المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 03 كانون الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.january03.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

بولس يتصدة لبطرس ويستنكر تصرفه الريائي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الحكم الإيراني يعزل شعبه وبلده عن منظومة التطور

الياس بجاني/نصف الشعب الإيراني يعيش تحت حافة الفقر ونموذج حكم الملالي يرفضه الشعب اللبناني

الياس بجاني/معارضة لبنانية هي الفشل حتى الآن وصورية وتعتير وفيها كتير من النفاق

الياس بجاني/سنة جديدة مباركة

بالصوت والنص/الياس بجاني: صلاة وتمنيات من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من محطة بي بي سي العربية مع الأمير رضا بهلوي، نجل شاه إيران محمد بهلوي تتناول الوضع في إيران حاضراً وماضياً

مداخلة من محطة الحدث مع الكاتب الصحافي اسعد حيد والدكتور نبيل خوري تتناول الثورة الشعبية في إيران/01 كانون الثاني/17

بيان "تقديثر موقف" رقم 112/ وحدها الثوابت لن تتغيّر ومن وثوابتنا جيش وطني واحد بعيد عن الفئوية، لا جيشان كما هي الحال في ايران والعراق!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 2/1/2018

السفير السعودي الجديد يقدم أوراق إعتماده لباسيل

أدرعي: يعمل حزب الله كذراع إيرانيّة في لبنان ويضحّي باللّبنانيّين للمصالح الأجنبيّة

توقعات بزيارة الحريري وعون الرياض وانفراجة في العلاقات الثنائية قريباً

السفير السعودي اليعقوب يقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس اللبناني اليوم

بيار الضاهر: سنكون الخميس امام قصر العدل في بعبدا موعد مثول غانم امام قاضي التحقيق رفضا لمحاولة المساس بالحرية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

أزمة «مرسوم الترقيات» بين برّي وعون تدشّن العام الجديد

رسالة من عائلة نزار زكا إلى بري وهذا ما جاء فيها

إشنقوا الحاكم المستبد بأمعاء رجل الدين/الشيخ حسن مشيمش

النائب نعمة الله أبي نصر/تصريح عن عدد الفلسطينيين في لبنان وفقًا لإدارة الإحصاء المركزي وتعليق على كلام القيادي

الإيرانيون يهتفون: «الموت لـ حزب الله»!

ما موقف بكركي من اشتباك عون - بري؟

إلى أين ستجرّ "أزمة المرسوم" البلاد؟

ملف النفط.. هل "أشعلها" بين عون وبري؟

ماذا يحمل الحريري على خط عون - بري؟

رسالة عتب من "حزب الله" إلى عون.. والسبب؟

تقارير وصلت إلى بيروت حول "الجبهة الشمالية".. وهذه التفاصيل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تقرير مسرب يكشف حالة النظام الإيراني بعد الإحتجاجات

الاحتجاجات الشعبية في إيران تتمدد وخسائر في صفوف قوات الأمن وروحاني يلوح برد «الشعب» ضد المتظاهرين - تباين حول حصيلة القتلى - القضاء يعلن التأهب بعد موجة الاعتقالات- خلل في شبكة الإنترنت

أعنف هجوم للفصائل في الغوطة رداً على «التجاهل الروسي» والتقدم في حرستا يسمح باستهداف فرع المخابرات الجوية والأمن السياسي

الفلسطينيون يعتبرون قرار ضم المستوطنات «عدواناً خطيراً» ويرسخ الاحتلال في 60 % من الضفة الغربية

السعودية تقدر مواقف أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا لإدانتها استهداف الرياض بصاروخ حوثي ومجلس الوزراء يدين التفجيرات الإرهابية في كابول وسان بطرسبرغ والكنيسة جنوب القاهرة

تنفيذ حكم الإعدام بأربعة إرهابيين في مصر وأدانهم القضاء العسكري بتفجير أوقع قتلى

الرئيس المصري يمدد حالة الطوارئ 3 أشهر

مسؤول في شرطة بريطانيا يحذر من تأثير الماسونية وقال إن نفوذها في الخدمة محبط

6 دول تنضم رسمياً إلى مجلس الأمن الدولي بينها دولة خليجية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القوات» و«الكتائب»: أفـــكار في حوار إنتخابي ـ سياسي/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

أين موقع الشرق الأوسط في استراتيجيا إدارة ترامب/مسعود المعلوف/جريدة الجمهورية

2018 سَنةً في سَنة/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

والدة ريّا الشدياق: أطالب عون بالتجرُّؤ على توقيع حكم الإعدام/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

هل النظام الإيراني معرَّض للسقوط/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

رسائل الجنوب/أحمد عدنان/الرؤية

قراءة عربية للبنان: يموت ولا يموت/محمد علي فرحات/الحياة

في وداع العام 2017 حلقة/د.منى فياض

النظام الإيراني ... لن يسقط/محمد سلام

لبنان والبوصلة والـCorridor/سناء الجاك/النهار

حراك إيران وهلع أيتامها/محمد قواص/الحياة

المواطن الإيراني وحياة القهر والفقر/علي القاسمي/الحياة

هل الأفضل لنا سقوط نظام إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

سوريا الإيرانية: مستوطنات لإقامة دائمة/غسان الإمام/الشرق الأوسط

حزن في «الأهرام»/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

منعطفات تاريخية في 2017 تنتهي بانتفاضة الإيرانيين/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

إخفاق ملالي إيران/يوسف الديني/الشرق الأوسط

من عمق الحراك الإيراني/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

مصر... مؤامرة أكبر من إرهاب/إميل أمين/الشرق الأوسط/02

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض الاوضاع الامنية مع الصراف: إنقضاء الاعياد بسلام أكد ثبات الامن وأعطى صورة مشرقة للبنان

كنعان بعد اجتماع التكتل: حرصاء على الإجماع الوطني ونجدد التزامنا الإنجاز على حساب السجالات

التيار المستقل: لمعالجة تجاوز السلطة التنفيذية لمجلس النواب ووزير المال تفاديا لتفاعل شرارته تحديا للميثاقية والدستور

الراعي استقبل مزيدا من المهنئين بالاعياد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

بولس يتصدة لبطرس ويستنكر تصرفه الريائي 

من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية02/وبَعدَ أربعَ عَشرَةَ سنَةً، صَعِدْتُ ثانِيَةً إلى أُورُشليمَ معَ بَرنابا وأخَذتُ مَعي تِيطُسَ، وكانَ صُعودي إلَيها بِوَحْيٍ. وعَرَضتُ على كِبارِ المُؤمِنينَ دُونَ غَيرِهِم، البِشارَةَ الّتي أُعلِنُها بَينَ الأُمَمِ، لِئَلاَّ يكونَ سَعيي في الماضي والحاضِرِ باطِلاً. فَما أجبَروا رَفيقي تيطُسَ، وهوَ يونانيٌّ، على الاختِتانِ، معَ أنَّ إخوَةً دُخَلاءَ كَذّابـينَ دَسُّوا أنفُسَهُم بَينَنا لِيَتَجَسَّسوا الحُرِّيَّةَ الّتي لنا في المَسيحِ يَسوعَ، فيَستَعبِدونا. وما استَسْلَمْنا لهُم خاضِعينَ ولَو لَحظَةً، حتّى نُحافِظَ على صِحَّةِ البِشارَةِ كما عَرَفتُموها.  أمَّا الّذين َ كانوا يُعتَبَرونَ مِنْ كبارِ المُؤمنينَ ـ ولا فَرقَ عِندي ما كانَت علَيهِ مكانتُهُم لأنَّ اللهَ لا يُحابي أحدًا ـ فما أضافوا شيئًا، بَلْ رأَوا أنَّ اللهَ عَهِدَ إليَّ في تَبشيرِ غَيرِ اليَهودِ كما عَهِدَ إلى بُطرُسَ في تَبشيرِ اليَهودِ، لأنَّ الّذي جعَلَ بُطرُسَ رَسولاً لِليَهودِ، جعَلَني أنا رَسولاً لِغَيرِ اليَهودِ، ولمَّا عَرَفَ يَعقوبُ وبُطرُسُ ويوحنَّا، وهُم بِمكانَةِ عُمَداءِ الكنيسَةِ، ما وهَبَني اللهُ مِنْ نِعمَةٍ، مَدُّوا إليَّ وإلى بَرنابا يَمينَ الاتِّفاقِ على أنْ نَتوجَّهَ نَحنُ إلى غَيرِ اليَهودِ وهُم إلى اليَهودِ.  وكُلُّ ما طَلَبوهُ مِنَّا أنْ نتَذكَّرَ الفُقَراءَ، وهذا ما بَذَلتُ في سَبيلِهِ كُلَّ جَهدٍ. وعِندَما جاءَ بُطرُسُ إلى أنطاكِيَةَ، قاوَمْتُه وجهًا لِوَجهٍ لأنَّهُ كانَ يَستحِقُّ اللَّومَ. فقَبْلَ أنْ يَجيءَ قَومٌ مِنْ عِندِ يَعقوبَ، كانَ بُطرُسُ يأكُلُ معَ غَيرِ اليَهودِ. فلمَّا وصَلوا تَجنَّبَهُم وانفَصَلَ عَنهُم خَوفًا مِنْ دُعاةِ الخِتانِ. وجاراهُ سائِرُ اليَهودِ في ريائِهِ، حتّى إنَّ بَرنابا نَفسَهُ انقادَ إلى رِيائِهِم. فلمَّا رَأيتُ أنَّهُم لا يَسيرونَ سِيرَةً مُستقيمَةً معَ حَقيقةِ البِشارَةِ، قُلتُ لِبُطرُسَ بِمَحضَرٍ مِنهُم كُلِّهِم: ((إذا كُنتَ أنتَ اليَهوديُّ تعيشُ كغَيرِ اليَهودِ لا كاليَهودِ، فكيفَ تُلزِمُ غَيرَ اليَهودِ أنْ يَعيشوا كاليَهودِ؟))  نَحنُ يَهودٌ بالوِلادَةِ لا مِنَ الأُمَمِ الخاطِئينَ كما يُقالُ لهُم. ولكنَّنا نَعرِفُ أنَّ اللهَ لا يُبَرِّرُ الإنسانَ لأنَّهُ يَعمَلُ بأحكامِ الشَّريعَةِ، بَلْ لأنَّهُ يُؤمِنُ بيَسوعَ المَسيحِ. ولذلِكَ آمَنّا بِالمَسيحِ يَسوعَ ليُبرِّرَنا الإيمانُ بِالمَسيحِ، لا العَمَلُ بأحكامِ الشَّريعَةِ. فالإنسانُ لا يتَبَرَّرُ لِعمَلِهِ بأحكامِ الشَّريعَةِ. فإنْ كُنّا ونَحنُ نَسعى إلى التَّبَرُّرِ في المَسيحِ وُجدنا أيضًا مِنَ الخاطِئينَ، فهَلْ يَعني هذا أنَّ المَسيحَ يَعمَلُ لِلخَطيئَةِ؟ كلاَّ. ولكنِّي إذا عُدتُ إلى بِناءِ ما هَدَمتُهُ، جَعَلتُ مِنْ نَفسي مُخالِفًا لِلشَّريعَةِ،لأنِّي بالشَّريعَةِ مُتُّ عَنِ الشَّريعَةِ لأحيا للهِ. معَ المَسيحِ صُلِبتُ، فما أنا أحيا بَعدُ، بَلْ المَسيحُ يَحيا فِـيَّ. وإذا كُنتُ أحيا الآنَ في الجَسَدِ. فحَياتي هِيَ في الإيمانِ بابنِ اللهِ الّذي أحبَّني وضَحَّى بِنَفسِهِ مِنْ أجلي. فكيفَ أكفُرُ بِنِعمَةِ اللهِ؟ ولَو كانَ الإنسانُ يَتبَرَّرُ بالشَّريعَةِ، لكانَ موتُ المَسيحِ عَبَثًا؟

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الحكم الإيراني يعزل شعبه وبلده عن منظومة التطور

الياس بجاني/02 كانون الثاني/17

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

الملالي في إيران ومنذ 38 عزلوا بلدهم عن منظومة التطور العالمية والإنسانية والحقوقية والعلمية وافقروا واذلوا ومذهبوا الإيرانيين وهم مستمرون بتمويل مشروعهم التوسعي -الإمبراطوري والوهمي بإمتياز على حساب لقمة عيش وأمن ومستقبل شعبهم. ..والملالي هؤلاء يصرفون على حزب الله في لبنان ما يزيد عن بليون دولار سنوياً في حين أن شعبهم نصفه يعيش تحت حافة الفقر.. هذا النموذج الملالوي لا يمت للبنان وللبنانيين بصلة ومن هنا فإن كل سياسي ومسؤول وحزب لبنان يسوّق لهذا النموذج أو يغطيه أو يسكت عن اجرامه هو عدو لشعبنا وعدو للحضارة وعدو للإنسانية.

 

نصف الشعب الإيراني يعيش تحت حافة الفقر ونموذج حكم الملالي يرفضه الشعب اللبنانيHalf Of The Iranians Live Under The Line Of Poverty

الياس بجاني/02 كانون الثاني/17

متى يعي حزب الله الإرهابي والمذهبي والإيراني 100% وكذلك طاقم الحكام في وطننا ومعهم ربع المرتزقة المحليين من تجار المقاومة والممانعة أن 40 مليون ايراني أي نصف الشعب في بلاد فارس يعيشون تحت حافة الفقر وأن شعب لبنان يرفض نموذج حكم الملالي؟.. يشار هنا إلى أ،ه وفي حكم الملالي وبعد 38 سنة ها هو الشعب الإيراني يثور بسبب الفقر والسرقات والفساد والحروب التي لا تنتهي...

 

معارضة لبنانية هي الفشل حتى الآن وصورية وتعتير وفيها كتير من النفاق

الياس بجاني/01 كانون الثاني/18

لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن الأجندات الشخصية والسلطوية هي اسخريوتية، فإن المعارضة اللبنانية ستبقى صورية وتعتير طالما هي مستسلمة للصفقة الخطيئة ولنفاق أصحاب احزابها وللحكم المرتهن ولإرهاب حزب الله وتخاف تسمية الأشياء بأسمائها . وسوف تبقى فاشلة وصورية وتعتير طالما ثقافة افرادها وأحزابها هي الرمادية و"اجر بالفلاحة وإجر بالبور".

المعارضة الفردية والشخصية هي معارضة صورية ولن تحقق أي شيء. المطلوب تجمع للمعارضة يعتمد على رؤية عابرة للطوائف وسيادية تسمي المحتل بإسمه والذي هو حزب الله الإرهابي والإيراني ولا تنافق وتدعي أنه من النسيج اللبناني.. وبعد سنة وأكثر على الصفقة الخطيئة لم تحقق المعارضة غير الكلام والفرقة والخوف من بعضها البعض. هي دخلت قلوب الناس ولكنها فاشلة ولم تحقق أي شيء طالما بقيت متفرقة ومشتتة وأصحابها تحركهم اجنداتهم الفردية وليس الوطنية.

 

Happy New Year/سنة جديدة مباركة

الياس بجاني/01 كانون الثاني/18

مع بداية السنة أفض علينا يا رب نعمة المحبة وأغفر خطايانا والسقطات وقوي ضعفنا لأنك أنت محبة ونحن دون محبة نعود إلى العدم

A solemn vow to be all through the 365 days forgiving, loving, caring, modest, and fearing Almighty God

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: صلاة وتمنيات من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران

http://eliasbejjaninews.com/?p=61488

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: صلاة من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران/01 كانون الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias new year2015.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: صلاة من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران/01 كانون الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias new year2015.wma

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من محطة بي بي سي العربية مع الأمير رضا بهلوي، نجل شاه إيران محمد بهلوي تتناول الوضع في إيران حاضراً وماضياً

http://eliasbejjaninews.com/?p=61528

المشهد مع رضا بهلوي

أين أخطأ الشاه في حكمه؟ وكيف مرّت الأيام الأخيرة في حياته؟

إيران بين اليوم والأمس، ما قبل الإطاحة بحكم الشاه وما بعد “الثورة الإسلامية”.

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة/02 كانون الثاني/18

https://www.youtube.com/watch?v=7cj5_1B-Nj8&t=423s

 

مداخلة من محطة الحدث مع الكاتب الصحافي اسعد حيد والدكتور نبيل خوري تتناول الثورة الشعبية في إيران/01 كانون الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=xeDiMVgeUPA

 

بيان "تقديثر موقف" رقم 112/ وحدها الثوابت لن تتغيّر ومن وثوابتنا جيش وطني واحد بعيد عن الفئوية، لا جيشان كما هي الحال في ايران والعراق!

02 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61526

الدرس الأول في بداية السنة: لا تبنوا قراراتكم السياسية على نهائيات مطلقة.

· المنطقة تنام على شيء وتستفيق على شيء آخر!

· قبل أسبوع كانت ايران تعتبر نفسها المنتصر الكبير في المنطقة،

وبعد اسبوع اندلعت الإنتفاضة داخل ايران ضد نظام الملالي.. لا نهائيات!

· سنة جديدة مليئة بالأحداث الإقليمية والداخلية: شدّوا الأحزمة!

· انقلابات المنطقة تؤثر على لبنان وتصبح انقلابات داخله!

· وحدها الثوابت لن تتغيّر. وثوابتنا هي:

1. لبنان العيش المشترك ليس لبنان المساكنة بين الطوائف.

2. تحكم لبنان قوة التوازن وليس موازين القوى المتقلبة.

3. الطائف والدستور أساس الحكم، وليس مؤتمر تأسيسي جديد!

4. لبنان عربي الهوية والإنتماء، وليس لبنان في فضاء النظام الايراني!

5. جيش وطني واحد بعيد عن الفئوية، لا جيشان كما هي الحال في ايران والعراق!

6. نلتزم ما تقرره السلطة الفلسطينية لشعبها، ولا نزايد عليهم في القدس أو فلسطين!

7. الكفاءة معيار العبور إلى مراكز المسؤولية، وليس المحسوبية الحزبية أو الطائفية!

8. المناصفة في الحكم بين المسيحيين والمسلمين، وليس مثالثة كما تريد غالبية أحزاب السلطة!

9. مجلسان وفقاً للدستور، واحد محرر من القيد الطائفي (مجلس نواب) وآخر منتخب على قاعدة طائفية (مجلس شيوخ)!

10. الشفافية المالية للأحزاب ضمانة وطنية!

تقديرنا

· كي تبقى الثقة بين القيّمين على "تقدير موقف" والرأي العام ستقوم أسرة "التقرير" بالترحيب بكل من يغني ويساهم في احترام هذه المبادئ وستعارض كل من يخرج عنها!

· بعد الدرس الذي علّمتنا إياه الطفلة المناضلة عهد التميمي لا يجوز الإستسلام للأمر الواقع بحجة أن "موازين القوى لا تسمح" أو على قاعدة "اليد التي لا تقدر عليها، قبّلها وادعُ عليها بالكسر!".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 2/1/2018

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

سجل يوم العمل الأول في السنة الجديدة ارتياحا لدى المراجع للإستقرار الأمني الذي تأكد في الأعياد والذي سمح للبنانيين بالإحتفال براحة وأمان. وسجل يوم العمل الأول من العام الجديد أيضا هدوءا سياسيا يتيح للقيادات السياسية التحضير للإنتخابات النيابية التي لم تعد بعيدة قياسا بالفترة التي تلزم الماكينات الإنتخابية الإنطلاق.

وعزز الهدوء السياسي تقديم السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية على أن يقدم أوراقه قبل ظهر غد الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وبعد غد يعقد مجلس الوزراء في القصر الجمهوري أولى جلساته للعام الجديد وهي جلسة مهمة تتناول الملفات الضرورية والحيوية التي تحتاجها البلاد. ولقد علم أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يتحرك بصمت بين القصر الجمهوري وعين التينة لتصويب مسار مرسوم ترقية ضباط دورة العام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين.

وترصد أوساط سياسية الموقف الذي سيطلقه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في لقاء الأربعاء.

وفي المواقف هذا اليوم إشادة الرئيس عون الى أن انقضاء الأعياد بسلام أكد مرة أخرى على ثبات الإستقرار الأمني.

كذلك فإن الرئيس الحريري وفي لقائه وفدا من قيادة الجيش برئاسة العماد عون أشاد بما يقوم به الجيش من مهمات للحفاظ على الأمن.

ووسط بهجة الأعياد يبقى هناك فقراء لا بد من أن نذكرهم ونتذكرهم ليس في المناسبات فحسب وإنما كل يوم وهم في مناطق لبنانية عدة وعلى سبيل المثال طرابس وتحديدا التبانة.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

يوم العمل الاول بعد عطلة الاعياد شهد بدء عودة الحياة الى المؤسسات الرسمية والخاصة. أولى المؤشرات دعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع بعد غد الخميس لمناقشة جدول اعمال من 43 بندا ابرزها احالة حوادث جرود عرسال وراس بعلبك والقاع الى المجلس العدلي.

جلسة تنعقد على وقع استمرار العمل لحل الخلاف على ما بات يعرف بأزمة المرسوم.

وسط اتصالات يقودها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري للوصول الى حل لهذا الملف، كذلك شهد اليوم الاول تقديم السفير السعودي المعين في لبنان وليد اليعقوب أوراق إعتماده لوزير الخارجية جبران باسيل على ان يقدمها غدا الى رئيس الجمهورية.

وعلى أهمية الملفات المطروحة.. والتحديات المقبل عليها لبنان خصوصا اجراء الانتخابات النيابية.. فإن صورة بيروت المشرقة ليلة رأس السنة فتحت الباب على مناقشة مسألة وسط العاصمة التجاري، واهمية احياءه بالنسبة الى ارباب العمل والمصالح أو لاصحاب الاملاك خاصة بعد الارتياح الكبير لدى اللبنانيين والاهتمام الخارجي.

اما الانظار فبقيت مشدودة الى ايران حيث تواصلت التحركات الاحتجاجية لليوم السادس على التوالي في مختلف المدن ومنها العاصمة طهران التي شهدت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن في وقت خرج مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي عن صمته واتهم المتظاهرين بانهم عملاء للخارج لضرب الإستقرار في البلاد.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بعدما أفرغ الربيع المتحرك فصوله على المدن العربية حل الشتاء الإيراني الذي لم ترسم حدوده في يومه السادس إذ تواصلت التظاهرات الشعبية في أكبر حركة احتجاجية في البلاد منذ "الحركة الخضراء" التي أطلقها الإصلاحيون قبل تسع سنوات وفي أول تعليق له منذ بدء موجة الاحتجاجات المناوئة للحكومة، اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أعداء بلاده بأنهم يثيرون الاضطرابات، مضيفا إن هؤلاء الأعداء يمدون المتظاهرين بالمال، والسلاح، والاستخبارات. ولوحت وزارة الاستخبارات الإيرانية بالقوة الصارمة في مواجهة ما تصفهم بمثيري الشغب في حين شهدت عشرات المدن الإيرانية تظاهرات حاشدة رفضا للتدخل الخارجي ودعما للقيادة ويبدو أن أي سيناريو خاص باستشراف مآل التظاهرات الحالية محكوم عليه إما بمدى توسع الاحتجاجات وقدرتها على الانتشار الجغرافي، وإما بقدرة النظام على استيعابها سلما عبر توفير الإصلاحات المعيشية علما أن بعض الإيرانيين اختبروا الانتفاضة عام الفين وتسعة وأخفقوا في تأمين استمراريتها لاسيما أن ثورات العالم العربي أعطت الانطباع بأن التغيير في الشارع ليس ممكنا وهكذا، فان الحركة الجديدة امام سيناريوات عدة محتملة: أولها تكرار تجربة خاسرة وتمكين السلطات من شراء الوقت، وثانيها تراجع حدة التظاهرات، باتباع السلطة سياسة مزدوجة تقوم من جهة على تشديد القبضة الامنية ومن جهة أخرى على استجابة حكومة الرئيس روحاني لبعض مطالب المحتجين ذات الأبعاد المطلبية وبالتراجع عن بعض السياسات التقشفية أو زيادة الأسعار أما الثالث فهو امتداد التظاهرات واتساعها، بما يمكنها من فرض شروطها ، ونكون بذلك أمام فاعل سياسي جديد على الساحة الإيرانية. وهذا الاحتمال يبقى الأضعف ذلك أنْ لا مؤشرات منطقية بعد على امكان إطاحة الحكم أو تحدي نفوذه الشامل. أقصى ما يمكن تحقيقه هو إضعاف روحاني وفريقه، وإحراجهما استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة، ثم المعركة الأهم بعدها: اختيار المرشد وإذا كان الشارع حصر المعركة بالفساد والإصلاح الداخلي فإن الولي الفقيه رفعها الى مستوى الإمدادات الخارجية بالمال والسلاح والاستخبارات ضمن مثلث أميركي إسرائيلي خليجي خسر في سوريا وأدين في اليمن وراكم الارهاب في ليبيا وعند حدود سيناء واليوم يعاقب دولة باكستان ويمننها بالمساعدات ومن بين احتراق الأوراق في المنطقة تسلم وزير الخارجية جبران باسيل اليوم ورقة اعتماد السفير السعودي وليد اليعقوب وعلى الأغلب فإن باسيل ضمن الموافقة على طلب قبول الصداقة الدبلوماسية.. بشرط نقل الصورة الصحيحة عن لبنان وليس رفع التقارير لغاية في نفس اليعقوب.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

حلقة جديدة من مسلسل التهويد المرسوم بعناية امريكية اسرائيلية مع بعض عربي، تمثلت بمصادقة الكنيست الصهيوني على قانون يؤكد تهويد القدس كاملة، ويحظر اخراج اي من اجزائها من تحت السيادة الصهيونية الا بقرار ثلثي الكنيست.. خلاصة تقول بالعبرية ان القدس كاملة عاصمة للدولة الصهيونية، فماذا بعد؟

على مؤشر المواقف العربية والاسلامية الواقفة عند حدود الاعتراضات الخطابية الا ما ندر، فان المسلسل يبدو على استمراريته حتى تتمكن المحاولات الشعبية الفلسطينية من وضع حد لهذا الانهيار الاخلاقي تجاه القدس والمقدسات..

ولان التاريخ الفلسطيني مليء بالخبرات والعزيمة والبطولات، فان القلق الصهيوني لم ينخفض منسوبه تجاه رد الفعل الفلسطيني المنتظر على هذه الخطوات..

اما الخطوات تجاه ما يجري في ايران، فان الخطاب الصهيوني ذهب الى حد تبني الدخول المباشر على خط الاضطرابات، والعمل على تفعيل الاغتيالات لقيادات وعلماء ايرانيين كما كشف خبراؤهم الامنييون والاعلاميون..

وان كان الاستغراق الاعلامي باوهام القراءات لما يجري قد بدأ بالانكشاف سريعا، فان ثبات الايرانيين ووعيهم، وتمييزهم بين الاصوات المطلبية، والايادي الخارجية قد سهل على الحكومة المهمة، فضلا عن التعاون الشعبي مع جهود قوات الامن كما أكدت وزارة الداخلية ..

الامام السيد علي الخامنئي مطمئن الى روح الشجاعة والتضحية والايمان لدى الشعب الايراني الذي اعتاد مواجهة الاعداء ممن تحالفوا اليوم عبر ادواتهم المختلفة لافتعال المشاكل للنظام الاسلامي، وهم ينتظرون دائما الفرصة لاستهداف شعب الجمهورية الاسلامية، واعدا الايرانيين بالحديث عن هذه المسائل في الوقت المناسب..

في لبنان اولى جلسات العام الحكومية الخميس المقبل في بعبدا، لتكون المكان المناسب لعرض الملفات الحساسة المرحلة من العام الماضي.

وان كان تحديد الجلسة بحد ذاته مؤشرا ايجابيا للحديث على طاولة القرار بعيدا عن منابر السجال، فان الآمال معقودة على القاعدة اللبنانية التي تحكم جل المسارات: أن كل مشكلة ولها حل..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

اذا يحصل في ايران وهل ما نشهده مجرد حركة احتجاجية او ان الامور يمكن ان تتطور اكثر لتصل لاالى حد زعزعة اركان النظام وتهديد استمراره، حتى الآن المشهد ملتبس والمستقبل غامض لكن الاكيد ان حركة الاحتجاجات مستمرة لليوم السادس على التوالي وتتوسع. في المقابل النظام يواصل حملة الاعتقالات الواسعة اذ بلغ عدد الموقوفين في طهران وحدها اكثر من 450 شخصا فيما تجاوز عدد القتلى العشرين. والاهم ان الازمة تكتسب تدريجيا طابعا دوليا اذ فيما اتهم المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي المحتجين بالعمالة للخارج اكد نائب الرئيس الاميركي ان الولايات المتحدة لن تكرر الاخطاء المميتة للماضي حيث وقف الآخرون متفرجين وصرفوا الانظار عن المقاومة البطولية للشعب الايراني كما قال في اشارة الى تردد الرئيس السابق اوباما في دعم انتفاضة العام 2009.

محليا ازمة مرسوم ضباط دورة عون لا تزال تراوح مكانها فالرئيس سعد الحريري لم يقم حتى الآن بالاتصالات المنتظرة على خط بعبدا عين التينة علما ان معلومات تحدثت عن انه سيقوم بها في الساعات المقبلة استباقا لجلسة مجلس الوزراء التي حددت يوم الخميس ، في المقابل تنتظر الاوساط السياسية الاطلالة التلفزيونية للسيد حسن نصر الله غدا التي يتوقع ان يتطرق فيها الى مختلف التطورات المحلية اذ من خلالها سيعرف ما اذا كان الحزب سيدخل كوسيط على خط الازمة بين حليفيه ام لا في مقابل الازمة اسلياسية انفراج ديبلوماسي تمثل في تقديم السفير السعودي الجديد اوراق اعتماده الى وزير الحارجية ما يؤشر الى بدء عملية ترميم العلاقات السعودية اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

رويدا رويدا بدأت الروح تدب من جديد في دورة العمل الرسمي بعد انكفاء في عطلة الاعياد، دورة العمل هذه ستشمل مواضيع مستجدة وتجتر ملفات موروثة من العام الماضي ومن بين هذه الملفات مثلا مرسوم ترقية ضباط 1994، الذي لم يجد طريقه الى المعالجة الدستورية القانونية المطلوبة اما الاعلان المستجد للرئيس سعد الحريري عن بدئه وساطة على خط المرسوم بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي وعن التجاوب معها فظل على ذمته ولم يؤكده اي من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري.

الكلام عن احترام القانون لحل التفسيرات والخلافات حول الاقدميات مطلوب ان لا يبقى اقوالا بل يترجم افعالا والمادة 54 من الدستور واضحة لا لبس فيها وغير خاضعة للتغيير ومتى يحضر نص الكتاب الصريح يبطل كل ما عداه من فتاوى لا تغني ولا تثمن.

على الخط اللبناني السعودي كانت اليوم محطة بارزة تحمل من الدلالات السياسية الكثير فبعد تأخر قد يكون وليد التوترات الاخيرة على هذا الخط وافقت المملكة على فوز كبارة سفيرا للبنان في الرياض فقدم السفير السعودي الجديد وليد يعقوب اليوم اوراق اعتماده لوزير الخارجية على ان يرفعها غدا الى رئيس الجمهورية ، اما بعد غد الخميس فموعد لاول جلسة لمجلس الوزراء هذا العام، الجلسة ستعقد في قصر بعبدا وجدول اعمالها المكون من 43 بندا سيكون خاليا من الملفات الخلافية وابرزها احالة ملف عرسال وراس بعلبك والقاع الى المجلس العدلي.

اقليميا انحسرت موجة الاحتجاجات التي رافقتها اعمال شغب في بعض المدن الايرانية ومن بينها طهران ومن المتوقع ان تنتهي تماما قريبا على ما اكدت وزارة الداخلية.

المرشد السيد علي خامنئي اشار بوضوح الى ان الاعداء يثيرون التوتر في الجمهورية الاسلامية ويستخدمون المال والسلاح وعملاء المخابرات لهذه الغاية وبنصيحة لوجه الله دعت طهران دونالد ترامب الى الاهتمام بالمشردين والجوعى في بلاده، الزر النووي على مكتب الزعيم الاحمر حرك المفاوضات الراكدة في شبه الجزيرة الكورية وكمن كذب الكذبة وصدقها كان الرئيس الاميركي يرى ان العقوبات والضغوطات ضد بيونغ يونغ دفعتها لاعلان استعدادها للتفاوض.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

انه يوم العمل الأول من السنة الجديدة... على المستوى الداخلي، التأزيم في أعلى درجاته من تركة السنة الراحلة، وفي مقدمها "مرسوم الاقدمية": بعبدا وعين التينة كل على "سلاحه الدستوري"... بعبدا تعتبر ان هناك مرسوما واحدا غير مرتد، وعين التينة تطلب التصحيح بإضافة التوقيع الثالث... بعبدا تعتبر ان هناك توقيعين لا ثالث لهما، وعين التينة تتمنى الا يبدأ العمل بالترقيات من دون مرسوم لئلا تسجل سابقة وتحصل إشكالات داخل المؤسسة العسكرية... في أي حال كان للوزير علي حسن خليل موقف مسهب خص به المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشونال، ويتعلق بكل ملابسات المرسوم المتنازع عليه...

الرئيس سعد الحريري وعد بمبادرة لكن هذه المبادرة لم تبصر النور حتى الساعة، أو على الأقل لم تعرف دقائقها وتفاصيلها، وهو استقبل اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون. أما حزب الله، الذي يميل بموقفه إلى موقف الرئيس نبيه بري، فلم يقارب الأزمة بأي وساطة، أقله حتى اليوم، ربما لأن السقوف قد تحددت وبات من الصعب خفضها.

هذا على المستوى الداخلي، أما على المستوى الخارجي فإن إيران تبقى في عين العاصفة لليوم السادس على التوالي، ويبدو ان يوم غد الاربعاء سيكون يوم المواجهة بين مؤيدين للنظام ومعارضين له، حيث إن دعوات وجهت من قبل رجال دين ومسؤولين للخروج في تظاهرات مضادة، وشملت الدعوات أكثر من منطقة ومدينة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في اليوم الثاني من العام الجديد، توزع اهتمام اللبنانيين بين عنوانين:

الأول، إقليمي-دولي سلبي، يتمثل بالتطورات الإيرانية المتسارعة، التي تطرح أكثر من سؤال حول التوقيت والخلفيات الفعلية والتداعيات.

أما العنوان الثاني، فمحلي-إقليمي إيجابي، جسَّده حضور السفير السعودي المعيَّن لدى لبنان وليد اليعقوب إلى قصر بسترس، وتسليم نسخة عن أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بعد قبول اعتماد السفير اللبناني لدى الرياض فوزي طباره، في مؤشر واضح إلى عودة المياه إلى مجاري العلاقة التي عكَّرتها قضية احتجاز رئيس الحكومة، في وقت يُنتظر أن يستكمل مسار استعادة العلاقات الطبيعية بتقديم اليعقوب أوراق اعتماده إلى الرئيس ميشال عون غدا.

في غضون ذلك، وفيما أعلن عن عقد الجلسة الاولى لمجلس الوزراء في قصر بعبدا الخميس المقبل، ووسط حديث عن زيارة مرتقبة للرئيس سعد الحريري الى عين التينة، لا تزال قضية ضباط الانصهار الوطني أو ضباط دورة 1994 مطروحة بقوة في السياسة، علماً أن إطارها الدستوري والقانوني وعلى مستوى القضاء محسوم...

 

السفير السعودي الجديد يقدم أوراق إعتماده لباسيل

جنوبية02 كانون الثاني/18/السفير السعودي الجديد  يقدم أوراق إعتماده لوزير الخارجية جبران باسيل ويذكر ان القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري كان  قد غادر لبنان إلى رياض بعدما أعلن الرئيس سعد الحريري استقالته من الحكومة اللبنانية.

 

أدرعي: يعمل حزب الله كذراع إيرانيّة في لبنان ويضحّي باللّبنانيّين للمصالح الأجنبيّة

جنوبية02 كانون الثاني/18/طلق المتحدث بلسان جيش الدفاع الاسرائيلي للاعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر صفحته الخاصة تويتر، سلسلة تغريدات جاء فيها:“رسالة خاصة بالطريقة المعروفة لتلخيص عام ٢٠١٧ من الحدود الاسرائيلية-اللبنانية. فكيف مر العام الأخير على حزب_الله في ظل مواصلة إيران بسط نفوذها على لبنان”. مضيفاً: “في سنة 2017 عزّز جيش الدفاع جاهزيّته وقدراته المتنوّعة لمحاكاة حرب مع حزب_الله بالاضافة الى تطوير قدراته الدّفاعيّة، والبداية في بناء الجدار الأمني على طول الحدود”.وتابع أدرعي “يعمل حزب_الله كذراع إيرانيّة في لبنان، ويضحّي باللّبنانيّين للمصالح الأجنبيّة. رأينا أنّ تدخّل يران بالشّؤون اللّبنانيّة، من شأنه أن يُشعل المنطقة”. ليؤكد “الحفاظ على الاستقرار في المنطقة هو مصلحة مشتركة للطّرفيْن الاسرائيلي واللبناني ولكن إن_تجرّأتم_فاجأناكم”.

 

توقعات بزيارة الحريري وعون الرياض وانفراجة في العلاقات الثنائية قريباً

السفير السعودي اليعقوب يقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس اللبناني اليوم

بيروت – “السياسة” والوكالات/02 كانون الثاني 2018/قدّم السفير السعودي الجديد لدى لبنان وليد اليعقوب، أمس، نسخة من أوراق اعتماده الى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تمهيداً لتقديمها رسمياً الى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اليوم مع اربعة سفراء آخرين، ليتسلم مهامه على رأس الديبلوماسية السعودية في بيروت اثر قبول الاعتماد. وذكرت وكالة الأنباء “المركزية” أن الخطوة السعودية التي تأخرت نحو عام ونصف العام تولى خلالها القائم بالاعمال وليد البخاري ادارة شؤون ديبلوماسية المملكة في بيروت، تأخرت لبنانيا أيضا نحو شهر وأسبوع بعدما رُبطت في العلن بموافقة الرياض على اعتماد سفير لبنان المُعيّن لديها فوزي كبارة وفي الجوهر بالأزمة اللبنانية-السعودية التي ولّدتها أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري الى أن تحركت قنوات الوساطات الدولية وتمكنت وفق ما تقول أوساط سياسية عربية لـ”المركزية” من وضع أزمة العلاقات على سكة الحل، وقد لعبت الدور الرئيسي فيها فرنسا والفاتيكان، وتمكنتا من كسر الجليد الذي تحكّم بالعلاقات وأفضى الى موافقة السعودية على قبول اعتماد السفير اللبناني وردّ لبنان بتحديد موعد للسفير السعودي حيث قدم نسخة عن اوراق اعتماده.

وأوضحت الأوساط السياسة أن العلاقات الثنائية ستسلك مع مطلع العام الجديد منحى انفراجيا، بعدما حصلت المملكة على ضمانات بالتزام لبنان والمكونات السياسية فيه، لاسيما “حزب الله” سياسة النأي بالنفس عن صراعات الخارج، بموافقة ايرانية تمكنت فرنسا من انتزاعها من طهران، ما شكل مبعث ارتياح للرياض التي تراقب الاوضاع اللبنانية عن كثب وتترقب كيفية تطبيق سياسة النأي بالنفس لتحدد في ضوئها توجهات العلاقات المستقبلية مع بيروت.

وأشارت الأوساط إلى أنه أضيف إلى الضمانة الايرانية، بيان مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي ذهب ابعد من الترحيب بعودة الحريري عن الاستقالة وتأكيد ضرورة المحافظة على الاستقرار وتنفيذ “النأي بالنفس” ليلامس القرار 1559 والتمسك باعلان بعبدا لتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية وحصر السلاح بيد الشرعية استنادا الى ستراتيجية دفاعية ونشر الجيش على الحدود لحمايتها، إذ عزز بيان مجموعة الدعم موقفاً دوليا مماثلا تضمنه بيان مجلس الامن الذي أكد حرص المجتمع الدولي على الاستقرار في لبنان.

وشددت الأوساط على أن ضمانة عون للنأي بالنفس ومتابعة الحريري الشخصية للتنفيذ ولاعادة العلاقات الى طبيعتها مع السعودية بثت مناخات مطمئنة في نفوس القادة السعوديين، متوقعة أن تشهد العلاقات قفزات نوعية قد تبدأ من نقطة زيارة يقوم بها الحريري الى المملكة بناء على دعوة ستوجه اليه لاحقا، وتتبعها أخرى لعون للمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها هذا العام في الرياض. وأشارت إلى أن التطورات الاقليمية المتجهة لتقليم أظافر ايران في بعض الدول حيث امتداداتها الى العمق العربي، والاجواء الدولية الضاغطة في اتجاه إحكام القوى العسكرية والأمنية اللبنانية القبضة على الحدود بعد تجهيزها بما يلزم من معدات ترفدها بها دول اوروبية في مقدمها بريطانيا، أسهمت بدورها في تلطيف الأجواء السعودية، فقررت المملكة منح لبنان فرصة سماح حتى موعد الانتخابات النيابية، ستتخذ بعدها موقفها النهائي من لبنان، في ضوء ما تفرزه من نتائج وعلى أساس شكل الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري ومشروعها السياسي. كما أكدت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية، أن بيروت مع أفضل العلاقات مع الرياض، وهناك توافق على عدم تدخل الدول بشؤون بعضها، في حين أعربت مصادر وزارية لـ”السياسة”، عن ارتياحها لخطوة الانفراج الديبلوماسي بين لبنان والمملكة والذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على علاقات البلدين في المرحلة المقبلة، في ظل حديث عن إمكانية قيام الحريري بجولة خليجية، ستكون الرياض إحدى محطاتها.

 

بيار الضاهر: سنكون الخميس امام قصر العدل في بعبدا موعد مثول غانم امام قاضي التحقيق رفضا لمحاولة المساس بالحرية

الثلاثاء 02 كانون الثاني 2018/وطنية - صدر عن رئيس مجلس ادارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" Lbci الشيخ بيار الضاهر البيان الاتي: "بعد مرور نحو شهرين على بث حلقة الزميل مارسيل غانم من برنامج "كلام الناس" في 9-11-2017، وبعد تطور الملف القضائي لهذه القضية وتكشف معطيات تشير الى ان هذا الملف لا يرتبط بالحلقة بحد ذاتها، ولا يهدف للتعرض الى الزميل مارسيل غانم بشخصه ،انما يهدف للمس بالمؤسسة اللبنانية للارسال إنترناسيونال، وعبرها بحرية الاعلام في لبنان، نتوجه الى امام قصر العدل في بعبدا، الخميس المقبل في تمام التاسعة والنصف صباحا، اي موعد حضور الزميل مارسيل غانم للمثول امام قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان في قضية ادعاء النيابة العامة عليه بتهمة التحقير وعرقلة سير التحقيق، وذلك لرفع الصوت ورفض محاولة المساس بالحرية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

أزمة «مرسوم الترقيات» بين برّي وعون تدشّن العام الجديد

إعداد جنوبية 2 يناير، 2018 /عبر لبنان من 2017 الى 2018 بأبهى صورة احتفالية خالية من اي احداث امنية، هذا فيما تتوجه الانظار الى الازمة السياسية المحتدمة بين الرئاستين الاولى والثانية، بانتظار التحرك الفاعل لرئيس الحكومة سعد الحريري وغياب "وساطة" "حزب الله".

أشارت “الديار” إلى أنه بانتظار تحرك مرتقب خلال الساعات القليلة المقبلة لرئيس الحكومة لايجاد مخرج للازمة، لم تظهر حتى الساعة اي بادرة للحل، في غياب التواصل السياسي، بعدما “جمّدت” وساطة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بعد فشلها في احداث اختراق في “جدار” مواقف كلا الطرفين. ووفقا لاوساط مطلعة على “الوساطة”، الامور لا تزال عند “المربع الاول”، بعبدا تتمسك بموقفها بعدم حصول مخالفة للدستور في مرسوم منح الاقدمية، وعين التينة لا تزال عند نقطة رفض “الشكل” الذي صدر به المرسوم، لناحية تجاوز صلاحيات وزير المال ومبدأ “الميثاقية”، معتبرة ان المرسوم يُرتّب اعباءً مادية ما يُحتّم توقيع “المالية”، مقابل إصرار الرئاسة الأولى على عدم ضرورة توقيع وزير المال، واضعة الخلاف الدائر في خانة “الصراع السياسي”؟… وبحسب اوساط وزارية بارزة، سيلتقي الرئيس الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري قبيل جلسة الحكومة يوم الخميس المقبل، اولا لشرح موقفه الذي لا “يحسد” عليه ازاء تعامله مع الملف، في ظل عتب بري الواضح عليه بعد ان خالف وعده بعدم التوقيع على المرسوم، وثانيا لمحاولة ايجاد “توليفة” سياسية – دستورية تخرج الازمة من “عنق الزجاجة” بحيث لا “يموت الديب ولا يفنى الغنم”…

وتشير اوساط “عين التينة” الى ان محاولة بعبدا والتيار الوطني الحر الايحاء بأن الرئيس بري يخوض معركة وزارة المالية منذ الان “لمحاصرة” اي محاولة من الرئاسة الاولى لحجب الوزارة عن الشيعة، مجرد كلام “انشائي” غير واقعي، لأن هذه المسألة غير خاضعة للابتزاز او المساومة فمسألة “التوقيع الرابع” المنوطة بالشيعة اصبحت “عرفا” ولن يتخلى عنها رئيس المجلس بأي حال من الاحوال، ومن يعتقد ذلك عليه ان “يخيط بغير هذه المسلة”.. وأكّد تلفزيون “أن بي أن في مقدمة نشرته المسائية أن أزمة المرسوم هي الأخرى باقية من تركة العام الذي مضى، وتنتظر كارث حصرها بحل، لا سيما أن الرئيس نبيه بري دعا من يعنيه الأمر إلى إرسال مرسوم الأقدمية إلى وزير المال علي حسن خليل، وهو يضمن أن يوقع عليه. وعلى ذمة الرئيس سعد الحريري، فإنه يقوم بوساطة بين الرئيسين عون وبري، لافتا إلى أن هناك تجاوبا، ودائما على ذمته. واللافت بحسب الـ “أم تي في” هو استمرار “حزب الله” بالوقوف على الحياد في التجاذب بين الرئاستين الأولى والثانية، ما يعني ضمنا أنه يؤيد حليفه الرئيس نبيه بري من دون أن يعلن ذلك، حتى لا تتعرض علاقته بالرئيس ميشال عون لإنتكاسة. تزامنا وجه الرئيس عون عبر ال MTV رسالة سياسية مبطنة إلى الرئيس بري عندما سألته عن هديته للرئيسين بري والحريري في السنة الجديدة، أجاب: هديتي لهما أن ينجحا بمهامهما ومسؤوليتهما الوطنية بما فيه أولوية مصلحة البلاد. أما  “أل بي سي آي” قالت إنه بين التوقيعين والتوقيع الثالث، يقف الوسطاء غير قادرين على إحداث أي خرق في جدار هذه المعضلة، ما يعني ان “أزمة المرسوم” ستشكل معضلة بداية السنة، وسيظهر مدى تأثيرها على عمل مجلس الوزراء في جلسته الأولى لهذه السنة الخميس المقبل.

 

رسالة من عائلة نزار زكا إلى بري وهذا ما جاء فيها

02 كانون الثاني

وزّع الوكيل القانوني لنزار زكا، المحامي أنطوان أبو ديب الآتي: "بصفتي وكيل السيد نزار زكا المواطن اللبناني المخطوف في ايران، وصلني من عائلة نزار زكا الرسالة التالية الموجهة الى حضرة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري لمناسبة زيارته المرتقبة الى الجمهورية الإسلامية في ايران.

حضرة رئيس مجلس النواب اللبناني

الاستاذ نبيه بري المحترم

بتاريخ 13 كانون الثاني من العام 2018 ستقومون بزيارة الجمهورية الاسلامية في ايران.

ان زيارتكم هذه ستكون الرابعة التي يكون في أثنائها نزار زكا محتجزا كرهينة في الطوابق السفلية من سجن ايفين الشهير الذي يقع على بعد امتار قليلة من فندق "آزادي هوتيل" حيث ستقيمون.

بصفتكم ممثل لكل الشعب اللبناني لاكثر من عقدين، نأمل أن تقوموا هذا العام الجديد برفع قضية مواطن لبناني، بغض النظر عن انتماءاته الدينية والسياسية (إن وجدت) وإعطاء مصالح المواطنين اللبنانيين الافضلية على أي مصالح اخرى. أمضى نزار زكا منذ ايام عيد رأس السنة الثالث في ايران من دون ان ترفعوا قضيته ولو مرة واحدة. نأمل أن تختلف الامور هذه السنة، خصوصا انكم كنتم لمدة اربعين سنة المدافع الاساسي في قضية اختطاف الامام موسى الصدر ورفاقه، الذين كانوا ضيوف معمر القذافي حين اختفائهم في ليبيا.

كونكم الممثل الرئيسي لكل الشعب اللبناني، فإننا كأسرة نحضكم على ألا تنسوا المواطن اللبناني المخطوف كرهينة في إيران، ونأمل أن تعيدوه الى وطنه الام على اثر زيارتكم وبناء على علاقاتكم المميزة مع الجمهورية الاسلامية في ايران".

 

إشنقوا الحاكم المستبد بأمعاء رجل الدين !

الشيخ حسن مشيمش/ لبنان الجديد/02 كانون الثاني/17

نحن في الشرق لا يمكن أن نفلح وننجح في صناعة دول ديمقراطية علمانية عظيمة بعدالتها إلا بفضح رجال الدين المسلمين.

الأوروبيون والغربيون لم يفلحوا ولم ينجحوا في صناعة دولهم الديمقراطية العلمانية الساحرة التي تشبه معجزات الأنبياء إلا بعدما أفلحوا ونجحوا بفضح ظاهرة رجال الدين وتحجيم دورهم وخلع أنيابهم واقتلاع مخالبهم وحوافرهم وعزلهم في كنائسهم.

وكثير من الحمقى في الشرق  يعتقدون بأن حضارة الغرب صنعها المسيحيون.

إن حضارة الغرب الساحرة التي تشبه معجزات الأنبياء قد صنعها العلمانيون الديمقراطيون بالديمقراطية والعلمانية.

ولا تقوم الحضارة إلا على قدمين : العلمانية والديمقراطية.

والبعثيون والقوميون والشيوعيون في الشرق كانوا علمانيين لكن السرطان فيهم أنهم لم يكونوا ديمقراطيين لذلك ابتلينا بالإسلام السياسي وانتقلنا من الظلم إلى الظلام.

رجل الدين مهنة لا شرعية دينية لها ولا عقلية ولا أخلاقية.

هي ظاهرة من الظواهر الكاذبة التي فرضت وجودها على المجتمعات بقوة السلطة السياسية التي تحالفت معها منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا تارة تحت الطاولة وأخرى فوقها بكل صلافة ووقاحة.

ظاهرة رجل الدين عجز سفراء الله وأنبياؤه من القضاء عليها نعم تمكنوا من تحجيمها وفضحها وبيان طبيعتها الشريرة ونحن نسير على خطى الأنبياء.

قال الله تعالى كاشفا عن خطورة ظاهرة رجال الدين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ (الفقهاء) الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم) سورة الكهف اية 34.

ڤولتير رحمه الله قال: "لن يذوق شعب بالأرض حلاوة الدولة العادلة إن لم يشنق الشعبُ الحاكمَ  المستبدَ بأمعاء رجل الدين، تجد في التاريخ وفي الحاضر كثيرا من الفلاسفة تم قتلهم اغتيالا أو إعداما بفتاوى رجال الدين لكنك لن تجد رجل دين تم قتله اغتيالا أو إعداما بأمر من فيلسوف."

المسيح سفير الله قال: " الله خلق الحسد فأودع ثلثيه في قلوب رجال الدين والثلث الباقي أودعه في سائر مخلوقاته ورجال الدين يشاركونهم فيه أيضا ".

ولا يوجد شيء في الوجود كالحسد الذي  يحول الإنسان إلى كائن قذر محمول بكل صفات الشر.

 

النائب نعمة الله أبي نصر/تصريح عن عدد الفلسطينيين في لبنان وفقًا لإدارة الإحصاء المركزي وتعليق على كلام القيادي

مكتب النائب نعمة الله أبي نصر/ جونيه؛ 2/1/2018

في خطوة مستغربة أعلنت إدارة الإحصاء المركزي أنّ عدد الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات في لبنان يبلغ 174 ألف نسمة.

إن هذا الإعلان سيترتب عليه نتائج خطيرة، فكيف هبط عدد اللاجئين الفلسطينيين من 332 ألف نسمة حسب قيود وكالة الأونوروا إلى 174 ألف نسمة حسب الإحصاء المركزي اللبناني؟

هل هناك عمليات تجنيس للفلسطينيين خلافًا للدستور، ساهمت في تقليص العدد إلى 174 ألف نسمة؟! وما هو موقف وزير الداخلية؟!

هل هناك عملية تُحضَّر لتوطين الفلسطينيين في لبنان باعتبار أن عددهم أصبح قليلاً؟

من الثابت أن مرسوم التجنيس الصادر بتاريخ 20/6/94 رقم 5247/94 والمطعون فيه من قبل الرابطة المارونية منح الجنسية لـ 71747 فلسطيني أسماؤهم واردة في المرسوم المذكور تحت عنوان مكتومي القيد (14112) وجنسيات قيد الدرس (32564) وقرى السبع (25071) وأسماؤهم واردة في المرسوم من الصفحة 240 حتى 484 ومن 909 حتى 928 وهي مسجّلة كذلك في مديرية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

إنّني في هذا السياق أُحيّي جرأة السيد صلاح صلاح القيادي الفلسطيني الذي قال أن الأرقام الواردة في الإحصاء غير صحيحة وأنّ العدد الحقيقي هو 450 ألف معبّرًا عن مخاوفه من وجود نيّة لإقفال وكالة أونوروا المعنية بإغاثة اللاجئين ممّا سيجعل الحكومة اللبنانية تتحمّل بمفردها كلفة غوث اللاجئين الفلسطينيين.

هذا الكلام الصريح والمسؤول يستدعي مناشدتنا؛ فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب وضع اليد على هذا الملف الخطير ومساءلة الإحصاء؟!

إن شبح التوطين ومتابعة فضيحة التجنيس يطلّ برأسه من جديد لمصلحة إسرائيل التي هجّرت الفلسطينيين من أرضهم وتضغط لتوطينهم في البلدان التي لجأوا إليها. إن ما قام به الإحصاء المركزي اللبناني يدعو للريبة والتساؤل ولذلك لا بدّ من كشف حقيقته ووقف هذه المهزلة المسيئة لحقّ الفلسطينيين بالعودة وللدستور وبالدستور اللبناني الذي يحرّم التوطين.

 

الإيرانيون يهتفون: «الموت لـ حزب الله»!

نسرين مرعب 1 يناير، 2018 /شعارات مناهضة لحزب الله في الشارع الإيراني، والسبب "الأموال". بعد شعار “لا غزة ولا لبنان”، الذي أطلقه المتظاهرون الإيرانيون خلال تحركاتهم الاحتجاجية ضد رفع الأسعار والفساد والنظام، والتي انطلقت من مشهد لتمتد إلى سائر المدن. ها هو شعار “الموت لحزب الله”، اصبح يسمع بين هتافات المتظاهرين. فحزب الله بالنسبة للشعب الإيراني عبارة عن منظمة “تأكل حقوقه”، وتستبيح بأمواله، وهذا الغضب ليس بجديد على الرأي العام في إيران، وإن كان اليوم علنياً وصريحاً. ويعود هذا الموقف الذي اتخذه الشعب الإيراني من الحزب لخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي القاه في أربعين القيادي مصطفى بدر الدين، حيث قال لجمهوره في رد منه على العقوبات الأمريكية والتضييق على المصارف اللبنانية: موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه ومأكله ومشربه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران، طالما هناك في إيران أموال نحن لدينا أموال، ومالنا المقرر لنا يصلنا”.

ليتوجه للذين سيتحفظون على كلامه هذا بالقول: “للمعترضين نقول اشربوا من ماء البحر المتوسط”!. بيد أنّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، لم يدرك عقب كلامه هذا أنّ الصوت المعترض سيخرج من الداخل الإيراني لا من لبنان، وأنّ الشعب الإيراني الذي فتك فيه الفقر والبطالة والأجور المنخفة، والذي هبطت مستوى معيشته وانتشرت في صفوفه المخدرات والدعارة، لن يرضى بأن يشرب من البحر فيما أمواله تذهب لرواتب عناصر الحزب ولصواريخهم، فأتى الرد الأوّل على هذا الخطاب بعد أيام قليلة من قبل الضابط السابق في الحرس الثوري الإيراني محمد مهدوي فر، الذي توجه إلى نصرالله بالقول: “في تصريحك هذا؛ قمت برش الملح على جراحنا نحن الشعب الإيراني”. مضيفاً “أموالنا نضبت منذ فترة طويلة، وأنا مندهش جدا كيف أنت لا تعلم ذلك”. وسأل مهدوي فر نصرالله في حينها “لماذا يجب تجويع شعبنا؟ ولماذا يمرض شعبنا ولا يجد ثمن العلاج؟(..) كل مال هؤلاء الناس الذي تحدثت عنهم يذهب لتوفير نفقات معيشتك، وربما لتنشغل يوما ما في جهادك المقدس، هل العدل والإنصاف يحكم بهذا؟!”. متابعاً “: “السيد حسن نصر الله، أنا أسألك هنا كعالم دين، إذا كان الشعب الإيراني غير راض عن الأموال التي تذهب إليكم من خزينة بيت المال، هل يجوز شرعا لك أن تحصل على هذه الأموال؟!”. هذه الرسالة التي وجهها مهدوي فر لأمين عام حزب الله عقب خطابه، والتي زيلّها بدعوة له لزيارة إيران، ولاستطلاع رأي الشارع هناك بالمال الذي يذهب إلى الحزب، تبعها فورة في الشارع الإيراني عمل على احتوائها الحرس الثوري، الذي برر للشعب الغاضب تصريحات نصرالله عن مصادر تمويله تحت عنوان طمأنة خط المقاومة.

غير أنّ هذه التبريرات لم تقنع الشعب، فيما نصرالله الذي لم يستمع منذ عام ونصف إلى رأي الشارع الإيراني ها هو يسمعه اليوم بـشعار “الموت لـ حزب الله”.

 

ما موقف بكركي من اشتباك عون - بري؟

"الأنباء الكويتية/02 كانون الثاني 2018/رأى رئيس أساقفة بيروت للموارنة النائب البطريركي المطران بولس مطر، إن "بكركي تتمنى الحل السريع لأزمة مرسوم الضباط، الحل الذي يضمن حقوق الناس والدستور في آن معاً، كما تترك للدستوريين ولأهل الحل والربط إيجاد المخارج المناسبة"، مشيراً من جهة ثانية الى أن "بكركي تعتبر إن كل موقف يتخذه رئيس الدولة هو موقف جوهري وأساسي انطلاقاً من كونه حارس الدستور والقوانين وله رأيه في عملية إحقاق الحقوق للمواطنين، وإذا كان هناك من وسيلة أخرى في موضوع حقوق الضباط فلتبين دستورياً وقانونياً". وردا على سؤال، نفى مطر لـ "الأنباء"، أن تكون الأزمة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري "كناية عن نزاع طائفي بين الموارنة والشيعة"، قائلاً: "اذا كان هناك رجل مسيحي في لبنان مقرب سياسياً من الطائفة الشيعية الكريمة، فهو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبالتالي فإن الكلام عن أن طابع الأزمة مذهبي، كلام باطل يراد منه تعكير التفاهم بين اللبنانيين وزرع الفتن والحقد بين الناس"، مؤكداً إن ما يجري بين بعبدا وعين التينة مجرد اختلاف في القراءة الدستورية، وهو أبعد ما يكون عن "القلوب المليانة".

 

إلى أين ستجرّ "أزمة المرسوم" البلاد؟

الأنباء الكويتية/20 كانون الثاني 2018/رأى رئيس المجلس العام الماروني، الوزير السابق وديع الخازن، إن "الاشتباك الدستوري القائم على خلفية سياسية بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، شكل خرقاً للتسوية السياسية بين الفرقاء اللبنانيين، وهو مؤشر سلبي يلامس مفهوم الميثاق الوطني من جهة ومفهوم التوافق الوطني من جهة ثانية"، معتبراً بالتالي إنه "لا بد من تفعيل المساعي والوساطات بين بعبدا وعين التينة للوصول الى مخرج يليق بهذين المقامين لانجاح السنة الثانية من العهد"، وذلك لاعتبار الخازن إن "إطالة هذه الازمة، من شأنها زعزعة ثقة العالم ب‍لبنان، وتهديد الاستحقاق الانتخابي في أيار المقبل الذي يحرص كل من عون وبري على انجازه"، متمنياً على الإعلام والإعلاميين "الابتعاد عن كل ما يثير الحساسيات، وعدم تصوير الأزمة على أنها صراع بين المذهبين الماروني والشيعي"، مؤكداً إن "الأزمة مجرد اختلاف في تفسير المادة الدستورية ليس إلا، وكل ما يقال عكس ذلك هو مقيت وباطل ومردود لاصحابه".

ولفت الخازن، لـ "الأنباء"، الى أن "الأزمة بين الرئيس عون ودولة الرئيس بري بحاجة إلى تدخل دستوريين لتقريب وجهات النظر بين الجانبين"، مستدركاً بالقول إن دخول بيت الوسط على خط الوساطة بين بعبدا وعين التينة، أتى ليؤكد حرص الرؤساء الثلاثة على وحدة المؤسسات الدستورية وسلامة الحياة السياسية في لبنان"، ما يعني من وجهة نظر الخازن أن "كلا من عون وبري والحريري لن يسمح بأن تتحول أزمة المرسوم إلى أزمة سياسية عامة تطيح بالتسوية وتهدد الانتخابات النيابية والاستقرارين السياسي والأمني".

 

ملف النفط.. هل "أشعلها" بين عون وبري؟

السياسة الكويتية/02 كانون الثاني 2018 /بعدما بدا بوضوح أن أزمة الرئاستين الأولى والثانية تتجاوز قضية مرسوم الضباط، إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، أشارت المعلومات المتوافرة، لـ"السياسة"، إن "ملف النفط بكافة تشعباته يمثل أساس الخلافات الموجودة بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ميشال عون ونبيه بري، منذ سنوات، وبالتالي فإن هذا الملف يدور بشأنه اشتباك قوي بين الرجلين، بسبب الصندوق السيادي المزمع إنشاؤه، ومن هي الجهة التي ستتولى الإشراف على العائدات النفطية في المرحلة المقبلة، إضافة إلى الصراع الذي يدور حول الصلاحيات والنفوذ، بين قصر بعبدا و"عين التينة"، وتحديداً بما يتصل بدور وزارة المال على هذا الصعيد، والتي لا يريد بري التخلي عنها".

 

ماذا يحمل الحريري على خط عون - بري؟

الديار/02 كانون الثاني 2018/أفادت أوساط وزارية بارزة أن رئيس الحكومة سعد الحريري سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري قبيل جلسة الحكومة يوم الخميس المقبل، أولا لشرح موقفه الذي لا "يحسد" عليه ازاء تعامله مع الملف، في ظل عتب بري الواضح عليه بعد ان خالف وعده بعدم التوقيع على المرسوم، وثانيا لمحاولة ايجاد "توليفة" سياسية - دستورية تخرج الازمة من "عنق الزجاجة" بحيث لا يموت الديب ولا يفنى الغنم". وقالت هذه الأوساط لـ"الديار" إنّ "الحريري يخشى من تأثيرات سلبية لهذه الازمة في العمل الحكومي، مع تسريب ممنهج لمعلومات حيال احتمال مقاطعة وزراء "أمل" و"الحلفاء" لجلسات الحكومة اذا ما أصر رئيس الجمهورية ميشال عون على موقفه"، وهو قرار تقول أوساط "عين التينة" إنه "لم يتخذ بعد لكنه موضوع على "الطاولة" ولذلك يسعى رئيس الحكومة للبحث عن مخارج تحفظ الأحكام الدستورية وصلاحيات الرئيسين". وبحسب أوساط مقربة من "بيت الوسط"، فإن "الأمور يجب ألا تكون معقدة، ويمكن حلها خلال الساعات المقبلة، اذا صفت "النيات"، فالحل الذي سيحمله الحريري سيكون في "متناول اليد"، وهو ينطلق من المعادلة الآتية: "إذا ثبت أن ثمة التزامات مالية تترتب على هذا المرسوم، فهذا حكما يحتاج إلى توقيع وزير المال، وإذا ثبت العكس فما حصل أمر طبيعي ولا يجب أن تترتب عليه كل هذه "الضجة"... ويبقى التعويل على ما سيدور في لقاء بري - الحريري".

 

رسالة عتب من "حزب الله" إلى عون.. والسبب؟

الديار/ 02 كانون الثاني 2018/أكدت أوساط مقربة من "حزب الله" إن "الحزب لا يرغب في أن يكون "وسيطاً" في الأزمة بين الرئاستين الاولى والثانية، ولذلك كل ما يحكى عن تحرك في هذا الاطار غير صحيح، وهو أمر لم يحصل على أي مستوى لأسباب كثيرة أهمها، إن قيادة "حزب الله" تعتبر نفسها "ضمنياً" الى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري في موقفه من توقيع المرسوم، ولذلك لا يمكن ان تكون "وسيطاً" في ملف لديها موقف مسبق منه، وهو قد يثير "حساسية" غير مرغوب بها عند رئيس المجلس الذي يطالب أصلاً بموقف "أقوى" من الحزب الى جانبه، لكن الحزب يرى نفسه ملزما "بالتراجع" خطوة الى الوراء حفاظا على العلاقة الوطيدة مع الرئاسة الأولى". وقالت أوساط نيابية مطلعة، لـ"الديار"، إن ""حزب الله" "عاتب" "بمحبة" على الرئاسة الاولى لانه كان بالامكان تجاوز هذه الازمة دون اثارة هذا الضجيج غير المفيد، وكان كافياً أن يقوم الوزير جبران باسيل بزيارة الى رئيس المجلس، أو وزير المالية علي حسن خليل، لعرض هذا الملف بدل تمريره بالطريقة التي جرت فيها الامور، وكان بذلك كفيلاً بالحفاظ على حالة التوافق والتقارب غير المسبوقة بعد أزمة رئيس الحكومة سعد الحريري بين الرئيسيين عون وبري، لكن ما جرى قد جرى ولا يبدو ان الحزب في عجلة من امره للتدخل".

 

تقارير وصلت إلى بيروت حول "الجبهة الشمالية".. وهذه التفاصيل

الديار/02 كانون الثاني 2018/يراقب "حزب الله" الحدود الشمالية بدقة متناهية، هو على اطلاع على تقارير ديبلوماسية غربية وردت الى بيروت قبل أفول السنة الفائتة، وبعيد انطلاق الشغب في المدن الايرانية، تحذر بشكل واضح من ان الفشل هذه المرة في تخريب الداخل الايراني لن يبقي حلاً أمام الإسرائيليين الا التحرك على الحدود الشمالية، ليس مؤكداً إن الجبهة اللبنانية ستكون المستهدفة، ولكنها ستكون جزءاً من عملية استهداف للجبهة السورية، لأن الموقف هناك بالنسبة للتقويم الاسرائيلي بات خطراً استراتيجياً لا يمكن السكوت عنه. وبحسب أوساط مطلعة، لـ"الديار"، فقد اطلعت بعض السفارات الغربية في اسرائيل على تقويم شديد الخطورة أعده معهد بحوث الأمن القومي، لعام 2018، وفيما كان هذا المعهد يقدر أن تكون احتمالات الحرب "صفرا"، يشير الى أن "الوضع مع نهاية العام 2017 تغيّر، إيران باتت ترابط بقواتها مع "حزب الله" في الجولان، وحين تعلن إسرائيل أنها لن تسمح لهذه العملية بأن تحصل، يتعاظم احتمال الحرب. فبخلاف المعلن يدرك الاسرائيليون إن من ربح الحرب في سوريا ليس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانما طهران ويقول معهد بحوث الامن القومي حرفياً مع بوتين نتدبر أمرنا، وكذلك مع الأسد، ولكن خامنئي هو "جوزة قاسية" وان تنتهي سنة بتثبيت وجود عسكري إيراني على الحدود الشمالية لا يمكن أن تعتبر سنة طيبة". وأكد التقرير الغربي إن "خطوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاخيرة إزاء القدس، لم تضع اسرائيل في موقف افضل، "فصفقة القرن" ماتت قبل ولادتها وانتقلت المسيرة السلمية من "البراد الى الثلاجة"، رهان اسرائيل على تحولات سعودية سريعة في الموقف العلني "تبخر" مبدئياً، وقد سمع مسؤول أميركي التقى الامير السعودي مؤخراً كلاماً واضحاً أنه بات محرجاً الآن بعد خطوة ترامب الأخيرة وشطب الموضوع عن جدول اعماله في المدى المنظور، وأي تطور في العلاقة الان مع إسرائيل سيمس بالحرب مع إيران... اما سياسة ترامب الخارجية فقد تلخصت في شعار "أميركا أولاً"، وهذا ادى الى تسليم الشرق الأوسط الى بوتين ومن خلفه الايرانيين. ترامب غاب عن سوريا وترك الساحة للاخرين، وفي اسرائيل يقولون إنه "في المكان الذي احتجنا فيه إلى أميركا في 2017 اختارت الغياب". وإزاء هذا التقويم الاسرائيلي السلبي لتطورات الاحداث، تحذر الأوساط الديبلوماسية من خطوات اسرائيلية "متهورة" على "الجبهة الشمالية"، نتانياهو يمر بصعوبات داخلية كبيرة تشعره "بالضيق" ويحتاج الى مكان ينفس فيه الغضب الشعبي المتعاظم على الفساد، اسرائيل ترى كل دفاعاتها الاساسية ديبلوماسياً وميدانياً تنهار أمام "المد" الايراني، "حزب الله" يستعيد انفاسه بعد انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في سوريا والعراق، ولذلك إذا نجت "ايران" من "المصيدة" الجديدة التي بدأت قبل نحو أسبوع، فإن الكثير من الخيارات ستكون موضوعة على "الطاولة" في اسرائيل لان ثمة من يعتقد هناك بأن "الخناق" قد بدأ يضيق، واذا كانت اثمان "الجبهة المفتوحة" كبيرة، قد يكون الخيار تكثيف العمليات العسكرية في الداخل السوري على نحو غير مسبوق، وقد تدفع حركة حماس "الثمن" مرة جديدة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تقرير مسرب يكشف حالة النظام الإيراني بعد الإحتجاجات

سكاي نيوز/02 كانون الثاني 2018/كشف تقرير مسرب عن اجتماع المرشد الإيراني علي خامنئي مع القادة السياسيين ورؤساء قوات الأمن في البلاد مؤخرا، أن الاحتجاجات أضرت بمختلف القطاعات في البلاد، وأنها تهدد أمن النظام ذاته. وأظهر التقرير الذي يضم خلاصة اجتماعات تمت حتى 31 كانون الأول الماضي، أن الأوضاع يمكن أن تتدهور أكثر، وأن الأمور باتت معقدة للغاية، وتختلف بشكل كبير عن أي أحداث مماثلة وقعت في السابق. وأشار التقرير الذي وصل إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وترجم من الفارسية إلى الإنكليزية، إلى أن الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 5 أيام أضرت بكل قطاع من قطاعات اقتصاد البلاد، وتهدد أمن النظام. وتحدث التقرير، الذي نشره موقع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، عن ضرورة إيجاد مخرج لهذا الوضع، الذي وصفه التقرير بأنه "معقد جدا ومختلف عن المناسبات السابقة"، حيث طلب من رجال الأمن والسياسيين منع تدهور الأمور أكثر فأكثر. ووفقا للتقارير الواردة من داخل إيران، فقد امتدت المظاهرات التي بدأت في مدينة مشهد الخميس الماضي، إلى 40 مدينة على الأقل، بما في ذلك العاصمة طهران، وأدت المواجهات مع الشرطة إلى مقتل 17 شخصا حتى الآن. ويظهر التقرير المسرب خشية القادة الإيرانيين من تحول مطالب المتظاهرين من اقتصادية إلى سياسية، لا سيما مع رفع المتظاهرين شعارات سياسية من بينها "الموت للديكتاتور" في إشارة إلى خامنئي. وأشار التقرير إلى أن المتظاهرين "بدأوا يرددون شعارات سياسية منذ اليوم الأول للاحتجاجات. وفي طهران ردد الناس شعارات ضد خامنئي، وكانت الشعارات التي استخدمت في مدن أخرى ضد خامنئي". ونقل الموقع عن مصادر إيرانية أن قسم الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني يراقب الاحتجاجات عن كثب، و"يعمل بالتنسيق مع الشرطة لوقف الاحتجاجات". وتقول تلك المصادر إن "حالة تأهب قصوى" تشهدها صفوف الحرس الثوري، إلا أنها لم تعلن بعد، وذلك في إشارة إلى احتمال التدخل عسكريا بشكل مباشر لقمع الاحتجاجات إن استمرت على هذه الوتيرة. وتوقع التقرير المسرب أن تدخل قوات الحرس الثوري الايراني أو قوات الباسيج لقمع الاحتجاجات "سيعود بنتائج عكسية" وسيزيد من "عداء المتظاهرين" للنظام الإيراني. كما وردت في التقرير رسائل وصفها بأنها "رسائل دعم للمتظاهرين" من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين أميركيين آخرين، وقال إن "الولايات المتحدة دعمت رسميا المتظاهرين في الشوارع". ويقول التقرير المسرب إن الولايات المتحدة والغرب "اتحدوا جميعا لدعم المنافقين"، ويطلب من كل من ينتمون إلى الطبقة القيادية في البلاد "أن يكونوا في حالة تأهب ويراقبوا الوضع باستمرار". ويطلب التقرير من قوات الأمن والمخابرات رصد الاحتجاجات في الشوارع عن كثب، وتقديم تقارير إلى مكاتب القيادة وصنع القرار في البلاد.

 

الاحتجاجات الشعبية في إيران تتمدد وخسائر في صفوف قوات الأمن وروحاني يلوح برد «الشعب» ضد المتظاهرين - تباين حول حصيلة القتلى - القضاء يعلن التأهب بعد موجة الاعتقالات- خلل في شبكة الإنترنت

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/18

تجاهل المتظاهرون دعوات كبار المسؤولين أمس في خامس أيام الاحتجاجات على التوالي وذلك رغم محاولات الرئيس الإيراني حسن روحاني احتواء المتظاهرين بدعوتهم إلى التهدئة وتظاهروا في مختلف أنحاء البلاد وسط غموض حول حصيلة القتلى فيما أعلن متحدث باسم الشرطة الإيرانية أن شرطيا إيرانيا قتل وجرح ثلاثة آخرون بنيران أحد المتظاهرين في محافظة أصفهان. واستمرت الاحتجاجات الغاضبة ليلة أمس في عموم الأراضي الإيرانية، احتجاجا على الضائقة الاقتصادية والبطالة والغلاء والفساد. وكان التظاهر لافتا في طهران وتبريز واردبيل وكرج وعبادان والأحواز ورشت على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة. كما امتدت المظاهرات إلى مدن عدة منها كرمنشاه وتشابهار وبندر عباس ودهدشت وياسوج وشاهين شهر، وتاكستان، وزنجان، وايذج. وأعلنت السلطات الإيرانية أمس إغلاق أبواب المدارس في عدة مدن إيرانية لليوم الثالث على التوالي. ونشر ناشطون مقاطع تظهر اطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية ضد متظاهرين وقال شهود عيان ان مواجهات عنيفة شهدتها المدينة بين الأمن والمتظاهرين. ونشرت وكالة{فارس} التابعة للحرس الثوري صورة لسيارة محترقة ليل الاثنين، فيما ذكرت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي أن مجموعات صغيرة نسبيا من المتظاهرين أطلقت هتافات مناهضة للنظام في وسط العاصمة الإيرانية. وقال ناشطون من مدينة مشهد التي شهدت انطلاق الاحتجاجات الخميس الماضي إن مدينتهم تحولت إلى قاعدة عسكرية كبيرة بعد تواجد أمني مكثف للقوات العسكرية.

وجرت هذه المظاهرات ليلة أمس رغم أن السلطات حجبت تطبيق الرسائل لموقعي إنستغرام وتلغرام عن الهواتف المحمولة، في مسعى لتجنب تنظيم احتجاجات جديدة. وخلال الأيام الماضية لعب موقع «آمد نيوز» دورا أساسيا في تحريك الشارع الإيراني وتحول الموقع إلى مصدر للمعلومات والتنسيق بين المدن الإيرانية وكانت إدارة تلغرام حذفت حساباته في اليوم الثاني للتظاهر بدعوى تحريضه على العنف إلا أنها عادت في اليوم الثالث وأطلقت للموقع حسابا جديدا.

وفي أقل من 24 ساعة بلغ متابعوه أكثر من مليون. وردا على تقارير حول قطع شبكة الإنترنت في عدة مدن إيرانية وإمكانية قطع الخدمة بشكل نهائي، نشر الموقع معلومات تفيد بتوجه أميركي لإطلاق قمر صناعي يوفر الخدمة المجانية للإنترنت في إيران.

وأظهرت مقاطع مصوّرة بثّت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل متظاهرين يهاجمون مباني عامة منها مراكز دينية ومصارف تابعة للباسيج (القوات شبه العسكرية المرتبطة بالحرس الثوري) أو يضرمون النار بسيارات للشرطة وفق ما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية». أعلن متحدث باسم الشرطة الإيرانية أن متظاهرا إيرانيا قتل واحدا وأصاب ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح في نجف آباد بمحافظة أصفهان. وقال موقع «إيران واير» إن ثلاثة على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون برصاص قوات الأمن في مدينة نورآباد بمحافظة لرستان. وليلة الأحد، قتل ستة أشخاص بـ«إطلاق نار مشبوه» على هامش أعمال عنف في مدينة تويسركان (غرب)، بحسب التلفزيون الرسمي، بعد أن كانت وسائل الإعلام أشارت قبل إلى سقوط أربعة قتلى في مدينتي ايذج (جنوب غرب) ودورود (غرب). وقال التلفزيون الحكومي إن «أشخاصا ملثمين (...) شاركوا في الاضطرابات وهاجموا مباني عامة وأضرموا فيها النار» في تويسركان.

قال ممثل إيذج في البرلمان الإيراني، هدايت الله خادمي، إن اثنين على الأقل قتلا خلال مظاهرات ليلية، متهما المتظاهرين بالمبادرة في إطلاق النار على قوات الأمن.

ونقلت وكالة «إيلنا» عن خادمي قوله إن المتظاهرين قتلوا بعد إطلاق النار باتجاه قوات الأمن، كما رفض تأكيد أن تكون قوات الأمن هاجمت المتظاهرين بعد مهاجمة البنوك. وأظهرت مقاطع نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تشديد الأجواء الأمنية في ايذج شمال الأحواز. وادعى خادمي أن السلطات عثرت على متفجرات في منازل بعض الموقوفين خلال الاحتجاجات. وقالت شبكة «خبر» الإيرانية إن قوات الأمن واجهت بقوة «فوضويين بعضهم يحمل السلاح حاولوا اقتحام القواعد العسكرية والمقرات التابعة للشرطة». وتباينت تصريحات المسؤولين الإيرانيين أمس حول حصيلة القتلى. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن 10 قتلوا في مظاهرات ليلة أول من أمس، لكن مسؤولا محليا أكد مقتل ثلاثة في مدينة تويسركان بمحافظة همدان. وقالت تقارير إن على الأقل 15 قتلوا.

وأحرق المتظاهرون الحوزة العلمية في قزوين وفق مقاطع نشرها ناشطون ليلة أول من أمس. وتضاربت مواقف المسؤولين الإيرانيين حول إطلاق النار على المتظاهرين فالسلطات تقول بأنها لا تطلق النار على المتظاهرين وتتهم «مثيري الاضطرابات» و«أعداء الثورة» بالاندساس بين صفوف المتظاهرين.

من جهتها، ذكرت وكالة مهر للأنباء أن «شخصا مثيرا للشغب أضرم النار في سيارة وهرب على الفور». وأكدت وزارة الاستخبارات في بيان نقلته وكالة ايسنا أنه «تم تحديد هويات عناصر كانوا يثيرون الاضطرابات وتم اعتقال عدد منهم. وتتم ملاحقة الآخرين وسيجري قريبا التعامل معهم بشدة».

ولم تفلح الدعوة التي وجّهها الرئيس الإيراني حسن روحاني ليلا إلى الهدوء وإعلانه أنه يناصر توفير هامش أكبر من حرية الانتقاد، في تهدئة للأجواء.

وصباح الأحد، عاد وشدّد خطابه تجاه من سماهم «أقلية صغيرة» قائلا إن الشعب «سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون». وحذر روحاني من المحتجين على الأوضاع المعيشية برد «الشعب» واصفا إياهم بـ«مثيري الشغب» وذلك بعدما دعا أول من أمس إلى توفير هامش أكبر من حرية الانتقاد في محاولة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية. وقال روحاني في ثاني موقف في أقل من 24 ساعة تنقله وسائل الإعلام الرسمية، إن «الاحتجاجات الأخيرة تهديد يجب أن يتحول إلى فرصة» لافتا إلى أن المطالب الشعبية تشمل «انفتاح الأجواء في الحريات إضافة إلى القضايا الاقتصادية».

وتوجه روحاني أمس إلى مقر البرلمان الإيراني وأجرى مشاورات بحضور رؤساء اللجان البرلمانية لبحث آخر التطورات في البلاد. وأضاف روحاني «اقتصادنا بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة، وعلينا أن نتحد جميعا»، مؤكدا أن الحكومة عازمة على «تسوية مشكلات المواطنين». وكان روحاني أقر الأحد بضرورة منح السلطات مواطنيها «مساحة للانتقاد»، ومحذّرا المتظاهرين من أي أعمال عنف.

وفشل الرئيس الإيراني حسن روحاني منذ إعادة انتخابه لولاية ثانية في مايو (أيار) الماضي، بتلبية مطالب أنصاره كما واجه انتقادات خلال الشهر الماضي انتقادات من حلفائه الإصلاحيين. أما نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري قال عبر حسابه في «تويتر» إن «مسؤوليتنا المشتركة هي الدفاع عن الحرية ومواجهة العنف. كلنا يجب أن نفكر بأمن البلد وليس تشديد الأجواء الأمنية. يجب أن نفكر بقبول النقد والاحتجاج وليس التخريب والفوضى».

من جهة ثانية، قال المتحدث للحرس الثوري رمضان شريف إن «الحرس الثوري تلقى طلبات من الشرطة للحصول على دعم قوات الباسيج» مضيفاً أن «الأوضاع لا تشير إلى ضرورة تدخل الحرس الثوري». وتابع أن الحرس الثوري «لم يحصل على طلب من الحكومة الإيرانية». وحول ما إذا كان الحرس الثوري ينوي التدخل لتهدئة الأوضاع في العاصمة طهران، قال شريف، إن قاعدة «ثارالله مسؤولة عن أمن طهران»، مضيفاً أنها «اتخذت التدبيرات اللازمة». من جانبه، قال نائب محافظ طهران في الشؤون الأمنية محسن همداني في تصريح لوكالة «ايلنا» إن «الرئيس الإيراني وكبار المسؤولين في الوزارة الداخلية أصدروا أوامر لتفادي قصص السنوات الماضية حول المعتقلين» في إشارة إلى مقتل أربعة من المتظاهرين في سجن كهريزك في شرق طهران عام 2009. وكان القضاء الإيراني أدان المدعي العام في طهران سعيد مرتضوي بالسجن عامين على خلفية تلك الأحداث. ولم يذكر المسؤول الإيراني عدد المعتقلين في طهران وقال في هذا الصدد إن «وزارة الداخلية مسؤولة عن الإعلان الرسمي للإحصائيات والتقارير». وقال همداني ليلة أول من أمس في تصريح لوكالة «تسنيم» إن السلطات «تسيطر على الأوضاع في طهران». وقال عن المتظاهرين إنهم «أشخاص انتهازيون تعرفنا على هويتهم» مشيرا إلى ترديد هتافات معادية للنظام في مظاهرة ليلة أول من أمس. وبحسب الإحصائيات التي أعلنها أول من أمس قائممقام طهران فإن السلطات اعتقلت يوم الأحد 200 متظاهر في الحد الفاصل بين شارع انقلاب وولي عصر حيث خرج المتظاهرون بكثافة. وادعى بدور المساعد الأمني لقائممقام طهران أن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 40 شخصا في طهران وقال إنهم «يقودون الاحتجاجات». ويتفاخر روحاني بمساهمته في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وعقد الإيرانيون آمالا كبيرة أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى حول الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد. وهذه الحركة الاحتجاجية هي الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009. والتي قمعتها السلطات بعنف. وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين الذين أطلقوا شعارات ضد الحكم وفق مقاطع انتشرت من مدن إيرانية تشهد احتجاجات. ووقعت اضطرابات في مدن نوراباد ودورود وخوراماباد، وقد «أوقفت السلطات مسببي الاضطرابات» بحسب ما أعلن مسؤول محلي. وأوقف 200 متظاهر في العاصمة، وأوقف 200 آخرون في مدن أخرى، بحسب وسائل الإعلام المحلية. وهذه الحركة الاحتجاجية هي الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009. التي قمعتها السلطات بعنف وأوقعت 36 قتيلا بحسب الحصيلة الرسمية و72 قتيلا بحسب المعارضة. من جهته، أكد رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني أن «على من لديهم مطالبات محقة أن يعبروا عنها بالطريقة القانونية» وأن المطلوب «التعامل بقوة ضد أولئك الذين يرتكبون أعمال تخريب وينشرون الفوضى»، بحسب وسائل إعلام تلفزيونية.

 

أعنف هجوم للفصائل في الغوطة رداً على «التجاهل الروسي» والتقدم في حرستا يسمح باستهداف فرع المخابرات الجوية والأمن السياسي

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/18/قالت مصادر سورية معارضة إن الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية لدمشق تخوض معركة، هي الأكبر منذ عامين لناحية الحجم، استهدفت منطقة حرستا، وحققت تقدماً كبيراً وباتت تهدد، نارياً، الأفرع الأمنية في محيط العاصمة السورية.

وشددت المصادر إن المعركة التي انطلقت قبل 3 أيام، ويشارك فيها فصيلا «أحرار الشام» و«فيلق الرحمن» إلى جانب عناصر من «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً)، «هي معركة استعادة هيبة الغوطة الشرقية بعد إمعان النظام باستهدافها، واستهزاء الروس بالفصائل»، مشددة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن المعركة «تسعى لإثبات وجود المعارضة، ومنع النظام والروس من الالتفاف على الفصائل». وأضافت: «منذ الصيف الماضي، يحاول الطرفان إقناع المعارضة بأن تخفيف التصعيد سيكون حلاً، لكن اتضح أنه لم يتغير أي شيء منذ 22 يوليو (تموز) الماضي، بل زاد النظام من وتيرة قصفه وتصعيده».

وشنت فصائل المعارضة في حرستا هجوماً عنيفاً استهدف مناطق سيطرة النظام في إدارة المركبات في حرستا، وحققت تقدماً واسعاً أسفر عن إعادة وصل عربين بحرستا، وتأمين الطرقات المؤدية إلى حرستا وإبعاد قوات النظام عن مبانٍ كانت تستخدمها للسيطرة النارية على تلك الطرقات. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الهجوم المتواصل من قبل الفصائل يسعى للتقدم نحو مبنى إدارة المحافظة الذي استهدفت الفصائل الإسلامية محيطه بتفجير نفق بأسفل المنطقة القريبة من المبنى، حيث تحاول «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» و«فيلق الرحمن» من خلال التفجيرات والهجوم العنيف، توسعة نطاق سيطرتها والسيطرة على مبنى المحافظة والمواقع التي تسيطر عليها قوات النظام في محيط المحافظة. وذكرت «شبكة شام» أن التقدم مكّن المعارضة من حصار إدارة المركبات ورحبة الدبابات والمعهد الفني في الغوطة الشرقية.

وقال الناشط في الغوطة عبد الملك عبود لـ«الشرق الأوسط»، إن فصائل المعارضة «استطاعت السيطرة على مبنى المحافظة» المتصل بأراضي حرستا باتجاه أوتوستراد حمص - دمشق الدولي، مشيراً إلى أن قوات المعارضة «باتت قادرة على استهداف مبنى فوع المخابرات الجوية والأمن السياسي نارياً». وقال إن وضع المبنيين الأمنيين تحت السيطرة النارية «يحمل رسائل بالغة بأن الثوار باتوا قادرين على التقدم وتحقيق إنجازات، وهي رسالة سياسية لمؤتمر سوتشي المقبل بأن المعارضة ترفض إعادة تأهيل النظام وبإمكانها الضغط على الروس لتغيير خططهم»، كما تحمل «رسالة دعم للمعارضة التي جددت رفضها لمؤتمر سوتشي، ورفض التنازل للنظام». وتشارك الفصائل الثلاثة في معركة حرستا، فيما يخوض فصيل «جيش الإسلام» معركة ضد قوات النظام التي تحاول التقدم على جبهة المرج في شرق الغوطة الشرقية. وفيما تحدثت «عنب بلدي» عن أن النظام السوري يحاول إشراك معتقلين في سجونه، لأول مرة في معارك العاصمة دمشق، نفت مصادر المعارضة اطلاعها على تلك المعلومات وتأكيدها، قائلة إن ما يتردد الآن في الغوطة أن النظام سيفرج عن عدد من السجناء من سجن صيدنايا. وكانت «عنب بلدي» نقلت عن شاب خرج حديثاً من الفرع 248، عن تجهيز النظام وجمعه نحو 700 معتقل من الفرع، لإطلاق سراحهم مقابل تطوعهم في قواته. وبدأت يوم السبت المرحلة الثانية من المعركة، بعد محاولات لم تنجح لقوات النظام في استعادة السيطرة على الأجزاء التي خسرتها داخل إدارة المركبات العامة، بعد هجوم فصائل المعارضة عليها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وعقب سيطرة المعارضة على مستشفى البشر قرب حرستا وحي العجمي والفرن الآلي وطريق حرستا - عربين، تمكنت أمس من التقدم نحو إدارة المركبات وقطع طريق إمدادها، وذلك بعدما بدأت هجوماً جديداً عن طريق تفجير نفق في قوات النظام على محور مدينة عربين من طرف المحلق، وأصيب إثره مدير الإدارة اللواء حسن الكردي ومرافقه العقيد محسن بعيتي. وتحدثت «عنب بلدي» عن أن عدد عناصر النظام المحاصرين في أبنية الإدارة يبلغ نحو 350 عنصراً. وتحدث «المرصد السوري» عن وصول مؤازرات من قبل قوات النظام إلى المنطقة لمساندتها في عملية التصدي لهجوم الفصائل ومحاولة بدء هجوم معاكس يفضي لاستعادة ما خسرته وفك الحصار عن إدارة المركبات.

بالموازاة، ارتفع إلى نحو 30 عدد الغارات التي طالت الغوطة الشرقية، إذ استهدفت الطائرات مناطق في مدينة حرستا بـ18 غارة، فيما نفذت 6 غارات على مناطق في مدينة عربين. وفي شرق الغوطة، قصفت قوات النظام بنحو 7 قذائف مناطق في بلدتي النشابية وأوتايا في منطقة المرج، فيما اندلعت اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر، على محاور في محيط الزريقية بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية.

 

الفلسطينيون يعتبرون قرار ضم المستوطنات «عدواناً خطيراً» ويرسخ الاحتلال في 60 % من الضفة الغربية

الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/18/أدان الفلسطينيون، وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس، أمس، قرار المجلس المركزي لحزب الليكود الحاكم، توصية قادة الحزب بسن قانون يضمن ضم المستعمرات القائمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، واعتبروه «عدوانا جديدا على الشعب الفلسطيني، يستمد قوته من الدعم اللا محدود لهم من الإدارة الأميركية». واستغلت قوى المعارضة الفلسطينية هذا القرار، لتطالب بإلغاء اتفاقيات أوسلو وقطع أي اتصال مع إسرائيل أو الولايات المتحدة. فيما هاجمت المعارضة الإسرائيلية القرار وعدّته «حلقة أخرى من الصراعات بين قوى اليمين تؤدي إلى المقامرة بالسلام».

وكان أعضاء مركز الليكود، الذين اجتمعوا من دون رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، صوتوا بالإجماع، الليلة قبل الماضية (الأحد - الاثنين)، على قرار يلزم أعضاء الحزب بالعمل من أجل ضم الضفة الغربية. وجرى التصويت على نص جاء فيه، أنه «في الذكرى السنوية الخمسين لتحرير أراضي (يهودا والسامرة) (الضفة الغربية)، بما فيها القدس، عاصمتنا الأبدية، تدعو اللجنة المركزية لليكود مسؤولي الليكود المنتخبين، إلى العمل من أجل السماح بالبناء الحر، وتطبيق قوانين دولة إسرائيل وسيادتها على جميع مناطق الاستيطان المحررة في يهودا والسامرة».

وشارك في الاجتماع، الذي عقد في قاعة «أفينيو» بالقرب من مطار بن غوريون، نحو ألف ناشط ليكودي، كان من بينهم الوزير السابق غدعون ساعر، الذي ألقى خطابا قال فيه، إن «الليكود قاد كل الخطوات التاريخية. مهمة جيلنا هي إزالة كل علامة استفهام على مستقبل المستوطنات». وقالت نائبة الوزير تسيبي حوطوبيلي في كلمتها، إن «الليكود يدعم السيادة، الليكود يسجل فصلا رائعا في التاريخ. بعد القدس وهضبة الجولان، حان الوقت للسيادة في يهودا والسامرة». وقال الوزير حاييم كاتس، إن «مركز الليكود يصادق اليوم على تصويت تاريخي بفرض السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة والقدس الكبرى». وقال وزير الأمن الداخلي والشؤون الاستراتيجية، غلعاد إردان: «إن الليكود هو الذي فرض السيادة على عاصمة إسرائيل، وهو الذي طبق السيادة على مرتفعات الجولان، وهو الذي سيطبق السيادة على يهودا والسامرة. حقنا على أرض إسرائيل يبدأ في القدس، في الحرم الإبراهيمي وفي شيلو. لن نطبق السيادة بحكم القوة وإنما بالحق التاريخي والديني والأخلاقي والتوراتي، وسنفعل ذلك».

ولفت النظر ما قاله وزير البيئة، أوفير أكونيس، في الاجتماع: «البند الأول في دستور الليكود، هو أن حق إسرائيل أعطى للشعب اليهودي. فكرة الدولتين لشعبين هي تصور زال من العالم، ولسعادتي فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يجلس في البيت الأبيض حاليا، هو أيضا لا يقبل هذا الفهم الخاطئ». وقال رئيس الكنيست يولي إدلشتاين، إن الوقت قد حان لفرض السيادة، والآن كل شيء يعتمد علينا، والخطوة الأولى لإعلان ترمب سيتم ضم مستوطنة معالية أدوميم إلى القدس». وقال إدلشتاين «إن إعلان الرئيس ترمب فتح عهدا جديدا لدولة إسرائيل في القدس والضفة الغربية». وأعلن حزب «إسرائيل بيتنا»، بزعامة وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، وحزب «البيت اليهودي» بزعامة وزير المعارف نفتالي بينت، عن دعمهما للقرار عندما يحين موعد التصويت عليه في الكنيست. وباشر نواب ووزراء الليكود أمس، مسار التشريع في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) لتطبيق توصية مركز الليكود عمليا. وبالاتفاق مع وزيرة القضاء إييلت شكيد، أصدر المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت، توجيهات جديدة، تنص على أن أي مشروع قانون حكومي سيلزم، أيضا، على النظر في إمكانية تطبيقه على اليهود المستوطنين في المناطق. وقال وزير السياحة، ياريف لفين، إن التشريعات الجديدة لا يمكن أن تتجاهل 400 ألف إسرائيلي يعيشون في المستوطنات.

وقد رد الفلسطينيون برفض هذا القرار بالإجماع. وقال الرئيس الفلسطيني، عباس، إن قرار الليكود إنهاء عام 2017 بوضع استراتيجية سياسية لعام 2018، تقضي بإنهاء الوجود الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف، وفرض مشروع إسرائيل الكبرى على فلسطين التاريخية، هو بمثابة عدوان غاشم على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. وأشار إلى أن إسرائيل ما كانت لتتخذ مثل هذا القرار الخطير، لولا الدعم المطلق من الإدارة الأميركية التي رفضت إدانة المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية، وجرائم الاحتلال المنهجية التي يرتكبها ضد شعب فلسطين. وطالب عباس المجتمع الدولي بالتحرك الفوري، لوقف هذا العدوان على الحقوق الفلسطينية، وعلى قرارات الشرعية الدولية. وأضاف: «يجب أن يكون هذا التصويت بمثابة تذكير للمجتمع الدولي بأن الحكومة الإسرائيلية، وبدعم كامل من الإدارة الأميركية، تواجه السلام العادل والدائم، وتسعى بشكل منظم لتوطيد نظام الفصل العنصري في كل فلسطين التاريخية». وختم الرئيس الفلسطيني بالقول: «لم يقبل أي شعب في العالم على نفسه أن يعيش كالعبيد، وإن الشعب العربي الفلسطيني لن يكون أول من يفعل ذلك، ولذلك فنحن بصدد اتخاذ قرارات هامة خلال عام 2018، بما في ذلك الذهاب إلى المحاكم الدولية، والانضمام إلى المنظمات الدولية، واتخاذ جميع الوسائل القانونية من أجل حماية حقوق شعبنا ومساءلة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على انتهاكاتها الجسيمة والمنهجية للقانون الدولي، وإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة.

وأكدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية على فظاعة وخطورة ما أقدم عليه حزب الليكود. وقال المتحدث الرسمي باسمها، يوسف المحمود، على أن التصعيد الاحتلالي ضد أرضنا وشعبنا يسير في هذه المرحلة بشكل متسارع وخطير.

وقالت حركة «فتح» في بيان لها، إن هذه الخطوة هي بمثابة نسف لكل الاتفاقات الموقعة، واستفزاز لا يمكن السكوت عنه، كما أنه يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، التي كان آخرها القرار رقم (2334)، الذي أكد أن الضفة الغربية بما فيها القدس هي أراض محتلة. وأضاف البيان، إن إسرائيل بهذا القرار أنهت، ومن جانب واحد، كل ما يمكن تسميته ببقايا عملية السلام، وإنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا القرار الخطير والمرفوض، وعلى المجتمع الدولي التحرك الفوري لكبح جماح هذا الاستهتار بل الجنون الإسرائيلي.

وفي المعارضة الفلسطينية قالت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، إن تصويت مركز حزب «الليكود» يأتي استكمالا للمشروع الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة الاحتلال، وبمثابة إعلان حرب على الأراضي الفلسطينية. وتابعت الجبهة أن الرد الحقيقي على قرارات الاحتلال العنصرية تتطلب سرعة التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، والانضمام إلى المواثيق والمنظمات الدولية كافة، فالاستيطان جريمة حرب يجب أن تعاقب حكومة الاحتلال عليه. وقال خالد منصور، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، إن الرد الفلسطيني المطلوب على قرار الليكود، هو مغادرة مربع أوسلو ووقف الرهان على المفاوضات الثنائية والرعاية الأميركية، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الأخير بالفكاك من الالتزامات التي نص عليها أوسلو. من جهتها، قالت حركة حماس، إن مشروع القانون المطروح من الليكود «إمعان في سياسة الاعتداء على الحق الفلسطيني استغلالا للمواقف الأميركية». وأكدت حماس أن «هذا سيجعلنا أكثر تمسكا بحقوق الشعب الفلسطيني وبخيار المقاومة، لمواجهة هذه المشاريع وإفشالها وحماية حقوقنا والدفاع عنها مهما بلغت التضحيات». وفي إسرائيل أيضا رفضت المعارضة قرار الليكود، وقال رئيس كتلها في الكنيست، يتسحاق هيرتسوغ، إن القرار يشكل استفزازا زائدا يلحق الضرر بإسرائيل أولا ويؤدي إلى عزلتها.

 

السعودية تقدر مواقف أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا لإدانتها استهداف الرياض بصاروخ حوثي ومجلس الوزراء يدين التفجيرات الإرهابية في كابول وسان بطرسبرغ والكنيسة جنوب القاهرة

الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/18/عبرت السعودية عن تقديرها لمواقف قادة أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا لما عبروا عنه من إدانات لمحاولة ميليشيا الحوثي الانقلابية استهداف مدينة الرياض بصاروخ بالستي، واستنكار هذه المحاولة الإجرامية التي تمثل اعتداءً سافراً على سيادة المملكة واستهداف منطقة مأهولة بالسكان، وما عبروا عنه من رفض لتعرض المملكة لأي تهديدات أمنية. جاء ذلك خلال ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء اليوم (الثلاثاء) في قصر اليمامة بمدينة الرياض.

وفي مستهل الجلسة، أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على فحوى الرسالة الشفوية التي بعثها للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، والرسالة التي تسلمها من الملك المغربي محمد السادس، ومباحثاته مع الرئيس محمود عباس رئيس فلسطين، والشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بدولة الكويت، ورئيس وزراء جمهورية تركيا بن علي يلدريم. كما أطلع خادم الحرمين المجلس على فحوى الاتصالات التي أجراها بالرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، والرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجهورية الفرنسية، مقدراً ما عبر عنه قادة تلك الدول من إدانات لمحاولة ميليشيا الحوثي الانقلابية استهداف مدينة الرياض بصاروخ بالستي، واستنكار هذه المحاولة الإجرامية التي تمثل اعتداءً سافراً على سيادة المملكة واستهداف منطقة مأهولة بالسكان، وما عبروا عنه من رفض لتعرض المملكة لأي تهديدات أمنية، وتقديرا لحكومة المملكة على ما بذلته وتبذله في مجال مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف، وجهودها الإنسانية والإغاثية، وتأكيدا على ضرورة تنبيه المجتمع الدولي لدور النظام الإيراني التخريبي المهدد للسلم والاستقرار في المنطقة.

وأوضح الدكتور عواد العواد وزير الثقافة والإعلام السعودي، أن مجلس الوزراء، استعرض مستجدات الأحداث على الساحات العربية والإقليمية والدولية، وجدد في هذا السياق إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للانفجارات التي وقعت في العاصمة الأفغانية كابول، والانفجار الذي وقع في متجر بمدينة سان بطرسبرغ الروسية، والهجوم الإرهابي على كنيسة بحلوان جنوب القاهرة، وتعبيرها عن العزاء والمواساة لذوي الضحايا، ولحكومات وشعوب تلك الدول، وتأكيد وقوفها مع الدول الشقيقة والصديقة ضد تلك الأعمال الإرهابية الآثمة.

وأفاد الدكتور العواد بأن مجلس الوزراء قرر الموافقة وبعد الاطلاع على المحضر المعد في مجلس الشؤون السياسية والأمنية رقم (1033) وتاريخ 4 / 3 / 1439هـ، على استراتيجية الدفاع الوطني. كما وافق مجلس الوزراء على أن يكون وزير البيئة والمياه والزراعة رئيساً لمجلس إدارة شركة الماء والكهرباء، على أن يكون ذلك لدورة واحدة فقط . وقرر مجلس الوزراء خلال جلسته الموافقة على تنظيم المؤسسة العامة للري.

 

تنفيذ حكم الإعدام بأربعة إرهابيين في مصر وأدانهم القضاء العسكري بتفجير أوقع قتلى

الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/18/قالت مصادر أمنية إن السلطات المصرية نفذت اليوم (الثلاثاء) حكم الإعدام بأربعة اشخاص أدانهم القضاء العسكري في قضية تفجير أودى بحياة ثلاثة طلاب عسكريين في 2014. وأضافت المصادر أن الحكم نفذ في سجن برج العرب غرب مدينة الإسكندرية (شمال مصر).

وكانت عبوة ناسفة قد انفجرت في غرفة مجاورة لبوابة الاستاد الرياضي بمدينة كفر الشيخ عاصمة محافظة كفر الشيخ في 2014 ، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من طلاب الكلية الحربية وإصابة اثنين آخرين. وكان الضحايا قد تجمعوا في الغرفة للسفر إلى مقر الكلية بالقاهرة. وكانت محكمة الجنايات العسكرية قد قضت في 2016 بإعدام سبعة في القضية بينهم ثلاثة غيابيا كما عاقبت خمسة بالسجن المؤبد منهم ثلاثة غيابيا واثنان حضوريا هما صلاح الفقي رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بكفر الشيخ ونائبه. وعاقبت أيضا ثلاثة متهمين بالسجن 15 سنة غيابيا واثنين بالحبس ثلاث سنوات حضوريا.

وفي يونيو (حزيران) الماضي رفضت محكمة الطعون العسكرية طعونا على الحكم تقدم بها من حكم عليهم حضوريا وبذلك صار الحكم نهائيا وواجب النفاذ. وتعاد محاكمة المحكوم عليهم غيابيا أمام المحكمة التي أصدرت الحكم الأول إذا ألقت الشرطة القبض عليهم أو سلموا أنفسهم.

 

الرئيس المصري يمدد حالة الطوارئ 3 أشهر

الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/18/أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارًا بتمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر أخرى اعتبارًا من 13 يناير (كانون الثاني) الجاري. وجاء في القرار الذي نشرته الجريدة الرسمية اليوم (الثلاثاء)، "تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفط الأمن بجميع أنحاء البلاد وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين". وبحسب القرار، يفوض رئيس مجلس الوزراء في اختصاصات رئيس الجمهورية المنصوص عليها في القانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ، ويعاقب بالسجن كل من يخالف الأوامر الصادرة من رئيس الجمهورية. ويتطلب العمل بالقرار موافقة مجلس النواب على القرار بأغلبية الثلثين. وكانت مصر أعلنت حالة الطوارئ بعد هجومين استهدفا كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية في أبريل (نيسان) العام الماضي أسفرا عن مقتل 45 شخصا وإصابة عشرات آخرين وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنهما. ومددت حالة الطوارئ في يوليو (تموز) ثم أعلنت من جديد في أكتوبر (تشرين الأول).

 

مسؤول في شرطة بريطانيا يحذر من تأثير الماسونية وقال إن نفوذها في الخدمة محبط

الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/18/حذر رئيس اتحاد الشرطة في إنجلترا ووالاس ستيف وايت من أن أعمال الإصلاح الشرطية تتم إعاقتها من قبل أعضاء الماسونية، مضيفاً أن نفوذهم في الخدمة يحبط تقدم النساء والأفراد من الأقليات العرقية وذوي البشرة السوداء داخل الشرطة. وتابع وايت، في تصريحات لصحيفة «الغارديان»، أنه يشعر بالقلق إزاء استمرار نفوذ الماسونية داخل الجهاز الشرطي. وقال وايت، موجهاً خطابه للحكومة، إن ذلك يهدد بتولي الاتحاد الشرطي زمام الأمور إذا لم تتولَ الإصلاح عقب سلسلة من الفضائح والخلافات. ويتهم نقاد الماسونية المنظمة أن لها أعمالاً سرية تخدم مصالح أعضائها على مصالح الجمهور، في الوقت الذي ينكر فيه الماسونيون ذلك، قائلين إنهم يؤيدون القيم التي تتماشى مع المصالح العامة والأخلاق العالية. وتابع وايت: «إن ما يفعله الناس في حياتهم الخاصة هو شأنهم، لكن الأمر يصبح قضية حين يؤثر على عملهم، لكن كان هناك عدة مناسبات عندما اشتبه زملائي في أن الماسونية عقبة أمام الإصلاح».وأضاف: «إننا بحاجة إلى التأكد من أن الناس يأخذون القرارات للأسباب الصحيحة، وأن هناك حاجة لاستمرار تواصل الشرطة من أجل الإصلاح في عملها». ونفى المتحدث باسم المحفل الماسوني الكبير مايك بيكر التضارب بين التنظيم والشرطة، قائلاً إنه لا يرى سبباً للتضارب، وإن ذلك «كمن يقول إن تضارباً سيحدث بين أي شخص ينتمي إلى منظمة ما والعمل في الخدمة العامة».وكان قائد شرطة اسكوتلنديارد الراحل السير كينيث نيومان عارض وجود الماسونيين في الشرطة. وامتنع وايت عن ذكر أسماء، لكنه اعترف بأن بعض المسؤولين الكبار في أقسام الشرطة المحلية ماسونيون. وأضاف أن من الغريب أن تكون هناك «جيوب» من أجهزة الشرطة يعمل فيها عدد كبير من الماسونيين. وأصدر اتحاد الشرطة قواعد جديدة تهدف إلى إنكار أن كبار المسؤولين في الشرطة كلهم من البيض وغالبيتهم من الرجال. وقال وايت إنه يأمل بأن تؤدي القواعد الجديدة إلى إنهاء هيمنة الرجال البيض وأن تحد من احتمالات ظهور شبكات ماسونية في قوات الشرطة تعمل لمصلحة أعضائها فقط في المستقبل.

 

6 دول تنضم رسمياً إلى مجلس الأمن الدولي بينها دولة خليجية

الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/18/انضمت ست دول هي ساحل العاج وغينيا الاستوائية والكويت وهولندا والبيرو وبولندا رسميًا اليوم (الثلاثاء)، إلى مجلس الأمن الدولي كأعضاء غير دائمين. وقال سفير كازاخستان لدى الأمم المتحدة خيرت عمروف الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال يناير (كانون الثاني)، إن "السلام والأمن ليسا سهلي المنال"، مضيفاً خلال حفل غير مسبوق جرى بناء على طلبه في مقر الأمم المتحدة "ستتاح لكم فرصة فعلية لإحداث الفرق". وتولى سفراء الدول الست، وهم خمسة رجال وامرأة واحدة هي سفيرة بولندا يوانا فرونيتشا، وضع إعلام بلدانهم بين أعلام الدول التسع الأخرى الأعضاء في المجلس عند مدخل قاعة الاجتماعات. ويضم مجلس الأمن 15 عضوا بينهم خمسة دائمون يتمتعون بحق النقض (الفيتو) ضد القرارات، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا. والسفراء الـ15 أعضاء المجلس حاليا هم ثلاث نساء و12 رجلا. وإضافة إلى السفيرة الأميركية نيكي هايلي ونظيرتها البولندية التي انضمت الثلاثاء إلى المنتدى الأممي، تصل في هذا الشهر السفيرة البريطانية الجديدة لدى المنظمة الدولية كارن بيرس. والدول الست التي غادرت مجلس الأمن في 31 ديسمبر (كانون الأول) هي اليابان ومصر والسنغال وأوكرانيا وأوروغواي وإيطاليا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القوات» و«الكتائب»: أفـــكار في حوار إنتخابي ـ سياسي

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 03 كانون الثاني 2018

إنطلقَ الحوار بين حزبَي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، ويَحرص الجانبان على إبقائه بعيداً من الإعلام، حتى تحقيق التقدّم المطلوب، علماً أنّ مجرّد عودةِ قنوات التواصل يعني أنّ الطرفين باتا يَشعران بضرورة العيش معاً، بعد أن تغيَّر كثيرٌ مِن الظروف التي رافقت ولادة التسوية الرئاسية، وصولاً إلى استقالة الرئيس سعد الحريري والعودة عنها وتكريس تحالفات جديدة ستُترجَم في أيار المقبل. وتشير المعلومات إلى أنّ اللقاءات «القواتية» ـ «الكتائبية» تنعقد بوتيرة منتظمة، وكلّفت «القوات» النائب فادي كرم الذي يتولى التواصل.

تلخّص المعلومات الأجواءَ التي رافقت هذا الحوار وسبقته بالآتي:

أوّلاً: أصبح من المسلّم به أن لا تحالف بين «القوات اللبنانية» وكلّ من «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، لأسباب عدة. فـ«المستقبل» و«التيار الوطني الحر» باتا في حكمِ المتحالفين انتخابياً، وتحالفُهما لا يتعارض مع وجودهما وتنسيقهما داخل السلطة، ويرى «المستقبل» أنّ التحالف مع العونيين مربح على كلّ الصعد، من عكّار إلى بيروت وزحلة والإقليم وجزين، وهذا ينطبق على التيار، ولهذا فـ«القوات اللبنانية» التي تعتبر أنّها قادرة على نيلِ الحاصل أو الحواصل الانتخابية في كثير من الدوائر، لم تعُد موجودة داخل حسابات التحالف «العوني» ـ «لمستقبلي»، ولو في الهامش الضيّق المسمّى التحالف الموضعي، وتبعاً لذلك، وخصوصاً في مرحلة ما بعد الاستقالة والحملات التي تعرّضَت لها، فتحت قنوات الاتصال مع حزب الكتائب، لكي تشكّل وإياه تحالفاً مسيحياً، تذهب التقديرات إلى توقّع نيلِه نصفَ المقاعد المسيحية، وهو رقم يستعيد التوازنَ في مواجهة معادلة «المسيحي الأقوى» التي يريد التيار العوني الاحتفاظَ بها.

ثانياً: قرَّر حزب الكتائب الانفتاح على الحوار مع «القوات اللبنانية»، بعد مرحلة جفاءٍ طويلة وحملات سياسية وإعلامية عدائية ومتبادلة، وافتراق في الخيارات قبل انتخاب الرئيس ميشال عون وبعده، وكان حزب الكتائب أمام احتمال الانضمام إلى التحالف العوني ـ القواتي، لكنّه فضّل السير منفرداً والانفتاحَ على قوى المجتمع المدني، ولم يشارك في الحكومة.

واليوم يعود حزب الكتائب الى الحوار مع «القوات» بعدما باتا تقريباً في مربّع واحد، ويطالب «القوات» بالاستقالة من الحكومة، وتشكيل جبهة معارضة، فيما تتمسّك «القوات» بالمعارضة من داخل الحكومة، وتُبدي الاستعداد للتحالف من دون الدخول في لعبة التحديد المسبَق للأحجام.

ثالثاً: تُطرَح في حوار «الكتائب» و«القوات» أفكار واقتراحات تحالفية تتجاوز فكرة التحالف الموضعي في هذه الدائرة أو تلك، الى البحث في تحالفٍ يَشمل كلّ الدوائر، من عكار الى الدائرة المسيحية في الشمال (زغرتا ـ بشري ـ الكورة ـ البترون) الى جبل لبنان الشمالي والجنوبي الى بيروت وزحلة وجزين.

من هذه الافكار ما طرَحته «القوات» عن استعداد للتخلّي عن مقعدها في البترون للكتائب، ما يَعني تركيبَ لائحة واحدة في هذه الدائرة بالتحالف مع النائب بطرس حرب وميشال معوّض ومستقلين، وعن تحالف ممكن وسهل في دوائر كسروان جبيل والمتن وبعبدا وزحلة وجزين، وعن حتمية التحالف في دائرة بيروت الاولى (المقعد الماروني للنائب نديم الجميّل والاورثوذكسي للمرشح عماد واكيم) وعن إمكانية تطعيم التحالف بمرشحين مستقلّين ومدنيين، وهو ما يؤمّن ولادة لوائح مسيحية وفق معادلة تُشبه لوائح الانتخابات في عامي 2005 و2009. ويبقى السؤال: هل تنجح «القوات» والكتائب في الوصول الى هذا التحالف لكي تُخاض الانتخابات النيابية بلائحة سياسية تواجه «التيار الوطني الحر» المتحالف مع تيار «المستقبل» و«حزب الله»؟ الأكيد أنّ حاجة الطرفين إلى هذا التحالف متبادلة، فـ«القوات» التي شاركت في السلطة تتعرّض للعزل كأنّها في المعارضة، وهي تعارض شركاءَها المفترضين داخل الحكومة، وتتلقّى منهم الحملات، أمّا حزب الكتائب وعلى رغم النقاط المتقدّمة التي حقّقها النائب سامي الجميّل على اكثر من صعيد، فهو يحتاج الى حليف قوي على الصعيد الوطني والمسيحي، ويكفي التمعّن في برنامج الطرفين وخطابِهما لملاحظة انّ نقاط التقائهما ليست بقليلة، وأنّ خلافات السنوات الماضية لم تكن اكثرَ مِن حساسيات متوارثة، يمكن لاستحقاقٍ بأهمّية انتخابات أيار المفصلية أن يُذيبَها.

 

أين موقع الشرق الأوسط في استراتيجيا إدارة ترامب؟

مسعود المعلوف/جريدة الجمهورية/الأربعاء 03 كانون الثاني 2018

تنفيذاً لقانون صادر عن الكونغرس الأميركي في تشرين الأوّل 1986، ينبغي على الإدارة الأميركية تقديم مستند يُعرف بـ«استراتيجيا الأمن القومي» مرّةً واحدة على الأقلّ في ولاية كلّ رئيس. هذا المستند يتضمّن تشخيصَ الرئيس وإدارته لمصالح الولايات المتحدة والتحدّيات والمخاطر المحدِقة بها مع تصوّرٍ لطرقِ وأساليب مواجهة هذه التحدّيات. الرئيس دونالد ترامب قدّم الاستراتيجيا الأمنية لإدارته بتاريخ 19 كانون الاوّل الجاري، وفيها كما هو مطلوب، سردٌ مفصَّل للمصالح الأميركية داخلياً وفي العالم وتصوّر الرئيس لمعالجتها.

تجدر الإشارة هنا الى أنّ جوهر استراتيجيا ترامب تقليدي بصورة عامة وشبيه بما قدّمه رؤساء سابقون، إلّا أنّه وضِع تحت شعار ترامب المفضّل «أميركا أوّلاً» وتضمّن بعض الأفكار التي ركّز عليها الرئيس في حملته الانتخابية وبعد تسلّمِه الرئاسة مِثل التشدّد في قبول المهاجرين واللاجئين الى الولايات المتحدة وبناء الجدار الفاصل مع المكسيك والاتّفاق النووي الإيراني الذي عبّر الرئيس في مناسبات عديدة عن رغبته بإلغائه، كما أنّ المستند يتضمَّن فقرات عن مختلف مناطق العالم ومواقف الولايات المتحدة تجاهها. سنركّز هنا على الموقف الأميركي في عهد ترامب من منطقة الشرق الأوسط كما يظهر في استراتيجيا الأمن القومي وفي مختلف مواقف وتصريحات الرئيس. لا بدّ مِن التوضيح في البداية أنّ ترامب شدَّد منذ بداية حملته الانتخابية على عزمِه وتصميمه على حلّ النزاع في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين للوصول الى ما يُسمّيه «الصفقة النهائية»، وتحقيقاً لهذه الغاية فقد عيَّن بعدما أصبح رئيساً أقربَ المقرّبين إليه صِهرَه جاريد كوشنير رئيساً لفريق السلام المكلّف بهذه المهمة. لذلك كان لا بدّ من التوقّع بأن تحتلّ قضية الشرق الأوسط مرتبةً عالية في سلّمِ أولويات هذه الاستراتيجيا، إلّا أنّ الواقع لم يعكس ذلك إطلاقاً. فالاستراتيجيا ركّزت، في شقّها المتعلق بالشرق الأوسط، على انتشار الإرهاب الذي يسمّيه ترامب «الإرهاب الراديكالي الإسلامي»، وعلى إيران التي يَعتبرها من أكثر الدول رعايةً للإرهاب، كما تشير الى عزمِ الإدارة على إيجاد حلّ للحرب السورية وتعزيز العلاقات مع العراق والى استمرار الإلتزام الأميركي في «المساعدة لتسهيل إيجاد اتفاق سلام شامل يرضي الإسرائيليين والفلسطينيين».

مع أنّ مجرّد ذِكر مسألة الشرق الأوسط بصورة عامة يعني بديهياً النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، إلّا أنّ هذه الإستراتيجيا تغرِق هذا النزاع ضمن مجموعة من المسائل الأخرى التي، وإن كانت شديدة الأهمية، فهي تبقى متفرّعة من القضية الأساسية. فالإرهاب ذو الطابع الديني بدأ نتيجةً لفشلِ الأنظمة العربية والإيديولوجيات المختلفة في إرجاع حقوق الفلسطينيين، كما أنّ تفكيك العالم العربي جاء، بنظر الكثيرين، لحماية إسرائيل من الدول العربية تحت ذرائع متنوّعة، ولذلك فإنّ السعي الى معالجة مشكلة الإرهاب والحرب السورية التي هي ضرورية وأساسية لا يكفي لإعادة السلام الى المنطقة ما لم يتمّ حلُّ لبِّ المشكلة، أيّ النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني الذي يبدو، من استراتيجيّة الإدارة الأميركية ومن مواقف الرئيس، أنّه ليس في طليعة الأولويات الأميركية في عهد الرئيس ترامب للأسباب التالية:

• عند استقبال ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض بعد فترة قصيرة من تسلّمه الرئاسة، قال ترامب أمام الحاضرين انّه لا يهمّه إن كان الحلّ في المنطقة دولتين أو دولة واحدة، فهو يوافق على أيّ حلّ يتفق عليه الفريقان. معلوم أنّ الفريقين لم يتّفقا منذ نحو سبعين عاماً على الرغم من المساعي الدولية، فكيف يمكن لهما الآن ان يحلّا المشكلة وحدهما، وأحدهما عنده أحد أقوى جيوش العالم ويمتلك أحدثَ وأعتى الأسلحة بما فيها النووية، والآخر سلاحه الحجارة وبعض الصواريخ اليدوية الصنع.

• إنّ الفريق المكلف إيجادَ الحلّ وعقد «الصفقة النهائية» ليس بالفعل مهيَأً للنجاح في هذه المهمة الصعبة. فصِهر الرئيس، الشاب جاريد كوشنير، ليس لديه أيّ خبرة في الشرق الأوسط سوى ما يُعرف عنه وعن والده من دعم ماليّ ومعنوي للمستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية، كما أنّ عضو الفريق جايسون غرينبلات لا يَعتبر المستوطنات عائقاً للسلام وهو من الداعمين لسياسة الاستيطان، والسفير الأميركي في اسرائيل دايفيد فريدمان معروف بتأييده القوي لليمين المتطرّف الإسرائيلي وابنتُه حصلت على الجنسية الإسرائيلية في آب هذا العام. هكذا فريق لا يمكن أن يكون وسيطاً شريفاً ولا يمكن أن يكسبَ ثقة الجانب الفلسطيني.

• لقد سبقَ لنائب الرئيس مايك بنس أن وجّه رسالة بالفيديو الى اسرائيل منذ شهرين، يصف فيها القدس بأنّها «عاصمة الشعب اليهودي الأبدية وغير القابلة للتقسيم» ولم يقم ترامب بالتعليق على هذا التصريح أو نفيِه أو حتى توضيحه، ممّا يجعل ذلك الموقفَ الأميركي المعلن للإدارة الأميركية الحالية.

• تركّز استراتيجية ترامب الشرق أوسطية كما سبقَ وأشرنا على محاربة الإرهاب (من دون تحديد كيفية تنفيذ ذلك) وعلى مسائل أخرى في المنطقة واضعةً القضية المركزية كواحدة من سائر القضايا، وهي تتصرّف في ذلك كطبيب يعالج عوارضَ المرض من دون معالجة أسبابه المباشرة.

• إنّ استراتيجيا تتناوَل كلَّ المصالح الأميركية في الداخل والخارج والتحدّيات والعوائق التي تعترضها وطرقَ مواجهتها تتطلّب شهوراً لإعدادها، ولا شكّ في أنّ ترامب كان على اطّلاع على تفاصيل هذه الاستراتيجيا عندما أعلنَ قبل اسبوعين من إطلاقها، بصورة مفاجئة كلّياً، اعترافَ الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لإسرائيل وقراره نقلَ السفارة الأميركية اليها.

فمجرّد اصطفاف ترامب مع أحد فريقي النزاع في قضية الشرق الأوسط عبر إعلان موقفِه مِن القدس إضافةً إلى عدمِ ثقة الجانب الفلسطيني بالفريق المكلّف إيجاد الحلّ المنشود وعدم إدراج النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني كأولوية في الاستراتيجيا الشرق أوسطية، كلّها أمور تجعل تحقيقَ «الصفقة النهائية» من الأمور شِبه المستحيلة. إلّا أنّ الرئيس الأميركي يستطيع إعادة التوازن إلى موقف بلاده عبر إعلان مفاجئ آخر- وهو معروف بأنه رَجل المفاجآت ولا يمكن توقّعُ مواقفه مسبقاً- يؤكد فيه دعم بلادِه لحلّ الدولتين مع الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمةً للدولة الفلسطينية العتيدة. لقد ترك الباب مفتوحاً بعض الشيء لمِثل هذه المفاجأة عندما قال، أثناء الإعلان عن اعترافه بالقدس، إنّ هذا الاعتراف لا يتناول حدود المدينة المقدسة. فما عليه الآن إلّا أن يقوم بهذه الخطوة الجريئة إذا أراد فعلاً أن يعقدَ صفقته النهائية للمنطقة ويصبحَ بالتالي الرئيس الأميركي الذي استطاع حلَّ هذه القضية المستعصية التي عجزَ عن حلها اثنا عشر رئيساً للولايات المتحدة قبله.

 

2018 سَنةً في سَنة

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الأربعاء 03 كانون الثاني 2018

نظنُّ أنَّ كلَّ سنةٍ مقبِلةٍ بريئةٌ من سابِقتِها، فيما هي وريثةُ جميعِ السنواتِ السالفةِ. ليس التاريخُ أجزاءَ مُقطَّعةً، بل مراحلُ متكامِلةٌ. سنةُ 2018 تَحمِلُ في ثناياها 2018 سنةَ وجودٍ. من يسوعَ في مِذوَدِ بيتَ لحم إلى الصَبيّةِ «عهد تميمي» في السجن الإسرائيلي. ولا تُصبحُ أيُّ سنةٍ جديدةٍ مستقبَلاً إلا بعدَ أنْ تَنتهيَ. السنواتُ تتقمَّصُ في ما بينَها. السنةُ الجديدةُ تَختلف من إنسانٍ إلى آخَر مع أنّها ذاتُها. سنةُ الامرأةِ غيرُ سنةِ الرجل، وسنةُ الشبابِ غيرُ سنةِ الكهول، وسنةُ الظالمين غيرُ سنةِ المظلومين، وسنةُ الحكّامِ غيرُ سنةِ الشَعب، وسنةُ الأصحّاءِ غيرُ سنةِ الـمَرضى، وسنةُ العامِلين غيرُ سنةِ العاطلين عن العَمل، وسنةُ الفرحين غيرُ سنةِ المحزونين. هذا هو الفارقُ الافتراضيُّ بين مُدّةِ الزمنِ الجامدةِ وهويَّتِه المتحـرِّكة. كانت هويّـةُ سنةِ 2017 في مؤسَّسةِ الــ«نازا» الأميركيّةِ غيرَ هويَّتِها في السجونِ السوريّة. يَسهو عن بالِنا أنَّنا اكتشَفنا السنواتِ وكلَّ نظامِ الوقتِ لننظِّمَ حياةَ الانسانِ حيالَ الكون. وبالتالي لا تفاؤلَ بمحطّاتِ الزمنِ أكانت سنةً أم شهرًا أم أسبوعًا أم يومًا أم لحظةً، بل بالذات. نحن مصدرُ الخيرِ والشرِّ، الفرحِ والشقاء. ليست سنةُ 2017 ما جَلَب الفسادَ والصِراعَ والتبعيّةَ والحروب، بل أفعالُنا. وما نُـلطِّخُ به السنواتِ يُـحاسِبُنا عليه الزمنُ.

قاهِرٌ هو الزمنُ ودائمًا منتَصِرٌ. لا تَقــهَـرُه سوى الأبديّـة. لكنَّ طريقَ الأبديّةِ تَـمرُّ بالدنيا أي بالزمنِ، أي بموتِ الجسدِ وحياةِ الروح، أي بالإيمان. ما إنْ نَطأُ مساحةَ الزمن حتى يَتحدَّدَ عُمرُنا. ومهما أزَلنا تجاعيدَ وغيَّرنا ملامحَ يَقبِضُ الزمنُ علينا. يَسخَرُ منا لـمّـا يرانا نُـعـيِّـدُ الأزمنةَ الجديدةَ فيما العمرُ يَطوينا على غَفلَةٍ منّا لا مِن الزمَن. وما إن نلحَظُ الخطأَ الحسابيَّ حتى يَـمضي المستقبلُ، فنَمضي وراءَ الذِكريات علّها تعوِّضُ فرحَنا الضائعَ في الحدثِ المجازيِّ. إن الحنينَ هو قَرضُ الماضي للحاضرِ من أجل تسليفِ المستقبَل.

احتفالاتُنا بمناسباتِ رأسِ السنةِ وعيدِ مولِدنا وغيرهِا تَكشِفُ بقايا براءتِنا وبساطتِنا وتَـمرُّدِنا على رتابةِ الوجودِ وفنائـيَّتِه. وصراعُ الإنسانِ منذُ البَدءِ هو أصلاً مع الزمانِ والمساحة.

إذا التفَتَ إلى الوراءِ نادتْه الوِلادةُ، والرجوعُ إليها مستحيل. وإنْ تَطلَّعَ نحو المستقبلِ أبصرَ الموتَ، وتفادِيه مُحال. هكذا، لا يَبقى له سوى الحياةِ، وهي جميلةٌ للبعضِ، بائسةٌ للبعضِ الآخَر. لكنَّ الحياةَ مزدوِجةُ الانتماء: هي جُزءٌ من الزمنِ كعمرٍ، ومِن الأزلِ ما بعدَ العُمر. ومِن هذه الثنائـيّـةِ تَنـبَعُ مُحاكاةٌ وِجدانـيّـةٌ، لا تَخلو من العتَبِ، بين الضميرِ والفرَح. كيف للفرحِ أن يَكتمِلَ واللاجئونَ في العالمِ بلغَوا نحو سبعينَ مليونِ إنسانٍ، وثُـلثُ الشعبِ اللبنانيِّ تحتَ سقفِ الفَقرِ، وعلى أرضِ لبنانَ نُصفُ مليونِ لاجئٍ فلسطينيٍّ في البؤس، ونحو مليونَـي نازحٍ سوريٍّ في الشقاٍء؟ أعَبَرتْ ضميرَنا حَسرةُ هؤلاءِ، وبخاصّةٍ الأطفالُ المحرومون، وهُم يُشاهدون على الشاشاتِ فُحْشَ العالمِ الآخَر؟ عدمُ المسؤوليّةِ عن قدَرِ جميعِ هؤلاء لا يُـلغي التضامنَ مع حالهِم ولو بالصلاةِ والتذكُّر والحِشمَة.

لكنَّ هذا الوجهَ التاعسَ لا يَحجُب وجهَ الحياةِ الآخرَ البَهيَّ والمشرِقَ والحضاريّ. هناك العائلاتُ المتَّحِدةُ وملايينُ العامِلين والناجحينَ والمتفوِّقين والمبدِعين وصانِعي الخيرِ يَستحقِّون التمتّعَ بالسعادةِ من دونِ حياءٍ لأنّهم تَعِبوا وتعلّموا وجاهَدوا وضَحّوا وبلَغوا المجدَ وحَمَلوا الجنسَ البشريَّ إلى مثالِ الخالقِ بخَلقِهم. بفضلِ هؤلاءِ ازدَهرَ الاقتصادُ، عَمَّت البحبوحةُ، توّفرَت فُرصُ العمل، تَـقَّدم العلمُ والطبُّ، شُفيَ المرضَى، تَـحسَّنت حياةُ البشَر، وتَنوَّعت مصادرُ سعادةِ الفردِ والجَماعة. الشعورُ مع الفقراءِ لا يَـمنعُ تقديرَ الميسُورين. الفرحُ حقُّ النفس. منذُ التكوين، والتوفيقُ بين الشقاءِ والسعادةِ مُعضِلةُ الانسانيّة. فلا نِظامُ الحياةِ نجحَ في حَـلّها عبرَ الولادةِ والموتِ، ولا نِظامُ السياسةِ عَبرَ الديمقراطيّةِ والديكتاتوريّـةِ، ولا نظامُ العقائدِ عبرَ اليمينِ واليَسار. إنها اللامساواةُ الملازِمةُ وجودَنا رغم كلِّ السعيِّ للحدِّ منها. إنّها تكافؤُ الفُرصِ عندَ الانطلاقِ واختلالُـها عند الوصول. إنها قِصّةُ الوزَناتِ الواردةِ في الإنجيل.

والصَدمةُ: اتّساعُ الهوّةِ بين الأغنياءِ والفقراء بخلالِ السنواتِ الأربعينَ الأخيرة، وهي أعظمُ سنواتِ تطوّرٍ في تاريخِ البشريّة؛ ما يؤكد أن التقدّمَ التكنولوجيَّ ليس مرادِفًا المساواةَ، وأنَّ الماديّـةَ ليست حلاً لمشاكلِ البشَر فيما الدينُ عَزاؤهم فقط. وبالتالي، مملكةُ المساواةِ أيضًا ليسَت في هذا العالم. رغم ذلك، يَسعى الناسُ أنْ يكونوا مُتساوين بشعورِ التفاؤلِ مع بدايةِ كلِّ سنة. هذه إرادةُ الحياةِ المنبَثقةِ من الأملِ بالمستقبَلِ أو اليأسِ من الحاضِر. واللبنانيّون، وقد أصبحوا مُدْمِني أزَمات، يَتعلَّقون بالمحطّاتِ الزمنيّةِ علّها تكونُ أفضلَ من المحطّاتِ السياسيّة. لكن، هل ينتَمي لبنانُ فعلًا إلى القرنِ الحادي والعشرين حتى يَدخُلَ سنةَ 2018؟

لبنانُ الإبداعِ والحضارةِ؟ أَجَل. أما لبنانُ السياسةِ والانحطاطِ فَلا. شعبُ لبنانَ بارِعٌ كمجتمعِ إبداعٍ وفاشلٌ كجماعةٍ وطنيّة. ربِحَ العالمَ وخسِرَ بلدَه. العالَـمُ يختارُ منا الأفضلَ في دولِ الاغترابِ ونحن نختارُ منا الأسْوأ في التمثيلِ السياسيّ. لذا تَعثّرت الدولةُ الوِحدويّـةُ وتراجَعَ التغييرُ وهَيمَنت الاقطاعيّاتُ الميلشياويّـة. حَـرّكَتنا شَهوةُ السيطرةِ لا إرادةُ الشَراكة. لَيتَنا نَـخرجُ من دنسِنا ونَلِجُ السنةَ الجديدة، وهي مليئةٌ بتحوّلاتٍ إقليميّـةٍ ودوليّـةٍ ذاتِ تأثيرٍ مباشَرٍ على لبنان. هذا الخروجُ لا يتطلب قرارًا سياسيًّا مفقودًا، بل إرادةً نفسيّةً / روحيّـةً تُعينُ العقلَ والضميرَ علَّها تُبدِّلُ في ممارساتِ الماضي وتُصالحُ القصورَ مع المِذوَد، فلا نَبقى مغارةَ

 

والدة ريّا الشدياق: أطالب عون بالتجرُّؤ على توقيع حكم الإعدام

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 03 كانون الثاني 2018

مِن أبرز الملفّات التي خفّ وهجه في نهاية عام 2017 كان ملفّ النازحين، إذ لا يمكننا نسيان حماسة غالبية الأفرقاء السياسيين، وحتى رجال الدين، في تعداد سلبيات النزوح السوري في لبنان، التي تفاقمَت، فيما رفعَ البعض من هؤلاء السقفَ عالياً داخلياً وخارجياً للتحذير من خطورته، مطالبين المجتمعَ الدولي التحرّكَ لإعادة النازحين إلى مناطقهم الآمنة في بلادهم التي تزيد مساحتها عن مساحة لبنان. مِن أبرزِ تداعيات هذا الملف تزايُد عددِ الجرائم في لبنان وتنوّعُها ليتّضحَ لاحقاً أنّ أغلبية مرتكِبيها من التابعية السورية، ومِن أخطرِها وأبرزها هذا العام حادثة مزيارة ومقتلُ الشابة ريّا الشدياق على يد ناطور المنزل السوري الجنسية باسل حمزة، وهي الحادثة التي تفاعلت فأبكت لبنان البشر والحجر، وما زالت أصداؤها في مزيارة والجوار تنعكس سلباً على تواجد العمّال السوريين في المناطق والجوار، بعدما حرّكَت هذه الحادثة مشاعر الأهالي وأغلبية البلديات لترحيلِ العمّال السوريين من بلداتهم أسوةً ببلدية مزيارة.

إلّا أنّ نهاية العام حملت لعائلة رَيَّا ولبلدة مزيارة بصيصَ عدلٍ بعد صدور القرار الظنّي بالإعدام بحقّ الناطور السوري باسل حمزة...

كيف تلقّت العائلة الخبر ؟

«بدنا يتنفّذ حكم الإعدام بالقاتل وبساحة مزيارة، ومِش نِحنا كعيلة بس بَدنا هيك، كِل أهل الضيعة بمزيارة بدُّن هيك.» بهذه العبارات أجابت ماري الشدياق والدة ريّا «الجمهورية» في تعليقها الأوّل بعد صدور القرار الظنّي بالإعدام لقاتل ابنتِها ريّا، الذي آوَته عائلة الشدياق فغدرَها بعدما أنهى بوحشية حياةَ الشابّة ريّا التي تفتقدها اليوم عائلتُها وبلدتها، وتُناجيها بألمٍ ورجاء وترَقّب. تختصر الوالدة رغبة الجميع بالقول: «إنّ معركتنا لم تنتهِ بعد، أكيد مبسوطة، «تضيف والدة رَيَّا بثقة، مشيرةً إلى أنّ القرار ما زال ظنّياً وما زال هناك محكمة ومحاكمة، والمعركة لم تنتهِ هنا، مصِرّة على أنّ العائلة لن ترضى بحكم مخفّف للقاتل مهما كان الثمن.

وكانت السيّدة ماري شدياق التي فقدت ابنتها ريّا منذ اربعة أشهر قد كرَّست صفحتَها على موقع التواصل الاجتماعي لمخاطبتِها في السماء يومياً، مكرّسةً الذبائحَ والصلوات والورديات والتسعاويات لروحِها لترقدَ بسلام، معتبرةً في شعار خاص نشَرته على الصفحة أنّ قلبها هذه السنة يُحيي عيدَ الميلاد في السماء. وكانت السيّدة شدياق قد أطلقت على صفحتها بعد مقتل ريّا هاشتاغ «العدالة لريّا» ليتشارَكه بعد ذلك أغلبية أهالي مزيارة. وكانت والدة ريّا قد خصَّصت صفحتها أيضاً لرصدِ تحرّكات النازحين السوريين، لا سيّما غير الشرعية، مطالبةً بطريقة مباشرة وغير مباشرة بضرورة ترحيلِهم إلى المناطق الآمنة في سوريا، كما دعت عبر صفحتِها البلديات والأهالي في المنطقة وفي الجوار إلى عدمِ استخدام نواطير من التابعية السورية في بلداتهم وقراهم، وكان لافتاً قرار بلديات لبنانية عدة تجاوبَت مع النداء وحَذت حذوَ بلدية مزيارة التي استطاعت ترحيلَ النازحين من أرضها.

جديدُ عائلة الشدياق أنّها شرَعت بعد غياب ابنتِها، بتشييد كنيسةٍ في أرضٍ محاذية لمنزلها عن روح ابنتِهم ريّا على اسم القدّيسة ماريا غوريتي.

لماذا ماريا غوريتي؟

مَن هي ماريا غوريتي حارسة شبيبة العالم؟ القدّيسة ماريا غوريتي هي رمز الطهارة والبراءَة، وفي عامِها الـ ١٢ تمّ الاعتداء عليها وتوفّيَت في اليوم الثاني بعد هذا الاعتداء، وقد خضَعت للامتحان وكانت تَعلم في صميمها أنّ الله هو العليّ العالم فقط.... طُوِّبت قدّيسةً وسامحت المعتدي عليها الذي كان حاضراً في مناسبة تطويبِها.

إنّما هذا الواقع لم يصحَّ مع عائلة شدياق التي ترفض حتى الساعة مسامحة القاتل، مطالبةً بإعدامه في ساحة بلدة مزيارة.

كنيسة للقدّيسة عن نفس ريّا!

عن سِرّ هذه الكنيسة تروي الوالدة: «فكّرتُ مع زوجي في بناء مزار أو كنيسة عن راحة نفسِ ابنتِنا ريّا، واحترنا من نختار قدّيسةً لتشييد الكنيسة على اسمِها، فكّرنا بادئ الأمر في القدّيسة تقلا أو مورا، لأنّ ابنتي توفّيَت في الثاني والعشرين من أيلول، فيما كان عيد القدّيستين تقلا ومورا في الـ 24 من الشهر نفسِه.

إلّا أنّ أحداً مِن أهل البلدة جاءَنا قائلاً: إنه رأى ريّا في منامِه تطلب مِنه بناءَ كنيسةِ ماريّا غوريتي في البلدة، وإيصالَ الرسالة إليَّ (أي إلى الوالدة)وتضيف السيّدة ماري الشدياق أنّ الرؤيا نفسَها شاهدها آخَرون من أبناء بلدة مزيارة المقيمين في نيجيريا وبَعثوا برسالة إلى الأهل يُخبرون بأنّهم رأوا ريّا في منامهم تطلب منهم بناءَ كنيسة ماريا غوريتي في مزيارة. تقول والدة ريّا إنّها اختشَت للوهلة الأولى من الطلب، خصوصاً أنّها لا تعلم بهذه القدّيسة ولا حتى ريّا ردَّدت من قبل إسمَها أو تحدّثَت عن سيرتها، إلى أن جاءَتها رسالة مِن أستراليا وهي عبارة عن رسالة تعزية من مجهول يروي فيها قصّة القدّيسة ماريا غوريتي، ويشير إلى أنّها تشبه إلى حدّ كبير قصّة ريّا، فيما تكرّرت المطالبة من أبناء البلدة الذين شاهدوا أيضاً ريّا في منامهم تُطالب مجدّداً ببناء كنيسة لهذه القدّيسة، فيما الغريب واللافت حسب قولِ الوالدة أنّ ريا حدَّدت بنفسها المكانَ الذي أرادت أن تُبنى عليه كنيسة ماريا غوريتي، وقالت لأحدِهم من أبناء البلدة «أريدها في أرض أمّي».

وتقول والدة ريّا إنّ الأرض التي اختارتها ريّا مجاورةٌ لمنزلنا، وتعود ملكيتُها لي شخصياً، ولم نكن نفكّر أنا ووالد ريّا مطلقاً في بناء الكنيسة التي نوَينا تشييدَها هناك، إلّا أنّنا وبعد رسالة ابنتِنا قرّرنا بناءَ الكنيسة في الأرض التي اختارتها هي وبناءً لرغبتِها.

ولذلك أيضاً قرّرَت العائلة قبل إقامةِ قدّاس الأربعين عن روح ريّا طبعَ كتابِ سيرةِ حياة القدّيسة ماريا غوريتي ليتعرّف المحبّون عليها وتقديمَه تذكاراً للمشاركين في الصلاة عن نفس ريّا في الذكرى الأربعين لغيابها.

السِرّ ! لماذا ريّا؟

هل اختارت القدّيسة ماريا غوريتي ريّا لتشييدِ كنيستِها في لبنان؟

هذا هو السؤال الذي طرَحناه أيضاً على السيّدة ماري الشدياق التي تقول إنّها تحاول البقاءَ متماسكةً لأجل ولديها الأصغر سنّاً من ريّا، ولأنّ الحياة تستمرّ حسب تعبيرها، مضيفةً: «نحن أناسٌ مؤمنون، ونؤمن بأنّ لله رسائلَ عدّة ويُرسِلها بأوجهٍ مختلفة عبر أبنائه وقدّيسيه، وقد تكون رسالتُه من حادثة ريّا إرساءَ كنيسةِ ماريا غوريتي في لبنان وإيصالَها إلى اللبنانيين الذين لم يتعرّفوا بعد إلى هذه القدّيسة وفضائلِها، فيما اختارت القدّيسة ماريا غوريتي ابنتي ريّا التي تُشبه قصّتُها إلى حدٍّ ما قصّةَ ماريا كي تأتيَ من خلالها إلى لبنان، تماماً مثلما فعَلت قبلها القدّيسة فيرونيكا جولياني.

ولدى استفسارنا من الوالدة عن حياة القدّيسة ماريا غوريتي، أوضَحت لنا كيف طوّبوها بعد شهادتها وكيف سامحَت قاتلها الذي حضَر شخصياً تطويبَها، فسألناها عن رأيها في احتمال أن تكون رسالة ابنتِها ريّا دعوةً للأهل للمسامحة وليس فقط لبناء كنيسة للقديسة ماريا، فأجابَت الوالدة «ماريا حالفَها الحظ ولم تمُت في الليلة نفسِها التي اعتدى عليها القاتل بل فارقَت الحياة في اليوم الثاني وقبل موتِها سامحَته وطلبَت من عائلتها مسامحتَه، لذلك عاد الأهل لمسامحته بناءً لرغبتها، إنّما نحن وللأسف لم يحالِفنا الحظ في وداعِ ابنتِنا ولم يحصل الأمرُ نفسُه معنا لأنّها قاومت قدر استطاعتِها مِن ثمّ فارقَت الحياة.

لذلك جوابي هو «لا أعرف وليس لديَّ جواب»، وطلبي الوحيد اليوم مع العائلة وأهلِ بلدتي أن ينفَّذ حكمُ الإعدام بهذا الوحش في ساحة مزيارة ويكون عبرةً للعالم، كما أطالبُ رئيس الجمهورية بأن تكون لديه الجرأة ويأخذ هذا القرارالجريء لأنّنا نَعلم أن لا أحد غيره قادرٌ على اتّخاذ هكذا قرار في لبنان وتوقيع عقوبة الإعدام.

حاولنا الإشارة في الحديث الى الإتفاقات التي وقَّعها لبنان مع منظّمات حقوق الإنسان والتي تحظّر حكمَ الإعدام، فأجابت الوالدة « إنّ هذه الاتفاقات قد تتناسَب مع وضعيةِ تلك البلدان أمّا لبنان وخصوصاً في هذه الأيام فهي لا تتناسب إطلاقاً مع أوضاعنا السائدة .

في ختام حديثِها مع «الجمهورية» شكرَت والدة ريَا جميعَ مَن واسَوها ووقفوا بجانب العائلة، وتقول عنهم إنّهم كُثر، وإنّ منزلها حتى اليوم لم يخلُ مِن الأصدقاء والأحبّة والأوفياء، وهم جميعاً تمسّكوا وسيبقون متمسّكين بشعار «العدالة لريّا» حتى يفرض العدل سيفَه.

 

هل النظام الإيراني معرَّض للسقوط؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 03 كانون الثاني 2018

للمرّة الأولى، تنطلق أسئلة تتعلق باحتمال اهتزاز النظام في إيران، تحت ضغط الشارع. ولعلّ التغريدة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على «تويتر» هي أكثر ما دغدغَ أحلام المراهنين على تحقيق هذا الهدف، إذ قال: «لقد حانَ وقت التغيير في طهران». فهل هناك مقوّمات واقعية لـ»ربيع إيراني» دافئ في عمقِ موسم الصقيع الشرق أوسطي؟ ليس جديداً أن يقوم حراك اعتراضي في الشارع الإيراني. فإطلالات «الربيع الإيراني» (2009) كانت سابقةً لـ«الربيع العربي» (2010). يومذاك، راهنَ كثيرون على «الثورة الخضراء»، الداعمة لمير حسين موسوي، على خلفية اتهام السلطة بتزوير الانتخابات بهدف تأمين ولاية ثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد. يومذاك، لم تكن قد مرّت على شعوب الشرق الأوسط نماذج «إسقاط» الأنظمة، على الطريقة التي جرت في تونس ومصر وسواهما. ولذلك، لم يكن المعارضون الإيرانيون يطمحون إلى إسقاط النظام هناك، بل إلى تغييرٍ من داخله. وفي أيّ حال، تمكّنَ هذا النظام من عبور الأزمة، وأدرَك كيف يتكيّف مع التحديات الخارجية والداخلية ليثبّت نفوذَه داخلياً وينطلق بقوّة خارج الحدود. إعتمَد نظام المرشد الأعلى للثورة السيّد علي خامنئي خطةً تتضمّن مزيجاً من التصلُّب والليونة لمواجهة الخطر الداهم، والذي تمّ التعاطي معه من منطلق كونِه مدعوماً خارجياً، وخصوصاً من جانب الولايات المتحدة الاميركية.

ففي مرحلة أولى، تمّ قطعُ الطريق على الحراك الشعبي بالقوة، ووُضِع موسوي وآخَرون قيد الإقامة الجبرية. وفي مرحلة ثانية، تمّ إقرار ترتيبات تؤدي إلى تنفيس الاحتقان، ومنها تظهير بعض الوجوه المعتدلة، من داخل النظام. ولذلك، بعد انتهاء ولاية أحمدي نجاد الثانية، في 2013، وصلَ الرئيس الحالي حسن روحاني، إلى الرئاسة. وهو معروف باعتداله وانفتاحه، وقد ساهمَ ذلك في امتصاص النقمة في الداخل، كما لقيَ ترحيباً واسعاً في الغرب.

وهذا المناخ سَمح لروحاني بخوض مفاوضات حول الملف النووي الإيراني مع الولايات المتحدة، في ظلّ باراك أوباما، انتهت باتفاق فيينا. وبموجبه يتمّ الإفراج عن نحو 100 مليار دولار من الأرصدة الإيرانية، ويتم فكّ الحصار الاقتصادي، والنفطي خصوصاً، عن طهران. وفي هذا المناخ، تمّ التجديد لروحاني في الصيف الفائت. كان الاتفاق انتصاراً حقيقياً لنظام إيران، لا للغربيين. فمِن خلاله، تمكَّنَت طهران من وضع أرصدةٍ ضخمة في خدمة قواها العسكرية، ولا سيّما منها الحرس الثوري و«حزب الله»، واستطاعت حسمَ المعاركِ في العراق وسوريا لمصلحتها. كذلك فرَضت نفوذها بحيث باتت تمتلك غالبية القرار في دول أخرى، ومنها اليمن ولبنان. ومنذ اللحظة الأولى لوصوله إلى البيت الأبيض، ينتهج الرئيس دونالد ترامب سياسةً متشدِّدة تجاه النظام الإيراني. وهو يعمل لإقناع حلفائه الغربيين والمجتمع الدولي بإلغاء الاتفاق النووي ومحاصرة طهران لمنعِها من توسيع نفوذها إلى دول شرق أوسطية أخرى. وفي الخريف الفائت أعلنَ مراجعة الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران. لكنّ الحملة الديبلوماسية التي شنّها الرئيس الأميركي لم تنجَح. وأعلن حلفاء واشنطن الأوروبيون رفضَهم العودةَ إلى وضعية التأزّم مع طهران. لكن ترامب دشَّنَ عهده بزيارة مثمرة للخليج العربي (استثمارات قاربت الـ450 مليار دولار)، ووجَد انسجاماً في التشدّد ضد إيران لدى وليّ العهد، الرجل القوي في المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان. تحت عنوان الخطر الإيراني، يجد الإسرائيليون فرصةً سانحة لتحصيل مكاسب أميركية أكبر، من خلال ترامب، وبوساطة صِهره جاريد كوشنر. فلا شيء أفضل لإسرائيل من لعِب ورقةِ المخاوف على أمنها، لكي تمارسَ «دلالها» على الولايات المتحدة وتحصل على ما تريد من المال والسلاح… خصوصاً عندما تكون الولايات المتحدة قد وُفِّقت مسبقاً بـ 450 مليار دولار!

ويتجنّب الإسرائيليون أن تبلغَ إيران، بصواريخها وصواريخ حلفائها، المدى الحيوي لمدنِهم. ولذلك، يقترب الإيرانيون من الحدود الإسرائيلية، في لبنان أو سوريا، فيقوم الإسرائيليون بتسديد ضرباتهم الجوّية انتقائياً في دائرةٍ تصل إلى شمال دمشق. لكنّ عدداً من الخبراء يعتقدون أنّ إسرائيل تبالغ في إظهار حجم التهديد الأمني لتبرّرَ تكبيرَ حجمِ المطالب بالمال والسلاح. فالواضح أنّ أعداء إيران، حتى العرب وإسرائيل، يريدون وضعَ الضوابطِ لها، لكنّهم يتردّدون في شنّ حملةٍ تهدف إلى إسقاط النظام. وعبَّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صراحة، عن القلق من سقوط النظام الإيراني لأنه يَخشى انفلاتَ الوضع هناك.

وهذا الموقف تتبنّاه قوى دولية أيضاً. ويقول البعض إنّ قوى عربية معادية للنظام الإيراني تعتقد هي أيضاً أنّ إسقاط النظام الإيراني ليس حلاً مثالياً في هذه الظروف. ويبدو ذلك مشابهاً للموقف من نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

إذاً، هناك اتّجاه أميركي معلن لتحقيق «تغييرٍ» ما في إيران، عبَّر عنه ترامب، ولكن لم يظهر أنّ هناك دعماً من جانب إسرائيل ولا الأوروبيين ولا الدول العربية النافذة في هذا الاتجاه. والأرجح هو السعي إلى تغيير السلوك في طهران لا تغيير النظام.

وحتى المتظاهرون في الشارع الإيراني يُبدون اعتراضاً على الفساد ويشكون ارتفاع الأسعار الناتج من استنزاف اقتصادي تعيشه إيران بسبب حروبِها في عدد من دول الشرق الأوسط. ولكن، ليس في الشارع ضغط حقيقي في اتّجاه إسقاط النظام. وفي الأيام المقبلة، ستحشد السلطة مؤيّديها للمواجهة. وقد يصطدم الشارعان، ما يبرّر نزولَ السلطة بكلّ قواها لضبطِ الأمن. وفي تقدير عددٍ مِن المتابعين، إنّ إسقاط النظام الإيراني يبدو هدفاً بعيد التحقّق جداً في هذه المرحلة. فلا موازين القوى الداخلية تسمح به، ولا المظلة الخارجية متوافرة. واستخدام عنوان إسقاط النظام سيؤدّي بالتأكيد إلى اندلاع حرب أهلية لا تنتهي.

قد يأتي يوم تكتمل فيه الظروف لتغييرٍ ما في إيران، عندما تنضج كلّ مقوّمات التغيير، داخلياً وخارجياً. وهذه هي الحال في الكيانات العربية الغارقة في حروبها اليوم. ولكن، حتى ذلك الحين، لا يمكن لـ«الشتاء الإيراني» أن يكون أفضلَ مِن «الربيع العربي» الذي لم ينجَح في تغيير الأنظمة، بل في ترسيخها أو إعادة إنتاجها في أشكال مختلفة.

 

رسائل الجنوب

أحمد عدنان/الرؤية/02 كانون الثاني 2018

استخدمت الميليشيا الإرهابية المسماة «حزب الله» جنوب لبنان لتوجيه رسائل وعيد وتهديد إلى من يهمه الأمر، داخل لبنان وخارجه، باستضافة زعماء ميليشيا عراقية وسورية وأخذهم في جولة حدودية مصورة.  وأهداف هذه الجولات هو إعلان الميليشيا الإيرانية التي تزعم لبنانيتها، أن إعلان الحكومة اللبنانية اعتمادها لسياسة النأي بالنفس لا يعنيها، وأن لبنان مع سوريا والعراق وإيران جبهة واحدة، خصوصاً مع الحديث الدولي عن تقليم أظافر النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وكان الأمين العام للحزب صرح قبل زمن بأن أي عملية عسكرية ضد حزبه تعني استقطاب «المجاهدين» من كل مكان إلى لبنان، أي أنه يهدد بحرب أهلية جديدة.  الرئيس العماد ميشال سليمان أطلق تصريحاً مهماً غايته حفظ الدولة وإعلاء منطقها، إذ دعا حكومة بلاده – وفق المادة الرابعة من قانون الدفاع – لإعلان جنوب لبنان منطقة عسكرية ووضع القوى المسلحة تحت سلطان الجيش اللبناني، وهذه جملة مفيدة ونهائية، والحلول خارجها مضيعة للوقت وللجهود، ونذكر هنا بأهم شعارات ثورة الأرز: بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، واحتكارها للسلاح ولقراري الحرب والسلم.  إن الحكومة اللبنانية الموقرة مطالبة بالقيام بمسؤولياتها إزاء تجاوزات الحزب داخل لبنان وخارجه، والدول العربية والغربية مطالبة بإعانتها في ذلك، المهم أن تكون لدى الحكومة وزعماء لبنان هذه الرغبة، وفي حال غيابها سيتعامل المجتمع الدولي مع لبنان كسلة واحدة، وهذا ما لا يريده أحد.

 

قراءة عربية للبنان: يموت ولا يموت

محمد علي فرحات/الحياة/02 كانون الثاني/18

المراقب العربي، أو الأجنبي، للوضع في لبنان، ليس معنياً بتفاصيل الخلاف بين الرئاستين الأولى والثانية حول مرسوم ترقية ضباط، تلك التفاصيل المضجرة تنضم إلى سابقات لها بين زعماء لبنانيين على عتبة الانتخابات النيابية، وقد تتفاقم لتصل إلى اللعب على حافة الهاوية. ويؤكد إصرار الزعماء على لعبة التطرُّف وشدّ العصبية الطائفية أن هؤلاء وتابعيهم لم يتعلّموا جيداً من دروس الحروب الأهلية المتلاحقة التي ألحقت بوطنهم خراباً واستدعت تدخُّلات أجنبية. الإقليم والعالم في هذه المرحلة ليسا معنيين بلبنان ولكن، لا أحد يضمن انفلات الخيوط من أيدي الزعماء اللاعبين، فثمة يأس من نظام ما بعد اتفاق الطائف سببه أن «الطائف» لم ينفّذ كاملاً، ولم يصل اللبنانيون بالتالي إلى انتخاب برلمان خارج القيد الطائفي كما اتفقوا في المدينة السياحية السعودية، ودعم اتفاقهم، في مطلع تسعينات القرن الماضي، كبار الإقليم والعالم. ويعود نقص التطبيق إلى رغبة الراعي السوري آنذاك في استمرار تحكُّمه بسياسة لبنان وسياسييه، وبذلك أصبح المسؤول عن استخبارات الجيش السوري في لبنان مرجعاً للزعماء اللبنانيين المتخاصمين، وله الكلام الفصل في أي خلاف. اليوم لا جيش سورياً في لبنان ولا مسؤول عن استخباراته، والزعماء متروكون ليضجروا من خلافاتهم، أو ليجددوا حرباً أهلية ليسوا مؤهلين لها بحكم الوجود العسكري الثقيل لـ «حزب الله»، أو لتأكل أجهزة الدولة الجامعة على أيديهم. هذا ما يفعلون بلا وازع من ضمير، أو من حسّ وطني، أو من شعور إنساني تجاه الجموع الطائفية المهيأة للسير خلفهم حتى الهاوية.

وقد يفهم المراقب العربي أو الأجنبي أن الخلاف يعود إلى ضرورة أو عدم ضرورة توقيع وزير المال للمرسوم موضوع المشكلة، والإشارة هنا إلى وزير شيعي المذهب. ولكن، ماذا إذا كان وزير المال من مذهب آخر؟ لن تحصل مشكلة بالطبع، لكن جوهر القضية أن أي مرسوم لبناني يقتضي توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير المعني بموضوع المرسوم. وبالإشارة إلى أن الرئاستين الأولى والثالثة يتولّاهما ماروني وسنّي وأن الرئاسة الثانية، أي رئاسة البرلمان، خارج السلطة التنفيذية، يحاول الزعماء الشيعة الحاليون الحصول على توقيع ثابت إلى جانب سائر التوقيعات على المراسيم.

تفصيل مضجر لغير اللبنانيين، لكنه مصدر أزمة طائفية، لا سياسية كما يروّج الزعماء. وهم جميعاً يغفلون عن الحل الذي يتجاوز الطائفية، أي سبب زعاماتهم. إنه العودة إلى اتفاق الطائف كاملاً، وصولاً إلى إلغاء الطائفية السياسية. هذا الحل الدستوري لا يعنيهم، كما لم يعن من قبل سلطة الوصاية السورية على لبنان. إن زعماء الطوائف أوصياء على طوائفهم يمنعون حتى بالعنف نمو التيارات المدنية التي تعتمد المواطَنَة، ويخيّرون اللبناني البائس بين أمرين: الطائفية السياسية بوصايتها وفسادها أو الحرب الأهلية التي عَلِمَ اللبناني أمرها وذاق مرارتها.

من الصعب، بل من المستحيل، أن يكون اللبناني لبنانياً حقاً، هكذا، مباشرة، من دون لطخة الطائفية السياسية. وإذا ارتضى لنفسه اللطخة سيبقى أسيراً لها، أي أن الطائفيّ لن يستطيع من حيث هو طائفي أن يكون مواطناً، أي لبنانياً. وقد كان الطائفيون في السابق يخجلون، أما الآن فهم يملكون وقاحة الحضور في مقدّم الجموع، يقودونهم للحفاظ على أمر واقع لوطن يشبه الوطن لكنه ليس وطناً. لبنان اليوم كما بالأمس «خلطة» سحرية ووطن لا يشبه إلّا نفسه. طاردٌ سكانه المتمدّنين، ومنذ تأسيسه في عشرينات القرن الماضي، هناك نخبة تتبعها نخبة تطرح السؤال سنوياً: ألا يزال لبنان موجوداً حقاً؟ إنه موجود بشهادة الجميع، لكنه يموت ولا يموت كما قال مرة الراحل خليل رامز سركيس.

 

في وداع العام 2017 حلقة

د.منى فياض/02 كانون الثاني/18

في نهاية العام الماضي تم تداول فيديو بلغات عدة ومن بلدان مختلفة لاعناً العام المنصرم: Fake you 2016.

بدا ان اقصى ما تمناه الناس أن يكون عام 2017 أفضل على طريقة دعاء: "اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه" . لكن العام 2017 يودعنا ونحن على حافة هاوية أكبر، ناهيك عن تحذير عالم الفيزياء الشهير ستيفن هاوكنغ، انه لم يتبق من عمر هذا الكوكب سوى 100 عام قبل ان يتحول الى كرة ملتهبة حرارتها 250 درجة على شاكلة فينوس الزهرة . اما على صعيد المعجزة اللبنانية فقد علقت صديقة فايسبوكية على التصريح الذي أدلى به الرئيس على شاشة التلفزيون صباح 25 كانون اول المنصرم: " إذا في مطرح نحنا مقصرين حدا يقلنا"!

قائلة أبداً والله نحنا واصلتنا كل حقوقنا وبزيادة ومش ناقصنا شيء! بس هالكَمّ شغلة الصغار والغير مهمين. وعددت في ألف ومئة كلمة بعض ما ينقص اللبنانيين؛ وأوجزت: "ناقصنا وطن فخامة الرئيس".  لكنها ولشدة تعبها وليأس قلبها المجرّح اكتفت بمطلب تعتقد انه هين وهو إزالة اليافطات والصوّر والشعارات التي تملأ الشوارع والأتوسترادات وخاصةً المرتبطة بالأحزاب وأصحاب النفوذ والزعامات والقيادات وخاصةً منهم الغرباء، محتلةً ومشوهةً الفضاء العام بحيث يبدو العلم اللبناني الى جانبها هزليّ وهزيل وكأنه علمٌ غريبٌ ودخيل! لكن قرار ترامب حول القدس كان تحفة 2017 الموصوفة وهديته كخاتمة لعام آخر من أعوام الاحزان الفلسطينية – العربية. لماذا هذا التوقيت بالذات؟ هنا استعين بمحاضرة للدكتور محمد السماك في جمعية المقاصد يقول فيها انه اليوم الذي يصادف مئة عام بالتمام على تاريخ 6 كانون اول 1917 يوم احتلال القوات البريطانية للقدس واعلان الجنرال اللمبي: الآن انتهت الحروب الصليبية. تعمد ترامب هذا اليوم ليقول هذه هي الحروب الصليبية. فالقضية لم تنته. وحول السؤال المتداول اين المسيحيين ودورهم؟ أشار الى وثيقة في الفاتيكان تتعلق برسالة هرتزل في العام 1903 الى البابا بيوس العاشر يطلب منه فيها مساعدته على تشجيع الدول كي تفتح حدودها لهجرة اليهود الى فلسطين. أجاب البابا في 4 كانون ثاني 1904: نحن لا نستطيع ابدا ان نتعاطف مع الحركة الصهيونية، اننا لا نقدر على منع اليهود من التوجه الى القدس ولكننا لا يمكن ابدا ان نقرّهم وبصفتي قيما على الكنيسة لا استطيع ان اجيبك بشكل آخر؛ لم يعترف اليهود بسيدنا المسيح وبذلك لا نستطيع ان نعترف بالشعب اليهودي وبالتالي فاذا جئتم الى فلسطين سنكون مستعدين، كنائس ورهبانا، ان نعمدكم جميعا. جرت بعدها مياه كثير الى ان وقّعت الدول العربية اتفاقياتها مع اسرائيل. فهل على الفاتيكان ان يكون ملكا اكثر من الملك؟ المشكلة في التخاذل العربي. اخيرا الى المستمعين والاصدقاء والصديقات: على الرغم من أننا نحاول ان لا نكبر عاماً آخر في كل عام، لكن الزمن لا يأبه بمحاولاتنا. لذا نقول له اننا لن ننتحر وسنظل ننتظر المزيد من الحياة كي تعطينا ما لم تعطنا اياه حتى اليوم.

كل عام وانتم أسعد.

 

النظام الإيراني ... لن يسقط

محمد سلام/02 كانون الثاني/17

*لن يسقط نظام ولاية الفقيه، ولن يترنح نظام ولاية الفقيه، لأن كل "أعدائه" –داخل إيران وخارج إيران- لا يريدون إسقاطه، ويتخوفون من أي بديل محتمل له، بل يتمسكون بالمحافظة عليه "داخل حدوده" المعترف بها دولياً.

*"الشعوب" الإيرانية لا تريد تغيير نظام الولي الفقيه، حتى لو أحرق المتظاهرون صور الخامنئي وروحاني وغيرهما. يريدون فقط (فقط) أن تبقى "ثروة" إيران داخل حدود إيران المعترف بها دولياً كي ... "تتنعّم" بها "الشعوب" بدلاً من إنفاقها على توسّع خارجي لا يمن على "الشعوب" الإيرانية بسمن أو عسل.

*معضلة نظام الولي الفقيه أنه تناقض في مسيرته التوسعية مع تاريخ "الإستعمار" بمفهومه الشامل. الدول الإستعمارية (الكولونيالية) تحتل أراض خارج حدودها لتجلب منها ثروات إلى أرضها وشعوبها، بينما "ثورة" إيران تنفق أموال إيران على "عملاء" خارج الأراضي الإيرانية في اليمن، والبحرين، والعراق، وسوريا، ولبنان ... فتجوع ... "الشعوب" الإيرانية.

*"الشعوب" الإيرانية تريد "ثروتها" في الداخل التي تأكلها "ثورتها" في الخارج. ونقطة على السطر.

*من يراقب مسار الرئيس رجب الطيب أردوغان في "الداخل" التركي، وما إستحدثه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من إستئصال رأس العفن الفسادي في "الداخل" السعودي يدرك عمق الهوة التي سقط بها نظام الولي الفقيه الفارسي في "الداخل والخارج معاً"

**أما "أعداء" إيران في الخارج فهم يتقاطعون، بل يلتقون، مع "الشعوب" الإيرانية في القضاء على "الثورة الإيرانية" خارج حدود إيران، ولكن ليس بالضرورة كي تستفيد منها الشعوب الإيرانية في الداخل، بل لتستفيد منها "الشركات" التي تهدد "الثورة" الإيرانية "إستقرار" إستثماراتها خارج إيران وتريد المحافظة على النظام داخل إيران كي تشاركه شركات الإستثمار في الداخل كما تشارك "أعداء توسعه" في الخارج.

*أي بديل محتمل لنظام الولي الفقيه، من وجهة نظر الشركات" هو "قفزة في المجهول يمكن أن تضرب نظام الإستثمار". علماً بأن "العدو الوحيد الأوحد" لهذه الشركات الحاكمة هو "تهديد الإستقرار لأنه يضرب خطط الإستثمار".

*وبالتالي فإن المطلوب من نظام الولي الفقيه، من وجهة نظر الشركات العابرة للقارات في عالم السوق، هو أمران متلازمان: (1) أن يتوقف عن تهديد إستقرار الأسواق خارج حدوده، بما يعني وقف تصدير الثورة. (2) فتح السوق الإيرانية للإستثمارات. الترابط بين الشرطين ... إلزامي؟

*من الآخر: أي حديث عن إنتفاضة جديّة، أو ثورة، أو تغيير نظام في إيران هو من مفردات قاموس نوستالجيا الشعوب المريضة التي صدّقت يوماً أنها تستطيع أن تحكم نفسها بلعبة إسمها "ديمقراطية".

* الذي تغير فقط هو "شكل الطاغية" أي ما يسمى في لغة الإعلام الحديث وجراحات التجميل "اللوك". كان الطاغية القديم ينتعل "بوطاً" أو يعتمر قبعة أو عمامة ويحكم بالعصا. صار الطاغية "الحديث" سوقاً يبيع سلعه "أون لاين" ويستورد العبيد الجدد "أون لاين" أيضاً "بجزرة" فيزا الهجرة ويتباكى "إنسانياً" على ضحايا التهجير القسري غرقاً وبرداً وإحتراقاً وجوعاً وعطشاً ومرضاً...

* "متمدن وإنساني وحضاري" هو الطاغية الحديث. لكنه يبقى ... طاغية ... والشعوب "تحبه" !

 

لبنان والبوصلة والـCorridor

سناء الجاك/النهار/ 02 كانون الثاني 2018

طغت أخبار الاحتجاجات الشعبية في إيران على نهاية العام. غيّرت البوصلة، أو بتعبير أدقّ، جمّدتها في اللامكان اقليمياً. فالمحور الذي يقوده نظام الملالي هو الأثقل وزناً ومفعولاً في محيطنا حتى إشعار آخر. أيّ خطب يصيبه تمتد تداعياته وسع الإقليم وتصل الى عواصم القرار التي تفصّل على قياسها كوارث المنطقة لتحصل منها على ما تسعى اليه من مصالح ونفوذ.

الحال الفراغية التي يمكن ان يؤدي اليها أي اضطراب في هذا الدور، من شأنه ان يكشف ويعرّي ويبدّل الكثير من المعطيات، وتحديداً لأن التجارب لا تبشر بوجود خطط طويلة او قصيرة الأمد لمواجهة أيّ تحديات او تغييرات طارئة. بالعربي الفصيح، لا خطة "ب" لما يمكن توقعه من الاحداث لدى أيّ طرف من الأطراف الذين يرفضون الدور الإيراني في المنطقة.

هنا بيت القصيد ومركز نقاط الضعف التي سمحت لإيران في الأصل بالتوسع واستنبات الاذرع بحجة او بأخرى واستخدام هذه الاذرع حيث يجب ومتى يجب لتحقيق مشروعها الإقليمي وفرض نفسها قوةً تتحدى الدول العربية الغارقة في وهنها وعيائها عندما يتطلب المشروع ذلك.

وفي حين لا يزال مبكراً الدخول في التكهنات والتحليلات لما ستؤول اليه هذه الاحتجاجات، يمكن القول ان فرصة لبنان دون غيره قد تكون واعدة بمرحلة مقبولة لجهة توازن القوى، اذا ما تطورت الاحداث الإيرانية وصولاً الى الفوضى التي تربك تمدد نظام ولاية الفقيه خارج حدوده الجغرافية.

مواضيع ذات صلة

الايرانيون يريدون تغيير النظام...هل باتت طهران على اعتاب ثورة جديدة؟

لذا، لا بد من الإشادة بعطلة الأعياد التي ساهمت بتطبيق مبدأ النأي بالنفس حيال الاحداث الإيرانية، فلا تعليقات سياسية ولا استفزازات ولا تشفٍّ من أطراف سياسيين معروفة مواقفهم، ولا احتفالات بانتصار محاور.

من جهة ثانية، وبعيداً من العناوين والشعارات الرنانة، وبعيداً من الانفعالات الغرائزية المتسرعة، لا بد من عقل بارد لقراءة تطور صراعات المنطقة والمحاولات المستمرة لجني ثمار التسويات الإقليمية عبر استخدام لبنان خاصرةً رخوة.

فالمهم ان لا نسكر بإدعاء القوة والمبالغة في التغني بالسيادة، في حين ان لبنان مفتوح والى أجل غير مسمّى على احتمالات سهلة ممتنعة، ربما هي حال هذا البلد منذ تكوين صيغته المعاصرة بين تناقضات المنطقة. فهو لا يغادر منطقة الخطر ولا ينفجر لتتشظى هذه الصيغة التي تجمع انعكاس التناقضات في وعاء واحد لا تخبو ناره، وإن تغيرت درجة حرارتها مع تغير رياح الازمات واولويات اللاعبين على ساحتنا المستباحة.

تبرز هنا بوابة فاطمة. حتى الامس القريب، منها ارسلت البرقيات للضغط على من يهمهم الامر في سبيل الحصص المأمولة من التسويات الموعودة في الملفات الإقليمية.

فما شهدته البوابة يتجاوز بكثير كونه انتهاكاً لسيادة لبنان بوقاحة مألوفة لمن يصادر قرار البلد.

وليس صحيحاً ان الوجود الميليشيوي للأذرع الايرانية كان يهدف الى تهديد إسرائيل بأنها لن تستطيع بعد اليوم الاستفراد بـ"حزب الله" في أي حرب مقبلة، وانما عليها ان تواجه كل هذا الاذرع التي تتغندر بالبزات العسكرية على عين تجّار الحروب والتسويات.

فرباطة الجأش كانت المواجهة الوحيدة الفعلية للاستفزازات الإسرائيلية، لأن القضاء على هذا الكيان المغتصب ليس الهدف، فالاهم هو وصول الـCorridor من طهران الى البحر المتوسط. من هنا كانت الانعطافة الى البوابة التي تؤمّن استعراضاتها التلويح بالمقاومة من دون استخدامها ما دامت الطريق سالكة وآمنة.

اليوم، يبدو مشروع الـ Corridor مهدداً بالنسف، لأن أي اضطراب في الدور الإيراني سينهي وجود غالبية هذه الاذرع وينهي دورها، سواء في سوريا او العراق او اليمن او فلسطين، وصولاً الى لبنان.

من هنا، تبدو مفيدة بعض البرقيات الداخلية من دون مبالغة او إسفاف بضروة التموضع الميكيافللي لحفظ الرأس اللبناني حتى تمر التسويات من دون ان تصيب من البلاد مقتلاً.

أيضاً، لا بأس بتجنب الجنوح في الدعوة الى قلب الطاولة عبر أساليب قائمة على مبدأ "اذا ما كبرت ما بتصغر" حتى لو تطلب الامر الانتحار والشهادة لتسجيل المواقف. تفضيل الميكيافيلية أجدى، بغية إراحة الناس في هذه المرحلة ومنحهم فسحة لإلتقاط الانفاس ليعملوا ويعيشوا ويتعايشوا مع الازمات الاجتماعية والاقتصادية، وإن في استقرار مهزوز، ما دام اخماد النار تحت طبق التناقضات مستحيلاً.

فليبدأ العمل من خلال هذه الفسحة بين الاستقرار والترقب، للحؤول دون منح هذه الطبقة السياسية فرصة تحصيل أكبر عدد من المقاعد النيابية في الانتخابات المرتقبة على طبق من ذهب.

هذا اذا حصلت الانتخابات في ظل ما تشهده إيران وما يمكن ان تصل اليه التداعيات اذا أفلتت أمور القبضة الحديد من زمامها وصرنا في مواجهة معادلات جديدة قد تكون الفوضى غير البناءة حصيلتها الأولى. وقد تذهب الانتخابات النيابية ضحيتها.

لذا المطلوب بعض الدعائم للخاصرة الرخوة، ليصبح ممكناً تبادل الامنيات بالعام الجديد.

 

حراك إيران وهلع أيتامها

محمد قواص/الحياة/02 كانون الثاني/18

تشبه تظاهرات إيران هذه الأيام تلك التي اندلعت ابتداء من سيدي بوزيد في تونس في أواخر 2010 فأشعلت ما عرف بـ «ربيع» العرب. في تشابه الحدثين ذاك الجانب المفاجئ الذي لم تستشرفه أقلام وحناجر أعتى خبراء الشأن الإيراني. وفي التشابه أيضاً عفوية التحركات التي لا قيادة لها ولا بيانات حزبية ترفدها. وفي التشابه أيضاً تفشي العدوى وانتقالها من مدينة إلى أخرى واحتمال شيوعها لتصبح ربما، في تمرين التشابه، شبيهة بالثورة التي نفخ في رياحها روح الله الخميني قبل أقل من أربعة عقود. لا يختلف النظام الإيراني في تفسيره لحـــراك الناس عن تفسير أنظمة المنطقة لحراك الناس في مدنها. وما يحصل في عرف الحاكم في طهران هو أعمال عبث وفوضى يرتكبـــها خارجــون عـــن القانون (جرذان بالنسبة للقذافي ومندسون بالنسبة للأسد وحرامية سابقاً بالنسبة للسادات). ومن يقف خلف تلك «الهبّة» في مدن البلاد، وفق بيان الحرس الثوري، هم الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، وبالتالي فإن من يهدد النظام الثوري هم الجواسيس عملاء «الاستكبار». في بدايات الحراك السوري عام 2011 كانت سلطات دمشق تصدر بيانات تتحدث عن مواجهات مسلحة تتضمن تفجيرات كبرى كانت نتائجها مقتل إرهابيين ومقتل رجال أمن. لم تأت تلك البيانات يوماً على ذكر أعداد المدنيين التي تسقط في تلك «الأحداث». وإذا ما كان أمر ذلك السلوك الرسمي غريباً، فإنه ليس كذلك في عرف الحاكم في دمشق كما في طهران أو في أي أنظمة ديكتاتورية أخرى. لا شعب في إيران إلا ذلك الذي يصفق لـ «الثورة الإسلامية» وذلك الذي يخنع لسطوتها، أما من هم غير ذلك فمن نوع الجرذان والمندسين والخونة إلخ...

سيكون من الرصانة مراقبة الحراك في إيران من دون المغامرة باستشراف مآلاته. لم تتوقع أعتى الأجهزة الأمنية الغربية وأعرق مؤسساتها البحثية سقوط الاتحاد السوفياتي على رغم العمل الدؤوب من قبل هذا الغرب على إسقاطه. وسيكون من السخف ركوب موجة الحراك الحالي للتبرع بتفسير حوافزه أو التجرؤ على توقع نهاياته. فإذا ما كان في خروج الناس إلى الشارع عفوية مربكة، فإن في الحدث ما يجعله عابراً وكذلك ما يجعله مفصلياً في تاريخ إيران الحديث.

المفارقة أن المتظاهرين وضعوا الطبقة السياسية برمتها في سلة واحدة. والمفارقة أيضاً أن رد الحرس الثوري ومحيط الولي الفقيه لا يختلف عن ردود صدرت عن وزراء حكومة الرئيس حسن روحاني، بما يؤكد وعي الشارع بأن الجميع باتوا في سلة واحدة. وحتى الرموز الإصلاحية بدت تعابير خطابهم العتيق متقادمة لا تتسق مع شعارات المدن الغاضبة. بيد أن تبرم مواطن إيراني عادي في مشهد أو تبريز ضد بلديته أو محافظته أو حكومته أو نظامه يقلق إلى حد الرعب رعية باتت تابعة في صعدة أو البصرة أو دمشق أو ضاحية بيروت. نجح نظام الولي الفقيه في جعل «ولاء الشيعة لإيران» وفق تعبير الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. لا منطق تاريخياً بإمكانه أن يجمع مصير شيعة المنطقة بمصير الحكم في طهران، ومع ذلك فهذه حقيقة باتت تتجاوز أنصار الأحزاب والتيارات التابعة لطهران وتنسحب على البيئات الحاضنة في رد فعلها القلق على الحدث الحالي البعيد.

كان الحدث التونسي تونسياً وكذلك الأمر في ليبيا ومصر. لم يكن كذلك في سورية واليمن، ولا غرابة في ربط ذلك في البلدين الأخيرين بانخراط إيران المباشر في الحرب داخلهما. أن تهب رياح على طهران فذلك نذير شؤم على أيتام زرعتهم طهران في مدن المنطقة منذ عقود فجعلتهم، من حزب الله في لبنان مروراً بفصائلها في العراق وسورية وأفغانستان وباكستان انتهاء باليمن، يحومون بولاء أعمى حول كعبة الولي الفقيه في طهران. وقد لا يكون مستغرباً أن يستيقظ الأيتام ذات فجر على غياب الأم الوالدة والصدر الحنون. لكن ربما يجب الإقرار بأن أي تغيير حقيقي في إيران لا يعني الشيعة فقط (أو غالبيتهم). نجحت طهران في تنصيب نفسها عاملاً أساسياً لفك عقد المنطقة برمتها، وبالتالي فإن ملفات سورية والعراق ولبنان واليمن مرتبطة مباشرة بالمزاج الحاكم في طهران. والصحيح أن الحناجر الغاضبة في إيران هذه الأيام ترى أن للتعفن الداخلي أوراماً نبتت خارج البلد وتستنزف الموارد وتعبث براهن الإيرانيين كما براهن المنطقة ومستقبلها.

 

المواطن الإيراني وحياة القهر والفقر

علي القاسمي/الحياة/02 كانون الثاني/18

غليان الشارع الإيراني يكشف الواقع المر الذي كان يعيشه المواطن في هذه الجغرافيا المضطربة، وهو واقع عملت السلطة على أن تغلّفه بالخداع والوهم والتنظير وإدمان التدخل في شؤون الآخرين. كما أنها في ظل كل الأجواء الخائبة تواصل مسرحيات زرع الفتن والعبث بما تيسر من المساحات المحيطة تحت بنود الإرهاب والطائفية والكراهية حيث كانت- وللتاريخ- خير من يؤدي هذه المهمات باقتدار وامتياز. حان الوقت الآن لتراجع طهران ترتيب أوراقها وتعيد مواطنها إلى قمة حساباتها الأولى ومصالحها الرئيسة والمهمة لا أن تضعه في خانة المهمل المنسي والمغلوب على أمره، النظام المستبد جاءته اللحظات التي عليه من بعدها وفي أثنائها أن يعيد قراءة مشهده الداخلي في شكل جيد ويتنازل عن همجيته وركضه المستمر خلف التأليب والتآمر ودس السموم والشرور، ولعل هذا الغليان يريح كل الذين تحدثت عنهم طهران- ولزمن طويل- بالنيابة. راحة هؤلاء في انشغال المحرّض بتفاصيل جسده وتزايد النتوءات والندوب، ولعل الغليان أيضاً يشرح للعالم بأسره كيف أن المواطن الإيراني لصيق بالقهر والظلم والاستبداد وورقة منسية تماماً في مشروع سياسي غير متزن ولا عقلاني. كثير من العبارات والجمل يمكن سحبها إلى منتصف الحديث عن المظاهرات الإيرانية وتفاقم الوجع وبلوغ السيل الزبى وإن كانت أكثر العبارات مناسبة وملائمة تشير إلى أن السحر انقلب على الساحر في لحظة شارف فيها كوب الصبر على الامتلاء، من ينتج الفوضى في بلدان الجوار لا بد أن يذوق مراراتها وويلاتها في بلد الصنع، والدعاية الإيرانية التي روّجت لها وبنتها على مصطلحات الكراهية والتطرّف لا يمكن أن تمضي إلى برّ الأمان. والنظام الذي يفكر بهذه الطريقة لن يحوز على رضا الشعوب ولا يمكنه حصد التأييد المستمر لأن هناك ما سيكشفه ويعريه وإن طالت مدة التعرية والكشف لكنها حتماً ستأتي. تحمّل الفرد الإيراني بات في درجة متدنية جداً وإن كانت أصوات البوح والتنفس والصراخ تظهر في نطاقات ضيقة وخائفة في ظل نظام معتاد على الارهاب ومشتهٍ للتصفيات ومستودع للأحزاب والميليشيات المؤمنة بالدم والبشاعة أكثر من أي شيء آخر. الفرد الإيراني المقهور أدرك وآمن وشعر أنه أولى بالمال الذي يذهب بغزارة وسوء نية إلى حزب الله والحوثيين وتنظيمات الإرهاب المنتشرة ومسارات توزيع المهمات لخريطة الحرائق. نظام الملالي يفكر في ذاته فقط، ويتغذى على ديكتاتورية عمائمه، ويحاول إقناع العالم أنه نظام متزن مستعد لكل أمن وسلام فيما هو نظام مستبد مستفز متفرغ للدمار والبؤس، مع مطلع العام الميلادي الجديد على النظام الداعم الأول للتطرف وسيد الشر وزارع الفوضى أن ينتبه جيداً أن الجائعين لا يمكن أن يصبروا كثيراً، ويدقّق في كون المظلومين سيفتشون عن نصر لهم ولو جاء من نوافذ الاختناق والتفتت والتفكك.

 

هل الأفضل لنا سقوط نظام إيران؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61534

بداية لا يفترض أن يؤخذ هذا التحليل يقيناً بأن نظام آية الله الإيراني يتهاوى وأنه ساقط لا محالة. الحقيقة أن النظام في طهران قوي في هياكله وأجهزته، ويمثل شريحة متمكنة ليس سهلاً إزاحتها من خلال المظاهرات. لكن أهمية الحراك الشعبي، الذي باغتنا من جديد، كما فاجأنا في عام 2009، أنه عامل مساعد على التغيير الجزئي أو الكلي لاحقاً. وقبل الحديث عن انعكاساته على منطقتنا نتساءل عن تأثيراته على إيران والنظام فيها والتي تباعاً تؤثر نتائجها علينا. هناك عدة احتمالات أولها أن ينجح الأمن في قمع المظاهرات، كما فعل قبل 8 سنوات ولم يتوان عن قتل المتظاهرين العزل أمام كاميرات الهواتف. والثاني أن يعمد إلى بعض التضحيات لاستيعاب أزمة مع القمع في الشوارع المنتفضة ضده، كأن تتم إقالة الرئيس روحاني وحكومته. والاحتمال الثالث أن تكبر المظاهرات حجماً وعنفاً وتستفيد من الأزمة القوى الداخلية المتصارعة من داخل النظام نفسه، سواء الحرس الثوري أو خصمه الجيش، للهيمنة على الحكم. والاحتمال الرابع، والمستبعد حدوثه، أن ينهار النظام ويصبح الوضع مثل سوريا وليبيا. في كل الحالات ما حدث ويحدث من اضطرابات معادية لحكم طهران موجعة وتهز ثقة غالبية الإيرانيين والعالم كذلك فيه. وهو مضطر لأن يراجع نفسه حتى لو قضى عليها بنجاح خلال الأيام القليلة القادمة. وكلمة الرئيس روحاني كانت تصب في هذا الاتجاه، أن على الحكومة أن تستمع إلى مواطنيها. أما في الحالتين الثالثة والرابعة، استيلاء فريق على الحكم أو انهياره، فإن ذلك ستكون أبعاده خطيرة وتتجاوز إيران إلى كل المنطقة. بالنسبة لنا، أعني دول المنطقة، خاصة العربية منها، الوضع المثالي ألا ينهار النظام تماماً بل أن يغير من سياساته الخارجية ويتوقف عن مشروعه العدواني. وقد يبدو غريباً هذا التصور، المبرر له أن المنطقة الآن تعاني من حالة تدمير لا تحتمل فوضى جديدة، وحروب أهلية إضافية، ولاجئين بالملايين. إنما لو أن انتفاضة الشعب الإيراني حققت تغيير السياسة الإيرانية وأوقفت عملياتها الخارجية، وأجبرت النظام على التحول إلى الإصلاح الداخلي والتنمية هذا هو الخيار المثالي مقارنة بالمشهد المخيف فيما لو انهار النظام. العيب في هذه الفرضية أن طبيعة النظام في طهران ليست مدنية قادرة على تغيير نفسها، بل دينية أمنية، أي دينية فاشية. ومن الصعب عليه أن يصحح من فكره وخطه ورؤيته للعالم من حوله. وهذه مسألة أمام قياداته العليا، التي لا بد أنها في حالة انعقاد دائم بسبب التطورات الخطيرة التي تهدد وجوده. إن استطاع استيعاب الأزمة والاستفادة من دروسها فإنه قد ينجو، لكن إن عاند وقرر مواجهة المتظاهرين بالرصاص وربما بأكباش فداء يضحي بهم لإسكات الغاضبين، فإن ذلك لن يمنع الانفجارات الشعبية لاحقاً. قادة الحرس الثوري، ومعها القيادة الدينية العليا، يتملكها غرور واضح بأنها قادرة على نفخ الجمهورية لتكون إمبراطورية إقليمية، تحتل جغرافياً دولاً من المنطقة، وأنها قادرة على مزاحمة القوى الدولية وتهديد مصالحها في الشرق الأوسط، وتسعى لمحاصرة السعودية وتهديد إسرائيل، وخوض عدة حروب في وقت واحد. هذا تفكير المكابرين الذين يتناسون حدود القوة الإيرانية، في بلد يعاني أهله، ويعتبر اقتصاده من أفقر الاقتصادات الإقليمية.

 

سوريا الإيرانية: مستوطنات لإقامة دائمة

غسان الإمام/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/17

تشهد كبرى المدن مظاهرات شعبية ضد الغلاء والفساد. وتزدحم بالكثافة السكانية المتزايدة (مليون طفل رضيع كل سنة)، لأن «تخطيط الأسرة» في الدولة ممنوع بموجب العقيدة الدينية. ويموت المؤمنون في الصيف بالسرطانات وأمراض البيئة، نتيجة لِلُهاث الانبعاث الحراري في الصيف. والغبار والغيوم السامة الحاجبة للشمس في الشتاء. وأدى ارتفاع درجة الحرارة. واستهلاك المياه المتزايد إلى جفاف البحيرات. والروافد. والأنهار. وغياب منظر الخضرة، مع ارتفاع السدود في الدول المجاورة. ولأن الناس لا يستطيعون شرب النفط الغزير بدلاً من المياه المتناقصة، فالدولة تستغله في تأمين الطاقة، لتشغيل المصانع النووية «للأغراض السلمية» كما يدعي النظام الحاكم. و«لإنتاج القنابل النووية» كما تعتقد غالبية السكان ذات الثقافة المحدودة الممزوجة بالدعاية المفروضة: «مقاومة. ممانعة. الموت لأميركا».

لا أتحدث عن إندونيسيا أكبر دولة إسلامية سنية. أو شقيقتها ماليزيا التي ارتفع معدل دخلها الوطني، بخلو مخطط التنمية من الطموح إلى دخول نادي السلاح النووي. وإنما أتحدث عن إيران الدولة الدينية التي تختلف مشاريع التنمية فيها، وفق التباين العنصري والمذهبي. فمدينة «مشهد» هي الأشد حرماناً. لأن شيعتها من أصول تركمانية. ومثلها المنطقة الكردية المجاورة لكردستان العراق. والمنطقة العربية الممتدة على طول الضفة الشرقية للخليج. وكلها تحصل على مخصصات أقل مما تحصل عليه منطقة خراسان الفارسية.

الإفقار الاجتماعي مقبول لدى «آيات» الدولة، لأنه يعرقل وعي الشباب في المناطق الريفية التي ما زالت الخزان البشري، لتغذية قوة الـ«باسيج» الحرس الاحتياطي الذي يستدعى لقمع قوى الشارع في المدن، عندما يتحول التذمر من الغلاء والفساد إلى تمرد سياسي على النظام، كما هو حادث اليوم في مدينتي مشهد وكرمنشاه... أما «الحرس الثوري» فقد بات يتغذى بموارد مشاريع اقتصادية يديرها، إضافة للموارد التي يخصصها النظام له، لتمويل مشروع الهيمنة الإيرانية على المشرق العربي. والخليج. واليمن، بالقوة المسلحة. أو الدبلوماسية. أو الاغتيال السياسي، كما حدث للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

غير أن سوريا تتمتع بعناية إيرانية فائقة، منذ أن حصل «فيلق القدس» على «ترخيص» من رئيس النظام بشار للتدخل المسلح في سوريا. فبات هو ونظامه الطائفي خطاً أحمر لدى خامنئي. والرئيس حسن فريدون روحاني. ووزير الخارجية جواد ظريف الذي يتستر في أروقة الأمم المتحدة على مشروع الهيمنة بابتسامة دبلوماسية ماكرة. طرأ تغيير استراتيجي على مشروع التدخل الإيراني في سوريا. فتحول في العام المنصرم إلى مشروع إقامة دائمة، واحتلال عبر إنشاء قواعد عسكرية للحرس الثوري، في مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية السورية في المدن، لإخفاء ظاهرة الاستيطان. ولردع الوجود الأميركي العسكري في حوض الفرات، والمناطق الكردية في الشمال والشمال الشرقي. ولإحباط أي محاولة تدخل تركية. وتقوم حالياً قوات إيرانية بجس النبض، لاجتياح محافظة إدلب المجاورة لتركيا، وذلك كقوات نظامية سورية.

ويقضي المشروع الإيراني بعرقلة عودة اللاجئين والنازحين إلى سوريا من لبنان (مليون سوري). والأردن (1.5 مليون). وتركيا (3 ملايين). ومليون من ألمانيا. ومليون آخر هاجروا إلى أوروبا. وأميركا الجنوبية. وكندا. والولايات المتحدة. والعمل على إقناع الأمم المتحدة والدول الغربية بتوطين النازحين السوريين حيث هم، خصوصاً في لبنان. والأردن. وتركيا. وتشكل سوريا منطقة إغراء جغرافية بديلة للتخمة السكانية في إيران. فهناك مناطق زراعية مروية بالأنهار (الفرات. العاصي. بردى). وأخرى بمياه الأمطار (الساحل. إدلب. القلمون. الجولان. وربما سهل حوران في الجنوب بين دمشق والأردن). وتم احتلال معظم هذه المناطق وإجلاء المدنيين إلى محافظة إدلب (التي بدأت ملامح حملة نظامية لاستعادتها من التنظيمات السنية المتزمتة). وهناك إغراء كبير لإيران لإقامة مستوطنات سكانية شيعية في سهل الغاب، قبالة مدينتي حماة وحمص (السنيتين).

كذلك، تم إنشاء معابر على الحدود السورية - العراقية، لتسهيل عبور الميليشيات الشيعية إلى سوريا. والقادمة من إيران. وأفغانستان. والعراق. أما الحدود مع لبنان، فتكاد تتلاشى باحتلال قوات «حزب الله» لمعظم منطقة القلمون الممتدة من وسط سوريا إلى الجولان. وإجلاء معظم سكانها التقليديين من السنة إلى إدلب. وتسهيل إجراءات مغادرة سوريا إلى المهاجر الأميركية. ويُعنى المشروع الإيراني في سوريا، وفق مصادر «فيلق القدس»، بتسهيل حركة الانتقال بين إيران والمشرق العربي، بإنشاء خطوط للسكك الحديدية. ومطارات متوسطة للنقل الداخلي. وإلغاء فيزا العبور، تحت شعار إنشاء دولة إسلامية كبرى تضم إيران. والعراق. وسوريا. وإغراء الأردن ولبنان بالانضمام إليها. والهدف قطع الطريق على دول الخليج (السنية) للتدخل في سوريا، بعد إحباط تمويلها للتنظيمات الدينية التي خسرت فرصة إسقاط النظام، بتقاعسها عن القتال كقوة موحدة.

لا شك أن بشار في رفضه مغادرة السلطة أوقع سوريا في حرب أهلية. فقضى على القوى الديمقراطية. وأحل محلها القوى «الداعشية والقاعدية». الفراغ السياسي استدعى تدخل القوى الإقليمية والدولية. فنشأ صراع دولي على استقطاب التنظيمات السياسية والمسلحة، كمرتزقة مستأجرة للاقتتال في الداخل السوري.

وهكذا، بات بشار فصيلاً من هذه القوى المستأجرة، ليقاتل بما تبقى من جيشه لصالح روسيا حيناً. وإيران حيناً آخر، ريثما يحين أوان ترحيله عندما تتوصل أميركا وروسيا إلى حل لإنهاء المأساة. فلا مكان لبشار في التسوية السياسية الدائمة، لتورطه مع إيران وروسيا في إبادة شعبه.

هل أمام المشروع الإيراني فرصة حقيقية للنجاح، في تحويل مشروع الهيمنة إلى إمبراطورية إسلامية في المشرق العربي، في ظلال الهلال الشيعي؟ لا يمكن قيام دولة بلا شعب. هل تستطيع إيران مواصلة تجنيد الشيعة العراقية؟ هناك الآن نفور شيعي هائل في الجنوب من التدخل الإيراني المتمادي في شؤون العراق. وليس هناك شيعة في سوريا، بما يكفي، لإخضاع الغالبية السنية. أما في لبنان فيتعين على إيران إقناع موارنة «حزب الله» (تيار عون) بتشكيل أقلية مسيحية مع الأقلية الآشورية والكلدانية لتعيشا كأهل ذمة داخل إطار إمبراطورية كاريكاتيرية. علي خامنئي شاه وخميني في آن واحد. ففي محاولته استقطاب شيعة الشرق الأوسط، فهو يكرر محاولة الشاه المخلوع في إنشاء إمبراطورية شاهنشاهية تمتد من بحر الخليج إلى البحر المتوسط. لكن مشروعه يبدو حلماً. فهو بحاجة إلى مال قارون لا تملكه دولة مفلسة يطالبها اليوم شعبها الجائع بالتخلي عن أحلام الهيمنة. وعن إنشاء إمبراطورية كرتونية فوق رمال متحركة.

 

حزن في «الأهرام»

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/17

وقعتُ مرة في هفوة غير مقصودة على الإطلاق عندما كتبت أترحم على أيام حسنين هيكل وبهاء الدين في رئاسة تحرير «الأهرام»، ولم يكن في بالي مطلقاً أيضاً، التقليل من قيمة رئيسها آنذاك، إبراهيم نافع. وأدركتُ مدى هفوتي عندما رد عليَّ الأستاذ نافع في مقال افتتاحي، يتهمني فيه بأنني جزء من مؤامرة على «الأهرام» تدبرها شركة إعلانات لبنانية. وشعرت من رده، ومن موقع الرد، أن الرجل قد أُهين في قلمه، فكتبت معتذراً. بعد سنوات كنت أوقِّع كتابي «انقضاء الشرق» في المنتدى الإعلامي في دبي عندما رأيت في الصف أنجح عربي في اقتصاد الصحف. تأثرت مرتين: الأولى، أن أرى إبراهيم نافع مقيماً خارج مصر بعد محاكمات «ميدان التحرير»، والثانية، أن يقوم بتلك المبادرة حيالي. وشعرت أن أقل واجب عليَّ هو أن أكتب مناشداً الدولة المصرية استعادة إبراهيم نافع الذي حوّل «الأهرام» من صحيفة كبرى إلى إمبراطورية صحافية لا سابق لها في العالم العربي.

لم يكن لإبراهيم نافع قلم هيكل أو بهاء، لكنه كان طاقة إدارية بلا حدود، وكانت له مقدرة فائقة على ضبط التوازنات بين الجريدة القومية والعمل الصحافي. وقد تعامل مع «الأهرام» كأنها صحيفته، ولكن من أجل رفع مستوى الصحافيين والعناية بهم وتسخير الكثير من أرباح الجريدة لحل مشكلاتهم الحياتية.

في ذلك، تميّز كثيراً عن هيكل وعن بهاء. فالأول كان منهمكاً في السياسات العليا، وبهاء كان نخبوياً مأخوذاً بالهمّ الثقافي، ولا يميل إلى المغامرة في التوسع. أما هو، فقد عرف كيف يستغل اسم «الأهرام» وهالتها لتوسيع مداخيلها التجارية الجانبية في الطباعة والنشر وسواها.

كان الراحل أحد ضحايا البلبلة التي غرقت فيها مصر بعد 25 يناير (كانون الثاني). ثورة فقدت بوصلتها منذ البداية، وأحدثت من الفوضى والخسائر أكثر مما أدت إلى الإنتاج: استهدفت تدلل جمال مبارك، فظلمت حسنات حسني مبارك. بدأها المستقلون، فخطفها «الإخوان». أعلنت «الحياد» فشاهدت هيلاري كلينتون تتنزّه في ميدان التحرير وخلفها في الصورة باراك أوباما، ومعه نظرية «الإخوان» هم البديل. إبراهيم نافع كان رمزاً من رموز العمل المؤسساتي. كان يعرف كيف يحافظ على المؤسسة، وكيف يطورها من دون أن يغيّرها، وكان يخاف على مصر من مغامرة تعتقد أنها ثورة.

 

منعطفات تاريخية في 2017 تنتهي بانتفاضة الإيرانيين

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/17

الزمن بوحداته التكوينية المتتالية يضع البشر كل عام بين نقطتين؛ نقطة البدء ونقطة النهاية، وبينهما تضع الدول كل عام مجموعة سيناريوهاتها وخططها وتصوراتها، وحتى تكهناتها للمستجدات، ويمر العام ويمر فيه العالم في كل مستوياته بموجات هائلة من الأحداث والمتغيرات المختلفة، وتأتي أحياناً بصور غير متوقعة لراسمي ومخططي وجه الأحداث السنوية، نتيجة أنها تدار في بعض الفترات بقناعات قائمة على أنقاض برامج سياسية صيغت بمعطيات استبدل فيها الزمن معطيات الواقع حتى غدت القناعة غير ثابتة، وأصبحت معرضة للدحض، مما يؤدى إلى موجات من التشكيك في كل ما يدور حول الدول والقرارات، فمن تحالف بالأمس اختلف اليوم، وارتبكت رؤيته نحو ما يخبئه المستقبل.

ولا مشكلة في أن الحقائق يشاهدها العالم، ولكن لا يصدقها، فكل أحداث تناقضها أحداث أخرى، وتسقط نسبة اليقين عنها، فتصبح الحقيقة برمتها كارثة يجب أن يتركها، ويتخلى عنها، حتى وإن كانت خياره العقلاني الوحيد في مرحلة ما.

مرّ عام 2017 بمظاهر مختلفة؛ انفجرت العديد من انتفاضات سياسية تمحورت حول الاقتصاد المتذبذب في العالم، وتم انتخاب رؤساء، وكان أشهرهم انتخاب رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب. تراجعت دول وتقدمت أخرى، واشتعل فتيل الحرب في أربع عواصم عربية بمعول إيران، خلالها حدثت استقالات واغتيالات ونزاعات دامية وانقسامات أقاليم أثارت جدلاً واسعاً على المستوى الدولي.

منذ غادر باراك أوباما البيت الأبيض، وفاز دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة استمرت وتيرة الأحداث المأساوية في العالم، حتى بعد قدوم الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي تولى مهامه، فلم يزل الاستعمار الجديد ضمن قواعد السياسة الغربية يستخدم الإشارة عينها إلى منطقة الشرق الأوسط.

وتحدث أحياناً تسمية مختلفة للأحداث عينها، ولكن بنمط وصياغة مختلفة، ولو انفصل التاريخ عن الزمن لأصبحت الأحداث تسير على وتيرة واحدة، وفقدت أهميتها، ورغماً عن هذا التلاشي اللامحدود عاد المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، فالتاريخ يسجل الأحداث، ولكن لا يعيدها، وتعهدت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، أي بدء الإجراءات الرسمية لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.

وفاز مرشح حركة «إلى الأمام» في الانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون بمنصب رئيس الجمهورية، وما لبثت هذه المحطات تفتح أبوابها حتى تدافع المتحالفون يبحثون عن الوعود الانتخابية، وكل سلطة لها سياسات تخطيطية.

ومع مرور الوقت استجدت أحداث جزء منها كان خامداً مع دولة قطر التي فشلت في تحقيق وعودها وتعهداتها مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، مما اضطر الدول الأربع إلى أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية وروابط النقل والتجارة معها، لدعمها للإرهاب وتمويله.

أضف إلى أكثر الأحداث أهمية، إصدار الملك سلمان أمراً ملكياً بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وفي حركة دؤوب من التطور والتقدم أصدر الملك سلمان قراراً يجيز منح تراخيص قيادة السيارات للرجال والنساء من دون تمييز، وسيدخل هذا القرار حيز التنفيذ في يونيو (حزيران) من العام 2018. والخطوة الأكثر أهمية محاربة الفساد في الداخل.

أما عن التطورات في العراق، فقد أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي النصر على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، وانتهاء ما سماه «دولة الخرافة والإرهاب الداعشي».

وننتقل إلى الأضرار التي خلفتها الكوارث الطبيعية، فالإعصار هارفي ضرب ساحل ولاية تكساس بسرعة رياح وصلت إلى 209 كيلومترات في الساعة، متسبباً بفيضانات كارثية قتلت العشرات، ولا ننسى حرائق كاليفورنيا وخسائرها المكلفة.

وقبل الحديث عن الجزء الشرقي من قارة آسيا، حيث تقع كوريا الشمالية، نشاهد منزلة الواقع السياسي والاتجاهات المعاكسة فيه، كوريا التي تجري تجربة نووية جديدة هي الخامسة من نوعها و«الأقوى» حتى ذلك اليوم، تستفز أميركا ورئيسها ترمب بنشاطها النووي، ولن تنتهي الأحداث عند تهديدات الوريث العظيم كيم جونغ - أون، بل استمرت أحداث أخرى في مكان آخر من العالم في إقليم كردستان حيث نظمت الحكومة استفتاءً لتقرير المصير، وصوتت فيه الغالبية لصالح الاستقلال عن بغداد.

إن التاريخ لا ينفك يسجل الوقائع العظام، وكذلك الأقل أهمية، فمن حرب اليمن وميليشيا الحوثي المدعومة من طهران إلى مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وفي الثامن من ديسمبر (كانون الأول) اعترف الرئيس الأميركي رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكان الحدث الأسوأ على الأمتين العربية والإسلامية.

ولن ينتهي هذا العام حتى ينتهي معه نظام ملالي إيران، فقد انتفض الشعب مطالباً برحيل روحاني وخامنئي، والاهتمام بالداخل الإيراني.

 

إخفاق ملالي إيران

يوسف الديني/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/17

هناك خصوصية جوهرية في الحالة الإيرانية تبدو غائبة في قراءة ما يحدث من احتجاجات غير مسبوقة كماً نوعاً، وحتى على المستوى الجهوي- المناطقي، وطبيعة الخلفية السيوسيولوجية للناقمين على إخفاقات نظام الملالي المؤدلج والقمعي الذي لم يعد يحتمله الإيرانيون.

هناك تداخل كبير في طبيعة الاحتجاجات في الحالة الإيرانية حسب المعطيات الأوليات الشحيحة التي نشرتها وكالات الأنباء والتقارير الصحافية، فهي مزيج بين غضب واستهجان المجموعات والكتل ذات الطابع المدني والعلماني من جيل الشباب الناقمين على سياسات التدخل الإيرانية في قضايا عربية كلفت الكثير من الأموال الطائلة والجنود، هذه الاحتجاجات استعادت لحظة الشاشة والاهتمام لدى هؤلاء، وأنها كانت الأفضل للقومية الإيرانية التي هي في نظرهم امتداد تاريخي انقطع مع ثورة الملالي، كما أفرزت تلك الاحتجاجات طبقات جديدة من الفقراء الناقمين على انهيار الأوضاع الاقتصادية، وغلاء المعيشة، وإهمال البنى التحتية، وكل تبعات انخفاض أسعار النفط، واختناق فرص العمل حتى بعد حالة التسوية على المشروع الإيراني النووي... الاحتجاجات الأولى ركزت على سلطوية وقمع الحرس الثوري، وتدخل إيران في سوريا واليمن، وشعارات الفقراء من الشعب الإيراني ذهبت إلى أبعد من ذلك بالهجوم على خامنئي، وكلا الحراكين يفقد الناظم الحزبي والشخصيات الموجهة، على عكس الثورات العكسية شكلاً ومضموناً إبان الربيع العربي الذي قدر على إسقاط عدد من الأنظمة العربية بسبب أنها واجهت جماهير محمولة بخبرة الإسلام السياسي الذي وإن جاء متأخراً إلا أنه استطاع بسهولة خطف المشهد بسبب قدرته على التحشيد وخبرته في بناء شعارات وتحريكها كأدوات فعل سياسي احتجاجي.

المعارضة الإيرانية العلمانية أيضاً لم تجد، وهذه مفارقة، ذات الدعم والتأييد من الخارج.

على المستوى المناطقي بدأت الاحتجاجات خارج العاصمة على خلاف سابقاتها، فتصدرت مشهد، معقل نظام الملالي المدينة المحافظة ذات الأهمية الدينية والشعائرية، التمرد، وهو ما يعني أن حالة الإخفاق لنظام الملالي قد أصابت جغرافية نفوذهم واشتغالهم بشكل غير مسبوق حتى في عام 2009، كما أصابت من جهة أخرى مشروعهم التوسعي، فحسب عدد من التقارير الإخبارية ردد المتظاهرون عبارات تنادي بترك سوريا وشأنها، بل واستعادة نوستالجيّة لحكم الشاه، ورفع صوره في مدينة قُم، ومطالبة بإسقاط الجمهورية الإسلامية.

لا شك أن هذه الثورة أيضاً تلعب على عامل المناخ العام، حيث بات العالم مرهوناً للحداثة التكنولوجية التي تخدم المعارضين، كما هو الحال مع كل مكونات المجتمع، وهو ما يفسر سرعة رد النظام باستهداف منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة والفعاليات الإلكترونية الجمعية، والتي تتفوق في تأثيرها وطريقتها في الحشد على الطرق التقليدية كالنزول إلى الشارع، والتي يملك الحرس الثوري خبرة طويلة في قمعها وإخمادها.

وعلى ذات التباين مع مواجهة الربيع العربي فيما يخص تدخل الخارج وتأثيراته على السياسة الخارجية الإيرانية، فإن جزءاً من أزمة فشل الملالي هو قدرته على استثمار وكلائه في المنطقة وأذرعه من ميليشيات «حزب الله» إلى الحوثي، لتعزيز مكانته في الداخل لدى النخب والشرائح الموالية.

الاستثمار في الحالة الإيرانية يجب ألا يكون رهاناً على مآلات الثورة التي، كعادة موجات التنديد، لا تعبر عن حراك مجتمعي ولا عن سياق سياسي أو انتماء حزبي، بل على ضرورة حشد الرأي العام العالمي تجاه التجاوزات الإيرانية في حق القضية السورية، وفي هيمنة «حزب الله» السياسية في لبنان، وصولاً إلى ميليشيا الحوثي الذي يمده النظام الإيراني بالأسلحة.

الاحتجاجات الإيرانية باختصار تريد استرجاع مفهوم الدولة من اختطاف الملالي لجهة الثورة، وهو ما عكس قلق النظام الإيراني من هذه الاحتجاجات وتصريحات مسؤوليه تجاه المتظاهرين وعموم الشعب بالوعيد بالملاحقة والسجن وتطبيق اشتراطات تصحيحية مرهونة بوقف تدفق المظاهرات ذات الزخم الحاد للاحتجاجات والغضب الشعبي الذي استبدل بعبارة «الموت لأميركا»، «الموت للديكتاتور»، في إشارة إلى المرشد. على المستوى الخارجي، فالاتفاق النووي أتاح لإيران بسط نفوذها في المنطقة، ليس عبر الاستفادة من المتنفس الاقتصادي بعد رفع الحصار، بل بإخراجها من محور الشر إلى دولة ذات نفوذ إقليمي من المفترض استثماره في الحرب على الإرهاب.فتح باب النقد الذي دعا إليه روحاني قبل حتى هذه الاحتجاجات هو معضلة إيران مع الداخل، أو ما كان يطلق عليه «اقتصاديات المقاومة»، والذي عارضته الجماهير العريضة من الشعب الإيراني من مختلف الاتجاهات والمكونات، فالاتفاق النووي والتدخل السافر في سوريا لم يسهما في مسار التنمية أو تغيير الحالة الاقتصادية المتردية، والتي أسهمت في باب الاضطرابات والاحتجاجات الجمعية من شرائح متعددة من الإيرانيين. الاستثمار في فشل الملالي وإخفاقهم يكمن في تعرية خطابهم وقناعهم السياسي الذي يخفي رغبة في هيمنة طائفية، فالشعارات التي يطلقها الساسة ذات الطابع الديني ليست إلا أدوات للتعبئة ولا تعبر عن أهداف نهائية غائية، خصوصاً ما يتصل منها بسيادة الدول وأمنها الذي يقوّض أبسط مفاهيم السياسة الدولية، فمن يقول إن تدخله في سيادة الدول وبناء أذرع وميليشيات عسكرية له يعني أنه إعلان عدم إيمانه بمفهوم الدولة والأمن الإقليمي والمؤسسات الدولية، فضلاً عن أن يكون حريصاً على أمن وازدهار ورفاه مواطنيه.

 

من عمق الحراك الإيراني

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/17

ثورة الجياع، كما سماها المراقبون، تتمدد في إيران، وإن استمرت على هذه الوتيرة مع شدة القمع والعنف الممارَس عليها، ربما سيهتز عرض المرشد الإيراني والثورة الخمينية لأول مرة منذ انطلاقها نهاية سبعينات القرن الماضي. لكن حتى نفهم بتفصيل أكبر محثات الثوار ودوافعهم، علينا أولاً فهم المكون الديموغرافي للجمهورية الإسلامية. تشكل الأقليات في إيران بمجموعها من الأذريين في شمال إيران، والبلوش والأحواز في الجنوب، والأكراد في الشمال الشرقي، أكثر من نسبة الفرس، أي معظم عدد السكان، وهذا يشكل تهديداً قومياً اجتماعياً للسلطة الإيرانية، كونها تهمش الأقليات وتنظر إليهم كمواطنين درجة ثانية بعد الفرس، العرق الأصيل، كما يسمونهم المتشددين. ولكلٍّ من هذه الأقليات حسابات تاريخية مع النظام الإيراني. الأذريون على سبيل المثال، وهم الذين يشكلون نحو 25% من مجموع سكان إيران، لهم نزاع تاريخي مع إيران، فهم يَدينون بالولاء لدولة أذربيجان في الشمال، ولديهم اعتقاد مطلق بأن شمال إيران أرض أذرية استولت عليها إيران بعد أن تخلى عنها السوفيات في عام 1946. وقد أطلق مجلس النواب الأذري قبل 5 أعوام على جمهورية أذربيجان اسم أذربيجان الشمالية، تأكيداً على أن الجنوبية لا تزال خاضعة لإيران. وعلى الرغم من أن معظم الأذريين هم من الشيعة الاثني عشرية، فإن النظام الإيراني، مثلما يتعامل مع الأقليات الأخرى السُّنية، مارس عليهم الاضطهاد خصوصاً فيما يتعلق بهويتهم ولغتهم. لكن يبقى الأذريون هم القومية الأكثر تأثيراً، كونهم تغلغلوا في المؤسسات الاقتصادية والأمنية في إيران، وبحكم كثافة عددهم وارتباطهم بأذربيجان. ويمكن بملاحظة خريطة الاحتجاجات الحالية أنها أكثر تركيزاً في المناطق الأذرية، ويتلقون تأييداً من الدولة الأم. وحتى الأذريون الذين لا يطمحون إلى ضمهم لجمهورية أذربيجان لديهم دوافع حقوقية ومدنية تجعل منهم أهم الثوار في هذه المرحلة وأكثرهم قوة وتمكيناً.

وعلى هذه الصفحة، يظل الأذريون مستائين من أن طهران وقفت ضد باكو، العاصمة الأذرية، في قضيتهم الوطنية المتمثلة في محاولة استرجاع إقليم «قره باخ» الذي استولت عليه أرمينيا ذات الديانة المسيحية، وضمته لأراضيها رغم أنه يتوسط الأرض الأذرية، ويعتقدون أن إيران بهذا الموقف قد وجهت إليهم طعنة غدر من الخلف. وربما يوضح هذا الموقف لسكان منطقة الشرق الأوسط أن إيران بمحاولة هيمنتها وتوغلها في البلدان العربية لا تقوم على مبدأ ديني مذهبي بل قومي أصيل، بدليل أنها كانت طرفاً غير محايد في النزاع الأذري الأرمني، مع أن الأذريين -كما ذكرتُ - شيعة اثنا عشرية. أيضاً يطفو على السطح اليوم النزاع الإيراني الأذري على ثروات بحر قزوين من النفط، وهي قضية لم تُحسم بعد، ويتخوف الإيرانيون من أذربيجان بسبب علاقتها الوطيدة بالغرب؛ أميركا وأوروبا، وأن الشمال الإيراني مهدد بوجود دولة قد تستخدمها أميركا وإسرائيل في الهجوم عليها، مما يجعلها مهدداً جديداً للأمن القومي الإيراني، كما تتخوف من توطيد هذه العلاقة من خلال مد خط أنابيب لنقل النفط من بحر قزوين تجاه الشمال. كل هذه الدوافع ثارت كمحفزات جوهرية للحراك الثوري المكثف في شمال وشمال غربي إيران.

القومية الثانية في التأثير هم الأكراد الذين يتركزون في معظمهم في شمال شرقي إيران. أيضاً لسبب عددهم وقربهم الجغرافي من أكراد العراق وتركيا، ما جعل من الجهة الشرقية جداراً إيرانياً آيلاً للسقوط إنْ تمكنت الثورة الحالية من الاستمرار، وإيقاظ الحلم الكردي باستقلال إقليمهم وتأسيس دولة عجزوا عن تحقيقها في العراق وتركيا.

بقية الأقليات كالبلوش والعرب الأحواز نالوا نصيبهم كذلك من التهميش والتحقير والتضييق عليهم في هويتهم العرقية والدينية، والعرب الأحواز رغم أن نحو نصفهم من الشيعة فإن هويتهم العربية كانت سبباً في التضييق عليهم، ومعالجة أي تحرك للمطالبة بحقوقهم بقمع يصل إلى الإعدام شنقاً.

الثورة الحالية ثورة جياع، لكنها في العمق هي ثورة على التهميش الذي عاشت فيه الأقليات في مناطق جغرافية واسعة داخل البلاد، وما النداءات بتحسين مستوى المعيشة وخفض البطالة ورفع رواتب الموظفين (المعلم مثلاً يتقاضى 300 دولار شهرياً) إلا طبقة الثلج التي طفت على السطح، لكن في الأعماق حسابات تاريخية وحقوق مؤجلة إلى أجل غير مسمى. وهذه الاحتجاجات والمظاهرات تجاوزت هذه المرة حتى المعارضة الإيرانية من الإصلاحيين، لم تعد تجمعهم المعارضة بل الحقوق المسلوبة، وحتى إنْ استطاع النظام الإيراني قمع المظاهرات الجارية، ستظل إيران من الداخل مخلخلة وشرارة الثورة لن تنطفئ لأن أسبابها قائمة. الإيرانيون يعرفون نظرياً أن بلدهم غنيٌّ بالثروات، لكن هذه الثروات تُصدَّر لغيرهم من البلدان على حساب حياتهم ومستقبلهم لغرض تحقيق مبدأ الثورة الخمينية بالهيمنة الفارسية على المنطقة العربية. بعض المتظاهرين كانوا يصرخون مترحمين على زمن الشاه، وبعضهم يستنجد بالسيدة مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج، ومنهم من يبكي على أحبائهم الذين فقدوهم في سجون النظام أو أُعدموا ظلماً، ناهيك بحالة التشدد الديني الذي يفرضه النظام على الحركة الفنية والأدبية وعلى المرأة الإيرانية التي برزت كشعار لهذه الثورة. دوافع متعددة أشعلت شرارة الثورة في إيران، كلها كانت شعبية، الإيرانيون يحاولون فرض مطالبهم على الحكومة وتذكيرها بأن الظلم لن يستمر، جمعهم رفض الاستبداد وكدر العيش، واختلفوا في التفاصيل حسب قومياتهم. الوضع الداخلي الإيراني رخو، لا يحتاج إلى تأليب من الخارج، كما ذكر بعض المسؤولين الإيرانيين. ما يحصل اليوم قد يحصل غداً، وهو نتاج طبيعي لعقود من الاضطهاد والنظرة الدونية إلى أقليات تشكل معظم الإيرانيين.

 

مصر... مؤامرة أكبر من إرهاب

إميل أمين/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/17

هل ما تعرضت له مصر الأيام القليلة الماضية هو جزء من كل يراد به الانتقام منها ومعاقبتها على ما أقدمت عليه في المحافل الدولية مؤخراً؟ الاعتداء الإرهابي الآثم على بعض المصلين الأقباط صباح الجمعة الماضي، لا يختلف كثيراً عن اعتداءات إرهابية كثيرة تعرضت لها المحروسة خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد سقط ضحايا داخل المساجد والكنائس وفي الكمائن الأمنية، وعلى الدروب والطرقات، غير أن العزف سيئ السمعة على أوتار أقباط مصر إنما يراد منه إصابة أكثر من عصفور بحجر واحد.

الأول هو شق الصف الاجتماعي المصري، وتفكيك النسيج الواحد للمصريين، والثاني استخدام الأقباط أنفسهم كورقة تلاعب دولي للضغط على مصر من الخارج. لكن ما تقدم مردود عليه من خلال فهم المصريين الواعي الذي يفشل المؤامرات الخارجية الخبيثة؛ فالمصريون عن بكرة أبيهم يدركون أن مصر هي المستهدفة، وأنها كانت وستبقى حاضنة للجميع، دون تفرقة أو عنصرية، وأن الأمر لم يتوقف يوماً عند حدود المسيحيين أو المسلمين، فقد عاش اليهود في مصر أجمل عقود حياتهم، وما الخلاف إلا من تحت رأس الصهيونية كمنطلق آيديولوجي سقيم.

خلال الدقائق العشر التي استغرقها حادث حلوان تبدت مصر بمسلميها ووجهها المشرق في دفاعها عن أقباطها، وفوجئ الجيران بإمام مسجد مقابل للكنيسة المستهدفة ينادي بأعلى صوته، بعد أن قطع صلاة الجمعية، مطالباً بحماية المصلين الأقباط والتصدي للإرهابيين، وقد فعل المصريون ليثبتوا للعالم أن مصر عصية على الإرهاب، وأن الإرهابيين لا مكان لهم مهما بدا خلاف ذلك، ولذا هجموا على الجاني المسلح بصدورهم العارية هجمة رجل واحد، في مشهد مقاومة شعبوي، وقبل أن تصل قوات الشرطة، وبعد أن ضحى أمين الشرطة المسلم المكلف حماية الكنيسة بحياته ذوداً عن الأقباط.

من يقف وراء تلك الجماعات الإرهابية؛ داعشية أم قاعدية؟ لا يهم الاسم. الجواب يعود بنا إلى الدائرة الشيطانية نفسها التي استغلت ولا تزال جماعات الإسلام السياسي بداية كواجهة لها لتنفيذ مخططات الخراب والدمار للعالم العربي، وفي الوقت ذاته لا تزال تستغل الأجنحة المسلحة لتلك الجماعات لتنفيذ ما عجزت عن الوصول إليه. يعن لنا أن نتساءل هل المراد هو إسقاط الدولة المصرية بأكثر من أي غرض آخر ولهذا نرى البحث عن «البطن الرخوة» ومحاولة إحداث الوجع المصري بها؟

منذ 30 يونيو (حزيران) 2013، أي الثورة التي أفشلت أكبر خطة لمسخ المنطقة العربية، والضربات تتوالى على مصر متغيرة ألوانها وأشكالها، من الداخل تارة ومن الخارج تارة أخرى، ومع اقتراب أعياد الأقباط يعاود الظالمون الكرة، ليسقط الضحايا من الأقباط، غير أن صوت البقية الباقية تهتف في نفس واحد لا يتعدل ولا يتبدل رغم الألم والدماء والدموع «تحيا مصر». يستلفت النظر في الاعتداء الأخير على الأقباط أنه جاء مواكباً لأمرين؛ الأول الزيارة التي لم تتم لنائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى مصر وقد تردد أنه سيفتح الباب واسعاً لمناقشة شؤون الأقباط وشجونهم، الأمر الذي رفضته الكنيسة القبطية وكبار رجالاتها من الإكليروس والعلمانيين. فيما الثاني له علاقة بعدد من نواب الكونغرس الأميركي الذين يستعدون لتقديم مشروع يتصل بأحوال أقباط مصر، ودور عبادتهم وممارستهم لشعائرهم الدينية، الأمر الذي يعد ضرباً من ضروب تجاوز السيادة الوطنية المصرية، وهو ما رفض من عموم المصريين، مسيحيين ومسلمين، وقد أدرك الجميع أن «حماية الأقباط» شعار أميركي زائف، وأداة من أدوات اللعب السياسي. لم يعد الأمر سراً أن المحروسة باتت في «عين البوغاز» كما يقال، ومحاولات فرض واقع جديد يتصل بصفقات سياسية تدور في أذهان الأميركيين والإسرائيليين يكثر الحديث عنها، ويبدو أن ما لا تقبله مصر طوعاً يراد أن يفرض عليها عبر المؤامرة قسراً.

استهداف مصر يجري على قدم وساق دون تهوين أو تهويل، وما يجري على حدودها الجنوبية يوضح بجلاء أن هناك أنصاراً - آيديولوجياً - لبن غوريون، يمارسون أو يخيل إليهم أنهم يفعلون، خطة شدة الأطراف، من أجل إزعاج مصر، أطراف بعضها يحمل لمصر عداء عقائدياً تاريخياً، والبعض الآخر يحمل أوهاماً لإحياء ممالك تهالكت وفشلت في تحقيق اندماجها في الشمال مع الشركاء الأوروبيين، والآن يسعون للعب أدوار «مسرحية» في الجنوب، في مكايدة سياسية لا تخطئها العين. المؤسف في المشهد قبول أطراف يظن أنها عربية وشقيقة أن تكون خنجراً في الخاصرة المصرية، وكأنها تتساوق مع حملة السلاح المصوب إلى صدور المصريين. مهما يكن من أمر الآخرين، فإن المصريين يدركون تمام الإدراك ما يحاك لهم، وأن ما يجري من حوادث تبدو وكأنها متقطعة ليست إلا سيناريو يراد به ما هو أخطر، غير أن «عودة الروح» لمصر هذه الأيام كفيلة بإبطال مشورات «أخيتوفل» كافة، وقد علّمت التجربة بل التجارب المصريين كيف يحافظون على مكتسباتهم الإنسانية والوطنية، كيف يحمون حدود وطنهم بالسهر والعرق والدم إن تطلب الأمر دون اعتداء على أحد أو افتئات على آخر. عظمة مصر الحقيقية التي تقهر أعداءها في شموخها ونبلها، في وحدة شعبها... إنه سر الخلود الذي لا يدركه المرجفون ولا يفهمه الكائدون... جاءت مصر... ثم جاء الزمان... تحيا مصر أمس واليوم وإلى الأبد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض الاوضاع الامنية مع الصراف: إنقضاء الاعياد بسلام أكد ثبات الامن وأعطى صورة مشرقة للبنان

الثلاثاء 02 كانون الثاني 2018 /وطنية - اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن ارتياحه "للاجواء الامنة التي رافقت احتفالات اللبنانيين بعيد الميلاد واستقبالهم للسنة الجديدة"، منوها ب"الاجراءات التي اعتمدها الجيش والقوى الامنية لحفظ الامن وتوفير الامان في المناطق اللبنانية كافة".

واشاد الرئيس عون ب"جهوزية القوى الامنية والمؤسسات الاغاثية خلال هذه الفترة، فانقضت الاعياد بسلام، ما أكد مرة أخرى ثبات الاستقرار الامني في البلاد واعطى صورة مشرقة للبنان في الخارج وأسقط محاولات البعض التشويش على مسيرة الامان التي يعيشها لبنان منذ ما يزيد عن سنة".

الصراف

والاوضاع الامنية عرضها اليوم رئيس الجمهورية مع وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، الذي اشار الى ان "البحث مع الرئيس عون تناول التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر روما لدعم الجيش والمؤسسات الامنية اللبنانية، والاتصالات القائمة لتأمين نجاح المؤتمر".

كما عرض الصراف "مشروع انشاء مراكز لتدريب الرتباء والضباط على المكننة"، مشيرا الى "اهمية مثل هذا المشروع في اطار تحديث العمل في مؤسسات الوزارة". واطلع وزير الدفاع رئيس الجمهورية على "نجاح الترتيبات الامنية التي كانت اتخذتها وحدات الجيش بالتنسيق مع القوى الامنية الاخرى والمؤسسات الاغاثية، لتأمين الاستقرار عشية استقبال السنة الجديدة على الاراضي اللبنانية كافة".

سفير لبنان في بلغاريا

واستقبل الرئيس عون، سفير لبنان المعين في بلغاريا توفيق جابر وزوده بتوجيهاته لمناسبة تسلمه مهامه الجديدة.

اوراق اعتماد خمسة سفراء

من جهة اخرى، يتسلم الرئيس عون قبل ظهر غد الاربعاء، اوراق اعتماد خمسة سفراء، وهم: الفيليبين، كوبا، المكسيك، المملكة العربية السعودية وجمهورية فيجي.

وتقام للمناسبة المراسم الخاصة بتقبل اوراق اعتماد السفراء.

 

كنعان بعد اجتماع التكتل: حرصاء على الإجماع الوطني ونجدد التزامنا الإنجاز على حساب السجالات

الثلاثاء 02 كانون الثاني 2018 /وطنية - أكد أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان عقب اجتماع التكتل برئاسة الوزير جبران باسيل مع مطلع العام الجديد، "التزام التكتل أولوية الإنجاز مقابل السجالات العقيمة وتوظيفها أحيانا لغايات بعيدة عما يريده اللبنانيون ويطمحون اليه من تقدم وتطور، أثبت العام 2017 أن الكثير منها تحقق وينتظرنا الكثير في السنوات المقبلة". وقال: "في عهد الرئيس القوي قد يكون هناك مصلحة عند البعض لوضح المكابح لهذه المسيرة، لكننا في تكتل التغيير والإصلاح حرصاء على الاجماع الوطني الذي نتج من ازمة الحكم بعد الاستقالة المزعومة للرئيس سعد الحريري من خارج لبنان، وأكد التكتل السعي والعمل الجدي للحفاظ على الاجماع، لا سيما ان هناك مصلحة وطنية كبيرة بإنجاز ملفات، بدأ تحقيق العديد من بينها وكسر الحلقة المفرغة التي كانت تدور فيها الدولة منذ عقود، كقانون الانتخاب الجديد الذي ستجرى الانتخابات على أساسه، وموازنة العام 2017 وتحضيرات المجلس النيابي لاقرار موازنة العام 2018 بعدما انتهينا من مسألة الانفاق من دون قوننة وموازنات، بالإضافة الى النفط والغاز وما يشكلانه من مصلحة استراتيجية وحيوية لدعم الاقتصاد اللبناني وللخروج من الأزمة المالية والاقتصادية التي نعانيها".

واعتبر انه "من خلال الاجماع يمكن ان ننتج ونخرج من ازماتنا ونستكمل المسيرة التي بدأت مع الرئيس العماد ميشال عون". أضاف كنعان: "اما بالنسبة الى التباينات التي استجدت أخيرا، والتي اخذت حيزا من الاهتمام الإعلامي والسجالات، والتي تتعلق بالمؤسسات وصلاحياتها والتعاون في ما بينها، فيدعو التكتل، مهما بلغت أهمية أي ملف يطرح، اكان مرسوما ام قرارا، الى تطبيق القانون والاحتكام اليه وكيفية حل التفسيرات من دون أي خلفية او تضخيم. والخيار الأساسي والالتزام الأساس يبقى مصلحة لبنان الدولة بانجازاتها واستكمال العمل الذي بدأناه، والوصول مع الشعب اللبناني في العام 2018 الى الكثير من المسائل التي نحن بحاجة اليها ماليا واقتصاديا واجتماعيا وإعادة تكوين السلطة". وختم كنعان بمعايدة اللبنانيين بالعام الجديد واعدا إياهم "بالاستمرار كالعادة بالحرص على الدستور والقانون والانجاز، وان نكون ايجابيين من دون التنازل عن أي من حقوق الشعب والدولة والمؤسسات".

 

التيار المستقل: لمعالجة تجاوز السلطة التنفيذية لمجلس النواب ووزير المال تفاديا لتفاعل شرارته تحديا للميثاقية والدستور

الثلاثاء 02 كانون الثاني 2018 /وطنية - عقد المكتب السياسي لـ"التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة اللواء عصام أبو جمرة، واصدر بيانا تقدم فيه المجتمعون "في مناسبة حلول السنة الجديدة 2018، من اللبنانيين بأحر التهاني، متمنين ان يعم السلام والازدهار الربوع اللبنانية كافة".

وبحث المجتمعون "في تداعيات اقدمية ضباط دورة 1994 التي صدرت بمرسوم لم يحمل توقيع وزير المال، وبعد عرض هذه الاقدمية منذ اعوام على مجلس النواب بمشروع قانون ما زال في المجلس قيد الدرس، فأملوا أن يعالج تجاوز السلطة التنفيذية لمجلس النواب ووزير المال، قبل ان تتفاعل شرارته تحديا للميثاقية والدستور"، معتبرين ان "تطبيق النظام بقوانينه ودستوره في اي قرار يرضي جميع اللبنانيين ويلزمهم بمن فيهم الاعداء، فالنظام ليس بزة ضيقة لمن يتولى السلطة،انما تطبيقه والتقيد بأحكامه واجب لاحقاق الحق والعدالة والحفاظ على الاستقرار في المجتمع". وشجب المجتمعون "تفاقم الازمات الاجتماعية والبيئية من جديد كالنفايات التي لم تتوقف روائحها وجراثيمها عن الانتشار مع ما تسببه للمواطنين من اوبئة وامراض كالزكام والانفلونزا وسرطان الرئة وغيرها".  وشجبوا ايضا "ما هو اخطر من ذلك بتصريحات ملتبسة، متفردة ومتناقضة حتى اصبح الناطق بها حاخاما واماما، في الوقت نفسه، ما يتعارض مع توجهات الحكم واستراتيجيته". واستهجنوا "صمت كبار المسؤولين في السلطة حيال هذا التناقض وعدم اصدار موقف حكومي واضح من هذه المواقف".

وتمنى المجتمعون على وسائل الاعلام أن "تكون الاتهامات مدروسة وألا تثير حساسيات على مستوى الرأي العام لتمكينه من أداء دوره الفاعل".

 

الراعي استقبل مزيدا من المهنئين بالاعياد

الثلاثاء 02 كانون الثاني 2018/وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، المهنئين بمناسبة الأعياد المجيدة، فاستقبل على التوالي: سفير اوكرانيا في لبنان ايهور اوستاش، وفد من المؤسسة الاجتماعية المارونية والصندوق الماروني برئاسة المطران بولس عبد الساتر، وفد من مجلس امناء المركز الماروني للتوثيق والابحاث برئاسة رئيس مجلس الادارة المطران سمير مظلوم، مدير عام المركز الاباتي انطوان خليفة، الأب باسم الراعي، المحامي عزيز طربيه، الدكتور ايلي يشوعي وعدد من الموظفين، رئيس حزب الحركة اللبنانية الدكتور نبيل مشتنف، راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان والمطران يوسف بشارة، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، النائب السابق فريد هيكل الخازن، مجد ابو طانيوس، الاباتي انطوان ضو، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

وبعد الظهر، إستقبل الراعي وفودا شعبية وشخصيات رسمية مهنئة بالاعياد ابرزها وليد الخازن، امين الخازن، جمعية مار منصور في جونية، مازن بو عبدالله وعائلته، جاك كلاسي وعائلته، آل الراعي من الغابات، الشيخ سيف الدين الطرابلسي، السفير نقولا الخواجه، مختار كفرذبيان شريل زغيب، المدير العام والعضو في المجلس الاعلى للجمارك غراسيا القزي، مرشد السجون السابق الاب انطونيو العنداري، ايلي صليبا رئيس رابطة آل صليبا في جبيل وامين السر وليد صليبا، اللجنة الاسقفية المسكونية في مجلس البطاركة والاساقفة برئاسة المطران جوزف معوض.

كما تلقى اتصالات هاتفية للتهنئة بالاعياد أبرزها من النائب انور الخليل.