المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 19 كانون الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.january19.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ترأفوا بالمُتَردِّدينَ، وخَلِّصوا غَيرَهُم وأنقِذوهُم مِنَ النّار ِ، وارحَموا آخَرينَ على خَوفٍ، ولكِنِ ابغُضوا حتّى الثَّوبَ الّذي دَنَّسَهُ جسَدُهُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/المعارضون السياديون الشيعة هم الخميرة لكل تجمع معارض جدي واستقلالي

الياس بجاني/ما دام حزب الله يحتل لبنان لا حل لأي ملف من أي نوع

الياس بجاني/الإستقرار يعني الإستسلام في قاموس من خانوا 14 آذار

الياس بجاني/جعجع والحريري والضياع السيادي والتجربة والأبواب الواسعة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مدخلة مدير مكتب سكايز للحريات الأعلامية أيمن مهنا من قناة العربية تتناول الحكم الظالم واللاقانوني على الإعلامية حنين غدّار/18 كانون الثاني/18

حكم غيابي بسجن الصحافية حنين غدار

حكم غيابي بسجن صحافية لبنانية

بيان " تقدير موقف" رقم 124/معادلة "حزب الله" واضحة! إذا ربح في المنطقة يربح في لبنان! وإذا خسر في المنطقة يعوّض في لبنان!

الحديث عن عفو عام/خليل حلو/فايسبوك

احتقار المؤسسات واحترام الوصاية من شيم....الثنائية

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 18/1/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 كانون الثاني 2018

رسالة من البابا فرنسيس إلى شيخ الأزهر بشأن القدس

حزب الله مشغول عن الغارات الإسرائيلية بـ«الحرب الكبرى»

النزاع على «الأقدميات» ينتقل إلى مجلس الوزراء.. وتعديلات باسيل لن تمر

بالتفاصيل- هل اخترق "الأمن العام" هواتف آلاف الأشخاص حول العالم؟ 

النائب سليمان فرنجية: إذا فاز باسيل هناك مشكلة مع "سئالته"... و"اختلاف وخلاف"! 

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عيسى يُمثّل لبنان في اجتماع "الخارجية العرب" في جدة... الا اذا!

كنعان من معراب: المصالحة ثابتة والملفات السياسية والإنتخابية تبحث بهدوء وأي اختلاف أو تحالف لن يؤثر على تفاهمنا

التحذيرات تتفاقم.. والساحة اللبنانية مهدَّدة

الحريري عرض مع الرياشي المستجدات وزار طرابلس معزيا كبارة بشقيقته شورتر: بريطانيا تعلق أهمية كبرى على سياسة لبنان النأي بالنفس

القوات اللبنانية أسفت لما ورد من فبركات معروفة الأهداف بشأن علاقة الحريري بجعجع

تدهور المفاوضات بين معراب وبيت الوسط

أوعا خيّك.. إلى الحياة بفضل حزب الله

هل يسافر باسيل الى السعوديّة؟

حمادة: طرح باسيل فيه نيات انتخابية

هل "يفخّخ" المرسوم الطريق إلى الإنتخابات؟

مصادر “المستقبل” نفت عدم رغبة السعودية باستقبال الحريري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نائب دي ميستورا: وفد النظام السوري سيحضر محادثات فيينا

مطالب كردية بـ«حظر» فوق عفرين... وقلق من غياب ضمانات أميركية و«الائتلاف السوري» المعارض ينتقد نية واشنطن دعم {الوحدات}

ما عدد رؤوس كوريا الشمالية النووية؟

تفجيرات بغداد... هل عاد «داعش»؟

السيسي يكلف اللواء عباس كامل بتسيير أعمال المخابرات العامة لحين تعيين رئيس جديد

قلق مصري وطمأنة إثيوبية بشأن سد النهضة في قمة السيسي وديسالين توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين

{احتجاجات الخبز} السودانية تتمدد... والقبض على قادة سياسيين والمعارضة تتعهد بمواصلة الاحتجاجات حتى إسقاط النظام سلمياً... وتلغي مخرجات الحوار الوطني

مقتل شاب فلسطيني في غارة إسرائيلية بواد برقين

أبو مازن: أميركا لم تعد تصلح لدور الوسيط... وقرار ترمب خطيئة/الرئيس الفلسطيني أعرب عن تقديره لجهود مصر خلال مؤتمر «الأزهر العالمي لنصرة القدس»

«أونروا» تطلق حملة دولية رداً على خفض المساعدات الأميركية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان: شبكة المصالح أولاً/حسام عيتاني/الحياة

هكذا سيتطوّر الإشتباك بين التيار وأمل/ليا القزي/الأخبار

ذاك عليٌّ الهاشمي وهذا علي الخامنئي/الشيخ حسن مشيمش

عن إيران وأحداثها/مصطفى علوش/المستقبل

الرياء الروسي - الأميركي في سورية/وليد شقير/الحياة

الحوار العربي – الايراني في نسخته الثانية: هل يمكن فتح الابواب المغلقة/قاسم قصير – عربي 21

مستقبل الثقافة» في كل مكان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

قرصنة في سماء الخليج/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

خطاب عباس... قراءة للسطور وما بينها/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

إيران تتنافس مع إيران في العراق/خيرالله خيرالله/العرب

بارزاني... هل يستعيد مكانه في المعادلة العراقية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

الخبز والغضب... من تونس إلى السودان/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

تكلفة الحرب في سوريا وراء أزمات إيران/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

هذه هي رواية مجلة الشـراع عن صفقة الأسلحة الامريكية لإيران التي عرفت باسم: ايران-غيت/بقلم حسن صبرا

عون لوفد مجلس شورى الدولة: لاحترام احكام القضاء وقراراته وكلما ابعدنا السياسة عنه ضمنا تحقيق العدالة والمساواة

الحريري في مجلس الوزراء: كل الامور المطروحة يمكن ايجاد الحلول لها بالتحاور والنقاش الهادىء

الحريري عرض مع الرياشي المستجدات وزار طرابلس معزيا كبارة بشقيقته شورتر: بريطانيا تعلق أهمية كبرى على سياسة لبنان النأي بالنفس

الاحرار حذر من تأجيل الانتخابات: للاحتكام الى الدستور والقانون في ازمة مرسوم الاقدمية

كنعان من معراب: المصالحة ثابتة والملفات السياسية والإنتخابية تبحث بهدوء وأي اختلاف أو تحالف لن يؤثر على تفاهمنا

أبو كسم في مؤتمر الازهر لنصرة القدس: لتأسيس لقاء القدس الإعلامي

مطر من مؤتمر نصرة القدس:قرار ترامب نشاز واتَّخذَهُ صاحِبُهُ دُونَ وَجهِ حقٍّ مزورا تاريخِ القُدس ومشوها لِرِسالةِ مدينةِ السَّلامِ في العالم وندعو المسيحيين والمسلمين لرفضه

عوده في مؤتمر الأزهر: نحن أول الموجودين في القدس وأول المهتمين بمصيرها ونؤمن بأن الفلسطينيين هم أصحاب البيت

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

ترأفوا بالمُتَردِّدينَ، وخَلِّصوا غَيرَهُم وأنقِذوهُم مِنَ النّار ِ، وارحَموا آخَرينَ على خَوفٍ، ولكِنِ ابغُضوا حتّى الثَّوبَ الّذي دَنَّسَهُ جسَدُهُم

رسالة يهوذا/مِنْ يَهوذا عَبدِ يَسوعَ المَسيحِ وأخي يَعقوبَ إلى الّذينَ دَعاهُمُ اللهُ الآبُ وأحَبَّهُم وحَفِظَهُم لِيَسوعَ المَسيحِ. علَيكُم وافِرُ الرَّحمَةِ والسَّلامِ والمَحبَّةِ. لي شَوقٌ شديدٌ، أيُّها الأحِبّاءُ، أنْ أكتُبَ إلَيكُم بِأمرِ خَلاصِنا المُشتَرَكِ، بَعدَما شَعَرتُ بِضَرورَةِ تَشجيعِكُم على الجِهادِ في سبيلِ الإيمانِ الّذي تَسَلَّمَهُ القِدِّيسَون كامِلاً، لأنَّ بَعضَ النّاس ِ تَسَلَّلوا إلَينا، وهُم أشرارٌ يُحَوِّلونَ نِعمَةَ إلَهِنا إلى فُجورٍ ويُنكِرونَ سَيِّدَنا ورَبَّنا الواحِدَ يَسوعَ المَسيحَ، وعِقابُهُم مكتوبٌ مِنْ قديمِ الزَّمانِ. ومعَ أنَّكُم تَعرِفونَ هذا كُلَّ المَعرِفَةِ، فإنِّي أُريدُ أنْ تَذكُروا كيفَ أنَّ الرَّبَّ، بَعدَما خَلَّصَ شَعبَهُ مِنْ أرضِ مِصْرَ، أهلَكَ غيرَ المؤمنينَ مِنهُم، وكيفَ أنَّهُ، عِندَما تخَلَّى بَعضُ الملائِكَةِ عَنْ مَكانَتِهِم وتَرَكوا مَقامَهُم، أبقاهُم لِيَومِ الحِسابِ العَظيمِ بِقُيودٍ أبَدِيَّةٍ في أعماقِ الظَّلامِ. وكذلِكَ سَدومُ وعَمورةُ والمدُنُ المُجاوِرَةُ لَهُما قاسَتْ عَذابَ النّار ِالأبدِيَّةِ عِندَما استَسلَمَتْ إلى الدَّعارَةِ والشَّهواتِ الجسَدِيَّةِ الّتي تُخالِفُ الطَّبيعةَ، فكانَت عِبرةً لِغَيرِها. وعلى مِثالِ ذلِكَ هَؤُلاءِ الّذينَ في هَذَيانِهِم يُنَجِّسونَ الجَسَدَ ويَحتَقِرونَ سِيادَةَ اللهِ ويُهينونَ الكائِناتِ السَّماوِيَّةَ المَجيدَةَ، معَ أنَّ ميخائيلَ رَئيسَ الملائِكَةِ، لمّا خاصَمَ إبليسَ وجادَلَهُ في مَسألَةِ جُثَّةِ موسى، ما تَجَرَّأَ أنْ يَدينَ إبليسَ بِكلِمَةٍ مُهينَةٍ، بَلْ قالَ لَه: جَزاكَ اللهُ! أمَّا أولَئِكَ فهُم يُهينونَ ما يَجهَلونَ، في حين أنَّ ما يَعرِفونَهُ بالغَريزَةِ مَعرِفَةَ البَهائِمِ غَيرِ العاقِلَةِ هوَ الّذي بِه يَهلِكونَ. الوَيلُ لهُم! سَلَكوا طريقَ قايـينَ واستَسلَموا إلى الضَّلالِ مِثلَ بَلْعامَ طَمَعاً في الرِّبحِ وهَلَكوا بِتَمَرُّدِهِم كما هلَكَ قُورحُ. هُم لَطخَةُ عارٍ في وَلائِمِكُمُ الأخَوِيَّةِ، يتَلذَّذونَ معًا بِلا حَياءٍ، ويُشبِعونَ نَهَمَهُم. هُم غُيومٌ لا ماءَ فيها تَسوقُها الرِّياحُ. هُم أشجارٌ خَريفيَّةٌ لا ثمَرَ علَيها، ماتَت مَرَّتينِ واقتُلِعَتْ مِنْ أُصولِها. هُم أمواجُ البحرِ الهائِجَةُ، زَبَدُها عارُهُم. هُم نُجومٌ تائِهَةٌ مَصيرُها الأبدِيُّ أعماقُ الظُّلُماتِ. وأنبأَ عَنهُم أخْنوخُ سابِعُ الآباءِ مِنْ آدَمَ حينَ قالَ: انظُروا! جاءَ الرَّبُّ معَ أُلوفِ قِدِّيسيهِ ليُحاسِبَ جميعَ البَشَرِ ويَدينَ الأشرارَ جميعًا على كُلِّ شَرٍّ فَعَلوهُ وكُلِّ كَلِمَةِ سُوءٍ قالَها علَيهِ هَؤُلاءِ الخاطِئونَ الفُجَّارُ. هُم يتَذَمَّرونَ ويَشتَكونَ ويَتبَعونَ أهواءَهُم ويَتَفوَّهونَ بِالكلِماتِ الجَوفاءِ ويتَمَلَّقونَ النّاس َطَلَبًا لِلمَنفَعَةِ. فاذكُروا، أيُّها الأحِبّاءُ، ما أنبَأَ بِه رُسُلُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، حينَ قالوا: سيَجيءُ في آخِرِ الزَّمانِ مُستَهزِئونَ يَتبَعونَ أهواءَهُمُ الشِّرِّيرَةَ. هُمُ الّذينَ يُسَبِّبونَ الشِّقاقَ، غَرائِزيُّونَ لا رُوحَ لهُم. أمَّا أنتُم أيُّها الأحِبّاءُ، فابنوا أنفُسَكُم على إيمانِكُمُ الأقدَسِ، وصَلُّوا في الرُّوحِ القُدُسِ وصونوا أنفُسَكُم في مَحبَّةِ اللهِ مُنتَظِرينَ رَحمَةَ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ مِنْ أجلِ الحياةِ الأبدِيَّةِ. ترأفوا بالمُتَردِّدينَ، وخَلِّصوا غَيرَهُم وأنقِذوهُم مِنَ النّار ِ، وارحَموا آخَرينَ على خَوفٍ، ولكِنِ ابغُضوا حتّى الثَّوبَ الّذي دَنَّسَهُ جسَدُهُم. لِلقادِرِ أنْ يَصونَكُم مِنَ الزَّلَلِ ويُوقِفَكُم أمامَ مَجدِهِ مُبتَهِجينَ، لا لَومَ علَيكُم، للإلَهِ الواحِدِ مُخَلِّصِنا بِيَسوعَ المَسيحِ رَبِّنا، المَجدُ والجَلالُ والقُوَّةُ والسُّلطانُ، قَبلَ كُلِّ زَمانٍ والآنَ وإلى الأبَدِ. آمين.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

المعارضون السياديون الشيعة هم الخميرة لكل تجمع معارض جدي واستقلالي

الياس بجاني/18 كانون الثاني/18

نقولها بصوت عال، إن كل تجمع معارض لبناني وسيادي وعابر للطوائف وجدي لا يكون المعارضون الشيعة فيه هو ذمي وفاشل سلفاً. المطلوب عدم تكرار واستنساخ خوف أصحاب شركات أحزاب 14 آذار المعيب والمصلحي من الثنائية الشيعية على خلفية حسابات مصالح وتنفيعات واجندات سلطوية رخيصة.. المؤمن لا يجب أن يلدغ من جحر الذمية والجبن مرتين..فهموها

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

ما دام حزب الله يحتل لبنان لا حل لأي ملف من أي نوع

الياس بجاني/17 كانون الثاني/18

فهموها: لا حل لأي ضائقة أمنية أو اقتصادية أو دستورية أو أي ملف من أي نوع كان طالما حزب الله يحتل البلد ويتحكم بقرار مؤسساته وحكامه ويصادر السيادة والإستقلال والحريات..كل الخلافات التي حالياً تشغل الإعلام هي للتمويه وللتغطية على واقع الإحتلال

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

الإستقرار يعني الإستسلام في قاموس من خانوا 14 آذار

الياس بجاني/17 كانون الثاني/18

الإستقرار يعني الإستسلام في قاموس من خانوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي ولفوا رقابهم بحبال ربط النزاع وقفزوا فوق دماء الشهداء

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

جعجع والحريري والضياع السيادي والتجربة والأبواب الواسعة

الياس بجاني/16 كانون الثاني/17

على خلفية الأجندات السلطوية الذاتية وبنتيجة ساعات "التخلي والتجلي" أصبحت قوات جعجع بغربة قاتلة عن المبادئ والثوابت الوطنية، كما أمسى تيار الحريري شركة مصالح تجارية وبغربة  كاملة عن السيادة. عملياً الجوز (جعجع والحريري) وقعا في التجربة وفرطا 14 آذار وانتحرا وطنياً ومصداقية وقفزا فوق دماء الشهداء.. في الخلاصة فإن ما نراه بحزن هو طبيعة بشرية ترابية وثقافة أبواب واسعة. أما عن وضعية الهوبرجية والزقيفي والأغنام من شركات الأحزاب اللبنانية "التعتير" فحدث ولا حرج

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مدخلة مدير مكتب سكايز للحريات الأعلامية أيمن مهنا من قناة العربية تتناول الحكم الظالم واللاقانوني على الإعلامية حنين غدّار/18 كانون الثاني/18

https://www.youtube.com/watch?v=FQHLYW4yokI

حكم نفي حنين والحؤول دون عودتها إلى لبنان؟ حنين هي نموذج من النساء الصحافيات اللواتي لا يرضخن لهيمنة حزب الله.

 

فيديو مقابلة من تلفزيون ال أو تي في مع رئيس تحرير جريدة الجمهورية جورج سولاج/18 كانون الثاني/18

https://www.youtube.com/watch?v=zLHCus3PP7I

هل ما يحصل هو لتطيير الانتخابات أو لوضع عناوين وشعارات لها؟ موضوع يطرح على طاولة حوار اليوم مع جورج ياسمين

 

حكم غيابي بسجن الصحافية حنين غدار

وكالات/الخميس 18 كانون الثاني 2018 /أصدرت المحكمة العسكرية حكماً غيابياً قضى بسجن الصحافية والباحثة اللبنانية حنين غدار لمدة ستة أشهر بتهمة "التشهير" بالجيش على خلفية مواقف أطلقتها في العام 2014 في واشنطن، وفق ما أكد مصدر قضائي للـ"أ.ف.ب". وأشار مصدر في المحكمة العسكرية لوكالة "فرانس برس " الى أن "المحكمة العسكرية حكمت غيابياً في العاشر من كانون الثاني بسجن حنين غدار لمدة ستة أشهر بجرم التشهير بالجيش اللبناني والاساءة لسمعته واتهامه بالتفريق بين المواطنين اللبنانيين" بناء على ادعاء النيابة العامة العسكرية. وأوضح أن الحكم صدر غيابياً بعدما تعذر ابلاغ غدار، المقيمة في الولايات المتحدة، لمرتين وفقاً للأصول، قبل أن يتم ابلاغها لصقاً على مقر اقامتها الأخير في لبنان. وصدر الحكم بحق غدار التي تعمل باحثة زائرة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، على خلفية تصريحات أدلت بها خلال ندوة نظمها المعهد قبل انضمامها الى صفوفه في أيار2014، تحدثت خلالها عن النفوذ الايراني وحزب الله في الحرب السورية وفي لبنان. وقالت غدار في معرض حديثها عن لبنان "السنة مقموعون من قبل حزب الله والجيش اللبناني فيما لا يمكن المساس بميليشيا حزب الله".

 

حكم غيابي بسجن صحافية لبنانية

وكالات/18 كانون الثاني/18/قضت محكمة عسكرية لبنانية غيابيا على الباحثة والصحافية حنين غدار بالسجن ستة أشهر بسبب تصريحات لها حول الجيش اللبناني. ويتعلق الحكم الذي صدر الاثنين بحق الباحثة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، بمشاركة غدار في ندوة بواشنطن من تنظيم المعهد في أيار/مايو 2014. وانتقدت وسائل إعلام لبنانية آنذاك ما اعتبرته هجوما من غدار على حزب الله والجيش اللبناني.

 

بيان " تقدير موقف" رقم 124/معادلة "حزب الله" واضحة! إذا ربح في المنطقة يربح في لبنان! وإذا خسر في المنطقة يعوّض في لبنان!

18 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/61872

في السياسة

مع كامل احترام "التقرير" للإهتمام الإنتخابي لغالبية المتابعين، إلا انه يسلّط الضوء بدايةً على حدثين إستثنائيين:

مطالبة رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، العالم بزيارة القدس لإطلاق مقاومة سلميّة ضد قرار التهويد وقرار نقل السفارة الأميركية إليها بوصفها عاصمة اسرائيل!

إعلان وزير خارجية اميركا بقاء جيشها في سوريا حتى تحقيق 5 أهداف منها الإنخراط في محادثات جنيف، ورحيل الأسد، وبالأخص "إنهاء الوجود الايراني في سوريا"!

وفي الحدثين الفلسطيني والسوري نقطة إلتقاء هي محاصرة نفوذ ايران في المنطقة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة!

فلقد أعلنت ايران على لسان حسن نصرالله من ضاحية بيروت الجنوبية "الحرب الكبرى" رداً على قرار جعل القدس عاصمة اسرائيل!

ورد ابو مازن بالأمس أن لا بديل عن السلام الا السلام، وطالب العرب مسلمين ومسيحيين بزيارة القدس، مطلقاً بذلك انتفاضة سلمية في وجه اسرائيل!

ايران تصرّ على بقاء الأسد وعلى إبقاء نفوذها في سوريا!

والشعب السوري يطالب برحيل الأسد وخروج كل الجيوش الأجنبية من سوريا!

بالعودة الى محلياتنا الإنتخابية!

الأرض تهتزّ في منطقة متقلبة!!

لذلك ورغم "مرسوم الضباط" وخلاف مهل تسجيل المغتربين يبقى قرار "حزب الله" واضح: الإنتخابات في موعدها لان طبيعة القانون والتحالفات وإدارة الشأن الإنتخابي هو لمصلحة الحزب وايران!

والذي يؤكد إجراءها هو تقلبات المنطقة اذ يريدها الحزب قبل حصول أية مفاجأة إقليمية تحدّ من نفوذ ايران!

تقديرنا

معادلة "حزب الله" واضحة!

إذا ربح في المنطقة يربح في لبنان!

وإذا خسر في المنطقة يعوّض في لبنان!

معادلة اللبنانيين الآخرين محليّة بلديّة "ضيعجيّة"، على قاعدة خلط الوجاهة بالسياسة!

ومع ذلك يرى "تقدير موقف" بالإنتخابات مناسبة!

إستفيدو من النسبية للخرق في مناطق معيّنة!

سنلتقي..

 

الحديث عن عفو عام

خليل حلو/فايسبوك/18 كانون الثاني/18

يكثر الحديث عن عفو عام ... العفو العام عن غرامات السير والميكانيك وضرائب الأملاك المبنية المتأخرة وعن حصر الإرث مرحب به بشدة لأن المواطنين يرزحون تحت ضائقة إقتصادية ومالية غير مسبوقة منذ عقود. أما العفو العام الذي يتحدثون عنه، ونتمنى أن تكون الأقاويل والأخبار عن هذا القانون غير صحيحة لا بل عارية عن الصحة، فهو وفقاً لما يتواتر إلى مسامع المواطنين يشمل عفواً عن الإسلاميين المتهمين بحوادث صيدا والشمال وغيرها وعن متهمين بتهريب وترويج المخدرات ... شيء فعلاً يدعو للعجب والسخرية والغضب والقرف والإحباط في آنٍ معاً، إذا كان هذا الأمر صحيحاً.

بالنسبة للإسلاميين الموقوفين يجب أن يحاكموا وبسرعة ولو إقتضى الأمر بجلسات محاكمة تمتد إلى أوقات متأخرة من الليل. الأبرياء منهم الذين كانوا شباناً يافعين عند توقيفهم يجب تبرئتهم قضائياً وليس بعفو عام وكأنهم مذنبين وإخراجهم من السجون فور تبرئتهم وبكراماتهم والتعويض عليهم للسنوات التي قضوها خلف القضبان بدون ذنب، لئلا يتحولوا بعد خروجهم إلى حاقدين على المجتمع وينحرفون إلى الإجرام والإرهاب. أما الذين منهم قتلوا العسكريين أو إغتالوهم بالمتفجرات أو اعتدوا على الجيش فيجب إنزال أشد العقوبات فيهم تذهب إلى الإعدام والسجن المؤبد ... علماً أن بعضهم ومن الخطرين تم الإفراج عنهم بصفقات لا علاقة للبنان بها بعد معركة فجر الجرود وبدون عفو وبدون محاكمات.

بأي منطق يتم العفو عن تجار ومروجي مخدرات دمروا حياة الآلاف من شبابنا في المدارس والجامعات المرموقة؟ بأي منطق يقبل القيمون على هذه المدارس والجامعات ووزراء التربية والداخلية والعدل أن يعفى عمن هو أشد إيذاءً للوطن وفتكاً بشبانه ومستقبله، من الإرهابيين مجتمعين؟ المخدرات أصبحت سرطانية داخل كل عائلة مسيحية وشيعية وسنية ... هل مهرب ومروج المخدرات يصنف من الخارجين عن القانون؟ أم موضوع خلاف سياسي؟ ام له هوية مذهبية؟ أليس عيباً أن يسعى من يسعى للعفو عن هؤلاء؟

لم يفت الأوان بعد للتصدي لهكذا قانون عفو عام يكون مدعاة للعار على من يصدره ومن يقبل بصدوره، هل سيتصدى له وزرائنا الكرام؟ ونوابنا الكرام ممثلي الشعب؟ أم القيمين على القطاع التربوي؟ أم أهالي العسكريين الشهداء؟ ...

 

احتقار المؤسسات واحترام الوصاية من شيم....الثنائية

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/18 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/61875

رئيس مجلس النواب المزمن نبيه بري اظهر لنا في الأيام الاخيرة ثلاث صور فيها الكثير من العبر:

الصورة الاولى يظهر فيها قائلاً ان الضعيف يذهب الى القضاء وبذلك يوجّه الصفعة الاولى للقضاء ولو ان مجلس القضاء الأعلى لم يرد او بقي غير مكترث بهذا الحكم الفظيع بحق القضاء وتالياً كل مؤسسات الدولة٠

اما الصفعة الثانية فأتت بحق هيئة الاستشارات والتشريع في وزارة العدل اذ عندما أصدرت رأيها القانوني في موضوع مرسوم اعطاء أقدمية لضباط دورة عام ١٩٩٤ وجاء هذا الرأي في غير مصلحة بري،

رد بري بأن هذا الرأي هو "غب الطلب" اي ان القضاة كانوا مطواعين للذي طلب منهم هذا الرأي ولَم يحترموا الأصول المهنية معرّضاً بذلك بوزير العدل ومن عيّنه وبالقضاء وأحكامه٠

الصورة الثانية تتعلق بقانون الانتخاب.

القانون يحتاج الى العديد من التعديلات ليصبح قابلاً للتطبيق ولكن بري الذي نجح في نسف مبدأ ان ينتخب المواطن في مكان سكنه وليس في القرية حيث يتعرض لكل انواع الضغوطات وارهاب الميليشيات، كذلك نجح في نسف البطاقة البيومترية التي تحد من عمليات تزوير الانتخابات،

بري هذا أعلن انه أقفل الباب امام اي تعديل لقانون الانتخاب وانه لن يفتح باب المجلس امام اي تعديل.

لكنه يتناسى ان الدستور يعطي لكل نائب الحق في اقتراح اي تعديل او اي قانون يرى فيه مصلحة للبلد وعلى بري ان يعرض اي اقتراح على الهيئة العامة للمجلس التي وحدها تقرر..

والنتيجة ان بري انتزع من النواب حقهم الدستوري الأساسي ووجه لهم الصفعة والاهانة.

اما الاهانة الأكبر فهي للحكومة فالحكومة هي المعني الاول ولها الحق الدستوري والواجب الدستوري بأن تطرح اي مشروع او تعديل تراه مناسباً، لكن بري مدعوماً من سلاح الوصاية أغلق باب المجلس امام الحكومة نفسها في احتقار ما بعده احتقار..

وعلى كل حال سبق لبري ان اتخذ موقف احتقار بحق رئيس الحكومة عندما أعلن في الاعلام انه يرفض استقبال رئيس الحكومة كونه قد وقّع مرسوم "الأقدمية " دون ان يكون بري موافقاً٠

كمية الاهانات والاحتقار للمؤسسات الدستورية والقانونية تقابلها صورة ثالثة لبري نفسه في شبه انحناءة امام خامنئي البارحة في إجلال وتكبير للرجل الاول الذي طالبت تظاهرات الشعب الإيراني برحيله وسمته الديكتاتور المسؤول عن تجويع الشعب وعن تبديد ثروات ايران دون اي اهتمام بالاقتصاد او مستقبل الشباب٠

بري ذهب مسرعاً الى طهران ليحضر مؤتمراً للبرلمانات الاسلامية لكنه رفض حضور مؤتمر للبرلمانات العربية مخصص لنفس القضية٠

المعنى ان بري يعقد الولاء لخامنئي ولكل سياساته التي زرعت الفتنة السُنّية -الشيعية في المنطقة ثم يأتي من يحدثك عن وطنية وعروبة الثنائية٠

مسكين لبنان ومسكين اكثر الشعب اللبناني الذي فقد هويته الوطنية وصار مجرد اتباع لاتباع الولاية او الوصاية٠

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 18/1/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

من يجرؤ على إطلاق النار في وضح النهار داخل مصرف ويسلب أموالا؟ السؤال هنا يشمل شخصين مسلحين وليس شخصا واحدا ووسيلة الفرار دراجة نارية.

ومن الأرض الى الفضاء طقس عاصف وماطر وسرعة رياح وإقفال مرفأين في صور.

في السياسة حركة في السراي الكبير باجتماع للرئيس سعد الحريري مع الوزيرين ملحم رياشي وغطاس خوري.

وعلى خط معراب حركة سياسية مكوكية فالتقى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان في حضور وزير الاعلام ملحم الرياشي.

وفي السياسة ايضا أرجئ طرح تمديد مهلة تسجيل المغتربين أسماءهم من جلسة مجلس الوزراء اليوم الى إجتماع اللجنة الوزارية للانتخاب الإثنين المقبل والرئيس سعد الحريري حث الوزراء على التناغم وحذر من مساوئ ما يتداوله الإعلام.

وبعد ظهر غد يلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة في حفل تأبيني ينتظر ان يتناول فيها الشأنين اللبناني والاقليمي.

وبعد خمسة أيام يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دولة الكويت والبحث يركز على موضوعين كانا مطروحين في الزيارة التي تأجلت في تشرين الثاني الماضي والمتعلقين بخلية العبدلي وتعيين سفير لبناني جديد في الكويت.

ومن طهران، الرئيس نبيه بري العائد من طهران حمل معه أجواء جلسات مؤتمر اتحاد البرلمانات الاسلامية خصوصا في ما يتعلق بقضية القدس.

عودة الى الداخل اللبناني حيث الاستقرار الأمني الذي خدشه مسلحان أقدما على عملية سطو في البنك اللبناني-السويسري في منطقة الجناح تخللها ترهيب الموظفين والزبائن وإطلاق نار داخل المصرف قبل الفرار بدراجة نارية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

كأن الإنتخابات النيابية غدا... على رغم أن القانون ما زال عرضة للتعديل، وعلى رغم ان باب الترشيحات لم يفتح بعد، فإن معظم الملفات باتت تمر عبر ممر إلزامي هو الانتخابات النيابية... مجلس الوزراء تضمن بنودا تراوح بين الإغراءات الإنتخابية والرشاوى الإنتخابية... كما أن المجلس توقف عند البند 24 وهو مشروع قانون معجل يرمي إلى تعديل بعض المهل الملحوظة في قانون الانتخابات، فأحال البند إلى اللجنة الوزارية التي ستجتمع الاثنين المقبل للبت فيه... سحب البند من الجلسة وإحالته الى اللجنة الوزارية هو بمثابة سحب صاعق تفجير كان يمكن ان يفجر جلسة مجلس الوزراء.

في المقابل فإن ملفا آخر ما زال في دائرة الضوء والمراوحة وهو ملف الأقساط المدرسية والزيادات في المدارس الخاصة، هذا الملف يراوح مكانه في ظل تمسك كل فريق من افرقاء الملف بموقفه: الاساتذة يتمسكون بالزيادات... المدارس تتمسك بزيادة الأقساط... الأهالي عالقون بين إصرار المدارس وتمسك الاساتذة، فهل يدفعون هم السبب؟

من خارج سياق هذين الملفين يبدو ملفا الكهرباء والضمان في صلب الأحداث: المياومون عادوا إلى التصعيد داخل مؤسسة كهرباء لبنان، ويبدو ان تصعيدهم سيتوالى... كما ان أزمة قديمة - جديدة في الضمان أطلت برأسها من جديد.. ولولا مساعي الدقائق الأخيرة لكان الضمان في الشارع.

قبل كل هذه التفاصيل نتوقف عند خبر بالغ الأهمية يتعلق باتهامات من شركات أمن الهواتف الخليوية للأمن العام اللبناني بالتنصت على هواتف في واحد وعشرين بلدا... مدير الأمن العام اللواء ابراهيم سارع إلى الرد فنفى ان يكون الامن العام يملك هذه التقنية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

توريد الازمات الواحدة تلو الاخرى باتت سياسة معتمدة لدى فريق سياسي معين، فبعد افتعال ازمة مرسوم الضباط غير الدستوري وتنطح الوالي على وزارة العدل لتقديم خدمات واستشارات وفتاوى غب الطلب لتغليب غلبة فريق على فريق اخر، ها هو الفريق التأزيمي نفسه يدفع بملف تفجيري اخر الى مجلس الوزراء لمحاولة ادخال تعديلات على قانون الانتخاب وكل ذلك لغاية في نفس جبران ومن وارء جبران.

وبعد تداول الوزراء أحبط المسعى الجبراني بعد رفض كتل سياسية وازنة لادخال اي تعديل على القانون الحالي، ما دفع برئيس الحكومة سعد الحريري الى احالة مشروع التعديل الذي تقدم به الوزير جبران باسيل الى لجنة وزارية في محاولة لتخفيف التوتر المفتعل الذي بات يهدد الحكومة برمتها. والسؤال يطرح عن الهدف من امعان البعض في سياسة الكيدية والتحدث باسم منطق الاستفراد في السلطة خارج الاطر الدستورية المنصوص عليها في اتفاق الطائف ما يشحن الاجواء على جميع المستويات ويضع البلاد في مهب الريح، الامر الذي دفع برئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الى التحذير من المحاولات المتنوعة للتهميش او الاستفراد بالقرارات او العودة الى ثنائيات قديمة، وقال جنبلاط "اما وان النظام طائفي فليكن التشاور هو الحكم في اخطر مرحلة من تاريخ المنطقة" مشيرا الى ان البعض ذاكرته ضعيفة او ربما يراهن على معادلات دولية جديدة او على حسابات انتخابية كيدية.

والى جنبلاط توسعت مروحة الاصوات المعارضة لفرض اي سياسة استفرادية بمنطق الضغط والابتزاز كما هو حاصل في مرسوم الضباط حيث اعتبر نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت ان وزير العدل طرف سياسي في قضية مرسوم الضباط مذكرا اياه بانه كان للهيئة في مرحلة سابقة رأيان متناقضان في المسألة نفسها.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

اختبار العلاقة السياسية تحت سقف مجلس الوزراء جاء مطابقا لواقع الحال المهترئ المتداعي المتصارع دستوريا والساعي لتأمين الحاصل الطائفي انتخابيا وعلى هذا المسار اندلعت جلسة مجلس الوزراء وأمنت قرشها الأبيض ليوم أيار الأسود ويتوقع أن يتكون الجليد على ملف العلاقات السياسية حتى ذلك التاريخ قبل أن تنقشع الرؤية وعليه تصبح المطالبة بتعديل قانون الانتخاب اليوم ضربا في الرمال وأقصى ما يمكن أن تبلغه هو إحالة أوراقها الى المفتي المتجسد بثوب اللجان الوزارية وقد تلقف الرئيس سعد الحريري اليوم كرة النار الخلافية فبادر الى إحالة اقتراح الوزير جبران باسيل للجنة وزارية حدد لها يوم الاثنين موعدا للنقاش حول تمديد مهلة اقتراع المغتربين لكن الحريري يدرك وباسيل متيقن وبري متأكد أن أي باب على تعديل قانون الانتخاب سوف يشرع الأبواب على رياح خلافات جديدة ولما لم يجد الوزراء مادة للتشاجر اليوم اختلفوا على تعيين حراس الأحراج وأبدعوا في السجال حوله لاسيما بعدما دعا وزير التربية مروان حمادة إلى عدم اتباع سياسة التوظيف على أبواب مرحلة انتخابية وترافق هذا النقاش وطرح وزير الخارجية زيادة عدد القنصليات في الخارج إلى مئتين وست ليضمن مشاركة المغتربين ممن تسجلوا في الانتخابات وقد تدخل حمادة معترضا على زيادة القنصليات في حين نتجادل على توظيف تسعة وثلاثين حارسا للأحراج وتوجه الى باسيل بالقول ألن ننتهي من قصة الأحادية والاستئثار في البلد وقد تسببت هذه المداخلة بهبوط تخاطب وجه خلاله باسيل عبارات عالية السقف لم تصب وزير التربية الذي كان قد هم بالمغادرة معركة حمادة في الداخل كانت تساندها قوة دعم افتراضية من النائب وليد جنبلاط الذي غرد على الوتر نفسه فحذر من الكيدية والمحاولات المتنوعة للتهميش أو الاستفراد بالقرارات أو العودة إلى ثنائيات قديمة ومن بين ركام العلاقات وحدها أوراق النيات تبعث من جديد بين التيار والقوات ويجري تفعيل ثنائية رياشي كنعان على خط معراب وأكد النائب ابراهيم كنعان بعد لقائه الدكتور سمير جعجع بحضور وزير الإعلام أن المصالحة باقية وهي تتخطى أي تفاهم وأي تحالف لكونها تشكل مطلبا مسيحيا ووطنيا وما لم يقلْه كنعان أن المصالحة مستمرة لكنْ في الانتخابات "بيبقالنا وجودكن" فعلى زمن العواصف الانتخابية كلٌ سيتمسك بقارب نجاة للوصول إلى شاطىء مجلس النواب. وقبل أن تتفقد الأضرار السياسية في أيار ماذا عن العاصفة التي تدور معاركها الآن مصحوبة برياح عاتية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

سحب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فتيل الاشتباك قبل ان يقع بين حركة امل والتيار الوطني الحر، فجنب لبنان مزيدا من التوتر، بتحويل طلب تمديد التسجيل للمغتربين إلى اللجنة الوزارية. ليلعب بذلك دور صمام الامان بين مختلف القوى السياسية كما وصفه أحد الوزراء.

الرئيس الحريري الذي قال: لسنا فريقا سياسيا واحاد وهناك وجهات نظر مختلفة. وتمنى على الجميع التروي وتهدئة المواقف السياسية لان هناك امورا لها اولويات وتتطلب حلولا قبل الاخرى. وخلافا لأجواء التصعيد، جعل الحريري من الجلسة الوزارية منتجة، باصراره على إقرار إنشاء فروع للجامعة اللبنانية في عكار وبعلبك والهرمل وجبيل وكسروان.

وسيكون الوزير معين المرعبي ضيف النشرة ليتحدث عن هذا القرار واهميته وانعكاساته على ابناء عكار.

وعقب الجلسة التقى الرئيس الحريري بالوزير ملحم رياشي بحضور الوزير غطاس خوري. الرياشي وصف نتائج اللقاء بالايجابية.

ومن بيروت الى طرابلس انتقل الحريري ليقدم واجب العزاء للوزير محمد كبارة فيما كان لافتا الاستقبال الذي لقيه في عاصمة الشمال.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

التهمة: محاولة تأجيل الانتخابات...

المتهم: التيار الوطني الحر، صاحب الموقف المبدئي المعروف برفض أي تمديد، مقرونا بطعون عطلت مفاعيلها امام المجلس الدستوري...

المتهم: الجهة الراعية لجميع التمديدات السابقة، والمعطلة لمفاعيل جميع الطعون...

أما الدليل، فمطالبة التيار، من خلال مشروع قانون، بمهلة اضافية للمغتربين المنتمين، ولكن الى جميع الطوائف والمذاهب والقوى، ليسجلوا اسماءهم للمشاركة بفاعيلة أكبر في استحقاق ايار...

هكذا كان المشهد اليوم قبيل جلسة مجلس الوزراء، ربما لأن نية البعض كانت تأجيج الخلاف المفتعل على خلفية مرسوم الأقدمية، هربا ربما من حكم القضاء، قبل أن ينجح سعد الحريري في تهريب الإشكال الى لجنة قانون الانتخاب، علما أن الحسم لا بد عائد في المحصلة إلى مجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

انها جنين، عنوان الصمود المولود من رحم فلسطين.. توأم القدس بالجهاد، الغارسة في قلب الاحتلال توالي الخيبات، من الانتفاضة ذات البطولات عام الفين واثنين، الى مسار الحجر والسكين الذي ارق المحتل لسنين، واليوم بانتقامها لشرف القدس مع رجالها الفدائيين الاحرار، الذين أصابوا المحتل مقتلا فأوجعوه بحاخام متعصب في نابلس قبل ايام، ووقفوا بوجه عملياته الامنية متكاتفين اخوة وابناء عمومة ومجاهدين، حتى علا صراخ الاحتلال اعترافا بفشل عملية نفذها مساء الاربعاء لاعتقال من قال انهم منفذو عملية نابلس ضد الحاخام الصهيوني..فعاد جنوده من عمليتهم بخيبة امنية وجريحين احدهما بحال الخطر، فيما قدمت جنين ابنها أحمد اسماعيل جرار شهيدا، مفتديا مجموعة من المقاومين الذين ما زالوا يؤرقون الاحتلال، متوعدينه بلقاء جديد مع الانتقام لعهد التميمي واسراء الجعابيص وابراهيم ابو ثريا، بل للقدس الشريف وكل حبة من ثرى فلسطين..

حراكٌ فدائيٌ هادرٌ مع كل صوت ومقلع أو سكين، يؤسس لانتفاضة فلسطينية داخل الضفة الغربية والقدس، ستكون السبيل لاخماد المؤامرة المحاكة ضد فلسطين من الاميركي وبعض العرب اللاهثين نحو التطبيع مع الاسرائيلي كما جاء في رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية للامام الخامنئي ..

في لبنان ما جاءت به جلسة مجلس الوزراء رسالة تهدئة للاشتباك السياسي الذي ملأ البلاد والشاشات، فرحل مشروع تعديل القانون الانتخابي عن المشهد المحتدم بتوافق سياسي، والامل بأن تسري حكمة اليوم التي تمتع بها الجميع على بقية متاريس الاشتباك من مراسيم وملفات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

المعركة الصغيرة ضمن الحرب الكبرى الدائرة بين بعبدا وعين التينة عنينا محاولة الوزير جبران باسيل امرار تمديد مهلة تسجيل المغتربين للمشاركة في الانتخابات في مجلس الوزراء لم تحصل عمليا بعدما نجح الرئيس الحريري في تأجيلها عبر احالته البند 24 الى اللجنة المكلفة بحث قانون الانتخاب.

لكن التأجيل الى الاثنين او الى ما بعده لا يعني ان هدنة او معاهدة سلام قد ابرمت بين الرئيس عون والرئيس بري على هذه الجبهة، فالرئيس عون والوزير باسيل يصران على ما يعتبر انه اصلاح ضروري للقانون يحميه من الطعن، فيما الرئيس بري وفريقه يصران على ان التصحيح صار وراءنا حماية للاستحقاق من التاجيل.

اطفائية الرئيس الحريري التي عملت بجهد لاطفاء الحريق الذي كان سيتسبب به البند 24 على طاولة مجلس الوزراء لكنه يقف عاجزا عن تحقيق اي خرق على خط مرسوم الضباط وهو كما كل القوى السياسية باتا يسلمان بأن ما رسم قد رسم.

في السياق الرئيس بري يعزز دفاعاته بمحاولة تجميع كل قوى 8 اذار الى جانبه مع ضمانه بقاء حزب الله على الحياد السلبي من بعبدا، في وقت يصفح الرئيس عون موقفه من المرسوم وصحته الدستورية بكلام غير مسبوق عن ثقته بالقضاء وبمؤسساته واحكامه التي لا تخلف وراءها منتصرين ومهزومين، وعلى الجميع الاحتكام اليه والخضوع لقراراته، ودعا القضاء الى ان تكون احكامه مستندة فقط على النصوص القانونية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 كانون الثاني 2018

النهار

يقول قريبون من الرئيس بري إنه يحتفظ بأوراق كثيرة كسلاح احتياط في المعركة السياسية الدائرة حالياً.

يردّد أحد نواب اللقاء الديموقراطي أن الرئيس بري هو الضمان الأساسي لنا وقد أثبت تاريخنا المشترك صحة هذه المقولة.

شنّت مجموعات من المجتمع المدني هجوماً على وزير سابق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأنه قرر الترشح مع قريبين من السلطة.

بلغ عدد المرشحين المحتملين لأحد المقاعد في البقاع الغربي نحو سبعة.

الجمهورية

لم تستبعد أوساط سياسية أن تتضمّن دراسة شركة الإستشارات ماكينزي توصية برفع الدعم عن زراعات وقطاعات برعاية الدولة.

قالت أوساط سياسية إن مرشحاً أطل على الرأي العام على أنه تغييري، فالتحق بلوائح التقليديّين.

من المنتظر وصول وفد دبلوماسي أجنبي الى بيروت للبدء بالتحضير لزيارة رئيس بلاده إلى لبنان.

البناء

رجّح مصدر سياسي بارز أن ينقل وزير الثقافة غطاس خوري ترشيحه للانتخابات النيابية من الشوف إلى بيروت، وذلك لعدم وجود مرشحين موارنة بارزين في العاصمة، ولأنّ المقاعد المارونية الثلاثة في الشوف شبه محسومة، اثنان من اللائحة التي يرأسها تيمور جنبلاط النائب القواتي جورج عدوان والوزير السابق ناجي البستاني وواحد من لائحة التيار الوطني الحر الوزير السابق ماريو عون . علماً أنّ الوزير خوري كان قد فاز بالمقعد الماروني في بيروت عام 2000 على لائحة الرئيس رفيق الحريري.

قالت مصادر أممية معنية بالمحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة إنها باتت تسمع تعليقات أميركية حول المعارضة السورية أقرب للتنصّل من المسؤولية عن رعايتها، وغالباً عندما يطلب موقف أميركي داعم في التفاوض لصالح المعارضة يكون الجواب الأميركي يستحسن أن تسألوا الأتراك، فالمعارضة تقاتل معهم ضدّ الأكراد الذين ندعمهم والأتراك شركاء في أستانة مع روسيا وإيران وأقدر على دعم المعارضة منا وأكثر فائدة لها!

اللواء

يواجه نواب في كتلة موالية إحراجات لدى عائلاتهم ومنتخبيهم إزاء محاولات التهميش، التي تلامس سقف الكرامة الشخصية!

يراجع رئيس أحد الأحزاب ذات الحضور السياسي أداءه الإقليمي والعربي في الآونة الأخيرة.

تلقى كوادر ونواب حزب بارز تعليمات مفادها عدم الخوض في سجال دائر، بغية الاحتفاظ بعلاقة متوازنة، وتثبيت التفاهمات!

المستقبل

قيل ان شخصية سياسية متابعة لملف التجاذب الحاصل حول مرسوم الاقدمية لضباط دورة 1994 علقت على ارتفاع منسوب التشنج خلال الساعات الاخيرة في هذا الملف بالقول: "اشتدي أزمة تنفرجي".

الشرق

حذرت أوساط مقربة من رئاستي الجمهورية والحكومة من أي مس باستقرار الحكومة والاسس التي قامت عليها، ومن بينها "ربط النزاع" و"النأي بالنفس" وهي الحكومة التي ساهمت في الاستقرار السياسي وحققت انجازات مهمة.

سئل مرجع رفيع المستوى عما ستكون عليه التحالفات الانتخابية في ضوء بعض الاجواء الاقليمية السلبية فنصح بعدم الخوض في جدالات سياسية واعلامية.

لفتت مصادر متابعة الى ان الحملة الاميركية القديمة - الجديدة على "حزب الله" عشية الاستحقاق الانتخابي ستوفر له في بيته المزيد من الاحتضان والالتفاف حوله.

 

رسالة من البابا فرنسيس إلى شيخ الأزهر بشأن القدس

الجمهورية/19 كانون الثاني/18/أعرب البابا فرنسيس مجدداً عن أمله في وضع دولي للقدس، واستئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل التوصل إلى حل يقوم على وجود دولتين، في رسالة إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب، حسبما أفاد بيان للفاتيكان الخميس. وقد انتقد البابا الأرجنتيني ضمنا، مرات عدة، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأشار البابا الذي تحدث عن "الطابع الخاص للقدس" إلى أن "وضعاً خاصاً تضمنه المجموعة الدولية، يمكنه وحده أن يحافظ على هويتها، ورسالتها الفريدة مكانا للسلام... وقيمتها الكونية، ما يتيح مستقبل مصالحة وأمل للمنطقة كلها". وفي هذه الرسالة التي بعث بها البابا بمناسبة المؤتمر الدولي لنصرة القدس الذي ينظمه الأزهر، كرر البابا تأكيد "ضرورة استئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل تفاوضي من أجل التعايش السلمي للدولتين داخل حدود تتقرر بينهما وتعترف بها المجموعة الدولية". واقترح شيخ الأزهر أحمد الطيب خلال المؤتمر أن يخصص هذا العام ليكون عاماً للقدس الشريف. وقال شيخ الأزهر في كلمة له أمام "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس" في القاهرة، الأربعاء، إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يجب أن يُقابل بتفكير إسلامي وعربي جديد وجدي يحترم عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية. وتوجه الطيب بنداء للأمة الإسلامية والعربية كلها، بالقول "إنها أمة مستهدفة بدينها وهويتها ومناهجها التربوية ووحدة شعوبه"، وأضاف أن "العد التنازلي لتقسيم المنطقة بدأ لتفتيتها ولتنصيب الكيان الصهيوني شرطياً عليها بأسرها".

 

حزب الله مشغول عن الغارات الإسرائيلية بـ«الحرب الكبرى»

د.فادي شامية 18 يناير، 2018 /في مثل هذه الأيام من العام الماضي؛ أغارت الطائرات الإسرائيلية على مطار المزة العسكري. ليل 17/1/2018 أغارت الطائرات الإسرائيلية مرة ثانية على مستودع سلاح لـ “حزب الله” وفق ما أعلنته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.. النظام السوري لم يعترف، والروس لم يروا الطائرات، و”حزب الله” مشغول بالتحضير لـ “الحرب الكبرى”.

 

النزاع على «الأقدميات» ينتقل إلى مجلس الوزراء.. وتعديلات باسيل لن تمر

إعداد جنوبية 18 يناير، 2018

على مرمى ساعات قليلة من جلسة مجلس الوزراء ظهر اليوم في السراي الكبير، جاهر الرئيس ميشال عون بأكثر من موقف يتعلق بأزمة مرسوم الاقدمية وجدوى الاحتكام إلى القضاء، والامتثال إلى قراراته. عشية الأيام القليلة الفاصلة عن آخر مهلة قانونية لصدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب مجلس نواب جديد على أساس قانون النسبية، رأت “اللواء” أن أجواء من الضبابية والتشكيك سادت بإمكان تمرير بند تمديد مهلة تسجيل المغتربين في الانتخابات النيابية، وهو مشروع القانون الذي سيتقدم به اليوم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل للجلسة.ولم تقتصر أجواء الحذر على المجادلات التي يمكن ان تحصل اليوم بين وزراء تكتل الإصلاح والتغيير ونظرائه وزراء “أمل”، وربما ينضم إليهم وزراء اللقاء الديمقراطي، في ضوء ما نقل عن لسان وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة: “نقول لباسيل وغيره، وقفولنا لعبة سحب الارانب من البرنيطة، ووضع طرح بين الفترة والأخرى قد يؤثر على صدقية الانتخابات ونقل القانون إلى مكان آخر”.. بل قد يتطرق إلى مطالب وزير الزراعة غازي زعيتر، على الرغم من ادراج بعضها على جدول الأعمال.

وأشارت ” النهار”  إلى ان الوحدة الداخلية، تبدو معرضة للاهتزاز، اذ يذهب فريقا النزاع، أي الرئاستان الاولى والثانية، الى التصلب أكثر فأكثر، وخصوصاً مع طرح ملفات شائكة وغير متفق عليها سترتد حكما على التضامن الوزاري. ذلك أنه سيكون اليوم على جدول أعمال مجلس الوزراء مشروع قانون معجل ادخال تعديلات على قانون الانتخاب لتمديد مهلة تسجيل المغتربين الى 15 شباط المقبل، والذي قدمه الوزير جبران باسيل، الامر الذي سيفتح الباب امام مجموعة كبيرة من التعديلات كما قال وزير المال علي حسن خليل محذراً من نيات تأجيل الانتخابات لأن الوقت بات ضيقا لاجراء أي تعديل.

واسترعت الانتباه امس مواقف كل من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، اذ حذّر الاول من دير مار انطونيوس في بعبدا، من ان “المساس بسلطتنا أمر غير مقبول”، مؤكداً “أننا نحترم كل السلطات كما ينص الدستور والقوانين ولا نريد ان نخاصم أحداً، بل على العكس، نريد ان يبقى البلد مستقراً وآمناً”. ورأى ان “لا قيمة للمؤسسات من دون دستور وقوانين، لانها تكون غير خاضعة لمراجع بل للفوضى، وعلى الجميع ان يفهموا ذلك”، لافتا الى ان “لا غالب ولا مغلوب أمام القضاء، لانه ينطق بالحق”. وقد اراد عون قطع الطريق على اقتراح لبري بالعودة الى مجلس النواب في ملف اعطاء اقدمية لعدد من الضباط، مؤكداً تمسكه بالقضاء. وأوحى الثاني من طهران التي عاد منها ليل أمس، بأنه والسيد حسن نصرالله جسدان في قلب واحد، في رسالة مبطنة الى بعبدا، بانه و”حزب الله” متفقان على رؤية واحدة للافكار المطروحة وخصوصا تلك التي تتحدث عن صلاحيات الرئاسة الاولى والتي تهدف الى العودة الى ما قبل اتفاق الطائف.

وموقف رئيس الجمهورية فسّره المعنيون على أنه قطع للطريق على المبادرات الهادفة إلى الحلحة، وفتح ثغرة في جدار الأزمة، حيث أكدت مصادر مقرّبة من رئيس مجلس النواب لـ”الشرق الأوسط” أنه “لا بوادر حتى الآن تنمّ عن تعقّل في التعاطي مع هذه الأزمة، ويبدو أن هناك أجندة يعمل البعض بمقتضاها”، ولفتت إلى أن موقف رئيس الجمهورية “يثبت أنه لا يزال على موقفه”، وقالت: “المشكلة أن الرئيس عون يدعونا للاحتكام إلى القضاء غير الصالح، وهي هيئة التشريع والاستشارات التي ليس من اختصاصها أن تعطي رأيها بخلاف دستوري”. وحذّرت مصادر بري من أن “تفسير هيئة التشريع للدستور وشرحه يعدّ سابقة خطيرة في تاريخ لبنان لأن الخلاف على مادة دستورية يفسرها مجلس النواب هو بمثابة تعديل دستوري”.

إلى ذلك يبدو للمراقبين بحسب “الجمهورية” أنّ البلاد تقف على عتبة أزمةٍ كبرى تتجاوز أزمة المرسوم والتعديلات إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير وإلى حدٍّ يفتح باب الاحتمالات السلبية على مصراعيه بما ينقل العلاقات السياسية إلى مرحلةٍ شديدة التوتّر، ما يطرح علامات استفهام حول مستقبل الحكومة، خصوصاً أنّ الأجواء المحيطة بها عشيّة جلسة مجلس الوزراء تُظهر انشقاقاً في صفوفها حول مقاربة ملفٍّ خلافيّ يتّسم بحدّةٍ استثنائية. وتوقّفَ المراقبون أيضاً عند خلفيات ما يَجري حول مرسوم الأقدمية، وقال سياسيون معنيون لـ”الجمهورية”: “ما كان مستوراً حتى اليوم، أصبح واضحاً. فالنزاع يدور حول “إتفاق الطائف” وتفسير بنود الدستور وصلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات وزير المال ودور القضاء. والمؤسف أنّهم في نزاعهم السياسي هذا يَجرفون القضاء في دربهم”. وأضاف هؤلاء: “صحيح أنّ هيئة التشريع والاستشارات هي جزء من وزارة العدل، ولكنّها ليست تابعة لوزير العدل ولا يوجد أيّ جسمٍ قضائي أو سلطة قضائية تابعة لوزير العدل. في اختصار، النزاع السياسي الحاصل يمسّ الدستور مِن جهة والقضاءَ من جهة ثانية، وهذا أمر خطير جداً”. وقد تسارعت حركة المشاورات بدءاً من بعد ظهر أمس، على خطّي عين التينة و”حزب الله” وطاولت حلفاءَهما في فريق 8 آذار، وكذلك في اتجاه النائب وليد جنبلاط، وذلك لتنسيق الموقف من موضوع التعديلات التي يقترحها الوزير جبران باسيل . وقالت مصادر واكبَت هذه الحركة إنّ جلسة مجلس الوزراء اليَومَ تشكّل نقطة فاصلة بين الانفراج، وهذا يعني سحب مشروع باسيل، وبين الانفجار السياسي في حال الإصرار عليه، وفِي هذه الحالة يدخل البلد في أزمة سياسية خطيرة ومفتوحة تضعه امام احتمالات شتّى، قد لا تكون الحكومة فقط إحدى ضحاياها، بل ربّما الانتخابات.

 

بالتفاصيل- هل اخترق "الأمن العام" هواتف آلاف الأشخاص حول العالم؟ 

الجمهورية/19 كانون الثاني/18/أعلن باحثون أن "جهاز الأمن العام اللبناني ربما حول الهواتف الذكية لآلاف الأشخاص المستهدفين إلى أجهزة تجسس عبر الانترنت، وذلك في أحد أول الأمثلة المعروفة عن اختراق واسع النطاق تقوم به دولة لهواتف بدلاً من أجهزة الكمبيوتر"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

 وقالت شركة "لوك أوت" المتخصصة في أمن الهواتف المحمولة ومؤسسة "إلكترونك فرونتير" المعنية بالحقوق الرقمية في تقرير مشترك إن المديرية العامة للأمن العام في لبنان أدارت أكثر من عشر حملات على الأقل منذ عام 2012 تستهدف أساساً مستخدمي الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد في 21 بلداً على الأقل.  وأشار الباحثون الى أن "الهجمات، التي أحكمت السيطرة على هواتف أندرويد الذكية، سمحت للقراصنة بتحويلها إلى أجهزة لمراقبة ضحايا وبسرقة أي بيانات منها من دون الكشف عن ذلك. ولم يعثر على أي دليل بأن مستخدمي هواتف أبل قد استٌهدفوا، وهو ما قد يعكس ببساطة شعبية أندرويد في الشرق الأوسط". واستخدم القراصنة، والذين أطلق معدو التقرير عليهم اسم "دارك كاراكال" أو (السنور الأسود) نسبة إلى قط بريّ يعيش في الشرق الأوسط، هجمات التصيد وغيرها من الحيل لإغراء الضحايا لتحميل إصدارات مزيفة من تطبيقات الرسائل المشفرة، ممّا يتيح للمهاجمين السيطرة الكاملة على أجهزة المستخدمين. وقال مايكل فلوسمان، الباحث الأمنيّ ​​الرئيسيّ في "إلكترونك فرونتير" لـ"رويترز" إن المؤسسة وشركة لوك أوت استفادتا من فشل مجموعة التجسس الإلكتروني في لبنان في تأمين خوادم القيادة والتحكم الخاصة بهما، مما فتح فرصة لربطهم بالمديرية العامة للأمن العام في لبنان. وأضاف في مقابلة عبر الهاتف "بالنظر إلى الخوادم التي سجلت ذلك، وبالاقتران مع القدرة على التعرف على المحتوى المسروق للضحايا: أعطانا ذلك إشارة جيدة للغاية حول منذ متى كانوا يعملون".  ووجد الباحثون أدلة تقنية تربط الخوادم المستخدمة لإدارة الهجمات بمقر المديرية العامة للأمن العام في بيروت عن طريق تحديد مواقع شبكات انترنت لاسلكي (واي فاي) وعنوان بروتوكول إنترنت داخل أو بالقرب من المبنى. ولا يستطيع الباحثون القول على وجه اليقين ما إذا كانت الأدلة تثبت أن المديرية العامة للأمن العام مسؤولة عن ذلك أم أن هذا الأمر من فعل موظف مارق. ورداً على سؤال من "رويترز" عن المزاعم الواردة في التقرير، قال اللواء عباس إبراهيم إنه يريد الإطلاع على التقرير قبل التعليق على مضمونه. وأضاف "ليس لدى الأمن العام مثل هذه القدرات.. كنا نتمنى أن يكون لدينا هذه القدرات".

 

النائب سليمان فرنجية: إذا فاز باسيل هناك مشكلة مع "سئالته"... و"اختلاف وخلاف"! 

الجمهورية/19 كانون الثاني/18/اعتبر رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية أن "التيار الوطني الحر يريد احتكار الساحة المسيحية ونحن اليوم في اختلاف وخلاف شخصيّ مع بعض من التيار مع العلم أننا ننتمي لنفس الخط السياسيّ".

ولفت فرنجية في حديث تلفزيونيّ الى أن "وصول أي شخص من خطنا السياسيّ إلى سدة رئاسة الجمهورية هو انتصار لخطنا، ومشروعنا وصل من خلال وصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة"، مشيراً الى أن "الرئيس عون هو الأقوى مسيحياً ولكنه ليس الأوحد، ونحن ضد أيّ مشروع يريد إلغاء وجودنا ودورنا وهناك تعاطي "ديكتاتوري" اليوم في التيار الوطني الحر".  وقال إن "وزير الخارجية جبران باسيل أعلن حرب إلغاء علينا بعد 4 أيام من انتخاب الرئيس عون، وكان التنسيق عوني- قواتي ضدنا".

وأضاف: "الفرق بين العماد عون ومن حوله هو أن الرئيس كان يعتبر نفسه ملك الشعب، أمّا من حوله فيعتبرون الشعب ملكهم"، مؤكداً أن " مشكلتي ليست مع عون بل مع من حوله". وفي سياق الإنتخابات النيابية، قال إنه "في النيابة اليوم لا يوجد "تيار " بل من هم أكثر تموّلاً، وما طرح من مشاريع إنتخابية هدفها تحجيم المردة"، مضيفاً أنه "لا أرى تعديلاً لقانون الانتخاب، أمّا الخطورة فعندما تصبح التحالفات المصلحية أهم من التحالفات المبدئية". ورأى فرنجية أنه "لو سجل الوزير باسيل عدد مغتربين أكثر من "القوات اللبنانية" والنائب بطرس حرب لما طالب بالتجديد"، مضيفاً: "لا أرى تمديد لمهلة تسجيل المغتربين".

من جهة أخرى، أشار الى أن "الرئيس يمكن أن يكون رئيسا تاريخيّاً أو عادياً وأتمنى عليه عدم الدخول بالتفاصيل الصغيرة"، قائلاً: لا "تحرز" أن نفتح إشكالاً من أجل إمضاء مرسوم الأقدمية فعندما وقف الرئيس عون مع الرئيس سعد الحريري كان رئيساً كبيراً ولكنه دخل في التفاصيل مع مرسوم الأقدمية. أدعوه أن يبقى كبيراً". واعتبر أنه "من حق التيار الوطني الحر أن لا ينتخب بري، ولكن الشيعة بكل أطيافها تريد بري، والتيار من فرض نظرية الرئيس القوي، والتيار الوطني كان يرفض الدستور ويطالب بالميثاقية"، مشيراً الى أن "الفضل في عودة الحريري يعود الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وعون كان يريد النائب محمد الصفدي لرئاسة الحكومة عقب استقالة الحريري".

وأكد أن "حزب الله" لا يلعب أيّ دور للتقريب بيني وبين "التيار الوطني الحر" في الوقت الحالي". وأعلن فرنجية أنه "لست مرشحاً للانتخابات النيابية المقبلة ولكن لن أعتزل العمل السياسيّ وحليفنا في بشري سيكون وليم طوق، أمّا مرشحو تيار المردة للإنتخابات النيابية في زغرتا هم طوني فرنجية واسطفان الدويهي وسليم كرم". وفي سياق متصل، رأى أن "الحريري ليس من النوع الذي يشرب من البئر ويرمي الحجر فيه وأعتقد أن تحالفاته في الانتخابات مرتبطة بالمحادثات التي سيجريها مع السعودية"، مشيراً الى أنه "لا يمكن للحريري أن يدعم باسيل في البترون وأن يقنع الناس أنه ليس حليف "حزب الله".

وأضاف: "تحالفي مع بطرس حرب في البترون انتخابي وليس سياسيّ، واذا فاز باسيل في الانتخابات أفضل من أن يفوز "قواتي" ولكن إذا فاز باسيل هناك مشكلة مع "سئالته". الى ذلك، ذكر أنه "لا مصلحة انتخابية ولا ود من أجل التحالف مع التيار الوطني الحر، وأنا لست جمعية خيرية وأيّ شخص لا سيما الحريري ينتخب أخصامي من حقي أن أنتخب أخصامه"، موضحاً أن "رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي صديق وأخ وحليف"، ومشدداً على "أنني لا أتخلى عن حلفائي في كل الدوائر، وهناك علاقة تاريخية مع العلويين".

واعتبر فرنجية أن "لا مصلحة مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في الانتخابات، وأنا لم أعمل لإلغاء أحد، بل باسيل يعمل لإلغائي لأنه يعتبرني خصمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة"، وقال "اللي مفكر حالو بيقوى بالسلطة.. بتجي سلطة تانية بتلغي. الربح الحقيقي من الناس". ولفت الى أن "معركة الرئاسة الأولى يحدّدها الظرف السياسيّ وليس لدي أي مشكلة مع شامل روكز وحليفي في دائرة كسروان - جبيل هو فريد هيكل الخازن". وعلى صعيد مشكلة النفايات، قال إن "الدولة تتخبط بموضوع النفايات لأنها ستودي الى اتخاذ مواقف غير شعبية، والمحارق الحديثة هي الحل الأمثل لأزمة النفايات في لبنان".

وتابع حديثه: "الخصخصة في لبنان لا تبشر بالخير، ونحن تحولنا الى شعب ضد الخصخصة لأننا مررنا بتجارب". وأضاف أن "مستقبل الغاز في البحر للإستهلاك الداخليّ". وعن الوضع الإقتصاديّ في لبنان، أكد أننا "بحاجة إلى نقلة نوعية في الاقتصاد تؤمن زيادة الدخل القومي تبدأ بجذب الاستثمارات وتخفيض الرسوم عليها.. وهذه الاستثمارات ستحارب البطالة وخصوصاً في صفوف الشباب". وفي قضية إغتيال وسام الحسن، قال فرنجية: "إذا كان اللواء أشرف ريفي يتهم "حزب الله" باغتيال الحسن فإذن هو كان يعلم ولم يتحدث عن الموضوع ويجب أن يستدعى للتحقيق أو أن كلامه إنتخابيّ ويجب محاسبته عليه أيضاً".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عيسى يُمثّل لبنان في اجتماع "الخارجية العرب" في جدة... الا اذا!

المركزية/الخميس 18 كانون الثاني 2018 /رغم الايجابية التي رافقت توجيه الدعوة لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي الذي يُعقد في جدة في ٢١ الجاري للبحث في مسألة الصواريخ الباليستية التي يُطلقها الحوثيون على المملكة، والتي حملها السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب الى باسيل الاسبوع الفائت، الا ان، حتى الربع الساعة الاخير، ستظل الامور معلقة من دون ان يقرر وزير الخارجية مستوى تمثيل لبنان في الاجتماع الاسلامي الذي اقتصر اقله في المرّات الاربع السابقة التي انعقد فيها على القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في الرياض المندوب لدى المنظمة السفير عبد الستار عيسى الذي عُيّن اخيراً سفيراً للبنان في هولندا. وعلمت "المركزية" "ان عيسى هو المرشح لتولي تمثيل لبنان، على اعتبار ان السفير الجديد المعتمد لدى المملكة العربية السعودية فوزي كبارة سيتسلّم مهامه في الاول من شباط المقبل، ليغادر بعدها عيسى الى امستردام. واللافت ان مشاركة باسيل في حال تقررت، ستتخذ في ربع الساعة الاخير، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكن بالتأكيد ستكون نتيجة تنسيق مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي يعتبر ان التوتر السابق مع المملكة اصبح وراءنا، بحسب ما افاد مصدر في الخارجية "المركزية"، موضحاً "ان المشاركة موضع درس لجهة جدول مواعيد باسيل الذي يرافق رئيس الجمهورية ميشال عون في اليوم التالي في زيارته الى الكويت، ومدى الانشغال في التحضير لهذه الزيارة". اما اجواء قصر بسترس فتشير عبر "المركزية" الى "ان باسيل يأخذ في الاعتبار العلاقة المتوترة "نسبياً" مع المسؤولين السعوديين على خلفية مواقفه السياسية من التضامن العربي، وتوصيف "حزب الله" بالارهابي في اكثر من اجتماع عربي واسلامي، وابرز مواقفه كانت في تشرين الثاني الماضي بعد اعلان استقالة الرئيس الحريري من السعودية، والحراك الخارجي الذي يعتبره السعوديون تحريضاً ضدهم لدى دول اوروبية".

 

كنعان من معراب: المصالحة ثابتة والملفات السياسية والإنتخابية تبحث بهدوء وأي اختلاف أو تحالف لن يؤثر على تفاهمنا

الخميس 18 كانون الثاني 2018 /وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان، بحضور وزير الإعلام ملحم الرياشي. وعقب اللقاء الذي دام قرابة ساعة ونصف ساعة، قال كنعان: "إننا لا نريد أن نعطي أنموذجا للمجتمع اللبناني عن أن الإتفاق بين حزبين يجب أن يكون آحاديا حيث يكون الجميع متوافقين على كل شيء من دون حوار أو تفكير أو نقاش. عندما قمنا بالتفاهم مع حزب القوات اللبنانية، والوزير الرياشي أساس فيه، وضعنا بندا ضمن ورقة إعلان النوايا ينص على أنه في حال الاختلاف نحن سنذهب إلى المنافسة من دون أن نلغي بعضنا بعضا". وفي الذكرى الثانية لـ"تفاهم معراب"، أكد كنعان أن "هذه المصالحة باقية فهي استراتيجية وتتخطى التنافس والتحالف وهي عمليا ليست مطلب الحزبين فقط وإنما المسيحيين كافة بمن فيهم أولائك الذين نتنافس معهم اليوم باعتبار أنها تريح الأجواء في المجتمع. ناهيك عن أن المصالحة مطلب وطني أيضا تؤمن التوازن والإستقرار السياسي في البلاد". وقال: "أطمئن الجميع في هذه الذكرى أننا مستمرون". أضاف: "استكملنا خلال هذا اللقاء المحادثات التي كنا قد بدأنا بها وبجدية مطلقة ومصارحة تامة. وإننا نتمتع بالحرية الكاملة للغوض في جميع الملفات إذ لا وجود لأي ملف محرم علينا في هذه المحادثات، ونقوم بتثبيت مكامن التفاهم للتعاون بيننا فيما نضع الأسس وطريقة العمل حيث نختلف كي لا تصبح هذه المواد الخلافية متفجرة او تتوسع لتطال ملفات أخرى". أما في ما يتعلق بمستقبل المحادثات الجارية وانعكاس نتائجها على التحالفات الإنتخابية والملفات السياسية، فقال كنعان: "الأمور تمضي في الطريق الصحيح ونقوم بالمصارحة في ما بيننا وفي الأيام المقبلة سنشهد تكثيفا لهذا النوع من الإتصالات، منها ما سيكون معلنا ومنها ما سيكون غير معلن. المهم هو نتيجة هذه المباحثات كون المصالحة ثابتة فيما الملفات السياسية والإنتخابية تبحث بهدوء وأي اختلاف أو تحالف لن يؤثر على تفاهمنا وستكون المصلحة المسيحية والوطنية حاضرة دائما في ذهننا، فنحن لا نتكلم طائفيا وإنما نبحث في كيفية تقريب وجهات النظر بيننا لأن هذه الحالة هي التي تخلق الإستقرار في لبنان".وختم: "يدنا ممدودة للجميع في الملف الوطني والسياسي بهدف الحفاظ على هذا الإستقرار الذي نعيشه اليوم محاولين قدر الإمكان التوافق على ما نقوم به".

 

التحذيرات تتفاقم.. والساحة اللبنانية مهدَّدة

السياسة الكويتية/18 كانون الثاني 2018/بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها القيادي في حركة "حماس" محمد حمدان، من خلال تفجير سيارته بمدينة صيدا، عُلم من مصادر موثوقة، أن تحذيرات وُجِّهت إلى قيادات "حماس" ومسؤولين فلسطينيين، بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاتهم واجتماعاتهم. وذكرت مصادر، لـ"السياسة"، أن القيادات الفلسطينية تأخذ الأمر جدياً بعين الاعتبار، خاصةً وأن إسرائيل وبحسب أكثر من مرجع فلسطيني تريد نقل المعركة خارج فلسطين المحتلة، وقد تجد الساحة اللبنانية أرضاً خصبة للقيام بتنفيذ مخططاتها العدوانية، سيما وأن القيادات الفلسطينية أجمعت على أن ما حصل مع حمدان، يُعتبر خرقاً أمنياً بالغ الخطورة لا بدّ من مواجهته لمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها واستهداف أركان المقاومة الفلسطينية.

 

الحريري عرض مع الرياشي المستجدات وزار طرابلس معزيا كبارة بشقيقته شورتر: بريطانيا تعلق أهمية كبرى على سياسة لبنان النأي بالنفس

الخميس 18 كانون الثاني 2018/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر الذي قال على الأثر: "لقد كان شرفا لي أن ألتقي الرئيس الحريري هذا المساء، وأن أبحث معه في المؤتمرات المقبلة لدعم أمن وازدهار لبنان. فبريطانيا هي أحد أكبر الداعمين للبنان من حيث شراكتنا الأمنية والمساعدات التي تقدمها. وأنا أتطلع لمواصلة هذه الشراكة في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبيان مجموعة الدعم الدولية للبنان". وأضاف: "كذلك بحثنا في آخر التطورات الإقليمية، حيث جددت للرئيس الحريري التأكيد كم أن بريطانيا تعلق أهمية كبرى على سياسة لبنان بالنأي بالنفس، من أجل ضمان الأمن والاستقرار والازدهار في البلاد". وختم قائلا: "ناقشنا أيضا مسألة الانتخابات النيابية المقبلة، التي يبقى من الضروري جدا أن تجري في موعدها المحدد في السادس من أيار المقبل. وقد أكدت للرئيس الحريري، كرئيس لـ"تيار المستقبل"، الرغبة في تأمين العدد الكافي من النساء المرشحات على لوائح التيار، من أجل ضمان زيادة تمثيل المرأة في مجلس النواب، وأعلم أن هذا الأمر يتمناه اللبنانيون، وقد سعدت بسماع تأكيد دولته بأن "تيار المستقبل" يعمل لتحقيق نسبة 30% من المرشحات النساء على لوائحه". وكان الرئيس الحريري قد اجتمع في السراي الحكومي، وبعيد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، بوزير الاعلام ملحم الرياشي في حضور وزير الثقافة غطاس الخوري، وعرض معهما آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة". من جهة ثانية، زار الرئيس الحريري عصر اليوم مدينة طرابلس حيث قدم واجب العزاء لوزير العمل محمد عبد اللطيف كبارة بوفاة شقيقته، في قاعة الوفاء بطرابلس بحضور أفراد عائلة كبارة وشخصيات.

 

القوات اللبنانية أسفت لما ورد من فبركات معروفة الأهداف بشأن علاقة الحريري بجعجع

وكالات/الخميس 18 كانون الثاني 2018/وطنية - نفت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية"، في بيان، ما ورد في إحدى الصحف اللبنانية، "تحت عنوان "جعجع يرفض الاعتذار والحريري يرفض الاجتماع"، وتؤكد انه عار من الصحة تماما، وتنفي الدائرة ايضا جملة وتفصيلا ما ورد في الصحيفة نفسها في مقالة للصحافي إبراهيم ناصر الدين تحت عنوان "رسالة من الحريري إلى جعجع: قد أسامح لكنني لن أفقد الذاكرة". وأسفت الدائرة الإعلامية ل"هذا النوع من الفبركات المعروفة الأهداف والخلفيات".

 

تدهور المفاوضات بين معراب وبيت الوسط

"أخبار اليوم" - 18 كانون الثاني 2018/كشفت أوساط نيابيّة مطلعة لـ "أخبار اليوم" أنّ العلاقة بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" كانت قد تحسّنت كثيراً في الأيام الأخيرة ووصلت الى حدّ وضع اللمسات الأخيرة لعقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، والتمهيد الى نسج التحالفات الإنتخابية في أكثر من دائرة. إلا أن التفاوضات في 24 ساعة الأخيرة تدهورت فجأة، حيث الأسباب لم تحدّد بعد. وربطت الأوساط ما بين علاقة الحريري السيئة مع الرياض والعراقيل التي تحول دون التفاهم مع جعجع!

 

أوعا خيّك.. إلى الحياة بفضل حزب الله

"السياسة الكويتية" - 18 كانون الثاني 2018/حرّكت اللقاءات السياسية على خط معراب - "ميرنا الشالوحي"، التي عقدت أخيراً بين قيادتي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، المياه الراكدة بينهما منذ أشهر، بهدف إنقاذ ما تبقى من "تفاهم معراب" الذي تعرض لتشوهات في أعقاب التباينات المستمرة في مجلس الوزراء، بين وزراء "القوات" ووزراء "التيار"، بالتوازي مع تفاقم الأزمة بين الرئاستين الأولى والثانية بشأن "مرسوم الأقدمية" لترقية ضباط دورة العام 1994. وقد طرح أكثر من سؤال في هذا الصدد، حول ما إذا كانت هذه اللقاءات التي تمت بحضور عرابي تفاهم معراب، الوزير ملحم رياشي والنائب ابراهيم كنعان، قادرة على إعادة الحرارة إلى هذا التفاهم، أم ستبقى الأمور على حالها؟ وفي هذا السياق، كشف مرجع قيادي مسيحي لـ"السياسة"، أن "حزب الله" هو الذي نصح قيادة "التيار الوطني الحر" بالمبادرة إلى إعادة ترميم العلاقة المتأزمة مع "القوات اللبنانية"، أقله في مرحلة الانتخابات النيابية المقبلة، وتشجيع "التيار" لتجديد تحالفه مع "القوات" لخوض الانتخابات سوياً، على غرار التحالف القائم بين "حزب الله" و"حركة أمل"، وذلك لكسب المزيد من المقاعد النيابية، باعتبار أن الحزب يضمن لهم أن تصب أصوات كل مناصريه وحلفائه لمصلحتهم، وخاصة أصوات الشيعة في جبيل وكسروان، لأنه غير قادر على التدخل لدعمهم إلا بهذه الطريقة، فهو من جهة يريد أن يضع يده على البلد بعد الانتخابات، ومن جهة ثانية لديه ظروفه وحساباته الخاصة به، ويبقى عليهم أن يتدبروا أمورهم بهذه الطريقة، وإلا ستكون خسارتهم مدوية إذا ما اعتمدوا فقط على تحالفهم مع "تيار المستقبل"، لأن شعبيته إلى تراجع، وهذا التراجع قد ينعكس سلباً عليهم".

 

هل يسافر باسيل الى السعوديّة؟

"المركزية" - 18 كانون الثاني 2018/رغم الايجابية التي رافقت توجيه الدعوة لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي الذي يُعقد في جدة في ٢١ الجاري للبحث في مسألة الصواريخ الباليستية التي يُطلقها الحوثيون على المملكة، والتي حملها السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب الى باسيل الاسبوع الفائت، الا ان، حتى الربع الساعة الاخير، ستظل الامور معلقة من دون ان يقرر وزير الخارجية مستوى تمثيل لبنان في الاجتماع الاسلامي الذي اقتصر اقله في المرّات الاربع السابقة التي انعقد فيها على القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في الرياض المندوب لدى المنظمة السفير عبد الستار عيسى الذي عُيّن اخيراً سفيراً للبنان في هولندا. وعلمت "المركزية" "ان عيسى هو المرشح لتولي تمثيل لبنان، على اعتبار ان السفير الجديد المعتمد لدى المملكة العربية السعودية فوزي كبارة سيتسلّم مهامه في الاول من شباط المقبل، ليغادر بعدها عيسى الى امستردام. واللافت ان مشاركة باسيل في حال تقررت، ستتخذ في ربع الساعة الاخير، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكن بالتأكيد ستكون نتيجة تنسيق مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي يعتبر ان التوتر السابق مع المملكة اصبح وراءنا، بحسب ما افاد مصدر في الخارجية "المركزية"، موضحاً "ان المشاركة موضع درس لجهة جدول مواعيد باسيل الذي يرافق رئيس الجمهورية ميشال عون في اليوم التالي في زيارته الى الكويت، ومدى الانشغال في التحضير لهذه الزيارة". اما اجواء قصر بسترس فتشير عبر "المركزية" الى "ان باسيل يأخذ في الاعتبار العلاقة المتوترة "نسبياً" مع المسؤولين السعوديين على خلفية مواقفه السياسية من التضامن العربي، وتوصيف "حزب الله" بالارهابي في اكثر من اجتماع عربي واسلامي، وابرز مواقفه كانت في تشرين الثاني الماضي بعد اعلان استقالة الرئيس الحريري من السعودية، والحراك الخارجي الذي يعتبره السعوديون تحريضاً ضدهم لدى دول اوروبية".

 

حمادة: طرح باسيل فيه نيات انتخابية

وكالات/18 كانون الثاني 2018/رأى وزير التربية مروان حمادة الذي يقاطع جلسة مجلس الوزراء اليوم لاسباب تربوية وفي حديث اذاعي ان "طرح وزير الخارجية جبران باسيل تمديد مهلة تسجيل المغتربين، فيه نيات انتخابية محض"، مشيرا الى "عدم خشيته على الانتخابات، ولا على الحكومة في ضوء هذا الطرح، لكنه اعتبر "ان لا حاجة له لان الوقت داهمنا، كما انه يحتاج طريقا الى مجلس النواب الموصد حاليا"، مؤكدا "انه لو كان حاضرا الجلسة لصوت ضد هذا البند كما سيفعل الوزير ايمن شقير".من جهة اخرى، لم ير حمادة حلا سريعا لمرسوم الاقدمية "الا اذا كانت التسوية على اساس اما التوقيع على المرسوم، او اعادة النظر به لانه مخالف للمادة 47 من قانون الدفاع".

 

هل "يفخّخ" المرسوم الطريق إلى الإنتخابات؟

"الراي الكويتية"/18 كانون الثاني 2018/هي سياسة "الأبواب المقفلة" التي ارتسمتْ في لبنان في الساعات الماضية وتحديداً على جبهة "الحرب الضروس" بين رئاستيْ الجمهورية والبرلمان التي صارتْ تستولد "معارك جانبية" ويُخشى أن "تفخّخ" الطريق الى الانتخابات النيابية التي تَشْخص عيون المجتمع الدولي عليها تماماً مثل عواصم عدّة في المنطقة لا تقاربها إلا "على مقياس" انكشافها على "الزلزال" الذي يضرب أكثر من بلد منذ أعوام والذي يولد من رحمه نظام إقليمي جديد بخريطة نفوذٍ تُوازِن بين الأحجام والأدوار في "ساحات التأثير". وبرز أمس بوضوح أن أزمة المرسوم الذي قضى بمنْح سنة أقدمية لضباط دورة 1994 في الجيش اللبناني بلغتْ الأفق المسدود، مع رسْم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "خطّ نهاية لها" وقفْله الباب أمام أي مساعٍ لتدوير الزوايا فيها متسلّحاً برأي هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل الذي أيّد وجهة نظره القائلة بعدم ضرورة توقيع وزير المال على هذا المرسوم كونه "ليس صاحب اختصاص فيه"، وهي المطالعة التي قوبلتْ من رئيس البرلمان نبيه بري بخطوتيْن متوازيتيْن: الأولى "إطلاق نار" فوري عليها من طهران واصفاً هذا الرأي بأنه "استشارة بناءً على الطلب، مع الأسف". والثانية تثبيت قراره "النهائي" بعدم فتْح باب البرلمان مجدداً أمام قانون الانتخاب لـ "تكييفه" مع موجبات القفز فوق إصلاحات نصّ عليها ولم تُعتمد أو إدخال تعديلات تتيح الانتخاب في أماكن السكن وتمديد فترة تسجيل المغتربين في السفارات والقنصليات حتى 15 شباط المقبل بما يسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، وهي التعديلات التي يشكل "التيار الوطني الحر" "رأس حربة" الدفع في اتجاهها. وستشكّل الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء اليوم برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري امتحاناً فعلياً لمدى القدرة على حصْر تداعيات "حرب المرسوم" وتفادي انعكاسها سلباً على الاداء الحكومي، بعدما أُدرج عليها طلب رئيس "التيار الحر" وزير الخارجية جبران باسيل تعديل قانون الانتخاب لتمديد مهلة تسجيل المغتربين، وسط مَخاوف من أن يشكّل هذا الملف "رمانة تفجر القلوب المليانة" بين فريقيْ عون وبري على طاولة الحكومة، لا سيما بعدما "عاجَلَ" رئيس البرلمان عبر أوساطه هذا البند بتأكيد إن "المشروع الذي تقدّم به وزير الخارجية لتمديد تسجيل المغتربين هو مؤشر على السعي لتأجيل الانتخابات وسيفتح شهية الكثيرين على تعديلات أخرى تؤدي الى تطيير الاستحقاق النيابي". ولاحظتْ دوائر سياسية إن انعقاد الجلسة الوزارية في السرايا الحكومية وليس في القصر الجمهوري كما كان يُفترض، اعتُبر رسالة من عون بأنه كرئيس للجمهورية بات خارج أي نقاشٍ في موضوع "أزمة المرسوم" وبأنه غير مستعدّ لسماع أي مقترحات تسْووية في شأنه كان مقرَّراً أن ينقلها إليه رئيس الحكومة في اللقاء المعتاد بينهما قبل الجلسة. ولم تستبعد الأوساط رغم ذلك أن يَحضر هذا "الملف المفخّخ" في مجلس الوزراء وخصوصاً بعد السجال الذي اندلع في أعقاب نشْر مطالعة هيئة التشريع الاستشارات بين وزير العدل سليم جريصاتي الذي اعتبر ان "النقاش الدستوري والقانوني انتهى في البلد، بعد صدور هذا الرأي وعلى الجميع الامتثال"، وبين فريق بري الذي اعتبر ان هذا الرأي "لا يقدّم ولا يؤخّر" وصولاً الى ردّ قناة "ان بي ان" على ما وصفتْه إعلان جريصاتي "فرماناً جديداً بأن النقاش الدستوري والقانوني بمرسوم الأقدمية انتهى".

 

مصادر “المستقبل” نفت عدم رغبة السعودية باستقبال الحريري

السياسة الكويتية/18 كانون الثاني/18/رغم نفي مصادر قريبة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الأخبار التي ذكرت أن السعودية لم تمنحه تأشيرة دخول إلى أراضيها، للمشاركة ضمن الوفد اللبناني في القمة العربية المقررة في الرياض، في آذار المقبل، إلا أنه لم يحسم بعد موضوع مشاركة باسيل في عداد الوفد اللبناني الذي يترأسه رئيس الجمهورية ميشال عون، دون أن تحسم أيضاً مشاركة رئيس الحكومة سعد الحريري كذلك ضمن الوفد الرسمي، باعتبار أن التداعيات التي رافقت وتلت استقالته، لا زالت ترخي بثقلها على صعيد العلاقات بين الحريري والمملكة.

وأكدت مصادر ديبلوماسية رفيعة لـ”السياسة”، أنه وكما هو متعارف عليه، فإن رئيسي الحكومة ووزير الخارجية ليسا بحاجة إلى تأشيرتي دخول إلى أي دولة، بحكم أن بحوزتهما جوازي سفر ديبلوماسيين، وبالتالي فإن الحديث عن عدم رغبة سعودية بإعطائهما تِأشيرتي دخول غير واقعي، لافتة إلى أن المملكة في حال لم تكن ترغب بدخول أي شخصية إلى أراضيها، فإنها تبلغها بالوسائل الديبلوماسية. ولم تستبعد معلومات أن يغيب الوزير باسيل الذي سبق وتلقى دعوة من وزارة الخارجية السعودية للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المقرر في السعودية، عن القمة العربية في آذار المقبل، في حال شعر أن ليس هناك حماس سعودي لاستقباله، بالنظر إلى مواقفه المؤيدة لـ”حزب الله” والنظامين السوري والإيراني.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نائب دي ميستورا: وفد النظام السوري سيحضر محادثات فيينا

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18/أكد رمزي عز الدين رمزي، نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، أن وفد النظام سيحضر المحادثات التي ترعاها المنظمة الدولية في فيينا الأسبوع المقبل. وقال رمزي خلال مؤتمر صحافي اليوم (الخميس)، في دمشق، إن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أبلغه بعزم النظام على حضور. وكانت الأمم المتحدة دعت المعارضة السورية والنظام إلى اجتماع خاص في فيينا يومي 25 و 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، مبينة أن الاجتماع "سيركز على القضايا الدستورية". وأعلن وفد المعارضة أول أمس (الثلاثاء)، مشاركته في المفاوضات. وذكرت الأمم المتحدة أن دي ميستورا "يتوقع أن تحضر الوفود إلى فيينا وهي جاهزة لعمل جوهري معه".

 

مطالب كردية بـ«حظر» فوق عفرين... وقلق من غياب ضمانات أميركية و«الائتلاف السوري» المعارض ينتقد نية واشنطن دعم {الوحدات}

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18/طالب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بالتحرك الفوري والعمل بما يلزم كي تكون عفرين منطقة شمال سوريا وغرب الفرات وشرقها منطقة آمنة. وقال الحزب في بيان، الأربعاء: إن مثل هذا التصرف المسؤول يؤدي إلى النتيجة المأمولة في إيجاد حل للأزمة السورية وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وأضاف: «إننا في الهيئة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي ندين بأشد العبارات القصف التركي لعفرين الآمنة المسالمة. كما نطالب المجتمع العالمي والأسرة الدولية وكافة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والقانونية بتحمل مسؤولياتها تجاه أكثر من مليون من الأهالي يقطنون عفرين». وتتعرض منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي لقصف متكرر من قِبل الجيش التركي الذي يقول، إنه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردي التي يعتبرها الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان توعد بقيام الجيش بعملية عسكرية في عفرين خلال الأيام المقبلة. وأكد القيادي الكردي السوري، صالح مسلم، عدم تلقي أي رسائل طمأنة من الولايات المتحدة ضد الاستهداف التركي لمواقع السيطرة الكردية في شمال سوريا، وقال: إن الأكراد لا يعولون على حسابات الدول الكبرى كروسيا والولايات المتحدة لكون هذه الدول تقيّم الأمور في ضوء أهدافها ومصالحها. وشدد في الوقت نفسه على أن خيار الخروج من عفرين (بريف حلب شمالي سوريا) تجنباً للقصف التركي ليس مطروحاً. وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «لم تصلنا أي رسائل طمأنة أو تعهدات بالحماية من جانب الأميركيين... وعموماً، الأميركيون يقيمون التهديدات التركية لنا في ضوء مصالحهم... ولذلك؛ نقول إننا لن نتوقف كثيراً عند مواقف الدول الكبرى كالولايات المتحدة أو روسيا. عندما بدأنا حربنا ضد (داعش) كنا بمفردنا تماماً والآن مجدداً سنعتمد على أنفسنا بالمقام الأول، ولكن بالطبع أي جهد سيكون مرحباً به». إلى ذلك، أدان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الأربعاء سعي واشنطن لتشكيل قوة أمن حدودية في سوريا، مبدياً رفضه سيطرة المقاتلين الأكراد على المناطق التي تم طرد تنظيم داعش منها. وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الأحد، أنه يعمل على تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، بعد تراجع حدة المعارك ضد «داعش»، في خطوة استدعت تنديد كل من أنقرة ودمشق وطهران.

وأبدى «الائتلاف» المعارض في بيان إدانته «المخطط الأميركي الرامي إلى تشكيل قوة حدودية شمال شرقي سوريا»، معلناً «رفضه أي ذرائع أو مزاعم تسعى لتسويق مثل هذه المشروعات». وشدد على «أهمية الجهود التي بذلت لمحاربة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش الإرهابي». وأكد أنه «ليس مقبولاً وضع الأراضي التي تحررت من الإرهاب تحت سلطة تنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) أو غيره من التنظيمات ذات الأجندات التي تتعارض مع أهداف الثورة السورية وترتبط بالنظام وقوى الاحتلال». وحققت «وحدات حماية الشعب» الكردي، العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، بدعم أميركي سلسلة انتصارات بارزة ضد تنظيم داعش، آخرها طرده من مدينة الرقة، معقله الأبرز سابقاً في سوريا. وتحمل المعارضة السورية على المقاتلين الأكراد وقوفهم على «الحياد» منذ اندلاع النزاع في سوريا في عام 2011، وعدم تصديهم لقوات النظام السوري. وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في عام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة ونظام فيدرالي في ثلاث مناطق في شمال البلاد. وبحسب التحالف الدولي، من المقرر أن يكون نصف عدد القوة الأمنية من عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» والنصف الآخر من مقاتلين سيتم تجنيدهم، على أن يتمركزوا «على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، لتشمل أجزاء من وادي نهر الفرات والحدود الدولية في شرق وشمال المناطق المحررة». وإثر إعلان التحالف، اعتبرت أنقرة، الأحد، أن واشنطن بهذه الخطوة «تعطي شرعية لمنظمة إرهابية» في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم «إرهابيين». وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء تدمير «أوكار الإرهابيين» في شمال سوريا.

وأعلنت دمشق، الاثنين، أن «سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أميركية خائناً للشعب والوطن، وستتعامل معه على هذا الأساس». وعدّت حليفتها طهران، الثلاثاء، الخطوة بأنها «تدخّل سافر للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى».

ويثير الدور المتصاعد للأكراد قلق كل من أنقرة التي تخشى حكماً ذاتياً كردياً على حدودها، ودمشق التي طالما أكدت نيتها استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد. إلى ذلك، أرجأت الإدارة الذاتية الكردية موعد المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات التي تجريها في مناطق سيطرتها في شمال سوريا وكانت مقررة بعد يومين جراء «ترتيبات تنظيمية»، من دون تحديد موعد جديد، وفق ما أكدت قيادية كردية الأربعاء. وأوضحت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سوريا، فوزة يوسف، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا توجد أي ظروف منعتنا من إتمام المرحلة الثالثة، لكن الناحية التنظيمية والتقسيمات الإدارية المتعلقة بنتائج المرحلة الثانية دفعتنا إلى التأجيل». وأضافت: «حتى الآن لم يتم تعيين موعد جديد للانتخابات» التي كانت مقررة الجمعة. ونظمت الإدارة الذاتية الكردية في سبتمبر (أيلول) المرحلة الأولى من هذه الانتخابات غير المسبوقة والأولى منذ إعلان الأكراد النظام الفيدرالي في مناطق «روج أفا» عام 2016.

واختيرت في المرحلة الأولى الرئاسات المشتركة لما يطلق عليه «الكومونات»، أي اللجان المحلية للحارات والأحياء. وانتخبت في المرحلة الثانية مطلع ديسمبر (كانون الأول) مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي تشكل الأقاليم الثلاثة: الجزيرة (محافظة الحسكة) والفرات (تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (محافظة حلب). وكان من المقرر أن يصار في المرحلة الأخيرة الجمعة إلى انتخاب «مجلس الشعوب الديمقراطية» لكل من الأقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية، وفي الوقت ذاته انتخاب «مؤتمر الشعوب الديمقراطية» العام، الذي سيكون بمثابة برلمان على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفيدرالي. وينظر الأكراد إلى هذه الانتخابات بوصفها الخطوة الأولى لتكريس النظام الفيدرالي الذي يطمحون إليه في سوريا، في وقت وصفتها دمشق التي رفضت إعلان الفيدرالية بـ«المزحة»، مؤكدة عزمها استعادة السيطرة على أراضي البلاد كافة.

وقالت يوسف: «ليعلم السوريون أن الدولة القومية في سوريا لن تعود» لافتة إلى أن «المشروع اللامركزي فقط من شأنه تقوية الدولة السورية». وبعد سياسة تهميش اتبعتها الحكومات السورية ضدهم طوال عقود، تصاعد نفوذ الأكراد الذين يشكلون نحو 15 في المائة من السكان اعتباراً من عام 2012، وعملوا على تمكين «إدارتهم الذاتية» في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرقي البلاد، فأعلنوا «النظام الفيدرالي» وبنوا المؤسسات على أنواعها. كما شكلوا مكوناً رئيسياً في الحرب ضد تنظيم داعش. وتخشى تركيا من إقامة الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها، وتصنف المقاتلين الأكراد بـ«الإرهابيين». وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء بتدمير «أوكار الإرهابيين» في شمال سوريا في إشارة إلى مناطق سيطرة الأكراد. وبعد ساعات، توعّد قائد وحدات حماية الشعب الكردي سيبان حمو بـ«تطهير المنطقة من مصائب» تركيا، مؤكداً أن قواته «جاهزة للدفاع عن روج آفا، وعفرين تحديداً».

 

ما عدد رؤوس كوريا الشمالية النووية؟

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18/تترقب معظم دول العالم اليوم تجارب كوريا الشمالية النووية عن كثب. وفي محاولة لتقدير قوتها النووية الفعلية، تمكن خبراء أميركيون من الكشف عن عدد الرؤوس النووية التي تمتلكها كوريا الشمالية. وأفاد الباحثون بأن كوريا الشمالية تمتلك حاليا 20 رأسا نوويا، إضافة إلى ما لديها من مواد تكفي لإنتاج عشرات الرؤوس الأخرى، وفقا لتقرير للباحثين هانس كريستنسين وروبيرت نوريس، العضوين في اتحاد العلماء الأميركيين في واشنطن، والذي نشر في مجلة «نشرة العلوم النووية». ورجح التقرير أن تكون كوريا الشمالية قد أنتجت مواد مشعة «تكفي لصنع ما بين 30 و60 رأسا نوويا، وأصبح لديها 20 رأسا بالفعل». وأضاف أن كوريا الشمالية تمتلك رؤوسا نووية تصلح لصواريخ قصيرة المدى، مثل «نودون». وينفي الخبيران بدورهما أي معلومات تثبت قدرة صواريخ بيونغ يانغ على إعادة دخول الغلاف الجوي بنجاح، وهو أمر أساسي في عملية إنتاج «رؤوس نووية جاهزة لتركيبها على صاروخ باليستي عابر للقارات». مشيرين إلى أن الهدف من ذلك «تقريب المسافة التي تقطعها الصواريخ لبلوغ مسارها». ولكن، لا يستبعد المحللون أن يكون الأمر بعيدا عن طموحات زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي أعلن نهاية العام الماضي أن بلاده استكملت ترسانتها النووية، وأن صواريخه أصبحت جاهزة للوصول إلى أي نقطة تبتغيها في الولايات المتحدة الأميركية.

 

تفجيرات بغداد... هل عاد «داعش»؟

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18

رغم مرور شهرين على إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، القضاء على تنظيم "داعش" في العراق عسكريا، إلا أنه لا يزال التنظيم يشكل خطراً على حياة المدنيين، فالتفجيرات التي حدثت يوم السبت الماضي وأدت الى مقتل وجرح العديد من المواطنين دليل على أن التنظيم الإرهابي ما زال موجودا على شكل خلايا نائمة ومسلحين هاربين وسط التجمعات السكانية، بانتظار القيام بعمليات انتحارية أو هجمات متفرقة. فقد أعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم (الخميس)، امتلاكها معلومات "دقيقة" بشأن مخططي التفجيرات الانتحارية التى استهدفت المواطنين فى ساحتى الطيران وعدن فى العاصمة بغداد، مشيرة إلى أن حصيلة تلك التفجيرات بلغت 27 قتيلا وأكثر من 100 جريح. وقال المتحدث باسم الداخلية اللواء سعد معن في تصريحات تلفزيونية "إن وكالات الاستخبارات لديها معلومات دقيقة عن العناصر التى نفذت الهجمات الأخيرة فى بغداد"، مشيرا إلى أن منفذى تلك الهجمات ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابى.

وأوضح معن أن بعض وسائل الإعلام روجت للشائعات بخصوص وجود تفجيرات أخرى فى مناطق متفرقة، مؤكدا أن حادثا واحدا فى الرصافة نفذ فى ذلك اليوم، بدراجة وهو حادث جنائى، وتم فتح تحقيق بخصوص هذا الموضوع.

وشدد المتحدث باسم الداخلية على أن الحرب مع "داعش" والتطرف والإرهاب لم تنته، مؤكدا أن وزير الداخلية قاسم الأعرجي مستمر بالمتابعة بخصوص الهجمات الأخيرة. وقد أوضحت عمليات بغداد يوم السبت الماضي أن تفجير ساحة الطيران في بغداد، أكبر عمل إرهابي يستهدف العاصمة وسكانها منذ مدة غير قصيرة.. لوقوعه في هذه المنطقة بالذات وبعد يوم واحد من تفجير ساحة عدن، مغزى كبير بكون "الإرهاب عائد كما كان". من جهته، يؤكد علي البياتي، وهو آمر أحد ألوية قوات الحشد الشعبي في ناحية نمرود الأثرية جنوب الموصل، أن "أمن المدينة هش، ويمكن أن ينهار في أية لحظة". وفي الصيف الماضي، احتفلت السلطات العراقية بـ"تحرير" الموصل المجاورة، في شمال البلاد. لكن الآن، فإن "عناصر وجيوب وجماعات مسلحة هربت من الموصل" التي كانت يوما المعقل العراقي لداعش الإرهابي بعد استعادتها من قبل القوات الأمنية، وفق البياتي.

ويؤكد القيادي في الحشد الشعبي لوكالة الصحافة الفرنسية أن هؤلاء "يختبئون في مناطق صحراوية غرب الموصل" التي تمتد على آلاف الكيلومترات المربعة الحدودية مع سوريا، و"ينفذون هجمات تستهدف القوات الأمنية والأهالي على حد سواء". ويتابع أن هؤلاء المسلحين "يستغلون المناطق الصحراوية والوديان والهضاب والحفر والمخابئ التي سبق أن حفروها (قبل استعادة الموصل)، وقد هيأوا كافة احتياجاتهم من الأسلحة والأعتدة والماء والوقود والغذاء بما يوفر لهم إمكانية الاختباء لفترات طويلة". وتقع نمرود جنوب الموصل، في محافظة نينوى، حيث "تم اعتقال أكثر من 4000 عنصر من تنظيم داعش" منذ استعادة ثاني أكبر مدن البلاد في العاشر من يوليو (تموز) 2017، وفق ما يشير قائد شرطة نينوى اللواء واثق الحمداني. وقبل أيام، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى "ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة" للإرهابيين، بعد هجوم انتحاري طال العاصمة العراقية وأسفر عن مقتل 31 شخصا، وهي الحصيلة الأعلى منذ تحرير الموصل. لكن الباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي يقول للوكالة "يمكننا القول الآن إن مصطلح "خلايا نائمة" هو مصطلح خاطئ، بل هذه الخلايا ناشطة وقادرة على شن هجمات وأيضا استعادة السيطرة على بعض النواحي والقرى". لافتا إلى أن "هناك ضبابية واضحة وعدم رؤية كاملة للأجهزة الاستخباراتية والمعلوماتية العراقية عن هذه الخلايا". تعرض عدد من أهالي مدينة الموصل نفسها للاستهداف، بحسب ما يقول عايد اللويزي عضو مجلس محافظة نينوى للوكالة. ويقول اللويزي "بحسب المعلومات التي وصلتنا تعرضت مناطق إلى هجوم في جنوب الموصل، كما تعرض مواطنون داخل مدينة الموصل إلى عمليات سطو واغتيالات، وقسم من المعتدين يرتدون زيا عسكريا". ويؤكد أن "غالبية الهجمات يشنها بقايا عناصر تنظيم داعش يوجدون في مناطق الجزيرة شمال الحضر وباتجاه قضاء تلعفر وناحية تل عبطة وحدود محافظة الأنبار". ولذا، يعتبر الهاشمي أن "هذا دليل على أن إعلان العراق للنصر العسكري على داعش يعني أنه لم يعد لهم مبان سكنية أو حكومية أو مأهولة ترفع عليها راياتهم فقط". ونتيجة لما حدث أقدم التحالف منذ أشهر على تدريب "القوات العراقية لتنتقل من مرحلة القتال إلى مرحلة عمل الشرطة ومواجهة المخاطر المحدقة". ومنذ بداية العام، قتل ثلاثة مدنيين على الأقل ومقاتل واحد على الأقل من الحشد الشعبي، وفق مصادر أمنية عدة. في المقابل أشارت المصادر نفسها إلى أن نحو 60 داعشياً قتلوا في تلك الاشتباكات". ومنذ إنجاز تحرير الموصل لفت كثيرون أيضاً إلى أن هزيمة تنظيم داعش الإرهاني لا يعني أبداً هزيمة الإرهاب... الإرهاب لا يكلّ ولا يملّ، لديه أجندة يستقتل من أجل تنفيذها، وهو كثيراً ما يستغلّ غفلة الأجهزة الأمنية وتواكلها وفساد بعض عناصرها أيضاً لتحقيق مآربه.

 

السيسي يكلف اللواء عباس كامل بتسيير أعمال المخابرات العامة لحين تعيين رئيس جديد

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18/كلّف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مدير مكتبه اللواء عباس كامل بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة لحين تعيين رئيس جديد، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي اليوم (الخميس). يذكر أن الرئيس السابق للجهاز اللواء خالد فوزي قد تولى منصبه في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2014.

 

قلق مصري وطمأنة إثيوبية بشأن سد النهضة في قمة السيسي وديسالين توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18/أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الخميس)، عن قلقه تجاه المسار الفني الثلاثي المعني بإتمام الدراسات المطلوبة للبدء بملء خزان سد النهضة وتحديد أسلوب تشغيله سنويا.

وقال السيسي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلاميريام ديسالين «فيما يتعلق بموضوع سد النهضة فقد أعربت عن قلقنا البالغ من استمرار حالة الجمود التي تعتري المسار الفني الثلاثي المعني بإتمام الدراسات المتفق عليها لتحديد الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية المحتملة على دولتي المصب وكيفية تجنبها، مؤكداً ضرورة أن نعمل وتعمل الأطراف الثلاثة في أسرع وقت ممكن على تجاوز حالة الجمود الحالية لضمان استكمال الدراسات المطلوبة باعتبارها الشرط الذي حدده اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015 للبدء بملء الخزان وتحديد أسلوب تشغيله سنويا».

كما بحث الجانبان إقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر وإثيوبيا أمتان وحضارتان عريقتان تربطهما علاقات ممتدة عبر آلاف السنين. وأوضح السيسي، أنه تم عقد أعمال اللجنة المصرية الإثيوبية المشتركة للمرة الأولى على مستوى قيادتي البلدين، لافتا إلى أن زيارته لإثيوبيا تؤكد على تحديد مواطن المصالح المشتركة بين البلدين. وشدد على أنه أولى أهمية خاصة للعلاقات مع إثيوبيا وتطويرها في مختلف المجالات. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين التزام بلاده بجميع التزاماتها، مشيرا إلى أن طموح بلاده التغلب على الفقر وهو ما يتطلب مقدارا كبيرا من الطاقة والموارد البشرية وهذا ما قادنا إلى بناء السد. وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي على أن بناء السد لن يؤثر على مصر بأي شكل سلبي، ولن يشكل أي ضرر لأي جهة، لافتا إلى أن سد النهضة عنصر مهم للتنمية لإثيوبيا. ويجب أن ننظر إليه كتنمية لكم أيضا كما هو يمثل مصدرنا للتنمية. موضحا أن السد سيسهم بشكل أو بآخر في تنمية حوض النيل برمته ولن يؤثر على مصر والسودان، مشيرا إلى ان مصر وإثيوبيا تربطهما أصول ثقافية ويجمعهما نهر النيل وهذا يقودنا إلى مجال جديد من الطاقة وتحسين الحياة لشعوب بلداننا، ونصل إلى مستوى أعلى من التفاهم من خلال تبادل المسؤولية والقيم وهذا ما يجب أن نقوم به لمستقبل لشعوبنا. كما شهد الطرفان توقيع مذكرتي تفاهم للتعاون الثنائي بين مصر وإثيوبيا. وتم توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون الصناعي، وقعها من الجانب المصري وزير الصناعة والتجارة الدكتور طارق قابيل ومن الجانب الإثيوبي وزير الخارجية وركنه جبيو. كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الخارجية في مصر وإثيوبيا للمشاورات السياسية والدبلوماسية، وقعها من الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري ومن الجانب الإثيوبي وزير الخارجية وركنه جبيو. كما شهد الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي التوقيع على محضر أعمال اللجنة المصرية الإثيوبية المشتركة رفيعة المستوى.

 

{احتجاجات الخبز} السودانية تتمدد... والقبض على قادة سياسيين والمعارضة تتعهد بمواصلة الاحتجاجات حتى إسقاط النظام سلمياً... وتلغي مخرجات الحوار الوطني

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18/دخلت مظاهرات الخبز في السودان، طوراً جديداً أمس، باعتقال عدد من قادة الأحزاب السودانية، في حين لجأت سلطات الأمن لاستخدام أساليب أكثر عنفاً، لتفريق مئات الأشخاص حاولوا التجمع في أحد ميادين العاصمة الوطنية أم درمان، للاحتجاج على سياسات نظام حكم الرئيس عمر البشير، والتنديد بالغلاء الفاحش الذي اجتاح البلاد، وأدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الاستهلاكية الرئيسية، وعلى رأسها الخبز. ومن أبرز المعتقلين نائب رئيس حزب الأمة القومي محمد عبد الله الدومة، وسكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب الذي اعتقل من منزله قبيل الاحتجاجات، وفقاً لإفادة من المتحدث باسمه، فضلاً عن اعتقال أربعة من أنجال الزعيم السياسي والديني الصادق المهدي، بينهم ثلاثة نساء، وضربهم مبرحاً على مرأى من الصحافيين، قبل اقتيادهم إلى جهة مجهولة. ودعا المهدي عقب الاحتجاجات، الشعب السوداني، إلى حشد قواه لإسقاط نظام الحكم بالطرق السلمية.

وحشدت سلطات الأمن عدداً كبيراً من عناصرها، مدعمين بالآليات العسكرية، في ميدان «المدرسة الأهلية» بأم درمان، المكان المقرر التجمع فيه للاحتجاج، من وقت باكر من صبيحة أمس. وقامت الشرطة بغمر الميدان نفسه بمياه الصرف الصحي منذ ليل الثلاثاء، للحيلولة دون وصول المحتجين إلى المكان.

وكان تحالف قوى المعارضة، المكون من 30 حزباً، قد وجّه دعوة إلى مناصريهم، للتظاهر في الميدان المذكور، أبرزها حزب الأمة القومي بزعامة المهدي، والحزب الشيوعي، وحزب المؤتمر السوداني، وحزب البعث الاشتراكي.

وقبل أن يكتمل تجمع المحتجين، استهدفت قوات الشرطة التجمعات خارج الميدان بالغاز المسيل للدموع، واستخدمته بكثافة، ما حال دون وصول المحتجين، لمكان التجمع. وكان المحتجون يهتفون «لا للجوع... لا لارتفاع الأسعار». واستخدمت قوات الشرطة ورجال بثياب مدنية، العصي الكهربائية والهراوات، ضد المحتجين، وأصابت عدداً من المواطنين، من بينهم أحد أحفاد المهدي، والصحافي بهرام عبد المنعم الذي أصيب بكسر في يده، وآخرين نقلوا إلى حوادث مستشفى أم درمان. وقال الصحافي بهرام عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان يؤدي مهامه الصحافية، وفجأة انهمرت عليه العصي الكهربائية، وخراطيم المياه البلاستكية؛ ما أدى لسقوطه أرضاً ودخوله في حالة إغماء. وأول من أمس، نظمت المعارضة مظاهرة احتجاجية ضد غلاء الأسعار، دعا لها الحزب الشيوعي السوداني، وتوعدت بمواصلة الاحتجاج يوم أمس بوقفة احتجاجية في أم درمان، وتعهدت بمواصلة الاحتجاجات لحين إسقاط النظام، وتحقيق الانتقال السلمي الديمقراطي وتغيير نظام الحكم. وعقب تفريق التجمع الاحتجاجي، قال رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي في مؤتمر صحافي مشترك مع قادة المعارضة: إن نظام عمر البشير قتل الحوار الوطني، وتعهد هو ورفاقه في المعارضة بدفنه.

ووصف المهدي نظام الحكم بـ«الكاذب»، وقال: إنه دعا لحوار وطني، تخلى عنها سريعاً، ولم يلتزم بما تمخض عنه، وتابع: «واصل النظام إخفاقاته، وهبط إلى أدنى درجات الهبوط».

ودعا المهدي الشعب لحشد قواه لإسقاط نظام حكم الرئيس البشير عبر الطرق السلمية. وفي الوقت ذاته، وجهة دعوة للأجهزة الأمنية والنظامية السودانية، طالبها فيها بحماية المواطنين، وقال: «أدعو الأجهزة النظامية لحماية المواطنين بدلاً من الاعتداء عليهم، وحماية نظام فاشل». وانتقد المهدي سياسات نظام الحكم، ودعا للتخلي عما أسماه «المحورية»، وتبني «أعمال قد تورط السودان في حروب إقليمية»، مشيراً بذلك إلى الحشود العسكرية بالقرب من الحدود السودانية الإريترية، ودعا لاتباع سياسة خارجية متوازنة بين الانتماء العربي والأفريقي والإسلامي والدولي. وحذر المهدي المواطنين من الوقوع فيما أسماه «الأعمال التي تلهي الشعب عن مهامه»، وقال: «أدعو الشعب السوداني، للانتباه وعدم السماح للمهرجين، بتوظيف أفعال القصد عنها إلهاء الناس عن مهامهم في مقاومة الديكتاتورية». وأجمعت أحزاب المعارضة على سبعة أهداف، من بينها إزالة نظام الحكم عبر العمل الجماهيري السلمي، وكفالة حقوق الإنسان وبسط الحريات، وتكوين حكومة قومية انتقالية، لحين إقامة انتخابات حرة نزيهة. واتفقت على «إبرام اتفاقية سلام عادلة وشاملة» مع الحركات المسلحة، الهدف منها إزالة أسباب النزاع في البلاد كافة، وتحديد أسس إدارة التنوع في السودان، وتطبيق سياسات بديلة متفق عليها، في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وصولاً لعقد مؤتمر قومي دستوري لكتابة الدستور الدائم للبلاد. وقال أمين عام حزب البعث السوداني يحيى محمد الحسين: إن سياسات نظام الحكم دفعت المعارضة للوصول لما أسماه «المرحلة المتقدمة من الوحدة»، وتابع: «هذه وحدة لم تشهدها المعارضة منذ أمد طويل، وهي مسألة جديدة في العمل المعارض». وأوضح الحسين، أن أوضاع البلاد وتدهورها دفعت الناس للتعامل بشكل ممنهج معها، مستفيدة من التطور الذي يشهده العالم، والذي بلغ حد تطابق برامج الأحزاب، ويقوم على «الديمقراطية وحقوق الإنسان». وأضاف: «أنا متفائل بأن الوحدة التي وصل إليها المعارضون تختلف عن ما سبقها، ولن تنتهي بقيام الانتخابات».

 

مقتل شاب فلسطيني في غارة إسرائيلية بواد برقين

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18/قُتل شاب فلسطيني اليوم (الخميس)، برصاص قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة واد برقين، غرب مدينة جنين. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، أن الشاب أحمد نصر جرار (22 عاماً) قُتل برصاص قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة واد برقين، بعد قيام قوات خاصة إسرائيلية بمداهمة منزله، واستهدفته بالرصاص، وبقذيفة واحدة على الأقل. كما داهمت القوات الإسرائيلية محطة حيفا للمحروقات، واعتقلت العاملين في المحطة، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة.

 

أبو مازن: أميركا لم تعد تصلح لدور الوسيط... وقرار ترمب خطيئة/الرئيس الفلسطيني أعرب عن تقديره لجهود مصر خلال مؤتمر «الأزهر العالمي لنصرة القدس»

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18/دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسلمين والمسيحيين إلى «شد الرحال» لزيارة القدس دعما لأهلها ولهويتها العربية والإسلامية، مشدداً خلال حضوره مؤتمرا دوليا، نظمه الأزهر في القاهرة أمس، رداً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، على أن زيارة القدس «ليست تطبيعاً مع إسرائيل... ولن نثق في أميركا لأنها لا تحترم أي قرارات تخص فلسطين، ولم تعد تصلح لدور الوسيط». وانطلقت بالقاهرة أمس فعاليات مؤتمر «الأزهر العالمي لنصرة القدس»، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، وحضور عدد كبير من العلماء ورجال الدين والمفكرين والكتاب. وتستمر فعاليات المؤتمر على مدى يومين، بمشاركة وفود من 86 دولة بينها المملكة العربية السعودية. وقال الرئيس الفلسطيني إن الجولة الأخيرة من المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين «أكدت صواب دعوتنا لأبناء أمتنا العربية والإسلامية من المسلمين والمسيحيين من أجل (شد الرحال) إلى المدينة المقدسة نصرة لأهلها المرابطين فيها، وهم يواجهون أعتى المؤامرات التي تستهدف وجودهم»، مضيفاً أن التواصل العربي والإسلامي مع فلسطين والفلسطينيين ومع مدينة القدس وأهلها، على وجه الخصوص، هو دعم لهويتها العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن الدعوات لعدم زيارة القدس بدعوى أنها أرض محتلة «لا تصب إلا في خدمة الاحتلال ومؤامراته، الرامية إلى فرض العزلة على المدينة، فزيارة السجين ليست تطبيعاً مع السجان». ووصف أبو مازن قرار ترمب الذي ادعى فيه أن القدس عاصمة إسرائيل بـ«الخطيئة»، وقال إن الولايات المتحدة الأميركية اختارت بهذا القرار أن تخالف القانون الدولي، وأن تتحدى إرادة الشعوب العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن فلسطين حصلت على 705 قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، و86 قرارا من مجلس الأمن منذ سنة 1948. لكن هذه القرارات لا تُطبق على أرض الواقع.

كما شدد أبو مازن على أن الولايات المتحدة أخرجت نفسها من عملية السلام في فلسطين بهذا القرار الخطير، ولم تعد صالحة للقيام بدور الوسيط، الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية، لافتا إلى أن فلسطين «ستعود لتستخدم الوسائل القوية للدفاع عن حقوقها؛ لكن لن نذهب للإرهاب والعنف؛ بل سنظل نطالب سلميا حتى نحصل على حقوقنا، فأميركا لا تحترم قراراتها بشأن القدس، فكيف نثق بهذه الإدارة والدولة العظمى؟، لذلك لن نثق في أميركا». وخلال لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجدداً موقف القاهرة الثابت من القضية، وسعيها للتوصل إلى حل عادل وشامل، يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والمطالب بضرورة الحفاظ على الوضعية التاريخية والقانونية لمدينة القدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.

وجاء لقاء السيسي - أبو مازن، عقب زيارة الأخير مصر للمشاركة في مؤتمر دعم القدس الذي نظمه الأزهر، أمس، كما التقى الرئيس المصري مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب.

وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أمس، إن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات تم خلالها استعراض آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، في إطار التنسيق والتعاون المستمر بين القيادتين، لبحث التحركات العربية والدولية الساعية للتصدي لقرار الولايات المتحدة باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، مشيرا إلى أن السيسي أكد موقف مصر الثابت من القضية. ونقل راضي أن الرئيس الفلسطيني أعرب عن تقديره للجهود التي تقوم بها مصر لدعم الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنها «لم تدخر وسعاً من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

من جهته، قال شيخ الأزهر، إن المؤتمر «يدق من جديد ناقوس الخطر، ويشعل ما عساه قد خبا وخمد من شعلة العزم والتصميم على ضرورة الصمود أمام العبث الصهيوني الهمجي، الذي تدعمه سياسات دولية»، مشددا على أن كل احتلال إلى زوال، إن عاجلا أو آجلا.

وطالب شيخ الأزهر بإعادة الوعي بالقضية الفلسطينية عامة، وبالقدس خاصة: «فالحقيقة المرة هي أن المقررات الدراسية في مناهجنا التعليمية والتربوية في كل مراحل التعليم عاجزة عن تكوين أي قدر من الوعي بهذه القضية في أذهان الملايين من شباب العرب والمسلمين، عكس شباب المستوطنات الذي تتعهده منذ طفولته مناهج تربوية ومقررات مدرسية وأناشيد وصلوات تُشكل وجدانه العدائي وتغذيه بالعنصرية». في غضون ذلك، قال الرئيس الشيشاني رمضان أحمد قديروف، خلال كلمته التي ألقاها مبعوث رئاسي نيابة عنه، إن أميركا تقدم الدعم المسلح لإسرائيل، موضحا أن «الحل في الشرق الأوسط وليس في أميركا، في الوقت الذي لا تقدم الأمم المتحدة حلولا، وقراراتها لا تنفذ»، مطالبًا بالقضاء على الخلافات الداخلية. بدوره، أكد مشعل بن غانم السلمي، رئيس البرلمان العربي، أن ارتباط العرب والمسلمين والمسيحيين بالقدس عميق لوجود المقدسات، وأنه من الواجب العربي والإسلامي حماية القدس مما يحدث لها، ولذلك عقد المؤتمر العربي جلسة عاجلة لمناقشة الاعتداءات السافرة بالفلسطينيين والعبث بالقانون الدولي. مشيرا إلى أن البرلمان العربي اتخذ من القدس عاصمة أبدية لفلسطين شعارا لجلسته الطارئة، مؤكدا استمرار جهود البرلمان العربي في دعم فلسطين، وأن البرلمان العربي يجهز للقاء مع البرلمان الأوروبي لوقف مخططات تهويد القدس، ووقف قمة إسرائيل بالدول الأفريقية التي أجلت إلى أجل غير مسمى، محذرا من خطورة شغل إسرائيل مقعدا في مجلس الأمن الدولي وهو دولة محتلة. من جانبه، قال الشيخ لقمان حكيم سيف الدين، وزير الشؤون الدينية الإندونيسي، إن حكومة بلاده رفضت بشدة قرار الرئيس الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، مشيراً إلى ضرورة توحد العرب، والوقوف صفاً واحداً، وبقاء قضية الأقصى والقدس خالدة في ذاكرة الأجيال.

وخلال جلسة المؤتمر الثانية، قال الحاخام اليهودي مير هيرش، زعيم حركة ناطوري كارتا اليهودية، إن الشعب اليهودي الأصيل «يرفض بصورة مطلقة كل حقيقة للوجود الصهيوني على هذه الأراضي الفلسطينية... ونحن نصلي يوميا لأن يزيح الله الحكم الصهيوني من على الأرض المقدسة، ونؤمن أن الحل النهائي والعادل لوقف نزيف الدماء وإحلال السكينة والسلام من أجل المسلمين واليهود، سيكون فقط من خلال إعادة الحكم عن طريق (فلسطين الواحدة) على أرض فلسطين لكل سكانها التي عاصمتها القدس».

من جهته، انتقد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قرار الولايات المتحدة تعليق نحو نصف المساعدات المبدئية التي خططت تقديمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا». وقال في كلمة أمام مؤتمر الأزهر، إن هذا القرار «لا يأتي بمعزل عن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهذا القرار يستهدف التعليم الفلسطيني، والصحة الفلسطينية، وإلغاء قضية اللاجئين». وشدد أبو الغيط، على ضرورة مساندة الشعب الفلسطيني الذي يعاني كثيرا، موضحا أن مساعدتهم واجب على كل مسلم، وأن الأمن لن يتحقق في المنطقة إلا بحدود 1967.

في السياق نفسه، قال مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، إن القدس «مدينة كل الناس والأجناس، ومدينة المساجد والكنائس والمعابد، ومهبط للأديان والرسالات... وعدونا يريد شيئاً واحداً هو أن يهزم صاحب القضية وهو الشعب الفلسطيني، وبعدها ييأس العرب ويتركوا القضية، وهو أمر جد خطير».

أما فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، فقد أكد بدوره أن هوية القدس ذات قدسية وخصوصية لأبناء الديانات الإبراهيمية، موضحا أن الصهاينة يزيلون الأماكن المقدسة بالقدس سواء للمسلمين أو المسيحيين لإلغاء ربط فلسطين بالقومية والهوية، وقال خلال ترؤسه جلسة «القدس وحضارتها... التاريخ والحاضر» على هامش مؤتمر «نصر القدس» بالقاهرة أمس: «يجب علينا استخدام قوتنا للحفاظ على فلسطين وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس»، مطالباً بتوحيد جهود الفلسطينيين ما بين القومي والديني في مواجهة مخططات إزالة الهوية.

وأضاف السنيورة موضحا: «لدينا هدف واضح وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، فلا يصح أن تحتكر دولة بعينها القدس... القدس جميع الأديان، والعمل الآن ينبغي أن يعتمد على الجهد العربي». في سياق ذلك، حذر الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، من أن القرارات الجائرة بشأن القدس تحاول محو الهوية العربية والإسلامية للمدينة، مشدداً على ضرورة إعادة البوصلة العربية والإسلامية نحو القدس، وأن تتوحد الأمة تجاهها. بدوره، قال البابا فرنسيس الثاني بابا الفاتيكان، في رسالة بعث بها إلى مؤتمر الأزهر، قرأها نيابةً عنه الكاهن المصري يوأنس لحظي السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان، إنه لن يكف عن الدعاء من أجل قضية السلام «ومن أجل سلام حقيقي فعلي، وأرفع الصلوات خاصة كي يعمل رؤساء الدول في كل بقاع الأرض من أجل تجنب دوامات جديدة من التوتر، ومن أجل دعم كل جهد كي يسود الوئام والعدل والأمان شعوب هذه الأرض». وأضاف البابا أنه لن يكف أيضاً عن التوسُّط بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل الدولتين، مع الاحترام الكامل لمدينة القدس، التي تحتاج إلى وضع خاص للحفاظ على هويتها، وتجاوز النقاش بحدود الأراضي.

 

«أونروا» تطلق حملة دولية رداً على خفض المساعدات الأميركية

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18/رام الله: كفاح زبون/في حين أطلقت الوكالة الأممية لمساعدة وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حملة دولية لجمع الأموال، تعويضاً عن قرار الولايات المتحدة خصم عشرات الملايين من الأموال التي تقدمها للوكالة، ندد الفلسطينيون بالإجراءات الأميركية، وعدوها جزءاً من خطة «صفقة القرن»، التي تستهدف إزالة الملفات الأهم عن طاولة المفاوضات. ونددت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالإجراءات الأميركية، وقالت في بيان: إن الإدارة الأميركية «تنفذ تعليمات نتنياهو بالتفكيك التدريجي للوكالة، والتي قام بإنشائها المجتمع الدولي لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وتزويدهم بالخدمات الأساسية في الحياة، حيث تسلب هذه الإدارة حقوق اللاجئين في التعليم والصحة والمأوى والحياة الكريمة، وتزيد من عدم الاستقرار وتهدد أمن المنطقة». وأضافت عشراوي موضحة: «إن الإدارة الأميركية تؤكد مرة أخرى تواطؤها مع الاحتلال الإسرائيلي، وتستبق قضايا الحل الدائم عن طريق إزالة قضية اللاجئين عن الطاولة، واستهداف الأبرياء، وبالتحديد هذه الشريحة المعرّضة من الشعب الفلسطيني». وخصمت الولايات المتحدة مبلغ 65 مليون دولار من أصل 120 مليوناً، كانت مقررة هذا الشهر ضمن دفعات أخرى مبرمجة طيلة العام. وأبلغت الولايات المتحدة «أونروا» بتقليص الأموال في رسالة جاء فيها: «إن منح الولايات المتحدة المستقبلية أيضاً ستكون مشروطة على تغييرات كبيرة في سياسة (أونروا)». وجاء موقف الولايات المتحدة بعد تغريدة سابقة في الثاني من يناير (كانون الثاني) الحالي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، عبّر فيها عن «الإحباط لعدم تحقيق أي تقدم في مبادرته للتوصل للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ووجّه إصبع الاتهام للفلسطينيين قائلاً: «نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنوياً، ولا نحصل على التقدير أو الاحترام»، متابعاً إنه «مع رفض الفلسطينيين الحديث عن السلام، لماذا علينا القيام بأي من هذه الدفعات المستقبلية الضخمة».

وتهدد الخطوة الأميركية قدرة الوكالة الأممية على الوفاء بالتزاماتها الكبيرة بحق اللاجئين الفلسطينيين. وفي هذا السياق، حذر بيار كرينبول، المفوض العام لـ«أونروا»، من التداعيات الإنسانية للقرار، وقال في بيان أمس: إن «المساهمة المخفضة تهدد أحد التزاماتنا على صعيد التنمية، والذي يحقق أكبر قدر من النجاح في الشرق الأوسط». وتابع موضحاً «نحن نعلم 525 ألف فتى وفتاة في 700 مدرسة تابعة لـ(أونروا)، ومستقبلهم على المحك»، مضيفاً إنه «أضحت توجد على المحك الكرامة والأمن الإنساني لملايين اللاجئين الفلسطينيين، الذين يحتاجون إلى المساعدات الغذائية الطارئة، وأيضاً الدعم الآخر في الأردن، لبنان، سوريا، والضفة الغربية وغزة. على المحك حصول اللاجئين للعناية الصحية الأساسية، بما يشمل العناية قبل الولادة، وخدمات أخرى منقذة للحياة. على المحك حقوق وكرامة مجتمع كامل». وأشار كرينبول إلى أن قرار الولايات المتحدة وهي «دائما أكبر مانح لـ(أونروا)» سيؤثر على الأمن الإقليمي؛ لأنه جاء في وقت صعب «يواجه فيه الشرق الأوسط مخاطر وتهديدات عدة، وبخاصة تصعيد التطرف». وأعلن كرينبول، أنه سيطلق في الأيام القريبة حملة جمع أموال عالمية من أجل أن تبقى المدارس والعيادات مفتوحة، داعياً الدول المستضيفة والمانحين والشعوب في جميع أنحاء العالم إلى «الانضمام إلينا في الرد على هذه الأزمة، وتمويل (أونروا) من أجل ضمان صمود الفتيات والفتيان اللاجئين الفلسطينيين أقوياء».

وشارك مسؤولون أمميون في هذا النداء أمس، ضمنهم المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف. وجاءت تصريحات كرينبول بعد ساعات من طلب الخارجية الفلسطينية من «أونروا» التصدي للولايات المتحدة. وبدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين القرار الأميركي بتجميد مبلغ 65 مليون دولار من أموال المساعدات الأميركية المخصصة لـ(أونروا)، قائلة: إن الهدف هو توطين اللاجئين في أماكن سكناهم. وقالت الوزارة في بيان: «إن هذا القرار الأميركي وجد (ترحيباً) إسرائيلياً رسمياً، عبرت عنه كثير من المواقف، أبرزها ما صرح به وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات يسرائيل كاتس، الذي شرح بوضوح أكبر مرامي هذا القرار الأميركي قائلاً (إن هناك حاجة إلى تحويل «أونروا» إلى آلية لتأهيل اللاجئين الفلسطينيين في أماكن سكناهم)، في اعتراف صريح بأن هدف القرار الأميركي هو توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن سكناهم».

ورأت الوزارة «أن القرار الأميركي بشأن (أونروا) يكشف المزيد من ملامح (صفقة القرن)، التي تقوم الإدارة الأميركية بشراكة فاعلة مع حكومة اليمين في إسرائيل، بتنفيذها على الأرض من جانب واحد وبقوة الاحتلال»، مبرزة أن القرار «دليل جديد على أن ما تسمى بـ(صفقة القرن) هي خطة يجري تنفيذها بعيدا عن الجانب الفلسطينيين أصحاب القضية، وليست كما يشاع بأنها «خريطة طريق للتفاوض»، وبشكل يؤدي إلى حسم قضايا التفاوض الرئيسية من جانب واحد، في أعمق وأبشع انقلاب على مواقف وسياسات الإدارات الأميركية السابقة، وفي تحدٍ صارخ للإجماع الدولي على ضرورة تحقيق السلام عبر مفاوضات جادة بين الجانبين، ووفقاً لمرجعيات السلام وآلياتها الدولية المعتمدة، وفي مقدمتها مبدأ حل الدولتين». واختتمت الوزارة بالتحذير من تداعيات ومخاطر القرار الأميركي وتبعاته، وأكدت أن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم هي جذر القضية الفلسطينية، وركن أساسي في قضايا الحل النهائي التفاوضية، مشددة على أن تقليص أميركا لمساعداتها لـ«أونروا»: «لن ينجح في فرض المواقف الأميركية المنحازة للاحتلال على شعبنا، وسيفشل في إعادة صياغة وتعريف وكالة الغوث وفقا للمفاهيم الإسرائيلية». وتأتي تصريحات «أونروا» والسلطة في رد صريح على إشادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار الولايات المتحدة، إذ قال: «إنها المرة الأولى التي يتم فيها تحدي (أونروا) بعد 70 عاماً. الوكالة التي تديم الرواية الفلسطينية ومحو الصهيونية – وهذه المرة الأولى التي يتم فيها تحديها. من الجيد أنهم يتقدمون ويتحدون هذه المنظمة». وأكد نتنياهو على رأيه بأن المساعدات للفلسطينيين يجب أن تمر عبر وكالة اللاجئين المركزية للأمم المتحدة، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بدلاً من «أونروا»، وقال: إنه اقترح على الإدارة تحويل منحها إليها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان: شبكة المصالح أولاً

حسام عيتاني/الحياة/19 كانون الثاني/18

تتزايد في لبنان لائحة الإعلاميين والفنانين والكتّاب الذين صدرت وستصدر في حقهم أحكام قضائية، لمجرد قيامهم بعملهم في مخاطبة الرأي العام ونقل وجهات نظرهم في ما يجري في بلدهم. في «العهد القوي»، يُمنع على الصحافيين والباحثين التحدث إلى جمهور المواطنين فيما تفبرك اتهامات لآخرين ويرمون في السجون «إلى أن يظهر لهم صاحب» بحسب العبارة المصرية. ويتولى سياسيو العهد مهمة توجيه الرأي العام بتغريدات تفوح من الادعاء إضافة إلى جهل مدقع بكل ما يكون عالم اليوم، وصولاً إلى صوغ لغة عربية مُحطّمة تلائم مستوى السياسيين الذهني. حقاً، ما الداعي لصحافيين وكتّاب وباحثين، يتدخلون في ما لا يعنيهم ويشوشون مسيرة الإنجازات الظافرة ما دام بات في وسع السياسي «القوي» التوجه إلى الجمهور مباشرة عبر تويتر وفايسبوك؟ فليدخلوا، إذاً، السجون أو يذهبوا إلى المنافي أو فليصمتوا صمتاً يليق بالوشاة الذين يهرفون في ما لا يعرفون. هكذا يريد لنا التحالف الحاكم أن نكون، شهوداً صامتين، أو لا نكون. من بين المتدخلين في الشأن العام (الخاص في رأي تحالف السلطة) من أنقذه جواز سفره الأجنبي، وثمة من حمته الطبقة السياسية التي يمثلها وينطق باسمها، وهناك من أسعده الحظ بتأشيرة سفر إلى بلد أجنبي. ولم يبق هنا إلا المستضعف ليتلقى المهانة بجرعات يومية. بيد أن ما تقدم يطرح السؤال عن السبب في تضافر أطراف كانت تكن العداء الشديد لبعضها البعض حتى أعوام قليلة مضت، حيال ناشطين ومدونين وصحافيين. ما سرّ هذه الحساسية الشديدة عند وزراء يبشرون في تغريداتهم المذكورة عن استعادة الحقوق وسيادة العدالة وحكم القانون حيال أي كلمة تقال، بغض النظر عن صحتها أو زيفها، واللجوء إلى القضاء والأجهزة الأمنية لقمع المعترضين والمشككين؟ الواضح أن التسوية التي صاغت العهد وحكومته قامت على تنازلات تختلف خطورتها من طرف إلى آخر. تنازل «التيار الوطني الحر» عن عدائه المستحكم لتيار «المستقبل» مقابل تناسي الأخير كل خطابه المستمر منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن «الحقيقة» والسيادة وما شاكل. سبب التنازلات؟ قناعة عامة أن لبنان فقد قيمته التي جعلت منه في مراحل سابقة، تجربة للديموقراطية في العالم العربي ثم ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية وبعد ذلك منطلقاً للسلام وإعادة البناء في المنطقة. انتهت تلك التجارب ولم يعد أمام اللبنانيين سوى خيباتهم وفشلهم وجرحهم النرجسي، تحرسها أكوام من السلاح الإيراني. أنشأ هذا المناخ تحالف الأضداد بين «الوطني الحر» و «المستقبل» برعاية كريمة من «حزب الله»، وهذا تحالف يسيطر عليه الارتباك والارتجال وما من مشروع لديه غير دوام هيمنته على السلطة وموارد البلاد واستغباء العباد. لا يسع حكمٌ هذه صفاته أن يرد على صحافي عندما يقول إن السلطة ميّزت بين الإرهاب السني ونظيره الشيعي، بغض النظر عن صحة أو كذب هذا الادعاء. ذلك أن الدفاع عن شبكة المصالح التي يقوم عليها تحالف الممسكين بالسلطة، من المربعات النفطية في البحر وصولاً إلى أصغر التزام لترميم نفق، لا تتحمل نقداً يخرجها من الغرف المغلقة إلى هواء النقاش العام المفتوح. وسيان كان هذا النقد محقاً أو جائراً. وهكذا تتحول هذه البلاد إلى أرض خصبة للأدعياء وأشباه المتعلمين يسيرون على طريق التعامل مع الكلمة بالملاحقة والتهديد.

 

هكذا سيتطوّر الإشتباك بين التيار وأمل

ليا القزي/الأخبار/18 كانون الثاني 2018

بين التيار الوطني الحر وحركة أمل في وزارة الخارجية، صراعٌ لا يبدو أنّه سينتهي. آخر الفصول يتعلّق بالتعيينات الإدارية وإمكانية عدم إعطاء "الحركة" المديرية التي طالبت بها، في مقابل بدء الحديث عن دمج مديرية المغتربين بمديرية الشؤون الإدارية.

"ساحة النزاع" القديمة/ الجديدة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، هي وزارة الخارجية، حيث يجري إعداد مسودة التشكيلات الإدارية، للانتهاء من توزيع السفراء العائدين من الخارج على مراكزهم. في المبدأ، لم يكن من المفترض أن يُشكّل هذا الملف إشكالية بين حليفَي حزب الله، لأنّه بحسب منطق المحاصصة الذي تسير وفقه مؤسسات الدولة اللبنانية، كلّ فريق "حَجز" لنفسه المديريات التي يريدها.

إلا أنّ ذلك كان قبل اندلاع أزمة مرسوم ضباط "دورة الـ1994" بين الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، التي بدأت تصل تردداتها السلبية إلى مختلف القطاعات المشتركة بين الطرفين. وفي قصر بسترس، سيشمل تأثير المرسوم ثلاث مستويات: رغبة المسؤولين في "الخارجية" منح مديرية الشؤون الاقتصادية لحركة أمل عوض مديرية المراسم، التلويح بإلغاء مديرية المغتربين التي يرأسها المدير العام من الطائفة الشيعية تُسميه "الحركة"، وعدم توقيع وزير المال علي حسن خليل على مرسوم تعيينات الفئة الثانية في "الخارجية"، أي القناصل.

تضم وزارة الخارجية مديريات الشؤون السياسية، الشؤون الإدارية والمالية، المراسم، الشؤون الاغترابية (وهي غير المديرية العامة للمغتربين)، المنظمات الدولية، الشؤون الاقتصادية، وحدة الرموز، وحدة التفتيش، مركز الاستشارات، دائرة الصحافة (هذه المراكز لا تدخل ضمن وظائف الفئة الأولى التي تحتاج إلى ثلثي مجلس الوزراء لتعين شاغليها، بل يُكتفى بقرار وزير الخارجية وحده). باستثناء وحدتَي الرموز والتفتيش، التي يُسمّى على رأسيهما مدير ويُمكن أن يكون من دبلوماسيي الفئة الثانية، يرأس المديريات أعضاء الفئة الأولى. كانت حركة أمل قد طلبت الحصول على مديرتي الشؤون الاغترابية التي عُيِّنت فيها السفيرة فرح نبيه بري، ومديرية المراسم التي اقتُرح السفير بلال قبلان لتوليها. إلا أنّ مصادر في وزارة الخارجية تقول لـ"الأخبار" إنّ "من غير المحسوم بعد إن كان قبلان سيُعَيَّن في المراسم أو الشؤون الاقتصادية". وتُروج المصادر لفكرة أنّ قبلان "من الدبلوماسيين الجيدين، وغير المحسوبين على حركة أمل، بل هو خارج الاصطفاف السياسي". في حين أنّ مصادر أخرى مُطلعة على الملفّ تؤكد أنّ قبلان "مُقرّب سياسياً من الحركة، وكان التنسيق معه على أعلى المستويات يوم كان ممثلاً للمندوب اللبناني لدى جامعة الدول العربية، وكقنصل عام في ديترويت". وبالنسبة إلى المصادر، إذا عُيّن قبلان في مديرية الشؤون الاقتصادية، لا في المراسم، "فهذا يعني تسعير الخلاف مع برّي، ووجود رغبةٍ لدى باسيل في التصعيد".

عُيّن، حتى الساعة، السفير غدي خوري مديراً للشؤون السياسية، والسفير كنج الحجل مديراً للشؤون الإدارية والمالية، وبري مديرة للشؤون الاغترابية. أما بالنسبة إلى بقية المناصب، فقد عقد باسيل اجتماعات مع كلّ المُرشحين لتولي مسؤوليات إدارية، من دبلوماسيي الفئة الأولى (يُمكن فقط تعيين دبلوماسيين من الفئة الثانية في وحدتَي الرموز والتفتيش) العائدين من مهماتهم في البعثات اللبنانية في الخارج. وبناءً عليه، يُرجَّح أن يقرر وزير الخارجية ــ مع الأمين العام للوزارة السفير هاني شميطلي ومدير الشؤون الإدارية والمالية السفير كنج الحجل ــ توزيعهم وفق الآتي: يوسف صدقة في مركز الاستشارات، نجلا رياشي في دائرة الصحافة، كارولين زيادة في المنظمات الدولية، كارلا جزار في وحدة الرموز، يوسف رجّي في وحدة التفتيش، ليبقى الغموض يلفّ مديريتي الشؤون الاقتصادية والمراسم. المصادر المُطلعة على الملفّ تزعم أنّ "خطة المسؤولين في الخارجية تقتضي تعيين جزار في المراسم، وصدقة في الرموز، وقبلان في الاقتصادية، الأمر الذي لن تقبل به حركة أمل".

الملفّ الثاني الذي يجري العمل عليه في قصر بسترس هو تحديث قانون وزارة الخارجية، الذي بوشر به في الحكومة السابقة. الهدف هو "إعادة تنظيم كلّ الإدارة وتحديثها"، كما تقول مصادر الوزارة. ولكن تحت هذا العنوان العريض، يجري التحضير لـ"سَحب" منصب مديرية المغتربين من تحت بساط رئيس مجلس النواب، عبر إلغائه تحت حجة "دمج مديرية المغتربين بالشؤون الاغترابية، ونقل الموظفين في الأولى من المبنى في بئر حسن إلى بسترس، ولا سيّما أنّ المديريتين تعملان على الملفات نفسها، والآن أصبح هناك أيضاً مؤتمر الاغتراب الذي يُعنى بالمغتربين". إلا أنّ مصادر الوزارة تُسارع إلى القول: "لا يزال هذا الكلام مُجرّد فكرة يجري البحث بها".

تنفي المصادر المُطلعة على الملفّ أن يكون هناك تشابك صلاحيات بين مديرية المغتربين ومديرية الشؤون الاغترابية، فالأولى "يُعين على رأسها مدير عام في الملاك الإداري بمرسوم يصدره مجلس الوزراء بأكثرية الثلثين، وهي تابعة لملاك وزارة المغتربين وأعيد دمجها مع وزارة الخارجية، لكنها بقيت مديرية مستقلة مالياً وإدارياً. أما الثانية، فتابعة لملاك الخارجية ويُعين فيها دبلوماسي". أدار مديرية المغتربين في السنوات السابقة المدير العام هيثم جمعة، قبل إحالته على التقاعد قبل أشهر، "وكان أيضاً، بحُكم خلو مديرية شؤون المغتربين، يهتم بالمنصبين". على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية، حُدّدت مهمات مديرية المغتربين بـ"توثيق الروابط بين الوطن والمغتربين وتنمية التعاون معهم في مختلف المجالات. تتألف من مصلحة المغتربين، مصلحة الأملاك والقيد، مصلحة العلاقات العامة للشؤون الاغترابية، مصلحة الإعلام والثقافة، دائرة الشؤون الثقافية، دائرة المعلوماتية والإحصاء، دائرة الديوان". وتُضيف المصادر المطلعة أنّه بالنسبة إلى مديرية الشؤون الاغترابية فهي "غير مُحدّدة الصلاحيات، ولكن الأكيد أنّ لكل من المنصبين دوره".

الخلاصة، هي تعميق الخلاف أكثر فأكثر بين التيار الوطني الحر وحركة أمل. ردّ عين التينة على "الاستفزازات" البرتقالية في وزارة الخارجية، سيكون عبر تأخير توقيع وزير المال لمرسوم تعيين المستشارين (القناصل)، رغم أنّ "باسيل يريد أن ينتهي منه بأسرع وقت"، تختم المصادر المطلعة.

 

ذاك عليٌّ الهاشمي وهذا علي الخامنئي

الشيخ حسن مشيمش/18 كانون الثاني/18

[ لا تقيسوا الحق بالرجال بل قيسوا الرجال بالحق ]

قال الامام علي (ع) قوله الخالد على مر الزمن : ياحارث:

{ إنه لَملبوس عليك - (أي إن الأمر مُلْتَبِس عليك) - الحق لا يُعْرَف بالرجال وإنما يُعْرَفُ الرجال بالحق فاعرف الحق تعرف أهله}

في ظل حكم الإمام علي (ع) لم يكن فيه

1 - إقامة جبرية لمعارض سياسي إنتبه لمعارض سياسي وليس لمعارض عسكري متمرد بسلاحه ضد الحاكم الشرعي.

2 - ولا اعتقالات احترازية لمعارضين سياسيين

3 - ولا تعذيب بالسجون والزنازين للمعتقل مهما كانت تهمته ولو كان قاتلا لعلي بن أبي طالب !!!!!

قال الإمام علي لأولاده وللمسلمين إياكم أن تُمَثِّلوا أي أن تُعَذبوا وتُنَكلوا بابن ملجم

قاتلي فإنني سمعت حبيبي رسول الله (ص) قال:

{ إياكم والمُثْلَى ولو بالكلب العقور !؟ }

فأطعموا قاتلي من طعامي واسقوه من شرابي فإن أنا مت من جرَّاء ضربته فضربة بضربة !!!

لو كان ابن ملجم اليوم بيد رجال أمن الأحزاب الدينية الشيعية والسنية لسلخوا جلده عن عظمه بالتحقيق معه ليعرفوا من أقنعه ومن بعثه بمهمة اغتيال الإمام علي (ع) !؟

5 - وفي ظل حكم الإمام علي لا نفي لمعارض سياسي.

6 - ولا قطع راتب من صندوق الدولة لمعارض سياسي.

7 - ولا اغتيال لأي خصم سياسي

بل كان الإغتيال غيلة بالغدر لخصم سياسي أعظم جريمة وأفحش حرام وأقذر ممارسة نجسة بعقيدة علي بن أبي طالب رغم حاجته الماسة والضرورية لكل هذه المحرمات لتوطيد سلطته الشرعية ولترسيخ حكومة العدالة لكن هيهات أن يمارسها الإمام علي طالبا الإنتصار لسلطته الشرعية بوسائل قذرة غير شرعية وبممارسة اجرامية غير شرعية يبيحها اليوم الخامنئي وحسن نصر الله ويستبيحوها بحجة خطيرة اسمها الضرورات تبيح المحظورات وضرورة الحفاظ على الدولة الإسلامية والحالة الإسلامية تسمح لنا بفعل ما لم يفعله الإمام علي !؟

إن الخامنئي خالف كل هذه المبادئ والخامنئي ورث سيرته حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة من الخميني !!

وبنفس الوقت يزعمون بأنهم على سيرة الإمام علي !؟

إن نضالنا وبكل الوسائل المشروعة مستمرة مع مدرسة الخميني والخامنئي ونصر الله

ولا نستوحش في سبيل الله تعالى وطريق نبينا محمد (ص) والإمام علي الذي هو طريق الحرية السياسية ( قدس الأقداس ) لقلة سالكيه لن نستوحش في هذا الطريق لضعف إمكانياتنا إن العمر قصير جدا وسنقضيه بالكلمة ، بكلمة حق في وجه إمام جائر كالخامنئي ونصر الله

نحن مستضعفون ولسنا ضعفاء وحزب ولاية الفقيه بكل فروعه في المنطقة أقوياء مستكبرون يقلدون بوتين وستالين وموسولوني وهتلر وطغاة الأرض ولا صلة لهم بعدالة نبينا محمد (ص) والأئمة الأبرار ولا بقسطهم ، ولا برحمتهم ، ولا بصدقهم ، ولا بطهارتهم ، ولا بشفافيتهم ، ولا بخشيتهم من الله مطلقا .

هذه قناعتنا وبهذه القناعة سنقف بين يدي ملائكة الحساب ونملك الأدلة القاطعة على صدق قناعاتنا وصحتها ومستمرون بما تبقى من عمرنا القصير و ان شاء الله يكون قصيرا لنرتاح من دنياهم البشعة يا رب .

مستمرون بفضح هذا الحزب الشرير الكاذب الخادع لأهلنا الطيبين الطاهرين السطحيين الساذجين ونحن على يقين لا حدود له إن نظام ولاية الفقيه إلى مزبلة التاريخ وجهنم وبئس المصير.

ومعاذ الله وحاشاه جل جلاله أن يضع كوكب الأرض تحت سلطة رجال يعتقدون بأنهم حزب الله ، وأنصار الله ، وجند الله الغالبون ، وهم يقلدون بوتين روسيا وستالين وهتلر وموسولوني ونيقولاي تشاو شيسكو طغاة جبابرة مرضى بداء جنون العظمة !!!!

و قسما بالله لو كان الخامنئي يملك القوة النووية التي تملكها أميركا أوفرنسا والقوة الإقتصادية العظيمة الخيالية التي تملكها أميركا وحلفاؤها في العالم لتحول كوكب الأرض إلى جحيم لا يُطاق ولانعدمت فيه كل تنمية وازدهار وتطور وحقوق ولتم القضاء على كل ما أنجزته الإنسانية على صعيد الدساتير والقوانين والعلوم بكافة الحقول ولن يبقى زاوية في هذا الكوكب ولا بقعة فيه إلا وأَنَّت أنين الثكالى من الظلم والقهر !!!!

لو حكم الخامنئي وجماعاته ورجاله كوكب الأرض لتحولت عواصم العالم كلها إلى مجمعات بؤس وفقر وتخلف كمجمعاته في طهران ، وإصفهان ، ومشهد ، وشيراز ، و ، و ، و ، وحي السلم ، والأوزاعي ، وبئر حسن ، وحي الليلكي ، و ، و ، و ، و ، و .

 

عن إيران وأحداثها

مصطفى علوش/المستقبل/18 كانون الثاني/18

«عندما تتسع المعرفة تضيق مساحة الأسطورة، وعندما تضمر المعرفة تثب الأسطورة لتملأ الفراغ»

يقول «جوزف شومبيتر» أحد عباقرة الإقتصاد في القرن العشرين، في كتابه عن «الرأسمالية، الإشتراكية والديموقراطية»، الذي طبعه سنة ١٩٤٩، وأصبح أيقونة علمَي الإقتصاد والإجتماع، بأن الشيوعية بالنسبة لأتباعها ليست فقط خياراً سياسياً، بل هي تعدت كل ذلك لتتحول إلى دين بكل ما للكلمة من معنى! فالمؤمنون بالشيوعية كانوا يعتبرون «كارل ماركس» نبياً حقيقياً، وكانت أدبيات الشيوعية الأساسية تشبه الكتب المقدسة للشيوعيين، كما أن القادة الكبار منهم كانوا يعتبرون قديسين تعلّق صورهم في البيوت ومقار الحزب، وتحاط بكل شعائر الإجلال والإحترام مثل التعاويذ والأيقونات، كما أن الشيوعية كانت تعني نهجاً متكاملاً في الحياة، لها أهدافها المثالية وقواعدها المقدسة التي مثلت في فترة من الزمن «خلاص البشرية» من مآسيها وآلامها وشرورها، وكان لها شعبها المختار الذي سيعبر من خلالها إلى الجنة الموعودة التي كانت تدعى اليوتوبيا.

ولكن، ورغم كل ذلك، ورغم انتشار أفكارها في مختلف أصقاع الأرض، ورغم ملايين «الشهداء» من معتنقيها الذين ماتوا ولم يبلغوا جنتهم الموعودة، انهارت الشيوعية بسرعة تحت وطأة الإقتصاد الفاشل والأمل المفقود في تحسن الحال. وكثيراً ما كان الشعب الروسي يردد قبيل انهيار الإمبراطورية السوفياتية: "ما لنا ولأفغانستان، ما لنا ولأميركا اللاتينية، ما لنا ولمنظومة الدول الإشتراكية؟".

لا أريد الإيحاء من كل ما سبق بأنني أتوقع المصير نفسه لإيران من خلال ما حدث في الأيام الماضية، لكن الشيء بالشيء يذكر، ولا أظن أنه حتى المرشد الأعلى مقتنع بأن نظامه سيصمد إلى يوم معركة «حرّ مجدو»، ولا أنه، ولا حتى خليفته الفرضي، سيتمكنا من مد سلطة نسختهما من الإسلام على مساحة كافية لإقناع صاحب الزمان بالظهور لقيادة المعركة النهائية بين الخير والشر، على الرغم من أن أحمدي نجاد مقتنع بأنه عاد ولم يعد هناك حاجة لوكيل عنه لقيادة الناس.

لكن كل ذلك لا يبدو موضع البحث الآن، فمن ثار في إيران اليوم لم يقم بذلك إلا لشعور بالظلم والقهر من رؤية ثروة بلده تهدر، في وقت يعيش هو وأبناؤه في فاقة وعوز.

لم يعد ذاك الغاضب في شوارع تبريز أو طهران أو أصفهان يهتم بمن سيقود المعركة الأسطورية، فمعركته هي مع قوته اليومي ومع ذله ومهانته.

هذا المواطن الفارسي الذي يحمل على كتفيه وزر الثقافة والحضارة وفخرها، كان يمكنه تحمل المزيد من الآلام في سبيل عودة أمجاد الإمبراطورية، لو أنه لم ير ثروات بلده تهدر على قادة الحرس الثوري وهم يبتلعون الإقتصاد ويعيشون في مجد البطولات ورفاه العيش الرغيد، في وقت يكتفي هو بالمشاهدة، وهو يقول: "ما نفع رفع كل تلك الأعلام لإيران الإسلامية مزروعة على أبنية المدن المدمرة في العراق وسوريا واليمن، وما نفع الخطابات الحماسية في ساحات لبنان، والأتباع يهتفون لبيك لبيك، في حين أن أبنائي جياع؟".

لا أعلم في هذه اللحظة ما هو مستقبل الغضب الإيراني، فالحراك ما زال عفوياً، ومن دون قيادة، ومن الواضح أن قوى السلطة التي كانت تتبادل الأدوار في السنوات الماضية بين محافظ وإصلاحي، وحدت صفوفها لمواجهة غضب الناس.

لقد توضحت الصورة بشكل أكبر اليوم، فلعبة الديموقراطية والمعارضة تحت ظل عباءة المرشد الأعلى، كانت مجرد لعبة خبيثة لواقع السلطة المطلقة التي تقبض على الأنفاس والمال. أنا لا أظن اليوم أن لحظة التغيير قريبة في إيران بالرغم من حجم الحراك، فقوى السلطة ما زال لديها كل مقومات الدفاع عن مصالحها، ولا أظن أن الغضب سيتحول إلى ثورة، فثمن التغيير اليوم هو بالتأكيد حمام دم، لكن المؤكد هو أن قداسة الكم قد كسرت، بعدما انكشفت الأسطورة بأنها مجرد مجموعة أوهام.

(*) عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»

 

الرياء الروسي - الأميركي في سورية

وليد شقير/الحياة/19 كانون الثاني/18

إذاً، هناك استراتيجية أميركية لسورية. هذا ما أنبأنا به وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون. والوسائل هي إبقاء القوات الأميركية في سورية، والعمل الديبلوماسي من أجل حل سياسي يخرج بشار الأسد بنتيجته من الرئاسة، والهدف هو منع عودة «داعش» وإنهاء نفوذ إيران الذي يتمدد على الأرض السورية وفي قلب مؤسساتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية. ومع أن المضمر في كل هذه الاستراتيجية هو وقف استفراد روسيا بالنفوذ على بلاد الشام، بعدما أمعنت في تجاهل الدور الأميركي تارة عبر ابتداعها مرجعية آستانة، وأخرى عن طريق اختراعها منصات للمعارضة السورية في موسكو وغيرها، وأخرى بخلقها أطراً لجمع السوريين في سوتشي بهدف تذويب المعارضة المعتدلة للنظام، فإن واشنطن سبق لها أن سلمت لموسكو بكل هذه الأطر، وتركت لها هندسة مشاريع الحل السياسي على قاعدة حفظ مصالح إسرائيل بإبعاد إيران و «حزب الله» عن حدود الدولة العبرية، وراهنت على أن تساهم شراكتها مع الروس في تقليص نفوذ طهران في سورية بعد أن عدّل دونالد ترامب توجهات الإدارة الأميركية حيال تمدد الحرس الثوري. وقبلت بموازاة هذا الرهان، ببقاء الأسد الذي تعتبر الآن أنه وعائلته لا يمكن أن يلعبا دوراً في حكم سورية.

اكتشفت واشنطن أن موسكو إما غير قادرة أو أنها لا ترغب، في الحد من النفوذ الإيراني الذي تعتمد على وجوده الميداني في تثبيت أهدافها في سورية. ومن أهم الاختبارات لعدم القدرة أو عدم الرغبة، كان فشل اتفاقها مع الجانب الروسي على منطقة خفض التصعيد في جنوب سورية حيث استمر النفوذ الإيراني في التمدد في محافظة القنيطرة. والدليل استمرار القصف الإسرائيلي لمخازن «حزب الله». ولم تنجح خطة واشنطن في قطع الطريق على كوريدور طهران الممتد من حدودها إلى العراق وصولاً إلى سورية، ثم إلى لبنان. وبناء الأوهام العربية والأميركية على التعارض في المصالح الروسية والإيرانية، بدا سراباً. فموسكو لم يرف لها جفن في إسقاط اتفاق مناطق خفض التصعيد الذي صاغته منذ أيار (مايو) السنة الماضية مع إيران وتركيا في آستانة، وشملت محافظة إدلب، شمال حمص، الغوطة الشرقية والجنوب السوري، حين أعادت إطلاق العمليات العسكرية بوحشية وقحة، بالتعاون مع قوات النظام و «حزب الله» في هذه المناطق، في ظل سكوت تركي كامل لم يخرقه إلا احتجاج خجول على استهداف إدلب بعد أن كانت قمة سوتشي الروسية- الإيرانية- التركية أوكلت إلى أنقرة أمر إدارة التهدئة فيها. بل أن مهندسي السياسة الأميركية وجدوا أن بوتين تمكن من اجتذاب أنقرة وضمان سكوتها عن خرق مناطق خفض التصعيد، مقابل إعطائها حرية مواجهة التمدد الكردي في الشمال الشرقي لسورية، المدعوم أميركياً، وأن التعاون التركي الروسي لم يعد مسألة تكتيكية بل أصبح يعاكس بالكامل ما تسعى إليه واشنطن، وصولاً إلى ما يشبه التماهي والتحالف مع طهران. لم يتوقف التلاعب الروسي الذي أتقنه سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي السابق جون كيري عن إدارة الظهر للتوافقات الدولية والإقليمية حول سورية، طوال السنة السابقة التي أوحت لقاءات الجانبين أن في الإمكان تعاونهما في سورية. على العكس، تعمقت الحرب بالواسطة التي يخوضانها الواحد ضد الآخر. وما جرى من قصف على مطار حميميم وقاعدة اللاذقية الروسيين، شاهد على ذلك. منذ عام 2011، وفي كل محطة تتنبه الإدارة الأميركية إلى أنها تفقد زمام المبادرة وموقع الشراكة في سورية، تعود فتتشدد، لكن بعد أن تكون تخلت عن خيوطها، بحرمان المعارضة المعتدلة من الدعم، لكن تصحيح «استراتيجيتها» يأتي متأخراً وسلبياً، لأن سقفه الإفادة من مأزق روسيا في تكريس انتصاراتها العسكرية باحتكار الحل السياسي. بدت القوتان العظميان تمارسان سياسة طفولية حين تنافستا على اعتداد كل منهما بأنها وراء الانتصار على «داعش» قبل أسابيع. وهما تواصلان الرياء على السوريين بالحديث عن أن لا حل عسكرياً لأزمتهم، فيما هما تتقاتلان بالواسطة في الميدان.

 

الحوار العربي – الايراني في نسخته الثانية: هل يمكن فتح الابواب المغلقة؟

قاسم قصير – عربي 21/18 كانون الثاني/18

للمرة الثانية خلال عامين ينعقد في بيروت "المؤتمر الحواري بين العرب والايرانيين"، تحت عنوان : "نحو مستقبل مشترك – الامن والاستقرار والتعاون"، وقد انعقد المؤتمر للمرة الاولى عام 2016بالتعاون بين عدد من المؤسسات اللبنانية والايرانية ، وقد تولى التحضير للمؤتمر المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق بالتعاون مع الجامعة اللبنانية ومركز باحث للدراسات .

واهمية النسخة الثانية من المؤتمر انها تضم شخصيات عربية واسلامية متنوعة ومن مختلف الاتجاهات ، اضافة لحضور شخصيات ايرانية فاعلة في المشهد السياسي والدبلوماسي والبحثي في ايران.

ومن ابرز المدعوين من العالم العربي: الامين العام الحالي للجماعة الاسلامية عزام الايوبي والامين العام السابق ابراهيم المصري، رئيس حزب مصر القوية الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، مستشار الامن القومي العراقي فالح الفياض، رئيس الوزراء السوداني السابق الصادق المهدي، عضو قيادة حركة النهضة التونسية نور الدين عرباوي، الوزير اللبناني محمد فنيش،المنسق العام للمؤتمر القومي – الاسلامي خالد السفياني، النائب الاردني السابق ليث شبيلات، النائب عن تيار المستقبل الدكتور باسم الشاب، المفكر الفلسطيني منير شفيق ، مديرة مركز دراسات الوحدة العربية لونا ابو سويرح ، مسؤول العلاقت الدولية في حركة حماس اسامة حمدان ،اضافة لعدد كبير من المفكرين والباحثين اللبنانيين والعرب.

واما من الجانب الايراني فمن ابرز المدعوين : وزير الخارجية السابق الدكتور كمال خرازي، مساعد وزير الخارجية السابق حسين اميرعبد اللهيان،رئيس اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية الشيخ كريميان ، المسؤول في وزارة الارشاد الدكتور عباس خاميار، رئيس مركز الدراسات السياسية والدولية سعيد خطيب زادة، رئيس مركز انديشة سازان نور سعد الله زارعي، اضافة لعدد من الباحثين والمفكرين الايرانيين المختصين بالشؤون العربية.

وقد غاب عن المؤتمر الشخصيات الخليجية وخصوصا من الامارات والسعودية والبحرين في ظل استمرار تأزم العلاقات بين ايران وهذه الدول.

وتناول المؤتمر عدد من المحاور الاساسية ومنها : الدولة الوطنية واشكالية الاستقلال والشراكة وتماسك الهوية، العلاقات الاقليمية من التوازن الى الشراكة الواسعة، الادوار والمشاريع الدولية في الاقليم وكيفية مقاربتها، التهديد الاسرائيلي للقضية الفلسطينية واهمية التعاون الاقليمي لمواجهته، وضع استراتيجية مشتركة لمواجهة قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن القدس وكيفية دعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.

وقد حرص المنظمون للمؤتمر على اتاحة الفرصة لاوسع حوار معمق بين المشاركين وبحث كل القضايا الاشكالية ، والانطلاق من طرح الاشكالات والالتباسات التي تسود العلاقات العربية – الايرانية الى البحث في كيفية تطوير هذه العلاقات واطلاق وثيقة خاصة تحت عنوان: اعلان بيروت للتعاون العربي- الايراني.

لكن رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق بالتعاون مع مؤسسات لبنانية وعربية وايرانية ، وهي استكمال لجهود اخرى قامت بها مراكز دراسات عربية عريقة كمكرز دراسات الوحدة العربية في بيروت ومركز دراسات السياسات في الدوحة ومراكز بحثية اخرى في المغرب والمشرق العربي، من اجل بحث العلاقات العربية – الايرانية والوصول الى اسس للتعاون بين العرب وايران وكذلك بين العرب والاتراك ، فاننا نلاحظ ان الاوضاع السياسية المتفاقمة بين هذه الكتل التاريخية المهمة لا تزال هي الطاغية ، خصوصا في ظل الصراعات الاقليمية والمخاوف المتبادلة بين هذه الاطراف.

وعلى ضوء هذه المشكلات فان ما نحتاج اليه ، ليس فقط عقد مؤتمرات بحثية حول التعاون بين هذه الاقطار ، بل اتخاذ سياسات جريئة من القادة الايرانيين والعرب والاتراك للتوصل الى تسويات شاملة للصراعات القائمة في المنطقة ، بما يحقق العدالة للجميع ويوقف كل اشكال الظلم والاضطهاد ، ويتحول الجميع للتعاون لمواجهة التحديات القديمة والجديدة. ومع اهمية مؤتمر الحوار العربي – الايراني في نسخته الثانية في بيروت وما سيصدر عنه من نتائج وقرارات ، فان المهم كيفية تحويل هذه التوصيات الى سياسات وقرارات عملية ، وفتح الابواب المغلقة بين مختلف الاطراف والدول والبحث العملي في كيفية اعادة بناء الثقة المفقودة بين العرب والايرانيين وبين العرب والاتراك ايضا.

 

مستقبل الثقافة» في كل مكان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18

دعا المفكر الدكتور مصطفى الفقي أهل القلم في مصر والعالم العربي إلى نقاش واسع للأوضاع الفكرية في مناسبة مرور ثمانين عاماً على صدور كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» للدكتور طه حسين، العلامة الأكثر شهرة في عصر التألق الذي لم يدم طويلاً، فأعقبته عصور من الكبوات والظلمات والجفاف.

كيف يمكن إحياء هذه المناسبة فيما الغائبون هم: توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، أحمد لطفي السيد، مصطفى صادق الرافعي، عباس محمود العقاد، عبد الرحمن بدوي، وذلك السرب الكبير من أقرانهم في سوريا والعراق ولبنان والسودان والجزيرة العربية وبلدان المغرب.

الثقافة لم تعد هماً ولا شأناً. أمة غارقة في هموم الفقر، وفي وحل الفساد وحضارة الموت والقتل. اختفت من المكتبات منذ زمن المجلات الأدبية التي كانت تملأ العالم العربي، في خجل وصمت، ولم يعد يسأل عنها أحد. وقلّت الكتب ذات الطابع الثقافي إلا المترجَم منها. وقل عدد «الوجوه الثقافية» التي ينتقل حضورها من عاصمة إلى عاصمة. كانت «الثقافة» بكل وجوهها ومعالمها وعناصرها، شغفاً شاملاً، لأنها كانت جزءاً جوهرياً من الشعور القومي بواجب التقدم. ولذا، كانت وليدة البيوت والمجالس والمدارس. وكانت للمثقف مرتبة عليا جعلت الحكم يتقرب منه وينتسب إليه، وليس العكس. وأصبح الأديب عضواً في نقابة السلطة ومحرراً في دائرة الأناشيد، ولم يعد علماً للوطن وراية للدولة. من أجل إحياء فكر طه حسين، يجب إحياء عصره، لا ذكره. لم يكن وحيداً برغم ما كان عليه من تفوق وشجاعة وصلابة نفسية لا حدود لها، وجعلت بصيرته بلا حدود أيضاً. قبل ثمانين عاماً كانت مصر تتلهف لتقرأ طه حسين وزكي مبارك وأحمد حسن الزيات وأحمد زكي ومصطفى عبد الرازق وأحمد أمين. أي أن القارئ لم يكن أقل مستوى من الكاتب. والحضور لم يكونوا أقل معرفة من المحاضر. ربما استطاع الدكتور الفقي، أولاً بصفته الشخصية، وثانياً بصفته أميناً لمكتبة الإسكندرية، أن يرعى من خلال المكتبة إحياء شيء من الألق الثقافي، شرط ألا تغرقه المكتبة في الشؤون الإدارية كما أغرقت الدكتور سراج الدين من قبله. كم يليق أن تتحول الإسكندرية إلى مهرجان ثقافي دائم، وليس مجرد مواسم تذهب وتعود.

 

قرصنة في سماء الخليج

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18

هي المرة الأولى التي تفعلها دولة خليجية ضد دولة خليجية أخرى، عندما تعرضت مقاتلات قطرية لطائرتين إماراتيتين مدنيتين كانتا في طريقهما إلى البحرين. من يصدق... قطر تستهزئ بسلامة مئات المسافرين من 20 جنسية. هي تعلم أن احتمال سقوط الطائرات المدنية وارد، في حال كان هناك تهديد عسكري كما فعلت المقاتلات القطرية، فعملية الاعتراض تتم عبر إرسال طائرتين مقاتلتين باتجاه الطائرة المدنية، حيث يقوم الطيار العسكري بالاقتراب بشكل كبير من نافذة ربان الطائرة المدنية، ومن ثم يقوم بتوجيه الطائرة من نافذته ليقوم قائد الطائرة المدنية بتحريك طائرته يميناً ويساراً، مما يعني أنه قبل الأمر بالاعتراض، وهنا يظهر الخطر باعتبار ردة فعل الربان في تلك اللحظة غير مضمونة، مما يعرض سلامة الركاب للخطر ويزيد من احتمالية سقوط الطائرة. بالطبع الدوحة أنكرت ما قامت به وتبرأت منه، وسريعاً ما انكشفت الكذبة بعرض التلفزيون البحريني إثباتات مصورة لكيفية الاعتراض بعد رصد الرادارات ذلك، حيث ثبت للجميع أن قطر فعلتها ثم كذّبت فعلها، وهو أمر اعتادت عليه دول المنطقة من سلوكيات تقدم عليها جارتهم المعزولة. إذا كان اعتراض المقاتلات القطرية للطائرتين الإماراتيتين، جريمة جديدة تضاف إلى الرصيد القطري ضد جيرانها، فإن الخطوة المتهورة يبدو خلفها ثلاثة أهداف؛ أولها أن الدوحة تريد إعادة قضيتها للواجهة الدولية بأي ثمن، بعد أن واجهت رداً غربياً ثابتاً طوال أكثر من ستة أشهر: لن نتدخل... حلوا أزمتكم مع جيرانكم، وهي تراهن على أن أي تصعيد في هذه المنطقة الحساسة سيستنفر العالم، وبذلك تجد مفتاحاً سحرياً لحل أزمتها التي لا تزال في بدايتها، أما الهدف الثاني فإن الدوحة تعاني الأمرين من مقاطعة أنهكتها، وعدم قدرتها على استخدام المجال الجوي للدول المقاطعة، وبهذا التصعيد ترغب في أن يكون الشيء نفسه للإمارات والبحرين، باتخاذ الرحلات الجوية المدنية بين البلدين مسارات بديلة، أو حتى بمرافقة طائرات عسكرية للطائرات المدنية، بعد أن صرح رئيس منظمة الطيران الدولي الإماراتي بأن بلاده يمكن أن تستخدم مختلف الأدوات لحماية طائراتها، في رده على سؤال صحافي عن إمكانية مرافقة طائرات حربية للطائرات الإماراتية المدنية العابرة في الأجواء القريبة من قطر. أما الهدف الثالث، وهو الأخطر، أن تحدث مواجهة عسكرية جوية، فتتدخل الدول الكبرى وتدول أزمتها، وهي ورقة قطرية لم تتوقف عن محاولة استخدامها برعونة منذ اليوم الأول للأزمة، إثر استقدامها قوات تركية على أراضيها، متذرعة بأنها لحمايتها من «غزو» عسكري، ثبت لاحقاً أنه لم يكن مطروحاً على الإطلاق، ولا يعدو وهماً ترغب الدوحة في استغلاله لتبرير استقدام الجنود الأتراك. حسناً فعلت الإمارات بعدم الانجراف أمام التهور القطري وعدم تحقيق ما ترغب الدوحة في الوصول إليه، أو كما قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش: «ردنا سيكون متزناً وقانونياً، وهدفه أمان الأجواء وأرواح الركاب»، وهو ما تمت ترجمته بالتوجه للمنظمات الدولية، كما منظمة الإيكاو العالمية، والمنظمات ذات الصلة، والتقدم إليهم بشكوى رسمية، فهذا التصعيد الخطير سيكون دليلاً آخر على إرهاب قطر أمام دول العالم، فالنظام القطري بلغ حد الاستهتار بالقوانين الدولية وتهديد الأمن والسلم الإقليمي بتصرفاته المتهورة وتهديد لحركة الملاحة الجوية، أما في حال ما كررت قطر اعتراضها للطائرات المدنية، فإنه يحق للدول المتضررة القيام بكل ما يمكنها لحماية مصالحها، وستكون الدوحة حينها وحدها الخاسرة، ولن تجد من يتعاطف معها أو يعتبرها «ضحية» كما تريد أن توهم العالم بأنها كذلك. كعادتها... تتهور قطر بسلوكيات لا تعرف مدى خطورتها ولا تستوعب عواقبها، ولا أظن أنها ستتوقف عن الاستفزازات كل مرة بطريقة مختلفة، في ظل العزلة التي تعيشها، ومقصلة النسيان التي دخلت فيها أزمتها، ووطأة المعاناة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تئن تحتها.

 

خطاب عباس... قراءة للسطور وما بينها

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18

أثار خطاب الرئيس محمود عباس أمام «المجلس المركزي»، ردود فعل أقوى بكثير من ردود الفعل التي أحدثتها قرارات المجلس، وذلك بسبب خروج الرئيس محمود عباس عن اللغة المألوفة في مخاطبة الرؤساء. حصل خطاب عباس الناري على وصف استثنائي، أستعيره من الصحافة الإسرائيلية، التي سمت الخطاب بـ«خطاب يخرب بيتك». المحللون السياسيون الذين يقرأون السطور وما بينها، توصلوا إلى تعريف دقيق لخطاب الرئيس عباس، وبالنسبة لي فإنني أرى أن الرجل خرج عن قواعد اللغة في مخاطبة ترمب، ليحمي التزامه بقواعد اللعبة مع الإسرائيليين والأميركيين. ومحمود عباس صانع «أوسلو» والرجل المؤثر في المسارات الفلسطينية، حتى قبل أن يصبح رئيساً، يعرف بدقة قواعد اللعبة التي شارك في تأسيسها، ويفرق بين اللغة المتشددة التي تلزم في الأزمات، ومخاطبة الهياج الشعبي، وبين المضمون المعتدل الذي يترك الأبواب مفتوحة، دون أن يغلق أي باب، أو حتى دون أن يجعله موارباً.

كان ياسر عرفات، رحمه الله، بارعاً في استخدام دبلوماسية اللعن، فقد كانت تنجيه من تحديد المواقف الحاسمة التي يترتب عليها أثمان باهظة، أما محمود عباس فلم يستخدم هذه القاعدة في أداء مواقفه، بل نحت قاعدة جديدة هي التمترس خلف ساتر اللغة المتشددة، لمواصلة اللعبة المعقدة وغير الشعبية، سواء في العلاقات مع الولايات المتحدة أو إسرائيل. لقد طرب الفلسطينيون على «يخرب بيتك»، واعتبرت كلمة مناسبة لمن طعن الفلسطينيين في أهم ما يملكون... القدس. غير أن «يخرب بيتك» هذه جاءت في سياق تمسك عباس بنهج المفاوضات، وادعاء ترمب بأنه لا يريد التفاوض.

لقد أفصح عباس عن أنه، وخلال اللقاءات الأربعة مع الرئيس ترمب والمكالمات المتعددة معه، أفهمه أنه لا يعترض على المفاوضات، فبدا موقف الرئيس الأميركي من المسألة غير موضوعي مع الحقيقة. ووراء اللغة المتشددة لم يغفل عباس توجيه رسائل للأميركيين؛ يظهر فيها استعداده لعودة المياه إلى مجاريها، واضعاً شرطاً معقولاً لذلك وليس تعجيزياً، وهو إظهار موقف أميركي يتماهى مع الإجماع الدولي بحقوق الفلسطينيين في القدس الشرقية، ومن أجل توفير قرائن على عدم قطع شعرة معاوية مع الأميركيين، حتى بعد قرار ترمب بشأن القدس، إعادته لممثله في واشنطن بعد استدعائه للتشاور، ثم إيعازه لرئاسة «المجلس المركزي» بدعوة القنصل الأميركي للحضور في الجلسة الافتتاحية للمجلس، إضافة إلى ما لا يعلنه الرئيس عباس، وهو الاحتفاظ بخطوط معينة مع الأميركيين، وفق يقينه باستحالة الاستغناء عن علاقة مع الأميركيين للتأثير على مهندسي «صفقة القرن»، لعله يحرز توازناً معقولاً في هذه الصفقة، ولا يخلو الأمر من استعانة عباس بمن أمكن من العرب والأوروبيين لتحقيق هذه الغاية. أما بالنسبة لإسرائيل، فقد وفرت اللغة العربية العبقرية مخارج مأمونة من الاضطرار لمعالجة الأمور الحساسة، مثل تعليق الاعتراف المتبادل إلى حين اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، وتكليف اللجنة التنفيذية التي هي في واقع الأمر بلا عمل لتجسيد ذلك، وفوق ذلك إحالة موضوع التنسيق الأمني إلى اللجنة ذاتها، إضافة إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادي للسلطة، بالتخلص من اتفاق باريس، والعمل على مستحيل اسمه إنهاء العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، سواء في الضفة التي فيها عشرات المعابر لنقل العمال والبضائع، أو مع غزة التي أشارت آخر إحصائية إلى أن إسرائيل أدخلت إلى القطاع خلال العام الماضي أربع ملايين طن من البضائع عبر المعبر الرئيسي المسمى بكرم أبو سالم. بديهي أن تستغل إسرائيل كل كلمة من خطاب الرئيس عباس لتحريض الإدارة الأميركية، ولتبرير إجراءاتها شديدة القسوة ضد الفلسطينيين. لقد رد نتنياهو من الهند، ولا جديد في رده لأنه لا يقترن بأي إجراء، وحتى غاباي وليفني، فقد ردَّا عليه مع البقاء على الموقف الأساسي لكل فريق. مشكلة عباس أحياناً في ضعف موهبة كثير من مساعديه في معرفة ما يريد حقاً، وما لا يريد، فيذهبون إلى الحد الأقصى من التشدد، وهذا ما حدث قبل اجتماعات «المجلس المركزي»، وحتى في الخطابات التي قيلت خلال الجلسات، لقد رفعوا السقف عالياً جداً، وحين تُليت القرارات تبين أن اللغة لا ترفع سقفاً ولا تخفضه، فكان الجديد في واقع الأمر هو اللاجديد وهذا ما حدث.

 

إيران تتنافس مع إيران في العراق

خيرالله خيرالله/العرب/19 كانون الثاني/18

تتنافس في الانتخابات العراقية إيران مع إيران. يتنافس العبادي مع المالكي. يتنافسان على أي منهما أكثر إيرانية من الآخر. ميزة العبادي أنه يوفر غطاء أميركيا لإيران في العراق. وهذه نقطة تعمل لمصلحته.

تكمن أهمية إيران بنظامها الحالي في مراهنتها على أن الوقت يعمل لمصلحتها. انتظرت طويلا في اليمن كي تقطف ثمار استثمارها في الحوثيين. كان في استطاعة الحوثيين قتل الرئيس علي عبدالله صالح بعيد سيطرتهم على صنعاء في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014، لكنّهم انتظروا إلى أواخر العام 2017 قبل الإقدام على خطوتهم القاضية بالانتهاء من الرجل الذي كان فقد عمليا كل أدوات السلطة منذ تسليمه الرئاسة إلى نائبه عبدربّه منصور هادي في شباط – فبراير 2012. لم يكن من همّ لدى عبدربّه منصور، الذي يدعي أن علي عبدالله صالح أساء معاملته طوال خمسة عشر عاما، سوى تصفية حساباته الشخصية مع الرئيس اليمني السابق. وهي تصفية حسابات صبّت عمليا في مصلحة الحوثيين (أنصار الله)، أي في مصلحة إيران.

كان العراق، وليس اليمن، منطلقا جديدا لإحياء المشروع التوسّعي الإيراني الذي فقد زخمه في مرحلة معينة، خصوصا بعد شبه الهزيمة الإيرانية في حرب السنوات الثماني مع العراق بين 1980 و1988، وهي حرب لم تؤدّ سوى إلى تراجع إيراني مؤقت. كان التراجع تمهيدا للانقضاض مجددا على دول الجوار، على رأسها العراق، حيث ارتكب صدّام حسين حماقة ليس بعدها حماقة تمثلت في احتلال الكويت في صيف العام 1990، غير مدرك لعواقب مثل هذه المغامرة التي ستعيد إحياء العدوانية الإيرانية وروح الانتقام من كل ما هو عربي في المنطقة بكلّ أشكالهما.

ليست الانتخابات العراقية المقبلة التي ستجري خلال أشهر قليلة سوى استكمال لمشروع وضع اليد الإيرانية على العراق بطريقة دستورية، وذلك بعد تسليم جورج بوش الابن البلد على صحن من فضّة إلى إيران في العام 2003. انتظرت إيران خمسة عشر عاما للوصول إلى انتخابات 2018 التي ستتوّج بها سيطرتها على العراق، كما تأمل ذلك. تتمثل تلك السيطرة برئيس للوزراء تابع لها يحظى في الوقت ذاته بغطاء أميركي. هل أفضل من الدكتور حيدر العبادي للعب هذا الدور المعدّ له سلفا بعد إجباره على أن يكون حليفا لبعض تشكيلات “الحشد الشعبي” الذي ليس سوى مجموعة ميليشيات مذهبية ذات عناصر عراقية تابعة لـ“الحرس الثوري” الإيراني؟ انضمّ الجزء الأكبر من “الحشد” إلى العبادي. ما لبث هذا القسم الأكبر أن أعاد النظر في تحالفه مع رئيس الـوزراء. لا بد من ممارسة ضغـوط على العبادي بين وقت وآخر لإقناعه بأنْ لا مجال للخروج من تحت الوصاية الإيرانية، وأن طهران ممسكة بكل خيوط اللعبة العراقية.

يمثل “الحشد الشعبي”، إيرانيا، مستقبل العراق ويجسد المشروع الإيراني في البلد. معظم قياديي “الحشد” قاتلوا مع إيران ضد العراق في حرب ما بين 1980 و1988. هؤلاء إيرانيون قبل أن يكونوا عراقيين. هؤلاء تابعون للولي الفقيه ولا ولاء لهم سوى لغيره. ليس أفضل من هؤلاء ليكونوا حراسا لإيران على العراق وعلى من هو في موقع رئيس الوزراء. شكّل حيدر العبادي تحت إشراف “حزب الدعوة” الذي ينتمي إليه تحالفا لخوض الانتخابات المقبلة. سيكون منافسه نوري المالكي الذي يشرف “حزب الدعوة” أيضا على التحالف الذي أنشأه تحت تسمية “دولة القانون”. إنها “دولة القانون” التي جاءت بـ“داعش” إلى الموصل في العام 2014 من أجل تبرير عملية تدمير إحدى المدن العراقية الأكثر عراقة والأكثر تنوعا. أطلق العبادي تسمية “نصر العراق” على التحالف الذي يخوض به الانتخابات والذي يعتبره تحالفا “عابرا للطوائف”. عاجلا أم آجلا، سيتبيّن إلى أي حد هناك قدرة لدى أي سياسي عراقي على التملّص من الوصاية الإيرانية.

باختصار شديد، تتنافس في الانتخابات العراقية إيران مع إيران. يتنافس العبادي مع نوري المالكي. يتنافسان على أيّ منهما أكثر إيرانية من الآخر. ميزة العبادي أنه يوفر غطاء أميركيا لإيران في العراق. وهذه نقطة تعمل لمصلحته. الثابت في المعادلة كلها هو “الحشد الشعبي”. المطلوب أن لا يكون مستقبل العراق وحده، بل مستقبل كل دولة تسعى إيران إلى أن تكون تحت وصايتها. فـ“الحشد الشعبي” في العراق هو الميليشيات الإيرانية في سوريا التي أبقت بشّار الأسد في دمشق وإن في دور الواجهة للإيرانيين والروس. و“الحشد الشعبي” هو أيضا “أنصار الله” في اليمن، و“حزب الله” في لبنان، والميليشيات الإيرانية التي تهدّد البحرين من الداخل. نجحت إيران في لبنان، خصوصا بعدما حوّلت “حزب الله” إلى أداة فعالة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. لكن نجاحها الأساسي يبقى في العراق. إنه النجاح الذي سمح لها بتغيير التوازن الإقليمي تغييرا جذريا. لم يكن الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران الذي هب لمساعدة العراق في حربه مع إيران في العام 1981 مخطئا في ذلك الزمن. قال بكل بساطة في تبريره لدعم نظام على رأسه صدام حسين، على الرغم من أنه لم يكن معجبا به بأي شكل، إن الحدود بين العراق وإيران هي حدود بين حضارتين كبيرتين وليست مجرّد حدود بين دولتين. إنّها حدود عمرها مئات السنوات بين الحضارة الفارسية والحضارة العربية. هذه الحدود، على حدّ تعبير الرئيس الفرنسي الراحل، تتحكم بالتوازن الإقليمي. انهارت تلك الحدود لمصلحة إيران في ربيع 2003. انهار معها كل التوازن الإقليمي بعدما قرر جورج بوش الابن اجتياح العراق ونفّذ ذلك بالتفاهم الضمني مع إيران. لم يعد للأكراد الذين شاركوا في عملية الانتهاء من نظام صدّام حسين مكان في العراق الجديد الذي قرّرت إيران إعادة تشكيله بضوء أخضر أميركي. كان من بين أبرز الدلائل على وجود هذا الضوء الأخضر الانسحاب العسكري الأميركي من العراق في عهد باراك أوباما. ترافق الانسحاب مع استسلام أميركي كامل لنوري المالكي، رئيس الوزراء وقتذاك (في العام 2010)، وهو استسلام لإيران ورغباتها. تتنافس إيران مع إيران في الانتخابات العراقية المقبلة. ما يشهده العراق حاليا هو تتويج لجهود بدأت في العام 1979 وقادها وقتذاك آية الله الخميني الذي اعتقد أن العراق سيكون لقمة سائغة لإيران. الخوف كل الخوف من أن ما تقوم به إيران في العراق سينسحب على لبنان المتوقع أن يشهد انتخابات نيابية في أيار- مايو المقبل بموجب قانون وُضع على قياس “حزب الله”. تركّز إيران على تعميم تجربتها في المنطقة، وهي تجربة تقوم أساسا على قتل القوى الحيّة في المجتمع وجعل السلطة أسيرة “الحرس الثوري”. من هذا المنطلق، لا يمكن الاستخفاف بأي شكل بما يجري في العراق وما يحضر له في لبنان. إذا كان العراقيون بلغوا مرحلة لم تعد لديهم فيها خيارات كثيرة… هل يستسلم اللبنانيون ويستعدون من الآن لدخول مرحلة الوصاية الإيرانية المغطاة بمجلس نيابي يمتلك فيه “حزب الله” مع حلفائه أكثرية النصف زائدا واحدا، وهي أكثرية يستطيعون من خلالها عمل الكثير؟

 

بارزاني... هل يستعيد مكانه في المعادلة العراقية؟!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18

لتسديد حسابات قديمة وجديدة، أدرجت إيران اسم مسعود بارزاني على قائمة الذين اتهمتهم بالمسؤولية عن افتعال الأحداث الأخيرة، التي سمّاها البعض «ثورة»، وسمّاها آخرون «انتفاضة»، وسمّتها دوائر الولي الفقيه «عمليات شغب وفوضى»، والحقيقة أن الأسباب الحقيقية والفعلية لهذا الاتهام هي أن هذا الزعيم الكردي الذي حلًّ باكراً محلّ والده الملا مصطفى بارزاني كان رفض الاستجابة لطلب عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، من بينهم قائد ما يسمى «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني، في إعطاء بلادهم ممراً بريّاً «كوريدور» عبر أراضي إقليم كردستان العراق في اتجاه الأراضي السورية.

وفي حين أن الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، الذي كان انشق سابقاً ومنذ فترة بعيدة عن حزب «البارتي» وعن الملا مصطفى بارزاني كان قد استجاب لهذا الطلب الإيراني وحول مدينة السليمانية إلى موقع متقدم لحراس الثورة والمخابرات الإيرانية «اطلاعات»، فإن مسعود بارزاني قد أصرَّ وبقي يُصرُّ على أن إقليم كردستان وعاصمته مدينة أربيل لا يزال جزءاً من الدولة العراقية والوطن العراقي، وهكذا وبالتالي فإنه لا يستطيع إعطاء الإيرانيين الممر البري الذي يريدونه، لأن قراراً كهذا يجب أن يصدر عن بغداد وعن الدولة العراقية، وليس عن هذا الإقليم الذي لا يستطيع الإقدام على خطوة كهذه الخطوة التي ستعني، إن هي تمّت بالفعل، أنها احتلال إيراني لأرضٍ لا يحق لأي كان التصرف بها إلا الشعب العراقي ومؤسساته الدستورية.

ولعلَّ ما تجب الإشارة إليه أن الإيرانيين قد مارسوا كل ما لديهم من ضغوط لحمل هذا المسؤول والقائد الكردي على الاستجابة لطلبهم هذا آنف الذكر الذي هو «الوصلة» الرئيسية والضرورية للممر البري الذي يربط طهران بشواطئ البحر المتوسط، والذي قد تم إنجازه، وللأسف، ولكن من خارج حدود هذا الإقليم الكردستاني - العراقي، وعبر الحدود العراقية - السورية، وصولاً إلى ضاحية بيروت الجنوبية، حيث «جمهورية» حسن نصر الله التي غدت تشكل قاعدة عسكرية إيرانية تتحكم سياسياً بلبنان وعملياًّ بكل الأراضي اللبنانية.

لقد بقي مسعود بارزاني مصراً على موقفه هذا رغم كل ما مارسه الإيرانيون عليه من ضغوطات، ويقيناً أنه لولا الوجود والحضور العسكري الأميركي في هذا الإقليم، وفي أجزاء أخرى من العراق، لكان الإيرانيون قد حققوا هدف تمرير «كاريدورهم» البري هذا عبر أراضي كردستان العراقية، مما يعني أنهم كانوا سيطوقون تركيا عسكرياً من الجبهة الجنوبية، وهنا فإن هذه مسألة لم يأخذها رجب طيب إردوغان بعين الاعتبار عندما بادر إلى الاصطفاف وراء الولي الفقيه وحسن روحاني و«الحرس الثوري» لإحباط عملية الاستفتاء التي أجراها هذا المسؤول الكردي في كردستان العراقية.

ربما حسابات مسعود بارزاني كانت غير دقيقة، لا بل ربما تكون خاطئة، عندما أصر على الذهاب إلى هذا الاستفتاء رغم نصائح الأصدقاء، ورغم تهديدات الإيرانيين وامتداداتهم السياسية والأمنية والعسكرية في العراق، ولعلّ الخطأ الفادح، الذي ارتكبه هذا الزعيم الكردي، الذي ما زال يحتفظ بهذه الزعامة حتى الآن، والواضح أنه سيبقى يحتفظ بها ما دام على قيد الحياة، هو أنه لم يأخذ في اعتباره، رغم أنه صاحب تجارب مرة على هذا الصعيد وفي هذا المجال، أن الخطر الذي كان وسيبقى يواجه حق تقرير المصير للأكراد العراقيين وللأكراد في كل مكان هو الخطر الإيراني أولاً والخطر التركي ثانياً، وأنه لا مشكلة فعلية لهؤلاء مع العرب... مع سوريا تحديداً، حيث إنهم أي الكرد، كانوا وما زالوا جزءاً من النسيج الاجتماعي والسياسي، وأيضاً الثقافي، لهذا البلد الذي ومنذ فجر الاستقلال، في النصف الثاني من أربعينات القرن الماضي، قد تناوب على موقع رئيس الجمهورية والمواقع العليا الأخرى فيه عدد من أبناء «الأقلية الكردية» الذين قبل ظاهرة عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني - التركي الـ(p.k.k) لم ينظر إليهم الشعب السوري بأكثرية أحزابه، وبما فيها الأحزاب القومية، على أنهم أقلية قومية.

لقد بقي رجب طيب إردوغان يستنجد بمسعود بارزاني، كلما اشتد عليه ضغط الـ«p.k.k»، أي حزب العمال الكردستاني - التركي، الذي كان ولا يزال يحتفظ بوجود عسكري رئيسي في مناطق جبل قنديل، وفي الأجزاء الشمالية من كردستان العراقية، حيث حدود العراق تتداخل مع حدود تركيا، وهنا فلعل كل من لم تصدأ ذاكرته بعد لا يزال يتذكر كيف أن الرئيس التركي قد استضاف الزعيم الكردي في مهرجان حاشد لأكراد تركيا، أقيم في مدينة ديار بكر، وحيث حرص على أن يظهر ملتصقاً به أمام أعداد هائلة من أبناء الشعب الكردي، قدرت وقتها بأنها اقتربت من المليون، والبعض قال إنها تجاوزت هذا العدد بكثير.

المهم أن مسعود بارزاني قد دفع ولا يزال يدفع ثمن تمسكه باستقلاليته واستقلالية شعبه عن إيران أولاً، وعن امتدادات الولي الفقيه في العراق ثانياً، وأيضاً عن تأثيرات تركيا ورئيسها إردوغان في هذا الإقليم الكردستاني، وهنا فإن المفترض أنه بات من المعروف أن الأخطر من هذا كله أنه ثبت أن لإيران اختراقات داخل المجموعة البارزانية نفسها، وربما على أعلى المستويات، وهذا بالإضافة إلى مجموعة السليمانية «الطالبانية» وهو ما أضعف هذا الرجل ودفعه إلى تقديم تنازلات كثيرة، على رأسها تراجعه عملياً عن «الاستفتاء» آنف الذكر، والغريب لا بل المستغرب أن الأميركيين إن هُمْ لم يتخلوا عنه، فإنهم لم يساندوه في كل هذه المواجهات، وفي معركة بالنسبة إليه وإلى عائلته تعتبر معركة مصيرية، ولكنها ليست نهائية.

لقد بقي الأكراد منذ سقوط نظام «البعث» وصدام حسين في عام 2003 رقماً رئيسياً في الحكم العراقي، ولعلَّ أكبر خطأ ارتكبوه خلال الوضعية المستجدة، بعد الغزو الأميركي لبلاد الرافدين، في ذلك العام، أنهم تحالفوا مع إيران ومع امتداداتها المذهبية والسياسية على الساحة العراقية، وأنهم ابتعدوا عن «المكوِّن السني»، بل إنهم عادوه على أساس أنه هو النظام السابق، وأن النظام السابق هو، وهكذا فإن المفترض أنهم اكتشفوا أنهم ارتكبوا خطأ، ليس فادحاً فقط بل وقاتلاً أيضاً، عندما لم يدركوا أن تحالفهم مع جهة مدعومة من قبل دولة إقليمية رئيسية سيجعلهم تابعين لهذه الدولة وامتداداتها باستمرار، وحقيقة أنَّ هذا هو ما حصل بالنتيجة، وإن هو واقع الحال على الأقل في منطقة السليمانية التي تعتبر العاصمة الثانية لمنطقة الحكم الذاتي الكردية. لكن ومع حالة التشرذم التي بات يعيشها الأكراد، وبخاصة خطوة «الاستفتاء» غير الموفقة آنفة الذكر، فإنّ بإمكان مسعود بارزاني أن يلتقط زمام المبادرة مرة أخرى، ويعيد الأمور إلى أنصبتها السابقة، فالإيرانيون باتوا غير مرحب بهم، لا بل غدوا مكروهين في العراق كله، ومن الطائفة الشيعية قبل الطائفة السنية، ثم والواضح أن مجموعة جلال طالباني، ومعها كل أتباع إيران قاسم سليماني و«اطلاعات» و«حراس الثورة» لم تعد قادرة على تحدي البارزانيين الذين هناك فرصة كبيرة لاستعادتهم ألقهم السابق، ولاستعادة مسعود بارزاني مكانة الرقم الرئيس في المعادلة الكردستانية، ورقماً رئيسياً في المعادلة العراقية كلها، وهذا بالطبع يتوقف وإن بحدود غير رئيسية على إمكانية تفسخ التحالف التركي - الإيراني، الذي هو تحالف ضرورات ومصالح مؤقتة من الواضح أنه سينهار أمام ضغط التمحورات المتلاحقة على الساحة السورية، وحيث إن انشغالات الروس بمستجدات الأوضاع في أوكرانيا قد تقلص أو تنهي وجودهم في سوريا!!

 

الخبز والغضب... من تونس إلى السودان

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18

أحسب أن الصدفة وليس التخطيط، هي التي جعلت المظاهرات الاحتجاجية في تونس والسودان تتوافق مع ذكرى أحداث الربيع العربي. فالمظاهرات في البلدين ارتبطت بإجازة ميزانيتين ألقتا بعبء كبير على المواطن المطحون أصلاً بأوضاع اقتصادية ومعيشية أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها صعبة وضاغطة. الظروف كانت مهيأة بالتأكيد لانفجار الغضب والاحتجاجات، وإجازة الميزانيات كانت الشرارة التي حددت التوقيت، ولو أنها حدثت في أي توقيت آخر، فإن رد الفعل لم يكن سيختلف بغض النظر عن تزامنه أو اختلافه مع ذكرى تلك الأيام الشتوية التي أطلق عليها مجازاً «الربيع العربي»، وأثارت ما أثارت من جدل لم ينقطع بسبب ما أطلقته من أحلام وآمال، وما انتهت إليه من إحباطات وآلام. الحكومة التونسية التي جاءت نتيجة لذلك الربيع سارعت إلى الاعتراف بأن الوضع الاقتصادي صعب، وأعلنت حزمة من الإجراءات والبرامج الاجتماعية لمساعدة ذوي الدخل المحدود والمعوزين، وتخفيف الضغوط الناجمة عن إجراءات الميزانية الجديدة. أما الحكومة السودانية التي عاندت الربيع وقمعته في مختلف مراحله معلنة أنها محصنة ضده، فإنها واجهت المظاهرات التي خرجت خلال الأيام الماضية ومنذ إعلان ميزانية عام 2018 بالهراوات والاعتقالات والغازات المسيلة للدموع، معلنة أنه لا تراجع عن الميزانية ولن تغير فيها سطراً واحداً. الفارق هنا أن تونس تعلمت من تجربتها أن تقول للشعب «فهمناكم»، وأدركت أنه في حين يمكن للناس انتقاد الربيع العربي في النتائج التي انتهى إليها خصوصاً بعد تجارب سوريا وليبيا واليمن، لكن لا يمكن انتقاده في الأسباب التي قادت إليه، سواء فيما يتعلق بالضغوط المعيشية والاقتصادية، أو الحقوق والكرامة الإنسانية. فالإصلاح لا يتحقق بمواجهة الشعب، بل بالاستماع إليه، والعمل على تلبية حاجاته وتحقيق طموحاته، وفوق كل ذلك صون كرامته.

لهذا السبب اختار الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ألا يحتفل بالذكرى السابعة للثورة التونسية في قصر قرطاج، بل توجه إلى أحد الأحياء الشعبية في العاصمة التي شهدت احتجاجات واسعة منذ إعلان الحكومة لميزانية 2018، ليعلن من هناك عن «صندوق الكرامة» لمساعدة العائلات الفقيرة، وليؤكد الإجراءات والبرامج التي ستنفذ لمساعدة ذوي الدخل المحدود والمعوزين والعاطلين عن العمل. وبدا معتذراً لشعبه عن محدودية هذه الإجراءات في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة قائلاً إن تونس لا تملك إمكانيات كبيرة، «ويجب أن نعرف كيف نستثمر هذه الإمكانيات المتواضعة ونوزعها بعدل».

في السودان يبدو الوضع أصعب بكثير، والأزمة مرشحة إلى تفاقم، لكن الحكومة اختارت حتى الآن على الأقل مواجهة الغضب الشعبي بسياسة العصا الغليظة، ومحاولة البحث عن جهات تلقي عليها المسؤولية أو تصرف بها أنظار الناس عن المشكلات المزمنة، والأوضاع المتردية على أكثر من صعيد. فبعدما قالت الحكومة إنها تسمح بحرية التعبير السلمي للمواطنين، والتظاهر السلمي وفقاً للدستور، إلا أنه سرعان ما غلب الطبع على التطبع، فلجأت إلى القمع والتنكيل والاعتقال في مواجهة المتظاهرين الذين رددوا شعارات «سلمية... سلمية»، و«لا... لا للغلاء»، و«حرية... سلام وعدالة». إضافة إلى ذلك سعت الحكومة إلى إلقاء اللوم على «السماسرة» واعتبرتهم مسؤولين عن ارتفاع الأسعار، متوعدة بإنزال عقوبات رادعة عليهم. هذه سياسة لا تريد أن ترى الأمور على حقيقتها، ولا أن تسمع الشارع ومطالبه. فالأزمة وإن فجرتها الميزانية الجديدة بإجراءاتها التي زادت الأعباء المعيشية على كاهل المواطنين المرهقين أصلاً من تبعات أعوام من السياسات الخاطئة، إلا أنها كانت تتفاعل منذ سنوات، وأدت قبل ذلك إلى تفجر الغضب والمظاهرات مثلما حدث في احتجاجات سبتمبر (أيلول) 2013 التي قتل فيها العشرات (الحكومة وضعت العدد عند 80 قتيلاً، بينما منظمات المجتمع المدني قدرتهم بمائتين)، أو في الاحتجاجات التالية المتقطعة التي كان آخرها العام الماضي. الأوضاع السياسية لم تشهد اختراقات حقيقية رغم شعارات وجلسات الحوار، بينما الحروب والتوترات مستمرة على عدة جبهات وإن تراجعت حدتها، أما الاقتصاد فقد شكل الفشل الأكبر، إذ شهد تردياً مريعاً، بينما تفاقمت المعاناة على الناس الذين كانوا يرون تضخماً في الحكومة (80 وزيراً ووزير دولة إضافة إلى مساعدي الرئيس) وتراجعاً في الأداء. حتى «الطفرة» النفطية القصيرة لم تخرج الاقتصاد من أزمته بعدما بددت في الإنفاق البذخي والصرف العسكري والأمني، ليقضي الفساد الذي استشرى على ما تبقى، قبل أن يذهب الجنوب مع غالبية النفط في انفصال عام 2011. كانت تلك فرصة حقيقية لمعالجة مشكلات هيكلية في الاقتصاد السوداني، وتنفيذ سياسات إنتاجية حقيقية وإنقاذ مشاريع زراعية كبرى، لكنها ضيعت، وعاد السودان ليبحث عن المنح والهبات والقروض لمواجهة العجز المتزايد في ميزانياته، وتسكين الأزمة الاقتصادية بحلول تؤدي في الواقع إلى تفاقمها. المظاهرات في تونس والسودان تفجرت بسبب الميزانية والأزمة الاقتصادية، لكن المعالجة في البلدين تبدو مختلفة، كما النتائج، وأحسب أن الأزمة في السودان أعمق وتهديدها أكبر.

 

تكلفة الحرب في سوريا وراء أزمات إيران!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/18

تكاثر مهنئو إيران بانتهاء الأزمة الأخيرة، ومنهم من سافر إلى طهران ليقدم التهاني وجهاً لوجه، لكن الأزمة لم تنتهِ وهي جد معقدة، وفقاً لتقارير إعلامية أثارت قفزة في أسعار الدواجن ومشتقاتها المظاهرات. وتدعي السلطات الإيرانية أن ارتفاع أسعار البيض بنسبة 40 في المائة كان بسبب تفشي إنفلونزا الطيور، على الرغم من أن سعر البيض ارتفع بنسبة 30 في المائة اعتباراً من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما انخفض سعر الريال الإيراني في السوق السوداء إلى 42 ألف ريال لكل دولار، من 39 ألفاً، مما أدى إلى ارتفاع كبير إنما غير مبالغ فيه بالنسبة إلى معدل التضخم الإجمالي الذي يبلغ الآن حوالي 11 في المائة.

ارتفاع سعر البيض مزعج، لكنه وحده لا يسبب خروج مئات الآلاف من كل المناطق إلى الشوارع، وكانت إذاعة «فاردا»، قبل أن تغلق السلطات وسائل التواصل الاجتماعي نشرت في الثاني من الشهر الحالي فيديو يظهر فيه المتظاهرون وهم يحرقون مركزاً للشرطة في مدينة غاهداريجان التي تبعد 24 كلم عن مدينة أصفهان، وغاهداريجان صغيرة ولا أحد يفكر فيها، لكن القرويين شعروا بالظلم، فنهر زاياناده رد (معطي الحياة)، الذي يروي أصفهان، يجف قبل وصوله إلى قريتهم، وهذا ضحية سوء إدارة إيران للموارد المائية المتضائلة.

احتجاجات غاهداريجان بدأت منذ زمن. وقبل عامين حذر عيسى كالنداري مستشار وزارة البيئة الإيرانية من أن 50 مليون إيراني سيُتركون من دون مياه بسبب استنفاد 70 في المائة من المياه الجوفية وإساءة تغيير مجرى الأنهار للتعويض.

يقول محدثي، إن الزراعة في إيران تستهلك 92 في المائة من المياه، وعدم المحافظة على المياه دفع فلاحي تلك الأراضي إلى المدن التي تعاني بالفعل من حوالي 30 في المائة من بطالة الشباب. وكان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد أدرك أن تغيير المناخ وسوء إدارة المياه يدمران مزارع الأسر، فقدم إعانات مادية للأسر التي تكافح من أجل توفير الطعام لأولادها، وعندما لمح الرئيس الحالي حسن روحاني إلى أنه سيقلل من هذه الفوائد، ثارت الاحتجاجات. وفي حين أن الاضطرابات في الأسابيع الأخيرة كانت بسبب ارتفاع أسعار البيض والتخفيضات للإعانات، إلا أن من أكبر التحديات الاقتصادية في إيران سببها موجة الجفاف الشديدة التي بدأت أواخر التسعينات، ويقول محدثي إن إيران معرضة بشكل متزايد للتغيير المناخي، وأن منطقة الخليج وبحلول عام 2070 يمكن أن تشهد ارتفاعاً كبيراً في موجات الحرارة، هذا وفقاً لدراسة معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» نشرها عام 2015. ثم إنه في الصيف الفائت سجلت إيران واحدة من أعلى درجات الحرارة على الأرض (53,72 درجة مئوية).

في السنوات الأخيرة أقرت الحكومة الإيرانية بأن تغيير المناخ يشكل تهديداً حاداً. وخلال العام الماضي حذر عدد من المراقبين من حدوث أزمة اقتصادية وشيكة. ومن جهة أخرى، تتراوح تقديرات الإنفاق العسكري الإيراني في سوريا من 6 مليارات دولار إلى 15 أو 20 مليار دولار سنوياً، ويشمل ذلك 4 مليارات دولار من التكاليف المباشرة، فضلاً عن الدعم المقدم لـ«حزب الله» في لبنان وغيره من المجموعات المسلحة التي أنشأتها إيران وتسيطر عليها. يقول محدثي: لنفترض أن التقديرات الأقل هي الأقرب إلى الحقيقة، فيتبين أن تكلفة الحرب السورية على النظام الإيراني تساوي تقريباً العجز الكلي في ميزانية البلاد الذي يصل سنوياً إلى 9,3 مليار دولار. ويضيف أن النظام الإيراني على استعداد للتضحية بالاحتياجات الأكثر إلحاحاً للاقتصاد الداخلي لصالح طموحاته في سوريا. وحسب البنك المركزي فإن إيران خفضت الإنفاق على التنمية إلى الثلث، مع تراجع إيرادات الدولة عن التوقعات خلال الفصول الثلاثة المنتهية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. تعاني إيران من أزمات متعددة وشعور عميق بالضيق. إدارة المياه ليست سوى واحد من الكثير من العجز المخفي الذي تراكم على إيران منذ الثورة عام 1979؛ إذ تواجه أجزاء كبيرة من نظام المعاشات للمتقاعدين الإفلاس على المدى القصير. والمتأخرات السنوية للحكومة إلى نظام الضمان الاجتماعي الذي يعاني من النقص في التمويل، هي عدة مرات حجم عجز ميزانيتها الرسمية، ومع نسبة الإيرانيين الذين وصلوا إلى سن الشيخوخة، فإن التركيبة السكانية ستجعل المشكلة الحرجة أسوأ بكثير خلال السنوات القليلة المقبلة. ويقول محدثي إن إيران هي أول دولة تشيخ قبل أن تصبح غنية، مما يؤدي إلى أزمة في معاشات التقاعد، أكثر حدة من أي أزمة أخرى في العالم. ويصل محدثي إلى النظام المصرفي الإيراني المعسر، ويرجع السبب جزئياً إلى الضغوط الاقتصادية، وجزئياً إلى إقراض داخلي ضخم للمستثمرين العقاريين المتصلين بالنظام. ويقول: قد تصل تكلفة خطة الإنقاذ المالي إلى 50 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي. وينقل عن صحيفة «دنيا الاقتصاد»، أن الأصول غير المنتجة في المصارف تمثل 40 إلى 50 في المائة من إجمالي الأصول المصرفية في البلاد «وفقاً للبيانات الرسمية». ويتكون ما يقرب من 15 في المائة من هذه الموجودات من أصول غير منقولة مثل الأراضي والمباني، والباقي من القروض المتعثرة والديون الحكومية، «ولا توجد بيانات رسمية عن الأصول الثابتة للبنوك». وحسب موقع «سيرات نيوز» الإلكتروني فقد قدر إجمالي قيمة الممتلكات غير المنقولة والمملوكة من 31 مصرفاً ومؤسسة مالية بقيمة 13,8 مليار دولار.

هناك الكثير من المصارف في إيران التي تقدم فائدة على الودائع تصل إلى 30 في المائة، وفي أوائل عام 2017 قرر النظام أن يكون سعر الفائدة 15 في المائة، لكن القليل امتثل، فردت الحكومة بالسماح بانهيار مؤسسات ائتمان خاصة، مما أدى إلى تبخر ودائع عشرات الملايين من المودعين الصغار، كما انهارت العديد من شركات الإقراض غير المصرح بها، وكانت انتشرت زمن أحمدي نجاد لتقدم قروضاً خلال طفرة البناء. مصدر مالي قال إن إعادة التنظيم المالي للقطاع المصرفي الإيراني البالغ 700 مليار دولار، ستكلف ما بين 180 و200 مليار دولار، أي 50 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي لإيران. وهذا لا تستطيع إيران تحمله، حيث إن الناتج الإجمالي المحلي لديها يصل إلى 428 مليار دولار. لدى إيران الكثير من الموهوبين الذين لا يمكن توظيفهم، وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب 20 في المائة مع استثناء البطالة التي يعاني منها 4.7 مليون طالب جامعي. ولدى إيران العديد من المدارس الهندسية العليا، لكن الغالبية العظمى من الخريجين يتطلعون إلى الهجرة، وحسب غرفة تجارة طهران فإن هناك 3.5 مليون إيراني يستعدون لمغادرة البلاد.

إذا جمعنا تكاليف إعادة رأس مال المصارف، وإنقاذ صناديق المعاشات التقاعدية، وإصلاح نظام المياه، فإنها تفوق بكثير الناتج الإجمالي المحلي، وعلى الرغم من أن الدين الحكومي المباشر صغير، فإن النظام الإيراني يغرق في التزامات غير ممولة. ليس من الواضح كيف سيحل النظام الحالي الإيراني أو أي نظام سيخلفه هذه الأزمات المتداخلة. يقول محدثي، إن إيران تحتاج إلى برنامج لمكافحة الفساد صعب جداً كالذي أقدم عليه الرئيس الصيني شي جينبينغ، ثم لا يمكنها أن تستمر في المغامرات العسكرية الخارجية، ومواصلة برنامج طموح للصواريخ الباليستية. إن النظام الحالي غير قادر على تنفيذ هذا التحول المعقد والمكلف، وليست لديه رؤية واضحة حتى للإمساك برأس خيط هذه المشاكل المتراكمة منذ 39 عاماً. وأكدت الاحتجاجات في الشوارع أن النظام فقد مصداقيته، الأمر الذي سيجعل من الصعب عليه الاستمرار في المناورة والمراوغة. يقول محدثي: في مواجهة مشاكل على هذا النطاق، تقلل حكومات العالم الثالث عادة من التزاماتها بتخفيض قيمة العملة والتضخم، حيث إن المعاشات التقاعدية والمطلوبات الإيرانية من حق الشعب، لكن الحكومة تكسب المال بالعملة الصعبة، كما أن تخفيض قيمة العملة والتضخم يمثلان تحويل الثروة من الشعب إلى النظام. ويضيف: والنتيجة المتوقعة هي فترة طويلة من عدم الاستقرار تتخللها مظاهرات متفرقة إنما عنيفة في الشارع، وتدهور اقتصادي إضافي!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

هذه هي رواية مجلة الشـراع عن صفقة الأسلحة الامريكية لإيران التي عرفت باسم: ايران-غيت IRAN GATE

نشرت في العدد 242/بتاريخ 03 تشرين ثاني  1986

بقلم حسن صبرا

http://eliasbejjaninews.com/archives/61890

أوقفت الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988

أدى نشرها الى امتناع أميركا عن متابعة تزويد ايران بالحرب، فخسرت الحرب

كان نشرها سببا لمنع أميركا من ضرب نظام حافظ الأسد بعد كشف محاولة نسف طائرة العال الصهيونية في مطار هيثرو في لندن والتي تورط فيها اللواء السوري محمد الخولي

بعد نشرها اختارت صحيفة اللوموند الفرنسية الزميل حســن صبرا صحافي العام 1986

بين منطق الدولة ومنطق الثورة  هذا ما جرى في طهران / بقلم حسن صبرا

*هل صحيح ان ماكفرلين زار طهران سراً؟ وماذا فعل؟

*من الذي دبّر حادث خطف القائم بالأعمال السوري في طهران، ومن الذي كان يريد تهريب السلاح الى السعودية؟

*دافع منتظري عن هاشمي لأنه يمثل منطق الثورة واشتكاه رفسنجاني لأنه يخالف منطق الدولة

ايران – اميركا

ماذا جرى في طهران خلال الشهرين الماضيين؟ وهل هو في إطار الصراع على السلطة، كما هو الحال في كل أنظمة الحكم في العالم. وهل حسم الأمر بإزاحة أحد طرفي الصراع، وتحول بين ليلة وضحاها من شارك في السلطة والقرار الى خائن يستحق الإعدام، كما يجري عادة في مثل هذه الحالات؟

((الشراع)) التي تعتبر نفسها على مقربة مما جرى ويجري داخل ايران، ومعنية بكل أحداثه منذ انتصار الثورة في شباط/ فبراير 1979، وعلى معرفة بدقائق الأمور بدءاً من بيت خليفة الإمام الشيخ حسين علي منتظري منذ إعادة افتتاح الدار الكبيرة في قم أمام كل المواطنين بعد خروج راعيها من سجون الشاه، واتخاذ ابن الدار الشيخ محمد منتظري (ابو احمد) من غرفته الصغيرة المطلة على صحن الدار مقراً لتصدير الثورة الى العالم بادئاً بمعركة مفتوحة مع كل الذين اعتبرهم متسلطين على الثورة..

حتى لو كانوا في أعلى مراكز الدولة بعد انتصار الإمام الخميني.

((الشراع)) تسلط الضوء على ما جرى في طهران، داعية الجميع خاصة في ايران الى شرح وافٍ لما جرى من دون خوف لا مبرر له، ومن دون اتهامات لا جدوى منها، ومن دون مواقف لا يمكن لها، ان تساهم في تسوية الأمور، مهما كانت قوة الذين ما زالوا في السلطة.. فالمطلوب الإتعاظ مما حصل خارجاً من السلطات التي تأكل أبناءها، ثم تتعرض هي نفسها للضياع تحت ضربات الآخرين.

القصة والبداية

قبل ان تنشر وكالة الأنباء الايرانية خبرها عن اعتقال السيد مهدي الهاشمي بتهمة حيازة أسلحة وجوازات سفر مزورة، كان قد مضى على الحادثة اكثر من شهر كوقائع وأحداث، ظلت طي الكتمان، لم يكشف منها، وربما لن يكشف، إلا ما يساعد على تأكيد التهمة على الرجل الذي كان الى وقت قريب صلة الوصل لمعظم حركات التحرر في العالم مع طهران.

فمن هو الهاشمي، وما هي قصته؟

السيد مهدي الهاشمي من مواليد بلدة نجف اباد عام 1946، وهي البلدة ذاتها التي شهدت ميلاد الشيخ حسين علي منتظري وابنه الشيخ محمد.. ولا تقتصر القربى بين الهاشمي ومنتظري على قربـى مكان الميلاد، بل تتعداها الى قربـى الفكر والتصور لاستمرار الثورة ومسارها.

فالهاشمي من أشد أنصار دعوة الشيخ محمد منتظري (رحمه الله) لتصدير الثورة في العالم، حتى انه لقب (اي منتظري) مع أيام الثورة الأولى بإسم ((تروتسكي الثورة الايرانية)) والبعض أسماه ((الشيخ الأحمر))، لكنه في جميع الحالات كان في نظر عارفيه ومؤيديه ضمير الثورة الذي لا ينام.

والهاشمي متأثر الى أبعد حد بحركة منتظري الإبن السياسية والثورية، وهاجس الثورة لم يعشه بعد انتصارها كما يعيشها البعض هذه الايام، بل رافقها منذ كانت سلطة الشاه في عز سطوتها، حتى أنه اعتقل مرات عدة في عهده، وووجه ثلاث مرات بتهم تودي به الى الاعدام، دون وجود اي وثيقة تثبت ذلك، مما كان يدفع السلطة في نهاية الامر الى إطلاق سراحه. مع انتصار الثورة كتب مع الشيخ محمد أول بيان يندد بأسلوب آية الله بهشتي في التعاطي مع الثوريين في الحزب الجمهوري الاسلامي، ومثله فعل بعد ذلك مع رئيس الجمهورية ابو الحسن بني صدر، وفي الحالتين كان بهشتي مثل بني صدر في قمة سلطتيهما، لكن منتظري والهاشمي لم يترددا في توجيه أقسى التهم اليهما، كاتبين التصورات والتقارير والآراء عنهما للإمام الخميني ذاته.. وفي احداها وصف الهاشمي الحزب الجمهوري الاسلامي الذي أسسه بشكل مباشر بهشتي ورفسنجاني، بأنه حزب البعث الايراني راستاخيز، الذي أسسه الشاه قبل سقوطه بعدة سنوات.

ورغم ان منتظري كان من أشد المتحمسين لنشأة هذا الحزب بعد شهر واحد فقط من انتصار الثورة اي في شهر آذار/ مارس 1979، وكان يدعو الحركات الاسلامية خارج طهران للإنضمام اليه، إلا انه سرعان ما اصطدم بعنف مع آية الله بهشتي، أقوى رجل في ايران بعد الإمام الخميني حتى مصرعه عام 1981. وأصدر ضده بيانات عنيفة عرضت موقف والده الشيخ حسين للحرج الشديد، مما دفعه في شهر حزيران/ يونيو 1979 الى إصدار بيان موجه للصحف يعترض فيه على مواقف ابنه، موضحاً ان هذه المواقف هي تهيؤات وتخيلات تصيبه نتيجة ما تعرض له أيام الشاه من تعذيب وضرب.. وهكذا ضحّى الشيخ منتظري بسمعة ولده، حتى لا يصيب علاقاته مع قيادات الثورة بأي شرخ.

وعندما أنشأ الشيخ منتظري منظمة ((ساتجا)) التي تدعو لدعم حركات التحرر الاسلامية في العالم عام 1979، كان الهاشمي هو الساعد الأيمن للشيخ محمد. واستطاع من خلالها الاقتراب اكثر من هذه الحركات، والتعرف اليها وتكوين علاقات عميقة معها.

وعندما أجهضت هذه المنظمة، بسبب تعارضها مع منطق الدولة في ايران التي بدأت الاستقرار بعد النشأة الصعبة، تحول الى الحرس الثوري الذي تحول من مهمة إسقاط الشاه الى حماية الثورة، وكان لمنتظري في قيادته أنصار كثيرون، على رأسهم ((ابو شريف)) الذي كان يقود العمليات العسكرية في الحرس، الى جانب الهاشمي الذي كان مسؤولاً عن علاقات الحرس مع حركات التحرير في العالم.

ومع ان منتظري استشهد عام 1981 على طاولة واحدة مع آية الله بهشتي، في انفجار المقر الرئيسي لحزب جمهوري اسلامي، في عبوة ضخمة وضعتها جماعة ((مجاهدي خلق))، إلا ان الهاشمي أكمل دوره داخل الحرس الثوري من خلال عضويته في اللجنة المركزية، المسؤول عن مكتب حركات التحرير للحرس، مع تصاعد دوره الضخم في كل مجالات الحياة في طهران اثر تصاعد الحرب مع العراق منذ ايلول/ سبتمبر 1980.

ومن الطبيعي ان يمارس الهاشمي دوره داخل الحرس، كما يفهم ويريد، اي في اطار الثورة الدائمة، مما كان يعرضه دائماً لصدام مع منطق آخر في الحرس كان يأخذ دوره بقوة يوماً بعد يوم، ويمكن اعتباره كما يحلو للبعض ان يقول انه منطق الدولة المستقرة، وكان من ابرز رموز هذا المنطق عضوا اللجنة المركزية في الحرس رفيق دوست ومحسن رضائي وقبل ان يتوليا مهمتي قيادة ووزارة الحرس الثوري فيما بعد.

الصراع بين المنطقين حسمه الإمام الخميني عام 1984 بتحويل مهمة حركات التحرر الى هيئتين اخريين خارج الحرس الثوري، هما وزارة الخارجية بعد ان تولاها علي اكبر ولايتي، ووزارة الاستخبارات التي تولاها الشيخ محمد ريشهري، وهو شخصية قوية وذو بأس شديد.

وكان هذا يعني عملياً تقليص مهمات الهاشمي وتحويل دوره من هيئة ثورية كما يعتقد، الى هيئة حكومية وأمنية، اي وزارتي الخارجية والاستخبارات، ولأن منطقه لا يتلاءم مع منطق هاتين الهيئتين فقد خرج من الحرس الثوري إرادياً وتحول الى قم ليقوم بدور آخر، منسجم مع تطلعاته وأسلوبه.

في قم تحرك في إطار التعليم الديني، من خلال المدارس الست التي أنشأها الشيخ حسين علي منتظري والتي تضم اكثر من ألف طالب علم معظمهم من ايران.. مع عدد قليل من الطلبة اللبنانيين والعراقيين والباكستانيين والافغان وعرب آخرين.

وتحرك الهاشمي ايضاً في الاطار السياسي من خلال تعبئة المقاتلين على جبهات القتال.

اما في المجال الميداني الخارجي، فإن الشيخ حسين علي منتظري لم يتردد في دعم الهاشمي وهو ينشىء مرة اخرى مكتباً لدعم حركات التحرر في العالم، مستفيداً من دعم الشيخ منتظري نفسه السياسي والمادي، ومن خلال التبرعات والحق الشرعي الذي كان يصل للمكتب من مريدي منتظري وتجار طهران والمدن الايرانية الاخرى خاصة في اصفهان..

وتوقفت صلات المكتب مرة اخرى مع حركات التحرر الاسلامية في العالم، وفضل كثيرون من قياداتها اسلوب التعاون مع هذا المكتب لأنهم تصوروه مدعوماً من الشيخ منتظري، الرجل الذي لا يهتم كثيراً لأسلوب العلاقات السياسية والدبلوماسية التي تحرص عليها وزارة الخارجية الايرانية، والتي كثيراً ما كان هذا الحرص يتم على حساب حركات التحرير هذه.. كما كانت تعتقد.

وطالت صلات المكتب حركات لم تكن ايران الدولة راضية عن التعامل معها، خاصة في افغانستان، التي خرجت منها حركات ثورية ترفض التعاون مع باكستان، ولا تمد ايران لها اي يد للمساعدة.. لكن هذا المكتب احتضنها..

وقبل ان تستفحل الأمور، تدخلت السلطة بشخص وزيري الخارجية والاستخبارات علي اكبر ولايتي والشيخ محمد ريشهري وبتوجيه من الرجل القوي في طهران رئيس مجلس الشورى علي اكبر هاشمي رفسنجاني مع الشيخ منتظري، مرات عدة لوقف تحركات المكتب برئاسة الهاشمي، إلا ان منتظري كان يقول دائماً: ان المكتب تحت رعايتي، وفلسفته مختلفة عن فلسفتكم، أنتم دولة ولكم علاقاتكم يجب ان تحافظوا عليها، وهو ثورة وله علاقاته التي يجب ان يحافظ عليها.

وكثيراً ما تدخل رئيس مجلس الشورى الشيخ رفسنجاني مع الهاشمي لإقناعه بالتخلي عن موقعه واختيار اي عاصمة عالمية ليكون سفيراً لطهران فيها.. ولكن دون جدوى.. فلا الرجل يريد، ولا هو يستطيع ان يكون سفيراً.

ولأن التناقضات زادت بين الفهمين، كان لا بد من حسمها.. فكيف تم هذا؟.

وجهتا نظر

هنا يهم ((الشراع)) ان تعرض وجهتي النظر السياسيتين اللتين يحتمي خلفهما موقف كل منهما.. دون تبن لأيهما، فماذا تقول وجهة نظر الدولة اذا صح التعبير؟

الدولة او المدافعون عن قرار اعتقال الهاشمي تقول ان السيد المعتقل يعرض علاقات الدولة بتصرفاته وسلوكه للخطر، بما لا يتوافق مع مصلحتها، وتورد الدولة دلالة على وجهة نظرها هذه بواقعتين:

1- الواقعة الاولى: هي عملية نقل سلاح الى المملكة العربية السعودية، عبر طائرة مدنية كانت تنقل حجاجاً في موسم الحج الماضي، مما ادى الى توتر في العلاقات بين ايران والمملكة، وتدلل الدولة على صدق روايتها بالقول ان الطائرة انتقلت من اصفهان معقل تحرك الهاشمي وقبله منتظري الابن، وهي المدينة التي حملت عدداً كبيراً من الحجاج المؤيدين للهاشمي ومواقفه.

2- الواقعة الثانية: هي عملية خطف القائم بالأعمال السوري في طهران اياد المحمود، والتي تقول الدولة ان الهاشمي وجماعته هم الذين خطفوه ولحساب خصوم سورية في المنطقة، وعلى رأسهم ياسر عرفات.

ولأن التهمة هذه المرة تتجاوز الخلاف النظري الى التورط العملي في ما يسيء الى العلاقات مع المملكة العربية السعودية الجارة المسلمة الكبيرة ومع سورية الحليفة العربية الاساسية، فإن الامر هذا يستند الى ما هو أخطر، وهو اتهام الهاشمي بقربه من جماعات ايرانية وفلسطينية مرتبطة بياسر عرفات، وهو الذي يقف معادياً للدولة والثورة بكل منطقها.

فبماذا يجيب الهاشمي؟

أوساطه تدافع ومن زاويتها عن منطقها، محاولة شرح الواقعتين من زاوية اخرى فتقول:

ان الذي شحن الاسلحة بالطائرة الايرانية المقبلة من اصفهان لا علاقة له بالهاشمي، بل يرد الهاشمي التهمة بالقول: ان جماعة الحرس الثوري الذين اعتقلوا بهذه التهمة اعترفوا بأن الشحنة تمت بترتيب من الحرس الثوري وقيادته مباشرة، ولا فائدة من إلصاق التهمة بالهاشمي.

اما خطف القائم بالأعمال السوري فيقول الهاشمي انها: من ترتيب الاستخبارات الايرانية التي يشرف عليها الشيخ ريشهري، لأن الدبلوماسي العربـي السوري يروج لطروحات قومية وبعثية داخل طهران، واعتقاله يحمل رسالة من طهران الى دمشق تفهمها العاصمة السورية.. وإن لم ترد عليها حتى الآن.

ويصل الأمر الى مكمن الخطر حين يرد أنصار الهاشمي على التهم الموجهة الى مسؤولهم بالقول:

إن تصفية مكتب حركات التحرر الذي يقوده السيد الهاشمي هو مطلب غربـي واضح من طهران لقاء حصولها على ما تريد من مساعدات عسكرية منه.

ثم يروون واقعة تنشرها ((الشراع)) من زاوية عرض وجهة النظر الاخرى دون تدخل.

وتقول الواقعة: إن مبعوثاً سرياً اميركياً هو روبرت ماكفرلين زار طهران سراً أوائل الشهر الماضي (ايلول/ سبتمبر) ونزل في فندق الاستقلال (الهيلتون سابقاً)، وأجرى مباحثات غاية في الأهمية مع مندوبين من وزارة الخارجية ومجلس الشورى والجيش، عرف منهم مدير الدائرة السياسية لآسيا وأفريقيا الدكتور محمد لواساني، والذي عمل لمدة عشر سنوات في شركة ((ارامكو)) في المملكة العربية السعودية، ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى د. محمد علي هادي، اضافة الى أحد كبار ضباط الجيش.

تركزت المباحثات بين ماكفرلين الذي عمل في فترة مساعداً لمسؤول الأمن القومي في الولايات المتحدة بريجنسكي، والوفد الايراني على الموقف في حرب الخليج، وما يسمى بالإرهاب الدولي.

تضيف واقعة أنصار الهاشمي بالقول: إن ايران طلبت من واشنطن أمرين عرضهما مندوبوها بوضوح، وهما وقف دعم النظام العراقي عسكرياً ومادياً وسياسياً، ثم بيع ايران قطع غيار لأسلحتها الاميركية الصنع من طائرات ودبابات ورادارات وأسلحة اخرى، في حين طلبت اميركا من طهران عبر ماكفرلين، وقف دعم حركات التحرر في العالم تحت زعم انها حركات ارهابية، ثم ضمان أمن دول الخليج العربية.

ثم تكتمل الرواية عند إتمام الصفقة فيقول أنصار الهاشمي: ان واشنطن استجابت بسرعة لمطالب ايران بأن أرسلت 4 طائرات اميركية من قاعدة فيليبينية من طراز سي 300، حملت بعض حاجات ايران من قطع الغيار، ساهمت الى حد كبير في تحسين نظام الدفاع الجوي الايراني الذي شهد في اسبوع واحد إسقاط ثلاث طائرات عراقية، بينها واحدة من طراز ((سوخوي)) وطائرتان من طراز ((ميغ – 23))، اضافة الى تعزيز الدفاع عن طهران وتحسين عمل الرادارات الايرانية.

اما طهران فإن استجابتها جاءت عبر اعتقال الهاشمي وترويج التهم ضده بأنه يخرج عن منطق الدولة، وبأنه يريد توريطها في نزاعات مع المملكة العربية السعودية من جهة ومع سورية من جهة اخرى في الواقعتين اللتين جرى ذكرهما.

هذا ما تقوله جماعات الهاشمي والبيانات الرسمية الايرانية.. واذا كنا خارج إطار توجيه او قبول التهم من هذا الطرف او ذاك، إلا اننا نستطيع إكمال سرد ما توافر من معلومات حول هذه المسألة قائلين:

إن أنصار السيد الهاشمي يعتبرون ان ما حصل منذ بدايته خارج علم الإمام الخميني الذي كان مريضاً في فراشه نتيجة إصابته بنوبة قلبية استدعت راحته لمدة طويلة، أما ما حصل من دعوته ان تأخذ العدالة مجراها، فلا يشكون فيها إطلاقاً لأنهم هم ايضاً مع ان تأخذ العدالة مجراها.

ثانياً: انهم يعتبرون ان الشيخ حسين علي منتظري ما زال راعياً لهم، وأنه سعى مع الإمام الخميني لشرح الأمر له، لكن وضع الإمام لم يسمح له بذلك، مما دفع الخليفة المنتظر ان يعتكف هو الآخر في منـزله رافضاً استقبال مبعوثين من كبار الشخصيات، فضلاً عن عدم استقباله للشيخ رفسنجاني، والسيد خامنئي عندما قصدوه الى قم لشرح الموقف له. ويضيفون الى ذلك اخباراً عن بيانات صدرت في طهران وغيرها من المدن الايرانية نشر بعضها في الصحف دفاعاً عن السيد الهاشمي، وعن عودة عدد من أطر الحرس الثوري من الجبهة احتجاجاً على اعتقال راعيهم.

الى ذلك، فإنهم يرون ان المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً في المواجهة مع التيارات الليبرالية في ايران، خاصة جماعات رئيس وزراء طهران الأسبق مهدي بازركان، وذلك في محاولة لطمس معالم الصراع الحقيقي، الدائر بين هذين المنطقين، ولن يجدي نفعاً توجيه تهمة قتل أحد رجال الدين للسيد مهدي الهاشمي قبل الثورة، وهي التهمة نفسها التي واجهته في عهد الشاه.

اياً يكن من أمر، فإن منطقين يتقابلان الآن في طهران، هما منطق الدولة، ومنطق الثورة، ولكل منهما آراؤه الداعمة وتبريراته الموضوعية، واذا كان من الصعوبة بمكان ان يتراجع اي منهما عن طروحاته، فإن من الصعوبة اكثر ان يتوقف صاحب كل منطق عن توجيه أشنع التهم للطرف الآخر في سبيل تغليب منطقه، وهذا ما نعرفه جيداً في كل دول العالم الثالث، فبالأمس كان علي ناصر محمد حاكماً لا منازع له، وطنياً تقدمياً أممياً في عدن، واليوم من يسمع إذاعة عدن وهي تتكلم عنه لا يستغربن ابداً ما قد ينتظر غداً أبا بكر العطاس او غيره في طهران او بغداد او …

 

عون لوفد مجلس شورى الدولة: لاحترام احكام القضاء وقراراته وكلما ابعدنا السياسة عنه ضمنا تحقيق العدالة والمساواة

الخميس 18 كانون الثاني 2018/وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "احكام المؤسسات القضائية والهيئات الرقابية وقراراتها يجب ان تحترم، لان هذه المؤسسات انشئت لاحقاق الحق والفصل في النزاعات، بعيدا عن الضغوط والتشكيك بنزاهة اركانها وحيادهم".

ودعا الرئيس عون خلال استقباله رئيس مجلس شورى الدولة القاضي هنري خوري واعضاء مكتب المجلس، الى "ابقاء السياسة بعيدة عن عمل المؤسسات القضائية، لا سيما مجلس شورى الدولة، وان تكون الاحكام والقرارات الصادرة عنه مستندة فقط الى النصوص القانونية التي لا تحتمل اي تأويل". وقال: "كلما ابعدنا السياسة عن عمل القضاء، كلما ضمنا تحقيق العدالة والمساواة ومنعنا اي تأثير على ضمائر القضاة او تجاوز للقوانين". وكان رئيس مجلس شورى الدولة القاضي خوري قدم لرئيس الجمهورية التقرير السنوي عن اعمال المجلس 2016-2017، والمتضمن احصاءات عن اعداد الملفات التي وردت اليه والقرارات والاحكام التي صدرت عنه، وكذلك طلبات الاستشارات التي قدمت من مختلف الادارات. وتم خلال اللقاء عرض "حاجات المجلس وضرورة زيادة عدد القضاة الاداريين فيه وتوفير المعطيات التي تؤمن له القيام بمهامه بفعالية". وضم وفد مكتب مجلس شورى الدولة الى رئيسه القاضي خوري، القضاة: رئيس هيئة التفتيش القضائي بركان سعد، مفوضة الحكومة لدى المجلس فريال دلول، ورؤساء الغرف القضاة: يوسف نصر، البرت سرحان، محمد طلال بيضون ونزار الامين.

الاتحاد الدولي لكتابة العدل

ودور القضاء وكتابة العدل كانا محور البحث خلال استقبال الرئيس عون، في حضور وزير العدل سليم جريصاتي، رئيس لجنة التعاون الدولية لكتابة العدل في الاتحاد الدولي لكتابة العدل فرانز ليوبولد مع وفد من اعضاء الاتحاد، ورئيس مجلس الكتاب العدل في لبنان جوزف بشارة مع وفد من اعضاء المجلس.

وقد اعرب ليوبولد عن سروره لوجوده في لبنان ولقائه الرئيس عون، منوها ب"الدعم الذي يقدمه لكتاب العدل اللبنانيين بهدف تعزيز دورهم ومسؤولياتهم". واشار الى ان "طلب الكتاب العدل في لبنان الانضمام الى الاتحاد الدولي لكتابة العدل يلقى كل دعم وتأييد"، لافتا الى "ضرورة ادخال بعض التعديلات الطفيفة على القوانين اللبنانية لتصبح اكثر تجاوبا مع قوانين الاتحاد الدولي".

جريصاتي

وتحدث الوزير جريصاتي، فنوه ب"عمل الكتاب العدل وبالتعاون القائم مع الاتحاد الدولي"، ولفت الى ان "رئيس الجمهورية يؤيد ادخال تعديلات تمكن الكتاب العدل في لبنان من الانضمام الى الاتحاد".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالوفد، ولفت الى "اهمية عمل الكتاب العدل ومسؤوليتهم والبعد القضائي لدورهم"، مؤكدا "الاستعداد لدعم الاجراءات الآيلة الى الارتقاء بعملهم الى مستويات اعلى وتأمين مشاركتهم في الاتحاد الدولي".

الرياشي

الى ذلك، حضر الشأنان السياسي والاعلامي في لقاءات الرئيس عون اليوم الذي استقبل وزير الاعلام ملحم الرياشي، الذي اوضح انه اجرى مع الرئيس عون "جولة افق، تناولت الاوضاع العامة والتطورات السياسية الاخيرة". كما تطرق البحث الى "العلاقات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، في ضوء اللقاءات التي عقدت مؤخرا". واشار الوزير الرياشي الى انه بحث مع رئيس الجمهورية "في اوضاع وزارة الاعلام وتلفزيون لبنان وضرورة تعيين مجلس ادارة جديد له".

الخازن

سياسيا ايضا، التقى الرئيس عون، النائب فريد الياس الخازن، وعرض معه الوضع السياسي العام والاستعدادات الجارية للانتخابات النيابية، كما تطرق البحث الى حاجات منطقة كسروان.

ابي نصر

كذلك استقبل الرئيس عون، النائب نعمة الله ابي نصر الذي عرض معه "حاجات منطقة كسروان، لا سيما ضرورة تعيين محافظ لكسروان - جبيل واصدار المراسم التنظيمية بعد اقرار مجلس النواب انشاء المحافظة".

وفد نادي حبوب

واستقبل الرئيس عون، في حضور رئيس لجنة الشباب والرياضة النائب سيمون ابي رميا، رئيس "نادي حبوب الثقافي الرياضي الاجتماعي" ربيع قزحيا الخوري مع وفد من اعضاء الهيئة الادارية للنادي، الذين اهدوا رئيس الجمهورية كأس بطولة لبنان لكرة الطائرة التي فاز بها عن فئة الشباب.

والقى النائب ابي رميا كلمة، اشاد فيها ب"الجهود التي بذلها نادي حبوب للفوز بسلسلة بطولات متتالية، وذلك على رغم الامكانات المادية القليلة". وتحدث رئيس النادي عن العمل الذي يقوم به مع اعضاء الهيئة الادارية وعن اعداد النادي دراسة لتنمية النشىء الجديد".

ورد الرئيس عون مهنئا النادي على "البطولات التي احرزها"، مجددا التأكيد على ان "ممارسة الرياضة ضمانة لابتعاد الشباب عن الآفات الاجتماعية الخطرة ومنها المخدرات".

القنصل اللبناني في ميامي

وفي قصر بعبدا القنصل الفخري للبنان في ميامي في الولايات المتحدة الاميركية مصطفى ناصر الدين، الذي اطلع الرئيس عون على اوضاع الجالية اللبنانية في ميامي".

 

الحريري في مجلس الوزراء: كل الامور المطروحة يمكن ايجاد الحلول لها بالتحاور والنقاش الهادىء

الخميس 18 كانون الثاني 2018 /وطنية - انتهت جلسة مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة عصرا، وأدلى على أثرها وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي بالمعلومات الرسمية التالية: "ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم جلسة مجلس الوزراء واستهلها بالقول: من يسمع ما يصدر في وسائل الاعلام من مواقف وتصريحات حادة بخصوص ما يطرح من مواضيع وملفات في مجلس الوزراء، يعتقد في قرارة نفسه أن هناك مشكلا معقدا في ما بيننا واننا على خلاف مستعص ولا نتكلم مع بعضنا البعض. واضاف: لكن الحقيقة والواقع غير ذلك تماما، فمجلس الوزراء يناقش امورا وقضايا عديدة ويتخذ قرارات تهم تسيير امور الناس والبلد. نحن لسنا فريقا سياسيا واحدا، وهناك وجهات نظر مختلفة. ولكن ما يصدر في الاعلام بهذه الطريقة لا يصب في مصلحة الناس ولا يخدم البلد. وفي اعتقادي ان هناك امورا لها اولويات وتتطلب حلولا قبل الاخرى. واتمنى على الجميع التروي وتهدئة المواقف السياسية والتحلي بالحكمة وكل الامور المطروحة يمكن ايجاد الحلول لها من خلال التحاور والنقاش الهادئ، وليس بانتهاج المواقف الحادة والحملات التي تؤدي الى ردات فعل من هنا وهناك وخلاصتها الحاق الضرر بالمواطن ومصالح الناس.

وتمت مناقشة البنود الواردة في جدول الاعمال وتم اقرار البعض منها وتأجيل بعضها ليصار الى بحثها بشكل معمق".

سئل: ماذا بشأن البند 24؟

اجاب: "هذا البند تم إرجاؤه ليبحث في اللجنة الوزارية المختصة بدراسة قانون الانتخاب، وسيدرس على الارجح يوم الاثنين".

سئل: لماذا حول البند 24 من اللجنة الى مجلس الوزراء واليوم يعود ويحول الى اللجنة؟

اجاب: "الموضوع لم يكن في اللجنة الوزارية. الوزير باسيل طرحه كمشروع قانون وسوف يدرس في اللجنة الوزارية".

سئل: كممثل ل"القوات"، هل ستصوت مع هذا الاقتراح في اللجنة؟

اجاب: "انا لست ممثلا للقوات اللبنانية اليوم، انا ناطق باسم الحكومة اللبنانية واتحفظ عن الاجابة".

سئل: ماذا حصل بين الوزيرين حمادة وباسيل داخل الجلسة؟

اجاب: "هذا الامر اتركه لتفاصيل الجلسة ولست مخولا نقل اجواء الجلسة".

سئل: التصريحات قبل الدخول الى الجلسة كانت صاخبة وفجأة هدأت، فهل جرت اتصالات سياسية؟ وماذا حدث؟

اجاب: "هذا هو لبنان، الامور تتوتر في بعض الاحيان وهذا امر طبيعي في السياسة، وهذا ما ذكره الرئيس الحريري اليوم في مستهل الجلسة، ولكن اجواء الجلسة كانت ممتازة واتخذنا خلالها قرارات تخدم مصالح المواطنين، وهذا الاهم".

سئل: هل حراس الاحراج ليسوا مواطنين؟ لماذا لم يتم اتخاذ قرار بشأنهم؟

اجاب: "حراس الاحراج مواطنون، وقد تم سحب الملف من وزير الزراعة المعني به لتتم دراسته بشكل معمق اكثر".

سئل: ماذا عن اعفاء نادي الانصار من الرسوم البلدية؟

اجاب: "موضوع الاعفاءات سوف يدرس اكثر وسيتم تعميم الدراسة على كل الاندية، فلا يكون محصورا بناد واحد، وقد يستلزم ذلك تعديلا في القانون".

المرعبي

من جهته تحدث الوزير الوزير معين المرعبي فقال: "أتوجه بالتهنئة الى اهلنا في عكار وبعلبك الهرمل وجبيل وكسروان لإقرار انشاء فروع للجامعة اللبنانية في هذه المناطق، والشكر الكبير لله سبحانه وتعالى ولدولة الرئيس سعد الحريري ولوزير التربية ورئيس الجامعة اللبنانية ومجلس الجامعة وكل المواطنين الذين ناضلوا في عكار خصوصا لإقرار هذا الموضوع. واليوم نعبر عن فرحتنا الكبيرة بهذا الامر، فقد انتهى الزمن الاسود وجاء زمن العلم والتطور والتقدم وهذا هو زمن سعد الحريري".

 

الحريري عرض مع الرياشي المستجدات وزار طرابلس معزيا كبارة بشقيقته شورتر: بريطانيا تعلق أهمية كبرى على سياسة لبنان النأي بالنفس

الخميس 18 كانون الثاني 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر الذي قال على الأثر: "لقد كان شرفا لي أن ألتقي الرئيس الحريري هذا المساء، وأن أبحث معه في المؤتمرات المقبلة لدعم أمن وازدهار لبنان. فبريطانيا هي أحد أكبر الداعمين للبنان من حيث شراكتنا الأمنية والمساعدات التي تقدمها. وأنا أتطلع لمواصلة هذه الشراكة في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبيان مجموعة الدعم الدولية للبنان". وأضاف: "كذلك بحثنا في آخر التطورات الإقليمية، حيث جددت للرئيس الحريري التأكيد كم أن بريطانيا تعلق أهمية كبرى على سياسة لبنان بالنأي بالنفس، من أجل ضمان الأمن والاستقرار والازدهار في البلاد".  وختم قائلا: "ناقشنا أيضا مسألة الانتخابات النيابية المقبلة، التي يبقى من الضروري جدا أن تجري في موعدها المحدد في السادس من أيار المقبل. وقد أكدت للرئيس الحريري، كرئيس لـ"تيار المستقبل"، الرغبة في تأمين العدد الكافي من النساء المرشحات على لوائح التيار، من أجل ضمان زيادة تمثيل المرأة في مجلس النواب، وأعلم أن هذا الأمر يتمناه اللبنانيون، وقد سعدت بسماع تأكيد دولته بأن "تيار المستقبل" يعمل لتحقيق نسبة 30% من المرشحات النساء على لوائحه". وكان الرئيس الحريري قد اجتمع في السراي الحكومي، وبعيد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، بوزير الاعلام ملحم الرياشي في حضور وزير الثقافة غطاس الخوري، وعرض معهما آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة". من جهة ثانية، زار الرئيس الحريري عصر اليوم مدينة طرابلس حيث قدم واجب العزاء لوزير العمل محمد عبد اللطيف كبارة بوفاة شقيقته، في قاعة الوفاء بطرابلس بحضور أفراد عائلة كبارة وشخصيات.

 

الاحرار حذر من تأجيل الانتخابات: للاحتكام الى الدستور والقانون في ازمة مرسوم الاقدمية

الخميس 18 كانون الثاني 2018/وطنية - أسف حزب الوطنيين الأحرار، في بيان اصدره اثر الاجتماع الاسبوعي لمجلسه الاعلى برئاسة رئيسه دوري شمعون، "لتفاقم أزمة مرسوم الأقدمية وتداعياتها على أكثر من صعيد"، ورأى ان "عجز المؤسسات عن إيجاد مخرج مقبول لها يشكل في حد ذاته أزمة يقتضي التصدي لها". وجدد "المطالبة بالاحتكام الى الدستور والقانون والإستئناف بأي سابقة مشابهة لوضع حد للتخبط والتوتر المسيطرين على المشهد السياسي"، آملا "في إبعاد الحل المتوخي عن الاعتبارات السياسية والشخصية التي تسهم في توتير الأجواء كونها تجعل هناك رابحا وخاسرا فيما المطلوب ان يخرج لبنان منتصرا بانتصار الدستور والقانون والمؤسسات". واشار الى "تجاذبات مستمرة على مستوى قانون الانتخاب، وآخر فصولها مطلب تمديد مهلة اقتراع المغتربين. وعندنا ان قلة من البنود الإصلاحية، حتى لا نقول غيابها التام، لا تزال تميز هذا القانون في مقابل السلبيات الكثيرة التي تحد من إيجابيات النسبية. وفي مقدم هذه السلبيات توزيع النواب على المناطق والطوائف والمذاهب ومحدودية دور الأحزاب في تحديد مرتبة المرشحين على اللوائح الانتخابية. علما ان الاقتراع للائحة بكامل أعضائها يعد حدا لحرية الناخب التي لا يعوضه منحه صوتا تفضيليا محصورا بمرشح واحد. الى ذلك نلاحظ ارتفاع الأصوات التي تحذر من رغبة دفينة في تأجيل الانتخابات مرة جديدة مما ينعكس سلبا على كل الأصعدة". وأعلن الحزب انه "يسجل تراكم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وتواضع الحلول المقترحة لها. وعلى سبيل المثال في مقابل الوعد الذي قطعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للجان الأهل بإيجاد حل لمشكلة الأقساط قبل نهاية الشهر الحالي، شهدنا تصعيدا على جبهة المعلمين مترافقا مع تجديد المدارس الخاصة موقفها المعروف. لذا يبقى الأمل ضئيلا لحل هذه المشكلة ما لم تتولَّ الحكومة مجتمعة التوفيق بين أطرافها الثلاثة، انطلاقا من اقتراح رئيس الجمهورية تولي الدولة دفع رواتب المعلمين في المدارس الخاصة. انطلاقا مما تقدم نقترح تعيين وسيط للجمهورية يتولى تقريب وجهات النظر المتناقضة الى تفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يندرج في صلب مهماته تفادي الأزمات والمساهمة في إيجاد الحلول لها". وكرر تحذيره من "أزمة نفايات إذا لم تسارع الحكومة الى استباقها، علما ان ما هو مطروح اليوم اي توسيع مكبي الكوستابرافا وبرج حمود يجب ان يسبقه قرار بإنشاء معامل متخصصة"، مؤكدا "أن موضوع النفايات يجب أن يحتل صدارة اهتمامات الحكومة نظرا الى تداعياته على الصحة والبيئة والسياحة. وعلى صعيد متصل، نطالب باعتماد اللامركزية في توزيع المعامل، ما يعني ان الاتحادات البلدية، وحتى البلديات، يمكنها وبمساعدة الحكومة بناء هذه المعامل والإشراف على إدارتها".

 

كنعان من معراب: المصالحة ثابتة والملفات السياسية والإنتخابية تبحث بهدوء وأي اختلاف أو تحالف لن يؤثر على تفاهمنا

الخميس 18 كانون الثاني 2018/وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان، بحضور وزير الإعلام ملحم الرياشي. وعقب اللقاء الذي دام قرابة ساعة ونصف ساعة، قال كنعان: "إننا لا نريد أن نعطي أنموذجا للمجتمع اللبناني عن أن الإتفاق بين حزبين يجب أن يكون آحاديا حيث يكون الجميع متوافقين على كل شيء من دون حوار أو تفكير أو نقاش. عندما قمنا بالتفاهم مع حزب القوات اللبنانية، والوزير الرياشي أساس فيه، وضعنا بندا ضمن ورقة إعلان النوايا ينص على أنه في حال الاختلاف نحن سنذهب إلى المنافسة من دون أن نلغي بعضنا بعضا". وفي الذكرى الثانية لـ"تفاهم معراب"، أكد كنعان أن "هذه المصالحة باقية فهي استراتيجية وتتخطى التنافس والتحالف وهي عمليا ليست مطلب الحزبين فقط وإنما المسيحيين كافة بمن فيهم أولائك الذين نتنافس معهم اليوم باعتبار أنها تريح الأجواء في المجتمع. ناهيك عن أن المصالحة مطلب وطني أيضا تؤمن التوازن والإستقرار السياسي في البلاد". وقال: "أطمئن الجميع في هذه الذكرى أننا مستمرون". أضاف: "استكملنا خلال هذا اللقاء المحادثات التي كنا قد بدأنا بها وبجدية مطلقة ومصارحة تامة. وإننا نتمتع بالحرية الكاملة للغوض في جميع الملفات إذ لا وجود لأي ملف محرم علينا في هذه المحادثات، ونقوم بتثبيت مكامن التفاهم للتعاون بيننا فيما نضع الأسس وطريقة العمل حيث نختلف كي لا تصبح هذه المواد الخلافية متفجرة او تتوسع لتطال ملفات أخرى". أما في ما يتعلق بمستقبل المحادثات الجارية وانعكاس نتائجها على التحالفات الإنتخابية والملفات السياسية، فقال كنعان: "الأمور تمضي في الطريق الصحيح ونقوم بالمصارحة في ما بيننا وفي الأيام المقبلة سنشهد تكثيفا لهذا النوع من الإتصالات، منها ما سيكون معلنا ومنها ما سيكون غير معلن. المهم هو نتيجة هذه المباحثات كون المصالحة ثابتة فيما الملفات السياسية والإنتخابية تبحث بهدوء وأي اختلاف أو تحالف لن يؤثر على تفاهمنا وستكون المصلحة المسيحية والوطنية حاضرة دائما في ذهننا، فنحن لا نتكلم طائفيا وإنما نبحث في كيفية تقريب وجهات النظر بيننا لأن هذه الحالة هي التي تخلق الإستقرار في لبنان". وختم: "يدنا ممدودة للجميع في الملف الوطني والسياسي بهدف الحفاظ على هذا الإستقرار الذي نعيشه اليوم محاولين قدر الإمكان التوافق على ما نقوم به".

 

أبو كسم في مؤتمر الازهر لنصرة القدس: لتأسيس لقاء القدس الإعلامي

الخميس 18 كانون الثاني 2018/وطنية - أكد مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم، في كلمة القاها في المحور الرابع من الجلسة الاولى، بعنوان "الدور الاعلامي في استعادة الوعي"، في مؤتمر الازهر العالمي لنصرة القدس، "المحبة والتقدير لسماحة إمام الأزهر فضيلة الشيخ أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، تأكيدا يعكس ايماننا المشترك بالله الواحد، ويجسد وحدتنا حول موضوع القدس". وسأل الله: أن يعزز هذه الوحدة لما فيه حماية المدينة المقدسة وحفظ هويتها الروحية التاريخية، خدمة للسلام الإقليمي والدولي".

وتناول أبو كسم "رؤية إعلامية معاصرة فعالة تسهم في انتظام عربي ودولي يواجه ما يهدد القدس من محو منظم متنام لهويتها". وقال: "أستند في مداخلتي هذه الى تعليم الكنيسة الكاثوليكية المتعلق بالاعلام. وأورد ما جاء في إرشاد المجلس الحبري لوسائل الاعلام والاتصال الاجتماعية الصادر عن حاضرة الفاتيكان سنة 2002 "إن أي موقف تتخذه الكنيسة من وسائل الاعلام لا يتخطى دائرة الرقابة، فإنه ليس الموقف الكافي والملائم". وبناء عليه تجد الكنيسة نفسها معنية بتوظيف وسائل الاعلام في سبيل العدالة والسلام، وإظهار الحقيقة وتبني الدفاع عن قضايا الحق والضعفاء والمستضعفين، ولذلك فهي تحث أبناءها على اتحاد أعمق في عمل الاعلام وتضافر أوثق مع أبناء سائر الأديان في هذا العمل. ويأتي هذا التوظيف ثمرة خطة علمية ينتجها حوار نزيه ومسؤول، كحوار هذا المؤتمر، حوار يضع المبادئ الأساسية للخطة كما يضع آليات تطبيقها، والقدرات الفكرية والتقنية والمادية لهذا التطبيق".

أضاف: "الخطة المقترحة: "تنقسم هذه الخطة الى، مبادرات عملية قريبة الأمد وإلى أخرى بعيدة الأمد. المبادرات القريبة الأمد، تتعلق بتفعيل القائم المتداول في وسائل الاعلام العاملة في عالمنا العربي، وأبرزها:

1- إعداد برامج إعلامية خاصة بمدينة القدس تاريخا وهوية، تتنوع بين أفلام وثائقية ومقابلات إذاعية ومكتوبة.

2- إطلاق لقاء مفتوح forum على وسائل التواصل الاجتماعي حول القدس، يتبادل فيه من يلتقون الآراء وآخر المستجدات على الساحة المقدسية.

3- إقامة أيام إعلامية دورية في مختلف وسائل الاعلام.

4- إقامة أيام صلاة دورية لنصرة القدس، تنقل عبر وسائل الإعلام.

5- إقامة مؤتمرات إقليمية ودولية تجمع إعلاميين من كل أنحاء العالم حول قضية القدس.

6- إعتماد نصوص إعلامية حول القدس توزع في المؤسسات التربوية ودور العبادة المسيحية والإسلامية، وفي سائر مواقع المجتمع والرأي العام.

7- إطلاق مسابقات إقليمية ودولية حول القدس في مختلف قطاعات العلوم والآداب والفنون، خاصة في المدارس والجامعات.

8- إعداد الإعلانات القصيرة "spots Publicitaires" حول القدس ونشرها في مختلف المحطات التلفزيونية، العربية منها والأجنبية.

9- إدخال مادة "القدس" في مناهجنا المدرسية التربوية، في عالمنا العربي.

10- كل هذه المقترحات تصب في خانة واحدة إسمها "القدس قضية عربية ودولية مستدامة".

وتابع: "أما المبادرات البعيدة المدى فأبرزها:

1- التواصل مع وسائل الاعلام الغربية واختراق السيطرة الصهيونية عليها، وخلق قوة إعلامية عربية ضاغطة على الرأي العام الغربي ومواقع القرار في دوله بغية تأديبه خدمة للحقيقة.

2- تولي الملحقين الثقافيين في السفارات العربية، مجمل الأنشطة المتصلة بقضية القدس لدى الدول التي يتواجدون فيها، وتزويدهم بالنتاج الإعلامي المتعلق بالقدس لنشره".

واقترح ابو كسم "تأسيس "لقاء القدس الإعلامي" ليضم إعلاميين مسيحيين ومسلمين من العالمين العربي والغربي، يعملون على وضع الأطر النظامية لترجمة هذه التطلعات، وتوزيع المسؤوليات على مستويات التخطيط والتمويل والتطبيق".

وختم "بالتأكيد على ضخامة أعباء الاضطلاع بها، وعلى كونها ضرورية في هذه اللحظة التاريخية التي تهدد القدس، وعلى أنها تشكل، برأي الكنيسة، أحد أهم السبل الكفيلة بصنع السلام من خلال المحافظة على القدس تاريخا وهوية".

 

مطر من مؤتمر نصرة القدس:قرار ترامب نشاز واتَّخذَهُ صاحِبُهُ دُونَ وَجهِ حقٍّ مزورا تاريخِ القُدس ومشوها لِرِسالةِ مدينةِ السَّلامِ في العالم وندعو المسيحيين والمسلمين لرفضه

وكالات/الخميس 18 كانون الثاني 2018/وطنية - القاهرة - رأى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر في مداخلة ألقاها، في الجلسة الثانية من مؤتمر الازهر العالمي لنصرة القدس، بعنوان المسؤولية الدولية تجاه القدس"، أنه "غير منطقي هو المشهد المطروح على بساط التاريخ لابناء ابراهيم أبي الآباء، عندما لا يشهدون معا وأمام العالم أجمع لرحمة الله الواسعة، ولا يلتقون على القدس بيت عبادة لوحدانيته ورمز سلام للبشرية المتعطشة بكل أطيافها الى السلام". وقال: "هؤلاء هم أبناء إسحق والوعد، لا بأمة تسود على الامم، فهذه ليست من مقاصد الله بشيء. ولا بأرض يستأثرون بها دون سواهم، لان الارض كلها للرب، بل ليحيوا إيمانهم دون إكراه ويقدموا على فتح قلوبهم وعقولهم لمشاركة الناس فرح الحياة. وهم أبناء اسماعيل الذي أبعد مع هاجر أمه والذي أخذ سره الى الصحراء ليعود من ثم الى ساحة الارض، أبا لامة كبيرة ومطالبا بحقوق ابنائه في العائلة الابراهيمية الشاملة وضمن منظومة سائر الشعوب. وسوف لن يستقيم التاريخ الا بإعادة الحق الى نصابه والعدل الى محرابه في جو أخوة انسانية تسهم في قيامها كل الحضارات". أضاف: "وهم ايضا اولاد ابراهيم، لا بصلات الارحام، بل بالايمان وفعل الروح الذي يجمع الناس من الرياح الاربع ويؤلف بين قلوبهم وينشر سلامه فوق الربوع فيتحول البشر جميعا الى عيال الله الآمنة برضوانه والسائلة لأنعمه وبركاته". وتابع: "هكذا شاء الله سبحانه وتعالى أن تتكون القدس عبر التاريخ وان تصير رمزا للسلام النازل من العلى، ومكانا يجمع اهل الايمان فيها ليشهدوا معا لهذا السلام ويعملوا من اجل إحلاله في الارض. وقد شيدت في رحابها أهم الرموز الدينية لابنائها، من الهيكل قديما الى كنيسة القيامة والى المسجد الاقصى، فصارت مدينة مقدسة لا يجوز ان يدخلها الناس الا خاشعين. فهم يحجون اليها حجا وليس لاحد ان يغتصبها اغتصابا".

وقال: "لكننا مدعوون الى ان نقول الامور بصراحة حول مصاعب هذه العائلة الابراهيمية ومتاعبها في الزمن الحاضر. فإن الصهاينة الذين يحتلون القدس راهنا هم الذين يرفضون تاريخها بمراحله الكاملة، هذا فيما التاريخ لا يتجزأ، بل يأخذ معناه عبر تطوره وعلى مدى الاجيال المتعاقبة على صنعه. فالمحتلون هؤلاء قد أنكروا تاريخ القدس حتى في المرحلة السابقة لوصول داود اليها وإقامتها عاصمة لمملكة ارضية بناها بغير رضى من ربه، لان الانبياء حذروه من مملكة بشرية قد تعرض اهلها لنسيان الله الذي يجب ان يبقى مليكهم الاوحد. وقد رفضوا بالتالي تطورات القدس في المرحلة اللاحقة لحضورهم فيها، وانفتاحها على سائر ابناء ابراهيم الذين انتموا اليها. فلا هم قبلوا بحقوق المسيحيين كاملة في المدينة ولا بحقوق المسلمين، سواء في القدس أم في سائر ارض فلسطين. فكيف أقبل انا المسيحي الا استطيع الحج الى المكان الذي افتدى فيه السيد المسيح الانسانية وقام منتصرا على العداوة وعلى الموت، واطلق من قبره المفتوح في اليوم الثالث عهدا للبشر جديدا؟ وكيف يقبل اخي المسلم ان تنتهك مقدساته في مدينة الاسراء والمعراج التي اتخذها اولى القبلتين لصلاته وثالث الحرمين؟ هذا فيما كانت للمسلمين اياد بيضاء في تاريخ القدس ومواقف تسجل مع اسماء اصحابها بأحرف من ذهب. فمن لا يذكر الخليفة عمر، رجل العدل بامتياز، الذي دخل القدس ووقف امام كنيسة القيامة رافضا ان يصلي فيها لئلا يطالب صحبه فيما بعد بالمقام، اذا ما صلى هو فيه وهو خليفة المؤمنين؟ ان هذا الكبير في العرب والاسلام قد رسم للمسلمين من بعده ولغير المسلمين خطا في احترام الاديان ورموزها ومقدساتها، حبذا لو اخذ منه العبرة اهل الشرق والغرب معا حتى في ايامنا، وكل مؤمن ومؤمنة من اولاد ابراهيم! فأين الصهاينة من احترام المقدسات هذه وما تمثل في وجدان اهلها الكرام؟ وهل ننسى نحن المسيحيين ان مفاتيح كنيسة القيامة بالذات هي اليوم ومنذ مئات السنين في عهدة عائلة مسلمة تؤمن الدخول اليها لمجمل طوائفنا بأمانة كلية وبدقة لا توصف"؟

وأكد أنه "في وهج هذه الحقائق، وامام إعلان القدس من قبل الرئيس الاميركي عاصمة لاسرائيل وحدها، نستنكر كل الاستنكار هذا القرار الذي اتخذه صاحبه دون وجه حق، وبتزوير لتاريخ القدس الشريف وبتشويه لرسالة مدينة السلام في العالم بأسره. ونعلن ان هذه المدينة ليست ملك رجل ولا ملك دولة ليتم التصرف بها على هذا الشكل المرفوض، وانه كان حريا برئيس الدولة التي تستضيف على ارضها جمعية الامم المتحدة ان يحترم المقررات الدولية بشأن القدس وفي مقدمتها القرار رقم /181/ (شهر تشرين ثان عام 1947)، الذي قضى بوضع القدس تحت نظام دولي بحيث تكون المدينة المقدسة جسما منفصلا له وضعه الخاص. وقد استمر العالم كله على هذا الموقف منذ هذا التاريخ، رافضا ان تعلن القدس عاصمة لاسرائيل ومتمسكا بحقوق جميع اصحاب الحقوق في المدينة المقدسة. وعندما قامت اسرائيل باحتلال الارض العربية في فلسطين كلها، وبدلت وضع الهدنة مع الفلسطينيين والعرب بالقوة ومن طرف واحد، بقي العالم متمسكا بحقوق العرب والفلسطينيين بالقدس وبضرورة التوصل الى السلام بالتفاوض والقبول المتبادل لاي وضع نهائي".

وقال: "اليوم يأتي قرار نشاز يصدر عن رئيس دولة متفرد ضاربا به كل فرص السلام ومشوها تاريخ القدس ورسالتها الانسانية والروحية، ومطيحا بحقوق الفلسطينيين المشروعة كلها. فأثار هذا الموقف غير الموصوف ردود فعل عالمية تمثلت برفض غالبية دول الارض له في الجمعية العامة للامم المتحدة وتبرم دول مجلس الامن كلها حيال هذا التصرف غير المسؤول". وختم: "فإننا امام مؤتمركم الكريم، وبالتضامن مع صاحب السماحة فضيلة شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب الذي دعا اليه مشكورا، وهو الداعي الى خير الامة على الدوام، ومن على أرض مصر العزيزة وكبيرة العرب، نعلن رفضنا المطلق لهذا القرار، وندعو الشعب الاميركي الى تصحيحه بل الى إلغائه بالسبل المتاحة وباسم العدالة الدولية واحترام القيم الروحية العالية التي تحفظ لهذا الكون رونقه ومعناه. كما ندعو المسيحيين والمسلمين في العالم الى مزيد من التصافي والتضامن في ما بينهم، فهم وحدهم يشكلون نصف سكان العالم، وكل توافق بينهم يرجح في الدنيا غلبة الخير على الشر، ونصرة الحق على الباطل. ولا يغيبن عن ضمائركم ان الحق من الله وله الغلبة في النهاية وان الباطل كان زهوقا".

 

عوده في مؤتمر الأزهر: نحن أول الموجودين في القدس وأول المهتمين بمصيرها ونؤمن بأن الفلسطينيين هم أصحاب البيت

وكالات/الخميس 18 كانون الثاني 2018 /وطنية - ألقى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، كلمة في الجلسة الثانية في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المنعقد في القاهرة، بعنوان "المسؤولية الدولية تجاه القدس". وقال: "أود أولا أن أحيي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس الحكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب وأن أشكره على دعوته لي لحضور هذا المؤتمر العالمي لنصرة القدس التي تتعرض حاليا لمخطط يهدف إلى تغيير هويتها وطمس تاريخها والإمعان في قهر أهلها وتهجيرهم. غياب العدالة يخنق صوت الحق، وعدالة الأرض مهما سمت ناقصة، لكن الباطل مآله الزوال، ولا بد للحقيقة أن تسطع وللمقهور أن ينتصر. إن ما تحاول إسرائيل القيام به، مدعومة بالقرار الاميركي الأخير، يهدف إلى إبراز صورة عن القدس تتعارض مع تاريخها، يضاف إلى ما قامت به في العقود الماضية من تغيير عمراني وديموغرافي وسياسي لوجه المدينة، وهذا يفقدها فرادتها وذاكرتها الجماعية ويحيلها مدينة بلا ماض ولا تاريخ. لقد كانت القدس وسوف تبقى في وعينا المسيحي الكنسي مدينة السلام أورشليم، المدينة التي وطئتها قدما الرب يسوع منذ طفولته، والتي صلى في أروقة هيكلها وبشر فيها وبذل فيها ذاته ذبيحة عن الإنسانية لكي يخلصها. كيف لهذه المدينة أن تفقد هويتها وتصبح مكانا يشهد على اضطهاد المؤمنين بالله وسحقهم بعد تهجير آبائهم وأجدادهم؟" أضاف: "نحن لا ننظر إلى القدس كمكان وحسب، بل كجوهر يحمل معنى روحيا يتجاوز تقلبات التاريخ والسياسة وما جرته من عداوات وحروب. القدس بالنسبة لنا هي المدينة المقدسة التي شهدت مراحل الصلب والموت والقيامة، وستبقى المكان الذي فيه يرفع التمجيد لله العلي إلى أبد الدهور. كثيرون تغنوا بالقدس وكتبوا فيها القصائد، معددين ما تجمعه هذه المدينة من ميزات وما تثيره من مشاعر. ليس عبثا أنها سميت "زهرة المدائن" لأنها زهرة بيضاء تجمع في حناياها الإخوة في الله، مسيحيين ومسلمين، إذ لا أخوة حقيقية إلا بالله. إنها مدينة الصلاة، صلاة كل من يؤمن بالإله الواحد الأوحد، التي نتوق جميعنا إلى زيارتها والسير في طريق الجلجلة التي خطاها الرب، والتبرك من كنيسة القيامة، وموضع الصعود، ومكان حلول الروح القدس في العنصرة على التلاميذ، وقبر والدة الإله، وغيرها من أماكن الحج المسيحية والإسلامية التي تزخر بها.

لكن القدس بالنسبة لنا هي أكثر من هذا، على أهميته. نحن لا نوافق على تهويد القدس وتشويه طابعها العربي المسيحي الإسلامي، كما نرفض بشدة تهجير العرب والمسيحيين بشكل خاص، لأننا نعتبر أن القدس بكنائسها ومؤسساتها وأوقافها هي قدسهم وهي مدينة آبائهم وأجدادهم ومنبع ديانتهم ومحل إيمانهم وصلاتهم". وأكد أن "البشر هم همنا الأكبر في القدس التي يجب أن تبقى لأهلها، للفلسطينيين، وأن تبقى مدينة الصلاة والسلام، ومكان التعايش بين الأديان والشعوب. هنا يهمني أن أؤكد أننا كأرثوذكس إنطاكيين كنا وما زلنا نعتبر أنفسنا أول الموجودين في القدس وأول المهتمين بها وبمصيرها. نحن نؤمن بأن الفلسطينيين هم أصحاب البيت، وقد تم تحويلهم إلى غرباء ومشردين. إننا كمسيحيين مشرقيين نلتمس الرضى الإلهي، وننشد وجه الله حيثما كنا، وخصوصا في القدس وفي وجوه إخوتنا أبنائها، ونسعى إلى إحقاق الحق، وابتغاء العدالة، والعمل على إعلاء شأن الإنسان، والحفاظ على حريته وكرامته.

نحن قوم نؤمن أن الله قد خلقنا أحرارا، وأنه تجسد ليعتقنا من عبودية الشر والخطيئة، وليعيدنا إلى أحضان الآب، جاعلا إيانا أبناء له بالنعمة المعطاة لنا من لدنه".

وأشار الى أن "الإنسان بالنسبة لنا يحمل نفحة إلهية وهو محل المحبة والإحترام، لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله وهو عزيز في عيني الرب وعيون أحبائه. كل ما يجرد الإنسان من كونه غاية في ذاته هو خروج على إرادة الله ومحبته اللامحدودة. وكل من يحد من حرية الإنسان ويحرمه حقوقه يخالف التعاليم السماوية. إن القدس حق لأبنائها كما لبنان حق لأبنائه، وكذا في سائر بلدان شرقنا والعالم. لذلك من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بسلام في بلاده، في أرضه، في قدسه. هنا أستذكر قول المثلث الرحمة البطريرك إغناطيوس الرابع في القمة الإسلامية في الطائف سنة 1981: "القدس قلب إنسانيتنا وما يصيبها يصيب كل بشري بمقدار". نحن في لبنان قد أصبنا من جرح القدس وفلسطين عامة، وفتحنا أرضنا وقلوبنا لإخوتنا الفلسطينيين، وكنا نأمل أن تكون استضافتنا لهم قصيرة، يعودون بعدها إلى ديارهم آمنين. وها قد انطوى أكثر من نصف قرن وما زالوا غرباء في ديار الأرض، والعالم متغافل، والعرب نائمون، وما زالت القدس حزينة على فقد بنيها. أملنا أن يجترح حل لا يشوه وجه القدس ولا يفقدها فرادتها أو يتناسى تاريخها وتراثها.

القدس كلبنان مكان لقاء الإخوة، مسيحيين ومسلمين. ومكان تفاعل الأفكار والثقافات والأديان. القدس تخص المسيحيين بقدر ما تخص المسلمين، والإهتمام بمصيرها مشترك. من القدس انطلقت المسيحية إلى أقاصي الأرض، وفيها أوصى الرب يسوع تلاميذه: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم إلى انقضاء الدهر" (متى 28: 19 و20). نحن إذا أصيلون في القدس أصالة الرب يسوع، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل التاريخ". وتابع: "إن الوجه الحقيقي لشرقنا الأوسط، ولقدسنا بخاصة، لا يتجلى في أصالته إن لم يرتفع فيه صوتان معا: صوت مسيحي وصوت إسلامي، يشكلان توأما مشرقيا يطالب بحق الفلسطينيين بأرضهم وحق المسيحيين والمسلمين بمقدساتهم. مشرقنا لن يسلم في جوهره إن لم تسلم هذه النواة، والقدس تفقد معناها إذا فقدت أي عنصر من عناصرها الروحية. فلنرفض معا أن تكون القدس ألعوبة سياسية أو منطلقا لمآرب تغلب فيها المصلحة على الحقيقة والإستقامة والعدالة. ولا ندعن جدية من يود سلبنا القدس تكون أقوى من جدية إرادتنا في استعادتها". وختم: "أخيرا نكرر مع فيروز:البيت لنا والقدس لنا، وبأيدينا سنعيد بهاء القدس

بأيدينا للقدس سلام آت. على رجاء أن يمد الرب الإله يد رحمته علينا ويوقف كل نزف في ديارنا، ويضمد جراحاتنا ويبسط سلامه في شرقنا وفي العالم أجمع، أتمنى لكم كل خير وبركة من لدنه".