المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 26 شباط/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.february26.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اللعنة الأبدية على من فرطوا تجمع 14 آذار

الياس بجاني/وهل انتم يا ربع الصفقة الخطيئة افضل من اللواء جميل السيد؟

الياس بجاني/صلاة من أجل "الملاك" مايا بشير الجميل واستنكار للضغط على ادارة فندق مونرو لتعطيل انعقاد مؤتمر حركة المبادرة الوطنية

الياس بجاني/البدائل غير موجودة ولهذا حزب الله يحكم لبنان ويتحكم بحكامه وبطاقمه السياسي

الياس بجاني/لا ثقة ولا احترام ولا اعتبار لجاحد لا يعرف معنى العرفان بالجميل ويبدل اقنعته غب مصالحه والمنافع

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: قوى 14 آذار محكومة بالخط الوطني وقواعدها الشعبية لا تتقبل تحالفات إنتخابية غير منطقية

اسبوع للعلولا في لبنان.. ما هي الملفات التي سيبحثها؟

الجمعية العامة لـ"التجمع اللبناني" تدعو إلى التصويت ضد الدويلة وتندد بلجم الحريات وبجرائم الأسد في الغوطة

سأنتخب جميل السيد/أحمد عدنان/جنوبية

 الحسيني يتحدث عن إمكانية ترشحه لمواجهة انحراف التمثيل في بعلبك - الهرمل

شخصيات في «14 آذار» تتمسّك بمواجهة «مشروع الدويلة» والتسوية تغيّب سلاح «حزب الله» عن الحملات الانتخابية/ يوسف دياب/الشرق الأوسط

كسروان - جبيل أمام مشهد جديد.. كيف ستتصرف معراب؟

ريفي: لن نقبل بـ”الدولة البوليسية”

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المفتي زغيب : الإنتخابات ليست استفتاءا على خيار المقاومة

شمعون: قانون الإنتخابات أعوج كالذين صنعوه

ريفي: جاهزون للانتخابات ولن نسمح لنائب على علاقة بحزب الله أو النظام السوري بتمثيلنا

الحسيني: الأولوية في الانتخابات تمثيل المواطنين لا الأحزاب

نعيم قاسم خطاب الإقطاعية والإستعلاء!

هؤلاء أبرز مرشحي حزب الله المغضوب عليهم من القواعد الشعبية

الحريري نحو مواجهة شاملة مع 14 آذار

كسروان - جبيل أمام مشهد جديد.. كيف ستتصرف معراب؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يدعو الى وقف فوري للعنف في سوريا

إغلاق كنيسة القيامة في القدس احتجاجاً على ضرائب إسرائيل

برلماني إيراني: ما يحدث في الغوطة «مجزرة بحق المسلمين»

التسليح الإيراني للحوثيين على طاولة مجلس الأمن

مسؤول يمني: أفكار إيران الطائفية أثرت سلبًا على السلم الاجتماعي

فتح تستنكر تصريحات سفير قطر.. "تبث الفرقة بين شعبنا"

إيران تخرق الهدنة.. و"تلتزم" بمواصلة ضرب الغوطة

انفجار هائل في وسط بريطانيا.. ولا شبهة "إرهاب" حتى الآن

خطأ مهني" تسبب بإسقاط مقاتلة إسرائيل بصاروخ من سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نفوذ «حزب الله» يتراجع في حال واحدة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ما يقوله مُتخصصون في «التزوير والــطعون والمال الإنتخابي/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

«فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ»/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

أرادوا تعطيل الإنتخابات/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

مقاعد موارنة الأطراف... دور أكبر من نائب/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

الطائفية اللبنانية حين تعجز عن ضمان الحريات/ حازم الامين/الحياة

ترشيحات حزب الله: درس في الاستهزاء بمبدأ التمثيل الشعبي/غسان سعود

حماة 1982.. وسوريا الجديدة/خيرالله خيرالله/المستقبل

في ظل العولمة: حركتان مضادتان، العالم يتّسع لكنّه يضيق/منى فياض/النهار

أداة تأديبية تدعى الانتخابات النيابية في لبنان/سامر فرنجيّة/الحياة

ازدحمت الاستحقاقات ودعوة رسمية للحريري لزيارة السعودية/الهام فريحة/الأنوار

تحالف سياسي جديد يستعيد عناوين 14 آذار/هيام عيد/الديار

إنجاز الخريطة الديموغرافية لمحيط دمشق/إياد أبو شقرا/الشرق الاوسط اللندنية

طريق وحيد في مواجهة الهيمنة الإيرانية/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

السياسة والكراهيّة/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

عقول من الهند/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

22 عاماً من علاقات الدوحة وتل أبيب/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

الحسم العسكري يطوي صفحة آستانة ويثأر لسوتشي/جورج سمعان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية يلتقي الموفد السعودي بعد ظهر غد

الراعي وممثلو الطوائف في فيينا للمشاركة في مؤتمر حوار الأديان

حداد عن احداث الغوطة: الصمت الرسمي اللبناني بذريعة النأي بالنفس لا يعفي السلطة والقوى المشاركة في الحرب من النكبة اللاحقة بالشعب السوري

من قتل الشاب العبقري حسن خيرالدين في كندا؟

هذه لائحة التيار والمستقبل في زحلة: مواجهة فتوش والثنائي

بري في جلسة حوار مع 128 طالبا: لست ابن بيك ولن أورث في السياسة على الإطلاق وللقيام بانتفاضة دستورية لمنع وضع العربة مجددا أمام الحصان

القوات أحيت ذكرى مجزرة قنات برعاية جعجع: صناديق الإقتراع ستضج وفاء لذاتنا ولقواتنا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى

من رسالة القدس بولس الرسول لأهل رومة/09/من29حتى33/فَمَاذَا نَقُولُ؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ أَدْرَكُوا الْبِرَّ، الْبِرَّ الَّذِي بِالإِيمَانِ. وَلَكِنَّ إِسْرَائِيلَ وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ! لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ لَيْسَ بِالإِيمَانِ بَلْ كَأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. فَإِنَّهُمُ اصْطَدَمُوا بِحَجَرِ الصَّدْمَةِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

اللعنة الأبدية على من فرطوا تجمع 14 آذار

الياس بجاني/25 شباط/18

على الأكيد الأكيد وطبعاً وطبعاً حزب الله سيهيمن على مجلس النواب ويحصد أكثرية كبيرة وذلك بسبب غباء وأنانية وجشع واسخريوتية وأوهام أصحاب شركات الأحزاب الذين داكشوا الكراسي بالسيادة وفرطوا 14 آذار..اللعنة الأبدية ستحل عليهم وسيلعنهم التاريخ ولن يذكرهم بغير الأغبياء.

 

وهل انتم يا ربع الصفقة الخطيئة افضل من اللواء جميل السيد؟

الياس بجاني/24 شباط/18

السياسيون التعتير من ربع التلون والنفاق وعشاق الأبواب الواسعة والغدر، ومعهم كل أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية الفاشلين والفاسدين والمفسدين الذين دخلوا صفقة التسوية الخطيئة وداكشوا السيادة بالكراسي وفرطوا تجمع 14 آذار وقفزوا فوق دماء الشهداء..هؤلاء جميعاً ليس من حق أي منهم انتقاد ترشيح حزب الله اللواء جميل السيد للنيابة أو ترشيح غيره من جماعة الممانعة.. وصحيح يلي ما استحوا بعدون ما ماتوا..

 

صلاة من أجل "الملاك" مايا بشير الجميل واستنكار للضغط على ادارة فندق مونرو لتعطيل انعقاد مؤتمر حركة المبادرة الوطنية

الياس بجاني/23 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62789

في الذكرى 38 لإستشهاد الطفلة والملاك مايا بشير الجميل نرفع الاصلاة إلى الله جل جلاله من أجل راحة نفسها ومن أجل راحة أنفس كل شهداء وطن الأرز الذين هم ملائكة وايقونات.وبفضل دمائهم الطاهرة والتضحيات بقي لبنان رغم كل الشدائد والصعاب والتجارب وهم في السماء يحرسونه...

اليوم وبعد 38 سنة نتذكر الطفلة مايا بشير الجميل ابنة ال 18 شهراً التي اغتالها الأشراء في مثل هذا اليوم من سنة 1980، كما هم أنفسهم يغتالون بوحشية أطفال الغوطة الشرقية باجرام بشع وغير مسبوق.

وفي نفس الوقت نستنكر الضغوطات الأمنية وغير الأمنية التي تعرضت لها إدارة فندق "مونرو" بيروت لعدم الإلتزام بالأتفاق المسبق الذي كانت عقدته مع حركة المبادرة الوطنية لإقامة مؤتمرها يوم غد بتاريخ 24 شباط/18.

 

في اسفل بيان صادر عن حركة المبادرة الوطنية

23 شباط/18/صدر عن حركة المبادرة الوطنية البيان التالي: كنّا قد اتفقنا مع إدارة فندق "مونرو" – بيروت لعقد اجتماع "المؤتمر العام" لحركة المبادرة الوطنية يوم 24 شباط 2018 بمشاركة حوالى 1000 مدعو من كل المناطق اللبنانية. تبلّغنا اليوم من إدارة الفندق، وبشكلٍ مستغرب، رفضها عقد المؤتمر. وفهمنا بوضوح أن هذا الرفض، رغم القبول المسبق، أتى نتيجة ضغوطات سياسية استخدمت جهات أمنية تمنّت على إدارة الفندق إلغاء الإحتفال. لذلك، يعقد الدكتور فارس سعيد والدكتور رضوان السيد مؤتمراً صحفياً في مكتب د. سعيد يوم غد السبت في 24-2-2018

عند الساعة الثانية عشر ظهراً في الأشرفية، شارع البير خياط بناية نجيم Ach 366،

 

البدائل غير موجودة ولهذا حزب الله يحكم لبنان ويتحكم بحكامه وبطاقمه السياسي

الياس بجاني/22 شباط/18

طبعاً طبعاً، وأكيد أكيد ومليون أكيد وطبعاً فإن حزب الله ليس قوياً ولا هو سوبرمان ليحكم لبنان دون مقاومة، بل لأن من يدعون معارضته هم في سوادهم الأعظم منافقون واذلاء وضعفاء وذميون وتجار وقليلو إيمان وخائبو رجاء ويعشقون الأبواب الواسعة ويعبدون المال وكل ما هو تروات ترابية. كفاكم ذل وعبودية

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

لا ثقة ولا احترام ولا اعتبار لجاحد لا يعرف معنى العرفان بالجميل ويبدل اقنعته غب مصالحه والمنافع

الياس بجاني/22 شباط/18

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

تجنب هؤلاء وابتعد عنهم.. فلا ثقة بمتلون، ولا آمان لوصولي، ولا احترام لجاحد لا يعرف معنى الإعتراف بالجميل، ولا قيمة لمتزلف ومنافق، ولا اعتبار لمن لا يصون المبادئ والقيم ويلزم بهما في وقت الشدائد.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: قوى 14 آذار محكومة بالخط الوطني وقواعدها الشعبية لا تتقبل تحالفات إنتخابية غير منطقية

الأحد 25 شباط 2018 /وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" إلياس الزغبي في تصريح، أن "هذه القوى السيادية محكومة بالخط الوطني، الذي يجمعها، مهما باعدت بينها الظروف والمصالح". وقال: "لا يمكن للقواعد الشعبية لهذه القوى، أن تتقبل تحالفات انتخابية غير منطقية، وخارج السياق السيادي الوطني وبناء دولة خالية من الفساد". وختم "قبل زيارة الوفد السعودي وبعدها، لا مناص من عودة التحالف إلى أصله، لأنه الأمل الوحيد لإنقاذ لبنان من مخطط إلحاقه وتغيير هويته وتدمير معناه".

 

اسبوع للعلولا في لبنان.. ما هي الملفات التي سيبحثها؟

اللواء/الاثنين 26 شباط 2018/تركز الاهتمام السياسي على المحادثات التي سيجريها الاثنين في بيروت موفد الديوان الملكي السعودي السفير نزار العلولا على رأس وفد قوامه السفير وليد البخاري وسفير المملكة في بيروت وليد اليعقوب، ناقلاً رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس ميشال عون الذي يلتقيه بعد الظهر، على أن يلتقي عند الخامسة بعد الظهر أيضاً في السراي الكبير رئيس الحكومة سعد الحريري على ان يزور عين التينة عند الثالثة الا ربعاً بعد ظهر الثلثاء ويلتقي الرئيس نبيه برّي.

وعلمت “اللواء” ان اللقاء مع الحريري سيكون خاصاً، وسيتناول كافة “جوانب العلاقة بين الطرفين”، كما سيتضمن توجيه دعوة للرئيس الحريري لزيارة السعودية. وكشفت مصادر مطلعة ان المحادثات اللبنانية السعودية ستركز على النقاط التالية:

1- اهتمام المملكة بتفعيل العلاقات السعودية – اللبنانية في المجالات على اختلافها.

2- كما تتناول المحادثات التوجه اللبناني لجهة “النأي بالنفس” عن الصراعات العربية – العربية، وما تحقق على هذا الصعيد، بعد عودة الرئيس الحريري عن استقالته، قبل أربعة اشهر”.

3- وسيشدّد الوفد السعودي على أهمية الاستقرار، وتأثيره على تنفيذ المشاريع، انطلاقاً من استعداد المملكة لدعم المشاريع الإنمائية المطروحة في مؤتمر “سيدر” في باريس في نيسان، في حال توفّر ضمان الاستقرار، واعداد الدراسات اللازمة لهذه المشاريع..

وفي السياق، نفسه، أكّد مصدر رئاسي لبناني ان الموفد السعودي العلولا المكلف بالملف اللبناني تولت السفارة السعودية في بيروت ترتيب مواعيد لقاءات له مع عدد من الوزراء والقيادات اللبنانية، والذي مدّد زيارته من الاثنين إلى الجمعة.



الجمعية العامة لـ"التجمع اللبناني" تدعو إلى التصويت ضد الدويلة وتندد بلجم الحريات وبجرائم الأسد في الغوطة

النهار/25 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62833

ناقشت الجمعية العامة لـ"التجمع اللبناني" التطورات السياسية في لبنان والمنطقة وتوقفت أمام المعركة الانتخابية وظروفها وأصدرت البيان الآتي:

أولاً: شددت الجمعية العامة على الحاجة الملحة لتغيير الاوضاع السياسية في لبنان وإعادة الاعتبار إلى قيم الدولة الديموقراطية التي تهددها هيمنة الدويلة على القرار السياسي من جهة، وغلبة المحاصصة الطائفية على المساواة بين المواطنين. وفي هذا السبيل نؤكد موقفنا الساعي الى قيام معارضة حقيقية من أجل إشراك المواطنين في تسيير أمورهم وتحقيق إصلاحات عميقة لوضع حد للفساد.

ثانياً: ناقشت الجمعية العامة ظروف المعركة الانتخابية والقانون الهجين المفصل على قياس تحالف المحاصصة والفساد، ورأت أن هناك فرصة أمام المواطن اللبناني في الانتخابات المقبلة من أجل محاسبة قوى طائفية هيمنت على المجلس النيابي بالاشخاص أنفسهم منذ ربع قرن، يتحملون بالتكافل والتضامن المسؤولية عن التفريط بالسيادة والسطو على المال العام وإغراق البلد بالديون وتحويل لبنان رصيفا للهجرة.

ولأن كل صوت له حسابه في الاقتراع النسبي، يحضّ "التجمع اللبناني" كل المواطنين على الاقتراع بكثافة للوائح قوى الاعتراض الحقيقي التي تحمل برنامجاً جديا لاستعادة الجمهورية وحماية حقوق الناس وتحييد لبنان فعلا لا قولا ومنع استتباع لبنان لمحور الممانعة الذي يضع لبنان في مواجهة مع الشرعيتين العربية والدولية. وندعو اللبنانيين إلى رفع الصوت مطالبين بحكومة حيادية من غير المرشحين للاشراف على العملية الانتخابية لضمان الحد الادنى من نزاهة الانتخابات وتوفير امكان مواجهة إغراق البلد بالمال السياسي لشراء الذمم والضمائر.

ثالثاً: تندد الجمعية العامة بالمنحى التصاعدي للجم الحريات ومنع المعارضين من التعبير عن رأيهم بحرية. ان الملاحقات القضائية واستدعاءات الاجهزة الامنية المختلفة في حق السياسيين والناشطين والاعلاميين والفنانين، وآخرها اقفال فندق "مونرو" في وجه قوى سياسية كانت تستعد لاطلاق مبادرة وطنية، تشكل خطرا داهما على الحريات الاساسية التي يكفلها الدستور اللبناني. ان "التجمع" يؤكد تمسكه بوجه لبنان الديموقراطي الذي لا يمكنه أن يستمر بدون حرية الفكر وحرية العمل السياسي والنقابي وبدون معارضة تعبّر عن الرأي الاخر وحقه في الوصول الى المواطن اللبناني.

في النهاية تندد الجمعية العامة للتجمع بقوة بجرائم الحرب التي يرتكبها نظام الاسد في الغوطة الشرقية بمشاركة الحكومة الروسية والنظام الايراني وميليشياته. ونطالب الحكومة اللبنانية باحترام تعهداتها بالنأي بلبنان عن حرائق المنطقة التي ينتهكها "حزب الله" معرضاً سلامة لبنان وصدقيته العربية والدولية الى أفدح الأخطار.

ان الوقوف مع الشعب السوري في هذه اللحظة حيث حرب إبادة واقتلاع تُشنّ ضد الغوطة المحاصرة منذ خمس سنوات، هو وقوف مع الحرية والديموقراطية والسلام في وجه الفاشية الجديدة.

 

سأنتخب جميل السيد

أحمد عدنان/جنوبية/25 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62828

فاجأنا (…) “حزب الله” بترشيح الجنرال جميل السيد على قوائمها في الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة.

ولو كنت ناخبا لبنانيا سأنتخبه لغير سبب أرجو أن يصدقه القارئ من دون أن يتهمني بالسخرية من المرشح المذكور، الجميل والسيد.

يمتاز جميل السيد بأنه ليس عميلا لإيران وبشار الأسد، فهو عاشق للعروبة ودول الخليج، لدرجة انك لا تستطيع أن تعرف إن كان لبنانيا أو خليجيا، ومن شدة هجومه على حزب الله أصبحنا نخاف على الحزب الإلهي من الاندثار.

حين تولى الجميل منصبا أمنيا في لبنان، حول بلاد الأرز إلى جنة للعدالة والحرية، فتهاجم وأنت آمن آل الأسد في ذروة الوصاية السورية، وإذا هاجمت السلاح غير الشرعي تخشى من قيام “السيد” بمصادرته، والحمد لله ليس في تاريخ المذكور فبركة ملفات لأسباب سياسية أو طائفية، ولم تتلوث يده بالدماء، خصوصا دماء رافضي الوصاية السورية والعمالة لإيران، ولم يسجل عليه ولو لثانية التعامل مع تنظيم القاعدة وأخواتها لخلخلة أمن لبنان والمنطقة، او لتضليل العدالة اللبنانية والدولية، ولا يمكن أن يزعم أحد في كوكب الأرض، فضلا عن لبنان وسوريا، بأنه تعرض لظلم او ضرر من ملاك السماء وحمامة السلام.

قبل أعوام قريبة قبضت السلطات اللبنانية على الإرهابي ميشال سماحة، ومن الطبيعي والبديهي أن لا يكون غاندي الأرز شريكا في هذا الإرهاب، تماما كما أنه بعيد كليا عن أحمد أبو عدس واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتفجير كنيسة سيدة النجاة. عشتم وعاش لبنان.

 

 الحسيني يتحدث عن إمكانية ترشحه لمواجهة انحراف التمثيل في بعلبك - الهرمل

الوكالة الوطنية للاعلام/25 شباط/18/أكد الرئيس حسين الحسيني، في بيان، أن ما يعنيه في الانتخابات النيابية المقبلة هو "تمثيل المواطنين في دائرة بعلبك الهرمل أولا وفي سائر الدوائر، فالنائب الذي نقول إنه يمثل الأمة جمعاء إنما يكون قيامه بأعباء ذلك التمثيل من خلال مجلس النواب مجتمعا لا بمفرده، وعليه أن يكون بداية ممثلا حقيقيا للمواطنين في دائرة من الدوائر لا أن يكون ممثلا لتنظيم من التنظيمات في تلك الدائرة"، مشدداً على أن "الأولوية لتمثيل المواطنين لا لتمثيل الأحزاب التي يرى المواطنون أن معظمها قد انحرف عن دوره الوسيط والمساعد ليصبح النائب نائبا عنه لا نائبا عن جماعة المواطنين في دائرة من الدوائر، ومواجهة هذا الانحراف في عملية التمثيل هي أول ما يعنيني، سواء أكانت تلك المواجهة تستلزم مشاركتي في تلك الانتخابات بالترشح أم بدعم من أراه مستحقا ذلك الدعم من وجهة نظر المواطنين في دائرة بعلبك الهرمل. والأمر نفسه بالنسبة إلى باقي الدوائر".

وأشار الى انه يدرس الأوضاع "وما يرغب به الناس فعلا وما هو أجدى بالنسبة إلى معاناتهم وطموحهم، علما أن اهتمامي بهذا الأمر ومتابعتي له سابق على الانتخابات ولاحق لها. أما الفوز بالمقعد النيابي نفسه فقد سبق لي أن تخليت عن ذلك المقعد إذ رأيت أن الاستمرار فيه قد يوهم الناس أن في مسار الأمور آنذاك خيرا لهم حيث لا خير. مسؤوليتي الأخلاقية والوطنية تمنعني من التساهل في ما هو شأن عام. وكما يعلم الجميع، فلست محتاجا إلى وجاهة شخصية. فقد منحني اللبنانيون ثقة تكفيني وتزيد. وما أرجو أن يعتمده الأصدقاء وغير الأصدقاء هو هذا المقياس: حق الترشح هو للمواجهة لا للوجاهة. كما أن حق الانتخاب هو من الكرامة لا من الكراهة. ممارسة حق الانتخاب هي ممارسة لحرية اجتماعية، إنها تفاعل وليست فعلا فرديا لغايات أنانية، بدليل حقيقة العملية الانتخابية، حقيقتها الجماعية، وبدليل نتائجها التي لا تمس الفرد الناخب وحده بل تشمل بخيرها وشرها الجماعة الوطنية كلها".

كما أكد أنه "مع لبنان واللبنانيين، ولا أخشى تنافسا ولا أحجم عن تعاون في هذا السبيل، في هذه الانتخابات وفي غيرها من دوائر التخاطب بين مواطنين متساوين أحرار".

 

شخصيات في «14 آذار» تتمسّك بمواجهة «مشروع الدويلة» والتسوية تغيّب سلاح «حزب الله» عن الحملات الانتخابية

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/25 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62826

منذ خروج قوات النظام السوري من لبنان في ربيع عام 2005، غداة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، تخوض قوى الرابع عشر من آذار الاستحقاقات المصيرية ومنها الانتخابات النيابية، تحت شعارات سياسية استطاعت عبرها استمالة الرأي العام وتحقيق أهدافها بحصد الأكثرية النيابية، وعلى هذا الأساس خاضت المعركة الانتخابية في عام 2005 بعنوان «كشف حقيقة الاغتيال وبناء الدولة»، أما انتخابات الـ2009، فجاءت تحت شعار «مواجهة سلاح (حزب الله) الذي يكرّس سلطة الدويلة على حساب الدولة»، خصوصاً بعدما ساهم هذا السلاح في قلب المعادلة السياسية، عبر اجتياح بيروت عسكرياً في السابع من مايو (أيار) 2018، ودوره في إجهاض مشروع بناء الدولة.

لكن عشية انتخابات الـ2018 المقررة في السادس من مايو (أيار) المقبل، غابت هذه الشعارات عن أدبيات قوى وأحزاب كبرى في «14 آذار»، ومنها تيار «المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» أقلّه حتى الآن، نتيجة التسوية التي أفضت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، في حين آثرت شخصيات أخرى مواصلة حملتها المناهضة لسلاح الحزب وهيمنته على القرارات السيادية، ومن بين تلك الشخصيات، منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، الذي أوضح أن شعار «14 آذار» في عام 2009 كان «العبور إلى الدولة»، وأيده بذلك البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، بقوله: «إذا ربح فريق الثامن من آذار الانتخابات يعني ذلك أن إيران ستحكم لبنان، واليوم يرفع (حزب الله) شعار (نحمي ونبني)، أي أنه يحمي لبنان من إسرائيل، ويبني الدولة التي تؤدي وظيفته ووظيفة سلاحه».

ورأى سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المرشحين الحاليين ممن كانوا ضمن فريق «14 آذار» هم مجموعة متمولين ووجهاء، ويأتي ترشحهم من باب تثبيت مكانتهم والاجتماعية»، مؤكداً أن «التسوية التي أبرمت مع (حزب الله) وأدت إلى انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وأتت بالحكومة والقانون الانتخابي، سلّمت بأن يحتفظ (حزب الله) بسلاحه، ويمسك بالقرار السياسي وقرار السلم والحرب، بينما يبقى للفريق الآخر الكراسي فقط».

أما القيادي في «14 آذار» الإعلامي نوفل ضوّ، المرشّح عن المقعد الماروني في دائرة كسروان (جبل لبنان)، فأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «فريق 14 آذار لم يتخلّ عن شعاراته ومبادئه، وهو لا يزال متمسكاً ببناء الدولة، لكن قسماً من هذا الفريق آثر السير بالتسوية التي قامت على اكتساب المواقع الرئاسية والحقائب الوزارية، مقابل التخلّي عن القرارات السيادية». وأكد أن «فريق 14 آذار لا يزال على مبادئه القائمة على نزع سلاح (حزب الله) والتمسّك بالقرارات الدولية وأهمها القرارين 1559 و1701، والحفاظ على علاقات لبنان بالدول العربية، وإحباط مشروع ربط لبنان استراتيجياً بالمحور الإيراني».

هذه الاتهامات التي يُقصد منها رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه السياسي، ردّت عليها عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» الدكتورة شذا الأسعد، التي شددت على أن «موضوع السلاح غير الشرعي خطّ أحمر ولا يمكن القبول أو التسليم به». وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، ذكّرت بخطاب الرئيس سعد الحريري الأخير، الذي قال فيه إن «تيار المستقبل لن يخرّج ميليشيات، ولن يرضى بوجود ميليشيات في لبنان، وتحت هذا العنوان لن يكون هناك أي تحالف مع حزب الله».

وأشارت الأسعد إلى «تعارض مشروع (المستقبل) وكل فريق (14 آذار) من مشروع (حزب الله)». وأضافت: «شعارنا لبنان أولاً، بينما ينفّذ (حزب الله) أجندة (إيران أولاً)، وبالتالي نحن (المستقبل) لا نغطي سلاح الحزب لا في الداخل حيث وجّه إلى صدورنا، ولا في الخارج حيث يتسبب بمشاكل مع الدول العربية الشقيقة». مؤكدة أن «تيار المستقبل» لن يرضى بأي سلاح سوى سلاح الشرعية، ولذلك نحن ذاهبون إلى مؤتمر «روما 2، من أجل تأمين الدعم اللازم للجيش وتعزيز قدراته». وأوضحت أن «التسوية السياسية المشار إليها، ارتكزت على مبدأ النأي بالنفس عن أزمات المنطقة، وهذا مثبّت في البيان الوزاري، وهذا كان عنوان عودة الرئيس الحريري عن استقالته». وتأكيداً على المضي بمواجهة السلاح غير الشرعي، شدد فارس سعيد على «البقاء مع عدد من الشخصيات التي تخوض مواجهة سياسية ضدّ سلاح (حزب الله) انطلاقاً من مبدأين، الأول تثبيت العيش المشترك، والثاني مواجهة مشروع فصل لبنان عن محيطه العربي ومحاولة جعله ضمن النفوذ الإيراني». وقال: «لن نسمح لـ(حزب الله) تجاهل قرار السلطة، ونصرّ على أفضل العلاقات مع العالم العربي». وأضاف: «يكفي أن نقف في وجه المحدلة الكبرى، وعليهم (الحزب) أن يتذكّروا أننا نعيش في بلد متقلّب، والتاريخ أثبت أن أي فريق لا يمكن أن يتحكّم بلبنان بمفرده».

ورداً على سؤال عمّا تبقى من فريق «14 آذار» طالما أن مكوناته الأساسية باتت في السلطة، أوضح الصحافي نوفل ضوّ أن «لا شيء اسمه مكونات أساسية». وقال: «الفريق الأساسي هو الرأي العام اللبناني، لأنه في 14 آذار من عام 2005، لم يكن هناك شيء اسمه تيار (المستقبل)، و(القوات اللبنانية) كانت في السجن (رئيسها سمير جعجع)، وحزب (الكتائب) كان خارج التركيبة القائمة، وبالتالي فإن أغلبية الشعب اللبناني، ليست جزءاً من المعادلة القائمة والتي تشكل إهانة إلى هذا الشعب»، مذكراً بأن «المنتسبين إلى الأحزاب ليسوا أكثر من 2 في المائة من الشعب اللبناني، وبالتالي صناديق الاقتراع هي التي ستقرر صوابية الخيارات السياسية».

 

كسروان - جبيل أمام مشهد جديد.. كيف ستتصرف معراب؟

ليب تايم, لبنان/25 شباط/18/بدأت معالم معركة كسروان - الفتوح - جبيل تتكشف يوما بعد آخر، فيما المفاجآت تبقى سيدة الموقف في عاصمة الموارنة. وفي التوجه الأخير لدى مختلف الأطراف في هذه الدائرة، سيخوض العميد المتقاعد شامل روكز معركة خلافة العماد ميشال عون مترئسا لائحة قوامها حتى اللحظة منصور غانم البون ونعمة افرام، مع النائبين سيمون أبي رميا ووليد الخوري، أما المرشح الشيعي على هذه اللائحة فمن المرجح أن يكون ربيع عواد. وفي المقابل، تتجه القوى المعارضة إلى تشكيل لائحة تضم مرشح حزب الكتائب شاكر سلامة ومرشح الوطنيون الأحرار مارون الحلو والمرشح المستقل نوفل ضو في كسروان والدكتور فارس سعيد في جبيل، مع ترك باب النقاش مفتوحا لبلورة الأسماء المتبقية، سيّما الإسم الشيعي (قد يكون محمود عواد). وتقول أوساط مطلعة على الصورة الإنتخابية أن النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن بصدد استكمال المشاورات لتشكيل لائحة مع النائب يوسف خليل والنائب جيلبرت زوين، ومع مرشح "حزب الله" عن المقعد الشيعي في جبيل الشيخ حسين زعيتر. أمام هذا المشهد، ماذا سيكون موقف "القوات اللبنانية" التي رشحت شوقي الدكاش في كسروان وزياد الحواط في جبيل؟

 

ريفي: لن نقبل بـ”الدولة البوليسية”

الوكالة الوطنية للإعلام/25 شباط/18/أكّد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي على الجهوزية الكاملة لخوض الإنتخابات النيابية المقرر إجراؤها في السادس من أيار المقبل. وقال ريفي خلال استقباله في مكتبه في طرابلس وفودا شعبية من مختلف المناطق: “نحن نقدم أنفسنا كنواة تغيير غير تقليديين، ولن نسمح في طرابلس لنائب لديه علاقة مع “حزب الله” أو النظام السوري، بأن يكون ممثلا لنا في مجلس النواب”. وشدد على أن “لا شرعية لأي سلاح خارج إطار المؤسسات الأمنية”، منتقدًا ترشيح حزب الله لجميل السيد، ومبديا عن أسفه “لمكافأة من رافق 24 عبوة ناسفة، كانت المخابرات السورية تأتي بها الى لبنان، بإعطائه وعدا ليكون نائبا في مجلس النواب، وما ينقصنا سوى ترشيح ميشال سماحة”. وقال ريفي: “أنا واضح بخياراتي كمواطن طرابلسي، أنا واضح بخياراتي كمواطن من المنية او الضنية او عكار، لا يمكن لأي شخص يتعامل مع النظام السوري و”حزب الله” المتهم باغتيال شهدائنا وجعل نفسه أداة للمشروع الإيراني في المنطقة أن يمثلني. جميعنا يعلم أن هناك هيمنة على الدولة اللبنانية وأن هناك قوى تملك سلاحا غير شرعي تدعي المقاومة لتشريع سلاحها، هناك سلطة سياسية اعترفت بأن هذا السلاح مقاوم ليكون لها تبرير للمرور على الحواجز دون ان تحاكم. نحن نقول أن هذا السلاح غير شرعي سواء كان معي أم مع أي شخص آخر، والسلاح الشرعي الوحيد فقط هو سلاح الجيش اللبناني وسلاح قوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية وأي سلاح آخر هو سلاح غير شرعي”. وأضاف: “باسمكم نعلن جهوزيتنا للانتخابات النيابية، وطالبنا منذ أيام عدة باستقالة الحكومة وتوجهنا لوزيري الدفاع والداخلية أنه لا يجوز للقوى الأمنية التابعة لهاتين الوزارتين أن تتعاطى في الانتخابات والخيارات السياسية فهذا بلد علة وجوده الحرية، حرية التعبير والقرار والعمل السياسي أو الانتخابي فهم يحاولون ممارسة الضغط على كل إنسان من أخصامهم”. وتابع: “الجميع يعلم أن البارحة كان هناك لقاء يجمع حوالى الألف شخص معارض للسلطة في أحد الفنادق في بيروت لعقد اجتماع، لتقوم إدارة الفندق بشكل مفاجئ بالاعتذار من المنظمين بسبب الطلب منها أمنيا ذلك، جميعنا نعلم أن هذه مؤشرات للدولة البوليسية وما يحدث معنا في طرابلس بدأ يتكرر في بيروت، ذات العقلية، العقل الغير قادر على تقبل الآخر وليس لديه قدرة على مواجهة الاستحقاق الذي يخاف نتيجته فيحاول قمع خيارات الناس. اتركوا الناس لتختار من تريد، نحن نحترم خيار الناس اذا اختارونا ونحترم خيارهم ان اختاروا غيرنا، وأي إنسان يحاول لعب لعبة الأمن السوري الذي كسرناه في لبنان نقول له إنه لن ينجح وسنكسره ولن نقبل بأي دولة بوليسية يتدخل الأمن بها في الحياة العامة أو السياسية او الانتخابية”.

وبشأن الوضع الراهن في الغوطة الشرقية، قال ريفي: “قمنا برفع لافتات لتذكير الجميع أن هناك أبرياء في الغوطة الشرقية يتعرضون لقصف عشوائي، ومن طرابلس نقول لأهل الغوطة قلوبنا معكم وعيوننا معكم وصوتنا معكم ونحن معكم، وأي نظام يساهم بقصف الغوطة سيدفع الثمن عاجلا أم آجلا. الغوطة فيها أبرياء وبكل أسف، النظام السوري لم يأخذ عبرة مما جرى في سوريا التي باتت مقسمة، وأقول للنظام السوري ما فعلت يداك في لبنان وسوريا بحق اللبنانيين والشعب السوري تدفع ثمنه الآن. لا يسود نظام الا اذا كان عادلا ورحوما بحق أهله ويتعامل معهم كأنهم أبناء وليس كأحد يحاول أن يحكم بالحديد والنار، فما من أحد حكم بالحديد والنار الا وانتهى بالحديد والنار”. أضاف: “لموالي النظام السوري أنظروا ما الذي حدث بهذا النظام. من حكم بالحديد والنار سيسقط بالحديد والنار، هذا البلد منذ ولادته كان ديموقراطيا ولطالما كان بلد الحريات. نقول للجميع إنه لا يمكنكم إجبارنا على شيء لا نريده. عودوا لتاريخ المدينة، هذه المدينة مدينة الرجال والأبطال، ولا يمكن لأحد أن يجبرها على أي شيء”. وبالشأن المعيشي، لفت إلى أن “أحد البنود التي ستطرح في مشروعنا الإنتخابي هي إعادة الأموال المسروقة من الخزينة ومحاسبة السارقين”، مجدّدًا جاهزيته للاستحقاق الإنتخابي، وأطلق شعار حملته الإنتخابية “صوتكم غالي … صوتنا عالي”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المفتي زغيب : الإنتخابات ليست استفتاءا على خيار المقاومة

لبنان الجديد/25 شباط/18

 قال المفتي الشيخ عباس زغيب في تصريح له : لو كانت الانتخابات النيابية هي استفتاء على خيار المقاومة فاننا سننتخبها بالدم والارواح  بدل الحبر . وأضاف زغيب  إن الانتخابات هي تنافس على من اراه عاملا في خدمتي  في مجال   تشريع القوانين التي تخفف عن كاهلي اعباءا جعلت اكثر الشعب اللبناني تحت خط الفقر وجعلت اكثر الشعب اللبناني يموت موتا بطيئا.

 

شمعون: قانون الإنتخابات أعوج كالذين صنعوه

الأحد 25 شباط 2018 /وطنية - أقامت مفوضية المتن الشمالي في حزب الوطنيين الأحرار عشاءها السنوي في مطعم "النخيل" -الضبية، برعاية رئيس الحزب النائب دوري شمعون وفي حضوره الى مفوض المتن في حزب الوطنيين الأحرار جوزف كرم، عضو المجلس السياسي كميل دوري شمعون وأعضاء المجلس الأعلى في الحزب، نقيب المقاولين مارون الحلو، رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات سياسية ورؤساء جمعيات، أعضاء لجنة مفوضية المتن ورؤساء الفروع وحشد من المحازبين المتنيين.

كرم

بعد النشيد الوطني وإشارة مديرة الحملة الإنتخابية في المتن نادين خليل الى أن "مشروع حزب الوطنيين الأحرار للانتخابات النيابية بات موجودا في كتيب"، عرض فيلم وثائقي يلخص تطلعات الحزب تحت عنوان "نحو لبنان حديث". ثم ألقى المفوض كرم كلمة رحب فيها بالحضور وقال: "وعدت من سنتين بإعادة لم شمل الأحرار في المتن ونجحنا. وعدت بأن نعيد الأحرار على الخارطة السياسية في المتن ونجحنا. ووعدت بأن يكون للأحرار مرشح للانتخابات النيابية في المتن وسيكون للأحرار مرشح على الإنتخابات النيابية في المتن الشمالي". أضاف: "قال أحدهم ذات يوم عن كميل شمعون "عقم النساء فما يلدن شبيهه إن النساء بمثله عقم"، وكأني بالشاعر ذات يوم يتنبأ بأنه سيولد رئيس إسمه كميل شمعون، ولقبه فخامة الملك. فلا أغالي إن قلت، أن لم ولن يمر على لبنان رئيس شبيهه". وتابع: "عودوا معي بالتاريخ الى الوراء، تجدون رئيسا يحكم البلاد بقلبه وعقله ويدافع عنه بشتى أنواع الدفاعات حتى ولو اضطر الى حمل السلاح بنفسه. إسألوا الناس بكل مذاهبهم وطوائفهم عنه تسمع الجواب نفسه. لم ولن تلد أم شبيها له. فالشمعونية السياسية صنعت تاريخ لبنان الحديث ولم يكن لغير الحاكم حكم الوطن". وسأل: "أين أنت يا فخامة الملك من حكام اليوم؟" ليجيب: "ما بعدك محسوبيات وصفقات وكل انواع المهاترات من مشرق ومن مغرب همه ارضاء سيده، وأنت يا صاحب الفخامة من عليائك تنظر بعين الحزن الى وطن أصبح ما هو عليه". وأردف: "لكن لن نستسلم، بل نطلق برنامجا نحو لبنان حديث، وكلنا أمل أن يسمع نداءنا من يريد أن يعيد عهد الشمعونية الى الوطن". وقال: "نحن في حزب الوطنيين الأحرار وبكل مندرجاتنا ورجالاتنا وشيبنا وشبابنا، مصممون على بلوغ الهدف واثقين بشوقكم الى حكم لبنان من اللبنانيين فقط، مصممون على خلق جيل يحكم بالحق ويعلم بصدق، أن لبنان وطن نهائي لجميع فئاته ولا صوت فيه يعلو فوق صوت الحق". وختم: "نريده وطن الرئيس كميل شمعون، نريده وطن الشهيد البطل داني شمعون، نريده وطن الكرامة والعز والعنفوان، نريده وطنا للبنانيين فقط كما يحلم به دوري شمعون".

شمعون

ثم تحدث النائب شمعون، فقال: "أوفى الأستاذ جوزف في خطابه أمورا وعناوين عديدة حقها لكنني أفكر شخصيا، بحسب خبرتي في الإنتخابات في منطقة المتن، التي تعود الى ستينيات القرن الماضي عندما ترشح كميل شمعون في المتن، بأن ليس المتن بالمنطقة الجديدة على آل شمعون أو على حزب الوطنيين الأحرار، وما دفع الحزب في الماضي الى تحرير تل الزعتر كان مبادرة قام بها بمفرده، ومن ثم تبعه الآخرون الذين رغبوا في أن يشاركوا بذلك، إن حزب الأحرار هو من خاض المعركة وحرر المتن". أضاف: "نحن مقبلون اليوم على انتخابات نيابية وقد سألنا كثيرون أين كنتم؟ والجواب هو في غاية البساطة: نحن كنا رافضين أن ندخل في معارك انتخابية يقودها رستم غزالي أو غيره، لقد حاولوا إغراءنا بالكثير من المقاعد، سواء اكان في المتن أو في غير المتن، وعندما وجدوا أن الترغيب لا يفيد معنا حاولوا التهديد، فقلنا لهم أن يتمشوا الى الشام، أن يدعونا وشأننا ويفارقونا برائحة طيبة". وتابع: "نحن نريد المتن وكل لبنان محررا كليا من أي ضغط خارجي، لم يعد يجوز، إن فكرنا بمستقبل أولادنا وعائلاتنا في لبنان، أن نسمح لأنفسنا بقبول أي تنازل بالنسبة الى هذا الموضوع. نحن نريد لبنان للبنانيين، نريد لبنان الوطن الذي فيه حكومة قانون، لبنان الذي عندما يحمل شبابه شهادة لا تكون كمن يحمل فيزا تخوله العمل في أميركا وفرنسا وسواها من بلدان الخارج". وأردف: "هذا هو عملنا وهذا هو هدفنا خصوصا في حزب الأحرار. أمور عديدة تجري أمامنا وهي مرفوضة. هناك مخالفات عديدة للقانون وهي مرفوضة من قبلنا، وشعارات مزيفة عديدة لا تشبه الحقيقة بتاتا ولا تقترب من النيات الجدية. نحن نريد منكم أنتم الموجودون هنا معنا المؤمنون بمسيرتنا، أن نجعل معا من هذه الإنتخابات فرصة لنبرهن الى أي درجة نحن قادرون على التأثير وكم يطلع بإيدنا". وقال: "لسوء الحظ قانون الإنتخابات أعوج كالذين صنعوه، ولو كنا قادرين على المقاطعة لفعلناها، ولكن نخاف إن قاطعنا أن يغدروا بنا في اللحظة الآخيرة كما اعتادوا أن يفعلوا، لذلك سنستعد للإنتخابات وإذا ألهمهم الله تأجيل الإنتخابات من أجل تعديل هذا القانون الأعوج، قد يكون أكبر خدمة يقدمونها للبنان". وختم: "ولكن لا يجدر بنا أن نفكر أنهم أناس مؤهلون للتفكير ب لبنان أولا، هؤلاء يفكرون بنفسهم أولا وفي لبنان آخرا".

 

ريفي: جاهزون للانتخابات ولن نسمح لنائب على علاقة بحزب الله أو النظام السوري بتمثيلنا

الأحد 25 شباط 2018 /وطنية - جدد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي تأكيد "الجهوزية لخوض الإنتخابات النيابية المقبلة المقرر إجراؤها في السادس من أيار المقبل"، وقال: "نحن نقدم أنفسنا كنواة تغيير غير تقليديين، ولن نسمح في طرابلس لنائب لديه علاقة مع "حزب الله" أو النظام السوري، بأن يكون ممثلا لنا في مجلس النواب". وشدد خلال استقباله في مكتبه في مدينة طرابلس وفودا شعبية من مختلف المناطق، على أن "لا شرعية لأي سلاح خارج إطار المؤسسات الأمنية"، وانتقد "ترشيح حزب الله لجميل السيد"، مبديا أسفه "لمكافأة من رافق 24 عبوة ناسفة، كانت المخابرات السورية تأتي بها الى لبنان، بإعطائه وعدا ليكون نائبا في مجلس النواب، وما ينقصنا سوى ترشيح ميشال سماحة". وقال: "نقدم أنفسنا كنواة تغيير لسنا تقليديين، وفي طرابلس لن نسمح لنائب لديه علاقة ب"حزب الله" أو النظام السوري بأن يكون ممثلا لنا في مجلس النواب، أنا واضح بخياراتي كمواطن طرابلسي، أنا واضح بخياراتي كمواطن من المنية او الضنية او عكار، لا يمكن لأي شخص يتعامل مع النظام السوري و"حزب الله" المتهم باغتيال شهدائنا وجعل نفسه أداة للمشروع الإيراني في المنطقة أن يمثلني. جميعنا يعلم أن هناك هيمنة على الدولة اللبنانية وأن هناك قوى تملك سلاحا غير شرعي تدعي المقاومة لتشريع سلاحها، هناك سلطة سياسية اعترفت بأن هذا السلاح مقاوم ليكون لها تبرير للمرور على الحواجز دون ان تحاكم. نحن نقول أن هذا السلاح غير شرعي سواء كان معي أم مع أي شخص آخر، والسلاح الشرعي الوحيد فقط هو سلاح الجيش اللبناني وسلاح قوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية وأي سلاح آخر هو سلاح غير شرعي".

أضاف: "باسمكم نعلن جهوزيتنا للانتخابات النيابية، وقال طالبنا منذ أيام عدة باستقالة الحكومة وتوجهنا لوزيري الدفاع والداخلية أنه لا يجوز للقوى الأمنية التابعة لهاتين الوزارتين أن تتعاطى في الانتخابات والخيارات السياسية فهذا بلد علة وجوده الحرية، حرية التعبير والقرار والعمل السياسي أو الانتخابي فهم يحاولون ممارسة الضغط على كل إنسان من أخصامهم".

وتابع: "الجميع يعلم أن البارحة كان هناك لقاء يجمع حوالى الألف شخص معارض للسلطة في أحد الفنادق في بيروت لعقد اجتماع، لتقوم إدارة الفندق بشكل مفاجئ بالاعتذار من المنظمين بسبب الطلب منها أمنيا ذلك، جميعنا نعلم أن هذه مؤشرات للدولة البوليسية وما يحدث معنا في طرابلس بدأ يتكرر في بيروت، ذات العقلية، العقل غير القادر على تقبل الآخر وليس لديه قدرة على مواجهة الاستحقاق الذي يخاف نتيجته فيحاول قمع خيارات الناس. اتركوا الناس لتختار من تريد، نحن نحترم خيار الناس اذا اختارونا ونحترم خيارهم ان اختاروا غيرنا، وأي إنسان يحاول لعب لعبة الأمن السوري الذي كسرناه في لبنان نقول له إنه لن ينجح وسنكسره ولن نقبل بأي دولة بوليسية يتدخل الأمن بها في الحياة العامة أو السياسية او الانتخابية". وتطرق الى ما يجري في الغوطة الشرقية، وقال: "قمنا برفع لافتات لتذكير الجميع أن هناك أبرياء في الغوطة الشرقية يتعرضون لقصف عشوائي، ومن طرابلس نقول لأهل الغوطة قلوبنا معكم وعيوننا معكم وصوتنا معكم ونحن معكم، وأي نظام يساهم بقصف الغوطة سيدفع الثمن عاجلا أم آجلا. الغوطة فيها أبرياء وبكل أسف، النظام السوري لم يأخذ عبرة مما جرى في سوريا التي باتت مقسمة، وأقول للنظام السوري ما فعلت يداك في لبنان وسوريا بحق اللبنانيين والشعب السوري تدفع ثمنه الآن. لا يسود نظام الا اذا كان عادلا ورحوما بحق أهله ويتعامل معهم كأنهم أبناء وليس كأحد يحاول أن يحكم بالحديد والنار، فما من أحد حكم بالحديد والنار الا وانتهى بالحديد والنار". أضاف: "لموالي النظام السوري أنظروا ما الذي حدث بهذا النظام. من حكم بالحديد والنار سيسقط بالحديد والنار، هذا البلد منذ ولادته كان ديموقراطيا ولطالما كان بلد الحريات. نقول للجميع إنه لا يمكنكم إجبارنا على شيء لا نريده. عودوا لتاريخ المدينة، هذه المدينة مدينة الرجال والأبطال، ولا يمكن لأحد أن يجبرها على أي شيء". وبالشأن المعيشي، لفت إلى أن "أحد البنود التي ستطرح في مشروعنا الإنتخابي هي إعادة الأموال المسروقة من الخزينة ومحاسبة السارقين".

وفي الختام جدد ريفي جاهزيته للاستحقاق الإنتخابي، وأطلق شعار حملته الإنتخابية "صوتكم غالي ... صوتنا عالي".

 

الحسيني: الأولوية في الانتخابات تمثيل المواطنين لا الأحزاب

الأحد 25 شباط 2018 /وطنية - أكد الرئيس حسين الحسيني، في بيان، أن ما يعنيه في الانتخابات النيابية المقبلة هو "تمثيل المواطنين في دائرة بعلبك الهرمل أولا وفي سائر الدوائر، فالنائب الذي نقول إنه يمثل الأمة جمعاء إنما يكون قيامه بأعباء ذلك التمثيل من خلال مجلس النواب مجتمعا لا بمفرده، وعليه أن يكون بداية ممثلا حقيقيا للمواطنين في دائرة من الدوائر لا أن يكون ممثلا لتنظيم من التنظيمات في تلك الدائرة. الأولوية لتمثيل المواطنين لا لتمثيل الأحزاب التي يرى المواطنون أن معظمها قد انحرف عن دوره الوسيط والمساعد ليصبح النائب نائبا عنه لا نائبا عن جماعة المواطنين في دائرة من الدوائر. ومواجهة هذا الانحراف في عملية التمثيل هي أول ما يعنيني، سواء أكانت تلك المواجهة تستلزم مشاركتي في تلك الانتخابات بالترشح أم بدعم من أراه مستحقا ذلك الدعم من وجهة نظر المواطنين في دائرة بعلبك الهرمل. والأمر نفسه بالنسبة إلى باقي الدوائر".

وأشار الى انه يدرس الأوضاع "وما يرغب به الناس فعلا وما هو أجدى بالنسبة إلى معاناتهم وطموحهم، علما أن اهتمامي بهذا الأمر ومتابعتي له سابق على الانتخابات ولاحق لها. أما الفوز بالمقعد النيابي نفسه فقد سبق لي أن تخليت عن ذلك المقعد إذ رأيت أن الاستمرار فيه قد يوهم الناس أن في مسار الأمور آنذاك خيرا لهم حيث لا خير. مسؤوليتي الأخلاقية والوطنية تمنعني من التساهل في ما هو شأن عام. وكما يعلم الجميع، فلست محتاجا إلى وجاهة شخصية. فقد منحني اللبنانيون ثقة تكفيني وتزيد. وما أرجو أن يعتمده الأصدقاء وغير الأصدقاء هو هذا المقياس: حق الترشح هو للمواجهة لا للوجاهة. كما أن حق الانتخاب هو من الكرامة لا من الكراهة. ممارسة حق الانتخاب هي ممارسة لحرية اجتماعية، إنها تفاعل وليست فعلا فرديا لغايات أنانية، بدليل حقيقة العملية الانتخابية، حقيقتها الجماعية، وبدليل نتائجها التي لا تمس الفرد الناخب وحده بل تشمل بخيرها وشرها الجماعة الوطنية كلها".

كما أكد أنه "مع لبنان واللبنانيين، ولا أخشى تنافسا ولا أحجم عن تعاون في هذا السبيل، في هذه الانتخابات وفي غيرها من دوائر التخاطب بين مواطنين متساوين أحرار".

 

نعيم قاسم خطاب الإقطاعية والإستعلاء!

جهاد عبد الله/لبنان الجديد/25 شباط 2018

 إلى أي مدى بلغ خطاب حزب الله من الإستخفاف بأهل البقاع وناسه؟

 في إفتتاح حملة حزب الله الإنتخابية في بعلبك الهرمل قال نائب أمين عام الحزب  الشيخ نعيم قاسم: "إذا واحد  قال ما بدي أعطي صوتي، طيب ليش؟ زعلان...يعني اذا زعلت بتتزفت الطريق؟ ما بتتزفت..اذا زعلت بصيبك مرض من الزعل وبتفوت عالمستشفى وبصير بدك تدفع تكاليف للمستشفى وبدو يرجع النائب يفوتك عالمستشفى"، ويتابع بتهكم واستهزاء مخاطبا المواطن البقاعي :"خفف عنا تكاليف يا أخي وروح صوت وخليك مرتاح شوي وخلينا نتفاهم مع بعضنا". نعيم قاسم يخاطب المواطن البقاعي ويخاطب عوائل الشهداء ويخاطب أبناء حزب الله وكل من يعتبرهم الحزب خزان المقاومة فإلى أي مدى بلغ خطاب حزب الله من الإستخفاف بأهل البقاع وناسه؟ التدني في مستوى الخطاب تجاه المواطن البقاعي إلى هذا الحد من الإستخفاف والإستفزاز والإستعلاء يؤكد من جديد على أن نظرة حزب الله إلى هذه الجماهير هي فقط على أنها سلعة في المشروع السياسي العام بما يتضمن من إنتخابات نيابية او بلدية أو غيرها، ويؤكد هذا الخطاب أن هذا الشعب ليس أكثر من وسيلة لتكريس الحضور السياسي للحزب ولو على حساب المواطن نفسه ولو حساب وجعه وصرخته من كل السائد المتعلق بحياته الإجتماعية والصحية والأمنية والسياسية.

يمكن القول أن خطاب التحريض في مرحلة الإنتخابات النيابية هو خطاب مطلوب وهو من حق أي مرشح لكنه الخطاب الذي يجب أن يُبنى على قاعدة احترام الناس واحترام الرأي الآخر واحترام المنطقة التي ينتمي إليها هذا المرشح أو ذاك، وهو خطاب احترام العقل أولا وأخيرا، أما خطاب الإبتزاز بهذه الطريقة وبهذه الوقاحة فإن الشيخ قاسم يؤكد المؤكد وهو ما أشرنا إليه في مقالات سابقة أن هذا المواطن لن يكون إلا سلعة إنتخابية تستعمل عند الحاجة، وأن كل اعتراضاته وحاجاته في الإنماء والمعيشة والصحة والتربية لا تساوي شيئا في سياق المشروع الحزبي الذي يريده الشيخ قاسم ومن ورائه حزب الله، وهي ليست ضمن الإهتمامات الحزبية على الإطلاق ونعتقد أن من يريد العمل بجدية تجاه رفع الحرمان والظلم عن منطقة البقاع لَفَعل ذلك خلال اكثر من عشرين عاما، وهي الفترة التي كان فيها حزب الله وحلفاؤه داخل الندوة البرلمانية.

لم يفهم بعد الشيخ قاسم وحزب الله أن الشعارات التي يستخدمها ما عادت شعارات صالحة للإستهلاك السياسي وما عادت الشعارات التي يستقطب الحزب جماهيره بها، لأن الناس في البقاع شبعت مقاومة وشبعت شرف وكرامة وهم أهل لها، ولكن اليوم الناس بحاجة إلى كرامة المعيشة وكرامة الاستشفاء وكرامة التعليم وكرامة الأمن وكرامة الإستقرار، هل استطاع حزب الله خلال ربع قرن على وجوده النيابي أن يقدم هذه الكرامات للناس لأبناء البقاع لأطفال البقاع ؟ لم يفعل شي . ليس بالمقاومة وحدها نقدم الخدمات لأهل البقاع وليس بالحرب وحدها نستطيع أن "نبني" وليس بثقافة الموت يمكن أن نحل مشكلات البقاع الكبيرة والكثيرة، كفى كذبا وكفى استغلالا. ومن المعيب الآن على حزب الله استخدام المقاومة ودماء الشهداء بهذه الطريقة، ومن المعيب هذا الإبتزاز السياسي بعنوان المقاومة. المطلوب من الشيخ نعيم قاسم و من حزب الله الإعتذار لكل مواطن بقاعي وليستخدم قاسم ومن وراءه حزب الله خطابه هذا في مكان آخر، لأن البقاع كان حرا وما زال حرا وسيبقى حرا، ولأن البقاع هو شرف المقاومة وشرف الحزب وشرف نعيم قاسم، ولأن أصوات البقاعيين ليست للبيع وغير مرتهنة لأحد هي لا تستحق هذا الخطاب المتفلت من أي ضوابط أخلاقية أو دينية أو إجتماعية، إن شرف البقاع يأبى أن ينصاع إلى خيارات ليست في صالح المنطقة مهما حاول حزب الله الإبتزاز والاستعلاء ومهما كانت الأساليب مسيئة ومتفلتة.

 

هؤلاء أبرز مرشحي حزب الله المغضوب عليهم من القواعد الشعبية

لبنان الجديد | 25 شباط 2018/هل سيراجع حزب الله حساباته إتجاه بعض الأسماء أم سيصر على تحدي الإرادة الشعبية لقواعده؟ بعد إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أسماء مرشحي حزب الله للإنتخابات النيابية في ٦ أيار ٢٠١٨ وبعد تسريب بعض أسماء الحلفاء للحزب الذين سيخوضون المعركة الإنتخابية على لوائحه ، بدأت تظهر ردات فعل شعبية واسعة وعارمة من داخل القواعد الشعبية لحزب الله ومن خارجه على الأسماء المطروحة. وقد حازت بعض الأسماء على حصة الأسد من الإنتقادات وكانت هي الأبرز  والأكثر تمظهرا إعلاميا. ومن بين هذه الأسماء يأتي إسم اللواء جميل السيد في صدارة الأسماء المعترض عليها والذي رشحه الحزب في منطقة بعلبك الهرمل . وسبب الإعتراض أن السيد من زحلة وليس من بعلبك الهرمل ، إضافة إلى ماضيه غير المحبب مع أهالي المنطقة . كذلك يعترض أهالي بعلبك الهرمل على إسم الوزير والنائب حسين الحاج حسن الذي لم يقدم شيئا لأهالي المنطقة. ويرفض أهالي جبيل إسم المرشح الشيخ حسين زعيتر كونه ليس من أبناء المنطقة . وسجلت حالات إعتراض على إسم المرشح الإعلامي أنور جمعة ، وسبب الإعتراض أن الرجل لا يملك حيثية شعبية في المنطقة وهو غائب عنها ومعظم أوقاته في سوريا. فهل سيراجع حزب الله حساباته إتجاه بعض الأسماء أم سيصر على تحدي الإرادة الشعبية لقواعده ؟

 

الحريري نحو مواجهة شاملة مع 14 آذار

"عكاظ" - 25 شباط 2018/كشفت مصادر سياسية مطلعة في بيروت لـ"عكاظ" أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لجهة حسم التحالفات بين رئيس الوزراء سعد الحريري وحلفائه في قوى 14 آذار. وحذرت المصادر من أن عدم تحالف الحريري مع هذه القوى خصوصا "القوات اللبنانية" سيدفع الأمور نحو مواجهة شاملة بين قوى 14 آذار متمثلة بـ"القوات اللبنانية" ووزير العدل السابق أشرف ريفي و"حزب الكتائب" وقوى مستقلة من جهة، و"تيار المستقبل" برئاسة الحريري من جهة أخرى، وهو ما يعمل الجميع على تجنبه. فيما أفادت مصادر أخرى لـ"عكاظ" أن جماعة ما يسمى بـ"الأحباش" عقدت تحالفاً انتخابياً مع "حزب الله" على أن يكون النائب السابق عدنان طرابلسي في لائحة الحزب في بيروت، والناشط في تلك الجماعة حسان الرفاعي في لائحة الحزب في بعلبك الهرمل.

 

كسروان - جبيل أمام مشهد جديد.. كيف ستتصرف معراب؟

ليب تايم - 25 شباط 2018/بدأت معالم معركة كسروان - الفتوح - جبيل تتكشف يوما بعد آخر، فيما المفاجآت تبقى سيدة الموقف في عاصمة الموارنة. وفي التوجه الأخير لدى مختلف الأطراف في هذه الدائرة، سيخوض العميد المتقاعد شامل روكز معركة خلافة العماد ميشال عون مترئسا لائحة قوامها حتى اللحظة منصور غانم البون ونعمة افرام، مع النائبين سيمون أبي رميا ووليد الخوري، أما المرشح الشيعي على هذه اللائحة فمن المرجح أن يكون ربيع عواد. وفي المقابل، تتجه القوى المعارضة إلى تشكيل لائحة تضم مرشح حزب الكتائب شاكر سلامة ومرشح الوطنيون الأحرار مارون الحلو والمرشح المستقل نوفل ضو في كسروان والدكتور فارس سعيد في جبيل، مع ترك باب النقاش مفتوحا لبلورة الأسماء المتبقية، سيّما الإسم الشيعي (قد يكون محمود عواد). وتقول أوساط مطلعة على الصورة الإنتخابية أن النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن بصدد استكمال المشاورات لتشكيل لائحة مع النائب يوسف خليل والنائب جيلبرت زوين، ومع مرشح "حزب الله" عن المقعد الشيعي في جبيل الشيخ حسين زعيتر. مام هذا المشهد، ماذا سيكون موقف "القوات اللبنانية" التي رشحت شوقي الدكاش في كسروان وزياد الحواط في جبيل؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يدعو الى وقف فوري للعنف في سوريا

ليبانون فايلز/ الأحد 25 شباط 2018 /وجه البابا فرنسيس "نداء ملحا لوقف فوري للعنف" في سوريا والسماح بايصال المساعدات الانسانية، خصوصا في الغوطة الشرقية. وتمنى أيضا اجلاء الجرحى والمرضى، بعد تبني مجلس الأمن الدولي قرارا طلب فيه هدنة انسانية لمدة شهر في سوريا.

 

إغلاق كنيسة القيامة في القدس احتجاجاً على ضرائب إسرائيل

 رويترز، أ ف ب، «الحياة»/25 شباط/18/أغلق زعماء كنائس مسيحية كنيسة القيامة في القدس اليوم (الأحد)، احتجاجاً على السياسة الإسرائيلية الخاصة بالضرائب والأراضي، ونية السلطات مصادرة أراض وأوقاف كنائس القدس، ما يؤثر في ممتلكات الكنيسة. وقال زعماء كنائس الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس والأرمن، إن «الكنيسة ستغلق حتى إشعار آخر». واتهم الزعماء في بيان إسرائيل «بهجوم ممنهج لم يسبق له مثيل على المسيحيين في الأرض المقدسة»، في إطار سياستها الجديدة للضرائب وقانون مقترح لتخصيص الأراضي. ويأتي الاحتجاج، رداً على نية اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الكنيست، مناقشة قانون يتيح للسلطات الإسرائيلية مصادرة أراضٍ باعتها الكنائس منذ عام 2010، ونية بلدية اسرائيل في القدس جباية ضريبة «أرنونا» من الكنائس، وهي الضريبة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على سكان الدولة الذين يملكون أراضي أو مباني أو منازل. وعمم رؤساء الكنائس رسالة صباح اليوم، جاء فيها «نتابع بقلق شديد الهجمة الممنهجة ضد الكنائس والأقلية المسيحية في الأراضي المقدسة من خلال خرق واضح للستاتيكو (للوضع القائم)»، وفق ما نقل موقع «عرب 48». وأشاروا إلى أن «سلطات الاحتلال تقوم بخطوات غير مسبوقة، تخرق اتفاقات قائمة والتزامات واتفاقات دولية، والتي تبدو محاولات لإضعاف الوجود المسيحي في القدس». ووقع على الرسالة بطريرك الروم الأرثوذوكس، ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك الأرمن، نورهان منوجيان، والمطران فرانشيسكو باتون. وقال زعماء الكنائس «يذكرنا هذا بقوانين لها نفس الطابع جرى تطبيقها على اليهود خلال عهود الظلام في أوروبا». من جهته، ذكر رئيس بلدية القدس نير بركات على «تويتر» أن «من غير المنطقي توقع استمرار الإعفاء الضريبي الممنوح لممتلكات الكنائس التجارية والتي تضم فنادق وشركات تجزئة». وأضاف «دعوني أوضح، نحن لا نتحدث عن بيوت العبادة التي ستظل معفاة من الضرائب بموجب القانون». ودان الأردن إجراءات اسرائيل الأخيرة ضد كنائس القدس وممتلكاتها، معتبراً انها تخالف القانون الدولي، ومطالبا بـ «التراجع عنها فورا». وعبر وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني عن ادانة الاردن و «رفض المملكة المطلق للإجراءات الممنهجة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية، بما في ذلك الأملاك والأوقاف الإسلامية والمسيحية». واستنكر في تصريح رسمي «اتخاذ خطوات لتصعيد التضييق على الكنائس في القدس، والتي كان آخرها قيام ما يسمى ببلدية القدس بالحجز على ممتلكات الكنائس وحساباتها البنكية بحجة عدم دفع مستحقات مالية متعلقة بضريبة المسقفات». واكد أن «هذه الإجراءات تضرب بعرض الحائط القانون الدولي والإنساني الدولي، وترتيبات الوضع التاريخي القائم منذ سنوات طويلة».واشار الى ان «الكنائس على الدوام مُعفاة من دفع هذه الضرائب للسلطات المدنية القائمة في المدينة». وتابع ان «هذه الخطوات تستهدف بشكل واضح الوجود المسيحي التاريخي في مدينة القدس، الذي يُعدّ جزءاً أساسياً من تاريخ المدينة المقدسة وإرثها التاريخي والإنساني والديني والحضاري، ويجسّد قيم العيش المشترك بين الأديان بأبهى صورها». وطالب اسرائيل «بالتراجع الفوري عن القرارات التي تم اتخاذها ضد الكنائس، واحترام التزاماتها بموجب القانو

 

برلماني إيراني: ما يحدث في الغوطة «مجزرة بحق المسلمين»

الشرق الأوسط/25 شباط/18/انتقد النائب في البرلمان الإيراني محمد صادقي، اليوم (الأحد)، ما تتعرض له الغوطة الشرقية معقل المعارضة السورية قرب دمشق من قصف وغارات للنظام منذ أكثر من أسبوع، وعدّ ما يحدث هناك «مجزرة بحق المسلمين». وقال صادقي في تغريدة له «إن ما يجري في الغوطة الشرقية يشبه المجازر التي ترتكب بحق الروهينغا في ميانمار». كما انتقد البرلماني الإيراني وسائل الإعلام الرسمية في إيران لعدم تغطيتها لما يجري هناك. وقتل أكثر من 500 مدني في الحملة التي تشنها قوات النظام السوري منذ ثمانية أيام على الغوطة، وتواصلت الغارات الأحد رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بالإجماع مساء أمس (السبت) بفرض هدنة لمدة 30 يوماً في سوريا لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى.

 

التسليح الإيراني للحوثيين على طاولة مجلس الأمن

الشرق الأوسط/25 شباط/18/من المقرر أن يجري في مجلس الأمن الدولي، غداً (الاثنين)، التصويت على مشروع قرار يدين إيران لتسليحها الحوثيين في اليمن، حسبما أكد مندوب الكويت الذي تترأس بلاده مجلس الأمن في الدورة الحالية، منصور العتيبي، حسب ما نقلت "واشنطن بوست" الأميركية، وصحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وقال العتيبي للصحافيين، إن العمل على صياغة نص مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا، الجمعة، ودعمته الولايات المتحدة وفرنسا، مستمر، ومن المقرر أن يجري التصويت صباح غد الاثنين. ويحمل مشروع القرار طهران المسؤولية عن انتهاك الحظر الأممي المفروض على تصدير الأسلحة إلى اليمن في عام 2015، وعن عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تصدير الصواريخ الباليستية قصيرة المدى والطائرات المسيرة والمعدات العسكرية الأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الحوثيين. كما يمدد مشروع القرار العقوبات المفروضة على طهران عاماً إضافياً حتى 26 فبراير (شباط) 2019. ولا توضح الوثيقة ماهية تلك الإجراءات، مشيرةً إلى أن جميع الأنشطة المتعلقة باستخدام الصواريخ الباليستية في اليمن تطولها العقوبات.ويستند مشروع القرار إلى تقرير الخبراء الأمميين الصادر في الشهر الماضي، الذي أكد مسؤولية إيران عن تسليح الحوثيين.

 

مسؤول يمني: أفكار إيران الطائفية أثرت سلبًا على السلم الاجتماعي

الشرق الأوسط/25 شباط/18/أكد وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد اليمني الشيخ عبد السلام الخديري، أن ممارسات ميليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة من ايران أثَّرت على السلم الاجتماعي وعلى هوية اليمن الذي يحتاج إلى معالجة الآثار والأفكار التي تضخها إيران عبر أذيالها إلى المنطقة. وأوضح أن العلماء ينظرون بألم شديد لهذه التصدعات التي طالت كل مناحي الحياة في اليمن، ولهذا فهم في معركة لا تقل عن المعركة العسكرية لمقاومة هذا التصدع وترميمه، ولمحاولة حشد كل طاقات المجتمع من أجل درء الفتنة، ووأد الصراع، وإعادة الأمن والسكينة والاطمئنان إلى بلد الإيمان والحكمة. ودعا الشعب اليمني بكل أطيافه إلى مقاومة الإجرام الحوثي وما تقوم به تلك الميليشيا الإيرانية، مشيرًا إلى البيوت التي تفجر والدماء التي تسيل والمساجد والمدارس التي تهدم والإرهاب والإذلال ومحاولة تغير الهوية الوطنية وزعزعة العقيدة الإسلامية وتدمير البنية التحتية ومؤسسات البلد. وأوضح الخديري أن الشعب اليمني عندما قاوم ظلم ميليشيات الحوثي الإيرانية وبغيها كان يدرك تماماً أنه يمتلك المشروعية التامة للدفاع عن نفسه وعن دينه وعن عرضه، مشددًا أن ممارسة الظلم والعدوان والبغي الذي قامت به ميليشيا الانقلاب الحوثية يحمل في ذاته مشروعية مقاومته. وقال إن الآثار التي تسبب فيها الانقلاب الحوثي على الشرعية يحتاج الى جهود جبارة وكبيرة لمعالجة الآثار والأفكار التي تضخها إيران عبر أذيالها إلى المنطقة، مبينا أن العلماء في اليمن يكافحون ويدافعون في أكثر من مكان بالحجة والبرهان. وشدد أن الواجب المستقبلي للعلماء والدعاة في اليمن جميعاً سيكون مضاعفاً لأن المعركة العسكرية حتماً ستنتهي، وستبقى المعركة الفكرية والعلمية ليستمر دور العلماء والمؤسسات التربوية من جامعات ومدارس ومعاهد ومنابر دعوية. وطالب الشيخ الخديري العلماء وطلبة العلم والدعاة والإعلاميين وكل يمني بأن يقوم بدوره في مواجهة هذا الإجرام الحوثي والفكر الطائفي البغيض الذي تعمل إيران على ترسيخه ونشره في اليمن مما يهدد النسيج اليمني والتعايش السلمي. ودعا إلى رفض الاستغلال السيئ للفتوى الذي يقترفه الطرف الآخر وليّ أعناق النصوص في محاولة لتكييفها لتوافق أهواءه ورغباته وأجنداته الأجنبية. وذكر وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد اليمني، أن اليمن عاش في وئام وسلام وأن ما يحدث اليوم هو حالة استثنائية، وفكر مستورد من إيران أوصل اليمني إلى أن يُفَجِّر بيت خصمه الذي يختلف معه، ويستبيح دمه، ويستبيح كل شيء، مؤكداً أن هذا السلوك لم يألفه الشعب اليمني المعروف بقيمه وأعرافه التي تجرم مثل هذه الأعمال. ميدانياً أحبطت قوات الجيش اليمني، هجوما للميليشيات الحوثية الانقلابية في جبال حام التابعة لمديرية المتون غرب محافظة الجوف. وقال مصدر عسكري يمني، في تصريح نقله موقع (26 سبتمبر) التابع للقوات المسلحة اليمنية، إن معارك بين الجانبين أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتمردين وتدمير آلية قتالية. وأضاف أن المواجهات العنيفة تواصلت في مديرية المصلوب، بذات المحافظة، وتكبد فيها المتمردون خسائر في الأرواح والعتاد وأسر أحد عناصرها. وفي مديرية نهم بشرق صنعاء، كثفت مقاتلات التحالف العربي من غاراتها على مواقع وتجمعات لميليشيا الحوثي الإيرانية وسط احتدام المعارك الميدانية المستمرة. وأكد مصدر ميداني أن الغارات طالت مواقع الميليشيا الحوثية في التباب السود ومنطقة محلي ومواقع أخرى في جبهة الميسرة بجبهة نهم. وأسفرت الغارات وفقا للمصدر عن خسائر فادحة في صفوف الميليشيا الانقلابية وتدمير ثلاثة مدافع وعربات وأطقم قتالية.

 

فتح تستنكر تصريحات سفير قطر.. "تبث الفرقة بين شعبنا"

الاثنين 11 جمادي الثاني 1439هـ - 26 فبراير 2018م/استنكرت حركة "فتح" تصريحات مسؤول ديبلوماسي قطري حمّل السلطة الفلسطينية جزءا من المسؤولية عن تفاقم الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، واعتبرت الحركة هذه التصريحات تجاوزاً مقصوداً يهدف إلى تكريس الانقسام. وقال المكتب الإعلامي في مفوضية "التعبئة والتنظيم" في فتح، في بيان له الأحد، إن ما أدلى به السفير القطري #محمد_العمادي (رئيس "اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة") "من مواقف سياسية أمام وكالات الأنباء ضد الرئيس محمود عباس هو محاولة لاستغلال الوضع المأساوي في غزة، متنكرا لما نقدمه لأهلنا هناك من واجب الدعم والمساندة وما نتقاسمه معهم". واعتبر البيان أن تصريحات العمادي "تتناقض مع صفة الإنسانية التي تنسبها #قطر لنفسها.. وهي بهذه التصريحات تنفي عن نفسها الصفة الإنسانية، إذ إنها تعبير عن مواقف غير مفهومة ومسيئة بحق القيادة الفلسطينية". وطالبت حركة #فتح، السفير القطري، بالتراجع عن مواقفه، "التي تتساوق مع الحملات الهادفة إلى تكريس الانقسام وبث الفرقة بين أبناء شعبنا"، مؤكدة أن الرئيس الفلسطيني "يسعى بشكل دائم وحثيث لتأمين احتياجات أهلنا في غزة تماماً كباقي المحافظات الفلسطينية دون تفرقة أو تمييز". وشدّدت "فتح" في بيانها، على "مكانة قطاع غزة الوطنية كركن من أركان القضية الفلسطينية، ومسؤولية وطنية لا تغادر أولويات العمل السياسي الفلسطيني مثلها مثل أية منطقة جغرافية فلسطينية أخرى، وهذا نابع من إدراكنا لأهمية عودة غزة للشرعية الفلسطينية وعدم السماح لأي كان باختطافها وانتزاعها من حدود مسؤولياتنا التي نعرفها أكثر من غيرنا". وكان السفير القطري محمد العمادي، قد قال في تصريحات صحفية مؤخرا: "لو أن الرئيس عباس يعطي غزة سيحصل على شعبية كبيرة.. من المفروض أن يكسب الناس بدل أن يعاديهم". وأضاف "هناك لوم على السلطة الفلسطينية وعلى مصر وإسرائيل بسبب الأوضاع الإنسانية في غزة". وكان فلسطينيون هاجموا المسؤول القطري في مستشفى الشفاء بمدينة #غزة الأسبوع الماضي، بعد انتهائه من مؤتمر صحافي، وأجبروه على المغادرة.

 

إيران تخرق الهدنة.. و"تلتزم" بمواصلة ضرب الغوطة

الأحد 10 جمادي الثاني 1439هـ - 25 فبراير 2018م/دبي ـ العربية.نت/نقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن الجنرال محمد باقري رئيس أركان الجيش قوله إن #إيران والنظام السوري سيواصلان الهجمات على ضواحي دمشق التي يسيطر عليها من تصنفهم طهران والنظام بأنهم "إرهابيون"، لكنهما "ستحترمان" قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، على حد قوله. ونسبت الوكالة لباقر القول "سنلتزم بقرار وقف إطلاق النار وستلتزم #سوريا كذلك. أجزاء من ضواحي دمشق التي يسيطر عليها إرهابيون غير مشمولة بوقف إطلاق النار و(عمليات) التطهير ستستمر هناك"، حسب تعبيره. وعادة، تتخذ إيران والنظام السوري كلاهما صفة "إرهابيين" لتبرير الهجمات ضد المعارضة المسلحة أو حتى المدنيين، كالحاصل في الغوطة الشرقية بدمشق. فعلياً، تجددت غارات النظام السوري، الأحد، على الغوطة الشرقية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن: "استؤنفت عند الساعة السابعة والنصف صباحاً الغارات الجوية بغارتين على منطقة الشيفونية في ضواحي دوما" في الغوطة_الشرقية، حيث قتل نحو 519 مدنياً خلال سبعة أيام من القصف. وذكر المرصد، في وقت سابق، أن غارات جوية استهدفت بعد دقائق من الإعلان عن قرار مجلس الأمن إقرار هدنة في سوريا مناطق في الغوطة الشرقية، خاصة في دوما والشيفونية. وقال المرصد إن طائرات قصفت بلدة الشيفونية في الجيب الخاضع للمعارضة.

 

انفجار هائل في وسط بريطانيا.. ولا شبهة "إرهاب" حتى الآن

الاثنين 11 جمادي الثاني 1439هـ - 26 فبراير 2018م/لندن – وكالات/أعلنت الشرطة_البريطانية مساء الأحد أنها تتعامل مع "حادث كبير" بعد أن دمر انفجار ضخم متجرا ومنزلا في مدينة ليستر بوسط البلاد. إلا أنها أكدت أن إنها لم تجد مؤشرا إلى الآن على أن الانفجار مرتبط بالإرهاب. وقالت الشرطة في بيان مساء الأحد: "جميع أجهزة الطوارئ تتعامل حاليا مع هذا الأمر.. برجاء عدم التواجد في المنطقة". ولاحقاً أوضحت الشرطة في تغريدة على "تويتر": "سيخضع الحادث لتحقيق مشترك مع هيئة الإسعاف.. في هذه المرحلة لا يوجد مؤشر على إنه مرتبط بالإرهاب".

 وأظهرت صور ولقطات مصورة نشرت على "تويتر" أن ألسنة اللهب تتصاعد في سماء مدينة #ليستر من أطلال ما قال بعض الشهود إنه متجر كبير لبيع السلع الاستهلاكية ومنزل دُمر في الانفجار. وأكدت إدارة الإطفاء بالمدينة أنها أرسلت ست عربات إطفاء إلى الموقع بعد ورود أنباء عن #انفجار كبير وانهيار مبنى. وقال رجل إطفاء في غرفة تحكم في المدينة: "تلقينا اتصالا منذ ساعة بعد أنباء عن وقوع انفجار كبير وانهيار أحد المباني". وقالت متحدثة باسم خدمات الطوارئ والإطفاء: "كنا في طريقنا للموقع حين اتصلت الشرطة لتبلغنا أن منزلا انهار". وأوضحت "ليس لدينا ما يشير لسبب ذلك في اللحظة الراهنة".

من جهتها، أعلنت هيئة الإسعاف البريطانية أنها نقلت أربعة أشخاص إلى المستشفى، مضيفةً في تغريدة على "تويتر": "لا يزال الأطباء في الموقع". من جهتها، قالت مستشفى ليستر الملكية إنها تعالج أربعة جرحى "في حالة حرجة". ونقلت صحيفة "ليستر ميركوري" عن ساكن لم تذكر اسمه يعيش على بعد بضعة شوارع من مكان الحادث قوله: "سمعنا انفجارا هائلاً. كان الأمر مخيفا للغاية". وأضاف: "هرعنا لننظر عبر نوافذ الطابق الأعلى وشاهدنا أعمدة دخان تتصاعد وبعد عدة ثواني شاهدنا ألسنة لهب برتقالية اللون". كما قال شاهد يدعى غرامي هودسون لوكالة "فرانس برس": "كان الأمر مرعبا". وتابع: "أسكن على بعد 5 دقائق.. لكن منزلي اهتز. خرجت وشاهدت دخانا كثيفا وألسنة لهب كبيرة".

 

خطأ مهني" تسبب بإسقاط مقاتلة إسرائيل بصاروخ من سوريا

الاثنين 11 جمادي الثاني 1439هـ - 26 فبراير 2018م/القدس – وكالات/أعلن الجيش_الإسرائيلي الأحد أن إسقاط صاروخ من سوريا لطائرة إسرائيلية مقاتلة من طراز "إف 16" في وقت سابق من الشهر الجاري نجم عن "خطأ مهني" ارتكبه طاقم الطائرة. وبيّنت التحقيقات أن صاروخا مضادا للطائرات أسقط الطائرة الحربية الإسرائيلية أثناء عودتها من غارة على مواقع لقوات تدعمها إيران في سوريا في 10 فبراير/شباط. وكانت تلك أخطر مواجهة حتى الآن بين إسرائيل وتلك القوات. وأوضحت إسرائيل أن تسلل الأحداث بدأ عندما أطلِقت طائرة بلا طيار من داخل سوريا ودخولها المجال الجوي الإسرائيلي. وقامت طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي بإسقاط الطائرة، وأرسلت إسرائيل بسرعة طائرات حربية لقصف محطة أرضية تتحكم في هذه الطائرة في سوريا. وأكد ضابط كبير في القوات الجوية الإسرائيلية للصحفيين أن إحدى الطائرات التي كانت ضمن عدد من الطائرات المشاركة في المهمة لم تتخذ إجراءات مضادة وأصيبت. وسقطت الطائرة في شمال إسرائيل. وقال الضابط: "كان هناك في مسرح العمليات عدد من الطائرات التي دافعت بشكل فعلي عن نفسها في مواجهة النيران السورية أثناء إكمالها مهمتها. إحدى الطائرات التي لم تدافع عن نفسها أصيبت". وجاء في ملخص للتحقيق نشره الجيش الإسرائيلي أن طاقم الطائرة اختار "إكمال المهمة وعدم الدفاع عن نفسه بشكل كاف. الإجراءات التي قاموا بها لم تتطابق مع الإجراء المعتاد اتخاذه أثناء التعرض لنيران معادية". وكشف الضابط أن الطيار أصيب بجروح خطيرة أثناء القفز من الطائرة، كما أن الملاح الذي أصيب أيضا عاد إلى الخدمة الفعلية. وأضاف أنه كان يتعين على طاقم الطائرة أن يعطي الدفاع عن نفسه أولوية على إكمال المهمة الهجومية. وأشار إلى أن معلومات المخابرات التي كانت متوفرة كانت كافية لتنفيذ المهمة بنجاح. وتابع: "السبب الأساسي لما حدث كان الفجوة بين إكمال المهمة بنجاح واتخاذ إجراءات دفاعية وضمان النجاة". وأضاف أن "المهمة استكملت بشكل ناجح ومع ذلك كان يجب عدم إسقاط الطائرة وهذا هو المعيار الذي نتوقعه ونتدرب من أجله". وأكد الضابط أنه لم يكن للروس، الذين تتواصل إسرائيل باستمرار معهم من أجل تفادي حدوث مواجهات جوية فوق سوريا، صلة بإطلاق الطائرة بلا طيار، قائلاً: "لم يكن هناك دور للروس في الحادث".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نفوذ «حزب الله» يتراجع في حال واحدة

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 شباط/2018

بعد الانتخابات، لن تتغيَّر المعادلة السياسية الداخلية كثيراً، بل ستتكرَّس. فـ»حزب الله» لا يحتاج إلى الانتخابات ليُصبح الأقوى في السلطة وصاحب القرار، فهو اليوم في هذه الوضعية. لكنه، بعد الانتخابات، وبفضل قانونها، سيكون الرأس الذي يُدير كلّ شيء، والذي تدور حوله القوى الأخرى كافة، على ضفّتي «8 و14». سيكون عبثياً أن يُفكِّر أيّ طرفٍ داخلي بإضعاف «حزب الله» بعد الانتخابات، كما كان ذلك عبثياً قبلها. وأكبرُ المغامرات الفاشلة لتحقيق هذا الهدف كانت أزمة «استقالة» الرئيس سعد الحريري، والتي كانت محاولة لكسر نفوذ «الحزب» بإسقاط الحكومة التي تمنحه التغطية الوطنية.

ونتيجة للأزمة، كاد لبنان يصل إلى فتنة أهليّة وانهيار أمني وسياسي واقتصادي، من دون أن يُصاب «حزب الله» بأيّ خسارة مباشرة. واضطرت القوى الدوليّة والإقليميّة، حتى تلك التي تُسجّل مآخذ على «الحزب»، إلى أن تُعيد الأمور إلى نصابها على قاعدة «ليس في الإمكان أفضل ممّا كان».

المثير هو أنّ الحريري، قبل الأزمة، كان يسير في نهج التسوية الملائم لمصالح «حزب الله» بخجل وتحفّظ. لكنه، بعد الأزمة، صار أكثرَ وضوحاً وجرأة، وبات أكثرَ عدائية مع حلفائه السابقين المناهضين لنهج «حزب الله». وقد عبّر عن ذلك في احتفال «البيال» الأخير، شكلاً ومضموناً.

المدافعون عن الحريري لا تنقصهم الحجج لتبرير مواقفه، ويقولون: شبِعْنا شعاراتٍ وأوهاماً لم توصلنا إلى أيِّ مكان. وفي السياسة لا مكانَ إلّا للواقعية.

والواقعية هي أنّ إيران، ومن خلالها «حزب الله»، هي الأقوى في لبنان وكل بلدان الشرق الأوسط. ولا بدّ من التعايش مع حالة «الحزب» إلى أن تتغيَّر الظروف في المنطقة كلها.

يضيف هؤلاء: لقد خاض المحور المضاد لـ«حزب الله» وإيران معارك ضارية في مواجهته، على مدى سنوات، في سوريا والعراق ولبنان، مدعوماً بقوى دولية كبرى. لكنّ الجميع، على أرض الواقع، بدا مهتمّاً بالتفاهم مع هذا المحور في كل بلدان المنطقة. وعلى العكس، منحه الاعتراف والدعم بوصفه الشريك في مواجهة الإرهاب. فكل الدول التي تقاتل المحور الإيراني، من اليمن والبحرين إلى العراق وسوريا ولبنان وغزة، تقف عاجزةً عن هزيمته ومنع تمدّده في الشرق الأوسط. وأدّى اتفاق فيينا على ملف إيران النووي والإفراج عن أرصدتها المجمّدة، إلى تقوية نفوذها في المنطقة، بتغطية من الولايات المتحدة وأوروبا.

وخاضت إسرائيل حرباً عاتية ضد «حزب الله»، في تموز 2006، لكنها دمَّرت لبنان وبناه التحتية ومؤسساته وأغرقت الشعب اللبناني في مزيد من الكوارث والديون، ولم تهزم «حزب الله»، بل هو خرج منها رافعاً شعارات النصر، وازداد رصيد سلاحه في لبنان بعدما كان محشوراً إلى حدّ ما بمطالبة «14 آذار» نزع هذا السلاح بدعمٍ دولي، غداة خروج السوريين وانتفاضة 2005. إذاً، عندما تخوض القوى الإقليمية، من عربية وغير عربية، والقوى الدولية، معارك شرسة مع المحور الإيراني و»حزب الله» في اليمن والعراق وسوريا وتنتهي بالفشل، هل تجوز مطالبة اللبنانيّين بالانقضاض على «حزب الله» في الداخل ومواجهته، علماً أن لا طاقة لهم ولا حَوْل، فيما هو يمتلك ترسانةً من السلاح تتكفّل بهزيمة الجيوش؟

ومَن يمتلك القدرة على وقف الفتنة المذهبية أو الطائفية إذا اندلعت في لبنان، ومَن يستطيع حماية مَن، في محيطٍ كلُّ بلدانه ملتهبة وكلُّ شعوبه منغمسة في حروبها الخاصة؟ والأهم، وفق هؤلاء، هو أنّ القوى الدولية والإقليمية التي تطالب اللبنانيين بمواجهة «حزب الله» وتقليص دوره هي التي تقع عليها المسؤولية عن نموّ نفوذ إيران على مدى فترات تاريخية طويلة، وهي التي عليها اليوم أن تضطلع بدورها في إضعاف إيران مباشرة، لا إضعاف «حزب الله». فضرب الرأس هو الذي يمكن أن يؤدّي إلى نتيجة، وليس ضرب الأطراف. والقادر على ضرب الرأس هو القوى الإقليمية والدولية وليس المواطنون اللبنانيون الذين لا يمتلكون شيئاً من عناصر القوة في مواجهة المحور الإيراني الشديد التنظيم والتمويل والتسلّح. هذا الكلام الذي يقوله المدافعون عن الحريري، يقول مثله النائب وليد جنبلاط الذي يرفع شعار تمرير المرحلة منذ سنوات. أمّا الرئيس ميشال عون فهو السبّاق في الانتقال كلياً من محور «14 آذار» إلى محور «حزب الله». وحتى القوى المسيحية الأخرى في «14 آذار»، والمستقلّة، التي ترفع الصوت اليوم ضدّ انجرار البلد في نهج «الحزب»، سارت هي الأخرى في تسويات ومساومات مختلفة، في فترات مختلفة، وتحت عناوين مختلفة، في نهج يلائم «الحزب».

في هذه الحال، الجميع سيخضع لمنطق سيطرة «الحزب» بعد الانتخابات. ومن المكابرة أو التوهُّم أن يراهن طرفٌ على إضعاف «حزب الله» بعد الانتخابات. وعلى العكس، ستخلو الساحة لـ»الحزب» ويشكّل الحكومة التي يريدها، وسيدير البلد وفق ما تمليه مصالحه، وسيأمل في اختيار خلف الرئيس ميشال عون، خصوصاً أنّ غالبية القوى والشخصيات السياسية ستكون «رهن رضاه».

علمياً، المعطيات القائمة في ظرف محدَّد تؤدّي إلى نتائج محدَّدة. ومن العبث المراهنة على تغيير النتائج ما لم تتغيَّر المعطيات. فهل يمكن أن تتبدَّل المعطيات الدولية والإقليمية والمحلية القائمة، والتي تجعل من «حزب الله» قوةً يصعب إضعافها في الداخل اللبناني؟

المتابعون يعتقدون أنّ الفرصة الوحيدة لتبديل المعطيات هي أن يُصاب المشروع الإيراني بضربة قوية في الشرق الأوسط. فإيران وسَّعت نفوذها بسهولة إلى بغداد. والحكومة المركزية هناك تدور في المحور الإيراني. وقد حصلت على ترضية أو «رشوَة» أميركية بمنع استقلال كردستان العراق.

ولكن، إذا انقطع الجسر الإيراني فوق سوريا، فستكون الخسائر جسيمة. وليس واضحاً أين سيكون موطئُ القدم الإيراني في سوريا، إذا سيطر الأميركيون على الشرق والشمال الشرقي عبر الحدود مع العراق، من زاوية الحدود مع الأردن جنوباً حتى الحدود مع تركيا شمالاً، وسيطرت روسيا على بقعة الرئيس بشّار الأسد من الحدود مع تركيا والبحر المتوسط في الشمال الغربي إلى دمشق فالحدود مع إسرائيل جنوباً، مروراً بالخط الحدودي مع لبنان. بالتأكيد، سيكون للقوى الإقليمية، تركيا وإسرائيل وإيران، أن تحافظ على بعض المصالح في سوريا الجديدة، ولكن لا مجال لجسرٍ إيراني يمتدّ من طهران إلى بغداد ودمشق فبيروت.

في هذه الحال، سيكون أمام «حزب الله» معطى جديد يجب أن يتكيَّف معه داخلياً وإقليمياً. وقد يصبح أكثرَ اقتناعاً بأنّ حمايته المثلى هي انضواؤه في الخيار اللبناني. وحتى ذلك الحين، لكل حادث حديث.

 

ما يقوله مُتخصصون في «التزوير والــطعون والمال الإنتخابي»

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 24 شباط/2018

مع اقتراب المهل الدستورية المؤدّية الى فتح صناديق الإقتراع في السادس من أيار المقبل، وُضع قانون الإنتخاب على مشرحة مجموعة من الاختصاصيّين لمعاينة الثغرات التي تسمح بالتزوير والتي تقود الى الطعن أمام المجلس الدستوري، فكانت عملية تفنيد لا تتنكّر لِما لحظه القانون من محاولات لوَقف استخدام المال الإنتخابي والتي أُبطلت في معظمها أمام اعتماد الصوت التفضيلي. فما الذي أدّت إليه هذه المعاينة؟ على هامش ورشات العمل الدائرة في الماكينات الإنتخابية التي تعمل على إحصاء الجداول الجديدة للشطب وتصحيحها تمهيداً لعملية الفرز الدقيقة الجارية لتصنيف الناخبين، تسعى الأطراف كافة الى تحديد مكامن القوة والضعف إستباقاً لمفاوضات تشكيل القوائم الإنتخابية او عدمه، وتقدير مسار المعركة المقبلة وفق ما قال به القانون الجديد. وإلى المساعي المبذولة لوَضع الجداول الدقيقة التي تؤدّي الى قراءة مكامن القوة والضعف للمرشّحين، وطريقة تجميع الأصوات التفضيلية وتوزيعها، تُجرى المقاربات العلمية والإحصائية لإسقاطها على استطلاعات الرأي التي يرتفع حجم الاهتمام بها يوماً بعد يوم. وهو أمر منطقي وطبيعي، فكلّما اقتربت المواعيد من حدود المهل الدستورية التي ستقود إلى مرحلة فتح صناديق الإقتراع، ترتفع نسبة الإستنفار في هذه الماكينات ويزداد الضغط قياساً على ما تقول به المراحل الدستورية، بدءاً من قرب إقفال باب الترشيحات، لولوج مرحلة تركيب التحالفات والبتّ بها نهائياً، قبل الوصول الى المرحلة التي تقفل فيها هذه اللوائح في موعد حدّد قبل اربعين يوماً من السادس من ايار.

وفي هذه الأثناء، يتفرّغ الخبراء في القانون لتقدير الحالات الممكنة للقيام بأعمال التزوير والتحضير للسيناريوهات الخاصة بها، توصّلاً الى رَسم المقاربات القانونية والدستورية قياساً على حجم الإحتمالات الواردة، والتي ستقود حتماً الى اللجوء في المرحلة التي تلي الإنتخابات الى الطعون امام المجلس الدستوري، على قاعدة أنها الخطوة اللازمة التي سيلجأ إليها أيّ متضرّر من أيّ خرق للقانون.

وعلى هذا المستوى من البحث، يرصد الخبراء إضافة الى ضرورة اللجوء الى مجلس النواب لتجميد العمل بالمادة 84 الخاصة بالبطاقة المُمغنطة منعاً لأي طعن محتمل ومضمون، أنّ الكثير من التحسينات التي جاء بها القانون الجديد للتخفيف من حدة أعمال التزوير والسعي الى تداركها كما بالنسبة الى المال الإنتخابي قد اتّخذت. فالقانون الجديد نموذج لم يَعشه اللبنانيون سابقاً ويفرض آلية انتخاب جديدة لا بُدّ من تدريب كل المتعاطين بها على اكثر من مستوى. فإلى الدروس التي تقوم بها الماكينات الإنتخابية لشرح آلية الإنتخاب للناخبين، وأولئك الذين سيكلفون مهمة المندوبين المتجوّلين وامام صناديق الإقتراع، تستعد هيئة الإشراف على الانتخابات الى المباشرة قريباً بعملية تدريب الطواقم الإدارية المكلفة إدارة العملية الإنتخابية بكل مراحلها، وصولاً الى الأدوار المُناطة بلجان القيد في المراحل التي تَلي إقفال الصناديق.

فالحاجة ماسّة الى تدريب لجان القيد حول كيفية احتساب الحاصل الإنتخابي في الدرجة الأولى، ولربما جرى في بعض المناطق على درجتين، إن لم تنل بعض القوائم الحاصل الإنتخابي الأول، وذلك لتحديد الحاصل الثاني والنهائي. وكل ذلك يجري قبل بلوغ مرحلة توزيع المقاعد على القوائم الإنتخابية التي تخوض المواجهة الإنتخابية، وتحديد تلك الفائزة والخاسرة بما تفرضه هذه العملية من حسابات دقيقة، قبل الوصول الى مرحلة احتساب الأصوات التفضيلية التي سيكون لها الكلمة الحاسمة في تحديد هويّات المرشحين الفائزين في السباق الى ساحة النجمة. وعلى هامش هذه العملية، تسعى بعض الماكينات الإنتخابية الى تقدير المخالفات المحتملة والمقصودة، او تلك غير المقصودة التي ستحال الى لجان القيد، وربما بلغ بعضها حدود الطعون الإنتخابية امام المجلس الدستوري لاحقاً. وعلى رغم الهامش الواسع الذي أعطاه القانون لجهة تشريع صرف «المال الإنتخابي»، والذي أقرّ بحق أصغر مرشّح في أصغر دائرة انتخابية صرف ما يوازي المليار ليرة لبنانية، وقد يصل بحده الأقصى الى 3 مليار تقريباً، تتزايد المخاوف من سَعي البعض الى تجاوزه على قاعدة القول إنّ الصوت التفضيلي هو «بئر البترول» الحقيقي في هذه الإنتخابات. والى الإحتياطات المالية التي أعارها القانون الجديد نسخاً عن قانون العام 2013 الذي عرف بقانون ميقاتي - شربل منعاً للخروج عن قواعد الصرف المقونَن، ثمّة من يفكر أنّ في إمكانه استخدام القوائم الموجودة في قلب قلم الإنتخاب لفرض انتخاب هذا المرشح او ذاك، على هذا الناخب او ذاك، عبر تسريب إحدى الأوراق في بداية اليوم الإنتخابي من داخل الغرفة العازلة الى خارجها تمهيداً لاستبدالها بأخرى يتمّ ملؤها خارجاً امام أعين المندوبين. ويقول العارفون بما يجري التحضير له، انّ اصحاب هذه الفكرة «الجهنمية» سيفاجأون بإجراء تنفيذي لمواجهة فعلتهم، من خلال خطوتين سيتم البتّ بهما في هيئة الإشراف على الإنتخابات، كأن يعمد رئيس القلم الى تنبيه الناخب لضرورة أن يضع القائمة التي تحمل رقماً تسلسلياً في مغلفها الذي يحمل رقماً آخر امام أعينه في صندوق الاقتراع، او سيُصار الى اعتماد الظرف الشفاف في إحدى واجهتيه للتثبّت من وجود القائمة فيه منعاً لتسرّبها الى الخارج. هذا إضافة الى حصر العدد الإضافي للمغلفات والقوائم المخصصة للعملية الإنتخابية في كل قلم بما نسبته 20 في المئة إضافية نسبة الى عدد الناخبين في القلم، وفق محضر يوقّعه رئيس القلم عند تسلّمه القوائم ومغلفاتها، وعند تسليمها الى لجنة القيد لتدارك مخاطر وقوع أحد الناخبين في الخطأ غير المقصود. وطالما أنّ الإنتخابات ستجري في لبنان، ثمة من يتوقع إمكان اللجوء الى اساليب أخرى مبتكرة للتزوير والتلاعب بالعملية الإنتخابية، والتي ستكون موضع رصد في المرحلة الإنتخابية، والى حينه لربما ابتدع اللبنانيون وسائل اخرى. فلننتظر.

 

«فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ»

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 شباط/2018

لا أعرِفُ مسؤولاً سعوديّاً ولا يعرفني أيُّ مسؤولٍ سعوديّ. زُرت المملكةَ وزيراً، في رِفقةِ الرئيس تمام سلام، مرّةً واحدةً لساعةٍ واحدةٍ، تعزيةً بالملكِ عبدالله وتهنئةً الملكَ سلمان. وطيلةَ ولايتي وزيراً زارني سفراءُ كثيرون باستثناءِ السفيرِ السعوديّ (علي العسيري) مع أنَّه أينما التقاني كان يُعانقُني. وعرفتُ لاحقاً أنَّ هذا الاستثناءَ كان بناءً على تمنّي رئيسِ حزبٍ يَـحرِصُ على حصرِ عَلاقتِه مع السعوديّة به. ورُغم أنّها دولةٌ عربيّةٌ كبرى وأنا وزيرٌ لبنانيٌّ بسيط، انقطعتُ عن حضورِ احتفالاتِ السفارةِ السعوديّةِ في بيروت ومناسباتِها: فكما أُعامَل أعامِل. وهو موقِفٌ قلّما أَلِفَه الإخوانُ السعوديّون في البيئةِ السياسيّةِ اللبنانيّةِ اللاهِثَة.

لكنَّ هذا لم يَمنعْني من الإشادةِ بمواقفِ السعوديّةِ الإيجابيّةِ تجاه لبنان، وهي كثيرةٌ، ومن التحفّظِ عن مواقفِها الأخرى، وهي قليلة. وكان آخِرُها سحْبَ الهِبتين المقدَّمتَين للجيشِ والأمن، استبقاءَ رئيسِ حكومةِ لبنان، و»غُرابِيّاتِ» الوزيرِ السعوديِّ ثامر السبهان.

من هذا المنطَلقِ المتجرّدِ عن أيِّ مصلحةٍ، لَفتَني سلوكُ السفيرِ السعوديِّ الجديد، وليد اليعقوب، إذْ نجحَ سريعاً في طيِّ صفحةِ الأشهرِ الأخيرةِ وفتحِ الصفحاتِ الناصعةِ في العَلاقاتِ اللبنانيّة - السعوديّة.

وفي هذا السياقِ توقّفتُ بإعجابٍ تجاه تصريحِه بعد زيارتِه الصَرحَ البطريركيَّ في بكركي (20 شباط الجاري)، إذ قال: «ما يَربُط المملكةَ العربيّةَ السعوديّةَ بهذا الصَرحِ الوطنيِّ الكبير استثنائيٌّ. ويعود لهذا الصَرحِ الفَضلُ في تأسيسِ فكرةِ دولةِ لبنانَ الكبير المبني على العيشِ المشترَك الاسلاميِّ - المسيحيّ، كما يعود له دورٌ كبيرٌ وفضلٌ في تثبيتِ «اتفاقِ الطائف» الذي أكّد على أنَّ لبنانَ وطنٌ نهائيٌّ لجميعِ اللبنانيّين».

وأضاف: «زيارتي هي لمتابعةِ زيارةِ البطريرك الراعي التاريخيّةِ الى الرياض من أجلِ استكمالِ المساعي الراميةِ إلى تثبيتِ سيادةِ لبنان واستقلاله». وخَتم اليعقوب: «أكّدتُ لغِبطتِه وقوفَ المملكةِ الى جانبِ الشرعيّةِ اللبنانيّةِ المنبثِقةِ من الدستورِ و»اتفاقِ الطائف»، ودعمَ المؤسساتِ الدستوريّةِ في لبنان».

إنَّ مثلَ هذا الاعترافِ الآتي من سفيرِ خادمِ الحرمَين الشريفَين يُعبِّر عن قناعةِ المملكةِ السعوديّةِ، حاضنةِ المقدّساتِ الإسلاميّةِ، برِيادةِ بكركي وخصوصيّةِ لبنان وميزةِ التعايش وبِرهانِها على الشرعيّةِ دونَ سواها خِلافاً لدولٍ شقيقةٍ وصديقةٍ تؤيّد قِوى سياسيّةً وعسكريّةً على حِسابِ الشرعيّةِ والتعايشِ و»الطائفِ» والدستورِ وفكرةِ لبنان. مضى زمنٌ لم نَسمَع سفيراً يدلي بتصريحٍ بهذا الرُقيِّ السياسيِّ والأمانةِ التاريخيّة، فيما باتَت تصاريحُ معظمِ السفراءِ جُزءاً من الصراعاتِ اللبنانيّةِ. آخِرُ كلامٍ مميّزٍ عن لبنان سَمعتُه منذ سنتين على لسانِ سفيرِ المغرِب السابق، الدكتور علي أومليل.

الإعجابُ بتصريحِ السفيرِ اليعقوب لا يعني أنّي تفاجَأتُ به، فلطالما وَقفَت السعوديّةُ إلى جانبِ لبنانَ الشعبِ والدولةِ والكِيان، وسانَدت دفاعَ اللبنانيّين عن السيادةِ والاستقلال. ورُغم تحفُّظاتي عن بعضِ بنودِ «اتفاق الطائف»، فإنّما على أرضِ المملكةِ وبِدَفعٍ منها وُلِدت هذه الوثيقةُ الوطنيّةُ التي تَمَّ الاعترافُ فيها بلبنانَ «وطناً نهائيّاً».

وعلى أرضِ المملكةِ، خريفَ 1976، انعقدَت القِمّةُ العربيّةُ التي أوقَفت «حربَ السنتين». وعلى أرضِ المملكةِ أُعطيَت التغطيةُ العربيّةُ لانتخابِ بشير الجميل رئيساً للجمهورية صيفَ 1982. لم تَستغِل المملكةُ السعوديّـةُ عَلاقةَ سُنَّةِ لبنانَ بها لتُجيِّشَـهم ضِدَّ دولةِ لبنان، بل لتُشَجِّعَهم على بناءِ دولةِ لبنان. لقد نَصَحتهُم التعلّقَ ببلدِهم وبذلَ التضحياتِ من أجلِ إنجاحِ صيغةِ التعايشِ المسيحيّ - الإسلاميّ. ومثلما دعا البابا يوحنا بولس الثاني من حريصا سنةَ 1997 المؤمنين المسيحيّين إلى أنْ يقولوا له: «نُحِبّكَ» بـ»العربيّةِ» لا بالإنكليزيّـة «we love you»، دَعت المملكةُ المسلمين اللبنانيّين دائماً إلى أن يقولوا لبنانَ بـ»اللبنانيّة»، فكان أنْ تبنّى «تيارُ المستقبل»، سنةَ 2005، وكان يومَها الأقربَ إلى السعوديّة، شعارَ: «لبنان أولاً».

بمنأى عن الغيومِ الأخيرة، تَقضي الحقيقةُ الاعترافَ بأنَّ المملكةَ تَحمّلت كلامَ قدْحٍ وذمٍّ طويلاً قبل أنْ تَغضَبَ. ورغمَ غضبِها على الدولة اللبنانية، فإنّها لم تؤذِ عموماً الجاليةَ اللبنانيّةَ العاملةَ على أراضيها. لقد تَنبّه المسؤولون السعوديّون إلى أنَّ هدفَ تلك الحملاتِ ليس الإساءةَ إلى المملكةِ فقط، بل إلى العَلاقات اللبنانيّةِ - السعوديّة، إذ هناك من يريد أنْ يُهرِّبَ السعوديّةَ من لبنان ليُغيّرَ انتماءَه العربيَّ وهويّتَه اللبنانيّة ويستأثرَ به. بقدرِ ما تَبتعدُ السعوديّةُ عن لبنان وتَنصَحُ رعاياها بعدمِ المجيءِ إليه، تَخدُم مشروعَ أخصامِها. ننتظرُ من المملكةِ السعوديّةِ أنْ تكثِّفَ وجودَها الانسانيَّ والاقتصاديَّ والاستثماريَّ في لبنان لتُفشِّلَ خُطّةَ إبعادِها عن لبنان وعن الشواطئ الشرقيّةِ للبحرِ الأبيضِ المتوسِّط، لا بل عن كلِّ المشرِق. وفي هذا الإطارِ لا بُدَّ من تصحيحِ هويّةِ العَلاقاتِ الثنائيّةِ بنزعِ الطابَعِ الماليِّ عنها، وكأنَّ المالَ وحدَه هو مِعيارُ العَلاقاتِ اللبنانيّة - السعوديّة.

قبل أن تكونَ هذه العَلاقاتُ مالاً وانتخاباتٍ وهِباتٍ، هي مجموعةُ مبادئَ وطنيّةٍ وعربيّةٍ وأخلاقيّةٍ راوحت بين الاعتدالِ والانفتاحِ والحيادِ والتضامنِ واحترامِ الآخَر. هكذا، ساهَم اللبنانيّون في بناءِ المملكةِ وساهمت المملكةُ في ازدهارِ لبنان. فما من عائلةٍ لبنانيّةٍ إلا وأحدُ أفرادِها في السعوديّةِ والخليجِ، وما مِن أميرٍ سعوديٍّ إلا ويَقتني بيتاً له في لبنان. أَعطَى السعوديّون لبنانَ محبَّتَهم قبل أنْ يُعطوه مالَهم، لكنَّ سياسيّين لبنانيّين حيّدوا المحبّةَ وانحازوا إلى المال، فخَسِروا الاثنين.

واليومَ، والسعوديّةُ تعيدُ نسجَ عَلاقتِها بلبنان وتحديدَ دورِها الآتي، حبذا لو تُدرك أنَّ دورَها يَحتاج إلى ما يلي:

1) وضعُ استراتيجيّةٍ متكاملةٍ للعَلاقةِ مع لبنان، تَنقُلُها من واقِعِ الإطلالاتِ المرحليّةِ والظرفـيّةِ إلى الثباتِ والاستمراريّةِ مهما كانت التحديّاتُ والمعَوّقات.

2) إرساءُ العَلاقاتِ الثنائيّةِ على أساسِ الشراكةِ الشامِلةِ انطلاقاً من مشروعٍ عربيٍّ جديدٍ يَستوحي الحداثةَ التي يَتوق إليها وليُّ العهد الأميرُ محمد بن سلمان.

3) مدُّ جسورِ ثِقةٍ مع قوى ونخبٍ لبنانيّةٍ جديدةٍ تتمتّع بالصدقيّةِ والشجاعةِ والفكرِ السياسيِّ والخِبرةِ السياسيّةِ.

يبقى أن يأتيَ إلى لبنانَ حكّامُ المملكةِ الجددُ كما كان يَفعلُ أسلافُهم، فيُمضوا عُطَلهم في بيوتِ آبائِهم وأجدادِهم ليتعرّفوا على لبنانَ الحقيقي. وإن كان في ظنّهم أن لبنانَ أسلافِهم لم يعُد موجوداً ليتعرَّفوا إليه، فاللبنانيّون الحقيقيّون ما زالوا موجودين.

 

أرادوا تعطيل الإنتخابات!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 شباط2018

 كل الأطراف تعمل للانتخابات النيابية على أنها حاصلةٌ في موعدها؛ تزييت ماكينات، إستطلاعات، ترشيحات، إعداد لوائح، صياغة تحالفات، مهرجانات، جولات، مجاملات، ومآدب غداوات وعشاوات... وما إلى ذلك من لوازم التحضير لهذا الاستحقاق. لكن مع ذلك، ما زال هناك مَن يسأل عن مصير هذه الانتخابات ويشكّك في إجرائها! هذه الفئة المشكِّكة، تكاد لا تكون مرئيّةً أمام الجوّ العام القائل بحصول الانتخابات حتماً بعد 69 يوماً. لكنها استطاعت أن تشوّش الذهنَ العام وتزرع فيه علاماتِ استفهام، خصوصاً حول الباعث الى هذا التشكيك، وإن كان له أساس صلب. وأيضاً حول مصدره، والجهة الدافعة اليه سواءٌ من الداخل أو من الخارج. هذا التشكيك لم ينحصر تأثيرُه على الناس العاديين أو على الطبقة السياسية، بل انسحب على بعض السفراء الذين تأثّروا بهذا الجوّ، فتوجّهوا بأسئلةٍ استفسارية واستيضاحية، الى مراجع ومستويات لبنانية، رسمية وسياسية وغير سياسية. وأما ما توفّر لهم من إجابات، فخلص الى أنّ ما يُجرى «تشكيكٌ هدفه التشويش لا أكثر». حتى إنّ أحد كبار المسؤولين تقصّد التقليل من وقع هذا الجوّ، فأبلغ أحد السفراء قوله: «تعطيل الانتخابات مزحة، القطار انطلق ولن يتمكّن أحدٌ من إيقافه، وسيصل بسلام إلى محطة 6 أيار 2018، لسنا قلقين على الانتخابات، ونحن واثقون من إجرائها في موعدها المحدَّد، ولن يعطّلها شيءٌ إلّا حربٌ نوويّة». هذا الكلام، قرنه المسؤول الكبير بالكشف عمّا وصفها «محاولاتٍ تعطيلية» للانتخابات قامت بها جهاتٌ خارجية، بالتناغم مع بعض الأطراف والشخصيات في الداخل.

محاولاتُ التعطيل هذه، أُحبطت وفشلت، بحسب ما يقول المسؤول، ولم تلقَ آذاناً صاغية، خصوصاً من قبل الحلفاء الخارجيين الكبار. فـ«التقارير السرّية»، التي وردت من بعض العواصم، ووصلت الى مستويات لبنانية رفيعة، كانت مفاجِئة من جانبين:

• الأول، من «ذريعة التعطيل»، التي استشرس البعضُ في محاولة إقناع «الحلفاء» بها. ومفادها «يجب قطع الطريق أمام «حزب الله»، فهو يسعى لأن يكمل عملية الاستيلاء والسيطرة على لبنان، والقانون الانتخابي الجديد الذي «وضعه»، سيمكّنه من ربح الانتخابات، والقيام بانقلاب يمكّنه من الإمساك بمجلس النواب وبالتالي التحكّم بالحكومة اللبنانية وبالبلد بشكل عام». • الثاني، من ردّ فعل «حلفاء» الساعين الى التعطيل، على ذريعتهم، الذي، أي ردّ الفعل، صبّ مياهاً باردة على بعض الرؤوس الحامية.

الأوروبيون، الذين لم يؤكّد المسؤول المذكور أو ينفِ، ما إذا كان الفرنسيون من بينهم، وجدوا في تعطيل انتخابات اللبنانية مغامرةً ومجازفةً تخريبية للبنان ومهدِّدةً لمستقبله.

أما الأساس، فكان في واشنطن، حيث قيل الكلامُ نفسُه عن «حزب الله»، مضافاً اليه كلامٌ من نوع «إنّ واقع حلفائنا في لبنان مختلف حالياً ومتراجعٌ بشكل جذري عمّا كان عليه قبل سنوات. وفي ظلّ الوضع الحالي في لبنان، المائل لغير مصلحتهم، قد لا تنفع أيّ محاولات لدعمهم سواءٌ سياسياً أو حتى مالياً خلال الانتخابات، لمنع «حزب الله» وحلفائه من الفوز. لذلك قد يكون من الأفضل ألّا تجري الانتخابات في لبنان».

أكثر من ذلك، حتى إنّ بعض «المحذِّرين من انتصار «حزب الله» في الانتخابات»، قالوا لأصدقائهم في الخارج ما حرفيّته: «حزب الله» يعتبر أنّه بسلاحه يمتلك «شرعيّة القوة»، وعندما يربح في الانتخابات ويحصل على أكثرية في البرلمان، فسيشعر أنه امتلك «قوة الشرعية»، وهذا ما يجب ألّا يحصل».

مثل هذا الكلام، ما زال يتردّد حتى اليوم، ولكن بحسب المعلومات الواردة الى بعض المستويات اللبنانية، فإنّ الأميركيين لم يماشوا حلفاءَهم، إذ عندما طرح عليهم فكرة تعطيل الانتخابات، ردّوا على اصحابها بالقول: «هذا خطأٌ كبير، وقد تكون له كلفة كبيرة إذا ما تمّ ارتكابُه».

ومن واشنطن أيضاً، نقل كلام مباشر الى مستويات لبنانية رفيعة، يؤكّد أنّ الأميركيين ليسوا معنيّين بأيّ محاولة أو أيّ فكرة لتعطيل الانتخابات في لبنان، ولم يكن لهم أيّ دور أو «رأي إيجابي» في أيِّ فكرة من هذا النوع. موقف واشنطن معروف وثابت، بأنها مع الحفاظ الدائم على استقرار لبنان، ومع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها».

أمام اصطدام فكرة التعطيل بعدم تجاوب «الحلفاء الكبار»، معها، يبدو أنّ الساعين الى التعطيل – والكلام للمسؤول المذكور – انتقلوا الى «أداءٍ آخر»، بدأوا معه مقاربة الاستحقاق الانتخابي اللبناني كأمر واقع سلّموا به، والشغل الأساس منصَبٌّ حالياً في اتّجاهَين، الأول، حمل الحلفاء في لبنان على تحشيد أنفسهم لخوض «انتخابات رابحة»، وفي أسوأ الأحوال للحدّ من الخسائر والتقليل منها قدر الإمكان.

والثاني في اتّجاه ممارسة الضغط على أطراف وشخصيات وزعامات خارج فريق 14 آذار، إنما هي تعتبر «صديقة» أو من لون طائفي ومذهبي معيّن، وذلك لمنع تحالفها مع «حزب الله» مباشرة، أو مع مرشحين متحالفين مع الحزب، ولن يتأخّر هذا الشغلُ كثيراً، لكي يظهر الى العلن.

لكن ماذا في المقابل؟

في موازاة المسعى التعطيلي، موقفٌ كابح له، تتبنّاه الشريحة الواسعة جداً من القيادات والمستويات السياسية والرسمية خلاصته:

• إجراء الانتخابات عامل مطمئِن، وهو ربح للبلد، وعدم إجرائها خسارة كبرى، قد لا يستطيع لبنان أن يتحمّل آثارَها التعطيلية للدولة وللمؤسسات وللحياة السياسية.

- بالتأكيد أن لا أحد يستطيع أن يدّعي معرفته بالنتائج المسبَقة للانتخابات، وبالتالي تحديد الخريطة المجلسية والسياسية التي ستظهر بعد 6 أيار. لكنّ الأكيد الوحيد هو أنّ في هذه الانتخابات قدراً معيّناً من التجديد.

• من السذاجة القول بأنّ فريقاً بعينه سيسيطر على مجلس النواب بعد الانتخابات، سواءٌ أكان «حزب الله» أو غيره، خصوصاً وأنّ التحالفات التي يمكن أن تُصاغ قبل الانتخابات وخلالها، غير مستقرّة وغير ثابتة، بل هي تحالفات حدود معظمها 6 أيار، وفرضتها لحظة إنتخابية، «موضعية» لا أكثر.

• إنّ «حزب الله» ليس ساعياً الى الحصول على أكثرية تمكّنه من السيطرة على المجلس، فهو أولاً غير قادر على ذلك، وهذا ينطبق على كل الآخرين، لأنّه لا يتحكّم بكل الدوائر، وثانياً، لأنّ حصوله على أكثرية غالبة وحاكمة – وهذا مستحيل – قد يكرّر مع لبنان سيناريوهات وحالات سابقة، تضعه، وتضع لبنان في مواجهة دول كبرى، على غرار ما حصل مع «حماس» حينما ربحت الانتخابات النيابية على رغم النصائح التي أُسديت اليها آنذاك بتجنّب الذهاب الى هذا الحدّ.

• إنّ الهمّ الأساسي للحزب حالياً، هو كيفية مواجهة وإسقاط الهجمة التي يترقبها عليه، لتشويه صورته من جهة، ومن جهة ثانية، لإسقاط بعض مرشحيه من الشيعة تحديداً، خصوصاً في دائرة بعلبك التي لها خصوصية معيّنة للحزب. وأما الهدف من محاولة إسقاط ولو واحد من المرشحين الشيعة في دائرة بعلبك (إمكانية الخرق واردة فيها)، فهو جعل ذلك، مادة في حملة يشنّها خصوم «حزب الله»، للقول بأنّ البيئة الشيعية بدأت تتصدّع من حول «حزب الله»، ولم تعد كما كانت في الماضي، وذلك نتيجةً لسياساته سواءٌ في الداخل أو مشاركته في حروب الخارج.

ملاحظة أخيرة يسجّلها المسؤول الكبير، وهي «أنّ منسوب الاطمئنان على الانتخابات مرتفعٌ جداً. دعونا نقل 99%، ويتعزّز ذلك بالعلامة الأكثر من إيجابية التي تعني الجميع وكلهم شركاء فيها، وهي أنّ البلد، وعلى رغم الجوّ الانتخابي التنافسي، هو خارج الاصطفاف الطائفي والمذهبي على غرار ما كانت عليه الحال في الانتخابات السابقة. أنا أتمنى أن تكون هذه الحالة دائمة، وإننا بدأنا نعيد حساباتنا ونستفيد من تجاربنا المرّة. ولكن ما أخشاه في الزمن الانتخابي أن نجد البلد وقد دخل بعد مدة في حفلات المزايدة والطبل والزمر السياسي، بحيث يصبح علينا من الصعب أن ننال ما نتمنّاه!

 

مقاعد موارنة الأطراف... دور أكبر من نائب

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 26 شباط 2018

 باتَ الحديثُ عن إدخال تعديلاتٍ إلى قانون الانتخاب الجديد غيرَ واقعي لأنّ الماكيناتِ الانتخابية بدأت العمل على أساس أنّ هذا القانونَ نهائيّ، في حين أنّ موعد 6 أيار اقترب ولم يعد هناك أيُّ مجالٍ للتعديل. في خضمّ رحلة البحث عن قانونٍ جديد يسمح للمسيحيّين بانتخاب العدد الأكبر من نوابهم، دار الحديث في الفترة السابقة عن تعديلات ممكنة تُعيد التوازن الى مجلس النواب وتوقف الهيمنة على بعض المقاعد المسيحية. ولعلّ أبرز ما تمّ اقتراحُه، قبل ولادة القانون النسبي على أساس 15 دائرة، هو نقلُ عددٍ من المقاعد المارونية من الأطراف الى جبل لبنان وأقضية الشمال المسيحية.

وقد لاقى هذا الإقتراح معارضةً من مسيحيّي الأطراف أولاً، ومن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ثانياً، على اعتبار أنّ مسيحيّي الأطراف يحتاجون الى مرجعيّة تُتابع شؤونَهم وترعاهم، ونقلُ المقاعد النيابية يعني إستكمال تهجيرهم من مناطقهم والقضاء على وجودهم السياسي، وهم أحوَج لوجود مرجعيّة في أقضيتهم أكثر من مسيحيّي المركز. وذهب البعض الى حدّ القول إنّ الفاتيكان يرفض أيضاً إفراغَ البلدات المسيحية في الأطراف، والواقعة ضمن مناطق الغالبية الإسلامية من النواب، وحصر الوجود المسيحي في المركز فقط.

وأمام كلّ هذا الإحتجاج، لم يتغيَّر شيء في توزيع المقاعد المارونية في الأطراف. فالمقاعد الثلاثة التي كان يُحكى عنها وهي المقاعد المارونية في طرابلس وبعلبك والبقاع الغربي- راشيا، بقيَت مكانها، وتستعدّ اليوم لأشرس معركة منذ ما بعد «اتّفاق الطائف»، لأنّ المحادل كانت تنجّح النواب في ظلّ النظام الأكثري.

بعلبك

وتُراهن الماكينات على رفع نسبة التصويت المسيحي لإثبات الوجود، لأنّ مقولة «ماذا يؤثر صوتُنا لو انتخبنا؟»، سقَطَت في ظلِّ اعتمادِ النظام النسبي والصوت التفضيلي، على رغم الخلل الديموغرافي. وتبدو المعركة على المقعد الماروني في بعلبك من أشرس معارك لبنان، ففي دائرة بعلبك- الهرمل هناك حضورٌ ماروني بارز في دير الأحمر والجوار، اضافة الى وجود كاثوليكي يتركّز في رأس بعلبك والقاع. وتحظى هذه المعركة بأهميّة كبرى بعد ترشيح «القوات اللبنانية» الدكتور طوني حبشي، وباتت مهمّة «حزب الله» منع «القوات» من الخرق، وهذا الأمر يجعل أهمّية مقعد بعلبك توازي أيَّ مقعد ماروني في الشمال أو جبل لبنان. من جهته، يُحاول «التيار الوطني الحر» الإحتفاظ بمقعد بعلبك الماروني، وحتى الساعة لم يعلن مرشّحَه رسمياً، وسط التداول بأسماء عدّة، مثل باتريك فخري وطارق حبشي، فيما سيمنح فوز «القوّات» في هذا المقعد حضوراً سياسياً، يُكمل الحضور الشعبي، بينما لم يعطِ «حزب الله» بعد كلمته النهائية في إسم المرشح الماروني.

البقاع الغربي

المقعد الماروني الثاني الذي كان مُعرّضاً للنقل الى جبيل هو مقعد البقاع الغربي، فصحيح أنّ الحضور الماروني في دائرة البقاع الغربي- راشيا ليس بحجم بعلبك، لكنّ هذا المقعد يُكمل الفسيفساء اللبنانية في هذه الدائرة، حيث توجد 6 مقاعد تتوزّع كالآتي: 2 سنّة، شيعي، درزي، ماروني، وأرثوذكسي.

ويبرز من بين المرشحين الموارنة، مرشح «القوات» إيلي لحود حيث من الممكن إبرامُ تحالف مع تيار «المستقبل»، في حين أنّ صورة تحالف عريض يضمّ «المستقبل»- «القوات»- «التيار الوطني الحرّ»- «الإشتراكي» لم تتوضّح بعد، خصوصاً أنّ هذه الدائرة مرتبطة بشكل غير مباشر بما يحصل في الشوف وعاليه.

وقد طرأ تطوّرٌ جديد منذ أيام تَمثّل في عزوف النائب روبير غانم عن الترشّح، وهذا الأمر يجعل الحساباتِ الإنتخابية تتغيَّر، لأنّ غانم هو إبنُ بلدة صغبين التي تُعدّ أكبرَ بلدة مارونية في المنطقة. وفي هذه الأثناء، ترتفع أسهمُ المرشح المحامي ناجي غانم، إبن بلدة صغبين، الذي يحظى بقبولٍ شعبيٍّ مسيحي، وحتى إسلاميّ، حسب أوساط بقاعية، وهو قادرٌ على خلق فارق للائحة الموجود فيها نظراً إلى ضراوة المعركة هناك، وحاجة اللوائح إلى أصوات مسيحيّة، خصوصاً أنّ غانم جهَّز ماكينته الانتخابية ويعمل على الأرض من أجل تأمين أكبر تأييد شعبي، وحضّ الموارنة والمسيحيّين على التصويت ولعب دورهم الجامع، والعودة الى المشاركة في القرار بقاعاً. وفي انتظار بلورة التحالفات، وما سيفعله الوزير السابق عبد الرحيم مراد والثنائي الشيعي، يبقى إسم المرشح السابق هنري شديد الذي خاض إنتخابات عام 2009 على لائحة «التيار الوطني الحرّ» من بين الأسماء المارونية المطروحة رغم أنّ الأمور تنتظر بعض الوقت في ظل الحديث عن اتّجاه «التيار» لتسمية مرشّح أرثوذكسي لا مارونياً، لأنّ تحالف «القوات»- «المستقبل»- «التيار الوطني الحر»، إنّ تمّ، سيمنح المقعد الماروني إلى «القوات».

طرابلس

وتتّجه الأنظار أيضاً الى المقعد الماروني في طرابلس الذي كان يطلق عليه اسم «مقعد جان عبيد»، وتكمن أهمّية هذا المقعد حسب البعض بأنّ المسلمين ينتخبونه، خصوصاً أنّ عدد المقترعين الموارنة لا يتجاوز الألف. وينتظر الجميع قرار عبيد من ناحية ترشّحه، ومع أيّ لائحة سيخوض المعركة. وفي حين رشّحت «القوات» إيلي الخوري، لم يُحدّد تيار «المستقبل» وبقيّة القوى الطرابلسية أسماء مرشحيهم عن هذا المقعد، وكذلك الأمر بالنسبة الى «التيار الوطني الحرّ»، في وقت يتردّد إسم رئيس «حركة التغيير» إيلي محفوض كمرشّح مستقلّ عن المقعد الماروني، في صلب «14 آذار»، وقد يشكّل تقاطعاً بين أحزابها وقواها.

وفي ظلّ التطاحن على المقاعد السنّية، يَعتبر كل مرشح ماروني أنّ فوزَه سهل لأنّ الضغط سيكون على المقاعد السنّية الخمسة، وسيعمل أيّ ماروني على حصد أصواتٍ إسلامية لسدّ العجز في التصويت الماروني، لذلك فإنّ الجهد المطلوب مضاعَف، لأنّ أحداً، وفي ظلّ القانون النسبي، لا يستطيع تمريرَ أصوات تفضيلية لحليفه على اللائحة. ستتّخذ المعركة في هذه الدوائر طابعاً «أشرس» مع اقترابِ موعد 6 أيار، ويحظى مسيحيّو الأطراف بعطفٍ خاص من الكنيسة المارونية بغضّ النظر عن الإنتماءات السياسيّة، علماً أنّ أحداً لم يضع المقعدَ الماروني في عكّار ضمن لائحة المقاعد المعرّضة للنقل لأنّ الوجود المسيحيّ فيها كثيفٌ ووازن، على رغم الحضور الإسلامي الطاغي. ويُحتّم القانون الجديد على المسيحيّين في تلك المناطق القيام بواجبهم الإنتخابي بعد إقرار قانون النسبية، وهذا ما تحضّهم عليه الكنيسة والأحزاب، وذلك من أجل العودة السياسية الى تلك المناطق، علماً أنّ الإصطفافات هي على أساسٍ سياسيٍّ إنتخابيّ، وليس على أساسٍ طائفيّ. وبالتالي بعد انتخاب رئيس جمهورية ماروني يمثلهم، وعودة أحزابهم الأساسية الى المشاركة في صنع القرار، هل سيستغلّ المسيحيون الفرصة للقول نحن هنا، أو إنهم سيعتكفون عن تأدية واجبهم، على رغم سقوط حجّة أنهم خارج التركيبة وليسوا شركاءَ في القرار؟

 

الطائفية اللبنانية حين تعجز عن ضمان الحريات

 حازم الامين/الحياة/25 شباط/18

الحرية في لبنان ليست هِبَة القانون، إنما هِبَةُ النظام الطائفي والعلاقات الطائفية. ثمة حرية من دون شك، لكنها محفوفة بالحسابات الطائفية. الإعلام مثلاً تمكن من الاستثمار في الحساسيات الطائفية وأنشأ هامشه الذي شكّل مساحة من الحرية أوسع من المساحات التي يتمتع بها الإعلام في معظم دول الجوار، باستثناء إسرائيل. للطوائف اللبنانية وسائل إعلامها، ونحن في لبنان، إذ كنا ننشد قدراً من حقيقة أو من خبرٍ، كنا نلجأ إلى وسيلة الإعلام التي لا يضير الطائفة التي تقف خلفها بث هذا الخبر، فيما نستبعد أخريات كنا نعرف أن «ظرفها الموضوعي» لا يتيح لها بث الخبر أو نشره. وبقدر قليل من المبالغة والكاريكاتورية، يمكننا أن نقول إن تفجيراً في العراق استهدف مسجداً شيعياً من المستحسن أن نقرأ عنه في جريدة «الأخبار» أو «السفير» (قبل أن تقفل)، وأن غارة كيماوية للنظام السوري على الغوطة سنجد تفاصيلها في جريدة «المستقبل». وتابعنا أخبار الراهبات السوريات اللواتي اختطفن في القلمون عبر محطتي «أل بي سي» و «أم تي في». والحال أن الطوائف اللبنانية وأحزابها احترمت مساحات الطوائف الأخرى، واعترفت لها بحقوقها في بث الأخبار التي تناسبها، وكان ذلك جزءاً من توازن اعتقد الجميع أنه ضروري تفادياً لانهيار النظام الطائفي الهش. محطة «المستقبل» كانت في إحدى المراحل ناطقة باسم المعارضة السورية، في وقت كان «حزب الله» يقاتل إلى جانب النظام السوري، وبقي الاحتقان في حدود ما قبل الانفجار. القانون لم يكن يوماً فاصلاً في المنازعات الإعلامية، إنما العلاقات الطائفية وتوازناتها. وإذا كان «حزب الله» القوة العسكرية والأمنية المهيمنة على الحياة العامة في لبنان في السنوات العشر الأخيرة، فإن نفوذه لم يشمل ضبط الخطاب الإعلامي بما ينسجم مع نفوذه الأمني والسياسي. هذه المعادلة اختلت منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وليس انتخابه ما تسبب في اختلالها، إنما ما مثله هذا الانتخاب من تتويج لطرف منتصرٍ وطامح إلى إحداث تغيير بنيوي في العلاقات الطائفية. وإذا كانت مؤسسة «آمنستي انترناشيونال» أشارت إلى «غيمة في سماء الحريات في لبنان»، فإن مؤشرات الاختلال تفوق ما رصدته المؤسسة الدولية، فبدءاً من قضية الصحافية حنين غدار التي حُكم عليها بالسجن 6 أشهر لأنها قالت أن الجيش اللبناني يميز بين إرهاب شيعي وإرهاب سني، ومروراً بالادعاء على الإعلامي مارسيل غانم، ووصولاً إلى الدعاوى التي وزعها أخيراً اللواء جميل السيد على عددٍ من الصحافيين، كل ذلك يوحي بأن شعوراً لدى السياسيين اللبنانيين بأن التوازن الذي كان يحمي الإعلام لم يعد قائماً، وأن الوقت قد حان لتضييق مساحة الإعلام تسهيلاً لمهمة الابتلاع الكبرى التي يتهيأ لها المنتصرون.

ووسط موجة الابتلاع هذه، ثمة من انسحب من المعادلة التي كانت ضابطاً للعلاقات بين الإعلام وبين الجماعة المنتصرة، وهذا المنسحب لا يتصرف بصفته مهزوماً، إنما بصفته شريكاً جديداً للمنتصر وساعياً إلى تقاسم المغانم معه. فرئيس الحكومة سعد الحريري لم يعد معنياً بحماية إعلامٍ كان إلى الأمس القريب لاعباً أساسياً في مواجهة كان الرئيس في صلبها، ووزراؤه يقفلون هواتفهم تفادياً لإحراجهم بموقف إلى جانب صحافي مستهدف. وروائح الصفقات في الشراكات السياسية الجديدة تُزكم أنوف الحلفاء السابقين وتطيح أي «نخوة» تستدرجها صداقة صارت من الماضي.

أما الموضوع الأبرز في هذا الاختناق، فهو ما بدأ يتكشف من قضية الفنان البيروتي زياد عيتاني الذي أوقف قبل أشهر قليلة بتهمة التعامل مع إسرائيل، وإلى اليوم لم تكشف الجهات الأمنية تفاصيل ما نُسب إليه، لا سيما أن ما تم تسريبه لحظة توقيفه هو حكايات خيالية، فهو بحسب ما سُرب «جُند بهدف التطبيع مع إسرائيل»! لبنان على أبواب انتخابات نيابية، والمرشحون الشرهون يملأون اللوائح. ويبدو أن الإعلام عائق يجب ترويضه طالما أن الصفقات الانتخابية ستكون موازية تماماً لصفقات المال والأعمال. أما «شد العصب المذهبي»، وهو شرط للصوت التفضيلي في قاموس القانون الجديد، فهو التقنية التي قد تدفع القضاء اللبناني للتحوُّل إلى معصرة للحريات.

 

ترشيحات حزب الله: درس في الاستهزاء بمبدأ التمثيل الشعبي

غسان سعود/www.elections18.com/25 شباط/18

التسريبات التي كانت تخرج من هنا وهناك عن لوائح حزب الله أوحت بشكل جديّ أن الحزب يحسب حساب التململ الشعبيّ ويأخذ بعين الاعتبار أن الناخبين يتطلعون لرؤية وجوه جديدة تواكب التغيير السريع في نمط الحياة وعلاقة الناس بالسياسيين. على صعيد التقديمات الخدماتية والمشاريع الإنمائية يمكن الجزم أن لا أحد من القوى السياسية يزاحم حزب الله من قريب أو بعيد. لكن مع ذلك ثمة شكوى شعبية هائلة من غياب النواب؛ شكاوى يعبر عنها بشكل واضح على مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد أن يذكر أحد نواب الحزب، وشكاوى تسمع بوضوح حين يسأل بعض سياسيي الحزب واعلاميه عن رأيهم بنوابهم. لكن ماذا كانت النتيجة؟ قرر الحزب وضع غالبية عشائر البقاع والعائلات الصغيرة وجمهور الحزب القومي وحزب البعث وأهالي مدينة بعلبك جميعهم بظهره، وتسمية أسماء أكثر من مخيبة للآمال:

المرشح إيهاب حمادة لديه "مشكلة دم" مع عائلة الحاج حسن التي سلمت قاتل شقيقه بعد تعهده بالمصالحة في ذكرى الأربعين، لكنه لم يلتزم بتعهده ولم يصالح، وحين تدخل وجهاء عشيرة نصر الدين لإقناعه بالمصالحة طردهم من أمام بيته. علماً أن حمادة "غدر" بحزب الله في الانتخابات البلدية الأخيرة حين خالف تعليمات الحزب بدعم المرشح مصطفى طه، مستخدماً نفوذه كمسؤول قطاع الهرمل في حزب الله للطلب من الحزبيين إسقاط طه، وهكذا كان. ولتزداد أوضاعه تشويقاً، تعرض إيهاب حمادة غداة تسميته لهجوم عنيف من إبن عمه الذي يعتبر نفسه الوريث الشرعيّ لزعامة آل حمادة.

المرشح إبراهيم الموسوي معروف جداً في الأوساط الثقافية – الإعلامية لكنه غير معروف نهائياً في الأوساط الشعبية في بعلبك – الهرمل، وهي الأوساط التي يفترض بالنائب الالتفات إليها. ولا شك أن الخيبة هنا هائلة نتيجة توقع الرأي العام أن يختار حزب الله السيد ياسر الموسوي نجل السيد عباس الموسوي الذي يحظى بتقدير استثنائي في كل المنطقة، ولذلك كانت الخيبة من تسمية إبراهيم الموسوي خيبتين. علماً أن اختيار الموسوي وحماده واثنين من عشيرة زعيتر يرخي بثقله السلبي على عشائر بعلبك – الهرمل الأخرى.

وإذا سألت عن علي المقداد ستجد الأجوبة التالية: "بيته مغلق". "ميسور لكن غير خدوم". والأهم من هذه وتلك أن الجزء الأكبر من عائلته يقف مع دمر المقداد الذي سيواصل ترشحه على لائحة فايز شكر.

أما المدير العام السابق لقوى الأمن العام العميد المتقاعد جميل السيد فلا علاقة له ببعلبك – الهرمل من قريب أو بعيد، وهو لديه بعض الأنشطة في زحلة لكنه غير ناشط أبدا في بعلبك – الهرمل. وعليه يعرف الرأي العام جيداً أنه سيكون أنشط من النواب الحاليين على تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيونات لكنه لن يغير شيء في العلاقة المأزومة بين الناس ونوابهم في هذه المنطقة. علماً أن للبعث ثقله في هذه المنطقة، لكن حزب الله استبعده. وكذلك للحزب السوري القومي الاجتماعي ثقله لكن حزب الله اختار له مرشحاً غير حزبياً على نحو لم تعالج تداعياته السلبية بعد.

أما في زحلة التي كان يفترض بحزب الله أن يستفيد من ثقله الانتخابي فيها ليقدم نموذجاً نيابياً يصالح الجمهور الزحلي مع الحزب فاختار مرشح يشتهر بوصفه أهالي البقاع في مجالسه الخاصة بالرعاع. أنور جمعة لا يملك بيتاً في المنطقة التي لا تعنيه من قريب أو بعيد، ولا يأحد يعرفه في زحلة، حتى أن مسؤولين أساسيين في ماكينة حزب الله اتصلوا غداة تسميته ليسألوا من يكون سعادته ومن أين. فوزه مضمون؟ نعم طبعاً، لكن ثمة فرق بين نائب حاضر في منطقته ونائب منزل لا أحد يعرفه أو يعنيه جدياً أمره.

وإلى جبيل حيث الفضيحة الحقيقية؛ كل أهالي المنطقة غير نافعين، وكان لا بد من استيراد سماحة الشيخ حسين زعيتر من بلدة القصير الحدودية لتمثيل أهالي جبيل وكسروان في المجلس النيابي. طبعاً لا يوجد أكثر من هكذا استهزاء واستخفاف بمفهوم التمثيل الشعبي. المبدأ – قبل الاسم – يلقى استياء شعبي عارم لن يكون له أثره الكبير في صناديق الاقتراع طبعاً لكنه سيدفع قدماً أكثر بأكثر باتجاه تكريس الانطباع بأن هذه المؤسسات جميعها لا تعني حزب الله من قريب أو بعيد.

من يرشح سالم زهران في بيروت ستكون هكذا ترشيحاته في المناطق وأسوأ أيضاً.

 

حماة 1982.. وسوريا الجديدة

خيرالله خيرالله/المستقبل/26 شباط/18

تكشف مأساة الغوطة الشرقية حيث يقتل النظام السوري يومياً بدم بارد العشرات من مواطنيه، بدعم إيراني وروسي، أنّ هناك إصراراً على تكريس التغييرات الديموغرافية في سوريا. من الواضح أن المطلوب انطلاقاً من هذه التغييرات إعادة تشكيل سوريا. هل يمكن أن ينجح النظام في البناء على ذلك مع الذين يقفون خلفه ويوفرون لبشّار الأسد الحماية التي يحتاجها للبقاء في دمشق حاكماً صورياً؟ هل سوريا الجديدة ستكوّن نتيجة التحولات التي جرت على الأرض، بما في ذلك تدمير المدن السنّية الكبرى وتدجين دمشق وتغيير طبيعة تركيبتها وتركيبة المنطقة التي تحيط بها؟

ما يتبيّن كلّ يوم أكثر من أيّ وقت أنّ النظام، الذي ليس سوى بيدق يحرّكه الإيراني والروسي، ماضٍ في حربه على شعبه. لا يدرك النظام، على الرغم من أنّه صار في مزبلة التاريخ، سوى أن الحلّ الذي اعتمده في حماة في العام 1982 سيبقيه في السلطة. هذا منتهى اللاواقعية لا أكثر. كيف يمكن للنظام والذين يفاخرون بأنّه لا يزال قائماً بعد مضي سبع سنوات على بدء الثورة الشعبية تصوّر أن بشّار الأسد يمكن أن يعود رئيساً في يوم من الأيّام؟

لا يمكن لتجربة حماة في 1982 أن تتكرّر في 2018 على نطاق سوريا كلّها. كلّ ما تدلّ عليه المجزرة التي يرتكبها النظام مع الإيراني والروسي هو تمهيد لقيام سوريا الجديدة. في سوريا الجديدة، يبدو أنّ أسس التسوية لن تتبلور قبل أن يقرّر الأميركي ما الذي يريده، بما في ذلك هل سيكون هناك وجود إيراني في الجنوب السوري، وهو وجود تعترض عليه إسرائيل شكلاً ومضموناً.

كان متوقّعا أن تكون السنة 2018 سنة التسوية في سوريا. يبدو أنّها ستكون سنة بداية مرحلة جديدة من الحرب التي يخوضها النظام مع الإيراني والروسي على الشعب السوري. ما يمكن قوله الآن إنّ شمال شرق سوريا، الذي يُشكّل «سوريا المفيدة» صار تحت السيطرة الأميركية. معظم الثروات السورية في تلك المنطقة التي أفهمت واشنطن كلّ من يعنيه الأمر أن لا مجال للاقتراب منها. تبدو أميركا، على الرغم من عدم امتلاكها استراتيجية واضحة بالنسبة إلى مصير سوريا في المدى الطويل، جدّية في الاحتفاظ بشمال شرق سوريا، أي بالمنطقة الواقعة شرق الفرات. بات ثابتاً الآن أن الأميركيين حصدوا قبل أسابيع قليلة بواسطة طائرات هليكوبتر من نوع «أباتشي» مجموعة من المرتزقة جندتهم شركات نفطية روسية. حاول أفراد المجموعة وكان عددهم نحو 300 الاقتراب من أحد حقول الغاز في منطقة دير الزور. كانت النتيجة، استناداً إلى وسائل إعلام أميركية محترمة مقتل ما لا يقلّ عن مئة من هؤلاء.

يعطي التصرف الأميركي فكرة عن مدى الإصرار على البقاء في تلك المنطقة التي فيها عرب وأكراد بحجة أن الانسحاب منها قد يسمح بعودة «داعش» إليها.

يستطيع الأميركيون الانتظار طويلاً في منطقة شرق الفرات حيث معظم الثروة الزراعية والمائية ومعظم حقول النفط والغاز. لذلك، سيتوجب على من يريد التوصّل إلى تسوية نهائية الدخول في مفاوضات مع إدارة ترامب التي لا تبدو مستعجلة على شيء في سوريا. يشير إلى ذلك وقوفها موقف المتفرّج من المجزرة اليومية التي تدور في الغوطة، وهي مجزرة تذكّر بحماة 1982 مع فارق كبير يكمن في أنّ مجزرة حماة التي راح ضحيتها ما لا يقلّ عن عشرين ألف سوري نفّذت في الخفاء في غياب الإنترنت.

حصيلة الأمر أنّ كلّ ما يُقال عن حرب الغوطة ليس سوى غطاء لحقيقة ما يدور في سوريا. كان لا بدّ من انتظار السنة 2018 للتأكّد من أن الحرب على الشعب السوري لن تنتهي غداً. ما زالت هذه الحرب طويلة وذات طابع طائفي ومذهبي أوّلاً وأخيراً.

كانت ندوة نظمها في بيروت في العشرين من شباط (فبراير) «بيت المستقبل» الذي أسسه الرئيس أمين الجميّل مع «مؤسسة كونراد أديناور» الألمانية تحت عنوان «حقيقة ديموغرافية جديدة في سوريا» مناسبة لسماع آراء خبراء دوليين وسوريين ولبنانيين في ما يدور في سوريا انطلاقاً من الواقع الذي فرضته التغييرات التي حصلت على الأرض.

من بين ما قيل في الندوة إن العلويين هم الأكثر تعلّقاً بالدولة المركزية في سوريا من منطلق أنّهم كانوا الحكام الفعليين لهذه الدولة منذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة واحتكاره لها في العام 1970. في الواقع، كان حافظ الأسد وزيراً للدفاع منذ العام 1966. ما لم يشر إليه أيّ من المشاركين هو دوره في تسليم الجولان إلى إسرائيل في حرب العام 1967.

ما لم يفت المشاركين أنّ إخراج أهل الغوطة الشرقية من أراضيهم يخدم مشروع إبعاد أكبر عدد من السنة عن دمشق. أشار مشارك إلى أن هناك مليون علوي في دمشق حالياً وأنّ تغييرات حصلت داخل المدينة ومحيطها عن طريق شراء الأراضي والممتلكات. ذكر آخر أن معظم أهل حمص هجروا منها وهناك هجمة علوية عليها. تشمل هذه الهجمة الاستيلاء على أملاك أهل حمص.

ذهب مشارك الى حد القول إنّه إذا كانت هناك من دولة علوية ستقوم في سوريا، ستكون دمشق عاصمة هذه الدولة التي سيكون لها امتداد في اتجاه المناطق التي يسيطر عليها «حزب الله» في لبنان. ستضم الدولة العلوية دمشق وحمص وحماة والقسم الأكبر من الساحل السوري حيث اللاذقية وطرطوس وبانياس. ستبقى حلب خارج هذه الدولة. كان لافتاً ما ذكره مشارك آخر في الندوة عن احتمالات المواجهة بين الأكراد والعرب في شمال شرق سوريا وعن زوال الوجود المسيحي في تلك المنطقة. لم يعد في دير الزور كلّها سوى مسيحي واحد!

كشفت الندوة حقيقة لم يتحدث عنها أحد في الماضي عن الوجود المسيحي في سوريا عموماً. تتمثل هذه الحقيقة أنّ نسبة المسيحيين في بداية العام 2011، أي قبل اندلاع الثورة في شهر آذار (مارس) من تلك السنة كانت 4,6 في المئة من عدد السكان وليس 10 في المئة كما هو شائع. هجّر حافظ الأسد ثمّ بشّار الأسد المسيحيين من سوريا على دفعات وذلك قبل اندلاع الثورة الشعبية التي كانت ثورة على نظام حرم المواطن السوري من كرامته.

ما كان سرّاً في سوريا منذ تولّي حزب البعث السلطة في العام 1963، صار أكثر من حقيقة في السنة 2018. ما تشهده سوريا هو حرب طائفية لم تعد شعارات البعث، بكلّ تخلّفه، قادرة على تغطيتها. كلّ ما يفعله العلويون حالياً بدعم إيراني وروسي هو الخروج بسوريا جديدة من منطلق طائفي ومذهبي ليس لإيران غيره لتبرير تحولّها إلى دولة متوسطية تستخدم فيها سوريا جسراً إلى لبنان الذي لم تعد تحتاج فيه إلى الكثير من أجل الإمساك به. تبقى علامة استفهام تتعلّق بالموقف الأميركي وما إذا كانت هناك استراتيجية أميركية تتجاوز الاكتفاء بالاحتفاظ بـ«سوريا المفيدة» والتفرّج على إحدى أفظع الجرائم منذ بداية هذا القرن، أي جريمة الغوطة الشرقية.. هذه الجريمة المرتبطة بالحقيقة الديموغرافية الجديدة في سوريا.     

 

في ظل العولمة: حركتان مضادتان، العالم يتّسع لكنّه يضيق

منى فياض/النهار/25 شباط/18

يكتب اندريه سيغفريد في كتابه روح الشعوب، عن ان القرن التاسع عشر الذي اعتُقد انه قومي وامبريالي ليس دقيقا، لقد كان برأيه عصرا أممياً متحررا بامتياز.

فقد حقق فيه الاوروبي، نمطا من انماط الوحدة العالمية التي تعيد ذكرى وحدة الامبراطورية الرومانية، فما ان تغادر اوروبا، حتى تدخل بقوة في نوع من الجمهورية التجارية الدولية. تصطدم بلا شك مع القومية ومع النزعة الحمائية لكن نتائجهما تظل  في نطاق ضيق. لانه كان عالم حرية التبادل.

تتملكنا الدهشة لسهولة التبادل ويسر المواصلات على الرغم من البون الشاسع بين طرق مواصلاته البدائية، مقارنة بالعصر الحديث وانجازاته المذهلة على صعيد المواصلات.

كان الناس ينتقلون بحرية تامة ومطلقة لا تقف معها في طريقهم حدود او جوازات سفر او ضرائب... مع سهولة وحرية التعاقد.

 غداة الحرب العالمية الاولى وصلت الثورة الصناعية الاولى الى اوجها وحلّت المواصلات المُمَكننة محل عربات الجياد وقصّرت الطائرات المسافات. حاولت الدول التي قادت العالم القديم الابقاء على مكانتها لكن الحرب العالمية الثانية واستخدام القنبلتين النوويتين من أميركا المتفوقة صناعيا ارسى قواعد جديدة وأوجد عالماً ثنائي القطب. فتعايش قادة العالم مع منظومة من مركزين: واشنطن وموسكو، يحكمها توازن رعب.

لكن العالم الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية بدأ بالاختفاء مع انهيار الاتحاد السوفياتي. نحن الآن امام عالم جديد ينبثق ولم يتكون بعد.

نلاحظ ذلك بطريقة غير مسبوقة عبر ما يعرف بالعولمة المتسارعة. لقد سمحت الثورة التكنولوجية الثالثة كما سميت، و التي اعتمدت على استخدام شبكة الانترنت الذي خرج عن سيطرة الجيش والمخابرات، ليس فقط بربط الملايين دون وسيط وفوق الحدود والحواجز، بل ايضا بوصولهم الى المعلومات، عبر الشبكات الاجتماعية، بطريقة حرة غير مسبوقة وبإعطائهم القدرة على التدخل المباشر في صياغة الأحداث والتأثير بها.

مع ذلك تزداد الحواجز على الارض؛ ففي زمن المواصلات البطيئة المملة كان يتهيأ للفرد الوقت للاستعداد الذهني للاغتراب. لكن زمن الجزر المتباعدة انتهى لصالح الاتصالات والعلاقات الممكنة بسرعة وبشكل مباشر.

لكن هل خلق هذا فعلا علاقات افضل بين الناس؟ فلننظر حولنا: سنجد ان الحواجز السياسية والادارية قد اشتدت وتعاظمت في حين تحاول الوحدات القومية الدفاع عن نفسها بعوائق مختلفة.

ففي حين انحسرت المسافات واقتربت الحدود، نجد أن القيود تتزايد على حرية التنقل والحدود تقفل. الزمن الذي كسبناه تقنيا نفقده اداريا في دوامة الشكليات والتشريعات وتأشيرا الخروج.

لقد حقق القرن التاسع عشر الوحدة الاقتصادية للكون الى حدا ما. لكن تتصاعد اليوم حركات حمائية ضد الهجرات البشرية المتزايدة، ولم تعد الحرية التامة تسبغ ظلالها على الافراد والبضائع التجارية. ذلك ان مبدأ الحماية القديم الذي كان ينحصر في التعريفات الجمركية فحسب، لم يعد يربطه بمبدأ الحماية الجديد الا رباط واه. يحتاج الانتقال الى جوازات السفر، والاوراق الثبوتية وتوضيح غاية السفر مع المهمة والمدة ، او القرابة اذا وجدت ناهيك عن مكاتب الصرافة نوع النقد والكمية، اضحت الهجرة صعبة جدا. ومن العسير ان تسافر دون معاونة الدولة ورضاها.

والدورة المشهورة حول العالم التي قام بها فيلياس فوغ استغرقت ثمانين يوماً؛ واذا قارنا مع رحلته التي استغرقت 80 يوما؛ بينما تستطيع اليوم ان تقطع نفس الرحلة بثمان واربعين ساعة ؛ نجد انه كان قد انطلق في نفس الليلة التي راهن فيها على ذلك. ولكن كم يوما تستغرق عملية الاعداد لهذه الرحلة اليوم؟ اعداد جواز سفر وطعوم وتصريحات وفيزا واستبدال عملات ..

تسود العالم اليوم حركتان متضادتان، عولمة الاتصال والرأسمال العابر للقارات واقتصادات عملاقة عابرة للحدود مقابل حركة انفصال ذات طابع قومي وثقافي متصاعدة.

ففي حين اصبحت جميع الاتصالات والعلاقات ممكنة بسرعة ومن دون تأخير ؛ لكن هل يمكن القول ان هذه المغالاة في السرعة قد خلقت فعلا علاقات افضل بين الناس؟ فلننظر حولنا: سنجد ان الحواجز السياسية والادارية قد اشتدت وتعاظمت في حين تحاول الوحدات القومية الدفاع عن نفسها بعوائق مختلفة. ان الزمن الذي كسبناه تقنيا نفقده اداريا في دوامة الشكليات والتشريعات. واخيرا ان التقدم الكلي ليس مؤكدا.

نحن نشعر اننا لا نملك بوصلة او اشرعة في هذا المحيط الذي لم نعد نرى له شواطئ  (الشواطئ الآن صارت العالم الافتراضي).

العالم يتسع ويضيق في الوقت عينه.

 

أداة تأديبية تدعى الانتخابات النيابية في لبنان

سامر فرنجيّة/الحياة/الأحد 25 شباط 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/62824

من يحدّق طويلاً في مباني بيروت، يلاحظ آثاراً لرصاصى معظمها يعود إلى الحرب الأهلية. وربّما لاندهاشنا بتلك الحرب وذاكرتها، لم نلاحظ آثاراً أخرى لرصاص أحدث عهداً أطلق في يوم مجيد من عام ٢٠٠٨، عندما قرّر «حزب الله» تأديب خصومه السياسيين.

هذه الدلائل عن عنف حاضر باتت خفية، ولم تعد تحتاج إلى قانون عفو لكي تنسى. وهي ليست الآثار الوحيدة لعنف السنوات الأخيرة التي باتت تختفي من الحيز العام. فهناك سياسي قريب من «حزب الله» يقبع في سجن بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية. وهناك صور لصحافيين وسياسيين قضوا اغتيالاً وباتوا اليوم في أحسن الأحوال تواريخ لعطل مدرسية. وهناك محكمة دولية الجميع متمسك بنسيانها.

لا يهدف استذكار تلك الحوادث إلى إنعاش نوع من الممانعة المعكوسة، ترفض الاعتراف بالواقع وتتمسك بروايتها ضد أي محاولة لنسيانها. فالمشروع السياسي الذي أعطى تلك الحوادث معناها انهزم وبات الاختفاء التدريجي لآثاره أحد شروط إمكانية العهد الجديد وتاريخه الأسود. فالعهد الجديد لم يأت نتيجة انتخابات أو انقلاب في الرأي العام، بل قام على عنف في الداخل اللبناني وجواره السوري، أدّب أو ما زال يؤدب، من حاول معارضته.

وأن يقوم نظام جديد على العنف، فهذا ليس مستغرباً. فلجميع الأنظمة السياسية، تاريخ أسود قام على شتى أنواع العنف والإقصاء. بيد أن ما يميز الأنظمة القائمة عن تلك الفاشلة هو مدى تطبيع هذا العنف ونجاح عملية إخفاء ضحاياه. هشاشة العهد الجديد لا تنمّ فقط عن تناقضاته الداخلية أو ضعف حاضنته الإقليمية فحسب، بل أيضاً عن عدم استكمال عملية تطبيع عنفه المؤسس. فما زال هناك أفراد يتذكرون لحظة خبر الاغتيال وما زال هناك من يعتبر القتل في سورية جريمة يشارك فيها «حزب الله».

لهؤلاء «البقايا» أداة تأديبية جديدة، أقل عنفاً من العبوات المتفجرة، تدعى الانتخابات النيابية. فأحد أهداف الاستحقاق المقبل هو تطبيع هذا العنف واستكمال عملية إخفاء ما صُنع منه في ظل سيطرة العهد الجديد. وهذا الإخفاء يأخذ شكل استبدال المواجهة مع «حزب الله» بعناوين جديدة مثل محاربة الفساد أو تمثيل الشباب، أو كما جاء على لسان رئيس تيار المستقبل «إعادة الاعتبار لزمن رفيق الحريري».

وقد يكون المثل الأوضح لنجاح عملية التأديب هذه مهرجان 14 شباط (فبراير) الذي أقامه هذا التيار في ذكرى اغتيال رفيق الحريري، وإن كان حدث الاغتيال لم يعد هو الحدث المركزي لهذا التجمع. ففي حضور الوزير سليم جريصاتي، تمت إعادة توزيع أغنية «لا ما خلصت الحكاية». لكن الحكاية انتهت، على رغم رفع صور الشهداء، ربما رفعاً للعتب.

فعلى رغم إصرار سعد الحريري على خلافه مع «حزب الله»، خصص أكثرية خطابه لمهاجمة من اتهمهم بالعزف يومياً على «لحن المزايدة»، أي «المزايدين» الذين كانوا «في عداد الأصدقاء» ولكنهم «أصلاً من يعملون فعلياً عند حزب الله». هكذا، تبين أن الدور الأساسي للمهرجان كان تأديب تلك الأصوات التي رفضت التسوية الرئاسية وإعادة تموضع تيار المستقبل، أي «بقايا 14 آذار».

الصورة التي قدّمها تيار المستقبل كانت بحد ذاتها صورة «المؤدب» الذي يحاول تأديب بعض من «يشنون حرباً على الورق».

بيد أن الدور التأديبي لمهرجان 14 شباط، لم يكن فقط في الهجوم على من اتهم الحريري بالمراهنة على تصيد «فتات الموائد في تيار المستقبل»، بل في قدرته على استيعاب وتجسيد الهزيمة التي منيت بها 14 آذار. فقدّم الحريري صورة الشريك المقبول للعهد الجديد من خلال إعادة تموضعه الإقليمي والداخلي. فمن النأي بالنفس إلى الابتعاد من «الحريق السوري» مروراً بالاحتفاء بالنصر على «داعش»، وضع الحريري نفسه في الامتداد الخارجي للعهد الجديد. أما في الداخل، فلم يجد الحريري غير العودة إلى الوراء، إلى مرحلة ما قبل الاغتيال، أي «زمن رفيق الحريري»، متغاضياً عن ثمن هذا الزمن وأسباب انتهائه. فعلى عكس تيار المستقبل، لسنا جميعنا متحمسين للعودة إلى «زمن رفيق الحريري»، بخاصة عندما يكون مقروناً بـ «زمن حزب الله». البعض يفضل بقايا هذه الأزمنة.

الرد على تأديب الانتخابات لن يكون بالتغاضي عن أهمية الاستقرار أو النأي بالنفس، وخوض معارك وهمية ضد حزب لم تقم سيطرته أصلاً على عدد مقاعده الانتخابية. كما أنّ الرد لا يمكن أن يكون في الهروب نحو مواضيع الفساد بوصفه تأقلماً مع الوضع الجديد. هناك عنوان خفي لهذه الانتخابات، هو تطبيع العنف والقبول به. إنّها أول انتخابات تخاض بعد سيطرة «حزب الله» وحربه في سورية ومرحلة الاغتيالات. سؤال الانتخابات هو امتداد لابتزاز «حزب الله» الأولي: إما الحرب الأهلية أو سلاحه. اليوم، هذا الابتزاز يأخذ شكل الانتخابات كمدخل لتطبيع العنف والقبول به. بعد هذه الانتخابات ومهما كانت النتيجة، سيكون العنف قد بات مشروعاً. ربّما يغدو حينذاك خفياً ويتاح للنظام أن يتطبع.

في وضع كهذا، يبدو أن الخيار الوحيد هو مقاطعة الانتخابات أو الورقة البيضاء، ليس كرفض لمبدأ الانتخابات، ولكن كآخر رفض لابتزاز «حزب الله» وعنفه اللبناني والسوري. هذا ليس بالضرورة خياراً يبنى من حوله مشروع سياسي، بل أهميته تكمن في وجوده كطرح، أي أنه ما زال هناك «آخر» للعهد، وإن كان مُشكّلاً من «بقايا». فقد تكون فئة «البقايا» اليوم أهم من أي مشروع سياسي وهمي يقوم على تطبيع العنف.

أن تكون هناك ورقة بيضاء واحدة في صندوق انتخابي ما في لبنان فذاك موقف سياسي قد يكون أهم اليوم من أي خطاب أو حملة أو حتى خرق انتخابي.

 

ازدحمت الاستحقاقات ودعوة رسمية للحريري لزيارة السعودية

الهام فريحة/الأنوار/26 شباط/18

الاسبوع الرابط بين انتهاء شهر شباط والدخول في شهر آذار، حافل ومليء بالمحطات والمواعيد والاستحقاقات، وبعده لن يكون على الإطلاق كما قبله: اليوم الاثنين يُتوقع أن يصل الى بيروت موفد سعودي رفيع، هو الأول على هذا المستوى منذ تشرين الثاني الماضي، الموفد هو نزار العلولا الذي يحمل رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كما يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ويسلمه دعوة رسمية لزيارة المملكة.في أجندة الموفد السعودي لقاءات مكثفة سواء في السفارة السعودية أو في أكثر من مقر، وهذه الزيارة التي تبدأ اليوم ستشكّل عودة المملكة الى لبنان من البوابة العريضة وأبرز ما فيها انها تأتي قبل ثلاثة استحقاقات كبرى: مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني، مؤتمر "سيدر واحد"، والانتخابات النيابية في أيار المقبل. زيارة العلولا ستمتد حتى بعد غد الاربعاء، وبعد عشرات اللقاءات، يمكن أن يكون الموفد السعودي اللوحة الواضحة للمشهد اللبناني لرفعه الى قيادته، ووفق هذا المشهد سيتم تحديد جدول أعمال زيارة الرئيس الحريري للمملكة.

هنا لا بد من طرح التساؤل التالي: كان من المقرر أن يعلن الرئيس الحريري مرشحيه الى الإنتخابات النيابية الخميس من هذا الاسبوع، في الأول من آذار، فهل الموعد الذي سيتحدد لزيارة المملكة سيرجئ هذا الإعلان؟ أم يذهب الى المملكة ومرشحوه معلنون؟

ليس هذا هو الملف الوحيد الذي ينتقل من شهر الى شهر ومن حدث الى حدث: الموعد الأبرز بعد اسبوعين هو مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني والذي يفترض أن ينعقد في منتصف آذار المقبل، ويترأس وفد لبنان اليه الرئيس سعد الحريري على رأس وفد وزاري وعسكري، وفي حضور دولي أبرزه بالإضافة الى الدولة المضيفة، فرنسا. ويعول لبنان كثيرا على هذا المؤتمر الذي يدخل في سياق دعم الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمهامه في الداخل وعلى الحدود.

أما الحدث الأكبر قبل الوصول الى "اليوم الكبير في 6 أيار" فهو مؤتمر "سيدر واحد" قبل شهر من الانتخابات النيابية... الفرنسيون يسابقون الوقت من أجل إنجاح هذا المؤتمر للتأكيد على موقعه حيال لبنان... التحضير يتم بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهاتان المؤسستان تسعيان الى حث لبنان على إنجاز الاصلاحات المطلوبة والتي يفترض أن تظهر، أول ما تظهر، في أرقام الموازنة العامة للعام 2018، والتي يفترض أن ينجزها لبنان خلال الشهر المقبل، أي قبل التوجه الى باريس-4.

مع كل هذا السعي الحثيث، هناك مَن ينصح لبنان بأن يقلل من توقعاته بالنسبة الى ما يمكن أن يجنيه من باريس-4، فيتحدث عن ستة مليارات دولار بدل 16 مليار دولار، ويدعو الى البدء بعملية اصلاحات جذرية بدل التوجه في كل مرة الى المجتمع الدولي لطلب مساعدات سواء عبر القروض الميسرة أو عبر الهبات التي لم تعد موجودة أصلاً.

 

تحالف سياسي جديد يستعيد عناوين 14 آذار

هيام عيد/الديار/25 شباط 2018

عاد الحديث بقوة عن تدخّلات خارجية إقليمية ودولية بالإستحقاق الإنتخابي، وذلك في ضوء عودة الدور السعودي تزامناً مع الحراك الاميركي في لبنان والمنطقة. وعلى الرغم من تزايد الحديث عن دعم مادي لبعض المرشحين الذين اختارتهم عواصم القرار في المنطقة لكي يتولّوا مهمة مواجهة القوى البارزة في الإستحقاق الإنتخابي، فان أوساطاُ وزارية سابقة كشفت أن أي عودة وبشكل خاص سعودية الى الساحة اللبنانية، ترتدي طابعاً مغايراً لكل الادوار السابقة، مؤكدة أن الهدف يبقى الحؤول دون أن يمسك فريق واحد بالأكثرية النيابية في برلمان 2018.  وترى الأوساط ، أن التعامل مع الإستحقاق النيابي، قد انعطف في الفترة الماضية من التأكيد، وخصوصاً من قبل الولايات المتحدة الأميركية، كما من السعودية، على وجوب إتمام العملية في مناخ ديمقراطي وبعيداً عن أي تأثيرات ناجمة عن توازن القوى الجديد على الساحة الداخلية، إلى التدخّل في التفاصيل بحركة تشكيل اللوائح الإنتخابية. وقالت هذه الأوساط، أن واقع الضبابية الذي يحيط بقوى سياسية لم تحسم خيارها بعد بانتظار «الضوء الأخضر» الخارجي للتموضع مع حلفاء من كل الطوائف، ستزول لمصلحة تشكيل لوحة تحالفات في كل المناطق، ومن دون استثناء، وذلك بهدف حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية داخل الطائفة السنّية في الدرجة الأولى، والمسيحية في الدرجة الثانية، اضافة الى مقاعد ولو قليلة في دوائر مختلفة، وذلك فيما لو حصلت الخروقات التي يتم التوقع بها في بعض الدراسات الانتخابية. وعلى الرغم من أن الرهان على الخارج، وبشكل خاص على الإدارة الأميركية الحالية، لا يبدو صائباً بالنسبة لبعض القيادات التي كانت منضوية بما يسمى قوى 14 آذار، فإن الخيار بإعادة تجميع كل هذه القوى من جديد، وبالتعاون مع بعض وجوه المجتمع المدني، هو الذي سيشكّل السبيل، كما أضافت الأوساط، إلى تحقيق تقدّم على القوى والأحزاب والشخصيات السياسية الأساسية التي حسمت خياراتها وتحالفاتها بعيداً عن عناوين هذا الفريق، وذلك نتيجة خضوعها لمقتضيات الربح والخسارة في المرحلة المقبلة.  وفي هذا السياق، كان لافتاً للإنتباه أن معالم تحالف جديد قد ظهرت أخيراً في قوى الرابع عشر من آذار، حيث أن ما يسجل من حملات على هامش الحراك الانتخابي تهدف وكما تقول المصادر، الى فرض معادلات انتخابية معينة في بعض المناطق وتحديداً في الدوائر الانتخابية البعيدة عن تأثير مكونات السلطة، على أن تكون هذه المعادلة قائمة على فرط التحالفات السياسية السابقة ودفع كل جهة الى العمل بشكل منفرد بعد تعطيل كل المفاوضات الجارية وخصوصاً في بيروت وعكار وزحلة بشكل خاص. ولم تستبعد أن يكون تيار «المستقبل» قد حسم خياره بالنسبة لتحالفاته الانتخابية التي تعلن بعد أيام لافتة الى أن هذا الواقع قد دفع بأطراف خارجية معنية بالوضع اللبناني الى التدخل ولكن من خلال توجيه رسائل غير مباشرة الى الذين انخرطوا في تسويات محلية لا تنسجم مع المسارات الخارجية وفي مقدمها المسار السعودي في المنطقة.

 

إنجاز الخريطة الديموغرافية لمحيط دمشق

إياد أبو شقرا/الشرق الاوسط اللندنية/الأحد 25 شباط 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/62831

ببلاغة وإيجاز، كتب روبرت فيسك في صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أمس، ما يلي «ستسقط الغوطة. هذه هي الرسالة. وبعد سقوطها ستليها إدلب حتماً، وبعد ذلك سيتوجب على السوريين تقرير كيف يكسرون قبضة الأميركيين والأكراد على الرقة».

في التقرير لم ينسَ فيسك أن يشير إلى أن الغوطة الشرقية باتت «جيباً» مُحاصراً... لكنه، طبعاً، لم يكلّف نفسه عناء شرح كيف أصبحت هذه المنطقة «جيباً» بعد 7 سنوات من القتل والتدمير والتهجير الممنهج. أما الأغرب فهو أن فيسك سمح لنفسه في العبارة التي بدأتُ بها هذه المقالة - مستخدماً كلمة «السوريين» في سياق الإشارة إلى النظام – تجاهل حقيقة أن النظام لم يحارب بمفرده، بل خاض معه كل معاركه التدميرية والتهجيرية الطيرانُ الحربي الروسي وميليشياتُ إيران المذهبية المجلوبة من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان وباكستان...

فيسك يعرف أكثر من كثيرين طبيعة نظام آل الأسد منذ ما قبل مجزرة حماة عام 1982، لكنه مع ذلك يعتبر اليوم أن بشار الأسد وأخاه ماهر الذي يدكّ الغوطة الشرقية تمهيداً لتهجير سكانها - على غرار «منجزاته» في الغوطة الغربية ووادي العجم ووادي بردى - يمثلان «السوريين». ولعله يعتقد أيضاً أن مَن أسهم، بدعم روسي مباشر وفي ظل المشروع الاستيطاني الإيراني المتمدّد من العراق إلى البحر المتوسط، في قتل مليون سوري وتهجير ملايين السوريين... حقاً يمثّل السوريين ويعبّر عن «سيادة» سوريا.

هذا نموذج بسيط لمقاربة بعض العقول والدوائر ووسائل الإعلام الغربية لمحنة سوريا، وبالذات، منذ اختار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أولويات إدارته في الشرق الأوسط.

لقد تحوّلت كل القراءة الغربية عن الواجب الأخلاقي لدعم انتفاضة شعبية سلمية ضد نظام طائفي تسلّطي أطبق على سوريا منذ خريف 1970، إلى «حرب على إرهاب» كان مطلوباً السماح له بأنه ينمو ويرتكب الفظائع كي يبرّر إجهاض الانتفاضة الشعبية، وإعادة تأهيل التسلط والطائفية «غير الانتحارية» - وفق مصطلح أوباما الشهير عن إيران - في سياق تسويقه للأميركيين اتفاقه النووي مع طهران.

من ناحية ثانية، من السذاجة تصوّر أن الاعتبارات الإيرانية كانت وحدها وراء قرار باراك أوباما في الوقوف ضد انتفاضة السوريين؛ إذ يوجد ممثل مصالح أخرى لا يقل ذكاءً ونشاطاً داخل واشنطن، وتحديداً، داخل الحزب الديمقراطي الأميركي هو «اللوبي الإسرائيلي» الذي كان مرتاحاً لالتزام نظام دمشق بـ«التعايش السلمي» معه عبر خط الفصل بالجولان منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1973.

الإسرائيليون حفظوا عن ظهر قلب نظام الأسد، وفهموا مكامن قوته ونقاط ضعفه وأولوياته السياسية الوجودية. هضموا لهجة المزايدة والتصعيد التي اعتادها بينما كان يقدّم لإسرائيل الخدمة تلو الأخرى. ومن ثم، رأينا البراغماتية الإسرائيلية ضد القفز في المجهول. ضد المجازفة بالاستعاضة عن حالة ثبتت منفعتها... ببديل لا يقدم لها أي ضمانات.

وهكذا، مع تقاطع المصالح الإيرانية والإسرائيلية - وبالتالي الأوبامية - على أرض سوريا، اُتخِذ قرار ترك الشعب السوري لمصيره.

في جانب آخر، كان هناك لاعبان مهمان: تركيا، اللاعب الإقليمي الطامح لاستعادة الدور العثماني وتنصيب نفسه حامياً لأهل السنة والجماعة في مناطق تعربد فيها إيران وإسرائيل برضا واشنطن. وروسيا، تحت حكم «قيصري جديد»، التي قرّرت المحافظة على آخر مواطئ أقدامها في المنطقة العربية، بعد انحسار حضورها في العراق بعد 2003 وانتقال ليبيا إلى مزيد من الفوضى بعد 2011.

تركيا دخلت الساحة بعرض عضلات ولهجات تهديد مرتفعة، بينما اختارت روسيا أسلوباً أكثر فاعلية مزجت فيه بين فرض «الفيتو» والتستّر بالدبلوماسية والتضليل التفاوضي لتغطية تغييرها قواعد اللعبة العسكرية على الأرض.

بعد ذلك، مُنيت سلطات أنقرة بنكستين إقليميتين: الأولى، عندما سمحت لنفسها بالدخول طرفاً في النزاعات العربية - العربية، والثانية، عندما تراجعت أمام التهديدات الروسية في أعقاب حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 فوق المنطقة الحدودية السورية التركية (حدود لواء الإسكندرونة/ هتاي). وكان من نتيجة هاتين النكستين فقدان أنقرة زمام المبادرة وتقليص طموحها الجيوسياسي في سوريا، ولا سيما بعد استغلال موسكو وطهران الرهان الأميركي على العامل الكردي.

إذ ذاك أدركت سلطات أنقرة حدود قدراتها، وأيضاً مخاطر التهم الموجهة لها «بدعم الإرهاب». وفي المقابل، رأت بعد اندفاع واشنطن لدعم الميليشيات الانفصالية الكردية السورية قواسم مصلحية مشتركة بينها وبين موسكو وطهران... سرعان ما أثمرت مسار آستانة، الذي شكّل عملياً أول «انقلاب» سياسي على مسار جنيف. أما موسكو، فبعد استفادتها من مُسايرة أوباما لإيران، استفادت مُجدّداً من ارتباك إدارة دونالد ترمب وتخبّطها في أزماتها الداخلية داخل دهاليز واشنطن. وكشفت - بالتنسيق مع إسرائيل - عن طموحاتها في سوريا، وأمّنت التغطية اللازمة للإيرانيين ونظام الأسد للمضي قدماً في التغيير الديموغرافي في سوريا.

وبموجب هذه السياسة جرى تهجير حلب الشرقية وضواحي دمشق الغربية والجنوبية، ومنطقة وادي بردى، تمهيداً لوصل دمشق بالعمق اللبناني الواقع تحت هيمنة «حزب الله»، وذلك بعد تهجير معظم أحياء حمص ومناطق عدة في ريفها وريف حماة وريف إدلب. وبحجة «داعش» - المجهولة النسب والمُلتبسة الولاء - امتد التهجير إلى محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، بل، وحتى درعا.

اليوم عندما يتكلم روبرت فيسك جازماً عن إسقاط الغوطة... ثم إدلب، فهو لأنه ما عادت هناك أسرار. ما عادت هناك أوهام، رغم مساومات مجلس الأمن الدولي.

ذلك أن المؤامرة الديموغرافية على سوريا تقترب الآن من اكتمال فصولها. و«تبخّر» «داعش» بقدرة قادر، وتسليم الانفصاليين الأكراد مناطقهم لجيش آل الأسد وميليشيات سليماني وطيران بوتين، من هذه الفصول الأخيرة.

ماذا بعد؟ المنطق يقول إنه لم يتبقَّ لإكمال «السيناريو» سوى ضبط تفاصيل هوية شرق الفرات بتحديد العلاقة الكردية - الأميركية، وحسم أمر الجنوب السوري في ظل الحسابات الإسرائيلية.

سوريا ما قبل 2011 انتهت، وهذا واقع مؤلم يجب الاعتراف به. لكن ما هو أخطر تداعيات البدء برسم خرائط إقليمية جديدة لمنطقة تزداد هشاشة ووهناً بمرور كل يوم!

 

طريق وحيد في مواجهة الهيمنة الإيرانية

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/25 شباط/18

الولايات المتحدة وأوروبا مدركتان أن إيران وصلت إلى البحر المتوسط، وأن حكومات العراق وسوريا ولبنان رصفت الطريق لإيران للوصول إلى هذا الحد، إنما هل الجميع مدرك أن ذلك يشكل خطراً على مصالحهم القومية الأمنية منها أو الاقتصادية أو السياسية؟ تقول الباحثة حنين غدار من معهد واشنطن: «في أعقاب نجاحات إیران في الحرب السوریة، ستكون خطوتها التالیة اختراق مؤسسات الدولة في العراق وسوریا ولبنان. ومن دون اتخاذ الحكومة الأميركیة إجراءات جادةّ لمواجهة الأنشطة الإقلیمیة الإیرانیة، فإن أي دعم دولي للبنان وسوریا والعراق - ومؤسساتها المالیة والعسكریة - قد یؤدي إلى دعم المیلیشیات الشیعیة الإیرانیة».

الباحث الآخر الذي توصل إلى النتيجة ذاتها هو جاكسون دارينغ من معهد واشنطن، والاثنان يؤكدان أن أي دعم يقدم للبنان أو سوريا أو العراق الآن هو دعم يقدم لإيران باعتبار تلك الحكومات واقعة تحت النفوذ الإيراني. الاثنان يتناولان الحقبة التي تلت انتهاء الحرب على «داعش»، وماذا سيحدث في تلك الدول بعد أن قضي على «داعش»، والاثنان اتفقا على أن إيران هي المستفيد الأكبر من تلك المرحلة، إذ بحجة قتال «داعش» وصلت القوات الإيرانية إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط واستولت ميدانياً عبر الميليشيات، أو سياسياً عبر الأحزاب على القرار، وهذا ما حدث في لبنان وقد يحدث في العراق في الانتخابات المقبلة، حيث تستعد الميليشيات المسلحة إيرانياً لاستنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني بأن تؤسس لها أحزاباً سياسية تدخل بها السلطة التشريعية وتبقي على السلاح لتهديد بقية الأحزاب والدولة. توماس فريدمان الكاتب الأميركي المعروف أكد في مقال له نشر الأسبوع الماضي أن سوريا مرشحة لأن تكون أخطر منطقة في العالم لأن السياسة الأميركية غير واضحة تجاهها ولأن اللاعبين الآخرين (روسيا وإيران) يهمهما أن يؤمنا مصالحهما فيها. هل أي من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية يشعر بأن هذا الوجود الإيراني يهدد مصالحهما؟

نعم هم متفقون على أن الوجود الإيراني حدث بسبب «غباء» الإدارة الأميركية السابقة، التي ظنت أن الاتفاق النووي الإيراني سيجعل إيران تقيم علاقة طبيعية مع جيرانها تراعي الاتفاقيات والعهود الدولية، وأنه بفضل «الجناح المعتدل» الإيراني سيسود السلام في الشرق الأوسط!!

ولكن أياً منهما لم يتحرك بعد إلى الآن تحت ضغط الشعور بالخطر، ولا توجد لدى أي منهما استراتيجية شاملة تجاه هذا التمدد، بل نرى أن التعاطي مع الحكومة العراقية يختلف عنه مع الحكومة اللبنانية أو السورية. الباحثة «غدار» تطالب الجميع بعد ثبات عدم واقعية هذه السياسية، ألا يعينوا أياً من تلك الحكومات الحالية في هذه الدول لأن ذلك يعني إعانة إيران، وتزيد أنه يجب أن تكون هناك استراتيجية واحدة للتعامل مع الميليشيات التي تدعمها إيران في تلك الدول الثلاث ومعهم اليمن، باعتبارهم جيشاً واحداً يقوده الحرس الثوري الإيراني، فجميع الميليشيات الشيعية المسلحة الموجودة في هذه الدول الأربعة الآن هي جيش إيراني بلا منازع. نداؤها الذي وجهته للإدارة الأميركية ارتكز على أساس أن التهديدات التي دأبت الإدارة الأميركية على إطلاقها على إيران لم تؤتِ أكلها لأنها خالية من إجراءات وخطوات عملية، ولا يبدو في الأفق أن مثل هذه الاستراتيجية الشاملة موجودة لدى تلك الإدارة، أو حتى الدول الأوروبية التي تم تحييدها بعد أن أغرتهم إيران بصفقات تجارية أسالت لعابهم بعد فك القيود عنها. فحيدر العبادي يبدو عاجزاً عن وقف تحركات قاسم سليماني بين الحدود العراقية والسورية لتوحيد تلك الميليشيات العراقية مع تلك الموجودة في سوريا. أضف لذلك، ووفقاً لليون هادار من صحيفة «ناشيونال إنترست» الأميركية 21 فبراير (شباط) فإن الكونغرس الأميركي لن يوافق على أي اقتراح يقود إلى حرب مع إيران، فما زالت متلازمة العراق وفيتنام حاضرة في أذهان الأميركيين، ومن الصعب إقناعهم بأي وجود لجنود أميركيين في منطقة الشرق الأوسط لحل أي صراع في هذه المنطقة. أكد على ذلك الكولونيل المتقاعد لورنس ويلكرنسن الذي كتب مقالاً بعنوان «طريق مألوف للحرب» في صحيفة «نيويورك تايمز» شبه به حملة ترمب الأخيرة ضد إيران هي ذاتها التي قام بها جورج بوش قبل اجتياحه للعراق، واستبعد أن ينسى الأميركيون الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه بوش وتكراره مرة أخرى في الحالة الإيرانية. بقي إذن لنا طريق واحد هو الاعتماد على أنفسنا في التصدي لطابور الخونة الذين باعوا أوطانهم لإيران ورهن أي تقارب أو مساعدة لأي من الحكومات الثلاث بما تقدمه تلك الحكومات لفك ارتباطها مع إيران، أما الاعتماد على الأميركان أو الأوروبيين فتضييع وقت تزيد فيه إيران تمددها في دولنا.

 

السياسة والكراهيّة

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/25 شباط/18

عندما نطرح مسألة السياسة والكراهية لا نقصد التلويح إلى التضاد في المعنى وأن السياسة هي فعل حبّ أو مودة، بل إنّ المقصود أن السياسة فعل يقوم على البراغماتية والمصلحية وهو من أكثر الأفعال الاجتماعية عقلانية حسب مفهوم ماكس فيبر للعقلنة، باعتبار أن الفعل السياسي الطبيعي له هدف عقلاني ويسعى لتحقيق مصلحة ومنفعة ما. وبالنظر إلى هذا التوضيح الذي حرصنا عليه فإن الكراهية - التي لا تحتاج إلى شرح أو تفصيل - لا يمكن أن تكون هدفاً لسياسة عقلانية وعاقلة ومعقلنة. فما مناسبة هذا التوضيح وفي أي سياق يصب؟ ورد في مقال نشرته جريدة «الشرق الأوسط» الخميس الماضي أنّ عدد مجموعات الكراهية في الولايات المتحدة سجل زيادة ملحوظة في العام الأول لرئاسة دونالد ترمب، وأن عدد مجموعات الكراهية والتطرف ارتفع بنسبة 4 في المائة وأصبح 954 مجموعة. أيضاً ما يعنينا بشكل خاص في هذا المعطى الكمي أن عدد المجموعات المعادية للمسلمين ارتفع ليصبح 114 بعد أن كان العام المنقضي 101 مجموعة. وكما نلاحظ فإن المجموعات المعادية للمسلمين تبلغ نسبتها حاليا قرابة الـ12 في المائة، هذا طبعاً إلى جانب المجموعات المعادية للسود.

إذن أول ملاحظة تتمثل في تزايد ظاهرة الكراهية حتى ولو لم تكن هذه الزيادة مفجعة. وربما تكون الفرضية التي استند إليها المسح الميداني لمجموعات الكراهية وجود مؤشرات قوية على ما تعرفه ظاهرتا الكراهية والتطرف اليوم في الولايات المتحدة من بيئة سياسية مشجعة ومثيرة لمثل هذه الظاهرة المكلفة الثمن من ناحية الأمن القومي والسلم الاجتماعي. أيضاً لا شك في أن الزيادة عادية نسبياً ولكن كان يمكن أن نتحدث عن تراجع مجموعات الكراهية والتطرف لو اعتمد الرئيس ترمب سواء أثناء حملته الانتخابية أو بعد فوزه في الانتخابات الرئاسيّة ودخوله البيت الأبيض خطاباً منفتحاً على المجتمع الأميركي بجميع فروقاته وعلى العالم بكل تنوعه واختلافه، خصوصاً أن الولايات المتحدة هي القوة الأكثر تأثيراً في العالم. كذلك وفي الملاحظة الأولى نفسها نشير إلى أن الاهتمام بما وصفناه بالزيادة غير الكارثية في عدد مجموعات الكراهية قد يعود أيضاً إلى توقع أن تكون الزيادة في قادم الأيام والأحداث والقرارات أكبر دون أن ننسى ما تعنيه هذه الزيادة من رد محتشم في طوره الحالي مقارنة بما شجع على ارتفاع نبتة الكراهية في مجتمع الولايات المتحدة. أيضاً هناك سؤال قد يقودنا إليه هذا التقرير حول مجموعات الكراهية في الولايات المتحدة: كيف هو حال الكراهية خارج أميركا؟ وكم من المتطرفين استثمروا خطاب ترمب لصب الزيت على النار وإعلان حملات عشوائية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على النخب المعتدلة الواقعية العقلانية في مواقفها التي تتفاعل بالتوفيق بين القضايا والواقع.

الملاحظة الثانية أن المسلمين والسود هم المستهدفون الأوائل من طرف مجموعات الكراهية، وهو ما يعني أن الخطاب السياسي الأميركي الرسمي مارس تمييزاً على أساس اللون وعلى أساس الدين وقام بتغذية التمييز العنصري والديني. وهنا نربط بفاتحة مقالنا لنستنتج أن هناك نوعاً من التشجيع السياسي على الكراهية وهو ما يفيد بتوخي سياسة غير عقلانية وغير مفكر فيها ملياً. طبعاً تصريحات الرئيس ترمب أثناء حملته الانتخابية، التي أكد كثيراً منها وأكثرها خطورة التوقيع على قرار نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ هذا الاعتراف أيقظ مشاعر الكراهية عند البعض وأظهرها ربما لأول مرة عند البعض الآخر، ذلك أن ترمب سحب البساط من الجميع؛ متطرفين ومعتدلين وحتى موالين، ومس مسألة غاية في الحساسية والخطورة وتداعياتها ما زالت مفتوحة، وإذا لم يتوصل الفلسطينيون إلى حل يضمن لهم الحد الأدنى من حقهم التاريخي ومن ماء الوجه فإن مارد الكراهية والتطرف لن يتمكن أحد من السيطرة عليه، خصوصاً أن القضية الفلسطينية في مراحلها الأقل صدمة من صدمات الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل لطالما مثلت سبباً من التوتر بين العالم العربي الإسلامي والعالم الأوروبي الغربي بشكل عام. المشكلة الأخرى أن التغييرات التي عرفتها السياسة الأميركية منذ تولي ترمب الرئاسة تُضعف من مصداقية بعض مواقفها السليمة في المنطقة الشرق أوسطية، وذلك لما شاب من تشويش سياسي بشكل يجعله يُقرأ ويفسر دون الحاجة إلى التأويل. من جهة أخرى، فإن غياب العقلنة في سياسة أكبر دولة في العالم وفي قضايا حساسة جداً مثيرة للعنصرية وتغذي التوتر وتشجع على ظهور المزيد من جماعات الكراهية في العالم أكثر وأكثر، يبدو لنا بمثابة الضوء الأخضر لمزيد الفوضى التي لن تكون إلا مدمرة للجميع. إن ما يحصل فوضوي إلى حد أنّه منظم جداً!

 

عقول من الهند

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 شباط/18

الدول العشر الأكثر تقدماً تكنولوجياً هي التالية: 1 - اليابان، 2 - الولايات المتحدة، 3 - كوريا الجنوبية، 4 - إسرائيل، 5 - ألمانيا، 6 - روسيا، 7 - بريطانيا، 8 - كندا، 9 - الصين، 10 - فنلندا. المهم في هذه اللائحة هي الدولة التي لم تبلغها بعد: الهند. وما جعلني أبحث عن اللائحة مقال في «القبس» للزميلة دلع المفتي عن «العقول» التي تصدّرها الهند للعالم، وخصوصاً خريجي «المعهد الهندي للتكنولوجيا» الذي يقال إنه يعادل هارفارد، وبرنستون، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT مجتمعة. لكن القبول في المعهد شاق. ففي عام واحد تقدم 178 ألف طالب للانتساب، ولم يُقبل سوى 3500. ويبدأ الإعداد للدخول إليه في سن العاشرة بحيث يعرف الحالمون مبكراً إن كانوا أهلاً للانضمام أم الأفضل أن يبحثوا عن مستقبل آخر. كتبت دلع المفتي مقالها لكي تنصح أهل الخليج بالكف عن استخدام المثل الشعبي الساخر «شايفني هندي». ويقابله في مصر «فاكرني هندي». والمؤدى واحد برغم اختلاف اللهجة. وكلما قرأت شيئا عن الهند أتذكر، بالمزيد من الندم والاعتذار، كيف سخرت في هذه الزاوية من الراحل البحريني الكبير يوسف أحمد الشيراوي، يوم راح يدعو إلى التطلع صوب الهند وإحياء العلاقات القديمة معها، باعتبار أن هذه العلاقة أكثر ضماناً من العلاقة العربية وأقل «وجع رأس». ومرت العلاقة مع الهند في مرحلتين: الأولى يوم كان أهل الخليج يطلبون التجارة والأرباح مع بومباي، والثانية عندما أصبح الهنود عمالاً، غالباً غير كفؤين، في المنطقة، إلى جانب الآسيويين الآخرين. وفي المرحلة الأولى، وحتى استقلال الدول الخليجية، كانت الروبية الهندية هي عملة الأسواق والبلدان. الآن بدأت مرحلة ثالثة لم يتضاءل فيها عدد العمال البسطاء، ولكن بدأ يزداد عدد المهندسين (في كل الحقول) الخارقين. ولعل أهم نموذج على مسيرة التطور هو رئيس الوزراء الهندي الرابع عشر ناريندرا مودي، الذي كان في الثامنة من عمره يبيع الشاي في القطارات. ثمة سبعة ملايين هندي يعملون في الخليج. وتستورد الهند 80 في المائة من نفطها من الدول التي كانت تستورد منها تقريباً كل شيء. ولم يعد من مكان - أو إمكانية - للنكات القديمة وتهمة السذاجة ولو على سبيل المزاح. من أكثر الأشياء ظلماً تعميم الصفات على الشعوب، كمثل النكات على البلجيكيين في أوروبا، والآيرلنديين في بريطانيا. وقد ظلت النكات تؤلف على أهل حمص إلى أن وصل الـ«دي إن إيه» الحمصي إلى الولايات المتحدة حاملاً الخلية التي منها ستيف جوبس. من منا يعرف مرتبة جوبس وآثاره في العلم وفي التاريخ؟ جواب جاهز وبسيط: مهما عرف العالم مدى تلك العبقرية، سوف تغيب عنه أشياء.

 

22 عاماً من علاقات الدوحة وتل أبيب

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/25 شباط/18

قبل اثنين وعشرين عاماً رفع العلم الإسرائيلي في سماء العاصمة القطرية، والأسبوع الماضي سمحت قطر لإسرائيل بالمشاركة في بطولة العالم للكرة المدرسية، التي انطلقت الخميس بفريق للفتيان وآخر للفتيات، وفي السياق نفسه، أتى تصريح السفير القطري محمد العمادي لوكالة «رويترز» قبل أيام ليشرح كيف تدار علاقات بلاده مع تل أبيب، عندما قال إنه زار إسرائيل 20 مرة منذ 2014 «وكانت الزيارات سرية في السابق، لكنها لم تعد على هذا النحو الآن»، حيث لم تكن العلاقات بين البلدين سراً، وإنما تخفيها وتظهرها الدوحة بحسب مصالحها مع الغرب، والولايات المتحدة تحديداً.

يمكن القول إنه خلال أكثر من عقدين من الزمن فعلت الدوحة كل الموبقات الدبلوماسية في علاقاتها المريبة مع إسرائيل، ليس في تفردها في القرار منتصف التسعينات، وليس في مساعيها لأن تكون هي الوسيلة الإسرائيلية لاختراق الجسد الخليجي، لكن الدراما القطرية تمثلت فيما هو أسوأ من العلاقات نفسها، بالتحريض وإطلاق الشائعات والأكاذيب على جيرانها واتهامهم زوراً بالتطبيع، فقط لتغطية علاقاتها الرسمية التي تجاوزت حتى الدول التي لديها سفارات إسرائيلية وحدود مشتركة، مثل مصر والأردن، فلم يزر رئيس وزراء إسرائيل أسواقاً شعبية في هاتين الدولتين، ولم يختلط بشبابهم وفتياتهم، بافتخار قطري تجاوز كل الأعراف والتقاليد، ولم يجبر طلاب وطالبات المدارس للعب مع نظرائهم الإسرائيليين.

بدأت الدوحة علاقاتها مع تل أبيب بعد مؤتمر مدريد، حيث كان أول لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شيمعون بيريز بعد زيارته الرسمية لقطر عام 1996، ورفرف العلم الإسرائيلي للمرة الأولى على ضفاف الخليج العربي بعيد فتح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وكذلك توقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، بالطبع في ظل هذه الحميمية لا بدّ من السؤال: كيف تدعم قطر حماس وتلعب دوراً مهماً في انقلاب الحركة على شرعية السلطة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه تعدّ الدوحة أكبر شريك اقتصادي وعسكري في المنطقة مع إسرائيل (ارتفع حجم التبادل التجاري بين تل أبيب والدوحة إلى 7 مليارات دولار في 2015)، والإجابة هنا ليست معقدة، فأكثر ما برعت فيه السياسة القطرية هو قدرتها على اللعب على حبال التناقضات، مع عدم إغفال أن قطر استغلت غزة، كما حليفتها تركيا، لتبرير علاقاتها مع إسرائيل، العهر السياسي الذي تمارسه الدوحة يتضح عبر توثيق علاقتها مع إسرائيل من جهة، بينما تطلق الشائعات ضد السعودية والإمارات والبحرين عبر شبكتها الإعلامية المتخصصة في اختلاق تقارير مكذوبة من جهة أخرى، المضحك أنه لم تصدق قصة واحدة من كل ما أطلقته الشبكة الإعلامية القطرية، فكل العالم يكشف زيف العداء القطري لإسرائيل، إلا النظام القطري وحده الذي يظن أنه أجاد خداع الرأي العام خارج بلاده. ليست القصة أن تكون هناك علاقات لقطر مع إسرائيل، فقد فعلتها دولة خليجية أخرى هي عمان بافتتاح مكتب تجاري في 1996 قبل أن تغلقه في عام 2000، ومع هذا لم تثر كل هذا الغبار الذي تثيره الدوحة بأقدامها المتعثرة في علاقتها المريبة، الفرق أن السلطنة لم تفعل فعلاً وتتبرأ منه وتتهم غيرها زوراً وبهتاناً به، بل اتخذت قرارها وفق مصالحها ولو أغضب الآخرين، لم تراوغ ولم تتلون ولم تنافق، بالمقابل الدوحة تخدع نفسها وشعبها بتمثيلها دور البطولة، وفوق هذا تختلق الأكاذيب ضد جيرانها لتثبت أن الجميع مثلها، وتتوهم أنها استطاعت إقناع الرأي العام العربي بأنها دولة مقاومة وعدوة لإسرائيل، من يدري ربما التعريف القطري للمقاومة أن يزور سفيرها إسرائيل 20 مرة سراً خلال أربع سنوات، وتستضيف طلاباً وطالبات إسرائيليين ليشاركوا زملاءهم القطريين!

 

الحسم العسكري يطوي صفحة آستانة ويثأر لسوتشي

 جورج سمعان/الحياة/25 شباط/18

نادت موسكو مجلس الأمن لإيجاد حل للغوطة. لا تريد تحمل تبعات الجرائم التي ترتكب شرق دمشق. وسواء شاركت فيها أم صدق نفيها عدم المشاركة تظل مسؤولة مسؤولية النظام وحليفه الإيراني عما يحصل. بل الأرجح أنها قررت الرد على إحباط مشروعها السياسي في سوتشي، بعد التجرؤ عليها عسكرياً بضرب صورة «الانتصار» الذي تباهى به الرئيس فلاديمير بوتين قبل أشهر من قاعدة حميميم. وجرّ بعدها سلسلة من العمليات المؤلمة ضد قواته في أكثر من موقع. كان متوقعاً أن سيد الكرملين لن يسكت مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. وعد شعبه باستعادة ما كان للإمبراطورية القيصرية ثم السوفياتية، فكيف له أن يرضى بتقويض كل ما بناه في سورية؟ دفع بأسلحة جديدة جوية وبرية ليس لاختبار مدى فاعليتها فقط. وليس هذا هدفه الأساسي. رسم المنخرطون في الحروب السورية خطوطاً حمراً سياسية وعسكرية، فقرر انطلاقاً من الغوطة وريف حمص بعدها وربما الجبهة الجنوبية لاحقاً، السيطرة على كل ما يقع تحت مرمى قدراته. وعلى المجتمع الدولي أن يهتم بالأزمة الإنسانية التي تخلفها الحرب المتنقلة. لن ينتظر سعي «مجموعة الخمسة» حتى التوصل إلى فرض «اللاورقة» تسوية سياسية تحت مظلة الأمم المتحدة. فهو جهد منذ انخراط جنوده مباشرة إلى جانب النظام لتقويض كل ما قررته المنظمة الدولية. واستطاع العمل من خارجها في آستانة بالتفاهم مع طهران وأنقرة. وفرض «مناطق خفض التوتر». وكاد ينتزع شرعية دولية لمشروعه السياسي. لكن حسابات البيدر في «مؤتمر الحوار الوطني» لم تطابق حسابات الحقل. وكان قبل «الشراكة الثلاثية» في العاصمة الكازاخية، أبرم عشرات الاتفاقات مع فصائل مسلحة لإخماد جبهات ومدن ودساكر ليتيح انتشار قوات النظام الذي استعاد المبادرة وحقق «إنجازات» على الأرض بدعم من إيران وميليشياتها.

أطراف كثيرة أسقطت مشروع سوتشي. الولايات المتحدة ودول أوروبية ومجمل الفصائل العسكرية الرئيسية و «الائتلاف الوطني» للمعارضة. لم يعد هناك تالياً مبرر لبقاء «مناطق خفض التوتر». فقد لجأت موسكو إلى هذه الهدنات توطئة أو رافعةً التسوية السياسية التي كانت ترسمها خدمة لأهدافها أولاً وأخيراً. لم تفلح هذه المحاولة في الالتفاف على دور الآخرين المعنيين بالأزمة السورية والقفز فوق القرارات الدولية. ولم يبق مفر أمامها سوى رفع التحدي والذهاب إلى خيار الحسم العسكري. ولا شك في أن معركة الغوطة تستهدف أولاً توفير الأمن في العاصمة دمشق ومحيطها. لكنها تؤشر أيضاً إلى بداية حرب واسعة لإسقاط كل مناطق التهدئة، أي إنهاء سيطرة الفصائل «المعتدلة» على هذه المناطق. علماً أن هذه حظيت باعتراف «ثلاثي آستانة» ووافقت على الهدنات. يعني ذلك أن روسيا نقلت الأزمة إلى مرحلة جديدة أشد شراسة. ستحرص على عدم التفريط بـ «الشراكة الثلاثية». فلا غنى لها عن القوى التي تخوض المواجهات على الأرض. إيران وميليشياتها وتركيا و «فصائلها». وقد غضت الطرف عن عملية «غصن الزيتون». وأتاحت لحكومة أردوغان أن تحتفظ بمناطق نفوذها المحاذية لحدودها، مقابل أن تسكت هذه على إنهاء سيطرة كل الفصائل القريبة منها، سواء كانت لـ «الجيش الحر» أو لقوى إسلامية معتدلة تنتشر في مناطق أخرى بعيداً من الحدود.

جاءت العودة الصارخة لموسكو إلى الحرب في سورية - وهي لم تتوقف أصلاً – في توقيت دقيق. جميع المتصارعين على هذا البلد يخوضون مناوشات ميدانية مباشرة تنذر بحرب واسعة. من روسيا إلى الولايات المتحدة مروراً بإيران وتركيا وإسرائيل. وحفلت الأسابيع الأخيرة بمفاجآت عسكرية منذ أكثر من شهر بلا توقف. وشكلت توكيداً صارخاً على أن الأزمة في بلاد الشام دخلت مرحلة جديدة. وبدا الرئيس بوتين أمام تحد مفصلي. ثمة نزاع على مستقبل مشروعه ودوره وقراره. تعرضت قواته لهجمات دموية. ولم يفلح مؤتمر سوتشي في دفع التسوية السياسية. فقد طرحت إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتفاهم مع فرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة رؤية مختلفة للحل السياسي والإصلاحات المطلوبة التي يجب أن تبقى تحت عباءة الأمم المتحدة. ولم تعد طهران تجول وتصول بلا رقيب أو حسيب. وحتى إسرائيل اندفعت بعيداً في غاراتها التي لم تعد أيضاً نزهة. وتركيا المتخبطة في سياسات متغيرة تخوض حرباً في شمال سورية يكتنف الغموض مآلها ومستقبلها ميدانياً وسياسياً. هذه المفاجآت كلها شكلت تهديداً لمشروع الكرملين وطموحاته واستراتيجيته.

أمام خطورة الانزلاق إلى حرب واسعة بين كل هذه القوى، وأمام انهيار قواعد اللعبة أو الاشتباك التي نسجها الكرملين طوال شهور، كان لا بد من نهج مختلف وسياسة أخرى أكثر صرامة تؤكد عبرهما موسكو أنها قادرة على التعامل مع المتغيرات. وهي تسعى على جبهة شمال سورية، كمثل طهران أيضاً، إلى المواءمة بين حرصها على التفاهم مع أنقرة وإرضاء الكرد. وإلى ترتيب تسوية تجنب القوات التركية الغرق في مستنقع عفرين. كل ذلك من أجل الحفاظ على الرئيس أردوغان بعيداً من واشنطن. وليس سراً أن ثمة باباً مفتوحاً بين أجهزة الأمن في كل من سورية وتركيا التي تتريث حكومتها أو تتورع الآن عن فتح خط سياسي مع جارتها الجنوبية. مع أن موسكو لا تنفك تذكرها بأن انتشار قواتها في الشمال السوري غير قانوني، تماماً كما هي حال القواعد الأميركية المنتشرة في الشرق والشمال السوريين. من جهة أخرى، قد لا تجد روسيا مشكلة عميقة مع إيران ما دامت انحازت إلى خيار الحسم العسكري. ولن يضير طهران، مرحلياً في الأقل، العمل تحت مظلة موسكو. فهي تحتاج إلى قوة دولية تساندها لمواجهة ضغوط القوى الغربية عليها هذه الأيام، وتهديدات بنيامين نتانياهو. ولا يستبعد أن ينجح الرئيس بوتين في نزع فتيل التوتر بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل التي دعا رئيس وزرائها موسكو إلى التدخل لوقف التصعيد بعد إسقاط «طائرة إف 16»، خصوصاً أن طهران فتحت باباً بردها على اتهامه إياها بالسعي إلى فتح جبهة الجولان، بالقول أنها جاءت إلى سورية لمواجهة الإرهاب. وإذا تعذر على سيد الكرملين اجتراح معجزة تؤدي إلى «تطبيع ما» بين الدولتين، فيمكنه أن يشكل مظلة توفر ضمان الهدوء على جبهة الجولان. ومثل هذا الاحتمال قد يخفف من وتيرة قوافل السلاح والصواريخ الإيرانية إلى سورية ولبنان أيضاً. ويبرد التهديدات المتبادلة بين طهران وكل من تل أبيب وواشنطن.

على جبهة الجنوب، تدفع روسيا نحو التفاهم مع الأردن من أجل دفع الفصائل في حوران إلى المصالحة مع النظام. وإذا فشلت المساعي قد لا تنجو هذه المنطقة من خيار الحسم، كما هي الحال اليوم في الغوطة. فيما يكثر الحديث عن معركة مقبلة في ريف حمص التي يمكن الفصائل هناك أن تصمد أكثر حيث لا مشكلة إنسانية حادة كما هي الحال في دوما وحرستا وشقيقاتهما. أما شرق البلاد فقد أكدت الولايات المتحدة حضورها بالحديد والنار اللذين لم يوفرا قوات النظام وحليفيها الروسي والإيراني. حازت القوات الأميركية وحليفتها «قوات سورية الديموقراطية» منطقة استراتيجية لا تقل أهمية عن الساحل السوري الذي تقيم فيه روسيا قاعدتيها ومواقع انتشارها، غير عابئة بأصوات دمشق وطهران وموسكو أن وجودها احتلال ما دام لم يحظ بموافقة حكومة الرئيس بشار الأسد. في الشرق الشمالي معظم الثروة النفطية والمعدنية ونحو نصف إهراءات الزراعة والغذاء.

خلاصة القول، إن الكرملين الذي فشل في إلزام الشركاء والخصوم، في السنتين الماضيتين، احترام قواعد اللعبة التي رسمها، وحدود النفوذ التي «وزعها» على هذا الطرف وذاك، يجد نفسه مجبراً على خوض حرب واسعة لن تكون هينة. ففي الغوطة المحاصرة منذ أكثر من أربع سنوات قرابة عشرين ألف مقاتل، فهل يستسلمون بيسر وسهولة؟ ناهيك ببضعة آلاف في ريف حمص وجبهة الجنوب الواسعة. وهل ينجح الرئيس بوتين في تطبيق نموذج الشيشان في سورية؟ وإذا نجحت سياسة الأرض المحروقة في تطويع السوريين ماذا سيقدم لهم حتى تهدأ النفوس والقلوب؟ أعاد إعمار غروزني وجعلها نموذجاً أنفق عليه الكثير إلى حد أثار حفيظة الروس. فهل يهدي إلى أهل الشام رأس النظام، ملقياً عليه المسؤولية عن جرائم الحرب التي ترتكب يومياً ويغسل يديه متبرئاً؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية يلتقي الموفد السعودي بعد ظهر غد

الأحد 25 شباط 2018/وطنية - يستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر غد الاثنين، الموفد السعودي نزار العلولا، المكلف بالملف اللبناني من قبل المملكة العربية السعودية، والذي سيصل إلى بيروت لعقد لقاءات مع كل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء سعد الحريري.

 

الراعي وممثلو الطوائف في فيينا للمشاركة في مؤتمر حوار الأديان

الأحد 25 شباط 2018 /وطنية - وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وممثلو الطوائف اللبنانية الى فيينا، للمشاركة في أعمال مؤتمر مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان. وكان في استقبالهم في المطار السفير اللبناني ابراهيم عساف، القنصل الآنسة جان مراد، الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب مالك بوطانوس، رئيس الرسالة المارونية في فيينا الأب ميشال حرب، وعدد من أبناء الجالية اللبنانية ومنظمي المؤتمر.

 

حداد عن احداث الغوطة: الصمت الرسمي اللبناني بذريعة النأي بالنفس لا يعفي السلطة والقوى المشاركة في الحرب من النكبة اللاحقة بالشعب السوري

الأحد 25 شباط 2018 /وطنية - أدلى نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" الدكتور أنطوان حداد بتصريح جاء فيه: "يتواصل شلال الدم في سوريا وآخر فصوله المأساة الانسانية المروعة المتمادية منذ اكثر من أسبوع في الغوطة الشرقية، دون ان يرف جفن للمرتكبين ودون ان يتمكن المجتمع الدولي من وضع حد للقصف الهمجي الذي أودى حتى الآن بالمئات جلهم من المدنيين اطفالا ونساء ومسنين. اما في لبنان، وان كانت سياسة النأي بالنفس المزعومة عاجزة عن سحب المسلحين اللبنانيين الذي يشاركون في القتال الى جانب النظام السوري، فإن واجب الاخوة والجيرة لا بل واجب الانسانية وواجب إنقاذ ماء الوجه، يفرض على الحكومة اللبنانية اقله ان تدعو علنا الى وقف هذه المأساة المتمادية، وان تسهم الدبلوماسية اللبنانية بشكل فاعل في المساعي الانسانية الدولية المبذولة لوقف النار ورفع حصار التجويع المفروض على الغوطة ومناطق سورية اخرى من قبل النظام وحلفائه الخارجيين.

ان الصمت الرسمي اللبناني بذريعة النأي بالنفس والتخلف عن المساهمة الفاعلة في إيجاد الحلول السلمية والإنسانية للحرب في سوريا لا يعفى السلطة اللبنانية والقوى اللبنانية المشاركة في الحرب من تلك النكبة اللاحقة بالشعب السوري".

 

من قتل الشاب العبقري حسن خيرالدين في كندا؟

لوسي بارسخيان/25 شباط 2018 / من قتل الشاب العبقري حسن خيرالدين في كنا؟ صور حسن تروي عن براءته

أعلنت في كندا، في 23 شباط 2018، وفاة الشاب اللبناني حسن علي خيرالدين، الطالب اللبناني الذي طعن بخنجر في 14 شباط، يوم عيد ميلادة الـ23، داخل مهجع جامعة "هاليفاكس"، حيث كان يتخصص في علم الاقتصاد. ووفق ما تروي لـ"المدن" حنين خيرالدين، وهي ابنة عم حسن، التي كانت على تواصل دائم معه من لبنان، فإن حسن أصيب بخنجر اخترق قفصه الصدري حتى القلب. ومع أن عملية الاسعاف، لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة إلى حين وصول المسعفين، خلافاً لما ذكر عن تأخر اسعافه في بعض وسائل الإعلام، وصل حسن المستشفى في حالة موت دماغي استمر 8 أيام إلى أن أعلنت وفاته نهائياً.

لا ترغب حنين بالحديث عن سبب طعن ابن عمها، خصوصاً أن الغموض لا يزال يلف القضية، وهناك مشتبه بهم رئيسيين في الجريمة، فيما التحليلات التي قدمتها بعض وسائل الاعلام، كما تقول، لا تستند إلى "قرائن مادية"، وهي تؤذي والدي حسن وشقيقيه في مكان اقامتهم في كندا.

ولعل امتعاض العائلة من التحليلات التي قدمت حول الجريمة، هو ما جعلها تتواصل مع السلطات اللبنانية، من أجل وقف تناقل أي معلومات تسيء إلى التحقيقات الجارية. عليه، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بياناً الأحد، في 26 شباط، طلبت فيه "توخي الدقة بنشر الأخبار المتعلقة بهذه الجريمة وعدم اختلاق روايات وسيناريوهات عن ملابساتها قد لا تمت إلى دوافعها الحقيقية بصلة، انما انتظار نتائج التحقيقات التي ما زالت جارية احتراماً لمشاعر أهل الفقيد".

البحث في سيرة حسن يظهر شخصية شاب شديد الذكاء، والطموح، وشديد التعلق بلبنان، رغم اطلاعه العميق على كل ظروفه الصعبة.

تميز حسن بذكائه منذ الصغر، ونال لقب "العبقري" عندما كان في عمر 13 لدى مشاركته في مسابقة "عيش سفاري" على تلفزيون MBC.

في آخر حديث مسجل لحسن مع ابنة عمه حنين، يصر رداً على نقاش دار معها على أنه "عائد، حتى ولو بظروف الفساد وغيرها". ويقول: "سأعيش بالقرف حتى أغير القرف. أريد أن أعرف ماذا يحصل، أن أعمل، لأنه في النهاية بلدي، ولا يمكن أن اترك بلدي، بالمنيح أو بالعاطل".

قدمت حنين هذا التسجيل الصوتي لعمها علي، كوصية من حسن لدفنه في لبنان، بعدما كان موضوع نقاش في العائلة. علماً أن شقيق حسن الأصغر، كان يدرك رغبة حسن هذه، فأطلق حملة لجمع التبرعات لدى وفاته، من أجل تأمين تكاليف نقل جثته إلى تراب وطنه. فنجح بجمع المبلغ في أقل من 48 ساعة من خلال شبكة العلاقات المحيطة بالعائلة وتعاطف أبناء الجالية اللبنانية معها.

لم يشعر حسن يوماً أنه كندي، كما تقول حنين، بل لم يكن يرغب بجنسية غير الجنسية اللبنانية. كانت هذه الوطنية متجذرة فيه إلى حد الألم على كل أوضاع البلد.

وقد أنشأ حسن لنفسه صفحة، ضمنها أدق ما يتعلق بلبنان، وأغناها بحس النقد السياسي والاقتصادي الذي تميز به. فكان يبدي، وفق حنين، رأيه في كل القضايا اللبنانية، ولم يكن متحزباً لأحد.

ميول حسن القوية إلى اختصاص الاقتصاد عززتها، وفق حنين، رغبته بالنهوض باقتصاد لبنان. فتكشف أنه في رسالة صوتية أخرى له، كان قد طرح تساؤلات عديدة حول كيفية صرف رواتب النواب، ومصادر مداخيلهم للتأكد من عدم ارتهانهم للقوى الخارجية، وكان يرى ضرورة لمحاسبة كل شخص يسرق بلدنا.

في آخر زيارة لحسن خلال أحداث عرسال الأولى، تألم كثيراً بعد سماعه أخبار العسكريين المخطوفين والذين ذبحوا. لذلك، عمل على ادراج سيرتهم عبر موسوعة WIKIPEDIA حتى يتسنى لكل باحث عنهم أن يصل إلى معلومات دقيقة حولهم.

صور حسن، كما تقول حنين، تروي عن براءته، وطيبة قلبه، حيث كان الكل يحبونه، ولم يؤذ أحداً يوماً، وكان انساناً مسالماً، تحمل مسؤلية شقيقيه الصغيرين في غياب والده الذي أبقته ظروف العمل بعيداً منهم في دبي، منذ سفرهم في العام 2009، فكانوا يلتقون مرة في السنة في لبنان أو في كندا.

لماذا يطعن شاب بهذه المواصفات، في بلد من الأكثر أماناً عالمياً؟ هذا هو السؤال الذي يحير عائلة حسن، وهي لا تريد أن تتبنى أياً من التحليلات التي ربطت القضية بأيدي "يهودية"، مبدية ثقتها بالسلطات الكندية، وبالمتابعة التي تجريها السفارة اللبنانية في كندا.

 

هذه لائحة التيار والمستقبل في زحلة: مواجهة فتوش والثنائي

لوسي بارسخيان/المدن/25 شباط 2018 /ظهّر المهرجان الذي أقامه، السبت في 24 شباط 2018، المرشح عن أحد المقعدين الكاثوليكيين في زحلة ميشال ضاهر تحت عنوان "رؤية وطن"، ملامح التحالف الانتخابي الذي بات شبه محسوم بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، حيث لفت الحضور الحزبي لكل من التيارين البرتقالي والأزرق، إلى جانب النائب السابق سليم عون، الذي أعلن الوزير جبران باسيل ترشيحه رسمياً باسم التيار، معتبراً سقوط سليم عون سقوطاً لتياره في زحلة. ضاهر الذي تجنب الاجابة عن سؤال وجه إليه عن خوضه المعركة من ضمن تحالف التيارين، وقف في المهرجان خطيباً بين ثلاثة مرشحين باتت أسماؤهم محسومة في هذه اللائحة، وهم إلى عون، كل من ميشال سكاف وأسعد نكد. عليه، يبدو أن لائحة هذا التحالف، إذا أرسيت التفاهمات النهائية مع حزب الطاشناق، ستكون أولى اللوائح التي تنجز في المدينة، بعدما توضحت ملامحها تدريجاً، منذ يوم الأحد الماضي، خلال الجولة الانتخابية التي قام بها الوزير جبران باسيل إلى زحلة، وأطلق خلالها الماكينة الانتخابية للتيار في المدينة. وقد زار باسيل خلال الجولة دار الفتوى في البقاع، وأقامت له بلدية زحلة حفل غداء شارك فيه رؤساء بلديات القضاء "السنية والمسيحية"، كما لبى باسيل خلال الجولة دعوة المدير العام لشركة كهرباء زحلة أسعد نكد إلى العشاء، حيث قصد الأخير قبل أن يعلن التيار رسمياً عن دعمه، أن يكرر على مسامع سليم عون أنه "تيار وطني حر"، في محاولة لتذليل بعض الشكوك التي لفت ترشيحه على اللائحة المدعومة من التيار بزحلة، بعدما كشف نكد عن توجهات مغايرة في فترات سابقة.

ودعم التيار نكد وضاهر كشخصيتين مستقلتين تتعاطيان الشأن العام، ولهما حيثيتهما الانتخابية، يؤمن تبادل المصالح في رفع الحاصل الانتخابي المطلوب من أجل إيصال أكبر عدد من أعضاء اللائحة إلى الندوة البرلمانية. وهو وإن كان يريح "التحالف" القائم، إلا أنه يخلق تنافساً داخلياً على الأصوات التفضيلية، التي تجعل كل مرشح غير مرتاح كلياً لإمكانية وصوله من دون تشغيل ماكينته الخاصة الرديفة لماكينة اللائحة، من أجل الحصول على أكبر عدد من الأصوات التفضيلية.

واذا كان باسيل قد أعلنها صراحة خلال زيارته زحلة، "أننا نبحث عن الاقوياء، بانمائهم ونجاحهم وأصواتهم"، فإنه يدرك أيضاً أن تشكيل أي لائحة لن يكتمل من دون تأمين الغطاء الكاثوليكي الزحلي لها. وهذا ما سيوفره ترشيح ميشال سكاف، ابن عم الوزير الراحل الياس سكاف، الذي يبدو أنه قرر أن يضع خبرته في ادارة الماكينة الانتخابية للكلتة الشعبية خلال الدورات الانتخابية الماضية، في خدمة ترشيحه لترؤس لائحة التحالف بين المستقبل والتيار، قاطعاً كل امكانية لاعادة وصل ما انكسر بينه وبين رئيسة الكتلة الشعبية ميريم سكاف. علماً أن ما يجمع سكاف بالتيار والمستقبل هو شعار "دعم العهد ومؤسسات الدولة"، لبناء دولة. وتبقى تسمية المرشحين السني والشيعي على عاتق المستقبل، الذي من المرجح أن يبقي على النائب عاصم عراجي، فيما يتم التداول بترشيح نزار دلول نجل الوزير السابق محسن دلول عن المقعد الشيعي، على أن تترك تسمية المرشح الأرمني للمقايضات التي ستجري على هذا المقعد بين حزب الطاشناق والمستقبل وظروف تشكيل اللوائح في بيروت وزحلة. ويبدو أن ترشيح الشخصيات المستقلة سيكون العنوان الأبرز في معركة انتخابات زحلة، التي تستعين فيها الأحزاب بـ"السيرة الفردية" لبعض الشخصيات لتقديم نفسها من خلال صورة هؤلاء الأفراد. ما ينطبق أيضاً على المداولات التي تجريها القوات اللبنانية لإختيار مرشحيها، وأبرزهم المرشح الكاثوليكي القاضي جورج عقيص، الذي قدم نفسه كمرشح للقوات في زحلة، حتى قبل أن تحسم تحالفات القوات الانتخابية وامكانية خوضها المعركة منفردة. هذا الحراك الانتخابي على مستوى الاحزاب لا يحجب الجهود التي تبذلها رئيسة الكتلة الشعبية ميريم سكاف لتشكيل لائحتهاً أيضاً، فيما يبدو أن الطريق عبدت بين النائب نقولا فتوش والثنائي الشيعي، للسير بلائحة رابعة.

 

بري في جلسة حوار مع 128 طالبا: لست ابن بيك ولن أورث في السياسة على الإطلاق وللقيام بانتفاضة دستورية لمنع وضع العربة مجددا أمام الحصان

25 شباط 2018 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى "الالتزام بالدستور وتنفيذ الاستحقاقات في مواقيتها ومواعيدها"، مؤكدا أنه "لا بد لنا من بناء ثقافة واسعة واكتساب الخبرات الضرورية، من أجل إلغاء كل تفكير بصرف الوقت على محاولة العودة بلبنان إلى الوراء"، مشددا على "ضرورة القيام بانتفاضة دستورية بوسائل ديمقراطية، لمنع وضع العربة مجددا أمام الحصان، وإعاقة قيام لبنان وإبقائه في الماضي". وإذ أكد أن "المقاومة شكلت أنموذجا لمقاومة الشعوب والتصدي للعدوان والاحتلال، دعا الى "كشف أطماع إسرائيل بمواردنا النفطية والغازية"، مشددا على أن "لا سبيل إلى مواجهة الإرهاب إلا بالوحدة"، مؤكدا "ضرورة توحيد لغة الخطاب السياسي حول ملف النازحين السوريين"، مجددا الدعوة إلى "تخفيض سن الاقتراع إلى ثمانية عشر عاما"، داعيا إلى "تحقيق الكوتا النسائية".

وأعلن أنه "لن يورث في السياسة على الإطلاق"، مذكرا أنه "استطاع القضاء على الاقطاع في الجنوب، الذي تجاوز عمره 430 سنة"، مشددا على أن "خط الإمام الصدر ليس خطا توريثيا".

مواقف بري، جاءت في جلسة حوارية عامة، عقدت في القاعة العامة في مجلس النواب، ظهر يوم أمس، مع 128 طالبا من مختلف الاختصاصات في الجامعة اللبنانية- الأميركية "L.A.U" جلسوا على مقاعد النواب. وحضر الجلسة رئيس الجامعة اللبنانية- الأميركية الدكتور جوزف جبرا وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجامعة وأساتذتها، الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة، المدير العام للتعليم العالي أحمد الجمال، نقيبا الصحافة والمحررين عوني الكعكي والياس عون وأعضاء مجلسي النقابتين، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ وعدد من اعضاء المجلس وأساتذة من الجامعة اللبنانية وعدد من الأكاديميين. ولدى دخوله القاعة، قال بري: "صرلي زمان ما شفت عدد نواب كهذا العدد"، واستهل مخاطبا الطلاب: "البروتوكول يفرض علي أن أبقى على منصة الرئاسة، ولكنني أشعر أنني أقرب لكم إذا تكلمت من هذا المنبر".

وقال: "يسرني انعقاد هذا اللقاء تحت قبة مجلس النواب اللبناني، الذي تنظمه الجامعة اللبنانية- الأمريكية، في تجربة حية من المفترض أن تسهم في بناء الشخصية القيادية لأبناء أعزاء من كل لبنان، وتسهم في تعزيز قدرتهم على اجتراح الحلول والتوافق وتدوير الزوايا والحوار، وصولا إلى ترسيخ الوفاق والتفاهمات وصيغة العيش المشترك".

أضاف: "إن مجلس النواب هو في واقع الأمر مؤسسة مصغرة، تشبه إلى حد ما وحد بعيد في نفس الوقت منظمة الأمم المتحدة، تضم ممثلي الطوائف والمذاهب. وتعلمون أن الطوائف والمذاهب عندنا هي دول، والفئات والجهات والقوى السياسية الحية، والمجلس على ضوء قانون النسبية الراهن، لا بد أن يتيح أكثر قليلا تمثيل المزيد من الفئات، بحيث لا تبقى فئة تشكو من التهميش".

وتابع: "لا يمكن ومن خلال لقاء واحد، آمل ألا يكون يتيما، إطلاعكم على آليات صنع القوانين وآليات العمل الديموقراطي وأدوار المجلس المختلفة، وخصوصا مهمته التشريعية والرقابية. وبداية أبلغكم استعداد المجلس ليوفر لكم كل ما يتيح دراسة التجربة البرلمانية من التشريعات إلى الحوار الوطني حول الطاولة المستديرة، الذي بادرنا إلى إطلاقه وإدارته في مطلع آذار 2006، والحوار الذي أطلقناه اعتبارا من أيلول 2015 وكل خلاصات ورش العمل والندوات والمؤتمرات التي عقدت".

وأردف: "إنني في إطار تعزيز معارفكم، أدعوكم لدراسة مفهومنا حول الديموقراطية التوافقية ودراسة تجربة المجلس النيابي، في استخدام الدبلوماسية البرلمانية من أجل قضايا لبنان، وفي الطليعة بمواجهة العدوانية والاحتلال الإسرائيلي لأجزاء عزيزة من أرض وطننا الغالي، وأيضا دراسة التجربة اللبنانية، التي آلت بالتعاون بين لجنة حقوق الانسان النيابية، وبين مكتب منظمة الأمم المتحدة الاقليمي ( UNDP ) في مجلس النواب، إلى إنتاج الخطة الوطنية لحقوق الإنسان والتجربة البرلمانية اللبنانية الفريدة، التي مكنت المجلس من اقتراح سياسات ومخارج للأزمات والتحديات بعد جمع الاقتراحات والتوصيات، وإجمال نتائج ورش العمل والندوات والمؤتمرات المخصصة لبحث أسباب المشكلات ونتائجها، من أزمة السير إلى السياسات الصحية والتربوية، إلى حق الوصول إلى المعلومات والشراكة بين القطاعين العام والخاص والورشة التشريعية المتصلة بإنجاز القوانين، رقم 132 للعام 2010 و 57 للعام 2017 المتعلقين بالموارد والأنشطة البترولية، وكذلك متابعة عملية صنع القوانين اعتمادا على الاقتراحات المتصلة بالموارد البترولية والقانون السيادي وإنشاء مديرية عامة للأصول البترولية وإنشاء شركة بترول وطنية لبنانية وقانون البر، لأنه يوجد في لبنان في البر بالتأكيد نفط وغاز".

وقال: "في دراسة لبنان كأنموذج، نؤكد أنه ومن أجل تعزيز الديموقراطية فيه، لا بد وكخلاصة من اعتماد برنامج للتربية على الديموقراطية وهذا ما تقومون به الآن، إذ إن الثقافة الموروثة أوقعتنا في نتائج شرور نظام الطائفية السياسية والمحاصصة والاقطاعية، التي تضغط على اليوميات الوطنية. ولا بد لنا من بناء ثقافة واسعة واكتساب الخبرات الضرورية من أجل:

-أولا: تأكيد الاتفاق على التزام واحترام الدستور وتنفيذ الاستحقاقات في مواقيتها ومواعيدها.

-ثانيا: إلغاء كل تفكير بصرف الوقت على محاولة العودة بلبنان إلى الوراء. إنني في ما تقدم أدعوكم إلى استكمال القيام بانتفاضة دستورية بوسائل ديموقراطية، لمنع وضع العربة مجددا أمام الحصان وإعاقة قيام لبنان وإبقائه في الماضي.

-ثالثا: المبادرة فور إجراء الانتخابات التشريعية القادمة، إلى الانصراف لتطوير النظام الانتخابي، عبر توسيع قاعدة النسيبية البشرية والجغرافية، وضمان تأكيد مشاركة المرأة والقبول بمشاركة الشباب، انطلاقا من الموافقة على خفض سن الاقتراع، وبما يعني ذلك القبول، بتجديد الحياة السياسية وتداول السلطة مع الأجيال الشابة، وإلا عبثا نعتقد أن هذا القانون سيكون بردا وسلاما على شباب لبنان.

في هذا المجال أشير إلى أن لدينا آلاف الخريجين من أبنائنا كل عام، من نحو خمس وخمسين جامعة ومعهدا للتعليم العالي، على مساحة لبنان، واستمرار تجاهلهم وسط غياب فرص العمل أمر سيؤدي إلى استمرار استنزاف مواردنا البشرية وهجرة الشباب، الذين يحملون شهادات عليا وعلى أكتافهم دمغة: صنع في لبنان.

-رابعا: إن دراسة لبنان كأنموذج تستدعي الانتباه إلى التهديد، الذي تمثله إسرائيل لبلدنا، الذي تمثل صيغته الفريدة في التعايش، نقيض إسرائيل العنصرية، كما أن اقتصاده الحر ونظامه المصرفي شكل على الدوام منافسا اقتصاديا لها، إضافة إلى أن المقاومة في لبنان، شكلت منذ الربع الأخير من القرن الماضي ومطالع الألفية الثالثة إلى الحرب العدوانية الإسرائيلية العدوانية الأخيرة في العام 2006 أنموذجا لمقاومة الشعوب والتصدي للعدوان والاحتلال، وهو الأمر الذي يجب أن نحرص في نشاطنا حتى الدبلوماسي على تظهيره وإبراز المسافة بين إرهاب الدولة، الذي تمثله اسرائيل وبين حق لبنان في المقاومة. إن علينا أن نكشف أطماع إسرائيل في مواردنا المائية، وأيضا الكامنة في أعماق البحر المتوسط قبالة شواطئنا من غاز ونفط. إن هذا الملف يحتاج إلى فهم تام بالقوانين الدولية لمقارعة الحجة بالحجة، ومواجهة محاولات إسرائيل إحلال أمر واقع اعتمادا على القوة. إن دبلوماسيتنا الدولية، يجب أن تكشف مدى الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية لقرارات مجلس الأمن، خصوصا القرارات 425 و 1701 وإصرارها على تهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين.

-خامسا: إن إحدى أبرز مهامكم، ستكون كشف الإرهاب - سواء إرهاب الدولة أو وجهه التكفيري الآخر، والمنطلقات الفكرية للارهاب وأسبابه وأهدافه الراهنة في التمهيد لنشوء إسرائيليات جديدة عبر تقسيم المقسم في منطقتنا العربية.

كما يجب أن يتركز دوركم على أنه لا سبيل لكفح الإرهاب وهزيمته، إلا بتقليد تجربة لبنان في تعايش طوائفه وجميع مكونات مجتمعه وتجفيف موارد ومصادر الإرهاب وصناعة أسباب القوة بالوحدة اللبنانية. الوحدة هي الأساس لكل عمل ناجح في لبنان.

-سادسا: من الملفات التي تحتاج إلى التزود بالمعلومات في منهاج الدبلوماسية الدولية، التي دخلتم رحابها، قضية اللاجئين من الأشقاء السوريين، وهؤلاء الأعزاء احتاجوا ويحتاجون إلى خدمات وبنى تحتية وشبكات مياه وكهرباء ومواصلات وإلى مؤسسات تربوية وصحية، تعلمون أنه في مدارسنا الرسمية عدد الطلاب السوريين أكثر من الطلاب اللبنانيين وهذا واقع قائم، وأنا شخصيا قد عرضت هذا الأمر أمام البرلمان الأوروبي، كما أن مؤسسات الدولة من وزارات وإدارات مختصة لم تقصر في عرض هذا الأمر أمام المحافل الدولية.

إن لغة الخطاب السياسي المتصل بحل معضلة اللاجئين السوريين، يجب أن تكون واحدة وموحدة في لبنان، وتركز على ضرورة إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا ضمن إطار الحل السياسي وقبل كل شيء. -سابعا: إن نشاطنا الدبلوماسي يجب أن يركز على دعم اقتصاديات لبنان والتنمية الشاملة فيه، التي تلحظ احتياجاته من توفير وتوليد فرص للعمل إلى البيئة.

-ثامنا وأساسا: إن لبنان وقد لعب أدوارا تاريخية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، فإنه لا بد من التصدي لكل محاولة لإقصاء هذه القضية، تبقى هي القضية المركزية للعرب ودعم الأماني الوطنية للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

أضاف: "أيها الزميلات والزملاء:

لقد أعطت إدارتنا آلاف ساعات التدريب للطلاب الجامعيين من كافة الجامعات اللبنانية، كما أن المجلس النيابي اللبناني، هو مركز معهد التدريب والاستشارات القانونية العربي، الذي تلتقي أهدافه ومهماته مع ما يهدف إليه برنامجكم الجامعي الدولي المعتمد، ونحن نجزم أنه ستعم فائدة هذا المعهد على مساحة الإدارات البرلمانية الإسلامية، ولا بد من إيجاد أرضية للتفاهم المشترك وتبادل الخبرات بين برنامجنا وبرنامجكم، وبيننا الآن سعادة الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي الأستاذ فايز الشوابكة، الذي يشرف على هذا البرنامج. إن المجلس النيابي هو المكان الأمثل، الذي يمكنه أن يوفر لكم الأسباب للتأقلم مع أدواركم القيادية المستقبلية".

وتابع: " أجدد الترحيب بكم و بإدارتكم تحت قبة البرلمان اللبناني، وفي جميع إداراته وأقسامه، وأشكر أخي وصديقي رئيس الجامعة اللبنانية- الامريكية الدكتور جوزيف جبرا ونائبه وللطالب الذي سبقني بالكلام، إطراءه علي وعلى أدواري على رأس المؤسسة التشريعية، وأشكر كل من عمل على تنظيم وإنجاح هذا اللقاء وأفسح في المجال الآن للمناقشات علها لا تكون حامية".

الحوار

بعدما انتهى بري من كلمته، بادر بالإجابة عن أسئلة الطلاب:

- أمير السمان، سأل: أكثر ما يميزكم هو تبنيكم للدبلوماسية وتركيزكم على المصالحات وأهمية التلاقي بين الأفرقاء اللبنانيين. متى أخفق دولة الرئيس بري في استخدامه لسياسة اليد الممدودة، فمد يده لمن لا يستحق؟.

أجاب: "الحقيقة بتاريخي في رئاسة المجلس النيابي منذ العام 1992 حصلت ثلاث مرات والموضوع كان دائما واحدا. تطبيقا للدستور وللمادة 95 منه، حاولت إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، هذا لا يعني إلغاء الطائفية فورا، إنشاء الهيئة المكونة من رئيس الجمهورية رئيسا، ومن رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة أعضاء، والأعضاء المختارين، حتى نفكر كيف يمكن إلغاء الطائفية، مثل الحاجة إلى كتاب تاريخ موحد وغيره. ثلاث مرات وفي المرات الثلاث، كنت فاشلا "كنت الطش". ورغم هذه المرات الثلاث ما زلت أصر. وفي اللقاء الأخير الذي حصل بمناسبة قانون الانتخاب وقبل انتخاب رئيس الجمهورية، توصلت إلى صيغة وافق عليها الجميع من دون استثناء وأرجئ الموعد إلى ليوم التالي لتقديم أسماء لوضع الصيغ، وفي اليوم التالي "ما تكلمه البارحة كان غير اليوم". أيضا فشلت وكان هذا اليوم أكثر الأيام، التي أحسست فيها بالفشل ولكن البديل دائما هو الحوار الدائم.

- ساندرين افرام سألت: هل باعتقادكم أن القانون الانتخابي الجديد سوف يساعد على تجديد الطبقة السياسية بما يتوافق مع تطلعات الجيل الجديد؟.

أجاب: "الجواب وبمنتهى الصراحة لا أعتقد. القانون النسبي أكثر من ضرورة للبنان، ولكن ليست هذه النسبية التي تحلمون بها أنتم وأنا، لماذا؟

النسبية يجب أن تكون في دوائر جغرافية أكبر، حتى لا يستمسك بها أكثر العنصر المذهبي والطائفي. الذي حصل بدلا من أن يكون لبنان كله دائرة انتخابية واحدة، أو ست دوائر أو حدا أقصى عشر دوائر، أصبح 15 دائرة، وبالتالي عادت حليمة إلى عادتها القديمة، وعدنا إلى موضوع الطائفية والمذهبية.

الأمر الثاني الكوتا النسائية، في أي مجتمع من مجتمعات العالم لا يمكن إلا أن يكون هناك 50% من النساء و50% رجال (مثل قصة الطرة نقشة) أو 48% ب52 % التمثيل الحقيقي، يفترض أن يكون عدد النساء متقارب مع عدد الرجال، ولا أقول بشكل متساو. وهنا أفتخر بالدستور التونسي، الدستور وليس قانون الانتخاب، الدستور التونسي الذي قال إنه في كل موقع انتخابي يجب أن تكون حصة المرأة 50%، وهذا الأمر لم يحصل حتى في أوروبا. الكوتا النسائية لو وضعت في هذا القانون، كنا رأينا تمثيلا على الأقل، ليس التمثيل الذي نراه الآن. بعدنا في عقلية "ما فيش عنا زلم؟" هذا لا يجوز.

في كثير من الحالات وفي أغلبها، عليكم كدبلوماسيين وسياسيين أن تصعدوا إلى مستوى شعبنا ولكن في القليل من الحالات عليكم أن ترفعوا شعبكم إلى مستواكم. وهذه هي الحالات التي يكتبها التاريخ، ونستون تشرشل ربح الحرب العالمية وسقط في الانتخابات، ولكنه ربح الحرب العالمية.

من جهة أخرى الدستور اللبناني مع الأسف، ينص على سن ال21 (للاقتراع). في كل بلدان العالم تقريبا، أصبح سن الاقتراع هو 18 سنة. هذا أيضا يبعد عنصر الشباب أكثر، ويأتي بجيل "بعد شوي من جيلي أنا".

- قمر أمين سألت عن حلمها في: تطوير البنى التحتية لكي تصبح الطرقات جاهزة للسيارات بدون سائق. وهل يمكنني أن أحلم بتنفيذ مشروعي في وطني أم أستعد للتصدير؟".

أجاب: "السؤال الصحيح هو نصف الجواب حتما، يجب أن تحلمي في وطنك. الإنسان بلا حلم مات حتى لو بقي يفتح عينيه ويأكل ويشرب، والوطن بلا حلم انتهى، لذلك نعم وألف نعم".

- شربل أيوب سأل: نحن برنامجنا يهدف لتعليم التلاميذ أسس حل النزاعات بالطرق السلمية، فما هي نصيحتك أو السر الذي تحب أن تعلمنا به لنمارسه في حياتنا؟.

أجاب: "الحوار، الحوار. هناك مثل يقول "لاقيني ولا تطعميني". الحوار أولا وآخرا دائما".

- جوزيان مطر سألت: على عكس العديد من السياسيين في لبنان، لاحظنا أن حضرتك لم تظهر أولادك على الساحة السياسية. فما هو السبب؟ هل هو قرار شخصي لتغيير الأجندة السياسية المعتمدة في لبنان؟.

أجاب: "أشكرك على هذا السؤال. أولا: أريد أن أقلد أحد الأخوة، علما أنني قلتها بشكل آخر. "أنا لست ابن بيك ولا أنا بيك، ولا إبني بدو يكون بيك.

ثانيا: أنا لا أورث مطلقا في السياسة.

ثالثا: بتاريخي بيني وبين نفسي، هناك من يشكرني للحوار وهناك من ينتقدني وكلهم لديهم زاوية من زوايا الحق، إنما أنا بيني وبين نفسي أشكر نفسي أنني استطعت أن أقضي على الاقطاع في جنوب لبنان، الذي عمره أكثر من 430 سنة، وأنا لست مستعدا أن ألغي هذا التاريخ، وبالمناسبة كان مركز الاقطاع الأساسي ليس في الطيبة، بل في قلعة تبنين بلدي، فمن يسجل بتاريخه هذا الأمر لا يقدم على تدميره، علما أني في خط الإمام موسى الصدر وليس خط التوريث على الإطلاق".

- عبدالله ملاعب سأل عن: تفاقم استدعاء الصحافيين والناشطين الاجتماعيين إلى القضاء اللبناني، وما نوع الرسالة التي تحملونها إلى جيل شباب اليوم؟ كما سأل عن: إمكانية اعتماد كوتا نيابية للشباب؟.

أجاب: "أبدأ بالجواب على الشق الثاني من السؤال. في الحقيقة أجبت من خلال كلمتي على موضوع الشباب، ولكن الحل برأيي، الذي ينسجم مع الديمقراطية، وكل شيء هو ليس بالكوتا للشباب "بدكم تشلحوا الكوتا من النساء، ألم يعد ينقصنا إلا هذا الأمر؟". لا، برأيي إن جعل سن الاقتراع 18 سنة، يعطي أكثر من كوتا.

بالنسبة للشق الأول من السؤال، رددت كلمة منذ زمن هي: أنا مع الصحافة ظالمة أم مظلومة، وهذا رغم الظلامات ورغم كل شيء، "بس يا زلمي صرت مستحلي شي صحافي يدخل إلى السجن حتى نعملوا قضية، ولكن مش عم يفوتوهم إلى الحبس".

- لقمان الحكيم قال: "باسم التعبئة التربوية لحزب الله في الجامعة اللبنانية- الأميركية أود أن نعبر عن اعتزازنا وافتخارنا بكم"، والسؤال من خلال تجربتكم الشخصية، ما هي القيم التي تعتقد أن على القائد أو الفرد إذا كان يريد أن يؤثر في المجتمع أن يكون حائزا عليها؟ والسؤال الثاني، كيف يمكن أن ننشر ونعزز مفهوم المقاومة في الصرح الجامعي؟.

أجاب: "أريد أن أبدأ بالجواب على الشق الثاني من السؤال، وأعتقد أنني أجبت على ذلك في كلمتي، هناك قضايا لبنان ليس معزولا فيها عن العالم العربي، لبنان بلد عربي، وبالتالي يجب التمسك بالقضايا العربية، وأهم القضايا هي التدريب على موضوع كيفية المقاومة، ما هي المقاومة، الفرق بينها وبين الإرهاب.

بالنسبة للقيم للقائد أو الفرد، أولا من الناحية المسلكية، يجب أن يكون مثل حرف الألف مستقيما لا غبار عليه، وثانيا أن يكون دائما يراعي مصلحة وطنه".

- مجد زيد خيامي سأل: هل حقق الطائف ما يطمح إليه اللبنانيون من قيام الدولة، قانون الانتخاب العادل وإلغاء الطائفية السياسية؟ أم هل أصبح الطائف يحتاج إلى تعديل؟.

أجاب: "هناك أمران أيضا أجبت عليهما، موضوع الطائفية وموضوع قانون الانتخاب. أما بالنسبة لموضوع قيام الدولة، فجوابي حتى الآن لا أستطيع أبدا أن أزعم أن الدولة قامت، طالما أن دستورنا حتى الآن لم نطبقه. دستورنا الآن هو دستور الطائف فماذا طبقنا منه؟ طبقنا منه أنه يوجد رئاسة ومجلس نيابي وحكومة؟ هذا أمر معروف سلفا. الذي يذهب إلى آثار صور يرى مقرا اسمه مجلس الممثلين للشعب، نحن نعرف الديمقراطية منذ زمن الفينيقيين. هناك مبادئ في الطائف من بينها الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، واللامركزية الإدارية وأمور عديدة لم نقم بها حتى الآن.

وآخذ المجلس النيابي إلى الرقابة الحقيقية للمجلس النيابي؟ أبدأ بنفسي قبل أن أتكلم عن الآخرين. الرقابة الحقيقية لمجلس النواب هي بالمحاسبة في موضوع الفساد، هل تجرؤ أن تمس بأحد، فعندما تمس به كأنك مسست بالطائفة مع الأسف. أخوتي، الطوائف نعمة في لبنان والطائفية نقمة. لا يوجد دين يغل حتى يستغل. لا يوجد دين يحاول أن ينال من دين آخر. الأديان السماوية الثلاثة متممة لبعضها بعضا وتصل في نهايتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أستطيع أن أفهم لماذا استغلال الطوائف لأجل الطائفية أو المصالح الخاصة. مجلس النواب لا يحاسب أحدا لأنه إذا أراد أن يحاسبه كأنه حاسب طائفة بأجمعها".

ثم رفع بري الجلسة بعد تلاوة محضرها، وأخذت صورة تذكارية جمعته ورئيس وأساتذة وطلاب الجامعة اللبنانية- الأميركية.

كلمة الطلاب

وكان قد سبق كلمة بري، كلمة باسم الطلاب ألقاها الطالب فؤاد القاضي، الذي تحدث عن "دور الشباب وقيادة المهارات واحترام التنوع، الذي تهدف إليه الجامعة اللبنانية- الأميركية، التي تتميز من خلال البرنامج، الذي تنفذه مع الأمم المتحدة منذ 13 سنة، والذي يقوم على إرسال مندوبين لحل النزاعات من الطلاب اللبنانيين، الذين يقوم كل واحد منهم بتمثيل دولة".

وإذ أشار إلى أن "الشباب من لبنان هم 17 بالمئة"، قال: "تخيلوا معي أن الجامعة اللبنانية- الأميركية تنظم مؤتمرا عالميا في الأمم المتحدة. هذا يثبت أن لبنان قادر أن يصل إلى أعلى المراتب والازدهار".

جبرا

ثم ألقى رئيس الجامعة اللبنانية- الأميركية، كلمة فقال: "نأتي إلى حضن الديمقراطية وحارسها الأمين دولة الرئيس نبيه بري، الذي يقف معاندا في الدفاع عن الديمقراطية وكحاضن لضمان الاستقرار".

وأشار إلى "التشابه بين الجامعة والمجلس، حيث يضم كل منهما ممثلين عن كل المناطق والطوائف بكل تطلعاتهم وتوجهاتهم، ومراقبة عمل الحكومة والمالية العامة من مهام المجلس، فيما الجامعة تحفز الطلاب من كل المناطق لصناعة مستقبلهم".

وشدد على "دور الرئيس بري المتميز في قيادة السلطة التشريعية في أحلك الظروف، لتظل مرجعا ومرجعية".

ولفت إلى أن "الجامعة اللبنانية- الأميركية أنشئت العام 1835 كأول مدرسة لتعليم الإناث أيام السلطة العثمانية، واختارت الإنطلاق إلى منظومة التعليم العام العام 1924".

وختم "منكم يا دولة الرئيس ومن دوركم البناء، نستوحي ونتعلم، في مسؤولية المؤتمر العالمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يشارك فيه أكثر من سبعين دولة".

 

القوات أحيت ذكرى مجزرة قنات برعاية جعجع: صناديق الإقتراع ستضج وفاء لذاتنا ولقواتنا

الأحد 25 شباط 2018 /وطنية - بشري - أحيت بلدة قنات و"حزب القوات اللبنانية"، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع ممثلا بمرشح "القوات" النقيب المهندس جوزيف إسحق، الذكرى 38 لمجزرة قنات، في حضور النائبة ستريدا جعجع، رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، رئيس رابطة المخاتير ألكسي فارس وفاعليات، ومن "القوات اللبنانية" رئيس جهاز الشهداء والاسرى والمصابين جورج العلم، منسق مدينة بشري المختار فادي الشدياق وعدد من المسؤولين في الدوائر والمصالح في منطقة الجبة ودائرة الطلاب في الشمال. وأقيم بالمناسبة قداس إحتفالي ترأسه الأب عبدو بو ضاهر والخوري فادي شمعون والأب هاني طوق الذي ألقى عظة تحدث فيها عن معنى الشهادة وقال: "هذا اليوم مبارك بإحتفالين، الأول شفاء النازفة والثاني الإحتفال بشهداء أبناء قنات". ودعا الى "عدم الخوف لأن الرب معنا، وهذا هو مصيرنا منذ وجودنا عندما كنا حفنة من الرهبان والمسيحيين الذين تمسكوا بالحرية والشهادة من أجل بقائهم ومن أجل الإيمان، وها نحن اليوم نستذكر أبطال وشهداء حفنة صغيرة قاوموا جيشا جرارا دفاعا عن أرضهم لنبقى متجذرين في أرضنا". وتحدث عن "تاريخ المقاومة المارونية"، معتبرا "اننا شهود للعدالة في هذا الشرق، ونحن أقوياء بالإعتزاز، أقوياء بالدفاع عن المظلومين وعن الحرية في هذا الشرق". وقال: "نستذكر شهداءنا الذين قاوموا بالرغم من قلة الموارد وكانوا كالنساك والرهبان علامة فارقة في مجتمعنا. سنكون دائما حاملين مشعل المقاومة الحقيقية التي تدافع عن الوطن وعن المحرومين وتعمل في كل شيء ولكل الناس، نعمل شهودا ليسوع المسيح". أضاف: "نحن كشعب مميزون بالسياسة، مميزون بالهوية، مميزون كرسالة في هذا الشرق، نخاصم بشرف ونتصالح بمصالحة تامة، نذهب الى الآخر بكل صدق وهذه دعوتنا". وختم طوق: "رحم الله هؤلاء الأبطال الذين غيروا وجه لبنان، وأعان الله الشهداء الأحياء وكل الذين يحملون المشعل كي لا تنكسر هذه الحلقة لنبقى شهودا حقيقيين للمسيح الذي هو حقيقة تاريخية، وهكذا سنظل الى أبد الآبدين".

لقاء

وبعد القداس إنتقل الجميع الى قاعة الكنيسة حيث أقيم لقاء إستهل بالنشيدين الوطني والحزبي. ثم ألقت الطالبة نورين فاضل كلمة أكدت فيها أن "الذكرى بعد 38 عاما تأكيد على إندحار العدوان من أرض قنات المقدسة لتبقى أجراس كنائسنا تقرع قائلة هنا قنات هنا القوات اللبنانية".

كما ألقى منسق قنات في "القوات اللبنانية" منصور جعجع كلمة شدد فيها على أن "شباب قنات كتبوا بالدم والتضحيات حكاية الصمود، وبعد 38 سنة نعود لإحياء ذكرى حفرت تفاصيلها في وجدان كل لبناني حر القول والفعل وكل شباب مؤمن بلبنان، مؤكدين أننا باقون أمناء لكل نقطة دم ذرفها شهداؤنا من أجل الحفاظ على كل حبة تراب من أرض لبنان وخاصة أرض قنات، ولكل من ناضل وقاوم نقول لولا إستشهادكم لم يبق لبنان، قاومتم حتى النهاية وإنتصرتم وأثبتم أن القوة هي قوة الحق والإنتماء". وأكد أن "قنات وفية لتاريخها المناضل من أجل الحرية والسيادة والكرامة وتعرف جلادها وتعرف أكثر من هم مرشحو هذا الجلاد. لذا ستضج صناديق إقتراعنا وفاء لذاتنا، لقواتنا، لقائدنا ولسيدة الوفاء والإنماء ستريدا جعجع ولمرشحنا المهندس جوزيف إسحق. فالقوات اللبنانية ساهرة في السلم كما في الحرب حاملة راية الصمود". وختم: "يا شهداءنا الأبطال ناموا قريري العين وحلقوا بأرواحكم فوق سماءنا فنحن هنا والقوات هنا والحكيم هنا وإرادة الصمود والتجذر باقية فينا ما دام ينبض عرق في جسدنا. وكانت كلمة ل العلم الذي وجه "تحية الى الجرحى والمصابين"، معتبرا أن "قنات هي النار والنور، النار بوجه الأعداء والنور برجالها وشبابها، قنات هي قنات بشير الجميل وسمير جعجع".

وأعلن انه "بصدد جمع كتاب عن المصابين والأسرى والمعاقين ليبقى في سجل التاريخ"، كذلك تحدث عن "متحف سيقام لذخائر الشهداء"، راويا قصة أخيه "الذي إستشهد وحصل بعد إستشهاده على قطعة قماش عليها دمه"، وطالبا "من كل قواتي لديه صورة شهيد أن يضعها بين يديه ليبقى المتحف خالدا لهؤلاء الأبطال على مدى الأجيال والسنين".

وبعد عرض فيلم وثائقي عن "بطولات أبناء قنات"، ألقى رئيس البلدية الدكتور أنطوان سعادة كلمة "بإسم القوات تأكيدا على إلتزامها ومرشحيها بالنصوص الدستورية والقانون الذي يحظر على أي مرشح إلقاء أي كلمة في المراكز التابعة لدور العبادة". وقال: "تحية لقنات، تحية لشهدائها وأهلها وللمقاومة فيها، تحية لأرواح الياس، وحنا، ودانيال، وديب، وريشار، وشينا، تحية لأرواح طوني وفؤاد وطوني وميشال وفارس ونقولا وشليطا وخولا ولينا، تحية لهم ولشهدائنا الذين جبلوا كل حبة تراب في هذا الوطن بدمهم. تحية للقلعة التي علمت الشباب كيف يكون الصمود في وجه كل الذين يفكرون بأننا سنسمح في يوم من الأيام لأي غريب أن يتطاول علينا وعلى إيماننا وقضيتنا. تحية لقنات الإلتزام بالقضية وبالقوات اللبنانية، تحية لهذه البلدة التي شكلت بالنسبة لي أملا كبيرا بمستقبل هذا الوطن، وعلمتني منذ الصغر كيف تكون التضحية وكيف تكون المواجهة، وأن قضية القوات هي قضية وطن لا يموت، وطن لا يصح فيه إلا الصحيح".

أضاف: "نحن حزب الشهداء وكل زاوية من قنات تشهد ملحمة بطولات، من المدرسة الى ساحة الضيعة وغصون أشجارها، ستظل ترفرف فوق أغصانها أرواح شهدائنا. ولا يمكن اليوم إلا أن نستذكر كل الذين سبقونا، وأولهم المثلث الرحمات المطران الكبير فرنسيس البيسري الذي لم يترك يوما الحكيم خلال الأيام الصعبة، وكل كبير وصغير وشاب وصبية تسلموا من أهلهم شعلة القضية، شعلة البطولة التي كانت في الماضي على الجبهات والتي كانت أساسا لإستمرارنا". وتابع: "القوات لن تسمح لأحد بالإساءة للبنان ولأرواح شهدائنا وستبقى ساهرة في زمن السلم كما كانت تسهر في زمن الحرب لتبقى قنات وتبقى منطقة بشري ويبقى لبنان ينعم بالأمان. ولا نستطيع أن ننسى بالمناسبة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الذي كان في صلب المعركة يدافع عن أرض قنات والوطن وهو اليوم يواجه لإستعادة الحق والمساواة والحرية لنعيش بكرامة في هذا الوطن. وأؤكد لكم أن وقوفكم الى جانبي طوال الفترة الماضية كانت الحافز الأكبر للنجاح والوصول الى ما وصلت إليه، ولأكمل بدعمكم المسيرة الإنمائية للمنطقة والتي بدأت مع نائبينا ستريدا والرفيق إيلي". وختم: "لبنان لا يبنى إلا من خلال أحزاب كالقوات اللبنانية التي قدمت ولا تزال مستعدة لتقديم التضحيات والشهداء لنصل الى وطن يطمئن فيه أولادنا على مستقبلهم، وطن يرفعون فيه رأسهم. وإنشاء الله نكمل بأسلوبنا الذي إعتمده نوابنا ووزراؤنا بممارسة الشأن العام. مسؤوليتنا كلنا كبيرة وخصوصا أننا اليوم على أبواب معركة إنتخابية وطريقة تصويتنا فيها مهمة، إما أن نصوت صح لنوصل أناسا يحملون همومنا وقضيتنا، أو نصوت غلط ونرد لا سمح الله الطبقة السياسية التي تاجرت بالبلد وأهله".

وتوجه الجميع الى باحة البلدة حيث تم وضع أكاليل الغار والزهر على النصب التذكاري لشهداء "القوات اللبنانية" في البلدة بإسم جعجع والحزب في قنات ومصلحة الطلاب دائرة الشمال.