المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 02 كانون الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.january02.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مصير الراعي الذي لا يرعي ويهمل خرافه ويتركها لوحش البرية

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/معارضة لبنانية هي الفشل حتى الآن وصورية وتعتير وفيها كتير من النفاق

الياس بجاني/سنة جديدة مباركة

بالصوت والنص/الياس بجاني: صلاة وتمنيات من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران

الياس بجاني/صلاة من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران

الياس بجاني/مش كتير فرق بين الحكام والسياسيين في إيران ولبنان وبلاد العربان

الياس بجاني/ثقافة خرافات الأبطال وأوهام البطولات وزنزانات الخوف

الياس بجاني/تحية للشعب الإيراني الثائر على ظلم ودكتاتورية وإجرام حكامه

الياس بجاني/من ينادي برمي إسرائيل في البحر فليتفضل وينفذ عنترياته وإلا فليخرس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الزغبي: بشائر السنة الجديدة تحمل تحولات عميقة في المشهد السياسي الإقليمي

صراع مفتوح بين «بعبدا» و«عين التينة»

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 1/1/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

 خاطفو سلمان شداد أفرجوا عنه نتيجة المتابعة الأمنية والضغوطات عليهم

أزمة المرسوم: بري يدوزن والحريري يطمئن وحزب الله يحدّد المعايير

معمم لبناني يوجه رسالة إلى الشيعة العرب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: إيران فشلت على كل المستويات وحان وقت التغيير

العملة الإيرانية تهوي أمام الدولار ومحال الصرافة تغلق أبوابها

مايكل بنس: طالما أن ترامب رئيس اميركا لن يتم تجاهل مقاومة الشعب الايراني

12 قتيلاً في موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران

النيابة الإسرائيلية تطلب توجيه 12 تهمة لعهد التميمي لضربها جنديين إسرائليين

مقتل 433 شخصاً خلال العام الماضي في ليبيا

تطمينات إلى أكراد سوريا... حماية أميركية واعتراف روسي ومحادثات قائد «الوحدات» في موسكو تزامنت مع تحذيرات واشنطن لدمشق

ترمب يؤكد أن زمن التغيير حان في إيران ويهاجم باكستان من خلال حسابه في «تويتر»

البحرين تدعو مواطنيها لعدم السفر «نهائياً» إلى إيران بسبب الاضطرابات والأوضاع الأمنية غير المستقرة

هآرتس”: إسرائيل لا تريد حرباً في غزة حالياً لأسباب من بينها إيران

8.8 مليون نسمة عدد سكان إسرائيل أقل من ربعهم عربي

قوات الاحتلال اعتقلت خلية من "حماس" ... وعباس استدعى سفيره لدى واشنطن للتشاور

حكومة نتانياهو تفرض السيطرة على الضفة وتعتبرها جزءاً من إسرائيل

تأجيل زيارة بنس إلى أجل غير مسمى … ومحكمة إسرائيلية تمدد اعتقال عهد التميمي ووالدتها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قراءة عربية للبنان: يموت ولا يموت/محمد علي فرحات/الحياة/01

قراءة عربية للبنان: يموت ولا يموت/محمد علي فرحات/الحياة

ثورة الفقر والجوع تهدد عرش الشاه المعمم/أحمد الجارالله/السياسة

حديد الصواريخ لا يشبعنا»/غسان شربل/الشرق الأوسط

هؤلاء الذين أنا واحدٌ منهم/عقل العويط /النهار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: النزاعات والخلافات مهما كان نوعها وأسبابها تناقض الهوية المسيحية ورسالتها

عودة ترأس قداس ختانة المسيح: ليبث الحاكم الفضيلة في المجتمع وتكون سياسته مستقيمة وعادلة

مطر ترأس قداس رأس السنة: لنفتح قلوبنا للسلام ونبنيه حجرا حجرا في كل جماعات الأرض

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

قليلٌ مِنَ الخَميرِ يُخمِّرُ العَجينَ كُلَّهُ. ولي ثِقَةٌ بِكُم في الرَّبِّ أنَّكُم لَنْ تَقبَلْوا رأيًا آخرَ. وكُلُّ مَنْ يُوقِـعُ البَلْبَلْةَ بَينَكُم سيَنالُ عِقابَهُ

من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية05/من01حتى26/أنا بولُسُ أقولُ لكُم: إذا اخْتَتَنْتُم، فلا يُفيدُكمُ المَسيحُ شيئًا. وأشهَدُ مَرَّةً أُخرى لِكُلِّ مَنْ يَختَتِنُ بِأنَّهُ مُلزَمٌ أنْ يَعمَلَ بأحكامِ الشَّريعَةِ كُلِّها. والّذين َ مِنكُم يَطلُبونَ أنْ يَتَبَرَّروا بالشَّريعَةِ، يَقطَعونَ كُلَّ صِلَةٍ لهُم بالمَسيحِ ويَسقُطونَ عَنِ النِّعمَةِ. أمَّا نَحنُ، فنَنتَظِرُ على رَجاءِ أنْ يُبَرِّرَنا اللهُ بالإيمانِ بقُدرَةِ الرُّوحِ. فَفي المَسيحِ يَسوعَ لا الخِتانُ ولا عَدَمُهُ يَنفَعُ شيئًا، بَلْ ِ الإيمانُ العامِلُ بالمحبَّةِ. كُنتُم في سَيْرِكُم على ما يُرامُ، فمَنْ صَدَّكُم ورَدَّكُم عَنْ طاعَةِ الحقِّ؟ ما كانَ هذا الإغراءُ مِنَ الّذي دَعاكُم. قليلٌ مِنَ الخَميرِ يُخمِّرُ العَجينَ كُلَّهُ. ولي ثِقَةٌ بِكُم في الرَّبِّ أنَّكُم لَنْ تَقبَلْوا رأيًا آخرَ. وكُلُّ مَنْ يُوقِـعُ البَلْبَلْةَ بَينَكُم سيَنالُ عِقابَهُ، أيّاً كانَ. وأنا، أيُّها الإخوَةُ لَو كُنتُ أدعو إلى الخِتانِ، فلِماذا أُعاني الاضطهادَ إلى اليومِ، أمَا كانَ يَزولُ العائِقُ الّذي في الصَّليبِ؟ لَيتَ الّذين َ يُوقِعونَ البَلْ بَلْ َةَ بَينَكُم يَقطَعونَ هُم أعضاءَهُم! فأنتُم، يا إخوَتي، دَعاكُمُ اللهُ لتَكونوا أحرارًا، ولكِنْ لا تَجعَلوا هذِهِ الحُرِّيَّةَ حُجَّةً لإرضاءِ شَهَواتِ الجسَدِ، بَلِ اخدُموا بَعضُكُم بَعضًا بِالمَحبَّةِ. فالشَّريعَةُ كُلُّها تكتَمِلُ في وَصيّةٍ واحدةٍ: ((أَحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحِبُّ نَفسَكَ)). أمَّا إذا كُنتُم تَنهَشونَ وتَأكُلونَ بَعضُكُم بَعضًا، فانتَبِهوا أنْ لا يُفني واحِدُكُمُ الآخرَ. وأقولُ لكُم: أُسلُكوا في الرُّوحِ ولا تُشبِعوا شَهوَةَ الجَسَدِ. فما يَشتَهيهِ الجَسَدُ يُناقِضُ الرُّوحَ، وما يَشتَهيهِ الرُّوحُ يُناقِضُ الجَسَدَ. كُلٌّ مِنهُما يُقاوِمُ الآخَرَ لِئَلاَّ تَعمَلوا ما تُريدونَ. فإذا كانَ الرُّوحُ يَقودُكُم، فَما أنتُم في حُكمِ الشَّريعَةِ. وأمَّا أعمالُ الجَسَدِ فهِيَ ظاهِرَةٌ: الزِّنى والدَّعارَةُ والفجورُ وعِبادَةُ الأوثانِ والسِّحرُ والعَداوَةُ والشِّقاقُ والغَيرَةُ والغَضَبُ والدَّسُّ والخِصامُ والتَّحزُّبُ والحسَدُ والسِّكرُ والعَربدةُ وما أشبَهُ. وأُنبِّهُكمُ الآنَ، كما نَبَّهْتُكمُ مِنْ قَبلُ، أنَّ الّذين َ يَعمَلونَ هذِهِ الأعمالَ لا يَرِثونَ مَلكوتَ اللهِ. أمَّا ثمَرُ الرُّوحِ فهوَ المَحبَّةُ والفَرَحُ والسَّلامُ والصَّبرُ واللُّطفُ والصَّلاحُ والأمانَةُ والوَداعَةُ والعَفافُ. وما مِنْ شَريعَةٍ تنهى عَنْ هذِهِ الأشياءِ. والّذين َ هُم لِلمَسيحِ يَسوعَ صلَبوا جَسَدَهُم بِكُلِّ ما فيهِ مِنْ أهواءٍ وشَهواتٍ. فإذا كُنّا نَحيا بالرُّوحِ، فعلَينا أنْ نَسلُكَ طريقَ الرُّوحِ، فلا نَتكبَّرُ ولا يَتَحدَّى ولا يَحسُدُ بَعضُنا بَعضًا.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

معارضة لبنانية هي الفشل حتى الآن وصورية وتعتير وفيها كتير من النفاق

الياس بجاني/01 كانون الثاني/18

لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن الأجندات الشخصية والسلطوية هي اسخريوتية، فإن المعارضة اللبنانية ستبقى صورية وتعتير طالما هي مستسلمة للصفقة الخطيئة ولنفاق أصحاب احزابها وللحكم المرتهن ولإرهاب حزب الله وتخاف تسمية الأشياء بأسمائها . وسوف تبقى فاشلة وصورية وتعتير طالما ثقافة افرادها وأحزابها هي الرمادية و"اجر بالفلاحة وإجر بالبور".

المعارضة الفردية والشخصية هي معارضة صورية ولن تحقق أي شيء. المطلوب تجمع للمعارضة يعتمد على رؤية عابرة للطوائف وسيادية تسمي المحتل بإسمه والذي هو حزب الله الإرهابي والإيراني ولا تنافق وتدعي أنه من النسيج اللبناني.. وبعد سنة وأكثر على الصفقة الخطيئة لم تحقق المعارضة غير الكلام والفرقة والخوف من بعضها البعض. هي دخلت قلوب الناس ولكنها فاشلة ولم تحقق أي شيء طالما بقيت متفرقة ومشتتة وأصحابها تحركهم اجنداتهم الفردية وليس الوطنية.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

Happy New Year/سنة جديدة مباركة

الياس بجاني/01 كانون الثاني/18

مع بداية السنة أفض علينا يا رب نعمة المحبة وأغفر خطايانا والسقطات وقوي ضعفنا لأنك أنت محبة ونحن دون محبة نعود إلى العدم

A solemn vow to be all through the 365 days forgiving, loving, caring, modest, and fearing Almighty God

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: صلاة وتمنيات من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران

http://eliasbejjaninews.com/?p=61488

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: صلاة من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران/01 كانون الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias new year2015.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: صلاة من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران/01 كانون الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias new year2015.wma

 

صلاة من أجل أن تكون السنة الجديدة سنة سلام ومحبة وغفران

الياس بجاني/01 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61488

 “هذه هي وصيتي: أحبوا بعضكم بعضا مثلما أحببتكم. ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه. وأنتم أحبائي إذا عملتم بما أوصيكم به”. (يوحنا 15/12-14)

مع بداية السنة الجديدة، أنعم علينا يا رب بالوعي والبصر والبصيرة والحكمة حتى لا نتغرب ونبتعد عن فكر وممارسات ونفسية وروحية ذكرى الميلاد المجيدة. ذكرى المحبة والتواضع والعطاء والأخوة والأبوة والغفران.

أغدق علينا يا رب وزنة المعرفة المجردة من الأنانية والطمع لنثمن عالياً هذه الزوادة المقدسة فنحملها معنا بثقة وتفاني طوال أيام السنة، ونتعلق بها ونحافظ عليها مهما تغيرت وتبدلت الظروف، ونسير بهداها متكلين بإيمان وثقة على محبتك وعطفك أنت يا أبينا السماوي.

مع بداية السنة الجديدة نتضرع لك يا رب السموات والأرض ويا أبينا القدير أن تظللنا بمحبتك في كل أيامنا الحلوة والمرة والفرحة والحزينة، والصعبة والمسهلة، وأن ترافقنا برأفتك في كل سقطاتنا والخيبات، وأن لا تحرمنا من نعّم المحبة والتواضع والشفافية والصدق والشهادة للحق والانفتاح على الغير.

نستغفرك ونطلب منك أن تقوي وتعضض إيماننا لترافقنا روحية الميلاد المقدسة فكراً وقولاً ونفسية باستمرار ولنتذكر في كل ثانية أننا ترابيون من التراب جبلتنا، وإلى الترتب سنعود، وبأننا لن نأخذ معنا من مقتنيات هذه الدنيا الفانية أي شيء يوم تسترد منا وديعة الحياة (الروح).

مع بداية السنة الجديدة، ساعدنا يا رب حتى لا يغيب عن بالنا أنك محبة وأننا لن نأخذ معنا يوم نغادر هذه الدنيا الفانية غير زوادة أعمالنا، وفقط هذه الزوادة والتي على أساسها سوف نقف أمامك يوم القيامة والحساب الأخير. انعم علينا بنعمتي الحكمة والعقل لندرك أن كل إنسان على هذه الأرض هم أخ لنا ولنتعامل معه على هذا الأساس كما أوصيتنا.

يا رب نور عقولنا لندرك أن كل ما هو معنا ولنا من مال ونفوذ وسلطة وعائلة ومعرفة هي وزنات مؤتمنين عليها، وأن المطلوب منا أن نستثمرها في ومع كل إنسان بحاجة إليها.

لنصلي حتى لا نصاب بمرض بالغرور، وأن لا نحمل في وجداننا لوثات الحقد والكراهية والانتقام.

لنصلي حتى لا نكون عثرة في حياة وسعادة أي شخص أخر، بل وسيلة محبة وصلح ووئام وسلام.

لنصلي حتى يغسل الله نفوسنا وقلوبنا وضمائرنا من كل أنانية واستكبار وليساعدنا بهدايته لنكون ودعاء كالأطفال.

لنصلي حتى ندرك أن علينا التقيد قولاً وفعلاً بالوصايا العشرة، وبكل ما جاء في “صلاة الأبانا” التي أوصانا الرب أن نصليها.

لنصلي حتى ندرك أن ذكرى الميلاد هي للصلاة والتوبة والغفران ومراجعة الذات وتقديم الكفارات وليست فقط للاحتفالات والملذات والهدايا والمأكل والمشرب.

لنصلي حتى ندرك بعمق أن الله لا يقبل صلواتنا وذبائحنا وتضرعاتنا أن لم نغفر لمن يخطأ إلينا ونتصالح مع كل من يعادينا ونعاديه.

لنصلي حتى لا يغرقنا الغرور في وحل الأنانية، وأن لا يخدر قلوبنا ويميتها تعلقنا بممتلكات الدنيا ومغرياتها.

لنصلي كي نبقى دائما من الشاكرين والممتنين لأبائنا وأمهاتنا فقراء كانوا أم أغنياء، أتقياء أم أشرار، وحتى لا يموت الإحساس في دواخلنا ونعاملهما كما الغرباء والأعداء ونصاب بعاهتي الجحود ونكران الجميل. لنصلي كي ترافقنا روحية ميلاد المخلص طوال أيام السنة. لنصلي حتى لا يغيب عن بالنا ولو لثانية واحدة أننا أولاد الله المحب والمعطاء والغفور الذي افتدانا بابنه الوحيد ليعتقنا من نير عبودية الخطيئة، هذا الأب الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له وباقِ معنا في لساننا والضمير.

مع بداية السنة الجديدة، ساعدنا يا رب أن نتذكر باستمرار أن يوم الدينونة الأخير حيث الحساب والعقاب آت وعلينا بالتالي أن نكون دائما على استعداد له بزوادة أعمالنا. وساعدنا أن نأخذ العبر مما جاء في إنجيل القديس متى 25/31-45 تحت عنوان يوم الدينونة: “ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، ومعه جميع ملائكته يجلس على عرشه المجيد، وتحتشد أمامه جميع الشعوب، فيفرز بعضهم عن بعض، مثلما يفرز الراعي الخراف عن الجداء، فيجعل الخراف عن يمينه والجداء عن شماله. ويقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا، يا من باركهم أبـي، رثوا الملكوت الذي هيـأه لكم منذ إنشاء العالم، لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فزرتموني، وسجينا فجئتم إلي. فيجيبه الصالحون: يا رب، متى رأيناك جوعان فأطعمناك؟ أو عطشان فسقيناك؟ ومتى رأيناك غريبا فآويناك؟ أو عريانا فكسوناك؟ ومتى رأيناك مريضا أو سجينا فزرناك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم: كل مرة عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي عملتموه! ثم يقول للذين عن شماله: ابتعدوا عني، يا ملاعين، إلى النار الأبدية المهيـأة لإبليس وأعوانه: لأني جعت فما أطعمتموني، وعطشت فما سقيتموني، وكنت غريبا فما آويتموني، وعريانا فما كسوتموني، ومريضا وسجينا فما زرتموني. فيجيبه هؤلاء: يا رب، متى رأيناك جوعان أو عطشان، غريبا أو عريانا، مريضا أو سجينا، وما أسعفناك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم: كل مرة ما عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي ما عملتموه.: فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبدي، والصالحون إلى الحياة الأبدية”

يا رب نور عقولنا والضمائر لنعمل بوصيتك ونتصالح معك ومع ذواتنا والآخرين: “وإذا كنت تقدم قربانك إلى المذبح وتذكرت هناك أن لأخيك شيئا عليك، فاترك قربانك عند المذبح هناك، واذهب أولا وصالـح أخاك، ثم تعال وقدم قربانك”. (متى 05/23-24)

مع بداية السنة الجديدة أفض علينا يا رب وأغدق من نعمة المحبة ولا تحرمنا منها وأغفر خطايانا وضعفنا والسقطات لأنك أنت محبة ونحن دون محبة نعود إلى العدم

 الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

مش كتير فرق بين الحكام والسياسيين في إيران ولبنان وبلاد العربان

الياس بجاني/31 كانون الأول/17

حكام إيران وفي استنساخ معيب ومفضوح وابليسي لإسقاطات PROJECTION الحكام والسياسيين في لبنان وبلاد العربان المرّضية يُحملون إسرائيل مسؤولية ثورة شعبهم المضطهد على الظلم والفقر والتجويع والأضطهاد والإذلال والتهجير. يعني ما في كتير فرق بين التنين..خامة وحدي وعقلية وحدي وهرطقات وحدي وجنون واحد.. وكاسك يا وطن عايش كذبة المقاومة والممانعة وغرقان وغاشي ومكتر بخزعبلة العداء لإسرائيل..!!

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

ثقافة خرافات الأبطال وأوهام البطولات وزنزانات الخوف

الياس بجاني/31 كانون الأول/17

من المحزن أن شعوب شرقنا ومنها العربية بمعظمها تستولد ابطال وهميين وتنسب لهم بطولات خيالية هرباً من واقع البؤس الذي تعيشه بظل انظمة قمعية ودكتاتورية وقبلية قتلت بداخلها روح المبادرة وأعمت بصرها وأفقدتها ثقتها بنفسها وسجنتها في زنزانات الخوف والإستسلام.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تحية للشعب الإيراني الثائر على ظلم ودكتاتورية وإجرام حكامه

الياس بجاني/30 كانون الأولأول/17

حمى الله شعب إيراني الثائر على ظلم حكامه الذين يبذرون ثرواته لتمويل حزب الله وميليشيات مذهبية مكلفة نشر الإرهاب في الدول العربية وقتل شعوبها وتعميم الفوضى والحروب المذهبية فيها

 

من ينادي برمي إسرائيل في البحر فليتفضل وينفذ عنترياته وإلا فليخرس

الياس بجاني/30 كانون الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=61440

موقف باسيل من إسرائيل المنطقي والعاقل والملتزم المبادرة العربية والقرارات الأممية هو موقف أكثرية اللبنانيين السياديين وهو موقف عون الموثق قبل ورقة التفاهم مع حزب الله...  وكل عنتريات وهوبرات المزايدين من 08 و14 آذار وما بينهما من انتهازيين ومنافقين وأبواق مأجورة هي شعبوية وغوغائية وزجلية..ومن ينادي برمي إسرائيل في البحر فليتفضل وإلا فليخرس.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الزغبي: بشائر السنة الجديدة تحمل تحولات عميقة في المشهد السياسي الإقليمي

الإثنين 01 كانون الثاني 2018 /وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح، أن "السنة الجديدة تحمل بشائر تحولات عميقة في المشهد السياسي الإقليمي، من شأنها تعديل موازين القوى نحو نظام المصلحة الوطنية العربية". وقال: "الواضح أن التطورات في إيران تنحو إلى انكماش قدرة نظامها على التدخل في العالم العربي وضرب استقراره، ولا بد من أن ينعكس هذا التبدل إيجابا على لبنان في مسار استعادة سيادته وقراره الحر المستقل، الذي طالما صادرته غلبة السلاح". وأشار إلى أن "العيد الحقيقي يكون في بناء دولة سوية تنهض على ركيزتي السيادة وضبط الفساد".

 

صراع مفتوح بين «بعبدا» و«عين التينة»

يروت ـ «السياسة/01 كانون الثاني 2018/بعدما بدا بوضوح أن أزمة الرئاستين الأولى والثانية، تتجاوز قضية مرسوم الضباط، إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، أشارت المعلومات المتوافرة لـ«السياسة»، أن ملف النفط بكافة تشعباته يمثل أساس الخلافات الموجودة بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ميشال عون ونبيه بري، منذ سنوات، وبالتالي فإن هذا الملف يدور بشأنه اشتباك قوي بين الرجلين، بسبب الصندوق السيادي المزمع إنشاؤه، ومن هي الجهة التي ستتولى الإشراف على العائدات النفطية في المرحلة المقبلة، إضافة إلى الصراع الذي يدور حول الصلاحيات والنفوذ، بين قصر بعبدا و»عين التينة»، وتحديداً بما يتصل بدور وزارة المال على هذا الصعيد، والتي لا يريد بري التخلي عنها.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 1/1/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أول السنة بعد رأسها، المعايدات والآمال مفتوحة على خطوات محلية يؤمل أن تفضي إلى وحدة في عمل المراجع، وإلى تناغم داخل مجلس الوزراء، وتعاون مع المجلس النيابي، على أساس التعاون بين السلطات والفصل في ما بينها، لتؤكل الثمار من قبل اللبنانيين وتعظم النتائج لصالح لبنان.

اللبنانيون كغيرهم من شعوب العالم احتفلوا برأس السنة، وأملوا في أن تكون سنة وصال مع الخير في مواجهة أهل الشر والإرهاب. وفي العالم احتفالات في الساحات: من ساحة النجمة في بيروت إلى ساحات الدول الكبرى والصغرى، أبرزها إحتفالات باريس وبرلين والأهم الكرة البلورية في نيويورك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الاحتفالات بالعام الجديد عمت لبنان والعالم، واللبنانيون كسروا ما تيسر من أوانٍ زجاجية في وداع العام 2017.

في الروزنامة اللبنانية للعام 2018، جملة من الملفات التي نزحت من سلفه، وهي تبدأ بالموازنة العامة ولا تنتهي بالاستحقاق النيابي، وما بينهما من نفط وكهرباء ونفايات، وأخيرا ملف النزوح السوري الضاغط على كل المستويات.

أزمة المرسوم هي الأخرى باقية من تركة العام الذي مضى، وتنتظر كإرث حصرها بحل، لا سيما أن الرئيس نبيه بري دعا من يعنيه الأمر إلى إرسال مرسوم الأقدمية إلى وزير المال علي حسن خليل، وهو يضمن أن يوقع عليه. وعلى ذمة الرئيس سعد الحريري، فإنه يقوم بوساطة بين الرئيسين عون وبري، لافتا إلى أن هناك تجاوبا، ودائما على ذمته.

ومن مرسوم الأقدمية إلى المرسوم رقم واحد في سوريا، والذي حمل تعديلات وزارية شملت وزراء الدفاع والاعلام والصناعة.

أما في فلسطين المحتلة، فهبة فلسطينية باقية على عهد مواجهة المحتل الذي طلب توجيه 12 تهمة لأيقونة فلسطين عهد التميمي.

وفي مرحلة ما بين العامين، أحداث عنف مفتعلة تشهدها ايران في بعض مناطقها، وفق ما أعلنت طهران، وأكدت مقولتها كل من واشنطن وتل أبيب في تصريحات تكشف الخلفيات.

أما ما هو جديد على مستوى الأزمة الكورية الشمالية، فبداية العام "ولعانة"، بعدما بات الزر النووي على مكتب الزعيم الكوري. فماذا أنت فاعل يا ساكن المكتب البيضاوي؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تتبدل الأعوام وتتوالى الأيام، وتبقى القدس أداة الوصل وعنوان الفصل.

في أول أيام العام الجديد، أكمل الصهاينة ما بدأه المتصهين الأميركي، صادق حزب رئيس الوزراء الليكودي بالأغلبية، على اعادة ضم الضفة الغربية إلى مناطق السيطرة الصهيونية.

قرار الضم ما كان ليتم لولا الفرز العربي بل الانقسام، حتى بالنظر إلى قرار سبي القدس وجعلها عاصمة يهودية، فارتاح الاسرائيليون لبعض الردود العربية، وأكملوا الخطوة بأخرى تصعيدية، تنهي ما تبقى من آمال بل أوهام سميت ذات يوم بعملية السلام.

أوهام أخرى علقها نتنياهو على ما يجري في الجمهورية الاسلامية، بانتظاره اسقاط النظام ليعيد الصداقة مع ايران، كما قال. فيما واقع الأخبار يفرض على نتنياهو ان يعيد الحساب، لأن ليس في ايران من يخطب الود الاسرائيلي كغيرها من دول الجوار، وان الشعب يعي التمييز بين بعض المطالب المحقة ومثيري الاضطرابات، وسيرد على أقلية تردد شعارات ضد القانون وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها، كما قال الرئيس الشيخ حسن روحاني.

ايران المحاصرة على مدى ما يقارب الأربعة عقود، باتت دولة نووية وقوة اقليمية يتربص بها الكثير من الأعداء، فماذا عن بلاد النفط والرخاء، وأمراء اليخوت والقصور بمليارات الدولارات؟، ما هو مبرر فرض ضرائب tva كما في السعودية والامارات؟، أين أموال النفط التي كدست لأعوام؟، وهل على شعوبهم دفع ضريبة خيارات ولاة العهد الغارقين بين عواصف الوهم على اليمن، وصفقات القرن مع الأميركان؟، هل على تلك الشعوب ان تدفع هدايا الأمير لترامب بمئات مليارات الدولارات؟، وثمن يخوته وقصوره بل دية عرشه؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إذا كان العام 2017 قد بدأ بمجزرة "لارينا" في تركيا، فإن العام 2018 يبدأ بالحوادث الدموية التي تطبع الوضع في إيران. المؤشرات حتى الآن تنبىء أن الوضع في الجمهورية الإسلامية إلى مزيد من التأزم. فالمعارضون يواصلون ضغطهم وتحركاتهم التي تتوسع يوما بعد يوم كميا ونوعيا. في المقابل، النظام انتقل من مرحلة التهديد بالفعل إلى مرحلة الفعل، إذ أن عدد القتلى بلغ إثني عشر، فيما أصبح عدد المعتقلين بالمئات.

من جهته، أعطى الرئيس دونالد ترامب المعارضين جرعة دعم قوية، بإعلانه أن وقت التغيير حان في إيران، فهل يصدق توقع ترامب، أم أن مصير الإحتجاجات الإيرانية طبعة 2018 سيكون كمصير الإحتجاجات عام 2009؟.

لبنانيا، 2017 سلمت أزمتها الأخيرة المتعلقة ب"دورة عون" إلى العام 2018، دون أن يعني ذلك أن الحل قريب. وتردد أن الرئيس الحريري سيفعل محركات الإتصالات على خط بعبدا- عين التينة، وذلك تسهيلا لإنعقاد جلسة مجلس الوزراء بأجواء هادئة. لكن اللافت هو استمرار "حزب الله" بالوقوف على الحياد في التجاذب بين الرئاستين الأولى والثانية، ما يعني ضمنا أنه يؤيد حليفه الرئيس نبيه بري من دون أن يعلن ذلك، حتى لا تتعرض علاقته بالرئيس ميشال عون لإنتكاسة.

تزامنا وجه الرئيس عون عبر ال MTV رسالة سياسية مبطنة إلى الرئيس بري، إذ عندما سألته عن هديته للرئيسين بري والحريري في السنة الجديدة، أجاب: هديتي لهما أن ينجحا بمهامهما ومسؤوليتهما الوطنية بما فيه أولوية مصلحة البلاد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كل عام وأنتم بخير. أعاده الله على لبنان واللبنانيين بفرح عظيم وسلام عميم.

من أوكلند- نيوزيلندا إلى طوكيو إلى نيويورك وباريس وروما وريو دو جانيرو، إلى موسكو وجوهانسبرغ وهونغ كونغ ودبي، إلى القدس وبيروت، عام ولى وعام هل وحل.

ودع اللبنانيون 2017 بأفضل مما ودعوا ال2016. لم ينقلب فرح الليل بكاء في النهار. للمرة الأولى منذ سنوات تمر سهرة رأس السنة من دون ضحايا حوادث سير. صحيح الجرحى كثر لكن 0 قتلى. كل التخويفات والتهويلات والشائعات عن اعتداءات وهجمات ارهابية ليلة العيد وقبلها، بددتها تدابير واجراءات غير مسبوقة تعاونت فيها الأجهزة الأمنية والجيش، وأثمرت حركة ببركة وفعالية أظهرت، أكثر من أي وقت مضى، ان الحضور يوازي الهيبة وان الغيبة تعني الخيبة، والأهم ان الدولة قرار، وان القرار خيار، وان الخيار هو ارادة الأحرار.

عادت بيروت أمس إلى صباها وأيام شبابها، وهي التي كساها الغبار وأرهقها الدمار وشاخت وهي في عمر الأزهار. في ليلة الفرح بالأمس تذكر اللبنانيون- أو من أراد ان يتذكر- الذين سقطوا من أجلهم كي يعيشوا ويحتفلوا ويفرحوا ويتذكروا. تذكروا الشهداء المنتصرين في الضنيه ليلة رأس السنة 1999- 2000 الذين احتفلوا ببداية القرن الجديد على صوت هتافات الغدر وخناجر النحر ورصاص الارهاب والأعلام السوداء والقلوب الظلماء.

لم تبدأ الحرب على الارهاب بعد 11 أيلول 2001، بل بدأ الارهاب حربه عندما أعلن لبنان منطلقا لها ومنصة ودارا. وكما بدأت الحرب من لبنان، انتهى الارهاب فيه بعد ثمانية عشر عاما. أقل من عقدين كان ميلاد النداف فيهما مع رفاقه في الجيش خط دفاع وروح اندفاع مقاتلين وشهداء وخالدين لأجل لبنان، وكي يتذكر اللبنانيون على رأس كل سنة ان الفرح الذي يعيشونه كلف غاليا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

سنة مباركة على الجميع. في مطلع السنة الجديدة، لم يكن اليوم الأول يوم عطلة، بالمعنى العملي للكلمة، لا داخليا ولا خارجيا، لا سياسيا ولا اقتصاديا.

في لبنان "العيدية" بدء تطبيق الـ 11 في المئة ضريبة على القيمة المضافة، مع ما يعني ذلك من أعباء إضافية جديدة على كاهل المواطن، ولاسيما مواطن القطاع الخاص الذي تنهال على رأسه ضربات الزيادات فيما لن يدخل إلى جيبه مليم واحد، أما كيف يتدبر أموره فإن السلطة التنفيذية في لبنان تعفي نفسها من الإجابة، لأنها سلطة تنفيذية على الناس وليست من أجلهم.

التحدي الثاني هو مسألة الأقساط المدرسية التي أغلقت عام 2017 على أزمة من دون معالجة. أما الوضع الإقتصادي والمالي ككل، فرهن بالموازنة العامة للعام 2018، علما ان مهلة إنجاز الموازنة انتهت أمس وأن إنجازها يستدعي فتح دورة استثنائية، فهل سيتم هذا الأمر في ظل الكباش الحاصل بين بعبدا وعين التينة على خلفية "مرسوم الأقدمية"؟. هذا المرسوم يبدو أنه سيشكل الحد الفاصل بين ما قبله وما بعده: فرئيس الجمهورية يتمسك به، كما هو، ويرفض أي تعديل في آلية تطبيقه لجهة الإبقاء على التوقيعين، من دون زيادة، أما الرئيس بري فيتمسك بالتوقيع الثالث "ونقطة على السطر".

وبين التوقيعين والتوقيع الثالث، يقف الوسطاء غير قادرين على إحداث أي خرق في جدار هذه المعضلة، ما يعني ان "أزمة المرسوم" ستشكل معضلة بداية السنة، وسيظهر مدى تأثيرها على عمل مجلس الوزراء في جلسته الأولى لهذه السنة الخميس المقبل.

في تطورات الخارج، إيران في عين العاصفة، ولم تثبت حتى الساعة التسمية التي تسمَّى بها التطورات التي تشهدها: هل هي اضطرابات؟، هل هي ثورة؟، هل هي مجرد احتجاج؟. في انتظار حسم المصطلح فإن الوقائع هي الآتية: الإضطرابات مستمرة لليوم الخامس على التوالي، وقد تمددت لأكثر من مدينة إيرانية. الإضطرابات كانت عنفية في أكثر من مدينة، وقد سقط حتى اليوم الخامس إثنا عشر قتيلا.

ردة الفعل الأبرز جاءت من واشنطن، وعلى لسان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي أعلن ان "الشعب الايراني العظيم مقموع منذ سنوات، وهو متعطش إلى الغذاء والحرية، وأن ثروات إيران تنهب، وكذلك حقوق الانسان". ليختم الرئيس ترامب "حان وقت التغيير".

فهل صحيح أنه حان وقت التغيير في إيران؟، أم ان الاضطرابات مجرد ردات فعل على مصاعب اقتصادية؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في اليوم الأول من العام الجديد، استفاق اللبنانيون على الآمال والدعوات بأن يكون العام 2018، عاما للاستقرار ولتثبيت دعائم الإقتصاد ولإنهاء الخلاف بين أهل السياسة، فتشكل بدايته إنهاء لأزمة مرسوم الضباط، ولتفعيل عمل المؤسسات الدستورية.

الآمال والدعوات هذه، عكستها صورة الساعات الأخيرة من العام 2017 من ساحة النجمة، والتي أشارت إلى عمق ما يطمح إليه اللبنانيون بأن يشكل وطنهم محجة العالم، وأن تعود عاصمتهم بيروت، وكما كانت، مدينة للفرح والحياة.

ففي وداع عام واستقبال آخر، كانت بيروت مشهدا لثقافة الحياة، فنبضت بروح القيم التي آمن بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي يتمسك بها الرئيس سعد الحريري؛ مشاركا الناس من قلب بيروت أمنياتهم، ليطلق معهم العنان لحب الوطن، وللايمان بأن إرادة اللبنانيين الجامعة، قادرة على هزيمة كل محاولات زرع الشقاق، وقادرة أيضا على تحقيق الأحلام والطموحات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من بين سحر المدن خرجت بيروت إلى ضوئها، إلى زمن ساحة "البلد" وألق الماضي والحجارة التي تحكي. أشتركت مدينة الصبا في المنافسة، فربحت سهرها وأمنها وغنت مع فيروزتها: بيروت يا وطن الحضارة والنهى الحب يبني والجفاء يهدم.

صخب الموسيقى والأضواء التي انعكست من كنيسة على مسجد، وضجيج السهر ودقات منتصف قلب الليل والوسط، كلها رسائل إلى من كان سيهدم البيت على بانيه، إلى من ادعى اهتزاز الأمن واضطراب الوضع وخاف على الرئيس فرماه إلى أكثر أيامه مرارة.

هذا نورنا فخذوا نيرانكم. هذه بيروت ست الدنيا التي كانوا سيهدونها مكان الوردة سكينا.

وعلى سطوح بيروت، ارتفعت السنة عالية الرأس، ونافست بالضوء كبريات المدن، في أوضح رد على كل من ادعى وزيف قبل ان يصوغ سيناريو الحرب والفتنة. فأين اختفى كل هذا الخطر؟، ماذا فعل عادل الجبير عندما وصلته أنباء الأمن المستتب بالأمس؟، وأين ذهب بتصريحاته المرعبة التي أكد في آخر واحدة منها أن الوضع فى لبنان مأساوي وقد أختطفته جماعات ارهابية؟. ولن نسأل عن تخوف ثامر السبهان، لكون الرجل أصبح في محنة، ويقع تحت ظروف غامضة لا تسمح له بالتغريد إلا ولاء للبيعة.

لكن ما تبقى من رواسب بحص، يدفعنا إلى سؤال ودي لوزير الاتصالات جمال الجراح، عن تلك المعجزة التي اجترحها ذات لقاء على قناة "العربية"، الراعي الرسمي للخطف وترويج الفوضى في لبنان، فتراى لوزير "المستقبل" أنه رصد تشويشا على موكب الرئيس سعد الحريري، ولم تسعفه الرؤيا إلا لدى احتجاز الحريري في السعودية.

بالأمس ردت بيروت على هذا التشويش بطلوع ضوئها. ووجهت رسالة ساطعة إلى من كان يعنيهم الأمر، عل هذه الرسالة ينقلها السفير السعودي وليد اليعقوبي إلى بلاده، ويقدمها غدا مع اوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية، وليضمن كتابه الديبلوماسي ان هذه البلاد بخير، ورئيس حكومتها في أحسن أحواله وتجواله، وان وطنه حماه وبكل أطيافه من رئيس الجمهورية إلى رئيس مجلس النواب إلى "حزب الله" وعموم سكان لبنان.

اليوم، يئس العاملون على الفتنة من تنفيذ المهمة، لكن لديهم مهمات أوسع وأشد تعقيدا، وسوف يشغلون بها عن لبنان، لأن مسرحها ايران. وعلى هذا المسرح تصاعدت حركة الاحتجاجات وتجاوزت شعاراتها المرفوعة الهم المعيشي، لتطاول الشأن السياسي، إذ انتقدت كلا من التيار المعتدل والأصولي اللذين يشكلا جناحي النظام، لتفوت على الأصوليين فرصة للنيل من تيار الرئيس المعتدل حسن روحاني. ووضعت بذلك النظام كله أمام خيار من اثنين: الأول، تكرار تجربة عام 2009 عندما قمعت السلطات الحركة الخضراء، والثاني استجابة حكومة روحاني لبعض مطالب المحتجين ذات الأبعاد المطلبية.

وبالفعل فإن روحاني أكد اليوم، خلال اجتماعه مع الكتل البرلمانية، ان حكومته تتعامل مع الانتقادات واعتراضات الناس كفرصة وليس كتهديد، ومؤكدا أن الشعب الإيراني سينزل بالملايين إلى الشوارع دعما للنظام إن تطلب الأمر.

ومع اتهام طهران كلا من أميركا واسرائيل والسعودية بتأليب الشارع الايراني، دخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاعبا، معتبرا في تغريدة على موقع "تويتر" إن الوقت قد حان من أجل التغيير في إيران. وأضاف إن "إيران فشلت على كل المستويات على رغم الاتفاق الرهيب الذي أبرمته معها إدارة أوباما".

لكن كعادته في كل موقف، فان تدخله هذا قد يكون بمثابة انذار للايرانيين للتوحد ضد الخطر الخارجي كما يفعلون دائما. لذا فان صحيفة "النيويورك تايمز" سخرت من الرئيس الأميركي، ناصحة إياه بالتزام الصمت حيال ما يجري في ايران. وقالت في افتتاحيتها: لنقدم للسيد ترامب نصيحة مجانية: "التزم الصمت ولا تفعل شيئا". وشددت الصحيفة على أن إنهاء ترامب الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات "لن يقدم خدمة للمعارضة بل سيعطي الإيرانيين سببا للتوحد بدلا من العمل ضد الحكومة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

خاطفو سلمان شداد أفرجوا عنه نتيجة المتابعة الأمنية والضغوطات عليهم

الإثنين 01 كانون الثاني 2018/وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك محمد أبو إسبر، أن خاطفي المواطن سلمان شداد، أفرجوا عنه نتيجة المتابعة الحثيثة من القوى الأمنية، والضغوطات على الخاطفين. يشار إلى أن شداد كان بصدد زيارة عائلية لابنته في بلدة النبي شيت البقاعية، عندما تعرض للاختطاف.

 

أزمة المرسوم: بري يدوزن والحريري يطمئن وحزب الله يحدّد المعايير

لبنان الجديد/01 كانون الثاني/17/سريعاً خَلَعَتْ بيروت رداءَ الفرح بعد "الليلةِ الليلاء" التي أَحْيَتْها بفائضٍ من الألوان في وداعِ عامٍ صعبٍ واستقبالِ سنةٍ ربما تكون أصعب. فالعاصمة التي تُعانِد رفْع الرايات البيض أمام «الزمن البائس» في السياسة والاقتصاد، تعمّدتْ الرقصَ حتى الفجر في وجه "حافة الهاوية" التي تَربّصتْ بها طويلاً. وعندما كانت عقاربُ الساعة تَتَعانق عند "مفترق الـ 12"، بدا وسط بيروت وكأنه في "انتفاضةِ ناسٍ" على الخواءِ الذي احتلّ الساحات وجَعَلها مُقْفرة بـ «قرارٍ» أراد دفْن الحياة فيها. ورغم أن نجوم "الخمس نجوم" تَوزّعوا على دبي وسواها من مدنٍ يحلو لها "التعويض" عن "كبْوةِ" بيروت، فإن رئيس الحكومة سعد الحريري أراد عيد رأس السنة تمريناً لإعادة بيروت ووسطها الى خريطة الفرح في خطوةٍ رمزيةٍ الهدفُ منها ضخّ مقاومةٍ مدنية، وعلى طريقته، لإظهار الوجه الجميل من "حبّ الحياة" عند اللبنانيين الذي دَهَمَهُم "التعب" بعد أعوام طويلة من الحروب بالنيابة عن سواهم وانتقالهم للحرب في ساحات سواهم.

وها هي بيروت التي لم تَنَمْ "تفْرك عينيْها" مع شمس أول يومٍ من الـ 2018، تحدّق ملياً بما يَجري في إيران ومُدُنِها الغاضبة وكأنّ الأمر يَحدث في "ضاحيتها الجنوبية"، وتستعدّ لتَسلُّم أوراق اعتماد السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب غداً، وتتهيّأ لترتيبِ جدول أعمالها لسنةٍ صاخبةٍ، الأكثر إثارة فيها الانتخابات النيابية في مايو المقبل ومصير الانتشار العسكري - الأمني لـ "حزب الله" في ساحات المنطقة، وما قد يصيبها من وهْجِ المنازلات الكبرى والتسويات الكبرى في المنطقة. وتُدْرِك بيروت أنها أمام أسبوعٍ بالغِ الحساسية في حساباتها المحلية، مع المساعي المُفْتَرَضة لنزْع فتيلِ مواجهةٍ سياسية - دستورية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، مواجهةٌ اسمها "الحَرَكي" مرسوم الأقدمية لضباطٍ في الجيش محسوبين على عون جرى إمراره من دون توقيع وزير المال المحسوب على بري، الأمر الذي أَشْعَل أزمةً تنطوي على "صواعق" كثيرة تتّصل بإدارة الحُكم والميثاقية والتوازنات في السلطة ونظام الطائف وأعرافه وما شابَهَ. وبعدما كانت الأزمة بين الرئاستيْن الأولى والثانية بلغتْ مداها قبل أن تطوي الـ 2017 آخر أوراقها، تَفتح الـ 2018 صفحاتها الأولى على مبادراتِ حلٍّ يُرجَّح ان يقوم بها الرئيس الحريري بين حليفيْه، عون وبري، وكذلك «حزب الله» المرتبط بتحالفٍ استراتيجي مع الطرفيْن الشيعي والمسيحي، وسط اتجاهٍ لتحقيق خرْقٍ ما قبل جلسة أول السنة للحكومة يوم الخميس المقبل في حال نجحتْ المَساعي في إيجاد مخرجٍ لأزمة المرسوم وعلى طريقة لا غالب ولا مغلوب. وفيما برز اختصار وزير الإعلام ملحم الرياشي الخلاف بين الرئاستين وخلفياته بقوله "هناك حالة عدم ثقة بين الطوائف فالحالة الشيعية ترفض الثنائية المارونية - السنية وهناك تَخوّف ماروني- سني- درزي من هيمنة شيعية على الدولة"، كان لافتاً في الساعات الماضية إعلان» حزب الله «انه ليس وسيطاً بين عون وبري محدِّداً أطرَ أي مبادرة للحل يقوم بها بثلاثة مرتكزات هي احترام الطائف واحترام الدستور واحترام الصلاحيات.

وعلى وقْع خروج "حزب الله" عن صمته حيال "أزمة المرسوم"، أَطْلق رئيس البرلمان موقفاً عكَس مرونةً لدى المكوّن الشيعي حيال مضمون المرسوم مقابل تكريس التوقيع الشيعي عبر وزير المال عليه، في سياق الحرص على جعْل هذا التوقيع "شريكاً دائماً وثابتاً" لرئيسيْ الجمهورية والحكومة في توقيعهما على كل المراسيم. وقال بري لموقع محطة "ام تي في": "ليرسلوا مرسوم الأقدميّة الى الوزير المال علي حسن خليل وأنا أضمن أن يوقّع عليه"، لافتاً الى انّه لم يطلب شيئاً من رئيس الحكومة بعد توقيعه المرسوم.

واذ أشار الى انّ أزمة مرسوم الأقدميّة ليس لها أيّ بُعد مذهبي وهي غير متصلة بضرورة توقيع وزير شيعي على المراسيم، اكد انه "إذا تمّ اللجوء الى القضاء لحلّ أزمة المرسوم أقول لهم مسبقاً مبروك، وقد أبلغتُ الى قائد الجيش أنّ المؤسسة العسكريّة لا علاقة لها بهذه الأزمة وليس لديّ أيّ شيء ضدّ الضبّاط". وعن علاقته مع رئيس الجمهورية، أكّد "انها كانت أكثر من ممتازة خصوصاً بعد أزمة استقالة الحريري ولكنّ مشكلة الحاكم تكون عادةً في البلاط ومن هم حوله". ولم يكن جفّ حبر كلام بري حتى أطْلق الرئيس الحريري المزيد من الإشارات الى ان أزمة المرسوم قابلة للحلّ، وهو اختار وسط بيروت (ساحة النجمة) حيث تَفقّد ليل السبت التحضيرات لاحتفالات رأس السنة ليوجّه رسالة طمْأنةٍ اذ اعتبر رداً على سؤال حول مآل هذه الأزمة ان "البعض يريد تكبير هذا الموضوع، لكنه متعلق بأمر واحد وأنا أعمل عليه، وكل الأفرقاء سيصلون الى حلّ. هذا الموضوع يحتاج للروية وأن يُحل بالتي هي أحسن، والأمور تُحل ولا شيء يستعصي علينا. مررنا بقطوعات أصعب بكثير ولن نقف عند مرسوم". وحين سئل: الرئيس بري قال إن الحل هو بتوقيع وزير المال، فما ردكم؟ أجاب: "لن ادخل في التفاصل وان شاء الله الأمور تُحل". وتطرّق الى رمزية عودة الحياة الى وسط بيروت فقال: "هذه ساحة النجمة التي كان يحب الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان يراها بهذه الحيوية والحياة، وهذا لبنان الذي نحب أن نراه يستعيد عافيته، وإن شاء الله ننتهي من عام 2017 ونبدأ بعام حافل بالانجازات، ونأمل ان تستمر الحركة، وأريد للناس أن يعيشوا".

 

معمم لبناني يوجه رسالة إلى الشيعة العرب

بيروت- عربي21# الإثنين، 01 يناير 2018

مشيمش للشيعة العرب: استيقظوا من غفلتكم واستفيقوا من سكرتكم بخمرة ولاية الفقيه-

وجه رجل الدين اللبناني الشيعي حسن مشيمش رسالة إلى الشيعة العرب في السعودية والكويت والبحرين والعراق ولبنان. وقال مشيمش المعروف بمعارضته لحزب الله، والمرشد الإيراني، في رسالته التي نشرها عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأعادت نشرها مواقع لبنانية؛ موجها كلامه للشيعة العرب: "إذا كنتم مظلومين في دولكم العربية ومحرومين من بعض حقوقكم (لا كل حقوقكم)، فمظلوميتكم لا تبرر لكم شرعا ولا أخلاقيا ولا إنسانيا ولا عقليا أن ترموا طوائفكم الشيعية العربية في الحضن الشرير لأطماع ولاية الفقيه التوسعية". وأضاف: "ولا يبرر لكم أن تورّطوها بمواجهة كوارثية مع دولكم العربية، وبأن تكونوا مرتزقة لصالح الولي الفقيه المستبد لا لصالح بعض حقوقكم العادلة في دولكم العربية، ولا يبرر لكم مطلقا أن تحاربوا دولكم العربية وتصيروا من شيعة الولي الفقيه العجمي الفارسي الذي لا رحمة في قلبه على شعبه الإيراني الفقير المقهور، فكيف سيكون عليكم وعلى شعوبنا العربية؟".

وختم مشيمش رسالته بالقول: "استيقظوا من غفلتكم، واستفيقوا من سكرتكم بخمرة ولاية الفقيه، فإن كل مسكر حرام، وولاية الفقيه من أخطر المسكرات لعقول الشيعة فقط".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: إيران فشلت على كل المستويات وحان وقت التغيير

وكالات/01 كانون الثاني/17/غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم على حسلبه الخاص عبر "تويتر" قائلاً: "إنه قد حان وقت التغيير في إيران". وقال ترامب "إيران تفشل على كل المستويات، على الرغم من الاتفاق البشع الذي أبرمته معها إدارة الرئيس باراك أوباما"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى وعلى رأسهم أميركا في عام 2015".

 

العملة الإيرانية تهوي أمام الدولار ومحال الصرافة تغلق أبوابها

السياسة/01 كانون الثاني/17 /ارتفع سعر الدولار الأميركي أمام العملة الإيرانية، إلى مستوى عال في ظل الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد، فيما أغلقت غالبية محال الصرافة في عدد من المناطق التي تشهد تظاهرات مستمرة. وذكرت صحيفة “فرهيختجان” الإصلاحية الإيرانية أن سعر صرف الدولار الواحد أمام العملة الإيرانية بلغ 43000 ريال، فيما كان سعر بيع الدولار قبل الاحتجاجات، 41500 ريال إيراني. وكشفت الصحيفة في تقرير، أن مؤشر البورصة في طهران فقد نحو 2400 نقطة بسبب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ضد الحكومة. واعتبرت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، أن ارتفاع سعر الدولار “مرتبط بحلول العام الميلادي الجديد الذي يتزايد عليه الطلب بشكل كبير مع وجود رغبة لدى بعض الإيرانيين في مغادرة البلاد للخارج”.على صعيد آخر، نقل موقع “إرم نيوز” الإلكتروني عن الممثلة مهناز أفشار، قولها “لا يمكن الرد على أصوات الاحتجاج بالهراوات”، فيما رفضت الممثلة تهيمنه ميلادي، “اتهام الاحتجاجات بأن أيادي أجنبية تحركها”. من جانبها، دعت الممثلة بريناز إيزديار، إلى التفكير بحال الناس، وقال المخرج السينمائي والممثل حميد فرخ نجاد، “علينا الوقوف بوجه الذين يرفضون احتجاجاتنا”.

 

مايكل بنس: طالما أن ترامب رئيس اميركا لن يتم تجاهل مقاومة الشعب الايراني

وكالات/01 كانون الثاني/17 /أكد نائب الرئيس الاميركي مايكل بنس أنه "طالما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو رئيس اميركا وأنا نائبه فالولايات المتحدة لن تكرر أخطاء الماضي حيث تم تجاهل مقاومة الشعب الايراني ضد النظام الوحشي". وكانت قد بدأت يوم الخميس الماضي، مظاهرات في مدينتي مشهد وكاشمر شمال شرقي إيران، احتجاجًا على غلاء المعيشة، وامتدت لتشمل مناطق مختلفة من البلاد. وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل اثنين من المتظاهرين غربي البلاد، إضافة إلى اعتقال العشرات. فيما أفادت الشرطة الايرانية عن "تجدد الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية في طهران ومدن أخرى من البلاد لليوم الخامس على التوالي، فيما أكدت السلطات مقتل شرطي على يد متظاهر في مدينة نجف آباد"، معلنةً عن "سقوط قتلى من قوات الأمن خلال موجة الاحتجاجات، التي تعم إيران". ولفتت إلى "مقتل شرطي وإصابة 3 آخرين جراء إطلاق الرصاص من قبل أحد المتظاهرين في مدينة نجف آباد في محافظة أصفهان"، موضحة أن "المتظاهر استخدم بندقية صيد في هجومه".    

 

12 قتيلاً في موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران

الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/18/أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم (الاثنين)، مقتل 12 شخصاً في الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن إيرانية منذ أيام. وكان الإعلام الإيراني قد أفاد مساء أمس (الأحد) عن مقتل متظاهرين خلال صدامات في مدينة إيذج بجنوب غربي إيران، بحسب ما أفادت وكالة «إيلنا» الإصلاحية. وبحسب الوكالة، قال النائب المحلي هداية الله خادمي: «لقد تظاهر سكان من إيذج على غرار ما حصل في سائر أنحاء البلاد، احتجاجا على الصعوبات الاقتصادية، لكن للأسف قُتل شخصان وأصيب آخرون بجروح، ولا أعلم إذا كان إطلاق النار مصدره قوات الأمن أو من المتظاهرين».

ومساء أمس (الأحد) قتل شخصان في مدينة دورود عندما استولى متظاهرون على شاحنة تابعة لجهاز الإطفاء وفكوا فراملها من على إحدى التلال. وقال قائد شرطة المدينة للتلفزيون الرسمي: «صدمت المركبة شخصين؛ أحدهما مسن والآخر مراهق، ما أدى إلى مقتلهما».

وفي سياق متصل، استمرت المواجهات مع قوات مكافحة الشغب في مدينة أردبيل، ورفع المواطنون شعار «ليطلق السجين السياسي»، واشتبكوا مع عناصر حرس مكافحة الشغب في مدينة سنندج. كما أدى هجوم عناصر النظام في مدينة خرّم دره على المتظاهرين إلى مواجهات، وألقت مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على المواطنين، فيما اعتدت قوات الأمن على المتظاهرين بالضرب المبرح بالهراوات في مدينة بهشهر. من المتوقع أن يجتمع مسؤولون إيرانيون في جلسة أمنية طارئة، اليوم الاثنين، على الرغم من الدعوة التي وجهها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس (الأحد) إلى المتظاهرين، للحفاظ على السلمية، في الوقت الذي أعرب فيه عن تأييده لحق المتظاهرين في التعبير عن آرائهم. وأفادت أنباء بأن الشرطة استخدمت مدافع المياه والغاز المسيل للدموع، لتفريق الاحتجاجات في العديد من المدن، ومن بينها طهران. كما لجأ بعض المتظاهرين إلى العنف، وأضرموا النيران في السيارات وأحدثوا أضرارا أخرى. في الوقت نفسه، ذكر مستخدمو الإنترنت أن مواقع التواصل الاجتماعي عادت للعمل مجددا، بعد يوم من إغلاق السلطات لخدمات مثل «تليغرام» و«إنستغرام»، استخدمها بعض المتظاهرين لتنظيم التجمعات. وقد خرج الآلاف إلى الشوارع منذ الخميس الماضي، للإعراب عن مظالمهم، التي تشمل ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة وسياسات طهران في الشرق الأوسط. واستهدف آخرون المؤسسة الدينية في البلاد. ومن جانبه، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني (الاثنين) بأن الشعب "سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون" فيما ارتفعت حصيلة الاحتجاجات إلى 12 قتيلا.

وقال روحاني في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي إن "أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها" مضيفا أن "الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديدا، والشعب سيرد بنفسه على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون"، بحسب قوله. وجاء كلام الرئيس الإيراني غداة ليلة رابعة حافلة بالتظاهرات في عدد من مدن البلاد بما فيها العاصمة طهران احتجاجا على الحكومة وعلى الظروف الاقتصادية الصعبة من بطالة وغلاء معيشة وفساد. ودافع روحاني عن سياسات حكومته الإقتصادية ونتائجها في الداخل الإيرانية قائلا " أوضاعنا أفضل من الأوضاع المتوسط في العالم. لماذا يجب لا نقول ذلك. وضعنا الاقتصادي أفضل متوسط الاقتصاد العالمي" وأعلن التلفزيون الرسمي أن ستة أشخاص قتلوا مساء الأحد بـ"إطلاق نار مشبوه" على هامش أعمال عنف في مدينة تويسركان (غرب) بعد أن كانت وسائل الاعلام أشارت قبلا إلى سقوط أربعة قتلى في مدينتي ايذج (جنوب غرب) ودورود (غرب). وقال التلفزيون إن "أشخاصا ملثمين (..) شاركوا في الاضطرابات وهاجموا مباني عامة وأضرموا فيها النار" في تويسركان.

 

النيابة الإسرائيلية تطلب توجيه 12 تهمة لعهد التميمي لضربها جنديين إسرائليين

الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/18/طلبت النيابة العامة الإسرائيلية اليوم (الاثنين)، توجيه 12 تهمة للفتاة الفلسطينية عهد التميمي (16 عاما) التي ضربت جنديين إسرائيليين في شريط فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بحسب ما أعلنت محاميتها.

وقالت المحامية غابي لاسكي للصحافيين قبل أن تبدأ جلسة الاستماع الخاصة بها في محكمة عوفر العسكرية قرب رام الله، إن التهم تتضمن الاعتداء بالضرب وتتعلق بستة حوادث مختلفة.

 

مقتل 433 شخصاً خلال العام الماضي في ليبيا

الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/18/أعلنت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا مقتل 433 شخصاً بينهم 79 طفلاً و10 نساء خلال العام الماضي في البلاد التي تعاني انفلاتاً أمنياً منذ إسقاط نظام معمر القذافي في عام 2011. وقالت اللجنة، في بيان أصدرته اليوم (الاثنين)، عن حصاد حالة حقوق الإنسان والحريات العامة والأوضاع الإنسانية في ليبيا خلال عام 2017، إن من بين القتلى 201 عملية قتل خارج إطار القانون مثل ما حدث في مجزرة «براك الشاطئ» التي وقعت جنوبي البلاد، وكذلك مجازر «الأبيار» و«قنفودة» و«البريقة» في الشرق، بالإضافة إلى أخرى متفرقة في مناطق «الهيرة» و«ترهونة» و«ورشفانة» في الغرب. ولفتت اللجنة إلى أن حصيلة القتلى ضمت 157 شخصاً من المدنيين قُتِلوا جرّاء المفخخات والألغام بمدن «بنغازي» و«درنة» و«سرت»، وأيضاً 75 مدنياً قُتلوا جراء الاقتتال العشوائي وأعمال العنف في المناطق والأحياء السكنية بمدن «طرابلس» و«سبها» و«بنغازي» و«الزاوية» و«صبراتة» و«القره بوالي» و«الخُمس». وأشارت اللجنة إلى توثيقها اعتقال 143 شخصاً بشكل تعسفي واختطاف 186 شخصاً. وقالت إن نحو ثلث سكّان ليبيا يعانون من أزمة إنسانية ومعيشية سيئة تتمثل في انعدام الأمن الغذائي والصحي، وبلغ عدد من يحتاجون إلى المساعدة في ظروفهم المعيشية والإنسانية والصحية نحو 3 ملايين ونصف المليون، من بينهم 391 ألفاً و416 نازحاً ومشرّداً داخل ليبيا.

 

تطمينات إلى أكراد سوريا... حماية أميركية واعتراف روسي ومحادثات قائد «الوحدات» في موسكو تزامنت مع تحذيرات واشنطن لدمشق

الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/18/تبلغ قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية، سبان حمو، من مسؤولين عسكريين روس خلال زيارته موسكو أن الإدارات الذاتية الكردية ستدعى إلى «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي الذي سيؤسس «في شكل متدرج لسوريا اتحادية»، في وقت تلقى حمو بـ«ارتياح» تصريحات وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بأن واشنطن ستدافع عن «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية ضد أي هجوم من قوات الحكومة السورية «بتشجيع» من إيران. لكن بالنسبة إلى حمو، فإن المرحلة اللاحقة لهزيمة «داعش» شرق سوريا، هي الانتقال من «الانتصارات العسكرية» إلى «الاعتراف السياسي» من دول التحالف الدولي بقيادة أميركا من جهة وروسيا من جهة ثانية. وكان حمو زار في اليومين الماضيين موسكو تلبية لدعوة من وزارة الدفاع الروسية للمشاركة في احتفالات النصر بهزيمة «داعش» بحضور وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، ثم عقد حمو جلسات عمل مع مسؤولين في وزارة الدفاع وجهاز الاستطلاع في الجيش الروسي حول عملية آستانة ومؤتمر الحوار السوري المقرر في سوتشي. ونجحت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمادها الرئيسي في تحقيق توازن بين حلفين دوليين: الأول، أنها حررت مناطق شرق نهر الفرات من «داعش» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا. الآخر، شكلت غرفة عمليات مشتركة مع الجيش الروسي في دير الزور، وضمت أربع غرف صغيرة في دير الزور وريف الرقة وحلب وعفرين وتل رفعت. ولا تزال «سوريا الديمقراطية» تحافظ على هذا التوازن بين الحلفين منذ توصل واشنطن وموسكو إلى رسم «خط التماس» بينهما وهو نهر الفرات في مايو (أيار) الماضي: شرق النهر لحلفاء أميركا وغرب النهر لحلفاء روسيا. وكان لافتاً، أن تحذيرات ماتيس في مقر وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قوات الحكومة السورية من الهجوم على «قوات سوريا الديمقراطية»، وضرورة احترام «خط التماس» تزامنت مع وجود قائد «وحدات الحماية» الكردية في موسكو للاحتفال بـ«النصر على (داعش)».

ماذا سمع حمو من الروس؟ بحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن الجنرالات الروس المختصين في عملية آستانة والتحضير لمؤتمر سوتشي «أكدوا أن الإدارات الذاتية لشمال سوريا ستدعى إلى مؤتمر سوتشي»؛ الأمر الذي سيثير حفيظة أنقرة التي تعارض حضور أي طرف قريب من «الوحدات» أو «الاتحاد الديمقراطي الكردي» مؤتمر سوتشي. وكانت قمة سوتشي بين الرؤساء، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني، أسفرت عن الاتفاق على ضرورة تفاهم الدول الثلاث على قائمة المدعوين إلى مؤتمر الحوار السوري. وجرى التأكيد على ذلك في اجتماع آستانة الأخير، بحيث يجتمع ممثلو «الضامنين الثلاثة» نهاية الشهر الحالي لإقرار قائمة أعدتها موسكو وضمت نحو 1500 سوري مدعوين إلى سوتشي. واشترطت أنقرة إقصاء «الوحدات» و«الاتحاد»؛ الأمر الذي وافقت عليه موسكو؛ لأنها «حريصة على دعم تركيا للحوار السوري لأنها تدرك أنه لا يمكن أن ينجح من دون مشاركة المعارضة السياسية والعسكرية الفاعلة التي تدعمها أنقرة»، بحسب المصادر. ولاحظت أن أنقرة صعّدت في الأيام الأخيرة ضد مؤتمر سوتشي وضد الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى أن معظم الفصائل العسكرية والسياسية السورية أصدرت بيانات ترفض المشاركة في مؤتمر سوتشي.

وقالت المصادر: إن «الروس يقيمون تعاوناً تكتيكياً مع تركيا لإنجاح سوتشي؛ لذلك فإنهم لن يوجهوا دعوات رسمية إلى الوحدات أو الاتحاد الكرديين، لكنهم سيدعون الإدارات الذاتية» التي أعلنت في شمال سوريا وشمالها الشرقي، وضمت ما يعرف باسم «فيدرالية الشمال السوري»، وتضم جميع المكونات وترمي لـ«تكون نموذجاً لسوريا المستقبل القائمة على فيدرالية الجغرافيا وليس المكونات»، حيث نظمت انتخابات بحضور مراقبين أميركيين وروس. وبحسب ما سمع حمو، فإن موسكو حسمت تصورها لمؤتمر الحوار في سوتشي، بحيث يسفر عن إطلاق عملية لصوغ دستور سوري جديد عبر تشكيل لجنة دستورية من ممثلي الأطراف السوري تبحث مسودة الدستور التي أعدها الجانب الروسي بداية العام الماضي، ونصت في شكل رئيسي على تذويب صلاحيات رئيس الجمهورية لصالح رئيس الوزراء وتشكيل «جمعية المناطق» من الإدارات المحلية، إضافة إلى البرلمان الوطني.

وأكد جنرالات روس لقائد «وحدات الحماية» أنهم متفقون على أن نموذج روسيا الاتحادية صالح لسوريا «لكن في شكل متدرج وعبر الصبر والتفاوض»، علماً بأن دمشق ترى أن نموذج روسيا «غير صالح لأن مساحة روسيا واسعة جداً وتضم قوميات وأدياناً على عكس سوريا الصغيرة والمتداخلة دينياً وطائفياً». وقال أحد الجنرالات الروس: «الحل في سوريا فيدرالي، لكن الأمر يحتاج إلى وقت، ولا بد من موافقة الحكومة الجديدة في دمشق على ذلك بعد صوغ الدستور السوري». وقد تؤدي «العُقد» الكثيرة في الطريق إلى سوتشي، مثل مواقف أنقرة، ومشاركة الأكراد، ومواقف دمشق وطهران والمعارضة السورية إلى تأجيل المؤتمر السوري بضعة أيام أو أسابيع عن موعده المقرر في 29 الشهر الحالي، لكن الجنرالات الروس كانوا حاسمين في موقفهم: «بعد الانتصارات العسكرية ضد الإرهاب و(داعش)، لا بد من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين النصر السياسي وعقد مؤتمر السوري قبل انتخابات الرئاسة الروسية في 18 مارس (آذار) المقبل».

ماذا عن واشنطن؟

قال وزير الدفاع الأميركي قبل يومين: إن «لدينا خطاً فاصلاً» بين المناطق التي يسيطر عليها حلفاء الولايات المتحدة في الشرق السوري، وتلك الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية المدعومة من روسيا في الغرب و«سيكون من الخطأ تجاوز هذا الخط». جاء هذا رداً على كلام الأسد من «كل من يعمل لصالح الأجنبي، خصوصاً الآن تحت القيادة الأميركية (...) وضد جيشه وضد شعبه هو خائن، بكل بساطة». وتابع الأسد بعدما التقى وفداً روسياً رفيعاً «هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأميركيين». وتفسير موسكو لموقف دمشق من الأكراد، أن طهران «تدفع لمواجهة بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام»، ذلك أن جنرالات روساً أبلغوا حمو أن «قوات أخرى تدفع الحكومة السورية للمواجهة معكم»، بحسب المصادر. وأضافت: إن الجانب الروسي «وعد بعدم حصول ذلك». في موازاة تعزيز العلاقة مع موسكو، تواصل «الوحدات» تلقي الدعم الأميركي؛ إذ تسلمت قبل يومين شحنات إضافية من السلاح والعتاد العسكري بموجب قرار تنفيذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب منتصف الشهر الماضي، وخصص نحو 400 مليون دولار أميركي لتسلح «قوات سوريا الديمقراطية» خصوصاً لدى تحول دورها من قتال «داعش» إلى الحفاظ على الأرض المسيطر عليها. وقال قيادي كردي أمس: لدينا برنامج عسكري واضح برفع عدد قواتنا من 25 إلى 30 ألفاً مع تغيير واضح في دورها بحيث تصبح جيشاً نظامياً». ولدى سؤاله عن طبيعة الدور الأميركي في سوريا في العام المقبل، قال ماتيس: «سترون مزيداً من الدبلوماسيين على الأرض. سننتقل من السيطرة على الأراضي إلى تأمين الاستقرار، وإن العسكريين سيؤمّنون تحرّك دبلوماسيينا وأمنهم»، في وقت توقع قادة «الوحدات» أن تنقل واشنطن دورها من البعد العسكري إلى السياسي. وقال أحد القادة الأكراد أمس: «نريد من واشنطن أن تكشف تصورها السياسي لمنطقتنا والنظام السياسي الجديد في سوريا. نريد اعترافاً سياسياً بالمنطقة التي تسيطر عليها (قوات سوريا الديمقراطية)، أي النظام الفيدرالي السوري». وباتت قوات النظام تسيطر على 55 في المائة من سوريا بعدما حققت تقدماً كبيراً على فصائل المعارضة وعلى «داعش» منذ التدخل الروسي العسكري المباشر نهاية 2015، أما «قوات سوريا الديمقراطية» فتسيطر على 28 في المائة. وساهم دعم واشنطن لـ«سوريا الديمقراطية» في تعميق الفجوة مع أنقرة التي تقلق من قيام كيان كردي شمال سوريا قرب حدودها الجنوبية؛ ما أدى إلى تضيق الفجوة بين أنقرة وموسكو إزاء الأزمة السورية لتنفيذ القرار 2254 الذي نص على وحدة الأراضي السورية. ويسعى الجيش التركي لبدء عملية عسكرية في عفرين شمال حلب، حيث أقام الجيش الروسي مركزاً لها، خصوصاً بعد ضم إدلب إلى اتفاقيات خفض التصعيد، لكن الأيام الماضية شهدت هجوم قوات النظام على خطوط التماس بين حماه وإدلب بالتزامن مع تصعيد لهجة أنقرة ضد سوتشي والأسد. وقال قيادي كردي: إن «قوات سوريا الديمقراطية» تسيطر على معظم الحدود مع تركيا باستثناء منطقتي جرابلسي وإدلب، وهي أقامت غرفتي عمليات مع الجيش الروسي في عفرين وتل رفعت بين حلب وتركيا، في وقت أشار دبلوماسي إلى مقايضات ومفاوضات معقدة تجري بين أنقرة وموسكو وطهران من جهة، وتصعيد بين موسكو وواشنطن وحلفائهما من جهة ثانية في الطريق إلى سوتشي الذي تسبقه جولة من مفاوضات جنيف في 21 الشهر الحالي.

 

ترمب يؤكد أن زمن التغيير حان في إيران ويهاجم باكستان من خلال حسابه في «تويتر»

الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/18/اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الاثنين) أن «زمن التغيير» قد حان في إيران، بعد أيام من المظاهرات والاضطرابات الأكبر منذ الحركة الاحتجاجية في عام 2009. وقال ترمب في تغريدة على موقع «تويتر» «الشعب الإيراني العظيم مقموع منذ سنوات وهو متعطش إلى الغذاء والحرية. ثروات إيران تنهب، وكذلك حقوق الإنسان. حان زمن التغيير». وأضاف: «إيران تفشل على كل الصعد رغم الاتفاق الرهيب الذي وقّعته معها إدارة أوباما»، مشيرا بذلك إلى الاتفاق النووي الذي وُقّع في عهد سلفه الديمقراطي باراك أوباما وهو ينتقده بشدة. وعلّق ترمب مرارا في الأيام الماضية على التحركات الاحتجاجية في إيران في تغريدات على «تويتر». وأعاد نشر مقاطع من خطابه أمام الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) معلّقا: «العالم يراقب». ومما قاله في الأيام الماضية: «الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد». وقتل اثنا عشر شخصا في إيران (الأحد)، لترتفع حصيلة القتلى إلى 12 اليوم (الاثنين) منذ انطلاق المظاهرات الخميس. وفي سياق آخر، كتب ترمب على «تويتر» أن الولايات المتحدة قدمت إلى باكستان، بحماقة، على مدار 15 عاما، مساعدات بقيمة زادت على 33 مليار دولار، لكنها لم تتلق في المقابل سوى الأكاذيب والخداع. وأضاف عبر «تويتر» أن باكستان تعتبر قادة الولايات المتحدة «حمقى». وجدد الرئيس الأميركي اتهامه لباكستان بأنها توفر المأوى لمتشددي طالبان القادمين من أفغانستان المجاورة بينما تطارد الولايات المتحدة هؤلاء داخل أفغانستان، وتابع بأن هذا الأمر سينتهي.

 

البحرين تدعو مواطنيها لعدم السفر «نهائياً» إلى إيران بسبب الاضطرابات والأوضاع الأمنية غير المستقرة

الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/18/دعت وزارة الخارجية البحرينية مواطنيها لعدم السفر "نهائياً" وتحت أي ظرف إلى إيران نظراً لما تمر به من اضطرابات واسعة وأوضاع أمنية غير مستقرة وما تشهده مدن إيران من أعمال عنف بالغة الخطورة. وطالبت الخارجية البحرينية في بيان اليوم (الاثنين)، المواطنين البحرينيين المتواجدين في إيران بضرورة مغادرتها فوراً مع توخي أقصى درجات الحذر والحيطة.

 

هآرتس”: إسرائيل لا تريد حرباً في غزة حالياً لأسباب من بينها إيران

القدس – د ب أ/01 كانون الثاني/17/اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أمس، أن إسرائيل لا تريد حرباً في قطاع غزة حالياً لأسباب، من بينها إيران. وذكرت الصحيفة في تحليل أن التصريحات الإسرائيلية بشأن استقرار الردع الذي يشكله جيش الاحتلال فيما يتعلق بحركة “حماس” في قطاع غزة لا ينبغي قبوله باعتباره أمراً مسلماً. وأضافت إن الردع يظل فعالاً حتى تأتي تلك اللحظة الغامضة التي يتوقف فيها وعادة ما يحدث هذا في وقت وبطريقة تفاجئ كلا من القيادة وخبراء الاستخبارات. واعتبرت أن الحقائق على الأرض تثير أيضاً شكوكاً بشأن فاعلية الردع في غزة حالياً، مشيرة إلى إطلاق نحو 40 صاروخاً وقذيفة من غزة تجاه إسرائيل في غضون ثلاثة أسابيع ونصف، منذ الاعتراف الأميركي بشأن القدس. وأكدت أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، مدعومين بالجيش وجهاز الأمن الداخلي، يريدان تأجيل أي صراع عسكري لأطول فترة ممكنة، ولأسباب عدة. وذكرت أن السبب الأول هو “أنهما غير واثقين بشأن ما الذي يمكن أن تحققه إسرائيل من الحرب، وأنه يبدو، على عكس تصريحات ليبرمان عندما كان في المعارضة، لم يعد متأكداً من أن بديلاً أفضل من حماس سيأتي إلى السلطة في قطاع غزة”. وأضافت إن السبب الثاني هو أنهما يعتقدان أن إقامة السياج الدفاعي لمنع الأنفاق وغيرها من طرق رصد الأنفاق سيكون لها نتائجها”. وأشارت إلى أنه في ظل الاحتجاجات التي تشهدها إيران حالياً فإن لدى إسرائيل مصلحة واضحة في عدم صرف انتباه العالم عن المشكلات الإيرانية الداخلية.

 

8.8 مليون نسمة عدد سكان إسرائيل أقل من ربعهم عربي

القدس – الأناضول: /01 كانون الثاني/17/أعلن مكتب الإحصاء الإسرائيلي أن إجمالي عدد سكان البلاد بلغ نحو 8.79 مليون نسمة، أقل من ربعهم من فلسطينيي الداخل. وذكر المكتب في بيان، أول من أمس عشية السنة الميلادية الجديدة، أن 6.5 مليون نسمة هو عدد السكان اليهود، تشكل نسبتهم 74.6 في المئة من إجمالي السكان. وأشار إلى أن عدد السكان العرب (فلسطينيي الداخل) بلغ 1.8 مليون نسمة تشكل نسبتهم نحو 21 في المئة من إجمالي السكان، إضافة إلى 400 ألف فرد، تشكل نسبتهم 4.5 في المئة، من المسيحيين غير العرب ومن لم يحدد ديانة لهم. ويشمل عدد سكان فلسطينيي الداخل، نحو 320 ألف فلسطيني يعيشون في القدس الشرقية المحتلة، التي ضمتها إسرائيل لها في خطوة مرفوضة دولياً. وأضاف إن 27 ألف يهودياً هاجروا إلى إسرائيل خلال العام 2017، موضحاً أن “27 في المئة من المهاجرين أتوا من روسيا، و25 في المئة من أوكرانيا، و13 في المئة من فرنسا، وعشرة في المئة من الولايات المتحدة، والباقي من دول أخرى”. وذكر أن نحو ثمانية آلاف فرد من حملة الجنسية الإسرائيلية يقيمون خارج البلاد لأكثر من سنة.

 

قوات الاحتلال اعتقلت خلية من "حماس" ... وعباس استدعى سفيره لدى واشنطن للتشاور

حكومة نتانياهو تفرض السيطرة على الضفة وتعتبرها جزءاً من إسرائيل

تأجيل زيارة بنس إلى أجل غير مسمى … ومحكمة إسرائيلية تمدد اعتقال عهد التميمي ووالدتها

عواصم – وكالات 1 كانون الثاني/17

ألزمت الحكومة الإسرائيلية وزاراتها، بالتطرق إلى الضفة الغربية في مشاريع القوانين التي تقدمها، وذلك على خلفية إقرار حزب “الليكود” فرض السيطرة على الضفة الغربية. وقال المستشار القانوني للحكومة أفيحاي ميندلبليت، إنه أصدر توجيهات إلى وزارة العدل الإسرائيلية بهذا الخصوص، مضيفا أنه “إذا اختارت الوزارات عدم تطبيق القانون على الضفة الغربية فيتعين عليها تقديم تفسير لذلك”. من جانبه، قال رئيس مركز حزب “الليكود” حاييم كاتس، إن الضفة الغربية “جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وستظل تحت سيادتها إلى أبد الآبدين”. وبدوره، اعتبر رئيس الكنيست يولي ادلشتاين أن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل “بداية حقبة جديدة”. وكان أعضاء الهيئة المركزية في حزب “الليكود” صوتوا بالإجماع بعد نقاش استمر ساعتين، على قرار تطبيق السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها غور الأردن. وذكرت مصادر إسرائيلية، إنه بعد نجاح “الليكود” في التصويت على قانون فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة، أعلن حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة افيغدور ليبرمان وحزب “البيت اليهودي” بزعامة نفتالي بينت، دعمهما القرار أثناء التصويت عليه في الكنيست. فلسطينيا، ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتصويت “الليكود”، واعتبره “عدوانا غاشما على الشعب الفلسطيني”.

ووصف بيان للرئاسة القرار بأنه “عنصري ويقضي بإنهاء الوجود الفلسطيني، وفرض مشروع إسرائيل الكبرى”، معتبرا أن “إسرائيل ما كانت لتتخذ مثل هذا القرار الخطير، لولا الدعم المطلق من الإدارة الأميركية”. على صعيد آخر، أعلن عباس خلال إيقاده شعلة الانطلاقة الـ53 لحركة “فتح”، أن شعب فلسطين يرفض أي إملاءات، مؤكدا أن تطبيق مبادرة السلام العربية مرهون بإنهاء إسرائيل لاحتلالها للأراضي الفلسطينية. من جانبها، أكدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية خطورة فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. وقال المتحدث باسمها يوسف المحمود في بيان، إن “ارض فلسطين وفي القلب منها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ظلت طوال تاريخها وما زالت عصية على الطامعين والمستعمرين”. بدورها، نددت حركة “فتح”، في بيان، بمشروع القانون واعتبرته “بمثابة نسف لكل الاتفاقات الموقعة”، موضحة إن “إسرائيل أنهت ومن جانب واحد، كل ما يمكن تسميته ببقايا عملية السلام”. ومن جانبها، اعتبرت “حماس” القانون “إمعان في سياسة الاعتداء”، مؤكدة أن “هذا سيجعلنا أكثر تمسكا بخيار المقاومة”. من جهته، قال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، إن القرار يفتح الطريق لإقامة الدولة الواحدة، وإمعان في قتل فكرة حل الدولتين”.

من ناحيته، قال الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إنه لا توجد تسوية ولا عملية سلام، معتبرا القرار يعني أن “اتفاق أوسلو وأوهام مفاوضات السلام انتهت”. واتفق معه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح ناصر، في أن الرد على قرار “الليكود”، يكون بالتحرر من اتفاق أوسلو. على صعيد آخر، كشف وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، إن عباس، أصدر توجيهاته باستدعاء رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، حسام زملط، للتشاور معه، موضحا أن زملط “سيعود إلى واشنطن لمتابعة أعماله بعد انقضاء فترة الأعياد”. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية تأجيل زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى إسرائيل، التي كانت مقررة في يناير الجاري، إلى أجل غير مسمى. ميدانيا، واصلت السلطات الإسرائيلية للأسبوع الثاني، سياسة إغلاق البلدات والمدن الفلسطينية كإجراء عقابي، في محاولة للضغط على الفلسطينيين لوقف الاحتجاجات، رفضا للقرار الأميركي بشأن القدس. واعتقلت قوات الاحتلال أمس 26 فلسطينيا من الضفة الغربية، بينهم النائب بالمجلس التشريعي عن “حماس” ناصر عبد الجواد. على صعيد آخر، وجهت السلطات الاسرائيلية الاتهام الى نور التميمي، فيما مددت محكمة عفرين اعتقال قريبتها عهد ووالدتها ناريمان ثمانية أيام. من جهة أخرى، كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، إنه اعتقل خلال نوفمبر الماضي، خلية لحركة “حماس”، وسط الضفة الغربية، خططت لتنفيذ هجمات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قراءة عربية للبنان: يموت ولا يموت

 محمد علي فرحات/الحياة/01 كانون الثاني/17

المراقب العربي، أو الأجنبي، للوضع في لبنان، ليس معنياً بتفاصيل الخلاف بين الرئاستين الأولى والثانية حول مرسوم ترقية ضباط، تلك التفاصيل المضجرة تنضم إلى سابقات لها بين زعماء لبنانيين على عتبة الانتخابات النيابية، وقد تتفاقم لتصل إلى اللعب على حافة الهاوية. ويؤكد إصرار الزعماء على لعبة التطرُّف وشدّ العصبية الطائفية أن هؤلاء وتابعيهم لم يتعلّموا جيداً من دروس الحروب الأهلية المتلاحقة التي ألحقت بوطنهم خراباً واستدعت تدخُّلات أجنبية. الإقليم والعالم في هذه المرحلة ليسا معنيين بلبنان ولكن، لا أحد يضمن انفلات الخيوط من أيدي الزعماء اللاعبين، فثمة يأس من نظام ما بعد اتفاق الطائف سببه أن «الطائف» لم ينفّذ كاملاً، ولم يصل اللبنانيون بالتالي إلى انتخاب برلمان خارج القيد الطائفي كما اتفقوا في المدينة السياحية السعودية، ودعم اتفاقهم، في مطلع تسعينات القرن الماضي، كبار الإقليم والعالم. ويعود نقص التطبيق إلى رغبة الراعي السوري آنذاك في استمرار تحكُّمه بسياسة لبنان وسياسييه، وبذلك أصبح المسؤول عن استخبارات الجيش السوري في لبنان مرجعاً للزعماء اللبنانيين المتخاصمين، وله الكلام الفصل في أي خلاف. اليوم لا جيش سورياً في لبنان ولا مسؤول عن استخباراته، والزعماء متروكون ليضجروا من خلافاتهم، أو ليجددوا حرباً أهلية ليسوا مؤهلين لها بحكم الوجود العسكري الثقيل لـ «حزب الله»، أو لتأكل أجهزة الدولة الجامعة على أيديهم. هذا ما يفعلون بلا وازع من ضمير، أو من حسّ وطني، أو من شعور إنساني تجاه الجموع الطائفية المهيأة للسير خلفهم حتى الهاوية. وقد يفهم المراقب العربي أو الأجنبي أن الخلاف يعود إلى ضرورة أو عدم ضرورة توقيع وزير المال للمرسوم موضوع المشكلة، والإشارة هنا إلى وزير شيعي المذهب. ولكن، ماذا إذا كان وزير المال من مذهب آخر؟ لن تحصل مشكلة بالطبع، لكن جوهر القضية أن أي مرسوم لبناني يقتضي توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير المعني بموضوع المرسوم. وبالإشارة إلى أن الرئاستين الأولى والثالثة يتولّاهما ماروني وسنّي وأن الرئاسة الثانية، أي رئاسة البرلمان، خارج السلطة التنفيذية، يحاول الزعماء الشيعة الحاليون الحصول على توقيع ثابت إلى جانب سائر التوقيعات على المراسيم. تفصيل مضجر لغير اللبنانيين، لكنه مصدر أزمة طائفية، لا سياسية كما يروّج الزعماء. وهم جميعاً يغفلون عن الحل الذي يتجاوز الطائفية، أي سبب زعاماتهم. إنه العودة إلى اتفاق الطائف كاملاً، وصولاً إلى إلغاء الطائفية السياسية. هذا الحل الدستوري لا يعنيهم، كما لم يعن من قبل سلطة الوصاية السورية على لبنان. إن زعماء الطوائف أوصياء على طوائفهم يمنعون حتى بالعنف نمو التيارات المدنية التي تعتمد المواطَنَة، ويخيّرون اللبناني البائس بين أمرين: الطائفية السياسية بوصايتها وفسادها أو الحرب الأهلية التي عَلِمَ اللبناني أمرها وذاق مرارتها. من الصعب، بل من المستحيل، أن يكون اللبناني لبنانياً حقاً، هكذا، مباشرة، من دون لطخة الطائفية السياسية. وإذا ارتضى لنفسه اللطخة سيبقى أسيراً لها، أي أن الطائفيّ لن يستطيع من حيث هو طائفي أن يكون مواطناً، أي لبنانياً. وقد كان الطائفيون في السابق يخجلون، أما الآن فهم يملكون وقاحة الحضور في مقدّم الجموع، يقودونهم للحفاظ على أمر واقع لوطن يشبه الوطن لكنه ليس وطناً. لبنان اليوم كما بالأمس «خلطة» سحرية ووطن لا يشبه إلّا نفسه. طاردٌ سكانه المتمدّنين، ومنذ تأسيسه في عشرينات القرن الماضي، هناك نخبة تتبعها نخبة تطرح السؤال سنوياً: ألا يزال لبنان موجوداً حقاً؟ إنه موجود بشهادة الجميع، لكنه يموت ولا يموت كما قال مرة الراحل خليل رامز سركيس.

 

قراءة عربية للبنان: يموت ولا يموت

 محمد علي فرحات/الحياة/01 كانون الثاني/17

المراقب العربي، أو الأجنبي، للوضع في لبنان، ليس معنياً بتفاصيل الخلاف بين الرئاستين الأولى والثانية حول مرسوم ترقية ضباط، تلك التفاصيل المضجرة تنضم إلى سابقات لها بين زعماء لبنانيين على عتبة الانتخابات النيابية، وقد تتفاقم لتصل إلى اللعب على حافة الهاوية. ويؤكد إصرار الزعماء على لعبة التطرُّف وشدّ العصبية الطائفية أن هؤلاء وتابعيهم لم يتعلّموا جيداً من دروس الحروب الأهلية المتلاحقة التي ألحقت بوطنهم خراباً واستدعت تدخُّلات أجنبية. الإقليم والعالم في هذه المرحلة ليسا معنيين بلبنان ولكن، لا أحد يضمن انفلات الخيوط من أيدي الزعماء اللاعبين، فثمة يأس من نظام ما بعد اتفاق الطائف سببه أن «الطائف» لم ينفّذ كاملاً، ولم يصل اللبنانيون بالتالي إلى انتخاب برلمان خارج القيد الطائفي كما اتفقوا في المدينة السياحية السعودية، ودعم اتفاقهم، في مطلع تسعينات القرن الماضي، كبار الإقليم والعالم. ويعود نقص التطبيق إلى رغبة الراعي السوري آنذاك في استمرار تحكُّمه بسياسة لبنان وسياسييه، وبذلك أصبح المسؤول عن استخبارات الجيش السوري في لبنان مرجعاً للزعماء اللبنانيين المتخاصمين، وله الكلام الفصل في أي خلاف. اليوم لا جيش سورياً في لبنان ولا مسؤول عن استخباراته، والزعماء متروكون ليضجروا من خلافاتهم، أو ليجددوا حرباً أهلية ليسوا مؤهلين لها بحكم الوجود العسكري الثقيل لـ «حزب الله»، أو لتأكل أجهزة الدولة الجامعة على أيديهم. هذا ما يفعلون بلا وازع من ضمير، أو من حسّ وطني، أو من شعور إنساني تجاه الجموع الطائفية المهيأة للسير خلفهم حتى الهاوية. وقد يفهم المراقب العربي أو الأجنبي أن الخلاف يعود إلى ضرورة أو عدم ضرورة توقيع وزير المال للمرسوم موضوع المشكلة، والإشارة هنا إلى وزير شيعي المذهب. ولكن، ماذا إذا كان وزير المال من مذهب آخر؟ لن تحصل مشكلة بالطبع، لكن جوهر القضية أن أي مرسوم لبناني يقتضي توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير المعني بموضوع المرسوم. وبالإشارة إلى أن الرئاستين الأولى والثالثة يتولّاهما ماروني وسنّي وأن الرئاسة الثانية، أي رئاسة البرلمان، خارج السلطة التنفيذية، يحاول الزعماء الشيعة الحاليون الحصول على توقيع ثابت إلى جانب سائر التوقيعات على المراسيم. تفصيل مضجر لغير اللبنانيين، لكنه مصدر أزمة طائفية، لا سياسية كما يروّج الزعماء. وهم جميعاً يغفلون عن الحل الذي يتجاوز الطائفية، أي سبب زعاماتهم. إنه العودة إلى اتفاق الطائف كاملاً، وصولاً إلى إلغاء الطائفية السياسية. هذا الحل الدستوري لا يعنيهم، كما لم يعن من قبل سلطة الوصاية السورية على لبنان. إن زعماء الطوائف أوصياء على طوائفهم يمنعون حتى بالعنف نمو التيارات المدنية التي تعتمد المواطَنَة، ويخيّرون اللبناني البائس بين أمرين: الطائفية السياسية بوصايتها وفسادها أو الحرب الأهلية التي عَلِمَ اللبناني أمرها وذاق مرارتها.

من الصعب، بل من المستحيل، أن يكون اللبناني لبنانياً حقاً، هكذا، مباشرة، من دون لطخة الطائفية السياسية. وإذا ارتضى لنفسه اللطخة سيبقى أسيراً لها، أي أن الطائفيّ لن يستطيع من حيث هو طائفي أن يكون مواطناً، أي لبنانياً. وقد كان الطائفيون في السابق يخجلون، أما الآن فهم يملكون وقاحة الحضور في مقدّم الجموع، يقودونهم للحفاظ على أمر واقع لوطن يشبه الوطن لكنه ليس وطناً. لبنان اليوم كما بالأمس «خلطة» سحرية ووطن لا يشبه إلّا نفسه. طاردٌ سكانه المتمدّنين، ومنذ تأسيسه في عشرينات القرن الماضي، هناك نخبة تتبعها نخبة تطرح السؤال سنوياً: ألا يزال لبنان موجوداً حقاً؟ إنه موجود بشهادة الجميع، لكنه يموت ولا يموت كما قال مرة الراحل خليل رامز سركيس.

 

ثورة الفقر والجوع تهدد عرش الشاه المعمم

أحمد الجارالله/السياسة/01 كانون الثاني/17

حين قامت ثورة الخميني في العام 1979 كانت نسبة الشباب في إيران نحو 55 في المئة، ويومذاك اعتمدت “ثورة الكاسيت” وهي التسمية التي أطلقت على حركة الشاه المعمم الجديد. كان هؤلاء القوة التي أطاحت الشاه محمد رضا بهلوي، حين تصدوا بصدورهم العارية للجيش والشرطة والـ”سافاك”، واليوم تبلغ نسبة الشباب نحو 63٪ من الشعب الذي صبر 39 عاما على حكم طبقة لا تزال تعيش في كهوف القرون الوسطى منفصلة عن الواقع العالمي، والتغييرات الهائلة التي شهدتها الشعوب طوال العقود الأربعة الماضية. ما يجري في إيران اليوم ليس فورة، أو انتفاضة يمكن أن تهدأ بوعود، لأن الأسباب الدافعة اليها أعمق من تلك التي أدت للثورة الخضراء في العام 2009 احتجاجا على انتخابات رئاسية زورت للتمديد للمتطرف محمود أحمدي نجاد، إنما هي ثورة جوع… صرخة 40 في المئة من الإيرانيين العاطلين عن العمل، والمحتجين على الغلاء وتفرد طبقة قليلة العدد بثروات البلاد، إضافة إلى مليارات تهدر في الخارج على مشروع تصدير الثورة الذي لم يؤد إلى غير زيادة عزلة إيران في العالم. في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، أجريت حوارا لـ”السياسة” مع شاه إيران، وأهم ما قاله يومها: “إن النفط سلعة ستراتيجية للثروة التي منها يمكن بناء تنمية صناعية كبيرة في إيران تجعلها محورا اقتصاديا إقليميا وعالميا مهماً، ويزيد من نفوذها السياسي في الإقليم، ولذلك نرى أن السعر العادل لبرميل النفط نحو 80 دولارا”، في حين كان سعر النفط يومها يتراوح بين 12 و13 دولارا أميركيا، وكان كلام الشاه هذا مفتاحا سحريا لأبواب جهنم الغربية عليه، فبدأت الولايات المتحدة الاميركية وبضغط من شركات النفط الكبرى فيها العمل على التخلص من محمد رضا بهلوي. في تلك المرحلة كان الخميني منفيا إلى العراق، ويعمل مع القوى الدينية في بلاده على زعزعة نظام الحكم، فوجدت فيه الاستخبارات الغربية والأميركية ضالتها، لا سيما أن تجربتها مع ثورة محمد مصدق في العام 1953 أدت إلى زيادة نفوذ اليسار الشيوعي في إيران، ودوران هذه الدولة المهمة في فلك الاتحاد السوفياتي يعني فقدان بوابة على الإمبراطورية الشيوعية، وقتذاك.

في العام 1978 خضع العراق للضغوط الإيرانية ونفى الخميني إلى فرنسا، بعدما رفضت الكويت استقباله، وبدأ من باريس «ثورة الكاسيت» بدعم من الدوائر الاستخبارية الغربية والأميركية، غير أن الشاه الجديد الذي استغل الحماسة الدينية لتثوير الشعب كانت له أهداف لا تنسجم مع التوجهات الغربية، إذ أعلن فور عودته إلى طهران في فبراير العام 1979 شعاره الذي أصبح من صلب الدستور الجديد للدولة وهو “تصدير الثورة” وما تبعه من سياسات عسكرة المجتمع لتحقيق المشروع التوسعي القائم على فكرة أسطورية لا يمكن أن تتحقق بسبب طبيعة العلاقات الدولية التي تكرست في القرن العشرين بعد حربين عالميتين.

وإذا كان الشعب الإيراني وقع ضحية أحلام الشاه في جعل بلاده إمبراطورية صناعية، فإنه وقع في عهد حكم الملالي ضحية أحلام توسعية استُنزفت فيها ثروته بين دعم لميليشيات إرهابية مثل “حزب الله” في لبنان وعصابات الحوثي في اليمن والجماعات الطائفية في العراق وسورية، إضافة إلى حملات تغيير عقائد دينية في افريقيا، وعمليات تخريبية في أميركا اللاتينية وتدخلات في البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول، وتصنيع صواريخ عابرة للقارات، وبرنامج نووي عسكري لا يزال حتى اليوم يثير علامات الاستفهام رغم الاتفاق مع مجموعة الست الكبرى فيما وصلت نسبة الإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 56 في المئة. نتيجة لكل هذا يمكن القول ما أشبه اليوم بالبارحة، لأن الشعب الذي لم يطق صبرا على أحلام الشاه لسنوات قليلة كان يمكن لو تحققت أن تجعله من أثرى شعوب العالم، منح نظام الملالي أربعة عقود من الفرص فيما يرى يوميا ثروته تهدر أمام عينيه وهو يزداد جوعا وفقرا حتى انفجر غضبا في وجه طغمة أمعنت في الفساد إلى حد الكفر، كما ردد متظاهرون في طهران وغيرها.

من المعروف لدى الإيرانيين أن من يسيطر على ميدان “ازادي” في طهران يخضع “البازار” القوة الاقتصادية الأولى في البلاد لشروطه، واليوم حين تثور نحو 30 مدينة في مختلف أنحاء إيران، ومن جميع العرقيات والمكونات الطائفية والدينية، ويحتل المتظاهرون ذاك الميدان الشهير فإن هذا يعني أن حبال المشانق التي كانت تعلق على الرافعات في الشوارع الإيرانية لترهيب الشعب باتت أكثر قربا من أعناق قادة النظام، فالملايين التي خرجت طلبا للقمة العيش لن ترهبها عصابات الحرس الثوري.

الشباب الإيراني اليوم يختلف عما كان عليه قبل أربعة عقود، فهو أكثر انفتاحا على العالم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والإعلام، ولن يقبل أن يبقى يتضور جوعا بينما يتمتع بأمواله سفاحون وقتلة وإرهابيون جندهم النظام في الخارج.

 

حديد الصواريخ لا يشبعنا»

غسان شربل/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/18

حرارة الثورات مجلبة للأوهام. يتوهم المنتصرون أنهم جاءوا للإقامة إلى الأبد. وأنهم أعطوا البلاد لونها الدائم والأخير. وأن جيلاً بعد جيل سيتولى النفخ في جمر الثورة إذا راوده التعب أو غلبه النعاس. وأنجح الثورات هي تلك التي تنضج إلى درجة الذوبان في دولة تضمن لها على الأقل وداعاً لائقاً. رفض الثورة ثياب الدولة ومنطقها يعني أنها تستدعي ثورة مضادة ستأتي وإن تأخرت. الرفض يعني الإصرار على الذهاب على يد ضربة قاضية مكلفة. تتصرّف الثورة الإيرانية كأنها لا تشبه أياً من الثورات. وتتوهم أنها لا تخضع لقوانين الثورات والاجتماع. وأنها تستطيع ردّ الهرم عن ملامحها، وردّ الخيبة عمّن وعدتهم بفراديس لم تصل. تعاند الثورة الخمينية رافضة التوقف عند تجارب من التاريخ القريب. قبل ستة عقود من الثورة الإيرانية، هزت ثورة لينين بدايات القرن. واعتقدت أنها صنعت النموذج المخلص وتستعد لبناء الإنسان الجديد. توهمت أنها ستقيم إلى الأبد، بفضل صرامة الحزب، وهيبة الجيش، وقسوة الأجهزة، وبراعة الآلة الدعائية، والنفوذ الخارجي. في الأسبوع الأخير من فبراير (شباط) 1986، عقد المؤتمر السابع والعشرون للحزب الشيوعي السوفياتي. والتفت العالم إلى موسكو، محاولاً استجلاء ملامح الزعيم الجديد. كان المشهد في القاعة الكبرى في الكرملين مهيباً فعلاً. وتأثرت كصحافي شاب بما رأيت. جلس الأمين العام ميخائيل غورباتشوف في منتصف المنصة. وتوزع حوله من الجهتين قادة دول حلف وارسو والمعسكر الاشتراكي، والدول الدائرة في فلك موسكو. جاء القادة وبينهم فيديل كاسترو لتقديم واجب المبايعة والولاء للقيصر الجديد. وانتشر في القاعة الأمناء العامون للأحزاب الشيوعية، والأحزاب الحليفة، فضلاً عن جنرالات الجيش الأحمر، وجنرالات أوروبا الشرقية، مع أرطال من الأوسمة توزعت على صدورهم.

كان كل شيء يوحي بالقوة. إننا نتحدث عن إمبراطورية مسلحة حتى الأسنان. إمبراطورية تمتلك ترسانة نووية قادرة على تدمير العالم مراتٍ عدة. إمبراطورية تنام على بحر من الصواريخ المصوّبة في كل اتجاه.

وقلت أغتنم المناسبة لأزور قبر لينين المقيم على بعد مئات الأمتار، في الطرف الآخر من الساحة الحمراء. كان صف المنتظرين طويلاً؛ لكن ما لفتني كان محاولة امرأة ستينية متجعّدة الوجه إقناع المنتظرين بأن يشتروا قطعة صابون حملتها في يدها. سارع أحد رجال الشرطة إلى مطالبتها بالابتعاد. وعرفنا لاحقاً أن الشرطة نظمت حملات صارمة لمنع المتسولين من الاقتراب من الساحة، كي لا يستنتج الزوار أن ثورة لينين لم تنجح بعد في إلغاء الفقر. ونظمت الشرطة حملة موازية لمنع المعارضين القلائل من تنظيم احتجاجات مطالبين بفتح نوافذ الحرية، وإنهاء ظاهرة الانتظار المرير في الطوابير الطويلة، على أمل الحصول على السلع المعيشية. بعد خمس سنوات، لم يجد الاتحاد السوفياتي الذي خسر معركتي الاقتصاد والحرية من يدافع عنه. سقط تحت أعباء انتشار إمبراطوري يفوق قدرة اقتصاده على الاحتمال. قتلته خيبة مواطنيه لا مدافع أعدائه. وفي تلك الأيام تساءل مواطنون: لماذا تنفق مليارات الدولارات لتحصين نظام كاسترو؛ بدلاً من إطعام المواطنين السوفيات؟ وردد كثيرون في مواسم الغضب: «حديد المدافع والصواريخ لا يشبعنا».

درس آخر. في السنة التي لفظت البارحة أنفاسها، وقف الزعيم الصيني شي جينبينغ على أكثر من منبر، مردداً أن الإصلاحات في بلاده أخرجت من دائرة الفقر سبعمائة مليون صيني. ولأنها نجحت في الداخل في إرساء آلية استقرار وازدهار، ها هي الصين تتقدم على طريق الحرير وتطالب بموقع أفضل في نادي الكبار. لم يستطع حسن روحاني إلقاء خطاب مماثل، ذلك أن جهود بلاده انصبت على فتح الطريق إلى البحر المتوسط غرب سوريا، وهو معبّد بالألغام على المستوى البعيد. كانت إيران تأمل في أن تكون السنة الجديدة سنة تكريس الانتصارات التي حققتها في السنوات الماضية. نفوذها في بغداد بلغ حدّ الإدارة التفصيلية للشأن العراقي. دورها في عملية «التأديب» التي تعرض لها الأكراد شديد الوضوح. ويمكنها الحديث أيضاً عن إنجاز في سوريا. لم يعد موضوع مصير الرئيس بشار الأسد مطروحاً جدّياً في أي مفاوضات جدية. قام اللاعب الروسي بتأديب المعارضة السورية قبل قيامه مع آخرين بقصم ظهر «داعش». تراهن إيران أيضاً أن «حزب الله» اللبناني وحلفاءه سيتمكنون من حصد أكثرية نيابية في الانتخابات المقررة في مايو (أيار) المقبل، وهو ما سيعطي غطاء لإقامة لبنان في «الهلال الإيراني». وفي اليمن، تراهن إيران على استمرار الحرب، ومتابعة استخدام الحوثيين وسيلة لما تعتبره استنزافاً للسعودية، أو محاولة لتطويقها.

لم تبخل السلطات الإيرانية في الترويج لهذه الانتصارات. شاهد الإيرانيون الجنرال قاسم سليماني مع المقاتلين في سوريا والعراق، وشاهدوه يبتسم بعد «تأمين» الحدود العراقية – السورية، وضمان حرية القوافل في الوصول إلى مياه المتوسط اللبنانية.

كل تلك المشاهد بما فيها صور الحوثيين يطلقون صواريخ إيرانية في اتجاه السعودية، لم تستطع إلغاء استحقاقات الداخل وخيبة الناس.

تعب الإيرانيون، أو على الأقل قسم كبير منهم، من صعوبات العيش: نقص الخدمات، وارتفاع التضخم، ومعدلات البطالة، واستنزاف الوقت في صراعات مبرمجة أحياناً بين متشددين وإصلاحيين. تعبوا من ديمقراطية مبرمجة بإحكام تحت عباءة المرشد. تعبوا أيضاً من عدم لمس الثمار التي وُعدوا بها بعد توقيع الاتفاق النووي. أعاد دونالد ترمب طرح نواقص الاتفاق النووي والبرنامج الصاروخي، واضعاً الأوروبيين في موقف حرج. وهذا يعني أن تدفق الاستثمارات لن يحصل كما كان متوقعاً، وهو ما يحتاجه الاقتصاد الإيراني بشدة. وعكست بعض الشعارات التي أطلقت في الأيام القليلة الماضية أن الإيرانيين، أو قسماً منهم، تعبوا من الانخراط الإيراني المتزايد في نزاعات المنطقة. لهذا جاهروا بمعارضتهم إنفاق أموال الشعب الإيراني على الميليشيات التي تنوب عن إيران في البؤر المشتعلة في المنطقة. ثم إن الإيراني العادي يستطيع اليوم أن يلاحظ أن سلطات بلاده مشتبكة عملياً مع معظم أهل المنطقة، وأن تدخلاتها في الإقليم تؤسس لحروب لا تنتهي، فضلاً عن افتقادها إلى لغة مقبولة تخاطب بها المجتمع الدولي. من المبكر معرفة المدى الذي ستبلغه الاحتجاجات الحالية. وليس ثمة شك في أن النظام لن يتردد في استخدام العنف الذي استخدمه في قمع «الثورة الخضراء» في 2009، إذا رأى فيها تهديداً لركائز وجوده. لكن الأكيد هو أن الاحتجاجات هي رسائل شعبية شديدة الوضوح، ومفادها أن «مغامرات» الخارج لا يمكن أن تغطي خيبات الداخل، وأن «حديد الصواريخ لا يشبعنا».

 

هؤلاء الذين أنا واحدٌ منهم

عقل العويط /النهار/01 كانون الثاني/17

الذين يقفون أمام الجدران 

عند المفترقات

على شفا الهاويات

خلف الأبواب

ولا ينفتح لهم باب

الذين يخاطبون الغيوم

الذين يهمسون للأشجارالذين يصنعون أرغفةَ خبزٍ

للشعراء

للنساء

الذين تأبى أن تخاطبهم غيمةٌ

وأن تهمس لهم شجرة

أو أن يبتسم لهم رغيف

الذين يركضون في طفولات أعمارهم

ليدملوا أثلام رئاتهم المسنّة

الذين يطرّزون النظرات

لتصنع أحلاماً وارفة

لمَن لا يملك أن ينام ليفوز بأحلامٍ وارفة

الذين لا ينامون

لئلاّ يأتي السارق متأخراً

وإذا خافوا أن يستولي عليهم وسنٌ من غفلةٍ

أوقدوا عيونهم حطباً

ليشتعل بها جمرُ الجبال الساهرة في العقل

الذين يؤلّفون الكتب

بحبر أمزجتهم الصعبة

الذين يدرّبون الدفاتر والأوراق

من أجل أن تفتح الدفاترُ والأوراق

سبلَ النجاة

أمام كلماتهم الرهيبة

الذين يرتّبون قلوبهم أسرّةً للموتى

الذين لا تتسع لكآباتهم كؤوس

الذين ينزفون ماءً

لأن أجساد أرواحهم تفيض بالينابيع

الذين يمنعون أصدقاءهم من أن يموتوا

الذين يصادقون من الكتب

ما سيُكتَب منها

عندما يحين أوان حبرها الموقوف

الذين لا يدمعون

لئلاّ ينكشف يأسهم في فضيحة الأمل

الذين يرغبون أن يختفوا في النسيم

ليصير النسيم عريس خفّتهم اللامتناهية

الذين يغتربون

لئلاّ يدخلوا في التكرار والعادة

الذين يرفضون

الذين

العشّاق

النبلاء

الفرسان

الشجعان

الأحرار

الأباة

الرافضون

ويرفضون

أن يلمسهم حنانٌ معفَّرٌ بشبهة الذلّ

الذين لا تهتدي إليهم شجرةٌ على طرفِ رصيف

الذين لا رصيف يهتدي إلى خطواتهم الغريبة

الذين يحملون السلال ذاهبين إلى المواسم

ولن يُعطوا أن يملأوا السلال

الذين يأبون أن يطلقوا ولو آهةً وحيدة

من جوف أصواتهم المخنوقة

الذين لا تقودهم غيمةٌ

إلاّ ليصيروا هم الغيمة

الذين يصيرون الشتاء

عندما يستحيل الشتاء

الذين يصيرون الربيع

عندما يستحيل الربيع

الذين يصنعون الصيف والخريف

عندما يخونهم كلُّ صيفٍ وخريف

الذين نساؤهم جروحُهم

الذين يطلبون من عشيقاتهم

أن لا يشفقن على أوجاعٍ محتملةٍ في القلب

الذين يصلون إلى اليوم الأخير من السنة

ولن يكون في يد الواحد منهم

تفاحةٌ حمراء

في اليوم الأخير من السنة

الذين الذين الذين

يمشون على الهواء

وترتجف لعبورهم صفحات المياه

من دون أن يكون أحدهم مسيحاً

أو شبه مسيح

الذين الذين الذين

يرتّبون الأسرّة لأشخاص افتراضيين

ولا يأتي من هؤلاء

مَن ليمضي ليلاً افتراضياً متألماً في غرفهم الفاغرة

الذين الذين الذين

لن يناموا غداً

ولا بعد غد

في انتظار جملةٍ

أو في انتظارِ حبرٍ لجملة

الذين الذين الذين

الذين ينتظرون يداً من السماء

ولا تمتد إليهم يدٌ من سماء

هؤلاء

الذين

أنا

خادمُهم

والذين

إذا شاؤوا

أنا

واحدٌ

منهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: النزاعات والخلافات مهما كان نوعها وأسبابها تناقض الهوية المسيحية ورسالتها

الإثنين 01 كانون الثاني 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة حنا علوان، فرانسوا عيد وعاد ابي عاد، المونسنيور امين شاهين، امين سر البطريرك الأب بول مطر، في حضور السفير جورج خوري، رئيس الإتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، القنصل العام انطوان عقيقي وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "سمي يسوع، كما سماه الملاك قبل أن يحبل به" (لو2: 12) ، قال فيها: "عندما أبان الملاك ليوسف في الحلم أن "المولود من مريم إنما هو من الروح القدس"، قال له: "سمه يسوع، لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم" (متى1: 20-21). وسبق وقال الملاك لمريم في البشارة: "ستحملين وتلدين ابنا، وتسمينه يسوع، لأنه يكون عظيما وابن العلي يدعى" (لو1: 31-33). إن اسم يسوع يعني "الله الذي يخلصنا من خطايانا، ويشركنا في ملكه الذي يدوم إلى الأبد. هذه هي أبعاد كلمة لوقا الإنجيلي: "سمي يسوع، كما سماه الملاك قبل أن يحبل به" (لو2: 12).

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، ونحن نفتتح السنة الجديدة 2018 في يومها الأول، المعروف بعيد رأس السنة. فيطيب لي أن اقدم التهاني القلبية والتمنيات لكم ولكل اللبنانيين، ولجميع أبناء كنيستنا حيثما وجدوا، أكانوا في النطاق البطريركي، المعروف ببطريركية انطاكية وسائر المشرق، أم كانوا في بلدان القارات الخمس. نلتمس من الرب يسوع، الإله المخلص، أن يفيض على الجميع نعم خلاصه: الروحية والمادية والمعنوية، الاقتصادية والسياسية والامنية". وتابع: "في هذا اليوم الأول من السنة، اختاره الطوباوي البابا بولس السادس سنة 1967، ليكون يوم السلام العالمي. مذ تلك السنة، راح هو والبابوات خلفاؤه يوجهون رسالة خاصة بهذا اليوم. وجريا على العادة، وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة ليوم السلام العالمي أول كانون الثاني 2018 بموضوع: "مهجرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السلام". لقد دعت اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان"، للاحتفال بهذا اليوم الاحد المقبل 7 كانون الثاني في كنيسة الكرسي البطريركي في بكركي". وقال: "سمي يسوع". كلمة "يسوع" مشتقة من اللفظة الآرامية-السريانية "يشوع" وتعني "الله هو الخلاص" أو "الله يخلص". هذا الاسم يتضمن هوية يسوع ورسالته. وبما أن "الله وحده قادر على مغفرة الخطايا"، كما اعترض علماء الشريعة على يسوع الذي قال للمخلع مغفورة لك خطاياك" (مر2: 5-6). فها هو الله، بشخص يسوع ابنه الازلي الذي صار إنسانا، "يخلص شعبه من خطاياهم" (متى1: 21). اسم يسوع يعني أن اسم الله نفسه حاضر في شخص ابنه الذي صار إنسانا من أجل الفداء الشامل والنهائي للخطايا. إنه الاسم الإلهي الذي وحده يحقق الخلاص. أجل، على ما يقول بطرس الرسول: "لا يوجد تحت السماء اسم آخر أعطي للناس، نقدر أن نخلص به" (أعمال 4: 12) (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 430 و432). أضاف: "أصدر مجمع عقيدة الإيمان، في حاضرة الفاتيكان، إعلانا بعنوان: "الرب يسوع، حول وحدانية الخلاص وشموليته في يسوع المسيح والكنيسة". يرتكز هذا الإعلان على الكتاب المقدس في عهده الجديد، وعلى تعليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني وسواه، ويؤكد إيمان الكنيسة الثابت:

إنها تؤمن بأن يسوع المسيح، الذي مات وقام من أجل الجميع (1كور5: 15) يقدم للانسان، بواسطة روحه القدوس، الخلاص والنور والقوة ليستطيع أن يجاوب على دعوته السامية.

وتؤمن بأن "ما من اسم غير اسم يسوع تحت السماء أعطي للناس كي يخلصوا به"، على ما أعلن بطرس الرسول (أعمال4: 12).

وتؤمن بأن إرادة الله، الواحد والثالوث، الخلاصية الشاملة قد ظهرت وتمت مرة واحدة في سر تجسد ابن الله وموته وقيامته.

وتؤمن أيضا بأن بداية تاريخ كل إنسان، ونقطة ارتكازه، وغايته هي بيد المسيح سيدها ومعلمها (إعلان الرب يسوع، 13-14)".

وتابع: "انطلاقا من هذا الإيمان، لا يعلو أحد على يسوع المسيح من الآلهة والأرباب والمتألهين البشريين. أما عندنا نحن، يكتب بولس الرسول، فليس إلا واحد وهو الآب، منه كل شيء وإليه نحن أيضا نصير، ورب واحد وهو يسوع المسيح، كل شيء به، وبه نحن أيضًا" (1كور8: 5-6). وكتب: "الله يريد أن يخلص جميع البشر، ويبلغوا إلى معرفة الحق، لأن الله واحد، والوسيط بين الله والناس واحد، هو الإنسان يسوع المسيح الذي جاد بنفسه فدى عن جميع الناس" (1طيم2: 4-6). أضاف: "بالارتكاز على هذا الإيمان، جميعنا مدعوون للسعي إلى الخلاص بيسوع المسيح، بواسطة الكنيسة التي جعلها أداة الخلاص الشامل، إذ ائتمنها على كلامه وتعليمه، وعلى أسرار الخلاص السبعة، وعلى رباط المحبة بالروح القدس. ولأننا مخلصون بالمسيح، من واجبنا أن نعمل لخلاص الجميع بكل أبعاده: الخلاص الروحي من حالة الخطيئة بتقديس الذات بنعمة الأسرار؛ والخلاص المعنوي من الحزن والكآبة واليأس والضياع بالتقرب من الذين يعانون من هذه الحالات؛ والخلاص المادي من الفقر والعوز والحرمان، بمبادرات إنمائية ومساعدات وإيجاد فرص عمل وإنتاج؛ والخلاص السياسي من التسلط والظلم والاستئثار بالسلطة، بوجود سلطة سياسية تتحلى بالمسؤولية والنزاهة، وتسهر على تعزيز الديموقراطية وحماية حقوق المواطنين وتفعيل أجهزة الرقابة، وتعمل على استئصال الفساد والرشوة وسرقة المال العام. المسيح بفعل الخلاص يجمعنا في واحد، لكي نبني الوحدة بين الناس، في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة. فالنزاعات والخلافات، مهما كان نوعها وأسبابها، إنما تناقض الهوية المسيحية ورسالتها، إذا ما استمرت، من دون أية محاولة لحلها، أو إذا أججت نارها".

وختم الراعي بالقول: "إننا نبدأ هذا اليوم الأول من العام الجديد 2018، باسم يسوع، بحيث نسعى دائما إلى خلاصنا وخلاص سوانا بنعمة المسيح، وإلى توطيد السلام على أسسه الأربعة: العدالة والحقيقة والحرية والمحبة، لمجد الله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، وتسبيحه وشكره الآن وإلى الأبد، آمين".

مهنئون

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية للتهنئة بالأعياد المجيدة.

 

عودة ترأس قداس ختانة المسيح: ليبث الحاكم الفضيلة في المجتمع وتكون سياسته مستقيمة وعادلة

الإثنين 01 كانون الثاني 2018

وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، لمناسبة ذكرى ختانة ربنا يسوع المسيح بالجسد وتذكار أبينا الجليل في القديسين باسيليوس الكبير ورأس السنة، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى عودة عظة قال فيها: "إن بدء السنة الكنسية هو الأول من أيلول. في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بذكرى دخول الرب يسوع إلى مجمع اليهود حيث دفع إليه سفر إشعيا كما يقول الإنجيلي لوقا فقرأ "إن روح الرب علي ولأجل ذلك مسحني وأرسلني لأبشر المساكين وأشفي منكسري القلوب وأنادي للمأسورين بالتخلية، وللعميان بالبصر وأطلق المهشمين إلى الخلاص وأكرز بسنة الرب المقبولة". أضاف: "في هذه الذكرى تدخلنا الكنيسة في الزمن الجديد زمن الملكوت سنة الرب المقبولة، لذلك نرفع الدعاء إلى الله شاكرينه على كل ما أعطانا ومجددين العهد على الوفاء لتعاليمه والشهادة له نحن الذين عند المعمودية لبسنا المسيح واتحدنا به. لكن العالم يحتفل اليوم أي في الأول من كانون الثاني ببدء السنة التي نسأل الله أن يجعلها مباركة وحاملة الخير والسلام. أما الكنيسة فتعيد اليوم لذكرى ختانة الرب يسوع. بالأمس القريب رأينا عمانوئيل طفلا في المذود ملفوفا بالأقمطة كأي طفل واليوم نراه مطيعا للناموس يخضع للختان الذي كان واجبا على كل ذكر يهودي لتأكيد العهد مع الله. لكن خضوع الطفل الإلهي للناموس لم يكن كخضوع أي طفل بل لكي يعتقنا من لعنة الناموس ويجعلنا أبناء للنعمة.

يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد (آدم) جعل الكثيرون خطأة هكذا بإطاعة الواحد (يسوع) سيجعل الكثيرين أبرارا" (رو5 19).

الله الآب بسبب محبته اللامحدودة لم يشأ أن يترك خليقته العاقة في ظلام الخطيئة فأرسل ابنه الوحيد ليخلصها. آدم أخطأ وعكس خطيئته على ذريته فجاء المسيح لكي يعتقنا من نير الخطيئة ويخلصنا. فلم يعد للختان ضرورة. الختان المطلوب الآن هو ختان القلب من كل شر وخطيئة وإثم".

وأردف عودة: "الكنيسة تعيد اليوم أيضا للقديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك الذي ولد في أواخر العام 329 في عائلة خرج منها قديسون ومعترفون وشهداء. فجده لأمه كان شهيدا للمسيح وجداه لأبيه كانا معترفين. جدته مكرينا التي اعتنت بتربيته كانت قديسة تتلمذت على يد القديس غريغوريوس الصانع العجائب. أبوه وأمه كانا تقيين ورعين أنجبا خمسة ذكور وخمس إناث وقد أصبح خمسة من أبنائهما قديسين بينهم قديسنا باسيليوس وأخته مكرينا التي خشيت على أخيها باسيليوس الذي تتلمذ على كبار معلمي عصره وأتقن التاريخ والهندسة وعلم الفلك والمنطق والبلاغة والبيان والشعر والفلسفة وغيرها من علوم زمانه، فاتهمته بالإدعاء والغرور والإستكبار. أثر كلامها في نفسه وغير مسيرة حياته خاصة بعد وفاة أخيه نكراتيوس الفجائية. أدرك باسيليوس أن كل الأشياء فانية ما عدا وجه الله فقال "بعد أن أمضيت زمنا طويلا في الأباطيل وصرفت عهد شبابي في الكد والجد في تحصيل العلوم وبلوغ حكمة تنكرها الحكمة الإلهية صحوت يوما كما يصحو النائم من رقاد عميق ولمحت النور الباهر المشرق من تعليم الإنجيل".

وتابع: "زار المراكز البارزة للحياة الرهبانية في العالم المسيحي، ثم قرر النسك والعزلة وانصرف إلى الصوم والصلاة وقراءة الكتاب المقدس وكتب الآباء والتأمل. بعد ذلك اهتم بالرهبنة المشتركة ووضع لها القواعد وأنشأ المناسك. ثم تدرج في الرتب الكهنوتية إلى أن اختير رئيس أساقفة حوالى سنة 370 لقداسته رغم اعتلال صحته.

نذر باسيليوس حياته لعمل الرحمة وعندما حطت المجاعة في قيصرية باع الأملاك التي تركها له والده لإطعام المحتاجين وألقى المواعظ التي حركت القلوب ففتح الكثيرون مخازنهم للمساعدة.

وكما واجه المجاعة بشدة هكذا واجه بدعة آريوس حتى إنه تحدى الإمبراطور والنسالآريوسي وقال لموفده مودستس "إمبراطوري أنا يمنعني من اتباع أوامر إمبراطورك. لا أستطيع أن أعبد خليقة وأنا خليقة الله ومدعو إلى الإشتراك في حياته، أنت حاكم وأحد البارزين لكنني لا أكرمك أكثر مما أكرم الله". وعندما هدده بمصادرة ممتلكاته ونفيه، أجاب "لا يمكنك أن تصادر مقتنياتي لأني لا أملك شيئا. إلا إذا كنت تريد ثوبي العتيق هذا أو الكتب القليلة في مكتبتي. أما النفي فماذا يضيرني حيثما حللت في أرض الله هناك يكون منزلي. لا يمكنك أن تنفيني من نعمة الله. والتعذيب لا ينال مني لأنه ليس لي بعد جسد يحتمل التعذيب. ضربة واحدة ويأتيني الموت. أما الموت فمرحب به لأنه يأتي بي سريعا إلى حضرة الله المباركة". قال مودستس " لم يجسر أحد قبل اليوم على مخاطبتي بهذه اللهجة". أجابه باسيليوس الكبير " ربما لأنك لم تلتق أسقفا قط وإلا لكان كلمك بالطريقة التي كلمتك بها. نحن الأساقفة قوم ودعاء مسالمون لأن شريعتنا تأمرنا بذلك. ونحن كذلك لا مع الرؤساء وحسب بل مع كل الناس بلا استثناء. ولكننا في سبيل الله لا نحسب حسابا لشيء لا للتعذيب ولا للموت. فالتعذيب يقوي عزيمتنا. أهنا، هددنا وإفعل ما يحلو لك، مارس سلطانك علينا ولكن ليسمع الإمبراطور كلامي جيدا. لن تقنعنا أبدا بالإنضمام إلى قوى الإثم مهما بلغ تهديدك لنا".

هكذا شهد باسيليوس للمسيح وتمسك بإيمانه رغم التهديدات العديدة التي توعده بها مبعوثو الإمبراطور. وكان مستعدا للموت من أجل المسيح".

أضاف: "الصفحات المضيئة في تاريخ المسيحية كتبت بدماء الشهداء. فالكنيسة هي كنيسة الرسل والشهداء الذين سقطوا الواحد تلو الآخر دفاعا عن إيمانهم بالمصلوب الذي مات وقام من أجل خلاص العالم. آلاف الشهداء بل ملايين سقطوا في كل العصور بدءا بالعهد الروماني. يقول يوسيبيوس في تاريخه "أذاقوا الموت في نفس اليوم لعشرة عشرين ثلاثين ستين وحتى مئة مسيحي في آن". ولم تكن النساء بعيدات عن الإستشهاد لأن عدد الشهيدات يكاد يوازي عدد الشهداء.

الشهيد هو شاهد. المسيح الرب كان أول من شهد للآب وتوج شهادته على الصليب. وقد أعطى لرسله أن يشهدوا باسمه أمام العالم أجمع. المعترفون الكثر الذين تكرمهم الكنيسة هم المسيحيون الذين أعلنوا إيمانهم بالمسيح القائم من بين الأموات زمن الإضطهادات ولم يتراجعوا عن إيمانهم رغم تهديدات الأباطرة والعذابات الموعودة ودفعوا حياتهم بفرح ثمنا لإيمانهم. الإيمان أقوى من الموت. هل ننسى ما قاله إغناطيوس الإنطاكي "إني أموت بمحض اختياري من أجل المسيح، أنا قمح الله أطحن تحت أضراس الوحوش لأخبز خبزا نقيا للمسيح".

وقال عودة: "مهمة الكنيسة أن تشهد لمسيحها. هذا يعني أن من واجب كل مسيحي أن يشهد للمسيح للحق حتى الدم ليس كرها بالحياة بل محبة لله.

في هذا اليوم المبارك أسألكم أن تتأملوا في سير القديسين ومن استشهدوا بفرح من أجل إيمانهم جاعلينهم نصب أعينكم أمثلة وقدوة لحياة تتدرجون فيها صعودا بالجهاد والفضائل إلى أن تصلوا إلى قياس ملء المسيح.

لقد طوينا سنة مرت بمحاسنها ومساوئها وصعوباتها وها نحن نستقبل سنة نصلي إلى الرب كي تكون مباركة ومقدسة بوجوده الدائم فيها وحافلة بالخير والسلام وبالإنجازات التي تنعكس إيجابا على حياة الإنسان وتنميها.

أملنا أن تكون بداية العام مناسبة للتأمل بما مضى والرجاء بما سيأتي. أملنا أن يتجه كل منا إلى قلبه وأن يتفحص بتأن ما يعتمر في داخله ويتوب عن كل خطيئة أو شر أو معصية ارتكبها ويعود إلى ربه متعهدا سلوك طريق الخير والبر والصلاح بمعزل عما يقوله أو يفعله الآخر. فإن أصلح كل منا نفسه وقوم اعوجاجها وملأ قلبه محبة وإيجابية وفرحا وألقى همومه على ربه سوف يحيا بسلام وطمأنينة.

لكن عالمنا ينسلخ شيئا فشيئا عن الإيمان ويتجه إما نحو التعصب الأعمى البعيد عن كنه الإيمان المرادف للمحبة والتسامح والعطاء أو نحو اللامبالاة والمادية والمصلحة".

وأضاف: "حياة الإنسان فارغة ما لم يملأ الله قلبه. والعالم فارغ ما لم يملأ بشر مؤمنون يشكلون الخميرة الصالحة ويعيدون الإنسانية إلى العالم وإلى الحياة.

ما معنى الحياة إن لم يعش الإنسان بسلام مع نفسه ومع أخيه الإنسان ومع ما يحيط به من طبيعة وكائنات للأسف تنوعت في زمننا أشكال العنف وتعددت. لم يعد العنف بالقتل أو التفجير أو التدمير أو الإبادة وحسب بل تعداها إلى العنف اللفظي أو المعنوي الذي وإن لم يقتل الجسد إلا أنه يسيء إلى نفس الإنسان وإلى كيانه ووجوده وكرامته وإنسانيته. فما نشهده على الطرقات من مشادات على أفضلية المرور تنتهي أحيانا بالطعن أو القتل وما نشهده في وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام والرسائل الصوتية أو المكتوبة ينذر بكارثة إنسانية. لم يعد للانسان قيمة. بل لم يعد قيم ومبادئ وأخلاق. الكل متفلت من كل شيء. الإنسان يدمر الآخر ونفسه لأن الأخلاق بادت والإيمان تقلص. وما زاد الأمر سوءا هيمنة الآلة على كل المجالات. كما أن التكنولوجيا الحديثة أدت دورا سيئا وسلبيا في تداول المعلومات الخاطئة أحيانا أو الكاذبة التي تجافي الحقيقة وتسمم أفكار الناس وتضللهم".

وسأل: "ألم نلاحظ جميعنا كم تزدحم مواقع التواصل الإجتماعي بشائعات تهدف إلى صرف انتباه الناس عن الواقع أو الحقيقة وتوجيههم إلى ما يراد له أن يكون واقعا أو حقيقة الأخبار الزائفة تنتشر بسرعة وسهولة لأنها أكثر إثارة من الأخبار العادية لكنها تنتهك حرية البشر وكرامتهم وتؤذي سمعتهم. أين الإنسانية والمحبة واحترام الآخر في ظل التطور التكنولوجي؟ كيف تنتصر الحقيقة على الكذب والتضليل وتعود القيم والصدقية والموضوعية والتحليل العلمي والمنطق وكيف يعود وجه الآخر هو محط النظر لا الهاتف أو الآلة وكيف يعود الحوار مع الآخر الذي هو صورة الله؟".

وأردف: "في بداية هذا العام نرفع الدعاء إلى الإله الذي صار إنسانا لكي يشترينا بدمه ويعتقنا من نير الخطيئة أن يهدي الإنسان وينير عقله وقلبه ليعود إلى إنسانيته ويعي أن الله الذي خلقه منحه كل النعم ليعيش بسلام ووئام ومحبة مع أخيه الإنسان ومع ما يحيط به. رجاؤنا أن يعود الوعي الذي يؤدي إلى التغيير وأن يتم تفعيل دور العقل وتهذيب الخلق وحفظ النظام وتطبيق القانون واحترام البيئة وإعلاء شأن العمل والجهد والثقافة والعلم وكل ما يؤدي إلى التقدم.

كل من لا يتقدم يتخلف. والتقدم هو نتيجة الجهد الشخصي والمثابرة والإيمان بالله أولا ثم بما منحنا إياه الله من عقل وذكاء وبصيرة وحسن تمييز. لذلك علينا جميعا تنقية القلب والإعتماد على العقل في حياتنا واحترام المبادئ المرتكزة على القيم والأخلاق والفضائل. الحياة البعيدة عن الفضائل فارغة وتافهة كما أن السياسة البعيدة عن الفضائل ليست سياسة فاضلة وبناءة. لذلك من الضروري أن يتحلى الجميع بالفضيلة وبشكل خاص الحاكم ليبث الفضيلة في المجتمع وتكون سياسته مستقيمة وعادلة".

وختم عودة: "لقد أعطي لنا الزمن للتوبة ولعيش الفضيلة بانتظار لقاء وجه الرب. ألا كانت السنة القادمة علينا بخير، سنة توبة ورجوع عن كل ما يسيء إلينا وإلى إخوتنا، سنة كفاح من أجل الوصول إلى الأفضل، سنة مصالحة مع الذات ومع الغير، سنة قيامة لنا ولوطننا لبنان من كل كبوة.

أعاد الله عليكم هذا العيد المبارك بالصحة والخير والقداسة وعلى وطننا المحبوب لبنان بالسلام والإستقرار والإزدهار".

 

مطر ترأس قداس رأس السنة: لنفتح قلوبنا للسلام ونبنيه حجرا حجرا في كل جماعات الأرض

الإثنين 01 كانون الثاني 2018

وطنية - إحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، بقداس رأس السنة الجديدة على نية السلام في لبنان والشرق والعالم، قبل ظهر اليوم في كنيسة سيدة الوردية في رأس بيروت، يحيط به كاهن الرعية النائب الأسقفي للشؤون الراعوية المونسنيور أنطوان عساف، الأباء ريمون القسيس، غي سركيس وعمانوئيل قزي. وشارك فيه وزير الثقافة غطاس الخوري، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن، أعضاء الهيئة التنفيذية للمجلس، السفيرة جورجين ملاط، مستشار رئيس منظمة فرسان مالطا فرانسوا أبي صعب، ممثلون عن هيئات راعوية وإجتماعية ومصلون.

وبعد الإنجيل المقدس ألقى مطر عظة جاء فيها: "منذ إحدى وخمسين سنة، أعلنت الكنيسة يوم الأول من كانون الثاني يوما عالميا للسلام. وهل من أمنية أجمل من أمنية السلام يتبادلها الناس في مناسبة مطلع العام الجديد؟ لا بل هي الأمنية الأغلى عند الشعوب، لأن السلام وحده يعطي فرصة للحياة بأن تحفظ وتستمر، والسلام وحده يفسح في المجال ليبني الإنسان نفسه ويزدهر ويفرح.

لكن هذه الأمنية التي ترددها جميع الشفاه والتي ترغبها القلوب والعقول معا، ما زالت بعيدة عن أرض الواقع، تحاصرها الصراعات من كل جانب، وكأن حلولها يدخل في باب المستحيلات. ولقد جرب الناس منذ القدم إحلال السلام في علاقاتهم بعضهم مع بعض، وذلك عن طريق الوسائل البشرية المعروفة، فلم ينالوا سوى نتائج هزيلة وسريعة التلاشي أمام الفتن والحروب التي بقيت لها القوة الأقوى في تاريخهم. ومن بين هذه الوسائل البشرية عرف العالم فرض السلام بالقوة من قبل المسيطرين، وإجبار الضعفاء على الإذعان لما تعود الناس أن يسموه "سلام العبيد". إن مثل هذا السلام لا يحسب سلاما بل هو استعباد للآخر وحرمانه حتى من ذاته بعد أن يكون قد حرم من حقوقه. ولقد علمنا التاريخ أن أية قوة مادية قاهرة اليوم ستصبح مقهورة غدا. والغطرسة ليست قيمة بحد ذاتها وهي لا تؤدي إلى السلام، لا بل هي تقتل الفرص لحلوله بين البشر. أما السلام الآخر الذي حاول الناس أن يسعوا وراءه فهو سلام توازن القوى بين فريقين أو أكثر. فإذا كانت لفريق قوة موازية لفريق آخر، لا أحد منهما يتجرأ على الحرب ضده بل يقبلان السلام معا، ولكن إلى زمن محدود. إذ يكفي بعد ذلك أن يقوى فريق على فريق حتى تقع الحرب بينهما ويزول السلام، فنعود من جديد إلى سلام القوة وسلام العبيد".

وأردف: "نحن نأسف كل الأسف أن يكون سلام البشر لا يتعدى هذه الصور التي أعطيناها عنه. ولذلك يبقى السلام ضعيفا في الأرض ومعرضا للفح كل ريح غازية أو عدوانية أو طامعة بخيرات الآخر، دون الاكتراث بحقوقه ولا حتى بوجوده. وكم قرأنا عن نظرية المدى الحيوي الذي يحفظه كل قوي لذاته أو لجماعته على حساب الآخرين ولو في حاجاتهم الأساسية.

لكن الإيمان أوحى إلينا بأن الله قد تدخل في تاريخ البشر وأنه وعدهم بسلام يأتي من عنده، على أن يكون في الوقت عينه ثمرة قبول الناس أنهم أخوة وأنهم خلقوا جميعا على صورة الله ومثاله ليؤلفوا عائلة بشرية واحدة لا يوجد فيها قوي على ضعيف ولا من يعتبر نفسه باسم دينه أو باسم قوميته، أو باسم أي انتماء آخر فوق غيره، وكأن هذا الأمر حق له أبدي. فهلا أدركنا معنى تجسد الابن الإلهي الذي صار إنسانا مثلنا ليضمنا إليه في إنسانية واحدة متصالحة وملتزمة لوصايا ربها؟ بهذه الحال ينزل السلام من السماء على الأرض ويستقر فيها بقوة الله ونعمته. إن هذا السلام جاهز في السماء على الدوام. ولكن يبقى أن تجهز الأرض نفسها لقبوله. فعندما نتحول إلى أخوة حقيقيين ينزل إلينا سلام الله أبينا وسلام ربنا يسوع المسيح وسلام الروح القدس الذي يغير وجه الأرض. فلتكن لنا في هذا اليوم المبارك صلاة خاشعة من أجل هذه الأخوة بين الناس ومن أجل السلام ليحل في قلوبهم ويفتحوها على المحبة. ولنسأل الله أن ينير جميع العقول ليقبلوا من الأفكار ما في ربنا يسوع المسيح، فتحيا بها نفوسهم ويعم فيها السلام".

وتابع: "ولقد شاء قداسة البابا فرنسيس لثلاث سنوات خلت أن يدعو جميع الناس إلى التلاقي حول قناعات واحدة تسهم في قبولهم المشترك للسلام وفي العمل من أجله بقوة واندفاع كبيرين. فوجه إلى الكنيسة والعالم رسالة حول الأرض والبيئة معتبرا إياها بيتنا المشترك الذي علينا أن نتعاون كلنا دعما لحسن مصيره. فتقوى فينا تلك النزعة إلى التقارب وإلى الجهد المشترك في سبيل الخلاص، لأن خلاص الأرض إما أن يكون للجميع وإما لن يكون لأحد. في هذه الرسالة يلفت البابا إلى ضرورة تخطي مفهوم الحدود الطبيعية بين دولة ودولة وبين شعب وشعب. فاحتباس الحرارة ضمن الغطاء الجوي للأرض لن يكون لقارة دون أخرى أو لدولة دون سائر الدول. فالخطر يداهم الجميع. والأرض التي أعطانا الله إياها التي وفر لها كل الشروط البيئية المؤاتية لتحتضن الحياة والإنسان، هي البيت الذي يضمنا جميعا على الرغم من خلافاتنا وتنوعاتنا ومشاحناتنا الكثيرة. ولن يكون لنا بيت في الدنيا سوى هذا البيت. فإن نحن أفسدنا الحياة فيه فلن يكون لنا سكنى في غيره ويكون الانتحار الجماعي للبشرية بأسرها. إن قداسة البابا لا يهتم مباشرة بالأمور العلمية ولا بالحلول المطروحة لمشاكل البيئة. لكنه يريد من خلال رسالته هذه أن يجمع الناس على هم واحد هو هم العيش معا وهم قبول الواحد منا للآخر، لعلنا بذلك نتجه مع الإنسانية إلى بناء ملكوت واحد هو ملكوت الأخوة الإنسانية، وما نسميه في إيماننا المسيحي ملكوت الله".

وأردف: "في هذا اليوم بالذات، أي في مطلع السنة الجديدة الآتية عليكم بخير، يوجه البابا فرنسيس رسالة جديدة إلى العالم يدعو فيها جميع الناس إلى مواجهة مشكلة خطيرة من مشاكل الكون، مع الرجاء بأن يتم السعي إلى حلها بروح المحبة والسلام. إنها مشكلة ناجمة عن صراعات البشر المستمرة في ما بينهم وعن التفاوت الاجتماعي في الخيرات التي خلقها الله ليستفيد منها الجميع دون استثناء. إنها مشكلة المهجرين في العالم، الذين باتوا اليوم بعدد مئة وخمسين مليون مهجر في العالم، ومشكلة اللاجئين من بينهم وقد صاروا يعدون حوالى اثنين وعشرين مليون لاجئ في كل أنحاء الأرض. فهل نستطيع في ضوء هذه الأرقام أن نصف هذا العالم بأنه عالم سلام؟ وهل نستطيع القول أن السلام هو الذي يخيم على الشعوب؟ فيقول قداسته أن هذه المعضلة البشرية يجب أن تجد لها حلا ناجما عن روح السلام وعن احترام الكرامات البشرية والتضامن بين الناس وانفتاح الشعوب بعضها على بعض. وإلا فإن المشاكل ستجد لها تعقيدات خطيرة وسوف تولد لا سمح الله أخطارا إضافية فوق الأخطار الحالية المتفاقمة".

وتابع: "يوافق قداسته على أنه من الطبيعي أن تكون لكل دولة طاقتها على استقبال الوافدين إليها. لكنه يعلن أيضا بأن هذه الطاقة يجب أن تستعمل كلها لاستقبال اللاجئين فهؤلاء ليسوا عالة على الشعوب الضعيفة بل هم في غالب الأحيان أناس مندفعون إلى العمل في سبيل مستقبل أفضل، ما يعطي الشعوب المستقبلة قوة مضافة على قوتها الأساسية. يكفي من أجل ذلك أن ننظر إلى اللبنانيين الذين هاجروا إلى أقاصي الأرض وأسهموا في كل مكان في نهضة البلدان التي استقبلتهم. فهم بهذا المعنى مثال يحتذى أمام جميع الشعوب.

هكذا يدعو قداسته إلى تخطي الأنانيات والعصبيات الضيقة وإلى الانفتاح على الروح الإنسانية التي تسهم وحدها في صنع السلام وفي تدبير الشؤون المستعصية في قلب المجتمعات. وفي قناعة البابا أيضا أن السلام غير ممكن في الأرض من دون هذه النزعة الإنسانية عند الجميع، ومن دون أن يرفق الإنسان بأخيه، فيتحول من وقع يوما ضحية اليأس والظلم والأحقاد إلى إنسان يتمتع بحس المحبة والتواصل والعرفان".

وختم مطر: "لقد قال الرب يسوع في عظته على الجبل، "طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يدعون". وهو بذلك يعلمنا أن السلام يعمل من أجله ولا يهدى فقط من دون مشاركة بشرية في صنعه أو في انتشاره. السلام عملية دقيقة تتم كل يوم وعلى يد كل إنسان. فلنفتح قلوبنا لهذا السلام الذي نكتشفه اكتشافا ونبنيه حجرا حجرا في كل جماعات الأرض. وقد حدثنا الرب يسوع أيضا عن "أهل السلام" و"أبناء السلام". فلنكن نحن أيضا من أهل هذا السلام ومن المنضوين تحت لوائه دون تردد ولا تراجع. ولنطلب بدالة الأبناء أن يقصر الله أيام الحروب في منطقتنا والعالم، وأن يقترب حلول السلام بقوته القادرة على كل شيء. وليحفظ الله قلوبكم وعقولكم بالمسيح يسوع ملك السلام، له المجد والشكر إلى الأبد. آمين".