المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 20 شباط/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.february20.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الذي يتقي الرب يكرم ابويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الإعتراف باحتلال حزب الله هو معيار صدق أو نفاق اللبناني

الياس بجاني/زمن عاطل واطقم من السياسيين التجار الأقزام

الياس بجاني/زرع جعجع والحريري الزؤاني والإسخريوتي أوصل إلى واقع تصدر صورة الحريري وجريصاتي احتفال 14 آذار

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 145/صمت مطبق أمام وضع يد "حزب الله" على القرار الوطني في السلم والحرب وتشكيل الدولة على قاعدة "نحمي ونبني

لقاء سيدة الجبل طالب الحكومة بتنفيذ الـ 1701 بكل مندرجاته أو الاستقالة وتسليم "حزب الله" مسؤولية حماية لبنان وإدارته

البابا فرنسيس للكهنة الموارنة: اعملوا ليكون لبنان نورا لشعوب المنطقة

إسرائيل: لبنان مسؤول عن أي هجوم ينفذه “حزب الله”

مصادر لـ”السياسة”: لبنان يرصد نشاط “حماس” غير القانوني

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الاثنين 19022018‏

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 19/2/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

السيد حسن نصر الله يعلن أسماء مرشحي حزب الله للإنتخابات النيابية

نديم مستاء ويقترح ترشّح سامي في الأشرفية!

لوائح الثنائي الشيعي إصرار على تجاهل الإنتقادات الشعبية!

شيعة جبيل والبقاع الغربي: لماذا مرشحو النيابة من خارج مناطقهم؟

الإنتخابات والفتاوى: بين الشيخين حسن جوني ومحمد علي الحاج

المحكمة الدولية في مرمى "حزب الله": ستُستخدم مجـــددا لاستهدافنا الحريري جدي في فصلها عن اللعبة السياسية.. فلم يصوب نصرالله عليها؟

الأب شارل مراد مطراناً للدائرة البطريركية السريانية الكاثوليكية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

شرطة إيران: مقتل 3 من عناصر الشرطة في اشتباكات مع متظاهرين في طهران

رضائي للإسرائيليين: سنحول تل أبيب إلى ركام إذا هاجمتمونا

كيري: الملك عبدالله ومبارك طلبا من واشنطن قصف إيران

ميليشيات إيرانية جديدة تحتل دمشق

بريطانيا تدعو إيران لوقف أنشطة تهدد بتصعيد الصراع في اليمن

روسيا تدعو إلى إقامة منظومة أمنية متكاملة بالخليج تشمل ايران وطالبت بدعم خارجي للمبادرة وأكدت أنها لا تهدف الى حل مجلس التعاون

مفاوضات برعاية روسية تسابق هجوماً واسعاً على الغوطة والمدنيون بدأوا الاستعدادات لإطلاق «مقاومة شعبية»

تركيا تحذر النظام السوري من حماية الأكراد في عفرين بعد إعلانه استعداد قواته دخول المدينة

إسرائيل تقصف 18 هدفاً لـ{حماس} وتقتل شابين... ومصر تتدخل وجيش الاحتلال يغير قواعد اللعبة ويستهدف من يقترب من الحدود بعد «فخ العبوة»

الكرملين: لا توجد أدلة على تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية

الطيران المدني الإيراني: لا يمكن تأكيد العثور على حطام الطائرة المنكوبة

«الشاباك» يعلن إحباط محاولة لاغتيال ليبرمان واعتقال خلية لـ{الجهاد}

ترمب يهاجم أوبرا وينفري بسبب برنامجها «60 دقيقة»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

'الحدود النفطية' مع إسرائيل تختبر الدولة والدويلة في لبنان/علي الأمين/العرب

لا رغبة دولية في توريط لبنان بحرب إقليمية/ثريا شاهين/المستقبل

في «الردّ» الروسي/علي نون/المستقبل

ماذا لو وقَعت «بعض التقارير» في يد الدول المانحة/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

وثائق التفاوض الأميركي من هوف الى تيلرسون/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

السعوديّة قد تنسحب من لبنان لاحتراق أوراقها إقليمياً وغياب الرؤية/سيمون أبو فاضل/الديار

الإنتخابات النيابية في المناطق الشيعية..الاسم إنتخاب والمُسمّى مُبايعة/د. أحمد خواجة/ لبنان الجديد

التوازن كشرط أساسي للموازنة وللإنتخابات/الهام فريحة/الأنوار

سقط الحكم في لبنان بالبلطجة والغلاظة ولم تبق لنا سوى ذكرى ريمون اده فإرفعوا اعلامه/بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب

إسرائيل... الفساد وإيران/دانييل غورديس/الشرق الأوسط

صراع القوتين العظميين في سوريا/إيلي ليك/الشرق الأوسط

هذا يحدث للمرة الأولى/غسان شربل/الشرق الأوسط

الأزمة السورية والتدخلات الأجنبية/فايز سارة/الشرق الأوسط

غراندايزر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

طهران من موسكو: التوأمة سورياً ونظام أمني جديد/راغدة درغام/جريدة الجمهورية

روسيا «تهكّر» أميركا/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

على المجتمع الدولي التوحد لإنقاذ المدنيين السوريين/صباح خالد الحمد الصباح ومارغوت والستروم/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى بريدي والخطيب ويتوجه غدا الى العراق وبعده الى أرمينيا في زيارة رسمية

امير الكويت استقبل جنبلاط يرافقه العريضي وشهيب وابو فاعور

بري استقبل الفرزلي ونايلة تويني

مجلس الوزراء درس مشروع الموازنة وشكل لجنة لدرس الملاحظات عون: لمعالجة أزمة القروض السكنية واعتماد حل الطاقة لأزمة الكهرباء

سامي الجميل: نحذر من تمرير صفقة البواخر ونطالب المعترضين بألا يكونوا شهود زور

بري أعلن برنامج لائحة أمل والتنمية والتحرير: خيارنا الأول الاحتكام الى الدستور والطائف ونتمسك بمثلث الشعب والجيش والمقاومة

ريفي من الضنية: أي سلاح خارج إطار الشرعية لن يبقى وقوة حزب الله وهم صنعه ضعفنا

رئيس الجمهورية رعى افتتاح المؤتمر الإقليمي الثامن رفول: على المنطقة العربية أن تحذو النهج اللبناني بتحصين الوحدة الوطنية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

الذي يتقي الرب يكرم ابويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له

سفر يشوع بن سيراخ03/من01حتى16/يا بني اسمعوا اقوال ابيكم واعملوا بها لكي تخلصوا. فان الرب قد اكرم الاب في الاولاد واثبت حكم الام في البنين. من اكرم اباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها. ويستجاب له في صلاة كل يوم. ومن احترم امه فهو كمدخر الكنوز. من اكرم اباه سر باولاده وفي يوم صلاته يستجاب له. من احترم اباه طالت ايامه ومن اطاع اباه اراح امه. الذي يتقي الرب يكرم ابويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له. اكرم اباك بفعالك ومقالك بكل اناة لكي تحل عليك البركة منه وتبقى بركته الى المنتهى فان بركة الاب توطد بيوت البنين ولعنة الام تقلع اسسها. لا تفتخر بهوان ابيك فان هوان ابيك ليس فخرا لك بل فخر الانسان بكرامة ابيه ومذلة الام عار للبنين. يا بني اعن اباك في شيخوخته ولا تحزنه في حياته وان ضعف عقله فاعذر ولا تهنه وانت في وفور قوتك فان الرحمة للوالد لا تنسى وباحتمالك هفوات امك تجزى خيرا وعلى برك يبنى لك بيت وتذكر يوم ضيقك وكالجليد في الصحو تحل خطاياك. من خذل اباه فهو بمنزلة المجدف ومن غاظ امه فهو ملعون من الرب. يا بني اقض اعمالك بالوداعة فيحبك الانسان الصالح ازدد تواضعا ما ازددت عظمة فتنال حظوة لدى الرب لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد. لا تطلب ما يعييك نيله ولا تبحث عما يتجاوز قدرتك لكن ما امرك الله به فيه تامل ولا ترغب في استقصاء اعماله الكثيرة فانه لا حاجة لك ان ترى المغيبات بعينيك وما جاوز اعمالك فلا تكثر الاهتمام به فانك قد اطلعت على اشياء كثيرة تفوق ادراك الانسان وان كثيرين قد اضلهم زعمهم وازل عقولهم وهمهم الفاسد. القلب القاسي عاقبته السوء والذي يحب الخطر يسقط فيه. القلب الساعي في طريقين لا ينجح والفاسد القلب يعثر فيهما. القلب القاسي يثقل بالمشقات والخاطئ يزيد خطيئة على خطيئة. داء المتكبر لا دواء له لان جرثومة الشر قد تاصلت فيه. قلب العاقل يتامل في المثل ومنية الحكيم اذن سامعة. القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في اعمال البر. الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا. من صنع جميلا ذكر في اواخره وصادف سندا في يوم سقوطه.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الإعتراف باحتلال حزب الله هو معيار صدق أو نفاق اللبناني

الياس بجاني/19 شباط/18

كل مسؤول وسياسي ونافذ ومواطن لبناني لا يقر علناً ودون خجل بأن حزب الله يحتل لبنان ويتحكم بحكامه وبمركز قراره ومؤسساته كافة هو يخدع نفسه قبل خداعه  المواطنين اللبنانيين. عملياً فإن الإعتراف بالمرض أهم هو عنصر في علاجه.

 

زمن عاطل واطقم من السياسيين التجار الأقزام

الياس بجاني/18 شباط/18

كم صعب في أيامنا التعتير هذه أن تجد سياسي في لبنان ضميره حي ولا يفكر بعقلية التاجر ومن غير فصيلة الحربائيين والأكرباتيين والمنافقين. وكم صعب أن تجد سياسي يحترم نفسه وثابت على مواقفه ويشهد للحق ولا يغلب مصالحه الخاصة على مصالح الوطن والمواطن. إنه فعلا زمن محّل وأقزام واستسلام.

 

زرع جعجع والحريري الزؤاني والإسخريوتي أوصل إلى واقع تصدر صورة الحريري وجريصاتي احتفال 14 آذار

الياس بجاني/15 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62606

مثال الزارع والقمح والزؤان

(انجيل متى 13/من24حتى54/: قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ قِائِلاً: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ زَرْعًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ.”وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَانًا فِي وَسْطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضًا. فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ:يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟. فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا. فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني».)

من يزرع الريح لا بد وأن يحصد العاصفة، ومن يزرع الزؤان على الأكيد الأكيد لن يحصد قمحاً، لأن العوسج لا يثمر لا تيناً ولا عنباً.

وعملياً وواقعاً وحقيقة فإن من ينسلخ عن الواقع المعاش على الأرض ويغرّب نفسه وفكره وممارساته عن أسس الإيمان وعن كل مقوماته فهو لا يحصد في النهاية غير ما زرعه.

ونعم، وعلى الأكيد الأكيد، فإن صورة أمس في احتفال الذكرى السنوية لإغتيال الرئيس رفيق الحريري التي جمعت بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليم جريصاتي وتصدرت الاحتفال وكافة وسائل الإعلام هي معبرة جداً وتجسد 100% ودون أدنى شك غلال حصاد ما زرعه كل من الدكتور سمير جعجع بالتكامل والتضامن مع الرئيس سعد الحريري وعن سابق تصور وتصميم وعلى خلفيات أجندات شخصية وسلطوية ونفعية..

ماذا كان زرع سعد وسمير الزؤاني؟

زرع سمير وسعد الزؤاني كان فرطهما الجحودي واللالبناني واللاقيمي واللامبدئي لتجمع 14 آذار السيادي والاستقلالي ودخولهما في صفقة تسوية سلطوية ونفعية مع محور الممانعة الإيراني عبر وكلائه في لبنان…سميناه “الصفقة الخطيئة”.

زرع سمير وسعد في صفقتهما الخطيئة زؤان شعارات خادعة وواهمة بقصد التعمية واستغباء الناس واللعب على وضعهم الاقتصادي الصعب، وبالتالي تغيير أولوياتهم الوطنية والإستقلالية والمبدئية.. ففشلا وسقطت كل حساباتهما الدفترية الواهمة الشخصية والسلطوية واللاغية لكل من يعارضهما على حد سواء.

زؤانهما كان ولا يزال هو بذور شعارات خادعة منها الواقعية والاستقرار وربط النزاع والتعايش مع سلاح الاحتلال…والتسويق لمقولة استسلامية هي أن سلاح حزب الله واحتلاله للبنان ودويلاته وحروبه هي كلها دولية وإقليمه ولا قدرة للبنانيين على مواجهتها.

في انحرافهما وشرودهما عن طرق ومسالك ومبادئ وألف باء السيادة والاستقلال والدستور والقرارات الدولية قفزا فوق دماء الشهداء ووضعا كل من رفض السير معهما من السياديين الشرفاء في خطيئة استسلامهما في خانة الأعداء..والأمثلة كثيرة وكلها معيب.

سمير استبعد الدكتور فارس سعيد وسامي الجميل وغيرهما كثر من الشرفاء والمناضلين عن الاحتفال بذكرى الشهداء، وسعد استبعد الدكتور فارس سعيد وكثر غيره من السياديين عن ذكرى الاحتفال السنوي لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن دعي منهم لم يعامل باحترام مما دفع بعضهم لمغادرة مكان الاحتفال.

وهنا لا بد من التذكير بحملة تيار المستقبل التخوينية المستمرة على الدكتور فارس سعيد واللواء اشرف ريفي وعلى غيرهما من الأحرار والشرفاء والشجعان الذين رفضوا السير بالصفقة الخطيئة وعروا ويعرون كل بنودها ومفاعيلها الإستسلامية…وهي حملة تجني وافتراء وحقد لا أكثر ولا أقل.

في هذه الوقت تم توزيع صورة من داخل صالة احتفال يوم أمس تجمع في الصف الأمامي الرئيس سعد الحريري والوزير سليم جريصاتي.

الصورة جداً معبرة وهي تقول لكل من يعنيهم الأمر ما يسعى جاهداً الرئيس سعد الحريري على إخفائه عن بيئته تحديداً، وعن اللبنانيين وعن الدول العربية عموماً، وهو أنه أصبح في السياسة المحلية والإقليمية من ضمن محور الممانعة رغم كل كلامه اللفظي عن عكس ما هو واقع ومعاش.

أما سمير جعجع المتذاكي وشريك سعد في الصفقة فهو وكما دائماً يلتحف بما يتوهم أنه “تشاطر وتذاكي وحربقة”، حيث أنه متمسك بكل بنود الصفقة الخطيئة النفعية والسلطوية ومنها استمرار وزرائه في الحكومة، ولكن ومن مفهوم التشاطر والتذاكي الفاشل والمكشوف هو يلهي يعض الناس بمواقف سيادية لفظية غير قابلة للصرف.

يبقى أنه محزن ومعيب للغاية أن احتفال 14 آذار هذه السنة جاء فارغاً وبلا مضمون سيادي واستقلالي وغريب عن دماء وتضحيات الشهداء ومغرب عن روحية الذكرى.

لمن يعنيهم الأمر من الواهمين والمرتدين والمتذاكين والمتشاطرين، نقول وبصوت عال إن التاريخ سيلعن ربع نفاق شعارات الاستقرار والواقعية وربط النزاع وهرطقة واسخريوتية صفقة الخطيئة.

في الخلاصة المؤكدة وعلى الأكيد الأكيد: لا مهرب من العدالة، ولا مهرب من الحساب يوم الحساب الأخير، وعلى الأكيد الأكيد إن من يتفلت من عدل قضاة الأرض، لن يكن بإمكانه التفلت من عدل قاضي السماء..

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

بيان "تقدير موقف" رقم 145/صمت مطبق أمام وضع يد "حزب الله" على القرار الوطني في السلم والحرب وتشكيل الدولة على قاعدة "نحمي ونبني

19 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62702

في السياسة

صمت مطبق أمام وضع يد "حزب الله" على القرار الوطني في السلم والحرب وتشكيل الدولة على قاعدة "نحمي ونبني"!

صمت مطبق أمام إستباحة العماد عون مؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية التي تحوّلت إلى مؤسسة عائلية، حزبية، وانتخابية بإمتياز!

هذا كله يؤكد أن أسباب إستقالة الرئيس الحريري كانت في محلها ولا تزال موجبة بل أصبحت ملحة وضرورية!

دولة الرئيس،

نناشدك..

قل كلمتك وامش!

 

لقاء سيدة الجبل طالب الحكومة بتنفيذ الـ 1701 بكل مندرجاته أو الاستقالة وتسليم "حزب الله" مسؤولية حماية لبنان وإدارته

الإثنين 19 شباط 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/62702

وطنية - عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي، في مقره في الأشرفية، في حضور: اسعد بشارة، ايلي حاطوم، بهجت سلامه، توفيق الهندي، توفيق كسبار، ربى كبارة، سامي شمعون، سناء الجاك، طوني الخواجه، طوني حبيب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر، ونوفل ضو، وأصدر بيانا توقف فيه "أمام صمت الحكومة تجاه طرح "حزب الله" وضع إمكاناته الصاروخية في تصرف مجلس الدفاع الأعلى على رغم التزام لبنان القرار 1701، الذي ينص على تسليم "حزب الله" سلاحه للدولة ولا ينص على التعاون بين سلاح الجيش اللبناني وسلاح غير شرعي!".

وطالب "اللقاء" الحكومة "إما بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته وإما الاستقالة من مسؤولياتها الوطنية والدولية وتسليم "حزب الله" مسؤولية حماية لبنان وإدارته".

واعتبر "اللقاء" أن "تحويل "قصر بعبدا" إلى مركز حزبي فئوي وإنتخابي لتشكيل لوائح إنتخابية في المناطق أمر يتنافى مع أبسط قواعد الديموقراطية والدستور، ويدعو هيئة الإشراف على الانتخابات إلى اتخاذ التدابير الكفيلة وضع حد لتدخل فخامته في الشأن الانتخابي باللياقة السياسية التي تراها مناسبة".

 

البابا فرنسيس للكهنة الموارنة: اعملوا ليكون لبنان نورا لشعوب المنطقة

وكالات/الاثنين 19 شباط 2018 /التقى قداسة البابا فرنسيس يوم الجمعة 16 شباط، بالكهنة الدارسين في المدرسة المارونيّة في روما، في قاعة الكونسيستوار في القصر الرسولي – الفاتيكان. في بداية اللّقاء، ألقى المطران فرنسوا عيد، رئيس المدرسة، كلمةً ذَكَرَ فيها كم قدّمت هذه المدرسة من رجالاتِ للكنيسةٍ وللوطن، مُنذُ تأسيسها سنة 1584، مُشيرًا إلى دورِ الآباء الجبّار في تكوينِ دولة لُبنان الحديثة، وفي نقلِ الثقافة إلى أبناء بلدِهِم، أكانوا مسيحيّين، مُسلمين، أم دروز. بعدها توجّهَ البابا إلى الكهنة بكلمةٍ حذّرَهُم فيها مِنَ الانجرار خلفَ روحِ العالمِ ومُغرياتِهِ، وقد شجّعَهُم على الصلاة والعمل، من أجلِ عيشِ الرسالة الكهنوتيّة بحريّة، من دون ازدواجيّة، ومن دون ادّعاء. فعلى الكاهن أن يكونَ حاضرًا، مُصغيًا إلى أبنائه، على شفتيهِ كلماتِ الربّ يسوع، يداهُ مُستعدّتانِ لمسحِ الدموع، لا يخافُ أن "يؤكَل". وفي النهاية عبّر البابا عن "رغبتين" وأوصى الكهنة بأن يعملوا بينَ شعبهِم كإخوة للجميع، لكي يكونَ لبنان نورًا لشعوبِ المنطقة، وعلامةَ للسلامِ الآتي مِن الله. وأوصاهُم بإيلاء اهتمامٍ خاصٍ بالشبيبة، مُشيرًا إلى دورِ رعاة الكنيسة بمساعدتهم على فتح قلوبهم على الخير كي يختبروا فرح قبول الربّ في حياتهم. في الختام بارك قداسة البابا الحضور، وقدّمَ لهُ المونسنيور أنطوان جُبران والنحّات الإسباني ماركو أوغوستو دفيناس، باسم المدرسة المارونيّة، تمثال مار مارون مِن خشب الأرز، يحوي ذخيرة مِن عظام القدّيس شفيع الكنيسة المارونيّة.

 

إسرائيل: لبنان مسؤول عن أي هجوم ينفذه “حزب الله”

القدس – الأناضول، رويترز/الاثنين 19 شباط 2018/أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان أمس، أن إسرائيل تنظر إلى لبنان على أن مسؤول عن أي هجوم تنفذه منظمة “حزب الله” اللبنانية على إسرائيل. وقال إردان في مؤتمر الجاليات اليهودية في قارة أميريا الشمالية، المنعقد في القدس الغربية، إن “إسرائيل ترى في لبنان مسؤولاً عن أي اعتداء تتعرض له من حزب الله”، مضيفاً إن “هذا الحزب هو عنصر رئيسي في حكومة بيروت”. وأوضح “نطلب من الولايات المتحدة لعب دور أكبر في منع ايران من تحويل سورية إلى دولة دمية تابعة لها”، مشيراً إلى أن إسرائيل ستعمل “ما هو ضروري لحماية مصالحها”. في سياق متصل، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس، عن قلقه بشأن احتمال وقوع مواجهة مباشرة بين إسرائيل و”حزب الله”، المدعوم من إيران. وقال إن ما صدر من إسرائيل و”حزب الله” من إشارات في الآونة الاخيرة أظهر أنهما لن يسمحا بحدوث ذلك ولكن “أحيانا تكفي شرارة لإشعال هذا النوع من الصراع”.

 

مصادر لـ”السياسة”: لبنان يرصد نشاط “حماس” غير القانوني

بيروت – “السياسة” /الاثنين 19 شباط 2018/ردت مصادر أمنية لبنانية مطلعة على جميع المزاعم التي باتت تروج في الآونة الأخيرة المتعلقة بعدم علم الأجهزة الأمنية أو بعدم قدرتها على التعامل مع النشاط غير القانوني الذي تمارسه حركة “حماس” على الساحة اللبنانية، بما في ذلك نشاطها لإنشاء قوة عسكرية تعمل ضد إسرائيل. وعطفاً على ما نشرته “السياسة” في 19 يناير الماضي، بشأن هذا الموضوع، قالت المصادر لـ”السياسة”، إن نشاط “حماس” في لبنان كان معروفاً ومتابعاً من قبل الأجهزة الأمنية وأن القرار بشأن التعامل معه خاضع لاعتبارات مهنية وميدانية. وأضافت المصادر إن المعلومات التي تمتلكها الأجهزة الامنية بشأن ما يسمى مكتب الاشغال التابع لـ”حماس” يفوق أضعاف ما نشرته “السياسة”، وأن وليم أبوشنب، الذي ذكر اسمه في إطار التقرير الصحافي كان معروفاً من قبل الأجهزة الأمنية منذ نحو عام، وكان موضع تعقب ومتابعة. وأشارت إلى أن هذا التعقب سواء في مدينة صيدا أو في المخيمات الفلسطينية ساهم في كشف هوية ونشاط عدد من اللبنانيين والفلسطينيين الذين يعملون في إطار النشاط السري لـ”حماس” في لبنان، بينهم محمد حمدان، الذي اصيب في الانفجار في صيدا، وكانوا جميعاً يعملون في مجال تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ لصالح الحركة. وأوضحت أن الزيارات المتكررة التي قام بها ماجد خضر إلى لبنان، الذي أشير إليه في التقرير على أنه مدير مكتب الاشغال، وزيارات كوادر أخرى من “حماس” ترتبط بماجد خضر إلى لبنان، ساهمت هي الأخرى في كشف هوية عدد من الكوادر الناشطة في لبنان، بينهم أحمد محمد الحاج وحسن محمد عنتر ومحمد علي حجازي، المعروف في صيدا والذي تم كشف النشاط السري الذي يقوم به لصالح “حماس” في المجال الكيماوي.

 

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الاثنين 19022018‏

النهار

نوّاب كانوا يصرّون على تعديل صلاحيّات المحكمة العسكريّة تراجعوا عن مطلبهم في الفترة الأخيرة ولاذوا ‏بالصمت.

سُجِّل حضور لافت للمعارضين في "التيّار الوطني الحر" في اعلان زياد عبس ترشّحه إلى الانتخابات ومنهم نعيم ‏عون ابن شقيق رئيس الجمهوريّة.

لوحظ أن "التيّار الوطني الحرّ" لم يأخذ بنتائج الانتخابات التمهيديّة التي أجراها في صفوف أعضائه لاختيار ‏المرشّحين في الاستحقاق المقبل.

الأخبار

بطاقات "فرع المعلومات"

أوقف فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، منذ بداية العام الجاري، إصدار بطاقات "تسهيل ‏مرور" للمخبرين والمتعاونين معه، لأسباب عدة، أبرزها الحفاظ على سرية المخبرين والمتعاونين، ومنع استخدام ‏البطاقة لتسهيل مخالفة القانون.

حاصباني يسافر على حساب الدولة؟

اعترضت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عز الدين في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة على قرارَي سفر ‏وزير الصحة غسان حاصباني، لأنه طلب من المجلس تغطية رحلتَي سفر إلى الخارج لا علاقة لهما بعمله في وزارة ‏الصحة. وعندما قال حاصباني إنه سيسافر على حسابه الشخصي، ردّت عليه بأن القرارين يتضمّنان تغطية مالية.

الإمارات تؤخّر المناقلات الدبلوماسية

لم توافق السلطات الإماراتية، حتى الساعة، على اعتماد القنصل العام عساف ضومط في القنصلية العامة في دبي. ‏التأخر في قبول أوراق ضومط، يؤخر التحاق القنصل العام الحالي في دبي السفير سامي نمير بمركزه الجديد على ‏رأس الدبلوماسية اللبنانية في المكسيك، إذ لا يمكنه أن يترك قنصلية دبي قبل وصول ضومط. وينعكس التأخر أيضاً، ‏على الدبلوماسي رودي القزي، الموجود حالياً في السفارة اللبنانية في مكسيكو، والذي من المفترض أن ينتقل إلى ‏مركزه الجديد في القنصلية العامة في ساو باولو، لكنه ينتظر أن يُسلّم مركزه في مكسيكو لسامي نمير.

الحريري يشكر ساترفيلد

في اللقاء الأول الذي جمعهما الأسبوع الماضي، وجّه الرئيس سعد الحريري الشكر لمساعد وزير الخارجية الأميركي ‏ديفيد ساترفيلد، على الدور الذي قام به الأخير لحل الأزمة التي مر بها رئيس الحكومة بعد إجباره على الاستقالة في ‏السعودية في تشرين الثاني الفائت.

البناء

تردّدت معلومات عن أن ألمانيا قد تعرض وساطة بين لبنان والعدو "الإسرائيلي" حول البلوك التاسع النفطي الذي ‏تصرّ "إسرائيل" على اقتطاع جزء منه بينما يرفض لبنان قطعياً هذا الأمر. وعُلم أن الوساطة الألمانية كانت ستبدأ في ‏وقت سابق، لكن واشنطن رفضت تدخل بون قبل زيارة موفدين أميركيين إلى لبنان وتهديده بوجوب الرضوخ للمطلب ‏‏"الإسرائيلي".

الجمهورية

قال نائب مُستبعَد من لائحة قويّة إنه سيعزُف عن الترشُّح بعد سماعه كلاماً من رئيس حزب يمدح بنائبٍ حزبي.

حصل إشكال عائلي كاد يتطوّر إلى إطلاق نار على خلفية أفضلية الترشيح للإنتخابات في إحدى الدوائر البقاعية.

قال قطب سياسي إنه ليس مُطمئناً لما سمّاها التطمينات التي يُغدقها علينا بعض السفراء فيما الأجواء في بلادهم تتحدث ‏عن حصول تطورات خطرة في منطقتنا في الأشهر المقبلة.

اللواء

أعربت السفيرة السويسرية في بيروت عن إعتقادها خلال إجتماع مغلق، عن بقاء النازحين السوريين في لبنان فترة ‏ليست قصيرة، بسبب إستمرار تدهور الأوضاع في سوريا، وإستعداد حكومتها بتقديم المساعدات الممكنة لهم!

لم تفلح المساعي في رأب الصدع بين مرشحين من تيار سياسي واحد في دائرة بيروت الأولى، وهدد بعضهم بإعلان ‏إنفصالهم في حال لم يكونوا على لائحة التيار!

تراوحت ردود الفعل الأولى على خطاب قطب سياسي بين عدم الإرتياح والسلبية في الأوساط المعنية محلياً وعربياً، ‏على خلاف ما كان متوقعاً!

المستقبل

قيل

إن ضغوطا مارسها حزب ممانع في سبيل محاولة تبرئة المطلوب للعدالة رفعت عيد على خلفية ضلوعه في ‏تفجيري مسجدي التقوى والسلام ، لم تفلح في تحقيق هذه الغاية‎ ‎

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 19/2/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ثلاثة تطورات في الخارج، وثلاث محطات في الداخل. وبين هذه وتلك، لقاء لوفد من اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب وليد جنبلاط في دولة الكويت مع أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وفي محطات الداخل اللبناني:

- جلسة لمجلس الوزراء أطلقت البحث في موازنة العام الحالي وإتفاق على سرعة الإقرار.

- إعلان الرئيس نبيه بري أسماء مرشحي حركة أمل والبرنامج الإنتخابي، وبرز فيه الدعوة الى إحياء وزارة المغتربين.

-إعلان السيد حسن نصرالله أسماء مرشحي حزب الله، وبرز فيها حلول بعض المرشحين الجدد والإتفاق على الفصل بين النواب والوزراء.

وفي تطورات الخارج:

- سماع دوي انجفارات في مرجعيون تبين أنها ناجمة عن مناورات عسكرية إسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة.

- إعلان وزير الخارجية الروسي أن الإتفاق الكردي مع النظام السوري على الإنتشار في عفرين لا علاقة لموسكو به.

- توقف المراقبين عند أنباء ترددت في غزة عن التعرض لمندوب قطر ونزع أعلام بلده وهو ما يطرح السؤال عن المآل الذي آلت إليه العلاقة الممتازة لحركة حماس مع الدوحة وما إذا كان هناك تنسيق لحماس مع القاهرة، مع الإشارة الى أن الرئيس الفلسطيني سيلقي غدا كلمة أمام مجلس الأمن.

إذن مجلس الوزراء أطلق قطار موازنة العام الحالي.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

أتم الثنائي الشيعي ترشيحاته الانتخابية التي ستوفر على الناخبين عبء الاقتراع لكون بعضها نزل تعيينا لا يهزه تفضيل لكن العلامة الفارقة في هذا المسار كان مبدأ فصل النيابة عن الوزارة الذي اتبعه حزب الله أما على مستوى فصل النيابة عن النائب المتوارث لمقعده مرة تلو مرة فتلك مسألة لم يكتب لها التجديد.. حيث عادت وجوه كثيرة الى ساحة النجمة مع تطعيم الثنائية بامراة واحدة وإذا كانت قد "نورت" بعودة الشبيبة الى مجلس النواب فإن معركة النور والظلام هي الأشد قسوة في المرحلة الفاصلة عن معارك الصناديق الانتخابية وقد أعاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمرة الثانية في مجلس الوزراء دق أبواب البحر حيث تجري رياح التيار بما تشتهي السفن وفي دعوة الى التحدي على المشكوف دخل فخامته المنازلة ولم يحكتم إلى رأي دائرة المناقصات وقال أمام الوزارء إنه كلما طرح الحل لأزمة الكهرباء ترتفع أصوات متحدثة عن فضيحة.. فليدلنا أصحاب هذه الأصوات أين هي الفضيحة لإزالتها لأن المهم أن نوفر الكهرباء للناس. ربما كان وفر رئيس الجمهورية على نفسه مشقة هذا الطلب عبر اتباع أسهل الطرق في استدعاء رئيس دائرة المناقصات جان العلية وهو يتلو عليك أن دفتر الشروط جاء مفصلا على قياس شركة واحدة.. وأن المناقصة لا تستوفي معايير الشفافية والمنافسة وأن التزام قانون المحاسبة العمومية لم يكن متبعا في دفتر الشروط.. وأن شورى الدولة الذي عينته في التشكيلات الأخيرة وافق على الطعن في التلزيم وإذا تعذر على فخامة الرئيس سؤال العلية لحفظ المقامات الرئاسية فإن الوزراء أقرب وتحديدا القوات منهم حيث يستغرب وزير الصحة غسان حاصباني على ماذا سنصوت في مجلس الوزارء؟ أعلى البواخر أم على ملف الكهرباء؟ وإذا كانت لديكم حساسية مفرطة من كلام وصوت النائب سامي الجميل فعلى الأقل اقرأوه وتفادوا أن تسمعوه ..وتوقوفوا عند أرقامه خدمة للبلد خصوصا أن مستقبل أولادنا "بالدق" كما قال رئيس حزب الكتائب وأن هناك ثمانئمة مليون دولار ضائعة ومنذ سبع سنوات نسدد بدل إيجار باخرتين على الشاطىء بتكلفة عالية جدا ولم نباشرْ عملية بناء المعامل لكننا نتجه اليوم إلى استئجار باخرتين جديدتين دعْكم من سامي الطامح إلى الشعبوبية بحسب تقديركم.. وهاتوا ما صرح به وزير مال هذه الحكومة في دار الطائفة الدرزية إذا سأل لماذا لم تنشأْ معامل الكهرباء طوال السنوات الماضية.. نحن منذ سبع سنوات نستاجر البواخر ونذهب الى مزيد من التمديد فهل بهذه الطريقة نعالج الأزْمة أم نذهب إلى خيارات أخرى في بناء معامل؟ القوات يعرقلون.. دائرة المناقصات العونية المنشأ رأيها لا يطاع.. سامي يلعب على متن انتخابي شعبوبي.. وزير المال هو ابن مؤسسة الخصوم فإلى من سوف تصغون؟ كل هؤلاء أعداء لكم أم هم يسعون لحل دائم وتوفير الأموال المهدورة؟ فالى فخامته في عيده.. عهدك مسرة إصلاح ابدأْها بتغيير من قلب التيار .. العتمة لا تليق بالقصر ولا بالناس.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

اول خطوة عملية وجدية في الموسم الانتخابي اطلقها الرئيس نبيه بري اليوم لتكون باكورة الاعلانات عن المرشحين على مستوى الكتل الكبيرة، ما يعطي دفعا كبيرا للقطار الانتخابي.

16 اسما اعلنها الرئيس بري لخوض الانتخابات في السادس من ايار وهي اسماء المرشحين من حركة امل، وتحت شعار لبنان الامل دعا الى الالتزام باللائحة مع كتلة الوفاء للمقاومة وغيرها من الحلفاء وهي اللائحة التي سيعلن عنها في ما بعد.

ستة عشر اسما بينها اربعة جديدة يترشح اصحابها للمرة الاولى وبينهم وجه نسائي مرموق الدكتورة عناية عز الدين التي اثبتت في فترة قصيرة كفاءة وزارية مشهودة لها. اما البرنامج الانتخابي الذي قدمه الرئيس نبيه بري فكان بمثابة المختصر المفيد، هو لم يخض في التفاصيل الصغيرة ولم يغرق في الوعود الفضفاضة بل جاء البرنامج مكثفا ورصينا وبعناوين غطت شؤونا مفصلية على مستوى لبنان ومحيطه العربي.

على المستوى اللبناني تأكيد على التزام الدستور ووثيقة الوفاق وحفظ السيادة والحدود وانشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية وحفظ المثلث الماسي الجيش والشعب والمقاومة وترسيم الخط الابيض البحري واعادة انشاء وزارة المغتربين ومقاومة الفساد وتحقيق مشاريع تنموية وطنية شاملة واصدار عفو عام لا يشمل الارهابيين والجرائم الموصوفة.

وعلى مستوى المحيط العربي يغطي البرنامج الانتخابي عناوين ومقاربات من فلسطين وسوريا مرورا بالعراق واليمن وصولا الى ليبيا.

بعد اقل من ست ساعات على المؤتمر الصحافي للرئيس بري اطلالة مسائية للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاعلان مرشحي الحزب، هؤلاء عددهم 13 بينهم ستة جدد ومن ال6 هناك خمسة يترشحون للمرة الاولى.

خطوتا حركة امل وحزب الله لا تبدوان من قبيل المصادفة بل ترسمان معا رسالة تعكس متانة التحالف بينهما وثقتهما بمرشحيهما وبقواعدهما الشعبية، واذا كان الاستحقاق الانتخابي هو الطاغي فان ملفات داخلية اخرى حجزت لها مكانا متقدما اليوم من بين هذه الملفات الموازنة العامة ل2018 التي بل مجلس الوزراء يده بها ووضع قطاعها على السكة بنفقاتها المقدرة ب25 الف مليار ليرة واراداتها المقدرة ب17 الف مليار وبعجز مقداره حوالى 8 الف مليار ليرة.

وزير المال يؤكد في هذا المجال انه يجب خفض النفقات الجارية بمعدل عشرين بالمئة كما يجب اقرار خطوات جذرية لتخفيف كلفة الدين العام، اما البشرى التي يزفها الوزير علي حسن خليل للمواطنيين فهي ان الموازنة لا تتضمن اي اجراءات ضريبية جديدة وهناك اصرار على اقرار الموازنة باسرع وقت ممكن يؤكد خليل. فاذا درست خلال 15 يوما يمكن اقرارها قبل نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي.

وفي ما كان مجلس الوزراء غارقا بين ارقام الموازنة غرد النائب وليد جنبلاط قائلا ان عجلة المجلس مثل محرك السيارة يعمل على زيت يحرق الكفاءات وصولا الى تفريغ الادارة من افضل عناصرها، مشيرا الى ان جوزيف نصير اقيل من مهامه في مصلحة المياه. واضاف الزعيم الاشتراكي الحزبية اولا والكفاءة ثانيا على وقع المحاصصة.

من مصلحة المياه التي تحدث عنها جنبلاط الى مؤسسة الكهرباء فالمياومون نفذوا اليوم اعتصاما جديدا تخلله تدافع مع القوى الامنية بالتزامن مع حضور لافت لرئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الذي سيكون له غدا لقاء مع المياومين في مقر الاتحاد. فهل تنجح وساطته؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بين الترشيحات النيابية والأزمات المعيشية، بدأت أيام هذا الأسبوع...

الترشيحات استهلها اليوم كل من حركة أمل وحزب الله مع 29 مرشحا، 16 للأول و13 للثاني، وفيما اكتفى الأمين العام لحزب الله بكلام مقتضب حول الخطاب الانتخابي لحزبه ومرشحيه، تقدم رئيس المجلس النيابي ورئيس حركة أمل ببرنامج موسع من 15 بندا، من أبرز أهدافه التنمية والرقابة والشفافية الكاملة ومشاركة الشباب وتحديث الدولة، وصولا إلى إقامة الحكومة الإلكترونية...

في المقابل، كانت الأزمات المعيشية تتفاعل، المستشفيات الحكومية على اعتصام موظفيها، والمياومون على تصعيد تحركهم، في ظل كلام عن ضرر مالي ناجم عن إضرابهم، قد يهدد مؤسسة كهرباء لبنان، الواقعة أصلا تحت عجز مزمن وهائل، بانهيار مالي كبير لناحية وارداتها من الجبايات...

وبين الترشيحات والأزمات، كانت الكهرباء أيضا حاضرة في مجلس الوزراء اليوم، في أولى جلساته لدرس موازنة العام 2018 ...

ثمانية آلاف مليار ليرة لبنانية قيمة العجز المقدر لهذه السنة، أكثر من ربعها للكهرباء.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بالعناوين الوطنية اطلق حزب الله وحركة امل الحملة الانتخابية..

من الجنوب العائم على معادلات العز بوجه العدو الصهيوني ببحره العميق وبره العنيد، الى البقاع المكلل بالتحرير الثاني بعد ان راكم رصيدا وطنيا من التضحيات في التحرير الاول.. ومن بيروت العروبة الى ضاحيتها الابية، والجبل الجبيلي فزحلة والبقاع الغربي ..

اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بكوادر حزب الله المرشحن للانتخابات النيابية، ثلاثة عشر مرشحا اختيروا لكفاءتهم قال السيد نصر الله، آملا أن ينالوا ثقة الناس واعتمادهم..

وبعد وضعه للمعايير التي تم على اساسها الاختيار، واعلان قرار حزب الله فصل النيابة عن الوزارة، ترك السيد الاعلان عن دعم الاصدقاء حتى تشكيل اللوائح، وأجل الحديث عن البرنامج الانتخابي لاطلالات لاحقة..

وعلى النية الانتخابية كان تحذير الامين العام لحزب الله من الجيوش الالكترونية الاسرائيلية والخليجية المنفق عليها ملايين الدولارات لتشويه صورة حزب الله والنيل من سمعة قادته وكوادره.

درسنا ملفاتنا واشخاصنا جيدا قال السيد نصر الله، ومرشحونا هم ثقتنا وموقع اعتمادنا، ونجدهم موثوقين لتحمل المسؤولية.

بماسية المعادلات من جيش وشعب ومقاومة كان عود الرئيس نبيه بري على بدء المسيرة، تنمية وتحرير والتزام بوثيقة الوفاق الوطني والدستور، والتمسك بالخيارات الوطنية وابعادها القومية.. بين القدس ودمشق طاف الرئيس بري متمسكا بالحق العروبي بوجه العدو الصهيوني وربيبه التكفيري، وما بينهما اطلالة على ملفات المنطقة، قبل العودة الى المنصة اللبنانية بـ”لبنان الامل”، اللائحة المؤلفة من ستة عشر مرشحا للانتخابات النيابية، داعيا الى الالتزام باللوائح التي تجمعنا مع الاخوة في حزب الله وباقي الحلفاء كما قال.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بعد الحزب التقدمي الاشتراكي، أعلن حزب الله وحركة أمل أسماء المرشحين الحزبيين على لوائحهما، لتبدأ عجلة الإنتخابات في الدوران بشكل فعلي.

وإذ كشف الرئيس نبيه بري عن ترشيحه امرأة للمرة الأولى هي الوزيرة عناية عز الدين، لا جديد في لوائح حزب الله سوى قرار فصل النيابة عن الوزارة وتغيير بعض الأسماء.

في الوقت نفسه، بدأت بالدوران عجلة إقرار موازنة العام 2018، في سباق مع الوقت، بين إنجاز مالي، هو الموازنة، وإنجاز ديمقراطي هو الانتخابات، في حكومة الرئيس سعد الحريري.

كذلك، طلب رئيس الجمهورية التوصل إلى حل جذري لعجز الكهرباء، باعتماد حل وزارة الطاقة، داعيا من يتحدثون عن فضيحة إلى التدليل على مكامنها لإزالتها.

الحريري الذي وعد بإنجاز الإصلاحات المطلوبة وعدم زيادة الدين وخفض الإنفاق 20% في الموازنة الجديدة، أعلن عن تكليفه الهيئة العليا للإغاثة الكشف على أضرار العاصفة تمهيدا للتعويض على المتضررين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

بعد أسبوعين على بدء مهلة الترشيحات للانتخابات النيابية، كرت اليوم السبحة. أهمها ترشيحات حزب الله بلسان الأمين العام، وحركة أمل بلسان رئيس الحركة، بينما كانت الداخلية تشهد ترشيحات بارزة، أهمها لمرشحين من التيار الوطني الحر وحلفاء له...

على مستوى حزب الله، طرح الامين العام السيد حسن نصرالله معادلة فصل النيابة عن الوزارة للسنوات الاربع المقبلة، اي لولاية كاملة، ثم يجري تقويم التجربة بعد انتهاء السنوات الاربع. وعليه فإن الوزير محمد فنيش لن يكون مرشحا لأنه سيعود وزيرا...

الجديد الثاني أن الحزب قدم ستة مرشحين جدد، ومنهم المرشح عن المقعد الشيعي في جبيل الذي اثار اعتراضا لدى فاعليات شيعية في المنطقة... في ترشيحات أمل، لفت دخول أربعة جدد، بينهم إمرأة هي الوزيرة عناية عز الدين، فيما أبقى الرئيس بري الآخرين على قاعدة "القديم على قدمه"...

في البرنامج الإنتخابي لحركة أمل "إعادة إنشاء وزارة المغتربين"، ما يعني أن الرئيس بري مصمم على سحب ملف المغتربين من وزارة الخارجية، واستطرادا من يدي خصمه اللدود الوزير جبران باسيل، وجاء ربط النزاع مبكرا تمهيدا لإحيائه عند تأليف حكومة ما بعد الإنتخابات ... أما ترشيحات الداخلية فبرزت منها اليوم أسماء من التيار الوطني الحر، ملتزمين وحلفاء، ما يتيح منذ اليوم، وبعد هذه الترشيحات، وضع إطار "الرسم التشبيهي" لأكثر من لائحة...

وفيما بدأت الانتخابات تشهد حماوة لافتة، كانت الموازنة العامة والكهرباء تشهدان كلاما كبيرا على طاولة مجلس الوزراء... فمن حسنات باريس أربعة أو "سيدر واحد" أنه شكل حافزا للحكومة للإسراع في إقرار مشروع قانون الموازنة وأحالته على مجلس النواب، بعد فتح دورة استثنائية، للذهاب إلى هذا المؤتمر، وفي جعبتها قانون الموازنة لهذه السنة، وهناك محاولات حثيثة لخفض نسبة العجز... في هذا الإطار أخرجت نفقة الكهرباء من الموازنة لتعطى سلفة خزينة باعتبارها مؤسسة عامة.. نفقة الكهرباء هي الفا ومئة مليار ليرة، وتسجل عجزا في خزينة الدولة لا في الموازنة التي يبلغ عجزها 7500 مليار.

أما الكلام الثاني المرتفع السقف، فهو الذي أطلقه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ملف الكهرباء، وفيه أن "المستهلك يدفع فاتورة لمؤسسة الكهرباء وأخرى لأصحاب المولدات، فإذا ارتفع انتاج الكهرباء فستتراجع فاتورة المولد".

في قضية الصفعة التي تلقاها أحد المياومين على يد العميد خفشة، قالت مصادر الداخلية للـLBCI إنه فتح تحقيق في الحادث منذ الامس، وستتخذ الإجراءات المسلكية المناسبة في حق العميد خفشة، حرصا من الوزارة المؤتمنة على حرية المواطنين وكرامتهم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

يتقدم الثنائي الشيعي سائر التشكيلات السياسية في شتى الميادين فباعلان الرئيس نبيه بري والسيد نصر الله اسماء مرشحي امل وحزب الله يثبت الحزب والحركة انهما يتحرران من كل الاعمال التي تثقل باقي الاحزاب.

هذا ليس بالضرورة دليل صحة بالمطلق لكن بالتاكيد دليل تكيف مع التعرجات اللبنانية، فالثنائي المرتاح لم يرفع سقوفه ولم يكبر الامال ويغدق الوعود لعلمه انه يخوض الانتخابات على حافة التسوية، وجل ما قام به هو تغيير بعض الاسماء على سبيل التلوين اما العنوان الانتخابي فاقتسمه الثنائي على قاعدة بسيطة امل لتكبير حصة الاسد الشيعية في الدولة اي ما اعطاه الطائف للطائفة وحبة مسك بينما اخذ الحزب على عاتقه تكبير حصتي الاسد وخامنئي في الاقليم وتوظيف عائلاتهما في تعزيز السلطة على الداخل.

الاحزاب والتشكيلات السياسية الاخرى خلايا نحل لا تهدأ والكل يعترف بان المهمة غير سهلة فالصعوبات تتدرج من كيفية ارضاء كل حزب لناسه الراغبين في الترشح وصولا الى كيفية عقد تحالفات كما يصح في الاشرفية على سبيل المثال لا يصح في المتن او في الشوف ،وهكذا دواليك الى اخر سبحة الدوائر.

في الاطار يزور الوزير باسيل بيت الوسط بعيدا عن عدسات الاعلام لاستعراض ما آلت اليه التحالفات مع المستقبل ،كما زار النائب ميشال المر الطاشناق للغاية نفسها .

توازيا ،فارقت الدولة الفسحة الزمنية الفاصلة عن الانتخابات فانعقد مجلس الوزراء بحثا عن كيفية انتاج موازنة 2018 خالية الدسم والترهل في وقت انشغلت المقرات الرئاسة برصد الرد الذي سيحمله ستيرفيلد من اسرائيل على الاقتراح اللبناني بشأن ترسيم الحدود البحرية البيضاء وحصة لبنان الخالصة في البلوك رقم 9.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

السيد حسن نصر الله يعلن أسماء مرشحي حزب الله للإنتخابات النيابية

وطنية/19 فبراير، 2018/أعلن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أسماء مرشحي الحزب للإنتخابات النيابية المقبلة، وهم:

دائرة بعلبك - الهرمل: حسين الحاج حسن، علي المقداد، ابراهيم علي الموسوي وإيهاب حمادة

دائرة زحلة: انور حسين جمعة

دائرة بعبدا: علي عمار

دائرة جبيل كسروان: حسين محمد زعيتر

دائرة بيروت الثانية: امين شرّي

دائرة الجنوب الثانية: نواف الموسوي وحسن سعيد جشّي

دائرة الجنوب الثالثة: محمد رعد، حسن فضل الله وعلي فياض

السيد نصرالله، وفي إطلالة متلفزة، قال: اجرينا تقييما لتجربتنا السابقة في النيابة والوزارة في الفترة الماضية وتبين لدينا اننا اثقلنا على اخواننا النواب الوزراء وفضلنا وتوجهنا لندخل تجربة توسيع المسؤولية وسنفصل بين الوزارة والنيابة، واضاف: احد وزرائنا في الحكومة المقبلة سيكون الأخ محمد فنيش ولن يكون مرشحاً للنيابة. النائب حسين الموسوي طلب عدم الترشح لهذه الدورة النيابية حيث فضل العودة للعمل الحزبي، والنائب بلال فرحات لن يكون مرشحاً للإنتخابات.

وتابع السيد نصرالله: من اجل اعطاء فرص جديدة لكوادر جدد ومسؤولين جدد في حزب الله فضلنا الذهاب نحو خيارات جديدة ووجوه جديدة. مدارنا في الترشيحات هو بحسب الأشخاص وليس بحسب المناطق والمدن والبلدات والمرشحون يمثلون حزب الله الذي بدوره يمثل جمهوره.

واوضح السيد نصرالله أنّه منذ سنوات تنفق مئات ملايين الدولارات لتشويه سمعة حزب الله وصورته ويتجهون نحو ترويج اشاعات حول قيادات وكوادر حزب الله، وبالتالي سوف نشهد هجمة الكترونية معينة على اسماء مرشحي حزب الله وذلك يأتي في إطار حملة تشويه صورة حزب الله المستمرة والمدفوعة، وقال: لا نقدم اناس معصومين لكننا درسنا جميع مرشحينا وهم يمثلون حزب الله، وندعو الناس للتبين من الإشاعات ونحن لا نقدم اناساً معصومين لكننا درسنا جميع مرشحينا وهم يمثلون حزب الله.

 

نديم مستاء ويقترح ترشّح سامي في الأشرفية!

"ليبانون ديبايت"/19 فبراير، 2018/كشفت معلومات أن النائب نديم الجميّل، فاتح ابن عمه النائب سامي بأنه سيخوض الإنتخابات النيابية المقبلة جنباً إلى جنب مع "القوات اللبنانية"، الأمر الذي لم يعجب سامي، الذي أكد لنديم أن حزب الكتائب مرتاح جداً للنتائج التي سيحقّقها في الأشرفية، فأجابه نديم:"إذاً ترشّح أنت في الأشرفية طالما أنك في غاية الإطمئنان على النتائج فيها، ولأترشّح أنا في المتن".

 

لوائح الثنائي الشيعي إصرار على تجاهل الإنتقادات الشعبية!

جهاد عبد الله/لبنان الجديد/19 شباط 2018

تغيب البرامج الإنتخابية الحزبية التي يجب أن تراعي حاجات المواطن وتطلعاته فتأتي شعارات التحرير والمقاومة كوسيلة لتخدير الجماهير وتعبئة المواطنين

 مؤتمران صحفيان سنتابعهما اليوم الأول لرئيس مجلس النواب نبيه بري والثاني للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يهدف المؤتمران إلى إذاعة أسماء المرشحين لكل من حركة أمل وحزب الله وحلفائهما في لبنان خلال الإنتخابات النيابية في أيار القادم.

سُرّبت الأسماء يوم أمس وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي وفي وسائل إعلامية عدة لنلاحظ أن لا تغييرات جديدة وجدية لتركيبة اللوائح النيابية التي يعتمدها الطرفان، والتغيير محصور في مقاعد قليلة فقط، في إشارة ربما إلى عدم توفر البدائل التي يمكنها الولاء السياسي والحزبي التام، وربما أيضا على قاعدة أن الجديد لن يكون أكثر ولاءً من الموجود في زمن الإنصياع التام لرغبة الزعامة ومصالحها السياسية والحزبية دون الأخذ بعين الإعتبار حملة الإنتقادات الشعبية الواسعة بقاعًا وجنوبًا وشمالًا، تلك الحملة التي تطال بالتحديد نواب حركة أمل وحزب الله في تخليهم عن أهلهم وناسهم وفي تخليهم عن حاجات المواطن البقاعي أو الجنوبي أو البيروتي واعتبار مصلحة الحركة أو الحزب فوق كل اعتبار.

ويبدو من خلال إختيار المرشحين وتشكيل اللوائح أن لا نية جدية للتغيير عند الثنائي الشيعي وأن القديم سيبقى على حاله في إهمال مقصود للإنتقادات المشار إليها أعلاه من مؤيدي الطرفين فلا تغيير ولا إنماء ولا من يحزنون والهدف الوحيد سياسي بامتياز، وكل الإختيار إنما المقصود منه المصلحة الحزبية فقط.

وفي الوقت الذي نشهد انتقادات شعبية واسعة للمرحلة النيابية السابقة وخصوصا لكتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة فإن الأذان لا تزال صمّاء وكأن هذا الشعب ما هو إلا وسيلة لصعود هذا النائب أو ذاك، وما هو إلا وسيلة للصراخ بالدم بالروح نفديك يا زعيم، وما هو إلا سلعة في البازار السياسي والإنتخابي في بلد لا قيمة فيه للإنسان والمواطن إلا حسب ولائه لهذا الحزب أو ذلك ولهذا الزعيم أو ذاك وبالطبع لا يحصل هذا المواطن إلا على فتات موائدهم ومحاصصاتهم.

وفيما تغيب البرامج الإنتخابية الحزبية التي يجب أن تراعي حاجات المواطن وتطلعاته فتأتي شعارات التحرير والمقاومة كوسيلة لتخدير الجماهير وتعبئة المواطنين باتجاه الخطر المحدق الذي يشكله العدو الإسرائيلي كوسيلة خبيثة وكأسلوب مقصود لتعمية عيون المواطنين في البقاع والجنوب عن الإخفاقات الكبيرة للنواب في المرحلة السابقة فلا تقديمات ولا مشاريع ولا إنماء بل ازدادت الأزمات أضعافا وبات أي مواطن لبناني مهددا بحياته ومعيشته وأمنه وإقتصاده وصحته. وتحت تلك الشعارات المزيفة وعلى قاعدة "التكليف الشرعي" أو "الأمر التنظيمي" وتحت شعارات "خط المقاومة" و "دماء الشهداء" و "حفظنا الوصية" تنساق مجموعات حزبية كبيرة للتصويت دون أدنى مسؤولية وطنية، وتحت هذه الشعارات أيضا يأتي بعض رجال الدين وهم بالحقيقة رجال الحاكم أو السلطان يأتي هؤلاء لإصدار الفتاوى بحجج لا تمتّ إلى الدين بصلة وهم بذلك يبعون دينهم من أجل دنياهم.

إن أي حركة نهضوية حقيقية وجريئة تبدأ من الشعب ومن المواطن والمواطن في أي بلد هو الذي يحاسب وهو الذي يقرر وهو الذي يحدد خياراته بما ينسجم مع تطلعاته بالمحاسبة والإنماء والتغيير والإقتصاد وغير ذلك، إلا في لبنان حيث تتحكم مجموعة عناصر وشعارات بمصير شرائح كبيرة فيتم إسقاط المرشحين كخيار مُلزم لا يمكن الإعتراض عليه  وبذلك تبقى الأزمات على حالها ويبقى المواطن أسير هذه الشعارات وهي اليوم لم تعد تقدم ولا تؤخر. وفي ظل هذا الوضع القاتم، قلة قليلة استطاعت أن تقول كلمتها بجرأة وحيادية واستقلالية من خلال مشروع قائم على أن الخيارات الوطنية هي الأولوية وعلى أن الشعارات الحقيقية هي الإنماء ورفع الحرمان ورفع الظلم وتحرير الإنسان من أي تبعية  ليكون إنسانًا حرًا قادرًا على حسن الإختيار والمحاسبة لاحقًا. وهنا يكمن التغيير الحقيقي، التغيير نحو الأفضل من خلال رفع الصوت عاليًا باتجاه التغيير الذي يعتبر مطلبًا محقًا في سبيل تحرير المواطن ولقمة عيشه وفي سبيل العيش الكريم وفي سبيل رفع الظلم والحرمان، وهنا تكمن مسؤولية المواطن المسؤول الذي يتطلع إلى المحاسبة والتغيير.

 

شيعة جبيل والبقاع الغربي: لماذا مرشحو النيابة من خارج مناطقهم؟

سلوى فاضل/جنوبية/ 19 فبراير، 2018

الاحزاب تسيّر المؤيدين بعصا سحرية، وقد بلغ الأمر بالثنائية الشيعية ترشيح نوابها من خارج الدوائر والمناطق في الانتخابات المقبلة. فاز كل من النائب الياس عطالله، ابن الشوف، في انتخابات عام 2005 عن المقعد الماروني في دائرة طرابلس، والنائب عقاب صقر، ابن الهرمل، عن مقعد  زحلة عام 2009. هذين الإسمين ليسا الأوائل ممن ترشحا على مقاعد ليست في مسقط رأسهم، ولا ضمن مناطقهم. فاليوم اعلن الرئيس نبيه بري ترشيح محمد نصرالله على دائرة البقاع الغربي، رغم انه من بلدة السكسكية، في قضاء الزهراني، التي رشح عنها بري نفسه، وهو ابن بلدة تبنين قضاء بنت جبيل.

فاضافة الى ترشيحات بري اليوم، تم تسريب معلومات، شبه مؤكدة، عن نيّة السيد حسن نصرالله ترشيح الشيخ حسين زعيتر، ابن بلدة القصر الهرملية، على دائرة جبيل. وقد استبق شيعة جبيل هذا الترشيح باعلان رفضهم هذا القرار، كون المنطقة زاخرة بالكفاءات من كل الانواع.

وتعليقا على هذا القرار، قال المحلل السياسي لـ”جنوبية” قاسم قصير،“يمكن ان يتغير هذا القرار، فقد تم تسريب هذا الخبر، علما ان القرار غير رسمي. ولا معلومات لدي، وهذه قيادة حزبية، وفي لبنان ليس هناك شرط لأن يترشح المرء في هذه الدائرة او تلك. علما ان حسين زعيتر يعرف منطقة جبيل جيدا، وهو مسؤول منطقة جبل لبنان في حزب الله”. وبرأي قصير ان “الرفض نابع من تعصبّ عائلي، لكن الاحزاب ترّشح دوما نوابها بناء على سياستها. لذا ارى انه من الافضل انتظار الترشيح الرسمي”.

وردا على سؤال يؤكد قصير ان “الاحزاب تفتش عمن ينفّذ لها سياستها ومن يدعمها. ويستبعد ان يتحرك اهالي البقاع الغربي ضد قرار ترشيح رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل محمد نصرالله، الجنوبي المنبت، مع العلم ان ثمة معلومات مؤكدة عن ترشيح حزب الله للواء جميل السيد عن البقاع، علما انه من زحلة. وايضا ال زعيتر هم من اصول جبيليّة، ومن الضروري معرفة الاسباب التي أدت الى اختيار زعيتر لهذا المقعد”. من جهة أخرى، أكدت مصادر جبيلية لموقع “جنوبية”، ان “القصة معقدة جدا والمسألة الاساسية ان البلدية السابقة كانت تضم محامي بالاستئناف، ومهندس، واعلامي، وعدد من الكفاءات، لكن تم اسقاطهم بالتعاون مع المهندس حسن المقداد، الذي كان اسمه مطروحا للنيابة مع العلم انه هو ايضا من خارج منطقة جبيل”. وتشير، هذه المصادر الجبيلية، الى انه “هناك كفاءات عالية كالدكتورالجرّاح محمد حسن عواد، وهو ابن حزب الله وقريب الدكتور محمود عواد،  فلما لا يرشحوه؟ وهناك اسماء كبيرة جدا. فكل البلديات الشيعية في جبيل، التي سيطر عليها حزب الله هم من الاميّين الا بلدية علمات التي تمردت عليهم. وهناك معادلة ان الثنائية الشيعية اضافة الى النائب السابق محمود عواد يضغطون على الناس. وكان النائب عباس هاشم ينفذ تعليمات الثنائية”. “مع الاشارة، يضيف المصدر الجبيلي، ان تغريدات فارس سعيّد محقة، اذ ورطتنا الثنائية في قضية الممتلكات، وعباس هاشم لم يحرك ساكنّا”. ويختم المصدرالجبيلي، بالقول “كأن هذه المنطقة ليس لها ناسها، مع العلم ان جبيل تضم  كفاءات عالية من آل حيدر، وآل زعيتر والمقداد وآل أحمد، وآل عواد، وآل عمرو، وكل هذه العائلات. فالثنائية لم تقدم  أي ملف انمائي للمنطقة، فهم زفتوا الطريق العام وتركوا الطرقات الداخلية على سبيل المثال”. فما سرّ قرارات الثنائية الشيعية، التي لا تأخذ وجود ومصالح اهالي المنطقة بعين الاعتبار؟

 

الإنتخابات والفتاوى: بين الشيخين حسن جوني ومحمد علي الحاج

سلوى فاضل/جنوبية/19 فبراير، 2018

ثمة تناقض في الفتوى بين شيخين، الاول يفتي بوجوب الإقتراع للائحة التحالف الشيعي"أمل وحزب الله"، والثانية تقول بوجوب الاقتراع بحرية لمواجهة الفساد الناتج عن هذا التحالف.

اعتبر الشيخ الدكتور في الجامعة اللبنانية، حسن جوني، ان التصويت ضد لائحة التحالف بين حزب الله وحركة أمل في الإنتخابات النيابية المقبلة حرام. حسبما نقل موقع “إرزيّ”. من جهة ثانية، أكد الشيخ محمد علي الحاج، في نص مكتوب انه “ليكن صوت الناخب في 6 آيار صرخة عالية في وجه البطالة، والحرمان، والتبعّية”. وردا على سؤال لـ”جنوبية”، حول حق رجال الدين في التدّخل في المسائل السياسية المتعلقة بالانتخابات، وألا يعتبر ذلك خلطا بين حرية الاختيار والمُقدس؟ أكد الشيخ محمد علي الحاج  قائلا “نُقل عنه أنه قال بحرمة أن تخرق لائحة الفريق الشيعي المتحالف، وهذا مستهجن لعدّة أسباب، أولها أن طبيعة النظام النسبيّ- الذي استولدته القوى الحاكمة بما فيهم حزب الله وأمل- يؤدي لتوزيع المقاعد النيابية بحسب التمثيل. وثانيها، أن التنوّع والتعدد شيء محبّذ، بخلاف الإحتكار والهيمنة ومصادرة الرأي والقرار. ثالثها، أن هذه الطبقة الحاكمة، بما فيها الثنائي الشيعي، بل على رأسها الثنائي الشيعي؛ قد أدخلت لبنان في متاهات، وكان أداؤها السياسي سيء للغاية، وهذا ما لا يحتاج الى برهان، حيث الفساد يعمّ مؤسسات الدولة، مضافاً الى الواقع الإقتصادي المتردي، ناهيك عن أزمة التلوث البيئي وملف النفايات، وعدم توفير الخدمات المطلوبة، وفي مقدمها الكهرباء، وهكذا الكثير من الخلل الذي هو نتيجة أداء هذه الطبقة”. ويتابع، الشيخ محمد علي الحاج، “وعليه، وإذا كان يفترض بنا أن نبدي موقفاً شرعياً بخصوص الإنتخابات؛ فإنني نشرتُ ذلك سابقاً بوجوب الإقتراع وجوباً عينيّاً، وأضيف هنا بحرمة انتخاب أيّ من الذين خبرناهم من هذه الطبقة الحالية، حيث إن انتخابهم ليس مجرد تأييد لسياستهم الفاسدة فحسب، بل إنه دعم ومساندة لكل موبقات هذه الطبقة المهترئة. ثم إن ما قلته أنا بوجوب الإنتخاب العيني، هو نفسه ما كانت تقوله “المنظمات الدينية السياسية الشيعية” خلال ربع قرن من الزمن. فالانتخاب مسؤولية شرعية، لكن اعتماد النظام النسبي ضاعف من هذه المسؤولية، حيث لكل صوت تأثيره. وأمّا لجهة الفرق، فإنني أتحدث بالقواعد الشرعية العامة، وجلّ ما أركز عليه هو اعتماد معايير الأخلاق والقيم والشرع في الاقتراع، ولا أدعم جهة محددة، بخلاف الأخ الشيخ الذي يصب كلامه لصالح جهة معيّنة”.

وحول تدّخل رجال الدين في المسائل السياسية المتعلقة بالانتخابات. يقول الشيخ الحاج “يحق للعالم الديني أن يُبدي الموقف الشرعي في هكذا أمور، لكن ينبغي عليه أن يكون موضوعيّاً وحياديّاً، دون أن يقزم أمور الشريعة حتى تصبح في خدمة قوى سياسية! وذلك يكون في المورد الذي يبيّن العالم الديني الضوابط العامة، والأسس التي يفترض توفرها دون الخوض في التفاصيل، ودون الدخول في الأسماء.فالشرع الحنيف واضح بحرمة الإقتراع للأشخاص الذين لا يُؤمن جانبهم، والذين لا يتحلّون بالمواصفات المطلوبة. وعليه فدور المرشد الديني يكون بالإضاءة على هذه المواصفات فقط. وطبعاً رأي العالم الديني ليس مقدساً، بل على كل مكلّف أن يعمل عقله وضميره، ويكون اقتراعه بموجب قناعاته”. من جهة ثانية، وفي تعليق للمحاميّة المرشحة للانتخابات النيابية، نعمت بدر الدين، قالت “نقول للشيخ حسن الجوني، ان القوى والشخصيات الشريفة ليست بالضرورة أن تكون على لوائح حزب الله وأمل.وهذا التحريم بإسم الله هو توظيف لله في خدمة بعض العباد، وهو ساقط شرعا لعدم توفر شروطه. علما انه، وفي الاصل،لا يجوز لك استغلال ايمان البسطاء والفقراء لصالح الناهبين او الفاسدين. عيب ان تغطي على ملوثي الليطاني وناهبي الاملاك البحرية والمشاعات. عيب ان تغطي على من يطمرنا بالزبالة ويقتلنا بالادوية المسرطنة. ايها الشيخ ان ربك من تمر تأكله غبّ الطلب، اما ربنا فهو رب الفقراء والطيبين الذين يتضرعون إليه كي ينصرهم على امثال من تحميهم”. ختاما، ما هو الداعيّ لسوق اللبنانيين بعصا التكليف الشرعي في كل مرحلة سياسية، قد تغيّر وجه لبنان، ومما الخوف حتى يلجأ السياسيون الى اعتماد المقدس لتبرير المُدنس بحسب رأيهم؟

 

المحكمة الدولية في مرمى "حزب الله": ستُستخدم مجـــددا لاستهدافنا الحريري جدي في فصلها عن اللعبة السياسية.. فلم يصوب نصرالله عليها؟

المركزية/19 شباط/18/ منذ دخول الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب الى البيت الابيض، عادت ايران وأذرعها العسكرية المنتشرة في المنطقة، الى دائرة الاستهداف الدولي، بعد ان تمكنت الولايات المتحدة من خلق جبهة عربية – خليجية – أوروبية يشكّل تقليمُ أظافر "الجمهورية الاسلامية" أبرزَ أولوياتها. ولمّا كان حزب الله أكبر أدوات طهران على الساحة الاقليمية، وضعته واشنطن تحت مجهرها وباشرت مسار تضييق الطوق حول عنقه بالوسائل كافة، ولا سيما عبر تجفيف منابع تمويله لخنقه ماليا. وعليه، يستعد الكونغرس الاميركي لفرض رزمة عقوبات اقتصادية جديدة على الحزب وقياداته، أشد وطأة وقساوة من سلة العقوبات الاولى. كما ان القضاء الاميركي شكّل وحدة خاصة للتحقيق في شبكات تجارة مخدرات تعتبر واشنطن انها من أهم مصادر تمويل الحزب. في الموازاة، يراقب الاميركيون من كثب اي نشاطات مشبوهة يمكن ان تساعد الحزب على التطور، لمكافحتها. وفي هذه الخانة، يمكن إدراج اتهام السلطات الأميركية، منذ ايام كلا من أسامة درويش حماد، وعصام درويش حماد، حضوريا، وسمير أحمد بيرو، غيابيا بتوريدهم أجزاء خاصة بطائرات بلا طيار لـ"حزب الله"، وقد أعلنت وزارة العدل الأميركية في بيان أن "المشبوهين أسامة وعصام حماد احتجزا في جنوب إفريقيا في حين لا يزال بيرو هاربا"، موضحة أن "الثلاثة تآمروا وحاولوا تصدير قطع لحزب الله في لبنان خلال الفترة الممتدة بين 2009 و2013". واذا كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله توقّع في خطابه الاخير في ذكرى القادة الشهداء الجمعة الماضي، أن تزداد موجة استهداف الحزب قوة في الايام والاشهر المقبلة، لإضعافه عشية الانتخابات النيابية، ومنعه من تحقيق فوز في الاستحقاق، على حد تعبيره، فإن "إقحامه" المحكمة الدولية في سلّة الادوات التي ستستخدم للتصويب على الحزب، أثار جملة تساؤلات لدى مصادر سياسية مراقبة. وهو قال حرفيا "يجب أن نتوقع من هنا للانتخابات، عقوبات مالية ولوائح إرهاب وأسماء على لوائح الإرهاب، ومجدداً محكمة دولية، المحكمة الدولية السياسية المسيسة الخاضعة للاعتبارات السياسية توقعوا من هنا للانتخابات أيضاً، أن تدخل في المعركة الانتخابية لأنها محكمة سياسية، للأسف الشديد مجدداً توظيف دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري في المعارك السياسية".

وفي وقت تذكّر بأن الرئيس سعد الحريري ومن امام مبنى المحكمة الدولية في لاهاي وفي لحظة صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال والده، كان يعلن ربطَ نزاع مع حزب الله وفصلَه مسار العدالة والتحقيقات عن اليوميات السياسية اللبنانية، توضح عبر "المركزية" ان المحكمة تعمل وفق معايير دولية عالية تحترم حقوق المتهمين الى الحدود القصوى وقد أمنت لهم فريق دفاع منخرطا بكل جدية وموضوعية في الدفاع عنهم، حتى انه اعلن منذ ايام ان لديهم أدلة تدحض ما يقوله الادعاء وقد تقلب مسار المحاكمات. وتتابع "أداء الحريري السياسي أثبت على مدى السنوات الماضية أنه وضع المحكمة على الرف ورفض استخدامها داخليا وقد جلس في الحكومة نفسها مع الحزب، ولا يبدو من مواقفه وتموضعه الجديد انه في وارد تبديل هذه السياسة"، لتسأل "ما الهدف من هجوم نصرالله الاستباقي على المحكمة اذا"؟ وهل يحاول غسل يديه سلفا من اتهام جديد ستوجهه لاهاي الى حزبه قريبا"؟

 

الأب شارل مراد مطراناً للدائرة البطريركية السريانية الكاثوليكية

المركزية/19 شباط/18/أصدرت أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية بيانا أعلنت فيه انتخاب الأب شارل مراد مطراناً للدائرة البطريركية. جاء فيه:

انتخب سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في دورته المنعقدة في دير سيّدة النجاة – الشرفة البطريركي في لبنان من 3 حتى 7/10/2017، الأب شارل مراد، كاهن رعية سيّدة البشارة في بيروت، والنائب القضائي في أبرشية بيروت البطريركية، مطراناً للدائرة البطريركية، ومنحه قداسة البابا فرنسيس الشركة الكنسية يوم الإثنين 19/2/2018. سيتمّ الإحتفال برسامته الأسقفية في الخامسة مساء السبت 14 نيسان 2018، في كاتدرائية سيّدة البشارة للسريان الكاثوليك، المتحف – بيروت.

يتقبّل المطران الجديد التهاني في صالون كاتدرائية سيّدة البشارة في بيروت، يومي الخميس والجمعة 22 و23 شباط 2018، من الرابعة بعد الظهر حتى السابعة مساءً.

نبذة وجيزة عن حياة المطران الجديد: من مواليد بيروت في 15 نيسان 1969، والداه جورج مراد وتريز بركات، له شقيقان وشقيقة. تلقّى دروسه الإبتدائية في مدرسة الحكمة – جديدة المتن، ثمّ المتوسّطة والثانوية في مدرسة دير الشرفة – درعون، حريصا. ونال إجازة في الفلسفة واللاهوت من كلّية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس – الكسليك (1993)، وإجازة في القانون الكنسي والمدني من جامعة الحكمة – بيروت (2000)، ودكتوراه في القانون الكنسي في جامعة اللاتران الحبرية في روما (2003). سيم كاهناً في 18 تموز 1993، بوضع يد المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطون الثاني حايك، في دير سيدة النجاة - الشرفة. وتولّى خدمة رعية سيّدة البشارة  للسريان الكاثوليك – المتحف - بيروت، منذ عام 1993 حتى تاريخه.من مهامه القضائية: نائب قضائي ورئيس المحكمة الكنسية الإبتدائية للسريان الكاثوليك في لبنان، وقاضٍ في المحكمة الإبتدائية للروم الكاثوليك، والمحكمة الإبتدائية لطائفة اللاتين في لبنان، والمحكمة الإبتدائية للكلدان، والمحكمة الإستئنافية للأرمن الكاثوليك.

هو أمين سرّ اللجنة القانونية والمحاكم الكنسية المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وممثّل للطائفة السريانية الكاثوليكية في الأمانة العامّة للجنة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في لبنان، وفي لجنة مراجعة النظام الخاص لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وعضو في مجلس كاريتاس لبنان. يقوم بدور المرشد العام للجمعية الخيرية لطائفة السريان الكاثوليك في لبنان، وللراهبات الأفراميات للسريان الكاثوليك - بنات أمّ الرحمة، ولأخوية الحبل بلا دنس وحركة مار شربل والليجيو مارييه في رعية سيّدة البشارة للسريان الكاثوليك – المتحف. بالإضافة إلى كونه مرشداً عاماً لجماعات إيمان ونور في إقليم بيروت، ومرشد جماعة مار شربل – إيمان ونور في الأشرفية، ومرشد جماعة مار يوسف - منطقة أوتيل ديو في جمعية مار منصور دي بول. وقام بمهمّة التعليم المسيحي وبالإرشاد الروحي في مدرسة الفرير المون لاسال – عين سعادة لمدّة ستّ سنوات، ودرّس مادّة العلوم الطبيعية في مدرسة دير الشرفة – درعون لمدّة خمس سنوات. وهو حالياً أستاذ محاضر في كلّية القانون الكنسي في جامعة الحكمة – بيروت، وكلّية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف – بيروت، بالإضافة إلى كونه ضيف الفقرة الدينية الأسبوعية المباشرة على شاشة تلفزيون OTV  منذ عام 2015 حتى تاريخه.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

شرطة إيران: مقتل 3 من عناصر الشرطة في اشتباكات مع متظاهرين في طهران

وكالات/19 شباط/18/أعلن متحدث بإسم الشرطة الإيرانية للتلفزيون الرسمي الإيراني، "مقتل 3 من عناصر الشرطة في اشتباكات مع متظاهرين في طهران".

 

رضائي للإسرائيليين: سنحول تل أبيب إلى ركام إذا هاجمتمونا

عواصم – وكالات/19 شباط/18/سخر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، أمس، من التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضد طهران، مشيرا إلى أن بلاده لن تسمح للمهاجمين حتى بالهرب. وذكرت وكالة “مهر” للأنباء أن رضائي لفت خلال مؤتمر لعلماء الدين في الحرس الثوري إلى عرض نتانياهو صورة من “حطام الطائرة من دون طيار الإيرانية المزعومة”، مشدداً على أنه “إذا فكر الصهاينة أن يقوموا بأي هجوم ضدنا سوف لا نعطيهم حتى فرصة الهرب وسوف نحول العاصمة الصهيونية تل أبيب إلى ركام من تراب”. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توعد إيران خلال مشاركته أول من أمس في مؤتمر ميونيخ للأمن باستهدافها ذاتها لا “وكلاءها” في المنطقة إذا دعت الضرورة. من جهة أخرى، حددت الولايات المتحدة مساراً يلتزم بموجبه ثلاثة حلفاء أوروبيين بوضوح بمحاولة تعديل الإتفاق النووي مع ايران بمرور الوقت في مقابل إبقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتفاق بتجديد تعليق العقوبات الأميركية في مايو المقبل. وهذا المسار الموضح في برقية لوزارة الخارجية حصلت “رويترز” على نسخة منها في مقابلة مع مسؤول بارز بالوزارة هذا الأسبوع ما زال يواجه صعوبات، حيث قال مسؤولان أوروبيان ومسؤولان أميركيان إن الحلفاء الأوروبيين لا يعرفون بدقة ما الذي يمكن أن يرضي ترامب ويحجمون عن هذا الالتزام خوفاً من أن يطالبهم بالمزيد. وقال خمسة مسؤولين أوروبيين حاليين وأربعة مسؤولين أميركيين سابقين إن الوصف الوارد في البرقية لما تريده الولايات المتحدة من الأوروبيين، وهو ما لم ينشر من قبل، يضع معايير أدنى مما طالب به ترامب في يناير الماضي، ما قد يساعد على تلاقي وجهات النظر. وجاء في البرقية “نريد التزامكم بالعمل معا سعيا الى اتفاق تكميلي للتعامل مع تطوير إيران للصواريخ بعيدة المدى أو اختبارها ويضمن تفتيشا محكما تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويصلح العيوب المتعلقة ببند المدة الزمنية”. ورأى بعض المسؤولين الاميركيين والأوروبيين أن من المستحيل التوصل إلى اتفاق دولي شامل بحلول المهلة المحددة وغايتها 12 مايو المقبل حتى اذا كان هناك توافق بشأن القضايا الأساسية وهو أمر ليس قائما. ووصف مسؤول كبير بوزارة الخارجية الاميركية خلال مقابلة الأسبوع الماضي الجهود المبذولة مع الاوروبيين في هذا الصدد بأنها عملية من مرحلتين.

وأضاف إن الولايات المتحدة ستسعى خلال المرحلة الاولى (من 12 يناير الماضي الى 12 مايو المقبل) لاقناع الاوروبيين بالاتفاق على نقاط الضعف التي يتعين اصلاحها، فيما ستتمثل المرحلة الثانية التي تبدأ بعد 12 مايو في نقل هذا التفاهم الى الاطراف الاخرى الموقعة على الاتفاق وهي ايران وروسيا والصين لبحثه. وأشار المسؤول إلى أن هناك ثلاثة طرق محتملة للمضي قدما في هذا الأمر وهي تعديل الاتفاق الحالي أو التفاوض بشأن اتفاق تكميلي أو السعي لقرار جديد من مجلس الامن لاجراء التعديلات. وسيجتمع مفاوضون أميركيون مع مسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في باريس اليوم الثلاثاء لبحث كيفية تنفيذ مطالب ترامب. إلى ذلك، جددت فرنسا تمسكها بالاتفاق النووي الإيراني وبتنفيذه الصارم.

 

كيري: الملك عبدالله ومبارك طلبا من واشنطن قصف إيران

ميونيخ – وكالات/19 شباط/18/كشف وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، أن خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قالا له إن الحل الوحيد مع إيران هو ضربها قبل البدء بالحوار معها بشأن برنامجها النووي. وقال كيري في مؤتمر ميونيخ الأمني، إن الأمر “يعود إلى سبتمبر العام 2013، إثر تصاعد القلق تجاه برنامج إيران النووي”. وأضاف “الملك عبدالله قال لي شخصياً إن الشيء الوحيد الذي تفعله مع إيران هو ضربها”، مشيراً إلى أن “واشنطن ردت حينها بأن طهران بدأت تخصيب الوقود النووي، وأن الضربة العسكرية لن توقف هذا التطوير”. على صعيد آخر، تجمع العشرات من أنصار المعارضة الإيرانية في ميونيخ، أول من أمس، احتجاجاً على مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في المؤتمر.

 

ميليشيات إيرانية جديدة تحتل دمشق

السياسة/19 شباط/18/نشرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، صوراً، قالت إنها لعناصر من شركة أمنية سياحية، بدأت بتقديم خدماتها مؤخراً لمن سمتهم سياحاً في العاصمة دمشق، بينما أوضح ناشطون أن تلك الشركة متخصصة لحماية زوار المراقد الدينية والمقامات المتواجدة في العاصمة. ونقل موقع “أورينت نت” الالكتروني عن صفحة “دمشق الآن” الموالية، صوراً لما قالت إنه مظهر حضاري جديد، جرى رصده في شوارع العاصمة دمشق، حيث أظهرت الصور رجال ونساء بالزي العسكري المخصص لعناصر الشركات الأمنية، ويحملون أسلحة، إلى جانب سيارات صغيرة تمكنهم من التنقل بين أزقة وحارات دمشق القديمة، والتي تنتشر فيها المراقد الدينية بكثرة. بدورها أوضحت شبكة “صوت العاصمة” أن “عناصر تابعين لشركة أمنية شيعية مدعومة من إيران، مختصة بتأمين الوفود الدينية وحماية محيط مقام رقية في مدينة دمشق القديمة. ظاهرة جديدة على المدينة وربما يكون يومها الأول من العمل”.

وقامت شركات ايرانية مؤخراً بشراء عدداً من الفنادق في العاصمة لتأمين منامة للحجاج الشيعة القادمين من إيران ولبنان والبحرين والعراق.

 

بريطانيا تدعو إيران لوقف أنشطة تهدد بتصعيد الصراع في اليمن

لندن – رويترز/19 شباط/18/دعت بريطانيا، إيران لوقف الأنشطة التي يمكن أن تهدد بتصعيد الصراع الدائر في اليمن بعد أن توصلت لجنة خبراء من الأمم المتحدة إلى أن صواريخ ومعدات عسكرية ايرانية ظهرت في اليمن بعد حظر سلاح. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان، «أدعو ايران لوقف الانشطة التي تهدد بتصعيد الصراع ودعم التوصل لحل سياسي للصراع الدائر في اليمن». وأضاف «أدعو كذلك كل أطراف الصراع للالتزام الكامل بالقوانين الدولية القابلة للتطبيق ومنها القانون الانساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الانسان».

 

روسيا تدعو إلى إقامة منظومة أمنية متكاملة بالخليج تشمل ايران وطالبت بدعم خارجي للمبادرة وأكدت أنها لا تهدف الى حل مجلس التعاون

موسكو – كونا/19 شباط/18/دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إلى اقامة منظومة أمنية «متكاملة» في منطقة الخليج العربي. وقال لافروف في كلمة أمام مؤتمر «فالداي» حول الشرق الاوسط الذي يختتم أعماله في موسكو اليوم، إن روسيا تجدد التأكيد على ضرورة اقامة منظومة أمنية متكاملة في منطقة الخليج العربي بمشاركة دول المنطقة وإيران. ورأى أنه بالامكان التعاون من أجل اطلاق حوار بمشاركة ايران ودول مجلس التعاون الخليجي من أجل اقامة مثل هذه المنظومة الأمنية، مؤكداً أن هذه المبادرة لا تهدف الى حل مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن الحديث يدور حول مشاركة دول المنطقة في اقامة منظومة أمنية بدعم من اللاعبين الخارجيين. وأوضح أن الدعم الخارجي لهذه المبادرة يمكن أن تقدمه جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. وذكر لافروف أن الدور الأساسي في بلورة هذه المنظومة يعود اساسا لدول المنطقة العربية وإيران «التي تعود عليها هذه المبادرة بالفائدة». وبشأن التصعيد بين ايران واسرائيل قال لافروف إن موسكو «لا تقبل بأطروحة ازالة اسرائيل من الوجود بصفتها كيانا صهيونيا ولا توافق في الوقت نفسه على التعامل مع جميع مشكلات المنطقة عبر بوابة الصراع مع ايران». وشدد لافروف على ضرورة أن تنعم جميع دول منطقة الشرق الاوسط بالامن، قائلا إن روسيا «تريد ان يشعر الاسرائيليون بالأمان»، داعياً الى اقامة حوار بين الأطراف المعنية بهدف تحقيق هذا الغرض على أساس مفهوم ان يكون الامن للجميع وعدم تجاهل مصالح الآخرين. وشدد على ضرورة ضم جامعة الدول العربية إلى اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الأوسط بهدف خلق آلية جديدة للوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً عدم وجود بديل للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.على صعيد متصل، قال مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية ورئيس مؤتمر «فالداي» البروفيسور فيتالي ناؤومكين في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا»، إن أهمية هذا المؤتمر تنحصر في كونه يشكل منبرا للحوار وتبادل الآراء حول مشكلات منطقة الشرق الاوسط بمشاركة شخصيات مؤثرة وفاعلة. ويناقش المؤتمر على مدار يومين قضايا أساسية منها السياسات الروسية في الشرق الاوسط والازمة السورية والوضع في اليمن الى جانب الصراع العربي-الاسرائيلي والتطورات في ليبيا ومصير الاكراد ومستقبل المنطقة.

 

مفاوضات برعاية روسية تسابق هجوماً واسعاً على الغوطة والمدنيون بدأوا الاستعدادات لإطلاق «مقاومة شعبية»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/19 شباط/18/تسابق مساعي المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها روسيا بين النظام السوري وفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، انفجار الوضع العسكري، وسط استعدادات من قبل النظام لشن هجوم واسع ينطلق من الجبهة الشرقية للغوطة، ومعلومات عن أن المدنيين المحاصرين بدأوا الاستعدادات لـ«مقاومة شعبية» عبر تلقيهم تدريبات على السلاح وتجهيز الأقبية، بغرض مواجهة توغل مرتقب للنظام. وقالت مصادر معارضة في الغوطة لـ«الشرق الأوسط» إن مفاوضات عميقة ترعاها روسيا، وتشارك فيها جميع الفصائل في الغوطة، انطلقت خلال الأيام الماضية، لكنها لم تتوصل إلى حل يقضي بتثبيت الهدنة التي يطالب بها المعارضون. وقالت المصادر إن هناك «تكتما حول طبيعة المفاوضات التي تشارك فيها الفصائل بطريقة غير مباشرة عبر التواصل مع الروس، رغم أن (جيش الإسلام) موضوع في الواجهة»، مشيرة إلى أن الفصائل «ترفض مبدأ النظام في المفاوضات الذي يضعها أمام خيارين؛ إما الاستسلام وإما الإبادة». وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى مفاوضات تجري حالياً بين قوات النظام والفصائل المعارضة «لإخراج (هيئة تحرير الشام)، (جبهة النصرة سابقاً)، من الغوطة الشرقية». ونقلت صحيفة «الوطن»، القريبة من النظام السوري، عن مصادر، أن «مفاوضات ماراثونية» تجري للتوصل إلى تسوية برعاية روسية، من دون إضافة تفاصيل حول البنود التي يجري التباحث حولها. لكن القيادي البارز في «جيش الإسلام»؛ الفصيل الأقوى في الغوطة الشرقية، محمد علوش، نفى أي مفاوضات مع النظام. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن متمسكون بحقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا بكل قوة، وفتحنا المجال أمام الحل السياسي وشاركنا في المفاوضات التي تؤدي إلى حقن دماء السوريين، لكن الطرف الآخر خالف هذه الاتفاقيات وخرق جميع الهدن».

كذلك نفى المتحدث باسم فصيل «فيلق الرحمن»، ثاني أبرز فصائل الغوطة، وائل علوان، «أي تواصل أو مفاوضات مع النظام». وأكد الفصيلان نيتهما التصدي لأي هجوم مرتقب لقوات النظام. وشدد علوان على «التصميم لصد جميع محاولات الاقتحام والاعتداء على الغوطة الشرقية».

ولوّح النظام بالخيار العسكري لحسم المعركة في الغوطة. وقال الناشط يوسف البستاني إن الخطر الفعلي «لا يتمثل في تهديدات النظام بشن عملية عسكرية، بل بتشديد الحصار، وهو الملف الأكبر الذي يهدد به النظام الفصائل؛ أي التجويع وقتل المدنيين». وقال البستاني لـ«الشرق الأوسط»: «النظام يدرك استحالة السيطرة العسكرية لأن الثوار هم أبناء الغوطة ويقاتلون لحماية وجودهم، لذلك يلجأ لتشديد الحصار والتجويع»، مشدداً على أن المدنيين الآن «يعيشون مرحلة صعبة لأن الأيام المقبلة ستكون بمثابة تحد لهم». وكشف البستاني عن أن المدنيين «بدأوا استعداداتهم لتنظيم مقاومة شعبية؛ إذ باشروا التدرب على السلاح، ونظموا دورات تدريب طبية، بينما لجأت العائلات لتجهيز الأقبية بغرض الاحتماء فيها، استعدادا لأسوأ المراحل المنتظرة إذا باشر النظام عمليته العسكرية».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام بدأت التمهيد للعملية العسكرية المرتقبة بقصف صاروخي على الغوطة، حيث استهدفتها بنحو 240 صاروخاً خلال نصف ساعة عصر أمس الأحد؛ سقطت في مدن وبلدات دوما وسقبا ومسرابا وجسرين وحمورية وكفربطنا، بموازاة تحشيدات عسكرية دفع بها النظام لانطلاق العملية العسكرية بقيادة العميد سهيل الحسن المعروف بـ«النمر». وفي حين بدا أن المفاوضات لم تتوصل إلى أي اتفاق، أفيد عن وصول «قوات النمر» التي يقودها العميد سهيل الحسن أمس إلى دمشق، للمشاركة في عملية عسكرية كبرى تستعد لها قوات النظام لحسم الوضع في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل معارضة؛ أبرزها «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن». وكان النظام قد استقدم تعزيزات من الفرقة التاسعة والدفاع الوطني و«درع القلمون» إلى جبهة شرق دمشق، بعد الهجوم الذي شنته الفصائل المعارضة مطلع العام الحالي على «إدارة المركبات» في حرستا، حيث تمركز قوات النظام في حرستا. وتعد قوات «النمر» من أبرز المجموعات المقاتلة في صفوف قوات النظام، ولعبت دوراً في السيطرة على عدة أحياء من حلب المحاصرة وريفها، إلى جانب المشاركة في عمليات محافظة دير الزور ومحيط الرقة. ويأتي استقدام هذه القوات بعد أسبوع من القصف الجوي والمدفعي العنيف على بلدات الغوطة الشرقية المحاصرة، والذي راح ضحيته أكثر من 269 مدنيا؛ وفق «مركز الغوطة الإعلامي» المعارض، وفي المقابل قتل وأصيب العشرات في مناطق سيطرة النظام بقذائف «هاون» كانت تتساقط بشكل عشوائي على مختلف أحياء دمشق المتاخمة للجبهة.

 

تركيا تحذر النظام السوري من حماية الأكراد في عفرين بعد إعلانه استعداد قواته دخول المدينة

الشرق الأوسط/19 شباط/18/ذكر النظام السوري اليوم (الاثنين) أن قواته ستدخل مدينة عفرين في شمال سوريا «خلال ساعات» للتصدي لأي هجوم تشنه تركيا على المدينة. فيما لم يصدر أي تعليق عن القوات الكردية التي تسيطر على منطقة عفرين حتى الآن، حسبما قالت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتنفذ أنقرة مع فصائل سورية موالية لها منذ العشرين من الشهر الماضي هجوماً على منطقة عفرين التي تحدها تركيا شمالا، تقول إنه يستهدف المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم أنقرة بـ«الإرهابيين». وشهدت العملية التي تطلق عليها أنقرة اسم «غصن الزيتون» إرسال قوات برية وتنفيذ ضربات جوية وإطلاق نيران المدفعية على منطقة عفرين. وانسحبت قوات النظام السوري من المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال البلاد في عام 2012 ما مهد الطريق أمام الأكراد للتوسع. ثم أعلن الأكراد تأسيس نظام الحكم الذاتي في المناطق التي سيطروا عليها. وقال مسؤولون أكراد إن المفاوضات لا تزال مستمرة من أجل عودة محتملة للقوات الحكومية إلى المنطقة. وذكرت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في عفرين هيفي مصطفى لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أن «هذه المحادثات تجري على المستوى العسكري». وقال القائد العام لوحدات حماية الشعب الكردية سيبان حمو اليوم إن «لا مشكلة» لدى قواته بدخول قوات النظام السوري إلى منطقة عفرين من أجل الدفاع عنها وعن حدودها في وجه الاحتلال التركي». من جهته، حذر وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، من أن الجيش التركي سيواجه أي قوات للنظام السوري تدخل منطقة عفرين في شمال غربي سوريا لحماية مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وقال جاويش أوغلو: «إذا دخل النظام هناك لتطهير (المنطقة) من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي فلا توجد مشكلة». وأضاف في مؤتمر صحافي خلال زيارة للعاصمة الأردنية عمان: «لكن إذا جاء للدفاع عن وحدات حماية الشعب الكردية فحينها لا شيء ولا أحد يمكنه وقفنا أو وقف الجنود الأتراك». من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال المؤتمر الصحافي مع جاويش أوغلو في عمان، على أن بلده تتفق مع تركيا على التوصل لحل سياسي بشأن الصراع السوري.

 

إسرائيل تقصف 18 هدفاً لـ{حماس} وتقتل شابين... ومصر تتدخل وجيش الاحتلال يغير قواعد اللعبة ويستهدف من يقترب من الحدود بعد «فخ العبوة»

الشرق الأوسط/19 شباط/18/قتلت إسرائيل شابين في قطاع غزة، أمس، بعد سلسلة غارات مكثفة استهدفت بنى تحتية لحركة حماس وفصائل أخرى، ردا على تفجير عبوة ناسفة على الحدود خلفت 4 إصابات بين جنودها. وضربت إسرائيل ما مجموعه 18 هدفاً قالت إنها «استثنائية».

وقال منسق الحكومة الإسرائيلية يوآف بولي مردخاي إن الأهداف تنوعت بين مواقع للتشكيلات العسكرية الخاصة بحماس، وبنى تحتية لإنتاج الوسائل القتالية والتدريبات، ومواقع مراقبة.  وأعلن مردخاي عن تغيير مهم في التعامل مع المظاهرات الشعبية على الحدود، محذرا أي متظاهرين من الاقتراب. وقال إن الجيش الإسرائيلي ينظر «بخطورة إلى محاولة حماس تنظيم مظاهرات شعبية وعفوية مزعومة، بهدف تحويل منطقة الجدار الحدودي إلى ساحة مواجهة واستغلالها لارتكاب اعتداءات إرهابية تؤدي إلى زعزعة الاستقرار».وحمل مردخاي حماس المسؤولية عن حادث تفجير العبوة وتداعياته، «بالإضافة إلى كل ما يجري وينطلق من قطاع غزة فوق الأرض وتحتها». وكانت عبوة ناسفة انفجرت في مجموعة من الجنود الإسرائيليين مساء السبت الماضي، عندما كانوا يهمون بإزالة علم فلسطيني زرع على الحدود. وقال الناطق العام بلسان الجيش العميد رونين مانيليس للصحافيين، إنه تم زرع العبوة الناسفة في إطار المظاهرات التي شهدتها الحدود مع قطاع غزة الجمعة الماضي. واتضح لاحقا أن شبانا ربطوا العبوة الناسفة بالعلم في محاولة لاستدراج الجيش. وتعد هذه أعنف سلسلة قصف إسرائيلية منذ حرب عام 2014.

وقتل الشابان بنيران دبابة إسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي إن دبابة استهدفت أشخاصا اشتبهت القوات بأنهم يحاولون عبور الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن جثماني الشابين بسام محمد صباح «أبو غيث» (17 عاما)، وعبد الله أيمن أبو شيخة (17 عاما) وصلا إلى «مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار» بمدينة رفح. ويعد قتل إسرائيل للشابين مؤشرا جديدا على قواعد مختلفة، تقضي بإطلاق النار على كل من يقترب من الحدود. وتضمن القصف العنيف على غزة، تدمير نفق نوعي يجتاز الحدود من قطاع غزة إلى إسرائيل. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن طائراته دمرته تماما. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد بدأت حماس بحفر النفق منذ عام 2014، وكان مخصصا لشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية. وردت جهات لم تعرف بإطلاق صاروخ ألحق أضراراً بمنزل في مستوطنة «شاعر هنيغف» قريب من قطاع غزة. وجاءت الهجمات المكثفة على غزة بعد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالرد على تفجير العبوة، وتهديدات أخرى من وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت، بأن تدفع حماس ثمنا كبيرا بعد تفجير عبوة ناسفة على حدود قطاع غزة، تسبب في إصابة 4 جنود إسرائيليين بينهم اثنان بحالة خطرة. من جانبه، حمل وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان «لجان المقاومة الشعبية»، التي تضم جميع الفصائل الفلسطينية، مسؤولية العبوة الناسفة، وهدد كل من له علاقة بها بالاغتيال، قائلا: «سيظل لنا حساب مفتوح معهم حتى نصل إليهم ونصفيهم فردا فردا». وأضاف: «قد يستغرق هذا يومين... أسبوعا أو أسبوعين، لكننا بالتالي سنصفي من أقدم على هذا العمل».

وقال ليبرمان إن هذه العملية تمت بإلهام من الإيرانيين، الذين زادوا من نفوذهم وتدخلاتهم في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة. وحملت حكومة الوفاق، إسرائيل «مسؤولية التصعيد العدواني الخطير» في قطاع غزة، داعية إلى سرعة إنجاز المصالحة الداخلية.

وقال الناطق باسم الحكومة، يوسف المحمود، في بيان، إن «عدوان الاحتلال على قطاع غزة تصعيد خطير، ويأتي ضمن سياسة التصعيد المتواصل التي ينتهجها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه». وأضاف المحمود أن «وجود الاحتلال وتبعاته هو السبب الأول والأخير في التوتر، وسبب التدهور على الأصعدة كافة في بلادنا وفي المنطقة». وشدد الناطق الحكومي على أن ممارسات إسرائيل تستدعي إنجاز المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام «كون قضيتنا الوطنية تواجه اليوم أسوأ وأصعب التحديات ولا يمكن التغلب عليها إلا بتحقيق المصالحة وإرساء أسس الوحدة الوطنية». كما اتهمت حماس إسرائيل بنوايا مبيتة للتصعيد، وقالت إن حجم الاعتداءات التي طالت كثيرا من مواقع المقاومة، يعكس نوايا التصعيد المسبقة والمبيتة لتوتير الأجواء، مؤكدة أن الاحتلال هو الطرف المعتدي والمتمادي من خلال عدوانه وانتهاكاته المستمرة. وأكدت حماس أن المقاومة الفلسطينية لن تتخلى عن واجبها في حماية الشعب الفلسطيني، وستتصرف بكل مسؤولية للدفاع عنه والتصدي لأي عدوان. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن مصر تدخلت لدى إسرائيل وحماس لمنع أي تدهور إضافي، وانزلاق الأحداث إلى مواجهة جديدة. وأرسل الطرفان رسائل بشأن عدم نيتهما استمرار التصعيد. وجاء التصعيد وسط اتهامات أميركية لحماس بالمسؤولية عن أزمات القطاع الإنسانية. ورفضت حماس الاتهامات الإسرائيلية، وقالت في بيان: «نرفض ادعاءات البيت الأبيض حول مسؤولية الحركة عن أزمة غزة الإنسانية المتفاقمة». وعدت الحركة أن «الادعاءات الأميركية ضوء أخضر للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة نهجه العدواني على الشعب الفلسطيني».وحمّلت الحركة إسرائيل «المسؤولية المباشرة عن الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها قطاع غزة؛ من خلال الحصار والعدوان، والذي لاقى دعماً أميركياً علنياً». وقالت حماس: «واشنطن تجاهلت ما يترتب على الحصار الإسرائيلي من ويلات تمس حقوق شعبنا الفلسطيني الأساسية، خصوصا الأطفال والنساء والشيوخ، في تلقي الرعاية الصحية والخدمات الأساسية، وحرية التنقل والسفر من أجل العلاج والتعليم».

 

الكرملين: لا توجد أدلة على تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية

الشرق الأوسط/19 شباط/18/قال الكرملين، اليوم (الاثنين)، إن الاتهامات الأميركية ضد 13 روسيا وثلاث شركات روسية بالتلاعب في انتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2016 لا تحتوي على أي دليل على أن الدولة الروسية متورطة في مثل هذا النشاط. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحافيين، في مؤتمر عبر الهاتف، إن المزاعم عن تورط الدولة «ظالمة ولا أساس لها من الصحة». وأفادت عريضة اتهام أميركية صدرت يوم الجمعة الماضي بأن ذراعا دعائية روسية أشرفت على مؤامرة تجسس إجرامية للتلاعب في حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016 لدعم دونالد ترمب وتقويض فرص هيلاري كلينتون.

 

الطيران المدني الإيراني: لا يمكن تأكيد العثور على حطام الطائرة المنكوبة

الشرق الأوسط/19 شباط/18/نقل التلفزيون الإيراني عن هيئة الطيران المدني اليوم (الاثنين) قولها إنها لا يمكنها تأكيد تقارير عن العثور على حطام طائرة إيرانية تحطمت في وسط البلاد أمس (الأحد) وكان على متنها 65 شخصا. وفي وقت سابق نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن حاكم إقليم كهكیلویه وبویر أحمد قوله إن السلطات عثرت على حطام الطائرة قرب مدينة دنكزلو في منطقة سيميروم بإقليم أصفهان. واختفت الرحلة التابعة لشركة آسمان للطيران من على شاشات الرادار أمس بعد 50 دقيقة من إقلاعها من طهران متجهة إلى مدينة ياسوج في جنوب غربي البلاد. وذكر التلفزيون الرسمي في وقت سابق اليوم (الاثنين) أن طائرات هليكوبتر وأطقما للإنقاذ في الجبال من القوات المسلحة والهلال الأحمر بالإضافة لمتطوعين محليين يشاركون في البحث رغم أنه من غير المتوقع نجاة أحد من الحادث. والطائرة من طراز «إيه تي آر 72» وعمرها يتجاوز 24 عاما بقليل. وتفيد بيانات على موقع هيئة سلامة الطيران أن الطائرة عادت للخدمة قبل ثلاثة أشهر فقط بعد أن كانت مخزنة لست سنوات. وقالت شركة «إيه تي آر» المصنعة للطائرة إن سبب الحادث لم يعرف بعد. وشهدت إيران الكثير من حوادث تحطم الطائرات خلال العقود القليلة الماضية. وتحطمت طائرة من طراز بوينج 727 في شمال غربي إيران في 2011 ما أدى لمقتل 78 شخصا. كما تحطمت أخرى من طراز توبوليف في 2009 مما أدى لمقتل 168 شخصا. وفي فبراير (شباط) 2003 تحطمت طائرة لنقل الجنود في جنوب شرقي إيران مما أدى لمقتل كل ركاب الطائرة من جنود الحرس الثوري وأفراد طاقم الطائرة وعددهم 276.

 

«الشاباك» يعلن إحباط محاولة لاغتيال ليبرمان واعتقال خلية لـ{الجهاد}

الشرق الأوسط/19 شباط/18/كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، عن إحباط محاولة لاغتيال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بواسطة قنبلة وضعت إلى طريق رئيسي في الضفة الغربية. وقال الشاباك إنه اعتقل خلية من بيت لحم تابعة للجهاد الإسلامي، تلقت دعما من نشطاء في قطاع غزة. ولم يذكر الشاباك تاريخ اعتقال الخلية لكن أوساطه أشارت إلى فترة قريبة. وحسب بيان الشاباك، فإن الخلية كانت تخطط لزرع عبوة على الطريق لتفجيرها في سيارة ليبرمان خلال عودته إلى منزله في مستوطنة «نوكديم» المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق بيت لحم. ويقيم ليبرمان في المستوطنة الصغيرة قبل أن يصبح وزيرا للجيش الإسرائيلي وما يزال يقيم فيها حتى الآن. ويضطر ليبرمان لعبور شوارع مشتركة للفلسطينيين والإسرائيليين في قلب الضفة الغربية من أجل الوصول إلى منزله. وعادة ما يمشط حراسه الشوارع ويكثفون الحراسة والمراقبة، أثناء عودته إلى المستوطنة القريبة من قرية العساكرة في بيت لحم، والتي ينحدر منها المتهمون. وتمر الطريق التي يسلكه ليبرمان عبر قرى فلسطينية كثيرة وإلى جوارها. وورد في بيان الشاباك، أن ستة «مشتبه بهم» تابعين للجهاد الإسلامي شاركوا في التخطيط لتفجير قنبلة تحت سيارة ليبرمان. ونشر الشاباك أن قادة الخلية هم عوض محمود عساكرة (25 عاما)، ومحمد علي إبراهيم عساكرة (32 عاما) ويعيشان في قرية العساكرة القريبة من منزل ليبرمان. وكان عوض عساكرة قد اعتقل لمدة عامين قبل ذلك، أمضاهما في السجون الإسرائيلية من عام 2015 وحتى 2017. وقال عساكرة لمحققي الشاباك، إنهم سعوا لمساعدة من قبل مجموعات في قطاع غزة لشراء مواد لصنع القنبلة، وعندما لم يتمكنوا من شراء المواد أو الحصول على مساعدات من غزة، صمموا قنبلة محلية لإثبات نيتهم لنظرائهم في القطاع. وبحسب الشاباك، فقد تمت مصادرة القنبلة خلال اعتقالهم. وجاء في بيان الشاباك أيضا، أن اعتقال أفراد خلية الجهاد الإسلامي جاء في مرحلة مبكرة من التخطيط لتنفيذ مخطط اغتيال ليبرمان. واعترف أعضاء الخلية خلال التحقيق، بأن الحراسة المشددة على ليبرمان، شكّلت رادعا كبيرا بالنسبة لهم. وتستعد النيابة في إسرائيل لتقديم لوائح اتهام ضد أعضاء الخلية. وبحسب «الشاباك» فإن دافع نشاطات أحد أعضاء الخلية، هو «الرغبة بدخول السجن، من أجل تلقي المخصصات المالية للأسرى من الجهاد الإسلامي». وعد الشاباك أن الاعتداء يعكس «الجهود المضنية للجهاد الإسلامي والتنظيمات الإرهابية في قطاع غزة، لتصعيد النشاطات في الفترة الأخيرة، عبر نشاطات في الضفة الغربية». وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها «الشاباك» إحباطه عمليات استهدفت ليبرمان، وزير الأمن الذي يتزعّم حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني. وقد أعلن الشاباك في عام 2014 عن اعتقال خلية من حركة حماس، يتزعّمها إبراهيم سليم محمود، من قرية حرملة في بيت لحم، كانت تخطط لاغتيال ليبرمان، من خلال استهداف سيارته خلال عودته إلى منزله، بقاذف من طراز «آر بي جي». وحرملة واحدة من القرى الفلسطينية القريبة كذلك من مستوطنة «نوكديم» حيث يقطن ليبرمان. وأعلن الشاباك أيضا، أنه أوقف خلية ثانية تابعة للجهاد الإسلامي الفلسطيني، تخطط لمهاجمة جنود ومدنيين إسرائيليين في كتلة عتصيون الاستيطانية في الضفة الغربية. ولم يتطرق الشاباك لتفاصيل أخرى عن خلية الجهاد الإسلامي الثانية.

 

ترمب يهاجم أوبرا وينفري بسبب برنامجها «60 دقيقة»

الشرق الأوسط/19 شباط/18/انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري على «تويتر» مساء أمس (الأحد)، بسبب فقرة من برنامج «60 دقيقة» الذي تعرضه قناة «سي بي إس»، وقال مرة أخرى إنه يأمل أن تنافسه في انتخابات الرئاسة عام 2020. وأدارت وينفري، الإعلامية والممثلة التي أصبحت تساهم في برنامج قناة «سي بي إس»، نقاشا مع 14 ناخبا من الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين من مدينة غراند رابيدز بولاية ميتشغان تناول عددا كبيرا من الموضوعات دارت حول العام الأول من حكم ترمب. وكتب ترمب على «تويتر» يقول: «شاهدت للتو أوبرا وينفري التي تعاني من شعور قوي بعدم الأمان والتي استضافت مجموعة من الأفراد في برنامج (60 دقيقة). الأسئلة كانت منحازة والحقائق مغلوطة. آمل أن تخوض أوبرا الانتخابات المقبلة حتى تنكشف وتُهزم مثل كل الآخرين». وكانت وينفري قد قالت للعديد من وسائل الإعلام ومنها «إنترتينمنت ويكلي» إنها لن تخوض انتخابات الرئاسة، لكنها كانت قد فكرت في الأمر بعد انتشار التكهنات بذلك في الإعلام في الفترة الأخيرة. واستضافت أوبرا في البرنامج مجموعة من الناخبين الذين صوتوا لترمب، وآخرين قاموا بالتصويت لمنافسته هيلاري كلينتون. ولم تدل وينفري بأي تصريح سواء لصالح ترمب أو ضده في البرنامج. لكنها وجهت أسئلة تتراوح بين ما إذا كانت البلاد أصبحت في حال اقتصادية أفضل وما إذا كان الاحترام الذي تتمتع به أميركا يتآكل على مستوى العالم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

'الحدود النفطية' مع إسرائيل تختبر الدولة والدويلة في لبنان

علي الأمين/العرب/20 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62713

حزب الله ليس معنيا بالموقف الرسمي في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية، فهو يقرر ما يراه مناسبا في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، من دون أن يكون ملزما بالتنسيق مع أي مرجعية في الدولة.

وقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للمرة الأولى في تاريخ نشأة حزب الله خلف الدولة اللبنانية، ففي الملف الخلافي بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية بين البلدين، قال نصرالله في خطابه الأخير (16 فبراير) إنه يقف خلف المجلس الأعلى للدفاع في موقفه من التمسك بحقوق لبنان البحرية، بما يتضمنه ذلك من حقوق من حقول الغاز التي تدعي إسرائيل أن لها حصة فيها، انطلاقا من خط الحدود المزعوم من قبلها، ويرفضه لبنان. الوقوف خلف الموقف الرسمي في قضية تتصل بتهديدات إسرائيلية تمس سيادة لبنان، يجدر التوقف عنده، لأن حزب الله لم يُول في يوم من الأيام أي اهتمام لمواقف الحكومة اللبنانية في شأن أي تهديد إسرائيلي، بل إن الخط البياني لمواقف حزب الله من إسرائيل كان يقوم على أن الحزب ليس معنيا بالموقف الرسمي في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية، فهو يقرر ما يراه مناسبا في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، من دون أن يكون ملزما بالتنسيق أو أخذ الإذن من أي مرجعية في الدولة اللبنانية.

تمترس الحزب دائما بمعادلة ابتدعها منذ سنوات، هي “الجيش والشعب والمقاومة”. هذه المعادلة هو من رفعها من دون أن تتضمن أي قواعد تنظيمية، بما يعني أنه، كمقاومة، يقوم بما يراه هو مناسبا فيما الشعب والجيش أو الدولة، لا يمكنهم القيام من الناحية العملية بأي خطوة لا يكون حزب الله مشاركا في اتخاذها إن لم نقل مقررا لطبيعتها. لكن ما يفرض السؤال اليوم هو لماذا أعلن نصرالله أنه حيال أي اعتداء إسرائيلي فإن حزبه سيكون رهن إشارة المجلس الأعلى للدفاع اللبناني؟ ولم يقل كعادته في السنوات السابقة إن أي عدوان إسرائيلي سترد عليه المقاومة من دون أن تستأذن أحدا. لماذا يبدي اليوم نصرالله اهتماما بإذن الدولة، بل لماذا لم يشكك كعادته بهذه الدولة التي طالما وصفها بأنها عاجزة وضعيفة؟ هل أصبحت اليوم قوية بما يكفي ليطمئن حزب الله إلى سياستها وإلى حرصها على أرضها وبحرها وشعبها؟ وهل يشكل هذا الموقف إيذانا بقبول حزب الله الانخراط ضمن استراتيجية دفاعية تجعل سلاحه تحت إمرة الدولة اللبنانية التي يشكل حزب الله أحد مكوناتها، إن لم نقل المقرر الفعلي في قراراتها السيادية.

الأرجح أن حزب الله لا يفكر في هذه الطريقة، فسلاحه ومنظومته الأمنية ليسا منذورين للدفاع عن لبنان أو عن الدولة اللبنانية، بل هما لمهمة أكثر قداسة، فهذا السلاح له حسابات أخرى، وإن كان يدرجها حزب الله تحت مظلة المقاومة، تلك المظلة المطاطة في تمددها وفي تفسيرها، فالمقاومة تعني محور المقاومة، أي تعني أنها في خـدمة مقتضيات هذا المحور الذي تقوده إيران، وحزب الله لا يجد غضاضة في أن يدرج في مهمات هذه المقاومة، أن تكون مهماتها القتال في أي مكان في العالم، سواء كان قتالها محل إجماع لبناني أو بغطاء رسمي لبناني أو لا، وقد قالها نصرالله في أكثر من مناسبة سنكون حيث يجب أن نكون، أي أن مهمة هذه المقاومة تتجاوز الحدود اللبنانية ومعايير السيادة، فضلا عن كونها غير معنية بأي اعتبارات تتصل بوظيفة الدولة وواجباتها على الصعيد الدولي والإقليمي.  وقف نصرالله خلف الدولة هذه المرة، لكنه فعليا وقف خلف نفسه. الدولة التي صارت تحت سلطة حزب الله، باتت تضيق على الحزب هامش المناورة. معادلة الدولة- الدويلة فقدت الكثير من مقوماتها

هذا يعيدنا إلى السؤال الأول مجددا، ما غاية نصرالله من إعلان وقوفه خلف الدولة اللبنانية وليس أمامها في نزاعها الحدودي مع إسرائيل؟ فإذا كان حزب الله لا يزال يرفض عمليا بلورة الاستراتيجية الدفاعية اللبنانية، ولا يزال متمسكا بعلاقته العضوية مع إيران وهو مستمر في وجوده العسكري وفي قتاله على الأراضي السورية، فإن ذلك يحيل موقف حزب الله المشار إليه، إلى أسباب تكتيكية تتطلبها المرحلة، ولا تعكس تحولا في سياسة حزب الله تجاه التسليم بمرجعية الدولة في القضايا السيادية. ففي خطاب نصرالله الأخير تفادى إطلاق أي موقف تصعيدي ضد إسرائيل، ولم يتخفف في خطابه من دور المرشد للمسؤولين اللبنانيين، علما وأن مراكز القرار في الدولة اللبنانية لا يخطر ببالها أن تقرر في شأن سيادي من دون موافقة حزب الله، وعلما وأن رئيس الجمهورية وهو رئيس مجلس الدفاع الأعلى هو محل ثقة نصرالله، ولا يخطر ببال أحد أن رئيس الجمهورية يمكن أن يقدم على أي قرار في هذا الشأن من دون استشارة قيادة حزب الله، هذا من دون أن نشير إلى بقية أعضاء مجلس الدفاع الذين سلموا بمرجعية حزب الله لأي خطوة يمكن أن يبادر لبنان إليها، وهذا ما يدركه الإسرائيليون جيدا كما خبره الأميركيون في أكثر من محطة.

لا يخفى أن الوساطة الأميركية بشأن الحدود المائية بين لبنان وإسرائيل، تزامنت مع اتهامات إسرائيلية لإيران بإرسالها طائرة من دون طيار باتجاه إسرائيل من الأراضي السورية قبل أسبوعين، وتزامن ذلك مع نفي إيراني لهذا الاتهام وعن أي دور لها في إسقاط طائرة أف 16 إسرائيلية قيل إن الجيش السوري أسقطها في أعقاب إسقاط إسرائيل للطائرة التي زعمت أنها إيرانية. ويأتي موقف نصرالله بعد استهداف إسرائيل لأكثر من عشرة مواقع قالت إنها إيرانية وسورية داخل الأراضي السورية، من دون أن ترد لا إيران ولا الجيش السوري، فيما أعلنت السفارة الروسية في تل أبيب أنها تقف مع إسرائيل في وجه أي عدوان تتعرض له.

استعراض القوة أمام المسؤولين اللبنانيين الذي مارسه نصرالله، حول كيفية تمسكهم بحقوق لبنان أمام الأطماع الإسرائيلية، لم يقابله أي موقف رافض للوساطة الأميركية التي وصفها بأنها تتبنى الموقف الإسرائيلي، ولم يوجه أي تهديد مباشر لإسرائيل بأن يقول مثلا إن منصات استخراج الغاز ستكون عرضة لصواريخنا إذا منعت إسرائيل لبنان من استثمار ما يعتبره حقوقا نفطية في البحر.

وقف نصرالله خلف الدولة هذه المرة، لكنه فعليا وقف خلف نفسه. الدولة التي صارت تحت سلطة حزب الله، باتت تضيّق على الحزب هامش المناورة. معادلة الدولة- الدويلة فقدت الكثير من مقوماتها، وبات من الصعب إقناع أحد في العالم أن في لبنان مشروعين متصارعين، واحد ذو خلفية عربية وآخر ذو خلفية إيرانية. واحد يمثل الدولة، وآخر يمثل الدويلة، وما نفاه نصرالله بشدة عن سعيه لنيل الأكثرية في مجلس النواب في الانتخابات النيابية المقبلة، لن يغير من واقع الحال شيئا، إذ يكفي لإظهار حقيقة سقوط الدولة في حضن الدويلة، أن اللبنانيين اليوم يستعدون للانتخابات النيابية من دون سياسة، وبلا قضية تتصل بالسيادة أو الحرية أو رفض السلاح خارج الدولة، وفي غياب أي شعار سياسي بعدما صارت السياسة محفظة في جبة نصرالله، والانتخابات مساحة تنافس على عضوية مجلس بلدية لبنان، وليس تنافسا على عضوية برلمان الدولة في لبنان. في ملف النفط أيضا إيران العنوان الذي يجب أن يتجه إليه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لبتّه لا الرئاسة اللبنانية التي زارها قبل أيام وألزمته بالانتظار وحيدا لعشر دقائق، قبل أن يستقبله رئيس لا يملك أوراق اللعبة مع إسرائيل، تلك التي صارت في يد المرشد في طهران لا في بلدية لبنان.

 

لا رغبة دولية في توريط لبنان بحرب إقليمية

ثريا شاهين/المستقبل/20 شباط/18

بعد الاشتباك الإسرائيلي - الإيراني الأخير، لا يزال القلق يلف الوضع في المنطقة. حتى الآن، بحسب مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، فإن أي تطور جديد سيحصل فوق الأراضي السورية كونها ساحة مفتوحة، وهذا أيضاً ما كان يحصل سابقاً، والجبهة اللبنانية تبدو هادئة.

وتفيد المصادر، أن مطلب إسرائيل في سوريا، هو عدم وجود ميليشيات تابعة لإيران على حدودها أو على حدود الجولان الذي تحتله. وهو الأمر الذي تناقشه باستمرار مع الإدارة الأميركية ومع روسيا، الدولة الأكثر فاعلية في الوضع السوري. كما لا تريد وجوداً إيرانياً في هذه المناطق، وفي الآونة الأخيرة لم يعد الروس يصغون إلى إسرائيل في هذه النقطة، وكل فترة تحتل إيران أو الميليشيات التابعة لها مناطق قريبة من الجولان. المشكلة الإسرائيلية الأخرى، هي أن تل أبيب لا تريد أن يمتلك «حزب الله» أسلحة نوعية، وتتهمه بأن لديه مصانع للأسلحة في سوريا وفي جنوب لبنان. كل الأطراف الدولية تُدرك تماماً أن شروط إسرائيل أساسية ولن تحيد عنها، ولذلك قد تستبعد الحرب الشاملة، لمصلحة سعيها إلى إقامة حزام يحيط بالجولان، بحيث تُبعد عنها الميليشيات الإيرانية، وتُبعد بالتالي فكرة أن تقوم هذه الميليشيات بنشاط مقاوم ضدها في وقت من الأوقات.

لا شك في أن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات لا سيما وأن التفاهم الروسي - الإسرائيلي حول الجنوب السوري لا يُنفّذ، ولا يلتزم به أي طرف. وفي كل الأحوال، لن تترك الولايات المتحدة إيران تؤثر في الملف السوري. وهذا الأمر يبدو من الآن وصاعداً محط اهتمام أميركي يلي مباشرة أولوية إنهاء «داعش» وسواء كانت هناك مصانع أسلحة في لبنان أم لا، فإن الاتهام بالنسبة إلى إسرائيل يُشكل سبباً أو حجة للتهديد بالضربة أو للقيام بها فعلاً إذا حصلت ظروف مؤاتية إقليمياً ودولياً.

وهناك مصادر ديبلوماسية لا تستبعد الحرب، وأن يكون لبنان جزءاً منها. والسبب يعود إلى أن «حزب الله» كان في السابق مشغولاً جداً بالحرب السورية، التي باتت الآن عملياً تكاد تقترب من نهايتها، وهي تقريباً محسومة بفضل التدخل الروسي، ولم يعد لدى الحزب وإيران ضغط تكريس قوة كبيرة تبقى متواجدة على الأراضي السورية وإدلب موضوعها منفصل، والغوطة يتم تدميرها للسيطرة عليها. الشرق السوري مع الولايات المتحدة وتركيا، والجنوب معروف. وهذا الوضع قد يعيد خلط الأوراق بالنسبة إلى الحزب وإيران، لناحية عدم ممانعتها بالحرب، خصوصاً أن مشاركة الحزب في الحرب السورية أفقدته شعبية وطنية. وإذا قام بالحرب ضد إسرائيل، بحسب اعتقاد المصادر، فإنه يعمل لاسترداد صفته كمقاوم للاحتلال الإسرائيلي ولوظيفته الأساسية في وجه العدو. فهو فقد شرعيته في ظل مشاركته في تلك الحرب، فهل يعمل لاستردادها عبر حرب شاملة؟. هذه المسألة تبدو غير واضحة حتى الآن، لا سيما أن البلاد على أبواب الانتخابات النيابية، والحزب يريد حصولها بأي ثمن وكلام أمينه العام حسن نصرالله الأخير حول الثروة النفطية وحمايتها، يريد من خلاله أن يدخل على خط النفط ليعطي لنفسه وظيفة جديدة في هذا المجال. إلا أن مصادر ديبلوماسية أخرى، تستبعد التصعيد في المنطقة، إذ تعتقد أن ما حصل بين إسرائيل وإيران في سوريا انتهى، مع أن الخطر يبقى قائماً. لكن لم يعد الدخول في حرب مسألة سهلة، بل بات أكثر تعقيداً من السابق ويصعب على كل الأطراف تفضيلها كمنحى في التعامل مع القضايا، وليست لديهم مصلحة في ذلك. كذلك في ما يتصل بلبنان، ليست هناك من رغبة دولية في توريط لبنان وحده في حرب إقليمية. على أن كل الدول المعنية بالأزمة السورية ستقول كلمتها في أي حرب إقليمية بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، كما أن حل الأزمة السورية مرتبط بالوضع في المنطقة لا سيما في العراق وإسرائيل. فضلاً عن ذلك، إن هناك توازن قوى في المنطقة ما يُعقّد اللجوء إلى الحرب. وأقصى ما يمكن فعله هو العمل الاستباقي الردعي، وإسقاط طائرة ليس أكثر. إذ إن العهد الذي جرى فيه خطف الطيار الإسرائيلي رون أراد قبل ثلاثين سنة لم يعد يشبه الوضع الحالي. وعلى الرغم من جولة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في المنطقة، إلا أن ذلك لا يعني، وفقاً للمصادر، أن الحل لكل ملفاتها بات سريعاً. فالجولة تؤشر إلى الاهتمام الذي تبديه الإدارة الحالية بدول المنطقة بعد أكثر من سنة على تسلمها الحكم. وتؤشر أيضاً إلى أن هناك تغييراً في مقاربة الملفات عن الطريقة التي اتبعها الرئيس باراك أوباما الذي ابتعد عن ملفات المنطقة. الآن هناك شيء مختلف. إنها بداية اهتمام مع تهدئة، لكن من غير الواضح إلى أين يوصل. إلا أن ذلك يعتبر تطوراً في السياسة الأميركية. في المقابل روسيا تقف ضد حصول حرب بين إسرائيل وكل من إيران والنظام السوري.

 

في «الردّ» الروسي!

علي نون/المستقبل/20 شباط/18

كانت حتميّة وتامّة مواقف موسكو التي انفجرت بالأمس على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، ردّاً على واقعة 7 شباط التي شهدت قتل وجرح نحو 300 روسي في محيط دير الزور..

وشكّلت مواقف الوزير «النرفوز»، عودة ارتدادية إلى المألوف في أداء بلاده في سوريا وغيرها، والذي حاولت عبر مؤتمرَي سوتشي والآستانة، صبغهِ بألوان وسطية، ومحاولة لعب دور رعوي أبوي عام مؤداه الأخير، أنّ موسكو جمعية خيرية! وفعلت ما فعلَته بالسوريين الذين ثاروا على نظام آل الأسد، «من أجلهم فقط»! وحرصاً عليهم، وعلى سلاماتهم وأرزاقهم وأرواحهم، برغم أنّهم، في جملتهم «إرهابيّون» واضحون وأصيلون بغضّ النظر عن مدنيّتهم أو عسكريّتهم! أو عن مكان سكناهم، أكان في الخنادق، أم في بيوتهم المتراكمة فوق حطام أحيائهم ومدنهم وقراهم وجنى أعمارهم!

ولم ينسَ أحد بعد، أنّ فلاديمير بوتين، ووزيره لافروف من بعده، اعتبرا مع إطلاق «عاصفة السوخوي» في أواخر العام 2015 أنّ كل مَن يعارض السلطة الأسدية هو إرهابي.. وإن ذلك التقييم استُخدم بكثافة تامّة لتحديد إحداثيات القصف الجوي (والفضائي!) الروسي بما سهّل المهمة ويسّر سبل «التدريبات والتجارب» على الطيارين والقاذفين، وبما جنّب تسجيل أي غلط أو شطط: شرق حلب مثلاً هو الهدف بقضّه وقضيضه! وهذا مربّع عمراني بشري، لم يكن فيه «داعشي» واحد! لكن ذلك لم يمنع تدميره بالطول والعرض ولا تهجير مَن بقي حياً فيه! ولا الفتك بأهله فتك الجوارح والكواسر.

هذه «الأمثولة» يرى لافروف على ما قال بالأمس، إمكانية لتكرارها في الغوطة الشرقية.. وهذه على كل حال، مربّع آخر يحوي بين حطامه قرابة الـ400 ألف إنسان! يخضعون منذ سنوات لحصار يشبه حصار النازي لستالينغراد! ويتعرّضون لقصف صاروخي وجوّي يشبه ذلك الذي تعرّضت له غروزني عاصمة الشيشان! سوى أنّ من بين هؤلاء، بعض أكثر المقاتلين الأحرار بأساً وصلابة. وإلى حدّ ردّهم المرّة تلوَ المرّة، كل محاولة لكسرهم واختراق منطقتهم من قِبَل «القوات النخبوية» الأسدية في «الحرس الجمهوري» و«الفرقة الرابعة» ومدرّعاتها ودبّاباتها وطيرانها وصواريخها وروسيّيها وإيرانيّيها.. الخ!

وهذه الغوطة (بالمناسبة) هي واحدة من المناطق الأربع التي ثم التوافق في الآستانة على اعتبارها آمنة، أو منخفضة التوتر.. لكن لافروف تناسى ذلك في نوبته الهستيرية الجديدة، وذهب أبعد منها، وصولاً إلى إدلب التي هي أيضاً واحدة من تلك المناطق الافتراضية!

غير أنّ الوزير «النرفوز» لاحظ شيئاً آخر في إدلب، لم يسبقه إليه أحد: اعتبر أنّ الأمم المتحدة، (كلها!!) تحاول «مساعدة إرهابيي النصرة» بدعوتها إلى «وقف تقّدم» الجيش الأسدي في أدلب! ورأى في ما رأى، أنّ على «الزملاء الغربيين الذين لديهم نفوذ على النصرة، ضبط هذا الهيكل الإرهابي» (حرفياً!) ثم استطرد في الرؤى حتى بلغ حَجَر الرُحى، فاتّهم الأميركيين بـ«اللعب بالنار» والسعي إلى تقسيم سوريا! وليس أدلّ على ذلك من وجودهم في شرق الفرات وعند الحدود العراقية – السورية! .. أي إن الرفيق لافروف عاد إلى النقطة صفر: كل بيئة المعارضة في مرمى النار! لا مناطق تهدئة ولا بطّيخ! ولا سعي إلى «السلام» في سوتشي ولا في الآستانة! وشرق حلب هو المقياس! ولا معارضة يمكن الحكي معها ولا مَن يخرّصون! وتلك وبعد مؤتمر سوتشي الأخير والفاشل، وفي زيارة وفد منها إلى موسكو «سمعت» الكثير من التهديدات الكبيرة! قبل أن يؤكدها لافروف علناً، وقبل أن يستأنف «لنخبويّون» الأسديّون والإيرانيّون بغطاء جوّي روسي، إحراق الغوطة بكل سلاح متوفر، تمهيداً لتكرار محاولة إسقاطها! وتلك النوبة الهستيرية تؤكد في كل حال، أنّ موسكو تأخذ واقعة 7 شباط مثلما هي عليه فعلياً، من دون بلف ولا تزوير ولا تزويق.. أي باعتبارها لطمة أميركية غير مسبوقة للروس! وضربة محسوبة ومقصودة ومباشرة لهم ولمناوراتهم وتذاكيهم! لكنّهم (أي الروس!) يستعيرون في «تصدّيهم» للأميركيين، أداء السلطة الأسدية وداعميها الإيرانيين في «التصدّي» لإسرائيل: تقصفهم هذه ساعة تشاء وكيفما تشاء فيردّون عليها، بتسعير استهداف مناطق المعارضة السورية! وهذا تحديداً ما يفعله لافروف بعد مقتلة دير الزور: لا يقدر على الأميركيين فيستعيض عن ذلك باستعراض توحّشه على السوريين! وإعلانه التملّص من الاتفاقات والعهود والوعود والتفاهمات والتفنيصات الجليلات! ثم استبدال غروزني بسوتشي.. والآتي أعظم!

 

ماذا لو وقَعت «بعض التقارير» في يد الدول المانحة؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 20 شباط 2018

ثمّة مَن يُخفّف من أهمّية المواقف الدولية المتردِّدة تجاه الوضع في لبنان والتي تُترجمها بتأجيل المواعيد المبدئيّة المقرّرة للمؤتمرات الداعمة، معتبراً أنّ التأجيل لا يعني أنّ العالم تخلّى عن لبنان. وربما قد يكون عبور البلاد مرحلة الإنتخابات النيابية وتكوين سلطة جديدة أفضل للبحث في حجم الدعم المقرَّر للبنان.

على قاعدة القول المأثور «لا تكرهوا شيئاً لعلّه خيرٌ لكم»، يتعاطى بعض المسؤولين مع تراجع الخطوات الدولية تحضيراً للمؤتمرات المخصّصة للبنان، والتي تولّدت عقب الحديث المتنامي عن تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى بيروت، إضافة الى التأجيل المحسوم لمؤتمر «باريس 4» الذي يُعرف بـ«سيدر واحد»، باعتبار أنّ مثل هذه الخطوة باتت رهناً بالتحرّك الذي يقوده الرئيس الفرنسي، ومن أولى النتائج المترتبة على تأجيل الزيارة الرئاسية، ما تردَّد عن نتائج متواضعة حقّقها موفده الخاص المكلّف بملف المؤتمر الى بعض العواصم العربية وحصيلة المشاورات المفتوحة بين العديد من الهيئات الدولية التي تعهّدت البحث في بعض العواصم لمساعدة لبنان على اكثر من مستوى. وعند البحث في هذا المؤتمر، تبرز ملاحظات الجهات الدولية المانحة لجهة تقصير لبنان عن تنفيذ بعض الخطوات الإقتصادية المالية والإدارية الضرورية التي قال بها مؤتمر «باريس 3»، وقبله «باريس 2»، ولا سيما لجهة وضع الموازنة العامة لسنة 2018 والمشاريع المتصلة بمكافحة الفساد، عدا عن الإصلاح الإداري المطلوب في المؤسّسات الإنتاجية، ومصير القانون المتّصل بالمشاركة بين القطاعين العام والخاص الذي لم تبدأ مفاعيلُه العملية بعد رغم إقراره بكلّ ما قال به من آليات وما يمكن أن يشمله لتخفيف حجم الدين العام والهدر.

وإضافة الى ما يمكن أن يتعرّض له مؤتمر باريس، فقد بات ثابتاً أنّ أكثر المؤتمرات أهمّية نظراً لارتباطه بدعم الجيش والمؤسّسات الأمنية والذي كانت ستستضيفه روما نهاية الشهر الجاري، قد أُرجئ الى منتصف آذار المقبل، بناءً على تفاهمٍ مسبَق بين المسؤولين اللبنانيين الذين طلبوا التريّث الى حين إنجاز القوى العسكرية والأمنية تحديد حاجاتها ولأسبابٍ أخرى لم يعلن عنها بعد.

وثمّة مَن يعترف بأنّ التريّث في هذا المجال مرتبط بطلب الجهات المانحة والمقرضة في آن بإخضاع هذه الحاجات إلى ما يُسمّونه «نقاشاً مسبَقاً» معها. وهي أمور مرتبطة بنوعيّة الأسلحة التي يحتاجها لبنان في أكثر من مهمة، ولأكثر من غاية إقليمية وداخلية. فالمواجهة المفتوحة مع الإرهاب ما زالت في أولوية النظرة الى دور الجيش سواءٌ في الداخل أو على الحدود، وكذلك من أجل ضبط الوضع الأمني في الداخل ومنع أيّ حراك يمكن أن يستغلّ النازحين السوريين وشبكات إرهابية نائمة. ولا يُهمل المعنيّون بهذا الملف التردّدات السلبية الناجمة من العلاقة الملتبسة في النظرة الدولية إلى الأمن في لبنان عندما يرتبط بقرار الحكومة النأي بالنفس الذي تبخَّر فور صدوره وبات حبراً على ورق. فالموضوع مرتبط بملف سلاح «حزب الله» في اليمن وسوريا كما في الداخل اللبناني، خصوصاً عقب اللهجة التي تعالت حول دور هذا السلاح منذ أن نشأ الخلاف على الخط الأزرق برّاً، والخط البحري للمنطقة الإقتصادية الخالصة، حيث تركت مواقف بعض القيادات اللبنانية و«حزب الله» ردود فعل سلبية كان يمكن تأجيل الحديث عنها طالما أنّ المواجهة محصورة حتى اليوم بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، وهي مواجهة متكافئة ديبلوماسياً وسياسياً في معزل عن موازين القوة بين الجيشين.

فالأمر مرتبط في نظرهم بدور الأمم المتحدة والرعاية المتوافرة في القرارات الدولية الخاصة بالملف، وهي التي توفّر أولويّة العودة الى القوانين الدولية التي ترعى هذه الخلافات وتتحكّم بها، عدا عن الرعاية الأُمَمية وتلك التي أطلقتها الولايات المتحدة لمعالجة الإشكالات بين البلدَين وصولاً الى اعتقاد بعض أركان الديبلوماسية الفاعلة بأنّه لم يكن ضرورياً إشهار سلاح «حزب الله» حزبياً ورسمياً في هذه الملفات قبل استنفاد التدخّل الرسمي وتجاوز دور المؤسسات العسكرية والأمنية في المرحلة الأولى. اما بالنسبة إلى مؤتمر «بروكسل 2»، فقد تعدّدت الأسباب التي تتحكّم به.

فالملفّ ليس محصوراً بالنازحين في لبنان إنّما سيتناول ملفاتهم في دول الجوار السوري من تركيا الى الأردن وبقية دول الشتات، ومنها دول أوروبية وأخرى عربية وغربية، ولا بدّ من التنسيق في ما بينها رغم الظروف الصعبة التي رافقت التدخّل العسكري التركي المباشر في سوريا، وتلك التي تتحدّث عن مناطق آمنة في الداخل السوري والتي تبخّر معظمها قبل أن ترى النور الى حدٍّ يمكن من خلالها استيعاب نسبة كبيرة من النازحين في الخارج وإعادتهم اليها. وفي ضوء ما تقدّم، نُقل عن مراجع ديبلوماسية قولها عند مقاربة التحضيرات الجارية لهذه المؤتمرات، بأنّها لم تتلمّس حتى اليوم استعدادات لبنانية جدّية ومتكاملة لمواجهة ما هو مطلوب من إصلاحات. وقد سُمع أحد الديبلوماسيين المعنيين يقول بما معناه إنّ التقارير الموضوعة عن الوضع في لبنان ليست مشجّعة في ظلّ المعلومات المتوافرة عن حجم الفساد المستشري في الإدارة والمؤسّسات الإنتاجية والخدماتية عدا عن المشاريع الكبرى التي تتّسم بكمٍّ لا يُقدَّر من السطو على أموال القروض والهبات، كما المال العام في الكهرباء والسدود والمياه والنفط والنفايات والتربية والزراعة ودوائر عدة، عدا عن التهرّب الضريبي ونموّ الدين العام، الى درجة تمنّى فيها ألّا تصبح هذه التقارير في جعبة الجهات المانحة، إذ إنها ستتردّد فور الإطلاع عليها في تقديم أيّ منح أو مساعدات وهبات مالية، وربما القروض بفوائد تشجيعيّة. وحتى يتغيّر شيء ممّا هو مطلوب، ما علينا سوى التريّث والإنتظار، فعهد المعجزات ولّى إقليمياً ودولياً.

 

وثائق التفاوض الأميركي من هوف الى تيلرسون

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 20 شباط 2018

مسعى وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون الأخير، ومعه مساعده ديفيد ساترفيلد، لحلّ أزمة الغاز بين لبنان وإسرائيل، لا يمكن فصلُه عن مسار تفاوض أميركي طويل بدأ منذ العام 2009. وتكشف «الجمهورية» سياقَه غير المعلن كما سجّلته وثائق ديبلوماسية لبنانية وأميركية منذ انطلاقه حتى هذه اللحظة:

أولاً- عام 2009، تبيّن للبنان أنّ اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين قبرص وإسرائيل، كانت نتيجتها خسارة لبنان لنحو 850 كلم من منطقته الخالصة. وسرّبت شركات نفط حينها معلومة تفيد أنّ رئيس الحكومة اللبنانية حينها فؤاد السنيورة بعث في 17-7-2010 برسالة للأمم المتحدة يُستفاد منها أنّ بيروت لا تعترض على هذا الترسيم، ولكن لم يتمّ إشهارُ هذه الرسالة، كما أنّ لبنان لم يفتح ملفّ التدقيق في صحّة هذه المعلومة. وفي كل الحالات فإنّ بيروت رفعت لاحقاً الى الأمم المتحدة مذكرة اعتراض على الترسيم القبرصي ـ الإسرائيلي.

ثانياً- عام 2010 تبرّعت واشنطن بحلّ المشكلة بدلاً من الأمم المتحدة. وتكشف مصادر عسكرية أنه طوال عامَي 2010 ـ 2011 ظلّت السفن الأميركية تجوب يومياً تقريباً، ذهاباً واياباً، السواحل اللبنانية والفلسطينية من بيروت حتى حيفا وتل أبيب، بغرض مسح مناطق الغاز فيها.

وعلى أثرها طرحت واشنطن عبر مبعوثها فريديك هوف أوّلَ تصوّر لحلّ النزاع، ومفاده رسم «خط هوف» الذي يقسم منطقة النزاع (مساحتها 850 كلم مربعاً) الى منطقتين، إحداهما مساحتها 468 كلم 2 وتعطى للبنان، والثانية مساحتها 392 كلم 2 لإسرائيل. وقال هوف حينها للمسؤولين اللبنانيين، إنه «يتوجّب على لبنان أخذ هذا الإقتراح كله أو تركه كله»، أي إنّ واشنطن لن تفاوض لتعديله. عاد هوف لاحقاً الى لبنان في زيارة ثانية لاستكمال مهمّته. ويشرح هوف في محادثات ديبلوماسية منسوبة اليه، سببَ توقيت زيارته وطبيعة مهمّته وما دار بينه وبين المسؤولين اللبنانيين:

وبحسب حرفية ما يقوله هوف، فإنّ هناك سببين لعودته: الأول، «لأنّ إسرائيل مستعجلةٌ حلّ مسألة الحدود البحرية مع لبنان، وهي تعتبر أنّ الوقت هو العدوّ الأكبر لها في هذا الموضوع، نظراً للوضع السياسي والأمني المترهّل في المنطقة، إذ كلما تمّ التأخير في اتّخاذ القرار على هذا المسار، كلما قلت حظوظ نجاحه، ما قد يضيع على إسرائيل تنفيذ خططها الطموحة لدخول طفرة الطاقة». أما السبب الثاني فيتعلّق بمتابعة المقترحات التقنيّة التي كان تقدّم بها في زيارته الأولى المتعلّقة بطريقة معالجة مسألة الحدود البحرية اللبنانية ـ الإسرائيلية».

وشرح هوف اقتراحَه قائلاً: «من الناحية التقنية إنّ الاقتراحات التي أحملها مبنيّة على أساس منهجيّةٍ تطبّقها عادة الدول التي لديها نزاعات بحريّة وانطلاقاً من سوابق دولية عدة.

ومختصر هذه الاقتراحات يهدف الى «تحديد رواق (كوريدور) بحري يكون بمثابة منطقة محظورة، ويخترق (هذا الرواق) خط وسطي أو خط أزرق بحري».

وبكلام مبسط يقترح هوف إنشاءَ مساحة زرقاء (كوريدور) تشمل المنطقة المتنازَع عليها بين لبنان وإسرائيل، ويحظّر على أيٍّ من الطرفين التنقيب فيها، على أن يستمرّ التفاوض في شأنها، وذلك في الوقت نفسه الذي يبدأ فيه الطرفان اللبناني والإسرائيلي التنقيب والإنتاج في حقول الغاز الخاصة بهما والتي هي خارج النزاع، أي إخضاع المنطقة البحرية المختلف عليها للتجميد والتفاوض عليها، ومباشرة عمليات التنقيب والإنتاج في الحقول التي لا خلاف عليها. ولعلّ هذا ما يفسّر إصرار الرئيس نبيه بري على أن يكون الحقل 9 ضمن أوّل مزايدة لتلزيم حقول الغاز اللبنانية.

استبدل هوف في زيارته الجديدة لبيروت لغة التهويل بلغة الترغيب. حيث قال لمحدّثيه اللبنانيين أنّ الطرفين إذا وافقا على مقترحه، وسارا في تبديل قراراتهما في تحديد حدودهما البحرية، فإنهما سيجدان كثيراً من المساعدات التقنية الدولية وخصوصاً من الأمم المتحدة، وسيسهل هذا الأمر الحوار الجدّي في شأن الأمن البحري، وسيتحوّل لبنان محطة اهتمامٍ للمستثمرين في مجال الطاقة».

ويكشف هوف ما توصّل اليه حينها مع المسؤولين اللبنانيين، فيقول إنه لم يحصل على موافقة مباشرة منهم، ولكنّ محادثاته معهم «كانت مفيدة وجيدة». وقال: «لم يقل لي أحد (منهم) إنّ اقتراحاتي غير ممكنة التحقيق، بل شعرت أنّ لديهم حسّاً بالمسؤولية لإفادة البلد».

ويتوقف هوف خصوصاً عند محادثته مع رئيس الحكومة آنذاك نجيب ميقاتي، حيث يقول إنّ الادارة الاميركية تعتبر أنّ لميقاتي دور «المسهّل» داخل الدولة اللبنانية «لإمرار اقتراحاتي»، وأضاف: «أنّ واشنطن تترك لميقاتي تقدير متى يحين الوقت المناسب الذي يصبح فيه الوضعُ الداخلي اللبناني ملائماً للبدء بتنفيذ هذا الاقتراح (أي حلّ هوف)، ذلك أنّ قرار لبنان ليس في يده وحده، فهناك رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ووزراء في الحكومة». وقال هوف «إنّ ميقاتي أبلغني أنه لا يتوقع إيجابيات سريعة على إقتراحاتي التي تقدّمتُ بها. ومع ذلك فإنّ الادارة الاميركية تقدّر التعاون المنهجي لميقاتي، وخصوصاً سعيه الى ضمان موافقة جميع الأطراف اللبنانية على اقتراحاتي».

ثالثاًـ عام 2015 قدّم هوف استقالته تحت مبرّر تقدّمه في العمر، على رغم أنّ إدارة الرئيس باراك أوباما عرضت عليه التخلّي عن كل مهماته السابقة والإستمرار حصراً في متابعة حلّ أزمة الغاز بين لبنان وإسرائيل. وفي أيار 2016 عيّنت الادارة الاميركية أموس هوكشتاين لمتابعة الملف.

يقول هوكشتاين «عند تسلّمي مهمتي فإنّ الفكرة التي تشاركت فيها مع الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ونائب الرئيس بايدين، تتمثّل في أنّ «غاز المتوسط يمكنه أن يجعل كل دول شرق الأوسط تعمل معاً. وأهمية هذه الفكرة أنها تخدم مصلحة إسرائيل وتكسر عزلتها في إقليمها».

ويضيف هوكشتاين: «عندما بدأت مهمتي عام 2016 كانت علاقات إسرائيل وقبرص فاترة، وعلاقاتها مع مصر ناقصة التطبيع، وكان تعاونها ضئيلاً مع قبرص، وعلاقتها مقطوعة مع تركيا. لكنّ المسعى الأميركي لتطوير قطاعات الغاز في هذه الدول، أدّى الى استعادة إسرائيل علاقاتها مع تركيا (تمّ تبادل السفارات) والتطبيع مع مصر والأردن وايضاً مع قبرص».

(الحلقة الثانية: هوكشتاين مقترح مبدأ التوحيد)

 

السعوديّة قد تنسحب من لبنان لاحتراق أوراقها إقليمياً وغياب الرؤية

سيمون أبو فاضل/الديار/19 شباط/18

يعكس المشهد والموقف السياسي الذي شهدهما الاحتفال الذي اقامه رئيس الحكومة سعد الحريري، احياءً لذكرى وفاة والده، الخيار الثابت الذي سيعتمده في ادائه والذي بداء يكونه منذ الازمة الحكومية التي حصلت معه.

ولا يخفي محيطون بالحريري بأن مواقفه تدل على انه حريري «جديد» غير الذي عاش على رهانات وعايش الانهزامات التي كانت تصيب محوره السياسي الاقليمي. ومنها اسقاط حكومته دون اي ردة فعل من واشنطن والرياض اللذين يريدان اليوم ان يوترا الساحة اللبنانية على خلفية تصفية الحسابات مع حزب الله.

فعلى سبيل المشهد وتغييب حلفاء الامس، فإن رئيس المستقبل لا يزال حتى حينه رافض لأي تحالف مع كل من القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والمستقلين الذين انضووا واياه سابقا في تحالف 14 آذار. موضحا بان العلاقة مقطوعة مع كل من الكتائب واللواء ريفي والاحرار والمستقلين فيما الدكتور سمير جعجع يريد اعادة احيائها مع الحريري لان ذلك يشكل مكسبا له على اكثر من صعيد، فيما ريفي مصر على عدم التحاور مع الحريري طالما هو على موقفه هذا وابلغ الوسطاء بانه اذا كان لا بد من محاولات تقريب وجهات النظر فهو مستعد لاستقبال السيد نادر الحريري الذي رفض هذه الخطوة.

ورغم ان الرغبة الخليجية تكمن في ان يتحالف مع هذه القوى في الانتخابات المقبلة، في كافة الدوائر مع استثناء دائرة جزين - صيدا، الذي تقبلت الرياض تحالفه فيها مع التيار الوطني الحر، فإن الطلب السعودي وفق هؤلاء المحيطين به لن يترجم تعاونا مع هذا الفريق السياسي اي 14اذار، ولذلك فضل عدم حضورهم مناسبة استشهاد والده. عدا ان من غير الممكن ان يكون رئيس الحكومة حليفا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويعمد في الوقت ذاته الى مواجهة وزير الخارجية الوزير جبران باسيل انتخابيا بصفته رئيس التيار الوطني الحر، اي حزب رئيس الجمهورية لأن ذلك سيكون له تداعياته على عودته الى رئاسة الحكومة في المستقبل.

ولذلك يستمر رئيس الحكومة في تحصين التسوية الرئاسية التي اوجدت استقرار على الساحة اللبنانية نتيجة طمأنة حزب الله بأن لا انقلاب عليه ولا انخراط لتيار المستقبل في اي محور خارجي لمواجهته. ولذلك لن يكون الحريري رأس حربة سعودية ضد حزب الله من شأنها ان ترتد عليه يوما.

وفي ما خص المواقف السياسية التي يطلقها الحريري، فهي خلاصة قناعة بأن الطائفة السنية في لبنان تمتلك خيارا لبنانيا وليست هي منفذة لأي «اجندة» اقليمية ولذلك يريد تحييدها عن المواجهة المذهبية التي شهدتها المنطقة. عدا ان المغامرات السعودية لم تكن ناجحة في اي من اليمن والعراق وسوريا ومع قطر في موازاة اهمال القيادة السعودية للبنان لتستيقظ على قرار بمواجهة حزب الله الذي بات قوة اقليمية لا يمكن التغلب عليه. وفي ظل الكباش القائم بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبين الحريري بهدف دفع الاخير باتخاذ موقف اكثر تقاربا من الخيار السعودي، يدور الكلام في هذا الوسط بأن السعودية لا تجيد ادارة الملف اللبناني، وتعبت حتى حينه نتيجة فشلها وان ثمة مؤشرات بأنها ستنسحب من الساحة اللبنانية والدليل على ذلك تركها حلفاءها المعارضين للحريري في حال تخبط وانعدام الرؤية. ولذلك فإن الحريري يعمد في هذا الوقت الى تحصين ذاته، لحماية الاستقرار وعدم تذويب قوته امام حسابات سياسية غير مدروسة بدت نتيجتها في عدة دول اقليمية عربية. وآخرها اليمن ومصير علي عبد الله صالح. فالممارسات السعودية مع الحريري منذ سنوات عدة، اوصلته الى نتيجة وقناعة فرضت عليه اعتماد استراتيجية جديدة انقاذية للبلاد بعيدا عن مزايدات القوات والكتائب الذين يمدون الجسور من تحت الطاولات مع حزب الله ولمّا ووجهوا بالرفض نظرا لتواضع احجامهم وادوارهم راحوا يزايدون على الحريري في مواقفهم بهدف ارضاء السعودية وكسب ودها ومالها في حين ان السياسة الوطنية لا تبنى على هذا الاساس، مشيرة الاوساط ذاتها الى ان التحالف مع التيار الوطني الحر يؤدي الى استقرار عدا انه ينسج علاقة جيدة بين الطائفتين السنية والمسيحية نظرا للحجم التمثيلي لهذا الفريق المسيحي. فيما الفريق الآخر يريد ان يكبر حجمه على حساب تيار المستقبل ويضع الشروط مستقويا بالسعودية التي ستخيب ظنه.

 

الإنتخابات النيابية في المناطق الشيعية..الاسم إنتخاب والمُسمّى مُبايعة

د. أحمد خواجة/ لبنان الجديد/19 شباط 2018

يُستدعى المواطنون لتقديم واجب الطاعة، واختيار اللائحة كما صمّمها مهندسو الطوائف ودهاقنة الأحزاب

أولاً: الانتخابات من دون ديموقراطية

تغيب عن الإنتخابات النيابية في معظم المناطق الشيعية ملامح الديمقراطية، وتبقى في مراحلها ترشيحاً واقتراعاً مشوبة بنواقص عدّة واختلالاتٍ فاضحة، فقُطبا الثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل) يختاران المرشّحين في اجتماعاتٍ مغلقة، تطغى على مداولاتها المعايير الشخصية والحزبية، وولاءات المرشحين لأرباب نعمتهم، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح المواطنين المنتخبين، أو في بعض الأحيان مراعاة مشاعرهم، خاصةً بعد إنزال بعض المرشحين بالمظلات كما يقال، في دوائر لا ينتمي إليها هؤلاء، ممّا أثار ويُثير ردود فعلٍ مستنكرة ومستهجنة، ذلك أنّ هذه المناطق تحفل بالمرشحين ذوي الكفاءات العالية، والاستعدادات اللازمة لخدمة مواطنيهم.

ثانيا: الانتخابات "المبايعة"

عندما تُفرض اللوائح من دون استشارة، أو محاولة الوقوف على احتياجات المناطق، أو محاسبة من ثبت تقصيره وفساده، بل يُستدعى المواطنون لتقديم واجب الطاعة، واختيار اللائحة كما صمّمها مهندسو الطوائف ودهاقنة الأحزاب، فإنّ الإنتخابات تتحول إلى ما يشبه "المبايعة" طوعاً أو كرهاً، ومن يخرج على ذلك فلن ينال سوى الخيبة والخذلان، مع ما يلزم من أوسمة "الخيانة والعمالة"، وما يتبعها من إهانات الارتزاق والضلالة.

ثالثاً: المبايعة المُضنية

ليست المبايعة بالأمر الهيّن، فلا بدّ من التحضير والاستعداد والمجاهدة في سبيل ذلك، ولا يخطُرنّ ببال أحدٍ أنّ أرباب الثنائية كانوا غافلين عن جماهيرهم طوال السنوات التي تفصل استحقاقين انتخابيّين، ولهم في سيرة معاوية بن أبي سفيان في التمهيد لبيعة ابنه يزيد خير مثالٍ وقدوةٍ حسنة، فلم يزل معاوية يروض الناس لبيعة يزيد سبع سنين، يُشاور، ويعطي الأقارب ويداني الأباعد، حتى استوثق له من أكثر الناس.

قال للأحنف بن قيس: ما ترى في بيعة يزيد؟

قال: نخافكم إن صدقناكم، ونخافُ الله إن كذبنا.

فلما كانت سنة خمسٍ وخمسين كتب معاوية إلى سائر الأمصار أن يفدوا عليه، وكان فيمن وفد عليه من المدينة محمد بن عمرو بن حزم، فخلا به معاوية وقال له: ما ترى في بيعة يزيد؟

فقال: إنّ يزيد أصبح غنيّاً في المال، وسطاً في الحسب، وإنّ الله سائلُ كلّ راعٍ عن رعيته، فاتّق الله وانظر من تُولّي أمّة محمد. فأخذ معاوية بهرٌ  حتى تنفّس الصعداء، ثمّ قال: يا محمد، إنّك امرؤ ناصح قلت برأيك، ولم يكن عليك إلاّ ذاك، ثم قال: إنّه لم يبق إلاّ ابني وأبناؤهم، فابني أحبُّ إليّ من أبنائهم؛ اخرج عنّي.

ثمّ جلس معاوية في أصحابه وأذن للوفود ،فتكلّم الخطباء حتى وصل الأمر إلى يزيد بن المقنّع فقال قوله المشهور:

أمير المؤمنين هذا- وأشار إلى معاوية- فإن هلك فهذا- وأشار إلى يزيد- فمن أبى فهذا- وأشار إلى سيفه.

فقال معاوية: اجلس، فإنّك سيد الخطباء. لا خيار...هذه هي اللائحة...فمن أبى أو كره، فلن يجد أمامه إلاّ ما قاله معاوية لرجُلٍ قال: إنّي أُبايع وأنا كارهٌ للبيعة، فقال معاوية: بايع أيها الرجل: (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا) .

 

التوازن كشرط أساسي للموازنة وللإنتخابات

الهام فريحة/الأنوار/20 شباط/18

كيف سيتمكَّن المعنيون من التوفيق بين التوازن في الإنتخابات النيابية وإنجاز الموازنة العامة للعام 2018؟

الملفان باتا كالقدر الذي لا مفر منه، فالموازنة مطلوبة داخلياً لضبط الإنفاق، ومطلوبة خارجياً كشرط مسبق لإنعقاد المؤتمرات الثلاثة الخاصة بلبنان.

والإنتخابات النيابية مطلوبة داخلياً لأنَّها مرجأة منذ أعوام، وكان يجب أن تُجرى عام 2013، ومطلوبة خارجياً لإعطاء إشارة إلى المجتمع الدولي أنَّ لبنان يُجدِّد ديمقراطيته: جلسات مناقشة مشروع موازنة العام 2018 بدأت أمس في القصر الجمهوري في بعبدا، الجلسات اللاحقة المتتالية يُفترض أن تتواصل في السراي الحكومي خلال وجود رئيس الجمهورية خارج لبنان، في الزيارتين المتتاليتين إلى كل من العراق وأرمينيا، واللتين تنتهيان بعد غد الخميس. في غضون ذلك سيتلاحق درس الموازنة قبل أن تدهم الإنتخابات الجميع. ولن تكون معركة الموازنة أقلَّ قساوة من معركة الإنتخابات النيابية، لأنها ستكون مرفقة بمعايير الإصلاحات التي يجب أن تتضمنها قبل مؤتمر باريس – 4، الذي بات يُعرَف بـ"سيدر – 1"، والمزمع عقده في أواخر شهر آذار المقبل، حيث وعد كل من رئيسي الحكومة والمجلس بتسريع المناقشات، حتى إذا انتهت في الحكومة يتمُّ الإتفاق فوراً بين الرؤساء على فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي لمناقشة وإقرار الموازنة. والتحدي الأكبر للموازنة، أنَّ الدول المانحة تريد في الموازنة إصلاحات مالية واقتصادية متوازنة كشرط لتكون المساعدات، من أجل الإستثمارات وليس من أجل أشياء أخرى.

مع ذلك فإنَّ الأرقام مخيفة: الإيرادات في المشروع الذي تقدَّم به وزير المال لا تتجاوز الـ 18 ألف مليار، والعجز فيها يقدر بـ 8 آلاف مليار ليرة. هكذا تكون الموازنة مقدرة بـ 26 ألف مليار أكثر من ثلثها عجزاً.

وفي التفاصيل الرقمية المخيفة أنَّ هناك 1500 مليار ليرة لخدمة الدين العام.

و 2000 مليار ليرة لسلسلة الرتب والرواتب.

و 150 مليار ليرة لتنظيف مجرى نهر الليطاني.

و 400 مليار ليرة للجيش اللبناني.

و 150 مليار ليرة للصندوق الخاص لدعم العائلات الفقيرة المستأجرة، بموجب القانون الجديد للإيجارات.

و75 مليار ليرة للإنتخابات النيابية.

هذا هو "رعب الأرقام"، وحين تتم قراءتها، ألا يجدر التوقف ملياً للتفتيش عن كيفية ترشيد الإنفاق؟ الرعب الآخر هو رعب الإنتخابات النيابية في ظلِّ "الغموض البنَّاء أو غير البناء" لنتائج هذه الإنتخابات، وفي ظلِّ قانون جديد لم يعهده اللبنانيون من قبل. بعد أسبوعين من اليوم يُقفَل باب الترشيح، لتبدأ مرحلة تركيب اللوائح التي تنتهي في السابع والعشرين من الشهر المقبل. الموازنة والإنتخابات، إنهما الإختباران الأكثر قساوةً، فهل يتمُّ تمريرهما بأقلِّ خسائر ممكنة؟

 

سقط الحكم في لبنان بالبلطجة والغلاظة ولم تبق لنا سوى ذكرى ريمون اده فإرفعوا اعلامه

بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب/20 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62705

في ايام حكم "البلطجية" و"الغلاظة" نتذكر ريمون اده وكما لتركيا بقي مصطفى كمال رمزاً لسعي الحضارة التركية كذلك تبقى انت يا عميد بروحك وتراثك حاضراً ولو غاب جسدك.

في مصر نهض محمد علي الكبير وارسل كل سنة عشرات الوف المصريين الى فرنسا ليعودوا أطباء ومهندسين ومحامين وقضاة وعلماء و... و... ينهضون بمصر ويخرجونها من التخلف ويدخلونها الى العصر...

ايضاً يذكر المصريون محمد علي الكبير الذي يبقى حاضراً في ضميرهم كلما هموا بالنهضة في مصر.

نلسون منديلا ما زال في ضمير سكان جنوب افريقيا يدعم بطهارته ووطنيته الدولة جنوب افريقيا ولو رحل عنها!

سقط الحكم في لبنان بالبلطجة والغلاظة... ولم يبق لنا سوى ذكراك يا عميد.

ريمون اده ليس هنا، انه مسافر منذ اكثر من خمسة عشر عاماً، مسافر في ضمائرنا ومسافر في محبتنا ومسافر في حريتنا.

أمُرُّ بداره، فإذا هي خالية، لم تعد دار الوحي!

أنت يا عميد من جعل الليل نهاراً والأرض كالمهرجان.

أيها الغاضب الكبير تأمّل كيف اصبح السياسيون كالخرفان، كنت يا عميد تسير فوق الشوك والزجاج وسياسيونا الأكارم نائمون فوق الدجاج، كلامهم براق جداً كثياب الراقصات.

عَمَلْتَ المستحيل من اجل النهوض بلبنانك وحمايته، حاربت اتفاق القاهرة، وطلبت البوليس الدولي قبل أن يأتوا به بعد عشر سنوات، نشرت الأمن حين قبضت في البسطة على "التكميل" وشرّعت عقوبة إعدام القاتل وعلقت المشنقة فَسَادَ الأمن والأمان في لبناننا. اما لبنانهم فهو يحيل الغاء عقوبة الإعدام على المجلس النيابي!

أمّنت للبنانك الإزدهار بقانون سرية المصارف ثم بقانون الإيجار الذي استثنى البناء الفخم فغمرت بيروت بالتوظيفات والإستثمارات في حقل البناء.

كنت اكبر ساخر من لبنانهم، عهد "كول وشكور" ثم عهد "بنص كم وبنص لسان وبنص عقل".

كل الرجال، الرجال معجبون بشجاعتك وصلابتك ووطنيتك، حتى بشير الجميل الذي حارب بأفكارك وجاء يزورك في باريس ليقول لك: "انت محق" ولكنك انفجرت به ولم تقبل حتى مدحه واطراءه لك. ولم تقبل يوماً مقابلة ميشال عون، ادركت معدنه قبلنا جميعاً‍!

حاولوا اغتيالك ثلاث مرات، الكتائب مرة والسوريون مرتين واصابوك في رجلك فكنت تقول: "على رجلي"!

آخر يوم في حياتك قلت لي: "أنا نادم على خلافي مع فؤاد شهاب، لأن هذا الرجل هو الوطني الأول وباني الدولة الأول، فإذا الغطرسة الشهابية بدلاً من أن تنحني لكبريائك تشمت بك! لم يكن المكتب الثاني هو علة الشهابية بل الغطرسة التي جعلت الناس كلها تنتخب ميشال ساسين وتحوله الى زعيم!

حين جاءتك علياء الصلح وهي ريمون اده الآخر بشجاعتها ووطنيتها بشيك من الخليج بعشرة ملايين دولار، مزقته وانفجرت غضباً وأنت تعرف ان علياء التي هي اليوم في عليائها، تعرف نزاهتك، ولكنها تريدك ان تصمد، وتعرف أن السياسة حرب!! وغضبت على علياء لأن ريمون اده لا يستعين في حربه بالشيكات! كان لصائب بك مكانة عندك، وغضبت حين تأخر في اعلان مقاطعة الإنتخابات التي يجريها آل الأسد في لبنان، ولما صدر بيان صائب بك بالمقاطعة، اتصلت به وهو في جنيف لتقول له: "ما بصائب الا صائب".

لقد آمنت يا عميد بأن العمل السياسي عمل من اعمال العبادة له طقوسه ومراسيمه وطهارته ولم تفهم يوماً كيف تُخْرِج السياسة الوطنية من نرابيش النراجيل وطقطقة احجار الزرد كنت كبير في عصر الأقزام.

بعدك يا عميد جاء لبنانهم، مضرَّجاً بالبشاعة والفضائح والخيانة والإغتيالات والذنوب، الرجولة فيه الى غروب، كل السياسيين في لبنانهم تخرجوا من بارات السلطة والمخابرات، كلهم يشغلون وظيفة قرد بين قرود المخابرات يلتقطون ذباب المقاهي وفي موج قهوتهم يُبحرون.

يا عميد شاخ الزمان وانت تبقى شباب!

كل العصافير لها منازل الا العصافير التي تحترف الحرية فهي وحدها تموت خارج الأوطان.

ريمون اده لا يموت، لأن الحرية لا تموت وهو يبقى في ضميرنا رمزاً لعزة وكرامة لبنان.

 

إسرائيل... الفساد وإيران

دانييل غورديس/الشرق الأوسط/19 شباط/18

بدأت أجراس الهاتف تنطلق في الأسبوع الماضي، فقد نما إلى علم الإسرائيليين أن الشرطة على وشك الكشف عن توصيتها بخصوص ما إذا كان ينبغي إدانة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاتهامات الموجهة إليه بالاحتيال والرشوة. كان الإسرائيليون مرابطين أمام شاشات التلفزيون والكومبيوترات في انتظار سماع ما ستعلنه الشرطة. كان نتنياهو من جانبه قد حاول منع الشرطة من إعلان توصيتها؛ لكن المحكمة العليا ألغت قراره، والآن تستعد الشرطة لمخاطبة الجماهير. وجاءت التوصيات واضحة، ذلك أن الشرطة أعلنت أن نتنياهو ينبغي توجيه الاتهام إليه بخيانة الأمانة في قضيتين. ويدعي التحقيق الأول المعروف باسم «القضية 1000» أن نتنياهو قبل هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء مقابل نفوذ. أما «القضية 2000» والمعروفة باسم قضية «يديعوت أحرونوت» فتدعي أن رئيس الوزراء عرض على رئيس تحرير الصحيفة آرنون موزيز دعمه لمشروع قانون، من شأنه إلحاق الضعف بصحيفة «إسرائيل حيوم» المملوكة لرجل الأعمال البارز شيلدون أدلسون، والمنافس الأكبر لموزيز، مقابل الحصول على تغطية إيجابية عبر صفحات الجريدة. كما أوصت الشرطة بتوجيه اتهامات إلى موزيز. الآن، سيتولى المدعي العام أفيهاي ماندلبليت النظر في الاتهامات المثارة في القضيتين.

وكما هو متوقع، نفى نتنياهو تورطه في أي تجاوزات. ومثلما هو متوقع كذلك، طالبت المعارضة داخل الكنيست بتقديمه استقالته فوراً. جدير بالذكر أن القانون الإسرائيلي لا يلزم رئيس الوزراء بالتنحي لمجرد صدور توصية من الشرطة بتوجيه اتهام له. وربما لا يضطر إلى الاستقالة حتى حال توجيه الاتهام إليه، إلا إذا أدين نهاية الأمر. وقد يستغرق صدور قرار الاتهام عاماً، بينما ربما يستغرق صدور قرار الإدانة أكثر من ذلك. أما الأمر الذي يمكنه إسقاط نتنياهو بحق، فهو انهيار الائتلاف الذي يترأسه؛ إلا أنه - في الوقت الحالي على الأقل - يبقى شركاؤه المهمون داخل الائتلاف متمسكين بالوقوف إلى جواره. من جانبه، بمقدور موشيه كاهلون، رئيس حزب كولانو، تدمير الائتلاف من خلال الانسحاب منه؛ لكنه لا ينوي الإقدام على ذلك. كما وافق نافتالي بينيت، رئيس حزب البيت اليهودي القومي اليميني، ومصدر القلق السياسي الأول بالنسبة لنتنياهو، على أنه لا يتعين على نتنياهو التقدم باستقالته في الوقت الراهن. ومع هذا، يبدو أنه حرص على ترك جميع الخيارات مفتوحة أمامه، من خلال توجيهه سهام النقد إلى رئيس الوزراء؛ لإخفاقه العمل كقدوة يحتذى بها على صعيد السلوك الأخلاقي.

وماذا عن الرأي العام؟ إذا ما قيمنا الوضع على أساس الصحف الصباحية، فإنه يبدو أن قطاعات عريضة قد بلغت حد السأم. يذكر أن «يديعوت أحرونوت» (الصحيفة ذاتها التي تشير مزاعم إلى أنها سعت لكسب نفوذ بغير حق) نشرت صفحة غلاف تحمل صورة لرئيس الوزراء تحمل كلمة «رشوة» في حروف كبيرة بارزة. وحرص كثير من أصحاب مقالات الرأي بالصحيفة، وهم من أصحاب المقالات الأكثر قراءة داخل إسرائيل، على الإشادة برئيس تحرير الصحيفة (المتهم هو الآخر)؛ لكنهم أعربوا بوضوح عن شعورهم بأن نتنياهو فقد ثقتهم.

وهنا يظهر السؤال: هل رئيس الوزراء في طريقه نحو حالة من القفر والجدب السياسي؟ في الواقع، لا يزال من المبكر للغاية حسم هذا الأمر. ورغم أن الأسابيع الأخيرة شهدت اندلاع مظاهرات ضخمة في تل أبيب اعتراضاً على الفساد السياسي، تبقى الحقيقة المحزنة، أن الإسرائيليين لم يعودوا شاعرين بالصدمة إزاء مثل هذه الاتهامات، وانحسرت ثقافة التعامل بصرامة تامة مع الفساد التي لطالما تميزت بها إسرائيل. جدير بالذكر أنه عام 1977 عندما كشفت الصحف أن زوجة رئيس الوزراء آنذاك إسحق رابين، ليا، تحتفظ بحساب مصرفي صغير بالخارج (منذ أيام عمله سفيراً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة)، وهو إجراء كان يحظره القانون الإسرائيلي آنذاك، انفجرت موجة من الغضب العارم بالبلاد، واضطر رابين إلى تقديم استقالته. بيد أن اللافت أنه منذ ذلك الحين أصبح الفساد متفشياً. يذكر أن إيهود أولمرت استقال من منصبه كرئيس للوزراء عام 2009، بعد ظهور مزاعم بتورطه في فساد. في فبراير (شباط) 2016، أصبح أول رئيس وزراء سابق يتعرض للسجن (أطلق سراحه بعد بضعة شهور). وقد انضم إلى موشيه كاتساف الذي استقال من منصبه كرئيس في يوليو (تموز) 2007، بعدما تعرضه لاتهامات بالاغتصاب. وقد تعرض كاتساف هو الآخر للإدانة والسجن في ديسمبر (كانون الأول) 2011. وتشارك كاتساف الزنزانة ذاتها مع شلومو بينيزري، وزير العمل والرفاه الاجتماعي السابق، الذي أدين بتهمة الاحتيال. كما أدين العشرات من أعضاء الكنيست والمسؤولين الحكوميين الآخرين باتهامات احتيال واتهامات أخرى.

والآن، يبدو أن الحاخام الأكبر السابق في طريقه إلى السجن، في صفعة مدوية للأخلاق الاجتماعية التي سادت يوماً ما إسرائيل. ومع أنه لا يزال بمقدور الرأي العام الشعور ببعض الارتياح إزاء حقيقة أن القضاء أثبت نجاحه في محاكمة حتى أعلى المسؤولين شأناً، تظل الحقيقة أن الفساد لم يتراجع.

ومع هذا، يبقى أحد العوامل الكبرى التي تميل لصالح نتنياهو متمثلاً في شعار «الأمن أولاً وقبل أي شيء» الذي يسود أرجاء إسرائيل. هذا الأسبوع، أسقطت إسرائيل طائرة دون طيار إيرانية اخترقت مجالها الجوي، ما أدى لشن إسرائيل غارة قصف جوي ضد مواقع سورية وإيرانية داخل سوريا، تعرضت خلالها طائرة «إف 16» للإسقاط، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1986. وأعقبت إسرائيل ذلك بشن هجمات مكثفة ضد مزيد من المواقع السورية والإيرانية التي يعتقد الجيش أنه بتدميره إياها قضى على نصف الدفاعات الجوية السورية. من جانبها، وصفت بعض الصحف الإسرائيلية هذا الحادث بأنه المعركة الأولى في حرب إسرائيلية - إيرانية محتومة؛ أما التساؤل الذي يشغل بال كثير من الإسرائيليين: متى سوف تشتعل هذه الحرب؟ وربما يخدم هذا الوضع نتنياهو، وذلك لرغبة الإسرائيليين في التعرف على من يملك القدرة الأكبر على حمايتهم. ويولي الإسرائيليون نتنياهو ثقتهم، ويشعرون بأنه قادر على القتال إذا تطلب الأمر، دون تهور مفرط، ويرون أنه أثبت أكثر من أي سياسي إسرائيلي آخر، أنه صوت العقل في أوقات الأزمات. وبالنسبة لدولة لم تنعم بيوم سلام منذ عام 1948، فإنه مهما بدت مزاعم الفساد قميئة وكريهة، فإن القائد الحصيف يبقى أهم ما يسعى وراءه الإسرائيليون، أكثر عن أي شيء آخر.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

صراع القوتين العظميين في سوريا

إيلي ليك/الشرق الأوسط/19 شباط/18

إذا كنت تنصت فقط لما يصدر عن الكرملين والبنتاغون، فربما لم تعلم أن روسيا هاجمت قوات أميركية وحلفاء لها داخل سوريا الأسبوع الماضي، وسقط عدد كبير من الضحايا. واعترفت جميع الأطراف بوقوع حادث داخل قاعدة أميركية في دير الزور، وأن عناصر تتبع النظام السوري وميليشيات شيعية شاركت في الهجوم. واعترف البنتاغون والكرملين بـ«مرتزقة» روس شاركوا في الهجوم أيضاً. إلا أن الخطاب الرسمي السائد حالياً يشير إلى أن هذه العناصر مارقة، وأن موسكو لا علم لديها بالأمر. وعندما استفسر مراسلون عن الحادث من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، وصف الأمر برمته بالمثير للحيرة. وقال: «ليست لديّ أدنى فكرة لماذا هاجموا هذه النقطة، فقد كان من المعروف وجود القوات هناك، ومن الواضح أن الروس كانوا على علم بذلك. وقد كنا دوماً على علم بأن ثمة عناصر في هذه المعركة المعقدة ليس للروس سيطرة عليهم». الآن، من الواضح أن ماتيس رجل شديد الذكاء، ومن المحتمل أن الحيرة والارتباك اللذين تحدث عنهما ليسا سوى مثل وصف أفلاطون بـ«الكذبة النبيلة»، في إشارة إلى الأكاذيب التي قد يتفوه بها قائد ما لتحقيق نفع اجتماعي أكبر. وإذا كان ماتيس أقر بما هو واضح -أن الكرملين أصدر أمراً بشن هجوم مباشر ضد قاعدة ترعاها الولايات المتحدة من جانب أفراد غير نظاميين- فإنه يخاطر بذلك بإثارة تصعيد ربما يخرج عن نطاق السيطرة داخل سوريا. وعليه، بدا من الأفضل التعبير عن الحيرة، ومنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة التراجع ونفي تورطه في الحادث، الأمر الذي فعله نهاية الأمر رغم الخسائر البشرية الضخمة في صفوف المرتزقة التابعين له.

ومع هذا، تظل الحقيقة أن ثمة أدلة قوية تشير إلى أن المتعاقدين الروس كانوا يعملون بناءً على أوامر صادرة عن الكرملين. الأدهى من ذلك، أن الروس كانوا يعلمون بوجود قوات أميركية في دير الزور، التي كانت جزءًا من اتفاقات متعاقبة لخفض التصعيد داخل سوريا.

ودعونا نشير هنا إلى التغطية الرائعة التي قدمها زملائي في «بلومبيرغ نيوز»، حول أن الجرحى من المرتزقة جرى نقلهم جواً لتلقي العلاج في مستشفيات في موسكو وسانت بطرسبرغ.

وأخبرني مسؤولون أميركيون يراقبون الوضع في سوريا أنه ما من شك في أن المؤسسة العسكرية الروسية كانت على علم بالهجوم الذي وقع في دير الزور. وأخبرتني إيفيلين فاركاس، نائبة مساعد وزير الدفاع سابقاً لشؤون روسيا وأوكرانيا والمنطقة الأوروآسيوية، الخميس، بأنه: «أي مرتزق روسي سواء داخل أوكرانيا أو سوريا، يعمل لحساب الحكومة الروسية». المؤكد أن ما وقع ليس بحادثة، خصوصاً بالنسبة إلى شركة «واغنر». ويُذكر أن أحد قياديي الشركة، دميتري أوتكين، لفتنانت كولونيل سابق في وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية المعروفة اختصاراً باسم «جي آر يو». ويرتبط أوتكين وشركته عن قرب برجل الأعمال البارز يفغيني بريغوزين، المعروفة باسم «الشيف الخاص ببوتين»، وذلك لأنه يملك الشركات التي توفر خدمات الطعام للكرملين. ويعد مقاولون مثل «واغنر» جزءًا أساسياً من الاستراتيجية الروسية الأكبر المتمثلة في «الحرب المختلطة» بهدف تعزيز المصالح الروسية، مثل نشر مقاتلين من دون زي رسمي للمعاونة في فرض السيطرة على القرم واقتناصها من أوكرانيا عام 2014. من جهته، قال ماتي سوميرانو، الباحث لدى «معهد دراسات الحرب»، في حديث له معي الأسبوع الماضي: «إنهم يعاونون روسيا في إضفاء هالة من الغموض على الدور الروسي في سوريا. في شرق سوريا، يمكن لوزارة الدفاع الروسية القول بأنه: لا ندري أنهم كانوا يفعلون ذلك. إلا أنه من المحتمل للغاية أنه كان هناك نوع من التوجيه من قبل القيادات العليا داخل الكرملين». وأخيراً، ثمة حجة استراتيجية وراء مشاركة روسيا في الهجوم على دير الزور، ذلك أن السياسة الأميركية في الوقت الراهن مثيرة للحيرة بعض الشيء. عندما يناقش ماتيس ومسؤولون أميركيون آخرون المهمة الأميركية في سوريا علانية، يقولون إنها محاربة «داعش» فحسب. حتى الآن، لا توجد سياسة رسمية إزاء ما إذا كان دور القوات الأميركية يتضمن التصدي للجهود الروسية - الإيرانية لمعاونة نظام بشار الأسد في إعادة الاستيلاء على أراضٍ فقدها النظام في أثناء الحرب الأهلية.

أضف إلى ذلك الرسائل المختلطة الصادرة عن الولايات المتحدة، الشهر الماضي، عندما أخفقت في وقف تركيا عن قصف مدينة عفرين الواقعة تحت سيطرة الأكراد. وبينما حاولت الولايات المتحدة إنهاء الهجوم التركي عبر السبل الدبلوماسية، فإنها لم تقترح توفير الحماية للمقاتلين الأكراد المتحالفين مع قوات حماية الشعب الذين ظلوا داخل المدينة. جدير بالذكر أن قوات حماية الشعب تشكل حليفاً محورياً للولايات المتحدة في الحملة ضد «داعش». وقد انتقل المقاتلون الأكراد المتمركزون في دير الزور إلى عفرين خلال الأسابيع الأخيرة للمشاركة في القتال، الأمر الذي جعل هذا الجيب هدفاً أكثر جاذبية للتحالف الروسي - الإيراني داخل سوريا. وبالنسبة إلى بوتين، الذي سبق أن قصفت قواته الجوية جيوباً أخرى لقوات مدعومة من قبل واشنطن داخل سوريا، فإن عجز الولايات المتحدة عن منع حليف لها داخل «الناتو» (تركيا) من مهاجمة حليف آخر داخل عفرين، يعد مؤشراً على الضعف. وكان الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي في دير الزور من قبل مرتزقة فرصة للتعرف على حجم رد الفعل الأميركي. النبأ السار هنا أن رد الفعل الأميركي كان سريعاً وقاسياً. ورغم عدم توافر أرقام مؤكدة، فإن بعض المصادر الإخبارية الروسية قدّرت أعداد الضحايا بـ200 قتيل في صفوف المرتزقة.

ويعيدنا ذلك إلى ماتيس والسبب وراء رفضه إلقاء اللوم مباشرة على روسيا في الحادث. في حديثه معي، قال فاركاس: «أعتقد أنه كان متحيراً، لأنه كان يبعث برسالة إلى الروس مفادها: سأمنحكم فرصة الإفلات من هذا الأمر، لكن لا تكرروه ثانية. أما الروس فيدركون جيداً أنهم يلعبون بالنار، بالنظر إلى رد فعلهم».

إلا أن هذه الكذبة النبيلة تحمل جانباً سلبياً يتمثل في أنه بالنظر إلى أن مثل هؤلاء المتعاقدين أمثال «واغنر» يشكلون جزءًا محورياً من الاستراتيجية الروسية الأوسع، فإنه من المهم أن تحرم الولايات المتحدة، روسيا من قدرتها على نفي تورطها في مثل هذه الحوادث. وينبغي إخبار روسيا بصورة مباشرة بأن أي هجوم يشنه مرتزقة ينتمون إليها سيجري التعامل معه باعتباره هجوماً شنته قواتها المسلحة.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

هذا يحدث للمرة الأولى

غسان شربل/الشرق الأوسط/19 شباط/18

لم يعِش العراق وضعاً مشابهاً على رغم قسوة ما عاشه. ولم تشهد ليبيا شيئاً مماثلاً على رغم ما تشهد. ولم يعرف لبنان في ذروة حروبه وضعاً مماثلاً. يمكن قول الشيء نفسه عن الصومال وأفغانستان وسائر البلدان التي تصدعت وحدتها وسيادتها ووقعت أسيرة تدخلات جيرانها ومن هم أبعد منهم. قصة سوريا مختلفة وفريدة. لم يسبق أن التقت على ملعب واحد كل هذه الأعلام والمصالح والأخطار والجيوش والميليشيات والتمزقات الداخلية والمبارزات الإقليمية والتجاذبات الدولية. من الجنوب إلى إدلب وحميميم وعفرين تبدو سوريا مستودعاً لبراميل البارود. إنها بلد وقع في قلب نزاع جيواستراتيجي واسع ومعقد يستحيل حسمه بالقوة ويصعب فيه توزيع الخسائر والأرباح. وهذا يحدث للمرة الأولى. من يعرف سوريا قبل انسحاب جيشها من لبنان في 2005 يدرك هول ما أصابها. قبل ذلك التاريخ كانت سوريا لاعباً بارزاً في محيطها المباشر وعلى رقعة الشرق الأوسط. ولطالما نعتها دبلوماسيون بأنها «العقدة والحل» و«المعبر الإلزامي» و«الشريك الذي لا بد منه» في أي مقاربة لأزمات المنطقة. كان لا بدّ من دمشق في أي حديث عن عراق ما بعد صدام حسين. ولا بدّ منها في أي بحث عن مستقبل لبنان. ولا غنى عن معرفة موقفها في أي سعي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية.

وأتقنت سوريا تلك لعبة جمع الأوراق. استضافت معارضات كثيرة. عراقية ولبنانية وفلسطينية وكردية وخليجية وحتى باكستانية. استضافت المعارضات وبرمجت تحركاتها في ضوء مصالحها. وكثيراً ما حصلت على مكافآت لنجاحها في ضبط الشياطين التي استقبلتها ورعتها. وهكذا كانت سوريا تلعب على أراضي الآخرين وتملك ما تلوّح به أو تقايض عليه.

كانت سوريا تلك حليفة لإيران لكنها كانت تدرك في الوقت نفسه أهمية المثلث السعودي - المصري - السوري كعمق عربي يضمن توازن سياساتها ويوفر الحماية لمواقفها. وكانت سوريا حليفة للاتحاد السوفياتي من دون أن تتحول «وكيلاً سوفياتياً». كانت تجلس في حضن موسكو وعينها على واشنطن. وكانت تقرأ الأحداث الدولية وتتكيف. حين شعر حافظ الأسد بانحسار الاتحاد السوفياتي أرسل قوة للمشاركة في حرب تحرير الكويت ولو ضمن ضوابط معينة. حدث آخر يدل على البراعة. في الحرب العراقية - الإيرانية طلب الإيرانيون من سوريا صواريخ أرض - أرض. لم يرد الأسد الأب، وعلى رغم العداء المستحكم مع صدام حسين، أن يسجل التاريخ أن إيران قصفت المدن العراقية بصواريخ من الترسانة السورية. نصحت الأجهزة السورية الزوار الإيرانيين بطرق أبواب طرابلس حيث تكفلت حماسة عبد السلام جلود ومعمر القذافي بتأمين الصواريخ مجاناً.

حادثة أخرى ذات دلالات. ذات يوم أخلت إيران بالتزامها توفير شحنة نفطية كاملة لسوريا. ردت الأجهزة السورية بمنع انتقال الإيرانيين من سوريا إلى لبنان وبالعكس. كانت الرسالة واضحة ومفادها أن مفتاح وصول إيران إلى «حزب الله» اللبناني موجود في دمشق وبيد سلطاتها.

كانت سوريا تجمع الأوراق لتحريكها في الوقت الملائم. وكانت تفاخر في الغرف المغلقة أن سلاحها الأهم هو عجز القوى الخارجية عن امتلاك أوراق داخل سوريا وتحريكها. أعطت لعبة تجميع الأوراق سوريا قوة أضيفت إلى قوة موقعها الجغرافي واستقرارها الصارم. الصحافيون الذين رافقوا لقاء حافظ الأسد مع بيل كلينتون في جنيف في مارس (آذار) 2000 لمسوا أن سوريا نجحت في إعطاء نفسها حجماً يفوق قدراتها الفعلية. ما أبعد المسافة بين المشهد السوري السابق والمشهد الحالي. الجيش الروسي هو من أنقذ النظام السوري من الانهيار على حدّ ما أعلنت موسكو. لروسيا قواعد شرعية ومعلنة على الأرض السورية. ولأميركا قواعد ومطارات في شرق الفرات.

أخطر من الجنرالات الأميركيين هناك جنرال اسمه الوقت يعمل ضد روسيا التي لم تستطع إرفاق إنقاذ النظام بفرض حل سياسي. الأيام الماضية شهدت سلسلة انتكاسات روسية. إسقاط الطائرة الروسية وتعثر سوتشي والتباين المتزايد بين روسيا وإيران وتركيا، فضلاً عن فضيحة المرتزقة الروس الذين سقطوا بنيران أميركية. تتضاعف الإثارة في قصة المرتزقة الروس حين نقرأ أن سيدهم ومرجعهم هو من يطلق عليه لقب «طباخ الكرملين». وأن همهم الأساسي تأمين حقول الغاز أو النفط وتقاضي عمولة مرتفعة في مقابل هذا الدور. وأن هذا الطمع هو ما حرك هجومهم الأخير الذي وفر لأميركا فرصة تأديبهم وفضح دورهم في سوريا. لا يتوقف الأمر عند وجود الجيشين الروسي والأميركي داخل الخريطة السورية كل إلى جانب حلفائه. هناك الوجود الإقليمي أيضاً. إيران موجودة بـ«حرسها الثوري» والميليشيات التابعة لها، وتشدد على أن وجودها شرعي وتم بناء على طلب من الحكومة. والجيش التركي يقاتل في منطقة عفرين لتشتيت الكيان الكردي وبلورة منطقة آمنة على الجانب السوري من الحدود. لم تستأذن أنقرة دمشق للدخول إلى الأراضي السورية. أغلب الظن أنها اكتفت بقبول روسي حصلت عليه مكافأة لها على المشاركة في رعاية مسار سوتشي. أكثر من ذلك ما تردد من أن أنقرة اقترحت على وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون انتشاراً عسكرياً أميركياً وتركياً في منبج في مقابل انسحاب القوات التركية منها. وما تردد أيضاً عن اقتراح موسكو إلباس المقاتلين الأكراد ثياب الجيش السوري في عفرين لإبعاد احتمال الاجتياح التركي. مشاهد غير مسبوقة. تعلن إسرائيل للمرة الأولى أن طائراتها استهدفت مواقع إيرانية على الأرض السورية. ويرفع بنيامين نتنياهو جزءاً من حطام «درون» إيرانية قال إنها اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي. ويهدّد أمام مؤتمر ميونيخ باستهداف إيران نفسها وعدم الاكتفاء بوكلائها. كل هذا من دون أن ننسى المتطوعين الذين تسللوا إلى الأرض السورية من الجوار وأماكن بعيدة. جاء مقاتل من كازاخستان لقتل مؤيدي النظام وجاء مقاتل من أفغانستان لقتل معارضيه، وللمهمتين نكهة مذهبية صريحة. تجاوزت أخطار الحريق السوري أخطار كل الحرائق الأخرى. السفير الفرنسي السابق في دمشق ميشال دوكلو كتب في صحيفتنا داعياً إلى الإفادة من فكرة اتفاق دايتون الذي أنهى حروب الانفجار اليوغوسلافي عبر جمع أصحاب المصالح حول طاولة واحدة. لا تبدو الظروف ناضجة إقليمياً ودولياً لطاولة من هذا النوع. المأساة السورية مفتوحة على أخطر الاحتمالات. والسوري هو اللاعب الأضعف في اللعبة الحالية على أرضه والقرارات الأخطر تتخذ في غيابه. هذا يحدث للمرة الأولى.

 

الأزمة السورية والتدخلات الأجنبية

فايز سارة/الشرق الأوسط/19 شباط/18

يلاحظ بعض المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي ولا سيما على موقع «فيسبوك»، أن سوريين يضعون لافتات تشيد بالوجود الأجنبي ولا سيما العسكري في سوريا، الأمر الذي جعل بعضهم يذهب إلى قول، إن السوريين باتوا يرحبون باحتلال بلادهم من قبل دول وميليشيات مسلحة. وللحق، فإن ثمة ما هو واقع في هذه الملاحظة. فبعد توسع عمليات القمع الدموي التي باشرها نظام الأسد قتلاً وجرحاً واعتقالاً للسوريين وحصاراً وتدميراً للمدن والقرى والأحياء الثائرة، ارتفعت أصوات سورية في أواخر عام 2011، تطالب بالتدخل الدولي من أجل لجم السياسة الدموية للنظام ووضع حد لها، فيما اتجه النظام للاستعانة بحلفائه الإيرانيين وميليشياتهم اللبنانية والعراقية والأفغانية والإيرانية لقمع حركة الاحتجاج الشعبي بعد أن عجز وحيداً عن فعل ذلك، وسط تزايد عدد ومساحة المناطق الخارجة عن سيطرته، وبهذا فتح الباب واسعاً أمام التدخل العسكري الأجنبي في البلاد. وبطبيعة الحال، فقد طورت القوى الأجنبية تدخلاتها العسكرية في العامين الأخيرين وخصوصاً الحليفة لنظام الأسد. فبعد أن دفعت إيران بميليشياتها للقتال إلى جانب النظام في العامين الأولين 2011 - 2012 زاد عدد مستشاريها الأمنيين والعسكريين والتقنيين، ثم دفعت بقواتها من الحرس الثوري للقتال ضد جماعات المعارضة المسلحة، وبنت قواعد لها في عدد من المناطق السورية ولا سيما في ريفي دمشق وحمص، ومضت روسيا في خطوات مماثلة، فعززت وجودها العسكري والأمني والتقني، قبل أن ترسل قواتها البحرية والجوية أواخر عام 2015 للمشاركة الأوسع والأهم في الحرب، وقامت بتثبيت وجودها في قواعد برية وبحرية وجوية في مناطق سوريا الغربية ومطاراتها.

ومما لا شك فيه، أن تطورات الوجود العسكري لحلفاء النظام، وتأثيراته على الصراع في سوريا وحولها، دفع دولاً أخرى للبحث عن موطئ قدم على الأرض السورية، ولئن كان البعض منهم له وجود غير مباشر عبر علاقاته وصلاته بأطراف مسلحة مثل الولايات المتحدة، التي لها علاقات قوية مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (Pyd) وميليشياته من وحدات الحماية الكردية، وتركيا التي لها علاقات مع أغلب جماعات المعارضة المسلحة، فإن تلك الدول اندفعت باتجاه إرسال قواتها مباشرة إلى الداخل السوري، فأرسلت واشنطن إضافة إلى الخبراء والمستشارين جنوداً وأسلحة، وأقامت قواعد جوية وبرية في شمال شرقي سوريا، فيما دفعت تركيا بقواتها بالمشاركة مع جماعات المعارضة المسلحة في موجتين، كانت أولاهما عملية درع الفرات التي دخلت محيط جرابلس أواسط 2016، ثم عملية غصن الزيتون، التي توجهت إلى عفرين في 2018 لطرد وحدات الحماية الكردية من هناك التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (Pyd).

وباستثناء الوجود الأجنبي السابق والكبير نسبياً الذي بات يسيطر على غالبية الأراضي مباشرة، أو عبر حلفائه المحليين من قوات الأسد وقوات الحماية الكردية وتشكيلات المعارضة المسلحة، فإن هناك وجوداً عسكرياً مباشراً لدول أخرى لها علاقات ونفوذ على بعض التشكيلات المسلحة.

إن الانعكاس المباشر للتدخلات الأجنبية ولا سيما العسكرية على واقع الصراع السوري، جعل من سوريين ينظرون بشكل متفاوت لهذا الوجود. فبدا من الاعتيادي أن ينظر مؤيدو النظام إلى الروس والإيرانيين وميليشياتهم باعتبارهم حماة لهم ولنظامهم، وأن ينظروا للأتراك باعتبارهم قوة احتلال، وهو موقف يخالف كلياً نظرة فئات من معارضي النظام الذين يرون في الأتراك حلفاء لهم في مواجهة نظام الأسد وحلفائه من روس وإيرانيين وميليشيات باعتبارهم محتلين، خاصة في ضوء ما تم من اتفاقات جرى توقيعها بين النظام والطرفين الروسي والإيراني.

وبخلاف ما سبق، فإن الموقف من الوجود الأميركي بدا أكثر تعقيداً. ووحدهم أكراد (Pyd) وحلفاؤهم، كانوا متحمسين للوجود العسكري الأميركي باعتباره قوة دعمهم السياسي والعسكري في مواجهة الآخرين، وكانوا الأكثر شراسة في مواجهة الوجود العسكري التركي الذي يستهدفهم، ويعتبرهم «جماعة إرهابية» تمثل امتداداً لحزب العمال الكردي في تركيا (Pkk)، فيما يحيط الضباب بموقفهم من الوجودين الإيراني والروسي، بينما يعارض أغلب السوريين من النظام والمعارضة الوجود الأميركي من منطلقات ليست واحدة، أبرزها موقفهم من ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (Pyd).

وسط تلك اللوحة المعقدة من المواقف حيال الوجود العسكري الأجنبي، لا يمكن القول، إن السوريين أو جزءاً كبيراً منهم يرحب بالاحتلال الأجنبي لبلدهم، كما يلوح للبعض أو يتوهم. بل الأمر لا يتعدى صلة موقفهم بواقع الصراع السياسي والمسلح الذي صاروا إليه والذي تهددهم تداعياته بشراً وكياناً، تضاف إلى التدخلات الدولية والإقليمية العنيفة، التي اتخذت من بلدهم وأرضهم ميداناً لتصفية حساباتها، وخدمة استراتيجياتها في المنطقة. ومما لا شك فيه، أن تلك الحيثيات، تجعل من أي مواقف سورية تتناغم مع إحدى قوى الوجود والاحتلال العسكري لأرض سورية، مواقف غير حقيقية، وغالباً هي مواقف «مؤقتة» مرهونة بوقف الحرب وعودة السلام إلى سوريا، التي كثيراً ما حفل تاريخها بما فيه الحديث باحتلالات أجنبية انحسرت، وشهدت انقسامات وصراعات داخلية انتهت، وكلتاهما دفعت السوريين بكل مكونات جماعتهم الوطنية إلى تأسيس كيانهم الواحد في منتصف ثلاثينات القرن الماضي، التي بلورت صورة سوريا، التي كانت عليها في عام 2011، والتي وإن قال البعض إنها لن تعود، فإن صورة سوريا المقبلة، لن تكون بعيدة كثيراً، عما كانت عليه كدولة مستقلة، فيها أغلب مكوناتها القومية والدينية والطائفية.

 

غراندايزر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/19 شباط/18

كل مرحلة في التاريخ لها بطلها. كل بلد، كل جماعة، كل قارة. مَن يخلق البطل؟ الشرير. في الأسطورة وفي الحقيقة، لأن من دون ظهوره سوف يظل الشر مستفحلاً والأشرار مستكبرين. لا بدّ أن يطل من مكان ما، مثل هرقل أو عنترة. وفي الماضي كان يمكن أن يكون الشرير تنيناً أو مخلوقاً هائلاً متعدد الأذرع والأرجل، أو حيواناً ضخماً كالديناصور. لذلك كان لا بدّ من بطل خارق مثل سوبرمان، أو طرازان، الذي في الغابة بخفة سنجاب وقوة أسد. مع تحديث صورة الشر، كان لا بدّ من تحديث صورة البطل ومنحه ميزات التفوق والانتصار. لم يعد أحداث العصر يصدقون حكاية التنين الذي يخطف عذارى المدينة، فصار التنين الحديث آلياً، «غراندايزر»، أو شيئا من هذا القبيل. يقول عالم النفس كارل غوستاف يونغ إن «البطل» هو أول شيء بحث عنه الإنسان في اللاوعي الجماعي. ولا يزال. فالأعجوبة الألمانية الغربية بعد الحرب لم تكن تنسب إلى الشعب الألماني، بل إلى اقتصادي واحد هو لودفيغ ارهارد. والذي أنهض أميركا من كارثة الركود ليس الشعب الأميركي بل الرئيس روزفلت. لا شيء يبعث الطمأنينة في الناس مثل شعورهم بأن هناك «بطلاً» جاهزاً للتصدي والدفاع عن ضعفهم. والسينما اليوم – أو التلفزيون – هي التي تصنع لنا الأبطال والأشرار. وتعرف الناس مسبقاً أن ما تراه خيالا صعبا حتى في الخيال، لكنها تشاهد وتتمتع وتصدق أن رجلاً طار من مبنى إلى آخر، وكاد يسقط عن علو طابق لولا أنه تمسك بحافة نافذة في الطابق الخامس والعشرين، ودخل منها إلى الشقة ليكمل المطاردة، لكنه وجد امرأة حسناء تهتف لرؤيته، إلا أنه لم يلتفت لها بل أكمل مهمته. هذه أيضا من شيم الأبطال.

لم يكن البطل في التاريخ مقاتلاً فقط، أو جباراً ذا قوة هائلة، بل كان أيضا ذلك الكريم الأسطوري حاتم الطائي. أو ذلك الحكيم الذي قدم النصائح والمعرفة في حقول الصين. أو الطبيب الذي لم يخش معالجة مصابي الطاعون والبرص. وفي ذروة صراعها الإعلامي مع الأمير تشارلز، ذهبت الأميرة ديانا إلى مصح للبرص والتقطت الصور مع مرضاه. إنها البطلة المؤاسية للمعذبين، فيما معذبها منصرف إلى الحياة مع خليلته. وقد تبعها الملايين حول العالم ونفروا من زوجها الظالم. ولم يتوقف أحد لحظة عند أن قصة ديانا وتشارلز هي في نهاية الأمر حياة زوج وزوجة مثل سائر البشر، تعلو وتهبط وقد تسقط أحياناً. لكن الناس لا تطيق اضطهاد بطلتها.

 

طهران من موسكو: التوأمة سورياً ونظام أمني جديد

راغدة درغام/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 20 شباط 2018

تحت عنوان «روسيا في الشرق الأوسط: اللعب على كافة الحقول» عقَد «نادي فالداي» مؤتمراً يومَي الإثنين والثلثاء افتَتحه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف بنبرةٍ مزَجَت بين التّحذير والإنذار والدعوة إلى الحوار. تحذير لافروف أتى بصيغة اتّهام الولايات المتّحدة باتّخاذ «خطواتٍ استفزازيّة» في محاولات «تقسيم سوريا» وإنذار «الزّملاء الأميركيّين بألّا يلعبوا بالنار». أمّا الدعوة الى الحوار فأتَت عبر دعم الصيغة لتوطيد أسس التعاون بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي التي تقدّم بها رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن «فنحن نَدعم هذه المبادرة»، قال لافروف. ظريف حذَّر من تفرّع الشبكات الإرهابية إلى «عتبة روسيا وإيران» وأنذَر من إفرازات «بدعة» السياسات والتّهم الإسرائيلية الجديدة وإلقاء اللوم على إيران وروسيا في سوريا. أمّا دعوتُه الى الحوار فوجَّهها الى دول مجلس التعاون الخليجي للاتّفاق على «آلية جديدة للأمن الخليجي» تضَع «ترتيباتٍ أمنيّة إقليمية» في حوارٍ ينطلق من الفقرة 8 في القرار 598 للعام 1987 الذي دعا الى وقفٍ فوريّ لإطلاق النار بين إيران والعراق وقبِله آية الله الخميني وكأنّه «يتجرّع السم» حسب تعبيره. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس دعَم في مؤتمر ميونيخ فكرة إيران قال ظريف، لإقامة حوار «لإجراءات بناء الثقة» بناءً على مبادئ تنطلق من «عمليّة هلسينكي» بحيث يتمّ الحوار الإقليمي عبر «منتدى» إقليمي للتواصل، وقال «في وسع روسيا أن تلعب دوراً جذرياً في النموذج الجديد». كاتبة هذا المقال سألت ظريف إن كان النظام الأمني الجديد يشترط تفكيك «مجلس التعاون الخليجي» لأنّه النظام الأمني القائم حالياً لدول الخليج العربية، وهل الدعوة هي إلى دول وليس إلى كتلة دول. جوابه كان لافتاً إذ قال «لا هذا، ولا ذاك. لا ككتلة ولا كدولة بمفردها». هكذا تحايَل الديبلوماسي الظريف بابتسامته الشهيرة على السّؤال كي لا يصدّ الباب. فلو قال إنّ الفكرة هي أن تأتي دول مجلس التعاون الخليجي كدول متفرّقة إلى الحوار حول نظام أمني إقليمي جديد، فإنّه يؤكّد بذلك أنّ الخطوة والفكرة الأهمّ لدى طهران هي بالفعل تفكيك «مجلس التعاون الخليجي» الذي يُشكّل نظاماً أمنيّاً مشترَكاً للدول العربية الخليجية. ولو أنّ طهران ترضى «بمبادرة الحوار الجديدة» لتكون مع كتلة «مجلس التعاون الخليجي» لأضعفَت موقعَها في المعادلة.

لافروف تطوَّع أن يتناولَ السؤال ليَشرح أنّ هدفَ موسكو هو إقامة «آليّة ثقة» في الخليج و»لا أحدَ يقترح تذويب أو حلّ مجلس التعاون الخليجي». قال إنّ مبادرة روسيا هي بهدف جلوس العرب وإيران معاً بصفتهما المعنيّين تدعمهما في هذا الحوار الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا وفرنسا) وجامعة الدول العربية والاتّحاد الأوروبي. هذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها طهران فكرة إنشاء نظام أمني جديد وتتحدّث بلغة الحوار ومبادئ «هلسينكي». بل إنّ ظريف تحدّث أيضاً بلغة «احترام الحدود الوطنية» للدول إنما فقط عندما تطرَّق الى «داعش» والمنظّمات الإرهابية الأخرى. فعندما سألته كاتبة هذا المقال عن كيفية التوفيق بين مبدأ «احترام الحدود» ومبادئ هلسينكي وبين عبور «الحرس الثوري» الإيراني الحدود الى سوريا والعراق وعبور «حزب الله» الحدود الى سوريا وغيرها، وتصدير نموذج الجيش الموازي للجيش الوطني، ردَّ ظريف بقوله: إنّ إيران متواجدة فقط «حيث تلقّت دعوة رسمية من الحكومات»، و«إسرائيل هي مَن يخرق أجواء سوريا ويُسقط طائرات»، إمّا في تصرّف «كارثي استراتيجياً» أو «نتيجة خطأ استراتيجي» واصفاً اصطحابَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطعة قال إنّها من طائرة إيرانية من دون طيار دخلت المجال الجوّي الإسرائيلي بأنّها «بدعة». ما لم يكن بدعة هو قول نتنياهو أمام مؤتمر ميونيخ للأمن «سنتحرّك إذا لزم الأمر ضدّ إيران نفسها وليس ضدّ وكالائها فحسب»، مضيفاً «لديّ رسالة للطغاة في طهران: لا تَختبروا عزم إسرائيل». هذا الكلام التصعيدي أُخِذَ على محمل الجدّ من قبل البعض وتمّ النظر إليه من قبل البعض الآخر بأنّه مجرّد كلام استهلاكي. الديبلوماسية الروسية لا تُغامر في علاقاتها الإسرائيلية أو الإيرانية. لذلك حرص لافروف على القول «لا يمكن لنا أن نوافق على مقولة إنّ إسرائيل يجب تدميرها... ولا يمكن لنا أن نوافق على النظر إلى كلّ المشكلات بأنّها نابعة من إيران». وما هي الآليات لدى روسيا التي قد تضمَن عدم اندلاع مواجهة إيرانية - إسرائيلية في سوريا أو عبر لبنان سألت الكاتبة. ردّ لافروف أنّ «الآلية هي قوات فكّ الاشتباك للأمم المتحدة في هضبة الجولان ومنظمة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة». وتابع أنّ «للآليتين حق التحقيق في الأحداث، ومن المفيد في نظري إجراء التحقيقات».

ما شدَّد عليه لافروف هو «أنّنا نريد أن يكون الإسرائيليّون في أمنٍ وأمان في أراضيهم، لكن هذا يجب أن يكون مبنيّاً على التبادلية «على أساس مبادئ الأمم المتحدة. ما نُقِل عن لسان السفير الروسي في إسرائيل تعمّد التأكيد على التزام روسيا القاطع أمن إسرائيل، وذلك عندما قال إنّ في حال اعتداء إيران على إسرائيل ستقف روسيا مع الولايات المتحدة في صفٍّ واحد للدفاع عن إسرائيل. رغم هذا، إنّ الرسالة الأبرز التي تعمَّدت موسكو الرسمية وبرنامج مؤتمر نادي «فالداي» إطلاقها هي التأكيد على خصوصيّة العلاقة الروسية- الإيرانية وأن لا تراجع في هذه العلاقة في هذه المرحلة. الرسالة الأخرى التي كان إبرازها متعمّداً هي استمرار انعدام الثقة بالطرف الأميركي ممّا عزَّز الانطباع بأنّ موسكو من منصّة «فالداي» وعبر افتتاح المؤتمر بجلسة لوزيرَي الخارجية الروسي والإيراني - كانت تردّ على واشنطن ومطالبها، وطهران الى جانبها.

فقد كان مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر قال قبل يومين من ميونيخ إنّه «آن الأوان للتصرّف ضدّ إيران» للتصدّي لـ«شبكة الوكلاء» التي تُديرها في سوريا واليمن والعراق. موسكو أرادت إبلاغ ماكماستر أنّها لا توافقه رأيه وأن لا انفصالَ في الأفق بين موسكو وطهران.

إنما ما لا تريده موسكو هو تأجيج النزاع مع واشنطن أو الظهور بأنّها توافق إيران في التحريض على القوات الأميركية، كما فعل علي ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي الذي دعا «المقاومة الإسلامية» الى منع انتشار القوات الأميركية شرق الفرات في العراق. قوله إنّ «على جبهة المقاومة أن تحول دون انتشار القوات الأميركية تدريجاً شرق الفرات» لا يُساعد موسكو ولا توأمة طهران نفسها مع موسكو في سوريا. الديبلوماسية الروسية تبدو متوتّرة بعض الشيء هذه الأيام. تبدو في قلق وحيرة وهي تمشي الحبل المشدود في علاقاتها مع دول الشرق الأوسط ومع الولايات المتحدة الأميركية.

الكلامُ التصعيدي العلني لا يطمر تلك الرغبة بأن تقع التفاهمات الروسية- الأميركية ليس في سوريا فحسب وإنما على كافة المجالات وفي كل الحقول. بل إنّ الاكتفاءَ بتفاهم في سوريا ليس من أولويات روسيا التي تُريد تلك «الصّفقة الكبرى» لتسوية الخلافات بقليل من التنازلات من أوكرانيا الى الشرق الأوسط.

هناك مؤشرات على اعتقادٍ في موسكو أولاً بأنّ الحرب الإيرانية - الإسرائيلية لن تندلع وأنّ العلاقة مضبوطة، بغض النظر عن التهديدات المتبادَلة، وثانياً، أنّ الوهن سيُصيب السياسة الأميركية الحالية ضدّ إيران في سوريا بالذات بسبب ضبط العلاقة الإسرائيلية مع إيران في سوريا. هذا رهان قد يكون مدروساً بدقّة بناءً على خلفيات خفيّة، وقد يكون خطيراً إذا ساء تقدير وقراءة الرسائل الأميركية في حال كانت حقاً جدّية. الديبلوماسية الروسية مخضرمة وحذقة وواعية لموازين العلاقات الثنائية مع واشنطن وأولويّتها على العلاقات الإقليمية، في نهاية المطاف. لذلك، وبغضّ النظر عن المظاهر بين طيّات الرسائل العلنية، هناك نكهة لشيفرة غير معلنة هي لغز من ألغاز الديبلوماسيّة الخلفية.

 

روسيا «تهكّر» أميركا!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/19 شباط/18

الاتهامات الصريحة التي خلص إليها تقرير المسؤول الأميركي الأمني الكبير روبرت مولر، وتحدث حوله في جلسة استماع بالكونغرس الأميركي، تكشف عن عمق الاختراق الروسي للحياة الأميركية كلها، وليس فقط الانتخابات. تقرير مولر اتهم 13 روسياً بالتورط في مؤامرة تهدف للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 باستخدام سجلات «فيسبوك» و«إنستغرام» على نطاق واسع. في التفاصيل، سواء بتقرير مولر، أو في مطالعات صحافية أميركية، نجد الحديث عن نشاط روسي محموم على مدى سنين، لخلق محتوى موجّه في منصات الـ«سوشيال ميديا» الأميركية، وصناعة قضايا واهتمامات تخدم المخطط الروسي؛ هناك في مبنى بارد بموسكو أو سانت بطرسبرغ. القصة مهولة وضخمة وفي بداياتها. نحن أمام فصل خاص من فصول الحرب الروسية - الأميركية الجديدة، السلاح فيها هو شباب روس أو عملاء أميركان، مهرة في «البرمجيات» يتلاعبون بعقول ومشاعر المستهلكين الأميركيين العاديين.

ما فعلته الاستخبارات الروسية، تفعله أطراف أخرى، في عالمنا العربي، تبرز حيلة «اللجان الإلكترونية» على يد شباب جماعة «الإخوان» أو المتعاطفين معها أو الدائرين في فلكها، نكاية بالدول القائمة، وتصرف دول ترعى «الإخوان» في المنطقة المال لخلق محتوى يخدم الدعايات الإخوانية؛ كما هو ملحوظ في منصات قطر الإعلامية ومواقعها على الإنترنت... كل يوم موقع باسم «خنفشاري» جديد، تنقل عنه «الجزيرة» بوصفه موقعاً مهنياً محترفاً! وطبعاً الحسابات الوهمية على «تويتر» و«فيسبوك»، وبرامج على «يوتيوب»، تفقس مع كل ساعة؛ بل كل دقيقة، لإرباك المشهد السعودي والمصري والإماراتي بشكل خاص.

نعود للغزو الروسي «السيبراني» لأميركا، وللغرب كله... لأنه حتى فرنسا لم تسلم من مخالب الهاكرز الروس، وهم، أي الروس، لهم قصب السبق في ولوج هذه الحرب الجديدة، وكلنا نتذكر قصة الجاسوس الروسي الأميركي سنودن. آن رافيل، العضو السابق بلجنة الانتخابات الاتحادية الأميركية، وهي تتحدث عن منصة مثل «فيسبوك» كانت مسرحاً للعمليات الروسية الأخيرة، تقول: «شركات الإنترنت ربما تحتاج للاستعانة بممارسات تتبعها البنوك للتعرف على هويات زبائنها، وتبادل المعلومات دورياً مع السلطات». أما «فيسبوك» فقالت إنها تقوم «باستثمارات كبيرة» تحسباً لهجمات مستقبلية، وتتعاون مع الأمن الأميركي. الروس انتبهوا مبكراً لتوظيف «شقاوات» الشباب، وحسّ المغامرة لديهم، وصاروا كتيبة «كوماندوز» روسية عالمية... مثلاً في 2016 فازت جامعة سانت بطرسبرغ بالمركز الأول للمرة الخامسة على التوالي في البرمجيات. وفي حفل لتكريم الطلبة، قال وزير الدفاع الروسي: «يجب علينا العمل مع هؤلاء الشباب بطريقة ما، لأننا نحتاجهم، وبشدة». نحن في عالم من الأوهام القاتلة حقاً...!

 

على المجتمع الدولي التوحد لإنقاذ المدنيين السوريين

صباح خالد الحمد الصباح ومارغوت والستروم/الشرق الأوسط/19 شباط/18

بعد سبع سنوات من الحرب، لا تزال أعمال العنف والمعاناة التي يتعرض لها السكان المدنيون في سوريا مستمرة بلا هوادة. وفي الواقع، نشهد الآن بعضاً من أسوأ القتال منذ بدء النزاع. وفي الأسابيع القليلة الماضية، فقد مئات من الأشخاص أرواحهم، وطرد عشرات الآلاف من الأشخاص من ديارهم. هناك تقارير مستمرة عن وقوع هجمات تستهدف المستشفيات والمدارس، بتجاهل تام لحياة البشر وواجب حماية المدنيين. وبالنسبة للشعب السوري، فإن الوقت ينفد بسرعة، وحتى قبل التصعيد الأخير، كان الوضع الإنساني في سوريا أحدَ أسوأ الأوضاع الإنسانية في العالم، إذ دفع النزاع 11 مليون شخص، ما يعادل نصف سكان سوريا، إلى مغادرة منازلهم، وغالباً ما كان ذلك مراراً، ووجد كثير منهم ملجأً في المنطقة أو خارجها. وداخل سوريا، هناك 13 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، وممن يواجهون أسوأ الأوضاع هم المليونان ونصف المليون شخص في بلدات ومدن مقطوعة عن بقية البلاد، بسبب الحصار العسكري. ونتيجة لهذه التكتيكات القاسية، أصبح وصول المساعدات الإنسانية لهذه المجتمعات معدوماً تقريباً، ولا يمكن لهؤلاء البقاء على قيد الحياة لفترة أطول. لا يوجد هناك أدنى شك في أنَّ التصعيد الحالي للعنف سيدفعهم إلى شفير الهاوية، ويشكل الأطفال والشباب أكثرَ من نصف المشردين وأيضاً نصف أولئك المحتاجين لمساعدات إنسانية. وفي ظل هذه الخلفية واستجابة لدعوات من الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، اقترحت السويد والكويت قراراً في مجلس الأمن، وهذا القرار يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في سوريا لتمكين قوافل المعونة العادية من الغذاء والأدوية من الوصول لجميع المحتاجين، وإلى مزيد من الحماية للمدنيين وإلى القيام بعمليات الإجلاء الطبي الآمن للمصابين بأمراض خطيرة والجرحى. رسالتنا واضحة: لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي ويراقب استمرار تفاقم هذه المأساة الإنسانية المدمرة.

يجب علينا الآن إظهار الوحدة وأن نضع حياة المدنيين أولاً، لقد كانت الخسائر البشرية في هذا النزاع حتى الآن مدمرة، وعدم رغبة مجلس الأمن في اتخاذ أي عمل يضع مصداقيته على المحك. ورغم ذلك، فإن اعتماد القرار 2393 في ديسمبر (كانون الأول) 2017 أظهر لنا أنه من الممكن اتخاذ إجراءات مجدية من قبل المجلس لتخفيف المعاناة في سوريا. وكفل القرار 2393 استمرار شريان الحياة الإنساني الحيوي لثلاثة ملايين سوري في أجزاء من شمال البلاد وجنوبها. وكان ذلك القرار الوحيد الذي اعتمد في المجلس العام الماضي بشأن سوريا، ويجب بذل المزيد من الجهود لتلبية احتياجات المدنيين في جميع أنحاء البلد.

ورغم أهمية الجهود الدؤوبة للمجتمع الإنساني، فإن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا، هو من خلال حل سياسي مستدام للنزاع. ونحن نعلم أنه من المرجح أن يتحقق سلام مستدام عندما تكون المرأة ممثلة تمثيلاً كافياً وتشارك في صنع القرار. إننا نظل على قناعة بأن المسار الوحيد القابل للتطبيق لسلام عادل في سوريا هو من خلال العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة. إن الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص ستيفان دي ميستورا، يحظيان بدعمنا الكامل في جهودهما. وفي غياب حل سياسي، سيظل المدنيون يتحملون وطأة عواقب النزاع وهم بحاجة الآن لقيامنا بعمل لإنقاذ الأرواح، وإننا نعول على جميع أعضاء مجلس الأمن أن يضعوا خلافاتهم جانباً، وينخرطوا بصورة بنّاءة، ويعتمدوا قراراً إنسانياً بحتاً يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً بالنسبة للأشخاص الذين عانوا منذ سبع سنوات من النزاع. بالتأكيد، فإن هذا هو أقل ما يمكننا القيام به.

*نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي

*وزيرة الخارجية السويدية

- خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى بريدي والخطيب ويتوجه غدا الى العراق وبعده الى أرمينيا في زيارة رسمية

الإثنين 19 شباط 2018 /وطنية - يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباح غد لبنان، متوجها الى العراق في زيارة رسمية، بدعوة من رئيس جمهوريتها الدكتور فؤاد معصوم، ثم يتوجه بعد غد الأربعاء من بغداد الى يريفان حيث يلبي دعوة من نظيره الأرميني سيرج سركيسيان للقيام بزيارة رسمية تستمر يومين.

ويرافق الرئيس عون وفد رسمي يضم: وزير الصناعة حسين الحاج حسن، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني ووزير السياحة اواديس كيدانيان، اضافة الى رئيس كتلة نواب الأرمن آغوب بقرادونيان ووفد استشاري واداري واعلامي، على أن ينضم الى الوفد في بغداد سفير لبنان لدى العراق علي حبحاب وفي يريفان سفيرة لبنان لدى ارمينيا مايا داغر. ويجري الرئيس عون في العراق، محادثات مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، كما يزور مطرانية السريان الكاثوليك ونصب الجندي المجهول.

وفي ارمينيا، يلتقي رئيس الجمهورية نظيره الرئيس سركيسيان ورئيس مجلس النواب آرا بابلويان ورئيس مجلس الوزراء كارين كارابيتيان وابناء الجالية اللبنانية في أرمينيا، كما يزور كاثوليكوسية عموم الأرمن في اتشميادزين حيث يلتقي كاثوليكوس عموم الأرمن كاراكين الثاني، ويزور ايضا نصب ضحايا الإبادة الأرمنية.

بريدي

وفي نشاط رئيس الجمهورية قبل ترؤسه جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم، اقسم القاضي أنطوان بريدي رئيس غرفة في مجلس شورى الدولة اليمين القانونية، لمناسبة تسلمه مهامه الجديدة، في حضور وزير العدل سليم جريصاتي ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي هنري يوسف الخوري. وتمنى الرئيس عون للقاضي بريدي التوفيق في مهامه القضائية الجديدة.

الخطيب

كذلك استقبل الرئيس عون السفير اللبناني المعين في باكستان السفير غسان الخطيب لمناسبة انتقاله الى مركز عمله الجديد، وزوده بتوجيهاته متمنيا له التوفيق.

 

امير الكويت استقبل جنبلاط يرافقه العريضي وشهيب وابو فاعور

الإثنين 19 شباط 2018 /وطنية - إستقبل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، يرافقه كل من النواب: غازي العريضي، أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، في حضور وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح.

 

بري استقبل الفرزلي ونايلة تويني

الإثنين 19 شباط 2018/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي وعرض معه للاوضاع الراهنة والشأن الانتخابي.

ثم استقبل النائب نايلة تويني .

 

مجلس الوزراء درس مشروع الموازنة وشكل لجنة لدرس الملاحظات عون: لمعالجة أزمة القروض السكنية واعتماد حل الطاقة لأزمة الكهرباء

الإثنين 19 شباط 2018 /وطنية - شكل مجلس الوزراء لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وعضوية تسعة وزراء لدرس ملاحظات الوزراء حول ارقام الموازنة للعام 2018 الواردة في مشروع القانون، على ان تعود اللجنة الى المجلس باقتراحات نهائية.

وطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تكثيف جلسات المجلس لإقرار مشروع القانون واحالته على مجلس النواب، "وإذا لزم الامر يمكن فتح دورة استثنائية"، مشددا على ضرورة خفض العجز فيه، والتوصل الى حل جذري لعجز الكهرباء من خلال اعتماد الحل الذي تقترحه وزارة الطاقة والمياه، وداعيا من يتحدثون عن فضيحة لدى الكلام عن حل للكهرباء الى أن يدلوا على مكامنها لازالتها. كما طلب عون من وزراء المال والشؤون الاجتماعية والدفاع والداخلية والبلديات تكثيف التواصل مع حاكم مصرف لبنان لايجاد حل سريع لازمة القروض السكنية.

من جهته، أعلن الحريري انه سيدعو الى جلسات متتالية للمجلس لاقرار المشروع واحالته على المجلس النيابي، مشددا على ضرورة ايراد الاصلاحات المطلوبة وعدم زيادة الدين واحترام خفض نسبة 20% على ارقام الموازنة، ومعتبرا انه "إذا لم تقر الاصلاحات فإن الضرر سيكون كبيرا".

وكشف ان الهيئة العليا للاغاثة باشرت بتكليف منه الكشف على الاضرار التي نتجت من العاصفة التي ضربت بلدات وقرى لبنانية عدة، لافتا الى انه "لا بد من تكليف الجيش تشكيل لجنة لمسح الاضرار وتخمينها تمهيدا لتعويض المتضررين".

وشدد على ضرورة معالجة مطالب المعتصمين بالتوازي مع اتخاذ الاجراءات القضائية اللازمة بحق المعتدين على المؤسسات العامة وقوى الامن الداخلي.

وكانت الجلسة الخاصة للمجلس التي خصصت لدرس مشروع قانون الموازنة بدأت بعد خلوة ثنائية بين عون والحريري استمرت ربع ساعة.

وزير الإعلام بالوكالة

وفي ختام الجلسة، تلا وزير الإعلام بالوكالة بيار بوعاصي المعلومات الرسمية الآتية:

"عقد مجلس الوزراء جلسة قبل ظهر اليوم برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وفي حضور دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء الذين غاب منهم السادة: مروان حمادة، طلال ارسلان، يعقوب الصراف، ويوسف فنيانوس.

استهل فخامة الرئيس الجلسة بالقول إنها مخصصة لدراسة مشروع قانون موازنة 2018 الذي كان يفترض تقديمه في شهر ايلول الماضي، لكن تأخر ذلك واعتمدت القاعدة الاثنا عشرية. اليوم، اضاف فخامة الرئيس، نباشر درس المشروع واطلب تكثيف الجلسات لإقراره في اسرع وقت ممكن واحالته على مجلس النواب، وإذا لزم الامر يمكن فتح دورة استثنائية.

وقال: لقد اطلعت على مشروع الموازنة، وسنستمع الى وزير المال لشرح تفاصيله، وتبين ان العجز بلغ 29.68% مقارنة مع 31.33% من موازنة العام 2017، وهناك زيادة بنسبة 6.45% في الاعتمادات، اي النفقات. ان اهم ما في الامر هو حجم الدين نسبة مع حجم الناتج المحلي، وهذا ما حذر منه صندوق النقد الدولي. وعليه، يجب ان يخفض العجز ولا يمكننا الاستمرار بهذا الحجم من النفقات، لاسيما واني سبق وحذرت من زيادة سلسلة الرتب والرواتب وانعكاساتها.

واضاف فخامة الرئيس: ان عجز الكهرباء ما زال كبيرا وقد تم تخصيص مبلغ 2100 مليار ليرة لسده، اي حوالي 8% من مجموع الموازنة، مع الاشارة الى ان نفس المبلغ اعتمد في العام 2017 انما ما يجب التنبه اليه هو ان سعر برميل النفط يزداد عالميا وهذا سيزيد من عجز الكهرباء. لذلك لا بد من التوصل الى حل جذري لعجز الكهرباء. لقد اشرت الى هذا الموضوع في الجلسة السابقة واكرر اليوم ضرورة بته من خلال اعتماد الحل الذي تقترحه وزارة الطاقة والمياه حتى لا يستمر الوضع على ما هو عليه. فالمواطن يدفع فاتورتين، واحدة لمؤسسة كهرباء لبنان، وثانية لاصحاب المولدات هي اعلى بكثير من فاتورة مؤسسة الكهرباء. فاذا زاد انتاج المؤسسة من خلال الحل الذي سوف يعتمد، فان المواطن يدفع اقل مما يتكبده اليوم، والمؤسسة تتقاضى بدل ثمن الطاقة المنتجة فيتراجع عجزها تدريجا.

وقال فخامة الرئيس: كلما طرح الحل لازمة الكهرباء ترتفع اصوات تقول ان هناك فضيحة. فليدلنا اصحاب هذه الاصوات اين هي الفضيحة لإزالتها، لأن المهم ان نؤمن الكهرباء للناس.

ثم تحدث فخامته عن ازمة القروض السكنية، فقال: هناك ازمة اجتماعية-اقتصادية طارئة تعانيها الطبقات المتوسطة وما دون، هي توقف المصارف عن منح قروض اسكانية مدعومة، اي تلك التي تمنحها المصارف بواسطة المؤسسة العامة للاسكان وإسكان العسكريين، بما فيها قوى الجيش وقوى الامن الداخلي. لقد تواصلت مع حاكم مصرف لبنان، وبرأيي تختصر المشكلة بان هناك طلبا استثنائيا على القروض خاصة بعد زيادة سلسلة الرتب والرواتب، فضلا عن ان الركود في قطاع البناء والاسكان جعل سعر الشقق السكنية ينخفض مما زاد الطلب. ويستفيد الكثير من الميسورين لشراء شقق وحجم قروضهم اعلى بكثير من حجم قروض الطبقات ما دون مستوى الوسط مستفيدين من الركود في هذا القطاع عبر الاقتراض رغم عدم حاجتهم لقروض مدعومة اي امكانية تحملهم عبء الفوائد العادية اي غير تلك المدعومة. ولا بد حيال ذلك من اتخاذ سلسلة خطوات ضرورية للمعالجة. لذلك اطلب من وزير المال ووزير الشؤون الاجتماعية (سلطة الوصاية على المؤسسة العامة للاسكان) ووزير الدفاع ووزير الداخلية والبلديات تكثيف التواصل في ما بينهم مع حاكم مصرف لبنان لايجاد حل سريع لهذه الازمة الاجتماعية، خصوصا ان القروض الاسكانية تلعب دورا مهما ليس فقط من الناحية الاسكانية والاجتماعية، انما لما لها من ايجابيات على صعيد الدورة الاقتصادية المرتبطة بها في قطاع التجارة والمقاولات وقطاع البناء والمفروشات والاعمال المهنية من نجارة وديكور وكهرباء.

مداخلة الحريري

أضاف بوعاصي: "ثم تحدث دولة الرئيس الحريري، فقال: إن الجلسة مخصصة لدراسة مشروع الموازنة الذي يجب أن نسرع في إقراره، وسأدعو لهذه الغاية إلى جلسات متتالية لإقرار المشروع وإحالته على مجلس النواب.

وأضاف: لا بد ونحن ندرس هذا المشروع، من التنبه لضرورة إيراد الإصلاحات المطلوبة والمحافظة على عدم زيادة الدين، ولذلك كان التعميم الذي اصدرناه بخفض نسبة 20% على ارقام الموازنة، وعلينا احترام هذا الأمر لأن مالية الدولة لا تتحمل المزيد من المصاريف خلال 2018، وهذا ما أوصى به صندوق النقد الدولي حفاظا على الاستقرار المالي المنشود، وإذا لم تقر الاصلاحات فإن الضرر سيكون كبيرا ونكون بذلك عملنا ضد مصلحة المواطنين ولا سيما في الطبقتين الوسطى والفقيرة. وقال دولته: سنناقش بموضوعية مشروع الموازنة ونتخذ الاجراءات الضرورية لنؤمن مستقبل أولادنا، وهناك حوافز سيتم درسها، ولدينا أفكار للنقاش من خلال ما سوف يعرضه وزير المال. بعد ذلك تحدث دولة الرئيس عن العاصفة التي ضربت بلدات وقرى لبنانية عدة، وقد باشرت الهيئة العليا للإغاثة بتكليف مني الكشف على الاضرار التي لحقت بطرق وجسور وعبارات، إضافة إلى حصول تشققات في مباني ومنازل وأضرار في مشاريع زراعية، وفي موسم البطاطا في عكار ومزارع السمك في البقاع. وثمة حاجة إلى إجراءات لحماية الأحواض. حيال هذا الوضع لا بد من تكليف الجيش تشكيل لجنة لمسح الاضرار وتخمينها في كل المناطق المتضررة تمهيدا للتعويض على المتضررين. وعلى وزارة الأشغال العامة والنقل إصلاح الجسور والطرق المتضررة. كذلك لا بد من توسيع وتأهيل وتنظيف مجرى نهر العاصي في الهرمل ونهر الاسطوان في عكار. وتناول دولة الرئيس الاعتصامات التي تحصل من حين إلى آخر ولا سيما منها اعتصام المياومين في الكهرباء. ولفت إلى انه من غير الجائز إقفال مقرات مؤسسات عامة للدولة أو الاعتداء على ممتلكاتها وتجهيزاتها. وقال دولته: إن هذا العمل يضر بالمؤسسة نفسها وبالعاملين فيها، كما أنه يؤثر سلبا على هيبة الدولة لا سيما عندما يتم التعرض لقوى الأمن المكلفة حماية مباني الادارات والمؤسسات. إن هذا الوضع لا يجوز أن يستمر ولا بد من معالجة مطالب المعتصمين بالتوازي مع اتخاذ الاجراءات القضائية اللازمة بحق المعتدين على المؤسسات العامة ورجال قوى الأمن الداخلي الذين أنوه بجهودهم وتضحياتهم وسهرهم على حفظ أمن اللبنانيين.

بعد ذلك، استمع مجلس الوزراء إلى عرض من وزير المال عن الموازنة وابدى عددا من الوزراء ملاحظاتهم حيالها. وبناء على اقتراح دولة الرئيس، تم تشكيل لجنة وزارية برئاسة دولته، وعضوية الوزراء السادة غسان حاصباني، ميشال فرعون، علي حسن خليل، جمال الجراح، محمد فنيش، أيمن شقير، يوسف فنيانوس، أواديس كيدانيان، ورائد خوري، وذلك لدرس ملاحظات الوزراء حول أرقام الموازنة، على أن تعود اللجنة إلى مجلس الوزراء باقتراحات نهائية. ويمكن للجنة أن تستعين بمن تراه ضروريا من الموظفين والخبراء".

شروحات وزير المال

وتحدث وزير المال علي حسن خليل عن الموازنة فقال: "كان النقاش اليوم عاما حول توجهات السياسة المالية والنقدية والاقتصادية، والحاجة الى الانتباه في هذه اللحظة الى وضع ماليتنا العامة، لا سيما بعد المراجعات المتكررة من عدد من الهيئات والمؤسسات الدولية التي تتابع بدقة الوضع المالي في لبنان. وكما هو معلوم، فإنه لم يعد هناك من امكانية لتجاوز اقرار الموازنة وبسرعة، علما ان مشروع الموازنة كان قد أعد واحيل على مجلس الوزراء في 28/8/2017 اي خلال المهلة الدستورية المسموح بها لوزارة المال كي تحيل هذا المشروع. للأسف كان هناك نقاش حول موازنة العام 2017 المتأخرة، والمشاكل السياسية التي مر بها البلد جعلتنا نصل الى هذا الوقت المتأخر لاقرار الموازنة والتي كان يجب ان يتم قبل نهاية كانون الثاني 2018. اليوم هناك اصرار من قبل فخامة الرئيس ودولة الرئيس على الاسراع في انجاز هذه الموازنة في اسرع وقت ممكن".

اضاف: "هناك التزام باقرار سريع لمشروع الموازنة قد يكون مع نهاية هذا الشهر، واحالته على المجلس النيابي. وكما عبر دولة رئيس مجلس النواب انه اذا ما احيل المشروع خلال 15 يوما فإن هناك امكانية ان تقر الموازنة في مجلس النواب قبل الانتخابات النيابية. وهذا الأمر ليس ترفا بل هو واجب اذا كنا جديين في التحضير والاستعداد للمؤتمرات الدولية المقررة لدعم لبنان، سواء في روما او باريس. إذ لا يمكن بأي شكل من الاشكال ان نذهب الى مثل هذه المؤتمرات طالبين الدعم والمساعدة والموازنة لم تقر".

وقال: "اليوم اذا بقينا على الارقام المقترحة في هذه الموازنة، فنحن امام عجز كبير يتجاوز 8000 مليار ليرة لبنانية. وهناك بعض الانفاق الاضافي من المتوقع ان يضاف الى هذا الرقم، خصوصا في ما يتعلق منه بعجز الكهرباء وبعض القرارات التي تتخذ لمشاريع في مجلس الانماء والاعمار والهيئة العليا للاغاثة وقرارات تطويع في المؤسسات العسكرية والامنية. هذا المستوى من العجز الذي يتجاوز 8000 مليار يتطلب اجراءات جدية لتخفيف الانفاق من جهة والالتزام بما تم تعميمه بتخفيض 20% على النفقات الجارية والدفع باتجاه خطوات جذرية تتعلق بتخفيض كلفة الدين العام التي تصل الى حدود 33% من مجمل نفقات الموازنة، بالاضافة الى ان الرواتب والتقديمات الاجتماعية ايضا تشكل 37،88% من النفقات. واذا اخذنا هذه الارقام كما هي من دون عجز الكهرباء فاننا نكون امام 25 الف و503 مليارات مقابل 17 الف و934 مليار من الواردات. ويهمني ان اؤكد ان الموازنة اليوم لا تحوي اي اجراءات ضرائيبية جديدة، وليس فيها اي زيادة او اقرار لضرائب جديدة ولا مشاريع قوانين-برامج جديدة فيها. ويأتي هذا الأمر نتيجة التزام بما قرره المجلس النيابي عند اقرار موازنة العام 2017 والتي التزمناها، بالاضافة الى وجود حوالي 11 مادة اصلاحية تتعلق بوضع المؤسسات العامة غير العاملة وبالتقديمات المدرسية والاجتماعية وببعض الحوافز والاجراءات التي تساهم في ضبط وتخفيض الانفاق القريب والمتوسط والبعيد المدى. في الخلاصة، فإن اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها اليوم ستنكب على دراسة تفصيلية تحضر الاجواء لمجلس الوزراء لكي يكون جاهزا لاقرار الموازنة في أسرع وقت ممكن. وكما وعد دولة الرئيس، فإنه من الممكن ان تعقد هذه اللجنة اكثر من ثلاثة او اربعة اجتماعات خلال هذا الاسبوع والاسبوع المقبل حتى يتم التحضير بشكل جدي لمجلس الوزراء لاقرار الموازنة. وانا اتمنى على وسائل الاعلام والرأي العام الا يشتغل كثيرا على الارقام لأنه لدينا الكثير من الافكار لتخفيضات وافكار لزيادات في الواردات. ونأمل ان نكون بالجدية التي عكسها الزملاء وممثلو الكتل النيابية الموجودون في الحكومة، فنكون امام اجراءات اصلاحية تعطي الانطباع للمؤسسات الدولية والرأي العام اننا جديون وعلى السكة الصحيحة".

وردا على سؤال عن عجز الكهرباء، اوضح انه "وارد في مشروع الموازنة لكنه لم يدخل في صلب الارقام، لأن هناك اجراءات مكملة له متعلقة ببعض الخطوات التي ستحصل على صعيد الكهرباء".

وسئل عن وجود عراقيل على طريق اقرار الموازنة، فأكد ان "ما سمعناه اليوم من ممثلي الكتل النيابية أمر مشجع، والجميع تكلم بايجابية، ولذلك اقترح دولة الرئيس تشكيل لجنة فيها ممثلون من كل الكتل لكي نترجم هذه النيات الايجابية الى الواقع، واتمنى الا نعيش في عقدة الانتخابات النيابية ونعطل ارادتنا لاجراء خطوات اصلاحية في الموازنة العامة". وعن الخوف من حصول صرف انتخابي على حساب خفض ارقام الموازنة للقيام بمشاريع، قال: "ما من احد سيتمكن من القيام بمشاريع كهذه قبل الانتخابات، بل يمكن لهذا البعض القيام بوعود". وردا على سؤال عن مصير قطع الحساب، أجاب: "إن قطع الحساب لم يكن جزءا من النقاش، لكننا أصبحنا في الخطوات الاخيرة لإنجازه، ولم يعد متبقيا الا حساب واحد من مجموع الحسابات ال13، هو في طور الانجاز. ونحن كوزارة مالية ملتزمون مهلة السنة التي اعطانا اياها المجلس النيابي". وردا على سؤال عما اذا كانت الاصلاحات ستلقى مصير سابقاتها في الموازنة السابقة التي لم تقر في المجلس النيابي، قال: "هذا الامر في عهدة المجلس النيابي، وانا لا يمكنني ان اصادر رأيه في هذا الخصوص. لكن من واجب الحكومة ان تؤكد امام ممثلي الكتل النيابية اصرارها وحرصها على انجاز هذه الاصلاحات".

 

سامي الجميل: نحذر من تمرير صفقة البواخر ونطالب المعترضين بألا يكونوا شهود زور

الإثنين 19 شباط 2018 /وطنية - حذر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من "تمرير صفقة البواخر وبالتالي ادخال البلد في مزيد من الاستدانة والعجز المالي من دون اي مبرر"، داعيا "كل اصحاب الضمير في مجلس الوزراء الى الا يكونوا شهود زور وان يعارضوا هذا المشروع وان يقفوا الى جانب الكتائب لكي نمنع تدمير الخزينة ومستقبل اللبنانيين". وقال في مؤتمر صحافي: "سأبدأ بفصل صغير عن تجربتنا مع السلطة، عندما تم عرض خطة الكهرباء لصيف 2017 وكان اول بند فيها استئجار باخرتين لتوليد 800 ميغاواط من الطاقة، توافرت لنا معلومات عن انهم يريدون التلزيم بالتراضي لباخرتين وان هناك عرضا من شركة كارادينيز ليصبح لديها 4 بواخر في لبنان، والعرض بقيمة مليار و800 مليون دولار، وكان الجزء الاول من الخطة ان يوافق مجلس الوزراء من دون مناقصة، لكننا فضحنا الامر في مجلس النواب مما ادى الى تراجع السلطة عن التلزيم بالتراضي، فأنكروا الامر واجروا مناقصة شكلية لتلزيم الشركة نفسها لكن بمناقصة صورية، وهذه المناقصة ردتها دائرة المناقصات 3 مرات". وأضاف: "منذ تشرين الاول لم نعد نسمع شيئا عن الكهرباء ولم يعد الموضوع محل اولوية في لبنان، ولم يقترح احد اي خطة بديلة، وكأن الاولوية كانت ان تأتي البواخر لا الكهرباء، واليوم نسمع مرة جديدة ان هناك اصرارا على تلزيم شركة كارادينيز".

وتابع: "أي دولة تتعرض لمشكلة استثنائية كإعصار او زلزال او احتراق معمل تقوم باستئجار البواخر لسنة او سنة ونصف سنة، اي لفترة موقتة وقصيرة، لكن في لبنان هذه الفترة الموقتة تمتد منذ 2011 اي منذ 7 سنوات، وفي هذا الفترة كان يمكن بناء 5 معامل لانتاج الطاقة".

وشدد الجميل على أن "موضوع البواخر حل موقت ريثما يتم بناء معمل، لكن في لبنان ندفع منذ 7 سنوات ايجار بواخر بكلفة عالية جدا، ولم نباشر بناء معمل جديد، واليوم يريدون استئجار باخرتين اضافيتين ليصبح العدد 4، وبالتالي زيادة الدين العام والعجز في موضوع كهرباء لبنان".

وأعلن أن "الحسابات التي قام بها فريق عمله منذ سنة أكدتها اليوم صحيفة الاخبار التي اشارت الى الارقام التي كشفنا عنها في مجلس النواب، وتم تكذيبنا في ذلك الوقت، وهي ان كلفة استئجار البواخر على خمس سنوات تبلغ مليارا و800 مليون دولار من دون احتساب سعر الفيول"، داعيا وسائل الاعلام الى "الاتصال بكل رجال الاعمال والشركات التي تعمل في هذا المجال وان تطرح عليهم سؤالا عن كلفة الميغاواط اذا اردنا بناء معمل، وسيتبين للاعلام كما تبين معنا ان كلفة الميغاواط اذا اردنا بناء معمل هي بين 700 الف ومليون دولار حسب التعقيدات ونوعية معينة وجهوزية الشبكة اللبنانية".

وسأل: "كيف نستأجر باخرتين بمليار و800 مليون، في حين ان بناء معمل يزودنا 800 ميغاواط يكلفنا 800 مليون دولار؟ لا افهم سبب الاصرار على البواخر في حين يمكن بناء المعامل على الارض، واذا اردنا بناء معمل فالامر يستلزم سنة ونصف سنة أو سنتين، ويمكن اعطاء امثلة عدة عن اختصاصيين لبنانيين وشركات لبنانية بنت معامل في افريقيا ودول عربية في هذه الفترة الزمنية".

وشدد على أنه "حتى هذه اللحظة ما زال السؤال نفسه يطرح ومن دون جواب". وقال: "إذا أصروا على البواخر فلماذا لا نشتريها؟ سيبقى السعر اقل بـ700 مليون دولار من كلفة الايجار المطروحة علينا. انتهينا من استغباء الناس، ويمكن ان يطل كل ازلامكم على التلفزيونات وان يقولوا ما يشاؤون، وحتى "زلمتكم" الذي يحب الدعاوى القضائية، ولكن هذا الصوت لن يتوقف". وأشار الجميل الى تقرير صندوق النقد الدولي الذي صدر في 12 شباط الفائت والذي حذر من الكارثة الاقتصادية في لبنان، وقال: "ما زلتم تفكرون في الصفقات والتركيبات فيما البلد ينهار اقتصاديا. العجز السنوي يبلغ 5 مليارات دولار، والدين العام أصبح فوق 80 مليار دولار، فيما انتم مستمرون بهذه الالاعيب، فيما هناك حلول ونحن نقدمها في كل مرة". وذكر بقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي صدر هذا العام "ويعطي الحق للقطاع الخاص ببناء معامل من دون ان تتكلف الدولة اللبنانية أي اموال، وتتفق الدولة مع هذه الشركات على السعر الذي سيباع فيه الميغاواط"، مشيرا الى ان هذا الحل "سيؤمن بناء معامل من دون ان نكلف الدولة والخزينة الاموال". ولفت الى انه "بعد 28 عاما على انتهاء الحرب اللبنانية لم تتأمن الكهرباء 24 ساعة"، واصفا الامر "بالمعيب بحق لبنان والدولة". وقال: "لا يمكن بهذا الجو الا ان نحذر، واذا اصررتم على التلزيم بالتراضي فإن هذا الموضوع لن يمر مرور الكرام". وشدد على ان "الكل مقتنع بأن هذا المشروع فيه على الاقل بين 600 الى 800 مليون دولار "ضايعين" ونحن نفتش عنهم لكن لا نجدهم، وقال: "نحن لن نسكت عن مواضيع كهذه، وسنلاحقكم، لأن مستقبل اولادنا على المحك، وهذا الدين العام سيدفع كل لبنان ثمنه، وانتم تدخلون البلد بمزيد من الاستدانة والعجز المالي من دون أي مبرر ومن اجل مشروع لا أحد يفهمه غيركم". ودعا رئيس الكتائب "كل اصحاب الضمير في مجلس الوزراء الى ان يعارضوا هذا المشروع، واذا حصل اصرار على السير به ان يقفوا الى جانب الكتائب لنعارض معا ونمنع تدمير الخزينة ومستقبل اللبنانيين، فلا يمكن ان يكونوا شهود زور على هذه الجريمة التي ترتكب". وختم: "هذه كارثة ستحل على البلد، فأنتم تقومون بمشروع غير مفهوم وغير واضح ومن المعيب ان تضحكوا علينا بهذه الطريقة، ونحن ندعو كل اللبنانيين الى ان يعرفوا تماما ما يحصل وان يتابعوا الملف، وسنبقى نزودكم كل المعلومات، ونحن ذاهبون الى المواجهة اذا اصرت السلطة على السير بهذه الصفقة".

 

بري أعلن برنامج لائحة أمل والتنمية والتحرير: خيارنا الأول الاحتكام الى الدستور والطائف ونتمسك بمثلث الشعب والجيش والمقاومة

الإثنين 19 شباط 2018/وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "التزام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني هو خيارنا الأول وما نحتكم إليه"، مشددا على "حفظ وحدة لبنان وسيادته وحدوده الوطنية في مواجهة الأطماع العدوانية الإسرائيلية ووجهها الآخر المتمثل بالإرهاب التكفيري".

وجدد التشديد على التمسك بالمعادلة "التي أرساها المثلث الماسي المتمثل بالشعب والجيش والمقاومة وبمشروع المقاومة التي أسسها الإمام السيد موسى الصدر". وأعلن الاستمرار في السعي لتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية التي نص عليها الدستور.

مؤتمر صحافي

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده بري ظهر اليوم في عين التينة والذي اعلن فيه برنامج لائحة التنمية والتحرير وحركة "أمل".

وأعلن خلاله ايضا اسماء المرشحين المعتمدين للحركة لخوض الانتخابات.

وحضر المؤتمر أعضاء هيئة الرئاسة في الحركة: نائب الرئيس هيثم جمعة، رئيس المكتب السياسي جميل حايك، رئيس الهيئة التنفيذية محمد نصرالله، قبلان قبلان، خليل حمدان، والعميد عباس نصرالله.

كذلك حضر حشد من الإعلاميين ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية والعربية واللبنانية.

وقال بري: "أبدأ هذا اللقاء الإعلامي بتوجيه الشكر الى جميع مؤسسات الرأي الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة التي واكبت دائما لوائحنا الانتخابيه.

كما اشكر اللبنانيين في كل المناطق والجهات ومن كل الطوائف والمذاهب اللبنانية ثقتهم الغالية بخياراتنا السياسية والاجتماعية والانتخابية التي جعلتنا نقرر مضمون لوائحنا وفي كل الانتخابات التشريعية التي جرت الى اليوم، وهذه الثقة لن تهتز او تتراجع لاننا كنا دائما وسنبقى مسؤولين امامكم لا عنكم.

انني اليوم، واستكمالا لمسيرتنا السابقة التي اتسمت دائما بالمسؤولية، ادعوكم ايها الاهل الاعزاء نساء ورجالا، بنات وابناء الى إلتزام لائحتنا التي سيعلن عنها في ما بعد، لأننا اليوم لن تعلن اللائحة كاملة مع كتلة الوفاء للمقاومة الأخوة في حزب الله، وانتخاب مكوناتها ومنح اعضاء منها صوتكم التفضيلي، لنستكمل سويا مسيرتنا وحركتنا نحو الافضل، ولنتابع معا تنفيذ التزاماتنا التي تحفظ لبنان وتصون وحدته وصيغ التعايش المشترك فيه والحوار وساحة مفتوحة لحوار الحضارات، وحفظ التاريخ والتراث الانساني، ونحن من اجل هذا ولأجل هذا نضع امامكم برنامجنا الانتخابي التالي الذي ككل بلدان العالم نحاسب انفسنا عليه اولا وان نحاسب من قبلكم ايضا وأمام الله دائما:

1- التزام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وهو خيارنا الاول وما نحتكم اليه.

2- حفظ وحدة لبنان وسيادته وحدوده الوطنية وحدود مجتمعه في مواجهة الاطماع والعدوانية الاسرائيلية ووجهها الآخر المتمثل بالارهاب التكفيري، والانخراط في الخطط والعمليات الاقليمية والدولية بهدف تجفيف موارده ومصادره والتصدي لادوات الجريمة المنظمة، التي تحاول الى جانب خلايا العدو والارهاب النائمة اختراق الامن الوطني وافساد الاجيال الطالعة بالمخدرات وسواها.

3- استمرار السعي لتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية التي نص عليها الدستور.

4- تعزيز قوة لبنان ومنعته عبر زيادة عديد الجيش وعتاده ومده بالأسلحة الحديثه، وتعزيز قوة الاجهزة الامنية وأدوارها على مساحة لبنان.

5- التمسك بالمعادلة التي أرساها المثلث الماسي المتمثل بالشعب والجيش والمقاومة، وبمشروع المقاومة التي اسسها سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر والتي حررت اجزاء غالية من ارضنا وهزمت وردعت النيات العدوانية الاسرائيلية ولا تزال- وأصر على لا تزال- وتصدت للارهاب على مختلف الحدود.

إننا في هذا المجال نؤكد تمسكنا بسيادتنا الوطنية وبتحرير الأجزاء الغالية من أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، ورفض الانتهاكات الاسرائيلية لسيادتنا، ورفض سياسات الجدار العقيمة، وتمسكنا بالنقط البرية الثلاث عشرة المختلف عليها في اطار ترسيم الخط الحدودي الازرق، وندعو الامم المتحدة والدول المعنية خصوصا المنخرطة في قوات اليونيفل الى استكمال جهودها لترسيم الخط الابيض البحري بما يحفظ الحقوق اللبنانية في الموارد الطبيعية البحرية. وهذا الموضوع متفق عليه بين كل الأطراف اللبنانية، عبثا نحاول عن شيء آخر.

6- اننا سنخصص جهدا كبيرا من مهماتنا البرلمانية من اجل متابعة موضوع استخراج موارد لبنان من نفط وغاز في البر والبحر وانشاء الصندوق السيادي وشركة البترول الوطنية وقانون النفط البري.

7- اعادة انشاء وزارة المغتربين لكي تتحقق المشاركة السياسية الكاملة لكل المواطنين الذين يحملون الجنسية اللبنانية.

8- مشاركة الشباب عبر خفض سن الانتخاب وفي صياغة وبناء واعمار لبنان الجديد عبر تفعيل عمل المجلس الاعلى للتربية، الذي يبين حاجات السوق لأجل التربية، حتى العلم مع الأسف الشديد كما تعلمون يخضع للعرض والطلب، وتوليد فرص العمل في القطاعين العام والخاص بما يؤدي الى خفض معدلات الهجرة. وتخصيص حصة للمرأة اللبنانية لتعزيز حضورها وتمثيلها النيابي، اذ لا يعقل ان يكون نصف المجتمع اي مجتمع في الدنيا نسائي والتنفيذ شبه معدوم. في لبنان معدل النسوة 54% اي اكثر من النصف.

9- العمل لاصدار التشريعات اللازمة التي تعجل بتحديث الدولة وانشاء الحكومة الالكترونية التي تسهل معاملات المواطنين وحياتهم ، وتجدد شباب هيكل الدولة الوظيفي على اساس الكفاءة الوظيفية بما يخلق آلاف فرص العمل بالترافق مع اجراء الإصلاحات الادارية اللازمة، وتفعيل دور اجهزة الرقابة ومنحها المزيد من الحصانة والاستقلالية والإشراف على المزايدات.

10- الرقابه على تطبيق القوانين النافذه وتحديثها بما يحقق الشفافية الكاملة ويمكن من مقاومة الفساد وتجفيف مظاهره ويمنع الاساءة الى القانون او التعسف في استخدامه.

11- تحقيق مشاريع تنموية وطنية شاملة في اطار برنامج التنمية المتوازنة، لا مشاريع بحجم موالاة او معارضة او فئة او حزب او طائفة او مذهب او جهة.

12- استكمال مشاريع البنى التحتية الاساسية من مشاريع جر المياه، وفي الطليعة إنهاء المراحل المتصلة باستكمال مشروع الليطاني، وتنفيذ وانجاز الخطط الحديثه لانتاج الكهرباء وتوزيعها رسميا وتحرير المواطنين من الاشتراك، وتنفيذ الخطط الخاصة باستكمال مشاريع الاوتوسترادات والاتصالات وتنفيذ المشاريع البيئية اللازمة المتصلة بحل ازمة النفايات والصرف الصحي نهائيا.

13- العمل لاصدار عفو عام لا يشمل عمليات الارهاب والارهابيين، وكل ما يهدد الامن الوطني ويزعزع استقرار النظام العام ويشكل اعتداء على مؤسسات الدولة العسكرية والامنيه وأفرادها على ان لا يشمل العفو العام الجرائم الموصوفة.

14- اننا في ما خص عالمنا العربي ومنطقتنا نؤكد على دعمنا الكامل للاماني الوطنية للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. إسرائيل أيها الأخوة العرب هي العدو وليس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وإسرائيل تستخدم من يتعامل معها وليس العكس وستكتشفون ذلك. وفي دعم انشاء حل سياسي للمسألة السورية يعيد الإستقرار والازدهار للشقيقة سوريه ويحفظها عاصمة للعروبة وعرينا للأحرار، ودعمنا الكامل لاعادة اعمار العراق الذي هزم الارهاب ومخططاته واجاز استحقاقه التشريعي وحلا سياسيا للمسألة اليمنية يتمثل في إطاره جميع مكونات اليمن ويحفظ وحدتها، وكذلك دعمنا لتحقيق هزيمة ناجزة للارهاب في مصر وعلى مساحة ليبيا حيث تنتهي هذه الظاهرة العابره لحدود الاوطان والقارات والهادفه لتفكيك عالمنا العربي".

وختم: "نؤكد ان تحرير سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه فضيلة الاخ الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، سيبقى اساسا في عمل لائحتنا وكتلها النيابية، وسيكون من اولى أولوياتنا تشكيل لجنة نيابية لمتابعة قضية الامام ورفيقيه، وكذلك السعي لتشكيل اطار دولي لمتابعة هذه القضية الدولية التي تمثل اعلى درجات الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان عبر احتجاز حريته واختطافه.

أما أسماء السادة المعتمدين من الحركة لخوض الانتخابات المقبلة فهم:

- عن دائرة الجنوب الثانية (صور والزهراني): علي خريس، عناية عز الدين، نبيه بري، علي عسيران، وميشال موسى.

- عن دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل، النبطية، مرجعيون، وحاصبيا):ايوب حميد، علي بزي، ياسين جابر، هاني قبيسي، علي حسن خليل، انور الخليل، وقاسم هاشم.

- عن البقاع الثانية (راشيا، البقاع الغربي): محمد نصرالله.

- عن البقاع الثالثة غازي زعيتر.

- عن بيروت الثانية محمد خواجة.

- عن جبل لبنان الثالثة (بعبدا): الدكتور فادي علامة".

سئل: احد رجال الدين في الجنوب أفتى بحرمة التصويت لغير حركة "أمل" و"حزب الله"، كيف تعلق على الموضوع؟

اجاب: "هذا رأيه، فما علاقتي بذلك؟"

 

ريفي من الضنية: أي سلاح خارج إطار الشرعية لن يبقى وقوة حزب الله وهم صنعه ضعفنا

وطنية/19 شباط/18/اعتبر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي أن قوة حزب الله وهمٌ صنعه ضعفنا، مشدداً على "التكاتف لمواجهة أي سلاح غير شرعي". وقال خلال زيارته بلدة ايزال في الضنية بدعوة من التجمع المدني: "أنا إلى جانبكم ومعكم، وأفخر بدعوتي إلى هذه البلدة العزيزة، وأن تكون مجموعة من الشبان والشابات تشكل التجمع المدني في بلدة إيزال، وهم نخبة من كافة العائلات وخريجي الجامعات سواء كانوا 120 أو 40، فهذه مؤشرات للانطلاق في الحياة، ولن يقف أمامكم أي عقبة".

أضاف: "نعلم حاجات البلدة وحاجات الشباب إلى الوظائف وفرص العمل. لدينا كل المقومات للانطلاق وسننطلق وإياكم إن شاء الله بحركة تغييرية لهذا الواقع. لقد خضنا في طرابلس معركة الإنتخابات البلدية وظن البعض أن خوض هذه المعركة في وجه كل القوى السياسية غير المتجانسة، هو نوع من الجنون، وإذ بنا أثبتنا كما أثبتم في الضنية وإيزال، أن لله رجالا إذا أرادوا أراد، فكان لنا قرار بتغيير قواعد اللعبة وغيرناها في بلدية طرابلس وسنغيرها في كل مناطقنا في الشمال بإذن الله".

وتابع: "لن نقبل أن تحكم الدويلة داخل هذه الدولة، وهي خصمنا الأساسي، ولن نقول إنها عدونا، فهم لبنانيون نحن شركاء وإياهم في هذا الوطن، لكنهم جعلوا من أنفسهم آداة للمشروع الايراني الذي سنخاصمه شاء من شاء وأبى من أبى، ولن نخشى المواجهة النهائية".

وقال ريفي: "هذا على مستوى الخط السياسي، وبالمقابل من يتصدر للعمل العام عليه أن يعطي الأهمية لحاجات أهله ومطالبهم، من مياه وأعلم كم تعانون في هذه البلدة من هذه القضية ونحن على بعد أمتار من أغزر وأنظف مياه رزقنا بها من الخالق. شاباتنا وشبابنا يعانون من عدم وجود فرص عمل تليق بشهاداتهم العلمية، نستطيع وإياكم أن نضع مخططا توجيهيا لهذه المنطقة".

أضاف: "اليوم نعلم أن كل دول العالم لا يمكن لها أن تصل إلى النجاح من دون مخطط توجيهي، فيجب أن نعلم واقعنا، الطرقات الشبكة الصحية، الشبكة المدرسية، الحاجات الأساسية للمواطن يجب أن تكون حاضرة أمامنا وبنفس الوقت علينا أن نعي إمكانياتنا، من نسبة المتعلمين، نسبة العاطلين عن العمل، نسبة فرص العمل الموجودة لدينا، كما يتوجب علينا أن نعي نسبة المردود الذي تزودنا به الصناعة والزراعة والسياحة والتجارة، ويجب أن نأتي بخبراء لإعداد هذا المخطط التوجيهي ونحن نملك هؤلاء الخبراء، ويجب أن نعلم ماذا نريد وكيف نرى منطقة الضنية بعد خمس سنوات و50 سنة، وهكذا تتقدم المدن وتنشأ ويتطور المجتمع، وأي مشاريع يتم تقديمها بخطط عشوائية قد تصيب وقد لا تصيب، لا يمكن أن ننتظر نموا من دون أن يكون فعلا لدينا ما يسمى بالمخطط التوجيهي".

وتابع: "أتوجه إلى هذه البلدة الحبيبة لأقول إننا نفتخر بحضوركم ونفتخر بوجودكم وطاقاتكم وإمكانياتكم. أتقدم بتحية خاصة من الصديق عمر ياسين ابن هذه البلدة العزيزة والمتواجد حاليا في مدينة سيدني - أستراليا مع شقيقي الدكتور جمال ريفي، أتقدم من رئيس البلدية الحالي الموجود في أستراليا ورئيس البلدية السابق الذي شرفنا بحضوره لأقول إننا إلى جانبكم، نحن إلى جانب أهلنا وواجبنا أن نكون إلى جانبكم. إننا نتحضر لخوض المعركة الإنتخابية، أقول وأصارح: أنا سأكون أمامكم للاجابة عن أي سؤال تريدونه، فنحن مع إقامة حوار بيننا وبين أهلنا، حوار من القلب إلى القلب، فاسأل ما تريد ومعروف عني أنني أرفض منطق اللقاءات المعلبة، ولا شيء لدي لأخفيه، فأنا شخص متصالح مع نفسه وأجيب عن كل الأسئلة مهما كانت دقيقة وحساسة".

وأردف: "يشكل وجود الدويلة في لبنان معضلة كبرى، ففي كل دول العالم هناك سلاح وحيد شرعي وهو سلاح جيش الدولة، وفي لبنان السلاح الشرعي هو سلاح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، وأي سلاح آخر هو سلاح غير شرعي مهما بلغت قوته. ونقول لمن ضعف أمام هذا السلاح غير الشرعي: نحن رجال نستطيع بالموقف أن نقف بوجه هذا السلاح. يستطيع أن يغتال واحدا واثنين وثلاثة وأربعة وعشرة وعشرين لكن لا يستطيع أن يغتالنا جميعا".

وقال: "لقد أتيت من خلفية أمنية، أربعون عاما في الأمن وقد أعلنت سابقا وأعلن الآن وأقول لجميع المسؤولين: قوة حزب الله هي وهم صنعه ضعفنا. نحن مؤمنون بالقاعدة الشرعية إعقل وتوكل، لكن إن أراد الله أن يأخذ المنية فنقول نعم نحن مؤمنون، وحياة الآخرة قد تكون أفضل من حياة الدنيا، وحين يأخذ ربنا أمانته نحن نسلم الأمانة تسليما قضائيا ودينيا".

أضاف: "جميعنا نعلم أن الجناح الأمني من حزب الله اغتال شهيدنا الكبير الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، وهو من اغتال وسام الحسن وكان عتبي على وزير الداخلية، وكذلك اغتال وسام عيد. في الذكرى الثانية لاغتيال الشهيد وسام الحسن أعلن وزير الداخلية أننا على قاب قوسين أو أدنى من إنهاء التحقيقات في اغتيال وسام الحسن وكنت حينها في الموقع الأمني وكان لدينا بداية معطيات عن الجهة الفاعلة، ومن ثم استكملت شعبة المعلومات بعد خروجي ووضعني الضباط في أجواء التحقيقات وكان لدينا معطيات مؤكدة عمن اغتال وسام الحسن، وكنا نعرف أن القاتل في أغلب الجرائم واحد، القرار هو مشترك إيراني سوري والتنفيذ أمن حزب الله، وأنا مسؤول عن كلامي".

وتابع: "منذ ثلاث سنوات وعدنا وزير الداخلية بأنه وخلال فترة قصيرة، سيعلن هذه النتائج ولغاية اليوم لم نسمع سوى صمت القبور ولم نسمع النتائج، فمن يقوم بالحسابات حفاظا على الموقع لا مكان له لدينا نهائيا، لا في قلبنا ولا في لعبتنا السياسية نهائيا، إذ يجب أن تكون رجلا بكل معنى الكلمة وعلى قدر المسؤولية الأمنية المطلوبة منك، ومن لا يحمي شهداءه ورجاله لا مكان لديه في الحياة. أعلم أن حزب الله يهدد البعض بحرمانه من الوصول إلى الموقع أو يحرمه من موقعه، ولكن يجب أن يكون الموقف لدينا أهم من الموقع، ومن يعتبر أن الموقع أهم من الموقف سيسقط إما اليوم وإما غدا، وهذه النتيجة الحتمية لمن يخشى من الموقف وعلى الموقع".

وتوجه ريفي إلى وزير الداخلية بالقول: "نعم أنا كمسؤول أمني سابق، أقول لك إنني أعلم أن من اغتال أغلى شهداء ثورة الإستقلال هو قرار ايراني سوري، والمنفذ أمن حزب الله. يقولون عنا إننا متشددون، وهذا الأمر غير صحيح، فنحن مع العيش المشترك، نحن رجال اعتدال، ولكن إما أن يكون الإعتدال قويا والأقوياء يصنعون السلام، المنبطحون لا يقدمون شيئا للسلام أو الإستقرار، والعدالة تؤمن الإستقرار والعيش المشترك وانطلاق الحياة، ومن يخشى قوة حزب الله لا يصنع وطنا، العدالة هي عدالة الأقوياء، والإعتدال القوي هو اعتدال وأي شيء آخر هو ليس اعتدالا بل انبطاح أو ضعف أو تخاذل، ولدينا ما يكفي من الرجال والجرأة والشجاعة لقول الحقيقة كما هي، لنقول لحزب الله نعم، إما العدالة وإما نترك لأهلنا وأولادنا والأجيال القادمة نزعة للانتقام ولن يبقى حزب الله الأقوى على هذه الارض، لن يبقى على ما هو الا هو سبحانه وتعالى".

أضاف: "هل يضمن حزب الله أن يكون هو الأقوى على الأرض اللبنانية؟ واهم إن اعتقد أن قوته أبدية، فالابدية لله وكل شيء متغير والقاعدة الصينية تقول: الثابت الوحيد أن كل شيء متغير. بمعنى إن كان حزب الله الاقوى من ناحية السلاح اليوم، فهو لن يكون كذلك غدا، وسنطالب بالعدالة بكل شجاعة وجرأة لحماية أطفالنا وأجيالنا القادمة من أن يكون لديهم رغبة في الإنتقام، ولن نتسامح مع من اغتال رجالنا وأهلنا. نحن نطالب بالعدالة وليس بالثأر والإنتقام، إنما لو اختفت العدالة فلن يكون هناك أمام الأجيال القادمة سوى الثأر والإنتقام".

وتابع: "في عام 2009 فازت قوى الرابع عشر من آذار بالإنتخابات النيابية وحصلت على الأغلبية المطلقة وأسقطت حكومة الشيخ سعد الحريري بكل وقاحة من الرابية، وكان يومها يمثل الأغلبية الساحقة في الطائفة السنية. نحن نقول إن ما حصل يومها وجه طعنة لنا، فأهلنا من اختاروا الحريري ليكون رئيسا للحكومة وكلف بها وقام بتشكيلها وأسقطوها بما سمي بالثلث المعطل، ولن نسمح بإعادة هذه التجربة، هذا الجرح لن يندمل أبدا، ولن نسامح من قال يوما "وان واي تيكيت".

وقال: "نحن من دعاة الوحدة، ونقول إن الوحدة قوة والتشرذم ضعف، وطالما قلنا إن القضية المحقة والثوابت والمبادىء تجمعنا، يوم إعلان الشيخ سعد الحريري استقالته من المملكة العربية السورية، وهنا أقدم باسمكم تحية كبرى للمملكة، يومها أعطيت الحرية الكبرى لسعد الحريري، ولم أتردد يوما لاقول له نعم ستجدنا إلى جانبك كتفا إلى كتف، والعودة إلى الثوابت والمبادىء هي مطلبنا وقضيتنا هي قضية الدولة التي لا تريد وجود دويلة أقوى منها داخلها".

أضاف: "لن تنتظم الأمور بوجود دويلة أقوى من الدولة، ومن يعتقد أن وجودها قدر لا مفر منه واهم. وأكرر القول إن الدولة هي الدائمة ولن نعطي الشرعية للسلاح غير الشرعي، فهذا وضع شاذ مخالف للطبيعة ومن يخالف الطبيعة تلفظه. احتل الاسرائيلي أرضنا ودخل سلاح النظام السوري وأمسك بمفاصل الدولة وخرج، وكما خرج الإحتلال الإسرائيلي والهيمنة السورية، سيخرج حزب الله، سيخرج السلاح الايراني من هذه الأرض شاء من شاء وأبى من أبى. هذه ليست تنظيرات بل قناعات وفقا لثوابت الحياة ووفقا لقانون الطبيعة، نعم أي سلاح خارج إطار الشرعية لن يبقى".

وختم متوجها للجيش اللبناني: "سلاحك هو الوحيد الشرعي بنظرنا، وكذلك الأمر بالنسبة لقوى الأمن الداخلي. وأكرر القول من موقعي الأمني إن قوة حزب الله وهم صنعه ضعفنا، فلنتحد ولنتكاتف ولنتعاضد لنقول: لا لسلاح حزب الله ولأي سلاح غير شرعي، ونعم لسلاح الشرعية التي وحدها تحكمنا".

 

رئيس الجمهورية رعى افتتاح المؤتمر الإقليمي الثامن رفول: على المنطقة العربية أن تحذو النهج اللبناني بتحصين الوحدة الوطنية

الثلاثاء 20 شباط 2018 /وطنية - أقيم في النادي العسكري المركزي - المنارة، حفل استقبال وافتتاح المؤتمر الإقليمي الثامن بعنوان: "دعم الاستقرار والتنمية في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط"، والذي ينظمه مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبمشاركة شخصيات وطنية ودبلوماسية وعسكرية، وباحثين وأكاديميين من لبنان وبلدان عربية وإقليمية ودولية ومن منظمات مختلفة. حضر الاحتفال ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري النائب قاسم هاشم، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الاتصالات النائب جمال الجراح، قائد الجيش العماد جوزاف عون، إلى جانب فعاليات المؤتمر وحشد من المدعوين.

رفول

وألقى الوزير رفول كلمة بالمناسبة جاء فيها: "إن المنطقة العربية الغنية بثرواتها وطاقاتها ومواردها تعيش أسوأ مراحلها: حروب واقتتال وإرهاب وتدمير ممنهج للمجتمع والدولة. إن هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه منذ سنوات يدفعنا إلى التحرك بجدية للنهوض بمنطقتنا من الدرك الذي وصلت إليه إلى مرحلة متقدمة من الازدهار، ولا سبيل إلى ذلك سوى: بالمحافطة على التنوع المجتمعي عبر تعزيز الوحدة الوطنية التي تعتبر العمود الفقري للاستقرار المستدام لحماية لبنان من أزمات مدفوعة من الخارج، أو التهويل عليه باعتداءات عسكرية لسلب حقوقنا النفطية من مياهنا البحرية. إنّ قوة لبنان تكمن في قوة أبنائه واتحادهم لصون الاستقرار، وهو البلد العربي الوحيد الذي هزم الإرهاب بقوة جيشه الباسل وشعبه المقاوم، وهزم إسرائيل، فانهارت مقولة "لبنان قوي بضعفه" إلى الفخر بنهج وطني قاده وأرساه فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وهو "لبنان القوي"، الذي لا يتنازل لا عن حق ولا عن أرض، لأن كرامتنا أثمن، وجبيننا سيبقى مرفوعا، كجبالنا العاصية وأرزنا الشامخ". اضاف:"على المنطقة العربية أن تحذو النهج اللبناني بتحصين الوحدة الوطنية داخل كل دولة، ما يجعلها قوية من كل تدخل وتخريب. ذلك أن المس بالوحدة الوطنية عرض الاستقرار للخطر، وما يحصل في محيطنا العربي من تهجير ونزوح يضيف علينا مشكلة خطيرة تضرب الأمن المجتمعي والاقتصادي والأمني، حيث يطالب لبنان بعودة النازحين السوريين الى ديارهم بشكل آمن وبكرامة كي لا يكونوا عرضة للاستغلال من أية جهة أو منطقة إرهابية، وكي يبنوا وطنهم من جديد. وتبقى التنمية التحدي الحقيقي الذي أطلقه فخامة الرئيس عون في المؤتمر الاقتصادي لتحويل اقتصادنا من ريعي الى إنتاجي، وذلك بتطوير الزراعة والصناعة، ما يؤمن النمو الحقيقي لا المزيف، بخلق فرص العمل وتحفيز الاستثمار وإرساء العدالة الاجتماعية وتطوير البنى التحتية والتكنولوجيا الحديثة، كي نكون في مصاف الدول المتقدمة، كوننا أبناء حضارة عريقة وتاريخ أنتج الحرف والعلوم مكسبا للإنسانية جمعاء.

لقد بقي لبنان بمنأى عن التأثير السلبي لما سمي بـ "الربيع العربي" لإدراك قياداته، وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث لنا شرف تمثيله، لماهية وجود وطننا كقيمة في التعايش السلمي بين مكوناته، ونموذجا للانفتاح والتنوع يقتدى به كنقيض للأحادية التي جسدتها التنظيمات الارهابية وإسرائيل".

وقال:"ان الثورات العربية قد انبثقت من رحم شرائح اجتماعية مهمشة، ومن الشباب الذي انبرى في الساحات العامة مدافعا عن حريته وكرامته ولقمة عيشه، يؤكد لنا بالتجربة أهمية معادلة "الاستقرار والتنمية" حيث يجب أن تكون المنطقة العربية متقدمة، تماما بحجم ثرواتها، ولبنان مع فخامة الرئيس عون يجهد بتوفير الأمن والازدهار.

فحرر الجرود وحمى الأمن ويعمل على محاربة الفساد بتعيين الأكفاء في المواقع، وطور قانون الانتخاب للتمثيل العادل، ما يطور الديموقراطية ويسير بها قدما فضلا على أنه بات اليوم في عداد الدول النفطية وهذا ما سيزيده قوة ومناعة".

قائد الجيش

من جهته، ألقى قائد الجيش كلمة قال فيها: "يحظى الجيش اللبناني هذا العام، وللمرة الثامنة على التوالي، بشرف استضافة حلقة جديدة ضمن سلسلة حلقات المؤتمر الإقليمي الخاص بالشرق الأوسط، الذي يلتئم بحضور ألمع المفكرين والباحثين في لبنان والمنطقة والعالم، لتسليط الضوء على الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، في وقت تتجاذبه رياح الفتن والأزمات ولا تزال آفاق الحلول السياسية ضبابية. شاءت الأقدار أن تكون هذه المنطقة عقدة مواصلات جغرافية، وساحة تتصادم فيها الإديولوجيات والتناقضات الفكرية والمصالح الدولية إلى حدّ بات يبدو معه عنوان "الاستقرار والتنمية" مطلبا صعب المنال.

وإذا كان غبار الحرب ما زال متصاعدا في منطقتنا، فحري بنا أن نبحث في سبل التنمية والاستقرار إلى جانب مسعانا الدائم لمجابهة الأخطار المتفلّتة من حولنا، وإنه لمن الضروري أن تتعاون اليد التي تضرب الإرهاب وتدمره مع اليد التي تبني وتزرع، بل إن التنمية المستدامة، بما تتضمنه من محو آثار الفقر والجهل والبطالة، قد تكون أكثر فعالية من السلاح التقليدي في مقارعة الإرهاب". اضاف:"|لقد عاهدت المؤسسة العسكرية أبناء وطنها على صون الاستقرار، وهو إنجاز ثمين لم يستمر إلا بما زرعه أفراد هذه المؤسسة من دمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة. لذا فإننا كلبنانيين، وتحديدا كعسكريين، مدركون لموقع الاستقرار في بنيان الوطن: إنه الركن الثابت الذي تشيد عليه المجتمعات والحضارات، فلنضع نصب أعيننا هذا الهدف النبيل، ولنتعاون في اجتراح الحلول والوسائل الكفيلة بتحقيقها.

لقد بدرت من العدو الإسرائيلي في الآونة الأخيرة كما تعلمون عدة تهديدات وممارسات خطيرة تطال حق لبنان الثابت في ثروته النفطية وتحديدا تلك الواقعة في البلوك رقم "9"، بالإضافة إلى محاولته إقامة جدار عازل على الحدود الجنوبية قد يمر في أراض لبنانية. وإنني من على هذا المنبر أؤكد مجددا اليوم رفضنا القاطع إقدام العدو الاسرائيلي على المس بسيادة لبنان وبحقه المقدس في استثمار جميع موارده الاقتصادية، ولن يوفر الجيش وسيلة متاحة للتصدي لأي عدوان إسرائيلي، مهما كلفه ذلك من أثمان وتضحيات.

وبموازاة هذا الاستعداد، فإن الجيش سيكون حازما في إنهاء أي محاولة داخلية لزعزعة السلم الأهلي، وإثارة غبار الفتنة، ولن يسمح إطلاقا بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، وبتحول الاختلاف السياسي الذي هو من صلب نظامنا الديموقراطي إلى فوضى يسعى إليها البعض لنسف الانجازات الوطنية الكبرى التي تحققت على أيدي اللبنانيين، وعلى أيدي شهدائنا وجنودنا الأبطال في أكثر من موقعة ومعركة مفصلية.

إن رسالة لبنان هي رسالة العيش المشترك والانفتاح والحوار بين الثقافات، وهي رسالة نبتغي تعميمها عبر هذا المؤتمر كما كان الحال مع سابقاته، عساها تكون نقطة مضيئة في الظلام الدامس الذي يلف عدة بلدان من المنطقة، وتسهم في رفع المعاناة عن العديد من الدول المجاورة، التي لا تزال ترزح تحت وطأة الأزمات والأحداث المتوالية".

وختم:" أتوجه بخالص الشكر إلى فخامة رئيس الجمهورية الذي شرفنا برعايته للمؤتمر، وإلى مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية الذي تولى تنظيم المؤتمر، كما أحيي السادة المشاركين، متمنيا للجميع التوفيق والوصول إلى نتائج مثمرة تعود بالخير على لبنان والمنطقة".

أبي فراج

وكان رئيس اللجنة العامة للمؤتمر العميد الركن فادي أبي فراج، قد ألقى كلمة الافتتاح عرض فيها برنامج المؤتمر وفعالياته وأهميته على صعيد منطقة الشرق الأوسط.