجب أن نعرف لهذه الشريحة العظيمة العزيزة من شعبنا ومن شعوبنا في لبنان، في فلسطين، في سوريا، في العراق، في إيران، في اليمن، في البحرين، في كل بلد وفي كل دولة وفي كل مكان يوجد فيه مواجهة وتحد ومعركة من هذا النوع.

اسمحوا لي في كلمة هذه المناسبة، أنا قسمت كلامي ثلاثة مقاطع، المقطع الأول أنطلق فيه من الحاج أبو عماد رحمة الله عليه إلى بعض العناوين، أتحدث عن أبو عماد وجيله ومسؤوليتنا أيضا، المقطع الثاني بعض النقاط المتصلة بالشأن اللبناني، وآخر شيء أختم بكلمة حول الوضع في المنطقة.

أبو عماد كما نعرفه جميعا، هذا الأب والوالد والرجل والمؤمن، المتدين، الطيب، المتواضع، الطاهر، الحنون، هذه المواصفات كلنا نعرفها، كل من عاشر أبو عماد من قريب يعرف هذه المواصفات، الصابر، المحتسب، المبتلى، الممتحن، وخصوصا في السنوات الأخيرة، على كل حال، الحاج أبو عماد والحاجة أم عماد صرفوا بقية حياتهم على دعم هذه المسيرة ومساندتها والحضور في كل المناسبات التي تحتاج إلى تثبيت للقلوب والأقدام والحضور بين عوائل الشهداء. وكان لنا أعداد كبيرة من الشهداء خلال هذه السنوات الأخيرة بفعل المواجهة الكبرى الدائرة والقائمة في المنطقة.

الميزة الرئيسية عند الحاج أبو عماد والتي وردت أيضا في التقرير قبل قليل، يوم تحدثنا عن استشهاد الحاج عماد رحمة الله عليه، نحن اليوم نتحدث عن والد شهيد، عن والد شهداء ووالدة شهداء وعائلة شهداء، "شوي" لديها ميزة لا تتوفر حتى الآن في أي عائلة أخرى وهي أنها قدمت كل أولادها شهداء، كل أبنائها شهداء. لدينا عائلات كريمة وعزيزة قدمت ثلاثة شهداء، أربعة شهداء، شهيدين، لكن ما زال في البيت، ما زال في العائلة شباب من الأبناء المباشرين، لكن عائلة الحاج فايز مغنية، أبناءها شبابها رجالها كلهم شهداء، سبحان الله التدرج أيضا من الأصغر فالأكبر فالأكبر، من الشهيد جهاد فايز مغنية إلى الشهيد فؤاد فايز مغنية إلى الشهيد القائد الحاج عماد فايز مغنية رضوان الله عليهم أجمعين.

هذه ميزة مهمة واستثنائية وتعبر عن مستوى العطاء ومستوى الجود ومستوى الامتحان ومستوى الابتلاء، وأيضا عن مستوى الصبر والتسليم والرضا بمشيئة الله واختيار الله وباصطفاء الله الذي شاهدناه من أبو عماد وأم عماد وكل أفراد هذه العائلة الكريمة.

أنا بالحقيقة بالحديث عن أبو عماد وجيله اخترت عدة عناوين سريعة وسأتحدث بها من أجل جيلنا وأولادنا وأحفادنا، هم الجيل الأسبق من جيلنا، أبو عماد مثل والدي، مثل والد الكثيرين من عمرنا، نحن الآن عمليا باللحظة الحالية يمكننا أن نتحدث عن أبنائنا، هذا جيل وجيلنا نحن أولاد الخمسينات وقريب الستينات وأولادنا وأحفادنا.

نتحدث عن هذا الجيل الذي سبقنا بقليل، جيل الكادحين العاملين. نذكر -في تلك المرحلة- الذي عشناه ونحن صغار أو ما يتحدث به أبناؤنا عن تلك المرحلة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا القريبون، جيل أبو عماد ومن سبق، وجيل آباء هذا الجيل من فقر وجوع وحرمان، وإهمال من الدولة والحكومات المتعاقبة ومظلومية.

في الحقيقة، أي إنسان إذا قرأ الكتب أو المذكرات ويستمع لتلك المرحلة يبكي، لا يستطيع أن يتحمل، عندما يستمع إلى ما كان يعيشه هؤلاء وكيف هاجروا من قراهم خصوصا من البقاع من الجنوب ومن بقية المحافظات إلى بيروت، إلى ضواحي بيروت، إلى ما كان يسميه سماحة الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر أعاده الله وأخويه بخير، كان يسميه بحزام البؤس تبدأ به من الأوزاعي وحي السلم وتسير به لتصل إلى الكرنتينا والنبعة وبرج حمود وتل الزعتر وغيره.

وكيف جاء هؤلاء من هذه القرى والأرياف وماذا عملوا هنا وكيف كدحوا وكيف اشتغلوا في الليل وفي النهار ونوع الأعمال التي تحملوا القيام بها واستمروا هكذا. هؤلاء جيل الآباء، نحن نتذكر كيف كانوا يعملون. أنا أعرف عائلات بكاملها أنه من الصباح وحتى المساء الوالد والوالدة يعملون حتى يستطيعوا تأمين طعام لأولادهم أو يستطيعوا إدخالهم المدارس أو ليستطيعوا أخذهم إلى الطبيب، لطالما تحملوا عناء العيش وشظف العيش وصعوبات الحياة من أجل أن يؤمنوا لأولادهم وبناتهم وأبنائهم حياة معقولة -لا أقول حياة كاملة أو حياة مترفة- حياة معقولة فيها الحد الأدنى من إمكانيات الصمود والبقاء والاستمرار ولكن حياة مع كرامة.

هؤلاء كانوا بحسب الأحاديث الشريفة والروايات الموجودة عندنا كمسلمين، موجود في الروايات عندنا أن الكاد على عياله، هذا الذي يخرج عند الصباح الباكر وقد يعود في وقت متأخر ويتعب وأحيانا قد يعمل طوال النهار وأحيانا قد يعمل في الليل في سبيل عائلته وحياتها وقوتها وكرامتها هؤلاء كالمجاهدين في سبيل الله برواية يقول كالمجاهد في سبيل الله.

هذا طبيعي، هذا نحتاجه. لا يجوز أن تخلو الجبهات من المجاهدين لأنه يسقط كل شيء في يد أعدائنا، أيضا لا يجوز أن يخلو المجتمع من العاملين ومن الكادحين. إذا تحول المجتمع إلى آباء لا يتحمل المسؤولية إلى كسالى وتنابل. سينتشر الفقر والسلب والنهب والسرقة وما شاكل والجريمة، لذلك هؤلاء تحملوا مسؤوليات كبيرة.

أبو عماد رحمة الله عليه، كان نموذجا لهؤلاء الكادحين الذين تعبوا في حياتهم، تعبوا وكدوا وعملوا، هذه تفاصيل. على كل حال الناس الذين عايشوه يعرفونه.

ثانيا هؤلاء، هذا الجيل كان جيلا مربيا، مربيا لأبنائه وبناته. الآباء والأمهات في ذاك الجيل واقعا كانوا يربوننا، يهتمون بنا، يتحدثون مع أبنائهم، ينصحون أولادهم، يعظون أولادهم. جيلنا نحن إذا بقي متمسكا بقيمه بأخلاقه بدينه بإسلامه بهذه التقاليد والعادات الجميلة والطيبة الموجودة في مجتمعنا فهي من بركات تربية هذا الجيل من الآباء والأمهات، ولهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى علينا.

لماذا أذكر هذه النقطة؟ لأقول الأجيال الحاضرة من الآباء والأمهات من جيلنا ومن أبنائنا وأحفادنا إذا بدأوا بالزواج يجب أن يعرفوا أن عليهم مسؤوليات كبيرة جدا.

للأسف في الواقع المعاصر هذه المسؤوليات يتم التخلف عنها اليوم. أين الأب والأم؟ يجلسون مع أولادهم؟ يتحدثون معهم؟ حتى إذا التقوا على غداء أو عشاء او على سهرة تجد كل واحد يحمل هذا اللوح ويجلسون يتحدثون ولا يتحدث أحد مع أحد ولا ينصح أحد أحدا، ولاحقا سيصبح الناس غرباء عن بعضهم حتى داخل البيت.

في زمن الانترنت وفي زمن الواتس أب وفي زمن هذه المصطلحات التي لا أحفظها أنا وفي زمن ثورة الاتصالات أين يوجد عائلات، علاقات عائلية، وعلاقات اجتماعية وعلاقات روحانية؟ الأبناء يعيشون في عالم آخر، اللهم أعلم من يربيهم، الله أعلم من يتحدث معهم، الله أعلم من يكون لهم قناعاتهم وثقافاتهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويأتي وقت ولا تتفاجأوا به -ربما هذا الجيل والجيلان يصمدون- لكن في المستقبل سوف نشهد أجيالا مقطوعة الصلة بكل هذا الماضي وبكل هذا التاريخ وبكل هذه القيم إن لم يبادر الآباء والأمهات في كل جيل إلى تحمل مسؤولياتهم.

والعنوان الثالث هو مواكبة هذه المقاومة من قبل هذا الجيل من الآباء والأمهات. عندما نتحدث بالسبعينيات والثمانينيات كان ما زال آباؤنا وأمهاتنا شبابا، والذين كانوا التحقوا بهذه المقاومة أغلبهم شباب 19 و20 و21 22 سنة هذا الجيل من الآباء والأمهات جيل أبو عماد فتح الأبواب يمكننا أن نقول كانوا جزءين: جزء شجع في هذا الاتجاه وجزء في الحد الأدنى لم يمنع ولم يحتفظ بأولاده وأبنائه وشبابه ولم يبخل بهم على لبنان والأرض والعرض والكرامة والسيادة والعزة. وهذه الميزة الحمد لله -كما انتقدنا قبل قليل- لكن هذه الميزة ما زالت في جيلنا وفي جيل أبنائنا وهذا نراه بشكل واضح اليوم في مجتمعنا، لكن هذا يحتاج دائما إلى تثبيت وتأكيد.

عند الحاج ابو عماد كان بإمكانه عندما قدم شهيدا "خلص"، مع ذلك الشهيد الأول، الشهيد الثاني وصولا إلى الحاج عماد وما أدراك ما الحاج عماد، قائد في هذه المسيرة. هذه من بركات هذه العائلة الاستثنائية أن تقدم للبنان وللمقاومة ولفلسطين ولحركة المقاومة شخصية، وأن تقدم رجلا وأن تقدم قائدا كعماد مغنية الذي هو بحق رجل استثنائي وقائد استثنائي وشخصية استثنائية.

ثم لا يكتفى بالأولاد فيكون أحد الأحفاد شهيدا، وتعرفون عادة الجد عندما يستشهد ابنه تصبح علاقته العاطفية بالأحفاد أكبر بكثير، وفي هكذا واقع قدم الحاج فايز مغنية شهيدا من أحفاده أيضا.

والعنوان الأخير في هذا المقطع الأول له علاقة بالحاج أبو عماد هو وصية الدفن. ربما يقول أحدكم "شو جاب هذه"، حتى أقول لكم إلى أين أريد أن أصل فيها.

عندما توفي الحاج أبو عماد صار تواصل، عائلته بطبيعة الحال كانت ترغب بأن يدفن في روضة الشهيدين إلى جانب أبنائه الشهداء، وهكذا العائلة تكون قريبة، تذهب إلى شهدائها وتذهب إلى أبي شهدائها. لكن وصية الحاج أبو عماد التي قالها لأكثر من شخص أنه يريد أن يدفن في قريته طيردبا في الجنوب. حسنا لم يا حاج؟ أريد أن أقف عند هذه النقطة، لماذا؟

(جوابه:) حتى تبقى العائلة، تبقى عائلتي وأهليتي وأولادي وأحفادي وبناتي -أولاد لم يعد لديه- بناتي وأحفادي يترددون إلى القرية. كما كان مدرسة في حياته هو مدرسة عند وفاته.

أريد أن أقف قليلا عند هذه النقطة لأقول: نعم، أيضا من مخاطر جيل الانترنت وجيل الواتس آب، الانقطاع عن هذه الجذور وعن البلدات وعن القرى التي ينتمي إليها آباؤنا وأجدادنا. يريد هذه العلاقة الوجدانية مع القرية أن تبقى مستمرة، لماذا تجدون هذا الأمر أكثر عند الآباء الذين أتوا من القرى إلى بيروت. جيلنا وجيل أولادنا وأحفادنا أغلبه ولد في الضواحي، ولد بعيدا عن القرى والبلدات. أما جيل الآباء فهذه القرى تعني له الكثير (أهلهم وآباؤهم وأجدادهم) وكل هذا التاريخ وهم يريدون منا أن نبقى موصولين، والأصح أن نبقى موصولين. لذلك أنا أدعو إلى أن تكون وصية الحاج ابو عماد هي وصية ثقافية ووجدانية، يعني كيف نعمل لترتبط أجيالنا بقراها وبلداتها، وهذه طبعا مسؤولية الآباء والأمهات في الأجيال الحاضرة. هناك بعض العادات في لبنان جيدة ويجب الحفاظ عليها، وإن كانت في بعض الأوقات تتراجع، فمثلا أيام السبت والأحد والأعياد العديد من الناس يتوجهون إلى القرى، فهذه العادات يجب التمسك بها وأيضا في فصل الصيف (هذه العادات يجب التمسك بها). وأنا أدعو إلى أكثر من ذلك، أي عائلة موجودة في بيروت وفي الضواحي غادرت قراها وبلداتها أن تسعى بأي شكل وأنا اعلم أن الإمكانيات المالية لا تساعد، ولكن بناء غرفة في القرية تذكر بالأهل، آبائهم وأمهاتهم وجداتهم ويبقى هذا البيت كما يقال مسمار جحا، تتناوب عليه العائلات وتحضر فيه. هذه الصلة يجب أن تبقى مستمرة، لكن هذا في البعد الثقافي والوجداني والعاطفي.

ولكن اسمحوا لي أن أتوسع أكثر وأن أقول كلمة مختصرة، لأن هذا الموضوع يتطلب نقاشا لعله يكون هذا المنحى أن نعيد النظر في هذا التراكم السكاني في بيروت والضواحي وأن يكون هناك خطط على مستوى الدولة وعلى مستوى المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، يمكن أن يكون هذا حلا لكل المشاكل الموجودة اليوم في هذا البلد. لدينا أزمات سير لا حل لها، وإذا كنا نريد أن يكون لها حلول فالامكانيات هائلة، لدينا ازمات بيئية خانقة. وهناك مواضيع النفايات والأوضاع الصحية والآثار الاجتماعية لهذا التراكم السكاني وسرعة انتشار المخدرات والرذيلة والجريمة، وهناك الكثير من الآثار السيئة لهذا التراكم السكاني في مناطق ضيقة ومقفلة.

ولكن إذا عدنا إلى القرى وقمنا بإحياء الأرياف من جديد، طبعا كل هذا يتطلب خططا وتنمية والأهم هو أن تقوم الدولة والمجتمع المدني بالمساعدة على إيجاد فرص العمل في القرى. وثانيا تأمين المواصلات، وأنا أعلم أن هناك العديد من العائلات عادت إلى قراها عندما أصبح هناك أوتوسترادات، فمثلا يمكن أن يأتي الشخص من منطقة النبطية أو الزهراني ويصل إلى بيروت قبل أن يصل ابن حي السلم الذاهب إلى بيروت، وهناك حالات من هذا النوع. هذا الأمر يجب أن يفكر به ويخطط له ويدرس حتى على مستوانا. في يوم من الأيام كنا جالسين ونفكر بأن أغلب إخواننا الذين يعملون في الجنوب فليسكنوا في الجنوب، وأغلب الإخوان الذين يعملون في البقاع فليسكنوا في البقاع.

وهكذا في بقية المحافظات، وأنا لا أتحدث عن شريحة اجتماعية معينة أو طائفة معينة، أصل منهجية وفكرة العودة إلى الأرياف والعودة إلى القرى ولبنان أصلا صغير، فإذا تعالج موضوع المواصلات ويمكن أن يصبح هذا الانتشار السكاني بشكل منظم ومدروس وهذا له بركاته، العيش في الأرياف والقرى له آثار صحية ونفسية وتربوية، فمثلا يستطيع الأولاد أن يلعبوا وأن يروا الشمس وان يشموا هواء نظيفا، أنا أتكلم عنكم لأنني لا أرى شيئا، الناس تذهب وتأتي وتأكل من أرضها وتزرع خضارا وقمحا، الحياة تتغير كثيرا وهذا يحتاج إلى مقاربة جادة في جميع الاحوال.

أحببت من هنا أن أقول إن الحاج أبو عماد (رحمة الله عليه) من الممكن أنه لم يقصد هذا البعد الثاني الذي أتكلم عنه، ولكن البعد الأول بالتأكيد كان يقصده وعبر عنه وهذا ما نتمناه على جميع جيلنا وجيل أبنائنا وجيل أحفادنا، أن يحفظوا هذه الصلة العاطفية والوجدانية بقراهم وبالخصوص إذا كان لهم أرحام وأقارب مما يعزز ويمتن البنية الاجتماعية والبيئة العامة التي نستند إليها ونعيش فيها.

لبنانيا لدي بعض النقاط أود أن أتكلم فيها:

النقطة الأولى: خلال الأسابيع القليلة الماضية كان هناك العديد من الاتهامات الأميركية ليست جديدة ولكن يترتب عليها أثر جديد وهي أن وزارة العدل الأميركية شكلت لجنة تحقيق ستأتي إلى لبنان، وأنا لا أعلم إذا أتت ام لا، لأن الوسائل الإعلامية تكلمت كثيرا عن هذا الموضوع، وأنا لم أدقق، وستلتقي مع مسؤولين لبنانيين وجهات لبنانية وستقوم بتحقيق حول علاقة حزب الله بتجارة المخدرات، وهناك قصة في أميركا أن أوباما منع التحقيق في المسألة الفلانية التي ترتبط باتجار حزب الله بالمخدرات بينما ترامب هو لا يتسامح في شيء وبالتالي سيشكل لجنة تحقيق، نفس هذا الأمر هناك العديد من الجهات فتحت بفرنسا وأنه يوجد اعتقالات وناس وتجارة ومخدرات وغسيل أموال وما شابه. بكل الأحوال لا أريد أن أقف عند هذا الموضوع كثيرا ولكن أريد أن أذكر بالموقف الأساسي:

أود أن أقول لكم ولكل المشاهدين بشكل قاطع إن هذه افتراءات واتهامات ظالمة ولا تستند إلى أي وقائع وليس لها أي حقيقة، حزب الله فيما يتعلق بهذا الأمر له موقف ديني وشرعي واخلاقي واضح جدا، فالاتجار بالمخدرات حرام وممنوع ومن الكبائر أيضا ونحرم الاتجار بالمخدرات حتى في مجتمعات العدو، فمن الممكن أن يقول أحد ما، المشكلة أن نبيع مخدرات للمجتمع الإسرائيلي من أجل تدمير هذا المجتمع، حتى بيع المخدرات للمجتمع الإسرائيلي لتدمير هذا المجتمع هو حرام، أصل الاتجار بالمخدرات ونشر المخدرات، ليس لها علاقة وحتى بالمجتمع المعادي وهذا التزامنا المطلق وبالتالي ليس لهذا أي أساس من الصحة.

بموضوع الاتجار وليس فقط بموضوع المخدرات، أنا ذكرت في أكثر من مناسبة أنه حتى في التجارة الحلال نحن حزب الله لا نعمل بها، كل شيء اسمه تجارة أو عمل استثماري نحن بعيدون عنه بالكامل، ليس زهدا وليس لأنه حرام (أنا أتكلم في التجارة الحلال) بالعكس التجارة هي عمل مستحب والتجارة على المستوى الشرعي والفقهي هي مستحبة ولكن بالنسبة لحزب الله ككيان معين سياسي جهادي قمنا بأخذ القرار أننا لا نريد أن نقوم بأي عمل تجاري وله أسبابه. (العقوبات وأن لا يترك آثارا على التجار اللبنانيين وفي المستقبل يصبح كل تاجر لبناني متهم بأنه يستثمر أموالا تابعة لحزب الله) نحن لا نقوم بأي عمل استثماري وليس لدينا أموال نقوم باستثمارها. الأموال المتاحة لنا هي بالكاد تكفي لنفقاتنا ومصاريفنا بالساحات المختلفة، وخصوصا نحن نخوض معارك وبالتالي ليس لدينا مال نقوم باستثماره وليس لدينا شركات وليس لدينا جهات تستثمر.

وأيضا أريد أن أذكر بشيء قلته سابقا لان بعد الانتصارات في العراق والانتصار شبه النهائي في سوريا وعودة الإعمار ويوجد شركات ولبنانيون وتجار لبنانيون سيعملون في العراق وسوريا والعديد من البلدان الأخرى، أريد أن أقول للجميع إنه لا يوجد أي عمل لحزب الله. حزب الله ليس لديه شيء وليس لديه مال ليستثمره في أي مكان وليس شريكا في أي مشروع وليس داخلا في أي مشروع استثماري أو تجاري. نعم لا يمنع أنه من الممكن أن يتواجد تجار خطهم من خط حزب الله ويوجد أغنياء ويوجد أشخاص لديهم إمكانات وهم يعملون شخصيا ونحن لم نمنع الناس لأن هذا مال شخصي وتجارة شخصية وشركة شخصية.

حزب الله كحزب الله لم يفوض أحدا ولم يخول أحدا أن يتكلم باسمه وأن يدير مشاريع استثمارية تابعة له لأنه لا يوجد في الأصل مشاريع استثمارية، وهذا الكلام للتأكيد. أما موضوع المخدرات، فهذا الموضوع قلت لكم إنه موضوع حاسم ولكن يأتي في سياق الحرب علينا وهذا الأمر طبيعي، فمثلا عندما اعترف جيفري فيلتمان في الماضي أن السفارة الاميركية في لبنان انفقت 500 مليون دولار لتشويه سمعة حزب الله وإبعاد الشباب عن حزب الله وهذا جزء من معركة التشويه وهم حاولوا ـ الأميركان أن يقوموا بإقناع الناس أن حزب الله منظمة إرهابية استطاعوا أن يحققوا أهدافهم في بعض الأماكن، ولكن في أماكن أخرى لم يستطيعوا، وحتى بعض الأماكن الذين قبلوا أن يضعوا الحزب على قائمة الارهاب هم يقومون من تحت الطاولة بالاتصال بنا ويتعاملون معنا ويقومون بأي شيء لإقامة علاقة معنا.

لم تنجح فكرة منظمة إرهابية فهي ليست منطقية، فحزب الله أثبت وخصوصا في السنوات القليلة الماضية أنه من أهم القوى التي تقاتل الإرهاب والجماعات الإرهابية في المنطقة فكيف يمكننا أن نقول إن هذا الحزب هو إرهابي وهو يقاتل الإرهابيين الذين أجمع العالم على وصفهم بالإرهاب، لذلك هم يريدون الذهاب إلى مكان آخر وهو تقديم حزب الله كمنظمة إجرامية، وأتمنى أن ينتبه الرأي العام لهذا الموضوع، فهناك عنوان منظمة إرهابية وهناك عنوان منظمة إجرامية، ماذا يعني منظمة إجرامية؟ يعني منظمة تتاجر بالمخدرات ومنظمة سرقة سيارات ومنظمة لصوص ومنظمة مرتزقة وقتلة، يريد أن يحاول إلباسنا صفة المنظمة الإجرامية.

حسنا: إذا أتوا إلى لبنان ليجروا تحقيقا أهلا وسهلا بهم، أنا أدعو لأن تأتي لجنة وازرة العدل الاميركية إلى لبنان ليجروا تحقيقا ونأمل من اللبنانيين الذين سيلتقون بلجنة وزارة العدل أن يقولوا الحقيقة وأن يكونوا صادقين. لا أحد يكذب ويحرض علينا، لأنه في لبنان يوجد هكذا أناس، في لبنان معروف من لديه موقف من تجارة المخدرات ومن تجار المخدرات ومن كل هذا الملف، هذا معروف، والذي لديه شيء علينا ليتفضل، نتمنى أن تقال الحقيقة، وإن كنت جازما بأن الأميركيين لا يبحثون عن الحقيقة، هم يبحثون عن أي شيء ليركبوا هذا الاتهام وليضعوا حزب الله على لائحة المنظمات الإجرامية. على كل في هذه النقطة أيضا أكتفي بهذا المقدار وأقول: نحن نرفض هذا الاتهام ونحن في هذا الأمر قاطعون وحاسمون ولا نقبل أي تهمة وليس علينا أي غبار، بالعكس ليذهبوا هم ويروا أنفسهم اولا، الأميركان و"سي أي إيه" والأجهزة الأمنية الأميركية كيف تشتغل وكيف تتاجر بالمخدرات وكيف تدمر مجتمعات من خلال نشر المخدرات في هذه المجتمعات، اذهبوا، الفوا لجنة تحقيق لتورطكم أنتم ومسؤوليكم وأجهزتكم الأمنية في تجارة المخدرات.

النقطة الثانية: موضوع الحدود في الجنوب اللبناني، يوجد 13 نقطة حدودية متنازع عليها بين لبنان والعدو الإسرائيلي، طبعا نفترض في النزاع أن الأرض المتنازع عليها أنها أرض لبنانية أو فلسطينية، نحن لا نعترف بوجود أرض إسرائيلية، الأرض في الطرف الآخر هي أرض فلسطينية محتلة من قبل الصهاينة، يوجد 13 نقطة متنازع عليها. حسنا، في الآونة الأخيرة العدو الإسرائيلي أبلغ "اليونيفيل" التي أبلغت الجانب اللبناني أنه يريد أن يبني جدارا وأن يستحدث أمورا في النقاط المتنازع عليها، لكن هذه النقاط لا تعني نقطة يعني لأنه يوجد مسافات طويلة، فهو يريد أن يستحدث هناك جدارا. الدولة اللبنانية ـ يعني الرؤساء والجهات المعنية في الدولة اللبنانية وهذا يقول موقف الدولة اللبنانية ـ وليس موقف الحكومة اللبنانية، رفض أي إجراءات إسرائيلية في النقاط المتنازع عليها وبلغ "اليونيفيل"، و"اليونيفيل" بلغ الإسرائيليين، ولبنان ينتظر جواب الإسرائيلي، طبعا هذا الأمر ظهر في الأيام القليلة الماضية في وسائل الإعلام، والجيش اللبناني أعلن بأنه جاهز لمواجهة أي تجاوزات أو ما شاكل".

أنا اليوم، في ذكرى الحاج أبو عماد، أبي شهداء المقاومة وشهداء القنيطرة، أريد أن أعلن أيضا وقوف المقاومة في لبنان إلى جانب الدولة اللبنانية وإلى جانب الموقف الرسمي وإلى جانب الجيش اللبناني، وأقول للاسرائيليين: يجب أن تأخذوا تحذيرات الدولة اللبنانية بمنتهى الجدية، يجب أن تأخذوها بمنتهى الجدية، ولبنان سوف يكون موحدا خلف الدولة اللبنانية وخلف الجيش اللبناني لمنع العدو الإسرائيلي من أي تصرف في النقاط المتنازع عليها، والمقاومة سوف تتحمل مسؤوليتها بشكل كامل على هذا الصعيد، ولا يمزحوا بهذا الموضوع ولا يتساهلوا لا في لبنان ولا بتحذيرات لبنان.

النقطة الثالثة: التطبيع مع العدو الإسرائيلي، هذه هي نقطة سجال وخلاف في البلد حصلت في الآونة الأخيرة، أنا أدعو أنه في مكان ما بشكل هادئ، سواء في الحكومة مثلا أو في مجلس النواب من المعني أو أية وزارات هي المعنية وفي مجلس النواب أية لجان هي المعنية، اليوم عمل نقاش ويتوصل إلى موقف أنه ماذا يعني مصاديق التطبيع مع العدو الإسرائيلي، أصل التطبيع هذا التزام رسمي لبناني، لبنان ملتزم بعدم التطبيع مع العدو الإسرائيلي، طالما لا يوجد ما يسمونه ما بين هلالين (سلام عادل وشامل) طيب أين السلام العادل والشامل؟ لبنان يجب أن يطبق التزامه بعدم التطبيع مع العدو الإسرائيلي، هذا الموضوع يجب أن يعالج من أجل أن لا تحدث مشاكل في البلد، بمعنى أنه غدا تحت عنوان هذا فن وهذا سياحة وهذا الخ.. لا ندخل النقاشات الدينية والفكرية في هذا الموضوع السياسي. يعني مثلا مخرج لبناني يذهب إلى فلسطين المحتلة وإلى السفارة الإسرائيلية ليأخذ فيزا ويدخل ويخرج ويبقى أشهر ويصور فيلما هناك وهذا ليس تطبيعا، طيب إذا هذا ليس تطبيعا فما هو التطبيع؟ يا أخي أنا شخص لبناني دلوني ماذا يعني التطبيع مع العدو الإسرائيلي؟ لذلك هذا الموضوع حساس وخصوصا الآن في هذه المرحلة بعد التطورات الاخيرة في القضية الفلسطينية.

هناك كثيرون في لبنان لا أحد يستخف بهم ونحن منهم يوجد كثيرون في لبنان لن يتسامحوا، يمكن كنا في بعض الأحيان هذه نتساهل فيها وهذه نتسامح بها، لن يتسامحوا مع خطوات التطبيع التي تجري تحت عين الدولة وأحيانا بموافقة مسؤولين في الدولة اللبنانية، طيب هذا ترجموه لنا وحلوه لنا، لا يوجد أحد ضد الفن ولا أحد يقول لكم أقفلوا السينما ولا أحد يقول لكم لا تذهبوا إلى السينما، لا أبدا لا أحد داخل أصلا في هذا الموضوع، لكن تحت عنوان الفن وتحت عنوان السينما وتحت عنوان السياحة تعمل تطبيع مع إسرائيل هذا خلاف التزام الدولة اللبنانية، ولا يطلع غدا أحد ليقول السيد مثل العادة يأخذ قرار الحرب والسلم، يا خيي هذا قرار الدولة اللبنانية، وهذا قرار الحكومات اللبنانية التزموا بقراركم، التزموا باستراتيجيتكم وبموقفكم فقط التزموا بقولكم. هذا في المبدأ.

ثانيا: في التطبيق، حسنا لبنان نحن دائما في النقاشات اللبنانية بعض إخواننا في لبنان "فلقونا" وهم يقولون إن لبنان ملتزم بقرارات جامعة الدول العربية، ومفتعلين معنا مشكلا طويلا وعريضا بأنهم هم عرب ونحن لسنا عربا، وهم يلتزمون بقرارات جامعة الدول العربية، التي لا تنفذها بعض دول جامعة الدول العربية، هو عدم التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ومن قرارات جامعة الدول العربية أنها لديها مكتب اسمه مكتب المقاطعة العربية، وتوجد لجنة مكونة من مجموعة دول ومن مندوبي دول، لبنان بينهم ولا أعرف إذا ما زال فيها، يجلسون ويناقشون. هذا الموضوع غير موضوع التطبيع، لا أحد يخلط بين الأمرين، قد يلتقيان وقد يفترقان، يعني كيف قد يفترقان؟ يعني المقاطعة العربية ماذا تقول؟ الشركة الفلانية هي ليست شركة إسرائيلية، شركة هولندية أو يابانية أو صينية، الذي تريدونه، أميركية، لكنها تقدم دعما لإسرائيل وتؤيد إسرائيل، يأتون في لجنة المقاطعة العربية ليدرسوا هذه الشركة والمعلومات عنها ويضعوها على القائمة السوداء ويعمموا على الدول العربية، عادة أغلب من كان يلتزم لبنان وسوريا، ونحن ندعو بقية الدول العربية لتلتزم، يعني تصوروا مثلا لجنة عربية فيها 14 دولة تأخذ قرارا بالمقاطعة والذي يقاطع 3 أو 4 دول، هذا هو الالتزام العربي، لكن هذا موجود، يوجد شيء اسمه لجنة المقاطعة العربية.

حسنا أتت لجنة المقاطعة العربية وضعت على القائمة السوداء. إذا كانت هذه المعطيات التي أنا أتكلم بها غلطا فأنا أعتذر من المسؤولين، لكن إذا كانت صحيحة فأنا أحمل المسؤولين المسؤولية، أتت لتقول أنه يوجد مخرج أميركي ليس لي شغل بدينه، هو يهودي لكن لا توجد مشكلة، مخرج أميركي اسمه ستيفن سبيلبرغ، هذا اخرج فيلما أسمه The post، صحيح هذا الفيلم لا يوجد فيه تطبيع مع العدو الإسرائيلي، نحن لا نقول انه يوجد تطبيع، لأنه يتكلم عن فيتنام مثلا، أنا لم أره ولكن التقرير يقول ذلك، لكن موضوع المشكل ليس مشكل الفيلم، بل مشكل المخرج، هذا المخرج موضوع على القائمة السوداء، ويوجد قرار من لجنة المقاطعة العربية الذي كان المندوب اللبناني مشاركا فيها بأن يقاطع هذا المخرج وإنتاجات هذا المخرج، لماذا؟ ليس من أجل فلسطين بل من أجل لبنان يا جماعة، هذا المخرج في حرب 2006 أعلن دعمه للعدوان الإسرائيلي على لبنان، أعلن دعمه وأنا أتمنى وهذا الكلام الآن من خلال وسائل الإعلام أضعه في عهدة فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الخارجية، ان يسمعوا، هذا الرجل أعلن دعمه لحرب العدوان الإسرائيلي على لبنان في ال2006 ، يعني يوجد أكثر من 2000 شهيد ويوجد آلاف الجرحى ويوجد عشرات آلاف الوحدات السكنية التي دمرت، 33 يوما أبشع حرب إسرائيلية على لبنان، هذا الرجل أيد تلك الحرب، ودفع من ماله الشخصي مليون دولار لإسرائيل، دعم من ماله الشخصي، يعني عندما تأتون بفيلمه إلى السينما في لبنان ويذهب اللبنانيون ليحضروا هذا الفيلم ويدفعوا المال، المال عندما يصل لهذا الذي أسمه ستيفن سبيلبرغ هذا يمكن أن يعطي جزءا منه إلى إسرائيل".

حسنا، لجنة المقاطعة العربية التي كان يوجد فيها 14 دولة عربية لما اخذت قرارا أن تقاطع هذا ستيفين سبيلبيرغ من أجل لبنان يا جماعة، لأنه دعم الحرب الإسرائيلية على لبنان، لأنه دفع من ماله الشخصي مليون دولار لإسرائيل، لقتل أطفالكم وسحق عظامكم، وتدمير بيوتكم، واخيرا نكافئ ستيفين تحت عنوان الفن والحرية والسياحة، انه لا يوجد مشكلة فلتعرضوا فيلمه في الصالات اللبنانية؟ نحن نرفض هذا القرار ونعتبره قرارا خاطئا، ولا أريد أن أقول أكثر من هذا الآن، هذا خطأ، ممكن أن تكون معلوماتكم غير صحيحة، إذا كانت معلوماتي خاطئة صححوا لي، لا يوجد مشكلة، لا ندعي العصمة، لكن هذا نتيجة التدقيق الذي قمنا به اليوم، نتمنى أن يعالج هذا الموضوع، ليس فقط هذا الموضوع، بل كل هذه القصة. نحن لسنا ضد الفن ولسنا ضد السينما، ولسنا ضد التلفزيون، ولسنا ضد الانترنت ولسنا ضد السياحة، أبدا، فلا يخلط أي أحد بين المسائل ولا يبسط المسائل، بالموضوع الإسرائيلي المفروض أنه يوجد إجماع لبناني أن إسرائيل عدو، ويفترض انه يوجد قرار رسمي لبناني بمقاطعة اسرائيل، والتزام بقرارات جامعة الدول العربية لجهة مقاطعة من تأمر بمقاطعته من شركات داعمة لإسرائيل، فقط التزموا بقراراتكم.

النقطة ما قبل الأخيرة، التفجير الذي حصل في صيدا، للأسف الشديد، طبعا الآن لا أريد أن أحسم المسائل، رغم أن من يقوم بالتحقيق هو الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية، لكن نحن نواكب التحقيق بشكل أو بآخر، قريبون من التحقيق، وكل المؤشرات حتى الآن تقول إن العدو الاسرائيلي هو الذي قام بتنفيذ هذه العملية، يعني التفجير الذي استهدف أحد الإخوة من كوادر حماس في مدينة صيدا. الآن، يمكننا أن نقول إن لبنان رسميا لم يتهم إسرائيل، الآن لا تعتبوا، حسنا، لن نعتب الآن، لكن عندما يظهر عند الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية أن هذا عمل إسرائيلي، نتمنى على اللبنانيين والأحزاب اللبنانية والجهات اللبنانية والدولة اللبنانية أن تتعاطى مع هذا الأمر أولا على أنه جريمة، وثانيا أنه خرق للسيادة اللبنانية، وثالثا أنه عدوان على لبنان.

وأزيدكم، هذه بداية خطيرة جدا، الآن الموضوع مر لأن البلد مشغول في مكان آخر، فهذا موضوع خطير، منذ زمن طويل، كم من وقت مر على إسرائيل لم تنفذ عملا أمنيا مباشرا على الساحة اللبنانية. الآن، هناك ناس للأسف الشديد قد يستهينون في الأمر، ويقولون لك ما علاقتنا بهذا؟ هذا الشاب فلسطيني المستهدف ليس لبنانيا. ومن المعيب أن يتكلم أحد بهذه اللغة، وأيا يكن المقيم على الأرض اللبنانية، عندما يستهدف على الأرض اللبنانية، يعني استهدافا للبنان، فهذه بداية خطرة - يعني الإسرائيلي ماذا يخطط؟ الآن، بدأنا نفهم ما هي قصة اجتماعات المجلس الوزاري المصغر في الأسابيع القليلة الماضية، وأن نتنياهو عقد اجتماعا أولا وثانيا وثالثا، ويتكلمون بالجبهة الجنوبية، ماذا هناك ؟.

سأطرح الآن أسئلة، ولاحقا عندما ينتهي التحقيق بهذا التفجير نتكلم لنرى ما المناسب أن نتكلم به وما المناسب أن نفعله، لكن هل من الصحيح أن هكذا يغض الطرف عن أن إسرائيل تعود وتقتل من جديد في لبنان، فلماذا نحن نتغنى بالأمن في لبنان وبالاستقرار فيه وبلبنان الآمن والمستقر ولبنان ولبنان. إذا كان لبنان سيعود مرتعا للمخابرات الاسرائيلية والاعتداءات الاسرائيلية ولعمليات الاغتيال وللقتل الإسرائيلي؟ لا هذا الموضوع لا يجب أن نتسامح فيه، لا يجوز للشعب اللبناني أن يسمح بالتسامح في هذا الأمر. طبعا، الأجهزة الأمنية عافاها الله، والجيش اللبناني أيضا، الكل يتحمل مسؤوليته "الله يعطيهم العافية"، ولكن هذا بحاجة إلى تصرف قيادي سيادي وسياسي مختلف.

أنا لا أريد أن أدين التفجير في صيدا، بل سأقف لأدق ناقوس الخطر، ولأقول إن التفجير الذي حصل قبل أيام في صيدا واستهدف أحد الإخوة الكوادر في حركة حماس هو بداية خطيرة على المستوى الأمني اللبناني، لا أحد يخفف من الموضوع ولا أحد يهون منه، ولا يجوز السكوت عليه. وعندما يحسم التحقيق، يجب على الحكومة اللبنانية أن ترى كيف ستتصرف مع الموضوع، ولكن أنا أقول لكم فرضية: لو فرضنا انفجرت عبوة في حيفا، لا نريد أن نبتعد كثيرا، في نهاريا، في أي بلدة في فلسطين المحتلة، وكادت أن تقتل إسرائيليا، وأظهرت المؤشرات الأولية أن هناك أحدا في لبنان له علاقة بهذا التفجير، هل يمكنكم أن تقولوا لي إن إسرائيل ونتنياهو وحكومة اسرائيل كيف تتصرف؟ حسنا لبنان كيف مطلوب منه أن يتصرف؟ فهذا سؤال برسم الدولة. ألسنا نطالب دائما بأن لا نكون بديلا عن الدولة، نحن لسنا بديلا عن الدولة، فلتأت الدولة وتتحمل مسؤوليتها، الدولة على الحدود تقول ممنوع يا إسرائيلي أن تمس النقاط المتنازع عليها، نحن خلف الدولة، وفي خدمتها ومعها، وليس أمامها، ولا نزايد عليها، نحن تم سؤالنا، نحن موجودون في الحكومة ويفترض أننا شركاء في القرار، يا اخي توجد النقاط المتنازع عليها يجب أن نحلها، يجب أن نقوم بالترسيم، أو في موضوع ترسيم الحدود البحرية، قلنا لهم أنتم الدولة فلتتخذوا القرار، نحن كمقاومة لا نريد ان نبدي رأيا ولا نريد أن نتدخل في مسألة ترسيم الحدود، نحن في هذه المسألة خلف الدولة، مثلما تكلمنا عشية الانتصار عام 2000، فلندع الدولة تتحمل مسؤوليتها.

في الموضوع الأمني الآن الاستهداف الاسرائيلي المتجدد على مستوى عمليات تفجير، نعم هذه بداية خطيرة، يجب أن تتحمل الدولة مسؤوليتها. وعندما ينتهي التحقيق، نعود ونتكلم بهذا الموضوع.

النقطة الأخيرة في الشأن اللبناني: أيضا كلمتان، ليس هناك من شك في أننا دخلنا موضوع الانتخابات بقوة، الآن الوقت لا يتسع للحديث عن هذا الملف، وفي بعض النقاشات التي أريد أن أستكملها مع إخواني. ولذلك، أتركها إلى الأسبوع المقبل أو ما بعده، يعني خلال الأيام القليلة المقبلة في حديث تلفزيوني، ليس في خطاب شعبي، أتكلم عن الانتخابات وقانون الانتخابات والتحالفات في الانتخابات وأهداف الانتخابات وموضوع المغتربين. وعلى ضوء نتيجة جلسة الاثنين أو جلسة الحكومة، يمكن أن أتكلم أنا في هذا الموضوع وأشرحه للناس. على كل، هذا الموضوع يحتاج إلى ساعة من الشرح نتكلم فيه لوحده، لكن في هذا العنوان أريد أن أقول جملة، إنه في جو في هذا البلد اتهام أن هناك أحدا يريد أن يطير الانتخابات أو أن يؤجلها، لكن أنا كي أكون منصفا، وبحسب معلوماتنا ومعطياتنا ومتابعاتنا لا نعتقد أن أحدا في لبنان من القوى السياسية يريد تطيير الانتخابات أو يريد تأجيلها. واذا كنا مختلفين على موضوع له علاقة بتفصيل هنا أو تفصيل هناك في موضوع قانون الانتخابات أو الانتخابات لا يجوز أن نذهب إلى اتهامات متبادلة تشنج البلد على هذا الصعيد. أنا أعتقد أن الجميع يريدون أن تجري الانتخابات في موعدها.

من الطبيعي أن كل جهة تحاول أن تحسن شروطها وظروفها لتحصل على أفضل نتيجة ممكنة في الانتخابات النيابية، لكن في الحد الادنى نحن حزب الله ليست لدينا معطيات ولا نتهم أحدا بأنه يعمل على تأجيل الانتخابات أو تطييرها، مع التأكيد في المناخ السياسي العام أنه كلما اقتربنا من جو الانتخابات قد تذهب الأمور إلى بعض الحماوة السياسية. هذا الأمر يجب أن يبقى مضبوطا، ولكن في النهاية أنا أحب أن أقول لكم أمرا: هذا البلد لا يحكم لا بأغلبية ولا بأقلية، سأعود لأتكلم في الموضوع لاحقا بالتفصيل، هذا البلد لا يصح أن يعزل فيه أحد ولا أن يكسر فيه أحد، وهذه التجارب حصلت في الماضي وأدت إلى نتائج سلبية.

من ميزات قانون الانتخابات، القانون النسبي إذ أنه يتيح مجالا للجميع بأن يتمثلوا إذا كان لهم حجم يستدعي التمثيل، لأنه توجد ادعاءات أحيانا تكون فارغة، لكن من له حجم جدير بالتمثيل وله حجم شعبي، فالقانون النسبي يتيح له هذه الفرصة. ولذلك، نحن نرفض العزل، نرفض حتى عزل من يصنف نفسه خصما سياسيا لنا، ونرفض الكسر. وكنا نقول وما زلنا نقول، وسنبقى نقول، هذا البلد يستمر بالحوار والتواصل والتكامل والتعايش وبعدم الإلغاء وبعدم الإقصاء ونقطة، فافهم وتأمل. الآن تفاصيل الموضوع سأتكلم عنها لاحقا.

أما عن النقطة العامة التي لها علاقة بالمنطقة، إن شاء الله، فسأقول كلمتين لكي لا أطيل الكلام عليكم. إن ما جرى في الأيام القليلة الماضية يؤكد بشكل قاطع كل ما قلناه وقاله آخرون في بدايات الأحداث في المنطقة عن الأهداف الأميركية.

أمس، أعلن وزير الخارجية الأميركي تيلرسون - طيعا ليس ترامب بتغريدة، إنما تيلرسون، يعني أنهم جلسوا وتكلموا، والجماعة لا ينتعون نتعا بالكلام، لأن ترامب في بعض الأحيان ينتع - أن القوات الأميركية باقية في العراق وفي سوريا. حسنا، لماذا أنتم باقون في العراق وفي سوريا؟ أنتم عندما قمتم بالتحالف الدولي وأتيتم إلى العراق وسوريا وقتها قلتم إنكم أنتم ليس في نيتكم البقاء ـ لتروا النفاق الأميركي ـ وإنما أتيتم للمساعدة على دحر داعش، وآخر من له علاقة بدحر داعش وإلحاق الهزيمة بداعش هو أنتم، الأميركيون يعني. حسنا، الآن ماذا يقول؟ يقول إن القوات الأميركية والقواعد الأميركية ستبقى في العراق وستبقى في سوريا لمنع عودة داعش، عظيم.

أريد أن أذكر بما تكلمنا عنه منذ سنوات، يمكن أن تعودوا إلى الأرشيف، لما قلنا، ليس فقط نحن، الكثيرون منا قالوا إن الأميركيين أوجدوا داعش ليوجدوا حجة وذريعة عودتهم العسكرية إلى المنطقة، خصوصا في العراق، بعد أن أخرجهم الشعب العراقي والحكومة العراقية والمقاومة العراقية الباسلة، ورفض العراقيون أن يعطوا للأميركيين قواعد عسكرية، وأن يعطوا للأميركيين حصانة ديبلوماسية لجنودهم وضباطهم، أوباما اخذ قرار الانسحاب، حسنا، الأميركيون كيف سيعودون إلى العراق؟ يريدون حجة للعودة إلى العراق، أوجدوا داعش، ليعودوا إلى العراق. واليوم، في حجة داعش يريدون البقاء في العراق، وفي حجة داعش جاؤوا إلى سوريا، وفي حجة داعش يريدون البقاء في سوريا، مع أن العالم كله يعلم، وباعترافات ترامب، أن أميركا هي أوجدت داعش.

واليوم أستطيع أن أقول للأميركيين حتى لا يضللوا الرأي العام، أتريدون ألا يعود داعش؟ أنتم لا تعيدوه فلا يعود، أنتم لا تطلبوا من حلفائكم في الخليج والمنطقة أن يعطوه المال والسلاح فلا يعود، أنتم لا تطلبوا من الدول في العالم أن يقدموا تسهيلات إلى التكفيريين ليلتحقوا بداعش فلا يعود داعش، ولا يحتاج منع عودة داعش إلى العراق وسوريا إلى قواعد أميركية ولا إلى قوات أميركية. العراقيون كفيلون بمنع داعش من العودة، والسوريون كفيلون أيضا بمنع داعش من العودة، وما يدعيه وزير الخارجية الأميركي هو كذب ونفاق وتضليل ودجل على الشعوب في المنطقة واختراع حجج واهية لبقاء القوات والقواعد الأميركية في المنطقة، وهذا كان الهدف الحقيقي.

اليوم، أصبح واضحا وبينا. طبعا، في سوريا الحكومة السورية أعلنت موقفها ومن المؤكد أن الأميركيين لم ينسقوا مع السوريين، لكن في العراق لا نعلم، هل اتفقت الحكومة الأميركية مع الحكومة العراقية على بقاء هذه القواعد أم لا؟ نحن ليست لدينا معلومات عن هذا الموضوع، أم أن الأميركيين يعطون علما للعراق وللعراقيين أنه نحن باقون عندكم، يعني "غصب عنكم"، بإرادتكم، بدون إرادتكم، هذا طبعا أعتقد أنه من الاستحقاقات الكبرى أمام الحكومة العراقية والشعب العراقي والقيادات والقوى السياسية العراقية، أن تفرض أميركا قواعدها وبشروطها على العراقيين من جديد في حجة داعش.

نقطة أخرى أيضا في هذا السياق، استمرار العتو والعلو والاستكبار والعنجهية والعنصرية الأميركية من خلال إدارة ترامب، وما سمعناه من تصريحات الآن في موضوع المسلمين، "ما هو لا خلى ولا بقى بالمسلمين" والإسلام خلال الحملة الانتخابية وبعد فوزه في الانتخابات وإصراره على مصطلح الإرهاب الإسلامي هو من أهم مصاديق وأدلة عدائه الكبير للاسلام. ليس هناك شيء اسمه إرهاب إسلامي، يعني مقبول مثلا نحن المسلمين أن يخرج أحد منا يقول إن ما قامت به أميركا من ضرب للقنابل النووية في اليابان في هيروشيما وغيرها هذا إرهاب مسيحي؟ هل ما قامت به أميركا من قتل وما تقوم به من قتل يومي في كثير من مناطق العالم لأنهم مسيحيون نقول هذا إرهاب مسيحي؟ نحن نرفض أن نصف الإرهاب الأميركي بالإرهاب المسيحي. لسنا نجامل المسيحيين، وإذا نقول هذا إرهاب مسيحي فنكون نتجنى على المسيحية والمسيحيين والدين المسيحي، وهذه ليست مجاملة للمسيحيين، لكن المسيحيين يجب أن يرفضوا هذا المصطلح، وأقول لكم ترامب يتعمد وصف الإرهاب بالإسلامي، لا يقول مثلا الإرهاب التكفيري، لا يقول الإرهاب الوهابي الذين هم جماعته وحلفاؤه، لا يقول الإرهاب الفلاني، بل يقول الإرهاب الإسلامي لصبغ الإسلام ودين الإسلام ونبي الإسلام بصفة الإرهاب.

حسنا، اليوم هناك أكثر من ذلك في موضوع المسلمين، فضلا عن موضوع إهانة مليار و400 مليون مسلم في مسألة القدس ومعهم مئات الملايين من المسيحيين، جاء ليهين الدول الإفريقية ومعها هاييتي بالتعبيرات القذرة التي استخدمها ترامب تجاه هذه الشعوب، وهذا استكمال للعلو والعتو والعنجهية الأميركية التي ينظر إليها البعض اليوم في العالم على أنها هي حلالة المشاكل وضمانة العدل والعدالة وضمانة حقوق الإنسان. وإذا كان رئيس هذه الدولة إنسانا عنصريا، بغيضا، مستكبرا، يستعلي على الجنس البشري، على ولد آدم نتيجة اللون أو اللغة أو الدين أو المنطقة الجغرافية، على ماذا يراهنون هؤلاء؟

إن الإدارة الأميركية تواصل مساعيها لتصفية القضية الفلسطينية، فبعد قرار القدس جاء قرار وقف الدعم لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، وسيستمر ترامب في الضغط على الدول العربية التي أصبح من الواضح أنها تمارس ضغوطا على الفلسطينيين، واللغة الخطابية التي استمعنا إليها في الأيام القليلة الماضية تؤكد أن هناك ضغوطا عربية، يعني نحن نطالب العرب بأن يكونوا مع الفلسطيني حتى يصمد. وفي الحقيقة إن بعض الحكومات العربية ولمصالح ترتبط بالكراسي والعروش والسلالات تضغط على الفلسطينيين ليقبلوا بهذا الفتات المذل والمهين الذي يعرض عليهم، ولكن كما قلنا في بداية هذه المحنة وبداية هذه المرحلة: الرهان الحقيقي هو على الشعب الفلسطيني الذي ما زال يتواجد في الساحات وخصوصا في كل يوم جمعة ويتحدى عند خطوط الاشتباك وذهب أبعد من ذلك في نابلس، وصولا إلى المواجهة البطولية في اليومين الماضيين في مدينة جنين والفشل الإسرائيلي الميداني.

طالما أن الفلسطينيين يجمعون على رفض ما سمي بصفقة القرن وسموها بصفعة القرن، وهي صفعة قوية ومدوية، صفعة ليست فقط للفلسطينيين، صفعة لمليار و400 مليون مسلم، صفعة لكل العرب، لكل الشعوب العربية والحكومات العربية والتي كثير منها لم تحرك ساكنا، بل بالعكس البعض بعد قطيعة يعيد العلاقات ويعيد فتح السفارات مع العدو الإسرائيلي لسبب أو لآخر.

نحن في كل الأحوال، في ذكرى الشهداء وفي ذكرى والد كبير من آباء الشهداء نؤكد موقفنا الرافض بالمطلق للهيمنة الأميركية على المنطقة وللمشروع الصهيوني، ونؤكد وقوفنا الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، وحضورنا الدائم لمواجهة كل هذه التحديات. من دماء أولاد الحاج فايز مغنية، وخصوصا من دماء القائد الكبير الحاج عماد ومن دماء شهداء القنيطرة ومن دماء كل شهدائنا صنعنا الانتصارات وسنصنعها، سنحمي بلدنا وحدودنا وسيادتنا وكرامتنا وأمننا ومنطقتنا ومقدساتنا وقدسنا، ولن نتخلى عن هذه المسؤولية مهما بلغت التضحيات.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ماتيس: إيران وكوريا الشمالية تهددان الأمن الاقليمي والدولي  

الجمهورية/20 كانون الثاني/18/كشف وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، الجمعة، الخطوط العريضة للاستراتيجية العسكرية الأميركية لبلاده، التي تشمل الاحتفاظ بالتفوق النوعي على بقية الدول، مشيرا إلى "دولا مارقة مثل كوريا الشمالية وإيران تهددان الاستقرار العالمي". وأكد ماتيس خلال كلمة ألقاها في جامعة جونز هوبكنز بواشنطن أن السلطات الإيرانية تواصل عملية قمع شعبها وخرق القوانين الدولية. واعتبر  أن "هناك دولا مارقة مثل كوريا الشمالية وإيران تمثل خطرا على السلام العالمي"، قائلا إن الأنظمة في هذه الدول قمعت شعوبها وأهانت كرامتها. وقال الوزير:" سنواصل عملنا في ملاحقة الإرهابيين"، مؤكدا أنه رغم هزيمة داعش وخلافته المزعومة، فإن "منظمات إرهابية مثل حزب الله والقاعدة ماتزال تنشر الحقد وتقتل الأبرياء في كل العالم." وتابع أن الولايات المتحدة تواجه تهديدا متناميا من الصين وروسيا اللتين تسعيان إلى خلق عالم يتوافق نموذجيهما التسلطي. وبخصوص بنود الاستراتيجية العسكرية، قال ماتيس :" الاستعداد للحروب سيكون بامتلاك أقوى الأدوات العسكرية على الإطلاق"، إلى جانب تطوير قدرات التأقلم مع التغيرات السريعة وتحديث الدفاع الصاروخي، وبناء شراكات عسكرية مع دول في العالم. وأكد أن الجيش الأميركي متقدم على الجميع برا وبحرا وجوا وفي الفضاء والإنترنت. وطالب وزير الدفاع الأميركي الكونغرس بزيادة ميزانية الدفاع لمواجهة التحديات، مشيرا إلى أن الجيش عمل في السنوات التسع الماضية بأقل من الموارد التي يحتاجها. وحذر من أن "تعليق" أعمال الحكومة بسبب الخلافات بشأن الميزانية سيلحق الضرر بالجيش مثل الصيانة والتدريب. ومن المقرر أن يناقش النواب الجمهوريون والديمقراطيون مشروع الموازنة في وقت لاحق الجمعة، وفي حال الفشل قد يتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار بتعليق أعمال الحكومة. وشدد ماتيس على دور الجيش قائلا إنه " لا يحمي الجغرافية الأميركية فحسب، بل يحمي قيمنا وما حققنها والأجيال والحرية وطريقة عيشنا وأيديولوجيتا".

 

رجوي: الانتفاضة أثبتت أن النظام بغاية الضعف

عواصم – «السياسة» ووكالات/19 كانون الثاني/18/عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دورة استثنائية يومي 13 و14 الجاري، بحضور رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية مريم رجوي، وبمشاركة رؤساء اللجان وأعضاء المجلس، وتركز جدول الأعمال على مدى يومين على الانتفاضة العارمة التي شهدتها إيران مؤخرا. وكشف بيان صادر عن الاجتماع وتلقت «السياسة» نسخة منه، أن رجوي، وجهت التحية للمنتفضين في 142 مدينة، الذين نهضوا لإسقاط نظام ولاية الفقيه، مؤكدة أن الانتفاضة أثبتت أن المجتمع الإيراني متشبع بالاحتجاج والعصيان، ويكفيه وميض لحظي لإسقاط النظام الذي أثبت المنتفضون أنه في غاية الضعف والهشاشة، وأن نظام ولاية الفقيه يعيش مرحلة السقوط. وأفاد البيان، أن أعمال الاجتماع خلصت، إلى أن الانتفاضة طوت سياسات ونظريات أصحاب المساومة، وأثبتت ضرورة إسقاط النظام الاستبدادي الديني كخيار حقيقي. وذكر أن قرابة أربعة عقود من الفقر والتضخم والبطالة والغلاء، تحولت إلى صرخات احتجاجية ضد الاختلاس والسرقات والنفقات الهائلة لإثارة الحروب في المنطقة وتمويل الإرهاب والميليشيات. إلى ذلك، اعتقلت الأجهزة الأمنية الإيرانية أربعة نساء طالبن بالاستفتاء على النظام السياسي. ونقلت وكالة «فارس» عن مصادر أمنية، أن ثلاث نساء وأخرى تقوم بتصويرهن ظهرن في شريط فيديو، تم نشره على نطاق واسع على حسابات وتطبيقات شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وهن يقفن في أحد ميادين مدينة أصفهان، ويرفعن لافتات كتب عليها «رفراندوم» أي «استفتاء». واتهمت، النساء اللواتي تجمعن لمدة ساعة في شارع رئيسي بأصفهان، بأنهن «ارتكبن جريمة وتم اعتقالهن بناء على أوامر قضائية»، ووصفتهن بأنهن «أربعة من زعماء الشغب». من جانبها، نددت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران، باعتقال النساء الأربع، مؤكدة في بيان أن «التعبير عن الرغبة في إجراء استفتاء، أمر قانوني». وأضافت أن الرئيس حسن روحاني تحدث عن حق الاحتجاج على مدى الأسابيع الماضية، لكن الاعتقالات ضد المحتجين السلميين مستمرة. إلى ذلك، حذر الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من أن «أي قضايا لا تتصل مباشرة بالاتفاق النووي الايراني، يجب التعامل معها دون المساس بمسألة الحفاظ على الاتفاق». وقال المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك، إن الاتفاق النووي يمثل انجازا كبيرا»، موضحا أن «غوتيريس دعا الى التعامل مع المخاوف المتعلقة بتطبيقه، عبر الاليات التي أرساها الاتفاق نفسه». من جهة أخرى، اختتم أمس اتحاد برلمانات منظمة التعاون الاسلامي، أعمال مؤتمره الـ13 بطهران. ودان بيانه الختامي، الإرهاب، مؤكّدا أهمية تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية، في مكافحة العنف. من جهة أخرى، كشفت البورصة الألمانية، أن البنك المركزي الايراني أقام دعوى في لوكسمبورغ بحق وحدة «كليرستريم» التابعة لها، سعيا لاستعادة أصول قيمتها 4.9 مليار دولار والفوائد المستحقة عليها، كانت مجمدة للاشتباه بتمويل الارهاب. من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الايرانية، أن زلزالا بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر ضرب مدينة بهاباد وسط ايران، دون خسائر بشرية.

 

مشروع قانون أميركي لتشديد الاتفاق النووي مع إيران ينص على إعادة فرض عقوبات ضد طهران حال عدم احترامها المتطلبات الجديدة

الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18/قدّم نواب أميركيون، أمس (الخميس)، مشروع قانون ينص على تشديد الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 مع إيران، وعلى إعادة فرض عقوبات ضدها، في حال عدم احترام طهران للمتطلبات الجديدة. وقالت النائبة الجمهورية ليز تشيني، في بيان، إن النص الذي تقدّم به زميلها الجمهوري بيتر روسكام «يشير بوضوح إلى ما يجب أن يتضمنه الاتفاق (النووي) الفعّال من أجل منع إيران فعلا من الحصول على أسلحة نووية». وأوضحت تشيني أن أي اتفاق «يجب أن يسمح على الأقل بعمليات تفتيش، بما في ذلك للمنشآت العسكرية، في أي مكان وزمان (...) وفرض حظر على تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، وحظر على تطوير الصواريخ الباليستية». وأشارت تشيني إلى أن نص مشروع القانون «سيضمن عدم تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، إلا إذا احترمت إيران المتطلبات الأساسية». ونددت تشيني بالاتفاق النووي الحالي الذي فاوضت بشأنه على مدى أكثر من عامين إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والذي «منح للنظام الإيراني رفعا للعقوبات مقابل وعود لا يمكن التحقق منها» على حد وصفها. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن مؤخرا عن قراره البقاء في إطار الاتفاق النووي التاريخي الذي وقّع في عام 2015 بين طهران والقوى الست الكبرى، غير أنه أعطى مهلة للأوروبيين من أجل أن يساعدوه على تشديد بنود هذا الاتفاق.

 

الإمارات تشكو قطر إلى الأمم المتحدة

الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18/أعلنت الإمارات أنها قدمت مذكرتي إحاطة إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إثر قيام طائرات مقاتلة قطرية باعتراض طائرتين إماراتيتين مدنيتين كانتا في طريقهما إلى البحرين. وكانت الإمارات قد أعلنت الاثنين الماضي أن طائرات القوات الجوية القطرية اعترضت طائرتين مدنيتين كانتا في رحلة روتينية إلى البحرين. ونفت الدوحة اعتراض الطائرتين. واعتبرت الإمارات في مذكرتيها إلى رئيسي مجلس الأمن والجمعية العامة أن السلوك القطري «متهور وغير مسؤول» ويعد «تصعيداً غير مبرر ومهدداً لسلامة الرحلات المدنية، بما يخالف قواعد القانون الدولي المعمول بها في هذا الشأن، فضلا عن تعريض الأمن والسلم الدوليين في المنطقة للخطر». وطلبت الإمارات بأن يتم اعتبار هذه الوثيقة من ضمن وثائق كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. من جهة أخرى، أرسلت الإمارات مذكرتين مماثلتين إلى كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وطلبت توزيع المذكرتين على أعضاء الجامعة، ومجلس التعاون الخليجي باعتبارهما وثيقتين رسميتين لكل من المنظمتين.

 

ماكرون: واثق من نصر عسكري على «داعش» في الأسابيع المقبلة

الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18/أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الجمعة)، أن تنظيم داعش المتطرف في العراق وسوريا «هُزم بشكل كامل تقريبا»، وأنه من المتوقع أن يحقق التحالف الدولي الذي يقاتل المتطرفين «النصر العسكري» على الأرض في الأسابيع المقبلة.

وقال ماكرون خلال تمنياته بحلول العام الجديد للجيوش الفرنسية: «اليوم وبفضل جهود كل الأمم الضالعة، فإن التنظيم العسكري لـ(داعش) في المشرق هزم بشكل كامل تقريبا. أنا واثق بأنه في الأسابيع المقبلة سنتوصل إلى هذا النصر العسكري على الأرض».

 

وزير الدفاع التركي: عملية عفرين بدأت «فعليا» و«وحدات حماية الشعب الكردية» توعدت بالرد بأشد قوة على أي اعتداء

الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18/قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي اليوم (الجمعة) إن العملية العسكرية بمنطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سوريا قد بدأت «فعليا» بقصف عبر الحدود، مشيرا إلى عدم تحرك أي قوات إلى المنطقة. وأضاف جانيكلي في مقابلة تلفزيونية إن تركيا تطور أنظمة أسلحة لمواجهة الصواريخ المضادة للدبابات التي تستخدمها وحدات حماية الشعب الكردية السورية. من جانبها، قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن القوات التركية أطلقت قرابة 70 قذيفة على قرى كردية في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا في قصف من الأراضي التركية بدأ عند منتصف الليل تقريبا واستمر حتى صباح اليوم. وقال روجهات روج المتحدث باسم الوحدات في عفرين لرويترز إن ذلك كان أعنف قصف تركي منذ أن صعدت أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة الكردية. وأضاف روج متحدثا من عفرين أن وحدات حماية الشعب سترد «بأشد قوة» على أي هجوم على عفرين. وكان وزير الدفاع التركي قد صرح في وقت سابق الجمعة بضرورة تنفيذ عملية عسكرية في عفرين السورية دون تأخير، مضيفا أن أنقرة ستواصل المحادثات مع روسيا بشأن العملية، مضيفا أن تركيا يجب أن تطهر شمال سوريا من العناصر الإرهابية. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية السورية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، لكن واشنطن ترى القوات الكردية في المقدمة من محاربة التنظيمات المتطرفة في سوريا.

 

أنقرة للتنسيق مع موسكو وطهران إزاء عملية عفرين وأعلنت أنها غير مقتنعة بـ«تبريرات» واشنطن... ورئيسا الأركان والاستخبارات التركيان يزوران روسيا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18/أعلنت تركيا أنها ستنسِّق مع كل من روسيا وإيران بشأن ضربات جوية في عفرين، مطالِبةً موسكو بعدم معارضة العملية العسكرية المرتقَبة، إضافة إلى تأكيد أنها لا تريد الدخول في مواجهة مع حليفتها واشنطن خلال عملية عفرين، وتوجَّه رئيسا الأركان والمخابرات التركيان خلوصي أكار وهاكان فيدان إلى موسكو، أمس، لبحث العملية العسكرية المرتَقَبة، وموقف روسيا من التطورات الأخيرة في شمال سوريا. وأعاد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، التأكيد على أن بلاده لن تسمح بتشكيل «جيش من الإرهابيين» على الحدود السورية - التركية، مشدداً على أن هذا الأمر سيدمر علاقة بلاده مع واشنطن، واعتبر في هذا الصدد أن تصريحات وزيرَيْ الخارجية والدفاع الأميركيين ريكس تيلرسون وجيمس ماتيس، بشأن عدم وجود خطط لتشكيل مثل هذا الجيش، غير مقنعة. وقال جاويش أوغلو: «تصريحات مسؤولين أميركيين حول مخاوفنا بشأن الحدود السورية غبر مطمئنة ولم تُرضِنا بالكامل»، وأضاف: «سنتدخل في عفرين ومنبج في سوريا، وأبلغنا أميركا بأننا لا نريد أن نواجه حليفاً هناك»، لافتاً إلى أنه ينبغي على أميركا أن تقطع علاقاتها مع ما سماه بـ«المنظمات الإرهابية» (في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري) وأن تكفَّ عن التعاون معها». وتابع: «يجب ألا تُعارِض روسيا العملية العسكرية في عفرين السورية»، مشيراً إلى أن بلاده ستنسِّق مع روسيا، وإيران بشأن عملية جوية على عفرين. وأكد في الوقت نفسه أنه «لا بدَّ من وقف تقدُّم الحكومة السورية في إدلب».

وواصل: «ينبغي أن ننسِّق مع روسيا بشأن عفرين السورية رغم خلافنا حول الأسد»، مشيراً إلى أن نائب مستشار الخارجية التركية سيتوجَّه إلى سوتشي لحضور اللقاء التحضيري لمؤتمر الحوار الوطني، وأن وحدات حماية الشعب الكردية لن تحضر المؤتمر.

وتوجه رئيس الأركان التركي خلوصي أكار، أمس، إلى موسكو للقاء نظيره الروسي فاليري غيراسيموف. وأفادت رئاسة الأركان بأن أكار سيتناول، مع نظيره الروسي، آخر التطورات في روسيا، ومباحثات «آستانة» و«جنيف» حول الوضع السوري، وبأن رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان سيشارك في اللقاء.

وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن تركيا ترغب في الحصول على دعم روسي لعملية عفرين، وعدم عرقلتها من جانب موسكو، وكذلك تريد من روسيا التدخُّل لدى النظام السوري لعدم الإعراض على عملية عفرين، ووقف الهجوم على إدلب، ولفتَتْ إلى أن اتصالاتٍ مماثلةً ستُجرى مع إيران، في إطار التمهيد لعملية عفرين. وقال جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة قدمت لنا وعوداً من قبل ولم تنفِّذها، مشيراً إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي تيلرسون لم تشعرنا بالارتياح التام. وأكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، أن بلاده لا تعتزم إنشاء أي قوة حدودية في سوريا... هذا أمر تم تصويره وتعريفه بأسلوب خاطئ، وبعض الأشخاص تحدثوا بطريقة خاطئة. لا ننشئ أي قوة حدودية». وأشار إلى أنه تحدث بشكل مطول مع نظيره التركي حول الموضوع على هامش مشاركتهما في اجتماع حول كوريا الشمالية بمدينة فانكوفر الكندية، أول من أمس، وأن نية بلاده هي تدريب العناصر المحلية في المناطق المحررة من تنظيم داعش في سوريا. وشدد وزير الخارجية الأميركي على تفهم بلاده رد فعل تركيا إزاء ما ذُكر عن إنشاء قوة حدودية في سوريا. وقال وزير العدل التركي عبد الحميد غل، في مقابلة تلفزيونية، أمس، عند سؤاله عن تصريحات تيلرسون، إن «هذا التصريح مهم، لكن تركيا لا يمكن أن تقف بلا حراك في مواجهة تشكيل أي قوة من شأنها أن تهدد حدودها». في السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن «تركيا لن نسمح أبداً بتشكيل (جيش إرهابي) على حدودها الجنوبية». وأضاف، في كلمة، أمس، خلال اجتماعه في العاصمة أنقرة مع مديري الأمن في الولايات التركية، أننا سنتخذ جميع التدابير فوراً ودون هوادة من أجل حماية أمن حدودنا وسلامة أرواح وممتلكات شعبنا بما يتوافق مع القانون الدولي»، مشيراً إلى أنه صدرت عن الإدارة الأميركية بيانات متناقضة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، قائلاً: «طبعاً هذا يدل على الارتباك الذهني، إلا أن عزم تركيا واضح».

وأضاف: «ممارسات الولايات المتحدة في سوريا، مخالفة ومناقضة لعلاقات التحالف، رغم أنها حليفتنا في (الناتو). ينبغي على واشنطن أن تزيل التشوش حول مستقبل المنطقة، وتبدل موقفها لتصحيح علاقاتها مع تركيا».

وأعلنت تركيا أنها لن تسمح مطلقاً بإقامة «كيان إرهابي» أو نشر «جيش إرهابي» على حدودها، وأنها سوف تتخذ جميع الإجراءات اللازمة في هذا الصدد، وستبدأ فوراً خطوات للقضاء على ما سمت بـ«التهديدات الإرهابية» من غرب سوريا.

وقال مجلس الأمن التركي في بيان عقب اجتماعه، مساء أول من أمس، برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان إنه «سيجري في المرحلة الأولى اتخاذ الخطوات اللازمة بشكل حازم وعلى الفور، للقضاء على التهديدات الموجهة للبلاد من غرب سوريا، ولضمان أمن وممتلكات المواطنين، وتعزيز الأمن على الحدود».

وتصدَّرَت ملفات مكافحة التنظيمات الإرهابية، والعملية العسكرية المحتملة في عفرين والاستعدادات الخاصة بها، جدول أعمال اجتماع مجلس الأمن القومي الذي استغرق نحو خمس ساعات. وقدم رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار خلال الاجتماع معلومات حول اللقاءات والموضوعات التي ناقشها، أول من أمس، في بروكسل على هامش اجتماع رؤساء أركان اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (ناتو). وعبَّر المجلس عن أسفه لاعتبار دولة حليفة لأنقرة (في إشارة إلى الولايات المتحدة) ما سماه بـ«الإرهابيين» شركاء لها دون مراعاة أمن تركيا وشدد بقوة على «ضرورة جمع الأسلحة المقدمة لوحدات حماية الشعب الكردية دون تأخير».وتصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن على خلفية إعلان واشنطن عن نشر التحالف الدولي للحرب على «داعش» قوات لأمن الحدود على الحدود التركية السورية قوامه 30 ألفاً من عناصر ما يُسمَّى بـ«تحالف قوات سوريا الديمقراطية» الذي يتشكل قوامه الأساسي من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، ما أدى إلى غضب أنقرة وإعلان الرئيس التركي أن القوات التركية ستقوم بوأد هذا «الجيش الإرهابي» في مهده. وصعَّدَت تركيا من قصفها لمواقع وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين منذ السبت الماضي، تزامناً مع تعزيز الجيش لوحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا وتصريحات لإردوغان وكبار المسؤولين عن احتمال انطلاق العملية العسكرية في عفرين في أي لحظة، بهدف منع تشكيل «ممر إرهابي» على حدود بلاده الجنوبية يفتح للميليشيات الكردية منفذاً إلى البحر المتوسط. وتقول أميركا إنها لا علاقة لها بوحدات حماية الشعب الكردية داخل عفرين أو بالعملية التي تعتزم تركيا تنفيذها، وإن القوات التي يعمل التحالف على نشرها تهدف لمنع عدة نشاط «داعش»، والتصدي لمحاولات تقسيم سوريا. وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكير بوزداغ عقب اجتماعي مجلسي الأمن القومي والوزراء، مساء أول من أمس، إن صبر بلاده نفد، وإن تركيا مصمِّمَة على اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن. وشدد على أن تركيا لن تتردد في فعل ما يلزم من أجل حماية أمنها القومي. في غضون ذلك، واصل الجيش التركي تعزيز قواته على الحدود السورية بالآليات والجنود، وردت المدفعية التركية بالمثل، أمس، على مصادر نيران أطلقتها وحدات حماية الشعب الكردية من مناطقَ تسيطر عليها شمال سوريا باتجاه الأراضي التركية. وبحسب مصادر عسكرية، فإن القوات التركية ردت بالمثل على مصادر النيران في إطار حق الدفاع المشروع.

 

إقالة رئيس الاستخبارات المصرية ومدير مكتب السيسي يسيّر أعمالها مؤقتاً

الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18/كلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اللواء عباس كامل مدير مكتبه بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة، لحين تعيين رئيس جديد للجهاز، بعد إقالة اللواء خالد فوزي. ولم يبين البيان الرئاسي سبب إعفاء فوزي الذي تولى رئاسة الجهاز في ديسمبر (كانون الأول) 2014، غير أن وسائل إعلام محلية، تكهنت بأنه «يعاني من وعكة صحية ويخضع للعلاج». وتعد المخابرات العامة أعلى جهاز استخباراتي في البلاد، وهو يتبع الرئاسة المصرية مباشرة. ولعب اللواء فوزي دورا بارزا في ملف المصالحة الفلسطينية، الذي تولاه جهاز المخابرات العامة منذ عدة سنوات. وساعد قبل أشهر في حل خلافات بين السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة. لكن تعثر إتمام المصالحة في الوقت الراهن بعد أشهر من توقيع اتفاق القاهرة ربما يكون سببا وراء إقالة اللواء فوزي، بحسب مراقبين. واللواء عباس كامل، هو مدير مكتب السيسي، وكان مساعدا له أثناء توليه منصب مدير إدارة المخابرات العسكرية، ثم شغل منصب مدير مكتبه عندما كان وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسي. وذاع صيته خلال السنوات الماضية، بعدما ظهر خلف السيسي عدة مرات منذ توليه الرئاسة في 2014، حتى تولى منصب مدير مكتبه ضمن الفريق الرئاسي الذي شكله، ليبرز الاسم مرة أخرى بقرار جديد من السيسي. ويعرف كامل بالرجل القوي في مؤسسة الرئاسة المصرية، خصوصا أنه قريب جدا من الرئيس السيسي، وكان أول ظهور له بصحبة السيسي أثناء أدائه اليمين الدستورية. ويعد قرار إقالة فوزي ثاني أعلى تغيير يطال أجهزة أمنية حساسة في مصر مؤخرا، عقب إعفاء رئيس أركان الجيش محمود حجازي من منصبه، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويأتي قرار إقالة فوزي عقب أيام من تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تحدثت فيه عن تسريبات لمكالمات تليفونية صادرة من جهات أمنية توجه رموزا إعلامية للحديث بطريقة معينة في قضايا مثل القدس والانتخابات الرئاسية، قبل أن تنفيه مصر جملة وتفصيلاً. كما تداولت أنباء غير مؤكدة عن تقاطع أدوار وتضارب بين الأجهزة الأمنية خصوصا في ملف إدارة الإعلام.

 

فرنسا تتحرك نحو مواجهة الارهاب والميليشيات في الشرق الاوسط  ومؤتمر في باريس في 23 الجاري واتجاه لاستصدار قرار دولــي

المركزية/19 كانون الثاني/18/ في موازاة الخطوات الاميركية الحثيثة لقطع اذرع ايران العسكرية المتغلغلة في دول منطقة الشرق الاوسط من ضمن سياسة القضاء على الارهاب، وآخرها إنشاء وحدة خاصة للتحقيق حول "حزب الله" الذي تتهمه واشنطن بالحصول على تمويل عبر الاتجار بالمخدرات، بدأت عملها الامني بعيدا من الاضواء عبر تقييم الأدلة في التحقيقات الجارية بما يشمل حالات واردة ضمن مبادرة كاساندرا القانونية التي تستهدف انشطة حزب الله في الاتجار بالمخدرات وعمليات مرتبطة بها، تتحرك اوروبا على الخط نفسه ولئن باستراتيجية مختلفة وآلية عمل خاصة، الا انها تتقاطع في الاهداف، لا سيما تلك المتصلة بالقضاء على الارهاب بجميع اشكاله لتنعم دول العالم عموما والشرق الاوسط خصوصا بالسلام بعد انهاء التسويات السياسية الكبرى الجاري العمل على نسجها في المحادثات والمؤتمرات الدولية. وفي اطار دفعها نحو الاضطلاع بدور بارز على الساحة الشرق اوسطية من البوابة السورية، وهي سياسة تتبعها فرنسا منذ وصول الرئيس ايمانويل ماكرون الى سدة "الاليزيه" يعقد في باريس في 23 الجاري وفق معلومات "المركزية" مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب وتجفيف منابع تمويله، يشارك فيه وزراء امنيون معنيون من عدد من الدول الى ممثلين عن منظمات دولية يضع على طاولة النقاش كيفية المواجهة الدولية للارهاب وكل التنظيمات العسكرية الخارجة عن الشرعية مهما اختلفت تسمياتها واهدافها، على ألا يقتصر البحث على مواجهة تنظيم داعش، بل التنظيمات المسلّحة الأخرى، ومن بينها المجموعات أو المنظمات المدعومة من إيران، كحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والتنظيمات المسلحّة في العراق لتفكيكها، باعتبارها عوامل توتر تساهم في ضرب الاستقرار من جهة، وتغذي التطرف لدى الجهات النقيضة كداعش والنصر من جهة ثانية.

واذ تعلّق باريس اهمية خاصة على المؤتمر ونتائجه، افادت المعلومات انها انشأت خلية خاصة به في وزارة الخارجية للتنسيق والمتابعة خصوصا ان الخطوة الفرنسية قد لا تقتصر على المؤتمر بل تذهب بعيداً في اتجاه طرح الملف على طاولة مجلس الأمن لإصدار قرار أممي يفرض عقوبات على كل من يشجع ويسهّل الارهاب ونشاطاته من خلال تأمين التمويل له.

وتعتبر فرنسا ومعها عدد لا بأس به من دول اوروبا المؤيدة للتوجهات الاميركية المدعومة خليجيا، كما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان قرار منع وجود أي سلاح خارج إطار مؤسسات الدول، من شأنه ان يدفع الحلول السياسية السلمية في الشرق الأوسط قدما، ويسهم جديا في سحب فتيل التوتر في ظل قلق متنام من تداعيات ما يُسرب من معلومات عن انتقال قسم من ارهابيي "داعش" المطرودين من سوريا والعراق الى افريقيا والصحراء الليبية، فيما يبقى آخرون في البادية بين الدولتين..

وتختم المصادر المشار اليها بالتأكيد ان الضغط الفرنسي- الاوروبي- الاميركي- الخليجي لاجتثاث الارهاب ومسبباته من الشرق الاوسط لا بدّ ان يفعل فعله، في ضوء اعداد اكثر من خطة مواجهة لن تتمكن قوى الممانعة من صدها بعد دخول المنطقة مرحلة السلام حيث لن تجد لها مكانا بعد ذلك.

 

التصعيد الميداني في سـوريا..هل يُسقط مفاوضات فيينا قبل انطلاقها؟ وتطورات الشمال رد اميركي على إخلال موسكو بتفاهماتها مع واشنطن

المركزية/19 كانون الثاني/18/ يستعد طرفا النزاع السوري للجلوس مجددا الى طاولة مفاوضات في فيينا النمساوية هذه المرة، الاسبوع المقبل وتحديدا في 25 و26 كانون الثاني الجاري، بعد ان وجّه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس، دعوات الى النظام السوري والمعارضة السورية للمشاركة في المحادثات، وقد أعلن الجانبان حضورهما. وفي وقت أعربت الامم المتحدة عن تطلعها لأن تُخصص الجولة لحوار موضوعي يجريه الوفدان مع دي ميستورا وفريقه، "مع التركيز في شكل خاص على حزمة القضايا المتعلقة بالدستور من أجل التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254"، تقول اوساط دبلوماسية متابعة للشأن السوري لـ"المركزية"، إن مباحثات فيينا- التي ستؤثر في شكل كبير على مصير مؤتمر الحوار السوري المزمع عقده في سوتشي في 29 و 30 الجاري- تأتي في ظرف شديد التعقيد، في الميدان السوري، ما يجعل التكهن في نتائجها أمرا صعبا.

والواقع ان التصعيد الذي تشهده الجبهة الشمالية في سوريا وتحديدا الحدود السورية – التركية، بعد اعلان التحالف الدولي لمكافحة الارهاب بقيادة واشنطن، عزمه نشر قوة موالية له تضم فصائل كردية في هذه البقعة الجغرافية، إنما يعكس تدهورا في العلاقات بين الجبارين الدوليين الاميركي والروسي، بفعل إخلال موسكو بتفاهمات سابقة أبرمتها مع واشنطن كانت تلحظ منع توسّع قوى النظام السوري وحلفائه الحرس الثوري الايراني وحزب الله، في مناطق خفض التصعيد في سوريا، أكان في الجنوب أو في الشمال. فبعد ان خُرق هذا "الاتفاق"، رأت واشنطن من الضروري "التشمير" عن سواعدها مجددا، والدخول مباشرة الى الحلبة السورية، صونا لمصالحها الاستراتيجية، ومنعا لتمدد النفوذ الايراني في سوريا، بغطاء روسي. القرار الاميركي خلط بقوة، الاوراق على الطاولة السورية. فالاتراك مصرون على محاربة الوجود الكردي على حدودهم. وقد أكد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي اليوم أن عملية تركيا في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا بدأت "فعليا" بقصف عبر الحدود، لكن لم تتحرك أي قوات إلى المنطقة"، مشيرا الى "ان تركيا تطور أنظمة أسلحة لمواجهة الصواريخ المضادة للدبابات التي تستخدمها وحدات حماية الشعب الكردية السورية". أما الخطوات التركية التي تقابَل بتحذيرات من دمشق، فمدار بحث وتنسيق بين أنقرة والحليف المشترك للجانبين التركي والسوري، أي موسكو، وقد توجه اليها في الساعات الماضية رئيس الأركان التركي خلوصي آكار، برفقة رئيس جهاز المخابرات الوطني، هاكان فيدان، حيث التقيا المسؤولين العسكريين الروس وفي مقدمتهم وزير الدفاع سيرغي شويغو، باحثين في عملية عفرين المرتقبة، قبل ان تعلن تركيا اليوم أن القوات الروسية ستنسحب من مدينة عفرين، قبل بدء عملية عسكرية فيها، وقد بدأ هذا الانسحاب فعليا اليوم، عاكسا، "قبة باط" روسية وضوءا أخضر لعملية الاتراك. وأمام هذا الواقع المعقّد، تقول المصادر ان الملف السوري، الذي تحول مجددا ورقة ضغط بيد الاميركيين يستخدمونها ضد الروس، بات يحتاج بلا شك، الى لقاء اميركي - روسي جديد يضع مقاربة مشتركة جديدة للأزمة وسبل تسويتها، بعدما تبين ان "هيكل" المقاربات السابقة تصدّع بقوة الى درجة عادت فيها، الى الواجهة المخاوف من جولات عنف اضافية في سوريا، ومن تقسيمها.

 

"إندبندنت": "حرس الحدود".. استكمال لفصول الحرب السورية

المركزية/19 كانون الثاني/18/ نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانيّة مقالاً قالت فيه إنّ "حربًا كرديّة جديدة تلوح في الأفق"، مشددًة على أنّ "تركيا وسوريا لن تسمحا بإنشاء دولة صغيرة على حدودهما". وأكّدت أنّ "سوريا لن تقبل بوجود كردي على أراضيها، كما أنّ تركيا لن تتساهل مع الجيوب الكرديّة على طول حدودها الجنوبيّة"، معتبرة أنّ "تشكيل قوة حدوديّة جديدة هي دعوة لاستكمال فصول الحرب السورية". ولفتت الى أنّ "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد ينظران إلى أي عدو لدولتيهما على أنّه "إرهابي"، وهكذا ستتم معاملة الأكراد"، مؤكدة أن "سوريا لن تتساهل مع إنشاء دويلة كرديّة على أرضها، وكذلك الأمر من الجهة التركية". وختمت بالإشارة إلى أنّ "الأسد وأردوغان، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لديهم مصلحة مشتركة لبحثها، وهي تدمير الطموحات السياسية الأميركية في سوريا".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجميّل: ضياع «قواتي»... ولا حوار على المقاعد

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الجمعة 19 كانون الثاني2018

على رغم أنّ البلاد دخلت مرحلة الإنتخابات النيابية، وباتت إهتماماتُ الناس منصبّةً في هذا الإتّجاه، لا يزال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل يركّز على الملفات الحياتية، من دون إهمال الشقّ الإنتخابي والعمل على خياراته الجديدة.

يُشكّل بيت الكتائب في الصيفي أحدَ أبرز رموز مرحلة النضال السابقة من أجل الإستقلال والدفاع عن سيادة الدولة والكيان، وإذا كان حزب «الله والوطن والعائلة» قد عُرف في مرحلة ما قبل «اتفاق الطائف» بأنّه يقف السّندَ الأوّل لرئيس الجمهورية، إلّا أنّه تحوّل مع النائب سامي الجميّل الى المعارض الأوّل للعهد والسلطة. ترتدي الجلسة مع الجميّل طابعاً إنتقادياً لأداء السلطة، في حين ما زال البيت المركزي يستقطب بعض شخصيات «14 آذار» السابقة، لعلّ أبرزَهم الإعلامي نوفل ضوّ الذي أعلن ترشّحه عن أحد مقاعد كسروان على رغم علمه بصعوبة المعركة، نظراً الى «البلوك» الإنتخابي الذي يملكه «التيار الوطني الحر». لا شكّ في أنّ الإنتخابات تشكّل الطبقَ الدسم في كل الجلسات، لكنّ الجميّل أراد الحديث في ملفات عدّة، لعلّ أبرزها قمع الرأي الحرّ، ومنع عرض فيلم «the post»، وتخبّط وزير الثقافة غطّاس خوري في التعامل مع هذا الملف، حيث يرى الجميّل أنّ لبنان الذي كان بلد الحرّيات، تحاول السلطة جعلَه بلدَ القمع، «ففي حين كانت بعض الأفلام تُمنع في البلاد العربية، كانت تُعرض في لبنان، والآن أصبح العكس، يقولون إنهم يريدون الحفاظ على صورة بيروت، فهل هذا الفيلم يشوهّها أكثر من منظر النفايات، أو العراضات المسلّحة وإنتشار الميليشيات على الأرض؟». من موضوع الحرّيات الى أزمة النفايات، ينتقل الجميّل سارداً بعضَ العيوب، ومتّهماً السلطة بالكذب، خصوصاً بعد قرار توسيع مطمر «الكوستابرافا»، «فعندما أقرَّت خطة النفايات وعدوا ببناء معامل لمعالجة أزمة النفايات، لكنّهم لم يفعلوا شيئاً، كما أنهم ينوون توسيعَ مطمر برج حمود في المتن، وتريّثهم يعود لقرب الإنتخابات، وبعد الإنتخابات سيحصل هذا الأمر، وبالتالي فإنّهم يُشوّهون البحر ويدمّرون البيئة».

موضوع آخر يتحدّث عنه الجميّل، هو الأزمة الإقتصاديّة، حيث يشير الى أنّ «الدين العام فاق الـ75 مليار دولار، وكل المؤشرات سلبية، فيما الدولة تُجبر المواطنين على تغيير «نمر» السيارات، فما هذه الوقاحة؟ ولماذا تحميل المواطنين كلفة إضافية، البلد مهدّد بالانهيار والسلطة لا تقدِم على المعالجة، وكذلك، تأتي بلجنة «ماكينزي»، فيما هناك مئات الدراسات التي تصدر سنوياً، والوزير السابق ألان حكيم قد وضع خطةً للنهوض الإقتصادي، والبنك الدولي يُصدر دراسات، لكن كل ما في الأمر أنّ السلطة تريد أن تُبرم مزيداً من الصفقات».

وفي الموضوع الإنتخابي الساخن، يستبعد الجميّل إمكانَ تأجيل الإنتخابات «لأنه ليست هناك حجّة مقنعة، فالتعديلات المقترحة لن تطيح بها، والوضع الأمني جيّد، وهناك شباب «يشيبون» ولم يدلوا بعد بصوتهم». ويؤكّد أنّه سيخوض المعركة الى جانب الشعب، «خيارنا واضح وهو مواجهة هذه السلطة والتصدّي لكل المشاريع المشبوهة». ولعلّ المسيحيّين، وخصوصاً جمهورا «القوات اللبنانية» والكتائب» يريدون أن يعرفوا أين أصبح الحوار بين الطرفين، وهل هناك إمكانية للتحالف، وفي هذا السياق، يوضح الجميّل: «نحن في معركة مع السلطة، ومَن يريد أن ينضمّ أهلاً وسهلاً به، فهناك حديث مع «القوات» ووصلتنا رسائل منهم أنهم غير راضين عن أداء السلطة، لكنهم «ضائعون»، تارة نسمع رغبتهم في التحالف معنا، وطوراً نسمع أنهم يحاولون إحياء التسوية مع أحزاب السلطة، لكن حتّى الساعة لم يحدّدوا موقفهم، نحن في موقع لا يضع شروطاً على أحد، خصوصاً «القوات» ونرفض إطلاق المواقف «الهمالونية» قبل الإنتخابات». وعن صحة الكلام عن أنّ مقعد البترون هو ما يعوق الحوار القواتي- الكتائبي، يجيب الجميّل: «لم نصل الى حدّ الحديث عن توزيع المقاعد إطلاقاً وهذا الكلام واضح جداً، لا البترون ولا غير أقضية، والحوار ما زال في بدايته، ولم يصل الى نتيجة بعد، وكل ما يروّج عن أنّ الكتائب تخلّت عن المجتمع المدني وحلفائها من أجل التحالف مع «القوات» ليس صحيحاً». يرفض الجميّل مقولة إنّ السعودية ستتدخّل لـ«لملمة» قوى «14 آذار»، معتبراً أنّ «موقفنا واضح جداً، فعندما إقتنعت الرياض بتسوية انتخاب عون كنا ضدّ التسوية، وعندما أصبحت ضدها بقينا في موقع المعارضة، المشكلة ليست عندنا بل عند أحزاب «14 آذار» التي مشت بالتسوية، فهل ستتخلّى عن حلفائها الجدد؟». ويشدّد الجميّل على أنه سيخوض المعركة في كل مناطق لبنان حتى في الأقضية ذات الغالبية الشيعية، والشعب هو مَن يقرّر كم نائب يعطينا، وأنا أراهن على الرأي العام، إمكاناتنا المالية والإعلامية ليست بحجم إمكانات السلطة لكننا سنواجه». نقاط كثيرة تطرّق إليها الجميل، مثل رفضه العفو العام المطروح الذي يعتبره رشوةً إنتخابية، ولا يجوز الإفراج عن آلاف المساجين لأهداف إنتخابية، وشمل الجميع بالعفو بلا محاكمة، لكن يبقى البارز، هو إعلانه مواجهة نهج السلطة في الإنتخابات النيابية، فكيف ستكون موازين القوى، وهل سيستطيع تحقيق خرق ما؟

 

تذهبُ أخلاقهُمْ ولا يذهبون

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 19 كانون الثاني 2018

... وبين أسبوع وأسبوع يخلق الله من عجائب السياسيين أربعين.. ومع أنَّ الأمم تذهب عند ذهابِ أخلاقها فإِنَّ الذين عندنا، تذهب أخلاقهم ولا يذهبون. نترصَّد حركة الأخلاق، فلا نسمع إلا جلَبَة الميادين وجعجعة الطواحين، يتفقون اختلافاً ويختلفون متحالفين، والإتفاقاتُ ملغومةٌ، والقبلاتُ مسمومةٌ، والإبتسامات خناجر، ولم يتورع عنترة بن شدَّاد من تقبيل السيوف لأنها لمعَتْ كبارقِ ثغـرِ عبلة. برَّاقةٌ هي السيوف: بين بعبدا وعين التينة، وبين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، وبين القوات والمستقبل، وبين المستقبل وحركة أمل، وبين القوات: وحركة أمل وحزب الله والكتائب والمردة، وفي ما بين: التقدمي الإشتراكي والديمقراطي اللبناني والتوحيد. يقول الفيلسوف الإنكليزي توماس هوبز Hobbes: «إن الإنسان للإنسان ذئب والكل في حرب ضد الكل، والفرد في حرب ضد المجمتع...»يتفقون علينا ويتخاصمون بنا، وليس ما يحكم الإتفاقات والخلافات لا مواثيق الوطن، ولا مواثيق المبادىء، ولا مواثيق الشرف، وعندما ينقلب العناق التحالفي مع كؤوس الشمبانيا الى خصام، لا يقع الذنب على النيَّات بل على الشمبانيا. الإتفاقات التي قيل: إنها انعقدت بحكم ضرورة المبادئ تعرَّضتْ لانتكاسات جارحة، فكم هي حال الإتفاقات التي تنعقد بحكم ضرورة المصالح حول تحصيل «الحاصل» الإنتخابي، وبعدها... فليكن الحاصل ما يكون، وليحصل ما يحصل لهذا الشعب المنكوب في هذا الوطن المنهوب. الأحزاب عندنا دونما استثناء تحمل في أسمائها ومبادئها وشعائرها نعوتاً وطنيةً إستقلالية توحيدية ديمقراطية إجتماعية، وهي دونما استثناء ذات منحى طائفي ومذهبي وتسلّطي وانكفائي وحصري وتطرفي.

وهي بهذا المنحى أوقعتِ الوطن في أزمة نظام، وأوقعتِ الصيغة الميثاقية في أزمة فراغ، وأوقعتِ البلاد في بؤرة الفساد، وأوقعتِ الدولة والناس في حالٍ من الإفلاس. أقطاب السياسة والأحزاب في العالم المتحضر يمارسون السياسة التي هي: فنٌ يتجنَّد في خدمة الإنسان، وأقطاب السياسة والأحزاب عندنا يمارسون سياسةَ إلغاءِ السياسة وكلِّ ما لهُ علاقة بالعلم السياسي والنظام السياسي والنهج السياسي والعقل السياسي، لأن كلمة سياسة بمعناها الفرنسي «politique» وأَصْلِها اليوناني تعني بالممارسة: الدولة والسيادة والدستور والنظام والجمهورية والمواطنة والشعب. وهم وفق هذا التعريف العلمي يشكلون انقلاباً على كل المفاهيم الفلسفية السياسية منذ أن وضع أرسطو طريقته المبنية على المشاهدة والإستقراء، مروراً بنظرية الفلاسفة والمفكرين المسيحيين والمسلمين في العصر الوسيط. بلى... قد تتلاقى سياستهم مع ما جاء في العصر الحديث في كتاب «الأمير» لمكيافيلي الذي يجرد السياسة من الأخلاق، ومن فضيلة «جمهورية» شيشرون، ومن الدولة الفاضلة في «جمهورية» أفلاطون، والمدينة الفاضلة عند الفارابي، ومن الصلة بين السياسة والأخلاق عند أرسطو، تلك الأخلاق التي ذهبت ولم تعدْ، وهم لا يزالون أحياءً يُرزقون... ويَرتزِقون.

 

نحن وإسرائيل ولبنان وهذه المقاطعة

حازم صاغية/الحياة/20 كانون الثاني/18

لنفترض أنّ طبيباً إسرائيليّاً، وصهيونيّاً أيضاً، اخترع دواء للسرطان. هل نشتريه أم نقاطعه؟

هذا الافتراض حالة قصوى، إلاّ أنّه يضيء على حالات دنيا، كما يضيء على مبدأ. إنّه يقول إنّ للحروب حدوداً وضوابط، وأن كوننا في «حالة حرب مع إسرائيل» لا يجيز كلّ شيء. إنّه لا يجيز الحرب المطلقة، الكاملة الشاملة. لو كان يجيزها، لجاز قتل أسرى الحروب.

القائلون بالحرب الشاملة، بالقطع الشامل... يقولون ضمناً بقتل أسرى الحروب. بهذا لا ننفي الأنسنة عن العدوّ، وهو ما يستنكره شعار غبيّ، بل نؤكّد التوحّش في الذات، ذاتنا. موضوعة الحرب المطلقة التي بسببها تُمنع الأفلام في لبنان ويُشهَّر بفنّانين ومثقّفين، لها وجه آخر. فعدم التكافؤ كبير جدّاً بين حالة الحرب بسبب مزارع شبعا وبين المقاطعة الشاملة والحياتيّة، التي تمتدّ من الفيلم إلى دواء السرطان. أغلب الظنّ أنّ سكّان مزارع شبعا لا يريدون ذلك. إنّهم أكثر تواضعاً. أمّا أن يكون النزاع على فلسطين الموضوع الموجب للحرب الشاملة، فهذا ما يستدعي استفتاء يُسأل فيه اللبنانيّون: هل تريدون حرباً شاملة نكون فيها «هانوي العرب»؟ أغلب الظنّ أنّ الذين سيقولون نعم لن يتجاوزوا الـ1 في المئة. حسن نصر الله لن يكون في عداد هؤلاء (إلاّ إذا كانت إيران في عدادهم). إنّه، من حيث المبدأ، مسؤول عن مصائر سكّانٍ لا يريد لهم أن يُهجَّروا ثانيةً وأن يُقتل أبناؤهم.

لا يقال هذا انتقاصاً من الحقّ الفلسطينيّ والتأييد السياسيّ والأخلاقيّ له. وبالطبع لا يقال حبّاً بإسرائيل. إنّه يقال كرهاً بالحرب وحبّاً بنا. إنّ جلود الإسرائيليّين أقسى كثيراً من عظامنا.

مسألة أخرى يثيرها هذا السلوك:

الباحث المصريّ شريف يونس، في اشتغاله على الانقلاب الناصريّ في 1952، تحدّث عن «إقامة فراغ سياسيّ يُسمّى الشعب»، حيث النظام «الشعبيّ» «حالة طوارئ» دائمة. هذا الفراغ الذي يطرد من الفضاء العامّ الأحزاب والنقابات والآراء الأخرى، ويمسك بعنق الجامعة والصحافة، هو شرط قيام الديكتاتوريّة الشارط.

نحن في لبنان لسنا في هذا الوارد، لأنّ التوازنات الطائفيّة أعفتنا من الانقلاب العسكريّ وديكتاتوريّته. لكنّ شيئاً مصغّراً من هذا يحصل في المحيط الثقافيّ. إنّه التطهير والتفريغ. مُقلقٌ مثلاً حكم المحكمة العسكريّة الجائر على الزميلة حنين غدّار، أو «التجسّس» الغامض المنسوب إلى الممثّل المسرحيّ زياد عيتاني. أكثر إقلاقاً أنّ مجموعة عيّنت نفسها ضبّاطاً أحراراً أو مجلساً لقيادة الثورة، تريد أن تفرض وصايتها على السينما والمسرح والكتاب والأغنية: هذا زار إسرائيل. ذاك غنّى في إسرائيل. ذلك تبرّع لإسرائيل. المقاطعة، بالتأكيد، جزء من حرّيّة الرأي وحرّيّة التعبير. لكنّها لا تُفرض فرضاً على الآخرين. ولا تُفرض عبر تحريض الأجهزة الأمنيّة لأنّها تغدو سياسة جهازيّة وأمنيّة بحتة. وحتّى لو وضعنا جانباً الأكلاف الاقتصاديّة الباهظة لهذه المقاطعة، فإنّ ما يضاعف القلق أنّ المتحمّسين لها متحمّسون أيضاً للأنظمة الجهازيّة والأمنيّة في الجوار. نماذجهم المقترحة لا تطمئن. إنّ ديكتاتوريّة الفكرة كما يمارسها ضبّاط أحرار سكب الله في رؤوسهم الحقيقة والصواب هي أسوأ ما يمكن أن يحصل لهذا البلد. إنّها أسوأ من الاحتلال لأنّها تفوقه تفريغاً لتعدّد المجتمع ولكثرة أفكاره وأمزجته. وهذا البلد لا يستمدّ معناه، أو ما تبقّى منه، من أنّ «تنظيماً ناصريّاً» تأسّس فيه، أو من أنّ أبو جهاد وجورج حبش وغسّان كنفاني أقاموا فيه. إنّ معناه مستمدّ ممّا يتيحه من حرّيّة وتعدّد ليسا متاحين في المنطقة كلّها. والكلام أعلاه لا يمتّ بصلة إلى «لبنان أوّلاً». فهذه الـ «أوّلاً» هي دائماً، وفي كلّ بلدانها، شوفينيّة وسخيفة. لكنّه يندرج في «الحرّيّة أوّلاً» و «السينما أوّلاً». الحرّيّة والسينما تعيشان بلا أوطان ولا وطنيّة. الأوطان والوطنيّة من دونهما لا تعيش.

في 1921 تأسّست جمعيّة ونادي «القلم» في لندن دفاعاً عن حرّيّة التعبير. شعارها الأبرز كان: «الأدب لا يعرف حدوداً». أوّل بلد انسحب من الجمعيّة كان ألمانيا النازيّة. حصل ذلك بعد أشهر على الوصول إلى السلطة في 1933. مبدأ النازيّين يقول إنّ للأدب، وللسينما وللحرّيّة، حدوداً. سنبقى نقول لا.

 

"الإنعاش الإقتصادي" في مواجهة "التوتر السياسي"... فهل ينجح؟

الهام فريحة/الأنوار/20 كانون الثاني/18

الوضع في لبنان يسير في خطين متوازيين: الخط الأول تصعيدٌ سياسي لا هوادة فيه، والخط الثاني محاولة ابتكار كل ما من شأنه إعادة الأمل للاستقرار وإعادة الحياة الاقتصادية الى البلد. في سياق محاولة إعادة الأمل، خطوة ثانية سيشهدها وسط بيروت غداً الأحد، من خلال توزيع 1000 دراجة هوائية على المارة في الوسط التجاري وافتتاح سوق الأكل، وذلك بمشاركة عدد كبير من الفنانين والفنانات. تأتي هذه الخطوة بعد الخطوة الناجحة التي شهدها وسط بيروت ليلة رأس السنة. وكل هذه النشاطات تهدف الى إعادة الحياة الى وسط العاصمة من خلال مخطط يستهدف المالكين والمستثمرين عبر تفعيل الحوافز.

في هذا السياق، لا بدّ من التذكير أنَّ وسط بيروت كان يضمُّ ما يقارب الـ 550 مؤسسة مرتبط بها ما بين 15 و20 ألف شخص. هذه الوقائع هي التي تحفِّز المعنيين على السباق مع الوقت لإحياء وإنعاش الأمل، لأنه حين يكون الوسط بخير يكون البلد بخير.

ولكن هل كلُّ هذه الآمال في محلِّها؟ ليس جديداً القول إنَّ الاقتصاد هو "الجبان الأكبر" بين كل المعطيات، وهو ليس في الطليعة بل إنَّ السياسة هي التي تكون عادة في الطليعة. ففي حال الإضطرابات والتجاذبات تتصدَّع السياسة، وعندها فإنَّ أول ما ينسحب هو الاقتصاد.

نقول هذا الكلام لأن المشهد في لبنان مضحك مبكٍ في آن:في بحر الأسبوع يوزِّع السياسيون أعلى درجات التوتّر في تصريحاتهم، وعندها ماذا ينفع أن يتم توزيع ألف دراجة هوائية في وسط بيروت لتحفيز الاقتصاد وإنعاش الوسط؟

المطلوب قبل كل شيء إنعاش السياسة وبعد ذلك ينتعش الاقتصاد من تلقاء ذاته. لكن كيف يكون ذلك وفي كل جلسة لمجلس الوزراء يضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم خشية توتّر أو تصدّع؟

وهذا ما حصل في جلسة أول من أمس الخميس حين سحب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فتيل الاشتباك، قبل أن يقع بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، فجنّب لبنان مزيداً من التوتر، بتحويل طلب تمديد التسجيل للمغتربين الى اللجنة الوزارية.

هذا الاشتباك لم يكن ليبلغ مداه لولا الخلفية المتوتّرة في البلد بسبب مرسوم الأقدمية، الذي يبدو أنَّ معالجته لم تعد قريبة. هذا الواقع السياسي جعل الرئيس سعد الحريري يخاطب الوزراء في جلسة المجلس أول من أمس، ولكن ليسمع الشعب اللبناني، إذ قال: لسنا فريقاً سياسياً واحداً هناك وجهات نظر مختلفة، وهناك أمور تتطلّب حلولاً قبل الأخرى، وعلى الجميع التروّي وتهدئة المواقف السياسية، ليختم قائلاً: كل الأمور المطروحة يمكن إيجاد الحلول لها من خلال التحاور والنقاش الهادىء، وليس بانتهاج المواقف الحادة. هل بالإمكان التعويل على السياسيين بالطلب إليهم التخفيف من حدّة المواقف؟ المشكلة أنَّ "الحدّة السياسية" هي من "عدَّة الشغل" للإنتخابات النيابية، لذا يصعب المراهنة على سحبها من التداول، أقلَّه حتى أيار المقبل.

 

ماذا تبدل بين انتخابات 2009 وانتخابات 2018؟

 شارل جبور/المسيرة”/19 كانون الثاني/19:

نحن هنا – ماذا تبدل بين انتخابات 2009 وانتخابات 2018؟

لكل انتخابات ظروفها الوطنية والسياسية. استحقاق 2005 يختلف عن استحقاق 2009، والاستحقاق الأخير يختلف عن استحقاق 2018. صحيح ان الحملات الانتخابية تشهد مبالغات سياسية كجزء من عدة الشغل الانتخابية، ولكن الظرف السياسي يفرض إيقاعه وحكمه وأولوياته. وعلى الرغم من ان القضية الخلافية المركزية ما زالت دور “حزب الله” وسلاحه، إلا ان هناك عناصر اختلاف بين استحقاقي 2009 و 2018 لا يمكن تجاهلها والقفز فوقها، وهي كالآتي:

*أولا، الاشتباك السياسي في العام 2009 كان في ذروته. فاتفاق الدوحة الذي أبرم على خلفية استخدام “حزب الله” لسلاحه في الداخل في 7 أيار 2008 لم يبدِّل المشهد الانقسامي والفرز الوطني، بل جعل كل تلك الأحداث مادة انتخابية بامتياز.

*ثانيا، خيضت انتخابات 2009 بين اصطفافي 8 و 14 آذار وعلى أساس برنامج وطني أجمعت عليه أحزاب وشخصيات الحركة الاستقلالية وعنوانه الأساس إنهاء الدويلة لمصلحة قيام دولة فعلية، فيما راهن وصرّح فريق 8 آذار وعلى لسان السيد حسن نصرالله على انتخابات 2009 لإخراج 14 آذار من السلطة معتبرا ان من يفوز بالأكثرية يحكم في ظل معطيات كانت بحوزته ان فريقه سيربح الانتخابات، ولكنه سرعان ما تراجع عن طرحه على أثر فوز 14 آذار.

*ثالثا، شهدت الفترة الفاصلة بين انتخابات 2005 وانتخابات 2009 مجزرة حقيقية بحق شخصيات 14 آذار وغير مسبوقة حتى في عز الحرب الأهلية، وبالتالي شكل استحقاق 2009 نوعًا من محطة انتقامية على الاغتيالات السياسية التي كانت ماثلة وطاغية.

*رابعا، أحد أهداف “حزب الله” في تلك المرحلة كان إخراج 14 آذار من السلطة وإعادة الوضع في لبنان إلى ما كان عليه إبان الاحتلال السوري للبنان، وقد نجح بتحقيق الجزء الأول من مخططه عبر إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري واستبدالها بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي الخالية للمرة الأولى منذ العام 2005 من اي تمثيل لفريق 14 آذار، ولكنه فشل في تحقيق الجزء الثاني من مخططه بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء لمجموعة عوامل وظروف داخلية وخارجية ومجتمعية.

*خامسا، في موازاة الاصطفاف السياسي كان رأس الكنيسة المارونية البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير يزكي علنا خيار 14 آذار، وصرّح عشية انتخابات 2009 محذرا بان انتقال الوزن من 14 إلى 8 آذار يهدد مشروع الدولة ويبدل في وجه لبنان، وذلك انطلاقا من دور صفير بإخراج الجيش السوري من لبنان وحرصه على حماية الإنجاز الكبير الذي تحقق في انتفاضة الاستقلال.

فما تقدم هو جزء من العناصر التي خيضت على أساسها انتخابات 2009، وأما أوجه الخلاف مع الانتخابات المقبلة في السابع من أيار 2018 فتكمن في الآتي:

*أولا، صحيح ان “حزب الله” لم يبدِّل في خياراته وتوجهاته ومشروعه، ولكن تحوّل أولويته من الحسم في الداخل إلى الصراع في الخارج استوجب حاجته الى الاستقرار، فتحولت المواجهة الى ربط نزاع، وعلى رغم التصدي المتواصل لمواقف الحزب وتجاوزاته وانتهاكه للدولة والسيادة، إلا انه يصعب تشبيه الوضع الحالي بالوضع الذي كان سائدا في العام 2009.

*ثانيا، انتقال “التيار الوطني الحر” من رأس حربة في 8 آذار في العام 2009 إلى تموضع جديد قبيل انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وبعد انتخابه وفحواه ان يكون على علاقة جيدة مع معظم القوى الأساسية.

*ثالثا، انفراط 14 آذار كتنظيم سياسي ولا يبدو ان إعادة تجميع القوى السيادية مسألة مطروحة أساسا، كما انفراط 8 آذار كتنظيم سياسي، ولا يكفي القول ان “حزب الله” وحده يختصر 8 آذار مجتمعة التي أصبح لكل مكون من مكوناتها حساباته.

*رابعا، بين استحقاق 2009 واستحقاق 2018 برزت حركة شعبية سمّيت خطأً بالحراك المدني، فيما جوهر تلك الحركة كان استخدام الشارع للتعبير عن مطالب حياتية لا سيادية، وذلك للمرة الأولى منذ العام 1992 وتحديدا بعد الخروج السوري من لبنان، حيث كانت الأولوية دائماً سيادية بين إخراج الجيش السوري من لبنان وبين إنهاء إزدواجية السلاح.

وعلى رغم ان بروز هذه الحركة جاء نتيجة تراجع المواجهة السيادية، إلا انه لا يمكن التقليل من جانب مهم وهو ان الأولويات الحياتية عادت وتقدمت لدى الرأي العام بالتوازي مع الأولوية السيادية، والتأييد الواسع لأداء “القوات” الحكومي أبلغ دليل على أن الناس بحاجة لأداء شفاف ومميز وإلى من يولي هواجسهم المعيشية الأولوية اللازمة.

وفي الخلاصة يمكن القول ان المعادلات التبسيطية لا تستقيم في وضع سياسي معقّد ومركّب، حيث ان انتخابات 2009 تختلف عن انتخابات 2018، وان يكون جوهر الصراع ما زال نفسه لا يغيِّر في حقيقة التبدلات التي شهدتها الحياة السياسية على أكثر من مستوى وصعيد، وبالتالي ضرورة أخذ كل تلك المتغيرات في الحسبان من أجل حملة انتخابية ناجحة.

 

لائحة "عونية" تواجه "التيار" في كسروان - جبيل

ليا القزي/الأخبار/19 كانون الثاني/18

المشوار الانتخابي للتيار الوطني الحر في كسروان ــ جبيل لن يكون سهلاً. بدل أن يبحث في كيفية الانتصار على خصومه الانتخابيين، "يتلهى" بالخلافات الداخلية، وبنقمة عدد من الحزبيين لعدم تبني ترشيحهم، فضلاً عن تفلّت عدد من أصواته بسبب "خسارته" نواب تكتله.

التيار الوطني الحرّ في دائرة كسروان ــ جبيل، يواجه تحديات داخلية تكاد توازي بأهميتها تنافسه الانتخابي مع بقية القوى السياسية لتثبيت وجوده في هذه المنطقة. الصعوبات تطال مستويات عدّة: التخبط بين الحزبيين ومحاولات عدد من المرشحين المحتملين إطلاق "انتفاضة" داخلية؛ "الفراغ" في منطقة الجرد الكسرواني وعدم التمكن من الحفاظ على الحيثية التي كان "التيار" يتميز بها؛ تبديل بعض من نواب تكتل التغيير والإصلاح بارودتهم من كتفه إلى أكتافٍ أخرى رداً على عدم تبني ترشيحهم من جديد؛ ومحاولة عدد من المُلتزمين العونيين الذين خاضوا تجربة الانتخابات الحزبية الداخلية ولم يوفقوا، تشكيل لائحة انتخابية، بالتحالف مع تحالف "وطني" الذي يضم عدداً من منظمات ما يُسمى «المُجتمع المدني".

البداية من كسروان، حيث تبين أنّ المعركة في "دائرة العماد ميشال عون"، لن تكون بالسهولة التي تخيّلها المعنيون بها. فلا وجود العميد المتقاعد شامل روكز نجح في بناء العصب المطلوب، أو الحفاظ على الإرث الذي تركه له الرئيس عون بالحدّ الأدنى، ولا الاستعانة بمرشحين "مستقلين" مرّ بسلاسة لدى القاعدة العونية، والكوادر الحزبية، الذين لا ينفكون يسألون: "ماذا كانت الغاية من إلهائنا بانتخابات داخلية، عمّقت الخلافات بيننا، ولم تخلص إلى ترشيح شخصية منا؟ وكيف تُسمّى اللائحة باسم التيار الوطني الحر، وأكثر من نصفها هم من الحلفاء أو المستقلين الذين لا نضمن أن يبقوا في صفوفنا طيلة الولاية النيابية؟".

"الضربة" الكُبرى التي مُني بها التيار العوني هي في منطقة الجرد. بلدات: حراجل، فاريا، كفرذبيان، ميروبا ووطى الجوز شكّلت في دورة الـ ٢٠٠٩ "طوق النجاة" للائحة التغيير والإصلاح. ولكن، بعد قرابة تسع سنوات، بدأت الأمور تخرج عن سيطرة التيار الوطني الحر. لم تتمكن منطقة الجرد من فرز "قيادي" عوني واحد بنى حيثية شعبية تُخوله فرض نفسه على قيادته، فلم يترشح أحد من بلدات الجرد إلى الانتخابات الداخلية لاختيار المُرشحين إلى الانتخابات النيابية، مع العلم بأنّ مُنسق قضاء كسروان ــ الفتوح جيلبير سلامة هو من بلدة حراجل، ولكن النظام الداخلي لم يسمح له بتقديم ترشيحه، رغم أنّه كان بالنسبة إلى كثيرين الحلّ الأمثل لهذه المعضلة.

يُخبر أحد النواب العونيين عن "التخبط والانقسامات والخلافات الشخصية بين المنسقين من جهة، والحزبيين من جهة أخرى، في الجرد. الخلافات تحديداً في كفرذبيان وفاريا، أما في ميروبا وحراجل فالوضع أفضل، رغم وجود مجموعات حردانة من جيلبير سلامة وزاهي خليل". وهو يُفرق بين "وضع التيار السيئ في الجرد، وبين الحالة التي تمكن النائبان فريد الياس الخازن ويوسف خليل من تشكيلها. أشكّ أن يكون أحد غير الخازن وخليل قادراً على جذب الناخبين الذين يؤثران عليهم". لذلك، وبعد انتقال خليل إلى صفوف القوات اللبنانية، "لن يكون أمام التيار العوني من حلّ سوى التحالف مع الخازن". إلا أنّ المعلومات تُشير إلى أنّه "بعد الأعياد، باتت كلّ الأسماء المطروحة متساوية، إن كان الخازن أو نقيب الأطباء السابق شرف أبو شرف (يحمل بطاقة حزبية) أو الحزبي إدمون الخازن، لعدم تمكّن أي منهم من الحصول على أرقام عالية في الإحصاءات".

وضع التيار العوني غير سليم، وسيؤثر عليه أكثر "الطلاق" بينه وبين النائب خليل. الأخير، سبق الرئيس عون في انتخابات الـ ٢٠٠٩ في كلّ بلدات الجرد. وقد ذكر سابقاً أنّه يملك قدرة تجييرية تبلغ قرابة الـ ٧ آلاف صوت، سيضعها في عهدة لائحة رئيس "القوات" سمير جعجع، على الرغم من أنّ القواتيين لا ينفكون يُعايرون "التيار" ونوابه بأنّهم لم يقوموا بأي شيء لمصلحة كسروان. مصادر سياسية في القضاء، معارضة للتيار الوطني الحر، تؤكد أنّ "قدرة خليل الصافية لا تتعدّى الألفي صوت. لو أنه فعلاً يحظى بتأييد ٧ آلاف صوت، لكان سيسعى إلى تأليف لائحة وحده ولا يبحث عن تحالف مع القوات. ويجب الانتباه إلى أنّ عائلة خليل كبيرة ولديها وجود في مختلف البلدات الكسروانية، لكن لكلّ منها توجهات سياسية مختلفة، ولا تصب كلها لدى طرف واحد. لذلك لا توجد عصبية عائلية تُميز النائب الطبيب". يوافق مسؤول عوني على ذلك، لكنه يُضيف إنّ "انتقال خليل إلى القوات سيُزعجنا بالتأكيد. والضرر الأكبر سيقع إذا لم نتبنَّ ترشيح أحد من هذه المنطقة". يُصّر المصدر على أنّ الوضع في الجرد "جيد. هذه المناطق كانت خزاناً لنا وستبقى"، رغم اعترافه بوجود "خلافات ناجمة عن الانتخابات البلدية، ونقص في الخدمات والتواصل، نحاول حالياً سدّ كلّ الثغَر قبل الاستحقاق". دفع هذا الوضع بعض العونيين غير الحزبيين "إلى اللجوء إلى أطراف سياسية أخرى". وفي حين تؤكد مصادر في كسروان أنّ أغلب الحردانين ذهبوا إلى النائب السابق فريد هيكل الخازن، يُصر المصدر العوني على أنّ "من غير الواضح من الذي استمالهم، ولكن نحن أقوى من الخازن في الجرد".

زوين حليفة فريد هيكل الخازن؟

لن يكون يوسف خليل، النائب الوحيد الذي سيبحث عن مرجعية سياسية أخرى، في حال لم يتبناه التيار العوني. تؤكد مديرة مكتب النائبة جيلبيرت زوين، فيفيان مهنا، أنّ "البيكة" مُرشحة إلى الانتخابات النيابية "ولكن لم تُحسم بعد الترشيحات مع أي طرف"، وذلك رداً على سؤال عما يُحكى عن تنسيق بين زوين وفريد هيكل الخازن. جُلّ ما هو محسوم أنّ زوين "ما رح تسكّر هالبيت". ماذا عن إمكانية زيارة معراب؟ تُجيب مهنا ضاحكةً: "نحنا ما منطلع محل، هنّي بيجوا لعنّا". ولكن، ما هو الانعكاس السلبي لعدم ترشيح زوين مع "التيار"؟ يُجيب رئيس جمعية آل زوين، المُرشح العوني، إيلي زوين أنّه "جرت العادة أن لا يترشح أحد بوجه مُرشح بيت جورج زوين (جدّ النائبة)، ولكن حالياً تخطينا هذا الأمر. لا تستحوذ زوين إلا على نسبة قليلة من العائلة، التي لا يُحركها قرار موحد".

أما بالنسبة إلى النائب نعمة الله أبي نصر، فيُنقل عنه حسمه عدم الترشح مرّة أخرى. إلا أنّ لقاءات عدّة جمعت نجله فارس مع الوزير السابق يوسف سلامة، مع ترجيح أن يُشكلا معاً نواة لائحة تحت تسمية "مُجتمع مدني". بيد أنّ مالك نعمة الله أبي نصر يؤكد في اتصال مع "الأخبار" التزامه سياسة التيار الوطني الحر. بدوره، النائب فريد الخازن يقول: "ما زلت مُرشحاً إلى الانتخابات، ولكن خريطة الطريق للمرحلة المقبلة، كحسابات القانون والتحالفات وخطة العمل، لا تزال غير واضحة. فأنا إما أن أكون شريكاً في اللائحة، أو يكون لي خيار آخر". إلا أنّ الأكيد "أنني لست بوارد الانتقال من موقع سياسي إلى آخر. إضافة إلى الموقف السياسي، أنا أُقدر الرئيس عون وأحترمه".

"انتفاضة" عونية داخلية

تشكيل لائحة في كسروان تُهمش الكوادر الحزبية، أثار نقمة في القضاء. المسؤول العوني يصف الأمر بأنّه "حرتقة داخلية سيجري تقويضها فور حسم قصة المرشحين"، مُقللاً من أهمية الحركة المعترضة "لأنّ دائرة كسروان لديها وضع خاص، وهناك العهد الجديد وهالة الرئيس عون". وهناك اتهامات تُساق ضدّ أحد المُرشحين المُحتملين في فتوح كسروان، بأنّه "حاول، من أحد مطاعم السمك في العقيبة، تحريض عدد من منسقي البلدات لمقاطعة اجتماع المنسقية قبل أيام. لكن لم يستجب له سوى عدد قليل لم يتخطّ السبعة منسقين". التقليل من أهمية الحالة الاعتراضية لدى المصادر الرسمية يتعارض مع معلومات "الأخبار" بأنّ لقاءً "وطنياً" يُحضّر لتشكيل لائحة في وجه التيار الوطني الحر "من أعضائه الناقمين". وكان إيلي زوين قد استقال، لكنه تراجع عن استقالته "بضغط من هيئة القضاء التي وعدت بمتابعة ملفّي"، كما يقول. ويضيف لـ"الأخبار" بأنّه بعدما "تسلمنا نتيجة استطلاع المرحلة الثالثة، وقارناها مع إحصاء أجراه لنا الخبير الانتخابي كمال فغالي، تبين لنا عدم وجود شفافية. إضافة إلى عدم احترام آلية الترشيح الداخلية"، غامزاً من قناة احتمال ترشيح رجل الأعمال روجيه عازار.

لن يكون أعضاء لائحة "المعارضة العونية" أيتاماً في كسروان، بل سيكون لهم امتداد إلى جبيل. يقول القيادي في "التيار" بسام الهاشم إنّ تشكيل لائحة "أمر وارد جداً. هناك انتهاكات تُمارس وقد برهنت أنّ الاستطلاعات كانت مزوّرة". يتحدث بإيجابية عن الوزير السابق شربل نحاس، "هناك جو عارم في التيار ناقم، نحن قادرون على تأليف لائحة تُمثله، بالتفاهم مع كلّ من لديه توجهات وطنية". في جبيل، يبرز أيضاً اسم العوني الذي قدّم استقالته من الحزب روبير زعرور، ولكن يوضح الهاشم إنّ "زعرور صديق، إلا أننا لم نبحث في تشكيل لائحة معاً". وكان الهاشم خلال خلوة إطلاق الماكينة الحزبية لـ"التيار" في قضاء جبيل، الأسبوع الماضي، قد أعلن أنّه "باقٍ في التيار، لكنني قدّمت طعناً بنتائج الاستطلاع بقي محجوزاً لدى أمانة السرّ. وبما أنّه لم يُبتّ بطعني، أعتبر أنّ أي قرار انتخابي يفتقر إلى المشروعية باطل، يستوجب المقاومة وليس الطاعة".

 

حركة أمل وحزب الله في الانتخابات التحالف الثنائي مستمر.. والخلاف مع الحلفاء

 قاسم قصير/مجلة الامان/19 كانون الثاني/18

الثابت الأساسي في الانتخابات النيابية المقبلة هو استمرار «التحالف الثنائي والاستراتيجي بين حركة أمل وحزب الله»، فهذا التحالف سيتواصل في الانتخابات في كل المناطق والدوائر، لكن بالمقابل فإن علاقة كل طرف مع بقية الحلفاء والقوى السياسية لن يخضع لقاعدة التحالف الثنآئي، فالخلافات بين حركة أمل والتيار الوطني الحر تتصاعد، ما يُخرج الحركة من أي تحالف سياسي أو انتخابي مع التيار، وبالمقابل فإن علاقة الحركة مع القوى السياسية والحزبية الأخرى وامكانية تحالفها معها لن يُلزم بالضرورة حزب الله.

فكيف ستكون طبيعة التحالفات التي ستنسجها حركة أمل وحزب الله في الانتخابات المقبلة؟ وهل سنشهد تغييرات في أسماء المرشحين لدى الطرفين؟ وأين سيخوض الطرفين معارك انتخابية قوية؟ وماذا عن التوقعات الأولية لنتائج الانتخابات؟

خريطة تحالفات أمل وحزب الله

بداية ما هي طبيعة التحالفات التي سينسجها الثنائي حركة أمل وحزب الله؟ وماذا عن المرشحين المتوقعين للطرفين في مختلف الدوائر؟

الأوساط المطلعة على أجواء حركة أمل وحزب الله تؤكد «أن التحالف الثنائي بين الطرفين هو الثابت الوحيد في المعركة الانتخابية المقبلة حتى الآن»، فالمسؤولون من الطرفين أكدوا مراراً في تصريحاتهم العلنية وفي اللقاءات الخاصة أن التحالف بينهما مستمر، وإن كان الطرفان لا يستطيعان في المعركة المقبلة تجيير أحدهما الأصوات لللآخر، وحتى لحلفائهما، وذلك بسبب الصوت التفضيلي واعتماد النسبية، فالصوت التفضيلي يفرض على كل طرف إعطاء الأصوات لمرشحه الأساسي وعدم هدر أي صوت حتى للحليف منعاً لأية خسارة، والمعركة ستخاض بشكل دقيق وحساس وفقاً لحسابات انتخابية بشأن كيفية التصويت.

أما على صعيد التحالفات مع القوى الأخرى، فلم يُحسَم القرار نهائياً سواء من الطرفين أو على صعيد كل طرف، وإن كانت العلاقة القوية والمستمرة بين حزب الله والتيار الوطني الحر تفرض عليهما استمرار التعاون الانتخابي في العديد من الدوائر، لكن قد تشهد تنافساً أو اختلافاً في بعض الدوائر، كما في دائرة جبيل. فالحزب والحركة يريدان مرشحاً مؤيداً من قبلهما، في حين أن التيار يريد الحفاظ على المقعد الشيعي من حصته، وأما على صعيد العلاقة بين الحركة والتيار الوطني الحر فهي تتجه نحو التصعيد والتوتر، ما قد يمنع أي تحالف انتخابي بينهما.

وحول العلاقة مع «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» فحركة أمل تميل إلى التحالف مع هاتين القوتين في بعض الدوائر، وبالمقابل فإن حزب الله سيتجه لدعم حلفائه المعارضين لهما وخصوصاً في بيروت والشوف وعاليه والبقاع الغربي.

وأما التحالف مع الأحزاب الوطنية (القومي السوري الاجتماعي، حزب البعث، بعض الشخصيات اليسارية أو الوطنية المستقلة)، فيستمر من قبل الطرفين، وأما في دائرة صيدا فالصورة غير واضحة حول التحالفات التي ستجري بسبب تداخل دور القوى الحزبية والسياسية.

لكن ماذا عن المرشحين الممثلين للحركة والحزب؟ وهل سيستطيع الطرفان الحصول على أكثرية المجلس النيابي المقبل مع بقية الحلفاء؟

لم يصدر حتى كتابة المقال أي قرار نهائي حول الشخصيات التي سترشحها حركة أمل وحزب الله، لكن الأوساط المطلعة على أجواء الحزبين تشير «إلى أن معظم النواب الحاليين سيجري ترشيحهم للانتخابات النيابية المقبلة مع إمكانية حصول تغييرات طفيفة في بعض الدوائر، كذلك سيكون هناك مرشح للحزب في دائرة بيروت الثانية إضافة إلى المرشح المدعوم من حركة أمل، كذلك ستقدم الحركة مرشحاً لها في البقاع الغربي مقابل مرشح مدعوم من الحزب في دائرة زحلة وفي دائرة بعبدا سيجري تقاسم الترشيحات بين الطرفين».

وأما على صعيد الحلفاء الذين سيشاركون في لوائح الحزب والحركة، فقد نشهد الترشيحات بعض التغيرات خصوصاً في دائرة بعلبك - الهرمل بسبب شدة التنافس في هذه الدائرة والحاجة لمرشحين أوقوياء من بقية الطوائف، وأما في دائرتي مرجعيون - حاصبيا - النبطية، بنت جبيل، وصور والزهراني فعلى الأغلب سيجري الحفاظ على الترشيحات الحالية مع تغييرات طفيفة في الدائرتين.

وإذا لم تعمد الأطراف المعارضة للطرفين في مختلف الدوائر الى تجميع صفوفها وعقد تحالفات واسعة، فإنهما لن يشهدا منافسة قوية في معظم الدوائر، وإن كانت دائرة بعلبك - الهرمل قد تشهد تنافساً صعباً إذا عمدت كل القوى المعارضة للحزب والحركة الى تشكيل لائحة مشتركة.

لكن ما مدى صحة التوقعات حول حصول حركة أمل وحزب الله وحلفائهما على الأكثرية في المجلس النيابي المقبل، خصوصاً انهما سيسعيان إلى زيادة عدد كتلتهما النيابية، كما سيكون هناك فرصة كبيرة لنجاح عدد من الحلفاء لهما في بعض الدوائر الأخرى؟

بعض الجهات السياسية والناشطين في مراكز الدراسات والاحصاءات يؤكدون «ان الحركة والحزب وحلفاءهما سيحصلون على أكثرية نيابية مريحة من المجلس المقبل، ما يعطيهما الفرصة لتحقيق انجازات سياسية في المرحلة المقبلة».

لكن بعض المصادر القيادية في الحزب ترى «أن من الصعب حالياً حسم نتيجة الانتخابات بسبب اعتماد النسبية والصوت التفضيلي، وانه حتى لو نجح الحزب والحركة في زيادة اعداد كتلتهما النيابية، فإن ذلك لا يعني حسم القرار بالحصول على الأكثرية النيابية وحكم البلاد، لأنّ إدارة الوضع اللبناني تحتاج لتوافقات سياسية ولا يمكن أيّ طرف أن يحكم لبنان وحده».

وبالاجمال فإن حركة أمل وحزب الله يخوضان الانتخابات النيابية المقبلة، وهما مطمئنان على قواعدهما الشعبية وقدرة ماكيناتهما الانتخابية على إدارة العملية الانتخابية، وفي الأسابيع المقبلة سيُعلَن المرشحون وطبيعة التحالفات المتوقعة، وفي ضوء ذلك يمكن أن ترسم خريطة أوضح لنتائج هذه الانتخابات ودور كل من الحركة والحزب في المرحلة المقبلة.}

 

ما عادوا يريدون اتفاق الطائف

نديم قطيش/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/61895

الكثير من اتفاق الطائف هوى مع رفيق الحريري، حين اغتيل قبل 13 عاماً. حُكم لبنان خلال هذه الحقبة، ولا يزال، بمنطقٍ يتحايل على حقيقتين.

حقيقة أولى تفيد بأن أي تعديل دستوري أساسي في لبنان، يطال توازنات الشراكة داخل النظام السياسي، دونه أهوال كثيرة. وهو ما ذكّر به رئيس مجلس النواب نبيه بري مراراً خلال الأشهر الماضية، مستعيداً الأكثر سواداً من كوابيس الحرب الأهلية اللبنانية وأعداد ضحاياها.

وحقيقة ثانية مفادها أن أي مقاربة تغلبية ما نجحت في فرض غلبتها، حيال أي من الملفات، إلا بقوة السلاح المباشر أو بتوظيف وهجه لترهيب الآخرين وإخضاعهم. اتخذ هذا التحايل أشكالاً لا حصر لها، تتمحور كلها حول رغبة الشيعية السياسية في لبنان، في تعديل ميزان الشراكة، والاستحواذ على حق الفيتو داخل السلطة التنفيذية، والإمساك بمصيرها ومصير ميثاقيتها وشرعيتها التوافقية، عبر التلويح الدائم بالخروج منها متى أرادت، وتعطيل البلاد وإقفال المؤسسات. على هذا المنوال مثلاً خرج الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى، المتشكلة بعد انتخابات عام 2005، نازعين عنها صفتها الميثاقية بزعمهم؛ وذلك على أثر الخلاف حول تشكيل محكمة خاصة، دولية تنظر في قضية اغتيال الحريري ورفاقه، والجرائم المرتبطة. صحيح أن الميثاقية اللبنانية تقوم على تمثيل الشراكة بين المسلمين والمسيحيين، من دون الدخول في التفاصيل المذهبية لأي من أتباع الديانتين، لكن الشيعية السياسية استخدمت هذا العنوان للقول إن الميثاقية ليست في الشراكة بين أبناء الديانات، بل بين مذاهبها؛ ما يعني أن غياب شيعة حركة أمل و«حزب الله» عن الحكومة يفقدها ميثاقيتها، ويمهد بالطعن في كل ما تتخذه من قرارات. وأقفل بري بعدها المجلس النيابي عامي 2007 و2008 في مواجهة التوازن السياسي الذي يصب في صالح خصومه، بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية إميل لحود وتحول المجلس قانوناً إلى هيئة ناخبة لا وظيفة لها إلا انتخاب الرئيس، الذي لم ينتخب إلا بعد انقلاب السابع من مايو (أيار) 2008. استمرت الحكومة، حتى الانقلاب، عبر صمود أسطوري لرئيسها فؤاد السنيورة، وفي غياب قدرة الثنائي الشيعي على إفقادها النِصاب نتيجة عدم استحواذه على ثلث مقاعدها الوزارية. بعدها، وفي أثر هذا الدرس العملي، ستدخل إلى لغة الشراكة السياسية في لبنان عبارات «الثلث الضامن» أو «الثلث المعطل» بأشكال لا حصر لها، وستدوّن هذه العبارة في اتفاق الدوحة، عام 2008، الذي أنهى احتلال «حزب الله» وحركة أمل لوسط العاصمة بيروت، في سياق المواجهة مع حكومة السنيورة، وبعد إقدام «حزب الله» على استخدام سلاحه مباشرة ضد اللبنانيين العزل في العاصمة وجبل لبنان الدرزي. من المفيد التذكر أن السلاح استخدم في مواجهة قرارين حكوميين لم يكن بوسع الثنائي الشيعي تعطيلهما بالسياسة، أكان خارج الحكومة أم داخلها.

اليوم، يخوض الثنائي معركة تعديل اتفاق الشراكة السياسية من خلال ما يسميه «توقيع وزير المال على المراسيم»، وإسناد حقيبة المالية للشيعة. النقاش المندلع في البلاد على خلفية توقيع وزير المال على المراسيم، كشف عن تفسيرات لوظيفة هذا الوزير وصلاحياته تتصل بالمعركة الأساس، أي معركة تجاوز اتفاق الطائف إلى ترتيبات جديدة تعطي الشيعة حق فيتو داخل السلطة التنفيذية. فحتى لو سلمنا جدلاً بوجوب توقيع وزير المال على المراسيم إلى جانب توقيعي رئيسي الحكومة والجمهورية والوزير المختص بموضوع المرسوم؛ فهذا لا يلغي أن توقيع وزير المال هو خطوة إجرائية شبه شكلية لا تعطي الوزير سلطة قرار الإنفاق أو عدمه خارج شؤون وزارته، حيث إن الإنفاق العام محدد في الموازنات والاعتمادات التي أقرتها الحكومة ووافق عليها البرلمان.

ما يريده الثنائي الشيعي يتجاوز هذا الفهم. ففي واحد من الاشتباكات السياسية، وبسبب نقل مدير عام قوى الأمن الداخلي لضابط شيعي من منصب إلى آخر، في إطار مناقلات كلاسيكية يجريها الجهاز، من دون مراجعة زعيم طائفته، امتنع وزير المال الشيعي عن تحويل مخصصات الجهاز. وظلت المخصصات رهينة عند وزير المال إلى أن حلت مسألة المناقلات وفق تصور المرجعية الشيعية للحل. ما نحن بإزائه يتجاوز الدعوة إلى تخصيص وزارة لطائفة بعينها إنما يصل إلى اختراع ترتيبات قانونية وسياسية، تعيد تفسير موقع وزارة المال داخل النظام السياسي وتحويلها إلى سلطة فيتو ورئاسة ثالثة إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، أمام امتناع تعديل الدستور في هذا الاتجاه، وأمام استحالة التوظيف الدائم للسلاح لفرض الغلبة. إننا في الواقع بإزاء نظام سياسي تتآكل شرعيته منذ عام 2005، وتزداد استفحالاً في ظل ضعف الإجماعات الوطنية الرئيسية التي تسند أي ديمقراطية توافقية، كما في ظل غياب إدارة خارجية تتوسط لفض النزاعات بين المتخاصمين كما كان الحال مع الوصاية السورية. يقول عالم الاجتماع السياسي الأميركي سيمور ليبسيت: إن «فكرة الشرعية تنطوي على قدرة النظام السياسي على توليد الاعتقاد، وضمان استمراره، بأن المؤسسات السياسية القائمة هي إما الأنسب أو مناسبة للمجتمع».

في لبنان ثمة من يقول إن هذه القدرة عن نظام الطائف انعدمت!

 

يحاول اللبنانيون أنْ يكونوا متفائلين لكن الإيجابية لها مستلزماتُها

الهام فريحة/الأنوار/19 كانون الثاني/18

على رغم التوترات التي تشوب بعض الملفات، فإنَّ بالإمكان تسجيل أنَّ النصف الملآن من الكأس هو الظاهر للعيان، بدليل أنَّ الروزنامة السياسية والمالية هي في وضعٍ يدعو إلى التفاؤل. سياسياً وديمقراطياً، لم يعد الحديثُ حديث تمديد، بل حديث انتخابات، وهذا تطور حيوي في حد ذاته... في أيار المقبل لن يكون هناك تمديدٌ للمجلس النيابي الحالي الذي صار عمره ثمانية أعوام، بل سيكون هناك مجلسٌ نيابي جديد وفق قانون انتخابي جديد لا مجال فيه للتزوير، بل هناك مراقبة شديدة ليس من الداخل فحسب بل من دول ومنظمات غربية تراقب ما إذا كان لبنان سيدخل فعلاً عصر الديمقراطية الحقيقية، أو سيبقى من الدول المتخلِّفة ديمقراطياً. مالياً، ولَّت الأيام التي كان الصرف فيها يتم على القاعدة الإثنتي عشرية، صار هناك صرفٌ بموجب الموازنات. صدرت موازنة العام 2017، وموازنة 2018 تنتظر فتح دورة استثنائية لمجلس النواب لإقرارها قبل بلوغ الدورة العادية لمجلس النواب في منتصف آذار المقبل.

إيجابيةٌ نقدية ثانية تمثلت في الهندسات المالية التي قام بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والتي ظهرت إيجابياتها أثناء الأزمة التي مرَّ بها لبنان في شهر تشرين الثاني الماضي، والتي أدت إلى خروج نحو ثلاثة مليارات دولار من لبنان، آنذاك، لولا الهندسة المالية التي سبق للحاكم أن قام بها لكان لبنان وقع في مصاعب مصرفية كان في غنى عنها، لكنها كانت ستكلفه الكثير، إلا أنَّ القطوع مر وعاد لبنان منيعاً مالياً. لكن، هل هذا كله يكفي؟ بالتأكيد لا، فأمام لبنان سلسلة من القطوعات، وما لم يُحسِن المسؤولون التعاطي معها بجدية وشفافية، فإن البلد سيكون مجدداً أمام المأزق.على سبيل المثال لا الحصر، إنَّ موضوع الكهرباء بات يحتاج إلى حلٍ أياً تكن المعوقات، فليس من المعقول أنْ يعيش اللبنانيون رهائن لعشرات آلاف المولدات الخاصة، مع ما يعني ذلك من تلوثٍ يضرب الأحياء، لأنه بات في كل حي مولد ينفخ سمومَه في صدور اللبنانيين. ليس معقولاً أنْ تبقى قضية النفايات من دون معالجة، للسنة الثالثة على التوالي، ما من بلد في العالم يتعايش مع النفايات، كما يتعايش هذا البلد معها. نحاولُ في هذا المجال أنْ نكون إيجابيين، ولكن كيف؟ ووفق أي معيار؟ الإيجابيةُ يجب أنْ تأتي من إدارات الدولة ومن السلطة التنفيذية، ثم تنعكس على المواطنين، وما لم تَحدث الإيجابية من عند الدولة فإنّه من العبث أنْ تحدث من قبل الناس.

بهذا المعنى فإنَّ كرة الإيجابية هي في ملعب الدولة وليس في ملعب

 

تكلفة الحرب في سوريا وراء أزمات إيران!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/61912

تكاثر مهنئو إيران بانتهاء الأزمة الأخيرة، ومنهم من سافر إلى طهران ليقدم التهاني وجهاً لوجه، لكن الأزمة لم تنتهِ وهي جد معقدة، وفقاً لتقارير إعلامية أثارت قفزة في أسعار الدواجن ومشتقاتها المظاهرات. وتدعي السلطات الإيرانية أن ارتفاع أسعار البيض بنسبة 40 في المائة كان بسبب تفشي إنفلونزا الطيور، على الرغم من أن سعر البيض ارتفع بنسبة 30 في المائة اعتباراً من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما انخفض سعر الريال الإيراني في السوق السوداء إلى 42 ألف ريال لكل دولار، من 39 ألفاً، مما أدى إلى ارتفاع كبير إنما غير مبالغ فيه بالنسبة إلى معدل التضخم الإجمالي الذي يبلغ الآن حوالي 11 في المائة.

ارتفاع سعر البيض مزعج، لكنه وحده لا يسبب خروج مئات الآلاف من كل المناطق إلى الشوارع، وكانت إذاعة «فاردا»، قبل أن تغلق السلطات وسائل التواصل الاجتماعي نشرت في الثاني من الشهر الحالي فيديو يظهر فيه المتظاهرون وهم يحرقون مركزاً للشرطة في مدينة غاهداريجان التي تبعد 24 كلم عن مدينة أصفهان، وغاهداريجان صغيرة ولا أحد يفكر فيها، لكن القرويين شعروا بالظلم، فنهر زاياناده رد (معطي الحياة)، الذي يروي أصفهان، يجف قبل وصوله إلى قريتهم، وهذا ضحية سوء إدارة إيران للموارد المائية المتضائلة.

احتجاجات غاهداريجان بدأت منذ زمن. وقبل عامين حذر عيسى كالنداري مستشار وزارة البيئة الإيرانية من أن 50 مليون إيراني سيُتركون من دون مياه بسبب استنفاد 70 في المائة من المياه الجوفية وإساءة تغيير مجرى الأنهار للتعويض.

يقول محدثي، إن الزراعة في إيران تستهلك 92 في المائة من المياه، وعدم المحافظة على المياه دفع فلاحي تلك الأراضي إلى المدن التي تعاني بالفعل من حوالي 30 في المائة من بطالة الشباب. وكان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد أدرك أن تغيير المناخ وسوء إدارة المياه يدمران مزارع الأسر، فقدم إعانات مادية للأسر التي تكافح من أجل توفير الطعام لأولادها، وعندما لمح الرئيس الحالي حسن روحاني إلى أنه سيقلل من هذه الفوائد، ثارت الاحتجاجات. وفي حين أن الاضطرابات في الأسابيع الأخيرة كانت بسبب ارتفاع أسعار البيض والتخفيضات للإعانات، إلا أن من أكبر التحديات الاقتصادية في إيران سببها موجة الجفاف الشديدة التي بدأت أواخر التسعينات، ويقول محدثي إن إيران معرضة بشكل متزايد للتغيير المناخي، وأن منطقة الخليج وبحلول عام 2070 يمكن أن تشهد ارتفاعاً كبيراً في موجات الحرارة، هذا وفقاً لدراسة معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» نشرها عام 2015. ثم إنه في الصيف الفائت سجلت إيران واحدة من أعلى درجات الحرارة على الأرض (53,72 درجة مئوية).

في السنوات الأخيرة أقرت الحكومة الإيرانية بأن تغيير المناخ يشكل تهديداً حاداً. وخلال العام الماضي حذر عدد من المراقبين من حدوث أزمة اقتصادية وشيكة. ومن جهة أخرى، تتراوح تقديرات الإنفاق العسكري الإيراني في سوريا من 6 مليارات دولار إلى 15 أو 20 مليار دولار سنوياً، ويشمل ذلك 4 مليارات دولار من التكاليف المباشرة، فضلاً عن الدعم المقدم لـ«حزب الله» في لبنان وغيره من المجموعات المسلحة التي أنشأتها إيران وتسيطر عليها. يقول محدثي: لنفترض أن التقديرات الأقل هي الأقرب إلى الحقيقة، فيتبين أن تكلفة الحرب السورية على النظام الإيراني تساوي تقريباً العجز الكلي في ميزانية البلاد الذي يصل سنوياً إلى 9,3 مليار دولار. ويضيف أن النظام الإيراني على استعداد للتضحية بالاحتياجات الأكثر إلحاحاً للاقتصاد الداخلي لصالح طموحاته في سوريا. وحسب البنك المركزي فإن إيران خفضت الإنفاق على التنمية إلى الثلث، مع تراجع إيرادات الدولة عن التوقعات خلال الفصول الثلاثة المنتهية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

تعاني إيران من أزمات متعددة وشعور عميق بالضيق. إدارة المياه ليست سوى واحد من الكثير من العجز المخفي الذي تراكم على إيران منذ الثورة عام 1979؛ إذ تواجه أجزاء كبيرة من نظام المعاشات للمتقاعدين الإفلاس على المدى القصير. والمتأخرات السنوية للحكومة إلى نظام الضمان الاجتماعي الذي يعاني من النقص في التمويل، هي عدة مرات حجم عجز ميزانيتها الرسمية، ومع نسبة الإيرانيين الذين وصلوا إلى سن الشيخوخة، فإن التركيبة السكانية ستجعل المشكلة الحرجة أسوأ بكثير خلال السنوات القليلة المقبلة. ويقول محدثي إن إيران هي أول دولة تشيخ قبل أن تصبح غنية، مما يؤدي إلى أزمة في معاشات التقاعد، أكثر حدة من أي أزمة أخرى في العالم.

ويصل محدثي إلى النظام المصرفي الإيراني المعسر، ويرجع السبب جزئياً إلى الضغوط الاقتصادية، وجزئياً إلى إقراض داخلي ضخم للمستثمرين العقاريين المتصلين بالنظام. ويقول: قد تصل تكلفة خطة الإنقاذ المالي إلى 50 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي. وينقل عن صحيفة «دنيا الاقتصاد»، أن الأصول غير المنتجة في المصارف تمثل 40 إلى 50 في المائة من إجمالي الأصول المصرفية في البلاد «وفقاً للبيانات الرسمية». ويتكون ما يقرب من 15 في المائة من هذه الموجودات من أصول غير منقولة مثل الأراضي والمباني، والباقي من القروض المتعثرة والديون الحكومية، «ولا توجد بيانات رسمية عن الأصول الثابتة للبنوك». وحسب موقع «سيرات نيوز» الإلكتروني فقد قدر إجمالي قيمة الممتلكات غير المنقولة والمملوكة من 31 مصرفاً ومؤسسة مالية بقيمة 13,8 مليار دولار.

هناك الكثير من المصارف في إيران التي تقدم فائدة على الودائع تصل إلى 30 في المائة، وفي أوائل عام 2017 قرر النظام أن يكون سعر الفائدة 15 في المائة، لكن القليل امتثل، فردت الحكومة بالسماح بانهيار مؤسسات ائتمان خاصة، مما أدى إلى تبخر ودائع عشرات الملايين من المودعين الصغار، كما انهارت العديد من شركات الإقراض غير المصرح بها، وكانت انتشرت زمن أحمدي نجاد لتقدم قروضاً خلال طفرة البناء.

مصدر مالي قال إن إعادة التنظيم المالي للقطاع المصرفي الإيراني البالغ 700 مليار دولار، ستكلف ما بين 180 و200 مليار دولار، أي 50 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي لإيران. وهذا لا تستطيع إيران تحمله، حيث إن الناتج الإجمالي المحلي لديها يصل إلى 428 مليار دولار.

لدى إيران الكثير من الموهوبين الذين لا يمكن توظيفهم، وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب 20 في المائة مع استثناء البطالة التي يعاني منها 4.7 مليون طالب جامعي. ولدى إيران العديد من المدارس الهندسية العليا، لكن الغالبية العظمى من الخريجين يتطلعون إلى الهجرة، وحسب غرفة تجارة طهران فإن هناك 3.5 مليون إيراني يستعدون لمغادرة البلاد.

إذا جمعنا تكاليف إعادة رأس مال المصارف، وإنقاذ صناديق المعاشات التقاعدية، وإصلاح نظام المياه، فإنها تفوق بكثير الناتج الإجمالي المحلي، وعلى الرغم من أن الدين الحكومي المباشر صغير، فإن النظام الإيراني يغرق في التزامات غير ممولة.

ليس من الواضح كيف سيحل النظام الحالي الإيراني أو أي نظام سيخلفه هذه الأزمات المتداخلة. يقول محدثي، إن إيران تحتاج إلى برنامج لمكافحة الفساد صعب جداً كالذي أقدم عليه الرئيس الصيني شي جينبينغ، ثم لا يمكنها أن تستمر في المغامرات العسكرية الخارجية، ومواصلة برنامج طموح للصواريخ الباليستية.

إن النظام الحالي غير قادر على تنفيذ هذا التحول المعقد والمكلف، وليست لديه رؤية واضحة حتى للإمساك برأس خيط هذه المشاكل المتراكمة منذ 39 عاماً. وأكدت الاحتجاجات في الشوارع أن النظام فقد مصداقيته، الأمر الذي سيجعل من الصعب عليه الاستمرار في المناورة والمراوغة.

يقول محدثي: في مواجهة مشاكل على هذا النطاق، تقلل حكومات العالم الثالث عادة من التزاماتها بتخفيض قيمة العملة والتضخم، حيث إن المعاشات التقاعدية والمطلوبات الإيرانية من حق الشعب، لكن الحكومة تكسب المال بالعملة الصعبة، كما أن تخفيض قيمة العملة والتضخم يمثلان تحويل الثروة من الشعب إلى النظام. ويضيف: والنتيجة المتوقعة هي فترة طويلة من عدم الاستقرار تتخللها مظاهرات متفرقة إنما عنيفة في الشارع، وتدهور اقتصادي إضافي!

 

إعادة النظر في المشكلة النووية الإيرانية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18

أسفر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تمديد رفع بعض العقوبات على إيران لمدة 120 يوماً أخرى، عن فتح باب النقاش القديم بشأن «ما الذي يجب فعله حيال إيران». وفي حين أن البعض قد أدان الرئيس ترمب لتجديده تخفيف العقوبات على الملالي، فإن البعض الآخر قد عنفوه بكلام قاس بسبب دعوته لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الذي أقره الرئيس الأسبق باراك أوباما. إن فتح باب النقاش حول «ما الذي يجب فعله حيال إيران» بكل هدوء وبطريقة بناءة لن يكون سهلاً لعدد من الأسباب.

السبب الأول أن المسألة الإيرانية قد أصبحت وثيقة الصلة بالولايات المتحدة، والأسوأ من ذلك، أنها باتت وثيقة الصلة في الآونة الأخيرة بشخصية الرئيس الأميركي نفسه. وكما نعلم جميعاً، مهما كانت المسألة التي ترتبط بالولايات المتحدة، حتى ولو عن بعد، فإنها تترقى للأفضل أو تنحدر للأسوأ.

على سبيل المثال، لم يعبأ أحد عندما قتل مليون شخص في رواندا، أو تعرض مجتمع بأسره للنزوح في بورما بأسلوب التطهير العرقي. فلم تكن الولايات المتحدة، ولن تكون، مهتمة بالأمر. وتكثر رحلات السيدة فيديريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى رانغون ليس لأجل العمل على تخفيف معاناة الروهينغا، ولكن من أجل توجيه الانتقادات للولايات المتحدة بشأن «تهديد الاتفاق النووي مع إيران». ويدعو الفاتيكان إلى احترام الاتفاق النووي المبرم، ولكنه يحرص على عدم ذكر لفظة «الروهينغا».

وفي كل دولة تقريباً يوجد هناك دائرة نشطة تعمل ضد الولايات المتحدة، وهي التي تحكم على كل حادثة من حيث ارتباطها بالولايات المتحدة من عدمه.

وبالنسبة لهذه الدائرة فإن الخدعة تكمن في أن ترى ما تراه الولايات المتحدة ثم التفوه بعكس ذلك تماماً. على سبيل المثال، كان جيرمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني يفكر لفترة وجيزة في الإعراب عن لفتة لطيفة من التعاطف إزاء الشباب والفقراء الإيرانيين الذين كانوا يصارعون نظام حكم الملالي في طهران قبل أسبوع أو نحوه. وفي خاتمة المطاف، رغم كل شيء، رفض كوربين انتقاد الملالي مباشرة بسبب أن الولايات المتحدة قد أعربت عن تعاطفها مع المتظاهرين. وبمجرد بروز المسألة الإيرانية على سطح الأحداث فإنها سرعان ما تتحول إلى هراوة لمعاقبة «الشيطان الأكبر»، أو كما يحلو للسيد كوربين وصفها بـ«القوة الإمبريالية المتنمرة». والسبب الثاني الذي يجعل من النقاش حول المسألة الإيرانية محفوفاً بالمخاطر هو أنه أصبح مرتبطاً بالانقسام الحزبي المرير في معترك السياسات الأميركية.

وبالنسبة لأحد الجانبين، لا بد من دفن الاتفاق النووي تماماً لسبب وحيد وهو أنه كان وليد السيد أوباما. وعلى الجانب الآخر، لا بد من المحافظة على الاتفاق النووي كما لو كان نصاً مقدساً بسبب أن الرئيس ترمب قد تعهد بتمزيقه والتخلص منه. ولذلك، دعونا ننظر ما إذا كنا نستطيع التفكير في مسألة الاتفاق النووي بالحد الأدنى الممكن من الهدوء. وبادئ ذي بدء دعونا نستخدم شيئاً يسيراً من التقريع الأميركي وقسوة الرئيس ترمب لطمأنة الدوائر المناوئة للولايات المتحدة ولرئيس الولايات المتحدة.

على النحو التالي: الولايات المتحدة هي «الوحش الإمبريالي الذي يلتهم الكرة الرضية التهاماً» والذي يرغب في ابتلاع بلداناً مثل كوريا الشمالية، وكوبا، وبطبيعة الحال، إيران تحت حكم الزمرة الخمينية.

بعد ذلك، دونالد ترمب ليس إلا كائناً مفترساً يتحدى حفنة من الفتيان المسالمين أمثال عشيرة فيدل كاسترو في هافانا، وقبيلة كيم في بيونغ يانغ، وحاشية المرشد الأعلى في طهران. وبعد حالة الارتياح التي بلغها كارهو الولايات المتحدة والرئيس ترمب، دعونا نرَ ما الذي يجري بشأن الاتفاق النووي.

في بداية الأمر فإن الاتفاق النووي غير ملزم من الناحية القانونية نظراً لأنه تم التفاوض بشأنه بواسطة مجموعة دول 5+1، وهي مجموعة غير رسمية ولا يوجد إطار قانوني لها، وليس هناك بيان واضح لمهمتها، وهي غير مسؤولة أمام أي جهة من الجهات على الإطلاق. ولقد خرج عن المجموعة بيان صحافي يحمل عنوان «خطة العمل الشاملة المشتركة» في 176 صفحة، من ثلاث نسخ مختلفة، تلك التي لم يوقع عليها أي شخص ولم تصادق عليها أي سلطة تشريعية في أي دولة من الدول المعنية.

وتعهدت إيران، في البيان الصحافي المذكور، بالاضطلاع بعدد من الأمور للتأكد من أن مشروعها النووي لن يكون له بُعد عسكري.

ولقد التزمت إيران الوفاء ببعض هذه الوعود في حين أنها تجاهلت بكل هدوء الوفاء بالبعض الآخر.

وكانت النتيجة أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال يحمل بُعده العسكري التقليدي. وتستمر إيران في تخصيب مخزونها من اليورانيوم، الذي، ولأنه من درجة جودة متدنية بنسبة لا تتجاوز 5 في المائة بكثير، يعتبر غير ذي جدوى في خدمة الأغراض الطبية أو الصناعية. كما أنه غير صالح لاستخدامه وقوداً بسبب أن إيران لا تملك محطات للطاقة النووية. (والمحطة النووية الوحيدة لدى إيران تحصل على إمدادات الوقود النووي من روسيا التي شيدت المحطة بنفسها. واليورانيوم الإيراني المخصب هو من كود مختلف تماماً عن الوقود الذي يغذي المحطة النووية التي شيدتها روسيا).

والسبب الثاني هو أن إيران تعمل على تطوير جيلين مختلفين من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وبسبب أنه يسهل تركيب الرؤوس الحربية صغيرة الحجم عليها، فهي تعتبر ذات جدوى من الناحية العسكرية إن تم تركيب الرؤوس النووية عليها.

ولا يزال خطر قيام إيران بتطوير الترسانة النووية قائماً. (وهذا، بطبيعة الحال، من حقوق إيران إن رغبت في ذلك. ولكن خطة العمل الشاملة المشتركة تفترض أن إيران لا ترغب في أن تتحول إلى قوة نووية).

وفي المقابل، فإن مجموعة دول 5+1، وهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، كان من المفترض أن يقوموا بتنفيذ عدد من الأمور لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران بسبب انتهاكها معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وإنهم، أيضاً، قد استوفوا بعضاً من هذه الوعود ولكن بدرجة غير كافية لإحداث فارق كبير بقدر ما تهتم إيران بالأمر. وكما غشت إيران في خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن مجموعة دول 5+1 قد احتالت على إيران. فلم يتم إلغاء أي عقوبة من العقوبات الدولية المفروضة، ولم يُسمح لإيران إلا بإنفاق جزء طفيف من أموالها المجمدة وبتصريح من مجموعة دول 5+1. وبسبب آلية الارتداد السريع التي يمكن بموجبها إعادة فرض العقوبات الدولية على الفور، حتى تلك العقوبات التي تم رفعها بصفة مؤقتة، أصبح قلة قليلة من الناس يرغبون في الاستثمار داخل إيران. ولا تتعلق المسألة بما إذا كان الاتفاق النووي جيداً أو سيئاً، بل إن الأمر يتعلق بأن «هراء» باراك أوباما لم يُفلح في شيء ومن غير المرجح له أن يسفر عن شيء. فلا جدوى من إعادة إعمال السكين في الجرح: فإن الاتفاق النووي سيئ بالنسبة إلى إيران، وإلى مجموعة دول 5+1، وإلى العالم بأسره. إن المشكلة النووية الإيرانية تستلزم المعالجة بطريقة نزيهة، وجادة، وسخية بغية تلبية المطالب المشروعة لجميع الأطراف المعنية. مما يعني الحاجة إلى إعادة التفاوض ولكن على نطاق أوسع. وهذا ما يقترحه الرئيس ترمب، وهو الشخصية المكروهة الذي يهاجم وسائل الإعلام الرئيسية، ويستخدم اللغة القاسية في تصريحاته وخطاباته. حتى أكثر الناس احترافاً ممن يكرهون دونالد ترمب سوف يجدون صعوبة بالغة في رفض اقتراحه بأن الاتفاق النووي الحالي «معيب» وفي حاجة إلى إعادة النظر بشأنه. ولكن يجب عليهم أولا أن يعرفوا كيفية ترويض كراهيتهم.

 

إيران ودول “مجلس التعاون”… تاريخ من التهديدات

حمد أحمد عبدالعزيز العامر/المحلل السياسي للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون/السياسة/20 كانون الثاني/18

عندما قرَّرت بريطانيا في (يناير 1968م) الانسحاب من شرق السويس وتصفية جميع قواعدها العسكرية بسبب عجزها عن الانفاق على شبكة مصالحها الستراتيجية والتجارية والترتيبات العسكرية الدفاعية في تلك المنطقة لتأفل شمس الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عن أراضيها على امتداد الكرة الأرضية، وجدت إمارات الساحل المتصالح -التي كانت قد وقَّعت على مجموعة من اتفاقيات الصداقة مع بريطانيا أواخر القرن الثامن عشر- نفسها في مواجهة مباشرة مع الصراعات الدولية والإقليمية التي أحاطت بها من كل جانب.

فانعكست تأثيرات الحرب العراقية الإيرانية على الإمارات المترامية على رمال الخليج الساخنة التي خشيت من امتداد هذه الحرب إلى أراضيها، فكان (الاتحاد التساعي) الذي سقط بسبب التهديدات الإيرانية، ويتأسس بعده (مجلس التعاون لدول الخليج العربية) في (25 مايو 1981م)، ليشكّل ترجمة واقعية لحالة أمنية خطيرة جداً على كيانات واستقلال دول الخليج العربي. كما وجدت الولايات المتحدة الأميركية أن الانسحاب البريطاني يُشكِّل فراغاً أمنياً ستراتيجياً يهدِّد شبكة مصالحها الاقتصادية في المنطقة الغنية بالثروات النفطية الهائلة والمتميزة بموقعها الستراتيجي المتحكِّم بخطوط الملاحة الدولية، والتي كان على دولها أن تدخل لأول مرة عالم الدبلوماسية والعلاقات الدولية المباشرة والمصالح السياسية المتشابكة، وتتعامل وجها لوجه مع أطماع القوتين الكبريين في الإقليم (العراق وإيران)؛ لذلك لم يكن ممكناً أن تترك الولايات المتحدة هذه المنطقة المهمة متاحة لتمدّد النفوذ الشيوعي الذي يهمه كثيراً الوصول إلى مياه الخليج الدافئة، وهذا ما حدث فعلاً عندما احتلت القوات الروسية أفغانستان في حرب دامت عقداً كاملاً (ديسمبر 1979م وحتى فبراير 1989م) لتطيح بالنظام الملكي وتقيم نظاماً شيوعياً يدين بالولاء لموسكو.

ومن هنا، دعمت الولايات المتحدة الحكم الإمبراطوري في طهران وملأت الفراغ البريطاني بإنشاء القواعد العسكرية في دول الخليج المستقلة حديثاً وتوقيع الاتفاقيات الأمنية والعسكرية معها لتقف أمام المَدّ الشيوعي في المنطقة كجزء من الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي أو الحرب بالوكالة، كما حدث عندما شاركت القوات الإيرانية في القضاء على ثورة ظفار التي قامت بها (الجبهة الشعبية لتحرير عُمان) التي تحظى بدعم من موسكو .

أما بالنسبة لدول الخليج العربي قبل إنشاء مجلس التعاون فقد شعرت بتهديد استقلالها وسيادتها بعد انكشاف الغطاء الأمني عنها وتزايد قوة وخطر دول شمال الإقليم وهي:

إيران الشاهنشاهية: التي انقضَّت على الجزر الإماراتية الثلاث وأعلنت فرضها لمنطق القوة في المنطقة، وادَّعت أن البحرين جزء من إمبراطوريتها، ليضاف إلى ذلك نجاح الثورة الخمينية (1979م) والتي لم يتوقع الشعب الإيراني معها أنه سيقع تحت طائلة السلطة الاستبدادية التي تديرها مجموعة من رجال الدين وهو الشعب المحب للحياة المدنية والحضارة. عراق صدام حسين: بنظامه الأيديولوجي البعثي الذي لم يتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج من خلال خلاياه المكونة من طلبة العلم الذين يدرسون في الجامعات العراقية ويعملون على التحريض على قلب الأنظمة الخليجية باعتبارها أنظمة رجعية، وهو ما تمارسه إيران حالياً باستغلال الدين والطائفية لتحقيق نفس الأهداف. وفي تلك الفترة التاريخية الحسَّاسة تأثرت العلاقات الخليجية الإيرانية بالكثير من الأمور، أهمها:

القوة العسكرية الإيرانية (بوليس الخليج)، فقد كان من الضروري إيجاد توازن دقيق بين (العلاقات الخليجية الإيرانية) و(العلاقات الخليجية العراقية) كونهما تشكلان التهديد والهاجس الأمني لدول الخليج؛ لذلك وقفت دول مجلس التعاون في صف العراق خلال (حرب الخليج الأولى) واستغلت ظروفها لإقامة مجلس التعاون، إلا أنها وجدت بأن لها مصالح اقتصادية وسياسية مع إيران كذلك؛ كإمارة دبي التي أصبحت أثناء الحرب منفذاً مهماً للاستيراد الإيراني، وسلطنة عُمان التي تثمِّن الدور العسكري الإيراني الذي ساهم في القضاء على الثورة الشيوعية في ظفار في منتصف ستينيات القرن الماضي.

استمرار الأطماع التوسعية الإيرانية منذ نجاح الثورة الخمينية، وتنصيب إيران نفسها حامية الشيعة العرب ومراقد الأئمة، والساعية بكل طاقتها وإمكانياتها لتحريرهم من الظلم والتمييز الذي تدّعيه، خصوصاً في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، واستغلالها الطائفية والادعاء بالمظلومية لمَد نفوذها وسيطرتها على المنطقة، وقيامها بترجمة ذلك بدعم “حزب الله” اللبناني والنظام السوري والحوثيين في اليمن وحركة حماس في غزة واستغلالها للقدس كورقة مزايدة سياسية في القضية الفلسطينية، وتمويلها وتدريبها للعناصر الشيعية المتطرفة وتقديم الدعم الإعلامي من خلال فضائياتها المنتشرة في كل بقاع الأرض، ما زاد من التوتر وانعدام الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والخليج العربي.

إلا أنه ورغم محاولات دول مجلس التعاون المتكررة لقيام علاقات صداقة متينة مبنية على أسس الثقة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، استمرت إيران في التآمر وإثارة القلاقل في السعودية والبحرين، ووجدت ضالتها في الموقف الأميركي خلال فترة ما يسمى بالربيع العربي لتحقيق أهدافها التي أقرها الدستور الإيراني الذي تبنّى نظرية ولاية الفقيه ومبدأ تصدير الثورة لتحقيق الهدف الأكبر وهو بسط النفوذ الشيعي على البلاد العربية بعد تحقيق عدد من الأهداف من أهمها:

الاعتراف بالدور الإيراني في قيادة المنطقة وتَوَلّي حل أزماتها وتقرير مصيرها، وهذا ما حدا بالكثير من قاداتها الدينيين والسياسيين والعسكريين والبرلمانيين والإعلاميين للإدلاء بتصريحات مستفزة، كتصريح نائب طهران في البرلمان الإيراني (علي رضا زاكاني) المقرب من خامنئي في (سبتمبر 2014م) الذي أعلن أن أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء تحت القبضة الإيرانية.

تثوير الشارع العربي عن طريق التنسيق مع الولايات المتحدة ودولة قطر ومجلس حقوق الإنسان في جنيف، وعدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني الأميركية والأوروبية، لإعداد الخطط الكفيلة باستمرار ثورات الربيع العربي، وتقديم الدعم المالي وتدريب العناصر الإرهابية في معسكرات إيرانية مخصصة لهذا الغرض، والضغط على عدد من الدول كالسعودية والبحرين والكويت بإجراء اتصالات على المستويات الحكومية، والعمل على إثارة الطائفية في المجتمعات الخليجية لإشعال الجبهة الداخلية والقيام بأعمال العنف والإرهاب تحت شعارات المظلومية والمطالبة بحماية حقوق الإنسان فيها، وتوجيه حملات إعلامية وإخبارية وعرض التقارير الكاذبة والأفلام الكيدية في الفضائيات العربية وأهمها قناة الجزيرة القطرية والقنوات الإيرانية كقناة العالم والميادين وغيرها.

إن مسلسل الأزمات الإيرانية المتعمَّدة تجاه دول الخليج طويل ومستمر منذ عقود، والسبب الأساس لذلك هو التدخل الإيراني المستفز في الشؤون الداخلية لدول الخليج لتحقيق الأهداف المُعلنة في الدستور، والذي استثمرت معه إيران الاتفاق النووي الموقَّع مع مجموعة (5+1) في (يوليو 2015م) ليمنحها اعترافاً بنظام (ولاية الفقيه) كنظام سياسي مقبول دولياً ومفروض إقليمياً، ليبلغ السيل الزبى بعد اقتحام مبنى السفارة والقنصلية السعودية في إيران، ويقوم عدد من دول مجلس التعاون والدول العربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية كالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية السودان)، وتخفيض دولة الإمارات العربية المتحدة مستوى تمثيلها الدبلوماسي إلى درجة قائم بأعمال، واستدعاء دولة الكويت سفيرها في طهران للتشاور وتسلَّيم سفير إيران لديها مذكرة احتجاج، بينما أعلنت دولة قطر في (أغسطس 2017م) عن عودة سفيرها إلى مقر عمله في طهران، ما يدلّ على عدم التوافق الخليجي على سياسة موحَّدة حول العلاقات مع إيران.

 

ولاية الفقيه والانتخابات العراقية

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18

هل هناك سند دستوري عراقي يجعل من أشهر رجل دين شيعي في العراق مرجعية حاكمة؟

حسب دستور 2005 طبقاً لقراءة الكاتب والباحث العراقي رشيد الخيّون، ليس ثمة سند من دستور يقود إلى هذه الخلاصة، كل ما هنالك، حسب الدستور، صيغ توقيرية «للمراجع العظام» مثلهم مثل «القوى الوطنية»... هذا أقصى ما يمكن قوله عن السند الدستوري. لمَ إذن نجد هذا الحضور الملحّ من قبل الجماعات الشيعية السياسية للمرجع الشيعي في النجف أو كربلاء، حالياً مرجعية السيد السيستاني؟ هل العراق دولة ولاية فقيه؟ سؤال مدهش خصوصاً مع حلول الموسم الانتخابي والخطاب السياسي العراقي. ضع مع ذلك، كما يشير رشيد الخيّون في مقالته المهمة بصحيفة «الاتحاد» الإماراتية بعنوان «ولاية فقيه... فلماذا ينتخب العراقيون؟!»، أن السيستاني قد نأى بنفسه عن مفهوم ولاية الفقيه أكثر من مرة. المقلق هو أن هذا النأي غير محسوم تماماً، حيث نجد لوكيل المرجعية السيستانية، خطيب كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة بتاريخ 13 يونيو (حزيران) 2014، كلاماً واضحاً عن ولاية الفقيه حسب الفهم الخميني لها، أي ممثل عن المهدي الغائب، تجب طاعته، لأنه يعبر عن الإرادة الإلهية. ومن ضمن كلام خطيب كربلاء، وكيل السيستاني، أن الاتصال بالإمام يتم عن طريق «الفقهاء العدول مراجع الدين العظام الذين تتوفّر فيهم الشروط التي بيَنها الإمام، هؤلاء تجب طاعتهم، في كل مجالات الحياة». وعليه هل بقيت قيمة حقيقية للتنافس البرلماني والبرامج الانتخابية: «الأمر بيد نائب الإمام الغائب، الذي نوّه الكربلائي في خطبته بأنه حيُ، يرى ويسمع ما يحدث، ويتدخل عن طريق نائبه؟!». لقد وضع الكاتب والباحث العراقي رشيد الخيّون يده على موضع الداء، وهو هوية النظام السياسي العراقي الجديد. نعم هو ليس نظام ولاية فقيه، هذا أكيد، وهناك حتى من رجالات بعض القوى الدينية الشيعية مَن يرفض صراحة مفهوم ولاية الفقيه، سواء بصيغته الخمينية الصريحة، أو بالصيغة الضبابية الأخرى: شورى الفقهاء. العراق أصلاً لا يمكن له أن يتعايش مع فكرة خطيرة من هذا النوع، والعالم كله يرصد حصاد نظام ولاية الفقيه بالجارة إيران، والعراقي بطبعه مجبول على التنوع والتعدد. كل هذا صحيح، لكنه لا يعني أن هناك من يريد تعميق السلطة الدينية، أو التلحّف بها، قدر الطاقة، وحسب الفرص المتاحة. إن كان من درس يجب على العراق، وكل العرب وكل المسلمين الوصول له، هو أن من صالح الدين والدنيا، ألا تعتمر الدول عمائم المشايخ والسادة.

 

الأولويات العربية في العام الحالي

رضوان السيد/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/18

عندما نتحدث عن الأولويات، يكون المقصود بها المصالح الضرورية التي يتوجه السياسيون والمفكرون والمهتمون بالعمل العام، للعمل عليها وعلى مستويين: مستوى العقلنة والاقتناع، ومستوى المناقشة والتحاور من أجل الوصول إلى توافقات أو إجماعات على المستوى الوطني والمستوى القومي.

وما تزال أولى الأولويات، كما كان عليه الأمر في الأعوام الثلاثة الماضية: الدولة الوطنية العربية، وكيف يمكن استنقاذها أو الدخول معها وبها في مرحلةٍ انتقاليةٍ، لإحلال الاستقرار من جهة، والتغيير التدريجي باتجاه أنظمةٍ للمشاركة والتنمية، والتي تقوّي الاستقرار، وتقوّي علائق الثقة بين الجمهور والسلطات.

إنّ هذا الملفّ يبقى على رأس الأولويات، لأنّ الدول المضطربة قسمان: قسم ما تزال الدولة فيه مهدَّدةً في وجودها، وقسم ما تزال الأنظمة فيه تتجه للخضوع لمحورٍ خارجي إمّا للاستعانة به في الإبقاء على النظام، أو لأنّ الفرقاء السياسيين الداخليين ذوو مصالح حاكمة مع الخارج. وينطبق الأمران أو بعضهما على ليبيا والعراق وسورية ولبنان. فهذه البلدان - إلى جانب تونس- جرت فيها محاولاتٌ للتغيير باتجاه ديمقراطية المشاركة. وجرت أقدم المحاولات (الشعبية) في لبنان قبل ما صار يُعرف بالربيع العربي. ولبنان اليوم ليس مهدَّداً في وجود الدولة فيه، لكنه يسير وبدفعٍ من الفرقاء السياسيين الرئيسيين للانضواء في المحور الإيراني. وبظنّ هؤلاء أنّ الخضوع لإيران يهب تمكناً في السلطة لأنّ حزب إيران المسلَّح يكون راضياً عليهم. أما ليبيا فيكاد وجود الدولة فيها أنّ يكون مهدَّداً بسبب الانقسام الجهوي: غرب (حكومة الوفاق)/ شرق (حكومة البرلمان). وتحت الغطاءين، وبخاصةٍ في غرب ليبيا، تنتشر عشرات الميليشيات المتأسلمة أو الجهوية؛ وهذا إلى معسكراتٍ لـ«القاعدة» و«داعش». وما ينطبق على ليبيا يكاد ينطبق على سورية. فالنظام يتجه لإخضاع ما تبقى من شعبه (بعد التهجير والهجرة والقتل) بقوة روسيا الاتحادية، والميليشيات الطائفية الإيرانية. لكنّ عدة أطراف وبينها روسيا تحذّر من تقسيم سوريا؛ وذلك لأنّ الأميركان أعلنوا عن إنشاء جيش كردي - عربي يشرفون عليه، والأتراك ينشئون جيشاً عربياً بشمال سورية أيضاً، وهم يشرفون عليه ويوجهونه لمصارعة الأكراد وجيشهم (!). وإذا أضفنا لذلك القواعد العسكرية الروسية والأميركية والإيرانية والتركية المنتشرة على الأرض السورية، أدركنا كم هو المأزق السوري عميق، ومتعدد الجوانب!

وإذا كان المأزق السوري أدنى في وضعية الدولة فيه إلى المأزق الليبي؛ فإنّ المأزق العراقي أدنى إلى المأزق اللبناني. لكنْ بعكس لبنان حيث انهارت جبهة 14 آذار الممانعة للإيرانيين ويتجه الجميع للخضوع؛ فإنّ العراقيين ما يزال بعضهم يصرح بمعارضة الاستيلاء الإيراني. لكنّ الشراهة في الصراع على السلطة والموارد، تضطر الجميع للتنافس على إرضاء إيران، لتبقى لهم حصة!

هل يبدو وضع تونس التي نجح فيها التغيير أفضل؟ ليس بكثير جداً. فهناك ملف الإرهاب الذي لم ينحلّ لوروده من ليبيا وغيرها، وهناك الملف الاجتماعي الذي يتفاقم يوماً بعد يوم. وجزء منه فقد الهيبة السلطوية، وتجرؤ الجميع على التظاهر والحملة على أهل السلطة والسلطان!

ووضْعُ اليمن غريب وسط زحام الاضطراب. فبمقتل علي عبد الله صالح على يد الحوثيين، ما عاد يمكن الحديث عن سلطة قديمة تريد العودة بشكلٍ أو بآخر. بل هناك ميليشيا مسلحة تدعمها إيران وتريد الاستيلاء على اليمن، وهي قلةٌ قليلةٌ، وذات دعاوى أسطورية. إنما من الراجح وهي تدنو للسقوط الآن، أن تخلِّف نزاعاتٍ وأحقاداً، لا يمكن استيعابها إلاّ في عدة عقود.

كيف يمكن العمل على الاستنقاذ في الدول المذكورة؟

هناك من يحاول ذلك بالنسبة لليبيا، لأنّ الدول المجاورة متضررةٌ من الاضطراب فيها. لكن كما في البلدان العربية الأخرى؛ فإنّ العرب منقسمون في ليبيا أيضاً، وكلٌّ يدعم طرفاً مختلفاً. وقد ترددتُ طويلاً بين الطرفين بسبب حضور شرعيتين: شرعية دولية، وأُخرى برلمانية منتخبة. لكن بعد حادث مطار طرابلس قبل أيام، والذي ذهب ضحيته العشرات في صراعٍ بين ميليشيتين إحداهما موالية لحكومة الوفاق (!)، صرتُ أميل لدعم حكومة البرلمان وحفتر لأنها ليس لها شريكٌ ميليشياوي! ورغم السوء الشديد في الوضع الليبي، يظلَّ أسهل من الوضع السوري. وذلك بسبب الأطراف الخارجية الرئيسية المتدخلة: الإيرانيون والروس والأتراك، فلكلٍ من هؤلاء جيوش وميليشيات وقواعد على الأرض، ومسلحون سوريون تابعون لهم. وصحيح أنّ الدوليين والطليان تدخلوا في ليبيا ويتدخلون؛ لكنه صحيحٌ أيضاً أنّ مصر والجزائر وتونس جميعاً موجودة في الحلّ الليبي الممكن. أما في سورية فإنه ما عاد هناك طرفٌ عربيٌّ فاعلٌ حقاً حتى في نُصرة النظام! ولذلك (وهذه وجهة نظري الخاصة) سيكون الوصول إلى أي حلٍّ أكثر صعوبةً وإعاقة. ثم ماذا عن عودة المهجرين بالملايين، وعن إعادة الإعمار، وعن المناطق التي استقر فيها أجانب، والمناطق التي يحتلها الإيرانيون والأتراك والأميركان والروس؟! وكيف تتطور المسألة الكردية في سورية؟

إذا تأملنا قضية «ما بعد الاضطراب العربي» إذن، وأولوية استنقاذ «الدولة الوطنية العربية»، نجد أنّ اللازمة الضرورية لهذه الأولوية أو لإمكان الدخول فيها وعليها يتلخص في أمرين: التوافق العربي على مقاومة التدخل الخارجي العسكري والسياسي في شؤون الدول العربية المضطربة - والأمر الآخر: توافُقُ الحدّ الأدنى بأن لا يكون هناك انقسامٌ حول الوضع الداخلي في هذا البلد العربي - أو ذاك، بحيث يدفع ذلك باتجاه المزيد من الاضطراب، أو يحول دون التوصل إلى حلولٍ توافقية. إنّ علينا أن ندرك أنّ الاضطراب الذي نشب بدواخل بعض الدول العربية، والعجز الداخلي والعربي عن تجاوزه، دفع باتجاه المزيد من التدخلات الأجنبية ومن خارج آليات النظام الدولي، وأهمّ الأطراف المتدخلة الإيرانيون والروس والأميركيون والأتراك، وليس في سورية فقط؛ بل وفي سائر بلدان الهشاشة والاضطراب. وينبغي أن يبقى ذلك هو الشغل الشاغل للسياسيين والمفكرين العرب في العام 2018.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 عون لقائد اليونيفل: بناء اسرائيل جــــدار على الحدود لا يأتلف وجهودكم لحفظ الاستقرار

المركزية/19 كانون الثاني/18/ ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) مايكل بيري، مطالبة لبنان بالبحث في النقاط الـ13 التي يتحفظ عليها على طول " الخط الازرق" الذي لا يعتبره لبنان حدودا نهائية بل هو تدبير موقت اعتمد بعد تحرير الشريط الحدودي في العام 2000 وانسحاب اسرائيل منه. واعتبر ان بناء اسرائيل لجدار قبالة الحدود اللبنانية في ظل الوضع الراهن لـ" الخط الازرق" لا يأتلف مع الجهود التي تبذلها القوات الدولية بالتعاون مع الجيش اللبناني للمحافظة على الامن والاستقرار على الحدود الجنوبية.واكد عون ان لبنان يقدم الدعم الكامل لـ"اليونيفيل" للقيام بالمهام المطلوبة منها، لافتا الى نشر الجيش فوجا اضافيا لحفظ الاستقرار وتطبيق القرار 1701 "الذي اكد لبنان التمسك بتنفيذه بكافة مندرجاته في وقت تستمر فيه الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية". ونوه رئيس الجمهورية باحتضان الاهالي في الجنوب لـ"اليونيفيل" ما يساعد في انجاز مهمتها بنجاح.

وكان الجنرال بيري اطلع الرئيس عون على الاوضاع المستقرة السائدة في الجنوب منوها بما يقوم به الجيش اللبناني في مجال مساعدة " اليونيفيل" على تطبيق القرار 1701. كما تناول البحث مسألة اقامة اسرائيل الجدار قبالة الحدود اللبنانية، واستحداث فوج عسكري نموذجي في الجيش اللبناني منتشر في الجنوب. كذلك تطرق البحث الى مؤتمر روما 2 المقرر انعقاده نهاية شهر شباط المقبل لدعم الجيش والقوات المسلحة اللبنانية، بالاضافة الى مهام القوات الدولية في الجنوب.

كذلك بحث عون في الاوضاع العامة في البلاد وحاجات منطقة كسروان الفتوح، مع كل من النائبين جيلبرت زوين، ويوسف خليل.

واستقبل في حضور النائب نبيل نقولا الرئيس السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مسعد الحجل وقرينته وانطوان عون ومارون ابو جودة الذين شكروا رئيس الجمهورية على ايفاده ممثلا عنه في الاحتفال الذي اقيم تكريما لمسيرة مسعد الحجل الوطنية والاغترابية.

ومن المقرر ان يرأس رئيس الجمهورية في الثالثة من بعد الظهر المجلس الاعلى للدفاع بحضور رئيس الحكومة والوزراء الاعضاء وقادة الاجهزة الامنية المعنيين.

 

 رئيس الجمهورية عاد الدكتور جميـل زغيب واشاد بإنجازاته وقوة ارادته على رغم مرضه

المركزية/19 كانون الثاني/18/شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أن حب الحياة والايمان بالله بامكانهما دفع الانسان الى المواجهة والنجاح مهما كانت ظروفه قاسية ومستحيلة، معربا عن تقديره لانجازات جميل زغيب بفضل ارادته الصلبة التي تشكل أمثولة في حب الحياة وقوة الروح. كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال زيارته الدكتور زغيب في دارته في جعيتا، يرافقه العميد شامل روكز، وكان في استقباله زوجته السيدة هلا، وأولاده. واطلع على حالته الصحية وانجازاته التي حققها على رغم صعوبة العوارض المرضية التي يعيشها. الدكتور زغيب هو طبيب أطفال أصيب قبل عشر سنوات بمرض عصبي خطير هو "التصلب الجانبي الضموري" أدى تدريجياً إلى معاناته من الشلل الكامل، وفقدان قدرته على الكلام، والتنفس، وبلع الطعام، وحتى الابتسام، فأصبح يعتمد بالتالي على جهاز تنفس اصطناعي في شكل دائم، ولا يتمكن من تحريك أي شيء في جسده باستثناء عينيه، اللذين يستعملهما للتحدث بواسطة جهاز كمبيوتر خاص يمكنه من كتابة الكلمات والجمل، او النطق بها الكترونياً. في مستهل الزيارة رحب الدكتور زغيب في كلمة له عبر جهاز الكمبيوتر، برئيس الجمهورية، مؤكداً أمامه أن مرضه الصعب لم يفقده القدرة على الحياة والحب والحلم.

أضاف: "يجب على الانسان ألا يتوقف طويلا عند خيبات الامل والفشل، أو يختار الشعور بالمرارة والغضب والحزن، بل عليه عدم الاستسلام ومتابعة حياته والتقدم إلى الأمام"، مشيراً الى أنه بغياب أي علاج لمرضه حتى الآن، كان عليه البحث عن بعض القدرات التي ما زال يملكها، لاستعمالها وتطويرها. ولفت إلى أنه تمكن بواسطة كمبيوتر يعمل من خلال حركة العينين، من التواصل مجدداً مع العالم، وتحقيق انجازات لم يتمكن من تحقيقها عندما كان جسده يعمل، من بينها تأليف تسعة كتب في خلال ثلاث سنوات، وانجاز كتاب عاشر سيتم نشره قريباً. وأطلع زغيب عون على تأسيسه الجمعية اللبنانية لمرض التصلب الجانبي الضموري قبل عامين، وهي الاولى من نوعها في العالم العربي، بهدف مساعدة المرضى على فهم مرضهم وتخفيف عوارضه وتحسين نوعية حياتهم. وفي الشأن الوطني، نوه زغيب بإصرار الرئيس عون على مواجهة الفساد المستشري في لبنان، معتبراً ان وسيلة الخلاص الوحيدة، تكمن في نظامنا القضائي.

أما زوجته السيدة هلا، فقد عرضت بدورها للمراحل التي مر بها زوجها منذ اصابته بالمرض، وفقدانه حركته في شكل متدرج، لافتة الى ما يتمتع به من قوة باطنية وحيوية وعمق انساني، دفعته الى تأسيس الجمعية التي باتت اليوم محور حياته واهتماماته. وتمنت على رئيس الجمهورية أن يقدم الدعم والمؤازرة لهذه الجمعية للتخفيف من الاعباء الصحية والمادية عن المرضى. ورد رئيس الجمهورية محييا الدكتور زغيب على إنجازاته التي حققها على رغم ظروفه المرضية الصعبة، بفضل إرادته الصلبة "التي تشكل أمثولة في حب الحياة وقوة الروح".

أضاف: "أنتم مثال يحتذى به لكل إنسان يواجه الصعوبات ويشعر بالضعف وعدم القدرة على تخطيها. لقد أدهشتمونا بما لديكم من عزيمة قوية في مواجهة العوارض القاسية لمرض كان يمكن ان يدفعكم الى الاستسلام والانهزام بسهولة أمامه، إلا أنكم اخترتم ان توصلوا رسالة قوية إلى من حولكم والى الانسانية جمعاء، بأن حب الحياة والايمان بالله، بامكانهما دفع الانسان الى المواجهة والنجاح مهما كانت ظروفه قاسية ومستحيلة". وهنأ عون مضيفه على مسيرته المضيئة في مجال التأليف، منوهاً بالعمق الروحي والانساني في كتاباته. كما اعرب له عن تقديره لتأسيسه "الجمعية اللبنانية لمرض التصلب الجانبي الضموري" التي من شأنها أن تقدم معونة قيمة وعملية للمرضى، مؤكداً دعمه الكامل لهذه الجمعية بكل الوسائل المتاحة.

 

المجلس الاعلى للدفاع انعقد برئاسة رئيس الجمهورية: اتخاذ كل الاجراءات لمنع إقامة الجدار الاسرائيلي على الحدود

الجمعة 19 كانون الثاني 2018 /وطنية - ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الثالثة بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير المالية علي حسن خليل، وزير العدل سليم جريصاتي، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء سعد الله الحمد، نائب رئيس الاركان للتخطيط العميد جوزف سركيس، مدير المخابرات العميد طوني منصور، قائد وحدة معهد قوى الامن الداخلي العميد احمد الحجار، رئيس فرع المعلومات العقيد خالد حمود.

كذلك حضر الاجتماع المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد المتقاعد بولس مطر، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غادي خوري. وتم خلال الاجتماع بحث الوضع الامني في البلاد والنيات الاسرائيلية الهادفة الى اقامة جدار على الحدود الجنوبية للبنان.

الحمد

وبعد انتهاء الاجتماع، أدلى اللواء الحمد بالبيان التالي:

"بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية عقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعا عند الساعة الخامسة عشرة من بعد ظهر اليوم الجمعة الواقع فيه 19 كانون الثاني 2018، ترأسه فخامته وحضره دولة رئيس مجلس الوزراء، ووزراء المالية، الدفاع الوطني، الخارجية والمغتربين، الداخلية والبلديات، الاقتصاد والتجارة، والعدل.

ودعي إلى الإجتماع كل من قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية. بداية، أعطى فخامة الرئيس توجيهاته لقادة الأجهزة العسكرية والأمنية للمحافظة على الاستقرار الأمني، وحضهم على البقاء على جهوزية دائمة لمنع أي خلل أمني، منوها بالجهود التي تبذل للمحافظة على الاستقرار في البلاد.

وفي إطار التحضير لمؤتمر "روما- 2" الذي سينعقد خلال شهر شباط المقبل، عرضت كل من قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي احتياجاتها استنادا إلى خطط موضوعة في إطار مكافحة الارهاب والمحافظة على الاستقرار الأمني في البلاد.

ثم تم التطرق الى ما يسمى الجدار الفاصل عند الحدود الجنوبية للبنان والذي تنوي اسرائيل اقامته عند النقاط الـ13 التي يتحفظ لبنان عليها، والذي يعتبر خرقا للقرار 1701. وقد تقرر ان يقوم لبنان بكل الوسائل والاجراءات لمنع خرق هذا القرار.

وبعد المداولات، اتخذ المجلس القرارات المناسبة وأعطى توجيهاته حيالها. وأبقى المجلس على مقرراته سرية تنفيذا للقانون".

 

 بري إستقبل حمادة وعرض موضوع الجدار الاسرائيلي مع بيري وتبلغ ان توصية مجلس النواب حول القدس وثيقة في الامم المتحدة

الجمعة 19 كانون الثاني 2018 /وطنية -إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري الذي شكره على دعمه الدائم للقوات الدولية، ناقلا اليه ان الجانب الإسرائيلي أوقف نشاطه في شأن الجدار الحدودي الذي ينوي اقامته بإنتظار إجتماعات اللجنة الثلاثية التي ستنعقد في مطلع شباط. والمعلوم ان الرئيس بري كان قد أجرى سلسلة اتصالات مع المراجع الدولية والمعنية في هذا الإطار. وقد شكر الجنرال بيري رئيس المجلس على هذه الجهود.

كوردوني

ثم إستقبل المدير العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في لبنان كلاوديو كوردوني الذي عرض له ل"النتائج السلبية التي ستطال لبنان جراء تخفيض ميزانية الوكالة والتي ستؤدي الى حرمان لبنان من حصته، وتؤثر بشكل كبير على اداء الوكالة تجاه الفلسطنيين في لبنان.والغريب في الأمر ان الدولة اللبنانية لم تحرك ساكنا حتى الان حيال هذا الامر، علما ان عشرات ان لم يكن مئات الالوف من الفلسطينيين في لبنان انتقل عبئهم في هذه الحال على المستوى المادي والتربوي والغذائي والصحي خصوصا على الخزينة اللبنانية".

وطلب الرئيس بري من مسؤول الاونروا، ارسال جدول كشف عن المسؤوليات التي كانت تتحملها الوكالة بالتفصيل ليبنى على الشيء مقتضاه.

واستقبل الرئيس بري نقيب الاطباء في لبنان ريمون صايغ، فالوزير السابق البير منصور وعرض معه للاوضاع الراهنة.

كما استقبل وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة وعرض معه الاوضاع العامة وشؤونا تربوية.

وثيقة المجلس في الامم المتحدة

ومن جهة اخرى، تلقى الرئيس بري رسالة من بعثة لبنان في الامم المتحدة تفيد بأن توصية مجلس النواب اللبناني في شأن القدس التي صدرت بعد الجلسة التي عقدت في 8 كانون الاول الماضي احيلت الى الامين العام للأمم المتحدة والى رئيس مجلس الامن الدولي لإصدارها كوثيقة رسمية من وثائق الامم المتحدة.

 

بري التقى قائد اليونيفل وكوردوني وتبلغ من البعثة في الامم المتحدة ان توصية المجلس النيابي بشأن القدس ستصدر كوثيقة رسمية

الجمعة 19 كانون الثاني 2018

وطنية -إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري الذي شكره على دعمه الدائم للقوات الدولية، ناقلا اليه ان الجانب الإسرائيلي أوقف نشاطه في شأن الجدار الحدودي الذي ينوي اقامته بإنتظار إجتماعات اللجنة الثلاثية التي ستنعقد في مطلع شباط.

والمعلوم ان الرئيس بري كان قد أجرى سلسلة اتصالات مع المراجع الدولية والمعنية في هذا الإطار. وقد شكر الجنرال بيري رئيس المجلس على هذه الجهود.

كوردوني

ثم إستقبل المدير العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في لبنان كلاوديو كوردوني الذي عرض له ل"النتائج السلبية التي ستطال لبنان جراء تخفيض ميزانية الوكالة والتي ستؤدي الى حرمان لبنان من حصته، وتؤثر بشكل كبير على اداء الوكالة تجاه الفلسطنيين في لبنان.والغريب في الأمر ان الدولة اللبنانية لم تحرك ساكنا حتى الان حيال هذا الامر، علما ان عشرات ان لم يكن مئات الالوف من الفلسطينيين في لبنان انتقل عبئهم في هذه الحال على المستوى المادي والتربوي والغذائي والصحي خصوصا على الخزينة اللبنانية".

وطلب الرئيس بري من مسؤول الاونروا، ارسال جدول كشف عن المسؤوليات التي كانت تتحملها الوكالة بالتفصيل ليبنى على الشيء مقتضاه.

واستقبل الرئيس بري نقيب الاطباء في لبنان ريمون صايغ، فالوزير السابق البير منصور وعرض معه للاوضاع الراهنة.

وثيقة المجلس في الامم المتحدة

ومن جهة اخرى، تلقى الرئيس بري رسالة من بعثة لبنان في الامم المتحدة تفيد بأن توصية مجلس النواب اللبناني في شأن القدس التي صدرت بعد الجلسة التي عقدت في 8 كانون الاول الماضي احيلت الى الامين العام للأمم المتحدة والى رئيس مجلس الامن الدولي لإصدارها كوثيقة رسمية من وثائق الامم المتحدة.

 

الحريري استقبل زاسبكين وعماد الحوت

الجمعة 19 كانون الثاني 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" السفير الروسي الكسندر زاسبكين ووفدا من اللجنة التنفيذية لمعرض "اكسبو 2025" برئاسة رئيسة اللجنة التنظيمية لملف ترشح روسيا لمعرض "اكسبو 2025" Sagaydak Svetlana التي قالت بعد اللقاء: "تشرفنا بلقاء الرئيس الحريري واطلعناه باسم حكومة روسيا الاتحادية على ترشيح مدينة بكاتيرينبورغ لاستضافة معرض اكسبو 2025، وأبدى تقديره وامتنانه لهذا الترشيح، ونحن نعتبر ان هذه المدينة ستكون مدينة المستقبل وسنبنيها قريبا لاستضافة هذا المعرض الذي سيكون الاكبر في تاريخ المعارض الدولية، ونأمل ان يدعم لبنان هذا المشروع لان مشاريع عالمية كبرى كهذه تعزز سبل علاقات الصداقة بين البلدين، ونحن نعمل من اجل نجاح هذا المشروع وندعو العالم الى زيارة مدينة بكاتيرينبورغ خصوصا انها ستكون في الصيف المقبل من احدى الدول التي ستستضيف مباراة كأس كرة القدم".

"الجماعة الاسلامية"

واستقبل الحريري نائب "الجماعة الاسلامية" عماد الحوت والمسؤول السياسي ل"الجماعة" في بيروت باسم الحوت.

بعد اللقاء قال النائب الحوت: "أجرينا جولة أفق حول الاوضاع العامة وكانت هموم اهل بيروت في صلب اللقاء، ومنها قانون الايجارات الجديد، كما تحدثنا عن قانون العفو، وضرورة ان يشمل اكبر مستحقين له، كذلك تطرقنا الى موضوع الانتخابات وتبادلنا وجهات النظر حوله، وعرضنا فرص العمل المشترك او امكان ان يكون هناك تنسيق او تعاون بيننا".

 

وزير الاعلام بعد لقائه الحريري: المحادثات بين القوات والمستقبل على قدم وساق وستتوج بما يفيد مصالح لبنان والطرفين

الجمعة 19 كانون الثاني 2018

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط"، وزير الإعلام ملحم الرياشي في حضور وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري.

بعد اللقاء، قال الوزير الرياشي: "التقيت الرئيس الحريري في حضور الصديق والزميل الدكتور غطاس خوري، لمتابعة المحادثات التي جرت في معراب قبل حوالي الأسبوع مع الدكتور غطاس، موفدا من الرئيس الحريري، لإعادة قراءة العلاقة الثنائية بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل ووضع الإطار الجديد والمناسب لها ولهذا التحالف الذي هو استراتيجي وقديم، قدم الدماء والشهداء، منذ يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري إلى اليوم".

أضاف: "هذه العلاقة ليست أمرا جديدا ولا حديثا، لكن بالتأكيد كانت هناك شوائب تشوبها، غيمة وبإذن الله مرت، والمحادثات على قدم وساق بانتظار وصولها إلى خواتيمها السعيدة".

سئل: هل هذا يعني أن المحادثات لا زالت بحاجة إلى مزيد من اللقاءات لتوضيح الصورة؟

أجاب: "البحث ليس لتوضيح الصورة، وإنما يقوم على دراسة تفاصيل متعددة وملفات مرتبطة بمصالح الطرفين ونشاط الحزبين والتيارين، والأمور تتجه نحو الخير بإذن الله".

سئل: حكي عن شروط وشروط مضادة لعقد اللقاء بين الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع، وحكي عن بيان يصدره جعجع قبل عقد هذا اللقاء؟

أجاب: "كلا كل هذا الكلام غير صحيح. لا تستمعوا إلى كل هذا الكلام، استمعوا إلي وإلى الوزير غطاس خوري فقط".

سئل: هل تم البحث في شؤون إعلامية خلال اللقاء، ولا سيما موضوع تلفزيون لبنان؟

أجاب: "لم نتحدث بموضوع تلفزيون لبنان وإنما بموضوع نقابة المحررين، وقد تحدث الرئيس الحريري مع الأمين العام لمجلس الوزراء لكي يصار إلى توقيع مشروع مرسوم تحديث نقابة المحررين ليرسله إلى مجلس النواب، هذه بشرى نعلنها من بيت الوسط للاعلاميين".

سئل: كنا سألنا الوزير خوري في معراب ما إذا كان اللقاء بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع بات قريبا، واليوم نسألك أنت من بيت الوسط؟

أجاب: "بالتأكيد، وسيكون تتويجا للمحادثات، بالشكل الذي يفيد مصالح لبنان ومصالح الطرفين بإذن الله.

سئل: ما هي الموانع؟

أجاب: ليست هناك موانع، لكننا نعمل على خطة ومقاربة حديثة لطريقة التعاطي بين الطرفين، ليكون اللقاء تتويجا لهذا التوجه، منعا لعودة رواسب أو شوائب الماضي ودخول أطراف آخرين على هذه العلاقة لتشويهها لا سمح الله".

قائد اليونيفيل

كما استقبل الرئيس الحريري قائد قوات "اليونيفيل" الجنرال مايكل بيري، وبحث معه في عمل القوات الدولية في جنوب لبنان.

 

المشنوق كشف في مؤتمر صحافي عن عملية أمنية وقائية استثنائية لشعبة المعلومات تحت شعار لبنان آمن للبنانيين والعرب

الجمعة 19 كانون الثاني 2018

وطنية - كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن "عملية لبنان الآمن، التي قامت بها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي وجرى خلالها القبض في حزيران الماضي على احد قياديي تنظيم داعش الارهابي ويدعى أبو جعفر العراقي، وقد تم تشغيله بعدها لمدة خمسة أشهر"، وقال: "من أبرز نتائج هذا الانجاز الحؤول دون حصول أي عملية إرهابية، خصوصا خلال فترة الاعياد الاخيرة في لبنان".

ورأى أن "الرسالة من وراء الاعلان عن هذه العملية أن لبنان آمن، والتأكيد للبنانيين والعرب خصوصا الذين لديهم تخوف من المجيء الى لبنان من أن هناك قدرة أمنية فاعلة وعالية، وأن الوضع الأمني ممسوك في لبنان".

واستشهد ب"كلام القيادي الداعشي الموقوف بقوله: إن العمل في لبنان صفر"، معتبرا "ذلك دليلا على فعالية الاستنفار الدائم لكل القوى والاجهزة الاستخبارية اللبنانية سواء في الجيش أو الأمن العام او شعبة المعلومات".

زار المشنوق مقر قيادة قوى الامن الداخلي، وتوجه برفقة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الى مركز شعبة المعلومات، وهي زيارته الاولى بعد تسلم قيادتها العقيد خالد حمود، وذلك من اجل توجيه التهنئة إليه وإلى ضباط الشعبة على "الجهد الاستثنائي الذي بذلوه في العملية الامنية الاستثنائية التي قاموا بها"، واصفا "أنها ترتدي أعلى مستوى لأي جهاز استعلامي في العالم العربي"، مثمنا "المهنية العالية التي تتمتع بها هذه الشعبة، وتضعها في مصاف اكبر الاجهزة الامنية في العالم".

ثم عقد المشنوق، محاطا باللواء عثمان والعقيد حمود، مؤتمرا صحافيا في حضور قائد الدرك جوزف الحلو وقادة الوحدات، حيث قدم شرحا تفصيليا عن العملية، مرفقا بعرض لوثائقي عن طبيعة العملية وحيثياتها.

وقال المشنوق: "بعد الانفجارات التي شهدها لبنان، وبعد انفجار برج البراجنة تحديدا، درست شعبة المعلومات خريطة جديدة للسير عليها واعتمادها لمواجهة العمليات الارهابية. وحصل تعاون بين شعبة المعلومات ومخابرات الجيش في ما عرف بالعملية الشهيرة في الكوستا. كما جرى تعاون بين الشعبة والامن العام وأحبطا عملا ارهابيا كبيرا. اما عملية لبنان الآمن فالاستثناء فيها أنه بعد دراسة الخريطة التي يعتمد عليها تنظيم داعش الارهابي ودراسة احتمالات الاساليب الجديدة التي يمكن ان يستند اليها، وصلت الشعبة الى استنتاج أنه لا بد ان تكون في لبنان قيادة نائمة للتنظيم وليس خلايا فقط، وهي قادرة على التجنيد والعمل والتفجير في أماكن عامة وفي مقرات رسمية. وقد ثبت هذا الاستنتاج أنه صحيح لان في حزيران 2017 ألقي القبض على شخص كنيته أبو جعفر العراقي، وبشكل سري يقيم في لبنان".

أضاف: "بعد إلقاء القبض على القيادي، تم تشغيله لصالح شعبة المعلومات لمدة 5 اشهر من دون معرفة قيادة التنظيم انه موقوف لدى الشعبة. كما تم التواصل مع مصدر متطوع يتصل به يوميا، واستأجر له منزلا في الجبل، جهز بكل وسائل المراقبة. وكانت النتيجة انه تم كشف كل العمليات التي كان بالامكان تنفيذها خلال 5 اشهر، وذلك من دون ان يعرف احد من قيادة التنظيم او عائلته حقيقة وضعه، حيث كان يحادثهم بشكل طبيعي ووفق التعليمات الموضوعة، خصوصا بعد الخسارة التي مني بها التنظيم في العراق وسوريا. وغم مقتل مسؤول الملف اللبناني في التنظيم، بقي الاخير يستعمل وسائل اتصالاته عينها".

واشار المشنوق الى "ان هذا الانجاز هو من العمليات النادرة التي قامت بها الشعبة لتجنيد موقوف واستخدامه معلوماتيا، وكشف مخططات كانت ستحصل خلال فترة الاعياد الماضية في اماكن العبادة ومقرات رسمية. وتحجج الموقوف لتنظيمه بأنه لا يمكنه تنفيذ اي عملية في حجة الاجراءات الامنية والعسكرية المفروضة من قبل الدولة اللبنانية"، وقال: "اننا سنعرض فيلما عن طبيعة هذه العملية والقدرة الاستثائية في جمع المعلومات الحية من مصدر بشري لشخص جلس وتعاون معه 5 اشهر".

وبعد عرض الفيلم الوثائقي، رد المشنوق على اسئلة الصحافيين، وقال: "إن أهم ما جاء في هذا التقرير هو الجملة التي وردت على لسان أبو جعفر العراقي أن العمل في لبنان صفر، وهو دليل على الاستنفار الدائم لكل القوى الاستخبارية سواء بالجيش او الامن العام وشعبة المعلومات، وهو ما يؤكد اسم العملية وهو لبنان الآمن. والسؤال الذي سأسأله عنكم، لماذا اعلن عن هذه العملية؟ الجواب هو أن الغاية من الاعلان هي التأكيد على الامن في لبنان، والتأكيد أيضا للبنانيين أولا، وللعرب ثانيا، الذين يبدون تخوفا دائما من المجيء إلى لبنان في حجة إمكان تعرضهم لمشاكل امنية خلال وجودهم فيه، على القدرة الامنية والمهنية العالية، واثبات للجميع أن الوضع ممسوك بأعلى درجات الاحترافية، وسهر كل الاجهزة الاستخباراتية وخصوصا شعبة المعلومات". ثم شدد المشنوق على "أهمية التنسيق القائم بين مختلف الاجهزة الامنية في الجيش والامن العام وقوى الامن الداخلي والعمل المشترك بينها، بشكل يؤكد مدى الاحتراف الامني اللبناني ويعزز الاطمئنان لدى كل اللبنانيين والعرب على الوضع الامني في لبنان".

 

حرب: قانون الانتخاب هجين غير عادل وسنلقن المتطاولين على أصالة شعبنا أقسى الدروس لكي يكونوا عبرة للمستقبل

الجمعة 19 كانون الثاني 2018

وطنية - عقد النائب بطرس حرب مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم في مكتبه في الحازمية، عرض فيه برنامجه السياسي والانتخابي، متطرقا الى مجمل التطورات والاستعدادات للانتخابات النيابية.

وقال: "لطالما انتظر الشعب اللبناني بعد التمديدات التي حصلت لولاية المجلس الحالي الذي تم إنتخابه عام 2009 حصول الانتخابات النيابية، لكي يستعيد حقه في إنتخاب نوابه، ويمارس دوره في اختيار ممثليه في السلطة، بما يؤمن له حقه الطبيعي والدستوري في إدارة شؤون البلاد.إلا أنه من حق شعبنا أيضا أن يطمح لإجراء إنتخابات يستطيع فيها ممارسة حقه في الانتخاب في جو من الحرية والنزاهة والكرامة والشفافية، وهو الحق الذي يقوم عليه نظامنا الديمقراطي البرلماني، كما أنه من واجب السلطة، التي تشرف على الانتخابات، أن تكون على مسافة واحدة من المرشحين، وأن توفر الأمن والحيادية، لكي يتمكن الناخبون من الانتخاب بعيدا عن الضغوط والإغراءات التي تعطل حرية خياراتهم. غير أن بعض المزايدين المطالبين باستعادة شعبنا لحقه في اختيار نوابه، ورافعي شعارات صحة التمثيل، يقومون بأبشع الممارسات لتعطيل قدرة الناخبين على الاختيار السليم والحر، ما دعاني إلى عقد هذا المؤتمر الصحفي، لكشف هذه الممارسات، ولحماية حق المواطنين الأساسي والدستوري في اختيار ممثليه، وللتنبيه والتحذير من استمرار ما يقوم به بعض أهل السلطة من أعمال شاذة، تعطل هذا الحق، وتعرض الانتخابات النيابية للإبطال".

اضاف :"بصرف النظر عن الظروف التي رافقت عملية الولادة القيصرية لقانون الانتخابات النيابية، وما رافقها من مناورات ابتزازية وسياسية رخيصة، ومن تهويل بفراغ دستوري، إذا لم توافق القوى السياسية على مشروع القانون المسخ،الذي يقدمونه، والذي فُصل على قياس من هندسه وركبه في الكواليس، عبر مكاتب دراسية وإحصائية ، وبهدف تأمين نجاح من حاول الوصول إلى المجلس أكثر من مرة دون توفيق، بحيث لم يجدوا من وسيلة إلا بأن يقلبوا الأدوار في العملية الانتخابية، بحيث يختار المرشح ناخبيه، بدل أن يكون خيار المرشحين والنواب خيار الناخبين. وبصرف النظر عن أن هذا القانون جاء مناقضا، في محتواه العملي، لكل الشعارات الإصلاحية البراقة التي تاجروا، ولا يزالون، يتاجرون بها، وأنه لا يمكن وصفه إلا بالقانون الهجين (البندوق) الذي لا مثيل له في العالم، وبصرف النظر عن معارضتي لهذا القانون الذي يضرب حق الناخب في اختيار مرشحيه، لأنه يمنحه حق اختيار مرشح واحد، ويحرمه من حقه في اختيار المرشحين الآخرين، ويفرض عليه حتمية التصويت للمرشحين الآخرين على اللائحة التي تحوي أسم المرشح الذي يرغب بانتخابه تحت طائلة فقدانه لحقه بانتخاب مرشحه الأساسي".

وتابع : "للايضاح، وعلى سبيل المثال، أعطى هذا القانون الناخب في دائرة الشمال الثالثة، المؤلفة من أربعة أقضية، والتي تتضمن عشرة مقاعد نيابية، حق اختيار مرشح واحد فقط من أصل العشرة، وصادر منه حق انتخاب تسعة مرشحين، إذ لا يسمح للناخب إدخال أي أسم على لائحة مرشحه، ولا شطب أي أسم من هذه اللائحة، وهو ما قد يصح في الأنظمة الانتخابية التي تتواجه فيها القوائم الانتخابية على أسس برامج سياسية وإقتصادية وإجتماعية، وهو ما لا يجوز في غيابها، كما هي الحال في لبنان، حيث يمكن لكل مرشح أن يحمل برنامجا يتناقض مع برنامج وتوجه حليفه، أو حلفائه على اللائحة، وهو ما سيدفع معظم المرشحين إلى تجنب الإطلالة ببرنامج تفاديا للإحراج. إن ما آلت إليه الأمور بالنتيجة، أن معظم من كانوا يشكون من قانون الستين والنظام الأكثري، ويطالبون بتعديله لتصحيح التمثيل الشعبي أو لجعله أكثر عدالة، باتوا يترحمون على قانون الستين بعد ظهور تفاصيل القانون الجديد. والخلاصة العملية للقانون الحالي، أنه شوه مشروعنا الرامي إلى اعتماد مبدأ "One person one vote "، أي إعطاء كل لبنانية أو لبناني حق انتخاب مرشح واحد في دوائر صغرى بالتساوي، وهو ما يؤمن صحة التمثيل الشعبي والمذهبي والطائفي، وشوه النظام النسبي باعتماد الصوت التفضيلي الواحد، مع وجوب إنتخاب لائحة كاملة ومرشحين آخرين لا رأي له في اختيارهم أو إنتخابهم، أي إنتخاب لائحة لا يجمع أعضاؤها إلا الرغبة بتوفير نجاحهم، بصرف النظر عن أي اعتبار آخر، كل ذلك تحت طائلة سقوط حقه في الانتخاب، وهو ما يشبه فرض ضريبة على حق المواطنين بانتخاب مرشحه، بأن ينتخب مرغما كل أعضاء اللائحة التي يرد إسم مرشحه عليها".

وقال :"من هذا المنطلق، أتساءل أين هي الإصلاحات التي يمننون الشعب اللبناني بها في هذا القانون والتي يزعمون أنهم ناضلوا من أجل تحقيقها، فيما الحقيقة أنهم خاضوا المعارك الطاحنة من أجل وضع قانون على قياس مصالحهم وعلى حساب حقوق المواطنين؟

الخلاصة، أنه ليس من خيار لنا، إذا أردنا المشاركة في الحياة السياسية، إلا أن نلتزم هذا القانون، بعدما أقره مجلس النواب بأكثرية ساحقة، وبمعارضة أقلية، أتشرف أن أكون في عدادها".

وتابع: "إلا أن القضية لا تقتصر على ذلك، بل تتعداها إلى ما هو أسوأ بكثير، بحيث أن من سعى إلى فرض هذا النظام الانتخابي اكتشف بعد إقراره، أن حساب حقله الانتخابي لا ينطبق على حساب البيدر النهائي، فلجأ إلى سلسلة مناورات لتعديله، وإذا تعذر ذلك، لتطيير الانتخابات، وهو ما يفسر المواقف المتضاربة والمتناقضة لبعض الأفرقاء، والتعديلات المفاجئة المستجدة المقترحة، ولا سيما تمديد مهلة التسجيل للمغتربين للإنتخابات حيث هم، وذلك أن قام وزير الخارجية بجولاته المكوكية على كل أقطار الدنيا تحت شعار تعزيز الروابط مع المغتربين، وبهدف حقيقي يرمي إلى تعزيز حظوظه الانتخابية من خلال حملة إنتخابية على نفقة الدولة اللبنانية، أي الأموال العمومية، أي على نفقتنا، وهو ما يسمح لكل مرشح بمطالبة الحكومة بتأمين مصاريف جولاته الانتخابية في كل دول الاغتراب، إسوة بما وفرته لوزير الخارجية المرشح للإنتخابات النيابية لتتكافأ الفرص بين المرشحين. بالإضافة إلى ذلك، وهنا الفضيحة، يعمد بعض أهل السلطة، بصورة منهجية مستمرة، إلى تسخير الدولة بإداراتها ومؤسساتها وأجهزتها لخدمة مصالحهم الانتخابية، وذلك عبر زرع المحاسيب في مراكز القرار الإدارية والأمنية في الدولة، ناهيك عن التشكيلات القضائية التي فرضتها الحكومة على مجلس القضاء الأعلى، والتي يجمع المعنيون على وصفها ، بأنها تخالف أبسط القواعد التي تعزز ثقة الناس بالعدالة والقضاء، كما تخالف، في مراكز عديدة، مبادئ الكفاية والنزاهة والتراتبية، بحيث طغت عناصر الانتماء السياسي والحزبي والانتخابي على هذه المبادئ، وهو ما شكل ضربا للسلطة القضائية وإساءة إلى العديد الكبير من خيرة قضاتنا.ولتحقيق ذلك، أطيح بآلية التعيينات في مراكز الفئة الأولى، واعتمدت سياسة المحسوبيات والتبعية في معظم التعيينات، فتحول قسم لا يستهان به من الموظفين إلى عاملين في مكاتب أهل السلطة المرشحين ومنازلهم ومكاتبهم الحزبية أو الوزارية. أكثر من ذلك، فتح بعض الوزراء المرشحين للإنتخابات بازار التوظيفات الانتخابية العشوائية، لتسخير الضمائر الحرة، وتطويع حرية أجيالنا الطالعة الشريفة، التي لم تعد تجد فرصة عمل كريمة بفضل سياستهم، التي انخفضت معها نسبة النمو إلى 1% هذه السنة، وأصيب معها ميزاننا التجاري بعجز كبير، وبعد أن اعتمد أهل السلطة سياسة تهشيل أصحاب الرساميل من لبنان، أو دفعهم باتجاه الاستثمار الريعي بدل سياسة التنمية والإنتاج، خوفا على رساميلهم في جو التجاذب السياسي الخطير التي تعيشه البلاد، مع ما يرافقه من استمرار إنتشار السلاح غير الشرعي، وتغطية هذا السلاح من قبل أهل السلطة الشرعية، بالإضافة إلى السياسة الخرقاء التي اتبعتها الحكومة والدبلوماسية اللبنانية مع دول الخليج الشقيقة، التي عطلت علاقة لبنان مع الدول، التي ساهمت، عبر التاريخ، في نهضة لبنان الاقتصادية والعمرانية، والتي احتضنت مئات الآلاف من اللبنانيين وأعمالهم وعائلاتهم، ما كان يساهم في رفد لبنان بمليارات الدولارات سنويا من ما يحققه هؤلاء المقيمين والعاملين فيها".

واعتبر أن "واقع اللبنانيين، من شابات وشباب عاطلين عن العمل، والذين تعرض عليهم الوظائف لأسباب إنتخابية، يشبه حرمان شخص من تناول الطعام وتجويعه، ومن ثم إطعامه، بشرط أن يتنازل عن حريته وكرامته وحقه الدستوري باختيار من يمثله في السلطة.

ففي الوقت التي التزمت فيها الحكومة، أمام مجلس النواب وأمام الرأي العام، بوقف الهدر ومنع التوظيفات العشوائية، تشهد البلاد، بإداراتها الرسمية ومؤسساتها العامة، أكبر وأسوأ موجة من التوظيفات، وقد بلغت الآلاف، والتي ينحصر هدفها بشراء ضمائر الناخبين لتأييد مرشحي أهل السلطة.

وإنني مع تمنياتي وأملي وسعادتي بأن يتأمن لمن عطلتهم سياسة الحكومة عن العمل، فرصة عمل كريمة تساعدهم على توفير حاجاتهم وحاجات عائلاتهم، أتساءل عن كلفة هذه التوظيفات على الخزينة، وعن نتائجها على صعيد زيادة العجز العام الذي يهدد البلاد بالإفلاس الكامل وبالجوع الذي سينتج عنه، خاصة وأن عددا لا يستهان به من التوظيفات جرت في مؤسسات متوقفة عن العمل لا تحتاج إلى موظفين جدد، بل إلى تصفية ملاك العاملين فيها".

وتساءل عن "الثمن الذي يجب أن يدفعه اللبنانيون لكي يؤمن فلان، أو فلان الآخر، من أهل السلطة، مركزا نيابيا أو شرعية شعبية والسكوت عن اعتماد الرشوة وإذلال المواطنين الشرفاء واستغلال حاجاتهم الحياتية".

وقال: "إن كل ذلك يدفعني إلى إعلاء الصوت، مطالبا الحكومة باحترام التزامها بوقف التوظيفات، على الأقل في موسم الانتخابات، وأسألها عن الفارق بين رشوة الناس وشراء الضمائر، والتوظيف الانتخابي المستغل لحاجة العاطلين عن العمل. ولا أجد تفسيرا أو تبريرا لما يجري، إلا ضعف هؤلاء النافذين المفسدين، الذين يعلمون علم اليقين، أن لا قدرة لهم على دخول مجلس النواب، إلا باستغلال حاجة المواطنين وإذلالهم، وتسخير السلطة الدستورية التي يتمتعون بها بحكم موقفهم، لشراء ضمائرهم بالمال أو الوظيفة أو الوعود بالمنافع الشخصية، وإنني أتحدى الحكومة، وبصورة خاصة هؤلاء المرشحين، الذين لا يردعهم قانون أو ضمير، والذين يسخرون المؤسسات والصلاحيات الممنوحة لهم، أن يقلعوا عن مخالفاتهم واستغلال موقعهم، وأن يثقوا بوعي اللبنانيين وأن يحتكموا إلى رأي الناخبين الأحرار. فالقضية، أولا وأخيرا، هل تثق بوعي وحرية شعبك في اختيار نوابه أو لا تثق، فإذا كنت تثق بشعبك وتحترم رأيه، فلماذا تسعى إلى استعباده أو رشوته ليصوت لك. فالعروش والمناصب لا تبنى على كرامات المواطنين وحقوقهم الدستورية.

ومن هنا دعوتي إلى الوقف الفوري لكل التوظيفات طيلة فترة الحملة الانتخابية، على أن تعود الحكومة إلى ملء المراكز الشاغرة في الإدارة وفقا للأصول بعد انتهاء الانتخابات، لأن استمرار الحكومة في سياستها الحالية، سيؤدي إلى تزوير الانتخابات عبر رشوة المواطنين وإهانتهم واستغلال حاجاتهم الحياتية لكي تكسب أصواتهم الانتخابية.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية، ولما كان من حق المواطنين الوصول إلى المعلومات والمستندات والقرارات التي تملكها أو تصدرها الدولة وإداراتها العامة والمؤسسات العامة والهيئات الإدارية المستقلة والمؤسسات والشركات الخاصة المكلفة بإدارة مرفق عام أو ملك عام والشركات المختلطة والمؤسسات ذات المنفعة العامة وسائر أشخاص القانون العام.

ولما كان من غير الجائز أن تخالف الحكومة القوانين، ولا سيما قانون الانتخابات النيابية وما يحظره من رشوة الناخبين، فإنني أطالب الحكومة بإيداعي لائحة كاملة بكل التوظيفات، أو عمليات التعاقد، أو استئجار الخدمات التي حصلت، والرواتب التي تدفع، ومصادر الأموال التي تُدفع لهم، منذ توليها السلطة حتى اليوم، وذلك عملا بأحكام قانون الحق في الوصول إلى المعلومات رقم 28 تاريخ 10 شباط 2017، وإنني سأتقدم بطلب خطي إلى رئاسة الحكومة لإيداعي هذه المعلومات، مع أملي أن استحصل على اللائحة خلال مهلة الخمسة عشرة يوما التي يحددها القانون، ليبنى على الشيء مقتضاه، وهو حسب المعلومات المتوافرة لدي خطير جدا.

وحرصا مني على أن تجري الانتخابات بجو من النزاهة والشفافية والحرية والحياد، أتوجه اليوم إلى المؤسسات الدولية المعنية بشؤون حقوق الشعوب في تقرير مصيرها واختيار ممثليها، إلى المشاركة في مراقبة العملية الانتخابية النيابية التي ستجري في لبنان، ولا سيما الأمم المتحدة والمجموعة الأوروبية.بحيث يطمئن الشعب اللبناني إلى وجود رقيب حيادي على هذه الانتخابات، رقيب قادر على توثيق وقائعها والمخالفات التي يمكن أن ترافقها. كما أدعو هيئة الإشراف على الانتخابات إلى البدء بتوثيق المخالفات العديدة التي ارتكبها، ويستمر بعض المرشحين من أهل السلطة بارتكابها، والإعلان عنها وطلب وقفها فورا".

وطال حرب وزارة الداخلية "المسؤولة المباشرة عن العملية الانتخابية، ومجلس الوزراء، بحث هيئة الإشراف على الانتخابات على وضع نظامها الداخلي ونشره للإطلاع عليه والعمل بموجبه، كما أطالبها بتحديد المهل لتقديم الترشيحات وتحديد تاريخ العملية الانتخابية، لئلا يختلط على اللبنانيين بدء سريان مهل الترشيح وتشكيل اللوائح بين اقتراع غير المقيمين أو الموظفين أو المواطنين العاديين، كما أطالب وزارة الداخلية بإصدار تعميم على أقلام الاقتراع تمنع فيه إدخال الهواتف الجوالة وراء العازل، لتفادي إمكانية تصوير اللائحة المنتخبة، ما يسهل الرشوة الانتخابية، بحيث يستطيع الراشي من التثبت من التزام الناخب المرتشي بالتصويت عبر تصوير اللائحة وراء المعزل، هذا طبعا بالإضافة إلى تحديد كيفية حضور ممثلي المرشحين واللوائح في أقلام اقتراع غير المقيمين، والتي يفترض أن تحصل في السفارات والقنصليات، وكيفية تنظيم حضور مندوبين عن المرشحين واللوائح، وهم بالمئات ضمن قاعة واحدة في أقلام الاقتراع لكل لبنان، لكي يتمكنوا من مراقبة ومتابعة العملية الانتخابية، ولا سيما عملية فرز الأصوات فيها.

وأطالب وزير الداخلية نقل بعض كبار الموظفين في وزارته من المشرفين على العملية الانتخابية الذين ثبت إنحيازهم لبعض المرشحين والذين حولوا مكاتبهم إلى مكاتب إنتخابية لمن كان وراء تعيينهم في مراكزهم. وقد سبق وأعلنت عن مخالفات خطيرة قام بها بعض كبار الموظفين في محافظة الشمال وطالبت باتخاذ تدابير بحقهم.

إننا مدعوون لانتخاب مجلس نواب جديد وفقا لقانون هجين غير عادل وغير ديمقراطي.

إنه قانون مهندس ومصمم ليحقق مصالح أشخاص معروفين، وليساعدهم على الوصول إلى مجلس النواب، ولو كان ذلك على حساب حقوقكم الديمقراطية والدستورية وعلى حساب المبادئ والبرامج، ولو أدى ذلك إلى ضرب الأحلاف السياسية القائمة، وتحويل المتحالفين السياسيين إلى متنافسين إنتخابيين، وجمع أصحاب التوجهات السياسية المتناقضة في لوائح مشتركة".

وختم:"إنه قانون العجائب والغرائب المفروض على اللبنانيين الالتزام به. فتجاه هذا الواقع المؤسف لا يبقى من رادع، للحؤول دون تدمير تاريخنا الديمقراطي، إلا وعي المواطنين لتأديب من يستخف بثقافتنا وتراثنا ووعينا وحسنا الديمقراطي. ولنا مع مواطنينا موعد قريب، حيث سنلقن المتطاولين على أصالة شعبنا وكرامته أقسى الدروس لكي يكونوا عبرة للمستقبل. فهذه الانتخابات تشكل مفصلا تاريخيا لشعبنا، وامتحانا لوعيه وجدارته وديمقراطيته ووطنيته. وأنا، كما كنت دائما، سأبقى مؤمنا بهذا الشعب".

حوار

وبعد المؤتمر سئل حرب عن إمكان تحالفه في الانتخابا مع النائب سليمان فرنجيه، فأجاب: "نحن في مرحلة تشاور حول التحالفات ومن احد الاحتمالات الكبرى ان نكون مع سليمان فرنجيه في لائحة واحدة".

وعن التحالف مع "القوات اللبنانية" قال: "نحن مع كل الناس، وكما هو معروف في هذا القانون، اذا تحالفت مع حليف لك ستنافسه بنفسك، حتى لو كان حليفك، عليه ان يقول هو لمؤيديه صوتوا لحليفي ايضا وعلي ايضا ان اقوم بالامر نفسه، لذلك فان عملية التحالفات في هذا القانون هي بمثابة مزحة، فلا تحالفات، وعملية ان اكون مع حليفي متفقين في الخط السياسي هو كذلك مزحة لانه من الممكن ان نتفق في الخط السياسي وان نكون في لوائح غير مشتركة. فلهذا اقول ان القانون سيئ ويناقض مبادىء الديمقراطية ويشكل خطوة الى الوراء وليس خطوة اصلاحية، ولهذا علينا ان نواجه هذا القانون، ولكن علينا ان نجري الانتخابات على اساسه لانه صدر عن الاكثرية في المجلس النيابي، الا انني التزم منذ آلان انه لا يمكنني ان اقبل ان يكون هذا القانون لانتخابات ما بعد هذه الدورة".

وردا على سؤال عن امكان ادخال اصلاحات في الفترة المتبقة للانتخابات قال: "اعتقد ان اي فكرة جديدة هي محاولة لضرب الانتخابات، ولهذا، كما قال النائب مروان حمادة بالامس "يكفي ان نخرج الارانب من البرانيط"، الموجود موجود ولنتعامل معه وعلى كل واحد منا ان يتحمل المسؤولية والشعب هو الذي يقرر في النتيجة من يريد".

وسئل: ما ردك على وزير الاتصالات جمال الجراح عن رفعك للسرية المصرفية عن حساباتك؟

اجاب: "لقد سبق أن تقدمت بطلب الى النيابة العامة التمييزية منذ اشهر، باسمي وباسم زوجتي طلبنا فيه التنازل عن حقنا بالسرية المصرفية عن حساباتنا، من دون ان يطلب احد مني ذلك، واذا كان يهم الوزير الجراح الاطلاع على حساباتي المصرفية، فليتوجه الى النيابة العامة وهي تطلعه على هذا الامر، وانا من تقدم باقتراح قانون لمجلس النواب لرفع السرية المصرفية عن كل من يتعاطى الشأن العام".

 

 "قطار "سيدر 1" ينطلق .. و"دافوس" محطة مهمة"/خوري: "الموازنة" شرط أساسـي للثقة الدوليـة

المركزية/19 كانون الثاني/18/ فيما الوضع السياسي متأزم على وقع التجاذب الحاصل بين الرئاستين الأولى والثانية حول مرسوم الضباط، تنشط اقتصاديا ورشة عمل موسعة بقيادة رئيس الحكومة سعد الحريري، تهدف لبلورة رؤية اقتصادية جديدة للبنان. مؤتمر "سيدر1" سيشكل تحولا أساسيا على الصعد السياسة والاقتصادية والانمائية للبنان، يعوّل عليه لتحسين النمو وتفعيل البنى التحتية لتتناسب مع متطلبات الاستثمار العصرية التي ستنتشل لبنان من الركود الاقتصادي الذي يعيشه منذ سنوات. وأمام هذه الصورة، تتواصل حركة الاتصالات والاجتماعات، مع المؤسسات الدولية والمسؤولين المعنيين لاستقطاب الدعم الدولي اللازم لانجاح المؤتمر. وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري أشار عبر "المركزية" الى أن "هناك فريق عمل اقتصادياً يضم رئيس الحكومة وفريقه الاقتصادي والفريق الاقتصادي لرئيس الجمهورية، إضافة للوزارات المعنية، يعمل على التحضير للمؤتمر ليتمكن لبنان من اقناع المجتمع الدولي بخطته وحصد الدعم اللازم"، مضيفا أن "الورقة التي سيتقدم بها لبنان في المؤتمر هي نتاج الافكار الاقتصادية لهؤلاء من الناحية السياسية – الاقتصادية، ومجلس الانماء والاعمار من الناحية الانمائية". ولفت الى أن "يتوجب على لبنان أن يصب جهده على الاصلاحات المطلوبة دوليا ليتمكن من حصد الدعم، والاصلاح الاهم هو إقرار موازنة 2018 أقله في مجلس الوزراء في حال تعثر اقرارها في مجلس النواب من الآن حتى موعد المؤتمر"، مؤكدا أن "الدعم المالي متوفر، والدول العربية الصديقة للبنان لن تتخلى عنه". وعن دور "ماكينزي" في الخطة قال "موعد المؤتمر لم يتأكد بعد، لكن المدة لم تعد بعيد، من هنا ليس مؤكدا اننا قد نستطيع الاستفادة من خبرتها في المؤتمر"، مشيرا الى أن "الحكومة تعاقدت مع "ماكينزي" بموافقة كل مكوناتها تقريبا، الامر الذي لا يبرر الاعتراضات التي نسمعها الآن"، مشددا على أن "مهمة وضع رؤية اقتصادية للبنان، هي على عاتق الحكومة حصرا، أما ماكينزي أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي فدورهما استشاري فقط". أضاف أن "تكلفة العقد بين لبنان و"ماكينزي" منخفضة جدا مقارنة بعقودها مع باقي الدول"، مشيرا الى أن "لبنان يدفع يوميا 16 مليون دولار خدمة دين عام، وبالتالي إن دفع مبلغ مليون ونصف مليون دولار (تكلفة عقد الشركة) للخروج من هذا المأزق فالمبلغ ليس كبيراًُ"، مضيفا أن "الشركة تملك سمعة عالمية وخبرة كبيرة في مجال الاقتصاد". وعن مشاركة لبنان في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس في 22 الجاري، قال "الوفد اللبناني سيسوق للبنان في المنتدى، الذي يشكل ملتقى لكبرى المنظمات المالية والشركات والبنوك العالمية، ورؤساء الدول ووزراء اقتصاد العالم"، مشيرا الى أن "دافوس سيشكل فرصة للبنان ليعرض خططه وتحضيراته الاقتصادية على محركي الاقتصاد في العالم، فضلا عن استعداداتنا لاعادة إعمار سوريا، وكل ذلك يصب في خانة الاستعداد لمؤتمر سيدر1".

وبالنسبة لدور لبنان في إعادة إعمار سوريا، أكد أن "موقع لبنان الجغرافي ومقوماته، جميعها عوامل ستضعه على لائحة الدول المعنية باعادة اعمار سوريا، ويبقى أن نستعد بانتظار الوقت المناسب". وختم بالقول "رغم ذلك يبقى تفاؤلنا حذراً، فلبنان يملك كل مقومات النجاح نظريا لكن التحدي يكمن في ترجمتها على أرض الواقع، من خلال حسن توظيف قدراته"، مشيرا الى أن الاستقرار السياسي لم يعد المعيار الوحيد لنمو الاقتصاد، فالمعايير الدولية اختلفت والمقياس أصبح أوسع من الامن والسياسة ليطال كل المجالات".

 

يوحنا العاشر افتتح كاتدرائية في ابو ظبي: ننتهزها فرصة لنسمع العالم أننا كمسيحيين متجذرون في الشرق وفي أصالته

الجمعة 19 كانون الثاني 2018 /وطنية - افتتح بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر مع وفد كنسي، كاتدرائية النبي إيليا في المصفح أبو ظبي في الامارات العربية المتحدة، في حضور وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ووفد من أعيان البلد، وذلك تمهيدا للقداس الإلهي ولصلاة تكريسها اليوم. حضر حفل الافتتاح وزير التربية السابق الياس بو صعب، سفيرا لبنان واليونان في دولة الامارات العربية المتحدة فؤاد دندن وديونيسيوس زويس، سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة ألبير متى، رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم ووفد من الجامعة، المدير العام لدار الصياد بسام فريحة ولفيف من أساقفة وآباء كنائس شقيقة الى جانب أبناء الرعية. ومع إزاحة الستارة عن اللوحة الحجرية التي ارخت هذا الحدث، دخل البطريرك يوحنا العاشر الى الكاتدرائية مع الوزير آل نهيان وقصا شريط الافتتاح على أصوات الزغاريد والترانيم التي علت في آن.

أسقف الامارات

وألقى أسقف الامارات المطران غريغوريوس خوري كلمة عبر فيها عن امتنانه :للدولة في ما وصلت اليه كنيسة أنطاكية على ارضها"، مؤكدا "الاخوة الإنسانية التي لم تقف عند حدود الاختلاف في المعتقد وطرق العبادة، بل حولته لمصدر تميز ونمو للمجتمعات. وشكر رئيس البلاد الشيخ خليفة بن زايد، الذي منح بطريركية أنطاكية هذه الأرض التي بنيت عليها الكنيسة. اما وزير التسامح، فأكد في كلمته على "العلاقة الخاصة والمتجددة بين بطريركية أنطاكية وبين دولة الامارات التي تستند دوما الى القيم المثلى والمبادئ المشتركة، التي تصب في صالح الخير العام والتي هي بمثابة سعي مستمر لنشر السلام والمحبة".

كما كانت كلمة للمهندس البير متى، ألقتها عقيلته الدكتورة كلير متى، عبرت فيها عن "الفرحة العظيمة بإنجاز هذا الصرح الايماني الكبير الذي تحقق بسخاء دولة الإمارات واسهامات الأصدقاء والمؤمنين"، مشيرا الى انها "مناسبة للتأكيد على ان بيوت الله هي لكل أبناء الله"، مثنيا على "محبة اهل الإمارات".

يوحنا العاشر

أما البطريرك يوحنا العاشر كلمة قال فيها: كاتب المزامير يوما وتلهج بها ألسنتنا اليوم أمام عظمة وجمال الكنيسة التي ندشن. "كجلال الجلد السماوي العقلي، أظهرت حسن المسكن المقدس السفلي مسكن مجدك يا رب. فشدده إلى دهر الداهرين واستجب لنا نحن المقدمين لك فيه التضرعات بلا انقطاع. كتبها ناظم التسابيح في تدشين كنيسة الحكمة المقدسة. واليوم نكتبها بحبر قلوبنا وبيراع عزمنا سائلين إياه أن يشدد الملتفين حولنا في هذه الخدمة المباركة وأن يحفظ هذه الكنيسة إلى أبد الآبدين".

وأضاف: "في قلب الإمارات العزيزة غرسنا قلوبنا محبة بتراب هذي الأرض وفي قلبها نعلي اليوم كنيسة مار الياس لنعلن فيها وفي وجدان الكل أن امارات الفرح والرضى في قلب الله تعالى تفوح عندما يرى عباده من كل دين على لقيا محبة. في قلب الإمارات نجتمع وإلى قلبنا نضم قلوب أبنائها بالمحبة والأخوة لنعلن إلى العالم عبق الانفتاح الديني والأخوة الحق مع إخوة لنا فرشوا قلوبهم محبة وأخوة في اللغة والحضارة والمصير وبادلناهم المحبة تقديرا والأخوة أخوة والانفتاح صلاة ودعاء إلى الله جل جلاله أن يديم مراحمه على هذا البلد الطيب وشعبه والقيمين عليه والمقيمين فيه".

وتابع: "ندعو للقيمين على هذا البلد الطيب الذين وهبوا بسخاء الأرض التي نحن عليها والتقت مكرماتهم بجهود وعطاءات أبنائنا الأنطاكيين في الإمارات فاكتمل بناء هذه الكنيسة وبفترة وجيزة بهمة الخيرين وذلك بعد وضعنا حجر أساسها في أيار 2014".

وقال: "بروح مار الياس، الذي نكرس كنيسة تحمل اسمه وشفاعاته، يطيب لي أن أطل عليكم. وبكلماته: "حي هو الرب" أتوجه إليكم. ومن وحيها أقول: حي هو الرب الذي أفاض النور في القلوب ففاض من على وجوهكم الطيبة. حي هو الرب الذي أنزل مراحمه في قلوب عباده ففاحت شذا تسامح ومحبة. حي هو الرب الذي سكب مراحمه في حياة أبنائنا فنبضت قلوبهم حبا به وبالكنيسة والإنسان والوطن والبلد الذي يعيشون فيه. حي هو الرب الذي أثابنا بالنور ومشحنا بنعمه فبادلناه عطاياه تجذرا في أصالة إيمان وحبا بإخوتنا من كل دين وانفتاحا عشناه ونعيشه أينما حللنا".

وتابع: "حي هو الرب العلي الذي غرس فينا كمسيحيين أنطاكيين إنجيل خلاصه فحملناه في القلب والكيان وتقدسنا به ومن سلامه أفضنا بشرى خلاص وسلام على الخليقة كلها. حي هو الرب الذي وهبنا سلامه وجعلنا نعيش معا في هذه الأرض ونلتزم قضاياها ونعمل لنمو إنسانها. حي هو الله الذي غمرنا بحنانه ودعانا لأن نقيم العدل في الأرض ونحارب الظلم والإجحاف وننصف الفقير والمحتاج. حي هو الله الذي جملنا بنعمه فبنينا له بيوتا ترجع له الحمد والشكران وتنشره في العالم أجمع".

واشار الى ان "كنيسة أنطاكية الإنجيل هي التي مشحت العالم بلقب مسيحيين. وهذا اللقب لم يكن يوما مجرد لفظة لا بل كنه حياة وقطب وجود. كنيسة أنطاكية الإنجيل هي قلوب أبناء خاطوا حياتهم بإيمان الأجداد ونسجوه بطيب العلاقة مع الجار المسلم وغيره من كل الأديان. كنيسة أنطاكية الإنجيل هي التي لفحت الدنيا بشمس يسوع وكلمت النفوس بحنانه ورقته وبلسمتها وبلسمت القلوب بعذوبة بشارته. كنيسة أنطاكية الإنجيل أجراس تقرع منذ ألفي عام وأجراس قلوب تنبض إلى اليوم بأصالة إيمان. واليوم، وبتشييدها لهذه الكنيسة، تؤكد كنيسة أنطاكية عمقها وامتدادها الطبيعي في الخليج العربي ورعايتها له منذ فجر المسيحية".

وأكد ان "الكنيسة هي بيت الله وهي موضع سكنى القدوس. وهي في تقليدنا الكنسي تمشح بالميرون المقدس. وهو الطيب ذاته الذي يمسح به كل إنسان اعتمد وصار مسيحيا. ولهذا الأمر دلالة بالغة، وهو أن كل نفس مدعوة أن تكون موضع سكنى الله تعالى. نكرس هذه الكنيسة لسكنى الله تعالى متشحين بإيماننا الرسولي المسيحي الأرثوذكسي الأنطاكي ومتوطدين، بآن معا، بأطيب علاقة مع إخوتنا أبناء هذه الأرض، الذين نشكل وإياهم بيئة واحدة تطمح لخدمة الإنسان. نكرسها ونجدد بتكريسها العهد الذي قطعه أبناؤنا المخلصون في الإمارات العربية المتحدة بأن يكونوا شهودا للسلام والمحبة والتعاون والانفتاح. نكرسها ونضع نصب أعيننا أن من حقنا لا بل من واجبنا أن نقدم لأبنائنا المسيحيين الأنطاكيين في كل مكان الرعاية الفاعلة".

وأوضح "أننا نكرسها ونضع نصب أعيننا أن مسيحيي الشرق وكنيسة أنطاكية تحديدا لم يعرفوا يوما التقوقع ولا الذوبان. نكرسها ونضع نصب أعيننا أن كنيسة أنطاكية هي المجس المسيحي الأول لهموم الإنسان المشرقي فهي الكنيسة التي تتكلم لغة الضاد وتفهم القرآن والإسلام وتعيش جنبا إلى جنب مع المسلمين في أوطان تربطهم فيها معهم المواطنة الحق ووحدة المصير".

وقال: "نصلي اليوم معكم يا أحبة من أجل خير هذا البلد ونموه ومن أجل سلام الشرق برمته. نصلي من أجل السلام في سوريا ومن أجل الاستقرار في لبنان. وننتهزها فرصة لنسمع العالم من هنا أننا كمسيحيين متجذرون في الشرق وفي أصالته. نحن من صلب هذا الشرق ومن ترابه. نحن من أصالة تاريخه ننبثق ومن فجر مسيحيته نجيء. نحن من مزود بيت لحم ومن رحابة سوريا نوافي ومن أرز لبنان وخصب العراق والأردن نندفق ومن كنف الجزيرة العربية بقبائلها المسيحية نحيي إخوتنا من كل دين. قبلتنا القدس الشريف الذي هو محط أنظارنا وعنوان سلام وإلفة بين كل الأديان. وقلبنا يدمي لما نشهده في مدينة السلام من تشويه للتاريخ وظلم على الإنسان العربي وتجاوز لكلِّ الأعراف الدولية. نحن لم نكن يوما مخلفات حملات آذتنا قبل غيرنا ولم نكن يوما إلا خميرا للمشرقية وجسرا بين الغرب والشرق. نحن لم نألف التكفير والعنف والقتل والإرهاب والخطف الذي نشاهده في أكثر من مكان".

وأضاف: "صلاتنا إلى الرب بشفاعة مار الياس الغيور أن يسكب في قلوب الجميع نوره الإلهي وسلامه الحق ويؤهلنا أن نرى السلام في بلادنا. نصلي من أجل الراقدين ومن أجل المهجرين والأرامل واليتامى والمخطوفين، ونذكر هنا بشكل خاص أخوينا مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي القابعين في الخطف والتغييب منذ ما يقارب السنوات الخمس وسط صمت دولي مطبق ومريب".

وتابع: "نصلي من أجل كل الذين تعبوا لتخرج هذه الكنيسة إلى النور ونذكر بشكل خاص سيادة الأسقف غريغوريوس خوري والآباء الكهنة ولجنة الكنيسة والهيئات والأخويات ومدارس الأحد وكل الإخوة المواكبين إياهم في خدمة الكنيسة، كما وأتوجه بالشكر العميق لصاحب الأيادي البيضاء السيد ألبير متى، الذي سنقلده عند نهاية كلمتنا وسام الكرسي الأنطاكي من رتبة كومندور كبير تقديرا لخدماته وعطاياه الخيرة. والشكر أيضا لكل من ساهم وتعب وعمل وسهر من جنود مجهولين سيبقى ذكرهم في قلبه تعالى".

وختم: "لأبنائنا في الإمارات العربية المتحدة وفي كل الخليج العربي سلام من القلب إلى القلب وبركة رسولية من كرسي الرسولين بطرس وبولس. حماكم الله وبارككم جميعا. بارك الله شعب الإمارات الطيب والقيمين عليه. بارك الله هذه الكنيسة المقدسة بشعبها المحب وأشرق عليها بنور خيريته. بارككم الله جميعا وأجزل عليكم من معين فلاحه وأنبض فيكم ذكره القدوس. وبالقول الذي صدحت به ملائكة السماء يوم ميلاد المسيح، أختم وأقول معكم وبلسانكم وبمهجة قلبكم بصوت واحد وفم واحد: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"، له المجد والرفعة إلى أبد الآبدين آمين".