المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 12 شباط/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.february12.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ثُمَّ يَمْضُونَ لِمُشَاهَدَةِ جُثَثِ الرِّجَالِ الَّذِينَ تَمَرَّدُوا عَلَيَّ، لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تَخْمَدُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/غربة رعاتنا وقادتنا الموارنة عن مار مارون وعن المارونية

الياس بجاني/زمن محل وطاقم سياسي عفن لا يخاف الله ولا يوم حسابه الأخير

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من عناوين مقابلة د.فارس سعيد من تلفزيون الجديد

تغريدات للدكتور فارس سعيد ذات صلة وثيقة بالمقابلة مع الجديد

من تلفزيون المر فيديو مقابلة الوزير السابق مروان شربل/قراءة  في الرسائل الإسرائيلية التي حملها سترفيلد إلى لبنان وفي مرحلة ما بعد اسقاط الطائرة الإسرائيلية وفي ملف الانتخابات

من تلفزيون المستقبل/فيديو مقابلة الدكتور مصطفى علوش

من اذاعة صوت لبنان/بالصوت مقابلة مع رئيس تحرير جريدة الجمهورية جورج صولاج

الأولوية لـ”حزب الله” في محادثات تيلرسون ببيروت

الجيش سيتعامل بالطريقة المناسبة مع أي عدوان ومشاورات لبنانية مكثفة لمواكبة التصعيد الإسرائيلي – السوري

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/2/2018

لبنان في قلب التهديد الإسرائيلي رغم تطمينات حزب الله

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سقوط الـ”أف 16 أو سقوط المعادلات القديمة/رولا حداد

إيران: الأسد كان مقتنعاً بترك السلطة لولا تدخلنا

نتانياهو: الغارات الإسرائيلية شكلت ضربة قوية للقوات الإيرانية وجيش الأسد

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري للتصعيد في سورية

الولايات المتحدة تؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وروسيا تدعو إلى ضبط النفس

تركيا تتكبد خسائر فادحة في “غصن الزيتون”

تحذير إسرائيلي: لن "نتسامح" على الحدود

النسبية "المشوّهة" تُربك المرشحين والناخبين معاً

هل أصبحت الحرب أمراً واقعاً؟

سفير فرنسا تفقد وحدات الجيش المنتشرة في عرسال والقاع

هكذا ستمنع إسرائيل تطوير صواريخ حزب الله/سامي خليفة/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو: غاراتنا شكلت ضربة قوية لقوات إيران ونظام سوريا

إسرائيل: الهجوم على المواقع السورية هو الأكبر منذ 1982

الولايات المتحدة تعلن دعمها لإسرائيل بعد الغارات في سوريا

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري للتصعيد في سوريا

مستشار خامنئي يكذّب روحاني ويؤكد تدهور أوضاع الإيرانيين المعيشية وطهران نفت عقد اجتماع سري بين الرئيس ونواب أميركيين

البرلمانات العربية: إيران أكبر داعم للإرهاب في المنطقة وطالبت بقطع العلاقات مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل

موسكو دعت واشنطن وبيونغ يانغ إلى حوار مباشر من دون شروط مسبقة وكيم جونغ أون يدعو رئيس كوريا الجنوبية لقمة ثنائية

رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن يستقبل شقيقة رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حَذارِ سوءَ التقدير/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

ما مصير الإرهابيين الأربعة الذين عادوا الى لبنان/ربى منذر/جريدة الجمهورية

من الجميزة الى الجنوب لبنان في عين الإستحقاقات الكبرى/الهام فريحة/الأنوار

ورشة انتخابية مع نعيم قاسم/سامر فرنجيّة/الحياة

لبنان وإسرائيل... والحرب/بقلم فارس خشّان/الحرة

بوتين ترك إيران تواجه مصيرَها/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

إسرائيل وإيران تختبران حدودهما في سوريا/سيريل لويس/لو فيغارو/جريدة الجمهورية

الأسد عدوّ لعدوّ السوريين/حازم الامين/الحياة

رسالة أميركية حازمة من دير الزور إلى ثلاثي آستانة/جورج سمعان/الحياة

مراكز الأبحاث والإرهاب الإيراني/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

الدولة المدنية والتركيز على البرامجية في العالم العربي/مروان المعشر/وزير الخارجية الأردني الأسبق/الشرق الأوسط/

أنا وابن عمي وصدام حسين/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

دبلوماسية الاستجداء القطرية/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

بلاد المنشأ/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

يا قادة السعودية … احذروا ممن “يبغونها عِوَجاً”/أحمد الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل شارك في قداس مار مارون في قبرص والتقى موارنة القرى الأربعة

قاسم: بإسقاط الطائرة الإسرائيلية سقطت قاعدة الاشتباك المبنية على الاعتداء دون رد

الراعي يترأس قداس الصوم ويكرم مع كاريتاس الرياشي وشخصيات: لتعزيز قطاعات المال والمعرفة الرقمية والغاز والنفط

فتحعلي في ذكرى الثورة: نعيش عز الانتصار أمام العدو الصهيوني وحماته حمدان: قلبت الموازين وصوبت البوصلة باتجاه فلسطين ونصرة المستضعفين

باسيل لموارنة قبرص: بصمودكم تستعيدون حقوقكم وقراكم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

ثُمَّ يَمْضُونَ لِمُشَاهَدَةِ جُثَثِ الرِّجَالِ الَّذِينَ تَمَرَّدُوا عَلَيَّ، لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تَخْمَدُ

الزوادة الإيمانية/اشعيا 66/01حتى22/هذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: السَّمَاءُ عَرْشِي وَالأَرْضُ مَوْطِيءُ قَدَمَيَّ، فَأَيَّ بَيْتٍ تُشَيِّدُونَ لِي؟ وَأَيْنَ مَقَرُّ رَاحَتِي؟ جَمِيعُ هَذِهِ صَنَعَتْهَا يَدِي فَوُجِدَتْ كُلُّهَا، لَكِنَّنِي أُسَرُّ بِالرَّجُلِ الْمُتَوَاضِعِ الْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ الَّذِي يَرْتَعِدُ مِنْ كَلِمَتِي. إِنَّ مَنْ يَنْحَرُ ثَوْراً كَمَنْ يَقْتُلُ إِنْسَاناً، وَمَنْ يُقَرِّبُ حَمَلاً كَمَنْ يَكْسِرُ عُنُقَ كَلْبٍ، وَمَنْ يُصْعِدُ تَقْدِمَةَ حِنْطَةٍ كَمَنْ يُقَدِّمُ دَمَ خِنْزِيرٍ، وَمَنْ يُحْرِقُ بَخُوراً كَمَنْ يُبَارِكُ وَثَناً، لأَنَّ هَؤُلاَءِ آثَرُوا طُرُقَهُمْ، وَاسْتَطَابَتْ نُفُوسُهُمْ أَرْجَاسَهُمْ. لِهَذَا أَنَا أَيْضاً أَخْتَارُ بَلاَيَاهُمْ لَهُمْ وَأُوْقِعُ بِهِمِ الْمَخَاوِفَ، لأَنِّي عِنْدَمَا دَعَوْتُ لَمْ يَسْتَجِيبُوا، وَحِينَ تَكَلَّمْتُ لَمْ يُصْغُوا، إِنَّمَا ارْتَكَبُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ وَاخْتَارُوا مَا لاَ أُسَرُّ بِهِ. اسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ أَيُّهَا الْمُرْتَعِدُونَ مِنْ كَلاَمِهِ: يَسْخَرُ مِنْكُمْ إخْوَتُكُمُ الَّذِينَ يَكْرَهُونَكُمْ وَيَنْبِذُونَكُمْ لأَنَّكُمْ تَخَافُونَ اسْمِي قَائِلِينَ: لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ حَتَّى نَشْهَدَ فَرَحَكُمْ. وَلَكِنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَخْزَوْنَ. اسْمَعُوا صَوْتَ جَلَبَةٍ فِي الْمَدِينَةِ، صَوْتاً مِنَ الْهَيْكَلِ، صَوْتَ الرَّبِّ يُجَازِي أَعْدَاءَهُ. شَعْبِي مِثْلُ امْرَأَةٍ وَلَدَتْ قَبْلَ أَنْ تَتَمَخَّضَ، وَقَبْلَ أَنْ تُقَاسِيَ مِنَ الطَّلْقِ أَنْجَبَتْ ذَكَراً. مَنْ سَمِعَ مِثْلَ هَذَا، وَمَنْ رَأَى نَظِيرَهُ؟ أَتُوْلَدُ بِلاَدٌ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ أَمْ تُخْلَقُ أُمَّةٌ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ فَمَا إِنْ تَمَخَّضَتْ صِهْيَوْنُ حَتَّى أَنْجَبَتْ أَبْنَاءَهَا. يَقُولُ الرَّبُّ: هَلْ أُمْخِضُ وَلاَ أُوَلِّدُ؟ هَلْ أُغْلِقُ الرَّحِمَ وَأَنَا الْمُوَلِّدُ؟ تَهَلَّلُوا مَعَ أُورُشَلِيمَ وَافْرَحُوا لَهَا يَاكُلَّ مُحِبِّيهَا، ابْتَهِجُوا مَعَهَا بِفَرَحٍ يَا جَمِيعَ النَّائِحِينَ عَلَيْهَا. لِكَيْ تَرْضَعُوا وَتَشْبَعُوا مِنْ ثَدْيِ تَعْزِيَاتِهَا، وَلِكَيْ تَحْلِبُوا بِوَفْرَةٍ وَتَتَلَذَّذُوا مِنْ دِرَّةِ مَجْدِهَا. لأَنَّهُ هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أُسْبِغُ عَلَيْهَا الْخَيْرَ كَنَهْرٍ، وَأُجْرِي إِلَيْهَا ثَرْوَةَ الأُمَمِ كَسَيْلٍ مُتَدَفِّقٍ، فَتَرْضَعُونَ، وَتُحْمَلُونَ فِي الْحِضْنِ، وَعَلَى رُكْبَتَيْهَا تُدَلَّلُونَ. وَأُعَزِّيكُمْ كَمَنْ تُعَزِّيه أُمُّهُ، وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ. وَتَشْهَدُونَ فَتُسَرُّ قُلُوبُكُمْ وَتَزْدَهِرُ عِظَامُكُمْ كَالْعُشْبِ، فَتُصبِحُ يَدُ الرَّبِّ مَعْرُوفَةً عِنْدَ عَبِيدِهِ، وَيَنْصَبُّ غَضَبُهُ عَلَى أَعْدَاِئهِ. لأَنَّهُ هَا هُوَ الرَّبُّ مُقْبِلٌ بِنَارٍ، وَمَرْكَبَاتُهُ كَالْعَاصِفَةِ، لِيَسْكُبَ غَضَبَهُ بِسَخَطٍ، وَزَجْرَهُ بِلَهِيبِ نَارٍ. لأَنَّ الرَّبَّ يُعَاقِبُ أَهْلَ الأَرْضِ بِنَارِهِ وَسَيْفِهِ، وَيَكْثُرُ قَتْلَى الرَّبِّ. وَالَّذِينَ يَتَطَهَّرُونَ وَيَتَقَدَّسُونَ وَيَقْصِدُونَ إِلَى الْحَدَائِقِ حَيْثُ يَعْبُدُونَ وَثَناً قَائِماً وَرَاءَ أَشْجَارِهَا، يَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَالْفِئْرَانِ، وَكُلَّ اللُّحُومِ الْمُحَرَّمَةِ، مَصِيرُهُمُ الْهَلاَكُ. وَلأَنِّي عَالِمٌ بِأَعْمَالِهِمْ وَأَفْكَارِهِمْ فَأَنَا مُزْمِعٌ أَنْ آتِيَ لأَجْمَعَ كُلَّ الأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ، فَيَتَوَافَدُونَ وَيَرَوْنَ مَجْدِي وأَجْعَلُ بَيْنَهُمْ آيَةً وَأَبْعَثُ بَعْضَ النَّاجِينَ مِنْهُمْ إِلَى الأُمَمِ: إِلَى تَرْشِيشَ، وَفُولَ، وَلُودَ، الْمَهَرَةِ فِي رَمْيِ السِّهَامِ، وَإِلَى تُوبَالَ وَيَاوَانَ وَإِلَى الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ مِمَّنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِشُهْرَتِي أَوْ يَرَوْا مَجْدِي، فَيُذِيعُونَ مَجْدِي بَيْنَ الأُمَمِ. وَيُحْضِرُونَ جَميِعَ إِخْوَتِكُمْ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ، عَلَى مُتُونِ الْجِيَادِ، وَفِي الْمَرْكَبَاتِ وَالْهَوَادِجِ، وَعَلَى ظُهُورِ الْبِغَالِ وَأَسْنِمَةِ الْجِمَالِ، إِلَى أُورُشَلِيمَ جَبَلِ قُدْسِي، كَمَا يُحْضِرُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ تَقْدِمَةَ الْحِنْطَةِ فِي آنِيَةٍ طَاهِرَةٍ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ وَمِنْهُمْ أَصْطَفِي كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا تَدُومُ أَمَامِي السَّمَاوَاتُ الْجَدِيدَةُ وَالأَرْضُ الْجَدِيدَةُ الَّتِي أَنَا أَصْنَعُهَا هَكَذَا تَدُومُ ذُرِّيَّتُكُمْ وَذِكْرُكُمْ. وَيَأْتِي مِنْ رَأْسِ شَهْرٍ إِلَى رَأْسِ شَهْرٍ، وِمِنْ سَبْتٍ إِلَى سَبْتٍ كُلُّ بَنِي الْبَشَرِ لِيَعْبُدُونِي، ثُمَّ يَمْضُونَ لِمُشَاهَدَةِ جُثَثِ الرِّجَالِ الَّذِينَ تَمَرَّدُوا عَلَيَّ، لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تَخْمَدُ. وَيَكُونُونَ مَثَارَ اشْمِئْزَازِ جَمِيعِ النَّاسِ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

غربة رعاتنا وقادتنا الموارنة عن مار مارون وعن المارونية

الياس بجاني/08 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62459

تتذكر أمتنا المارونية وكنيستها اليوم أبينا مار مارون مؤسس هذه الكنيسة وراعيها وقديسها وشفيعها.

نرفع الصلاة خاشعين ومتضرعين من أجل أن تحل على قومنا الماروني نعم المحبة والإيمان، وأن يعود قادتنا كافة إلى منابع ومعاجن قيم ومثال ومفاهيم وممارسات أبينا مارون في أقوالهم وإيمانهم وأفعالهم.

لقد علمنا السيد المسيح وأوصانا في كتابنا المقدس بأن نشهد للحق، وأن ندافع عن الحقيقة، وأن نسمي الأشياء بأسمائها، وأن يكون كلامنا صريحاً ومباشرة ودون مواربة أو نفاق أو تملق أو تلون أو ذمية.

وعلمنا أن يكون كلامنا بنعم نعم، وبلا لا ..

وعلمنا أن الكلمة كانت منذ البدء وأنها هي تجسدت وأنها هي الله..

وعلمنا أن الله هو محبة، وأن من لا يعرف المحبة لا يعرف الله..

من هنا وبراحة ضمير كاملة، وعن قناعة مطلقة، واعتماداً وحكماً على الأفعال والأقوال والثقافة والتعاطي والممارسات، وبذكرى قديسنا وأبينا مار مارون نقول بحزن مبكي بأن غالبية رعاتنا وقادتنا الموارنة الحاليين هم في غربة قاتلة عن كل ما جسده ويجسده مار مارون وعن المارونية بكل أطرها الإيمانية من نذورات وتواضع وإيمان وتجرد والتزام بمفهوم الأبواب الضيقة.

ولأن المارونية في جوهرها وكما أرادها أبينا مار مارون هي نذورات فقر وطاعة وعفة وينابيع تواضع ومحبة وإيمان وصدق وشفافية وعطاء وتجرد ورسالة وتاريخ، فإن ممارسات السواد الأعظم من القيمين على شؤوننا السياسية والدينية والحياتية والثقافية هم في واد والمارونية الحقة وتعاليم ونموذج مؤسسها هم في واد آخر.

ومحزن جداً أن تكون ثقافة الإسخريوتي قد تسللت إلى عقول وقلوب وضمائر كثر من قادتنا فأمست قبلته هي نمطاً لممارساتهم وعنواناً لحالة التخلي التي يعيشونها.

ولكن ورغم كل هذه الغربة، ورغم هذه الإسخريوتية الوقحة على مستوى القادة والرعاة، فإن الخمائر الطيبة والطاهرة وللحمد لله هي موجودة ومتأصلة بين قومنا الماروني..

وهذه الخمائر الخيرة هي بالتأكيد ستخمر عجيننا الإيماني مهما طال زمن الجحود والكفر والتخلي..وهي التي سيكون لها الغلبة في النهاية مهما طال زمن المكر والمّحل والإسخريوتية.

اليوم وفي ذكرى أبينا ومؤسس كنيستنا مار مارون نرفع الصلاة طالبين شفاعته وبركاته لقومنا الماروني ولوطننا المقدس لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

زمن محل وطاقم سياسي عفن لا يخاف الله ولا يوم حسابه الأخير

الياس بجاني/07 شباط/18

لأن كل زمن ينتج قادة وسياسيين على شاكلته وصورته ومن خامته، ولأن زمننا زمن بؤس ومّحل واسخريوتية وجحود فقد ابتلى شعبنا بطاقم سياسي قزم ومسخ لا يعرف الله ولا يخاف يوم حسابه الأخير. طاقم يجري بفرح صوب الأبواب الواسعة وقد طرد صوت الله الذي هو الضمير من داخله واستبدله بكل شياطين جهنم. هكذا طاقم لا يعرف غير الشر ولإنتهازية والنفاق وعشق الأنا القاتلة.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية  

من الجديد فيديو مقابلة د. فارس سعيد/لن اساوم على قناعاتي لا في الانتخابات ولا في أي ظرف وانا ضد التسوية وضد سلاح حزب الله ومع الدولة والطائف والقانون و14 آذار موجودة في وجدان الناس

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة/11 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62520

 

https://www.youtube.com/watch?v=8zuunKgmbqU

من عناوين مقابلة د.فارس سعيد من تلفزيون الجديد

11 شباط/18

*واثق أنني سأنال أصوات الناس في الانتخابات النيابية القادمة، ولا أزايد على الأحزاب، لكن إسوةً بالآخرين يجب أن يكون هناك دور لمنطقة كسروان – جبيل.

*لن أصدّق أن الرئيس الحريري كان مُحتجز في السعودية إلا إذا قالها بنفسه.

*تعرّفت على السعوديين منذ سنتين، وأنا أعتبر أن نظرية تحالف المسيحيين مع الأقليات بوجه السنّة نظرية خطيرة، وزرت السعودية لأقول أننا على شراكة مع المسلمين في المنطقة.

*رأيت بهاء الحريري للمرة الأخيرة قبل 14 آذار 2005 بيومين، وسعد الحريري أثبت أنه رجل محترم صاحب مكانة.

*طويت صفحة العلاقة مع قوى 14 آذار ومع تيار المستقبل، ولكن لولا دماء رفيق الحريري لما حصل استقلال ثان في لبنان.

*الصحيح أن الرئيس عون يخاف، وحزب الله يٌخيف...لذلك أنا وقفت ضد التسوية وترّقبت نتائجها الوخيمة.

أخبرت الرئيس الحريري أنني سأقوم بمواجهة وطنية في وجه التسوية التي قام بها.

*ليس حزب الله من يتقن العمل السياسي، إنّما نحن من لم نعرف كيف نتقنه.

*الانتخابات ستحصل لأن فيه القانون الانتخابي الجديد مصلحة كبيرة لحزب الله.

*اشتبكت سياسياً مع القوات والمستقبل لأنني كنت ضد التسوية السياسية، وقلت لهم سابقاً من يذهب بتسوية تُوصل الرئيس عون للرئاسة عليه أن ينتظر عواقب وخيمة.

*رأيت الوزير باسيل مرّة واحدة وأظنّ أنني لن أراه مجدداً لأنني لا أتّفق مع في السياسة.

*إذا حاول الوزير باسيل أن يُقيم دولة فعليّة وحقيقية فأنا معه وأتمنّى له الخير.

*أتعاطف مع الوزير باسل لو اتخذّ قراراً بالابتعاد عن حزب الله، ولو نادى بضرورة قيام الدولة.

*الأوامر السياسية التي لم تصدر خلال الاعتداءات بعد المشكلة بين باسيل وبرّي تتحمّل مسؤولية التخريب الذي حصل.

*فارس مش لوحدو ... في كتير حدو ومعو ... ثابتين على عدم الاستسلام لسلاح حزب الله ومتمسكين بسيادة لبنان من دون اي شريك للشرعية الدستورية بقراراتا  فارس_لوحده.

*شعوب المنطقة تعرف مصالحها، وبالتالي لنا الحق بتحديد قراراتنا وبتحديد قواعد الاشتباك مع اسرائيل، وإذا دافع أحدهم عنوةً عنّا فسيأتي النهار الذي يطالبنا فيه بفاتورة.

*سوريا التي تحتلّها النفوذ الإيرانية والروسية والأمريكية ليست دولة قادرة على تقرير مصيرها.

*شعوب المنطقة تعرف مصالحها، وبالتالي لنا الحق بتحديد قراراتنا وبتحديد قواعد الاشتباك مع اسرائيل، وإذا دافع أحدهم عنوةً عنّا فسيأتي النهار الذي يطالبنا فيه بفاتورة.

*أنا ضد أي اعتداء اسرائيلي على أي بلد عربي، لكن أن يأتي أحد عنوةً عن كل العرب بتبنّي الدفاع عن القضية الفلسطينية فهذا غير مقبول.

*الاشتباك إيراني بسلاح روسي، مع غياب كامل لأهالي البلد، وقرار السّلم والحرب ليس بيد الدول والأنظمة الصغيرة واسقاط الظائرة يدلّ على تطوّر حقيقي وجدّي في المعركة.

*إسقاط الطائرة الاسرائيلية البارحة يدلّ على تبدّل قواعد الاشتباك.

 

تغريدات للدكتور فارس سعيد ذات صلة وثيقة بالمقابلة مع الجديد

*متّنت أحداث البارحة عنوان حزب الله الإنتخابي"الفوز بالغالبية من أجل خدمة الهدف الكبير:الممانعة و جعل لبنان ارض للقتال" في المقابل يخوض الانتخابات قوى بعنوان"تحديد الأحجام او الخدمات الخاصة او الرشوه او معالجة النفايات....) لا توازن في الطرح/نتيجة محسومة لصالح حزب الله ..للأسف.

*من نتائج احداث البارحة/اسقاط مقاتلة إسرائيلية يبدل قواعد الاشتباك/ايران على حدود اسرائيل من الجانب السوري واللبناني/"وحدة الميادين"يعيد معادلة"وحدة المسار والمصير"/٣ جيوش غير عربية تقاتلوا على ارض عربية:سوريا/غياب اهل المنطقة الأصليين ما عدا محمود عباس/حمى الله لبنان.

*أبطال أحداث البارحة ثلاث جيوش/إسرائيلي،روسي وايراني/الكلام عن "دفاعات"الجيش السوري "تغطية"إعلامية/اين أهل المنطقة الأصليين/كلام محمود عباس قمة الرصانة و يجب لقاؤه بمبادرات عربية وازنة.

*كان وزير خارجية لبنان أسرع من زميله السوري في تقديم شكوى أمام الامم المتحدة ضد سوريا قال لي قروي"هذا نشاط تعويضي".

*عد خروج الجيش السوري من لبنان سقطت مقولة"وحدة المسار والمصير" بعد ١٣ عاماً أعاد حزب الله ربط الجبهات بمباركة لبنانية وازنة تمثلت بالتسوية ونتائجها حمى الله لبنان.

*منذ أسبوع سقطت SOKHOI روسية فوق إدلب بصاروخ أميركي سقطت اليوم F16 بسام 5 S200.

*لبنان في قلْب حربٍ مؤجَّلةٍ تَخْتَبِر بالنار توقيتَها المُلائم شظايا في البقاع وصفارات إنذار في الجنوب... فهل مَرّتْ العاصفة؟.

*الرئيس محمود عباس: "متمسكون بالطرق الديبلوماسية لإنتزاع حقوقنا وفقاً لقرارات الشرعية الدولية على قاعدة الدولتين على ان تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين"..أقصى درجات الواقعية بعيداً عن المزايدة التي جرّبت في الماضي بلا نتائج.

*دخلت المنطقة مرحلة جديدة /قرار ترامب نقل سفارة اميركا الى القدس/اعلان حزب الله"الحرب الكبرى"/تعاظم نفوذ ايران في لبنان،سوريا والعراق/بناء جدار إسرائيلي بإشارة تراجع الثقة ب١٧٠١/امتلاك سلاح ايراني يسقطF16/امتلاك قرار اسقاطF16/حمى الله لبنان.

*طائرة من دون طيار إيرانية إخترقت الأجواء الإسرائيلية فدمرتها القوات الإسرائيلية و قصفت أهداف داخل سوريا بس الانتخابات في موعدها.

*الجيش الاسرائيلي: إعترضنا من خلال مروحية حربية طائرة بدون طيار إيرانية أطلقت من سوريا واخترقت الأراضي الإسرائيلية وردًّا على ذلك قمنا بالإغارة على أهداف إيرانية في سوريا.

*قصفت طائرات إسرائيلية فجر اليوم أهداف داخل الاراضي السورية و"تحتفظ سوريا ومعها الحرس الثوري بحق الرد في المكان والزمان المناسبين"انتهى الخبر.

 

من تلفزيون المر فيديو مقابلة الوزير السابق مروان شربل/قراءة  في الرسائل الإسرائيلية التي حملها سترفيلد إلى لبنان وفي مرحلة ما بعد اسقاط الطائرة الإسرائيلية وفي ملف الانتخابات

http://eliasbejjaninews.com/archives/62515

11 شباط/2018

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

http://eliasbejjaninews.com/archives/62515

https://www.youtube.com/watch?v=hVwA5oHhYWw

الرسالة الإسرائيلية التي حملها سترفيلد إلى لبنان وهي مؤيدة من أميركا

تقاسم حقل البلوك رقم 09 البحري بين لبنان وإسرائيل..اعطاء إسرائيل حصة منه

إيجاد حل لمصانع الصواريخ الإيرانية في لبنان

التزام إسرائيل بالخط الأزرق في الجنوب

وتناول الوزير شربل في مقابلته ملف الإنتخابات والقانون الانتخابي النسبي ورأى امكانية لا بأس بها لتأجيلها وأشار إلى أن بعض الدول العربية وأميركا لا يريدان الانتخابات لأنها قد تأتي بأغلبية نيابية لحزب الله ولحلفائه.

هذا وطالب الدولة بوضع استراتجية في أقرب وقت ممكن بحيث يكون قرار الحرب والسلم بيدها وليس بيد حزب الله على أن تستفيد من قدرات الحزب بالتوافق معه.

*لا قرار بالإشتباك في المنطقة والأمور قد تتطوّر بحال توجيه ضربة إلى لبنان.

*ما حصل في سوريا أمس ليس ضد النظام السوري بل ضدّ إيران و"حزب الله" ويجب أن نتعظ مما حصل والبدء بالبحث في الاستراتيجية الدفاعية.

*أنا مع المادة 84 من قانون الإنتخاب التي تتحدث عن البطاقة الممغنطة.

*التحالف الثنائي الشيعي سيزيد عدده في الإنتخابات النيابية وأكثر الأحزاب الخاسرة سيكون "تيار المستقبل"

*كيف تمّ إجراء الإنتخابات البلديّة وتمّ تأجيل الإنتخابات النيابية مرتين لأسباب أمنيّة وسياسيّة؟

 

من تلفزيون المستقبل/فيديو مقابلة الدكتور مصطفى علوش/11 شباط/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=bmgnea3D4Zg

 

من اذاعة صوت لبنان/بالصوت مقابلة مع رئيس تحرير جريدة الجمهورية جورج صولاج/11 شباط/18

في أسفل رابط المقابلة من موقع اذاعة صوت لبنان/

 http://www.vdl.me/latestnews/%D8%AA%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD-%D9%84%D8%A7-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88/

جورج صولاج: لا مواجهة بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي في الوقت الراهن

شدد رئيس تحرير جريدة الجمهورية جورج صولاج عبر حديث لبرنامج كواليس الاحد من صوت لبنان على ان الاولوية الان هي الانتخابات النيابية المقبلة مستبعدا تأجيلها .

وتطرق الى العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر مشيرا الى ان الحزب يدرك التمايز بينه وبين التيار ولا يريد كسر الجرة مع التيار انما يود تثبيت اتفاق مار مخائيل .

الخبير الاستراتيجي العميد احمد تمساح استبعد  عبر صوت لبنان ايضا مواجهة عسكرية بين الجيش اللبناني والاسرائيلي في الوقت الراهن

مشبرا الى ان المناخ السائد جيد ومؤكدا ان ما تفعله اسرائيل الان هي بمثابة ورقة ضغط على الحكومة اللبنانية ليس الا

 

الأولوية لـ”حزب الله” في محادثات تيلرسون ببيروت

بيروت – “السياسة/11 شباط/18/تشكل زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيليرسون إلى بيروت، الأسبوع الجاري، حدثاً على قدر كبير من الأهمية، حيث ستركز محادثاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين على تطورات الأوضاع في المنطقة ، سيما ما يتصل بملف “حزب الله” الذي سيحتل الأولوية في المحادثات.

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ”السياسة”، إن تيلرسون سيحمل طلب إدارته بضرورة التقيد الحازم بالقوانين الدولية في مواجهة “حزب الله” لتجفيف منابع تمويله في الداخل والخارج، لكنه في المقابل سيؤكد استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني وقواه الأمنية الشرعية. من ناحيتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن استمرار “حزب الله” بالنشاط خارج سلطة الدولة اللبنانية أمر غير مقبول، مشيرة إلى أن تيلرسون سيطرح خلال جولته في المنطقة، قضية الحزب الذي يلعب دوراً مخرباً في لبنان والمنطقة.

 

الجيش سيتعامل بالطريقة المناسبة مع أي عدوان ومشاورات لبنانية مكثفة لمواكبة التصعيد الإسرائيلي – السوري

بيروت – “السياسة/11 شباط/18/دعت مصادر وزارية لبنانية عبر “السياسة”، إلى “التنبه من الانعكاسات المحتملة للتطورات الميدانية التي حصلت على خط الجبهة الإسرائيلية – السورية، على صعيد الأوضاع على الحدود الجنوبية، في ضوء الممارسات الإسرائيلية العدوانية المستمرة ضد لبنان وسورية”. وأكدت المصادر أن “الجيش اللبناني سيتعامل بالطريقة المناسبة مع أي عدوان إسرائيلي على الأراضي اللبنانية”، لكنها أشارت إلى أن “التقديرات لدى القيادة اللبنانية الرسمية، لا تشير إلى إمكانية قيام إسرائيل بمغامرة عسكرية ضد الأراضي اللبنانية، لأنها تدرك حجم الرد الذي ينتظرها، وبالتالي فإن المعطيات المتوافرة لدى بيروت لا توحي بالتصعيد”. في سياق متصل، لم تستبعد المصادر عقد لقاء رئاسي في قصر بعبدا، اليوم، أو في الساعات المقبلة، في إطار توحيد الموقف اللبناني لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، واتخاذ الموقف المناسب منها، بالتوازي مع الإجراءات العسكرية التي اتخذها الجيش للرد على أي عمل إسرائيلي يستهدف لبنان . واعتبرت المستشارة الرئاسية ميراي عون الهاشم أن الاشتباك الجوي بين إسرائيل وسورية تطور لافت يجب التروي في الحكم على ارتداداته، واضعة مشاورات رئيس الجمهورية ميشال عون ومتابعته للتطورات، في إطار ترك الحدث يأخذ مجاله الطبيعي ودرس الرد، ليكون مناسباً مرتكزاً بذلك على ثابتة وحيدة هي الوحدة الوطنية التي وإن تعرضت للخطر خسر لبنان . وسط هذه الأجواء، شهدت المناطق الحدودية استنفاراً مكثفاً للجيش الإسرائيلي الذي نشر على الحدود بطاريات صواريخ ومدفعية، في ظل تحليق مكثف للطائرات الحربية في الأجواء اللبنانية . على صعيد آخر، اعتبر البطريرك بشارة الراعي أن السياسيين مسؤولون عن إفراغ خزينة الدولة، ولا يمكن ملؤها من دون مكافحة الفساد، مشيراً في عظته، أمس، من بكركي، إلى أن السياسيين يواصلون خلافاتهم وإساءاتهم المتبادلة واستعمال لغة الشارع. وقال إنه على الدولة العمل على إخراج الفقراء من فقرهم وتعزيز القطاعات الواعدة، سيما قطاع النفط والغاز.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/2/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حال ترقب في المنطقة للصراع الروسي- الأميركي، المستعان بإيران من جهة وبإسرائيل من جهة ثانية، في ضوء ما حصل من تقاصف جوي. وينتظر ان ينسحب هذا الصراع على الأرض السورية، من خلال الأطراف المتواجدة خصوصا في الغوطة وإدلب.

وليس بعيدا من هذا الشأن، استقطب سقوط طائرة قرب مطار موسكو الاهتمام الدولي، سيما وان عدد الركاب يزيد عن السبعين، وقد راجت أقاويل حول ان الركاب ليسوا عاديين، مما يحمل على الظن بأنهم مستشارون عسكريون.

محليا، تنشط الماكينات الانتخابية باتجاه إحداث تغييرات شعبية، ويرتقب ان تسجل في الأسبوع الطالع ترشيحات جدية. كما من المقرر ان يعلن "حزب الله" وحركة "أمل" لوائحهما الانتخابية وتحالفاتهما.

جنوبا، هدوء سجل على طول الخط الدولي الأزرق، خرقه تحليق للطيران المعادي فوق "ترشيش" وفي سماء الجنوب على دفعتين، وسط دوريات لجيش العدو، بمحاذاة الشريط الشائك. والناطق باسم اليونيفيل أبلغ زميلنا جهاد سقلاوي، ان الاتصالات مع الأطراف متواصلة للحؤول دون أي توتر. كذلك أعلن أن اليونيفيل تعمل على تأمين إطلاق سراح لبناني تجاوز السياج الشائك باتجاه الاراضي المحتلة، وتم الاتفاق على إعادته غدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حال حبس الأنفاس التي سادت المنطقة أمس، نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا، تقلصت درجاتها اليوم. لكن مفاعيل العدوان وما استدرجه من رد سوري كانت حصيلته اسقاط طائرة "أف 16" إسرائيلية، ظلت أصداؤها تتردد في أكثر من عاصمة إقليمية ودولية.

إسرائيل لعبت بالنار، طرقت الباب فسمعت الجواب. الجواب لم يكن فقط اسقاط ال"أف 16"، بل أيضا اسقاط قواعد الاشتباك القديمة واستبدالها باستراتيجية جديدة.

حال القلق التي انتابت بنيامين نتنياهو نتيجة عواقب مغامرته، لم تكن خافية على أحد، فالجميع قرأها في مسارعته للاستنجاد ليس فقط بالأميركيين بل بالروس أيضا. الهلع الإسرائيلي عبر عن نفسه في إعلان جيش الاحتلال عن نشر بطاريات صواريخ شمال فلسطين المحتلة، خشية من أي مواجهة قادمة مع سوريا أو "حزب الله".

هذا الإجراء واكبته تصريحات لوزراء إسرائيليين، فيها تشديد على ضرورة القيام بكل شيء لمنع أي معركة مقبلة مع لبنان، لأنها ستؤدي إلى أضرار في الجبهة الداخلية. ذلك أن من ينظر إلى الصورة، يستنبط بسهولة الرسائل التي انطوى عليها مشهد فتح الملاجىء أمام المستوطنين الصهاينة، مقابل ممارسة المواطنين اللبنانيين حياتهم العادية في المناطق الحدودية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هو سباق بين الاستحقاقات وبين الوقت. فعلى مسافة ثلاثة أيام من إحياء الذكرى الثالثة عشر لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، تتواصل التحضيرات للاحتفال الذي سيقام بعد ظهر الأربعاء المقبل، في مركز بيروت للمعارض البيال.

وعلى مسافة 23 يوما من انتهاء مهلة تقديم تصاريح الترشيح للانتخابات النيابية، يتوقع ان تبدأ وتيرة تقديم الطلبات بالارتفاع اعتبارا من يوم غد. وقد دعا وزير الداخلية اللبنانيين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات، ودعا أهالي بيروت إلى الالتزام بالتصويت لأن "كل صوت بيفرق"، وإلى توزيع أصواتهم التفضيلية على مرشحي اللائحة كله.

وعلى مسافة ساعات قليلة من الغارات الاسرائيلية على سوريا، واسقاط طائرة للعدو بسلاح سوري، أكد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ان قواته وجهت ضربات قاسية وموجعة إلى القوات الايرانية والسورية. وحذر قائد الجبهة الشمالية في جيش العدو من أن المعركة قد تتحول إلى حرب حقيقية في أي لحظة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عمى ألوان أم بصر أم بصيرة، ذاك الذي أصاب رئيس الكيان الصهيوني بعد اسقاط طائرة ال"أف 16"؟.

بنيامين نتنياهو يتحدث عن مواصلة العمل وفق الخطوط الحمر التي رسمها كيانه في سوريا، متجاهلا الخطوط السوداء والرمادية التي رسمتها الدفاعات الجوية السورية من الجولان إلى داخل فلسطين المحتلة، فهل هو هروب إلى الأمام، أم آثار الضربة الموجعة على الرأس، أو مجرد عنتريات يطلقها مع فريقه في محاولة للحفاظ على هيبة جيشه؟.

إلا ان ما تحاشى نتنياهو الخوض فيه، كشفته وسائل الاعلام الاسرائيلية التي أجمعت على ان الكيان الصهيوني في مأزق. ورأت "معاريف" ان الحادثة مست ما سمته حصانة سلاح الجو الصهيوني، وقد تدفع ب"حزب الله" إلى نصب كمين جوي للطائرات الاسرائيلية في سماء لبنان، كما قالت. وصحيفة "هآرتس" اعتبرت ان اسقاط الطائرة صورة انتصار لامعة لسوريا وايران.

ايران التي كانت اليوم بأبهى صورها في ذكرى احياء الثورة الاسلامية، الثورة التي انطلقت من لا شيء لتصل إلى كل شيء تقريبا، الشيخ حسن روحاني يؤكد ان ايران تقترب من الاكتفاء الذاتي، مستعرضا الانجازات على مختلف الصعد، فيما كانت القوة الصاروخية للحرس تستعرض صاروخ "قدر" الباليستي بمدى 2000 كيلومتر أمام المشاركين. حشود مليونية نزلت إلى الشوارع لتبعث برسائل بمديات أبعد وأكثر من باليستية، بأن الثورة على زخمها واتقادها برغم ما يقارب الأربعة عقود على انطلاق جذوتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد اسقاط المضادات السورية طائرة اسرائيلية، يكابر نتنياهو مخففا من وقع الصدمة، ويتوعد سوريا وايران بالمزيد، فالغارات برأيه حققت أهدافها، والطائرة بنظر القيادة العسكرية ربما سقطت بخطأ بشري في المناورة لتفادي الصاروخ، لكن الصحافة الاسرائيلية كانت لاذعة وعنيفة، إذ تجاوزت التقنيات العسكرية لتهاجم سياسة الحكومة التي آن لها ان تعرف، انطلاقا مما جرى أمس، أن التواضع يجب ان يحل مكان الغطرسة والانكار، كما يجب ان تقتنع بأن للسيطرة على السماوات العربية نهاية قد تكون تباشيرها بدأت بالظهور. ونصحت حكام اسرائيل بالتخلي عن الكبرياء، وبدء التفكير بمخارج مشرفة، وإلا فإن مستقبل اسرائيل قاتم.

على الضفة المقابلة فرح وبقلاوة وتصاريح صاروخية من طهران إلى الشام، لكن التواضع مطلوب هنا أيضا، فالصاروخ روسي والقرار بإطلاقه ايراني ب"قبة باط" روسية، والتقاطع الايجابي بين المصلحتين قد لا تتوفر ظروفه غدا، فطهران تحلم بنتف أجنحة اسرائيل، وبوتين قال للأميركيين إن في مقابل كل طائرة روسية تسقط ب"ستينغر" أميركي، يطلق عن كتف كردية، فإن طائرة اسرائيلية- أميركية الصنع تسقط بصاروخ روسي تطلقه بطارية سورية.

لبنان الذي يتعاطى بعقلانية مع ما جرى في سمائه، يستعد لتقديم شكوى ضد اسرائيل في مجلس الأمن، كما سيشكوها لوزير الخارجية الأميركي الذي يزور بيروت هذا الأسبوع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أسبوع المفاجآت والصدمات والمصالحات والخيبات والانجازات، دفعة واحدة، محليا واقليميا.

المصالحة التي تحققت في بعبدا، تكرست في عيد مار مارون، وفي اليوم عينه وقع لبنان عقود استكشاف النفط والغاز في خطوة كبيرة منتظرة من سنوات وللعقود المقبلة.

أسبوع الوساطة الأميركية بين لبنان واسرائيل حول البلوك رقم 9، والجدار الاسمنتي الفاصل الذي يذكر وبشكل عكسي بما سمي الجدار الطيب او الشريط الحدودي بين الجنوب والحدود الفلسطينية زمن الحرب اللبنانية وبداياتها.

أسبوع المواجهة المباشرة بين دمشق وتل أبيب، والحرب الباردة المستعادة بين واشنطن وموسكو. أميركا أغارت على دير الزور وقتلت وجرحت المئات، وصاروخ أميركي يسقط "سوخوي" روسية في الشمال السوري، فترد موسكو باسقاط ال"أف 16" الاسرائيلية، فخر الصناعة العسكرية الأميركية ومفخرة سلاح جو العدو، فوق الأراضي الفلسطينية، لتتحول المفخرة إلى مسخرة.

أسبوع الصدمة والخيبة في اسرائيل، وبعد 32 عاما على اسقاط طائرة رون أراد بال"سام 7" تسقط ال"أف 16" بال"سام 5". رد سام من دمشق على العربدة الاسرائيلية، ونتنياهو يسارع للاتصال ببوتين للتهدئة وليس العكس، في اقرار غير مباشر بالقرار الروسي الذي أمهل ولم يهمل، في وقت استعادت دمشق زمام المبادرة في ملاحقة الطائرات إلى العمق الفلسطيني، في مؤشر له تداعياته ودلالاته على الداخل الاسرائيلي الذي بدأ يطرح الاسئلة عن فعالية سلاح الجو فوق سوريا، تماما مثلما صدم بتحطم أسطورة ال"ميركافا" في وادي الحجير وسهل الخيام في عدوان تموز 2006.

واشنطن المتفاجئة بالرد السوري، رفعت من منسوب التعاطف مع تل أبيب، ونتنياهو المحرج رد بأن الأهداف الايرانية والسورية التي دمرت تغطي خسارة ال"أف 16"، في وقت خيم صمت القبور على العواصم والقصور العربية، وتجاهل الرئيس الايراني حسن روحاني، في خطابه أمام الحشود في طهران في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران، تجاهل ما حصل البارحة، لا بل ذهبت طهران إلى حد نفي أي دور لها في ما حصل في 10 شباط.

جولة في نزال ومحطة في قتال ومعركة في حرب. والأمور تتوقف هنا. رقص على حافة الهاوية من دون السقوط فيها. الجميع يستعرض لكن لا أحد مستعد ان يعرض المنطقة لحرب شاملة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

سيشدد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، خلال لقائه الرؤساء الثلاثة في بيروت الخميس المقبل، على دعم واشنطن للشعب اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية، هذا ما قالته الصفحة الرسمية للخارجية الأميركية.

ولكن، ما لم تقله، إن تيلرسون، وبعد المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية المباشرة على الارض السورية، سيواجه معادلة جديدة. فبحسب مصادر في "حزب الله"، قواعد اللعبة تغيرت، وما كان جائزا في الأمس انتهى. وبمعنى أوضح، تضيف هذه المصادر، إن تحليق الطيران الاسرائيلي فوق الأراضي السورية لم يعد مثل الماضي، وتاليا، تصح المعادلة الجديدة كالتالي: تقصفون في سوريا، نرد من سوريا وفي سوريا.

مصادر "حزب الله"، لم تكتف بهذا الرد، بل أضافت إن المرحلة الاستراتيجية الجديدة، سيرسمها محور يتصرف كفريق واحد، هو محور ايران، سوريا و"حزب الله"، وهذا المحور حقق أمس ما يعتبره نقطة تحول كبيرة جعلت تل ابيب تفقد تفوقها الجوي، نتيجة إسقاط هالة طائرة ال"أف 16"، من دون توريط لبنان بالحرب، وإبقائه بعيدا عن اللهيب الإقليمي.

هذا في مقلب المحور السوري- الإيراني مع "حزب الله"، أما في المقلب الاسرائيلي، فالرسالة وصلت، والنتيجة جاءت سريعة، إذ أقرت القيادة العسكرية الإسرائيلية نظام عمل جديدا لتحليق الطائرات، من حيث الارتفاع والمنظومات الدفاعية، فيما أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي استمرار العمليات في سوريا.

محورا الحرب في سوريا، قرأا رسالة الأمس على طريقتهما، فيما ضابط إيقاع الجو السوري، أي روسيا، اكتفى حتى الساعة بدعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس وعدم تعريض الجنود الروس للخطر. فماذا ستفعل موسكو، لا سيما ان حلفاءها يعتبرون ان إسقاط الطائرة ما كان ليحصل من دون ضوئها الأخضر، فيما تنتظر تل أبيب موقفا روسيا يمنحها حرية التحرك في الأجواء السورية واللبنانية؟.

على وقع كل هذا، سيجتمع الرؤساء عون، بري والحريري فور عودة رئيس الحكومة إلى لبنان، لينسقوا مبدئيا موقفا موحدا ينقل لتيلرسون، لأن ما كان يصلح بالأمس تغير اليوم، ولبنان الذي سيفاوض أو قد يفاوض عبر الولايات المتحدة اسرائيل، في موضوعي البلوك 9 والحائط الإسمنتي، أصبحت في حوزته أوراق، إن اتفق اللبنانيون عليها، لأصبح في موقع المفاوض القوي.

البداية من موقف الحكومة الإسرائيلية التي اعتبرت ان ما حصل أمس انتصار، ووجهت كل أنظارها إلى لبنان، معتبرة ان ما سمته إقامة مصانع إيرانية على أراضيه يبقى التحدي الأكبر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

شيعت اسرائيل هيبتها العسكرية بعد اسقاط ال"أف 16" بنيران سورية، وجمعت تل أبيب "كسر" طائرتها، لتشيد من حوله مصنع معنويات ينتج تصريحات مضادة للخيبة، ومن هذا المصنع صدر نتنياهو مواقف خلال اجتماع حكومته اليوم، فأبلغ وزراءه وحزب الليكود معا: اننا وضعنا خطوطا حمراء واضحة، عملنا وسنعمل بموجبها دائما.

لكن هذه الخطوط هي في حقيقتها صفراء، ومن وضعها محور بات يسيج العدو من جنوبين اثنين: لبناني وسوري، "وحي على جنود الجنوب"، هذا الشريط الضابط للايقاع من شأنه ان يخفف منسوب تهديدات اسرائيل وان ادعت العكس، ف"حزب الله" وايران انما يتواجدان في أراض سورية، وإذا كان هناك من اعتراض على هذا الوجود، فحكما سيعود إلى الدولة السورية وحدها، وليس اسرائيل التي لن يعنيها من الجنوب السوري سوى دعمها للارهابيين هناك، والذين يتنشقون هواءها الصناعي، ويتغذون من سلاحها، ويتعالجون في مستشفياتها.

لكن اسرائيل تشبه أميركا في ساعات التخلي، وقد تبيع الارهابيين عند أولى المفارق الدولية. وتلك موهبة ورثتها من أميركا التي تركت الأكراد عند أول طريق الدولة، وهي بعد اسقاط ال"أف 16" سوف تعيد النظر في وجودها شمال سوريا، وتبيع الأكراد وقضيتهم التاريخية. وهو نهج أميركي يضرب عميقا في التاريخ، ولعل أحد أبرز تجلياته كانت عام 1983، عندما أمر الرئيس الأسبق رونالد ريغان بانسحاب قوات المارينز من بيروت من دون التنسيق مع الفرنسيين، قائلا: لم يتسن لنا التشاور مع حلفائنا، وحينها ترك الحلفاء مرميين على أرض محروقة.

واليوم وبعد الضربة التي تلقتها الطائرة الأميركية الصنع الاسرائيلية التسيير، فإن البنتاغون نأى بنفسه عن الشراكة مع الاسرائيليين في ضرب سوريا، ونفى أي علاقة أو دور له في هذا المجال، ويتفهم الأميركيون ان الرسالة قد وصلتهم من الروس على قاعدة سامي الجميل: "طيارة الك طيارة الي"، أسقطنا ال"سوخوي" في ادلب فأسقط الروس ال"أف 16" الأميركية في الأرض المحتلة، وبدفاعات سورية وبيئة حاضنة بحرارة صاروخية من "حزب الله".

وتحت هذا السقف، فإن التصعيد مستبعد، واسرائيل احتوت الصفعة الجوية، وقررت تحويلها إلى ضبط نفس، وهي اتبعت ارشادات وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بنت، الذي حذر من ان أي معركة مقبلة مع لبنان، ستشهد اطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ على شمال إسرائيل ووسطها. فوزير التعليم يعلم الاسرائيليين درسا في الصواريخ ونتائجها التي ستعلم على جلد المستوطنين. لاسيما وان المقاومة اليوم تستعيد روح المقاومة وعماد صلياتها، في الذكرى العاشرة لإستشهاده.

 

لبنان في قلب التهديد الإسرائيلي رغم تطمينات حزب الله

العرب/12 شباط/18/خطوة إسقاط الطائرة وما تبعها من رد إسرائيلي عنيف على مواقع للحزب وللحرس الثوري الإيراني في سوريا، يزيدان من هاجس تمدد ذلك إلى لبنان.

المواجهة قادمة لا محالة

بيروت- تسود حالة من القلق أوساط حزب الله نتيجة التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية في أعقاب إسقاط مضادات جوية سورية لمقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16، رغم تطمينات قيادات الحزب. وتقول أوساط لبنانية إن هناك مخاوف جدية من أن تقدم إسرائيل على شن ضربات انتقائية، ضد مواقع لحزب الله في لبنان سبق وأن لمحت إليها في الفترة الأخيرة. واعتبرت هذه الأوساط أن خطوة إسقاط الطائرة وما تبعها من رد إسرائيلي عنيف على مواقع للحزب وللحرس الثوري الإيراني في سوريا، يزيدان من هاجس تمدد ذلك إلى لبنان. خاصة وأن حكومة بنيامين نتيناهو تدرك أن تأجيل المواجهة الحتمية مع حزب الله قد يعني تمكينه من فرصة تنمية قدراته العسكرية واللوجستية، وهذا الخطر بعينه من وجهة النظر الإسرائيلية، لأن ذلك سيعني “الإخلال بميزان الرعب” القائم بينها وبينه.

استمرار حزب الله في القتال في البلد الجار، سيعني إبقاء لبنان في دائرة الخطر

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أثنى الأحد على الغارات في سوريا، مؤكدا أنها شكلت “ضربة قوية للقوات الإيرانية والسورية”. وشدد نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته على أنه بتلك الضربات المركزة “أوضحنا للجميع أن قواعد الاشتباك الخاصة بنا لن تتغير بأي طريقة. سنواصل ضرب كل من يحاول ضربنا”. تصريحات نتيناهو أكدت أن إسرائيل لن تتوانى عن استهداف أي تهديد لأمنها في أي مكان وبالتالي فإن لبنان ليس استثناء بل لربما هو أحد أبرز المعنيين بهذه التهديدات، رغم ما يحاول قيادات حزب الله الإيحاء به من استبعاد لأي عملية إسرائيلية ضد البلد. ومعلوم أن حزب الله الذي يقاتل في عدة جبهات لصالح إيران، ليس من صالحه فتح جبهة قتال جديدة ضد إسرائيل في الوقت الحالي، كما أنه يخشى من أن يفتح أي هجوم إسرائيلي على لبنان الباب أمام خلق جبهة داخلية واسعة ضده. وقال وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، وعضو كتلة الوفاء والمقاومة التابعة للحزب “نتوقع دائما الأسوأ من إسرائيل وقياداتها… ولا أستبعد شيئا، ولكن من حيث الواقع والمعطيات الميدانية فإنهم يدركون جيدا أنهم لا يستطيعون القيام بعمل عدواني ضد لبنان لتوقعهم أن الرد سيكون قاسيا ومؤلما ومن قبل الجميع بلبنان، جيشا ومقاومة، والشعب بالمقدمة… برأيي سيفكرون جيدا قبل أن يقدموا على مثل هذا العمل الأحمق”.

وأضاف “الأمر مرتبط بالسياسات الأميركية بالمنطقة لأن إسرائيل لا تقوم بعمل دون غطاء أميركي… خاصة وأن هذا العمل سيؤدي إلى اندلاع معارك واسعة من بعده.. كما أنه مرتبط بالنوايا والسياسات الإسرائيلية التي يزعجها كثيرا أن ترى الدولة السورية تستعيد عافيتها”.

ومعلوم أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب تميل إلى انتهاج سياسة أكثر صرامة في مواجهة حزب الله وراعيته إيران، وبالتالي فإن إسرائيل لن تجد صعوبة في إقناع إدارة ترامب بضرورة توجيه ضربات داخل لبنان. واعتبر فنيش أن “خروقات إسرائيل وتغولها على لبنان يكاد يكون شبه يومي… ولكن إذا ما أرادت إسرائيل أن تصعد وتمارس أعمالا عسكرية مباشرة ضد لبنان فالقرار السياسي للبنانيين سيكون هو الدفاع عن بلدهم واستخدام كل الأوراق المشروعة”. حكومة بنيامين نتيناهو تدرك أن تأجيل المواجهة الحتمية مع حزب الله قد يعني تمكينه من فرصة تنمية قدراته العسكرية واللوجستية

وبالمثل، استبعد النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة “الوفاء والمقاومة” العميد متقاعد وليد سكرية أي هجوم إسرائيلي على مواقع الحزب بلبنان، معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية تنخرط فيها دول عدة بالمنطقة. وأوضح “السؤالان هما هل تريد إسرائيل حربا إقليمية؟ وما هي الأهداف التي قد تسعى لتحقيقها؟ هناك احتمال أن تفعلها بهدف احتلال الجنوب السوري وإقامة حزام أمني يمنع وجود كيان صلب لمحور المقاومة بتلك المنطقة على غرار الموجود بلبنان”. واستطرد “لكن إسرائيل لن تقدم على تلك الخطوة دون ضوء أخضر أميركي… ودون ضمانات لمجريات الصراع ونتائج هذه الحرب، بداية بعدم وجود أي تدخل روسي ووجود دعم عسكري أميركي سريع وجاهز لدعم الدفاعات الإسرائيلية في حال ضعفها، واتخاذ القرارات المناسبة في مجلس الأمن الدولي لتكريس نتائج هذه الحرب بقوات ردع تعيد هذه المنطقة تحت الفصل السابع، وليس قوات حفظ سلام لضمان أمن إسرائيل”.

ولكنه رجح ذهاب إسرائيل إلى خيار ثان وهو “تكرار الغارات على سوريا واستهداف مواقع الجيش السوري والمقاومة بشكل عام لمنع وجود كيان ووجود قوي للمقاومة في الجنوب السوري، على أن تستمر في الوقت نفسه في مطالبة روسيا تحديدا بمنع حزب الله والإيرانيين من الانتشار والتقدم باتجاه جبهة الجولان… ربما يكون هذا هو الخيار الأوقع لها لأن الحرب الكبرى ليست في صالحها”. وانتقد العميد المتقاعد ما يتردد عن أن استمرار وجود حزب الله بسوريا سيعطي المزيد من الذرائع لإسرائيل لمهاجمة لبنان أو مواقع الحزب بها، وقال “الصراع بين إسرائيل وسوريا داخل الدولة السورية، وإذا أرادت إسرائيل الحرب فإنها لن تعدم الذرائع”.ويقول معارضون لبنانيون لوجود حزب الله في سوريا إن استمرار الأخير في القتال في البلد الجار، سيعني إبقاء لبنان في دائرة الخطر ويشير هؤلاء إلى أن إسقاط المقاتلة أف 16 بالتأكيد سيدفع إسرائيل إلى التحرك بأقصى سرعتها، فهي اليوم تعي بأنها في حالة صراع مع الوقت وأي تراخ قد يكلفها الكثير. وبالتالي فإن شن عملية في لبنان (ليست بالضرورة واسعة) وارد وبقوة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سقوط الـ”أف 16 أو سقوط المعادلات القديمة؟!

رولا حداد/IMLebanon Team /11 شباط/18

لم تكن المواجهة التي اندلعت في الأجواء السورية، بين إسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، تفصيلاً صغيراً أو عابراً في تطورات المنطقة المتسارعة، لا بل إنها تشكل جزءًا أساسياً من معادلات تتغيّر ومواجهات حامية تُنذر بعواقب وخيمة قد لا تتأخر معالمها في الاتضاح تباعاً.

قبل أسبوع تقريباً أسقطت فصائل معارضة في أدلب طائرة سوخوي روسية بصواريخ مضادة متطورة أميركية الصنع حتماً، إنما بقرار تركي. وقبل أيام نفذت طائرات أميركية غارات على قوات موالية للنظام السوري في دير الزور وأوقعت بينهم أكثر من 100 قتيل. والسبت حصلت المواجهة الجديدة: إسرائيل أسقطت طائرة إيرانية من دون طيار اخترقت الأجواء الإسرائيلية، فردت إيران عبر النظام السوري بإسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16 بصاروخ أرض جو روسي الصنع حكماً وإن كان بقرار إيراني. هكذا تبدو الصورة أكثر من معقدة حيث يتحاور الأطراف بالنار على حافة بركان الانفجار الكبير.

هل استدرجت إيران المقاتلات الإسرائيلية إلى الأجواء السورية بعدما تحضرّت للمواجهة وكانت على يقين من قدرتها على إسقاط طائرة؟ وهل الهدف من هذا الاستدراج وإسقاط الطائرة إرسال إنذار إلى إسرائيل لوقف غاراتها المتزايدة على أهداف ومواقع إيرانية في الداخل السوري؟

هل إسقاط الـ “أف 16” الإسرائيلية والأميركية الصنع بصاروخ روسي الصنع جاء رداً على إسقاط السوخوي الروسية بصاروخ أميركي الصنع في أدلب؟ وماذا عن الخطوط الحمر الجديدة التي رسمتها الولايات المتحدة للنظام السوري وإيران والروس في دير الزور؟

الثابت من كل ما تقدّم أن كل من ظنّ لوهلة أن الحرب في سوريا انتهت أو شارفت على نهايتها مع سقوط “داعش” بالتزامن مع تضعضع “المعارضات السورية” إنما أخطأ وبقوة في حساباته، وبات واضحاً ان الحرب في سوريا إنما دخلت منعطفاً جديداً قد يكون الأكثر خطورة ليس فقط على سوريا إنما على المنطقة بكاملها. فاللعب بالنار على فوهة بركان مشتعل يهدد بإشعال حرب إقليمية بأدوات دولية هذه المرة وليس العكس كما كان يحدث في تاريخ هذه المنطقة. فالأرض في سوريا كما أجواؤها باتت مسرحاً لجيشي روسيا والولايات المتحدة، والأخيرة نزعت قناع التساهل والتراخي الذي كانت ترتديها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ووضعت مكانه إدارة الرئيس دونالد ترامب قناع التشدد والحزم، وضربة دير الزور قدمت أكثر من دليل على أن ثمة إدارة أميركية جديدة تتعاطى بالملف السوري. إزاء كل هذه المستجدات والتطورات المتسارعة يمكن الاستنتاج أنه من المستحيل تبريد الساحة السورية حيث تتجمع على الأقل أكثر من 5 قوى إقليمية وعالمية بجيوشها وتتنازع السلطة على أرض سائبة بالمعنى السياسي الكامل. وهنا لا بد من سؤال لا مفرّ منه: هل يمكن للبنان أن يبقى بمنأى عن المواجهة الإقليمية المتوقعة؟ وهل يمكن لـ”حزب الله” أن ينأى بنفسه فعلا حين تكون إيران مستهدفة في سوريا أم أنه على استعداد لإشعال الجبهة والحدود اللبنانية إرضاء لوليه الإيراني الذي أثبت بزيارات مسؤوليه المتكررة إلى الجنوب اللبناني أنه الآمر والناهي على طول الحدود مع إسرائيل؟

 

إيران: الأسد كان مقتنعاً بترك السلطة لولا تدخلنا

طهران – سي أن أن/11 شباط/18/ أكد عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران علي محمدي أن رئيس النظام السوري بشار الأسد كان مقتنعاً بترك السلطة (مطلع الأزمة السورية) قبل لقاء اللواء الإيراني سردار همداني في سورية. وقال محمدي “عندما عاد سردار همداني من سورية، قال إنه وعندما وصل إلى سورية كان بشار الأسد قد توصل إلى استنتاج بأن عليه مغادرة القصر وكان محاطا بالقوات (المعارضة)” وأضاف “همداني أخبر الأسد بأنه لن يكون قلقا إذا سمح بتوزيع عشرة آلاف قطعة سلاح على الشعب وتنظيمهم، وأنه بذلك سيقضي على الخطر”، مشيراً إلى أن “همداني حشد 80 ألف من السوريين وأدخل حزب الله للمشهد وبات جيش النظام بعدها أقوى، وحالياً نرى أن الجيش السوري بات قادراً على إسقاط طائرة صهيونية.” وأشار إلى أن “الأعداء توصلوا إلى استنتاج بأن الشيعة يؤمنون بأن إمام آخر الزمان (الإمام المهدي) سيظهر، وعليه هم يحاولون تدمير إيران”.

 

نتانياهو: الغارات الإسرائيلية شكلت ضربة قوية للقوات الإيرانية وجيش الأسد

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري للتصعيد في سورية

الولايات المتحدة تؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وروسيا تدعو إلى ضبط النفس

عواصم – وكالات/11 شباط/18/ دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف فوري للتصعيد في سورية بعد أن شنت إسرائيل غارات في هذا البلد. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك في بيان، ليل أول من أمس، إن غوتيريس “يتابع عن كثب التصعيد العسكري المقلق في سورية والتوسع الخطير (للنزاع) خارج حدودها”. وشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف في سورية والمنطقة بالقانون الدولي. وأضاف إن غوتيريس “يدعو الجميع إلى العمل من أجل وقف تصعيد العنف، على نحو فوري وغير مشروط، وإلى ضبط النفس”.وأوضح أن الشعب السوري يعاني من “أكثر الفترات عنفاً في نحو سبع سنوات من النزاع”، مشيراً إلى أنه “تم الإبلاغ عن نحو ألف ضحية من بين المدنيين جراء ضربات جوية في الأسبوع الأول من فبراير الجاري، وحده”.ودعا “الأطراف المعنية إلى التحرك بسرعة نحو حل سياسي، تمشيا مع قرار مجلس الأمن 2254، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لإنهاء العنف والمعاناة الرهيبة للشعب السوري”.

من ناحيته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، أن الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي أول من أمس، شكلت “ضربة قوية” للقوات الايرانية والسورية. وقال “وجهنا ضربة قوية للقوات الإيرانية والسورية”، في إشارة إلى الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي داخل الإراضي السورية. وأضاف “أوضحنا للجميع أن قواعد الاشتباك الخاصة بنا لن تتغير بأي طريقة، سنواصل ضرب كل من يحاول ضربنا”. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن عن مقتل ستة عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين له في الغارات التي نفذتها إسرائيل على مناطق سورية. وأفاد بأن الضربات استهدفت منطقة في ريف حمص الشرقي ومنطقة الديماس بريف دمشق والحدود الإدارية بين ريف دمشق ودرعا، كما طالت مناطق في ضواحي دمشق وريفها”، مشيراً إلى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت أطراف مطار التيفور إلى منطقة البيارات في بادية حمص. في المقابل، صعدت إسرائيل أمس، تهديداتها ضد إيران، ما يعزز المخاوف من مزيد من التصعيد في سورية. وأثنى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على الغارات الإسرائيلية، مؤكدا أنها شكلت “ضربة قوية للقوات الاإرانية والسورية”. وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته “وجهنا ضربة قوية للقوات الإيرانية والسورية” في إشارة إلى الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي داخل الاراضي السورية. وأضاف “أوضحنا للجميع أن قواعد الاشتباك الخاصة بنا لن تتغير بأي طريقة، سنواصل ضرب كل من يحاول ضربنا”. من جانبه، شدد وزير الاستخبارات اسرائيل كاتز أن الدولة العبرية “لن تقبل بالوجود العسكري الإيراني في سورية”. وقال “لدينا الوسائل لمعرفة كل ما يحدث في سورية مثلما أثبتنا خلال هجمات السبت، تفوقنا الجوي تم الحفاظ عليه تماماً”. بدوره، وصف وزير التعليم نفتالي بينيت إيران بـ”الاخطبوط الذي يتوجب شن معارك ديبلوماسية واقتصادية وعلى جبهة الاستخبارات ضده، والذهاب أبعد من ذلك اذا استدعى الامر”، مضيفاً “بدلاً من القتال ضد أطراف الاخطبوط، يجب قطع رأسه”.

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيثر ناورت في بيان، أول من أمس، إن “الولايات المتحدة قلقة للغاية من تصاعد العنف على حدود إسرائيل وتدعم بشدة حق إسرائيل السيادي في الدفاع عن نفسها”. واضافت ان “التصعيد المحسوب للتهديد الايراني، اضافة الى طموحها لبسط سلطتها وهيمنتها، يعرضان جميع شعوب المنطقة للخطر وفي اليمن ولبنان”. في سياق متصل، سارعت روسيا إلى دعوة جميع الاطراف الى “ضَبط النفس”. وفي دمشق، اعتبر عضو البرلمان السوري عصام الخليل أن العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية سيدفع المنطقة إلى مغامرة غير محسوبة.

 

تركيا تتكبد خسائر فادحة في “غصن الزيتون”

أنقرة – وكالات/11 شباط/18/أفادت مصادر كردية بأن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب” والقوات المشاركة في عملية “غصن الزيتون” من أجل السيطرة على قرية دير صوان في منطقة عفرين شمال سورية. وأكدت المصادر أن القوات التركية والمسلحين السوريين الموالين لها تتكبد خسائر ملموسة جراء المواجهات التي تشهدها القرية الواقعة في ريف عفرين الشمال الشرقي، مضيفة إن القصف المدفعي والصاروخي العنيف مستمر من قبل قوات “غصن الزيتون” على تلك القرية وكذلك قرية عرب ويران. وأعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان، أمس، عن تحييد 86 “إرهابياً” وتدمير 19 هدفاً، خلال الساعات الـ24 الماضية، لتصل بذلك حصيلة “الإرهابيين المحيدين إلى 1266 شخصاً. من جانبهم، سجل نشطاء معارضون من “المرصد السوري لحقوق الإنسان” تفاقم حدة القتال بين الطرفين بعد تحطم مروحية تركية في المنطقة أعلنت أنقرة أنه نتج عن عطل فني لكن المصادر الكردية تصر على أنها أسقطت. وذكر النشطاء أن المواجهات العنيفة تتواصل على محاور في ريفي عفرين الشمالي والجنوب الغربي، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات شرسة على أكثر من محور في منطقة كده ناحية راجو غرب المدينة، وكذلك في منطقتي حمام ودير بلوط جنوب غربي عفرين، وفي منطقة شيخ خورز بناحية بلبلة شمالا. وارتفعت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الكردية منذ انطلاق العملية إلى 148 مقاتلاً، بينما خسرت قوات “غصن الزيتون” 185 عنصراً. إلى ذلك، وثق النشطاء مقتل أربعة مواطنين على الأقل خلال الساعات الـ24 الماضية، أحدهم في قرية عرب ويران والآخرين في ناحية الشيخ حديد، لتصل بذلك حصيلة القتلى المدنيين منذ بداية العملية إلى 74 شخصا على الأقل، بينهم 21 طفلا و13 امرأة.

 

تحذير إسرائيلي: لن "نتسامح" على الحدود

"سكاي نيوز/11 شباط 2018/أكد وزير الاستخبارات الإسرائيلي أن بلاده، بضربها مواقع إيرانية رئيسية في سوريا، أرسلت رسالة واضحة إلى إيران بأنها لن تتسامح مع أي وجود عسكري إيراني بالقرب من حدودها. وأضاف يسرائيل كاتز، الأحد، أن إيران سوف تستغرق وقتاً حتى "تدرك وتفهم وتسأل عن الكيفية التي عرفت بها إسرائيل تلك المواقع وضربتها". وشنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق داخل سوريا، بعدما أسقطت طائرة إيرانية دون طيار تسللت إلى مجالها الجوي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 4 مواقع إيرانية و8 مواقع سورية، ما تسبب في أضرار كبيرة، من ضمنها مركز القيادة والسيطرة الرئيسي للجيش السوري.

وكانت إسرائيل أصدرت مؤخراً عدة تحذيرات صارمة بشأن تزايد دور إيران على طول حدودها مع سوريا ولبنان. والسبت أسقطت الدفاعات السورية طائرة إسرائيلية من نوع إف-16 في أكبر حادث من نوعه منذ انطلاق الأزمة السورية عام 2011.

 

النسبية "المشوّهة" تُربك المرشحين والناخبين معاً

ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/11 شباط 2018/دعا بيان المطارنة الموارنة الصادر عن اجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك بشارة الراعي، المسؤولين إلى توعية المواطنين على كيفية ممارسة حقهم في الاقتراع في الانتخابات النيابية القادمة في مايو المقبل، لأن قانون الانتخاب رقم 44 الذي صدر في 17/6/2017 غامض في بعض جوانبه، ولم يعرف المواطنون بعد كيفية التصويت، وهو يحتاج الى شرح لأنه يربك الناخبين، كما انه اربك المرشحين. والأجواء العامة السائدة قبل أقل من 3 أشهر على موعد الانتخابات، ما زالت ضبابية، لأن النمط القديم الذي اعتاد عليه اللبنانيون فيما يتعلق بالانتخابات، تغير برمته، ونتيجة ذلك تغير سياق التحالفات السياسية. والأحزاب السياسية مربكة في طريقة نسج هذه التحالفات، وفي طريقة توزيع أصوات مؤيديها التفضيلية، لأنها مسألة معقدة ودقيقة، ولا يمكن التحكم بها بالكامل. فالقانون أشار الى توزيع اللوائح الاسمية من قبل رؤساء الأقلام داخل مراكز الاقتراع فقط، وليس من قبل مندوبي المرشحين أمام المراكز او في المنازل، كما كان يحصل في السابق. أما الإرباك الأكبر في القانون، فهو ما تعانيه الأحزاب والكتل النيابية، لأن الفقرة 2 من المادة 52 من القانون قلبت المفاهيم الانتخابية رأسا على عقب، وهي نصت على «ان اللائحة تتحمل مسؤولية عدم استيفاء مقعد يعود لها ولم ترشح أحدا عنه» وهذا بطبيعة الحال يتناقض أو يلغي مفاعيل الفقرة الرابعة من المادة 98 من القانون التي تحدد حصة كل لائحة من المقاعد وفقا لعدد الأصوات التي نالتها.

ويعني هذا ان اللوائح التي يجوز ان تتألف بنسبة 40% من عدد مقاعد الدائرة على الأقل، او غير المكتملة، مهددة بخسارة مقاعد حصلت عليها بالناتج العام، وأخذت منها بالصوت التفضيلي. وبطبيعة الحال فإن اللوائح المكتملة، مهددة بالاختراق مهما كانت تضم من قوى فاعلة، لأن الحاصل الانتخابي يمكن ان تناله اي لائحة منافسة، بما في ذلك في الدوائر التي تشهد ائتلاف بين حركة امل وحزب الله في الجنوب والبقاع الشمالي. القانون 44 نسبي في ظاهره، ولكنه «أرثوذوكسي» بمندرجاته، ذلك ان الأصوات التفضيلية التي تعطى لمرشح واحد في اللائحة تبقى الأساس، ولكنها مرتبطة بالمقعد المخصص للمذهب، وهذا جانب مظلم ايضا من جوانب القانون. لأنه يحرم أي مرشح من نيل مقعده النيابي ـ حتى لو حصل على عدد كبير جدا من الأصوات التفضيلية، فيما لو كان مقعده قد أخذ لمصلحة مرشح آخر من ذات المذهب المسلم او المسيحي. وعلى سبيل المثال: يمكن ان يفوز بمقعد مرشح نال 10000 صوت تفضيلي من مذهب، ويسقط زميل له في ذات اللائحة نال 20000 صوت تفضيلي من مذهب آخر، لأن مقعد الأخير حجز لمصلحة مرشح من لائحة مقابلة، وهو المقعد الوحيد لمذهب كلا المرشحين أصحاب الأصوات التفضيلية العالية. وفي هذا الأمر تناقض مع صحة التمثيل التي تحدثت عنها بعض القوى كهدف، قبل إقرار القانون الجديد. ويرى المراقبون المحايدون، ان شرح القانون الانتخابي للمواطنين، لا يكفي لإخفاء العيوب التي تشوبه، وهي كثيرة. والقانون النسبي لا يمكن تطبيقه في حالة توزيع المقاعد على الأساس الطائفي والمذهبي، لأنه بطبيعة الحال يحرم اللوائح من حقها في مقاعد أحيانا، ويشوه عمل الأحزاب السياسية ـ وخاصة المتنوعة طائفيا ـ من جهة ثانية.

 

هل أصبحت الحرب أمراً واقعاً؟

الراي الكويتية/11 شباط 2018/كأنها الشرارةُ الأولى في حربٍ مؤجَّلة تَخْتَبِرُ بالنار توقيتَها الملائم. هكذا بدتْ الجبهات التي استيقظتْ على عجلٍ مع صباحات بيروت أمس. الدويُّ كان ثقيلاً قبل تهاوي الـ«اف 16» الاسرائيلية على مرمى العين من الجولان وبعده... أصواتُ غاراتٍ وشظايا صواريخ في البقاع على الحدود الشرقية مع سوريا، وأصوات صفارات الإنذار وقرقعة السلاح في الجنوب على الحدود مع إسرائيل، أما في الداخل فـ «الخَبَرُ العاجِل» ينافس القهوة المُرّة مع صباح الشمس، وينهمر كالرصاص كأنّ الحرب قاب قوسين، فاكفهرت الأجواء وسط أعصاب مشدودة وحبْس أنفاس وما شابه من مَظاهر تعوّدها اللبنانيون ويَخشون عوْدتها. «حزب الله» وضع وحداته في حال التأهب القصوى على امتداد «ساحته» في لبنان وسوريا. ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون تَداوَلَ مع رئيسيْ البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري، وتلقى تقارير. وزير الخارجية جبران باسيل دان انتهاك اسرائيل باستخدام الأجواء اللبنانية للعدوان على سوريا وأَوْعز بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن. الشاشاتُ طاردتْ شظايا صواريخ مضادة أُطلقتْ من سوريا وتناثرتْ في البقاع. والمناطق المتاخمة للحدود مع اسرائيل في الجنوب تحوّلت «استديوهاتِ» بثٍّ تجس نبْض الناس وتضخّ معنوياتٍ في مواجهةِ احتمالات الحرب، أما في السياسة «المحلية» فتراجعتْ كل العناوين إذ «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». تغييرُ قواعد الاشتباك، تَفاوُضٌ بالنار، مواجهةٌ وجهاً لوجه، إنزلاقٌ نحو الحرب بـ «خطوة إلى الأمام خطوتان الى الوراء»، «العمليةُ انتهت، لم تنتهِ اللعبة»... هذه بعض التوصيفات التي رافقتْ التطور الأهمّ والأشدّ دراماتيكية والأكثر دلالة في سياق المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية الأولى من هذا النوع والمباشرة والتي«ما بعدها ليس كما قبلها»، بدليل اجتماع«الملجأ»الذي عُقد على عجل لمجلس الوزراء الاسرائيلي المصغّر، والاجتماع الطارئ لمجلس الأمن القومي الإيراني واشتعال«الهواتف الحمر»مع روسيا شريكة إسرائيل وحليفة إيران.

فإسقاط طائرة إسرائيل الأميركية الصنع بصاروخٍ سوري روسيّ الصنع تديره إيران، تَحوُّلٌ لا يستهان به في حربٍ واقعة بلا ساعة صفر.

تحت وطأة هذا التصعيد غير المسبوق، بدا لبنان في قلب المخاض في ضوء تهديداتٍ اسرائيلية لم يجفّ حبرُها توعّدتْ بإرجاعه الى«العصور الوسطى»، واستعدادات«حزب الله»لتحويل أي مواجهة كبرى الى«فرصة تاريخية»بعدما تحدّث مراراً وتكراراً عن«وحدة الميادين». فرغم مسارعة اللاعبين الإقليميين والدوليين الى احتواءِ يومِ المفاجآت والغارات، ثمة انطباع بأن العاصفة التي انحسرتْ لم تمرّ ولها ما بعدها في ضوء«صراعِ الجبابرة»على أرض سوريا وفي أجوائها. فالجميع يَنكبّون الآن على تقويم ما جرى لـ«يُبنى على الشيء مقتضاه»في منطقةٍ تترنّح فوق فوهةِ حربٍ يحول دونها حتى الآن الاعتقاد الراسخ بأنها ستكون على طريقة«يا قاتل يا مقتول».

وفي القراءات الأولية في بيروت لمجريات«السبت الساخن»ومسْرحه الميداني - السياسي، ثمة مقاربات متفاوتة، منها:

ان اللاعبين الكبار الذين يحرصون على إبقاء المواجهة في سوريا تحت السيطرة، لا يتردّدون في اللعب على حافة الخطوط الحمر وهم في الطريق الى التسوية السياسية. فبعد سقوط الـ«سوخوي»الروسية فوق إدلب قبل أسبوع بصاروخٍ تجزم موسكو أنه أميركي الصنع، سقطت الـ«اف 16»الاميركية بصاروخٍ من صنع روسي بالتأكيد، في اليوم عيْنه لإسقاط اسرائيل«درون»إيرانية عبرتْ أجواءها، وإسقاط مروحية تركية كانت في مهمة في عفرين الكردية، المحمية من القوات الأميركية. ان الولايات المتحدة لم تعد مجرّد لاعِب عن بُعد وهي رسمتْ«بالنار»مساء الخميس الماضي واحداً من الخطوط الحمر أمام النظام السوري وحلفائه شرق سوريا حين استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن مقاتلين موالين للنظام في محافظة دير الزور، ما أسفر عن سقوط نحو مئة قتيل.

رغم انه من المستبعد ان تكون إسرائيل فوجئت بامتلاك النظام السوري وحلفائه من الميليشيات الموالية لإيران صواريخ أرض - جو قادرة على ملاحقة طائراتها، فإن اصطياد الـ«اف 16»شكّل ضربة موجعة للتفوّق الاسرائيلي الجوي وغيّر قواعد اللعبة إلى الحد الذي يضاعف المَصاعب أمامها في أي حربٍ مقبلة.

تأكيد إسرائيل ومعها«حزب الله»أن أي مواجهة مستقبلية ستشمل سوريا ولبنان معاً، وهو ما أعلنه الحزب بـ«مكبرات الصوت»حين تحدّث أمينه العام السيد حسن نصرالله عن إعداد عشرات الآلاف من«مجاهدي»محور الممانعة، من سوريا والعراق وإيران وباكستان وأفغانستان وغيرها، للمشاركة في أيّ مواجهةٍ مقبلة مع اسرائيل. تَزامُن أول مواجهة مباشرة إسرائيلية - إيرانية في سوريا مع بدء تَوجُّه الولايات المتحدة الى إقران أقوالها بالافعال في اطار استراتيجية التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة، فها هو دونالد ترامب يُطْلق«رجاله»في اتجاه أوروبا والشرق الأوسط ترجمةً لقرار إدارته بالعمل على محاصرة نفوذ طهران والتصدي له.  وتشكّل جولة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في المنطقة والتي تشمل لبنان في 15 الجاري محطة بارزة في هذا السياق، وسط تقاطُع المعلومات عند أن ملف«حزب الله»سيكون في صلب محادثاته في بيروت.

وفي هذا السياق، نُقل عن مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية قوله إن تيلرسون سيلتقي في بيروت الرؤساء عون وبري والحريري وأن ذلك«سيمثل فرصة حقيقية لتأكيد دعمنا للبنان، الذي يواجه حالياً مجموعة كبيرة من التحديات بينها الدفاع عن حدوده من الإرهابيين والتعامل مع التدفق الهائل للاجئين، لا سيما أن البلاد استقبلت أكثر من مليون لاجئ منذ اندلاع الحرب السورية». وأوضح المسؤول أن «هذه الزيارة تشدد أيضاً على تمسكنا بالمؤسسات الوطنية اللبنانية، على رأسها القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، علما أنها تحارب تنظيميْ داعش والقاعدة وتضمن الاستقرار في لبنان»، لافتاً الى«أنه من الواضح أن تيلرسون سيرفع كذلك قضية (حزب الله) الذي يلعب دوراً مخرباً في لبنان والمنطقة»، ومعتبراً أن «من البدهي أن استمرار مثل هذه الميليشيا بالنشاط خارج سلطة الدولة اللبنانية أمر غير مقبول... وهذه القضية ستمثل الموضوع الأساسي للمحادثات بين تيلرسون والزعماء اللبنانيين».

 

سفير فرنسا تفقد وحدات الجيش المنتشرة في عرسال والقاع

الأحد 11 شباط 2018 /وطنية - زار سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه امس منطقتي عرسال والقاع على الحدود اللبنانية السورية، وتفقد وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة، محييا اياهم على الانتصار الذي حققه على المجموعات الإرهابية في عملية "فجر الجرود" في آب 2017. وتفقد فوشيه بحسب بيان من السفارة الفرنسية، موقعا محصنا للجيش على الحدود يطل على بلدة عرسال والمرتفعات المجاورة، برفقة قائد اللواء التاسع العميد الركن سامي الحويك، وعدد من الضباط المعاونين. كما تفقد مخابئ جبهة النصرة التي استولى عليها الجيش اللبناني خلال المعارك الأخيرة. ثم زار السفير الفرنسي مركز مراقبة شيده اخيرا فوج الحدود البرية الثاني على مرتفعات القاع على بعد بضع عشرات الكيلومترات من الأراضي السورية. وتفقد مركز قيادة اللواء التاسع في اللبوة، وكذلك مركز قيادة الفوج الثاني في رأس بعلبك، حيث تم اطلاعه على الوضع الأمني في المنطقة والعمليات السائرة (نزع ألغام، توقيف مهربي الأسلحة والمخدرات، الوقاية من التحركات غير القانونية.) وفي كلمة أمام العسكريين، قال السفير الفرنسي: "أتيت لكي أعبر عن مدى إعجابي بالعمل المذهل الذي أنجزتموه بشجاعة وحزم، والذي تمثل بتحرير الأراضي. فرنسا هنا لتعبر عن دعمها للبنانيين، للبنان وللجيش الذي يشكل العمود الفقري للبلد. ونريد أن نعزز هذا الدعم خلال المؤتمر الدولي الذي سينعقد في روما".

 

هكذا ستمنع إسرائيل تطوير صواريخ حزب الله

سامي خليفة/المدن/11 شباط/18

رغم اسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة F-16 فوق سوريا، السبت في 10 شباط 2018، وما رافقه من إحراج لإسرائيل، فإن إسرائيل عازمةً على مواصلة غاراتها الاستباقية. فكل ما يجري الآن من تصعيد وقرع طبول الحرب يتمحور حول القضية المركزية في تل أبيب وهي مصانع صواريخ حزب الله.

التصعيد غير المسبوق في سوريا والتحذيرات الإسرائيلية الأخيرة المتعلقة بلبنان، جاءت بعد قصف سلاح الجو الإسرائيلي منشأة للدفاع والبحوث السورية في جماريا بالقرب من دمشق. وتأتي هذه الضربات، وفق صحيفة هآرتس، عقب زيارة قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. إذ لا تزال إسرائيل تبدو كأنها تنقل إلى الروس والإيرانيين وغيرهم من اللاعبين في الشمال أنها مصممة على التصدي لتهديد الأسلحة المتطورة، خصوصاً جهود إيران لتسليح الحزب بنظم صاروخية متطورة.

زيادة عدوانية النظام السوري، فضلاً عن الجهود الإيرانية والروسية للسيطرة على سوريا بعد انتهاء الحرب الأهلية، لم توقف، وفق هآرتس، جهود إسرائيل لمنع تسليح الحزب بأسلحة متطورة. لذلك، ستبقى قضية نية إيران إقامة مصانع السلاح في لبنان مسألة مفتوحة تدرس إسرائيل كيفية الرد عليها باستمرار. ورغم التوتر المتزايد، تعتقد إسرائيل أنه لا الحكومة اللبنانية ولا حزب الله يسعيان إلى مواجهة قضية الجدار الحدودي. فهناك مصدر حقيقي وحيد للتوتر هو وجود مصانع الأسلحة وإمكانية استخدام القوات الإسرائيلية للقوة لاحباط خطط إيران. وهي خطوة يمكن أن تؤدي إلى رد فعل عنيف من جانب الحزب.

الغارة الجوية الإسرائيلية على هدف في سوريا في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الماضي تعادل، كما تحلل هآرتس، في رمزيتها أكثر من 100 غارة مماثلة قامت بها إسرائيل على مدى السنوات الست والنصف الماضية. فقد استهدفت مركز بحوث للصواريخ، يتقاسمه نظام الأسد وحلفاؤه الإيرانيون وحزب الله، وهدفه مساعدة الحزب على تعزيز ترسانته من الصواريخ في وادي البقاع. لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها قصف هذا الهدف. فقد قُصف مرتين في عامي 2013 و2017. أما الغارة الأخيرة فربما تكون بسبب تخزين صواريخ جديدة أو إعادة العمل بشكل استدعى الهجوم الثالث. لكن أياً كان سبب الهجوم، فهو يبدو وفق هآرتس تحذيراً أرادت إسرائيل أن يتردد صداه في أماكن أوسع بكثير.

كرر المسؤولون العسكريون الإسرائيليون بعد هذه الغارة التحذيرات التي أطلقها نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بشأن خطط إيران لبناء مصانع للصواريخ الموجهة، بالإضافة إلى نشر معلومات عن تطوير صواريخ إسرائيلية جديدة متوسطة المدى لضرب أهداف حزب الله في العمق اللبناني، وخطط البحرية الإسرائيلية لمواجهة خطر صواريخ كروز التي يمكن أن يطلقها الحزب على منصات الغاز الطبيعي في إسرائيل. وقد قام حزب الله والقيادة اللبنانية بدورهما في تصعيد حرب الكلام مع التهديدات الخطيرة، في حال مضت إسرائيل قدماً في خطط لمزيد من استكشاف الطاقة في مياه البحر الأبيض المتوسط المتنازع عليها، وبناء جدار جديد على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية. كل هذه التطورات قد توحي للعديد من المحللين بأن الحرب باتت على الأبواب. لكن هآرتس ترى أن لا أحد يريد حقاً الحرب الآن. فحزب الله لا يزال يقاتل في سوريا ويحتاج إلى وقت لإعادة بناء قواته، فيما تشعر إسرائيل بالقلق لأن الصواريخ المخفية في القرى اللبنانية يمكن أن تصل إلى أهداف مدنية داخل إسرائيل. والخلاصة هي أن سلسلة التهديدات كلها تخدم غرضاً واحداً وهو محاولة ردع الجانب الآخر عن تحقيق مزيد من التقدم في سوريا وتعزيز ترسانته الصاروخية. ما يعني أن الغارات ستستمر بوتيرة أعلى مع استبعاد حرب شاملة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو: غاراتنا شكلت ضربة قوية لقوات إيران ونظام سوريا

القدس – زياد حلبي'/العربية نت/11 شباط/18/أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، أن الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، السبت، شكلت "ضربة قوية" للقوات الإيرانية والنظام السوري. وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته "وجهنا أمس (السبت) ضربة قوية للقوات الإيرانية والنظام السوري"، في إشارة إلى الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية. وأضاف "أوضحنا للجميع أن قواعد الاشتباك الخاصة بنا لن تتغير بأي طريقة. سنواصل ضرب كل من يحاول ضربنا". وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سوريا. وشنت إسرائيل، السبت، سلسلة غارات جوية في سوريا على أهداف للنظام السوري وأهداف إيرانية ردا على اختراق طائرة إيرانية بدون طيار أطلقت من سوريا مجالها الجوي، بحسب الجيش الإسرائيلي، لكن طهران نفت هذا الأمر. وأعقب ذلك سقوط مقاتلة إسرائيلية "اف 16" في الأراضي الإسرائيلية، وهذه المرة الأولى التي تسقط فيها مقاتلة إسرائيلية منذ العام 1982 وميدانيا، أفاد مراسل قناتي "العربية" و"الحدث" بأن الهدوء يسود الجولان المحتل، حيث لم تُسجّل غارات إسرائيلية ليلية في العمق السوري، لكن حال الاستنفار ما تزال قائمة. وقد نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات صواريخ إسرائيلية من نوع "تموز" على الحدود وبطاريات مدفعية. كما دفع بالدبابات إلى الخطوط الأمامية، واستدعى عددا محدودا من جنود الاحتياط، رغم لأن التقديرات والمؤشرات تدل على توجّه الأطراف نحو الاحتواء وليس نجو مزيداً من التصعيد.

 

إسرائيل: الهجوم على المواقع السورية هو الأكبر منذ 1982

الشرق الأوسط/11 شباط/18/شنت إسرائيل اليوم (السبت)، هجمات «واسعة النطاق» في سوريا استهدفت مواقع إيرانية وسورية وهي الأكبر في سوريا منذ العام 1982، بحسب سلاح الجو الإسرائيلي الذي قال إن الهجمات تمت بنجاح.

وفي الخمس الأخيرة، نفذت الطيران الإسرائيلي العديد من الغارات على مواقع تابعة للنظام السوري وميليشيا «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع الأسد، لكن إسرائيل نادرا ما تعلن رسميا عن وقوفها وراء الضربات، بعكس ما حدث اليوم.

* 2013:

قصف الطيران الإسرائيلي في 30 يناير (كانون الثاني) موقعاً لصواريخ «أرض-جو» قرب دمشق، ومجمعاً عسكرياً يشتبه بوجود مواد كيميائية بداخله، وفقاً لمسؤول أميركي. وأكدت إسرائيل ضمناً الغارة، مجددةً التحذير بأنها لن تسمح بنقل أسلحة من سوريا إلى «حزب الله» اللبناني.

وفي 3 و5 مايو (أيار)، استهدفت غارتان شُنّتا على دمشق، مركزاً للأبحاث العلمية في جمرايا، بالإضافة إلى مستودع للذخيرة وبطارية للدفاع الجوي، كما أعلن دبلوماسي في بيروت.

* 2014:

أعلن الجيش الإسرائيلي في 31 أغسطس (آب)، أنه أسقط طائرة من دون طيار في الجولان. وأكد في 23 سبتمبر (أيلول)، إسقاط طائرة عسكرية سورية في الجولان.

يشار إلى أنه في عام 1967، احتلت إسرائيل نحو 1200 كلم مربع من مرتفعات الجولان الذي ضمتها عام 1981 في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. ولا يزال نحو 510 كيلومترات مربعة تحت السيطرة السورية.

وفي 7 ديسمبر (كانون الأول) اتهمت سوريا، إسرائيل بشنّ غارتين على مواقع قرب دمشق، في الديماس والمطار الدولي.

* 2015:

استهدفت إسرائيل في 18 يناير الجولان بغارة أدت إلى مقتل 6 من عناصر «حزب الله» وأحد ضباط الحرس الثوري الإيراني.

* 2016:

ضربت إسرائيل مواقع سورية في مرتفعات الجولان في 13 سبتمبر.

وفي ديسمبر، أُعلن عن عدة صواريخ إسرائيلية تضرب المنطقة المحيطة بقاعدة المزة العسكرية (ضواحي دمشق).

* 2017:

اتهمت دمشق إسرائيل بقصف مطار المزة، حيث مقر جهاز المخابرات الجوية، في 13 يناير.

وأعلنت إسرائيل أنها استهدفت أسلحة «متطورة» كانت في طريقها إلى «حزب الله» قرب تدمر، في 17 مارس (آذار).

وفي 27 أبريل (نيسان)، اتهم النظامُ السوري إسرائيل بالتسبب في انفجار ضخم من خلال إطلاق صواريخ على موقع عسكري قرب مطار دمشق. وقد أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى انفجار مستودع للأسلحة يعود إلى «حزب الله» على ما يبدو.

وفي سبتمبر، أسفرت غارات جوية إسرائيلية عن مقتل اثنين في موقع عسكري غرب سوريا، حيث يُتهم النظام بتطوير أسلحة كيميائية، كما أطلقت طائرات إسرائيلية صواريخ على مستودع لـ«حزب الله» قرب مطار دمشق.

وأكد الجيش الإسرائيلي، في 16 أكتوبر (تشرين الأول) أنه دمّر بطارية صواريخ شرق دمشق، رداً على إطلاق صاروخ سوري استهدف طائرات إسرائيلية كانت في جولة استطلاع فوق لبنان.

وأعلنت إسرائيل بعد عدة أيام أنها قصفت مواقع سورية، رداً على إطلاق نار مصدره مرتفعات الجولان.

وفي 23 أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 10 عناصر من إرهابيي «داعش» في غارات إسرائيلية مفترضة في جنوب سوريا، وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.

أما في 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، فقصفت إسرائيل مستودعاً للأسلحة جنوب حمص.

وآخر الضربات في 2017، كانت في ديسمبر، حيث استهدفت مواقع قرب دمشق.

* 2018:

ليل 8 - 9 يناير: عدة غارات جوية وإطلاق صواريخ قرب دمشق. والمستهدف مستودعات أسلحة للسوريين و«حزب الله» وفقاً للمرصد السوري.

7 فبراير (شباط)، أعلن النظام السوري تدمير صواريخ إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً قرب دمشق، حسب المرصد، الذي أضاف أن صواريخ أخرى استهدفت مستودعاً للأسلحة قرب جمرايا.

10 فبراير: إسرائيل تعلن عن غارات «واسعة النطاق» في سوريا، ضد 12 هدفاً بعد اعتراض طائرة من دون طيار انطلقت من سوريا. وللمرة الأولى، تؤكد إسرائيل علناً استهداف مواقع إيرانية.

وبعد تعرضها لإطلاق نيران سورية مضادة للطائرات، تحطمت مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف – 16» في شمال إسرائيل. وأعلن الجيش أن أحد الطيارين أُصيب بجروح خطيرة.

 

الولايات المتحدة تعلن دعمها لإسرائيل بعد الغارات في سوريا

الشرق الأوسط/11 شباط/18/أعلنت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بعد الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي في سوريا مستهدفاً مواقع عسكرية قال أنها سورية وإيرانية. وشنت إسرائيل في وقت سابق سلسلة غارات جوية في سوريا على أهداف سورية وإيرانية رداً على اختراق طائرة إيرانية أطلقت من سوريا مجالها الجوي، بحسب الجيش الإسرائيلي، إلا أن طهران نفت الأمر، وأعقب ذلك سقوط مقاتلة إسرائيلية «إف 16» في الأراضي الإسرائيلية. وقالت هيثر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن «الولايات المتحدة قلقة للغاية من تصاعد العنف على حدود إسرائيل وتدعم بشدة حق إسرائيل السيادي في الدفاع عن نفسها». وأضافت، إن «التصعيد المحسوب للتهديد الإيراني، إضافة إلى طموحها لبسط سلطتها وهيمنتها، يعرضان جميع شعوب المنطقة للخطر وفي اليمن ولبنان». ورغم شن إسرائيل في الأعوام الأخيرة غارات جوية متكررة على مواقع للنظام السوري وحليفه «حزب الله» اللبناني، إلا أنها المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافاً إيرانية منذ اندلاع النزاع السوري في 2011. ونفذت إسرائيل يوم أمس (السبت)، غارات على 12 هدفاً سورياً، وسورياً إيرانيا مشتركاً.

 

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري للتصعيد في سوريا

الشرق الأوسط/11 شباط/18/دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري للتصعيد في سوريا بعد أن شنت إسرائيل غارات في هذا البلد الذي مزقته الحرب. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم أمس (السبت) في بيان، إن غوتيريش «يتابع عن كثب التصعيد العسكري المقلق في سوريا والتوسع الخطير (للنزاع) خارج حدودها». وكانت إسرائيل، قد أعلنت أمس، شن ضربات «واسعة النطاق» استهدفت مواقع «إيرانية وسورية» داخل الأراضي السورية، بُعيد سقوط إحدى مقاتلاتها من طراز «إف16» في أراضيها، وإثر اعتراضها طائرة من دون طيار في أجوائها، أكدت أنها إيرانية انطلقت من سوريا. وقال مسؤول إسرائيلي: إن طائرة «إف16» التي أسقطت في شمال إسرائيل أصيبت بصاروخ سوري مضاد للطائرات.

 

مستشار خامنئي يكذّب روحاني ويؤكد تدهور أوضاع الإيرانيين المعيشية وطهران نفت عقد اجتماع سري بين الرئيس ونواب أميركيين

عواصم – وكالات/10 شباط/18/هاجم يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري الخاص للمرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، الإحصائيات غير الواقعية بشأن معدلات النمو الاقتصادي ونسبة البطالة وأسباب اندلاع الاحتجاجات في البلاد، التي تقدمها حكومة الرئيس حسن روحاني. وقال إن “البعض ادعى من خلال تقديم إحصاءات غير واقعية، بأنه لدينا نموا اقتصاديا مطردا، بينما لا يرى الناس هذا على موائدهم يحدث”، متابعا “أو يقولون إننا خلقنا فرص عمل، في حين أن البطالة التي نراها تتسع، حيث في كل عائلة واحد أو اثنان من خريجي الجامعات عاطلان عن العمل”. يذكر أن الاحتجاجات الشعبية الأخيرة أشعلت موجة من الخلافات بين أجنحة النظام الايراني وصلت إلى حد تبادل الهجوم والاتهامات بين كبار المسؤولين والشخصيات، وتحميل بعضها بعضا مسؤولية اندلاع الاحتجاجات في محاولة للهروب من استحقاقات الجماهير الغاضبة. في غضون ذلك، نفت الرئاسة الايرانية أمس، عقد أي اجتماع سري بين الرئيس حسن روحاني وثلاثة نواب بالكونغرس الاميركي، خلال زيارة قام بها إلى نيويورك في العام 2013. ونقلت وسائل الاعلام الايرانية، عن مسؤول قسم الاعلام في الرئاسة الايرانية برويز اسماعيلي، القول إنه “لا صحة لمشاركة الرئيس روحاني في حفل عشاء سري، حضره ثلاثة من اعضاء الكونغرس الاميركي”، موضحا أن “روحاني يلتقي خلال زياراته السنوية لمقر الامم المتحدة بنيويورك، مختلف الشخصيات السياسية والفكرية ولا توجد سرية في هذه اللقاءات، ولم يشارك إلا في حفل عشاء اقيم على شرف الجالية الايرانية المقيمة في أميركا”. من جانبه، انتقد سفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة بجنيف، علي خُرّم، موقف قادة عسكريين في بلاده تجاه عملية “غصن الزيتون” التركية بمنطقة عفرين السورية. وقال إن تركيا تحدّ من نفوذ ودور أميركا في سورية، والانزعاج الإيراني غير مبرر، معتبرا الدور التركي يمنح بلاده فرصة للمناورة مع الولايات المتحدة، وتجنب خيار المواجهة المباشرة أو الانسحاب الكامل.

على صعيد متصل، أكد عضو هيئة التدريس في جامعة لانكستر البريطانية، الأكاديمي الإيراني عالم صالح، إن طهران لا تشعر بالارتياح حيال تزايد قوة تركيا.

 

البرلمانات العربية: إيران أكبر داعم للإرهاب في المنطقة وطالبت بقطع العلاقات مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل

القاهرة – أ ش أ/10 شباط/18/ دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى دعم وتحديث وتمكين المنظومة العربية لمجابهة الإرهاب، لتصير أكثر قدرة على التعامل مع التهديدات الإرهابية في صورها المختلفة والمتجددة، واستباقها على كل المستويات وإجهاضها وأن يكون العمل أمنياً ومالياً وقضائياً وإعلامياً ودينياً. وقال أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، إن “تنظيمات الإرهاب تعمل بشكل متضافر فيما بينها عبر المنطقة العربية، والأقاليم المجاورة”، مؤكدا أنه لا يمكن التصدي لمخططاتها سوى باستجابة جماعية، وعمل منسق متواصل على المستوى العربي. من جانبها، حذرت الوثيقة العربية الشاملة لمكافحة الإرهاب، الصادرة عن المؤتمر، والمقرر رفعها إلى القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين في الرياض مارس المقبل، من التدخل الإيراني في المنطقة العربية. وأكد مشروع الوثيقة أن التدخل الإيراني أدى إلى إذكاء الطائفية واستشراء الإرهاب، وتمدد الجماعات الإرهابية وتكوين ودعم ميليشيات طائفية مسلحة، الأمر الذي يُشكل تهديداً للتماسك المجتمعي في الوطن العربي. وأشار مشروع الوثيقة إلى أن التدخل التركي في المنطقة العربية يمس السيادة والشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، مؤكدا أن شمولية مكافحة الإرهاب وإجتثاث جذوره، يتطلب مضامين جديدة وشاملة لمعالجة أبعاد الظاهرة الإرهابية اجتماعياً، واقتصادياً، وسياسياً، وثقافياً، وتربوياً، وتقنياً، وتشريعياً، وتحويل المواجهة من إجراءات معزولة تقوم بها كل دولة على حدة الى تخطيط ستراتيجي شامل.

وطالب بتوحيد جهود الدول العربية، ضد أشكال الإرهاب كافة وفي مختلف بقاع العالم العربي، من أجل اجتثاثه من جذوره والقضاء عليه نهائياً، مشددا على أنه لا تعد أعمالاً إرهابية، حالات الكفاح بمختلف الوسائل، بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقرير المصير، وفقاً لمبادىء القانون الدولي، ولا يعتبر من هذه الحالات كل عمل يمس بالوحدة الترابية لأي من الدول العربية. وأكد حق السيادة للدول العربية ووحدة أراضيها، وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية، خط الدفاع الأول لمكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، داعيا لإيقاف الحملات الإعلامية المعادية بين الدول العربية، وتوثيق العلاقات بينها ضمانًا للتعاون الجماعي وتوحيد الصف لمواجهة أسباب الإرهاب، ودرء المطامع الخارجية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. بدورهم طالب رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، بقطع العلاقات مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفارتها إليها، مؤكدين في البيان الختامي، على الطلب من القمة المقبلة على مستوى الرؤساء بالرياض، تنفيذ قرار مؤتمر قمة عمان العام 1980، بشأن قطع جميع العلاقات مع الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

موسكو دعت واشنطن وبيونغ يانغ إلى حوار مباشر من دون شروط مسبقة وكيم جونغ أون يدعو رئيس كوريا الجنوبية لقمة ثنائية

رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن يستقبل شقيقة رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون

سيول – وكالات/10 شباط/18/دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن إلى قمة في بيونغ يانغ. وقال المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية أن كيم جونغ أون أعرب في الدعوة، التي نقلتها شقيقته كيم يو جونغ الموجودة حالياً في الجنوب حيث تترأس وفد الشمال إلى الألعاب الأولمبية الشتوية، عن استعداده للقاء مون “في أقرب وقت ممكن”. وأضاف إن “المبعوثة الخاصة كيم يو جونغ أوصلت رسالة شخصية” من شقيقها أعربت فيها عن “تمنيه تحسين العلاقات بين الكوريتين”، مشيراً إلى أنها نقلت دعوة شقيقها شفهياً إلى الرئيس “لزيارة الشمال في الوقت الذي يناسبه”.

واستقبل مون أمس، على مائدة غداء رئيس الدولة في كوريا الشمالية كيم يونغ نام، الذي تعتبر مهامه في المقام الأول بروتوكولية، بالإضافة إلى كيم يو جونغ. وحضر المأدبة عدد من كبار مسؤولي بيونع يانغ الذين وصلوا للمشاركة في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي انطلقت أول من أمس، في مدينة “بيونغ تشانغ”، شمال شرق كوريا الجنوبية، وتستمر حتى 25 فبراير الجاري. وشدد مون خلال اللقاء على أن الحوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية “لا بد منه من أجل تحسين العلاقات بين الكوريتين أيضاً”، مطالباً بيونغ يانغ “بأن تكون أكثر إيجابية لإجراء الحوار مع واشنطن”.

يشار أن الجانبين اتفقا خلال المأدبة، على “استمرار جو السلام والتصالح في شبه الجزيرة الكورية”. من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أول من أمس، رئيس مجلس الشعب في كوريا الشمالية كيم يونغ نام، إلى مفاوضات بشِأن جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية.

وقال مساعد المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق إن غوتيريس أجرى محادثة مقتضبة مع كيم يونغ نام في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية. إلى ذلك، دعت روسيا كلا من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أول من أمس، إلى البدء بحوار مباشر من دون شروط مسبقة، محذرة من أن إلغاء الصفقة النووية مع إيران سيؤثر سلباً على الوضع في شبه الجزيرة الكورية. وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن خطة “التجميد المزدوج”، التي طرحتها موسكو وبكين على أطراف الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، أظهرت فعاليتها العملية رغم أن الدول التي رفضتها لا تعترف بذلك.

وقال “في الحقيقة لا توجد حالياً اختبارات في كوريا الشمالية ولا تنفذ تدريبات مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية”. وأضاف “ندعو جميع الأطراف إلى الاستفادة من نافذة الفرص، التي ظهرت حالياً وقد تستمر حتى أبريل المقبل، على الأقل، وهو الوقت الذي تهدد الولايات المتحدة بأن تستأنف فيه تدريباتها، ما قد يؤدي إلى حلقة جديدة من التصعيد، وندعو كلا من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى خوض حوار حقيقي حول هذه القضية”. وشدد على ضرورة أن يجري هذا الحوار في أقرب وقت ممكن من دون شروط مسبقة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حَذارِ سوءَ التقدير

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/ الاثنين 12 شباط 2018

طائرةٌ مُسيَّرةٌ إيرانيّةٌ انطلقَت من مدينةِ تدمر (الآراميّة) في سوريا وخَرقَت أجواءَ إسرائيل فأسقطَتها المضاداتُ الإسرائيليّة. سلاحُ الطيران الإسرائيليّ أغار فوراً على مواقعَ عسكريّةٍ سوريّةٍ وإيرانيّةٍ في سوريا ودَمَّر قاعدةً إيرانيّةً لإطلاقِ طائراتٍ مُسيَّرةٍ وثلاثَ منظوماتِ صواريخَ سوريّةٍ.

الدفاعُ الجويُّ السوريُّ ردَّ، خلافاً لتقاليدِه، بصواريخَ أرض/ جوّ (S-200) روسيّةِ الصنعِ والإشرافِ وأصابَ طائرةً عسكريّةً إسرائيليّةً أميركيّةَ الصُنع (F-16/I). اتصالاتٌ إسرائيليّةٌ - روسيّةٌ - أميركية لاحتواءِ الوضعِ المتفَجِّر.

استنفارُ الجيشِ اللبنانيِّ وحزبِ «الله» في جنوبِ لبنان، وظهورُ مقاتلين أفغان مُدرَّبين في إيران في جنوبِ غربيِّ سوريا قبالةَ الجولان. الولاياتُ المتّحدةُ الأميركيّةُ تَضامنت مع إسرائيل وروسيا حذَّرتها. إنّها المواجهةُ العسكريّةُ المباشَرةُ الأولى بين طهران وتل أبيب.

في الاستنتاجات:

قررت إيران فتحَ جبهةٍ في جنوبِ سوريا ضِدَّ إسرائيل بموازاةِ جَبهتِها الثابتةِ في جنوبِ لبنان (مقالي: «تعايشٌ وتنافسٌ بين الحروبِ والتسويات» - جريدة الجمهوريّة 23/10/2017). تزامَنَ الحادثُ مع وصولِ وزيرِ خارجيّةِ أميركا ريكس تيلرسون إلى المِنطقة. غَيّرت التطوّراتُ قواعدَ «الستاتكو» بين إسرائيل وسوريا المعمولَ بها منذ 1973.

تَعرَّضت تجربةُ «مناطقَ خَفضِ التوتّر» في سوريا لانتكاسَةٍ جِديّةٍ من خِلالِ هجومِ تركيا في الشمالِ الغربيِّ، والمواجَهةِ بين إيران وإسرائيل في الجَنوبِ الغربيّ. انطَلقت الحربُ السوريّةُ الثانيةُ فيما الأولى لم تَنتهِ بعد.

الخسائرُ العسكريُّة متوازِنةٌ، لكنَّ إسرائيل أُصيبَت في عنفوانِ سلاحِها الجويِّ المتفوِّق تاريخياً. بروزُ اختلافٍ حولَ سوريا بين روسيا وإيران: الأولى تُفضِّلُ التبريدَ لتُثبِتَ أنَّها انتصرت وأنْهَت الحربَ في سوريا وحافَظت على النِظام، والأخيرةُ تريد الاحتفاظَ بحَقِّ عملٍ عسكريٍّ ضِدَّ إسرائيل في إطارِ استراتيجيتها الأساسيّة. بالنسبةِ لإسرائيل، انتهَت سنواتُ مشاهَدةِ الآخَرين يتقاتلون وبدأت سنواتُ المشاركةِ في القتالِ تدريجاً.

في التوقعات:

ارتفاعُ نسبةِ حصولِ حربٍ بين إسرائيلَ وإيران على جَبهتَي لبنانَ وسوريا، إذ سَبقَ أن أعلنَت إسرائيلُ أنّها لا تُفرِّقُ بينهما. استمرارُ وتيرةِ التصعيدِ من خلالِ معاركَ متقطِّعةٍ.

إسرائيلُ تفضِّلُ حصولَ الحربِ وترامب في البيتِ الأبيض، وحزبُ الله يُفضِّلها وميشال عون في بعبدا، وإيرانُ تُفضِّلُها وهي في سوريا لئلّا تقعَ في أراضيها وتُعكِّرَ تصديرَ النَفطِ عبرَ مضيقِ «باب المندب». قبلَ خوضِ أيِّ حربٍ جديدةٍ ستَسبُرُ إسرائيلُ غَـوْرَ الموقفِ الروسيِّ لأنَّ روسيا موجودةٌ على حدودِها هذه المرّة ومواقِفَها ملتَبِسةٌ. روسيا ستكتفي بحمايةِ النظامِ ومساعدتِه تِقنياً والتوسُّطِ عندَ الحاجةِ بين إسرائيل وإيران لضبطِ حدود المواجهة.

أميركا ستَدخُل بشكلٍ ما على الخَطِّ ضِدَّ إيران وحزبِ الله بالتنسيق الكامل مع إسرائيل. صعوبةُ التوصّلِ إلى تسويةٍ سلميّةٍ تقضي بانسحابِ قوّاتِ حزبِ «الله» وإيران من سوريا. الحربُ المقبِلةُ، إنْ وقعَت، ستَدحَرُ هذه القواتِ جنوبيَّ سوريا أو ستبقيها مرحليّاً في إطارِ اتفاقٍ شبيهٍ بالقرارِ الدولي 1701 في جنوبِ لبنان (مقالي: «الخِياراتُ الأميركيّةُ المحدودةُ والساحةُ السوريّةُ المفتوحة - جريدة الجمهورية 03/07/2017). تأخُّرُ وقوعِ الحربِ ناتجٌ عن التخوّفِ من اتساعِها جغرافيّاً وتحوُّلِها إقليميّة، بل دوليّة.

استبعادُ نجاحِ الوساطات لأنَّ رهاناتِ جميعِ الأطراف استراتيجيّةٌ لا تَكتيّة: إيران لن تنسَحبَ من سوريا في المدى المنظور، حزبُ الله لن يُسلِّمَ سلاحَه طواعيّة، إسرائيلُ لن تَقبلَ طويلاً بهذا الواقع، روسيا تناورُ بأوراقِ الحربِ والسلام، وأميركا مُصمِّمةٌ على تعويمِ حروبِها السابقةِ في المِنطقة من 1991 حتى اليوم.

هذه المعطياتُ والاستنتاجاتُ والتوقّعاتُ تُحتّمُ مسؤوليّات. لبنانُ أمامَ مرحلةٍ جديدةٍ تستدعي شجاعةً حكيمةً ووطنيّةً خالصةً وتقديراً دقيقاً للأخطارِ وتقييماً عميقاً للمعلومات.

حسناً فَعلت الدولةُ اللبنانيّة بأنْ بادَرت واتّخذَت المواقفَ المقاوِمَة حِفاظاً على سيادتِها البريّةِ والبحريّة. وبالتالي، يَجدرُ بحزب «الله» أن يبقى بمنأى عن أيِّ تحرُّكٍ طالما أنَّ الدولةَ اللبنانيّةَ قرّرت المواجهةَ والتصدّي ديبلوماسيّاً وعسكريّاً.

إنَّ مبادرةَ الدولةِ تُبقي الأحداثَ في إطارِ السيادةِ اللبنانيّةِ والقوانينِ الدوليّة وقراراتِ الأممِ المتَّحدة، في حين أنَّ أيَّ تحركٍ عسكريٍّ لحزبِ «الله» يُطيح كلَّ هذه الأوراقِ الثمينة، خصوصاً وأنَّ لبنانَ يَتحضَّر لمؤتمرَين في روما وباريس. فالدولُ المانِحةُ تَودُّ مساعدةَ لبنانَ الدولةِ لا لبنانَ حزب «الله»، ولبنانَ المسالِمَ في ظل السيادةِ لا لبنانَ المحارِبَ خارجَ الشرعيّة.

أيُّ سوءِ تقديرٍ في مثلِ هذه الظروفِ يؤدّي إلى عواقبَ وخيمةٍ. فغالِبيّةُ العهودِ السابقةِ فَشِلت بسببِ سوءِ التقديرِ لا بسببِ سوءِ الإدارةِ أو الضُعف العسكريّ.

سوءُ تقديرِ نابوليون اضطُرَّه إلى العودةِ من روسيا في كانون الأول 1812.

وسوءُ تقديرِ الجنرال الإنكليزي «مونتغمري» خَسَّره معركةَ «ماركِت غاردين» في مدينة أرنايم (Arnhem) الألمانيّةِ في أيلول 1944. وسوءُ تقديرِ جون كينيدي لردّةِ فعلِ كاسترو أَفشَلَ عمليّةَ «خليجِ الخنازير» في نيسان 1961. وسوءُ تقديرِ خروتشيف لردّةِ فعلِ جون كينيدي اضطُرَّه إلى سحبِ صواريخِه النوويّةِ من كوبا في تشرين الأول 1962، وسوءُ تقديرِ جمال عبد الناصر أوصَله إلى هزيمةِ حربِ حزيران 1967.

وسوءُ تقديرِ جنرالات الأرجنتين أودى بهم إلى خسارةِ جُزرِ الـ«مالوين» أمامَ بريطانيا في حزيران 1982، وسوءُ تقديرِ الإمامِ الخُمينيّ أسفَر عن انتصارِ العراق في آب 1988. وسوءُ تقديرِ صدّام حسين ورَّطَه في حربِ الكويت في آب 1990. وأخيراً، سوءُ تقديرِ مصطفى البرزاني أَفقَده السلطةَ والاستقلالَ معاً في كُردستان في أيلول 2017.

وفي لبنان، لم نَنس بَعد عبارةَ السيد حسن نصرالله سنةَ 2006: «لو كنتُ أعلَم». وكلمةُ «لو» لم تُعمِّر بيتاً واحداً بل هَدَمت بلداناً كثيرة.

 

ما مصير الإرهابيين الأربعة الذين عادوا الى لبنان؟

ربى منذر/جريدة الجمهورية/ لاثنين 12 شباط2018

 أثار الحدثُ الأمني الذي حصل في طرابلس الأسبوعَ الماضي سلسلة تحليلات وتأويلات ترافقت مع تقارير نُشرت في وسائل إعلام محلية وأجنبية عن خطةٍ منظّمة لـ»داعش» و»جبهة النصرة» لإعادة الإرهابيين اللبنانيين الذين التحقوا سابقاً بهذين التنظيمَين، استعداداً لتنفيذ عمليات أو تحريك خلايا معيّنة في ظلّ التضييق الذي يعانيان منه وتقلّص المساحة الجغرافية التي ينتشران عليها في سوريا والعراق.

هذا التحليل ترافق مع الحديث عن عودة عدد كبير من هؤلاء الإرهابيين الى لبنان، إلّا أنّ مصدراً أمنيّاً ينفي هذا الكلام، ويقول لـ«الجمهورية» إنّ الحالات التي سُجّلت عودتُها الى لبنان هي 4، ثلاث منها لإرهابيين ينتمون لـ«النصرة» سبق وعادوا الى عرسال وأوقفتهم مخابرات الجيش ومن خلالهم اكتشفت الطريقة التي يتسلّلون عبرها الى لبنان تحت ظروف معيّنة، فضلاً عن «هاجر الدندشي» الذي قُتل في طرابلس والذي يتنمي الى «داعش»، وبالتالي فإنّ الكلام عن دخول أعداد منهم الى لبنان غير دقيق، وتتابع الأجهزة الأمنية هذا الموضوع من خلال التحقيقات التي تجريها دورياً مع موقوفين، وتفعيل عمل شبكاتها على الأرض وفي القرى لمتابعة الأوضاع ميدانياً، فضلاً عن امتلاك الدولة داتا كاملة عن الإرهابيين الذين تركوا لبنان والتحقوا بالتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، خصوصاً أنهم بغالبيّتهم مطلوبون ما يُحتّم متابعتهم ومتابعة أهلهم دوماً.

وفي هذا الإطار، هناك تعاونٌ مع المجتمع الأهلي في ظلّ غياب البيئة الحاضنة للإرهاب. وبالنتيجة فإنّ الحديث عن عودتهم للعيش في المخيمات غير دقيق لأنّ المداهمات لهذه الأمكنة دورية والدولة باتت تملك داتا كبيرة عن هذا الملف.

«عين الحلوة» يتصدّر اللائحة

من بين الأسماء التي يُقال إنها عادت الى لبنان، تبرز أسماءُ إرهابيّي مخيم عين الحلوة في الواجهة، وهناك كلام عن أنّ قسماً ممّن غادروا سابقاً خطّط للعودة كشادي المولوي وبلال بدر.. إلخ، لكن بالنسبة إلى الدولة اللبنانية فإنّ شيئاً لا يؤكّد مغادرتهم المخيم من الأساس:

• أولاً نتيجة الإجراءات الأمنية المشدّدة التي لن يستطيع هؤلاء الإفلات منها.

• ثانياً كلام المصادر الفلسطينية نفسها بتناقض عن هذا الموضوع.

• ثالثاً حديث الإرهابيين عن نشرهم أشرطة مصوَّرة تؤكد هروبهم وهو ما لم يحدث.

• رابعاً، الفترة التي قيل إنهم غادروا خلالها المخيم كانت فترة سيّئة على المجموعات الإرهابية التي ينتمون إليها.

وترجح مصادر مطلعة أن يكون هؤلاء نفّذوا في السابق خطة تضليلية من خلال تخفّيهم في المخيم والترويج لفكرة أنهم تركوا لبنان والآن يريدون العودة إليه فيما أنهم في الحقيقة لم يتركوه أساساً. وفي هذا المجال، يدور حديث بين الأوساط الفلسطينية أنّ هذه «العودة» تأتي بهدف الإستفادة ممّا يُحكى عن صدور قانون للعفو العام عن الجرائم في لبنان، لكنّ المصدر الأمني يحسم الفرضيات: «لن يشمل هكذا قانون أيّاً من الذين ارتكبوا أعمالاً إرهابية تثبتها الأدلّة ولن يفلتوا من العقاب، وفي حال كانوا فعلاً خارج لبنان وعادوا إليه فإنهم بالتالي يقدّمون فرصة للأجهزة الأمنية لاعتقالهم».

من جهتها، تقول مصادر فلسطينية إنه لم تعد لدى هذه المجموعات الإرهابية حرّية الحركة نفسها التي كانت تملكها في المخيمات سابقاً، وهو ما تدلّ عليه الإشتباكات القصيرة المدى التي يجرونها، والتي تنتهي بمجرد تدخّل الشخصيات في المخيم وهو ما يُظهر ضعفها وعجزها عن المبادرة والتحرّك بسهولة داخل المخيم، في ظلّ نقمة أهالي المخيم عليها وتضييق الأجهزة الأمنية على هذه المجموعات خارج المخيم وبعض الفصائل الفلسطينية داخله، فضلاً عن المشكلات داخل تركيبتها نتيجة الضربات التي أصابت المجموعات الإرهابية التي تبايعها، وشحّ الأموال والدعم اللوجستي لها.

لذلك تقول المصادر الفلسطينية إنّ قياداتِ هذه المجموعات الإرهابية تحوّلت الى نوع من «مقاولين» يأوون الإرهابيين أو المطلوبين مقابل أموال، والمثال الأبرز على ذلك هو المغنّي فضل شاكر الذي قيل إنه تمّ سحبُ مبالغ مالية ضخمة منه مقابل حمايته وما زال الإبتزاز قائماً حتى اليوم، حتى بات هؤلاء يعتبرون ذلك مورداً مالياً يبذّرونه على أنفسهم وعلى جماعاتهم.

أما خارج «عين الحلوة» فلا حديث عن عودة مقاتلين من سوريا، خصوصاً وأنّ عدد اللبنانيين الذين تركوا البلاد للالتحاق بالإرهاب في الخارج قليل جداً، وتجدر الإشارة الى أنّ الجيش يضع آماله على مؤتمر «روما 2» الذي سيُعقد في نهاية شهر شباط ليغلق الثغرات التي يمرّ عبرها المتسلّلون من سوريا الى لبنان، من خلال تقديم الوسائل والتقنيات اللوجستية له لإنجاح مهماته.

 

من الجميزة الى الجنوب لبنان في عين الإستحقاقات الكبرى

الهام فريحة/الأنوار/12 شباط/18

ثلاثة مشاهد من الاسبوع الفائت غير مرتبطة ببعضها البعض، نظريًا، لكن عمليًا مرتبطة بشكل مباشر: المشهد الأول القداس الإحتفالي بعيد مار مارون شفيع الطائفة المارونية.

المشهد الثاني، في اليوم ذاته، توقيع عقود النفط مع كونسورتيوم الشركات الثلاث للبدء بالتنقيب عن النفط في بحر لبنان.

والمشهد الثالث الإعتداء الإسرائيلي داخل الأراضي السورية والرد السوري بإسقاط طائرة اسرائيلية.

للوهلة الاولى لا ترابط بين الأحداث الثلاثة، لكن عمليًا نعم: فالمشهد في عيد مار مارون ضروري للتأكيد أن لا شيء ينجح في لبنان من دون استقرار ومن دون تحمل المسؤولية على أكمل وجه، وهذا ما عبّرَ عنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي قال في حضرة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وأركان الدولة: " من تضحيات المسؤولين السياسيين، تقوم لنا دولة قادرة ومنتجة، ووطن محبوب من شعبه، غنيّ بتراثه، ومعتز بتاريخه. إنّ هذه التضحيات كفيلة بمواجهة التحديات، وأولها تعزيز العيش المشترك كتجربة لبنانية نموذجية مميزة بنمط الحياة الذي يؤمّن فرص التفاعل والاغتناء المتبادل، ويحترم الآخر في تمايزه وفرادته وثقافته، ويتشارك معه في حكم الشأن الوطني وإدارته. وثاني التحديات بناء دولة ديموقراطية حديثة تحمي صيغة العيش المشترك، وتوثق بين المواطنة للأفراد والتعددية للجماعة".

لم يكتفِ الكاردينال الراعي بهذا الموقف بل أرفقه بالتأكيد على جملة من الثوابت وفي مقدمها "الإنسجام بين الحرية، التي هي في أساس فكرة لبنان، والعدالة القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات، التي من دونها لا يقوم عيش مشترك. الإنسجام بين حق المواطن الفرد في تقرير مصيره وإدارة شؤونه ورسم مستقبله، وبين حق الجماعات في الوجود الفاعل على أساس خمياراتها. والإنسجام بين استقلال لبنان ونهائية كيانه، وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم".

احتفال مار مارون توقف عنده المراقبون لجهة الحشد الكبير والتنظيم الرائع الذي أشرف عليه مباشرة، وككل سنة، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وهو المشهود له بعمق التفكير وحسن التنظيم، ومعه بلغت مدارس الحكمة وجامعتها أرقى المستويات، وهو الذي يسهر على مناهجها وبرامجها، حتى لتحوّلت الى مثال يُحتذى به في مستوى التعليم ورقيّه. المشهد الثاني، توقيع عقود النفط مع كونسورتيوم الشركات الثلاث، وكان تأكيد على ان العمل سيبدأ بالبلوك الرابع في الشمال والبلوك التاسع الذي تدّعي اسرائيل ملكيتها له، لكن لبنان مصرّ على حقه المقدس فيها.

المشهد الثالث الذي ارتاب منه اللبنانيون هو الإشتباك السوري- الاسرائيلي بعد الاعتداء الاسرائيلي داخل االأراضي السورية والذي أعقبه اسقاط طائرة اسرائيلية بواسطة الدفاعات السورية... هذه التطورات رأى مراقبون ان بالإمكان ضبطها لأنها تأتي عشية وصول وزير الخارجية الأميركي الى بيروت.

وزير الخارجية الأميركي يأتي على خلفية تعزيز الاستقرار وليس تأجيج الحرب، فعلى مستوى الملف النفطي، هو عارف به لأنه كان مدير شركة "إكسون موبيل" حيث كان يدير شركة عملاقة فيها ما يوازي مئة ألف موظف بين اميركا وكافة أنحاء العالم.

في لبنان، لن يكتفي بالطمأنة في الموضوع النفطي بل سيحث اللبنانيين على السير في موضوع الانتخابات النيابية، أيًا تكن النتائج. فبالنسبة اليهم آن الأوان لاجراء انتخابات مضمونة الاجراء من دون أن تكون نتائجها معروفة مسبقًا

 

ورشة انتخابية مع نعيم قاسم

سامر فرنجيّة/الحياة/11 شباط 2018

أعلن نائب الأمين العام لـ «حزب الله» نعيم قاسم أن حزبه مطمئن إلى نتيجة الانتخابات المقبلة. فـ «نحن»، كما صرّح قاسم، «فائزون منذ الآن لأننا سنأخذ أصواتاً على قدر شعبيتنا ولن نعد عدد النواب الذين سنحصل عليهم». لم يكن تصريح نائب الأمين العام مجرد حماسة انتخابية أو محاولة لإضافة نصر جديد إلى قائمة الانتصارات الإلهية. الحزب انتصر منذ الآن مهما كان عدد نوابه في المجلس الجديد. فالانتخابات المقبلة تأتي في شكلها ومضمونها لتكرّس سيطرته على النظام السياسي وتطعّم هذه السيطرة ببعض من الشرعية الانتخابية.

انتهت لعبة الأكثرية والأقلية، بحسب نائب الأمين العام، والحزب لن يبحث بعد اليوم عن «غالبية نيابية أو عن الثلث الضامن أو المعطل». معيار نجاحه ليس في نتائج السادس من أيار (مايو)، بل بفرضه السقف السياسي الذي يضبط حدود العملية الانتخابية. فبعد دورتين انتخابيتين شهدتا انقساماً عمودياً حاداً حول مسائل سياسية، تأتي انتخابات ٢٠١٨ خارج أي عنوان سياسي واضح، غايتها الوحيدة تحديد أحجام المكونات المختلفة للعهد الجديد. فهي، بهذا المعنى، أقرب إلى انتخابات داخلية للحزب.

تأتي هذه الانتخابات، كما حددّها قاسم، «بعد مخاض طويل حصل في منطقتنا في هذه السنوات التسع»، وهدفها إنتاج سلطة جديدة تتناسب والظروف الراهنة. فالانتخابات تتويج مؤسساتي آخر لانتصار قوى الثورة المضادة، تطوي صفحة الاصطفافات السياسية الماضية ومعها المعارضة الداخلية لـ «حزب الله». هي المناسبة لتعميق شبكة التحالفات السياسية والأمنية والاقتصادية التي بناها الحزب من حوله. فمعظم القوى السياسية باتت حليفة له أو حليفة لحليف للحزب. وبدأت عملية «تطهير» الصفوف عند خصوم الماضي من كل من عارضوا التسوية الرئاسية، ليتناسب خطابهم ودورهم الجديد كـ «كومبارس» في العهد الجديد. ليس من طرف خارج عن العهد الجديد في هذه الانتخابات، إلا جبران باسيل إذا مضى في تسريب تصريحاته. لكن انتصار الحزب المبكر لن يعفيه من لعبة الانتخابات. فأطلق قاسم حملة الحزب بعنوان «نحمي ونبني»، وفسّره بقوله «نحمي من خلال المقاومة... ونبني الدولة القوية القادرة والعادلة». وهذه الدولة هي ذاتها الدولة التي يحلم بها بعض مرشحي «المجتمع المدني». فكما جاء في أحد برامج التحالفات المدنية، الهدف بناء «دولة مدنية ديموقراطية عادلة وقادرة في لبنان»، أي دولة حزب الله مع إضافة الزواج المدني (الاختياري). فثمن دخول مرشحي المجتمع المدني إلى شبكات العهد الجديد هو الابتعاد عما سماه البعض بـ «المسائل الشائكة»، أي «دور المقاومة وسلاح حزب الله، الاغتيالات والمحكمة الدولية، الموقف من الحرب الدائرة في سورية ومن التدخل العسكري فيها».

هذا الانحدار في الخطاب لم يطول فقط المسائل الشائكة (والاغتيالات مسألة شائكة فقط في أدبيات المجتمع المدني) بل طاول البرامج بأكملها، حيث باتت أقرب إلى نسخة منقحة عن برامج الأمم المتحدة. فيبدو أن خبراء المجتمع المدني معنيون أكثر بمطلب «نشر قطع الحساب دورياً» مما هم معنيون بمسألة العنف أو حقوق المرأة أو الدفاع عن اللاجئين، ناهيك عن المسائل «الشائكة».

وهذا ما يسعد نعيم قاسم. ففي معرض دفاعه عن قانون النسبية، حدد حسنات هذا القانون بكونه يخفف «الحضور التقليدي لمصلحة بعض الوجوه الجديدة التي يمكن أن تساهم في إعطاء نكهة إضافية في المجلس النيابي الجديد». فبات المجتمع المدني «نكهة إضافية» تضاف إلى المجلس النيابي. ربّما كان قاسم يفكر بجميل السيد كنكهة جديدة، لكن «المجتمع المدني» سرعان ما التقط حاجة الحزب إلى نكهات جديدة تطعّم سيطرته. هكذا اجتمعت «قوى الاعتراض والتغيير الديموقراطي» في مواجهة «قوى السلطة الطائفية الفاسدة» في انعقاد «مبادرة اللقاء الوطني حول الانتخابات النيابية». وتبين أن النكهات الإضافية هي الحزب الشيوعي اللبناني مع منظمة العمل الشيوعي وحركة الشعب وغيرها من التنظيمات المعارضة التي اكتشفت في الآونة الأخيرة الفائدة من الانضواء تحت لواء «المجتمع المدني». فالابتعاد عن المسائل الشائكة يفتح المجال لعودة التنظيمات الشائكة أو ظهور تنظيمات جديدة قد تكون أسوأ. ومهما اندفعنا بقبولنا ثنائيات الشعب والسلطة، يبقى أنه ليس هناك من مرشح يغرّد خارج سرب العهد الجديد. الأزمة ليست انتخابية، بل هي سياسية. ليس هناك من خطاب سياسي في وجه العهد الجديد، وبالتالي ليس من عنوان سياسي للانتخابات المقبلة. دولة «حزب الله» ليست دولة إسلامية، هي هذه الدولة بالذات، بامتداداتها الطائفية والمدنية وارتباطاتها الإقليمية وعنفها الكامن وطوابير الخبراء الطامحين إلى محاربة الفساد. إنّها دولة تتصارع فيها المكونات السياسية لكي تقترب من المركز، في اللحظة التي يتمدد فيها نظام أمني جديد، محمول بخطاب الممانعة وحاجة البعض لاستكمال الحرب الأهلية. العهد الجديد هو الاسم «الديبلوماسي» لدولة «حزب الله». ليس من الضروري اعتبار كل استحقاق سياسي مناسبة لمواجهة كاملة مع هذا العهد، لكن تجاهله باسم محاربة الفساد أو بغية الحصول على بعض عوائد الإعمار المحتمل هو اعتراف ضمني بالانتماء إليه.

إذا كانت الأزمة سياسية، وليست انتخابية، فالخصم الأول هو قوى الاعتراض الحالية الطامحة إلى الدخول إلى ربوع العهد الجديد. أي أن هدف هذا الاستحقاق ليس الإطاحة بالسلطة مهما كان معنى هذا، بل محاولة ابتكار مكان خارج هذا العهد يسمح بإعادة إنتاج خطاب سياسي معارض. وهذا المكان يحتاج أولاً إلى إعلان نهاية «المجتمع المدني» كخيار بديل للسلطة، والبحث عن أطر مختلفة للعمل وهوية أخرى للعمل السياسي. كما يحتاج إلى إعادة التفكير بهندسة أوراق الإصلاح العديدة التي أنتجها «رجال» المجتمع المدني، والتي ما زالت تعتبر مسألة حقوق المرأة، مثلاً، مطلباً يوازي مطلب «نشر قطع الحساب دورياً».

بهذا المعنى، من يشارك السلطة رغباتها، لا يمكن أن يعارضها مهما علا صوته. فهو في أحسن الأحوال «نكهة إضافية» تضاف إلى منظومة الحكم الحالية.

 

لبنان وإسرائيل... والحرب

بقلم فارس خشّان/الحرة/09 شباط/18

منذ أن وضعت حرب تموز/يوليو 2006 بين إسرائيل ولبنان أوزارها، ثمة آلة واحدة لم تهدأ عن العمل يوما. إنها "طبول الحرب". وتكفي مراجعة الأرشيف، ليكتشف مراقبو الأوضاع اللبنانية ـ الإسرائيلية أن عبارة "طبول الحرب تقرع"، تكررت بمعدل مرتين في السنة الواحدة، على امتداد 12 عاما، تميزت بأعلى نسبة هدوء ميداني بين الدولتين المتعاديتين. وطالما أننا ما زلنا في الأرشيف، فثمة عبارة لم يتخل عنها المسؤولون الإسرائيليون، بل رددوها على إيقاع "الطبول" وهي "سنعيد لبنان إلى العصر الحجري". وبما أن المعنى الأول بـ"نشيد" الحرب الإسرائيلي هو "حزب الله"، فإن الحزب لم يتوقف عن الرد على الكلام بالكلام، وعلى التهديد بالتهديد، وعلى المناورة الميدانية بمناورة إلكترونية. يهدف التهديد الإسرائيلي يهدف إلى إبلاغ الجميع بأن نصر الله، في حال استدعى تل أبيب إلى الميدان، فهو يفعل ذلك مع إداركه للعواقب

السيناريو نفسه يستنسخ حاليا، فهل تتكرر النتائج نفسها أيضا؟

القائلون بجدية احتمال نشوب حرب وشيكة بين إسرائيل و"حزب الله" يقدمون الكثير من "الأسباب الموجبة"، ومنها على سبيل المثال الآتي:

أولا، إن إسرائيل، في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعادية لإيران وأدواتها في المنطقة، ومن ضمنها "حزب الله" بطبيعة الحال، هي غير إسرائيل في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما.

وفي اعتقاد هؤلاء بأن أوباما كان داعية تهدئة مع إيران وامتداداتها، فيما ترامب داعية مواجهة.

وهذا يعني، وفق هؤلاء، أن إسرائيل ستحظى بتغطية أميركية شاملة إن هي دخلت في أي حرب جديدة.

ثانيا، إن وضع الخليج العربي عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا، يختلف راهنا عما كان عليه سابقا. إذ يجد في أدوات إيران، يتقدمها "حزب الله"، خطرا استراتيجيا لا بد من التعامل بحزم معه.

وفي ظن هؤلاء، أن الخليج العربي عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا، لن يكون مستاء من أي حرب يمكن أن تؤدي إلى إضعاف نفوذ إيران في المنطقة.

ثالثا، إن إسرائيل تسعى إلى تبريد نهائي لحدودها مع لبنان، من خلال إقامة الجدار الإسمنتي الفاصل، وعليها، بمواكبة ذلك، أن تضمن جدوى الجدار بإلغاء مفاعيل الصواريخ المتطورة التي يمكن أن يملكها "حزب الله" بالتصنيع المحلي.

رابعا، إن إعادة النظر الأميركية ـ ولو المتمهلة ـ بموضوع الاتفاق النووي مع إيران، قد تغير "قواعد عدم الاشتباك" الحالية جذريا، سواء من الجانب الإسرائيلي، وقائيا، أو من جانب "حزب الله"، انتقاميا.

خامسا، إن عملية "تقاسم النفوذ" في سورية "ما بعد داعش"، تدفع إسرائيل إلى الضغط، بكل الوسائل المتاحة لديها، بما فيها الحرب، والقيام بخطوات قوية، بهدف توفير الأمن الاستراتيجي لحدودها، ما يعني في لغتها إبعاد إيران و"حزب الله"، بشكل مقنع عسكريا، عن الجولان.

سادسا، إن إسرائيل تريد أن تحمي، بشكل نهائي، استثماراتها الجديدة والكبيرة من أي خطر عسكري، وهذا يشمل منصاتها النفطية كما "السيلكون فالي".

إلا أن هناك فئة ثانية، تقول بأن "الصراخ" الإسرائيلي إنما يهدف إلى منع "الدوي"، ولذلك فهي تتبع استراتيجية "الاحتواء بالتهديد".

ووفق أوساط إسرائيلية ـ كما بيّن الإعلام الغربي ـ فإن التهديد بتدمير شامل للبنان، يبني نفسه على مقولة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بُعيد حرب تموز/يوليو 2006: "لو كنت أعلم بما ستُقدم عليه إسرائيل من عدوان تدميري، لما قمت بعملية خطف الجنود، في مزارع شبعا".

هناك فئة تقول بأن "الصراخ" الإسرائيلي إنما يهدف إلى منع "الدوي"، ولذلك فهي تتبع استراتيجية "الاحتواء بالتهديد"

وهذا يعني أن التهديد الإسرائيلي يهدف إلى إبلاغ الجميع بأن نصر الله، في حال استدعى تل أبيب إلى الميدان، فهو يفعل ذلك مع إداركه للعواقب.

ويبدو أن القيادة الإسرائيلية واثقة من مفاعيل هذا الأسلوب، إذ إنها تشن غارات، في التوقيت والمكان اللذين يناسبانها، ضد أهداف جلها لـ"حزب الله" في سورية، من دون أن يكون هناك أي رد من الحزب.

ووفق مصادر دبلوماسية عربية في باريس، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثار موضوع لبنان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على إثر الأزمة اللبنانية ـ السعودية، فكان الرد الإسرائيلي هو الآتي: "لا يهمنا من يحكم لبنان، بل يهمنا أمننا الاستراتيجي، وتحديدا نوعية الصواريخ التي يمكن أن يملكها حزب الله".

وتشير هذه المصادر إلى أن الطرف اللبناني أبلغ الفرنسيين أن لا مصانع صواريخ لحزب الله ضمن الأراضي اللبنانية، كما أن الحزب ليس في وارد تحريك الجبهة الحدودية مع إسرائيل.

وفي ظل هذه التأكيدات، نزعت الدولة اللبنانية مسألة المواجهة من "حزب الله" وتبنتها على قاعدة أن إسرائيل هي التي تعتدي على لبنان، سواء من خلال محاولة تمرير الجدار الفاصل بنقاط يعتبرها لبنان ضمن حدوده، أم من خلال اعتبار إسرائيل أن البلوك النفطي الرقم 9 هو ملك لها، ولا يحق للبنان تلزيمه.

ووسط التصعيد المتبادل، حملت إسرائيل مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد تهديدا واضحا إلى المسؤولين اللبنانيين، من مغبة إنشاء "حزب الله" لمصنع صواريخ في لبنان، وأبدت رغبتها، بوساطة أميركية لحل المشكلات الحدودية مع الدولة اللبنانية.

أمام هذه المعطيات مجتمعة، قد لا يكون ثمة داع إلى الهلع، ولكن لا بد من القلق. صحيح أن لا حتميات في أي مسألة تتصل بالحرب، وأن إسرائيل تفضل في تعاطيها مع لبنان التهديد على التنفيذ، ولكن الصحيح أكثر أن المعطيات في إسرائيل ولبنان والمنطقة تتبدل في حمأة إعادة النظر بكل المعطيات الاستراتيجية، وتاليا فإن شهر نيسان/أبريل المقبل يبدو "مفصليا" لأنه شهر "القاسم المشترك" بين مصالح إسرائيل من جهة أولى وبين من يتطلع إلى الحيلولة دون حصول انتخابات نيابية يمكنها أن تنقل المجلس النيابي في أوائل أيار/مايو إلى سطوة "حزب الله"، من جهة ثانية.

ووفق المعادلات السياسية، فإن العاقل ليس ذاك الذي يحسن الاختيار بين الجيد والسيء، إنما بين السيء والأسوأ. ولبنان، كما يتبين من حملة الرسائل التحذيرية إليه، يبقى في زمن السيء... والأسوأ.

 

بوتين ترك إيران تواجه مصيرَها

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 12 شباط2018

يجزم بعض المحلّلين بأنّ إيران متروكة لمصيرها في سوريا. فالحليف الوحيد المفترَض أن ينقذَها هو روسيا. ولكن، يقول البعض إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات يتعاطى مع الوجود الإيراني في سوريا في اعتباره عبئاً على موسكو. ولا بأس في أن تقوم إسرائيل بـ»قصقصةِ جوانحِها».

بدأ طبخ الخيارات الكبرى في الشرق الأوسط، على النار طبعاً لا على البارد. فالحروبُ العسكرية الكبرى، بمعنى الاجتياحات، انتهت في سوريا والعراق، والآن بدأ تكريس الوقائع على الأرض. والمناوشات الحدودية في الشمال (مع الأتراك)، كما المناوشات الحدودية في الجنوب (مع الإسرائيليين) ضرورية لإنضاج الطبخة. في المنطق، لا يكفي إسقاط طائرة حربية إسرائيلية لإشعال حرب على الحدود الإسرائيلية- السورية. لكنّ اندلاعَ حرب حقيقية هناك ممكن إذا كان هناك استثمار سياسي لها. وعادةً، يكون اندلاعُ الحروب نتيجة مبرِّرات منطقية، حيث يكون هناك طرفٌ أو أكثر مستفيدين منها.

فكيف يمكن توصيف ما جرى في سوريا: مدخلٌ إلى حرب حقيقية أم حادثٌ عابر سيتجنّب الطرفان تكرارَه؟

في المبدأ، اعتادت المقاتلات الإٍسرائيلية، طوال سنوات، على شنّ غارات على أهداف لإيران وحلفائها ونظام الرئيس بشّار الأسد في داخل سوريا وعلى الحدود مع لبنان، وربما في داخل الأراضي اللبنانية. ولم يكن يفكِّر الإيرانيون في الردّ عسكرياً.

وهذه المرّة، ردّوا بإسقاط طائرة بصاروخ «سام 5» الروسي الصنع. وهذا يعني أنّ إسقاط طائرةٍ في الغارات السابقة كان أمراً متوافراً، وأنّ هناك ما دفع الإيرانيين اليوم إلى الردّ.

التحليلات في هذا الشأن متعدّدة، لكنّ أبرزَها هو أنّ إيران بدأت تشعر بمحاصرة حقيقية في سوريا. فنفوذُها يتقلّص في شكل متسارع لمصلحة القوى الإقليمية والدولية حتى باتت في وضع صعب. ويمثّل هذا الأمر خطراً شديداً على المصالح الإيرانية الاستراتيجية في الشرق الأوسط ككل.

المثالي بالنسبة إلى الإيرانيين هو أن يسيطروا على سوريا بكاملها، فيحققوا الهدفَ الاستراتيجي الذي لا يقدَّر بثمن، وهو بسط نفوذهم بنحو كامل في «الهلال الشيعي»: العراق وسوريا ولبنان، وطموحهم يشمل مناطق السلطة الفلسطينية والأردن. وتكون السلطات في هذه الدول رهنَ أيديهم.

وهذا ما يحقق لهم أيضاً:

1 - الوصول إلى مياه المتوسط - الزاخر بالنفط - من خلال الشاطئين السوري واللبناني، بما لذلك من أهمية اقتصادية وعسكرية.

2 - ضبط الأكراد وبيع هذه الورقة لتركيا.

3 - ضبط الإرهابيين والنازحين وبيع هذه الورقة للغرب.

4- السيطرة على الورقة الفلسطينية وورقة السلم والحرب مع إسرائيل.

ودفع الإيرانيون، مباشرة ومن خلال حلفائهم، أثماناً باهظة في حروب العراق وسوريا، لبلوغ هذه المكتسبات، لكنهم لم ينجحوا تماماً. ففي النهاية، ما أنقذ نظامَ الرئيس بشار الأسد هو تدخّل القوة الضاربة الروسية، سريعاً، لا تدخّل الميليشيات الإيرانية المقاتلة.

والروس، لم يجرؤوا على المبادرة لولا الغطاء الأميركي والتفاهم مع إسرائيل. فحتى اليوم، لم تقع أيُّ مواجهة روسية - إسرائيلية أو سوء تفاهم على الأراضي السورية، إلّا في شكل عابر وغير مقصود. فالروس رسموا حدود نفوذهم شمالاً وتركوا لإسرائيل أن تتصرّفَ جنوباً…

وحتى عندما تنفِّذ إسرائيل غاراتها على أهداف (إيرانية) للنظام، شمال سوريا، يلتزم الروس الصمت. والأرجح أنّ الروس يتفهّمون «مشروعية» أن تنفّذ إسرائيل ضرباتها. ويتركون لها أن تحقق هذا الهدف، في مناطق نفوذهم، «بالوكالة عنهم». فليس منطقياً أن تقوم روسيا نفسُها بضرب أهدافٍ لإيران، في حضن النظام الذي يدعمه الإيرانيون والروس معاً!

ينظر الإيرانيون اليوم إلى الخريطة السورية فيجدون أنهم غائبون عن الشمال الكردي، المدعوم أميركياً، حيث يحاول الأتراك تنفيذ عملية تأديب لا تبدو ناجحة حتى الآن. وغائبون طبعاً عن مناطق نفوذ المعارضة السورية. وأما مناطق الأسد التي هي عملياً مناطق نفوذهم فيشدّ الروس قبضتهم عليها، بالتفاهم مع الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل التي تمنع أيَّ قوة إقليمية من تثبيت نفوذٍ لها في الجنوب السوري.

يحاول الإيرانيون اليوم إنقاذَ ما أمكن من «خطتهم الكبرى». فعلى الأقل، يريدون تقاسم النفوذ مع الآخرين في سوريا من أجل إبقاء جسر لا انقطاع فيه، يربطهم ببغداد ودمشق وبيروت.

وهنا يبدو التحدّي كبيراً:

1 - هل منطقة نفوذ الأسد ستكون في المستقبل جزءاً من نفوذ روسيا أم إيران؟

2 - هل مسموحٌ لإيران السيطرة على الحكومة المركزية في بيروت؟

3 - هل تسمح القوى الدولية وإسرائيل بنفوذ إيران على حدودها الشمالية وبأن تكون لها القدرة على لعب الورقة الفلسطينية؟

4 - هل تتوافق القوى الإقليمية المتوسطية، والقوى الدولية، على مدّ نفوذ إيران بعيداً عن حدودها لتشارك في مصالح البحر الأبيض المتوسط؟

على الأرجح، على إيران أن تقيم حسابات أكثر واقعية في سوريا، خصوصاً في تنظيم علاقتها مع «الحليف - المنافس» روسيا، صاحبة العلاقات الطيّبة مع إسرائيل. فبقاء الأسد لا يعني بالضرورة أنه استمرار لنفوذها. فهل الأسد روسي أم إيراني؟ تلك هي المشكلة…

إذا قام الروس بـ»مصادرة» الأسد إلى حضنهم، وأبعدوه عن الحضن الإيراني، فسيكون كل ما بذله الإيرانيون من تضحيات للحفاظ عليه قد قطفه الروس. وهذا أمر له تداعيات خطرة على مجمل اللعبة، وخصوصاً في لبنان، حيث الأميركيون يقفون بالمرصاد لأيِّ محاولة إيرانية للسيطرة على السلطة الكاملة في بيروت.

إذاً، ما ظهر في الأيام الأخيرة يوحي أنّ اللعبة مقبلة على فصول عدّة:

1 - التهديد الإسرائيلي للنفط اللبناني قد يكون أيضاً «حركشة» لدفع لبنان إلى بلورة خيارات تفاوضية وسط الغليان الشامل.

2 - توتير الحدود الإسرائيلية - السورية يصبّ في الاتجاه.

3 - على طاولة اللجنة الوزارية في إسرائيل، كان أمس الأحد، خيار ضمّ الضفة الغربية إلى إسرائيل. وعندما يصوّت الإسرائيليون على هذا القانون في الكنيست، فسيكون ذلك الحدث التاريخي الثاني من نوعه، بعد ضمّ الجولان السوري عام 1981. وكان «الليكود» أقرّ بغالبية ساحقة ضمّ الضفة في كانون الأول الفائت.

إذاً، الجميع ينخرطون جدّياً في البحث عن مستقبل كيانات الشرق الأوسط ونفوذ كل من القوى الإقليمية والدولية فيها. وهنا لا أحد «يرحم» أحداً. والاشتباك الإسرائيلي - الإيراني فوق سوريا جزءٌ صغير من مشهد متكامل. وحتى الآن يصعب الجزم بما ستؤول إليه مظاهر التصعيد، ولكنها بالتأكيد من علامات التحوُّل في الشرق الأوسط.

 

إسرائيل وإيران تختبران حدودهما في سوريا 

سيريل لويس/لو فيغارو/جريدة الجمهورية/ الاثنين 12 شباط 2018

الاشتباك بين القوات الجوّية الإسرائيلية والقوات الموالية لبشّار الأسد هو الأسوأ منذ 35 عاماً.

إعتراضُ طائرةٍ إيرانية بلا طيّار فوق بيسان، وتدمير مقاتلة F-16 الإسرائيلية بانفجار صاروخ أرض-جو وقصفُ 12 موقعاً عسكرياً على الأراضي السورية في إطار ردٍّ «واسع النطاق»:

يصف الجنرالات الإسرائيليون تبادُلَ إطلاق النار صباح السبت بين الدولة العِبرية والقوات الموالية لبشّار الأسد بالأكثر خطورةً منذ 35 عاماً. دعَت روسيا، التي تُعتبَر الآن القوّة الرئيسية العظمى المشاركة في المنطقة، الطرفَين إلى «التحلّي بضبطِ النفس».

وأشار الملازم - الكولونيل كونريكوس، المتحدّث باسمِ «جيش الدفاع الإسرائيلي»، إلى أنّ «إسرائيل لا تبحث عن التصعيد ولكنّها مستعدّة لمواجهة أيّ تطوّر»، موضحاً أنّه «تمّ إرسال البطاريات المضادة للطائرات وتعزيزات عسكرية إلى شمال البلاد».

من سيخرج منتصراً في هذا الاشتباك؟ إعتبَرت السلطات السوريّة على الفور أنّ فقدانَ طائرةٍ مقاتلة إسرائيلية، أمرٌ غيرُ مسبوق منذ عام 1982، وهو بمثابة انتصار.

كان الجهاز جزءاً من 8 طائرات F-16 ، تمَّ إرسالها بعد اعتراض طائرة بلا طيّار إيرانية تُحلّق فوق الأراضي الإسرائيلية، حوالي الساعة 4:35 صباحاً، من أجل ضربِ الوحدة المتنقّلة التي كانت تتحكّم بهذا الجهاز من قاعدة قرب تدمر.

ويقول جوناثان كونريكوس إنّ بعض الطائرات قد دخلت الأراضي السورية ولكنّ الطائرة التي أصيبَت كانت تُحلّق فوق الجولان عندما أجبَر أحدُ الصواريخ الـ 25 S-5 وS-17 التي أطلقَتها البطاريات السورية طاقمَها على الخروج.

وفي دمشق، تعتقد صحيفة «الوطن» الموالية للحكومة أنّ هذه الحادثة «تُدمّر أسطورةَ التفوّق الجوّي الإسرائيلي في المنطقة». ومِن جهته، يقول عاموس يدلين، وهو رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ومدير معهد دراسات الأمن القومي، إنّ «فقدان طائرة ليس بأمرٍ يدعو للفرح، إلّا أنّه قد يحصل عندما نستخدم القوّات الجوّية»، وهو يصرّ على أهمّية الردّ الإسرائيلي. وفي المحصّلة، أُصيبَت 8 بطاريات مضادة للطائرات، يتحكّم بها جيش بشّار الأسد، فضلاً عن 4 أهداف إيرانية. وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وقد أسفرَت هذه الضربات عن مقتل 6 أشخاص على الأقل- ليسوا جميعم سوريين.

هل فَقد الطيران الإسرائيلي حرّية التصرّف في سوريا؟ منذ 30 كانون الثاني 2013، نفّذت الدولة العبرية مئات الضربات في سوريا لمنع نقلِ الأسلحة المتطوّرة إلى الميليشيا الشيعية اللبنانية، «حزب الله». إنخفضَ مدى تحرّكِها الذي كان غيرَ محدود تقريباً في البداية، عندما نشَرت روسيا، في أيلول 2015، طائراتها وبطارياتها المضادة للصواريخ دفاعاً عن نظام بشّار الأسد.

وبحسب أوفر زالزبرغ، المحلّل في خلية التفكير «مجموعة الأزمات الدولية» والمؤلّف المشارك في تقرير نُشِر الأسبوع الماضي عن خطر اندلاع صراع بين الدولة العِبرية وسوريا وإيران، فإنّ الطيران الإسرائيلي قد حدَّ منذ ذلك الحين من وتيرةِ ضرباته، ثمّ ركّز على العمليات المنفّذة من مجاله الجوّي أو مجالِ لبنان الجوّي.

ويشرَح زالزبرغ: «إنّ حاجز الصواريخ المضادة للطائرات التي أُطلقت صباح يوم السبت يمثّل مرحلةً جديدة، ويبدو أنّه يُبيّن أنّ بشّار الأسد، الذي شجّعَته نجاحاتُه العسكرية ضدّ المتمرّدين، لن يتحمّلَ الهجمات الإسرائيلية على أراضيه بعد الآن».

ويعتقد «حزب الله» الذي حذّرَ مؤخّراً من متابعة الضربات الإسرائيلية، أنّ تدميرَ الطائرة الإسرائيلية F-16 يُمهّد لـ«مرحلة استراتيجية جديدة».

وحذّرَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بأنّه: «مِن خلال شَنِّ ضرباتٍ قاسية على القوات الإيرانية والسورية، أفهَمنا كليهما أنّ سياستنا لم تتغيّر قيد أنملة وسوف نستمرّ في الرد كلَّ مرّة يحاولون ضربَنا». ويبدو أنّه لا مفرَّ من مواجهات أخرى من هذا النوع.

هل يُمكن لروسيا منعُ اندلاع صراع؟ يَعتقد بنيامين نتنياهو، الذي التقى ليل السبت فلاديمير بوتين، أنّ خوفَه من رؤية إيران تترسّخ بصورة دائمة في سوريا لم يؤخَذ في الاعتبار حتى الآن من قبَل موسكو بما فيه الكفاية. وترفض الدولة العِبرية أن تبنيَ الجمهورية الإسلامية في سوريا مرفأً ومطاراً وقواعدَ عسكرية دائمة، فضلاً عن مواقعَ تسمح بتصنيعِ صواريخ عالية الدقّة. وتُهدّد إسرائيل بالدفاع عن مصالحها بالقوّة إذا لزمَ الأمر. ويشير أوفر زالزبرغ إلى أنّ «موسكو تعتقد أنّ هذه الخطوط الحمراء تتجاوز احتياجات إسرائيل الأمنية المشروعة، ورَفضت على ما يبدو جعلها موضوعاً للمواجهة مع إيران».

وفي تقريره، يُذكّر الخبير أنّ روسيا هي القوّة الوحيدة التي تبدو في وضعٍ يُمكّنها من فرضِ حدودٍ للأطراف المختلفة المعنية، ويؤكّد أنّها ستَخسر الكثير في حال اندلاع صراع. ويضيف عاموس يدلين: «يريد الروس استقرارَ سوريا وإعادةَ إعمارها، وإسرائيل هي القوّة الوحيدة القادرة على عرقلة مساعيهم بإنقاذ الأسد. لذلك، علينا أن نُفهمهم أنّ التصعيد لا يَخدم مصلحتهم».

 

الأسد عدوّ لعدوّ السوريين

حازم الامين/الحياة/12 شباط/18

أصاب إسقاط الطائرة الإسرائيلية معارضين سوريين وغير سوريين للنظام السوري بإرباك كبير، ذاك أنهم يزعمون انهم يحبون أن تسقط طائرة إسرائيلية، لكنهم لا يشعرون بالارتياح لقيام النظام السوري بإسقاطها. عدو عدوهم ليس صديقهم، لا بل هو عدوهم أيضاً، وهذه معضلة يجب تفكيكها، والخلوص منها بنتائج.

المعارضة تزعم أن نظام البعث مخاتل في عداوته لإسرائيل، وهو لا يريد قتالها بقدر ما يريد قتال الشعب السوري. وهذا زعم فيه من الصحة قدر كبير، وثمة قرائن لا تحصى لإثباته. لكن، في مقابل هذه القرائن ثمة قرائن أخرى تكشف عن عداوة بين النظام وإسرائيل، وآخرها إسقاط طائرة الـ «أف 16» يوم أول من أمس. فهل يعني ذلك أن معارضي بشار الأسد خسروا جولة في السجال، وبالتالي في الحرب عليه؟ وهل يغفر للأسد ذنوباً إسقاطُ طائرة لإسرائيل؟ يبدو أن الوعي المعارض الذي لم يرق له سقوط الطائرة الإسرائيلية على يد عدوه، أي الأسد، يشعر أن الأسد كسب جولة في إسقاطه الطائرة! كثيرون منهم قالوا بالأمس أنهم ضده «حتى» لو حرر القدس، وهذه الـ «حتى» كاشفة وتنطوي على قدر كبير من المعاني. فهي ألغت، بحسب مطلقيها، شرطاً يعتقدونه شارطاً وملازماً لأنظمة الشر. فهل يعقل أن يُسقِط شرير طائرة إسرائيلية؟ لكنه فعلها أول من أمس! فما العمل؟

نظام البعث نظام شرير ودموي وقاتل، لكنه أقدم على إسقاط طائرة إسرائيلية. هذه معضلة كبرى سقط فيها وعي يعيش فصاماً هائلاً بين حقيقة أنه ضحية هذا النظام الجائر، وبين عيشه في صلب الموقع الذي حدده له هذا النظام. فالبعث قال لمعارضيه السوريين أنا على حق، وأنتم عملاء لإسرائيل، فجاءت «حتى» كاستجابة لدعوة النظام إلى الرقص في حلبته. والحال أن النظام في سورية جعل من قضية صراعه مع إسرائيل ديدن حكمه وموضوع تسلّطه على السوريين. علق المجتمع وقضى على أي خصم في الداخل مستحضراً هذا الصراع، وعاش الناس في سورية حال طوارئ منذ خمسة عقود، منتظرين حرباً لم تقع على هذا العدو. لكن النظام، وفي سياق مساعيه المتواصلة لقتل أي رغبة لدى السوريين في أن يكون بلدهم طبيعياً، أنشأ حالاً من العداء الواقعي المعلق مع إسرائيل، سقط خصومه في الداخل ضحيته. فالنظام مثلاً قاتل الإسرائيليين في لبنان عبر مساعدة «حزب الله» على قتالهم، وهذا كان جزءاً من رعايته مصالحه في لبنان وفي سورية. في حرب تموز (يوليو) 2006 كان للنظام في سورية دور في تحصين موقع من يقاتلون إسرائيل. فهل الاعتراف بهذا يمثّل اعترافاً بشرعية النظام؟

بعد أكثر من نصف مليون قتيل سوري تسبّب النظام بمقتل معظمهم، ما زال صعباً نقل الصراع مع النظام إلى خارج الحلبة التي حددها لخصومه. الصراع مع إسرائيل مصدر رئيس لشرعيته، وما على الخصوم إلا إثبات عدم إخلاصه لهذا الصراع. واحتمال فشلهم في هذه المهمة كبير، ذاك أن المصالح والأحلاف التي تحرك النظام وضعته فعلاً في مواجهة إسرائيل. قد يكون في موقع الضعيف والمتردّد والخانع في هذا الصراع، لكنه في موقع الصدام مع الـ «عدو»، وهو في أحيانٍ كثيرة في موقع المستهدف من هذا العدو.

النظام ومنذ استيلائه على السلطة تقمّص الدور الصراعي لمعرفته بقدرة هذه القضية على مده بـ «شرعية» تخوله قتل أي محاولة للتشكيك بحقه في السلطة. وأول من أمس، عندما أسقط الـ «أف 16»، جدّد «شرعية» ساعده عليها هذه المرة ضحاياه، ذاك أنهم هبّوا هبّة الرجل الواحد مستهولين إسقاطه الطائرة وعاجزين عن دحض الاعتراف الإسرائيلي بسقوطها. المأساة السورية أكبر من هذه المعضلة. جريمة النظام أكبر من جريمة إسرائيل. الإحصاءات تقول ذلك، والحقائق وحجم الدمار وعدد النازحين. والقضية السورية اختبار أخلاقي يفوق بحجمه أي اختبارٍ في المنطقة. وما لم يؤمن السوريون بذلك، فإن قدرة النظام على اجتراح شرعية من خارج سورية ستبقى قائمة، وسيجدد البعث حكمه لهم، ودليله على «حقه» بحكمهم أنه عدو لعدوهم.

  

رسالة أميركية حازمة من دير الزور إلى ثلاثي آستانة

جورج سمعان/الحياة/12 شباط/18

أكدت الولايات المتحدة مجدداً الخطوط الحمر في سورية. التأكيد يثبت جدية سياستها في هذا البلد. لم يعد هناك مجال للتشكيك. تصدي قواتها وطيرانها لقوات شعبية تابعة للنظام في دمشق قبل أيام رسالة لا لبس فيها، إلى جميع المنخرطين في الصراع على بلاد الشام. رسالة إلى النظام وإلى حليفيه الروسي والإيراني، وإلى تركيا أيضاً. عنوانها لا يحتاج إلى اجتهاد: لا يمكن تغيير قواعد الاشتباك. وممنوع التعرض لـ «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها واشنطن شرق البلاد وشمالها. لم تكن العملية الأولى من نوعها. سبق أن ضربت قوات للتحالف الدولي خريف عام 2016 قوات للجيش السوري وكبدته خسائر فادحة.

لكن واشنطن اعترفت يومذاك بأن الضربة كانت من «خطأ». لكن الطائرات الأميركية أغارت الربيع الماضي على قوات موالية للنظام السوري حاولت الاقتراب من قاعدة التنف. ثم أسقطت بعد نحو شهر طائرة للقوات النظامية عقاباً لها على قصف قوات كردية في محافظة الرقة. تمثل الضربة الأخيرة إصراراً أميركياً على حماية منطقة تشكل نحو أربعين في المئة من بلاد الشام. هذه «حصتها» التي لا يمكن دمشق أن تقترب منها. ولا يمكن طهران، مهما توعدت بتحرير كل سورية، أن تتقدم إليها. ولا يمكن موسكو مهما أقلقتها سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب أن تتعرض لما تعتبره هذه الإدارة المصالح الاستراتيجية الأميركية. ولا تمكن أنقرة أن توجه عملية «غصن الزيتون»، مهما أعلت الصوت متوعدة بالتقدم إلى مواقع الكرد في منبج وغيرها من مناطق تحت «إدارتهم الذاتية» شرق الفرات.

روسيا دانت العملية الأميركية الأخيرة في دير الزور. وانتقدت تحركات القوات الحكومية السورية لعدم تنسيقها عمليات الاستطلاع التي تقوم بها «القوات الشعبية» التي منيت بأكثر من مئة قتيل. فهي تدرك جيداً بعد تجربة مؤتمر سوتشي، وبعد قيام «مجموعة الخمس» ونشاط فرنسا المتجدد في المنطقة، أنها لا تستطيع تجاهل أو تغيير آليات الصراعات الدولية. فهي ليست وحدها في الساحة. لا يمكنها تجاهل جميع القوى الدولية والإقليمية والمحلية المتناحرة في الميدان السوري. وعليها احترام المظلة الأميركية شمال شرقي بلاد الشام. أما اتهامها واشنطن بأنها تريد السيطرة على أهم حقول النفط في منطقة دير الزور فأمر مبالغ فيه. السياسة الجديدة لواشنطن في سورية والمنطقة عموماً طوت سياسة الإدارة السابقة لباراك أوباما. الولايات المتحدة حاضرة بقوة الآن في بلاد الشام، وحاضرة أيضاً في العراق. ويمكن القول أن قواعدها العسكرية في الإقليم كله تشكل طوقاً محكماً على الحضور الروسي الميداني المستجد على الساحل السوري. فهي موجودة أيضاً في المنطقة الجنوبية المحاذية لحدود الأردن. هذا من دون الحديث عن سياسة حليفتها إسرائيل التي باتت غاراتها شبه روتينية على مواقع للنظام في دمشق وحلفائه من ميليشيات ترعاها إيران. من هنا، أهمية الضربة الأميركية في منطقة دير الزور. فهذه تشكل موقعاً استراتيجياً على الحدود مع العراق. ويمكن الانطلاق منه لاحقاً لقطع الطريق التي تستميت طهران للحفاظ عليها سالكة إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

الوجود العسكري الروسي في سورية ليس مهدداً. لكنه بالتأكيد يواجه مرحلة جديدة من التحديات. ستجد موسكو نفسها قريباً مجبرة على ضخ مزيد من العديد والعتاد إلى هذا البلد، بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين من قاعدة حميميم «النصر» على الإرهاب وبدء سحب بعض القوات من سورية. سيشكل هذا الوضع استنزافاً لمقدراتها وقواتها. ولا يقتصر هذا التحدي على الشق العسكري، بل يتعداه إلى الشق السياسي. سلمت الديبلوماسية الروسية في سوتشي بأنها لا يمكنها المضي وحيدة في رسم معالم التسوية. فهناك «مجموعة الخمسة»، وهناك الصوت الفرنسي والأوروبي عموماً الباحث عن دور وإن متأخراً. وهناك تحرك الأمم المتحدة لإدانة نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام أسلحة كيماوية، وهذه كرة نار تكبر يومياً وقد تنفجر بوجه دمشق وحليفتيها عاجلاً لا آجلاً. وأخطر من هذه المستجدات، تواجه روسيا تهديداً لانفراط عقد تفاهمها مع كل من إيران وتركيا، خصوصاً بعد التباين الكبير بين شريكتيها في آستانة. يمكنها أن توهم الولايات المتحدة والدول التي تصر على دور المنظمة الدولية في إيجاد التسوية سياسية، بأنها تساهم في تعبيد الطريق إلى ذلك عبر «مؤتمر الحوار» وغيره. لكنها تعلم جيداً أن الرئيس الأسد والمجموعة المحيطة لا يعنيها أي حل. وهو يلقى دعماً واضحاً منها ومن إيران.

لا يعني ذلك أن الكرملين لا يتمسك بقوة بالقاعدتين في حميميم وطرطوس بعدما سوق أنهما خط دفاع متقدم عن روسيا ودورها الدولي المتصاعد. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل أيام أنها تعمل على تعزيز قواعد انتشار قواتها في سورية، بعد إسقاط إحدى طائراتها الحربية وبعد تعرض قاعدتيها لهجمات صاروخية وهجمات بطائرات «درون». ولا تخفي موسكو معارضتها الخطة الإصلاحية التي تعمل عليها الدول الخمس (أميركا وفرنسا وبريطانيا والسعودية والإمارات)، لأنها تخشى أن ينتهي تقليص صلاحيات الرئيس وتغيير تركيبة الحكومة ومجلس النواب إلى إعادة النظر في الاتفاق الذي منحت بموجبه دمشق القاعدتين شرعية البقاء لخمسين سنة قابلة للتجديد كل 25 سنة. صحيح أنها «أهدت» مرغمة إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا العمل مع «لجنة الدستور» على إعداد دستور بإشراف أممي، لكن الصحيح أيضاً أن لا ضمان سيرغم النظام في الجولات المقبلة على تقديم التنازلات المطلوبة، ما دام أنه «حرف» البيان النهائي لمؤتمر الحوار، وقدمه وطهران كما يريدان رؤيته وليس على حقيقته.

روسيا تدرك جيداً فحوى الرسالة الأميركية الأخيرة من دير الزور، تدرك قواعد «الحرب الباردة». ومثلها أيضاً دمشق وطهران.

صحيح أن إيران دانت الضربة الأميركية الأخيرة، وأن الرئيس حسن روحاني هاجم الوجود الأميركي في بلاد الشام، متهماً واشنطن بالسعي إلى تقسيم هذا البلد. لكن الصحيح أيضاً أنه واقعي وبرغماتي أمام «العواصف» التي تهب عليه من الداخل والخارج. ومثلما دعا إلى سماع صوت شعبه الناقم، أبدى استعداداً للحوار من أجل حل مشكلات المنطقة، «خصوصاً مع الدول الإقليمية»، ومع «بلدان ليست من المنطقة»، في إشارة إلى الولايات المتحدة. ورأى أن حسن تنفيذ الاتفاق النووي يفتح الطريق للبحث في ما تثيره إدارة ترامب وحكومات أوروبية في شأن دور بلاده في المنطقة وقضايا أخرى. يبقى أن يدرك الرئيس رجب طيب أردوغان الذي تستقبل بلاده هذا الأسبوع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، فحوى الرسائل الأميركية. وأن يخفض من سقف تهديداته للكرد والنظر في أبعاد خصومته المتمادية مع واشنطن. فالجميع يعرف جيداً أن توغل قواته في سورية يظل رهن جملة من التفاهمات الضرورية، أو رهن أكثر من ضوء أخضر. فهو إن لم يعر اهتماماً كبيراً لاعتراض إيران التي ربما كانت ترغب في مغازلة الكرد، لا يمكنه تجاهل موقف أميركا وروسيا. فالأخيرة أمهلته ولا تزال تمهله من أجل نشر قواته في منطقة إدلب وإنهاء وجود الفصائل المتشددة وعلى رأسها «جبهة النصرة»، وقد لا تسمح له بتوسيع حربه على الكرد. مهمة المسؤولين الأميركيين في أنقرة يجب ألا تكون صعبة. هناك مصلحة مشتركة في التهدئة. نجاح السياسة الأميركية في سورية تفيد منه تركيا أيضاً. لذلك، إن مواصلة قوات أردوغان حملتها على الكرد في مناطق سيطرتهم لا يخدم هذه المصلحة مستقبلاً. لا حكمة في دفع «قوات سورية الديموقراطية» و «حزب الاتحاد الديموقراطي» إلى تجديد الصلات بالنظام السوري. لن يتردد الحزب في تسليم مواقعه إلى قوات النظام وحليفيه الإيراني والروسي إذا تعاظم الضغط العسكري على هذه «القوات». ويعني ذلك ببساطة تعزيز هيمنة الجمهورية الإسلامية في بلاد الشام على حساب مصالح تركيا وفضائها الأمني. لذلك، من مصلحة واشنطن وأنقرة إيجاد تفاهم يقضي بوقف هذه الحملة على عفرين عند حدود معينة. ومن مسؤولية تيلرسون وماكماستر طمأنة الحليف التركي التقليدي والعضو الأساسي في حلف شمال الأطلسي إلى حرص بلادهما على عدم السماح بهز وحدة الأراضي السورية، وعدم السماح للكرد بإعلان كيان مستقل يشكل قاعدة لحزب العمال الكردستاني. وإذا كان لسياسة أميركا هدف رئيسي هو مواجهة تمدد إيران انطلاقاً من سورية، فإن تحقيق هذا الهدف يخدم المصالح الاستراتيجية لتركيا التي وجدت نفسها قبل سنتين مرغمة على الانجرار نحو موسكو وطهران بعيداً من علاقاتها التاريخية مع دول «الناتو». وليس من مصلحتها اليوم إعادة تأهيل النظام وتحويل بلاد الشام قاعدة للثنائي الإيراني والروسي. هدفها كما هو هدف حلفائها التقليديين إزاحة الرئيس الأسد والحفاظ على مصالحهم في بلاد الشام فلا تسقط كلها بيد إيران وروسيا خصميها التاريخيين.

 

مراكز الأبحاث والإرهاب الإيراني

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/11 شباط/18

كم يبلغ عدد الميليشيات المسلحة الممولة إيرانياً، والممتدة من إيران إلى لبنان، والعراق، وسوريا واليمن، ومثلها في الكويت، والبحرين، والسعودية؟

ما نوع الأسلحة التي تستخدمها؟ والأهداف التي وجهت لها أسلحتها؟ وكم يبلغ عدد ضحاياها من المدنيين ورجال الأمن في الدول التي تقاتل فيها؟ كم منها مدرج على قائمة الإرهاب الأميركية؟ وكم منها أُدرج في قائمة الإرهاب للتحالف الرباعي؟

ليجرّب أحدكم البحث عن دراسات وأبحاث مكتوبة باللغة الإنجليزية أو الفرنسة أو الألمانية وتتعلق بتلك الميليشيات المسلحة التي تمولها إيران تحت بند الإرهاب أو التنظيمات الإرهابية. «حزب الله» قد يكون الوحيد من تلك التنظيمات الذي حظي بالاهتمام البحثي، وربما يعود السبب لضلوعه بالهجوم على المارينز الأميركيين في بيروت في الثمانينات، وضلوعه بهجوم على المارينز في مدينة الخبر في التسعينات، أما غيره من الميليشيات التي تمولها إيران، وبخاصة تلك التي تنشط في العراق وفي دول الخليج العربي فسيجد صعوبة في العثور على ما يربطها بالإرهاب في مراكزهم البحثية.

فهناك مراكز أبحاث أجنبية تصنّف الإرهاب على أنه «سني» الطابع، كما توجد آلاف الأبحاث والدراسات بالإنجليزية تتعلق بتنظيمات مثل «القاعدة» ومن ظهر من تحت عباءتها، وسنرى كم المعلومات التفصيلية لباحثين اهتموا منذ الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 بدراسة مثل هذه التنظيمات والغوص في عقيدة مؤسسيها، لكننا سنجد صعوبة في العثور على دراسة أو بحث أو حتى مقالات تتناول الميليشيات المسلحة ذات الطابع «الشيعي» مدرجة تحت بند الإرهاب.

تقول لي طالبة سويسرية تحضّر للدكتوراه في جامعة «تافت» الأميركية، التي تعد رسالتها حول التنظيمات الإرهابية ذات الطابع الشيعي في منطقة الشرق الأوسط، إنها اضطرت إلى قطع العمل في رسالتها من أجل تعلم اللغة العربية أولاً؛ علها تجد مصادر بحثية مكتوبة باللغة العربية تساعدها في فهم طبيعة تلك التنظيمات. وشخصياً أعتقد أنها ستجد الصعوبة ذاتها!

لذلك؛ دهشت حين رأيت دراسة من «مركز مكافحة الإرهاب» في وست بوينت في الولايات المتحدة تتعلق «بتطور التمرد الشيعي في البحرين» المنشورة قبل أيام عدة للباحثين مايكل نايت وماثيو ليفيت، وهي لقياس المتغيرات التي طرأت على هذا «التمرد» منذ عام 1981 وحتى عام 2017، حيث أدرجت بعض تنظيماتهم التي تأسست تحت رعاية الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب الأميركية، مثل «سرايا الأشتر» و«سرايا المختار» من حيث طبيعة أهدافهما ونوعية تسلحهما وعدد ضحاياهما وأساليب عملهما من تهريب وتخزين للأسلحة وتكتيكاتهما العسكرية، وقد توصلت الدراسة إلى أن التمرد نقل مسرح عملياته من استهدافه للأجهزة الأمنية إلى استهداف الأجهزة العسكرية؛ نظراً لطبيعة الأسلحة المهربة التي عثر عليها، وكثير منها مضاد للدروع! وتتوقع الدراسة مزيداً من التنسيق والتعاون بين تلك التنظيمات ونظيراتها في شرق المملكة العربية السعودية مستقبلاً؛ تمهيداً لنقلها لبقية دول الخليج.

دهشت لأن المركز منذ تأسيسه عام 2003 تخصص في دراسة التنظيمات الإرهابية كتنظيم القاعدة ومن خرج من تحت عباءته، ونحن في البحرين نعاني من إرهاب بعض التنظيمات منذ ما يقارب الأربعين عاماً، أي من عمر الثورة الإيرانية، ولم يلتفت أحد من تلك المراكز لدراستها، وها هو اليوم أحدها يلتفت إلى ما تجاهلته لسنوات، وبخاصة الأخيرة منها التي شهدت زيادة في وتيرة الإرهاب الذي ترتكبه الميليشيات الممولة إيرانياً، والتي تنطلق من منطلقات عقائدية شيعية، مع زيادة في جرعة التعتيم عليها، حيث تدخلت الإدارة الأميركية السابقة في أكثر من أعمال استقصائية وبحثية لمنع نشرها إكراماً لتمرير الاتفاق النووي الإيراني.

كما أكدت صحيفة «التايمز» البريطانية عبر تقرير يقول فيه بور دنغ من واشنطن، إن إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما «عرقلت تحقيقاً» بشأن مزاعم حول ضلوع «حزب الله» في تهريب المخدرات والسلاح، وفوتت فرصة اعتقال مشبوهين، من أجل «تسهيل التوصل إلى اتفاق مع إيران» بشأن مشروعها النووي. وبحسب التقرير، فإنه يعتقد أن العراقيل التي وضعتها إدارة أوباما «ضيعت» على المسؤولين في الوكالة فرصة وضع أيديهم على «الشبح»، أهم العناصر المطلوبة في التحقيق، والذي يعتقدون أنه في بيروت، ويتهمونه بتوفير الأسلحة الكيماوية للرئيس، بشار الأسد، في سوريا، بالإضافة إلى تهريب المخدرات والأسلحة الأخرى (موقع «بي بي سي»). ظروف كثيرة ومتغيرات طرأت على الساحة الأميركية اليوم تساعد على الالتفات لما تم تجاهله لسنوات والنظر من جديد «أكاديمياً» إلى «الإرهاب» الذي ترعاه إيران مثلما تمت إعادة النظر فيه «سياسياً»، وقد تكون تلك الدراسة بادرة تحتاج إلى مزيد من العناية ورفد تلك المراكز بالمعلومات، كما يتطلب ذلك وجود مصادر أكاديمية بحثية ذات لغة علمية رصينة حتى وإن كانت باللغة العربية تعنى بظاهرة تلك الميليشيات، ويتطلب حركة ترجمة تساعد الآخرين على فهم طبيعتها وطبيعة التنظيمات التي تنتمي إليها. ومع الأسف، لا يوجد إلا عدد محدود من المراكز البحثية المتخصصة الأمنية في منطقتنا، ومركز متخصص واحد في منطقتنا لدراسة الشؤون الإيرانية هو «مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية».

 

الدولة المدنية والتركيز على البرامجية في العالم العربي

مروان المعشر/*وزير الخارجية الأردني الأسبق

الشرق الأوسط/11 شباط/18

حالة جديدة بدأت بالتشكل في أنحاء عديدة من العالم العربي، وهي بروز تيارات واحزاب تنادي بالدولة المدنية وتركز على البرامجية في العمل بعيداً عن الأحزاب الآيديولوجية التقليدية، الدينية منها والمدنية.

في الأردن برز حزب جديد ينادي بالدولة المدنية وسيادة القانون وتوازن السلطات والمواطنة المتساوية والبرامج الاقتصادية والاجتماعية التي تحاكي حاجات المواطنين. وقد تمكن هذا الحزب الناشئ من استقطاب جزء لا يستهان به من الجيل الجديد لأنه يركز على الأفكار وليس الأشخاص، وذلك بالرغم من المعارضة التي يلقاها من بعض أجزاء السلطة التنفيذية وممن يعتقدون أن المدنية ضد الدين بالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أول من أرسى قواعد الدولة المدنية في المدينة المنورة. وقد أطلق هذا الحزب على نفسه اسم «التحالف المدني» باعتبار أنه يضم العديد من التيارات والأحزاب التي يغلب عليها الطابع الديمقراطي الاجتماعي. في لبنان برز أيضاً، ومن دون تنسيق، تحالف مدني ينوي المنافسة على الانتخابات القادمة بعيداً عن الاصطفافات الطائفية وأحزاب الزعامة الواحدة التي ميزت العمل السياسي في البلاد. ويضم هذا التحالف الذي أطلق على نفسه اسم «وطني» ثلاث عشرة مجموعة أغلبها من الحراك المدني الدائر هناك من مثل «طلعت ريحتكن» وأفراد من «بيروت مدينتي» و«بدنا نحاسب» وغيرها تنادي بدولة مدنية ديمقراطية تماماً كما يدعو لذلك التحالف المدني في الاْردن.

في العراق، تم تأسيس التحالف المدني الديمقراطي لخوض انتخابات عام 2014، وذلك من قبل تيارات وأحزاب متعددة نجحت في الحصول على ثلاثة مقاعد في البرلمان العراقي من محافظة بغداد. ويدعو الحزب إلى دولة مدنية ديمقراطية بعيداً عن المحاصصات الطائفية المعمول بها في العراق.

ليست هذه هي الأمثلة الوحيدة، ولكنها تؤشر جميعاً إلى حالة سياسية جديدة تتشكل في أجزاء عدة من العالم العربي، وهي تطلع الجيل الجديد لكسر حاجز احتكار المشهد السياسي في المنطقة من القوتين الرئيستين الحاليتين: إما قوى تحكم بشكل سلطوي ولا تريد المشاركة في السلطة، أو أحزاب دينية لم تنجح أيضاً في إقناع المواطنين بإيمانها بالتعددية بكافة وجوهها وقدرتها على حل التحديات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. بطبيعة الحال، لن يكون من السهل كسر هذا الاحتكار في وقت قريب، ولكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن ما يحصل ليس حالة طارئة أو عرضية. هناك اقتناع لدى قطاع واسع من الجيل الجديد بأن بعض القوى التقليدية في العالم العربي فشلت في إحداث التنمية المستدامة، وأن الوضع لم يعد يحتمل الخمول والقبول بما قبل به آباء وأمهات هذا الجيل.

لا يزال هناك لغط كثير حول مفهوم الدولة المدنية، بعضه نابع من عدم الفهم الصحيح لأسس هذه الدولة، والبعض الآخر محاولة مقصودة لتصوير من ينادي بالدولة المدنية وكأنه يحاول طمس هوية الأمة، لذلك من المفيد التمعن في بعض القضايا التي يتمحور حولها هذا النقاش.

أولاً: نقيض الدولة المدنية ليست الدولة الدينية، بل الدولة السلطوية، التي تستأثر بالسلطة والفكر وتتغول على السلطات الأخرى وتطبق القانون بشكل انتقائي. الدولة المدنية ليست عدوة الدين، بل عدوة السلطوية. لم ينادِ المسلمون بدولة دينية منذ نزول الدعوة، والدولة الدينية الوحيدة في الإسلام جاءت مع بدعة ولاية الفقيه في إيران التي لا تعترف بها الأغلبية الساحقة من المسلمين، شيعة وسنة. لا يمكن لدولة مدنية تحترم حرية المعتقد والفكر والدين أن تكون ضد الدين لأن ذلك ينافي أحد أهم أسسها. حرية الاعتقاد مكفولة في الدولة المدنية التي تقف نفس المسافة من كافة الناس. هذا يختلف طبعاً عن غرض البعض فرض تفسيرهم للدين، حسب فهمهم هم له، على كافة الناس بالإكراه، فالدولة المدنية في هذه الحالة لا تسمح بذلك وإلا تحولت لدولة سلطوية. ثانياً: لا يجوز الحديث عن الدولة المدنية من دون إقرانها بالدولة الديمقراطية أيضاً، فالصفتان متلازمتان. الدولة المدنية من دون الديمقراطية تعني الاستئثار بالسلطة من قبل فصيل واحد، والدولة الديمقراطية من دون المدنية تعني الاستئثار بالسلطة من قبل فصيل آخر. الدولة المدنية الديمقراطية تعني سيادة القانون واحترام الحريات وتداول السلطة والاحتفاء بالتعددية الإثنية والدينية والفكرية والجندرية للمجتمع، وهي التي من المفترض أن تعمل من أجلها هذه الأحزاب الناشئة.

ثالثاً: لا تعارض على الإطلاق بين الدولة المدنية والإسلام. لو كان هناك تعارض لما استطاع التونسيون والتونسيات الاتفاق على عقد اجتماعي جديد من خلال دستور يضمن حقوق كافة مكونات المجتمع، الإسلامية والعلمانية والليبرالية والمحافظة، إدراكاً منهم أن لا مجال لإلغاء أحد، وأن التعددية تحت مظلة الدستور هي الضمان للانطلاق نحو مستقبل أفضل. ولو كان هناك تعارض بين الدولة المدنية والإسلام، لما تعايش العلمانيون والإسلاميون في وفاق في دول كالمغرب وماليزيا وإندونيسيا وغيرها.

ما سيكون سر نجاح هذه الحالة المتكونة؟ إن أسباب فشل معظم الأحزاب الناشئة في العالم باتت واضحة، تجمعها صفات مشتركة؛ فهي مرتكزة حول شخص أو قلة، ولا توجد لديها قدرة تنظيمية فاعلة، أو قاعدة شعبية واضحة، أو برامج اقتصادية واجتماعية تستطيع محاكاة حاجات الناس، أو قدرة تمويلية مستدامة. إذن والحالة كذلك، فإن أسباب نجاح هذه الأحزاب الناشئة ستكون العكس تماماً: قدرتها على التركيز على الفكر لا الشخص، والقاعدة الشعبية قبل الانتخابات، والبرامجية قبل الآيديولوجيا، والقدرة التمويلية. من الأكيد أن القوى التقليدية في العالم العربي ستقاوم هذه الحالة الناشئة. في بيروت اجتمع الأضداد من القوى التقليدية ضد لائحة «بيروت مدينتي» في الانتخابات البلدية الماضية وبرغم شُح الموارد وقصر المدة، استطاعت هذه الحركة حصد عشرات الآلاف من الأصوات. في الاْردن كذلك، وبرغم منع التحالف المدني من إقامة حفل إشهاره في البداية، حضر حفل الإشهار بعد أن سمحت السلطات به أكثر من ألف شخص فاضت بهم القاعة إلى قاعة أخرى خارجية، إضافة إلى ثمانية آلاف آخرين حضروا الحفل على الإنترنت ولمدة ثلاث ساعات متواصلة. هناك حالة جيدة تتشكل في المنطقة؛ حالة بلغ بها اليأس من قوى تقليدية ما حفزها لتطوير نهج جديد يعتمد المدنية الديمقراطية إطاراً والبرامجية التي تحاول حل التحديات الاقتصادية والاجتماعية أسلوباً. فإن تجنبت هذه الحالة مزالق وأخطاء الأمس وعملت بشكل منهجي جماعي مثابر، فسيكون لها شأن عظيم في تكوين ملامح العالم العربي الجديد.

- وزير الخارجية الأردني الأسبق

 

أنا وابن عمي وصدام حسين

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/11 شباط/18

كان لي ابن عم، حسام القشطيني، شاب متعطش للقومية وعبد الناصر. وكان له غريم متعطش لـ«البعث» وميشيل عفلق، وصدام حسين. جمعتهما فكرة القومية وفرقتهما الآيديولوجية البعثية. هكذا كانا في شبابهما وخاضا خصومات متواصلة في حارتهما سوق الجديد، من جانب الكرخ من بغداد. فقد كانا في شبابهما من أشقياء المنطقة. وأصبح أمرهما حديث العائلة. قالوا إن صدام حسين لم يكن يخشى أحداً أكثر من حسام القشطيني. انعكس ذلك في الأمر الذي أصدره صدام في أوائل حكمه لقوات الأمن بإلقاء القبض على حسام بأي ثمن كان. ويظهر أن حساماً كان يتوقع ذلك واستعد له. طوقت الشرطة بيته في زقاق التعلوينة وجرت مقابلة بالرصاص بينه وبين الشرطة. وبإعجوبة تمكن حسام الشاب من الفرار وتجاوز قبضة الشرطة ثم طوق الأمن من العاصمة. وبعملية لوذعية اجتاز الحدود والتجأ إلى القاهرة، فرحبوا به كبطل من أبطالهم.

مر الزمن وتغيرت ولاءات المنطقة وتسلم السادات الحكم. وإذا بحسام يسمع طرقاً متوتراً على الباب. إنه ضابط من المخابرات المصرية وصديق حميم لحسام. «حسام عزيزي. سيأتون صباحاً ويعتقلونك ويضعونك في طائرة إلى بغداد. إنه جزء من صفقة بين العراق ومصر. عليك أن تغادر مصر فوراً وقبل الصبح».

جلس الاثنان يبحثان عن طائرة، أي طائرة كانت تغادر مطار القاهرة قبل الفجر. ويوافق الطيار على نقل هذا الشاب الشريد إلى أي بلد في العالم يتفضل بقبوله من دون فيزا. معركة ضد الساعة. ولكنهما استطاعا الحصول على مقعد في طائرة صينية نقلته إلى شنغهاي. وهناك بدأت مفاوضات جديدة للحصول على طائرة تنقله إلى أوروبا من دون فيزا. توفق في الحصول على لجوء في إسبانيا. وحصل بعد أشهر على لجوء في بريطانيا حيث التقيته وسمعت منه كل هذا الكلام. عرفت المخابرات العراقية بقصته ومقامه. وبدأت تحاوره على الرجوع إلى العراق. قلت له: احذر! قال: لا تعلمني على أساليب صدام حسين. أنا أعرفه وأفهمه، وهو أيضاً يعرفني ويفهمني. لقد أعطوني الأمان الذي أثق به. وسأعود إلى بغداد. «انت مجنون! تثق بأمان صدام حسين»؟! هز حسام الدين رأسه بالإيجاب. وكانت هزة من يعرف ماذا يقول، هزة من قضى حياته يتعامل ويتناور مع رجال المخابرات وأسلحة الأمن... وذهنية صدام حسين. عاد حسام الدين القشطيني إلى بغداد وصدق صدام حسين أمنه. وفي الأخير كان صدام حسين هو الذي صعد المشنقة وليس ابن عمي حسام. بيد أن أمن العراق وصدام حسين، كما اكتشف حسام سريعاً هو غير أمن إنجلترا والحكومة الإنجليزية. وبدأ الندم يدب في عروقه. وياما ياما رجعوا وذاقوا طعم الندم.

 

دبلوماسية الاستجداء القطرية

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/11 شباط/18

خلال نحو 9 أشهر يطوف وزير الخارجية القطري العالم كل شهر تقريباً، لمهمة واحدة لا غير، البحث عن حلول لأزمة بلاده مع الدول الأربع المقاطعة، قبل أن يضطر للاستعانة بوزير آخر يعاونه، وهو وزير الدفاع خلال رحلته الأخيرة لواشنطن، الذي بدوره كرر دبلوماسية زميله باستجداء إنهاء الأزمة سريعاً، بل إنه يدعي أن الرئيس دونالد ترمب يستطيع فعلها بـ«مكالمة هاتفية»! في كل عاصمة غربية الدبلوماسية القطرية لا تتغير؛ توقيع صفقات أسلحة أكبر من طاقة الدولة، مقابل شراء ضغط على الدول المقاطعة، وكما يقول أينشتاين: الغباء هو تكرار فعل الشيء نفسه عدة مرات وتوقع نتائج مختلفة، فقد انتهت كل الزيارات النهاية الحزينة نفسها؛ الكثير من عبارات التعاطف وشيء من «القلق»، أما الأهم فهي الرسالة شبه الموحدة: عذراً لا نستطيع التدخل في «أزمتكم»، حلّوها بينكم. وفي أقصى درجات الدبلوماسية يتم التذكير بالوساطة الكويتية.

منذ الخامس من يونيو (حزيران) 2017، عندما أعلنت الدول المقاطعة إجراءاتها ضد الدوحة، لم تتمكن الدبلوماسية القطرية، المتفرغة تماماً لهذه الأزمة، على عكس الدول الأربع التي التفتت لقضاياها، من تحقيق أي اختراق سياسي لأزمتها، لم تتغير مواقف الدول الأربع قيد أنملة، لم تستجب العواصم الغربية في مساعي تدويل الأزمة، ولم تظهر بادرة أو إشارة بقرب انتهاء الأزمة، والدولتان الوحيدتان اللتان تقفان في صفها هما تركيا وإيران، وهما بالمناسبة تواجهان معاً نفوراً من بقية عواصم العالم، حتى مع استئجار قطر بعض صانعي الصفقات في واشنطن، ودفعها مبالغ طائلة لـ21 جماعة من جماعات الضغط في واشنطن، ومن بينهم نيكولاس موزين، وهو مساعد سابق للسيناتور تيد كروز، الجمهوري في ولاية تكساس، الذي وقع اتفاقا في أغسطس (آب) الماضي، مقابل 50 ألف دولار شهرياً، وفقاً لسجلات وزارة العدل الأميركية. ومن كان يراهن داخل أركان النظام القطري على أنها أزمة وقتية، بدأ يصحو على مفاجأة غير سارة، بأن الأزمة فعلاً أزمة سنوات لا شهور، وكما مرت تسعة أشهر فإن السنة الأولى قادمة، وربما سنتان أو ثلاث أو خمس، المشكلة أنه لم تلُح أي بادرة في الأفق لتجاوب غربي مع قطر، ومع ذلك تواصل الدوحة إبرام صفقات الأسلحة ودفع المليارات للغرب طمعاً في تغير مواقفهم، ولا أحد يدري متى ستتوقف عن شراء الأسلحة، المهم أنها تكدسها بينما هي عملياً لن تستطيع استخدامها. في تقديري أزمة قطر الحقيقية تكمن في عدم قدرتها على تنفيذ الشروط المطلوبة لسببين رئيسيين؛ الأول هو علاقاتها المشبوهة مع الجماعات المتطرفة، وعدم سهولة إنهاء تلك العلاقة، وربما انكشاف أسرار فظيعة تورط النظام أكثر، والثاني أنها بمجرد استسلامها ستعود كما أصغر إمارة في الخليج العربي، وتنتهي كذبة الدولة الكرتونية العظمى التي أوهمت نفسها بها. ستعود إلى وضعها الطبيعي بما يناسب إمكانياتها الجغرافية والسياسية، فالمال وحده لا يجعل الدول كبرى، وهذا آخر ما يمكن أن يقبل به النظام القطري، الذي جرب كل الأساليب غير الشرعية من أجل التآمر على الدول الكبرى في المنطقة، وبالتالي يستحيل عليه قبول الواقع والعودة عن مشروعه التدميري. بعد الفشل في دبلوماسية التدويل والمظلومية وتسويق سيناريو التدخل العسكري المزعوم، وبعد الفشل أيضاً فشلاً ذريعاً في دبلوماسية تسييس الحرمين الشريفين، ها هو النظام القطري يستحدث دبلوماسية جديدة، وهي دبلوماسية الاستجداء لعل وعسى، بينما هو في حقيقة الأمر يعمق أزمته ويرفع من تكاليف عودته، كحال الأنظمة المتهورة التي تظن أن استراتيجية الخداع والمراوغة قد تكون السبيل الوحيد للخروج من أزماتها.

 

بلاد المنشأ

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 شباط/18

تابعت على «بي بي سي» ندوة حول ضرب التلامذة في البيوت والمدارس. أكثرية المشاركين استفظعوا الطريقة واعتبروها من موروثات القرون الهمجية. القليل قال إنه تعرض صغيراً لضرب التأديب وهو لا يرى ضيراً في ذلك. لا ضرورة للشرح أن البرنامج كان على «بي بي سي عربي» لأن المسألة لم تعد مطروحة عند معظم الشعوب الأخرى. وفي بلدان وقارات أخرى لم يعد ضرب الحيوان جائزاً، بل يخضع لعقاب القانون. وقبل سنوات كتبت هنا أنني رأيت في أحد أحياء بيروت عاملاً عربياً (غير سوري) ينهال ضرباً على ابنه اليافع في الطريق، فترجلت من سيارتي واعترضته، فاعتذر وبكى، محاولاً تبرير ما لا يبرر ولا يسامح. في يوم برنامج «بي بي سي» ذهبت كالعادة في جولة على مكتبات عربية. وللمرة الأولى من رفقة المكتبات انتبهت إلى نسبة العنف في العناوين. ونسبة كره الآخر (العربي). ونسبة تكذيب الآخر. ومدى البساطة في توجيه التهم إليه وتأكيدها. ومدى التحريض. ومدى الغضب. ومدى الإنكار. ومدى الخرافة. ومدى فظاعة الخرافة. شعرت بالاختناق وبالحزن وبكم هو عالمي مزيف وظالم. وأدركت لماذا منتج كل هذه اللاإنسانيات، ولماذا يقول محاور في برنامج إذاعي عالمي إن ثمة فائدة في ضرب الصغار. ويقصد بالضرب التربية. وقد تبين للدارسين في بريطانيا أن الشذوذ على أنواعه ناتج عن هذا النوع من التنشئة. نحن مجتمعات غير طبيعية في حالات كثيرة. الجرائم العائلية التي حدثت في لبنان أخيراً مقززة في عددها وفي طبيعتها. وكذلك الجرائم التي أقرأ عنها في مصر. جرائم مرضية كالتي كنا نقرأ عنها في عصور الظلام وروايات التوحش. وليس من الضروري الذهاب بعيداً للبحث عن أسباب الظاهرة. ألقِ نظرة على عدد أطفال الشوارع. تأمل عناوين الكتب. أصغِ إلى طريقة النقاش في البرامج الحوارية. تأمل المحاورين. تأمل «منافض» السجائر وأكواب الماء تتطاير في الهواء. ماذا سيكون نتاج هذه «التربية»؟ الذين يبحثون عن بذور وجذور الإرهاب عليهم البدء في المدارس حيث لا يزال التلميذ يُضرب لكي «يتعلّم». ومن ثم في دور النشر التي تشبه مصانع الرصاص والسموم. وحاول أن تعرف نوعية الكتب والصحف والمواقع الأكثر إقبالاً. جزء من هذه الفوضى الدموية العارمة أساسه «العلمُ في الصِغر». عندما نعلم الأطفال أن الضرب علم، والتربية أستاذ متوحش، والذاكرة تساق بالعصا أو باللكمة. إذا كنا حقاً نريد إعادة النظر في المستقبل، يجب ألا نذهب بعيداً على الإطلاق.

 

يا قادة السعودية … احذروا ممن “يبغونها عِوَجاً”

أحمد الجارالله/السياسة/11 شباط/18

في 22 اغسطس العام 1962، وبينما كان الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة شارل ديغول في طريقه إلى منزله الريفي أطلقت عناصر من منظمة سرية الرصاص على سيارته في محاولة لاغتياله، لكن أصيب الزجاج الخلفي وتناثر على الرجل الذي سرعان ما طلب من سائقه التوقف، وحين ترجل قال عبارته الشهيرة: “إنهم هواة لا يعرفون إصابة الهدف”، وأكمل طريقه.

يومذاك، كانت هذه الحادثة تتويجا لمعارضة توجهات ديغول الواقعية في إخراج فرنسا من مستنقع الجزائر، ودخولها عهد التحرر من أثقال الحرب العالمية الثانية، لذلك بعد تلك الحادثة بست سنوات أعلن الاستفتاء على اللامركزية الإدارية لتحديث الدولة، وقال إذا لم يحصل على نسبة 75 في المئة من المؤيدين فسيتنحى عن الحكم، وهو ما فعله عندما أعلنت النتائج في مطلع العام 1969.

في تلك الأثناء، كان ديغول يواجه المتمصلحين من الاستعمار الفرنسي للجزائر وأفريقيا والفاسدين الذين يمنعون تطور بلادهم، أي كما قال الله في محكم التنزيل الذين: “ويَبْغُونَهَا عِوَجًا”، وهؤلاء يوجد مثلهم في كل دول العالم يقاومون الخطوات الإصلاحية للقادة الرواد الذين يجود بهم التاريخ على بلادهم.

في العالم العربي هناك الذين “ويَبْغُونَهَا عِوَجًا” خصوصا في مواجهة المملكة العربية السعودية التي تشهد حاليا عملية إصلاح كبيرة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه ومباركة قائد الدولة وكبيرها الملك سلمان بن عبدالعزيز.

أولئك النفر الذين يرون القذى في عين الآخر ولا يرون العود في عيونهم، هم من كانوا يتهمون المملكة بالرجعية والتخلف الاجتماعي والاقتصادي، وحين بدأت حملتها لتحديث أساليب العمل والحياة، وأن تكون وفقا لما يرجوه الملك سلمان ابنة القرن الحادي والعشرين القادرة على تأكيد دورها المتقدم في المجالات كافة والمعتمدة على نخبة من أبنائها، انقلبوا على أعقابهم، مشهرين سيوف الهجوم ورماح تثبيط العزيمة من خلال قنواتهم ووسائل إعلامهم ونعت التغييرات بأنها خروج على ثوابت الدين والتقاليد والأعراف.

هذه الحملة الشعواء على المملكة لم تمنعها في المقابل من السير قدما في ترسيخ رؤية القادة الرواد بدخولها الدولة السعودية الرابعة، رغم أنها تخوض حربا مفتوحة في اليمن لمواجهة مخطط توسعي فارسي منذ ثلاث سنوات، ولو ضعفت في ذلك لأصبحت كلفة تهاونها أكبر بكثير من كلفة “عاصفة الحزم” لأنه إذا كانت اليوم التكلفة مالية فإن ما سيترتب على الاستسلام لمخطط نظام الملالي من تكلفة تطال الاقتصاد والثقافة والمجتمع والمصير، ليس للممكلة وحدها، إنما لكل “مجلس التعاون” الخليجي.

نعم، هذا هو ديدن الرواد صناع التغيير في بلدانهم، يخوضون المواجهات على جبهات عدة وينتصرون فيها، أكان في الخارج وعلى الحدود، أو في الداخل بحفظ الجبهة الداخلية وتطور الاقتصاد والمجتمع.

لخمسين عاما كانت المملكة تعيش اقتصادا ريعيا كاملا، كبقية دول “مجلس التعاون” التي تكفل المواطن من المهد إلى اللحد، مؤمنة له كل ما يحتاجه، لكن هذا الاقتصاد الريعي لا بد أن ينتهي إلى جعل المجتمع عالة على الدولة، فتزداد الأكلاف، لذلك بدأت القيادة السعودية الحالية سلسلة خطوات، أكان في خفض معدلات البطالة عبر إحلال السعوديين في العديد من الوظائف التي كان يشغلها وافدون، أو ببناء شراكات صناعية كبرى مع الدول العظمى، أولاها الشراكة السعودية- الأميركية والتي بدأت مع زيارة الرئيس دونالد ترامب للمملكة في مايو الماضي.

أشيع منذ ذلك الوقت أن الاتفاقات التي وقعت بين المملكة والولايات المتحدة، والبالغة قيمتها 460 مليار دولار، هي هبة سعودية لأميركا، وهذا طبعا روَّج له من “ويَبْغُونَهَا عِوَجًا” ومازالوا، ولم ينظروا إلى أن هذه المبالغ هي لمشاريع ركيزتها الأولى نقل الصناعات الأميركية الكبرى للمملكة، وكم فرصة عمل تؤمن، ليس للسعوديين فقط، إنما للعرب كافة.

يترافق ذلك مع إجراءات جديدة في ما يتعلق بالقطاع الخاص الشريك الأساسي للدولة في التنمية، لكن في هذا المجال لنا كلمة نقولها لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مهندس الاقتصاد السعودي، وهي: إن بعض الإجراءات المتخذة حالياً تؤثر سلبا على الأعمال، خصوصا ما يتعلق منها بالرسوم الباهظة، وهي في بعض الأحيان تفوق قدرة الشركات والمؤسسات، ما يعني عدم القدرة على إيفاء متطلبات السوق، وانخفاض نسبة توظيف العمالة الوطنية التي ستضطر الحكومة لتوظيفها في مؤسساتها.

علينا الاعتراف أننا في دول”مجلس التعاون” بحاجة ماسة لتبادل المصالح، خصوصا في مجال العمالة، ولذلك فإن دعم وتسهيل الأعمال في القطاع الخاص، يخفف كثيرا عن كاهل الدولة، ولذا فإن التدرج بهذه الرسوم في مرحلة انتقالية أكثر فائدة للدولة والقطاع الخاص، لأنه سيؤدي إلى المحافظة على العمالة الوطنية من جهة والتأقلم مع الإجراءات وعدم إحداث صدمة تؤدي إلى انكماش اقتصادي.

لا شك أن التواصل الدائم بين صناع القرار ورجال الأعمال، وعرض المشكلات والمصاعب بشفافية يخدم الهدف الأسمى وهو تطوير الدولة والمجتمع ليتماشى مع العصر ومتطلبات الدول الحديثة، وحتى يتحقق ذلك ولا يترك أي مجال لمن “ويَبْغُونَهَا عِوَجًا” وجعل الدولة بقرة حلوباً ومرتعا للفساد لا بد من وجود قنوات اتصال دائمة.

إن الدولة بإجراءاتها ونظمها الجديدة تحتاج بين فترة وأخرى لمراجعة ذلك كي تتفادى المصاعب، ومن الحكمة أن تسمع ممن تطبق عليهم الإجراءات بشفافية كي لا يتحول الإصلاح الاقتصادي صراعا بين القطاع الخاص والدولة، فيخسر الطرفان في نهاية الأمر، ويحقق الذين قال عنهم العزيز الحكيم: “الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا…”، مبتغاهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل شارك في قداس مار مارون في قبرص والتقى موارنة القرى الأربعة

الأحد 11 شباط 2018 /وطنية - شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في قداس عيد مار مارون في كنيسة سيدة العطايا في نيقوسيا، في حضور الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس ووزير الخارجية يوانيس كاسوليدس ووزير الطاقة جورج لاكوتريبيس، ممثل الموارنة في البرلمان القبرصي جون موسى، سفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل، إضافة الى عدد من النواب والسفراء المعتمدين في نيقوسيا ومن أبناء الجالية في قبرص. ترأس القداس مطران قبرص للموارنة يوسف سويف في حضور ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وألقى عظة رأى فيها أن "زيارة الوزير تمتن لأواصر الصداقة والعلاقات والتعاون بين البلدين والشعبين"، ونوه "بدور وعطاءات الجالية اللبنانية في قبرص على مر العصور"، مشددا على "الحرص على افضل العلاقات الروحية والاجتماعية مع لبنان حيث تأسست الكنيسة المارونية". وفي الختام تمنى سويف على الرئيس القبرصي "العمل لعودة الموارنة الى قراهم الاربعة في الشمال من حيث هجروا، آيا مارينا واسوماتوس وكارباشيا وكورماكيتي". من جانبه شكر موسى لباسيل الوفاء بوعوده المساعدة في معالجة مسألة القرى الاربعة ومشاركته في القداس. من جهته، رحب الرئيس القبرصي بباسيل، ودعا الى "توطيد العلاقات بين قبرص ولبنان"، وأشار الى "العمل على لقاء يجمع رئيسي لبنان وقبرص ورئيس الحكومة اليونانية أليكسيس تسيبراس لمناقشة قضايا إقليمية. وبعد القداس التقى باسيل في قاعة الكنيسة أبناء الجالية، وعقد لقاء خاصا مع موارنة قبرص في القرى الاربعة شمال البلاد.

 

قاسم: بإسقاط الطائرة الإسرائيلية سقطت قاعدة الاشتباك المبنية على الاعتداء دون رد

الأحد 11 شباط 2018 /وطنية - اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أنه "بإسقاط الطائرة الإسرائيلية يعني أن قاعدة الاشتباك التي تبنى على الاعتداء من دون رد سقطت، وبالتالي لا إمكانية لإسرائيل بأن تستخدم بعد اليوم هذه القاعدة في الإشتباك وتتجول كما تريد لتحقق أهدافها، لأنه رد هنا او هناك يمكن ان يحصل ويعطل الأهداف الإسرائيلية التي تبتغيها من خلال الإشتباك". كلام قاسم جاء في الإحتفال التأبيني الذي أقيم في بلدة جباع لمناسبة مرور أسبوع على وفاة المرحوم حسن حسين رعد والد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وقال: "إسرائيل حائرة، فخيار الحرب غير مضمون النتائج بالنسبة إليها وخيار الإنتظار يزيد من الأخطار التي تحدق بها، فلا هي قادرة على أن تحسم بأن تدخل الحرب، ويمكن ان تكون وخيمة عليها ومضمونة الخسائر، ولا هي قادرة أن ترى القوة المقابلة تنمو وتزداد ولا تعلم كيف تواجه هذه القوة مستقبلا". وأضاف: "لولا المقاومة لكانت كل المنطقة مستباحة وتركزت إسرائيل في فلسطين وأخذت بالتوسع جغرافيا على حساب الدول المحيطة بها، ولولا المقاومة لما خرجت إسرائيل من لبنان ولما أصبح التوطين في خبر كان، ولما كانت إسرائيل تناقش وجودها المستقبلي وتبحث عن إمكانية استقرارها". وتابع: "ببركة المقاومة أصبح لبنان أقوى، وقوة لبنان جاءت من ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لأن لبنان الأقوى أصبحت كلمته مسموعة، فاجتمع الرؤساء الثلاثة وقالوا لا نقبل بأن تمس الحدود ولا أن تنتهك مياهنا اللبنانية ولا أن يتم ترسيم الحدود بشكل لا ينسجم مع حق لبنان". واضاف: "هنا العالم يسمع ويناقش ويحترم هذا الموقف لأن لبنان قوي ومحصن بالجيش والشعب والمقاومة". وتوجه بالتحية الى الرؤساء الثلاثة في موقفهم الذي عبر عن الإجماع اللبناني الوطني الذي يؤكد بأن "خيار المقاومة هو خيار لبنان المستقل العزيز القوي". وحول إنتصار الثورة الاسلامية في إيران قال الشيخ قاسم: "انها لم تكن ثورة عادية ولا لشعب في زاوية بل هي ثورة الشعب الإيراني وشعوب المنطقة وثورة التغيير وروح المقاومة والإنتفاضة على كل الإستسلام والتبعية"، معتبرا "ان إيران الثورة أحرزت إنعطافة نحو عصر التحرير والإنتصارات، وهذا كله ببركة جهاد القائد والشعب في إيران الإسلام وتضحياتهم، وما هجمات الإستكبار ومواجهته لإيران إلا لأنها مع المقاومة وشعوب المنطقة".

 

الراعي يترأس قداس الصوم ويكرم مع كاريتاس الرياشي وشخصيات: لتعزيز قطاعات المال والمعرفة الرقمية والغاز والنفط

الأحد 11 شباط 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس مدخل الصوم الكبير وإطلاق حملة "كاريتاس لبنان للصوم"، على مذبح الباحة الخارجية للصرح "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، ميشال عون وسمير مظلوم، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب بول كرم، بمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، في حضور وزير الإعلام ملحم الرياشي، وزيرة الاقتصاد والبلديات في اوستراليا لينا كيروز، السفير البلجيكي اليكس لينارتس، السفير الألماني مارتن هوث، السفيرة التشيكية ميكايلا فرانكوفا، رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، قائمقام كسروان الفتوح جوزيف منصور، النائب ميشال الخوري، القنصل ايلي نصار، عضو المؤسسة المارونية فادي رومانوس، اسرة رابطة كاريتاس لبنان، عائلة الراحلة غلاديس نعيم اندراوس ابو عتمة وعدد من الفاعليات والمؤمنين.

في بداية القداس ألقى كرم كلمة قال فيها: "الكنيسة تقدم لنا في زمن الصوم هذا، علاج الصلاة والصدقة والصوم، ان ممارسة الصدقة تحررنا من الغرور، وتساعدنا على اكتشاف ان الآخر هو أخ لي، وما أملك ليس أبدا ملكا لي وحدي. كم أود أن تتحول الصدقة عند الجميع الى نمط حياة حقيقي وخاص، فالصوم ينتزع القوة من عنفنا، ويجردنا من سلاحنا، ويشكل فرصة مهمة للنمو". بهذه العبارات تطل علينا رسالة صوم 2018 لقداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس بعنوان "يزداد الإثم، فتفتر المحبة في أكثر الناس". فتحمل معها دعوة محبة للمثابرة في مهمة خدمة الرب عبر إخوته الصغار، وتدعونا لزرع تلك المبادىء ومعها التسامح والمشاركة والتعاون في قلوب وضمير الناس، لأن مجتمعنا اللبناني بالذات أصبح يتوق لتلك الفضائل، التي تميز هوية ورسالة هذا البلد الصغير".

أضاف: "روحية كاريتاس هي المحبة المتجردة من أي إضافات، فالقديس بولس يذكرنا في رسالته الى اهل قورنتس بأن "المحبة تصبر تتأنى وترفق، المحبة تخدم ولا تحسد أو تتباهى أو تتفاخر، ولا تنتفخ من الكبرياء، ولا تفعل ما ليس بشريف، ولا تسعى أو تطلب ما هو لمنفعتها أو لنفسها، ولا تحتد أو تفرح بالإثم أو تظن بالسوء، بل تفرح بالحق. المحبة لا تسقط أبدا". فيدا بيد وببسمة مشرقة، وعزم كبير نحقق ما نبتغيه، وهو الوقوف بجانب الإنسان لصون كرامته، في بلد يصرخ شعبه من أجل تأمين أبسط حقوقه المدنية والإنسانية والاجتماعية. فمع شعار رابطة كاريتاس لبنان المتجدد والذي سيقدم مع أيقونة شفيعنا الطوباوي ابونا يعقوب الكبوشي عند نقل القرابين، نعلن "ورا سعادتنا سر" انو نحب نعطي ونساعد، "المساعدة سعادة عيشنا معنا" ان حملة المشاركة لصوم 2018 ستمتد من 11 شباط الى 22 نيسان وتشجع إخوتنا وأخواتنا المؤمنين في الأبرشيات والرعايا وطلاب الجامعات والمدارس والأفراد والمؤسسات كافة، الى أن يضعوا توصية مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في إطارها العملي والتنفيذي، فنوقظ الهمم عند الآخرين ليروا وجه يسوع معنا فيمسحوا دمعة الموجوع، عندها نغامر ونبني مجتمع الرجاء والألفة والمحبة".

وتابع: "في الثالث من شهر تشرين الثاني الماضي، غمرتمونا بمحبتكم الكبرى، إذ كرستم يوما كاملا منذ الصباح الباكر الى المساء، لزيارة مراكز عدة تخدمها كاريتاس، والتقيتم أعضاء المجلس والمكتب والعاملين والمتطوعين في الأقاليم والأصدقاء، لاسيما المستفيدين والمحسنين في المركزية، فكانت مناسبة لتطلعوا عن كثب على جوهر رسالتنا، وكرستم كابيلا تحمل اسم شفيعنا ابونا يعقوب ووضعتم تحت مذبحها ذخائر ثمينة لشهداء وقديسين، نشكركم يا صاحب الغبطة والنيافة لتلك الزيارة التاريخية ونثمنها آملين أن تتكرر".

وقال: "إن تفاني فريق عملنا يتجلى في تحميلهم وتحملهم مسؤولية خدمة المحبة، بروح من التواضع والإمحاء بشفافية مطلقة، ستبرهن عن أمانة ومصداقية لا تهاون بها قطعا. وما المخطط الإستراتيجي الذي أنجزناه ببركتكم إلا دعوة لتجديد هيكليتنا نضع خلالها إمكاناتنا المتوافرة في خدمة الأكثر حاجة، فنسعى لخلق مبادرات وأنشطة ومشاريع تصب في ترسيخ الناس في أرضهم ومجتمعهم ووطنهم، وكم نحن بحاجة لنكون خلوقين ومنتجين ورؤيويين ومحافظين على بيئتنا. وما سنسعى اليه أيضا، هو ترسيخ مفهوم العطاء والتضامن في ثقافة وذهن اللبناني، وما نقدمه من خدمات بالتعاون مع الشركاء والخيرين، ليس إلا شهادة حق لنشر تعليم الكنيسة الإجتماعي دون فقدان مفهوم العدالة، فلكل عطاء معنا ومن خلالنا، فيه سر جميل سنرسمه على محيا كل إنسان، وما نبتغيه من خلال مساعي غبطتكم والسادة الأساقفة لا سيما المطران المشرف، هو حث كل الوزارات والمؤسسات الرسمية في الدولة، ليشاركوا معنا في هذه المغامرة الحلوة مبتعدين عن محاولات الإستغلال أو المصلحة الخاصة، فواجب المساعدة هو من صميم تعليم يسوع وكنيسته. وشعبنا رغم وجعه وصبره على محنه ما زال يؤمن برسالة المحبة، ويتوق أبدا الى الحرية الحقيقية، وينتظر منا خدمة الخير العام بدل الخاص، من واجبنا إذا إنهاض الوطن بفضل إمكانياته وتنوعه ومكوناته، ومن مسؤولياتنا بناء الإنسان لأنه قيمة بحد ذاتها".

أضاف: "أطلب بركتكم الأبوية يا صاحب الغبطة والنيافة، وأتقدم بالشكر سلفا من كل من سيضع يده بيدنا في هذه الحملة، مثنيا على عطاءات الكثيرين الخفية والظاهرة، وسيتم في نهاية قداسنا تكريم أناس طيبين آمنوا بكاريتاس وعاشوها لتصبح الدم الذي يعطي الجسم الحيوية والنشاط".

وختم كرم: "في الختام، أرجو من شعبنا الكريم والمعطاء تشجيع شبيبتنا ومندوبينا الذين سينتشرون على الطرقات وفي كل مكان، حاملين صندوق المحبة، فتكون حملتنا مباركة وتضفي بخيرها على جميع اللبنانيين بإذن الله".

الراعي

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كان عرس في قانا الجليل" قال فيها: "بدأ يسوع حياته العلنية ورسالته الخلاصية، بعد معموديته، بحضور عرس قانا الجليل، وقددعي إليه مع أمه مريم وتلاميذه. فكان حاضرا هناك مع كنيسته الناشئة؛ وبذلك أعطى الدليل أن به تكتمل أفراح البشر، وأن الخلاص به هو عرس البشرية الحقيقي. وأراد بحضوره أن يعيد للزواج بهاء قدسيته، مثلما شاءه الخالق. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية التي نفتتح بها زمن الصوم الكبير المقدس الذي، مع ما يقتضي من توبة داخلية وصوم وإماتات وصلوات وأعمال محبة، يبلغ بنا إلى عرس خلاصنا مع فصح المسيح. وهو عيد فدائنا "وقد مات المسيح عن خطايانا، وقام لتبريرنا" (روم 4: 25)".

أضاف: "إني، إذ أرحب بكم جميعا، أحيي بنوع خاص باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان أسرة رابطة كاريتاس-لبنان، جهاز الكنيسة الراعوي-الاجتماعي، وعلى رأسها أخينا المطران ميشال عون المشرف عليها باسمنا، ورئيسها الأب بول كرم. نحيي أعضاء المجلس والمكتب والإدارة ورؤساء الأقاليم والعاملين والمتطوعين وشبيبتها، والمرشد العام والمرشدين الإقليميين، في مناسبة افتتاح حملة الصوم لهذه السنة. ونوجه تحية خاصة إلى رؤسائها السابقين الحاضرين معنا والغائبين. ونحيي معكم أسرة المرحومة كلاديس نعيم اندراوس ابو عتمه التي ودعتها بالأمس، فنجدد التعازي القلبية لشقيقها وأولاد المرحومة شقيقتها وعلى رأسهم معالي السيدة لينا كيروز، وزيرة الاقتصاد والبلديات في أوستراليا، وسائر أنسبائهم وذويهم. ونصلي لراحة نفس المرحومة كلاديس في ملكوت السماء".

وتابع: "يطيب لنا إذن أن نفتتح اليوم حملة رابطة كاريتاس-لبنان، الصوم 2018 التي تمتد من اليوم وحتى 22 نيسان المقبل، بحيث أن مندوبيها من أقاليمها الستة والثلاثين، المنتشرة على كامل الأراضي، يتوزعون على أبواب الكنائس في الرعايا والأديار، وفي الجامعة والمعاهد والمدارس ومختلف المؤسسات الكنسية والمدنية، وفي الشوارع وعلى الطرقات، وهم يجمعون ما تجود به محبة الجميع، بما فيه "فلس الأرملة". إن المتصدقين يخدمون بذلك عشرات الألوف ممن هم في حاجة، على أنواعها، من خلال برامج كاريتاس-لبنان الستة: الصحية، والاجتماعية، والإنمائية، وتلك المختصة بالشبيبة والإنماء والمهاجرين واللاجئين، ومن خلال مؤسساتها ومراكزها المتنوعة. إن الحاجات تتسع باتساع رقعة الفقر والبطالة ورزوح الشعب تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة وغلاء المعيشة، وفراغ جيوب ثلث الشعب من المال الشبه كاف لخبزه اليومي".

وقال: "أناشد محبتكم ومحبة الجميع للمساهمة بقدر ما يمكن، ولو بالقليل. فالصروح الكبيرة تبنى من تجميع حجارتها، حجرا حجرا، والكتب الكبيرة تكتب كلمة كلمة. تعلمون، أيها الإخوة والأخوات، أن أعمال المحبة، المعروفة بالصدقة هي ركن من أركان زمن الصوم الكبير إلى جانب الصلاة وممارسة الصوم. وكلها دلائل معبرة خارجيا عن توبتنا الداخلية إلى الله. فالتوبة الحقيقية تظهر في ترميم علاقتنا المثلثة: العلاقة مع الله بالصلاة وارتداد القلب، والعلاقة مع الذات بالصوم والإماتة والتحلي بالفضائل، والعلاقة مع الإخوة بأعمال المحبة والمصالحة وتقاسم خيرات الأرض. وهذا ما بيناه في رسالتنا الراعوية السابعة لمناسبة الصوم بعنوان "ثمار تدل على التوبة". ستوزع عليكم في ختام هذا القداس، للتأمل والعمل بموجب تعليمها، وفيها نلتقي مع رسالة قداسة البابا فرنسيس للمناسبة إياها، وموضوعها من كلمة الرب يسوع في الإنجيل: "وبسبب كثرة الإثم، تفتر محبة الكثيرين" (متى 24: 12)".

أضاف: "هي المحبة في القلوب التي تدفعنا إلى مساعدة إخوتنا في حاجاتهم، من دون أي خوف وحسابات، متكلين على عناية الله الذي من جودته كل خير. ولنا خير مثال لذلك في شخص الطوباوي ابونا يعقوب، شفيع رابطة كاريتاس - لبنان، الذي من فيض المحبة العارمة في قلبه، والاتكال على العناية الإلهية، مزودا ببركة رئيسه، ويده فارغة ولو من قرش واحد، راح يبني صروح المحبة التي تشمل كل حاجات أبناء وطنه من مرضى ومصابين ومعوقين، بانيا المستشفيات والمياتم والمدارس والمراكز الطبية والعلاجية المتخصصة، وجعلها في عهدة راهباته، راهبات الصليب. وهي مؤسسات تعجز الدولة عن إنشائها بكل ما لها من مال وقدرات وطاقات".

وتابع: "حضور الرب يسوع، مع كنيسته الناشئة، في عرس قانا الجليل، كان الخطوة الأولى لقوة المحبة في مسيرة تتجدد في هذا الخط حتى نهاية العالم. في هذا العرس، بتشفع مريم أمه، حول سبعماية وثمانين ليترا من الماء في الأجاجين الستة المتوفرة هناك في حينه، إلى خمر فائق الجودة، حبا بالعروسين والمدعوين، وكانت الحاجة الماسة إلى خمر من أجل تواصل أفراح العرس. وفي ذروة محبته الخلاصية، حول في ليلة عرس الفداء الخمر إلى دمه لحياة العالم، وهو دم لا ينضب في كؤوس البركة بأيدي كهنة الكنيسة حتى نهاية الأزمنة. وكذلك، بفيض من محبته للخمسة آلاف رجل، فضلا عن النساء والأطفال، الذين تبعوه واغتذوا من كلامه، "كلام الحياة الأبدية" (يو6: 68)، تحنن عليهم، ولم يشأ أن يتضوروا جوعا في العودة إلى بيوتهم، فبارك الخمسة أرغفة والسمكتين ووزعها عليهم جميعا، فأكلوا وشبعوا، وجمعوا اثنتي عشرة قفة من الكسر الباقية (متى14: 15-20)".

وقال: هذه الآية، أرادها علامة لما سيفعل في عيد فصحه إذ، بفيض من حبه للجنس البشري كله، حول الخبز إلى جسده، "لكي لا يموت كل من يأكل منه، بل يحيا إلى الأبد" (يو6: 54). هذا الخبز لا ينقص عن مائدة القربان التي يهيئها الرب كل يوم على يد كهنة الكنيسة، لحياة جميع الناس. على هذا الأساس اللاهوتي، تعمل كاريتاس-لبنان، كما مثيلاتها في لبنان والعالم، ويسخى المؤمنون من ذات يدهم في حملتها السنوية هذه. فكم هو جميل ومعز اختبار الأعمال العظيمة التي يحققها الله من خلال مساهمتنا الصغيرة، وكم التاريخ غني بالشواهد الرائعة".

أضاف: "اليوم، الحادي عشر من شباط، وفيه تذكار ظهورات السيدة العذراء في لورد، تحتفل الكنيسة باليوم العالمي السادس والعشرين للمريض. وقد وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة للمناسبة، مستمدا موضوعها من كلمة الرب يسوع المنازع فوق الصليب: "يا امرأة هذا ابنك! ويا يوحنا، هذه أمك!" (يو 19: 26-27). وقد أرادها دعوة أمومة تعيشها الكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسساتها، تجاه المرضى في أجسادهم وأرواحهم ونفوسهم. هذه الأمومة مطلوبة أيضا وبخاصة من المسؤولين السياسيين عندنا، لأن الدولة مسؤولة عن شعبها. فلا يمكنها بهذه الصفة أن تهمله وتدعه يفتقر. أي أمومة أو أبوة مسؤولة ترضى بإفقار أولادها وإهمالهم والعيش على حسابهم وحجب خيرات البيت والعائلة عنهم؟ لا يكفي أن نتكلم عن واجب أعمال المحبة تجاه الفقراء من خلال المنظمات الإنسانية، بل يجب العمل على إخراج الفقراء من فقرهم وتحفيز قدراتهم ورفعهم إلى مستوى البحبوحة والعيش الكريم من خلال الدولة وقدراتها".

وتابع: "لا أحد يجهل أن لبنان مميز برأسماله البشري، وهو ثروته المستدامة بفضل بيئته المتنوعة والذهنية المنفتحة، وكوادره العلمية المتخصصة وطاقاته المنتجة ومؤهلاته الكفية. هذه كلها تؤهل لبنان، وفقا لمعرفة رجال المال والاقتصاد، للمنافسة على المستويين الإقليمي والعالمي، في مختلف المجالات. فيجب على المسؤولين في لبنان تثمير هذا الرأسمال البشري بتأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ومن اولويات الأمور رسملة الاقتصاد اللبناني من أجل تطويره وتنميته. ما يقتضي "استكشاف آفاق جديدة للبنان، لإخراجه من الظلمة إلى النور". فاللبناني معروف بروحه الخلاق وقد حقق نجاحات باهرة إذ حل في بلدان العالم، في مختلف القطاعات، ولا سيما فضلا عن العمل السياسي، في الاقتصاد والطب والهندسة والتجارة والإعلام والمجوهرات والتصميم والألبسة والفن والتكنولوجيا والعلوم وسواها. واليوم لا بد من تعزيز القطاعات الثلاثة الواعدة، بحسب الخبراء، وهي القطاع المالي، وقطاع المعرفة الرقمية، وقطاع الغاز والنفط".

وختم الراعي: "نصلي اليوم لكي يعضدنا الله جميعا لأن نعمل من أجل تنمية الإنسان والمجتمع. فالإنماء هو "الاسم الجديد للسلام". ومعا نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".

تكريم

وفي ختام القداس، كرم الراعي وكرم كل من الوزير الرياشي والسفراء المشاركين في القداس والرؤساء السابقين لكاريتاس ورؤساء المناطق والأعضاء السابقين، وقدما لهم دروعا عربون شكر وتقدير لعطاءاتهم في خدمة الإنسانية.

 

فتحعلي في ذكرى الثورة: نعيش عز الانتصار أمام العدو الصهيوني وحماته حمدان: قلبت الموازين وصوبت البوصلة باتجاه فلسطين ونصرة المستضعفين

الأحد 11 شباط 2018 /وطنية - أحيت حركة "أمل" الذكرى 39 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، خلال احتفال أقيم في قاعة الاحتفالات في مجمع نبيه بري الثقافي في الرادار - المصيلح، في حضور السفير الايراني الدكتور محمد فتحعلي، والنواب: ياسين جابر، هاني قبيسي، علي عسيران، عبدالمجيد صالح وميشال موسى، عضو هيئة الرئاسة في الحركة خليل حمدان ورئيس المكتب السياسي جميل حايك ورئيس الهيئة التنفيذية محمد نصرالله، أمين سر "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي ابو العردات، ممثلين لحركة "حماس" و"الجهاد الاسلامي" والتنظيم الشعبي الناصري وفاعليات بلدية واختيارية وثقافية وحشود شعبية. استهل الاحتفال بآي من الذكر الحكيم للمقرىء حسين موسى، ثم عزفت الفرقة الموسيقية المركزية في كشافة الرسالة الاسلامية النشيدين الوطني والايراني ونشيد الحركة. وألقى فتحعلي كلمة قال فيها: "أتوجه بالشكر والتقدير للاخوة في قيادة الحركة، في طليعتهم الرئيس نبيه بري رئيس حركة المحرومين، افواج المقاومة اللبنانية "أمل" لاحيائهم الذكرى 39 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران التي، في ظل القيادة الرشيدة للامام السيد علي الخامنئي وعبر السياسات الحكيمة التي انتهجتها لاسيما في السنوات الاخيرة، لم يقتصر دورها على تعميم الفكر الاسلامي الاصيل وتقوية الثقة بالنفس لدى شعوب المنطقة واستنهاضها، بل استطاعت ان تخطو خطوات هامة باتجاه التنمية والتطور في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية". وختم: "العالم الاسلامي في حاجة الى تضافر الجهود ووحدة صف المسلمين جميعا ونحن جميعا مكلفون ان نقف ونصمد ونواجه كل المؤمرات التي تحاك ضد امتنا، فوحدة الصف والكلمة والتعاون هو رمز الانتصار هكذا علمنا الامام الخميني والامام الصدر والقائد الشهيد مصطفى شمران وغيرهم من رجالات امتنا العظماء، الذين نعتز بهم ونعترف بفضلهم علينا في هذه الايام التي نعيش فيها عز الانتصار والكرامة امام العدو الصهيوني وحماته المستكبرين وادواته التكفيرية".

حمدان

ثم ألقى عضو هيئة الرئاسة في الحركة خليل حمدان كلمة نقل في مستهلها تحيات الرئيس نبيه بري وقيادة الحركة والكشافة، وقال: "في هذه الذكرى وما تحمل من معان فيها العطاء والفداء، فيها تضحيات وعذابات، فيها صرخة المعذبين والمستضعفين في وجه الشاه الطاغية، ليس غريبا على الحركة أن تحيي هذه المناسبة لأن الثورة الإسلامية الإيرانية كانت تشكل هما من هموم الإمام المغيب السيد موسى الصدر متابعا مع الإمام الخميني ومنسقا مع الثوار، شهدناهم في مؤسسة جبل عامل المهنية وفي البقاع وبيروت. والشهيد شمران، حمزة العصر، كلمة سر الإمام الصدر والعلامة الفارقة في أمل في لبنان يختصر الحكاية، حكاية البدايات. ها هو الشهيد علي عباس وعبد الرضا الموسوي وتضحيات طه حسين وصادر كفل وأحمد الحسن، والرؤيا تتسع فتضيق بنا العبارة، وهو العمر الذي لا ينقضي، لن تكون ذكرى بل هي الذاكرة المفتوحة على الوفاء والجهاد والفداء ومحاربة الطغيان والعدوان والإرهاب التكفيري، هي مناسبة نستحضر فيها من دشنوا وأرسوا وتظهرت الصورة على أيديهم إيذانا بغد مشرق وواعد". أضاف: "جاء زمن الثورة الإسلامية الإيرانية ليحدث زلزالا مدويا لا زال العالم أجمع يعيش تردداته، وشكل تحولا عنوانه العالم ما قبل انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية والعالم ما بعدها لتنقلب الموازين في ساحة الصراع بتصويب البوصلة باتجاه فلسطين ونصرة المستضعفين في العالم، وهل من رمزية أوضح من نزع العلم الصهيوني في طهران ليرتفع مكانه العلم الفلسطيني؟" وعن الحملة التي تتعرض لها الجمهورية الاسلامية في ايران والمقاومة قال: "الذين يشهرون العداء لإيران ويعملون على محاصرتها وصولا لإقصائها عن دورها في عملية الصراع مع العدو الصهيوني، هؤلاء لم يتخذوا مواقفهم بمرور الزمن أو بناء على مواقف مستجدة لأنماطهم بل كانوا ضد الثورة قبل أن تنتصر، هؤلاء كانوا على علاقة وطيدة مع إيران الشاه بما يحمل، وهم ضد الثورة الإسلامية اليوم بما تمثل، فالموضوع موضوع حرية وتحرر، موضوع مقدسات يقابلها ضمان العروش ولو على حساب القضايا المقدسة برمتها". أضاف: "نعم ها هي فلسطين تستغيث وهناك صمت عربي شبه كامل، وكأن الصراع مع العدو في كوكب آخر، أطفال فلسطين يستغيثون، المرضى يستغيثون، الحصار قاتل، سمعتم وسمعنا كيف أن المستشفيات في غزة عاجزة عن تأمين أبسط الخدمات الطبية مما يرفع نسبة الوفيات لأسباب بسيطة". وعن الموقف العربي من قضية فلسطين قال: "السكوت العربي المشبوه عن جرائم إسرائيل يغري هذا العدو بمزيد من الاعتداءات على أهلنا في فلسطين، أين هي المواقف من تصاعد المؤامرة على فلسطين والشعب الفلسطيني والأمة جمعاء؟ أين هي المواقف الجذرية والواضحة من قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس الشريف؟ ماذا عن قانون المؤذن القاضي بتجريم من يرفع كلمة الله اكبر؟ أين المواقف في التقسيم الزماني والمكاني للقدس الشريف؟ أين هي المواقف من اعتقال الأطفال والنساء والشيوخ وعشرات آلاف المعتقلين والمعذبين في فلسطين؟"

وتابع: "الموقف العربي لامس الشلل وترنح حتى فقدان الذاكرة. إن فلسطين هي المكون الجمعي للعرب والمسلمين في العالم وبدون هذه القضية يفقد الجميع مبرر وجودهم العسكري والمالي والثقافي والسياسي، ولكن بئس الزمن الذي تعتقل فيه الطفلة عهد التميمي وتضج السجون بالمعتقلين، ونجد أن هناك زيارات متبادلة سرية وعلنية من العدو الصهيوني وتنسيقا أمنيا وعسكريا هنا وهناك".

وقال حمدان: "نرى أن الهجمة على المقاومة ليست على سبيل الصدفة ولأسباب بسيطة، نعم كل من يقول بالمقاومة مستهدف، دولة، حركة، حزب، جمعية خيرية، شاعر، أديب، متمول، يشددون عليهم الخناق وهم قيد الملاحقة. لذلك تحاصر إيران وتسخر فضائيات تحت طائلة تسعير النبرة الطائفية والمذهبية، لذلك شنت حرب عالمية على سوريا وعلى جيشها وقيادتها ولا زالت هذه الحملة مستمرة بتدخل أميركي - صهيوني سافر لإطالة أمد الأزمة عقابا لجيشها الذي يحمل عقيدة قتالية باتجاه تحرير المقدسات ورفض التنازلات عقابا لسوريا على دورها في دعم المقاومة، وإسهامها في إسقاط اتفاق 17 أيار، لذلك أشعلوا العراق الجريح بدفعات من الهجمات الإرهابية المدعومة دوليا والمنسقة صهيونيا، وكذلك اليمن وحرب الإبادة على أهله. لذلك تحاصر المقاومة في لبنان والجيش اللبناني، إن المرحلة العصيبة تتطلب المواقف الصادقة والشجاعة، وأن تكون ردود الفعل بمستوى التحديات، هناك صناع النصر وهناك صناع الهزيمة في طهران تحضر قضية فلسطين وفي العديد من الدول العربية يتم التآمر على فلسطين. نعم نحيي المواقف الجريئة لكل مقاوم، لكل سياسي، نحتاج إلى مواقف جريئة كالموقف الذي اتخذه الرئيس نبيه بري في مؤتمر دعم فلسطين في طهران في شباط 2017، ودعا فيه جميع الدول العربية والإسلامية والحرة لأن تقطع علاقاتها وتسحب سفرائها من الولايات المتحدة الأميركية إذا تم اتخاذ قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس وهذا قبل قرار ترامب، ولكن هيهات وأنت تبحث عن إبرة في كومة قش، إنها الحالة التي تدعو إلى الأسف ولا تدعو إلى اليأس، فلا زال الرهان على الشعوب وعلى الدول المناهضة للعدوان والاحتلال الصهيوني ويبقى قول الإمام الصدر حاضرا بأن شرف القدس يأبى أن تتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء".

وعن التهديدات الاسرائيلية للبنان والانتخابات النيابية قال: "نحن في لبنان لا زلنا تحت تصويب المؤامرة، والتهديدات الصهيونية تتصاعد من وزير الأمن الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ومحاولات منع لبنان من الاستفادة من ثرواته النفطية في البلوك رقم 9، إلى إقامة الجدار على حدودنا بدءا من الناقورة، وكذلك ما سبقها من تهديدات بتحويل لبنان إلى العصور الوسطى، كل ذلك لن يثنينا عن التمسك بحقنا، بجيشنا، بمقاومتنا بشعبنا بوحدتنا، وكما قال الرئيس نبيه بري، إننا لن نسمح بأن تسلبنا إسرائيل بعدوانها قطرة ماء أو نفط واحدة من مياهنا الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة. وتابع : لن نسمح بتعديل حدود لبنان مع فلسطين المحتلة بشبر واحد من الناقورة إلى مزارع شبعا، وحسنا فعل المجلس الأعلى للدفاع باتخاذه القرار المناسب. أجل نحن بحاجة إلى جرعة إضافية من التضامن الداخلي لمواجهة كل التهديدات المتصاعدة وكذلك لإجراء الانتخابات النيابية التي ستجرى في الموعد المحدد تحت سقف الديموقرطية وإتاحة الفرصة بشكل متكافىء للمرشح والناخب، وحركة أمل ستخوض هذه الانتخابات بالتحالف والتضامن مع الإخوة في "حزب الله" في جميع المناطق ومع الوطنية التي تنسجم مع أهدافنا وتطلعاتنا". وجدد موقف الحركة من قضية الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين قائلا: "في الحديث عن انتصار الثورة الإسلامية والقدس والمقاومة والعزة، يحضرنا بقوة رجل نذر نفسه للعمل للمحرومين والمستضعفين والمعذبين، كان صرخة حق في برية هذا العالم، أعني به الإمام القائد السيد موسى الصدر، لا زالت تطلعاته خطة عمل وخربطة طريق لتحرير المقدسات حمل هموم الثورة الإسلامية الإيرانية في حله وترحاله، هو الإمام الصدر لا زال ورفيقاه في غياهب سجن القذافي المقبور". وختم حمدان: "لا يسعنا إلا أن نعاهده المضي على درب المقاومة، درب المحرومين، درب أمل، مؤكدين الموقف الواضح للقيادة، كما أن المقبور معمر القذافي وجلاوزته مسؤولون عن إخفائه، فإن القيادة الليبية الحالية مسؤولة عن تحريره ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، ولا تطوير لأي علاقة خارج إطار هذا الشرط".

وتخللت الاحتفال مجموعة من الاناشيد من وحي المناسبة قدمتها الفرقة الموسيقية في الكشافة.

 

باسيل لموارنة قبرص: بصمودكم تستعيدون حقوقكم وقراكم

الأحد 11 شباط 2018 /وطنية - اعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل امام ابناء الجالية اللبنانية في قبرص، "ان اللبنانيين انتشروا في كل العالم عندما ضاقت عليهم المساحة والحرية في لبنان، واتى البعض منهم الى قبرص التي نشكرها على استضافتهم". وتوجه الى الموارنة القبارصة الذين ارغموا على ترك قراهم في الشمال بالقول:"ان الظلم لحق بنا أينما حللنا ولكننا واجهناه بالصمود والنجاح، ونتمنى لكم المزيد من المقاومة والقدرة على الصمود لان بصمودكم تستعيدون حقوقكم وقراكم كما فعلنا في لبنان، اذ أننا صمدنا ونستعيد حقوقنا، وسنقاوم كي نستعيد تلك الحقوق بالكامل". واضاف: "نحن الى جانبكم من خلفية الحق والقانون لأننا لا نستند الا على الحق والقانون، ويجمعنا كلبنانيين رسالتنا الانسانية التي تقوم على المحبة والسلام. فلم نعلم الا المحبة والسلام كما اننا لم نعتد على احد، ومن يحاول الاعتداء علينا، لن يسهل الرب ولا مقاومتنا له هذه المحاولة". كلام باسيل جاء خلال مأدبة غداء أقامتها مطرانية الموارنة في قبرص بمشاركة وزير الخارجية يوانيس كاسوليديس، وزير الطاقة جورج لاكوتريبيس، ممثل الموارنة في البرلمان القبرصي جون موسى، المطران يوسف سويف، ممثلين عن الطوائف الأرمنية واللاتينية وعن الاحزاب الرئيسية، سفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل، سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا، ممثلة برنامج الامم المتحدة، رئيسة بعثة الامم المتحدة، اضافة الى حشد من ابناء الجالية اللبنانية في قبرص". وشدد الوزير كاسوليديس على أهمية توطيد العلاقات بين قبرص ولبنان، ووصف الموارنة في قبرص بالجوهرة نظرا للدور الرائد الذي يلعبونه في نسج المجتمع في قبرص.

وقدم المطران سويف وموسى للوزير باسيل صليبا وأيقونة من كنائس قرى الشمال.