المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 05 شباط/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.february05.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا

أحد الموتى المؤمنين/أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الخَلاص

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/كل مرشح للنيابة في وطن الأرز يغطي احتلال حزب الله وشريك في أحزاب الصفقة الخطيئة هو غير جدير بتمثيل اللبنانيين سيادياً ودستورياً ووطنياً

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في ظاهرة ثقافة الغزوات الجاهلية التي كانت بطلتها حركة أمل مع تركيز على المرض الأساس الذي هو الإحتلال الإيراني مع رزمة من الأسئلة المحقة

الياس بجاني/بالصوت والنص/حركة أمل وثقافة الغزوات الجاهلية ودور حزب الله القابض على القرار

 

عناوين الأخبار اللبنانية

استشهاد عسكري وجرح ثلاثة آخرين خلال مداهمة في باب التبانة

الولايات المتحدة والارجنتين تعلنان العمل ضد حزب الله

نوفل ضو: صورة التحالفات لم تتوضّح بعد

اللواء ريفي: زياد عيتاني مظلوم والمقصود زياد عيتاني آخر!

باب نفخ الأحجام بالأورام/الياس الزغبي/فايسبوك

جيير المرافئ العامة إلى منافع ضيقة انتخابية/خليل حلو/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 4/2/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قطيش عن مقابلة باسيل : كيف بيشتغلو فيوزاتو ؟!

وزير خارجية لبنان.. توتر يتزايد مع حزب الله وحركة أمل/باسيل في "ورطة" مع حلفائه

لائحة "التيار" في كسروان طارت وضاعت

إيران فبأي آلاء ربكما تُكَذِّبان/الشيخ حسن مشيمش

قميص البلوك رقم 9/عماد قميحة/لبنان الجديد

الخارجية: مسألة نقل جثمان الفنان طربيه رهن انجاز السلطات الفرنسية الأوراق اللازمة

ريفي: باسيل هو "الفاسد الأول" وأقف إلى جانب بري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المكتب الرئاسي: تزايد معارضة إلزام النساء بارتداء الحجاب

الحرس الثوري: قادرون على استهداف حاملات الطائرات الأميركية بدقة

إيران: الجيشان العراقي والسوري عمق ستراتيجي لنا

المكتب الرئاسي الإيراني: جميع الإجراءات «المتطرفة» لفرض الحجاب فشلت بعد مظاهرات قامت بها النساء ضد فرضه في طهران ومدن أخرى

«حماس» تثير مخاوف الإسرائيليين مع مواصلة تجاربها الصاروخية قبالة سواحل غزة

غضب بعد نشر فيديو تمثيل بجثة مقاتلة كردية

«حميميم» يعمل مع تركيا لإعادة جثمان قائد طائرة روسية والمعارضة أسقطتها في إدلب والطيار قُتل خلال اشتباكه مع الفصائل

 العاهل الاردني لا يرى سلاما في الشرق الاوسط بدون دور اميركي

قابوس والسيسي يدعمان «تسوية سياسية» لأزمات المنطقة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تَجديدُ البَيْعة/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

«تفاهمات» تتطلّب تفاهمات/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

معركة المقعد الماروني في بعلبك - الهرمل.. هل تخرق «القوّات»/عيسى يحيى/جريدة الجمهورية

باسيل ... قاهر الممانعة ورجلها/حازم الامين/الحياة

لبنان «الطائف» على شبر ماء/عزت صافي/الحياة

بري وباسيل.. من المنتصر/منير الربيع/المدن

كسروان- جبيل: معارك طاحنة/باسكال بطرس/المدن

قراصنة حزب الله.. يقلقون أميركا وإسرائيل والخليج/سامي خليفة/المدن

"الفترة الانتخابية" هل تجمد الملفات/الهام فريحة/الأنوار

حضرة الناخب أنت المسؤول عن إنقاذ لبنان: دولة أم محمية/د.منى فياض/النهار

خمسون سنة من التمرد على السرطان/د. فيليب سالم/الشرق الأوسط

سوريا ولبنان: حسابات «الكبار» تُربِك اصطفافات «الصغار»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

كورناي ولبيد... راسين وأبو تمام/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

نكهة الحروب الأهلية/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

النظام القطري والاستمرار في المكابرة/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

لعبة أميركية – إيرانية شارفت على نهايتها/خيرالله خيرالله/العرب

حين «يتجرأون» على «المرشد» والنظام في إيران/جورج سمعان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سامي الجميل في إطلاق الماكينة الانتخابية: الاستسلام ليس في قاموسنا 6 أيار فرصة لإعطاء الحق للأوادم فلنكن نبض التغيير الحقيقي

توصيات مؤتمر الطاقة الاغترابية دعت الى الحفاظ على الهوية اللبنانية خوري: على المغتربين الاستثمار في وحدتهم لان الوطن يقوم بسواعد كل ابنائه

الراعي في قداس تذكار الموتى: نبارك مبادرة رئيس الجمهورية للمصالحة فكبير هو من يعتذر عندما يخطىء وكبير هو من يصفح ويصالح

افتتاح مؤتمر مسيحيي الشرق في بروكسل بمشاركة لبنانية والكلمات أكدت أن التوازن الوطني لا يستقيم إلا بوجود مسيحي قوي ومصان

الحريري: البعض يعتقد أنه بالقانون الجديد سيتمكن من التقليل من أهمية تيار المستقبل لكن صناديق الاقتراع قد تثبت غير ذلك

الحسيني في اللقاء التشاوري حول الانتخابات: المهم أن ينطلق تيار مدني لبناء دولة بوجودها وعدلها أمان ورخاء الجميع

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا

إنجيل القدّيس لوقا/16/من19حتى31/ قالَ الربُّ يَسوع: «كَانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالكَتَّانَ النَّاعِم، وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم. وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ ٱسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ، تَكْسُوهُ القُرُوح. وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ المُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ، غَيْرَ أَنَّ الكِلابَ كَانَتْ تَأْتِي فَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. وَمَاتَ المِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ ٱلمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن. وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ. فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هذَا اللَّهِيب. فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ٱبْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع. وَمَعَ هذَا كُلِّهِ، فَإِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُم هُوَّةً عَظِيمَةً ثَابِتَة، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنا إِلَيْكُم لا يَسْتَطْيعُون، ولا مِنْ هُناكَ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنا.فَقَالَ الغَنِيّ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَ لَعَازَرَ إِلَى بَيْتِ أَبي، فإنَّ لي خَمْسَةَ إِخْوة، لِيَشْهَدَ لَهُم، كَي لا يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلى مَكَانِ العَذَابِ هذَا. فقَالَ إِبْرَاهِيم: عِنْدَهُم مُوسَى وَالأَنْبِياء، فَلْيَسْمَعُوا لَهُم. فَقال: لا، يَا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، ولكِنْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِم وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون. فقالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا!».  

 

أحد الموتى المؤمنين/أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الخَلاص

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي/05/من01حتى11/:يا إخوَتِي، أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً. فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَومُ كالسَّارِق. فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة. إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر النَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛ لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون. أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الخَلاص. فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين. فَلِذلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

كل مرشح للنيابة في وطن الأرز يغطي احتلال حزب الله وشريك في أحزاب الصفقة الخطيئة هو غير جدير بتمثيل اللبنانيين سيادياً ودستورياً ووطنياً

الياس بجاني/04 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62326

دون مواربة، أو ذمية، أو تشاطر، فإن كل مرشح للنيابة من أي مذهب كان، منفرد، مستقل، أو مجتمع مدني، أو هو عضو في شركات الأحزاب الشريكة في الصفقة الخطيئة وفي الحكم، وتابع لصاحب حزب ما بقراره ولسانه وحنجرته، ولا جرأة عنده ليسمي حزب الله كمحتل، ولا الشجاعة والوطنية وحرية القرار ليطالب بإنهاء حالته الشاذة دستورياً وعملاً بالشرعتين الدولية والعربية والقرارين 1559 و1701 هو غير جدير بالنيابة لا وطنياً ولا سيادياً ولا دستورياً...

وفي نفس الوقت فإن كل مواطن ينتخب مرشح من هذه الخامة ومن هذا الصنف ومن أحزاب الصفقة الخطيئة التي تتلطى وراء  شعارات خداع ودجل نفاق:

"المقاومة والممانعة"

و"الإستقرار"

و"الواقعية"

و"ربط النزاع"

"وحالة سلاح وحروب حزب الله إقليمية"

هو مواطن فاقد البصر والبصيرة وعملياً عن قصد أو عن جهل هو غطاء للمحتل وشريكاً له وأداة شغل ومنافع للمنتفعين من احتلاله..

ونقطة ع السطر.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في ظاهرة ثقافة الغزوات الجاهلية التي كانت بطلتها حركة أمل مع تركيز على المرض الأساس الذي هو الإحتلال الإيراني مع رزمة من الأسئلة المحقة

http://eliasbejjaninews.com/archives/62262

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني: قراءة في ظاهرة ثقافة الغزوات الجاهلية التي شهدها لبنان وكانت بطلتها حركة أمل مع تركيز على المرض الأساس الذي هو الإحتلال الإيراني مع رزمة من الأسئلة المحقة/02 شباط/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias gazwa2.2.18.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/الياس بجاني: قراءة في ظاهرة ثقافة الغزوات الجاهلية التي شهدها لبنان وكانت بطلتها حركة أمل مع تركيز على المرض الأساس الذي هو الإحتلال الإيراني مع رزمة من الأسئلة المحقة/02 شباط/18/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias gazwa2.2.18.wma

 

بالصوت والنص/حركة أمل وثقافة الغزوات الجاهلية ودور حزب الله القابض على القرار

الياس بجاني/02 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62262

http://eliasbejjaninews.com/archives/62280

من هو مطلع على حقيقة واقع الأرض الديموغرافي والسلطوي والميليشياوي المهيمن كلياً على مناطق تواجد سلطة ونفوذ الثنائية الشيعية (حركة أمل وحزب الله) في بيروت والبقاع والجنوب وباقي المناطق اللبنانية يعرف جيداً أن السلطة بالكامل في هذه المناطق وعلى كافة المستويات والصعد من أمنية ومعيشية وإعلامية وثقافية ودينية هي لحزب الله من خلال قواه العسكرية والمخابرتية.

ومن يعرف الواقع الأمني المتشدد في الضاحية الجنوبية من بيروت، مركز دويلة حزب الله، حيث يقيم السيد نصرالله وقادة حزبه، لا بد وأنه متأكد من أن لا حركة أمل ولا غيرها ولا حتى القوى الأمنية اللبنانية الشرعية بإمكانها التحرك داخل حدود "الدويلة" دون إذن مسبق من حزب الله وتحت إشرافه وبتعليماته.

من هنا فإن المنطق والواقع المعاش على الأرض يقولان بأن كل تحركات ميليشيات حركة أمل التي قامت بغزواتها الجاهلية والإرهابية لمناطق مسيحية في الشالوحي والحدث وطريق صيدا وغيرها من االمواقع في العاصمة، بيروت وضواحيها، وفي الجنوب، إضافة إلى مظاهرة الموظفين في مطار بيروت الدولي المخالفة للقانون معطوفة على الهمروجة الميليشياوية داخل سفارة لبنان ابدجيان، وكذلك كل باقي مظاهر العنف الغزواتية التي طاولت مناطق سكنية آمنة بواسطة كل أساليب الإرهاب والفوضى والتعديات والتهديد والإهانات وحرق الإطارات والاستعراضات العسكرية وإطلاق الرصاص، إنما كانت تحركات وارتكابات، إما بموافقة كاملة من حزب الله، أو بغض طرف مقصود من قبله.

وفي نفس السياق فإن لغة التهديد والوعيد والتخوين العالية النبرة، وكذلك سلسلة الشروط الفوقية والاستعلائية، وأيضاً الكم الكبير من الإهانات والاتهامات للرئيس ميشال عون ولأفراد عائلته ولتياره وتحديداً لصهره الوزير جبران باسيل التي مارسها بنبرة جداً مرتفعة واستعلائية كل المسؤولين في حركة أمل من القمة إلى القاعدة لم يكن بالإمكان أن تصل إلى ما وصلت إليه من مستوى دركي وغير مسبوق لولا عدم وجود غطاء ما من قبل حزب الله.

من هنا يُطرح السؤال التالي: ماذا يريد حزب الله، ولماذا سمح بكل ما جرى وقد كان بإمكانه أن يوقفه لو أراد منذ الساعات الأولى لاشتداد المواجهة؟

وحتى لا نضيع البوصلة ونتلهى وننشغل بالأعراض فإن كل ما جرى ورغم خطورته فهو ليس إلا رزمة من أعراض المرض الأساس الذي يعاني منه لبنان منذ انسحاب الجيش السوري من أراضيه في العام 2005، وهو الاحتلال الإيراني بواسطة ذراع الملالي الإيرانيين العسكرية اللبنانية والمحلية المسماة “حزب الله”…والمحتل هذا هو وراء كل ما يتعرض له لبنان من أزمات محلياً وإقليمياً ودولياً منذ العام 2005.

والمحتل الذي هو حزب الله الممسك بقرار البلد والمتحكم بحكمه وحكامه أوقف غزوات حركة أمل الجاهلية وأعاد الأمور الأمنية والإعلامية إلى نصابها عندما قرر وذلك بقرار صارم من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. (كما هو وارد في التقرير المرفق في أسفل).

كما أن مسؤولية العراضات العسكرية والغزوات تقع على عاتق كل المشاركين في الحكومة الذين داكشوا السيادة بالكراسي وسوقوا لفعلتهم بشعارات هرطقية وخادعة من مثل "الواقعية" وربط "النزاع"   و"الاستقرار".

في الخلاصة فإن سلسلة غزوات ميليشيات الرئيس بري الجاهلية وعنتريات وشروط نوابه ووزرائه ومؤيديه الفوقية والاستعلائية تخطت كل القوانين والأعراف وكل ما هو احترام لمبدأ التعايش..

وبالتأكيد ما كان “الإستيذ نبيه” لينجر لهذا المنحى المهرطق والمتعالي والغزواتي ويستمر به ويصعد لولا ضوء أخضر ما من حزب الله..

كما أنه وعملياً فإن لا قيمة ولا مصداقية ولا آليات تنفيذ لأي من تهديدات الرئيس بري دون رضى وبركات وموافقة حزب الله..

يبقى أنه على شعبنا اللبناني السيادي ومن غير "الزلم والأغنام والهوبرجية" أن لا يُضيع البوصلة، حيث يبقى السرطان هو الاحتلال الإيراني للبنان بسلاحه ودويلاته وعسكره وإرهابه وحروبه…

والباقي كل الباقي من مشاكل واشكالات فقط وفقط أكانت كبيرة أم صغيرة هي كلها من أعراض لمرض الخبيث…

وبالتالي لا فرج ولا حلول ولا سلم ولا حل لأي ملف ما دام الاحتلال قائماً.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

استشهاد عسكري وجرح ثلاثة آخرين خلال مداهمة في باب التبانة

الوكالة الوطنية للإعلام/04 شباط/18/سقط عدد من الجرحى أثناء مداهمة للجيش في باب التبانة، لتوقيف مطلوبين وفي التفاصيل ان عناصر من الجيش، طوقوا مساء الأحد شارع الحموي في باب التبانة، ثم نفذوا مداهمة، تمكنوا خلالها من توقيف مطلوب، فعمد مطلوب آخر إلى اطلاق النار وعدد من القنابل باتجاه العسكريين، وتستمر ملاحقته حاليا لتوقيفه. وأفادت “المستقبل” عن استشهاد عسكري وجرح ثلاثة آخرين خلال إلقاء القبض على مطلوب فجر نفسه بدورية للجيش. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإنّ الجيش شنّ المداهمة في شارع الحموي حيث تمكن من توقيف أحد المطلوبين بينما بادر مطلوب آخر يدعى بلال ع. وملقّب بـ”أبو غريب” إلى إطلاق النار على القوة المداهمة التي استحضرت تعزيزات عسكرية وحاصرت المكان تمهيداً للقبض عليه. 

 

الولايات المتحدة والارجنتين تعلنان العمل ضد حزب الله

الاثنين 20 جمادي الأول 1439هـ - 5 فبراير 2018م/بوينوس ايرس - فرانس برس/اعلنت الولايات_المتحدة والارجنتين الاحد انهما ستعملان معا بشكل وثيق لوقف شبكات تمويل حزب الله اللبناني في اميركا اللاتينية. واكد وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون انه تطرق الى هذا الموضوع خلال زيارته بوينوس ايرس حيث اجرى محادثات مع نظيره الارجنتيني خورخي فوري. وقال تيلرسون: "بالنسبة الى حزب الله فقد تناولنا اليوم في مناقشاتنا التي شملت كل المنطقة، كيفية ملاحقة هذه المنظمات الاجرامية العابرة للاوطان التي تعمل بالاتجار بالمخدرات والبشر والتهريب وغسل الاموال، لاننا نرى انها مرتبطة ايضا بمنظمات تمويل الارهاب". واضاف: "ناقشنا بالتحديد وجود #حزب_الله في هذا النصف من الكرة الارضية، ومن الواضح انه يجمع الاموال لدعم نشاطاته الارهابية، وهو امر نتفق معا على ضرورة صده والقضاء عليه". وافق الوزير الارجنتيني الذي كان يقف الى جانب تيلرسون خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك، على ما ذكر الوزير الاميركي، وقال ان اميركا الجنوبية باتت "منطقة سلام" وان على الجماعات الخارجية ان لا تعرضها للخطر. وتابع: "وكما قال الوزير تيلرسون علينا ان نكثف كل تبادل ممكن، ليس فقط من خلال الحوارات بل ايضا من خلال المعلومات حول نشاطات هذه الجماعات التي تستغل الجريمة عبر الحدود لرعاية مصالحها، وهو ما لا توافق عليه الارجنتين بالتاكيد". وفي عام 1992 وصل الصراع في الشرق الاوسط الى الارجنتين عندما تعرضت السفارة الاسرائيلية في بوينوس ايرس لتفجير ادى الى مقتل 29 شخصا. وبعد عامين وقع هجوم على مركز يهودي في المدينة اودى بحياة 85 شخصا.

ولم تتم ادانة اي من مدبري التفجيرات او منفذيها، لكن المحققين الدوليين تابعوا مسارا يبدو انه يربطها بحزب الله الذي تعتبره واشنطن ارهابيا، وايضا بمسؤولين ايرانيين.ويعتقد خبراء اميركيون ان حزب الله الذي يعمل تحت اشراف ايراني قد بنى شبكة تمويل في اميركا اللاتينية تستفيد من تهريب المخدرات لتمويل نشاطاته السياسية والعسكرية.

 

نوفل ضو: صورة التحالفات لم تتوضّح بعد

الشرق الأوسط/04 شباط/18/رجّح الإعلامي نوفل ضوّ، المرشح على أحد المقاعد المارونية في كسروان، أن يكون "على لائحة حزب الكتائب والدكتور فارس سعيد، وإلا لن أكون مرشحاً". وأكد لـصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "الضبابية تلفّ خيارات المرشحين معظم المستقلين من أصحاب التأثير في كسروان"، مشيرا إلى أن "بعضهم انتقل إلى التحالف مع القوات اللبنانية ثم ذهب باتجاه التيار الوطني الحر وانسحب من تفاهمه مع الأخير". وأضاف: "صورة التحالفات لم تتوضّح بعد، وهناك ترقّب لما ستؤول إليه تطورات الخلاف بين التيار الوطني الحر وحركة أمل وموقف حزب الله منه، وما إذا كان هذا الخلاف سينعكس على جوهر التحالفات". ويضمّ قضاء كسروان خمسة مقاعد نيابية من الطائفة المارونية، أما قضاء جبيل فله ثلاثة نواب (مارونيان وشيعي واحد). وتوقّع ضوّ أن يترك خلاف أمل والتيار الحر تداعيات على هذه الدائرة، وقال: "هناك مرشحون وشخصيات وازنة في كسروان، لديها علاقات مميزة مع الرئيس نبيه بري، وإذا استمرّ الخلاف فلن يكون ذلك في مصلحة التيار الحر"، لافتا إلى أن "القراءة المنطقية، تفيد بأن الصوت الشيعي في جبيل ليس هو المرجّح، رغم وجود 10 آلاف ناخب، لأن الحاصل الانتخابي في كسروان جبيل 15 ألف صوت، وبالتالي الثنائي الشيعي ليس رافعة لدعم اللائحة، بل هو يحتاج إلى رافعة لإيصال مرشحه الشيعي، مع العلم أن الأصوات الشيعية ستسمّي مرشحًا لحزب بالصوت التفضيلي".

 

اللواء ريفي: زياد عيتاني مظلوم والمقصود زياد عيتاني آخر!

جنوبية/4 فبراير، 2018/أكّد اللواء أشرف ريفي لـ”الجديد” أنّ جهاز مخابراتي في لبنان قد ركّب الاتصالات التي أدانت الفنان زياد عيتاني، لافتاً إلى أنّ المقصود “زياد عيتاني” آخر وهو مدير موقع أيوب نيوز. وشدد ريفي أنّ زياد عيتاني الثاني مثال الوطنية، وإنّ الغاية من محاولة تركيب هذه الملفات هي لاستهدافه هو شخصياً (أي اللواء ريفي) لكون عيتاني من المقربين منه.

 

باب نفخ الأحجام بالأورام...

الياس الزغبي/فايسبوك/04 شباط/18

التنظير عن ربط تصعيد النقد العوني ل"حزب الله" بالقرار الدولي،

هو من باب نفخ الأحجام بالأورام...

فالرهائن لا تملك القدرة الذاتيّة على التحرّر،

وذكرى "٦ شباط" لناظرها... قريبة!

*فاصله " كلّ اللي بيلعب بالنار النار بتحرق صابيعو ويللي وقّع صكّ العار صعبه يلحس توقيعو! "

 

جيير المرافئ العامة إلى منافع ضيقة انتخابية

خليل حلو/فايسبوك/04 شباط/18

أتصل بي يوم أمس أحد معارفي من الأناس الطيبين في الشمال وقال لي أن أحد النواب الحاليين يقوم بالتوظيف في مرفأ طرابلس وأن ابنه يبحث عن عمل وأنه مستعد لتجيير 200 صوت من عائلته مقابل توظيف ابنه طالياً وساطتي ظناً منه أن "إيدي طايلة". طبعاً لست ممن يقومون بهكذا وساطة التي تستند إلى مبدأ "وظفني حتى انتخبك". هذا النموذج أفترض أنه يبين كيف يتم تجيير المرافئ العامة إلى منافع ضيقة انتخابية في كل لبنان وكيف تقوم الطبقة السياسية بالسطو على المرافئ العامة ... أيها اللبنانيون عليكم أن تنتخبوا في أيار أوجه يمكنها القيام بأمور وطنية كبيرة تفيد الجميع وتخلق وظائف للجميع، وليس التخبط بذهنية الزبائنية السياسية والإستزلام ... لأنه بذلك لن تخرجوا من أزماتكم. عليكم أن تختاروا.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 4/2/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الثلاثاء لناظره قريب، وترقب ثلاثي الأبعاد للقاء الرئاسي الثلاثي الثلاثاء المقبل: من بعد غسل القلوب وإزالة الندوب، إلى بعد المرحلة المتجهة نحو السادس من أيار موعد الانتخابات النيابية وما تحمله من تحالفات واستقطابات، إلى بعد الأمن والأمان الذي يتطلب يقظة واستشرافا للاستفزاز الوقح الذي تتعمده المواقف والتهويلات الاسرائيلية من البحر هذه المرة، ونعني من بوابة البلوك الغازي البحري الجنوبي.

والحال أن لقاء الثلاثاء الذي سيضم الرؤساء عون وبري والحريري، سيحضر لإجتماع المجلس الأعلى للدفاع يوم الأربعاء، وسيركز في الإجراءات المفترض اتخاذها بمواجهة التهديدات الإسرائيلية حيال الملف النفطي وإستثمار لبنان للبلوك 9، وفق ما نقل زوار الرئيس بري لصحيفة "الحياة"، ناهيك بأن يشكل هذا اللقاء بحسب الزوار، فرصة لغسل القلوب بعد الأزمة الأخيرة وإنقطاعِ التواصل بين رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان.

في الغضون، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لفت إلى أنه كبير هو من يعتذر عندما يخطئ، وكبير هو من يصفح ويصالح.

انتخابيا، الرئيس الحريري دعا مناصريه إلى الإقبال بكثافة على صناديق الإقتراع في السادس من أيار، لتعزيز حظوظ تيار "المستقبل"... "وبيروت مش مكسر عصا".

في أي حال، هذه الأجواء والتطورات، ستعيد خلط أوراق تحالفات الإستحقاق الإنتخابي النيابي، وستحمل الأفرقاء على العد للألف بدل العشرة، تهيبا للفرز والعد لدى الاحتساب فور انتهاء الانتخاب.

وفي هذا الإطار، أطلق اليوم حزب "الكتائب" حملته الإنتخابية، في احتفال برزت فيه سلسلة مواقف لرئيسه الشيخ سامي الجميل، أكد فيها أن الحسابات الضيقة هي التي تحكم التصرفات السياسية، مشددا على خيار المواجهة والصمود في وجه الجميع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الأوساط السياسية في حال انتظار للاجتماع المرتقب بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، والذي يتوج الاتصال الدافىء الذي أجراه رئيس الجمهورية برئيس المجلس النيابي وسحب عبره فتائل الاحتقان.

تتعدد القراءات وتتنوع التنبؤات لما يمكن أن يخرج به الاجتماع، لكن بعد غد لناظره قريب. البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بارك اليوم مبادرات المصالحة، وقال: كبير هو من يعتذر عندما يخطىء، وكبير هو من يصفح ويصالح.

على مستوى الاستحقاق الانتخابي، تبدأ غدا فترة تقديم الترشيحات للانتخابات، ما يؤذن بإزدياد حماوة الاستعدادات للاستحقاق من حيث غربلة المرشحين ونسج التحالفات. وعلى خط هذه الاستعدادات أطلق حزب "الكتائب" حملته الانتخابية، مهاجما بلسان رئيسه النائب سامي الجميل، أولئك الذين يستعملون النعرات الطائفية وشد العصب لتفريق الناس وتجييشها.

ومن السياسة إلى مطمر "الجديد"، حيث أطل حثالة الاعلام تحسين الخياط على قناته في عيدها الخامس والعشرين ليعلن انتصاره المظفر على البلطجية ورأس البلطجيين، كما عبر وصرح، مدعيا بطولات وهمية وناشرا أكاذيب لا يصدقها عاقل.

ولنكن منصفين فالخياط استحق الدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ليحوز عن جدارة لقب أقذر وأكذب مخلوق على وجه الأرض، لأنه مهما فتشت وبحثت لن تجد مثيلا له. وجنون العظمة الذي يصيب الخياط ليس متأتيا بالطبع من مهاراته وبطولاته التي استعرضها على شاشته بالأمس، بل وبحسب خبراء طبيين ونفسيين لا شك أنه أصيب بداء الكلب الذي انتشر مؤخرا.

ولمن لا يعرف هذا الداء، فهو مرض حيواني المنشأ أي أنه ينتقل من فصيلة إلى أخرى، وغالبا ما يصيب هذا الداء الجهاز العصبي ودماغ الإنسان ما يصعب ضبط تصرفاته وانفعالاته وسلوكه، كما هي الحال مع تحسين الخياط حيث ينصح، والحال هكذا، ان يسارع إلى العيادة للمعالجة لكي لا تنتقل عدواه إلى آخرين، كما ينصح بعدم اقتراب الناس منه لتجنب الإصابة بالعدوى، فيكفينا ما نراه ونشاهده من أمراض خطيرة مستعصية في هذا البلد.

وإزاء ما ينشر من شائعات حول دعوات لتحركات أمام مبنى "الجديد" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صدر عن المكتب الاعلامي المركزي في حركة "أمل" بيان، نفت فيه الحركة أي علاقة لها بأي دعوة إلى التظاهر أو الاعتصام أمام مبنى "الجديد" أو أي مكان آخر، وأهابت بكل الحركيين عدم الإنجرار وراء دعوات مشبوهة توزع على وسائل التواصل الاجتماعي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على الرغم من الضبابية التي تزنر التحالفات الانتخابية بين القوى السياسية، والتي تحتاج إلى مزيد من التشاور والاتصالات، فإن البلاد باتت في قلب الحدث الانتخابي. وما يؤكد هذه المقولة الانطلاق في عمل الماكينات الانتخابية، والاجراءات العملانية التي ستبدأها وزارة الداخلية لناحية تصاريح الترشيح وتسجيل اللوائح للانتخابات.

وإلى جانب الانتخابات، فإن التهديدات الاسرائيلية للثروة النفطية اللبنانية ستحتل صدارة الاهتمامات مع اللقاء الرئاسي الثلاثي في قصر بعبدا بعد غد الثلاثاء، فيما لن تغيب عنه الأحداث التي أعقبت كلام وزير الخارجية جبران باسيل عن اللقاء.

واليوم أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بأن البلد تجاوز قطوعا خطيرا جدا. وقال إن الكلام الذي سمعناه خلال الأيام الماضية أعادنا ثلاثين سنة إلى الوراء، معتبرا أن حكمة الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري مكنتنا من الوصول إلى التفاهم.

اقليميا، ومن جديد تؤكد ايران وعلى لسان نائب القائد العام للحرس الثوري العميد حسين سلامي تدخلها في الشؤون العربية، ليقول بأن الجيشين العراقي والسوري يشكلان عمقا استراتيجيا للجمهورية الاسلامية الايرانية، في وقت كانت المقاتلات الروسية ونظام الأسد يصعدان من عمليات القصف الجوي والبري على ادلب وريفها، ردا على اسقاط المقاتلة الروسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على مفترق اسبوع حافل يقف لبنان: غدا الاثنين يفتح باب الترشح للانتخابات النيابية، وما بعد الخامس من شباط لن يكون كما قبله على مسار التحضيرات والتحالفات والاستنفارات على انواعها، وخاصة الاعلامية منها.

بعد غد الثلاثاء، لقاء رئاسي ثلاثي في بعبدا، محطة للتوافق على آلية مواجهة التهديدات الاسرائيلية للنفط اللبناني، ولبرمجة علاقة المؤسسات في ما بقي من وقت قبل السادس من أيار.

أما يوم الجمعة فهو في دائرة الانتظار لحدث توقيع عقود الاستكشاف والتنقيب عن الغاز والنفط في البلوكين اربعة وتسعة، في تحد للعدو وكل متربص.

ومع انشغال الداخل بالاستحقاق الانتخابي، لا يغمض الجيش والمقاومة جفنا أمام تهديدات الاحتلال المتصاعدة، و"حزب الله" يشدد من على كل منبر على الثلاثية الذهبية وقدراتها الرادعة، ويثني على وحدة الموقف والكلمة بوجه المخطط الصهيوني ضد حقوق لبنان النفطية.

ومحمية ثروات لبنان واستقراره بمقاومة خبرها العدو، ودفع ردعها بينامين نتنياهو اليوم للركون إلى تحذيرات العسكر والاعلام من نتائج غير مشهودة سابقا لأي حرب ضد لبنان، وأمام جمع وزرائه أعلنها نتنياهو انه لا يريد هذه الحرب ولا يسعى لها.

وكيف يسعى كيان الاحتلال لحرب، وجيشه اليوم مكسور السمعة لثلاث مرات متتالية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، منتقلا من فشل الى فشل في تتبع المقاوم الفلسطيني احمد جرار من دون العثور عليه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع العاصف انتهى بهدوء، فالتهدئة السياسية أرخت بظلالها على العطلة الأسبوعية، مفسحة المجال للاتصالات البعيدة عن الأضواء. وفي هذا الاطار تتجه الأنظار إلى الاجتماع المفصلي الذي ينعقد في بعبدا الثلاثاء المقبل، والهادف إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الرئاسية. فهل يطوي هذا الاجتماع صفحة الخلافات والالتباسات والتناقضات، افساحا في المجال أمام دخول لبنان زمن الانتخابات النيابية بأقل قدر من التباينات الرئاسية؟.

على أي حال، الجو الانتخابي بدأ يسيطر أكثر فأكثر على الواقع السياسي، فبعد اطلاق ماكينات "حزب الله" و"القوات اللبنانية" وعدد من المجتمع المدني، أطلق حزب "الكتائب" اليوم ماكينته الانتخابية، وكانت لرئيس الحزب سامي الجميل كلمة اعتبر فيها ان السادس من أيار هو فرصة للتغيير.

هذا سياسيا، أما فنيا فصدم المجتمع اللبناني بواقعة مؤلمة، وهي ان جثمان الفنان الراحل نهاد طربيه لا يزال في مستشفى في باريس، بانتظار انتهاء المعاملات لكي يتم نقله إلى لبنان، وذلك رغم مرور عشرة أيام على الوفاة، فهل هكذا يكافأ الفنانون الذين أعطوا وطنهم أجمل فنهم وابداعات عمرهم؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

فتح باب الترشيح النيابي غدا، واللقاء الرئاسي بعد غد، واضراب المعلمين على مدى ثلاثة أيام، عناوين ثلاثة تتصدر الأسبوع الطالع، الذي يتطلع اللبنانيون إلى ان يرسخ جو الاستقرار، ويكرس الهدوء على الأرض، تأمينا لظروف مؤاتية لاستحقاق أيار الذي يترقبه الجميع منذ تسع سنوات.

وعشية فتح مهل الترشيح، ومع بدء الحملات الانتخابية، يتمسك اللبنانيون بحق الاختلاف في الآراء، والتنوع في الأفكار والتعدد في المعتقدات، أكثر من أي وقت مضى، تماما كما يتمسكون بإبقاء صراعهم السياسي المشروع، ومهما ارتفع سقف الخطاب، في اطاره الديموقراطي، القائم على التنافس على أساس برامج وملفات ومواضيع، بعيدا من منطق الشارع، الذي أعاد إلى الأذهان في الأيام القليلة الماضية مشاهد يأبى المواطنون جميعا العودة اليها.

ففي النهاية، تبقى العبرة مما حدث وانقضى، ان ما يقنع الناخب هو الكلمة لا اللكمة، والاقتراع في الصناديق وليس على الطرق وفي الأزقة، فالالغاء المتبادل مستحيل، والتخويف عقيم، تماما ككل محاولات الترهيب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بحسب المواعيد الرسمية، غدا يفتح باب الترشيح للإنتخابات النيابية، والتاريخ ذاته هو موعد بدء الحملة الانتخابية. غدا يبدأ الشوط الذي ينتهي مساء الأحد في السادس من أيار.

وبين التاريخين البلاد ليست في أحسن حال. الشيء الوحيد الذي يتقدَّم هو تراكم الديون وتراكم الملفات الخلافية، وما عدا ذلك خاضع للتقدم والتأخر في آن واحد. فمجلس الوزراء، إذا انعقد هذا الأسبوع، فهو ينعقد بعد أسبوعين من الإنقطاع، فيما البنود تتراكم والتأخير يتضاعف.

وقبل جلسة مجلس الوزراء هناك اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، الذي على رأس أولوياته قضية "البلوك 9" ومسألة التهديدات الاسرائيلية في شأنه.

أما اللقاء الرئاسي فقد تحددت طبيعته من دون ان يتحدد جدول مناقشاته: هل سيدخل في تفاصيل الإشكالات والالتباسات، أم سيقتصر على الصورة مع ابتسامة؟.

الواضح حتى اليوم أن العلاقة بين بعبدا وعين التينة تتحسن تحضيرا للقاء الرئاسي، لكنَّ العلاقة بين عين التينة والوزير جبران باسيل ما زالت تراوح مكانها من التأزم: من محمرش إلى ابيدجان تبادل التحديات ولو بوتيرة أقل من السابق، مع تحييد الشارع.

ولكن إلى أين سيصل هذا الكباش؟، لا أحد يملك أجوبة شافية وكافية، وما هو مؤكد ان العلاقة بين بعبدا وعين التينة، مرورا بالعلاقة بين عين التينة وقصر بسترس، يرجَّح ألا تعود إلى ما كانت عليه قبل تسريب محمرش، وقبل التفلت المدروس للشارع وقبل مؤتمر أبيدجان.

فمقولة "حليف حليفي... حليفي" سقطت، ما من شأنه أن يعيد خلط الأوراق، لا حتى أيار المقبل وحسب بل حتى تشرين المقبل، موعد انتخاب رئيس مجلس النواب.

وفي الإنتظار، لا يعرف ماذا سيكون عليه الأداء الحكومي وإنتاج مجلس الوزراء في ظل التشنج المستمر بين التيار والحركة، ما قد ينعكس "مشاكسة متبادلة" على طاولة مجلس الوزراء.

قبل الدخول في هذه التفاصيل، خطوة من وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد تحسب له، فبعدما فاحت رائحة السعر الباهظ لمناقصة صيانة جسر سليم سلام، جرت إحالة المناقصة إلى النيابة العامة التمييزية، فهل تكون الإحالة لرفع العتب أم تفتح نفقا في جبل الفساد المعروفة مناقصاته، التي ترسو على أسماء يصح أن يطلق عليها إسم "المتعهِّدون النجوم" أصحاُ الحظوة عند مجلس الإنماء والإعمار وكُبريات البلديت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

افتتح رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل المنازلة الانتخابية، من حلبة جرى تجسيدها شكلا ومضمونا في مهرجان إطلاق الماكينة الانتخابية، على مرمى يوم واحد من اندلاع الترشيحات في وزارة الداخلية. واعتبارا من الغد سوف تتحول البلد برمتها إلى ماكينة تستدر العطف الانتخابي بأنواع الأسلحة كافة، التقليدية منها والمحرمة سياسيا، وأول المقاتلين على الجبهات كان سامي الجميل الذي قدم خطابا يتسع لدورة نيابية كاملة تحت شعار: الحرب بخمسة نواب فعلت كل هذا الفعل، فماذا لو حصدت "الكتائب" مقاعد أكثر، داعيا مناصريه إلى أن يكونوا نبض التغيير في السادس من أيار.

تغيير "الكتائب" يأتي بعدما عز الإصلاح وترنح تحت عناوين أصبحت مجرد معارك، وقد سماها الجميل صفقة صفقة، وبينها البواخر المشبوهة والتوتر العالي والضرائب والمطامر والنفايات، وسياسة "مرقلي تمرقلك" وتتمثل "بمطمر إلي ومطمر إلك"، باخرة إلي وباخرة إلك، بلوك إلي وبلوك إلك، قاضي إلي وقاضي إلك، سفير إلي وسفير إلك، وزارة إلي ووزارة إلك، وصولا إلى "سلاح إلي لكن سلاح مش إلك".

وعلى المس بالذات العدلية، استنفر وزير العدل افتراضيا وغرد قائلا للجميل: القضاء سلطة مستقلة إلك ولغيرك، بس المهم تلجأ للقضاء لتثبت حقك وإتهامك، كم خطيئة ترتكب بحق الوطن والقضاء بسبب الاستحقاق الانتخابي.

وعملا بثوابت الوزير سليم جريصاتي ودعوته إلى الامتثال للقضاء، قررت قناة "الجديد" الالتزام بهذا السقف، وتقديم دعوى قضائية ضد محطة الـnbn لما ساقته من اتهامات مباشرة طاولت رئيس مجلس الإدارة تحسين خياط في نشرتها المسائية يوم أمس، واستكملت في جزئها الثاني اليوم. وعلى الأغلب فإن القضاء إذا رفضها مضمونا سيضطر إلى قبولها شكلا، لكونها قد سجلت سابقة في تاريخ الصحافة الخارجة استثنائيا من مجاري الصرف الصحي، ونكتفي بهذا القدر لأن الأنباء الواردة سابقا عن فرار عشرات المجانين من مستشفى دير الصليب في جل الديب، قد ثبتت صحتها وهم انتشروا واستولوا راهنا على محطة تلفزيونية وسيطروا على نشرة أخبارها وهذا لا ينفع معه أي رد.

محطة تمارس الجنون وأخرى تتواطأ معها الدولة على أموال الدولة، وفي آخر ما توصلت إليه العملية الرضائية بين وزير الاتصالات جمال الجراح واستديو فيجن المملوكة من آل المر، تسعون في المئة حسومات أجراها الجراح لموسم شتاء وصيف التنازلات، ووفق وثائق "الجديد" فإنه جرى خفض المبلغ المسروق من تسعين مليار ليرة إلى أربعة مليارات "وكسور". فعن أي دولة نتحدث وعن أي قضاء؟، وأي إعلام؟، واحد يسرق وآخر "ينتعل" صفة، فالسارق بقي سارقا وراقصا في ستديو فيجن، والعصفورية تحتل الإعلام في ستديو آخر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قطيش عن مقابلة باسيل : كيف بيشتغلو فيوزاتو ؟!

04 شباط/18/علق الإعلامي نديم قطيش على مقابلة وزير الخارجية جبران باسيل , ببوست نشره على حسابه الشخصي في الفايسبوك جاء فيه " جبران باسيل أوضح انو بالمواضيع الاستراتيجية هو وحزب الله ع ذات الموجة بس طلع معو انو في اختلافات بالمواضيع الداخلية، وثمّة قرارات يتّخذها الحزب في الموضوع الداخلي لا تخدم الدولة. يعني محاربة حزب الله بسوريا وقيس الخزعلي ومعاداة السعودية والخليج والعرب مش هي المشكلة، وهيدي ممارسات بتبني الدولة. طلع انو المشكلة ببعض "المواضيع الداخلية" الي ما منعرف شو هي والي هيدي تحديداً ما بتبني الدولة!!

مان هيدا شو!!؟؟ كيف بيشتغلو فيوزاتو!!؟؟"

 

وزير خارجية لبنان.. توتر يتزايد مع حزب الله وحركة أمل/باسيل في "ورطة" مع حلفائه

04 شباط/18/دارين الحلوي- بيروت - سكاي نيوز عربية تراكمت في الشهرين الأخيرين، التصريحات التي وضعت وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، في موقف صعب مع حلفائه، لاسيما حزب الله.

فبعد الهجوم على رئيس مجلس النواب نبيه بري، انتقد باسيل حزب الله قائلاً إنه يأخذ خيارات داخلية لا تخدم مصالح الدولة. منذ تسلمه رئاسة التيار الوطني الحر خلفاً لميشال عون، بدا واضحاً ان الوزير جبران باسيل يسعى دائما لإقامة حيز سياسي يقوم على استحداث هامش للتمايز سياسيا. وذلك التمايز كان آخره مواقف أدت الى اهتزاز التحالف السياسي مع حزب الله، الذي قال باسيل إنه يأخذ خيارات داخلية لا تخدم مصالح الدولة، وإن تطبيق بند بناء الدولة الوارد في ورقة التفاهم بين الطرفين، فشل تحت حجة الاعتبارات الاستراتيجية.

وقد صمد التحالف بين التيار الوطني وحزب الله رغم كل المطبات منذ العام 2006، لكنه اليوم يتعرض لاختبار بشأن مصداقيته بعد مواقف باسيل الواردة في مقابلة لصحيفة ناطقة بالفرنسية، تبعت هجومه على رئيس البرلمان نبيه بري. واستهل باسيل تمايزه السياسي باعترافه بوجود اسرائيل وحقها العيش بأمان. وهي مواقف لم يهضمها حزب الله ولا حليفه نبيه بري وإن تغاضى عنها سريعاً. ويخشى البعض ان تكون أحلام وزير الخارجية الرئاسية سببا يدفعه لتقديم أوراق اعتماد خارجية تعبد طريقة إلى القصر الجمهوري، فيما تؤكد ردود فعل حزب الله أنه لن يفك ارتباطه مع التيار الوطني الحر، وإن افتقد القناعة لذلك، فالغطاء المسيحي الذي يؤمنه التيار الوطني الحر لسلاحه وعناوينه يعطيه غطاء ببعد وطني، في بلد قائم على التوازن بين الطوائف.

ويحكم حاليا استحقاقان انتخابيان التحالفات السياسية والعناوين المطروحة، فهناك انتخابات رئاسية تمهد لها انتخابات نيابية يسعى الجميع للفوز فيها بكتل وازنة، وما بينهما، خطاب تشير الوقائع إلى انه سيعيد إحياء خطوط تماس، حتى وإن كانت سياسية على الأقل.

 

لائحة "التيار" في كسروان طارت وضاعت!

الديار/04 شباط/18/ذكرت صحيفة "الديار" ان الدكتور يوسف خليل لم يعد يعرف ما اذا كان سيكون عضو في لائحة يؤلفها التيار الوطني الحر في دائرة كسروان جبيل مع العلم ان من يؤلف اللائحة هو العميد المتقاعد شامل روكز ويبدو انه اتفق حتى الان مع الدكتور زياد بارود اضافة الى مشاوراته مع مرشحين اخرين، لكن اللائحة الاساسية للتيار الوطني الحر ضاعت وطارت، ومثال على ذلك على ذلك فالنائب نعمة الله ابي نصر لا يعرف ما اذا سيكون في لائحة التيار ذلك انه عام 2009 كان ضمن الـ 5 مرشحين عن التيار الوطني الحر لكن لا يبدو ان العميد شامل روكز الذي هو عوني وعضو تكتل التغيير والاصلاح في المستقبل وليس عضو في التيار الوطني الحر سيأخذ مرشحا واحدا عن التيار الوطني الحر، وبالتالي فلا مكان للنائب نعمة الله ابي نصر ولا للدكتور يوسف خليل ولا حتى للدكتور فريد الخازن وهم ثلاثة نواب حاليين عن التيار في قضاء كسروان. انما الان تم ضم قضاء كسروان الفتوح الى قضاء كسروان جبيل واصبحوا دائرة واحدة. والغريب في الامر انه لم يتم معرفة ما اذا كان التيار الوطني الحر سيؤلف لائحة مستقلة عن العميد شامل روكز ام ان العميد شامل روكز سيأخذ مرشحين من التيار على لائحته فقط ويتحالف مع نواب لهم قاعدة شعبية في كسروان وهم خارج التيار الوطني الحر.

ولذلك فانه في دائرة كسروان – جبيل الانتخابية سيكون هنالك 3 لوائح على الاقل، من دون ان يتم معرفة ما هو موقف رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بالنسبة لتأليف لائحة للتيار في كسروان جبيل ام ان العماد الرئيس ميشال عون سيطلب من الوزير جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر ترك حرية الحركة للعميد شامل روكز في تأليف اللائحة التي يراها مناسبة لدائرة كسروان جبيل.

 

إيران فبأي آلاء ربكما تُكَذِّبان

الشيخ حسن مشيمش/04 شباط/18

إيران لن تسمح لنا ولا للعراقيين والسوريين واليمنيين والأفغانيين بإقامة دول على أراضيهم لأن بقاء سيطرتها على هذه الدول غير ممكن إلا ببقاء كياناتها مُفَكّكة وشعوبها مستنفرة بصورة دائمة لتخوض الحروب الداخلية بين مكوناتها وتنتقل من حرب إلى حرب وإن اختراع الشعارات لتبرير هذه الحروب وإضفاء صفة القداسة عليها من أسهل ما يكون على جماعة ولاية الفقيه في ايران ، فالروايات الدينية المذهبية الطائفية جاهزة وهي متوافرة بالأطنان بكتبهم الصفراء غب الطلب لتمنحهم 100 رواية دينية مذهبية تنطوي على تبرير شرعي ديني مذهبي لكل حدث سياسي وأمني وعسكري واجتماعي .

لذلك أعتقد بغير تغيير نظام ولاية الفقيه في ايران صانع الحروب في منطقتنا بشهوة حب التوسع نحلم نحن اللبنانيون والعراقيون والسوريون واليمنيون والأفغانيون بإقامة دول على أراضينا والإبتداء بمشاريع إصلاحية في مؤسسات دولنا الفاسدة والمفسدة لكل شيء في حياة بلداننا هذه الحروب التي تركت كل أنواع الأزمات الفتاكة بيننا وبخاصة الحرب المدمرة التي تخوضها ميليشيات ولاية الفقيه بخلفية مذهبية وبعقلية طائفية وبشعارات مذهبية لا ينكرها سوى أعمى البصيرة .

والأميركيون والإسرائيليون والغربيون الأوروبيون والروس ليس من مصلحتهم مطلقا تغيير نظام ولاية الفقيه أقله بمساعدة المعارضين الإيرانيين داخل إيران وخارجها ،

وبغير مساعدة المعارضين إن دول الغرب تملك ألف ورقة وألف وسيلة لتغيير هذا النظام التوسعي الجائر لكنهم لا يريدون تغييره لأنه يؤدي لهم استراتيجيا خدمات عظيمة يكفي أنه دفع حكام العرب لكي يذهبوا إلى اميركا وأوروبا طلبا للحماية من مطامع ولاية الفقيه فدفعوا الثروات الهائلة لهذه الغاية .

ويكفي أن ايران ولاية الفقيه دمرت بلدان العرب التي ستبنيها شركات أميركا وأوروبا ومصانعهم بمئات المليارات من الدولارات من موارد هذه الدول وثروات شعوبها النفطية والطبيعية .

إن نظام ولاية الفقيه ليس فيه شيء من القوة لكي يبقى هذه المدة الطويلة في الحكم

لكن الذي أطال عمره هو مصالح الأميركيين والأوروبيين والروس الإقتصادية التي تقضي بوجوب بقائه .

 

قميص البلوك رقم 9

 عماد قميحة/لبنان الجديد/03 شباط 2018

مصير البلوك رقم 9 لن يكون أفضل من غيره من الملفات التي تستحضر لمآرب أخرى كملف شهود الزور وملف الفساد وملف تحرير شبعا

معروفة هي قصة قميص عثمان، والتي ذهبت مثلا يضرب على كل حالة خداع، بحيث يرفع فيها شعار محق من أجل الوصول إلى غاية خبيثة لا تمت إلى الشعار بأية صلة، وهذا ما فعله معاوية بن أبي سفيان عندما رفع قميص الخليفة عثمان المقتول ظلمًا، لمحاربة الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب، وتحت مقولة الأخذ بالثأر لعثمان، فقد انطلت الخدعة على السذج فحقق معاوية أهدافه السياسية واستولى على "عرش" الحكم وحوله إلى ملك عقيم له ولأقربائه من بعده.

وهذا تمامًا هو حالنا مع "قميص" البلوك النفطي رقم 9، والذي يؤكد الخبير النفطي الدكتور وليد الخدوري بأن: "إسرائيل قبل أكثر من شهر من الآن قد أعلنت عن خرائط تمد يدها فيها على القسم الجنوبي من البلوك 9 (الشمالي بالنسبة لها)، والشركات الأجنبية التي تعاقدت مع الحكومة اللبنانية أخذت علما بذلك وفهمت الرسالة الإسرائيلية".

مما يعني بأن الحكومة اللبنانية هي على علم منذ أمد بعيد بهذه الخرائط وغيرها، وهي أيضًا على علم بأن إسرائيل تقتطع  جزءا من مياهنا الحدودية من دون أن تحرك ساكنًا، وهذه أمور هي  سابقة كثيرا  لتصريح ليبرمان وتهديداته.

ومع الخلافات السياسية والمحاصصاتية بين مافيات السلطة الحاكمة والتي كادت في الأيام الأخيرة أن تتجاوز الخطوط الحمراء فيما بينها، وتطيح بالتالي بمصالحهم، كان لا بد من إستحضار قميص ما يجتمعون حوله ليس خوفًا على البلاد والعباد وإنما للحفاظ فقط على مصالحهم وصفقاتهم وسمسراتهم.

معظم اللبنانيين  يعرفون بأن هذه الطبقة السياسية التي عاثت فسادا في الإقتصاد والأمن والسياسة، حتى قضت على أقل ما يمكن من هيكلية الدولة ومؤسساتها، هي طبعا غير آبهة لا بالأخطار الإسرائيلية ولا بأطماعها، وما إستحضار العدو في هذه اللحظة إلا كمبرر ومن أجل ذر الرماد في العيون لأن ثمة من أجبر  الطرفين المتخاصمين على الجلوس سوية حول طاولة بلدية الحدث وإنهاء الخلاف فيما بينهما.

مصير البلوك رقم 9 لن يكون أفضل من غيره من الملفات التي تستحضر لمآرب أخرى كملف شهود الزور وملف الفساد وملف تحرير شبعا وملف الإصلاح والتغيير وملف النفايات وملف الكهرباء وغيره وغيره من الملفات التي سرعان ما تنسى أو توضع على رف المطامع والمشاريع التي تخدم الخارج لأن عيون هذه الطبقة السياسية بأحزابها قاطبة هي فقط على البلوك رقم 10452 وتقاسمه وتمزيقه بما فيه وبمن فيه، مما يعني عمليا بأن هؤلاء الوحوش الموجودين في السلطة عندنا والقابعين  على صدورنا من عقود، هم أخطر علينا وعلى لبنان حتى من العدو الإسرائيلي نفسه.

 

الخارجية: مسألة نقل جثمان الفنان طربيه رهن انجاز السلطات الفرنسية الأوراق اللازمة

الأحد 04 شباط 2018 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية، في بيان، ان سفارة لبنان في باريس "تتابع من خلال جهازها القنصلي، منذ لحظة وفاة المطرب الكبير نهاد طربيه، مسألة نقل جثمان الفقيد الى لبنان. وهي بعد عزائها لعائلته، ظلت على تواصل معها، كما ومع السلطات الفرنسية المختصة. وقد قامت السفارة والقنصلية في باريس ببذل كل ما يمكن في هذه المرحلة، علما بأنها بانتظار انجاز الأوراق اللازمة من قبل السلطات الفرنسية لنقل الجثمان إلى بيروت في أقرب فرصة حتى يعود الراحل إلى تراب وطنه".

 

ريفي: باسيل هو "الفاسد الأول" وأقف إلى جانب بري

الجديد/04 شباط/18/اعتبر وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي أن "هناك وزير يستعمل كلمة "البلطجة" ومن المفترض أن يتعاطى بالديبلوماسية وبحسن اللياقة ولا يحق له ذلك، يبدو أن هناك مدرسة جديدة تتعاطى بهكذا تعابير ولا مبرر لذلك". وأضاف ريفي لبرنامج "الأسبوع في ساعة" مع الزميل جورج صليبي أنه "لا خصومة شخصية مع باسيل بل "صدام سياسي" وأقف الى جانب الرئيس بري في هذه المعركة ولست على عداء معه". كما اتهم ريفي باسيل بأنه "الفاسد الأول" وأنه يخشى على العهد منه، وسيقدم للقضاء اللبناني كل الملفات حسب وصفه. وطلب ريفي من النيابة العامة المالية أن تتوجه الى السلطات الفرنسية بالطلبمن مجلة "الأوبسرفاتور" نشر كل أسماء الفاسدين وبأن تسميهم وجبران باسيل هو أحدهم، حسب وصفه، وأضاف: "إن كان إسمي وارداً فليفتحوا تحقيقاً معي فإما أن ندافع عن أموال أولادنا أو نلزم بيوتنا قبل أن يأكل الفساد لبنان".

وبين ريفي أنه يؤيد "قنوات تواصل أمنية غير سياسية مع "حزب الله" لأنه لا يمكن إلغاء التواصل وهو موجود مع العدو الإسرائيلي من خلال لجنة الإتصال اللبنانية الإسرائيلية بإشراف الأمم المتحدة" حسب تعبيره. وقال: "في البعد اللبناني "حزب الله" هو شقيقي في الوطن وفي السياسة لديه بُعد إيراني وسلاحه استُعمل في الداخل وليقم وزير الداخلية بدوره في كشف المعلومات". وعن أسباب إستقالته من الحكومة قال ريفي إنه بسبب المحاصصة في عدة ملفات وأهمها النفايات بالإضافة لإساءة "حزب الله" لدول عربية حسب قوله. وعن العلاقة مع الحريري قال ريفي "هناك خصام مع الرئيس سعد الحريري ولكنها ليست عداوة وعلاقتي ببهاء الحريري جيدة". وحول الانتخابات القادمة قال ريفي "سنقدم في الإنتخابات المقبلة نموذجاً جديداً والصندوق هو الكلمة الفصل". مبيناً أن "ما مررنا به الأسبوع الماضي لامَس السلم الأهلي وإن تجدد الأمر فستكون هناك نية لتأجيل الإنتخابات وهذا يصب في مصلحة المتضررين من إجرائها إذ يبدو أنها ستكون لغير مصلحته". وحول تحالفاته قال "لن أتحالف إلا من مع يشبهني بالمبادىء، هناك مشروع إيراني يدعم "حزب الله"مالياً ويجب أن يكون هناك دعم عربي لمواجهته، فيما خص التمويل هناك بعض المرشحين الميسورين في دائرة طرابلس الإنتخابية، أنا مرشح لبناني عربي وعلى العرب أن يستفيقوا من سباتهم ويقوموا بدعمنا فنحن مهددون" حسب وصفه. وأضاف "لا أعتقد أن الإنتخابات ستجري في 6 أيار المقبل فهذه السلطة مدَّدت لنفسها ولم تحترم إستحقاقاتها القانونية".  واعتبر ريفي أن الفنان زياد عيتاني بريء من تهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي، مضيفاً أن البحصة الأولى هي أنه "لا يوجد كوليت ولا غيرها وعيتاني كان يعتاش من عرق جبينه، ويجب إنصافه لأنّه بريء والمستهدف هو زياد عيتاني صاحب موقع أيّوب" الذي يعمل معه حسب وصفه. وقال ريفي إن "قصة عيتاني مفبركة وتم تركيب الملف مخابراتياً وهم تعاطوا معه بطريقة بوليسية"، مطالباً الدولة بفتح "تحقيق موضوعي إنصافاً لبراءته " حسب تعبيره. وفي موضوع آخر قال ريفي إن هناك من "وصل لأدنى درَك في الإشاعات التي طالته، مشيراً إلى أن زوجته تقدمت بدعوى قضائية، وأضاف "تحية لقناة "الجديد" في عيدها ال 25 ، أنا عسكري ديموقراطي أتقبل الرأي الاخر ولم أقم بالإدعاء على أي وسيلة إعلامية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المكتب الرئاسي: تزايد معارضة إلزام النساء بارتداء الحجاب

طهران – وكالات/04 شباط/18/أكد المكتب الرئاسي في إيران أن هناك تزايداً لأعداد الإيرانيين الرافضين لإجبار النساء على ارتداء الحجاب في البلاد. وذكر المكتب الرئاسي في تقرير، أول من أمس، أن “تزايد مقاومة قانون ارتداء الحجاب يعتبر مثيراً لقلق الدولة الإسلامية في إيران”. وأضاف إن الغالبية تعتقد أن النساء يجب أن يقررن بأنفسهن ما إذا كن راغبات في ارتداء الحجاب أم لا، وليس الدولة. وأشار إلى أن الإجراءات المتطرفة التي اتخذتها شرطة الأخلاق كالقبض على “النساء اللائي لا يرتدين زياً إسلامياً” وفرض الغرامات المالية على المخالفات لم تجد نفعاً. واعتبر مراقبون أن نشر التقرير الرئاسي يعد انتصاراً كبيراً لاحتجاجات النساء ضد الحجاب في طهران ومدن إيرانية أخرى. ويزداد عدد النساء المطالبات بإلغاء قانون ارتداء الحجاب منذ ديسمبر العام 2017.

 

الحرس الثوري: قادرون على استهداف حاملات الطائرات الأميركية بدقة

إيران: الجيشان العراقي والسوري عمق ستراتيجي لنا

طهران – وكالات/04 شباط/18/أكد نائب القائد العام لـ”الحرس الثوري” الإيراني العميد حسين سلامي أن الصواريخ البالستية الإيرانية قادرة على استهداف حاملات الطائرات الأميركية بدقة في أي مواجهة محتملة. وقال سلامي “درسنا جميع نقاط قوة جبهة الاستكبار، وقدرنا بشكل دقيق نقاط قوة وضعف العدو، ولدينا معرفة بجميع قدرات أميركا الجوية والبحرية”، مشدداً على أن “إيران تعتبر الخيار العسكري حقيقة قائمة سواء أعلن العدو ذلك أو أخفاه”. وأوضح أنه “تم زيادة دقة الصواريخ البالستية الإيرانية لاستهداف حاملات الطائرات الأميركية في أي مواجهة محتملة قبل أن تدخل ساحة المعركة”. وأكد أن الجيشين العراقي والسوري يشكلان عمقاً ستراتيجياً للنظام الإيراني، مشيراً إلى أن أفضل ستراتيجية هي الاشتباك مع العدو في مناطق بعيدة. وأوضح أن “الشعب الإيراني لايحبذ بالتأكيد أن تكون إيران معرضة لهجوم الاعداء، لذا فإن جميع دول المنطقة التي هي حالياً في صراع مع العدو، هي ميدان أمن ستراتيجي لنا”، مضيفاً “ولعل الفكر الأكثر حكمة هو ألا يقتصر بلد ما في مجال أمنه على حدوده فقط”. من ناحية ثانية، شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، على ضرورة رفع التهديدات عن الشعب الإيراني طالما هناك تهديدات تواجهنا، مؤكداً “لسنا بحاجة إلى التفاوض مع أي شخص أو قوة خارجية بشأن قدراتنا الدفاعية ولن نتفاوض عليها”.

وقال روحاني “سنوفر ما يحتاجه البلد من أجل الدفاع عن أنفسنا وسنتزود بأي سلاح نريده ضمن إطار المقررات والقوانين وفتوى قائد الثورة الإسلامية”، مضيفاً “لا نريد الحصول على أسلحة دمار شامل إستناداً إلى القوانين الدولية، والأهم من ذلك إستناداً الى فتوى قائد الثورة الإسلامية وأخلاقنا وتعاليم ديننا”. وبشأن التهديدات الأميركية لإيران، قال إن “أميركا تتحدث عن السلام بكل وقاحة في الوقت الذي تهدد باستخدام الأسلحة النووية”، مضيفاً “يجب أن نزيد من قدراتنا الدفاعية طالما هناك تهديد يواجهنا”. واعتبر أن “جميع مكونات الشعب الإيراني بما فيها الأحزاب والمؤسسات السياسية والثقافية في البلاد ينبغي عليها أن تكون متماسكة بشأن قدرات إيران الدفاعية”. واتهم الولايات المتحدة بتهديد روسيا بأسلحة ذرية جديدة، وذلك بعدما نشرت واشنطن وثيقة تتضمن الخطوط العريضة لخطة لتعزيز قدراتها النووية بهدف ردع الآخرين. وقال “يهدد الأميركيون الروس من دون خجل بسلاح نووي جديد”، مضيفاً “نفس الاشخاص الذين من المفترض أنهم يعتقدون أن استخدام أسلحة الدمار الشامل جريمة ضد الإنسانية… يتحدثون عن أسلحة جديدة لتهديد منافسيهم بها أو لاستخدامها ضدهم”. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حذر في وقت سابق على “تويتر”، من أن الوثيقة الأميركية تهدد “بجعل البشرية أقرب الى الفناء”. وقال إن “إصرار ترامب على قتل خطة العمل الشاملة المشتركة، الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية ينبع من نفس التهور الخطير”. على صعيد آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في مؤتمر صحافي، أول من أمس، إن أي تدخل في شؤون إيران الداخلية من قبل أي طرف سيواجه برد قاطع. وأضاف “أكدنا مراراً أنه لن نسمح لأي أحد بالتدخل في القضايا الدفاعية لإيران”، موضحاً أن الصراخ الأميركي وأحياناً الأوروبي فيما يخص النفوذ الإيراني والصواريخ الإيرانية هو للضغط عليها للتراجع بعد أن شعروا بالقلق إزاء تقدم طهران، وإمكانية تقدمها أكثر، كما أن الاتفاق النووي ليس إلا ذريعة لتحقيق إجماع دولي ضدنا. على صعيد أخر، انتقدت الصين أمس، التقرير الأميركي بشأن السياسة النووية الأميركية.

 

المكتب الرئاسي الإيراني: جميع الإجراءات «المتطرفة» لفرض الحجاب فشلت بعد مظاهرات قامت بها النساء ضد فرضه في طهران ومدن أخرى

الشرق الأوسط/04 شباط/18/أكد تقرير للمكتب الرئاسي في إيران يوم أمس (السبت)، أن هناك تزايداً لأعداد الإيرانيين الرافضين لإجبار النساء على ارتداء الحجاب في البلاد. وقال التقرير الذي صدر عن المركز الاستراتيجي بمكتب الرئاسة الإيرانية، أن تزايد مقاومة قانون ارتداء الحجاب يعتبر مثيراً لقلق الدولة الإسلامية في إيران. ويلزم القانون جميع النساء والفتيات من سن التاسعة بارتداء الحجاب والرداء الطويل عند ظهورهن في العلن. وقال التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء الإيرانية، إن «الأغلبية تعتقد أن النساء يجب أن يقررن بأنفسهن ما إذا كن راغبات في ارتداء الحجاب أم لا، وليس الدولة الإسلامية».

وقال المكتب الرئاسي إن الإجراءات المتطرفة التي اتخذتها شرطة الأخلاق في إيران كالقبض على النساء اللائي لا يرتدين زياً إسلامياً، وفرض الغرامات المالية على المخالفات، لم تجد نفعاً. ويرى المراقبون أن نشر التقرير الرئاسي، يعد انتصاراً كبيراً للاحتجاجات التي قامت بها النساء ضد الحجاب في طهران ومدن إيرانية أخرى. ويزداد عدد النساء المطالبات بإلغاء قانون ارتداء الحجاب منذ ديسمبر (كانون أول) الماضي. وخلعت نساء حجابها في الأماكن العامة من باب الاحتجاج ورفعنه كلافتة، ما أدى إلى القبض على ما لا يقل عن 30 امرأة إيرانية حتى الآن.

 

«حماس» تثير مخاوف الإسرائيليين مع مواصلة تجاربها الصاروخية قبالة سواحل غزة

الشرق الأوسط/04 شباط/18قالت مصادر إسرائيلية إن «كتائب القسّام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أطلقت أمس (السبت)، 5 صواريخ قبالة سواحل قطاع غزة في إطار التجارب شبه اليومية التي تقوم فيها بإطلاق صواريخ تطوّرها وحدة التصنيع في الكتائب تحسباً لأي مواجهة عسكرية جديدة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن «حماس» تطلق بشكل شبه يومي من صاروخ إلى 5 صواريخ في مناطق ساحلية في قطاع غزة، موضحةً أن تلك الصواريخ التي تطلَق من مناطق عدة في القطاع تهدف إلى رفع الكفاءة والقدرات العسكرية لتلك الصواريخ وتحسين مداها.

وتكرر «كتائب القسام» في العديد من خطابات المتحدث باسمها، وكذلك على لسان قادة ميدانيين يتحدثون في مهرجانات تنظمها «حماس»، أنها باتت تمتلك قدرات أفضل مما كانت عليه في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في صيف 2014. وأكد هذه التصريحات يحيى السنوار قائد حركة «حماس» في غزة وأحد المقربين من قيادات «القسّام»، والذي قال أخيراً إن «كتائب القسام» قادرة في يوم واحد فقط على إطلاق كل ما أطلقته خلال 51 يوماً من تلك الحرب مع إسرائيل. وتثير عمليات إطلاق الصواريخ حالة من الخوف والقلق لدى المستوطنين الذين يقطنون بالقرب من حدود قطاع غزة، والذين يراقبون إطلاق تلك الصواريخ ويوثّقونها في بعض الأحيان وهي تنطلق في اتجاه سواحل القطاع. وتحاول الجبهة الداخلية الإسرائيلية وكذلك القيادة العسكرية تهدئة الأوضاع في أوساط الإسرائيليين قرب غزة، والتأكيد أن «حماس» وإسرائيل ليستا معنيتين بتصعيد عسكري، وأن ما تقوم به الحركة الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة يأتي في إطار محاولاتها تحسين قدراتها العسكرية. وتربط إسرائيل وجهاتٌ دولية نزعَ سلاح الفصائل الفلسطينية المسلحة، ووقفَ تحسين الصواريخ وبناء الأنفاق وغيرها، بتحسين الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه السكان في قطاع غزة. لكن «حماس» ترفض أي محاولات لطرح قضية سلاحها على طاولة الحوار سواء مع السلطة الفلسطينية أو غيرها، مؤكدة أنها ستواصل تعزيز قدراتها من أجل ما تصفه بـ«معركة التحرير».

وقال نائب وزير الجيش الإسرائيلي إيلي بن دهان، يوم الخميس الماضي، خلال جولة له في عرض البحر قبالة حدود غزة، إن «حماس» تحاول باستمرار مهاجمة إسرائيل عن طريق البحر، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من التهديدات المعقدة التي تحاول «حماس» فرضها من خلال حفر الأنفاق، وإرسال الغواصين، ومحاولة اختراق أراضي إسرائيل، والقيام بهجوم باستخدام تقنيات وأساليب متطورة. وأضاف: «مهمتنا هي مواصلة الجهد لزيادة الاستعداد التشغيلي على جميع المستويات لأي تهديد يواجهنا... أنا على يقين من أن البحرية ستعرف كيف تدافع عن دولة إسرائيل كل التهديدات». وأشاد بـ«عزيمة» الجنود الإسرائيليين الذين قال إنهم «يخدمون من أجل حماية الحدود البحرية» لإسرائيل. ويبدو أن تل أبيب تتخوف من أن تكون عمليات إطلاق الصواريخ مقدمة لاستهداف منصات الغاز التي تعمل قبالة سواحل قطاع غزة، خصوصاً أن حركة «حماس» تمتلك قوة ضفادع بشرية تعمل في البحر، ونفّذت خلال حرب 2014 عدة مهام، منها عملية تسلل لمقاتلين إلى موقع عسكري قبالة سواحل عسقلان في عملية شكلت مفاجأة كبيرة لقوات الأمن الإسرائيلية آنذاك.

ويقول إبراهيم المدهون، المحلل السياسي المقرب من حركة «حماس»، إن عمليات إطلاق الصواريخ التجريبية من قِبل المقاومة وعلى رأسها «كتائب القسام»، تُعد «سلوكاً طبيعياً وعملاً اعتيادياً تمارسه المقاومة الفلسطينية من أجل تطوير سلاحها وتعزيز دقة صواريخها ومداها». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الصواريخ لا تطلَق للتهديد وإن كانت تحمل رسائل، ولكن هي تطلَق من أجل حاجة التطوير، وأن عملية إطلاق الصواريخ الخمسة ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تقوم بها المقاومة». وأشار إلى أن إطلاق الصواريخ التجريبية تجاه البحر يتم حتى لا يتم إطلاقها تجاه أهداف في غزة أو تجاه أهداف خاضعة لسيطرة الاحتلال، حتى لا يكون هناك «إعلان مواجهة وإنما فقط للتأكيد أن الغرض تجريب الصواريخ وقياس مداها وقوة الانفجار والأداء».

ولفت إلى أن ذلك «له دلالة تؤكد أن المقاومة، وخصوصاً كتائب القسام، تعمل بشكل متواصل على تطوير سلاحها وصواريخها، كما أنها (التجارب الصاروخية) تحمل رسائل مفادها أن نمو المقاومة وتسلحها لم يتوقفا رغم الحروب والحصار المفروض على قطاع غزة، وأنها نجحت في مواصلة توسعة عملها العسكري وزيادة قوتها وعدد صواريخها». وأضاف: «كما أنها تحمل رسائل واضحة أن المقاومة لن تتنازل لا عن سلاحها ولا عن تطوير هذا السلاح، وستستمر في تطويره وتنظر إلى هذا الأمر باعتباره أمراً طبيعياً بل جعلته اعتيادياً، ولهذا فإن الاحتلال حتى اللحظة يراقب هذه الصواريخ ولا يقوم بأي رد فعل عسكري غير رصدها، ويكتفي بالرد على الصواريخ الفردية التي تطلَق خارج الإجماع الوطني تجاه مستوطناته المحاذية للقطاع، كما جرى في اليومين الماضيين».

وحول إمكانية أن تكون هذه التجارب تجاه البحر مقدمة لاستهداف منصات الغاز الإسرائيلية في أي مواجهة مقبلة، قال المدهون «لم يتم حتى الآن الإعلان أو التلميح إلى أن هذه الصواريخ يمكن أن تستهدف الزوارق أو مواقع الغاز والعمل لدى الاحتلال». وأشار إلى أن تلك الصواريخ هدفها حتى الآن، كما يبدو، التجريب والتطوير، مضيفاً أنه لا يعرف بعد إلى أي مدى وصلت المقاومة في فعالية وقدرة صواريخها، خصوصاً أنها تعتمد -كما تقول مصادر المقاومة-

على تطوير سلاحها بنفسها من خلال الموارد المحلية والعقول البشرية التي تمتلكها. وعن ارتباط ذلك بوحدة الضفادع البشرية ومهامها العسكرية، أشار المحلل السياسي المقرب من «حماس»، إلى أن فصائل المقاومة «تجتهد من أجل تطوير قطاعاتها العسكرية ووحداتها باستمرار سواء البحرية أو الصاروخية أو الدفاعية أو من يعملون عبر الأنفاق»، مضيفاً أنه «لا أحد يعلم (غير حماس نفسها) ما المدى التي وصلت إليه قوة الضفادع البشرية والوحدات العسكرية الأخرى، وما يمكن أن تُظهره من مفاجآت في المواجهة المقبلة».

في غضون ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الجيش الإسرائيلي، إعلانه أنه شن غارة على جنوب غزة، أمس (السبت)، بعد إطلاق صاروخ من القطاع الفلسطيني على جنوب إسرائيل ليلاً من دون أن يسبب إصابات. وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه: «رداً على إطلاق صاروخ على جنوب إسرائيل (...) شنت طائرات ضربة على موقع مكون من بنايتين عسكريتين». ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر أمني فلسطيني أن الغارة في غرب مدينة رفح أصابت موقعاً لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، لكنها لم تسبب سقوط جرحى.

من جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الصاروخ الذي أُطلق من غزة سقط في أرض خالية ولم يؤدِّ إلى إصابات. كان الطيران الحربي الإسرائيلي قد قصف موقعاً لحركة «حماس»، أول من أمس (الجمعة)، في شمال غزة بعد إطلاق صاروخ من القطاع المحاصَر، وفق الجيش الإسرائيلي.

وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، بأن الطيران الإسرائيلي قصف منطقة قرب بيت حانون في شمال قطاع غزة. وأطلقت الفصائل المسلحة في غزة 20 صاروخاً وقذيفة هاون على الأقل على جنوب إسرائيل، منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في السادس من ديسمبر (كانون الأول) 2017، الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، حسب حصيلة أوردتها وكالة الصحافة الفرنسية التي أشارت إلى أنه غالباً ما تقوم فصائل إسلامية بإطلاق صواريخ، لكن إسرائيل تحمّل قادة «حماس» مسؤولية أي هجمات انطلاقاً من القطاع، وترد مستهدفة مواقع للحركة.

وتلتزم إسرائيل و«حماس» وقفاً هشاً لإطلاق النار منذ انتهاء الحرب التي شنتها الدولة العبرية على غزة صيف 2014، وكانت الثالثة منذ سيطرة الحركة الإسلامية على القطاع في 2007.

 

غضب بعد نشر فيديو تمثيل بجثة مقاتلة كردية

الشرق الأوسط/04 شباط/18/أثار شريط فيديو يتم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي غضباً، لا سيما بين الأكراد، إذ أظهر مسلحين يمثلون بجثة امرأة قال مسؤولون أكراد إنها المقاتلة الكردية بارين كوباني، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من بيروت. واتهم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وقياديون أكراد مقاتلي الفصائل المشاركة في الهجوم التركي على منطقة عفرين في شمال سوريا بالعملية وتصوير الفيلم الذي نشره المرصد الخميس. وظهر في المقطع الأول من الفيديو نحو عشرة مقاتلين بعضهم مسلح حول جثة مقاتلة ممددة على الأرض، مرتدية بنطالاً أزرق وجعبة عسكرية، ويقول أحدهم إنها من «الغنائم». ويطلق المقاتلون صيحات التكبير حولها فيما يدوس اثنان منهم على الأقل على صدرها. في المقطع الثاني، ظهرت المقاتلة بعد تجريدها في الجزء الأعلى من جسدها من ملابسها بالكامل وتشويه جثتها، إلى جانب غصن من الزيتون.

ويُسمع أحد المقاتلين وهو ينوه بجمالها قبل أن يهم أحدهم بوضع قدمه على صدرها المشوه، ويسمع في الخلفية صوت أحدهم يدعوهم إلى التوقف عن فعل ذلك. وندد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن بما اعتبره «وحشية لا مثيل لها».وفي تعليق نشره على حسابه على موقع «فيسبوك»، قال المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي: «بارين كوباني... تذكروا هذا الاسم»، مضيفا: «تخيلوا وحشية وهمجية هؤلاء الغزاة مع جثث فتياتنا، فكيف سيكون تصرفهم معنا فيما لو وقعنا أحياء في قبضتهم؟». وتابع: «هذا الكم الهائل من الحقد والوحشية يضعنا أمام خيار واحد لا نتزحزح عنه هو الاستمرار في المقاومة». وكتب صحافي كردي على حسابه على موقع «فيسبوك» الجمعة «نقول: صباح الخير بارين كوباني، ولا تقلقي أبدا سنثأر لروحك حتماً». ونشرت مجموعات القوات الكردية و«قوات سوريا الديمقراطية» المخصصة للتواصل مع وسائل الإعلام على تطبيق «واتساب» مقاطع الفيديو. وقالت إنها تعود لبارين كوباني، «الشهيدة التي تم التمثيل بجثتها من قبل الإرهابيين المتحالفين مع الدولة التركية العضوة في حلف الناتو» (حلف شمال الأطلسي). ووصفت الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة (الحسكة) في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه منفذي العملية بـ«سفاحي (داعش) والنصرة المنضوين تحت القيادة التركية»، وبـ«الفاشيين المتوحشين». وحملت «الحكومة التركية مسؤولية العمل الشنيع» الذي «لا يمكن لبشر تصور بشاعته». وقال عبد الرحمن إن «مقاتلاً من الفصائل السورية المشاركة مع القوات التركية في عملية غصن الزيتون أرسل الفيديو للمرصد».  ونقل عن المقاتل أنه تم «تصوير الجثة والتمثيل بها الثلاثاء بعد العثور عليها في قرية قرنة في ناحية بلبلة في منطقة عفرين» حيث تدور منذ مطلع الأسبوع معارك عنيفة بين قوات عملية «غصن الزيتون» والوحدات الكردية. وتداول ناشطون صوراً للمقاتلة تظهر فيها بزيها العسكري مبتسمة إلى جانب صورة تظهر التمثيل بجثتها. وتعد «وحدات حماية المرأة» التي قاتلت بارين في صفوفها شريكاً رئيسياً لـ«وحدات حماية الشعب» في القتال على الجبهات، لا سيما في مواجهة تنظيم داعش في سوريا.

 

«حميميم» يعمل مع تركيا لإعادة جثمان قائد طائرة روسية والمعارضة أسقطتها في إدلب والطيار قُتل خلال اشتباكه مع الفصائل

الشرق الأوسط/04 شباط/18/لم يتبدّل المشهد الميداني في محافظة إدلب التي بقيت مسرحاً للعمليات العسكرية المستمرّة من قِبل النظام السوري وحلفائه بغطاء جوي كثيف، سمح لقوات النظام بتحقيق تقدّم إضافي باتجاه مدينة سراقب، فيما تمكنت فصائل المعارضة المسلّحة من إسقاط طائرة حربية روسية ومقتل قائدها، وهو ما أكدته وزارة الدفاع الروسية، كما أعلنت فصائل الجيش الحرّ عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية باسم «غرفة دحر الغزاة»، بهدف التصدي لحملات قوات النظام والميليشيات الإيرانية في ريفي إدلب وحماة. ونجحت فصائل المعارضة أمس، في إسقاط طائرة حربية روسية في أثناء تحليقها فوق مدينة سراقب، وتنفيذها غارات على المنطقة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية «إسقاط إحدى طائراتها المقاتلة (طراز سو - 25) من قبل مسلحين في محافظة إدلب بسوريا ومقتل قائدها». وأفادت الوزارة في بيان بـ«أن المعلومات الأولية تشير إلى أن مسلحين أسقطوا الطائرة بصاروخ محمول على الكتف في أثناء تحليقها فوق منطقة تخفيف التصعيد في إدلب». وأشارت إلى أن «قائد المقاتلة الروسية لقي حتفه خلال اشتباك مع الإرهابيين في محافظة إدلب»، موضحة أن مركز المصالحة الروسي في حميميم يعمل مع تركيا لإعادة جثمان قائد الطائرة. بدوره أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الفصائل «تمكنت من إسقاط طائرة حربية روسية من نوع «سوخوي 25». في المنطقة الواقعة بين معرة النعمان وبلدة سراقب بريف إدلب، عندما كانت الطائرة تحلق في سماء المنطقة وتشارك في القصف الجوي المكثف على سراقب وريفها ومحيطها، مشيراً إلى أن «طائرات روسية شوهدت تحلّق في سماء المنطقة عقب إسقاط الطائرة، بحثاً عن الطيار الذي وصل عبر مظلته إلى الأرض قبل أن يفارق الحياة»، حسب ما أكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن. وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «الطيار قُتل خلال اشتباكه مع الفصائل المعارضة التي حاصرته وأسرته»، وذلك بعدما كانت الفصائل قد أعلنت أنها تمكنت من أسره. ميدانياً، استهدف الطيران الحربي ريف إدلب بأكثر من 50 غارة جوية، وتركز القصف على مدينة سراقب ومحيطها، ما أدى إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة العشرات بجروح مختلفة. وقال المرصد إن مدينة سراقب «تعرّضت منذ ساعات الصباح الباكر (أمس)، لقصف جوي وصاروخي عنيف ومركّز من الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، وراجمات الصواريخ الروسية التي أُطلقت من ريف حلب الجنوبي وطالت عمق المدينة، مخلّفةً المزيد من الشهداء والجرحى». وأفاد ناشطون بأن «عشرات الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الروسي استهدفت سراقب، بالإضافة إلى الصواريخ والرشاشات الثقيلة، التي تطال منازل المدنيين، وخلّفت مجزرة بحقٍّ راح ضحيتها 7 مدنيين وعشرات الإصابات». وأكدوا أن «القصف الجوي والصاروخي تسبب في فرار آلاف المدنيين من المدينة إلى مناطق أكثر أمناً». وأظهرت لقطات فيديو نُشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت أمس (السبت)، ما يُعتقد أنها طائرات حربية تقصف محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، أكبر جيب باقٍ تحت سيطرة المعارضة المسلحة.

من جهتها، أعلنت فصائل الجيش السوري الحر، وحركة «أحرار الشام»، عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية باسم «دحر الغزاة»، لتوحيد الجهود العسكرية والتصدي لحملات النظام والميليشيات الإيرانية المستمرة بريفي إدلب وحماة وحلب. وقالت الفصائل في بيان إن «غرفة عمليات (دحر الغزاة)، تهدف إلى خوض معارك دفاعية وهجومية مشتركة، وتوسيع نطاق عمل الفصائل في ردع قوات النظام والميليشيات الإيرانية والاحتلال الروسي عن المناطق المحررة، ويشمل كل المحاور التي يحاول العدو التقدم منها، من ريف حماة الشمالي إلى ريف إدلب الشرقي وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي».

وتضم غرفة العمليات كلاً من حركة «أحرار الشام»، و«جيش إدلب الحر»، و«حركة نور الدين الزنكي»، و«لواء الأربعين»، و«فيلق الشام»، و«جيش العزة»، و«جيش النخبة»، و«الفرقة الأولى مشاة»، و«جيش الأحرار»، و«جيش النصر»، و«الجيش الثاني».

إلى ذلك، دعا ناشطو محافظة إدلب، هيئة «تحرير الشام» لوقف أي عمليات اعتقال أو ملاحقة لنشطاء في مدينة بنش. وذلك على خلفية مظاهرة شعبية نظموها في المدينة، طالبوا فيها الفصائل بـ«تعزيز الجبهات ووقف تمدد قوات النظام، ورفعت فيها عَلم الثورة السورية على أحد مداخل المدينة». وتخوف الناشطون من الحشود التي استقدمتها «تحرير الشام» إلى المدينة، وسط معلومات عن نيتها لشن حملة اعتقالات تطال الناشطين. وقال الناشطون في بيانهم: «في الوقت الذي تتصاعد فيه الصيحات الشعبية لجميع الفصائل لتعزيز الجبهات ووقف تمدد قوات النظام، فوجئنا بعد مظاهرة شعبية ضد الفصائلية في مدينة بنش، بمحاصرة المدينة ليلاً من قبل هيئة تحرير الشام». وطالبوا الهيئة بـ«وقف أي عمليات اعتقال في مدينة بنش، واحترام حق التظاهر والتعبير عن الرأي، وتوجيه السلاح لرفد الجبهات ومساندة المدنيين والتخفيف من معاناتهم».

 

 العاهل الاردني لا يرى سلاما في الشرق الاوسط بدون دور اميركي

"ا ف ب" 4 شباط 2018/اعلن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الاحد ان دور الولايات المتحدة يبقى ضروريا لاي امل بحل سلمي بين اسرائيل والفلسطينيين، بالرغم من الانتقاد الواسع النطاق للموقف الاميركي الجديد حول القدس. وقال الملك عبدالله الثاني في لقاء اجراه معه فريد زكريا على قناة "سي ان ان" انه "لا يمكن ان يكون لدينا عملية سلام او حل سلمي بدون دور الولايات المتحدة". واعتبر ان هذا الامر يبقى صحيحا حتى بعد قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الاميركية الى القدس من تل ابيب حيث توجد جميع سفارات الدول الاجنبية في اسرائيل. ووصفت عمان في كانون الاول خطوة ترامب بانها "انتهاك لقرارات المجتمع الدولي وميثاق الامم المتحدة"، وجدد عبدالله مخاوفه لنائب الرئيس مايك بنس الذي زار الشرق الاوسط الشهر الماضي. واشار الملك عبدالله في مقابلته ان قرار ترامب "كان له ردّ فعل عنيفا"، وولد شعورا عند الفلسطينيين بانه لا يوجد وسيط نزيه. لكنه اضاف "أنا أود أن أتمهل في إصدار الأحكام، لأننا ما زلنا ننتظر من الأميركيين أن يعلنوا عن خطتهم (للسلام)". واحتفت اسرائيل بقرار ترامب الذي شجبته معظم دول العالم، واثار غضب العرب والمسلمين. ويتمسك الفلسطينيون بان تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم العتيدة. وقال العاهل الاردني ايضا "اعتقد ان علينا ان ننظر الى الجانب الملآن وان نعمل جميعا معا" ما ان يعلن البيت الابيض عن خطة سلام، مضيفا "اما إذا تبين أنها ليست خطة جيدة (...) فلا أعتقد أن لدينا خطة بديلة عنها في هذه المرحلة".

 

قابوس والسيسي يدعمان «تسوية سياسية» لأزمات المنطقة

الحياة/05 شباط/18/عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وسُلطان عُمان قابوس بن سعيد جلسة مباحثات في مسقط أمس، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية وفي التسوية السياسية لأزمات المنطقة. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي في بيان أمس، إن السلطان قابوس رحب بزيارة الرئيس السيسي، مؤكداً ما تتسم به العلاقات المصرية العمانية من تميز وما يجمع الشعبين والبلدين الشقيقين من تاريخ طويل من المودة والتعاون المشترك. وثمن دور مصر باعتبارها «دعامة رئيسة لأمن دول الخليج والوطن العربي واستقرارها»، مؤكداً دعم بلاده الكامل لمصر ومساندتها في حربها على الإرهاب.

وأقيمت للسيسي مراسم استقبال لدى وصوله قصر العلم العامر، حيث كان في استقبال السلطان قابوس. وأكد السلطان قابوس حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، معرباً عن تطلعه لأن تساهم زيارة الرئيس السيسي في تعزيز أطر التعاون القائمة ودفعها إلى آفاق أرحب. وأضاف البيان المصري أن السيسي أعرب من جانبه عن تقدير مصر، قيادةً وشعباً، للمواقف المُقدّرة التي اتخذتها سلطنة عمان تجاه بلاده، مشيراً إلى ما يحظى به السلطان والشعب العماني من تقدير كبير لدى الشعب المصري. كما أكد تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون مع سلطنة عمان في مختلف المجالات، بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وذكر الناطق الرئاسي أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، إذ اتفق الجانبان على أهمية العمل على تطوير التعاون بين البلدين، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، من خلال اللجنة المشتركة بين الجانبين المقرر عقد جولتها المقبلة في مسقط. كما تطرقت المحادثات إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية وتوافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة خصوصاً اليمن، واستمع السيسي من السلطان قابوس إلى رؤيته بشأن الأزمة في اليمن وسبل العمل على حلها. كما تطرقت المباحثات، وفق البيان المصري، إلى عدد من قضايا المنطقة وابرزها سورية ولبنان والعراق، وأكد الجانبان أهمية الحفاظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول بما يحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تَجديدُ البَيْعة

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 05 شباط 2018

حياءً، دَعَت الدولةُ اللبنانيّةُ أخيراً المواطنينَ اللبنانيّين، إلى الانتخاباتِ النيابيّةِ في 6 أيّار المقبل. كان بوِدِّها ألّا تُكبِّدَهم مَشقَّةَ التصويتِ، لكنَّ ذرائعَ تأجيلٍ آخَرَ نَفَدَت لديها ونَفَقَت، فَمَشَتْها خُطىً كُتِبَت عليها.

إذا كانت الدعوةُ احتراماً متأخِّراً لمبدأِ تداولِ السلطة، فالانتخاباتُ ستؤدّي إلى تداولِ المناصبِ بين أهلِ السُلطةِ لا إلى تداولِ السُلطة. والتغييرُ الشكليُّ سيَقتصِرُ على تبديلِ بعضِ الأسماءِ بسبب الوفاةِ، أو المرضِ، أو الشيخوخةِ، أو العَجزِ الماليّ، أو بلوغِ الأولادِ سِنَّ التَرشُّحِ، أو مَلَلِ الزعيمِ من نائبٍ ما فيَستبدِلُه بآخرَ أكثرَ فُكاهةً وطواعية. هكذا تَبرزُ خمسةُ استنتاجاتٍ فوريّةٍ: الأوّلُ، ما خَلا حصولِ تدهورٍ أمنيٍّ أو عسكريٍّ، الانتخاباتُ واردةٌ. الثاني، التغييرُ لا يحتاجُ إلى قانونِ انتخابٍ جديدٍ فقط، بل إلى انتخابٍ مختلِف. الثالثُ، الانتخاباتُ النيابيّةُ، وهي أسمى تَجلّياتِ الممارسةِ الديمقراطيّة، هي في لبنانَ عمليّةٌ مُضادّةٌ للديمقراطيّةِ. الرابعُ، انتسابُ لبنانَ إلى الأنظمةِ المُغلَقة بات أصيلاً بعدَ تدرّجٍ استغرَق نحوَ ثلاثينَ سنة. والخامس، أيُّ تغييرٍ في النظامِ لن يَشمُلَ الثوابتَ العائليّةَ والمناطقيّةَ والطائفيّة.

لكَثرةِ ما عَطّلت الطبقةُ السياسيّةُ الحاليّةُ الدستورَ ومَنعَت الانتخاباتِ الرئاسيّةَ ومدَّدَت للمجلسِ النيابيّ، صِرنا نَظنُّ أنَّ احترامَ الاستحقاقِ الدستوريِّ بحدِّ ذاتِه هو فعلٌ ديمقراطيٌّ، وأنَّ إجراءَ الانتخاباتِ بحدِّ ذاتِه هو إنجازٌ تغييريٌّ، ونَسيْنا التمييزَ بين الآليّةِ والهدفيّة. قيمةُ الاستحقاقاتِ الدستوريّةِ هي في كونِها أداةَ تغييرِ الواقعِ من خِلال النظام؛ ذلك أنَّ الانتخاباتِ في الأنظمةِ الديمقراطيّةِ هي البديلُ المُوازي للثوراتِ في الأنظمةِ الديكتاتوريّة.

في الحالةِ الأولى نَنتخِبُ لنغيّرَ، وفي الحالةِ الأخرى نَثور لنغيّر. وهنا الإشكاليّة: عِوضَ أنْ تكونَ الانتخاباتُ النيابيّةُ فرصةً يُحاسِبُ فيها المواطنُ السياسيّين على أعمالِهم، تحوَّلت في لبنانَ مناسَبةً يَمتَحِنُ فيها السياسيّون ولاءَ الناخبين لهم، يعني «تجديدَ البَيْعَة»!

لذلك، لا يَشعُرُ الناسُ بحماسَةٍ خاصّةٍ لهذه الانتخاباتِ، ولا يَعتبِرونَها حدثاً أو مُفترَقاً، بل استحقاقاً عقيماً يُشكِّلُ فيه المقاطِعون الصوتَ التفضيليَّ، والورقةُ البيضاءُ صوتَ الشعبِ العميق. إنَّ التغييرَ في لبنانَ، بالمفهومِ التقدّميِّ، ثمرةٌ تُزهِرُ ولا تَعقِدُ. فاللبنانيُّ كمواطنٍ يَخضَعُ للطائفيّةِ، وكناخِبٍ يَخضَعُ لمصالحِه وبيئتِه، ما أجهَضَ ويُجهِضُ جميعَ حركاتِ التغيير.

وحين نعتمدُ هذا التحليلَ مادّةً نَستنِدُ إليها لاتّخاذِ موقِفٍ من الاستحقاقِ النيابيّ، تُواجِهُنا الأسئلةُ التاليّة:

1- بأيِّ عينٍ تدعو الدولةُ الناسَ إلى الانتخاباتِ النيابيّةِ وهي أمسَت «لادولة»؟ ما حَصَل هذه الأيّام لم يُسِئْ إلى العهدِ الرئاسيِّ فقط، بل كَشفَ أنَّ منسوبَ الأحقادِ في زمنِ ما يُسمِّى «السلمَ الأهليّ» أرفعُ ممّا كان في زمنِ الحربِ الأهليّةِ وغيرِ الأهليّة، وأنَّ «المعتدِلين الجُددَ استعادوا فوراً تطرُّفَهم القديم، وأنَّ آباءَ الدستورِ الجديدِ ما زالوا أولادَ ميليشيات، وأنَّ ذِهنيّةَ الشارعِ أقوى من ذِهنيةِ الشرعيّة، وأنَّ خطوطَ التماسِ لا تزالُ قائمةً، وأن تسميةَ الشرقيّةِ والغربيّةِ لم تُمْحَ من النفوسِ والخريطة، وأنَّ لغةَ الحربِ لم تُبارِح الأفواه، وأن البلادَ غابةُ فؤوسٍ وسلاح، وأنّ المُعالَجاتِ تُجترَحُ على حسابِ القانونِ والقضاءِ والهيْبة، وأنَّ المؤسساتِ الأمنيّةَ والعسكريّةَ غائبةٌ عند «الحَزّة». وبالتالي، هل مثلُ هذه الـ«لادولةِ» تُؤتَمنُ لكي نُودِعَها ثِقتَنا؟ إنَّ في الأمرِ استحالةً.

2- على أيِّ أساسٍ، بل بأيِّ حقٍّ، تَتقدَّمُ القِوى السياسيّةُ من الشعبِ وتَلتمِسُ صوتَه ما دامَت لم تَحترمْ وعودَها السابقةَ طَوالَ فترةِ تمثيلِها إيّاه (2009/2018) ـ لئلّا نَرجِعَ أكثرَ إلى الوراء، ـ ولم تُحقِّقْ له إنجازاتٍ إنمائيّةً واجتماعيّةً ومعيشيّةً؟ واستناداً إلى أيِّ برامجَ جديدةٍ تَخوض هذه القِوى الانتخاباتِ النيابيّةَ كي يَتسنّى للناخبِ الاختيارَ بين لائحةٍ وأُخرى؟ إنَّ في الأمرِ وقاحةً.

3. ما هو معيارُ تأليفِ اللوائحِ في الدوائرِ الانتخابيّةِ، أهِـيَ المبادئُ أم الأموالُ؟ أهُوَ الانتماءُ العائليُّ أم الحزبيُّ؟ أهُوَ الخطُّ الوطنيُّ أم المصالحُ المرحليّة؟ وبأيِّ حَقٍّ أخلاقيٍّ يَجري تأليفُ لوائحَ بين مرشَّحين كان بعضُهم حتّى البارحةِ يَشْتُم البعضَ الآخَر؟ هؤلاءَ ليسوا متحالِفين بل متواطِئون على الناس. إنَّ في الأمرِ استهزاءً.

4- كيف يُطلَبُ من الناخبِ أنْ يُصوِّتَ للائحةٍ بكاملِها (دونَ تَشطيب)، فيما التحالفاتُ تقومُ على أساسٍ زبائنيٍّ ووصوليٍّ وانتهازيٍّ بعيداً عن المبادئِ والخِياراتِ الوطنيّةِ المشترَكة؟ لو كانت هذه اللوائحُ نَواةَ كُتلةٍ نيابيّةٍ لَهَانَ الموضوعُ، لكنّها لقاءُ لحظةٍ: تُصْطادُ الأصواتُ، تُعلَنُ النتائجُ ويَتفرّقُ النوّاب. إنَّ في الأمرِ خِدْعةً.

5- هل يُحْرَزُ أنْ يَذهبَ المواطِنُ إلى قلمِ الاقتراعِ ليَنتخِبَ، ولا قيمةَ فعليةً لصوتِه طالما الدولةُ تُشرِّعُ وتُحلِّلُ وتُحرِّمُ وتُقرِّر من دونِ اعتبارٍ للشعب؟ لقد حَوّلت الدولةُ الانتخاباتِ فِعلاً عبثيّاً والناسَ كَوْمةً عدميّةً. تناسى المسؤولون أنَّ التهميشَ مثلُ الحِرمان، كِلاهُما يُفجِّر العنفَ. إنَّ في الأمرِ خطورةً.

6- ما الجدوى من الخِيار بين هذا الفريقِ السياسيِّ وذاكَ ما دام جميعُ الأفرقاءِ سيشترِكون لاحقاً ـ من دونٍ توافقٍ ـ في «حكومةٍ توافقيّة» واحدةٍ بعيداً عن أصولِ الموالاةِ والمعارضة؟ وبالتالي، يُلغى صوتُ المواطنِ كفِعلِ اختيار، ويَتعطّلُ دورُ البرلُمان كمراقبِ السلطةِ التنفيذيّةِ، وتَنتقِلُ المعارضةُ من البرلُمان إلى الحكومةِ، ما يُشِلُّ مجلسَ الوزراءِ أيضاً. إنَها «الديمقراطيّةُ التعطيليّةُ» لا التوافقيّة. إنَّ في الأمرِ شَعْوذةً.

7- ما قيمةُ صوتِ الشعبِ مع دخولِ أصحابِ الثرَواتِ الماليّةِ عالَمَ السياسةِ من بابِ فائضِ المالِ لا مِن بابِ فائضِ الوطنيّة. أصبحَت الانتخاباتُ خِيارَ الفقراءِ للأغنياء. إنَّ في الأمرِ رِقّاً.

في ضوءِ ما تَقدّم تبدو الانتخاباتُ النيابيّةُ المقبِلة ـ وهي أصلاً في طورِ الاحتِضار ـ عمليّةً تجميليّةً لنظامٍ هَرِمٍ، تُعطي الشرعيّةَ لطبقةٍ سياسيّةٍ تَعمل خارجَ الشرعيّة، فهي تالياً لزومُ ما لا يَلزَم.

 

«تفاهمات» تتطلّب تفاهمات!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 05 شباط 2018

يمكن القول إنّ ثلج المسايرات والمجاملات والمساكنة والكلام المغمّس بالعسل المغشوش، قد ذاب فعلاً، وبانَ المرجُ الحقيقيّ للعلاقات بين التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل وبين سائر القوى السياسية.

يقف التيار اليوم، ومعه البلد، على مفترق علاقات مأزومة، ليست من النوع العابر، أو النوع المؤقّت الذي يشبه «سوء تفاهم» أو التباين في الرأي، أو الإشكال الفردي، بل هي أعمق إلى حدّ حفرَت في الجوّ السياسي العام، أسئلة وعلامات استفهام تشكيكية حول السبب والمسبّب والهدف والمستفيد والمتضرّر من تأزيم هذه العلاقات؟ تقرأ في علاقات التيار بسائر الشركاء في البلد؛ قطيعة كاملة مع تيار المردة وحزب الكتائب وشخصيات أساسية في الشارع المسيحي. ونفوراً مع الحزب القومي، وطلاقاً مع وليد جنبلاط، وكذلك مع مَن كانوا في صفّ الحلفاء في زمن 8 و14 آذار، وهوّةً عميقة جداً مع حركة أمل لم يُضيّق منها اللقاء الفولكلوري لـ»الأحبّة» في الحدث، ولم تلغِ الاختلافات العميقة والجذرية بينهما في السياسة وعلى مستوى الأداء في السلطة.

وأمّا مع «القوات اللبنانية» فالعلاقة رخوة، بعدما اصطدم «تفاهم معراب» بمحطات لمسَت فيها «القوات» بعداً استئثارياً واستعلائياً، خصوصاً في ملف التعيينات والمحاصصات، والاستهداف المباشر لوزارة الصحة، خلال مرحلة الصفقات، ومعلوم أنّ القوات خاضت معركة شرسة بمواجهة صفقة بواخر الكهرباء. وخلاصة الأمر هنا، أنّ الطرفين متموضعان في مرحلة ما قبل «تفاهم معراب» لكنّهما يشتركان في عمليات تجميلٍ ومكيَجةٍ للتفاهم، للإبقاء على شعرة الوصل قائمةً.

الأساس في هذا السياق، علاقة التيار بـ»حزب الله». فالطرفان لا يستطيعان نكرانَ أنّ هناك أزمةً بينهما لا يُظهّرانها إلى العلن. ووصَل الأمر ببعض العارفين بخفاياها إلى حد القول إنّ هناك خللاً استراتيجياً في هذه العلاقة. وأصبحت، في عمقها، بحاجة إلى إعادة مراجعة.

في أجواء الذكرى 12 لتفاهم مار مخايل ثمَّة محاولة مشتركة لإنعاش هذا التفاهم، وبصرفِ النظر عن كيفية ترجمةِ هذه المحاولة باحتفال أو لقاء أو مهرجان أو ما شابَه ذلك، فهل ستتمكّن من إزاحة الغيمة من أجواء الطرفين؟

لقد بدا أنّ أزمة التيار برئاسة باسيل ومِن خلفِهما رئيس الجمهورية، مع الرئيس نبيه بري وحركة «أمل» شكّلت المفتاح لإظهار المكنون من داخل المغارة. وجرى التعبير عن ذلك بسلسلة مآخذ هجومية سجّلها التيار على حليفه «حزب الله»، ليس فقط لعدم مناصرتِه التيار في مواجهة بري وأمل، بل لأنّ الحزب وقفَ مع بري وكان شريكاً له في المواجهة ضد التيار ورئيسِه وما تخلّل ذلك من تحرّكات في الشارع.

هنا تمّ قصفُ «الحليف»، صالونات ومجالس التيار عبّرت عن ضيقٍ واحتقان كبيرين، وتجاذبتها تساؤلات حول التفاهم وجدواه تعكسُ حجمَ الاحتقان والسقف الذي بلغَه: أهكذا يُرَدُّ الجميل؟ ألم يعطِ التيار بورقةِ التفاهم الحزبَ شيئاً، وأخذت هذه الورقة من التيار أشياء؟ ألم يخرج التيار من موقعه حيث كان رأسَ حربة 14 آذار من أجل تطمينِ الشريك الشيعي؟ هل هرَب الشريك العوني عندما حاوَلت حكومة فؤاد السنيورة ومن خلفها أكبرُ دولِ العالم، عزلُ الشيعة؟ ألم يكن شباب التيار آنئذٍ جنباً إلى جنب مع إخوتهم تحت الخيَم وفي الساحات لشهور طوال؟ هل وَجد الشيعة أحداً غيرَ ميشال عون وتياره الى جانبهم عندما اجتمع الكون وتآمرَ الداخل عليهم في حرب تمّوز ٢٠٠٦؟

ألم ينتزع العونيون اللقمة من أفواه أبنائهم ليقسموها مع أبناء الجنوب والضاحية يوم فتِحت بيوت الشرقية لاستقبال النازيحين؟ ألم يضفِ العونيون غطاءً من الوطنية عندما غطّوا سلاحَ المقاومة بثوبٍ مسيحي؟ ألم يَسكت العونيون على جرح «مؤامرة الدوحة» عندما مشى الشيعة بخيار ميشال سليمان بدل ميشال عون؟ ألم يساندكم التيار في قتالكم خارج الحدود؟ ألم يدافع عن المقاومة في جميع مجالس السياسة المحلية والدولية؟

الواضح في موازاة ذلك، هو أنّ «نقزة» الحزب من التيار، لم تبدأ مع اندلاع الأزمة الاخيرة بين التيار وأمل، بل إنّها تمتد لأشهرٍ خلت، وتفاعلت خلال هذه الأزمة، الى حد إجراء اكثر من نقاش داخل أوساط الحزب مع طرح علامات استفهام حول ما سمّاها حزبيون «سقطات» متتالية يعدّدونها كما يلي:

• إذا ما عدنا إلى الوراء قليلاً، نجد أنّ السقطة الاولى كانت في ما حكيَ عن تفاهمات سرّية مع تيار المستقبل.

السقطة الثانية سجّلت خلال مرحلة إعداد القانون الانتخابي، وما ساد خلالها من أداء لرئيس التيار، كان منفِّراً لقيادة الحزب وجمهوره والحلفاء.

• السقطة الثالثة، تعطيل بعض التوظيفات والتعيينات لوظائف من فئات رابعة وخامسة لناجحين في امتحانات، وذلك بحجّة عدمِ التوازن الطائفي.

• السقطة الرابعة، مرسوم الأقدميات، وما تفرّع عنه من أزمة حول وزارة المال وبدء القول تارةً بعدم إسنادها الى شيعي، وتارةً أخرى بعدم إسنادها لحركة أمل أو لوزير يسمّيه الرئيس نبيه بري.

السقطة الخامسة، فتح معركة رئاسة المجلس النيابي من الآن، والتسريب عن نوايا لإسقاط الرئيس بري، مع دون تقدير حساسية هذه المسألة ليس عند بري وجمهوره فقط بل عند «حزب الله».

• السقطة الخامسة، الإساءة المباشرة عبر القناة التلفزيونية المحسوبة على التيار للأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، في ما خصّ موقفَه من عرض فيلم «ذا بوست».

• السقطة السادسة، الحملات الإعلامية التي تمّ تنظيمُها في موضوع الجريمة الثقافية والعودة الى الوصاية السورية.

• السقطة السابعة، تسجيل البترون المسرَّب الذي يتناول فيه باسيل الرئيس بري بكلام جارح لم يستطع «حزب الله» أن يمرّره، فجاء ببيانٍ شديد اللهجة يرفض فيه التعرّضَ للرئيس بري من أيّ كان.

• السقطة الثامنة، سقطة الميادين، وما قاله باسيل فيها عن إسرائيل وعدم الخلاف الايديولوجي معها، وعن حقّها بالوجود وبالحماية. هذا الكلام لم يُبلع داخل الحزب.

السقطة التاسعة، سقطة الماغازين، وما قاله فيها باسيل عن «حزب الله» وخياراته في الموضوع الداخلي، التي لا تصبّ في مصلحة بناء الدولة في لبنان، وكذلك إشارته الى «أنّ وثيقة التفاهم تتضمّن بنداً أساسياً هو بناء الدولة، ونأسف لأنّ هذا البند غير مطبّق لاعتبارات استراتيجية». وهذه السقطة سقطت ثقيلةً على الحزب ايضاً.

يقولون في الحزب إنّه أمام مسلسل السقطات هذا، لم يعُد في الإمكان لدى جمهور الحزب وقياداته الحديثُ عن زلّةِ لسان أو ما شابَه ذلك، هناك «نقزة» حقيقية من باسيل. وبالقدر نفسِه هناك حِرص على حلّ الخلاف معه بالحوار والتفاهم.

وبحسب هؤلاء فإنّ ما يجب أن «ينتبهوا» له هو أنّ تفاهم مار مخايل، كانت له انعكاسات إيجابية على الحياة السياسية في لبنان، وأنه بهذا التفاهم أمكنَ إسقاط حكومات، وإعادةُ بناء حكومات، وبموجبه أيضاً جاء العماد عون رئيساً للجمهورية.

خلاصة الكلام هنا، أنّ التفاهم موجود وينبغي الركون إليه دائماً، إلّا أنه ليس شيكاً بلا رصيد، أو شيكا ينتهي اأده في وقتٍ معيّن، هذا التفاهم يجب أن يتغذى دائماً بالرصيد، ما يعني انّ التفاهم في حاجة الى «تِعباية» رصيد، ولا يمكن أبداً أن تكون هذه «التعباية» من طرفٍ واحد».

ما يجب أن يؤخَذ في الاعتبار ايضاً، والكلام للحزبيين، هو انّه في كلّ شيء هناك حدود، ولكلّ شيء حدود، وباسيل يعرف وكذلك الرئيس عون انّ التحالف مع أمل هو تحالف وجودي، أي تحالف الروح والروح، وإنْ حصَل خلاف بين أمل والتيار نحاول ان نعالجه، وإن لم نتمكّن من ذلك فـ»حزب الله» الى جانب أمل.

في خلاصة كلام الحزبيّين إشارة بالغةُ الدلالة حول الملف الرئاسي، وفيها نصيحة بالانتباه الى انّ آخِر انتخابات رئاسية صنِع فيها رئيس الجمهورية خارج لبنان كانت في الدوحة في العام 2008، وذلك بفعل المعادلات الداخلية في العام 2016 التي فرَضت رئيساً صنِع في لبنان، هذه المعادلات هي نفسُها ستكون صانعة الرئيس المقبل للجمهورية، هذا ما يجب أن يكون معلوماً في سياق أيّ محاولات لإنشاء علاقات وصداقات وتحالفات خارج الحدود.

 

معركة المقعد الماروني في بعلبك - الهرمل.. هل تخرق «القوّات»؟

عيسى يحيى/جريدة الجمهورية/الاثنين 05 شباط 2018

تشخَص الأنظار الى المقعد الماروني في بعلبك- الهرمل الذي يكتسب في هذه الدورة النيابية أهمّية كبرى تزامنت مع إقرار القانون الإنتخابي الجديد القائم على النسبية، والذي سيسمح إلى حدٍّ كبير للفئات والطوائف، المُصادَر قرارها بسبب العددية المذهبيّة، إيصالَ ممثليها الى الندوة البرلمانية.

خطَف القانون الأكثري منذ إقراره صحّة التمثيل النيابي، وأطاحت المحادل بكل المكوّنات والفئات الصغرى التي لم تستطع طوال الفترة الماضية إيصال ممثليها إلى المجلس النيابي بفعل التحالفات الكبرى التي إلتهَمَت حصصها في الدوائر ذات الطابع الطائفي المحدَّد.

ومع إقرار القانون الجديد، إستبشرت جميع المكوّنات السياسية والطائفية ذات الحضور الضيّق في الدوائر الإنتخابية خيراً، وبدأت العملَ والسعيَ إلى اختيار مَن يمثلها بعدما كان الإختيار سابقاً يتمّ بواسطة طائفة عن أخرى، وتيار سياسي عن آخر، بفعل التركيبة العددية لكل منطقة.

وتُعتبر دائرة بعلبك- الهرمل شبيهةً ببقية الدوائر والمناطق في لبنان، حيث تتكوّن من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية، وينقسم نوابها العشرة على معظم المذاهب الأساسية، علماً أنّ البقاع (البقاع الغربي، زحلة، بعلبك الهرمل) كان دائرةً واحدة في إنتخابات 1992 و1996، ومنذ تلك التواريخ التي ترافقت مع إقرار القانون الأكثري أو ما يُعرف بقانون غازي كنعان، تربّع «حزب الله» ومعه حليفه «أمل» على عرش المقاعد النيابية العشرة وإستأثر بها.

وتناوب على المقاعد العشرة عدد من النواب منهم مَن لا يزال ويطمح بدورة برلمانية إضافية، ومنهم مَن يتغيّر كل دورة كما هو حال المقعدَين السنّيين والمقعدَين الماروني والكاثوليكي، حيث يختار «حزب الله» مرشحيه لتلك المقاعد من المقرَّبين والداعمين لخياراته، أو من الأحزاب الحليفة كحزب «البعث» والحزب «السوري القومي الإجتماعي».

وتنطلق «القوات اللبنانية» من نتائج إنتخابات العام 2005 في ترشيحها للدكتور أنطوان حبشي الذي يتصدّر قائمة المرشحين عن المقعد الماروني، وتسعى مع الشخصيات والقوى الفاعلة في المنطقة الى التحالف وخوض غمار الإنتخابات المقبلة في 6 أيار، وقد وضعت أمام عينيها الخرق في المقعد الماروني بعد تجربة ترشيح طارق حبشي عام 2005 حيث حصد أكثر من ثلاثين ألف صوت، لينتقل بعدها من ضفة «القوات» إلى الضفاف الأخرى.

لا تنفكّ الماكينة الإنتخابية لـ«القوات» تعمل كخلية نحل ليلاً نهاراً، تدرس كل الإحتمالات المتوقّعة وتُجري عملية حسابات دقيقة للأصوات في المنطقة، وتستند في عملها الى حضورها القوي الذي يأتي في المرتبة الأولى بين الأحزاب المسيحية في منطقة بعلبك الهرمل، فهي صاحبةُ الحضور الواسع في منطقة دير الأحمر والجوار. وفي هذا الإطار، يقول مرشح «القوات اللبنانية» الدكتور أنطوان حبشي لـ«الجمهورية»، إنه من المعروف للجميع أنّ لـ»القوات» ماكينةً إنتخابيةً قوية جداً وفاعلة، فكيف بمنطقةٍ عزيزةٍ على قلوبنا من لبنان هي بعلبك الهرمل، فالتحضيراتُ متواصلة وناشطة، وأبناءُ المنطقة هم أعضاءُ الماكينة الإنتخابية يعملون ليلاً نهاراً، أما القانون الجديد فيمنح القدرة على الخرق حتماً وليس فقط بالمقعد الماروني والماكينة الإنتخابية لـ«حزب الله» تعلم ما الذي نتحدّث عنه».

وعن التحالفاتِ المقبلة، يؤكّد حبشي «أنّ «القوات» تتواصل مع كلّ القوى والعشائر والفاعليات في بعلبك الهرمل، ونحن على الطريق الصحيح والمنافسة ستكون حاميةً جداً، وما التسريباتُ عن الإنتخابات المقبلة وضخّ المعلومات سوى دليل على أهمّيتها». ويشير الى «أنّ «القوات» ستبلغ الحاصل الإنتخابي إضافة إلى الأصوات التفضيلية اللازمة». على المقلب الآخر من قائمة المرشحين، يتصدّر باتريك الفخري المرتبة الثانية بعد حبشي، وهو يعمل على جمع تأييد مختلف القوى السياسية حيث يسعى لأن يكون مرشحاً توافقياً مقبولاً من مختلف الأطراف، ولهذه الغاية يقوم الفخري بجولات تشمل مختلف البلدات والقرى من مختلف الفئات والطوائف، ويقول لـ«الجمهورية»، إنّ «النكايات السياسية والعائلية تسيطر على واقع الترشيحات في بعلبك الهرمل للمقعد الماروني، لكنّ الصوت المسيحي يفتّش عمَّن يمثله ويكون من بينهم يحاكي همومَهم اليومية وليس مَن يقطن خارج المنطقة وعند كل إستحقاق نيابي يطلّ معلِناً نفسَه مرشّحاً».

ويؤكّد الفخري أنه «يسعى لخدمة أهله وتعزيز صمودهم وليس باحثاً عن مقعدٍ نيابي، وجغرافية المنطقة وواقعها يفرضان بالأمور أن تكون ضمن منافسةٍ إنتخابية ديموقراطية نهنّئ فيها مَن يفوز، لا في معركة تفرز النفوس والمواطنين، فكلنا أبناء هذه المنطقة و«القوات» إخواني». ويشير إلى أنّ «ماكينته الإنتخابية تعمل على تعبئة إستماراتٍ منذ أشهر لإحصاء الأصوات التفضيلية التي وصلت إلى الآن إلى ثلاثة آلاف صوت في القرى المسيحية». في الأفق لا زحمة مرشحين على المقعد الماروني في بعلبك، وفي انتظار جلاء الصورة ومعرفة تركيبة التحالفات الجديدة بعد الأزمات المستجدّة لاسميا بين حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر»، وفوز «التيار» بالمقعد الماروني في بعلبك على لائحة «حزب الله» وتحالفاته، يرى البعض أنّ التحالفات الجديدة يمكن أن تطرأ في أيِّ وقت، فيما يرى البعض الآخر أنّ «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» غيرُ مستعدَين لفتح نار معركة في دائرة بعلبك الهرمل لحسابات على مستوى لبنان كاملاً.

 

باسيل ... قاهر الممانعة ورجلها

حازم الامين/الحياة/05 شباط/18

ماذا لو قال سياسي آخر غير وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ما قاله الأخير في محطة «الميادين» التلفزيونية قبل أسابيع؟ «خلافنا مع إسرائيل ليس أيديولوجياً...»؟ ماذا لو قال هذا الكلام سعد الحريري مثلاً أو وليد جنبلاط؟ الخيانة الوطنية هي أقل ما كان يمكن أن تُنسب إلى الرجلين، ناهيك عن احتمال إباحة دمائهما، ذاك أن ترسانة الممانعة التي يديرها «حزب الله» سبق أن فعلتها في محطات أخرى، ولأسباب أقل بكثير مما قاله باسيل. وبالأمس كرّر جبران ما يُفترض أنه كُفر بقاموس الممانعة عبر قوله: «للأسف ثمة خيارات لدى «حزب الله» تمسّ بمصلحة في لبنان، وهذا ما يدفع لبنان ثمنه، وذلك لأسباب استراتيجية»، وعلى رغم أن جبران نطق كفراً، إلا أن الممانعة كانت مرة أخرى غفورة! هذه السعة ليست امتداداً للعلاقة بين الممانعة وبين صبيانها، كما أنها ليست شَجاعة معهودة بالوزير المغفورة أخطاؤه، لكنْ يبدو أن ثمة متغيّراً أملى انعطافة من المرجح أن «حزب الله» متفهّم لها، والأرجح أنه متواطؤ فيها، فالدرس الأخير كان جلياً، ذاك أن نتائج الاشتباك بين باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري جاءت لمصلحة الوزير بعد أن أدار الحزب عملية التفاوض على تسويته، وهذا ما يؤشر إلى رغبة الحزب في الإيحاء بأن رئيس الجمهورية أخذ مسافة من حلفائه، وأن مواقف فريقه تبتعد من مواقف الحزب، وأن التحالف الثقيل مع الأخير لا يعني تماهياً كاملاً مع مواقفه. تؤمّن هذه الانعطافة الافتراضية مهمّتين، الأولى خارجية في ظل مشاريع العقوبات الأميركية على الحزب وعلى لبنان وفي ظل الإلحاح الدولي، والأوروبي تحديداً، على ضرورة أن ينأى لبنان بنفسه عن الملفات الإقليمية المرهقة التي قذفه إليها «حزب الله». أما المهمة الثانية فهي ما يمكن أن تخلفه هذه المواقف للتيار العوني، ولباسيل تحديداً، من حاصلٍ انتخابي، فالرجل انتصر بالأمس على رئيس مجلس النواب، وها هو اليوم يطلق مواقف غير منسجمة مع حليفه الرئيس «حزب الله». سيَطْرب المسيحيون لهذه المشاغبة، وسيجني صهر الرئيس أصواتاً في صناديق الاقتراع جراء منافسة خصومه المسيحيين على خطابهم الذي يتمحور على سلاح الحزب.

من يقرأ ما كتبت الصحف القريبة من «حزب الله» عن «زلة باسيل» بالأمس، وعن إعلانه أن «لا خلاف أيديولوجياً مع إسرائيل» يشعر بأن القضية ليست خلافاً في جوهر الأشياء، وأن ثمة ضوءاً أخضر أعطاه الحزب للرجل الهدف منه توسيع هامش تحرك رئيس الجمهورية، خصوصاً أن لبنان على أبواب عقوبات أميركية من المفترض أن لا تميز بين الحزب وبين الاقتصاد اللبناني، فـ «زلة باسيل» في تلفزيون «الميادين» لم ترقَ ردود الفعل عليها إلى مستوى رد فعل الحزب وأجهزته على عرض فيلم «ذا بوست»، وعلى زياد دويري، على رغم أن «الكفر» في حالة الوزير بلغ مستوى أعلى، فهو قال ما يمكن تفسيره بسهولة أن الخلاف مع إسرائيل لا يعدو كونه خلافاً في المواقف لا في المواقع، وما قصده بالـ «أيديولوجيا»، على رغم تعثّره بمعنى الكلمة، يمكن تشبيهه، في ما لو كانت الممانعة يقظة على نحو ما كانت في حالة دويري، بدعوة إلى المصالحة والتطبيع.

لكن، يبقى أن لقرار الحزب توسيع هامش تحرك باسيل نتائج موازية، فوزير الخارجية هز بالأمس موقع رئيس مجلس النواب، وها هو اليوم يكشف هشاشة وكاريكاتورية الخطاب الممانع، والأخير أحد أسلحة الحزب الموازية. وإذا كان «حزب الله» واثقاً من قدرته على ضبط ردود أفعال الأشقاء الصغار حيال تكتيكاته هذه، فإن طموحات باسيل قد تذهب به أبعد مما حدده له الحزب إذا شعر أن ما جناه من نتائج يخوّله مفاوضة العالم من دون تفويض من الحزب. ما يُعزّز هذا الاحتمال وجود رغبة دولية عارمة ببلورة خيارٍ لبناني بعيد من خيارات الحزب. هذه اللحظة لم تحن بعد، ولبنان ما زال ضمن دائرة الضبط، لكن موقع وزير الخارجية وتضخّم مهماته وتحوّله «رجل الجمهورية»، ستتيح له القيام بقفزة ما أن تلوح فرصة، فالرجل ليس سليل وديع حداد، وخلافه غير أيديولوجي فعلاً مع إسرائيل.

 

لبنان «الطائف» على شبر ماء

عزت صافي/الحياة/05 شباط/18

«الحال لا تسرّ الخاطر» جملة يتبادلها اللبنانيون في هذه المرحلة تعبيراً مختصراً عن حال البلاد، والوطن، والناس، على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، وانتماءاتهم الحزبية والسياسية. حدث أن ارتكب وزير الخارجية جبران باسيل خطأ في حق رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ثم حدث أن خرج الخطأ من موقعه ليعمم على الرأي العام اللبناني والعربي وعالم الاغتراب. وعادة، في الشؤون اللبنانية المحلية، كما في جلسات مجلس النواب، تثور العصبية السياسية أحياناً، فيدوي كلام كبير يواجه بكلام أكبر، ويتوقف الأمر عند حدود. لكن الوزير اللبناني استغاب رئيس المجلس بكلام من خارج اللياقات السياسية، ثم وقع في خطيئة مخالفة الأصول، وأولها الاعتذار، ولم يعتذر، إنما اكتفى بإبداء الأسف ممتنعاً عن الاعتذار. وما كان تفسير لذلك سوى الإمعان في التحدي، وهذا ما أدى الى إنتقال المشكلة من مدارها المحدود إلى الشارع وإلى الأوساط الشعبية في أحياء من العاصمة بيروت ومناطق أخرى.

كان من المتوقع أن يبادر رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون إلى احتواء المشكلة في وقتها، وأن يُعطي الوزير المخطئ أمراً بالمبادرة إلى الاعتذار من رئيس السلطة الاشتراعية المؤتمنة على دستور البلاد واشتراع القوانين، وحماية الحقوق والحريات العامة التي تتوقف عند حدود حريات وحقوق الآخرين وحرماتهم، فكيف إذا كان المعتدى عليه رئيس مجلس النواب بالذات. لكن الرئيس عون إكتفى بإصدار بيان دعا فيه إلى التسامح، معتبراً أن ما حدث أساء إلى الجميع، وما حصل على الأرض خطأ كبير بني على خطأ.

لكن كان هناك، وما زال، كلام يتوجه إلى وزير الخارجية من مختلف الجهات والمقامات الشعبية والسياسية خلاصته:

يا سعادة الوزير: اعتذر، أو اعتزل.

وما حدث، حتى الآن، ليس سهلاً. إنه إنذار بشرخ كبير وخطير في الوضع السياسي اللبناني المتأزم، والتوقعات مبنية على حسابات ومخاوف تتداعى من الماضي البعيد، لكن الحدث يبقى جرس إنذار لمن يجازف بإثارة زوابع طائفية ومذهبية.

وثمّة تساؤلات كثيرة ترددت في الأيام الأخيرة بعد لغم «الفيديو» الذي إنفجر في خطاب الوزير، ومنها:

لماذا لم يحسم الرئيس عون المشكلة بفرض واجب الاعتذار على الوزير المخالف؟... لكن كرة الأزمة تدحرجت سريعاً واتخذت أبعاداً أخرى، وبدأت الانعكاسات السلبية في الشارع، لكنها ما زالت مضبوطة إلى حد أما على الصعيد السياسي، إذ خرجت إلى العلن علامات التحذير من المس بميثاق الطائف، دستور لبنان، وغلاف الجمهورية، على ما فيه من إنتقاص من حقوق طوائف قليلة العدد نسبياً.

تلك الطوائف كانت قد رضيت من خلال قادتها وممثليها الذين شاركوا في المؤتمر شبه الدولي الذي عقد في مدينة «الطائف» السعودية في العقد الأخير من القرن الماضي، بما كتب لها من حقوق تتوقف عند حدود مناصب رئاسية، وتتدنى لتنحصر في وزارات خدماتية وإنمائية وتربوية. ويتذكر بعض النواب الذين شاركوا في ذلك المؤتمر كيف وقف أحــدهم (وكان ممثـــلاً طائـــفة لبنانية قليلة العدد نسبياً) وخاطب المؤتمرين قائلاً: أيها السادة، أنا لا أطالب برئاسة جمهورية لبنان، ولا برئاسة مجلسه النيابي، ولا برئاسة حكومته، حتى ولا بوزارة الخارجية، أو وزارة المال، لكني أقول لكم إن مرافقي في لبنان يحمل الجنسية الأميركية مع جنســـيته اللــبنانية. هذا المرافق، أيها السادة، يحق له أن يترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وأنا المنتخَب من الشعب اللبناني لا يحق لي أن أتجاوز حدودي المذهبية في دولة بلادي! ومع ذلك فإن نواب الطوائف اللبنانية الصغيرة نسبياً، هم أشدّ الحريصين على ميثاق الطائف.

لقد تقسم اللبنانيون طوائف، ومذاهب، وكتلاً، وجماعات، وأفراداً، على مراجع وأحزاب سياسية خطاباتها وطنية باسم جميع اللبنانيين، أما خدماتها ومنافعها فإنها وقف على من يلتزم خطابها ويردده.

مضت سنة وشهران على إنتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، ولم يشعر اللبنانيون بعد بالحد الأدنى من التقدم، أو التحسن في حياتهم اليومية، فالكهرباء، والمياه، والنفايات، شاهدة على واقع الحال، وآخر مثال على ذلك جاء مع العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان (وهذه من نعم الطبيعة على اللبنانيين) فماذا كانت النتيجة؟.. لقد حملت الأمواج العاتية كل تلال النفايات الفائضة عن «المكبات» وقذفتها على شواطئ المدن الساحلية. كانت رسالة قاسية المعنى لمن يعنيهم الأمر: هذه بضاعتكم رُدّت إليكم!

وقبل العاصفة كانت مبادرة مشكورة من رئيس الحكومة سعد الحريري، وبلدية بيروت، في ليلة رأس السنة، حيث تلاقى اللبنانيون من العاصمة والضواحي والجبال القريبة لإحياء ليلة من ليالي لبنان في زمن عزه الغابر. وفي تلك الليلة تلألأت بيروت بأنوارها وأفراحها، وفنونها، وبمدنيتها، وسلوكها، ونظامها، واستعادت، ولو لساعات، الزمن الجميل. لكن، ماذا كان في اليوم التالي؟ الفراغ، والصمت. فبعد تلك الليلة استذكر القدامى الباقون من روّاد بيروت ليالي زمان، ومنهم التاجر، والسائح، والزائر، والعابر، والشاعر الذي استذكر بيتاً للشاعر اليمني (عبدالله البردوني) عن عاصمته «صنعاء».

ويسألونك عن صنعاء يا أبت؟

حلوة، عاشقاها السل والجرب

أما بيروت فإنها لؤلؤة عاشقاها الجمود والكساد.

هذا واقع عاصمة لبنان من دون مجاملات يرفضها معظم التجار، ومؤسسات الإقتصاد والإنتاج والتسويق... وإذا كان هذا هو حال العاصمة، فكيف أحوال المناطق القريبة والبعيدة، وقد غاب عنها السياح والمصطافون خلال كل فصول السنة.

هي أزمة متدرجة منذ سنوات غير قليلة. واللبنانيون، على طبيعتهم، ما يزالون متفائلين، على رغم من كل المصاعب، فكل المصاعب تهون ما دام لبنان محصناً باتفاق الطائف، حتى لو قيل إن لبنان «طائف» على شبر ماء. فما دامت حرية القول والنشر والتظاهر، والإضراب، مضمونة، تبقى للبنانيين الإمكانات والسبل والفرص للتغيير.

هي الأمنيات والآمال، والأحلام تتكرر، ولبنان صامد، واللبنانيون صابرون.

كان الشهيد الكبير كمال جنبلاط يقول: «التاريخ هو ما يحصل وليس ما يُفترض».

لا يكفي أن يُكتب التاريخ (كما حصل) المهم أن يُقرأ بنيّة البحث عن الحقيقة، وقبولها كما هي، وهذا أمر ليس سهلاً إلا على الكبار من ذوي العقل والشجاعة والتسامح، حتى الشهادة، في سبيل الوطن، وتاريخ لبنان القديم والحديث حافل بشهادات كبار من كل الطوائف، والمذاهب، والفئات، قضوا، ومضوا، إلى قلب التاريخ.  ويبقى»الطائف. الطائف. الطائف.. الميثاق. الميثاق. الميثاق. عودوا إلى الطائف، وإلى الميثاق». هذا ما يردده الباقون من جيل الطائف وميثاقه. فالواقع اللبناني إبتعد كثيراً عن جوهر ذلك الميثاق، والشواهد – الحقائق كثيرة:

سقف الدولة ينخفض، وسلطة الطوائف والمذاهب الى إرتفاع، وأهل العلم، والخبرة، والكفاية، والصدق، والأمانة، والشجاعة، الى الوراء. وأهل المال الحرام، والنفوذ الفج الى الأمام. والحقوق المشروعة، كما الحريات الواعدة المدركة شبه مكبّلة في فراغ السلطة. والثقافة في بعض مساراتها المستجدة تتبدل وتمضي في اتجاهات معاكسة لتيار العصر والحداثة العقلانية. والقوانين تُكتب، وتُصدّق، ثم تُعرض للمطالعة، والإدارة المسؤولة تفقد شجاعتها، أو ضميرها. والفقر، والمرض، والبطالة، والتلوث، والغش، وهبوط المعنويات الوطنية، كل هذه العلل باتت محسوبة من ظواهر الطبيعة.

إنه الفراغ الرمادي في أكثر من منطقة، ومدينة، حيث تنتشر المدارس الابتدائية، والثانوية، والمستشفيات، والجامعات، على أسماء الطوائف، وتغيب الدولة عن النظر والسمع. وإذا كانت هذه الخدمات والنشاطات لا تتعارض مع نص الدستور، وإذا كانت تعوّض عن عجز الدولة، فإنها، بالنتيجة، تتعارض مع معنى الدولة، بل تكشفها وتفضحها بغيابها. وسوف يمضي وقت طويل قبل أن تصفّى مشكلة وزير الخارجية. وفي خلال هذا الوقت الضائع يستعد اللبنانيون لانتخابات نيابية يعرفون نتائجها مسبقاً. إنهم سيعيدون ارتكاب الخطايا عينها، وسوف يعودون إلى الشكوى من حالهم... إنه القدر اللبناني الثابت والمكرس.

 

بري وباسيل.. من المنتصر؟

منير الربيع/المدن/04 شباط/18

يعشق ساسة لبنان معارك الانتصار. تكاد تكون هذه الكلمة، الأكثر تداولاً منذ سنوات. منذ انفجار الخلاف بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، والسؤال يبحث عمّن سينتصر في النهاية. واتسعت رقعة التفجير، بعد دخول الوزير جبران باسيل على الخطّ، الذي استدرج معركة بأوجه متعددة مع بري. كانت أولى بوادرها ليست لمصلحة رئيس المجلس. فالسياق العام للمزاج اللبناني، يميل إلى الطرف المبادر للهجوم، بمعزل عن الصوابية فيه من عدمها. هي ثقافة الميل إلى الأقوى وإلى الإثارة. وثاني بوادر تسجيل النقاط، حققها باسيل أيضاً، بنقل السجال من بين رئيسين، إلى ما بين رئيس ووزير. وضع باسيل نفسه، وهو الفتي في السياسة زمنياً، في مواجهة مع بري الذي يكبره بجيلين سياسيين.

تعمّد وضع باسيل في منزلة التساوي مع بري كان واضحاً، وهو ما كرّسه رئيس الجمهورية في بيانه الشهير، الذي وصفته مصادر حركة أمل بأنه يساوي بين القاتل والقتيل. ليس الهدف تعليق الأهمية على المساواة بين الضحية والجلاّد، وفق توصيف مسؤولي أمل. الغاية كانت، وضع الرجلين في منزلة الند للند. وهذه خطوة جديدة خطاها وزير الخارجية، الذي لا يخفى مسعاه الأساسي، بتحجيم كل الشخصيات السياسية التي انتفخت بموجب إتفاق الطائف، وعلى حساب المسيحيين. وهذه المعركة يخوضها باسيل وسيبقى يصارع أمواجها. المدّ والجزر سيتكثّف إلى أن يأتي موعد الانتخابات النيابية.

صعّد بري في موقفه، فانعكس في الشارع تعطّلاً وتوتراً، استعاد إحدى النقاط، بأن البلد يهتزّ حين يهتزّ خاطره، وبأنه القوي المستحكم، الذي لا يمكن الاستهانة في مواجهته، وتخطّيه يعني فقدان مظلّة شرعية، شعبية وسياسية. لم يحقق رئيس المجلس مطلبه بالاعتذار، لكنه راكم من رصيده في شارعه والشوارع المحيطة، حتى أنه حقق انتصاراً على الرئيس سعد الحريري في الشارع السنّي. فيما حل باسيل في مراتب الأوّلين على الساحة المسيحية. إلا أن بري استعاد نقطة أخرى، أو أقل منها من خلال مبادرة رئيس الجمهورية إلى الاتصال به، وتطييب خاطره، والتوجه إليه بالقول بأن كرامته من كرامته.

بقدر الرسالة المباشرة والمتشعّبة التي أوصلها بري في الشارع، والتي أدّت غرضها نسبياً، إلا أنها ارتدت عليه سلباَ بشكل أو بآخر، فاضطر إلى تبريد الأجواء، لا سيما بعد ما حصل في الحدت. كان ذلك ذروة ردّ الفعل على ما ارتكبه باسيل. وبقدر ما كان الردّ مدوياّ في الشارع، إلا أنه حتى اللحظة، لم يحقق أياً من أهدافه، فمؤتمر الطاقة الاغترابية عقد وإن غاب باسيل عنه. ومرسوم الأقدمية لم يجد طريقه إلى الحلّ، فيما المبادرة قادت بري إلى إبداء استعداده للقاء مع رئيس الجمهورية يوم الثلاثاء بحضور الحريري، والبحث في كيفية حلّ الازمات السياسية العالقة. كما أنه قد يحضر قداس مار مارون، بعد تلويحه بمقاطعته على خلفية الأزمة. تراجع بري في هذا الموقف، يهدف إلى عدم اعطاء فرصة لأي شخص أن يصوّب عليه بوصفه قاطع قداس الموارنة في عيد شفيعهم حين اختلف مع سياسييهم. ويريد تفويت الفرصة على باسيل، في تجيير هذه المعركة لحساباته المسيحية والمارونية بالتحديد.

تراجع بري عن تصعيده إذاً، بلا أي مكسب سياسي ولا حتى معنوي سوى اتصال من رئيس البلاد. ومن ساهم في تبريد الأجواء هو حزب الله، الذي يرتكز عليه الطرفان ارتكازاً وجودياً. لكن الفارق هنا، أن بري لم يحقق ما راكمه طوال سنوات حكمه بفعل تقاربه مع الحزب، بخلاف باسيل وتياره. وهنا المشكلة الكبرى، من يظهر بموقع المنتصر، راكم رصيده في السنوات الماضية، من خزنة حزب الله. لن تقف المعركة عند هذه الحدود، ولن تنتهي بعيد صدور نتائج الانتخابات، ستأخذ شكلاً وجودياً فيه طابع سرمدي، بين بري المتمسك بالشراكة والتوافق، والمثالثة، وباسيل الطامح للعودة إلى ما قبل الطائف، وإعادة إنتاج الثنائية تحت رعاية حزب الله. سينقل بري وجهة نظره كما هي خلال اللقاء الثلاثي الثلاثاء، وسيقول إنه لم يعد يحتمل ادارة الأمور كما هو واقع الحال. وهذا ما يشدد عليه بري مع حزب الله، بأنه لن يرضى التعاطي مع رئيس المجلس بهذا الشكل. المباراة فتحت على أكثر من ملعب، والتصفيات مؤجّلة إلى ما بعد الانتخابات.

 

كسروان- جبيل: معارك طاحنة

باسكال بطرس/المدن/04 شباط/18

ثلاثة أشهر فقط تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية، وحتى السّاعة لم تتّضح معالم اللوائح الانتخابية في دائرة كسروان الفتوح- جبيل، بحيث لا يزال المرشحون والمرشحون المحتملون يدرسون تحالفاتهم. فعملية حصد الصوت التفضيلي حسّاسة وخطرة في آن. عليه، بدأ شدّ الحبال بين مختلف الأفرقاء حتى من ضمن اللائحة الواحدة، خصوصاً أنّ الوقت لم يعد لمصلحة أحد.

لن تبدأ الماكينات الانتخابية استعدادها الحقيقي قبل منتصف شباط 2018، في انتظار انتهاء المفاوضات وتشكيل اللوائح. ويبدو جلياً السعي الحثيث إلى التعاون مع الشخصيات المستقلة الفاعلة في المنطقة أو الاستفادة منها.

تتميّز هذه الدائرة المُستَحدَثة بطابع مسيحي/ ماروني بارز، لكونها تضمّ 7 مقاعد مارونيّة (5 عن كسروان و2 عن جبيل)، بالإضافة إلى المقعد الشيعي الوحيد عن جبيل، ولكون النظام النسبي قد أضعف تأثير صوت الناخب الشيعي على المعادلة.

لا شكّ أنّ نتائج الاقتراع في انتخابات 2018 ستختلف عن سابقاتها مع اعتماد النظام النسبي، بحيث لم تعد المعركة معركة لوائح بل معركة الأعضاء من ضمن اللائحة نفسها، فيكون حاصد أكبر عدد من الأصوات النفضيلية الأكثر حظاً في اللائحة لضمان فوزه في المقعد الانتخابي.

كثير من المُعطيات تغيّرت منذ العام 2009 حتى اليوم، بدءاً بتبدّل الاصطفافات والتحالفات، مُروراً بتراكم سنوات من العمل النيابي قد تخدم هذا الفريق أو تخذله، وصولاً إلى التحوّل من القانون الأكثري إلى النسبي. بالتالي، هناك تحدٍّ كبير اليوم أمام مختلف الأفرقاء، خصوصاً التيار الوطني الحر، للاحتفاظ بأكبر عدد من المقاعد في هذه الدائرة، والتي كرّست زعامة العماد ميشال عون خلال دورتي 2005 و2009 النيابيّتين.

في هذا السياق، يتّجه العميد شامل روكز إلى تشكيل لائحة تكتل التغيير والاصلاح، وفيما يغيب عنها المحازبون من التيار، يحرص روكز على أن تضمّ شخصيات مستقلة قوية تملك كتلاً تجييرية وازنة، على غرار رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت افرام، الوزير السابق زياد بارود، النائب السابق منصور غانم البون. كل الاحتمالات واردة، وسط معلومات لـ"المدن"، عن احتمال انسحاب بارود والبون من المفاوضات التي لا تزال قائمة في هذا الاطار. وبينما يلمّح بارود الى انسحابه الكامل من المعركة "بعدما بات المقعد النيابي رهناً بالأوراق الخضراء والتنازلات الكبيرة"، على حد تعبيره، تشير المصادر إلى أن البون قد يسعى إلى تشكيل لائحة مستقلة، بعد رفضه أن يكون على اللائحة نفسها مع افرام.

إلى ذلك، يتأرجح خيار المرشح الماروني الخامس على لائحة روكز، بين أنطوان عطالله الذي خاض الانتخابات الداخلية في التيار ورجل الأعمال روجيه عازار.

وفيما يبقى روكز الثابت الوحيد على لائحة التيار في كسروان، تقرّر في جبيل الابقاء على ترشيح النائب سيمون أبي رميا. أما المقعد الثاني الذي يشغله النائب وليد خوري حالياً، فتلفت المصادر إلى أنه لم يحسم بعد، بانتظار قرار افرام، الذي في حال انضم إلى اللائحة، فسيتم عندها استبداله بالقيادي في التيار ناجي حايك، نظراً إلى صلة القرابة التي تجمع افرام بخوري.

في حين يبقى مصير المقعد الشيعي الذي يشغله النائب عباس هاشم غير محسوم حتى تاريخه، لأنّ القرار بشأنه لا يعود إلى التيار وحده بل سيُترك هذه المرة للثنائي الشيعي.

ووفق مصادر مطلعة لـ"المدن"، فإنه يرجح أن تشمل لائحة التيار الكسروانية الدكتور فريد الياس الخازن في مواجهة النائب السابق فريد هيكل الخازن، الذي يتمتّع بشعبيّة ويحظى بدعم تيار المردة. الخازن يدرس خيارات التحالف ائتلافياً مع أكثر من طرف، وهو على تواصل مع حزب الكتائب، الذي تشير المصادر إلى أنه لم يحسم بعد اسم مرشحه، والنائب السابق فارس سعيد، الذي سبق أن أعلن عبر تويتر أنه لن يتحالف مع القوات وسيخوض المعركة الانتخابية مستقلاً، موضحاً: "ما يربطني بالقوات أكثر ما يفرقني. وقفت جبيل إلى جانبي أكثر من 60 سنة وسأقف معها دائماً". في الاشارة إلى تمنّي القوات عليه الترشّح على لائحتها في كسروان، في ظل تمسّكها بترشيح حواط في جبيل.

في حين يتطلّع عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو إلى تشكيل لائحة "بالتحالف الكامل والتنسيق مع الكتائب وسعيد ومن يلتقي مع هذه النواة من السياديين ومعارضي الصفقات في كسروان وجبيل".

في المقابل، وبعد اعلانها ترشيح مُنسّقه الحزبي شوقي الدكاش عن كسروان ورئيس بلدية جبيل المُستقيل زياد حوّاط عن جبيل، تواصل القوات مشاوراتها لاستكمال لائحتها، مع كل من رجل الأعمال مارون الحلو الذي يأتي من خلفيّة حزب الوطنيّين الأحرار، والنائبين يوسف خليل وجيلبرت زوين، اللذين يتّجهان إلى خوض المعركة من خلال التحالف مع أحزاب وشخصيات تُنافس التيار.

وفي الوقت الذي يُتوقّع فيه أن تدخل شخصيّات من المُجتمع المدني المعركة في دائرة كسروان- جبيل عبر لائحة رابعة، فإنّ تقوية فُرصها مرتبط بإستمالة شخصيّات قويّة، ومن كبرى عائلات كسروان إلى جانبها كالوزير السابق يوسف سلامة.

إذن، لا تزال الضبابيّة تحيط بصورة التحالفات واللوائح في دائرة كسروان- جبيل، لكن ما هو أكيد هو أنّ كثرة عدد المُرشّحين، وعدم تقبّل بعض نوّاب كسروان الحاليّين إزاحتهم من منصبهم، عنصران سيؤدّيان إلى ظهور ما لا يقلّ عن أربع لوائح. لكن في المحصّلة، فإنّ النتيجة النهائية ستتوزّع بين أكثر من لائحة وجهة سياسيّة، إذ لا مجال في هذه الدائرة للأحادية الحزبيّة.

 

قراصنة حزب الله.. يقلقون أميركا وإسرائيل والخليج

سامي خليفة/المدن/04 شباط/18

بعد القفزة الكبيرة في التسليح والقدرات القتالية، يتعلم قراصنة حزب الله بسرعة فنون الحرب السيبرانية. ويحول حزب الله اهتمامه بشكل متزايد إلى المجال الرقمي للمشاركة في التجسس والحرب النفسية.

سعى حزب الله طوال السنوات الماضية بشكل استباقي إلى تطوير قدراته الالكترونية، وتوسيع نطاق امكاناته المدمرة في المجال الرقمي. ووفق دراسة نشرها موقع The Cipher Brief المتخصص بالدراسات الأمنية، الذي يضم كبار خبراء الأمن في العالم، فإن الحزب استخدم منذ فترة طويلة الإنترنت لنشر رسائل التجنيد والدعاية، والدراية التشغيلية. وقد بدأ الاستفادة من ذلك للحصول على معلومات استخبارية قيمة، خصوصاً عن إسرائيل. يتلقى قراصنة حزب الله، وفق الموقع، تدريباً مباشراً من إيران. ومنذ أيلول 2010، استضافت إيران مسؤولين في حزب الله لمؤتمرات "حزب الله السيبراني"، التي أفادت تقارير المؤسسة الأوروبية للديمقراطية بأنها كانت بحضور حسن العباسي، وهو سياسي ومستشار للحرس الثوري الإيراني. ووفقاً لتقرير صدر أخيراً عن مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فإن حزب الله استفاد من البرمجيات المشتركة بين مجموعة القرصنة التي ترعاها إيران والمعروفة باسم "ماجيك كيتن"، التي يُقال إنها شاركت في تجسس واسع النطاق عبر الشرق الأوسط وأوروبا. وهذا لا يقتصر على تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الحزب والقراصنة الإيرانيين فحسب، بل المشاركة المباشرة للقدرات الحاسوبية.

يوحي التعاون الوثيق بين قراصنة حزب الله وشركة ITSec التي ترعاها الدولة الإيرانية، وفق الموقع، بقدرة قراصنة الحزب على النفاذ إلى شبكات القرصنة الإيرانية والتي كانت قد اتهمتها الولايات المتحدة بتورطها في هجمات DDoS على البنوك الأميركية بين كانون الأول 2011 وكانون الأول 2012. وفي الوقت نفسه، يؤكد الموقع أن الحزب يطور ويحافظ على أدوات القرصنة الخاصة به. وقد أشار تقرير شركة شيك بوينت الإسرائيلية للأمن السيبراني في العام 2015 إلى حملة تجسس انطلقت من لبنان واستهدفت مؤسسات في إسرائيل ولبنان والمملكة العربية السعودية منذ أواخر العام 2012. حملة التجسس الخفية أُطلق عليها اسم "الأرز المتقلب" وزرعت برمجيات خبيثة مخصصة تسمى المتفجرات، والتي يُعتقد أنها من عمل قراصنة حزب الله. يضيف الموقع أنه من المحتمل أن تكون إيران غير راغبة في تقديم مجموعة أدواتها الكاملة إلى حزب الله، إما لأسباب أمنية تشغيلية أو للحفاظ على قدرة التخفي. ما يجبر الحزب على إنشاء برامجه الخاصة. ويتحدث مايكل آيزنشتات، وهو مدير الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن قدرات الحزب السيبرانية قائلاً: "العمليات السيبرانية يمكن أن تكون بارزة في حرب مستقبلية بين حزب الله وإسرائيل. وكما هي الحال في معظم الدول الحديثة، تعتمد البنية التحتية الحيوية والعسكرية في إسرائيل بشكل كبير على تكنولوجيا المعلومات في كل شيء تقريباً. ومن المؤكد أن حزب الله يدرس استخدام الإنترنت لتعطيل الدفاعات الصاروخية والصواريخ الإسرائيلية، والنظم الجوية والبحرية غير المأهولة، والبنية التحتية الحيوية. ونظراً إلى أن إسرائيل ستضرب على الأرجح البنية التحتية اللبنانية التي تسهل العمليات العسكرية للحزب مثل الطرق وشبكات الكهرباء والاتصالات، فمن المرجح أن يحاول حزب الله الرد في المجالين الفيزيائي والسيبراني على السواء". وتشير ريا سيرس، الخبيرة المخضرمة في الأمن السيبراني، والتي كانت تعمل مع وكالة الأمن القومي الأميركي، إلى أن "إسرائيل والولايات المتحدة تتمتعان بقدرات قوية للدفاع السيبراني، وتقوم دول الخليج ببناء قدراتها حيث يشعر الإسرائيليون ودول الخليج بقلق بالغ إزاء القدرات الإيرانية. ويرون أن حزب الله هو الوكيل السيبراني الذي سيُواجه". تضيف: "لقد أصبح حزب الله طرفاً سيبرانياً آخر في منطقة مزدحمة، ويمكنه دعم العمليات الإيرانية ضد إسرائيل ودول الخليج على هذا النحو. وبالنظر إلى أن الأدوات السيبرانية متاحة بسهولة، يجب أن نفترض أن حزب الله يستفيد منها ويُوجه من قبل إيران".

 

"الفترة الانتخابية" هل تجمد الملفات؟

الهام فريحة/الأنوار/05 شباط/18

اليوم الاثنين 5 شباط، تفتح ابواب وزارة الداخلية لبدء تلقي الترشيحات للانتخابات النيابية المحدد موعدها في الاحد الاول من ايار في السادس منه. اليوم يبدأ سباق جديد، لا اجتهادات فيه ولا تحليلات بل اسماء واضحة المعالم تؤخذ من تذكرة الهوية للاسم الثلاثي، ليبقى منها مساء 6 ايار 128 اسما من اصل ما يمكن ان يصل الى نحو الف مرشح، بعضهم سينسحب حين يتأكد ان لا حظوظ له في دخول جنَّات اللوائح، واستطرادا في اكمال المعركة. ومع الدخول في مدار معركة الانتخابات، فان لا صوت يعلو فوق صوت الحملات الانتخابية وصناديق الاقتراع والمؤتمرات الصحافية وبيانات الترشيح، هذه الامور هي من "حسنات الديمقراطية"، لكن من سيئات هذه الحيوية انها ستوقف عجلة المشاريع في البلد لأن القضايا الاساسية ستُرحَّل الى ما بعد 6 ايار أي الى الحكومة الجديدة التي ستنبثق عن الانتخابات، ولا يعرف كم هو الوقت الذي ستستغرقه عملية تشكيل الحكومة الجديدة بعد 6 ايار.

إذا سيكون هناك تجميد العديد من الملفات التي تحتاج الى معالجة ويأتي في مقدمها مشروع موازنة العام 2018 وهذه الموازنة تنتظر ان يتم بتها في مجلس الوزراء ثم احالتها الى مجلس النواب، لكن هذا الامر يتطلب فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، ما يعني ان الموازنة للعام 2018 يخشى الا تبصر النور وان يعود الصرف الى القاعدة الاثنتي عشرية، لكن هذا الاخفاق سيكون معيبا امام الدول التي تساعد لبنان في مؤتمر باريس 4 والذي اصبح اسمه "سيدر – 1"، غدا كيف تسعى الدول الى مساعدتنا فيما نحن لا نقوم بأقل واجباتنا ومنها اقرار الموازنة العامة للدولة؟

كل هذه الامور ستكون مدار بحث في الاجتماع الذي طال انتظاره في مقر بعبدا بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، وهو الاجتماع الذي لم ينعقد منذ شهرين ونصف شهر أي منذ حفل الاستقبال بعيد الاستقلال. الاجتماع هذه المرة لن يكون للصورة ولا للمجاملة، بل سيفتح كل الملفات منذ بداية العهد في تشرين الثاني من العام 2016 وحتى اليوم، ولا سيما بين بعبدا وعين التينة، وهذا الاحتقان انفجر منذ ما يعرف بمرسوم الاقدمية مرورا بالتسجيل الصوتي لوزير الخارجية جبران باسيل، وصولا الى تمسك الوزير باسيل بمؤتمر الطاقة الاغترابية في ابيدجان، حيث ان الوزير باسيل لم يتمكن من حضوره شخصيا، كي لا يقسم الجالية اللبنانية المتعايشة هناك، بأي شكل من الاشكال وكان تصرفه الدبلوماسي في غاية الحرص. مرحلة جديدة تبدأ اليوم وملامحها ستظهر بعد "القمة الرئاسية" في بعبدا.

 

حضرة الناخب أنت المسؤول عن إنقاذ لبنان: دولة أم محمية

د.منى فياض/النهار/4 شباط 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/62324

إنه زمن الانتخابات، زمن افتتاح المعارك والتراشق بالتهم والفضائح - عدة الشغل المعتادة - ربما يراد بها شد العصب، لكنْ هناك احتمال أن تنزلق الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه. أهل السلطة صاروا عبئاً على البلد؛ المشهد الأخير في مسرحهم الهزلي يبشرنا بمرحلة جديدة من الفوضى والخروج على المؤسسات.

سئم اللبناني هذا التكاذب وهذه المسرحيات المتناوبة ما بين إشعال حرائق علّ دخانها يغطي المشاكل التي نعاني منها، أو لشد العصب الضروري في أوقات الشدّة؛ أوالتهدئة التي تسقط كالسحر في أوقات أخرى، عندما يحين أوان الصفقات؛ فتقرّ القوانين وتوقّع العقود بقدرة قادر.

هذا في الوقت الذي تتصدر فيه أخبار وصور زبالتنا كبريات الصحف العالمية، وينمو الفساد ويتربى بعزّهم ويزداد الاقتصاد تدهوراً.

صرنا مادة شبه دائمة للبرامج التلفزيونية الهزلية التي تكتفي بعرض حي لما يصرّح به مسؤولونا سواء حين يعددون انجازاتهم او حين يتبادلون الاتهامات والشتائم. مقابل آراء الجمهور الغاضب أو المحبط، نصبح مادة هزلية سوداء. ففي زمن انفجار وسائط الإعلام لا شيء يمكن إخفاؤه.

هذا لا يشغل بال المسؤولين، بزعم أن كل شيء مستقر وتحت السيطرة في الجمهورية المنهارة!!

لذا يسود الغضب والقرف في معظم الأوساط؛ ومن يسمع أحاديث الناس أو يطّلع على تعليقاتهم، يعتقد أن الانتخابات المقبلة لا بد أن تقلب صفحة غالبية الموجودين لمصلحة وجوه جديدة موثوقة يمكن الاعتماد عليها لإحداث التغيير المطلوب.

فهل هذا ممكن وبأية شروط؟

معاينة الواقع لا تدعو إلى كثير من التفاؤل، ليس فقط اعتماداً على الإحصائيات والتقديرات (التي لم تبرهن عن صدقيتها) متوقعة حصول الثنائي الشيعي على كتلة وازنة مقابل تشرذم الآخرين. الأمر الذي يسهل مهمة الحزب في شرعنة سلاحه وهيمنته.

فالدعاية التي توفرها لطرف على حسب آخر، تحبط الناخب المستقل الراغب في التغيير، بأن لا أمل له فتبعده عن المشاركة.

يضاف ما نلاحظه من محاولات تلغيم المجتمع المدني وتفتيته بتجمعات، ممولة، فرخت فجأة كالفطر وانتقل أصحابها من الاستزلام والتبعية والموقع التقليدي إلى حمل بعض شعارات المجتمع المدني زاعمين محاربة الفساد، غافلين عن أن فقدان السيادة هو في أصل الفساد، وأن سلطة الدولة والجيش على كامل التراب الوطني هي مفتاح التغيير.

في كل الأحوال، يظل الأمر منوطاً بما سيفعله الناخب – المواطن والحركات المعارضة الجدية للخروج مما نحن فيه.

لكن الإعداد لا يبدو كافياً. فهناك غياب ملموس للتشبيك الجدي بين المعارضين الموثوقين من جهة وهمود لدى الجمهور المعني، إلا اذا اعتبرنا أن النضال الفايسبوكي كاف. وهو الذي لم يظهر فعالية يعتد بها ما لم ينعكس تحركاً على الأرض.

أما من يمتلك الكاريزما والحضور الإعلامي والمواقف الموثوقة والثابتة فحظوظه على ما تورد التحليلات شبه معدومة.

فما العمل إذن؟

لا أدعي أني أمتلك الحل، لكن يبدو أن المرشحين الموثوقين الممكنين يستنكفون ولسان حالهم "ما بدنا نتبهدل".

ذلك أنهم، وانطلاقاً من التجارب السابقة، لا يثقون بأنهم سيلقون الدعم المناسب.

فحتى الآن تبدو حركة الانتخابات لا تزال في الإطار التقليدي، إذ يتم البحث عن حلفاء يتمتعون إما بحيثية عائلية او قدرات مالية او الاثنين معاً.

السؤال كيف نحصل على الجديد عندما نستعمل الوسائل القديمة نفسها؟

إمكانية الحل أن تبتكر المعارضة وتتعلم من الحملات الانتخابية الأميركية والغربية عموماً، وتقيم مهرجانات وتجمعات انتخابية ضخمة، وتستخدم جميع وسائل الإعلام والاتصال المتاحة لها، وتقترح مرشحيها مع المباشرة بحملات تبرع مباشرة في صناديق موثوقة ومراقبة، شرط أن لا يختار الناخب من يشاركه الأفراح والأتراح فقط؛ ولا يبحث عمن يخرج قريبه من المخفر ويدخل ابنه المستشفى أو المدرسة، ولا من يساعده على رعاية المسن في بيته؛ بل على من يريد أن يتأمن له كل ذلك من قبل مؤسسات ووزارات الدولة التي يدفع لها الضرائب كي تؤمنها له مجاناً كحق من دون واسطة ولا تبعية، ولا أن يكون تابعاً وزبوناً عند الزعيم.

قد يقول قائل إنه كلام طوباوي بعد تمارين الأسبوع الشعبوية التي أجّجت الغرائز والعصبيات، لكن لا ننسى أن الشارع تقفله حفنة أفراد. ذلك لا يعني أن الرأي العام معهم.

الكرة في ملعب الناخب – المواطن. إذا أردت التغيير حقاً، فاعرف كيف تختار ممثليك، وعليك بدعمهم مادياً ومعنوياً، كي يصبح بإمكانهم مواجهة حيتان المال وسياسة القطعان.

 وإلا على لبنان السلام.

 

خمسون سنة من التمرد على السرطان

د. فيليب سالم/الشرق الأوسط/04 شباط/18/

يصادف أن يكون هذا اليوم، اليوم العالمي للسرطان. وفي مثل هذا اليوم من كل سنة، تقف البشرية بخوف أمام هيبة «إمبراطور الأمراض». وتصادف أن تكون هذه السنة، السنة الخمسين التي قضيتها من حياتي في معالجة الأمراض السرطانية والأبحاث فيها. لقد التحقت سنة 1968 بمؤسسةMemorial Sloan Kettering في نيويورك وبدأت عند ذاك رحلتي مع السرطان. خمسون سنة. نصف قرن. عمر من التمرد على السرطان. عمر من التمرد على اليأس. عمر من الإصرار على الأمل. عمر من الإصرار على الحياة. فبينما يلهث معظم البشر وراء خدمة الأقوياء لقد أكرمني الله فأعطاني شرف خدمة أضعف الضعفاء. لذا أشكره كل يوم. كما أشكره أيضا لأنه علمني أن أكبر تكريم أو جائزة يمكنني الحصول عليها هو شفاء مريض واحد. ألم يأتِ في القرآن (عن النفس) «.... وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا»؟ وبينما يقبض العنف على الأرض وتدمر الحروب الإنسان والحضارة، هناك الآلاف من الرجال والنساء الذين التزموا محاربة المرض دفاعاً عن كرامة الإنسان، ودفاعاً عن حقه في الحياة. كم أشعر بالفخر أنني كنت واحداً منهم.

في الخمسين سنة الماضية، كنت شاهداً على تاريخ تطور المعرفة في معالجة الأمراض السرطانية. لقد شهدت على تطور العلاج الكيميائي ونموه، ومن ثم العلاج البيولوجي، ومن بعده العلاج المستهدِف، وها نحن اليوم نشهد بزوغ فجر العلاج المناعي. في العلاج الكيميائي يدمّر الدواء الخلية السرطانية كما يدمّر، ولو بنسبة أقل، الخلية الصحيحة. وفي العلاج البيولوجي يعطى المريض مادة بيولوجية موجودة أساساً في الجسم وليست غريبة عنه، ولكن تعطى بجرعات أكبر. أما في العلاج المستهدِف، فالدواء يستهدف الخلية السرطانية وحدها ولا يمس الخلية الصحيحة بأي أذى. وفي العلاج المناعي يعطى الدواء ليدعم ويقوي جهاز المناعة في الجسم ليتمكن هذا الجهاز من رصد الخلية السرطانية وتدميرها.

هذه العلاجات المختلفة تكمل بعضها البعض ولا يلغي الواحد منها الآخر. ومن الخطأ الاعتقاد بأن العلاج الكيميائي أصبح من الماضي. في مركز السرطان الذي يحمل اسمي في مدينة هيوستن، نحن نستعمل علاجات جديدة تضم إلى العلاج المناعي العلاج الكيميائي والعلاج المستهدف. وها نحن نرى اليوم نتائج لم نرها من قبل. لذا نقترح إجراء أبحاث على عدد أكبر من المرضى للتأكد من فاعلية هذا المزيج من العلاجات وصدقية هذه النتائج. وها أنا أشعر، وبعد خمسين سنة في الأبحاث، أن هذا المزيج سيفتح الباب أمام عصر جديد في معالجة الأمراض السرطانية. هذا في عالم الدواء. أما في السنوات الأخيرة فتمددت المعرفة لتطوير علم جديد وهو العلاج بواسطة تغيير الجينات. في هذا العلاج تؤخذ خلايا محددة من دم المريض ثم تخضع هذه الخلايا في المختبر لتكنولوجيا جديدة يتم بواسطتها تغيير هندسة هذه الجينات ومن ثم تعود هذه الخلايا الجديدة وتحقن في عروق المريض.

من خمسين سنة كانت نسبة الشفاء التام من الأمراض السرطانية لا تتعدى 6 في المائة أما اليوم فالعلم قادر على شفاء نحو 70 في المائة من المرضى الذين يخضعون للعلاجات الحديثة. إلا أن المأساة تكمن في أن عدد الذين يحصلون على العلاجات الفعالة هم أقل من 10 في المائة. والمأساة الثانية هي أننا نملك اليوم المعرفة الكافية للوقاية من 75 في المائة من الأمراض السرطانية شرط أن توضع هذه المعرفة في خدمة البشر وفي عهدة السياسات الصحية الفعالة.

خمسون سنة. امتزج فيها الأمل مع اليأس؛ وامتزج فيها النجاح مع الفشل. خمسون سنة تعلمت فيها الكثير. لقد تعلمت أن الحياة هي أعظم ما نملك، والحفاظ عليها هو أهم ما يمكن أن نعمله. عندما تحافظ على الحياة، أنت لا تمجد الحياة فقط بل تمجد أيضا الخالق الذي وهبك الحياة. إن شرعة حقوق الإنسان على خطأ، لأن أهم حق للإنسان ليس الحرية، إنه الحق في الحياة. الحق في الصحة. إن الذين يموتون لا يطالبون بالحرية. وتعلمت أيضا أن المرور بالفشل ضروري للوصول إلى النجاح. فالفشل هو قسم من الطريق الذي يأخذك إلى النجاح. لذا فالذين يخافون من الفشل لا يمكنهم صنع النجاح. وتعلمت أنه ليس بالإمكان الوصول إلى الهدف من دون الإصرار على المثابرة. المثابرة رغم الألم، رغم الخوف، ورغم اليأس. من يستسلم عند خسارة أول معركة، لا يربح حرباً أبداً. وأعظم ما تعلمت، تعلمته من الفشل. كان الفشل أكبر معلم لي. لقد علمني التواضع. التواضع أمام هيبة الخالق. التواضع أمام هيبة المعرفة. التواضع أمام هيبة الوجود. التواضع أمام هيبة الحياة. إن التواضع هو أعلى قمة قد تصل إليها في داخلك. وعندما تصل إليها عند ذاك يباركك الله ويعطيك شيئا من نوره.

- رئيس مركز سالم للسرطان في هيوستن

 

سوريا ولبنان: حسابات «الكبار» تُربِك اصطفافات «الصغار»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/04 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62320

أكثر من حدث في المنطقة العربية، خلال الأسبوع المنصرم، بيّن خطورة القراءات الخاطئة للمشهدين الإقليمي والدولي المتغيرين. وتحديداً، في سوريا ولبنان كانت قراءات اللاعبين المحليين واصطفافاتهم ترتبك... من سوتشي إلى بيروت.

أولاً، المعارضة السورية صُدمت برعاية الأمم المتحدة «مؤتمر سوتشي» وسط «رسائل» سياسية وعسكرية من موسكو لا لبس فيها. ومهما كانت التبريرات جاءت الرعاية الأممية للمؤتمر عبر حضور الوسيط ستافان دي ميستورا، وكأنها مباركة لنسف «مسار جنيف».

كما نذكر، بدأت موسكو بضرب الانتفاضة السورية وكل مبادرات المجتمع الدولي بسلسلة من «الفيتوهات». ثم تطوّر تصعيدها بإعادتها تسليح «النظام»، ثم دعمه باحتلال واقعي ومشاركة قتالية فعلية. وعلى الصعيد السياسي، بعد تهديد تركيا وابتزازها، أطلقت موسكو بمشاركة إيرانية وتركية «مفاوضات آستانة» بهدف تهميش المعارضة السياسية المستقلة... مقابل تضخيم دور الفصائل المسلحة المعتمدة على رعاة «آستانة» الثلاثة، أي إيران وتركيا وروسيا.

كانت «آستانة» أول بديل عملي لـ«جنيف»، ورعتها موسكو مستفيدة من قلق طهران وأنقرة من اندفاعة واشنطن لدعم الانفصاليين الأكراد في شمال سوريا بحجة قتال «داعش». وفي ضوء «انقلاب» واشنطن على الانتفاضة السورية و«الجيش السوري الحر» مقابل حرص الروس على شقّ المعارضة وتفتيتها، ارتأت موسكو حسم المعركة وتصفية «القضية السورية» نهائياً في سوتشي.

هذه هي حقيقة سوتشي، حيث تآمرت الأمم المتحدة على قرارات مجلس أمنها.

ماذا بعد؟ تكرار الكلام عن «سيادة سوريا ووحدة أراضيها» بات عبثياً، ليس فقط في ظل التهجير و«الهندسة الديموغرافية» المطبّقة على الأرض، بل عبثياً أيضاً إذا ما لاحظ المراقب «تقاسم النفوذ» الفعلي لأراضي سوريا. فمنطقة الساحل السوري تحت السيطرة الروسية. والمنطقة الحدودية شمال غربي نهر الفرات بين لواء الإسكندرونة (هتاي) ومدينة جرابلس على النهر تطمح تركيا لإحكام سيطرتها عليها. وفي حين تتولى واشنطن الإشراف على منطقة شرقي الفرات مع الميليشيات الانفصالية الكردية يسيطر «النظام» – بدعم إيراني – في المدن الكبرى، وتنتشر شراذم لـ«داعش» وتنظيمات أخرى متشددة ومشبوهة الغايات في مناطق متناثرة. بناءً عليه، يبقى الجنوب السوري في «عين العاصفة»، وسط صمت لا تكسره سوى عمليات إسرائيلية أو مناوشات غريبة في توقيتها ومنطقها... وتلويح إسرائيل بأنها لن تسمح لإيران و«حزب الله» بتهديد أمنها.

بالنسبة للبنان، معروفٌ أن الحدود السورية – اللبنانية انتهكت غير مرة خلال العقود الأخيرة. وكان آخرها قتال «حزب الله» داخل سوريا. ولقد سهّل على الحزب - الذي هو ذراع إيران السياسية والعسكرية داخل لبنان – عاملان مهمّان:

الأول: كون «نظام» دمشق جزءاً من استراتيجية التوسّع الإيراني داخل العالم العربي باتجاه البحر المتوسط.

والثاني: تمتعه بغطاء سياسي مسيحي مؤثّر، بفضل «تفاهمه» مع «التيار الوطني الحر» (تيار الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون) الذي هو الطرف المسيحي الأكثر تشدداً في لبنان، والموقف الإكليريكي المسيحي المُعبَّر عنه في كل من سوريا ولبنان الذي يعتبر أن حكم آل الأسد يبقى أقل سوءاً من أي بديل مطروح. هذان العاملان، حصّنا تدخل «حزب الله». ولاحقاً، التدخل الإيراني المباشر، بعد «ظهور» تنظيمات متطرّفة كـ«داعش» و«جبهة النصرة» في الساحة السورية... وتسابق قوى إقليمية سنّية على دعمها، قبل أن تغيّر هذه القوى نفسها مواقفها بعدما أجهزت - أو كادت - على عناصر الاعتدال بين فصائل الانتفاضة المسلحة. ولكن كما ترتبك الصورة في الجنوب السوري بعد التلويح الإسرائيلي بعمل عسكري لمنع إيران من ترسيخ وجودها هناك، وتحويل «حزب الله» جنوب لبنان «مصنعاً للصواريخ» التي تهدّدها، فجّر جبران باسيل، وزير الخارجية اللبناني، معركة «كسر عظم» سياسية مع الرئيس نبيه برّي رئيس مجلس النواب ورئيس «حركة أمل» التي هي الحليف الشيعي الرئيس لـ«حزب الله».

توقيت معركة باسيل - صهر رئيس الجمهورية ورئيس «تياره» - مع برّي مفهوم. فهو يأتي على أبواب انتخابات سيلجأ فيها العونيون، كالعادة، إلى المزايدة واحتكار الدفاع عن المصالح «المسيحية». وهؤلاء بعدما كانوا قد جيّشوا حملة تحريض وتهييج وادعاء مظلومية بعد 2005، اختاروا «شيطنة» تيار «المستقبل» - والسنة عموماً - عام 2009. ثم منذ 2011 لجأوا إلى «دعشنتهم» لتبرير تغطيتهم حرب إيران في سوريا. إلا أن الجديد هذه المرة، هو التغيّر المُحتمَل في المعطيات... والقراءات. ذلك أن واشنطن تبدو أكثر جدية الآن في مواجهة «حزب الله»، بعد فترة إدارة باراك أوباما «المتعاطفة» مع إيران وأدواتها. ثم إن إسرائيل النافرة من السلام تبدو جاهزة أكثر من أي وقت مضى لحرب جديدة الغاية منها ليست بالضرورة القضاء على إيران و«حزب الله»، بل إعادة «تقاسم» خريطة سوريا والهلال الخصيب.

كما سبق، الجنوب السوري هو المنطقة الوحيدة التي لم يحسم «التقسيم الواقعي» لسوريا مصيرها بعد. وهي المنطقة المتاخمة لإسرائيل لاتصالها غرباً بالجولان وجبل الشيخ، وبعدهما بالجنوب اللبناني و«الممرّ الشيعي» الواصل بين الكتلتين الشيعيتين اللبنانيتين الكبيرتين في البقاع والجنوب.

أسباب تقرّب باسيل – ومعه «تيار عون» – من «حزب الله» يدركها الحزب وحركة أمل جيداً. ولقد كافأ الحزب «التيار» على خير وجه عندما فرض عون رئيساً على لبنان. لكن بينما تبقى حركة أمل تنظيماً لبنانياً يؤمن زعيمه بهويته العربية، ولم يرتبط في يوم من الأيام بعلاقات ودّ وثقة بعون، فإن الحسابات الإيرانية قضت بتحالف «حزب الله» مع «التيار» كي تستخدم طهران الأخير غطاءً و«حصان طروادة» لها داخل البيئة المسيحية في لبنان والمنطقة. وزير الخارجية اختار خلال الأسبوع بدء حملة تهييج الشارع المسيحي باشتباك مع برّي في جزء منه «جس نبض» لخيارات «حزب الله» التفضيلية. لكنه قبلاً، مع اشتداد الضغوط الأميركية، وجه كذلك انتقادات مبطّنة إلى الحزب. إن محاولة باسيل التملص من تحالفه مع الشيعية السياسية الآن - إذا كان ذلك ضمن اعتباراته - رهان كبير وغير مأمون العواقب... والركون إلى واشنطن وتل أبيب مجازفة أكبر!

 

كورناي ولبيد... راسين وأبو تمام

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/04 شباط/18

قبل سنوات أصدرت وزارة التربية الفرنسية قراراً باستبعاد الشاعرين راسين وكورناي من برنامج الثانوية العامة. أقرب – وليس أدق – مقاربة معهما هي استبعاد أبو تمام ولبيد. مرّ الحدث في فرنسا تقريباً دون تعليق، لكن في لبنان وقف الشاعر سعيد عقل مؤنباً موبخاً مندراً بالعبث الفرنسي، مطالباً بإعادة السيدين كورناي وراسين إلى معارف وثقافات مئات الآلاف من الفرنسيين أو من دارسي المنهاج الفرنسي في الخارج. الأدب ذوق وحرية. وقد كان الشاعر، محافظاً أو تقليدياً، لدرجة اعتبر بيكاسو مخرباً على الفن والجمال. وبالتالي، فقد أبدى رأياً شخصياً، وهذا حقه، خصوصاً أن الدولة الفرنسية بكل مؤسساتها الثقافية، لن تسارع إلى إعادة النظر في سياستها التربوية بناءً على اعتراض شاعر من لبنان. كان الأديب والكاتب السياسي فرنسوا مورياك (نوبل 1953) من كبار المفكرين المحافظين، ومعبراً عن الفكر الديغولي والقومية الفرنسية وتراثها. ظل حتى وفاته عام 1970 يكتب «مفكرة» أسبوعية في «الفيغارو» تقرأها كل فرنسا الوسطية. وكنت من قراء «الوموند» الطليعية، واعتبر مورياك أسلوباً من الماضي. وعندما نضجت، شعرت بندم شديد، ورحت أقرأ «المفكرة» التي جُمعت في الكتب وفي سلسلة من المذكرات، أشهرها «مذكرات ذاتية». وهي رحلته في عالم الأدب دون سواه.

منذ أسبوع وأنا غارق من جديد في «مذكرات ذاتية»، ليس فقط بهدف المتعة، بل أيضاً لغاية العلم. يقول مورياك: «نحن مأسورون معه في قفص من أبيات الشعر الجامدة، جميعها متشابهة: لا شيء أقل متعة بالنسبة إلينا نحن الفرنسيين. إنني أنكر أن يكون راسين الشاعر الأساسي بالنسبة إلى مواطني، أو أنهم يرون أنفسهم فيه. لقد أصاب راسين أجيالاً كثيرة من الطلاب بالملل». ثمة فارق بين الحرية والاعتباطية. وبين الذوق الشخصي والقناعة العامة. وبين أن تعترض على رأي فردي أو على رأي مجموعة من كبرى المؤسسات والجامعات والأكاديميات التي خلصت بعد سنين طويلة، إلى تعديل في بناء فكر المستقبل عند الأجيال الطالعة. كان طه حسين يقول في شرح «أدب المقالة»، إنها يجب أن تكون مكتوبة بلغة اليوم وتعابيره وفكره، وأن تخاطب القراء بلغة الحاضر. فمن من طلابه كان يعود إلى «أبو تمام» بعد الخروج من البوابة المدرسية؟ ومن من الفرنسيين كان يختار العودة إلى «ملل» راسين وقد شعر بالتحرر من «أبياته الجامدة». كانت مشكلة سعيد عقل، على عمق موهبته، ضيق أفقه وعلاقته بالحداثة. لم تمر به حركة (مايو) أيار 1968 في فرنسا، يوم قلب الطلاب تقاليد التربية العلمية إلى الآبد. قال مورياك: المسألة ليست أن أدب راسين قد مات، بل أدب المرحلة برمتها.

 

نكهة الحروب الأهلية

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/04 شباط/18/

كل نكهات الحروب سيئة، ولكن أبشعها نكهة وأمرها طعماً وأقساها على البشر هي الحروب الأهلية، الحروب التي يقتل فيها الأخ أخاه والجار جاره والمواطن صنوه، فهنا فقط لا يحضر شموخ الإمبراطوريات ولا تميز القوميات ولا افتخار الأوطان، بل هو قتل الأقرب فالأقرب، ودمار البلدان والأوطان، إنها الحروب التي تخدش ذاكرة الوطن بجروح لا تكاد تندمل. يكتنز تاريخ البشرية روزنامة طويلة من الحروب الأهلية المدمرة، في كل أنحاء العالم، وبخلاف الحروب بين الإمبراطوريات أو القوميات أو الدول فإن الحروب الأهلية ترتكز على الصراع حول المشتركات التي تنطلق منها بحثاً عن التمايز الضيق، الذي يميز فئة عن فئة، ومجموعة عن مجموعة، إن دينياً أو طائفياً وإن عرقياً أو مذهبياً، وإن مناطقياً أو آيديولوجياً أو نحوها. جاء في تعريف الحرب الأهلية أن «الحرب ظاهرة اجتماعية عريقة تعود إلى حالات التقاتل بين الإخوة، أساس الحروب الأهلية» وفي تعريف آخر أن «الحرب الأهلية، قتالٌ مسلحٌ بين أبناء البلد الواحد، يتجاوز بتوسعه وامتداده مجرد تمرد أو عصيان مسلح» وهذه التعريفات وأمثالها تمنح تصوراً واضحاً لمعنى الحروب الأهلية ومدى شناعتها وشرورها. مر العالم ومرت المنطقة بحروب أهلية عدة، كان لها أسوأ الأثر وأشنع النتائج، ومن أشهرها الحرب الأهلية الأميركية والحرب الأهلية الفرنسية التي سميت لاحقاً الثورة، وحرب الثلاثين عاماً في أوروبا، والحروب الأهلية الأوروبية المتعددة، والمختلفة حجماً وتأثيراً، والحرب الأهلية في إسبانيا، وصولاً إلى الحرب الأهلية في تشيكوسلوفاكيا، والحرب الأهلية في أفغانستان بعد خروج الاتحاد السوفياتي، وغيرها كثير، وهو ما يمنح عمقاً للظاهرة في التاريخ واتساعاً لها في الجغرافيا.

وفي المنطقة، الحرب الأهلية سيئة الذكر في لبنان، والحرب الأهلية في السودان، وهي حربٌ انفصالية، أدت إلى التقسيم، واليوم نشهد حرباً أهلية في سوريا، وحرباً أهلية في ليبيا، وشيئاً يشبه الحرب الأهلية في اليمن، حيث هي في جزءٍ منها حربٌ انفصالية، وبالذات مع أحداث عدن الأسبوع الماضي.

حتى لا ننسى، فإن بشاعات وشناعات الحروب الأهلية بدت لها بوارق في العراق من قبل ومن بعد، ولكن العديد من المعاني والمفاهيم تنداح في لحظات الأزمات الكبرى ويعاد تعريفها وتحميلها لمعانٍ مختلفة نظراً لحجم الصراع السياسي والجدل الذي يتبعه عادة لمددٍ تطول أو تقصر، ونظراً لاحتدام الصراعات تتم عملية واسعة من التعريف وإعادة التعريف، وصولاً إلى تبني المتناقضات، في السياسات والشعارات والمواقف.

ليس في التاريخ المعاصر أشنع من الحرب الأهلية في سوريا، تلك التي تدخلت فيها كل القوى الإقليمية والدولية ومثلت نقطة اجتماعٍ لكل المتناقضات السياسية في هذه اللحظة من تاريخ البشرية، روسيا بجيشها الجرار وقاعدتيها العسكريتين وإيران بكل ميليشياتها الإرهابية وطموحاتها التوسعية، ونظام يقتل شعبه بكل القوات المسلحة ويتحدى العالم أجمع باستخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة دولياً، مرة بعد مرة، تحت حماية روسية تمنع أي إدانة للنظام في المحافل الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وتركيا التي تتدخل عسكرياً في الشمال السوري تحت ذريعة مواجهة الأكراد، وأميركا التي تفتش عن موضع قدمٍ لا يلغيها من الوجود على الأرض ومحاولة المشاركة في حلول أكثر عقلانية مما تسعى له روسيا في مستقبل الدولة السورية، والبلد الممزق ممتلئ بالإرهاب والطائفية والعرقية وكل أدواء التخلف البشري، حيث لا يجد قبس أملٍ في مستقبلٍ أفضل، والأحداث تجري والتاريخ يسجل شهاداته ويمضي.

مع الغوص في أوحال الماضي، والتقهقر الحضاري، تشهد المنطقة مواسم انتخابية في عدد من البلدان، ويتشبث البعض بشعاراتٍ ومفاهيم معاصرة من ديمقراطية وحقوقٍ ومساواة ونحوها، لا إيماناً بها وإنما لتوظيفها لخدمة هذا المشروع الطائفي أو ذاك المشروع الأصولي، فهل يمكن أن تكون مظاهر الديمقراطية من صندوق اقتراعٍ ومرشحين وناخبين جزءاً بأي شكلٍ من الأشكال من مظاهر الحروب الأهلية أو التحضير لها؟

الجواب، نعم ولا، في آنٍ معاً، فهذه المفاهيم المعاصرة يتم توظيفها في معارك لا أساس لهذه المفاهيم فيها، ولكنه الاستغلال والاستعداء، وإخفاء كل الجرائم الدولية تحت شعارات حضارية برّاقة لا تمت للواقع بصلة، فهل ما تصنعه إيران في العراق وسوريا يعتبر اتجاهاً نحو الحرية والحقوق والمساواة؟ وهل يمكن لشعاراتٍ مثل المقاومة والممانعة أن تخفي كل تلك الشرور الطائفية الإرهابية التي أدخلت القتل والدماء والأشلاء وأدخلت استقرار الفوضى إلى عددٍ من الدول العربية أن تشكل بأي حالٍ دفعاً نحو مستقبل لدولٍ مستقرة تعمل للتنمية ولخدمة شعوبها؟ هذا كلام غير معقولٍ بتاتاً، ولكن يتم تسويقه إعلامياً وثقافياً وسياسيا وكأن المتلقي لا يستطيع التمييز بين الإرهاب والخير.

لا شيء يوازي الحروب الأهلية في ارتكاس الأوطان والدول والشعوب، إنها تضرب نواة الوحدة الوطنية لصالح مشاريع توسعية أو آيديولوجية أو تعزز الهويات الضيقة دينياً وطائفياً وعرقياً، بحيث يفقد الوطن معناه ويتجزأ الولاء ويتقسم، وتفقد الهوية الوطنية الجامعة معناها وقيمتها، ومن ثم تلجأ كل مجموعة لما يعزز مصالحها ضمن هذه الهويات الضيقة ويبتدئ نوعٌ جديدٌ من القتل على الهوية، ويفتح باباً من أبواب جهنم على الدول والشعوب، وعلى المجتمعات والأفراد. يجب وضع التدخل التركي في عفرين في سياق تصريحات وسياسات الرئيس التركي إردوغان، الذي لم يفتأ يطرح نفسه بمشروعٍ أصولي كخليفة جديدٍ للمسلمين بالتحالف القوي مع دولة قطر وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وجميع جماعات الإسلام السياسي الإرهابية، وهو دائم الاستحضار للعهد الاستعماري التركي للعالم العربي، ويدخل أحياناً في أدق التفاصيل حول صراعاتٍ وأحداثٍ تاريخية لم يكن له كرئيس دولة أن يتدخل فيها خاصة وهو يقود دولة قامت على هدم الخلافة العثمانية من أساسها وأقامها مصطفى كمال أتاتورك على أسس علمانية ترفض مشروع أسلمة الدولة الذي ينادي به إردوغان. وضع هذا التدخل في سوريا مع بناء قاعدة عسكرية في قطر وأخرى في جزيرة سواكن في السودان مع التحالفات المعادية والمشاريع المخاصمة للدول العربية كلها تدق ناقوس خطرٍ يجب أن يؤخذ في الحسبان. أخيراً، لا أسوأ من الحروب الأهلية إلا مسوّقوها على أنها سبيل نجاة وطريق خلاصٍ، وهي أسوأ نكهة قد يتذوقها بشرٌ.

 

النظام القطري والاستمرار في المكابرة

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/04 شباط/18/

أصدرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان تقرير البعثة الفنية حول تأثير الأزمة الخليجية على حقوق الإنسان في قطر، لا الإنسان في الخليج حتى نكون دقيقين.

ودعك من افتقاد تقرير البعثة الفنية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان لأبسط القواعد المهنية، ودعك من تضمينه لمرويات غير موثقة واتهامات مرسلة لا تأخذ بها ولا تعتد حتى الدكاكين الحقوقية؛ دعك من هذا كله، وقف عند الإقرار القطري الصريح هذه المرة بتأثير «المقاطعة» على اقتصادها، وهذا ما أنكره أميرها ووزير خارجيتها سابقاً، واضطرت له حين أرادت تضخيم أثر المقاطعة عليها.

فوفقاً للصفحة رقم 11، والبندين رقم 41 و42، من نص تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان، أقرت قطر بأن قرار المقاطعة كانت له آثار كبيرة على اقتصادها، وزاد بشكل كبير من تكاليف النقل والسلع، وهذا طبعاً عكس ما تدعيه في الخطابات المحلية.

فقد أقرت قطر بأنها تعتمد على جيرانها في توفير الغذاء والدواء للمواطنين والمقيمين بشكل كبير: 67 في المائة من السكر من دول المقاطعة، و67 في المائة من الزيوت من تلك الدول، و59 في المائة من الألبان منها أيضاً، و93 في المائة من مواد التشييد والبناء، والخشب والحصى 47 في المائة، والكابلات 51 في المائة؛ وأن قرار المقاطعة، حسب كلام الإخوان القطريين، زاد من سعر تلك السلع بنسبة 83 في المائة. كما أقرت الحكومة القطرية بأنها اضطرت إلى دعم كثير من المواد الاستهلاكية بمبالغ ضخمة حتى لا يتأثر المواطن، ولا يشعر بفارق الأسعار.

كذلك أقرت قطر بأن 700 شركة تعاني من عجزها عن دفع رواتب العاملين، ودفع التزاماتها المالية الأخرى، بسبب قرار وقف التعامل مع الشركات القطرية، وتعمل الحكومة القطرية على تسوية أوضاعها المالية، ومساعدتها على جدولة ديونها.

هذه النسب والأرقام مصدرها قطري، أرادت به استجداء تعاطف فريق البعثة الفنية، ليكتب تقريراً يدين فيه دول المقاطعة، علّ وعسى أن تتوقف مقاطعتها، لكنها أفصحت عما كانت تحاول المكابرة بإنكاره، فأحرجت نفسها وأذلت صورتها كثيراً؛ والنتيجة أن رد دول التحالف الرباعي كان واضحاً، رغم محاولات الاستجداء، بأن القرار ثابت ولن يتغير، والمقاطعة مستمرة، وعدم الالتفات للمحاولات القطرية المتكررة للتهرب من التزاماتها.

فإلى متى؟ لا ندري حقيقة متى ستدرك قطر أن طرقها الملتوية لن تحقق لها نتيجة مرجوة: وساطات لم تنجح، وتدخل دول عظمى لم يفلح، وهذا «التذاكي» الذي تمارسه بغباء منقطع النظير لن يجدي نفعاً، وجميع حيلها باتت مكشوفة وكلها باءت بالفشل.

لنتذكر فقط أن هدف قطر الوحيد الذي تسعى له هو وقف قرار المقاطعة، عدا ذلك ليست هناك أهداف تسعى لها، فهي لا تريد ولا تسعى لوقف مشروعها التدميري، وهي ليست معنية بالالتزام بأمن دول المنطقة وسلامة شعوبها، ولا يهمها أن يعود الشعب القطري لحضنه الطبيعي.

وتلك نتيجة لا تسعدنا، ولا نشمت في إخوتنا وأهلنا في قطر، إنما تلك نتيجة يتحملها نظامهم بإصراره على الاستمرار بمشروعه المدمر، ولا يعنيه أن يموت من يموت ويحيا من يحيا، وأن تدمر دول وتشرد شعوب، فهو ماضٍ في مشروع إسقاط الأنظمة العربية، وتشريد شعوبها، وذلك ما لن نسمح بأن يطال شعوبنا، فنحن الذين ندافع عن أمننا، دون أن نسعى للإضرار بأهلنا في قطر، قدر المستطاع.

وليتحمل كل منا مسؤولية القرارات التي يتخذها، فإن شاءت قطر الاستمرار بدعم الحوثيين، ودعم الفصائل الإرهابية الأخرى في اليمن، وفي ليبيا، وفي تونس، فذلك شأنها، وليتحمل نظامها تبعات قراره. أما بالنسبة للدول الأربع البحرين والسعودية والإمارات ومصر، فإنها لن تدع لهذا النظام مجالاً للتواصل مع أي من العناصر الإرهابية فيها، كما فعل من قبل.. لن تسمح لهذا النظام بالتواصل مع الجماعات الإرهابية عندها، وتقديم الدعم لهم. ويعلم النظام القطري - مثلما يعلم الجميع - أن تلك ليست «معلومات مستقاة من الإنترنت»، كما ادعى في البند الحادي عشر من التقرير!!

وختاماً، ها هو خيار قطر الأخير قد فشل هو الآخر، ومضى التقرير وانتهى وبقيت المقاطعة، وتلك المليارات التي تهدرها قطر لسد الفارق في كلفة الأسعار لمعالجة التضخم في الأسواق القطرية، والمليارات التي تهدرها لتشويه سمعة دول التحالف الرباعي، والمليارات التي تدفعها لتجميل صورتها، كلها ذهبت هدراً وهباء منثوراً، ولم تؤتِ أكلها.ورغم أن الطريق إلى الرياض سالكة ممهدة، تحفها نسائم الأخوة والجيرة وصلة الرحم، وتحميها أسوار تاريخية ومصير مستقبلي مشترك، واتفاقيات وحلف خليجي يضع حدوداً للسيادة والكرامة لكل دولة خليجية، فإن النظام القطري مصر على الالتفاف حوله، مستمر في غيه، مستمر في المكابرة، ومقنع نفسه بأنه مظلوم وبريء مما ينسب إليه، وكان الله في عون هذا الشعب المجبر على الانجرار مع نظامه للهاوية.

 

لعبة أميركية – إيرانية شارفت على نهايتها

خيرالله خيرالله/العرب/04 شباط/18

إيران استخدمت أميركا… وأميركا استخدمت إيران من أجل تمزيق المنطقة. هل يوحي كلام روحاني، الذي كان جزءا من اللعبة الأميركية – الإيرانية، بأن هذه اللعبة شارفت على نهايتها؟

ليس الكلام الصادر عن علي أكبر ولايتي مستشار “المرشد” علي خامنئي في “الجمهورية الإسلامية في إيران” سوى دليل آخر على الهروب المستمرّ إلى أمام، في وقت يواجه النظام الذي أقامه آية الله الخميني أزمة عميقة. يمكن حتّى الكلام عن أزمة بنيوية تعتبر الأخطر منذ سقوط نظام الشاه في مثل هذه الأيّام من العام 1979، أي قبل تسعة وثلاثين عاما. لا يدلّ على مدى هرب ولايتي، الذي ليس سوى مرشح فاشل في الانتخابات الرئاسية، من الواقع أكثر من تلك الأوهام التي يسعى إلى الترويج لها. على سبيل المثال وليس الحصر، قال مستشار “المرشد” أمام “المؤتمر الجامعي دعما لانتفاضة فلسطين” الذي انعقد في طهران أخيرا أن دعم بلاده لـ“محور المقاومة” ساهم في “شل الكيان الصهيوني في اعتداءاته على غزة ولبنان”، مشيرا إلى أن “حزب الله بات اليوم في وضع يتهرب ساسة الكيان الصهيوني من مواجهته، على غرار ما حصل في حرب تمّوز (صيف العام 2006)”.

هل يضحك المرء أو يبكي عند قراءة كلام ولايتي الذي سبق له أن كان وزيرا للخارجية؟ الأكيد أن على المرء أن يبكي على لبنان الذي يعاني من حال البؤس لم يشهد لها مثيلا، حتّى إبان الحرب الأهلية التي امتدّت حتّى العام 1990، أي إلى ما بعد سنة من توقيع اتفاق الطائف. ما فعلته إيران في لبنان، عبر تحويل “حزب الله” إلى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، يتجاوز الجريمة في حقّ البلد الذي كان على طريق التعافي في مرحلة معيّنة، وصولا إلى اغتيال رفيق الحريري في مثل هذه الأيّام من العام 2005.

هل يريد المرشح الرئاسي الإيراني الفاشل تذكير اللبنانيين باغتيال رفيق الحريري الذي أعـاد الحياة إلى بيروت، وأعاد وضع لبنان على خريطة الشرق الأوسط؟ أو هل يريد في مثل هذه الأيام التركيز على نفوذ إيران وقدرتها على تدمير مؤسّسات الدولة اللبنانية الواحدة تلو الأخرى، على نحو ممنهج، بعدما زال كلّ سرّ يتعلّق بالجهة التي فجرت موكب رئيس الوزراء اللبناني السابق في ذلك اليوم المشؤوم؟

الأكيد أيضا أنّ على المرء أن يبكي على غزّة عندما يسمع ولايتي يتحدّث عنها. ما الذي فعلته إيران لغزّة التي تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنها في حال يرثى لها. هناك حال انهيار على كل المستويات في غزّة التي لا تعاني من الحصار الإسرائيلي فحسب، بل من نتائج فوضى السلاح التي أسست لها حركة “حماس”، بدعم إيراني مباشر. ما تحصده غزّة اليوم، بفضل دعم إيران وغير إيران، هو من نتائج انقلاب منتصف العام 2007. أرادت حركة “حماس” وقتذاك تأسيس “إمارة إسلامية” في القطاع كي تعطي مثلا على ما يستطيع الإخوان المسلمون تقديمه إلى العالم العربي. كانت النتيجة كارثة إنسانية ليس بعدها كارثة وحصارا ليس من يريد رفعه عن شعب مظلوم يعيش من دون كهرباء أو ماء، فيما أزمة الصرف الصحّي تهدّد بانتشار الأوبئة. هل هكذا تكون الانتصارات على إسرائيل؟

يصبّ كل ما أدى إليه الدعم الإيراني لغزة في تكريس الانقسام الفلسطيني في ظل سلطة وطنية مترهّلة وغير راغبة أصلا في إعادة الربط بين غزّة والضفّة الغربية، نظرا إلى أنّها لا تجد لها مصلحة في ذلك، خصوصا في ظلّ تدهور الأوضاع في القطاع.

نعم، إيران لاعب في المنطقة. يمكن تصديق ولايتي في كلّ ما يقوله في هذا الشأن، خصوصا عندما يشدد في تحديه للضغوط الأميركية على “أن نفوذ إيران في المنطقة حتمي وكي تظل لاعبا أساسيا في المنطقة سيستمرّ هـذا النفوذ”، مضيفا “إيـران هي قلب التطورات الدولية. أميركا تريد تمزيق الشرق الأوسط… إيران تعارض ذلك”. قبل كل شيء، يبدو ولايتي على حق عندما يقول إن أميركا تريد تمزيق الشرق الأوسط. من يريد تمزيق الشرق الأوسط يُقْدم بالفعل على ما أقدمت عليه أميركا التي سلّمت العراق على صحن من فضّة إلى إيران في العام 2003 في عهد جورج بوش الابن. ومن يريد تمزيق الشرق الأوسط ينسحب عسكريا من العراق، كما فعلت أميركا في عهد باراك أوباما في العام 2010 واستسلمت للرغبة الإيرانية في أن يكون نوري المالكي رئيسا للوزراء.

كل ما فعله أوباما من أجل تمزيق المنطقة كان يتجاوب مع الرغبات والتطلعات الإيرانية بدءا بغض النظر عن نشاطات “حزب الله” إرضاء لرغبات طهران. نفّذت إدارة أوباما كل ما طلبته إيران منها كي تضمن التوصل إلى اتفاق في شأن ملفها النووي صيف العام 2015. وقَعت أميركا، عن سابق تصوّر وتصميم، في الفخّ الإيراني بعدما اختزل باراك أوباما كلّ أزمات الشرق الأوسط بالملفّ النووي. صار في استطاعة إيران أن تسرح وتمرح في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وأن تهدّد البحرين بواسطة ميليشياتها المذهبية التي فجّرت الصراع المذهبي في كلّ المنطقة.

باختصار، لعبت إيران الدور الأساسي في تمزيق المنطقة بعدما تحوّلت إلى المستفيد الأوّل من السياسات الأميركية في عهدي بوش الابن وباراك أوباما. كان هناك في كلّ وقت تفاهمات أميركية – إيرانية لم تكن إسرائيل بعيدة عنها في أيّ وقت. امتنعت الإدارة الأميركية عن توجيه ضربة إلى النظام السوري صيف العام 2013 عندما استخدم بشّار الأسد السلاح الكيميائي في الحرب التي يشنّها على شعبه متجاوزا كل الخطوط الحمر التي رسمها له باراك أوباما. هل هناك ما هو أفضل من هذا التوجّه الأميركي بالنسبة إلى إسرائيل، ما دام بقاء بشّار الأسد في دمشق يساهم إلى حد كبير في تفتيت سوريا؟

يُفترض في ولايتي عدم الشكوى من الحليف الأميركي غير المعلن. ربّما كانت شكواه من احتمال حصول تغيير في الموقف الأميركي في عهد دونالد ترامب الذي بدأ يشكو مما يجب بالفعل الشكوى منه، أي من الصواريخ الإيرانية ومن المشروع التوسعي في المنطقة الذي يدار من طهران. هذا تغيير أميركي لم يتحقّق بعد. لكنّ التغيير الذي تحقّق هو بداية التحرك الشعبي داخل إيران نفسها حيث بدأ مستشار “المرشد” يشكو من ترديد المواطن العادي الذي انتفض في أكثر من ستين بلدة ومدينة إيرانية شعارات من نوع “دعونا من فلسطين” و“اتركوا سوريا وفكروا فينا” و“لا غزّة ولا لبنان”.

هذا هو الخوف الحقيقي الذي يعاني منه “المرشد” وكلّ المحيطين به. وهو ما حمل رئيس الجمهورية حسن روحاني على التحذير من أمام ضريح الخميني من أن الزعماء الإيرانيين سيواجهون مصير الشاه إذا تجاهلوا الاستياء الشعبي. صحيح أن روحاني أكّد أيضا في خطاب ألقاه حديثا من أمام الضريح أنّ الشعب سيحارب من أجل الحفاظ على “الجمهورية الإسلامية” إلى الأبد. لكنّ الصحيح أيضا أنّ ليـس في الإمكان الاستمرار في الهروب إلى أمام إلى الأبد. لم يلبّ النظام الإيراني الذي تحوّل أكثر من أيّ وقت إلى أسير عائدات النفط والغاز أيّا من الشعـارات التي رفعها الخميني قبل انتصاره على الشاه وبعد ذلك. هذا كلّ ما في الأمر. إيران استخدمت أميركا… وأميركا استخدمت إيران من أجل تمزيق المنطقة. هل يوحي كلام روحاني، الذي كان جزءا من اللعبة الأميركية – الإيرانية، بأنّ هذه اللعبة شارفت على نهايتها؟

 

حين «يتجرأون» على «المرشد» والنظام في إيران

جورج سمعان/الحياة/05 شباط/18

الاحتجاجات التي شهدتها إيران أخيراً لم تكن من فعل «الأعداء». لم تكن «مؤامرة أميركية – بريطانية – صهيونية»، كما أعلن «المرشد». ولم تكن وسائل التواصل الاجتماعي وراء التحريض على العنف، كما رأى علي شمخاني الأمين العام لمجلس الأمن القومي. «الرسائل» التي وجهها أركان في النظام أخيراً إلى السيد علي خامنئي والنخبة السياسية تقول غير ذلك. ما قاله ثلاثة من أبناء «ثورة الخميني» يحمّل خلفه وسياساته وأجهزة أخرى الجزء الأكبر من المسؤولية عما آلت إليه أوضاع البلاد. تفاوتت لغة كل من هؤلاء الثلاثة ونبرة خطابهم. لكن خوفهم من سقوط النظام، وهم من صلبه، يعني أن الأوضاع في الجمهورية الإسلامية وصلت إلى حال تشبه تلك التي سبقت سقوط الشاه ونظامه. إذاً لم يكن ما قام المتظاهرون هو مجرد تحرك لأعداد معدودة من الشباب، كما عبر مسؤولون في الأمن والقضاء. ولم تكن مطالبهم اقتصادية فحسب، بل لديهم مطالب سياسية واجتماعية وثقافية، على حد تعبير رئيس الجمهورية. لم يكن مجدياً إذاً التقليل من شأن ما حصل في معظم المدن. ولعل أخطر تداعيات هذه الموجة أنها كسرت الهالة التي كانت تحيط بموقع «المرشد» ونظام «ولاية الفقيه». لكنها في المقابل أجّجت الصراع بين التيارات السياسية، خصوصاً بين المحافظين والإصلاحيين. ولا يزال الطرفان يتراشقان بسيل من الاتهامات، وغاب عنهما أن الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع والساحات نأوا بأنفسهم وبشعاراتهم عنهما. علماً أن المسؤولين يقرون بأن ابتعادهم من هؤلاء الشباب أحد مسببات هذه المشكلات!

كانت الاحتجاجات رسالة إنذار أدركت النخبة السياسية خطورتها. خصوصاً أن نارها لم تخمد بعد. بل إن خروج عدد من النسوة حاسرات متحديات قانون فرض الحجاب يعطي صورة عما يدور وسط المجتمع من تململ سيتعاظم إن لم يتدارك أهل النظام بجناحيهم الأمر، ويستمعوا إلى المعترضين المطالبين ليس بلقمة العيش فقط، بل بإصلاحات جوهرية تطاول حتى دور المرشد و «الحرس الثوري»، وبتغيير سياسة الدولة الداخلية والخارجية. وهو ما عبر عنه مهدي كروبي، الرئيس السابق لمجلس الشورى والذي يخضع لإقامة جبرية. عزا الاحتجاجات إلى «الظلم والفساد». وطالب خامنئي بالنظر إلى «الهموم المعيشية للشعب». ورأى إلى وضع البلاد «نتيجة مباشرة لسياساته الاستراتيجية والتنفيذية». واتهم «الحرس الثوري» بأنه يتدخل على نحو «كارثي» في الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية. ونبه إلى أن نصف ثروة البلاد تقع في «أيدي بضع مؤسسات حاكمة». وحذر من «برميل بارود». وهاجم مجلس صيانة الدستور ورئيسه أحمد جنتي. وقال إن «النظام هذه الأيام أصبح في منحدر السقوط».

وسبق الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد كروبي برسالة إلى المرشد حذر فيها من سقوط نظام «ولاية الفقيه»، مشيراً إلى «حالة الشعب والضغط الاقتصادي غيرالمسبوق والنفسي والسياسي». علماً أن أصابع اتهام وجهت إليه بتحريك بعض التظاهرات أو ركوب هذه الموجة واستغلالها. وجاء بعد هاتين الرسالتين خطاب الرئيس روحاني أمام ضريح الخميني. ولم يكن وقعه أقل وطأة أو أقل جرأة. وقد سعى إلى الإفادة من موجة التظاهرات لتعزيز مواقعه بمواجهة المرشد والتيار الأصولي الذي عزا الاضطرابات إلى سياسات حكومته. فدعا «جميع قادة البلاد» إلى «أن يسمعوا مطالب الشعب وتمنياته». وذكّر بأن «النظام السابق فقد كل شيء لأنه لم يسمع صوت المواطنين وانتقاداتهم». وقال إن الشاه «لم يسمع نصائح الشعب. لم يسمع أصوات الإصلاحيين والمستشارين والأكاديميين والنخبة والمثقفين». وكان الرئيس اعترض في مناسبات عدة على دور «الحرس الثوري»، وعلى معظم المؤسسات التي يهيمن عليها المحافظون المتشددون. وطالب بالحد من تغول هذه المؤسسة وهيمنتها على الاقتصاد. فهي تملك اليد الطولى في قطاعات الطاقة والبناء والاتصالات والتعدين والإلكترونيات والخدمات المصرفية وغيرها. كما أنها تشكل الذراع الخارجية للجمهورية ورأس حربة لترجمة سياساتها الحارجية. وينتشر آلاف من جند «الحرس» في شتى بقاع المنطقة، ويقف قادته وراء قيام عدد من الميليشيات التي باتت نداً للجيوش الرسمية في عدد من البلدان العربية، وتساهم في تعميم «ايديولوجية الجمهورية الإسلامية» والثقافة الإيرانية. ويرتب بناء هذه المنظومة في الخارج وديمومتها مبالغ طائلة يعتبر الشباب والفقراء أنهم أحق بها من غيرهم في لبنان وسورية وفلسطين واليمن...

«رسائل» القادة الثلاثة فاقمت اهتزاز صورة «المرشد»، وأعلت الصوت بوجه «الحرس» وغيره من مراكز القوى التي يهيمن عليها المتشددون. لكن هذه الرسائل تظل قاصرة عن استجابة مطالب الشباب المطالبين بإصلاحات جذرية تغير وجه النظام، في حين أن هؤلاء كانوا ولا يزالون حريصين على النظام. وحتى الرئيس روحاني الذي اعتبر لاحقاً أن من أسباب الاحتجاجات هو ابتعاد المسؤولين عن الشباب، كان هدد المتظاهرين بأن «الشعب سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون». كان يقصد أعمال العنف والتخريب التي رافقت التظاهرات، لكن دعوته إلى النظر في مطالب الناس لا تختلف عن دعوة خصومه في هذا المجال. والمشكلة أن تياري المعتدلين والمحافظين يعيشون قطيعة مع جيل الشباب الذين يشكلون غالبية السكان في إيران، كما هي الحال في معظم بلدان الشرق الأوسط. وهذه الشريحة الكبرى من المجتمع لم تعرف عهد الشاه ولم تعايش بداية «الثورة الإسلامية» وأيامها الأولى. صحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها ولا يزال دور كبير في كسر احتكار المؤسسات الرسمية لوسائل الإعلام ومصادر المعلومات، وكان لها دور في تأليب الشارع وتنظيم التحركات الأخيرة. لكن الصحيح أيضاً أن هذه الوسائل وضعت الشباب على تماس مع الأفكار والثقافات من مختلف أنحاء العالم. وهو ما شجع أصواتاً منهم على المطالبة بتغيير النظام وسياساته، بعدما كانت تحركات مماثلة في السابق تحض حكومات الرؤساء المعتدلين من هاشمي رفسنجاني إلى محمد خاتمي فحسن روحاني على إجراء إصلاحات جذرية تنقل البلاد من حال الثورة الدائمة إلى حال الدولة.

لذلك كشفت الاحتجاجات أن التيار العريض من الشباب تجاوز الانقسام التقليدي بين القوى السياسية، خصوصاً المحافظين أو الإصلاحيين. بدا واضحاً أنهم لا ينتمون إلى أي من الجناحين المتصارعين والمتنافسين على السلطة. رفعوا شعارات ضد الطرفين. حركتهم الأوضاع الاقتصادية المتردية وتفشي البطالة. وانتقدوا تسلط الأمن وقساوة القضاء. وذهبوا إلى حد الدعوة إلى تغيير مسار السياسة الخارجية التي اعتمدها النظام منذ سقوط الشاه. لا يعنيهم «تصدير الثورة»، الشعار المرادف لسعي طهران إلى الهيمنة والتوسع في الإقليم تحت ذرائع أبرزها حماية الجمهورية الإسلامية. تماماً كما عول الاتحاد السوفياتي طويلاً على مثل هذا الشعار وانتهى إلى السقوط من الداخل. ولا يخفى أن ما دفع الشباب إلى التخلي عن التيار الإصلاحي هو فشل هذا التيار في استجابة طموحات الغالبية العظمى منهم. وهي غالبية كانت ولا تزال ترغب في إصلاحات اجتماعية واقتصادية وثقافية، وهيكلية في النظام لوقف الفساد والظلم. وترغب في طريقة حياة تبعاً للنموذج الأميركي أو الغربي عموماً. انحازوا طويلاً إلى هؤلاء الزعماء لعلهم يكسرون استئثار المحافظين المتشددين بزمام الأمور. لكنهم منوا بخيبة كبيرة. وكانت حكومة الرئيس روحاني في ولايته الأولى وعدت مواطنيها بالمن والسلوى بعد إبرام الاتفاق النووي قبل عامين، معولة على ثمار رفع العقوبات، الأميركية منها خصوصاً. لكن موقف الرئيس دونالد ترامب من هذا الاتفاق، ورفع إدارته شعار مواجهة طهران لدفعها إلى تغيير سلوكها في الإقليم، ووقف برنامجها الصاروخي وإصلاح بعض البنود في الاتفاق، ثم فرضها عقوبات جديدة عليها... كلها عوامل عرقلت تدفق الرساميل الأجنبية وأعاقت تقدم الشركات العالمية، الأوروبية خصوصاً. وتركت أثراً عميقاً في السوق المالية. حتى أن التومان هبط مطلع الاسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له منذ قيام الثورة. وهو ما يؤشر إلى تفاقم الوضع، وإن رأى بعضهم إلى الأمر محاولة من الحكومة لرفع أسعار الدولار من أجل تعويض العجز في الموازنة. وهو ما نفاه بالطبع الرئيس.

الرئيس ترامب دعا أكثر من مرة إلى مواجهة «أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط». ووضع البنتاغون هذه المواجهة في سلم أولويات استراتيجيته. مواصلة واشنطن ضغوطها على طهران وحلفائها، خصوصاً «حزب الله»، وانحياز العواصم الأوروبية إليها في مطالبة الجمهورية الإسلامية بوقف سياسة الهيمنة والحد من برنامجها الصاروخي، سيلقيان بثقلهما على الاقتصاد الإيراني، ويخلفان مزيداً من الشكوك في مستقبل الاتفاق النووي على رغم تمسك العواصم الخمس الأخرى بهذا الاتفاق. والأكثر خطورة هو أن تواصل النخبة السياسية الإيرانية صم آذانها عن صرخة الشباب والفقراء والنساء ووصفها بأنها من صنع «الأعداء» أو هي تصرفات «تافهة» و «صبيانية» و «بتحريض من أجانب»، على حد ما وصف النائب العام محمد جعفر منتظري خلع نسوة الحجاب في طهران وأصفهان وشيراز. هل يلاقي «حرس النظام» الشباب قبل فوات الأوان؟ وهل يعون مدى التبدل الذي طرأ خارج أسوار الجمهورية؟ كيف يعالجون تأثير العوامل التي أججت الحراك الشعبي؟ عوامل ثلاثة حددها بوضوح وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي: «اختلاف الأجيال، والتقدم التكنولوجي، ونمط الحياة». ليس في الأفق القريب ما يشير إلى أن المرشد في وارد تغيير سياساته وأدوات الحكم، أو أن مراكز القوى و «الحرس الثوري» في وارد التخلي عن مكاسبهم... على رغم ذلك سيظل التغيير رهن حراك الداخل وإن على وقع الضغوط والعقوبات ومواجهات الاستنزاف في ساحات المنطقة، من اليمن إلى سورية والعراق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سامي الجميل في إطلاق الماكينة الانتخابية: الاستسلام ليس في قاموسنا 6 أيار فرصة لإعطاء الحق للأوادم فلنكن نبض التغيير الحقيقي

الأحد 04 شباط 2018

وطنية - دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل اللبنانيين الى ان يكونوا "نبض التغيير في 6 أيار"، متوجها اليهم بالقول: "كونوا نبض الجمهورية والناس والشباب ونبض بكرا في 6 ايار ليحيا لبنان. نحن مقبلون على انتخابات هي بالنسبة الينا فرصة لكل اللبنانيين من اجل بناء لبنان جديد، هذه فرصة لنقول لا لهذا الاداء وفرصة لإعطاء الحق للاوادم في هذا البلد والقدرة على بناء بلد اجمل من الذي نعيش فيه. غيرنا سيخوض المعركة بالمال والسلاح والخدمات ونحن سنخوضها من قلبنا لاننا نؤمن بالطيبة وبأن القلب اقوى من كل الحدود الموجودة بيننا وبين التغيير وحلمنا بلبنان".

وتوجه إلى "كل من صوت في 2009": "أنتم لم تخطئوا، والمهم ان تحاسبوا اليوم على الاداء والمواقف والخطوات وتقوموا بالخيار الصائب في 2018. حاولوا تشويه صورتنا واتهمونا بأننا شعبويون ومع كل هذا الضغط لم نتراجع وجعلنا السلطة السياسية لسنتين تعيش على نبض مؤتمراتنا الصحافية ومراجعاتنا الدستورية ونزلاتنا على الارض". كلام رئيس الكتائب جاء خلال احتفال إطلاق الماكينة الانتخابية للحزب في "فوروم دو بيروت" حضره نواب الحزب: ايلي ماروني، نديم الجميل، سامر سعاده وفادي الهبر، نائبا رئيس الحزب جوزيف ابي خليل وسليم الصايغ، الامين العام رفيق غانم، الوزير السابق آلان حكيم، اعضاء المكتب السياسي والمجالس والمصالح واللجنة المركزية، السيدة جويس الجميل، السيدة باتريسيا بيار الجميل، أمين بيار الجميل، غابريال المر، وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير وقادة الرأي والإعلاميين والمحازبين والأنصار. وتخلله عرض لنتائج استطلاع رأي قامت به "ناس 2018" وآراء اللبنانيين الذين تم استفتاؤهم عن تطلعاتهم للبنان الذي يحلمون به وهواجسهم. وألقى الجميل كلمة قال فيها: "صرختنا اليوم هي صرخة غضب، الصرخة التي يراها المسؤولون على الطرقات وهي نابعة من قهر الناس، انها صرخة حقيقية لان معاناة الناس حقيقية، كذلك هي صرخة الاوادم مسلما كان أم مسيحيا لا منطقة له، من الجنوب الى البقاع الى الشمال فجبل لبنان فبيروت. هذا المواطن هو هدفنا، ودورنا ان نقف بجانبه وندافع عنه وعن حقوقه، والانقسام في لبنان ليس انقساما طائفيا او مناطقيا بل بين الزعران والاوادم ومن يؤمن بالدولة ومن يؤمن بشريعة الغاب. الاوادم ليسوا من طبقة اجتماعية واحدة، لكن الاكيد انهم الاكثرية في لبنان لكن مغلوب على أمرهم وهدفنا ان نعطيهم نبضا ليكونوا قوة التغيير في 2018".

أضاف: "جئت لاتحدث اليكم من القلب واتوجه من هذا المكان الى كل اللبنانيين لاخبرهم عن تجربتي. كشاب لبناني تحملت المسؤوليات باكرا ورأيت الحقيقة عن قرب، انتخبت رئيسا لحزب الكتائب منذ سنتين ورأيت حقيقة الحياة السياسية في لبنان، وعشت في الوقت نفسه هموم الناس ووجعها لاننا حزب يعيش الى جانب الناس وفي الوقت نفسه رأيت امرا مختلفا لا علاقة له هو الحياة السياسية. عندما انتخبت رئيسا للحزب كان للحزب 3 وزراء في الحكومة وكنا نرى عن قرب ماذا يحصل، وقررت ان اكون شاهدا امامكم على الاداء الذي رأيته بعيني وجعلني أعمل مع رفاقي لتكون الكتائب بمواجهة هذه الكارثة والفجوة الموجودة بين الناس والحياة السياسية في لبنان. هم يسمونها اللعبة السياسية لانها بالنسبة إليهم لعبة، وادارة البلد بالنسبة إليهم والاهتمام بالناس أمر غير موجود وهو لعبة".

وتابع: "الحسابات الضيقة هي التي تحكم التصرفات والحياة السياسية، حسابات الربح والخسارة لهم وليس للبلد، والحسابات الضيقة التي أدت الى تسليم قرار البلد الى خارج الدولة اللبنانية وحتى خارج الحدود ويبررون الأمر بالواقعية السياسية، وهذه هي الحجة التي باسمها يبررون جميع التجاوزات والتنازلات على حساب الدولة وسيادتها واستقلالها والمواطن، وهذه هي الواقعية التي نواجهها اليوم لانها كل شيء ما عدا الواقعية وهي مجرد تنازلات ومصالح شخصية. لم يكتفوا بهذا الامر، وعندما يرون ان الناس لا تصدق يستعملون النعرات الطائفية وشد العصب ويخلقون المشاكل ويصبح هم الناس الشارع والمشاكل و"اوعا الحرب الاهلية" وكل يشد الى جماعته. هم يستخدمون هذا الاداء لتفريق الناس وجعلهم ينسون الدولة وبناء الدولة لان الهم الاساسي لهم هو الزعيم، والاهم هو سياسة "مرقلي تملرقلك"، ونشكر رئيس الحكومة السابق تمام سلام على صراحته وصدقه مع الشعب عندما وصف اداء حكومته ب"مرقلي تمرقلك"، وهذا ما ادى الى انسحابنا من الحكومة، وللمرة الاولى يستقيل حزب من الحكومة لانه يتم المس بكرامة الشعب اللبناني".

وقال: "مرقلي تمرقلك تتمثل بمطمر لي ومطمر لك، باخرة لي وباخرة لك، بلوك لي وبلوك لك، قاض لي وقاض لك، سفير لي وسفير لك، وزارة لي وزارة لك، نائب لي نائب لك، رئاسة لي رئاسة له ورئاسة لك، تمديد لي وتمديد لك، شارع لي وشارع لك، سلاح لي لكن سلاح "مش لإلك"، ويمكن اختصار اللعبة كلها بالسلاح لي والمحاصصة لك. والنتيجة تجويع الناس، ولكي يلعبوا مرتاحين ممنوع ان يكون هناك رأي عام وناس احرار. ولتكون الناس حرة يجب ان تكون اقتصاديا حرة، لذلك حصل تدمير منهجي للطبقة الوسطى واستهدافها فهي نبض الديموقراطية في كل دول العمل، والهدف كان تدميرها او تهجيرها وتدفيعها الثمن لتصبح فقيرة ولا تعود حرة بل خاضعة لابتزاز المال والخدمات. وامام هذا الواقع والاداء كان لدينا في الكتائب 3 خيارات، أولا ان ندخل في اللعبة واكيد هذا الأمر كان متاحا في اي لحظة ووقت لكن الأمر لم يكن احتمالا واردا لنا، ثانيا ان نستسلم ونقول ان القصة اكبر منا لكن هذا الامر ليس من عاداتنا وتربيتنا والاستسلام ليس بقاموسنا، ولم يعد هناك سوى الخيار الثالث وهو المواجهة والوقوف صامدين بوجه الكل اوفياء لقناعاتنا ونضال شهدائنا الاموات والاحياء، اوفياء لهذا البلد الذي نحبه وقررنا ان نكون نبض التغيير الحقيقي بحياة سياسية لم تعد تشبهنا ولا تشبه اللبنانيين".

وشدد على ان "الهدف بالنسبة لنا كان كسب ثقة الناس التي فقدت الثقة بالطبقة السياسية، ولا يمكن خلق هذه الثقة الا باستعادة المثالية المطلقة وان نبرهن للناس ان ليس صحيحا بأن "الكل متل بعضهم" وان لا امل بلبنان، لذلك كان يجب ان يكون اداؤنا من دون غبرة وعملنا على هذا الاساس، تحملنا مسؤولياتنا واخذنا القرارات الصعبة بدءا باستقالتنا من الحكومة وثم بناء معارضة مبنية على دراسة ملفات ووضوح وعمل مستمر ليل نهار. فندنا كل جدول اعمال مجلس الوزراء وقراراته ودققنا في كل ورقة وقرار واوضحنا للرأي العام ماذا يحصل، وخضنا كل المعارك ونجحنا في بعضها، والبواخر التي ما زالت في تركيا شاهد على ذلك وهي لن تأتي. خضنا معاركنا مع الناس وتحدثنا معهم، وهم من خوفوا السلطة واوقفوا البواخر والصفقات المشبوهة. وقفنا بوجه التوتر العالي وحمينا اهلنا في المنصورية من هذه الكارثة، كما لجأنا الى المجلس الدستوري للطعن بالضرائب وخلقنا ارباكا لمدة 9 اشهر لدى السلطة ولو تمكنا من تأمين اكثر من 5 نواب لكنا طعنا مجددا بها. حملونا مسؤولية كل اخطائهم، فهم يقرون امرا ما ويحملوننا المسؤولية، يقرون المطامر ويدافعون عنها ويوصلون البلد الى هذه الكارثة ويحملون الكتائب المسؤولية، كل الاخطاء التي يرتكبونها يحملون الكتائب مسؤوليتها كأن الكتائب هي التي تقرر وهي السلطة ولديها 128 نائبا و30 وزيرا".

أضاف: "استخدموا القضاء لإخافتنا وإخافة كل شخص حر وكل صحافي يدل إلى الخطأ. استعملوا القضاء لاخافتنا من ايام الماضي لكنهم نسوا اننا لا نخاف. حاولوا تشويه صورتنا عبر اتهامنا بالشعبوية، ولكن الكتائب تقف الى جانب الناس والشعب اللبناني على رأس السطح، ولكن مع كل هذا الضغط لم نتراجع بل بقينا صامدين نقول كلمة الحق وجعلنا السلطة السياسية لسنتين تعيش على نبض مؤتمراتنا الصحافية ومراجعاتنا الدستورية ونزلاتنا على الارض".

وتابع: "مقبلون إلى انتخابات نيابية هي بالنسبة لنا فرصة لكل اللبنانيين من اجل بناء لبنان جديد، وهي فرصة لنقول كلا لهذا الاداء ولاعطاء الحق للاوادم في هذا البلد واعطائهم القدرة لبناء بلد اجمل من الذي نعيش فيه. هدف الكتائب كان دائما واحدا وواضحا هو بناء بلد يشبهنا ويشبه شباب لبنان. في العام 1998 زرت مع وفد كتائبي، عين الرمانة حيث التقيت انسانا كبيرا يعيش في شقة صغيرة انما هو رمز للبنان الكبير الذي نحلم به، وهو الشاعر الراحل سعيد عقل الذي قال لي: "حلمي ان يأتي يوم يكون هناك شعار للبنان ككل دول العالم، وان يكون الشعار "لنخلق"، لان لبنان بالنسبة له هو الابداع والمنارة والانسان اللبناني لا يوجد مثيل له في العالم". طموحنا كبير للبنان لاننا نراه من عين كبيرة ونرى الشعب من عين كبيرة، لذلك بالنسبة لنا يجب ان نؤمن لهذا الشعب مقومات اساسية للانتقال الى الابداع، لان الشعب اللبناني يملك قدرة لتحويل لبنان الى شيء رائع".

ورأى الجميل ان "البلد هو جغرافية وشعب"، وقال: "جغرافيتنا لا مثيل لها في العالم، اضافة الى ذلك لدينا شعب يبدع في كل العالم، هذا الشعب الذي انتج نادين لبكي وزياد دويري اللذين ترشحا لجائزة الاوسكار، ويخرج اهم المصرفيين ورجال الاعمال في العالم واهم الاطباء، كما نرى المهندسين الذين بنوا دبي والخليج، ومصممي الازياء الموجودين في كل اوروبا واميركا والاسماء اللبنانية الموجودة في اكبر مدن العالم، وهذا دليل على ان شعبنا قادر على بناء احلى بلد في العالم. لدينا ارض وشعب وتاريخ، لدينا جبيل أقدم بلدية في العالم، ولدينا قلعة صور وصيدا وبعلبك، وطرابلس وبيروت وجبل لبنان ووادي القديسين ووادي قاديشا والمغاور والاديرة المحفورة بالصخر، ولدينا ثروة تاريخية وثقافية لا يوجد لها مثيل في اي بلد بهذه المساحة الصغيرة، لكن ما ينقصنا هو قانون ونظام ودولة سيدة ديموقراطية، واستقرار امني وسلام وبنية تحتية، واذا توافرت كل هذه الامور يصبح الوضع في لبنان ملائما للاستثمار وخلق فرص عمل للشباب".

واعتبر ان "المهمة الاولى هي تحقيق السلام والعطلة من الصراعات وحرق الدواليب والحروب، لكي نتمكن من بناء بلدنا لينبض حياة وسلاما لشبابنا، فمن حقنا ان نعيش نحن واهلنا واولادنا في هذا البلد وان نتطلع الى اهم الشركات في العالم ونقول لهم تفضلوا الى لبنان". وقال: "نريد الانتهاء من السلاح وان نثق بجيشنا وضباطنا وعسكرنا ودباباتنا وبالبدلة المرقطة ولا نؤمن إلا بها ونعطيها الفرصة لحمايتنا، عندها يصبح بالامكان ان نهتم بالمواطن ونعطيه القدرة على تفجير مواهبه ونجعل من لبنان مركزا يشع فيه النور وان نهتم بالتربية والمدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية لأن ثروة لبنان الاساسية هي الانسان وان تكون تربيته مجانية".

وأشار الى ان "اللبنانيين يهربون من المدرسة الرسمية ويضطر الاب للاستدانة لادخال اولاده الى المدرسة الخاصة"، سائلا: "لماذا ندفع لموظفي الدولة من ضباط وقضاة واساتذة منحا دراسية في المدارس الخاصة؟ ما هذا الجنون؟ المدرسة الرسمية لطالما كانت رائدة كذلك الجامعة اللبنانية، ونحن نريد ان نرد لها هيبتها وموقعها بالحياة الوطنية لان من خلالها يمكن ان نبني مجتمعنا".

وعن الاستشفاء وضمان الشيخوخة، قال: "بدل الرشوات التي توزع كخدمات طبية استعملوها لتحسين المستشفيات الرسمية، ففي لبنان يكون الموظف مضمونا الى ان يخرج من العمل، اما لماذا لا يتم اقرار ضمان الشيخوخة فلانهم يريدون الامساك برقبة المواطن من ناحية الخدمات؟ اذا تم تأمين كل هذه الخدمات يمكننا بناء اجمل بلد في العالم، وهذا هو التحدي في انتخابات 2018 لان الفرق بين لبنان الحلم ولبنان الذي نعيش فيه اليوم هو الانتخابات فإما "نبرم الدولاب" بالاتجاه الصحيح او نبقى بالاتجاه الخاطئ، ولبنان هو البلد الوحيد الذي يسير الى الوراء".

وتوجه الى "كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين" بالقول: "اوجاعنا واحدة، طموحنا واحد، املنا واحد فلا تسمحوا لاحد بأن يفرقنا ويضع الحواجز بيننا. لنتذكر انه يجب ان نبني البلد سويا وان نحترم خصوصيات بعضنا وما يميزنا عن بعضنا".

وقال "لمن صوت في 2009": "لم تصوتوا بشكل خاطئ بل هم من خذلوكم وغيروا، ففي 2009 هناك من صوت ضد الفساد ومع التغيير والاصلاح وكان محقا لان هدفه كان التغيير والاصلاح واعتبر ان هذه الاولوية، كما هناك من صوت للسيادة وكان محقا. كل واحد اعطى اولوية لشيء مهم، والمطلبان محقان ولهذا السبب السؤال هو ما العمل بهذين العنوانين من قبل كل من دافع عنهما؟ نحن دافعنا عن سيادة لبنان ورفضنا التنازل والتسوية والاستسلام، ومن جهة ثانية قمنا باصلاح حقيقي واليوم نعمل على نبض حقيقي. لكل من صوت في 2009 نقول له لم تخطىء، والمهم ان تحاسب اليوم على الاداء والمواقف والخطوات وان تقوم بالخيار الصح في انتخابات 2018".

اما "لمن يصوت للمرة الاولى وهم كثر" قال: "هناك من يبلغ من العمر 29 عاما ويصوت للمرة الاولى، المسؤولية كبيرة عليكم فانتم تشكلون 20% فكونوا المفاجأة وصوت العقل، محررين، وسأبدأ بالكتائبيين ليعطوا هم المثال واقول لهم صوتوا لقناعتكم، صوتوا للكتائب اذا كنتم مقتنعين بما تقوم به الكتائب. الشعب اللبناني ليس غنما بل لديه عقل وفكر فلا تعدونا "اكياس بطاطا"، والشباب هم من سيعطون المثال بالانتخابات المقبلة".

وتابع: "اتوجه لكل لبناني يائس ولا يريد ان ينتخب ويقول ان لبنان لن يتغير: إن كنتم لا تزالون موجودين في لبنان فلأنكم تحبونه، لذا ساهموا باختيار افضل طرح لأن من ستنتخبون سيحسنون حياتكم او يعيدونها الى الوراء. وللبنانيين في الخارج اقول: انتم أحرار ولديكم دور وواجب بأن تساعدوا بلدكم وشعبكم المقيم ليتحرر من القيود، وان تصوتوا بطريقة صحيحة".

وتوجه لكل "القوى السياسية والمدنية التي تؤمن بما قلناه اليوم": "ندعوهم إلى ان نكون يدا واحدة ونبضا واحدا وصوتا واحدا لنحدث التغيير، لنضع كل ما يفرقنا جانبا ونفتح صفحة بيضاء لنواجه العقلية المهترئة التي نعيش فيها، وادعو كل من يؤمن بسيادة لبنان والتطوير لأن نضع يدنا سويا ونحقق انتصارا للشعب اللبناني في 2018. غيرنا سيخوض المعركة بالمال والسلاح والخدمات ونحن سنخوضها من قلبنا لاننا نؤمن بالطيبة وان القلب اقوى من كل الحدود الموجودة بيننا وبين التغيير وحلمنا بلبنان، هذا القلب الذي ينبض املا ومستقبلا لا تسمحوا لاحد بأن يعتبركم من "زلمه" فكل واحد حر لينتخب وفق قناعاته".

واردف: "في اللحظة التي يخرج فيها كل لبناني في 6 ايار لينتخب، في هذه اللحظة التي سيكون فيها لوحده، ادعوه الى ان يتذكر ان هذه هي اللحظة الوحيدة التي تفصل بين الحياة التي نعيشها والحياة الافضل التي يمكن ان نعيشها اذا اخذنا الخيار الصح وان نحول الحلم الى حقيقة".

وختم الجميل: "كونوا نبض التغيير في 6 ايار، كونوا نبض الجمهورية والناس والشباب ونبض الغد في 6 ايار، ليحيا لبنان".

ريشا

وكانت كلمة لنائب الامين العام للحزب مدير الحملة الانتخابية باتريك ريشا قال فيها: "أردنا من الحملة ان تشبه حزبنا، وهو شفاف ديناميكي ثابت على مبادئه رافض للامر الواقع ويواجه الخطأ. أردنا من الكتائب ان تكون نبضا تغييريا لكل الواقع المرير الذي نعيشه منذ سنوات طويلة. صرختنا هي صرخة نبض، هي صرخة مواطن لبناني مقهور يحب بلده لكن البلد مقصر معه، هي صرخة شباب وصرخة حرية وصرخة كرامة وصرخة لبنان الحلم الذي قرأنا عنه لكن لم نعشه بعد. هي صرخة تغيير للوجوه والاداء وطريقة ادارة البلد والتعاطي مع المواطن الذي يجب ان يكون هو الاساس لكل حزب".

وختم: "همنا حمل اولويات الناس والعمل يوميا لتحسين ظروف العيش. أطلقنا منذ فترة حملة ناس 2018 التي جالت وما زالت في كل المناطق للاستماع لمشاكل الناس وبناء مشروع شامل ومتكامل لكل الناس على اختلاف مناطقهم وانماءاتهم، فأصبح اسمها "حملة نبض الناس 2018"، لينطلق النبض من الكتائب ليصبح نبض كل لبنان".

 

توصيات مؤتمر الطاقة الاغترابية دعت الى الحفاظ على الهوية اللبنانية خوري: على المغتربين الاستثمار في وحدتهم لان الوطن يقوم بسواعد كل ابنائه

الأحد 04 شباط 2018 /وطنية - أقر مؤتمر الطاقات الإغترابية لقارة أفريقيا 2018 المنعقد في ابيدجان - الكوت ديفوار في جلسته الختامية، توصيات عدة، نتجت عن اربع ندوات تناولت الشؤون الإقتصادية وفرص التعاون الإستثمارية المتاحة في جميع أنحاء القارة الأفريقية، كما تناولت موضوع الحفاظ على الهوية اللبنانية من خلال قانون استعادة الجنسية والحفاظ على اللغة العربية عبر المدارس اللبنانية في الخارج ونشر الثقافة والفن والذوق اللبناني. صدر عن الندوة الأولى التي حملت عنوان: "غرب أفريقيا - فرص الإستثمار والمبادرات المصرفية" التوصيات الآتية:

- العمل على زيادة التعاون بين رجال الأعمال اللبنانيين الموجودين في غرب أفريقيا من خلال تأسيس شراكات بينهم، تهدف الى الفوز بمشاريع إستثمارية ضخمة عبر مناقصات تطرحها الدول الأفريقية.

- دخول المصارف التجارية اللبنانية سوق منطقة غرب افريقيا وتقديم الخدمات للبنانيين والأفارقة على حد سواء.

- العمل على تقديم الحوافز للبنانيين في افريقيا للقيام بمشاريع إستثمارية ضخمة في لبنان تتعدى التحويلات المصرفية والمشاريع الشخصية.

أما الندوة الثانية التي حملت عنوان: " شمال أفريقيا ... رسملة العلاقات الثقافية والأخوية في سبيل تحسين العلاقات الإقتصادية" ..... فصدر عنها التوصيات التالية:

- إقتراح تشكيل لجنة وزارية - دبلوماسية، يشارك فيها رجال الأعمال لتفعيل الإتفاقيات التجارية الموقعة بين لبنان ودول شمال أفريقيا.

- إنشاء شراكات إنتاجية بين الشركات اللبنانية في الإنتشار والشركات اللبنانية في لبنان وهو ما يعرف بالـ OUTSOURCING

- تشجيع رجال الأعمال اللبنانيين للاعتماد على مفهوم ذكاء الأعمال.

- تشجيع إنشاء جمعيات الأعمال وغرف التجارة والصناعة بين لبنان والدول الأفريقية.

الندوة الثالثة التي عقدت تحت عنوان: "وسط، شرق وجنوب أفريقيا.. بناء الجسور" خرجت بالتوصيات الآتية:

- إقامة إجتماعات عمل b2b MEETINGS خلال مؤتمرات الطاقة الإغترابية تسمح بإلتقاء رجال الأعمال اللبنانيين المستثمرين في أفريقيا، وتشبيك قدراتهم وفتح آفاق جديدة للاستثمار.

- إطلاق منتدى أعمال لبناني - أفريقي يسمح بتعزيز القدرات وربطها ويضع إستراتيجية تدعم الإستثمارات اللبنانية في أفريقيا وتساعد على مواجهة منافسة الإستثمارات الأجنبية.

- تشكيل لجنة متخصصة بتسويق المنتجات اللبنانية في أفريقيا مكونة من وزارات الخارجية، الإقتصاد، الزراعة، والصناعة.

أما خاتمة الندوات التي حملت عنوان: "اللبنانية... أسلوب حياة" فصدر عنها ست توصيات:

- تعزيز دور الدولة اللبنانية في دعم المستثمرين اللبنانيين في الخارج ومساندتهم.

- العمل على إقامة معارض لبنانية في الخارج بدعم من الدولة اللبنانية للترويج للصناعة والفن اللبنانيين.

- حث اللبنانيين وبالأخص الموجودين في أفريقيا على التقدم لإستعادة الجنسية اللبنانية.

- دعم عمل الإرساليات اللبنانية لمساندة المجتمع المحلي في بلدان وجودهم، وذلك لإعطاء صورة عن الوجه الآخر للبناني، غير تلك التي يتميز بها كصناعي أو مستثمر أو رجل الأعمال.

- تشجيع الجامعات اللبنانية على فتح فروع لها في افريقيا.

- طلب تسيير رحلات لخطوط طيران الشرق الأوسط الى الدول الأفريقية التي لا يوجد للشركة رحلات إليها.

- درس امكانية اعادة فتح خطوط طيران لوصل لبنان بامريكا اللاتينية.

خوري

والقى وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري كلمة الحفل الختامي، داعيا اللبنانيين الى "الاستثمار في وحدتهم، لان الوطن يقوم بسواعد كل ابنائه المقيمين والمغتربين". وتطرق الى الخطة الاقتصادية للنهوض الاقتصادي الشامل في لبنان وقيمتها 15 مليار دولار، والتس ستفتح الابواب لاستثمارات ستشكل وثبة نوعية مترافقة مع الثروات والامكانيات. كما اثنى على نجاح المؤتمر، الذي صمد رغم كل التحديات بهمة المشاركين وعزمهم وايمانهم بان هذا المشروع هو مشعل النجاحات المتنقل في كل زوايا العالم. وقدمت دروع تقديرية للمشاركين في المؤتمر، واستمر العشاء الساهر حتى ساعات الصباح الاولى وسط اجواء من الفرح، واحياه الفرسان الاربعة وعازفة الكمنجا فانيسا نصار.

 

الراعي في قداس تذكار الموتى: نبارك مبادرة رئيس الجمهورية للمصالحة فكبير هو من يعتذر عندما يخطىء وكبير هو من يصفح ويصالح

الأحد 04 شباط 2018 /وطنية - تراس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس تذكار الموتى في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي، عاونه كل من المطرانين بولس صياح وحنا علوان، الرئيس العام للمرسلين اللبنانيين الاب مالك ابو طانوس، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار. حضر القداس رابطة خريجي معهد الرسل برئاسة النقيب انطوان رعد والاعضاء، رئيس المعهد الاب نديم حلو والاسرة التربوية، وفد معلمي ومعلمات التعليم المسيحي الاتين من العراق مع الراهب اللبناني رئيس الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في الشرق الاوسط الاب كلود ندرا، عائلة المرحومة ايميه بطرس كرم واولاد المرحومة هنريات بشاره الحلو، رئيس جمعية انج الاجتماعية المحامي اسكندر جبران وحشد من الفاعليات.

والقى الراعي عظة بعنوان: "عندهم موسى والانبياء فليسمعوا لهم". وجاء فيها: "1.تذكر الكنيسة اليوم وطيلة الأسبوع في صلاتها الموتى المؤمنين، ملتمسة لهم الراحة السعيدة في السماء. هذا التذكار هو شركة روحية بين كنيسة الأرض المجاهدة على طريق الخلاص، وكنيسة المطهر المتألِمة حيث موتانا يكفرون عن خطاياهم، قبل أن ينعموا بمشاهدة وجه الله السعيدة.من أجلهمنقدم ذبائح القداس والصلوات وأعمال المحبة والرحمة.

ونحن في طريقنا نحو الخلاص الأبدي ينبغي أن نستنير بكلام الله، وإلا أضعْنا الطريق، وسرْنا نحو الهلاك الأبدي. فعندما استرحم الغني المعذب في لهيب نار جهنم ابراهيم ليرسل لعازر إلى إخوته الخمسة كي يدلهم إلى طريق الخلاص ويجنبهم مصير هلاكه، أجابه ابراهيم: "عندهم موسى والأنبياء، فليسمعوا لهم" (لو16: 29).

2. يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية التي نقدمها، مع صلاة وضع البخور في ختامها، لراحة نفوس موتانا وجميع الموتى المؤمنين. ونعزي أهلهم وأنسباءهم على فقدهم، ولاسيما الذين سبقونا إلى بيت الآب في هذه السنة. وإني إذ أرحب بكم جميعا، نحيي بنوع خاص رابطة خريجي معهد الرسل التي انتخبت سنة 1956 أول مجلس إداري لهابأحد عشر عضوا على أن يكون رئيسه الفخري رئيس المعهد.

تضم الرابطةاليوم ما يزيد على عشرة آلاف خريج، بينهم وزراء ونواب وقضاة ومحامون وعسكريون ورجال أعمال وصناعيون. كلُهم يعملون يدا واحدة وقلبا واحدا في نشاطات روحية واجتماعية وثقافية وإنمائية لصالح المعهد وأسرته التربوية. إنا، في مناسبة مرور اثنتين وستِين سنة على تأسيس أول مجلس للرابطة، نحيي رئيسه النقيب انطوان رعد ورئيس معهد الرسل الأب نديم حلو وأسرته التربوية، وسائر أعضاء المجلس، والآباء المرسلين اللبنانيِين وعلى رأسهم قدس الرئيس العام الأب مالك أبو طانوس. ونصلي من أجل نجاح الرابطة في تحقيق أهدافها على مستواها الداخلي ومستوى المعهد وطلابه.

3. ونحيي أيضا وفد معلمي ومعلمات التعليم المسيحي الآتين من العراق العزيز، مع الأب كلود ندرا الراهب اللبناني، رئيس الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في الشرق الأوسط، وهم في لبنان للمشاركة في الدورة التدريبية الجارية في هذه الأيام بموضوع: المرشد في التعليم المسيحي، البعد الروحي والنفسي والتربوي، الأسس، الهوية، العلم والخبرة. إنا، إذ نرحب بهم نتمنى النجاح لدورتهم، والسلام لوطنهم العزيز، وعودة المواطنين إليه، من بعد أن هجرتهم الحرب وتعديات داعش، حفاظا على ثقافتهم وتاريخهم وحضارتهم.

4. كما نحيي عائلة المرحوم إيميه بطرس كرم الذي ودعناه مع زوجته السيدة سعاد جوزف الشلفون وابنه وابنتيه وشقيقيه وشقيقته وأنسبائه في منتصف شهر ايلول الماضي، وأولاد المرحومة هنريات بشاره الحلو أرملة المرحوم صبحي الخولي، وقد ودعناها معهم ومع شقيقيها وشقيقاتها منذ ثلاثين يوما. إننا نجدد التعازي لهاتين الأسرتين الكريمتين، ونذكر في القداس مع موتانا المرحوم إيميه كرم والمرحومة هنريات الحلو، راجين لهما ولهم الراحة السعيدة في السماء.

5. "عندهم موسى والانبياء، فليسمعوا لهم" (لو16: 29). "موسى والأنبياء" هم كلام الله في الكتب المقدسة والإنجيل، وهم الكنيسة وتعليمها وإرشادها بفم رعاتها. وهم القديسون الذين يأتون الآيات ويستجيبون الطلبات، وهم كلمات العذراء مريم لبرناديت في مغارة لورد، وللأطفال الرائين الثلاثة في فاطيما، وكلمات الرب يسوع عن محبة قلبه للقديسة الراهبة مرغريت ماري ألاكوك، وعن الرحمة الإلهية للقديسة الراهبة البولونية فوستينا.

موسى والأنبياء يختصران كلمة الله التي تشكل الوليمة الحقيقية، إذا لم يغتذِ منها الإنسان يبقى جائعا دائما. إن جشع الكثيرين إلى كسب المال، وجمعِ المقتنيات وخيرات الارض،وسعيهم إليه غير المشروع وبكل السبل الملتوية، دونما أي اعتبار لوصايا الله وتعليمه في الإنجيل والكتب المقدسة، دليلٌ قاطع على أنهم يرفضون الجلوس إلى مائدة كلام الله.

6. مشكلة الغني أنه تعلق بمقتنياته وملذاته ونسي الله، وبالتالي لم ير بعين الرحمة والشفقة لعازر الفقير المرمي أمام باب دارته. لم يكن الغنى سبب هلاكه. فأغنياء كثيرون تقدسوا ورفعوا على المذابح في غناهم، إذ كانوا "أغنياء القلب" بالمحبة لله وللناس، وبأعمال الخير والرحمة ومنهم ملوك ورؤساء. هؤلاء امتلكوا الكثير لكنهم عاشوا متجردين من أموالهم، متعلقين بإيمانهم ومحبتهم لله وللناس وللفقراء. ليس الغنى في ما تملك أيدينا، بل في القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية التي نتحلى بها. ولهذا قال الله: "يا بُني أعطني قلبك" (أمثال 23: 26)، وحذرنا المسيحُ الرب: "لا يمكنكم أن تعبدوا ربين: الله والمال. فإما أن تبغض أحدهما وتحب الآخر؛ وإما أن تتبع الواحد وتنبذ الآخر" (متى 6: 24).

7. إننا نحيي كل الأغنياء، الذين ينحنون على الفقراء والمعوزين والمرضى والمعوقين، وذوي الاحتياجات الخاصة والحالات الاجتماعية الصعبة. كافأهم الله بفيض من نعمه وبركاته، ليظلوا قلب محبته ورحمته النابض، ويده السخية في العطاء. لقد أدرك هؤلاء أن الغنى المشروع بركة من الله تُعطى للإنسان كي يعرف الله أكثر، ويحبه ويخدمه في الإنسان، وكي يحقق ذاته وينميها بكل أبعادها الروحية والأخلاقية والإنسانية والاجتماعية، ويعيش في كفاءة وكرامة؛ ويُشرك غيره فيها، ليتمكن بدوره من تحقيق ذاته، وتحفيز مواهبه.

8. إن المسؤولين السياسيِين عن شؤون الدولة، مؤتمنون على خيراتها وطاقاتها ومرافقها ومالها. وهذا شرف لهم. لكنهم مدعوون ليمارسوا بنبل مسؤوليات وكالتهم المعطاة لهم من الشعب وفقا للدستور (راجع مقدمته، د). وهي مسؤولية تشريعية وإجرائية وإدارية وقضائية، من أجل الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل مواطن. وهو خير بكل جوانبه الاقتصادية والإنمائية والمعيشية التي تضمن للمواطن السكن والتعليم والطبابة وفرص العمل المنتج.

9. فمن واجب الضمير، في ضوء إنجيل اليوم، أن يجهدوا في تثمير المال العام والطاقات والقدرات، من أجل إخراج الشعب من حالة الفقر والحرمان، وتحسين مستوى الاقتصاد وتخفيض غلاء المعيشة. ومن واجب الضمير أن يكف الذين يستغلون مواقعهم ومسؤولياتهم السياسية والوظيفيةكي يغتنوا بالطرق غير الشرعية من المال العام على حساب الشعب. فليكفوا عن السرقة والرشوة وفرض الخوات. وليكفوا عن عمولات الربح الخاص في كل مشروع إنمائي عام، لأغراض خاصة، وللإثراء غير المشروع. ولذلك، بكل أسف، نرى أن المشاريع الإنمائية الأقل كلفة نادرا ما تُقرر، فيما يقررون تلك التي تفوقها أضعافا، من أجل عمولة أكبر! فليسأل هؤلاء عن طريقهم النهائي بعد هذه الدنيا إلى أين؟

10. مشكورة الدول الصديقة التي تشارك في مؤتمرات المساعدة للبنان. في مؤتمر روما بنهاية هذا الشهر من أجل تقوية الجيش اللبناني؛ وفي مؤتمر باريس خلال أذار المقبل لدعم الاقتصاد اللبناني. لكن هذه الدول تشترط على السلطات اللبنانية إجراء إصلاحات أساسية جذرية وأهمها معالجة عجز الكهرباء الذي سيتجاوز هذه السنة، بحسب الدراسات العلمية، مليارين وثلاثماية مليون دولار أميركي، بسبب ارتفاع أسعار النفط. ونتساءل: لماذا لا تُجري السلطات اللبنانية هذه الإصلاحات؟ ولماذا لا تقبل عروض شركات لبنانية معروفة بإنجازات محطاتها الإنتاجية، توفر هذه الكلفة الباهظة على الكهرباء، وتوقف الهدر والخسارة. فالخسارة السنوية التقديرية لمؤسسة كهرباء لبنان مليار وخمسماية مليون دولار أميركي. وهكذا تتكلل جهود الوزارة بالنجاح في إجراء الإصلاح المنشود.

11. إننا من ناحية أخرى، نبارك مبادرات المصالحة وعلى رأسها مبادرة فخامة رئيس الجمهورية التي أُقيمت أول من أمس لتبريد تداعيات أحداث هذا الأسبوع المؤسفة، وقد صدمت اللبنانيين، وكادت أن تؤدي إلى فتنة طائفية واهتزاز في الأمن وخطر على إجراء الانتخابات النيابية. كبير هو من يعتذر عندما يُخطىء! وكبير هو من يصفح ويصالح! نأمل أن تشمل هذه المصالحة كل المواضيع الخلافية، ولاسيما تلك المرتبط بها سير المؤسسات، وإجراء الإصلاحات، والنمو الإقتصادي.

12. لعازر المسكين، يرمز بشكل خاص إلى كل فقير معدم، ويرمز إلى ثلث الشعب اللبناني الذي يعيش تحت مستوى الفقر الحاد، وإلى الثلاثين بالمئة من شبابنا العاطل عن العمل. إنهم على ضمير الكنيسة والدولة والمجتمع.

لقد كان الغني بتصرفاته سبب شكا لإخوته الخمسة، الذين ساروا على طريقه. فشعر بثقل خطيئته، عندما طلب من ابراهيم أن يرسل لعازر إلى إخوته ليتوبوا ويبدلوا طريقة عيشهم. فكان الجواب "عندهم موسى والأنبياء"، عندهم كلامي الذي هو النور الذي يهديهم في الطريق.

13. لقد كثر الشك عندنا بالمثل العاطل على كل المستويات، ولهذا تتفشى الخطايا والشرور من دون رادع ضمير. ذلك أن الشك ينتقل من شخص إلى شخص، ومن جيل إلى جيل، ومن بلد إلى بلد. ولهذا يحذرنا الرب يسوع صراحة: "الويلُ للذي تقع الشكوك على يده. فكان الأفضل أن يُعلق بعنقه حجر المطحنة ويُزج في قعر البحر" (متى18: 6-7)، حتى لا يُعدي الآخرين.

14. نسأل الله أن يغني قلوبنا بالمحبة ومشاعر الرحمة، ويمنحنا النعمة لنتجنب الشكوك، ونلبي دعوته للجلوس الدائم إلى مائدة كلمته حاملة النور والحياة. فنرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

افتتاح مؤتمر مسيحيي الشرق في بروكسل بمشاركة لبنانية والكلمات أكدت أن التوازن الوطني لا يستقيم إلا بوجود مسيحي قوي ومصان

الأحد 04 شباط 2018 /وطنية - افتتح مؤتمر "الوجود المسيحي في لبنان والشرق الاوسط" في العاصمة البلجيكية بروكسل، بدعوة من رئيس "حركة الارض" في اوروبا ريمون مكاري، بمشاركة الوزير البلجيكي اندريه فلاهو، السفير اللبناني في بروكسيل فادي الحاج علي، ، النائب أمل ابو زيد، رئيس ومؤسس حركة الارض طلال الدويهي، الاباتي مارون ابو جودة، رئيس مؤسسة "لابورا" الأب طوني خضرا ممثلا الرابطة المارونية وعدد من اللبنانيين في بلجيكا ولبنان. أدار المؤتمر منسق أوروبا في الحركة ريمون المكاري، وتحدث ابو جودة الانطوني عن "هيمنة الحركات الاصولية والإسلامية على المنطقة مما حتم هجرة ملحوظة لمسيحيي الشرق، وأعطى تصورا لكيفية معالجة الحلول"، مرتكزا على ما صدر عن الفاتيكان "بضرورة التعايش بين المسيحيين والمسلمين في الشرق وتثبيت هؤلاء في ارضهم".

خضرا

بدوره تحدث خضرا عن "الدعم الذي تقدمه لابورا للمسيحيين وخصوصا الشباب منهم والهدف من وجودها الذي يرتكز على أسس ثلاث الكرم والعلم والفكر".

الحاج علي

وكانت كلمة للسفير اللبناني في بروكسل عن "الدستور اللبناني الذي يحفظ حريات التعبير والمعتقدات"، وقال: "على رغم تعددية الطوائف وصغر مساحة البلد، وحده لبنان من بين الدول المحيطة استطاع ان يواجه الارهاب ويهزمه".

ولفت الى أن "اللبنانيين في بلجيكا متضافرو الجهود ويتعاطون بموضوعية تامة مع الملفات المتعلقة ببلدهم".

أبو زيد

وألقى أبو زيد كلمة قال فيها: "جئتكم من لبنان، وطن الأرز والحرية، الوطن الرسالة الذي كان وسيبقى منارة حوار وثقافة وحضارة في الشرق وعلى شاطىء المتوسط. جئتكم من جزين، عروس الشلال والجنوب المقاوم، حاملا اليكم تحية عطر وباقة من كلمات صادقة طالعة من القلب والعقل. لا تأخذكم الأقاويل والشائعات ولا تأبهوا لما يروجه اصحاب النيات السوداء بقصد التشويش والتعمية على الحقائق والإنجازات. لبنان بخير مقارنة بما يجري حوله وفي محيطه. فقد نجح في أن يبقى خارج حروب المنطقة ونيرانها، وعندما أراد الإرهاب أن يتسلل الى أرضه، كان له الجيش اللبناني بالمرصاد وهزمه ودحره. وعندما كانت بلدان المنطقة تشتعل بالعنف والحقد والتطرف والإرهاب، ظل لبنان بلد الحياة والحوار والاعتدال والتسامح، وواحة أمن واستقرار في صحراء مشتعلة. لبنان وباعتراف المجتمع الدولي هو البلد الأكثر أمنا وأمانا في المنطقة".

أضاف: "أن نتكلم اليوم عن الواقع السياسي المسيحي، فذلك يعني اعترافا ضمنيا بأن لبنان فشل حتى الآن بأن يصبح وطنا يتساوى فيه أبناؤه في التطلعات والهواجس. وضروري أن نتبع مقاربة جديدة تخرجنا من النمط المبسط وتنقلنا الى أسلوب حيوي وتقدمي، يأخذ في الاعتبار التغيرات الداخلية والخارجية التي طرأت على المجتمع والمحيط اللذين يعيش فيهما مسيحيو لبنان والمشرق".

وتابع: لبنان القوي برسالته وتكوينه، بموقعه وأبنائه، صار له رئيس قوي، أعاد لرئاسة الجمهورية دورها ومكانتها، وللوطن حضوره الفاعل، رئيس عقد العزم على إنقاذ الجمهورية وإعادة بناء الدولة وإرساء التوازن الوطني وتحقيق التنمية والعدالة الإجتماعية ومكافحة الفساد على كل المستويات. مع الرئيس عون تحقق في لبنان خلال سنة واحدة ما لم يتحقق في عقود وعهود. تم وضع قانون جديد للانتخابات على أساس النظام النسبي لاول مرة في تاريخ لبنان لتأمين تمثيل أكثر عدالة وتوازن. تم دحر الإرهاب واجتثاثه وتفكيك خلاياه وشبكاته. تم إقرار قانون الموازنة بعد غاب دزينة أعوام، ومع الموازنة أقرت سلسلة الرتب والرواتب لإنصاف العاملين في الدولة وقطاعها العام. أعيد إحياء وتشكيل المجلس الإقتصادي الإجتماعي ووضعت بيروت مجددا على خريطة العواصم المؤهلة لاستضافة وتنظيم مؤتمرات وندوات ومنتديات دولية. والأهم من كل ذلك، تحقق في مستهل عهد الرئيس عون، الربط الوثيق بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، وجرى ربط اللبنانيين المنتشرين في كل أصقاع الأرض ببلدهم الأم عبر قوانين وتشريعات أتاحت لهم استعادة جنسيتهم اللبنانية والمشاركة في الانتخابات النيابية مع ما يعنيه ذلك من مشاركة رمزية في صنع القرارات والسياسات. وهذا الإنجاز الذي يحصل للمرة الاولى بفضل جهود وزارة الخارجية اللبنانية، وتصميم ومثابرة الوزير جبران باسيل، لا يقف عند هذا الحد، إنما ستليه خطوات وإنجازات هدفها تعزيز العلاقة بين الدولة والانتشار الذي لديه حقوق بمقدار ما عليه واجبات، لجذب اللبنانيين الى أرضهم ووطنهم للمساهمة في تقدمه وإزدهاره. ومثلما نحن فخورون باللبنانيين الذين رفعوا اسم لبنان عاليا، أينما حلوا، وأثبتوا تفوقهم وامتلاكهم لطاقات وقدرات كبيرة، لا ينقصنا في لبنان إلا البيئة الحاضنة والحوافز المشجعة والعوامل المساعدة، فإننا مقتنعون بأن اللبنانيين المنتشرين ملتصقون بوطنهم ومستعدون للعودة اليه بمجرد أن تتوافر لديهم الثقة بدولتهم ومؤسساتها".

وقال أبو زيد: "أيها الأحبة، صحيح ان لبنان ونظامه السياسي يواجهان تحديات كبيرة وخطيرة في ظل صراع مذهبي في لبنان والمنطقة بالتوازي مع الاعباء التي يرتبها الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل والقوى العربية والإسلامية المواجهة لها. وأهم هذه التحديات الحفاظ على الوحدة الوطنية، وعلى النظام الديموقراطي وعلى الإقتصادي الليبرالي العادل. نحن بدأنا مسيرة استعادة الثقة، وهذه مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، تحقق الكثير لكن الطريق طويلة لتحقيق المزيد وإيجاد الحلول الناجزة لأزمات مزمنة كالكهرباء والطرقات والنفايات والاستشفاء والتعليم والسكن، إضافة الى تحسين النمو وتعزيز الإقتصاد وخلق فرص عمل لعشرات الآلاف من شاباتنا وشبابنا الذين يتجهون قسرا لا طوعا نحو الغربة والهجرة".

أضاف: "أطمئنكم وأؤكد لكم ان هناك إرادة لا تلين وعزيمة لا تضعف لمكافحة الفساد ووضع حد للهدر وسرقة المال العام وإعادة هيكلية الدولة ومؤسساتها وتوفير العدالة الاجتماعية ومنح الأجيال الصاعدة فرصة لإثبات ذاتها وقدراتها بعيدا من المحسوبيات والتبعيات. وكل ذلك من دون إهمال القضايا والمسائل الوطنية الكبرى وفي مقدمتها تطبيق الدستور نصا وروحا وممارسة، بما يؤدي الى تكريس التوازن الوطني في وطن يقوم على احترام التعددية والتنوع الثقافي والطوائفي والغنى الحضاري. ونحن فخورون بهذه التركيبة التي تماثل وتشابه الى حد بعيد ما هو قائم في وطنكم الثاني بلجيكا".

وتابع: "أيها الحضور الكريم، نحن حريصون على لبنان التعايش والتفاعل ونتطلع الى اليوم الذي يصبح فيه مركز دولي دائم لحوار الأديان والحضارات، كما يسعى ويطمح فخامة الرئيس عون، ونحن على يقين ان التعايش المسيحي-الإسلامي الذي بات نموذجا ومثالا يحتذى به في الشرق الأوسط، لا يمكن أن يستمر إلا على أساس التوازن الوطني الذي لا يستقيم إلا في ظل وجود مسيحي قوي ومصان، فمن دون وجود مسيحي لا توازن ولا تعايش، ومن دون العيش المشترك يفقد لبنان دوره ومبرر وجوده".

وقال: "لبنان أيها الأحبة، واجه في السنوات الأخيرة عواصف وتحديات إقليمية ألقت بثقلها عليه لكنه نجح في تجاوزها والحد من تداعياتها، ومن أبرز هذه التحديات أزمة النزوح السوري التي تفوق قدرة لبنان على التحمل بإمكاناته المحدودة وتركيبته المجتمعية الدقيقة. لكن هذا الملف سيجد طريقه الى الحل بإذن الله من خلال العودة الآمنة للنازحين بعدما وضعت الحرب أوزارها في مناطق واسعة من سوريا وبالاتفاق مع الحكومة السورية وبرعاية الأمم المتحدة. ويبقى أن الضامن الأول هو توافق اللبنانيين على رفض توطين النازحين بالإصرار والتصميم عينه الذي واجهوا به رفض توطين الفلسطينيين".

وختم أبو زيد: "أيها السيدات والسادة، لبنان الذي تحبونه وتحفظونه في قلوبكم وتشتاقون اليه سيكون أفضل وأجمل، وستكونون الحجر الأساس والمدماك الرئيسي في إعادة نهضته واستعادة إشراقته. وأنا على ثقة، واللبنانيون أخوتكم في الأرض الأم، على ثقة أنكم ستكونون كما كنتم دائما جنودا شجعانا ورسل إيمان وبنيان لوطنكم لبنان، عاش لبنان".

فلاهو

ونوه الوزير البلجيكي بالتجربة اللبنانية في اطلاق الحوار بين الأطراف لما في ذلك من اهمية في حل معظم المشاكل، مشددا على "اهمية تعاطي اللبنانيين مع الصراعات في ظل تدفق اللاجئين السوريين".

كانوييه

وكانت كلمة للاستاذ الجامعي في معهد اللاهوت في الجامعة الكاثوليكية في ليل كريستيان كانوييه، قال فيها: "على رغم تضاؤل عدد المسيحيين في لبنان، الا ان هذه الفئة استطاعت ان تعيد بناء ما تدمر خلال الحرب اللبنانية".

الدويهي

اما رئيس الحركة فعرض أسباب الخلل الديموغرافي في لبنان وأهمها بيع الاراضي، وقال: يشهد لبنان ومنطقة الشرق الاوسط تحولات مصيرية تتبدل معها الانظمة السياسية والجماعات البشرية والكيانات الجغرافية ويتبدل معها التاريخ. ان الارض التي عرفت ولادة المسيح، ودعي فيها المؤمنون للمرة الاولى بالمسيحيين، وشاركوا فوقها بفعالية وحرية في بناء أوطانهم وتشكيل تراثهم، وتحصيل هويتهم الروحية والثقافية، هذه الارض التي انطبع تاريخها بطابع مسيحي مشرق تتحول في حاضرنا الراهن أرضا خالية من المسيحيين. انها قضية العصر، المسيحيون ضحاياها، انهم ضحايا العنف والتوترات الامنية والسياسية والتدهور الاقتصادي وتنامي الاصولية الدينية والتطرف وانفتاح ساحات الاضطراب والقتل والموت، وكلها تؤدي بالمسيحيين الى خيار من ثلاثة خيارات مؤلمة. أولها وجود معدوم الدور والحضور وجود اهل الذمة، وثانيها تهجير وهجرة الى أرض جديدة، وثالثها شهادة الدم والموت. انها الخيارات المؤلمة المأساوية التي يعيشها مسيحيو لبنان والشرق الاوسط. بها يتبدل التاريخ مع تبدلات الجغرافية السياسية والبشرية والاقتصادية. ومعها ترتسم أمام العالم صورة مأساة انسانية جديدة بأبعادها الدينية والثقافية المتعددة. المأساة هي محو الوجود المسيحي من لبنان والشرق الاوسط، وأبعادها "تقطيع" الارض والاوطان، واقامة شرق أحادي اللون ينافي تاريخه المتنوع الغني".

أضاف: "قضية العصر هي أن تكون كمسيحي أو لا تكون. يبتلعك تكاثر العدد لدى الآخرين، ويقهقرك التدهور الاقتصادي بالفقر وانعدام الموارد، وتحبطك أنظمة سياسية تستبيح الحقوق والكرامات والمقدرات لتحفظ أربابها متربعين على عروش التسلط والتحكم والتملك العمياء، ويهددك سكين وسيف على العنق ذبحا بربريا محته ثقافة التلاقي والمصالحة والسلام حتى من ذاكرة "الوحوش البشرية"، وأيقظته راهنا أصولية عنيفة تدمر كل موروث حضاري حجرا وبشرا.

قضية العصر الانسانية هي الوجود المسيحي في لبنان والشرق الاوسط، انها قضية الابقاء على قيم السلام والعدالة وحقوق الانسان وقبول الآخر المختلف وسط تطرف ديني يفتك بكل الجماعات، ويرفض التعايش القديم للاجيال، ويستخدم كلمات الوحي والكتب المقدسة واسم الله لتبرير لجوئه الى العنف، مرتكبا جريمة بالغة الخطورة، وفق ما وصف البابا بندكتوس السادس عشر خلال أحد لقاءاته مع السلك الديبلوماسي وممثلي الاديان الرئيسية سنة 2011".

وتابع: "بعد هذا الوصف النظري للجريمة، يتمادى ارتكابها بادواتها المادية المدمرة. وتتراءى صورة القضية المؤلمة فوق خريطة الشرق الاوسط المشوه المبتور المقطع الاوصال. في لبنان تراجع يتمادى للدور والحضور المسيحيين، الادارات العامة المدنية والامنية تخلو تباعا من المسيحيين، أراضي المسيحيين موضوع هجمة شرسة للشراء وتبديل هوية الجغرافيا، فقدان الامل عنوان عريض لدى الشباب يواجهون به الواقع المتردي هذا، موقع رئاسة الجمهورية الموقع المسيحي الاول الوحيد في الشرق الاوسط يخلو من رئيسه المسيحي نتيجة ارتهان أعمى للافرقاء السياسيين اللبنانيين، ووسط تهافت أعمى مدمر على السلطة للفريقين المسيحيين المتصارعين على حقوق المسيحيين وكرامتهم ووجودهم ودمهم. وفي سوريا والعراق تتهاوى الارض بمسيحييها ومسلميها، ويدمر تاريخهم المشترك، وتنفتح أبواب الحرب والقتل تلتهم الجميع، تؤدي بالمسيحيين الى الموت والهجرة، تاركين تراثا حضاريا عظيما واسهامات كبيرة في نهضة عربية كانوا هم أساسها المضيء، تاركين كل هذا بغفلة من الضميرالعالمي المحكوم بالمصالح المادية بعيدا من كل القيم الانسانية".

وقال: "قضية العصر المأساوية هي اقتلاع المسيحيين من لبنان بالقتل البطيء ومن سائر بلدان الشرق الاوسط بالقتل السريع المباشر. فأين العالم والمجتمع الدولي ، وأين الكنيسة الجامعة؟ وأين نحن، وأين كنيستنا المحلية في لبنان وسائر بلدان الشرق الاوسط من قضية العصر المأساوية؟ أولا، العالم والمجتمع الدولي تحكمه مصالحه، يلهث وراءها، وراء المقدرات المادية ضاربا عرض الحائط بالمواثيق والشرع الاخلاقية والانسانية التي ترعى انتظامه العام. البشر فيه أعداد رقمية للاستهلاك حتى الموت حيث وحين تقتضي ضرورة المصالح المذكورة. العالم يحكمه التفلت من منظومة القيم، يستبيحها يدمرها بسماحه تدمير موروثها الثقافي والانساني الكبير. يرفع الشعارات الانسانية، ويمارس السياسات اللاانسانية. والنتيجة الراهنة التي جناها مسيحيو لبنان والشرق الاوسط هي تحولهم جماعة بشرية يفتش من يبقى حيا منها عن أرض آمنة وآفاق مؤاتية تضمن لهم البقاء بسلام، وتتيح لهم ممارسة حرياتهم الدينية بعيدا من التهديد بالموت. ان العالم يسهم في ارتكاب مجازر الموت بحق مسيحيي المنطقة وسواهم".

أضاف: "ثانيا، الكنيسة الجامعة تقف موقف التضامن الفعلي مع مسيحيي لبنان والمنطقة على مستويات عدة، والمستوى الديبلوماسي والعلاقات الدولية التي تضطلع بها دولة الفاتيكان مع عواصم القرار الدولي. وغالبا ما أثمرت هذه الديبلوماسية الهادئة البعيدة من الاضواء. كما يندرج على هذا المستوى دور المجالس الاسقفية في العالم لجهة تبنيها قضايا الدفاع عن مسيحيي لبنان والمنطقة. المستوى الانساني المتمثل في عمل أجهزة الكنيسة المختصة على دعم انساني مادي لمسيحيي لبنان والمنطقة لجهتي اغاثة طوارىء الحرب، أو التنمية. المستوى الكنسي النظامي من خلال دعوة البابا رأس الكنيسة الجامعة الى عقد مجامع خاصة بلبنان والشرق الاوسط (سينودس لبنان 1997 مع البابا يوحنا بولس الثاني، وسينودس الشرق الاوسط 2012) والسينودس يعني تضامن الكنيسة الجامعة مع الكنيسة المحلية للتفكير معا في كيفية مواجهة مشكلاتها ومقاربة الحلول، التي يتضمنها الارشاد الرسولي في خلاصة أعمال كل سينودس. وصدر ارشادان رسوليان الاول "رجاء جديد للبنان"، والثاني "شركة وشهادة" تضمنا خريطة طريق لكنيسة لبنان والمنطقة وسط التحديات المصيرية التي تواجهها".

وتابع: "ثالثا، كنيسة لبنان والشرق الاوسط، فبعيدا من الغوص في الماضي البعيد، والعودة الى تعليم الكنيسة المتواصل يكفي أن نأخذ الارشادين الرسوليين المذكورين لتلمس خريطة طريق حاضرا ومستقبلا للوجود والحضور والدور المسيحي. واستوحى المجمع البطريركي الماروني الارشاد الرسولي الاول "رجاء جديد للبنان" في الكثير من أعماله، ما يشكل مادة متكاملة لتلمس حلول مشكلاتنا الراهنة. ان كنيسة لبنان، وبالطبع سائر كنائس الشرق الاوسط، لم تتمكن من تطبيق توصيات هذين الارشادين لاسباب كثيرة لا حاجة لتعدادها. ومسيحيو لبنان والمنطقة راهنا وسط المعادلة الآتية: أخطار وجودية تتهددهم، تعليم الكنيسة بارشاديها الرسوليين يرسم خريطة الطريق لمقاربة المشكلات والحلول وعجز عن الالتزام هذا التعليم وتطبيقه. من هنا الحاجة الملحة ومدخل الحل الانتقال بهذا التعليم أفعالا عملية تطبيقية، وهو يتناول كل جوانب حياتنا الفردية والجماعية بقطاعاتها المختلفة".

وقال: "من هذا المنطلق تشكلت حركة الارض اللبنانية. وراحت تعمل جاهدة لمواجهة أحد أساليب الحرب المعتمدة ضد المسيحيين في لبنان. انه اسلوب تغيير هوية أصحاب الارض لتغييرها هي بالكامل، ومعها الوطن برمته. وبقدر ما توسع عمل حركة الارض بقدر ما باتت راسخة أكثر في انتظام المؤسسات المرتبطة بالكنيسة بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وهذا ما أعطاها دفعا نابعا من تحسسها بحجم المشكلة من جهة وبحجم مسؤوليته مواجهتها من جهة ثانية. ورحنا نعمل لدى مختلف المرجعيات والقيادات الروحية والزمنية المسيحية والاسلامية وبتنا كأننا في سباق مع الحرب المستعرة لتغيير هوية الارض. ويكفي ان نعرف انه خلال 13 سنة الاخيرة صدر 1330 مرسوما لتملك الاجانب 24 الف عقار مساحة الواحد منها تقارب ثلاثة آلاف متر مربع. انها عينة مما يتعرض له الوجود المسيحي من استهداف. وخطورة هذه المشكلة اننا بتنا نقاربها من منظار وطني يتعلق بوحدة لبنان ومستقبله. وناشدنا القيادات الاسلامية المساهمة الفعلية الحقيقية في المحافظة على الوجود المسيحي من خلال وقف عمليات شراء اراضيهم وتبديل هويتها، وبالتالي تبديل هوية لبنان. وهكذا تحولت هذه القضية محورية بأبعاد وطنية خطيرة".

أضاف: "تعمل حركة الأرض على مستوى توعية المسيحيين على خطورة بيع الاراضي، وعلى مستوى اعطاء المسألة بعدا وطنيا يقتضي إشراك المسلمين المؤمنين بوحدة لبنان، وبالشراكة الوطنية المسيحية الاسلامية في الحد من ظاهرة تغيير الارض والهوية. وتهدف حركتنا من هذا التحرك الى تشكيل قوة ضاغطة مؤثرة على مراكز القرار اللبناني والتوصل معها الى اعتماد مسألة بيع أراضي المسيحيين قضية ميثاقية متصلة بالتوازن الديموغرافي الاسلامي المسيحي الذي قام عليه لبنان، ويضمن مستقبله. وهذا يقتضي خطة وطنية شاملة نأمل بلورتها من خلال مؤتمر وطني نعد لعقده لاحقا حول القضية. كما نتطلع الى مقاربة القضية على مستوى الانتشار اللبناني، وخلق حوافز لدى المنتشرين للتمسك أولا بأراضيهم في لبنان وعدم بيعها، وثانيا للمبادرة الى شراء اراض عندما تدعو الحاجة".

وختم الدويهي: "تناولت في هذه المداخلة، بداية، عرضا عاما لقضية الوجود المسيحي في لبنان والشرق الاوسط، ومن ثم ما يتعلق بقضية بيع اراضي المسيحيين، والدور الذي تضطلع به حركتنا، حركة الارض. وأختم بالتأكيد أن القضية مصيرية وتقتضي جهودا ومبادرات جبارة ومقاربات على كافة الاصعدة وبمشاركة الجميع. وهذا المؤتمر هو أحد أشكال هذه المقاربات ونأمل ان تشكل توصياته موضوع متابعة خدمة للوجود المسيحي في لبنان والمنطقة".

وفي نهاية المؤتمر كانت أسئلة من الحضور للمحاضرين، وقدم الدويهي درعا تكريمية لمكاري، شاكرا له جهوده في سبيل العمل على تثبيت المسيحيين في لبنان والشرق.

 

الحريري: البعض يعتقد أنه بالقانون الجديد سيتمكن من التقليل من أهمية تيار المستقبل لكن صناديق الاقتراع قد تثبت غير ذلك

الأحد 04 شباط 2018

وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن الانتخابات هذه السنة ليست كسابقاتها، فصوت واحد قد يحدث فرقا، والتحدي كبير، والبعض يعتقد أنه بالقانون الجديد سيتمكن في مكان ما من أن يقلل من أهمية تيار المستقبل، ولكن ليس هناك سوى صناديق الاقتراع التي يمكنها أن تثبت غير ذلك".

كلام الحريري جاء خلال حفل عشاء أقامه على شرفه الرئيس الأسبق لاتحاد العائلات البيروتية محمد سنو، في منزله، حضرته شخصيات بيروتية بالاضافة الى حشد من أبناء العائلة.

والقى الحريري كلمة استهلها بالقول: "نحن اليوم أمام تحد كبير. هذه الانتخابات ليست كغيرها، ففي هذه الانتخابات، لا نستطيع أن نقول لأنفسنا أن اللائحة ستنجح في كل الأحوال فلماذا علينا أن نقترع؟ في هذه الانتخابات صوت واحد قد يحدث فرقا، لذلك التحدي كبير، وأنتم تعرفون أنه منذ لحظة استشهاد الوالد وحتى اليوم، وتيار المستقبل هو المستهدف. خلال 13 سنة كنا مستهدفين، والبعض يعتقد أنه بهذا القانون سيتمكن في مكان ما من أن يصغر أو يقلل من أهمية تيار المستقبل، ولكن ليس هناك سوى صناديق الاقتراع التي يمكنها أن تثبت غير ذلك".

أضاف: "أمامنا تحد كبير. قد يكون البعض لم يفهم حتى الآن هذا القانون بشكل جيد. فكلما زاد التصويت، زادت حظوظ نجاحنا وعدم خرق لوائحنا. وقد رأيتم خلال عام، منذ بداية تشكيل هذه الحكومة، كم تمكنا من تحقيق إنجازات بفضل التوافق الموجود في البلد. ولنكن صريحين مع بعضنا البعض، هذا البلد لا يدار إلا بالتوافق، فقد جربنا كل شيء، جربنا أن نختلف، فماذا حدث؟ توقف البلد. جربنا أن يحكم فريق معين لوحده، فماذا حصل؟ أصاب الشلل البلد. جرب فريق آخر أن يدير البلد وحده، والنتيجة نفسها. الآن، وللمرة الأولى، لجأنا إلى نفس الأفكار التي كانت لدى رفيق الحريري، وهي أن يتحدث مع الجميع ويدور الزوايا. فالنظام السوري كان خصمه السياسي، لكنه تمكن من تحقيق ما أنجزه لأنه كان يدور الزوايا ويعض على الجرح أحيانا. فما الذي قمنا به نحن خلال هذه المرحلة غير ذلك"؟.

وتابع: "هناك اليوم من يزايد علينا بالقول ان موقفه عروبي أو ضد فلان أو فلان آخر. نحن قمنا بربط نزاع مع حزب الله، ونختلف مع الحزب في الأمور الاستراتيجية، ولكن هل يجب أن يجعلنا ذلك نوقف العمل في البلد؟ كلا. نستطيع أن نختلف في الأمور الاستراتيجية، ولكن علينا أن نتوافق على الأمور الداخلية، ولا شيء في البلد يمكن أن يتحقق إلا من خلال هذا التوافق. لذلك، سرنا في هذا الخط. وقد أتى من يزايد علينا، ويقول أنني أتخلى عن أهل السنة، أو يدعي أن هناك توظيفات في الدولة تذهب لصالح هذا الفريق أو ذاك. أنا أقول لهؤلاء: في وظائف الفئة الأولى لا أحد يستطيع أن يأخذ حصة الآخر، فتوظيفات الفئة الأولى مقسمة بالقانون والدستور. أما الفترة التي سادها الفراغ الرئاسي وما قبل، فأنا لا أتحمل مسؤوليتها. وبالفعل حصلت في تلك المرحلة خروقات، لكننا اليوم نحاول إصلاح هذه الأمور. هذا لا يعني أننا تمكنا من إصلاح كل شيء، كما أنه لا يعني أننا نفرط بحقوق المسلمين".

وقال: "مشروعنا وطني، وإذا كان هناك من لديه الكفاءة العالية، سواء كان مسلما أو مسيحيا، فهو يجب أن يكون في المكان الذي يستطيع من خلاله أن يساعد البلد. أما أن نأتي بأشخاص لمجرد أنهم من هذه الطائفة أو من ذاك المذهب، فأنا ضد هذا المبدأ. الآخرون ربما يتعاملون بهذا الأسلوب، ولكن هل هو صائب؟ كلا، هذا هو الخطأ. أؤكد لكم أننا في البلد نريد أن نعيش سويا ونتشارك مع بعضنا البعض".

أضاف: "بيروت عزيزة علي، وهي التي تتحمل كل لبنان، وكأن كل لبنان يعيش فيها، لذلك يجب أن تكون حصة البيارتة بالتعيينات أساسية. وبالفعل، تجدون أن للبيارتة الحصة الأكبر في وظائف الفئة الأولى. من هنا، علينا جميعا أن نتعاون لكي نقوم بهذا البلد".

وختم الحريري: "ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية يؤكد أنه من غير المقبول أن تتحمل بيروت كل هذه الأعباء. فلماذا عليها أن تدفع الثمن عن كل من يخطئ؟ بيروت ليست مكسر عصا لأي كان، بل يجب أن تكون محمية من الجميع ومن أجل الجميع، لأن الجميع يعيش فيها. من هنا يجب أن يتوقف هذا الأسلوب، ولا يجوز أن يدفع أهل بيروت هذا الثمن. أنا لن أقبل بذلك. لقد تجاوزنا قطوعا خطيرا جدا، فالكلام الذي سمعناه خلال الأيام الماضية أعادنا ثلاثين سنة إلى الوراء. ولكن الحمد لله، بحكمة فخامة الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري تمكنا مجددا من الوصول إلى هذا التفاهم. هذا لا يعني أنك إذا رفعت صوتك فسيسمعك الناس، وبرأيي حين ترفع صوتك يتوقف الناس عن الاستماع إليك، في حين أنه علينا جميعا أن نسمع بعضنا البعض. لذلك، فإن الهدوء هو الذي يوصلنا إلى المكان الصحيح. أما الصراخ، فإلى أين أوصلنا؟ رأينا خلال المرحلة السابقة ورأينا قبل ثلاثين سنة إلى أين أوصلنا".

سنو

وكانت كلمة لسنو رحب فيها بالحريري، وقال: "لبنان لا يبنى إلا بالحوار والتآخي والتفاهم والتوافق، وهذه هي قوته ومصدر غناه. والمصلحة الوطنية هي أولوية مطلقة، والتسويات لمصلحة الوطن هي من شيم الأقوياء. واليوم يدرك جمهورك الكبير على امتداد الساحة اللبنانية، أن مغامرة الإنقاذ لإنهاء الفراغ الرئاسي كانت تبصرا لقيامة الوطن من ثباته، وأعادت الحياة لمؤسساته الدستورية لتلبية احتياجات المواطنين على مختلف الصعد. فالزعيم السياسي الحقيقي هو الذي يستكشف للناس سبل الخلاص ويجد حلولا لأزماتهم، وليس الذي يبقى مسكونا بالماضي وأحكامه".

وثمن سنو "حرص الرئيس الحريري على التخفيف من العجز في البلاد"، وتوجه إليه بالقول: "نتفهم طلبكم من كل الوزارات والإدارات العامة خفض موازنتها بنسبة 20% للعام 2018، لأن ارتفاع الدين العام بات ككرة ثلج يجرف معه مستقبل شبابنا وأحلامهم بمستقبل أفضل. ونشيد بخطوات حكومتكم لتلزيم المربعين 4 و9 للتنقيب عن الغاز والنفط، لأن الآمال معقودة على هذا القطاع. ونتوقف بإعجاب أمام سعيكم للمشاركة في المؤتمرات الدولية بهدف دعم لبنان عسكريا واقتصاديا واجتماعيا، من خلال مشاريع إنمائية بقيمة 16.5 مليار دولار، والتي ستنعكس إيجابا على الشعب اللبناني بأسره. كما ننوه بسعيكم لتعزيز مساهمة المجتمع الدولي بأعباء النزوح السوري التي باتت ترهق كاهل الدولة اللبنانية".

أضاف: "يتطلع البيارتة وسائر اللبنانيين إلى عملكم الدؤوب في الإسراع بإيجاد حل جذري وبيئي لمشكلة النفايات وتوفير المياه في فصل الصيف وإنهاء برامج تقنين الكهرباء ومحاربة الفساد وتوفير فرص عمل للشباب. فعليكم تعقد الآمال وبمثلكم تتحقق الأمنيات".

وتابع: "لقد بتنا قاب قوسين أو أدنى من الانتخابات النيابية، فنتمنى لكم التوفيق في اختيار لوائح انتخابية تعكس صحة التمثيل على مساحة الوطن، ونتمنى عليكم اختيار مرشحين يتصفون بالوفاء لخطكم السياسي السيادي. وفي هذا المجال، ندعو البيارتة واللبنانيين الى أوسع مشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة والاقتراع للوائح الحبيب ابن الحبيب الشيخ سعد رفيق الحريري، والانتباه لكيفية اختيار الصوت التفضيلي، حرصا على منع اختراق هذه اللوائح من قبل بعض الواهمين أو الناكرين. فهذه الانتخابات محطة وطنية هامة، لأنها ستحدد مدى قدرة اللبنانيين على استكمال بناء دولة القانون والمؤسسات وإنهاء دور الدويلة الرابضة في حاضرهم ومستقبلهم".

 

الحسيني في اللقاء التشاوري حول الانتخابات: المهم أن ينطلق تيار مدني لبناء دولة بوجودها وعدلها أمان ورخاء الجميع

الأحد 04 شباط 2018/وطنية - شارك الرئيس حسين الحسيني، في اللقاء التشاوري حول الانتخابات النيابية الذي أقامه "الحزب الشيوعي اللبناني" قبل ظهر اليوم في مسرح المدينة. وألقى الحسيني كلمة استهلها بالقول للحضور: "يسعدني أن أكون بينكم، يسعدني أن أكون معكم، وهل من العصبية أن يحب الرجل قومه؟ هذا السؤال، أجاب عنه الإمام علي بن الحسين، زين العابدين، إجابة، أحب أن أنقلها إليكم، قال: ليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، إنما العصبية أن يرى شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين". أضاف: "الحكمة السياسية، كما هي الحكمة الأخلاقية، إنما هي كامنة في ضمان المحاسبة، سواء في الأنظمة السياسية، أم في أخلاق النفس. والأمر الأكيد في السياسة هو استحالة الدولة الكلية، استحالة السلطة الكلية، بل خطر السلطة الكلية، التي تدعي تولي كل مسؤولية، اجتماعية أو روحية، تدعي تلبية كل حاجة، اجتماعية أو روحية، فإذا بها تسيطر على المجتمع، بدلا من تحريره من الحاجة، فإذا بها تلبي حاجة سيطرتها، بدلا من تلبية حاجة أفراده. وإذا بنا نرى ما نراه في هذه الأحوال، من فقدان للحيوية، ومن إفقار مادي ومعنوي. إن قوة الدولة المدنية التي نسعى إلى قيامها، ليست في أن نكون عبئا عليها، بل في أن تكون حيوية المجتمع المدني، التي على هذه الدولة أن تطلقها وتنميها، قوة لهذه الدولة. إن امتلاكنا لهذه الدولة، ليس هو، في الحقيقة، في مقدار تلبيتها لمطالب فئوية نتقدم بها، بل في مقدار عمل في بنائها، نشرع به، في مقدار مشروع شامل نحققه. إن وحدة هذه الدولة، ليست في مقدار الإكراه الذي نفرضه، بل في مقدار الأمل الذي تبعثه وتحييه. إن تحرير الأرض الذي نريد، ليس في الحقيقة بمقدار المال أو السلاح الذي نحمله، بل بمقدار الوحدة التي ننطلق منها".

وتابع: "إصلاح الدولة، نفع للجميع. نفع للجميع بدولة مستقرة، بدولة عادلة، بدولة قادرة، لا نفع فئة، ترى في الإصلاح نفعا فئويا، أو ضررا فئويا. أمن المجتمع، أمن الجميع، أمن الدولة، لا أمن فئة، والإرهاب على الفئة الأخرى، وإلا فهو إرهاب للجميع. العيش الكريم للجميع، ولن يكون إلا للجميع، وإلا فهو إفقار لكل واحد، كما نرى كل يوم، كأن الهاربين إلى الغنى، فروا إلى الفقر، كأن طلاب العدل، وجدوا الظلم، كأن من نشد الحرية، دخل السجن. إن منطق وعمل هذه السلطات الكلية الزعم، المشتتة الواقع، التي تفصل المناطق، وتشتت الجمع، التي لا ترى ضرورة في العودة إلى الناس، في تلمس إرادة الناس، قليلا بسبب الاندفاع، وكثيرا بسبب الاستغلال، التي تتجنب أن يحاسبها الناس، قليلا بسبب السهو، وكثيرا بسبب وقوع الذنب". وختم الحسيني: "مهما يقال في الأسباب التي تتعدى إرادتنا، وتمنعنا من بناء الدولة، فإن هذه الأقوال، جزء من الحرب علينا، جزء من ضرورات استمرار هذه السلطات المشتتة. إن هذه البلاد، قد عرفت، وفي هذه السنوات الأخيرة، احتلالا عاتيا ما لبث أن تراجع عندما أردتم، إن هذه البلاد، ما زالت تتعرض، منذ بداية الحرب، لمحاولات تقسيم تنجلي في كل مرة عن وضوح الرؤية ذاتها، بأن الخلاص، إنما هو خلاص الجميع. إن اليأس لم يبلغ مبلغه، إلا عندما تراجعنا إلى حدود الفئة، وانغلقنا في حدود المطالبة، وفقدنا روح المبادرة. المهم أن نتمسك بهذه الرؤية، المهم أن ينجم عن هذه الرؤية، إرادة حياة، هي أرحب من أي امتياز أو مطلب. المهم أن ينطلق تيار مدني، لبناء دولة، في وجودها أمان جميع اللبنانيين، وفي عدلها رخاء جميع اللبنانيين. أما الأسباب التي تتعدى إرادتنا، فحدودها ما نريد وما نفعل".