المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 17 كانون الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.january17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الأُسقُفَ، وهوَ وَكيلُ اللهِ، يجِبُ أنْ يكونَ مُنَزَّهًا عَنِ اللَّومِ، غَيرَ مُتكَبِّرٍ ولا غَضوبٍ ولا سكِّيرٍ ولا عَنيفٍ ولا طامِعٍ في المكسَبِ الخَسيسِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جعجع والحريري والضياع السيادي والتجربة والأبواب الواسعة

الياس بجاني/إلى الرئيس الحريري: الإستقرار الأمني والمالي بغياب السيادة كذبة كبيرة

الياس بجاني/الإعتداء على الصحفي أحمد الأيوبي تصرف ارهابي مرفوض ومستنكر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المر فيديو مقابلة مع الإعلامي سيمون  أبو فاضل تلقي الأضواء الكاشفة على غالبية الملفات اللبنانية الراهنة الساخنة والمثيرة للشكوك والتساءلات

من تلفزيون المستقبل فيديو مقابلة مع الإعلامي نقولا ناصيف/16 كانون تالثاني/18/ سقطت 8 و14 آذار من قبل انتخاب الرئيس عون

بيان "تقدير موقف" رقم 122/ يبيع العماد عون المسيحيين "جوز فاضي ولا مشروع ولا تعويض للمسيحيين إلا من خلال العودة الى "إختراعهم" الأساسي: الدولة

 وليد فارس يرد على الحملة ضد فيلم بيروت : يريدون الترويج لأفلام تخدم حزب الله

تغريدات سيادية لنوفل ضو

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 16/1/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 كانون الثاني 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ماذا وراء تحذيرات السفارات؟

التدريب الإنتخابي انطلق

هل "يقطفها" حزب الله نيابياً؟

من يسبق الآخر.. عون أو بري؟

إليكم خطة "حزب الله" الإنتخابية

أيها المواطن الكريم/خليل حلو/فايسبوك

التقليد شر مستطير/الشيخ حسن مشيمش

سقوط 3 مقاتلين لحزب الله في سوريا بينهم قائد ميداني

هل يشمل العفو العام ميشال سماحة؟

كتلة المستقبل: الابواق العاملة على تخريب علاقة لبنان بالسعودية لن تحقق أهدافها

التيار المستقل ناقش ما يدور بين الأحزاب حول تعديل قانون الانتخاب

مندوبة لبنان لددى الامم المتحدة قدمت أوراق اعتمادها إلى غوتيريز

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: هيئة التشريع أعطت رأيا والنقاش الدستوري انتهى في البلد

رأي وزارة العدل يحرج برّي فكيف سيردّ بعد عودته من طهران؟

لبنان: التبشير المفرط بالثورة النفطية قد يتحول إلى نقمة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بابا الفاتيكان يصلي من أجل شيخ الأزهر

الكونغرس يكلف الخزانة الأميركية بالكشف عن ثروات خامنئي

الجبير: نعمل على منع سقوط اليمن بيد إيران و«حزب الله» وأكد أن طهران مصدر خطر كبير لدورها بلبنان وسوريا واليمن

صادق لاريجاني يلوّح برد إيراني على العقوبات ضده وفشل المساعي البرلمانية لدخول سجن إيفين ومطالب بتشكيل «لجنة تقصي حقائق» بعد وفاة محتجزين

«ورقة» غربية ـ إقليمية عن سوريا يحملها تيلرسون إلى لافروف تعكس انخراط الإدارة الأميركية... ودي ميستورا ينقل المفاوضات إلى فيينا في 26 الحالي

المجلس المركزي الفلسطيني يعلن انتهاء {انتقالية أوسلو} وقرر تعليق الاعتراف بإسرائيل... وشدد على رفض تغيير المبادرة العربية

السعودية تشيد بقرار ترمب دعوته لحلفاء أميركا لمواجهة أنشطة النظام الإيراني الخبيثة ومجلس الوزراء يستنكر بشدة التفجير الانتحاري المزدوج وسط العاصمة العراقية بغداد

اتهام إماراتي لقطر باعتراض طائرتين مدنيتين

إردوغان: عملية عفرين ستدعمها المعارضة السورية

اجتماع أزمة للحكومة البريطانية بعد إفلاس مجموعة «كاريليون»

الاتحاد الأوروبي لا يزال منفتحاً إزاء عودة بريطانيا إليه

الأردن يفرض ضرائب جديدة على السلع والمنتجات وشملت السيارات المستوردة والوقود والخبز

20 قتيلاً حصيلة اشتباكات مطار معيتيقة بالعاصمة الليبية

الرئيس المصري يطمئن السودان وإثيوبيا: لن نتدخل في شؤون الغير/السيسي يناقش مشروعات ولاية جديدة... والسادات يتراجع

مصر: تحضيرات لعملية عسكرية «غير مسبوقة» ضد «داعش} في سيناء ومصادر أمنية وقبلية تحدثت عن التجهيزات

ضبط 3 إرهابيين وتدمير عبوة ناسفة بوسط سيناء

قمة دولية في كندا لبحث أزمة كوريا الشمالية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في انتظار الأجوبة السعودية/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

تحالفات كسروان في مهب الصوت التفضيلي/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

مَن ينتظر مَن «على كوع» الإنتخابات/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

من «التغيير والإصلاح» الى صفوف «القوات اللبنانية»/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

"حجر الأساس".. توجيهاً لرؤية بعيدة المدى بمضمون عميق/الهام فريحة/الأنوار

دراية وتفهُّم الوزير حمادة اقتراح دفع المستحقات على ثلاث سنوات/الهام فريحة/الأنوار

الحسيني: فتحوا الجرح... فليسكّروه/نقولا ناصيف/الأخبار

في انتظار كوليت/الياس خوري/القدس العربي

بلد «الملحقات» الكبرى/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

تدني سعر النفط سيف مسلط/رندة تقي الدين/الحياة

النفط... وحدود الوهم/د.غسان الشلوق/جريدة الجمهورية

دخول الأميركيين في صراع سوريا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الكردي المخذول والأميركي المعزول/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

عنق الزجاجة الطويل في الشرق الأوسط/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

واشنطن لموسكو: لا حل بدوننا/أسعد حيدر/المستقبل

الأزهر والقدس... وعي وهوية ومسؤولية/إميل أمين/الشرق الأوسط

أجيال الميليشيات والفوضى/يوسف الديني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون للسلك الديبلوماسي: لبنان نقيض للعنصرية وحمايته ضرورة والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل يبعد السلام ولاستراتيجية دولية جديدة تحترم الحقوق

بري التقى في طهران خامنئي ورؤساء البرلمانات الإسلامية

بري في مؤتمر البرلمانات الاسلامية في طهران محذرا: اسرائيل تقيم جدارا ضمن الحدود واليونيفيل على علم بذلك

الكتائب:الانتخابات فرصة لمحاسبة السلطة على سوء ادائها في ادارة الدولة

تعميم للحريري: لضم الأسباب الموجبة لمشاريع القوانين والمراسيم تحت طائلة اعادتها الى الادارة المعنية

الجميل عرض الاوضاع مع السفير السعودي

خليل عرض الأوضاع مع جعجع: الحياة الديمقراطية في لبنان ليست قانونا بل ممارسة فعلية

ننتي للوطنية: اليونيفيل مستمرة في التأكيد للطرفين على حساسية القيام بأي أعمال على طول الخط الأزرق

الراعي غادر الى القاهرة للمشاركة في مؤتمر الازهر لنصرة القدس: المدينة للديانات الثلاث ولا نقبل أن تعطى اللون اليهودي او التهويدي

حرب أعلن ترشحه للانتخابات: هناك عملية ممنهجة لفرض زعامات تبحث عن شرعية تفتقدها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

عَلِّمِ الكِبارَ أنْ يتَحلَّوْا بِاليَقَظَةِ والوَقارِ والرَّصانَةِ، وبِسَلامةِ الإيمانِ والمَحبَّةِ والصَّبرِ وعَلِّمِ العَجائِزَ أنْ يَسلُكْنَ طريقَ القَداسَةِ، غَيرَ نَمّاماتٍ ولا مُدمِناتٍ لِلخَمرِ

من رسالة القدس بولس الرسول إلى تيطس02/"أمَّا أنتَ فتَكَلَّمْ بِما يُوافِقُ التَّعليمَ الصَّحيحَ. عَلِّمِ الكِبارَ أنْ يتَحلَّوْا بِاليَقَظَةِ والوَقارِ والرَّصانَةِ، وبِسَلامةِ الإيمانِ والمَحبَّةِ والصَّبرِ. وعَلِّمِ العَجائِزَ كذلِكَ أنْ يتَصَرَّفْنَ كما يَليقُ بِنساءٍ يَسلُكْنَ طريقَ القَداسَةِ، غَيرَ نَمّاماتٍ ولا مُدمِناتٍ لِلخَمرِ، هادِياتٍ لِلخيرِ، يُعَلِّمنَ الشّابّاتِ مَحبَّةَ أزواجِهِنَّ وأولادِهِنَّ، مُتَعَقِّلاتٍ عَفيفاتٍ يُحْسِنَّ العِنايَةَ ببُيوتِهِنَّ، مُطيعاتٍ لأزواجِهِنَّ، لِئَلاَّ يَستَهينَ أحَدٌ بِكلامِ اللهِ. وكذلِكَ عِظِ الشُّبّانَ ليكونوا مُتَعَقِّلينَ. وكُنْ أنتَ نَفسُكَ قُدوَةً لَهُم في العَمَلِ الصّالِحِ، ورَزينًا ومُنزَّهًا في تَعليمِكَ. وليَكُنْ كلامُكَ صَحيحًا لا يَنالُهُ لَومٌ، فيَخزَى خَصمُكَ ولا يَجِدُ سُوءًا فِينا. وعَلِّمِ العَبيدَ أنْ يُطيعوا أسيادَهُم وينالوا رِضاهُم في كُلِّ شيءٍ، وأنْ لا يُخالِفوهُم ولا يَسرِقوا مِنهُم شيئًا، بَلْ يُظهِروا لهُم كُلَّ أمانَةٍ، فيُعظِّموا في كُلِّ شيءٍ تَعاليمَ اللهِ مُخَلِّصِنا. فَنِعمةُ اللهِ، يَنبوعِ الخَلاصِ لِجَميعِ البَشَر، ظهَرَتْ لِتُعَلِّمَنا أنْ نَمتَنِعَ عَن الكُفرِ وشَهَواتِ هذِهِ الدُّنيا لِنَعيشَ بِتَعَقُّلٍ وصَلاحِ وتَقوى في العالَمِ الحاضِرِ، مُنتَظِرينَ اليومَ المُبارَكَ الّذي نَرجوهُ، يومَ ظُهورِ مَجدِ إلهِنا العَظيمِ ومُخَلِّصِنا يَسوعَ المَسيحِ الّذي ضحَّى بِنَفسِهِ لأجلِنا حتّى يَفتَديَنا مِنْ كُلِّ شرٍّ ويُطَهِّرَنا ويَجْعَلَنا شَعبَهُ الخاصّ الغَيورَ على العَمَلِ الصّالِحِ. هكذا تكَلَّمْ وَعِظْ ووَبِّخْ بِما لكَ مِنْ سُلطانٍ تامٍّ. ولا يَستَخِفَّ بكَ أحَدٌ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

جعجع والحريري والضياع السيادي والتجربة والأبواب الواسعة

الياس بجاني/16 كانون الثاني/17

على خلفية الأجندات السلطوية الذاتية وبنتيجة ساعات "التخلي والتجلي" أصبحت قوات جعجع بغربة قاتلة عن المبادئ والثوابت الوطنية، كما أمسى تيار الحريري شركة مصالح تجارية وبغربة  كاملة عن السيادة. عملياً الجوز (جعجع والحريري) وقعا في التجربة وفرطا 14 آذار وانتحرا وطنياً ومصداقية وقفزا فوق دماء الشهداء.. في الخلاصة فإن ما نراه بحزن هو طبيعة بشرية ترابية وثقافة أبواب واسعة. أما عن وضعية الهوبرجية والزقيفي والأغنام من شركات الأحزاب اللبنانية "التعتير" فحدث ولا حرج

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

إلى الرئيس الحريري: الإستقرار الأمني والمالي بغياب السيادة كذبة كبيرة

الياس بجاني/15 كانون الثاني/18

بعد مشكلته الخطيرة مع السعودية وعودته إلى بيروت "مروكبي" مع الرئيس الحريري ع موجة لازمة "الإستقرار"، وبات يكرر هذه اللازمة "الخادعة" مراراً على مدار الساعة ويُربِّح الناس جميلة نعمة الإستقرار الأمني والمالي هذا بمناسبة ودون مناسبة..مع أنه يعرف جيداً ان حزب الله الذي يحتل لبنان ويتحكم بحكمه وحكامه هو قادر أن يزعزعه ويزلزل البلد ساعة يشاء. نذكر دولته أن الاستقرار دون سيادة كذبة كبيرة

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

الإعتداء على الصحفي أحمد الأيوبي تصرف ارهابي مرفوض ومستنكر

الياس بجاني/14 كانون الثاني/18

نستنكر بشدة الإعتداء المسلح  الذي تعرض له يوم أمس في طرابلس الصحفي أحمد الأيوبي ونطالب الدولة باعتقال المعتدين وتطبيق القوانين المرعية الشأن. والحمد لله على سلامته.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من تلفزيون المر فيديو مقابلة مع الإعلامي سيمون  أبو فاضل تلقي الأضواء الكاشفة على غالبية الملفات اللبنانية الراهنة الساخنة والمثيرة للشكوك والتساءلات

من تلفزيون المر فيديو مقابلة مع الإعلامي سيمون  أبو فاضل تلقي الأضواء الكاشفة على غالبية الملفات اللبنانية الراهنة الساخنة والمثيرة للشكوك والتساءلات/16 كانون الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://eliasbejjaninews.com/?p=61822

https://www.youtube.com/watch?v=W7MymA3QNo

 

من تلفزيون المستقبل فيديو مقابلة مع الإعلامي نقولا ناصيف/16 كانون تالثاني/18/ سقطت 8 و14 آذار من قبل انتخاب الرئيس عون

اضغط على الرابط في اسفل

https://www.youtube.com/watch?v=MGYQcjPix1Y

 

بيان "تقدير موقف" رقم 122/ يبيع العماد عون المسيحيين "جوز فاضي ولا مشروع ولا تعويض للمسيحيين إلا من خلال العودة الى "إختراعهم" الأساسي: الدولة

16 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/?p=61820

في السياسة

· يبيع العماد عون المسيحيين "جوز فاضي"!

· رفع الرجل شعار "إسترجاع حقوق المسيحيين" منذ عودته من المنفى، وهو شعارٌ سمح له بالدخول من الباب العريض إلى عقول المسيحيين الذين ظنّوا ويظنّون، ربما اليوم أن حقوقهم مهدورة بينما حقوق غيرهم مصانة بالدستور أو بالعدد والمدد أو بالدعم العربي أو بالسلاح الايراني!

· فظنّ هؤلاء ان شخصيّة "إستثنائية" الذكاء والقامة، تذكرهم بكبارهم من المؤسسين، "ستعوّض" لهم ضعفهم الديموغرافي وتردّي علاقاتهم الدولية بعد ان حلّ مكانهم آخرون، في فرنسا واميركا وتحميهم من سلاح متفلّت بإمرة خارجية!

· وعلى هذا الأساس، عقدوا الولاء للعماد عون وأوكلوا له مهمة "التعويض"، خاصة انهم ظنّوا أيضاً ان اتفاق الطائف "أسقطهم" درجة في النظام اللبناني و"رفع" المسلمين درجة!

· وعلى هذا الأساس تجاوزوا عقدة تحالف عون مع سلاح "حزب الله" (نقيض فكرتهم التاريخية للدولة) لأن من شأن التحالف تسهيل الوصول إلى"التعويض"!

· و"التعوييض" يمرّ حكماً بتجاوز اتفاق الطائف من خلال ثنائيات وثلاثيات بهلوانية!!

تقديرنا

· "جوز فاضي"!

· لا مشروع ولا تعويض للمسيحيين إلا من خلال العودة الى "إختراعهم" الأساسي: الدولة!

· ولا دولة في ظل سلاح غير شرعي حتى ولو تسنّى للمسيحيين تعيين ضابط سير جونية!

· ما يبرق اليوم هو ليس ذهباً!!

· صوّت في انتخابات العام 2009: 500.366 مسيحياً و1.022.000 مسلماً!

· هؤلاء حصل كلٌ منهم على 64 نائباً!

· نذكّر بأن هذا تدبير ظرفيّ وفقاً للطائف وليس نهائياً!

· خسر المسيحيون مكانتهم في الدولة عام 1969 بموافقتهم على اتفاق القاهرة (بخصوص السلاح الفلسطيني)!

· لا تخسروا دولتكم اليوم وأنتم تدافعون عن سلاح ايراني!

 

 وليد فارس يرد على الحملة ضد فيلم بيروت : يريدون الترويج لأفلام تخدم حزب الله

لبنان الجديد/16 كانون الثاني/18

 تحت عنوان " "Fake Beirut" ---- "بيروت المزيفة" رد المستشار السابق للرئيس الأميركي د. وليد فارس على الحملة المنظمة في لبنان ضد فيلم "بيروت" التي أنتجته إستديوهات هوليوود. وقال فارس في رده "فيلم "بيروت" بدأ بالعرض. ان القصة منفصلة عن الأحداث الحقيقية، وكالعادة نرى نفس القوالب النمطية وجهل الواقع . انه انتاج عادي من دون فهم عميق للحقائق التاريخية.  ولكن بعض منتقدي الفيلم هم أسوأ من الفيلم. إنهم لا يريدون ان يكونوا "أميركيين سطحيين"، و لكنهم يريدون الفيلم وسيلة بروباغندا لحزب الله أو الفكر الجهادي. هذه هي الفوضى كالمعتاد. لماذا؟ لأن المؤرخين في لبنان فشلوا بالكتابة عن سنوات الحرب وإنتاج سرد متكامل. لا يوجد كتب تشرح الأحداث، أو عدد قليل جدا منها وجاء متأخرا. فالأوساط الأكاديمية اللبنانية تفضل سرد التاريخ كما جاء في اتفاق الطائف، والسياسيون اللبنانيون يتناسون عن قصد ويهملون اي بحث عميق وجاد في الهوية والتاريخ . لذلك يستغل الآخرون هذه  الفجوة التاريخية، ويأتي بعضهم ليملأها بالاخطاء والتزوير فتكون شبيهة إما "لمهزلة" مزارع شبعا من انتاج حزب الله أو من إنتاج "هوليوود في المغرب". أنا ألوم كل من كان قادرًا ولم يفعل ذلك. وكل الذين لديهم المال وتجاهلوا التزاماتهم الثقافية. جرت محاولات كثيرة خلال العقد الماضي ولكن لم يكن لها أي تأثير على تحسين صورة لبنان في العالم. انه الفشل السياسي داخل لبنان والفشل الثقافي في جميع أنحاء العالم. سأشاهد "بيروت" فقط لأنه لا توجد أفلام أخرى عن لبنان. الصورة عالية الدقة والمؤثرات الصوتية جيدة. نعم هو غير صحيح ووهمي، ولكنه أفضل من عدم وجود بديل، أو من بدائل البوباغندا السيئة ..."

 

تغريدات لنوفل ضو

تويتر/16 كانون الثاني/18

*كسروان ليست ايران... وجونية ليست طهران... من بكركي ولد الكيان ... وحزب الله لن يتمكن من هدم البنيان! ٦ أيار ٢٠١٨ تاريخ تثبيت الخيارات السيادية في كسروان - الفتوح وجبيل!

*معقدون يسرحون على مساحة الوطن مستقوين بسلاح غير شرعي فرضهم على اللبنانيين بالقوة. عقدتهم بشير الجميل ولو في قبره لأنه نقيضهم وفاضح عمالتهم وتبعيتهم وكاشف احجامهم الحقيقية.من الاشرفية الى كسروان يحاولون تشبيه انفسهم بكبار من التاريخ بينما هم اقزام من الحاضر وسراب الغد القريب الآتي

*الحملة الممنهجة والمنظمة التي يشنها حلفاء ايران وحزب الله على المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة في لبنان هدفها التسبب بقطيعة سياسية واقتصادية واجتماعية وانسانية مع العرب لعزل لبنان عن محيطه العربي واستفراد اللبنانيين وتجويعهم تمهيدا لالحاقهم بالسياسة الايرانية.

*لست حياديا في اي خلاف او صراع او مواجهة عربية-ايرانية.انا لا أنأى بنفسي عن المصالح اللبنانية العليا التي هي جزء لا يتجزأ من المصالح العربية. والدفاع عن المصالح اللبنانية يمر حكما بالوقوف الى جانب السعودية والامارات فاقتضى التوضيح في عز  موجة التهرب من تحمل مسؤولية مواجهة حزب الله

*لا يجوز ان تتحول حجة النأي بالنفس الى ذريعة تمنع السياديين اللبنانيين من الدفاع عن مصالح لبنان الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ودول الخليج والتمسك بها في وقت يمعن حزب الله في تغيير هوية لبنان العربية ووضع يده على مؤسسات الدولة.العرب ليسوا ايران

*السؤال ليس: هل تخترق لائحة المعارضة الكسروانية- الجبيلية لائحة تحالف حزب الله - أمل - شامل روكز، بل هل ينجح حزب الله وامل في استغلال مشروع التيار الوطني الحر السلطوي لتدمير الذاكرة التاريخية السيادية لكسروان وأهلها ولتغيير هوية المنطقة وصورتها ودورها الكياني والاستقلالي؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 16/1/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تعددت أهداف المواقف هذا اليوم بين التمسك برأي هيئة التشريع والإستشارات في مرسوم الأقدمية بتأكيد من تكتل التغيير والأصلاح وقول وزير المالية إن البحث عن حجج لتغطية تجاوز القانون لا ينفع. وبين تشديد كتلة المستقبل على أن الابواق التي تعمل لتخريب العلاقة مع السعودية لن تحقق أهدافها وبين دعوة رئيس المجلس النيابي البرلمانات الإسلامية الى أن تنقل دولها سفاراتها من واشنطن وبين إعلان البطريرك الماروني أن القدس مدينة مفتوحة للديانات الثلاث ولا أحد يقبل أن تعطى لونا معينا.

ومع كل هذه المواقف تأكيد من قائد الجيش الإستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على لبنان. وترقب الأوساط السياسية على اختلافها جولة اتصالات واسعة بإتجاه تحالفات الإنتخابات النيابية وإعلان الترشيحات بدءا من مطلع شباط.

وفي الخارج استنفار عسكري تركي عند الحدود مع سوريا ردا على حشد ثلاثين ألف عنصر كردي في المنطقة الشمالية السورية بدعم أميركي.

وفي رام الله استعداد للرئيس الفلسطيني لجولة في الخارج خصوصا في أوروبا وروسيا حاملا نتائج مؤتمر المجلس المركزي لمواجهة قرار تهويد القدس.

وبالعودة الى محلياتنا نشير الى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اكد الحرص على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها... وإذ لفت أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي الذين قدموا له التهاني بالسنة الجديدة الى أهمية تعزيز الاستقرار الأمني المحقق شددالرئيس عون على ان الشأن الاجتماعي-الاقتصادي هو الطريق الأصعب إنما نحن اليوم وضعنا القطار على السكة... وبالنسبة الى القدس أكد أن القرار الترامبي يعمِّق الفجوة ويبعد السلام الحقيقي...

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

حرارة السياسة سخنت برد كانون حتى بدا صيفا سياسيا حارا.

فالحرارة إرتفعت بين عين التينة وبعبدا، بتجدد السجال حول أزمة مرسوم الأقدمية بعد صدور تقرير هيئة التشريع والاستشارات. التقرير حسم بأن توقيع وزير المال ليس ملزما. فجاء الرد من الرئيس بري بأن التقرير كتب بناء على الطلب.. جريصاتي رد على الرد بأن النقاش الدستوري والقانوني إنتهى بصدور التقرير، فرد وزير المال على رد الرد بالقول: آخر الإبداعات أن أسمع من وزير معني أن من إستشارها هي أعلى سلطة قضائية.

الحماوة تجلت أيضا في بيان كتلة المستقبل، التي ردت على ما إعتبرته حملة تشويه وتحريض تتعرض لها علاقة تيار المستقبل بالمملكة العربية السعودية، وتشارك فيها جهات إعلامية محلية وعربية، تعمل على بث تقارير ومعلومات مفبركة والتعامل معها باعتبارها وثائق، لا وظيفة لها سوى الاساءة للمملكة وبعض الدول العربية الشقيقة.

أيضا عادت الحرارة إلى الخطوط بين القوات وتيار المستقبل، بحسب الوزير ملحم الرياشي، الذي وصف في حديث لتلفزيون المستقبل العلاقة بين الطرفين بأنها إلى تحسن، وأن بعض التفاصيل بحاجة إلى نقاش ومصارحة، كما أن هناك حرصا من الطرفين على تطوير العلاقة وتصفية رواسب الماضي.

الحماوة مستمرة أيضا؛ بالتحضير للمؤتمرات اللبنانية في روما وبروكسل وباريس التي من المفترض أن تنتهي الى دعم لبنان أمنيا وسياسيا وإقتصاديا. وتحمل الحكومة اللبنانية الى مؤتمر باريس؛ وفق الرئيس سعد الحريري، برنامجا يشمل أكثر من مئتين وخمسين مشروعا؛ بكلفة تصل الى ستة عشر مليار دولار.

الحماوة ذاتها وصلت الى مشروع ينتظره اللبنانيون، وهو قرار البدء بتوسعة وتطوير مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي ليستوعب عشرة ملايين مسافر. كذلك ينتظر اللبنانيون الأحد المقبل للمشاركة في الاحتفال في وسط بيروت الذي إنطلقت التحضيرات له.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

واحد وسبعون بندا على جدول أعمال مجلس الوزراء لبعد غد الخميس، وكأنه جدول اعمال لغير لبنان: بنود لا ترقى إلى هموم اللبنانيين بل هي في معظمها "بنود رشوات انتخابية" إذا صح التعبير: مليارات من الليرات لتأهيل الملاعب، وهذه المليارات موزعة وفق الدوائر الانتخابية أكثر مما هي موزعة وفق حاجات الملاعب... ومن ضمن الرشوات الانتخابية ايضا، إعفاء بعض الأندية من الرسوم البلدية، عل هذا الإعفاء يؤدي إلى استمالة جمهورها في صناديق الإقترع...

ولا يخلو جدول الأعمال من بنود توظيفات ومنها عرض وزارة الداخلية حاجة هيئة الإشراف على الإنتخابات لموظفين إداريين لمساعدتها في عملها...

هذه عينة من البنود على طاولة جلسة مجلس الوزراء، أما القضايا التي تكاد ان تفجر البلد فليست على جدول الأعمال ، ربما لأن طاولة مجلس الوزراء هي للبنود الهامشية أما البنود التفجيرية فمتروكة للتسويات الجانبية خارج القاعات الكبرى ... لكن يبدو ان مرسوم الأقدمية لم يعد قابلا للتسوية بعدما إستنفذ بنود الدستور ومطالعات هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، وبات يشكل الكباش الأكبر، والجميع في حال ترقب لما سينتهي إليه، فما بعد البت به غير ما قبل البت به، لأن ما سينتهي إليه سيظهر حقيقة ميزان القوى السياسية في البلد بعيدا من الأقنعة والقفازات، لهذا السبب يمكن اعتبار ان هذه المعركة حيوية جدا واستراتيجية جدا بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية، إذ كيف سيكون عليه الوضع إذا كان رئيس الجمهورية لا يستطيع إنجاز مرسوم حمل توقيعه وتوقيع رئيس الحكومة ووزير الدفاع وكان على شفير النشر؟ وفي المقابل كيف سيتحمل الرئيس بري أن يمر مرسوم قال عنه إنه يستلزم توقيع وزير المال، ولم يحصل هذا الأمر؟

هكذا، الوضع في عنق الزجاجة، ولم تنجح في سحبه من هناك أكثر من مطالعة صادرة عن هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل.

في ظل هذا الجو الأكثر من متشنج ، علامة مضيئة في النفق : وكالة " موديز" للتصنيف الائتماني توقعت ان ينمو اقتصاد لبنان بنسبة إثنين في المئة فاصل ثمانية.

البداية رد وزير المال على مطالعة هيئة التشريع والاستشارات التي أفتت بعدم وجوب توقيعه على مرسوم الأقدمية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ان تكون سارقا للمال العام في لبنان لا مشكلة، ان تكون معتديا على الاملاك العامة البحرية ايضا لا مشكلة، ان تكون منتهكا الاعراف والقوانين والتشريعات ايضا وايضا لا مشكلة، لكن المشكلة الكبرى ان تكون اعلاميا وان تسعى وراء الحقيقة وان تعتمد الصورة مستندا والكلمة سلاحا، هذا تماما ما حصل مع الـ MTV منذ الاحد حتى اليوم، ففي يوم العطلة لم تكن اخبار الـ MTV في عطلة بل ذهبت الى منطقة الرملة البيضاء وتحرت واستكشفت لتصور جريمة متمادية جديدة ترتكب بحق البحر والبيئة في لبنان، فالقائمون على مشروع الايدن بي ينفذون سنسولا بحريا في تحد جديد للقانون وفي تغاض مشبوه من عدد كبير من المسؤولين.

وبدلا من يتحرك المسؤولون لايقاف المجزرة البيئية ووضع المعتدين على حدهم ورفع دعوى بحقهم تقدمت الشركة المالكة لمشروع الايدن بي بدعوى في وجه الـ MTV مطالبة بالزامها دفع غرامة اكراهية توازي 180 مليون ليرة لبنانية حتى الساعة.

هكذا رضي القتيل ولم يرض القاتل وكأن المطلوب اسكات الاعلام الحر ليتسنى للمعتدين استكمال اعتداءاتهم على ما تبقى من الطبيعة في لبنان، فالى هؤلاء نقول: لا فالـ MTV لم تسكت يوما عن الخطأ ولن تسكت اليوم، ومن لم ترهبها بنادق الوصاية والاحتلال لن ترهبها ضغوط وترهيب وترغيب وهي لها ملء الثقة بالقضاء، فالقضاء اللبناني لا ينطق ولن ينطق حكمه الا باسم الشعب اللبناني لا باسم تجار الارض والبحر والسماء، تجار الوطن.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

فرقهما مرسوم ووحدتهما القدس وفي ظل احتدام السجال مجددا بات حل معضلة المرسوم كحل الدولتين يحتاج إلى معجزة. الجديد حصلت على مراسلات هيئة التشريع والاستشارات وفي الرأي خلصت الهيئة أن الوزير المختص هو وزير الدفاع بالاشتراك مع رئيسي الجمهورية والحكومة وأي وزير آخر يتبع أحد أو بعض الضباط لإدارته بحيث لا يشترك معهم في التوقيع وزير المال ما استدعى ردا من طهران إذ قال الرئيس نبيه بري هي استشارة بناء على الطلب مع الأسف فجاء الرد على الرد من الرابية بقول وزير العدل سليم جريصاتي لا يحق لأحد التطاول على القضاء ولن نقبل أن ينتقص أحد من صلاحيات رئيس الجمهورية في هذا العهد وأن الاتهام للرئيس بأنه يتجاوز الدستور ويخرقه اتهام خطر. قد يسأل سائل لماذا الصحوة اليوم على حق الطائفة الشيعية في وزارة المال بعد مقايضتها في سوق الحقائب منذ خمسة وعشرين عاما ولكنْ لكل مقام مقال والحق يقال فرئيس مجلس النواب نبيه بري أطلق من مؤتمر برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في طهران مواقف مخصبة نوويا تجاه القضية الفلسطينية وقد يكون المسؤول العربي الوحيد الذي سمى الأشياء بأسمائها وقرن الأقوال بخريطة طريق للأفعال فدعا إلى نقل السفارات الإسلامية من واشنطن ومقاطعة إدارة الرئيس ترامب حتى الرجوع عن قراره ضم القدس ووقف كل المفاوضات المتصلة بما يوصف بعملية السلام حتى صدور إعلان واضح بوقف الاستيطان والى إصدار دولنا إعلانا واضحا لا رجوع عنه يعترف بدولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس فضلا عن دعم مقاومة الشعب الفلسطيني وإلغاء اتفاقية أوسلو وسائر الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وإغلاق السفارات الإسرائيلية في العواصم العربية والإسلامية وإنشاء صندوق برلماني شعبي لدعم صمود الفلسطينيين والمقدسيين من القدس عرج بري إلى جدار الضغط الذي سترفعه إسرائيل على أرض لبنانية عند الحدود مع فلسطين المحتلة بهدف إمرار صفْقة العصر أو عقاب لعدم إمرارها وبعد هذا العرض تساءل بري أما آن لنا بعد كل هذا أن نتضامن وأن ننسق أما آن لنا أن نتحد؟ هل ترانا نطلب الكثير؟ أليس ذلك قليلا من كثير؟ أفيدونا أفادكم الله كلام بري في طهران كان له ظهير في لبنان وأمام السلك الدبلوماسي قال رئيس الجمهورية ميشال عون إن من حق كل دولة أن تقرر مقار سفاراتها ولكن اختيار القدس تحديدا من الرئيس ترامب يعمق الفجوة ويبعد السلام ويزيد النار استعارا وسأل عون هل المطلوب شحذ النفوس وإشعالها بنار الظلم والحقد معتبرا أن السلام لن يكون ما لم تبحث جديا مشكلات هذه المنطقة من منطلق العدالة لا القوة وعبر الاعتراف بالحقوق لا بالاعتداء عليها. وبمنطق العدالة الاعلامية فإن قناة الجديد التي كشفت عن أوراق دبلوماسية بالغة الدقة لمرحلة احتجاز الحريري في الرياض قوبلت بنكران من كتلة المستقبل التي كانت اول من نبه الى وضع الحريري الخطر عندما ساقت بيانها الشهير في اثناء توقيفه في السعودية. والكتلة اليوم ردت على تقارير البحصة ليكس من باب اعتبار ما نشر "معلومات مفبركة" لا وظيفة لها سوى الاساءة الى المملكة العربية الشقيقة وإذ دعت الكتلة الى الكف عن هذه الاساليب اكدت أن تيار المستقبل أمين بكل هيئاته وتشكيلاته السياسية على العلاقة بالسعودية لن يشك احد في أنكم تبايعون المملكة وملوكيين اكثر من الملك نفسه وأن هذه المرحلة الانتخابية العصيبة تتطلب منكم برقيات تضامن ومؤازرة بكل تشكيلاتكم السياسية لكن ما نشرته الجديد يتخطى امتنانكم للسعودية فهي وثائق لا تقبل الفبركة ولا التشكيك ولا تحرجونا اكثر فنضطر الى المكاشفة مع الرأي العام لنضعه في حقيقة من اتصل بنا ومن تدخل طالبا حذف بعض الاسماء ودور دول ووزراء وسفراء فحافظوا على طيب علاقتكم مع المملكة لكن احفظوا سركم وتداروا خلف السنتكم وبياناتكم وإن كنتم ستردون فردوا على السفارات التي خطت بأقلامها ودونت وراسلت وأبرقت وإن لم تكن لديكم الجرأة على ذلك فعلى الاقل أقيموا وزنا لرئيس حكومة كان في لحظة خطف سيصبح خلف السجون الحائرة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

من باب القدس العظيمة والمقاومة دخل رئيس مجلس النواب نبيه بري في صلب الموضوع وقال بصوت عال من على منبر منظمة التعاون الاسلامي اغلقوا سفاراتكم في واشنطن وقاوموا بكل الوسائل والغوا اتفاق اوسلو.

الرئيس بري وفي كلمته امام المؤتمرين في طهران كشف عن بدء اسرائيل بناء جدار ضمن الاراضي المتنازع عليها في جنوب لبنان محذرا مما اسماه بصفقة العصر.

المواقف الهامة التي اطلقها الرئيس بري لاقت ترحيبا واسعا وصدى كبيرا لدى المشاركين في المؤتمر حيث نوه رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني بخطاب الرئيس نبيه بري امام المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية وما تضمنه من مقترحات عملية سيعمل على ادراجها في التوصيات الختامية.

هذا في طهران، اما في لبنان فالبعض مصمم اخذ مرسوم الاقدمية الى المدى الاوسع والاخطر بعد صدور ما سمي برأي هيئة القضايا والاستشارات التي اقرت رأيا ليس من اختصاصها البتة، فهل اضحت الهيئة مجرد هيئة خدمات غب الطلب لفريق سياسي معين؟ وهل تحولت وزارة العدل الى شركة هولدينغ يملك كامل اسهمها التيار الوطني الحر ويرأسها وزير عدل لا يعلم ما هو فاعل؟ فيا صاحب المعالي من طالب راي هيئتكم الموقرة في موضوع مرسوم الاقدمية؟ ولمن تتبرع وتتنطح لكي تفيض باستشاراتك البالية التي لا تصرف في مكان؟

فاذا كان وزير العدل وفريقه السياسي اداروا "الدينة الطرشا" لآراء معظم الخبراء وكبار الفقهاء في الدستور والقانون الذين اجمعوا على اعتبار مرسوم الاقدمية غير دستوري لعدم توقيع وزير المال عليه فكيف سيحفظ دستور البلاد؟ ومن سيصونه من المخالفات والتجاوزات الخطيرة التي لم يعد يجوز السكوت عنها تحت اي ضغط او اهتزاز؟ فقرار هيئة الاستشارات ورأيها علق عليع وزير المال علي حسن خليل قي تغريدة على تويتر بالقول البحث عن حجج لتغطية تجاوز الدستور لا ينفع ويزيد ارباك اصحابها ويخلق اشكالات جديدة، وتابع خليل وتوضيحا لما نشر في فتوى بناء للطلب فان مجلس القضايا في مجلس الشورى اصدر بتاريخ 19-11-92 قرارا حمل الرقم 4 على 92،93 وقال حرفيا ان وزير المالية يجب ان يوقع على كل المراسيم التي يترتب عليها بصورة مباشرة وحتى بصورة غير مباشرة نتائج مالية او اعباء على الخزينة، ودعا خليل معالي الوزير الى قراءة القرار حتى لا يكرر الخطأ بالخطأ.

وآخر تجليات وزير العدل اعلانه فرمانا جديدا من امام مركز تكتل التغيير والاصلاح بان النقاش الدستوري والقانوني بمرسوم الاقدمية قد انتهى، لا يا صاحب المعالي، النقاش الدستوري فتح الآن ولن يقفل طالما هناك تجاوز للدستور والقوانين فلست انت من ينهي ومن يقرر فهناك مجلس نيابي هو صاحب الكلمة الفصل في القضايا الدستورية والاساسية في البلاد، وحسنا فعل رئيس المجلس النيابي نبيه بري منذ اليوم الاول للازمة حين صنف وزارتك بالمنتمية واليوم عاد وعلق الرئيس بري من طهران على رأي هيئة القضايا حين اكتفى بالقول ان استشارة الهيئة تمت بناء للطلب مع الاسف، وهو اسف لكل لبناني على ما وصل اليه البلد والقضاء من ترد واستغلال لاغراض واهداف ابعد من مرسوم الضباط الى امور اخطر بكثير.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

كلا، لن نصدق... بل لا نريد ولا نقبل ان نصدق.

لا نصدق ان رئيس مجلس النواب، الذي يترأس السلطة التشريعية اللبنانية منذ اكثر من ربع قرن، يمكن ان يصدر عنه، او ينسب اليه، مثل هذا الكلام، او مثل هذا التصرف. لا نصدق ان رئيس المجلس، هو من قال امس: "ممنوع تعديل قانون"، فصادر بذلك السلطة التشريعية بالمطلق.

لا نصدق ان رئيس المجلس هو من قال عبر وزيره قبل ذلك، إنه لا يمكن ان يصدر مرسوم الا بتوقيعه، فصادر بذلك السلطة التنفيذية بالمطلق. ولا نصدق ان رئيس المجلس، قرر بموقفه اليوم اسقاط مرجعيتين قضائيتين: مجلس شورى الدولة وهيئة التشريع والاستشارات، مصادرا بذلك السلطة القضائية بالمطلق.

وفي المحصلة، لا نصدق، بل لا نريد او نقبل ان نصدق، ان ثمة من قرر مصادرة السلطات الثلاث التي تقوم عليها الدولة، دولة جميع اللبنانيين، الواحدة ارضا وشعبا ومؤسسات.

فهل كان مجلس شورى الدولة في التسعينات تابعا لسلطة منتمية يا ترى؟ ومن كانت تلك السلطة؟ وهل اعضاء هيئة التشريع والاستشارات اليوم منتمون ايضا؟ وماذا نقول عندها عن اكثر من ثمانمئة استشارة واكثر تصدر عنهم سنويا؟ هل كلها منتمية ايضا؟ وماذا نقول عن المديرية العامة لوزارة العدل؟ هل نسي رئيس المجلس لمن تتبع في السياسة؟

كلا. لن نصدق. بل لا نريد او نقبل ان نصدق.

لا نصدق ان كلاما كهذا الذي سمعنها اليوم قد يصدر عن نبيه بري، او وزراء نبيه بري او زوار ومصادر نبيه بري. فالرئيس نبيه بري الذي نعرف، والذي لا نريد او نقبل الا ان نعرف، هو من كان يوصف على الدوام بحامي المؤسسات والضامن لعملها... المزيد من التفاصيل ضمن نشرتنا المسائية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

هي القدس، الحاضرة الدائمة في قلب طهران كما في مؤتمراتها وندواتها، وهي كلمة السر الاسلامية الجامعة واهم قضايانا كما قال الامام السيد علي الخامنئي، وليست سلعة تباع عند اتباع صفقات القرن، بل اصحاب مشاريع الوهم..

على اسم القدس انعقد المؤتمر الثالث عشر لبرلمانات الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي في العاصمة الايرانية طهران دعما للشعب الفلسطيني ولحقه في تحرير أرضه.. تحرير ممكن لفلسطين من النهر الى البحر وعاصمتها القدس الشريف، فالحماقة الاميركية لن تتم، وفلسطين متلاحمة بلدا وتاريخا، ولن تتمكن منها حكومات كالسعودية ارتكبت خيانة بحق الامة لمساعدتها اميركا والصهاينة كما قال الامام الخامنئي، فالعداء داخل العالم الاسلامي يجب ان يتوقف، ويجب الا نسمح باستقرار الكيان الصهيوني..

والى ان يستقر الوضع بعودة ترامب عن اعترافه بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، كانت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الدول الاسلامية إلى نقل سفاراتها من واشنطن ومقاطعة الإدارة الاميركية.…

في الملفات اللبنانية تأكيد رئاسي على الاستقرار السياسي الذي ساهمت بارسائه الحكومة ولو علت في داخلها الاصوات المختلفة احيانا، فالجميع تحت سقف الاختلاف الذي يغني الحياة الديمقراطية كما قال الرئيس ميشال عون..

وفي كلمته امام اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في لبنان أكد الرئيس ان حفظ الاستقرار الامني في منطقة ملتهبة امر بالغ الصعوبة، لكن حققه لبنان ومنع انتقال الفتنة الى داخله بتظافر كل الارادات..

واذا ما تضافرت الارادات فيمكن حل كل الخلافات، ما تقدم منها وما تأخر، ولكي تطوى صفحات الخلاف بجد، فان الامر يتطلب الاستعانة على قضاء هذه الحاجة بالصمت والكتمان..

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 كانون الثاني 2018

النهار

يحتدم الصراع في كسروان بين الراغبين في ركوب لائحة السلطة بقيادة العميد شامل روكز فيما يتجه آخرون الى التكتل ضدها.

قرّرت قيادة "أمل" الرد مباشرة على كل التصريحات التي يتناول فيها الوزير جبران باسيل الرئيس نبيه بري مباشرة أو غير مباشرة وعبر كل وسائل الاتصال.

بدأ حزبا الكتائب و"القوات" الاتصال بمرشحين مستقلين في المتن الشمالي لضمهم الى اللوائح التي يؤلفانها من دون "التيار الوطني الحر".

يقول خبير انتخابي إن تحالفاً سنياً مع مستقلين شيعة في بعلبك الهرمل يفقد الثنائي الشيعي مقعداً على الأقل.

الاخبار

الاتهام في "عملية الأرز" اليوم

من المنتظر أن يُصدر القضاء الفرنسي اليوم قراره الاتهامي في قضية "عملية الأرز" التي أُوقِفت بموجبها مجموعة من اللبنانيين، مطلع عام 2016، بناءً على معلومات أميركية تتهمهم بتبييض أموال المخدرات لمصلحة حزب الله. ورغم "فداحة" الاتهام الأميركي، فقد أخلى القضاء الفرنسي سبيل المدعى عليهم الذين يتجاوز عددهم العشرة أشخاص، باستثناء صرّاف لبناني لا يزال موقوفاً.

التحقيقات التي استمرت أشهراً لم تُثبت وجود صلة بين المدعى عليهم وبين حزب الله من جهة، فضلاً عن غياب أي دليل على وجود رابط بين أي منهم وبين كارتيل مخدرات كولومبي يزعم الأميركيون أن الأموال التي يجري تبييضها عائدة له. يُذكر أن الأميركيين أطلقوا على عملية مراقبة المجموعة وتوقيفها اسم "عملية الأرز".

افرام لن يتراجع!

ما زال رئيس مؤسسة الانتشار الماروني نعمة افرام يؤكد أنه لن يتراجع عن الترشح إلى الانتخابات النيابية، حتى ولو لم يتحالف مع أيٍّ من الأحزاب "الأساسية" في كسروان - جبيل. وكان التيار الوطني الحر قد طرح إمكانية استبدال افرام الترشح إلى النيابة بالحصول على مقعد وزاري، إلا أن هذا الأمر لم يُناقش رسمياً مع افرام الذي يرفض ذلك أصلاً.

سكاف تريد ترشيح معلوف

طرحت رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، على الطبيب كميل معلوف، المُرشح السابق إلى الانتخابات النيابية عام ???? مع الوزير الراحل الياس سكاف، الترشح على لائحتها عن المقعد الأرثوذوكسي. إلا أنّ معلوف اقترح ترشيح نجله مكانه، وهو الخيار الأكثر احتمالاً.

الجمهورية

يستغرب عدد من الكوادر في أحزاب عدة إستغلال أحد الوزراء نفوذه في قضاء شمالي للقيام بحملته الإنتخابية.

قال أحد السياسيّين إن أزمة حصلت أخيراً بين مرجعَين لن تنتهي، واستطرد "ما رح تِخلص".

لاحظت أوساط سياسية أن الأطراف الذين يقيمون تحالفات إنتخابية لخوض الإستحقاق في أيار المقبل لم يكتشفوا بعد أن ليس لهم مصلحة في التحالف لأن النتائج غير معروفة.

البناء

خفايا

أكد مصدر سياسي مطلع أنّ وزير الخارجية جبران باسيل كان يقصد السفير السعودي وليد اليعقوب بالذات في كلامه من عكار الأحد الفائت، حين شدّد أنّ على السفراء التقيّد بحدود دورهم الدبلوماسي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، لا سيما في الملف الانتخابي. وكشف المصدر أنّ لدى المسؤولين اللبنانيين معلومات مؤكدة عن جلسات انتخابية مطوّلة تُعقد برعاية اليعقوب، والبحث فيها يتركز أوّلاً على كيفية تطويق حزب الله، وثانياً على ضرورة فكّ التحالف بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.

كواليس

قالت مصادر خليجية إنّ الاتهام الإماراتي لقطر باعتراض طائرة مدنية إماراتية بواسطة طيرانها الحربي هو ردّ قانوني على شكوى قطرية مسجلة دولياً من الجانب القطري بحق الإمارات وانتهاكها الأجواء القطرية بطيرانها الحربي والهدف هو مقايضة سحب الشكوى بسحب الشكوى المقابلة، علماً أنّ الشكوى القطرية موثقة بصور الرادار وتسجيلات الحوار مع الطيارين بخلاف شكوى الإمارات غير الموثقة!

اللواء

لم تحسم بعد كتلة نيابية كبيرة مرشحها في الشوف، وتخضع العملية لحسابات دقيقة.

لا يُخفي مسؤول تقدمي رفيع قلقه من المؤشرات الإقتصادية السلبية، وانعكاسها على السيولة العامة.

حصرت "الثنائية الشيعية" في "لقاء تفاهمي"، كحافز لإحياء "الثنائية المسيحية" لمواجهة الموقف المستجد سياسياً وانتخابياً.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ماذا وراء تحذيرات السفارات؟

"الجمهورية" - 16 كانون الثاني 2018/دعا مصدرٌ أمنيّ المواطنين إلى "الاطمئنان وعدم الهلعِ والانجرار وراء الشائعات"، وقال لـ"الجمهورية": "إنّ التحذيرات الصادرة عن بعض السفارات هي إجراءات عادية وروتينية تعمد إليها في أيّ بلد يَشهد عملاً أمنياً، خصوصاً أنّ الدول الغربية تصنّف لبنانَ على أنّه واقع في منطقة مضطربة من العالم ويتأثّر بمحيطه". وأكّد المصدر إن "لا مخاوف جدّية أو معلومات عن مخططات لتفجير الساحة اللبنانية، وأنّ ما حصَل يبقى محصوراً في زمانه ومكانه، وأنّ دعوات السفارات تندرج في هذا الإطار وهي أصبحت عاديةً ويَعرفها المواطنون وتبقى تأثيراتها محدودة".

 

التدريب الإنتخابي انطلق

"الجمهورية" - 16 كانون الثاني 2018/تستمر الاجتماعات التحضيرية للانتخابات النيابية المقبلة في وزارة الداخلية والبلديات، وفي هذا الإطار تعقد اللجنة المختصّة المؤلّفة من الموظفين والمستشارين الكبار اجتماعاً دورياً اليوم برئاسة الوزير نهاد المشنوق. وعُلِم أنه بدأ الإعداد لبرنامج متكامل لتدريب جميعِ الذين سيَعملون في العملية الانتخابية، من موظفين إلى رؤساء أقلام، وسيتبع ذلك تنظيمُ دوراتٍ تدريبية تقنية مكثّفة للجان القيد، خصوصاً لجهةِ التكيّفِ مع العناصر الجديدة التي تضمَّنها قانون الانتخاب الجديد على صعيد احتساب الحاصل الانتخابي وتوزيع الفائزين على اللوائح. كما تستعدّ وزارة الداخلية بالتعاون مع جمعيات من المجتمع المدني والأمم المتّحدة لاتّخاذِ عددٍ مِن التدابير لتسهيل اقتراع ذوي الحاجات الخاصة. وعلى صعيدٍ آخر، ستُستكمل تجهيزات مكاتب "هيئة الإشراف على الانتخابات"، وسيتمّ افتتاحها رسمياً خلال الأيام المقبلة.

 

هل "يقطفها" حزب الله نيابياً؟

"الأنباء الكويتة" - 16 كانون الثاني 2018 /يرى مصدر سياسي من فريق "14 آذار"، لـ"الأنباء"، إن "إجراء الانتخابات النيابية في موعدها يشكل أمراً حيوياً بالنسبة الى "حزب الله" الذي يرى أنه أمام فرصة تاريخية لتعزيز قوته السياسية في المؤسسات الشرعية، في الوقت الذي يتعرض لمزيد من الضغوط الإقليمية والدولية، يكاد معها أن يتحول الى حزب مطارد في معظم دول العالم".

 

من يسبق الآخر.. عون أو بري؟

"الجمهورية" - 16 كانون الثاني 2018/أكّدت مصادر مطّلعة، لـ"الجمهورية"، إن لا خروج من "أزمة المرسومين" التي تحوّلت أزمةً رئاسية، سريعاً، إلّا بمبادرة شجاعة يتّخذها رئيس الجمهورية ميشال عون أو رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحت عنوان دفعِ البلاد إلى عبور الاستحقاق النيابي بواقعٍ سياسي أكثر هدوءاً، لكن لا مؤشرات حتى الآن على إمكان انطلاق مبادرةٍ من هذا النوع.

 

إليكم خطة "حزب الله" الإنتخابية

الأنباء الكويتية/16 كانون الثاني 2018

"حزب الله" هو أحد أبرز المستفيدين من قانون الانتخابات الجديد الذي سيرفع عدد كتلته النيابية، وأيضا عدد النواب الحلفاء من كل الطوائف.  ولعل العامل الأبرز في إفادة الحزب وتحسين حظوظه وهامش الربح والفوز يتمثل في تماسك الوضع الشيعي من حوله في وقت تعاني طوائف أخرى من التشتت والتشرذم وتبدو الانتخابات الفعلية حاصلة بشكل أساسي على الساحتين السنية والمسيحية. مما لا شك فيه أن عدد المقاعد الشيعية سيزداد في كتلة "حزب الله" الذي ينفذ استراتيجية انتخابية من بنودها:

٭ التحالف النهائي الأكيد مع "أمل"...

٭ تحالف مع "التيار الوطني الحر" لا يشمل الدوائر التي للتيار فيها تحالف مع "المستقبل" أو مع "القوات اللبنانية".

* دعم الحلفاء الذين يوفر لهم القانون الجديد فرصة للفوز ولم يكن من مجال لدعمهم في ظل القانون الأكثري، وهذا ينطبق خصوصا على "سنة ٨ آذار" مثل عبد الرحيم مراد وأسامة سعد، وعلى قادة أحزاب حليفة مثل أسعد حردان (القومي) ووئام وهاب (التوحيد) وفيصل الداوود (النضال الوطني) ومصطفى حمدان (المرابطون)، إضافة الى "أصدقاء" مثل ميريام سكاف (الكتلة الشعبية)، إيلي الفرزلي، ميشال المر، جميل السيد، محسن دلول.

٭ استرجاع المقاعد الشيعية الواقعة في دوائر ذات أكثريات سنية أو مسيحية، أو بتعبير آخر ذات وجود شيعي أقلوي، وهذا ما ينطبق بالدرجة الأولى على المقاعد الشيعية التي وضع تيار المستقبل يده عليها منذ الطائف، وهي ثلاثة مقاعد:

٭ المقعد الشيعي (من مقعدين) في بيروت ويشغله النائب غازي يوسف.

٭ المقعد الشيعي في زحلة ويشغله النائب عقاب صقر.

٭ المقعد الشيعي في البقاع الغربي ويشغله النائب أمين وهبي.

باسترجاع هذه المقاعد يكون "حزب الله" قد وضع حداً نيابياً للمعارضة الشيعية، أو ما كان يصطلح على تسميتهم "شيعة ١٤ آذار" الذين أطلق عليهم الحزب تسمية "شيعة السفارات".

يضاف الى ذلك المقعد الشيعي في جبيل الذي آل الى التيار الوطني الحر منذ العام ٢٠٠٥ ولم يعد هناك من داع لاستمرار هذا الوضع، وحيث هناك مصلحة للتيار لإعطاء هذا المقعد لحزب الله مقابل الحصول على أصوات الشيعة في جبيل كسروان لتعزيز الحاصل الانتخابي، إضافة الى مصلحة التيار في استمرار تحالفه مع "حزب الله" في دوائر عدة يحتاج فيها الصوت الشيعي، وخصوصا في دائرة صيدا جزين حيث هناك كتلة شيعية مرجحة وليس هناك من مقعد شيعي، وفي دوائر زحلة وبعبدا والبقاع الغربي.

المقاعد الشيعية التي سيتم استرجاعها ستوزع بين "أمل" و"حزب الله"، ولكن على قاعدة أن المقاعد الشيعية في مناطق وجود "التيار الوطني الحر" مثل جبيل وزحلة تكون لـ"حزب الله"، فيما المقاعد الشيعية في مناطق أخرى ذات الثقل السني مثل بيروت والبقاع الغربي تكون لـ"أمل".

في زحلة لم يعرف بعد ما إذا كان اللواء جميل السيد سيكون مرشح الحزب في هذه الدائرة التي ينتمي إليها (السيد من حورتعلا) أو سيكون مرشحا في دائرة بعلبك الهرمل.

في البقاع الغربي، يتطلع بري الى هذا المقعد الذي يمكن أن يبرز تنافس عليه بين مرشح بري وأحد قياديي "أمل" المنشقين الوزير السابق محمود أبو حمدان.

في بيروت، هناك توجه لتقاسم المقعدين بين "أمل" و"حزب الله". النائب هاني قبيسي ربما لا يستمر في بيروت وقد ينقل ترشيحه الى الجنوب ومرشح "حزب الله" ربما يكون النائب السابق أمين شري، في جبيل، المقعد لـ"حزب الله" ويميل الى تسمية حسين همدر، أما "التيار الوطني الحر" الذي لم يعد متحمسا لاستمرار النائب عباس هاشم، فإنه يتطلع الى مرشح جبيلي شيعي غير ملتزم حزبياً (بـ "أمل" أو بـ"حزب الله") مقترحا في هذا المجال اسم ربيع عواد.

 

أيها المواطن الكريم

خليل حلو/فايسبوك/16 كانون الثاني/18

أيها المواطن الكريم،

عندما تكون واثقاً بزعيم أو رجل سياسي:

عندما يضعف هذا السياسي امام المال والماديات ويصبح فاسداً

اتركه ينحرف وحده وتابع سيرك مع النزيهين

عندما يصبح هذا السياسي من الأثرياء بعرق جبين غيره

لا تحسده ولا تشاركه بالمال الحرام

عندما ينصاع هذا السياسي لدولة خارجية طوعاً أو إرغاماً

لا تتنازل عن كرامتك واتركه ينصاع وحده

عندما يجبن زعيم أمام سلاح أو قوة غير شرعية

ليكن جباناً وحده وابقى كريماً شدجاعاً

عندما يعتمد سياسي الكذب نهجاً

لا تسير في هذا النهج وابقى صادقاً مع نفسك ومع الناس

عندما يجعلك هذا السياسي تصاب بالقرف والإحباط

تذكر أنك من ساهم في ايصاله إلى ما هو عليه في مركز القرار

وتذكر يوم الإنتخابات أيها المواطن الكريم:

لا تقترع ما يملى عليك معنوياً

لا تدعو المائنين يمونون عليك

لا تدعو الفاسدين يشتروك

لا تسمح للكاذبين بالدجل عليك

لا تقترع لمن كذب عليك ولمن يسير خلف دولة اجنبية ولمن هو فاقد للشجاعة ...

بل إنتخب من هو نزيهاً وشجاعاً وكريماً ومحباً وصادقاً

هكذا تخرج من اليأس والإحباط

تذكر ايها المواطن أن لبنان لم يبنه يوماً الجبناء والكذبة والفاسدون بل المواطنون الصالحون والصامتون والشجعان والصادقون والنزيهون والمؤمنون بالله وبلبنان.

 

التقليد شر مستطير

الشيخ حسن مشيمش/16 كانون

أنا على يقين بأن 99 % من الشيعة المقلدين لا يعلمون ولا شيوخوهم وسادتهم وكبراؤهم يسمحون لهم أن يعلموا بأن فريقا من فقهاء الشيعة البارزين لا يعتقدون بشرعية التقليد وجوازه وصحته لا في مسائل العقيدة ولا في مسائل الشريعة !!!

ولا يعلمون بأنه يوجد في المأثور عن الإمام جعفر الصادق (ع) روايات يُحَرِّم فيها التقليد ويدينه ويُشَبِّه فيها الشيعة المقلدين باليهود والنصارى الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله !?

من هذه الروايات :

قال رجل للإمام جعفر الصادق (ع):

إن الله تعالى قال في كتابه عن اليهود والنصارى:

{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله }

فقال الإمام الصادق (ع):

أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالا ، فعبدوهم من حيث لا يشعرون .

وقال الإمام جعفر الصادق (ع) إن الله تعالى قال في قرآنه الكريم :

{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله }

فقال الإمام جعفر (ع) : والله ما صاموا لهم ، ولا صلوا لهم ، ولكن أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالاً ، فاتبعوهم .

واستناداً إلى هذه الروايات حَرَّم التقليد فقهاء شيعة بارزون في القرن الخامس والسادس الهجري التقليد في العقيدة والتقليد في الشريعة على حد سواء.

وأنا على يقين بأن نحو 99 % من الشيعة المقلدين لا يعلمون بأن كثيرا من فقهاء الشيعة ومنهم الفقيه الخوئي لا يؤمنون بصحة الرواية التي تقول:

[ من كان من الفقهاء صائنا لنفسه وحافظا لدينه ومخالفا لهواه ومطيعا لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلدوه ]

لا يعلمون بأن الفقيه الخوئي واحد من الفقهاء الذين لا يؤمنون بصحة هذه الرواية ولا يؤمن بأن مسألة التقليد تستند إلى رواية دينية أو دليل شرعي بل إن الخوئي يقول بأن مسألة التقليد مسألة اجتهادية عقليه أي ليست دينية شرعية كمسألة الصلاة ومسألة الصيام ومسألة الحج ومسألة الزكاة .

الخوئي وكل عقلاء الأرض يؤمنون ببديهة تقول بوجوب رجوع الجاهل إلى العالم بأي شيء يجهله وهذا الرجوع لا يشبه التقليد الذي ينشره ويفرضه كثير من فقهاء هذا الزمان وأتباعهم ووكلاؤهم التقليد الأعمى الذي جعل المؤمن المقلد يعطل عقله ولا يناقش دليل الفتوى ولا مضمون الفتوى مهما كانت الفتوى عجيبة وغريبة ومريبة بدليلها ومضمونها على العقل والوجدان والأخلاق كفتوى فقهاء الشيعة التي قالوا فيها:

[ يجوز للأب أن يزوج ابنته الصغيرة غير البالغة لرجل حتى يستمتع بها جنسيا بكل أنواع الإستمتاع الجنسي بشرط أن لا يدخل بها ويفتض بكارتها ?! ]

وعند الفقهاء فتاوى من هذا القبيل لها صلة بالدم والمال لا يقبلها عقل ولا فطرة ولا وجدان ولا أخلاق.

إذن إن التقليد السائد عند الشيعة في عصرنا مسألة محفوفة بالإشكاليات المُحْكَمَات التي تكشف عن خطورة مسألة التقليد وقبحها وشرورها على العقل وعلى الدين معا

والتي تمنح الفقيه صلاحيات ووظيفة وكأنه ناطق باسم الله تعالى والنبي (ص)

وكأن الله تعالى لن يقبل منا عبادة ولا فعل ولا قول إلا إذا كان مطابقا لفتاوى الفقيه الذي يصيب ويخطئ والذي يقع كسائر البشر تحت تأثير الغفلة والسهو والنسيان والأخطاء المقصودة وغير المقصودة والذي يقع كسائر البشر تحت تأثير شهوة المال وشهوة المناصب والرواتب والمراكب ( وشهوة حب الأولاد حباً يخرجه من جادة العدالة ) وسائر شهوات الدنيا ولقد رأينا ورأى الشيعة كثيرا من الفقهاء من وقعوا بهذا الدنيا تحت تأثير هذه الشهوات فتورطوا بما تورط به زعماء السياسة وتجار الدنيا .

{ رب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه } الإمام علي (ع).

 

سقوط 3 مقاتلين لحزب الله في سوريا بينهم قائد ميداني

لبنان الجديد | 13 كانون الثّاني 2018/نعت مواقع وحسابات مقربة من حزب الله سقوط 3 مقاتلين من حزب الله في المعارك الدائرة بإدلب من بينهم قائد ميداني. وجاء في دعوات النعي لهذه المواقع ما يلي :" إستشهاد القائد الميداني في حزب الله الحاج محمد صادق شرف الدين ’’ أبو الهدى ‘‘ في الهجوم الحاصل على ادلب إلى جانب الجيش السوري والشهيدين

* منذر دياب أمهز/ بلدة مقراق البقاعيّة

*علاء محمد حرب أمهز/ بلدة نبحا البقاعية"."

 

هل يشمل العفو العام ميشال سماحة؟

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل/16 كانون الثاني/18/تكررت قوانين العفو العام في لبنان منذ حرب 1958، وبعد مرور أكثر من ربع قرن على نهاية الحرب، عاد الحديث عن عفو عام جديد يشمل الإسلاميين والبقاعيين الطفار (الهاربون من العدالة)، وتجار المخدرات والهاربين الى اسرائيل، وجنايات التزوير والسرقة والسلب. يكتنف العفو العام الغموض والخوف من منطق الاستنسابية في ان يشمل محكومين من دون غيرهم. ففي حديث تلفزيوني، أكد المحلّل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل انه من الضروري ان يحصل العفو العام وانه سيشمل الوزير السابق ميشال سماحة، بالمقابل لن يشمل اي من الشيخين احمد الاسير او خالد حبلص. وبعدما أثار تصريحه جدلاً واسعاً، يوضح أبو فاضل لـ"ليبانون ديبايت" أن "العفو يجب ان يشمل الذّين لم تتورّط ايديهم في الدماء، ولم تنتج عن جرائمهم ضحايا من جرحى وقتلى عسكريين أو مدنيين". ويعتبر أنه على عكس الاسير الذي يسجّل في رصيده أكثر من 18 ضحية من ضباط وعناصر في الجيش اللبناني، جريمة سماحة اقتصرت على نقل المتفجرات ليستلمها ميلاد كفوري، حتى وان دخلت فعلته ضمن جرائم الارهاب الّا انه لم ينتج عنها ضحايا". يضيف ابو فاضل "لا تحيُّز في بالموضوع او دفاع عن اي جهة، حتى في قضايا العمالة مع اسرائيل هناك من سيشملهم العفو ومن لن يشملهم، امثال محمود رافع الذي صنّف بانه أحد أخطر العملاء لإسرائيل كون الدعاوى ضدّه تتعلق بعمليات اغتيال وتفجير، بالمقابل الممثل والمخرج زياد عيتاني لم ينتج عن عمالته مع اسرائيل اي ضحايا. فالعمالة مع اسرائيل والهروب اليها ليسا كتشكيل شبكات اسرائيلية إرهابية". ويشدد على ان "كل القضايا والملفات المحالة الى المجلس العدلي لا يشملها العفو العام، كتلك التي تتعلّق باغتيال شقيق النائب ايلي ماروني، نصري ماروني، والمتهم بها جوزيف الذوقي الذي بالطبع لن يشمله العفو، في الوقت الذي تعتبر فيه جريمة سماحة جناية وغير محالة الى المجلس العدلي، بالتالي يجب ان يشمله العفو العام". يكرر ابو فاضل انه "لا يدافع عن أحد، بل يشرح قانونيا ما يجب ان يحصل، "فسماحة كان متورّط بجريمة لم تحصل، بالتالي لم يشرع بجريمته، إذاً لا يزال سقفه مقبولاً نظرا للجرائم الأخرى التي نتج عنها ضحايا، والّا ما نفع العفو العام؟".

 

كتلة المستقبل: الابواق العاملة على تخريب علاقة لبنان بالسعودية لن تحقق أهدافها

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018/ وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها في "بيت الوسط" برئاسة الرئيس سعد الحريري، وعرضت الأوضاع الراهنة من مختلف جوانبها، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب محمد الحجار، أكدت فيه الكتلة على "أهمية البرامج الاستثمارية في البنية التحتية التي يعمل على إعدادها الرئيس سعد الحريري والتي ستقدمها الحكومة في مؤتمر الدعم الدولي الذي سيعقد من اجل مساعدة لبنان على تطوير وتعزيز بناه التحتية وبما يسهم في استعادة زخم النمو الاقتصادي والتنمية المناطقية وزيادة فرص العمل من امام الشباب والشابات اللبنانيين".

وأوضحت أن "هذه البرامج الاستثمارية تشمل أكثر من 250 مشروعا موزعا على قطاعات النقل والمواصلات والمياه والكهرباء والصرف الصحي والنفايات الصلبة، إضافة إلى بعض المشاريع المرتبطة بالاتصالات والصحة العامة والتربية والتعليم وإرث لبنان الثقافي. وهي التي يمكن تنفيذها من خلال الدعم الذي يمكن ان تقدمه الدول الشقيقة والصديقة وصناديقها الاستثمارية وكذلك من خلال تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وهذه المشاريع تنضم إلى الجهد الذي تبذله الحكومة من أجل تحريك أرصدة القروض الممنوحة للبنان وغير المستعملة من قبله بما يتعدى مبلغ ثلاثة مليارات دولار لتمويل عدد من المشاريع الهامة في قطاعات النقل والمياه والصرف الصحي والري والتربية والصحة والكهرباء وفي كافة المناطق اللبنانية. هذه المشاريع يقتضي من لبنان من أجل الشروع بتنفيذها إقرار المبالغ اللازمة لإنجاز أعمال الاستملاك ولتدبير الجزء المحلي من التمويل. في هذا الصدد".

وأكدت الكتلة على "أهمية تضافر كل الجهود اللازمة بما فيها الإصلاحية لإنجاح برنامج الحكومة الاستثماري بما يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والمالي والاجتماعي في لبنان". وثمنت "عاليا الجهود التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري لاحتواء تداعيات ازمة مرسوم الاقدمية لضباط دورة 1994، وتفادي انعكاسها سلبا على الاداء الحكومي وعلى مصالح المواطنين". واستنكرت الكتلة "استنكارا شديدا جريمة التفجير الإرهابية التي شهدتها مدينة صيدا يوم الأحد الماضي واستهدفت أحد المسؤولين الفلسطينيين، وهي الجريمة التي تستهدف ضرب الاستقرار في المدينة وفي لبنان"، مشيرة الى أنها "إذ تنتظر اكتمال التحقيقات في هذا العمل الارهابي لتبني على الشيء مقتضاه، تهيب بالأجهزة الأمنية الرسمية بذل كل الجهود من اجل قطع الطريق على المخططات الخبيثة التي يمكن ان تستهدف لبنان". وأشادت ب"الموقف الوطني اللبناني الموحد في مواجهة الإرهاب"، مهيبة ب"الأشقاء الفلسطينيين الوقوف صفا واحدا في مواجهة المخاطر الكبرى التي تتهدد قضية العرب المركزية في فلسطين"، داعية إلى "بذل المزيد من الجهد من أجل ضمان وتعزيز وحدة الموقف العربي في مواجهة هذه التحديات والعمل على رص الصفوف واستنهاض الجهود من أجل التوصل إلى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وتوقفت الكتلة عند "حملة التشويه والتحريض التي تتعرض لها علاقة تيار المستقبل بالمملكة العربية السعودية، والتي تشارك فيها جهات اعلامية محلية وعربية، تعمل على بث تقارير ومعلومات مفبركة والتعامل معها باعتبارها وثائق، لا وظيفة لها سوى الاساءة للمملكة وبعض الدول العربية الشقيقة".

وإذ دعت الى "الكف عن هذه الاساليب"، أكدت على ان "تيار المستقبل أمين بكل هيئاته وتشكيلاته السياسية على العلاقة التي اسسها مع المملكة العربية السعودية وأرسى دعائمها الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، آسفة ل"بعض ردود الفعل التي ترافق هذه الحملة"، منبهة الى ان "الابواق التي تعمل على تخريب علاقة لبنان بالمملكة ودول الخليج العربي، لن تحقق اهدافها مهما تنوعت اشكال التشويه والتحامل". وحيت الكتلة "الحرفية العالية لقوى الامن الداخلي ولشعبة المعلومات فيها التي تمكنت في وقت قياسي من كشف قيام احد معاوني اللواء اشرف ريفي بتدبير اطلاق النار على سيارته في طرابلس، ما جنب المدينة واهلها فتنة عبثية لا طائل منها"، معتبرة أن "التهجمات والافتراءات التي يسوقها البعض بمناسبة وغير مناسبة باتت ممجوجة من الرأي العام الطرابلسي، الذي سيقول كلمته الفصل في هذه الممارسات والحملات"، مؤكدة "كامل ثقتها بالقضاء اللبناني الذي سيبت في هذا الأمر".

 

التيار المستقل ناقش ما يدور بين الأحزاب حول تعديل قانون الانتخاب

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018 /وطنية - عقد "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة اللواء عصام أبو جمرة وبحث المجتمعون - بحسب بيان - "في ما يدور بين الاحزاب اللبنانية من نقاش حول ما يمكن تعديله في قانون الانتخاب الجديد لتحسين اوضاعهم التي تختلف من منطقة الى اخرى ومن دائرة الى أخرى من دون أن يأتوا على ذكر الفارق العددي الكبير بين بعض الدوائر لذات المحافظة: على سبيل المثال في منطقة الجنوب : صيدا جزين 120768 ناخبا، الزهراني صور 297698 ناخبا، النبطية بنت جبيل مرجعيون حاصبيا 450694 ناخبا، فتساءلوا لماذا لم تقسم محافظة النبطية كمحافظة صيدا الى دائرتين ايضا: مرجعيون - حاصبيا دائرة 220000 ناخب، 5 نواب، النبطية - بنت جبيل دائرة 0000 23 ناخب 6 نواب، ما يساهم في ارساء التوازن والمساواة في التعايش الوطني والتمثيل النيابي". ولاحظ المجتمعون "ارتفاع وتيرة الخروقات الامنية وآخرها تفجير صيدا الارهابي وارتفاع نسبة الجرائم الفردية حتى العائلية منها واستفحالها. كما لم يتم التحرك لاعادة النازحين السوريين للحد من مشاكلهم بخفض عددهم رغم الاستقرار الامني في عدد كبير من المناطق السورية. و شجبوا ارتفاع وتيرة الخطاب المذهبي اثر خلاف على مرسوم اقدمية دورة ال 94 وتمنوا لو تم السؤال والاجابة على التساؤلات التالية: ما هو المبرر لرفض مجلس النواب مشروع قانون منح القدم لضباط دورة ال94؟ ما هو المبرر والمستند لمنح سنة قدم لضباط دورة 1994 بمرسوم عام 2018؟ هل القدم المطلوب لهذه الدورة هو لاسباب ادارية اعاقتها ام لاعمال حربية باهرة؟". وعرض المجتمعون "تحركات الهيئات الاقتصادية مقابل ظاهرة الحركات المطلبية لدى شريحة واسعة من اللبنانيين كالسائقين والاساتذة والعمال والقضاة مع المطالبة برفع الحد الادنى للاجور الى الف دولار واعتراض ارباب العمال والهيئات الاقتصادية على الطلب معتبرين أن ثمة خللا اقتصاديا قائم في رعاية الدولة للمشاريع الانمائية وخاصة للبنية التحتية وهذا ما يفاقم العجز ويرفع نسبة البطالة والفقر والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية".

 

مندوبة لبنان لددى الامم المتحدة قدمت أوراق اعتمادها إلى غوتيريز

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018/وطنية - قدمت مندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة آمال مدللي، أوراق اعتمادها الى الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريز، في حضور المستشار لدى البعثة مروان فرنسيس والسكرتيرة فرح سبليني. وتلا تقديم أوراق الاعتماد اجتماع مع الامين العام، تم فيه البحث في أجندة لبنان في الامم المتحدة خلال العام الجديد. واشادت مدللي بالـ "دور المهم الذي تلعبه الامم المتحدة ووكالاتها المختلفة في لبنان"، وشكرت للامين العام اهتمامه الخاص في قضايا لبنان. يشار الى ان السفيرة مدللي هي أول امرأة تتولى هذا المنصب في نيويورك.

 

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: هيئة التشريع أعطت رأيا والنقاش الدستوري انتهى في البلد

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018 /وطنية - عقد تكتل "التغيير والاصلاح" برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اجتماعه الاسبوعي في الرابية. بعد الاجتماع، تحدث وزير العدل سليم جريصاتي فقال: "التأم تكتل التغيير والاصلاح اليوم في مقره بالرابية برئاسة رئيس التكتل رئيس التيار الوطني الحر معالي الوزير حبران باسيل، وتم التداول في مواضيع عدة: الانتخابات، المسائل الحكومية، وقضايا مالية، إلا أن الأهم هو الكلام العالي السقوف الذي سمعناه منذ أيام، والذي يتكرر". أضاف: "بالتأكيد، كان لرئيس التكتل أكثر من جولة، شملت المناطق اللبنانية كافة ومواقع الاغتراب اللبناني، وكان له كلام نوعي في جولته الاخيرة في عكار، وإذ بنا نسمع بعض الردود، كما قلت، التي تقع موقع الكلام العالي السقوف. طبعا، نحن لا نهاب الردود، وقد نهاب اكثر اللامبالاة، لأن كلامنا دائما نوعي ووطني بامتياز". وتابع: "في هذا السياق، يهمنا أن نقول إن الشغور الرئاسي أتانا برئيس قوي بمفهوم المعايير الديمقراطية، معايير التمثيل الديمقراطي والمبادرات الجريئة عند الملمات والازمات والتي تعرفون، حيث كان التشخيص والعلاج والسيادة والكرامة الوطنية. هذا الرئيس اتانا أيضا بقانون انتخاب وفق النظام النسبي، ما لم يحصل منذ الاستقلال، وينكرون علينا اليوم الاصلاحات التي هي بمثابة ضمانات نص عليها هذا القانون لصحة التمثيل وفعاليته والمشاركة الكثيفة للمواطنين في هذا الاستحقاق الذي طال انتظاره بعد تمديدات بالف حجة وحجة. فليكن معلوما، نحن طلاب استحقاق انتخابي، نحن أصحاب المبادرة القانونية وأصحاب الاستحقاق في موعده". وعن الإصلاحات، قال جريصاتي: "قلنا إن الإصلاحات هي ضمانات، نعم هي ضمانات للمشاركة، ونريد اليوم أن نسمع الناس ينادون ويطالبون بهذه الاصلاحات. اجيال من الشباب حرمت من الانتخاب لسنوات ، وعليها ان تقول اليوم بصوت عال، نعم، صوت الشعب هو الصوت العالي، وهو صاحب السيادة. وأن تقول كلمتها بالطرق المتاحة في القانون". أضاف: "صحيح نحن حزب مشارك في السلطة، لكننا لسنا حزب السلطة، ولن نكون حزب السلطة، بل نحن حزب الناس، وتكتل الناس في سبيل انهاض مشروع الدولة وسمو الدستور والقانون. أين المجتمع المدني، هذا المجتمع المدني الفاعل من الاصلاحات التي اجهضت او هي في طور الاجهاض". وتابع: "إن الموضوع الآخر، حيث الكلام فيه أيضا عالي السقوف، هو مرسوم الأقدمية أو ما يسمى بمرسوم القدم، فعندما قال فخامة الرئيس إن القضاء هو الملاذ، وقلنا نحن في التكتل إن القضاء هو الملاذ، فماذا يبقى لنا اذا تطاولنا على القضاء؟".

وأشار إلى أن "هيئة التشريع والاستشارات أعطت رأيا اعتبرت فيه أن قرارا صدر عن مجلس شورى الدولة بأعلى هيئاته. مجلس القضايا المؤلف من رؤساء الغرف وأسماء قضاة كبار مجلين في القضاء الإداري ومعروفين، قالوا كلمتهم سنة 1990، واعتبر الرأي أن هذا القرار الصادر عن مجلس القضايا هو جزء لا يتجزأ من الرأي". وسأل: "عن أي غب طلب يتكلم؟ فهل نحن من طالبنا بقرار قضائي سنة 1990؟ هل نحن من اعتبرنا في سنة 1990 أن وزير المال ليس قيما على سائر الوزارات، تطبيقا لنص المادة 66 من الدستور؟ نحن لا نشوه الكلام ونرفض تشويهه. القضاء للضعيف، وزارة العدل منتمية، الهيئة أعطت رأيا غب الطلب." وقال: "نحن نجل دولة الرئيس نبيه بري عن هذا الكلام وهذا الإتهام الباطل والمتهور والظالم للقضاء اللبناني والذي ينسبونه إليه، إنه وزير عدل سابق، وله أفضال ماضية ومنتظرة مستقبلا على هذه السلطة الدستورية المستقلة، وهو يعرف على عكس البطانة أن مرسوم الأقدمية لا يوقعه وزير المال، وأن رئيس البلاد لم يتقصد الإختزال والإختصار والإنفراد في ممارسة صلاحياته الدستورية المحفوظة له في دستور ما بعد الطائف، يعني إن المرسوم العادي باق لننقض عليه، والمرسوم العادي هو الحصن المنيع لرئاسة الجمهورية. لا، ليس في عهد فخامة الرئيس (عون) على كل حال". أضاف: "وعن الاتهام بتجاوز الدستور، هل هناك وعي لما يقال؟ إن هناك تجاوزا للدستور؟ فمن يتحمل مسؤولية هذا الكلام الخطير؟ هذا الاتهام الخطير الذي يكال الى رئيس البلاد، اتهام خطير بخرق الدستور وتجاوزه. هل تعون ما هي المسؤوليات المترتبة على كلام كهذا؟ تمهلوا يا سادة، ولا تطلقوا الكلام على عواهنه، فهذا هو رئيسنا جميعا وهو حامي الدستور والقانون وقاسم يمين الإخلاص للمبادىء والأحكام الدستورية والقانونية". وقال: "نعتبر اليوم أن النقاش الدستوري والقانوني انتهى في البلد، واستقر الرأي مشفوعا بقرار مبرم صادر عن أعلى قضاء إداري. لقد انتهى الكلام والنقاش الدستوري والقانوني في البلد، والتكتل مرجعيته ستبقى، الدستور والقانون، ولن نغير ذلك". وختم جريصاتي: "كل انحراف كلامي وكل تهور في الكلام وكل سقف عال في الكلام، لم يعد يعنينا، وهو يدل إن دل على شيء فعلى عجز عن استيعاب أو عن قبول سلطة الدستور والقانون. نحن احتكمنا وصدر الحكم وعليه بالإمتثال، كما علينا الإمتثال، عندما تصدر الأحكام".

 

رأي وزارة العدل يحرج برّي فكيف سيردّ بعد عودته من طهران؟

 إعداد جنوبية 16 يناير، 2018    

ظلّت الأزمة الرئاسية تُراوح في حالةٍ انتظارية، على رغم أنّ أيّ شيء على مستوى المبادرات والأفكار المطروحة لمعالجتها لم يعُد مخفياً على أحد، سواء سُلّمت إلى المعنيين شفاهةً أم كتابة. فيما اتجهت ازمة الرئاستين الاولى والثانية نحو قطيعة طويلة يصعب معها التكهن بالتداعيات الاضافية لهذه الازمة وسط تصاعد الاستعدادات لاستحقاق الانتخابات النيابية في السادس من أيار المقبل، أشارت “النهار” إلى أن تطورا بارزا طرأ في مسار هذه الازمة لن يعرف تأثيره المباشر عليها قبل اتضاح ردود الفعل عليه في الساعات المقبلة. ويكتسب هذا التطور أهمية استثنائية من حيث كونه الكلمة الفصل القضائية والقانونية الصادرة عن مرجعية بت الملفات المماثلة والتي سيكون من الصعب بعدما قالت كلمتها وأبدت رأيها في ملف النزاع القانوني حول مرسوم الاقدمية لضباط دورة 1994 ان تبقى الازمة في اطارها السابق، الا اذا استمرت بعوامل الخلاف السياسي وحده. وقد، كشَفت مصادر مطّلعة لـ”الجمهورية” أمس عن الرأي الذي أعطته هيئةُ التشريع والاستشارات في وزارة العدل في بيروت بضرورة توقيعِ وزير المال على مرسوم منحِ ضبّاط أقدمية بالترقية أوعدمه ومدى اعتبار هذا التوقيع معاملة جوهرية. وأكّدت الهيئة في خلاصة رأيها الذي أصدرَته بناءً على طلب وزير العدل “أنّ الوزير المختص الذي يحقّ له توقيعَ المرسوم إلى جانب كلّ مِن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة هو وزير الدفاع، وأيّ وزير آخر يتبع أحد أو بعض الضبّاط لإدارته، ولا يشترك وزير المال في التوقيع معهم”.

واستنَدت الهيئة إلى خلاصة حكمٍ مماثل صَدر عن مجلس شورى الدولة العام 1991 ويتصل بالقوانين المالية، فتبنّته لجهة إبطالِه في حينه قراراً لوزير المال كان قد أصدرَه العام 1988 معتبراً أنّ قرار وزير المال “صادر عن سلطة غير صالحة”. وتضمّنَ رأي الهيئة أيضاً “بأنه لا يوجد أيّ نصّ في الدستور أو في القوانين والأنظمة المالية والإدارية يجعل من وزير المال قيّماً أو مراقباً على أعمال سائر زملائه الوزراء”. وأشارت “النهار”  أن الهيئة تبنت في رأيها حرفياً ما ورد في قرار مجلس شورى الدولة (مجلس القضايا ) الرقم 22/91-92 تاريخ 16/12/1991 لناحية القوانين المالية واعتبرته جزءاً لا يتجزأ من استشارتها، وينص هذا القرار على إبطال قرار لوزير المال رقمه 394 كان صدر في تاريخ 10/9/1988 “لصدوره عن سلطة غير صالحة” ويتضمن في أحكامه “أنه لا يوجد أي نص في الدستور أو في القوانين والأنظمة المالية والإدارية ما يجعل من وزير المال قيماً ومراقباً على أعمال سائر زملائه الوزراء، ذلك أن المادة 14 القديمة من الدستور، أو المادة 66 فقرتها الثانية من الدستور المعدل عام 1990 جعلت من كل وزير القيم على شؤون وزارته أسوة بسائر الدساتير المعمول بها في الأنظمة البرلمانية في جميع بلدان العالم- المرجع الأول والأعلى في إدارته ولا يشترك معه لممارسة صلاحياته ولجعل قراراته قانونية وأصولية ونافذة وزير المال”.

ورأت أن هذا الرأي يشكل تطوراً لمصلحة الموقف الذي اتخذه الرئيس عون من هذا الموضوع، فان ذلك لا يعني بطبيعة الحال ان الازمة آيلة الى الحل، علماً أن ثمة عوامل وجوانب أخرى من هذه الازمة برزت على هامش قضية مرسوم الاقدمية للضباط. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري من طهران التي بدأ زيارته لها أمس إنه تقدم باقتراح “اعتقد أنه مفيد للجميع وللبنان ولا يضرّ أي شخص ولا يعطي غلبة لأحد”، معرباً عن أمله في “أن يُقبل”، متحدثاً عن “صعوبة في حال عدم القبول”. ومن المتوقع ان يطلق الرئيس عون اليوم مجموعة مواقف بارزة من الوضعين الداخلي والخارجي في كلمته أمام السلك الديبلوماسي الذي سيستقبله في قصر بعبدا لمناسبة حلول السنة الجديدة. ونقلت  “اللواء” أن أوساط إعلامية مقربة من “التيار الوطني الحر”  سارعت إلى اعتبار ما صدر بشأن مرسوم الاقدمية عن هيئة التشريع، يحسم بخطأ رئيس المجلس وخطأ وزيره علي حسن خليل، وخطأ سلوكه والخطر على عرقلة عمل المؤسسات، وفي الإشارة ان قرار هيئة القضايا يُؤكّد على الحكم الصادر عن مجلس الشورى1991، وفيه ان المرسوم العادي لا يحتاج إلى توقيع وزير المال. ومن المتوقع ان يحضر مرسوم الاقدمية بين الرئيس عون والحريري قبل جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس، والتي ستعقد في قصر بعبدا. ولم يكن قد أنجز أمس جدول أعمال الجلسة، لكن المعلومات أثارت إلى ان رئيس الحكومة تحادث أمس مع وزير المال بشأن كيفية إنهاء أزمة مرسوم دورة ضباط 1994. تعزو أوساط في “المستقبل” ل، “الديار” أن  تريث رئيس الحكومة الى تلقيه “اشارات” سلبية من بعبدا حيال اقتراح دمج المراسيم، وهو يريد انضاج الفكرة اكثر قبل “حرق المراحل” وهو قد يرجىء تحركه الى يوم الخميس المقبل قبيل جلسة الحكومة، ما لم يطرأ تطور يدفعه الى زيارة القصر الجمهورية..

 

لبنان: التبشير المفرط بالثورة النفطية قد يتحول إلى نقمة

العرب/17 كانون الثاني/18

تؤكد الدولة اللبنانية أنها تسير بثبات في مسار الدخول إلى نادي الدول المنتجة للنفط بعد الموافقة على منح ثلاث شركات عالمية للتنقيب عن النفط والغاز في لبنان ضمن حملة يحذر خبراء من خطر المبالغة فيها ورسم آمال ووعود تعجز الدولة عن تحقيقها في ظل تجارب كثيرة غير مشجعة ما قد يحوّل التبشير بالثورة النفطية إلى نقمة على هذا البلد بسبب المحاصصة السياسية والطائفية وقضايا الفساد وخلافات ترسيم حدود مع إسرائيل وقبرص وسوريا. وتؤكد الباحثتان فاليري مارسيل وجسيكا عبيد أن التحديات الحقيقية بدأت الآن في الظهور، لذلك يظل التخفيف من المخاطر الإقليمية وأيضا إدارة توقعات الشعب اللبناني أمرين حاسمين لوضع لبنان على الطريق الصحيح لدخول نادي منتجي النفط.

حقيقة أم محاولة لتجاوز المرحلة

بيروت - في خضم الاحتقان الشعبي من حالة الاستعصاء المزمنة في لبنان والتي تبدأ من السياسية ولا تنتهي عند الاقتصاد المتردي وتداعياته على حياة اللبنانيين ضمن حالة اختناق تضاعفها الحمم التي يلقي بها البركان الثائر في سوريا، أعاد المسؤولون تدوير أسطوانة الاكتشافات النفطية لكن بصوت أقوى هذه المرة تجسد في موافقة مجلس الوزراء على الترخيص لشركات عالمية على البدء بالتنقيب عن الغاز والنفط في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة. ومع الإعلان عن تحريك ملف الثروة النفطية الذي ظل مجمّدا لسنوات، تصاعد الحديث عن دخول لبنان إلى نادي الدول النفطية وما يعني ذلك من فرص اقتصادية وخروج من الأزمة المالية، ويجري تداول أرقام كثيرة بشأن قيمة الغاز الموجودة في المياه اللبنانيّة وتقديرات الثروة النفطية، لكن الخبيرتين في مجال الطاقة والبيئة فاليري مارسيل وجسيكا عبيد تحذّران من الأمل المفرط وتدعوان الحكومة والجهات المسؤولة إلى مصارحة اللبنانيين بكل الحقائق المحيطة بهذا الملف، الذي خضع، ومازال، للتجاذبات السياسية. وقدّمت الخبيرتان رؤيتهما لواقع لبنان وحقيقة ثروته النفطية ضمن دراسة نشرها المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) تناولت الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية للقضية التي تتجاوز هذه الخطوة أبعادها الاقتصادية وتلك المتعلقة بمجال الطاقة لتصبح موضوعا سياسيّا بامتياز، وحتى أمنيّا في ظل الظروف الداخلية التي يمر بها لبنان وتأثيرات السياقات الخارجية عليه.

إدارة التوقعات

تعمل الحكومة اللبنانية في الوقت الحاضر على التنقيب عن النفط والغاز من أجل دعم مستقبل جديد ومشرق. لكن تلك المحاولات محفوفة بمجموعة من التحديات التي تواجه لبنان، تلك الدولة الصغيرة التي تعاني من أزمة سياسية متواصلة وتتأثر بشكل مباشر بالصراعات الإقليمية المحيطة.

غرّد سيزار أبي خليل، وزير الطاقة اللبناني، في ديسمبر الماضي، “مبروك للبنانيين إقرار بند النفط ودخول لبنان نادي الدول النفطية”، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على مناقصة قدّمها كونسورسيوم من ثلاث شركات دولية (توتال الفرنسية ونوفاتك الروسية وإيني الإيطالية) لبدء التنقيب عن الغاز والنفط في المياه الإقليمية اللبنانية. ومنح المجلس رخصتين للتنقيب في الرقعتين الرابعة والتاسعة من أصل 10 رقع، تم تقسيمها سابقا.

جسيكا عبيد: الفساد يجعل اللبنانيين لا يثقون في تعامل الحكومة مع عائدات النفط

ترتفع التوقعات السياسية وتتنبأ بالعديد من الاستكشافات في هذا المجال، وستقوم السلطة التشريعية بمراجعة مشاريع القوانين لإنشاء صندوق ثروة سيادي وشركة نفطية وطنية. وهنا تحذّر الباحثتان من خطر المبالغة من قبل الحكومة اللبنانية. وتستند مارسيل وعبيد في تحذيراتهما على دراسة ميدانية تناولت البيئية الجيولوجية اللبنانية والبيئة السياسية والوضع الاجتماعي والاقتصادي. استنادا إلى الدراسات الزلزالية، يمتلك لبنان احتياطي غاز طبيعي يبلغ 25 تريليون قدم مكعب، ولكن لم يتم تأكيد هذه الكمية بالحفر وربما لا يتم اعتبارها صالحة من الناحية التجارية. وهنا تنبه الباحثتان “سيكتشف الشعب اللبناني، الذي أعرب عن إحباطه إزاء الوقع الاقتصادي المتردي والشلل الذي أصاب الحياة السياسية، خدعة الحكومة إذا ما كانت هناك آبار جافة، أو إذا ما كانت الاكتشافات المستقبلية غير صالحة تجاريا، أو إذا لم يحقق القطاع ما وعد به” من ثروة.

وعلى مدى سنوات، كان ملف النفط ورقة سياسية يلوّح بها السياسيون عند الضرورة حيث الحديث عن الأمل في مدى قوة قطاع النفط لتغيير حياة اللبنانيين. تذكر الدراسة كمثال، تصريح صدر في ديسمبر 2013، عن وزير الطاقة آنذاك جبران باسيل (وزير الخارجية الحالي) قال فيه عائدات النفط والغاز ستحقق “الاستقلال الاقتصادي” لبلاده، وستساعد على سداد الدين العام، وستخلق فرص عمل، وستضخم من حجم الثروة. في ذلك الوقت، بدأ اللبنانيون يضيقون ذرعا بأفواج اللاجئين القادمين من سوريا وتداعيات ذلك على الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، هذا بالإضافة إلى الغضب من مشاركة حزب الله في الحرب وتداعيات ذلك على الداخل اللبناني. ونشرت الحكومة حملة إعلانات تتضمن العديد من الوعود. وقام مسؤولو الحكومة بنشر أرقام الموارد المحتملة – بمعدل 95.5 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي بنسبة 50 بالمئة، وهو ما يفسره غير الخبراء على أنها احتياطات مؤكدة. يتكرر المشهد اليوم، لكن في وضع أكثر سوءا، الأمر الذي يدفع ماليري مارسيل وجسيكا عبيد لتكرار التحذيرات الموجهة للحكومة أكثر من مرة في دراستهما. وتشددان على ضرورة أن تشرح للبنانيين مدى ارتفاع احتمال فشل عملية التنقيب أو الاستكشاف، وأن رحلة الإنتاج ما زالت طويلة، لا سيما أن التنقيب لن يبدأ قبل عام 2019. وقد التزم ائتلاف الشركات الثلاث بحفر بئرين في عام 2019، واحدة في كل موقع من الموقعين الرابع والتاسع. ومن المحتمل أن تكون هناك آبار جافة، ووفقا لبيانات شركة ريتشموند إنيرجي بارتنرز. وقد بلغت معدلات النجاح التجاري في مجال التنقيب بين عامي 2012 و2016، 31 بالمئة بشكل عام و7 بالمئة بالنسبة للأقاليم الحدودية مثل لبنان. وإذا كان هناك اكتشاف، فمن المرجح ألا تظهر عائدات الإنتاج إلا بعد مرور 10 سنوات بعد الجولة الأولى للمناقصات. وإذا لم يتم توضيح الجدول الزمني الخاص بالإنتاج وكذلك شرح العقبات المحتملة، فقد يحيل الشعب اللبناني غياب الإيرادات إلى تفشي الفساد الذي كان السبب الرئيسي في خروج المظاهرات في مناسبات عديدة في السنوات الأخيرة. ووضعت مؤشرات البنك الدولي للحوكمة العالمية لبنان في المركز الرابع عشر عالميا في عام 2016 من حيث تصورات “السيطرة على الفساد”، مما يفسر عدم الثقة العامة في تعامل الحكومة مع عائدات النفط.

المخاطر الجيوسياسية

يقترن برنامج التنقيب في لبنان بالمخاطر الجيوسياسية القائمة، حيث يقع الموقع التاسع بمحاذاة منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل مساحتها 860 كيلومترا مربعا. وهذه القضية محلّ خلاف حاد بين الطرفين منذ عدة سنوات. وقام لبنان وإسرائيل بتعيين مناطقهما الاقتصادية الخالصة، والتي لا يمكن اعتبارهما نهائيتين من الناحية القانونية. وقد يتطور الخلاف إلى حرب. فاليري مارسيل: الطريق إلى نادي منتجي النفط ما زال طويلا ومحفوفا بالتحديات

وعندما أراد المسؤولون اللبنانيون رسم خارطة المساحة لتشمل المياه المتنازع عليها حاولوا احتواء التوتر بالقول إن ذلك يهدف إلى تأكيد مطالبات سيادية وقد لا تنقب الشركات في تلك المنطقة. لكن مناقصة ديسمبر الماضي التي فاز بها ائتلاف الشركات الثلاث تقدّم شكوكا جديدة، ولا سيما بعد أن أعلنت الشركات التزامها بالحفر والتنقيب في تلك المناطق. ويعتمد التوتر الجيوسياسي بين لبنان وإسرائيل على مسائل تتجاوز تلك الموارد؛ فمثلا مع انتهاء الصراع السوري، وكذلك مع مساعي القوى الدولية والإقليمية لاحتواء التوسع الإيراني في المنطقة قد يصبح لبنان مسرحا لحروب بالوكالة.

في مثل هذا السياق من التوترات الإقليمية المتزايدة يمكن استخدام تنمية الموارد في المياه المتنازع عليها أو بالقرب منها كعامل تحفيز لإشعال الحروب. لذلك تؤكد الباحثتان على أن التخفيف من مخاطر هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية. وللتخفيف من حدة التوترات، يمكن للحكومة اللبنانية أو ائتلاف شركات التنقيب الثلاث أن توضح بالضبط أين ستتم أعمال الاستكشاف ضمن الكتلة الممنوحة. ويكمن أيضا للوساطة أن تلعب دورا في تسوية النزاع الحدودي، بما أن المسارات القانونية، مثل التحكيم وتقديم القضية إلى محكمة العدل الدولية، تمثل إشكالية في حد ذاتها لأنها تتطلب التزاما من الطرفين باحترام القرار والاعتراف باختصاص المحكمة، كما أن الخيار الأخير يتطلب من لبنان الاعتراف بالدولة الإسرائيلية، هذا بالإضافة إلى أزمة حدودية أخرى مع قبرص. وتشير دراسة من منشورات الجيش اللبناني إلى أن لبنان وقّع في مطلع سنة 2007 اتفاقية مع قبرص حول تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وذلك بهدف توطيد علاقات حسن الجوار والتعاون في ما بينهما لاستثمار الثروات النفطية. استندت هذه الاتفاقية إلى القوانين التي تراعي الإجراء في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. وتمّ تحديد المنطقة الخالصة بين لبنان وقبرص على أساس خط الوسط. ولكن الدولة اللبنانية لم تبرم الاتفاقية مع قبرص التي وقّعت اتفاقية أخرى مع إسرائيل (2010) لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة بينهما، متجاهلة ما تمّ الاتفاق عليه مع لبنان، وهذا ما أدى إلى خسارة لبنان مساحة مائية تزيد على 860 كيلومترا مربعا. ولا تقتصر تعقيدات إجراء مناقصات التنقيب على الحقول البحرية وخلافات الترسيم الحدودي، بل ترتبط أيضا بالنزاع الداخلي اللبناني المتعلق بالمحاصصة الطائفية التي ستتوزع وفقها الموارد النفطية. فمثلا فضّل إعطاء جبران باسيل أولوية للحقول المقابلة لشاطئ البترون التي تعتبر دائرة انتخابية لباسيل ولحزبه التيار الوطني الحر. تغلب لبنان على العديد من التحديات المحلية للوصول إلى هذا الحد من التطوّر في القطاع النفطي، ولكن الطريق إلى الانضمام إلى “نادي منتجي النفط” ما زال طويلا ومحفوفا بالمخاطر، ولا سيما أن التحديات الحقيقية بدأت الآن في الظهور. لذلك يظل التخفيف من حدة المخاطر الإقليمية وأيضا إدارة توقعات الشعب اللبناني أمرين حاسمين لوضع هذه الدولة الصغيرة على الطريق الصحيح في المجال النفطي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بابا الفاتيكان يصلي من أجل شيخ الأزهر

القاهرة – وكالات/16 كانون الثاني/18/ وجه بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس الثاني، رسالة إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب، سلمها له بالقاهرة أمس السكرتير الخاص للبابا، وضمنها شكره على رسالة التهنئة التي بعث بها، بمناسبة الاحتفال بأعياد الميلاد. وقال البابا فرانسيس في رسالته “أشكركم على هذه اللفتة الأخوية وكلماتكم الحكيمة، وأنضم مع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة في الصلاة، ليبارك الله الواحد القدير الرحيم، في كل خطوة صادقة لتعزيز التعايش السلمي بين البشرية، وليساعدنا في تعزيز الحوار والاحترام تجاه الآخرين، ونشر ثقافة الحوار والسلام، وتنقية الإيمان من كل تفسيرات خاطئة ومن كل تدين كاذب، يسهم في تأجيج الصراع ونشر الكراهية والتحريض على العنف”. وأضاف “سأصلي من أجلكم، طالبًا من الرب خالق السماء والأرض، أن يمنحكم الصحة والعافية لمواصلة العمل، رغم الصعوبات، لتعزيز الحوار ومن أجل الخير والتعايش بين الناس، ولا سيما الأكثر احتياجا والمنبوذين من المجتمع”.

 

الكونغرس يكلف الخزانة الأميركية بالكشف عن ثروات خامنئي

السياسة//16 كانون الثاني/18/كلّفت لجنة الشؤون المالية في الكونغرس الأميركي، وزارة الخزانة الأميركية بالكشف عن كيفية حصول المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، و80 من كبار المسؤولين الإيرانيين، وقادة الحرس الثوري، على ثرواتهم وكم تبلغ أرقامها الحقيقية. ونقلت مواقع الكترونية عن موقع “الكونغرس” الرسمي، أن اللجنة صادقت على قرار يلزم وزارة الخزانة بتنفيذ قانون الشفافية “إتش آر 5461، بشأن أصول القيادة الإيرانية بأغلبية 43 عضوا موافقا، مقابل معارضة 16 من أعضاء اللجنة. وينص القانون، على ضرورة الكشف عن مصدر ثروة خامنئي وكبار القادة الإيرانيين ومصادر أموالهم وكيفية استثمارها وتوظيف هذه الأموال. على صعيد متصل، كشفت منظمة “ذا بورغن بروجكت”، المختصة في رصد الفساد والفقر، أن نسبة خمسة في المئة من سكان إيران، قوامها المسؤولين الإيرانيين وأفراد أسرهم، يسيطرون على نحو 90 في المئة من ثروة البلاد، مقدرة ثروة خامنئي بنحو 95 مليار دولار.

 

الجبير: نعمل على منع سقوط اليمن بيد إيران و«حزب الله» وأكد أن طهران مصدر خطر كبير لدورها بلبنان وسوريا واليمن

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/أكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، اليوم (الثلاثاء)، أن بلاده تعمل على منع سقوط اليمن بيد إيران وحزب الله. وقال الوزير السعوي إن إيران هي المصدر الأكبر للخطر في المنطقة، بسبب دورها في لبنان واليمن وسوريا. وأوضح الجبير في مؤتمر صحافي جمعه اليوم في بروكسل مع نظيره البلجيكي ديدييه رينديرز "أن إيران زودت الحوثيين بصواريخ استهدفت السعودية". وتابع بالقول "الاتفاق النووي مع إيران بحاجة لتحسين لمنع طهران من تخصيب اليورانيوم". وفي ملف الأزمة اليمنية، أكد الجبير أن السعودية استقبلت أكثر من مليون يمني لاجئ، مؤكداً أن الموانئ مفتوحة في اليمن، لكن الحوثيين يسرقون المساعدات. من جانبه، قال الوزير البلجيكي "نسعى لتسوية سياسية في اليمن والتوصل إلى حل. وبخصوص الملف النووي الإيراني قال رينديرز إن"الاتفاق النووي مع إيران ما زال الأمثل وتنفيذه مهم". وأضاف" سنبحث مع إيران مسألة الصواريخ الباليستية والحروب في المنطقة". أما في الملف السوري فقال الوزير البلجيكي "نأمل أن يبدي النظام السوري رغبة حقيقية بالتفاوض". وفي رده على سؤال حول رؤية 2030 السعودية قال الجبير "تطبق رؤية شاملة لفتح الاستثمارات وزيادة الشفافية" وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التقى في بروكسل اليوم، وزير خارجية مملكة بلجيكا ديديه ريندرز، وذلك في مقر وزارة الخارجية البلجيكية. وعقد الجانبان اجتماعاً ثنائياً جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، وسبل تطويرها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، بالإضافة إلى بحث عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية. حضر الاجتماع وكيل وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة السفير أسامة بن أحمد نقلي، والمدير العام لمكتب وزير الخارجية السفير خالد بن مساعد العنقري، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة بلجيكا عبد الرحمن بن سليمان الأحمد.

 

صادق لاريجاني يلوّح برد إيراني على العقوبات ضده وفشل المساعي البرلمانية لدخول سجن إيفين ومطالب بتشكيل «لجنة تقصي حقائق» بعد وفاة محتجزين

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/في أول رد من رئيس القضاء الإيراني صادق لاريجاني على إدراجه بقائمة العقوبات الأميركية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، قال إن فرض العقوبات عليه بوصفه رئيساً للسلطة القضائية «تجاوز» لن تظل إيران صامتة عليه، إلا أنه في الوقت نفسه أعلن أنه «يتفاخر»، عادّاً إياه دليلاً على «صحة المسار» في القضاء الإيراني. وبينما قال المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي إن أغلب المتظاهرين كانوا من الطبقة الفقيرة، أعلن نائب رئيس البرلمان الإيراني علي مطهري فشل المساعي البرلمانية لدخول سجن إيفين بهدف الاطلاع على أوضاعه، في حين رفع برلمانيون مطالب بتشكيل «لجنة تقصي حقائق» للوقوف على أسباب وفاة متظاهرين في السجن. وقال لاريجاني حول العقوبات الأميركية التي شملته هذه المرة: «شخصيا؛ أفتخر بهذه القضية، لكني أعتقد أن هذه الخطوة دليل على صحة المسير والطريق الذي سلكناه، لهذا السبب؛ لا قيمة للخطوة الأميركية».

ويعد لاريجاني أعلى مسؤول إداري يتعين بمرسوم مباشر من المرشد الإيراني علي خامنئي ويدرج على لائحة العقوبات الأميركية. وقبل ذلك في مارس (آذار) 2012 فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على لاريجاني لانتهاكه حقوق الإنسان. ولم يقتصر رد لاريجاني على العقوبات المفروضة عليه، وشدد، في تعليق على تهديد الرئيس الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي، على ضرورة «تنفيذ الاتفاق النووي في شكله الحالي، وهو غير قابل للتغيير، ولا يمكن ربطه بالملفات والقضايا الأخرى». وفي إشارة إلى الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران، تحدث لاريجاني عن أهمية مجال الإنترنت في إيران قائلا: «بغض النظر عن القضايا الفنية، ما يهمنا في الإنترنت هو الأمن». ورفض لاريجاني ضمنا الانتقادات الموجهة للقضاء حول فرض القيود على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وعدّها «تحليلات خاطئة». لكنه اتهم أعداء بلاده بالسعي إلى التأثير على الداخل الإيراني عبر الإنترنت. وفي هذا الصدد استند المسؤول الإيراني على شهادات الأجهزة الأمنية الإيرانية في الاحتجاجات التي ضربت أكثر من 80 مدينة إيرانية. وقال: «على هذا الأساس، نعتقد أنه يجب ألا نفسح المجال للأعداء». واتهم لاريجاني ضمنا الأجهزة الحكومية المسؤولة عن الإنترنت بالإهمال. وعن موقف القضاء الإيراني، قال: «بعض الأجهزة الطويلة والعريضة التي تأخذ الضرائب وتدار من (بيت المال) يجب أن تعد طرقا آمنة في الإنترنت، وألا يجبروا على استخدام مجال بيد الأعداء. هل تركنا خيارا للشعب غير طريق التحكم به من الأعداء». ورغم مرور أكثر من أسبوع على عودة الهدوء إلى المدن الإيرانية التي ضربها زلزال الاحتجاجات الشعبية، فإن الهزات الارتدادية ما زالت متواصلة خصوصا بعد تسجيل وفيات في السجون الإيرانية بين المعتقلين.

في هذا الإطار، قال مدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي أمس إن أكثر المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة من «الطبقات الفقيرة» في إيران.

وصرح جعفر آبادي أثناء حضوره مؤتمرا للادعاء العام حول الأحداث الأخيرة، بأن «أكثر المتهمين المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، ومن الطبقات الفقيرة في المجتمع الإيراني». وتابع: «لا نرى بين المتهمين عددا من النخب، وإن كانوا حاضرين، فإن عددهم قليل جدا» بحسب ما نقلت «رويترز».

وقال دولت آبادي بعد أكثر من أسبوع من تراجع الاحتجاجات إن «بعض ما قام به الموقوفون مثل حرق العلم وتخريب ممتلكات بيت المال، يتعارض مع المصالح القومية» بحسب ما نقلت عنه وكالة «إيسنا». وأفاد دولت آبادي بأن السلطات أطلقت سراح نحو 440 من الموقوفين خلال الاحتجاجات الأخيرة في طهران.

بدوره، قال نائب رئيس البرلمان الإيراني علي مطهري أمس إن طلب كتلة «الأمل» الإصلاحية لدخول النواب إلى سجن إيفين لم يؤدِّ إلى نتيجة. وأفاد موقع البرلمان الإيراني «خانه ملت» نقلا عن مطهري بأن «عددا من النواب طلبوا دخول سجن إيفين للاطلاع على وضع المعتقلات»، لافتا إلى أن رئاسة البرلمان الإيراني تدرس تشكيل «لجنة تقصي حقائق» حول وضع السجون ووفاة عدد من المتظاهرين في السجن. أتى ذلك، عقب تقارير حول ارتفاع عدد الوفيات في السجون بين المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة، وحذرت نوابا في البرلمان من تكرار سيناريو قتل المتظاهرين في سجن كهريزك عقب احتجاجات «الحركة الخضراء». ولقي عدد من المعتقلين حتفهم أثناء الاحتجاز، وطالب ناشطون في مجال حقوق الإنسان بتحقيق مستقل بشأن حالاتهم. وأكدت السلطة القضائية وفاة اثنين أثناء احتجازهما، لكنها قالت «إنهما انتحرا». وكان ممثل طهران في البرلمان الإيراني محمود صادقي قال أول من أمس إن أكثر من 40 نائبا في البرلمان وجهوا رسالة إلى علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني، يطالبون فيها بتشكل «لجنة تقصي حقائق» لبحث أسباب الوفيات الأخيرة في السجون الإيرانية. وامتدت المظاهرات، التي بدأت احتجاجا على المتاعب الاقتصادية في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة، وأسفرت عن سقوط 25 قتيلا. وفي بداية الأمر صب المتظاهرون غضبهم على ارتفاع الأسعار ومزاعم فساد، لكن الاحتجاجات أخذت منحى سياسيا نادرا بعدما زاد عدد المطالبين بتنحي المرشد آية الله علي خامنئي. وأعلن مسؤولون قضائيون أن عدد الذين ألقي القبض عليهم في أنحاء إيران تجاوز ألف شخص، لكن عضو البرلمان محمود صادقي قال الأسبوع الماضي إن 3700 شخص على الأقل جرى اعتقالهم. ولا يزال إجمالي عدد المحتجزين في أنحاء البلاد غير معلوم. في شأن متصل، دافع مرشح الرئاسة السابق وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام مصطفى مير سليم عن فرض القيود على الإنترنت وحجب تطبيق «تلغرام»، قائلا: «لا يمكن أن نسمح لأي أحد بأن يرتكب أي غلطة في البلد». وفي حوار مع موقع «جماران»، اتهم مير سليم الإنترنت بـ«ارتكاب خيانة»، ودافع عن مواجهة قوات الأمن للمتظاهرين، وقال: «لا محالة تحدث هذه الأمور في أحداث كهذه»، وأوضح: «عندما تحدث بلبلة بهذه الضخامة في البلد وتلتهب في ما بين 70 و80 مدينة؛ فمن الطبيعي أن يصدر القضاء أوامر باعتقال المتسببين». ورغم تأكيد السلطات الإفراج عن المعتقلين، فإنه قال: «من الممكن أن تطول دراسة ملف الموقوفين في القضاء. من الطبيعي أنه تجب المواجهة بسرعة حتى تعرف الجذور».

 

«ورقة» غربية ـ إقليمية عن سوريا يحملها تيلرسون إلى لافروف تعكس انخراط الإدارة الأميركية... ودي ميستورا ينقل المفاوضات إلى فيينا في 26 الحالي

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/يجتمع وزراء خارجية خمس دول غربية - إقليمية في باريس، الثلاثاء المقبل، لإقرار «لا ورقة» أعدها نواب ومساعدو الوزراء الخمسة في واشنطن، الجمعة الماضي، تتضمن مبادئ الحل السياسي السوري، بحيث يقوم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بالتفاوض على أساسها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على أمل تحقيق تسوية واختراق في مفاوضات السلام التي قرر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عقد جولتها التاسعة في فيينا في 26 من الشهر الحالي بعد تعثر عقدها في جنيف أو مونترو.وبحسب قول مسؤول غربي رفيع المستوى أمس، فإن هناك مؤشرين لـ«التفاؤل» بأن العام 2018 سيكون مختلفاً عن سلفه، وقد يؤدي إلى توفر ظروف التسوية السياسية: الأول، أن إدارة الرئيس دونالد ترمب انتهت من مراجعة لسياستها السورية بين المؤسسات المختلفة، وتوصلت إلى سلسلة من المبادئ، عمادها الأساسي الانخراط السياسي مع حلفائها الإقليميين والسوريين، والتفاوض مع الروس، وتعزيز الوجود العسكري شرق نهر الفرات. في هذا السياق، أكد قيادي في «وحدات حماية الشعب» الكردية لـ «الشرق الاوسط»، أمس، أن الجيش الأميركي فتح معسكرات شرق نهر الفرات لتدريب 30 ألف عنصر بموازنة تصل إلى 400 مليون دولار أميركي، بحيث يقوم هؤلاء بحماية الحدود مع العراق وتركيا ونهر الفرات التي تنتشر قوات الحكومة السورية وراءها، لافتاً إلى أن دبلوماسيين أميركيين سيصلون إلى منطقة نهر الفرات للإقامة في هذا الإقليم. وقال مسؤول غربي إن واشنطن تبحث عن وسائل لانخراط حلفائها شرق نهر الفرات في العملية السياسية.

وضمن الاستراتيجية الأميركية الجديدة، زار وفد «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة برئاسة نصر الحريري ووفد من «الجيش السوري الحر»، واشنطن، بحثاً عن الدعم السياسي للفصائل السياسية، والعسكري لفصائل كانت إدارة ترمب قررت وقف تمويلها وتسليحها.

أيضاً، استضاف مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد نظراءه من أربع دول هي بريطانيا وفرنسا ودولتان إقليميتان فاعلتان في منطقة الشرق الأوسط في واشنطن، الجمعة الماضي. وتضمنت المناقشات بين ممثلي الدول الخمس البحث عن قواسم مشتركة، حيث تمت صياغتها في «لا ورقة» تناولت مبادئ الحل السياسي بناءً على اتفاق ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في نوفمبر (تشرين الثاني). وأوضح المسؤول الغربي أن الـ«ورقة» تتضمن مبادئ الحل وإصلاح دستوري لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية برقابة الأمم المتحدة، ودعم مفاوضات بناء على القرار 2254، إضافة إلى إصلاح أجهزة الأمن وتحسين أدائها، وفق معايير حقوق الإنسان، وإلى التأكيد على وحدة الأراضي السورية وسيادة سوريا.

وبحسب مسؤول آخر لـ «الشرق الاوسط»، فإن نقاشات بين الدول تتناول حدود المرونة في الموقف، وأن التفاوض يتناول ثلاث نقاط: الأولى، «هيئة الحكم الانتقالية» التي وردت في بيان جنيف أو «الحوكمة» الواردة في القرار 2254، ذلك أن دولاً تريد التركيز على البيئة الحيادية والمناسبة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وعدم ذكر «هيئة الحكم» أو «الحوكمة». الثانية، الرقابة على الانتخابات السورية، وهل تجري بـ«رقابة» الأمم المتحدة أم «إشراف» الأمم المتحدة، الأمر الذي يعني الإشراف على العملية الانتخابية من الألف إلى الياء لضمان الشفافية والنزاهة والرقابة وحق السوريين جميعاً داخل البلاد وخارجها في الاقتراع بحرية. وترفض دولٌ الاكتفاء بعبارة «الرقابة» لأنه يمكن توفير مراقبين من دول محسوبة على روسيا، كما حصل مع مراقبي وقف النار قبل سنوات. الثالثة، دور الرئيس بشار الأسد، وما إذا كان سيجري التطرق إلى «تذويب» صلاحيات رئيس الجمهورية، وإعطاء صلاحيات إلى رئيس الوزراء والإدارات المحلية.

السبب الثاني الذي حمل المسؤول الغربي إلى التفاؤل، يتعلق بالتفكير الروسي. وقال: «بات بعض المسؤولين الروس مقتنعين أن موسكو ليست قادرة وحدها على فرض التسوية السياسية على مزاجها»، لافتاً إلى أن أحد مؤشرات ذلك تأجيل موسكو مرتين موعد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، لعدم توفر شروط الدعوة والحوار. وحددت حالياً 29 من الشهر الحالي موعداً. ومن المقرر أن يجتمع مسؤولون أتراك وروس وإيرانيون في 19 من الشهر الحالي لبحث قائمة المدعوين إلى سوتشي وجدول الأعمال. وفي حال تأجل المؤتمر إلى 12 و13 من الشهر المقبل، كما يتردد، يكون التأجيل الثالث لـ«سوتشي» ما يعزز شروط التفاوض بين تيلرسون ولافروف.وفي حال أقر تيلرسون النسخة الأخيرة لـ«لا ورقة» مع نظرائه الأربعة خلال اجتماع في باريس على هامش مؤتمر وزاري موسع يضم أكثر من 20 دولة، يتناول منع استعمال السلاح الكيماوي، خصوصاً في سوريا، سيجتمع مع نظيره الروسي للتفاوض باعتبار أن الجانب الأميركي يملك أكثر من ورقة تفاوضية، بينها الوجود العسكري شرق نهر الفرات، والتفاهم مع حلفائه الدوليين والإقليميين.

لكن مسؤولاً غربياً ثالثاً أخذ على واشنطن استعجال المرونة قبل التفاوض مع الروس. وقال لـ «الشرق الأوسط»: «واشنطن سبق ووافقت على أن يميع وزير الخارجية جون كيري مع لافروف بيان جنيف لصالح القرار 2254، والتخلي عن هيئة الحكم الانتقالية وقبول الحوكمة، وبالتالي فإن القرار 2254 هو نتيجة اتفاق أميركي روسي، ولا يجوز التخلي عنه مجاناً، بل يجب الدفع لتنفيذه لأنه منتج روسي أصلاً. في المقابل ترى واشنطن أن نقاط التفاهم مع موسكو واسعة تتعلق بالحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع انهيارها والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وقال المسؤول: «نقطة الخلاف هي مصير الرئيس الأسد. إذ إن موسكو ترى أنه رئيس شرعي، وأن أي فراغ سيؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة، في حين بدأت دول غربية تتخذ موقفاً براغماتياً مفاده أنه لأجل وحدة سوريا وإعادة الإعمار فيها لا بد من رحيل الرئيس الأسد، لكن لحظة مغادرته ومشاركته في الانتخابات أمر يخص السوريين وموضوع تفاوض مع الروس. ويمكن التفاوض أيضاً على تذويب صلاحيات الرئيس لصالح رئيس الحكومة والإدارات المحلية، إضافة إلى إصلاح أجهزة الأمن من دون مس دورها في محاربة الإرهاب». وأضاف: «لا بد من مقاربة تجمع بين الإصلاح والاستقرار في سوريا. ولا بد أن يقتنع الروس بأن المساهمة الغربية في إعمار سوريا لن تتم من دون انتقال سياسي ذي صدقية. وأن القوات النظامية غير قادرة على السيطرة على جميع الأراضي السورية، بالتالي فإن الحل هو سياسي وليس عسكرياً».

ولاحظ المسؤول الغربي الذي حضر الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف والمؤتمر الموسع للمعارضة السورية، أن وفد «الهيئة التفاوضية العليا» كان منخرطاً بشكل إيجابي في جنيف، وأنه وافق على بحث ملفي الدستور والانتخابات، ووافق على التفاوض «من دون شروط مسبقة»، مقابل رفض وفد الحكومة برئاسة بشار الجعفري الانخراط في جوهر التفاوض بعد تأخره بالوصول إلى جنيف. وقال: «جميع ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية، بما فيها الروسي، كانوا مقتنعين بذلك. وواضح أن روسيا إما أنها غير قادرة على ممارسة الضغط على دمشق، أو أنها تريد إعطاء الفرصة لمؤتمر سوتشي، وليس مفاوضات جنيف. لكنها تدرك أنه كي تحصل على شرعية لمؤتمر سوتشي من الأمم المتحدة لا بد من تقدم في مفاوضات جنيف». ةشار المسؤول إلى أن دي ميستورا حدد موعد الجولة التاسعة في 26 من الشهر الحالي، وأنها ستعقد في فيينا، وليس في جنيف أو مونترو، لأسباب لوغيستية «كي تشكل الجولة المقبلة اختباراً لقدرة موسكو على ممارسة نفوذها على دمشق، لتحقيق تقدم في المفاوضات يمكن أن يؤدي إلى إنجاز في مؤتمر سوتشي واختراق يريده الرئيس بوتين قبل الانتخابات الرئاسية الروسية في 18 مارس (آذار) المقبل».

وستكون الجولة المقبلة من المفاوضات والمؤتمر السوري في سوتشي بين الأمور التي يبحثها رئيس «الهيئة التفاوضية» نصر الحريري في لندن، اليوم، خلال لقاءات تشمل نائب رئيس مكتب الأمن القومي كريستيان ترنر والمبعوث البريطاني إلى سوريا مارتن لندنغ من دون حصول لقاء مع وزير الخارجية بوريس جونسون لوجوده خارج العاصمة البريطانية. وكان الحريري التقى في بروكسل مسؤولة السياسة الخارجية فيدريكا موغريني ضمن جولة تشمل روما وباريس. وتأجلت الجولة أسبوعاً بسبب سفر وفد «الهيئة» إلى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

 

المجلس المركزي الفلسطيني يعلن انتهاء {انتقالية أوسلو} وقرر تعليق الاعتراف بإسرائيل... وشدد على رفض تغيير المبادرة العربية

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/قرر المجلس المركزي لمنظمة التحرير تحويل السلطة الفلسطينية إلى {دولة قائمة}، وكلف اللجنة التنفيذية للمنظمة بالعمل على تجسيد إقامة الدولة، وتعليق الاعتراف بإسرائيل حتى تعترف بالدولة الفلسطينية. وقال رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون في نهاية مشاورات صعبة استمرت يومين إن المجلس المركزي {قرر الانتقال من مرحلة سلطة الحكم الذاتي إلى مرحلة الدولة، وبدء تجسيد سيادة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران سنة 1967، بناءً على أن الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة في أوسلو، والقاهرة، وواشنطن، بما انطوت عليه من التزامات لم تعد قائمة}.

وأكد الزعنون أن المجلس كلف في بيانه الختامي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين الاعتراف بدولة فلسطين وإلغاء قرار ضم القدس الشرقية وإنهاء الاستيطان. وعبر عن إدانة {المركزي} ورفضه لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى المدينة. ودعا إلى العمل على إسقاط قرارات ترمب، معتبراً أن {الولايات المتحدة فقدت أهليتها كوسيط وراعٍ لعملية السلام ولن تكون شريكاً إلا بعد إلغاء ترمب قراراته}.

ورفض المجلس المركزي، بحسب البيان الذي تلاه الزعنون، سياسة ترمب الهادفة إلى {طرح أفكار ومشاريع تخالف قرارات الشرعية الدولية في حل الصراع}، كما طالب بإلغاء قرار الكونغرس اعتبار منظمة التحرير {منظمة إرهابية} وقرار وزارة الخارجية إغلاق مفوضية مكتب المنظمة في واشنطن.

ودعا المجتمع الدولي إلى {تحمل مسؤوليته من أجل إنهاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من انجاز استقلالها}. وأكد قراراته السابقة بوقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة مع إسرائيل {وإلغاء التبيعة الاقتصادية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي}.

وقال البيان الختامي إن المجلس {سيستمر في العمل مع جميع دول العالم لمقاطعة المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية في المجالات كافة، وتبني حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها}. ورفض {أي طروحات أو أفكار للحلول الانتقالية أو المراحل المؤقتة، بما فيها ما يسمى بالدولة ذات الحدود المؤقتة}، كما رفض الاعتراف بإسرائيل {كدولة يهودية}. وشدد {المركزي} على التمسك باتفاق المصالحة. كما طالب بـ{استمرار العمل لتوفير الحماية الدولية وتعزيز مكانة دولة فلسطين في المحافل الدولية، وتفعيل طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتقديم الإحالة حول مختلف القضايا (الاستيطان، الأسرى، العدوان على قطاع غزة) للمحكمة الجنائية الدولية. واستمرار الانضمام للمؤسسات والمنظمات الدولية وبما يشمل الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة}. وشدد على تمسكه بمبادرة السلام العربية، {والاحتفاظ بأولوياتها، ورفض أي محاولات لتغييرها أو تحريفها}.

وجاءت قرارات المجلس رداً على قرار الرئيس الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. واجتمع {المركزي} بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس على مدار يومين في رام الله من أجل وضع استراتيجية فلسطينية جديدة لمواجهة قرار ترمب. وحملت الدورة الطارئة الثامنة والعشرين عنوان {القدس عاصمة أدبية للدولة الفلسطينية}، وحضرها 87 عضواً من أصل 109 أعضاء. والمجلس المركزي هو هيئة دائمة منبثقة عن المجلس الوطني، ويعد أعلى هيئة تشريعية فلسطينية في حالة انعقاده. وتعد قرارات المركزي ملزمة، لكن التنفيذ سيترك للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي يرأسها عباس. وعلى اللجنة التنفيذية الآن وضع خطة من أجل وضع توصيات المجلس محل التنفيذ. وعمليا لا يمكن تطبيق هذه التوصيات فوراً بسبب الكلفة المتوقعة لها سياسياً ومالياً. ويتوقع أن تقر اللجنة التنفيذية بعض التوصيات فوراً، لكنها ستؤجل قرارت من قبيل إقامة وتجسيد الدولة.

وتنسجم هذه القرارات مع توجهات الرئيس الفلسطيني الذي دعا المجلس في كلمة له إلى إعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. وكان عباس ألمح سابقاً إلى إمكانية تحويل السلطة إلى دولة، وقال إنه لن يقبل باستمرار السلطة بلا سلطة والاحتلال بلا كلفة. وطلب من المجلس المركزي عقد المجلس الوطني الفلسطيني في أقرب وقت، وإعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير والاستمرار في تحقيق المصالحة.

لكن هذه القرارات يتوقع أن لا تعجب فصائل فلسطينية كانت تريد إعلاناً صريحاً لإنهاء اتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل، وفك الارتباط بالاقتصاد الإسرائيلي، بما في ذلك سحب اليد العاملة الفلسطينية من مشاريع الاستيطان، وإطلاق انتفاضة شاملة، ورفع الإجراءات عن قطاع غزة وإنجاز اتفاق المصالحة.

ولم تلق مثل هذه الطلبات التي طرحتها فصائل منضوية في إطار منظمة التحرير مثل الجبهتين {الشعبية} و{الديمقراطية} وطالبت بها فصائل لم تحضر الجلسة مثل {حماس} و{الجهاد الإسلامي}، تجاوباً كبيراً من عباس الذي أكد أمام المجتمعين إنه قال وسيقول لا للرئيس الأميركي، لكنه لن يقود الفلسطينيين إلى {مغامرة جديدة}. وقال عباس لمستمعيه داخل {المركزي}: {لسنا مغرورين أو مغامرين أو عدميين أو جهلة، بل نعرف ونعي تماماً ما يحدث ويجري في هذا العالم من حولنا، ولا نبالغ في قدرتنا وإمكاناتنا، ونحن نستطيع أن نقول نعم ولا، لكننا أيضاً لا نقلل من مواقع أقدامنا، وليس لدينا دونية تجاه الآخرين، ولا ننحني إلا لله عز وجل، لأننا أصحاب حق. إن حساباتنا عاقلة وعقلانية، وخطواتنا محسوبة، ونتوخى الدقة في تقديراتنا للأمور، لأننا نضع مصلحة شعبنا نصب أعيننا، ولقد اتخذنا وعن وعي مواقف أمينة ومعتدلة، ومارسنا السياسة بصورة مسؤولة بعيداً عن العواطف والحسابات الضيقة، وقد كلفنا ذلك الكثير لأننا رفضنا الضغوط والابتزاز، وتحملنا ما لا يحتمل بتمسكنا بمبادئنا وتصميمنا على ألا نغادر مواقعنا وسياستنا التي رسمناها لشعبنا ولأنفسنا في مؤسساتنا القيادية}. وفوراً أعلن وزير الخارجية رياض المالكي، انسجاماً مع توصيات المجلس المركزي، أنَّ طلباً فلسطينياً سيقدّم إلى مجلس الأمن قريباً لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين. وقال المالكي إن الطلب الفلسطيني سيتم تقديمه تحت بند {متحدون من أجل السلام} للتأكيد على رؤية حل الدولتين. وأضاف أنه يتم التخطيط فلسطينياً للتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية لطلب رأي استشاري يتعلق بإعلان الرئيس ترمب الشهر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

السعودية تشيد بقرار ترمب دعوته لحلفاء أميركا لمواجهة أنشطة النظام الإيراني الخبيثة ومجلس الوزراء يستنكر بشدة التفجير الانتحاري المزدوج وسط العاصمة العراقية بغداد

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/أشادت السعودية ببيان الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وما اشتمل عليه من دعوته جميع حلفاء أميركا إلى اتخاذ خطوات أقوى مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة أنشطة النظام الإيراني الخبيثة، الذي عده الرائد الأول في العالم برعاية الإرهاب، حيث مول وسلح ودرب أكثر من مائة ألف مسلح لنشر الدمار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ودعم نظام بشار الأسد وساعده على قتل شعبه. جاء ذلك خلال ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الجلسة، التي عقدها مجلس الوزراء، اليوم (الثلاثاء)، في قصر اليمامة بمدينة الرياض. وفي بداية الجلسة، أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على فحوى الاتصالين الهاتفيين اللذين أجراهما بالرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، والرئيس نور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان، والرسالة التي تسلمها من رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، ونتائج استقباله وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة الياباني هيروشيغي سيكو. وأوضح الدكتور عواد العواد وزير الثقافة والإعلام، أن مجلس الوزراء اطلع بعد ذلك، على جملة من التقارير عن مستجدات الأحداث عربياً وإقليمياً ودولياً، وجدد في هذا السياق إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتفجير الانتحاري المزدوج بوسط العاصمة العراقية بغداد الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وقدم العزاء والمواساة لجمهورية العراق حكومة وشعباً ولذوي الضحايا والتمنيات للمصابين بالشفاء العاجل، مجدداً وقوف المملكة مع العراق ضد أعمال الإرهاب والتطرف.

كما أعرب المجلس عن إدانة المملكة قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي الموافقة على بناء أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة، ونشر عطاءات لبناء أكثر من ستمائة وخمسين وحدة أخرى، في عدد من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعد تحدياً لإرادة المجتمع الدولي، وإمعاناً في العدوان السافر على حقوق الشعب الفلسطيني بهدف فرض واقع جديد للحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وبين الدكتور العواد، أن مجلس الوزراء، ثمن تقرير الأمم المتحدة حول انتهاك إيران الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على إرسال أسلحة إلى اليمن، حيث عدَّ التقرير إيران غير ممتثلة لقرار مجلس الأمن رقم 2216 حول حظر الأسلحة، وسهلت للمتمردين الحوثيين الحصول على طائرات مسيرة وصواريخ بالستية أطلقت على السعودية، وتم إدخالها إلى اليمن بعد فرض الحظر على الأسلحة عام 2015م. كما أشاد المجلس ببيان الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وما اشتمل عليه من دعوته جميع حلفاء أميركا إلى اتخاذ خطوات أقوى مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة أنشطة النظام الإيراني الخبيثة، الذي عده الرائد الأول في العالم برعاية الإرهاب حيث مول وسلح ودرب أكثر من مائة ألف مسلح لنشر الدمار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ودعم نظام بشار الأسد وساعده على قتل شعبه، كما تهدد صواريخه المدمرة البلدان المجاورة وحركة الملاحة الدولية، فيما يستخدم داخل إيران أسلوب الاعتقالات الجماعية والتعذيب لقمع وإسكات الشعب الإيراني، كما ثمن المجلس إعلان القضاء الأميركي إنشاء وحدة خاصة للتحقيق حول حصول "حزب الله" الإرهابي على تمويل عبر الاتجار بالمخدرات لغايات الإرهاب، وتكليفها بالتحقيق حول الأفراد والشبكات التي تقدم دعماً لهذا الحزب وملاحقتهم. وفي الشأن المحلي، نوه المجلس بإطلاق وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية الدفعة الأولى من المرحلة الثانية لبرنامج "سكني 2018م" بإجمالي 19481 منتجاً سكنياً وتمويلياً موزعة على جميع مناطق المملكة، وذلك ضمن مستهدفات البرنامج خلال العام الجاري التي تشمل تخصيص 300 ألف منتج سكني وتمويلي. وأفاد وزير الثقافة والإعلام بأن مجلس الوزراء قرر إعادة تشكيل مجلس إدارة شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني الوارد في الفقرة (1) من المادة (الحادية عشرة) من النظام الأساسي للشركة، وذلك على النحو الموضح في القرار.

كما وافق على قيام وزارة البيئة والمياه والزراعة بتأجير الأراضي التي تشرف عليها ـ نظاماً ـ لإقامة أي نشاط متصل بالقطاع الزراعي أو غيره.

 

اتهام إماراتي لقطر باعتراض طائرتين مدنيتين

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/أعلنت أبوظبي أمس أن مقاتلات قطرية قامت بـ«اعتراض» طائرة مدنية إماراتية كانت في طريقها إلى المنامة، وطائرة مدنية ثانية خلال مرحلة نزولها إلى مطار البحرين الدولي. واتهمت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية المقاتلات القطرية بتشكيل «تهديد سافر وخطير لسلامة الطيران المدني» وبخرق القوانين والاتفاقيات الدولية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيان أن أبوظبي «ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لضمان أمن وسلامة حركة الطيران المدني». والاتهام الإماراتي، الذي نفته الدوحة، هو أحدث تطور في سياق الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر، من جهة، وقطر، من جهة ثانية، على ضوء اتهامات الدول الأربع للدوحة بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية. وفي خضم هذا التصعيد، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحثا خلاله «مكافحة الإرهاب» وتطورات الأحداث في المنطقة، كما حط أمير قطر، أمس، في أنقرة، حيث استقبله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وأعلنت الرئاسة التركية أن المسؤولين عقدا اجتماعا بعد الظهر في القصر الرئاسي في العاصمة، دون أن تكشف فحوى المحادثات.

 

إردوغان: عملية عفرين ستدعمها المعارضة السورية

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/أفاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الثلاثاء)، بأن العملية العسكرية التركية المزمعة ضد قوات كردية في منطقة عفرين بسوريا، سيدعمها مقاتلون من المعارضة السورية. وتصريحات إردوغان للصحافيين في البرلمان هي الأحدث، ضمن سلسلة تحذيرات من عملية وشيكة تستهدف عفرين، بعد أن قالت قوات التحالف إنها تعمل مع قوات يقودها أكراد لتشكيل قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف فرد في سوريا. من جهته، أعلن قائد الجيش التركي أنه لن يسمح بدعم وحدات حماية الشعب الكردية السورية. وأضاف أنه «يجب على حلف الأطلسي ألا يفرق بين جماعات الإرهاب المختلفة». هذا ودفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا، وتضمنت التعزيزات رتلاً عسكرياً مؤلفاً من 20 آلية. وقال إردوغان: «قواتنا التركية المسلحة ستنهي مسألة عفرين ومنبج قريبا، وتجهيزاتنا العسكرية اكتملت الآن، وسوف نبدأ تحركاتنا في أسرع وقت». وحذر إردوغان مراراً في الأيام الأخيرة من عملية وشيكة تستهدف عفرين، حيث أثارت هذه الخطة غضب تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل في جنوب شرقي البلاد منذ 1984. ويعتبر الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.

 

اجتماع أزمة للحكومة البريطانية بعد إفلاس مجموعة «كاريليون»

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/عقدت الحكومة البريطانية اجتماع أزمة بعد الإعلان المفاجئ عن إفلاس «مجموعة كاريليون» العملاقة للأشغال العامة؛ إذ وجهت المعارضة انتقادات حادة إلى فريق رئيسة الحكومة تيريزا ماي حول إدارته للملف. وعقد الاجتماع مساء أمس (الاثنين) بحضور الوزراء المعنيين؛ من بينهم وزير المالية فيليب هاموند الذي لم يدل بأي تصريح. ورفضت الحكومة إعطاء ضمانات بإعادة تعويم المجموعة التي توظف 43 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم (كندا والشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية)؛ من بينهم 19500 موظف في بريطانيا، لكنها تعهدت بتمويل مختلف الخدمات العامة التي كانت تقوم بها المجموعة في المملكة المتحدة ودفع رواتب الموظفين. وللمجموعة عقود عدة مع القطاع العام أو ضمن شراكة مع القطاع الخاص بقيمة نحو 1.7 مليار جنيه إسترليني (1.91 مليار يورو) تؤمن خصوصا خدمات ترميم مدارس ومستشفيات وصيانة لنحو 50 ألف مسكن تابع لوزارة الدفاع.

ووجهت المعارضة انتقادات شديدة إلى الحكومة واتهمتها بالاستمرار في توقيع العقود مع المجموعة رغم تراكم أخطاء الإدارة؛ على حد تعبيرها، خصوصا على صعيد منح رواتب عالية جدا لبعض مسؤوليها السابقين. وكتب زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن في تغريدة أن «إفلاس (كاريليون) يشكل منعطفا»، مضيفا: «حان الوقت لوقف سياسات الخصخصة التي تقوم على الاحتيال وتلحق أضرارا جسيمة بخدماتنا العامة وتكلّف المواطنين مليارات الجنيهات». وأوضحت الشركة أنه وبعد فشل التوصل إلى اتفاق لإعادة تعويمها لم يعد لديها خيار سوى «تصفيتها بمفعول فوري». وأوردت وكالة «بي إيه» البريطانية للأنباء أن «كاريليون» طلبت 20 مليون جنيه من الحكومة لتتمكن من الحصول على أموال إضافية من المصارف. وأوردت الصحف البريطانية أن هذه المصارف نفسها ستخسر ملياري جنيه نتيجة تصفية المجموعة.

«فشل تام للنظام»

وأعلنت المجموعة إفلاسها بشكل مفاجئ أمس (الاثنين) متخلية عن آلاف الموظفين. وصرح رئيس مجلس إدارة المجموعة فيليب غرين: «لم نتمكن من جمع الأموال اللازمة لدعم نشاطنا». وأشارت الصحف في الأيام الأخيرة إلى توقيف ممكن للدفع، لكن المجموعة أثارت مفاجأة عندما أعلنت عملية التصفية التي سيتولاها مسؤول تعينه محكمة الإفلاس وشركة «بي دبليو سي». وخاضت المجموعة محادثات شاقة مع ممثلين عن الحكومة خلال نهاية الأسبوع الماضي على أمل الحد من ديونها وتعزيز رأسمالها، لكن دون نتيجة. وأوضح وزير الدولة في الحكومة ديفيد ليدينغتون: «ليس من الممكن أن نتوقع من الحكومة إنقاذ شركة من القطاع الخاص». إلا أن بعض المحللين أشاروا إلى المخاطر التي تواجهها الحكومة المحافظة التي تعرضت لانتقادات حادة لمساعدتها القطاع الخاص خلال الأزمة المالية في 2008. وتقول ريبيكا أوكيف، المحللة لدى «إنتراكتيف إنفيستور» للاستثمار، إن «تمويل الحكومة المؤقت لعقود الخدمات العامة لـ(كاريليون)، بالإضافة إلى الزيادة المحتلمة للتكلفة المرتبطة بإعادة التفاوض حول عقود معينة، يحملان على الاعتقاد بأن الحكومة ستدفع مبالغ أكبر بكثير مما لو منحت الضمانات المطلوبة». وطالبت النقابات على الفور بضمانات لمستقبل الموظفين، وقالت نقابة «جي إم بي» إن الإفلاس «يظهر الفشل التام للنظام الذي أوكل خدمات عامة إلى مجموعة مثيرة للريبة وتركز على الربح». وكانت المجموعة ومقرها وولفرهامبتون (وسط بريطانيا) دخلت في عدة مشروعات للأشغال العامة في المملكة المتحدة، وكانت ترزح تحت دين يبلغ 1.5 مليار جنيه إسترليني (1.68 مليار يورو)، بما فيها الأموال المرتبطة بصندوقها للتقاعد.

وتدهور وضع الشركة المالي بشكل كبير في الأشهر الأخيرة بسبب إرجاء تنفيذ أشغال وصعوبات في تنفيذ عقود. وقد تراجع سعر السهم فيها أكثر من 10 مرات منذ الصيف. ويمكن أن يؤدي انهيار المجموعة إلى عواقب على مشروع «هاي سبيد 2» لتشييد خط للسكة الحديد بالسرعة العالية في بريطانيا، وكانت المجموعة تتولاه مع «كير» البريطانية و«إيفاج» الفرنسية. إلا أن الحكومة البريطانية أكدت استمرار المشروع، وأنه لن يتم اتخاذ قرارات متسرعة حول مستقبل أصول المجموعة.

 

الاتحاد الأوروبي لا يزال منفتحاً إزاء عودة بريطانيا إليه

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم (الثلاثاء) في ستراسبورغ، أن الاتحاد الأوروبي «لا يزال منفتحاً» إزاء عودة بريطانيا عن موقفها بخصوص بريكست، بعدما ازدادت التداولات في الأيام الماضية حول فكرة إجراء استفتاء ثان حول خروج بريطانيا من التكتل.

وأفاد توسك أمام البرلمان الأوروبي، الذي يعقد جلسة عامة، بأنه «إذا أصرت الحكومة البريطانية على قرارها الانسحاب، فإن بريكست سيصبح واقعاً مع كل عواقبه السلبية في مارس (آذار) السنة المقبلة، إلا إذا حصل تغيير في الرأي من قبل أصدقائنا البريطانيين».

وأضاف: «في القارة الأوروبية، قلوبنا لا تزال مفتوحة لكم». وفي الإطار نفسه، أدلى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بتصريح مماثل. وأوضح يونكر «لقد قال توسك أن الباب لا يزال مفتوحاً لكن أود أن يُسمع هذا الأمر بشكل واضح في لندن». ولم يتردد توسك في الإشارة إلى تصريح للوزير البريطاني المكلف شؤون بريكست ديفيد ديفيس. وتساءل: «ألم يقل ديفيد ديفيس بنفسه أنه في حال لم تتمكن ديمقراطية من تغيير رأيها، فإنها تتوقف عن كونها ديمقراطية؟». وتطرق النائب الأوروبي البريطاني نايغل فاراغ، وهو من أشد المدافعين عن بريكست، الأسبوع الماضي، إلى فكرة إجراء استفتاء ثانٍ حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، بهدف إسكات معارضي بريكست بشكل نهائي، بحسب قوله. وأفاد في مقالة نشرها موقع صحيفة «ديلي تلغراف»، «لكي أكون واضحاً أنا لا أريد استفتاءً ثانياً لكنني أخشى أن يفرض البرلمان ذلك على البلاد». ودعا الليبراليون الديمقراطيون وقوى أخرى مؤيدة لأوروبا في بريطانيا، عدة مرات، إلى استفتاء ثان، باعتبار أن الناخبين البريطانيين لم يكونوا مدركين لكل تداعيات قرارهم خلال تصويتهم في 23 يونيو (حزيران) 2016.

 

الأردن يفرض ضرائب جديدة على السلع والمنتجات وشملت السيارات المستوردة والوقود والخبز

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/قرارات جديدة أصدرتها حكومة رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي في وقت متأخر من ليل أمس (الإثنين)، تضمنت فرض رسوم جديدة على السيارات المستوردة، فيما رفعت الضريبة على البنزين ( 95 و98 ) والمشروبات الغازية من 10 -20%.، وأضافت مبالغ اضافية على كل علبة سجائر. وقررت الحكومة الاردنية فرض ضرائب جديدة على العديد من السلع والمواد بهدف خفض الدين العام الذي يبلغ حوالى 35 مليار دولار. ووافق مجلس الوزراء خلال جلسة عقدها الاثنين برئاسة رئيس الوزراء هاني الملقي على "تعديل مجموعة من الأنظمة ذات العلاقة، من أهمّها النظام المعدل لنظام الضريبة الخاصة رقم (80) لسنة 2000 والذي تم بموجبه تعديل الضريبة الخاصة المقررة على عدد من السلع الواردة في هذا النظام" كما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية. وأوضحت الوكالة الأردنية ان "التعديل جاء بهدف إزالة التشوهات الضريبية بما يحدّ من الإعفاءات غير المبررة التي أثبتت عدم جدواها الاقتصادية وتحقيق العدالة بين القطاعات الاقتصادية مع الإبقاء على سقف الضريبة العامة على المبيعات عند نسبة (16%) حيث لن تترتّب عليها أيّ زيادة". وبحسب وسائل الاعلام الاردنية، فان مجلس الوزراء قرر تعديل الضريبة الخاصة، على السجائر، عن طريق فرض 20 قرشا على كل علبة اعتبارا من مطلع الشهر المقبل. ومضاعفة الضريبة الخاصة على المشروبات الغازية إلى 20%، بدلا من 10%. كما قررت الحكومة رفع مقدار الضريبة الخاصة المفروضة على بنزين (أوكتان 95) و(أوكتان 98)، إلى 30% بدلا من 24%. وقررت الحكومة ايضا فرض ضريبة المبيعات بمقدار 5%، على كافة المجوهرات. وتشمل الضريبة معادن الذهب والفضة والألماس، والمجوهرات المختلفة، التي كانت معفاة سابقا.

وتعتزم الحكومة كذلك زيادة اسعار الخبز اعتبارا من مطلع الشهر المقبل. وتقول الحكومة انها تسعى من خلال هذه القرارات، الى زيادة إيراداتها الضريبية، بمقدار 540 مليون دينار (761 مليون دولار). وأكدت انها قررت "صرف دعم نقدي" للمواطنين ذوي الدخول المنخفضة للتعويض عن ارتفاع الاسعار.

وكانت الحكومة الاردنية زادت مطلع العام الماضي ضريبة المبيعات المفروضة على خدمات الانترنت بمعدل 50% بانواعها الثابت والمتنقل، وفرضت ضريبة بواقع 2,6 دينارا (نحو 3.7 دولار) على كل خط هاتف جوال يباع. كما رفعت الحكومة قيمة اصدار جواز السفر او تجديده من 20 دينارا (نحو 28 دولارا) الى 50 دينارا (70 دولارا). وارتفعت اسعار معظم انواع الحلويات وبعض انواع الخبز بنسب متفاوتة. وتخضع معظم السلع والبضائع بشكل عام في الاردن الى ضريبة مبيعات قيمتها 16% اضافة الى رسوم جمركية وضرائب اخرى قد تفوق احيانا ثلاثة اضعاف القيمة السعرية الاصلية للسلعة. وتأثر اقتصاد المملكة بشدة جراء النزاعين في العراق وسوريا مع اقتراب الدين العام من 35 مليار دولار. ويستورد الاردن الذي يعاني من شح في المياه والموارد الطبيعية، 98 بالمئة من احتياجاته من الطاقة. وتؤوي المملكة نحو 680 الف لاجئ سوري فروا من الحرب في بلدهم منذ مارس (آذار)2011، يضاف اليهم، بحسب الحكومة نحو 700 الف سوري دخلوا الاردن قبل اندلاع النزاع. وتقول المملكة ان كلفة استضافة هؤلاء "تجاوزت عشرة مليارات دولار أميركي". ويعتمد اقتصاد الاردن الى حد ما على المساعدات وخصوصا من الولايات المتحدة. وقررت الحكومة صرف دعم نقدي للأسر الأردنية التي لا يزيد مجموع دخل أفرادها على 12000 دينار سنوياً، وللأفراد الذي لا يزيد دخلهم السنوي على 6000 دينار أردني سنوياً . وأعلن مصدر حكومي، الثلاثاء، أن تطبيق قرارات رفع الأسعار الجديدة التي اتخذها مجلس الوزراء أمس الإثنين، يبدأ صباح يوم غد الأربعاء، مرجحًا صدورها في الجريدة الرسمية اليوم. من جهة أخرى، رفع رئيس مجلس النواب، عاطف الطراونة، الثلاثاء، الجلسة الصباحية المخصصة لمناقشة مشروع قانون التعليم العالي والبحث العلمي لسنة 2017، بسبب فقدان النصاب القانوني. وثار غضب كبير بين النواب لرفع الجلسة قبل "بند ما يستجد من أعمال" في آخر الجلسة لمنعهم من الحديث حول رفع الأسعار، على حد قولهم. واتهم النائب نبيل غيشان وخليل عطية رئاسة المجلس بتهريب النصاب لرفع الجلسة قبل الحديث عن قرارات رفع الأسعار. يشار إلى أن رفع الدعم عن الخبز، والعمل بتسعيرته اعتبارا من بداية شباط المقبل، حتى نهاية شهر كانون الأول من العام الجاري.

 

20 قتيلاً حصيلة اشتباكات مطار معيتيقة بالعاصمة الليبية

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/اندلعت اشتباكات شرسة في العاصمة الليبية طرابلس أمس (الاثنين)، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل، وإغلاق مطار معيتيقة، وإصابة طائرات بأضرار، خلال ما وصفته الحكومة بأنه «محاولة فاشلة لتهريب متشددين من سجن مجاور». وأدى الهجوم إلى نشوب أعنف اقتتال في طرابلس منذ أشهر، وتقويض ما تردده حكومة الوفاق الوطني المُعترف بها دولياً من أنها حققت الاستقرار إلى حد كبير في المدينة. كما يُقّوض العنف مساعي حكومة الوفاق لإقناع البعثات الدبلوماسية بالعودة إلى هناك. وأمكن سماع دوي الأسلحة النارية والقذائف المدفعية من وسط المدينة في ساعة مبكرة من صباح (الاثنين). وقالت سلطات مطار معيتيقة، التي تشرف على الحركة الجوية المدنية من العاصمة وإليها، إنه تم تعليق الرحلات حتى إشعار آخر. وكان المطار خالياً عصر أمس حين هدأت الاشتباكات بدرجة كبيرة. وحلق طيارون بعدد من الطائرات عبر العاصمة إلى المطار الدولي، المغلق منذ عام 2014، بسبب ما لحق به من أضرار جراء قتال سابق، في محاولة لحمايتها. وشاهد مراسل «رويترز» طائرة من طراز «إيرباص إيه 319» تابعة لشركة الخطوط الجوية الأفريقية الليبية في إحدى الحظائر بمطار معيتيقة، وبها فجوة في السقف بعد إصابتها بنيران مدفعية. وأُصيبت أربع طائرات أُخرى على الأقل بأضرار بدا أنها أقل جراء إطلاق النار، بينها طائرتان تديرهما شركة «الأجنحة الليبية» للطيران والأخريان تابعتان لطيران «البراق»، وهما من طراز «بوينج 737»، قالت الشركة إنهما كانتا تستعدان لرحلة خارج البلاد للصيانة. ودار القتال بين قوة الردع الخاصة، وهي أحد أقوى الفصائل المسلحة في طرابلس، وفصيل منافس مقره حي تاجوراء بالمدينة. وتعمل قوة الردع الخاصة كوحدة لمكافحة الجريمة والإرهاب، وتسيطر على مطار معيتيقة وسجن كبير بجواره. وقوة الردع متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني، وتستهدفها من آن لآخر جهات منافسة كانت القوة قد اعتقلت أعضاء فيها.

 

الرئيس المصري يطمئن السودان وإثيوبيا: لن نتدخل في شؤون الغير/السيسي يناقش مشروعات ولاية جديدة... والسادات يتراجع

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة إلى دولتي السودان وإثيوبيا، قائلاً أمس إن «مصر لا تتآمر ولم تتدخل في شؤون الغير... وهي حريصة جداً على علاقات طيبة مع الجميع، ويكفي ما شهدته المنطقة خلال السنين الماضية»، مؤكداً أن «لمصر سياسة ثابتة الهدف منها البناء والتنمية والتعمير». وأكد السيسي، في كلمة له خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية، أن مصر دولة لا تعرف المناورة أو الرجوع في تصريحاتها، مطالباً بالعمل والبناء والسلام، تلبية لمطالب الشعوب التي لا تريد المزيد من الاختلاف والصراع أو الحروب. وتابع: «مصر لن تحارب الأشقاء لأن السلام اسم من أسماء الله، ولن ننفق أموالنا على الحروب... الشعوب أولى بهذه الأموال». وأكد السيسي، أن الإنفاق على تطوير القوات المسلحة المصرية ليس له علاقة بإرادة مصر من أجل تحقيق السلام، قائلاً: «الإنفاق على القوات المسلحة من أجل تحقيق الأمن القومي المصري، وطبقاً لمفاهيم الأمن التي تتطلب وجود قدرة عسكرية لحماية المصريين وحماية السلام». وأوضح أن امتلاك قوة عسكرية مصرية لا يعني أن نطغى على الآخرين، مضيفاً: «دائماً حريصون على أن نبقى داخل حدودنا، ولا نتآمر على أحد، ولا نتدخل في شؤون الآخرين، وفي الوقت نفسه مطلوب منا الحفاظ على حياة 100 مليون مصري».

وأشار الرئيس السيسي، في كلمته إلى أن مصر ليس لديها استعداد لتضييع مجهودها ووقتها في الخلاف، مختتماً رسالته بالدعوة إلى البناء والتنمية والتعمير. وناشد الرئيس السيسي، وسائل الإعلام المصرية بالانتباه لما يصدر عنها حول الأمور المتعلقة بمواقف وتصريحات الأشقاء في السودان، قائلاً: «أتمنى من الإعلام المصري في موضوع السودان وكل الموضوعات المماثلة، عدم الإساءة في التعبيرات، مهما كان حجم الغضب أو الألم. ودعا إلى الالتزام وعدم إطلاق أي تصريحات غير لائقة». وشدد على أهمية عدم استخدام وسائل الإعلام أو مواقع التواصل في الإساءة إلى الدول.

وكان الرئيس الإريتري آسياس أفورقي، قد نفى وجود أي قوات مصرية في قاعدة «ساوا» المتاخمة للحدود مع السودان، واتهم أطرافاً في السودان وإثيوبيا بمحاولة خلق صدام بين الخرطوم، وأسمرة. من جهته، ينتظر أن يستعرض السيسي إنجازات ولايته الرئاسية الأولى غداً «الأربعاء»، فضلاً عن قرب فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية «السبت» القادم، الذي يستمر لعشرة أيام. وحصل السيسي على تزكية أكثر من 500 نائب برلماني (من أصل 596 عضواً)، فيما كان يحتاج فقط إلى تزكية 25 برلمانياً بحسب ما يقضي الدستور، فضلاً عن استمرار تحرير توكيلات من مواطنين عاديين لصالحه، ومرشحين محتملين آخرين، يجب ألا تقل عن 25 ألف تزكية، ويعتقد على نطاق واسع أن السيسي تجاوزها بنسبة كبيرة. وفي المقابل تراجع رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أنور السادات، عن خوضه الانتخابات الرئاسية بسبب ما قال إنه «مناخ سياسي» غير مناسب، وأضاف خلال مؤتمر صحافي، أمس، أنه «لا يطمئن أن الانتخابات ستجري بالصورة التي نتمناها، ولن يخوض معركة خاسرة». وقارن النائب السابق في البرلمان، بين الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2012 في أعقاب «ثورة 25 يناير (كانون الثاني)»، والسباق الحالي، وقال: «رأينا في انتخابات سابقة انتظار اللحظات الأخيرة لمعرفة الفائز، وهذا ما نريده، وليس التصديق على حسم الانتخابات قبل بدئها». ويعد السادات هو المرشح الثاني الذي يعلن تراجعه عن نية خوض الانتخابات الرئاسية، بعد رئيس الوزراء الأسبق، أحمد شفيق، الذي قال مطلع الشهر الجاري، إنه لا يعتقد أنه «الشخص الأنسب لتولي قيادة البلاد»، ومثمناً في الوقت نفسه «جهود الدولة في التطوير والإنجاز». ورغم تراجعه عن خوض المنافسة، دعا السادات، المصريين إلى المشاركة في التصويت، وطالب بإجراء السيسي «مناظرة مع المرشحين الآخرين». وفيما بدا أول اعتراف حكومي رسمي بحدوث مخالفة انتخابية، أوقفت وزارة التربية والتعليم، مدير إحدى المدارس بمحافظة دمياط بعد دعوته عبر منشور وجهه إلى الموظفين «لاستخراج التوكيلات الخاصة بالرئاسة» لصالح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. من جهة أخرى، استقبلت محكمة القضاء الإداري، دعوى قضائية تختصم الهيئة الوطنية للانتخابات، وتدعو لإلزامها بمد مهلة الترشح للانتخابات والمقررة في الفترة من 20 إلى 29 من الشهر الجاري، وقالت صحيفة الدعوى عن المدة الزمنية المقدرة لجمع التوكيلات إنها «غير كافية للحصول على 25 ألف توكيل من المواطنين».

 

مصر: تحضيرات لعملية عسكرية «غير مسبوقة» ضد «داعش} في سيناء ومصادر أمنية وقبلية تحدثت عن التجهيزات

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/في الوقت الذي توشك المهلة التي حددها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بثلاثة أشهر، لتتمكن قوات الجيش والشرطة من القضاء على «الإرهاب» في شمال سيناء، على الانتهاء، أفادت مصادر قبلية وأمنية ببدء استعدادات وحشود عسكرية وصفتها بـ«غير المسبوقة» في المحافظة التي تنشط فيها «عناصر مسلحة» موالية لتنظيم «داعش». ووفق مصدر أمني، تحدث إلى «الشرق الأوسط» شريطة عدم ذكر اسمه، فإن «فترة الأيام العشرة الماضية شهدت زيادة في وصول المعدات الأمنية والعسكرية إلى مراكز العريش، والشيخ زويد، ورفح، وهي المناطق التي بدأت أجهزة الأمن توسيع دائرة الاشتباه فيها، اعتماداً المعلومات الميدانية من العناصر القبلية المتعاونة مع قوات الجيش والشرطة، والطائرات (من دون طيار) أو (الزنانة) كما يطلق عليها الأهالي، وكذلك كاميرات مراقبة الرؤية الليلية». وشرح المصدر أن «أجهزة الأمن الرئيسية دعمت القوات بشمال سيناء بصفوة الضباط المتخصصين في تتبع المعلومات، وتفكيك الخلايا الإرهابية، في إطار تكوين (كماشة) حول الإرهابيين من وسط إلى شمال المحافظة». وفي 29 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خاطب السيسي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمد فريد، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، قائلاً: «أُلزم رئيس الأركان أمام شعب مصر، بالمسؤولية خلال 3 أشهر باستعادة الأمن والاستقرار في سيناء، واستخدام كل القوة الغاشمة من قبل القوات المسلحة والشرطة ضد الإرهاب، حتى اقتلاعه من جذوره». وكان ذلك بعد أيام من هجوم يُصنَّف على أنه الأكبر من حيث أعداد الضحايا، والذي شنه مسلحون يُعتقد على نطاق واسع أنهم من «داعش سيناء»، وأسفر عن سقوط 311 ضحية، وإصابة العشرات كانوا يؤدون شعائر صلاة الجمعة في مسجد الروضة بمركز بئر العبد، فيما عرف بـ«مذبحة المصلين». وعدّد المصدر أنواع المعدات الحديثة التي وصلت إلى شمال سيناء، غير أنه طلب عدم الكشف عنها لاعتبارات تتعلق بسلامة القوات، موضحاً أنه «تم تزويد الكمائن الأمنية في شوارع مدينة العريش، بتحصينات مستوردة تم تصنيعها خصيصاً للتصدي لهجمات السيارات المفخخة و قذائف (آر بي جيه)، بينما كان التأمين السابق يعتمد على الكتل الإسمنتية وأكوام الرمال فقط». ويمثل التحدي الأمني في شمال سيناء من أبرز المشكلات التي يتحدث عنها الرئيس المصري، الذي يستعد لخوض انتخابات رئاسية شبه محسومة، يتولى بموجبها السلطة لأربع سنوات مقبلة، وستكون قضية «محاربة الإرهاب» إحدى أهم القضايا على جدول أعمال ولايته الثانية. وأفادت مصادر قبلية منتشرة في مواقع مختلفة بشمال سيناء، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بأن «التعزيزات الجديدة لقوى الأمن في مناطق سيناء تغطي مساحات واسعة في عمق سيناء، على مساحة تقدر بـ80 كيلومتراً في العمق الشرقي، فضلاً عن تكثيف الوجود على الشريط الساحلي على البحر المتوسط». وشرحت المصادر أن «أبناء القبائل يشكلون عنصراً مهماً في تلك التحركات الجديدة، لما لهم من خبرات تتعلق بالجغرافيا خصوصاً في المناطق الجبلية والصحراوية، وقدرتهم على تمييز الأفراد وفقاً للانتماءات القبلية، ومعرفة الغرباء الوافدين». وتنشط عناصر «داعش سيناء» منذ سنوات في شبه جزيرة سيناء، حتى قبل أن يعلنوا ولاءهم للتنظيم، وكانوا يطلقون على أنفسهم فيما مضى «أنصار بيت المقدس»، غير أنهم كثفوا من هجماتهم ضد قوات الجيش والشرطة وبعض المدنيين، في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013 بعد مظاهرات شعبية حاشدة ضد حكمه، وتنوعت العمليات التي تبناها «إرهابيو سيناء»، لكن أبرزها من حيث الاستهداف وقع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد إطلاق قذيفة باتجاه مطار العريش العسكري، وذلك في أثناء وجود وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، والداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، في مهمة لتفقد القوات العاملة في سيناء، لكنهما لم يصابا في الهجوم، بينما راح ضحيته ضابط، وأصيب اثنان آخران، حسب ما قاله حينها المتحدث العسكري المصري، العقيد تامر الرفاعي. وتتسق المعلومات التي تحدثت عنها مصادر «الشرق الأوسط» مع ما أعلنه المتحدث العسكري، أول من أمس، من «تكثيف قوات الجيش والشرطة إجراءاتها الأمنية لتأمين المعابر والمعديات على المجرى الملاحي لقناة السويس، وفقاً لخطة محكمة تستهدف ضبط العناصر الإجرامية والمشتبه بهم، ومنع وصول الدعم اللوجيستي إلى العناصر الإرهابية». ورغم أن المتحدث لم يشر إلى عملية بعينها في شمال سيناء، غير أنه أكد أن «قوات الجيش الثالث الميداني شددت من إجراءاتها بمحيط معدية الشط ونفق الشهيد أحمد حمدي، باستخدام أحدث أجهزة وتقنيات الكشف عن الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة لمنع تهريبها من وإلى سيناء».

ورجحت المصادر القبلية أن تستهدف العمليات الأمنية المكبرة «مناطق جنوب العريش، وكذلك مناطق المزارع (الزيتون) التي تحيط بمطار العريش حتى منطقة الطويل التي تقع شرق العريش، ومحيط مطار الجورة، وذلك بالموازاة مع إجراءات إخلاء المرحلة الرابعة للمنطقة العازلة الحدودية في رفح، والتي ستصل بعمق المنطقة إلى 2000 متر داخل الأراضي المصرية».

 

ضبط 3 إرهابيين وتدمير عبوة ناسفة بوسط سيناء

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين» أفاد المتحدث العسكري المصري اليوم (الثلاثاء)، بأنه تم القبض على 3 إرهابيين وتدمير عبوة ناسفة بوسط سيناء. وقال في بيان له على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «في إطار الجهود المكثفة للقوات المسلحة لدحر الإرهاب، تمكنت قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميداني من القبض على 3 أفراد (تكفيريين) أثناء قيامهم بمراقبة تحركات القوات، فضلاً عن اكتشاف وتدمير عبوة ناسفة كانت معدة لاستهداف القوات بوسط سيناء. وكذلك تم تدمير عدد كبير من الأوكار عثر بداخلها على كميات من الوقود ومواد الإعاشة تستخدمها العناصر التكفيرية، وأيضاً تدمير 6 مزارع لنبات البانجو المخدر ومخزن به نحو طن آخر من نبات البانجو، فضلاً عن القبض على عربتي ربع نقل عثر بداخلهما على كمية كبيرة أيضاً من نبات البانجو المخدر. وفي إطار إحكام السيطرة على المعابر المؤدية إلى وسط سيناء، تم ضبط أتوبيس وجد بداخله كمية كبيرة من سلك اللحام وقطع غيار الدراجات النارية كانت في طريقها للعناصر التكفيرية». وتواصل قوات الجيش الثالث الميداني جهودها للقضاء على العناصر المتشددة والإجرامية بوسط سيناء. يذكر أن قوات الجيش والشرطة في مصر تخوض معارك منذ سنوات ضد العناصر المتشددة في شمال سيناء، تأتي في مقدمتها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع تنظيم داعش الإرهابي في عام 2014، وغيّر اسمه إلى «ولاية سيناء».

 

قمة دولية في كندا لبحث أزمة كوريا الشمالية

الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18/أعلن مسؤول كندي أمس (الاثنين)، أن وزراء خارجية 20 دولة سيجتمعون في فانكوفر بكندا، لبحث سبل تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة بشكل كامل ضد كوريا الشمالية. وتضم قمة اليوم (الثلاثاء)، التي يشارك في استضافتها كل من وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الدول الأصلية المشاركة في قيادة الأمم المتحدة خلال الحرب الكورية من عام 1950 حتى عام 1953، بالإضافة إلى ممثلين من كوريا الجنوبية واليابان والهند والسويد. وأفاد براين هوك مدير التخطيط السياسي للصحافيين، الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر وزارة الخارجية الأميركية، بأن واشنطن وأوتاوا دعتا إلى الاجتماع لإظهار الالتزام الدولي بحل دبلوماسي للتصعيد المتزايد من البرامج النووية والصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية. وتابع هوك أنه من المأمول أن توفر القمة آليات عملية لممارسة الضغط المستمر على بيونغ يانغ، بينما تظهر أن الخيارات الدبلوماسية تظل مفتوحة وقابلة للاستمرار. وأوضح: «نواصل استكشاف كل الخيارات لتعزيز الأمن البحري والقدرة على منع حركة المرور البحرية للذين ينقلون البضائع من وإلى كوريا الشمالية التي تدعم البرنامج النووي والصاروخي». يذكر أن الصين وروسيا، وهما اثنتان من جيران كوريا الشمالية الأكثر تأثيراً، لن تشاركا في فانكوفر. وقال مسؤول كندي مطّلع إن الصين وروسيا دعيتا لإجراء محادثات على هامش الاجتماع الرئيسي اليوم. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «إنهما لم يقبلا هذه الدعوة، ولكننا نأمل في استمرار التواصل معهما بشأن هذه القضية المهمة». لكن موسكو وبكين نددتا باجتماع فانكوفر وقالتا إنه من المحتمل أن يضر أكثر مما ينفع. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن دولاً مثل اليونان وبلجيكا وكولومبيا ولوكسمبورغ التي أسهمت بقوات الأمم المتحدة في الفترة من 1950 إلى 1953 دعيت إلى القمة في فانكوفر كمشاركين كاملين، بينما دعي دبلوماسيون روس وصينيون هو فقط للإحاطة الإعلامية بعد اختتام الاجتماع. وتساءل: «لقد شاركت تلك الدول في ذلك التحالف، فما علاقتها بالجهود المبذولة لحل مشكلة شبه الجزيرة الكورية اليوم، ماذا ستفعل هناك؟». وقال لافروف إن روسيا والصين لديهما خريطة طريق مشتركة لحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في انتظار الأجوبة السعودية

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 17 كانون الثاني 2018

 يبدأ فعلياً في أوّل شباط المقبل إعلانُ الترشيحات الفردية للانتخابات النيابية، وكذلك يُحضّر بعض الأحزاب لإعلان المرشّحين جماعياً، تمهيداً لبدء التفاوض على التحالف بين هذا الطرَف أو ذاك، بحيث سيكون شباط شهرَ ولادة التحالفات التي ترتبط بعوامل داخلية وتوازنات، كما بعوامل خارجية مؤثّرة.

الانتظار اللبناني للمناخ السعودي لم يعد خافياً على أحد، ففي مرحلة ما بعد عودة الرئيس سعد الحريري عن استقالته، والتطبيع النسبي في العلاقة اللبنانية ـ السعودية، ينتظر الجميع ما ستؤول إليه العلاقة بين المملكة وتيار»المستقبل»، بعد كلام جدّي عن حسمِ الخيارات. وتصِف مصادر مطّلعة هذه العلاقة بـ«المستقرّة»، لكنّ السباق مع الوقت يَدهم، خصوصاً في ما يتعلق بالتحالفات الداخلية والتموضعات، وهذا الأمر لن يطول قبل أن يتحوّل سياسةً سعودية معلَنة واتّجاهاً ستتمّ ترجمته. تشير المصادر إلى أنّ الحوار السعودي ـ الحريري قطعَ أشواطاً متقدّمة، ويمكن أن يتوَّج بزيارة الحريري للمملكة التي تتحفّظ عن التحالف الكامل بين الحريري و«التيار الوطني الحر»، وتريد إعادة جمعِ القوى التي كانت تتشكّل منها 14 آذار، لكي تنتجَ توازناً في مواجهة «حزب الله» وحلفائه. وتضيف هذه المصادر أنّ الأمور دخلت في مرحلة اللاعودة، فإمّا تنجح المساعي في استعادة هذه التحالفات، أو تنطلق مرحلة جديدة ستشهد خطوات محدّدة، خصوصاً على الساحة السنّية، وخريطة طريق سيتمّ تنفيذها، مع العِلم أنّ المهلة الزمنية لحسمِ الخيارات لم تعُد طويلة كون الوقت بات أقربَ إلى الدخول في المعارك الانتخابية وصوغِ التحالفات.

ولا يبدو، حسب المصادر، أنّ مرحلة «النأي بالنفس» قد غيّرت كثيراً في النظرة السعودية إلى الملف اللبناني، فاستمرار «حزب الله» في الهجوم الإعلامي والسياسي على دول الخليج العربي، وآخِرُ ما سُجّل كلامٌ عالي النبرة لأحدِ المسؤولين الكبار في الحزب والذي لم يتمّ إبرازه، يشير إلى أنّ الرياض اعتبَرت أنّ نتائج «النأي بالنفس» لم تغيّر في الوضع شيئاً، وأنّ المطلوب فكُّ العلاقة بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، أو إعادة تصحيحها جذرياً، ومِن هنا جاء كلام السفير السعودي في بيروت وليد اليعقوب الذي لمَّح إلى «جهات لا تريد للعلاقة السعودية ـ اللبنانية أن تستقرّ»، هذا الكلام أعقبَته ردود متوالية من كتلة «المستقبل» على «حزب الله» والنائب وليد جنبلاط. وتشير المصادر الى أنّ عامل الوقت بات حاسماً في تحديد الخيارات، التي على أساسها سيُبنى على الشيء مقتضاه، وتتحدّث المصادر عن اسبوعين يتّضح بعدهما الموقف السعودي، من خلال زيارة الموفد المكلّف الملف اللبناني لبيروت، وزيارة الحريري المرتقبة للرياض التي ستكون تتويجاً لمسار جديد أو تكريساً للوضع الحالي، وقد وضعت بعض القوى اللبنانية في صورة الاتّصالات القائمة، كما في الاحتمالات التي ستلي لحظة اتضاحِ الموقف. وتكشف المصادر أنّ التأخير في بلوَرة صورةِ التحالفات ناتجٌ مِن تريّثِ معظمِ القوى السياسية في قرارها، ففي حال تمّ التفاهم على عودة التحالفات على طريقة انتخابات العام 2009، فإنّ ذلك سيقلب المشهد رأساً على عقب في كلّ الدوائر، أمّا في حال عدمِ النجاح في الوصول الى هذه التحالفات، فإنّ القوى التي عارضَت التسوية الرئاسية سيكون عليها البدء في الكلام التفصيلي عن لوائح ودوائر وأسماء، وبنحوٍ موازٍ سيفتح النقاشَ مع «القوات اللبنانية» التي تشارك في الحكومة والتي ستكون خارج تفاهمِ «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» وجنبلاط، وفي وقتٍ تستمرّ سياسة القنوات المفتوحة بين هذه القوى، يتوقّع أن يبدأ حسمُ خيارِ التحالفات فور جلاء نتائج المسعى السعودي.

 

تحالفات كسروان في مهب الصوت التفضيلي

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 16 كانون الثاني2018

بعكس الاجواء السائدة التي تؤكد انّ «التيار الوطني الحر» ختم لائحته الكسروانية برئاسة العميد شامل روكز، فإنّ بعض الأسماء المفترض أن تنضَم الى هذه اللائحة لم تحسم قرارها أو بالأحرى لم يُحسم انضمامها بعد، فيما جهل هولاء حتى اللحظة لحجم حلفائهم أو بالاحرى منافسيهم داخل اللائحة نفسها من أبرز الأسباب التي تؤخّر اتخاذ القرار النهائي. ويأتي كل هذا التعقيد في ضوء خطورة نتيجة الصوت التفضيلي وغموضه الذي سينعكس سلباً او ايجاباً على تفوّق المرشحين، والذي يحدّد وحده حتمية فوزهم او عدمه. اللائحة القوية في النظام النسبي لم تعد هي المعيار للفوز في ظل النظام الحالي الذي يصفه غالبية المرشحين بالنظام الجديد والغامض، والذي يعتمد على القوة التجييرية للمرشّح نفسه وعلى الاصوات التفضيلية. وهم لذلك، وبغالبيتهم، يفضّلون التريّث فيما البعض الآخر يفكر جدياً بتشكيل لوائح مستقلة مثل المهندس نعمت افرام، فيما يفضّل البعض الآخر الاعتكاف على خوض معارك غير محسومة مثل الوزير السابق زياد بارود التي تشير أوساطه الى انه لن يستفيد هو من الصوت التفضيلي الذي سيصوّت لمرشح «التيار الوطني الحر» فيما سيفيد هو اللائحة من خلال أصواته التجييرية.

المرشح نعمت افرام الذي كان السبّاق في ترشيحه تراه اليوم يتردد في حسم قراره. وعند سؤاله، يستغرب الامر مؤكداً انه ليس متردداً كما يقال وانه مرشح للانتخابات النيابية المقبلة حتى النهاية، ولا صحة للعروض التي يروّج البعض لها والتي ترجّح بأنه يساوم مقابل انسحابه من الحلبة النيابية للحصول على حقيبة وزارية «فأنا قد أكون مرشحاً للاثنين معاً، اذ لا شيء يمنع الامر بعكس باقي المرشحين». افرام معجب بالقانون الجديد، ويعتبر انه أنهى مهمته في ادارة اندفكو وإطلاقها من جيل الى جيل، وتحويلها الى اكبر مؤسسات المنطقة. فيما أولوياته اليوم تبدّلت، ورسالته جَعل العالم يرى نجاح الفرد من خلال نجاح الجماعة في بناء الدولة، وهذه رسالة بالنسبة له. يكشف افرام لـ«الجمهورية» انّ هدفه في الحياة لم يعد في عالم الاقتصاد بل تحقيق رسالة، وهي بناء وطن يشبه نجاح اللبنانيين. وهذه الرسالة لن تتحقق الّا بدخول اشخاص محترفين الى المجلس النيابي، لإرساء آلاف القوانين بنفس اجتماعي وإداري واقتصادي ناجح لبناء الوطن.

ويشيد افرام بالعهد، ويتّكِل على طبيعة رئيس الجمهورية التي تساعد على التغيير، لأنها تكسر الاعراف السائدة وتدعم الطاقات المحترفة التي يحتاجها المجلس النيابي في لبنان.

ويعتبر افرام انّ الأخصام يستفيدون من إشاعة خبر تردده في خوض المعركة لإضعافه. وبرأيه، لا يمكن رفض مشاركة العهد في قيام الدولة انما التفاوض اليوم هو سيّد الساحة، ولا يزال هناك وقت قبل القرار النهائي، لا سيما انه في إطار العمل على تحديد قوّته الفعلية في الصوت التفضيلي، التي يثق بحجمها إلا أنه حتى اليوم يجهلها عملياً. ويؤكد انّ جميع المرشحين يجهلونها أيضاً ولَو ادّعوا عكس ذلك، معتبراً انّ القانون الجديد يجهل لعبته الجميع، بما فيه نتائجه، حتى لو ادّعى الجميع عكس ذلك. وهذا القانون هو برأيه الأقرب الى الـ ONE MEN ONE VOTE، اذ انّ التحالفات ليست هي الأهم فيه بل المهم فيه مدى القدرة الفعلية لحصد الاصوات التفضيلية. امّا حليف افرام في الإنتخابات المقبلة فهو الصوت التفضيلي فقط، ويتم التفاوض مع الجميع. لذلك هو لم يتخذ حتى الساعة قراره، وما زال يتفاوض مع التيار إنما في الوقت نفسه يدرس حساباته التي ترجّح ايضاً تحالفه مع الكتائب اللبنانية، وربما مع وجوه كسروانية عريقة قد تضمّ فريد هيكل الخازن ووجوه أخرى بارزة.

وفي إشارة الى امكانية تحالف افرام مع النائب السابق فريد هيكل الخازن معلومات عن تلبيتهما سوياً دعوة الى عشاء عائلي، خصوصاً انهما عَديلان، والمرجح قيام لائحة مقابلة للائحتي التيار والقوات، هي في قيد التشاور وقد تَضم افرام مع الكتائب اللبنانية وفريد هيكل الخازن وربما فارس سعيد وآخرين.

يعتبر افرام انّ القانون الجديد يتعلّمه الجميع، وبرأيه الاتفاقيات لن تحسم الّا قبل ثلاثة ايام فقط من إعلان اللوائح، لأنّ القانون يرجّح كفّة المرشح الذي يمكنه يومياً اضافة 10 أصوات تفضيلية على حسابه الشخصي، واذا تمكّن من ذلك تتغيّر شروطه ضمن اللائحة.

ويوضِح انّ 95 % من حسم نتيجة التفوّق ضمن هذا القانون هو للصوت التفضيلي، لا سيما في منطقة كسروان. وعندما يتكاثر عدد المرشحين الذين يعتبرون ضعفاء، أي الذين يقدرون على تحصيل 3000 صوت فقط، فيما الشيعي القوي مع الاقوياء في كسروان، عندها ستفوز اللائحة بمقاعد كسروان ويخسر الشيعي، إنما الذي سيفوز فهو الشيعي من اللائحة الضعيفة التي لا تتضمن مرشحين اقوياء إنما حاصلها الانتخابي عال، اي لا تفوز القوة من اللائحة الكسروانية بل يفوز الشيعي الضعيف. فيما تختلف هذه القاعدة في كسروان لأنها تختلف عن جبيل، فالفائز في كسروان هو الصوت التفصيلي، لأنّ حيثية الصوت التفضيلي في كسروان، وبمعنى آخر التيار الوطني الحر، لن يكون قادراً على التحكّم بحيثية الصوت التفضيلي في كسروان مثل تحكّم الشيعة بحيثية الصوت التفضيلي في جبيل.

يتّكل افرام على قوّته بحصد الأصوات التفضيلية بسبب اتّصاله اليومي المباشر مع الناس، ملمّحاً إلى أنّ الاحزاب لا يجب أن تتّكل على أصوات مؤيديها، إذ إنّ مجموع الاصوات الحزبية حسب الإحصاءات التي أجراها الخبير ربيع الهبر، حسب قول افرام، وهي ليست بجديدة، تقول إنّ الصوت التفضيلي بكسروان للأحزاب يشكّل حوالي الـ 5 في المئة من الأصوات. يتواصل افرام اليوم مع التيار، ولا يَعتبر روكز رئيساً للائحة، بل هناك مرشّحون ضمن قائمة، وهو أحد مرشّيحها، والأمور قد «تفرط» في أيّ لحظة.

ويضيف: الأمر لا يخلو من إعادة التقرّب من القوات التي أبلغها افرام بأنّ التباحث في موضوع الانتخابات النيابية يتمّ في الوقت المناسب. ويبدو حسب قول افرام، أنّ هذا الوقت المناسب يقترب، ويضيف: نحن في نِصف المفاوضات مع جميع الأفرقاء لتركيب اللوائح، وهناك كلام كثير وكثير من التفاصيل التي يتكلم فيها فقط المحترفون وأنا منهم، حسب تعبير افرام، ولا أقبل عدمَ الوضوح في جميع التفاصيل. وهي ليست للعلن إنّما هي تُبحث في الاجتماعات السرّية، وكلّما نُنجز واحدةً نتكلم فيها، وهي ليست ملزِمة. لا يُنكر افرام أنّه لن يتواجد في لائحة تضمّ النائبَ السابق منصور غانم البون، ويفضّل عدم التحالف معه. ويبدو حتى اللحظة أنّ تحالف روكز والبون ليس محسوماً، خصوصاً بعد شيوع رفضِ القاعدة العونية انضمامَ البون الى لائحة روكز، وهي لم تهضم الفكرةَ بحجّة أنّ البون لا لونَ محدّداً له ولا يمكن في يوم أن يكون مع التكتل ولا مع التيار، في حين لا تُعارض الأوساط العونية ترشُّحَ زوجتِه سيلفانا شيحا. في الوقت الذي يُعتبر منزل البون محجّاً لكلّ كسرواني يَطلب الخدمات أو يحتاج نائباً يقف إلى جانبه. فيما تفيد المعلومات بأنّ اليد الخفية التي تحاول تقريبَ البون من روكز هي رَجلُ الأعمال أنطوان صحناوي الذي ساعد البون في إتمام عملية جراحية كبيرة في فرنسا، وهو الأمر الذي زاد من غيظِ العونيين الملتزمين الرافضين انضمامَ بون الى لائحة روكز. يدٌ أخرى ليست بخفيّة تدعَم اللائحة الكسروانية تتمثّل برئيس بلدية جونيه الحالي جوان حبيش، وهو أمرٌ ليس بخفي، إذ يحاول حبيش جمعَ روكز بأغلبية المفاتيح الانتخابية الكسروانية، خصوصاً أنّ روكز يبقى غريباً عن البيوتات الكسروانية بغَضّ النظر عن اعتبارات روكز ومناصريه الذين يعتبرون أن روكز هو ابنُ المؤسسة العسكرية اللبنانية الجامعة للوطن بكامله وأنّ كسروان هي نبضُ مقاومةِ التيار الوطني الحر، فإنّ روكز ما زال يَجهل عقلية أهلِ كسروان الذين طالما اتُّهِموا بتعييرهم للغرباء عن مناطقهم.

ومِن هذا المنطلق يحاول حبيش جمعَ روكز بهذه الفعاليات والبيوتات الكسروانية. كما أنه يحاول تجييرَ مفاتيح أصوات البلديات إلى روكز، الأمر الذي اعتبَره مؤيّدو افرام، خصم حبيش اللدود، مِن أبرز الأسباب التي تردع افرام عن اتّخاذ قرار الانضمام إلى لائحة روكز.

أخبار لوائح كسروان

المعلومات ترجّح أنّ ثلاث أو أربعَ لوائح يُعمل عليها في كسروان: لائحة التيار– لائحة القوات، لائحة خاصة يَعمل عليها المرشّح نعمت افرام وهو لم يُظهرها حتى اللحظة لأنها قد تنضمّ إلى لائحة حزبية، والمعلومات تقول إنّ افرام يَبحث مع الفرقاء المفترَضين كي يضمّهم إلى هذه اللائحة قبل قرار المشاركة مع لائحة التيار أو عدمها. وبالنسبة للمرشّح النائب فريد الياس الخازن، يقال إنّ خلافاً وقعَ بينه وبين بلدية كفردبيان تؤثر حكماً على أصواته التفضيلية، إذ إنّ مثلّث الرعب الذي يتمثّل بـ 4 آلاف صوت من مزرعة كفرذبيان و بـ 4 آلاف صوت من حراجل و1800 صوت من فاريا، يَحسب له كافة المرشحين حساب.

لائحة التيار أم لائحة التكتل؟ يبقى السؤال: الصوت التفضيلي في التيار لمن يكون؟ لمرشّح التكتل أو لمرشّح الحزب؟ فالقانون الجديد يفرض منطقاً جديداً لا منطقَ المحادل، والقانون يُحفّز المواطنَ ليكون صوته فعّالاً أكثر، والتاريخ قد يشهد إذا ك ان واضعوا القانون مع الشعب، ولو خسروا بالقانون الذي وضعوه.

يبقى مرشّحان عونيّان يستعدّان للانضمام الى لائحة روكز، وهما روجيه عازار وأنطوان عطالله. القياديون في التيار الوطني يفضّلون المناضلَ الذي يحمل بطاقة ولو أنّه مموِّل ضعيف، فيما الذي موّل سابقاً التيار الوطني وما زال هو السيّد روجيه عازار الذي يُعتبَر حتى اللحظة حبيب التيار المدلّل والذي لا يرفض للتيار الوطني طلباً، إنّما هو ليس ملتزماً ببطاقة حزبية. وبانتظار نتائج الإحصاءات بعد ثلاثة أسابيع، والتي ينتظرها أكثرُ المرشّحين والتي إتضح ان الخبير ربيع الهبر محورَها، فيقول الأخير إنّها ستُنجَز قريباً. وبعد صدورها يبدو أنّ التحالفات النهائية ستُعلن، علماً أنّ الإحصاءات الأخيرة رجّحت أن يكون افرام وزياد بارود مِن بين المراكز الخمسة الأولى الحائزة على الأصوات التفضيلية. ويبقى منتصف شباط هو المهلة الأخيرة لعدة أسباب:

أوّلاً: في القانون يجب على المرشّح إعلان ترشيحِه وتسجيلُه قبل 60 يوماً.

ثانياً: لأنّ اللوائح يجب أن تسجَّل إلزامياً قبل 40 يوماً كحدّ أقصى من الانتخابات، فالوقت لا يساعد إلّا إذا كان البعض ينتظر عيد مار مارون في منتصف شباط ليُلهمه.

 

مَن ينتظر مَن «على كوع» الإنتخابات؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 17 كانون الثاني 2018

كثيرون اعتقدوا أنّ أزمة «استقالة» الرئيس سعد الحريري في الرياض ستعطّل انزلاقَ لبنان «الخفيّ» والبطيء نحو محور طهران. لكنّهم فوجئوا بأنّ «الحالة اللبنانية» امتصّت مفاعيلَ الأزمة. وبعد أقلّ من شهر على عودة الحريري إلى مواقعه في بيروت، يعود الجميع إلى وضعية ما قبل «الاستقالة»، بكلّ ما فيها من تناقضات، ويمشي كلٌّ منهم «بالصف»... «مِتل الشاطر»! مِن إيجابيات الأزمة الأخيرة أنّها كشَفت المواقف على حقيقتها داخل فريق 14 آذار. فالحريري كان يرى حتمية المضيّ في التسوية المعقودة في نهايات 2016، فيما تعتقد «القوات اللبنانية» أنّ مِن الممكن فرملة الاندفاع نحو تكريس نفوذ «حزب الله» والتطبيع مع دمشق الأسد. الحريري في هذا المجال أكثر براغماتية من الدكتور سمير جعجع. فهو عندما تبنّى مرشّحاً من 8 آذار لرئاسة الجمهورية (فرنجية ثمّ عون) أدرَك مسبقاً أنّ التوازن في السلطة سيكون مختلّاً، وأن لا مجال لمقاومة هذا الخلل إلّا في حالٍ واحدة وهي أن تؤدي التسويات الآتية إلى الشرق الأوسط إلى تقليص نفوذ طهران والأسد و«حزب الله». يبدو أنّ الحريري اقتنع جيّداً بأنّ مَن ينخرط في تسوية مختلّة التوازن عليه أن يقبل بكلّ مفاعيلها. ولكن، على النقيض، جاء جعجع مضطرّاً إلى تسوية 2016، ونفَّذ «انسحاباً تكتياً» من معركة الرئاسة نتيجة القرارات المفاجئة التي اتّخَذها حليفه الأزرق.

بين الحريري وجعجع حديثٌ طويل على الخطأ والصواب وتحديد المسؤوليات عن الهزيمة. لكنّ الحريري له منطقُه الخاص: «إنتظَرْنا طويلاً وكنّا سننتظر سنوات ولن يأتيَنا رئيس للجمهورية من 14 آذار. مفتاح المجلس والانتخابات ليس في جيبنا. وإذا استمرّ الانتظار، فستكون خسائرنا كبيرة داخل 14 آذار و«المستقبل»، وسيخسر البلد في الفراغ، ولكن لن يخسر «حزب الله».

دافعَ الحريري عن منطقه: «الأفضل أن أعود إلى بيروت وإلى رئاسة الحكومة، بعد غياب سنوات، وأن تعود 14 آذار بقوّة إلى الحكومة وتشاركَ في القرارات. وإذا كنّا نريد رئاسة الحكومة لـ«المستقبل»، أي لـ14 آذار، فإنّ 8 آذار لن تقبلَ إلّا بإعطائها رئاسة الجمهورية للتوازن. ولا بأس بالرئيس نبيه بري في رئاسة المجلس». ليس هذا اقتناع جعجع. هو اختار تبنّي ترشيح عون على أساس أن تكون رئاسة الجمهورية أقربَ إلى منطق الدولة لا منطق «حزب الله» ومحوره الإقليمي. واعتقد أنّ «القوات» ستكون «الحزب المدلّل» في العهد، مكافأةً لها على تسهيل انتخاب الرئيس، وتالياً أن يكون جعجع هو الأقوى في العهد المقبل. طبعاً، مراهنة جعجع فيها من الرومانسية أكثر بكثير ممّا في مراهنة الحريري من براغماتية. ولذلك، كان التصادم تلقائياً. ومن الظلم أن يقال في بعض أوساط «المستقبل»، بتحريض من خصوم «القوات»، إنّ جعجع هو الذي حرّض السعوديين على الحريري. فموقف جعجع الاعتراضي كان واضحاً على مدى أشهر في بيروت، داخلَ الحكومة وخارجها.

ولكن، على «القوات» أن تدركَ أنّ ما زُرِع في خريف 2016 لا يأتي إلّا بالثمار التي تراها اليوم. والمواجهة اليوم أصعب بكثير ممّا كانت قبل التسوية. وعلى الحريري وجعجع أن يقرّرا معاً: هل كان الأفضل أن يستمرّ الفراغ الرئاسي إلى أجَلٍ غير مسمّى ويبقى الحريري خارج البلد وجعجع خارج السلطة؟

في العمق، تعتبر «القوات» أنّ تلك الوضعية كانت أفضل. لكنّ الحريري لا يشاركها الرأيَ إطلاقاً. ففي أيّ حال، هو اليوم رئيس حكومة وزعيم طائفة كبيرة وشريك أساسي في القرارات والمشاريع، وهذه المكاسب لا يمكن تفويتُها. وأمّا «حزب الله»- فمهما فعلَ، فلن يستطيع ابتلاع البلد. وفوق ذلك، يسعى الحريري إلى حماية نفسِه من «الابتلاع» بالتحالف مع رئيس الجمهورية، المسيحي الأقوى، وبناء شبكة مصالح معه تمنَحه القوّة وتعطّل أيّ محاولة لاستفراده. ولذلك، بات التحالف مع المسيحي الآخر، جعجع، أقلَّ حيويةً بالنسبة إلى الحريري. فما الذي سيقدّمه رئيس «القوات» طوال السنوات الـ 5 المقبلة من العهد؟

ضِمن هذه النظرة، تتبلوَر استراتيجية «المستقبل» للانتخابات المقبلة: الأولوية مصلحيّاً هي للتنسيق مع عون في الدرجة الأولى، لا مع «القوات»، وفي كلّ الدوائر التي يقع فيها التماسّ بين الناخبَين السنّي والمسيحي.

وكذلك، سيكون التنسيق حتمياً مع الرئيس نبيه بري (حيث الناخب الشيعي) والنائب وليد جنبلاط (حيث الناخب الدرزي). وبعد ذلك، يأتي دور الآخرين، ولا سيّما منهم «القوات»... إذا لم يتضارب تحالفُه مع «القوات» وتحالفه مع عون.

في الموازاة، لا يرغب عون في منحِ «القوات» ما تريده من «امتيازات» ثمناً لدعمِ ترشيحِه للرئاسة، ويهمّه أن يبقى الحريري أقربَ إلى «التيار»، من خلال الوزير جبران باسيل، لا إلى «القوات». لكن عون لا يرغب في خلق أجواء متشنّجة مع «القوات» لسببين: هو يريد منها الدعمَ في مواجهاتٍ ذات طابع مسيحي يخوضها وسيخوضها وتتعلّق بصلاحيات الرئاسة (مرسوم الترقيات مثالاً)، كذلك يريد إبقاءَ خيطِ التواصل مع «القوات» لمصلحةٍ انتخابية مشتركة في بعض الدوائر. سيضطرّ الحريري إلى اعتماد خيارات انتقائية بين القوى المسيحية، وفقاً للحاجة. وستكون الأولوية لـ«التيار» على الرغم من أنّ المملكة العربية السعودية ستبذل الجهد الممكن لتمكين حلفائها من الفوز بغالبية المقاعد في المجلس النيابي المقبل، ولو مع المستقلّين والوسطيين وقوى الحراك المدني والمعترضين، أي أولئك المصنّفين خارج دائرة قرار «حزب الله». وهي ستُسخّر طاقتها لخلقِ تنسيق بين الحريري وجعجع وسائر الحلفاء في الانتخابات.

إذاً، في الانتخابات المقبلة، تريد السعودية أن تردّ الضربة لخصومها وتقلبَ المعادلة التي يسير فيها «التحالف السلطوي»، لأنّ خسارة الانتخابات ستؤسس لخسارةٍ تدوم في السنوات الـ 5 المقبلة من العهد. في المقابل، يستعدُّ «حزب الله» لانتخابات يضمن فيها بالتأكيد غالبية المقاعد الشيعية، ولكن أيضاً هو يريد تحقيقَ «فتوحات» جديدة في المقاعد السنّية والدرزية والمسيحية، بحيث تأتي غالبية المجلس من 8 آذار. ولذلك سيتعاطى الانتخابات حتى في الدوائر التي لا حضور وازناً فيها للناخب الشيعي، كطرابلس وصيدا وبيروت. ستكون الانتخابات في هذه الحال عبارةً عن عمليات ثأريّة: الحريري سيثأر من البعض (مسيحياً وسنّياً)، و«التيار الوطني الحر» سيثأر مسيحياً («القوات») وشيعياً (بري)، و«القوات» لها ثأرُها المسيحي والسنّي والدرزي. وأمّا «حزب الله» فسيثأر من المرحلة التي سادت منذ 2005، وستحاول السعودية أن تثأرَ من نتائج الأزمة الأخيرة. وهكذا، فإنّ الجميع ينتظر الجميع «على كوع» الانتخابات، على رغم أنّها «انتخابات افتراضية» حتى الآن، لا أحد يعرف «كوعَها مِن بوعِها»!

 

من «التغيير والإصلاح» الى صفوف «القوات اللبنانية»؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الأربعاء 17 كانون الثاني2018

دخلت البلاد أجواء الانتخابات النيابية، وباتت الترشيحات والتحالفات حديث الناس بدلاً من المشاكل والهموم التي يعانيها اللبناني مع كل صياح ديك. حوَّل قانون الانتخاب الجديد المعركة النيابية، من معركة مرشّحين الى معركة تطاحن الأحزاب الكبرى، وأصبح كل مرشح، قوياً كان أو ضعيفاً، يفتّش عن لائحة تسمح له بالدخول الى الندوة البرلمانية. وما يُميّز المعركة المقبلة أيضاً، هو تراجع العناوين السياسية الكبرى لمصلحة الحسابات الإنتخابية بعدما بات «الكل صديق الكل»، باستثناء بعض الحالات النافرة.

تعيش كسروان حرب بورصات إنتخابية، المرشحون يلعبون «صولد وأكبر»، والجميع يسعى لحجز مقعد في تركيب اللوائح الكبرى. وعلى رغم أنّ العميد شامل روكز حدَّد الخطوط العريضة لمعركته ولائحته وتحالفاته، إلّا أنّ خطوته تركَت تردّدات خصوصاً داخل تكتل «التغيير والإصلاح» الذي يُشكّل نواب كسروان عموده الفقري، وأبرز هذه التردّدات هو التخلي عن عدد من النواب الذين يملكون حيثيّة سياسية وعائلية في بلداتهم. يختصر النائب يوسف خليل إحدى أهم الحالات التي قد تُسبّب أزمة لـ«التيار الوطني الحر» في حال التخلي عنه، بعدما شكّل رافعة للائحة «التغيير والإصلاح»، وأثبَتت نتائج الإنتخابات السابقة منذ عام 2000 حضوره الإنتخابي، وقد شكلت زيارته الى معراب مساء الإثنين ولقاؤه رئيس حزب «القوّات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع مؤشراً الى إمكانية نشوء تحالفات جديدة قد تقلب التوازنات الكسروانية الدقيقة. وحسب تقديرات الماكينة الإنتخابية لـ«القوات»، فإنّ خليل يملك بين 4 و5 آلاف صوت تفضيلي وحده، وقد قال له جعجع هذا الرقم خلال الجلسة، فيما أشار خليل الى أنه قد يتخطى الـ7 آلاف صوت يمكن أن يرفد بها اللائحة التي يتحالف معها. وما يزيد من قوة خليل عوامل عدة أبرزها، دعم عائلته التي لها امتدادات كسروانية وتصل الى 4 آلاف ناخب، إضافة الى بقية عائلات ميروبا، بلدته، وعائلات الجرد، ثم وجوده قرب الناس خصوصاً أنه طبيب، وهو صديق جعجع منذ أيام دراسة الطب وتربطه بالقواعد القواتية علاقة احترام متبادل.لكن هل هناك احتمال لانتقاله الى خوض المعركة الى جانب «القوات» في كسروان؟ هذا السؤال يبقى رهن التطورات المقبلة إذ لا شيء نهائياً حتى الساعة. وفي السياق يقول خليل لـ«الجمهورية»: «أنا  صديق الجميع وليس لدي عداوة مع أحد، وما يحزّ في نفسي هو التعتيم الإعلامي وعدم التحدث معي في الإنتخابات من الفريق الذي ناضلتُ معه، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو صديقي، لكنّ المشكلة هي عند البعض الذي لا يريد إظهار يوسف خليل لأنه يملك حيثية شعبية ويأخذ من دربهم».

ويكشف خليل أنّ جلسته مع جعجع كانت ناجحة «وقطعنا كل مراحل الاتفاق على الانتخابات، وهناك بعض الاعتبارات الواجب مراعاتها، والاحتمال الأكبر أننا سنخوض الإنتخابات سوياً، وهذا لا يعني أنني قطعتُ علاقتي مع «التيار الوطني الحرّ»، بل هم لم يبحثوا معي حتى الساعة في ملفّ الإنتخابات، لذلك أريد الحفاظ على حيثيّتي السياسية والشعبية». بعد التقاربات السياسية التي حصلت، يؤكد خليل أن «لا مانع لديه من الانضمام الى تكتل «القوات اللبنانية» في حال فوزه في المعركة النيابية، فأنا لم أتخلَّ عن مبادئي، وهناك نقاط كثيرة تجمعنا بـ«القوات»، لافتاً الى أنه «كان عضواً في تكتل «التغيير والإصلاح» لكنني لم أحمل بطاقة حزبية، ولا أرى مانعاً من التحالف مع «القوات»، فعندما أقدّم خدمة إنسانية، لا أفرّق بين قواتي أو عوني أو أيّ مواطن آخر». وعلى رغم وجود أجواء توحي أنّ جرد كسروان يميل نحو «التيار الوطني الحر» ما يؤثّر على شعبية أيّ مرشح خارج هذا الخطّ، يستغرب خليل هذا الكلام، ويسأل: «من قال إنّ انضمامي الى لائحة «القوات» قد يُخفف شعبيّتي، بالعكس قد تزيد لأنّ الناس ستنتخب من يقف الى جانبها».

لا يزال هناك متّسع من الوقت لتركيب التحالفات وظهور لائحة «القوات» في كسروان - جبيل التي باتت تضمّ حتى الآن رئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط ومرشّح الحزب في كسروان شوقي الدكاش، وإذا نجَحت المفاوضات قد ينضمّ إليها النائب يوسف خليل أو قد يكون هناك مرشحون آخرون، لكن كلّ ذلك يبقى رهن تطورات الأيام المقبلة، التي ربما تشهد مزيداً من الانتقالات.

 

"حجر الأساس".. توجيهاً لرؤية بعيدة المدى بمضمون عميق

الهام فريحة/الأنوار/17 كانون الأول/18

حضر حفل وضع حجر الأساس لمقرٍّ جديدٍ للسفارة الإماراتية في بيروت حشدٌ سياسيٌّ حكوميّ ونيابيّ مثّل أغلبية أعضاء مجلس الوزراء وأغلبية أعضاء الندوة البرلمانية وممثلون عن كلِّ الطوائف اللبنانية... هذا المشهد هو بمثابة بيانٍ مكتوب، يشهد لوفاء دولة الإمارات العربية المتحدة، من أيام مؤسِّسها الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه)، الذي أورثه إلى قيادة الدولة الحكيمة، التي تكنُّ للبنان كلَّ المحبة، وتوظّف إمكاناتها دعماً له في كلِّ المجالات. هكذا هي العلاقة بين لبنان والإمارات العربية المتحدة، هي ليست علاقة بين بلدين فحسب، بل هي علاقة بين شعبين، وهذا ما عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الحريري وسفير دولة الإمارات حمد سعيد الشامسي، في آنٍ واحد. الرئيس الحريري قال: "اليوم، وضع حجر الأساس لهذه السفارة هو رسالة لكل اللبنانيين بأنَّ دولة الإمارات يهمُّها لبنان والوضع السياسي والإقتصادي والأمني فيه، وهي توجّه رسالةً إلى كلِّ اللبنانيين بغض النظر عن الخلافات في ما بينهم، بأنها موجودة لتدعم كلَّ اللبنانيين في البلد". ما لم يقله الرئيس سعد الحريري، قاله سفير الإمارات في لبنان، حيث توجَّه إلى الحضور اللبناني، الذي شكّل "تظاهرة وفاء" مع الإمارات: "هذا هو حجر الأساس لصرح سفارة الدولة في بيروت، أتى برعاية وحضور الرئيس الحريري وحشدٍ من السياسيين والدبلوماسيين والهيئات الدينية والعسكرية والإقتصادية، وهو دليل على مدى عمق التعاون بين البلدين الشقيقين. وضع حجر الأساس له معانٍ كثيرة، ومنها أنَّ الإمارات مستمرة ببعثتها الدبلوماسية في لبنان ومستمرة بعلاقاتها مع الشعب اللبناني في كل الظروف، وبإذن الله سيكون هذا الصرح أحد معالم بيروت خلال مدة أقصاها 24 شهراً".

اللافت في ما قاله السفير الإماراتي، توقُّع العودة الإماراتية إلى لبنان بعد الإنتخابات النيابية المقبلة. ولأنَّ الإنتخابات تُنجز في السادس من أيار المقبل، ولأنّ شهر رمضان المبارك يعقبها، ما يعني أنَّ العودة الإماراتية ستكون في أواخر حزيران المقبل، أي في عزِّ بداية موسم السياحة والإصطياف.

إنَّ هذا الموقف هو أهم مؤشر بإذن الله إلى أنَّ الصيف المقبل في لبنان سيكون واعداً، فإذا كان الأشقاء الإماراتيون يبشّرون، قبل أقل من ستة أشهر، بأنَّهم عائدون إلى لبنان، فهذا يعني أنَّ على الحكومة اللبنانية أن تضاعف جهودها ليكون الصيف المقبل من أقوى مواسم الإصطياف، علّ لبنان يعوّض ما فاته في الأعوام الماضية. فالعودة الإماراتية، إذا تمّت، تعني أنَّ لبنان وُضِع مجدداً على سكة الإنعاش والإنتعاش، وبدأ يخرج شيئاً فشيئاً من عزلة وضع نفسه فيها. والمهمُّ في كل ذلك، هو الجدية وعدم تفويت أية فرصة لإنجاح رهان التقدم. وقرار بأهمية بناء مقر جديد للسفارة الإماراتية في بيروت، لا يُتَّخذ إلاّ بتوجيهات عليا، صاحبة رؤى بعيدة ومضمون عميق تستند إلى التزام لبناني بالنأي بالنفس، وبمباركة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ورئيس الدبلوماسية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد النابض بالحيوية والذي أعطى الدبلوماسية الإماراتية وزنها وتأثيرها في عواصم العالم. وهي إلتفاتة محبة ورعاية للبنان وشعبه، ووفاء لنهج الوالد القائد التاريخي المؤسس الشيخ زايد (طيّب الله ثراه). وهذا النهج المستنير والمتوارث هو الذي جعل من دولة الإمارات العربية في مصاف الدول المتقدمة في العالم، وتحتل مكانة تقدير وإحترام وإعجاب من المجتمع الدولي.

 

دراية وتفهُّم الوزير حمادة اقتراح دفع المستحقات على ثلاث سنوات

الهام فريحة/الأنوار/16 كانون الثاني/18

لم تعد المسافة طويلة بين الوعود وتحقيقها، فعصر السرعة بات يشمل، في ما يشمل، المقارنة بين إطلاق الوعود وبين القدرة على تحقيقها. مثال ذلك ما يحصل على مستوى الزيادات للأساتذة في المدارس الخاصة، أسوة بما لحق الأساتذة في التعليم العام من زيادة على الرواتب.

في هذا السياق جرى حديث عن إمكانية أن تساهم الدولة في تحمُّل الزيادات، لكن لم يكن الأمر سوى واحد من الوعود التي أُطلِقت، أما المخرج، فينتظر نتائج الجهد الذي يبذله وزير التربية مروان حمادة، والذي سيرفعه إلى مجلس الوزراء ويتضمَّن:

جدولة دفع كامل مستحقات الأساتذة على ثلاث سنوات، وبالتالي لن يشعر الأهالي بالزيادات على الأقساط، كما لن تتأثر موازنات المدارس، لأنَّ هناك صعوبة بأن تساهم الدولة في أن تدفع الفروقات.

هذا ما بات يُسمى في السياسة "كشف الوعود من الحقائق"، وهذا ما يجب أن يكون محطَّ مصارحة من المسؤولين للرأي العام، خصوصاً أنَّ عمليات التجميل السياسية لم تعد تنطلي على أحد.

مجلس الوزراء في جلسته العادية، سيعمل على فرز الوعود عن الحقائق، ومن أبرز الحقائق التي سيواجهها أنَّ لا تعديلات على قانون الإنتخابات، أما مَن يعد بها فما عليه سوى انتظار العام 2022، فربما في تلك الدورة تكون أُقرِّت الإصلاحات المطلوبة.

وما لم تُواجَه في الداخل، فإنها ستواجَه في الخارج، ومنها ما سيواجَه بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في زيارته للكويت، وستكون مناسبة لتفتح دولة الكويت ملف العلاقات اللبنانية – الكويتية، وما شابها من ندوب من جراء ملف أمني بين البلدين.

هنا السؤال الكبير:

هل سينجح لبنان في طمأنة الكويت حيال هذا الملف؟

ومن التحديات التي يواجهها الوضع اللبناني، تحدٍّ ماليّ، فوزير المال علي حسن خليل يواجه استحقاقاً مع المصارف لجهة قراره رفع نسبة الضرائب على الأرباح من 5% إلى 7%، وسط اعتراض أصحاب المصارف الذين نقلوا اعتراضهم إلى حاكم مصرف لبنان، فكيف سينتهي هذا الكباش الجديد؟

كلُّ هذه الملفات سيتمُّ التشاور فيها مع الرئيس سعد الحريري الذي عاد من اجازته العائلية مساء الأحد. وفيما الحريري عاد إلى بيروت كان الرئيس بري يغادر متوجهاً إلى طهران.

على مستوى المؤسسة العسكرية، وبصرف النظر عن إشكالية مرسوم الأقدمية الذي كاد يتحوَّل إلى معضلة، فإنَّ اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع سينعقد هذا الأسبوع للبحث في حاجات مؤتمر روما، المخصَّص لبحث احتياجات الجيش اللبناني، والمعلومات تشير إلى أنَّ موعد هذا المؤتمر سيكون منتصف الشهر المقبل. تكثر المواعيد، لكن في نهاية المطاف يتطلع المواطن إلى ما يمكن أن ينشله من مستنقع الفوضى الذي تغرقه به السلطة، وعدا ذلك لا اهتمامات له.

 

الحسيني: فتحوا الجرح... فليسكّروه

نقولا ناصيف/الأخبار/16 كانون الثاني/18

لا يزال مرسوم «دورة 1994» بلا حل، وواجهة ما بات اكثر من تباين وخلاف بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي. في باطن ما افضى اليه اشتباكهما، بلا وسطاء مفيدين وقادرين، سجال على تفسير المادة 54 من الدستور أنبأ بفتح ابواب موصدة

جرّ خلاف رئيسي الجمهورية ومجلس النواب على المادة 54 من الدستور الى تداول وجهتي نظر. بات لكل منهما متحمسون ومشجعون ومدافعون عن تفسير كلتيهما في هذا الاتجاه او ذاك. بدت المادة 54 كأنها مشكلة في ذاتها كي ينجم عنها تفسيران متناقضان بين رئيس الدولة ورئيس البرلمان، يصعب الوصول الى تفسير ثالث لها. اختار كل منهما الاحتكام الى هيئة مختلفة عن التي اقترحها الآخر. قال الرئيس ميشال عون ان علاج التدبير الاداري لدى مجلس شورى الدولة، وقال الرئيس نبيه برّي ان الخلاف على مادة دستورية يحتاج تذليله الى مجلس النواب.

في ظل الرأيين القاطعين للرئيسين، لا مكان لافكار جديدة، ولا لمخيلة سياسية، ولا لفاعلي خير حتى. كذلك لا يمكن التعويل على عاملي الوقت والتسامح للخروج من المأزق، قبل انتخابات ايار كما بعدها. لا قدر ايضاً للجيش والضباط المعنيين بالترقيات الا الانتظار فحسب.

يستند الرئيس حسين الحسيني الى قاعدة فقهية تقول ان «أشكل المشكلات تفسير البديهيات». يجد مشكلة السجال القائم حالياً بين عون وبرّي في مكان، والحل في مكان آخر. مع ذلك يقول: «فتحوا الجرح. فليسكّروه».

اصل المشكلة، في رأيه، قانون الانتخاب «الذي اخترعه واضعوه جميعاً، ثم انقلب عليهم وفجّر الاشتباكات السياسية في اكثر من اتجاه، ولدى الافرقاء كلهم، قبل الوصول الى الانتخابات النيابية. قانون الانتخاب مصدر الخطاب السياسي المتداول، الذي حمل الجميع على اللجوء الى الخطاب المذهبي الطائفي لاسترضاء الطائفة بالصوت التفضيلي المذهبي، عوض الصوت التفضيلي الوطني. جميعهم مستفيدون من السجال الدائر».

ذهبنا بالشيعة الى حقيبة المال، ولم نحمل حقيبة المال الى الشيعة

من ثم ينتقل الحسيني الى الحل: «لسنا في حاجة الى تفسير الدستور، ولا المادة 54 في حاجة الى تفسير، بل الذهاب الى ما لم يُنجز منذ وُضع اتفاق الطائف، وهو وضع قوانين تطبيقية لعدد وافر من المواد تسببت ولا تزال في كثير من الاشكالات والخلافات. ليست المشكلة في المادة الدستورية، بل في افتقارها الى قوانين تطبيقية تُدرج فيها آليات العمل بها». يضع الرئيس السابق للمجلس الخلاف على المادة 54 في سياق خلافات مماثلة على مواد اخرى اختبرتها الممارسة منذ وضع اتفاق الطائف موضع التنفيذ. بالنسبة اليه: «المادة 54 واضحة تماماً. توجب على الوزراء المختصين او الوزير المختص توقيع المراسيم التي يُعنون بها. في مرسوم منح ضباط دورة 1994 اقدمية سنة يقتضي اولاً توقيع وزير المال كون الاقدمية تحمل في طياتها ترتيب الترقية، وهي خطوة اولى للترقية لأن كل تغيير في الرتبة يؤدي الى تغيير في الراتب. تالياً تترتب اعباء مالية. وزير المال هنا وزير مختص كوزير الدفاع، ويقتضي توقيعهما. لكن في المرسوم خطأ آخر لا يقل اهمية، هو عدم نشره. عندما يحيل رئيس الجمهورية المشكلة الى القضاء من دون نشره المرسوم المختلف عليه، كيف يصح الطعن فيه؟ واستناداً الى اي مستند نذهب الى مجلس شورى الدولة من دون ان يكون المرسوم نُشر؟ كأننا نذهب الى غيب. لا قانون ولا مرسوم لا ينشر. للقانون مهلة ملزمة هي شهر، وللمرسوم 15 يوماً. مراراً كانت تصل اليّ في رئاسة المجلس مراسيم بمشاريع قوانين تتعلق بعقود واتفاقات مع دول لا تحمل توقيع وزير الخارجية. صرت اعيدها الى الحكومة كي يوقعها الوزير المختص».

يضيف: «توقيع وزير المال في المرسوم ليس توقيعاً شيعياً، كي يُفسَّر على هذا النحو. هو لا يوقعه لأنه شيعي، بل لأنه الوزير المختص. ذهبنا بالشيعة الى حقيبة المال، ولم نحمل حقيبة المال الى الشيعة».

يعود الحسيني الى اصل المشكلة في الخلاف على المادة 54، وما نجم عنها من كلام طاول جارتها المادة 56 حيال المهل المنصوص عليها لاصدار القوانين والمراسيم. مهل مقيّدة لرئيس الجمهورية، الا ان الممارسة جعلت رئيس الحكومة والوزراء يتصرّفون كأنها امتياز لهم، كما لو انها تقصر قيود التوقيع على رئيس الدولة. اول مَن افتتح السابقة منذ اتفاق الطائف كان الرئيس رفيق الحريري في آذار 1998، بامتناعه عن توقيع مرسوم احالة مشروع قانون الزواج المدني الاختياري الى مجلس النواب، رغم اقراره بغالبية تزيد على ثلثي مجلس الوزراء (22 وزيراً من 30). وضعه في ادراجه بذريعة ان القيد يقتصر على رئيس الجمهورية. ولا يزال المشروع في ادراج السرايا رغم تعاقب الاسلاف.

عندما يُسأل عن مواقف ربطت اخيراً بين المادتين 54 و56 على نحو يفتح ابواب تعديل الدستور حيال المادة 56 بغية النصّ على مهل مقيّدة لرئيس الحكومة والوزراء لاصدار المراسيم، وكان ابرز اسباب هذه المواقف حديثاً امتناع وزير المال علي حسن خليل عن توقيع مرسوم ترقيات ضباط الجيش بسبب تضمّنه ضباطاً في دورة 1994، يجيب الرئيس السابق للمجلس: «في اتفاق الطائف وضعنا مهلاً ملزمة للجميع بلا استثناء. وجود مهل مقيّدة لرئيس الجمهورية في الدستور لا تعفي مَن هو دونه، رئيس الحكومة والوزراء، من قيود مماثلة. توجب المواد الدستورية اصدار قوانين تطبيقية لها تحدّد دقائق تنفيذها وآلياتها. كان من المقرّر ان نضعها بانتهاء ولاية البرلمان المحدّدة نهاية عام 1994 بحيث يعدّها المجلس الجديد القائم على المناصفة. الا ان انتخابات 1992 نسفت كل ما كنا نعدّ له».

يضيف: «كان يقتضي ــــ ولا يزال ــــ وضع خمسة قوانين تطبيقية ملحة هي:

1 ــــ قانون انتخاب يخضع لمعيار الوحدة والعيش المشترك، وليس كالقانون الحالي يخرق الدستور ويعيدنا بشحطة قلم الى بيروت شرقية وبيروت غربية.

2 ــــ وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء بقانون، وليس كالقائم حالياً بمرسوم مكتوب بطبشورة يمحى ساعة ويُفسَّر بطريقة مختلفة ساعة اخرى. يلزم الجميع، ويتضمن تحديد:

ــــ مهلة مقيّدة للرئيس المكلف تأليف الحكومة، وليس جرجرة التكليف اشهراً طويلة.

ــــ تقييد رئيس الحكومة والوزراء بمهل توقيع المراسيم كتلك المقيّدة لرئيس الجمهورية.

ــــ النصّ على صلاحيات نائب رئيس مجلس الوزراء على نحو صلاحيات نائب رئيس مجلس النواب المنصوص عليها في النظام الداخلي لمجلس النواب.

3 ــــ السلطة القضائية المستقلة.

4 ــــ قانون الدفاع الوطني كون احكام القانون النافذ الصادر عام 1983 لا تتلاءم مع اتفاق الطائف والدستور الحالي، ناهيك بتحوّل المجلس الاعلى للدفاع مؤسسة دستورية برئاسة رئيس الجمهورية بعدما كان احدى دوائر وزارة الدفاع.

5 ــــ خطة التنمية الشاملة واللامركزية الادارية والبلديات».

 

في انتظار كوليت

الياس خوري/القدس العربي/16 كانون الثاني/18

أين زياد عيتاني؟ وإلى أين وصل التحقيق في قضية التجسس للعدو الإسرائيلي التي اتهم بها الممثل اللبناني الكوميدي وقادت إلى اعتقاله في 23 تشرين الثاني- نوفمبر عام 2017؟

بعد ضجيج إعلامي اجتاح الفضائيات والصحف اللبنانية وتحول إلى قضية على وسائل التواصل الاجتماعي، اختفت أخبار التحقيق، وأسدلت ستارة من الصمت على صخب إعلامي كان كافيًا لتحويل عيتاني من مشتبه به إلى متهم، ومن ممثل مسرحي إلى جاسوس!

كنت كغيري من الناس أتابع وقائع الحملة الإعلامية على الممثل، وأشعر بالحيرة أمام مصير شاب لا تنقصه الموهبة، قيل أن سذاجته أودت به إلى هاوية العمالة لإسرائيل. فالعمالة جريمة لا يمكن تبريرها أو الدفاع عنها، والعميل مهما تكن أسباب سقوطه في هذا المستنقع الآسن، لا يستحق سوى العقاب.

لكن سرعان ما بدأت الأسئلة، فالشكل المسرحي الذي اتخذته التسريبات الصحافية، وحملة التخوين التي صاحبتها، وشخصية المدعوة كوليت فيانفي، ومجموعة من التهم التي لا يستطيع المنطق استيعابها: من مراقبة وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد (قيل إنه كان ضالعا في مؤامرة لاغتيالهما ثم سحبت هذه التهمة) إلى تحليل الوضع الديموغرافي في لبنان، لتصل «إلى العمل على تأسيس نواة لبنانية تمهّد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين»، كما جاء في بيان مديرية أمن الدولة. هكذا أنيط التطبيع الثقافي مع العدو الإسرائيلي بالممثل زياد عيتاني!

من جهة أخرى فإن أشكال الاتصال التي اعتمدتها المخابرات الإسرائيلية ساذجة ومكشوفة، ما أثار الشكوك. هل يُعقل أن يكون الانحطاط قد وصل بحهاز الموساد الإسرائيلي إلى هذا الدرك من البلاهة؟ وهل يمكن تصديق حكاية العمل مع المخابرات الإسرائيلية لقاء 500 او ألف دولار أمريكي شهريا، قيل إنها كانت تُدفع له من أجل تحسين مظهره وشراء الثياب؟

قصة أشكال الاتصال التي تسربت من التحقيق كانت كافية وحدها لطرح سؤال حول صدقية ما ينشر ويبث، لكن هناك من قال إن الرمال اللبنانية المتحركة قد تدفع أجهزة استخبارات محترفة إلى البلاهة، ألم تشر قضية تهريب المتفجرات بسيارة الوزير السابق ميشال سماحة إلى نضوب خيال المخابرات السورية لدرجة أنها ورطت شخصية عامة في عمل إرهابي مفضوح، أم أن هناك في الأجهزة السورية من أراد توريط سماحة ومعاقبته لسبب نجهله؟

هل أراد جهاز الموساد توريط عيتاني؟ أم أن القضية لا تعدو أن تكون عملا مسرحيا رديء الإخراج، صنعه الصراع بين الأجهزة الأمنية اللبنانية؟ أم ماذا؟

لم يكن في مقدورنا إثارة الأسئلة، فالقضية أمام القضاء، وعلى القضاء أن يقول الكلمة الفصل مبددا الشكوك أو مؤكدا التهم التي حولت بعض الصحافيين إلى ما يشبه المحققين وهم ينشرون ما قيل انه محاضر التحقيق.

لكن القضاء صمت فجأة، التسريبات الإعلامية توقفت بعدما بدا أن تلطيخ سمعة بعض الصحافيين، الذين قيل إن عيتاني كُلف بمتابعتهم، صار أشبه بالفضيحة. إذ صارت قضية عيتاني مشجبًا لإثارة الرعب، وتحويل كل فنان أو صحافي لا ينتمي إلى معسكر سياسي معين إلى مُتهم بالعمالة حتى إثبات العكس.

وبرغم أن القضية دخلت في سبات لا نعرف له سببا، فإن حكاية المدعوة كوليت فيانفي، التي وصفها مقال لرضوان مرتضى في جريدة «الأخبار» (25 تشرين الثاني- نوفمبر 2017) بأنها «فتاة سويدية ثلاثينية بيضاء طويلة ذات شعر أشقر وعينين خضراوين»، تثير الخيال، وتستحق أن تكون بطلة مسرحية كوميدية تكشف عن عمق الهاوية التي وصلنا إليها.

قيل إن المتهم اعترف، وقيل إنه نفى صحة اعترافاته عندما أحيل إلى القضاء والله أعلم، لكن المثير هو أن قضيته صار اسمها كوليت. هل كوليت موجودة ام أنها من نسج الخيال، هل كل الحكاية يمكن تلخيصها بعلاقة عابرة عبر الإنترنت مع امرأة مجهولة، أم أنها مجرد اسم بلا مسمى؟

جاء في الصحف أن كوليت كانت تستعد لزيارة لبنان والإقامة في فندق البستان، حيث ستقوم مع مرافق لها بتدريب المتهم على التجسس. لكن كوليت لم تأت، والسبب هو اعتقال المتهم قبل مجيئها الذي كان من المقرر أن يكون في 2 كانون الأول- ديسمبر، فلِمَ لَمْ يصبرأمن الدولة بضعة أيام، ويعتقل كوليت متلبسة؟

لا ندري، فالجهات التي دأبت على تسريب أخبار التحقيق مع زياد عيتاني، قررت أن تلتزم الصمت. وهذا يدعو إلى التساؤل، لِمَ كانت الضجة إذا؟ لنفترض أن زياد عيتاني ليس بريئا، أو لنفترض براءته، فإن التسريبات قامت بإحراق التحقيق وتحويل قضية كبرى إلى نميمة كتلك النمائم التي تحفل بها وسائل التواصل الاجتماعي. لِمَ النميمة؟ هل كان الهدف من وراء لعبة التسريبات إخافة المثقفين والصحافيين وتعميم فكرة أن الاتهام ممكن دائما، وأن تلويث السمعة أكثر فاعلية من القتل؟ وماذا لو كانت كوليت غير موجودة؟ وماذا لو كانت كل المسألة سوء قراءة؟

من سيدفع الثمن؟ ومع ذلك فأنا كغيري من الناس ما أزال في انتظار كلمة القضاء كي يبدد هذه الغمامة من الأسئلة. أما كوليت فلا تنتظروها فقد تكون مجرد حكاية.

 

بلد «الملحقات» الكبرى

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18

أقيم في الجامعة اللبنانية الأميركية، ببيروت، منتدى فكري استمر يومين حول جبران خليل جبران، كان خطيبه الرئيسي الدكتور فيليب سالم، ذا الشهرة العالمية. الاثنان، جبران وسالم، كل في حقله، يمثل شيئين: حجم لبنان الصغير والعثور على نافذة عالمية. تتكرر عندي دائماً هذه اللازمة العبثية: ماذا لو بقي جبران خليل جبران في لبنان ولم يهاجر إلى بوسطن، ثم نيويورك؟ ماذا لو وضع كتبه بالعربية وتركها تباع على أرصفة بيروت مع الكتب المستعملة، ببضعة قروش؟ لا يزال «النبي» أحد الكتب الأكثر مبيعاً في العام منذ صدوره أوائل العشرينات. في حين أن كتب جبران التي صدرت بالعربية كان مصيرها مصير الكتاب العربي. كان لبنان بلداً سيئ الحظ بضيقه الجغرافي، لكن حظه كان في أنه عثر دائماً على بلد «ملحق» له، يرسل إليه فائض المبدعين والخلاقين. لو لم تشتعل الحرب اللبنانية ويحمل أمين معلوف أطفاله الثلاثة إلى باريس، لكان لا يزال في «النهار»، يكتب أجمل المقالات، ولكن لجمهور عربي محدود، ولما فكر في الكتابة بالفرنسية. بالفرنسية التي لجأ إليها متأخراً، أصبح له جمهور عالمي، وها هو يتربع على مقعد الأكاديمية الفرنسية. أما في بيروت، فالأرجح أن طلبه للانتساب إلى النقابة لا يزال تحت الدرس. نجح المهاجرون اللبنانيون باللغة العربية في مدن مصر، وبالإنجليزية في مدن العالم، وبالفرنسية وبالإسبانية في أميركا الجنوبية، ليس فقط في الفكر والأدب والرواية، بل في الصناعة والطب والتجارة والسياسة. وكما عرفوا النجاح عرفوا النقد. وأوائل القرن الماضي كانت دوروثي باركر تسخر من الروائي اللبناني وليم بلاطي كرمز للنجاح غير المستحق، ويتعرض رئيس البرازيل الحالي ميشال تامر للمساءلة بينما يتعرض اللبناني الأكثر شهرة، باولو معلوف، للملاحقة بالتهم المألوفة في أميركا اللاتينية. كما هم في الداخل كما هم في الخارج: أخيار، وسوى ذلك. لكن الفضاء العالمي يعطي البارزين ما يستحقه أهل النجاح، بينما لا يزال الإطار الداخلي يخضعهم لقانونه. فقد رشحت الحكومة لمنصب مدير اليونيسكو سيدة غير معروفة، ورفضت أن ترشح الدكتور غسان سلامة، يحظى باحترام وتقدير وإجماع عالمي. ولم تكن الخسارة كبيرة على سلامة، فقد انتقل إلى منصب أممي لا يقل أهمية. لكن الذي خسر هو لبنان، الذي اعتاد أن يكون العالم الأوسع امتداده الطبيعي.

 

 تدني سعر النفط سيف مسلط

رندة تقي الدين/الحياة/16 كانون الثاني/18

تتوقع وكالة الطاقة الأميركية أن يستقر سعر النفط عام ٢٠١٨ عند ٦٠ دولاراً لمتوسط برميل برنت، على أن يزيد قليلاً إلى ٦١ دولاراً عام ٢٠١٩، كما تتوقع زيادة المخزون العالمي هذا العام وبعده، ما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار عن مستوياتها الحالية إلى متوسط ٦٠ دولاراً. وسبق لبرنت أن ارتفع إلى ٧٠ دولاراً في الأسبوع الثاني من كانون الثاني (يناير). وأهم ما قيل في تقرير الوكالة أن «أوبك» والدول المصدرة للنفط التي قررت خفض إنتاجها السنة الماضية ومددت هذا القرار، لن تنجح في تخفيض فائض مخزون دول «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» (OECD). لكن رئيس «أوبك» وزير النفط الإماراتي محمد المزروعي رأى أن المنظمة والدول المصدرة للنفط من خارجها لا ترى أي حاجة لتغيير قرار خفض إنتاجها الذي اتخذته الشهر الماضي في فيينا، لأن الدول المنتجة تراقب السوق لفترة أطول من شهر فقط. ولا شك في أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فتح ٩٠ في المئة من مياه الشواطئ الأميركية أمام التنقيب عن النفط والغاز، وتوقع أن يتم تنفيذ القرار عام ٢٠١٩، على أن تعطي واشنطن ٤٧ رخصة تنقيب لخمس سنوات، إضافةً إلى سياسات ترامب وتسهيلاته الضريبية للقطاع النفطي، كلها ستؤدي على المدى المتوسط إلى تزايد منافسة النفط الأميركي مع النفوط العربية ونفط روسيا التي خفضت إنتاجها في شكل ملموس بعد الاتفاق الذي تم بينها وبين السعودية. صحيح أن قرار «أوبك» والمصدرين من خارج «أوبك» الحد من إنتاجهم هو لسنة ٢٠١٨، فيما من المتوقع أن يزيد الطلب، لكن تطورات قطاع النفط الأميركي، إضافة إلى الأخبار عن سرعة إنتاج بدائل الطاقة من الشمس والرياح وغيرها، وكذلك سرعة صناعة السيارات الكهربائية، كلها مستجدات في أسواق الطاقة ينبغي أن تكون إنذاراً لدول «أوبك» كي تحمي حصتها من الأسواق في ظل هذه التطورات. ومما لا شك فيه أن النفط سيبقى أساسيا على رغم إنتاج البدائل وتسريعها. لكن ظهور نفوط جديدة في أميركا التي هي أكبر سوق في العالم قد تكون منافسة لنفوط الشرق الأوسط.

دول الخليج هي أكبر المصدرين في العالم، وفي طليعتها السعودية التي تملك اكبر احتياطي عالمي من النفط، واعتمدت منذ بضع سنوات على تلبية حاجات الدول الآسيوية الكبرى من النفط ومنها الصين والهند. فاستهلاك الصين ضخم وهي تعتمد على نفوط «أوبك»، خصوصاً السعودي. فقد أحسنت دول الخليج منذ بضعة سنوات عندما بدأت تعمل الولايات المتحدة لاستقلالها عن نفط الشرق الأوسط، فبدأت السعودية تزيد صادراتها النفطية إلى الصين. وإعلان وزير النفط السعودي خالد الفالح استثمار «أرامكو» في أكبر مصفاة صينية، مصفاة يونان، قرار صائب للدخول في مشروع نفطي مع الصين لأن نمو الطلب على النفط سيأتي في السنوات المقبلة أساسا من الصين. فالنظر إلى أسواق الشرق العملاقة قد يضمن لدول «أوبك» المنتجة سوقا ضخمة لحماية حصتها الإنتاجية على المدى الطويل. أن دورة أسعار نفط بمئة دولار البرميل مثلما حدث عام ٢٠٠٨ لم تعد احتمالا مع كل النفوط الأميركية الجديدة. والمتوقع أن تبقى أسعار النفط بين ٦٠ إلى ٦٥ دولاراً، ولو أن النفط الأميركي على المدى الطويل قد يهدد هذا المستوى. لكن دول أوبك وروسيا وغيرها من خارج «أوبك» نجحت في التصدي لانهيار أسعار النفط وقد تكون خبرة مفيدة لها للمستقبل، علماً أن التخوف من خسارة حصتها لمصلحة النفط الأميركي خطر يحتم الحذر في القرارات المقبلة. فقد ولى عهد سعر النفط المرتفع، لكن احتمال انخفاضه يبقى سيفاً مسلطاً.

 

النفط... وحدود الوهم

د.غسان الشلوق/جريدة الجمهورية/ الأربعاء 17 كانون الثاني 2018

 في نهاية سبعينات القرن الماضي وبداية ثمانيناته برز من يدعو الى بيع موجودات مصرف لبنان من الذهب بحجة اطفاء الدين العام الذي كان قد أخذ ينمو انذاك، وكذلك لتوفير مقومات الاستمرار للدولة اللبنانية امام تحديات الحرب. بينما رحّب مسؤولو الفساد ورجاله مع آخرين ربما طيبي النية بالمشروع، قامت معارضة وطنية واقتصادية واعية له ليس لأسباب مالية وفنية فقط بل لأن اي دخل اضافي للدولة كان مرشحا ليذهب في اجزاء كبيرة منه الى مكامن الهدر، وتكون النتيجة الحتمية ان لبنان معرض لخسارة ثروة وطنية كبيرة بدون مقابل. ودلّت الوقائع لاحقاً على صحة تقدير هذه المعارضة. اليوم، وامام الورشة المنتظرة لاستكشاف – والاحتمال الواقعي لانتاج- النفط و اوالغاز نقف امام بعض عناصر الصورة مع فوارق كبيرة طبعاً في المعطيات . من عناصر هذه الصورة المبالغة الكبيرة بل الوهم في تقدير الثروة المفترضة ونتائجها وكذلك تصوّر حدود المشكلة والحل في غير موقعهما الطبيعي، واخيراً الخوف المبرر من تبذير الثروة وتسريع خطى سوء الادارة فنخسر في آن معاً عائدات كنا ننتظرها واخرى عملنا على جمعها طويلاً. والمعروف ان النفط لم «يكتشف» اليوم في لبنان، فالقصة عميقة جداً في التاريخ وتعود عملياً الى النصف الثاني من القرن التاسع عشر – ونظرياً قبل هذا التاريخ طبعاً- عندما اشارت دراسات اولية الى احتمال ان تعكس بعض الظواهر الجيولوجية موجودات نفطية، لكن الخطوة القانونية الاولى انتظرت لسبب او لآخر حتى 1926 عندما اصدر المفوض السامي الفرنسي تشريعاً يجيز التنقيب عن النفط وصدر لاحقاً (1933) اول قانون عن مجلس النواب في الاتجاه عينه. وجرت في الاربعينيات اول محاولة للتنقيب في الشمال والبقاع لكنها توقفت لاسباب تجمّع فيها السياسي مع التقني والاقتصادي والمنفعي.

في 1974 أدخلت تعديلات على قانون النفط كان يؤمل ان تنطلق معها الورشة جدياَ، لكن اندلاع الحرب جذب الاهتمام الى مكان آخر على رغم محاولات تحريكه قبل هذا التاريخ وبعده. وتجدّد الاهتمام الرسمي مطلع هذا القرن في 2002 تحديداً، وتمثّل بجهد في غير اتجاه اهمه ،الى الجوانب الادارية والفنية، بابحاث شارك فيها فرقاء دوليون وشركات خبرة من النروج وانكلترا والولايات المتحدة الاميركية وسواها، لكن هذا الجهد توقف مجدداً نتيجة استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحرب تموز2006 قبل ان يستأنف بتوقيع اتفاقيتين رئيسيتين للاستكشاف شملتا البر اللبناني مع «Spectrum» الانكليزية (2012) و«Geos Neos Solution» الاميركية (2014) اللتين انتهتا الى اول تقدير رسمي للموجودات النفطية في لبنان. وعلى رغم ان هذا التقدير كان اولياً فانه تحدث عن كميات تبلغ 95 تريليون قدم مكعب من الغاز و900 مليون برميل من النفط بقيمة سوقية تبلغ نحو 1050 مليار دولار (650 للغاز و450 للنفط). وواضح ان هذا التقدير لا يعكس الاحتمالات المنتظرة في الملف النفطي المفتوح حالياً والذي يعني تحديداً الثروة النفطية في المياه الاقليمية اللبنانية بدءاً ببقعتين فقط منها. لكن هذا التقدير، على اهميته، وكل الخطوات الاجرائية القائمة والمنتظرة قريباً، على اهميتها ايضاً، لا تبرر التفاؤل المفرط الذي يصل لدى البعض الى حدود الاعتقاد ان مشاكلنا الاقتصادية الاجتماعية كلها ستسلك طريق الحل السريع بمجرد بدء اعمال التنقيب . هذا التصوّر هو بالتأكيد غير صحيح، وربما هو اقرب الى الوهم منه الى وعود هي الاخرى قد تكون ايجابية اذا أحسن التصرف ازاءها.

لماذا؟ لعدة اسباب جوهرية اقلها:

1- ان حصة الدولة من الثروة المفترضة غير كبيرة - في المرحلة الاولى على الاقل - والامر ارتبط بطبيعة المفاوضات لتوقيع اول اتفاقية للاستكشاف والانتاج ولمعطيات سوق النفط العالمية حالياً.

فبالاضافة الى اتاوات اولية (4 بالمئة من الغاز و5-12 بالمئة من النفط) يفترض ان تحصل الدولة على حصة من الارباح (30 بالمئة على الاقل) بعد حسم الاتاوات واكلاف الاستكشاف والانتاج والتطوير وهي مسائل قد تنطوي على سوء تفسير وتقدير، كما تحصل الدولة على الضرائب المستحقة. باختصار فان الدولة هي في هذه المرحلة على الاقل صاحب حصة من الارباح بتعقيداتها وليست شريكاً في الانتاج.

2- ان هذه الحصة المقدرة تبقى دون مليار دولارسنوياً (ربما 500-800 مليون) حسب المعطيات اليوم في المرحلة الاولى وهي محاصيل مفترضة دون الحلم الرائج ودون محاصيل ضريبية اخرى، علماً ان هذه المداخيل لن تتحقق قبل بدء الانتاج والتسويق اي بعد ثلاث سنوات على الاقل في ظروف غير متغيرة. وهذا يعني ان الواردات الاضافية لن تكون كافية متى تحققت لخدمة الدين العام الاضافي عندما نقف على عتبة مئة مليار دولار.

3- ان العملية النفطية اللبنانية تأتي في وقت تشهد فيه سوق النفط العالمية تحديات اقلها تراجع الاسعارالى مستويات غير محفزة للانتاج في غير موقع وتنامي استعمال الطاقات البديلة وسط الضغوط المناخية الكبيرة والتركيز على انتاج آلات موفرة للطاقة او صديقة للبيئة.

4- الاسوأ ان «الترويج للثروة» يرخي ظلالاً سلبية على بعض السياسات المالية فيفتح المجال امام هدر اضافي (وفساد اكبر) على امل الوعد المنتظر، كما يرجىء تنفيذ سياسات اخرى مطلوبة بالحاح للقطاعات الاقتصادية الجدية باعتبار ان لبنان قد لا يعود في حاجة الى مثل هذا الاهتمام غداً.

5- في اختصار، الثروة النفطية ليست هي الحل بالضرورة وهذا الذي يحصل في دول نفطية كبرى (من فنزويلا الى نيجيريا الى بعض الدول العربية) خير دليل. الحل في سياسة اقتصادية اجتماعية انقاذية شاملة جديدة، الثروة النفطية جزء منها.

 

دخول الأميركيين في صراع سوريا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18

يجري بناء جيش سوري من ثلاثين ألف مقاتل في شرق الفرات، حدوده بين جنوب تركيا وشمال العراق. نصفه من أكراد سوريا والنصف الآخر من أبناء المناطق العربية وغيرهم. الولايات المتحدة هي صاحبة المشروع، وهي اللاعب الجديد، التي قررت أخيراً أن تخوض الحرب السورية بدعم القوى المحلية المعارضة، والعمل كقوة على الأرض، حتى تفرض رؤيتها للحل السياسي حيال سوريا. وكانت جريدة «الشرق الأوسط» أول من انتبه للتغييرات الميدانية المتسارعة ووصفتها بأنها مشروع ولادة دولة جديدة في سوريا. بالفعل هي تطور مهم يقوم على قوة جديدة، لكنها لن تكون دولة بمفهومها القانوني، لأن تقسيم وتأسيس دول جديدة عملية سياسية وقانونية وعسكرية معقدة وخطيرة، وفيه شبه إجماع دولي على رفضها، وهذا ما حال بين الأكراد في العراق وحلمهم بإقامة دولتهم في الإقليم الذي تحت سيطرتهم الكاملة. مشروع إقليم شرق الفرات السوري، أقل من دولة وأكثر من منطقة حماية. في شهادته أمام الكونغرس تحدث ديفيد ساترفيلد، المكلف بإدارة ملف الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية عن المشروع بأنه سيكون نموذجاً جديداً في سوريا. ومن شهادته تبدو الدويلة المقترحة مشروعاً موجهاً لتنفيذ عدة أهداف كبيرة يعمل فيها دبلوماسيون ومخابرات وقادة عسكريون.

هذه المرة فاجأت الولايات المتحدة الجميع، وعلى غير العادة، بأنها قادرة على تبني أفكار جديدة، وبناء مشروع من الصفر، والحفاظ على سريته. باسم محاربة «داعش» في شرق وجنوب سوريا بعثت تدريجياً قواتها وخبراءها ليبلغ العدد نحو خمسة آلاف، أكثر من نصفهم في شرق الفرات السوري. وهي تقوم بجمع وتدريب قوة كبيرة من ثلاثين ألف سوري. وكان أول انتصاراتهم هزيمة «داعش» في الرقة. أول ردود الفعل المعارضة لم ترد من نظام دمشق ولا من إيران، كما كان متوقعاً، بل من تركيا التي أعلنت أنها لن تسكت عن المشروع الأميركي، وأنها ستدخل في حرب مع الأكراد السوريين المسلحين، الذين تعتبرهم امتداداً للأكراد الأتراك «الانفصاليين الإرهابيين». والجميع ينتظر أول معركة للقوات التركية في عفرين خلال الأيام المقبلة.

موقف تركيا المرتاب في أي قوة كردية مسلحة على حدودها مفهوم ومبرر، لكن امتناع تركيا عن مواجهة إيران في سوريا خلق فراغاً يفرض دخول قوة بديلة لهذه المهمة. والدول المنخرطة في الصراع عرفت نقطة الضعف التركية ونجحت في الاستفادة من السياسة الإردوغانية البراغماتية التي تبدو مستعدة للتعاون والتنازل مع أي طرف تخشى أنه ينوي دعم خصومها الأكراد. هذا ما فعله الإيرانيون ثم الروس، فسارعت أنقرة للتصالح معهم مقابل وقف دعمهم الأكراد. الأميركيون، ربما، يشعرون أنهم في حاجة إلى إيصال الرسالة نفسها إلى أنقرة. وهناك رسالة أميركية أهم موجهة للنظام الإيراني بأن سوريا ستكون فيتنام إيران.

القوة السورية الجديدة قد تكون أفضل خيار لتحقيق سلام معقول في سوريا، وليس سلام «سوتشي» الذي يخطط له الروس والإيرانيون من أجل فرض حل بالقوة في سوريا. إيران تريد سلاماً يسمح لها باحتلال سوريا وفرض نفوذها على لبنان والعراق، الأمر الذي يحقق لها في الأخير قدرة تفاوضية عالية في ملفاتها الإقليمية وكذلك في علاقتها مع الغرب. وإيران تسابق الوقت؛ تسعى للاستيلاء على مناطق سبق أن وافق الروس على أن تترك تحت إدارة المعارضة المدنية. عضو وفد المعارضة ياسر الفرحان تحدث عن الاتفاق وكيف خرقه الإيرانيون. يقول: «رسمت الخرائط بشكل صريح على أن هذه المناطق لا يدخلها النظام، تديرها مجالس محلية منزوعة السلاح الثقيل، ويبقى السلاح الخفيف بيد قوات الأمن والدفاع المدني المحلي، لتأمين خدمات الناس»، و«أن الاتفاق يقضي بعدم دخول الميليشيات الإيرانية، ولا قوات النظام، وإنما مجموعة قليلة من القوات الروسية حصراً، كقوات مراقبة تتموضع بثلاث نقاط، تشرف على تطبيق الاتفاق. وأنه خلف الخط الفاصل بين الطرفين تتمركز القوات التركية فيها». وكما نرى، فإن الميليشيات الإيرانية لم تحترم الاتفاق، ولا روسيا أجبرتها على احترامه، ولا تدخلت القوات التركية. هذا النشاط الإيراني يبرهن على أن اتفاقات «سوتشي» ليست محل ثقة، ما يجعل قيام قوة موازية ضرورة في ظل السباق الإقليمي على السيطرة على سوريا.

 

الكردي المخذول والأميركي المعزول

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18

بعد الكردي الذي أصابه الخذلان في حالة من العودة إلى السفح بعدما كان قد خطا خطوة مهمة في طريقه المفروش بالتعقيدات إلى القمة، ها هو الفلسطيني يمنى بخذلان أشد إيلاماً على النفس ومِن العم سام نفسه. وفي الحالتيْن كان الطرفان المخذولان ضحية خاذل يصعب على المرء تفسير مقاصده.

هل إنه بخذلانه للصديق الحليف مسعود بارزاني كان يخشى أن يفقد المتبقي له من حضور وتأثير في العراق وبذلك تواصل إيران التمدد فيه؟ أم أنه في حال التسليم بمشروعية الاستفتاء الذي حقق نسبة عالية من القبول الكردي بالهدف منه، وهو انتقال الإقليم الشمالي من حالة الحُكْم الذاتي إلى الاستقلال وبكل ما تعنيه الكلمة من استحقاقات ومقومات هذا الانتقال، كان سيجد نفسه محرَجاً أشد الإحراج أمام الأطراف الدولية والعربية وبالذات الدول الصديقة ومعها السلطة الوطنية الفلسطينية، إذ كيف يجاز أن تكون له دولة مستقلة بينما يحرَّم على الفلسطيني هذا الحق؟

أم هل إنه في حال ارتضائه قيام دولة كردية مستقلة، سيترتب على ذلك دعْمها مالياً لكي تستقر وهو في وضْع مالي يقترب مؤشره من نقطة الخطر؟ وعلى هذا الأساس فإن سمعة الخذلان تبقى أقل وطأة عليه من إضافة الدولة الكردية المفترَض استيلادها إلى دول أُخرى صديقة باغتها العم سام بتجميد المساعدة لها مع اختلاف أنواع هذه المساعدات وموجباتها. ونقول ذلك على أساس أن ذرائع تجميد المساعدات أو تخفيضها أو تقتيرها كانت لا تليق بسمعة دولة عظمى. ولكنها الأزمة المالية، على ما تعكسه بعض الوقائع ومؤشرات الأسواق هي الدافع إلى سرد تبريرات وأحياناً تُهم قيلت في هذا الشأن، ومنها ما ورد على لسان الرئيس ترمب في حق باكستان، ثم في حق فلسطين التي أعطته من خلال سلطتها الوطنية أفضل ورقة تُعطى من طرف عربي، وتتساوى في أهميتها مع الورقة التي وضعها الرئيس أنور السادات بين يدي الرئيس جيمي كارتر فوظَّفها الأخير أسرع توظيف وبذلك أدرج اسمه في قائمة التاريخيين أو الاستثنائيين من رؤساء الولايات المتحدة منذ الحقبة الأميركية – الإسرائيلية – الفلسطينية، بدءاً بالرئيس هاري ترومان الذي كان الثالث والثلاثين في قائمة الرؤساء الذين تربعوا على كرسي المكتب البيضاوي.

ما يعنينا بالدرجة الأولى أن الرئيس ترمب بخذلانه السلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك من خلال وعده يوم الأربعاء 6 ديسمبر (كانون الأول) 2017، المتمثل في اعترافه بـ«القدس عاصمة لإسرائيل»، تصرَّف مع الرئيس محمود عباس المدعوم عربياً وبالذات خليجياً ومصرياً وأردنياً، نقيض جيمي كارتر، وأنه فعل ذلك لأن موجودات الخزينة الأميركية لم تعد قادرة على المساعدات المالية السخية السنوية لإسرائيل، إضافة إلى المساعدات العسكرية والمساندات السياسية وأهمها على الإطلاق رفْع ورقة «الفيتو» عند التصويت على مشاريع قرارات لا ترتضيها إسرائيل. ومقابل عدم إمكانية الاستمرار في تقديم المساعدات يقدِّم ترمب وعده المستهجَن، وبذلك يضمن ولاية أُولى مرتاحاً نسبياً ما دام اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة ممتناً له، وربما يخفف من اضطرابات محتملة في الوضع المالي للدولة العظمى. وفي الوقت نفسه يستعمل ورقة الضغط على إيران لتهدئة دول المنطقة العربية، التي لا تواجه على النحو المطلوب صفقته الغريبة، مطمئناً، على نحو تقييم المستشارين إسرائيليي الهوى عموماً ومنهم صهره، إلى أن الجانب الفلسطيني لن يكون قادراً على أكثر من الاعتراض وإبداء الأسف. ومثل هذا الأمر يمكن احتواؤه بكلام معسول ووعْد بالمقابل لا نية لوضعه موضع التنفيذ.

ونحن عندما نفترض حالة توعُّك وإلى درجة احتمال الضمور في بند المساعدات الأميركية للدول الصديقة، نستند إلى مؤشرات من بينها أن ظاهرة السندات التي لطالما كانت العنصر الداعم للدولار ومن بينها، ولعل أهمها السندات العربية والسندات الصينية، لم تعد واثقة من مختزنيها، أي الصناديق الرسمية الأميركية، وأنّ نأي الإدارة وبالذات الحالية عن التعاطي بجدية من أجل حسْم قضايا عالقة من نوع القضية الفلسطينية إنما هو مؤشر إلى ذاك التوعك وذلك الضمور الذي نشير إليه.

قبل أن يباغت أكثرية العالم، المتعاطف منها مع الموضوع الفلسطيني أو المستغرب، هذا القفزُ للإدارة الأميركية فوق تفاهمات عربية - دولية محسومة بالنسبة إلى الموضوع الفلسطيني مع تفاوت في النظرة إلى الموضوع، بتعامله مع القدس وكأنما هي أحد مقتنيات البيت الأبيض، كان أهل القضية الفلسطينية التقوا في ثلاثة أرباع الطريق وبدا المتشدد منهم مرناً والسلطة الوطنية أكثر اعتدالاً، وقيل للإدارة الأميركية من الكلام داخل البيت الأبيض وفي دواوين كثيرين من الحكام العرب ما يُفترض أنه ورقة يتعامل معها الرئيس ترمب بأمانة بعيداً عن الخفة والاستهزاء بالآخرين، على نحو توصيفه لبعض أصحاب اللون الداكن بأنهم «حثالة»، ولم ينفع تبريره لهذا التوصيف، ثم جاءه الرد بأن صاحبة اللون الداكن الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري ستنافسه على الترشح، وتلقى من المؤيدين لها والغاضبين على تقلبات الرئيس الذي حارت البرية في أمره، ما يشجعها على خوض غمار معركة الرئاسة. وما الذي يمنع ما دامت ثرية مثله وصاحبة حضور إعلامي بمثل حضوره. ما نريد قوله هو أن الرئيس ترمب أضاع على الشعب الفلسطيني فرصة أن تقوم الدولة المأمولة وعاصمتها القدس الشرقية في عهده، لكنه بما فعله لم يتصرف بما يؤكد حُسْن الظن به من جانب أطراف اعتبرت التحادث معه داخل البيت الأبيض وخارجه أنه تحادث مع رجل دولة، فإذا به يمارس التعاطي في قضايا ذات أهمية تاريخية ودينية كرجل أعمال. وعندما يرفض الجانب الفلسطيني استقبال نائب رئيس الولايات المتحدة ولا يحبذ الفلسطينيون، شعباً وسلطة وطنية، دور الولايات المتحدة كوسيط، ما دام هذا الموقف الذي اتخذه الرئيس ترمب لا يتبدل، فهذا في حد ذاته يؤكد أن الفلسطيني، كقضية، في حماية أكثرية دول العالم، وأن الطرف الأميركي الذي أراد عزل الفلسطيني وإلى درجة شطْبه بقرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وعلى أساس أن مصادرة القدس تُسقط تلقائياً حُلم الدولة، هو المعزول... حتى إشعار آخر.

 

عنق الزجاجة الطويل في الشرق الأوسط

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18

أخيراً... يقترب نموذج «الديمقراطية الغربية» من ربوعنا في الشرق الأوسط، تحديداً، في العراق ولبنان.

للتوضيح: «الديمقراطية» الانتخابية في الغرب تقوم على دعوة الناخبين للاقتراع من أجل المفاضلة بين برامج تفصيلية، في حين أن الأسس البنيوية للدول شبه محسومة. بكلام أبسط: يقترع الناخب الأميركي والألماني، مثلاً، مفضِّلاً برنامجاً حزبياً على برنامج آخر. حتى في بريطانيا، قبل «بريكست» وبمعزل عن الحالة الاسكوتلندية، وكذلك في إسبانيا بعيداً عن مطالبات «الاستقلاليين» الباسك والكاتالونيين، يقترع معظم الناخبين على أساس أن هناك ثوابت ومُسلّمات خارج البحث تحظى بشبه إجماع. وفي المقابل، ثمة قضايا معيشية تتموضع في صلب الجدل في كل انتخابات.

اليوم، نلاحظ أن في كيانات الشرق الأوسط التي نجحت إيران في «تصدير ثورتها» إليها بلغ التغيّر السياسي والعسكري، وأيضاً المؤسساتي والديموغرافي، حد إخراج قضايا أساسية مثل «هوية» الدولة من الجدل الانتخابي، وقَصر مهمة الأحزاب والكتل والشراذم «الموسمية» على القضايا المعيشية اليومية.

في العراق ولبنان، خاصة، حُسم واقعياً أمر الهوية السياسية وتأمّنت الهيمنة المطلوبة وصارت مؤسسات الدولة، بما فيها المناصب العليا، مجرّد «واجهات» بروتوكولية مفيدة في التعاملات الدبلوماسية والإجرائية الدولية. في البلدين - المتأهبين لانتخابات تبدو نتيجتها محسومة مُسبقاً - عُممت «التجربة الإيرانية»؛ إذ تتحكّم بالقرار السياسي أحزاب طائفية المرجعية والولاء... تملك وتحرّك ميليشيات أقوى من جيش الدولة الرسمي كحال «الحرس الثوري» في إيران. ثم إن هذه الأحزاب لا تكتفي بالسيطرة من «الخارج» بحكم ميزان قوى الأمر الواقع، بل تتغلغل «داخل» المؤسسات الشرعية للدولة، بحكم المحاصصة «الدستورية». ولقد كفل لها هذا التغلغل منابر رسمية تدافع عنها في المحافل الدولية عندما تحتاج إلى دفاع. وهذا، ما شاهدناه مؤخراً عند دفاع الدولة اللبنانية عن «حزب الله» ضد العقوبات الأميركية المتخذة ضده، والمواقف الحكومية العراقية التي تعتبر «الحشد الشعبي» هيئة ذات صفة «شرعية» تؤدي دوراً وطنياً.

في مناخ كهذا ستُجرى انتخابات العراق ولبنان، وسيتنافس المتنافسون على التفاصيل في العراق وعلى فُتات المائدة في لبنان، بعدما فُرضت «الثوابت» فرضاً بالقوة، وبتواطؤ المجتمع الدولي.

بالنسبة للانتخابات العراقية المُبرمَجة خلال بضعة أشهر، شاعت خلال الأيام القليلة الماضية أن إيران تدخّلت مباشرة حتى في تشكيل بعض القوائم وتوزيع القوى السياسية والميليشياوية المحسوبة عليها. وفي هذا دليل قاطع على أن ما بدأ مع غزو 2003 بدأ يؤتي ثماره برضا دولي، وأنه تحقق اليوم لإيران «دستورياً» هدف الهيمنة على العراق. أما مسرحية «اصطفاف» قادة الميليشيات العراقية التابعة لطهران في قوائم «متنافسة» فتذكّر المراقب بمسرحية «الديمقراطية» التنافسية في طهران بين كتل وتيارات «معتدلة» و«إصلاحية» و«محافظة». وهذه الأخيرة إن كانت انطلت على العالم كله... فإنها لم تنطلِ على المواطن الإيراني العادي الذي يدرك جيداً كيف يميّز بين الخلافات «التكتيكية» الشخصية والتفصيلية بين المتحكّمين وبين غايتهم «الاستراتيجية» الواحدة.

أيضاً في العراق، ثمة خلافات واختلافات «تكتيكية» وشخصية. وهناك شخصيات باتت «مستفزّة» و«محروقة» إما بسبب الفساد أو التطرّف المُحرج حتى لرعاتها، مقابل شخصيات مقبولة إقليمياً ودولياً لا ضير في توفير مقوّمات النجاح لها. ولكن في الحصيلة النهائية، يبقى هذا الأمر تفصيلاً صغيراً لا يغيّر شيئا في الصورة الكبيرة. ومن ثم، إلى أن تعتمد القوى العالمية سياسة أخرى، غير المحاباة والتساهل مع طهران، لن يتغيّر شيء لا على صعيد إنهاء معاناة المواطن الإيراني... ولا الانهيار التفجيري العربي.

في لبنان، لا يختلف الحال كثيراً. فهنا حققت إيران مبتغاها عبر «تابعها» اللبناني «حزب الله»، وتيسّر لها بسبب قصر نظر القوى اللبنانية وانتهازية كثير من قياداتها «المتضخمة الأنا» التي طالما توهّمت قدرتها على المناورة محلياً وإقليمياً، ناهيك من تحريك القوى الدولية.

ولئن كانت التجربة العراقية مع «الديمقراطية» انتكست مراراً منذ 1920 بفعل العسكرة والعشائرية، وغيرها من الآفات، التي أهدرت طاقات العراق وأضعفت بنيته وزجّت به في «لعبة أمم» مدمرة، فإن لبنان تباهى دائماً بأنه و«الديمقراطية» توأمان، وأن ثقافته السياسية قامت دائماً على التعايش والتوافق والمساومات. هذا هو الظاهر، على الأقل، وهو ما يرغب اللبنانيون في أن يقنعوا أنفسهم به، لكنه ليس بالضرورة صحيحاً. وحول موضوعي التوافق والانتخابات، تحديداً، كشفت تطورات الأيام والأسابيع الأخيرة عن أن الصورة شيء... والواقع شيء آخر، مختلف تماماً.

منذ زلزال اغتيال رفيق الحريري ورفاقه يوم 14 فبراير (شباط) عام 2005، وما تلاه من سحب نظام دمشق قواته من لبنان، وتشكُّل كتلتين سياسيتين عريضتين، رفض اللبنانيون إدراك حقيقتين: الأولى، أن الوجود العسكري والأمني السوري ما كان سوى «غطاءٍ» لاستثمار أعمق وأقوى وأشمل هو الاستثمار الإيراني. والثانية أن كتلتي «14 آذار» و«8 آذار» مجرد تحالفين هشّين مؤقتين بين قوى وشخصيات متضادة... لا تجمعها سوى العداوة للطرف الآخر.

الاستثمار الإيراني ظهر عندما نظّم «حزب الله» يوم 8 مارس (آذار) - أي خلال أقل من شهر من جريمة الاغتيال التي اتهم بها ذلك النظام - مظاهرة تحت شعار «شكراً سوريا». وبعدها، توالت الأحداث وتأكد الدور الاستراتيجي الإيراني وزيف التصوّر بأن بشار الأسد كان اللاعب الأساسي في الساحة اللبنانية. أما انعدام التوافق فهو ما كشفه منذ بعض الوقت انهيار كتلتي «14 آذار» و«8 آذار»، ثم الآن الخلاف الحالي بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ونبيه برّي. الرجلان - اللذان هما نظرياً «حليفان» لـ«حزب الله» - مختلفان في العمق، غير أنهما في حساب الأوزان الحقيقية، ورغم احتلالهما أعلى منصبين في الدولة، يتحرّكان ويناوران في ظل «الدولة الفعلية» التي هي «حزب الله». بناءً عليه، فإن الانتخابات في العراق ولبنان، لن تقدم ولن تؤخر، ولن تخرج البلدين من عنق زجاجة طويل جداً.

 

واشنطن لموسكو: لا حل بدوننا!

أسعد حيدر/المستقبل/الثلثاء 16 يناير 2018

لم تنتصر روسيا في سوريا، ولا انهزمت الولايات المتحدة الأميركية. فلاديمير بوتين، اعتقد بعد سلسلة التحولات في سوريا لمصلحته، أنه قادر على صناعة مستقبل سوريا كما يرى ويريد. لم يلتفت كثيراً، إلى الآخرين، ولم يدقّق في حجم وجود كل واحد منهم على حدة. لم يفكر أيضاً بأنّ مصالحه تتقاطع مع مصالح الآخرين، ولكن أيضاً في مرحلة معيّنة يفترق عنهم، أو ينفصلون عنه، فيتأجل كل شيء بما في ذلك الحل بكل تفاصيله حتى الاستراتيجية منها. خلال أسبوع واحد صدم «القيصر» مرتين. الأولى عندما ضربت موجة من الطائرات المسيرة، مطار حميميم، القاعدة العسكرية الروسية، حيث التقى فيها «القيصر» مع الرئيس بشار الأسد وكأنه المضيف الذي يستقبل ضيفه. من المؤكد أنّ طائرات روسية دُمّرت أو أُصيبت. ليس مهماً العدد. المهم العملية بحدّ ذاتها التي أسقطت أمن القاعدة ونزعت الاستقرار، خصوصاً أنّه من الممكن دائماً وعندما تدق الساعة تكرار العملية. باختصار لا يستطيع «القيصر» ضمان وجوده بدون القلق وحتى الخوف. الثانية، عندما أعلنت واشنطن، أنّها ستدرّب 30 ألف جندي سوري معارض، نصفهم من الأكراد المنضوين في «قوات سوريا الديموقراطية». هذه القوة ستنتشر لاحقاً على طول الحدود مع تركيا شمالاً والعراق شرقاً على طول نهر الفرات الذي يفصل بين قوات سوريا الديموقراطية وقوات نظام الأسد. سبق لواشنطن أن وجّهت تحذيراً بوجوب عدم عبور الفرات. لم يقتنع الأسد ولا بوتين. الآن اقتنعا. الأسد اكتفى بتعليق أجهزته أن «القوات الأميركية قوة احتلال والأكراد من قوات سوريا الديموقراطية خونة».

الرئيس الروسي، استوعب أكثر «رسالة» الإعلان عن «القوة السورية الجديدة»، فكشف أنّ واشنطن تريد إفشال مؤتمر سوتشي القادم. كل ذلك يؤكد أن واشنطن عادت وبقوة إلى ساحة القرار في سوريا والعراق وما بينهما إيران. واشنطن أو بالأحرى البنتاغون أدرك معنى وخطورة اتصال طهران برّاً بدمشق من جهة، ومن جهة أخرى معنى شطب جنيف وآستانة وحصر عملية الحل في سوتشي. لذلك سارع ديفيد ساترفيلد للقول بصراحة: «تمتلك واشنطن وسائل عدّة لتقليل التأثير الروسي في نتائج المحادثات في سوتشي». الآن بعد انخراط واشنطن تقول المعارضة السورية إن «مباحثات سوتشي لم تقدم صيغة واضحة للحل».

باختصار، كأنّ كل شيء عاد إلى نقطة البداية، حيث الأميركي لا يعترف بأي انتصار روسي يتضمن انتصاراً إيرانياً، نتيجة لتحكّم الروس بالجو، بينما البرّ للإيرانيين.

البنتاغون، يتابع زرع القواعد الجوية في سوريا. قواعد ليست ضخمة لكنها عملية وفعّالة استراتيجياً. موسكو تعرف الخطوط الحمر وتتعامل معها بدقة، وواشنطن لا تتجاوز موسكو، فالتنسيق قائم حتماً.

ما يحصل ميدانياً: الطرف الذي يتجاوز أي خط أحمر، يسمع «الجرس» بسرعة وبقوة. حتى الآن لا يقول أحد من أين حصلت المعارضة المسلّحة السورية (بعيداً عن هويّتها) على الطائرات الموجهة. موسكو تعرف ولكن لا تريد الذهاب بعيداً في المواجهة. اكتفت بتدمير المخزن وقتل المقاتلين بالصواريخ الأحدث في ترسانتها.  الآن، لا بدّ من الانتظار، لاتخاذ القرار النهائي، حول كيفية المواجهة أو التنسيق، ضمن قواعد الاحترام المتبادل. في هذه الأثناء، يجب أن يتكامل ضعف الأطراف، حينها يمكن الجلوس على الطاولة، وكل طرف يعرف حجمه. في قلب هذه المعادلة، توجد تركيا وإيران، خصوصاً أنّ معركة إدلب مفتوحة وهي ستفتح خندقاً عميقاً من الخلافات إذا لم يتم تدارك الوضع. تركيا أكثر من قلقة، إنها خائفة، من سلاح الأكراد على حدودها في شمالي سوريا وبدعم أميركي علني وواسع. على تركيا تقديم تنازلات حقيقية ومؤلمة لواشنطن حتى لا يتحوّل الأكراد السوريون جرحاً مفتوحاً في خاصرتها.

أما إيران، فإن ضعف روسيا في سوريا يريحها ويتعبها في آن واحد. ضعف موسكو يسمح لطهران بالتطلب والحصول على أقصى ما يمكنها الحصول عليه. لكن ضعف موسكو المتشكّل تحت الضغط الأميركي يتعبها أكثر ويجعلها تتخوّف من تضخّم الوجود الأميركي واضطرار موسكو لتقديم التنازلات.

الأخطر بالنسبة لإيران وضعها الداخلي.. أي ضعف في الداخل ينعكس على موقعها في الخارج، خصوصاً أنّ وجودها في سوريا والعراق في قلب أسباب الانفجار الشعبي، حيث الشعب الإيراني تعب من الإنفاق الخارجي. موسكو لا تريد ضياع طهران في مواجهات داخلية، ولكنها في الوقت نفسه لن «تبكي» إذا انشغلت طهران في مشاكلها الداخلية لأنّ ذلك يضعفها في مواجهتها ويخفّف من مطالبها. دائماً الضدّ في خدمة الضدّ والعكس صحيح. «القيصر» بوتين يعرف جيداً تفاصيل انهيار الاتحاد السوفياتي، لذلك يخاف أن تصاب إيران بـ«الداء» السوفياتي، الذي في جميع الأحوال تتوافر كافة الشروط لنفاذه.. انخراط «امبراطوري» خارجي مُكلف، وانقباضْ اقتصادي قاسٍ ومؤلم خصوصاً بالنسبة للشرائح الشعبية الفقيرة. رغم أنّ الاتحاد السوفياتي كان القوّة العظمى في الحرب الباردة، فإن المواطن السوفياتي فقد إيمانه بهذه القوة التي تصنع أعظم الصواريخ وأقواها، وتعجز عن تصنيع ثلاجة أو سيارة قوية قادرة على تلبية احتياجاته.

البعض بدأ يقول إنّ الأزمة في سوريا طويلة وقد تستمر حتى نهاية العقد الحالي.. إذا حصل ذلك يا ويل الشرق الأوسط.

 

الأزهر والقدس... وعي وهوية ومسؤولية

إميل أمين/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18

نشأ الأزهر في مصر كمحاولة لنشر التشيع وتعليمه في أوساط أهل السُنة، ولكن بسقوط دولة العبيديين في مصر تحول إلى منارة سنية في العالم الإسلامي، ينتشر نورها في أرجائه، ويحمل علماؤه راية العلم في البلاد.

لم يكن الأزهر منارة مصرية فقط؛ بل امتاز بعالميته، وكان بعض شيوخه من غير المصريين، ودرس في أروقته وتتلمذ على أيدي علمائه الآلاف من غير أبناء مصر؛ بل إن هناك قضية مثيرة للجدل الآن في مصر، عن وجود رواق في الأزهر كان يطلق عليه «رواق الأقباط»، خصص لأن يتلقوا بعض العلوم فيه.

سجل التاريخ للأزهر في كثير من عهوده أدواراً بارزة، اتخذت أشكالاً وطنية مختلفة، في طريق رفع الظلم الذي يقع على عوام الناس، الذين كانوا يستنجدون بعلمائه لرفع الغبن الواقع عليهم. هل يجيء مؤتمر الأزهر لنصرة القدس بعد ثمان وأربعين ساعة من ظهور هذه الكلمات للنور، استمراراً لدور الأزهر في تنبيه الناس ورفع الالتباس تجاه واحدة من أهم القضايا التي تمس قلوب العالم العربي والإسلامي، أي قضية القدس الشريف، وموقعها وموضعها في حاضرات أيامنا، وبصورة خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، باعتبارها عاصمة موحدة لدولة إسرائيل؟

مؤكد أن ذلك كذلك، ولعل المختلف والمثير هذه المرة هو أن القائمين عليه لم ينحوا جهة الخطابات الإنشائية البلاغية؛ بل عمدوا إلى مشاغبة ومشاغلة التفكير عبر ثلاثة مرتكزات فاعلة؛ الوعي، والهوية، والمسؤولية.

أما الوعي، فقد ضاع كثير من ملامحه ومعالمه وسط غبار الطريق، منذ عام 1948 وحتى الساعة؛ لا سيما في ضوء عدم الاعتداد الإسرائيلي بالقرارات الأممية، مرتكنة في ذلك إلى دعم أميركي سادر في غيه، ولهذا فإن إعادة إحياء هذا الوعي تعني، ومن جديد، تذكير العالم عامة والأجيال العربية والإسلامية خاصة، بقضايا جوهرية من عينة «المركز القانوني الدولي للقدس»، والدور السياسي اللازم لاستعادة هذا الوعي، عطفاً على الدورين الثقافي والتربوي لتبيان خصائص القضية، ناهيك عن الدور الإعلامي الذي لا مفر منه، إن أردنا استرجاع الوعي السليب بكل ما خص ويخص مدينة السلام عبر القرون المنصرمة.

على أنه لا وعي دون وضوح للهوية، وهذا ما ستركز عليه نقاشات المؤتمر، والتأكيد على الهوية العربية للقدس ورسالتها، وهو خط عريض تشتق منه حوارات ونقاشات رصينة، كالحديث عن «المكانة الدينية العالمية للقدس»، وتناول حضارة المدينة المقدسة في التاريخ، قديمه وحديثه، بل إن المؤتمر يتوقف عند نقطة جوهرية، هي أثر تغيير الهوية في إشاعة أجواء الكراهية. ولعل القرار الأميركي الأخير يدلل بما لا يقبل الشك، كيف أن التوجهات السياسية الظالمة تزرع الأحقاد ولا تطفئ النيران بين أبناء الأديان الإبراهيمية، لو يعلمون! ومن هنا تتبقى مهمة تفنيد الدعاوى المنحولة حول تاريخ القدس بنوع خاص، وفلسطين بشكل عام.

الوعي والهوية لا بد أن تستتبعهما بالضرورة المسؤولية، وهنا فإنه لا يمكن الصمت أمام الاضطهاد الواقع على القدس والمقدسيين، ما يفيد بضرورة التحرك الأممي بداية عبر المنظمات الدولية، بالإضافة إلى مخاطبة الضمير الجمعي للمجتمع الدولي. ومن حسن الطالع، فقد أظهرت غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة رفضها الواضح لمحاولة تغيير الأوضاع وتبديل الطباع، جغرافياً وديموغرافياً، على الأرض الفلسطينية المقدسة، في التصويت الأخير الذي جرى في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

تعني المسؤولية في شأن قضية القدس بنوع خاص: إقامة شبكات إنسانية، ودينية، للدفاع عن القدس التاريخية، وذلك عبر أنسنة الإشكالية دون تمذهب أو تعصب، وهي اللغة التي يفهمها العالم من حولنا ويقدرها حق التقدير، ويسعى لاحقاً في نصرة أصحابها، بغض النظر عن الإيمان أو المعتقد. إنه فن كسب الأصدقاء وتقليص الأعداء، ونحن في مواجهة ساخنة مع قوى التجبر والتكبر.

ما يميز مؤتمر الأزهر الخاص بنصرة القدس عن دونه من الفعاليات الأخيرة، أنه يسلك طريق المعرفة لبناء توجه حضاري للدفاع، توجه بعيد عن الرايات الفاقعة والأصوات الزاعقة وفلسفة الطبلة والربابة. أحسن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، حين أشار إلى أن عمق المشكلة الخاصة بالقدس يتصل بأننا - كعرب ومسلمين - غير مهيئين للتعامل مع القضية بالجدية الملحة، وسبب ذلك هو الأمية الثقافية التي وقع فيها شباب العرب والمسلمين، في مقابل فريق آخر لديه الحظ الوافر من المعلومات، بغض النظر عن كونها صحيحة أو مضللة أو مغلوطة، ولكنها كونت لديه رؤية وصورة ذهنية على أسس تاريخية، جعلت عنده استعداداً للدفاع والتضحية من أجل قضيته، بينما شبابنا لا يعرف شيئاً عن هذه القضية. يأمل المشاركون في مؤتمر الأزهر في توصيات عقلانية، من شأنها دعم القضية الفلسطينية، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني، إلا أن الإنجاز الحقيقي الذي سيحسب للقائمين عليه والمشاركين في أعماله بحق، هو خروجهم بمقرر دراسي واحد، يدرس في كافة أنحاء العالم العربي، يوعي النشء بقضية القدس وتاريخها ومقدساتها. المعرفة هي القضية... المعرفة هي الحل.

 

أجيال الميليشيات والفوضى

يوسف الديني/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/18

لا مجال للتشاؤم أو التفاؤل في استشراف مستقبل المنطقة؛ قدر أننا أمام معطيات يجب التعامل معها بشكل جاد وأمين على مستوى القراءة والاستنتاج، ومحاولة البحث عن مسارات التأثير في التخفيف من كوارث محدقة وفق المعطيات الأولى. ما يزيد على أربعة عقود منذ بداية تأسيس مفهوم الدولة القطرية بعد الاستقلال، ثم عسكرة الأنظمة، فولادة وصعود الإسلام السياسي وقيام الثورة الإيرانية، وصولاً إلى نشأة الحركات العنفية ذات المنزع السني والشيعي وتحولها إلى معارضات بديلة تتسيد المشهد، ولاحقاً أحداث «الحادي عشر من سبتمبر»، والربيع العربي، وصعود منطق الميليشيا بديلاً للدولة في مناطق متفرقة على طول وعرض العالم العربي والإسلامي، وكل ميليشيا أو تنظيم إرهابي يحظى بتحالف من قبل أنظمة لها مصالح في استثمار الخرائب، أو حتى على سبيل التبني المباشر وتعميم أذرع مستدامة كما هو الحال مع حزب الله اللبناني في تجربة الدولة داخل الدولة، أو اختطاف الدولة بالكامل كما هو الحال مع الحوثيين في التفافهم على كل أطياف التنوع في المجتمع اليمني وتجريفهم هوية البلد باتجاه آيديولوجيا الميليشيا المصطنعة حتى بالنسبة للثقافة الزيدية. والواقع المؤسف الذي شكله صعود الميليشيات وربيعها منذ انهيار الربيع العربي، نلمس اليوم تجلياته في عدد من المعطيات، منها اللجوء إلى السلطوية وإعادة بناء الدولة من جديد، ومواجهة الانهيارات الاقتصادية المحتملة، وارتفاع تكلفة الأمن وتوابعه، وتداخل مسألة الحدود بين الدول والسيادة واستغلال المعارضات وتوظيفها في استهداف الأمن القومي.

في آخر تصعيد باتجاه الهوية القلقة المأزومة قرر ملالي إيران منع تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس، باعتبارها جزءاً من الغزو الفكري الذي تتعرض له البلاد، بينما سعى الحوثيون إلى تغيير المناهج التاريخية والدينية في اليمن لتصب في صالح مشروع أكبر، وهو إعادة تأسيس هوية جديدة لليمن، وهو الأمر ذاته الذي فعلته على المستوى العسكري ميليشيا حزب الله في لبنان بإرسال فتيانها وشبانها لصفوف القتال، ونشأة الأجيال الصغيرة في تلك الأجواء الحربية على مستوى التحشيد الطائفي والعقائدي والعسكري. وبحسب تقرير غربي للقاء مع مقاتل من حزب الله لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره (أبو علي الكربل) حكى فيه أن نهايته العسكرية تلك سبقتها بداية التجنيد والتحشيد التي تتشابه مع كل تنظيمات العنف من «القاعدة» إلى «داعش»، حيث اعتاد على المجالس الدينية التي بدورها أعادت تعريف التضحوية الدينية بمعنى حزبي عسكري ضيق، متحدثاً عن عشرات المقاتلين من كل القرى الذين خضعوا لتدريبات دينية وفكرية وعسكرية في معسكرات خاصة لمدد قصيرة، لكن اللافت أنه حتى التبرير السياسي يمرر لهؤلاء الشباب في تغييب للحقائق كامل، فهو يعتقد أن ثمة خطة دولية للإطاحة بالنظام السوري لتدمير محور حزب الله - إيران، لذلك نحن بحسب رأيه نحاول الحيلولة دون ذلك.

في اليمن الوضع أكثر مأساوية حتى من تجارب العائدين - العالقين في «داعش»، فالكثير منهم عائد بجسده لكنه عالق على مستوى التفكير والخيارات المطروحة، في ظل غياب خطط جادة للتفكير في مستقبل العوائل والأطفال ممن خضعوا لهكذا تجارب ممضة وعنيفة، وتلك قصة أخرى، لكن ما فعله الحوثيون يفوق التوقعات، وفقاً لتقارير مجلس الأمن والمنظمات الدولية، حيث يتوزع الأطفال بين «أنصار الله» الحوثيين مقاتلين تحت الضغط والخطف والإغراء بالمال، أو في صفوف «أنصار الشريعة» الذراع اليمنية الجديدة لتنظيم القاعدة، وبحسب دراسات ميدانية مستقلة فإن كثيراً من الحوثيين حصدوا أكثر من 50 في المائة من نسبة تجنيد الأطفال لأغراض القتال والأعمال المسلحة.

العالقون في التنظيمات الإرهابية ممن لم يتورطوا في الانخراط الفعلي بسبب حداثة السن أو قدومهم كمرافقين، خضعوا إلى تجارب قاسية على مستوى عيش تجربة مناطق التوتر أو صفوف التعليم في مؤسسات التعليم التابعة للتنظيمات والميليشيا، وبحسب مسؤول في الرئاسة الفرنسية ثمة 700 فرنسي، ثلثهم من النساء، ونحو 500 طفل فرنسي عاشوا فترات طويلة في مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم داعش (دولة الخلافة المزعومة)، وفي أشهر ميديا للتنظيم تم توجيهها إلى العالم الغربي كانت بعنوان «أقضوا مضاجعهم»، وتتحدث عن تجنيد أطفال من دول أوروبية متنوعة، وتدريبهم على استخدام الأسلحة والمواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، وصولاً إلى استخدام وقيادة الدبابات، الأمر الذي تطور لاحقاً إلى برمجة تطبيقات على الهواتف المحمولة خاصة بالأطفال.

عشرات الآلاف من الأطفال العالقين أو اللاجئين إلى أوروبا وصلوا بعد انحدار التنظيم دون أن يكون هناك رؤية واضحة وحقيقية منفردة أو بشكل جماعي من الدول التي تنتظرها أزمة العالقين أو العائدين، هذا إذا ما استبعدنا كل التبعات التي لحقت بهم في مناطق التوتر من سوء المعاملة الجسدية أو النفسية أو الاعتداء الجنسي أو العزلة، أو البقاء لفترات طويلة في مراكز الإيواء دون أي خدمات لائقة. الأكيد أن الحروب مهما طالت والاضطرابات السياسية والنزاعات المسلحة مآلها إلى النهاية مهما طال الأمد، فالحديث عنها والتفكير فيها ضروري وعملي، إلا أنه يجب ألا يجعلنا نغفل عن التفكير في عواقبها وآثارها على المدى الطويل في تغيير تركيبة المجتمعات وثقافتها وهويتها. واجب عالم اليوم إطلاق مبادرات طويلة المدى لحماية الأجيال القادمة من خراب العقود التي مضت وآثارها على الأجيال الجديدة الأكثر هشاشة، رغم اتساع مصادر التلقي وتنوع المحتوى المطروح وسهولة الوصول إلى المعلومة بغض النظر عن مصداقيتها، والصراع اليوم هو صراع شعارات ومحتوى مغلوط في مقابل اهتمام بالجوانب الأمنية وحماية مفهوم الدولة.

أجيال الميليشيات والفوضى وقعت في فخ الخطابات الشعاراتية بمضامين دينية، واللافت أننا رغم العولمة وتغير مناخات وأهواء ومزاجات الشباب تجاه القناعات السياسية والثقافية فإنهم لا يختلفون كثيراً عن بقية الفئات في التأثر بالخطاب الديني الذي لا يزال أحد أهم مصادر التلقي لدى الجمهور لأسباب كثيرة تعود إلى بنية المجتمع من جهة، ولتمركز هذا الخطاب في الوجدان الفردي، وبغض النظر عن موضوعة «الدين» فالعالم تقريباً يعيش دورة العودة إلى خطابات الجذور والهوية بسبب الأزمات التي يمر بها، ومن هنا أصبح الخطاب الديني في العالم الإسلامي والخطابات الثورية في غيره تستبدل نجومها وخطاباتها من التعبئة إلى التماشي مع العولمة، وما يتطلبه من تراجعات في المواقف عادة ما توصف بالتسامح والاعتدال بسبب حرصها على البقاء في المنطقة الرمادية «التصالح مع العالم». تجديد الهويّة وإعادة صياغتها وفق مفاهيم العصر اليوم ومنطقه مهمة كبيرة لإيجاد صيغة مشتركة بين جيل اليوم وماضيه وحاضره، وصولاً إلى مستقبله، وهذا ما يجب ألا نغفل عنه في الحديث عن مستقبل المنطقة الذي يجب ألا يرتهن للميليشيات والفوضى!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون للسلك الديبلوماسي: لبنان نقيض للعنصرية وحمايته ضرورة والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل يبعد السلام ولاستراتيجية دولية جديدة تحترم الحقوق

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن "الحكومة التي ضمت كل الاطراف، ساهمت في ارساء الاستقرار السياسي، وحتى لو علت داخلها الأصوات المختلفة أحيانا، إلا أنها تبقى تحت سقف الاختلاف السياسي الذي يغني الحياة الديموقراطية. ولا شك في أن إنجاز قانون انتخابات، وبعد جهود مضنية، يقوم على النسبية لأول مرة في تاريخ لبنان، سيؤمن مزيدا من الاستقرار السياسي، لأنه سيسمح بعدالة أكثر في التمثيل. وهنا، أؤكد حرصي على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها".

وشدد الرئيس عون على أن "حفظ الاستقرار الأمني وسط منطقة ملتهبة، وفي بلد كلبنان، ينفعل ويتفاعل مع محيطه الى حد كبير، هو أمر بالغ الصعوبة. ولكننا تمكنا من تحقيقه ومنع انتقال نار الفتنة الى الداخل اللبناني، وذلك بفضل تضافر كل الإرادات، والتنسيق الكامل بين مختلف الأجهزة الامنية بعد التعيينات الجديدة في قياداتها".

واعتبر ان "اختيار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل مقر سفارة بلاده اليها، يعمق الفجوة ويبعد السلام ويزيد النار استعارا في الشرق، وان السلام لن يكون ما لم تبحث جديا مشاكل هذه المنطقة، من منطلق العدالة لا القوة وعبر الاعتراف بالحقوق لا الاعتداء عليها".

وجدد رئيس الجمهورية دعوة المجتمع الدولي والامم المتحدة الى "العمل على العودة الآمنة للنازحين السوريين الى بلدهم"، لافتا الى ان "الاستراتيجية التي اعتمدت "الفوضى الخلاقة" لإحداث التغيير، قد أثبتت ليس فقط فشلها الذريع بل كارثية نتائجها، وصار هناك حاجة لاستراتيجية دولية جديدة تقوم على الحوار أولا وعلى مقاربة جديدة تحترم حقوق الشعوب والدول، كبيرة كانت أو صغيرة، غنية أو فقيرة، قوية أو ضعيفة - ولا ضرورة للتذكير بأن هذه هي الأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة - فتضع حدا للدمار وللدماء، وتلتفت الى معالجة التداعيات، وأولاها مشكلة الملايين الذين اضطروا الى ترك أوطانهم وأرضهم وشدوا رحالهم نحو المجهول".

سانتوس

بدوره، اكد القائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس إن اللبنانيين "يشهدون لقيم العدالة والتعايش والاعتدال والأخوة أينما حلوا في العالم، وقد اثبتموها أنتم، فخامة الرئيس، خلال أزمة الخريف الماضي، بتغليب مصلحة الوطن وكرامة ابنائه على الاختلافات، وذلك عبر الإصغاء والاهتمام الحقيقي بالوحدة". وامل أن "تدوم روح التفاهم التي ادت الى انتخاب الرئيس عون في زمن الإنتخابات النيابية المقبلة، التي وصفها بإنها "فرصة لتقوية الديموقراطية السياسية". مواقف رئيس الجمهورية والقائم باعمال السفارة البابوية في لبنان جاءت خلال حفل الاستقبال الذي اقامه الرئيس عون عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا لاعضاء السلك الديبلوماسي وممثلي البعثات الديبلوماسية المعتمدين في لبنان والذين قدموا الى الرئيس عون التهاني بالسنة الجديدة، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والامين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي.

وكان الحفل بدأ بتوافد السفراء يتقدمهم المونسنيور سانتوس الى قاعة 22 تشرين الثاني في القصر الجمهوري، على وقع موسيقى الجيش التي عزفت الحانا خاصة بالمناسبة.

وبعد اكتمال الحضور صافح الرئيس عون السفراء الذين قدموا التهاني بإسم رؤساء دولهم.

سانتوس

والقى المونسنيور سانتوس كلمة، فقال: "فخامة الرئيس. يسر السلك الدبلوماسي المعتمد في لبنان أن يجتمع اليوم، ليتقدم من فخامتكم ومن خلالكم إلى جميع اللبنانيين، بامنياته الحارة للسنة الجديدة، لكي تكون سنة سلام غنية بكل خير. في الوقت عينه، يعز علي أن أوجه بإسم السلك الدبلوماسي، تعازي إلى سعادة السفير البريطاني في ذكرى العزيزة ربيكا دايكس، التي توفيت في ظروف مأساوية الشهر الفائت.

اننا إذ ننتظر تعيين سفير بابوي جديد لدى لبنان العزيز، أعطي لي الشرف أن أوجه اليكم هذه الأمنيات فخامة الرئيس، في وقت بالغ الأهمية في الحياة السياسية في لبنان. إن تاريخ هذا الوطن الذي يربو على آلاف السنين من الحرية والتعايش، لا يزال يشكل مصدر إلهام وتفكير للجميع. وهذا ما أعرب عنه السفير اللبناني شارل مالك سنة 1946، يوم كان يعمل على صياغة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان التي نحتفل هذه السنة بذكراها السبعين: "إذا كان من مساهمة نقدمها (لبنان)، فهي تندرج في إطار الحريات الأساسية، أي حرية التفكير وحرية الضمير وحرية الوجود". يصادف هذه السنة أيضا العيد الخامس والسبعون لإستقلال لبنان، هذا الوطن الثابت والغالي، العزيز على قلوب اللبنانيين الذين لا يألون جهدا للمحافظة عليه وصونه. ويشكل هذا العيد فرصة جوهرية للعودة إلى ركائز بلد الأرز. كما ويمكن لهذا العيد أن يساهم في إحياء المبادئ والقيم التي توحد المجتمعين السياسي والمدني. وبإمكانه أيضا المساهمة في التفكير بشكل أعمق، حول ما يسمح لهما بالتقدم والنمو.

إن ما يربط المجتمع والسياسة والعالم، إنما هي العدالة والتعايش والاعتدال والأخوة. إنها قيم يشهد لها اللبنانيون أينما حلوا في العالم، وقد اثبتموها أنتم، فخامة الرئيس، خلال أزمة الخريف الماضي، بتغليب مصلحة الوطن وكرامة ابنائه على الاختلافات، وذلك عبر الإصغاء والاهتمام الحقيقي بالوحدة. هذه الرغبة في الوحدة تجلت أيضا العام الفائت، في الجهود والصلابة التي اظهرها الجيش اللبناني والقوى الأمنية عبر إعلاء الحس بالواجب، مما سمح بصون سلامة اراضي لبنان. وقد ظهر ذلك خصوصا عندما تحرر لبنان من الوجود الإرهابي على أراضيه. إن الجيش اللبناني والقوى الأمنية، عبر أعمالهم وتضحياتهم، عادوا فأعطوا الشعب اللبناني نفحة أمل وفرصة لحياة جديدة. ولكن بكل أسف، نتيقن أنه حتى اليوم، يتم استعمال العامل الديني كمسوغ للانغلاق والإقصاء والعنف، عوض أن يوفر هذا العامل بالذات مسيرة انفتاح على الآخرين. أشير هنا، بشكل خاص، إلى الإرهاب ذي الطابع الأصولي، الذي حصد حتى السنة الفائتة ضحايا كثيرة، في لبنان وخارجه، والذي أودى بحياة جنود كانوا يحاولون صون البلد.

في هذا الإطار الدولي المعقد والمأزوم، منح هذا البلد على الدوام المساعدة والملجأ لاولئك الهاربين من الحروب. أود هنا الاستشهاد بكلام قداسة البابا فرنسيس أمام السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، الأسبوع الفائت: "هذه البلدان التي تختبر أوضاعا صعبة، تستحق التقدير والمساعدة من قبل المجتمع الدولي المدعو، في الوقت عينه، إلى العمل على خلق الظروف الملائمة لعودة النازحين إلى بلدهم. إنه التزام يجب أن يقوم به المجتمع الدولي بشكل محسوس، بدءا من لبنان، حتى يظل هذا البلد العزيز "رسالة" للاحترام وللتعايش، ومثلا يحتذى به، في المنطقة وفي العالم كله". نحن جميعا، الحاضرين هنا، وقد كنا شهودا على الإجماع الواسع الذي سمح للبنان بالوصول إلى تفاهم بين جميع مكوناته وقواه السياسية من أجل انتخاب فخامتكم رئيسا للجمهورية، نأمل أن تدوم روح التفاهم ذاته في زمن الإنتخابات النيابية التي سوف تجري في السادس من أيار المقبل. إنها فرصة لتقوية الديموقراطية السياسية التي تتمحور حول التوازن بين الحقوق والواجبات، حول مبدأ المسؤولية وقيم التضامن الاقتصادي والاجتماعي، وفق ما نصت عليه المادة السابعة من الدستور اللبناني.

فخامة الرئيس، منذ قرن، كان العالم لا يزال غائصا في الحرب العالمية الأولى، تلك المجزرة العبثية. تشكل سنة 2018 ذكرى نهاية تلك الحرب. إن السنة الجديدة التي تبدأ، تمنحنا، إذا، الفرصة للإحتفال بالسلام، كما وصف ذلك، بشكل مميز، الكاتب المشهور جبران خليل جبران: "أنتم حاضرون في أعمال الأناس الآخرين الذين، بدورهم، ولو بدون معرفتهم، هم موجودون معكم في كل يوم من أيامكم. لن يقعوا إذا لم تسقطوا أنتم معهم، ولن ينهضوا إذا لم تقدروا على الوقوف". فخامة الرئيس، نتمنى لكم شخصيا، لعائلتكم، لمؤسسات الجمهورية، لأعضاء الحكومة، وعبر شخصكم، للشعب اللبناني بكامله، عاما سعيدا. عاش لبنان".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون بكلمة، فقال: "أصحاب السعادة، حضرة ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان، ارحب بكم، في القصر الجمهوري، وإذ اشكركم على تهنئتكم لمناسبة حلول العام الجديد، وعلى الكلمة التي وجهها باسمكم، سعادة المونسنيور إيفان سانتوس، أتقدم منكم، ومن شعوبكم ودولكم وممن تمثلون، وأيضا من عائلاتكم ومساعديكم، بأصدق التمنيات بأن يحمل هذا العام، الخير والأمن والازدهار رغم كل التحديات. وأغتنم هذه المناسبة لأشكر كل الدول الصديقة التي ساندت لبنان ودعمته في خطواته نحو الاستقرار. وقد شهدنا بيروت تستعيد فرحها وتغالب أزماتها وتأبى إلا أن تنشر البهجة والأمل؛ والفرح هو سمة الشعوب الحية التي تتخطى دوما مصاعبها وتكمل طريقها بعزم وإقدام وثقة بالمستقبل.

وأتوجه أيضا بالشكر الى قداسة البابا، الذي أبدى في خطابه أمام السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، تفهما كاملا لوضع لبنان وتقديره للجهود التي بذلها في موضوع النازحين، مع تشديده على ضرورة عودتهم، ودعوته المجتمع الدولي إلى العمل على خلق الظروف اللازمة لهذه العودة. أصحاب السعادة، عام ونيف، عمر هذا العهد، وأول أولوياتي حددتها في خطاب القسم وأعدت تأكيدها في كلمتي من هذا المنبر العام الماضي، وتتلخص بتأمين الاستقرار، وكانت البداية للاستقرار السياسي، إذ من دونه لا يمكن إنجاز أي تقدم في أي مضمار. والحكومة التي ضمت كل الأطراف السياسية الرئيسية، ساهمت في إرسائه وحتى لو علت داخلها الأصوات المختلفة أحيانا، إلا أنها تبقى تحت سقف الاختلاف السياسي الذي يغني الحياة الديمقراطية. ولا شك في أن إنجاز قانون انتخابات، وبعد جهود مضنية، يقوم على النسبية لأول مرة في تاريخ لبنان، سيؤمن مزيدا من الاستقرار السياسي، لأنه سيسمح بعدالة أكثر في التمثيل. وهنا، أؤكد حرصي على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

الشأن الاجتماعي والاقتصادي هو الطريق الأصعب، لأن لبنان غارق منذ عقود بهدر المال العام وغياب المحاسبة، كما بالديون، وإن تعددت الأسباب والدوافع، فإن النتيجة على الاقتصاد اللبناني واحدة. لكننا اليوم، وضعنا القطار على السكة، فأقرت الموازنة بعد غياب أعوام وأعوام، وكذلك قانون الإصلاح الضريبي. وجهدنا سيتركز خلال هذا العام على الشأن الاقتصادي تخطيطا وتطبيقا. إن التعيينات التي حصلت في مختلف مؤسسات الدولة، منحتها حيوية ووضعت نهج عمل مختلفا ومتقدما، سواء في القضاء بحيث أمنت استقلاليته، وجعلته أكثر حصانة، أو في الإدارة حيث وضعتها على الطريق الصحيح لمكافحة الفساد وللمضي قدما في الإصلاح كما في الانتاجية، أو في الأمن حيث ظهرت النتائج جلية ولمسها اللبنانيون كما كل العالم.

لا شك أن حفظ الاستقرار الأمني وسط منطقة ملتهبة، وفي بلد كلبنان، ينفعل ويتفاعل مع محيطه الى حد كبير، هو أمر بالغ الصعوبة. ولكننا تمكنا من تحقيقه ومنع انتقال نار الفتنة الى الداخل اللبناني، وذلك بفضل تضافر كل الإرادات، والتنسيق الكامل بين مختلف الأجهزة الامنية بعد التعيينات الجديدة في قياداتها. فانتصر لبنان على أشد المنظمات الإرهابية إجراما ووحشية، وتمكن جيشنا الباسل من طردها من الأراضي اللبنانية، بعدما استطاع هو وسائر القوى الأمنية الأخرى إبعاد خطرها عن الداخل ومنعها من تنفيذ مخططاتها الدموية. ولا شك في أن الاستقرار السياسي والالتفاف الشعبي حول قوانا المسلحة أمنا لها الدعم المطلوب كي تتمكن من إنجاز مهمتها. أصحاب السعادة، إن الارتدادات لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده الى القدس، والتي تشبه القول المأثور "يهب ما لا يملك لمن لا يستحق"، بما يعنيه ذلك من اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ودعمها في مشروعها العنصري بتهويد دولتها، لا تزال تتفاعل.لا شك في أن من حق كل دولة أن تقرر مقار سفاراتها في العالم وفقا للقانون الدولي وبعد اتفاق الدولتين المعنيتين، ولكن اختيار القدس تحديدا، بكل ما تحمل من إرث ديني لكل الأديان السماوية، وبكل ما لها من خصوصية حتى في القرارات الدولية ذات الصلة، وما تشكل من إشكالية منذ احتلال فلسطين، يعمق الفجوة ويبعد السلام ويزيد لهيب النار في الشرق.

إن السلام، قبل أن يكون اتفاقات على الورق أو خطوطا على الأرض، هو شعور داخلي، هو حالة يعيشها المجتمع ويمارسها، والتاريخ يشهد على أن كل اتفاقيات السلام التي فرضتها الحكومات فرضا على شعوبها من غير قناعة ومن غير قبول داخلي، لم توصل أبدا الى السلام الحقيقي، سلام الشعوب. وقطعا الشعور بالظلم والاضطهاد لا يمكن أن يمهد لأي سلام، والتعنت والإمعان في الاعتداء على الحقوق لن يحلا مشكلة، بل على العكس ستزداد الكراهية وسيتفاقم العنف، فهل هذا هو المطلوب؟ هل المطلوب شحن النفوس وإشعالها بنار الظلم والحقد لتصبح فريسة سهلة للأفكار المتطرفة وصيدا للتنظيمات الإرهابية؟ إن السلام لن يكون ما لم تبحث جديا مشاكل هذه المنطقة، من منطلق العدالة لا القوة، وعبر الاعتراف بالحقوق لا الاعتداء عليها.

إن الاستراتيجية التي اعتمدت "الفوضى الخلاقة" لإحداث التغيير قد أثبتت ليس فقط فشلها الذريع بل كارثية نتائجها، وصار هناك حاجة لاستراتيجية دولية جديدة تقوم على الحوار أولا وعلى مقاربة جديدة تحترم حقوق الشعوب والدول، كبيرة كانت أو صغيرة، غنية أو فقيرة، قوية أو ضعيفة - ولا ضرورة للتذكير بأن هذه هي الأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة - فتضع حدا للدمار وللدماء، وتلتفت الى معالجة التداعيات، وأولاها مشكلة الملايين الذين اضطروا الى ترك أوطانهم وأرضهم وشدوا رحالهم نحو المجهول.

لقد كرس قداسة الحبر الأعظم رسالته في اليوم العالمي للسلام لموضوع المهجرين واللاجئين، الذين يبحثون عن مكان آمن يمكنهم من العيش بسلام. وفي رسالته نرى بوضوح الحجم الذي بلغته هذه المشكلة ومدى الضغط الذي صارت تشكله على مستوى العالم، والحاجة الملحة لمعالجتها. وإن كانت الحاجة الى المعالجة قد باتت ملحة على مستوى العالم، فأنها أكثر من ملحة في لبنان، لأن مشكلة النازحين تضغط بكل ثقلها ومن النواحي كافة، الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فحتى قداسته دعا حكام الدول التي تستقبل اللاجئين الى احترام الحدود التي يرسمها الصالح العام، لأن لهم "مسؤوليات محددة تجاه مجتمعاتهم الخاصة، التي ينبغي عليهم ضمان حقوقها وتنميتها المتناغمة".

ولا يخفى على أحد الوضع الاجتماعي والاقتصادي الضاغط الذي يعيشه لبنان، بضيق مساحته وضعف موارده، أضف الى ذلك ان معظم النازحين يعيشون في بيئة صحية واجتماعية غير سليمة، بالرغم من كل تقديمات المؤسسات الدولية واللبنانية، ونحن عاجزون عن تحسين أوضاعهم، فإمكاناتنا محدودة وليس في الأفق أي حلول، لذلك أغتنم هذه المناسبة لأجدد مطالبتنا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمساعدتهم على العودة الآمنة الى بلادهم.

أصحاب السعادة، إن النموذج اللبناني هو نقيض العنصرية والأحادية، هو نموذج عيش الوحدة ضمن التعددية والتنوع، والمحافظة عليه وحمايته هما ضرورة للعالم وحاالاجهزةجة، لذلك سبق وطرحت في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ترشيح لبنان ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق وأجدد الطرح أمامكم اليوم.

ولذلك أيضا رفع قداسة البابا بالأمس الصوت عاليا، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته فعليا انطلاقا من لبنان، كي يبقى "هذا البلد الحبيب"، كما يقول قداسته "رسالة الاحترام والتعايش، ونموذجا ينبغي التمثل به للمنطقة وللعالم بأسره". كل عام وأنتم بخير، عاش لبنان".

وفي ختام الاستقبال اقيم حفل كوكتيل وتم توزيع قطع من الشوكولا على السفراء صنعت خصيصا للمناسبة من مكونات مستخرجة من شجرة الارز الخالدة، وشجرة اللزاب التي تنمو على ارتفاع اكثر من 2100 متر. وتشكل الشجرتان الغطاء الاخضر الوحيد لقمم جبال لبنان، وبدونهما تتحول المرتفعات الجبلية اللبنانية الى مساحات جرداء.

وزير الثقافة

وكان الرئيس عون استقبل صباحا وزير الثقافة غطاس خوري، وبحث معه اوضاع وزارته والمشاريع المستقبلية التي تنوي تنفيذها لتعزيز الحضور الثقافي اللبناني في العالم.

 

بري التقى في طهران خامنئي ورؤساء البرلمانات الإسلامية

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018 /وطنية - طهران - إلتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري مرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي مع رؤساء المجالس والوفود المشاركة في المؤتمر.وخلال اللقاء نوه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني مرة اخرى بكلمة الرئيس بري وما تضمنته من مقترحات.

 

بري في مؤتمر البرلمانات الاسلامية في طهران محذرا: اسرائيل تقيم جدارا ضمن الحدود واليونيفيل على علم بذلك

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018

وطنية - حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من "اقامة اسرائيل لجدار ضمن الحدود اللبنانية"، مشيرا الى ان "قوات اليونيفل في الجنوب أعلمت ببدء البناء اخر الشهر الحالي على الرغم من رفض لبنان"، مؤكدا "رفض هذا العمل"، مشيرا الى ان "ذلك يندرج ايضا في اطار تمرير صفقة العصر".

ودعا الرئيس بري في كلمة له أمام برلمانات دول منظمة التعاون الاسلامي خلال جلسة افتتاح مؤتمر اتحاد هذه البرلمانات صباح اليوم في العاصمة الايرانية طهران، الى "التضامن والتوحد بين المسلمين لمواجهة كل ما تتعرض له فلسطين والقدس وقضايا الشعوب الاسلامية".

وجدد بري دعوته الى "اغلاق السفارات العربية في واشنطن ردا على قرار الرئيس الاميركي بنقل السفارة الاميركية الى القدس"، داعيا الى "تعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل، والى الغاء اتفاق اوسلو".

روحاني

وفي افتتاح المؤتمر، ألقى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني كلمة أكد فيها على مكافحة التطرف والارهاب، وقال: "ان البلاد الاسلامية اليوم بحاجة الى مزيد من الاهتمام لتحديث الديموقراطية اكثر من اي وقت مضى، وان الغرب مخطىء برؤيته ونظرته بأن لا علاقة للاسلام بالديموقراطية".

وشجب بشدة قرار الرئيس الاميركي نقل السفارة الى القدس، مؤكدا ان "أولوية الاولويات في العمل الاسلامي عادت الى القدس".

بري

ثم افتتح رئيس مجلس الشورى الايراني جلسة الدكتور علي لاريجاني جلسة العمل، وبعد انتخاب نائبي رئيس الاتحاد وأمينه العام، توالت كلمات رؤساء المجالس والوفود، وتم تقديم كلمة الرئيس بري وتجاوز التسلسل الابجدي للدول.

والقى الرئيس بري الكلمة الآتية:

"بداية اتوجه بالتحية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية هذا البلد الصامد الصابر الذي انحاز دائما الى فلسطين وشعبها وقضايا شعوبنا والعالم الثالث ، وهو الامر الذي يمثل التزاما دينيا وسياسيا واخلاقيا.

أتقدم بإسمي و بإسم المجلس النيابي اللبناني بأحر التعازي بضحايا فاجعة ناقلة النفط الايرانية التي أودت بحياة العشرات من ابناء هذا الشعب العظيم.

وبعد، إنني اشكر لمجلس الشورى الاسلامي الايراني استضافته لاعمال هذا المؤتمر البرلماني وحسن استقباله ووفادته، وأشكر للامانة العامة واللجنه المنظمة اعدادها الناجح وتقاريرها الوافية عن اعمال اللجنة التنفيذية واللجان وما تحقق في متابعة تنفيذ قرارات وتوصيات مجلس الاتحاد.

سأدخل اليكم مباشرة من باب القدس، أتذكر انه وعلى منبر مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني الذي انعقد في طهران في 20 - 22 شباط 2017، اني حذرت من اتجاهات الموقف الاميركي لنقل السفارة الى القدس ودعوت الى استعداد عربي اسلامي لمواجهة مثل هذه الخطوة اذا وقعت رسميا برد يتمثل بإغلاق سفاراتنا في واشنطن، اذ ان سفاراتنا أساسا لا تفعل شيئا سوى تلقي الاملاءات التي تناسب السياسات والمصالح الاميركية.

تلك الصرخة كانت تستشعر عن بعد اخطار هذه اللحظة السياسية، وجاءت في وقت لا تزال فيه مواقف تراهن على دور الراعي الامريكي لما يسمى بعملية السلام، وتريد مواصلة دفن الرؤوس في الرمال ولا تريد ان ترى الاخطار المترتبة على تصعيد البناء الاستيطاني الاسرائيلي واستكمال تزنير القدس المحتلة بالاطواق الاستيطانية، واستمرار اسرائيل وقطعان المستوطنين في تدنيس حرمة المسجد الاقصى المبارك ومحاولات تقسيم الحرم القدسي الشريف مكانيا وزمانيا والرقابة بالكاميرات على أبواب المسجد الحرام والحفريات التي تهدد أساس المسجد المبارك، واستمرار عمليات تهويد فلسطين وأسرلة القدس عبر تجريد المواطنين المقدسيين العرب الفلسطينيين من اوراقهم الثبوتية ومصادرة منازلهم واملاكهم وحصار قوى عملهم وإنتاجهم.

واتذكر أنه وعلى منبر مؤتمر دعم الانتفاضة الذي انعقد في طهران في 24/4/2001 ان المرحوم فيصل الحسيني رئيس بيت الشرق، حذرنا مما يقع من تهديدات لتاريخ وجغرافيا ومستقبل القدس، وقدم جردة حساب لما تحتاجه المدينة كل يوم من اجل الحفاظ على طابعها العربي والاسلامي والمسيحي ولكن هيهات...هيهات من يسمع؟

ولكن ها نحن اليوم نواجه نتيجة الاحتلال الممتد منذ العام 1967 الذي استكمل احتلال القدس. وصادق الكنيست الاسرائيلي فجر الثاني من الشهر الحالي على قانون (القدس الموحدة) و لكن اسرائيلية، الذي يمنع اي حكومة اسرائيلية من التفاوض على اي جزء من القدس الا بعد موافقة غالبية شبه مستحيلة. ونحن نستمر بالجدل البيزنطي ولنقل الجدل العربي حول ايهما قبل وايهما بعد وأين تعقد القمة؟ هنا ام هناك؟

 

الكتائب:الانتخابات فرصة لمحاسبة السلطة على سوء ادائها في ادارة الدولة

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018/وطنية - بحث المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل في اجتماعه الأسبوعي في آخر المستجدات، وأصدر في ختام مداولاته البيان التالي:

اولا : فشلت السلطة السياسية في تطبيق الاصلاحات التي اعتمدتها في قانون الانتخاب، والتي على اساسها ارجئت الانتخابات وتم التمديد للمجلس النيابي الحالي، وهي بذلك برهنت مرة اخرى على سوء ادائها غير المسبوق في إدارة الدولة . إن هذه الاستباحة للقوانين والنكث بالوعود المقطوعة امام الناس، تشكل حافزا إضافيا لمحاسبة هذه السلطة من خلال الانتخابات المقبلة، التي هي مناسبة لتجديد الحياة السياسية على اسس عمادها المصداقية والنظافة واحترام كرامة الناس .

ثانيا : إن لجوء السلطة الى مؤسسات أجنبية، لدراسة اسباب الكوارث التي الت اليها الاوضاع، فيما البلاد تزخر بإمكانات وطاقات لا حدود لها، يدل على تجاهل الكفاءات اللبنانية العالية الموجودة، وعلى تبسيط لمقاربة موضوع الاقتصاد الوطني، في وقت لا يحتاج فيه لبنان الى دراسات إضافية إنما الى إرادة سياسية قوية .لذلك، يدعو حزب الكتائب اهل الاختصاص والكفاءات واصحاب الخبرات الى تذكير وزير الاقتصاد بالدراسات الاصلاحية المتراكمة، ومن بينها الخطة الاقتصادية التي قدمتها الكتائب العام 2015 وكلها تكشف مكامن الخلل وتطرح الحلول لمواجهة الازمة الاقتصادية الحالية .

ثالثا : توقف حزب الكتائب عند موضوع إهمال هذه السلطة لوعودها في موضوع موازنة العام 2018، وقد تخطت المهل الدستورية والقانونية ولم ترسل حتى تاريخه مشروع الموازنة الى المجلس النيابي، متجاهلة مخاطر عدم انتظام المالية العامة والعودة الى اعتماد القاعدة الاثنتي عشرية. لذلك، ينبه حزب الكتائب اللبنانيين من نتائج هذا الاستهتار ويدعوهم الى الاستعداد لمواجهة هذا النهج الذي يضرب مقومات الاستقرار الاقتصادي .

رابعا : تصر السلطة على تحويل الشاطىء اللبناني الى مكب نفايات كبير تطمر فيه بشكل عشوائي نفايات غير مفرزة ما يؤدي الى كارثة صحية وبيئية، الامر الذي يستدعي اللجوء الى كل المرجعيات الدولية لمواجهة هذا الخطر على مستقبل الاجيال الصاعدة .

خامسا : بعد قرار منع فيلم"The Post" للمخرج الاميركي "Steven Spielberg" ، يعتبر حزب الكتائب ان الدستور يحفظ حق جميع اللبنانيين في حرية الاطلاع والمعرفة والانفتاح على الفنون والثقافات، وهي حقوق مقدسة، ويحذر من مغبة المس بها تحت اي ذريعة.

لقد كنا نرى ونسمع ونلمس اتجاهات الامور وكنا نكتفي بالخطب وبيانات الادانة والاستنكار وبإنشاء الصناديق الوهمية، وبالاعتقاد اننا نكسب الوقت فيما نحن نحرقه وتختبئ خلف اصابعنا والاعتقاد بدرء الاخطار عبر القاء المسؤوليات تجاه القدس وتاريخها ومستقبلها على هذه الجهة وذلك النظام، الى ان حل اليوم ويكاد يضيع كل شيء لولا بطولات الشعب الفلسطيني، الشعب المقدسي الذي يواجه الاحتلال المدجج بأحدث الاسلحة وبخبرة عريقة في عمليات القتل والقمع بصدره وقبضات أبنائه العارية، وقد قتل منذ قرار ترامب الاخير الى اليوم نحو العشرات واصيب اكثر من ألف بجراح واعتقل مئات بينهم نساء واطفال.

اننا اذ يجب ان لا ننكر على شعوبنا تحركها التضامني مع الشعب الفلسطيني، فإن علينا ان نعترف ان مختلف انماط انظمتنا قد نجحت في تبريد ردود افعال شعوبها وتجريدها من قوة الفعل والتزمت بعمليات تطبيع في العلن والسر والسير باتفاقيات مع اسرائيل المتنكرة لكل الاتفاقيات والاعراف والقوانين.

لقد فشلت اكثر من ثماني وعشرين غزوة في القرون الوسطى في تطويع وتطبيع القدس وانتصرت مقاومة شعوبنا، وسننتصر اليوم لو اردنا شعوبنا، لو اردنا ارادة شعوبنا ومن يقف خلفه كل عضلاته وحول فلسطين الى معتقل كبير وعلق شعبها على الصليب وقتل وهتك ودمر، الا ان ذلك يحتاج ليس فقط الى دعاء بل الى اضافة شيء من القطران.

اني اجدد دعوتي الى :

- نقل السفارات الاسلامية من واشنطن ومقاطعة ادارة الرئيس ترامب حتى الرجوع عن قراره بضم القدس.

- وقف كل المفاوضات المتصلة بما يوصف بعملية السلام حتى صدور اعلان واضح بوقف الاستيطان وازالة المستوطنات والتزام قرار مجلس الامن رقم 2334.

- اصدار دولنا لاعلان واضح ومؤكد ولا رجوع عنه بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها الابدية القدس.

- دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، نعم المقاومة بكل أنواعها وبكل أشكالها حتى تحقيق أمانيه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

- الغاء اتفاق اوسلو وليس الدوران حوله، والذي منذ البداية انتبه المرحوم الرئيس حافظ الاسد ان كل نقطة فيه تحتاج الى اتفاق والغاء كل الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل واعتبارها وكأنها لم تكن واغلاق السفارات الاسرائيلية في العواصم العربية والاسلامية، بالترافق مع حملة برلمانية على الاتحادات البرلمانية كافة وعلى برلمانات العالم لتحقيق الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس.

- الرفض التام والمطلق لكل مشاريع التوطين واستبدال الاراضي والوطن البديل او العاصمة البديلة.

- انشاء صندوق برلماني شعبي لدعم بناء المؤسسات الرسمية الفلسطينية في القدس ودعم صمود الفلسطينيين المقدسيين خصوصا وأعمالهم ومؤسساتهم على اختلافها.

ان كل ما تقدم يتوقف بداية على بناء تفاهم فلسطيني - فلسطيني راسخ بدون شروط مسبقة سوى التمسك بالسلاح الفلسطيني حتى جلاء الاحتلال وفك الحصار عن غزة وازالة جدار الفصل العنصري، كما يتوقف على المستوى الاسلامي على بناء تفاهمات اسلامية - اسلامية تلعب الدبلوماسية البرلمانية ادوارا لبنائها ووقف تبديد الثروات والطاقات على استقطاب جهات من خلال استمرار الحروب الصغيرة الجارية في بعض الدول الاسلامية وتمويل انتحار دولنا، وسلوك طريق الحلول السياسية بدلا عن ذلك في سوريا واليمن وليبيا وحفظ وحدة وأمن واستقرار مصر وأولوياتها في الحفاظ على أمنها المائي والدعم الصادق للحرب ضد الارهاب وتجفيف مصادره وموارده وحركته عبر الحدود.

انني احذر سلفا من اننا نقف وجها لوجه امام محاولة لاحداث تحول جذري في السياسات الاميركية اذ يشكل الامر التنفيذي الذي وقعه الرئيس ترامب لنقل السفارة الاميركية الى القدس طليعة هذا الانقلاب وليس الانقلاب على المواقف الاميركية والاممية السابقة.

كما ان توقيع عقوبات جديدة على شخصيات ايرانية للانتقام من الفشل حتى الان في تمزيق او تعديل الاتفاق النووي بين ايران ودول الخمس زائدا واحدا، امر سوف لا يؤدي سوى الى مزيد من التوترات الدولية والاقليمية والتضييق على الشعب الايراني.

انني ادعو الى الخروج على هذه السياسات المتسرعة التي تتنكر للالتزام بالاتفاقيات الدولية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والانسحاب منها كما وقف تمويل منظمة الاونروا واغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

واخيرا لا آخر، السماح لاسرائيل ليس ببناء جدار على الحدود الجنوبية اللبنانية الفلسطينية فحسب، بل واقامة هذا الجدار في اراض متنازع عليها وهي ضمن الحدود اللبنانية، يعتبرها لبنان حدوده. وقد اخذت قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني علما بالبدء بالبناء آخر الشهر الحالي بالرغم من الرفض اللبناني ، كل هذ ضغط مؤكد لتمرير صفقة العصر او عقاب لعدم تمريرها.

اما آن لنا بعد كل هذا ان نتضامن وأن ننسق، أما آن لنا ان نتوحد. هل ترانا نطلب الكثير ؟ اليس ذلك قليلا من كثير؟ افيدونا افادكم الله".

وبعد كلمة الرئيس بري، نوه لاريجاني بالكلمة معتبرا انها تضمنت مقترحات وجيهة، داعيا رؤساء المؤتمرين الى اخذها في الاعتبار ودرسها لادراجها في التوصيات الختامية للمؤتمر.

 

تعميم للحريري: لضم الأسباب الموجبة لمشاريع القوانين والمراسيم تحت طائلة اعادتها الى الادارة المعنية

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018 /وطنية - أصدر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تعميما طلب فيه من جميع الإدارات العامة ضم الأسباب الموجبة لمشاريع القوانين والمراسيم تحت طائلة اعادتها الى الادارة المعنية، وفي ما يلي نص التعميم: نص القانون رقم 28 تاريخ 10/2/2017 (الحق في الوصول الى المعلومات) في المادة السادسة منه على ما يلي:"تنشر الأسباب الموجبة مع القوانين والمراسيم على مختلف أنواعها في الجريدة الرسمية بواسطة الجهة المناط بها صلاحية النشر أو صلاحية الاصدار". ولما كان الأمر الذي يستفاد منه ضرورة ضم الأسباب الموجبة لكل مشاريع القوانين ومشاريع المراسيم على مختلف أنواعها قبل توقيعها تمهيدا لنشرها في الجريدة الرسمية، وحيث أنه قد لوحظ أن العديد من الإدارات العامة لا تقوم بضم الأسباب الموجبة لمشاريع المراسيم عند إيداعها المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء، لذلك، يطلب الى جميع الإدارات العامة، ضرورة ضم الأسباب الموجبة لمشاريع القوانين ومشاريع المراسيم على اختلاف أنواعها تحت طائلة إعادتها الى الإدارة المعنية".

 

الجميل عرض الاوضاع مع السفير السعودي

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في مكتبه في بيت المستقبل في بكفيا، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد اليعقوب. وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة. واعلن اليعقوب بعد اللقاء: تشرفت بزيارة فخامة الرئيس الجميل وبزيارة أسرة عريقة لها باع طويل في سياسة لبنان، واستعرضنا الإوضاع عموما وكان اللقاء مفيدا استمعنا فيه الى فخامة الرئيس وحكمته.

 

خليل عرض الأوضاع مع جعجع: الحياة الديمقراطية في لبنان ليست قانونا بل ممارسة فعلية

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018/وطنية - إلتقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مساء أمس في معراب، عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب يوسف خليل في حضور القيادي في الحزب الدكتور زياد المعلوف. ولفت خليل، عقب اللقاء الذي دام قرابة الساعة من الوقت، إلى أن جعجع "صديق قديم وحالي وهذه الصداقة مستمرة لأنها صداقة فعلية لا تتأثر بالمصالح السياسية أو الدنيوية"، موضحا أنه "بالرغم من أن الزيارة كانت لمعايدة رئيس "القوات" بالأعياد إلا أنها أتت مناسبة للبحث في القضايا السياسية، الإجتماعية والإقتصادية في ظل ما تشهده البلاد من مناكفات سياسية".  وقال: "الجميع يعرف مدى تأثير جعجع في الحياة السياسية في لبنان سابقا وحاليا ومستقبلا لذلك بحثنا في القضايا كافة وتوقفنا عند رأيه في ما يتعلق بالمبادئ السياسية التي يمكنها أن تحقق الديمقراطية في البلاد". وأشار خليل إلى أن "الحياة الديمقراطية في لبنان ليست قانونا وإنما ممارسة فعلية ونوع من التطبيق الفعلي على أن يرضى الإنسان بالمنافسة"، مؤكدا أنه "لا يمكن للتحالفات الإنتخابية في لبنان أن تكون على أساس مبدئي إلا عند الأحزاب السياسية التي لديها مرشحيها فيما الشخصيات السياسية غير المنتمية إلى أحزاب ولديها صداقات معها يمكنهم أن يعقدوا تحالفات إنتخابية طبيعية ما يعد إحياء وتقوية للديمقراطية في نظامنا اللبناني".

 

تيننتي للوطنية: اليونيفيل مستمرة في التأكيد للطرفين على حساسية القيام بأي أعمال على طول الخط الأزرق

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018/وطنية - قال الناطق الرسمي باسم قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل" اندريا تيننتي ردا على سؤال لمندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" حسين معنى حول نية العدو الاسرائيلي البدء ببناء الجدار الفاصل على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة: "اطلعت اليونيفيل على التقارير الاعلامية، وقيادتها تتواصل مع الطرفين بشكل تام من أجل إيجاد حل مشترك لهذا الموضوع، ومن اجل تحسين الترتيبات الأمنية في لمنطقة". اضاف: "نظرا لحساسية هذه المنطقة، فنحن نعتبر انه من الحتمي والضروري ان نتوصل الى حلول متفق عليها مع الطرفين من أجل تخفيف احتمالات التوترات المتفرقة، وكذلك من أجل تقليل نطاق اي سوء تفاهم محتمل بين الأطراف. وتستمر اليونيفيل في التأكيد للطرفين على حساسية القيام بأي أعمال على طول الخط الأزرق".وختم: "من المهم جدا لكافة الأطراف أن يستفيدوا من ترتيبات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل، بما في ذلك الاجتماع الثلاثي، من أجل ايجاد حلول تهدف لمنع الخروقات والتقليل من التوتر وحفظ الاستقرار في منطقة العمليات".

 

الراعي غادر الى القاهرة للمشاركة في مؤتمر الازهر لنصرة القدس: المدينة للديانات الثلاث ولا نقبل أن تعطى اللون اليهودي او التهويدي

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018 /وطنية - غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء اليوم، مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، متوجها الى القاهرة، مترئسا وفدا ضم رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده ابو كسم ومدير الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي وليد غياض، للمشاركة في المؤتمر الذي ينظمه الازهر الشريف بعنوان "المؤتمر العالمي لنصرة القدس". وكان في وداع الراعي في صالون الشرف في المطار، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، قائد جهاز امن المطار العميد الركن جورج ضومط، رئيس مكتب مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، الدكتور الياس صفير وعدد من المطارنة. وقبيل مغادرته، تحدث البطريرك الماروني الى الصحافيين، فوجه "تحية كبيرة الى رئيس الجمهورية لإيفاده الوزير ابي خليل". وقال: "الزيارة الى القاهرة بدعوة من رئيس الازهر الدكتور أحمد الطيب للمشاركة في المؤتمر العالمي لنصرة القدس. وهذا الموضوع اهميته كبيرة بعد اعتراف الرئيس الاميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة اليها". أضاف: "موضوع القدس ليس جديدا وخصوصا على مستوى الكنيسة التي كانت تدافع عن القدس مدينة مفتوحة للديانات الثلاث. عندما نقول القدس لا نعني الارض والمشكلة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين فحسب، انما هي أمر ثقافي وديني وتراثي وحضاري نحن معنيون فيه كمسلمين ومسيحيين ويهود. لذلك، لا أحد يقبل بأن تعطى القدس لونا معينا وخصوصا كما تعطى اليوم اللون اليهودي او التهويدي". وتابع: "هذا المؤتمر العالمي سيضم شخصيات من كل البلدان وسيصدر عنه بيان مشترك. ومن المؤكد ان مطلبنا الأساسي سيكون حماية القدس مدينة مفتوحة لأن الديانات الثلاث معنية بها وبحماية الثقافة والتراث، وهو موقفنا الدائم. رغم كل النزاعات السائدة القدس يجب أن تبقى مدينة مفتوحة للديانات الثلاث ولكل سياح العالم لما لها من قيمة تاريخية، كما أنها المكان الذي تحقق به كل سر الخلاص الذي نؤمن به. لذلك هي تمثل جذورنا كلها، ووفق هذه النية نشارك في المؤتمر على أمل أن يؤتي ثمارا بناءة". وأردف: "إن موضوع القدس لا ينفصل بتاتا عن القضية الفلسطينية وهما مترابطان، مما يتطلب حلا لا يمكن للاسرة الدولية ان تهمله، لان معالجة هذه القضايا لا تكون بالقوة والحرب والنزاعات". وردا على سؤال عن اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري نقل السفارات الاسلامية من واشنطن، قال الراعي: "نحاول معالجة الامر سياسيا بين الدول، فهذا الموضوع ليس من نهجنا ككنيسة". وعن مرسوم ترقية ضباط دورة 1994، وإذا كان لبكركي دور في تقريب وجهات النظر، قال: "إذا كنا نريد الاحتكام الى القانون فاليوم بالذات نشر رأي هيئة الاستشارات والامر واضح، فإذا كانت النوايا سليمة ولا خلفيات وراءها فالدستور والمادة 54 واضحان. ان موضوع الاقدمية شيء وموضوع الترقيات شيء آخر، فالاول يوقع على مرسومه وزير الدفاع، اما الثاني فحتما يوقع عليه وزير المالية، لذلك الخلاف يجب ان ينتهي لان لا سبب له".

وختم: "البلد لم يعد يحتمل اي ازمة اقتصادية، وكلنا نعرف ان شعبنا يفتقر أكثر فأكثر والشباب يهاجر، ومن غير المسموح ألا يعالج المسؤولون هذا الامر، ونرفض أن ينعكس كل خلاف سياسي صغير بين المسؤولين على معيشة المواطنين".

ابي خليل

بدوره، قال وزير الطاقة: "من المؤكد ان الحكومة من ضمن الالتزامات التي اعلنتها في بيانها الوزاري او في كل المحطات الثانية، وضعت التزاما واضحا بحل الازمات المعيشية والاقتصادية التي يعانيها المواطن، على صعيد المحروقات او الكهرباء. إن الحلول لهذه الازمات متوافرة، وقد حققنا إنجازات خلال عام 2017، ونتمنى في هذا العام ان يستمر الجو السائد والذي يسمح بتحقيق المزيد من الانجازات. لقد وضعنا معملين للكهرباء ومحطات تحويل رئيسية وخطوط نقل في الخدمة. كذلك أقر منح رخص انتاج واستكشاف النفط في المياه الاقليمية، والحكومة تعمل على هذا المسار كما تعهدت".

وتمنى "مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، الا يعطل الوضع السياسي المسار الذي من شأنه ان يحسن وضع المواطن".

 

حرب أعلن ترشحه للانتخابات: هناك عملية ممنهجة لفرض زعامات تبحث عن شرعية تفتقدها

الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018 /وطنية - عقد النائب بطرس حرب لقاء حاشدا في بلدة تنورين، شارك فيه جموع من الشابات والشباب الذين تطوعوا للمساهمة في الحملة الانتخابية.

واستعرض النائب حرب تجربته السياسية والنيابية منذ بدايات السبعينيات قائلا: "عام 1972 انطلقنا في حياتنا السياسية من مبادئ عرضنا حياتنا للخطر من أجل الدفاع عنها، مبادئ لكي يبقى لبنان دولة ديموقراطية، سيدة، يحكمها شعبها، ولا أحد يتحكم فيه، شعب قادر بكل حرية أن يعبر عن رأيه ضمن القوانين. تمسكنا بهذه المبادىء أدى في بعض الأوقات الى حرماننا من مشاريع انمائية كانت لتتحقق لو خضعنا أو ساومنا على هذه المبادئ". وحذر من ان "هناك من يحاول غش الناس ظنا بأنه قادر أن يشوه الحقائق وأن يبشر بالتطوير والإصلاح، لكن في الواقع يقوم بتدمير البلد والدولة والنظام لمآرب أنانية ومادية وشخصية. يمارسون السلطة بعقلية سوء استعمالها، بعقلية إبرام الصفقات على حساب المال العام، مال اللبنانيين. وهذا يعرض مستقبل أولادنا للخطر لأنهم لا يقبلون العيش في بلد تغيب عنه الحرية والديموقراطية والعدالة، في بلد تتحكم به الدويلة بالدولة، ووجود سلاح غير السلاح الشرعي، في بلد لا يحكم القضاء باسم الشعب بل باسم وزير أو سلطة نافذة". ولفت الى المعركة "التي خضناها في الأمس القريب للدفاع عن حرية الرأي وللحفاظ على حرية الاعلام في لبنان. اذ علينا ان نعي اننا ما زلنا البلد الوحيد في المنطقة حيث من يخالف السلطة الرأي لا يدخل السجن، وسنبقى ندافع عن هذه الحرية مهمنا كلف الثمن".

وأوضح ان "القانون التي ستجري على أساسه الانتخابات صمم على قياس بعض الأشخاص بهدف تزوير إرادة الناس، وحصر حق الناخب باختيار مرشحه فقط وألزمه بالتصويت لكامل اللائحة التي يترشح فيها، ما حرمه من اختيار من يرغب من المرشحين الآخرين. لذلك عارضته وصوتت ضده في المجلس النيابي، لكنه أصبح قانونا نافذا وعلينا احترامه. ومع اقتراب موعد الانتخاب واجب المواطنين ان يختاروا من يمثل قيمهم وأحلامهم وتطلعاتهم ومطالبهم في السلطة".

ونبه الى ان هناك اليوم من "فتح دكانة توظيفات لابتزاز الناس قبل الانتخابات والمتاجرة بحاجاتهم بعد ان منعوا قيام دولة مستقرة قادرة بمؤسساتها أن تلتفت الى حاجات الناس، من دون أي منة من أحد. هناك عملية ممنهجة لاستغلال لقمة عيش الناس من أجل فرض زعامات تبحث عن شرعية تفتقدها، لأنها وصلت الى السلطة بالصدفة وبالقوة". وتوجه الى الناخبين قائلا: "أطلب منكم أن تنتخبوا انطلاقا من المبادئ التي تؤمنون بها، ومن سعيكم لبناء دولة قادرة على تأمين مستقبل أولادنا، وعلى إعطاء صاحب الحق حقه، وعلى حماية الفقير من ابتزاز صاحب السلطة له. لا أن نرى مثلا تاجر مخدرات قد أصبح طليقا بسعي من هم في السلطة اليوم طمعا بأصوات عائلته. لا نريد دولة تتسلط على ارادتنا ومستقبلنا. لذلك، أعلن اليوم رسميا وبعد التشاور معكم ترشحي لخوض المعركة الانتخابية معكم وباسمكم عن قضاء البترون ودائرة الشمال الثالثة. غير أن كل الاسلحة اليوم مجندة لمحاربة مبادئنا. نخوض معركتنا لمواجهة دولة أصبحت معظم أجهزتها تحارب الاوادم وكل من يتمسك بكرامته. الناس هم من يقررون من يحكمهم وليس للحاكم أن يقرر الناس التي يحكمها". وختم مؤكدا: "سنبقى احرارا بإرادتنا وكل من يريد استعبادنا وفرض إرادته علينا سنواجهه بمبادئنا وباللحم الحي. لسنا سلعة لاحد لكي يعتقد انه قادر على التجارة بنا. أنتم من تختارون من يمثلكم، ولا يمكن لاحد أن يفرض زعامته عليكم. مصلحتنا وكرامتنا واحدة ولا أحد يعتقد أنه قادر على تغييبنا أو على مصادرة إرادتنا لأننا أصحاب الخيار والقرار الوحيدين في هذه المعركة الوجودية".