المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 17 شباط/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.february17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/زرع جعجع والحريري الزؤاني والإسخريوتي أوصل إلى واقع تصدر صورة الحريري وجريصاتي احتفال 14 آذار

الياس بجاني/انتصارات وارباح نظام إيران وأذرعته الإرهابية هي خسارة لكل شعهوب الشرق الأوسط

حزب الله: احتلال وقمع وفوضى وانغلاق ومذهبية ومفاهيم من القرون الحجرية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اتيان صقر ـ أبو أرز: بين قداسة الأمس ونجاسة اليوم

بيان "تقدير موقف" رقم 144/ يتأكد يوماً بعد يوم وأمام كل محطة تواصل بين لبنان والعالم، أن وظيفة الرئيس "القوي" هي الدفاع عن سلاح "حزب الله" وتقديم التبريرات والحجج اللبنانية ومن موقع "الرئيس" لبقاء هذا السلاح خلافاً للدستور وقرارات الشرعية الدولية!

السيادة وحدها مفتاح الخلاص والإصلاح"/د.توفيق هندي/فايسبوك

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت ليوم الجمعة 16 شباط 2018

الحديث عن عفو عام/خليل حلو

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 16/2/2018

ساترفيلد زار باسيل وبرّي ومن ثم الحريري: ما تطالب به إسرائيل غير دقيق… والمسألة معقّدة أكثر من ذلك

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مارسيل غانم يعلن الإنتصار

عائلة الشيخ يعقوب: الامام الصدر والشيخ يعقوب يستصرخان اين العدالة واين الحق؟ كفى ظلما

مقتل مغترب لبناني وزوجته في إسطنبول وإختفاء طفلهما

غوتيريس: اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل و"حزب الله" سيكون..

ميشيل بدل نايلة.. في بيروت الأولى

سليمان زار رعد معزيا بوفاة والده

التقدمي" يُعلن مرشحيه للانتخابات

هكذا كشف أهالي الرميلة شبكة حزب الله

"الوطني الحر" يواجه حزبيين منشقين في الانتخابات المقبلة

القوات تأسف لمشهد 14 شباط

إليكم موعد إعلان "التيار" لوائحه الإنتخابية

هذه أبرز المحادثات اللبنانية – الأميركية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اتفاق أميركي تركي مشكوك في صموده بشأن سوريا

دي ميستورا يطالب بوقف التصعيد دون شروط في سوريا

ملف النازحين السوريين على طاولة المباحثات اللبنانية  الأميركية

حليف إيران الخليجي الوثيق يزور القدس المحتلة ... هل هذا تطبيع أو ماذا ؟

وزير الخارجية العماني في الأقصى يحث العرب على زيارة القدس والتقى عباس وقال إن إقامة الدولة الفلسطينية الجزء الأهم في مكافحة الإرهاب

اتفاق روسي ـ أردني على تعزيز التعاون في سوريا والملك عبد الله الثاني ينوه بدور بوتين

مقتل طيارين بتحطم طائرة تدريب عسكرية تركية

تعرف على أخطر سجن للنساء في إيران يحظر على نزيلاته أبسط الاحتياجات الإنسانية

واشنطن تهدد موسكو بـ«عواقب دولية» بعد هجوم إلكتروني «طائش» والفيروس عطّل أجهزة كومبيوتر في دول عدة العام الماضي وتسبب بأضرار بمليارات الدولارات

الكويت والسويد تقدمان مشروع قرار معدل لهدنة في سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أحزمة الأمان» تتداعى../أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

نصر الله في "محكمة الحريري"/بقلم فارس خشّان/الحرة

زوال إسرائيل أو خروج إيران/أحمد الغز/اللواء

الحريري نسخة 2018: الانقلاب على 14 شباط/هيام القصيفي/ الأخبار

في معنى الزواج "غير الماروني" بين التحالفات "الاعتراضية" وطمس "القضايا الشائكة"/عقل العويط/النهار

الرئيس الحريري يرسم خارطة الطريق إلى 6 أيار وتستمر الحياة.../الهام فريحة/الأنوار

الصراع على سوريا وتأثيراته على لبنان/رضوان السيد/الشرق الأوسط

هنيئاً لهم/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

رجل لا يحتفي بالإطراء/عبدالرحمن الشبيلي/الشرق الأوسط

لهذه الأسباب أُسقطت طائرة الـ «F16» الإسرائيلية/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

كباش إيراني - إسرائيلي وروسيا وحدها الحَكَم/ران هاليفي/لو فيغارو/جريدة الجمهورية

سوريا والبحث عن مخرج من المتاهة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الإرهاب {الجيد} والإرهاب {السيئ}/نديم قطيش/الشرق الأوسط

مؤتمر الكويت للعراق... أين إيران؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

روسيا والتسوية الفلسطينية/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل وفد روتاري دبي ودعا لبنانيي الخارج للمشاركة في الانتخابات ويفتتح مساء مؤتمر بناء السلام

رئيس الجمهورية في مؤتمر مؤسسة الروتاري: عبء النزوح صار مرهقا والحاجة إلى الحل أضحت ملحة

الحريري استقبل ساترفيلد ووزير الثقافة ووفدا من الروتاري

الحريري استقبل عمرو موسى واتحادات النقل ومؤسسات مالية دولية طليس: ننتظر قرار مجلس الشورى حول قطاع المعاينة الميكانيكية

بري للوفد الاميركي : لترسيم الحدود عبر اللجنة الثلاثية وطرحكم غير مقبول

فوشيه حاضر في جامعة الكسليك عن العمل الدبلوماسي: لفرنسا كل المقومات ليكون لها التأثير الأكبر في العالم العربي

نداء من "الخارجية" للبنانيين المنتشرين غير الواردة أسماؤهم في القوائم الإنتخابية

وزير الشؤون الإجتماعية بيار بوعاصي: تصريحات تيلرسون لم تلق صدى داخل مجلس الوزراء الكهرباء سلة مفخوتة وآلية حكومة سلام للتعيينات هي الافضل

نص خطاب السيد حسن نصرالله ليوم الجمعة 16 شباط/18

موقع “القوات” ينشر التعريب الكامل لمقال “نيويورك تايمز” عن دور مغنية باغتيال الحريري (الجزء الأول)

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

 ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك

الزوادة الإيمانية/سفر إشعياء/الأصحاح الثالث والثلاثون من 01 حتى 24/ "ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. يارب، تراءف علينا . إياك انتظرنا. كن عضدهم في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة. من صوت الضجيج هربت الشعوب. من ارتفاعك تبددت الأمم. ويجنى سلبكم جنى الجراد. كتراكض الجندب يتراكض عليه. تعالى الرب لأنه ساكن في العلاء. ملأ صهيون حقا وعدلا فيكون أمان أوقاتك وفرة خلاص وحكمة ومعرفة. مخافة الرب هي كنزه. هوذا أبطالهم قد صرخوا خارجا. رسل السلام يبكون بمرارة. خلت السكك. باد عابر السبيل. نكث العهد. رذل المدن. لم يعتد بإنسان. ناحت، ذبلت الأرض. خجل لبنان وتلف. صار شارون كالبادية. نثر باشان وكرمل. الآن أقوم، يقول الرب. الآن أصعد. الآن أرتفع. تحبلون بحشيش، تلدون قشيشا. نفسكم نار تأكلكم وتصير الشعوب وقود كلس، أشواكا مقطوعة تحرق بالنار . اسمعوا أيها البعيدون ما صنعت، واعرفوا أيها القريبون بطشي. ارتعب في صهيون الخطاة. أخذت الرعدة المنافقين: من منا يسكن في نار آكلة ؟ من منا يسكن في وقائد أبدية. السالك بالحق والمتكلم بالاستقامة، الراذل مكسب المظالم، النافض يديه من قبض الرشوة، الذي يسد أذنيه عن سمع الدماء، ويغمض عينيه عن النظر إلى الشر. هو في الأعالي يسكن . حصون الصخور ملجأه. يعطى خبزه، ومياهه مأمونة. الملك ببهائه تنظر عيناك. تريان أرضا بعيدة. قلبك يتذكر الرعب: أين الكاتب ؟ أين الجابي ؟ أين الذي عد الأبراج. الشعب الشرس لا ترى . الشعب الغامض اللغة عن الإدراك، العيي بلسان لا يفهم. انظر صهيون مدينة أعيادنا. عيناك تريان أورشليم مسكنا مطمئنا، خيمة لا تنتقل، لا تقلع أوتادها إلى الأبد، وشيء من أطنابها لا ينقطع. بل هناك الرب العزيز لنا مكان أنهار وترع واسعة الشواطئ. لا يسير فيها قارب بمقذاف، وسفينة عظيمة لا تجتاز فيها. فإن الرب قاضينا. الرب شارعنا. الرب ملكنا هو يخلصنا. ارتخت حبالك. لا يشددون قاعدة ساريتهم. لا ينشرون قلعا. حينئذ قسم سلب غنيمة كثيرة. العرج نهبوا نهبا. ولا يقول ساكن: أنا مرضت. الشعب الساكن فيها مغفور الإثم".

  

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

زرع جعجع والحريري الزؤاني والإسخريوتي أوصل إلى واقع تصدر صورة الحريري وجريصاتي احتفال 14 آذار

الياس بجاني/15 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62606

مثال الزارع والقمح والزؤان

(انجيل متى 13/من24حتى54/: قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ قِائِلاً: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا زَرَعَ زَرْعًا جَيِّدًا فِي حَقْلِهِ.”وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَانًا فِي وَسْطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَرًا، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضًا. فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ:يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعًا جَيِّدًا زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟. فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هذَا. فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا إِلَى الْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أَوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَمًا لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَني».)

من يزرع الريح لا بد وأن يحصد العاصفة، ومن يزرع الزؤان على الأكيد الأكيد لن يحصد قمحاً، لأن العوسج لا يثمر لا تيناً ولا عنباً.

وعملياً وواقعاً وحقيقة فإن من ينسلخ عن الواقع المعاش على الأرض ويغرّب نفسه وفكره وممارساته عن أسس الإيمان وعن كل مقوماته فهو لا يحصد في النهاية غير ما زرعه.

ونعم، وعلى الأكيد الأكيد، فإن صورة أمس في احتفال الذكرى السنوية لإغتيال الرئيس رفيق الحريري التي جمعت بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليم جريصاتي وتصدرت الاحتفال وكافة وسائل الإعلام هي معبرة جداً وتجسد 100% ودون أدنى شك غلال حصاد ما زرعه كل من الدكتور سمير جعجع بالتكامل والتضامن مع الرئيس سعد الحريري وعن سابق تصور وتصميم وعلى خلفيات أجندات شخصية وسلطوية ونفعية..

ماذا كان زرع سعد وسمير الزؤاني؟

زرع سمير وسعد الزؤاني كان فرطهما الجحودي واللالبناني واللاقيمي واللامبدئي لتجمع 14 آذار السيادي والاستقلالي ودخولهما في صفقة تسوية سلطوية ونفعية مع محور الممانعة الإيراني عبر وكلائه في لبنان…سميناه “الصفقة الخطيئة”.

زرع سمير وسعد في صفقتهما الخطيئة زؤان شعارات خادعة وواهمة بقصد التعمية واستغباء الناس واللعب على وضعهم الاقتصادي الصعب، وبالتالي تغيير أولوياتهم الوطنية والإستقلالية والمبدئية.. ففشلا وسقطت كل حساباتهما الدفترية الواهمة الشخصية والسلطوية واللاغية لكل من يعارضهما على حد سواء.

زؤانهما كان ولا يزال هو بذور شعارات خادعة منها الواقعية والاستقرار وربط النزاع والتعايش مع سلاح الاحتلال…والتسويق لمقولة استسلامية هي أن سلاح حزب الله واحتلاله للبنان ودويلاته وحروبه هي كلها دولية وإقليمه ولا قدرة للبنانيين على مواجهتها.

في انحرافهما وشرودهما عن طرق ومسالك ومبادئ وألف باء السيادة والاستقلال والدستور والقرارات الدولية قفزا فوق دماء الشهداء ووضعا كل من رفض السير معهما من السياديين الشرفاء في خطيئة استسلامهما في خانة الأعداء..والأمثلة كثيرة وكلها معيب.

سمير استبعد الدكتور فارس سعيد وسامي الجميل وغيرهما كثر من الشرفاء والمناضلين عن الاحتفال بذكرى الشهداء، وسعد استبعد الدكتور فارس سعيد وكثر غيره من السياديين عن ذكرى الاحتفال السنوي لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن دعي منهم لم يعامل باحترام مما دفع بعضهم لمغادرة مكان الاحتفال.

وهنا لا بد من التذكير بحملة تيار المستقبل التخوينية المستمرة على الدكتور فارس سعيد واللواء اشرف ريفي وعلى غيرهما من الأحرار والشرفاء والشجعان الذين رفضوا السير بالصفقة الخطيئة وعروا ويعرون كل بنودها ومفاعيلها الإستسلامية…وهي حملة تجني وافتراء وحقد لا أكثر ولا أقل.

في هذه الوقت تم توزيع صورة من داخل صالة احتفال يوم أمس تجمع في الصف الأمامي الرئيس سعد الحريري والوزير سليم جريصاتي.

الصورة جداً معبرة وهي تقول لكل من يعنيهم الأمر ما يسعى جاهداً الرئيس سعد الحريري على إخفائه عن بيئته تحديداً، وعن اللبنانيين وعن الدول العربية عموماً، وهو أنه أصبح في السياسة المحلية والإقليمية من ضمن محور الممانعة رغم كل كلامه اللفظي عن عكس ما هو واقع ومعاش.

أما سمير جعجع المتذاكي وشريك سعد في الصفقة فهو وكما دائماً يلتحف بما يتوهم أنه “تشاطر وتذاكي وحربقة”، حيث أنه متمسك بكل بنود الصفقة الخطيئة النفعية والسلطوية ومنها استمرار وزرائه في الحكومة، ولكن ومن مفهوم التشاطر والتذاكي الفاشل والمكشوف هو يلهي يعض الناس بمواقف سيادية لفظية غير قابلة للصرف.

يبقى أنه محزن ومعيب للغاية أن احتفال 14 آذار هذه السنة جاء فارغاً وبلا مضمون سيادي واستقلالي وغريب عن دماء وتضحيات الشهداء ومغرب عن روحية الذكرى.

لمن يعنيهم الأمر من الواهمين والمرتدين والمتذاكين والمتشاطرين، نقول وبصوت عال إن التاريخ سيلعن ربع نفاق شعارات الاستقرار والواقعية وربط النزاع وهرطقة واسخريوتية صفقة الخطيئة.

في الخلاصة المؤكدة وعلى الأكيد الأكيد: لا مهرب من العدالة، ولا مهرب من الحساب يوم الحساب الأخير، وعلى الأكيد الأكيد إن من يتفلت من عدل قضاة الأرض، لن يكن بإمكانه التفلت من عدل قاضي السماء..

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

انتصارات وارباح نظام إيران وأذرعته الإرهابية هي خسارة لكل شعهوب الشرق الأوسط

الياس بجاني/12 شباط/18

كل انتصار لإيران ولأذرعتها الإرهابية ومنهم حزب الله الذي يحتل لبنان ويقتل الشعب السوري ويتاجر بالشعب الفلسطيني هو خسارة لشعوب كل دول الشرق الأوسط وللبنان ولسوريا تحديداً ولشعبوبهما المضطهدة.

 

حزب الله: احتلال وقمع وفوضى وانغلاق ومذهبية ومفاهيم من القرون الحجرية

الياس بجاني/13 شباط/18

احتلال حزب الله هو سبب إستمرار وتفاقم الفساد والإفساد والفوضى وثقافة اللادولة واللاقانون والإنغلاق وجر لبنان إلى القرون الحجرية

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

اتيان صقر ـ أبو أرز: بين قداسة الأمس ونجاسة اليوم

16 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62638

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

العارف في تاريخ لبنان يروي كيف عاش أجدادنا مع رهبانهم في تلك الجبال القاسية مع رهبانهم، حياة زهد وتقشّف وورع وصلاة، قرّبت المسافة بينهم وبين السماء، فعمّت الأرجاء رائحة القداسة وظاهرة القديسين.

ولشحّ الموارد ووعورة الأرض وضيق المكان، نقبوا الجبال، وطحنوا الصخور، وأقاموا الجلال، فتحوّلت الجرود إلى حقول زاهرة وجنائن معلّقة.

ويضيف التاريخ ان الحروب الكثيرة التي خاضها أجدادنا كانت كلها دفاعاً عن النفس ومن أجل البقاء، والغزو لم يكن يوماً من شيَم اللبنانيين... وعند اشتداد الخطر، كان يحلو لبعض البطاركة، ولرفع المعنويات، أن يتقدّم الفرسان ويقودهم إلى المعركة بعصاه المصنوعة من خشب السنديان...

وهكذا بقيت جبالنا عِبرَ العصور نظيفةً، حصينةً وعصيّةً على الغزو والغزوات، رافعةً راية الحرية والبطولة وكرامة الإنسان.

ولما ذاعت شهرتهم في العالم، جاءَهم الزوّار والمستشرقون من بلاد الغرب، فدُهشوا بروعة البلاد وجمالها، وأُعجبوا بشجاعة هذا شعبها، وتقاليده وطقوسه وحبه للضيافة، وكرمه رغم ضيق الحال؛ ولما وصلوا إلى وادي قنّوبين خشعوا أمام هيبة المكان وقداسة المقار؛ ولدى عودتهم إلى بلادهم كتبوا الكثير عن بلاد الأرز، وقالوا عن البطاركة "قلوبهم من ذهب وعُصيّهم من خشب".

اليوم تغيّرنا، وتغيّر معنا الزمن، فتخلّينا عن القيَم، وابتعدنا عن المبادىء التي صنعت عَظَمة هذا الوطن، فبدأنا بالتراجع والإنحدار حتى وصلنا إلى الحضيض.

تراجعنا وانحدرنا يوم استبدلنا القداسة بالنجاسة، والورع بالفجور، والتقشّف بالبذخ والزهد بالسطو على المال الحرام، والكِبَر بالكبرياء، والصدق بالدجل، والتضامن بالتشرذم والإنقسام.

إنحدرنا يوم استبدلنا الرعاة الصالحين بالرعاة الطالحين من زمنيين وروحيين.

وصلنا إلى الحضيض يوم وقع رعاتنا الزمنيون في لعبة المال والسُلطة والدم.

ويوم انحرف رعاتنا الروحيّون عن مسيرة وادي قنّوبين، فصارت عُصيّهم من ذهب وقلوبهم من خشب.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

بيان "تقدير موقف" رقم 144/ يتأكد يوماً بعد يوم وأمام كل محطة تواصل بين لبنان والعالم، أن وظيفة الرئيس "القوي" هي الدفاع عن سلاح "حزب الله" وتقديم التبريرات والحجج اللبنانية ومن موقع "الرئيس" لبقاء هذا السلاح خلافاً للدستور وقرارات الشرعية الدولية!

16 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62644

في السياسة

· يتأكد يوماً بعد يوم وأمام كل محطة تواصل بين لبنان والعالم، أن وظيفة الرئيس "القوي" هي الدفاع عن سلاح "حزب الله" وتقديم التبريرات والحجج اللبنانية ومن موقع "الرئيس" لبقاء هذا السلاح خلافاً للدستور وقرارات الشرعية الدولية!

· فبعد الرياض ومصر وباريس ونيويورك، ها هو العماد عون يدافع مرة جديدة عن سلاح "حزب الله" أمام وزير خارجية اميركا!

· إنه أهم ماروني في "8 آذار"!

· وفاعلية كلامه، إذا صحّت، تأتي من مارونيته بالدفاع عن سلاح شيعي. ولو كان دفاعه هذا يتناقض مع النص الذي أقسم على تطبيقه يوم انتخابه!

· فيا سيد تيلرسون عليك أن تفهمنا!!!

· هذا السلاح أوصلنا إلى بعبدا!

· هذا السلاح جعل من مخالب من هو ليس معنا أسنان حليب!

· هذا السلاح يلغي مفاعيل قوة الآخرين ويعوّض علينا الدرجة التي فقدناها في اتفاق الطائف!!

· لا تحرجنا!

تقديرنا

· لم يقتنع تيلرسون!

· وأن يكون رئيس جمهورية لبنان مدافعاً عن سلاح غير شرعي صفعة ليس فقط للموارنة إنما لجميع اللبنانيين!

· ولمن "يطبخ" انتخابات!

* حليف حليف "حرب الله" هو حليف "حزب الله" بدون مواربة!

· يدعم حزب الله!

* رئيس جمهورية لبنان وحكومته!

* أمين عام حركة نجباء العراق!

* قائد عصائب أهل الحق!

* الحرس الثوري!

· ... وسننتخب من يعزّز هذا التوجّه التقدمي؟!!

· تنبّهوا!

 

"السيادة وحدها مفتاح الخلاص والإصلاح"

د.توفيق هندي/فايسبوك/16 شباط/18

قدمت ترشيحي رسميا" تحت الشعار الواقعي الوحيد الذي لا يغش اللبنانيين عموما" وأهل بيروت خصوصا" بتوهيمهم بإمكانية الإستمرار في تحييد لبنان عن الحروب التي تعصف في المنطقة وفِي تحقيق الإستقرار الداخلي كما بتوهيمهم بالقدرة على حل مشاكل لبنان الإقتصادية والمعيشية والبيئية ومحاربة الفساد في ظل تحكم الجمهورية الإسلامية في إيران بالقرار الوطني وخضوع أهل السلطة له: "السيادة وحدها مفتاح الخلاص والإصلاح". كيف؟ بإنتاج كتلة نيابية معارضة وازنة من خلال هذه الإنتخابات تسعى إلى طرح الحلول الناجعة في كافة المجالات عبر ممارسة رشيدة لوظيفتها التشريعية وتحاسب الحكومة وتكون جزءا" من تجمع وطني أوسع من أجل السيادة عابر للطوائف يهدف في مرحلة أولى إلى إخراج لبنان من تحت سطوة إيران على القرار اللبناني وصولا" إلى السيادة الكاملة والإستقلال الناجز، وذلك على قاعدة الثالوث الذهبي: الدستور، إتفاق الطائف والقرارات الدولية ولا سيما القرارين ١٥٥٩ و ١٧٠١

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت ليوم الجمعة 16 شباط 2018

النهار

تحدث ديبلوماسي غربي عن أن "حرب المستشارين" أضرّت كثيراً بلبنان في رصيده بالتعامل مع المنظمات الدولية رغم إقصاء الرئيس عون أحد مسبّبي المشكلة.

يؤكد نائب أن الرئاسة السورية طلبت مباشرة إدراج اسمين على لائحة الثنائي الشيعي في بعلبك - الهرمل.

يلفت نقابي الى تصريح لوزير التربية عن كيفية إدارة المدارس الارثوذكسية الأزمة المالية من دون أن ترهق أحداً ودعا الى الاقتداء بها.

استوقف البعض الحفاوة اللافتة التي قوبل بها نوّاب "اللقاء الديموقراطي" لدى زيارتهم عرب خلدة وما إذا كانت لها دلالات انتخابيّة.

الجمهورية

عُلِم أن أعضاء إحدى الهيئات النقابية يستعدّون للتحرُّك باتجاه وزارة التربية قبل الجلسة الحكومية لإدراج مطالبهم على جدول أعمال الجلسة.

كشف أحد نواب كتلة حزبية أن سياسة "الحظر الإعلامي" على نوابه سيتخلّى عنها الحزب في المرحلة المقبلة.

نُقِل عن ديبلوماسي غربي تأكيده أن إدارة ملف لبنان لدى بعض الدوائر الإقليمية لم تخضع لأي تغيير في الآونة الأخيرة على الرغم من إبتعاد بعض المشتغلين فيه عن الأضواء.

رأى البعض في الإهتمام الذي حظي به مسؤول روحي في الفاتيكان مؤشراً لحجم إهتمامه بحل قضية كانت عالقة.

اللواء

أبلغت الماكينة الانتخابية أن موظفاً كبيراً سابقاً على لائحة حزب بارز بات ثابتاً..

يُخيَّر محسوبون على تيّار سياسي منتشر بين الترشيح للنيابة أو انتظار فرصة الوزارة، ولكن من دون تأكيدات..

تتحدث مصادر دبلوماسية عن قلة خبرة دبلوماسية لدى وزير دولة كبرى، وإن الموقف الحقيقي لبلاده هو من رسمه نائب مساعده لشؤون المنطقة.

الشرق

رفض مرجع وزاري طرابلسي بارز اي محاولة لاضعاف الصف السني في "عاصمة السنة طرابلس"... مؤكدا ان "التعددية السياسية" شيء ومكونات المجتمع شيء اخر.

لم تصل المفاوضات بين "امل" و "حزب الله" والحزب القومي الى نتيجة نهائية بعد بشأن المقعد الكاثوليكي في البقاع الشمالي، بعد اعلان النائب مروان فارس عزوفه عن الترشح "لاسباب صحية"؟!

يتمسك "حزب الله" بالنائب اميل رحمة مرشحا عن المقعد الماروني في البقاع الشمالي علما ان القوات اللبنانية قررت ترشيح احد كوادرها عن هذا المقعد.

المستقبل

قيل ان جهة سياسية جنوبية معارضة لثنائي "حزب الله" - "أمل"، أنجزت لائحة مرشحيها في النبطية وتتجه لاعلانها نهاية الاسبوع

البناء

توقفت مصادر في فصائل المقاومة الفلسطينية المشاركة في مؤتمر طهران لتكريم القيادي الكبير في حزب الله الشهيد عماد مغنية أنّ ما قاله قائد فيلق القدس في الحرس الثوري تترجمه درجة الدعم والمتابعة التي يقدّمها المسؤولون الإيرانيون للانتفاضة والمقاومة في فلسطين، حيث باتت كلّ الفصائل المعنية بالمقاومة موجودة بوفود قيادية تتناوب على الحضور في طهران، وتلقى اهتماماً بكلّ التفاصيل العلمياتية التي تثيرها مع القيادة الإيرانية كأنّ الحرب واقعة غداً...

لفتت أوساط سياسية إلى إعادة تسليط الضوء على مؤسسة دولية عادت بدورها إلى التلويح باتخاذ قرارات قد تمسّ المقاومة في المرحلة المقبلة. وأشارت المصادر إلى أنه في كلّ فترة تعود المؤسسة المُشار إليها إلى الضوء عندما يحقّق محور المقاومة انتصارات في معاركه ضدّ التنظيمات الإرهابية أو توجيه ضربة قاسية للعدو "الإسرائيلي".

 

الحديث عن عفو عام

خليل حلو/16 شباط/18

يكثر الحديث عن عفو عام ... العفو العام عن غرامات السير والميكانيك وضرائب الأملاك المبنية المتأخرة وعن حصر الإرث مرحب به بشدة لأن المواطنين يرزحون تحت ضائقة إقتصادية ومالية غير مسبوقة منذ عقود. أما العفو العام الذي يتحدثون عنه، ونتمنى أن تكون الأقاويل والأخبار عن هذا القانون غير صحيحة لا بل عارية عن الصحة، فهو وفقاً لما يتواتر إلى مسامع المواطنين يشمل عفواً عن الإسلاميين المتهمين بحوادث صيدا والشمال وغيرها وعن متهمين بتهريب وترويج المخدرات ... شيء فعلاً يدعو للعجب والسخرية والغضب والقرف والإحباط في آنٍ معاً، إذا كان هذا الأمر صحيحاً.

بالنسبة للإسلاميين الموقوفين يجب أن يحاكموا وبسرعة ولو إقتضى الأمر بجلسات محاكمة تمتد إلى أوقات متأخرة من الليل. الأبرياء منهم الذين كانوا شباناً يافعين عند توقيفهم يجب تبرئتهم قضائياً وليس بعفو عام وكأنهم مذنبين وإخراجهم من السجون فور تبرئتهم وبكراماتهم والتعويض عليهم للسنوات التي قضوها خلف القضبان بدون ذنب، لئلا يتحولوا بعد خروجهم إلى حاقدين على المجتمع وينحرفون إلى الإجرام والإرهاب. أما الذين منهم قتلوا العسكريين أو إغتالوهم بالمتفجرات أو اعتدوا على الجيش فيجب إنزال أشد العقوبات فيهم تذهب إلى الإعدام والسجن المؤبد ... علماً أن بعضهم ومن الخطرين تم الإفراج عنهم بصفقات لا علاقة للبنان بها بعد معركة فجر الجرود وبدون عفو وبدون محاكمات. بأي منطق يتم العفو عن تجار ومروجي مخدرات دمروا حياة الآلاف من شبابنا في المدارس والجامعات المرموقة؟ بأي منطق يقبل القيمون على هذه المدارس والجامعات ووزراء التربية والداخلية والعدل أن يعفى عمن هو أشد إيذاءً للوطن وفتكاً بشبانه ومستقبله، من الإرهابيين مجتمعين؟ المخدرات أصبحت سرطانية داخل كل عائلة مسيحية وشيعية وسنية ... هل مهرب ومروج المخدرات يصنف من الخارجين عن القانون؟ أم موضوع خلاف سياسي؟ ام له هوية مذهبية؟ أليس عيباً أن يسعى من يسعى للعفو عن هؤلاء؟

لم يفت الأوان بعد للتصدي لهكذا قانون عفو عام يكون مدعاة للعار على من يصدره ومن يقبل بصدوره، هل سيتصدى له وزرائنا الكرام؟ ونوابنا الكرام ممثلي الشعب؟ أم القيمين على القطاع التربوي؟ أم أهالي العسكريين الشهداء؟ ...

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 16/2/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تحديان في المرحلة الطالعة:

الأول إسرائيلي في معركة الغاز البحري.

الثاني ديمقراطي في معركة الإنتخابات النيابية.

ويتحرك الدبلوماسي الأميركي دايفيد ساترفيلد في القدس المحتلة ناقلا الجواب اللبناني على اقتراحات ريكس تيلرسون وزير الخارجية في إعتماد تحقيق هوف في وقت أكدت المراجع اللبنانية أن ترسيم الحدود البحرية لا يتم إلا من طريق اللجنة الثلاثية التي تجتمع دوريا في الناقورة.

وقد شدد الرئيس بري على أن الطرح خارج هذا الإطار أمر غير مقبول.

ويوم الاثنين جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا لمشروع الموازنة.

ويوم الاثنين ايضا يعقد الرئيس بري مؤتمرا صحافيا يتناول فيه ترشيحات حركة أمل الى الإنتخابات النيابية.

ويوم الاثنين أو ربما الثلاثاء يعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أسماء مرشحي الحزب الى الإنتخابات. السيد نصرالله أوضح أن التحالفات خارج الحزب والحركة غير محسومة بعد مشيرا الى أن قانون الإنتخاب أهم إنجاز سياسي بعد اتفاق الطائف. ودعا السيد نصرالله اللبنانيين الى التوحد في معركة الغاز والنفط. مواقف السيد نصرالله بعد التوقف مع تحرك ساترفيلد الذي شمل الرئيسين بري والحريري ووزير الخارجية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

لليوم الثاني على التوالي الولايات المتحدة الاميركية في قلب المشهد اللبناني امس كان يوم وزير الخارجية الاميركي فيما الوهج انتقل اليوم الى نائب مساعده لشؤون الشرق الاوسط دايفيد ساتيرفيلد، هذا في الشكل، في المضمون ملف النفط والغاز محور المباحثات في ظل كلام اميركي قاس فحواه تقاسم المنطقة المتنازع عليها بنسبة 60% للبنان و40% لاسرائيل، وهو طرح قديم جديد يعرف باسم طرح هوف ، الطرح الاميركي جوبه بموقف لبنان رافض موحد ما سيحمل ساتيرفيلد على التوجه الى اسرائيل لابلاغها الموقف اللبناني فيبنى عندها على الشيء مقتضاه .

الكباش الديبلوماسي على المياه الاقليمية اللبنانية شكل جزءا من الكلمة التي القاها السيد حسن نصر الله، فالامين العام لحزب الله هاجم اسررائيل واميركا على خلفية التنازع على البلوك 9 واعلن بوضوح كلي ان القوة الوحيد للبنانيين في معركة النفط هي المقاومة ومشيرا الى ان الجيش اللبناني لا يستطيع ان يلعب دورا اساسيا في هذا الموضوع لانه ممنوع عليه ان يحصل على صواريخ ارض جو وارض ارض ، هذا الموقف سيطرح الكثير من الاسئلة وسيثير الكثير من الالتباسات في المرحلة المقبلة وخصوصا في مشهد انتخابي يزداد حماوة يوما بعد يوم.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

وما رميت إذ رميت ولكن حزب الله رمى والصاروخ صاروخكم يعتلي قاعدة: إضرب عدوك بي ومن ثابتة: نحن أقوياء توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمعادلة تحتكم إلى سقف الدولة وتضع صواريخها تحت التصرف ورهن الإشارة فحالما يقرر مجلس الدفاع الأعلى أن محطات النفط في البحر الفلسطيني الذي تغتصبه إسرائيل ممنوعة من "إنو تشتغل" بوعدكن إنو خلال ساعات ما بتشتغل وبشكل أوضح قال نصرالله للسلطة اللبنانية: فاوضوا بسلاحي واستخدموه لحماية ثروتنا من النفط والغاز وإذا جاءكم فاسق أميركي فتبينوا من أنه محام إسرائيلي والكل يعلم أن ليس هناك وساطة أميركية بل إملاءات وتهديدات للبنان كان نصرالله في خطاب القادة الشهداء يستخدم السلاح قوة تجييرية لمصلحة لبنان ويدفع باتجاه الاستثمار بها لأنها القوة الوحيدة لدى اللبنانيين في هذه المعركة وغدا إذا طلبت أميركا التجاوب لرد إسرائيل عنا قولوا لها يجب أن تقبل بمطلبنا حتى نرد حزب الله عن إسرائيل هي معادلة إستعارة وهْج السلاح ووقعه لاستحداث جبهة دفاع تعرف إسرائيل أنها فاعلة كما على الأرض كذلك تحت المياه فإسرائيل تهدد نحن نهدد يقصفوننا فنقصفهم المنصات لا تعمل فلن تعمل وهذا ليس تهديدا في الهواء و"جربونا" ويجب أن نعمل بلا خوف من الضغط الدولي علينا نصرالله ذو القدرة تسلحا تواضع انتخابيا وحسم بأن قانون الانتخاب لن يسمح لأي حزب أو طرف بالاستئثار ووصفه بالمفخرة السياسية وبأهم إنجاز في البلد لأنه سيفتح المجال للتمثيل ويلغي المحادل وتوقع أن تدخل المحكمة الدولية المسيسية عاملا في المعركة الانتخابية لانها توظف دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري في المعارك السياسية وبعدما استعرض نصرالله التحالفات على مستوى لبنان أكد أن معركة حزب الله ليست مع أحد ولن يكون هناك من حزب مهما علا شأنه قادرا على حصد الأغلبية النيابية وخفف نصرالله على المستقبل همومه وصوته المجروح في تأكيد عدم التحالف مع حزب الله قائلا: مين طالب يتحالف معكن؟ انتو مش مضطرين تعصبوا فهدئوا من أعصابكم. وفيما هز نصرالله المهمة الأميركية العاملة لصالح إسرائيل في الثروة النفطية كان ديفيد ساترفيلد يترك منصة مزروعة في بيروت لاستكمال التفاوض الذي بدأه وزير الخارجية الاميركي وهو التقى اليوم الرئيسين بري والحريري ووزير الخارجية جبران باسيل فيما قالت معلومات الجديد إن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بدأ مهمة أوروبية تنقب عن إثبات حق لبنان في نفطه وغازه فتوجه الى روما ثم ميونخ.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

صحيح ان ريكس تيلرسون ترك لبنان اثر زيارة قصيرة ومثيرة، لكن ملائكته ظلت حاضرة لمتابعة الافكار الاميركية الخاصة بالملف الحدودي البري والبحري بين لبنان واسرائيل.

ديفيد ساترفلد الذي يتولى هذا الملف جال به اليوم على عين التينة وبيت الوسط وزارة الخارجية، الرئيس نبيه بري الذي استمع الى مقترحاته اصر على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة من تفاهم نيسان على غرار ما حصل بالنسبة للخط الازرق موضحا ان ما هو مطروح غير مقبول، وعليه ليس في الافق القريب حل، فالاميركيون ما زالوا يطرحون اقتراح هوف في البقعة التي تدعي اسرائيل ان لديها حقوقا فيها، فهل يبتدع الجانب الاميركي ممثلا بساترفلد طرحا جديدا يتعلق بتلق البقعة بعدما اقتنع بأن لبنان متمسك برفض خطة هوف؟ علما بأنه سيطير من بيروت الى تل ابيب في الساعات القليلة المقبلة.

وفي الانتظار ذهب السيد حسن نصرالله بعيدا في التحذير من ان الاميركي ليس وسيطا نزيها فهو محامي اسرائيل وعلى اللبنانيين الا يعولوا على وساطته، كاشفا ان واشنطن نقلت رسائل تهديد للبنان ودعا اللبنانيين الى ان يفاوضوها من موقع قوة، وقال لهم اذا طلبت منكم اميركا التجاوب مع طروحاتها لرد اسرائيل عنا قولوا لها انها عليها ان تقبل هي بمطلبنا حتى نرد حزب الله عنها.

وفي الشأن الانتخابي مؤتمر صحافي للرئيس نبيه بري ظهر الاثنين المقبل في عين التينة لاعلان مرشحي حركة امل للانتخابات النيابية، وعلى الموجة نفسها لاقى السيد حسن نصرالله الرئيس بري كاشفا ان حزب الله سيعلن اسماء مرشحيه الاثنين او الثلاثاء المقبلين على ان تحسم اللواح بعدهما، وردا على اعلان المستقبل رفضه التحالف مع حزب الله قال السيد "يا شباب مين طالب منكم التحالف؟ ريحوا حالكن"

وبعيدا من الشأن الانتخابي تتضمن اجندة الاسبوع المقبل موعدا لجلسة يعقدها مجلس الوزراء الاثنين في قصر بعبدا تكون باكورة الجلسات المخصصة للبحث في مشروع موازنة العام 2018.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

كأن زيارة تيلرسون إلى بيروت لم تنته، لا في مضمونها ولا حتى في شكلها ...

ففي المضمون، كان لافتا ما كشفه أمين عام حزب الله في خطابه اليوم، من أن الأميركي عرض على لبنان التفاوض على النقاط البرية المتنازع عليها، مقابل تخلي لبنان عن نقاط النزاع البحري.

وهو ما رد عليه السيد نصرالله بدعوة مسؤولي الدولة اللبنانية إلى تهديد الاسرائيليين والأميركيين بقوة حزب الله، مؤكدا أن حزبه قادر على تنفيذ أي قرار في غضون ساعات ...

أما في شكل زيارة تيلرسون، فالواضح أنها لا تزال مستمرة، إن عبر بقاء مساعده ساترفيلد في بيروت، أو عبر انتقال الأخير إلى اسرائيل لمتابعة الملف، مما يؤشر إلى أن القضية موضع متابعة دوليا، تماما كما قضايا النفايات والكهرباء والتعيينات والعدالة محليا ...

قضايا فيها الكثير من الأخبار، لكن بدايتها من دعوة نصرالله الدولة اللبنانية إلى استخدام حزبه للتهديد كما للتنفيذ.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

وحفظنا الوصية، فاسرائيل سقطت، وموقفنا لا زال سلاحا، وآلاف الرضوان يرسمون معالم القضية. ومن الارض الصلبة رسم القائد الخطوط البحرية، ولامس تلك الجوية، واعلن الا مساومة مع أحد على اي من الحقوق الوطنية..

في ذكرى القادة الشهداء، اطل قائد المقاومة السيد حسن نصر الله بمعادلاته التاريخية: نحن اقوياء، ويجب ان نفاوض كأقوياء، وعلى الدولة ومعها الشعب ان يتعاملوا مع هذه الحقيقة التي يعرفها الاسرائيلي جيدا.

ملتزمون ما تقوله الدولة في معركة النفط والغاز، قال السيد نصر الله، ناصحا عدم التعويل على الوساطة الاميركية، ومؤكدا ان القوة الوحيدة في هذه المعركة هي المقاومة، فان قالت الدولة بمجلسها الاعلى للدفاع ان محطات الغاز والنفط في البحر الفلسطيني المحتل اسرائيليا ممنوع ان تعمل، نعدكم بان تتوقف خلال ساعات قليلة..

عند الدولة ومؤسساتها وضع السيد القرار، آملا في هذا الملف التاريخي ان تكون بمستوى الثقة والامانة، وعلى درجة عالية من الشجاعة.. الى الشجاعة السورية وبسالة جيشها وثبات قرار قيادتها انتقل الأمين العام لحزب الله، مؤكدا ان ما بعد الانجاز السوري النوعي الكبير باسقاط الطائرة الاسرائيلية ليس كما قبله.

قبلة المجاهدين لم تغب عن خطاب الامين العام لحزب الله، ففلسطين وايقوناتها المجاهدة مصدر الامل لمستقبل هذه الامة، وفي الامة مظلومون منسيون كاليمنيين الصابرين والبحرينيين المعذبين، أكد السيد نصر الله ان صوتنا لن يصمت عما يرتكب بحق هاذين الشعبين.. والى الشعب الايراني وجمهوريته الاسلامية وقيادتها العظيمة، كل الشكر والتقدير على ما قدمته للبنان من دعم واحترام..

السيد المحترم للتنوع في الميادين الانتخابية، اطل من القانون الاعدل والانجاز السياسي الاكبر في هذه المرحلة، مؤكدا الا معركة كسر عظم في هذه الانتخابات التي اتاح قانونها التمثيل لكل من يملك حيثية شعبية..واذ أكد على الحلف الثابت في كل الدوائر مع حركة امل، جعل التعاون الانتخابي مع باقي الحلفاء وفق الظروف والحسابات الانتخابية..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ثروة لبنان النفطية لا تزال في قلب الصراع بين لبنان وإسرائيل، وفي صدارة الإهتمامات، في ظل التحرك الأميركي سعيا إلى إيجاد حل.

فالمحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون في بيروت، أتبعت اليوم بجولة لمساعده دايفيد ساترفيلد شملت عين التينة والسراي ووزارة الخارجية. وقد سمع ساترفيلد إصرارا على وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الأطماع الإسرائيلية.

واليوم، سجل موقف للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من هذه القضية؛ مؤكدا أن اللبنانيين موحدين في معركة النفط والغاز وموحدين في الدعوة للمحافظة على الحقوق.

وجدد التزام حزب الله بأن الحدود البرية والبحرية تحددها الدولة، داعيا إلى التعامل مع هذه القضية من موقع أننا أقوياء ولسنا ضعفاء.

وفي الداخل، أيضا تستكمل القوى السياسية إستعداداتها للانتخابات النيابية، وفيما ينتظر أن يعقد الرئيس نبيه بري مؤتمرا صحافيا الإثنين المقبل في عين التينة، يخصصه لإعلان اسماء مرشحيه للانتخابات، قدم الحزب التقدمي الاشتراكي اليوم طلبات الترشيح للانتخابات النيابية لاعضاء اللقاء الديمقراطي في وزارة الداخلية.

أما حكوميا، فإستعدادات للاستحقاقات المرتبطة بالمؤتمرات الداعمة للبنان خارجيا، وفي هذا السياق جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل للبدء في بحث مشروع الموازنة لعام 2018.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

منذ وفاة فرح القصاب، في المركز الطبي للدكتور نادر صعب، لا في مستشفى الدكتور نادر صعب، والتوصيف لنقيب أصحاب المستشفيات, وليس لأحد آخر، كانت هناك طريقتان في التعاطي مع المأساة: طريقة الإعلام لكشف ملابسات ما حصل، وهي طريقة صعبة لكنها ليست مستحيلة وطريقة طمس الوقائع لحجب المأساة، وهي طريقة نادرة ومستحيلة..

نحن في "ال بي سي آي" اعتمدنا الطريقة الأولى، طريقة كشف الملابسات، فتوجهنا إلى حيث حاول الدكتور صعب إخفاء ما حصل في مركزه الطبي.

توجهنا إلى مستشفى سيدة لبنان حيث نقلت الضحية فرح القصاب، فصرح الطبيب المعني أن الضحية وصلت إلى مستشفى سيدة لبنان في حال توقف القلب...

حيال هذا الحدث الجلل، ماذا كان يجب ان نفعل؟ هل نطوي الملف؟ هل نتكتم عن الموضوع وفقا لتمنيات انهالت علينا من قريبين وقريبات من الدكتور صعب، مفادها أن ذكر القضية في نشرة الأخبار يؤثر على سمعة الدكتور نادر؟ وكأن القضية "سمعة الدكتور نادر" لا الوفاة المأسوية لأم إسمها فرح القصاب، تاركة وراءها طفلتين...

بدأنا تتبع القضية فما كان من الدكتور صعب إلا ان عدل استراتيجيته، فجند حملات إعلامية، وفي المقابل عمل على الاستحصال على قرارات من قضاء العجلة ليمنعنا من التداول في القضية... أي الشيئ وعكسه: الشيء هو ان يستبيح الإعلام لتلميع صورته، وعكسه ان يمنع الإعلام من التداول بوفاة فرح القصاب في مركزه الطبي..

منذ حزيران الماضي وهو يحاول: حينا يصطدم بنقيب أصحاب المستشفيات، حينا آخر بنقيب الأطباء، واحيانا بالـ "ال بي سي آي"، والأسباب واضحة: إصطدم بنقيب أصحاب المستشفيات لأنه كشف أن مشفاه غير مطابق.. إصطدم بنقيب الأطباء لأنه كشف عن اتصال صعب به قائلا له: "عندي مصيبة"... اصطدم بالـ"ال بي سي آي" لأنها منذ الساعة الأولى للمأساة فضلت عدم السكوت على ما حصل, لا ان تتستر على ما حصل, استجابة لاتصالات هاتفية يتذكرها من قام بها أو من قامت بها...

إن قضية فرح القصاب أصبحت قضية رأي عام، لا في لبنان فحسب بل في الأردن أيضا، موطن فرح القصاب، والجميع متلهفون لمعرفة ما ستؤول إليه هذه القضية... اليوم، قاضي العجلة في المتن، رانيا رحمة، حكمت برد دعوى نادر صعب ومستشفاه، بوجه "ال بي سي آي" والموقع الالكتروني لها، وجاء هذا الحكم بعد ثلاثة أيام على قرار محكمة التمييز رد طلبات النقض المقدمة من صعب، وأعادت الملف برمته الى قاضي التحقيق، للانطلاق بالتحقيقات...

للتذكير، عل الذكرى تنفع المؤمنين: المدعي كان طالب بـ 50 مليون ليرة (فقط لا غير) عن كل مخالفة، أي عن كل خبر ينشر... هل هذا كل ما يهمه؟ الم يقف ثواني معدودة متأملا حالة عائلة فرح القصاب من جراء وفاتها المأسوية؟ هل كل همه تحصيل الملايين؟ الم يفكر في طفلتين أصبحتا يتيمتين وفي زوج فقد أم طفلتيه, وفي والد ووالدة فقدا ابنتهما في عمر الورود؟

مأساة ثلاثة أجيال من جراء وفاة مأسوية، فيما الدكتور نادر صعب لا يهتم سوى بتكديس الملايين عن كل خبر؟

في ثلاثة أيام، القضاء انتصر للإعلام في وجه من يحاول طمس الإعلام، وهو اليوم في مواجهة أربعة أطراف: القضاء والإعلام ونقابة أصحاب المستشفيات ونقابة الأطباء، فمن أين المفر؟

 

ساترفيلد زار باسيل وبرّي ومن ثم الحريري: ما تطالب به إسرائيل غير دقيق… والمسألة معقّدة أكثر من ذلك

موقع القوات اللبنانية/16 شباط/18/التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مكتبه في وزارة الخارجية نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان إليزابيت ريتشارد، وجرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة.

وتساءل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بعد لقائه ساترفيلد،، “لشو بدو ينشغل بال اللبنانيين على النفط والبلوك رقم 9؟ “، مؤكّداً أنّ “معنا ما بينشغل بال اللبنانيين على النفط والسيادة”. وكشفت معلومات لقناة الـ”LBCI”، أنّ ساترفيلد، سيتوجّه إلى إسرائيل في خلال الـ48 ساعة المقبلة لمتابعة الوساطة مع لبنان”. من جهة ثانية، أكّدت مصادر في وزارة الخارجية، أنّ “ما يُحكى عن اقتراح أميركي عن تقاسم المنطقة الّتي تطالب بها إسرائيل، غير دقيق والمسألة معقّدة أكثر من ذلك”. كما زار ساترفيلد رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي ابلغه ان الطرح الاميركي غير مقبول مصراّ على الموقف لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 96. وبعدها توجه للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مارسيل غانم يعلن الإنتصار

وكالات ومواقع الأكترونية/16 شباط/18/انتهت جلسة استجواب الاعلامي مارسيل غانم والمدير المسؤول في الـ LBCI جان فغالي، وتحدث وكيله النائب بطرس حرب امام قصر العدل في بعبدا، فأعلن ان قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان القاضي نقولا منصور "قرر ترك مارسيل غانم بسند اقامة وننتظر صدور القرار الظني". وقال: "كنا وسنبقى نعتبر ان السلطة القضائية مستقلة ونحترم القانون. وما حصل اليوم في الجلسة جيد". وأكد حرب إن "الحريات غير مرتبطة بموقف السلطة القضائية أو السلطة السياسية وهي موجودة في داخلنا". وحيا غانم، وقال: "نحن نراهن على أن يدرك القضاء أن هذه الملاحقة لم تكن في مكانها من الناحية القانونية". من جهته، اعتبر غانم ان "هذه الدعوى لا أساس لها، وجلسة الاستجواب كانت صعبة لكن القاضي كان محترما وموضوعيا في أسئلته التي كان بعضها سياسيا".وقال: "هذه المعركة هي معركة حريات تعني كل الزملاء وكل الشعب اللبناني ونحن وقفنا سدا منيعا في وجه محاولات تدجين الإعلام وانتصرنا".

 

عائلة الشيخ يعقوب: الامام الصدر والشيخ يعقوب يستصرخان اين العدالة واين الحق؟ كفى ظلما

الجمعة 16 شباط 2018/وطنية - أصدرت عائلة الشيخ المغيب محمد يعقوب بعد انتهاء جلسة المجلس العدلي برئاسة القاضي جان فهد في قضية إخفاء الامام الصدر والشيخ يعقوب والصحافي عباس بدر الدين والتي تم تأجيلها الى 1/6/2018 اشارت فيه الى ان "الدولة لا تحرك ساكنا ومتعهدو هذا الملف قابضون عليه بالتسويف والمماطلة، المجلس العدلي ينتظر المحقق العدلي وهو من ناحيته ينتظر أمرا ما، فيما القضية منذ عام 1981 امام محقق عدلي حيث تنحى عنها العديد لاسباب مجهولة، علما انه لا يوجد محام دفاع عن القذافي إلى حين قضى وتحولت القضية منذ 8 سنوات إلى المجلس العدلي للحكم والآن عود على بدء، لذلك مرة جديدة يتم التأجيل في المجلس العدلي وبمطالبة بعض شركائنا المفترضين من دون جدوى ويستمر الغموض والمماطلة وادارة التغييب وتبقى المؤامرة علينا بالذات لاننا اصحاب حق ولا نرضى بالمساومات و بالتسويات المشبوهة". أضافت: "إننا على يقين بأن الامام الصدر والشيخ يعقوب يستصرخان: أين العدالة والدولة التي غيبنا من أجل الحفاظ على وحدتها والتي تشوه تضحياتنا وتتمترس وراء الطائفية المقيتة لتمزيق الوطن من أجل مصالح شخصية باسمنا؟ أين الحق وهذه الأمة نائمة رغم قوة نفوذها وسلطتها وانتصاراتها واماكاناتها فالقدس ونحن مجهولو المصير؟ كفى ظلما، وأولادنا وذريتنا تظلم وتحاصر وتسجن لانها تطالب بنا وما زلنا في ذاكرتها! كفى طغيانا، وتلاعبا ومتجارة بقضيتنا". وختمت: "لذلك، تؤكد عائلة الشيخ محمد يعقوب أنها لن تسكت ولن تستكين مهما غلت التضحيات ومهما طال الزمن وبقيت المماطلة وإدارة التغييب. وكما حضرنا اليوم العائلة الوحيدة بالذات امام المجلس العدلي، إضافة إلى الفريق القانوني برئاسة الاستاذ أنطوان عقل والدكتور ناجي ايوب والأساتذة فوزي خياط وعاصي موسى ووليد المغربي وأديب بويز، فسنستمر في المتابعة لكي نقتص من جميع المتآمرين على المغيبين ومنع التلاعب، ونعدكم بان الصبح قريب".

 

مقتل مغترب لبناني وزوجته في إسطنبول وإختفاء طفلهما

الجديد/16 شباط/18/أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" عن جريمة وقعت ليل امس الخميس، في منطقة Arnavutky في اسطنبول راح ضحيتها المغترب محمد محمود بشير وزوجته السورية نسرين كريدي التي كانت حاملاً في الاشهر الاولى، وهما من بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل، فيما افادت الشرطة التركية عن اختفاء ابنهما الصغير البالغ من العمر عشر سنوات. وقالت الشرطة التركية انّ "الزوجين قتلا خنقاً وانّهما وجدا ملقيين الى جانب الطريق في احدى نواحي اسطنبول، فيما يجري البحث عن طفلهما البالغ من العمر عشر سنوات". واشتبهت الشرطة برجلين من التابعية السورية قد يكونا ارتكبا الجريمة بدافع السرقة فجرى توقيفهما على ذمة التحقيق.ويعمل الزوجان في اسطنبول في مجال البياضات المنزلية.

 

غوتيريس: اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل و"حزب الله" سيكون..

وكالات/16 شباط/18/اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أنّ "اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله سيكون أسوأ كابوس"، موضحاً أنّه "سيكون أسوأ كابوس بالنسبة لنا هو اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، لأنّها ستعني تدمير جزء كبير من لبنان". ولفت إلى أنّ "الوضع في الشرق الأوسط معقد جدا وصعب جدّاً"، مشيراً إلى "أنّنا نحتاج في مجلس الأمن رؤية مشتركة للأوضاع في الشرق الأوسط".

 

ميشيل بدل نايلة.. في بيروت الأولى

وكالات ومواقع الأكترونية/16 شباط/18/تقدمت ميشيل جبران تويني بأوراق ترشحها الى الانتخابات المقبلة عن المقعد الارثوذكسي في دائرة بيروت الاولى.إشارة إلى أنّ هذا المقعد تشغله حالياً شقيقة ميشيل، النائب نايلة تويني.

 

سليمان زار رعد معزيا بوفاة والده

وكالات ومواقع الأكترونية/16 شباط/18/استقبل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الرئيس ميشال سليمان الذي زاره صباح اليوم، معزيا إياه بوفاة والده، وكانت فرصة للتداول العام حول أوضاع البلاد والقضايا الراهنة".

 

التقدمي" يُعلن مرشحيه للانتخابات

المركزية/16 شباط 2018/قدّم الحزب التقدمي الاشتراكي طلبات الترشيح للانتخابات النيابية الخاصة بأعضاء اللقاء الديمقراطي. وتوجّه مفوّض العدل في الحزب نشأت الحسنية يرافقه المحاميان نشأت هلال ومالك ابو لطيف الى وزارة الداخلية حيث قدموا الترشيحات التي تضمنت: تيمور جنبلاط، مروان حمادة، نعمه طعمة، ايلي عون وبلال عبد الله عن منطقة الشوف، اكرم شهيب وهنري حلو عن منطقة عاليه، هادي ابو الحسن عن منطقة بعبدا، وائل ابو فاعور عن راشيا – البقاع الغربي وفيصل الصايغ عن بيروت الثانية. وكان الوزير السابق ناجي البستاني قد تقدم بطلب ترشيحه يوم الخميس الفائت.

 

هكذا كشف أهالي الرميلة شبكة حزب الله

"السياسة الكويتية" - 16 شباط 2018/أثار تمديد "حزب الله" شبكة اتصالات سلكية تابعة له في بلدة الرميلة الساحلية في قضاء الشوف، قلق الأهالي في المنطقة، ما دعا نائب كتلة "المستقبل" محمد الحجار إلى رفع الصوت وإجراء سلسلة اتصالات بالجهات الرسمية والأمنية المعنية لوضع حد لما يجري، وقال لـ "الحياة": "إنه عمل غير مقبول ويذكرنا بما سبق السابع من أيار 2008، عندما ضرب "حزب الله" بمصلحة لبنان وسيادة الدولة اللبنانية عرض الحائط ومد الشبكات الهاتفية من دون أي اعتبار لدور الدولة"، معتبراً ما يحصل "إصراراً من "حزب الله" على خرق سيادة الدولة على أرضها وانتهاكاً لممتلكات الدولة والبلديات لأهداف خاصة فقط، لمصلحته". وفيما أشار إلى أن "العمل مستمر في مد وصيانة هذه الشبكة وهو جار أيضاً في أمكنة أخرى"، قال إنه لا يعرف إن كانت تتم بغطاء رسمي، داعياً الدولة إلى "التحرك لوقف هذه التعديات". وكان أهالي بلدة الرميلة الجمعة الماضي تفاجأوا بفريق تقني يعمل على تمديد شبكة اتصالات تابعة لـ "حزب الله" في البلدة من دون الرجوع إلى بلديتها. وهو ما أثار قلق السكان حول الهدف من هذه الشبكة التي تمر بين البيوت. وأفاد مصدر رسمي يتابع ما يحصل، لـ "الحياة"، بأن وزارة الطاقة والمياه كانت تعمل على تمديد قساطل لمياه الشفة منذ ثلاثة أشهر في البلدة إلا أن المفاجأة كانت حينما وجد سكان من البلدة خطاً ثانياً، أثناء قيام مجموعة من العمال بحفر الأرض وتمديد بعض الكابلات، ولدى إبلاغ البلدية بذلك، أرسلت الشرطة إلى موقع الحفر، وتم استجواب فريق العمل المكلف مد الشبكة الثانية لمعرفة ما يقوم به، فلم ينكر أن التمديدات هي كابلات اتصالات سلكية خاصة، ممدودة إلى جانب شبكة المياه التي نفذتها وزارة الطاقة والمياه. وأنه مطلوب منه القيام بذلك. وأشار الأهالي إلى أن فريق العمل على الأرض طلب عدم الاقتراب من الشبكة بذريعة أن المعنيين على تنسيق مع وزارة الطاقة والمياه. وفي هذا السياق، اكد المصدر الرسمي، لـ "الحياة"، إن أحد القيادات التابعة للحزب اتصل بمسؤولين في بلدية الرميلة، متمنياً "ضرورة عدم عرقلة مهمة العمال في متابعة تمديد الكابلات"، كاشفاً إن "لدى الحزب مراكز في أطراف البلدة وأنه يعمل على ربط بعضها ببعض سلكياً".

 

"الوطني الحر" يواجه حزبيين منشقين في الانتخابات المقبلة

المركزية" - 16 شباط 2018/يتجه «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه حالياً وزير الخارجية جبران باسيل إلى تنظيم مهرجان انتخابي كبير يُقام ما بين 18 و24 من الشهر المقبل، ليُعلن خلاله أسماء مرشحيه النهائيين للانتخابات النيابية المقبلة التي سيواجه خلالها وللمرة الأولى منذ تأسيسه، حزبيين منشقين قرروا التحالف مع مجموعات المجتمع المدني، بالإضافة إلى مسؤولين حاليين في الحزب يرفضون النتائج التي آلت إليها استطلاعات الرأي التي اعتمدت عليها القيادة العونية لاختيار مرشحيها، إضافة لنواب حاليين أعضاء في كتلته النيابية، ارتأى عدم ترشيحهم من جديد.

وينقسم حالياً المرشحون الحزبيون للانتخابات، بحسب مصدر قيادي في «الوطني الحر»، إلى 4 مجموعات. مجموعة أولى أُبلغت قبل فترة بأنّها باتت خارج السباق الانتخابي لعدم قدرتها على تأمين الحد الأدنى من الأصوات في الإحصاءات المتتالية التي أجرَتْها القيادة من خلال شركات خاصة تعاقدت معها، ومجموعة ثانية وضعها بالإحصاءات جيد لكن حسم موضوع ترشيحها سيكون مرتبطًا بالتحالفات، مجموعة ثالثة، لا أمل لها بالوصول إلى الندوة البرلمانية لكن سيتم الاعتماد عليها لاستكمال بعض اللوائح في دوائر لن يتحالف فيها «التيار» مع مجموعات أو أحزاب أخرى. أما المجموعة الرابعة المعروفة بمجموعة التسعة، فتضم 9 مرشحين حُسم أمر ترشيحهم، ويتم بناء التحالفات في الدوائر التي سيترشحون فيها على هذا الأساس وهم: رئيس الحزب ووزير الخارجية جبران باسيل، النائب إبراهيم كنعان، والوزير السابق إلياس بوصعب، والنائب السابق سليم عون، ووزير الطاقة سيزار أبي خليل، والنائب الآن عون، النائب السابق ماريو عون، الوزير السابق نقولا صحناوي والنائب سيمون أبي رميا. وبحسب المصدر الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن القيادة أبلغت أيضاً عدداً من أعضاء «تكتل التغيير والإصلاح» غير الحزبيين، بعدم تبني ترشيحهم، وبأن لهم الحرية الكاملة في خوض الانتخابات على لوائح ومع أحزاب أخرى.

أما أبرز النواب الحاليين الذين ينضوون في تكتل «التغيير والإصلاح»، وقد حُسم عدم ترشيحهم مجدداً على اللوائح العونية فهما النائبان يوسف خليل وجيلبرت زوين، مع توجه الأول لخوض الاستحقاق على لائحة تدعمها «القوات اللبنانية» وحسم الثانية موضوع ترشيحها من دون أن تحسم أسماء الذين ستشكل وإياهم لائحة بمواجهة لائحة «التيار» في منطقة كسروان التي سيترأسها العميد المتقاعد وصهر رئيس الجمهورية شامل روكز. كذلك أعلن النائب نعمة الله أبي نصرا، أول من أمس، أنّه لن يخوض الانتخابات مع «التيار»، إلا أنه وبخلاف زميليه السابق ذكرهما، قرر العزوف عن الترشيح، ودعا الناخبين إلى «المشاركةِ في الانتخاباتِ النيابية بكثافة، وأن يكونَ صَوْتُهم حجَر الأساس في مشروعِ محاربة الفساد وقيامِ دولة الحقّ والمؤسّسات، بقيادةِ الرئيس العماد ميشال عون». ولن يكون «الوطني الحر» في الانتخابات المقبلة في مواجهة فقط مع نواب أوصلهم هو بوقت سابق إلى الندوة البرلمانية، بل مع عدد من القياديين والمحازبين الذين انشقوا في وقت سابق على خلفية اعتراضهم على أداء رئيس الحزب، أبرزهم زياد عبس الذي سيخوض المعركة جنباً إلى جنب مع مجموعات المجتمع المدني في تحالف «وطني» في دائرة بيروت الأولى. وفي هذا الإطار، تكشف مصادر ما يُعرف بـ«المعارضة العونية» (التي تضم منشقين عن التيار) لـ«الشرق الأوسط»، عن «وجود 26 مرشحاً عنها لخوض الانتخابات في كل الدوائر، على أن يتقلص هذا العدد بعد تبلور لوائح تحالف (وطني)، باعتبار أننا بتنا جزءاً منه وبالتالي نعمل لفوز مرشحيه سواء انتموا مباشرة إلينا أو إلى مجموعات أخرى تحمل فكرنا الإصلاحي إلى المجلس النيابي».

وبدأت الانشقاقات داخل «الوطني الحر» في عام 2014 مع تعيين الوزير باسيل رئيساً للتيار خلفاً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، واعتراض كثير من مؤسسي التيار على أدائه، وما قالوا إنها «محاولات من قبله للاستئثار بالتيار». وبحسب المعلومات، فإن مسؤول العلاقات مع الأحزاب الوطنية في التيار الوطني الحر بسام الهاشم بالإضافة إلى مسؤولين آخرين في «التيار»، ممتعضين من نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها القيادة والتي تبنت على أساسها ترشيحات النواب، لائحة ستواجه اللائحة التي يُعدها «التيار».

ولا تبدو القيادة العونية قلقة من منافسة «أبناء البيت الواحد»... باعتبار أن عددهم «كما قدراتهم محدودة»، على حد تعبير مصادرها، لافتة إلى أن «القانون الانتخابي الجديد يوجب انضواء كل المرشحين في لوائح محددة يتوجب أن تحصل بدورها على الحاصل الانتخابي، كي تتمكن من إيصال أعضائها إلى الندوة البرلمانية، وبالتالي فإن الأمور أكثر تعقيداً من الانتخابات الماضية التي كانت تقوم على النظام الأكثري، وعلى قانون يسمح بترشيحات فردية».

 

القوات تأسف لمشهد 14 شباط

"المركزية" - 16 شباط 2018/خيّبت صورة احتفال "البيال" الذي نظّمه "تيار المستقبل" امس في الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، آمال "القوات اللبنانيّة" الحليف التقليدي لـ"التيار الازرق" والرئيس سعد الحريري منذ انتفاضة ثورة الارز في العام 2005، ذلك ان اركاناً اساسية في قوى الثامن من آذار صُنّف من بينها وزير العدل سليم جريصاتي الذي كان رئيس فريق هيئة الدفاع عن المتّهمين في جريمة 14 شباط جنباً الى جنب مع الرئيس الحريري حتى ولو انه كان ممثّل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الاحتفال.  فعلى رغم المشاركة "الوازنة" لـ"القوات" في الاحتفال بحضور وزرائها الثلاثة الى جانب عدد من نوّابها ممثلة رئيسها سمير جعجع الذي كان الغائب الابرز، الا ان "مشهد البيال" لم ينزل برداً وسلاماً عليها. وفي السياق، اسفت مصادر قواتية عبر "المركزية" للمشهد الذي خرج به احتفال 14 شباط، لاسيما لجهة الجالسين في الصفوف الامامية بالقرب من الرئيس الحريري.

وقالت "لطالما كان الرئيس الحريري محاطاً في احتفال الذكرى بقيادات "14 آذار"، لاسيما الرئيس امين الجميل، الرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام وجعجع طبعاً"، وتساءلت عن السبب وراء ايفاد الوزير سليم جريصاتي تحديداً لتمثيل رئيس الجمهورية في الاحتفال مع ما يُشكّله جريصاتي من دور لعبه في فترة انطلاقة عمل المحكمة الدولية، في حين ان لرئيس الجمهورية عدة وزراء في الحكومة كان يُمكن ايفاد احدهم لتمثيله". هذا في الشكل، اما في مضمون خطاب الرئيس الحريري، لم تعتبر المصادر القواتية انها معنية بالرسائل السياسية التي وجهها"، فبرأيها "نحن لم نرتكب اي خطأ كي يوجّه الينا اللوم".

واكدت "ان المشاورات والاتصالات بين "القوات" و"التيّار" قائمة ومستمرّة وقطعت نحو 60 بالمئة من الطريق"، موضحةً "ان طرحنا الانتخابي يقوم على مبدأ اساسي: اما التحالف في مختلف الدوائر الانتخابية وليس "بالقطعة" والا لا تحالف، ذلك ان الحلف الاستراتيجي القائم على ثوابت ومبادئ مشتركة يؤمن بها طرفان سياسيان لا يُمكن ان يكون "بالقطعة" وانما شاملاً".  وشدّدت المصادر على "اننا متمسّكون بثوابت ومبادئ "14 آذار" حتى لو "تعب" الاخرون من المواجهة، ونذكّر الجميع بان شعارنا "ما بينعسوا وما بيتعبوا الحرّاس"، لافتةً الى "ان معظم الاطراف السياسية ومهما كانت قوّتها التجييرية بحاجة الى عقد تحالفات انتخابية، فليس باستطاعتها خوض غمار المعركة الانتخابية بمفردها".

 

إليكم موعد إعلان "التيار" لوائحه الإنتخابية

وكالات ومواقع الأكترونية/16 شباط/18/عقد الاجتماع الدوري للمجلس السياسي لـ"التيار الوطني الحر"، برئاسة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في مركز الاجتماعات والمؤتمرات في "سنتر طيار"، سن الفيل. بعد الإجتماع، قال النائب آلان عون: "عقد المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" برئاسة الوزير جبران باسيل اجتماعه الدوري وكانت مناسبة للبحث أولا في موضوع الإنتخابات النيابية والتحضيرات لها. وكانت مناسبة للبحث في البرنامج الإنتخابي للتيار الذي هو قيد التحضير ومناقشته، وللبحث في التحالفات وتشكيل اللوائح وحسم الترشيحات، علما أن "التيار الوطني الحر" سيكون له تباعا طبعا، ترشيحات لمرشحيه وفقا لجهوزها، وسيعقد مؤتمر للإعلان النهائي للوائح الإنتخابية في 24 آذار تعلن في خلاله اللوائح الإنتخابية بشكل نهائي". وأضاف: "في الوقت نفسه ناقشنا في الوضع السياسي. كانت لنا أمس كتيار مداخلة على صعيد مجلس الوزراء قدمها رئيس التيار، وزير الخارجية جبران باسيل، وقد رفع فيها الصوت على التقصير والعجز اللاحق بالحكومة في ملفات عديدة ولا سيما ملفات أربعة أساسية، أولاها ملف الكهرباء، ثانيها ملف النفايات، ثالثها ملف النازحين ورابعها الملف الإقتصادي". وتابع: "نحن الى اليوم على صعيد الكهرباء قدمنا خططا عديدة وقمنا بمبادرات وحتى الآن لا يزال الموضوع غير محسوم في أي اتجاه كان. لا نقدر أن نتذمر اليوم من أن المؤسسات الدولية تتحدث عن العجز ونحن نكرس هذا العجز المالي ونكمل فيه وأساسه الكهرباء". وقال: "جميع الناس يتذمرون من نقص الكهرباء ونحن نحضر المشاريع ونقدمها ونواجه بلا قرار حيالها أو باتهامات أو بهجمات استباقية لمنعنا من تحقيق أي أمر، لأن هناك أشخاصا يريدون أما حماية كارتلات موجودة، أو هم مستفيدون، أو يبغون إفشال من يعمل فحسب. هذه هي عمليا السياسة السلبية والمواقف السلبية أو بالحد الأدنى هو العجز عن أخذ القرار وهو أيضا أمر خطير لأنه عمليا تتحمل السلطة مسؤولية عدم اتخاذها أي قرار أو أي توجه في أي موضوع، وتحديدا في كل الخطط المطروحة". وأضاف: "من المؤكد هناك موضوع المعامل التي يفترض أن يتم إنشاؤها بالشراكة مع القطاع الخاص أو من التمويل المتوقع أن نحصل عليه من المجتمع الدولي في المؤتمرات التي ستعقد قريبا في باريس، ولكن هذا لا يكفي لأنه ينبغي أن نكون اتخذنا تدابير مفيدة للبلد حتى ذلك الوقت، لأنها توفر المال، وتفيد المواطن لأنها توفر في فاتورة الكهرباء التي يتكبدها لتغطية كلفة المولد. هذه القدرة التي يتكبدها المواطن اليوم من اجل الحصول على الكهرباء، يمكن أن تتدنى إن أمنت له الدولة".

وتابع: "مهما كان مصدر الكهرباء، نحن نريد شراء الطاقة التي تنقصنا، من الماء، من البحر، من الجو، من الطائرة، من الباخرة، من الأرض، من حيثما كان، المهم أن نؤمن الطاقة اللازمة لتوفير الكهرباء 24/24، عند ذلك يدفع المواطن فاتورة أرخص من الفاتورة الحالية وتحد الدولة من خسارتها المالية في آن. هذا هو الحل وأي وسيلة كانت يتم الإتفاق عليها داخل الحكومة من أجل توفير الطاقة الناقصة، فليجرالإتفاق، فليتخذوا على الأقل القرار لئلا نبقى في حال اللاقرار التي نراوح مكاننا فيها". وقال: "على صعيد النفايات أيضا، مؤكد أن الحكومة أقرت أمس طرح وزارة البيئة بالنسبة الى المكبات، ولكن المطلوب الآن هو الإسراع في التنفيذ، ضبط المطامر والمكبات العشوائية، وفي الوقت نفسه تنفيذ المشاريع، سواء أكانت معامل حرارية للنفايات، لكي نكون حللنا المشكلة في غضون السنتين أو الثلاث السنوات التي سيستغرقها إنشاء هذه المعامل، وفي الوقت نفسه، الحل الموقت للمعالجة في المطامر الموجودة".

أضاف: "على صعيد النازحين، أعتقد أن التيار كان سباقا في ما يخص طرح موضوع النازحين في كل المراحل، واتهمنا في مراحل عديدة بالعنصرية والفوقية وكل النعوت التي يمكن أن تكال إلينا، لأننا نبهنا الى مشكلة حقيقية موجودة ومتزايدة وأصبح لها انعكاسات سلبية على كل المستويات على الصعيد اللبناني؛ هذا ليس من منطلق عدم رغبتنا في استيعاب النازحين، أو في عيشهم الكريم في لبنان، أهلا وسهلا بهم، ولكن للبنان، في نهاية المطاف، طاقة محدودة على الإستيعاب. لبنان لا يستطيع أن يحمل أكثر من قدرته على التحمل. لهذا السبب في هذا الموضوع، أردنا أن يكون لدى الحكومة توجه وخطة واضحة، وأكثر من مرة رفعنا الصوت، ووضعنا خططا واتخذنا قرارات. أتمنى أن تتحمل القوى السياسية المشاركة في الحكومة كلها مسؤوليتها وألا يخضع موضوع النازحين للمزايدات". وتابع: "قديما بسبب المزايدات في الموضوع الفلسطيني طار لبنان. لا نريد اليوم بسبب المزايدات في موضوع النزوح السوري أن نطير لبنان مرة أخرى. فلنتحمل جميعا مسؤولياتنا، لا أحد يريد المزايدة على الآخ باستقبالنا للنازحين، ولكن، في الوقت نفسه، لا نريد أن يغرق المركب بالسوريين واللبنانيين معا. هذه نقطة أساسية تستوجب حسم الحكومة أمرها واتخاذ الموقف المناسب". وقال: "النقطة الرابعة هي الموضوع الإقتصادي الذي يشكل الهم الأساسي والذي كنا سباقين في طرح فكرة أن يكون هناك مجلس وزاري اقتصادي مصغر وبدأ بالإنعقاد، لكنه توقف. نحن نشدد على استمراره وبجدية أكبر، لكي يقوم بالخطوات اللازمة. هناك مؤتمر مرتقب وخطة إستثمارية مطروحة فيه وهذا أمر إيجابي. نريد لهذه الخطة أن تتحقق وإن شاء الله ستأتي بثمار على صعيد تمويل مشاريع البنى التحتية". وأضاف: "في موضوع الرؤية الإقتصادية على المدى المتوسط والطويل، التي كلفت وزارة الإقتصاد اليوم مع الإستشارات القيام بها، يجب أيضا أن يحصل التعاون بين كل الأفرقاء من أجل إنجاحها. يبقى هناك موضوع إلتئام المجلس الإقتصادي المصغر أو هذا الفريق الإقتصادي بشكل أكثر فاعلية وبصورة متواصلة من أجل اتخاذ تدابير قصيرة المدى نحن في حاجة اليها". وختم: "نحن نعتبر أن هذه الأمور جميعها اليوم أولويات، "التيار الوطني الحر" سيرفع الصوت أكثر فأكثر في شأنها في المرحلة المقبلة. رفعنا الصوت داخل الحكومة واليوم نرفعه كحزب وكمجلس سياسي وسنكمل فيه لأننا نريد أن يتحمل اللبنانيون والقوى السياسية مسؤولياتهم على كل المستويات وفي كل المؤسسات. هذا هو المطلوب في المرحلة المقبلة، وعلى هذا الأساس ستسمعون منا أكثر وأكثر في الأسابيع المقبلة".

 

هذه أبرز المحادثات اللبنانية – الأميركية

لبنان الجديد/16 شباط/18

حصل لبنان من تيلرسون على تطمينات لم تبلغ حدود الضمانات، ونقاط عدة لابد التوقف عندها في ما يخص المحادثات اللبنانية ـ الأميركية

 على خلفية اللقاء اللبناني  -الأميركي يوم أمس الخميس، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من جهة، وبين وزير الخارجية الأميركية ريكس تيرلسون من جهة أخرى، لابد التوقف عند أبرز ما توصلت إليه المحادثات اللبنانية ـ الأميركية.

وفي هذا السياق، لفتت صحيفة "الجمهورية" إلى النقاط التالية وأبرزها:

1 ـ البلوك 9

اعتبر الجانب اللبناني أنّ حق لبنان هو شرعي بكل البلوك 9، وبالتالي يحق له استخراج النفط من دون اعتبار لمعارضة اسرائيل.

أمّا الجانب الأميركي فاعتبر أنّ هذا الموضوع يتطلّب جهداً ديبلوماسياً لكي لا يؤدي إلى انعكاسات أمنية.

2- الجدار الحدودي وشرعية الحدود الدولية

شرح الجانب اللبناني شرعية الحدود الدولية التي تثبتت في الـ1949 في اتفاق الهدنة، وأنّ الخط الأزرق هو خط وقف اطلاق نار وليس خطاً حدودياً دولياً، وبالتالي، هو خط أمني لا يجيز لإسرائيل اعتبار الحدود الدولية بديلاً من خط الهدنة، وكذلك فإنّ الجدار الحدودي الذي تبنيه يشكّل مسّاً بالسيادة البرية لدولة لبنان.

أمّا الجانب الأميركي، ربط مصير خطّي الهدنة والأزرق بالقرار1701، مشددًا على ضرورة أن لا يؤدي هذا الخلاف إلى تصعيد عسكري في الجنوب في هذه المرحلة تحديداً، وأبدى استعداد بلاده للقيام بدور بنّاء في هذا المجال حرصاً على استقرار المنطقة الجنوبية.

3- الموقف الأميركي ضد حزب الله

على خلفية إعتبار تيرلسون بأن "حزب الله منظمة إرهابية" على حد قوله، إذ شدد قائلاً لا "نقبل التمييز بين جناحيه العسكري والسياسي"، ودعاه إلى الإنسحاب من حروب المنطقة، ومن سوريا تحديداً؛ حاول الرئيسين عون وبري، التخفيف من الموقف الأميركي من حزب الله، وشرحا للوزير دوره في مقاومة اسرائيل في مرحلة لا تزال القوى الأمنية والعسكرية تحتاج إلى مزيد من الدعم والعتاد والعديد، الأمر الذي لم يوافق عليه الجانب الأميركي.

4- سياسة النأي بالنفس

أبلغ الجانب اللبناني إلى تيلرسون أنّ لبنان يعتبر سياسة «النأي بالنفس» مفيدة له، ولطالما كان يتبعها طوال العقود السابقة، والحكومة أصدرت بياناً بذلك بعد عودة الحريري.

لكنّ الجانب الأميركي تمنى أن يكون لهذا الإعلان صفة تنفيذية لأنّ حزب الله لم يلتزم «النأي بالنفس» حسب التقارير الرسمية الواردة إلى واشنطن، وهو أمر من شأنه إضعاف شبكة الحماية الدولية للبنان في حال حصول تطورات في المنطقة أو على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.

5- الحرب مع إسرائيل

أبلغ تيلرسون إلى الجانب اللبناني أنّ بلاده تبلّغت أكثر من مرة في الأشهر الماضية أنّ اسرائيل لا ترغب الحرب مع لبنان، وتفضّل أن يُصار إلى الإلتزام الكامل بالقرارين 1701 و1559 الأمر الذي لا يجد ترجمة له على الأرض.

وبدوره، أبلغ الجانب اللبناني إلى تيلرسون أنّ شكوى اسرائيل ترتدّ عليها لأنها هي التي تخرق القرار 1701 بنحو شبه يومي من خلال خروقاتها الجوية والبحرية والبرية للسيادة اللبنانية، من دون أن يصدر موقف دولي بذلك.

6- ملف النازحين السوريين

طالب الجانب اللبناني، ضرورة البدء بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وتمنى على الولايات المتحدة أخذ المبادرة في وضع برنامج العودة، وضرورة الإسراع في وضع هذا البرنامج.

أمّا الجانب الأميركي، فقد رأى أنّ هذا القرار يتطلب تعاوناً بين لبنان والأمم المتحدة والدول المانحة لكي يُصار إلى عودة تدريجية وآمنة للنازحين على المدى المتوسط.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اتفاق أميركي تركي مشكوك في صموده بشأن سوريا

العرب/17 شباط/18/أنقرة تقترح على واشنطن خروج الأكراد من منبج إلى شرق الفرات وتشكيل مجموعات عمل لحل القضايا الخلافية.

ابتسامة تخفي الكثير

أنقرة - أعلنت كل من تركيا والولايات المتحدة الجمعة عن اتفاق للعمل معا في سوريا، بعد أشهر من التوتر الذي صبغ العلاقات بينهما على خلفية جملة من الخلافات، من بينها الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردي وعدم رضى واشنطن على الحملة العسكرية التي تشنها أنقرة ضد الأكراد في عفرين بريف حلب وتهديد الأخيرة بالتمدد صوب منبج التي توجد بها قوات أميركية. ويتشكك الكثيرون في مدى قدرة الطرفين على فعل ذلك، خاصة وأن الولايات المتحدة لم تبد أي مؤشر على أنها بصدد التخلي عن الحليف الكردي في سوريا، والذي تعتبره تركيا تهديدا جوهريا لأمنها القومي حيث تتهمه بأنه امتداد لحزب العمال الكردستاني، الذي يقود حملة تمرد ضدها في جنوب شرق تركيا منذ عقود. وكشف وزيرا الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون والتركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة، أن الجانبين سيشكلان مجموعات عمل لحل القضايا الأساسية التي كانت موضع خلاف بين البلدين. ولم يقدم الوزيران تفاصيل حول كيفية إنجاز هذه الأمور، لكنهما أكدا أن حل الخلاف المتعلق بمدينة منبج السورية يشكل “أولوية”. وقال تيلرسون بعد المحادثات “لن نتحرك كل بمفرده في سوريا بعد الآن”. وأضاف “سنعمل معا، ولدينا آليات جيدة حول كيفية تحقيق هذه الأمور، وهناك الكثير من العمل للقيام به”.ومن جهته أكد وزير الخارجية التركي أن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على ضرورة تطبيع العلاقات. وأوضح أن العلاقات تمر “في مرحلة حساسة”، متعهدا بإنشاء “آليات” لبحث القضايا الخلافية. والهدف الرئيسي لزيارة تيلرسون إلى أنقرة هو تهدئة غضب تركيا إزاء السياسة الأميركية في سوريا، وهو خلاف أسفر عن أكبر أزمة في العلاقات الثنائية منذ حرب العراق عام 2003. والعملية التي تشنها تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين السورية أضافت مشكلة جديدة في علاقات ثنائية يشوبها توتر متزايد. فقد حذرت واشنطن من أن العملية التركية في منطقة عفرين يمكن أن تحرف مسار الحملة ضد الجهاديين. ودعا تيلرسون مجددا أنقرة إلى “ضبط النفس” في عمليتها، فيما شدد على أن الولايات المتحدة وتركيا “لديهما الأهداف نفسها في سوريا”. وكان وزير الخارجية الأميركي التقى الخميس على مدى 4 ساعات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقالت مصادر رئاسية إن أردوغان عرض “بصراحة” توقعات تركيا وأولوياتها. وفي خرق للبروتوكول، حضر وزير الخارجية التركي اللقاء بين تيلرسون وأردوغان في القصر الرئاسي وتولى الترجمة بين الاثنين، كما قالت مصادر أميركية. وقال تيلرسون الجمعة “قررنا وقرر الرئيس أردوغان الليلة الماضية أننا بحاجة إلى الحديث بشأن كيف نمضي قدما. فالعلاقات بيننا مهمة للغاية”. وذكر مصدر مطلع على المفاوضات رفض ذكر اسمه، أن المحادثات نظرت في إمكانية انتقال وحدات حماية الشعب من منبج باتجاه الشرق إلى ما وراء نهر الفرات حتى يتمكن الأتراك من التوجه إلى المدينة إلى جانب الأميركيين. وقال جاويش أوغلو إن تركيا ستكون قادرة على اتخاذ خطوات مشتركة مع الولايات المتحدة في سوريا بمجرد أن تغادر الوحدات الكردية منطقة منبج. وقال أيضا إن البلدين أسسا “آلي ” لإجراء المزيد من المحادثات وسيجريان اجتماعات مرة أخرى في منتصف مارس لحل الخلافات. وكانت مدينة منبج خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية قبل أن تطرده منها وحدات حماية الشعب الكردية. واعتبر تيلرسون أنه من الضروري ألا تسقط هذه المدينة مجددا في أيدي الجهاديين. وتعتبر منبج أحد الكنتونات الرئيسية للإدارة الذاتية الكردية، وفي حال قررت واشنطن الموافقة على الطلب التركي بخروج المقاتلين الأكراد منها، فهذا سيعني مما لا شك فيه المزيد من اهتزاز الثقة بالولايات المتحدة الأميركية. وكان الأكراد الذين شكلوا ركنا أساسيا في استراتيجية الولايات المتحدة الأميركية لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، قد أبدوا انزعاجا واضحا مما اعتبروه الموقف الأميركي السلبي حيال ما يواجهونه من اعتداء تركي في عفرين. ويقول مراقبون إن موقف الولايات المتحدة هنا يبدو صعبا، حيث أن سياسة مهادنة تركيا على حساب الأكراد، قد تقودهم إلى الانحياز إلى الطرف المقابل أي إلى النظام السوري، وبالتالي تصبح كل الاستراتيجية الأميركية في سوريا إن وجدت معرضة للاهتزاز.

 

دي ميستورا يطالب بوقف التصعيد دون شروط في سوريا

العرب/17 شباط/18/الدبلوماسية الأميركية نيكي هايلي تشدّد على ان 'نظام الأسد لا يرغب بالتوصل إلى السلام، ويجب على روسيا ان تغيّر اجراءاتها من أجل اقناعه' بالتوصل إلى حل للنزاع. دي ميستورا: الوضع في سوريا هو أخطر ما شهدته في 4 أعوام

نيويورك ـ في أعقاب مواجهة بين إسرائيل وإيران واشتباكات شاركت فيها قوات التحالف بقيادة أميركية، وتصعيد القتال في أجزاء عدة من سوريا، دعا الموفد الدولي ستافان دي ميستورا إلى وقف التصعيد.

وقال دي ميستورا الذي يؤدي مهمة الوساطة منذ العام 2014 "إنها الأحداث الاعنف والأكثر خطورة التي شاهدتها خلال مهمتي بصفتي موفدا دوليا". من جهتها، حضت الولايات المتحدة الاربعاء روسيا على استخدام نفوذها لدى النظام السوري لإنهاء الحرب، فيما حذر الموفد الدولي من مرحلة "خطيرة" في النزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات. وقالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هايلي خلال اجتماع للمجلس حول الأزمة المتفاقمة في سوريا إنه "يمكن لروسيا دفع النظام للالتزام بالسعي إلى سلام حقيقي في سوريا".

وأضافت "حان الوقت لكي تستخدم روسيا ذلك النفوذ" من أجل "دفع نظام الأسد للقيام بما لا يريد صراحة القيام به". واتهمت هايلي موسكو بأنها لا تتخذ خطوات كافية لوقف هجمات النظام السوري بما فيها تلك "الكيميائية" ضد السكان المدنيين. وشددت الدبلوماسية الأميركية على ان "نظام الأسد لا يرغب بالتوصل إلى السلام، ويجب على روسيا ان تغيّر اجراءاتها من اجل اقناعه" بالتوصل إلى حل لهذا النزاع. وتدخل الحرب في سوريا الشهر المقبل عامها الثامن وسط فشل الجهود الدبلوماسية، فيما تتصاعد اعمال العنف على الأرض. ونجح تدخل عسكري روسي عام 2015 في ترجيح الحرب لمصلحة الأسد، لكنّ مساعي روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام، والتي شملت مؤتمرا في سوتشي الشهر الماضي، لم تؤت ثمارًا حتى الآن. ومع وجود جبهات قتال كثيرة تشارك فيها قوات من دول عدة، قال السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا دولاتر إن "احتمال امتداد النزاع ووقوع مواجهة اقليمية ودولية كبيرة يجب أن يؤخذ بدرجة كبيرة من الجدية". وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 340 الف شخص ونزوح ملايين من منازلهم، فيما يجد 13 مليون سوري أنفسهم بأمسّ الحاجة إلى مساعدات إنسانية. واشتكى السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا من أنّ هناك "دائما أمورًا تُطلب" من روسيا، مضيفا انّ على الولايات المتحدة وحلفائها ان تستخدم في المقابل نفوذها لتخفيف أعمال العنف. وقال نيبنزيا أمام المجلس إنّ الضربة التي وجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقوات الموالية للنظام السوري في منطقة دير الزور شمال شرق سوريا شكّلت "هجوما غير مبرر". وكانت هايلي قالت في وقت سابق إنّ التحالف الدولي تصرّف دفاعًا عن النفس في ذلك الهجوم الذي ادّى إلى مقتل العشرات. ويناقش مجلس الأمن مشروع قرار قدّمته السويد والكويت يطلب هدنة لـ 30 يوما في سوريا للسماح بتسليم مساعدات انسانية إلى المدنيين، ورفع الحصار. وتواصلت المشاورات الاربعاء في شأن صيغة النص، وقال دبلوماسيون إنّ توقيت التوصيت لم يُحسم. وتابع نيبنزيا امام المجلس ان الوضع الإنساني في سوريا "معقّد". واضاف لاحقا امام الصحافيين، ان وقف النار لا يُمكن حصوله "بين ليلة وضحاها". وسمح لأول قافلة مساعدات بالدخول إلى الغوطة الشرقية المحاصرة الاربعاء، بعد قصف عنيف أدى إلى مقتل اكثر من 250 مدنيا. وفي ما خصّ المشاورات المتعلقة بمشروع القرار حول الهدنة، قال نيبنزيا "نبذل جهودًا حثيثة توصّلاً إلى إجماع". من جهته دعا دي ميستورا إلى "خفض التوتر على نحو فوري"، دون أن يأتي على ذِكر الطلب الذي تقدّمت به قبل اسبوع وكالات تابعة للامم المتحدة من اجل تنفيذ هدنة انسانية على الارض. ومتطرّقًا إلى قافلة المساعدات الانسانية التي وصلت الاربعاء إلى الغوطة الشرقية، قال دي ميستورا انها لا تمثل "سوى اثنين في المئة" من احتياجات "390 الف شخص لا يزالون عالقين في المناطق المحاصرة" في سوريا.

 

ملف النازحين السوريين على طاولة المباحثات اللبنانية  الأميركية

 لبنان الجديد/16 شباط/18/ملف النازحين السوريين يُطرح على طاولة المباحثات اللبنانية الأميركية، والأوضاع في سوريا قد تكون مُقبلة على تطورات عسكرية جديدة

 طُرح موضوع النازحين السوريين في لبنان على طاولة المحادثات الأميركية اللبنانية، إذ أكد رئيس الجمهورية ميشال عون خلال لقاءه مع وزير الخارجية الأميركية ريكس تيرلسون يوم أمس الخميس في قصر بعبدا، على ضرورة البدء بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم. وفي التفاصيل، لفتت صحيفة "الجمهورية"، إلى أن "عون تمنى على الولايات المتحدة أخذ المبادرة في وضع برنامج العودة ما يقوّي ثقة لبنان بالعلاقات التقليدية مع واشنطن، لأنّ كل الدعم الذي تقدمه واشنطن والمجتمع الدولي للبنان يبقى سريع العطب طالما يوجد على أرضه مليون ونصف مليون نازح". وشدّد عون على "ضرورة الإسراع في وضع هذا البرنامج موضع التنفيذ، لأنّ هذا الوجود البشري الكثيف يشكّل من دون أن ندري قنبلة موقوتة في المجتمع اللبناني من شأنها تهديد استقرار لبنان". وبدوره رأى الجانب الأميركي، وإن كان تفهّم موقف لبنان، أنّ هذا القرار يتطلب تعاوناً بين لبنان والأمم المتحدة والدول المانحة لكي يُصار إلى عودة تدريجية وآمنة للنازحين على المدى المتوسط، ما جعل بعض المراقبين يعتقدون أنّ الأوضاع في سوريا قد تكون مُقبلة على تطورات عسكرية جديدة.

 

حليف إيران الخليجي الوثيق يزور القدس المحتلة ... هل هذا تطبيع أو ماذا ؟

لبنان الجديد/16 شباط/18/لم نسمع من قادة وإعلام ما يسمى محور الممانعة سيل اللعنات والإتهامات ضد الوزير العماني ودولته

زار وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي ولأول مرة، اليوم المسجد الأقصى في القدس المحتلة ,  ومر داخل بوابات التفتيش الألكترونية الإسرائيلية المزروعة في أزقة القدس القديمة . لم نسمع من قادة وإعلام ما يسمى محور الممانعة سيل اللعنات والإتهامات ضد الوزير العماني ودولته ولم نلاحظ صدور تعليمات لجمهورهم بهجمات ضد هذه الخطوة الكبيرة على فضائيات المحور المذكور وبقية وسائله الإعلامية، ولم نسمع ضجيج الإتهامات بالخيانة والعمالة يوجه لعمان كما يفعلون عادة تجاه من يزور القدس المحتلة من الذين لا يروقون لجماعة هذا المحور . إقرأ أيضا : الشهيد عباس الموسوي: من الجهاد الأصغر (المقاومة) إلى الجهاد الأكبر (مكافحة الفقر والحرمان) فهل كانت زيارة الوزير العماني - المعروف هو ودولته بدورهم التاريخي في الوساطات الإقليمية والدولية بين إيران وخصومها - كوسيط بين إيران والعدو الصهيوني بعد حادثة إسقاط الطائرة الإسرائيلية ومسارعة إيران إلى التبرؤ من هذه الحادثة ؟!

 

وزير الخارجية العماني في الأقصى يحث العرب على زيارة القدس والتقى عباس وقال إن إقامة الدولة الفلسطينية الجزء الأهم في مكافحة الإرهاب

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/16 شباط/18

زار وزير الشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي بن عبد الله، المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، أمس، في خطوة نادرة لمسؤول عربي، وذلك بعد قليل من دعوته الدول العربية لتلبية دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة القدس. ووصل بن علوي إلى الأقصى قادماً من رام الله، وزار المسجد القبلي وقبة الصخرة، ومناطق أخرى واسعة، مستمعاً إلى شروح وافية من المسؤولين عن المكان، شملت أوجه المعاناة اليومية في المسجد الأقصى. واستقُبل الوزير العماني ومرافقوه، من قبل مدير الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ عزام الخطيب، ومدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، ونائب محافظ مدينة القدس عبد الله صيام. وقال الخطيب: «هذه زيارة تاريخية لدعم أهل القدس والمسجد الأقصى». وعبّر بن علوي عن انبهاره بهيبة المكان التاريخية والدينية، وقدم صندوق بخور عماني، هدية للأقصى. وأخذت زيارة بن علوي اهتماماً استثنائياً بسبب وقوعها في ظل الصراع المحتدم حول ال قدس، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل. وبن علوي هو أول مسؤول عربي يزور المسجد الأقصى بعد قرار ترمب، ودولته لا تعترف بإسرائيل ولا تقيم علاقات معها. وسبقه إلى ذلك وزراء أردنيون وأتراك، لكنهم من دول تقيم علاقات مع إسرائيل.

وتطلب مثل هذه الزيارات بالعادة تنسيقاً مسبقاً مع إسرائيل، ويعتقد أن المملكة الأردنية بصفتها راعية المقدسات والسلطة الفلسطينية التي كان علوي في ضيافتها توليا مسألة الترتيب. وكان بن علوي ضيفاً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي قلّده النجمة الكبرى لوسام القدس؛ «تقديراً لجهوده الحثيثة، ومواقفه الرصينة، في خدمة قضايا أمته العربية، وفي الطليعة منها قضية فلسطين، وتثميناً لأخلاقه النبيلة، ودبلوماسيته الرفيعة والحكيمة».وأيد بن علوي دعوة عباس لزيارة القدس، وهي الدعوة التي تثير جدلاً واسعاً في العالم العربي. ودعا الوزير العماني الدول العربية إلى تلبية دعوة عباس لزيارة فلسطين والقدس المحتلة؛ «تأكيداً على أن الشعب الفلسطيني ليس وحده، وأن الشعوب العربية كلها تقف خلفه». وقال وزير الخارجية العماني، في مؤتمر صحافي عقب لقائه عباس، في مقر الرئاسة: إن عُمان تقف مع فلسطين في كل وقت وزمان. وأقر بأن قرار ترمب بشأن القدس خلق صعوبات في الأفق السياسي، وأكد رفض بلاده القرار. وشدد بن علوي على «أن قيام الدولة الفلسطينية ليست هبة، وإنما هي ضرورة تاريخية وحضارية وجغرافية». وتابع قائلاً: «إن من يريد أن يساهم في التخلص من بقايا الحروب، عليه مساندة الرئيس عباس وحكومته». وأشار بن علوي إلى خطاب مرتقب لعباس في العشرين من الشهر الحالي «سيحدد المسار الفلسطيني»، مؤكداً «إنه مسار سلمي». وقال: «لا يمكن تحقيق الاستقرار والتطور وبناء ثقافة التسامح، إلا بقيام دولة فلسطينية بكامل أركانها، لتكون في مقدمة الركب في محاربة ما يعاني منه العالم»، مضيفاً إن «هذه الرؤية التي نعتقد أنها الطريق الصحيح لتحقيق الهدف المنشود». وطالب بوضع «استراتيجية» من أجل «قيام الدولة الفلسطينية، باعتبارها الجزء الأهم في مكافحة الإرهاب بمنطقتنا والعالم».

وقال بن علوي: إن المطلوب هو العمل الجاد من الفلسطينيين لبناء بلدهم التي كانت على مر التاريخ منارة للعلم، وتحوي الجامعات والمدارس والأساتذة والخبراء، وتمتلك ثروة بشرية هائلة، تعد بمثابة ثروة لكل الشعوب العربية. وبعد أن التقى بن علوي عباس، التقى رئيس الوزراء رامي الحمد الله. وأكد «مواصلة سلطنة عُمان دعم القضية الفلسطينية ومساعي القيادة الفلسطينية في كافة المحافل الدولية». كان الوزير العماني قد وضع قبل ذلك، إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات. وزار أول من أمس، كنيسة المهد في بيت لحم، واستمع إلى شرح تفصيلي حول جهود إعادة ترميم الكنيسة التاريخية، كما اختبر بنفسه الوضع المعقد في محيط المسجد الإبراهيمي في الخليل، الذي قسمه الإسرائيليون نصفين، ويسيطرون على كل مداخله. ويرفض كثير من المسؤولين العرب زيارة الأراضي الفلسطينية والقدس، ويعتبرون ذلك «جزءاً من التطبيع» و«قبولاً بالأمر الواقع»، كما يقول مناهضو الزيارات، لكن عباس رفض هذا المنطق باعتبار أن زيارة المسجين ليست تطبيعاً. وكانت آخر دعوة لعباس للزيارة، في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس في مصر، حين قال: «إن الجولة الأخيرة من المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أكدت لنا صواب دعوتنا لأبناء أمتنا العربية والإسلامية من المسلمين والمسيحيين على السواء، من أجل شد الرحال إلى المدينة المقدسة نصرةً لأهلها المرابطين فيها وفي أكنافها، ورفعاً لروحهم المعنوية وهم يواجهون أعتى المؤامرات التي تستهدف وجودهم». وتابع: «إن التواصل العربي والإسلامي مع فلسطين والفلسطينيين ومع مدينة القدس وأهلها على وجه الخصوص، هو دعم لهويتها العربية والإسلامية وليس تطبيعاً مع الاحتلال أو اعترافاً بشرعيته»، وأضاف: «إن الدعوات لعدم زيارة القدس بدعوى أنها أرض محتلة، لا تصب إلا في خدمة الاحتلال ومؤامراته الرامية إلى فرض العزلة على المدينة... فزيارة السجين ليست تطبيعاً مع السجان». وقبل بن علوي، زار وزير الداخلية الأردني غالب الزعبي، ووزير الشباب الأردني جمال الخريشا، المسجد الأقصى، كما زاره وزير الشباب التركي في فترة قريبة. وفي سبتمبر (أيلول) 2014، قام الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية الكويتي؛ بزيارة المسجد الأقصى والقدس. كما زار المدينة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعلي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق.

 

اتفاق روسي ـ أردني على تعزيز التعاون في سوريا والملك عبد الله الثاني ينوه بدور بوتين

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/16 شباط/18/أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، جولة محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ركزت على تطورات الوضع في سوريا وآفاق تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة. واستهل بوتين اللقاء بتأكيد حرص بلاده على تعزيز العلاقة مع الأردن. وقال إن لدى البلدين «أساسا متينا للعمل على تعزيز الثقة والتعاون»، مشيرا إلى أن موسكو وعمان تحييان مرور 55 سنة على إقامة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين. ونوه الملك عبد الله الثاني خلال المحادثات بـ«دور روسيا والرئيس فلاديمير بوتين شخصيا في التسوية السلمية للأزمة السورية». وقال إن «التقدم الذي تم تحقيقه غدا نتيجة للجهود الروسية». وخاطب بوتين مشيدا بـ«أهمية دوركم القيادي والتعاون بين بلدينا من أجل مستقبل أفضل لسوريا»، مضيفا أن تلك الجهود «ساهمت في تعزيز التنسيق بين روسيا والأردن، ما سمح بتهيئة ظروف جيدة في جنوب سوريا». كما أشاد الملك بالموقف الروسي الثابت حيال ملف التسوية في الشرق الأوسط. وكان الكرملين استبق الزيارة بالتشديد على الأهمية التي توليها موسكو لمواصلة تنسيق المواقف مع الأردن. وأفاد في بيان أن الطرفين سيناقشان بالإضافة إلى الوضع في سوريا ملف التسوية في الشرق الأوسط وقضايا التعاون الثنائي، مشيرا إلى اهتمام خاص بـ«تعزيز التعاون الروسي الأردني في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية»، فضلا عن بحث القضايا الراهنة على الساحتين الدولية والإقليمية. وركز الملك عبد الله الثاني، على الملف السوري، وتأثيراته الإقليمية خلال لقائه بطريرك الكنسية الأرثوذوكسية الروسية كيريل. وقال إنه «بفضل علاقاتنا الوثيقة مع أخي العزيز الرئيس فلاديمير بوتين، تمكنا من إقامة تعاون وثيق بين الأردن وروسيا من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا، وعلى وجه الخصوص في إقامة عمليتي سوتشي وجنيف». وكان العاهل الأردني شدد في حديث لوسائل إعلام روسية قبل توجهه إلى موسكو على الثقة المتبادلة بين البلدين، وقال إن علاقته الشخصية مع بوتين التي بنيت منذ نحو عشرين عاما تلعب دورا أساسيا في تعزيز هذا التوجه. ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عنه الإشارة إلى «قضايا رئيسية نواجهها معا، وبشكل خاص إنجاز الأردن وروسيا في جنوب سوريا الذي حقق الاستقرار هناك»، في إشارة إلى إقامة منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، التي وصفها بأنها «قصة نجاح مهمة رفعت مستوى المباحثات والثقة بين مؤسساتنا»، معتبرا أن «الأهم من ذلك، هو مواصلة العمل لدفع العملية في سوريا للتوصل إلى نتيجة على المسار السياسي، خصوصا فيما يتعلق بالدستور والانتخابات». واعتبر أن الأشهر الـ12 الماضية شهدت تعاونا مهما مع روسيا، وزاد: «نحن نتطلع لمواصلة البحث في كيفية التحرك إلى الأمام بشكل فعال وإيجابي في الـ12 شهرا المقبلة». وقال الملك عبد الله: «يمكن للتعاون الاقتصادي بيننا أن يكون أفضل حالا، ما زلنا بحاجة لمزيد من العمل لتعزيز التبادل التجاري. وسيتم في موسكو بحث التعاون في المجال السياحي، كما سألتقي البطريرك كيريل الأول، وسنتحدث عن الروابط بين الإسلام والمسيحية، كما سألتقي علماء الدين الإسلامي في موسكو وسنناقش الحوار بين أتباع الأديان والتحديات التي نواجهها جميعا».

 

مقتل طيارين بتحطم طائرة تدريب عسكرية تركية

الشرق الأوسط/16 شباط/18/أعلن الجيش التركي اليوم (الجمعة)، مقتل طيارين تركيين في تحطم طائرة عسكرية أثناء تدريب في محافظة إزمير الغربية. وأفاد الجيش بأن المسؤولين فقدوا الاتصال بالطائرة من طراز «إس إف - 260 دي» بعد 23 دقيقة من إقلاعها من قاعدة جيلي في رحلة تدريبية الساعة 10:26 (07:26 بتوقيت غرينيتش). وعثرت فرق البحث والإنقاذ على حطام الطائرة وجثتي الطيارين على بعد ثلاثة كيلومترات من القاعدة.

 

تعرف على أخطر سجن للنساء في إيران يحظر على نزيلاته أبسط الاحتياجات الإنسانية

بيروت: تمارا جمال الدين/الشرق الأوسط/16 شباط/18/تعلو الأصوات الشعبية في إيران والداعية إلى إنقاذ حياة السجينتين آتنا دائمي وكولرخ ايرايي، نظراً لتدهور حالتهما الصحية، ذلك بسبب تنفيذهما إضراباً عن الطعام لليوم الثالث عشر على التوالي. ونقلت المعارضة الإيرانية مطالبة العديد من المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة، باتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ حياة السجينتين السياسيتين. وتضرب السيدتان دائمي وايرايي عن الطعام منذ 3 فبراير (شباط) للاحتجاج على انتهاك مبدأ فصل السجناء حسب الجرائم، ونقلهما إلى سجن «قرتشك» المعروف بسجن «كهريزك» المخيف. وبحسب مصادر المعارضة الإيرانية، تتعرض الشابتان لإهانات ومضايقات وانتهاك حرمة من قبل المشرفين على السجن، بالإضافة إلى مضاعفات الإضراب عن الطعام. وفي اختراق واضح لحقوق الإنسان، تم نقل آتنا دائمي وكولرخ ايرايي من سجن إيفين إلى سجن قرتشك بمدينة ورامين بسبب دعمهما للانتفاضة التي جرت في يناير (كانون الثاني) ضد نظام الملالي. ورغم أن سمعة سجن إيفين سيئة جداً في إيران، إلا أن سجن قرتشك يعد أخطر سجن للنساء في البلاد، وأكثرها تعذيباً وقسوة. ونشرت وكالات حقوقية عدة رسالة صوتية أرسلتها آتنا من داخل سجن قرشك، قالت فيها إن مسؤولي السجن وعناصر الأمن تعبوا من مقاومتها، ونقلوها بالضرب المبرح إلى الزنزانة الانفرادية. وحكم النظام على الناشطة آتنا دائمي البالغة من العمر 29 عاماً، بسبب عملها في مجال حقوق الإنسان وحقوق الأطفال، بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة «الدعاية المناهضة للحكومة والمجتمع والتواطؤ ضد الأمن الوطني» وإهانة الملا خامنئي. أما كولرخ ايرايي، البالغة من العمر 37 عاماً، فاتهمت بـ«إهانة المقدسات» وإهانة خامنئي شخصياً، وحكمت بالسجن 6 سنوات.

- سجن قرتشك

تعرف السجون الإيرانية على أنها من أسوأ الأماكن التي يمكنك الوجود بها في العالم، ويتصدر سجن قرتشك قائمة السجون الخطرة المخصصة للنساء في البلاد. ونشرت وكالة «هرانا» التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين، تقريراً مفصلاً عن السجن، كما تتابع المعارضة الإيرانية أخباره عن كثب، وتنشر على مواقعها معلومات مرفقة بصور ورسائل من سجينات تتحدث عن الحياة الظالمة داخله.

- 20 سنتميترا لكل سجينة!

يتألف السجن من 7 قواطع، ويضم حالياً أكثر من 2000 سجينة، فتعيش من 200 إلى 300 سجينة في كل قاطع، بعضهن برفقة أطفالهن. وتقدر مساحة السجن بـ1500 متر مربع، وإذا علمنا أن مساحة القواطع وقسم الإدارة لا يتجاوز 400 متر فإن هذا يعني أن حصة كل سجينة لا تصل إلى 20 سنتيمتراً.

ولا يحتوي السجن على غرف خاصة، بل هناك صالة كبيرة وحيدة فيها 600 سرير فقط. أما باقي السجينات، أي ما يتعدى الـ1400 امرأة وبعض الأطفال، فينامون على الأرض من دون أي غطاء أو مسند للرأس.

- الظروف الإنسانية

في هذا المكان المظلم، تُحرم السجينات من الاحتياجات البشرية الأساسية اللازمة للحياة، مثل التحرك والمشي في فناء السجن والشمس ومياه الشرب والاستحمام، والحد الأدنى من العناية الطبية. كما تعتبر السجينات عرضة لالتهاب الكبد وغيره من الأمراض بسبب الاكتظاظ الشديد، ونظراً لكون بعض السجينات مصابات بأمراض خطيرة. فلا يفصل القائمون على السجن السجينات المرضى عن غيرهن، ما يؤدي إلى انتقال عدوى الأمراض بسهولة. وبحسب تقارير طبية عن سجن قرتشك، أسفرت هذه الأوضاع عن انتشار أمراض الإيدز والطاعون والسرطان. وأعلن مدير قسم الصحة في سجن قرتشك في وقت سابق، أن هناك عدداً من السجينات المصابات بالإيدز، لكنه لا يعرف عددهن بسبب تكاليف الفحص الباهظة. وأضاف: «إحصاءاتنا مبنية على إقرار السجينات أنفسهن بإصابتهن بالإيدز». وتنقل منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة عن مصدر قوله «تتعرض السجينات في سجن قرتشك إلى أنواع عدة ومختلفة من التعذيب، أبرزها الاغتصاب، كما تتعمد سلطات السجن الإهانة والازدراء والضرب والشتم كأسلوب للتعامل مع السجينات».

- التعذيب النفسي

تستخدم سلطات السجن طرقاً عنيفة في تعذيب السجينات نفسياً، وليس جسدياً فقط، فتقوم بالزج بأي سجينة تحتج على الظروف البائسة للمكان، كرداءة الطعام أو عدم وجود خدمات صحية، في الزنزانة الانفرادية مع سجينة أخرى مضطربة نفسياً، وذلك كوسيلة لمعاقبتها.

- لجنة تحقيق دولية

في خطوة جريئة لمحاسبة نظام الملالي دولياً على الأعمال الظالمة التي يمارسها بحق السجناء والسجينات في سجني قرتشك وإيفين وغيرها، أسس ناشطون إيرانيون ينتمون لـ«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» وحقوقيون دوليون لجنة «العدالة لضحايا مجزرة السجناء السياسيين». وأعلن عن هذه اللجنة على هامش اجتماعات الدورة الـ33 لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، التي انعقدت في سبتمبر (أيلول) الماضي. وتضم اللجنة مجموعة من الشخصيات المعروفة عالمياً، مثل الرهينة السابقة لدى حركة «فارك» في كولومبيا، أنغريد بيتانكور، ووزيرة الدولة الفرنسية السابقة راما ياد، والرئيس السابق لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العراق طاهر بومدرة. وأفادت بيتانكور بأن تشكيل لجنة تحقيق دولية يعتبر «أمراً مهماً جداً في مصلحة الدفاع عن حقوق الإنسان»، مؤكدة أنها تتحدث بصفتها ضحية سابقة. كما قامت بعرض صور صادمة تظهر المقابر الجماعية للسجناء السياسيين الذين أعدمهم نظام الملالي بالقرب من باحات السجون في إيران. وكشفت بدورها آزادة ضابطي، وهي نائب رئيس رابطة المحامين الأنجلو إيرانيين، عن امتلاكها أدلة على 12 مقبرة جماعية «لم تكن مكشوفة من قبل»، مشيرة إلى أن «المعلومات تتضمن العناوين الدقيقة للمقابر وأفلام فيديو جمعها شهود عيان تؤكد صحة وجودها».

 

واشنطن تهدد موسكو بـ«عواقب دولية» بعد هجوم إلكتروني «طائش» والفيروس عطّل أجهزة كومبيوتر في دول عدة العام الماضي وتسبب بأضرار بمليارات الدولارات

الشرق الأوسط/16 شباط/18/ألقى البيت الأبيض، أمس (الخميس)، باللائمة على روسيا في الهجوم الإلكتروني المدمر الذي عرف باسم «نوتبيتيا» العام الماضي، لينضم إلى الحكومة البريطانية في إدانة موسكو لإطلاقها الفيروس الذي أصاب بالشلل أجزاء من البنية التحتية في أوكرانيا، وعطل أجهزة كومبيوتر في دول مختلفة على مستوى العالم. وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان، إن الهجوم شنه الجيش الروسي في يونيو (حزيران) 2017 «وانتشر على مستوى العالم، وألحق أضرارا بمليارات الدولارات في مختلف أنحاء أوروبا وآسيا والأميركتين». وأضافت: «كان هذا ضمن جهود الكرملين المستمرة لزعزعة استقرار أوكرانيا، ويظهر بوضوح شديد ضلوع روسيا في الصراع القائم» وقالت: «كان أيضا هجوما إلكترونيا طائشا وعشوائيا، ستكون له عواقب دولية». ويمثل البيان شديد اللهجة والمقتضب في الوقت نفسه، المرة الأولى التي تحمل فيها الحكومة الأميركية روسيا المسؤولية عما يعتبر واحدا من أسوأ الهجمات الإلكترونية المسجلة. وأشار كثير من خبراء الأمن بالقطاع الخاص، بأصابع الاتهام إلى موسكو قبل شهور. وجاء البيان بعد أيام من تحذير قيادات أجهزة المخابرات الأميركية مجددا من أن روسيا أو خصوما آخرين سيحاولون على الأرجح استخدام الوسائل الإلكترونية، للتدخل في انتخابات التجديد النصفي الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني). وردا على سؤال عن العواقب التي ستواجهها روسيا، قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض، إن الحكومة الأميركية «تدرس عددا من الخيارات». ولم يتضح ما هذه الخيارات أو المقصود بتعبير «عواقب دولية». ونفت روسيا يوم الخميس الوقوف وراء الهجوم، قائلة إن الاتهامات هي ضمن حملة تشنها بعض الدول الغربية عليها.

 

الكويت والسويد تقدمان مشروع قرار معدل لهدنة في سوريا

الشرق الأوسط/16 شباط/18/وزعت الكويت والسويد على أعضاء مجلس الأمن الدولي نسخة معدلة من مشروع قرار يدعو إلى هدنة لثلاثين يوما في سوريا، فيما قال دبلوماسيون إن الهدف هو الحصول على موافقة موسكو على المشروع. ويوضح النص الجديد الذي حصلت عليه وكالة الصحافة الفرنسية أن هذه الهدنة لن تشمل تنظيمي «داعش» والقاعدة. وذكر دبلوماسيون أن التعديلات يمكن أن تحد من قلق روسيا من مشروع القرار الذي يدعو إلى أن يتيح وقف إطلاق النار إيصال مساعدات إنسانية بسرعة. ومن المرتقب إجراء تصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار الأسبوع المقبل.ويأمل مجلس الأمن في التوصل إلى هذه الهدنة لثلاثين يوما، بعد تفاقم العنف في سوريا، بما في ذلك في الغوطة الشرقية، حيث أدت عمليات القصف من قبل النظام السوري إلى مقتل أكثر من 240 مدنيا خلال خمسة أيام. وينص مشروع القرار المعدّل على أن يبدأ سريان وقف إطلاق النار بعد 72 ساعة من اعتماد مجلس الأمن النص. وسيبدأ تسليم المساعدات الإنسانية العاجلة (أدوية وغذاء) بعد 48 ساعة من بدء وقف إطلاق النار. كما يدعو النص كل الأطراف إلى رفع الحصار عن كل المناطق، بما في ذلك الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك والفوعة وكفريا. وسيتم السماح بعمليات إجلاء طبي، بحسب مشروع القرار. وورد في النص أنه على كل الأطراف في سوريا «الكف عن حرمان المدنيين من الغذاء والأدوية الأساسية لبقائهم»، والسماح بإجلاء السوريين الذين يريدون المغادرة. وبدأت المفاوضات حول مسودة القانون الأسبوع الماضي، بعدما أخفق مجلس الأمن الدولي في إحراز تقدم لتبني نص حول هدنة إنسانية تستمر شهرا. وقدمت السويد والكويت اللتان تقودان الجهود لمعالجة الأزمة الإنسانية في سوريا في مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار سابق، في 9 فبراير (شباط). وأفاد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا الأسبوع الماضي، بأن فرض وقف لإطلاق النار أمر «غير واقعي»، وتابع: «نرغب في رؤية وقف لإطلاق النار، وانتهاء للحرب». ومع تواصل المشاورات، قال السفير الروسي للصحافيين، الأربعاء: «نسعى للتوصل إلى توافق»، ملمحا بذلك إلى تقدم في المفاوضات. وكان ممثلو وكالات الأمم المتحدة الموجودة في سوريا، طلبوا في السادس من فبراير إقرار هدنة عاجلة، بهدف تقديم مساعدات إنسانية وإجلاء الجرحى والمرضى. ومنذ ذلك الوقت، تفاقم الوضع على الأرض بحسب الأمم المتحدة، وبخاصّة في الغوطة الشرقية على مقربة من دمشق وفي محافظة إدلب. وهناك أكثر من 13.1 مليون سوري بحاجة حاليا إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 6.1 مليون نازح داخل البلاد منذ بداية الحرب. وأدى النزاع في سوريا إلى مقتل أكثر من 340 ألف شخص.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أحزمة الأمان» تتداعى..

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 17 شباط 2018

من كلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي خفّف فيه من النتائج المسبَقة للانتخابات النيابية، وسيطرة «الحزب» على الغالبية، يمكن قراءةُ التحدّيات المقبلة التي تبدأ بأزمة الحدود البرّية والبحرية ولا تنتهي بما حصل في سوريا وتداعياته على لبنان، وهي كلها عنوان لأزمة واحدة اختصرها نصرالله منذ مدة بالتبشير بالحرب الكبرى وبالتأكيد أنّ لبنان جزءٌ من محور في المنطقة. ولعلّ الأخطر كما بدا بعد زيارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون ولقاءاته مع الرؤساء الثلاثة وما قاله وما سمعه، أنّ «شبكات الأمان» تنهار الواحدة تلوَ الأُخرى، بعد أن أفضت التسوية الرئاسية الى تسيلم «حزب الله» معظم المواقع المؤثرة في الدولة، من رئاسة الجمهورية الى الحكومة، وسيلي ذلك بالطبع المجلس النيابي، الذي تمّ تعطيلُه منذ العام 2005 فيما ستنتفي الحاجة الى هذا التعطيل بعد السادس من أيار المقبل.

ولعلّ ما قاله الرئيس ميشال عون لوزير الخارجية الاميركي، حسب مصادر معارضة، كان الأخطر على طريق فقدان شبكة الأمان، إذ ربط سلاح «حزب الله» بالحلّ الدائم وبعودة اللاجئين الفلسطينيين، أي إنه أبّد هذا السلاح، متجاوزاً القرار 1559 الذي هو الآخر جزء مكوّن من القرار 1701، وكان واضحاً خلال اللقاء القصير نسبياً أنّ رئيس الجمهورية يريد استعادة التوازن في العلاقة مع «حزب الله»، بعدما كادت عراضة الخلاف بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل أن تترك هامشاً للاعتقاد، أنّ هناك مَن يلعب بذيله تحت الطاولة، وبدا أنّ موقف رئيس الجمهورية كأنه استقالة من دور لبنان الرسمي لمصلحة «حزب الله»، من دون أن يعنيَ ذلك الانسحاب من لعب دور الواجهة الرسمية لسياسة لا تصدر من بيروت إنما من طهران. وتضيف المصادر أنه إذا تمّ التمعّن بمضمون موقف عون في ما حصل من خرق البروتوكول في استقبال تيلرسون، فإنّ لبنان يكون قد خطا خطوات سريعة نحو عزلة دولية بعد عزلته العربية المستمرة منذ أن تمكّن «حزب الله» من هزّ علاقته بالمملكة العربية السعودية، وما تركه ذلك من نتائج سلبية على اقتصاده وحضوره العربي. وتشير المصادر الى أنّ كلام السيد نصرالله عن أنّ القوة الوحيدة للبنانيين لحماية النفط والحدود هي المقاومة، أتى ليؤكّد أنّ الحزب لم يترك لحلفائه في الحكومة، ولو حتى من حيث الشكل، أن يلعبوا دورهم أمام الداخل والخارج كسلطة لبنانية شرعية، وأنّ هذا الكلام هو الترجمة الحقيقية لما ورد في بيان المجلس الأعلى للدفاع الذي كلّف «القوى العسكرية» الردّ على أيِّ تخطٍّ إسرائيلي للجدار الى النقاط المتنازَع عليها، بما يعني أنّ هذا البيان غطى أيّ اشتباك محتمَل على «الخط الأزرق»، في لحظة تبدو فيها النار أقرب الى البارود. وتضيف المصادر أنّ الدوائر الدولية باتت تعرف أنّ مَن تفاوضه في لبنان في كل المسائل السيادية من الحدود البرية والبحرية والسلاح هو «حزب الله»، وأنّ هذا التفاوض الذي يجري بالواسطة لا تلعب فيه الدولة اللبنانية أكثر من دور «ساعي البريد» أو «الناطق الرسمي» باسم الحزب، فلا هي تقرّر خطوط التفاوض، ولا هي تُمسك بقرار الاشتباك أو عدم الاشتباك، ولا هي تستطيع أن تمنع تحويل حدود لبنان من الناقورة الى شبعا جزءاً من جبهة كبرى، يعلن «حزب الله» جهاراً انضمامَه اليها، ولا هي تتجرّأ على طلب استكمال تطبيق القرار 1701 الذي بُني على النقاط السبع والذي يقود تطبيقُه الى تأمين وقف إطلاق نار دائم، واحترام الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة، ووقف الخروقات الجوّية الإسرائيلية.

 

نصر الله في "محكمة الحريري"

بقلم فارس خشّان/الحرة/16 شباط/18

ثمة من يعتقد بأن لبنان يعاني سياسيا من ازدواجية تشبه عوارضها تلك التي يعاني منها الأفراد المصابون بمرض الـ"شيزوفرينيا". يترسخ هذا الاعتقاد، أكثر فأكثر، مع حلول الذكرى الثالثة عشرة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في عملية إرهابية كبيرة أودت معه بحياة 21 شخصا وجرح 226 آخرين.

ستتميز السنة الثالثة عشرة بعد اغتيال الحريري، بصدور أول أحكام المحكمة الخاصة بلبنان على أربعة متهمين، بعدما أسقط الحق العام، وتاليا المحاكمة، عن الخامس على لائحة الإتهام، وهو مصطفى بدر الدين الذي قُتل في سورية، في عملية مخابراتية لم تتضح حقيقتها بعد.

ينتمي هؤلاء المتهمون إلى الجهاز الأمني التابع لـ"حزب الله"، الشريك في الحكومة اللبنانية التي يترأسها سعد رفيق الحريري، والناخب الأول لرئيس الجمهورية الحالي ميشال عون، والراعي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، والمتعهد الحصري لميليشيا مسلحة تُعتبر امتدادا للحرس الثوري الإيراني ـ تطلق على نفسها تسمية مقاومة ـ وتتمدد أعمالها العسكرية في الإقليم. إذا كان "حزب الله" كتنظيم غير متهم باغتيال الحريري، عملا بمبدأ المسؤولية الفردية عن الأعمال الجنائية، إلا أن الحزب تفاخر بحماية المتهمين

تحول رفيق الحريري، بعيد اغتياله، إلى رمز لبناني استقلالي، إذ شهد لبنان على إثر استشهاده، انتفاضة شعبية وسياسية أدت إلى خروج الجيش السوري من لبنان، بعد احتلال دام حوالي 35 عاما، كما أصبح عنوانا لتحالف وطني عريض هدفه إقامة دولة مركزية قوية في البلاد.

تصدى "حزب الله" في تحالف أسسه ـ سمي بقوى 8 آذار ـ لقيام لبنان الجديد، وعمل، بكل ما أوتي من وسائل قوة وبطش، على تحقيق هذا الهدف. ويعتقد كثيرون في لبنان، في ضوء التطورات التي حصلت خلال السنة الماضية، أن "حزب الله" حقق أهدافه، فسقط التحالف المناوئ (قوى 14 آذار) وأصبح تيارات متناثرة ومتصارعة، وتقزّمت الأهداف الوطنية إلى مستوى وجوب التكاتف لإيجاد حل لمشكلة تراكم النفايات. وسط هذه المتغيرات السياسية، واصلت "المحكمة الخاصة بلبنان" أعمالها، حيث يبرز تورط مجموعات تنتمي إلى "حزب الله"، ليس فقط في المحاكمة في قضية الحريري التي وصلت إلى فصلها ما قبل الأخير، بل أيضا في ثلاثة ملفات أخرى وهي: اغتيال جورج حاوي ومحاولتا اغتيال مروان حماده والياس المر، بحسب ما تشير المعلومات المتوافرة عن قرار الإتهام المشترك، الذي تأخر صدوره عن التوقيت المرتقب ـ ولو لم يحدد رسميا ـ في هذه القضايا الثلاث. وإذا كان "حزب الله" كتنظيم غير متهم، عملا بمبدأ المسؤولية الفردية عن الأعمال الجنائية، إلا أن هذا الحزب، وبصورة علنية وعلى لسان أعلى مسؤول فيه، أي الأمين العام حسن نصر الله، تفاخر بحماية المتهمين، وهدد بقطع اليد التي تحاول أن تمتد عليهم. وإذا كانت المحكمة لم تحرك ساكنا حيال تبني نصر الله للمتهمين، إلا أنها تعاطت مع مواقفه الموثقة، على أنها أدلة قانونية يستطيع الإدعاء العام استعمالها، تأكيدا منه على صحة ما ذهب إليه في القرار الإتهامي. في لاهاي، العدالة تطارد من اغتال رفيق الحريري، وفي بيروت يتقاسم المتهمون السلطة مع الضحايا

وفي آخر القرارات الصادرة عن غرفة الدرجة الأولى في المحكمة، منذ مدة قصيرة جدا، ظهر نصر الله شخصية مركزية في تثبيت قرار الإتهام، من خلال الإعتماد على أقواله، تثبيتا لمعطيين مفصلين، وهما:

أولا، إعتراف نصر الله بأن الشبكة الهاتفية المغلقة، المصطلح على تسميتها بـ"الخضراء"، هي خاصة بجهاز الأمن التابع لـ"حزب الله". ووفق قرار الإتهام، فإن هذه الشبكة تضم من أشرف ونسق تحضيرات اغتيال الحريري، و"فبركة" عملية التضليل عبر ما بات يعرف بفيلم أحمد أبو عدس.

ثانيا، تأكيد انتماء جميع المتهمين الذين توصل التحقيق إلى كشف هوياتهم إلى "حزب الله". وبفضل نصر الله جرى قبول الإفادة المطوّلة التي كان قد أدلى بها رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، قبل مدة وجيزة على جريمة اغتياله في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2012.

وفي إفادة الحسن تفاصيل خمسة لقاءات عقدها مع نصر الله. اللقاء الأول حصل في نيسان/أبريل 2005 والأربعة المتبقية جرت بين بداية أيلول/سبتمبر ومنتصف تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه. عرض خبراء في "حزب الله" خلال اللقاء الأول، تقريرا أعدوه عن اغتيال الحريري، بحيث كشفوا أنه اغتيل بعبوة ناسفة تزن بين 1200 و1400 كيلوغرام من مادة تي.أن.تي تحملها شاحنة "ميتسوبيتشي" بيضاء يقودها انتحاري (يتطابق مع القرار الإتهامي) يرجح أنه أحمد أبو عدس (يتناقض مع القرار)، واعتبر الخبراء في عرضهم الذي استمر ربع ساعة أن مراقبة الحريري كانت سهلة لأنه يتنقل بموكب مكشوف وسيارته محددة. أما اللقاءات الأربعة الأخيرة، فكانت بعدما اكتشف الرائد الشهيد وسام عيد شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله.

ووفق الحسن، لم تبدأ التحقيقات بموضوع هذه الشبكة إلا بعد مراجعة نصر الله، بموجب قرار سياسي. ولهذا السبب أخذ الرئيس سعد الحريري للحسن موعدا من نصر الله. في لاهاي، نصر الله هو حام للمتهمين، وفي بيروت هو صانع للاستقرار

أطلع الحسن نصر الله على نتيجة التحقيقات، ولاحقا أبلغه نصر الله أن هذه الشبكة تابعة فعلا لـ"حزب الله"، ولكنها خاصة بتعقب عملاء إسرائيل، وزود نصر الله الحسن بأسماء ستة أشخاص مع أرقام هواتفهم قال إن الشبكة ترصدهم.

ولكن تحقيقات الرائد عيد الذي اغتيل لاحقا، وتحديدا بُعيد كشف ما كشفته تحقيقاته، أظهرت اتصال ثلاثة أسماء من اللائحة بكبار الشخصيات الأمنية والسياسية في "حزب الله"، ممن يحملون هواتف سميت في قرار الإتهام بـ"الشبكة الأرجوانية".

وفي هذا القرار جرى استعمال ما قاله نصر الله في مؤتمراته الصحافية وخطاباته لإثبات دقة ما ذهبت إليه إفادة الحسن، للسماح باعتمادها. ولم تستدع الغرفة الأولى في المحكمة نصر الله إلى الشهادة، إذ إنها، على ما يظهر، اعتبرته مشمولا بأحكام المادة 158 من "قواعد الإجراءات والإثبات" التي تجيز قبول "أي سجل موثوق به لما قاله شخص ما أو كتبه أو عبر عنه بطريقة أخرى(...) إذا اقتنعت المحكمة بأن الشخص لا يستطيع الحضور". بناء عليه، يتضح أن المسافة السياسية التي تفصل لاهاي وبيروت شاسعة جدا، وكأنها مسافة فصل بين كوكب وآخر. في لاهاي تجري محاكمة غيابية لمن يتحكمون ببيروت. في لاهاي، العدالة تطارد من اغتال رفيق الحريري، وفي بيروت يتقاسم المتهمون السلطة مع الضحايا. في لاهاي، نصر الله هو حام للمتهمين، وفي بيروت هو صانع للاستقرار. عيون كثير من اللبنانيين لم تعد تنظر إلى عدالة لاهاي، فقد انشغلت عنها بالخوف على... بيروت. وهكذا، فإن العدالة الدولية تسير بتوقيت لاهاي، فيما غريزة البقاء تلزم بيروت أن تعيش على توقيت المتحكم بزر... التفجير.

 

زوال إسرائيل أو خروج إيران

أحمد الغز/اللواء/17 شباط/18

أعترف بصعوبة تحديد اللحظة السياسية الراهنة الوطنية والعربية والاقليمية والدولية بسبب التحولات التي تمر فيها المنطقة وشدة تداخلها وغموضها، وكأنّنا في حالة مخاض عميق ينبئ بولادة نظام إقليمي جديد، وذلك بعد نجاح عملية التفكك الإستراتيجي التي شهدها العديد من الدول العربية خلال سنوات الفوضى الخلاقة، التي أطلقتها الولايات المتحدة الأميركية من العراق ٢٠٠٣بعد احتلاله والإعلان عن ولادة شرق اوسط جديد يضم كلاً من ايران وتركيا وإسرائيل، وكان العراق الضحية الاولى بتفككه وتحوله الى دولة فاشلة فيدرالية عرقية ومذهبية، والضحية الثانية كان المجتمع الفلسطيني الواحد وتقاسمه بين غزة والضفة والشتات، والفوضى الخلاقة احدثت تحولات أمنية وسياسية طالت كل الدولالعربية وبدون استثناء، تمهيدا لتوقيع الرئيس الاميركي على قرار نقل السفارة الاميركية الى القدس، ولا يمكن التحكم باتجاهات هذه التحولات لتعدد أدواتها من العسكرية الى الاقتصادية والاجتماعية والدينية، وما رافقها من عمليات تهجير ونزوح ودمار.

الثابت الوحيد الذي تتمحور حوله كل تلك التحولات في المنطقة هو القضية الفلسطينية بما هي جوهر الصراع الكبير على مدى مئة عام منذ وعد بلفور ١٩١٧حتى الآن، وليس صدفة ان تكون كل الدول التي استضافت القضية الفلسطينية منذ العام ٤٨ودول الربيع العربي هي التي تعرضت الى التفكك والاجتياح والدمار، وفي مقدمتها لبنان الذي خسر استقراره ونهوضه، واحتُلت عاصمته ولا يزال يعاني من تداعيات الصراع مع العدو الاسرائيلي، وكذلك دولة الكويت الحاضن الاول لقيادة الثورة الفلسطينية، الكويت التي احتلها العراق وتحررت من خلال حرب عاصفة الصحراء الاميركية، وما تعرضت له دولة تونس التي استضافت جامعة الدول العربية بعد إتفاق كامب دايفيد، ثم إستضافت منظمة التحرير بعد إجتياح لبنان، وأيضا مصر الدولة الاساس في الصراع والشقيقة الكبرى والتي تحملت ولا تزال أوزار القضية الفلسطينية وآخرها ما تشهده منطقة سيناء، وكذلك ما يتعرض له اليمن من مأساة والذي استضاف مقاتلي منظمة التحرير بعد خروجهم من لبنان، ودون أن ننسى ليبيا، والحديث يطول عن سوريا وعلاقتها بالصراع العربي الإسرائيلي منذ حرب 48 وصولاً إلى الجولان المحتل وما تشهده سوريا الان من تفكك ونزاع وباختصار شديد ان كلّ الدول التي استضافت القضية الفلسطينيةهي التي تعرضت ولاتزال للتفكك والتحول والنّزاع و الضياع .

يكثر الحديث في المنطقة والعالم عن إقتراب موعد إقامة الدولة الفلسطينية، ويبدو ذلك واضحا من طبيعة التموضعات العربية والإقليمية والدولية حول القضية الفلسطينية، ومن عودة الروح الى القيادات الفلسطينية بعد ان رفضت القرار الاميركي بنقل السفارة الاميركية الى القدس، وزيارة نائب الرئيس الاميركي الى اسرائيل والمنطقة، والزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الأميركي الى المنطقة والذي شارك في الكويت بإطلاق عملية اعادة اعمار واستقرار العراق ،اي من حيث أطلقت اميركا استراتيجية الفوضى الخلاقة وبالتزامن مع التموضع الاميركي شرق سوريا والتصعيد العسكري الكبير بعد إسقاط طائرة ف١٦ الاسرائيلية فوق الجولان السوري المحتل، وتعاظم الحديث عن حرب اقليمية قادمة بين ايران وإسرائيل تشبه حرب حزيران ٦٧او حرب تشرين ٧٣ وقد تكون نتيجتها إما زوال اسرائيل كما سمعنا بالأمس وقبل الأمس، وهذا ما أتمناه، او خروج ايران من سوريا وبرعاية القوات الروسية والاميركية.

 

الحريري نسخة 2018: الانقلاب على 14 شباط

هيام القصيفي/ الأخبار/ 16 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62635

لا يمكن قراءة خطاب الرئيس سعد الحريري إلا من خلال استعادة صورة ذلك الابن الذي فقد والده ولجأ إلى مجموعة من السياسيين والمفكرين لاحتضانه وكتابة مسار سياسي رافقه طوال سنوات. في سن «البلوغ» الثالث عشر، وقّع الحريري وثيقة انقلابه على أصدقائه وحلفائه

كي يكتمل المشهد الذي أطل به الرئيس سعد الحريري يوم 14 شباط، كان يجب أن يذكر بالاسم ويتوعد ويتهم البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير بأنه ينقلب عليه. حينها كان يمكن أن يقال حقاً إن الحريري نضج في السياسة، واستحق تصفيق الحاضرين، ليس لأنه بات يتقن قراءة اللغة العربية، بل لأنه خلع عباءة والده. وبرهن حقاً أن الوفاء للرئيس الراحل رفيق الحريري يكمن في أن يعادي كل التركيبة التي حولت الاغتيال حدثاً استثنائياً وقالت للأميركيين، قبل السوريين، إنها لن تتراجع ولن تخرج من وسط بيروت قبل تحقيق الانسحاب السوري.

كافأ سعد الحريري، الثالوث، الراحل سمير فرنجية، فارس سعيد وسمير عبد الملك ومعهم سيمون كرم وأعضاء قرنة شهوان، الذين أدخلوا اغتيال رفيق الحريري في الذاكرة التاريخية، وأهداهم وساماً لأنهم حولوا الاغتيال حدثاً أساسياً في النص التاسع عشر للمجمع البطريركي الماروني، تحت عنوان الكنيسة والسياسة.

لم يعرف «المسيحيون الأوائل» الذين عمّدوا مسيرة 14 شباط، أنه يمكن أن يشهدوا يوماً على وارث عائلة الحريري، يقول عنهم ما قاله، وهم الذين كتبوا في المجمع الماروني، واستحقوا حينها غضب كثيرين، أن «انتفاضة الاستقلال إثر استشهاد الحريري» شكلت لحظة تاريخية فتحت باب الخلاص الوطني بتوحد غالبية الشعب اللبناني على نحو غير مسبوق...». هي لفتة غير مسبوقة، دخل فيها زعيم سُني، وسُمي اغتياله وحده من دون غيره، استشهاداً، في أهم نص ماروني كنسي رسمي كتب منذ عشرات السنين. ولا نعرف إذا كانت أي وثيقة صادرة عن دار الفتوى أو غيرها من المؤسسات الدينية لفتت يوماً إلى حوادث الاغتيال التي طاولت الشخصيات المسيحية منذ عام 1975.

سُمّي اغتيال الحريري، وحده من دون غيره، استشهاداً، في أهمّ نصّ مارونيّ كنسيّ رسميّ

لا يمكن أن يمرّ كلام الحريري عابراً، وأن يطوى الخطاب، بوصفه ردّ فعل وتصفية حسابات، بمجرد أن الأخير، أراد الانتقام وصبّ غضبه على من شكل مساراً سياسياً، اعترف خصومه يوماً بأهميته، أو بأنه حوّل ذكرى اغتيال والده، إعلان تفليسة، كما في الإعلانات المبوبة، واستدراج عروض للتمويل الانتخابي. ما حصل أبعد من مجرد استعادة الذكرى والانقلابات التي حصلت على الطريق في 13 عاماً، والحكومات والسياسات الهوجاء حينها والاستعراضية حيناً آخر.

مشكلة حقيقية، أثبتها خطاب الحريري، في نسخته الجديدة، وقد اعتدنا نسخاً عدة منه بحسب الظروف، هي أنه لم يفكّ تحالفاً انتخابياً أو سياسياً، بل تعمّد إشهار انفصاله الثقافي والتاريخي والحضاري مع مجموعة سياسيين ومفكرين أولاً وآخراً، كان عملها الأساسي أن تكتب وتكتب وتكتب. ولعل هذه إحدى خطاياها الأساسية، حين أرادت «تصنيع» زعيم وطني، لا يكتب ولا يقرأ إلا ما يقرأه له المستشارون، ولا يعرف لبنان ولا لغته المحلية ولا تاريخه، وأغانيه ومسرحه وأدباءه. فضيلة أركان قوى 14 آذار، بعيداً عن أي تذاكٍ في السياسة، هي أنهم عرفوا لبنان ما قبل 1975 ورافقوا مسار الحرب وعبثياتها من مواقع مختلفة، لكنهم حولوا تجربتهم إلى مكان غني بالأفكار وبالأدبيات والنقاشات، وأرادوا للحريري أن يستفيد من هذا الجو العاطفي حوله، كما السياسي، ليتحول رجل الخيارات الصعبة والمفصلية. لكن ما كان يستفيد منه الحريري الأب، لم يعد مفيداً للحريري الابن، بعد سنوات من المعاندة، لا بل إنه انقلب عليه، وخرج من ظله إلى رحاب النقاشات المالية والصفقات.

من المجحف القول إن قيادات الصف الأول لم ترتكب أخطاءً، وإن الحريري وحده يتحمل وزر ما حصل لقوى 14 آذار. يُشهد للرجل أنه حاول أن يقدم زعامة جديدة بعد والده في تحدٍّ استثنائي، وحاول استيعاب ما قدمته له المجموعة السياسية التي عرفها والده أيام الطائف وبعده، لصياغة مشروع تحالفات بنيت على أسس جديدة. ويُشهد له أنه حارب أكثر من مستشار أراد منه القفز فوق هذه المجموعة التي أسست للقاء البريستول وقرنة شهوان ولقاءات قريطم المسائية، لمصلحة تحالفات تقليدية، واستمر متمسكاً بها، قبل أن يرتكب الخطأ تلو الآخر. تارة لدواعٍ سعودية وإقليمية، وتارة لدواعٍ محلية بحتة أساسها الصراع السني الشيعي. لكنه لم يذهب يوماً بعيداً كما ذهب بالأمس، حين انفصل نهائياً عمّن كانوا أصدقاء وليس حلفاء فحسب. هم أنفسهم غفروا له حين سمى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية مرشحاً، رغم أنه حاربه طويلاً على خلفية اغتيال والده، وهم حاولوا تفهم دوافعه إلى ترشيح الرئيس ميشال عون، من دون أن يوافقوا عليه. لكنهم في كل المحطات حافظوا على احترام الخصوصيات، وعلى ما كان يقال في المجالس بالأمانة، وهي كثيرة وخطرة، وتكشف خبايا مرحلة حساسة من تاريخ لبنان. ودافعوا عن مكانة الحريري الابن كابن شهيد صلّت الراهبات على قبره كما علماء الدين المسلمون.

ولا ينكر أحد أن أخطاء هذه المجموعة تنوعت، بعدما لعبت السياسة الانتخابية أحياناً كثيرة دوراً مفصلياً، وتغلبت الأهواء السياسية ومحاولات التفرد بالزعامة على القاعدة الأساسية التي أطلقت مساراً سياسياً تعدى فكرة 14 آذار و14 شباط. القوات اللبنانية وحزب الكتائب أرادا استعادة الوراثة السياسية التي انحسرت خلال سجن الدكتور سمير جعجع ووجود الرئيس أمين الجميّل في الخارج قبل عودته إلى لبنان ومشاركته في قرنة شهوان، وتحصيل التركة من الذي تولوا إدارتها في غيابهم. الحسابات الضيقة اليومية أغرقت الأمانة العامة أحياناً في «تنظير سياسي» لم يترجم على الورق، وأفقدت المشروع الأساسي تدريجاً حضوره السياسي، خصوصاً مع التجاذبات حول تحويل قوى 14 آذار كياناً سياسياً. هذا الكيان الذي لم يندثر بفعل الخلاف مع الحريري على محطات مفصلية فحسب، بل أيضاً لحسابات مشاركين وطامحين في السلطة وفي الحضور السياسي والإعلامي تحت لافتة قوى 14 آذار.

لكن في كل المحطات بقيت هناك نواة سياسية وفكرية، اختلف معها كثيرون وعادوها، وهي ذهبت بعيداً أحياناً كثيرة في القفز فوق التسويات السياسية الظرفية وفي استمرارها في نهج لم تبدأ به عام 2005، بل عام 2000 وما قبله، لكنها ظلت أمينة على مبادئها، ولو بقيت وحيدة أو خالفت فيه رأي الأغلبية.

يمكن السؤال بجدية، بعد 14 شباط، أي نسخة من الحريري يجب أن نصدق، ولماذا أراد الحريري التصويب على حزب الله فساواه برفاق النضال الطويل، على الورق وحسب، في حين أنه يجلس إلى طاولة الحكومة مع الحزب ويطلق عداءً غير مسبوق ضد حلفائه؟ احتفال في 14 شباط من دون قوى 14 آذار، أو دفنها نهائياً، ليس هو الحدث. الأهم أنّ 14 شباط 2018، انقلب على 14 شباط 2005، وأطاح الكثير من الأخلاقيات السياسية.

 

في معنى الزواج "غير الماروني" بين التحالفات "الاعتراضية" وطمس "القضايا الشائكة"

عقل العويط/النهار/16 شباط/18

تستوقفني خمس "قضايا شائكة" في موضوع التحالف بين القوى "الاعتراضية" التي تريد مواجهة السلطة السياسية، بأحزابها وتياراتها وعائلاتها ومذاهبها وطوائفها وقواها الاقتصادية والمالية. ما هي هذه القضايا التي عملت قوى "الاعتراض" هذه على تفادي إثارتها، من أجل التفاهم على تقاسم الترشّح في ما بينها إلى الانتخابات النيابية؟ القضايا "الشائكة" التي تتفادى قوى الاعتراض إبداء الرأي فيها، واتخاذ الموقف المناسب والصريح الذي لا لبس فيه حيالها، هي المسائل نفسها التي تمثّل نقاط خلاف في قلب الطبقة السياسية الحاكمة، التي من أجل أن "تحكم"، أي من أجل أن تتقاسم الحكم، "تتفادى" إثارة هذه القضايا "الشائكة"، لتكون شريكةً كاملة الشراكة في اللعبة السياسية الوسخة والمنتنة هذه.

سيادة الدولة لذاتها، وعلى ذاتها، دون شريك لها، في السلاح وغيره، مسألة "شائكة" بالطبع، وحساسة، ودقيقة. هي تؤجج التناقضات بين القوى السياسية والمذهبية والطائفية، على اختلافها، وقد تثير الخلافات وتشعل النيران. والحال هذه، من المستحسن أن نتفاداها، لكي لا "تشوشط" الطبخة التحالفية والانتخابية، وتفسدها.

"حزب الله"، بسلاحه الإقليمي الإيراني، المستخدَم ليس في مواجهة إسرائيل منذ زمن، قد جرّ لبنان إلى ما جرّه إليه، وهو لا يزال يجرّه بلا تردّد، محمِّلاً لبنان ما لا طاقة له على احتماله، وما ليس له مصلحة وطنية فيه. هذا موضوعٌ "شائك" أوّل يجب تفاديه. حيث لا طرف من بين الأطراف "الاعتراضيين"، "التغييريين"، "المدنيين"، يجرؤ على أن يجعل هذه "المسألة الشائكة" برنامجاً انتخابياً، أو معياراً للعمل السياسي – الانتخابي.

فكيف نمشي على العمياني مع هؤلاء؟! إنها حقاً لمسألةٌ "شائكة" عظمى!

ثمّة مسألةٌ "شائكة" ثانية، لا تقلّ أهمية عن الأولى، وإن كانت تختلف عنها في الشكل، هناك مَن يتجنّبون إثارتها أو رفعها معياراً، لأنهم لا يملكون الأدلة والبراهين الحسية القاطعة في شأنها:

يوافق بعض "الاعتراضيين" و"التغييريين" و"المدنيين" على إقامة تحالف مع قوى تحوم حولها جملةٌ متراكبةٌ من الشبهات والشائعات السيادية والسياسية والمالية والأخلاقية (المعيارية والقيمية)، التي أنا نفسي، وكلّ "الآخرين"، على يقينٍ قاطعٍ من صحة بعضها (وخصوصاً في باب الشبهتَين السيادية والسياسية)، ولا يرفّ لأحدٍ جفنٌ نقديّ أو أخلاقي في شأنها. ترى، ما الذي يمنع، والحال هذه، من تحالف "التغييريين" "الاعتراضيين" "المدنيين" مع "التقليديين" الراسخين في الشبهات السيادية والسياسية والأخلاقية والمالية (وهلمّ)، الذين أمعنوا في ذبح لبنان، وتناهب خيراته، وعرضه في سوق النخاسة الرخيصة؟

علماً أن بعض "هؤلاء"، لم يتورّع عن فتح الأبواب والشرفات والشبابيك والنوافذ عارضاً خدماته، من أجل الحصول على "شرف" الترشح على لائحة "تقليدية" تفوح منها كل الروائح... إلاّ رائحة القيم والنزاهة والمعايير.

ثمة مسألةٌ "شائكة" ثالثة، بالأهمية نفسها: كيف يمكن "استسهال" التحالف مع أطرافٍ "اعتراضيين"، "تغييريين"، "مدنيين"، كانوا ولا يزالون على علاقة مع النظام السوري؟

ثمّة مسألةٌ "شائكة" رابعة، بالأهمية نفسها: كيف يمكن "استسهال" التحالف مع أطرافٍ "اعتراضيين"، "تغييريين"، "مدنيين"، كانوا رأس حربةٍ في "دائرة القرار" خلال "العهد" البائد الأسبق، المتحالف مع النظام الأمني السوري – اللبناني؟

ثمّة أيضاً، مسألةٌ "شائكة" خامسة، بالأهمية نفسها: كيف يمكن "الاعتراضيين"، "التغييريين"، "المدنيين"، القبول بتغييب المبدأ العلماني عن مفهوم الدولة المدنية في مشروع تحالفهم الانتخابي؟

لقد أمضيتُ الأشهر الأخيرة، بل منذ أكثر من نصف سنة، وأنا أدبّج المقال تلو المقال، منبّهاً "الاعتراضيين"، "التغييريين"، "المدنيين"، إلى أهمية المعايير التي يجب أن يتم أيّ تحالفٍ على أساسها، محذِّراً من مغبة ارتكاب أيّ شناعةٍ في هذا الشأن، أو في غيره. فلم ألقَ من أحدٍ أذناً صاغيةً واحدة. كان الجواب الدائم: لا بدّ من التحالف، لأن لا بدّ من الوصول.

فبئس التحالف، أيها السيدات والسادة، وبئس الوصول.

فإذا كان الهدف يتمثّل في "الوصول"، فإن "الوصول" هذا، هو بالذات، و"مخلق منطق"، ابن عمّ الوصولية، والوصولية شقيقة الانتهازية. وهلمّ.

الانتخابات إذاً، هي استحقاقٌ وصولي وانتهازي، وأياً تكن الشعارات المرفوعة، وأياً تكن التسميات والأوصاف. وخصوصاً إذا جاءت من قوى "الاعتراض".

أكرّر، إذا كان الأمر كذلك حقاً (أرجو أن أكون مخطئاً، في حين ثمة كثرٌ يقولون قولي وهم غير مخطئين)، فبئس بعضُ نخبتنا "الاعتراضية"، "التغييرية"، "المدنية"، من الذين يتنطّحون لمواجهة الطبقة السياسية الحاكمة، وللحلول محلّها، في بعض مجلس النوّاب، وتالياً في بعض السلطة التنفيذية. وهلمّ.

في رأيي المتواضع أن هذا لا يليق بقوى "الاعتراض" وبالقوى "التغييرية" و"المدنية" مطلقاً، ولا يليق تالياً بمَن يرفع شعاراتٍ، تذرّ الرماد في عيون الناخبات والناخبين، وتوهمهم بأنها - أي هذه القوى – تمثّل ضمير لبنان ووجدان التغيير ونموذج النزاهة في العمل السياسي!

هذا مقالٌ أوّل في معنى الزواج "غير الماروني" بين التحالفات "الاعتراضية"، "التغييرية"، "المدنية"، وطمس "القضايا الشائكة".

يليه بالطبع، ما سيليه. والآتي قريب.

 

الرئيس الحريري يرسم خارطة الطريق إلى 6 أيار وتستمر الحياة...

الهام فريحة/الأنوار/16 شباط/18

أمس في البيال كان المشهد رائعاً، شاشة عملاقة هي الأكبر في الشرق الأوسط، أجيال من محبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نجله الزعيم الوطني ورئيس الحكومة قال كلمة معبِّرة ملؤها العقلانية والعاطفة توجَّه فيها إلى الحاضرين في القاعة وإلى الحاضرين على الشاشات.

بين الحاضرين مَن بلغ عمره أمس الثمانية عشر عاماً، يعني أنه يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان طفلاً ولم يكن يعرف شيئاً. جيلٌ بكامله وُلِد في هذه الذكرى الأليمة التي مرَّ عليها ثلاثة عشر عاماً وكأنها أمس، وأصعب ما في هذه الذكرى أنَّ الرئيس الشهيد لم يعد موجوداً بالجسد لكن روحه ومدرسته في السياسة باقية من خلال تياره وعلى رأسه الرئيس سعد الحريري الذي خاطب جمهوره الذي غصت به قاعات البيال: "إنكم جيش الإعتدال الذي حمى لبنان من السقوط في مستنقع الفتن والتطرف، وحماية الوطن عندكم أنبل من أية مشاركة في حروب الآخرين"، وتدرَّج في الموقف ليقول:

"إتفاق الطائف خطٌّ أحمر. لا يخضع للتعديل والتبديل والتفسير والتأويل. وهو ليس إطاراً لأي ثنائيات أو ثلاثيات أو رباعيات. وانتهى زمن الوصايات... و14 آذار 2005 علامة فارقة لن تمحى من تاريخ البلد".

لم يكتفِ الزعيم الشاب بهذه الحقائق، بل تابع متحدثاً عن أنَّ هناك ثوابت لا يمكن للبلد أن يستقرَّ ويتقدَّم من دونها، ولا يمكن أن نتخلى عنها تحت أي ظرف، ومن أبرز هذه الثوابت:

رفض التدخل في شؤون البلدان العربية.

تفعيل قدرات الجيش والقوى الأمنية لتمكينها من بسط السلطة والدفاع عن السيادة ومكافحة الإرهاب.

حماية المجتمع الإسلامي من تسلل التنظيمات الإرهابية، والعمل على إصدار عفو عام يشمل الموقوفين الإسلاميين الذين لا دماء على أيديهم.

توسيع نطاق مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية.

في مكان آخر، وضع الرئيس الحريري يده على الجرح الذي يهتمُّ فيه الجميع وهو الإنتخابات النيابية، فيقول عنه:

نسمع منذ عدة أشهر نظريات في البلد. هناك من يقول إنَّ تيار المستقبل متَّجهٌ نحو تحالف خماسيّ جديد، مع التيار الوطني الحر والإشتراكي وأمل وحزب الله. وهناك من يقول إنَّ تيار المستقبل عائدٌ إلى تحالف مع القوات اللبنانية والكتائب والأحرار والمستقلين. وهناك من ينتظر أن يكون تيار المستقبل الخاسر الأكبر وربما الوحيد في الإنتخابات! وحين تسألونهم لماذا؟

يقولون: "لأنَّ تيار المستقبل مفلس! ليس معه المال".

هنا يفجِّر الرئيس الحريري قنبلته فيقول: "هذه أكبر إهانة لكم. لجمهور رفيق الحريري، وتعبيرٌ وقحٌ عن تفكير يقول إنَّ ناخبي تيار المستقبل ورفيق الحريري أصواتهم تُباع وتُشترى، لا يصوتون عن قناعة، ولا عن قرارٍ ديمقراطيٍّ حرٍّ ولا عن تمسّكٍ بمشروع أمل ونهوض وعروبة وحرية وسيادة وكرامة بلبنان. يصوتون فقط من أجل المال. إذاً، هل هذا هو التحدي؟ قبلنا التحدي. أنا وأنتم وكل الشباب والشابات، أنا وكل واحد وواحدة فيكم، قبلنا التحدي! نعم، نحن ليس لدينا مال للإنتخابات". إذاً، عند الرئيس الحريري الإنتخابات لمشروع وليس لحفنة من الدولارات. هذا هو التحدي الكبير، والإعتدال لا يمكن إلا أن يجدي ربحاً.

 

الصراع على سوريا وتأثيراته على لبنان

رضوان السيد/الشرق الأوسط/16 شباط/18

منذ إسقاط السوخوي في إدلب، وإيقاف الأميركيين لهجمة النظام السوري وميليشياته للاستيلاء على أحد حقول النفط بدير الزور، كان منتظراً أن يردَّ الروس على الأميركيين، بتصعيد الهجمات في إدلب والغوطة الشرقية، وصولاً لإسقاط الإف - 16 الإسرائيلية، ومنع إسرائيل من الاستمرار في الحرب على المواقع الإيرانية بجوار دمشق وعلى الحدود السورية - اللبنانية - الإسرائيلية. الإيرانيون والسوريون وإعلام «حزب الله» في لبنان، كل هؤلاء - وهم طرف واحدٌ - اعتبروا إسقاط الطائرة انتصاراً يُنسي كلَّ ما عداه، منذ خمس سنوات، وبشرّوا بحربٍ قادمة لن تجرؤ إسرائيل على خوضها. والإسرائيليون قالوا إن الطائرة سقطت مُصادفة بسبب سوء تصرف الطيارَين، بالإمكانيات التي لديهما، وأنهم سوف يستمرون في سياستهم لمنع إيران من التمركز على حدودهم، وتذمروا في الوقت نفسه من قلة حيلة الأميركيين، وأظهروا اعتمادهم على الرئيس بوتين في إنفاذ التعهدات الثنائية، ومنع نشوب حرب ـشاملة في المنطقة.

لماذا يتذمر الإسرائيليون من الأميركيين، ولماذا هذه الحماسة الإيرانية للحرب؟ يرى الإسرائيليون أنه كانت هناك تعهدات من جانبهم ومن جانب الروس للأردن ولإسرائيل، بأن لا تقترب إيران وميليشياتها من حدودهما، ولا من الحدود السورية - العراقية. وصحيح أنّ الأميركيين لا يزالون بقاعدة التنف، لكنّ الحدود الإسرائيلية ما عادت آمنة رغم التعهدات المتكاثرة. ولذلك تكررت زيارات نتنياهو لموسكو وسوتشي، لكي يذكّر الإسرائيليون الروس بالتعهدات، ولكي يستمر «حقهم» في الإغارة على المواقع الإيرانية والمتأيرنة «حزب الله» على مقربة من الحدود لناحية لبنان، ولناحية الجولان.

أما الإيرانيون فيستمرون منذ الربع الأول من العام 2017 في الزحف باتجاه الحدود مع الجولان المحتل. ثم إنّ إسرائيل بدأت تتهمهم بتطوير مصانع للصواريخ وقواعد في سوريا ولبنان، يمكن منها وبها إلحاق خسائر كبيرة بالكيان إذا نشبت الحرب. وقد خفتت تهديدات الحزب العلنية لإسرائيل بعد العام 2013 بسبب انشغال الحزب في سوريا، لكنّ اللهجة الحربية تصاعدت من جديد في العام 2017 بعد أن مالت الكفة لصالح النظام السوري بسبب التدخل الروسي. وفي الشهور الأخيرة من العام قيل إنّ الحزب وزّع قوات النخبة في ميليشياته بين سوريا ولبنان. وبدا أنه (من الناحية الإعلامية على الأقلّ) يتوقع حرباً قريبة مع إسرائيل، وهو مستعدٌّ لها، مع الاستمرار في القول إنّ الإسرائيليين لن يتجرأوا على ذلك بسبب ضخامة القدرات العسكرية التي جمعوها وطوروها في لبنان وسوريا.

إيران تعتبر لبنان وسوريا ساحة استراتيجية واحدة. وليس بسبب الحدود المشتركة، والأرض المشتركة فقط، بل ولأنها استولت من سنوات على الساحة اللبنانية، ووصلتها بالساحة السورية لجهة القلمون في وسط سوريا، ولجهة جنوب دمشق فالجولان. واستناداً إلى تجربتها في العراق ولبنان، فهي تتوقع أن يغادر الروس سوريا بعد الحرب، باستثناء القواعد، كما حصل مع الأميركيين في العراق؛ في حين يكونُ الإيرانيون قد ثبّتوا أقدامهم بداخل البلاد وعلى حدودها من الشمال إلى الوسط إلى الجنوب، ومع الحدود العراقية واللبنانية والجولان المحتل.

لقد أدرك الإسرائيليون ذلك بسبب العلنية التي تتّسم بها التصرفات الإيرانية في السنوات الأخيرة. ولذلك تكثفت غاراتهم بالداخل السوري وعلى الحدود مع لبنان بحجة منع إدخال السلاح للحزب، والآن بحجة منع الإيرانيين من إنشاء قواعد وتطوير أسلحة. ولأنّ الساحتين السورية واللبنانية مترابطتان في المنظور الإيراني؛ فإنّ إسرائيل أقبلت على بناء جدار فاصل على الحدود مع لبنان، يشبه الجدار الفاصل الذي سبق أن أقاموه في الجولان. وقد امتدّ الجدار الأرضي إلى البحر، عندما أعلنوا أنّ البلوك رقم 9 الذي حدده اللبنانيون للبحث فيه عن البترول يقع بعضه ضمن المجال البحري الإسرائيلي، وهو أمرٌ غير صحيح بالطبع، لكنّ الإسرائيليين يريدون القول إنّ لبنان لن يستمتع بثرواته البحرية، ولن يجري الانسحاب من أرضه (مزارع شبعا) ما دامت الميليشيات الإيرانية موجودة على حدود الكيان في لبنان وسوريا.

وما تصرفت السلطة اللبنانية من قبل بحكمة، ولا هي تتصرف بحكمة اليوم. فطوال الشهور الماضية ظلَّ رئيس الجمهورية يصرّح بأنّ لبنان بحاجة لـ«حزب الله» وسلاحه لردع إسرائيل وتحرير الأرض، كما أنه بحاجة للحزب لمكافحة الإرهاب (!). ورئيس الحكومة اللبنانية يصرّح بأنّ الحزب لا يستعمل سلاحه في الداخل اللبناني؛ فأين يستخدمه إذن؟! ويعود رئيس الجمهورية للقول: إن سلاح الحزب باقٍ لحين انتهاء أزمة الشرق الأوسط! وكل هذا الكلام لا يعرِّض أمن لبنان للخطر فقط؛ بل ويخالف القرارات الدولية التي تمنع الحزب من الوجود في جنوب لبنان الذي يوجد فيه الجيش والقوات الدولية. كما أنّ القرار الدولي رقم 1559 يمنع وجود سلاح غير سلاح الجيش والقوى الأمنية على أرض لبنان!

الحرب واقعة في سوريا في كل مكان من سنوات. وقد دخلت إسرائيل على الحرب هناك بقوة الآن، بسبب الوجود الإيراني في سوريا على حدودها كما يقول الإسرائيليون. لكنّ السلطة اللبنانية وبدلاً من الانشغال بتطبيق النأي بالنفس، ووقاية لبنان من الأخطار بقدر الإمكان، تزيد في احتضان ميليشيا الحزب إمّا عجزاً وإما اقتناعاً أنّ المحور الإيراني هو الذي يستطيع حماية لبنان، وليس القرارات الدولية ولا القوات الدولية ولا الجيش اللبناني!

ويبقى السؤال المكرور: لماذا تريد إيران أو تتظاهر أنها تريد الحرب؟ يعتقد الإيرانيون أنّ حرب العام 2006 هي التي مكنتهم من السيطرة على لبنان، ويحسبون أنّ سوريا تحتاج شرعنة السيطرة عليها إلى حربٍ لن يخسروا فيها إيرانيين كثيرين، وتكون مكافأة لكلّ ما قدِّموه لنظام الأسد.

وعندهم الآن دافعٌ آخر. فالتذمر الداخلي بإيران ركّز على الإنفاق الهائل على الميليشيات خارج إيران مثل «حزب الله» وحماس وغزة والميليشيات الشيعية في سوريا والعراق. ولذلك يكون على الحرس الثوري إثبات أنّ هذا الإنفاق ليس عبثياً في مقابل الإمبراطورية من ضمنها ثلاثة بلدان عربية هي العراق وسوريا ولبنان!

هل تؤدي هذه الإمبراطورية إلى تحسين أحوال الشعب الإيراني؟ وهل يسمح التنافس الدولي في سوريا بانفراد إيران بالسيطرة عليها؟ ولماذا يسلِّم لها الأميركيون والروس والأتراك والعرب بهذه السيطرة؟ وأخيراً لماذا يسلِّم الشعب السوري بسيطرة عصائب طائفية على بلاده؟

يقول الخبراء المتذاكون إنّ الإيراني «حسّيب» فهو صانع السجاد الصبور، الذي يحيك السجادة قطبة قطبة. لكنّ هؤلاء يتجاهلون أنّ إيرانيي ولاية الفقيه، لن يجدوا للسجادة التي مزقوها وأحرقوها سوقاً ولا مشترين: «وكذلك نُوَلّي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون».

 

هنيئاً لهم

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 شباط/18

ليست فنلندا بين البلدان التي أحببتها أو أردت العودة إليها. فقد كان ثلجها لصيقاً، وغاباتها معتمة لا يضيئها إلا بياض الثلج. وقبل أن أسافر إلى هلسنكي أوائل الثمانينات، كنت أذكر عنها مقالات الصادق النيهوم التي تحفر الحزن والأسى في العظام. ولكن ها هي «الغارديان» تقول اليوم إن 5.5 مليون فنلندي يؤلفون أسعد بلدان العالم وأكثرها أمناً وحرية. وفي دراسة دولية وضعت العام الماضي لمناسبة مرور مائة سنة على استقلالها، خلص الباحثون إلى أنها «الأكثر استقراراً والأكثر أمناً والأفضل حكماً في العالم».

إنها أيضاً الثالثة بين الدول الأكثر ثراءً، والثالثة بين الأقل فساداً، والثالثة بين الأكثر عدالة اجتماعية. نظامها القضائي الأكثر استقلالية في العالم، شرطتها الأكثر موثوقية، مصارفها الأكثر ضمانة، شركاتها الأكثر أمانة، ومواطنوها يتمتعون بأعلى مستوى من حرية الخيار وأرفع مستوى معيشي.

في المساواة بين الجنسين؛ فنلندا هي الثالثة. ما هو السر؟ ليس من سر سحري. لكن الطبيعة القاسية هي أحد الأسباب. إنها ترغم الناس على العمل والجد. وربما «هي ما يدفع المجتمع إلى أن يكون تعاونياً» كما يقول بروس أوريك، الذي كان سفير باراك أوباما، ثم قرر السكن والتوطن هناك، بعد تقاعده.

سر آخر هو النظام التعليمي الحر. جميع الزعماء السياسيين، في المعارضة أو الموالاة، كانوا من الأكاديميين، «وزعيم الحركة الوطنية كان أستاذاً في الفلسفة». منذ الاستقلال كان 30 في المائة من الرؤساء و50 في المائة من رؤساء الحكومات أساتذة جامعيين. 42 في المائة من أعضاء البرلمان نساء.

عنصر آخر «حكمة القادة وحبهم لوطنهم». الناس تنتقد الحكومة «لكنها تثق بها». وبعد انهيار الجار السوفياتي في التسعينات ازداد ازدهار الاقتصاد في معدل متسارع لم يعرفه بلد إلاّ اليابان. وتصرف فنلندا 31 في المائة من دخلها القومي على الرعاية الاجتماعية. يجب ألا تأخذ بانطباع واحد مثلي وصل إلى هلسنكي في يوم كئيب. أو بشاعرية الصادق النيهوم الذي تزداد كآبته يوم يتذكر في هلسنكي «سوق الحشيش» و«سوق الظلام» في بنغازي، التي سافر منها حاملاً شعره الأفريقي الكث وضحكته السمحة وقلماً يذرف عبقرية.

يجب أن نفهمه عندما يكتشف أن سبتمبر (أيلول) هبط على غربته في هلسنكي «جاء يدبّ وراء عكازه من أقصى القطب، ويهش الطيور بعصاه، وأسراب البجع والسردين واللاجئين والبط وأسماك الشلبه المفقودة العينين. أنا أسمع وقع خطاه وراء ظهري عبر سحب التبغ في حانات هلسنكي، وصراخ النوارس في المرافئ الشمالية، والحكايات، والكلاب الضالة، وشباك الصيادين الممتدة على طول مناطق السردين».

 

رجل لا يحتفي بالإطراء

عبدالرحمن الشبيلي/الشرق الأوسط/16 شباط/18

لم يظفر النقي عبد الله عمر نصيف، شفاه الله، في هذه الدنيا بأرصدة أو أطيان أو بناطحات سحاب، ولم يحُز فيها أوسمة وجوائز، لكنه فاز بما هو أغلى وأثمن عند الله، بالضمير الصافي والرصيد المكنون في قلوب عارفيه. كان منذ أن تخرّج في جامعة الملك سعود (1964) شاباً يُذكّر بعلمه وخلقه وبساطته وبكل شيء فيه، بسيرة أسرة آل نصيف، وعلى رأسهم طيب الذكر جده العالم الراحل محمد حسين نصيف، وبصورة كل الرجال والنساء الأماجد الذين سطّروا في تاريخ السعودية رائع أمثلة الوفاء وصون تاريخها المجيد، منذ أن استقبل أعيانُ الحجاز الملكَ الموحّدَ الجديد، وفيهم آل نصيف وآل قابل وآل باناجة وآل شطا وآل الطويل وآل زينل وغيرهم، مادّين له يد الحب والسلام، فقابلهم بما هم أهل له من التقدير والإجلال، وكانوا على الدوام صوناً لعهودهم، وحفظاً للنظام واقتناعاً به، وما كُلّف أحدهم منهم بواجب إِلا وصار أهلاً للثناء على الإخلاص في أدائه. قُدّر للكثيرين أن يعرفوا عبد الله نصيف وعدداً ممن يجانسه في المُثُل والقـيَم، في مواقع الدعوة والتعليم والشورى ورابطة العالم الإسلامي وفي مركز الحوار الوطني وفي الحياة العامة، وفي الأعمال الخيريّة والإنسانيّة، فوجدوهم أمثلة في الترفّع في القول، والنزاهة في الأمانة، والصدق في التعامل. وكان يكفي في أي صقع من العالم الإسلامي أن يُذكر اسم الدكتور نصيف، أو أن يظهر رسمُه المضيء بالوقار وجلال التديّن والوسطيّة، فتجتمع الألسن بالثناء عليه، والأكفّ بالدعاء له، والقلوب باحترامه، بوصفه «أيقونة قوة ناعمة» أفرزها المجتمع السعودي المعتدل المحافظ. لم يكن بالإمكان البوح بهذا الرصيد المتراكم المكنون في قلب كل من عرفه، وما كان لهذه الحروف أن تنبعث قبل اعتلال صحته خلال الأسابيع الفائتة، فالمقال أمام تاريخ رجل لا يحتفي بالإطراء، والكاتب في طبعه معه ومع أمثاله لا يجيد لغة التطبيل. عبد الله نصيف، نموذج إسلامي سعودي مشرّف، كساه الله من الالتزام أعدلَه وأنقاه دون تزمّت أو مغالاة، ومن التراث أنفعَه وأصفاه، ومن العصريّة ضرورة مبتغاه، ومن أطايب الحياة حاجته وأبعده عن المباهاة، وكان صادقاً مع ربّه، ومع نفسه وضميره، من دون تزكية على خالقه. فهنيئاً لتاريخ إنسان يحوز من الدنيا أرصدة رفيعة من الاحترام، وهنيئاً لأسرة فيها رجال ونساء مثله، وهنيئاً لوطن ينجب أمثاله، كي يفاخر بسجلّهم في كل محفل، تكون الكلمة للتفاخر الحقّ والاعتزاز الأصيل.

وهنيئاً لمن حظي في حياته، بأن يعاصر أفذاذاً من أمثال صالح الحصيّن وعبد الله الصالح العُبَيد وأحمد محمد علي وعبد الله عمر نصيف ومحمود طيبة وغيرهم، من نماذج لم تُلوّث أسماءَها أوساخُ الدنيا وأدرانُ الفساد، وأمضت مسيرات حياتها رموزاً تشهد لهم سعفاتُ النزاهة بأزهى أوسمة الشرف والنُبل والفخار، فنالوا احترام مجتمعاتهم بجدارة وامتياز. أقرّ الله عيون عارفيه بشفائه وعودته إلى منهاج الخير الذي أمضى العمر فيه، وأجزل له الأجر والثواب على مؤسّسته الخيريّة. «إِنَّكُمْ لا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ» حديث شريف.

*إعلامي وكاتب سعودي

 

لهذه الأسباب أُسقطت طائرة الـ «F16» الإسرائيلية

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/ السبت 17 شباط 2018

منذ مطلع العام 2018 استهدفت إسرائيل الأراضي السورية بأكثر من 24 غارة دمّرت وألحقت أضراراً بمنشآتٍ للأسلحة الكيماوية ومواقع جوية وقوافل قيل إنّها سورية وإيرانية ولـ «حزب الله»، ولم تُصب أيّ طائرة رغم اقترابها من أقرب مدار للـ(S400) في قاعدة حميميم. فما الذي حصل السبت الماضي من خلال إسقاط واحدة وإصابة أخرى. وما الذي تغيّر؟ وهل خرقت إسرائيل خطوطاً حمراء روسية جديدة؟ بعد مرور أسبوع على المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية - السورية يوم السبت الماضي، بدأت المراجع الديبلوماسية والعسكرية بإجراء القراءات الهادئة لما حصل والخلفيات التي ميّزت الحدث عن سابقاته في ظلّ ردات الفعل التي اتّخذها والحديث المتنامي عن تغيير قواعد الإشتباك في المنطقة وصولاً الى اعتبارها أوّل مواجهة روسية - أميّركية بشكل من الأشكال. فهي المرة الأولى منذ اندلاع الحرب السورية التي تتّخذ هذه العملية طابعها المأسوي في إسرائيل رغم أنّ الطائرة التي أُصيبت موضوعة في الخدمة منذ أكثر من 24 عاماً وشاركت في مئات الطلعات الحربية الجوّية. وقبل الدخول في الخلفيات التي توقفت عندها هذه المراجع، يبدو لها في الشكل وقبل المضمون أنّ إسرائيل تُحسن الظهور في مظهر المعتدى عليه في وقت يتباهى فيه العرب ومحور الممانعة بما أنجزه الصاروخ الذي أسقط الطائرة، رغم حجم الأضرار التي ألحقتها عشراتُ الغارات السابقة وتلك الإثنتي عشرة التي شنّتها الطائرات يوم السبت الماضي على المطارات السورية الأربعة التي استهدفت بما فيها من مواقع للطائرات المسيّرة الإيرانية وأربع قواعد لصواريخ أرض - جو سورية ومواقع قتالية إيرانية أخرى، والتي لا تُقاس أضرارُها بثمن طائرة وُضعت في الخدمة قبل ثلاثة عقود ونصف من الزمن.

هذا في الشكل، أما في المضمون فتتوقف المراجع الديبلوماسية والعسكرية أمام خلفيات ما حصل والأسباب التي دفعت الى التصويب «بصاروخ صائب» هذه المرة بعدما فشلت المحاولات السابقة في إصابة أيّ من الطائرات المغيرة، فتحدّثت عن تقنية جديدة استُخدمت هذه المرة تجنّب من خلالها مطلقو الصاروخ رزمة البالونات الحرارية التي أطلقها السرب الإسرائيلي.

وعليه، ربطت المراجع الديبلوماسية بين إسقاط الطائرة الإسرائيلية بصاروخ روسي في مقابل الصاروخ الأميركي الذي أسقط الـ»سوخوي» الروسية قبل أيام في شمال سوريا، وذلك في إطار المواجهة غير المعلن عنها بين التوجّهات الروسية والأميركية المتضاربة في الأجواء وعلى الأراضي السورية عقب المواقف الأميركية المتشدّدة من وجودها في سوريا. فالجميع يُدرك ويُراقب حجمَ التعزيزات التي نقلتها القوات الأميركية بكامل عتادها المتطوّر الى الأراضي السورية لتعزيز قواعدها في التنف جنوب - شرق سوريا قرب مثلث الحدود العراقية - السورية - الأردنية، وتلك الواقعة في الشمال السوري وتحديداً في مناطق الحسكة والقامشلي القريبة من الحدود التركية والعراقية امتداداً الى المواقع المستحدَثة شرق نهر الفرات في منطقة الرقة حيث حقول النقط والغاز، وغرب المجرى في مدينة منبج كونها منطقة صراع أميركي - تركي متجدّد عقب الإنذارات التركية للقوات الأميركية بإخلائها.

وفي هذا الإطار، تضع المراجع الديبلوماسية قراءتها هذه بما فيه الربط بين إسقاط الطائرتين الروسية والإسرائيلية في إطار المواجهة الصامتة الدائرة منذ فترة أعقبت إعلان روسيا وإيران من طرف واحد الإنتصار النهائي على «داعش»، فيما اعتبرت واشنطن أنّ مثل هذه الحرب لم تنتهِ بعد. ولذلك فالمواجهة مستمرة بفارق وحيد يتمثّل في انضمام أنقرة بعد عملية «غصن الزيتون» في عفرين طرفاً ثالثاً في المواجهة المفتوحة مع الأميركيين على الساحة السورية على أكثر من مستوى.

وعند هذه القراءة الجديدة لمجريات الحرب والتغييرات التي طرأت على هويات القوى المتقاتلة، تتلاقى المراجع الديبلوماسية والعسكرية على رؤيتها الموحّدة لطبيعة التطوّرات المستجدّة على الساحة السورية، وهي ترد كل ذلك إلى اسباب، الجديد منها ما طرأ من مستجدات ابرزها القرار الأميركي بالتدخل مباشرة في الأحداث السورية بعد تراجع أدوار وكلائها المحليين السوريين الموالين للحلف الدولي باستثناء الأكراد والتحوّل الكبير الذي بدأ بالتدخل الروسي أولاً والتركي لاحقاً، وإن بأحجام مختلفة في الشكل والمضمون والدور والنتائج التي ترتّبت عليها. وبالعودة الى الأسباب الموجبة لسقوط الطائرة الإسرائيلية، تلتقي المراجع العسكرية والديبلوماسية على اعتبار أنّ ما حصل مرده الى استهداف الطائرات الإسرائيلية مواقع وأسلحة روسية متطوّرة وحساسة موضوعة بتصرّف القوات السورية ومواقع إيرانية. وهي اعمال لم تعد روسيا تتحمّل نتائجها ومردودها السلبي على علاقاتها بحلفها مع إيران والقيادة السورية. فالعمليات العسكرية الإسرائيلية تجاوزت الأهداف التابعة لـ«حزب الله» التي كان لها ما يبرّرها في العقل الروسي على ما بدا ظاهراً في كل ما رافق الغارات الإسرائيلية السابقة. وعلى هذه الخلفية، تنتهي المراجع الى القول إنّ الغارات الإسرائيلية الأخيرة خرقت خطوطاً حمر إسرائيلية لم تعد تُحتسب في نظر الروس بما تسميه اسرائيل أمنها القومي الذي تحترمه موسكو بدقة، وهو ما ترجمته بغضّ نظرها عن الغارات التي استهدفت قوافل لـ«حزب الله» والميليشيات الإيرانية الأخرى وضباطاً إيرانيّين وقياديين من الحزب، وهو أمر يبرز بشكل لافت تحوّلاً في الموقف الروسي لا بدّ من التوقف عنده، كما أنّه يُوحي بما يمكن ان تتسبب به مواجهة من نوع آخر يصطف فيها الروس والإيرانيون والأتراك في المواجهة الجديدة مع الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل.

 

كباش إيراني - إسرائيلي وروسيا وحدها الحَكَم

ران هاليفي/لو فيغارو/جريدة الجمهورية/السبت 17 شباط/2018

يشير المؤرّخ إلى أنّها المرّة الأولى منذ عقود، التي يتمكّن فيها النظام السوري من إسقاط طائرة مقاتلة للجيش الإسرائيلي.

«قصرٌ في الغابة»: هذه هي الصورة التي كان يحبّ الإسرائيليون إبرازَها في وصفِهم لوضعِ بلدهم وسطَ الشرق الأوسط الذي دمّرته صراعات دامية، مجازرُ جماعية وكوارثُ إنسانية. من «الربيع العربي» إلى هزيمة «الدولة الإسلامية» ومروراً بالحروب الأهلية في العراق وفي سوريا، ظلّت الدولة العِبرية بعيدة عن الفوضى الإقليمية. فكانت تُراقب من قريب بيئتَها المحيطة، وتُحصّن جهازها الدفاعي ولم تَحرم نفسها، حين لزمَ الأمر، من إجراء ضربات جراحية على أهداف محدّدة: كقوافل أسلحة مُرسَلة من إيران إلى لبنان لصالح «حزب الله» أو مشاغل تصنيع صواريخ عالية الدقّة أو البُنى التحتية للجيش السوري أو بطارياته المضادة للطائرات أو موقع تصنيع الأسلحة الكيميائية بالقرب من حماة. نتكلّم عن المئات من العمليات التي أُجريَت خلسةً وبلا عقاب، بعيداً من الكاميرات والميكروفونات.

تمَّ إنهاء هذه الحالة من الصراع الكامن فجأةً بعد الاشتباك الأخير الذي كاد يتطوّر إلى حرب جديدة: إسقاط طائرة إيرانية بلا طيّار دخَلت المجال الجوّي الإسرائيلي وفقدان طائرة قتال تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي والتي ضربتها البطاريات السورية، والردّ الإسرائيلي الذي تبعَ ذلك على مستوى غير مسبوق منذ 35 عاماً. وهنا نقطة تحوُّل تفتح صفحة جديدة في الحرب الصمّاء بين إسرائيل وإيران، إضافةً إلى سوريا. ولأوّل مرّة، هجَم الإيرانيون في وضَح النهار، من دون وساطة عملائهم المعتادين. ما زلنا نستطيع التعليق طويلاً حول أسباب إطلاق الطائرة بلا طيّار من قبَل حرس الثورة الإسلامية، والتي تمَّ رصدها عندما أقلعت قبل ضربها. أكان خطأ مِلاحي؟ أم استفزاز مقصود؟ أم بعثة استطلاع؟ على كلّ حال، ما إن طار الجهاز حتّى تمَّ إرسال الطائرات الاسرائيلية بالقرب من تدمر لتدمير الوحدة المتنقلة، مع استهداف «المستشارين» الإيرانيين عمداً.

ولكن، للمرّة الأولى منذ عقود، نجَحت صواريخ سوريّة في إسقاط طائرة قتال جيش الدفاع الإسرائيلي فوق الجليل، في حين أنّه طوال الحرب الأهلية، كان يمتنع نظام دمشق عن الردّ على الضربات الإسرائيلية على أراضيه: إستعاد الأسد بعضاً من حرية التصرّف التي أمَّنتها نجاحاته في الحرب الأهلية، ولا ينوي حِرمان نفسه منها بعد الآن. ولأوّل مرّةٍ أيضاً، كانت تستهدف عمليات الانتقام الإسرائيلي دفاعَ سوريا الجوّي – الذي دُمّر إلى حدّ كبير – بالإضافة إلى العديد من مواقع الاتصال الإيرانية.

وأخيراً، وللمرّة الأولى منذ فترة طويلة، كان بإمكان السوريين والإيرانيين إثارة إعجابِ جمهورهم من خلال عرضِ صورِ حطام الطائرة المحروقة التي تمّ إسقاطها، وقد نشرَتها... السلطات الإسرائيلية قبل أن تغيّرَ رأيَها، ولكن كان قد فات الأوان. سَمحت هذه الفرصة، والصدفة السعيدة، بتزيينِ الذكرى السنوية للثورة الإسلامية الإيرانية في طهران، والتي يُحتفل بها بأسلوب مميّز مع اسعراضات وخطابات عسكرية، ناهيك عن محرقة أعلام الشيطان الأميركي والأفعى الصهيونية. دورةُ العنف هذه أصبحت مغلقةً، لكن لم يتمّ ضبط أيّ شيء حتى الآن. الإيرانيون والإسرائيليون ما زالوا متواجدين على مسارٍ يعرّضهم لعمليات تصعيدٍ محفوفة بالمخاطر. لا تنوي طهران التخلّي عن الفوائد الاستراتيجية لمشاركتها في الحرب الأهلية التي تدور في سوريا. وكان حرّاس الثورة الإيرانية، ومِن بَعدهم «حزب الله» والميليشيات الشيعية الأخرى، قد هبّوا لمساندة نظام بشّار الأسد، الذي يدين لهم ببقائه.

تسيطر الجمهورية الإسلامية اليوم على 4 عواصم عربية، هي صنعاء وبغداد وبيروت ودمشق. ووجودُها على الأرض السورية هو جزء من استراتيجية إقليمية تهدف إلى ترسيخ غلبةِ محورٍ شيعي. ما يفسّر مشاريعَها في سوريا لبناء مرفأ ومطار وقواعد عسكرية، ومنشآت لتصنيع صواريخ عالية الدقة لتسليح «حزب الله».

وبالنسبة للدولة العبرية، هذه كلّها مجموعة من الخطوط الحمراء التي نجحت في فرضِ احترامها حتى الآن. ولكنّها لا تنوي تحمُّل وجودِ ميليشيات شيعية مسلّحة على عتبةِ أبوابها. وحينها فقط، سيكون من الصعب عليها تنفيذ عمليات في سوريا من دون أن تتعرّض لعمليات انتقامية عنيفة. والإصرار العنيد لكِلا الطرفين يَجعل الكِباش بينهما أمراً حتمياً.

ولا يستطيع أيّ منهما التراجع، لأنّهما يَعتبران أنَهما يستغنيان عن مصالح أساسية. والقوّة الوحيدة اليوم القادرة على تفريقهما هي روسيا. وكان الرئيس بوتين هو من وضَع حدّاً للمواجهة العسكرية بعد أن طلبَ من إسرائيل إيقافَ اعتدائها.

وبعد هذه الحادثة، تمكنّا من قياس حجمِ الهيمنة التي تفرضُها موسكو في هذه البقعة من العالم، التي استغنَت عنها عملياً الولاياتُ المتحدة. ويدير الروس الأزمة الحالية بنفس الشراسة البراغماتية التي أظهروها في أماكن أخرى. فلم يَمنعوا الطائرة الإيرانية بلا طيّار من دخول المجال الجوّي الإسرائيلي، ولم يمنعوا إطلاق الصواريخ السورية على طائرات جيش الدفاع الإسرائيلي. كما أنّهم لم يمنعوا الإسرائيليين خلال السنوات الماضية من قصفِ أهدافٍ لإيران و«حزب الله» في سوريا ولبنان، طالما إنّ هذه العمليات لم تُهدّد نظام الأسد، أو مصالحَ روسيا وقواتها العسكرية على الأرض. وحتى هذه الساعة، لا يَسمح الروس للميليشيات الشيعية بالاقتراب من الحدود الإسرائيلية في الجولان، ولكنّهم يضحّون بهم لخدمة الديكتاتور السوري. ويبقى الرئيس بوتين وحده القادر على فرض الخطوط الحمراء في سوريا، خطوطِه الخاصة. ولكنّه غير متأكّد من أن يكون هو نفسُه قادراً على منعِ نشوبِ أعمالٍ عنفية تتحضّر لها بالفعل أطرافُ اللعبة.

 

سوريا والبحث عن مخرج من المتاهة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/16 شباط/18

تدور الفكرة المعلقة في أذهان مختلف الأوساط السياسية والدبلوماسية الغربية في الآونة الراهنة حول أن الحرب في سوريا قد بلغت ذروتها، وأنه قد حان الوقت للجميع لأن يركزوا الجهود على إعادة إعمار البلاد. ورغم ذلك، وعلى غرار كل الأفكار الأخرى المتصورة، فإن هذه الفكرة أيضاً مليئة بالثغرات المتعددة. تدور الثغرة الأولى حول أن ما شهدناه في سوريا خلال السنوات السبع الماضية لم يكن حرباً بالمعنى الكلاسيكي المفهوم من المصطلح، وإنما كان عبارة عن مجموعة من الحروب المتعددة المترابطة بعضها ببعض في نسيج أو سياق من الكوارث الإنسانية التي تفاقمت إثر التناحر بين أكثر من عشر قوى مؤثرة تحركها مجموعة من الأهداف المتناقضة. ووفق هذا المعنى، وبعيداً تماماً عن نهاية أي شيء في القضية السورية، فربما نكون بالفعل في بداية مرحلة جديدة من هذه التراجيديا التاريخية. وتدور الثغرة الثانية حول أنه إن ركزنا تفكيرنا على أي من الحروب الموازية في سوريا، فسوف نخرج بنتيجة مفادها أنه من العسير للغاية الزعم أننا قد بلغنا خط النهاية فيها. وتأكيداً لذلك، فلقد تقلص نظام حكم بشار الأسد من حيث الحجم، وصار يقتصر من الناحية العملية على السيطرة على جيب من الأراضي. ومع ذلك، لا يزال هذا النظام يحظى بقوة كافية تحول دون رفع اليدين والاستسلام.

أما بالنسبة لما يُعرف بتنظيم داعش الإرهابي، فلقد شهد خلافته المزعومة تتقلص فيما يسيطر عليه من أراضٍ من 4 آلاف ميل مربع إلى ما لا يزيد على 2700 ميل مربع فقط. كما عانت قوات المعارضة السورية غير الموالية لـ«داعش» كذلك من نكسات شديدة، وهي منحازة الآن في جزء من محافظة إدلب إلى جانب أرخبيل من مناطق النفوذ الصغيرة الموزعة على الخريطة السورية. وبالنسبة للأكراد السوريين، الذين دخلوا في لعبة معقدة للغاية من خلال جملة من التحالفات المتناقضة، بات من المرجح أن ينتهي بهم الحال دون أية مكاسب على الإطلاق سوى الحسرة الشديدة.

وعلى سياق أوسع، كان لزاماً على روسيا أيضاً أن تشهد حالة من تقلص قوتها على الأرض. فربما نجحت بالفعل في تأمين موطئ قدم دائمة في شرق البحر الأبيض المتوسط، غير أنها تدرك على نحو تام صعوبة جهود الدفاع عنه وحمايته في خضم الاضطرابات المستقبلية التي سوف تشهدها المنطقة.

وفي الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة، ربما نستمع إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يُلمح إلى نوع من الانتصارات المحققة في سوريا. ولكن لأنه من القادة الأذكياء، فإنه يعلم بكل تأكيد أنه لا يمكن إعلان النصر في أي حرب من دون اعتراف أحد طرفي النزاع بالهزيمة.

كما صارت تركيا هي الأخرى تكتشف حدود مقدرتها على تسجيل المزيد من النقاط في سوريا، إذ يمكن لاندفاع الرئيس رجب طيب إردوغان داخل الأراضي السورية أن يحظى بشعبية كبيرة داخل تركيا نفسها لبضعة شهور مقبلة، حتى يتسنى له تقديم ميعاد الانتخابات التاريخية التي يخطط لها، ويضمن أن يخرج منها منتصراً. ولكن الذي سوف يحدث بعد ذلك هو أبعد ما يكون عن اليقين، باستثناء أن الانخراط في المستنقع السوري لن يكون منخفض التكاليف، كما يزعم إردوغان.

أما الموقف الإيراني، فلا يزال مثيراً لكثير من الشفقة. بعد إنفاق المبالغ المالية الهائلة، وفقدان كثير من الرجال، بما في ذلك أكثر من 400 من كبار الضباط، في هذه المغامرة غير المحسوبة ولا المدروسة، كان ملالي طهران يأملون في تأمين ممر لهم نحو البحر الأبيض المتوسط، مع ممر آخر مجاور عبر العراق وسوريا نحو لبنان، وبات من الواضح أنهم لن يحصلوا على ذلك. وبصرف النظر عن الوجود الذي قد يرسخونه لأنفسهم داخل سوريا بالقرب من لبنان، فسوف يكون عرضة على الدوام للغارات الجوية الإسرائيلية التي لن تستطيع إيران، التي لا تملك قوات جوية فعالة حتى الآن، مواجهتها أو التغلب عليها. وقد ينتهي الأمر بالمرتزقة الذين حشدتهم إيران، من لبنان وأفغانستان وباكستان، بالقرب من الحدود اللبنانية داخل سوريا، لأن يكونوا كمثل السمك المحصور داخل البرميل.

وإسرائيل، التي بدأت للتو في الإدلاء بدلوها في الأحداث الجارية، سوف يعتريها شعور غامر بالسعادة لانقضاء سوريا كتهديد موثوق منه في مستقبلها المنظور. ورغم ذلك، لم تكن سوريا أبداً تحت حكم عائلة الأسد تشكل تهديداً حقيقياً وفعالاً بالنسبة للدولة العبرية، في حين أن سوريا تحت صفة «الأراضي غير الخاضعة لحكم مطلق»، إلى جانب مزيج خبيث من الجماعات التي يتعذر السيطرة عليها، قد تتحول إلى مصدر مستمر للإزعاج، إن لم تكن تشكل تهديداً وجودياً لأمن إسرائيل. وتكمن المشكلة في هذه الحرب متعددة الأوجه في أنه ليس هناك طرف واحد من أطراف الصراع على استعداد تام بعد لرفع راية الاستسلام البيضاء. ومن خلال الصياح بكلمة «كلا»، تظل كل الأطراف معنية بالصراع المستمر، على الرغم من فظاعته المروعة. والموقف السوري، وهو المأساة التي بدأت في صورة الحرب الأهلية ثم تضخمت إلى مزيج مطول متعدد الأوجه من الصراعات، ليس متفرداً في ذلك في شيء. فلقد رأينا مواقف مماثلة في كل من الصومال، وكونغو - كينشاسا، وفي أفغانستان كذلك بمعنى من المعاني، وعبر عقود ممتدة. وفي مثل هذه المواقف، كانت الفكرة المتصورة أننا قد بلغنا حد النهاية، أي نهاية الصراع، ولكن من دون بلوغ خط النهاية فعلياً وواقعياً. والمشكلة في مثل هذه المواقف أن أولئك الضالعين فيها غالباً ما ينتهي بهم الأمر إلى اعتياد الحالة الراهنة، التي على الرغم من أنها لا تقدم لهم ما يأملون في الحصول عليه، فهي حالة غير مكلفة للغاية حتى تستلزم الانسحاب الدراماتيكي من حلبة الصراع. ومن سمات الحروب منخفضة الحدة أن تستمر إلى ما لا نهاية، وإلى الأبد إن استلزم الأمر.

إذن، هل هناك من بديل لحالة الوضع الراهن الناشئة؟

تقول الإجابة النظرية: أجل، هناك بديل.

ولكن حتى يتسنى صياغة البديل، يتعين على كل الأطراف الإقرار بأن «الحرب» لم تنتهِ بعد، وأن أياً من تلك الأطراف لا يحتمل أن يحرز النصر القاطع فيها. حتى لو، كما لو كنا في عالم خيالي، تم تقديم سوريا بأسرها على طبق من فضة إلى أحد الأطراف المتناحرة، لن يستطيع أي طرف أن يسيطر عليها تماماً، أو أن يستفيد منها ككيان موحد بعد الآن. ولم يعد السؤال المطروح هو: من يرقص على السور؟ ولكن السؤال هو: كيف يمكن الرقص على السور مرة أخرى؟ ليس هناك شيء أقل من جهد دولي جاد يمكنه أن يعيد بناء الكيان الذي انهار بصفته دولة قومية موحدة. ويمكن لمثل هذا الجهد أن يكون ممكناً، ولكن على أساس الاندماج الكامل من كل الأطراف المعنية، الذين اعتادوا التمرس على لعبة الإقصاء والاستبعاد، كما ينبئ حالهم الآن. وقد تكون فكرة فلاديمير بوتين لمناطق خفض التصعيد من الأفكار الجيدة فقط كبداية، شريطة أن ترتبط تلك المناطق باتفاقات جنيف، وإنشاء آلية دولية للإشراف عليها، ناهيكم عن أن يكون انتداباً دولياً، وذلك طيلة الفترة الانتقالية الرامية إلى تمهيد الطريق لأعمال إعادة الإعمار الهائلة الممولة من المجتمع الدولي. ولقد تمخضت الصيغ المماثلة عن نتائج إيجابية في مواضع أخرى، مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو، وإن كان ذلك على نطاق هو أصغر بكثير من الواقع السوري، وفي حالات أقل تعقيداً بكل تأكيد.

وبطبيعة الحال، ليس من المؤكد أن هذه الصيغة سوف تنال الدعم والتأييد المطلوب من جانب الأطراف المعنية بالصراع السوري، ولكن هناك بصيص من أمل في حقيقة مفادها أن حالة الإرهاق الشديدة التي عمت كل أطراف النزاع السوري قد بدأت في البحث عن وسيلة ما للخروج من هذه المتاهة.

 

الإرهاب {الجيد} والإرهاب {السيئ}

نديم قطيش/الشرق الأوسط/16 شباط/18

مجدداً يسجل الإرهابي الجيد، انتصاراً على الإرهابي السيئ. انتصار دعائي، ليس هو بادئه، وهنا الكارثة، إنما انتصار ممنوح له من قوى معتبرة، بفعل تماديها في التفريق الساذج بين الإرهابيين! الإرهاب {الجيد}، هو إرهاب الميليشيات الشيعية، وإرهاب النظام الإيراني أيضاً، أما الإرهاب {السيئ} فهو إرهاب الجماعات السنية، أكان من «القاعدة» أم من «داعش» أم أي يافطة أخرى من يافطات الجماعات الجهادية المسلحة. قبل وصوله إلى بيروت مثلاً طالعنا وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون بتصريح يقر فيه أن «حزب الله جزء من العملية السياسية» في لبنان. صحة هذا التصريح الشكلية، لا تخطئها العين. فلميليشيا حزب الله كتلة برلمانية ووزراء في الحكومة وموظفون في الدولة ورؤساء بلديات، وغير ذلك من مفردات الدولة. لكن الميليشيا هذه ليست جزءاً سياسياً من العملية السياسية، وهذا ما يفوت تيلرسون وغيره، بقدر ما هي جزء أمني وعسكري من العملية السياسية. أقله منذ العام 2005 واغتيال الرئيس رفيق الحريري وحزب الله يعمل على توظيف قدراته الأمنية والعسكرية لتحقيق مكتسبات سياسية، وتطويع العملية السياسية، وتجريدها من كل ما هو سياسي فيها، لتحويلها إلى عملية هيمنة على البلد ومؤسساته وخطابه وسياسته، وتوظيف هذه الهيمنة في المشروع الأوسع لإيران. الحقيقة أن أصالة انتساب ميليشيا حزب الله إلى المشروع الإيراني، أعلى بكثير من انتسابه للعملية السياسية اللبنانية بحسب عبارة تيلرسون. الالتباس الذي يحف بتوصيف حزب الله، ومقاربته كحزب سياسي، ذي جناح عسكري وأمني، يحف أيضاً بتوصيف الأدوار التي يلعبها النظام الإيراني في المنطقة. ففي الكويت وعلى هامش «مؤتمر إعادة إعمار العراق» تمر مرور الكرام عبارات الاحتفاء بحقبة ما بعد داعش، ويُحمل المؤتمر على محمل «الاعتراف الدولي بحجم التضحيات التي تكبدها العراق في مواجهته الإرهاب»! مجدداً الإرهاب هنا هو «داعش»، وليس أي أحد آخر فيما ممثل الدولة الراعية للإرهاب المقابل، أي النظام الإيراني، شريك في مشهدية إعادة الإعمار. ولتزداد الأمور غرابة وردت تصريحات على هامش المؤتمر ترحب بما وصف «بدور إيران في مكافحة الإرهاب» من دون تسجيل أي شعور بالارتباك حيال هذه المعادلة. فالبديهية السياسية التي تجعل من حزب الله شريكاً في العملية السياسية في لبنان، وتجعل من إيران شريكاً مرحباً به في مكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم، هي نفسها البديهية التي تجعل من إرهاب التنظيمات السنية، مالكاً حصرياً لصفة الإرهاب وتبعاتها. كتب الكثير وسيكتب عن الفوارق «الكلينيكية» في مختبرات دراسة الإرهاب، بين الجهاديات الشيعية والسنية. فالجهادية الشيعية ذات طبيعة أقلوية، في حين أن الجهادية السنية متسعة. كما أن الجهادية الشيعية خاضعة مباشرة لرعاية جهاز الدولة الإيرانية، وبالتالي خاضعة لحسابات الدولة، ولو كانت دولة ثورية كإيران، في مقابل انفلات الجهادية السنية من مثل هذه الضوابط، وتعدد مرجعياتها القيادية والتقريرية. ويشير آخرون إلى الفوارق الأداتية بين الإرهابيين، مع ميل الجماعات السنية إلى توثيق القتل، في حين تلوذ الميليشيات الشيعية بالقتل المنظم والذي يستهدف أشخاصاً محددين، بغية تحقيق أهداف سياسية معرَفة بدقة. ويتفرع عن هذا الفارق الأخير فارق لا يقل أهمية، يكمن في ميل الجماعات السنية إلى الدعاية وتبني القتل، في مقابل «تقية» إرهاب الميليشيات الشيعية وميلها عامة إلى إنكار صلاتها بما ينسب إليها من جرائم. كما أن هناك ارتفاع منسوب التكفير للجهادية السنية في حين تغلب الأهداف السياسية على أداء الميليشيات الشيعية، وهذا يعود إلى اتصاله أكثر كما أسلفت بمنطق الدولة وحركتها وحساباتها. من الثابت، أن إيران استخدمت القاعدة واستضافت كبار قادتها بعد سقوط نظام طالبان. وكذلك فعل النظام السوري، حين كانت دمشق معملاً لإنتاج الانتحاريين وتصديرهم إلى العراق، وهو ما تشهد له الغارة الأميركية على منطقة البوكمال السورية خريف العام 2008، التي قتلت يومها أبو غادية، بدران تركي هيشان المزيدي، الذي أدار العمليات اللوجيستية للقاعدة في سوريا وكان وطيد الصلة بأبي مصعب الزرقاوي ومن بعده بأبي أيوب المصري! إذ ذاك، فإن الواقعية السياسية حين تحترفها الدولة في ملف مكافحة الإرهاب لا توصل إلا إلى تغليب إرهاب على آخر، ثم إعادة إنتاج إرهاب مضاد أكثر مظلومية وشراسة وفتكاً. قبل أيام قال وليد جنبلاط إنه مع معادلة الاستقرار ومحاربة الإرهاب. الاستقرار هنا معناه الاستسلام لإرهاب، وإعلان الشراكة في الحرب على آخر. هذا ما يحصل عندما يقول تيلرسون كلاماً كالذي قاله، في حين أن دور واشنطن والمجتمع الدولي يجب أن يكون في قطع كل الصلات الموجودة بين كل إرهاب وبين منطق الدولة.

 

مؤتمر الكويت للعراق... أين إيران؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/16 شباط/18

مؤتمر الكويت الأخير لدعم العراق في إعادة ما دمرته الحروب، ليست حرباً واحدة، نجح في توفير 30 مليار دولار على شكل قروض وهبات ومساعدات واستثمارات، وغيرها من صور الدعم. الحاضر الأبرز في هذا الدعم والإسناد كان العرب، الكويت والسعودية والإمارات وحتى قطر، مع دول غربية وشرقية ومنظمات دولية. الغائب الأوضح عن هذا الاحتشاد من أجل العراق، كان الجمهورية الإيرانية، رغم حضور ممثلها المبتسم وزير الخارجية الدكتور جواد ظريف، لم يعلن عن أي فلس قدمته إيران في مؤتمر الكويت للعراق. اكتفى وزير الخارجية الإيراني، في كلمته التي ألقاها، بأن بلاده «أدت واجباتها تجاه العراق خلال السنوات الماضية». ولم يكن حاضراً بشخصه في الصورة الجماعية التي التقطت لرؤساء الوفود المشاركة. على هامش المؤتمر الكويتي التقى الوزير الإيراني ظريف مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وحسب البيان الذي أصدره المكتب الإعلامي للعبادي، أبدى ظريف «دعم بلاده الكامل للعراق في مجال الإعمار بعد الانتصار الذي تحقق على عصابات (داعش) الإرهابية وتوحيد البلد»، مبيناً أن «لدى الشركات الإيرانية رغبة كبيرة للعمل في العراق». يعني بلغة أكثر مباشرة، إيران تريد الحصول على حصة من الأموال المخصصة لأعمال المقاولات والإنشاءات، وهي بالمليارات في العراق، لصالح شركاتها، وفي المقابل هي لم تقدم أي دعم مالي للعراق في مؤتمر الكويت! صورة كافية ومشهد بليغ يعبر عن كيفية النظرة الإيرانية، بنسختها الخمينية، للجار العراق، خصوصاً تحت حكم القوى ذات المرجعيات الحزبية من ألوان الإسلام الشيعي السياسي. بينما بادرت الدول والمنظمات الأخرى، وفي مقدمتها الطرف العربي، الخليجي، للمساهمة الفعالة في إعانة العراق على النهوض من كبوته ونفض غبار ودمار الحروب، والعودة مجدداً للاستقرار والسلم والازدهار. طبعاً - وهذا تنبيه ضروري - من المؤكد أن في العراق ثمة فرص «استثمارية» حقيقية، وهذا حاضر في شطر كبير من الأموال التي خصصت في مؤتمر الكويت، هذا لا ريب فيه، لكن أيضاً هناك رغبة سياسية عميقة في تثبيت الاستقرار وتطويره بالعراق، وتخصيص أموال من أجل ذلك، ولا تناقض بين الرغبة في السلم والميل للاستثمار، كلاهما يؤدي إلى بعض. إيران لديها مشكلة في الاقتصاد، وهي من أسباب الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، وفي الشهر الماضي أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الحكومة لا تسيطر إلا على ما يقارب ثلث الميزانية فقط. الباقي لجهات مثل الحرس الثوري، وبغمرة الاحتجاجات الإيرانية الحالية رفع المتظاهرون هتافاً لرأس النظام الخميني: «اترك سوريا وعالج مشاكلنا». ربما يعطي مثال الكويت فكرة واضحة، عن تباين الأهداف بين جيران العراق... تجاه العراق.

 

روسيا والتسوية الفلسطينية

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/16 شباط/18

تردد اسم روسيا كثيراً هذه الأيام ليس بفعل دورها شبه المركزي في الحرب الدائرة على الساحة السورية، وإنما بفعل ترشيح الفلسطينيين لها من أجل قيادة تحالف جديد يرعى عملية السلام، ولإضفاء قدر من الواقعية، لا يمانع الفلسطينيون من أن تكون واشنطن عضواً فيه!!

وقد ازداد الحديث عن هذا الأمر خلال الزيارة التي قام بها الرئيس محمود عباس لموسكو، وما سبقها من تصريحات له نشرتها وكالة إنترفاكس، حدد فيها ما يريد من موسكو في أمر رعاية عملية السلام، وأكد رفضه للاحتكار الأميركي، وشكك كذلك في قدرات اللجنة الرباعية الدولية في أن تكون راعياً بديلاً.

ترشيح موسكو لهذا الدور جاء كرد فعل انفعالي على اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومن أجل تحويل الانفعال إلى سياسة، فقد طاف المبعوثون الفلسطينيون أرجاء العالم لعلهم يحصلون على موافقة ولو دولة واحدة على القيام بهذا الدور، وكل من زاره الفلسطينيون أبدى تفهماً لموقفهم، وربما سمعوا شكوى أكثر مرارة من الموقف الأميركي، إلا أن أحداً بما في ذلك الروس والصينيون لم يوافق الفلسطينيين على أمر تغيير الرعاية، فهنالك إجماع إقليمي ودولي على أن أميركا شر مستطير ولكن لا بد منه.

الروس لهم موقف راسخ لا يتغير من الحقوق الفلسطينية، كما أن لهم موقفاً في غاية الوضوح من القدس... «القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين».

ومع التسليم بمحدودية القدرة الروسية في التأثير على إسرائيل في هذا الأمر، إلا أن الفلسطينيين يعتبرون الموقف الروسي بمثابة شهادة إثبات دولية على حقهم في المدينة المحتلة، مثلما يعتبرون تنامي النفوذ الروسي في الشرق الأوسط بمثابة وعد بتأثير ولو مستقبلياً على التسوية حال طرحها للتداول الفعلي.

ولا شك أن روسيا تدرك وربما أكثر من غيرها أهمية الورقة الفلسطينية في لعبة النفوذ في الشرق الأوسط، وإن لم تستطع لعب هذه الورقة في الوقت الراهن بحكم اعتبارات كثيرة منها التحفظ الأميركي والإسرائيلي، ومنها كذلك التفرغ لإدارة حرب معقدة في سوريا، إلا أن الاحتفاظ بها وإضافتها إلى الرصيد الاستراتيجي، وانتظار مناخ مواتٍ لتفعيلها يبدو أساسياً في سياسة دولة عظمى تعتبر اتساع النفوذ مبدأً راسخاً لا يصح إهماله والتخلي عنه، وتقدير روسيا للوضع في هذا السياق يتماثل مع تقدير جميع دول البريكس، التي تشكل ثُلث سكان الكرة الأرضية، فهذه الدول التي تعترف بحقوق الفلسطينيين وتواصل التصويت لصالحهم في كل المنتديات والمحافل، تدرك أن لا تسوية مضمونة أو جدية تلوح في الأفق، وبالتالي لن ينخرطوا في تنافس لا على الرعاية ولا على المشاركة، أي أنهم لن يذهبوا بأرجلهم ولن يهدروا طاقاتهم في أمر لا طائل منه، والجميع كذلك يشعرون برضا الضمير حين يصبح الفشل صناعة أميركية، فلا لوم عليهم بل ترفع القبعة لتعاطفهم مع الفلسطينيين حتى لو تجسد هذا التعاطف بمساعدات محدودة كتلك التي قدمتها الهند في الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء مودي لرام الله.

استمعت إلى تصريح أعجبني لسفير فلسطين النشيط في موسكو، حيث قال إن الرئيس بوتين طلب منه العمل على توفير إمكانيات عملية لاستقبال مليون سائح روسي في فلسطين، وهذا إلى جانب المنح الدراسية يبدو مفيداً للفلسطينيين وهذا ما يكفي حتى الآن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل وفد روتاري دبي ودعا لبنانيي الخارج للمشاركة في الانتخابات ويفتتح مساء مؤتمر بناء السلام

الجمعة 16 شباط 2018/وطنية - يفتتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في السادسة مساء، "المؤتمر الرئاسي لبناء السلام للعام 2018"،الذي تنظمه اندية "الروتاري" في المنطقة 2452، بعنوان: "المياه، النظافة الصحية والسلام"، بمشاركة رؤساء اندية "الروتاري" في العالم، في فندق "فينيسيا".

روتاري- دبي

استقبل الرئيس عون بعد الظهر وفدا من نادي "روتاري- دبي" برئاسة رولا حمدان.

والقى المحامي سمير كنعان كلمة الوفد، عرض فيها ابرز "المساهمات التي قدمها نادي "روتاري- دبي" لدعم المسن اللبناني، وعدد من الجمعيات والمؤسسات الانسانية في لبنان".

ووضع كنعان "امكانات اعضاء النادي بتصرف رئيس الجمهورية"، مقدرا "مواقفه الوطنية".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، منوها ب"دور اندية "الروتاري" ومساهمات نادي دبي"، مشيرا الى ان "الاعمال التي يقوم بها اعضاء النادي هي موضع تقدير جميع اللبنانيين".

ودعا الرئيس عون اللبنانيين في دبي خصوصا والخارج عموما، الى "المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، لان رأيكم مهم واساسي في صنع مستقبل لبنان".

 

رئيس الجمهورية في مؤتمر مؤسسة الروتاري: عبء النزوح صار مرهقا والحاجة إلى الحل أضحت ملحة

الجمعة 16 شباط 2018 /وطنية - ألقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مؤتمر مؤسسة الروتاري كلمة قال فيها: "أيها الحضور الكريم، أهلا بكم في لبنان حيث تلتقون من كل أنحاء العالم لإطلاق مؤتمركم الرئاسي لبناء السلام لعام 2018 تحت عنوان "المياه، النظافة الصحية والسلام. من دواعي اعتزازنا أن يستضيف لبنان مؤتمرا لبناء السلام، السلام من منظوره الإنساني، وليس فقط السياسي، ذلك الذي يهتم بصحة الإنسان، بغذائه ومائه ودوائه وبيئته. يهتم بتعليمه، بمدرسته وتطوير قدراته ومهاراته. بالمختصر، يرى في الإنسان كائنا يستحق العيش بكرامة مع ما تعنيه الكرامة من حقوق".

أضاف: "في ضجيج السياسة وزحمة المؤسسات والجمعيات السياسية والأحزاب، تبرز الحاجة الى مؤسسات وجمعيات أهلية تعنى بالمجتمع، بمشاكله وهمومه، وبمساعدته على إيجاد الحلول لها. وتعنى أيضا بالإنسان، باعتباره قيمة بحد ذاته، بمعزل عن لونه وانتمائه ومعتقده ومستواه الاجتماعي، تبرز الحاجة الى مؤسسات تستخدم نفوذها وتسخر إمكانياتها المعنوية والمادية لتحل مشكلة صحية أو تعليمية أو إنسانية يعاني منها العالم، خصوصا في ذلك الجزء منه الذي يسمونه "الثالث"، بدل أن تستغل المشاكل وتتسلق عليها لتدعيم وضعها ماديا ومعنويا. ولأن الشجرة تعرف من ثمارها، لنستعرض بعض ثمار مؤسسة الروتاري، عالميا، ملفت اهتمامها بتشجيع ثقافة السلام ودعم الأشخاص الذين يسعون لنشر هذه الثقافة، حيث تقدم سنويا منحا لمتخصصين في مجال حل النزاعات في أهم الجامعات العالمية. تنمويا، ملفتة أيضا المشاريع التي تقوم بها في العديد من الدول الفقيرة والنامية تعالج من خلالها التحديات التي لا تزال تواجه العالم، مثل الجوع والفقر والمرض والأمية وتلوث البيئة. ولا شك أن من أعظم إنجازاتها برنامج مكافحة شلل الأطفال، ذلك الداء الذي ترك الملايين في المجتمعات الفقيرة أصحاب إعاقات دائمة، بسبب الجهل والفقر. وتتصدر مؤسسة الروتاري قيادة الجهد العالمي للقضاء على هذا المرض، وهي بذلك تقدم للانسانية خدمة لا تقدر بثمن". وتابع: "لبنانيا، مولت أندية الروتاري مشاريع إنمائية وإنسانية وصحية وبيئية، من إنشاء بنك للدم وتقديم سيارات اسعاف وتجهيز عيادات طبية الى إنشاء مشاغل يدوية في القرى وتجهيز مختبرات عدد كبير من المدارس وتزويد الطلاب بأجهزة كمبيوتر، الى حماية غابة الأرز بعد الإهمال الذي طالها خلال سنوات الحرب وإطلاق حملة تشجير لبنان، الى مساعدة الجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة ودور العجزة، ولكن يبقى أهم مشاريعها في لبنان العمل على تأمين مياه شفة نقية لطلاب المدارس الرسمية، وهذا مشروع إنساني وصحي بامتياز وقد نفذ حتى اليوم في 780 مدرسة، وبحسب ما علمنا فإن اختيار لبنان ليستضيف هذا المؤتمر العالمي إنما جاء بناء على النتائج التي حققها، مشكورا مشروع تنقية مياه الشفة في كافة المدارس الرسمية فيه".

وأردف: "أيها المؤتمرون، لا شك أنكم وخلال تعاطيكم العمل الاجتماعي والإنساني في لبنان قد لمستم بوضوح مدى الضغط الذي يعانيه على هذين الصعيدين، كما على الصعيد الاقتصادي من جراء الأعداد الضخمة للنازحين واللاجئين، والتي بلغت في مجموعها قرابة نصف عدد سكانه، ولمستم أيضا الجهود الجبارة التي تبذلها مؤسساتنا الحكومية والأهلية لمساعدتهم وتأمين احتياجاتهم. وبالطبع، لمستم كذلك أن الأمر قد فاق كل إمكاناتنا، فلبنان بموارده المحدودة وضيق مساحته وارتفاع معدل كثافته السكانية هو بلد هجرة وليس بلد استيطان، ولا يمكنه أن يتحمل قفزة سكانية لمدى طويل".

وختم الرئيس عون: "من هنا، نتمنى عليكم، وأنتم المؤسسة الفاعلة دوليا، والتي لها انتشار في أكثر من مئتي دولة في دول العالم، أن تحملوا صوتنا وتنقلوا معاناتنا، كما صوت النازحين ومعاناتهم، وهم الذين يريدون قطعا العودة الى بلادهم والعيش فيها بكرامة لا البقاء في مخيمات وتجمعات، فعبء النزوح صار مرهقا علينا، كما على النازحين أنفسهم، والحاجة إلى الحل أضحت ملحة أكثر من أي وقت مضى. مشكورة جهودكم، وكل تمنياتنا لكم بالمزيد من النجاحات والإنجازات لما فيه خير الإنسان والإنسانية".

 

الحريري استقبل ساترفيلد ووزير الثقافة ووفدا من الروتاري

الجمعة 16 شباط 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عند الاولى والنصف من بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد في حضور السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد وجرى عرض لاخر المستجدات والاوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

اندية الروتاري

واستقبل الرئيس الحريري وفدا من اندية الروتاري العالمي برئاسة الرئيس الدولي ايان رايزلي، الذي دعا الرئيس الحريري للمشاركة في المؤتمر الذي يقام تحت عنوان "توفير المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية لبناء السلام" في فندق "فينيسيا" في بيروت اليوم وغدا. وشرح الوفد لرئيس الحكومة اهمية انعقاد هذا المؤتمر للمرة الاولى في لبنان.

وزير الثقافة

كما استقبل الرئيس الحريري وزير الثقافة غطاس الخوري في حضور المدير العام لوزارة الثقافة علي الصمد ورئيس مجلس ادارة المدير العام للمكتبة الوطنية حسان عكرة الذين عينهما مجلس الوزراء في جلسته بالامس.

ابيض

والتقى الرئيس الحريري رئيس المجلس الارثوذكسي روبير ابيض الذي اوضح بعد اللقاء، ان البحث تناول الاوضاع العامة، وقال: "كانت مناسبة نقلت للرئيس الحريري تحيات مطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة، كما وجهت له دعوة للمشاركة في المؤتمر الذي يقيمه المجلس في 24 الحالي تحت عنوان "الارثوذكس في لبنان الى اين".

 

الحريري استقبل عمرو موسى واتحادات النقل ومؤسسات مالية دولية طليس: ننتظر قرار مجلس الشورى حول قطاع المعاينة الميكانيكية

الجمعة 16 شباط 2018/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر اليوم في "بيت الوسط" الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى وعرض معه الأوضاع في لبنان والتطورات في المنطقة العربية.

النقل البري

ثم استقبل الحريري وفدا من اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس.

بعد اللقاء، تحدث رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس باسم الوفد فقال: "لقاؤنا مع الرئيس الحريري اليوم جاء تتويجا للقاءات التي حصلت مع وزيري الأشغال العامة والنقل والداخلية، وبعد الاستمهال بتنفيذ الإضراب حتى اليوم، بعدما حدد الموعد لنا مع الرئيس الحريري. وقد جرى استعراض كافة بنود الاتفاق الذي أنجز برعاية رئيس الجمهورية، وكان الجو إيجابيا جدا. هناك بعض الأمور انتهينا من دراستها قبل يومين مع وزير الداخلية الذي أبلغنا باجتماع اليوم، وقد أصدر معاليه مذكرات خطية وتعاميم في ما يتعلق ببنود الاتفاق التي تخص وزارة الداخلية".

وأضاف: "في ما يخص موضوع المعاينة الميكانيكية الذي هو مطلبنا، فقد كان من ضمن بنود الاتفاق، واتفقنا على أن هذا الأمر عالق لدى مجلس شورى الدولة وبالتالي فإن النقابات والاتحادات والحكومة اللبنانية تخضع لما يقرره مجلس شورى الدولة، وعلى ضوئها لكل حادث حديث، على قاعدة أنه بعد أن يصدر مجلس الشورى رأيه في هذا الموضوع، يعرض الأمر على مجلس الوزراء وينقل رأي قطاع النقل البري الذي يطالب بأن يكون قطاع المعاينة الميكانيكية بعهدة الدولة اللبنانية وملكها، وهي تقرر ماذا ستفعل بخصوصه".

وتابع: "بقيت نقطة أخيرة وهي متعلقة بخطة نقل وطنية، وقد وعدنا الرئيس الحريري أنه، طالما أن مجلس الوزراء سيخصص جلساته لدراسة الموازنة في الأسبوعين المقبلين، فإنه سيطرح هذه الخطة على جدول أعمال مجلس الوزراء في حد أقصاه ثلاثة أسابيع لإقرارها والسير بها، ونحن كأشخاص معنيين نفضل إقرار الموازنة قبل أي بند آخر، لأنها تسير أعمال الدولة بشكل عام". وختم قائلا: "بناء عليه، تكون كل بنود الاتفاق التي أقرت برعاية رئيس الجمهورية قد أنجزت اليوم وتوجت عند الرئيس الحريري. من هنا نقول شكرا لكل اللبنانيين والسائقين ولكل الزملاء النقابيين، ونأمل ألا يضطروا للجوء إلى المظاهرات مرة جديدة".

القسيس

من جهته، قال رئيس نقابة الشاحنات في لبنان واتحاد نقل الشاحنات شفيق القسيس: "نود أن نقول شكرا للرئيس الحريري لأنه استقبلنا وأبدى كل تجاوب معنا ومع مطالبنا المشروعة التي نطالب بها منذ زمن، والتي دفعتنا إلى إعلان الإضراب أكثر من مرة وتأجيل هذا الإضراب. الآن وفي المرة الأخيرة، اقتنعنا أنه لن تكون هناك مجددا أي إضرابات، فقد وعدنا الرئيس الحريري بشكل أساسي بأن يستقبلنا متى نشاء أو نرغب في رفع إي طلب إليه، وكذلك وعدنا الوزراء بالأمر نفسه. فنحن لم نكن نلجأ إلى الإضرابات سوى لعدم استقبال الوزراء لنا كنقابات. فأنا كنقابة كنت أطلب أكثر من مرة اجتماعا من وزير ما أو غيره من الوزراء دون الحصول على رد إيجابي، لذلك كنت ألجأ إلى الإضراب. وربما لو كان هذا الوزير أو ذاك يستقبلني ويستمع إلى مطالبي لكنا تمكنا من حل الأمور دون اللجوء إلى الإضرابات. في كل الأحوال نشكر الرئيس الحريري".

مؤسسات مالية دولية

ثم استقبل الرئيس الحريري وفدا يمثل عددا من المؤسسات المالية الدولية استطلع أجواء الاستثمار في لبنان.

 

بري للوفد الاميركي : لترسيم الحدود عبر اللجنة الثلاثية وطرحكم غير مقبول

الجمعة 16 شباط 2018/ وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، مساعد وزير الخارجية الاميركية السفير دايفيد ساترفيلد والسفيرة الاميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد. وجرى عرض للتطورات الراهنة وموضوع المنطقة الخاصة للبنان والحدود البحرية .

وبعد ان استمع الى مقترحات الوفد الاميركي ، أصر الرئيس بري خلال اللقاء على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996 على غرار ما حصل بالنسبة للخط الازرق"، معتبرا "ان المطروح غير مقبول".

استقبالات

ثم استقبل الرئيس بري الامين العام السابق لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى وعرض معه للتطورات في المنطقة.

واستقبل بعد الظهر وفد الروتاري برئاسة رئيس روتاري الدولي إيان رايزلي الذي قال: "سررنا لوجودنا هنا في بيروت ، وهي فرصة طيبة للقاء القيادات الرسمية والسياسية . وقد سعدنا للقاء دولة الرئيس بري اليوم ، ونحن هنا من اجل مؤتمر بناء السلام المتعلق بالمياه والصرف الصحي . هذا المشروع من قبل الروتاري هو مهم للبنان.

كما استقبل وفد اتحاد بلديات اقليم التفاح برئاسة رئيس الاتحاد بلال شحادة وجرى عرض لهموم وشجون بلدات المنطقة على الصعيدين الانمائي والخدماتي .

 

فوشيه حاضر في جامعة الكسليك عن العمل الدبلوماسي: لفرنسا كل المقومات ليكون لها التأثير الأكبر في العالم العربي

الجمعة 16 شباط 2018 /وطنية - استضافت جامعة الروح القدس - الكسليك، السفير الفرنسي برونو فوشيه في محاضرة بعنوان: "وظائف العمل الدبلوماسي وسياسة فرنسا الخارجية في الشرق الأوسط"، نظمها مكتب العلاقات الدولية في الجامعة.

حبيقة

بداية، رحب رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة بالسفير الفرنسي في لبنان، وقال: "هذا البلد الصغير الذي يعاني من تعقيدات جمة لكنه يبقى مهد الديموقراطية التوافقية ومختبر الإنسانية المتصالحة مع ذاتها في الغيرية وتآلف الاختلاف والمكان المميز الذي يحتضن هذه الإنسانية الفريدة". ونوه ب"العلاقات المتينة التي تجمع بين لبنان وفرنسا، خصوصا وأننا نرتبط ارتباطا وثيقا بالفرنكوفونية ونملك تاريخا ومصيرا مشتركَين. ومما لا شك فيه أن فرنسا تتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه لبنان من دون أن تدخر أي جهد لدعمه وحمايته كلما دعت الحاجة. وأؤمن بأن الكلمة الأخيرة في مستقبل هذا الشرق ليست لمن يشرزمه ويشرنقه في كيانات متنافرة ومتكارهة ومتحاربة، بل لمن يرسي أساسات جديدة لإنسانية متصالحة مع ذاتها في الآخرية المنفتحة والمتحاكية، لا سيما وأن قبول الآخر والاعتراف به هو شرط أساسي لوجود ذاتي والطريق الوحيد لأعي ذاتي في غيريتها. إذا، الآخر المختلف هو جزء لا يتجزأ من هويتي الشخصية لأنه طريقي إلى ذاتي". وختم، شاكرا السفير الفرنسي على "تلبيته هذه الدعوة والإيجابية العالية التي أظهرها بتقديم محاضرة غنية ونقل أفكار مشرقة ومعلومات قيمة إلى الطلاب الذين هم مستقبل لبنان، حول مهنة الدبلوماسية وسياسة فرنسا في الشرق الأوسط، هذا الشرق الذي يختزن تكدسات ثقافية وحضارية غنية للغاية والذي يبقى مدى فريدا لتلاقي مختلف الديانات وتثاقفها".

فوشيه

واستهل السفير فوشيه محاضرته بعرض مسيرته الأكاديمية، فهو "خريج المدرسة الوطنية للاحصاء والإدارة الاقتصادية والمعهد الوطني العالي للادارة، حاصل على دبلوم في الدراسات المعمقة بالتاريخ والحضارة الاقتصادية، ودبلوم من معهد الدراسات السياسية في باريس".

كما عرض مراحل حياته المهنية، حيث "شغل مواقع عدة في السلك الدبلوماسي الفرنسي، ففي العام 1990 انضم إلى إدارة المنظمات الدولية في الأمم المتحدة في الإدارة المركزية، وشغل منصب السكرتير الأول لبعثة فرنسا الدائمة في الأمم المتحدة الى نيويورك، عين مستشارا ثانيا في طهران، ثم مستشارا أولا في الرياض. ثم شغل منصب نائب مدير قسم أفريقيا الغربية في وزارة الخارجية الفرنسية، ثم سفيرا في تشاد ثم سفيرا في طهران. وقبل مجيئه الى لبنان، كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة المعهد الفرنسي".

ولفت الى أن "مبدأ الاختيار كان محرك حياته الأساسي وقد تقصد أن يختار شيئا لا يعرفه". ووصف العمل الدبلوماسي على أنه "عمل متكامل وفعلي وطويل الأمد يبدأ من عمر العشرين ويستمر حتى عمر الستين، ويفتح الطريق أمام خيارات وأبواب كثيرة لأنه متشعب، إذ يضم اختصاصات عدة مثل العلوم السياسية والتاريخ والآداب والعلوم الاجتماعية والاقتصادية... ويفسح بالمجال أمام تعلم لغات جديدة والتعرف على حضارات وثقافات وشعوب أخرى، فعندما كنت سفيرا في إيران تعلمت اللغة الفارسية وعمقت معرفتي الثقافية حول هذه الحضارة. وتتطلب الدبلوماسية احتكاكا مباشرا مع شعب البلد المضيف واحترام عاداته وتقاليده والتكيف مع وضعه الداخلي، لأن الدبلوماسية ليست مفاهيم مجردة بل فعل ملموس يتضمن مفاهيم حقيقية تحاكي الواقع وتشترط القيام بالأبحاث والتثقيف الذاتي المستمر والتواجد الدائم في قلب الحدث، وأحيانا مواجهة مخاطر محدقة مثل الحروب والمواجهات المسلحة، وكل ذلك بهدف ممارسة دبلوماسية فاعلة".

واعتبر أن "الدين يأخذ حيزا كبيرا في عالمنا اليوم، فبتنا نواجه صراعات ونزاعات ومشاكل أساسها الدين، وهنا يبرز دور الدبلوماسية في معالجة هذه المشاكل وخلق التواصل بين الشعوب وبناء جسور الالتقاء والتوافق وهدم الجدران الفاصلة وتخطي عوائق الحوار. ولا بد من الإشارة إلى أن السياسة ليست من فعل رجال السياسة والوزراء حصرا، بل هي نتاج العلاقات البشرية والتواصل والاحتكاك مع مختلف الفئات السياسية والمجتمعية".

وعن تجربته في لبنان التي بدأت في شهر تموز 2017، أشار إلى أن "لبنان هو خلاصة لثلاثة مبادئ، هي العامل العسكري والأمن والسياسة"، متطرقا إلى "الوضع السياسي الراهن وهيكلية النظام السياسي ونقاط ضعفه ودور الفئات والأحزاب السياسية".

وتناول موضوع "الصراع اللبناني - الإسرائيلي والتهديدات الإسرائيلية التي لا تزال تواجه لبنان"، منوها ب"إرادة اللبنانيين الصلبة وتمسكهم القوي بكل شبر من أرضهم ورفض التفريط بها رفضا قاطعا، علما أن هذا الصراع قد تفاقم مؤخرا بالتزامن مع اكتشاف النفط في لبنان".

ثم انتقل للحديث عن السياسة الخارجية لفرنسا في الشرق الأوسط، فاعتبر أن "تعريف العالم العربي هو أمر معقد نظرا إلى اختلاف المعايير المتبعة، أكانت جغرافية أم إيديولوجية أم سياسية. وتبرز علاقة اقتصادية مميزة بين فرنسا والعالم العربي لأنها تعتبر سوقا لتصدير البضائع العربية. أما سياسة فرنسا في العالم العربي فهي قديمة العهد وقام برسمها الجنرال ديغول وتطورت مع مرور الزمن، وهي تستند إلى ثلاثة مبادئ، أولا: السياسة الفرنسية تصنع في باريس وليس في واشنطن، ثانيا: سياسة حاسمة تجاه إسرائيل وتجاه الصراع العربي - الإسرائيلي، هذا الصراع الذي يصعب حله، ثالثا: تحمل مسؤولياتنا حول عملية إرساء الأمن في العالم العربي، لهذه الغاية شاركنا في الحرب على داعش. واللافت هو أن الرؤساء الفرنسيين المتعاقبين لطالما كانوا أوفياء لهذه السياسة وركائزها، واليوم مع الرئيس ماكرون تطبق هذه السياسة كاملة. إذا، تمتلك فرنسا جميع المقومات السياسية والاقتصادية والتاريخية لتقول كلمتها في العالم العربي وليكون لها التأثير الأكبر فيه، خصوصا وأن عدد كبير من البلدان العربية هي بلدان فرنكوفونية. أما لبنان فلطالما كان بلدا مميزا بالنسبة لفرنسا حيث يرتبطان بعلاقات إنسانية وتاريخية استثنائية".

 

نداء من "الخارجية" للبنانيين المنتشرين غير الواردة أسماؤهم في القوائم الإنتخابية

المركزية/16 شباط 2018 / لفتت وزارة الخارجية والمغتربين، "انتباه المنتشرين اللبنانيين الذين تسجلوا للاقتراع في الخارج في الانتخابات النيابية، والذين كانت طلباتهم مستوفية للشروط القانونية، لكن لم ترد أسماؤهم في القوائم الانتخابية المنشورة على الموقع الرسمي للمديرية العامة للأحوال الشخصية www.DGCS.gov.lb أو الذين وردت بعض الأخطاء في مندرجات قيدهم في القوائم المذكورة، الى أنه لا يزال في إمكانهم التقدم بطلبات إعتراض لإضافة أسمائهم أو تصحيح الخطأ في السفارات والقنصليات اللبنانية ضمن مهلة تنتهي الثلثاء في 20 شباط 2018".

وأشارت الوزارة في بيان الى ان "على الأشخاص المعنيين تعبئة النموذج المخصص للإعتراض، المتوافر على الموقع الإلكتروني www.DGCS.gov.lb ولدى أقلام النفوس كافة في لبنان، وإرفاقه بالمستندات الثبوتية اللازمة لصحة الاعتراض قبل إيداعه البعثة اللبنانية المختصة خلال المهلة المذكورة لتعذر قبول أي طلب بعد هذه المهلة. ويمكن أي شخص معني التواصل مع البعثات اللبنانية لمزيد من المساعدة والإيضاحات”. وأوضحت "الخارجية" أن "الأشخاص المعنيين هم حصرا أولئك الذين تسجلوا في الدول التي ستفتح فيها أقلام اقتراع وفقا لمرسوم دعوة الهيئات الناخبة رقم 2219 تاريخ 22 كانون الثاني 2018".

 

وزير الشؤون الإجتماعية بيار بوعاصي: تصريحات تيلرسون لم تلق صدى داخل مجلس الوزراء الكهرباء سلة مفخوتة وآلية حكومة سلام للتعيينات هي الافضل

الجمعة 16 شباط 2018 /وطنية - أكد وزير الشؤون الإجتماعية بيار بوعاصي ان "تصريحات وزير الخارجية الأميركية ريكس تلرسون لم تلق صدى داخل مجلس الوزراء ولا جديد في الموقف الاميركي تجاه "حزب الله" فمن المعروف ان واشنطن تعتبره منظمة ارهابية، ولكن المعروف ايضا ان "الحزب" جزء من الحياة السياسية في لبنان وهذا واقع قائم". وقال: "مواقف تيلرسون لم تلق صدى في الحكومة وان كنا نحن كـ"قوات" نرفض وجود اي سلاح غير شرعي خارج إطار الدولة. وإشكاليتنا الاساسية مع "حزب الله" هي في سلاحه بالاضافة الى تأثيره على السياسية الخارجية وارتباطه بإيران وطرحه الايديولوجي. لا علاقة على المستوى السياسي بيننا وبين "حزب الله" ولكن على المستوى الشخصي هناك تواصل أكان في مجلس الوزراء او مجلس النواب". وعن موضوع الغاز، شدد بو عاصي عبر قناة "المستقبل" ان "لبنان متمسك بسيادته وحدوده وهذا امر بديهي وواجب وطني وفي طبيعة الحال "القوات اللبنانية" كحزب سيادي تتمسك بذلك".

وقال: "لدينا الحدود البرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة وبلوكات النفط والملفات الثلاث مترابطة. ونحن متمسكون بحقوق لبنان وبالتالي اذا كان هناك اي اشكاليات حول هذه الملفات فلتطرح الامور وفق الاطر القانونية والدولية المعنية ولكن المبدأ هو التمسك بالسيادة وبالثروات الوطنية. الطرف الاميركي قد يلعب دور الوسيط في حل هذه الاشكاليات ولكنه لا يستطيع ان يقرر عنا. طالبنا في جلسة مجلس الوزراء امس الاستعانة بخبراء قانونيين وعلميين لشرح مسألة الحدود والترسيم لنأخذ موقفا واضحا مبنيا على اساس علمية".

وردا على سؤال في شأن التعيينات التي شهدتها الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، أوضح موقف "القوات"، قائلا: "نحن بالتأكيد مع التعيينات، لأن هناك شواغر عدة في الادارات تؤخر عمل المؤسسات، ولكن الاشكالية هي لماذا تطرح تعيينات بهذا الحجم من خارج جدول الاعمال، بغض النظر عن كفاءة الاسماء المطروحة وأهليتها. الخطوة دستوريا جائزة ولكنها غير محببة سياسيا لأنها تعطي انطباعا كأن هناك تمريرا لشيء. كيف يطلب منا كوزراء الموافقة على تعيينات غير مطلعين عليها. اطلعنا عليها في وقت مسبق وعرض السير الذاتية للاشخاص امامنا. نحن مصرون ان آلية التعيينات التي اعتمدت في عهد حكومة الرئيس سلام هي الافضل بحيث يطرح ثلاثة اسماء لكل منصب ويختار مجلس الوزراء واحدا منها. صحيح ان هذه الآلية غير ملزمة ولكنها منطقية".

وردا على سؤال، قال: "على الرغم من وجود أجحاف في حق القوات في هذا الموضوع، الا ان الاساس هو استمرارية المؤسسات".

وفي ملف الكهرباء، أشار بوعاصي الى ان "حزب "القوات" اول من طرح موضوع الكهرباء عند مناقشة الموازنة ومستمر على موقفه، لأن عجز الموازنة نتيجة عجز الكهرباء هو مليار ونصف مليار دولار".

وقال: "الكهرباء "سلة مفخوتة" والحل يجب ان يكون مستداما، وعند تأمين الكهرباء بشكل دائم يجب رفع الدعم عن الكهرباء. طرح توليد الطاقة عبر الرياح والطاقة الشمسية ولم نعترض، كما طرحت المحطات العائمة والبرية وعرض حل البواخر نحن لسنا ضد، انما يجب ان يراعي استقدامها الاصول من خلال استدراج العروض واللجوء الى دائرة المناقصات. وعلى الهامش أشير الى ان دولا كثيرة في العالم رفعت الدعم عن الكهرباء وحولت المبالغ التي كانت مخصصة لدعم المحتاجين وانا كوزير شؤون اجتماعية ادعو الى ذلك".

وعن التحالفات في الانتخابات القادمة، أكد بو عاصي ان "أساس تحالفات "القوات" يرتكز على الثوابت السياسية التي تؤمن بها، والمفاوضات لتحديد التحالفات شاقة وصعبة لأن القانون جديد".

وتوقف عند مهرجان "البيال"، قائلا: إن "القوات" تمثلت بوفد كبير لأن الذكرى كبيرة ورفيق الحريري رجل كبير كان له حضور سياسي على المستوى الوطني والسني، ويمكن ملاحظة التماهي بين قواعد "القوات" و"المستقبل" من خلال حماسة جمهور "المستقبل" عند سماع كلام الحريري عن "القوات" خلال المهرجان".

وأكد "صحة ما نشر عن ان التحالف قائم مع "المستقبل" في بعلبك - الهرمل، وان مع "الاشتراكي" التقارب كبير جدا بين قواعد الطرفين التي تطالب القيادات بالتحالف وهكذا تحالفات هي الاصلب لأنها نابعة من القواعد". وأشار الى ان "التواصل قائم دائما مع "التيار" و"الكتائب" و"المردة" بغض النظر عن التحالفات". وقال: "الاساس مع "التيار الوطني الحر" مبني على ورقة التفاهم والتواصل دائم في هذا الاطار، ولكن بالطبع لم ولن نكون حزبا واحدا واللعبة الديمقراطية تأخذ مداها". أضاف: "إن الانتخابات الديمقراطية يجب ان تعكس الى حد كبير الاحجام ولكن في كل دول العالم لطبيعة قانون الانتخابات تأثير. لا احد يستطيع ان يسيطر على اللعبة السياسية في لبنان لمدى طويل فهي قائمة على تحالفات وتكتلات طابعها سياسي وظرفي، ووهج السلاح لن يدوم". وأخيرا، وبعدما قدم بو عاصي التعازي بوفاة الام وطفلها من آل عيتاني جراء انهيار مبنى امس، تطرق الى ملفات وزارة الشؤون، فقال: "تركيزنا اليوم على برنامج "دعم الاسر الاكثر فقرا" ولدينا 44000 عائلة بحال الفقر المدقع، وللاسف ثلث اللبنانيين بحالة الفقر جراء الوضع الاقتصادي الصعب". وردا على سؤال، قال: "من دون شك موضوع النزوح السوري ساهم في زيادة الفقر". وأكد وزير الشؤون الاجتماعية ان "تخفيض موزانة وزارته 20% سيكون ضربة قاسية لكل المحتاجين في لبنان، فهذه الموازنة لا تشكل سوى 1% من موازنة الدولة والقسم القليل للرواتب". واشار الى انه مع تخفيض الموازنة في وزارات اخرى ليست على تماس كوزارة الشؤون مع المحتاج".

 

نص خطاب السيد حسن نصرالله ليوم الجمعة 16 شباط/18

نصرالله في مهرجان حفظنا الوصية للقادة الشهداء: يجب ان نفاوض كأقوياء في ملف النفط وقانون الانتخاب مفخرة واهم انجاز سياسي في العقود الماضية

الجمعة 16 شباط 2018 

وطنية - القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في مهرجان "حفظنا الوصية" للقادة الشهداء في مجمع سيد الشهداء الرويس قال فيها:"ارحب بكم جميعا في هذا الحفل الكريم والعزيز في هذه الذكرى المجيدة من ذكرياتنا وأشكركم على هذا الحضور.

وحفظنا الوصية، عنوان إحيائنا لذكرى قادتنا الشهداء لهذا العام. وحفظنا الوصية، ونحن نخرج أو نكاد نخرج من أقسى حربٍ دولية وإقليمية على المقاومة وعلى محور المقاومة وعلى قضية المقاومة المركزية والتي هي فلسطين والقدس. حفظنا المقاومة، بعد أن خرجنا منتصرين من حرب تموز وصمدنا بعدها.

واليوم نقول لقادتنا الشهداء، لسيدنا وأستاذنا وهادينا ومرشدنا وحبيبنا سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي ولزوجته العالمة، الفاضلة، الجليلة، الشهيدة، السيدة أم ياسر، ومعهما حسين الطفل الشهيد، ولأخيه النموذج والقدوة شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب، ولقائدنا الجهادي الكبير المعلم الحاج عماد مغنية، الحاج رضوان، نقول لهم دائما كانت وصيتكم المقاومة، حفظها، قوتها، بقاؤها، عنفوانها، كرامتها، عزتها، قدرتها على صنع الانتصارات والانجازات، هذه دائما كانت الوصية، وكما صنعتم أنتم هذه المقاومة، بجهادكم، بسهركم، بتعبكم، بتضحياتكم، بدموعكم وفي نهاية المطاف بدمائكم الزكية، جاء من بعدكم من يحفظ الوصية، من قادة شهداء مضوا على طريقكم أنتم، في كل الميادين والساحات، بالتضحيات والجهاد والسهر والتعب والدموع والدماء، الدماء التي سالت فكانت بعدكم قوافل الشهداء تتتالى وتتوالى، والدماء التي ما زالت تجري في العروق وتملأ كل الميادين دون خوف أو وجل أو وهن أو ضعف.

يا قادتنا وسادتنا الكبار، هذه مسيرتكم اليوم بالـ 2018، هذه مسيرتكم أكثر من أي يوم مضى تضج بالحياة والحيوية والروح والثقة والأمل والمعنويات والقوة وبالرجال والنساء والصغار والكبار والآمال والأحلام العظيمة".

اضاف السيد نصرالله:"في ذكرى قادتنا الشهداء السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد، نستحضر فكرهم، عقلهم، خطهم، أهدافهم، أولوياتهم، ونقول هذا هو حزبكم ما زال يحمل هذا الفكر والعقل والخط والأهداف والأولويات، أنتم كنتم وما زلتم وستبقون قادة المقاومة وهداة طريقنا ودروبنا. أنتم حددتم العدو الذي ما زال عدونا، أنتم رسمتم الطريق الذي ما زلنا نسير فيه، أنتم أعلنتم الأهداف التي ما زلنا نحملها، أنتم بأنفاسكم الزكية بعثتم روحا وعزما وإرادة وقوة ما زالت تمتلئ بها صدورنا. وفي دربكم هذا كما حفظنا الوصية سوف نبقى نحفظ الوصية. نحن اليوم أحوج ما نكون يا سادتنا وقادتنا إلى ما كنتم عليه وإلى ما تركتموه لنا من إرث إنساني وإيماني وجهادي وأخلاقي، لأن التحديات بعدكم كبرت وتعاظمت وتكبر وتتعاظم كل يوم.

أيها الأخوة والأخوات، تأتي هذه الذكرى وأمامنا استحقاقات كبيرة ومهمة، أنا كالعادة سأتكلم:

أولا، بالموضوع المباشر الذي له صلة بصراعنا مع العدو الإسرائيلي.

ثانيا، بعض العناوين الإقليمية المختصرة بما يتسعه الوقت.

ثالثا، في الموضوع المحلي سأتكلم عن الانتخابات، جزء اليوم وجزء أؤجله بعد عدة أيام.

أولا: في قضية الصراع القائم فعلا، والاستحقاق الذي الآن يشغل بال اللبنانيين جميعا.

في ما يتعلق بقضية الحدود البرية والحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والثروات النفطية للبنان وخصوصا في مياه الجنوب، أولا يبدو أن المنطقة كلها - يعني دعونا نضع الإطار لا نقول فقط كأنه هناك مشكلة في المنطقة اسمها المنطقة الاقتصادية اللبنانية والبلوك التاسع الذي تحدث عنه وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان، دعونا نرى الإطار الأوسع - يبدو أن المنطقة كلها أصبحت أو دخلت علنا في قلب معركة النفط والغاز، وموضوعنا ليس موضوعا منفصلا وأنا أريد أن أقول هذه المقدمة لكي أقول: لا أحد يدير هذا الموضوع كأنه قضية منفصلة، طبعا له أسباب كثيرة، الصراع على النفط والغاز في المنطقة مسألة معروفة لا تحتاج إلى شرح، وكذلك الأطماع، لكن الذي أعطى دفعا قويا لهذه المعركة في هذه المرحلة هو وجود إدارة كإدارة ترامب، بهذه العقلية المادية وبهذا الجشع والطمع المعلن بلا خجل، (هو يقول إنه جشع ولا يستحي بنفسه)، المعركة التي فتحها الإسرائيلي على حقوق لبنان المائية والبلوك 9 وغيره هذا عنوان.

اليوم في داخل فلسطين المحتلة، في الصحافة والإعلام الإسرائيلي، في مراكز الدراسات المتخصصة، أحاديث وتقارير ودراسات عن كميات هائلة من النفط والغاز في الجولان السوري المحتل، ويجب أن تفترضوا ـ بفعل الجوار ـ في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لذلك الموضوع عنده غير قابل للنقاش، ولذلك نجد أن الاسرائيلي يحاول أن يستغل فرصة وجود ترامب والإدارة الأميركية الحالية والوضع العربي العام والصراع في سوريا ليحصل على قرار أميركي أو دولي لضم الجولان إلى الكيان الاسرائيلي لأن الجولان لم يعد فقط قضية أمن قومي ولا قضية خزان مياه هائل بل دخل أيضا في معركة الغاز والنفط.

أيضا إذا ذهبنا إلى سوريا، هناك أسباب عديدة لما حصل في سوريا، لكن الأهم أن بعض القادة العرب والأجانب وبعض الجنرالات الكبار ـ إذا كنتم تتابعون من عدة أشهر حتى في السنة الماضية ـ صدرت تقارير عديدة تتحدث عن أن ما في سوريا من ثروة نفطية وغازية في أرضها وفي بحرها هو أمر هائل وكبير، ولذلك يعتبر هذا من أحد الأسباب في الصراع على سوريا. السبب الأساسي هو موضوع المقاومة ومحور المقاومة، النظام الذي هو خارج إرادة الإدارة الأميركية، الذي لم يستسلم لإسرائيل. كل هذه الاعتبارات لكن هم قالوا والآن سيقولون وهذا الموضوع سيكبر في المرحلة المقبلة، إن أحد الأسباب هو الذي له علاقة بالنفط والغاز في سوريا، في الأرض والبحر.

الاحتلال الأمريكي لشرق سوريا (شرق الفرات) صعودا من بعد البوكمال باتجاه الحدود العراقية، صعودا باتجاه الحسكة والقامشلي، نتجه غربا إلى منبج، الآن توجد قواعد أمريكية هناك. الأمريكيون قالوا في السابق إنه عند الانتهاء من داعش سيغادرون هذه المنطقة ، انتهت داعش ولم يغادروا، وبقي جزء بسيط من داعش هم يحافظون عليه وهم يؤمنون له الملاذ الآمن وهم يمنعون أي أحد من المس بداعش، يمنعون المقاومة ويمنعون الجيش العربي السوري وحتى الروس، والصدام الأخير على هذه الخلفية، بل في ميزانية البنتاغون ـ مثل ما قرأنا ـ يوجد أكثر من 500 مليون دولار إلى 750 مليون دولار تحت عنوان قوات سوريا الديمقراطية وتحت عنوان وحدات الحماية الكردية ويصل المبلغ الى ما يقارب 750 مليون دولار في مطلع عام 2018، وهذا من أجل ماذا؟ الديمقراطية في سوريا؟ حماية الأكراد، الذين للأسف يجب أن أنصحهم بأن يبتعدوا عن التجارب السابقة. الأمريكيون يستخدمونكم أدوات في صراعهم وفي معركتهم مع النظام في سوريا ومع الجمهورية الإسلامية ومع روسيا ومع محور المقاومة حتى في جوانب أخرى وفي نهاية المطاف سيعملون بمصلحتهم ويتخلون عنكم ويبيعونكم في سوق النخاسة.

هذا المبلغ الكبير من المال لماذا؟ ويقولون إنهم باقون. حتى في قاعدة التنف هم باقون. داعش انتهت وأخرجت بالكامل من البادية السورية وهم باقون في التنف وشرق نهر الفرات لماذا؟ لأن أهم آبار النفط والغاز في سوريا موجودة في شرق سوريا. إدارة ترامب الآن ترى العراق بعيون نفطية. العراق عند ترامب وإدارة ترامب هو عبارة عن حقول نفط، ليس شعب وناس ودولة ونظام ومستقبل وأمن وبلد خارج من حرب كارثية هائلة تركت آثارا خطيرة على بنيته التحتية، ترامب يرى العراق كنفط وآبار نفط وهو أعلن خلال حملته الانتخابية (النفط): نحن أخطأنا ويجب أن نعيد إرسال قوات وأن نحافظ على آبار النفط. لذلك يجب على العراقيين أن ينتبهوا جيدا لان هذا الرجل يقوم بالإيفاء بوعوده الانتخابية، والأمر الذي أقدم علية بموضوع القدس لم يكن صغيرا على الإطلاق، وأهان واعتدى على كرامة مليارين مسلم ومسيحي بالحد الأدنى. لذلك اليوم إدارة ترامب بموضوع العراق تقول نحن لن نعيد أخطاء الماضي والأخطاء التي ارتكبتها إدارة أوباما.

إذا المقاربة في العراق هي نفطية، نضيف أنه بين تركيا وقبرص بدأ الاشكال حول النفط، ومنذ أشهر الازمة الخليجية يقال ـ ولعله صحيح ـ إن الخلفية الحقيقية هي السيطرة من قبل بعض الدولة الخليجية على ثروة قطر الغازية والنفطية. وأنتم تعلمون أن قطر تملك كميات كبيرة جدا.

إذا يوجد معركة نفط وغاز، ويديرها الأمريكي، في شرق الفرات يديرها الأمريكي، وفي العراق أيضا الأمريكي، وفي الخليج أيضا، وجميع الناس تعلم أن المشكلة بين السعودية ودولة قطر والإمارات وقطر إذا أراد ترامب أن تنتهي فستنتهي في ساعتين. وهذا الأمر كل الناس تعلمه. اليوم في الموضوع الاسرائيلي أيضا المسألة تدار بالخلفية نفسها والعقلية نفسها.

أحببت أن أبدأ بهذه المقدمة لأقول للبنانيين جميعا أننا اليوم أمام معركة يجب أن نقاربها بشكل مختلف. في يوم من الأيام عندما قام العدو الاسرائيلي باحتلال جنوب لبنان أو بعد انسحابه الى الشروط الحدودي في عام 2000، من الممكن أن البعض من اللبنانيين اعتبر أن هذه المعركة ليست معركتهم، وهذه المعركة هي لأهل الجنوب ومعركة أهل البقاع مثلا. هذا أمر مضى واليوم الثروة النفطية الموجودة في الجنوب كبقية الثروة النفطية الموجودة في لبنان هي للبنانيين جميعا وهي ملك اللبنانيين وستدخل في صندوق مال اللبنانيين والشعب اللبناني الذي يتراكم عليه الديون، ومن الممكن أن تتجاوز 80 مليار دولار والآن سنقوم بجلب 17 مليار دولار دين ومن الممكن أن يصل إلى 100 مليار ويتجاوز ال 100 مليار في السنوات المقبلة، ولا يوجد لدى لبنان مصادر وموارد، ولعل الأمل الوحيد هو في هذه الثروة النفطية والغازية الموجودة في مياهنا وبحرنا ـ وكما تبين ـ الموجودة ايضا في أرضنا، وهذا الملف يجب أن يُفتح وسأتكلم في هذا الملف لاحقا".

وتابع:"هذه الثروة للبنان وهذا الأمل للبنان وهذا طريق الخلاص للبنان وهذا الاستحقاق يمكن أن يضع الاقتصاد اللبناني ومعيشة اللبنانيين وحياة اللبنانيين على طريق واعد ومختلف. كيف سنتعاطى مع هذه المعركة، البلوك 9 هي معركة الجنوب؟ كلا فهي معركة كل لبنان، المنطقة الاقتصادية في الجنوب مع فلسطين المحتلة هي معركة الجنوب؟ كلا هي معركة كل اللبنانيين.

ثانيا: يجب أن نعلم أن الموضع الأساسي للنزاع اليوم هو ليس الحدود البرية، الحدود البرية الحل لها سهل جدا والموضوع الأساسي هو الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية والمياه. الأمريكان وغيرهم يريدون إعطاءنا حقنا السهل الذي يسمى بالنقاط المتنازع عليها عند الحدود البرية ليأخذوا الحق الصعب في البحر وفي المياه والنفط، وهذا يجب أن ننتبه إليه. الآن ما يجري أن العدو يقوم بتشييد جدار وطالما أن الجدار ليس ضمن الاراضي اللبنانية يعني يقوم بتشييده في الأراضي الفلسطينية فهذا جزء من الاحتلال وجزء من ممارسات الاحتلال وهو قام بتشييد جدار داخل فلسطين المحتلة وهذا بحث آخر.

حتى الأن لم يلمس الأرض اللبنانية لذلك بالإعلام يجب أن لا ..

يعني عندما يقال إن الدولة، إن المجلس الدفاع الاعلى أتخذ قرارا والإسرائيلي مازال يبني بالجدار لا يوجد تناقض، لأن الجدار ما زال يُبنى خارج الأراضي اللبنانية، المسألة تصير عندما يبدأ البناء على الأرض اللبنانية المسماة المتنازع عليها، الدولة اللبنانية مجلس الدفاع الأعلى وفي لقاء سابق قبله، الرؤساء الثلاثة اتفقوا وأتخذ قرار بأن لبنان سيواجه، الآن يومها نرى ما الذي سوف يصير، لكن الآن المسألة ليست مسألة حدود برية بل مسألة الحدود البحرية والمياه.

ثالثا: اللبنانيون حتى الآن كانوا موحدين، وما زالوا موحدين في هذه المعركة، معركة الحدود البحرية والحقوق النفطية يعني نقول نفط وغاز كي نوفر علينا الكلام.

موحدون في الدعوة إلى الحفاظ على حقوق لبنان وحدوده وعدم التفريط بها، يجب أن نبقى موحدين، لأن وحدة الموقف اللبناني الرسمي والشعبي هي أهم، هي أهم ولا اقول الاهم، هي أهم عامل للانتصار في هذه المعركة، ولتحقيق الإنجاز في هذه المعركة. يجب على المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية أن لا تسمح للشياطين أن تلعب بين اللبنانيين لتفرق صفوفهم أو تمزق موقفهم، وأقصد بالشياطين الأمريكان، هم الشياطين على مستوى الوسوسة في هذا الملف.

رابعا: قلنا سابقا، إننا ملتزمون منذ العام 2000 وما زلنا ملتزمين أنه من موقع المقاومة نحن لا نتدخل في ترسيم الحدود البرية ولا في ترسيم الحدود البحرية، هذه مسؤولية الدولة، وبالتالي نحن قلنا للمسؤولين ما هو رأينا وما هو موقفنا، وقلنا نحن لا نتدخل لا بالأمتار ولا بالكيلومترات ولا بالطول ولا بالعرض، هذه هي مسؤولية الدولة، في العام 2000 أنا أذكركم أنا قلت عشية الانتصار نحن كمقاومة ملتزمون بكل شبر من الأرض اللبنانية التي تقول الدولة اللبنانية أنها أرض لبنانية، لست أنا المقاومة أقول انها أرض لبنانية، طبعا خلفية موقف حزب الله في هذه المسألة لا أريد ان أتحدث عنها، لكن هذا هو الموقف.

اليوم أيضا أجدد، ما دمنا في قلب هذه المعركة، لنقول: نحن خارج هذا النقاش، الحدود البرية والحدود البحرية وحقوق لبنان تحددها الدولة ومؤسسات الدولة، وهذا يعني هذا ليس امتيازا ، أنا لا أعطي امتيازا، كلا هذه مسؤوليتهم، الدفاع عن البلد مسؤولية الدولة والمقاومة جاءت كبدل عن ضائع، جاءت لتملأ الفراغ ، لا نعطي امتيازا، هذه مسؤولية الدولة ، لكن أيضا هذه المسؤولية تعني أن على المسؤولين اليوم في الدولة وعلى مؤسسات الدولة في هذا الملف التاريخي والاقتصادي والحياتي الحساس للبنانيين أن يكونوا بمستوى الثقة وبمستوى الأمانة وعلى درجة عالية من الشجاعة وتحمل المسؤولية، والشعب اللبناني الآن يتطلع إليكم، نحن جميعا معنيون ان ندعم الدولة وموقفها، أن نساندها وأن نقف إلى جانبها، في كل ما تريد وفي كل ما تطلب، لكن الدولة معنية أيضا أن يكون لها الموقف الراسخ والقوي والثابت.

خامسا: وهذه هي نقطة مهمة جدا، أن تتعامل الدولة ومعها الشعب اللبناني في هذا الملف من موقع أننا أقوياء ولسنا ضعفاء، إذا كان اللبنانيون يعتبرون أنفسهم ضعافا فهذا هو أول الوهن، خسرنا المعركة، ماذا يقولون عندنا في الضيع؟ " تخبزوا بالافراح"، خلصت، إذا في دواخل القيادات الرسمية اللبنانية والمسؤولين الرسميين اللبنانيين، إذا في دواخلهم يوجد إحساس بالخوف أو بالوهن أو بالضعف أو كنا غير قادرين على عمل شيء، أو يوجد ضغط عالمي ودولي علينا لا نستطيع أن نتحمله، قوموا إلينا لنفرط بحقوقنا وحدودنا وثرواتنا وسيادتنا، وهذا أول الوهن وهذا هو طريق الخسارة.

أريد أن أقول للجميع: نحن لبنان ولا أتكلم عن المقاومة فقط، إذا كنا موحدين وبما نملك من مقدرات وطاقات، نحن أقوياء، ويجب أن نُفاوض كأقوياء، ويجب أن يُتابع هذا الملف كأقوياء، وإسرائيل التي تهددكم أنتم تستطيعون أن تهددوها، والأمريكي إذا اتى وقال لكم: يجب أن تتجاوبوا معي كي أرد إسرائيل عنكم، قولوا للأمريكي يجب أن تعمل بمطالبنا كي نرد حزب الله عن إسرائيل.

الإسرائيلي يعلم والأمريكي يعلم، الذي أتى ليتكلم عن موضوع حزب الله، يعلم، وأريد أن أقول للبنانيين: ان القوة الوحيدة لديكم، مع الاحتفاظ بالمعادلة الذهبية، لكن في هذه المعركة، معركة النفط والغاز، القوة الوحيدة لديكم أيها اللبنانيون هي المقاومة، لأن الجيش اللبناني ممنوع عليه أن يمتلك صواريخ أرض- أرض أو أرض - بحر أو أرض - جو، ليس لأنه ضعيف، الجيش اللبناني من قيادته وضباطه ورتبائه وجنوده على مستوى عالٍ من الشجاعة والشهامة وتحمل المسؤولية، لكن ممنوع عليه هذا السلاح، من الذي يمنع هذا السلاح عن الجيش اللبناني؟ الامريكان وسوف أرجع إلى ذلك بعد قليل.

إذا، اليوم يستطيع لبنان وأي لبناني أن يقف وأن يقول: كلا، على مهلكم، إذا أردتم أن تمنعوننا فإننا سنمنعكم، وإذا قصفتمونا سوف نقصفكم، وإذا ضربتمونا سوف نضربكم، ونملك الشجاعة ونملك القوة ونملك القدرة وعدونا يعلم ذلك، وهذا ليس مجرد خطابات منذ الزمن العربي الرديء، وليس تهديدا بالهواء، الإسرائيلي يعلم ، لذلك ما نتمناه أن تتعاطى الدولة وأنتم أقوياء، أنتم فقط خذوا قرار، ونحن في هذا تحت الأمر، دعونا نجرب، لنعمل تجربة، أنتم أقوياء، الآن مجلس الدفاع الأعلى اللبناني الرسمي يأخذ قرار أن محطات الغاز والنفط الفلانية في البحر الفلسطيني الذي تغتصبه إسرائيل كيان العدو ممنوع أن تشتغل، أنا أعدكم خلال ساعات قليلة أنها لا تعود تشتغل.

يعني نحن يجب أن نتصرف أن هذه هي حقوقنا، ولا أحد يتفضل بها علينا، هذه حقوقنا ويجب أن نحصل عليها ونحن أقوياء وقادرون أن نحصل عليها.

سادسا: الوسيط الحالي، الدولة حرة أن تقبل الوسيط الذي تريده، نحن لن نضع فيتو، حتى كقوة سياسية أو كوزراء موجودين في الحكومة اللبنانية لن نضع فيتو، خير، أنتم استقبلتم الأمريكان و"موسطين" الأمريكان وتتكلمون مع الأمريكان، ماشي الحال، لكن نريد نلفت أن الأمريكي ليس وسيطا نزيها، وخصوصا إذا كان الطرف الآخر للوساطة هو الكيان الإسرائيلي، وتريدون دليلا؟ اسمعوا السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وكل الفلسطينيين، الذين قالوا بالفم الملآن على كل المنابر: أمريكا ليست وسيطا نزيها، وبعد الذي فعله ترامب بالقدس هل يوجد بعد نقاش؟ أميركا ليست وسيطا نزيها، وعليكم أن تتصرفوا مع الوسيط الأميركي أنه محامٍ للإسرائيلي، أصلا لا يوجد ثلاثة، اللبناني يفاوض الإسرائيلي الذي يمثله تيلرسون أو ساترفيلد أو إكس، هذه هي الحقيقة، وبالتالي لا تعولوا على هذه الوساطة، والأميركي لا يريد مصلحة اللبنانيين قطعا، هو يريد مصلحة الصهاينة، وهو يريد أن يأخذ أقصى ما يمكن من مياهنا وثرواتنا لمصلحة الصهاينة. بهذه الخلفية يجب أن ننتبه عندما نفاوض هؤلاء الأمريكيين، بل أكثر من ذلك، يا إخواننا ويا ناسنا ويا أخواتنا أيها الشعب اللبناني: كلكم تعرفون ماذا جرى هذا الأسبوع، هذا لا يحتاج إلى معلومات خاصة، أنه ماذا حدث مع الرؤساء ومع المسؤولين ومع الوزراء؟ هذا هم الأمريكان تكلموا عنه في العلن، أصلا لم تكن وليست هناك وساطة امريكية، الأمريكيون جاءوا للإبلاغ وللإملاء وللتهديد، ويا لبنان إذا لم تقبل بكذا وكذا الآن لن أدخل بالتفاصيل، ما في حدود وما في نفط وما في ماء ولا شركات تأتي، هذا وسيط هذا أتى ليبلغ رسائل تهديد للبنانيين، ويجب أن تقبلوا بكذا وإن لم تقبلوا فكذا وكذا. هذا وسيط، على كلٍ، حتى شكليات الوساطة هم لم يحافظوا عليها.

أريد أن أنهي هذا الجزء من الكلمة لأقول: نحن أمام استحقاق تاريخي ومهم جدا للبنان واقتصاده ومستقبله وسيادته ويجب أن نتصرف كلبنانيين جميعا موحدين وبوعي وبمسؤولية وشجاعة وأمانة وأن نؤمن بحقنا وأن نؤمن بقوتنا وأن لا نُخدع عن حقوقنا ولا نؤخذ بالتهويل والتهديد، وإنا لمنتصرون إن شاء الله.

أكيد الوحدة، والثبات، والصمود، والإخلاص والتمسك بالحقوق تجلب النصر هذا ليس فيه نقاش. نعم الأمور تستغرق وقتا وتحدث تجاذبات ومشادات لكن الأمور تنتهي إلى خير.

والنقطة الثانية أيضا بالسياق الإسرائيلي، يجب أن نبقى بكل الأحوال في الموضوع الإسرائيلي مع لبنان في كل المنطقة يجب أن نبقى يقظين وحذرين على أكثر من خط.

الآن في موضوع الحدود أو في موضوع الحرب كله قابل للنقاش وإن كان موضوع بناء الجدار والاسراع في بناء الجدار في كثير من النقاط الحدودية مع لبنان له دلالاته وحكي به سابقا، وهو على كل حال من علامات الضعف والوهن والخوف ولا يعني أن الإسرائيلي ترك البعد الهجومي ولكن أيضا أصبح يأخذ اعتبارا للبعد الدفاعي عنده وخشيته على مستعمراته وعلى الجليل وعلى الشمال هذا كله يؤخذ بعين الاعتبار، لكن هناك مسارات أخرى خطرة.

أنا في الخطاب الأخير أشرت لموضوع العمليات الأمنية الإسرائيلية في لبنان. ما حصل في صيدا من محاولة اغتيال كون الأخ الكادر من الإخوة في حماس لم يستشهد، الله سبحانه وتعالى من عليه بالحفظ، هذا ربما خفف من وطأة الأمر قليلا بالبلد، ولكن بما هي هي، القصة خطيرة جدا".

وقال نصرالله:"لست أنا اليوم أقول كمقاومة لأنني أنا متهم بالموضوع الإسرائيلي، الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية أثبتت من خلال التحقيقات والاعتقالات والأدلة الحسية أن الإسرائيليين هم الذين نفذوا هذه العملية واعتقلوا أشخاصا ومن فر إلى تركيا جاءوا به وهذا طبعا جهد مشكور للحكومة اللبنانية وللأجهزة الأمنية اللبنانية.

هذه إسرائيل نفذت عملية على الأرض اللبنانية وفي صيدا، وعملية اغتيال. هذا اعتداء على الأمن اللبناني، على السيادة اللبنانية وعلى الناس في لبنان. بالنهاية لبناني، فلسطيني، سوري، أي مقيم على الأرض اللبنانية هو مسؤولية الدولة اللبنانية. والآن الدولة ماذا ستفعل؟ الإسرائيلي سيكمل بهذا المسار أو لا يكمل هذا المسار؟ أنا قلت هذا مسار خطر وأعود وأقول هذا مسار خطير يحتاج لموقف وخطة، ولا يمكن التغاضي عن هذا المسار.

رغم أن البعض حاول أن يخفف، لكن هناك بدايات ومؤشرات إسرائيلية للتحريض على اغتيالات أخرى في لبنان. لست أنا الذي تحدثت عنها، الأجهزة الأمنية الرسمية تحدثت عنها والقضاء اللبناني تحدث عنها وهناك موقوفون عند القضاء اللبناني، ولو نفذت هذه الاغتيالات مع الوضع الموجود في لبنان لأخذت لبنان إلى الفتنة الداخلية. هذا ليس موضوعا أمنيا، هذا أمن قومي وأمن شخصي وأمن اجتماعي والذي تريدونه، الدولة ماذا ستفعل في هذا الموضوع؟ هذا بالحقيقة يحتاج إلى متابعة.

الآن أيضا لمزيد من التأمل أنا اكتفي فقط بهذا المقدار، وأقول هذا مسار لا يحسن السكوت عنه أو عدم التوقف عنده أو غض النظر عنه.

في موضوع الاستباحة الجوية للسماء. أليس لبنان دولة؟ لا يجوز بالأدبيات، وهذا لاحظته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بالأدبيات الرسمية اللبنانية نحن نتحدث عن أرض وبحر، هل نحن دولة ليس لديها سماء؟ نحن ليس لدينا سماء؟ تنازلنا وسلمنا بالسيادة الإسرائيلية على أجوائنا؟ السيادة الجوية إن صح التعبير.

الاستباحة الجوية يوميا وساعاتيا ويُعتدى من أجواء لبنان على سورية وعلى دول الجوار. هذا كيف سيتم التعامل معه؟ نحن هنا لا نتحدث عن أنه تعالوا لنتحرك، حتى لا يخرج أحد ويقول إن السيد يريد توريطنا أيضا بالحرب السورية. انظروا، سورية تدافع عن نفسها.

هنا ندخل إلى ما حدث الأسبوع الماضي بكلمتين: سورية تدافع عن نفسها: ما حصل الأسبوع الماضي طبعا هو إنجاز عسكري نوعي كبير جدا وبالتأكيد ما بعده ليس كما قبله وبالتأكيد بالحد الأدنى الأدنى الأدنى الأدنى الأدنى مهما تواضعنا بدلالات الحدث بالنسبة للاسرائيلي لم يعد يأخذ راحته كما حصل في موضوع البحر يوم ساعر خمسة في حرب تموز. الآن الإسرائيلي يجري حساباته ويقيس بالأمتار أين يقرب أين يبعد أين يأتي أين يذهب بالحركة الجوية.

قطعا هذا سيترك أثارا مهمة جدا على حركة سلاح الجوي الإسرائيلي. الإسرائيليون يتحدثون عن هذا الموضوع وهذا ليس بحثنا. أنا أتحدث عن دلالات هذا الحدث وآثاره على المقاومة ومحور المقاومة ومشروع الصراع بالمنطقة لا من السياق الذي دخلت إليه.

أريد أن أقول إن القيادة السورية ومنذ مدة، منذ الراحة بالوضع الداخلي من مدة طويلة جدا اتخذوا قرارا بأن أي طائرات حربية إسرائيلية تدخل الأجواء السورية على الدفاعات الأرضية أن تواجهها، ليس هناك نقاش، وحتى إذا أطلقت صواريخ باتجاه الأراضي السورية على الدفاعات الجوية أن تواجهها، وهذا القرار ينفذ منذ عدة أشهر لكن الذي حصل الأسبوع الماضي أن المواجهة كانت حادة وأن الله سبحانه وتعلى وفق وسدد الرمية "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".

ما أريد قوله هنا: نتيجة التشويه الذي حصل خلال أسبوع، تعرفون هناك سياق يسير من سنوات اسمه التوهين بكل شيء اسمه فيه سورية، أنه في هذا التصدي الآن لماذا سقطت الطائرة الإسرائيلية، هذه المعركة كيف جرت؟ يقولون إن هذا قرار إيراني وهذا قرار روسي. هذا "كلام فاضي". القرار بالتصدي للطائرات والصواريخ الإسرائيلية في سماء سورية هو قرار سوري، قرار القيادة السورية، قرار السيد الرئيس باشار الأسد فقط. الحلفاء أخذوا علما أنه نحن عممنا هذا القرار، خذوا علما، كونوا بالصورة، هذا القرا ر بالتنفيذ. على أساس أن هذا من باب الاستهانة بكل شيء اسمه جيش سوري واسمه جيوش عربية واسمه عرب و"اسمه مدري شو". والله من الذي أسقط الطائرة؟ من الجالس على الدفاعات الجوية وأسقط الطائرة؟ هؤلاء الإيرانيون، لا هؤلاء الروس، شوي تنزلوا هؤلاء حزب الله. لا "حبيباتي" الذي أسقط الطائرة والجالس على الدفاعات الجوية في سورية هم ضباط وجنود الجيش العربي السوري البواسل.

نحن خلال السنوات السبع اختلطنا معهم أكثر مما كانوا في لبنان. عندما كانوا في لبنان لم نكن أصحاب كثيرا. نحن اختلطنا معهم أكثر ووجدنا لدى الضباط والجنود في الجيش العربي السوري من العلم والمعرفة والخبرة واليقظة والشجاعة والدقة ما يضعه في مستوى راقٍ وعالٍ جدا.

لمَ هذا التوهين، لمَ هذا الإسفاف في توصيف حقيقة يجب أن نفخر بها جميعا، من يتفق مع النظام في سورية ومن يختلف معه في أي مكان في العالم العربي والإسلامي، يجب أن يفخر بهذا العمل البطولي الذي قام به الجيش العربي السوري ودفاعاته الجوية وبقرار من قيادته السورية.

هذا يجب أن يكون مفخرة.

طبعا نحن نوجه دائما التحية ونعبر عن اعتزازنا وفخرنا بهذه اليقظة وبهذه البسالة وبهذا العمل البطولي.

نعود إلينا. ماذا عن هذه الاستباحة؟ حتى متى ستستمر؟ عندما جاء تيرلسون أمس وقبله جاءه ساترفلد ممكن أحد ـ نحن طبعا لا نتوقع أبدا ـ لكن لأحد أن يفترض أنه والله جاء الأمريكي يقول للمسؤولين اللبنانيين نحن معكم وإلى جانبكم وسنمنع إسرائيل من تفجير الوضع الأمني في لبنان ولن نسمح لإسرائيل أن تخترق سيادتكم وسنعطيكم حقوقكم بالمياه. مثلا ميزانية البنتاغون كم طلبوا لإسرائيل؟ لا أعرف إن وافقوا عليها أم لا. طلب البنتاغون مساعدة لإسرائيل ولعلها مساعدة عسكرية 3 مليار و300 مليون دولار، يا أخي ممكن أنا أكون مشتبه ب300 مليون يا أخي بلا 300 مليون ثلاثة مليار دولار مساعدة عسكرية لإسرائيل، الجيش اللبناني أميركا تدعمه وتساعده وستساعده، كم؟ 40 مليون دولار، 50 مليون دولار، يا اخي 100 و150 مليون دولار، يعني هم يضحكون على من؟

يعطي أهم طائرات استراتيجية اميركية لاسرائيل، ولبنان ليس لا يعطى طائرات، لا يعطى دفاع جوي فقط ليدافع عن نفسه، يحمي نفسه، يحمي سيادته.

بكل الأحوال، أنا ما أقوله هنا إنه في هذه المرحلة كلا، الموضوع الاسرائيلي لا أعتقد أنه هناك في لبنان من يناقش، في عام 1982 حزب الله وحركة امل والقيادات السياسية والأحزاب الوطنية والإسلامية واجهها كثير من الأصوات، صار هناك نقاش في البلد، إسرائيل عدو، ليست عدوا، لها أطماع، ليس لها أطماع، حسنا، انتهينا، اليوم بعد الذي حصل ويحصل، هل هناك لبناني يناقش في أطماع إسرائيل بلبنان؟! لا يوجد، لا أعتقد أنه يوجد أحد يناقش، هل من أحد يناقش على انه بناء على هذه الاطماع يوجد تهديدات إسرائيلية للبنان؟ يفترض أن لا يناقش أحد، هذا الموضوع له علاقة بسلاح حزب الله، الاميركي بدل أن يأتي ليعالج الاسباب، هو يريد أن يعالج النتيجة.

حسنا، نحن من أجل أن نواجه هذه الاطماع وهذه التهديدات لدينا عناصر قوة، هو يريد أن يسلب لبنان عناصر القوة التي لديه، بكل الأحوال، نحن في الموضوع هذا عموما، نحن حذرون ويقظون، أنا لا أريد أن أقول إن الأمور ذاهبة إلى حرب كما تقول وسائل الاعلام وكتابات ومقالات. أنا بموضوع الحرب أقول ما قلته في كل خطاب سابق، له حسابات معقدة، طبعا، إذا قال الاسرائيلي إنه لا يريد حربا لن نصدقه أنه قطعا لا يريد حربا، قد يريد وقد لا يريد. الذي يمنع الاسرائيلي من الحرب هو عدم يقينه بالنصر، وهذه المعادلة التي كرسها قادتنا الشهداء.

حسنا، أنتقل إلى الوضع الاقليمي في نقطتين أو ثلاث سريعات من السياق نفسه.

فلسطين: استمرار الحصار الأمريكي للشعب الفلسطيني، منع المساعدات عن السلطة الفلسطينية التي هي بالنهاية تحمل مسؤوليات معينة في الموضوع الاجتماعي والحياتي والمالي الخ... وضع حركات مقاومة فلسطينية وقادة حركات مقاومة فلسطينية على لوائح الارهاب، عقوبات جديدة في مجلس النواب الاميركي على حركات فلسطينية، والمزيد من الضغط، لكن الذي يبقى يمثل عامل الأمل الذي يجب أن نؤكد عليه وندعمه بقوة هو الإجماع الفلسطيني في رفض قرار ترامب، والإجماع الفلسطيني في رفض الخضوع لصفقة القرن، وهذه هي المواقف المعلنة.

والشعب الفلسطيني الذي قدم خلال الأسابيع القليلة الماضية نماذج، أكتفي بثلاثة أسماء:

الشهيد ابن الشهيد، الشهيد أحمد جرار، هذا نموذج راقٍ عالٍ، هذا يجب أن تقف عنده كل الأمة وليس فقط الشعب الفلسطيني، شاب واحد، كادر، وقف في مواجهة الجيش الإسرائيلي والعنجهية الإسرائيلية، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية. حسنا، هذا المقاتل قضي له بالشهادة، طبعا الشهيد احمد ايضا، ومنطق والدته، الذي سمعناه كلنا على وسائل الإعلام.

اثنان: الفتاة عهد التميمي، موقف جريء، شجاع، هذه الفتاة التي تصفع الجنود الإسرائيليين وتقف في وجههم وبالمحكمة تقف، وأمها وأبوها يقولون لها كوني صامدة وقوية وشجاعة وثابتة.

ثالثا: عمر العبد، الذي حوكم أمس، أربع مؤبدات ومنع إدخاله في أي صفقة تبادل. كيف يقابل المؤبدات الأربعة؟ بالابتسامة، ويغضب ليبرمان. أنا الذي لفتني غضب ليبرمان، انه انظروا إلى هذا، حكمنا عليه أربع مؤبدات ولا نريد أن نفاوض عليه، ويقابل هذا بالابتسامة.

هذا هو الشعب الفلسطيني، نحن عندما نتكلم عن أمل وعن مستقبل وعن آفاق هذا الصراع، لأننا نراهن على هؤلاء الناس، وهؤلاء من بيئتهم، أبناء بيئتهم، ليسوا معزولين عن هذه البيئة.

النقطة التي بعدها: عندنا في شباط ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في ايران، يعني لدينا 39 سنة على قيام نظام الجمهورية الإسلامية الذي صنعته الثورة الإسلامية، الثورة الإسلامية أسقطت نظام الشاه، الشعب الإيراني بإرادته واستفتائه أوجد نظام الجمهورية الاسلامية ودستور الجمهورية الاسلامية، 39 سنة، الشعب الإيراني يبني هذه الدولة وهذا النظام وهذه الجمهورية ويدافع عن استقلالها الحقيقي. إيران دولة ليس هناك في العالم من يتدخل في قراراتها، أبدا، لا في دستورها ولا في قوانينها، ولا سياساتها ولا استراتيجياتها، ولا برامجها ولا شيء، ويدافع عن استقلالها وسيادتها وعن حضورها، وعن قوتها وعن نموها، و 39 سنة من العدوان الأميركي الغربي وبعض العربي على هذا الشعب وعلى هذا النظام وعلى هذه الدولة، يقابل بالمزيد من الصمود. رهانات سمعناها قبل اسابيع، بالامس شاهدنا بأم العين المظاهرات المليونية في المدن الإيرانية".

واردف:"نحن في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية نعبر عن اعتزازنا وتحياتنا وافتخارنا وحبنا وإيماننا بهذه الثورة الإسلامية المباركة، بهذا النظام الإسلامي المبارك، ووقوفه إلى جانب لبنان وفلسطين وسورية والعراق والبحرين واليمن وشعوب الأمة العربية وحقوق العرب والمسلمين وتحمل التبعات في هذا الوقوف والصمود. ونوجه باسمكم جميعا كل التحايا إلى سماحة الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، وإلى كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية وإلى أبناء هذا الشعب العزيز فردا فردا.

وهنا طبعا بين هلالين، هذا إن شاء الله نتوسع فيه لاحقا لأنهم يشتغلون عليه، الاميركيون يأتون ليساعدونا كلبنانيين، ليمنعوا التدخل الإيراني في لبنان. سأكتفي بجملة برسم كل اللبنانيين: دلوني على التدخل الإيراني في لبنان؟ دلوني على تدخل واحد فقط، أقبل بمثل واحد أن حزب الله يمثل المصالح الإيرانية، ما هي المصلحة الإيرانية التي يخدمها حزب الله في لبنان وهي ليست مصلحة لبنانية؟ هذا ظلم كبير أن يقال هذا. أنا اقول لكم ونحن حلفاء إيران وأصدقاء إيران ونعتز ونفتخر بهذه العلاقة الاستراتيجية العقائدية الإيمانية، فلتصفوها كيفما يحلو لكم، إيران لا تتدخل في لبنان في شيء على الاطلاق، أبدا، لا بالاستحقاق الرئاسي، لا هي تقول ضعوا فيتو على الرئيس فلان أو فلتأتوا بفلان رئيسا، بينما يوجد دول تضع فيتو وترفع فيتو، إيران لا تفعل ذلك، لا أن يقبلوا بفلان رئيس حكومة ولا وضعوا فيتو على فلان رئيس حكومة، لكن يوجد دول تضع فيتو، أيضا، تحتجز رئيس حكومة، ليس فقط تضع فيتو. الآن هناك انتخابات نيابية في لبنان، أين يتدخل الإيراني في الانتخابات النيابية في لبنان، ولكن أحدد لكم عواصم وسفارات ودول، سنأتي بعد قليل على الاستحقاق النيابي. على كل لا أريد أن أطيل بهذه النقطة، فلندع الشعارات وما شاكل، أعطني مثلا، أين تدخلت ايران في الشأن الداخلي اللبناني؟ أين قررت إيران بالنيابة عن اللبنانيين؟

هذا سؤال أول، والسؤال الثاني، أعطني مثلا واحدا عن عمل قام به حزب الله ليس لمصلحة لبنان وإنما لمصلحة ايران؟ ونخرج من الادعاءات العريضة، إيران بالنسبة للبنان، هي حليف وشقيق وأخ وصديق، هي لا تريد لهذا اللبنان إلا كل الخير وهي قدمت كل ما تستطيع، وحاضرة أن تقدم ليس فقط في البعد المقاوم، في تسليح الجيش، في البعد الانمائي، في موضوع النفط، في موضوع الكهرباء، ولكن أنا قلت سابقا وأعيد وأقول لكم أيها اللبنانيون، حكومتكم لا تريد، يوجد دولة تقول أنا جاهزة لكي أساعد بكل شيء، وأكون معكم بكل شيء، ليس فقط بالمقاومة، يوجد مشكلة هنا، وليس هناك.

النقطة التي تليها، أيضا من ذكريات شباط: سبع سنوات مضت على الانتفاضة الشعبية السلمية في البحرين، صمود وثبات وتحدي، علماء في الإقامة الجبرية، سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، علماء ورموز وشباب وآلاف الشباب في السجون، لكن المظاهرات لم تتوقف، الأحكام القضائية التعسفية، تنفيذ أحكام أعدام تعسفية.

لم يتوقف هذا الشعب، وأنا أقول لكم بحسب معلوماتي هو لن يتوقف، لا بعد سبع سنوات ولا ثماني سنوات ولا عشر سنوات، وهو مصر على مطالبه المحقة. هذه دماء سجنائه وهذه مظلومية مساجينه وهذه آلام ومعاناة عوائله وأسراه ومعتقليه وأمهات وآباء الشهداء.

لكن هناك موضوع سألفت له في البحرين وهو خطير جدا. في يوم من الأيام أنا قلت إن المشروع الذي يجري في البحرين هو تغيير ديموغرافي وأشبه بالمشروع الإسرائيلي، وهناك اناس انتقدوا. أعيد وأؤكد على هذا الموضوع، لعله البلد الوحيد في العالم الذي يعاقب، يمكن يوجد بلد ثانٍ أو ثالث من باب الاحتياط الذي يعاقب بسحب الجنسية، يعني الحكومة البحرانية تأتي من كل العالم تعطي جنسيات، ومن يود أن يرى على مواقع التواصل ستشاهدون أناشيد للبحرين وتتغنى بالبحرين ونحن بحارنة ولكن باللغة الهندية والباكستانية وغيرها ولا تفهم عليهم ماذا يتكلمون ويتكلم القليل من العربي "المطبش"، يجلب ويجنس ويعاقب بسحب الجنسية من أهل البحرين الأصليين. والمصيبة أن الحكومة والسلطة التي تسحب الجنسية من البحرينيين الأصليين هم ليسوا بحرينيين أصليين، هم جيء بهم إلى البحرين ليحكموا في البحرين.

أيضا بعد مضي 7 سنوات نحن لا نستطيع سوى أن نقول هذا الموقف الإعلامي. ماذا نستطيع أن نفعل؟ ولكن لهذا الشعب المظلوم المضطهد نؤكد وقوفنا إلى جانبه ودعاءنا له ومساندتنا له، طبعا ما نُتهم به هذا غير صحيح لكن الكلام والموقف الإعلامي ايضا مطلوب في هذا السياق".

اضاف:"قبل أن أنهي أريد أن أدخل على موضوع الانتخابات في آخر مقطع، أيضا في اليمن ليس لدي شيء جديد أتكلم به، لكن أرى من الواجب الأخلاقي أمام هذا السكوت العالمي، كل العالم والمؤسسات الدولية يتكلمون عن 20 مليون جائع ويتكلم عن مئات آلاف الإصابات بالكوليرا، نرى يوميا القصف ما زال مستمرا ما زال متواصلا، المجازر اليومية، وصمت عالمي، صمت عالمي، صمت عالمي.

الملفت يا إخوان ويا أخوات أن في هذا العالم العربي والإسلامي وفي هذا العالم أصوات قليلة تتحدث عن مظلومية الشعب اليمني من جملتها صوتنا، ومع ذلك هذا الصوت يراد له أن يسكت ويراد له أن يصمت، ويهدد لبنان، ونهدد نحن، ويهدد اللبنانيون، لماذا؟ لأنه يوجد شخص في لبنان أو يوجد جهة في لبنان تقف وتقول بين مناسبة وأخرى "يا عمي" هذا الذي يحصل في اليمن عدوان كبير وظلم عظيم واضطهاد ومجازر ووحشية. يا عالم يا عرب يا مسلمين أوقفوا هذا العدوان، حتى هذا الصوت الذي قد لا يقدم ولا يؤخر وإنما يسجل موقفا للدنيا والآخرة المطلوب منه أن يصمت، وأنا اقول لكم: لن يصمت بإذن الله سبحانه وتعالى لأن هذا أضعف الإيمان اتجاه الشعب اليمني الصامد والمقاتل".

اضاف:"الانتخابات المقطع الأخير، هنا سنتحدث بهدوء وأن شاء الله لا أطيل عليكم، نحن لدينا استحقاق انتخابي، لدينا قانون انتخابات على أساس النسبية وهو قانون عادل بالرغم من انه كان يمكن أن يكون أفضل، يعني بموضوع الدوائر وبمسائل أخرى، ولكن هذا القانون وبما فيه هو أفضل قانون انتخابي في تاريخ لبنان، واحد.

ثانيا، هذا القانون الذي يحاول البعض أن يقول إن هذا قانون حزب الله ـ يا عمي والله ليس قانون حزب الله، هذا شبيه بحكومة الرئيس ميقاتي وقيل كلها حكومة حزب الله ـ هذا ليس قانون حزب الله، نعم حزب الله كان شريكا في صنع هذا القانون وفاعلا ومؤثرا في صنع هذا القانون، لكن هذا قانون توافقت عليه القوى السياسية. وعلى كل حال إذا اعتبرتموه قانون حزب الله أو لم تعتبروه أنا أقول لكم إن هذا القانون الانتخابي الجديد في لبنان هو مفخرة سياسية وهو أهم إنجاز سياسي في العقود الماضية، اتركوا اتفاق الطائف جانبا، إذا أردنا أن نتكلم بالإنجاز السياسي، هذا من أهم الإنجازات السياسية بالبلد ويجب أن نتعاطى معه على هذا الأساس.

أهمية هذا القانون انه فتح المجال لكل من له حجم شعبي أن يدخل ويتمثل في مجلس النواب وكل ما كان يقال عن المحادل انتهى، الآن لم يعد هناك محادل ولكن مع ذلك يوجد أناس مصرون على أن يتكلموا عن المحادل ـ والله يا عمي لا يوجد محادل ـ لا يوجد أي محدلة في أي مكان، يوجد حاصل انتخابي، أنت لديك أناس؟ أنت لديك شعبية؟ تحصل حاصل انتخابي؟ ليس النصف زائد واحد بل حاصل انتخابي تأخذ مقعدا في مجلس النواب.

من نتائج هذا القانون أن الانتخابات في هذه السنة لا توجد انتخابات كسر عظم، لا يستطيع أن يخوض أحد انتخابات كسر عظم كما يقال لأن القانون لا يتيح شيئا من هذا، القانون الأكثري نعم يأخذ كل الدوائر إلى معارك كسر عظم، أما القانون النسبي كلا، كل شخص يأخذ حصته ويأخذ حجمه ويأخذ وضعه الطبيعي ولا يستطيع أحد أن يكسر الثاني، وهذا مفترض أن يأخذنا على انتخابات هادئة، انتخابات لا تثير فتنة في البلد لأنه لا يوجد كسر عظم.

النقطة التي بعدها، نحن ذاهبون إلى انتخابات لا يوجد فيها فريقان، لا يوجد انقسام عمودي، مثل انتخابات 2009 أو قبل، 2009 بالتحديد، لا يوجد فريقان، فريق 8 اذار ومتحالف من التيار الوطني الحر وفريق 14 آذار، كلا اليوم يوجد قوى سياسية ستشكل لوائح، يوجد أناس لونهم أو اسمهم بحسب السابق ـ لأنه الآن يوجد نقاش في البلد هل ما زال يوجد 14 اذار أو لم يعد؟ هل يوجد 8 آذار أم لا؟ أنا لا أريد أن أدخل في هذا النقاش ـ لكن اليوم يوجد قوى سياسية محسوبة على 14 اذار ستتنافس في دوائر واحدة، ويوجد ناس وقوى سياسية محسوبة على 8 اذار ربما تتنافس في دوائر واحدة، يعني بأن تروا أكثر من لائحة من محسوبين على 8 آذار، وسترون داخل دوائر أناس من قوى 14 آذار متحالفة مع التيار الوطني الحر على سبيل المثال أو مع ناس من قوى 8 آذار، اختلط الحابل بالنابل.

ولذلك اليوم لا يستطيع أحد أن يقدم المعركة الانتخابية بعام 2018 على أنها معركة مكاسرة بين فريقين سياسيين كبيرين في البلد أبدا، ولذلك يمكن أن نتحالف نحن أيضا هنا (دائرة معينة) وأن لا نتحالف هنا (دائرة اخرى) حتى داخل دائرة الحلفاء أنفسهمـ سأعود اليها بعد قليل.

بناء على كل هذا التوصيف، هذا الوصف الحقيقي اليوم للانتخابات، سنرى على سبيل المثال ممكن أن يتحالف تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وغيرهم في هذه الدائرة ويتنافسون في تلك الدائرة، نحن وحركة امل متحالفون في كل الدوائر، ممكن نحن وأمل أو نحن لوحدنا متحالفون مع التيار الوطني الحر في هذه الدائرة ومتنافسون في الدائرة الثانية، وممكن أن تشاهدوا الحزب الفلاني من 8 اذار مع الحزب الفلاني من 8 اذار متنافسون في الدائرة الفلانية.

هذا قادم في الانتخابات، هذا طبيعي، واسمحوا للقوى السياسية أن تذهب وتشتغل انتخابات وهذا نحن تكلمنا به لكل حلفائنا ولكل أصدقائنا وقلنا لهم خذوا راحتكم، خذوا الخيارات التي ترونها مناسبة، تحالفوا مع من تريدون، اشتغلوا مصلحتكم، وما يُذكر في بعض وسائل الاعلام انا اريد ان انفيه نحن لا نفرض لوائح ولا نفرض مرشحين على لوائح ولا نفرض مرشحين على قوة سياسية معينة بأن نأتي ونقول للحزب الفلاني رشح فلان، أبدا.

نعم نحن نحب أن يكون كل اصدقائنا وحلفائنا في لوائح موحدة ومشتركة، اكيد نحب واكيد نحاول ان نساعد ولكن لا نفرض على أحد شيئا، وان يراعي كل شخص مصلحته في الكامل، مصلحته الإنتخابية، مصلحته السياسية، الحساسيات الموجودة في البلد، يريد ان يأخذ الحساسيات الموجودة في الاقليم في المنطقة يأخذ راحته.

يوجد اثنان، وهذا المميز الى حد الان يوجد اثنان حسموا خيارهم في كل لبنان حزب الله وحركة امل انتهينا ومبكرا ومنذ اشهر. اما بقية القوى السياسية يمكن ان تتحالف هنا ويمكن ان تتنافس هنا، هذا سيظهر عندما تتشكل اللاوائح.

بناء على كل ما تقدم، اللغة التي نسمعها منذ اسابيع وتحاول ان توجد عنوانا لمعركة اسمها ان حزب الله يريد أن يحصل في الإنتخابات النيابية المقبلة على الأغلبية في المجلس النيابي هذا كلام ليس له اي أساس، ومن اجل ان لا اطيل هذه الفقرة لماذا هذا الكلام؟

هناك أناس ممكن لا يوجد مانع أن تكون لعدة الأسباب، أناس يريدون أن يخوفوا بعض الدول وبعض الإقليم، يا أمريكا، يا سعودية، يا إمارات، أدركونا، أغيثونا، هذا القانون يُعطي حزب الله أغلبية بالمجلس النيابي، "لحقونا"، أعطونا دعم مالي ودعم إعلامي وصالحونا مع بعضنا وجمعونا وضعونا في لوائح واحدة وافرضونا على بعضنا البعض وإلا حزب الله سيأكل مجلس النواب، يمكن أن يكون هذا سبب، طبعا سبب كاذب، مخادع، هو يوجد قوى سياسية من زمان تبيع بضاعة لبنانية مغشوشة للعالم، من زمان.

حسنا، من الممكن أن يكون السبب أنه ضغط من أجل تعديل قانون الانتخاب بحجة أن هذا القانون يؤدي إلى أن يصبح حزب الله أغلبية في المجلس النيابي، يمكن للحصول على مزيد من الضغط على حزب الله، ويجب أن نتوقع من هنا للانتخابات، عقوبات مالية ولوائح إرهاب وأسماء على لوائح الإرهاب، ومجددا محكمة دولية، المحكمة الدولية السياسية المسيسة الخاضعة للاعتبارات السياسية توقعوا من هنا للانتخابات أيضا أن تدخل في المعركة الانتخابية لأنها محكمة سياسية، للأسف الشديد مجددا توظيف دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري في المعارك السياسية.

من الممكن أن يكون هناك عدة أسباب، لكن الإجابة في لبنان بحسب هذا القانون، ليس حزب الله، لا يوجد حزب سياسي في لبنان مهما عظم شأنه يستطيع أن يحصل على أغلبية في المجلس النيابي، حتى لما تنتهي الانتخابات أيضا، انتبهوا جيدا، انتبهوا جيدا، لا يخرج أحد يعمل انجازات وهمية، مثل: لقد منعنا حزب الله من الحصول على الأغلبية في المجلس النيابي، ما هذا الكلام الفارغ؟ أنت تقاتل الهواء حبيبي، أنت واقف على المرآة وتقاتل نفسك، لا يوجد في لبنان حزب سياسي مهما عظم شأنه وكبر حجمه يمكنه أن يحصل على أغلبية في المجلس النيابي، وطالما أن الانتخابات هي ليست بين فريقين ولا يوجد انقسام عامودي في لبنان، إذا لا يوجد فريق يستطيع أن يخرج بنهاية الانتخابات ويقول فريقنا حصل على الأغلبية النيابية، لأن الناس تحالفت ضد بعضها وتحالفت مع بعضها وخصوم تحالفوا مع بعضهم، كيف ستستخرج هذه النتيجة.

لذلك، الآن نحن ذاهبون إلى الانتخابات، دعونا نضعها بجو بارد قليلا، وبموضوع التحالفات أيضا نحسمها، نحن وأمل انتهينا، متحالفون من زمان وانتهينا، طبعا مع قوى 8 آذار متفاهمون، ليس لدينا مشكلة وطبيعي وهذا قلناه من الأول.

مع القوات اللبنانية - لا التيار الوطني أتركه للآخر - مع القوات اللبنانية لا يوجد تحالف، طبيعي، لأنه لا نلتقي بالسياسة ولا نلتقي بالانتخابات، هذا طبيعي يعني، وهذه لا يمكن أن يعمل فيها رجولة، لا نحن ولا هم.

بالنسبة لتيار المستقبل، منذ شهر، شهرين، كلما تأتي مناسبة (يقولون): سنتحالف مع الجميع إلا مع حزب الله، سنتحالف إلا مع حزب الله. يا أخي من طلب أن يتحالف معكم، أريحوا نفسكم ولا تنضغطوا، يا شباب ولا تنحشروا أنتم لست "مزنوقين" لستم مضطرين أن تعصبوا، ولا شيء، أصلا هذا الأمر لم يكن مطروحا وليس مطروحا ولم يكن في بالنا، فلا يوجد داعٍ، يعني تيار المستقبل يمكن أن يريح أعصابه على الآخر، الآن إذا هو يعتبر أن معركته الانتخابية مع حزب الله أنا أحب أن أقول لكم نحن معركتنا الانتخابية ليست مع أحد، نحن في لبنان 2018 ليس عندنا معركة انتخابية مع أحد، هناك قانون انتخابي كل واحد يستطيع أن يحكي الذي عنده ويأخذ حصته بحسب القانون النسبي ولا يحتاج إلى معارك بهذا المستوى أو اصطناع عناوين أو ما شاكل.

مع التيار الوطني الحر، التحالف السياسي قوي ومتين، التفاهم ثابت وصامد، الآن طبيعي نحن لم نصبح حزب واحد، ممكن أحيانا نختلف في بعض المواقف،ف ي بعض الحوادث، وهذا طبعا كونه مناسبة شباطية يجب أن نؤكد عليها أيضا في 6 شباط، وهذا صامد ومكمل والعلاقة لا تهتز نتيجة موقف هنا حتى لو كانت بعض الأمور القاسية أو الصعبة أو الحادث يكون مرا يعني مثلا، لكن في نهاية المطاف هناك حرص شديد وأكيد من الطرفين على هذا التحالف السياسي. بالموضوع الانتخابي، الكلام بيننا حتى الآن أنه يا أخوان نحن وإياهم - نتكلم مع بعضنا يعني - نأخذ راحتنا، لسنا ملزمين بشيء، يمكن في بعض الدوائر نتحالف سويا ويمكن في بعض الدوائر نكون في لوائح متفاوتة، طالما المعركة ليست كسر عضم، يمكننا نحن والتيار الوطني الحر نرى مصالحنا الانتخابية ونخدمها وهذا لا يفسد في الود قضية.

موضوع الحزب التقدمي الاشتراكي أيضا، 8 آذار تحدثنا، 8 آذار فيها من كل الطوائف وشخصيات معروفة، أيضا هذا مفتوح للنقاش نحن لم نحسم شيئا في هذا الموضوع.

لذلك بموضوع التحالفات أيضا الأمور سهلة. وأختم بالقول إنه نحن في الحقيقة، ندعو مجددا أنه بعد كل التجارب آن للبنانيين أن يعلموا، اليوم ليس هناك أغلبية من لون واحد، ليس هناك أغلبية من فريق سياسي واحد، ولا يمكن لأحد أن يحكم هذا البلد بمعزل عن بقية القوى السياسية الأساسية، ليس فقط المكونات الطائفية، حتى القوى السياسية الأساسية، هذا بلد تركيبته، صيغته، وضعيته، حالته شراكة، طالما شراكة لا يوجد الداعي أن تفتعل العالم مشكلا كبيرا على هذا الموضوع.

يبقى بخصوص ترشيحاتنا، نحن إن شاء الله خلال هذين اليومين سنحسم بشكل نهائي أسماء مرشحي حزب الله، ليس اللوائح، اللوائح تأتي لاحقا، من سيكون بهذه اللائحة أو تلك اللائحة هذا سنتفاهم نحن وإخواننا بحركة أمل، نحن وبقية الحلفاء على تركيب اللوائح، نحن سنحسم أسماء مرشحي حزب الله الذين ينتسبون إلى حزب الله، وأنا إن شاء الله بخدمتكم يوم الإثنين أو يوم الثلاثاء، يعني ندع الموضوع مرنا، الساعة السادسة أظهر على التلفاز وأعمل مقدمة وأعلن أسماء مرشحي حزب الله لانتخابات 2018 مع الحيثيات والاعتبارات السياسية.

أكتفي بهذا المقدار بالانتخابات النيابية لأنه استحقاق سنبقى نتكلم فيه خلال الأشهر المقبلة، الشهرين الآتيين إلى مجيء يوم الاستحقاق.

وختم نصرالله :"مجددا لسيدنا السيد عباس الموسوي، لشيخنا الشيخ راغب حرب، لحبيبنا الحاج عماد مغنية، لكل قادتنا وشهدائنا وأعزائنا الذين مضوا: حفظنا الوصية وسنحفظ الوصية وسنحمل دماءكم وأهدافكم وبوجوهكم وأسمائكم وفكركم وعقلكم وإرشاداتكم وهدايتكم، سنأتي بالانتصارات للبنان وفلسطين وسوريا وكل المنطقة، السلام عليكم ورحمة الله".

 

موقع “القوات” ينشر التعريب الكامل لمقال “نيويورك تايمز” عن دور مغنية باغتيال الحريري (الجزء الأول)

تعريب: صوفي شماس.

New York Times, فريق موقع القوات اللبنانية

كتب المحلل العسكري رونن بيرغمان في صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً تناول فيه عملية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق الرئيس رفيق الحريري ذكر فيه معلومات دقيقة ومفصلة تنشر للمرة الأولى، عن المراحل التي سبقت عملية الإغتيال والتحضيرات لها.

يبدأ المحلل مقاله بوصفه أحمد أبوعدس، الشاب الذي شغل الرأي العام والإعلام لمدة طويلة، بصفته الانتحاري الذي نفذ عملية الاغتيال، لينتقل بعدها إلى عمل المحققين الدولي والمحكمة، حيث يظهر مدى الاحتراف الذي يتمتع به الذين عملوا ويعملون في هذه القضية.

يعود المحلل في سرده للأحداث إلى بداية الحرب اللبنانية والاحتلال السوري للبنان والقمع الذي مارسه  بحق كل من حاول مقاومته، ويروي لقاءات الحريري المتوترة مع الرئيس السوري والتهديدات التي تلقاها قبل اغتياله، ثم تفاصيل يوم الاغتيال دقيقة بدقيقة. كما يلقي الضوء على الغزو الإسرائيلي للبنان وظروف إنشاء “حزب الله”، وبروز عماد مغنية في الحزب.

الملفت في المقال، الدور الريادي والحاسم الذي لعبه النقيب الشهيد وسام عيد في استخلاص بيانات الهواتف المحمولة لمنفذي عملية الاغتيال وتتبع المكالمات الهاتفية قبل وأثناء عملية الاغتيال، ما أدى إلى كشف معلومات خطيرة دفعت بالمتضررين إلى اغتياله.

رابط حزب الله

الجزء الأول

أحمد أبو عدس

في العام 2005، كان أحمد أبو عدس في الثانية والعشرين  من عمره  لا يزال يعيش مع والديه في بيروت، لبنان. لقد كان طيبا ويحب الناس، وقال أصدقاؤه في وقت لاحق للمحققين، إنه كان بسيطاً، كريماً وساذجاً قليلاً. كان جسديا ضعيفاً جداً. مسلم سني من أصل فلسطيني، اهتم في الفترة الأخيرة بالدين وأصبح يقضي ساعات طويلة في مسجد الجامعة العربية بالقرب من منزله.

ذات يوم، اقترب منه رجل بعد إداء الصلاة، ادعى أن اسمه محمد، وهو رجل مسلم توفي والداه عندما كان صغيراً، ونشأ وترعرع في دار أيتام مسيحي. لكنه يرغب اليوم في العودة إلى الإسلام، وتعلم كيفية الصلاة، والزواج من امرأة مسلمة. وطلب من أبو عدس مساعدته على تحقيق ذلك.

فى 15 كانون الثاني من العام 2005، اتصل محمد بأبو عدس، وأخبره أنه يحمل إليه مفاجأة. في صباح اليوم التالي، توقفت سيارة أمام منزل أبو عدس، وصعد فيها. قال لوالديه إنه سوف يعود بعد قليل لمساعدتهم على تنظيف السجاد، كما وعد. خرج أحمد من المنزل ولم يأخذ أياً من أغراضه. في اليوم التالي، اتصل محمد بعائلة أبو عدس وأخبرهم أنه ذاهب إلى العراق للانضمام إلى المقاتلين السنة هناك، وقد لا يراهم مجدداً.

تجري اليوم محاكمة خمسة عناصر من “حزب الله” غيابياً بتهمة تنفيذ الهجوم في العام 2005. المتهمون: حسين حسن عنيسي، سليم جميل عياش، أسد حسن صبرا، حسن حبيب مرعي ومصطفى أمين بدر الدين.

بعد أربعة أسابيع، في 14 شباط 2005، عند الساعة 12:55 ظهراً، دوى انفجار أمام فندق السان جورج هز وسط بيروت. دمر الانفجار قافلة من السيارات تقل إحداها  رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، ما أدى إلى استشهاده مع ثمانية من مرافقيه و13 شخصاً مدنياً من المارة.

بعد وقوع الانفجار بفترة قصيرة، اتصل شخص مجهول ادعى أنه يتحدث باسم تنظيم “النصرة والجهاد في بلاد الشام”، وأبلغ مراسل “قناة الجزيرة” في بيروت بوجود شريط فيديو وضعه الانتحاري على شجرة في ساحة رياض الصلح، على بعد بضعة أبنية من مكان الانفجار، وإن لم يتم أخذه في غضون 15 دقيقة، فإنه سوف يختفي. وجد فني “الجزيرة” الشريط، لكن القناة تريثت في بث محتوياته حتى الساعة الخامسة من بعد الظهر بعد اتصال تهديد من الشخص المجهول نفسه.

في التسجيل، بدا أحمد أبو عدس شاحباً، هزيلاً وملتحياً، وهو يقرأ ورقة مرتدياً ملابس رياضية سوداء وعمامة بيضاء. “بسم الله،  وللانتقام من الشهداء الأبرياء الذين قتلوا على يد قوات أمن النظام السعودي الكافر، أقسمت جماعته على إنزال  العقاب العادل على وكيل ذلك النظام وأداته الرخيصة في بلاد الشام، الخاطئ، وصاحب المكاسب غير المشروعة، رفيق الحريري”. وقد أرفق التنظيم المجهول رسالة بالشريط أوضحت فيها أن الحريري، وهو مسلم سني، كان يجب أن يموت لأنه خان زملاءه السنة، وأن أبو عدس، وهو أيضا مسلم سني، هو الانتحاري الذي قتله. أصاب الاعتراف عائلة أبو عدس بالذعر، فهم لم يصدقوا الرواية.

أرسلت الأمم المتحدة فريقاً من الخبراء للمساعدة في التحقيق، وبدأ المحللون في الطب الشرعي من هولندا إعادة تجميع ما تبقى من هيكل شاحنة الميتسوبيشي كانتر التي كان يقودها الانتحاري. تمكنوا من إخراج رقم الهيكل D33-J01926، واستخلاص أن الشاحنة سرقت في اليابان، وتم شحنها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث اشتراها، قبل الهجوم، تاجر سيارات مستعملة في طرابلس، لبنان، معقل الحركات الإسلامية السنية، التي يقيم بعضها علاقة مع تنظيم “القاعدة”.

عند استجوابه من قبل محققي الأمم المتحدة في طرابلس، أوضح التاجر أن رجلين جاءا إلى متجره، وبعد مناقشة حول السعر، قدموا أسماء وأرقام هواتف وهمية لإنهاء المعاملات الرسمية. لم يكن من قبيل الصدفة أنهما اختارا معرضاً للسيارات لا يضع كاميرات مراقبة، فبدا الأمر واضحاً جداً: إنه تفجير آخر ينفذه الجهاديون السنّة.

لكن ظلت الشكوك تساور المحققين ليس فقط بشأن التصرف الغريب الذي قام به الرجل اللطيف أحمد أبو عدس والذي تمثل بقراره الفجائي بارتكاب مجزرة جماعية. فالخبراء الذين فحصوا اعترافه المسجّل لاحظوا أن النبرة والإنتاج اللذان ظهرا في الشريط لا يتطابقان مع تسجيلات الجماعات الجهادية السنيّة. كما عثر الباحثون على تناقضات خفية، أيضا، بين الشريط والرسالة، كما لو أن أحدهم خشى ألا يكون الشريط الذي تم تسجيله قبل فترة طويلة ربما من وقوع حادثة الاغتيال، وأراد أن يدعم الرواية. ثم هناك مسألة الوسائل. من الواضح أن سائق شاحنة الميتسوبيشي كان ماهرا. فقد وصل إلى موكب الحريري بدقة متناهية على الرغم من حركة المرور الكثيفة في وسط بيروت. في حين يؤكد أصدقاء أبو عدس، كما عائلته، أنه لم يقد سيارة في حياته. فهو لم يعرف حتى أن يركب دراجة.

أخيراً، كانت هناك مشكلة أدلة الحمض النووي. جمع خبراء الطب الشرعي مئات الأجزاء من الأجساد في الموقع، وجرى تحديد أكثرها بأنها تعود إلى الحريري، ومرافقيه والضحايا الأخرى المعروفة. توافقت أكثر من 100 عينة وراثيا مع بعضها البعض، ولكن ليس مع الضحايا التي تم تحديدها. أظهر النمط المبعثر لتلك الأجزاء أنها تعود إلى الشخص الأكثر قرباً من  الانفجار. كان ذلك الانتحاري. قارن المحققون هذا الحمض النووي للمادة الوراثية المأخوذة من فرشاة أسنان ابو عدس. وكانت النتائج لا لبس فيها: لم يكن أبو عدس هو الانتحاري.

دعا فريق الأمم المتحدة مزيداً من الخبراء والمتخصصين الجينيين الذي أخضعوا الرفات لتحليل النظائر – وهي عملية يمكنها أن تحدد أين عاش الشخص، ماذا كان يأكل، والهواء الذي كان يتنفسه. وخلصوا إلى أن الانتحاري أمضى الستة أشهر الأخيرة في القتال أو في التدريب العسكري، لأن جسده امتص كميات كبيرة من الرصاص. وكان أكبر جزء من الجسم تم العثور عليه هو أنفه، الذي دفع بعض المحققين إلى الاعتقاد بأنه جاء من إثيوبيا، أو الصومال أو اليمن. وقال محقق بارز طلب عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف بشأن سلامته الشخصية إن فريق التحقيق احتفظ بالأنف في محلول الفورمالين.

المحكمة

“أنف من هذا؟” أصبحت الإجابة عن هذا السؤال المروع منذ ذلك الحين الشغل الشاغل لأحد أغلى وأهم التحقيقات الجنائية، وأكثرها إثارة للجدل التي أجريت على الإطلاق.أنشأت الأمم المتحدة المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي لمتابعة التحقيق، وأصدرت النيابة العامة لوائح اتهام في العام 2011 ضد أربعة عناصر من “حزب الله”، وهي المنظمة المتشددة الأقوى في لبنان، وفي العام 2013 ضد عضو خامس. ببساطة، كانت المحكمة ضرورية بسبب الدور الفريد لـ”حزب الله” في لبنان والعالم: على الرغم من أن وزارة الخارجية الأميركية تصنّف هذا الحزب كمجوعة أجنبية إرهابية، فهذا الحزب هو أيضا حزب سياسي لديه شعبية في لبنان، وبالتالي، فمن الصعب، وربما من المستحيل، على لبنان أو على أي دولة أخرى توفير المكان المناسب لإجراء المحاكمة. لكن أمور كثيرة أخرى هي على المحك. إنها أول محاكمة دولية كبرى تتعلق ببلد عربي، وأحد أكبر التحديات التي تواجه أعضاء النيابة العامة ومحامي الدفاع على حد سواء هو، ببساطة، إظهار أن تحقيق العدالة هو أمر ممكن.

بدأ القضاة الخمس في المحكمة سماع المدعي العام ضد عياش، بدر الدين، مرعي، عنيسي وصبرا في 16 كانون الثاني 2014. وبعد سنة كاملة من الإجراءات، تمكنوا من الاستماع إلى جزء بسيط فقط من مئات الشهود والآلاف من المستندات التي تنوي النيابة العامة تقديمها. وحتى الآن، ساهمت 28 دولة، بما في ذلك لبنان والولايات المتحدة وفرنسا، بما يقارب النصف مليار دولار لتمويل التحقيق والمحاكمة التي ستكلف ربما مئات الملايين الإضافية حتى يتم إغلاق القضية، التي ستستمر على الأرجح سنتين أو ثلاث سنوات. وسوف يواجه المتهمون عقوبة السجن مدى الحياة في دولة يحددها رئيس الحكمة، في حال ثبتت إدانتهم في جميع التهم – أعمال مختلفة من الإرهاب، 22 اتهاماً بالقتل، و231 تهمة الشروع في القتل.

اتخذت المحكمة مبنى من الإسمنت مكون من سبعة طوابق كان يضم فيما مضى مكاتب الاستخبارات العامة والأمن الهولندية، وحولت ملعب كرة السلة إلى قاعة محكمة. في مستودع كبير قريب من المبنى، وضعت المستندات، بما في ذلك حطام سيارة الحريري وشاحنة الانتحاري. المجمع كبير جداً وباهت إلى حد ما. “إنه يذكرنا بقاعات المحاكم في ألمانيا الشرقية،” أحد محامي الدفاع، من باب الدعابة.

لأن الصواريخ يمكن أن تطير من خلال النوافذ، فقاعة المحكمة تخلو من النوافذ. حتى المدرجات العالية، التي كانت الجماهير تشاهد مباريات كرة السلة منها فيما مضى، غطيت بزجاج مضاد للرصاص، وتم تعتيم الجزء السفلي منها لحجب الشاهد الذي يقف تحتها. هذه التدابير ليست علامة على جنون العظمة: قد تم تهديد عدد من الشهود، واغتيال أحد المحققين.

ربما الشيء الأكثر نفوراً في هذه القاعة الراقية هو ما ليس موجودا: قفص الاتهام للمتهمين. قد لا تتمكن السلطات اللبنانية – أو قد لا تلقي  القبض على المتهمين الخمسة، ولقد تعهد أمين عام “حزب الله”، السيد حسن نصر الله، بأن الأمم المتحدة لن توقفهم مطلقا، لا في شهر،”ولا حتى في 300 سنة”. لهذا السبب، قررت المحكمة عقد محاكمة دولية غيابية للمرة الأولى منذ محكمة الحلفاء في نورمبرغ في العام 1946 حين حكمت على  مساعد هتلر، مارتن بورمان بالإعدام. يعتبر البعض أن هذه المحاكمة ليس سوى ممارسة فارغة. فبموجب القانون الدولي، لدى المتهمين المدانين غيابيا الحق في إعادة المحاكمة، ما لم تكن النيابة العامة للسلطات الي قبضت عليهم في النهاية يمكن أن تظهر أن المتهمين كانوا يعرفون أنهم كانوا في لائحة الاتهام. أما الحجة المضادة، بطبيعة الحال، هو أن المحاكمة الثانية لن تكون ممكنة من دون العمل الذي سبق لهذه المحكمة أن قامت به.

يتميز  قضاة المحكمة – وهم استرالي، وإيطالي، وجماييكي، ولبنانيان – بالسترات الحمراء التي يرتدونها فوق عباءاتهم ذات الأكمام الحمراء أيضا. يترأس الجلسات القاضي الاسترالي ، ديفيد ري، وهو قاض مخضرم  في المحاكم الدولية خاصة للبوسنة والهرسك ويوغوسلافيا السابقة. العديد من القضاة والمحامين الآخرين الذين يتعاطون في القضية، هم مثل ري، لديهم خبرة مهنية طويلة في الخدمة في هذه المحاكم الدولية.

تسمح موازنة المحكمة للمحامين بتقديم مستنداتهم في أوضح صورة ممكنة. خلال بعض جلسات الاستماع، قدم المدعون العامون نماذج ملفتة بدقتها لمكان التفجير لما قبل وبعد عملية الاغتيال على طاولة هائلة في وسط الغرفة. ركز صناع النموذج، الذين أمضوا أسابيع لبنائها، تركيزاً خاصاً على استنتاج دقيق للدمار، حتى الأضرار التي لحقت بالأشجار. تتم الإجراءات باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية، ويتم التدوين في جميع اللغات الثلاث.

من المرجح أن تنشى العملية في لاهاي سوابق جديدة في قناعات القتل على أساس الأدلة الظرفية أيضا. مقابل مئات الملايين من الدولارات التي أنفقت على التحقيق، لم تنتج النيابة أي دليل مباشر، ناهيك عن تأمين التعاون مع أي من المتهمين أو شركائهم المحتملين. تستند قضيتها إلى حد كبير إلى سجلات العشرات من الهواتف المحمولة التي تدعي أنها استخدمت من قبل القتلة، ومن بينهم المتهمين الخمسة.

حضر العديد من الجرحى في الانفجار وأفراد عائلات الذين قتلوا جلسة افتتاح المحاكمة. لقد اعتبروه يوماً مبهجاً، عندما يبدأ ظهور الحقيقة. كانت ندى عبد الساتر-أبو سمرا، من لبنان، أحد المحامين الذين وظفتهم المحكمة لتمثيل مصالح الضحايا. “على مدى أكثر من 40 عاما، قيل لنا إن علينا أن نغفر وننسى وفتح صفحة جديدة. طي صفحة؟ أي صفحة، إن كنا لم نقرأها حتى الآن؟ ننسى؟ ننسى ماذا؟ كيف يمكننا أن ننسى شيئاً ان كنا لا نعرفه؟ نغفر؟ يغفر لمن؟”.

رفيق الحريري

لفهم اغتيال رفيق الحريري، يجب أن نعود إلى عقود خلت، إلى العام 1975، عندما هددت الحرب الأهلية التي بدأت بين المسيحيين الموارنة والفلسطينيين بتمزيق لبنان. طلبت الحكومة من الجارة سوريا إرسال قوات، والسوريون، الذين رأوا لبنان دائماً جزءاً من سوريا الكبرى، فرحوا بهذا الالتزام. طال بقاء القوات السورية، وسرعان ما ركب حافظ الأسد، الرئيس السوري، دمى سياسية خاصة به في موقع السلطة.

إجتاح الصراع في نهاية المطاف المسيحيين والدروز، واللاجئين الفلسطينيين والمسلمين الشيعة والسنة – حرب خماسية الولاءات متغيرة باستمرار – خلفت ما لا يقل عن 120ألف شخص، ومئات الآلاف من الجرحى أو بلا مأوى. فر أكثر من مليون لبناني إلى خارج البلاد، حتى أن إيران والعراق وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وخصيصاً سوريا جعلت منه رهينة لأجندات إقليمية خاصة بها. مع استمرار الحرب، بدّل السوريون ولاءاتهم الخاصة بحسب ما يرونه مناسبا، طالما أنهم يستمرون بإدارة البلاد. استفاد رجال الأعمال السوريون من البنية التحتية المالية الأكثر تقدما في لبنان، ودخلوا تحت حماية القوات المسلحة، وانخرط الجيش السوري في تجارة المخدرات اللبنانية المتنامية.

في العام 1982، غزت إسرائيل لبنان عبر حدودها الشمالية، في مسعى منها لاجتثاث عناصر منظمة التحرير الفلسطينية. دمّر الجيش الإسرائيلي كافة المناطق حتى بيروت وأجبر منظمة التحرير الفلسطينية على الخروج من لبنان. كما هزم أيضا الجيش السوري وخاصة سلاح الجو حينما تواجه معه. عندما أدرك أنه لا يستطيع الانتصار في حرب تقليدية ضد الإسرائيليين، أتخذ الأسد، وهو مسلم علوي، مساراً مختلفاً ومفاجئاً إلى حد ما: سحب معارضته لخطة كان قد اقترحها رجال الدين الموالين لآية الله روح الله الخميني في إيران، وترتكز على إنشاء حزب سياسي شيعي في لبنان. وكان يفترض بالتنظيم الجديد أن يوفر للأقلية الشيعية بديلاً للحكومات المسيحية – السنية التي مارست التمييز ضدهم، وتأمين منظمة تعليمية، ودينية، واجتماعية، وخاصة عسكرية ممولة تمويلاً جيداً. أطلقت المنظمة التي حققت نجاحاً باهراً على نفسها اسم “حزب الله”. أمل الأسد في أن تتمكن الميليشيا الشيعية من ضرب الجيش الإسرائيلي الذي كان لا يزال يحتل “منطقة أمنية” في جنوب لبنان. وهكذا كان، فكان الرد إسرائيل باغتيال الأمين العام لحزب الله الشيخ عباس الموسوي، في شباط من العام 1992.

خلف الموسوي رجل الدين الشاب الكفوء، حسن نصر الله، وعيّن نصر الله بدوره عماد مغنية لإدارة الجناح العسكري لـ”حزب الله”. كان مغنية عبقري في الإرهاب. جعل من التفجير الانتحاري سلاحاً استراتيجياً، وسيد تكتيكات حرب العصابات، والهجمات الخاطفة والعبوات الناسفة التي يتم التحكم بها بواسطة الراديو. استنبط أيضا هدية للدعاية: كان حزب الله أول من بدأ تسجيل هجماته وبث نتائجها. هناك رأي سائد بأن عماد مغنية هو خطط ونفذ تفجير ثكنة البحرية الأميركية في العام 1983 الذي قتل 241 جندياً أميركياً و 58 جندياً فرنسياً وستة مدنيين وأدى إلى انسحاب جنود بحرية  الولايات المتحدة في العام 1984. وفي العام 2000، نجح بقيادة ميليشيا صغيرة في إجبار الجيش الإسرائيلي، أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط، على الانسحاب من جنوب لبنان.

مات الأسد في ذلك العام نفسه، واستلم ابنه بشار الأسد، الحكم في سوريا. لاحظ بشار الأسد كيف أن الشراكة بين نصرالله وعماد مغنية نجحت حيث العالم العربي بأسره، بما في ذلك والده، قد فشل، فجعل من رابط سوريا مع “حزب الله” – ورعاته في طهران – المكون المركزي للعقيدة الأمنية له. (تمت مكافأة الأسد لرهانه على حزب الله في العام 2013، عندما أرسل نصر الله قواته التي عززت الحكومة السورية ضد المتمردين عليها).

لكن داخل لبنان، بدأ الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000 يرفع الآمال بانسحاب سوري قريب. مقابل خشية قادة “حزب الله” والعديد من السياسيين المدعومين من سوريا، بدأ يتشكل تحالف مناهض لسوريا يجمع مسيحيين ودروزاً  وشخصيات سنية. وكان السياسي الأبرز في هذه المجموعة رفيق الحريري.

ولد الحريري في أسرة سنية فقيرة في جنوب لبنان في العام 1944 وجنى بسرعة ثروة كبيرة. بعد الحصول على شهادة في إدارة الأعمال من الجامعة العربية في بيروت عام 1965، انتقل إلى المملكة العربية السعودية، حيث أظهر موهبة بارعة في استكمال مشاريع ضخمة – مساجد وقصور ومراكز تسوق – بكفاءة وفي الوقت المحدد، جعلته المفضل لدى العائلة المالكة. في أوائل العام 1980 عاد الى لبنان مليارديرا لديه علاقات واسعة. في العام 1992، ترشح لمنصب رئيس الوزراء وفاز به، تحت راية تحرير الاقتصاد اللبناني. استمر في منصبه حتى العام 1998، ثم ترشح مجددا بعد عامين وتولى منصبه من العام 2000 حتى 2004.

كرئيس للوزراء، لم يواجه الحريري “حزب الله” أو السوريين بطريقة مباشرة، ولكنه في المقابل أجج هذا الصراع. واصل الجيش السوري احتلاله للبنان من الشمال، ولم تساعد كثيراً معارك “حزب الله” مع اسرائيل في الجنوب معظم الشعب اللبناني. أمنت ثروة الحريري وشعبيته – ناهيك عن تأثيره كمالك لمجموعة متنامية من الصحف اللبنانية والفرنسية ومحطات إذاعية وتلفزيون – سمعة تخطت لبنان. أراد أن يجعل من بيروت العاصمة المالية لمنطقة الشرق الأوسط، كما كانت قديماً، ووأراد أن يجعل من لبنان بلدا ليبراليا، موجها نحو الغرب. سعى الأسد للحفاظ على الوضع الراهن، عبر سيطرته على لبنان ووجود “حزب الله” كأقوى قوة عسكرية فيه.

بدأت شبكة من الناشطين مع هواتف محمولة  بمراقبة الحريري، والبقاء على مقربة منه ليلاً ونهاراً. في يوم التفجير، توقف حوالى 63 هاتفاً فوراَ ولم تعاود العمل مطلقاً.

في النهاية، انتصر الأسد – إن لم يكن في المسألة الكبرى أي الوجود السوري في لبنان، فعلى الأقل في ما إذا كان هو أم الحريري من سيحدد النتيجة. فالنضال من أجل السيطرة وجد هدفه في نزاع حول مصير اميل لحود، رئيس لبنان منذ العام 1998، الذي كان على وشك انهاء الفترة الأخيرة من ولايته. كان دور الرئيس شرفي الى حد كبير، ولكن لحود، وهو مسيحي، ساند طويلاً التورط السوري في لبنان، وقرر الأسد أن من المهم إبقاءه في منصبه، وهي خطوة تتطلب تعديل الدستور في لبنان. وقد عارض الحريري التعديل بحزم، وكان السوريون أيضا مقتنعون بأنه، ووليد جنبلاط، زعيم الدروز المعارض، كانا يعملان وراء الكواليس على مساعدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإصدار القرار رقم 1559، الذي يدعو لنزع سلاح “حزب الله” وانسحاب سوريا من لبنان.

يوم 26 آب 2004، استدعى الأسد الحريري إلى القصر الرئاسي في دمشق ليوجه إليه إنذاراً. “يجب أن يبقى لحود في منصبه”، قال الأسد، “حتى لو كانت الولايات المتحدة وفرنسا لا ترغبان في ذلك”. اعترض الحريري، ولكن الأسد حسم الموضوع،  “سيبقى لحود”. إن حاول الحريري أو جنبلاط منعه من ذلك، قال أحد الحاضرين في الاجتماع للمحكمة، سوف يدمر لبنان فوق رأسيهما. ثم كرر تهديه للحريري، “سوف أدمر لبنان على رأسك وعلى رأس جنبلاط، لذا من الأفضل لك أن تعود إلى بيروت وترتب الأمر على هذا الأساس.” (يومها نفى الأسد أن يكون قد هدد الحريري بأي شكل من الأشكال).

عاد الحريري إلى بيروت – أخبر أحد حراسه في وقت لاحق محققي الأمم المتحدة أن رئيس الوزراء شعر بالصدمة من جراء اللقاء لدرجة أن أنفه بدأ ينزف –وتوجه على الفور إلى منزل جنبلاط. كان والد الأسد أمر باغتيال والد جنبلاط، زعيم المعارضة اللبناني كمال جنبلاط، في العام 1977، وكان أيضا على الأرجح وراء اغتيال بشير الجميل، رئيس جمهورية لبنان المسيحي المنتخب في العام 1982. فكان للحريري وجنبلاط سبب وجيه للشك أن الأسد سوف يفعل الشيء نفسه معهما. ازداد الخطر في 2 أيلول، عندما أصدر مجلس الأمن القرار 1559، واشتبه السوريون أن الحريري متورط في الموضوع.

خسر الحريري تصويت البرلمان على التمديد للحود، وهدد عدد من الوزراء المدعومين من سوريا بالاستقالة، وإسقاط الحكومة، ما لم يتنح الحريري بنفسه. في أوائل أيلول، قبل موعد حفل نيله جائزة من الأمم المتحدة لإعادة إعمار لبنان، أعلن الحريري استقالته. غادر منصبه في 20 تشرين الأول 2004، وركز اهتمامه على الفور على الانتخابات النيابية المقررة في غضون ستة أشهر. من المؤكد أن حكومة جديدة، قال له مستشاريه ، سوف تضعه مرة أخرى في مكتب رئيس الوزراء.

 الاغتيال

عاش الحريري وعمل في مجمع مترامي الأطراف، مكون من تسعة طوابق، قصر قريطم. في حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم 14 شباط 2005، أخبر حراسه أنه سوف يغادر إلى موعد. كان يحب أن يقود السيارة بنفسه، حتى عندما كان رئيساً للوزراء. إنما وهو في منصبه كان يتنقل  مع 50 حارساً من قوى الأمن الداخلي. لديه الآن أربعة حراس فقط من الأمن الداخلي، ألحق بهم فريق أمنه الخاص، بقيادة يحيى العرب، المعروف باسم أبو طارق، الذي رافق الحريري منذ العام 1975، مرتديا النظارات الشمسية الداكنة وتعلو وجهه تعابير قاسية. يحمل جميع الحراس مسدسات ويضعون سماعات راديو متصلة بشبكة خاصة تحت إشراف أبو طارق. كانت سياراتهم مجهزة ببنادق آلية وجهاز التشويش على إشارة الراديو (لمواجهة الهجمات التي تشنها أجهزة التحكم فيها عن بعد)، ووفقا لأحد المصادر، قذائف صاروخية وقاذفات صواريخ.

عند الساعة 10:41 صباحا، توجه موكب الحريري إلى ساحة النجمة، مبنى البرلمان اللباني. وصل بعد حوالي 13 دقيقة، وقضى الحريري الساعة التالية في التحدث مع عدد من أعضاء البرلمان، بما في ذلك شقيقته بهية الحريري. بدا في الصور الأخبارية التي التقطت في ذلك الوقت، هادئاً وسعيداً. عند الساعة 11:56 صباحا، عاد الحريري إلى موكبه، وبدأ حراسه بدخول سياراتهم، في انتظار أمر من أبو طارق للعودة إلى المنزل.

في تلك اللحظة نفسها، أجريت عدة مكالمات من هواتف محمولة من على مقربة من مبنى البرلمان إلى مجموعة أخرى من الهواتف متمركزة على مسافة ميل شمال غرب. بعد فترة وجيزة من هذه الاتصالات، سجلت الكاميرات الأمنية في نفق الرئيس سليمان فرنجية، في نفس المنطقة تقريبا، تحرك شاحنة  ميتسوبيشي كانتر شمالاً، نحو فندق السان جورج. كانت الشاحنة تحمل طنين من المتفجرات العسكرية  تسمىRDX  ، ما يكفي لإحداث انفجار يعادل تفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995.

بينما كان الحريري يهم بدخول سيارته، أخبره أبو طارق أن نجيب فريجي، المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيروت، يجتمع مع بعض الصحافيين في ساحة النجمة، في مقهى مقابل للشارع. قرر الحريري عدم المغادرة،. وسار بدلاً من ذلك، بخفة نحو المقهى. أخبر أبو طارق الحراس الشخصيين بواسطة الراديو بالتأخير. انطلق سلسلة أخرى من المكالمات الغامضة عبر الهواتف المحمولة، وانعطف سائق شاحنة الميتسوبيشي نحو اليمين بعد خروجه من النفق وتوقف. أمضى الحريري 45 دقيقة في المقهى، تحدث فيها مع فريجي والصحافيين، فضلاً عن عدد قليل من المارة. ظلت الهواتف المحمولة صامتة، والشاحنة متوقفة، تنتظر.

كان مع الحريري ضيف، باسل فليحان، مسيحي، شغل منصب وزير الاقتصاد والتجارة في الحكومة اللبنانية.  بناء على طلب الحريري، قطع فليحان عطلة التزلج في سويسرا للتشاور حول بعض المسائل الاقتصادية. كان قد حجز رحلتين منفصلتين لعودته إلى سويسرا – واحدة يوم الأحد، قبل يوم من الهجوم، وأخرى لليوم الذي يليه. اختار  الموعد الثاني لأنه كان يريد المشاركة في مناقشة برلمانية.

غادر الحريري أخيرا المقهى، وعاد إلى سيارته. جلس فليحان في المقعد بجانب السائق، وفتح الحريري زجاج السيارة ملوحاً بيده ومبتسماً لحشد صغير من الناس. في صورة هذه اللحظة، والتي كانت آخر صورة للحريري وهو على قيد الحياة، انعكاس لبرج ساعة البرلمان على زجاج نافذة المرسيدس النظيفة.  أدار المحققون الصورة ورأوا الوقت المحدد لانطلاق موكب الحريري: 10 دقائق قبل الساعة الواحدة ظهرا.

يتألف موكب الحريري من ست سيارات. انطلق عناصر قوى الأمن الداخلي في المقدمة في جيب أسود تويوتا لاند كروزر، تبعهم مباشرة حراس الأمن الخاص في سيارة  مرسيدس بنز 550 إس سوداء. لحق بهم الحريري، يقود سيارته المرسيدس 600 إس (مع فليحان)، تتبعه سيارتا مرسيدس 500 إس في داخلهما حراس أمن خاص آخرين. ظهرت في المؤخرة سيارة زرقاء داكنة من نوع شيفروليه سوبربان أعيد تجديدها كسيارة اسعاف. من السيارة الرابعة، أبلغ أبو طارق لاسلكيا فريق قوى الأمن الداخلي الذي يقود الموكب بالطريق التي أراد أن يسلكها. لحق السائقون الآخرون بالسيارة التي تقود الموكب.

عندما انطلق الموكب، فتحت الهواتف المحمولة مجدداً، وعادت  شاحنة الميتسوبيشي إلى السير. التقطت الكاميرا الأمنية عند مخرج نفق  الرئيس سليمان فرنجية الشاحنة مرة أخرى وهي تتجه إلى  فندق السان جورج. كانت الساعة 12،51. التقتت كاميرا أمنية أخرى موضوعة على مبنى بنك  HSBC، شاحنة الميتسوبيشي، وهي تتحرك الآن ببطء شديد، أبطأ بكثير من السيارات الأخرى.

اقتربت الشاحنة من فندق السان جورج، ومرت أمام كاميرا أمنية أخرى. بعد ثانية واحدة من مغادرة شاحنة الميتسوبيشي المنطقة التي تغطيها الكاميرا ظهر موكب الحريري. كانت السيارات الستة تسير بسرعة حوالي 45 ميلاً في الساعة، وفقا لأنظمة الأمنية. مرت السيارات على مسافة حوالى 20 قدما كل واحدة عن الأخرى، ثم خرج الموكب من المنطقة التي تغطيها الكاميرات الأمنية.

عند الساعة 12:55 ظهرا، ومع اقتراب الموكب من الشارع الذي يفصل بين فندق السان جورج ومبنى بيبلوس قيد الإنشاء، تجاوزت السيارة الأولى شاحنة الميتسوبيشي. ربما طُلب من المهاجم تفجير نفسه بجانب السيارة الثالثة التي كان الحريري يقودها. تأخر عنها لجزء من الثانية، وانفجرت الشاحنة تماما عند بدء مرور السيارة الرابعة.

في لحظة واحدة، أصبح الشارع جحيما. أحدث الانفجار حفرة كبيرة حوله، وامتزجت ألسنة اللهب والدخان والغبار، والسيارات المحترقة، وجثث الموتى والمحتضرين، وأجزاء أجساد، ومن المباني المدمرة، مئات الآلاف من شظايا الزجاج. رأى الناس الذين كانوا يشاهدون البث المباشر من البرلمان المنبر يهتز والمتحدث ينكمش خوفا.  كان واضحا أن هذا لم يكن زلزالاً، وعندما لم يتم سماع الانفجار الثاني، أيقن النواب أنه لم يكن دوياً قوياً من الطائرات الإسرائيلية التي تطير دائماً أزواجاً. وسمع عضو البرلمان يصرخ، باللغة العربية، “قنبلة!”

أبو طارق، الذي كان في السيارة الرابعة، والأقرب إلى الانفجار، تلقى القوة الكاملة للانفجار. كل ما استطاع المحققون إيجاده من رفاته كانت 38 قطعة من اللحم. وقد ألقى الانفجار تلك السيارة وما تبقى من ركابها في الطوابق السفلى من مبنى بيبلوس. السائق، محمد درويش، قطعت يديه ورجليه. أولئك الذين بقوا محاصرين في مقاعدهم في سيارات أخرى لم يلقوا مصيرا أفضل. أظهرت لقطات الفيديو النيران تأكلهم، وظهرت جماجمهم  البيضاء بعد ذوبان فروة رؤوسهم.

قذف التفجير جثة الحريري إلى الخارج وبالتأكيد توفي على الفور. اعتاد حراس الحريري تقبيل يده عربون ولائهم له. وقال أحد الحراس للمحكمة في وقت لاحق، “عندما عدت، رأيته على الأرض، وكنت قادرا على التعرف عليه من خلال خاتم زواجه.”

وسام عيد

 بدأ تحقيقان على الفور: فريق أولي من الأمم المتحدة ما أصبح في نهاية المطاف المحكمة من جهة، ووسام عيد، نقيب في قوى الأمن الداخلي درس هندسة الكمبيوتر قبل الالتحاق بقوى الأمن الداخلي، التحقيق المحلي من جدهة ثانية. صرفت الأمم المتحدة عدة ملايين من الدولارات للتحقيق في الجريمة، وترقب العالم كله عواقب لا يمكن تصورها للمنطقة. لكن عيد هو الذي طرح السؤال الذي فتح القضية في النهاية: لماذا لا ننظر إلى سجلات الهاتف المحمول؟

في ذلك الوقت، كانت منظمات تطبيق القانون في جميع أنحاء العالم أقل تطوراً مما هي عليه اليوم في ما يتعلق بما يمكن استخلاصه من استخدام الهاتف المحمول. كانت بعض العناصر الإجرامية تدرك أن جهاز مخابرات قد يكون قادراً على التنصت على المكالمات، لكن مجموعة صغيرة منهم فرت في قيمة البيانات الخلفية، المعلومات التي تبدو بسيطة حول متى وأين تم إجراء المكالمة أو حتى موقع الهاتف في تلك اللحظة. (يمكنك الاتصال على الهاتف المحمول والحصول على الجواب في غضون ثوان،لأن الهواتف المحمولة، عندما تعمل، تتحقق باستمرار من أي برج خلية يكون الأقرب إليها).

بناء على طلب عيد، أمر قاض شركتي الهاتف المحمول في لبنان، شركتي Alfa و MTC تاتش، لاستخراج سجلات المكالمات والرسائل النصية في لبنان في الأشهر الأربعة قبل التفجير. ثم درس عيد السجلات سراً لعدة أشهر. ركز على سجلات هاتف الحريري ومرافقيه، وتحقق من الذين اتصلوا بهم، وإلى أين ذهبوا، من التقوا ومتى. وتتبع أيضا أين أمضى أبو عدس، الانتحاري المفترض، الوقت قبل اختفائه. تحقق من كل الاتصالات التي أجريت على طول الطريق الذي سلكه مرافقو الحريري يوم الاغتيال. بحث دائماً عن السبب والنتيجة. قال محقق كبير في الامم المتحدة ، “كان رائعاً، رائعاً وحسب”. “من تلقاء نفسه، وضع برنامجاً بسيطاً لكن فعال بشكل مثير للدهشة لاستخراج بنك البيانات الهائل هذا”.

كشف نظام العد العشري البسيط بسرعة وجود نمط غريب. في تشرين الأول 2004، بعد استقالة الحريري، بدأت مجموعة معينة من الهواتف المحمولة بملاحقته وملاحقة عناصر موكبه الذي تم تقليصه أينما ذهبوا. بقيت هذه الهواتف قريبة منهم ليلاً ونهاراً، حتى يوم التفجير – حيث توقف حوالى 63 هاتف في المجموعة فوراً ولم تعاود العمل مطلقاً.

أمضى عيد سنة في استخراج النماذج من البيانات. ثم بدأ في تقديم سلسلة من التقارير السرية لرؤسائه وفي النهاية، إلى فريق الأمم المتحدة. كان متأكداً من أن فريقا كبيراً من الناشطين المدربين تدريباً جيداً استخدم شبكة من الهواتف المحمولة لتنفيذ عملية الاغتيال. كما خلص عيد لاستنتاج أولي وخطير. كانت لديه أدلة تربط شبكة الهاتف بمسؤولين كبار في “حزب الله”. وتعززت هذه الشكوك عندما تلقى مكالمة هاتفية من مسؤولين في “حزب الله”، علموا بطريقة أو بأخرى عن تحقيقاته. ووفقا لتقرير بثته “سي بي سي” نيوز بعد سنوات، أكد ناشطون أن بعض الهواتف تعود إلى عناصر في “حزب الله”، لكنه ادعى أنهم كانوا يستخدمونها للتحقيق في مؤامرة اسرائيلية.

بشجاعة، عكف عيد على عمله.  في 5 سبتمبر 2006 انفجرت قنبلة على جانب طريق قرب موكب مؤلف من سيارتين تقلان قائد عيد، المقدم سمير شحادة، ومرافقيه في جنوب لبنان. نجا شحادة، ولكن الانفجار أسفر عن مقتل أربعة من حراسه الشخصيين. (انتقل شحادة في وقت لاحق للاستقرار في كيبيك). بدأ عيد يتلقى تهديدات بالقتل. واصل عمله، يتتبع من هاتف إلى آخر، ويؤلف روابط جديدة. طلب من شقيقه أن يصوره وهو يعمل، وصنع أيضا نسخة احتياطية من عمله ومن السجلات غير المجهزة.

في المقابل أحرز فريق الأمم المتحدة، تقدما بسيطاً. في تشرين الأول 2005، وبعد ثمانية أشهر على الهجوم، أصدر ديتليف ميليس، المحقق الألماني الذي أرسلته الأمم المتحدة للإشراف على القضية، تقريراً عاجلاً يستند في المقام الأول على شهادة شاهدين، ادعيا أنهما كانا موجودين عندما خططت مجموعة من الضباط اللبنانيين للهجوم بالاشتراك مع ضباط في المخابرات السورية. اعتقلت السلطات اللبنانية الجنرالات، الذين نفوا بشكل قاطع أي تورط. سرعان ما بدأت القضية تنهار. بعد مرور أشهر، ثم سنوات، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ووزارة الخارجية الأميركية في نهاية المطاف والأمم المتحدة نفسها لبنان إلى إطلاق سراح الجنرالات، وهذا ما حدث بعد سنوات عدة ، بعدما سحب أحد الشهود شهادته على برنامج أخبار تلفزيوني .

في أواخر العام 2007، عاد فريق الأمم المتحدة أخيراً إلى سجلات الهاتف. في البداية تجاهل الفريق عمل عيد الأولي، الذي كان موجوداً في ملفاته منذ عام 2006. بدلاً من ذلك، ووفقاً للتقرير الصادر عن “سي بي سي نيوز”، استخدم فريق الأمم المتحدة شركة بيانات بريطانية مستقلة لتحليل بيانات الهاتف – وكما فعل عيد قبلهم – اكتشفت بسرعة نموذجاً واضحاً. هناك مجموعة من الهواتف تتبعت الحريري لعدة أشهر قبل وفاته، ثم توقفت عن العمل بعد الهجوم.

كان عيد قد ذهب أبعد من ذلك بكثير، متخذاً عدة قفزات منطقية سمحت له بالمباشرة في بناء هيكلية قيادة كاملة. اهتم فريق الأمم المتحدة أخيرا بعمله ودعاه إلى اجتماع في كانون الثاني عام 2008. كان الاجتماع مثمراً، لذا اجتمعوا مرة أخرى في الأسبوع التالي. في 25 كانون الثاني 2008، وبينما كان عيد وحارسه يقودان السيارة على الطريق السريع في شرق لبنان، انفجرت سيارة ملغومة، ما أسفر عن مقتله، ومقتل حارسه الشخصي وشخصين آخرين صادف وجودهم على الطريق في ذلك اليوم. كان عيد يبلغ من العمر 31 عاما فقط.

بعد فترة وجيزة، أعلنت السلطات اللبنانية أنها غير قادرة على متابعة أي جزء آخر من التحقيق، وأنها نقلت جميع المواد التي في حوزتها، والتي تتسع لحمولة شاحنتين، إلى فريق الأمم المتحدة. (يبتع جزء ثان)

في ما يلي النص بالانكليزية:

The Hezbollah Connection

Ahmad Abu Adass

In 2005, the last year of his life, Ahmad Abu Adass was 22 and still living with his parents in Beirut, Lebanon. He was kind and liked people, his friends later told investigators, but none of them thought he was very sophisticated. The best way to describe him was simple, one said. He was generous and a little naïve. He was very weak, physically. A Sunni Muslim of Palestinian descent, Adass had become interested in religion and now spent many hours at the Arab University Mosque near his home.

It was there, after a prayer session, that a man approached him. His name was Mohammed, he said. He was born a Muslim, but his parents died when he was young, and he grew up in a Christian orphanage. Now he wanted to return to Islam, learn how to pray, marry a Muslim woman. Could Adass help him? Adass said he could, and the two men became friends.

On Jan. 15, 2005, Mohammed called Adass. He said he had a surprise for him. Would he come see? The next morning, a car pulled up in front of Adass’s home, and he got in. He told his parents he’d return soon to help them clean the carpets, as he had promised. He took nothing with him. A day later, Mohammed called Adass’s family. He told them Adass was going to Iraq and hinted that the purpose of the journey was to join the Sunni fighters there. He said Adass would not see them again.

Five members of Hezbollah are being tried in absentia for the 2005 attack. The defendants, clockwise from top: Hussein Hassan Oneissi, SalimJamilAyyash, Assad Hassan Sabra, Hassan HabibMerhi and Mustafa Amine Badreddine.

Four weeks later, on Feb. 14, 2005, at 12:55 p.m., an explosion just in front of the St. Georges Hotel shook downtown Beirut. It destroyed a convoy of vehicles carrying Lebanon’s former and probably next prime minister, Rafik Hariri, killing him along with eight members of his entourage and 13 bystanders.

Soon after the blast, an anonymous caller claiming to represent “Nusra and Jihad Group in Greater Syria,” a previously unheard-of organization, told a reporter at the Al Jazeera affiliate in Beirut that a videotape from the suicide bomber was hanging from a tree in Riad al Solh Square, just a few blocks from the scene of the attack. If it was not picked up within 15 minutes, it would disappear. An Al Jazeera technician retrieved it, but Al Jazeera didn’t broadcast its contents immediately. At 5:04 p.m., the anonymous caller phoned again and told the reporter that he should broadcast the video right away or he “would regret it.” Shortly afterward, the tape was aired.

In the recording, a haggard Ahmad Abu Adass, dressed in black and sporting a beard and a white turban, read from a sheet of paper. In the name of Allah, he said, and to avenge the “innocent martyrs who were killed by the security forces of the infidel Saudi regime,” his group swore “to inflict just punishment upon the agent of that regime and its cheap tool in greater Syria, the sinner and holder of ill-gotten gains,” Rafik Hariri. A letter from the hitherto-unknown movement was attached to the tape. It clarified that Hariri, a Sunni Muslim, had to die because he had betrayed his fellow Sunnis, and that Adass, also a Sunni Muslim, was the bomber who killed him. Adass’s family was horrified by the confession. They didn’t believe it.

The United Nations sent a team of experts to help with the investigation. Forensic analysts from the Netherlands began to reassemble what remained of the bomber’s flatbed truck, a Mitsubishi Canter. They were able to make out its block number, 4D33-J01926, and established that the truck had been stolen in Japan, shipped to the United Arab Emirates and finally purchased, just before the attack, from a used-car dealer in Tripoli, Lebanon, a stronghold of Sunni Muslim movements, some of them identified with Al Qaeda.

Interviewed by the United Nations investigators in Tripoli, the dealer explained that two men came to his shop and, after arguing the price down by $250, paid $11,250 in $100 and $50 bills. They provided false names and phone numbers for the paperwork; it was probably not a coincidence that they picked a dealership with no security cameras. It all seemed clear: yet another suicide bombing by Sunni jihadists.

But the investigators remained puzzled, and not just by the oddity of gentle Ahmad Abu Adass suddenly deciding to commit mass murder. Experts who examined his taped confession noted that the tone and production did not match those of other Sunni jihadist tapes. They found subtle discrepancies, too, between the tape and the letter, as if someone had feared that the tape, perhaps made long before the incident, was not totally convincing and wanted to flesh out the story. Then there was the question of means. The driver of the Mitsubishi truck was evidently skilled; he had reached the Hariri motorcade with incredible precision despite heavy traffic in downtown Beirut. Adass, his family and friends all agreed, had never driven a car. He couldn’t even ride a bicycle.

Finally, there was the problem of the DNA evidence. Forensic experts collected hundreds of body parts at the site, and most were identified as belonging to Hariri, members of his entourage and other known victims. Some 100 samples were genetically compatible with one another, but not with the identified victims. The scatter pattern of those parts showed that they belonged to the person closest to the explosion. This was the suicide bomber. Investigators compared this DNA to genetic material in scrapings from Adass’s toothbrush. The results were unambiguous: Adass was not the bomber.

The United Nations team called in more experts, genetic specialists who subjected the remains to isotope analysis — a process that can determine where a person has been living, what he has been eating, the air he has been breathing. They concluded that the bomber spent the last six months of his life in combat or active military training, where his body absorbed large quantities of lead. The largest body part to be found was his nose, the shape of which led some investigators to believe that he came from Ethiopia, Somalia or Yemen. A senior investigator, who asked to remain anonymous because of concerns about his own safety, said the investigation team preserved the nose in formalin.

I sat and looked at that nose,” the investigator told me. “I said to myself: ‘Whose nose are you? Who sent you to kill Hariri? Why did he try so hard to make the world think the suicide bomber was someone else?’ ”

The Tribunal

Whose nose are you?” Answering this macabre question has since become the work of one of the most expensive, significant and controversial criminal investigations ever conducted. The United Nations established the Special Tribunal for Lebanon in The Hague for pursuing the investigation, and prosecutors filed indictments in 2011 against four members of Hezbollah, Lebanon’s most powerful militant organization, and in 2013 against a fifth member. In one sense, the tribunal is necessary simply because of Hezbollah’s unique role in Lebanon and the world: Although the group is classified by the U.S. State Department as a foreign terrorist organization, it is also a popular political party in Lebanon, and therefore it is difficult, perhaps impossible, for Lebanon or any other single nation to provide an appropriate venue for its prosecution. But more is at stake. This is the first major international trial involving the Arab world, and one of the greatest challenges for the prosecutors and the defense lawyers alike is simply to show that justice is possible.

The tribunal’s five trial judges began hearing the case of The Prosecutor v. Ayyash, Badreddine, Merhi, Oneissi and Sabra on Jan. 16, 2014. After a full year of proceedings, they have heard and seen just a fraction of the hundreds of witnesses and thousands of exhibits the prosecutors intend to present. So far, 28 countries, including Lebanon, the United States and France, have contributed roughly half a billion dollars to fund an investigation and trial that will probably cost hundreds of millions more by the time the case is closed, most likely in two to three years. If convicted of all the charges — various acts of terror, 22 counts of murder, 231 counts of attempted murder — the defendants face life in prison in a nation to be determined by the presiding judge.

The tribunal has taken over the seven-story concrete building that once housed the Dutch General Intelligence and Security Service and converted the basketball court into a courtroom. Nearby, in a large warehouse, are the exhibits, including the charred wreckage of Hariri’s car and the suicide bomber’s truck, now parked peacefully side by side. The entire compound is very large and rather drab. “It is reminiscent of courtrooms in East Germany,” Vincent Courcelle-Labrousse, one of the defense attorneys, told me, only partly in jest.

Because missiles can fly through windows, the courtroom is windowless. Even the upper gallery, from which spectators once watched basketball games, is walled off by bulletproof glass, its lower half blacked out to obscure the witness stand below. Such measures are not a sign of paranoia: Several witnesses have been threatened, and one investigator was killed.

President Bashar al-Assad of Syria (left) summoned Prime Minister Rafik Hariri of Lebanon to Damascus on Aug. 26, 2004, amid a dispute over Syria’s role in Lebanon. Credit Associated Press

Perhaps the most remarkable thing about this high-end courtroom is what’s missing: a dock for the accused. The Lebanese authorities could not — or would not — arrest the five defendants, and Hezbollah’s secretary general, Hassan Nasrallah, has vowed that the United Nations will never capture them, not in a month “or even 300 years.” For this reason, the tribunal decided to hold an international trial in absentia for the first time since the Allied tribunal at Nuremberg in 1946 sentenced Hitler’s aide Martin Bormann to death. Some argue that such a trial is an empty exercise. Under international law, defendants convicted in absentia have the right to a retrial, unless the prosecutors for the authorities who do finally capture them can show that the defendants knew they were under indictment. The counterargument, of course, is that the second trial would not be possible without the work this tribunal has already done.

The trial judges — an Australian, an Italian, a Jamaican and two Lebanese — are distinguished by the red vests they wear over their gowns, which themselves have red sleeves. The Australian, David Re, is the presiding judge and a veteran of the special international tribunals for Bosnia and Herzegovina and the former Yugoslavia. Like Re, many of the other judges and lawyers involved in the case have made a career of serving in such international tribunals.

The tribunal’s budget makes it possible for lawyers to present their graphic exhibits in the clearest possible manner. During some hearings, prosecutors place impressively accurate before-and-after models of the scene of the bombing on an enormous table at the center of the room. The model makers, who spent weeks constructing them, put special emphasis on precisely reproducing the destruction, even the damage to trees. The proceedings are conducted in Arabic, English or French, and transcriptions are produced in all three languages. I have read thousands of pages of these records and found only two typos.

The process in The Hague is also likely to establish new precedents in murder convictions on the basis of circumstantial evidence. For all the hundreds of millions of dollars spent on the investigation, the prosecution has produced no direct evidence, let alone secured cooperation from any of the defendants or their potential accomplices. Its case is largely based on the records of dozens of cellphones that it claims were used by the assassins, among them the five defendants.

Many of the people wounded in the blast and family members of those killed were present when the trial opened. They regarded it as a day for rejoicing, when the truth would begin to be told. Nada Abdelsater-­Abusamra of Lebanon was one of the lawyers the tribunal hired to represent the interests of the victims. “For more than 40 years,” she said in court, “we have been told that we should forgive and forget and turn the page. Turn the page? Which page, Your Honors, if we haven’t read it yet? Forget? Forget what? How do you forget something that you don’t know? Forgive? Forgive who?”

Rafik Hariri

To understand the assassination of Rafik Hariri, you must begin decades earlier, in 1975, when a civil war originally between Maronite Christians and Palestinians threatened to tear Lebanon apart. The government asked neighboring Syria to send troops, and the Syrians, who have always seen Lebanon as part of greater Syria, were happy to oblige. The troops stayed, and soon Hafez al-Assad, the president of Syria, was installing his own puppet politicians in positions of power.

The struggle eventually swept up Christians, Druse, Palestinian refugees, Shiite Muslims and Sunni Muslims — a five-way war of constantly shifting allegiances — and left at least 120,000 people dead, with hundreds of thousands more wounded or homeless. More than a million Lebanese fled the country, even as Iran, Iraq, Israel, Saudi Arabia and especially Syria made it hostage to their own regional agendas. As the war progressed, the Syrians switched their own allegiances however they saw fit, as long as they could continue running the country. Syrian businessmen took advantage of Lebanon’s more advanced financial infrastructure, entering under protection of their armed forces, and the Syrian Army became involved in the growing Lebanese drug trade.

In 1982, Israel began an invasion across its northern border, seeking to root out elements of the Palestine Liberation Organization. The Israeli military wreaked destruction all the way up to Beirut and forced the P.L.O. out of Lebanon. It also defeated the Syrian Army and particularly the Air Force wherever it engaged them. Realizing he couldn’t win a conventional war against the Israelis, Assad, an Alawite Muslim, took a different and somewhat surprising tack: He withdrew his opposition to a plan, proposed by clerics loyal to Ayatollah Ruhollah Khomeini of Iran, to establish a Shiite political party in Lebanon. The new organization was supposed to provide Lebanon’s Shiite minority with an alternative to the Christian-Sunni governments that had discriminated against them, and also provide Lebanon with a well-funded educational, religious, social and (especially) military organization. The organization, which was a resounding success, called itself the Party of God — in Arabic, Hezbollah. Assad hoped that the Shiite guerrilla force would maul the Israeli Army, which still occupied a “security zone” in southern Lebanon. It did, and Israel’s response was to assassinate the secretary general of Hezbollah, Sheikh Abbas Musawi, in February 1992.

Musawi was succeeded by a capable young cleric, Hassan Nasrallah, and Nasrallah in turn appointed ImadMughniyeh to run Hezbollah’s military wing. Mughniyeh was a kind of genius of terrorism. He made suicide bombing a strategic weapon, and he was a master of guerrilla tactics, blitz attacks and radio-controlled explosive devices. He also had a gift for propaganda: It was Hezbollah that first started recording its own attacks and broadcasting the results. Mughniyeh is widely believed to be the architect of the 1983 Marine barracks bombing that killed 241 American servicemen, 58 French servicemen and six civilians and led to the withdrawal of the United States Marines in 1984. In 2000, with just a small militia under his command, he succeeded in forcing the Israeli Army, the strongest military force in the Middle East, to withdraw from southern Lebanon.

Assad died that same year, and his son, Bashar al-Assad, took over as president of Syria. He noted well how the partnership of Nasrallah and Mughniyeh had succeeded where the entire Arab world, including his own father, had failed, and he made Syria’s link with Hezbollah — and its patrons in Tehran — the central component of his security doctrine. (Assad’s wager on Hezbollah paid off in 2013, when Nasrallah sent forces­ that bolstered the Syrian government against its own rebels.)

But inside Lebanon, Israel’s withdrawal in 2000 began to raise hopes that Syria, too, might soon depart. To the consternation of Hezbollah leaders and many Syria-backed politicians, an anti-Syria coalition began to form, drawing together Christian, Druse and Sunni Muslim figures. The most prominent politician in this group was Rafik Hariri.

Hariri was born to a poor Sunni family in southern Lebanon in 1944 and quickly rose to great wealth. After securing a degree in business administration from Arab University in Beirut in 1965, he moved to Saudi Arabia, where he demonstrated a virtuoso talent for completing huge projects — mosques, palaces, shopping malls — efficiently and on time. He became a favorite of the royal family and in the early 1980s moved back to Lebanon a well-­connected billionaire. In 1992, he ran for prime minister and won, on a platform of liberalizing the Lebanese economy; after serving until 1998, he ran again two years later and took office from 2000 to 2004.

As prime minister, Hariri did not directly confront Hezbollah or the Syrians, but conflict simmered nonetheless. The Syrian Army continued to occupy Lebanon from the north, and Hezbollah’s battles with Israel to the south did little to help most of the Lebanese people. Hariri’s wealth and popularity — not to mention his influence as the owner of a growing portfolio of Lebanese and French newspapers and television and radio stations — gave him a reputation far beyond Lebanon. He wanted to make Beirut the financial capital of the Middle East, as it had once been, and Lebanon a liberal, Western-­oriented country. Assad sought to maintain the status quo, with Syria in control of Lebanon and Hezbollah its most powerful military force.

A network of operatives with cellphones began following Hariri, staying close to him day and night. On the day of the bombing, nearly all 63 phones immediately went dark and never worked again.

In the end, Assad prevailed — if not on the larger question of Syria’s presence in Lebanon, then at least on whether it would be him or Hariri who would determine the outcome. The struggle for control found its object in a dispute about the fate of Emile Lahoud, the president of Lebanon since 1998, who was about to end his final term in office. The role of the president was largely ceremonial, but Lahoud, a Christian, had long backed Syrian involvement in Lebanon, and Assad decided it was important to keep him in place, a move that would require amending Lebanon’s constitution. Hariri was firmly opposed to the amendment, and the Syrians were also convinced that he and WalidJumblatt, a Druse opposition leader, were acting behind the scenes to help the United Nations Security Council pass Resolution 1559, calling upon Hezbollah to disarm and Syria to withdraw from Lebanon.

On Aug. 26, 2004, Assad summoned Hariri to his presidential palace in Damascus to deliver an ultimatum. Lahoud must remain in office, Assad said, even if the United States and France didn’t like it. Hariri objected, but Assad cut him short. “It will be Lahoud,” he said. If Hariri or Jumblatt tried to stop him, another person present at the meeting told the tribunal, he would break Lebanon over their heads. Then he repeated the threat. “I will break Lebanon over your head and over WalidJumblatt’s head,” he said. “So you had better return to Beirut and arrange the matter on that basis.” (Assad has since denied threatening Hariri’s safety in any way.)

Hariri returned to Beirut — one of his bodyguards would later tell the United Nations investigators that the prime minister was so shocked by the encounter that his nose began to bleed — and drove immediately to Jumblatt’s home. Assad’s father had almost certainly ordered the death of Jumblatt’s father, the Lebanese opposition leader Kamal Jumblatt, in 1977, and he was also most likely behind the assassination of Bashir Gemayel, the Christian president-elect of Lebanon, in 1982. Hariri and Jumblatt had little reason to doubt that Assad would do the same to them. The risk only increased on Sept. 2, when the Security Council passed Resolution 1559; the Syrians suspected, not without justification, that Hariri was involved.

Hariri was losing the parliamentary vote on the Lahoud amendment in any case, and several Syria-backed ministers threatened to resign, taking the government down with them, unless Hariri himself stepped down. In early September, shortly before a ceremony in which he received a prize from the United Nations for rebuilding Lebanon, Hariri announced his resignation. He left office on Oct. 20, 2004, and immediately turned his attention to the regional elections scheduled to take place in six months. A new government, his advisers told him, would almost certainly put him back in the prime minister’s office.

The Assassination

Hariri lived and worked in a sprawling, nine-story compound, Quraitem Palace, and around 10 a.m. on Feb. 14, 2005, he alerted his bodyguards that he would soon be leaving for an appointment. He liked to drive himself, even when he was prime minister, but while in office he traveled with 50 guards from the Internal Security Forces. Now he had just four I.S.F. guards, supplemented by his own private security team, led by Yahya al Arab, known commonly as Abu Tareq, who had been at Hariri’s side since 1975, wearing dark sunglasses and a stern expression. The guards all carried handguns and wore radio earphones connected by a private network under Abu Tareq’s supervision. In their cars were automatic rifles, a radio-­signal jammer (to counter attacks by remote-­controlled devices) and, according to one source, rocket-propelled grenades and missile launchers.

At 10:41 a.m., Hariri’s motorcade set out for Nejmeh Palace, Lebanon’s Parliament building. It arrived about 13 minutes later, and Hariri spent the next hour talking with several members of Parliament, including his sister, Bahia Hariri. In news photographs taken at the time, he appears to be calm and happy. At 11:56 a.m., Hariri returned to his convoy, and his bodyguards began entering their vehicles, awaiting the order from Abu Tareq to return home.

At that same moment, several cellphone calls were made from the vicinity of the Parliament building to another group of phones about a mile northwest. Shortly after these calls, security cameras in the President Suleiman Franjieh Tunnel, in roughly the same area, recorded the Mitsubishi Canter flatbed truck moving north, toward the St. Georges Hotel. The truck was carrying two tons of a military explosive called RDX — enough to create the blast equivalent of the 1995 Oklahoma City bombing.

As he moved to step into his car, though, Hariri paused. Abu Tareq had told him that NajibFriji, the United Nations spokesman in Beirut, was meeting some reporters at Place de l’Etoile, a cafe just across the street. Hariri decided not to drive away just yet. Instead, he walked briskly to the cafe. Abu Tareq notified the bodyguards by radio of the delay. Another series of mysterious cellphone calls took place, and the driver of the Mitsubishi truck made a right turn after leaving the tunnel and parked. Hariri spent 45 minutes in the cafe, chatting with Friji and the reporters, as well as a few passers-by. The cellphones remained silent, and the truck remained parked, waiting.

Hariri had a guest with him, Basil Fuleihan, a Christian, who had served as Lebanon’s minister of economy and trade. At Hariri’s request, Fuleihan had cut short a ski vacation in Switzerland to consult on some economic matters. He had made two separate flight reservations for his return to Switzerland — one for Sunday, the day before the attack, and one for the day after it. He chose the second date because he wanted to take part in a parliamentary debate.

Finally, Hariri left the cafe and returned to his car. Fuleihan took the passenger seat. Hariri opened his door and waved and smiled to the small crowd that had gathered. In a photograph of this moment, the last ever taken of Hariri alive, a reflection of Parliament’s clock tower is visible in the bright, clean window of the Mercedes. Like sleuths in an implausible detective novel, the investigators turned the image around and saw the exact time of departure for Hariri’s last convoy: 10 minutes before 1 p.m.

Hariri’s motorcade was made up of six vehicles. The I.S.F. guards took the lead in a black Toyota Land Cruiser, followed immediately by private security guards in a black Mercedes-Benz S500. Then came Hariri, at the wheel of his own S600 (with Fuleihan), and then two more S500s with more private security guards. Bringing up the rear was a dark blue Chevrolet Suburban that had been refitted as an ambulance. Abu Tareq, in the fourth car, radioed ahead to the I.S.F. team the route he wanted to take. The other drivers knew to follow only their lead.

When the convoy set off, the cellphone chatter picked up again, and the Mitsubishi truck pulled back into traffic. The security camera at the exit to the President Suleiman Franjieh Tunnel captured the truck again as it drove toward the St. Georges Hotel. The time was 12:51 p.m. Another security camera, this one on the HSBC Bank building, also captured the Mitsubishi, now moving very slowly, much slower than the other traffic.

The truck approached the St. Georges Hotel, passing in front of yet another security camera. A second after the Mitsubishi left the area covered by the camera, Hariri’s motorcade came into view. The six vehicles were traveling fast, approaching 45 miles per hour, in accordance with security protocols. The cars flew by, each about 20 feet apart. Then the motorcade also exited the range of the cameras.

At 12:55 p.m., as the motorcade approached the canyon between the St. Georges Hotel and the Byblos building under construction across the street, the first car overtook the Mitsubishi. The bomber had probably been told to detonate next to the third car, the one Hariri was driving. He missed it by a split second, though, and instead the Mitsubishi exploded just as the fourth vehicle began to pass.

In one moment, the canyon became an inferno. The blast created a huge crater and, all around it, a confusion of flames, smoke, dust, blazing vehicles, dead and dying people, body parts and, from the shattered buildings, hundreds of thousands of glass splinters. People watching a live telecast of Parliament saw the lectern shudder and the speaker cringe in fear. It was clear that this was not an earthquake, and when a second blast did not come, the legislators knew it was not a sonic boom from Israeli jets, which always fly in pairs. A Parliament member was heard shouting, in Arabic, “Bomb!”

Abu Tareq, who was in the fourth car, the one closest to the blast, took the full force of the explosion; 38 scraps of flesh were all that investigators could find of his remains. That car and what was left of its occupants were hurled into the lower floors of the Byblos building. The driver, Mohammed Darwish, had both of his arms and both of his legs blown off. Those who remained trapped in their seats in other cars met a hardly better fate. Video footage shows the flames consuming them, with the white of their skulls appearing as the flesh of their scalps melted.

Hariri was blown out of his car and almost certainly died immediately. Hariri’s bodyguards used to kiss his hand as a token of their loyalty to him. “When I went back,” one of the guards later explained to the tribunal, “I saw him on the ground, and I was able to identify him through his wedding ring.”

Wissam Eid

Two investigations began almost immediately. A preliminary United Nations team started what ultimately became the tribunal, and WissamEid, a police captain who studied computer engineering before enlisting in the I.S.F., led the local investigation. The United Nations spent many millions of dollars investigating the crime, and the whole world pondered a case with almost unimaginable consequences for the region. But it was Eid who asked the question that ultimately broke open the case: Why not look at cellphone records?

At the time, law-enforcement agencies worldwide were far less sophisticated than they are today about what can be derived from cellphone use. Some criminal elements were aware that an intelligence service might be able to listen in on calls, but few if any had thought about the value of metadata, the seemingly innocuous information about when and where a call is made or even just a phone’s location at a given moment. (You can call a cellphone and get an answer within seconds because cellphones, when they are on, constantly check in with whatever cell tower is nearest.)

At Eid’s request, a judge ordered Lebanon’s two cellphone companies, Alfa and MTC Touch, to produce records of calls and text messages in Lebanon in the four months before the bombing. Eid then studied the records in secret for months. He focused on the phone records of Hariri and his entourage, looking at whom they called, where they went, whom they met and when. He also followed where Adass, the supposed suicide bomber, spent time before he disappeared. He looked at all the calls that took place along the route taken by Hariri’s entourage on the day of the assassination. Always he looked for cause and effect. How did one call lead to the next? “He was brilliant, just brilliant,” the senior U.N. investigator told me. “He himself, on his own, developed a simple but amazingly efficient program to set about mining this massive bank of data.”

The simple algorithm quickly revealed a peculiar pattern. In October 2004, just after Hariri resigned, a certain cluster of cellphones began following him and his now-reduced motorcade wherever they went. These phones stayed close day and night, until the day of the bombing — when nearly all 63 phones in the group immediately went dark and never worked again.

Eid spent a year coaxing patterns out of the data. Then he began to present a series of secret reports to his superiors and, eventually, to the U.N. team. He was certain that a large and well-trained team of operatives had used a network of cellphones to carry out the assassination. Eid also reported a preliminary — and dangerous — conclusion. He had evidence linking the phone network to senior members of Hezbollah. These suspicions were strengthened when he got a call from a senior Hezbollah operative, who had somehow learned of his investigation. According to a report years later by CBC News, the operative confirmed that some of the phones did belong to members of Hezbollah, but he claimed that they were using them to investigate an Israeli conspiracy.

Undeterred, Eid pressed on. On Sept. 5, 2006, a roadside bomb exploded near a two-car motorcade carrying Eid’s commander, Lt. Col. Samir Shehadeh, and his entourage through southern Lebanon. Shehadeh survived, but the blast killed four of his bodyguards. (Shehadeh later resettled in Quebec.) Eid himself began receiving death threats. He continued his work, tracking one phone to the next, making new connections. He asked his brother to videotape him at work, and he also made a backup copy of his work and the unprocessed records.

The U.N. team, by contrast, had made little progress. In October 2005, just eight months after the attack, DetlevMehlis, the German investigator the U.N. sent to oversee the case, issued a hurried report based primarily on the testimony of two witnesses, who claimed to have been present when a group of Lebanese generals planned the attack in conjunction with Syrian intelligence officers. The Lebanese authorities arrested the generals, who emphatically denied any involvement; soon the case began to fall apart. As months, then years, went by, Human Rights Watch, the U.S. State Department and eventually the United Nations itself called on Lebanon to release the generals, which it did only many years later, when one witness recanted his testimony on a television news program.

In late 2007, the U.N. team finally turned to the phone records. At first it ignored Eid’s preliminary work, which had been somewhere in its files since 2006. Instead, according to the report by CBC News, the U.N. team independently hired a British data firm to analyze phone data and — like Eid before them — quickly discovered an obvious pattern. A cluster of phones trailed Hariri for months before his death, then went dark after the attack.

Eid had gone much further, though, making several logical leaps that allowed him to begin building out an entire command structure. The U.N. team finally turned its attention to his work — “Who is this guy?” is how one unnamed U.N. investigator would later characterize his reaction to CBC News — and invited him to meet in January 2008. The meeting was productive, so they met again the following week. The next day, Jan. 25, 2008, as Eid and his bodyguard were driving on a freeway in East Lebanon, a car bomb exploded, killing him, the bodyguard and two other people who happened to be out driving that day. Eid was only 31.

New York Times, فريق موقع القوات اللبنانية