المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 02 شباط/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.february02.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إن أبغضكم العالم، فتذكروا أنه أبغضني قبل أن يبغضك. لو كنتم من العالم، لأحبكم العالم كأهله، ولأني اخترتكم من هذا العالم وما أنتم منه، لذلك أبغضكم العالم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ترى ماذا يريد حزب الله من وراء غزوات مليشيات بري

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/القوات والمستقبل والاشتراكي شركاء حزب الله” في الحكم وحلفاء حلفائه

بالصوت والنص/تهديدات الرئيس بري تبقى تهويلية وغير ذي قيمة ما لم يكن حزب الله ورائها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/مقابلة من ال بي سي، جريئة جداً مع الإعلامي ابراهيم بيرم المقرب جداً من حزب الله تتناول الأزمة الحالية الخطيرة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل ويسمي الأشياء بأسمائها ويوجه اللوم اللافت والشديد لحركة أمل ولرئيسها الرئيس بري وكما أيضاً حمل حزب الله المسؤولية

فيديو/الحلقة ١٩ من DNA  لنديم قطيش من محطة الحدث تحت عنوان: حركة_امل  تتظاهر ضد حزب الله

بيان "تقدير موقف" رقم 134/سقوط جماعي لعددٍ من المواقع والمفاهيم دفعة واحدة كأنهم نمور من ورق/سقط وهم بعض المسيحيين أن سلاح حزب الله يشكل "ضمانتهم في وجه الآخر

ا لإحياء الميليشيات المسيحية والمسلمة من جديد ولا لنشوء ميليشيات مسيحية جديدة ولا للميليشيات المسلحة الحالية غير الشرعية/خليل حلو/فايسبوك

مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية: عون اتصل ببري واتفاق على عقد اجتماع الثلثاء لمعالجة التهديدات الاسرائيلية والأوضاع العامة

عون استقبل الحريري واجرى اتصالا بري وتركيز على ضرورة مواجهة التهديدات الاسرائيلية للبلوك 9 والجدار الاسمنتي واتفاق على لقاء الثلاثاء

المكتب الإعلامي لبري: بري تلقى اتصالا من عون واتفاق على اجتماع الثلثاء لمواجهة التهديدات الاسرائيلية ووقف الحملات الاعلامية

تننتي للوطنية: اليونيفيل تتواصل مع الطرفين لإيجاد حل لمسألة الجدار على الحدود

توتر وإطلاق نار في بيروت... و«أمل» تدعو لوقف المظاهرات

أمل_أبو_زيد والحرب على نبيه بري

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الخميس 1/2/2018

شظايا أزمة تسريبات جبران باسيل تعمق الندوب الطائفية في لبنان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بالتفاصيل.. رئيس بلدية الحدث يروي ما حصل أمس

بنود مبادرة نصرالله التي أفضت الى اتصال عون ببري

القضاء يتحرك من جديد ضد "لهون وبسّ"... وهكذا ردّ هشام حداد!

صيغة جديدة للائحة في الاشرفية!

أبو جمرا: إما أن يعتذر باسيل أو يستقيل

لبنان يرفض مزاعم إسرائيل بامتلاك «بلوك نفطي» في مياهه الإقليمية

عين التينة: لسنا مع الرئيس الأمبراطور

حزب الوطنيين الاحرار - فرع الحدت هذه الممارسات الشاذة ويدعو الاجهزة الامنية لا سيما الجيش اللبناني الى التدخل واتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة

ما قاله باسيل ولم يسرَّب في الفيديو والتسجيلات

الحوار يبقى وحده السبيل الى حل المشاكل وممنوع اللجوء الى الشارع الاحرار: الأعمال الغوغائية والاستفزازية لا تعتبر رد فعل عفوي هي نتيجة قرار وتوجيه منظم

الإفراج عن الناشطة تيما الحايك

تباشير الحرب الأهلية... من الشالوحي إلى الحدث فالهرمل فأبيدجان/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

أين شباب الكتائب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مسيحيو العراق.. تغيير ديمغرافي تنفذه "الحشد" بسهل نينوى

ولايتي: نفوذ إيران في الشرق الأوسط حتمي

الأكراد يطالبون برلين بمنع تركيا من استخدام دبابات ألمانية في عفرين

محاصصة «الضامنين» للدستور السوري... وغضب في دمشق من «سوتشي» ودي ميستورا ينتظر تقديم موسكو قائمة الـ150 مرشحاً

إردوغان وبوتين: «سوتشي» مكسب كبير

موسكو راضية عن نتائج المؤتمر

أميركا تمدد الحماية المؤقتة للسوريين 18 شهراً مع احتدام الحرب الأهلية في سوريا

ترمب يوقع أمراً بإبقاء معتقل غوانتانامو مفتوحاً وأكد وقوف بلاده إلى جانب نضال الشعب الإيراني في سبيل الحرية

بعد تصنيفهما «إرهابيتين»... من هما حركتا «لواء الثورة» و«حسم»؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التهديدات الإسرائيلية.. ذريعة إطباق إيران على لبنان/علي الأمين/العرب

التهوّر والحكمة والحسابات الدولية في الأزمة اللبنانية/راغدة درغام/جريدة الجمهورية

مرّ القطوع... فماذا بعد/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

لبنان: ترنّحُ 'الطائف'/محمد قواص/العرب

حلقتان مفقودتان لدى جبران باسيل/خيرالله خيرالله/العرب

وداعاً.."ولاية الفقيه"/أسعد حيدر/المستقبل

"الترميم" على الطريقة اللبنانية/الهام فريحة/الأنوار

إسرائيل تمهّد الرأي العام المحلي والدولي لعدوان ضد لبنان/نضال محمد وتد/العربي الجديد

الحب المستحيل بين حلفاء حزب الله/حازم الأمين/الحرة

السعودية ولبنان... وشائج تاريخية وإنسانية/رؤوف أبو زكي/الشرق الأوسط

هكذا يفصل حزب الله بين التيار.. وباسيل/باسكال بطرس/المدن

حرمان «حزب الله» من الدولار/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

دبلوماسية الوزير باسيل/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الفوقيّات/سمير عطالله/النهار

باسيل يتحدى التهويل.. والأنظار إلى مؤتمر أبيدجان/آمال خليل/الأخبار

محاصصة «الضامنين» للدستور السوري... وغضب في دمشق من «سوتشي» ودي ميستورا ينتظر تقديم موسكو قائمة الـ150 مرشحاً/إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط

الموقف الأميركي من "النووي" الإيراني غير معزول عن ملفات المنطقة/ثريا شاهين/المستقبل

«المحور الخماسي» تحوُّلٌ استراتيجي و«سوتشي» بدأت وانتهت فاشلة/صالح القلاب/الشرق الأوسط

«حماس» أمام خيارين: استرجاع الاستقلالية أو توريط لبنان/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

وظيفتك في خطر/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

سادات فلسطين/سليمان جودة/الشرق الأوسط

الخطاب الديني... شهادة «تشخيص الصحوة»/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لبنان تحرك دبلوماسيا لمواجهة الادعاءات الاسرائيلية مع تأكيده على حقه في الدفاع عن سيادته وسلامة اراضيه بكل السبل المتاحة

الوطني الحر في بعبدا أثنى على إتصالات حزب الله مع الحركة لضبط الشارع: الحدت ستظل مثالا لأطيب علاقات حسن الجوار

الوطني الحر ارجأ وقفته التضامنية في الحدت

قيادتا أمل وحزب الله في جبل لبنان والشمال: لانجاز الاستحقاق النيابي وتأكيد على وحدة الصف الوطني

نقابة المعلمين ردا عى اللقاء التربوي في بكركي اليوم: مستمرون في الاضراب من 5 إلى 7 الجاري

الرئيس الجميل عرض مع الشعار وصلاح سلام التطورات داخليا واقليميا

جنبلاط عرض مع وفد من حماس الأوضاع الفلسطينية والتطورات في المنطقة

الراعي افتتح اجتماع المدارس: لتوحيد موقف يحمي التعليم الخاص ومن الخطر شخصنة الدولة والمؤسسات والدين والمذهب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إن أبغضكم العالم، فتذكروا أنه أبغضني قبل أن يبغضك. لو كنتم من العالم، لأحبكم العالم كأهله، ولأني اخترتكم من هذا العالم وما أنتم منه، لذلك أبغضكم العالم

إنجيل يوحنا 15/18-27/"إن أبغضكم العالم، فتذكروا أنه أبغضني قبل أن يبغضك. لو كنتم من العالم، لأحبكم العالم كأهله،ولأني اخترتكم من هذا العالم وما أنتم منه، لذلك أبغضكم العالم. تذكروا ما قلته لكم: ما كان خادم أعظم من سيده. فإذا اضطهدوني يضطهدونكم، وإذا سمعوا كلامي يسمعون كلامكم. هم يفعلون بكم هذا كله من أجل اسمي، لأنهم لايعرفون الذي أرسلني. لولا أني جئت وكلمتهم، لما كانت عليهم خطيئة. أما الآن، فلا عذر لهم من خطيئتهم. من أبغضني أبغض أبي. لولا أني عملت بينهم أعمالا ما عمل مثلها أحد،لما كانت لهم خطيئة. لكنهم الآن رأوا، ومع ذلك أبغضوني وأبغضوا أبي. وكان هذا ليتم ما جاء في شريعتهم: أبغضوني بلاسبب. ومتى جاء المعزي الذي أرسلهإليكم من الآب، روح الحق المنبثق من الآب، فهو يشهد لي.وأنتم أيضا ستشهدون، لأنكم من البدء معي.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ترى ماذا يريد حزب الله من وراء غزوات مليشيات بري

الياس بجاني/01 شباط/18

إن سلسلة غزوات الرئيس بري وعنتريات وشروط نوابه ووزرائه وميليشياته تخطت كل القوانين وكل ما هو احترام لمبدأ التعايش وبالتأكيد ما كان الإستيذ لينجر لهذا المنحى المهرطق والمتعالي والغزواتي ويستمر به ويصعد لولا ضوء أخضر من حزب الله..السؤال هو ماذا يريد الحزب؟

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/القوات والمستقبل والاشتراكي شركاء حزب الله” في الحكم وحلفاء حلفائه/31 كانون الثاني/18/اضغط هنا او على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%83%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%B2/

 

تهديدات الرئيس بري تبقى تهويلية وغير ذي قيمة ما لم يكن حزب الله ورائها

الياس بجاني/30 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62189

عملياً لا قيمة ولا مصداقية ولا آليات تنفيذ لتهديد الرئيس بري بإستقالة وزرائه من الحكومة ما لم يكن حزب الله هو الآمر بهذه الإستقالة. على شعبنا السيادي من غير الزلم والأغنام والهوبرجية أن لا يُضيع البوصلة حيث يبقى السرطان هو الإحتلال الإيراني للبنان بسلاحه ودويلاته وعسكره وإرهابه وحروبه... والباقي كل الباقي من مشاكل واشكالات فقط وفقط من اعراض هذا المرض الخبيث

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/مقابلة من ال بي سي، جريئة جداً مع الإعلامي ابراهيم بيرم المقرب جداً من حزب الله تتناول الأزمة الحالية الخطيرة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل ويسمي الأشياء بأسمائها ويوجه اللوم اللافت والشديد لحركة أمل ولرئيسها الرئيس بري وكما أيضاً حمل حزب الله المسؤولية/01 شباط/18

أضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

http://eliasbejjaninews.com/archives/62253

https://www.youtube.com/watch?v=StwswFrHTck&t=476s

 

فيديو/الحلقة ١٩ من DNA  لنديم قطيش من محطة الحدث تحت عنوان: حركة_امل  تتظاهر ضد حزب الله/01 شباط/18/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=BX1fis7TaTE&sns=tw

 

بيان "تقدير موقف" رقم 134/سقوط جماعي لعددٍ من المواقع والمفاهيم دفعة واحدة كأنهم نمور من ورق/سقط وهم بعض المسيحيين أن سلاح حزب الله يشكل "ضمانتهم في وجه الآخر

01 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62243

في السياسة

· شهد اللبنانيون مساء أمس ما عاشه جيلٌ بكامله سابقاً!

· إستفزاز يستدعي تجمّعاً شعبياً لتصل بعد ذلك كاميرات الإعلام، ويتناقل الـ"whatsApp" ما حصل، ويبدأ السباب والمراجل والعودة إلى أحلك الأيام!

· للإطمئنان فقط: مشهد لا ولن يعيد أنتاج الحرب الأهلية!

· التاريخ لا يكررّ نفسه كما قال ماركس!

· صحيح أنه "أول مرّة يكون تراجيديا وثاني مرّة يكون كوميديا"!

· إنما ما حصل هو سقوط جماعي لعددٍ من المواقع والمفاهيم دفعة واحدة كأنهم "نمور من ورق"!

· سقط وهم بعض المسيحيين أن سلاح "حزب الله" يشكل "ضمانتهم" في وجه "الآخر"!

· سقطت حركة "أمل" التي إنتقلت في العام 92 من مرتبة ميليشيا إلى رئاسة مجلس النواب، والتوظيف في الدولة ومجالس المناطق، والمغانم السلطوية، ولكن تبيّن أنها لا تزال في المربع الأول!

· سقط جبران باسيل الذي قدّم نفسه شاباً "تقدمياً" خارج التقليد الماروني، لكن تبيّن انه لا يصلح لا للأمم المتحدة ولا لزعامة مِحمَرش!

· سقط تفاهم مار مخايل قبل أيام من عيده الـ12!

· سقطت الأجهزة الأمنية التي تخترق الموساد عندما تريد، ولا تضبط الشارع عندما لا تريد!

· سقطت تسوية "المستقبل" و"القوات اللبنانية" مع "حزب الله"!

· سقط الإستقرار!

· سقط الرئيس سعد الحريري وسقطت حكومته هذه المرّة عند تقاطع النبعة - ميرنا الشالوحي لا في الرياض ولا علاقة للوزير السبهان بذلك!

· سقط الرئيس "القوي" الذي تبيّن أن قوته مستمدّة من سلاح غيره وليس من قوة سلاح جيشه الذي وصفه "بالضعيف"!

تقديرنا

· لن نرحل إلى دهاليز الحرب الأهلية!

· إرحلوا أنتم!

 

لا لإحياء الميليشيات المسيحية والمسلمة من جديد ولا لنشوء ميليشيات مسيحية جديدة ولا للميليشيات المسلحة الحالية غير الشرعية

خليل حلو/فايسبوك/01 شباط/18

قال الرئيس شهاب يوماً، وها نحن نستعيد ما كان يقوله في أيام لم نعد نثق بأحد من الذين يقولون أشياء ويفعلون أخرى: اللبنانيون كالديوك يتصارعون ويدمون بعضهم بعضاً ثم يتكئون على بعضهم البعض بعد التعب والكلل.

ليت المواطنين يقومون بمراجعة سريعة للسنوات الأربعون الماضية لأخذ العبر وعدم تكرار خطايا الماضي لا بل جرائمه.

في العام 1975 خطيئة المسلمين كانت اتكالهم على الفلسطينيين لتحقيق مكاسب سياسية في التركيبة اللبنانية وخطيئة المسيحيين كانت عدم التمسك بمؤسسات الدولة لا بل المساهمة في ضربها ولا سيما القوى الأمنية والجيش والإتكال على ميليشيات لتحميهم فكانت النتيجة تقاتل ميليشيات مسيحية بعضها البعض وكذلك عند المسلمين انتهت باحتلال بعثي سوري لمدة 30 سنة خرج بعدها البعثيون بأعجوبة وبنتيجة ضغوط داخلية ودولية ...

هذه المرة اذا لا سمح الله اعيدت كرة 1975 فلن يكون هناك مجتمعاً دولياً يتدخل لضبط الأمور مثل الماضي: سوريا دمرت وما تزال والمجتمع الدولي عاجز.

لعدم الوصول إلى هذا الحد بعد الذي شهدناه في الشارع في الأيام الثلاثة الماضية، يجب ضرب المشاغبين والمسلحين من قبل الجيش بقوة ولو أدى ذلك إلى أضرار كون هذه الأضرار مهما بلغت فداحتها ستكون لا شيء أمام 1975 أخرى.

 ولو في العام 1975 تمسك المسيحيون بمؤسسات الدولة وحافظوا على الجيش وكلفوه دون سواه بحمايتهم وبحماية لبنان، لكان المسلمون قبلوا لا بل طالبوا بذلك، وقبل الفريقان بتسويات سياسية في حينه، لكنا تفادينا 40 سنة سوداء من تاريخنا، والشيء نفسه صحيح اليوم: الجيش وحده يحمي الناس، مسيحيين ومسلمين شيعة وسنة ... الميليشيات تؤدي إلى نشوء ميليشيات أخرى، وخطوط التماس جاهزة. مهما كلف الثمن ومهما غضب وحرد من يمكن ان يحرد يجب ان يقوم الجيش بما يجب في بيروت كما حدث في صيدا وفي طرابلس خاصة وأنه لا ناس بسمن وآخرين بزيت. سيحرد من يحرد ويتم ضبط الشارع.

لا لإحياء الميليشيات المسيحية والمسلمة من جديد ولا لنشوء ميليشيات مسيحية جديدة ولا للميليشيات المسلحة الحالية غير الشرعية ونقطة على السطر.

 

مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية: عون اتصل ببري واتفاق على عقد اجتماع الثلثاء لمعالجة التهديدات الاسرائيلية والأوضاع العامة

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "أجرى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم، اتصالا هاتفيا بدولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتداول معه في التطورات الراهنة والتهديدات الاسرائيلية الأخيرة بالنسبة إلى البلوك 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة والجدار الذي تعمل على إقامته اسرائيل على الحدود الجنوبية. وخلال الاتصال الذي سادته المودة، أكد فخامة الرئيس أن الظروف الراهنة والتحديات الماثلة أمامنا تتطلب منا جميعا طي صفحة ما جرى مؤخرا، والعمل يدا واحدة لمصلحة لبنان، وقد عبر دولة الرئيس بري عن تقديره لمبادرة فخامة الرئيس ولدقة الظروف الراهنة وخطورتها، وتم الاتفاق بين الرئيسين على عقد اجتماع يوم الثلثاء المقبل لدرس الخطوات الواجب اتخاذها لمعالجة التهديدات الاسرائيلية المتجددة والأوضاع العامة في البلاد".

 

عون استقبل الحريري واجرى اتصالا بري وتركيز على ضرورة مواجهة التهديدات الاسرائيلية للبلوك 9 والجدار الاسمنتي واتفاق على لقاء الثلاثاء

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالاً هاتفياً بعد ظهر اليوم، برئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، وتداول معه في التطورات الراهنة والتهديدات الاسرائيلية الاخيرة بالنسبة الى البلوك 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة، والجدار الاسمنتي الذي تعمل اسرائيل على اقامته على الحدود الجنوبية. وخلال الاتصال الذي سادته المودة، اكد فخامة الرئيس ان الظروف الراهنة والتحديات الماثلة امامنا تتطلب منا طي صفحة ما جرى اخيرا، والعمل يدا واحدة لمصلحة لبنان واللبنانيين. وعبّر دولة الرئيس بري عن تقديره لمبادرة فخامة الرئيس، ولدقة الظروف الراهنة وخطورتها، وتم الاتفاق على عقد اجتماع يوم الثلاثاء المقبل لدرس الخطوات الواجب اتخاذها لمعالجة التهديدات الاسرائيلية المتجددة والاوضاع العامة في البلاد.

الحريري

واستقبل الرئيس عون عند الرابعة والنصف بعد الظهر في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وجرى عرض لآخر التطورات على الساحة المحلية، اضافة الى التهديدات الاسرائيلية للبنان واستهداف ثرواته الطبيعية. بعد اللقاء، قال الرئيس الحريري: "التقيت فخامة الرئيس، واطلعته على اجواء زيارتي الى تركيا، واتفقنا على خطوات بما يخص البلوك رقم 9 لاستخراج النفط والتحديات التي يواجهها لبنان في هذا المجال، وسيكون لنا خطوات واضحة وصريحة في هذا الخصوص قريباً، ونحن نواجه عدوانا كبيرا في هذا الشأن. ان شاء الله، ستكون الاجواء ايجابية بين فخامة الرئيس ورئيس مجلس النواب، ونعمل جميعاً من اجل التهدئة، وانا اعتبر ان كرامة الرئيس بري من كرامتي وكرامة الشعب اللبناني وفخامة الرئيس، وهو كلام نابع مني ومن فخامة الرئيس".

 

المكتب الإعلامي لبري: بري تلقى اتصالا من عون واتفاق على اجتماع الثلثاء لمواجهة التهديدات الاسرائيلية ووقف الحملات الاعلامية

الخميس 01 شباط 2018/وطنية - أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان ما يلي: "تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تناول المستجدات الراهنة والتهديدات، لا سيما الاسرائيلية، التي تتطلب العمل يدا واحدة لمصلحة لبنان.

وتم الاتفاق على عقد اجتماع يوم الثلثاء المقبل لدرس الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة التهديدات الاسرائيلية المتكررة وبحث الاوضاع العامة في البلاد. كما تم الاتفاق على وقف الحملات الاعلامية".

 

تننتي للوطنية: اليونيفيل تتواصل مع الطرفين لإيجاد حل لمسألة الجدار على الحدود

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - أوضح الناطق الرسمي بإسم "اليونيفيل" اندريا تننتي ردا على سؤال لمندوب "للوكالة الوطنية للاعلام" جمال خليل، عن مواصلة اسرائيل اعمال الجدار على الحدود، أن "قيادة اليونيفيل تتواصل مع كلا الطرفين من أجل إيجاد حل مشترك لهذه المسألة، وفي حال طلب منها، ستعمل على مواصلة تحسين الترتيبات الأمنية في هذا المجال". وقال تننتي: "نظرا لحساسية المنطقة، نعتبر أن من الضروري التوصل إلى حلول متفق عليها مع كلا الطرفين لتخفيف احتمال حدوث توترات متفرقة وتقليل نطاق أي سوء فهم محتمل بين الأطراف". أضاف: "كما تواصل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان التأكيد على مدى حساسية القيام بأي أعمال على طول الخط الأزرق. ومن الأهمية بمكان أن يستفيد الطرفان من ترتيبات الاتصال والتنسيق، بما في ذلك الاجتماع الثلاثي، من أجل ايجاد حلول ترمي إلى منع الانتهاكات وتقليل التوتر والحفاظ على الاستقرار في منطقة عمليات اليونيفيل". وختم: "تواصل اليونيفيل متابعة ورصد الوضع في منطقة عملياتها، حيث أن الوضع لا يزال هادئا عموما".

 

توتر وإطلاق نار في بيروت... و«أمل» تدعو لوقف المظاهرات

الشرق الأوسط/01 شباط/18/دعت «حركة أمل» التي يقودها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، أنصارها اليوم (الخميس) لوقف المظاهرات في الشوارع، في مسعى لاحتواء أزمة فجرها فيديو مسرب لوزير الخارجية اللبناني.

ويخرج أنصار بري في احتجاجات منذ يوم الاثنين بعد أن ظهر صهر عون وزير الخارجية جبران باسيل في مقطع فيديو وهو يصف بري بأنه «بلطجي». وفاقم الخلاف الأزمة السياسية بين بري وعون وهدد بتأجيج توترات طائفية قبل الانتخابات التشريعية المقررة في مايو (أيار) وإصابة الحكومة بالشلل. ووفقا لمصادر أمنية وتقارير محلية، فقد استمرت التوترات مساء أمس (الأربعاء) عندما انتشر الجيش في منطقة الحدث قرب بيروت، بعد أن قاد شبان سياراتهم عبر المنطقة حاملين أعلام «أمل» وهم يطلقون أعيرة نارية في الهواء. وذكرت المصادر والتقارير أن أنصار «التيار الوطني الحر» الذي أسسه عون خرجوا أيضا في الشوارع حاملين أسلحة. وأهابت حركة أمل في بيان «بكل الذين تحركوا بشكل عفوي وغير منظم من خلال مسيرات سيارة أدت إلى بعض الإشكالات التي لا تعكس صورة وموقف الحركة، أن يتوقفوا عن أي تحرك في الشارع لقطع الطريق». وشكرت الحركة أنصارها لتنديدهم بتصريح باسيل.

وغرّد وزير المال علي حسن خليل عبر «تويتر»: «موقفنا واضح بعدم علاقة الحركة بما يجري في الحدث، ونركن جميعا إلى مرجعية الجيش في حفظ الأمن، ونعتبر أن زج اسم الحركة في هذه المسألة يهدف للتشويش على مصالح الناس وعلى القضية الأساسية. وهي محاولات ستفشل والأيام المقبلة ستثبت أنها ليست مسألة عابرة في وجدان الناس بل ستكون عبرة لمن تطاول». وذكر التيار الوطني الحر أن باسيل عبر عن أسفه بشأن التصريحات وأن التيار يعتبر المسألة منتهية. وقال بري أمس إن على باسيل أن يعتذر للشعب اللبناني عن تصريحاته.

 

أمل_أبو_زيد والحرب على نبيه بري

ذهب نائب عون عن جزين أمل_أبو_زيد، وهو تاجر_سلاح عقد صفقات عدة مع الروس، باعها لجهات مختلفة في العالم، إلى موسكو كي يطلب من يلتقي بهم من مسؤولين في أجهزة أمنية وعسكرية وسياسية مختلفة في روسيا العمل على إنهاء سيطرة نبيه_بري على رئاسة_مجلس_النواب، عبر الاتفاق مع الأميركان على إيجاد بديل مقبول من الاثنين من جهة.. ثم الاتفاق مع إيران لإيجاد بديل عن بري تقتنع به طهران ويسير به #حزب_الله في لبنان.. فهذا ما لم يستطع بري هضمه من عدوانية وهجوم جماعة عون ضده...

يرجى الضغط على الرابط التالي لمتابعة الموضوع:

 

أسرار الصحف اللبنانية ليوم الخميس 1/2/2018

النهار

تبيّن لهيئة مراقبة الانتخابات أن في لبنان 354 موقعاً الكترونيّاً معظمها يتعاطى السياسة والسؤال عن مدى إمكان مراقبتها وإلزامها القوانين المرعيّة التي تُطبّق على وسائل الإعلام التقليديّة.

استقبال السيد بيار فتّوش عبر محطة OTV أدّى الى استقالة ناشطين في "التيار الوطني الحر" في عين دارة لأنّهم اعتبروا أن التيّار وقف مع رأس المال ضد مصالحهم.

تزداد الخدمات الانتخابيّة لعدد من الوزراء في مناطقهم على حساب المصلحة العامة والمال العام ويتمّ توقيع عقود جديدة تحت عنوان شراء خدمات رغم قرار وقف التوظيف.

اللواء

يغمز وزير "عوني" من قناة شخصية من طائفته، مؤكداً بتباين مع جهة ترغب بالتعاون الانتخابي معها!

يُؤكّد نائب شمالي أن "مشكلة الفيديو" حسنت من من نقاط التأييد المسيحي للوزير المسبّب بالأزمة الحالية.

فرملت الأزمة بين بعبدا وعين التينة اتصالات كانت ناشطة للتحضير لبعض المؤتمرات الدولية.

المستقبل

قيل ان منظمي مؤتمر أبيدجان الاغترابي وضعوا التحركات الاحتجاجية التي شهدها مطار رفيق الحريري أمس، في خانة محاولة عرقلة سفر عدد من المصرفيين ورجال الاعمال للمشاركة في المؤتمر، غير انهم اكدوا بالمقابل انه سيعقد في موعده وبحضور الوزير جبران باسيل.

الجمهورية

علّق سياسي بارز على ما حصل في الشارع فقال: "كنت متوقِّع هالشي وشايفها من زمان".

نصح سفير لبناني رئيس تيار بارز بعدم السفر وتأجيل لقائه المقرّر مع أبناء الجالية في الخارج لأن الأمور متوترة وليست لصالح هذه الزيارة.

سئل أحد النواب عن رؤيته للذي حصل بين فريقين سياسيّين وإذا كان في الأفق من حلّ فأجاب: لا حلّ.

الشرق

أكد مصدر نيابي مقرب من عين التينة ان الرسالة التي حملها الرئيس نبيه بري للنائب وليد جنبلاط لينقلها الى الرئيس سعد الحريري والتي لم يكشف عن مضمونها، اتسمت بالكثير من الايجابية بعيدة المدى..

اتصلت مرجعية ديبلوماسية عربية بقيادة "حزب الله" وشجعتها على استئناف دورها في سحب فتيل الاشتباكات بين الرئيسين عون وبري.

قال قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ"الشرق" ان التحالفات النيابية لم تحسم، وأنها تحتاج الى المزيد من الاتصالات، خصوصا وان الخريطة الجيوسياسية بالغة التعقيد وتحتاج الى "ربط نزاع" مع عديدين.

البناء

توقّعت مصادر يمنية استمرار الأحداث الأمنية في عدن، رغم محاولات التحالف الذي تقوده السعودية الوصول لتسويات بين التحالف الجنوبي وجماعة منصور هادي، رغم وضع خطط انتشار أمني لقوات سعودية إماراتية ترضي الفريقين في نقاط التصادم والاحتكاك، وقالت إنّ السبب في تفاقم الوضع يعود إلى كون قواعد التحالف الجنوبي وجماعاته المسلّحة لا تشبه قياداته التي تُحسب على الإمارات والاتجاه لانفصال الجنوب هو الذي يشكل خلفية الحراك الجنوبي منذ الأصل…

تمكّن حزب وازن وسعاة خير آخرون من التوفيق بين رئيسي حزبين حليفين له في إحدى أكبر دوائر جبل لبنان، الأمر الذي من شأنه أن يسهّل ولادة لائحة قوية جداً في مواجهة لائحة قوية أيضاً يشكّلها قطب سياسي اعتاد أن يكون جلّ نواب هذه الدائرة من حصته في نظام الاقتراع الأكثري...

 

شظايا أزمة تسريبات جبران باسيل تعمق الندوب الطائفية في لبنان

العرب/02 كانون الثاني/18/أعادت المشاهد الاستعراضية بين أنصار حركة أمل من جهة ومؤيدي التيار الوطني الحر إلى الأذهان ما حدث في العام 2008، ويقول سياسيون لبنانيون إنه ورغم انحسار التحركات الاحتجاجية بيد أنّ هذا لا يعني انتهاءها في ظل استمرار الأزمة بين الطرفين.

صراع الرئاستين ينتقل إلى باسيل

بيروت- تتواصل ارتدادات الأزمة الخطيرة التي فجرتها تسريبات لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هاجم فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ووصفه بـ”البلطجي”، ملقية بظلال قاتمة على المشهد اللبناني، رغم دعوات التهدئة من المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون الذي حاول الإمساك بالعصا من المنتصف، محاولا النأي بنفسه عن أزمة هو في صلبها. وتقول أوساط دبلوماسية لبنانية إنّ تراجع منسوب التوتر في الشارع بعد انتشار الجيش في أكثر من منطقة ذات غالبية مسيحية، فضلا عن دعوات حركة أمل الشيعية إلى أنصارها بوقف تحركاتهم الاحتجاجية، لا يعني انتهاء الأزمة في ظل تمسّك كل طرف بموقفه لجهة عدم التنازل للآخر. ويصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على ضرورة أن يقدّم جبران باسيل اعتذارا على الملء عمّا بدر منه من إساءات بحقه، في المقابل يرفض الأخير القيام بهذه الخطوة، خاصة بعد ما قام به أنصار أمل من تعديات وانتهاكات للسلم الأهلي في البلد.

ومنذ التسريب الذي حصل ليل الاثنين الثلاثاء، يخرج أنصار بري في احتجاجات شبه يومية، تتخللها عمليات حرق لإطارات مطاطية وإطلاق أعيرة نارية في الهواء، فضلا عن رفع شعارات لا تخلو من طائفية تستهدف المكوّن المسيحي برمّته، وحرق لصور وزير الخارجية ورئيس الجمهورية. وقد استفزّت هذه التحركات أنصار التيار الوطني الحر، الذين خرجوا بدورهم للشوارع مشهرين أسلحة في وجه الطرف المقابل.

وأعادت هذه المشاهد إلى الأذهان أجواء 7 مايو 2008، حينما اندلعت احتجاجات بين مؤدين لحكومة فؤاد السنيورة آنذاك ومعارضين على رأسهم أنصار حزب الله وحركة أمل، وقد أفضت تلك الاحتجاجات إلى اندلاع مواجهات دامية أدت إلى مقتل وإصابة العشرات.

ويرى سياسيون لبنانيون أنّ الساحة السياسية في لبنان تشهد منذ سنوات انحدارا واضح لجهة أسلوب التخاطب الذي بلغ مستوى متدنيا، ويشير هؤلاء إلى أن باسيل أخطأ مرتين حينما أطلق مثل تلك التصريحات أمام اجتماع عام، وأخطأ حينما رفض الاعتذار عمّا بدر منه، ولكن هذا لا يعفي حركة أمل من المسؤولية عما ما وصلت إليه الأزمة. التيار الوطني الحر كما أمل حريصان على ما يبدو على إبقاء الأزمة مشتعلة لحسابات سياسية ضيقة مرتبطة بالانتخابات النيابية

ويشير البعض إلى أنّ خروج أنصار حركة أمل بتلك الطريقة الاستعراضية تعكس في واقع الأمر تضخم الأنا لدى الجانب الشيعي الذي يستشعر فائضا من القوة بسبب سلاح حزب الله، وأن هناك اعتقادا سائدا في الأوساط الشيعية إلى أنهم الطرف الأقوى والمُهيمن على الساحة اللبنانية.

ويقول مراقبون إنّ المشكلة في لبنان تكمن في مدى تغلغل الطائفية التي باتت تسكن زاويا هذا البلد، حيث أن كل تصريح أو حتى مجرّد تمليح يتم تحميله بُعدا طائفيا الأمر الذي عزّز حالة الانقسام في لبنان، وهذا يشكّل تهديدا حقيقيا للسلم الأهلي فيه.

ولا يبدو أن هناك توجّها فعليا لاحتواء شظايا تسريبات باسيل التي تعتبر امتدادا لأزمة مرسوم ضباط دورة 1994 التي تفجّرت بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب، والتي اتخذت أبعادا طائفية، أكثر مما تحتمل، وفق قول أحدهم.

ولم تظهر حتى الآن أي بوادر عن وساطة يقودها حزب الله حليف الطرفين، حيث خيّرت قياداته التزام الصمت، منذ البيان التضامني مع بري الذي نشره تحت ضغط الشارع الشيعي.

ويقول متابعون إن إيثار الحزب عدم التدخل حاليا يعود إلى رغبته في انتظار أن تهدأ الأمور للتدخل ورأب الصدع العميق بين الطرفين، وإن كان ذلك لا يعني أن الحزب ليست له هو الآخر مؤاخذات عميقة على التيار الوطني الحر، وبخاصة على رئيسه جبران باسيل، حيث تهمس أوساط الحزب بأنّ الأخير تجاوز جميع الخطوط الحمراء سواء لجهة إبدائه مؤخرا مواقف مغازلة لإسرائيل، أو في سعيه الدائم إلى مناكفة أمل.

ومعلوم أن الأزمة بين التيار الوطني الحر ليست الأولى وإن كانت الأكثر حدة، وسبق وأن تدخّل الحزب في أكثر من مرة لمعالجة الوضع، في ظل خشيته من فقدان الغطاء السياسي الذي يوفره له هذا التحالف، للاستمرار في أجندته الإقليمية التي رسمتها له راعيته إيران.

ويرى البعض أن التيار الوطني الحر، كما حركة أمل، حريصان على ما يبدو على إبقاء الأزمة مشتعلة لحسابات سياسية ضيقة مرتبطة بالانتخابات النيابية، دون أن يكون هناك أدنى اهتمام بأن ذلك قد يقود لمنزلقات خطيرة يتداعى لها كل لبنان.

ويوضح هؤلاء أنّ ما حصل عقب التسريبات من “انتفاضة” للمكوّن الشيعي وبخاصة لأنصار أمل أدّى إلى شدّ عصب الشارع المسيحي إلى جبران باسيل الذي لم يكن له على أرض الواقع حيثية شعبية يستند إليها سوى تركة عمه (والد زوجته) الرئيس ميشال عون.

وسجل في الأيام الأخيرة تزايد شعبية باسيل في الأوساط المسيحية. وبالطبع إبقاء الأزمة قائمة عشية الانتخابات النيابية من شأنه أن يخدمه بشكل كبير، ويضمن له كتلة تصويتية مهمة في الاستحقاق.

بالمقابل فإن حركة أمل ورئيسها يريدان استثمار هذا الوضع، لصالحهما، من خلال تكريس الالتفاف الشيعي حولهما، وإزالة ما يدور في أذهان الكثير من الشيعة بأن مناكفات بري للتيار الوطني الحر غير مقبولة لجهة أنها تضر بحزب الله.

والأهم وفق المراقبين أن حزب الله لن يستطيع على خلفية ما حصل إقناع حركة أمل بمراعاة حليفه المسيحي في الدوائر الموجود بها والتي تشكّل أهمية كبرى له مثل جزين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بالتفاصيل.. رئيس بلدية الحدث يروي ما حصل أمس

الجمهورية/01 شباط/18/روى رئيس بلدية الحدث جورج عون ما جرى، وقال لـصحيفة "الجمهورية" إنّ "عدداً من الشبّان دخلوا البلدة حاملين أعلام حركة "أمل" وأطلقوا النار في الهواء، ما دفعَ الأهالي الى الاستنفار، وقد أجرَينا اتصالات بقيادة حركة "أمل" فتنصّلت من الحادثة". وقال "إنّ الجيش انتشَر في المنطقة، وشباب الحدث الذين هبّوا دفاعاً عن بلدتهم تراجعوا بعد تدخّلِ الجيش وملاحقتِه مطلقي النار". بدوره، أكّد منسّق هيئة قضاء بعبدا في "التيار الوطني الحر"، أنّ الجوّ في الحدث ليس مريحاً أبداً وأنّ عناصر "أمل" دخلوا بأسلحتهم إلى البلدة وأطلقوا النار على ساحة الحدث". وأشار إلى أنّ "هذه المظاهر المسلحة دفعَت بأبناء البلدة للنزول إلى الأرض للدفاع عن بلدتهم وسط أجواء شديدة التوتّر"، نافياً أن "يكون التيار مسلّحاً". وشدّد على أنّ "الجيش عمل على ضبط الوضع والتهدئة".

 

بنود مبادرة نصرالله التي أفضت الى اتصال عون ببري

ليبانون ديبايت – المحرر السياسي//01 شباط/18/

على وقع غزوة الحدث وما تبعها من تصريحات عونية نارية هددت بالرد في الشارع لحماية العرض والحقوق ،حرّك الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ماكينته الحزبية واتصالاته، موعزًا مساء الى قيادات الحزب الميدانية الى النزول الى الشارع وسحب جماعات حركة أمل توازيًا مع اتصالات بالجانب العوني وطمأنته الى أن ما حصل لن يتكرر.

وبحسب المعطيات فإن قرارًا كبيرٌ اتخذ على مستوى الحزب ليلا قضى بوضع خطة "ملزمة" للخصمين بعدما بلغت احداث ليل الاربعاء الخطوط الحمر،وقامت الخطة أولاً على وقف التحركات في الشارع وضبط الاعتراضات والمسلحين والمشاغبين، وثانيا على اطلاق مبادرة لتخفيف الاحتقان.

وعملا بذلك اجرى امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية ميشال عون وبرئيس مجلس النواب نبيه بري، فركز على ضرورة حصر الاختلاف بالسياسة وضرورة معالجة مسألة المواجهة الاخيرة بالطرق المناسبة من دون كسر اي طرف خصوصًا مع دخول اسرائيل على الخط اللبناني واطلاقها تهديدات جدية، ما يستلزم تكاتف كل الأطراف لمواجهة المرحلة المقبلة وعدم السماح لتل ابيب من الاستفادة من الانقسامات الداخلية.

وعليه طرح الامين العام لحزب الله مبادرته المؤلفة من النقاط التالية:

-وقف الحملات الاعلامية بين الطرفين فورا

-وقف التحركات في الشارع وتكليف القوى الامنية والعسكرية تنفيذ القرار وضرب اي محاولة للاخلال بالامن.

-مبادرة رئيس الجمهورية الى الاتصال برئيس المجلس لبحث مسالة التهديد الاسرائيلي والاعلان عن موعد للقاء بينهما.

-اقامة مهرجان مصالحة في بلدة الحدث برعاية الحزب يتحدث فيه نواب من التيار والحركة.

-تشكيل لجنة لبحث النقاط العالقة بين الطرفين.

-البحث في الطريقة الانسب لتراجع الوزير باسيل عن كلامه دون كسره .

ورأت الأوساط أن حزب الله شعر أمس "بالسخن"، فكرة الثلج كبرت بسرعة غير متوقعة، ما قد يهدد الامن ،وهو خط احمر، في هذه المرحلة ،خصوصًا ان ما يجري يصب في خدمة المشروع السعودي – الاسرائيلي، ما استوجب "فرض" شروط المصالحة الجديدة.

 

القضاء يتحرك من جديد ضد "لهون وبسّ"... وهكذا ردّ هشام حداد!

الخميس 01 شباط 2018 /صدر عن المكتب الاعلامي لمجلس القضاء الأعلى البيان الآتي: "توقف مجلس القضاء الأعلى عند ما جاء في برنامج "لهون وبس" الذي عرضته شاشة تلفزيون LBCI في تاريخ 30/1/2018، من تعرض لشخص حضرة النائب العام لدى محكمة التمييز اثر قيامه بدوره المرسوم قانونا، ووجد أنه لا يمكن التهاون مع هذا التعرض الذي يمثل مسا بالسلطة القضائية وله أكبر التداعيات على سمعة القضاء وهيبته، وبناء على ما تقدم قرر المجلس الطلب من النيابة العامة التمييزية إجراء المقتضى وصولا الى تحريك دعوى الحق العام تجاه ذلك الفعل وفقا للأحكام القانونية المرعية الإجراء، كما قرر الطلب من المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع الاضطلاع بما تفرضه عليه مسؤولياته في ضوء ذلك الدرك الذي انزلق اليه ذلك البرنامج. ولفت المجلس الى أنه يعتبر أن الذود عن كرامة القضاء وسمعته وهيبته يسمو على أي اعتبار آخر، ويحذر من أن القضاء لن يتهاون في المستقبل مع أي تعرض يتناوله بغض النظر عن أي جهة أتى، ولا سيما أن المس بالقضاء يمثل مسا بإحدى أهم ركائز دولة القانون".

وعلّق هشام حداد على الامر قائلا: القضاء ما عم بشوف الا هشام حداد ولهون وبس  ما عم بشوف انو في ناس بدا تدفن بعضا  باسم الدين وانو الشارع مليء بناس عم تقوص عبعضا ...كل شي عم بشوفو كوميدي لبناني عم بمس بهيبة دولة القانون ...

 

صيغة جديدة للائحة في الاشرفية!

الكلمة اولاين/01 شباط/18

يتم التداول في الاشرفية بمسودة لائحة تضم اضافة الى النائب نديم الجميل كل من ميشال تويني، سامي رزق، توفيق هندي، سيرج طورك وكلوديا مرشاليان.

 

أبو جمرا: إما أن يعتذر باسيل أو يستقيل

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرا، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا اليوم بزيارة دولة الرئيس بري لاشكره على تصريحه المهم الذي صدر عنه والذي اعتذر فيه من الشعب اللبناني على الاساءات او التجاوزات التي حصلت من المتظاهرين والتي نعلم جيمعاً انها كانت "فورة دم" نتيجة التعرض لدولة الرئيس وتمنيت ان لا تحصل مثل هذه التجاوزات وان تبقى ضمن حدود الحق في التظاهر السلمي. وعلى كل حال فقط جرى ما جرى ولكن لم تحصل اصابات او تعديات كبيرة. ولكن انا شخصياً كنت انتظر من الطرف الاخر الذي اشعل النار ان يبادر الى الاعتذار الى من اساء اليه، ويعتذر من دولة الرئيس بري والشعب اللبناني لان الرئيس بري هو رئيس مجلس النواب، ومن اساء هو وزير وعليه ان يعتذر ولكن هذا لم يحصل.. وكل ما قام به هو التعبير عن نوع من الاسف. ما هو الاسف وعلى ماذا يأسف؟ هل يأسف على كلامه؟ لا. كان من المفروض ان يعتذر من الشعب اللبناني وبالتالي حلت المشكلة. على كل حال اليوم اما ان يعتذر أو ان يستقيل وإما تطبيق الدستور بالعودة الى المادة 37، رئيس مجلس النواب يمكن ان يحجب الثقة عنه وهذا الامر ينفذ ويطبق. لكن اللف والدوران لا ينفع والانتخابات على كل حال قادمة والشاطر بشطارتوا والذي لديه زنود فليبرهن ذلك في الانتخابات".

ثم استقبل الرئيس بري النائب السابق جهاد الصمد، الذي قال: "أكدنا ضرورة ان تجري الانتخابات النيابية في موعدها وهي سوف تجري بموعدها انشاءلله لان المتضررين فقط من اجراء الانتخابات هم الذين ليس لهم مصلحة بأن تتم بموعدها. وتناولنا بعض الامور التي تهم منطقتنا، ونشكر دولته دائماً على الحسّ الوطني العالي الذي يتمتع به". ثم استقبل الرئيس بري وفداً من مؤتمر بيروت والساحل برئاسة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا الذي قال بعد اللقاء: "الاساءة للرئيس بري الذي يدافع عن الدستور والسلم الاهلي هي اساءة لنا ولكل احرار لبنان من كل الطوائف والمناطق وهي خطيئة وضربة للوحدة الوطنية التي تتعرض لتهديدات صهيونية وارهابية"، لافتا إلى أنّ "المشكلة ليست طائفية لان اقطاب مسيحيين كباراً استنكروا هذه الاساءة المشينة وتضامنوا مع الرئيس بري. والمشكلة ليست شخصية انها مشكلة البعض الذين يتجاوزون الدستور ومعادلة التوازن الوطني ويحملون ويعملون لاعادة لبنان الى دستور الانتداب الفرنسي، وهي مغامرة فاشلة ومستحيلة".

 

لبنان يرفض مزاعم إسرائيل بامتلاك «بلوك نفطي» في مياهه الإقليمية

الشرق الأوسط/01 شباط/18/أكد المسؤولون اللبنانيون أن المزاعم الإسرائيلية حول «البلوك رقم 9» لاستخراج الطاقة من المياه الإقليمية اللبنانية «تشكل تهديداً مباشرا للبنان ولحقه في ممارسة سيادته الوطنية على مياهه الإقليمية»، وأنه «ادعاء باطل يقع في إطار سياسات إسرائيل التوسعية»، فيما تعهدت الحكومة بمتابعة خلفيات هذا الكلام مع الجهات الدولية المختصة. وعدّ وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن «البلوك رقم 9» الخاص بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، هو «بلوك» عائد لإسرائيل، وأن لبنان رغم ذلك قرر إجراء مناقصة بشأنه. وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن كلام ليبرمان «يشكل تهديداً مباشرا للبنان ولحقّه في ممارسة سيادته الوطنية على مياهه الإقليمية، يُضاف إلى سلسلة التهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقرار (1701) في الجنوب». ونبه رئيس البرلمان نبيه بري إلى «خطورة كلام وزير الدفاع الإسرائيلي عن أن (البلوك رقم 9) ليس للبنان»، عادّاً أن زيارة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى روسيا «أكثر من خطيرة، ما يتطلب من اللبنانيين التشبث بالوحدة». بدوره، قال رئيس الحكومة سعد الحريري إن مسؤولين إسرائيليين يتعمدون منذ أيام توجيه رسائل تهديد إلى لبنان، آخرها ما ورد على لسان ليبرمان، وأكد الحريري أن «هذا الادعاء باطل شكلاً ومضموناً»، معتبراً أنه «يقع في إطار سياسات إسرائيل التوسعية والاستيطانية لقضم حقوق الآخرين وتهديد الأمن الإقليمي». وقال الحريري في بيان إن الحكومة اللبنانية «ستتابع خلفيات هذا الكلام مع الجهات الدولية المختصة، للتأكيد على حقها المشروع بالتصرف في مياهها الإقليمية ورفض أي مساس بحقها من أي جهة كانت، واعتبار ما جاء على لسان ليبرمان هو الاستفزاز السافر والتحدي الذي يرفضه لبنان». وكانت الحكومة اللبنانية أقرت تلزيم البلوك البحري رقم «4» والبلوك البحري رقم «9» للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، لكونسورتيوم يضم شركات «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية، للاستكشاف وإنتاج النفط في رقعتين في أول جولة تراخيص للنفط والغاز في البلاد. وزعم ليبرمان أمس أن «بلوك الغاز في البحر رقم (9) لنا، ومع ذلك أعلن لبنان مناقصة بشأنه». بدوره، علق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على كلام ليبرمان عن البلوك النفطي رقم 9، بتغريدة عبر «تويتر» كرر فيها ما قاله في رسالته إلى الأمم المتحدة في 18 يناير (كانون الثاني) الماضي، إن «الجمهورية اللبنانية تؤكد على حقها في الدفاع بكل الوسائل المتاحة عن نفسها وعن مصالحها الاقتصادية المحقة والموثقة في حال أي اعتداء عليها، والقيام بأي رد ممكن مماثل». من جهته، رأى وزير الطاقة سيزار أبي خليل أن كلام وزير الدفاع الإسرائيلي عن البلوك رقم 9 «هو اعتداء موصوف على الحقوق اللبنانية»، مشددا على أن لبنان لن يرضى أن يفرض أحد عليه أي قيود لاستغلال موارده النفطية. وأكد أبي خليل أن لبنان سيستعمل كل الوسائل المتاحة لحماية أنشطته البترولية، معتبرا أن أي اعتراض على حدود لبنان البحرية سيبقى على الورق ولن يتمكن أحد من تنفيذه على أرض الواقع.

 

عين التينة: لسنا مع الرئيس الأمبراطور

"الجمهورية/01 شباط 2018 /رأى قريبون من رئيس مجلس النواب نبيه برّي لـ"الجمهورية" إنّ "كلّ المشكلة القائمة سببُها واحد، وهو أنّه لا يوجد إيمان بالطائف مِن قبَل مَن يصِرّون على افتعال المشاكل حول أيّ شيء. المؤسف أنّهم ما يزالون في العام 1989، وكأنه لم يحصل شيء في البلد، وكأنّهم لم يعرفوا أنّ لبنان تغيَّر، وأنّ الطائف دُفِع ثمنُه دم 150 ألف شهيد من كلّ اللبنانيين سَقطوا قبل الوصول إلى هذا الطائف والدستور الذي يَحكمنا".وبحسبِ هؤلاء المقرّبين، "فإنّ كلّ اللبنانيين شهدوا أداءَ هذا الفريق، ورأوا بأمّ عيونهم كيف يَعمد إلى خلقِ أعرافٍ جديدة، لا يمكن أن نقبل أو نسمح لهم بأن يثبتوها بأيّ شكل مهما كلّف الأمر. إنّهم لا يريدون الطائف، لاحِظوا كيف يركّز هؤلاء دائماً على الرئيس القوي، نحن أيضاً ودائماً مع الرئيس القوي، الحَكم العادل الذي يجمع الناس حوله ويلمّ شملَ البلد، والذي ينطق بالكلمة التي تجمع، وليس الرئيس القوي الذي يريدونه ويتصرّف كأمبراطور". أضافوا: "لا يوجد معنى للوساطة في نظر الرئيس برّي، فهو من البداية لم يطلب شيئاً، بل قال إنّ هناك من يجب عليه أن يعتذر من اللبنانيين لا أكثر ولا أقلّ. مشكلتهم أنّهم يعتقدون أنّهم بالعناد يمكن أن يكسروا بري، على هؤلاء أن يقرأوا بري جيّداً". وعن مصير الحكومة وإذا ما كانت ستتأثّر جرّاء الأزمة الراهنة، قال هؤلاء: "حسب التطوّرات، لكلّ حادثٍ حديث".

 

حزب الوطنيين الاحرار - فرع الحدت هذه الممارسات الشاذة ويدعو الاجهزة الامنية لا سيما الجيش اللبناني الى التدخل واتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة

  احرارنيوز - 2018-02-01 عقد حزب الوطنيين الاحرار - فرع الحدت اجتماعاً استثنائياً في مقره لمناقشة التطورات الحاصلة لا سيما الهجمة البربرية التي حصلت في منطقة الحدت من خلال دخول عدد من العناصر المسلحة الى المنطقة واطلاق الرصاص في الجو ارهاباً.

اذ يستنكر حزب الوطنيين الاحرار هذه الممارسات الشاذة والمستنكرة والمرفوضة من جميع مكونات الحدت السياسية والاجتماعية، يدعو الاجهزة الامنية لا سيما الجيش اللبناني الى التدخل واتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة لوقف هذه التجاوزات، وضرب المخلين بالامن بيد من حديد، حتى لا تفلت الأمور من عقالها. ويناشد حزب الوطنيين الاحرار المعنيين ضبط النفس وعدم الإنجرار الى الفتنة، ونعلن وقوفنا وتضامننا مع اهلنا في الحدت، بلدة الصمود والشهداء، والتي قدمت في السابق مئات الشهداء على مذبح الوطن والعديد منهم من صفوف الحزب الذي لن يألوا جهداً في الدفاع مجدداً عنها ، اذ سنكون اول المدافعين عن كرامة بلدتنا وابنائها، كما كنا بالأمس في اول الصفوف المدافعة عن استباحتها.

 

ما قاله باسيل ولم يسرَّب في الفيديو والتسجيلات

MTV /01 شباط/18/طغى ما قاله الوزير جبران باسيل في ذلك الصباح في بلدة محمرش البترونيّة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري على باقي مضمون كلام وزير الخارجيّة ورئيس التيّار الوطني الحر في اللقاء الذي دُعي إليه ممثّلو الأحزاب، والذي صوّر بالكامل من قبل فريق باسيل. ليس أمراً بسيطاً أن يسخر وزير خارجيّة دولة مثل لبنان، علناً، من رئيس جمهوريّة الولايات المتحدة الأميركيّة. هذا ما فعله باسيل في كلمته الأحد الماضي. بالطبع، لن تحرّك السفارة الأميركيّة مجموعات للتظاهر وحرق الإطارات، ولكنّ سعادة السفيرة دوّنت بالتأكيد صباح الإثنين ما قاله وزير خارجيّة لبنان عن رئيسها دونالد ترامب وأرسلته في تقرير الى وزارة خارجيّة بلدها. كذلك، لم يوفّر باسيل في كلامه تيّار المستقبل عند تناوله المرحلة السابقة ومن حكم بها وتحكّم بالدولة، وفي ذلك إشارة الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما كشف أحد المشاركين في اللقاء لموقع mtv أنّه توجّه الى الوزير باسيل بسؤال عن عدم تضامن حزب الله مع التيّار الوطني الحر في أزمته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقابل تضامن "التيّار" مع الحزب خلال عدوان تمّوز ٢٠٠٦، فردّ باسيل: "حين يحصل عدوان خارجي على لبنان فمن الطبيعي أن نتضامن مع المعتدى عليه، أما في الشأن الداخلي فالأمر يختلف، وهناك أمور نتّفق عليها مع حزب الله وأمور كثيرة أخرى نختلف عليها".

إشارة الى أنّ كلام باسيل عن حزب الله ليس مسجّلاً ولا مصوّراً إلا بكاميرا فريق عمله.

 

الحوار يبقى وحده السبيل الى حل المشاكل وممنوع اللجوء الى الشارع الاحرار: الأعمال الغوغائية والاستفزازية لا تعتبر رد فعل عفوي هي نتيجة قرار وتوجيه منظم

  البيان الاسبوعي /احرارنيوز - 2018-02-01 رأى حزب الوطنيين الاحرار في إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان حول البلوك 9 كشفاً للنوايا بالنسبة الى لبنان وثرواته الطبيعية وهذا ليس بالأمر الجديد علينا. الاحرار وفي اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الاعضاءرفض هذا الإعلان وتوجه الى الأمم المتحدة والى الدول الصديقة لتقف الى جانب الحق وتؤكد ملكية لبنان وسيادته على ثرواته من النفط والغاز .

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي :

1 – نرى في إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان حول البلوك 9 كشفاً للنوايا بالنسبة الى لبنان وثرواته الطبيعية وهذا ليس بالأمر الجديد علينا. إننا نرفض هذا الإعلان ونتوجه الى الأمم المتحدة والى الدول الصديقة لتقف الى جانب الحق وتؤكد ملكية لبنان وسيادته على ثرواته من النفط والغاز . وعلى صعيد آخر يفترض بتصريح الوزير الإسرائيلي حض اللبنانيين على مزيد من التضامن والوحدة للدفاع عن المصالح الوطنية في وجه الأطماع المعروفة. ونأمل في استكمال الإجراءات القانونية للبدء بالعمل على استخراج الغاز وتسريع تلزيم باقي البلوكات للحد من آثار التأخير في هذا المجال. علماً ان إسرائيل سبقتنا في الإفادة من ثرواتها وهي ماضية في استغلالها وفي عقد الاتفاقات التي تؤدي الى إبقاء هامش ضيّق في الأسواق النفطية.

 2 – توقفنا أمام التحركات في الشارع ردا ً على الإساءة التي تعرّض لها رئيس مجلس النواب نبيه بري ونبدي في صددها الملاحظات الآتية:

 أ – ندعو الجميع الى التزام أدبيات التخاطب السياسي والمحافظة على مقومات الوحدة الوطنية والإقلاع عن سوق الاتهامات وإثارة النعرات.

ب – جاء الرد على الإساءة بالتسبب بإساءة أخطر على صعيد الأمن الوطني مما يدفعنا الى التساؤل: لماذا تم اللجوء الى الشارع والى حرق الإطارات وحاويات النفايات وقطع الطرقات وتهديد الاستقرار؟

ج – لا يمكن اعتبار الأعمال الغوغائية والاستفزازية كرد فعل عفوي نتيجة استمرارها إنما هي نتيجة قرار وتوجيه منظم مما يعرّض أمن المواطنين ويحدّ من حريته.

د – نطالب بوضع حد لهذه التحركات قبل استفحالها أكثر وانزلاقها الى مواجهات ليست في  مصلحة احد.

ه – على الجميع الإدراك ان الحوار يبقى وحده السبيل الى حل المشاكل وانه ممنوع اللجوء الى الشارع واستباحة الكرامات.

3 – نلاحظ ان معالجة معضلة النفايات لا تزال دون المستوى المطلوب إذ يتم الاكتفاء بإطلاق تصريحات ووعود لا تقدم ولا تؤخر في سياقها. إننا، إذ نذكر بالتعقيدات الملازمة لهذه المشكلة، نلفت الى ضرورة إيجاد حلول جذرية تبعد خطرها وتحد من أضرارها. ونكرر في هذا المجال مطالبتنا بعدم الاكتفاء بالحلول الآنية، ومنها توسيع مطمري الكوستابرافا وبرج حمود، إنما المبادرة الى بناء مصانع متخصصة وتوزيعها على المناطق، لذا نؤيد التزام اللامركزية لمعالجة مشكلة النفايات على ان يتحمّل الأعباء كل من اتحاد البلديات وإذا لزم الأمر السلطة المركزية. المهم في كل ذلك ولوج باب الإجراءات العملية بالاتعاظ من تجارب الدول التي تخطت مشكلة النفايات وهي كثيرة.

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

الإفراج عن الناشطة تيما الحايك

جنوبية/01 شباط/18/أفادت معلومات صحافية أنّ  الناشطة فاطمة عبد الغني الحايك (تيما الحايك) قد غادرت منذ قليل مركز الشرطة العسكرية في ثكنة ابلح باتجاه منزلها في بر الياس. وكانت تيما قد أوقفت صباح يوم أمس 31 كانون الثاني 2018 على خلفية منشورات فيسبوكية.

 

تباشير الحرب الأهلية... من الشالوحي إلى الحدث فالهرمل فأبيدجان

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/01 شباط 2018

 تُعتبر الاضطرابات والمظاهرات وما رافقها من تصريحات نارية وإهاناتٍ لفظية، شملت مناطق عدة من بيروت والضاحية والجنوب والبقاع، مع اختراقات محدودة في الشالوحي والحدث، اضطرابات ناجمة عن فلتان غرائزي

 الحرب أولها الكلامُ...

أيام أفول نجم الخلافة الأموية كتب نصر بن سيّار والي خراسان كتاباً للخليفة هشام بن عبدالملك مطلعُهُ هذه الأبيات :

أرى خلل الرماد وميض جمرٍ

فيوشكُ أن يكون لها ضرامُ

فإنّ النار بالعودين تُذكى

وإنّ الحرب أوّلها الكلامُ.

أولا: مخاطر خطاب باسيل الطائفي...

لطالما نبّهنا، ونبّه كثيرون غيرنا، إلى مخاطر الانزلاق إلى مهاوي الحرب الأهلية، انطلاقاً من الحملات الطائفية التي قادها زعيم التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل في طول البلاد وعرضها. بدءاً من أطروحة الرئيس "القوي"، إلى استعادة حقوق المسيحيين المهدورة من جانب (إخوانهم المسلمين الأشرار) ، إلى تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية مدّة ثلاثين شهراً بانتظار انتخاب مرشح حزب الله الأوحد الجنرال عون، مروراً بتعطيل الدستور وعدم دعوة الهيئات الناخبة لإجراء انتخابات نيابية في موعدها القانوني، مضافاً إلى ذلك عدم تعيين موظفي الفئات الدنيا في وظائفهم الحكومية خلافاً للدستور والقانون، وصولاً إلى التّطاول المهين بحقّ رئيس المجلس النيابي وما تبع ذلك من عنتريات و"بهورات" بدل امتصاص النقمة وصياغة اعتذارٍ مقبول من قبل الوزير باسيل (مُطلق الإهانة)، وبدل التّستُر عليها من قبل رئيس الجمهورية، حامي باسيل والمُرخي له العنان.

ثانياً: مخاطر المواجهة المباشرة بين الرئيسين عون وبري... تُعتبر الاضطرابات والمظاهرات وما رافقها من تصريحات نارية وإهاناتٍ لفظية، شملت مناطق عدة من بيروت والضاحية والجنوب والبقاع، مع اختراقات محدودة في الشالوحي والحدث، اضطرابات ناجمة عن فلتان غرائزي وانفعالي لا يمكن التّنبؤ بمدى مخاطره، ومع ذلك من الممكن تدارك كلّ ذلك لو صفت النوايا عند التيار الوطني الحر وزعيمه فخامة رئيس الجمهورية، إلاّ أنّه إذا صحّت أخبار جريدة الديار من تصعيدٍ خطير لرئيس الجمهورية بوصفه رئيس المجلس بالميليشياوي، بعد وصفه من قبل باسيل بالبلطجي، والإصرار على عدم الاعتذار، والتباهي بالحفاظ على المؤسسات وصيانة استقلال الدولة وقوانينها (متناسين ما نال سيادة الدولة ودستورها وقوانينها على أيديهم وأيدي حليفهم). فهذا هو وميض الجمر الذي يوشك أن يكون له ضرام، طالما أنّ الحرب أولّها الكلام، كما قال نصر بن سيار ذات يوم.

 

أين شباب الكتائب؟

"ليبانون ديبايت"/01 شباط/18/تساءلت مصادر وزارية عن ماهية دور الوجوه الشبابية التي يتفاخر رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل باستقطابها لترشيحها للانتخابات النيابية المقبلة، في الوقت الذي يقود المحامي عادل نصار المفاوضات مع أحد رجال الأعمال الأرمن الكبار لترشيحه

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مسيحيو العراق.. تغيير ديمغرافي تنفذه "الحشد" بسهل نينوى

سهل نينوى (العراق) - رولا الخطيب/العربية نت/01 شباط/18

المسيحيون في سهل نينوى يتهمون ميليشيا الحشد الشعبي بالعمل على تغيير ديموغرافية مناطقهم بجلب سكان من الشبك الشيعة وإسكانهم فيها. كاميرا "العربية" زارت أبرشية "مار متى" التاريخية في السهل ونقلت معاناة المسيحيين مع الحشد بعد تقطع السبل بهم. ففي أعالي جبال سهل نينوى يقع دير القديس "مار متى" الأكبر والأقدم في العراق. كما يعتبر أقدم أثر تاريخي ما زال مأهولاً في الشرق الأوسط. مطران هذا الدير يؤكد أن قوات البيشمركة تصدت لجميع هجمات تنظيم "داعش" على الدير، كما أنها منعت قوات الحشد الشعبي من الوصول إليه. معظم المسيحيين في سهل نينوى التي كانت مركزاً لهم في العراق، فروا من فظائع تنظيم "داعش". عاد الكثيرُ منهم بعد أن استعادت البيشمركة مناطقهم في بعشيقة وبعزاني وقراقوش ومناطق كثيرة أخرى. إلا أن السبل عادت وتقطعت بهم بعد سيطرة القوات العراقية وميليشيا الحشد على مناطقهم، إثر استفتاء إقليم كردستان. حالياً معظم الطرق بين مناطق سهل نينوى وإقليم كردستان مقطوعة. كان الطريق العادي للوصول إلى بعشيقة لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة، لكن الآن يجب سلوك طريق دائري. حالياً حين تريد العوائل أن تتلاقى، صارت حائل مثل كوريا الشمالية والجنوبية. مليون ونصف المليون مسيحي كانوا يقطنون سهل نينوى قبل عام 2003، لكن لم يتبق منهم الا 250 ألفاً. أما من عادوا ليسكنوا المناطقَ التي يسيطر عليها الجيش العراقي وميليشيا الحشد فوضعهم غيرُ مستقر. قوات الجيش العراقي ليست هي المسيطرة على المنطقة، بل هناك ميليشيات الحشد الشعبي أيضاً. فهناك الكثير من المحاولات لتغيير ديموغرافية مناطق كاملة خصوصاً برطلة التي عليها توجه غريب، الآن هناك محاولات لتغيير ديموغرافيتها وشراء ممتلكات المسيحيين وخلق نوع من الاستفزازات التي عملت رد فعل عكسياً، ومحاولات ضم مناطق شبكية كالخزنة إلى برطلة. الشبك طائفة شيعية متحالفة مع الميليشيات. هناك مخطط لبناء ألف وحدة سكنية توزع عليهم حتى تكون لهم الكلمة الأولى والأخيرة. رجال الدين المسيحيون يطالبون بضمان حقوقهم مهما كان الثمن، مؤكدين أنها كانت محفوظة عندما كانت هذه المناطق تحت سيطرة إقليم كردستان. وشددوا على أن المشكلة مع الحكومة المركزية تتمثل في غياب جهة محددة يمكن اللجوء إليها.

https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/iraq/2018/02/01/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B4%D8%AF-%D8%A8%D8%B3%D9%87%D9%84-%D9%86%D9%8A%D9%86%D9%88%D9%89.html

 

ولايتي: نفوذ إيران في الشرق الأوسط حتمي

01 شباط/18نقلت وكالة فارس للأنباء عن مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، علي أكبر ولايتي قوله اليوم :"إن قيادة البلاد لا تعتزم تقليص نفوذها في الشرق الأوسط رغم الضغوط الأميركية"، بحسب ما افادت "وكالة رويترز". ونقلت عن المستشار "نفوذ إيران في المنطقة حتمي ولكي تظل لاعبا رئيسيا في المنطقة سيستمر هذا النفوذ، إيران لا تعتزم التخلي عن الدول المضطهدة بالمنطقة".

 

الأكراد يطالبون برلين بمنع تركيا من استخدام دبابات ألمانية في عفرين

الشرق الأوسط/01 شباط/18/حث أكراد سوريا، اليوم (الخميس)، ألمانيا على التحرك لوقف استخدام أنقرة لدبابات ألمانية الصنع ضد المدنيين في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد، والتي تقوم أنقرة بعملية عسكرية ضدها. وأفاد سليمان جعفر المسؤول بالمجلس المحلي لعفرين، أن «تركيا تستخدم دبابات ألمانية في قصف المدنيين بشكل عشوائي وتدمير قرى بأكملها في عفرين»، على حد قوله، مضيفا أن القصف زاد خلال اليومين الماضيين. مؤكدا في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية «نطالب الحكومة الألمانية بممارسة أقصى الضغوط على الحكومة التركية لوقف استخدام دباباتها... في عفرين». من جانبه، صرح وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل الأسبوع الماضي لوسائل إعلام ألمانية أن ألمانيا علقت قرارا مثيرا للجدل بشأن تحديث دبابات ليوبارد الألمانية التي يمتلكها الجيش التركي. وأعلنت تركيا أمس (الأربعاء) عن قصف أهداف عسكرية لوحدات الحماية الكردية في جبل درماك بمنطقة عفرين، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول. كما سيطرت القوات التركية والجيش السوري الحر على جبل «عين بطمان» الواقع شمال شرقي عفرين، إضافة إلى جبل قورنة وقرية باك أوباسي. وتعليقا على تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة، أفاد وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو اليوم بأن أنقرة تعتبر تصريحات فرنسا عن العملية التركية في منطقة عفرين في شمال سوريا «إهانات». وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا أمس من أن عملياتها ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا يجب ألا تصبح ذريعة "لغزو سوريا"، وحث أنقرة أن تنسق خطواتها مع حلفائها. تجدر الإشارة إلى أن تركيا تعتبر المسلحين الأكراد في سوريا فرعا لمنظمة «حزب العمال الكردستاني» التي توجد في مناطق بجنوب شرقي تركيا، وتصنفها أنقرة على أنها منظمة إرهابية انفصالية. وبدأت تركيا هجوما بريا وجويا أطلقت عليه اسم «حملة غصن الزيتون» قبل أسبوعين استهدف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية في عفرين. لكن التوغل شكل ضغوطا على علاقاتها مع الغرب خاصة الولايات المتحدة التي دعمت المقاتلين الأكراد ولها قوات على الأرض تساندهم في أجزاء أخرى من سوريا.

 

محاصصة «الضامنين» للدستور السوري... وغضب في دمشق من «سوتشي» ودي ميستورا ينتظر تقديم موسكو قائمة الـ150 مرشحاً

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/01 شباط/18/لم تغير مشاركة دمشق بوفد من نحو 1200 شخص ولا مقاطعة «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة لـ«الحوار الوطني السوري» في سوتشي من نتائج المؤتمر، ذلك أن التفاوض الفعلي كان يجري في غرف وممرات جانبية بغياب السوريين، إذ إن الدول «الضامنة» الثلاث، روسيا وإيران وتركيا، اتفقت مع الأمم المتحدة على صيغة البيان الختامي، وعلى أن تقوم كل دولة بترشيح 50 عضواً إلى اللجنة الدستورية على أن يباركها زيادة أو نقصاناً المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، الأمر الذي هو أشبه بـ«محاصصة ثلاثية» للدستور السوري المستقبلي.

دمشق التي لم تستطع تحمل مسؤولية إفشال «سوتشي» الذي رعاه الرئيس فلاديمير بوتين قبل انتخابات الرئاسة في 18 مارس (آذار) المقبل، «غاضبة» من نتائج المؤتمر، وكان أحد التجليات أن جميع وسائل الإعلام الرسمية وموالين لدمشق نشروا البيان الختامي من دون مقدمته وخلاصته السياسية وحرفوا الوثيقة الرسمية المتفق عليها بيان «الضامنين» الثلاثة. بحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن نتائج «سوتشي» أنجزت قبل بدء المؤتمر ذلك أن مفاوضات ماراثونية جرت بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نهاية الأسبوع الماضي بعد قرار «هيئة المفاوضات» المعارضة مقاطعة المؤتمر، إذ إن الأمم المتحدة ربطت مشاركتها بسلسلة من الشروط بينها أن يقتصر المؤتمر على جلسة واحدة من دون تشكل لجان مؤسساتية وتكرار سيناريو «مسلسل اجتماعات آستانة»، وأن يقرر المبعوث الدولي مرجعية وأسماء وآليات عملية اللجنة الدستورية واختيار أعضائها من قائمة تقدمها الدول «الضامنة» الثلاث، إضافة إلى إقرار المبادئ السياسية الـ12 التي كان أعدها دي ميستورا، ورفض رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري البحث فيها في الجولتين السابقتين من مفاوضات جنيف.

المفاجأة الإيجابية، كانت أن ما تم الاتفاق عليه بين الأمم المتحدة وموسكو تحقق. جرت محاولات لتغيير مسودة البيان المتفق عليه لكنها لم تنجح، خصوصاً عندما لوح دي ميستورا بالانسحاب صباح الافتتاح. بالتالي، لم تؤثر عملياً الاعتراضات والمطالبات من أعضاء الوفد القادمين من دمشق، ومقاطعة ممثلي الفصائل المسلحة وعودتهم من مطار سوتشي إلى أنقرة، إذ إن الوفد التركي تكلف الحديث باسم المعارضة، فيما تحدثت طهران وموسكو باسم دمشق. لوحظ أن وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) و«وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) نشرتا أمس البيان الختامي لـ«سوتشي» وفق تفسيرهما، إذ إن البيان خلا من المقدمة والخلاصة التي تتحدث عن آلية تشكيل اللجنة الدستورية. وأفادت «سانا» بأنه «تم الاتفاق على أن تكون النسبة في لجنة مناقشة الدستور الحالي ثلثين تدعمهم الحكومة، وثلث للأطراف الأخرى، لمناقشة الدستور الحالي حيث تتكون اللجنة من 150 عضواً هم مندوبون لمؤتمر الحوار الوطني السوري – السوري، ويتم اختيار الرئيس ونائبه وأمين السر من تكوين اللجنة». وبحسب تفسير «سانا»، يتخذ أعضاء اللجنة «القرار بالأغلبية حول ضرورة المساعدة من خلال الخبراء بطريقة تقديم المشاورات إلى أعضاء اللجنة».

كما لوحظ أن «سانا» عدلت في البيان الختامي، إذ ذكرت أنه «شدد على أهمية المحافظة على الجيش والقوات المسلحة، وأن يقوم بواجبه وفقاً للدستور بما في ذلك حماية الحدود الوطنية والشعب من التهديدات الخارجية ومكافحة الإرهاب حماية للمواطنين، حيثما يتطلب ذلك. وإن تركز المؤسسات الأمنية والاستخباراتية على الحفاظ على الأمن الوطني وتعمل وفقاً للقانون»، علما أن وثيقة المؤتمر الرسمية لـ«سوتشي» نصت على «بناء جيش قوي يقوم على الكفاءة ويمارس بواجباته وفق الدستور»، وأن تعمل «أجهزة الاستخبارات والأمن القومي لحماية أمن البلاد وفق مبادئ سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان بحسب نصوص الدستور والقانون، ويجب أن يكون استخدام القوة مقتصراً على تفويض من مؤسسات الدولة ذات الصلة». وعكس هذا الموقف «غضباً» في دمشق من نتائج المؤتمر الذي سعى مسؤولون إلى وضع «خطوط حمراء» له قبل سفر المشاركين من العاصمة السورية إلى المنتجع الروسي، مقابل صمت إيراني ونشر مجتزئ للبيان الختامي. وقال مسؤول غربي إن طهران «فاجأت الحاضرين بقبول البيان في سوتشي»، قبل أن يشير إلى نشر وسائل إعلام إيرانية تفسير دمشق للبيان.

كما أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري التقى شخصيات من المعارضة السورية في سوتشي وسط أنباء عن استعدادات إيرانية لعقد مؤتمر مماثل لـ«سوتشي» في طهران. في المقابل، أعربت أنقرة عن الارتياح لنتائج المؤتمر عبر اتصال الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان. كما أن الخارجية التركية أصدرت بيانا بنتائجه و«الطريقة البناءة». وقال مسؤول تركي: «أهم نتائج المؤتمر الدعوة إلى إنشاء لجنة دستورية واختيار مجموعة تتألف من 150 مرشحاً لهذه اللجنة، إذ قدم الوفد التركي الذي منح تفويضاً بتمثيل جماعات المعارضة التي لم تحضر المؤتمر، قائمة تضم 50 مرشحاً بالتشاور مع المعارضة». ومن المقرر أن يشكل دي ميستورا اللجنة دستورية «تبحث عن التمثيل النسبي للمعارضة»، وأنقرة «سترصد عن كثب عملية إنشاء اللجنة الدستورية كضامن للمعارضة». عليه، تترقب دول غربية شاركت كـ«مراقب» المرحلة المقبلة ومدى وفاء موسكو بنتائج المؤتمر وممارسة نفوذها على دمشق وطهران اللتين تريدان شراء الوقت إلى ما بعد انتخابات بوتين في 18 مارس، كي تقدم موسكو رسميا قائمة الـ150 مرشحاً إلى دي ميستورا كي يبدأ عمليه في اختيار 45 - 50 عضواً للجنة من قائمة «الضامنين» وخبراء وسياسيين من خارجها. وبدأت عواصم غربية تبحث كيفية المواءمة بين «الوثيقة الخماسية» التي صاغتها واشنطن وحلفاؤها، وتضمنت تفاصيل المرجعية السياسية للعملية الدستورية، وصلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء، وطابع النظام السياسي السوري من جهة، ووثيقة سوتشي التي رعتها موسكو و«الضامنين» التركي والإيراني من جهة ثانية، على أن تكون الورقة المبنية الجديدة من الوثيقتين مرجعية سياسية لعمل اللجنة الدستورية.

 

إردوغان وبوتين: «سوتشي» مكسب كبير

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/01 شباط/18/اعتبر الرئيسان؛ التركي رجب طيب إردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، العلاقات الثنائية، وآخر التطورات السورية، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي اختتم في سوتشي أو لمن أمس، «مكسباً كبيراً رغم العقبات»، وأن الاتفاق على تشكيل لجنة لتعديل الدستور السوري أهم نتيجة حققها المؤتمر. وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن إردوغان تحدث هاتفيا مع بوتين أمس؛ حيث بحثا كثيرا من القضايا، في مقدمتها مؤتمر سوتشي، وعملية «غصن الزيتون» في عفرين، والأوضاع بمحافظة إدلب. وذكرت المصادر أن إردوغان وبوتين شددا على أن النتيجة التي تم تحقيقها في مؤتمر سوتشي تشكل قيمة مضافة إلى مساري «آستانة» و«جنيف» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2254» الذي يطالب جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار. ولفتت المصادر إلى أن الرئيسين اتفقا على تسريع جهود تشكيل نقاط مراقبة في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، وأن إردوغان أطلع بوتين على سير العملية العسكرية التركية «غصن الزيتون» في عفرين. وشدد الرئيسان على أهمية التفاهم والتعاون المتبادل في هذا الصدد. في الوقت نفسه، طالبت أنقرة روسيا بتقديم توضيح لظهور معراج أورال؛ المطلوب على قائمة الإرهابيين في تركيا، بين المشاركين في مؤتمر الحوار السوري في سوتشي. وطالبت وزارة الخارجية التركية منظمي المؤتمر، وهما وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان، بتوضيحات إزاء ظهور أورال (تركي الجنسية) بين المشاركين في مؤتمر سوتشي.

ويتزعم أورال تنظيمي «جبهة الخلاص الشعبية في تركيا (المستعجلون)» و«جبهة تحرير لواء الإسكندرون»، المصنفيْن في تركيا إرهابييْن. وأعربت الخارجية التركية للجهات المعنية في روسيا عن انزعاجها من ظهور أورال في مؤتمر سوتشي، علماً بأن اسمه لم يكن مدرجا في قائمة المدعوين التي سلمتها روسيا لتركيا.

بدورها، قالت السلطات الروسية للجانب التركي إنه «سيجري التدقيق في المسألة على الفور وإعلام الجانب التركي بالنتيجة». و«جبهة تحرير لواء الإسكندرون»، هو تجمع لشبيحة النظام يقاتل في ريف اللاذقية، وهي متهمة بارتكاب مجزرة بلدة البيضا التابعة لمدينة بانياس في ريف محافظة طرطوس (غرب)، التي راح ضحيتها أكثر من 150 قتيلاً عام 2013. كما تتهم أنقرة «الجبهة» وقائدها أورال الذي يعرف في سوريا باسم «علي كيالي»، بالوقوف وراء تفجيرات بلدة ريحانلي (الريحانية) بولاية هاطاي جنوب تركيا عام 2013، التي قتل فيها 52 شخصاً من السوريين والأتراك. وحظي أورال، المولود في هاطاي عام 1956، بامتيازات خاصة من قبل عائلة الأسد بعد فراره من تركيا عام 1982، للقرابة التي تربط زوجته «ملك الفاضل» بهذه العائلة، وكان على علاقة قوية بجميل الأسد شقيق الرئيس السابق حافظ الأسد.

 

موسكو راضية عن نتائج المؤتمر

موسكو: طه عبد الواحد/الشرق الأوسط/01 شباط/18/ أعربت موسكو عن ارتياحها لنتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان «استمرار تنسيق جهود البلدين لاحقاً لضمان عمل ثابت ومستقر لمناطق خفض التصعيد في سوريا، والتعاون في إطار صيغة آستانة». وأشار الكرملين إلى أن الرئيسين عبرا عن ارتياحهما لنتائج مؤتمر الحوار السوري في سوتشي، و«شددا على أهمية تنفيذ ما تم التوصل إليه خلال المؤتمر من اتفاقات، موجهة لدفع عملية التسوية السياسية في سوريا بموجب القرار الدولي 2254».

ونقلت «ريا نوفوستي» عن مصدر من إدارة الرئيس إردوغان قوله، إن الرئيسين الروسي والتركي عبرا عن قناعتهما بأن النتيجة الأهم لمؤتمر سوتشي، هي الخطوات المتصلة بتشكيل لجنة دستورية، وأكد أنهما أشارا إلى أهمية نتائج المؤتمر، بغض النظر عن بعض المشاكل التي ظهرت خلاله. وأضاف المصدر من تركيا: «أطلع الرئيس إردوغان الرئيس بوتين على سير عملية (غصن الزيتون) في عفرين. وعلى ضوء هذا الوضع توافق الرئيسان على أهمية التفاهم والتعاون المتبادلين بين روسيا وتركيا». وعبرت فالنتينا مافيينكو، رئيسة مجلس الاتحاد من البرلمان الروسي، عن ارتياحها لنتائج مؤتمر سوتشي، وقالت في تصريحات للصحافيين أمس إن «المؤتمر نجاح كبير للدبلوماسية الروسية، ووضع بداية جيدة جدا للعملية السياسية في سوريا». وأشارت في هذا السياق إلى الجوانب التنظيمية، والجهود التي بذلها الجانب الروسي في تنظيم مؤتمر يشارك فيها ممثلون لمختلف أطياف المجتمع السوري، وأكدت «ستواصل روسيا بذل أقصى جهدها في مجال التسوية السياسية للأزمة السورية الداخلية»، ووصفت العمل في هذا المجال بأنه «حمل ثقيل، وعملية خطوة تلو الأخرى، لكنه ضروري، لأنه الوحيد المناسب لإنهاء الحرب». ولم يفت الروس في تصريحاتهم أمس التأكيد مجددا على أن سوتشي ليس بديلا عن جنيف. وقال السيناتور قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية، إن مؤتمر سوتشي ليس بديلا عن عملية المفاوضات السياسية في جنيف برعاية الأمم المتحدة، واعتبر أن «نتائجه تبعث على الأمل»، و«خلاله تم القيام بـأهم أمر، أي ضمان ربط وثيق لمفاوضات سوتشي بعملية جنيف، وذلك بفضل مشاركة المبعوث الدولي سيتفان دي ميستورا، الذي أحاط بالمؤتمر باسم الأمم المتحدة، ودعمه للقرارات التي أصبحت عملية تنفيذها الآن في جنيف». ورأى السيناتور الروسي أن مشاركة دي ميستورا «أسقطت الأوراق من يد أولئك الذي حاولوا وضع جنيف في مواجهة مع سوتشي، أو تقديم المؤتمر على أنه بديل عن مفاوضات جنيف، بل ومنافس لها، وأنه عمل مفيد فقط لدمشق أو روسيا». وأضاف: «بشكل عام لدينا نتائج، وسننتظر التتمة. والكثير الآن رهن بعملية جنيف، وشخصيا بما سيقوم به دي ميستورا». وقال إن الذين لم يشاركوا هم الخاسرون، لأنهم قد يبقون خارج عملية التسوية الحقيقة للأزمة السورية. وأحالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، مقاطعة قوى معارضة لمؤتمر سوتشي، إلى ضغط مارسته عليهم قوى خارجية، وقالت في تصريحات أمس: «نعبر عن أسفنا لموقف أولئك المعارضين الذي قرروا لأسباب عدة، وقبل كل شيء نتيجة ضغط القوى الخارجية، الامتناع عن المشاركة في المؤتمر»، وأضافت: «نعتبر هذا خطأ سياسيا»، وعبرت عن أملها في أن تسهم قرارات مؤتمر سوتشي في عملية المفاوضات في جنيف برعاية دولية، وأن تؤثر كذلك على عمل مسار آستانة. وكانت الهيئة التفاوضية العليا أعلنت مقاطعتها لمؤتمر سوتشي، وقالت إن الجانب الروسي لم يف بالتزامات قدمها حول الوضع في سوريا ووقف إطلاق النار. كما رفض وفد قوى المعارضة المسلحة المشاركة.

 

أميركا تمدد الحماية المؤقتة للسوريين 18 شهراً مع احتدام الحرب الأهلية في سوريا

الشرق الأوسط/01 شباط/18/قالت الحكومة الأميركية يوم أمس (الأربعاء)، إنها ستسمح لحوالي 7 آلاف سوري بالبقاء في الولايات المتحدة لمدة 18 شهراً آخر على الأقل بموجب وضع الحماية مع احتدام الحرب الأهلية في سوريا. وكان السوريون يواجهون احتمال العودة إلى بلد مزقته الحرب إذا ألغت الإدارة الأميركية وضع الحماية المؤقتة الذي يتمتعون به، والذي ينتهي أجله في مارس (آذار) المقبل. ويسمح القرار الأميركي لهم بالبقاء حتى 30 من سبتمبر (أيلول) 2019. وقالت كريستين نيلسن وزيرة الأمن الداخلي الأميركية في بيان: «بعد دراسة متأنية للأوضاع على الأرض، قررت أن من الضروري تمديد وضع الحماية المؤقتة بالنسبة لسوريا». وأضافت: «من الواضح أن الأوضاع التي استند إليها تصنيف سوريا لا تزال قائمة، وبالتالي فإن القانون يكفل التمديد». ولم تصل الإدارة الأميركية إلى حد إعادة تصنيف وضع سوريا مرة أخرى، وهو ما يعني أن القرار سيفيد فقط السوريين الموجودين في الولايات المتحدة منذ 2016 أو ما قبله.

 

ترمب يوقع أمراً بإبقاء معتقل غوانتانامو مفتوحاً وأكد وقوف بلاده إلى جانب نضال الشعب الإيراني في سبيل الحرية

الشرق الأوسط/01 شباط/18/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خطابه الأول أمام الكونغرس عن حالة الاتحاد صباح اليوم (الأربعاء)، أنه وقّع لتوّه مرسوما يقضي بإبقاء معتقل غوانتانامو مفتوحاً، ليسدل بذلك الستار على المحاولات الفاشلة والعديدة التي بذلها سلفه باراك أوباما لإغلاق هذا المعتقل.

وقال ترمب: «اليوم أفي بوعد آخر من وعود الحملة الانتخابية.. لقد وقّعت لتوّي مرسوما يأمر وزير الدفاع جيم ماتيس بإعادة النظر بسياستنا المتعلقة بالاحتجاز العسكري وبابقاء المنشآت السجنية في غوانتانامو مفتوحة». وأكد ترمب في خطابه، وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب الإيراني في «نضاله الشجاع في سبيل الحرية»، في إشارة إلى التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها إيران أخيراً. وقال: «عندما انتفض الشعب الإيراني ضد جرائم ديكتاتوريته الفاسدة، لم ألتزم الصمت»، مطالباً الكونغرس في الوقت نفسه، بحل «المشاكل الجوهرية للاتفاق الكارثي حول البرنامج النووي الإيراني». ودعا الرئيس الأميريكي، إلى تحديث وإعادة بناء ترسانة بلاده النووية ، معرباً عن أمله في «عدم الاضطرار إلى استخدامها»، وقال ترمب: «الردع النووي الأميركي يجب أن يكون قوياً وفعالاً لدرجة أنه يردع أي أعمال عدوانية.. ربما تكون هناك يوماً ما في المستقبل لحظة سحرية تجتمع فيها دول العالم على التخلص من أسلحتها النووية .. لسوء الحظ، لم نصل إلى ذلك بعد». وأكد ترمب أمام الكونغرس، أن الدول المنافسة للولايات المتحدة مثل الصين وروسيا، تهدد «مصالحنا واقتصادنا وقيمنا». وشدد الرئيس الأميركي، على أن «الحدود المفتوحة» سمحت لعصابات المخدرات بالتسلل الى الولايات المتحدة، وأزهقت الكثير من الأرواح، مجدداً عزمه على تشديد سياسة الهجرة.

وقال: «على مدى عقود سمحت الحدود المفتوحة للمخدرات والعصابات بالتفشي في مجتمعاتنا الأكثر ضعفاً. لقد سمحت لملايين العمال ذوي الأجور المنخفضة بمنافسة الأميركيين الأكثر فقراً على الوظائف والأجور. والأسوأ من ذلك أنها أزهقت الكثير من الأرواح البريئة».

 

بعد تصنيفهما «إرهابيتين»... من هما حركتا «لواء الثورة» و«حسم»؟

القاهرة: أحمد عبد المطلب/الشرق الأوسط/01 شباط/18/أدرجت الولايات المتحدة الأميركية حركتي «لواء الثورة» و«حسم» المسلحتين في مصر على قائمتها الخاصة بالإرهاب، بالإضافة إلى «حركة الصابرين» الفلسطينية ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية. وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بيان أمس (الأربعاء) إن هذا التوصيف «يستهدف جماعات إرهابية رئيسية وقادة، بما في ذلك اثنتان ترعاهما إيران وتوجههما، يهددون استقرار الشرق الأوسط ويقوضون عملية السلام ويهاجمون حليفينا مصر وإسرائيل». وتنشط حركتا «لواء الثورة» و«حسم» في مصر منذ سنوات بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في أعقاب احتجاجات شعبية حاشدة ضد حكمه. ونستعرض فيما يلي أبرز المعلومات عن الحركتين.

«لواء الثورة»

ظهر التنظيم للمرة الأولى في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، حينما أعلن مسؤوليته عن اغتيال العميد عادل رجائي قائد فرقة مدرعة بالجيش المصري أمام منزله بضاحية العبور (شرق القاهرة). وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن مقتل عنصرين إرهابيين من التنظيم في تبادل إطلاق نار بمحافظة المنوفية (شمال القاهرة)، كما تم العثور على السيارة المستخدمة في عملية اغتيال العميد رجائي. وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، القبض على تسعة عناصر خلال مداهمة لوكر إرهابي وأن هذه العناصر تابعة لتنظيم «لواء الثورة»، كما عثر بحوزتهم على الكثير من المضبوطات المعدة لتنفيذ العمليات الإرهابية، بينهما سيارتان مفخختان كانتا معدتين للتفجير وثلاث بنادق آلية. وأسفرت المداهمة بحسب بيان عن الوزارة عن مقتل ثلاثة عناصر إرهابية. وفي أبريل (نيسان) 2017 أعلنت الحركة مسؤوليتها عن تفجير بعبوة ناسفة بالقرب من مركز تدريب للشرطة المصرية في مدينة طنطا بمحافظة الغربية في دلتا النيل، ما أسفر عن إصابة 9 من أفراد الشرطة بجروح بالغة.

«حسم»

ظهرت حركة سواعد مصر (حسم) في عام 2015 . وتقول الحكومة المصرية إنها الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في مصر، وعادة ما تستهدف هجماتها قوات الشرطة. وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجمات إرهابية عدة في مصر، أبرزها الهجوم على سيارة شرطة بمحافظة الفيوم جنوب القاهرة في يوليو (تموز) الماضي، ما أسفر عن مقتل مجند وإصابة ثلاثة آخرين. كما زعمت الحركة مسؤوليتها عن محاولة اغتيال النائب العام المصري المساعد المستشار زكريا عبد العزيز في سبتمبر (أيلول) 2016. وتعلن الداخلية المصرية من حين لآخر إلقاء القبض على عدد من عناصر الحركة ومقتل عدد منهم في تبادل لإطلاق نار خلال مداهمات للأوكار الإرهابية، في القاهرة والمحافظات المجاورة، حيث تتركز هجمات الحركة. وبخلاف «لواء الثورة» و«حسم» اللتين تنشطان في العاصمة ودلتا النيل، تتركز في محافظة شمال سيناء هجمات جماعة «أنصار بيت المقدس» التي أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش وأطلقت على نفسها اسم «ولاية سيناء»، وأعلنت مسؤوليتها عن الكثير من الهجمات ضد قوات الجيش والشرطة. وتقول قوات الأمن المصرية إنها قتلت المئات من عناصر التنظيم المتطرف الذي أعلن مسؤوليته أيضا عن هجمات عنيفة على كنائس في القاهرة والإسكندرية وطنطا قتل فيها عشرات الأقباط في الأعوام القليلة الماضية. ويمنع قرار الخارجية الأميركية المدرجين في قائمتها للإرهاب العالمي من التعامل عبر النظام المالي الأميركي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

التهديدات الإسرائيلية.. ذريعة إطباق إيران على لبنان

علي الأمين/العرب/01 شباط/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62241

كلما ارتفع صوت التهديد الإسرائيلي ضد حزب الله أو لبنان، كلما كان ذلك فرصة إضافية للحزب ومن ورائه إيران، لإحكام القبضة على ما تبقى من بعض دوائر القرار.

التقارير الإعلامية التي تصدر عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية والتي تتناول سلاح حزب الله، وظيفتها الأساسية تضخيم ما يشكله حزب الله من تهديد لإسرائيل، وتساهم التصريحات التي تصدر بين الحين والآخر عن مسؤولين في الحكومة أو في الكنيست، عن التسليح النوعي والدقيق الذي توفره إيران لذراعها العسكرية في لبنان، في إظهار صورة غير واقعية، مفادها أن إسرائيل تبدو تحت رحمة صواريخ إيران من خلال الأراضي اللبنانية.

هذه الصورة التي يجري ترسيخها في الأذهان منذ ما بعد حرب تموز 2006، تخدم وظيفتين، واحدة في اتجاه المجتمع الدولي تريد من خلالها إظهار أن إسرائيل هي الكيان الذي يعاني من التهديد والخطر على حدوده، والثانية في اتجاه إيران وحزب الله ومفادها أن الاستمرار في المحافظة على الاستقرار القائم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، هو معيار عدم قيام إسرائيل بأي عمل عسكري نوعي ضد حزب الله وإيران سواء في لبنان أو في سوريا.

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأحد الماضي، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتحدث عن تقديرات تشير إلى أن إيران تتجه لإقامة مصنع لإنتاج السلاح الدقيق في لبنان.

واستندت الصحيفة لمقال نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد رونين منيلس في موقع (لم يذكر اسمه وعنوانه)، أن لبنان تحول عمليا “بسبب فشل السلطات اللبنانية وتجاهل الكثير من أعضاء المجتمع الدولي، إلى مصنع صواريخ كبير لإيران”. وبحسب هآرتس فإن مقالة منيلس موجهة إلى سكان لبنان، لكن جزءا مهما من المقالة موجه أيضا إلى حكومة لبنان ودول أخرى.

هذه المواقف الإسرائيلية ليست جديدة، وهي تتكرر بين الحين والآخر خلال السنوات الماضية، لكن ذلك لا يعني أن إسرائيل لا توجه رسائل تحاول من خلالها التذكير بما تعتبره تجاوزا للخطوط الحمراء في ما يتصل بحساباتها الإستراتيجية والأمنية. فإسرائيل نفذت خلال السنوات الماضية أكثر من مئة غارة جوية على قوافل سلاح منتقلة من سوريا إلى لبنان لحساب حزب الله، وفي الوقت نفسه لم توجه أيّ ضربة للآلاف من المقاتلين المنتمين لهذا الحزب الذين قاتلوا في سوريا دعما لنظام بشار الأسد، سواء في مواجهة فصائل الثورة السورية المعارضة أو غيرهم من التنظيمات التي تصنف إرهابية. المعلومات التي أوردتها هآرتس لفتت إلى أن إيران تقوم بنقل مصانع صواريخ دقيقة إلى لبنان بسبب استهداف إسرائيل لقوافل السلاح الذي ترسله عبر الأراضي السورية إلى لبنان.

مما لا شك فيه أن حزب الله نجح من خلال الدعم الإيراني في إحكام السيطرة على العديد من مفاصل الدولة اللبنانية سياسيا وعسكريا وأمنيا، وهذا الإحكام وفرت له الصفقة السياسية التي أوصلت الجنرال ميشال عون إلى سدة الرئاسة واستكمالها بالاتفاق مع الرئيس سعد الحريري. إذ لم يعد وجود حزب الله العسكري والأمني خارج سلطة الدولة يشكل عنوانا من عناوين السجال السياسي داخل مؤسسات السلطة، وربما هذا ما جعل حزب الله مطمئنا في استكمال عملية السيطرة على ما تبقى من مراكز قرار داخل الدولة المنفلتة من سلطته ولو كانت غير معادية أو مناكفة له.

لذا كان موقف عضو مجلس الخبراء الإيراني محمد علي رئيسي قبل أيام من على باب مقر الرئاسة الثانية أي بعد زيارته الرئيس نبيه بري ذا دلالة، بقوله إنّ لبنان هو ضمن محور المقاومة مع دول عربية أخرى بالإضافة إلى إيران، هو لم يسمِّ دولة عربية أخرى خوفا من أي رد رسمي من هذه الدول على كلامه، لكنه كان حاسما في تسمية لبنان، ربما لاعتقاده أن لبنان أصبح بيد إيران بخلاف سوريا أو العراق واليمن، ولأنه مطمئن إلى أن السلطة اللبنانية الرسمية لن تجرؤ على الرد على هذا الإعلان.

من هذا المنطلق وفي ظل الإرباك الذي يعاني منه النفوذ الإيراني في سوريا وحتى في العراق، يتحول لبنان إلى هدف لتعزيز قاعدة نفوذ حزب الله لا سيما على مستوى إنهاء أي حالة اعتراض جدية على سلاحه وعلى دوره الأمني والعسكري سواء في الداخل اللبناني أو خارجه.

وفي هذا السياق يؤكد متابعون لمجريات الفصول المتقدمة من السيطرة الإيرانية على لبنان، أنّ الأجهزة الرسمية اللبنانية ولا سيما الأمنية باتت في موقع لا يحسد عليه، فحزب الله نجح إلى حد بعيد ليس في ترهيبها بل نجح في السيطرة من الداخل على بعض دوائرها وبات معظمها بحسب المصادر الموثوقة يعمل من ضمن نشاطه الأمني الرسمي في خدمة حزب الله سواء تحت عنوان التنسيق بين الأجهزة الأمنية والمقاومة، أو نتيجة شعور مسؤولي هذه الأجهزة والعاملين فيها بأن المسؤولين الرسميين في الحكومة غير جادين برفض الاختراق الذي ينفذه حزب الله في مؤسسات الدولة. علما أن المعلومات لدى الأجهزة الرسمية تصل بشكل شبه رسمي لحزب الله، فيما الأخير يقدم ما يراه مناسبا من معلومات للأجهزة الأمنية وغالبا ما تكون غايتها تشغيل هذه الأجهزة في مهام يريدها هو.

على أن جانبا مهما برز في الأشهر الأخيرة يتمثل في أن إيران دخلت مباشرة على خط إدارة الجانب الأمني والعسكري لحزب الله في لبنان، وإن كان العنوان لهذا الدخول، حسب مصادر من داخل بنية حزب الله، هو ضبط الفساد الذي استشرى في بعض قطاعات حزب الله لا سيما مع انخراطه في الحرب السورية، إلا أن مصادر متابعة تشير إلى مسألة جوهرية تتمثل في أن حزب الله خسر القيادات العسكرية التي كانت تمتلك السيطرة على العناصر من خلال كونها شاركت في تأسيس الحزب كالقياديين عماد مغنية ومصطفى بدرالدين، وغياب الشخصية الأمنية والعسكرية ذات الشرعية الكاملة والقادرة على التحكم والقيادة في الميدان، ترافق مع سقوط معظم الكوادر العسكرية ذوي التاريخ النضالي مع إسرائيل.

فالحرب السورية أنهت إلى حد بعيد هذا الكادر القيادي حيث سقط لحزب الله العشرات من هؤلاء ولم يعوض الجيل الجديد الفجوة التي أحدثها سقوطهم، لا سيما أن الحرب في سوريا التي خاضها حزب الله لم تستطع أن ترقى في وعي مقاتليه إلى مصاف الحرب مع إسرائيل، لذا فالحرب السورية أحدثت صدعا في بنيان حزب الله الداخلي، فرض الدخول الإيراني مباشرة على إدارة الملف العسكري والأمني بشكل مباشر لضبط تداعيات الحرب السورية، ومنع أي تداعيات عليها كانت برزت في ما يعرفه الجميع على صعيد تكوين المقاتل النفسي والعقدي الذي كان للحرب السورية تأثيرها الكبير على هويته القتالية وبنيته العقدية والسياسية.

وفي هذا السياق فإن غياب أو تغييب القيادي أو الكادر العسكري الذي يمتلك الكاريزما والشرعية النضالية، كان فرصة للمزيد من الدخول الإيراني المباشر إلى كل مفاصل القرار داخل البنية الأمنية والعسكرية لحزب الله، حيث حرصت القيادة الإيرانية لا سيما عبر الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، على زيادة عدد الكوادر من الحرس الثوري على رأس مفاصل القرار في حزب الله في لبنان، إلى درجة أن مراكز الإشراف على القواعد العسكرية باتت إيرانية بشكل شبه كامل سواء في الجنوب اللبناني أو حتى في البقاع، ومما تسرب من معلومات من داخل بنية حزب الله أن إيران تحاول من خلال هذا الأسلوب الحد من الاختراقات الأمنية الإسرائيلية التي يُعتقد بأنها تحصل وسببت أضرارا أمنية وعسكرية ولا تزال، فيما التهمة كانت جاهزة بأن قابلية الكادر اللبناني للاختراق الأمني الإسرائيلي هي أكبر بكثير من إمكانية اختراق الحرس الثوري الإيراني. علما أن أعدادا من العراقيين التابعين للحرس الثوري يساعدون الكادر الإيراني خاصة في بعض المواقع الأمنية والعسكرية وبعيدا عن الأعين وفي أماكن لا تتطلب تواصلا مباشرا مع لبنانيين إلا في حدود ضرورية وضيقة. وتأتي ذريعة قدوم العراقيين في سياق التعويض عن النقص في العديد من المقاتلين اللبنانيين الذين تفرض عليهم أولوية القتال في سوريا. يبقى أن التهديدات الإسرائيلية والتهويل بتدمير لبنان يستمران في ظل المزيد من انخراط حزب الله في القتال في سوريا، وكلما ارتفع صوت التهديد الإسرائيلي ضد حزب الله أو لبنان، كلما كان ذلك فرصة إضافية للحزب ومن ورائه إيران، لإحكام القبضة على ما تبقى من بعض دوائر القرار المنفلتة من قبضته في وطن الأرز.

 

التهوّر والحكمة والحسابات الدولية في الأزمة اللبنانية

راغدة درغام/جريدة الجمهورية/ الجمعة 02 شباط 2018

عندما سخِر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من «غباء» إدارة ترامب لاتّخاذها «خطوة عدائيّة» بتسليطها هذا الأسبوع سَيف العقوبات على 114 سياسياً روسياً و96 «أوليغارشياً» مقرّبين من بوتين، لم يَنتهِ الأمرُ بحرق شوارع أميركية أو بالتّلويح بحربِ شوارع بين روسيا وأميركا وإنّما اتَّسم بالحكمة المدروسة حفاظاً على العلاقات الثنائية والمصلحة العليا لكلّ من البلدَين. قال بوتين إنّ «هذا عملٌ غيرُ ودّي» و»كنا ننتظر اللائحة، ومستعدّين لاتّخاذ خطوات انتقاميّة جدّية، ما من شأنه أن يُقلّص علاقاتنا الى صفر». وتابع «في الوقت الراهن، سنَمتنع عن اتّخاذ هذه الخطوات، لكنّنا سنُراقب بدقّة تطوّرَ الوضع». بالمقارنة، وعندما تجاوز وزير الخارجيّة اللبنانية جبران باسيل الأصولَ الديبلوماسية واصفاً رئيس البرلمان نبيه بري بـ«البلطجي» في جلسة مغلقة، انطلق رجال حركة «أمل» بسيّارات مدنيّة تُرافقها الدراجات النارية في ساحة منطقة «الحدث» ليُطلقوا النار في الهواء ويرفعوا صور الرئيس بري مكتوباً عليها «مارد البرلمان». كلا التصرّفين يسلب أهل الحكم في لبنان استحقاقات الجدّية ويُساهم في ترسيخ الانطباع العالمي عن لبنان بأنّه بلد مركّب أقرب الى تعبير «التفنكه» أي «البدعة المتحايلة» أو ما يُعرَف بالـ Gimmick.

الأمر مضحك لو لم يكن بهذه الدرجة من الخطورة التي تُهدِّد بتشابك بين المسيحيّين والشيعة قد يُشعِل البلد. الصبيانية عرَّت الادّعاءات بالحكمة والقيادة سيّما وأنّ المعارك السياسيّة بين الفريقين امتدَّت من بيروت الى أبيدجان في مزايدات قد تبدو للبعض هزليّة لكنّها في الصّميم في غاية الدقّة في حسابات التّحالفات بين الأقطاب الحاكمة، أو عدمها. فقط وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تمكّن من احتواء تداعيات المواجهة الداخليّة وذلك عندما اعتبَر المناقصة اللبنانية للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة على الحدود البحرية بين البلدين عملاً «استفزازياً جداً». أدّى ذلك الى اختراق التشنّج والى توحيد الرّد اللبناني في الإصرار على حقّ تلزيم البلوك رقم 9 في الجنوب الى كونسورتيوم من 3 شركات عالميّة والإصرار على ممارسة السيادة اللبنانيّة في المياه الإقليمية والحق بالدفاع عن النفس. وزير النفط قال إنّ «لبنان قام بترسيم حدوده البحريّة وفقاً للقوانين الدولية وسيستعمل كلّ الوسائل لحماية نشاطاته البترولية». أما «حزب الله» فإنّه أكّد استعدادَه لـ«التصدّي الحازم لأيّ اعتداء على حقوقنا النفطيّة والغازية والدفاع عن منشآت لبنان». كلّ هذا في خضمّ ازدياد الحديث عن حربٍ إسرائيلية مقبلة ليس معروفاً إن كان كلاماً جدّياً أو كجزء من معادلات التخويف والإخضاع والمناورات السياسية. المعروف والواضح هو أنّ التصعيد الذي انطلق من تسريب كلام جبران باسيل له خلفية أعمَق من الانطباع وهي ذات علاقة بصلاحيّات الحكم الموزَّع على ثلاث رئاسات، وبامتيازات أحزاب وأفراد، وبتحالفات في الإنتخابات النيابية المقبلة، وبعلاقات للأطراف اللبنانية مع أطراف إقليمية ودوليّة أبرز عناوينها هو: مستقبل التحالف المسيحي مع الثنائي الشيعي في لبنان.

وزير الخارجية الذي يرأس حزب «التيار الوطني الحر» التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون حريص جداً على عمّه، أب زوجته، ويُحسن قراءة ما في ذهنه. والرئيس عون يكنّ الإعجاب لصهره باسيل بما يشابه إعجاب الرئيس دونالد ترامب بصهره جاريد كوشنر. باسيل هو مهندس أساسي في العلاقة التحالفيّة بين «التيار الوطني الحر» وبين «حزب الله»، وأيضاً مهندس العلاقات الجديدة بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» عبر علاقات مميّزة بينه وبين نادر الحريري رئيس مكتب رئيس الوزراء سعد الحريري.

المعركة السياسية بدأت بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، رسمياً بسبب مرسوم الأقدميّة لضباط دورة 1994 في الجيش اللبناني. واقعياً إنّ المعركة هي على نوعية الصلاحيات لكلّ من الرئاستين. معسكر عون يُصرّ على صلاحيات الرئيس القوي يراها معسكر برّي بأنّها تعكس نزعة الإمبراطور لدى عون. ومعسكر برّي يتمسّك باتّفاق الطائف الذي يُوزّع صلاحيات الرئاسات الثلاث: رئاسة الجمهورية (ماروني)، رئاسة مجلس النواب (شيعي) ورئاسة الحكومة (سنّي).

طيّات التحالفات والمواجهات عبَرت محطة تعديلات طالب بها جبران باسيل على قانون الإنتخابات النيابية المزمَع عقدها في 6 أيار لم يتمكّن من تمريرها. فكانت هذه المحطة الثانية بعد الأولى المتمثّلة بالخلاف الرئاسي على المرسوم والصلاحيات. مع الوصول الى المحطة الثالثة حيث استخدَم باسيل تعبير «البلطجي» في وصفه برّي أثناء لقائه القاعدة الشعبية المسيحية المهمّة له انتخابياً، كان واضحاً أنّ وزير الخارجية اعتزم إيصال ما لديه الى رئيس البرلمان، وإلّا لما تحدّث بهذه اللغة أمام مجموعة كبيرة من الناس حتى وإن كان في جلسة مغلقة. والسؤال هو: لماذا؟

البعض يقول إنّ جبران باسيل توقّع أن يُسرع «حزب الله» الى الوقوف بجانب حركة «أمل» على أساس أولوية «الثنائية الشيعية» قبل أيّ تحالفات أخرى، وهو أراد استدراجَ الافتراق والفراق مع «حزب الله» في المرحلة الإنتخابية كمقدّمة لفكّ الترابط الاستراتيجي مع «حزب الله». فالبقاءُ في تحالفٍ معه سيكون مكلفاً لأنّ إدارة ترامب عازمة على عقوبات صارمة وإجراءات لها جوانب تورّط حلفاء «حزب الله» بتداعيات سياسية واقتصادية ومالية. ثم إنّ الدول الخليجية أوضحت أمرها مع القوى المسيحية في لبنان على أساس أنّ استمرار التحالف المسيحي - الشيعي على نسق العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» هو في رأيها شراكة مع «حزب الله» ومشاريعه ضدّ المصالح الخليجيّة في المنطقة أجمع.

بكلامٍ آخر، إنّ الدول الخليجية مصرّة على عدم التّصديق على تقديم أيّ طرف لبناني الغطاء لـ«حزب الله»، إذا كان ذلك الطرف هو الشريك السنّي أو اللاشريك المسيحي. جزءٌ من الأزمة السعودية مع سعد الحريري كانت له علاقة بناحية الغطاء. واليوم، هناك محاولة لبناء علاقة معزَّزة مع المسيحيّين كشركاء شرط ألّا يكونوا جزءاً من الغطاء لـ«حزب الله». الطرف المسيحي المتحالف مع «حزب الله» هو رئيس الجمهورية ووزير خارجيّته. والسؤال هو: هل طرأ تغييرٌ على تفكير وفكر عون وباسيل لدرجة إعادة النظر في هذا التحالف؟ أو هذه مرحلة عابرة من تداعيات الإختلافات مع حركة «أمل» يتفهّمها «التيار الوطني الحر» على أساس اضطرار «حزب الله» لوَضع «الثنائية الشيعية» في أولويّة موازينه أقلّه عاطفياً وتضامنياً؟ أم إنّ الحسابات اختلفت جذرياً في الطريق الى الإنتخابات النيابية حيث تُريد «الثنائيّة الشيعية» أن تكون لها القدرة على تعطيل القرار في مجلس النواب وأن تكون لرئيس البرلمان الحالي ضمانات الاستمرار في منصبه لأنّه يُريد إبقاءَ مفتاح البرلمان في يده؟

إقليمياً ودولياً، إنّ القرارَ ليس بتفجير لبنان أمنيّاً لكنّ صمّام الأمان أو زناد الفلتان يبقى لبنانياً بإمتياز. هناك اهتمام بالإنتخابات النيابية، وبالتحالفات في لوائح المرشّحين لا سيّما وأنّها مدهشة في فظاعة إصرار المؤسّسة الحاكمة على أنماط اقتسام النّفوذ والمصالح على أساس النظام الإقطاعي والطموحات الشخصية. هناك قرارات دولية وإقليمية تتعلّق ليس فقط بـ«حزب الله» وإنّما أيضاً بالقطاعات المصرفيّة وغيرها هدفها إبراز جدّية قرار التصدّي لـ«حزب لله» ولمَن يَحميه.

إسرائيل دخلت الخطّ عبر مزاعم ليبرمان بأنّ نفط البلوك 9 ملك لإسرائيل وليس للبنان. كلامُه عن فتح الباب للامتياز بأنّه «يُمثل تحدّياً سافراً وسلوكاً استفزازياً لنا» خارجاً عن الأصول كما تهديداته للشركات الروسية والإيطالية والفرنسية التي تُقدّم العروض في المناقصة.

فمسألة الحدود البحريّة مطروحة رهن «المساعي الحميدة» للأمين العام للأمم المتحدة منذ آذار 2016 ليس ليقوم بمسعى ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل وإنّما كي يحلّ الخلافات بينهما حول الملكية البحرية. فلقد قدَّم لبنان عام 2010 حيثيات قال على أساسها إنّ هذه هي حدوده البحرية، لكنّ إسرائيل اعترَضت. مرّت المساعي بعهد بان كي مون وهي الآن في عهد أنطونيو غوتيريس الذي يجب أن يُسرع الى مضاعفة مساعيه الحميدة كي لا تفلت الأمورُ باتّجاه مواجهات أمنيّة. فلتان الأمور دائماً وارد في بلد على هشاشة لبنان. لذلك إنّ الحكمة واجبٌ، والتملّص من المسؤوليّة تحت ذريعة لامسؤوليّة حركة «أمل» عن فلتان أتباعها أمنياً مرفوض تماماً. مرفوض أيضاً أن يُعطيَ كبيرُ الديبلوماسيّين لنفسه الحقّ بتجاوز الأعراف الديبلوماسية لغاياته السياسية، شخصيّةً كانت أو باسم صلاحيّات الرئاسة.

 

مرّ القطوع... فماذا بعد؟

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 02 شباط 2018

إقترب الهيكل من الانهيار، وعطّلت سلبياته التي تدحرجت على طول المشهد الداخلي كل محاولات العلاج والاحتواء، حتى بدا انّ إعادة لملمته تحتاج الى جراحة عجائبية للحد من الاضرار وانقاذ ما يمكن انقاذه. فجأة مرّ القطوع؛ إتّصل الرئيس ميشال عون بالرئيس نبيه بري، وقررا طَي الصفحة وتنفّس البلد الصعداء.

مرّ القطوع، أو جرى تمريره، لأنه لا يمكن تفهّم الذي حصل في لبنان، والظواهر التي أعادت نصب المتاريس بين اللبنانيين المسيحيين والمسلحين. ولأنّ ما حصل يشبه الانتحار، كان لا بد لأحد ما من نبش الماضي وتجاربه المرّة، لا ليستخلص من دروسه ما يخدم الخطاب التحريضي واستنفار العصبيات الطائفية والمذهبية، بل ليستخلص العبرة التي تصون البلد، الذي لا يختلف اللبناني المسيحي مع اللبناني المسلم على انه يقف على أرض رخوة برمال متحركة قد تبلعه في اي لحظة بماضيه وحاضره ومستقبله.

ما شهده البلد، اكد انه كان لا بد من الركون الى تلك التجارب في مقاربة الازمة السياسية، سواء في شقِّها العام الذي يتمحور منذ نهاية العام المنصرم حول عنوان «مرسوم الأقدمية»، او في جانبها الأكثر حساسية المُتمثّل في تسريب الكلام الهجومي للوزير جبران باسيل على الرئيس بري، وما تلاه من ردود فعل وتحركات اعتراضية.

كان لا بد من الشعور في بداية هذه الازمة، انّ الأزمة ستتدحرج وقائعها بشكل مريع، واخطر ما فيها انها أغرقت البلد كله بجو طائفي بغيض، الكل فيه خاسرون، لا بل منتحرون، ولن تكتب النجاة منه لمن اعتقد انه يستطيع ان يبني على هذا الجو البغيض مجداً او ربحاً او سلطة او مصلحة او قصراً او حلماً رئاسياً، فهو إمّا ساذج او متهوّر.

في اي حال، مرّ القطوع، فماذا بعد؟

اللافت انّ البلد خرج بوتيرة سريعة من خلف متاريس الاحتقان، ربما كان يجب ان يتمّ اتصال رئيس الجمهورية برئيس المجلس قبل ايام، وتحديداً في اليوم التالي لتسريب كلام باسيل، فربما كانت الامور قد احتُويت في تلك اللحظة، ولكن كما يقال خير ان تأتي متأخرة من الّا تأتي ابداً، بحيث جاء الاتصال، وصبّ الماء البارد على نار الاحتقان، وربما على بعض الرؤوس الحامية.

ومن نتائجه الفورية انه أطفأ فتيل الشارع والحملات الهجومية السياسية والاعلامية المتبادلة، وحَدّد الهمّ الأول للرئيسين بإعادة ترميم حقيقي للتهتّك الذي اصاب البلد، ومعالجة الاعراض الجانبية للأزمة الأم، التي لم ينهِ الاتصال أسبابها الجوهرية. ومن هنا الانتقال المفترض الى بناء ارضية مشتركة بين عون وبري، ومن خلالهما حركة امل والتيار الوطني الحر، للشراكة في محاولة النفاذ الى معالجة تلك الاسباب بما تتطلّبه من تفاهمات وتخفيض الاسقف العالية.

على انّ الاهمية الكبرى لاتصال الرئيسين، انه قطع الطريق على الحالمين بانهيار الوضع الداخلي سواء في الداخل او في الخارج، وعلى الشامتين المتفرّجين وما اكثرهم، وعلى النافخين بنار الازمة لعلها تؤسس لخلق معادلات داخلية جديدة، وربما لتطيير الانتخابات النيابية، رغم إدراكهم انها لا تستهدف فقط قطع شعرة العلاقات بين الشيعة والمسيحيين، بل لبنان بوجوده ونظامه وكيانه، هذا ما يقوله المستشعرون بالخطر، كما انه أخرج الانتخابات من دائرة التشكيك بإجرائها، واكد انها في أمان، والحال نفسه ينطبق على الحكومة التي بدا حالها في الايام الاخيرة كمَن يقف على «شوار».

اكثر من ذلك، ربما أسّس لهذا الاتصال، هو الاستشعار المشترك بالخطر، الذي تجلى بدخول العامل الاسرائيلي على الخط، في توقيت مريب، بَدا فيه انّ اسرائيل تضع لبنان اكثر من اي وقت مضى على منصة الاستهداف. فجأة تذكّر وزير الدفاع الاسرائيلي البلوك النفطي رقم 9 وقال انه يملك صَك ملكيته، خطورة هذا الامر لا تقف هنا، بل لاقترانه بتهديدات جديدة باجتياح لبنان، وبمقالات كثيفة في الصحف الاسرائيلية تعكس قلق المستويات العسكرية الاسرائيلية من وجود مصانع صواريخ في لبنان، ومن الخطر الوجودي الذي يشكّله «حزب الله» على اسرائيل، وصولاً الى الدخول المباشر على خط الانتخابات النيابية التي تعتبرها اسرائيل انها ستكون المحطة والأداة التي ستمكّن «حزب الله» من السيطرة على لبنان.

بناء على هذا الاتصال، يمكن القول إنه أسّس عملياً لإعادة عقارب الزمن في العلاقات بين حركة امل والتيار الوطني الحر الى ما قبل تسريب كلام باسيل، على طريق إنهاء الازمة بينهما، وذلك تبعاً للمسار الايجابي الذي يفترض ان يحكمها.

الّا انّ المسألة لا تنتهي هنا، ذلك انّ أحداث الايام الاخيرة أحدثت شرخاً ليس في العلاقة بين امل والتيار، بل ايضاً بين التيار و«حزب الله»، وإن لم يتم تظهير ذلك الى العلن.

والاهتزاز الذي حصل في الشارع إستفَزّ جمهور الحزب والتيار وعرّض التفاهم المعقود بينهما للاهتزاز، أطلّت نُذره بانتقاد موقف السيّد حسن نصرالله من منع عرض فيلم «ذا بوست» للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ في دور السينما اللبنانية بسبب صِلة المخرج بإسرائيل، وزاد اهتزازاً ببيان «حزب الله» الاعتراضي على هجوم باسيل على الرئيس بري، وتفاقَم هذا الاهتزاز مع التحركات في الشارع التي اعتبرت مجالس التيار انها تمّت بالشراكة بين «امل» و«حزب الله»، وثمّة كلام كبير عبقت فيه تلك المجالس، وقيل بين شريكي التفاهم، إنما من تحت الطاولة.

عمليّاً، العلاقة أصلاً غير مستقرة بين «امل» و«التيار»، ومن السذاجة القول بعد إعلان وقف إطلاق النار السياسية بينهما انّ هذه العلاقة ستصطلح بين ليلة وضحاها، بل من الطبيعي ان تأخذ وقتاً اذا تقرّر وضعها فعلاً على طاولة المعالجة، الّا انّ المهمة الاصعب امام التيار هي إعادة ترميم التفاهم، وإعادة ربط الثقة بينه وبين «حزب الله» بخيوط صلبة لا تتملّع امام كل استحقاق.

 

لبنان: ترنّحُ 'الطائف'

محمد قواص/العرب/02 كانون الثاني/18

ما جمع جمهور التيار العوني و'جمهور المقاومة' هو قاسم مشترك عماده مقت صعود السنية السياسية بالنسخة الجديدة التي قادها الراحل رفيق الحريري في بداية التسعينات من القرن الماضي والتي لم تلق ارتياحا لدى الموارنة.

أن يُوصفَ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بـ“البلطجي” وأن يُهدّد بـ“تكسير الراس” من قبل وزير الخارجية جبران باسيل، فذلك من علامات تفتّت أعمدة نظام سياسي حكم البلاد منذ اتفاق الطائف عام 1989. فزعيم حركة أمل لعب الدور المفصلي الأول على المدى العقود الأخيرة، مستفيدا في زمن أول من مرحلة الوصاية السورية، ومتحالفا في زمن ثان مع حزب الله، للإمساك بمفاصل التركيبة السياسية، تارة بصفته أمير حرب وتارة أخرى بصفته أميرا يجيد بدهاء إدارة الشأن السياسي داخل، وحول، التناقضات المحلية كما داخل أدغال التحوّلات الإقليمية الكبرى.

والمسألة لا ترتبط بما يقال إنه غياب الكيمياء الشخصية بين بري ورئيس الجمهورية ميشال عون، كما لا ترتبط بنزق زعيم حركة أمل من “صبيانية” رئيس التيار الوطني الحر وطموحاته المفرطة داخل المشهد السياسي العام. وما الظواهر التي تورّمت وانفجرت قيحا داخل التسريب الشهير لفيديو يفضح كيف يفكر باسيل ببري، إلا تعبير عن الأعراض الأولى عن تمرّد التيار العوني وجمهوره على تحالف قام بين مارونية سياسية وشيعية سياسية قيل إنه سيصبح ثابتة بنيوية من ثوابت النظام السياسي اللبناني الذي يطيح إلى الأبد بالثنائية المارونية السنية التي تشكّلت بعد استقلال البلاد عام 1943.

ليس في الأمر تسرّعا أو استشرافا رغبويا، ذلك أن ما جمع جمهور التيار العوني و“جمهور المقاومة” هو قاسم مشترك عماده مقت صعود السنية السياسية بالنسخة الجديدة التي قادها الراحل رفيق الحريري في بداية التسعينات من القرن الماضي والتي لم تلق ارتياحا لدى الموارنة، الذين رأوا في اتفاق الطائف إجحافا بحقهم، وسبّبت قلقا لنظام الوصاية السوري، الذي رأى في صعود الحريرية انتشالا لسنية سياسية جرى خنقها وتفتيت منابرها.

ومن يعرف العمق الفكري والثقافي والأيديولوجي للمسيحيين في لبنان الذين عبّروا عن خياراتهم عبر منافذ البطريركية أو الشهابية أو الأحزاب العريقة، ومن درس أداء تلك المسيحية على اختلاف مشاربها، سواء في مواجهة الموجات الأممية والقومية أو في التصدي للوجود الفلسطيني المسلح في البلاد، ومن تأملَ المسار السياسي للجنرال ميشال عون نفسه من ماضيه المقرّب من زعيم القوات اللبنانية الراحل بشير الجميل مرورا بتجربته في بعبدا بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل انتهاء بشهادته داخل الكونغرس ضد الوجود السوري في لبنان، سيصعب عليه تفهم ذلك التحالف المضاد للطبيعة بين العونية وحزب الله، كما سيصعب عليه تصديق ذلك الهيام الذي اجتاح الجمهور العوني بـ“المقاومة” وسيدها.

يسعى التيار الوطني الحر لإدارة أزمته مع حركة أمل ورئيسها على قاعدة أن التيار لم يعتبر يوماً بري حليفا بل حليفا للحليف. يؤكد التيار في خطابه التفريق بين الخلاف مع “أمل” وثوابت التحالف مع حزب الله وخيار المقاومة، وبالتالي يسعى العونيون بيأس لوضع مقاييس ومواصفات ترسم علامات ركيكة تفصل ما بين الحركة والحزب داخل “جمهور المقاومة”.

لكن في هذه المناورة ما يكشف أيضا صعوبة الاستمرار في التآلف داخل التحالف الذي جمع العونية مع الحركة والحزب حين أطاحوا سوية بحكومة سعد الحريري في العام 2009، وحين احتلوا قبل ذلك الوسط التجاري لمدينة بيروت ضد حكومة فؤاد السنيورة عام 2006 وحين باركت العونية “غزوة 7 أيار” التي قام بها مقاتلو الحركة والحزب واعتبرها السيد حسن نصر الله “يوما مجيدا”.

وإذا ما كان في شتائم باسيل لبري أعراض متقدمة لخلاف بري مع عون، فإن في ذلك أيضا أعراض تصدّع في علاقات العونية بصفتها تحمي الدولة في بعبدا، بشخص الرئيس ميشال عون، مع الدويلة التي يمثل حزب الله أبرز تجلياتها، فيما تستظل حركة أمل ورئيسها بتلك التجليات.

يدرك حزب الله تماما أمر ذلك. يمثّل نبيه بري في سلم السلطة في لبنان واجهة ما يريده وما يخطط له حزب الله في لبنان. اصطدمت الحركة والحزب على نحو دموي خطير في ثمانينات القرن الماضي قبل أن ينهي الوفاق بين نظام الولي الفقيه في إيران ونظام حافظ الأسد في سوريا أمر تلك المذبحة، وتتشكل ثنائية شيعية نما داخلها تفوّق للحزب تحول إلى ما يشبه الهيمنة غير المعلنة على شؤون الشيعة في لبنان. يدرك حزب الله أن الطرق على أبواب نبيه بري من قبل العونية السياسية هو نذير طرق مقبل على أبواب الحزب نفسه. فإذا ما كان التوقيت الحالي يسمح لباسيل بوصف بري بـ“البلطحي”، فإن توقيتاً آخر سيسمح بإطلالة عونية أخرى على ظاهرة الحزب ووجوده. ويعرف الحزب أن الموظفين الأميركيين يتوافدون على بعبدا حاملين ملفات واشنطن ضد الحزب، ويدرك جبران باسيل نفسه أن طموحاته الرئاسية شبه المعلنة لن تترجل من الأحلام إلى الواقع دون أن توفّر واشنطن غطاء يمنع “الفيتو” عنه داخل قصر بعبدا.

يمسك الرئيس ميشال عون بجدارة العصا من الوسط. دفع ثمن ذلك في تراجع علاقته مع الرياض بسبب دفاعه المستمر عن خيار المقاومة وسلاح حزب الله في لبنان. من ذلك الموقع تقدّم رئيس الجمهورية داخل ميدان نفوذ الشيعية السياسية حين فرض على الطبقة السياسية المرسوم المتعلق بضباط ما يطلق عليه “دورة عون”. قالت بعبدا إن المرسوم لا يحتاج لتوقيع وزير شيعي (وزير المالية)، أيّدها السراي الحكومي في ذلك حين محض رئيس الحكومة سعد الحريري توقيعه على نفس المرسوم. في الظاهر لم يتدخل حزب الله في السجال بين بري وعون، وفي المضمون أدرك الحزب أن عقدة عون في استعادة صلاحيات الرئيس التي حجّم “الطائف” مساحتها تدق أبواب نفوذ الشيعية السياسية دون حرج. وحين بدا أن النزال بات فجّا صارخا في ما أفرج عنه باسيل وتسرّب إلى العلن، اتخذ الحزب موقفا واضحا مناصرا لنبيه بري. وفي ذلك بدا تماما ما يكشف من هو أصل في الحلف مع حزب الله ومن هو فرع.

إذا ما قامت جمهورية الاستقلال على تقاطع دولي ما، وقامت جمهورية الطائف على تقاطع دولي إقليمي ما، فإن التحولات والجراحات البنيوية الكبرى الجارية في المنطقة قد تفرض على لبنان تحديثا لنظامه السياسي على نحو ما زال مجهولا

يحتاج حزب الله دائما إلى التغطية المسيحية التي منحه إياها ميشال عون منذ ورقة التفاهم الشهيرة الموقّعة في كنيسة مار مخايل عام 2006. حافظ عون على ذلك الغطاء حتى في أدق الظروف الحرجة التي واجهت الحزب. ويحتاج الحزب هذه الأيام إلى هذا التحالف مع بعبدا، ومع الصفقة الرئاسية برمّتها التي انخرط فيها سعد الحريري، للاستظلال بسقف شرعي يقيه شرور العواصف التي تنفخ فيها واشنطن، والتي قد تتأثر بها دول كبيرة أخرى في هذا العالم. لكن الحزب لا يمكن أن يخاطر بالاستقرار والوحدة داخل البيت الشيعي في هذه الأيام، فهو قاعدته وفضاؤه والأساس الذي يتحرك داخله ويتدثّر به لمقارعة الخصوم كما الحلفاء.

وفق هذه المعطيات تنتهي مسلمات الطائف بالواجهة التقليدية التي فرضت تحاصصا بات تقليديّا بين رئاسات ثلاث تنهل من روحية الوصاية التي لم يتخلّص اللبنانيون من قوانينها.

تعبّر هذه اللحظة عن حذر شديد لدى كافة التيارات السياسية عشية استحقاق الانتخابات التشريعية وفق قانون اقتراع جديد من الصعب استشراف نتائجه. يدرك ساسة البلد أنّ المشهد البرلماني المقبل غامض الملامح، بما يعني أن حكم البلد يخضع لخريطة جديدة لا تُطمئن أحدا حتى حزب الله الذي يفاخر بما يمتلكه من “فائض سلاح”. وما بين حسابات ضيقة لذلك الزعيم أو ذاك، تضجّ خلف ذلك جلبة مثيرة في المنطقة تنذر علاماتها السورية بتبدل في التوازنات الإقليمية على نحو ستلقي بظلالها على لبنان.

فإذا ما قامت جمهورية الاستقلال على تقاطع دولي ما، وقامت جمهورية الطائف على تقاطع دولي إقليمي ما، فإن التحوّلات والجراحات البنيوية الكبرى الجارية في المنطقة برمّتها قد تفرض على لبنان تحديثا طارئا لنظامه السياسي على نحو ما زال مجهولا يسعى ساسة البلد للاهتداء إلى معالمه أو اختراع توازناته الجديدة.

 

حلقتان مفقودتان لدى جبران باسيل

خيرالله خيرالله/العرب/02 كانون الثاني/18

من يهاجم نبيه بري ولا يتعرض لـ'حزب الله' وسلاحه غير الشرعي، لا يحق له الكلام في السياسة ولا إعطاء رأي في الأحداث الداخلية أو الإقليمية أو الدولية. قبل كلّ شيء، ينمّ كلام وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن سطحية ليس بعدها سطحية، فضلا بالطبع عن الجهل في التركيبة القائمة في لبنان. تقوم هذه السطحية على استثارة الغرائز الدينية، لعل ذلك يفيد “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه جبران باسيل في الانتخابات النيابية المقبلة المقرر أن تجري في شهر أيّار – المقبل.

لا حقوق للمسيحيين ولغير المسيحيين يمكن أن يؤمنها الدخول في حلف الأقليات بزعامة “حزب الله” الذي يشارك في الحرب على الشعب السوري. من يسعى إلى أن يكون نائبا أو وزيرا عبر مثل هذا الكلام لا يعرف أن النيابة والوزارة لا تصنعان سياسيين، أو على الأصح لا تصنعان رجالا.

في تلك القرية المسيحية في قضاء البترون، قال جبران باسيل الحقيقة. قال ما يؤمن به. ظهر عاريا أمام اللبنانيين الذين فوجئوا بمدى تعصّبه وغياب أي رؤية ذات طابع وطني لديه. لم يخرج باسيل بعد من عقدة المسيحي المظلوم المنتمي إلى الطبقة دون المتوسطة، الباحث دائما عن طرف يلقي عليه مسؤولية تقصيره وقصر نظره السياسي. لعلّ أخطر ما في أشخاص مثل جبران باسيل تلك القدرة على رفض التعاطي مع الواقع والاعتقاد أن التذاكي، من نوع الاحتماء بـ“حزب الله”، يمكن أن يجعل منه مواطنا من الدرجة الأولى في لبنان.

تبيّن بكل بساطة كم أن التحالف بين “التيّار الوطني الحر” و“حزب الله” هشّ ومخالف للطبيعة في الوقت ذاته. هل أوصل “حزب الله”، الذي أغلق طوال ما يزيد على سنتين مجلس النواب، ميشال عون إلى قصر بعبدا كي يستعيد المسيحيون حقوقهم، أم من أجل أن يأخذوا حجمهم الحقيقي كثلث عدد مواطني لبنان؟

ثمّة حلقتان مفقودتان في كلام جبران باسيل الساعي إلى أن يكون زعيما مسيحيا في لبنان من دون استيعابه لمعنى الزعامة ومقوماتها.

هناك حلقة أولى مفقودة تعود إلى التجاهل التام لـ“حزب الله” ودوره في إلغاء المؤسسات اللبنانية عن طريق تعطيل دور كل منها، بما في ذلك دور رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النوّاب ورئاسة مجلس الوزراء.

من يهاجم نبيه بري ولا يتعرض لـ”حزب الله” وسلاحه غير الشرعي، لا يحق له الكلام في السياسة ولا إعطاء رأي في الأحداث الداخلية أو الإقليمية أو الدولية. من يتجاهل، على سبيل المثال فقط، خطورة زيارة قام بها قيس الخزعلي، وهو زعيم ميليشيا مذهبية إيرانية، إلى جنوب لبنان والتصريحات التي أدلى بها، لا يحق له الكلام لا عن نبيه بري ولا عن أي زعيم لبناني آخر. ما قيمة وزير الخارجية اللبنانية إذا لم يكن يستطيع رفع صوته عندما يخرق زعيم ميليشيا عراقية كل القوانين المتعارف عليها في العلاقات بين الدول ويدخل لبنان ويخرج منه بطريقة غير قانونية؟ أين حقوق اللبنانيين، بكل طوائفهم، عندما يعتدي “حزب الله” الذي ألغى الحدود مع سوريا على السيادة اللبنانية في كل ساعة وكل يوم؟ أقل ما يمكن أن يوصف به كلام جبران باسيل في قرية محمرش البترونية أنّه كلام رخيص يستخفّ بذكاء اللبنانيين، خصوصا المسيحيين منهم. ليس بمثل هذا الكلام يصبح المرء نائبا. يهاجم جبران باسيل رئيس مجلس النواب بحجة أنه أغلق المجلس ولم يمرر قوانين معينة بقيت في الأدراج. لا حاجة إلى مناقشته في من أغلق المجلس ولماذا أغلق المجلس وكيف انتخب ميشال عون رئيسا.

يمكن الاكتفاء بالإشارة إلى أن تجاهل مشروع الإنماء والإعمار الذي نفذه رفيق الحريري بين العامين 1992 و2005 ليس سوى تعام عن الحقيقة وتعصّب طائفي مقيت وجهل وجهالة في أحسن الأحوال. أما الحلقة الثانية المفقودة في كلام باسيل، فهي تلك المرتبطة بشخص نبيه برّي. يمكن أن يحب اللبناني نبيه برّي كما يمكن أن يكرهه. لكن الثابت أن الرجل أثبت أنه من السياسيين الدهاة وذلك منذ خلف الرئيس حسين الحسيني، الرجل اللبناني الأصيل الذي ينتمي إلى فئة مختلفة من رجال الدولة الذين عرفهم لبنان، على رأس حركة “أمل” ثم على رأس مجلس النوّاب.

هناك مثلان صغيران يعطيان فكرة عن السياسي الذي اسمه نبيه برّي. الأول حرب المخيمات التي خاضتها حركة “أمل” وأبلت فيها البلاء الحسن بناء على طلب سوري. تفوّقت “أمل” في تلك الحرب في منتصف ثمانينات القرن الماضي على الميليشيات المسيحية التي قاتلت الفلسطينيين في لبنان. على الرغم من ذلك، خرج نبيه برّي بعد تلك الحرب يعطي دروسا في الوطنية للفلسطينيين ولغيرهم… فيما وُصف زعماء الميليشيات المسيحية بأنّهم مجرّد “عملاء لإسرائيل”. المثل الصغير الآخر الذي يعطي فكرة عن قدرة نبيه بري على التكيف، هو حرب إقليم التفاح مع “حزب الله” في أواخر ثمانينات القرن الماضي. سقط في تلك الحرب الشيعية – الشيعية والسورية – الإيرانية التي انتهت بانتصار “حزب الله”، أي بانتصار إيراني على النظام السوري، الآلاف من أبناء الطائفة الشيعية. لم يمنع ذلك نبيه بري من التقاط أنفاسه واستعادة مواقعه والمحافظة عليها. كان ذلك عائدا إلى قدرته على المناورة وإلى الدعم الذي كان يوفّره له النظام السوري برئاسة حافظ الأسد وقتذاك. بعض التواضع ضروري بين وقت وآخر. يقضي التواضع بالاعتراف بمواهب نبيه برّي وبأنّه ليس سياسيا عاديا بأيّ مقياس. لذلك، من المعيب أن يتحدث سياسي مبتدئ لا يمتلك أي خبرة من أي نوع في أي ميدان من الميادين عن “تكسير رأس” رئيس مجلس النواب.

هذا ليس كلاما مسيئا لصاحبه فحسب، بل يعطي أيضا فكرة عن حال من الغرور كانت وراء تهجير المسيحيين في لبنان على دفعات. من يتذكّر أن أكبر عدد من المسيحيين هاجر في العامين 1989 و1990 عندما خاض الرئيس ميشال عون حربيْ “الإلغاء” و“التحرير” في أثناء وجوده على رأس حكومة موقتة في قصر بعبدا؟ من يتذكّر كلام عون وقتذاك عن “تكسير رأس” حافظ الأسد وماذا كانت نتيجة هذا الكلام؟ في النهاية، لعب نبيه برّي أدوارا كبيرة وأساسية، بل محورية، في السنوات الأربعين الأخيرة من تاريخ لبنان. يكفي أنّه تكفل في السادس من شباط – فبراير 1984 بشلّ عهد الرئيس أمين الجميل وإخراج الجيش اللبناني من بيروت الغربية. كان ذلك اليوم المشؤوم بداية تغيير للتركيبة الديموغرافية للعاصمة، وبداية النهاية لبيروت المزدهرة التي كان شارع الحمراء أحد أبرز معالمها والتي سعى رفيق الحريري إلى إعادة الحياة إليها قبل تفجير موكبه في مثل هذه الأيام قبل ثلاثة عشر عاما. ليس نبيه بري سياسيا عابرا بأيّ شكل. إنّه جزء لا يتجزّأ من تركيبة لبنانية ولدت بعد حرب السنتين (1975 و1976). تبدو هذه التركيبة مقبلة على تحولات كبيرة في حال لم يحدث طارئ يؤدي إلى تأجيل الانتخابات النيابية التي موعدها في أيار – مايو المقبل.

 

وداعاً.."ولاية الفقيه"

أسعد حيدر/المستقبل/02 كانون الثاني/18

في الاول من شباط ١٩٧٩، حطت طائرة "اير فرانس" في مطار طهران، وكان على متنها الامام الخميني. عشرة ايام زلزلت طهران، وغيّرت وجه منطقة الشرق الاوسط، انتهت برحيل الشاه، وتسلّم الامام الخميني مفاتيح السلطة، لتعلن في ما بعد "بعد استفتاء شعبي، "الجمهورية الاسلامية في ايران"، بأغلبية ٩٤ بالمئة. لعبت شخصية الخميني دوراً مركزياً وأساسياً، خصوصاً وأنه كان يحوز على الشرعية السياسية والثائرة والعلمية. وكان الى جانبه آية الله حسين منتظري الأفقه والأعلم والثوري المتواضع، وجملة من المساعدين المخلصين في مقدمتهم الشيخ هاشمي رفسنجاني ومن الملتزمين العلمانيين واليساريين بالثورة. خلال عقد من الزمن "أكلت الثورة" الكثير من ابنائها، وفي مقدمتهم ابو الحسن بني صدر ومهدي بازركان وغيرهم . قام نظام ولاية الفقيه، وكان الاول من نوعه، وكان على مقاس الامام الخميني. إبعاد منتظري عن الخلافة، أنجز فتح أبواب الخلافة خارج الشروط الملزمة والمنصوص عنها في الدستور مما فتح الباب امام الشيخ علي خامنئي الذي لم يكن عالِماً ولا مجتهداً، لكن هاشمي رفسنجاني مال الى تسميته على اساس انه سيتمكن به من إمساك مفاتيح السلطة خلال فترة انتقالية، ساعده في ذلك السيد احمد الخميني الطامح لخلافة بواسطة خامنئي. لكن خامنئي سرعان ما أثبت انه متمكّن في فنّ الإمساك بالسلطة، وساعدته في ذلك ودعمته "الولاية المطلقة" فاستثمرها حتى آخر حرف فيها. كل هذا ضروري جداً لمعرفة ما يحصل الآن .

بداية ، لم تعد منذ الانفجار الشعبي، وربما قبل ذلك بقليل، هناك "خطوط حمراء" لتكسر. توالت الانتقادات وصولاً الى "الولي الفقيه"، الذي كان المسّ به ولو بمسألة صغيرة أمراً جللاً نتيجته نهاية حضور الشخص علناً او في مهنته مهما كان مركزه أو موقعه مهماً. الآن، تم عرض الفيديو على التلفزيون الذي كان سراً من الأسرار منذ تولّى خامنئي منصب المرشد. في هذا الفيديو تأكيد عدم أهليته لمنصب الولي الفقيه لانه ليس مجتهداً ولا عالِماً، وان ما جرى كان بترتيب من رفسنجاني وجنّتي الذي يشغل منصب "رئيس مجلس الخبراء" رغم انه في العقد التاسع من عمره .

السؤال الكبير: من سرّب الشريط؟ هل خامنئي من قام بذلك ولماذا؟ وان لم يكن من قام بذلك لماذا سمح ببثه؟ خامنئي يعرف اكثر من غيره ان ولاية "الفقيه المطلقة" انتهت معه. لا يعني هذا سقوط الجمهورية الاسلامية، لكن حان الوقت للتطوير دون تعريض البلاد لزلزال يطيح، خصوصاً وان "الجمهورية مريضة بالفساد، وان عشرة ملايين إيراني يعيشون تحت خط الفقر مما حولهم الى برميل بارود، وان خامنئي نفسه كما ورد في الرسالة التي وجّهها اليه الشيخ مهدي كروبي الذي يعيش في الإقامة الجبرية، مسؤول مباشرة عن الإضرار بسمعة الحرس الثوري بعد ان أغرقه في فساد ضخم"

هذا التطور يفتح الباب لخلافة خامنئي لواحد مثله لا يملك الاعلمية ولا رتبة الاجتهاد، مثل الرئيس حسن روحاني، لكنه يحوز على الخبرة والممارسة اللازمتين، او ابراهيم رئيسي (الذي جاء الى لبنان ليتعرف على الف باء السياسة الخارجية ولو متاخراً في ذلك) بسبب العلاقة الخاصة به. لا يوجد عالِم حتى في قمّ للمزاحمة او الاستعداد للقبول به. كذلك فان ايران لم تعرف حب العسكر كما العرب، لذلك لم تشهد انقلابات عسكرية. ولذلك ايضاً فانه من الصعب جداً ان يقوم جنرال او اكثر من الجيش والحرس بانقلاب عسكري علماً ان حساسية عميقة قائمة بينهما. من هنا فان الجنرال سليماني رغم نفخ صورته مؤخراً يبقى جنرالاً صنع حضوره خارج ايران وبواسطة "ميليشيات شيعية باكستانية وأفغانية وعراقية"، ويبقى "حزب الله" رغم خصوصية علاقته مع ايران بوصفه "الابن الشرعي" لها، جسماً اجنبياً بالنسبة لأغلبية الشعب الايراني.الرئيس حسن روحاني عاد الى الينابيع الاولى للإمام الخميني، "فهدد النظام وضمناً خامنئي بمصير الشاه ان لم يسمعوا ما يريده الشعب الايراني"..التغيير قادم بهدوء او بالانتفاضة..القرار اصبح عند المرشد خامنئي.

 

"الترميم" على الطريقة اللبنانية

الهام فريحة/الأنوار/02 كانون الثاني/18

اللبنانيون أول من أمس الأربعاء، تنفَّسوا الصعداء، ليس لأنَّ وزير دفاع العدو الإسرائيلي هدَّدهم بأحد بلوكات النفط، بل لأنَّ هذا التهديد كان من شأنه أن يعيد إليهم وحدة افتقدوها في الأيام الأخيرة بعد أزمة تسريب تسجيل كلام وزير الخارجية. فوحدة الموقف اللبناني الرسمي والسياسي من رفض تهديدات العدو الإسرائيلي، التي وردت على لسان وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، من خلال اعتباره "البلوك 9" الذي بدأت العروض لتلزيم التنقيب عن الغاز فيه في عرض البحر قبالة الناقورة، ليس ملكاً للبنان، ودعوة الشركات لعدم تقديم عروض، واعتبار ما جاء على لسان الوزير الإسرائيلي تهديداً للبنان، كان يفترض بهذه الوحدة أن تجعل ما يجري على الأرض بين مناصري التيار الوطني الحر وحركة أمل، خبراً ثانوياً. لكن هذا الرهان، وللأسف، سقط عند حلول الظلام، ليثبت أنَّ الوضعين السياسي والميداني مقبلان على مزيد من التأزم والتصعيد، خصوصاً بعدما وصل التوتر إلى منطقة الحدت، حيث تمّ إطلاق نار، بعد أن كاد مناصرو "التيار الوطني الحر"، وعناصر حزبية تستقل دراجات نارية، يتواجهون بالسلاح، لولا الإتصالات السياسية والأمنية التي جرت لمنع تفاقم الوضع. "مواجهة الحدت" إذا صحَّ التعبير، هي الثانية في غضون خمسة أيام، بعد "مواجهة سنتر ميرنا شالوحي" في منطقة الصالومي في الدكوانة... سائر التحركات لم تكن تشكِّل خطراً على حدوث فتنة أو تخريب للسلم الأهلي، لأنَّها كانت تجري في مناطق لا احتكاك طائفياً فيها، كالجنوب أو البقاع أو بعض مناطق بيروت كاليونسكو أو الخندق الغميق، لكن بين الصالومي والحدت كاد الوضع أن يخرج عن السيطرة بعد أن أدَّى هذا الوضع إلى احتكاك استدعى تدخل الجيش اللبناني.

كيف ستتطوَّر الأمور بعد أسبوع، نقول: "الترميم" على الطريقة اللبنانية، هو الحلّ الوحيد. الجو في عين التينة، حسب مصادر إلى ضبط الشارع. وانطلاقاً من هذه القراءة، فإنَّ أوساط المراقبين تعتبر بأنَّ الإستحقاقات الآتية أكبر بكثير من حجم ما جرى، لذلك تدارك الوضع يعيد إلى البلد الإستقرار المطلوب.

المؤشرات تدل على أنَّ الأزمة لن تطول إلى ما بعد الأسبوع المقبل، والإحتقان انحسر. وهنا يقف رئيس الحكومة الذي عاد من تركيا موقفاً ليس سهلاً على الإطلاق، فالرئيس نبيه بري ما زال على ما لا يرام معه، لأنه يعتبره جزءاً من المسؤولية في ما يتعلق بتوقيعه على مرسوم الأقدمية، بالنسبة إلى ضباط دورة 1994 في الجيش اللبناني إذن عدنا إلى الملف الساخن أساساً. من هنا إلى أين؟  البلد بحاجة إلى لملمة سريعة تساعد بالتهدئة

 

إسرائيل تمهّد الرأي العام المحلي والدولي لعدوان ضد لبنان

نضال محمد وتد/العربي الجديد/01 شباط/18

يعكس انضمام رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال غادي أيزنكوط، إلى التهديدات التي أطلقها منذ مطلع الأسبوع، كل من رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، ضد "حزب الله" ولبنان عموماً، توافقاً نادر الحصول بين المؤسسة العسكرية والمستوى السياسي لجهة شن حرب جديدة على لبنان، في حال فشلت "الجهود" والخطوات الإسرائيلية المختلفة، السرية منها والعلنية لوقف مساعي إيران، وفق الادعاءات الإسرائيلية، لتحويل لبنان إلى "قاعدة كبيرة لإنتاج الصواريخ"، ومواصلة "حزب الله" بناء قوته العسكرية. ويأتي ذلك خصوصاً بعد أن اتجه الحزب أخيراً (في ضوء النجاحات التي حققها النظام السوري وحلفاؤه في إعادة بسط سيطرة النظام على مناطق واسعة في سورية) إلى إعادة تركيز نشاطه في لبنان لاستعادة "الشرعية" داخل لبنان، عبر نشر قواته في الجنوب، خلافاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي أنهى الحرب الثانية على لبنان عام 2006.

وربما يكون ملف النفط والغاز، الذي تبدأ بيروت قريباً التنقيب عنه في المياه اللبنانية التي تدعي إسرائيل أنها مشتركة مع الحدود الفلسطينية البحرية المحتلة، حجة تضاف إلى إيران ونفوذها في لبنان، لاستفزاز إسرائيلي مثلما توحي به تصريحات ليبرمان أمس الأربعاء، علماً أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سبق له أن لوح بأن أي اعتداء إسرائيلي على ثروة لبنان النفطية (المفترضة) سيكون مادة للرد من قبل الحزب. وقال ليبرمان إن إعطاء لبنان حق التنقيب في حقل بحري للغاز في المياه الإقليمية (هو البلوك رقم 9 جنوبي المياه اللبنانية) "أمر استفزازي جداً"، وحث الشركات العالمية على عدم تقديم عروض للتنقيب، مدعياً أن هذا الجزء من المياه "ملك لنا بكل المقاييس... وهذا يمثل تحدياً سافراً وسلوكاً استفزازياً هنا". كلام سرعان ما رد عليه الرئيس اللبناني ميشال عون، واصفاً إياه بأنه "تهديد للبنان ولحقه في ممارسة سيادته على مياهه الإقليمية"، وهو ما كرره رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل.

وسبقت إشارة ليبرمان عن المياه الإقليمية اللبنانية، تصريحات حربية له، مفادها أنه "إذا اندلعت الحرب مجدداً مع لبنان، فإن هذا البلد سيدفع ثمناً كاملاً" لدعم إيران. ورفع ليبرمان من سقف تهديداته قائلاً، في خطاب له أمام مركز أبحاث الأمن القومي، إن "الحرب المقبلة، وفقاً لما شاهدناه في المنطقة، لن تكون قادرة على تحقيق أهدافها من دون مناورات برية واجتياح بري للأراضي اللبنانية، لأنه لا يمكن تحقيق ذلك من دون أقدام على الأرض". وزعم ليبرمان أن "حزب الله ضحّى بالمصالح الوطنية للبنان بالخضوع الكامل لإيران"، مضيفاً: "نتيجة ذلك، سيكون لبنان بالكامل هدفاً عادلاً في أي حرب مستقبلية، والجيش اللبناني سيُستهدف، وإذا أُجبر أي مواطن من تل أبيب على الاحتماء في ملاجئ، فستكون بيروت عرضة لذلك أيضاً". وخلال حوار اجراه معه رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عاموس يادلين، ادعى ليبرمان أنه "يمكن تفادي المواجهة العسكرية من خلال التصميم والردع واستخدام كافة العوامل الدولية للضغط على إيران، وهو ما يعرفه الجميع اليوم في واشنطن وموسكو".

كان الجنرال أيزنكوط وجّه هو الآخر أمس الأول تحذيرات لـ"حزب الله" مما سماه بتداعيات بناء الحزب لقوته العسكرية وتزوده بصواريخ دقيقة. وادعى أيزنكوط أن "حزب الله يخرق قرار مجلس الأمن الدولي، ويحافظ على تواجد عسكري في المنطقة (جنوب لبنان) ويتزود بمنظومات قتالية وأسلحة لتعزيز قوته القتالية، وأن الجيش الإسرائيلي يعمل لمواجهة هذه التهديدات ليل نهار لضمان جاهزيته القتالية وقوة الردع. سنقوم بكل ما يلزم للمحافظة على الحدود الشمالية لإسرائيل آمنة وهادئة".

هذا التصعيد الإعلامي من قبل الاحتلال، الذي يمكن القول إنه بلغ ذروته في محاولة جيش الاحتلال، مطلع الأسبوع، عبر المتحدث باسمه، الجنرال رونين ملينسا، "مخاطبة" اللبنانيين مباشرة من خلال نشره مقالاً بالعربية في مواقع لبنانية وعربية مختلفة، للترويج فيها لمقولات الاحتلال بأن إيران و"حزب الله" يعرّضان لبنان للخطر من خلال السعي الحثيث لإقامة مصانع لإنتاج الصواريخ على الأرض اللبنانية، دفع بمحللين في الصحافة الإسرائيلية إلى القول إن حكومة نتنياهو تُعد الرأي العام لحرب "اختيارية جديدة" سيكون على الحكومة شنّها بعد سلسلة التصريحات والتهديدات لـ"حزب الله" وإيران، وإلا ستضطر إلى جر أذيال الخيبة وضرب قوة الردع كلياً في حال لم تنفذ تهديداتها، وفق ما ذهب إليه محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان.

وبحسب فيشمان، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى لتمهيد الرأي العام الدولي لعدوان أو عمليات إسرائيلية في لبنان، بينما يتولى ليبرمان تمهيد الرأي العام الإسرائيلي لحرب كهذه. ووافق المحلل ران إيدليست هو الآخر هذا التقييم في مقال له في "معاريف"، بينما خصصت "هآرتس" أمس الأربعاء افتتاحيتها للحديث عن حرب اختيارية تشنّها إسرائيل ضد لبنان، خلافاً "لحرب تُفرض على إسرائيل، أو حرب استباقية لا مفر منها". وتعكس هذه التحليلات قراءة للتغيير في موقف القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل وداخل مراكز التقديرات العسكرية، لجهة كسر ميزان الردع الحالي بين إسرائيل و"حزب الله"، وإغفال التحذيرات التي سادت في السنوات الأخيرة من احتمالات تدهور "عملية موضعية" إلى حرب شاملة.

ويبدو أن دوائر صنع القرار في إسرائيل، السياسية والعسكرية، باتت ترى أنه بالإمكان إغفال هذه المحاذير، والاستعداد لشن عمليات حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة عسكرية شاملة مع "حزب الله". وهو تطور لا يمكن عزله عن التطورات الإقليمية، خصوصاً في ظل تعزيز التنسيق العسكري بين إسرائيل وروسيا، وهو أمر عكسه لقاء نتنياهو الأخير، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ اختار نتنياهو موسكو ليطلق لأول مرة تصريحاته بأن إسرائيل لن تتردد إذا لزم الأمر في العمل في لبنان لوقف نشاط "حزب الله" في بناء قوته العسكرية وتزوده بالأسلحة المتطورة الكاسرة للتوازن، وعدم الاكتفاء، كما كان سائداً لغاية الآن، بضرب قوافل الأسلحة المعدّة للحزب من داخل الأراضي السورية.

وإذا كان تردد حكومة إسرائيل في هذا السياق مرهوناً بقضايا التنسيق مع روسيا، فيبدو وفق تصريحات نتنياهو الأخيرة، ووصول وفد أمني روسي يقوده مستشار الأمن القومي الروسي إلى تل أبيب نيكولاي باتروشيف، ويشمل أيضاً نائب وزير الخارجية الروسي، عنصراً مساعداً للمستوى السياسي الإسرائيلي في تهيئة الرأي العام الدولي، أيضاً، في ظل الدعم الأميركي المطلق والمضمون، في الاتجاه نحو خيار شن حرب اختيارية على لبنان.

العامل الآخر الذي يعزز هذا التوجّه، هو ما عكسته نتائج ومعطيات مؤشر الأمن القومي أمس الأول الثلاثاء، التي أفادت لأول مرة منذ الحرب الثانية على لبنان في يوليو/تموز 2006، بأن 66 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون شن عمليات ضد "حزب الله" حتى لو كان ثمن ذلك اندلاع حرب شاملة في لبنان. كما أن 85 في المائة من الإسرائيليين الذين شملهم استطلاع المؤشر المذكور، اعتبروا أن الوجود الإيراني في سورية، يشكل تهديداً خطيراً لإسرائيل.

إلى ذلك، يبدو أن إسرائيل تحاول الاستفادة أيضاً من الأوضاع الراهنة في سورية، واشتداد التنافس بين روسيا وإيران هناك، لجهة ضرب قوة "حزب الله"، من دون أن تخشى رداً روسياً معارضاً، بل ربما تفاهم مع روسيا التي تسعى وفق التقديرات الإسرائيلية، إلى محاولة تقليص النفوذ الإيراني مستقبلاً، وبالتالي فإن ضرب "حزب الله" باعتباره ذراعاً لإيران يصب في خدمة المصالح الروسية الإقليمية.

وفي هذا السياق، تنبغي الإشارة إلى التقرير الذي كان قد رفعه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، للحكومة الإسرائيلية عن محادثاته التي أجراها في روسيا قبل ثلاثة أشهر، وجاء فيه أنه وجد لدى الروس كما لدى الولايات المتحدة آذاناً صاغية بشأن معارضة إسرائيل لامتلاك "حزب الله" أسلحة كاسرة للتوازن، وهو التقرير الذي شكل أساساً للقاء نتنياهو الأخير، مطلع الأسبوع، مع بوتين، وبناء عليه تطرق نتنياهو لأول مرة بشكل مباشر إلى لبنان واعتزام إسرائيل التحرك إذا لزم الأمر وضرب لبنان لمنع "تحوّله إلى قاعدة صواريخ".

 

الحب المستحيل بين حلفاء حزب الله

حازم الأمين/الحرة/01 شباط/18

أيهما أحب إلى قلب حزب الله، حركة أمل أم التيار الوطني الحر؟ ميشال عون أم نبيه بري؟ الجواب على هذا السؤال ليس بديهيا، ذلك أن حسابات معقدة تنتظر الباحث عن إجابة على هذا السؤال، لا سيما وأن الحب الذي نتحدث عنه مصدره قلب تثقله الايديولوجيا، وتعكر صفوه مصالح ثقيلة لا تبدأ بلبنان ولا تنتهي في اليمن. والسؤال اليوم يكتسي طابعا ملحا، إذ إن طرفي الاشتباك اللبناني، أي أمل والتيار الحر، يطلبان بإلحاح نصرة الحزب لحسم وجهة الصراع، بعد الأزمة التي تسبب فيها شريط مسرب يظهر فيه وزير الخارجية جبران باسيل وهو يصف بري بـ"البلطجي" ويتوعد بـ"تكسير رأسه".

بري هو الشريك الشيعي لحزب الله، والذي ما كان للحزب أن يقبض على تمثيل الشيعة اللبنانيين من دون مساعدته. وبري ليس شريكا للحزب بقدر ما هو مكمل لوظائفه، فالحزب تمكن من الاحتفاظ بالرئاسة الثانية في لبنان من دون أعبائها، وبمعنى ما فإن بري كان واجهة تمثيلية للحزب تقي المنصب من تبعات المقاطعة الدولية للحزب، ذاك أن الرئيس ليس قياديا ولا عضوا فيه، وفي نفس الوقت تولى مواجهة أي عاصفة تستهدفه. بري بالنسبة لحزب الله فرصة لا تعوض. وفي أكثر من مناسبة أبدى الحزب استعدادا لدفع تكاليف باهظة للحفاظ عليه. فرئيس مجلس النواب موقع لا يصلح لأن يشغله حزب الله مباشرة، اذ إن ذلك سيكون عبئا على الحزب وعلى لبنان، وبري، وبما أنه ليس عضوا في الحزب، لم يكن طوال رئاسته المديدة للمجلس غير مدافع ومعزز لفكرة تفشي الحزب في الدولة وفي قراراتها. في حرب تموز مثلا اختفى حزب الله عن جبهات التفاوض وتولى بري تمثيله في عمليات المفاوضة المعقدة، فكان الحزب مقاتلا وكانت الدولة من وراءه تفاوض. وصحيح أن هزيمة الحزب في تلك الحرب كانت ستعزز فرص بري في تصدر الطائفة، إلا أن بري لم يبد أي رهان على هذا الاحتمال. حزب الله في العلاقة مع بري يعرف الحدود بين دفعه للتصدر وبين احتفاظ الحزب بالقرار الفعلي، لا سيما إذا ما تعلق الأمر بالحروب الكثيرة التي يخوضها الحزب باسم الطائفة الشيعية. لا يبدو أن الاشتباك بين حليفي الحزب في لبنان في وقته. وهذا يعني أنه سيلجمهما وسيستجيبان، فهما يدركان أن حسابات الشقيق الأكبر فوق خصومتهما

لكن الخدمات التي أداها رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره لحزب الله لا تقل أهمية عن الخدمات التي أداها بري، وإن اختلفت نوعيا عنها. ويمكن القول بسهولة إن ميشال عون تولى حماية الحزب في أكثر من محطة كان يمكن فيها أن يوجه خصومه ضربات موجعة له كانت ستقوض نفوذه. فالغطاء المسيحي الذي أمنه العونيون لحزب الله مكن الأخير من الصمود في وجه رياح عاتية استهدفته. في حرب تموز/يوليو 2006 غامر العونيون مغامرة كبرى في وقوفهم إلى جانب الحزب في وقت كان الأخير محاصرا بالمواجهة الإسرائيلية من جهة وبخصومة داخلية مثلها تيار المستقبل السني ووليد جنبلاط الدرزي والقوات اللبنانية المسيحية. يحفظ حزب الله لميشال عون هذه المغامرة التي كان من شأنها أن تطيح العونيين في حال هزمت إسرائيل حزب الله، وقضت على نفوذه. وبعدها انقض حزب الله على وسط بيروت فاحتله وأعلن اعتصاما فيه بمشاركة العونيين. ودفع العونيون تكاليف احتلال الوسط التجاري للعاصمة من رصيدهم السياسي المسيحي، وصاروا جزءا من مشهد ميليشيوي احتلالي. وكل هذا كان على مذبح تحالفهم مع الحزب، وصولا إلى الذروة عندما وقفوا إلى جانب الحزب في هجومه على بيروت في السابع من أيار/مايو عام 2008، مع كل ما يعني ذلك من انزلاق إلى الموقع الميليشيوي الذي صورت العونية نفسها نقيضة له. حزب الله اليوم متنازع بين موقعي حليفين لهما معه كل هذه الديون، وهو إذ حاول تسديدها في المحافظة على عون وبري كل في موقعه، رئيسا للجمهورية ورئيسا للبرلمان، يعرف تماما أن إدارة التوازن بين رجلين لا يكنان ودا لبعضهما بعضا، أشبه بمهمة والد يرعى خصومة نجليه، اللذين لن يخرجا في نهاية المطاف عن الطاعة. حزب الله يمر بمرحلة دقيقة. الإسرائيليون استأنفوا الحديث عن مخاطر على الحدود مع لبنان، وسورية على مشارف تحول يتطلب من الحزب إبقاء حديقته الخلفية (لبنان) مستقرة. لا يبدو أن الاشتباك بين حليفي الحزب في لبنان في وقته. وهذا يعني أنه سيلجمهما وسيستجيبان، فهما يدركان أن حسابات الشقيق الأكبر فوق خصومتهما. الأرجح أن الخصمين يتسابقان اليوم قبل أن يبلغ الشقاق بهما إلى مستوى الاصطدام بمصالح الحزب. حتى الآن يبدو أن جبران باسيل على رأس السبق. يرفض الاعتذار من بري على كلمة "بلطجي" التي وصفه بها، ونال إعجابا مسيحيا بقدرته على الصمود في وجه رئيس المجلس، أما الأخير فكل ما بوسعه فعله، هو مشاغبة في الشارع، في وقت هو عاجز عن دفع وزرائه للاستقالة وتعطيل الحكم. حزب الله لا يريد تعطيل الحكومة، فالأخيرة تتولى اليوم تصريف الكثير من مصالحه. وينتظر الحزب محطات، لا يساعده فيها مأزق سياسي تسبب فيه حلفاؤه.

إذا لا وقت لهذه الترهات اليوم.

 

السعودية ولبنان... وشائج تاريخية وإنسانية

رؤوف أبو زكي/رئيس مجلس الأعمال اللبناني - السعودي

الشرق الأوسط/01 شباط/18

للمملكة العربية السعودية في لبنان مبادرات إيجابية كثيرة، وهناك سجل طويل (بات معروفاً للقاصي والداني) من أشكال الدعم السعودي التي لا تحصى، والتي مكّنت لبنان في المنعطفات الحرجة من الصمود والاستمرار، وحمت النقد اللبناني وساهمت في إعادة إعمار القرى والمرافق والبنى التحتية، ولا سيما بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006. وقدمت دول الخليج وصناديقها وبدفع من المملكة في أحيان كثيرة مليارات الدولارات من المساعدات وقروض التنمية إلى لبنان، لكن السعودية قدمت إلى ذلك الدعم السياسي لاستقلال لبنان، وأيدت دوماً سياسته المتوازنة المنفتحة على الجميع، ولم تطلب منه في أي وقت أي شروط سوى مراعاة المصلحة المشتركة والصداقة، وبهذا المعنى وبسبب ثقليها الخليجي والدولي، فإن الحفاظ على السعودية في صف الأصدقاء والحلفاء الداعمين للبلد يجب أن يكون حجر الزاوية في سياسة لبنان العربية والخارجية.

وإذا لم تكن الاعتبارات السياسية والاقتصادية وحدها كافية يمكن لمن يشاء من المنكرين أن يضيف الحجم الضخم للعلاقات السعودية - اللبنانية والأهمية الكبرى لقوة الاغتراب اللبناني في المملكة وفي دول مجلس التعاون التي تقارب النصف مليون وساهمت في ذروتها، وحسب أرقام البنك الدولي بنحو 9 مليارات دولار سنوياً من التحويلات والاستثمارات، ولولا استمرار اللبنانيين في خلافاتهم وتغريد البعض خارج السرب العربي، فإن الاقتصاد اللبناني كان سيصبح في حال آخر، ولكان لبنان اليوم قادراً على استقطاب المستثمرين والمصطافين والسياح، وبالتالي تحقيق معدلات نمو كبيرة، ولكانت الحكومة في وضع يمكنها من الاستثمار في البنى التحتية والكهرباء وتمويل سلسلة الرواتب، بل وتحقيق الكثير من المشروعات الحيوية للبلد. ويمكن التأكيد أن لبنان تعرّض ولا يزال لخسائر كبيرة نتيجة انحسار الاستثمارات والمساعدات والسياحة الخليجية إليه في السنوات الأخيرة، وما لذلك من انعكاسات سلبية عميقة على النمو الاقتصادي وميزان المدفوعات وفرص العمل. وليس من المبالغة القول إن هذه الخسائر تفوق المليار دولار سنوياً.

لقد أدخلت سلسلة من السياسات الخاطئة لبنان في حالة هي أشبه بالقطيعة مع بيئته الخليجية الحاضنة. ولبنان لا يمكنه تحمل نتائج ذلك على اقتصاده وعلى علاقاته المتشعبة الحيوية مع الإخوة الخليجيين.

إننا في مجلس الأعمال اللبناني - السعودي ندرك حجم المصالح الكبيرة والوشائج التاريخية والإنسانية التي تربط بين السعودية ولبنان، وقد اختبرنا طيلة عقود حرص المملكة الشديد على لبنان والاهتمام باقتصاده، وكذلك الاهتمام باللبنانيين وإعطائهم فرصاً لا حدود لها للمساهمة في تنمية اقتصادها وتنمية الاقتصاد اللبناني في آن معاً. وقد أخذ المجلس على عاتقه تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وحركة الأشخاص بين البلدين. وطبقت المملكة سياسة متساهلة في إعطاء سمات الدخول للبنانيين والسماح لهم باستجلاب أسرهم، ووفرت لهم داخل المملكة أفضل معاملة، كما أن السعوديين أنفسهم أظهروا دوماً للبنانيين العاملين في المملكة كل احترام وتقدير. وهذا المناخ من الأخوة والثقة هو من أهم ما حققه عمل اللبنانيين في السعودية، وإخلاصهم لها منذ أيام المغفور له الملك المؤسس عبد العزيز، وهذا الرصيد الكبير وجدناه يتعرض للخطر لأن السعوديين صُدموا بما كان يأتي من قبل بعض اللبنانيين وظهرت مشاعر الصدمة بتعليقات محبطة وغاضبة انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه التعليقات لا تعبر عن موقف أغلبية اللبنانيين والسعوديين، لكنها تظهر حجم الأضرار التي يمكن أن تصيب البلد فيما لو استمرت بعض المواقف اللامسؤولة في النيل من الصداقة والشراكة اللبنانية السعودية وإظهار الجحود للمملكة ولدول الخليج.

لقد دخلت المملكة العربية السعودية مرحلة بالغة الأهمية من التحولات الاقتصادية والإصلاحات السياسية والمالية تسعى من خلالها لتنفيذ «رؤية 2030» وبناء اقتصاد حديث ومتنوع وقوي، ومجتمع منفتح يتبع مبادئ الوسطية ويرفض التطرف بكل أشكاله، ويجب على الأطراف كافة في لبنان وخارجه أن توفر الدعم التام للمملكة في جهودها الكبيرة هذه؛ لأن نجاح المملكة في إنجاز خططها الوطنية سيوفر أفضل الشروط، لا لازدهارها وحسب، بل وازدهار دول المنطقة كافة، وتعزيز روابط الأخوة والصداقة اللبنانية - السعودية - الخليجية.

إن مجلس الأعمال اللبناني - السعودي وبالتعاون مع المجلس المماثل في الرياض، يسعى لإعادة تنشيط العلاقات الثنائية، وتحقيق قفزة نوعية جديدة فيها، وبناء شراكة اقتصادية جديدة بين المملكة ولبنان، يساعد على ذلك الرغبة الصادقة لدى الطرفين. وكل الحملات الإعلامية التي تظهر بين حين وآخر، إنْ هي إلا خروج عن طبيعة العلاقات وعن مسارها التاريخي الطويل. وستكون للمجلس مبادرات من شأنها إزالة الشوائب وتعزيز العلاقات.

- رئيس مجلس الأعمال اللبناني - السعودي

 

هكذا يفصل حزب الله بين التيار.. وباسيل

باسكال بطرس/المدن/الخميس 01/02/2018

لن تؤثر المواجهة المفتوحة بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل على التفاهم الاستراتيجي بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وفق ما تؤكد مصادر الحزب لـ"المدن"، من دون أن تنفي انسداد الأفق بين طرفي النزاع. ما قد يحول دون انعقاد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، واستطراداً تعطيل المؤسسات الدستورية إلى أجلٍ غير مسمّى. ما يضع أمن لبنان على "كفّ عفريت". تشدّد مصادر حزب الله على أنّ التفاهم مع التيار استراتيجي وراسخ، وقد عبّر عن نفسه في مناسبات عدّة أهمّها: حرب تموز 2006، الانقسام الداخلي الذي عصف بالبلد في العام 2008، الحرب في سوريا ومواجهة الارهاب، بحيث أثبت، في خضمّ هذه المعارك، استقراره وثباته. فرغم الخلافات التي كانت تطرأ بينهما، يحرص الطرفان دائماً على تجاوزها من موقع النصح والتشاور.  من جهة أخرى، لا يخفى على التيار أن العلاقة التي تجمع الحزب بحركة أمل، علاقة وجوديّة تتقدّم على أي علاقة أخرى. وهو ما ترجمه الحزب من خلال موقفه الواضح والداعم للرئيس بري على خلفيّة الاساءة التي تسبّب بها باسيل. لكن، من دون أن يعني ذلك اهتزاز التفاهم مع التيار، وفق مصادر الحزب. فبغضّ النظر عن تبادل الكلام والاساءات بين المناصرين في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تقول مصادر التيار لـ"المدن"، هي ليست المرة الأولى التي تحدث فيها خلافات في وجهات النظر مع حزب الله في ملفات عدة، بل إن الجميع يعلم أنّ هناك خلافات تكتيكية في بعض المحطات بين الحزب والتيار، ولكنهما لطالما سعيا إلى حلّها أو تجاوزها بالتشاور، مكرّسين التفاهم القائم بينهما.

وفي وقت تكشف مصادر التيار امتعاض القيادة من انحياز حزب الله إلى جانب الرئيس بري في هذا الصراع، تشدّد مصادر الحزب على أنّه يحاول دائماً أن يعدل في مواقفه، مذكّرة بتصويت الحزب إلى جانب ميشال عون لتولّي رئاسة الجمهورية، فيما كان بري يدعم وصول سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا. ورغم ذلك، لم تختلّ علاقة الحزب بحركة أمل، ولم يسمح أن يؤثر هذا الاختلاف في وجهات النظر بين أمل والتيار على التفاهم. في المقابل، تضيف المصادر، وفي ما يتعلق بتشكيل الحكومة، أيّد الحزب موقف بري المتمسّك بأن يتمثّل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في حقيبة الأشغال.

أما اليوم، فإن الحزب يرى ضرورة أن يتدخّل لتهدئة الأجواء، تمهيداً لإيجاد مخرج للأزمة المستجدة. ولكنه، تقول المصادر، يجد نفسه عاجزاً في ظل ما يحصل من تطورات من شأنها أن تعقّد الوضع أكثر فأكثر وتعرقل المساعي للحل، خصوصاً بعد ما أعلنته مصادر باسيل في تصريح صحافي بالاشارة إلى أن "الحزب حدّد خياراته. بالتالي، لا داعي للاتصالات".

وفي حين تصرّ مصادر التيار على أنّ رئيسه بادر من تلقاء نفسه إلى الاعتذار عندما أبدى أسفه لما صدر عنه من كلام، فيما ردود الفعل لم تأخذ في الاعتبار موقفه وذهبت إلى التصعيد السياسي ودفعه إلى الاعتذار مرغماً في محاولة لكسره، تعتبر مصادر الحزب أنّ باسيل لم يعتذر. فهناك فرق كبير بين التأسف والاعتذار، كما أنه أعرب عن أسفه عن الجزء الأول من التسريب، ليظهر من بعده جزء ثان، ما زاد الطين بلة. هذا فضلاً عن أنّ التصعيد، الذي برز في بيان تكتل التغيير والاصلاح ومقدّمة أخبار OTV، رأى فيه بري استفزازاً آخر لقاعدته. ما أعاد خلط الأوراق.  وتجدد المصادر التأكيد أنّ الحزب يفصل بين باسيل والتيار من جهة، والرئيس عون من جهة أخرى. أي أن العلاقة مع التيار ثابتة ضمن التفاهم. والعلاقة مع عون مستقرة، فيما ينحصر الخلاف اليوم مع رئيس التيار في موضوع حركة أمل، وهو ما يستدعي معالجة سريعة للوضع القائم بأعلى درجة من الحكمة والمسؤولية. تستبعد المصادر أن يكون لما يحصل أي تأثير على الانتخابات، ولكنها تتوقّع أن يتعطّل عمل المؤسسات، لأن المعني بهذه الأزمة هو رئيس السلطة التشريعية والذي في نهاية المطاف يجب أن يمر كل شيء عبره. فضلاً عن تأثيره في الحكومة، خصوصاً أن وزارة المال من حصّته. وإذ ترى أنّ بري تحلّى بالشجاعة الكافية لإبداء الاعتذار عما صدر عن مناصريه من إساءة في الشوارع، تشير مصادر الحزب إلى أنّ بري اعتبر منذ اللحظة الأولى أن الاعتذار شرط أساس لطي الصفحة وإلا تُعطّل المؤسسات الدستورية.

 

حرمان «حزب الله» من الدولار

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/01 شباط/18

التمويل ثم التمويل ثم التمويل، متى ما تم ضبطه ومنعه من الوصول للجماعات المتطرفة، فالنتيجة ستكون خانقة عليهم من أحزاب وجماعات وأفراد، فعلى مدار عقود لم تتوقف عمليات إمداد تلك الجماعات، مستغلة التلاعب بالأنظمة المصرفية، وهو ما ساهم في انتشارها وتمويل عملياتها الإرهابية، لكن ذلك العهد ولّى، وغدا تحويل الأموال للمتطرفين عملية معقدة وبالغة الصعوبة، ما دامت تمر عبر النظام المصرفي العالمي، وفي نفس الوقت فإن الخبر السيئ يكمن في أن هناك جماعات متطرفة ليس شرطاً أن يأتيها الدعم المنتظر، من دول أو أفراد، عبر المصارف أو التحويلات، فـ«الكاش» حاضر، وهو سيد الموقف. النظام المصرفي يستطيع منع الأفراد والجماعات من تحويل الأموال للمتطرفين، إلا أنه لا يستطيع ذلك إذا قررت دول فعلها، ولعل أشهر قصص التمويل الحكومية للمتطرفين ما كشفت عنه صحيفة «الفايننشال تايمز» من دفع حكومة الدوحة فدية بمليار دولار، لجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تقاتل في سوريا ورجال أمن إيرانيين وجماعات عراقية متطرفة، مقابل الإفراج عن أفراد من الأسرة الحاكمة القطرية كانوا قد اختُطفوا هناك، وبعيداً عن دقة الرقم إن كان فعلاً مليار دولار أو أقل أو أكثر، فإن هذا يعني أن أموال الفدية ما هي إلّا مبالغ دُفعت من صندوق الخزينة القطرية إلى تنظيمات متطرفة، بعيداً عن النظام المصرفي الدولي وقوانينه. المغزى هنا أن التعاون الدولي لخنق تمويل الجماعات المتطرفة لن يصل إلى غايته ومبتغاه، ما دامت حكومات بعينها تضرب بتلك النظم عين الحائط وتمول المتطرفين.

في لبنان مثلاً، ليس سراً أن جزءاً من تمويل «حزب الله» يأتي عبر غسل أموال المخدرات، كما كشفت «دير شبيغل» الألمانية عندما ذكرت أن 75 مليون دولار تم غسلها في أوروبا لحساب الحزب، قبل أن ترسل إلى مقره في الضاحية الجنوبية بعيداً عن رقابة البنوك. المعضلة أن هذا التمويل الآتي من خارج لبنان لا يشكل سوى 30 من تمويل الحزب، بينما بقية التمويل تأتي كاملة من إيران، ولا يحتاج «حزب الله» لتلقي تمويله السنوي من إيران عبر المصارف اللبنانية، إذ تكفي طائرة واحدة في رحلة مباشرة من طهران إلى بيروت لتحمل كل المبلغ مهما علا رقمه، ليصل إلى الحزب بسهولة ويسر ودون مخالفة مصرفية واحدة، وإذا كانت السلطات العراقية، كما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في أبريل (نيسان) الماضي، ضبطت حقائب في داخلها مئات الملايين من الدولارات على متن طائرة خاصة قطرية هبطت في بغداد، فإنه لا أحد يستطيع ذلك في مطار بيروت الذي تهيمن عليه دولة «حزب الله» رغم أنف الحكومة اللبنانية، ولذلك فرغم المساعي الدولية التي تقودها الولايات المتحدة لإيقاف تمويل «حزب الله»، ستظل عملية تمويل الحزب قائمة ومستمرة ولن تتأثر عمليات الحزب، حتى مع تصريحات مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب عن استراتيجية واشنطن لمحاربة «حزب الله» بأن بلاده تتعاون «مع السلطات هنا (في لبنان) ومع السلطات الإقليمية للتأكد من أنّ (حزب الله) وقاسم سليماني لا يمكنهما الوصول إلى الدولار الأميركي»، مضيفا: «سأكون واضحاً في أنّ تركيزي هو على التمويل، وللتأكد من أنّ الحزب لن يتمكن من استخدام الأموال لسلوكٍ خبيث».

تستطيع الولايات المتحدة أن تمنع دولارها من الوصول إلى «حزب الله»، وبقية الجماعات المتطرفة، إذا تم إرساله عبر النظام المصرفي الدولي، لكنها ستتفرج فقط والأموال ينقلها الحرس الثوري وبتخطيط من قاسم سليماني، عبر رحلات جوية مدنية مأمونة ولا يمكن لواشنطن المساس بتلك الرحلات، فمنع «حزب الله» من الدولار سيكون ضرباً من الخيال ما دام المنبع يواصل ضخ سيولته. التحدي الحقيقي يكمن في القدرة على إيقاف استغلال النظام الإيراني للرحلات المدنية وطائرات الوفود الرسمية لنقل الأموال نقداً لتمويل المتطرفين، وذلك لن يتم في ظل سيطرة «حزب الله» على المطار، أما الركون على مراقبة التحويلات المصرفية، فهي خنقت بالفعل جماعات متطرفة كثيرة في منطقتنا، لكنها لم تؤثر على «حزب الله» مثلاً، فأخطر الإرهاب ذلك المدعوم من دول، كما إيران وقطر، فهو يجري بعيداً عن أنظمة العالم وقوانينه، لذلك سيصل الدولار إلى «حزب الله» وغيره من الجماعات المتطرفة، فنصف القصة في القوانين الخانقة لتمويل المتطرفين، أما النصف الآخر والأهم فهو في خنق الدول التي تمول الإرهاب سراً وعلناً ولا ترى أي عواقب على أفعالها.

 

دبلوماسية الوزير باسيل

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 شباط/18

جاءنا إلى بيروت الرئيس الألماني فرانك شتاينماير وعاد والعاصمة اللبنانية لا تزال تحترق. ولا بد أنه سأل عن السبب وأُبلغ أن وزير الخارجية وممثل الدبلوماسية، جبران باسيل، قال كلاماً رديئاً في حق رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري من نوع أنه «بلطجي» و«سوف أكسر رأسه».

اخترعت الدبلوماسية من أجل التعبير عن المواقف الحادة بكلمات هادئة. وأنشئت السياسة من أجل تفادي المواجهات والأزمات وتوفيرها على الشعوب والأمم. وضيفنا العزيز الهير شتاينماير قادم من بلد قال مؤسسه بسمارك: لقد انتصرنا على فرنسا بمعلم مدرسة.

الرئاسة في ألمانيا منصب رمزي. ويحتله غالباً وزير خارجية سابق لأنه يكون قد رسخ في التجربة الدبلوماسية وعرف أهمية الوحدة الوطنية ومعناها، وتعلم كيف يمثل كل مكونات المجتمع الألماني، من دون أن يكون طرفاً في أي نزاع.

والمؤسف أن الوزير باسيل طرف في كل نزاع. ولا يتردد، أحياناً كثيرة، في التصرف على أنه المفوض السامي في البلاد، أو «الباب العالي»، بل هو يتمتع بذلك. ولا يعطي بالاً للأصول والبروتوكول والأعراف واللياقات المتعارف عليها. ليست أول مرة في لبنان يعطى صهر رئيس الجمهورية حقيبة وزارة: فارس بويز صهر الرئيس إلياس الهراوي، كان وزيراً للخارجية. وإلياس المر، صهر الرئيس إميل لحود، كان وزيراً للداخلية. ولكن «صهورة» باسيل تشمل الجمهورية اللبنانية بجميع وزاراتها.

وقد شعرنا بالخجل من الهير شتاينماير، ليس فقط بسبب إحراق المطاط في الشوارع، بل أيضاً بسبب اللغة التي تستخدم في السياسة. لقد تساوت التعابير بالحرائق وكادت الأزمة تتطور إلى أبعد من ذلك لأن صهر الرئيس عون، وليس الوزير، هو الذي يوجه الإهانات لأركان الدولة.

وأهمية الرئيس بري في لبنان والعالم العربي ليست في موقعه، بل في شخصه وفي دوره. وهو منذ ربع قرن يدير حركة التوازن السياسي والاعتدال الوطني، وهو الذي يمثل «حزام الأمان» عندما تبلغ الأزمات حافاتها.

بعكس ذلك، يستخدم الوزير باسيل لغة حادة، ويصر على مواقف التحدي، وكأنها سبيله إلى طموحاته. وبعد وصول الجنرال عون إلى الرئاسة، لم يعد ذلك يحرجه وحده أو يلزمه وحده، بل أصبح أي تصرف يحرج العهد نفسه. والعهد لا يمكن أن يبدأ بمثل هذا التعثر، في حين البلد في حال اختناق اقتصادي وتأزم اجتماعي ومحاط بأخطر الأوضاع الإقليمية. ربما يفيد لبنان والعهد معاً من صورة أخرى للوزير باسيل، يبدو فيها أكثر هدوءاً وأقل ازدراء للكرامات الوطنية.

 

الفوقيّات

سمير عطالله/النهار/01 شباط/18

وصل الشيخ بشارة الخوري الى الرئاسة ومعه رياض الصلح، قادمين من قلعة راشيا، متوَّجين بالاستقلال، الذي يحدث للشعوب مرة واحدة في التاريخ. وكانت لقاءات الشيخ بلا حدود، وسمعته تتجاوز لبنان الى بلاد العرب. وفي زمن لم يعرف بعد من اسحار الاثير سوى الراديو، كان العرب يتسمعون الى المذياع ليصغوا الى خطيبهم. أمضى الرجل مرحلة عهده الطبيعية في خير وسلام. ثم خطر له التجديد، وانقلب البلد. وانتهى معزولاً في الكسليك، المنطقة التي لم تكن بيروت سمعت بها من قبل.

وجاء كميل شمعون بمواصفات فائقة: "فتى العروبة الأغر" وشاب الديبلوماسية، وشجاع السياسات، ومرت المرحلة الطبيعية بالازدهار والرفاه. ثم دخل عليه عفريت التجديد من نافذة قصر القنطاري، فاشتعل القصر واحترق البلد.

وجاء فؤاد شهاب حاملاً من الاوشحة أنبلها: مؤسس الجيش. رمز الورع. النزاهة المطلقة. في نهايات العهد خطر له ولرفاقه أن ثمة مهمة يجب أن تُنجز، ففكروا في التجديد، فرأوه مستحيلاً. لماذا إذن ليس الأمير عبد العزيز شهاب؟ لأنه يحمل الإسم. فضل اللبنانيون ضعف شارل حلو على قوة عبد العزيز شهاب ومعالم "الامارة". بعد الحرب جاء الرئيس الياس الهراوي. استطاع ان يمدد بسلام بحسب شخصيته المتواضعة والمحببة. خاطب الناس من بين الناس، واشعرهم انهم شركاء، لا أتباع، ولا مصفقون. ثم جاء الرئيس اميل لحود، مطلاً بصورة جديدة لا رسميات فيها ولا فوقيات، وخصوصاً لا مواكب. وأحبه الناس. ولكن عندما انتهت السنوات الطبيعية للعهد لم يستسغ احد ان يجدَّد له رغماً عنهم.

وجاء مكانه العماد ميشال سليمان، معلناً منذ خطاب القسم، أنه لا تجديد ولا تمديد، باسطاً من حوله جواً من التواضع والألفة.

هدف هذا العرض التذكير بأن اللبنانيين لا يطيقون الوصايات والفوقيات. سامي الصلح بنى كل تاريخه السياسي على أنه "أبو الفقراء". وذات مرة نشرت الصحف ان رجلاً أوقف سيارة سليم الحص قرب منزله لكي يتقاسم معه برتقالة كان يقشرها. يومها اتصل بي الأمين العام لمجلس التعاون ليقول بجدية: أنا آتٍ قريباً الى بيروت لكي أرى الشعب الذي يتقاسم برتقالة في الشارع مع رئيس الوزراء. بكّر الوزير جبران باسيل كثيراً في استعجال الصورة التي يعاني اللبنانيون الحساسية حيالها. صورة الشاب الذي لم يبدأ حياته السياسية بعد، لكنه يعلن "جئنا نحرر جزين" ليحل هو محل تاريخ سليمان كنعان في الجهاد ضد الاتراك، أو بولس بطرس المعوشي في الحرية. وفي كل خطاب يلقيه هذا الرجل الذي لا تنقصه الحيوية وسرعة التنقل يمنن الناس بلغة خالية تماماً من التواضع. هو مفجر الغاز، وهو واضع القوانين التي لا سابق لها، وهو محقق المناقلات والتعيينات التي عجز عنها الأولون.

هو الذي سينتقم من الاضطهاد التركي الذي اجبر جده على الهجرة الى نيوزيلندا. واخيراً هو الذي "حرر" الرئيس الحريري في جولة على عواصم العالم، نسي خلالها اثنتين: الرياض، حيث هو الرجل، وواشنطن، التي لا تزال مسجلة في قيد الدول الكبرى، حتى اشعار آخر.

الديبلوماسية لا تقر بالالغاء، وواجبها – لا خيارها – حماية مصالح الدولة والناس. لذلك، لا يستطيع وزيرها ان يقاطع! ما من سابقة بأن يرفض وزير الخارجية استقبال الامين العام للأمم المتحدة (بان كي - مون) خلال زيارته، أو حتى مروره بالبلد. هناك الحد الأقصى من الفوقيات والحد الأدنى من اللياقات.

كثيرة مهمات الوزير باسيل على رجل واحد: هو من يدشن المعامل والمصانع، وهو من يكون اليوم في عكار وغداً في البقاع، وهو من يسافر الى الأمم المتحدة ولاس فيغاس وجنوب أفريقيا. وفي هذه الزحمة، ليس من يذكره، وهو في الطريق الى جمهورية الدومينيكان، أن المغترب ايضاً مثل الوطن، جاليات وجماعات وطوائف وحساسيات.

انفجار يوم الإثنين الماضي ليس سببه الإهانة التي وجهت الى رمز من رموز الدولة والوطن، بل هو نتاج مرحلة مليئة بعبثيات مناقضة للحياة الوطنية العادية. وهذه الحياة الوطنية لا تسمح ولا تجيز هذه التعبئة القائمة بين رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان. وإذا لم يكن احدهما في حاجة الى الآخر، فإن البلد في حاجة إليهما معاً، ولا يستطيع ان يتحمل الرزوح تحت المزيد من الاحمال، و المزيد من الفوقيات. ليس من حقهما الاختلاف ولا من حق أحد ان يعمقه، قصداً، أو اسوأ، أي عفواً ولا مسؤولية.

ليس من مصلحة أحد، في اي مكان أو موقع، أن يتعثر العهد لأي سبب. ولامن مصلحة أحد ان نمضي من مبارزة الى مبارزة، ودائماً لأسباب بلا مبررات وبلا أهمية، دائماً يخطر لي ان أتساءل: هل هناك مسألة شخصية في الأمر؟ وجوابه منه: لماذا هذا الاجماع على ميراي عون وشامل روكز؟ سيدة تعطي لعهد صورة الحداثة، ورجل يضيف الى صورة العراقة حاملاً سيرة لا جدال حولها، لا في الأحقية ولا في الاقدمية ولا في اللبنانية.

كاد البلد يحترق بسبب عود ثقاب رمي باهمال. وكالعادة، من غير أن تؤخذ في الاعتبار مشاعر الآخرين. وأولاً، مشاعر الحاضرين الذين لا يروقهم سماع لغة جارحة في حق احد، فكيف في حق هذا الميزان الوطني الذي طالما أحرق ساعديه لئلا تطال النار ثوابت الحياة.

اللبنانيين حق على من يمثلونهم، سواء أكانوا منتخبين أم لا. ولهم أن يطالبوهم بلغة سوية لا خروج عنها، سواء أكانو يحملون حقيبة واحدة أم مجموعة حقائب. والمطلوب ليس احترام الطائف، فهو ليس امراً يومياً، بل التقيد باللياقة والعرف والحرص على الوطن من أعواد الثقاب التي لا تميز احياناً بين الضوء والحريق.

سوف يجد الوزير باسيل في الهدوء والتواضع والتأني في لغة الخطاب، ما هو أفضل بكثير من سمعة الحيوية والتنقل والاقلاع من مطار للهبوط في آخر. ليلة واحدة من دون حرائق تساوي كل أضواء لاس فيغاس. هذا ما يريده اللبنانيون وما يأملونه غداً. أي إذا كان يمارس حقه في الأول بالرئاسة، فهذا الحق يصبح لاغيا إذا كان صاحبه مواجهاً لنصف لبنان على الأقل. أما مسألة الاعتذار من الرئيس بري، فهذه حريته، مثلما الأول حقه. إذا كان يرى أنه اخطأ، فالاعتذار فضيلة لا تنازل، وإذا كان لا يعتبر ان استخدام مثل هذه التعابير لا يليق به ولا بسامعيه ولا بأسرته، فلا حول ولا قوة.

 

باسيل يتحدى التهويل.. والأنظار إلى مؤتمر أبيدجان

آمال خليل/الأخبار/01 شباط 2018

تنحبس الأنفاس بين بيروت وأبيدجان ترقباً لمسار ومصير فعاليات مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين للمرة الأولى في ساحل العاج غداً وبعد غد. لم تفلح رسائل التهويل والتهديد التي أرسلها أفراد في الجالية اللبنانية تجاه الوزير جبران باسيل، في ثنيه عن الإصرار على عقد المؤتمر في موعده وحضوره شخصياً، برغم أن تداعيات هجومه على الرئيس نبيه بري، لم تنته في الشارع اللبناني. القائم بأعمال السفارة اللبنانية في ساحل العاج خليل محمد ومستشار باسيل بشير سركيس المبعوث للإشراف على التحضيرات النهائية وفريق عملهما، يتكتمان على التفاصيل المتعلقة ببرنامج المؤتمر وموعد وصول باسيل إلى أبيدجان وبرنامج زيارته. التكتم يأتي بعد توعد بعض الشبان بالتضييق على الزيارة "بدءاً من تنفيذ تجمع في المطار لاستقباله بالهتافات المنددة به والمؤيدة لبري، وصولاً إلى ملاحقته في فندق إيفوار حيث سيكون مقر إقامته ومكان عقد المؤتمر، ومروراً بتنقلاته المفترضة على المسؤولين العاجيين والسفارة اللبنانية". أوساط السفارة نقلت عن باسيل رفضه لتأجيل المؤتمر أو إلغاء حضوره "حرصاً على صورة الجالية أمام الدولة العاجية، وتقديراً منه لأهمية المؤتمر على المغتربين اقتصادياً واستثمارياً، برغم أن البعض فضّل الحسابات السياسية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا للبنانيين في لبنان وخارجه".

في مقر السفارة بلاتوه خلية نحل لإنجاز المؤتمر كما كان مقرراً قبل انفجار الخلاف بين بري والرئيس ميشال عون. أما خارجها، فالجالية بأكملها منقسمة بين خلية نحل وخلية طوارئ. كالنحل، ينشط شبان على طباعة لافتات كتب عليها شعارات تهاجم باسيل وتناصر بري. وآخرون يعكفون على وضع خطة تحركات تحاصر باسيل وتفشل زيارته. في المقابل، يتمنى معظم لبنانيي ساحل العاج أن يمر اليومان المقبلان على خير في ظل "امتعاض السلطات العاجية من الانقسام اللبناني وانعكاسه على الجالية"، بحسب مصادر مسؤولة في الجالية. وفق المصادر، فقد تعهدت السلطات بـ"فرض إجراءات أمنية مشددة مواكبة لتحرك باسيل من لحظة وصوله من المطار إلى لحظة مغادرته". تلك الإجراءات ستشدد أيضاً عند مدخل مكان عقد المؤتمر "حيث سيُفتَّش الداخلون بدقة".

وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بياناً، أمس، أكّدت فيه وصول "مفرزة سبّاقة" منها إلى ساحل العاج، لمساعدة السفارة على التحضير للمؤتمر. وقالت "الخارجية" إن رؤساء البعثات اللبنانية في أفريقيا والوفود المشاركة بدأت بالوصول، مطالبة المغتربين بإبقاء الخلافات السياسية الداخلية بعيدة عنهم. ولفتت الوزارة إلى أنها "تباحثت مع السلطات الايفوارية في الإجراءات الأمنية المواكبة للمؤتمر والتي تعهدت بتأمين كل ما يتطلبه الأمر لتوفير الحماية".

الدولة العاجية ستقوم بواجبها في حماية ضيفها، لكنها في المقابل أدارت ظهرها له. إذ أكدت المصادر أن وزيري الخارجية والمال والاقتصاد اللذين كانا سيحضران المؤتمر ويمثل أحدهما رئيس الجمهورية "خفضا مستوى تمثيلهما إلى أدنى مستوى من خلال إرسال موظفين للحضور". الخفض "جاء بعد التقارير التي أرسلها السفير العاجي في بيروت عن عمق الأزمة المستجدة وانعكاسها على الشارع من جهة وبعد انتشار الشريط المسجل الذي وثق الشجار بين شبان لبنانيين وطاقم السفارة في مقر السفارة قبل أيام من جهة أخرى". الانزعاج العاجي والتخبط اللبناني فرضا غموضاً على برنامج زيارة باسيل طوال اليومين المقبلين. لم يحسم ما إذا كان سيزور مسؤولين رسميين في مقدمهم رئيس الجمهورية الحسن واتارا، ولا سيما بعد انسحاب رئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في ساحل العاج جوزف خوري من المؤتمر، وهو الذي وجه الدعوات للمسؤولين العاجيين وكان بصدد ترتيب برنامج الزيارات.

وسط تلهي اللبنانيين بانقسامهم الداخلي، دخل العدو الإسرائيلي على خط المؤتمر. بعد محاولات سابقة ومستمرة للتضييق على مصالح اللبنانيين والتحريض عليهم من قبل إسرائيل وأميركا في دول أفريقيا، وصل الأمر بالعدو إلى اعتبار المؤتمر "تهديداً من قبل حزب الله". المنشور الفرنسي الاستقصائي "لا ليتر دو كونتينان" المخصص للدول الأفريقية الذي يعبّر عن المصالح الأجنية والإسرائيلية في القارة السمراء، نشر مقالاً الثلاثاء بعنوان "ظل حزب الله يزعج الحكومة العاجية". اعتبر المقال أن باسيل الحليف للحزب يمثل ظله في المؤتمر الذي يُخشى من استخدامه لتعزيز الأعمال اللبنانية لتصدير التوترات الخطيرة التي يعاني منها لبنان! واعتبر المقال أن "تأثير حزب الله عبر باسيل يمثل مصدر قلق حقيقي لأبيدجان. ما دفع وزيري الخارجية والمال والاقتصاد إلى مقاطعة المؤتمر".

 

محاصصة «الضامنين» للدستور السوري... وغضب في دمشق من «سوتشي» ودي ميستورا ينتظر تقديم موسكو قائمة الـ150 مرشحاً

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/01 شباط/18

لم تغير مشاركة دمشق بوفد من نحو 1200 شخص ولا مقاطعة «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة لـ«الحوار الوطني السوري» في سوتشي من نتائج المؤتمر، ذلك أن التفاوض الفعلي كان يجري في غرف وممرات جانبية بغياب السوريين، إذ إن الدول «الضامنة» الثلاث، روسيا وإيران وتركيا، اتفقت مع الأمم المتحدة على صيغة البيان الختامي، وعلى أن تقوم كل دولة بترشيح 50 عضواً إلى اللجنة الدستورية على أن يباركها زيادة أو نقصاناً المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، الأمر الذي هو أشبه بـ«محاصصة ثلاثية» للدستور السوري المستقبلي.

دمشق التي لم تستطع تحمل مسؤولية إفشال «سوتشي» الذي رعاه الرئيس فلاديمير بوتين قبل انتخابات الرئاسة في 18 مارس (آذار) المقبل، «غاضبة» من نتائج المؤتمر، وكان أحد التجليات أن جميع وسائل الإعلام الرسمية وموالين لدمشق نشروا البيان الختامي من دون مقدمته وخلاصته السياسية وحرفوا الوثيقة الرسمية المتفق عليها بيان «الضامنين» الثلاثة.

بحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن نتائج «سوتشي» أنجزت قبل بدء المؤتمر ذلك أن مفاوضات ماراثونية جرت بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نهاية الأسبوع الماضي بعد قرار «هيئة المفاوضات» المعارضة مقاطعة المؤتمر، إذ إن الأمم المتحدة ربطت مشاركتها بسلسلة من الشروط بينها أن يقتصر المؤتمر على جلسة واحدة من دون تشكل لجان مؤسساتية وتكرار سيناريو «مسلسل اجتماعات آستانة»، وأن يقرر المبعوث الدولي مرجعية وأسماء وآليات عملية اللجنة الدستورية واختيار أعضائها من قائمة تقدمها الدول «الضامنة» الثلاث، إضافة إلى إقرار المبادئ السياسية الـ12 التي كان أعدها دي ميستورا، ورفض رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري البحث فيها في الجولتين السابقتين من مفاوضات جنيف.

المفاجأة الإيجابية، كانت أن ما تم الاتفاق عليه بين الأمم المتحدة وموسكو تحقق. جرت محاولات لتغيير مسودة البيان المتفق عليه لكنها لم تنجح، خصوصاً عندما لوح دي ميستورا بالانسحاب صباح الافتتاح. بالتالي، لم تؤثر عملياً الاعتراضات والمطالبات من أعضاء الوفد القادمين من دمشق، ومقاطعة ممثلي الفصائل المسلحة وعودتهم من مطار سوتشي إلى أنقرة، إذ إن الوفد التركي تكلف الحديث باسم المعارضة، فيما تحدثت طهران وموسكو باسم دمشق. لوحظ أن وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) و«وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) نشرتا أمس البيان الختامي لـ«سوتشي» وفق تفسيرهما، إذ إن البيان خلا من المقدمة والخلاصة التي تتحدث عن آلية تشكيل اللجنة الدستورية. وأفادت «سانا» بأنه «تم الاتفاق على أن تكون النسبة في لجنة مناقشة الدستور الحالي ثلثين تدعمهم الحكومة، وثلث للأطراف الأخرى، لمناقشة الدستور الحالي حيث تتكون اللجنة من 150 عضواً هم مندوبون لمؤتمر الحوار الوطني السوري – السوري، ويتم اختيار الرئيس ونائبه وأمين السر من تكوين اللجنة». وبحسب تفسير «سانا»، يتخذ أعضاء اللجنة «القرار بالأغلبية حول ضرورة المساعدة من خلال الخبراء بطريقة تقديم المشاورات إلى أعضاء اللجنة».

كما لوحظ أن «سانا» عدلت في البيان الختامي، إذ ذكرت أنه «شدد على أهمية المحافظة على الجيش والقوات المسلحة، وأن يقوم بواجبه وفقاً للدستور بما في ذلك حماية الحدود الوطنية والشعب من التهديدات الخارجية ومكافحة الإرهاب حماية للمواطنين، حيثما يتطلب ذلك. وإن تركز المؤسسات الأمنية والاستخباراتية على الحفاظ على الأمن الوطني وتعمل وفقاً للقانون»، علما أن وثيقة المؤتمر الرسمية لـ«سوتشي» نصت على «بناء جيش قوي يقوم على الكفاءة ويمارس بواجباته وفق الدستور»، وأن تعمل «أجهزة الاستخبارات والأمن القومي لحماية أمن البلاد وفق مبادئ سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان بحسب نصوص الدستور والقانون، ويجب أن يكون استخدام القوة مقتصراً على تفويض من مؤسسات الدولة ذات الصلة». وعكس هذا الموقف «غضباً» في دمشق من نتائج المؤتمر الذي سعى مسؤولون إلى وضع «خطوط حمراء» له قبل سفر المشاركين من العاصمة السورية إلى المنتجع الروسي، مقابل صمت إيراني ونشر مجتزئ للبيان الختامي. وقال مسؤول غربي إن طهران «فاجأت الحاضرين بقبول البيان في سوتشي»، قبل أن يشير إلى نشر وسائل إعلام إيرانية تفسير دمشق للبيان.

كما أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري التقى شخصيات من المعارضة السورية في سوتشي وسط أنباء عن استعدادات إيرانية لعقد مؤتمر مماثل لـ«سوتشي» في طهران.

في المقابل، أعربت أنقرة عن الارتياح لنتائج المؤتمر عبر اتصال الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان. كما أن الخارجية التركية أصدرت بيانا بنتائجه و«الطريقة البناءة». وقال مسؤول تركي: «أهم نتائج المؤتمر الدعوة إلى إنشاء لجنة دستورية واختيار مجموعة تتألف من 150 مرشحاً لهذه اللجنة، إذ قدم الوفد التركي الذي منح تفويضاً بتمثيل جماعات المعارضة التي لم تحضر المؤتمر، قائمة تضم 50 مرشحاً بالتشاور مع المعارضة». ومن المقرر أن يشكل دي ميستورا اللجنة دستورية «تبحث عن التمثيل النسبي للمعارضة»، وأنقرة «سترصد عن كثب عملية إنشاء اللجنة الدستورية كضامن للمعارضة».

عليه، تترقب دول غربية شاركت كـ«مراقب» المرحلة المقبلة ومدى وفاء موسكو بنتائج المؤتمر وممارسة نفوذها على دمشق وطهران اللتين تريدان شراء الوقت إلى ما بعد انتخابات بوتين في 18 مارس، كي تقدم موسكو رسميا قائمة الـ150 مرشحاً إلى دي ميستورا كي يبدأ عمليه في اختيار 45 - 50 عضواً للجنة من قائمة «الضامنين» وخبراء وسياسيين من خارجها. وبدأت عواصم غربية تبحث كيفية المواءمة بين «الوثيقة الخماسية» التي صاغتها واشنطن وحلفاؤها، وتضمنت تفاصيل المرجعية السياسية للعملية الدستورية، وصلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء، وطابع النظام السياسي السوري من جهة، ووثيقة سوتشي التي رعتها موسكو و«الضامنين» التركي والإيراني من جهة ثانية، على أن تكون الورقة المبنية الجديدة من الوثيقتين مرجعية سياسية لعمل اللجنة الدستورية.

 

الموقف الأميركي من "النووي" الإيراني غير معزول عن ملفات المنطقة

ثريا شاهين/المستقبل/02 كانون الثاني/18

من بين أبرز التداعيات السياسية، اذا انسحبت الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي، ما يتصل بالالتزام السياسي بالاتفاق، الذي بحسب المصادر الديبلوماسية البارزة، شكل حجر الزاوية في ما يعمق الاستقرار في المنطقة لا سيما لناحية تهدئة الصراع الطائفي فيها. اما الآن فهناك مخاطر تلف الوضع الاقليمي، واي انسحاب اميركي احادي من الاتفاق سيفتح المنطقة امام احتمالات صعبة. والاتفاق الذي اقر في مجلس الامن، يستدعي تعديله موافقة كل الاطراف التي وقعت عليه اي كل الدول الخمسة + ١. لكن يبدو وفقاً للمصادر، ان الضغوط الاميركية ليست لتعديله، بل لوقف العمل به، على اساس انه سيئ. فهل هناك من رغبة اوروبية للتجاوب مع الموضوع؟ هناك مسائل ضاغطة اقليمياً، الوضع السوري، واللجوء في اوروبا، وتركيا الواقعة تحت الضغط الاميركي، وبريطانيا التي خرجت من البريكست.

والذي دفع في اتجاه الاتفاق هو الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، في وقت كانت لدى فرنسا تحفظات، حول الخوف من اعطاء ايران من دون ان تعطي بدورها. ولا يمكن بحسب المصادر، عزل الموقف الاميركي من الاتفاق عن ما يحصل في الشرق الاوسط، وعن مواقف الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب بالنسبة الى القدس، ووقف المساعدات عن الفلسطينيين، فضلاً عن عدم اتضاح صورة السلام المنشود اميركياً واذا كان فعلاً سلاماً عادلاً وشاملاً.

وتؤكد المصادر، ان المنطقة تبدو مقبلة على خطر كبير، اذ ان كل الاجواء في ملفاتها تؤشر الى ذلك. لكن السؤال هل يمكن لاوروبا ان تحمل تداعيات الموضوع؟ وهناك شبه توافق لدى دول في المنطقة مع واشنطن على تأييد اي خطوة لتقليص نفوذ ايران. في مقابل ذلك، هناك تنسيق روسي - ايراني يتعمق اكثر في سوريا. وفي سوريا، تركيا تضرب الاكراد المدعومين من واشنطن، في حين ان واشنطن وانقرة حليفتان في "الناتو".

وتقول مصادر ديبلوماسية، ان الادارة الحالية هي في حالة عداء مع ايران. اما الادارة السابقة فقد بذلت اقصى جهدها للتوصل الى الاتفاق النووي، وما الخطوة الاميركية في الاعلان عن استراتيجيتها في سوريا سوى من اجل وضع حد لنفوذ ايران.

وتفيد المصادر، انه اذا خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، نتيجة رفض الاوروبيين للتعديل، فسينهار الاتفاق، وسيستغل الايرانيون هذا الوضع لتحميل الولايات المتحدة مسؤولية الخروج من اتفاق دولي حظي بموافقة مجلس الامن وصدر بقرار عنه. لذلك، ستحاول ايران في هذه الحالة الاستمرار في الحفاظ على المكاسب التي حققتها من الاتفاق لكي لا تكون في عزلة. وهذه المكاسب تحديداً مع الاوروبيين، اذ لا تريد ايران، إن استطاعت، ان تعود الى العزلة الدولية.

كذلك، إن رفض الاوروبيون التعديل، فسيحمّلون الولايات المتحدة النتائج التي ستترتب على انفراط الاتفاق، لا سيما وان ايران في هذه الحالة ستتحرر من القيود التي فرضها الاتفاق، على انشاء القنبلة النووية، على مدى ١٠ سنوات، وسيكون الوضع الاميركي مع ايران مفتوحاً على شتى الاحتمالات بما في ذلك الاحتمال العسكري. لكن المصادر، لا تستبعد في اللحظة الاخيرة، ان يرضخ الاوروبيون للموقف الاميركي، سيكون هناك موقف اميركي - اوروبي موحد حول تعديل الاتفاق. في حين ان روسيا وهي شريك في الاتفاق، لا تريد اي اشكال حول الاتفاق، وتريد استمراره. كان الاوروبيون يقولون للاميركيين دائماً، انه يمكن الضغط في القضايا الاقليمية، خصوصاً وان الموقفين الاميركي والاوروبي متشابهان ومتطابقان حيال دور ايران في المنطقة. لكن الرئيس ترامب يريد الربط بين الاتفاق النووي والحد من نفوذ ايران في المنطقة.

لا تريد اوروبا ان يتم المساس بالاتفاق النووي الموقع بين القوى العظمى وايران. فرنسا، بحسب المصادر الديبلوماسية الواسعة الاطلاع موقفها متمايز قليلاً عن الاوروبيين لناحية انها لا تريد ان تمتلك ايران الصواريخ البالتسية، وهو الامر الذي لم يأتِ الاتفاق النووي على ذكره. وبالتالي، ترغب بتعديل الاتفاق لهذه الناحية وليس اكثر. والاتحاد، كاتحاد، يهمه تنفيذ الاتفاق مع ما ينص من ازالة العقوبات عن ايران في ما خص تطوير القدرات النووية، لكن مع الابقاء على العقوبات المتصلة بدور ايران، وحقوق الانسان. ذلك ان الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامن الاستراتيجي للاتحاد فيديريكا موغريني، تعتبر الاتفاق انجازاً لها. والاتحاد يدرك تماماً، ان ايران لن تقبل بتعديل الاتفاق، ما يعني ان المسألة ليست سهلة. لذلك يريد الاوروبيون الحفاظ على الاتفاق كأفضل طريقة لمنع ايران من امتلاك النووي.

 

«المحور الخماسي» تحوُّلٌ استراتيجي و«سوتشي» بدأت وانتهت فاشلة!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/01 شباط/18

كلَّما ظنَّ طيبو القلوب أنَّ هذه المنطقة، التي تتعالى ألسنة النيران في العديد من دولها، ذاهبة إلى الاستقرار والهدوء، يستجد ما يبدد هذا الظن، ويزيد الأوضاع سوداوية وقتامة، ويعزز الاعتقاد بأن القادم أعظم وأسوأ وأخطر، وأن العنف سيتواصل، وأن التمزق سيستمر، وأن بعض الدول العربية التي تفشت فيها الأمراض الطائفية والمذهبية، التي جاءت «فيروساتها» مع التمدد الاحتلالي الإيراني في العراق وسوريا، وأيضاً في اليمن ولبنان، ستصبح دولاً وربما غير عربية، فالتشظي في ظل هذه الظروف، وكل هذه المستجدات، قادمٌ لا محالة اللهم إلا إذا تدخلت العناية الإلهية، وحالت دون حدوث كل هذه التوقعات المرعبة.

فالوضع الفلسطيني، رغم صمود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم، يبدو أنه ذاهب إلى نفق مظلم بالفعل، وبخاصة بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أن اتفاقات أوسلو قد انتهت، وبعد ما ثبت أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ذاهب بالشوط حتى النهاية، وأنه مصمم على قراره بمنح القدس كلها للإسرائيليين، لتكون عاصمتهم «الموحدة الأبدية»، وذلك رغم مناشدات وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري للقيادة الفلسطينية بأن عليها المزيد من الصبر والمزيد من الصمود، لأن الرئيس الأميركي سوف يغادر البيت الأبيض قريباً، وأن تنحيته أصبحت تحصيل حاصل!!

وهنا فإن الأخطر فعلاً هو استجابة أبو مازن لحركة حماس ولبعض الأصوات المرتفعة حتى في «فتح» المطالبة بحل السلطة الوطنية، والتخلي عن كل هذه الإنجازات المهمة فعلاً التي تحققت من خلال اتفاقات أوسلو هذه التي غدت تراوح مكانها، فهناك قرار دولي بالاعتراف بدولة فلسطينية تحت الاحتلال، وهناك تحولات مهمة في هذا الاتجاه من قبل عدد من الدول الأوروبية الفاعلة، وهناك انحياز مائة وتسع وعشرين دولة ضد قرار ترمب، وهناك عزلة فعلية دولية غدت تعيشها إسرائيل في عهد هذه الحكومة الليكودية المتطرفة، وكل هذا بينما تتعاظم خلافات جدية داخل المجتمع الإسرائيلي.

والمقصود في هذا المجال هو أنَّ كل هذه التوترات والانهيارات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لها انعكاسات في غاية السلبية على الوضع الفلسطيني، وأنه مع وجود هذه الإدارة الأميركية لا حل سلميّاً يلوح في الأفق، وأن هذا الاستعصاء سيبقى مستمراً إلى حين حدوث مستجدات واعدة، إنْ على المدى القريب أو على المدى البعيد، وهذا يعزز ضرورة مواصلة القيادة الفلسطينية السير في هذا الاتجاه الذي تسير فيه، والذي حقق إنجازات فعلية واعدة لا يمكن إنكارها لقضية فلسطين.

إن هذا بالنسبة للقضية الفلسطينية، أما بالنسبة للأزمة السورية، فإن الواضح أنّ هناك تحولات فعلية قد طرأت في الفترة الأخيرة على المحاور التي من المفترض أنها متصارعة في هذا البلد العربي، الذي بقيت أحداثه تنعكس على هذه المنطقة كلها، وبخاصة منذ عام 2011 وحتى الآن. والجديد في هذا المجال هو بروز هذا المحور، الذي يضم الولايات المتحدة، ومعها فرنسا وبريطانيا، ودولتين عربيتين هما المملكة العربية السعودية والأردن، والذي ظهر بعد اجتماع شبه سري في باريس عشية انعقاد مؤتمر سوتشي الذي بدأ فاشلاً، وانتهى فاشلاً، وتحول إلى تظاهرة لم يستفد منها إلا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذاهب لانتخابات يريدها تكريساً لزعامته ليس بالنسبة لروسيا فقط.

المهم أن اجتماع باريس هذا، الذي يعتبر تحولاً مهماً وفعلياً بالنسبة لمحاور «الصراع على سوريا»، وليس في سوريا، الذي كان مقصوداً أن يتم عشية انعقاد مؤتمر سوتشي، قد أصدر «ورقة» يوضح التدقيق على ما جاء فيها أنها أخطر كثيراً على بشار الأسد ونظامه وحلفائه مما يسمى مسار جنيف والمرحلة الانتقالية والحكم الانتقالي، وهذا هو ما أرعب هؤلاء جميعاً وجعل بوتين يتغيب عن «سوتشي»، وأدى إلى بعض «الترقيعات» التجميلية على البيان الذي كان صدر مسبقاً عن هذا المهرجان، الذي مهما حاول أصحابه إضافة المزيد من تجميله، فإنه جاء كمجرد تظاهرة تسويقية للرئيس الروسي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الجديدة. ولعل أهم ما جاء في هذه «الورقة» أنها أكدت وبوضوح أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن مستعدة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا (فقط) عندما يتحقق الانتقال السياسي الجدي والجوهري والشامل عبر التفاوض بين الأطراف المعنية، برعاية الأمم المتحدة، لتنفيذ القرار 2254 وبيان جنيف عندما تتأسس بيئة حيادية تسمح بالانتقال السياسي. والأخطر أن هذه «الورقة» قد جرَّدت رئيس الدولة، رئيس الجمهورية، الذي هو بشار الأسد من كل صلاحياته الفعلية، ورسمت الحدود بينه وبين رئيس الوزراء، وحيث لا يتم تعيين هذا الأخير وفقاً لقرار الرئيس، وذلك بالإضافة إلى سحب صلاحياته، أي الرئيس، فيما يتعلق بحل البرلمان أو المجلس الإقليمي... وهكذا وبالنتيجة فإنه بناءً على هذه الورقة سيتم إلغاء النظام الرئاسي المعمول به في سوريا منذ انقلاب حسني الزعيم عام 1949 وحتى الآن لحساب نظام برلماني فعلي تكون فيه السلطة العليا لرئيس الحكومة وليس لرئيس الدولة الذي سيصبح منصبه «بروتوكولياً» وشكلياً. وكل هذا في حين أن بيان مؤتمر «سوتشي»، حسب المسودة التي نشرت قبل اجتماعه، أي يوم الثلاثاء الماضي، قد جاء وكأنه في وادٍ، بينما «ورقة» اجتماع باريس الخماسي في وادٍ آخر، وقد جاء في مطلع هذا البيان: «إن الحرب في سوريا ضد الإرهاب تقترب من نهايتها» مما يعني أن المهمة الرئيسية لهذا المؤتمر، هي تكريس أن المعارضة السورية حركة إرهابية، وذلك بإضافة صيغٍ عامة لم تأتِ على ذكر المرحلة الانتقالية والحكم الانتقالي، وإن هي مرت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 مروراً عابراً، وركزت على رفع العقوبات المفروضة على النظام السوري، وعلى العديد من الأمور التي يفهم منها أنَّ بشار الأسد باقٍ في الحكم حتى نهاية «ولايته» الحالية، وأن بإمكانه الترشح لولاية ثانية.

السؤال هنا هو: ماذا يعني كل هذا التناقض بين ما جاء في بيان «سوتشي» المسبق وبين «ورقة» باريس الخماسية؟! والجواب أنه يعني أن هناك بروزاً لمحور جديد فعلي بالنسبة للأزمة السورية مقابل المحور الروسي – الإيراني، الذي كان كحصان جامح بقي يطارد في الميدان وحده وعلى مدى سبعة أعوام مما يؤكد أن الصراع في هذا البلد العربي قد اتخذ منحى جديداً وأبعد كثيراً أي إمكانية لحل قريب وفقاً لمسار جنيف 1 والقرار الدولي 2254، وفتح مجالاً واسعاً لصراع متداخل الأطراف قد لا ينتهي إلا بعد سنوات متعددة مكلفة ودامية طويلة!! لم يكن هناك أي أمل قريب بوضع حدّ لهذه المأساة السورية، فالصراع في هذا البلد مع طول الفترة وتكاثر المتدخلين أصبح شديد التعقيد ومن الصعوبة، إنْ ليس من المستحيل، حله الآن بل عندما تصحو أميركا من غفوتها وتتخلص من سياستها الحالية بالنسبة لأزمة أصبحت ومنذ البدايات أزمة إقليمية ودولية، فإن هذا يعني أن هذه المنطقة ومعها أوكرانيا والقرم وبعض دول البلطيق وأيضاً أوروبا الشرقية مقبلة على مرحلة خطيرة وصعبة بالفعل. وهنا فإنه بالطبع لا يجوز الاستسلام لهذا الواقع ولكل هذه المستجدات المنتظرة على أنها قدر لا مناص من الاستسلام له، فهذا لا هو جائز ولا هو مقبول، ويقيناً إنه إذا وضع العرب، إن ليس كلهم فبعضهم، في كفة ميزان المعادلة الشرق أوسطية الصحيحة، فإنهم قادرون على مواجهة كل هذه التحديات، وأولها تحدي القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال وستبقى هي القضية العربية الرئيسية، رغم تكاثر هموم هذه الأمة في الفترة الأخيرة.

 

«حماس» أمام خيارين: استرجاع الاستقلالية أو توريط لبنان!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/01 شباط/18

انقضى شهران على استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ثم التريث، ثم العودة عنها. ويسعى السياسيون اللبنانيون إلى الإيحاء بأنهم عادوا إلى العمل كالمعتاد، ربما بسبب العدد الكبير من التغييرات التي حدثت منذ ذلك الحين. الحديث عن احتمال إجراء الانتخابات النيابية في مايو (أيار) المقبل جعل السياسيين في حالة استنفار غير طبيعية. إذا جرت الانتخابات لا يبدو أن فريق 14 آذار/ مارس سيحقق نتائج باهرة، إذ خرج «حزب الله» من أزمة الحريري أقوى مما كان، إلى درجة يبدو معها الحريري وكأنه يتودد له، في وقت يعزز علاقته أكثر برئيس الجمهورية ميشال عون.

في مؤتمر «دافوس» وفي حديث إلى محطة «سي إن بي سي» قال الحريري، إن سياسة الانفصال عن الشؤون الإقليمية هي التي سمحت للائتلاف القائم (....)، والشيء الوحيد الذي جعلني أعود عن استقالتي هو أن جميع الأحزاب السياسية وافقت على أن سياسة الانفصال هذه هي جزء من الحكومة اللبنانية، (....) وإذا تدخلنا في شؤون الدول الأخرى سندفع الثمن. وقال أيضاً إن أكبر خطر يتهدد لبنان هو إسرائيل، وتخوف من «سوء تقدير»، مشيراً إلى حرب عام 2006. ويوم الأحد الماضي، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق إن بيروت بخير، وإن «سياسة ربط النزاع غير الشعبية مؤقتة، لكن أقول بكل صراحة وعزم أن لا شرعية لسلاح (حزب الله) إلا من ضمن استراتيجية دفاعية وطنية، وتديرها الدولة، وعنوانها الوحيد استعمال السلاح في مواجهة العدو الإسرائيلي».

في الثمانينات، انتشرت أغنية للمطربة الفرنسية - المصرية داليدا: بارولي، بارولي... كلمات، كلمات... من المعقول أن نفترض أنه نظراً للانتخابات المقبلة، تفضل النخبة السياسية في لبنان عدم التصدي للقضايا التي يمكن أن تهدد استقرار النظام.

ومع ذلك إذا تجاهلت النخبة السياسية الصراع الداخلي القوي داخل حركة «حماس»، فإنها تتجاهل قنبلة موقوتة يمكن أن تجر لبنان إلى حرب لا مصلحة له فيها.

يوم الأحد 14 يناير (كانون الثاني) الحالي هز انفجار صاخب وسط مدينة صيدا في الجنوب، وفي الساعات التي تلت ذلك أصبحت الصورة أكثر وضوحاً، إذ كانت السيارة المفخخة تابعة لعضو «حماس» محمد حمدان، الكيميائي المقيم في لبنان. بعد أيام قليلة، سربت وسائل إعلام محلية أن «حماس» أنشأت مؤخراً مخزناً سرياً في لبنان للصواريخ القادرة على أن تمطر الحرائق الثقيلة على إسرائيل، لا يمكن تجنب التخمينات حول ما إذا كانت هناك علاقة بين هذين الخبرين. كما أنه لا مفر من التكهن بما إذا كانت هناك عمليات سرية أخرى تقوم بها «حماس» في لبنان، أو ما إذا كانت أنشطتها في مراكز المدن في لبنان يمكن أن تؤدي إلى انفجارات جديدة. أدى الانفجار الذي وقع في صيدا إلى تحطيم عقيدة ما يسمى «قسّم واحكم» التي تتبعها «حماس» لسنوات عديدة. وعمليات الحركة كانت على السواء علنية وسرية. تود «حماس» أن تعتقد بأن هذه المسارات المتوازية لن تلتقي أبداً. ومع ذلك، فإن الحديث عن مخازن لصواريخ سرية يعني أن على «حماس» أن تقدم الكثير من التوضيحات العلنية لإيران، كما لـ«حزب الله»، والأجهزة الأمنية اللبنانية.

في الأشهر الأخيرة، بذل كل من يحيى السنوار، وإسماعيل هنية وصلاح العاروري وقادة آخرون من «حماس» قصارى جهدهم للتقرب من إيران، والحصول على مساعدتها من أجل الاقتراب من «حزب الله». وكان التعديل الأخير الذي حصل في المناصب القيادية في «حماس»، فرصة جيدة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بينها وبين إيران.

وبينما ترسل «حماس» وفوداً إلى طهران ويتمتع كبار المسؤولين فيها بإمكانية الوصول المباشر إلى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، فإن أعضاء آخرين في «حماس» مشغولون بتقويض سيطرة آية الله علي خامنئي وقوته العسكرية في لبنان، فضلاً عن النظام اللبناني. لا أحد يريد أن يتحدث عما يسمى «مكتب الأشغال»، وهو الجناح العسكري لـ«حماس» في الخارج. «مكتب الأشغال» هذا يعني قسم مشاريع «حماس» العسكرية خارج حدود قطاع غزة، ويمكن تقييم ذلك بأنه يتعاطى ويتعامل مع أمور «بشعة» ترغب القيادة السياسية لـ«حماس» في إخفائها عن حكومات الدول المضيفة مثل لبنان الآن.

تبقى عمليات «مكتب الأشغال» سرية حتى عن معظم أعضاء «حماس»، مما يسمح له القيام بعمليات حساسة في مواقع أو قضايا تعتبر إشكالية. ووفقاً لتقارير وسائل إعلام لبنانية، فإن «مكتب الأشغال» كان يعمل على مشروع الصواريخ لعدة سنوات، وهو يهدف إلى تزويد «حماس» بالقدرة الاستراتيجية لإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل، مما يعرض لبنان لأخطار حرب إسرائيلية مقبلة.

خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة عام 2014 حاولت «حماس» تنفيذ خطة مماثلة لتخفيف الضغط الإسرائيلي على القطاع، إلا أنها تمكنت من إطلاق صواريخ قليلة فقط، وبعد ذلك أوقفت قوات الأمن اللبنانية و«حزب الله» خططها، خصوصاً أن الحزب لم يكن حريصاً على تصعيد لا لزوم له مع إسرائيل كان من الممكن أن يكلفه غالياً. إن الاستراتيجية الجديدة التي تعتمدها «حماس» هي قوة نيران أكثر تنظيماً من لبنان، وتهدف إلى حرمان لبنان و«حزب الله» من خيار عدم المشاركة في نزاع مع إسرائيل لا يريده أحد في هذه الحالة إلا «حماس»، ويهدد بالتالي استقرار لبنان الذي يتحدث عنه كثيراً المسؤولون اللبنانيون بأنه هدف المرحلة المقبلة. الوضع الناشئ عبثي، منذ سنوات كانت «حماس» تذهب إلى كل من يرغب في ملء ميزانيتها الفارغة. بدأت مع قطر وتركيا ثم مع مصر، وتحولت الآن إلى «حزب الله» وإيران... وكانت إيران و«حزب الله» راعيا «حماس» يمولان بشكل فعال صناعة الصواريخ، مما قد يجبرهما على شن حرب. إن جهود إيران اليوم و«حزب الله» هي من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا ولبنان، فالتكلفة صارت طائلة، لا تتماشى مع خطط «حماس» بإنشاء قوة عسكرية سرية مستقلة قادرة على شن حرب بكلمة من قيادتها في غزة.

بعد سنوات من المناورة الناجحة مع مختلف الوسطاء للحصول على دعم إقليمي واقتصادي والبقاء على ما يبدو مخلصة لداعميها، لم يعد بإمكان «حماس» أن تنأى بنفسها عن الأعمال السرية لـ«مكتب الأشغال»؛ فالعمليات التي لا تخدم مصالح إيران أو «حزب الله»، أصبحت الآن عرضة ليراها الجميع. هذه الأنشطة تعرض علاقة «حماس» مع إيران للخطر، وهي إيران نفسها التي قدمت لها الدعم والاستقرار والأسلحة والأموال المقدرة بعشرات الملايين من الدولارات سنوياً. كما أنها تقوض مواقف السيد حسن نصر الله، لأن «حماس» تعمل خططها السرية من دون علمه، على الرغم من تصريحاته المؤيدة للمقاومة الفلسطينية والاحتضان الذي أعطاه لصالح العروري. لقد سمح نصر الله للعروري بالإقامة في الضاحية الجنوبية من بيروت بعد ترحيله من قطر، وما كان يمكن لـ«حزب الله» أن يقدم لكبار مسؤولي «حماس» الملجأ لو كان على بينة من خططهم.

«حماس» على مفترق طريق، وعليها أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تتبنى مقاربة العروري بأنها قريبة من إيران و«حزب الله»، وهذا يناسب مصالحه، لأنه لا يرغب في الترحيل للمرة الثالثة، أو ما إذا كان استقلالها أكثر أهمية، وهذا يذكّرنا بجدول أعمال خالد مشعل وموسى أبو مرزوق القديم، وهو أن «حماس» حركة مستقلة ذات آيديولوجيا مستقلة، مستعدة لقبول المال وليس الإملاءات. مهما كان قرار «حماس»، فهذا هو الاختبار الحقيقي للقيادة اللبنانية، وليس صندوق الاقتراع في مايو. الكل يثني على الأجهزة الأمنية، لذلك على القيادة اللبنانية أن تستفيد من خدماتها وبراعتها الأمنية من أجل اكتشاف عمق ومدى البنية التحتية لـ«مكتب الأشغال»، لأن الشعب اللبناني هو الذي سيدفع ثمن معارك «حماس» المستقبلية. باختصار تعب اللبنانيون من الشعارات الانتخابية، وحرق إطارات السيارات من أجل هذا الزعيم أو ذاك، وينتظرون المشاريع التي من شأنها أولاً وأخيراً إنقاذ لبنان من نفسه.

 

وظيفتك في خطر

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/01 شباط/18

هل تتخيل سوق عمل تحتدم فيها المنافسة بين الإنسان والروبوت؟

هذا قد يكون التحدي أمام البشرية في مستقبل غير بعيد تنافس فيه الروبوتات والماكينات الذكية الإنسان على الوظائف في كثير من مجالات العمل، وتحل محله بشكل جزئي أو كلي. فاستناداً إلى تقارير ودراسات منشورة سيكون هناك نحو 800 مليون إنسان حول العالم معرضون لفقدان وظائفهم بحلول عام 2030 بسبب استخدام الروبوتات والماكينات الذكية والتقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في الأنشطة الصناعية والخدمية والتجارية والمجالات الاقتصادية الأخرى.

في بريطانيا على سبيل المثال، أشار تقرير صدر الأسبوع الحالي عن «مركز المدن» إلى أن نحو 3 ملايين وظيفة قد تفقد في سوق العمل البريطاني بحلول عام 2030 نتيجة استخدام الروبوتات والتقنيات الحديثة. وعلى الرغم من أن التقرير يشير إلى أن هذه التقنيات ستؤدي في المقابل إلى ظهور وظائف جديدة أخرى، كما أن بريطانيا تتوقع أن يضيف قطاع «الذكاء الاصطناعي» نحو 630 مليار جنيه إسترليني لاقتصادها، فإن هذا الأمر لن يكون بلا ثمن. فالخبراء يحذرون من التأثيرات السلبية الناجمة عن الارتفاع المتوقع في نسبة البطالة، ويشيرون إلى أن الوظائف الجديدة التي ستظهر لن تكون كافية لتعويض المفقود في سوق العمل، ولا لامتصاص آثار الصدمة الاجتماعية التي ستحدثها هذه المتغيرات. بريطانيا ليست الوحيدة بالطبع التي ستتأثر بين الدول الصناعية، فالدراسات تشير إلى أن 31 في المائة من الوظائف ستكون مهددة في اليابان بسبب الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، بينما يتوقع أن تصل النسبة في ألمانيا إلى 35 في المائة وفي الولايات المتحدة 38 في المائة. وبحلول عام 2035، فإن نسبة 30 إلى 40 في المائة من الأعمال التي يقوم بها البشر حالياً في الدول الصناعية الأكثر تقدماً، ستؤديها الروبوتات والماكينات والأجهزة التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء في قطاعات الصناعة والصيانة، أو في المواصلات والتخزين، أو في الطب والرعاية الاجتماعية، أو حتى في مجال الإعلام.

في قطاع الصناعة ستبلغ الخسارة في الوظائف التي يؤديها البشر نسبة 46 في المائة، مقابل 37 في المائة في الوظائف الإدارية وقطاع الخدمات المساندة، و32 في المائة في قطاع المصارف والتأمين، و24 في المائة في قطاع البناء. القائمة تطول، والمتضررون لن يكونوا في قطاع العمال فحسب، بل كذلك في قطاعات الموظفين والفنيين وغيرهم. الواقع، أن 60 في المائة من المهن سوف تتأثر بالتغيرات القادمة، وفقاً للتوقعات، وستخسر في المتوسط ثلث وظائفها للروبوتات والماكينات والأجهزة الذكية.

كثير من الشركات تستثمر حالياً في مجال السيارات التي ستقود نفسها، أو بقليل من التدخل من السائق. وهناك شركات تستثمر في مجالات الشاحنات الذكية التي تعمل بنظام قافلة تقودها شاحنة ذكية في المقدمة يشرف عليها فني - سائق يقطر وراءه شاحنات موجهة بالكومبيوتر. وفي عدد من الدول الصناعية هناك قطارات تعمل من دون سائق ومستخدمة منذ فترة، ويتوقع أن تتزايد وتيرة إنتاجها واستخدامها. بالنسبة للقطاعات الأخرى، تجري بعض الشركات أبحاثاً لتطوير روبوتات تتولى العناية بكبار السن، من تقديم الدواء في الوقت المحدد، إلى جلب الأغراض من غرفة إلى أخرى، وإطفاء الأنوار أو تشغيل التلفزيون والموسيقى بتلقي الأوامر الصوتية، إضافة إلى تزويدها ببرامج لتسلية من يعانون من الوحدة. وفي مجال الإعلام، بدأ الكومبيوتر يحل محل الصحافيين في إعداد بعض القصص الإخبارية، مثل تلك القصص التي تعتمد على تحليل البيانات ومقارنتها، مثل تحليل الطقس أو نتائج مباريات كرة القدم، أو نسبة الجريمة أو تأثير التدخين على الصحة مثلاً. وفي هذا الصدد، أعلنت وكالة «برس أسوسييشن» الإخبارية البريطانية، أنها تعتزم زيادة عدد القصص الإخبارية القصيرة التي يعدها الكومبيوتر وليس الصحافيون لتبلغ نحو 30 ألف قصة بحلول أبريل (نيسان) 2018.

الصورة، كما يحاول العلماء طمأنتنا، ليست سوداوية بالكامل؛ فالروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لن تحل محل البشر بالكامل، ولن تؤدي إلى انهيار سوق العمل، أو إضعاف اقتصاديات العالم. فمثل كل الثورات الصناعية السابقة يتوقع أن يكون هناك ازدهار ونمو اقتصادي، لكن مع خسائر على الصعيد الإنساني بسبب النمو المتوقع في البطالة، والتأثيرات السالبة على الصعيد الاجتماعي. تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات ستزيد الإنتاجية في الكثير من مجالات العمل مع خفض تكاليفها؛ مما يعني المزيد من المداخيل والأرباح للشركات، مع إمكانية خلق مجالات عمل جديدة في قطاعات أخرى يتوقع أن تستفيد مثل قطاع النقل وقطاع التجارة الإلكترونية. المشكلة أن توزيع المداخيل الجديدة لن يكون بالتساوي في كل القطاعات، فبعضها سوف يستفيد، وعدد منها سيخسر. أضف إلى ذلك، أن الوظائف التي ستخلق ستكون أقل بكثير من تلك التي فقدت.

المختصون يدعون الحكومات للاستعداد والبدء في برامج لتدريب العمال والموظفين في القطاعات المهددة؛ لتمكينهم من التأقلم مع المتغيرات والعثور على وظائف جديدة. لكن الأهم يكمن في كيفية تأهيل الشباب وتكييف مخرجات التعليم لتتواءم مع المتغيرات المتوقعة في عصر الروبوتات والماكينات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي... فهذا هو التحدي الحقيقي.

 

سادات فلسطين

سليمان جودة/الشرق الأوسط/01 شباط/18

تأبى نيكي هيلي، مندوبة الولايات المتحدة لدى منظمة الأمم المتحدة، في نيويورك، إلا أن تعيدنا في كل مرة تخاطب فيها العالم من موقعها، إلى وقت أن كان يجلس في مكانها رجل اسمه جون بولتون، ليمثل إدارة بوش الابن في المنظمة ذاتها.

تأبى هي إلا أن تفعل ذلك، رغم أنها بالتأكيد تعرف أن بولتون كان في مكانها، ذات يوم، وتعرف أنه كان يرى ويعلن أن إزالة 10 طوابق من 38 طابقاً، تمتلئ بمكاتب الأمم المتحدة في مقرها الرئيسي، لن يغير من واقع الحال شيئاً، ولا من بنيان هذه المنظمة الدولية الكبرى في شيء.

وهي تعرف قطعاً كذلك أن الممثل الأسبق لبلادها، في المكان الذي تجلس فيه، لم يكن يقصد بالطبع «إزالة» بمعناها المادي للطوابق العشرة، ولكنه كان بعبارته التي ذاعت عنه، يُظهر عدم اعتبار للأمم المتحدة، وكان وهو يردد عبارته ينقل بالضرورة إلى العالم رؤية إدارة بلاده الحاكمة في تلك الأيام... لا رؤية شخصية على مستواه. وليس من المُجدي، الآن، الخوض في شكل أداء السيدة هيلي، بصفتها ممثلة لإدارة ترمب، وقت عرض قرار الرئيس الأميركي الخاص بالقدس، على الدول الأعضاء في المنظمة، سواء في الجمعية العامة، أو في مجلس الأمن، فلقد رأينا جميعاً، وسمعنا، وتابعنا، وكنا في كل الحالات نرى حجم اللامبالاة منها، أو بالأدق من إدارة بلادها، إزاء موقف غالبية من الدول أيدت وقت عرض القرار عليها، ولا تزال تؤيد، حق الفلسطينيين، ليس فقط في أن تقوم لهم دولة على أرضهم المحتلة، وإنما حقهم أيضاً في أن تظل القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة الفلسطينية حين تقوم، اليوم، أو غداً.

وقد وقفت الغالبية من الدول ضد قرار ترمب في الحالتين؛ حالة عرضه على مجلس الأمن، وحالة عرضه على الجمعية العامة.

وبمثل ما رأت المندوبة هيلي في موقف تلك الغالبية من الدول، خصوصاً في حالة مجلس الأمن، «إهانة لا تُنسى» لبلدها، عادت من جديد إلى ترديد النغمة نفسها، عندما تحدثت أمام إحدى جلسات المجلس، قبل أسبوع، ورأت في موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إهانة للرئيس ترمب!

وكأن التعبير عن رفض الموقف الأميركي المنحاز إلى إسرائيل، أصبح تُهمة، وبالإجمال إهانة لرئيس الولايات المتحدة! أو كأن المطلوب من الجميع عدم الاعتراض على القرار، وعدم الإعلان عن رفضه، حتى لا تتم ملاحقتهم بهذه التهمة العجيبة التي تُطلقها هيلي!

ولا بد أن هذه من المرات النادرة، التي سيسجل عنها التاريخ، فيما بعد، أن استخدام الرئيس الفلسطيني حقه في رفض موقف إدارة الرئيس الأميركي غير المسبوق، من قضية جوهرية مثل القدس، قد جرى النظر إليه على أنه إهانة لساكن البيت الأبيض.

وهي تعود أمام الجلسة نفسها لتنعى على عباس تمسكه بموقفه، وتراه غير قادر على التحلي بالشجاعة الواجبة، على نحو ما كان السادات شجاعاً.

إنها باختصار تبحث عن «سادات» آخر في فلسطين. وتراه، لو ظهر، قادراً على أن يأخذ خطوات شجاعة في اتجاه الحل، وفي اتجاه القفز فوق الماضي والتطلع نحو المستقبل، فالجانب الإسرائيلي حين أحس بهذا، من السادات، في أواخر سبعينات القرن الماضي، فإنه في تقديرها قد أقدم على تقديم تنازلات مؤلمة، أرغمته عليها شجاعة الرجل الذي بادر بالذهاب إليه.

والقصة هكذا تمتلئ بالمغالطات.

أما أول مغالطة، فهي تصوير الجانب الفلسطيني على أنه المسؤول عن تأخر التسوية في القضية، وهذا غير صحيح بالمرة؛ لأن عباس لا يظهر في أي مناسبة، إلا ويعرض السلام في مقابل الأرض، وهذا بالضبط ما كان السادات قد ذهب يعرضه على الإسرائيليين في الكنيست، مع فارق لا يجوز أن يفوتنا؛ هو أن السادات عرض السلام في مقابل أرضه كلها، لا تنقص شبراً، بل وأرض العرب المحتلة معها، بينما يعرض عباس، السلام، صادقاً، في مقابل 22 في المائة من أرضه؛ أي أقل من ثلثها. ومع ذلك، فالأمر لا يخلو، كما نرى، من تأنيب يتلقاه من السيدة هيلي، ولا من إعراض إسرائيلي، قبل هيلي، عما يعرضه ويقدمه.

والمغالطة الثانية أنها تُصور نزول إسرائيل عن سيناء، في وقت السادات، تنازلاً، وهذا بدوره غير صحيح، لأن قبول الحكومة الإسرائيلية بإعادة ما تبقى من الأراضي المصرية، فيما بعد انتصار أكتوبر 1973، لم يكن تنازلاً منها، بقدر ما كان إقراراً بأن للأرض أصحاباً، وأنها لا بد من أن ترجع إليهم.

ولا تختلف الحال بالنسبة للأراضي الفلسطينية التي لا تزال محتلة، عن الأراضي المصرية التي كانت محتلة، ثم عادت بالحرب مرة، وبالسلام مرة أخرى. والثالثة هي كلامها عن أن بلادها لا تزال مستعدة لرعاية مفاوضات سلام بين الجانبين. أما وجه المغالطة هنا، فهو أن الذي يرعى سلاماً بين متنازعين اثنين، لا ينحاز إلى أي منهما علناً، ثم يتكلم عن رعاية، أو عن استعداد منه لها، أو عن جاهزيته للإتيان بالطرفين على طاولته... فكيف تمارس الولايات المتحدة دور الراعي، وكيف تدعو طرفي القضية، أو بالأدق طرفها الفلسطيني تحديداً، وهي ابتداءً قررت أن القدس للطرف الآخر؟!

إن عملية السلام التي لا بديل عن السير فيها إلى نهايتها، إذا كانت أقرب إلى رقصة «التانغو»، فلا بد لها من طرفين يؤديان معاً، بحيث يكمل أداء كل طرف منهما ما يقوم به الآخر، من أجل الهدف ذاته، ولا يمكن لراقص واحد أن يؤديها بمفرده، وإنْ حاول وحاول، لأنها ستظل ينقصها شيء. وليس من الواضح أن الطرف الإسرائيلي يريد أن يرقص رقصة السلام. وإذا كانت الولايات المتحدة تفتش عن «سادات» في فلسطين، فهو بالتأكيد موجود، ولكن المشكلة أنه في حاجة إلى وجود شبيه مناحم بيغن في تل أبيب، وفي حاجة إلى وجود شبيه جيمي كارتر في واشنطن.

وليس من الظاهر أنهما موجودان، وإلا؛ فإن وجودهما في حاجة هو الآخر إلى دليل يشير إليه بأطول بنان.

 

الخطاب الديني... شهادة «تشخيص الصحوة»

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/01 شباط/18

في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1993، صدر الأمر الملكي بإنشاء وزارة الشؤون الإسلامية، ليكون اسمها الكامل: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وفي ديباجة الأمر أن التأسيس جاء بعد ما عرضه الشيخ المفتي العام عبد العزيز بن باز: «من ضرورة إيجاد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والإرشاد والدعوة إلى الله سبحانه، وتأييدنا لذلك». الظرف الذي كانت تعيشه الحركة الإسلامية في المنطقة كان على مستوى من الانفلات والاندفاع: الخطاب الصحوي المضارع لحرب الخليج، ومن ثم الاستعانة بالقوات الأميركية، وصعود «الأدبيات الجهادية» بعد الحرب الأفغانية السوفياتية؛ كل ذلك جعل الحكومات تهتم أكثر من أي وقت مضى بضبط الخطاب المنبري، ولجم توظيفه سياسياً. قبل تأسيس الوزارة، كان يمكن لأي شخص إلقاء أي محاضرة في أي جامع بمجرد لصق عنوان على المساجد والمتاجر المجاورة، ويمكنه إعلان مواقف سياسية مصيرية بزعقةٍ منبريةٍ واحدة؛ لقد كان أمراً جنونياً بحق، كان على الحكومة إيجاد صيغة تجعل الخطاب الديني مؤسسياً، من أجل حصار حالة التسييس التي طغت على كل الحركة الدينية آنذاك، بحكم تسيّد الصحوة للمشهد.

وبعد الأمر الملكي بأشهر، في بحر عام 1994، كان لا بد من إخماد تلك النار؛ إذ تم ضبط رموز ما سميت بالصحوة آنذاك واحتجازهم قبل أن تتطور الأمور إلى ما هو أخطر.

قبل أيام، أصدر الدكتور توفيق السديري، نائب وزير الشؤون الإسلامية، كتاباً بعنوان «تشخيص الصحوة - تحليل وذكريات»، وفيه يحاسب محطاتٍ من تلك المرحلة؛ كتاب جريء من شخص بمنصبه هذا، المؤلف يعترف بأن المرحلة المعيشة الآن خدمته في إخراج الكتاب من الدرج ودفعه إلى المطبعة، وقد عُرف السديري لدى الفاقهين بتوازنات الوزارة، إدارياً وفكرياً، بأنه من الناقدين للتيارات الإخوانية والسرورية (الصحوية) منذ سنين مضت، وإن كان نقداً يتم تداوله همساً، بحكم ظروف المراحل الماضية، ذلك أن الوزارة منذ تأسيسها لا يمكن أن تكون خارج تنافس التيارات الإسلامية. فمن جهةٍ، لدى الإخوان المسلمين استراتيجياتهم في البحث عن مفاصل قيادية، بينما يرغب التيار السروري في مزيدٍ من النفوذ على المستويين: الدعوي المنبري، والمساجد والجوامع. ويعادي هذان التياران النافذان تيار «سلفية أهل المدينة»، التيار المعروف بـ«الجامية»، وله حظوظه الأقل مما التهمه سابقاه... لدى الوزارة أكثر من تسعين ألف مسجد وجامع تتقاطر التيارات للهيمنة على أكبر حصةٍ منها، راغبين في احتكار وعي المجتمع.

الدكتور توفيق يقول: «لامس جيلي مرحلة الانكسار لليسار القومي، وبداية توهج الفكر الحركي الإسلامي، أو ما يمكن أن نسميه فكر التفسير المصلحي التوظيفي للدين، وتحديداً المصلحة السياسية، فعرفت عن بعد وتابعت الحراك الفكري السابق لجيلي الذي كان متوهجاً قبل حرب 1967.. لكني لم أعايشه لأسباب أهمها المرحلة العمرية، وكذلك كوني نشأت في محيط محافظ وبيئة دينية موالية بعمق للهوية والدولة السعودية، ولذلك قد لا أستطيع الكتابة عنه كما أكتب عن الحراك الفكري الحركي الإسلامي السياسي، لأني عايشت هذا الآخر في المدرسة والمسجد والجامعة ومناشط الثقافة ومختلف مناحي الحياة». يناقش الدكتور توفيق السديري في الكتاب بدء تكوين الإخوان المسلمين، وحادثة جهيمان، وآثار الصحوة، وقد كتبت الصحف السعودية مراجعاتٍ كثيرة تبين مستوى أهمية هذا الكتاب لجهة منصب وحيثية كاتبه.

يمكن تحويل الكتاب إلى برنامج عملٍ في وزارة الشؤون الإسلامية، وذلك بغية تحصين العاملين والمتأثرين بالمنابر التابعة لها من غلواء الأفكار الراديكالية المنتمية للحركة الإسلامية، وهذا ليس صعباً، بل يصب في صميم عمل الوزارة. ونتذكر أن من الأهداف والسياسات الأساسية للوزارة، وتحديداً في الهدف الثاني منها، الإشارة لموضوع «الدعاة المؤهلين». وهنا، يمكن الإفادة من الكتاب لصقل التأهيل للمسؤولين عن الخطاب الديني، والمحتكرين للمنبر الخطابي، والسديري ليس بعيداً عن رسم السياسات، وأخذ مجالات العمل الدعوي إلى أفقٍ أرحب، يتجاوب ويتواءم مع النقلة السعودية الكبرى ضمن المخطط المرسوم لتجاوز الثلاثين سنة الماضية التي أهلكت وأرهقت وأنهكت المجتمع والحكومة.  لنأخذ من التجربة عبرةً لنا، والمؤسسات الحية والحيوية هي التي تقود المجتمعات إلى التغيير، خصوصاً أن هناك رغبة سياسية في ردم تلك الهوة، وتجاوز ذلك الخطاب القديم.. إنها مهمة صعبة وضرورية لئلا نكون ممن يفتنون في كل عامٍ مرةً أو مرتين، ثم لا يتوبون ولا هم يذّكرون.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لبنان تحرك دبلوماسيا لمواجهة الادعاءات الاسرائيلية مع تأكيده على حقه في الدفاع عن سيادته وسلامة اراضيه بكل السبل المتاحة

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية- اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، امام زواره اليوم، على "خطورة الموقف الذي صدر عن وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حول البلوك رقم 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة في جنوب لبنان"، داعيا الى "التنبه الى ما يحيكه العدو الاسرائيلي ضد لبنان، لا سيما وان ثمة من يعمل في الداخل والخارج على توفير مناخات تتناغم مع التهديدات الاسرائيلية بالاعتداء على لبنان وحقه في استثمار ثروته النفطية والغازية وذلك بذرائع مختلفة". واشار الى ان "لبنان تحرك لمواجهة هذه الادعاءات الاسرائيلية بالطرق الدبلوماسية مع تأكيده على حقه في الدفاع عن سيادته وسلامة اراضيه بكل السبل المتاحة".

الرياشي

والاوضاع العامة في البلاد، كانت محور بحث بين الرئيس عون ووزير الاعلام ملحم الرياشي الذي اوضح بعد اللقاء انه اجرى مع رئيس الجمهورية "جولة افق في الشؤون العامة"، وكان تأكيد على "ضرورة المحافظة على الانتظام العام في البلاد وعلى عمل المؤسسات وحمايتها".

اضاف: "لقد اكد لي فخامته تمسكه الكامل باتفاق الطائف".

حاكم مصرف لبنان

والاوضاع المالية عرضها الرئيس عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي اشار الى ان "الوضع النقدي في البلاد ايجابي، وخلال شهر كانون الثاني الماضي زادت موجودات مصرف لبنان بالعملات الاجنبية بما يقارب مليار دولار اميركي". وقال: "ان الحركة طبيعية في القطاع المصرفي وان مصرف لبنان مستمر في دعم القروض السكنية والانتاجية". واوضح سلامة انه عرض مع الرئيس عون "المعطيات التي تكونت عن زيارة مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بيلينغسلي في ضوء المحادثات التي اجراها خلال وجوده في بيروت".

حمدان

وفي قصر بعبدا، امين الهيئة القيادية في حركة "الناصريين المستقلين- المرابطون" العميد المتقاعد مصطفى حمدان، الذي نقل عن الرئيس عون حرصه على "المحافظة على الاستقرار في البلاد وحل الخلافات السياسية من خلال الحوار". وقال: "ان الرئيس عون ضمانة الوطن بعدم الوقوع بفخ الفتن الطائفية والمذهبية، وهو القادر على قيادة الواقع اللبناني اليوم"، داعيا "الجميع، الى الوقوف مع فخامته في مواجهة تهديد العدو الاسرائيلي في ما يتعلق بالجدار الفاصل بعد تصريحات ليبرمان، ومع الدور المركزي للجيش اللبناني في التصدي لهذه الاخطار المحدقة بالوطن".

زوين

واستقبل الرئيس عون، الامين العام لحركة "التنظيم" عباد زوين، وتداول معه الاوضاع العامة.

يازا

وفي قصر بعبدا، مؤسس "يازا" زياد عقل على رأس وفد من "تجمع الشباب للتوعية الاجتماعية"، الذي قدم توصيات ومشروع خطة وطنية لتطوير سلامة السير في لبنان. وطالب ب"تطبيق قانون السير الجديد في ما يتعلق بامتحانات السوق، خصوصا المادة 348 المتعلقة بدخول المركبات غير الصالحة الى لبنان، وإلغاء مخالفات السير والاحكام المتعلقة بها الصادرة قبل تاريخ صدور قانون السير الجديد". واثار عقل مسألة "استمرار التعديات على نهر بيروت على نحو يشكل خطرا داهما على السلامة العامة، والزام مركبات الدولة والبلديات والمؤسسات العامة بتطبيق قانون السير".

رئيس الجمهورية

وقد نوه الرئيس عون بالدور الذي تقوم به "يازا"، مشيرا الى ان مطالبها "ستكون محور متابعة مع الجهات المختصة". وشدد على "اهمية التوعية وضرورة توافر ارادات حقيقية بالتجاوب مع قانون السير لأنه ليس المهم وضع نصوص بل الاهم التقيد بها"، داعيا الشباب الى "الوعي خلال قيادة السيارات لتفادي المآسي العائلية التي تقع من حين الى آخر والتي كان آخرها في منطقة رأس المتن".

 

الوطني الحر في بعبدا أثنى على إتصالات حزب الله مع الحركة لضبط الشارع: الحدت ستظل مثالا لأطيب علاقات حسن الجوار

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - صدر عن هيئة قضاء بعبدا في "التيار الوطني الحر"، البيان الآتي: "تبعا للاحداث التي حصلت ليل أمس في بلدة الحدث، يهم هيئة قضاء بعبدا في "التيار الوطني الحر"، توضيح ما يلي: تستنكر هيئة القضاء أشد الاستنكار ما آلت اليه الامور ليل أمس من مظاهر استفزازية تطال أمن المواطنين وطمأنينتهم. كما وترفض تماما منطق اللجوء الى لغة الشارع في التعبير، اذ ان الشارع يستجر الشارع، والفعل يولد ردة الفعل حتى نقع في المحظور ويحصل ما لا تحمد عقباه. كما تربأ هيئة قضاء بعبدا، بالعقلاء، حصر التخاطب والخلافات بالسياسة وبالوسائل الحضارية المتاحة بشكل لا يعرض لبنان، وخاصة قضاء بعبدا الى مواجهات بغيضة دفناها منذ زمن الى غير رجعة. كما وان الحدت كانت وستظل مثالا يحتذى به لأطيب علاقات حسن الجوار والتضامن والوحدة في وجه الخطر والعدوان. أخيرا، تثني هيئة قضاء بعبدا في التيار الوطني الحر، على الموقف الذي أطلقه صباحا حزب الله، في إتصالاته مع حركة "أمل" لضبط الشارع ومنع المناصرين من الاشتراك في اي حراك من هذا النوع، معلنة انها ترحب بهذه المبادرة وتلاقيها بالمثل في كل ما من شأنه تمتين العلاقات أكثر وأكثر والحفاظ على السلم الاهلي والمصلحة الوطنية العليا".

 

الوطني الحر ارجأ وقفته التضامنية في الحدت

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" عبيده محروم أن "التيار الوطني الحر"، اعلن "تأجيل الوقفة التضامنية التي كانت مقررة، مساء اليوم، في بلدة الحدت تضامنا مع اهاليها"

ويشار إلى أن الوضع في الحدت هادىء، وسط انتشار للجيش اللبناني في البلدة ومحيطها، بعد الاحداث لتي شهدتها امس.

 

قيادتا أمل وحزب الله في جبل لبنان والشمال: لانجاز الاستحقاق النيابي وتأكيد على وحدة الصف الوطني

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - عقدت قيادتا حركة "أمل" و"حزب الله" في جبل لبنان والشمال اجتماعا مشتركا، في مقر قيادة حركة "أمل"، في حضور المسؤول التنظيمي للاقليم الدكتور محمد داغر ومسؤول منطقة جبل لبنان والشمال الشيخ حسين زعيتر، تم خلاله البحث في مستجدات الاوضاع السياسية والانتخابية. وأصدر المجتمعون بيانا اكد فيه الطرفان ما يلي:

أولا: إن ما تعرض له رئيس المجلس النيابي دولة الرئيس نبيه بري من إساءة هو أمر مرفوض رفضا قاطعا تحت أي ظرف ومن أي جهة أتى.

ثانيا: أهمية الدور الجامع والوطني الكبير الذي لعبه الرئيس بري وما يزال في الاستحقاقات الوطنية الكبرى والذي شكل في أكثر من محطة أمنية وسياسية صمام أمان تخطى معه لبنان واللبنانيون كل المخاطر والتهديدات. ثالثا: نوه الطرفان بالمواقف الوطنية للقوى السياسية والفاعليات الاجتماعية والثقافية وعموم مكونات المجتمع المدني التي عبرت عن رفضها لهذه اللغة والخطاب في تناول الرموز الوطنية الكبرى.

رابعا: الحرص على وحدة الصف الوطني بجميع أطيافه وضرورة تحكيم العقل وعدم إطلاق العنان للغرائز الطائفية لنتجاوز، كما دوما، الاستحقاقات السياسية والوطنية الكبرى لا سيما مع ما يتعرض له لبنان من اختراقات أمنية قام بها العدو الاسرائيلي مؤخرا لا تبشر بالخير، فضلا عن سعيه الى استثمار أي خلاف ( ثقافي أو غيره) بين مكونات الوطن لا يخدم سوى أعدائه.

خامسا: استعرض الطرفان الواقع الانتخابي مؤكدين الالتزام تنفيذ قرار قيادتي حركة "أمل" و"حزب الله". كما اكدا ضرورة وأهمية إجراء الإنتخابات في موعدها وإطلاق عمل الماكينات الإنتخابية المشتركة والتنسيق الدائم لإنجاز هذا الاستحقاق الوطني والذي سوف يخوضه الطرفان في لوائح موحدة بما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية إنطلاقا من ثوابتنا الوطنية لحماية البلد وبنائه وحفظ المقاومة والإنجازات الوطنية الكبرى التي يأتي على رأسها تحرير الوطن وحماية وحدته وانتظام عمل المؤسسات.

 

نقابة المعلمين ردا عى اللقاء التربوي في بكركي اليوم: مستمرون في الاضراب من 5 إلى 7 الجاري

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - عقد المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين في لبنان جلسة من ضمن جلساته المفتوحة وتناول ما صدر عن اللقاء التربوي الموسع المنعقد في بكركي صباح اليوم. واشارت النقابة في بيان الى ان "خمسة أشهر مرت على صدور القانون 46/2017، ونحن نسمع الكلام نفسه وبعبارات مختلفة، والبيان الصادر عن اللقاء التربوي الموسع في بكركي اليوم جاء مكملا للبيانات السابقة الصادرة عن اتحاد المؤسسات التربوية انما اليوم بغطاء ديني وطائفي موسع". وسألت: "على أي حرية تتكلمون؟ أي الحرية في تطبيق القوانين أو عدمها؟ وأي نوعية تربية تريدون؟ وانتم تصرون على ابقاء رواتب معلميكم زهيدة ومذلة؟ منذ خمس سنوات وخمسة أشهر، وادارات المدارس تزيد الاقساط بحجة الزيادات التي ستترتب على سلسلة الرتب والرواتب، وبعض المعلمين لم ينالوا من هذه الزيادة الا الجزء اليسير ومنهم لم ينل شيئا".

أضافت: "اليوم اجمع المشاركون على ما قالوه فرادة، أجمعوا على تطبيق القانون 46 ما دام ساري المفعول (وهم يعملون على تعديله أو الغائه)، والتطبيق يكون بدفع السلسلة من دون الدرجات الست إلى حين الحسم من المرجعيات المختصة توجبها للاساتذة التعليم الخاص.

وهنا نسأل من هي المرجعيات المختصة؟ هل ثمة مرجعيات تعلو فوق قانون ساري المفعول على حد تعبيرهم؟ هل ثمة مرجعيات أعلى من رئاسة الجمهورية التي وقعت على القانون؟ أتتكلمون عن وزارة التربية؟! فالوزير دعا لجنة الطوارئ وتحاورت لخمسة أشهر ولم تحسم الموضوع. اتتكلمون على مجلس ادارة صندوق تعويضات وافراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة الذي شل عمله ولم يتمكن من حسم الموضوع؟.

أتتكلمون على هيئة التشريع والاستشارات التي ابدت رأيها واكدت إفادة اساتذة التعليم الخاص من الدرجات الست، ولم تأخذوا برأيها بحجة انه غير ملزم؟ اتتكلمون على الجلسة الوزارية المخصصة للتربية، والتي لم يحدد موعدها الى تاريخه؟ وتتكلمون على مراقبة الدولة للاقساط وضبطها وفقا للقانون 515/96 وانتم تعلمون عدم قدرة مصلحة التعليم الخاص على ذلك ولاسباب تعرفونها؟". ولفتت النقابة الى انها ناشدت "سابقا الدولة الى جانب اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الافراج عن اموال المدارس المجانية ايمانا منه بالدور الذي تؤديه هذه المدارس على الصعيد الوطني، وحفاظا على فرصة عمل المعلمين فيها". كما طالبت "الدولة بمراقبة صرف الاموال في المدارس المجانية ووصول الحق إلى أصحابه. فبعض المدارس المجانية اصبح تجاريا ورخصته تباع وتشترى، وحقوق معلميه مهدورة. والبعض منهم راتبه لا يتعدى الحد الادنى للأجور ، وبعض المدارس المجانية يتجج بعدم قبض المنح من الدولة ولا يسدد ما عليه من موجبات لصندوق التعويضات، وفيما بعد عند قبضه المنحة لا يسدد ما عليه للصندوق. فلماذا تسترون عن هذه المؤسسات؟". وسألت أيضا: "اليوم تتحدثون عن مجلس وطني اعلى للتربية لاعادة النظر في كل التشريعات؟ فعن أي تشريع تتحدثون؟ وثمة الكثير من المدارس الخاصة لا يطبقها ولا يعترف بها. اليوم تتحدثون عن مجلس وطني أعلى للتربية يشترك فيه ممثلون لمكونات الاسرة التربوية، وانتم تغتزلون الأهل وترفضون التحاور مع نقابة المعلمين". واذ رأت أن "اتحاد المؤسسات التربوية عطل عمل مجلس ادارة صندوق التعويضات، ووجه البعض منه الاساءة إلى القادة النقابيين الحاليين والسابقين، وقد قمع المعلمون ونكل بهم بشتى الطرق، وتم ابتزازهم بلقة عيشهم، وحرمهم من حقهم بالاضراب والتعبير عن رأيهم الذي كفله الدستور اللبناني، وحرم البعض منهم بحجة تطبيق القانون من حقوقه المكتسبة التي حصل عليها منذ سنوات"، نوهت "بالمؤسسات التربوية التي طبقت القانون واعطت أملا في أن التربية مازالت في خير".

واشارت النقابة الى انه "بعد ما استنفذت كل طاقتها الحوارية، وحفاظا على كرامة معلميها قبل رواتبهم تعلن الخطوات التالية:

1 - تأكيد استمرار الاضراب المقرر في 5 و 6 و7 شباط.

2 - دعوة المعلمين الذين لم ينالوا حقوقهم كاملة من القانون 46 والمتقاعدين الذي لم يقبضوا تعويضاتهم ورواتبهم التقاعدية منذ خمسة أشهر إلى الاعتصام الاثنين في 5 شباط في مراكز النقابة في المحافظات والمركز الرئيسي ابتداء من الحادية عشرة صباحا.

3 - الطلب الى المعلمين عدم توقيع أي بيان رسمي ما لم يتضمن السلسلة والدرجات الست وعدم الخوف من أي تهديد.

وستبقي نقابة المعلمين في لبنان اجتماعاتها مفتوحة وستعلن خطواتها التصعيدية تباعا".

وختمت: "أيها المعلمون ان وقفتكم الى جانب نقابتكم والتزامكم التام بالاضراب، هو أكبر دليل على رفضكم لمحاولات الذل التي يحاولون أن يلبسوكم اياها".

 

الرئيس الجميل عرض مع الشعار وصلاح سلام التطورات داخليا واقليميا

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في مكتبه في "بيت المستقبل" في بكفيا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار والسيد صلاح سلام.

وناقش المجتمعون، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للجميل، "الحال السياسية في البلاد، والأزمة المتمادية في المنطقة، في ضوء التطورات الاخيرة داخليا واقليميا، وضرورة توحيد الصفوف لمواجهة التحديات المتعددة الوجوه المحدقة بلبنان".

 

جنبلاط عرض مع وفد من حماس الأوضاع الفلسطينية والتطورات في المنطقة

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - إستقبل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو مساء اليوم، وفدا قياديا من حركة "حماس" برئاسة عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة عزت الرشق، يرافقه القيادي أسامه حمدان، ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، المسؤول السياسي أحمد عبد الهادي، مسؤول العلاقات السياسية زياد حسن، وعضو القيادة السياسية ايمن شناعة، في حضور النائب غازي العريضي، وعضو مجلس القيادة في الحزب الدكتور بهاء أبو كروم.

وتناول البحث الأوضاع في فلسطين المحتلة والقدس والتطورات السياسية في المنطقة.

 

الراعي افتتح اجتماع المدارس: لتوحيد موقف يحمي التعليم الخاص ومن الخطر شخصنة الدولة والمؤسسات والدين والمذهب

الخميس 01 شباط 2018 /وطنية - ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي كلمة في افتتاح الاجتماع بشأن المدارس الخاصة ومن بينها المدارس الكاثوليكية، في إطار الدورة الاستثنائية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، قال فيها:

"قدس الرؤساء العامين والرئيسات العامات،

اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، الهيئة التنفيذية للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية،

أيها الإخوة والأخوات الاحباء.

1 - يسعدني أن أرحب بكم جميعا، ونحن نجتمع من بعد أن أحدث صدور القانون 46/2017، بتاريخ 21 آب 2017، المختص بسلسلة الرتب والرواتب والدرجات الاستثنائية الست، من إشكاليات فرقت بين مكونات الأسرة التربوية في المدرسة وهي: الإدارة والهيئة التعليمية وأهالي التلامذة. فتقرر اجتماعنا اليوم بعد التشاور مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية وهيئتها التنفيذية والمطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات المكلفين من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وبعد التشاور مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الذي يضم مدارس مسيحية كاثوليكية وأرثوذكسية وإنجيلية، ومدارس إسلامية سنية وشيعية ودرزية، وغيرها مدنية. الغاية من الاجتماع توحيد الموقف الذي يحمي التعليم الخاص وأهميته التي لا بديل عنها، ويحافظ على حقوق المعلمين، ويضمن للأهل حقهم في اختيار المدرسة من دون إرهاقهم بأقساط تفوق طاقاتهم، وحماية حرية التعليم المنصوص عليها في الدستور، وجعل المدرسة الخاصة في متناول جميع المواطنين، لا حكرا على الأغنياء والقادرين. وهو موقف يأتي بحلول تساعد الجميع وترضيهم. أما مشاركة رؤساء الكنائس والطوائف فتهدف إلى مساندة مؤسساتنا التربوية في مطلبها الموحد، وهي ذات منفعة عامة تعنينا كلنا، وذلك تلبية لمطلب القيمين عليها.

2 - لقد أخذت هذه الإشكاليات المستحدثة شكل نزاع مثلث:

أ- فإدارات المدارس تؤكد عجزها عن تطبيق كامل القانون 46 من دون رفع أقساطها، وهي لا ترغب في ذلك لأن الأهل غير قادرين بسبب أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية المتردية. وتؤكد أن عددا منها لا يُستهان به سيضطر على الإقفال، وهذا ما لا تتمناه لأنه يعني زج عدد من المعلمين والموظفين في حالة البطالة. وأولى هذه المدارس تلك الجبلية وتلك المتواجدة في الأطراف، ما يعني إرغام الأهالي على النزول إلى المدينة وهجر بيوتهم وممتلكاتهم.

ب- والمعلمون يتمسكون بتطبيق القانون 46، ويعلنون عن عدم تراجعهم عما أعطاهم هذا القانون من حقوق قد ناضلوا في سبيلها لسنوات. ويصرحون بأنهم مستعدون للتفاهم مع كل مدرسة، وإيجاد السبل معها لكيفية دفع المستحقات بموجب هذا القانون. وهم يستعملون للمطالبة بتطبيق هذا القانون، ولرفض أي تعديل عليه، سلاح الإضراب. وهو في اعتقادنا بغيض وخطير لأنه يولد لهم عداوة من الأهل، وقلة احترام من التلامذة، وإشكالية مع إدارة المدرسة.

ج- لجان أهالي التلامذة تتأرجح بين رافضين لرفع الأقساط بالمطلق، ومشككين في إدارات المدارس التي تربي أولادهم لجهة موازناتها، وغير مجارين للمعلمين في كل مطالبهم، ومطالبين الدولة بتحمل جزء من العبء المفروض.

3 - في كل هذه الإشكاليات والنزاعات، يدفع التلامذة الثمن الغالي، بسبب توتر الأجواء في البيت والمدرسة والمجتمع، وبسبب الإضرابات وإقفال المدارس، وتعطيل سير الدروس بشكله الطبيعي السليم، بالإضافة إلى المشاكل الأخرى المطروحة يوميا عبر وسائل الإعلام. وكلها تترك أثرا سلبيا في نفسية أجيالنا الطالعة، لا أحد يعرف إلى أين ستؤدي بهم.

4 - لقد أعرب المسؤولون الكبار في الدولة عن تفهمهم لهذا الوضع بمجمله: أعني فخامة رئيس الجمهورية، وكلا من دولة رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، ووزير التربية. وتراوحت مواقفهم بين أن تتحمل الدولة كلفة التعليم الخاص، وتتولى مراقبة الأقساط المدرسية وضبطها، مع حفظ خصوصية المدرسة في مشروعها التربوي والتزامها بالتشريعات التربوية والتعليمية والقانونية والتنظيمية؛ وبين مؤيد لهذا الطرح مع بعض التحفظ بسبب وضع الخزينة العامة؛ وبين توزيع المستحقات الجديدة الصادرة في القانون 46، بالتساوي عل الفئات الأربع: الدولة والمدرسة والأهل والمعلمين، بنسبة 25% لكل فئة؛ وبين تقسيط دفع المتوجبات والدرجات الست مع مفعولها الرجعي على ثلاث سنوات.

5 - وتظهر مشكلة المدارس المجانية التي تضم أكثر من 142 ألف تلميذا من الطبقات الفقيرة، ومن ذوي الحالة العائلية والإجتماعية الخاصة، وهم من أولى مسؤوليات الدولة، وفي طليعة رسالة المؤسسات الروحية، المسيحية والإسلامية. هذه المدارس مهددة بالإقفال التام إذا طُبق القانون 46 عليها، من دون أن تتحمل الدولة تغطية موجباتها المالية. ولسنا نفهم كيف تسمح الدولة لنفسها بإهمال المدرسة المجانية، وبعدم تسديد مساهماتها المتأخرة منذ ثلاث وأربع سنوات. وينبغي عليها ربط احتساب المساهمات بسلسلة الرتب والرواتب، لا بالحد الأدنى للأجور، كما هو حاصل حاليا. أما القول أن "ثمة مدارس مجانية وهمية"، فيجب على الدولة تشغيل أجهزة الرقابة واتخاذ ما يجب من تدابير. فنحن هنا لا نغطي أية مخالفة وأي هدر للمال العام.

6 - وتأتي مشكلة صندوق التعويضات لأفراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة، وقد فصلها محضر إجتماع اللجنة المالية لهذا الصندوق بتاريخ 3/10/2017، وتشمل المشكلة: المدارس التي تتأخر عن تسديد المستحقات عن العام الدراسي 2016-2017، وتطلب التأجيل، وعدم دفع الغرامات المستحقة والإعفاء منها؛ وعن تسديد سندات مستحقة وتطلب تأجيلها أو الإعفاء من الغرامات المترتبة عليها. لقد اتخذت اللجنة المالية التدابير اللازمة بهذا الشأن، فمن الواجب على المدارس المعنية أن تسدد مستحقاتها القانونية الملزمة.

وتشمل المشكلة بعض المعلمين الذين يمتنعون عن توقيع البيانات الواجب تقديمها إلى كل من صندوق التعويضات، والصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، ودوائر ضريبة الدخل. وتشمل نقابة المعلمين التي ترفض صرف حقوق المستحقين وفقا للجدول 17، المرفق بالقانون 46، بانتظار بت الإشكاليات المطروحة. وتشمل لجان الأهل التي تتمنع عن التوقيع على الموازنات المدرسية للعام الحالي 2017-2018. فكان طلب إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة تمديد المهل القانونية بسبب تأخر المعالجات السياسية والإدارية والقانونية والمالية للقانون 46.

7 - لقد أم هذا الصرح البطريركي، في هذه الأيام الأخيرة وعلى التوالي، لجان الأهل في المدارس الخاصة، والهيئة التنفيذية في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية مع اللجنة المعينة من مجلس البطاركة والأساقفة، واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، ونقابة المعلمين، مقدمين كلهم مذكرات تفصيلية ومطالبين منا التدخل، مع المرجعيات الروحية الأخرى، للمساعدة في إيجاد حلول عادلة ومنصفة ومتوازنة. وقالوا لنا: "إن أولياء الطلاب هم أهلكم، والمعلمين أبناؤكم، والمؤسسات التربوية بيتكم ومجال خدمتكم ورسالتكم".

8 - أمام هذه الواقعات كلها، نحن الذين لبينا الدعوة ترانا ملزمين بتأدية هذه المساعدة، بعد سماع العروض العلمية التي تقدمها الهيئة التنفيذية في الأمانة العامة للمدراس الكاثوليكية، واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، وما يدلي به المشاركون في هذا الإجتماع الذي يراد له أن يكون صوتا واحدا، وموقفا واحدا بناء لخير الجميع، تجاه الدولة المسؤولة في الدرجة الأولى، لأن المدرسة الخاصة، مثل الرسمية، ذات منفعة عامة ولأن وحدة التشريع تستوجب وحدة التمويل.

9 - لا يحق للمسؤولين السياسيين عندنا التذرع بأن "الخزينة فارغة". فهذه إدانة لهم، لكونهم يشهدون هم أنفسهم على أنفسهم، مؤكدين مسؤوليتهم عن إفراغ الخزينة، وعجزهم في ممارسة الحكم وتدبير الشأن العام. كيف بإمكانهم أن يملأوا الخزينة من دون أية مكافحة للفساد المتنامي بالشكل الظاهر في هدر مال الخزينة والسرقة والرشوات وفرض الخوات والتلكؤ عن جمع الضرائب والمستحقات من جميع المواطنين؟ وكيف يملأون الخزينة من دون السعي الجدي، تخطيطا وتنفيذا، إلى إجراء النهوض الاقتصادي في كل قطاعاته، صناعة وزراعة وتجارة وإنتاجا خدماتيا وسياحة وتسويقا؟ وكيف يملأون الخزينة بمشاريع إنمائية واقتصادية وصناعية تؤمن فرص عمل وإنتاج، فيما التشريع عتيق، والمعاملات الإدارية مملة ومرهقة ماليا، والنافذون في المناطق يفرضون حصصهم اللاشرعية مخالفين القانون والعدل ومعطلين الأحكام القضائية؟ وكيف السير بالبلاد تعاونا مع الدول الصديقة، من أجل أن يملأوا الخزينة، وهم فاقدو الثقة والتعاون فيما بينهم، يواصلون يوما بعد يوم خلافاتهم السياسية، الشخصية والحزبية والمذهبية، وإساءاتهم المتبادلة، وانتهاك الكرامات، واستعمال لغة الشارع بقطع الطرقات وحرق الإطارات وإشهار السلاح والاستفزاز بالدراجات النارية والبروز بالشارات الحزبية والعسكرية، وتعظيم الأمور، وتوتير الأجواء، ورفض المصالحة، وفرض شروط وشروط، لأهداف مبيتة. والكل على حساب الخير العام وسير المؤسسات، وقهر الشعب وإفقاره. والأخطر من ذلك شخصنة الدولة والمؤسسات والدين والمذهب. بمثل هذا الجو المعيب استقبلوا ضيفا كريما صديقا، رئيسا لدولة صديقة مهتمة بمساعدة لبنان، هي ومؤسساتها غير الحكومية، اقتصاديا وتجاريا واجتماعيا. ليس هكذا تبنى دولة تحترم نفسها، وتسعى إلى استعادة مكانها ومكانتها وسط الأسرتين العربية والدولية. وليس هكذا نستعد لإجراء الانتخابات النيابية المنتظرة منذ سنوات، ولا هكذا يستعد الطامحون إليها. فليترشح كل من يحسب نفسه قادرا على الخروج من هذا "العجز"، ومتحليا بالقيم الأخلاقية والوطنية. وليصوت الناخبون للقادرين الأسخياء الفعالين المتجردين.

مطلوب من مؤسساتنا الدينية والروحية، بذل المزيد من الجهود للحفاظ على رسالتها وخدماتها، ولسد الكثير من الحاجات والفراغات، وزرع الرجاء في القلوب بمجتمع لبناني أفضل، ومستقبل زاهر لأجيالنا الطالعة.

10 - نسأل الله أن ينير أعمالنا، ويباركها، ويكللها بالنجاح، لمجده تعالى وخير الأسرة التربوية بكل مكوناتها.