المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december26.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عيد تهنئة العذراء مريم أم الله

شرح لإنجيل اليوم: القدّيس بيدُس المُكرَّم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني  بالصوت والنص/واجباتنا الإيمانية في ذكرى الميلاد المجيد

الياس بجاني/حكام وسياسيين وأحزاب فجعانين

الياس بجاني/انبطاح مذل وفقدان للكرامة والذات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نصّ رائع من البابا فرانسيس/الميلاد هو أنت

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: لا_يموتون_لكنهم_لا_يعودون

افتتاح شارع دير مار شربل في بيت لحم

غارات إسرائيلية تدمر مواقع للحرس الثوري وحزب الله بدمشق

نتانياهو: تدمير أنفاق "حزب الله" شارف على الانتهاء

إسرائيل: إيران أغلقت مصانعها العسكرية في لبنان

نفي إيراني لمعاداة إسرائيل والسعي إلى «محوها»

غضب ضد ظريف بسبب نفي “تدمير إسرائيل”

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 25/12/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

صراع التوازنات يهدد اتفاق مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر

دعوات لاستئناف التظاهر وللعصيان المدني يوم الأربعاء

تفاصيل الاشكال بين حفيد بري وحاجز أمني

«مصانع إيران العسكرية في لبنان».. هذا ما قالته الرواية الإسرائيلية الجديدة!

تحذيرات من أزمة مالية عالمية جديدة بحلول 2019

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب يعلن ان السعودية وافقت على تمويل إعادة إعمار سوريا

تركيا ستعبر إلى شرق الفرات... وتنصح فرنسا بعدم البقاء في سوريا

إيران: لا نعتبر حاملة الطائرات الأميركية في الخليج مصدر تهديد

روحاني يقدّم «ميزانية أزمة» ويعترف بنفاد العملات الأجنبية

طهران: تباين حول مصير رئيس مجلس «تشخيص مصلحة النظام»

العالم في 2019: إيران... النظام في عامه الأربعين رهن الأزمات ومصير النووي..الاحتجاجات الاقتصادية تتفاقم مع انهيار حر للعملة المحلية

تركيا تؤكد عزمها العبور شرق الفرات وتتعهد عدم التهاون بقتال “داعش” والتحالف الدولي قصف جسراً يُرمِّمه جيش الأسد في ريف دير الزور الغربي

فراس طلاس يكشف تفاصيل بشأن “لافارج”

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أبعد من الحكومة المفقودة: مخطط كبير يستهدف لبنان/منير الربيع/المدن

رقصة عائلية على جسد "الكتائب" العليل/جنى الدهيبي/المدن

ثنائية الدولة-الدويلة أمام الحقيقة اللبنانية القاتلة/علي الأمين/العرب

عودة التظاهرات وتنامي الأزمة بين الأحزاب وقواعدها الشعبية/الشيخ عباس الجوهري/لبنان الجديد

شتّان ما بين اللواء غازي كنعان واللواء عباس إبراهيم/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

لكي لا تهدروا فرصة للانقاذ واجهوا المشكلة/ د. حارث سليمان/جنوبية

بري انتقد استخفاف باسيل وروى قصة سحب عدرة/وليد شقير/الحياة

 إيران كما تتصور نفسها/حسين عبد الحسين/الحرة

هل يُعزِّز الانسحاب الأميركي من سورية الوجود الإيراني/مشعل أبا الودع/السياسة

كيف يتخلص نظام الأسد من المعتقلين السياسيين/عربي بوست

ماذا استفادت إيران من لبنان/الشيخ حسن سعيد مشيمش

لا حلف مع ترامب/رندة تقي الدين/الحياة

فوضى واشنطن أم فوضى ترمب/نديم قطيش/الشرق الأوسط

المسكوت عنه في الإعدامات العراقية/داود الفرحان/الشرق الأوسط

كانت سنة الحلول المستحيلة/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تلقى أرفع وسام ماروني: عدم التشكيل سببه معركة سياسية الراعي: خنقوا فرحة العيد بحكومة فكانت ردة فعل الشعب المحقة بالتظاهر غضبا

عودة في قداس الميلاد: لحكومة إنقاذ مصغرة من رجال اختصاص

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

عيد تهنئة العذراء مريم أم الله

إنجيل القدّيس لوقا01/من46حتى55/«تُعَظِّمُ الربَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي» قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».

 

شرح لإنجيل اليوم: القدّيس بيدُس المُكرَّم

القدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 - 735)، راهب وملفان الكنيسة

«تُعَظِّمُ الربَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي»

"تُعَظِّمُ الربَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي". إنّ المعنى الأوّلي لهذه الكلمات هو بالتأكيد اعتراف مريم بالعطايا التي أنعم الله بها عليها بصورة خاصّة؛ ولكن بعد ذلك، فإنّها تُذكِّر الجميع بأنّ الله لا يتوقّف أبدًا عن إغداقه النِّعَم على الجنس البشري. إنّ النفس البشريّة تمجّد الربّ عندما تُخصِّص كلّ قواها الداخليّة من أجل خدمة الله وتسبيحه؛ وعندما تُبرهن إنّها لا تحيد عن رؤية قوّته وجلاله، من خلال استسلامها للتعاليم السماويّة. وتبتهج الرُّوح بالله مخلّصها عندما تفرح كلّ الفرح وهي تتذكّر خالقها الذي منه ترجو الخلاص الأبدي. هذه الكلمات تعبّر، بدون شكّ، تعبيرًا دقيقًا عمّا يفكّر فيه جميع القدّيسين، غير أنّها ملائمة بصفة خاصّة لأنّها لفظت من قبل والدة الله المباركة التي منحها الله امتيازًا خاصًّا، فكانت تشتعل بحبّ روحي لذاك الذي سعدت بحمله في جسدها. لقد كان لديها سبب حقيقي، أكثر من جميع القدّيسين، لكي تبتهج فرحًا بالرّب يسوع –أيّ مخلّصها-  لأنّها علمت بأنّه مصدر الخلاص الأبدي، وعلمت بأنّه، في ملء الزمن، سيولد من أحشائها، مَن سيكون حقيقةً ابنها وإلهها... لذلك، فإنّ استخدام نشيد مريم هذا في صلاة الغروب لهو استخدام رائع وخلاصي يعطّر الكنيسة المقدّسة. يمكننا أن نتوقّع أن تلتهب أنفس المؤمنين، وهي تتذكّر تجسّد الربّ، بحماسة أكبر، وأن تشدّد الأمثلة المتكرّرة عن القدّيسة مريم إيمان تلك الأنفس. وأرى أنّ صلاة الغروب هي الوقت المناسب، لكي نعود فيه إلى نشيد مريم، وذلك لأنّ نفسنا، التي تكون متعبة ومشتّتة خلال النهار في اتّجاهات مختلفة، تكون بحاجة في وقت الراحة إلى العودة إلى الذات لاستعادة وحدة انتباهها.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/بالصوت والنص تأملات إيمانية في ذكرى الميلاد المجيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/70308/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-2/

 

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى الميلاد المجيد/25 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للاستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliaschristmas18.wma

 

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى الميلاد المجيد/25 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات
http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliaschristmas18.mp3

 

واجباتنا الإيمانية في ذكرى الميلاد المجيد

الياس بجاني/25 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70308/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-2/

تحمل ذكرى ميلاد السيد يسوع المسيح معاني وعبر ومفاهيم مقدسة كثيرة من أهمها المحبة والعطاء والفداء والتواضع والتسامح.

الذكرى هي نموذج للمحبة لأن الله وهو محبة، ومن قدر وعظمة محبته لنا، نحن البشر أولاده، تجسد من أجلنا وولد من رحم امرأة، ولبس جسدنا البشري، وعاش على الأرض كإنسان بطبيعته البشرية، وذلك من أجل أن يعتقنا من الخطيئة الأصلية، ويرفعنا بالعماد بالماء والروح القدس إلى درجة القداسة.

الذكرى هي درس في العطاء لأن الله المتجسد أعطانا ذاته وافتدانا وتحمل كل العذابات ليخلصنا ويؤكد لنا بالقول والفعل أنه أب عطوف ومحب ومعطاء.

الذكرى تجسد كل معاني الفداء لأن الله المتجسد افتدانا وارتضى بفرح أن يُعذب ويصلب ويهان من أجلنا.. ومن أجل خلاصنا.

الذكرى هي صورة مشرفة للتواضع حيث قبل الله المتجسد أن يولد في مزود وأن يعيش حياته على الأرض ببساطة وتواضع.

الذكرى هي عمل تسامح لأن الله تجسد وتحمل ما تحمل من أجل غفران خطيئتنا وخلاصنا وإعتاقنا من عبودية الخطيئة الأصلية.

تعلمنا الذكرى أنه من واجبات كل مؤمن أن يمارس إيمانه بالأقوال والأفعال وليس فقط بالاكتفاء بمظاهر طقوس الزينة والهدايا والاحتفالات.

الذكرى المقدسة توجب علينا أن نمارس بمحبة كل القيم الميلادية  والإنجيلية وأن نمد يدنا لكل من هو بحاجة ونحن قادرين على مساعدته لأن الله وهبنا النعم والوزنات “مجانا” وعلينا واجب مقدس أن نعطيها مجاناً.. (مجانا أعطيتم مجانا تعطون)

الذكرى تلزمنا إيمانياً أن نغفر لكل من أساء إلينا، وأن نعتذر لكل من أخطئنا بحقه مع تقديم الكفارات أي التكفير والتعويض عما اقترفتاه من ذنوب وأذى.

الذكرى تلزمنا بتنفيذ الوصايا العشرة وفي مقدمها “محبة الوالدين”..

الذكرى تتطلب منا العودة للاستماع لضميرنا والذي هو صوت الله بداخلنا.

الذكرى تلزمنا الاعتراف بفضل وجميل وعطاءات وتضحيات كل من يساعدنا، وأن لا نغرق في أوحال وغياهب الجحود ونقع في تجارب غرائزنا ونعبد ثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة.

الذكرى توجب علينا الصلاة من أجل عودة أهلنا المبعدين قسراً واللاجئين في إسرائيل منذ العام ألفين.

الذكرى تتطلب منا الخشوع والصلاة من أجل معرفة مصير أهلنا المغيبين تعسفاً وظلماً في السجون السورية…وكذلك الصلاة والعمل من أجل تحرير وطننا الغالي لبنان، من اغلال الإحتلال.

كما لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة كل ما قدمه الشهداء الأبرار الذين ارتضوا أن يكونوا قرابين من أجل وطننا وهويتنا ووجودنا وانساننا وكرامتنا.

أعاد الله العيد على وطننا الحبيب وعلى أهلنا وعلى العالم أجمع بالمحبة والطمأنينة والسلام.

كل عيد ميلاد والجميع بخير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حكام وسياسيين وأحزاب فجعانين

الياس بجاني/22 كانون الأول/18

يلي ما بدو شي لنفسه هو أقوى شي، ولأن الحكام والأحزاب فجعانين ويريدون كل شي لأنفسهم فهم أضعف شي، أما القوي فهو المحتل اللاهي.

 

انبطاح مذل وفقدان للكرامة والذات

الياس بجاني/22 كانون الأول/18

التملق الذمي للسعودية وللعروبة من بعض السياديين وال 14 آذاريين بات مؤذ ليس فقط للبنان ولهويته بل للسعودية ولكل ما هو عربي.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نصّ رائع من البابا فرانسيس/الميلاد هو أنت

الميلاد هو انت، عندما تقرّر أن تولد من جديد كلّ يوم، وأن تدع الله يدخل قلبك ويملأه. شجرة الميلاد هي أنت، عندما تقاوم بعزم رياح ومعاكسات الحياة. زينة الميلاد هي أنت، عندما تصبح فضائلك ألوانا تزيّن حياتك. الجرس الذي يقرع مُعلِنا الميلاد هو أنت، عندنا تدعو الناس للإلتقاء وتحاول لمّ شملهم. أنت أيضا نور الميلاد، عندما يضيء حضورك طريق الآخرين، بطيبتك وصبرك وفرحك وسخائك. ملائكة الميلاد هم أيضا أنت، عندما تعلن مرنّما للعالم رسالة سلام وعدل ومحبّة.

 

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: لا_يموتون_لكنهم_لا_يعودون

حارس_الجرد_اليوم_الأخير

 لطالما تعرّض "شلومو" لأخطار كادت أن تكون مميتة، وأكثرها خطورة أثناء حرب الإخوة أو ما سمّيت بحرب الإلغاء، حين سقطت قذيفة ١٥٥ ملم بقربه فأصيب بعدّة شظايا كادت أن تودي بحياته، كما أدّت إلى إصابة مرافقه بجروح خطيرة وبتر رجله.

رفض البقاء في المستشفى للعلاج وفضّل التوجّه إلى بقعتوتة للنوم في أحد مراكز الجبهة ليطمئنّ عسكرييه على وضعه الصحّي.

- "اليوم قرّب الموت كتير عليي، بس قلبي على ميشال (مرافقه)، جسمي عم يغلي، حاسس في إلتهاب قوي".

- "لازم تنزل عالمستشفى"،

- "يمكن معنويات الشباب تتأثر، وشو بيعود يهدّي يللي بوجّنا إذا عرفوا!! عم آخد إدوية وإبٓرْ، بوكرا منشوف، المسكّن رح ينيّمني، قسّم ليلتك عالمحاور وبوكرا منحكي". يقول لشوقي.

إنتهت الحرب وتمّ تسليم السلاح ليخوض سليمان عقيقي ورفاقه حرباً من نوع آخر، الا وهي مواجهة مترتبات الحياة المدنية التي لم يعرفها يوماً، في ظلّ وضع إقتصادي متردّي ناتج عن توقّف القوات عن دفع رواتب المقاتلين التي كلّفته القيادة إقناعهم بالإلتحاق بالجيش في ما سمّي "الإستيعاب".

- "مين رح يصدّقني من الشباب؟؟ مواجهة عسكرية طاحنة بعد تعبئة وصلت لحدّا الأقصى، شوقي عمول إنت الإجتماع، أنا ما رح يصدّقوني!!".

عند البدء بتأسيس حزب القوات اللبنانية، تم تعيين "شلومو" مسؤلاً عن منطقة جرد كسروان، فبدأ العمل كعادته، جهد حثيث، تفانٍ، قناعة وحماسة، ودائماً في ظلّ وضع مادي سيء.

- "حاربنا سنين، وهلّأ مسؤولين عن منطقة طويلة عريضة ومش عارفين شو بدنا نعمل تنعيّش ولادنا؟"

- "الله كبير وما بيترك حدا، الله بيدبّرها".

قبل إغتياله بأسابيع وصلت لشوقي كرم الذي كان يشغل سابقاً (قبل تسليم السلاح) مهام ضابط أمن الكتيبة، كما وصلت لشلومو عدة رسائل ومن عدّة مصادر تؤكّد وجود النيّة لإذيته، فكان يأخذ حذره قدر المستطاع، فكان يحاول التقليل من تجوّله وحين الإضطرار كان يحرص على عدم التجوّل وحيداً، وتبديل السيارات عندما تتوفّر الإمكانية، إضافة إلى التواجد في أمكنة كان يعتبرها آمنة.

- "لست مطمئنّاً، أشعر بأنني مراقب ليلاً ونهاراً، أحسّ بعيونهم تلاحقني نهاراً، وأستيقظ ليلاً على صوت دعسات حول منزلي".

لتدارك الوضع، عقد سليمان بحضور شوقي كرم إجتماعاً مع راجي عبدو الملقّب بالكابتن والذي كان قبل تسليم السلاح مسؤولاً عن جهاز الأمن العسكري، لأخذ رأيه حول إمكانية القيام بأي عمل وقائي تداركاً لخطر أصبح وشيكاً، آملين أن يتم إبلاغ الجهات المعنيّة من قبل الدولة عن ما يجري أو سماع أي خبر يخفّف من القلق السائد.

- "كلّنا راسنا مكشوف ومعرّضين للخطر، إنتبه لحالك قدّ ما فيك تنشوف لوين رايحة الأمور". يقول الكابتن.

ليغادر سليمان وشوقي الإجتماع بقلق أكبر راجين أن تكون التهديدات من باب التهويل فقط.

نهار عيد الميلاد في العام ١٩٩١ وبعد يوم من النشاطات العادية في مقرّ قيادة المنطقة في عيون السيمان، يسأل شوقي سليمان: "شو عامل الليلة؟"

- "أحلى شي البيت، بدي إنزل بكّير، بلكي منحضّر لقمة عشا أنا ودوللي (زوجته) ومنلعّب هالولاد، بتنزل؟"(كان يقيم في بلّونة)

- "لا، ناطرتني إمي الليلة".

جلس شوقي بقرب شلومو في سيارة الأخير من نوع bmw 733 زيتية اللون للتوجّه إلى كفردبيان

 على أن يتبعهما مارون مبارك (بسكنتا) بجيب التويوتا ذات اللون الأخضر المدني ليلقاهما عند الحلّاق الذي كان ينوي شلومو قصّ شعره عنده قبل زيارة والديه لمعايدتهم ومن ثمّ التوجّه إلى منزله لقضاء ليلة العيد، على أن يتوجّه بعدها شوقي ومعه مارون إلى بسكنتا.

قبل الوصول إلى مصفّف الشعر أوقفهما حاجز للجيش اللبناني وقام عناصره بتفتيشهما بشكل عادي،

 وأكملا طريقهما، وعند دخولهما بادرهم صاحب الصالون قائلاً: "أهلا بالضباط، قهوة؟ قهوة

 وقبل وصول القهوة، دخل أحد الرفاق ليقول لشوقي بأن عطلاً أصاب جيب التويوتا وهو مركون في المحطة التي تبعد حوالي ٣٠٠ متر، "بشوف شو القصة وراجع" يقول شوقي لسليمان.

بعد أقلّ من مرور عشر دقائق من وصوله إلى المحطة، سمع شوقي صوت إطلاق النار لرشقين من الرصاص على دفعتين، فركض بإتجاه الصالون ليسمع على الطريق إمرأة تصرخ: "شو بدهن بسليمان تيقتلو"؟؟

 على الطريق كانت سيارة شلومو مرتطمة بالحائط وهو في داخلها والدمّ يغطّي كامل جسمه، فتح شوقي باب السيارة وحمله ليضعه في حضنه داخل سيارة حضرت سريعاً لنقله إلى المستشفى، كان شلومو لا يزال يتنفّس وعيناه مفتوحتين ينظر إلى عينيّ شوقي، ولكنّه غير قادر على الكلام، وبعد لحظات من إنطلاق السيارة أسلم الروح.

يقول شوقي بصوت متهدّج ومن عمق عيناه الحمراوان تفلت دمعة حاول أن يخفيها:

 "لم يتمكّن من أن يقول بلسانه أي شيء، لكن ما رأيته في عينيه في تلك اللحظات ما زال يضجّ في كياني حتى الساعة، والكلمات التي قالها بعينيه قبل أن أغمضهما له لا يدرك عمقها سوى من رآها تنطفئ".

شلومو وشوقي كانا أكثر من رفاق سلاح وأكثر من أصدقاء، كانا أخوين لا يفترقان، وشاء القدر أن يكون وجه شوقي هو آخر ما رآه شلومو قبل أن يسلم روحه إلى الرب، وقبل أن يسلّم حياته إلى ألقضيّة.

عشيّة عيد ميلاد يسوع المسيح على الأرض، كان سليمان عقيقي يولد في السماء.

بدل أن يقصد وعائلته كنيسة مار إفرام كعادته يوم عيد الميلاد للمشاركة في قداس العيد، كان جثمان "شلومو" مسجّى في النعش الأبيض، وكانت الثلوج يوم دفنه تفرش له الطريق لينتقل حارس الجرد على حصان الثلج الأبيض إلى السماء...

 

افتتاح شارع دير مار شربل في بيت لحم

الوكالة الوطنية للإعلام"/الثلاثاء 25 كانون الأول 2018/افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، شارع دير مار شربل في مدينة بيت لحم، وزار الدير الذي دعم توسعته. وقال في كلمة: “عيد ميلاد سعيد وسنة ميلادية جديدة إن شاء الله تعود علينا جميعا، مسيحيين ومسلمين في هذا البلد، باليمن والخير والبركة”. وأضاف: “عندما نقوم بعمل ما لدير أو كنيسة، هذا ليس منة إنما واجب علينا، فأنتم أهلنا وإخواننا وحقكم علينا أن نقوم بكل ما نستطيع القيام به. كونوا مطمئنين أن دير مار شربل سيعمر بكل أهله وبنا جميعا لأننا إخوانكم. هذا الدير لأهلنا وعلينا أن نرعاه ونهتم به ونبنيه، فكونوا مطمئنين”. وتابع: “كل عام وأنتم بخير لكل أشقائنا المسيحيين بطوائفهم المختلفة في كل الأرض الفلسطينية وفي كل العالم، وهنا أخص بالذكر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الصديق العزيز، الذي نعرفه جيدا والذي شرفنا بزيارة لبيت لحم ونشعر أنه أخ عزيز لنا، يمثل الطائفة المارونية ليس في لبنان فحسب إنما في كل الدنيا”. وختم: “في هذه المناسبة، أبعث بالتحية والاحترام والتهاني للرئيس اللبناني ميشال عون، رئيس الطائفة المارونية، فهو صديق عزيز علينا نحبه ونحترمه ونقدره ونشعر بأننا في بيت واحد وأهل، سواء كنا في فلسطين أو في لبنان، كلكم أهلنا وأحبتنا وكلكم إخواننا وكل عام وأنتم بخير”. بدوره، شكر رئيس الدير الأب يعقوب عيد لعباس دعمه ومساهمته في توسعة الدير. وكان عباس شارك في احتفالات أعياد الميلاد المجيد في بيت لحم.

 

غارات إسرائيلية تدمر مواقع للحرس الثوري وحزب الله بدمشق

 دبي - العربية.نت ، القدس - زياد حلبي25/ كانون الأول 2018/نفذت إسرائيل ليل الثلاثاء غارات استهدفت مواقع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله في ريف دمشق، ودمرت على الأقل 3 مستودعات أسلحة إيرانية.وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع "الحدث" أن إسرائيل قصفت مواقع لحزب الله في الكسوة والديماس في محيط دمشق. وأكد أن غارات إسرائيل استهدفت مخازن أسلحة لميليشيات إيرانية ومواقع لحزب الله في ريفي دمشق الغربي والجنوبي. من جانبها أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، ليل الثلاثاء، أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدد من الصواريخ في محيط دمشق. وقال مراسل "العربية"، أن الغارات الإسرائيلية قرب دمشق تم تنفيذها من أجواء لبنان، وسقطت بقايا صواريخ سورية دفاعية في مناطق لبنانية في البقاع. وبحسب مراسل العربية في القدس، قامت إسرائيل بتفعيل نظام دفاعي وتصدت لصواريخ سورية فوق الجولان. فيما أعلنت إسرائيل التصدي لصواريخ مصدرها سوريا. وبثت قناة الإخبارية التلفزيونية التابعة للنظام السوري، نبأ عاجلا يقول إن الدفاعات الجوية تصدت لصواريخ وأهداف معادية، بحسب وصفهم. هذا وتحدث مدير المرصد، عن وجود بوارج حربية إسرائيلية قبالة السواحل اللبنانية الجنوبية. وقالت مصادر "العربية"، أن الطيران الإسرائيلي حلق فوق البقاع وجنوب لبنان بشكل مكثف. من جانبها أعلنت الوكالة الوطنية اللبنانية أن الطائرات الإسرائيلية تنفذ غارات وهمية في جنوب لبنان، وتطلق بالونات حرارية فوق السواحل اللبنانية.

 

نتانياهو: تدمير أنفاق "حزب الله" شارف على الانتهاء

AFP/الثلاثاء 25 كانون الأول 2018/أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن عملية تدمير أنفاق بناها "حزب الله"، وفقا لاسرائيل، للتسلل إلى أراضيها "شارفت على الانتهاء". وأضاف نتانياهو خلال زيارة لموقع العمليات "لقد تم القيام بعمل استثنائي هنا لمنع حزب الله من استخدام سلاح الأنفاق".وأضاف في تصريحات وزعها مكتبه أن "العملية شارفت على الانتهاء".

 

إسرائيل: إيران أغلقت مصانعها العسكرية في لبنان

"الشرق الاوسط"/ الثلاثاء 25 كانون الأول 2018 /أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، رونين منليس، أنه لم تعد لإيران مصانع لتصنيع الأسلحة الدقيقة في لبنان. وقال المتحدث خلال إيجاز للصحافيين المتدينين (حريديين)، نُشرت تفاصيله، أمس (الاثنين)، إن «المصانع التي تطرّق إليها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، في شهر الماضي، قد أُغلقت، بعد الإجراءات والتحذيرات الإسرائيلية الصارمة».

ورفض منليس إعطاء تفاصيل أو تفسيرات بخصوص كيفية اتخاذ قرار الإغلاق، وهل تم بوساطة من طرف ثالث أم كان قراراً إيرانياً منفصلاً بعد تهديدات إسرائيل. وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن «إسرائيل تعمل ضد «حزب الله» على 3 جبهات، أولاها: العمل على منع «حزب الله» من الحصول على صواريخ دقيقة؛ وثانيتها: تموضع «حزب الله» في الجولان ومحاولة فتحه جبهة جديدة؛ وثالثتها: منع تحويل وسائل قتالية إيرانيّة إلى «حزب الله»، دون أو يوضح ما هي.

وحول عملية «درع الشمال»، التي ترمي إلى تدمير أنفاق «حزب الله» الممتدة من الجنوب اللبناني إلى إسرائيل، قال منليس إنّ الأنفاق الأربعة التي كشفها الجيش الإسرائيلي دخلت «الأراضي الإسرائيليّة» لمسافة تتراوح ما بين 70 و80 متراً. ونفى كذلك أن تكون أسباب إطلاق العملية سياسيّة، قائلاً إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي طالب بالمباشرة بالعمليّة قبل أكثر من عام «لكّن الظروف لم تكتمل حينها، لذلك كان يجب الانتظار فترة أطول مما توقّعوا في بداية التخطيط للعمليّة». وأضاف أن الحفر لم يكن في البداية قد اخترق الحدود مع إسرائيل وعندما بدأ الحفر يتم في تخوم إسرائيل تم ترك «حزب الله» يعمل بلا إزعاج، «حتى بات الأمر جلياً واضحاً ولا يقبل الجدل»، تقرر عندئذ العمل على تدميرها.

وسار منليس على وقع تصريحات رئيس أركان جيشه، غادي آيزنكوت، في ضرورة عدم المبالغة في تقدير انسحاب القوات الأميركية من سوريا في الوقت الحالي، مقتبساً قول آيزنكوت: «مَن منع التموضع الإيراني في سوريا هو الجيش الإسرائيلي وليس الأميركيين». وقال منليس إنّ الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تقوم الحكومة اللبنانيّة بتطبيق قرار الأمم المتحدة التي تمنع الإضرار بـ«السيادة الإسرائيليّة»، وأن تعالج هي بنفسها الأنفاق «لأنها إن لم تفعل ذلك، فسنقوم نحن بتفجير هذه الأنفاق، كما قررنا الخميس الماضي».

وتأتي تصريحات منليس بخصوص الحكومة اللبنانيّة في الوقت الذي أقرّ فيه المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، بأن إسرائيل فشلت في إقناع الولايات المتحدة بوقف دعمها للجيش اللبناني، قائلاً إنّها ترى فيه «هدفاً يمكن العمل معه».

وذكر مصدر سياسي أن نتنياهو سعى خلال لقائه الخاطف مع وزير الخارجيّة الأميركيّ، مايك بومبيو، مطلع الشهر الجاري، إلى إيقاف المعونات الأميركيّة للجيش اللبناني، وقالت إن مباحثات نتنياهو وبومبيو، التي جاءت قبل ساعاتٍ من الإعلان الإسرائيلي عن عملية «درع الشمال»، لم تقتصر على العمليّة نفسها، إنّما امتدّت لتطال الدعم الأميركي للجيش اللبناني. وكشف مصدر إسرائيلي كبير أن إسرائيل تسعى منذ مدّة لـ«تجريم» الجيش اللبناني وإثبات أنه «يُشغَّل من قبل (حزب الله) وبالتعاون معه»، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت تموّل وتدرب الجنود اللبنانيين. كما كشف أن إسرائيل حوّلت للولايات المتحدة شهادات وملفات استخباراتيّة حول ضباط لبنانيين «تثبت خلالها أنهم ينفّذون تماماً ما يطلبه (حزب الله) منهم، لكنّ بومبيو لم يتأثر وقال إنه يعتقد أنه من الممكن العمل مع أحد ما في لبنان». وقالت صحيفة «معريب»، أمس، إن إسرائيل والولايات المتحدة منقسمتان حول دعم الجيش اللبناني «ومن الممكن أن يؤدي هذا الانقسام إلى الإضرار بالردع الإسرائيلي أمام (حزب الله)».

 

نفي إيراني لمعاداة إسرائيل والسعي إلى «محوها»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»25 كانون الأوّل 2018/نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الاتهامات بأن بلاده تسعى إلى محو إسرائيل، قائلاً إن بلاده «لم تقل أبداً إنها ستمحو إسرائيل من الخريطة». ووفقاً لحوار أجرته معه مجلة «لي بوينت» الفرنسية، نشرته اليوم (الإثنين)، وفي إجابة على سؤال حول تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد عام 2007، مفادها أنه سيتم محو إسرائيل من الخريطة، قال ظريف إن «أحمدي نجاد كرر حينها كلمات الخميني»، موضحاً أن «الخميني قال إن السياسات الإسرائيلية الوحشية ستؤدي إلى تدميرها، ولم يقل إن إيران ستقوم بهذا الأمر». ولفت ظريف إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان قد هدد خلال زيارته إلى مفاعل ديمونة النووي في أغسطس (آب) الماضي، بأن إسرائيل ستدمر إيران. يذكر أنه في فبراير (شباط) الماضي، وجهت إيران تهديدات مباشرة إلى إسرائيل بـ«تسوية تل أبيب بالأرض»، بحال تعرضها لهجوم من الجانب الإسرائيلي، وذلك رداً على ما جاء في كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمؤتمر ميونيخ الأمني. وجاء التهديد الإيراني، على لسان أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، في مهرجان نظمه الحرس الثوري آنذاك، قائلاً: «نحن نقول له (نتنياهو) إنّه في حال أقدمت إسرائيل على أصغر تحرّك ضد إيران، فإننا سنسوي تل أبيب بالأرض، ولن نمنح نتنياهو فرصة الهرب»، حسب قوله.

 

غضب ضد ظريف بسبب نفي “تدمير إسرائيل”

طهران – وكالات/25 كانون الأوّل 2018/اشتعلت عاصفة غضب ضد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من قبل “الحرس الثوري”، والجهات اليمينية المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، بسبب نفيه أن يكون قادة النظام الإيراني هددوا بتدمير إسرائيل. وقوبل نفي ظريف بهجوم من قبل وكالة “فارس”، التي نشرت مقطع فيديو على ” تويتر” لأحد خطب الخميني التي يدعو فيها إلى تدمير إسرائيل، عندما كان في المنفى في باريس. كما نشرت مواقع حكومية أخرى مقاطع للخميني ومسؤولين آخرين في النظام، حول أحد أبرز شعارات النظام الإيراني حول تدمير إسرائيل، والذي ينتشر عبر اللافتات وحتى تتم كتابته على ظهر الصواريخ. العالقة، نافياً أن تكون تلك الجماعات “إرهابية”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 25/12/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

رجاء الميلاد لولادة الحكومة، حصيلة خلوة بكركي بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال الراعي. أما الاتصالات فمتوقفة، بانتظار أن يلوح في الأفق ما يخرق التعثر الذي انتهت إليه المبادرة الرئاسية، والذي تعددت الروايات بشأنه حد تقاذف المسؤوليات.

وفي المنطقة، تفجير إرهابي في العراق حصد ضحايا، وآخر استهدف الخارجية الليبية. وقداديس الميلاد صدحت في فلسطين المحتلة، حيث أقيم قداس منتصف الليل في بيت لحم. وكذلك في سوريا، أحيا المسيحيون العيد بعدما توقفت المواجهات باندحار "داعش".

وفي الغضون إقرار من رئيس حكومة العدو بأن ما اطلق عليه "عملية درع الشمال" في المنطقة المتاخمة للخط الأزرق، تكاد تكون وراءنا وفي نهايتها، كما قال.

وعلى الخط السوري، تقارب أميركي- تركي، وتغريدة لافتة للرئيس الاميركي عبر "تويتر" قال فيها: "وافقت الآن المملكة العربية السعودية على صرف الأموال اللازمة للمساعدة في إعادة بناء سوريا، بدلا من الولايات المتحدة. هل ترون؟، أليس من الجيد أن تساعد الدول الغنية بشكل كبير، في إعادة إعمار جاراتها بدلا من بلد عظيم كالولايات المتحدة، الواقعة على بعد خمسة آلاف ميل. شكرا للسعودية!".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ميلاد مجيد. لم يكن تأليف الحكومة يحتاج إلى عطلة عيد ليأخذ إجازة، فهو أصلا في عطلة طويلة منذ سبعة أشهر. الأمل بالحكومة لم يولد، وهي معلقة على خشبة الإنتظار، فمتى الخلاص؟.

الاتصالات مجمدة بين القوى المعنية بالتأليف، ولم يعثر على أي أثر لها في الساعات القليلة الماضية، فهل يبقى المشهد على هذا النحو، أم يتلقى جرعة إنعاش من ال"كوما" بين العيدين؟.

صحيح أن الاتصالات السياسية غائبة، لكن الأزمة الحكومية كانت ملائكتها حاضرة في مواقف على هوامش الاحتفالات والعظات الميلادية. في بكركي عبر البطريرك الماروني عن غصة لعدم التشكيل، هامسا أمام ضيفه رئيس الجمهورية: ان اللبنانيين كانوا ينتظرون أن تكون العيدية حكومة، فأجابه ان عدم التشكيل سببه معركة سياسية. واتهم الرئيس ميشال عون البعض- من دون تسمية- بخلق تقاليد وأعراف جديدة في التأليف.

وعلى خط التأليف، فإن ما نقلته صحيفة "الحياة" من معلومات اليوم عن ما وصفته بزوار الرئيس نبيه بري حول الملف الحكومي، هو غير صحيح.

إقليميا، برز إعلان تركيا ان خطة غزو شرق الفرات في شمال سوريا، باتت جاهزة وفق جدول زمني محدد. هذا الإعلان يأتي قبيل وصول وفد عسكري أميركي إلى أنقرة، لتنسيق آليات إنسحاب القوات الأميركية من سوريا. كما يأتي بعد الإعلان عن دعوة وجهها رجب طيب اردوغان إلى دونالد ترامب لزيارة أنقرة، متسلحا بقول الرئيس الأميركي له: سوريا كلها لك... لقد انتهينا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ميلاد مجيد، كل عام وأنتم بألف خير.

المعطلون حرموا اللبنانيين من عيدية ولادة حكومة جديدة وانتظام عمل المؤسسات، تمهيدا لتحسين الوضع الاقتصادي وتنفيذ مشاريع مؤتمر "سيدر"، ما كان يفترض أن يغرق لبنان بمليارات الدولارات مطلع العام الجديد.

وكانت لافتة رسالة وجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى المعنيين، وتحدث فيها عن أن ثمة من يسعى إلى إحداث تغيير في الأعراف والتقاليد في لبنان. وهي رسالة يعرف مقصدها ولكن لا جواب عليها من أحد.

الرسالة التي تقصد الرئيس إطلاقها من الصرح البطريركي الماروني في بكركي، وأمام الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ألحقها الراعي بالقول إن ردة فعل الشعب المحقة انطلقت بتظاهرات كعلامة غضب ورفض للسياسة اللامسؤولة والمهترئة بالأنانية والفساد والمكاسب غير المشروعة، وبالجنوح نحو تعطيل مسيرة الدولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنه الميلاد المجيد، الحامل للبنانيين الأمل كخيار إلزامي، والتوق إلى رحمة السماء الواسعة بعد أن ضاقت الأرض أو ضيقت على أهلها، وإن استهلت عظات العيد برجاء خلاص اللبنانيين، فإن الحكومة كانت ضالة الجميع.

إلى بكركي حضر رئيس الجمهورية معايدا ومشاركا في قداس الميلاد، ومعه حديث عن تقاليد جديدة في تأليف الحكومة لم نألفها سابقا، كما قال. فعدم التشكيل سببه معركة سياسية، ونحتاج لبعض الوقت لإيجاد الحلول، بحسب الرئيس عون.

أجراس الميلاد في روما، حملت دعوة باباوية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وأجراس ميلاد بيت لحم، حملت رسالة صارخة للاحتلال أن الصوت الفلسطيني أقوى من كل الضجيج الصهيوني. ضجيج سيزداد صخبا على وقع الحملات الانتخابية المبكرة، مع حل الكنيست، وعودة الأصوات التي تقلب صفحات تهم الفساد لرئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو وبعض المحيطين به.

وفيما الحكومة الصهيونية تتخبط بقضايا الفساد، كانت الحكومة الايرانية تقدم موازنتها المقاومة للعقوبات، مع تأكيد الرئيس الشيخ حسن روحاني قوة بلاده قيادة وشعبا على مواجهة العقوبات الأميركية الظالمة.

أما العقبات الأميركية الدائمة بسبب سياسة دونالد ترامب، فقد تزايدت مع ارتفاع حدة اشتباكه مع الكونغرس، وحتى مع فريق عمله، فعاد إلى خزنته السعودية ليسكت منتقديه بالحديث عن ان الرياض ستدفع الأموال لإعادة إعمار سوريا، أي ما دمرته واشنطن والرياض وحلفاؤهما. أما ما سيدفع فليس بدافع الحرص على سوريا وأهلها، وانما بلا أدنى شك ضريبة الهزيمة التي مني بها مشروعهما في سوريا. أما الأحلام التركية لملء المكان الأميركي، فسرعان ما ستصطدم بحقائق الواقع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ماذا ومن قصد رئيس الجمهورية بقوله اليوم إن هناك من يسعى إلى تغيير التقاليد والأعراف في موضوع التشكيل؟.

البحث عن جواب على هذا السؤال، سيشغل على الأرجح الرأي العام والقوى السياسية في الأيام المقبلة، الفاصلة بين سقوط مشروع الحل الحكومي الأخير، وبين اعادة تشغيل محركات التأليف، الحاصلة حتما ولو بعد حين.

البعض سيقول إنه قصد قوى الثامن من آذار بمكوناتها المعروفة، والبعض الآخر سيؤكد انه رمى إلى اتهام بقايا تجمع الرابع عشر من آذار، وربما رئيس الحكومة المكلف المعتصم بالصمت. وقد يصل الأمر ببعض ثالث حد الاشارة إلى ان الرئيس ميشال عون يحاكي طبقة سياسية كاملة تكاد تضحي بالوطن على مذبح مقعد وزاري.

في انتظار الجواب، يبقى ان أصحاب القلوب الفارغة خنقوا فرحة العيد، فعاد الميلاد هذا العام على رجاء جديد بقيامة طال انتظارها.

يقول قليلو الايمان، إن الغد أقرب إلى الأمس، والأحوال مستقرة على ما هي عليه من عرقلة وفساد وترنح اقتصادي. يشرح أولئك ان عهد الرئيس عون في سنتيه الماضيتين لم يلامس التطلعات، ويصرون على ان ساسة الجمهورية يشبهون بعضهم البعض، ويعملون وفق مصالحهم لا أكثر، فيحملون الجميع على حد سواء مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

لكن، في مقابل قليلي الايمان، مؤمنين كثيرين وحصادين أكثر للحصاد الكثير الآتي لا محال. هؤلاء يتمسكون بالأمل ويشددون على ان الخلاص الوطني آت بالتأكيد في عهد أراد له المعرقلون موتا سريريا منذ اليوم الأول، حاسمين ان الرئيس- الرمز سيعود وينتصر في نهاية المطاف على فريسيي السياسة وتجار الهيكل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ميلاد مجيد.

من بكركي قطع الرئيس ميشال عون الشك باليقين، نعم هناك معركة سياسية تحول دون تشكيل الحكومة. ولم يتوجه إلى الأرضيين، بل دعا اللبنانيين إلى الانضمام إليه بالصلاة لكي تحل الصعاب وتشكل الحكومة، مشيرا إلى أن البعض يخلق تقاليد جديدة في التأليف، والمسألة تحتاج إلى بعض الوقت لحلها.

الرئيس لم يسم الفريق الذي يسعى إلى فرض الأعراف، لكن استعراضا بسيطا للمعنيين بالتأليف يسمح بتبيان هويته، "القوات" تنازلوا وحسموا حصتهم، وكذلك الثنائي الشيعي و"المردة" و"الإشتراكي"، حتى "التيار الحر" التزم ورضي بحصته وإن على مضض، كل هؤلاء التزموا الأعراف، إلى ان أسس "حزب الله" "اللقاء التشاوري" السني، وعمل على فرضه كجزء من الحكومة، ودعمه في تصلبه إبان أزمة عدرا، وهذا يعني بوضوح أن الرئيس عون كان يتهم "حزب الله".

غني عن القول ان الحزب أيقظ بانقلابه حلم "التيار الحر" بالوزير الحادي عشر السليب، ما أسقط قصر الكرتون الذي حيكت منه التسوية الرئاسية. وإذا ضبط الرئيس عون خطابه، تاركا الباب مفتوحا لإحياء التسوية أو لاستيلاد غيرها، أطلق البطريرك الراعي والمطران عودة النار كثيفة على حارمي اللبنانيين حقهم بتأليف حكومة ترعى شؤونهم.

وسط هذا الانسداد الكل يسأل: إلى أين من هنا؟، فيجيب المعنيون بأن التشاؤم ممنوع ولكن الأمل مفقود، والحاجة باتت ملحة إلى هدنة فتهدئة، تمهيدا لإعادة بناء الثقة التي صارت مفقودة بين الحليفين، الرئيس عون و"حزب الله"، وهذا يتطلب وقتا وراعيا غير متوفرين.

ترجمة هذا أن البلاد مرشحة للإبحار إلى ما بعد بعد رأس السنة، من دون حكومة تدير ورأس يدبر. ولا يبقى أمامنا سوى الصلاة مع الرئيس: يا طفل المغارة إحمي لبنان من بعض عرافيه ومغيري أعرافه من أصحاب القلوب الفارغة من الإنسانية والوطنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ميلاد مجيد.

إنتظرها اللبنانيون من الرئيس الحريري، فجاءت من الرئيس عون. الرئيس المكلف الذي سبق وأعلن غير مرة أنه سيكشف معرقلي تشكيل الحكومة، اعتصم بالصمت، فيما بق رئيس الجمهورية نصف بحصة، فأعلن من بكركي، أثناء مشاركته في قداس الميلاد أنه "يبدو أن البعض يضع تقاليد جديدة في عملية التأليف لم نكن نعرفها من قبل، وهي بحاجة إلى بعض الوقت لحلها".

ما إن أنهى الرئيس عون كلمته، أو بالأحرى تفجير قنبلة التشكيل، حتى تلاحقت الأسئلة ذات العلاقة، ومنها: من قصد رئيس الجمهورية "بالبعض" الذين يضعون تقاليد جديدة؟، ما المقصود "بالتقاليد الجديدة"؟، هل هي مصطلحات ملطفة مرادفة "للخروج على الطائف"؟، ما المقصود "بالحاجة إلى بعض الوقت لحل هذه التقاليد الجديدة"؟، هل هذا يعني أن ولادة الحكومة مرتبطة بحل ما سماه الرئيس "التقاليد الجديدة"؟.

ما قاله رئيس الجمهورية من بكركي، كلام كبير ورسائل في أكثر من اتجاه، فكيف سيتلقفها المعنيون مباشرة بها: "حزب الله" والرئيس المكلف؟. الكلام الرئاسي من بكركي يؤشر إلى أن الكيل قد طفح مع رئيس الجمهورية، فمتى موعد النصف الثاني من البحصة؟.

تأتي هذه الأجواء عشية المرحلة الثانية من تحركات الشارع والتي موعدها غدا الأربعاء، فما هو حجمها؟، وما هي بقعتها الجغرافية؟.

وبين بحصة الحكومة وصرخة الشارع، حادث على أحد حواجز الجيش اللبناني يرتقي إلى مستوى الحدث: إذا تصرف الضابط في الجنوب، فهو بطل ، وإذا تصرف في الداخل فهو يتعرض "للمرجلة عليه وتهبيط الحيطان عليه". بين ميس الجبل الجنوبية والقاع البقاعية، مسافة طويلة من ازدواجية المعايير في التعاطي مع الجيش اللبناني: في ميس الجبل ضابط لبناني بطل إسمه محمد قرياني، أجبر عناصر من الجيش الاسرائيلي على التراجع، فكان تصرفه مدعاة فخر واعتزاز.

في القاع ضابط بطل إسمه زارة المولى صمم على تطبيق القانون في حق مخالف، لكن صودف ان المخالف لديه صفتين على الأقل: صفة القبضاي، وصفة نجل نائب، وبهاتين الصفتين تمرجل و"هبط حيطان" على طريقة "إنت عارف حالك مع مين عم تحكي"؟.

إنها قصة تستحق ان تتابع. قصة "البطل والقبضاي"، فهل تكون الغلبة للقانون، فيفتخر الرائد المولى بما قام به، كما افتخر الملازم الأول قرياني؟، أم يندم على أنه اراد تطبيق القانون؟. البديهي أن يفتخر وأن ينال القبضاي عقابه على تطاوله على المؤسسة العسكرية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

صلوات الميلاد جاءت على نية حكومة مصلوبة، معلقة على شجار، ومحكومة بالانتماء إلى تيارات تشدها من كل حدب وصوب.

اليوم لم يتردد سيد الكنيسة أمام سيد العهد، ووصف المشهد بالجريمة. والراعي إذ سأل رئيس الجمهورية عن الحكومة، أجابه ميشال عون وأجاب آخرين عبره قائلا: "يبدو أن هناك من يريد تغيير التقاليد والأعراف".

وفي خلوة جمعت راعي الكنيسة برئيس الرعية اللبنانية، تمت الصلوات لاسترجاع روح التأليف، لكن ليس بالايمان وحده يردع جبران. فثمة خطوات وجب اتخاذها، وبمرسوم رئاسي، لوقف مهزلة ضياع سنوات العهد وتشكيل الحكومة ومن دون ابطاء.

ووفقا لتوقعات نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، صاحب نظرية "ظهور حرف الخاء"، فإن الوزير باسيل سيجد طريقا للمخرج وإعادة تفعيل المبادرة. هذا الانفراج الذي تنبأ به الفرزلي، يستند إلى فراسته في علم الاحياء السياسية وليس إلى معطيات، ولكن سرعان ما تم استدعاء "المتنبي" إلى القصر للتشاور.

ويتوقع بعد المشورة أن يدلي رئيس الجمهورية بموقف حاسم غدا، يحدد فيه استراتيجية المرحلة. لكن الأمور لم تعد تحتمل استراتجيات من دون آلية للتنفيذ، ووضع الأمور في نصابها، والاعلان الواضح والصريح ما إذا كان فريق العهد يسعى إلى الثلث الضامن بأحد عشر وزيرا، وكل ما عدا ذلك لن يكون سوى تكرار لما سبق وهدر للزمن.

وإذا كانت الصحافة ومعشر الاعلام قد بالغت في الاتهام، فليرد رئيس الجمهورية على شريكه في الحكم، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي نقلت عنه صحيفة "الحياة" ان جبران خرب الطبخة عندما أراد ضم جواد عدرا إلى تكتل "لبنان القوي".

وأي كلام للتعمية سيصنف رئيس الجمهورية في خانة "الفريق"، ولن يكون أبا للكل كما اعتدنا عليه. أما إذا أراد حماية جبرانه، فسوف نقرأ غدا تغريدة تشبه ما كتبه دونالد ترامب من انه: رئيس وحيد في البيت الأبيض. لكن لترامب ما يتسلى به في الأتي من سنوات الحكم، فالرئيس الأميركي كلف السعودية إعادة إعمار سوريا نيابة عن أميركا. هو أصدر تعليماته على طريقة الأمر، فشكر المملكة، وقال إنها دولة فاحشة الثراء تساعد جيرانها، عوضا عنا نحن الذين نبعد آلاف الأميال.

وزع ترامب هدايا العيد بين السعودية وتركيا التي منحها دولة بكاملها، وقال لاردوغان: "سوريا كلها لك"، وشكرها على ضرب "داعش"، علما ان تركيا لم تطلق رصاصة على "تنظيم الدولة الاسلامية" بل رعت "داعش" ودارتها واحتضنت مسلحيها.

وللأكراد حصة من هدايا ترامب المجانية، حيث وهب الأكراد في شمالي الفرات الأسلحة الأميركية بعد الانسحاب، وترك "خرطوش فرده" بامرتهم. لكن الرئيس الأميركي يدرك انه لن يستطيع الانسحاب مع الأسلحة لأنها من أموال سعودية. فهو باع الأكراد ما لا يملك.

.. وحفلات التكاذب مستمرة على المسرح الدولي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

صراع التوازنات يهدد اتفاق مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر

العرب/26 كانون الثاني/18/أزمة التشكيل الحكومي المستمرة في لبنان منذ 7 أشهر تتجاوز مسألة الحقائب وتوزيعها بين القوى السياسية إلى صراع نفوذ ظهر جليّا بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث يحاول كل منهما فرض نفسه صاحب الكلمة الفصل في المعادلة اللبنانية وإن كانت الكفة تميل لفائدة الحزب الشيعي بسبب قوة السلاح.

بيروت - كشفت التطورات الأخيرة بخصوص أزمة التشكيل الحكومي في لبنان، أن المشكلة الحقيقية تكمن في صراع التوازنات القائم بين الحليفين حزب الله والتيار الوطني الحر، وليس كما سعى الطرفان في وقت سابق إلى إظهارها وكأنها مشكلة داخل البيت السني، وأن مسؤولية حلها تقع على عاتق رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري. وتقول دوائر سياسية من الواضح أن السبب في عدم التوصل إلى حلّ هو إصرار حزب الله على سحب الثلث المعطّل من التيار الوطني الحر في مقابل تمسّك الأخير بهذا الامتياز الذي يجعله المتحكّم الفعلي في مسار الحكومة المقبلة التي لطالما أطلق عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تسمية حكومة “العهد الأولى”.

وتعتبر الدوائر السياسية أن هذه الأزمة كشفت هشاشة اتفاق مار مخايل الذي وقّعه كلّ من حزب الله والتيار الوطني الحر في العام 2006 والذي أسس لتحالف بينهما، وتشير هذه الدوائر إلى أن الأزمة تشكّل اختبارا مهمّا لمدى قدرة هذا التحالف على الاستمرار في ظل طموحات كل طرف منهما في فرض نفسه الرقم الصعب في المعادلة اللبنانية وإن كان للحزب الشيعي الأرجحية في ظل استناده لقوة السلاح.  وقال الرئيس عون، في انتقاد غير مباشر لحزب الله، إن “البعض يخلق تقاليد جديدة في تأليف الحكومة لم نألفها سابقا ونحتاج لبعض الوقت لإيجاد الحلول لها”.

وأضاف بعد خلوة جمعته الثلاثاء، بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي قبل قداس عيد الميلاد واستمرت حوالي 30 دقيقة “نعيش أزمة تأليف الحكومة، صلّوا لكي تحلّ الصعوبات”.

وكان لبنان قاب قوسين أو أدنى من التوصل نهاية الأسبوع إلى تسوية حكومية رعاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بطلب من رئيس الجمهورية ميشال عون وتقضي بإعطاء تحالف اللقاء التشاوري حقيبة من ضمن حصة الرئيس مقابل الاتفاق على شخصية لا تشكل أي استفزاز لأي طرف وقد وقع الاختيار على رئيس مجلس إدارة شركة “الدولية للمعلومات” جواد عدرا، بيد أن الأمور سرعان ما انهارت ليتقاذف كل من حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الاتهامات بالانقلاب عن الاتفاق.

قاسم هاشم: اتصالات تشكيل الحكومة توقفت، وتعقدت إلى حد ما مسألة التأليفقاسم هاشم: اتصالات تشكيل الحكومة توقفت، وتعقدت إلى حد ما مسألة التأليف

ويشعر حزب الله أنه تعرّض لخيانة من قبل باسيل حيث أن الاتفاق كان يقوم، بحسب مصادر الحزب، على اقتطاع حقيبة وزارية من حصة رئيس الجمهورية، لفائدة اللقاء التشاوري بعد أن ضغط على الأخير للقبول بتسمية وزير من خارج مؤثثي هذا التحالف المصطنع، إلا أن باسيل التفّ على التسوية مشددا على أن الحقيبة التي ستعطى للقاء ستكون ممثلة لكتلة “لبنان القوي” (حصة الرئيس وحزبه التيار الوطني الحر) داخل الحكومة. بالمقابل يرى باسيل أن سلوك الحزب الأخير يكشف أن المستهدف من وضع عقدة تمثيل سنّة 8 آذار لم يكن منذ البداية الحريري بل التيار الوطني الحر، والرئيس ميشال عون وعهده، حيث أن الهدف الأساس كان الحيلولة دون حصول الطرفين على الثلث المعطل، ذلك أن حصة الرئيس وحزبه تضم مجتمعة 11 وزيرا. ويعتبر باسيل أنه كان هناك نية مبيتة لدى حزب الله من البداية لضرب منجزات التيار، وأن تصريحات قياداته بأنه لا مشكلة للحزب الشيعي بأن يكون هناك 11 أو 12 وزيرا من حصة التيار ليست سوى للتسويق المحلي. وكان حزب الله قد فجّر قبل أسابيع قنبلة تمثيل النواب السنّة الستة الموالين له، وذلك في الربع الساعة الأخير من قرب إعلان الحريري عن التشكيلة الحكومية، بعد أن نجح في حل العقدتين المسيحية والدرزية. وقام الحزب مسنودا بحركة أمل بحجب أسماء وزرائهم الستة، وشنّ حملة على رئيس الوزراء المكلّف، وقد اصطف الرئيس ميشال عون بداية مع الحريري لإدراكه بأنه أيضا مستهدف من إعادة حزب الله خلط الأوراق وانتقد عون النواب السنة الستة الذين شكّلوا تحالفا أطلقوا عليه “اللقاء التشاوري”.

وفيما بدا محاولة لعدم التصعيد مع حزب الله، تراجع الرئيس عون خطوة إلى الوراء وحاول صهره رئيس التيار الوطني الحر التسويق إلى أن ما يحدث هو مشكلة بين الحزب والحريري، ساعيا في الآن ذاته إلى تدوير الزوايا مدعوما برئيس مجلس النواب نبيه برّي لإيجاد توليفة تبقي على الثلث المعطل من نصيبهم مع إرضاء حزب الله والحريري الذي كان رفض بشكل قاطع منح أي حقيبة من حصته لسنّة 8 آذار. وسعى الرئيس ميشال عون إلى إنضاج مساعي باسيل في شكل مبادرة موكلا المهمة للواء عباس الذي يمتلك علاقات طيبة مع جميع الأطراف، بيد أن الأمور سرعان ما انهارت لأن السبب الأساسي في افتعال حزب الله أزمة سنّة 8 آذار لم يتم حلها وهو إلغاء حصول الرئيس عون وحزبه على الثلث المعطل.

ويستبعد مراقبون أن تكون الأزمة عادت إلى المربع الأول رغم ما يثار عن إعادة توزيع الحقائب، حيث أنه سيبقى البحث قيد تطوير مبادرة عون. وقال عضو اللقاء التشاوري النائب قاسم هاشم الثلاثاء “إن اتصالات تشكيل الحكومة توقفت وتعقدت إلى حد ما مسألة التأليف من ثم دخلنا عطلة الأعياد وقد يكون من يحاول استشراف الواقع للخروج من الأزمة بحلول معيّنة في وقت لاحق بعد العطلة”. وشدد هاشم “ليست لدينا أجوبة حول من تسبب في تعثر مبادرة الرئيس عون فنحن قدّمنا التسهيلات حتى بموضوع الاسم ولكننا لا نريد من يمثلنا في الشكل فقط من دون مضمون، نريد ممثّلا حقيقياً”. ويحذّر المراقبون من أن يعمد حزب الله إلى استخدام الشارع في فرض الأمر الواقع، وهذا قد يقود لبنان إلى وضع خطير في ظل الظروف العاصفة التي تمر بها المنطقة.

 

دعوات لاستئناف التظاهر وللعصيان المدني يوم الأربعاء

وليد حسين /المدن/الثلاثاء 25/12/2018/بعد تظاهرة يوم الأحد وما تبعها من حالات شغب وفوضى، قرر "الناشطون" على وسائل التواصل الاجتماعي وقف الاعتصامات والتحركات في الشارع، إلى ما بعد عيد الميلاد. إذ يتمّ التداول بالدعوة إلى عصيان مدني، والاعتصام في ساحة الشهداء، يوم الأربعاء في السادس والعشرين من الجاري في تمام الساعة 3:30. لم تصدر دعوات رسمية بعد بهذا الشأن، سوى من بعض الأفراد و"الناشطين"، إذ علمت "المدن" من مصادر خاصّة، أن البحث يتناول إقفال الطرقات بالسيارات، ودعوة الناس إلى الاعتصام والعصيان المدني. وجرياً على ما حدث في التظاهرات السابقة، نفت مجموعات الحراك المدني أي علاقة لها بما يتمّ التداول به بخصوص يوم الأربعاء. تجدر الإشارة إلى أن "الناشطين" المقربين من حزب الله وحركة أمل وبقايا الثامن من آذار، كانوا قد عملوا على "تسجيل" التظاهرة، التي حصلت يوم الأحد، بعلامة "مسجّلة"(كنوع من التبني)، كونهم كانوا وراء الاستحصال على طلب الترخيص من الجهات الحكومية المختصّة. وعزوا حالات الشغب التي وقعت إلى جهات لا حول ولا قوة لها، مثل حزب سبعة، ومجموعة طلعت ريحكتم، التي لم تدعُ إلى التظاهر، وإلى المجموعات المدنية التي ترفع شعارات "كلن يعني كلن". ولم يتوان هؤلاء "الناشطون" عن التباهي بقدراتهم في قمع الأشخاص والمجموعات التي رفعت شعارات وأطلقت هتافات ضد الزعماء السياسيين المشاركين في السلطة.

 

تفاصيل الاشكال بين حفيد بري وحاجز أمني

"ليبانون ديبايت"/25 كانون الأوّل 2018/حصل منذ عدة أيام سوء تفاهم بين أحد عناصر مخابرات الجيش على حاجز كفرا وبين مصطفى عبدالله بري حفيد رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي التفاصيل أن عنصراً من المخابرات طلب من مصطفى بري أن يتوقف على اليمين للتفتيش، فعرّف عن نفسه بأنه حفيد الرئيس بري، الا أن العنصر أصر على الطلب منه الترجل من السيارة. إستجاب مصطفى لطلب عنصر المخابرات ليحصل بعدها تلاسن واشكال بين الاثنين.

 

«مصانع إيران العسكرية في لبنان».. هذا ما قالته الرواية الإسرائيلية الجديدة!

لبنان الجديد/25 كانون الأوّل 2018/ صحيفة معريب: إن إسرائيل والولايات المتحدة منقسمتان حول دعم الجيش اللبناني ومن الممكن أن يؤدي هذا الإنقسام إلى الإضرار بالردع الإسرائيلي أمام حزب الله.

 أعلن المتحدث الرسمي بإسم الجيش الإسرائيلي رونين منليس، أنه لم تعد لإيران مصانع لتصنيع الأسلحة الدقيقة في لبنان، وقال المتحدث خلال إيجاز للصحافيين المتدينين، أمس الاثنين، إن "المصانع التي تطرّق إليها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، في شهر الماضي، قد أُغلقت، بعد الإجراءات والتحذيرات الإسرائيلية الصارمة"، حسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط". من جهته، رفض منليس إعطاء تفاصيل أو تفسيرات بخصوص كيفية اتخاذ قرار الإغلاق، وهل تم بوساطة من طرف ثالث أم كان قرارًا إيرانيًا منفصلًا بعد تهديدات إسرائيل، وأوضح أن "إسرائيل تعمل ضد حزب الله على 3 جبهات، أولاها: العمل على منع حزب الله من الحصول على صواريخ دقيقة؛ وثانيتها: تموضع حزب الله في الجولان ومحاولة فتحه جبهة جديدة؛ وثالثتها: منع تحويل وسائل قتالية إيرانيّة إلى حزب الله، دون أو يوضح ما هي". مقابل ذلك، وحول عملية "درع الشمال"، التي ترمي إلى تدمير أنفاق حزب الله الممتدة من الجنوب اللبناني إلى إسرائيل، قال منليس إنّ "الأنفاق الأربعة التي كشفها الجيش الإسرائيلي دخلت الأراضي الإسرائيليّة لمسافة تتراوح ما بين 70 و80 مترًا"، ونفى كذلك أن "تكون أسباب إطلاق العملية سياسيّة، قائلًا إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي طالب بالمباشرة بالعمليّة قبل أكثر من عام لكّن الظروف لم تكتمل حينها، لذلك كان يجب الإنتظار فترة أطول مما توقّعوا في بداية التخطيط للعمليّة"، وأضاف أن "الحفر لم يكن في البداية قد اخترق الحدود مع إسرائيل وعندما بدأ الحفر يتم في تخوم إسرائيل تم ترك حزب الله يعمل بلا إزعاج، حتى بات الأمر جليًا واضحًا ولا يقبل الجدل، تقرر عندئذ العمل على تدميرها". وسار منليس على وقع تصريحات رئيس أركان جيشه غادي آيزنكوت، في ضرورة عدم المبالغة في تقدير انسحاب القوات الأميركية من سوريا في الوقت الحالي، مقتبسًا قول آيزنكوت: "مَن منع التموضع الإيراني في سوريا هو الجيش الإسرائيلي وليس الأميركيين"، وقال منليس إنّ "الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تقوم الحكومة اللبنانيّة بتطبيق قرار الأمم المتحدة التي تمنع الإضرار بالسيادة الإسرائيليّة، وأن تعالج هي بنفسها الأنفاق لأنها إن لم تفعل ذلك، فسنقوم نحن بتفجير هذه الأنفاق، كما قررنا الخميس الماضي". علمًا، أن تصريحات منليس بخصوص الحكومة اللبنانيّة تأتي في الوقت الذي أقرّ فيه المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، بأن إسرائيل فشلت في إقناع الولايات المتحدة بوقف دعمها للجيش اللبناني، قائلًا إنّها ترى فيه "هدفًا يمكن العمل معه". في المقابل، ذكر مصدر سياسي نقلًا عن "الشرق الأوسط" أن "نتنياهو سعى خلال لقائه الخاطف مع وزير الخارجيّة الأميركيّ مايك بومبيو، مطلع الشهر الحالي، إلى إيقاف المعونات الأميركيّة للجيش اللبناني، وقالت إن مباحثات نتنياهو وبومبيو، التي جاءت قبل ساعاتٍ من الإعلان الإسرائيلي عن عملية درع الشمال، لم تقتصر على العمليّة نفسها، إنّما امتدّت لتطال الدعم الأميركي للجيش اللبناني". بدوره، كشف مصدر إسرائيلي كبير أن "إسرائيل تسعى منذ مدّة لتجريم الجيش اللبناني وإثبات أنه يُشغَّل من قبل حزب الله وبالتعاون معه، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت تموّل وتدرب الجنود اللبنانيين"، كما كشف أن "إسرائيل حوّلت للولايات المتحدة شهادات وملفات استخباراتيّة حول ضباط لبنانيين تثبت خلالها أنهم ينفّذون تمامًا ما يطلبه حزب الله منهم، لكنّ بومبيو لم يتأثر وقال إنه يعتقد أنه من الممكن العمل مع أحد ما في لبنان". يذكر، أن صحيفة "معريب" قالت، أمس الإثنين، إن "إسرائيل والولايات المتحدة منقسمتان حول دعم الجيش اللبناني ومن الممكن أن يؤدي هذا الإنقسام إلى الإضرار بالردع الإسرائيلي أمام حزب الله".

 

تحذيرات من أزمة مالية عالمية جديدة بحلول 2019

لبنان الجديد/25 كانون الأوّل 2018/ تزداد المخاوف من وقوع أزمة مالية عالمية جديدة بحلول عام ألفين وتسعة عشر، بعد مرور نحو عشر سنوات على الأزمة المالية الأخيرة. وتشهد الأسواق العالمية تخبطاً وتراجعات قياسية، وكذلك هبوطا في أسعار النفط، وارتفاع مستويات الدين، وغيرها، مما ينذر بحدوث أزمة مالية مرتقبة. من جانبه، حذر البنك الدولي من أن العالم ليس في انتظار عاصفة مالية وحسب، بل لا يبدو أنه يقف على استعداد لاستقبالها. ومع حلول العام المقبل، سيكون قد مر عشر سنوات على آخر أزمة مالية شهدها العالم في عام 2008. وهي أزمة بقيت في الأذهان لسنوات، إذ اعتبرت الأسوأ من نوعها منذ الكساد الكبير عام ألف وتسعمئة وتسعة وعشرين. ووفقاً للشواهد التاريخية، فإن العالم يشهد أزمة مالية كل عشر سنوات تقريباً، مما يعني أن العالم قد يكون على أعتاب أزمة مالية جديدة تلوح في الأفق مع حلول عام 2019. لكن المخاوف والتحذيرات من أزمة مالية جديدة، بدأت تتعمق، مع حالة التخبط والتراجعات القياسية التي تشهدها الأسواق المالية وفي ظل التدهور الكبير في أسعار النفط، وهو ما بات يثير الهلع لدى أوساط عدة في الولايات المتحدة. فضلاً عن الحرب التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين، وإن هدأت وتيرتها بعد الإعلان عن هدنة مؤقتة بينهما في قمة العشرين الأخيرة، لكن المؤكد أنها باتت تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي المثقل أصلا، وفقاً لخبراء. بينما تؤكد التقارير أن مستويات الدين العالمي أصبحت أكبر من أي وقت مضى. وفي حال وقوع أزمة مالية بالفعل فإن تأثيرها لن يكون محدوداً على الاستثمارات الصغيرة والأفراد فقط، بل سيطال المؤسسات الاستثمارية الكبيرة بحسب خبراء اقتصاديين.

 

 تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب يعلن ان السعودية وافقت على تمويل إعادة إعمار سوريا

جنوبية/25 ديسمبر، 2018 /أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه “تويتر” ان المملكة العربية السعودية وافقت على تمويل إعادة الإعمار سوريا بدلا من الولايات المتحدة. وشكر ترامب السعودية التي وافقت على إنفاق الأموال اللازمة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا بدلا من الولايات المتحدة. مبديا اعجابه بـ”الدول الغنية التي تساعد في إعادة إعمار جيرانها بدلا من البلد العظيم الولايات المتحدة التي تقع على بعد 5000 ميل”!

 

تركيا ستعبر إلى شرق الفرات... وتنصح فرنسا بعدم البقاء في سوريا

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 كانون الأوّل 2018/أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم (الثلاثاء) أن تركيا عازمة على العبور إلى شرق نهر الفرات fشمال سوريا في أسرع وقت ممكن. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أعلن هذا الشهر عزم بلاده على شن عملية عسكرية جديدة في المنطقة. لكن بعدما قررت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي سحب كل قواتها من شمال سوريا أرجأت أنقرة العملية إلى ما بعد استكمال الانسحاب الأميركي. واتفق إردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترمب على التنسيق لتفادي فراغ في السلطة هناك. وكشف جاويش أوغلو أن الجانبين اتفقا أيضا على استكمال اتفاقهما بشأن مدينة منبج السورية بالتزامن مع استكمال الانسحاب الأميركي. ويقضي الاتفاق بخروج وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة إرهابية، كلياً من المدينة. وفي هذا السياق، قال جاويش أوغلو: "لا يخفى على أحد أن فرنسا تدعم وحدات حماية الشعب الكردية. وقد اجتمع ماكرون بممثلين لهم". وأضاف: "لا معلومات لدينا عن إيفاد مزيد من الجنود الفرنسيين، لكنهم يحافظون على وجودهم الحالي. وإن كانوا يبقون لبناء مستقبل سوريا، فهم مشكورون. لكن إن كانوا يبقون لحماية الوحدات الكردية، فلا طائل من ذلك لأحد". وأكد أن بلاده "تتحلّى بما بكفي من القوّة للقضاء على تنظيم داعش". وتشارك فرنسا في تحالف دولي لمكافحة الإرهاب تقوده الولايات المتحدة في سوريا والعراق. وأوفدت طيّارين حربيين وعسكريين مدفعيين يتولّون عمليات القصف. كما إن مصادر عدّة أفادت عن نشرها عناصر من القوات الخاصة في الأراضي السورية، لكن الحكومة الفرنسية لم تؤكد هذه المعلومات. وقد أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد عن أسفه الشديد إزاء القرار الأميركي، معتبرا أن الحليف "من شأنه أن يكون محل ثقة". وأكدت فرنسا عزمها على البقاء في هذا التحالف على الرغم من الانسحاب المعلن للقوات الأميركية من سوريا.

 

إيران: لا نعتبر حاملة الطائرات الأميركية في الخليج مصدر تهديد

لندن: «الشرق الأوسط»/25 كانون الأوّل 2018

قال نائب قائد الجيش الإيراني حبيب الله سياري، أمس، إن إيران على استعداد للرد على أي عمل عدائي أميركي، لكنها لا تعتبر وصول حاملة طائرات أميركية إلى الخليج، الأسبوع الماضي، خطراً كبيراً. ودخلت حاملة الطائرات «جون سي. ستينيس»، الخليج، الجمعة، لينتهي بذلك غياب طويل لحاملات الطائرات الأميركية في المنطقة، مع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن سياري قوله «وجود هذه السفينة الحربية غير مهم بالنسبة لنا»، مضيفاً: «لن نسمح لهذه السفينة الحربية بالاقتراب من مياهنا الإقليمية في الخليج».

وذكر سياري أن البحرية الأميركية مسموح لها بالإبحار في المياه الدولية قرب إيران، مثلما هو مسموح للبحرية الإيرانية بالإبحار في المحيط الأطلسي قرب المياه الأميركية. لكنه قال إن إيران في حالة تأهب تحسباً لأي خطر محتمل. وقال: «ليست لديهم الشجاعة أو القدرة على اتخاذ أي إجراءات ضدنا. لدينا قدرات كافية للتصدي لتحركاتهم، وتدربنا بشكل كامل على ذلك». ويعد سياري ثاني مسؤول عسكري رفيع يعلق بتحفظ على دخول حاملة الطائرات الأميركية، بعد ردود غاضبة من قادة «الحرس الثوري». السبت، نفى رئيس منظمة الصناعات البحرية الإيرانية الأدميرال علي رستغاري، أن تكون حاملة الطائرات الأميركية هدفاً لقذائف صاروخية أطلقتها الجمعة طائرات «درون» إيرانية، وقال إنها «ضمن مناورات (الحرس الثوري) قبالة جزيرة قشم» قرب مضيق هرمز. واقتربت زوارق سريعة تابعة لـ«الحرس الثوري»، تحمل راجمات صواريخ من حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس جون سي ستينيس»، أثناء مرورها عبر مضيق هرمز في طريقها إلى الخليج العربي. وكشف وكالة «فارس»، الناطقة باسم «الحرس الثوري»، اقتراب 30 زورقاً إيرانياً من حاملة الطائرات. وزعمت الوكالة أن طائرة «الدرون» كانت تقوم بعمليات تصوير لاقتراب الزوارق.

وبدأ الحرس الثوري الإيراني يوم السبت مناورات عسكرية في الخليج شاركت فيها سفن وطائرات هليكوبتر وأخرى مسيرة وقاذفات صواريخ ووحدات القوات الخاصة. وأشار رمضان شريف المتحدث باسم «الحرس»، إلى «نجاح» هذه التدريبات، وقال (الاثنين): «الخليج وبحر عمان كانا أكثر أمناً وأماناً على مدى الشهور العشرة الماضية في غياب حاملة الطائرات الأميركية». وتصاعدت الحرب الكلامية بين البلدين منذ سحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، واشنطن، من الاتفاق النووي مع إيران في مايو (أيار)، وعاود فرض العقوبات على قطاعي البنوك والطاقة الإيرانيين.

وحذرت إيران من أنها إذا لم تستطع بيع نفطها بسبب الضغوط الأميركية، فلن يُسمح لأي دول أخرى في المنطقة بأن تقوم بذلك أيضاً، مهددة بإغلاق مضيق هرمز. ويمر ثلث حجم النفط العالمي، المنقول بحراً، عبر مضيق هرمز من منتجي الخام في الشرق الأوسط إلى الأسواق الكبرى.وفي السنوات الأخيرة وقعت مواجهات من حين لآخر بين «الحرس الثوري الإيراني» والجيش الأميركي في الخليج، لكن عدد الحوادث انخفض في الشهور الأخيرة.

 

روحاني يقدّم «ميزانية أزمة» ويعترف بنفاد العملات الأجنبية

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 كانون الأوّل 2018

تضمّن مشروع الميزانية الذي قدّمه الرئيس الإيراني حسن روحاني للبرلمان اليوم (الثلاثاء) خفض ميزانية وزارة الدفاع والجيش والحرس الثوري والباسيج إلى النصف مقارنة بميزانية العام الماضي، بالإضافة إلى إقرار بنفاد احتياط العملات الأجنبية، وتقلص حصة "صندوق التنمية الوطني" من عائدات صادرات النفط الإيرانية بنحو 13 في المائة. وقال روحاني في كلمته أمام البرلمان إن الميزانية التي يبلغ حجمها ما يوازي 47 مليار دولار أميركي – أي أقل من نصف الميزانية السابقة - تتناسب مع العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده والتي أثرت عمليا ونفسيا على سوق العملات في إيران، مقراً بأن الريال الإيراني فقد بسببها الكثير من قيمته، وبأنها أثّرت على مستوى معيشة الشعب. وكشف روحاني أن مدّخرات بلاده من العملات الأجنبية وصلت خلال الأشهر الماضية إلى الصفر، وأضاف أن حكومته اتخذت إجراءات صعبة لإنقاذ البلاد. وأعلن زيادة 20 في المائة على أجور القطاع العام في محاولة للتخفيف من آثار الأزمة المعيشية. وقدّم الخطاب لمحة عامة سريعة عن الميزانية التي سيدرسها مجلس الشورى ويصوّت عليها، علماً أن طرحها أرجئ مراراً في الأسابيع الأخيرة، وذكرت تقارير أن المرشد الإيراني علي خامنئي طلب إدخال تعديلات على النص النهائي. وواجهت ايران تباطؤا اقتصاديا واضحا هذه السنة نتيجة فرض العقوبات الأميركية. وسارع عدد كبير من الايرانيين الى إحاطة مدخراتهم بشبكة أمان، من خلال شراء عملات اجنبية ومعادن ثمينة، مما أدى الى تراجع قيمة الريال بأكثر من 50 في المائة مقابل الدولار ورفع سعر الذهب أربع مرات. وحضّت الحكومة المستوردين الإيرانيين على إعادة أرصدتهم الدولارية إلى إيران، وقال روحاني اليوم إنهم سيخسرون حوافر ضريبية إذا لم يعيدوها. واستخدم المصرف المركزي في طهران الدولارات المودعة في المصارف المحلية لدعم الريال المتداعي، وهو ما أوصله إلى 110 آلاف ريال مقابل الدولار وفق المعاملات غير الرسمية. وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنحو 60 في المائة، وفق أرقام المصرف المركزي في نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت.

 

طهران: تباين حول مصير رئيس مجلس «تشخيص مصلحة النظام»

لندن: عادل السالمي/25 كانون الأوّل 2018

تباينت تقارير إيرانية عن الحالة الصحة لرئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» محمود هاشمي شاهرودي. وفيما أعلنت وكالات أنباء «الحرس الثوري»، عن مصادر مطلعة، أنباء وفاته، رفضت وكالات الأنباء الحكومة صحة التقارير، ووصفتها بـ«الإشاعات»، مؤكدة أنه یمر بأوضاع حرجة. وكان هاشمي شاهرودي (70 عاماً) أهم المرشحين لخلافة المرشد الحالي علي خامنئي، قبل أن تؤكد تقارير طبية إصابته بمرض في جهاز الهضم. واختار المرشد الإيراني علي خامنئي، هاشمي شاهرودي، رئيساً لمجلس «تشخيص مصلحة النظام»، عقب ثمانية أشهر على وفاة الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في أغسطس (آب) 2017. وإضافة إلى مجلس «تشخيص مصلحة النظام»، فإن هاشمي شاهرودي يعد من أبرز فقهاء مجلس «صيانة الدستور» الذين يختارهم خامنئي مباشرة. في 14 أغسطس 2009، ترك هاشمي شاهرودي منصب رئاسة القضاء بعد 10 سنوات، لصادق لاريجاني، الذي يعد من أبرز مسؤولي الجيل الثاني في النظام الإيراني. في بداية ثمانينات القرن الماضي، لعب هاشمي شاهرودي دوراً أساسياً في تأسيس «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي»، وجناحه العسكري «فيلق بدر». وكان هاشمي شاهرودي قد تلقى العلاج في مشفى بمدينة هانوفر الألمانية لكنه عاد للبلاد. وكانت منظمات حقوق إنسان قد دعت السلطات الألمانية إلى احتجازه لدوره في انتهاكات حقوق الإنسان. في أول ساعات أمس، كانت وكالتا «فارس» و«تسنيم» التابعتان لـ«الحرس الثوري»، إضافة إلى وكالة «مهر» الحكومية المقربة من أوساط المحافظين، قد أعلنت وفاة هاشمي شاهرودي، واعتبرت وكالة «إرنا» الرسمية ما تناقل عن وفاة المسؤول الإيراني «إشاعات». ونشرت وكالة «إيسنا» الحكومة، تقريراً تحت عنوان «هاشمي شاهرودي لديه علائم الحياة»، رداً على تقارير حول وفاته. وأفادت الوكالة، نقلاً عن رئيس مستشفى «خاتم الأنبياء» هادي كاظمي، بأن «أوضاع هاشمي شاهرودي لم تتغير». وعقد «مجلس تشخيص مصلحة النظام» آخر اجتماعاته الأحد الماضي برئاسة أحمد جنتي (92 عاماً)، الذي يرأس مجلسي «خبراء القيادة» و«صيانة الدستور»، وهو ما أثار ردوداً بين الأوساط الإيرانية. وفسرت رئاسة جنتي المؤقتة بأنها محاولة لاستعداد خامنئي لاختيار أسماء جديدة، ما قد يؤدي إلى زيادة التكهنات بشأن خليفته. ويعد «مجلس تشخيص مصلحة النظام»، الذي ارتبط باسم هاشمي رفسنجاني لعقدين، أعلى مجلس سياسي يجمع كبار المسؤولين السياسيين الحاليين وقيادات عسكرية، وأهم مهامه تعيين السياسات العامة للبلاد، والفصل في الخلافات بين البرلمان و«مجلس صيانة الدستور»، وتقديم الاستشارة للمرشد الإيراني. ويختار المرشد الإيراني أعضاء المجلس كل خمس سنوات. وتعود آخر مرة اختار فيها خامنئي أعضاء المجلس إلى أغسطس 2017. وكشفت مصادر مطلعة، قبل أيام، عن نوايا للمرشد الإيراني لتعيين رئيس القضاء الحالي صادق لاريجاني في منصب رئيس مجلس «تشخيص مصلحة النظام»، وذلك بعدما أكد المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، ضمناً، تعيين إبراهيم رئيسي رئيس مؤسسة «آستان قدس رضوي» والمرشح الرئاسي السابق في منصب رئاسة القضاء. وكان منتظري يعلق الأسبوع الماضي على تقارير كشفت عن جلسات مشتركة بين لاريجاني ورئيسي لبحث التغيير في القضاء. وقالت مصادر في هذا الصدد إن رئيسي عقد اجتماعاً مع كبار مساعدي رئيس القضاء. ويكسب المنصبان أهمية مضاعفة في إيران في ظل ما يتردد عن الخلافات بشأن المرشد الثالث في النظام الإيراني وخليفة خامنئي. وإذا ما تأكدت المعلومات بشأن رئيسي، فإن التعيين ينعش حظوظه في خلافة المرشد، وذلك بعدما تلقى هزيمة في الانتخابات الرئاسية 2017 أمام الرئيس الحالي حسن روحاني، وهي أول انتخابات كبيرة شارك فيها تلبية لدعوات من الأوساط المحافظة. من جانب آخر، فإن تعيين لاريجاني المحتمل سيجدد الخلافات بينه وبين الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، الذي شكل إعادة انتخابه لعضوية «مجلس تشخيص مصلحة النظام» مفاجأة لخصومه، لا سيما بعد استبعاده من خوض الانتخابات الرئاسية 2017. ويملك أحمدي نجاد علاقات جيدة بهاشمي شاهرودي، وكان نجاد قد طالب خامنئي في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي بتشكيل لجنة يرأسها هاشمي شاهرودي للبت في الخلافات بينه وبين الأخوين لاريجاني. وتغيب صادق لاريجاني، برفقة شقيقه علي لاريجاني رئيس البرلمان، عن عدد من اجتماعات «مجلس تشخيص مصلحة النظام»، بعد تفاقم الخلافات مع أحمدي نجاد.

 

العالم في 2019: إيران... النظام في عامه الأربعين رهن الأزمات ومصير النووي..الاحتجاجات الاقتصادية تتفاقم مع انهيار حر للعملة المحلية

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/25 كانون الأوّل 2018

سيكون العام الجديد مصيريا لإيران وسط تحديات «فائقة» تحاصر نظام «ولاية الفقيه» في عامه الأربعين ويطوي الإيرانيون صفحة 2018 بعدما شهدت أنحاء البلاد أزمات سياسية واقتصادية، تسببت في زلزال اجتماعي هز صورة النظام السياسي على المستويين الداخلي والخارجي. يكاد يجمع المراقبون في الشأن الإيراني على أن العام الحالي يشكل علامة فارقة في سجل إيران تحت حكم علي خامنئي.

من المرجح أن يكون مصير الاتفاق النووي والتسوية بين إيران والدول المتبقية في الاتفاق للالتفاف على العقوبات الأميركية سيد الموقف في الأشهر الستة الأولى من العام الجديد. أصبح الهاجس الأساسي للمواطن الإيراني مستقبل الصفقة النووي والتزامات طهران والطريق الذي يختاره النظام في مواجهة المجتمع الدولي، منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب خروج بلاده من الاتفاق وفرض العقوبات «الأقسى في التاريخ» وتعيين 12 شرطا لإيران للعودة إلى طاولة المفاوضات. كما ستظهر في النصف الأول من العام على الأقل مؤشرات تأثير العقوبات الأميركية التي دخلت مرحلتها النهائية حيز التنفيذ في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) مما يدفع طهران إلى اتخاذ مواقف أكثر وضوحا من حالة الترقب والانتظار إزاء الإجراءات الأوروبية بما فيها تفعيل القناة المالية.

وبموازاة الإجراءات التي تتخذها الحكومة الإيرانية يتوقع أن تزداد احتمالات المواجهة العسكرية إذا ما أكملت الإدارة الأميركية إجراءات من أجل تصفير صادرات النفط الإيرانية بعد أقل من ستة أشهر وترغب طهران في أسعار مرتفعة للنفط والحفاظ على الأقل على 700 ألف برميل يوميا حتى تجاوز فترة رئاسة ترمب. يشار إلى أن إيران والاتحاد الأوروبي قاب قوسين أو أدنى من تفعيل آلية مالية بعيدا عن الدولار تسمح بالتجارة مع إيران وانتقال موارد النفط لكن شبح الجزاءات الأميركية قد يقلب الطاولة على أي ترتيب من هذا النوع. إلى جانب ذلك تأمل إيران في تفعيل اتفاقيات تعاون استراتيجية مع الهند والصين وباكستان وروسيا وتركيا والعراق لتقليل أثر العقوبات. وكانت طهران قد لوحت في أكثر من مناسبة بإعادة تخصيب اليورانيوم والخروج من الاتفاق النووي في حال لم تتجاوب أوروبا مع مطالبها الاقتصادية لكن الأرجح أن طهران ستقتنع بما تعتبره إنجازا حقق لها مكاسب سياسية وتتجنب سيناريو انهيار القرار 2231 الصادر من مجلس الأمن بعد توقيع الاتفاق النووي والعودة تلقائيا إلى قرارات سابقة بما فيها الفصل السابع المادة 41.

يتوقع أن يواجه الرئيس الإيراني معارك على عدة جهات داخلية أهمها الوضع الاقتصادي الذي يشهد حالات متأزمة وارتفاعا في التضخم. وستزداد حدة الانتقادات لأداء الحكومة من الحلفاء والخصوم وذلك تحت تأثير اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والاستراتيجية التي تتبعها الأطراف المعنية بالحصول على أكثر نسبة من كراسي البرلمان وعلى الرغم من توقف التراجع القياسي الذي سجلته العملة الإيرانية مقابل الدولار في فترة زمنية بين أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فإن الأسعار المرتفعة ما زالت تراوح مكانها. ويتوقع أن يدفع روحاني بحزمة إجراءات اقتصادية لإعادة الهدوء إلى الأسواق بعدما عزز خزانة الحكومة بفضل التحكم في الدولار.

من جهة ثانية، يجد روحاني نفسه أمام مزيد من الضغوط للوفاء بوعوده المعطلة، ولا سيما أمام حلفائه الإصلاحيين الذين يواجهون خطر انهيار السلة الانتخابية ودفع ثمن دعم روحاني في الانتخابات البرلمانية المفترضة فبراير (شباط) 2020، لكن روحاني وحلفاءه يواجهون خطر التيار المنافس في السلطة الذي يريد تحييد القوى المطالبة بالمرونة مع الدول الغربية وتغيير المسار في السياسة الخارجية لتخطي خطر الانهيار. ويتعين على المرشد الإيراني علي خامنئي الذي يمر بأضعف فتراته وفق كثير من المراقبين أن يحافظ على التوازن بين أجهزة الدولة، في وقت تنقسم البلاد إلى معسكرين أساسيين، معسكر القوى المحافظة التي تجتمع تحت خيمة «الحرس الثوري» وهي الأقرب للمرشد، وائتلاف من الحكومة والبرلمان. وسيفاقم التنافس الانتخابي توتر الحال بين الأطراف السياسية الداخلية والمتصارعة على الصلاحيات، وذلك بسبب الحساسيات التي تكتسب الانتخابات البرلمانية المقبلة على غرار الاستحقاقات الانتخابية في الأعوام الأخيرة التي شهدتها البلاد وأهم الأسباب التي تزيد حساسية المناسبات السياسية احتمالات وفاة المرشد الحالي علي خامنئي والصراع الخفي بين أركان النظام على المرشح المحتمل. والأهمية الأخرى التي تكتسبها الانتخابات البرلمانية تتمثل في أنه بعد إعلان النتائج ومعرفة هوية رئيس البرلمان الجديد وتقاسم الكراسي بين التيارات سيبدأ العدد العكسي لمعرفة هوية المرشحين المتنافسين لخلافة حسن روحاني في منصب رئاسة الجمهورية، ويتوقع أن يكون رئيس البرلمان الحالي علي لاريجاني أحد المرشحين للمنصب. كما يتوقع تعيين رئيس جديد لمجلس تشخيص مصلحة النظام والقضاء الإيراني، وسيؤثر كل بدوره على الاصطفافات السياسية في البلاد.

عمليا ستعتبر الانتخابات البرلمانية المقبلة استفتاء شعبيا للنظام، وتحظى برمزية لكونها في السنة الأولى من عقده الخامس، لا سيما في ظل اعتماد النظام على الصورة التي تقدمها المناسبات الانتخابية في مواجهة أزمة المشروعية التي تلاحقه من تغيير الدستور الإيراني في 1979 وتبني نظام ولاية الفقيه. بذلك ستبذل الأطراف المشاركة في العملية السياسية تعزيز موقعها في الانتخابات.

وقبل يوم من بداية 2018 كانت أكبر البلاد مسرحا لأكبر موجة احتجاجات شعبية على مدى أربعين عاما ضد سوء الإدارة وتدهور الوضع المعيشي. وكانت شرارة الاحتجاجات بمدينة مشهد المعقل الثاني للمحافظين الإيرانيين بعد مدينة قم. ولكن الجديد في الاحتجاجات أن أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة التي تصنف عادة في إيران أنها القاعدة الشعبية للنظام. وشكلت الاحتجاجات الشعبية انطلاقة لاحتجاجات شعبية وإضرابات عمالية متقطعة في كل المحافظات الإيرانية. وتتوقع مراكز الدراسات الإيرانية استمرار الاحتجاجات وظهورها بأشكال جديدة مع تغيير في سقف المطالب الاجتماعية والسياسية. وكان لافتا في العام الماضي اختفاء عبارة «إيران… جزيرة الثبات» التي وردت في أكثر من مناسبة على لسان قادة «الحرس الثوري» بمن فيهم قاسم سليماني قائد فيلق «القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الإيراني» بعد أحداث الربيع العربي وتنامي التدخلات الإيرانية الإقليمية في أكثر من بلد عربي يشهد نزاعات داخلية. على صعيد السياسة الإقليمية الإيرانية، فإن من المرجح أن تواصل إيران الحفاظ على ما تعتبره تغييرا في ميزان القوى بمنطقة الشرق الأوسط، لا سيما في غرب آسيا، وهذا يعني أن تستمر إيران في تعزيز دورها في ملفات العراق وسوريا ولبنان ودعم الجماعات الموالية لآيديولوجيتها العقائدية. اتجاه إيران في الاتفاق النووي والسياسة الإقليمية سيترك أثره المباشر على سلوك «الحرس الثوري» على الصعيدين الخارجي والداخلي. سيوظف «الحرس الثوري» البرنامج الصاروخي للحصول على امتيازات من الحكومة للقيام بدور اقتصادي أكبر في زمن العقوبات، كما سيتجه لتشديد القبضة الأمنية بالتنسيق مع أجهزة المخابرات في وقت تراهن الإدارة الأميركية الحالية على الحراك الشعبي في مختلف مناطق جغرافيا إيران للانتقال السياسي وخروج رموز الدولة الحاليين من المعادلة الإيرانية.

 

تركيا تؤكد عزمها العبور شرق الفرات وتتعهد عدم التهاون بقتال “داعش” والتحالف الدولي قصف جسراً يُرمِّمه جيش الأسد في ريف دير الزور الغربي

عواصم – وكالات/25 كانون الأوّل 2018/أكدت تركيا العزم على العبور إلى شرق نهر الفرات في أسرع وقت ممكن، وتعهدت عدم التهاون في قتال تنظيم “داعش” بعد انسحاب الولايات المتحدة من سورية، حيث عزز مسلحون من المعارضة تدعمهم أنقرة مواقعهم في المنطقة المحيطة بمدينة منبج. وأكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أمس، أن بلاده عازمة على العبور إلى شرق نهر الفرات في أسرع وقت ممكن، بعد تأجيل العملية العسكرية المقترحة جراء قرار الولايات المتحدة سحب قواتها. وأضاف أن تركيا والولايات المتحدة اتفقتا أيضاً على استكمال اتفاقهما بشأن مدينة منبج، بالتزامن مع استكمال الانسحاب الأميركي. واعتبر أنه لا ينبغي أن يخدم انسحاب القوات الأميركية الجماعات “الإرهابية”، مؤكداً أن بلاده تمتلك القوة لتحييد “داعش” بمفردها في سورية. من جانبه، رفض المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في مؤتمر صحافي، أول من أمس، المخاوف إزاء احتمال استعادة “داعش” أراض كانت تحت سيطرتها، بعد الانسحاب الذي أمر به الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال إنه “في اطار التحالف العالمي الساعي لهزيمة داعش، نود أن نعبر مجدداً عن أننا لن نسمح بتكرار مثل هذا الأمر على التراب السوري ولا التراب العراقي ولا التراب التركي”، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تراجع أو تهاون في الحرب على التنظيم. وأشار إلى أن لجنة تضم مسؤولين بالجيش الأميركي ستزور تركيا الأسبوع الجاري، لمناقشة تفاصيل الانسحاب مع نظرائهم، مضيفا أن تركيا ستعزز أيضاً التنسيق مع روسيا في سورية. وأضاف أن بلاده ستبقى في محيط محافظة إدلب شمال غرب سورية بهدف “توفير الأمن والاستقرار في المنطقة مع العناصر المحلية”. في سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين على الأرجح لبحث الانسحاب الأميركي من سورية. على صعيد آخر، شككت روسيا أمس، في وفاء الولايات المتحدة بوعد سحب قواتها من سورية، متوقعة من واشنطن المماطلة في الانسحاب. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن “الحوار عبر القنوات العسكرية بشأن إنهاء الصراع وبشكل عام بشأن جوانب عدة من الوضع العسكري في سورية لم يتوقف”. من ناحية ثانية، أفادت أنباء صحافية بأن التحالف الدولي استهدف جسر حلبية وزلبية، الرابط بين ضفتي الفرات عند منطقة الكبر في ريف دير الزور الغربي شرق سورية، خلال ترميم جيش النظام له.

وشنت مقاتلات التحالف “غارات جوية كذلك، طالت حراقات للنفط في الجهة المقابلة لمنطقة الكبر الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري والقوى الرديفة في ريف دير الزور الغربي”. في غضون ذلك، حققت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) تقدماً على “داعش” في آخر معاقله بدير الزور.

 

فراس طلاس يكشف تفاصيل بشأن “لافارج”

باريس – وكالات/25 كانون الأوّل 2018/تحدث رجل الأعمال فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، عن تفاصيل قصته مع شركة “لافارج” الفرنسية للاسمنت. وقال فراس طلاس في حديث لصحيفة “لو جورنال دو ديمونش” الفرنسية، نشرته أول من أمس، إن علاقته بالشركة بدأت العام 2008، بعد مفاوضات من أجل إدارة أمور الشركة (شمال سورية) على الأرض بشكل كامل. وأكد أنه كان يدير الشركة الفرنسية بالكامل، مشيراً إلى أن مصنع الاسمنت مصنعه رغم أن مساهمته كانت ضئيلة. وأضاف: “لست شخصاً التقته لافارج في العام 2012 بالشارع وطلبت منه أن يتدخل لصالحها لوجود مسلحين حول المصنع”، مضيفاً ان الشركة الفرنسية كان تدفع راتبه المقدر بـ 125 ألف دولار، في الفترة الممتدة بين العامين 2008 و2011. ونفى طلاس وجود عناصر من تنظيمي “داعش” أو “النصرة” آنذاك في المنطقة التي تتواجد فيها الشركة، مؤكداً تواجد حواجز محيطة بالمعمل تتبع للقوات الكردية ونقاط تفتيش تابعة لـ “الجيش الحر”. وأوضح أنه منذ تلك اللحظة باتت له علاقات مع الجماعات المسلحة ويرسل موظفين بالمنطقة لحل كل المشاك العاصفة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أبعد من الحكومة المفقودة: مخطط كبير يستهدف لبنان؟

منير الربيع/المدن/الأربعاء 26/12/2018

ثمة عقدة خفية. بمجرّد اكتشافها، يمكن فهم السر الذي عرقل تشكيل الحكومة، في لحظتها الأخيرة. ولا بد من ربط هذه العقدة بقرار أميركي، قضى بالإنسحاب من سوريا. والقرار الأميركي هذا، يعني تسليم سوريا لروسيا، التي تدير الوضع مع الإيرانيين، والإسرائيليين، والأتراك.. وتبحث عن طرف سنّي سوري، يوفّر المشروعية لمسار موسكو السياسي. ضمن هذا المسار، كانت الحكومة اللبنانية على وشك الولادة، بفعل ضغوط روسية كبيرة، فرضت على الأفرقاء اللبنانيين ضرورة تقديم تنازلات، تنتج حكومة وحدة وطنية.

أربع وعشرون ساعة

تركّز الضغط الروسي على لبنان، قبل أسبوع من جلسة مجلس الأمن، التي عقدت للبحث ملف أنفاق حزب الله، والخروقات التي يدّعي المجتمع الدولي أن الحزب قام بها. عملت موسكو على ضرورة تشكيل الحكومة لمواكبة هذه التطورات. وتزامن التسهيل الإيراني للملف الحكومي اللبناني مع تسهيل في ملف الحكومي العراقي أيضاً. أربع وعشرون ساعة كانت فاصلة، أعادت عقارب الساعة إلى الوراء، لتحلّ السلبية التامة بدل الإيجابية الفائقة، في العراق كما في لبنان. فأطيحت كل الجهود الرامية إلى تشكيل الحكومة.

خلال هذه الساعات الأربع والعشرين، كان الأميركيون يتخذون قراراً بالإنسحاب من سوريا، مع ما يعنيه ذلك من مكاسب لموسكو وأنقرة. فيما بقي السؤال الأساسي، والملّح، عن إيران ودورها، ومصيرها، وتأثير هذا القرار عليها. هذا ما يرى فيه البعض إرتباكاً أصاب الإيرانيين، الذين لم يتوقعوا خطوة من هذا النوع، بينما ذهبوا إلى درسها وقراءة تداعياتها والتمحيص بخلفياتها، وعلى ماذا تنطوي. هناك من يشير إلى أن إيران وقعت في حال ارتباك من جراء القرار الأميركي، إذ أنه قد يكون ممهداً لخطوات جديدة، من شأنها أن تنعكس سلباً على الوجود الإيراني في سوريا. وبعض المغالين ذهبوا إلى حدّ اعتبار أن الإنسحاب الأميركي، قد يمهّد لضربة عسكرية، خصوصاً عبر الربط بين ثلاثة نقاط أساسية، الإنسحاب الأميركي، جلسات مجلس الأمن الدولي، والقرار الإسرائيلي بإجراء انتخابات مبكرة. وما يعنيه ذلك من حاجة للتصعيد خارجياً، التي قد تتطور إلى معركة عسكرية.

من إيران إلى باسيل

بينما هناك من يعارض وجهة النظر هذه، ويعتبر أن القرار الأميركي متخذ منذ فترة طويلة، وينسجم مع منطق ترامب، الذي انتخب على أساسه وهو "أميركا أولاً". ويعتبر هؤلاء أن الإنسحاب الأميركي لن يؤدي إلى أي تغيير دراماتيكي على أرض الواقع. وسيقتصر فقط على إستفادة تركيا وروسيا من هذه الخطوة. كما بإمكان إيران الإستفادة معنوياً، من خلال إشارتها إلى انسحاب الأميركيين مقابل بقاء قواتها في سوريا. وثانياً، العمل بشكل مريح على الحدود السورية العراقية، بشكل يسمح لها بإعادة تعزيز عملها على تشييد الخط البرّي، الذي يصلها بالبحر المتوسط، عبر العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان. وسط كل هذه القراءات، يبرز سؤال أساسي حول تشكيل الحكومة في لبنان. هل يستطيع جبران باسيل وحده عرقلة هذه التشكيلة الحكومية؟ أم أن هناك ما يجمع بين مصلحته ومصلحة حزب الله الإستراتيجية؟ وهذه تحتّم عدم تشكيل الحكومة حالياً؟ أيضاً هنا تنقسم الآراء اللبنانية. ثمة من يعتبر أن ما يجري، يندرج في إطار توزيع الأدوار. فكل طرف يسعى إلى تعزيز وضعه وشعبيته. بينما هناك من يرى أن ثمة خلافاً حقيقياً بين الطرفين، انعكس في الإعلام، من خلال تقاذف الإتهامات بين الحزب والتيار الوطني الحرّ. وأيضاً من بين القراءات، قراءة مفادها أن هناك خلاف روسي إيراني على الوضع في لبنان. وهو ينعكس بشكل أو بآخر بين باسيل، الذي تحدث قبل فترة عن تحالف مشرقي، وحزب الله من جهة أخرى، الذي يرفض حصول باسيل على الثلث المعطّل. ويبحث الحزب عن شخص يشبه جواد عدرا، على أن يكون المخرج لتوزيره ملائماً.

قراءة برّي

ينظر الحزب إلى باسيل كرجل يخوض معركة "العهد المستمر"، لأنه يعتبر أن هذه الحكومة هي التي ستدير البلد حالياً ومستقبلياً، تحت أي ظرف من الظروف، لأن ولايتها ستستمر لثلاث سنوات ونصف، وستدير انتخابات نيابية وربما رئاسية، ولذلك يصر باسيل على أن يكون هو صاحب القرار الأساسي فيها. حسب المعطيات المتوفرة، إذا لم تبرز أي مساع جدية، للوصول إلى تسوية مؤقتة، في موضوع الحكومة، فإن حال البلد قد تتجه إلى أزمة نظام. وهذه إشارات يمكن تلقفها من كلام باسيل والبطريرك الراعي في اليومين الأخيرين.

يبقى للرئيس نبيه برّي قراءة مغايرة، أعلن عنها، بوضوح وصراحة، في معرض تحميله مسؤولية التعطيل للوزير باسيل، واصفاً إياه بأنه "أحرق الطبخة"، ومعتبراً أن هناك من لا يريد تشكيل الحكومة، إنسجاماً مع مخطط كبير يرسم خارجياً للبنان.

 

رقصة عائلية على جسد "الكتائب" العليل

جنى الدهيبي/المدن/الأربعاء 26/12/2018

يبدو أنّ انعقاد المؤتمر العام لحزب الكتائب، المرتقب في شباط 2019، لن يمرُّ بهدوء، في ظلّ تصاعد خلافات "أهل البيت"، آل الجميل تحديداً. في العلن والظاهر، يقود النائب نديم الجميل "ثورة" المعارضة ضدّ سلطة رئيس حزبه، النائب سامي الجميل. ويحمل "شُعلة" المطالبة بالإصلاح الحزبي، ومحاسبة المفسدين الحزبيين. أمّا في المكتوم والمضمر، فثمّة من يقرأ بـ "ثورة نديم"، أهدافًا أعمق من التي يثيرها في الإعلام، وأنّ "غايته" هي التوسّع والتمدّد داخل السلطة الكتائبيّة، في الانتخابات الحزبيّة المنتظرة، على حساب ابن عمّه سامي. وهذا ما يدفعه إلى استخدام "وسائل" غير مشروعة، وفق المعايير والمبادئ الحزبيّة.

طعون واتهامات

ما أن أعلن سامي الجميل تقديم موعد انعقاد المؤتمر العام إلى شباط 2019، أيّ قبل سبعة أشهر من موعده العادي، وما تبعه كردّ فعلٍ تمثل باستقالة ثلاثة أعضاء من المكتب السياسي لحزب الكتائب (شادي معربس وأسعد عميرة وعبد الله ريشا)، حتى رفع نديم جميل نبرة اعتراضه على القيادة إلى حد "الانتفاضة". الأسبوع الماضي، قدّم نديم إلى الأمين العام لحزب الكتائب نزار نجاريان، ما أسماه بـ"الدراسة القانونيّة"، يطعن فيها بشرعية المؤتمر العام للحزب، مع تقديم اقتراح خطة إنقاذية. هذه "الدراسة"، كانت مُطعمةً باتهامات مبطنة وجهها نديم لابن عمه سامي، حول المسار الذي ينتهجه الحزب، والذي قد يعرضه لـ"طعون بموضوع المؤتمر، ومراجعات قضائية، تبطل قراراته وتحول دون انعقاده". وفي مطالعته القانونيّة، طرح النائب الصاعد علامات استفهامٍ مريبة، حول طريقة الإنفاق وتوزيع الأموال ومصادر التمويل ومسار الحزب المالي، في السنوات الأربعة الأخيرة. ومن جملة المسائل التي طرحها، أنّ المؤتمر لا يمكن أن يكسب شرعيته من دون عرض حسابات الحزب المالية، فيما هو لم يقرّ الموازنة الماليّة لأربع سنوات خلت. أمّا ما وضعه نديم في خانة "معارضة النظام العام والأنظمة الحزبية"، فكان باعتراضه على إصدار سامي الجميل قرارًا بإعفاء الأعضاء من الإشتراكات الحزبية. وقد اعتبر ذلك ضربًا لمبدأ المساواة في الحزب، من حيث الاستنسابية وعدم الشمولية، وأنّه يتعارض مع النظام العام، والأنظمة الحزبية، ونظام الانتخابات، والاشتراكات، وانتخابات المندوبين.

"إعاشات" نديم في جبيل!

لكن، ماذا يفعل نديم الجميل في المقابل؟ يضع الكتائبيون، الذين يميل معظمهم لجبهة رئيس حزبهم سامي، علامات استفهام حول ما يرمي نديم الوصول إليه، وهو يسعى للظهور في هالة "البطل" الإنقاذي، الغيّور على مصلحة حزبه حاضرًا ومستقبلًا.

وبعيدًا عن إدراج التساؤلات في إطار "نظرية المؤامرة"، تشير معلومات خاصة بـ"المدن"، أنّ نديم يحثُّ على تقديم نوع من "الرشى" للمواطنين الكتائبين في إقليم جبيل، حيث يجري توزيع صناديق الإعاشات تحت غطاء "مناسبة عيد الميلاد". ومن يقوم بتوزيعها – وهنا المشكلة - هما شخصان ط. ب. و و.ص. مرشحان للانتخابات في الإقليم، يسعيان للتسويق لأنفسهما ولنديم من خلال هذه العطايا. وحسب النظام الحزبي، تنتخب القاعدة الشعبية المرشحين في المناطق، ليكونوا مندوبين في المؤتمر، يقومون بانتخاب القيادات الحزبية ورئيس الحزب. وما يفعله نديم، الذي تقتصر حيثيته الشعبية في الأشرفية وجبيل، هو سعيه لهذا النوع من التسويق تفاديًا للفشل الذي يواجهه باختيار المندوبين في جبيل. وحسب المعلومات نفسها، فإنّ نديم الجميل، الذي يسعى لإدخال أكبر عددٍ من المندوبين إلى المؤتمر، حتّى يكون مشاركًا حقيقيًا في اختيار القيادة، يقوم بتنسيق حملته الشعبية "سرًّا" مع الوزير السابق سجعان قزّي، الذي طُرد من حزب الكتائب في العام 2016، ومع الصحافي بيار عطا الله، الذي ترك الحزب وكان مرشحًا لرئاسته ضدّ سامي الجميل. هذه التنسيقات "البرانيّة"، قد تضعها قيادة الحزب في سياق "الطعن بها"، طالما أن نديم يحاول توسيع شعبيته عبر جذب المتمردين على الحزب والمطرودين منه، الذين يضمرون الثأر و"المكيدة" لسامي الجميل. 

صفعة الانتخابات

شرارة إنتفاضة نديم ضدّ شريك "التركة" سامي، اشتعلت منذ العام 2015، قُبيل أشهر من انعقاد المؤتمر العام، الذي انتقلت على إثره السلطة الحزبية من الرئيس أمين الجميّل إلى ابنه سامي. ورغم أنّ نديم خاض في ذلك الوقت مواجهة علنيّة ضدّ ابن عمّه، وسعى لجذب الكتائبيين في المناطق والأقاليم، بغية مبايعته ووضع امكاناتهم في تصرفه، إلا أن المواجهة انتهت حينها، بالاتفاق على أن تكون لنديم حصّة في المكتب السياسي، تتألف من 3 أعضاء، هم: أسعد عميرة، جورج شعنين والياس الأسمر.

غير أنّ "نار" نديم ما أن تخمد حتّى تشتعل من جديد. ولعلّ "صفعة الانتخابات" (النيابية) التي تلقاها حزب الكتائب، والتي آلت إلى خسارة مدوية أخرجته من المعادلة السياسية - المسيحية، ومن الحكومة، كانت مفصلًا أساسيًا في ترسيخ الشرخ بين رئيس الحزب وابن عمّه "الطموح". فهذه الخسارة الانتخابية، التي قلّصت كتلة الكتائب من 5 إلى 3 نواب، واقتصرت على ضمّ الياس حنكش ونديم الجميل إلى جانب سامي الجميل، سبق أن رُبطت بثلاث نقاط، هي: عدم إعطاء الأولوية للخطاب المسيحي، المبالغة في التعويل على التحالف مع المجتمع المدني، وعدم تقديم الحزب لمرشحين لديهم الحضور والثقل الشعبي. "سكرة" الخسارة، التي يبدو أنّ حزب الكتائب لم يصحُ منها بعد، لا تزال ارتداداتها مستمرة، وهو ما قد يسعى نديم الجميل إلى استثماره لمصلحته حزبيًا وشعبويًا. وهو تجلى أخيرًا في طرحه مسألة، تستدعي بنظره حسابًا حزبيًا، حول صرف معظم الأموال الانتخابية في المتن الشمالي على حساب الأقضيّة الأخرى.

تكتّم قيادي

عمليًا، تربط أوساط حزب الكتائب تقريب موعد انعقاد المؤتمر بورشة التعيينات، التي يقوم بها الأمين العام، وبالتحضير لوضع وثيقة سياسية جديدة، تعيد ترتيب وضع "الكتائب" ومواقفه، وموقعه المعارض من السلطة. لكن، ما موقف الحزب من "مواقف" نائبه "الثورية" ضدّ قيادته؟ يبدو واضحًا أنّ قيادة الحزب تتفادى الدخول في سجالات إعلاميّة مع نديم الجميل. وفي اتصالٍ مع "المدن"، يشير نائب رئيس حزب الكتائب رفيق غانم، أنّ الأمور داخل الكتائب تسير وفقًا لنظام الحزب، ولا يوجد أيّ مخالفة قانونية، لا بالأمور الماليّة، ولا بالأمور التنظيمية، ولا بتقريب موعد انعقاد المؤتمر في شباط 2019. بيد أنّ ذلك يعدُّ نوعًا من الردّ غير المباشر على اتهامات نديم. لكنّ غانم يرفض التعليق عند سؤاله عن رأي الحزب بتصريحات نديم الاعتراضية والاتهامية، باعتباره "منهم وفيهم". إذ يكتفي بجوابٍ ديبلومسي، يصف فيه مواقف نائب الأشرفية من آل الجميل، بـ"نوع من تعدد الآراء والديموقراطية التي تتجلى بأحلى أشكالها، داخل حزب الكتائب".

 

ثنائية الدولة-الدويلة أمام الحقيقة اللبنانية القاتلة

علي الأمين/العرب/26 كانون الأول/18

يدخل لبنان من معضلة إلى أخرى، فالحكومة لم تتشكل منذ سبعة أشهر بسبب عقد وعراقيل تتصل بالحصص والمحاصصة الحزبية والسياسية داخل الحكومة في الشكل، وعراقيل ذات أبعاد سياسية محلية وإقليمية في المضمون. لبنان الذي يبدو أن الصراعات الطائفية والحزبية هي جوهر الصراع القائم فيه، يغيب عن بعض المراقبين ما يمكن أن يسمى العلة الفعلية للحكم والسلطة. هناك سلطة ظاهرة وشكلية تعبر عنها المؤسسات الدستورية والسياسية لكنها ليست سلطة فعلية، كتلك التي يمكن أن نسميها سلطة خفية هي من يدير ويتحكم ويوزع المغانم والأعباء ويحدد الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء التي على أساسها تمارس الحياة السياسية، وهي الخطوط التي تسمح بتجاوز الدستور وتهميشه، كما شهد لبنان ذلك منذ الوصاية السورية التي أدارت عملية تطبيق الدستور بما تقتضي مصالحها وأتاحت فرض أعرافها، كما وفرت شروط خرق الدستور والقانون، إلى مرحلة انتقال الوصاية للطرف الإقليمي الإيراني ممثلا بحزب الله.

من مظاهر خرق الدستور قوانين الانتخابات التي جرت صياغتها بما يخالف الدستور، من حيث اعتماد دوائر انتخابية متفاوتة بين منطقة وأخرى، بما يتناسب دوما مع مصالح السلطة الخفية والفعلية، ففي نفس القانون جرى اعتماد دوائر صغرى في منطقة ودوائر كبرى في مناطق أخرى.

في مجلس الوزراء جرى ترجمة المشاركة في الحكم التي أقرها اتفاق الطائف، إلى صيغة تقاسم الحصص والمنافع وتحويل المؤسسات الوزارية والأمنية والعسكرية إلى ملكيات سياسية لهذا الطرف أو ذاك بما يحول دون وحدة السلطة ودون التوازن بين المؤسسات الدستورية، في سياق النظام البرلماني الذي يقوم النظام اللبناني على أساسه؛ إلى غير ذلك من التمديد غير الدستوري لرئيس الجمهورية، وتشكيل الحكومات بما يلغي وجود حكومة ومعارضة، ونقل الصراع إلى داخل مجلس الوزراء بما يحول دون محاسبة الحكومة في البرلمان بحيث تحرص السلطة الخفية على عدم قيام المؤسسات الدستورية بواجبها، في سبيل الإبقاء على سهولة تحكمها بميزان القوى الذي تديره بعيدا عن الدستور.

هذه المظاهر من إدارة السلطة بقوة السلطة الخفية، أطلقت العنان لكل التجاوزات التي كان معيار حمايتها، هو التسليم بغطاء السلطة الخفية وليس بمرجعية الدستور والقانون، فطالما أن هذا الطرف السياسي أو ذاك لا يخل بشروط سلطة حزب الله، الذي يمثل ويعبر عن السلطة الخفية هذه، فلن يتعرض لأي مساءلة أو محاسبة مهما بلغ تجاوز هذا الطرف أو ذاك للقانون، ومهما تورط بالفساد، بل يصبح ديدن السلطة الخفية هو توريط الجميع بملفات الفساد لكي تتحول إلى وسيلة سيطرة على مرتكبها وتحكم بمساراته السياسية ومواقفه، فيصبح أكثر طواعية، بل يتحول في بعض الأحيان إلى قوة إرشاد للسلطة الخفية من أجل المزيد من إضعاف الدولة وإظهار هشاشتها، باعتبار أن ذلك يشكل غطاء للسلطة الخفية وللدويلة التي قامت واستمرت بقوة شعار غياب الدولة.

لبنان اليوم أمام مفترق طرق. وبات من الصعب الاستمرار بهذه السياسة المدمرة للدولة وللاقتصاد، التي جعلت خزينة الدولة أمام عجز دائم ومتراكم وصل بالمديونية العامة إلى رقم يتجاوز المئة مليار دولار. وإزاء غياب أي فرصة جدية أو ممكنة، في ظل معادلة ثنائية السلطة الخفية والسلطة الشكلية، للحدّ من النزيف المستمر في مالية الدولة واقتصادها، فإن الانهيار هو الجواب الفعلي لما ينتظره لبنان في المقبل من الأشهر القريبة. هذه الحقيقة الواقعية عن المخاطر الكبرى التي يعيشها لبنان، هو ما يردده كل المسؤولين ويعرفه حزب الله من دون الحاجة إلى إقناعه. أضحى يعرف من أسرار الدولة وحقيقة أوضاعها ما لا يعرفه حتى الراسخون في الدولة العميقة، فهو كان من أبرز الساعين إلى تعليق الدولة وتهميشها، لأسباب تتصل بدوره ونفوذه وحسابات إقليمية شاءت إيران أن تستثمرها انطلاقا من لبنان.

واقع الحال اللبناني اليوم يكشف عن إرباك لدى السلطة الخفية، فالسلطة الشكلية سلمت مقاليدها لها منذ سنوات، وتتعامل مع الحكم باعتباره فرصة لجني المنافع من دون تحمل أي مسؤولية، وإلى المحاصصة من دون النظر إلى الأثقال التي تقع على كاهل الدولة وخزينتها الفارغة إلا من تراكم سندات الدّين.

 السلطة الخفية المتمثلة بحزب الله، تدرك أنها باتت أمام مفترق ومفصل تاريخي، فإما أن تذهب بعيدا في لعبة سقوط الدولة، وبالتالي ستكون أمام تحدي الكشف عن مشروعها البديل عن ثنائية الدولة-الدويلة بعدما انتهت مدة صلاحية هذه الثنائية، وإما التسليم بشرط الانضواء الكامل بمشروع الدولة وعلى قاعدة لبنان أولا، لا إيران ولا طهران ولا اليمن ولا غيرها من الدول والعواصم التي طالما استثمر حزب الله كأداة إيرانية، مشاريع كانت تداعياتها وبالا على لبنان الدولة والكيان. ما يجري في لبنان اليوم، سواء الأزمة الحكومية، أو على صعيد استفحال الفساد أو ضعف الدولة، وإزاء التحركات التي بدأت تظهر في الشارع، كتعبير عن اختناق فئة كبيرة من اللبنانيين من الناحية الاقتصادية وإزاء ازدياد البطالة والفقر، ولا سيما في البيئة الحاضنة لحزب الله، كل ذلك وغيره من التصدعات الاجتماعية والاقتصادية، مرشح لأن يزيد من إرباك السلطة الخفية.

المرتقب في لبنان، هو المزيد من مظاهر الاحتجاج والخروج على القانون. والتحركات الجارية في الشارع، التي تفتقد إلى قيادة في ظل عملية تطويع معقدة لكل النقابات والأحزاب والقوى التي تقدم نفسها على أنها معارضة لسياسة السلطة، مرشحة لأن تتحول إلى قوة احتجاج غير محسوبة النتائج، فيما بدأ حزب الله الذي نجح بأن يتغطى كسلطة خفية وراء السلطة الشكلية، أمام مرمى هذه التحركات التي وإن كانت تتناوله بخجل. إلا أن الملاحظ في هذه التحركات، التي تدين كل أطراف السلطة، هي أنها تستعد لأن ترفع صوتها وتصوب سهامها هذه المرة بوضوح على حزب الله، طالما أن الأخير لا يزال يتوهم أنه قادر على لجم الشارع وقمعه باسم السلاح ومقاومة الاحتلال التي صارت في برنامج حزب الله وأولوياته الإقليمية ماضيا لا حاضر له.

 

عودة التظاهرات وتنامي الأزمة بين الأحزاب وقواعدها الشعبية

الشيخ عباس الجوهري/لبنان الجديد/25 كانون الأوّل 2018

هل تستطيع الأحزاب إجهاض التحركات المطلبية الشعبية؟

 يبدو أن التحركات الإحتجاجية بدأت تكرس الازمة الملتبسة للأحزاب السياسية اللبنانية والنقابات، في كل مرة تنزل فيها إلى الشارع وأعتقد أن المستقبل القادم سوف يؤكد عدم اكتراث الشارع للأحزاب ولا يعبء بمساندتها له بل ان روح الإرتياب من بعض الأحزاب لدى المحتجين تمثل بعدم القبول في ركوب موجة الغضب الشعبي العارم الذي سوف تتسع أشكاله، ومن هنا نقول أنه لا يمكن لأي حزب مشارك في السلطة أن يكون وسيطًا بين المحتجين والسلطة. وان هوةً كبيرة نشاهدها اليوم والتي بدأت تتسع مع تنامي الحركات الإحتجاجية والإجتماعية مع التنظيمات المعهودة على الساحة اللبنانية، وإن نظرة سريعةً على نوعية المشاركين في التظاهرات اليوم والذين في معظمهم أتوا من الضاحية والبقاع والجنوب وقليل لبوا دعوة الضائقة الإقتصادية في غير منطقة من لبنان، لهو دليل على أن هذه الأحزاب المتواجدة في البقاع والجنوب والضاحية قد بدأت تفقد عصرها الذهبي، بل إن عليها من اليوم فصاعداً أن تتهيأ للتأقلم مع وضع داخلي وخارجي متوتر يتنامى معه الإعتقاد بالأداء السيء للأحزاب بسبب رداءة دورها في التوسط بين الدولة والمحتجين فلا يمكن أن يجد المتظاهرون أنفسهم دائما في العراء مكشوفين من أحزاب يفترض أن تتصدر للمطالبة بحقوقهم لا أن تقف على الحياد.

إن الإنشغال الذي رصدته في إعلام حزب الله مواكبًا للحركة الإجتماعية والمطلبية يوم الأحد يشير الى أخذهم بضرورة الإحتواء السياسي لحركة المحتجين، وإن نظرة سريعةً على مقدمة نشرة الاخبار لقناة المنار التي القت باللائمة على تجار الهيكل بل وسرّاقه في وقت لا يفصلنا عن الإحتفاء بميلاد من أتى مخلصاً وطارداً لتجار الهيكل واللصوص، واللوم موصولاً بالمستأثرين بوزير بالزايد أو بالناقص ولعل اللبيب من الإشارة يفهم أن الحزب أراد احتواء الحركة المطلبية الاجتماعية التي لم يسلم هو منها لزعاً مؤدباً من المشاركين المنتمين إلى نفس بيئته ومحاولتهُ في توجيهها إلى خصومه والمستجدين منهم بالاخص وبذلك يدفع كرة النار التي جعلت منه مشاركاً، بل ومضارباً في السياسة، هذا ما انعكس سلباً عليه إلى حد ما وعلى وظيفته التى أصبحت رهينة للتحالفات التوافقية. متى يؤرخ في لبنان للدخول الفعلي للشعب في الحياة السياسية كون الطبقة السياسية والأحزاب القابضة على مفاصل العمل العام قد خنقت كل حركات الإحتجاج ان لم تكن مستوعبة من قبلها وموجهه إلى ما تريده الاحزاب منها، من هنا فإن النزول إلى الشارع هو الشكل الوحيد الذي عن طريقه تجد الجماعات وسيلتها في التعبير عن رأيها كجماعة موحدة بعدما أمعنت الأحزاب تمزيقًا في الجماعات على خطابات مذهبية وطائفية بل حتى وصل بعضها الى حد الإتهام بالتكفير والعمالة في لحظة الانتخابات التي هي الوسيلة الأولى للمشاركة في بناء وتجديد السلطة والمشاركة فيها. هذا النزول إلى الشارع هو في الحقيقة سباحة في الفضاء العام الذي أصبح في التاريخ المعاصر من أكثر وسائل التعبير مباشرة ليس لأنه يوحد بشعاراته كل الاتجاهات والمذاهب والطوائف ويظهرها موحدة في مطالبها مع بعض نتوءاتٍ لا نبرِئ منها بعض تلك الأحزاب الشمولية بأدواتها السرطانية والفوضوية، بل لأن المواطنين الذين ينزلون الى الشارع يؤكدون من جديد أنهم مصدر ومعيار كل سيادة.  إن مراهنتنا نحن الاصلاحيون على الحركات الاجتماعية وتنوعها خلال الأيام القادمة لا سيما في المناطق الريفيه، حتى تثمر تغييرات في الإجتماع السياسي الحالي وان بدرجات وخلفيات متفاوتة وان الادلة كبيرة بين أيدينا ليس اقلها السخط العام في المجتمع حول ادارة المرافق العامة والمجالس السياسية والإجتماعية وحتى النقابية، كل ذلك يعكس نوعًا من التطور والنضج في اعتماد الناس طرقا مؤثرة في مواجهة ما يعترضهم من مشكلات والسعي الدائم إلى ايجاد الحلول الكفيلة بتجاوزها جزئياً او كلياً، يؤكد الإعتقاد بما ستحققه هذه الإحتجاجات الإجتماعية ان بقيت بعيدة عن السلطة بكافة أشكالها المباشرة وغير المباشرة وأعني بذلك القوى المتمثلة في السلطة التنفيذية والتشريعية في الأفق المفتوح للديمقراطية في الحياة السياسية والتحرر الإجتماعي والإقتصادي وفي ما تمارسه هذه الإحتجاجات في ضغط متواصل على السلطة العامة من اجل تلبية مطالبها.

إن لبنان لن يكون بمنأى عن التأثر بحكم جغرافيته الاستراتيجية التي سمع أبناؤه أصوات المحتجين بالشانزديليزيه وشاهد السترات الصفراء التي نزلت موحدة حركة المحتجين، لا على فساد كبير ولا على بطالة تفوق الـ 40% ولا على سرقة للمال العام ولا على دين يقع على عاتق أبناء الأبناء سداده ولا على عدالة إجتماعية بل على بعض زيادة على سعر البنزين، فجر ثورة لا نعرف بمن ستطيح. وان سوسيولوجية لبنان البشرية المتنوعة سوف تعيد الانبعاث إلى الشارع الذي يتسع ليشمل كل التواجد السكاني مدناً وأريافاً والشاهد على ذلك هو تصاعد دينامية الاحتجاج الذي سوف يتحول من الإحتجاج على الإجتماع العام إلى الإحتجاج على السياسة العامة في البلاد وسوف يتكسر قيد احتكار الاعلام الممسوك والمقيد من قبل الأحزاب في القنوات التلفزيونية لينتقل التفاعل عبر فضاء الإنترنت المفتوح وغير المقيد، إن حركة الإحتجاج والسخط في الشارع اللبناني يجب أن تنتقل من ردة الفعل، على التقصير والفساد إلى الفعل في سبيل سلوك الاصلاح والتغيير الحقيقي سبيلاً ولا يمكن أن يسيير الا ضمن مصلحة المواطن، وأولوياته، بعيداً عن الإصطفافات السياسية التي مكنت الأحزاب من تقاسم السلطة والتنصل في اللحظة المناسبة من الإخفاقات والتقصير في خدمة المواطن، وتطهير المؤسسات من المحسوبية والاستزلام والتبعية.

 

شتّان ما بين اللواء غازي كنعان واللواء عباس إبراهيم

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/25 كانون الأوّل 2018

أولاً: اللواء غازي كنعان...

حضر اللواء كنعان إلى لبنان ليشغل قيادة جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية برتبة عقيد عام 1982؛ ليُغادرُه بعد العام ألفين برتبة لواء، وليشغل منصب وزير الداخلية في سوريا، و "ينتحر" في مكتبه، ليُشكّك بذلك كثيرون، لعل أشهرهم الصحافي البريطاني روبرت فيسك الذي قال بأنّ كنعان ليس من صنف الرجال الذين ينتحرون. بالعودة إلى سيرته العسكرية الأمنية في لبنان، يمكن الجزم بأنّه كان المهندس لسياسات الانقسام والشرذمة، وإشعال حرائق الحروب الأهلية المتنقّلة ببراعة أين منها براعة حاكم مصرف لبنان في "هندساته المالية"، ويذكر وضاح شرارة هذه الأيام اللواء كنعان في كتابه أحوال أهل الغيبة، فينسب إليه إنجازات شيطانية يعجز عنها إبليس نفسه، فقد بذل خلال الحقبة الطويلة من ولايته على لبنان جهوداً جبارة في تصديع اللبنانيين، أهلاً وطوائف، وشراذم طوائف، وشطور أحزاب وأجنحة، وبلاداً ("الجنوب" و"الضاحية" و"الغربية") فاستعدى الجماعات و"المُتّحدات" العصبية بعضها على بعض، ولم تبق (حسب شرارة) جماعة لم تنقسم على نفسها تدريجياً وبطيئاً، فانقسم القوميون السوريون حزبين "مُسلّحين"، وانقسمت "القوات اللبنانية" حزبين قبل أن ينقسم شطرها الأكبر أحزاباً، وانقسمت الكتائب، وانقسم المسلمون السُّنّة، وانقسم "أهل" طرابلس، وأقام الشيعة على "ثنائية" مُركّبة وعجيبة وتوحدوا على "مقاومة" هي "سُلّمهم" إلى "حكم لبنان على حدّ قول أحد مُعمّميهم وإلى التّسلُّط على ريعه الناضب، وحاولت "ثنائية درزية" شقّ طريقها إلى العلن قبل أن توأد "من غير شدّة. ولم يُستقبل أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني بدمشق إلاّ بعد أن انشقّ على نفسه، وأنشب الانقسام في الانقسامات والشطور نفسها يقول شرارة: فقام إيلي حبيقة على سمير جعجع، وقام جورج سعادة على جعجع، وفؤاد مالك على جعجع، وسُجن جعجع، واغتيل حبيقة، واقتتل حزب الله (ومحمد حسين فضل الله) وأمل، وانشقّت أمل كُتلاً، وخسرت عسكرها في قتال الفلسطينيين.

وعندما احتاجت إيران الخمينية إلى سند عربي بوجه "قادسية" صدام حسين، وقصده القدس عن طريق عبادان، كان الإستثمار الإيراني في لبنان "العربي" على حدود إسرائيل، وهذه فرصة تاريخية انتهزتها السياسة السورية، وأدّى غازي كنعان كتابتها الموسيقية أداءً بارعاً، فأرجع القوات السورية إلى بيروت، بعد تمهيده الطريق بواسطة اقتتال درزي -شيعي وشيعي - شيعي، وشيعي- شيوعي، وسنّي-شيعي، على فصول متناسلة، وبينما كان كنعان يُمهّد لإصلاحات دستورية في نهاية العام 1985، جمع أطراف "الاتفاق الثلاثي" الذي شقّ القوات اللبنانية والمسيحيين عموماً، ورعى كنعان مع "الحرس الثوري" الإيراني بلورة "المقاومة الإسلامية"، قوّة عسكرية وأمنية مُهيمنة، وذراعاً لحزب الله، المنظمة السياسية والأيديولوجية والاجتماعية، ونواة طبقة حاكمة مذهبية، وليس بعيداً ممّا آلت إليه الأمور، أن سمّى أحد الكتاب السوريين النافذين، عبدالله الأحمد، حزب الله "سرايا غازي كنعان"، فشقّت المنظمة الدولة اللبنانية الآتية، يقول شرارة، وأبطلت شرعيّتها  وتجانسها، وعزلت الشيعة وكُتلتهم عن المجتمع السياسي اللبناني المزمع، وكان حزب الله وما زال مطيّة السياسة السورية إلى المنظمات الفلسطينية الوطنية والإسلامية، بالإضافة طبعاً للداخل اللبناني.

ثانياً: اللواء عباس إبراهيم...

اللواء إبراهيم هو مدير الأمن العام اللبناني، أي أنّه يشغل أهمّ منصب أمني رسمي في لبنان، ودرجت العادة في السنوات العشر الماضية أن توكل إليه مهمات أمنية سياسية حسّاسة ودقيقة، ربما بسبب التباس موقعه مع مواقع حزب الله الأمنية والسياسية في البلد، وحقّق اللواء نجاحاتٍ باهرة، وإن محدودة، تجلّت في إطلاق راهبات "معلولا" ورهائن "اعزاز" من أيدي الجماعات الإرهابية، وخلال العام الحالي أوكل إليه رئيس الجمهورية ملف التدقيق في بعض الأسماء "المشبوهة" التي تضمّنها مرسوم التّجنيس الصادر عن رئاسة الجمهورية،وقام بالمهمّة، إلاّ أنّ جهوده ضاعت هباءً، فقد نال "المحظيّون" الجنسية اللبنانية رغم أنف المعترضين. آخر مهمّة أوكلت لللواء إبراهيم كانت محاولة تفكيك عقدة توزير أحد أعضاء اللقاء التشاوري السني، بما يسمح بولادة حكومة جديدة مُتعسّرة منذ حوالي ستّة أشهر، وكاد اللواء يقطف ثمرة جهوده وتخرج الحكومة إلى العلن، لولا أن أُجهضت المحاولة على يد أطرافٍ نُسبت بولائها لرئيس الجمهورية، فانتهت المهمّة "الإبراهيمية" إلى خيبة واضحة وخسرانٍ مبين لللواء إبراهيم والرئاسات الثلاث والبلاد والعباد معاً. لو كان يملك اللواء إبراهيم جزءاً من عشرة ممّا كان يملكه اللواء الراحل كنعان، من سطوة وهيبة واستيلاء وغلبة، لما كُنّا اليوم لا نزال نبحث عن قابلة جديدة لولادة الحكومة العتيدة، والتي لم يعُد ينفع معها، على ما يبدو، مبضع لواء، ولا رُقية راقٍ، ولا حاو،ٍ أو مُنجّم ممّن سيملأون الشاشات في أيام رأس السنة القادمة.

 

لكي لا تهدروا فرصة للانقاذ واجهوا المشكلة

 د. حارث سليمان/جنوبية/25 ديسمبر، 2018

بين مشكلة نظام، او ازمة هيمنة طائفية، ومشكلة صلاحيات رئيس الجمهورية، او ازمة محاصصة، المشكلة في لبنان ليست هنا، انها في مكان آخر، فلا تضيعوا جهودكم حيث لا يجب. يروج البعض وخاصة في الاوساط العونية لفكرة ان ازمة تشكيل الحكومة عائدة لفساد اتفاق الطائف وانتزاع مزعوم لصلاحيات رئيس الجمهورية، فيما يروج آخرون ان الازمة ناتجة عن محاولات الثنائية الشيعية وعون للانتقاص من صلاحيات رئيس الحكومة في تشكيل حكومته. المشكلة ليست في دستور الطائف ولا بتنازع طائفي حول الصلاحيات، ولا باي دستور، المشكلة في عقلية استباحة الدولة وملكياتها وجعل السلطة بابا للاثراء والنفوذ والتسلط ولممارسة الاستبداد من خارج شرعية المؤسسات واصول النظام الديموقراطي. المشكلة مع هؤلاء ليست اي صيغة صالحة نريد للدستور؟!، وطبعا ليس اي تفسير نعتمد لدستور تم اقراره !؟، ومن باب أولى ليست المشكلة ما هي وسائل الزام من يخرق الدستور والقانون بالعودة للالتزام بهما وبمندرجاتهما!؟

مع هؤلاء وعلى رأسهم مرشد الجمهورية السيد حسن نصرالله لا وجود لاي دستور ينظم حياتنا السياسية ولا لقانون ينفذ على المحكومين طبقا لمعايير المساواة والعدالة. الشريعة الحقيقية هي نظرية الولي الفقيه وفتاويه ؛ الحرس الثوري الايراني لم يسمح للخاتمي بحكم ايران على اساس دستور وضعه الخميني، بالرغم من أن الرئيس خاتمي قد نال ٨٠ % من أصوات انتخابات، اشرف عليها الولي الفقيه وأجهزته!؟ فهل سيسمح حزب للله، اي الحرس الثوري الايراني في لبنان لاي مؤسسة دستورية لبنانية بالحكم!؟ وهل سينتظم ويلزم نفسه بالخضوع لمعايير مفهومية تعارض عقيدته!؟.

قد يقول قائل ان لبنان غير ايران، وان ما يفعله الحرس الثوري هناك لا يفعله هنا، حسنا، افتحوا اعينكم واذانكم جيدا!، لو جرى، في مناطق حزب الله، حادث سير عادي ذهب ضحيته انسان بشري عادي! ماذا يفعل حزب الله هل سيتم اخضاع الحادث للقضاء اللبناني لفصل النزاع حوله، ام يفرض تحكيم الشرع الاسلامي اي ولاية الفقيه؟. يحدث هذا في لبنان ومنذ عشرات السنوات ! ان كنت تشكك؟ عليك ان تسأل! اخضعوا لشريعته او واجهوا حيث توجد المشكلة، كل كلام غير ذلك، اضاعة للوقت، لا تضيعوا جهودكم في مواجهات أخرى غير مجدية!!.

 

بري انتقد استخفاف باسيل وروى قصة سحب عدرة

وليد شقير/الحياة/25 كانون الأوّل 2018

بري انتقد استخفاف باسيل وروى قصة سحب عدرة ورفض بشدة اقتراح الحريري طلب تعديل الحقائب

هل ما زال ممكنا إحياء المبادرة - المخرج للعقدة الأخيرة التي علق فيها تأليف حكومة الرئيس سعد الحريري، أي عقدة اشتراط "حزب الله" تمثيل النواب السنة الستة حلفاءه بوزير بحجة أن "زمن حصر التمثيل السني بتيار "المستقبل" انتهى"؟

المؤكد أن تأليف الحكومة اللبنانية في لبنان أخذ إجازة هو الآخر مع أعياد نهاية العام، بعد الفشل في تطبيق المخرج. فالمبادرة التي كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أطلقها لتوزير مقرب من هؤلاء النواب، ومن حصته، اصطدمت بإشكال تموضع هذا الوزير الذي وقع عليه الخيار، جواد عدرا: تكون مرجعيته كتلة الرئيس عون الوزارية، أم "اللقاء التشاوري" للنواب الستة؟ والإصرار من فريق عون على أن يكون في كتلته و"التيار الوطني الحر"، أدى إلى سحب النواب الستة تسميته، ما أوحى بأن الأمور عادت إلى نقطة الصفر.

وقالت مصادر معنية بتحريك الجهود لتأليف الحكومة إن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يجري مشاورات بعيداً من الأضواء لتلمس سبل العودة إلى لعب دور توفيقي مجدداً.

صمت الحريري والقطبة المخفية

لكن ما عزز هذا الانطباع جملة عوامل أهمها:

1- إعلان الحريري الصمت، بما يعني حسب قول مصادر مطلعة على موقفه لـ"الحياة"، إن على "الآخرين" ألا ينتظروا منه شيئا، لأن الحل ليس عنده لهذه العقدة، وبالتالي على "الآخرين" كما سماهم، أن يقترحوا عليه الحلول. ويعتبر هؤلاء أن ما تناولته الأوساط المعنية بالتأليف من عقد أخرى ثانوية، من نوع طلب "التيار الحر" تبادل حقائب بينه وبين رئيس البرلمان نبيه بري وغيرها، لا يمكن العمل على معالجتها قبل حل العقدة الرئيسة المتعلقة بشرط "حزب الله" إرضاء النواب الستة. فلماذا الحديث عن تسويات أو تنازلات من هنا أو من هناك في شأن ما طُرح حول الحقائب، في وقت لا يقف الجميع على أرض صلبة في شأن العقدة الأساسية؟ كما أن المطلعين على موقف الحريري يشيرون لـ"الحياة" إلى أن محيطه يتساءل إلى أي مدى تبدو المشكلة بين "التيار الحر" وبين حليفه "حزب الله" أكثر عمقا من الخلاف على تموضع عدرا، وهل أن اتهام رئيس "التيار الحر" الوزير جبران باسيل بالسعي للحصول على الثلث المعطل في الحكومة هو السبب كما تتداول وسائل الإعلام، أم أن وراء ذلك أسباب أخرى؟ وتسأل هذه الأوساط: إذا صحت فرضية أن باسيل يريد الثلث المعطل فلماذا يصر عليه؟ وإذا صح أن "حزب الله" والرئيس بري يرفضان ذلك فلماذا يقول الحزب أنه لا يمانع حصول عون على أكثر من الـ11 وزير؟ وفي نهاية المطاف أليس الوزير الدرزي الذي عينه عون القريب من النائب طلال أرسلان هو أقرب للحزب منه لباسيل في القرارات المهمة، وكذلك عدرا، نتيجة علاقته بقياديين من "حزب الله" (تردد أنه على علاقة مع النائب أمين شري ومع مسؤول الارتبط والتنسيق وفيق صفا) عملوا على تزكية إسمه، بحيث لا ثلث معطلا لدى "التيار الحر"؟ كما تسأل هذه المصادر: "أين القطبة المخفية إذاً"؟

ومن جهة أخرى ذكرت مصادر أخرى اطلعت على مداولات الحريري مع الرئيس بري حين التقيا أول من أمس، لـ"الحياة" إن الحريري نأى بنفسه عن الخلاف الذي حصل حول تموضع عدرا.

علاقة "التيار" و"الحزب"

2- أن العلاقة بين "التيار الحر" وبين "حزب الله" والرئيس بري وحركة "أمل" أصيبت باهتزاز لا بد من معالجته قبل تجديد المخرج لمسألة اختيار الشخصية التي تمثل "اللقاء التشاوري". فالحملات الإعلامية المتبادلة أخذت طابعا حاداً بين الفريقين، على خلفية الخلاف على تموضع الوزير السني الذي يفترض أن يمثل النواب الستة من حصة عون، على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا، حيث تبادل جمهور الطرفين الاتهامات من العيار الثقيل، ما ذكّر بفترة الخلاف الحاد الذي وقع بين باسيل وبين بري حين وصف الأول الثاني بـ"البلطجي" في نيسان (أبريل) الماضي. والجديد هذه المرة أن "حزب الله" ساهم في التسريبات ضد باسيل ردا على تسريبات محيط الأخير التي كشفت تغريدته أنه ليس بعيدا عنها حين قال: ""كان بدّن إيانا نكذب ونحنا ما منكذب، ويمكن بدّن إيانا نستسلم ونحنا ما رح نوقّف لحتّى تتألف الحكومة"... فهذا الكلام يتطابق مع قول مصادر "التيار الحر" إن اتفاقاً تم "بين اكثر من طرف على تحديد اسم جواد عدرا حصريا وبشكل واضح كشخصية يسمّيها النواب السنّة الستة على أن تكون وبشكل واضح أيضا من ضمن حصة رئيس الجمهورية لا أن يتمّ اقتطاعها من حصة الرئيس، لكن المفاجأة هي أن تراجعاً عن هذا الاتفاق حصل بالطلب إلى جواد عدرا أن يعلن بعد اجتماع دعي اليه مع اللقاء التشاوري بأنه يمثل هذا اللقاء حصرياً...وكان من الطبيعي أن يرفض عدرا الانقلاب على الاتفاق كما أن التيار الوطني الحر رفض كما السيد عدرا ممارسة لعبة الكذب والتحايل واعتماد لغة مزدوجة وملتبسة ". وإذ اتهمت مصادر "التيار" البعض بتجيير التظاهرات الاحتجاجية على الأوضاع المعيشية أول من أمس ضد العهد "لشله"، فإنها أكدت أن "التيار" سيواجه ذلك. لكن مصادر الحزب و"التيار" تبادلت الاتهامات بالانقلاب على المخرج الذي عمل من أجله المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

وعلى رغم الهجوم الذي شنته أوساط الحزب على باسيل بطريقة غير مباشرة والحملة من قبل قياديين في "التيار" على الثنائي الشيعي، فإن إصدار الحزب بيانا ليل أول من أمس بأن "للمرة الألف نؤكد أنه لا يوجد مصادر في حزب الله أو مصادر قريبة منه وكل ما ينقل عن هذه المصادر لا يعنينا إطلاقا ولا قيمة له"، فإن الحملات المتبادلة تركت ندوبا في العلاقة بين الفريقين، خصوصا أن قياديين من الحزب لم يخفوا انتقادهم الشدديد اللهجة لإصرار باسيل على احتساب عدرا في تكتله الوزاري. لم تصدر أي إشارة بالأمس إلى حصول اتصالات لمعالجة آثار الأزمة بين "الحليفين، سوى قول رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "لا نقول إننا عدنا الى نقطة الصفر، لكن لا تزال هناك عراقيل في تأليف الحكومة"، داعيا الجميع الى "الحوار الذي هو مخرج لحل هذه الازمة". كما أن إعلام الحزب ظل يردد مثل نواب "التشاوري" بأن مبادرة عون ما زالت قائمة، مع الدعوة إلى أن يختار عون ممثلا له من الأسماء الباقية بعد سحب إسم عدرا.

رواية بري لاختيار عدرا

3 - أن زوار الرئيس بري خرجوا بانطباع بعد لقائه في الساعات الماضية كما قالوا لـ"الحياة"، بأن باسيل "خرّب طبخة الحكومة حين أصر على أن يكون عدرا من ضمن تكتل "لبنان القوي" الوزاري بدلا من أن يكون ممثلا لـ"اللقاء التشاوري". ولبري وفق الزوار، روايته أيضا في شأن اختيار عدرا، معتبراً أن باسيل طبخ الأمر مع الحريري حين التقاه في لندن، وطرح الأمر لاحقا على "حزب الله" وطلبه الرئيس عون الذي اقترحه على اللواء ابراهيم. ويضيف زوار بري: "اقترح "حزب الله" (وكذلك اللواء ابراهيم) الإسم على رئيس البرلمان الذي يعتبر أن عدرا يأتي من مناخ وطني ولديه علاقة طيبة مع معظم الفرقاء ولا يشكل حساسية للحريري فرأى أنه يشكل حلا لمشكلة تمثيل التشاوري فطلب من النائب قاسم هاشم اقتراح إسمه، لكن تبين لبري بعدها أن باسيل يريده في تكتله وليس ممثلا لـ"التشاوري". وقال زوار بري لـ"الحياة" أنه وجد في هذا الإصرار تذاكيا واستخفافاً بالنواب السنة الستة فكيف يكون عدرا ممثلا لفريق ثم يكون في الحكومة ملتزما بفريق آخر؟ وهذا ما دفعه بعد أن قامت الضجة على ذلك إلى الطلب من النائب هاشم أن يعمل على سحب إسمه. ويعتبر بري أن ليس هكذا تدار الأمور. وحتى في الشكل كان يمكن أن تتم إدارتها في شكل مختلف وكان يمكنهم ترك عدرا ينتسب إلى "التشاوري" وأن يتعاونوا معه لاحقا في مجلس الوزراء، لكن الخفة حالت دون ذلك. ويعتبر بري أنه من الجيد أن الأمور كشفت من البداية. ويرى بري أنه "إذا كانوا لا يريدون تشكيل الحكومة فهذا أمر آخر". ويطرح بري هذا التساؤل نتيجة ما نقله إليه الحريري أول من أمس عن مطالبة "التيار الحر" بالحصول على حقيبة البيئة التي كان اتفق على أن تكون من حصة حركة "أمل" مقابل حصوله على وزارة الإعلام. ويشير زوار بري لـ"الحياة" إلى أنه أبلغ الحريري حين استمزج رأيه في طلب باسيل هذا: تطرح علي تعديلا في الحقائب والمريض مات. لا أقبل بالإعلام ولا تعنيني وأتمسك بالبيئة وبالحقائب الستة التي طالبنا بها منذ البداية (مع "حزب الله"). كما سمع زوار بري منه أنه قال للحريري: "لا تخلفوني مع (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي) وليد جنبلاط باقتراح مبادلة البيئة مع وزارة الصناعة".

كما قال زوار بري أنه أكد أنه إذا هناك نية لإعادة النظر في ما اتفق عليه بالنسبة إلى الحقائب، فلنعد الحديث من البداية. فنحن حجمنا النيابي يساوي 8 وراء وليس 6 ، إذ لدينا نواب من طوائف أخرى.

ولم يخف الزوار بأن بري يعتبر أنه إذا هناك نية لعدم تشكيل حكومة بسبب هذه العراقيل، "فإننا نستطيع الانتظار، لكن البلد كله سيكون الخاسر، وهم سيكونون أكثر الخاسرين من الفرقاء السياسيين".

 

 إيران كما تتصور نفسها

حسين عبد الحسين/الحرة/25 كانون الأول/18

في الحرب العراقية ـ الإيرانية، التي اندلعت في العام 1980 واستمرت ثماني سنوات، دفعت انتصارات الإيرانيين ـ في السنوات الأولى للحرب ـ طهران إلى رفض قرار مجلس الأمن 598 الداعي إلى وقف إطلاق النار. ولكن مع حلول العام 1986 ونيل صدام حسين بعض الحظوة في واشنطن، انقلبت الموازين، وراح العراقيون يتغلبون على الإيرانيين، ما أجبر روح الله الخميني على قبول قرار مجلس الأمن ووقف الحرب، في خطوة شبهها مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل بتجرعه السم. على أن متابع وسائل إعلام إيران العربية، ووسائل إعلام تابعيها في العراق ولبنان واليمن، لن يعثر على خطاب الخميني الذي أعلن فيه هزيمته التي شبهها بتجرع السم؛ بل إن الدعاية الإيرانية تستفيض في الحديث عن انتصارها العظيم في الحرب التي تسميها "الجهاد المقدس". هذا هو التاريخ الذي يكتبه المنتصر، أو في هذه الحالة المهزوم، أي النظام الاسلامي، بسبب بقائه على قيد الحياة، وموت المنتصر، أي صدام حسين. على هذا القياس هي انتصارات إيران وحلفائها. في حرب تموز/يوليو 2006، بين "حزب الله" وإسرائيل، أعلن الحزب اللبناني "انتصارا إلهيا". لا يهم أن "المقاومة"، التي كان يفترض أن تحمي لبنان، احتمت هي بلبنان، فبقي قادة "حزب الله" على قيد الحياة في مخابئهم، وواجه لبنان أقسى عملية دمار، وعانى اللبنانيون من خسائر بشرية بلغت 26 مرة عدد الخسائر في أرواح المدنيين الإسرائيليين.

وهكذا دواليك. النظام الإيراني وأتباعه العرب منتصرون دائما، إن في تجرعهم سم صدام حسين، أم في اعتراف زعيم "حزب الله" حسن نصرالله أنه لو كان يعرف شكل الدمار اللبناني الناتج عن الحرب مع إسرائيل لما كان دخل الحرب، أو في "انتصار" الرئيس السوري بشار الأسد على نصف الشعب السوري، القابع في مخيمات الشتات أو المدفون تحت ركام مدنه، أو في اليمن الذي "انتصر" فيه أتباع إيران، الحوثيون، حتى يعيش اليمنيون في أزمة كوليرا ومجاعة قاتلة.

والمفارقة عند نظام إيران الإسلامي، وأزلامه العرب، تكمن في أنهم ـ على الرغم من إصرارهم أنهم منتصرون دائما ـ يندر أن ينقطعوا عن البكاء، وادعاء المظلومية، وشتم "الغطرسة"، و"الاستكبار"، والعقوبات الأميركية، وكل ما هو ليس لإيران أو ليس بإمرتها.

والمفارقة أيضا في الدعاية الإيرانية إصرارها أن إيران توصلت إلى مستويات رفيعة في العلم، والتكنولوجيا، والزراعة، والصناعة. ثم تهدد إيران، التي يفترض أنها متفوقة ومكتفية ذاتيا، الأوروبيين أن صبرها سينفذ إن لم ينجح الأوروبيون في الاستدارة على العقوبات الأميركية.

من يطالع الدعاية الإيرانية قد يصاب بالدهشة لكمية التناقضات التي تشوب الموقع الواحد. وزير خارجية إيران جواد ظريف يصرّح مرارا أن حديث أميركا عن صواريخ إيران هو من باب الافتراء على الجمهورية الإسلامية. أما جنرالات إيران، فهم يصرّحون مرارا أن صواريخ إيران متفوقة وقادرة على ضرب أي هدف في المنطقة، أو حتى في العالم. أيهما يصدق المشاهد أو القارئ: ظريف أم العسكر؟ لا يهم. المهم أن إيران ضحية أميركا، ومنتصرة على أميركا في الوقت نفسه. إيران هي الضحية دائما، وهي المنتصرة المتفوقة على أعدائها دائما.

هذه هي الدعاية الإيرانية: متناقضة، متضاربة، ومليئة بالأكاذيب، خلاصتها أن عظمة إيران سابقة لعظمة كل الحضارات الأخرى، وباقية إلى ما بعد انهيار باقي الحضارات.

هكذا، بدون أن يرف له جفن، يقف خطيب الجمعة في طهران ليشير إلى تظاهرات "السترات الصفراء" في فرنسا، ويقول إن التظاهرات أكدت فشل الديمقراطيات الليبرالية في الغرب، وإنها أكدت نجاح نموذج الجمهورية الإسلامية.

لا يهم أن معدل الدخل في فرنسا يبلغ سبعة أضعاف نظيره في إيران. ولا يهم أن فرنسا هي بين الدول العشرة الأولى في العالم في العلوم، والاختراعات، والحريات، والفن، ونوعية المعيشة.

ليست إيران من عظمتها التاريخية بشيء. إيران التاريخية كانت تقف بين الحضارات. إيران كانت رائدة في الطب والصيدلة والكيمياء والحساب والجغرافيا والشعر والأدب والتجارة. أما إيران الإسلامية، فماكينة موت لمواطنيها ومواطني دول الجوار، تعتاش من ريع النفط، الذي تنفقه على استخباراتها، وتمول به دع ايتها البالية.

 

هل يُعزِّز الانسحاب الأميركي من سورية الوجود الإيراني؟

مشعل أبا الودع/السياسة/25 كانون الأوسط/18

منذ إعلان الرئيس ترامب سحب القوات الاميركية من سورية يتبادر الي اذهان الجميع سؤال واحد حول الوجود الايراني في سورية ومدى تأثيره على امن اسرائيل والمنطقه ،بالاضافة الى التخوف من عودة “داعش “والتنظيمات الارهابية مرة اخرى الى الساحة ، وقال ترامب انه قضى عليها وان المهمة انتهت رغم تأكيد الحلفاء ان التنظيمات الارهابية جاهزة للعودة مرة اخرى في اي وقت ، فالخلايا النائمة مازالت موجودة وقادرة على العمل مرة اخرى. الموقف الاميركي منذ اتفاقية ادلب التي لم تشارك فيها اميركا وكانت بصياغة تركية روسية ايرانية وباركتها الولايات المتحدة الاميركية كان يعبر عن رغبة اميركا بالخروج من المستنقع السوري ،واظهرت الايام هذه الرغبة بعد اعلان ترامب الانسحاب من سورية ،لكن من سيواجه الوجود الايراني في سورية بعد انسحاب الولايات المتحدة؟

ترامب منذ اليوم الاول له في البيت الابيض اعلن عن مواجهة ايران، ووجه صفعة لها بالخروج من الاتفاق النووي، واكد على ضرورة تضييق الخناق على النظام الايراني بفرض مزيد من العقوبات ،لكن قراره الان بالخروج من المستنقع السوري لم يكن مفهوم الغرض منه في هذا الوقت الحرج الذي قرر ترامب فيه مواجهة ايران وتضييق الخناق عليها. الاكراد حلفاء واشنطن اعتبروا القرار تخليا عنهم في وقت يحشد اردوغان قواته للهجوم عليهم ، فهويعتبر الاكراد وقوات سورية الديمقراطية العدو الاول له وليس تنظيم “داعش” لان اردوغان عقد الصفقات مع تنظيم “داعش” وساعدهم كثيرا في سورية وهجومه على الاكراد لصالح” داعش”. قرار ترامب اثار الغضب في الاوساط السياسية الاميركية وداخل الكونغرس ،وادى هذا القرار الى استقالة جيمس ماتيس وزير الدفاع الذي رأى القرار تخليا عن الحلفاء وعدم احترام لهم ،كما قدم بريت ماكجورك المبعوث الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” استقالته اعتراضا على قرار ترامب ورغم قرار ترامب سحب قواته من سوريا وتأكيده علي ان وجودها هناك لا حاجة له ،الا ان وزير خارجيته مايك بومبيو اكد لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ان اميركا ملتزمة بقتال” داعش” في العراق رغم انسحاب قواتها من سورية ،كما وصلت حاملة الطائرات الاميركية “يو اس اس جون ستينيس” الى مياه الخليج وهي اول حاملة طائرات في المنطقة منذ انسحاب اميركا من الاتفاق النووي، ولمواجهة تهديدات النظام الايراني والحرس الثوري الايراني باغلاق مضيق هرمز اعتراضا على العقوبات الاميركية على طهران التي سوف توقف تصدير النفط الايراني وتصل صادرات النفط الايراني الى الصفر. جون بولتون مستشار ترامب للامن القومي اكد قبل ذلك ان القوات الاميركية سوف تبقى الى اجل غير مسمى الي ان تخرج القوات الايرانية ،لكن يبدو ان ترامب قرر اتخاذ هذا القرار بعيدا عن التشاور مع رجال ادارته ، رغم ان البعض يراه تخليا عن سورية وحلفاء الولايات المتحدة ،كما فعل اوباما قبل ذلك وتراجع عن توجيه ضربة لنظام الاسد ،وسحب القوات الاميركية من العراق وترك الساحة مفتوحة لايران والتنظيمات الارهابية .

ترامب ليس اوباما ،وقراره الانسحاب من سورية لايعني انتهاء المواجهة مع ايران وميليشاتها في سورية وفي المنطقة، ولا يعني ذلك ايضا ترك المنطقة والازمة السورية للاعب الروسي، ولا يعني ذلك التخلي عن امن الطفل المدلل لاميركا ،اسرائيل .الامر كله يؤكد ان ترامب ربما يريد ضرب المثل في ضرورة خروج كل القوات من سورية وبدأ بالقوات الاميركية لكنه لن يتخلى عن مواجهة الوجود الايراني في سورية او التدخلات الايرانية في شؤون دول المنطقة.

 

كيف يتخلص نظام الأسد من المعتقلين السياسيين؟

عربي بوست/25 كانون الأوّل 2018

في الوقت الذي يعزز فيه النظام السوري سيطرته بعد سنواتٍ من الحرب الأهلية، يواصل جيش الرئيس بشار الأسد إعدام السجناء السياسيين بوتيرةٍ أسرع وأشد قسوة، في ظل تسريع القضاة العسكريين وتيرة إصدار أحكام الإعدام، بحسب ما ذكره ناجون من سجن صيدنايا الذي يُعد أسوأ السجون سمعة في سوريا . تحدَّث أكثر من 20 سوريّاً ممَّن أُفرِج عنهم مؤخراً من سجن صيدنايا العسكري في العاصمة السورية دمشق، لصحيفة The Washington Post الأميركية، عن حملةٍ حكومية لإعدام جماعاتٍ من السجناء السياسيين. وقال السجناء السابقون في مقابلاتٍ أُجريت معهم، إنَّ السجناء يُنقلون من السجون الأخرى بجميع أنحاء سوريا للانضمام إلى المعتقلين المحكوم عليهم بالإعدام في قبو صيدنايا، ثم يجري إعدامهم شنقاً في جنح الظلام.

التخلص من اكتظاظ سجن صيدنايا بإعدامات جماعية للسجناء في سوريا

لكن على الرغم من عمليات النقل هذه، توضح الصحيفة الأميركية، فإنَّ عدد سجناء زنزانات صيدنايا أسوأ السجون سمعة في سوريا التي كانت مكتظة يوماً ما -والتي كانت تعجُّ في ذروتها بسجناء يتراوح عددهم بين 10 آلاف و20 ألفاً- قد تضاءل كثيراً، بسبب عمليات الإعدام التي لا تتوقف، لدرجة أنَّ قسماً واحداً على الأقل من السجن صار شبه خاوٍ تماماً، حسبما ذكر السجناء السابقون. حتى إنَّ بعض هؤلاء السجناء السابقين أنفسهم كان محكوماً عليه بالإعدام، ولم يهربوا من هذا المصير إلا بعدما دفع أقرباؤهم عشرات الآلاف من الدولارات لتأمين حريتهم. ووصف بعضهم المحادثات التي سمعوها مصادفةً بين الحراس بشأن إعدام السجناء. وتحدث جميعهم بشرط عدم الكشف عن أسمائهم بالكامل؛ خوفاً على سلامة أُسرهم. وقال سجينان منهم كانا قد مرَّا عبر محكمة دمشق الميدانية، الموجودة داخل مقر الشرطة العسكرية بالعاصمة، إنَّ معدلات أحكام الإعدام ارتفعت على مرِّ العام الماضي (2017)، مع تشدُّد مواقف مسؤولي المحكمة.وعُرِضَ كلا الرجلين مرتين على أحد القضاة في هذه المحكمة العسكرية الميدانية: مرةٌ في وقتٍ سابق من الحرب، ومرة ​​أخرى بالعام الجاري (2018)، وتمكنا من مقارنة الطريقة التي تعمل بها هذه المحكمة السرية. وقال أحدهما: «لم يكن هناك مجالٌ للتساهل في زيارتي الثانية، إذ حُكِم على جميع الأشخاص الذين كانوا موجودين في تلك الغرفة تقريباً بالإعدام. كانوا يقرأون الأحكام بصوتٍ عالٍ».

ومنهم من يموت حتى قبل الوصول إلى المشنقة

وقال السجناء السابقون إنَّ العديد من السُجناء يموتون حتى قبل الوصول إلى المشنقة، بسبب سوء التغذية أو الإهمال الطبي أو الاعتداء الجسدي، وغالباً ما يموتون إثر تعرضهم للتعذيب النفسي في أسوأ السجون سمعة في سوريا . وقال سجينٌ سابق -يُدعى أبو حسين (30 عاماً)، وهو ميكانيكي من غرب محافظة حمص- إنَّ الحراس أدخلوا أنبوباً معدنياً بالقوة في حلق أحد زملائه بالزنزانة، كان من ضاحية داريا في دمشق. وقال: «علَّقوه على الحائط بذلك الأنبوب ثم تركوه ليموت! وظلَّت جثته ملقاةً بيننا طيلة الليل». بينما وصف سجينٌ سابق آخر كيف أُجبِرَ سجناء في زنزانته على ركل رجلٍ من جنوب محافظة درعا حتى الموت. لم يردَّ النظام السوري على طلبات التعليق على هذا المقال. ويُذكَر أنَّه لم يعترف قَط بإعدام السجناء، ولم يعلن كذلك أرقام عمليات الإعدام. ولا تتوافر إحصاءاتٌ مستقلة.

وهو ما أكدته صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية

وتُظهر صورٌ ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية لأراضي سجن صيدنايا في مارس/آذار 2018، تراكم العشرات من الأجسام المظلمة، التي يقول خبراء إنَّها متفقةٌ مع الأجساد البشرية. وحصلت صحيفة The Washington Post الأميركية على تلك الصور، وطلبت من خبراء الطب الشرعي مراجعتها. وقال إسحاق بيكر، مدير تحليل الصور في برنامج Signal Program on Human Security and Technology التابع لمبادرة هارفارد للعمل الإنساني: «تُظهِر الصور التي التُقطِت للسجن من 1 مارس/آذار إلى 4 مارس/آذار، وجود أجسام مظلمة طويلة يشبه بعضها بعضاً، طولها من 5 إلى 6 أقدام تقريباً (1.52 إلى 1.83 متر). ومع أنَّ التحليلات والبيانات المتاحة لا تثبت روايات شهود العيان عن عمليات الإعدام الجماعي في أسوأ السجون سمعة في سوريا ، فإنَّها تعضدها وتتفق معها». وتحدث سجينان سابقان كانا محتجزين في زنزاناتٍ أقرب إلى غرفة الحراسة بجناح زنزاناتهم، عن محادثاتٍ سمعاها مصادفةً بين سجَّانيهما بشأن عمليات إعدام في أوائل مارس/آذار 2018، إذ قال أحدهما: «كانوا يتحدثون عن مجموعةٍ من جثث السجناء نُقِلَت إلى الفناء». وتُظهِر صورٌ أخرى ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية لأراضٍ عسكرية قرب دمشق -ذكرت منظمة العفو الدولية سابقاً أنَّها موقعٌ لمقابر جماعية- زيادةً في عدد حفر الدفن وشواهد القبور بمقبرة واحدةٍ على الأقل هناك منذ مطلع العام الجاري (2018). وقال منشقون كانوا يعملون في نظام السجن العسكري، إنَّ هذه المنطقة التي تقع جنوب دمشق هي المقبرة الجماعية المحتملة لسجناء صيدنايا. بينما ظهرت عشراتٌ من حُفر الدفن وشواهد القبور الجديدة منذ فصل الشتاء، في المقبرة الواقعة على الطريق المتجه جنوباً من دمشق.

«الضرب تعذيب والصمت أيضاً تعذيب» في أسوأ السجون سمعة في سوريا

بعد 7 سنوات من الحرب، ما زال أكثر من 100 ألف معتقل سوري في عداد المفقودين. ووفقاً للأمم المتحدة وبعض منظمات حقوق الإنسان، ربما يكون الآلاف منهم، إن لم يكن عشرات الآلاف، قد ماتوا. ومع أنَّ جميع أطراف النزاع اعتقلت أشخاصاً وأخفتهم قسرياً وقتلتهم، تُقدِّر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنَّ ما يصل إلى 90% من إجمالي المعتقلين بسوريا محتجزون في شبكةٍ من سجون النظام، حيث يُستخدم التعذيب والتجويع وأشكالٌ أخرى من الإهمال القاتل استخداماً ممنهجاً من أجل القتل. وفي إحدى الفترات، كان سجن صيدنايا وحده يضم نحو 20 ألف سجين، وفقاً لمنظمة العفو الدولية. وقد أجرت صحيفة The Washington Post الأميركية، بهدف نشر هذا المقال، مقابلاتٍ مع 27 سجيناً سابقاً أُفرِج عنهم مؤخراً. يعيش معظمهم الآن بتركيا، ولكن بعضهم يعيش أيضاً في سوريا ولبنان والعراق وألمانيا. وقد جرى التعرُّف عليهم عن طريق سجناء سابقين آخرين في أسوأ السجون سمعة في سوريا ومراقبين معنيِّين بحقوق الإنسان، وأُجريت اللقاءات معهم في مدنٍ تركية مثل إسطنبول وغازي عنتاب وأنطاكية وسيفريك، وعبر الهاتف. ويقول السجناء السابقون إنَّ الحراس كانوا يفرضون صمتاً شبه تام بين السجناء الذين كانوا ينامون تحت بطاطين مليئة بحشرات السوس والقراد على أرضياتٍ حجرية لزجةٍ، بسببب سوائل جسدية. وقال سجينٌ سابق يُدعى محمد ويبلغ من العمر 28 عاماً: «عندما تكون في صيدنايا، لا يمكنك التفكير في أي شيء، بل لا يمكنك حتى التحدث إلى نفسك. فالضرب تعذيب، والصمت أيضاً تعذيب».

وشبَّه زملاءه بالزنزانة، الذين ظلَّوا في السجن بعد خروجه، بأنَّهم «حيوانات محبوسة». وقال: «كانت معنويات بعضهم مُحطَّمة تماماً، في حين أُصيب البعض الآخر بالهوس والجنون. ربما يكون الموت رحمةً لهم، فهو الشيء الوحيد الذي ينتظرونه».

غير أن هناك من ينجو من مشنقة الإعدام

وعلى الرغم من اختلاف أيام تنفيذ الإعدام، قال سجناء سجن صيدنايا السابقون إنَّ الحُرَّاس غالباً ما كانوا يتجولون بين الزنزانات بعد ظهر يوم الثلاثاء، مُنادين على أسماء الأشخاص الذين سيُعدَمون. وقال أحد السجناء السابقين: «كنت تعرف أنهم قادمون عندما يضربون الباب المعدني بعُنف ويبدأون الصراخ في وجوهنا للاصطفاف. فكان الجميع يتدافع نحو الجدار ويقف قدر استطاعته. وبعدما يرحل الحُرَّاس، تشكر الله لأنَّهم لم يسحبوك». وهذا بالضبط ما حدث مع محمد، إذ اقتادوه خارج زنزانته بعنف مع تغطية وجهه بقميصه إلى الطابق السفلي حيث ينتظر السجناء تنفيذ حكم الإعدام، وكانوا يضربونه عندما كان يتعثر على السُّلَّم. وقال إنَّه يتذكر أنَّه كان محاطاً بصراخ سجناء آخرين.

صورة لأحد أسوء السجون السورية التي شهد على إعدام مئات المعتقلين

ودُفِع مع غيره من السجناء إلى زنزانةٍ ضيقة وجُرِّدوا من ملابسهم قبل أن يتركهم الحراس، ويغلقوا الباب المعدني خلفهم بعنف. وظل السجناء قابعين هناك أسبوعاً. ثم كُدِّس المزيد من السجناء في زنزانةٍ مجاورة. وكان من بينهم حسن (29 عاماً)، وهو مُزارع نُقل إلى سجن صيدنايا من سجنٍ مدني بمحافظة السويداء الجنوبية. وجلس الرجال طيلة الليل ينتظرون الموت، متحدثين بهمساتٍ خافتة، وتبادلوا قصص حياتهم وندمهم. وقال حسن: «كان الظلام دامساً هناك، لكنَّ ما استطعت رؤيته من وجوههم هو رعبٌ خالص. وفي النهاية، توقف الجميع عن الكلام».

ولكن عندما جاء الحراس ليأخذوا السجناء الذين سيعدمونهم، لم يُنادوا على اسمَي محمد ولا حسن. وعرف الرجلان لاحقاً أنَّ عائلاتهما دفعت عشرات الآلاف من الدولارات إلى وسيطٍ مرتبط بالنظام، وهو جزءٌ من شبكةٍ ظهرت في أثناء الحرب، لتزويد العائلات بأخبار عن أقربائهم المحتجزين، ومساعدتهم ببعض الأحيان في إطلاق سراحهم مقابل مبالغ من المال.

زيادة مفاجئة في إخطارات الوفاة

تأتي الزيادة المفاجئة في أحكام الإعدام، بالوقت الذي تجري فيه مناقشة مصير المحتجزين السوريين الذين اعتُقِلوا في وقت الحرب، ضمن محادثات السلام بالعاصمة الكازاخستانية أستانا، إذ يحاول مسؤولون من روسيا وتركيا وإيران التفاوض على إنهاء الصراع، في ظل تقهقر قوات المعارضة السورية وانحصارها في أقصى الشمال الغربي للبلاد وهزيمتها هزيمةً شبه كاملة. وفي أثناء ذلك، يُصدِر النظام السوري إخطاراتٍ بوفاة سجناء سياسيين بُمعدِّل غير مسبوق. وبدأت هذه الممارسة تتسارع في يناير/كانون الثاني 2018، ويبدو أنَّها تؤكد بالعديد من الحالات، أنَّ المحتجزين في أسوأ السجون سمعة في سوريا ماتوا بالفعل في سنوات الصراع الأولى. وفي تقريرٍ صدر الشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الثاني 2018)، قالت لجنة الأمم المتحدة التي شُكِّلت للتحقيق في جرائم الحرب بسوريا، إنَّ إصدار هذا الكم الهائل من إخطارات الوفاة يعد بمثابة اعترافٍ من النظام بأنَّه مسؤولٌ عن وفاة سجناء كان ينفي احتجازهم على مرِّ سنوات. وقال هاني مجلِّي، أحد المحققين الرئيسين في لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، متحدثاً عن إخطارات الوفاة: «بالتأكيد، نعتقد أنَّه لا بد من وجود رابط بين هذا الأمر وبدء الدولة في الانتقال إلى ما بعد الصراع، وشعور مسؤولي النظام بأنَّ وجودهم لم يعُد مهدَّداً بشكل كامل، وأنَّ عليهم التطلع إلى المستقبل في كيفية التعامل مع السكان عموماً. الناس يطالبون الآن بمزيد من المعلومات عما حدث ولماذا حدث وأين. أين الجثث؟!».

اعترافات تحت التعذيب وغياب المحامين

وذكر السجناء السابقون في أسوأ السجون سمعة في سوريا في المقابلات تفاصيل نادرة عن عمل المحكمة الميدانية العسكرية، حيث يظهر المتهمون دون محامين، وغالباً ما تكون أوراق الاتهام مُحمَّلةً باعترافاتٍ مأخوذة تحت التعذيب. ويصل المعتقلون إلى المحكمة مكبَّلين ومعصوبي الأعين. ونادراً ما تستغرق محاكماتهم أكثر من 3 دقائق. وفي بعض الحالات، استندت عمليات الإعدام التي نُفِّذت مؤخراً في سجن صيدنايا، إلى أحكامٍ صدرت قبل سنوات. وما تغيَّر هو تسريع وتيرة إصدار أحكامٍ جديدة، حسبما ذكر سجناء سابقون. وبمجرد شنق السجناء، عادةً ما تُنقَل جثثهم مباشرةً من غرفة الإعدام إلى شاحنة أو سيارة منتظرة في الخارج، ثم تُنقل إلى مستشفىً عسكري لتسجيلها فيه، قبل دفنها بالمقابر الجماعية الموجودة في منطقةٍ عسكرية، وفقاً لما ذكرته منظمة العفو الدولية. كان محمد وحسن من بين مَن نجوا من هذا المصير. وبعد سنواتٍ ممَّا وصفاه بالتعذيب والإهمال الشديد، اللذين تركا ندوباً ومشكلاتٍ صحية حادة لديهما، نجحا في دخول تركيا عبر الحدود بوقتٍ سابق من العام الجاري (2018). ولكن بعد عبور حسن من الأراضي الواقعة تحت سيطرة النظام إلى أحد المعاقل الأخيرة للمعارضة بالقرب من الحدود التركية، أخطأ المهربون الذين يرشدون مجموعته ووجَّهوها إلى حقل ألغام، فتعرَّضت ساقه للتفجير، وما زال يصرخ في أثناء نومه. وقال: «لا يمكن نسيان ذكريات صيدنايا بسهولة. لقد مات معظم زملائي الذين كانوا معي بالزنزانة. وما زلت أُفكِّر في الأشخاص الذين ما زالوا قابعين هناك».

 

ماذا استفادت إيران من لبنان ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/26 كانون الأول/18

90 مليار دولار ديناً على اللبنانيين وتعداد سكان لبنان لا يتجاوز الخمس ملايين نسمة وليس فيه ثروات طبيعية كالنفط فمعنى ذلك إنه مبلغ خيالي .

نحن الشعب اللبناني وأولادنا وأحفادنا من سيسدد هذه الديون من الضرائب التي ندفعها وسندفعها على كل شيء نستهلكه في لبنان من عرق جبيننا ، وَكَدِّ يميننا ، فلا إيران ولا أميركا ولا أوروبا ولا أي مخلوق على وجه الأرض يمكن أن يتصدق علينا بهكذا مبلغ هائل لوجه الإنسانية أو قربة إلى الله !!!!.

لا أحد من الخلق مطلقا يتصدق على أحد بمبلغ عظيم من دون مقابل ومن دون مقايضة ومن دون فوائد !!! وأخطر مجنون هو ذلك المختل عقليا الذي يعتقد بأن الأرض محمولة بمخلوق يدفع مبالغ عظيمة لمخلوق آخر لوجه الإنسانية أو لوجه الله سبحانه كالخمينيين المختلين عقليا ( جماعة ولاية الفقيه ) الذين يعتقدون بأن الولي الفقيه منحنا يوما ما مبالغ مالية من دون أن يجني من ورائها ثروات في الوقت الذي تعلم الدنيا بأسرها بأنه جنى ثروات عظيمة هائلة نتيجة صفقات أبرمها مع الغرب مستثمرا الرهائن الذين تم خطفهم ببيروت على يد عصابته التي تُسَمَّى ( حزب الله ) وأضر بذلك اقتصادنا الوطني اللبناني أضرارا فادحة مدمرة !!!!!!

نحن الشعب اللبناني نحن وأولادنا وأحفادنا من سيدفع / 90 مليار دولار / ديونا على الدولة اللبنانية وليس أولاد ولا أحفاد حسن نصر الله ، ونعيم قاسم ، ومحمد رعد ، ومحمد فنيش ، وعفيف النابلسي ، ووفيق صفا مَنْ سيدفعها ، علماً إن هؤلاء باتوا يملكون أرصدة ببنوك العالم وثروات وكنوز من ذهب لا تكسرها الفؤوس !!!

وإن قلت لي ولماذا لا تُشير إلى جميع المسؤولين الفاسدين والمفسدين في الدولة اللبنانية ?

أقول لك وافتح دماغك جيداً : إن من يتحمل مسؤولية هذه الديون هو نفسه وذاته وعينه الذي يتحمل مسؤولية عدم قيام دولة حقيقية في لبنان .

فكل شعب في الأرض في الغابر والحاضر حينما يمنعه حزب أمني عسكري من إقامة دولة حقيقية على أرضه فهذا الحزب هو حصريا من يتحمل مسؤولية كل فساد اقتصادي ، وأمني ، وأخلاقي ، وبيئي ، ومالي ، وسياسي يصيب كيان الشعب وأرضه ووطنه إن كل حزب يقف حاجزا أمام الشعب فيمنعه من إقامة دولة حقيقية فهذا الحزب هو المسؤول عن الأرض إذا ساخت تحت أقدام أهلها بالفساد الأمني والفساد المالي والفساد السياسي والفساد البيئي والفساد القضائي وكل أشكال الفساد وأنواعه .

ولا يوجد إنسان تحت الشمس يملك مثقال ذرة من عقل يقبل بوجود سلاح حزب في دولة ما على وجه الأرض ليس تحت وصايتها ليس تحت وصاية مؤسساتها القضائية والسياسية والأمنية والعسكرية والأخطر أن هذا الحزب يملك أيضا قرار الحرب والسلم !!! ويملك زنازين وسجون خاصة به !!! ويرتبط علانية وجهرا بحاكم دولة أجنبية ارتباطا سياسيا وأمنيا وعسكريا ودينيا وماليا ويكشف بكل وقاحة وصلافة عن ارتباطه بهذه الصورة بالولي الفقيه حاكم ايران المستبد .

فحزب ولاية السفيه هو المسؤول عن دمار وطني ووطننا لبنان وفساده بكل مفاصله وجوانبه .

 

لا حلف مع ترامب

رندة تقي الدين/الحياة/26 كانون الأول/18

خيب الرئيس الأميركي حلفاءه الأوروبيين بإعلانه الأحادي ان الولايات المتحدة ستنسحب من سورية وتسلم المنطقة إلى الجيش التركي، وجاءت ردة فعل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من تشاد، حيث أمضى ليلة الميلاد مع القوات الفرنسية، معرباً عن أسفه الشديد لقرار ترامب، وقال: «إن قاعدة أي حلف لأي رئيس دولة ورئيس اركان أن يقودا المعركة جنباً إلى جنب، وأن يتم الاعتماد على الحليف». وأعلن ماكرون عن بقاء القوات الفرنسية، لأن مكافحة «داعش» لم تنته بعد، كما أنه أثنى على ما قال الجنرال ماتيس في إعلانه الاستقالة من منصبه. واضح ان الحلفاء الأوروبيين مستاؤون من رئيس أميركي لا يبالي بأوروبا وموقفها. ولا ينسق مع رؤساء منطقة يحتقرها. وبدأ باظهار ذلك منذ أول زيارة للمستشارة الألمانية انغيلا مركل لواشنطن، حيث كان أقل احتراماً لها لدى استقبالها. والآن وبعد قراره الأحادي وإعلان ماكرون عن بقاء القوات الفرنسية ، وهي قليلة العدد، يظهر بوضوح ضعف أوروبا من دون الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. إذ كانت القوات الأميركية بمعداتها وعددها تقود التحالف ضد الإرهاب. والآن أصبحت القوات الأوروبية وحدها في منطقة سلمها ترامب للقوات التركية، تاركاً الأكراد ليقتربوا أكثر فأكثر من النظام السوري وإيران وروسيا. قال فريق ترامب المهتم بسورية مراراً أن القوات الأميركية باقية في سورية حتى خروج إيران منها. وإذ برئيس هذا الفريق يهدي إيران وروسيا والنظام السوري مغادرة قواته من الشمال السوري.

بوتين لم يحلم برئيس أميركي أفضل له من ترامب، الذي يترك لروسيا الهيمنة في الشرق الاوسط، خصوصاً أن بوتين عمل على علاقة جيدة ومهمة له مع إسرائيل، وهو يعمل على تعاون وثيق حتى أنه تمكن من تقليص الضربات الإسرائيلية على بعض المواقع الإيرانية في سورية. فسياسة ترامب الذي كان أصر على معاقبة إيران لسياستها في المنطقة، هي أن يسلم زمام أمور المنطقة إلى صديقه بوتين، الذي ساهم بشكل كبير في إنجاحه في الانتخابات الرئاسية. ولكن أي منطق في مثل هذه السياسة الأميركية حيث يعاقب ترامب إيران اقتصادياً من جهة، ويتركها تسرح وتمرح في سورية والعراق ولبنان. وتعطيل «حزب الله» لتشكيل الحكومة في لبنان مثل على التدخلات الإيرانية عبر الحزب. فأصبح بوتين سيد اللعبة في المنطقة. وهو الآن محتاج لإيران في سورية، وعلى رغم كل ما يقال عن تنافس بين النظامين؛ اختار بوتين أن يتحالف الآن وحتى إشعار آخر مع إيران. وبوتين غير مستعجل للحل السلمي في سورية، وذلك واضح في موقفه من اللائحة الدستورية للمجتمع المدني السوري، حيث ادخل فيها أسماء عدة للمخابرات السورية. وحذف الأمم المتحدة وواشنطن لبعض هذه الأسماء من اللائحة أثار غضب سيرغي لافروف. فقرار ترامب بتسليم المنطقة لبوتين أكثر خطورة من قرار سلفه باراك اوباما لدى انسحابه من العراق، عندما سلم العراق إلى إيران. بوتين يترك إيران تتغلغل في سورية والعراق ولبنان. وقد يصبح النظام الإيراني أقوى على الأرض في هذه الدول من الروسي، فتحالفه مع الميليشيات الشيعية التي اخذت تهيمن شيئاً فشيئاً في هذه الدول متين. وهيمنة هذه الميليشيات تزيد الطائفية في هذه الدول مع خلق تطرف طائفي لدى كل الديانات الأخرى بما فيها الأقليات المسيحية التي تتخوف على مصيرها. أن سياسة ترامب الأحادية تضعف أوروبا وموقفها المعتدل من قضايا المنطقة، وتزيد خطورة الهيمنة الإيرانية والتهديد الإسرائيلي، والقلق يزداد مع التطورات المتلاحقة في الشرق الأوسط.

 

فوضى واشنطن أم فوضى ترمب؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/25 كانون الأول/18

يندر أن يعثر المتابع على تناقضات بهذا الحجم، وبهذه السرعة في صياغة واشنطن لسياساتها ومواقفها من قضايا استراتيجية شائكة، كما كان الحال الأسبوع الفائت. فاجأ الرئيس دونالد ترمب متابعي حسابه على «تويتر» بموقف يعلن فيه عن الانسحاب «السريع والكامل» للقوات الأميركية المتمركزة في شمال شرقي سوريا، التي لا يزيد تعدادها على 2000 جندي. القرار الكبير هذا، جاء ترمبياً بامتياز، بعصبيته وسرعته، وقدرته على إذهال حتى أقرب المستشارين والموظفين في البيت الأبيض.

ما لبث ترمب وبعد أيام قليلة أن خرج بموقف آخر وصف فيه الانسحاب الأميركي المزمع من سوريا بـ«البطيء والمنسق».

فهل هو انسحاب سريع أم انسحاب بطيء؟ وهل هو قرار أحادي، أكدت أحاديته المواقف الأوروبية المتفاجئة من الخطوة، أم قرار منسق، وهنا يصبح السؤال، مع من ومتى ووفق أي أولويات سياسية؟

بداية تعلمك واشنطن، أن كل السياسات هي سياسات محلية في نهاية الأمر، وبالتالي، من غير المستبعد أن يكون المقصود من توقيت ضجيج السياسة الخارجية، تشتيت الانتباه عن تطورات دراماتيكية منتظرة في واشنطن في عدد لا بأس به من أصل 17 تحقيقاً مفتوحاً بحق الرئيس أو بحق مساعديه، تمتد من تحقيقات في قضايا فساد وإثراء غير مشروع إلى أخرى حول العلاقة مع روسيا وتورط موسكو في التأثير في نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وهنا تصير السياسة الخارجية في ملفات رئيسية أسيرة الهاجس الشعبوي الداخلي ولعبة «الرايتنغ» الأميركية من دون النظر إلى التبعات الطويلة المدى.

إلى ذلك، يكشف القرار، وتكشف الفوارق العميقة بين جزئيه الأول والثاني، عن أن مقاربة ترمب للشرق الأوسط شديدة الرخاوة، ويعوزها الحد الأدنى من المنطق الاستراتيجي المتماسك.

قبل الإعلان الترمبي بأقل من أسبوع، كان جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، يشرح لنخبة من متابعي الملف السوري في العاصمة الأميركية، وفي ندوة استضافها معهد «مجلس الأطلسي» المرموق، أبعاد السياسة الأميركية في سوريا والتزام واشنطن بالعملية السياسية والدستورية ودعم مساراتها حتى ولو عبر القبول ببقاء مؤقت وانتقالي لبشار الأسد، من دون أي إيحاء بأن واشنطن بصدد التخلي عن وجودها العسكري الرادع للأسد وللميليشيات الإيرانية عن محاولات خطف العملية السياسية وتحويلها عن أهدافها.

في هذا السياق، وقبل أسبوع من قرار ترمب، أكد بريت ماكغورك المبعوث الرئاسي الخاص إلى التحالف الدولي لمكافحة «داعش» (استقال بعد القرار)، أن القوات الأميركية ستبقى على الأرض بعد التدمير المادي الذي لحق بمشروع «الخلافة» المزعومة.

قبل ذلك كان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، يقود عملية تحول دقيقة في أهداف التدخل العسكري الأميركي في سوريا، وتغيير إطار المهمة من القضاء على «داعش»، إلى مواجهة إيران، رابطاً بين الانسحاب الأميركي من سوريا وبين التأكد من عدم بقاء أي من ميليشيات إيران في هذا البلد. هذا غيض من فيض المواقف الأميركية التي تكشف حجم الارتجال، حتى بالنسبة للنخبة العسكرية في «البنتاغون» التي، بخلاف رأي بولتون، تؤيد خفضاً منظماً وحذراً للوجود الأميركي في سوريا. يقتضي الإنصاف، الإقرار بأن موقف ترمب منسجم مع قناعات الرئيس التي عبر عنها منذ الربيع الفائت، وأساسها رغبته في الانسحاب من سوريا، وإن كانت هذه القناعات تنم عن شعبوية مفرطة، وعن واقعية سياسية خارجية تلامس عدم الإدراك الاستراتيجي التام بتبعات مواقف مماثلة. لكن العجب العجاب، أنها تتقاطع مع سردية واقعية يقدمها ليبراليون وجدوا أنفسهم في لحظة التقاء غريبة مع ترمب، لا يقدرون هم أنفسهم على فهمها. تفيد هذه السردية الواقعية الليبرالية بأن الولايات المتحدة ستواصل الاحتفاظ بقوات في العراق قادرة على شن غارات على سوريا، وأن أكثر من 40.000 جندي وبحار وطيار أميركي موجودون في المنطقة أو حولها، وبوسعهم التحرك لو لزم الأمر، مضافاً إلى ذلك التزام واشنطن بالمساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة الهائلة لحلفائها في المنطقة. وتركز هذه السردية على عدم وجود أي مصلحة للناخب الأميركي فيما يحصل في سوريا على مستوى السياسة الداخلية وهوية الرابح في الصراع الدائر، من دون أي تقدير حقيقي لتبعات أن تنجح روسيا وإيران في إعادة الحياة لنظام بشار الأسد وإطالة أمد المرحلة الانتقالية. هي نفسها الواقعية العمياء التي لم ترَ في هيمنة ميليشيات «الحرس الثوري» على موانئ اليمن أي خطر على الناخب الأميركي فيما لو قررت إيران ضرب مسارات التجارة الدولية في هذه المنطقة الاستراتيجية لسلامة الاقتصاد العالمي. في المقابل ركزت جل جهدها السجالي والدعائي على نقد الحرب في اليمن، من دون التوقف عند أي سياق من سياقات الحرب وخلفياتها وأسبابها. وبالتالي، ما هو أسوأ من تسرع ترمب وفقدانه لمرتكزات صلبة تسند قراراته في السياسة الخارجية، وما ينتج عنها من فوضى مثل فوضى الموقف من سوريا، هو عموم الفوضى في النقاش الاستراتيجي في العاصمة الأميركية، والمناخات السامة التي تهيمن على أي محادثة في هذه المدينة اليوم.

 

المسكوت عنه في الإعدامات العراقية

داود الفرحان/الشرق الأوسط/25 كانون الأول/18

تداولت الأوساط الإعلامية والثقافية والقانونية وناشطو حقوق الإنسان في العراق خلال الأيام الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي أخباراً غير مسندة عن إعدام «أعداد كبيرة تصل إلى سبعين شخصاً» من المتهمين بقضايا الإرهاب، وهي التهمة التي يوجهها النظام العراقي إلى «السنة» تحديداً. وذكر نشطاء في مواقع التواصل أن تنفيذ الإعدام كان بعيداً جداً عن الإعلام، ولم يعلم بذلك أهالي المعدومين إلا بعد ذهابهم لزيارة أبنائهم، فأخبرتهم سلطات السجن «بأنهم أعدموا». واتهم النشطاء حيدر الزاملي وزير العدل في ولاية حيدر العبادي المنتهية صلاحياته، الذي ينتظر تعيين وزير جديد في حكومة عادل عبد المهدي، بأنه «يحاول إعدام أكبر عدد ممكن من المتهمين قبل مغادرته منصبه».

ومع أن المسؤولين العراقيين التزموا الصمت ولم ينفوا أو يؤكدوا صحة أخبار الإعدامات، فإن التساؤل الشعبي والقانوني والسياسي كان: هل بدأ الرئيس الجديد عهده بالمصادقة على قرارات إعدام «بالجملة» كما فعل سلفه طوال ولايته من عام 2014 إلى 2018؟

مثلما يتصدر العراق سجلات الفساد العالمية، فإنه يتصدر، مع جارته إيران، سجلات الإعدام سنوياً وبشكل لم يسبق له مثيل في القضايا ذات الطابع السياسي الطائفي. وكانت منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات التي تُعنى بحقوق الإنسان قد أعربت مراراً خلال السنوات الأخيرة عن «قلقها من المحاكمات غير العادلة واستمرار تنفيذ أحكام الإعدام الجماعية ذات الطابع الطائفي الثأري».

ويُشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي قاد حملة في عام 2013 وصفها ناشطون سياسيون بأنها تعتبر تدخلاً في شؤون القضاء، للإسراع في إعدام صفوف طويلة من الذين ينتظرون حبال المشانق. وبلغ عدد من أعدموا في ذلك العام 169 شخصاً على الأقل من دون أن تُتاح أمام أي منهم محاكمات عادلة تتوفر فيها أبسط المعايير العالمية. وقبل ذلك تم في عام 2012 إعدام 129 شخصاً؛ الأمر الذي دفع المنظمات الإنسانية الناشطة في هذا المجال إلى إدانة الإعدامات المتتالية داعية إلى وقفها فوراً.

وأحد الأمور الشاذة في الملف العراقي أن وزارة «حقوق الإنسان» العراقية متحمسة لتنفيذ أحكام الإعدام! وقال وزيرها السابق محمد السوداني إن «موقف الحكومة العراقية ثابت وصريح من تنفيذ عقوبة الإعدام بحق من تثبت إدانتهم». لكن المحاكمات السرية التي تجري لهؤلاء المتهمين تمنع وسائل الإعلام العراقية أو الأجنبية وممثلي المنظمات الإنسانية من حضور الجلسات أو الاطلاع على حيثيات الاتهامات. وفي أحيان كثيرة مُنع المتهمون من تكليف محامين للدفاع عنهم، فضلاً عن خشية المحامين أنفسهم من اختطافهم واغتيالهم كما حدث مع كثيرين منهم، أشهرهم أحد أعضاء فريق الدفاع عن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

وأكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن «ضعف النظام القضائي العراقي يعني وجود احتمال كبير جداً بتعرض بعض الأبرياء إلى الإعدام». وقالت الباحثة في شؤون العراق لدى المنظمة إيرين إيفير إن «الأمر يتعدى المحاكمات ويصل إلى المنظومة الأمنية في عدم كفاية الأدلة في التحقيقات وقلة خبرة رجال الأمن، بالإضافة إلى الفساد الشائع داخل الأجهزة الأمنية وبين ضباط الأمن والقضاء».

الأمر القاتم في هذه المحاكمات ثم الإعدامات عدم وجود أي تفاصيل عن جرائم المدانين أو هوياتهم الشخصية. واعتادت السجون العراقية عدم السماح لذوي المعتقلين برؤية أقاربهم إلا نادراً خلال سنوات الاعتقال ومن خلف ثلاثة حواجز، خصوصاً أن أكبر سجن يؤوي آلاف المعتقلين هو سجن الناصرية جنوب العراق، وهو الأكثر حراسة والأقسى تعاملاً والأشد تعذيباً للمعتقلين العراقيين ومعهم بعض العرب والأجانب. وتمارس في هذا السجن الرهيب الذي يحمل اسم «الحوت» أبشع صور التعذيب والإهانات وانتهاك كرامات المعتقلين، وأغلبهم اعتقلوا بسبب شكاوى كيدية من مخبرين سريين، وانتزعت منهم اعترافات تحت التعذيب، حسب ما تداولته مواقع إلكترونية ونشطاء سياسيون وحقوقيون. «ومن بين وسائل التعذيب تقييد أيادي المعتقلين حتى داخل الزنازين بشكل مستمر واستخدام الكلاب البوليسية الشرسة ضدهم ومنعهم من الاستحمام لفترات طويلة، بالإضافة إلى التغذية الرديئة ومنع عوائلهم من زيارتهم. ولشدة ازدحام الزنازين فإن السجناء يتناوبون النوم والصلاة»، طبقاً لما تسرب من داخل هذا السجن الذي يضم أكثر من 9000 سجين، بينما طاقته الاستيعابية تبلغ 2400 سجين. وتُقدر أعداد المعتقلين العراقيين حالياً في قضايا سياسية وغير سياسية بأكثر من 40 ألف معتقل، بالإضافة إلى ألف معتقلة من النساء، يتوزعون على عدد من السجون.

وبين المعتقلين منذ بدء الاحتلال الأميركي في عام 2003 عدد كبير من رموز النظام العراقي السابق الذين نقلوا من السجون الأميركية داخل العراق إلى سجون الحكومة العراقية من دون أي محاكمة. وتم في حالات نادرة إطلاق سراح بعض المسؤولين السابقين بينهم وزراء للتجارة والإعلام والنفط. وما زال رهن الاعتقال وزير الدفاع الأسبق الفريق أول سلطان هاشم ووزير الإعلام الأسبق لطيف نصيف جاسم وعبد الغني عبد الغفور وزير الإعلام الأسبق أيضاً والفريق أول حسين رشيد التكريتي وزير الدفاع الأسبق، وآخرون من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث، إضافة إلى عسكريين من أصحاب الرتب العالية ومسؤولين في الأجهزة الأمنية الملغاة.

وقال أحد المحامين العراقيين البارزين الذي رفض ذكر اسمه إن «من حق أي حكومة في العالم اعتقال المتهمين. ولكن يجب محاكمتهم بصورة عادلة والسماح لمحامين بالدفاع عنهم، وليس من حقها أن تُنفذ أحكام الإعدام سراً أو حرمان المعتقلين من حقوقهم الإنسانية التي نص عليها الدستور العراقي نفسه».

من يقرأ هذا المقال يتذكر أن أبا القوانين البشرية الملك البابلي حمورابي (1792 - 1750 قبل الميلاد) صاحب المسلّة الشهيرة في متحف اللوفر عاش ومات في العراق. وأن هؤلاء الذين يحكمون العراق اليوم هم نظرياً أحفاد حمورابي سادس ملوك بابل، لكنهم في الواقع بعيدون جداً عن عدالته ودعوته، لأول مرة في التاريخ البشري، إلى احترام حقوق الإنسان.

 

كانت سنة الحلول المستحيلة

خيرالله خيرالله/العرب/26 كانون الأول/18

أي سنة كانت 2018. كانت سنة من أسوأ السنوات التي مرّت على المنطقة كلها الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. كشفت أحداث تلك السنة كم الوضع ميؤوس منه في العراق وسوريا وليبيا… واليمن، حيث الحلول مستحيلة في غياب كسر للتوازن العسكري القائم حاليا.

كشفت 2018 كم تونس مهدّدة من داخل وكم الجزائر على كفّ عفريت. كشفت بوضوح كم تراجعت القضية الفلسطينية التي تبقى قضيّة شعب محروم من أبسط حقوقه الوطنية وعليه في الوقت ذاته أن يقاتل على جبهات عدة. جبهة إسرائيل التي تمارس إرهاب الدولة، وجبهة “حماس” التي تلعب كل الأدوار المطلوبة منها إسرائيليا بدعم إيراني واضح، وجبهة السلطة الوطنية التي ترهّلت إلى أقصى درجات الترهّل… وارتضت أن تلعب دورا أمنيا مطلوبا منها إسرائيليّا. هناك نقاط مضيئة ما زالت توفر بعض الأمل بمستقبل أفضل. هناك جزر عربية لا يزال فيها من يهتم بشعبه مثل المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة. هناك، في الواقع استثناءان عربيان في منطقة تواجه فيها دول عدّة تحديات كبيرة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية التي تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية عن طريق رؤية 2030 التي يدفع في اتجاهها وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان صاحب الطموحات الكبيرة.

استطاعت السعودية تجاوز الخطأ الذي تمثل بقتل احد مواطنيها، جمال خاشقجي، في القنصلية التابعة للمملكة في إسطنبول. كانت مشاركة محمّد بن سلمان في قمّة مجموعة العشرين في بوينس آيرس الدليل الأوضح على ذلك. لكنّ ذلك يفرض على الرياض البقاء حذرة بعدما تبيّن مدى فعالية المحور القطري – التركي في مجال شنّ الحملات الإعلامية على المملكة وعلى محمد بن سلمان تحديدا. يواجه الأردن بدوره تحديات لم يسبق أن واجه مثلها في الماضي بعدما شاركت طبقة اجتماعية، ميسورة إلى حدّ ما اعتادت أن تكون بعيدة عن السياسات الداخلية، في إسقاط حكومة هاني الملقي الذي لم يستطع أن يكون على تماس مع الشارع. لا شكّ انّه سيترتب على الأردن، الذي يعاني من أزمة اقتصادية عميقة، الإقدام على إجراءات تتسم بكثير من الجرأة في غياب الحلول السريعة التي يمكن أن تنتشل اقتصاد المملكة من حال الركود التي تعاني منها لأسباب مرتبطة بأوضاع المنطقة، خصوصا في غياب التسهيلات التي كان يؤمنها العراق والخليج.

هناك رغبة خليجية في مساعدة الأردن بدليل المساعدات التي أقرّتها قمة مصغرة انعقدت في الرياض، لكنّ على الشعب الأردني أيضا تفهّم أن أمورا كثيرة تغيّرت في الإقليم وأنّ لا بديل من إصلاحات في العمق تعني أول ما تعني التخلّي عن الاتكالية وعن مقولة “سيّدنا (الملك) بدبّرها”.

ليس الأردن وحده الذي يواجه تحديات كبيرة سيتمكّن، على الأرجح، من تجاوزها بفضل عوامل عدّة من بينها قدرة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على التعاطي مع الواقع بعيدا عن أي نوع من العقد، فضلا بالطبع عن وجود مؤسسات لدولة قويّة.

توجد دول عدّة أخرى تنتظرها صعوبات كثيرة. في مقدّم هذه الدول الجزائر التي يعاني النظام فيها من مرض خطير يعود إلى عجزه عن تطوير نفسه. ليس مرض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المُقعد منذ العام 2013 سوى دليل على عمق الأزمة الجزائرية التي يخشى من أن تحول الجزائر إلى أحد عناوين السنة 2019.

يفترض بالجزائر أن تنتخب في 2019 رئيسا يخلف بوتفليقة. لكن الظاهر، أقلّه إلى الآن، أن هناك عجزا عن ترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مداها في ظلّ نظام لم يستطع تطوير نفسه من جهة وإقامة اقتصاد لا يكون أسير سعر النفط والغاز. بكلمة، يرفض النظام الجزائري الاعتراف بانّ عليه التوقف عن ممارسة لعبة الهروب إلى أمام، أي إلى خارج حدوده، وانّ الوقت حان ليتعلّم شيئا من تجارب الماضي، خصوصا من أن هذه اللعبة ارتدّت عليه في الماضي وسترتد عليه مستقبلا.

لا يكشف مدى الجمود الذي يتحكم بالنظام الجزائري أكثر من العجز عن الردّ على المبادرة التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمّد السادس من أجل حلّ المشاكل العالقة بين البلدين. فقد ورد في خطاب العاهل المغربي في ذكرى مرور 43 عاما على “المسيرة الخضراء”، وهي المسيرة الشعبية التي أعادت الصحراء المغربية إلى المغرب، في تشرين الثاني - نوفمبر من العام 1975 “يشهد الله أنني طالبت، منذ توليت العرش، بصدق وحسن نية، بفتح الحدود بین البلدین، وبتطبيع العلاقات المغربية - الجزائرية. وبكل وضوح ومسؤولية، أؤكد اليوم أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصریح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفیة والموضوعیة، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين. ولهذه الغاية، أقترح على أشقائنا في الجزائر إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد المستوى التمثيلي فيها، وشكلها وطبيعتها. وأؤكد أن المغرب منفتح على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين. وتتمثل مهمة هذه الآلية في الانكباب على دراسة جميع القضايا المطروحة، بكل صراحة وموضوعية، وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات. ويمكن لهذه الآلية أن تشكّل إطارا عمليا للتعاون، بخصوص مختلف القضايا الثنائية، وخاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية، كما ستساهم في تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي لرفع التحديات الإقليمية والدولية، لا سيما في ما يخص محاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة".

إن العجز الجزائري عن الردّ على المبادرة المغربية يؤكد عمق الأزمة التي يعاني منها هذا البلد المهمّ من جهة وغياب أي وعي فيه لما هو على المحكّ في الداخل الجزائري وفي منطقة المغرب العربي كلّها من جهة أخرى.

من الصعب تصوّر منطقة أفضل في السنة 2019 بعدما أسست 2018 لحلول المستحيلة لكلّ أزمات المنطقة. من سوريا، إلى العراق، إلى فلسطين، إلى اليمن، إلى الجزائر، إلى التدخل الإيراني المباشر عبر ميليشيات مذهبية في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن…

يأتي كلّ ذلك على خلفية وجود إدارة أميركية دخلت في مرحلة من التخبّط وإصرار إيراني على المضيّ في مشروع لا أفق له باستثناء تمزيق المجتمعات العربية وترسيخ المذهبية.

تحولت أميركا في عهد دونالد ترامب من القوّة العظمى الوحيدة القادرة على دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في العالم إلى قوّة تخدم أعداءها وكلّ من يسعى إلى الفوضى. من يبحث عن تفسير لهذا التصرّف الصادر عن إدارة استطاعت وضع أفضل توصيف لسلوك النظام الإيراني، ثم قررت الانسحاب عسكريا من سوريا، لا يجد جوابا بمقدار ما يجد أمامه المخاوف من فوضى عالمية ولا شيء غير ذلك.

تبدو 2019 سنة كلّ المخاوف، خصوصا في منطقتنا العربية ومحيطها الذي يشمل تركيا وإيران طبعا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية تلقى أرفع وسام ماروني: عدم التشكيل سببه معركة سياسية الراعي: خنقوا فرحة العيد بحكومة فكانت ردة فعل الشعب المحقة بالتظاهر غضبا

الثلاثاء 25 كانون الأول 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الميلاد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، كابيلا القيامة، عاونه فيه المطارنة حنا علوان، ورفيق الورشا وسمير مظلوم وبولس الصياح، المونسينور دومينيك لبكي ولفيف من الكهنة، بمشاركة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور اينان سانتوس، وخدمت القداس جوقة أرزة لبنان، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعقيلته اللبنانية الاولى السيدة ناديا، الوزيرين في حكومة تصريف الأعمال سيزار ابي خليل وطارق الخطيب، النواب ابراهيم كنعان وسيمون ابي رميا وفريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني وشوقي الدكاش وروجيه عازار وحكمت ديب وشامل روكز، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، الوزير السابق زياد بارود، النواب السابقين نعمة الله ابي نصر وناجي غاريوس وميشال الخوري، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، المدير العام للاسكان المهندس روني لحود، المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال حايك، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن انطوان منصور، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج على رأس وفد، رئيس الرابطة المارونية انطوان اقليموس، رئيس تجمع "موارنة من أجل لبنان" المحامي بول يوسف كنعان على رأس وفد، قائمقام كسروان - الفتوح جوزيف منصور، نائب رئيس المؤسسة البطريركية للانماء الشامل سليم صفير، وحشد من الفاعليات السياسية والعسكرية والديبلوماسية والنقابية ومن المؤمنين.

العظة

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "أبشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله: ولد اليوم لكم مخلص هو المسيح"، قال فيها: "فخامة الرئيس، يسعدنا جميعا أن تكونوا مع السيدة اللبنانية الأولى عقيلتكم على رأس المحتفلين بهذه الليتورجيا الإلهية في عيد ميلاد فادي الإنسان ومخلص العالم، يسوع المسيح، "الإله الذي صار إنسانا، ليؤله الإنسان" (القديس أمبروسيوس). إنكم بحضوركم، محاطين بهذه الكوكبة من أصحاب المقامات السياسية والقضائية والعسكرية والحزبية والإخوة والأخوات، تحيون عادة حميدة تبهج أسرتنا البطريركية وهذا الصرح. فيطيب لي أن أعرب لكم، فخامة الرئيس، عن أطيب التهاني والتمنيات بالميلاد المجيد والسنة الجديدة الطالعة 2019. ونسأل الله أن يبارك خطاكم ويزيدكم حكمة في قيادة الوطن الحبيب وسط ما يحيط به من صعوبات سياسية واقتصادية واجتماعية، وما يلحق به من نتائج الحروب والنزاعات الدائرة في المنطقة. نحن نشعر معكم بالغصة، إذ كنتم ترغبون أن تبهجوا الشعب اللبناني وتكملوا فرحة العيد بإهداء حكومة جديدة لوطن يطعن من الداخل، ولشعب يتآكله القلق واليأس وفقدان الثقة بحكامه. كما يسعدني أيضا أن أقدم أخلص التهاني والتمنيات بالأعياد لكل الحاضرين معنا، بل لجميع اللبنانيين مقيمين ومنتشرين. وإنا نصلي معا من أجل الاستقرار في وطننا بتأليف حكومة جديدة، والسلام في بلدان الشرق الأوسط، وعودة جميع النازحين واللاجئين إلى أوطانهم وبيوتهم، حفاظا على حقوقهم المدنية وثقافتهم الوطنية وتاريخهم".

أضاف: "يوم ميلاد ابن الله إنسانا لخلاص العالم، كانت البشرى "بالفرح العظيم لجميع الناس" (راجع لو2: 10-11). وكان إعلانها الأول لرعاة بيت لحم البسطاء المتواضعين والبعيدين عن كبرياء وأنانية أغنياء أورشليم. فتلقوها بإيمان وحب، وأسرعوا إلى المذود، حاملين هدايا حبهم كما أنشد القديس أفرام السرياني: "ليوسف لحما نقيا، ولمريم حليبا لذيذا، وللطفل تسبيحا. وقدموا حملا رضيعا لمن سيكون حمل الفصح، بكرا للبكر، ذبيحا للذبيح، حمل الزمان لحمل الحق". وكانت البشرى لعلماء الفلك، مجوس بلاد فارس، فقرأوها في حركة النجوم. رأوا وآمنوا وجاءوا من بعيد إلى بيت لحم على هدي النجم، وقدموا هداياهم النبوية الصادرة من قلوبهم المؤمنة والمحبة: ذهبا لمن هو الملك، ولبانا - بخورا لمن هو الكاهن، ومرا - حنوطا لذبيح الفداء".

وتابع: "من الرعاة والمجوس انطلقت عادة تقديم الهدايا في عيد الميلاد. وكان شعبنا اللبناني ينتظر هدية العيد: حكومة جديدة بعد انتظار سبعة أشهر كاملة، تخرجه من قلق المعيشة والأزمة الاقتصادية المتسببة بتفكك العائلة والحياة الزوجية وتدني الأخلاق وسقوط معظم شبابنا ضحايا المخدرات ومروجيها المحميين. ونعرف أن هذه كانت رغبتكم، فخامة الرئيس، ورغبة المحبين حقا للبنان وشعبه ومؤسساته. فكان أن أصحاب القلوب الفارغة من الحب والمشاعر الإنسانية، والولاء للوطن والإخلاص للشعب، خنقوا فرحة العيد وهذه الرغبة في القلوب. فكانت أول من أمس ردة فعل الشعب المحقة التي انطلقت بمظاهرات كعلامة غضب ورفض للسياسة اللامسؤولة والمهترئة بالأنانية والفساد والمكاسب غير المشروعة وبالجنوح نحو تعطيل مسيرة الدولة. وقد دعوتم منذ يومين، فخامة الرئيس، إلى التمسك بالرجاء ورفض اليأس، فلا بد لهذه الظلمة من أن تنجلي ونحن نؤمن بذلك، فعند ميلاد ابن الله في ظلمة الليل الحالك، أشرق من السماء نور الخلاص كشمس الظهيرة، وتمت نبوءة أشعيا: "الشعب السائر في الظلمة أبصر نورا عظيما، والجالسون في أرض الموت وظلاله أشرق عليهم النور"(أش1:9). ومع ذلك نعرف وجعكم واستياءكم أنتم الذين أعلنتم في خطاب القسم أن "الأهم، في مسؤوليتكم الأولى، إطمئنان اللبنانيين إلى بعضهم البعض وإلى دولتهم بأن تكون الحامية لهم، والمؤمنة لحقوقهم وحاجاتهم، وأن يكون رئيس الجمهورية ضامن الأمان والاطمئنان".

وقال: "الفرح المعلن للبشرية بميلاد الإله إنسان، يعني عودة بهاء الإنسانية إلى كل إنسان، لكونه مخلوقا على صورة الله. إنها الأنسنة الجديدة التي لا تتعايش مع الكبرياء والتسلط والحقد والانانية والبغض والظلم والتعذيب وفساد القلب وموت الضمير بخنق صوت الله في أعماق الإنسان. فإذا عاد الإنسان إلى إنسانيته، دخلت الأنسنة السياسة فيتوقف السياسيون عن ابتزاز مؤسسات الدولة وسلب مالها العام وهدره، وعن قهر المواطنين وحرمانهم حقوقهم، ويجعلون الدستور وحده قاعدة الحكم. ودخلت اقتصاد فلا يتحول سوء استعماله لاستغلال الإنسان ورفع شأن المادة على حساب كرامته وحقوقه، ولجعل الأغنياء أكثر غنى والفقراء أكثر فقرا. وإذا عاد الإنسان إلى إنسانيته دخلت الأنسنة الوزارات والإدارات العامة فترتدع عن السرقة والرشوة والهدر، وتتحرر من الفساد والمفسدين وطغيان السياسيين والمذهبيين. ودخلت القضاء فيحكم بالعدل والانصاف متحررا من الإغراءات المالية والتدخلات السياسية والحزبية. ودخلت الأنسنة الإعلام ومختلف وسائل التواصل الإجتماعي، فتكف عن بث سم الكذب والمأجورية وانتهاك الكرامات والافتراء وتوجيه الإساءات. ودخلت المجتمع فينبذ الخلافات والنزاعات وانحطاط القيم، ويعزز جو الألفة والتضامن والترابط".

وختم الراعي: "فخامة الرئيس، أيها الإخوة والأخوات، هذه هي معاني "الفرح العظيم" الذي بشر به الملاك لجميع الشعوب ليلة ميلاد فادي الإنسان ومخلص العالم، يسوع المسيح. بهذا الفرح الذي نلتزم بنشره في حياتنا اليومية: في العائلة والمجتمع والكنيسة والدولة، نعلن بالمسرة الكبرى: ولد المسيح! هللويا!"

خلوة

وكان عون وصل الى الصرح البطريركي في بكركي عند التاسعة والنصف صباحا وكان في استقباله المطرانان حنا علوان وبولس الصياح، وتوجه فورا الى صالون الصرح الكبير حيث كان في استقباله الراعي والكاردينال صفير وعدد من المطارنة، وخلال التقاط الصور التذكارية بادر الراعي الرئيس عون بالقول: "اللبنانيون كانوا ينتظرون ان تكون العيدية حكومة" فأجابه الرئيس عون: "عدم التشكيل سببه معركة سياسية ويبدو ان هناك تغييرا في التقاليد والأعراف".

ثم عقدت خلوة بين عون والراعي في المكتب الخاص للأخير، استمرت قرابة النصف ساعة، وقبيل توجهه للمشاركة في قداس الميلاد قال عون للاعلاميين في كلمة مقتضبة: "نعيش أزمة تأليف الحكومة، صلوا لكي تحل الصعوبات. يبدو أن البعض يخلق تقاليد جديدة في تأليف الحكومة لم نألفها سابقا ونحتاج لبعض الوقت لإيجاد الحلول لها".

وسام وأيقونة

وفي ختام القداس، قدم الراعي لعون وسام مار مارون، وهو الوسام الأرفع في الكنيسة المارونية، تقديرا لعطاءاته. كذلك منحه واللبنانية الأولى السيدة ناديا، الأيقونة الإلهية للعائلة المقدسة، لمناسبة اليوبيل الذهبي لزواجهما.

بعد ذلك توجه عون والراعي إلى صالون الصرح لتقبل التهاني بالعيد.

والتقى الراعي الدكتور ناصر زيدان الذي قدم التهاني بالميلاد باسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

من جهة أخرى، تلقى الراعي سلسلة اتصالات مهنئة بالميلاد أبرزها من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس والسفير جيلبير شاغوري.

 

عودة في قداس الميلاد: لحكومة إنقاذ مصغرة من رجال اختصاص

الثلاثاء 25 كانون الأول 2018 /وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة قداس الميلاد، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وألقى عظة بعنوان "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة".

وقال: "في هذا اليوم المبارك الذي فيه نعيد لتجسد الإله وولادته من عذراء ليخلص الإنسانية من عبودية الخطيئة، أرفع الدعاء كي يرحم الرب الإله هذا البلد وبنيه ويباركهم وينقذهم مما هم فيه. سمعنا في ختام الرسالة التي تليت على مسامعنا "لست بعد عبدا بل ابن"، هذا الخبر العظيم على لسان الرسول بولس، يذكرنا بقول الملاك الذي بشر الرعاة بميلاد المخلص "لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، إنه ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب" (لو 2 10-11). هذا الطفل الإلهي المولود في مذود قد جاء ليخلص الإنسانية من العبودية ويجعل من كل إنسان أخا له وإبنا لله بالتبني".

أضاف: "في القديم كان اليهود عبيدا للناموس وقد وضع الناموس لتهذيب سلوكهم وتنظيم حياتهم. عندما تجسد المسيح عمت النعمة وصارت الإنسانية المفتداة بدمه مخلصة ولم يعد البشر تحت لعنة الناموس، بل أصبحوا أبناء لله وورثة للملكوت السماوي. تجسد المسيح الإله وأخلى ذاته آخذا صورة عبد، لينقذ الإنسانية من عبودية الخطيئة والموت ويحررها من كل قيد أرضي زائل. ولد المسيح ليجعل من آدم الترابي إبنا لله لا يتسلط عليه الموت فيما بعد ليجعل منه إلها. يقول القديس مرقس الناسك "لقد صار الكلمة جسدا (أي إنسانا) لكي يصير الجسد (أي الإنسان) كلمة". ويقول القديس أثناسيوس بطريرك الإسكندرية "لقد صار الإله إنسانا ليصير الإنسان إلها". ولد المسيح بالجسد لكي ننزع عنا الصورة الترابية ونلبس الهيئة السماوية. هذا يعني أن الرب يسوع إلهنا المتجسد هو قائدنا إلى الملكوت، به نخلص ومعه نرتفع لنجلس عن يمين الله الآب، هذا إن شئنا أن نفتح له القلب وأن نقتبله ونتحد به ونكون شعاعا من نوره وانعكاسا لألوهته".

وتابع: "إذا نظرنا حولنا وتأملنا في وضعنا اللبناني وفي العالم، لا بد أن نسأل أين نحن من المسيح المتجسد من أجل خلاصنا؟ أين نحن من تعاليمه وما أوصانا به هل نعتبره فعلا مخلصنا وطريقنا إلى الفردوس؟ مشكلة الإنسان أنه لا يدرك أو لا يريد أن يدرك أن الحياة قصيرة وأيامها معدودة مهما طالت، وأن لكل شيء نهاية إلا وجه الله الأزلي. نحن نؤمن أننا نتحرر بالروح القدس الساكن فينا الذي يحرك حياتنا ويدفعنا إلى السلوك المستقيم".

وسأل: "أين نحن من الإستقامة والصدق والسلوك الحسن؟ الكل يلهث وراء مصلحته ويعمل على إرضاء أناه، والبلد يتخبط والمواطن يئن. ندعي أننا في بلد ديمقراطي تحكمه القوانين، ونحن نتجاهل أبسط قواعد الديمقراطية ونخرق القوانين ونرسي أعرافا لا علاقة لها بالديمقراطية. نعطل البلد وحياة المواطنين أشهرا طوالا من أجل المصالح الخاصة ولا أحد يهتم بالمصلحة العامة، مصلحة الوطن والمواطنين".

وقال: "يا نواب الأمة ويا أيها المسؤولون، كيف تنامون والشعب يئن من الغلاء والبطالة والفساد، ومن الهجرة والتشرد وشظف العيش؟ الشعب ضحية تعلق الزعماء بالسلطة واستغلال المال العام ولا يرى بارقة أمل. وآخر البدع حكومة الوحدة الوطنية التي هي صورة مصغرة عن المجلس النيابي. كيف ستعمل هذه الحكومة الجامعة للأضداد ومن يحاسبها؟ هل سيحاسبها مجلس النواب وهي تمثله أم الشعب المغلوب على أمره وقد اعتاد الرضوخ والخنوع والتخلي عن دوره؟ لم لا يكون عندنا سلطة تحكم ومعارضة تراقب وتصوب المسار؟ أليست هذه الديموقراطية التي ندعيها؟ مخجل أن يعجز المسؤولون عن التفاهم على حكومة، علما أن هذا العرف يخالف الدستور، لأن مهمة تأليف الحكومة تنحصر بالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وحدهما. وإذا كان تعلقهم بحصصهم ومصالحهم أكثر من تعلقهم بلبنان، فماذا يمكن أن ينتظر منهم الشعب؟ وهل يجوز أن يبقى البلد معلقا على نزواتهم وأهوائهم؟"

أضاف عودة: "مخجل ومعيب أن يكونوا على علم بوضع البلد ولا يفكرون بالتخلي عن تعنتهم من أجل إنقاذه. لذلك نكرر اقتراحنا بتشكيل حكومة إنقاذ مصغرة تضم رجال اختصاص هدفهم الوحيد معالجة الوضع عوض أن يكونوا في مجلس الوزراء من أجل تمثيل أحزابهم وكتلهم. لبنان يكاد يضيع وهم يتناتشون الحصص. بئس السياسة إذا كانت بابا للإستنفاع والوصول على جثة الوطن والمواطنين. هل يدركون الضرر الذي يسببونه؟ التضحية من أجل البلد ليست ضعفا أو انهزاما بل هي دليل على كبر النفس والشعور بالمسؤولية، لأن البلد ليس ملك الزعماء والحكام. البلد لجميع مواطنيه والمسؤولون موجودون لخدمة المواطن، وعوض أن يتنافسوا على الوزارات والمراكز والصفقات، يجب أن يتنافسوا في العمل من أجل خير لبنان وأبنائه".

وتابع: "في بلدنا يطغى الخاص على العام، والطائفي والمذهبي على الوطني. أملنا أن تسود روح المواطنة على كل عمل، وأن يتمسك اللبنانيون شعبا وحكاما بالإنتماء إلى الوطن والتحلي بالأخلاق التي وحدها تبني الأوطان. نحن بحاجة إلى رواد، إلى حكماء، إلى كرام النفوس وأنقياء القلوب ليبنوا لبنان. يؤسفني القول أن صاحب الضمير الحي والسلوك المستقيم يعتبر معرقلا، وهو مرفوض في هذا البلد. من يرفض هدر المال العام أو لا يتغاضى عن سرقة المال العام إنسان غير مرغوب فيه عند بعض حكامنا. لهؤلاء نقول: نحن نفتخر بأبنائنا الذين يتحلون بهذه الصفات، ونؤكد لهم أن مثل هؤلاء فقط يحافظون على الأوطان ويسهرون على نموها وازدهارها. أما المطبلون والمداهنون والمراؤون وذوو الضمائر النائمة والأيدي الطويلة فهم سبب خراب الأوطان وتدهورها. والمؤسف إنهم خدام المسؤولين الكبار والصغار. لقد وصلنا إلى هذا الدرك من تدهور الأخلاق وانهيار الاقتصاد بسبب من سولت لهم نفوسهم استباحة ما ليس لهم وجني الأرباح على حساب البلد وثرواته. ألم يحن الوقت لضبط النفوس السيئة وكبح جماح جشعها وتطاولها؟ وجاء في الوصايا العشر لا تسرق ولا تشته ما ليس لك. متى ندرك أن الأمانة والصدق ونقاوة القلب والضمير هي فضائل واجبة الوجود في كل إنسان، وواجبة الوجود أيضا الكفاءة والخبرة والعلم والنزاهة. من يمثلنا يجب أن يكون متعلما مشهودا له بالكفاءة والخبرة والنجاح. كما يجب أن يكون ذا رؤية واضحة ويحمل برنامج عمل يساهم في محاربة الفساد المستشري والفلتان والتسيب والتخلف. والأهم أن يكون ذا ضمير حي وكف نظيفة وسمعة مشرفة. هكذا نرى من يجب أن يتولى مهام القيادة والخدمة لأن المراكز والمناصب ليست للمكافأة أو المحسوبية أو "كمالة عدد". يجب أن نفتخر بمن يمثلنا لا أن نخجل به".

وقال: "في عيد الميلاد أسأل كل لبناني أن يعود إلى ضميره ويفحص قلبه وينظفه من كل خطيئة وشر وينظر إلى المذود حيث الطفل الإلهي الذي خلص العالم بمحبته وتضحيته، وليكن مثالا لنا في التواضع والمحبة والتضحية. يقول بولس الرسول "حيث كثرت الخطيئة ازدادت النعمة جدا" (رو 5 20). الله لا يغفل خليقته. لذلك لنشبك الأيدي معا ولنتعال على كل أنانية ومصلحة ونتكل على الله مخلصنا لكي يلهمنا كيف نخلص وطننا من كبوته ونحتفل بولادته الجديدة وطنا لكل أبنائه، تعم فيه روح المحبة والأخوة والمواطنة وتسوده العدالة وتحكمه القوانين التي تساوي بين جميع المواطنين، ولا يتدخل فيه أحد في حكم القضاء فيطمئن المواطن إلى حقه ويثق بدولته".

أضاف: "دعاؤنا أن يبسط الرب الإله سلامه وعدله في وطننا وفي كافة الأوطان، وأن يشرق نوره في قلوب المظلومين والمحزونين والمرضى والمقهورين وكل إنسان يرنو إلى رحمته. كما نسأله أن يعيد إلينا أخوينا المطرانين بولس ويوحنا سالمين وأن يعيد جميع المفقودين إلى ذويهم".

وختم عودة: "حفظكم الطفل الإلهي المولود في مغارة ليعلمنا التواضع والرحمة وأعاد عليكم هذا العيد المبارك بالصحة والخير والسلام والأمان، وخلص وطننا من كل شر ومحنة ليعود بلد الحرية والديمقراطية والحوار والإشعاع".

 

/بعض جديد موقعي الألكتروني لليوم 25 كانون الأول/18

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/