المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني
ميلاد مجيد/المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december25.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ولادة السيد المسيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني  بالصوت والنص/واجباتنا الإيمانية في ذكرى الميلاد المجيد

الياس بجاني/حكام وسياسيين وأحزاب فجعانين

الياس بجاني/انبطاح مذل وفقدان للكرامة والذات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن المقاومة_اللبنانية: الولادة_الثانية

صحيفة كويتية: لبنان نحو الفوضى والمجهول

تفاصيل جديدة حول هجوم "رينا" الذي أودى بحياة 3 لبنانيين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 24/12/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 24 كانون الأول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله بدو يكافح الفساد ومسؤوليه مقضيينها بلندن/لاميتا حركة/لبنان الجديد

ريا الشرتوني/ لبنان الجديد/24 كانون الأوّل 2018

حزب الله وباسيل .. فلمّا اشتدّ ساعدُه رماني/ د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

تحليلات المحلّلين والمحرّمين حول الشأن الحكومي/حمد بيضون/جنوبية/

لماذا حسن نصر الله هو المسؤول؟/الشيخ حسن سعيد مشيمش

 وزير لبناني يتحايل على العقوبات الاميركية خدمةً لإيران

 وزير لبناني يتحايل على العقوبات الاميركية خدمةً لإيران

حزب الله في هجوم عنيف: باسيل يتحمّل المسؤولية

بعد تعطل تشكيل الحكومة اللبنانية... الحريري في إجازة وتبادل الاتهامات بالمسؤولية بين الأطراف... ولا مبادرات جديدة

مئات المتظاهرين في بيروت يطالبون بتحسين الأوضاع المعيشية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تانياهو يعلن حل الكنيست ويدعو لانتخابات مبكرة

التايمز: منافسو أميركا يستعدون لملء الفراغ في سوريا

تفاصيل مكالمة «سحب القوات الأميركية» بين ترامب وأردوغان

الجيش الإسرائيلي أطلق النار على «مسلّحين متسلّلين» في الجولان

بكين تبدي رفضها القاطع لدعوات إطلاق سراح الكنديَين

ترمب يزيح ماتيس قبل موعد مغادرته... ويكلف نائبه

السجن 40 عاماً لإرهابي كندي خطط لعمليات في نيويورك

واشنطن تأمل في عقد قمة جديدة بين ترمب وكيم بعد رأس السنة ومجلس الشيوخ يعتمد قانون النفقات الطارئة تفادياً لتعطيل الحكومة

تحركات عسكرية تركية قرب منبج وأنقرة تؤكد أنها لن تتراجع عن العملية العسكرية في شرق الفرات

لندن تحذر: «القاعدة» يدرس تفخيخ درونات ومهاجمة مطارات

رئيس الوزراء الإيطالي يلتقي السراج وحفتر في ليبيا

 تسونامي يودي بحياة المئات في إندونيسيا والقيادة السعودية تعزي الرئيس ويدودو... والسلطات تواصل البحث عن المفقودين

احتجاجات الخبز» في السودان تتمدد... والجيش {ملتف حول القيادة}

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معاني الميلاد المجيد/الكولونيل شربل بركات

دعوا الملوك والسلاطين يخافون!/المطران منير خيرالله/جريدة الجمهورية

دعوا الملوك والسلاطين يخافون!/المطران منير خيرالله/جريدة الجمهورية

يسوعُ معتصِمٌ في المِذوَد/سجعان قزي/الجمهورية

هل هناك فعلاً «إنقلاب» على العهد/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

كمين الحكومة الذي نصبه باسيل ووقع فيه/منير الربيع/المدن

لا نريد حكومة من هؤلاء/عقل العويط/النهار

"شوية كرامة"/سناء الجاك/النهار

بين تغريدة ترمب والحاجة إلى التوازن/سام منسى/الشرق الأوسط

جمال خاشقجي ومقالات «واشنطن بوست»!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

ثلاثة رجال وثلاثة مشاهد/غسان شربل/الشرق الأوسط

الإيراني في «حديقته» العراقية الخلفية!/عدنان حسين/الشرق الأوسط

«هواوي»... قصة جديرة بالدراسة/د. عبد الله الردادي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الأب طوني الخولي يفتح قلبه لـkataeb.org: أنا أبكي دمًا...ولبنان بحاجة الى روح الرب وأجمل ما في حزب الكتائب صفة الرفيق/طوني هيكل/موقع الكتائب

بري هنأ رئيس الجمهورية ورؤساء سابقين وبطاركة وقيادات مسيحية بالميلاد وأبرق الى الملك السعودي معزيا بوفاة الامير طلال

كيروز نعى الاب عبو: خسر لبنان أبا مؤسسا للفكرة الإستقلالية المتجددة والفكر المناضل للديموقراطية

السنيورة نعى الاب عبو: لبنان والعالم العربي خسرا بوفاته ركنا من أركان الحوار والتواصل

رعد من جزين: لا تزال هناك عراقيل في تأليف الحكومة والحوار هو المخرج

المفتي دريان استقبل السفير السعودي وبحثا في تعزيز التعاون والاخوة بين المملكة ولبنان

العبسي في رسالة الميلاد: لننصر المظلومين وننتصر للحق ونعمل من أجل السلام انطلاقا من عائلتنا ومجتمعنا ووطننا إلى العالم كله

الراعي في رسالة الميلاد: أصحاب الشأن يماطلون منذ 7 أشهر في التأليف ويتفننون في خلق العقد ورجال السياسة منشغلون بمصالحهم وحصصهم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

ولادة السيد المسيح

انجيل القديس لوقا/الإصحاح الثاني/من01حتى19/وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية. فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته 5 ليكتتب مع مريم امراته المخطوبة وهي حبلى. 6 وبينما هما هناك تمت ايامها لتلد.  فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل. وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم  واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك: «لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود».  وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة». ولما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض: «لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب».  فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. فلما راوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي. وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها. ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه وراوه كما قيل لهم".

 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/بالصوت والنص تأملات إيمانية في ذكرى الميلاد المجيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/70308/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-2/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى الميلاد المجيد/25 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للاستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliaschristmas18.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى الميلاد المجيد/25 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات
http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliaschristmas18.mp3

 

واجباتنا الإيمانية في ذكرى الميلاد المجيد

الياس بجاني/25 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70308/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-2/

تحمل ذكرى ميلاد السيد يسوع المسيح معاني وعبر ومفاهيم مقدسة كثيرة من أهمها المحبة والعطاء والفداء والتواضع والتسامح.

الذكرى هي نموذج للمحبة لأن الله وهو محبة، ومن قدر وعظمة محبته لنا، نحن البشر أولاده، تجسد من أجلنا وولد من رحم امرأة، ولبس جسدنا البشري، وعاش على الأرض كإنسان بطبيعته البشرية، وذلك من أجل أن يعتقنا من الخطيئة الأصلية، ويرفعنا بالعماد بالماء والروح القدس إلى درجة القداسة.

الذكرى هي درس في العطاء لأن الله المتجسد أعطانا ذاته وافتدانا وتحمل كل العذابات ليخلصنا ويؤكد لنا بالقول والفعل أنه أب عطوف ومحب ومعطاء.

الذكرى تجسد كل معاني الفداء لأن الله المتجسد افتدانا وارتضى بفرح أن يُعذب ويصلب ويهان من أجلنا.. ومن أجل خلاصنا.

الذكرى هي صورة مشرفة للتواضع حيث قبل الله المتجسد أن يولد في مزود وأن يعيش حياته على الأرض ببساطة وتواضع.

الذكرى هي عمل تسامح لأن الله تجسد وتحمل ما تحمل من أجل غفران خطيئتنا وخلاصنا وإعتاقنا من عبودية الخطيئة الأصلية.

تعلمنا الذكرى أنه من واجبات كل مؤمن أن يمارس إيمانه بالأقوال والأفعال وليس فقط بالاكتفاء بمظاهر طقوس الزينة والهدايا والاحتفالات.

الذكرى المقدسة توجب علينا أن نمارس بمحبة كل القيم الميلادية  والإنجيلية وأن نمد يدنا لكل من هو بحاجة ونحن قادرين على مساعدته لأن الله وهبنا النعم والوزنات “مجانا” وعلينا واجب مقدس أن نعطيها مجاناً.. (مجانا أعطيتم مجانا تعطون)

الذكرى تلزمنا إيمانياً أن نغفر لكل من أساء إلينا، وأن نعتذر لكل من أخطئنا بحقه مع تقديم الكفارات أي التكفير والتعويض عما اقترفتاه من ذنوب وأذى.

الذكرى تلزمنا بتنفيذ الوصايا العشرة وفي مقدمها “محبة الوالدين”..

الذكرى تتطلب منا العودة للاستماع لضميرنا والذي هو صوت الله بداخلنا.

الذكرى تلزمنا الاعتراف بفضل وجميل وعطاءات وتضحيات كل من يساعدنا، وأن لا نغرق في أوحال وغياهب الجحود ونقع في تجارب غرائزنا ونعبد ثروات الأرض الفانية من مال وسلطة وعزوة.

الذكرى توجب علينا الصلاة من أجل عودة أهلنا المبعدين قسراً واللاجئين في إسرائيل منذ العام ألفين.

الذكرى تتطلب منا الخشوع والصلاة من أجل معرفة مصير أهلنا المغيبين تعسفاً وظلماً في السجون السورية…وكذلك الصلاة والعمل من أجل تحرير وطننا الغالي لبنان، من اغلال الإحتلال.

كما لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة كل ما قدمه الشهداء الأبرار الذين ارتضوا أن يكونوا قرابين من أجل وطننا وهويتنا ووجودنا وانساننا وكرامتنا.

أعاد الله العيد على وطننا الحبيب وعلى أهلنا وعلى العالم أجمع بالمحبة والطمأنينة والسلام.

كل عيد ميلاد والجميع بخير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حكام وسياسيين وأحزاب فجعانين

الياس بجاني/22 كانون الأول/18

يلي ما بدو شي لنفسه هو أقوى شي، ولأن الحكام والأحزاب فجعانين ويريدون كل شي لأنفسهم فهم أضعف شي، أما القوي فهو المحتل اللاهي.

 

انبطاح مذل وفقدان للكرامة والذات

الياس بجاني/22 كانون الأول/18

التملق الذمي للسعودية وللعروبة من بعض السياديين وال 14 آذاريين بات مؤذ ليس فقط للبنان ولهويته بل للسعودية ولكل ما هو عربي.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن المقاومة_اللبنانية: الولادة_الثانية

 منذ البدء كانت الأرض على موعد مع الميلاد ليتمّ وعد الله للإنسان: الخلاص. السماء إنفتحت، والملائكة هلّلت لأن الكلمة تأنّس وصار جسداً وحلّ فينا وبيننا، لولا الميلاد لما كان الخلاص، إنه إشارة إلى حلول الرجاء، مروراً بالفداء حتى القيامة.

إفرحوا وتهللوا فقد ولد اليوم المخلّص. وافرح يا لبنان لأنه ولدت فيك المقاومة المؤمنة بعد مخاض عسير وهي الوعد بالخلاص. رفيقي المقاوم،  سِرْ على خطى المعلّم وبشّر لبنان بالخلاص، علّم بالكلمة والعمل فبالإثنين يكتمل الإيمان. أطرد الباعة من الهيكل وردّ الكرامة لبيت أبيك واجعله مقدّساً لله. أرضك التي زارها المخلّص لا تترك فيها دنساً،  وكما إستشهد المعلّم وشهد،  فإن شهادتك للحقّ وعملك المتواصل هما درب القيامة. علّم الجميع وقُلْ لهم:"إذا لم تولدوا مرة ثانية من علو المسيح فلن تدخلوا ملكوت الله ولن تستحقّوا لبنان".

فلنتعمّق في معنى الميلاد، ولنرتفع نحوه، ولنزد العطاء تضحيات. فلا بدّ من أن ندفع ضريبة الحياة. ولنصلّ:"اللهم إجعل ميلادك فينا تحديداً وتقويماً وإيماناً لأنك الطريق والنور والحقّ والحياة".

 (من مجلة المسيرة العسكرية)

 

صحيفة كويتية: لبنان نحو الفوضى والمجهول

سبوتنيك/الاثنين 24 كانون الأول 2018 /تشهد الساحة اللبنانية انزلاقا إلى المجهول خصوصا مع تعثر القوى السياسية اللبنانية بتشكيل الحكومة، ما سيودي إلى فوضى عارمة خصوصا مع دعوات لبنانية للنزول إلى الشارع بسبب الأوضاع الاقتصادية المتجهة إلى الانفجار. وكشفت صحيفة "الرأي" الكويتية نقلا عن مصادر سياسية أن هناك قلق كبير في لبنان من تدهور الوضع السياسي الذي سيؤدي إلى الفوضى، خصوصا مع تفاقم أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية بين القوى السياسية. وأشارت المصادر للصحيفة أن هناك صراع داخلي ضمن الفريق السياسي الواحد بين "حزب الله" و"تيار الوطني الحر" على اسم وزير يعتبره تكتل مقرب من "حزب الله" أنه يجب أن يتبع له، فيما يرفض التيار الوطني الحر هذا الأمر، معتبرا أنه يجب أن يكون حصريا من حصة رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون. وتضيف المصادر للصحيفة أن أي حل لهذه العقدة ولو بعد حين لن يكون إلا على قاعدة وضعية الاصطفاف السياسي غير المعلَن لفريق 8 آذار، كما يطرح تساؤلا في الأوساط السياسية وعنوانه هل أن هذه القناعة ستتكوّن لدى الجميع قريبا بحيث يكون أفق الحل غير بعيد، أم أنها ستحتاج الى عملية إنهاك جدية ومديدة وربما مرتبطة بالتحولات في المنطقة. ومن هنا اعتبرت الصحيفة أن الوضع القائم في لبنان قد يجر البلاد إلى فوضى عارمة في ظل انعدام الحل.

 

تفاصيل جديدة حول هجوم "رينا" الذي أودى بحياة 3 لبنانيين

الجمهورية/24 كانون الأول/18/كشفت تحقيقات الأمن التركي، الإثنين، تطابق بصمة مجهولة جرى تحديدها في منزلٍ كان يقيم به منفذ الهجوم الإرهابي على نادي "رينا" بإسطنبول نهاية عام 2016، مع بصمة مواطن أجنبي ألقي القبض عليه بمدينة أضنة (جنوب) مؤخّرًا بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية. وبحسب مراسل الأناضول، فإن فرع مكافحة الإرهاب في مديرية أمن أضنة، ألقى القبض مؤخّرًا على مواطن روسي من أصل شيشاني (آ. ك)، وبحوزته هويّة سورية مزوّرة. وأشار إلى أن التحقيقات أظهرت مشاركة المواطن الروسي المذكور في أنشطة تنظيم القاعدة الإرهابي، اعتبارًا من 2011، وأنه سافر إلى سوريا بعد أن بدأت السلطات الروسية البحث عنه عام 2013 بسبب نشاطاته مع القاعدة.  ولفت المراسل إلى أن المواطن الروسي المذكور غادر سوريا بعد فترة وجيزة ودخل إلى تركيا بصورة غير مشروعة، حيث ألقي القبض عليه من قبل السلطات التركية وجرى ترحيله إلى مصر عام 2017، بعد الاشتباه بانتمائه لـ"المقاتلين الإرهابيين الأجانب". وأضاف أن المواطن المشار إليه عاد ودخل إلى تركيا بجواز سفر مزوَّر في كانون الثاني الماضي، وخرج بصورة غير نظامية إلى سوريا. وبين أن قوات الأمن ضبطت مجموعة من الصور تُظهِر الشخص المذكور خلال مشاركته في أنشطة مسلحة.  وأشار المراسل الى أن بصمة المواطن الروسي المشار إليه، تطابقت مع البصمة التي جرى تحديدها في المنزل الذي كان يقيم به المواطن الأوزبكي مشاريبوف، منفذ العملية الإرهابية التي استهدفت نادي "رينا" في إسطنبول، خلال ليلة رأس السنة الجديدة عام 2016. وقتل في الحادثة 3 لبنانيين هم : إلياس ورديني وريتا الشامي وهيكل مسلَّم وأصيب 4 أشخاص هم: بشرى الدويهي (23 عاما) ابنة النائب اسطفان الدويهي، وميليس بارالاردو خطيبة إلياس ورديني، و مصمم الأزياء نضال بشراوي وفرانسوا الأسمر.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 24/12/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الأمن مستتب وهدوء في المواقف السياسية، مع تعبير البطريرك الماروني في عيد الميلاد عن الغضب من عدم تأليف الحكومة. وفي المحافل السياسية عدا عن المعايدات هناك قراءات لأسباب انفراط عقد مسودة التشكيلة الوزارية. وذهب البعض الى الربط بين توقف عملية التشكيل وعدم دعوة سوريا الى القمة العربية الإقتصادية التي ستنعقد في بيروت في العشرين من الشهر المقبل.

وقال بعض آخر إن تعثر التأليف الحكومي يعود بشكل أساسي الى انتماء ما يسمى بالوزير الملك وهل سيكون حصريا للقاء التشاوري أم سيكون عضوا في التكتل الوزاري الرئاسي طالما أن رئيس الجمهورية سيسميه من حصته؟ وقال آخرون إن المطالبة بتبديلات في الحقائب في آخر لحظة جعلت الوزير جبران باسيل في مواجهة كل من حزب الله والرئيس بري وحزب القوات اللبنانية، لأن التفاهمات حصلت قبل ذلك.

ويشير بعض آخر الى حال من الدلع السياسية الى درجة أن كل الأطراف لا تريد حقائب معينة وبينها وزارة الإعلام.

وبجرأة أكثر يقول البعض في محفل سياسي إن المسألة ليست مسألة دلع فحسب وإنما هي أكبر من ذلك ومرتبطة بالشهد والعسل في تنفيذ مقررات سيدر واحد في مسار عمل الوزارات المهمة والمثمرة والدليل: التهافت على وزارة البيئة.

في أي حال نبقى في أجواء عيد الميلاد ونبدأ من بيت لحم.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بحلول عيد الميلاد المجيد عيون اللبنانين شاخصة الى ولادة حكومتهم التي حالت دون الاعلان عنها تباينات مستجدة وخلافات حول توزيع الحقائب. فهل ستكون الولادة قبل نهاية العام ام ان التعقيدات ستستمر فيؤدي مسلسل هدر الوقت الى المزيد من الخسائر الاقتصادية والمالية.

بالانتظار اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن استيائه مما الت اليه الاوضاع على مستوى تشكيل الحكومة وتمنى في اتصال أجرته معه جريدة المستقبل ان تشكل الحكومة قبل رأس السنة، لكنه اضاف: لم افهم ما هي اسباب الحرب الساخنة على العهد، وما هي مرتكزاتها ولماذا؟ اضاف:اللبنانيون ينتظرون منا الكثير ولدي ثقة بأننا نستطيع فعل الكثير لكن لماذا التأخير؟ وختم الرئيس عون ان اللبنانيين خسروا الكثير من الوقت ويجب ان نعوض ما فاتهم من مسيرة اعادة البناء.

كلام رئيس الجمهورية تزامن مع اطلاق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطر س الراعي تحذيرا من المماطلة في تشكيل الحكومة منذ سبعة اشهر لافتا الى ان اصحاب الشان يتفننون في خلق العقد في كل مرة تصل الحلول إلى خواتيمها. اضاف هم غير آبهين بالخسائر المالية الباهظة التي تتكبدها الدولة والشعب اللبناني أليس هذا جريمة؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

"معنا القوة ومعنا الصمود. الترجمة العملية لدماء الشهداء بدأت تتجلى على المستوى الوطني ومستوى القضية بقرار مستقل، من أجل ترسيخ استقلال الوطن وسيادته... وعلى مستوى المجتمع، ببناء مجتمع سليم مرتكزه دولة سليمة. اليوم لم يعد الحرامي في المجتمع اللبناني هو النموذج، ولا السمسار هو النموذج، بل الشهيد البطل هو النموذج. اما السماسرة والحرامية والمتاجرون بقيم وطنهم ومجتمعهم، فلهم السجن والقضاء".

حقا، ما أشبه الأمس باليوم. وكم ينطبق هذا الكلام الذي توجه به الرئيس العماد ميشال عون إلى أبناء شهداء الجيش في زمن الميلاد قبل ثلاثين عاما تقريبا، واستيعد بكثافة على مواقع التواصل هذا المساء، على واقعنا اليوم. فاليوم، معنا القوة ومعنا الصمود: قوة الإرادة، وقوة التصدي لكل ما يحاك من دسائس، أو يذر في العيون من رماد. واليوم أيضا، القرار مستقل، أقله على رأس الهرم، ولعل في هذا الواقع بالذات، جوهر الأزمة ومأساة البعض. واليوم ايضا وأيضا، الحرامي ليس النموذج، والسمسار السياسي ليس النموذج، بل الشهيد البطل هو النموذج، وهذا طبعا عند المؤمنين بالوطن والمنتمين إليه، لا المتعاملين معه ساحة لحروب الآخرين في السياسة، أو محطة قبل السفر، أو باب رزق في مغارة لصوص.

حقا، ما أشبه الأمس باليوم. ليس بالظروف السيئة طبعا، بل بإرادة التصدي لكل ما هو سيء، والانتصار لكل ما هو خير. فيوم كان الشعب محاصرا، والظروف الاقتصادية والمعيشية صعبة جدا، والدولة مفككة، ويوم كانت أجزاء شاسعة من أراضيها محتلة، والقصف العشوائي يستهدف الناس، لم يفقد اللبنانيون الأمل، فكيف يفقدونه اليوم؟ فالأساس هو الامل، اما الباقي فتفاصيل. تفاصيل، سنبتعد عنها قدر الإمكان في نشرتنا اليوم.

فالليلة، ليلة الميلاد، ليلة لن نعطي فيها قيمة لمن لا يمنح نفسه قيمة، بشتيمة من هنا، وكلام ناب من هناك، ودجل سياسي من هنالك.

الليلة ليلة الصدق والإخلاص والمحبة، ويا ليتها تكون... كل ليلة.

ولد المسيح... هللويا. وكل عام وانتم بخير.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

كأمل عصي على كل احتلال، تبقى ذكرى ميلاد السيد المسيح رسالة انسانية تتجدد معها الروح الفلسطينية، فتنبض من بيت لحم صوتا يحمله ابناء القضية، يؤرق صهاينة اليوم، احفاد من ارقهم صوت المسيح في مهده.. وعلى هدي أمه المقدسة تخبئ الفلسطينيات في حجورهن ابطالا يربون صعابا على الايام وظلمها، فيخترقون ما يخططه قياصرة العصر برصاصة تارة وطورا بسكين محكمة، باتت ترسم على وجه الاحتلال ندوبا لن تمحوها الايام..

في ميلاد السيد المسيح يسير الفلسطينيون درب جلجلة لن تطول، طالما ان الامل معقود بسواعد ما خابت، وقلوب باتت تؤرق الاحتلال..

في لبناننا لم يولد الامل مع الميلاد المجيد، بل علقت الحكومة على خشبة، والخلاص مؤجل على ما يبدو، رغم أن اللقاءات والاتصالات غير المعلنة مستمرة في محاولة للخروج من الأزمة الحكومية، لكنها لم تفض الى نتيجة كما قالت مصادر مطلعة للمنار..

اما طالع البلد فمقلق بحسب الرئيس نبيه بري، الذي تحدث عن قطب مخفية، ورأى ان ثمة من لا يريد للحكومة ان تتشكل بالمطلق، رابطا التطورات الأخيرة في الداخل بما يجري في الإقليم..

وفي الاقليم، منطق اسرائيلي لا يخلو من الخيبة، من اعلان الاميركي الانسحاب من سوريا، الى اعلان كبار خبرائهم العسكريين ان النفق الاكثر خطرا عليهم هو تراجع روح القتال والتطوع في الجيش العبري..

اما النفق السياسي الجديد فهي الانتخابات المبكرة التي فرضت على بنيامين نتنياهو، مع اعلان حل الكنيست والدعوة الى انتخابات في نيسان ابريل المقبل..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ميلاد مجيد من الmtv الى جميع اللبنانيين لكن ليس للتمني قوة تشريعية او تنفيذية او قانونية فهذه من اختصاص من تخلوا عنها والا لما كان لبنان في هذا الدرك من التفكك ونضرب لكم مثلا عن الحالة المزرية التي نحن فيها لقد حاولت مجموعات من اللبنانيين المقهورين امس استنساخ تجربة السترات الصفر الفرنسيين للمطالبة بحقوقهم لكنهم اضطروا الى اعتماد الشعارات الفرنسية مقلوبة فبدلا من ان يطالبوا باسقاط النظام والحكومة وجدوا انفسهم يصرخون الشعب يريد بناء النظام والشعب يريد حكومة. تفسير هذه الظاهرة المرضية ان الشعب متروك لمصير اسود الحكومة ممنوعة والحكام يتلهون بتقاسم فتات ما بقي من الدولة انه العار بعينه.

والدلالة على ان الرعيان في واد والرعية في واد انه وبعد سقوط مبادرة رئيس الجمهورية انصرف المعنيون الى حفلة تقاصف متبادلة بالاتهامات تترافق مع تحليلات اعتبر اصحابها اننا ندفع ثمن الانسحاب الاميركي من سوريا وكمبيالات التأزم في العراق وتبعات الخلاف في الحديدة علما بان المحللين انفسهم كانوا أكدوا منذ ايام ان الانفراج عن التأليف جاء نتيجة الانفراج في المواقع الثلاثة. بعيدا من التنظير فبسبب المشكلة الناسفة للتأليف هو ان من اتفقوا على استيلاد جواد عدرا كبوابة للحل تكاذبوا معتبرين ان بامكان كل منهم تجييره لاحقا اضافة الى انفجار جشع مكتوم دفع بعضهم الى اعادة النظر في توزيعة الحقائب.

مما تقدم لا حكومة الى ان يتراجع المعنيون الى الواقعية التي نسجت منها المبادرة الرئاسية هكذا علمتنا التجارب فمتى يتعلمون؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

أنه زمن الميلاد... ولكن كم من ميلاد يحتاج إليه البلد؟ ومتى؟ متى ميلاد الحكومة... متى ميلاد ترجمة مقررات "سيدر"؟ متى ميلاد بدء تطبيق الخطط الإصلاحية وفق تقرير "ماكينزي"؟ متى ميلاد البدء الفعلي في مكافحة الفساد؟ متى ميلاد التقرير الذي يكشف المسؤولين في قضية مجرور "الإيدن باي" هذا إذا كان أحد من المسؤولين يتذكره؟ متى ميلاد موازنة عام 2019 بعدما بدا أننا عدنا إلى الصرف على القاعدة الإثني عشرية؟ متى ميلاد الإنتظام العام للسلطات، بعد ولادة مجلس نواب جديد من دون ان تقترن هذه الولادة بحكومة جديدة؟ وها هي السنة الثالثة من العهد في شهرها الاول، فيما حكومة العهد الأولى لم تولد بعد!

إنه زمن الميلاد، زمن البشارة، زمن المخلص...

لكن لبنان في هذه الأيام، لا ميلاد سياسيا له ليفرح فيه، ولا بشارة ولا مخلص...

لبنان في زمن الميلاد وكأنه في "أسبوع الآلام"... قاسية هذه المقارنة لكنها الحقيقة، فهل يعقل ان يفترض ولادة الحكومة منتصف هذه السنة، لتنقضي السنة من دون حكومة؟ وما لم تولد في سبعة أشهر لن تولد في سبعة أيام، أي في ما تبقى من أيام السنة...

في ظل شح المعطيات فإن معلومات توافرت للـ LBCI أن الأجواء ليست سلبية وحسب، بل إن القطيعة تامة بين جميع المعنيين بالتشكيل، ولم يسجل أي اتصال بينهم...

مع ذلك، إنه زمن الميلاد، ومن خارج السياق والنص والمعطيات، هل يحق للبناني أن يحلم بميلاد وطن يحافظ على شبابه ولا يدفعهم إلى الهجرة؟ وان يحلم بميلاد مؤسسات تعتمد الأداء لا الولاء؟ وأن يحلم بميلاد يفكِّر فيه بالمستقبل ولا يغرق بالتفكير بالماضي؟

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

حل الميلاد لكن الحكومة ستبقى في المغارة وكشف العيد عن مسؤولين ما صدقوا .. إن لم نقل: كذبوا .. ورموا بوعود ليسوا على مستوى تنفيذها من الأيام العشرة التي أخذها الرئيس المكلف على نفسه ..الى قرقعة السيوف الحكومية قبل اثنتين وسبعين ساعة من الميلاد كله أهدر دم التأليف ليأتي يسوع الليلة من دون قرع أجراس التشكيل لا مخلص سيرحمنا .. وليس لديكم سوى: جبران باسيل .. فهو قد يأتيكم على صورة الفادي .. المعطي الآخذ ..المهيمن المصادر.. وواهب الهدايا معا .. فلنوله الشجرة .. فقد تصل به الأعياد إلى يوم لا يتردد فيه عن إعلان ضم السيد المسيح الى تكتل لبنان القوي . كان وليد جنبلاط أقل جنونا عندما جاءنا على صورة كاردينال ثم استدرك منسحبا .. لكن "راهب الدير" القوي جبران باسيل يفعل من دون أن يرى .. أعماله عجائب .. تتحقق بلمح البصر وليس صدفة أن يتكتل كل لبنان الأقوى: من أمل الى حزب الله وجزء من المستقبل غير الصامت وجنبلاط وفرنجية والقوات والتشاوري فيجمعوا على أن باسيل عطل الحل وآخر "فرامله" أنه صادر جواد عدرا .. الرجل الذي كان وديعة بري لدى سنة المعارضة والمتوافق عليه من معظم المكونات. شعر باسيل بأن الثلث المعطل سيكون طوع بنانه، فاشترط أن يكون تحت جنح التيار.. وتركيب العداد القوي في عملية مصادرة لم يشهدها أي من "المولدات المخالفة" فأين رئيس الجمهورية ..الذي يشهد على إهدار سنوات عهده من دون أن تتشكل أولى حكوماته الواعدة بمحاربة الفساد .. بالإصلاح .. بتنفيذ سيدر .. بإطلاق العجلة الاقتصادية حكومة العهد لم تبصر النور بعد انقضاء ربع المدة .. وبعد سبعة أشهر على التأليف الجميع يدعي أنه ضحى .. لكن التضحيات توقفت عند أبواب الحريري الذي استكتر اجتماعا واحدا و"كسرة مزارب العين" مع النواب السنة المعارضين .. مع أنهم تنازلوا كثيرا حد تذويب الذات التشاورية طغى جبران وتجبر وعطل .. مستندا الى أن حزب الله لم يقل له: توقف .. لكن كل دهاء باسيل وثعلبته السياسية لم تستنتج أن حزب الله لا يمكن أن يدلي "باللا" العابرة إلى اتهامه بالتعطيل .. ولن يكون الحزب في وارد إعلان استيائه من وزير الخارجية .. لأنه سيصنف عندئذ بأنه أداة إيرانية معطلة تسعى لتخريب الحل كل "فهم" جبران كان سالبا في هذه النقطة .. فاستمر في الإمعان في تخريب التأليف وظل حالما بأحد عشر وزيرا لزوم الرئاسة بعد حين .. ومن تنبه الى جبران باسيل كان نبيه بري .. الذي التقط إشارة الاتفاق بين سعد الحريري ورئيس تيار لبنان القوي على الرئاسة مستقبلا وأدرك رئيس المجلس أن الثنائي الرئاسي سيلغي دوره ودور حزب الله في اهم الاستحقاقات المستقبلية .. ومن هنا استل بري الحل من كم الساحر وأرسل الاسم في مغلف قاسم هاشم .. الذي لا ناقة له ولا جواد اليوم .. نقف على شفير انقلاب صفحة سنة .. والتأليف سيترك ودائعه في ارض السنة عابرا الى عام جديد .. لكن السنوات لا تغير ما في النيات .. فالتعطيل سيبقى مكانه .. ومن ينقذ العهد بسنواته المتبقيه هو سيد العهد نفسه .. فالبلد على شفير صهر .. وحان زمن يقول فيه العماد ميشال عون: الامر لي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون، هي العبارة التي اختارها الزعيم الإشتراكي وليد جنبلاط عشية عيد الميلاد مستعينا بزي الكرادلة ولو كانوا يعرفون فالمصيبة أكبر.

هو الواقع الذي وصل إليه التدهور الدراماتيكي لعملية تشكيل الحكومة لأسباب قال الرئيس نبيه بري أنها شيء أكبر أكبر من قصة اللقاء التشاوري وأعمق من الحقائب وأبعد من حزب الله وأسمائه الثلاثة التي كان ينتظرها الرئيس المكلف حصرا ليضع بعدها الورقة داخل المغلف ويتوجه بها إلى بعبدا، فسقطت الحكومة وسقطت معها ورقة التوت عن أوجه التعطيل الحقيقية.

والنتيجة أن هز جذع النخلة لم يأت برطب الحكومة ونجمة البشارة لم تضئ درب اللبنانيين ولم تحمل لهم الفرح والبهجة إلا لميلاد المسيح فاقتصر العيد على الأضواء والزينة والهدايا دونها الهدية التي وعد بها الرئيس المكلف الحكومة...

وهكذا عاد القلق والخوف من المجهول بعد أن أطفئت كل المحركات ورفع الحريري راية الصمت ودخلت البلاد في سبات عطلة الاعياد الى العام المقبل ويبقى الامل الوحيد ان يخلق الله ما لا تعلمون.

رسالة الميلاد للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وصف فيها ما يجري بالخيانة التي ترتكب بحق اللبنانيين عندما تهمل الدولة واجباتها وراح اصحابها يحللون كل السبل لمكاسبهم غير المشروعة ومرة جديدة كل حكومة وأنتم بخير.

أقليميا وبعد زيارة الرئيس السوداني إلى سوريا ترقب لما يمكن أن يحمله اللقاء الذي جمع اللواء علي المملوك بنظيره المصري على صعيد العلاقات السورية - المصرية. فهل يمهد هذا اللقاء لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دمشق؟

في الأراضي المحتلة كانت بيت لحم تحتفل بالميلاد على رجاء القيامة فيما كانت قيامة سياسية تقوم على بنيامين نتنياهو الذاهب برجليه إلى نفق إنتخابات مبكرة بعد حل الكنيست.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 24 كانون الأول 2018

النهار

استغرب مرجع سياسي كيف أنّ نائباً قال إنّه مع الإسراع في تشكيل الحكومة لكنّه لن يعطيها الثقة ربطاً بالخلاف السياسي للمدينة التي يمثّلها مع عائلة الحريري.

ذكر أن طرح اسم جواد عدرا لحقيبة الدولة لمكافحة الفساد أقلق البعض، فالرجل بما تمتلكه مؤسّسته ("الدوليّة للمعلومات") من إحصاءات ودراسات إداريّة وماليّة ترفع منسوب القلق عند العديد من الأطراف الذين يخشون البحث في ملفّات الفساد.

انتقد ضابط سابق المبادرة الوزاريّة عبر "تويتر" بقوله "كل مبادرة مصيرها الفشل إذا لم تعترف بأمانة الوسيط" في إشارة مبطّنة إلى خلفه في الموقع.

الجمهورية

عادت شخصية ذات دور ملتبس في المرحلة الماضية للمشاركة في لقاءات سياسية بعيداً من الأضواء ولكن من دون أن يُسند لها أي دور.

يدفع عدد من أعضاء أحد التكتلات باتجاه عدم تسمية أي شخصية للحكومة غير الأسماء الثلاثة المتبقية قبل انفراطه.

لوحظ أن عدداً من الوزراء الحاليين ونوابا لم يُغيّروا في جداول سفرهم في عطلة نهاية العام رغم الوضع الحكومي المتقلب بين التأليف والتعثّر.

اللواء

يعتبر قطب سياسي مخضرم أن العقبات التي برزت فجأة بعد تسمية جواد عدرا ممثلاً عن اللقاء التشاوري تؤكد وجود مخطط لتعطيل الولادة الحكومية على خلفية أجندة خارجية تربط بين ما يجري في العراق واليمن، امتداداً إلى لبنان!

يأخذ البعض على فريق رئيس الجمهورية طريقة تصرفه ولا مبالاته، بل وتجاهله أهمية الإسراع في عملية التأليف الحكومية على انطلاقة العهد وفعاليته، في تحقيق ولو النذر اليسير من الشعارات الإصلاحية التي يرفعها، وخاصة مكافحة الفساد!

تلقى لبنان إشارات مشجعة من دول خليجية تُبدي استعدادها لفتح صفحة جديدة في العلاقات، بعد تشكيل الحكومة، وتعهدها الحفاظ على سلامة العلاقات الأخوية بعيداً عن الحملات والافتراءات السياسية التي كان يشنها "حزب الله" ضدها!

المستقبل

يقال إن جدول أعمال القمّة العربية الاقتصادية قد جرى إنجازه وهو يتضمّن بنوداً ذات صلة بالنزوح والهجرة والإرهاب وانعكاسات المشكلات السياسية في العالم العربي على الأوضاع الاقتصادية.

البناء

قالت مصادر أمنية روسية إنّ ظاهرة السترات الصفراء التي لا يمكن إنكار أصلها الاجتماعي وثقافتها اليسارية تشكل بيئة مناسبة لتغطية المرحلة الرمادية سياسياً في كثير من دول العالم داخل أوروبا وخارجها وربما تشكل الموضة البديلة للربيع العربي لسنوات قادمة، وتساءلت عن البلد الذي ستستقرّ فيه الظاهرة لتكشف الخيط الفاصل بين العفوية والإستخدام المبرمج، وقالت ربما يكون الرهان الأميركي هذه المرة على تسلل الظاهرة إلى إيران كما كان الربيع العربي موجهاً في النهاية نحو سورية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله بدو يكافح الفساد ومسؤوليه مقضيينها بلندن

لاميتا حركة/لبنان الجديد/24 كانون الأوّل 2018

بيروت كانت تغلي بالأمس، وشوارعها تضج بالتظاهرات المنددة بالوضع الإقتصادي المُزري، وشعارات تُطالب بمكافحة الفساد وإصلاح الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، وفي ظل هذا التشنج والأوضاع، نشر مسؤول ملف النازحين السوريين والنائب السابق عن منطقة بعلبك – الهرمل في كتلة "حزب الله" النيابية نوار الساحلي صورًا له ولإبنته على حسابه الخاص "فيسبوك" خلال رحلته إلى العاصمة البريطانية لندن. وقد أثارت هذه الصور استياء الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، طارحين عدد من الأسئلة المشروعة، أبرزها: "ما الذي تفعله في بلاد الكفر يا حاج؟"، "أخذت موافقة سفر خارج البلاد من الحزب؟". في حين تساءل البعض الآخر عما "إذا كان جمهور الحزب سيشن هجومًا على الساحلي كما فعل عند إحتفال الرئيس المكلف سعد الحريري بتخرج نجله حسام من أكاديمية "ساندهيرست العسكرية الملكية" في بريطانية كذلك؟".

مقابل ذلك ذلك، علق ناشط آخر على صورة الساحلي مع إبنته قائلًا: "ما بكفي إنو بنتو عم تدرس ببريطانيا وهوي راح يزورها، إلا أنها سافرة (من دون حجاب)!! وأكمل: "بنت نائب حزب الله سافرة، هني بحقلن يحجبوا بنات العالم!!!". والجدير ذكره هنا، أن الساحلي متواجد في لندن لحضور حفل تخرج ابنته من احدى الجامعات البريطانية. يذكر أيضًا، أن ابنته هي من زوجته الأولى، وهي تقيم في لندن مع والدتها من أجل اتمام دراستها. يبدو أن حزب الله قرّر مكافحة الفساد عبر إرسال مسؤوليه برحلات ترفيهية إلى لندن.

 

ريا الشرتوني/ لبنان الجديد/24 كانون الأوّل 2018

المعتر ابن علي عمار.. ضحية الإجحاف إنو حرام بياكل سوشي وبيسافر دورياً وعايش بالترف وسيارته BMW

 يعتمدُ حزب الله منذ الإنتخابات النيابيّة في أيّار 2018 ، إستراتيجيّة عمل جديدة تتركّز على محاربة الفساد. بعد مرور ثلاثة عقود على نشأته، دخل الحزب مربّع الفساد ولكنّ فساده بات خاصًا به، لاسيّما بعد تضاعف الأموال والسلاح الذي دخل إلى أنفاقه وخزائنه بعد حرب تمّوز 2006 ودخوله للقتال في سوريا.  الإنتصارات الإلهيّة والكفّ النظيف هي من أبرز الصفات التي ينتحلها عناصر وقادة حزب الله، إلّا أنّ ملفّات الفساد التي تُلاحقهم بدأت تضيّق الخناق على الحزب بدءًا من تبييض الأموال، وصولًا إلى تهريب المخدّرات والتهرُّب من دفع الضرائب والجمارك، عدا حجم المخالفات في كلّ من مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدوليّ، اللّذين يُبسط الحزب سيطرته عليهما بشكل علنيّ، بحجة الحفاظ على شبكة إتصالات المقاومة.  أمّا في الدوائر الرسميّة والوزارات، يتركُ الحزب لمناصريه الإستيلاء على الهبات التي تمنحها الدول للجنوب وللضاحيّة الجنوبيّة، حتى باتت ثروات وزرائه ونوابه الحاليين أكبر بكثير من الدخل الذي يعتمدون عليه.  وكرّت سبحة الفساد في حزب الله مع رجل الأعمال حسن تاج الدين الملاحق دولياً بتهمة تبييض وتهريب الأموال، أما عبد اللطيف فنيش شقيق وزير الحزب محمد فنيش المتهم بقضية الأدوية الفاسدة، أما حاتم الموسوي شقيق النائب في الحزب حسين الموسوي الذي يقف وراء مصانع الكابتاغون في البقاع بالإضافة إلى رجل مافيا سرقة السيارات في لبنان هاشم الموسوي وهو الشقيق الثاني للنائب عينه، ومما يُتهم به الحزب فضائح إدخال" السيجار الكوبي" والدخان من قبل شقيق النائب علي عمار دون جمرك وبلا ضريبة، حتى إحتل سوق الدخان وسيطر عليه بأسعار خياليّة.

وبعد التظاهرات المطلبيّة التي عمّت الشارع اللّبنانيّ، ضجّت يوم أمس الأحد، مواقع التواصل الإجتماعيّ بـِ تغريدة  تعود إلى نجل النائب علي عمّار، جاء فيها:"انا كإبن نائب في حزب الله قد اكون اكثر من يشعر بالام وصراخ هؤلاء الواقعين تحت سطوة الفساد".

 وتابع في تغريدته:" "منذ اكثر من عام ونصف احاول التقديم على وظائف ولا اوفق فقط بسبب انتمائي و العقوبات المفروضة".  وختم التغريدة بالقول:"من الاجحاف القول ان كل ابناء النواب مرفهين وعامة الشعب يموت الجوع".

 ردود الفعل التي طاولت ما كتبه مهدي عمّار، دفعته إلى حذف التغريدة، وتعديل إعدادات الخصوصيّة في حسابه عبر "تويتر"، بطريقة لا يمكن لأيّ ناشط رؤية تغريداته وحمايتها، إلّا إذا قبل صاحب الحساب طلب "المتابعة" بنفسه، كما أنّه قام بتسكير حسابه على تطبيق إنستغرام خصوصًا بعد نشر صور له وهو يعيش حياة البذخ والثراء.  وأعادت صفحة "طلعت ريحتكم"، نشر صور مهدي عمار خلال سفراته وذيّلت الصور بـِ تعليقٍ جاء فيه:" "المحروم"... "المعتر" ابن علي عمار.. ضحية "الإجحاف" إنو حرام بياكل سوشي وبيسافر دورياً وعايش بالترف وسيارته BMW اد سعر بيت بس اتسوكي نحن يلي مننق!." وعُرِفَ  النائب علي عمار بـِ الصراخ ورفع الإصبع عالياً وإتهام الآخرين بالعمالة والفساد والتهديد بقطع اليد، فهل إنقلب السِحر على الساحر؟

 

حزب الله وباسيل .. فلمّا اشتدّ ساعدُه رماني

 د. أحمد خواجة/لبنان الجديد /24 كانون الأوّل 2018

اللهمّ لا شماتة اليوم، إذا صحّت أخبار عرقلة باسيل المتعمّدة تأليف الحكومة الحريرية

 أُعلّمهُ الرماية كلّ يومٍ

فلمّا اشتدّ ساعدهُ رماني.

عندما بُحّت أصواتُنا ونحن نُطالب (نعوذ بالله من كلمة نحنُ) حزب الله بعدم رهن البلد بين يدي شابٍ هاوٍ مُقحم على الحياة السياسية اللبنانية، ضالع في الفساد الكهربائي، لا يمُتّ بصلة للإصلاح والتغيير، رُمينا بأقذع التُّهم، لعلّ أبرزها وأشنعها العمالة للصهيونية والامبريالية وآل سعود وشياطين الأرض والسماء، ورغم كلّ التّحذيرات والنصائح بعدم انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية (لعلّ أهمّها تحذيرات الرئيس نبيه برّي)، أصرّ حزب الله على رهن الموقع الرئاسي لصالح الجنرال عون طيلة ثلاثين شهراً ونيّف، وكما قال ذات يومٍ الجنرال عون: إمّا صهري وزير أو "عمرها ما تكون حكومة، قال الحزب جهاراً نهاراً: إمّا الجنرال عون رئيساً للجمهورية أو" عمرها ما تكون جمهورية أو رئاسة".

اللهمّ لا شماتة اليوم، إذا صحّت أخبار عرقلة باسيل المتعمّدة تأليف الحكومة الحريرية، كما تسرّب عن أوساط حزب - اللهية، أو كما أفصح عن ذلك بالأمس "مُنظّر" الحزب السيد حبيب فيّاض مُتحدّثاً عن عقدة "باسيليّة "، لا شماتة، لكن آن أوانُ الاعتراف بالخطأ الجسيم، عندما تُرك الحبلُ على الغارب لوزير الخارجية، فأمعن في التّفرُّد وتجاوز القوانين وتعطيل المرافق العامة بحجج طائفية مقيتة، فضلاً عن التّطاول على كل من لا يُجاريه في أدائه المتعجرف، وعندما كُنّا نحاول الإشارة إلى سلوك وزير الخارجية الطائفي وغير المسؤول، كانت جوقة حزب الله من الشتّامين والمنافقين، تنبري للدفاع عنه باعتباره حامي المقاومة ودرع الممانعة الذي لا يُضاهى. لنستفيق اليوم على شكواهم واعتراضهم من الوزير الذي ربّوهُ ودلّعوه حتى سمن ونشر قرونه في وجوههم.

 

تحليلات المحلّلين والمحرّمين حول الشأن الحكومي

أحمد بيضون/جنوبية/24 ديسمبر، 2018

استنفَرَ بعضُ المحلّلين (والمحرّمين) ظواهرَ وأحداثاً كثيرةً فَسَّروا بها ما اعتبروه إفراجاً عن حكومتنا المحبوسةِ، من سبعةِ أشهرٍ، في عالَم الغَيْب.

فبدا من “تحاليلهم” أنّ قرارَ الانسحابِ الأميركيّ من سوريّا مَثّلَ إشارةً إلى إيران زادَ من تأثيرها التفاهمُ الأوروبيّ على الحدّ من تأثير العقوبات الأميركية على إيران وأنّ الزحفَ التركيّ إلى حدود سوريّا أزعجَ إيران أيضاً فيما ارتاحت روسيّا وإسرائيل إلى تكسير البطّيخِ الإسلاميِّ بعضُهُ بعضاً وتضافَرَ الارتياحُ والانزعاجُ مع انكشافِ نطاقِ المجاعةِ في السودان وبَدْءِ تسويةِ النزاعِ في اليمن وزادَ هذا كلّه بلّةً تراجعُ حركةِ الستراتِ الصُفر في فرنسا واقترابُ شهر كانون الأوّل من نهايته، بخلافِ التوقّعات، وكذلك ارتفاعُ مرتبةِ لبنان على سُلّمِ التلوّثِ البيئيِّ في العالم… ولا نَنْسَ حلولَ عطارد في برجِ الجوزاء ومباشرتَه النظرَ شَزْراً إلى زُحل… فهذا أيضاً كان له أثرُه في الاحتباكِ الكَونيِّ الذي كان لا بُدَّ أن يُفْضي إلى تَسْميةِ جواد عدرا لتمثيل التشاوريّين السُنّةِ في الحكومةِ، وهو ما أتاحَ انتشارَ البَرَكة الحزب اللهيّة، ضابطةِ الكُلّ، بَعْدَ احتباسِها المديدِ، فكانَ أنْ وصلتْ البلادُ إلى مسافةِ ساعاتٍ من ولادةِ الحكومة: “حكومةِ العهدِ القويّ الأولى” التي “تَجِبُّ ما قَبْلها” من فسادٍ وحكومات…  صمَدَ هذا التَحْليلُ بضعَ ساعاتٍ تبَيّنَ بعدَها للمحلّلينَ أنفُسِهم أن ما سبَقَ بيانَهُ كلَّهُ يمْكِنُ أن يضافَ إليه حَدَثٌ أو اثنان وأن يُطْرَحَ منه كوكبٌ وخبَران فيصبحَ معناهُ في آخرِ العشيّة عكسَ ما كانَهُ في أوّلها.… والله على ما نقولُ شَهيدٌ وهو حسْبُنا ونِعْمَ الوكيل!

 

لماذا حسن نصر الله هو المسؤول؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/24 كانون الأول/18/

حسن نصر الله هو الحزب الأقوى في لبنان فهو المسؤول الأساسي عن تعطيل مشروع إقامة دولة في لبنان ، لماذا ؟ وما هو الدليل؟

دليلنا التالي: الحزب الذي يزعم بأنه هزم أميركا وحلفاءها أوروبا، واليابان، وكندا، وأوستراليا، وبريطانيا، وكوريا الجنوبية، وإسرائيل - ( بيت العنكبوت حسب توصيفه ) - والسعودية ، ودول الخليج والدول العربية الخائنة والعميلة - ( كما يزعم نصر الله ) - ومنعهم من بناء " شرق أوسط جديد " كما يحلو لأميركا وحلفائها المذكورين آنفا ، لقد منعهم حسن نصر الله وحافظ على " الشرق الأوسط القديم " الغني بالعدالة !

والحريات السياسية!

ومبادئ حقوق الإنسان!

وكرامة الإنسان!

والعامر ذلك " الشرق الأوسط القديم " بالإزدهار والتطور ، والديمقراطية!!

إن حزب حسن نصر الله الحزب الأقوى الذي يزعم بأنه هزم أقوى دول تسيطر على قرار كوكب الأرض نعم بكل تأكيد هو المسؤول الأساسي عن الفساد المرعب في الدولة اللبنانية، وهو المسؤول عن عدم قيام الدولة في لبنان، ولا يوجد عاقل من أهل الجن أو الإنس في السماء أو الأرض بمقدوره أن يُبَرِّرَ لحزب نصر الله عجزه في مواجهة الفساد في دولة لبنان وفي الوقت نفسه ينسب له النصر الذي ما بعده نصر في التاريخ البشري والنبوي والإلهي في مواجهة أميركا وحلفائها بالعالم!!!

كفى استغباءً .

 

 وزير لبناني يتحايل على العقوبات الاميركية خدمةً لإيران

"ليبانون ديبايت""/24 كانون الأول/18/بعد امتناع الشركات اللبنانية والأجنبية العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي عن تزويد الطائرات الايرانية بالوقود، أصدر أحد الوزراء قراراً بهدف التحايل على العقوبات الاميركية مجيزاً لشركة جديدة تزويد الطائرات بالوقود بالرغم من عدم امتلاكها للمعدات او الخبرة اللازمة لتقديم هذه الخدمة، بالإضافة الى انها لم تستكمل اوراقها بعد. واثار قرار الوزير استياءً بالغاً عند المسؤولين في المطار نظراً لتداعياته على سمعة المطار وجودة خدماته.

 

 "ولاء مظلوم" يعود الى "طاعة حزب الله"

"ليبانون ديبايت"/24 كانون الأول/18/زار وفد من أسرة القيادي الشهيد في حزب الله، حسين مظلوم المعروف باسم "ولاء مظلوم"، عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، حيث أكدوا ثباتهم وتمسكهم بنهج المقاومة، وعلى خطى الوالد.

وضم الوفد زوجة القيادي مظلوم وولديه حسن وعلي، الذي قال إنه "تعرض للاعتقال بسبب مصاحبته لأحد ناقلي المخدرات في سيارته، دون أن يكون على علم بحيازتها". بدوره، رحب الشيخ قاووق بأسرة الشهيد مثمنا ثباتها على نهج الشهيد القائد (ولاء)، مشددا أن حزب الله لا يتهم نجل الشهيد، علي، بالاتجار بالمخدرات وليس لديه معطيات تثبت ذلك. تجدر الاشارة الى ان ولاء مظلوم، كان استدعي الى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والملكية الفكرية قبل اسابيع قليلة ومثل امامه للتحقيق بقضايا تتصل بحساب وهمي يهاجم حزب الله يدعى "عبير منصور" واحتمال ضلوعه فيه وذلك بناء على دعاوى قضائية مرفوعة بحق الحساب الى جانب اخرى ذات صلة. الجدير بالذكر، ان ولاء مظلوم هو الشخص الذي نشر قبل مدة على حسابه الخاص على مواقع التواصل، ما قال انها "سجون" يقيمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

حزب الله في هجوم عنيف: باسيل يتحمّل المسؤولية

جنوبية/24 كانون الأول/18/أكدت مصادر حزب الله للـmtv أنها من الآن فصاعداً تشترط إدخال تعبير “العقدة الباسيلية” على الحياة السياسية في لبنان، وتعتبر ان جبران باسيل هو الذي يتحمّل مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة، فباسيل هو من اصطنع عقدة توزيع المقاعد ليلاً لتمرير توزير فادي جريصاتي وللاطاحة بسليم جريصاتي، مما أدى الى “خربطة” في التوزيع المذهبي والى خلافات مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس المكلف سعد الحريري.

مصادر حزب الله تعتبر ان قضية جواد عدره هي “تهريبة” ومع انها كذلك فإن حزب الله لعب دورا ايجابيا وضغط على اللقاء التشاوري للقبول باسم عدره علما انه يدرك ان عدره لا يمثّل سنة 8 أذار، وهو أي باسيل التف على المبادرة الرئاسية التي تنص على ان رئيس الجمهورية يختار الاسم وان الوزير المختار يلتزم بقرارات اللقاء التشاوري. مصادر حزب الله قالت للـmtv ان جبران باسيل مصرّ على نيل 11 وزيرا اي الثلث المعطل، والحزب لا يعارض هذا الامر مبدئيا لكنه ايضا يريد ان يكون هناك تمثيل لكل الافرقاء السياسيين الذين فازوا في الانتخابات، علما ان في مرات سابقة خيضت معارك لتوزير شخصيات كانت خاسرة في الانتخابات النيابية، وكما يحق للوزير باسيل رفض ترشيح حسين زعيتر في جبيل ويعتبر انه لا يمثل الاهالي في المنطقة، كذلك يحق للقاء التشاوري ان يعتبر ان جواد عدره لا يمثل سنة 8 اذار. واما اليوم فلا تواصل ولا وساطات ولا اتصالات، وبالتالي تشكيل الحكومة عاد الى دائرة التعثر من جديد، لذلك يدعو حزب الله وفق مصادره، التيار الوطني الحر، الى ضبط جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يستخدم خطابا يدعو الى الفدرالية ويفتح معركة شبه مباشرة مع حزب الله في حين ان المعركة الحقيقية هي في مكان آخر. وحول ما يثار عن ان التظاهرات الاخيرة يقف وراءها الحزب ولو بطريقة غير مباشرة، تؤكد مصادر الحزب ان هناك تعميم داخلي ينص على 3 بنود وهي:

-لا للتظاهر

-لا لمهاجمة المتظاهرين

-يجب تأجيل التظاهرات الى ما بعد تشكيل الحكومة.

وعليه فإن الحزب لم يستنهض مناصريه للمشاركة في التظاهرة وان كان يتفهم صعوبة الوضع المعيشي والاقتصادي في البلد.

 

بعد تعطل تشكيل الحكومة اللبنانية... الحريري في إجازة وتبادل الاتهامات بالمسؤولية بين الأطراف... ولا مبادرات جديدة

بيروت: نذير رضا/24 كانون الأول/18/يبدأ الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم الاثنين إجازته، متسلحاً بالصمت الذي أراده موقفاً «في وجه جميع معطلي تشكيل الحكومة»، بعد انتهاء مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لحل عقدة تمثيل «النواب السنة المستقلين»، وسط تبادل الاتهامات بين الأطراف بالمسؤولية عن التعطيل الحكومي. ولم تسفر الساعات الأخيرة قبل بدء الرئيس الحريري إجازته التي يمكن أن تمتد إلى العام الجديد في حال لم يطرأ أي شيء مستجد على الملف، عن أي تطور، وهو ما دفعه لالتزام الصمت، في ظلّ تعثر تشكيل الحكومة فغرّد عبر «تويتر» قائلاً: «لا بد أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون». وقالت عضو كتلة «المستقبل» النائب رلى الطبش لـ«الشرق الأوسط»، بأن تصريح الحريري موجه لجميع المعرقلين، قائلة بأن «هذا (الصمت) هو موقفنا جميعاً بوجه كل من يعرقل تشكيل الحكومة، وبوجه كل من يؤدي إلى عرقلتها، خصوصا أننا كنا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة إلى خيبة الأمل». وفيما لا تبدو هناك خطة عمل بديلة بعد للتعامل مع المستجدات في الأزمة الحكومية، يلتزم «المستقبل» موقف الحريري الذي يحيطه بتكتم وصمت، في حين لم تظهر لدى الأطراف الأخرى أي مبادرة بعد مبادرة اللواء إبراهيم التي انتهت إثر الفشل في التوصل إلى حكومة يمثل فيها جواد عدرة نواب «اللقاء التشاوري» الذين سحبوا اسمه من التداول أول من أمس السبت.

وتبادلت الأطراف السياسية الاتهامات بالمسؤولية عن التعثر في تشكيل الحكومة. وأكد النائب قاسم هاشم في حديث إذاعي أن موقف «اللقاء التشاوري واضح، واللقاء ليس وليد الصدفة والمسؤولية في تأخير ولادة الحكومة لا تقع عليه»، معتبراً أن هذه الأزمة أثبتت أن النظام اللبناني بحاجة إلى تطوير. ولفت هاشم إلى أن «المهم اليوم هو البحث عن خطوات سريعة لإنقاذ واقع الحكومة بشكل سريع».

وبعد تحميل قوى «8 آذار» رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل مسؤولية تعطيل إعلان الحكومة، نقل الموقع الإلكتروني التابع لـ«التيار الوطني الحر» عن مصدر، نفيه أن يكون التيار والرئيس اللبناني العماد ميشال عون الجهة المعرقلة، قائلا «لا أحد يقوم بتعطيل نفسه». وتابع المصدر: «ما حصل هو أن اتفاقاً سياسيا تم بين أكثر من طرف على تحديد اسم جواد عدرة، حصريا، وبشكل واضح كشخصية يسمّيها النواب السنة الستة على أن تكون وبشكل واضح أيضا من ضمن حصة رئيس الجمهورية، لا أن يتمّ اقتطاعها من حصة الرئيس، وقد تم تكليف اللواء عباس إبراهيم بإخراج الحل إلى العلن، فأنجز مهمته. لكن المفاجأة هي أن تراجعاً عن هذا الاتفاق قد حصل وذلك بالطلب إلى جواد عدرة أن يعلن بعد اجتماع دعي إليه مع اللقاء التشاوري، بأنه يمثل هذا اللقاء حصرياً». وشدد المصدر على أن الطرف الذي تراجع عن الاتفاق بالتأكيد ليس رئيس الجمهورية ولا رئيس التيار، بدليل أن اللقاء التشاوري هو الذي اجتمع وتراجع، مطالباً بأن يكون عدرة ممثلاً حصرياً له ومن حصته هو، أي لا علاقة لرئيس الجمهورية به. وقال بأنه «كان من الطبيعي أن يرفض السيد عدرة الانقلاب على الاتفاق بوصفه المعني الأول، كما أن التيار الوطني الحر رفض كما السيد عدرة ممارسة لعبة الكذب والتحايل واعتماد لغة مزدوجة وملتبسة تجاه الرأي العام، وذلك خلافاً لما طلبه البعض». وإثر تعليق المباحثات بمبادرة جديدة، علق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط على عرقلة تشكيل الحكومة عبر حسابه على «تويتر» فقال: «الحكومة لم تستطع الإقلاع. لمزيد من التشاور ومزيد من الدين». بدوره، أسف البطريرك الماروني بشارة الراعي أن يغيب الواجب عن المسؤولين السياسيين الذين يماطلون منذ سبعة أشهر كاملة في تأليف الحكومة، مختلقين في كل مرة تصل الحلول إلى خاتمتها، عقدة جديدة. وقال: «هم بذلك يلحقون ضرراً كبيراً بالدولة موقعين فيها يومياً خسائر مالية جسيمة، وينتهكون كرامة شعب يحكمون عليه بمزيدٍ من الفقر والحرمان والقلق»... وقال الراعي: «إننا مقتنعون أكثر فأكثر بوجوب تشكيل حكومة مصغرة من أشخاص ذوي اختصاص مشهود لهم وحياديين يتولون مستلزمات الدولة والشعب، لأن أي حكومة تتألف على أساس من الخلافات، وبالشكل الغريب عن الدستور ومبادئه، ولو سُميَت «حكومة وحدة وطنية»، ستكون ويا للأسف، حكومة مزيد من الخلافات والنزاعات، وستعود بالدولة إلى المزيد من التقهقر، وستوقع الشعب في المزيد من الفقر والحرمان». في غضون ذلك، أمل عضو كتلة «المستقبل» النائب نزيه نجم في حديث إذاعي «ألا تطول الأمور المعرقلة لتشكيل الحكومة، كي لا نكون قد أضعنا فرصة جديدة لا يمكن تعويضها خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي السيّئ جدا». ورأى نجم أنه من المفترض إيجاد حل في اليومين المقبلين خصوصا في ظل الاستحقاقات التي تنتظر لبنان. وغرّد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عبر «تويتر» قائلاً: «كان بدّن يانا نكذب ونحنا ما منكذب، ويمكن بدّن يانا نستسلم ونحنا ما رح نوقّف لحتّى تتألف الحكومة متل ما لازم... وتربح اماني اللبنانيين بهالعياد».

 

مئات المتظاهرين في بيروت يطالبون بتحسين الأوضاع المعيشية

بيروت: «الشرق الأوسط»/24 كانون الأول/18/تظاهر مئات اللبنانيين في مدينة بيروت أمس احتجاجاً على الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وسوء الأوضاع المعيشية في بلد لم تتمكن القوى السياسية فيه منذ 7 أشهر من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، رافعين شعارات: «لا للطائفية... كلنا بدنا بطاقة صحية»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، التي تطورت بعد الظهر إلى صدامات بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي منعتهم من إقفال الطرقات والتعرض للأملاك العامة. وخلال الأيام الماضية، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للتظاهر ضد الطبقة السياسية والفساد في مؤسسات الدولة، من دون أن يعرف مصدر الدعوة. وأمام مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت، هتف المتظاهرون مطالبين بإصلاح النظام ومحاربة الفساد ووقف هدر المال العام، وارتدى عدد محدود منهم السترات الصفراء، احتذاء بالاحتجاجات التي تشهدها فرنسا منذ أسابيع. وحصل صدام بين القوى الأمنية والمتظاهرين أمام السرايا الحكومي، في محاولة منهم لإزالة العوائق الحديدية، كما ألقوا عبوات المياه على القوى الأمنية. وتداعى بعضهم إلى إقفال بعض الطرقات عند تقاطع «الرينغ» في وسط بيروت وتقاطع «بشارة الخوري»، بمستوعبات النفايات والحجارة، وأضرموا النيران في مستوعبات النفايات، قبل أن تصل القوى الأمنية وعناصر الجيش الذين عملوا على فتح الطرقات. وأعلنت قيادة الجيش، في بيان صدر عن «مديرية التوجيه»، أنه «مع تأكيدنا على احترام حق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي وأحقية المطالب المعيشية التي يطالب بها المتظاهرون، فإننا ندعو إلى التظاهر السلمي وعدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة». وأكدت القيادة: «إننا لن نسمح بالتعرض لهذه الأملاك، كما ندعو المتظاهرين إلى عدم الخروج عن السياق المطلبي المحدد للتظاهر». وفي نحو الثانية والربع بعد الظهر، بدأ المتظاهرون يغادرون ساحة رياض الصلح تدريجيا. وتوجه المتظاهرون لاحقاً إلى شارع الحمراء، وأغلقوا الطريق الرئيسية ووقعت صدامات محدودة مع قوى الأمن اللبنانية التي منعتهم من مواصلة طريقهم. ومع إعلانهم التوجه إلى وزارة الداخلية، استقدم الجيش والقوى الأمنية تعزيزات. ووضع المتظاهرون مستوعبات النفايات في وسط الطريق المؤدية إلى «الحمرا»، وأشعلت النيران بداخلها، مرددين الشعارات الداعية إلى تأمين البطاقة الصحية، إضافة إلى مطالب معيشية أخرى، ومنها تأمين العمل والحد من العمالة الأجنبية. كما ناشدوا الناس بالنزول من منازلهم ومشاركتهم في الحراك، مشيرين إلى أنهم قد ينصبون خياماً في ساحة «رياض الصلح» حتى تحقيق المطالب، وأكدوا أن التحرك مستمر، ووجهوا الدعوة إلى إعادة التحرك ظهر يوم الأحد المقبل. ويخرج اللبنانيون بين الحين والآخر إلى الشوارع للتعبير عن امتعاضهم من الطبقة السياسية الحاكمة. وقد تظاهر المئات الأحد الماضي بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني للاحتجاج على فساد الطبقة السياسية رافعين مطالب معيشية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تانياهو يعلن حل الكنيست ويدعو لانتخابات مبكرة

الجمهورية/24 كانون الأول/18/أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على "تويتر" إن إسرائيل ستجري انتخابات عامة في نيسان. وأضاف المتحدث بعد اجتماع لأعضاء الائتلاف الحاكم "قرر زعماء الائتلاف بالإجماع حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة مطلع نيسان".

 

التايمز: منافسو أميركا يستعدون لملء الفراغ في سوريا

"عربي 21"/ الاثنين 24 كانون الأول 2018 /نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمرسلتها حنا لوسيندا – سميث، تقول إن منافسي الولايات المتحدة يستعدون لملء الفراغ في سوريا. ويشير التقرير إلى أن كلا من تركيا وروسيا وإيران ستستفيد من الخروج الأميركي، وستحاول سحق أي تأثير في سوريا.  وتفيد سميث بأن تركيا تقوم بحشد قواتها على الحدود مع محاور الحرب، في خطوة تكشف عن أنها تخطط لهجوم محتوم على مواقع الأكراد، فيما توجهت قافلة من 100 عربة عسكرية، بما فيها دبابات وهاوتزر، إلى الحدود مع المنطقة التركية في شمال سوريا، مشيرة إلى أن بعض العربات اجتازت الحدود إلى المناطق التي تخضع لسيطرة الأتراك وحلفائهم من السوريين. وتلفت الصحيفة إلى أن المنطقة تقع على بعد 30 ميلا من مدينة منبج، التي لا تزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لافتة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أنه سيقوم بالسيطرة عليها. ويفيد التقرير بأن تركيا والولايات المتحدة بدأتا دوريات مشتركة في البلدة، وذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر، كمحاولة من أجل منع أي مواجهة مباشرة بين حلفاء الناتو، مشيرا إلى أن القوات الأميركية الخاصة، التي هي جزء من 2000 جندي أميركي في سوريا، كانت تعمل إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في بلدة منبج. وتذكر الكاتبة أنه تم نشر قوات مماثلة إلى الحدود القريبة من منطقة سانيل أورفا، التي تواجه القوات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، فيما وضعت القوات الموالية لتركيا جنودها على أهبة الاستعداد. وتنوه الصحيفة إلى أن البيت الأبيض لم يحدد موعدا لسحب القوات الأميركية، إلا أن الرئيس دونالد ترامب قال في تغريدة يوم الأحد، إن عملية الانسحاب ستكون بطيئة ومنسقة بشكل عال، مشيرة إلى أن متحدثا باسم الجيش أخبر وكالة الصحافة الفرنسية أن الأمر صدر بالانسحاب. وينقل التقرير عن ترامب، قوله إن أردوغان تعهد بتولي مسؤولية ملاحقة الجهاديين بعد الانسحاب الأميركي، وإن المسؤولين الأميركيين والأتراك سيلتقون في واشنطن في الثامن من شهر كانون الثاني/ يناير، لبحث عملية الانتقال. وتقول سميث إن خروج الأميركيين سيمنح القوات التركية الحرية للهجوم على مواقع الأكراد، الذين تنظر إليهم على أنهم جماعة إرهابية؛ وذلك لعلاقاتهم مع حزب العمال الكردستاني الانفصالي، لافتة إلى أن الجماعات الكردية التي تواجه تنظيم الدولة قالت إنها قد تتخلى عن القتال لمواجهة أي هجوم تركي. وتشير الصحيفة إلى أن المبعوث الأميركي الخاص لدول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بيرت ماكغيرك قرر الاستقالة احتجاجا على قرار ترامب؛ لأنه "يترك شركاءنا في التحالف مرتبكين، ورفاقنا في القتال محتارين، ودون خطة"، لافتة إلى أن ترامب اعتبر أن استقالته "لا تعني شيئا"، فيما وزعم القائم بأعمال طاقم البيت الأبيض ميك مولفاني، أنه لا يعرف "من كان ماكغيرك". وبحسب التقرير، فإن طهران أصدرت موقفها من الانسحاب الأميركي يوم السبت، مناقضة ما قاله ترامب في تغريدة سابقة، وهو أن "روسيا وإيران وسوريا ودولا أخرى غير راضية" عن قراره، فيما قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن وجود قوات في المنطقة كان خطأ وغير منطقي، ومصدرا للتوتر، وسببا في عدم الاستقرار. وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من القرار الأميركي كان بالتأمين عليه ووصفه بـ"الصائب"، قائلا إن القوات الأميركية لم يعد لها أي داع، وأضاف أن القوات الأميري=كية موجودة في أفغانستان منذ 17 عاما، وفي كل عام يتحدثون عن الانسحاب إلا أنهم لم يخرجوا.

 

تفاصيل مكالمة «سحب القوات الأميركية» بين ترامب وأردوغان

جنوبية/24 كانون الأول/18

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقتطفات مما جاء في المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في 14 كانون الأول الحالي، الأمر الذي أسفر عن قرار أميركي بخروج قواتها من سوريا، واستقالة وزير الدفاع الأميركي ثم المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد داعش، حيث إن أردوغان كرر على ترامب، في المكالمة الهاتفية، ما سبق وقد قاله في لقائهما بقمة العشرين بشأن “عجزه عن فهم سبب استمرار الولايات المتحدة في تسليح ودعم المقاتلين الأكراد السوريين لشن حرب برية ضد داعش”.

وبالنسبة لتركيا، التي تتقاسم حوالي 822 كيلومترا (511 ميلا) من الحدود مع سوريا، تشكل عناصر قوات سوريا الديمقراطية تهديدا لأمنها القومي، بتحالفهم مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة إرهابيا. وفي المحادثة الهاتفية، قال أردوغان إن داعش، بحسب ما يقول ترامب نفسه، قد هُزم. و”أن الجيش التركي قوي بحيث يمكن أن يتولى أي جيوب مسلحة متبقية. لماذا لا يزال هناك حوالي 2000 جندي أميركي هناك؟”، في إشارة إلى المنطقة الواقعة شرق الفرات في سوريا. فقال ترامب “تعرف ماذا؟ هي (سوريا) لك، أنا سأغادر”. ويأتي ما نشرته “واشنطن بوست” متوافقا مع ما نشرته صحيفة “حرييت” التركية، ووكالة أسوشيتدبرس بشأن اتخاذ ترامب قرار سحب القوات الأميركية من سوريا خلال مكالمة هاتفية مع أردوغان، بعدما تعهّد الأخير بالاستمرار في “مكافحة الإرهابيين”. وأفادت الصحيفة التركية، نقلا عن محضر المكالمة، بأن ترامب سأل نظيره التركي “هل ستتخلّصون من فلول داعش إذا ما انسحبنا من سوريا؟”. فردّ عليه أردوغان بالقول: “سنتولّى الأمر”، مذكّرا نظيره الأميركي بأنه سبق لتركيا أن “قضت على 4 آلاف عنصر” من تنظيم داعش خلال عملية درع الفرات التي شنتها في 2016، حسب تعبيره. إلا أن عملية “درع الفرات” لم تقتصر على استهداف مسلحي داعش، بل كان المقاتلون الأكراد هدفا رئيسيا لها. كما تلتها عملية أخرى في عفرين أخرجت القوات الكردية منها لحساب فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة. وجرت هذه المكالمة الهاتفية في 14 كانون الأول. وقالت وقتها مصادر في الرئاسة التركية إن الرئيسين اتفقا على “تعاون أكثر فعالية” في سوريا. وبعد هذه المكالمة، طلب ترامب من مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان أيضا على الخطّ خلال الاتصال “البدء بالعمل” على الانسحاب، وفق ما جاء في صحيفة “حرييت”. وبعد ثلاثة أيام من المكالمة، اتصل بولتون في 17 ديسمبر بالمستشار الرئيسي لأردوغان إبراهيم كالين لإعلامه بأن “التحضيرات جارية لسحب” القوات الأميركية، بحسب المصدر عينه. وأعلن ترامب عن هذا القرار رسميا في 19 من الشهر الجاري.

                                                                                                                            

الجيش الإسرائيلي أطلق النار على «مسلّحين متسلّلين» في الجولان

تل أبيب/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/أعلن ناطق عسكري اسرائيلي اليوم (الإثنين) أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار باتجاه "رجال مسلحين" تسللوا إلى هضبة الجولان المحتلّة قرب الحاجز الأمني الممتد على طول الحدود مع سوريا، ولم يقدّم تفاصيل أخرى باستثناء القول إن أيا من الجنود الاسرائيليين لم يُصَب في هذا الحادث. وأكد الناطق أن "الجيش سيواصل التحرك ضد انتهاكات السيادة الاسرائيلية (على الجولان) واتفاق فصل القوات الموقّع عام 1974" بعد الحرب العربية الاسرائيلية في أكتوبر (تشرين الأول) 1973.

وتحتل اسرائيل منذ 1967 الجزء الأكبر من هضبة الجولان وضمته عام 1981، في إجراء لم تعترف به الأسرة الدولية.

 

بكين تبدي رفضها القاطع لدعوات إطلاق سراح الكنديَين

بكين/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/رفضت الصين «رفضاً قاطعاً» اليوم (الاثنين)، دعوات كندا لإطلاق سراح اثنين من مواطنيها على الفور، معربة عن «استياء شديد» من الطلبات الصادرة عن أوتاوا الجمعة والمدعومة من واشنطن. وبحسب بعض الخبراء، قد يكون توقيف الكنديين وسيلة تستعملها الصين للضغط على أوتاوا، إثر توقيف السلطات الكندية المديرة المالية لمجموعة «هواوي» الصينية مينغ وانتشو في مطلع ديسمبر (كانون الأول) بطلب من واشنطن.

 

ترمب يزيح ماتيس قبل موعد مغادرته... ويكلف نائبه

واشنطن/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس، أن باتريك شاناهان، مساعد جيمس ماتيس، سيخلفه قائما بأعمال وزير الدفاع في 1 يناير (كانون الثاني) 2019، وذلك بعد أن قرر إزاحة ماتيس في موعد أقرب من الذي أعلنه في خطاب استقالته. وكتب ترمب على «تويتر»: «يسرني أن أعلن أن مساعد وزير الدفاع باتريك شاناهان سيتولى وزارة الدفاع بالوكالة اعتباراً من 1 يناير 2019»، وذلك بعدما قدم ماتيس استقالته الخميس، على أن تصبح نافذة نهاية فبراير (شباط). وكتب ترمب في تغريدته أن لدى شاناهان «قائمة طويلة بالإنجازات في منصبه مساعد وزير، ولدى (بوينغ). سيكون رائعاً».وقد استقال ماتيس غداة إعلان ترمب انسحاب القوات الأميركية المنتشرة في سوريا، والبالغ عددها نحو ألفي جندي بأسرع وقت، معتبراً أن تنظيم داعش الإرهابي قد هُزم. وفي اليوم نفسه، أعلن ترمب أن الاستعدادات للخروج الجزئي من أفغانستان قد بدأت. وكان ماتيس الذي شغل منصب وزير الدفاع منذ تولي ترمب الرئاسة في 2017 أبدى الخميس اعتراضه علناً على الاستراتيجية الجديدة للإدارة الأميركية. وشدد في خطاب استقالته على ضرورة «معاملة الحلفاء باحترام». ولطالما حذر ماتيس (68 عاماً) من انسحاب متسرع و«ترْك فراغ في سوريا يمكن أن يستغله نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد أو من يدعمه». ويشغل شاناهان منذ يوليو (تموز) 2017 منصب مساعد وزير الدفاع، بحسب الموقع الإلكتروني للبنتاغون.

وشغل سابقاً منصب نائب رئيس شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات مكلفاً الشؤون اللوجيستية والعمليات، كما شغل منصب نائب رئيس ومدير عام أنظمة «بوينغ» للدفاع الصاروخي، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وبهذا القرار، سيصبح شاناهان ثالث مسؤول بارز في إدارة ترمب يشغل منصبه بالوكالة، بعد تعيين ماثيو ويتاكر وزيراً للعدل بالوكالة خلفاً لجيف سيشنز، وميك مولفايني كبيراً للموظفين بالوكالة خلفاً لجون كيلي المستقيل. وتواصلت ردود الفعل الدولية على قرار الانسحاب الأميركي من سوريا أمس، واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي «أسف بشدة على القرار»، أن على «الحليف أن يكون محط ثقة». وأضاف ماكرون من ندجامينا، التي زارها أمس، أنه يُنتظر من «الحليف أن يكون محل ثقة وأن ينسق مع حلفائه الآخرين». وأشاد أيضاً بوزير الدفاع المستقيل، وقال ماكرون: «أريد أن أشيد بالجنرال ماتيس وبالأقوال التي رافقت قراره، وشهدنا قبل عام على قدرته أن يكون محاوراً موثوقاً»، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التشادي إدريس ديبي. وتابع ماكرون: «أن تكون حليفاً يعني أن تقاتلا كتفاً إلى كتف»، مؤكداً أن هذا ما فعلته فرنسا في قتالها إلى جانب تشاد ضدّ الجماعات الإرهابية في صحراء الساحل.

ولم تنفرد قرارات السياسة الخارجية باهتمام السياسيين في واشنطن، إذ حذّر ميك مالفاني أمس، من أن الإغلاق الجزئي للحكومة الذي يشلّ واشنطن قد يمتد إلى العام المقبل وولاية الكونغرس الجديد. وقال مالفاني لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية: «إنه من الوارد جداً أن يستمر هذا الإغلاق إلى ما بعد 28 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وحتى ولاية الكونغرس الجديد». ويأتي الإغلاق الجزئي للإدارة الأميركية بسبب استمرار الخلاف بين الكونغرس والرئيس ترمب حول تخصيص أموال لبناء جدار على الحدود مع المكسيك. وهذا الإغلاق الجزئي هو الثالث هذا العام، علماً أن الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأميركي لا يزال يتمتّع بالغالبية في مجلسي الشيوخ والنواب. لكن اعتباراً من 3 يناير، ستنتقل الغالبية في مجلس النواب إلى الحزب الديمقراطي. ويبدو التوصل إلى اتفاق حول الموازنة لإنهاء الإغلاق الذي أجبر وكالات حكومية عدة على وقف العمل السبت، بعيد المنال بعدما أرجأ مجلس الشيوخ الأميركي السبت، إلى ما بعد عيد الميلاد، المفاوضات الرامية لإقرار قانون للإنفاق الفيدرالي. وكان ترمب، الذي ألغى عطلة مقرّرة في فلوريدا من أجل متابعة المفاوضات في واشنطن، أصرّ على تخصيص 5 مليارات دولار لبناء جدار عند الحدود مع المكسيك بهدف منع الهجرة غير الشرعية، وهو ما يرفضه الديمقراطيون الذين يعارضون بشدة هذا المطلب. وفي غياب أي اتفاق، فإن عشرات الإدارات وجدت نفسها دون تمويل منتصف ليل الجمعة - السبت وأغلقت بالتالي أبوابها. وقال مالفاني لـ«فوكس نيوز»: «هذا ما تكون عليه واشنطن عندما يكون لدينا رئيس يرفض المساومة».

 

السجن 40 عاماً لإرهابي كندي خطط لعمليات في نيويورك

واشنطن: محمد علي صالح/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/حكمت محكمة أميركية، أول من أمس، على مواطن كندي اشترك في مخطط لشن هجمات إرهابية، في نيويورك عام 2014، بالسجن 40 عاماً. وقال محاميه إنه كان مراهقاً عندما اعتقل، كما أنه مصاب بأمراض عقلية، وأدمن المخدرات في سن مبكرة، وكان يجب أن تقلل المحكمة من «هذا الحكم طويل المدى». وحسب صحيفة «كندا برس» أمس (الخميس)، قال دنيس إيدني، محامي عبد الرحمن البهنساوي (20 عاما): «سيقضى هذا الشاب أربعين عاماً في السجن، رغم أننا أمضينا قدراً كبيراً من الوقت في إثبات إصاباته بأمراض عقلية. إنه يعاني من نوبات ذهنية، ومدمن على المخدرات منذ سن الرابعة عشرة، وفشل في اختبارات كثيرة في عيادات إعادة التأهيل». وأضاف المحامي أن القاضي الأميركي، ريتشارد بيرمان، الذي حكم على البهنساوي، اعترف بالمرض العقلي للمتهم، واعترف بأن البهنساوي حاول الانتحار في السجن مرات كثيرة.حسب وثائق المحكمة، كان عمر البهنساوي 17 عاماً عندما اعتقل، بعد اتصالات في الإنترنت مع عميل سري من شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي)، اعتقد البهنساوي أنه من «المتشددين» في ذلك الوقت، كان البهنساوي يعيش في منزل عائلته في مسيسوغا، في ولاية أونتاريو في كندا. واتهم المحامي «إف بي آي» بانها أوقعت البهنساوي في شرك الإرهاب، وشجعته على الاشتراك في مخطط لتفجير قنابل في نيويورك. وخصوصاً في ميدان «تايمز سكوير»، وفي إنفاق تحت الأرض. شمل المخطط رجالاً في دول أخرى، مثل الفلبين وباكستان، وكانوا كلهم يديرون مناقشات حول الخطة برعاية عملاء «إف بي آي» دون أن يعلموا حقيقتهم. وكان دور البهنساوي هو توفير قنابل ومتفجرات في نيويورك. حسب صحيفة «هافنغتون بوست»، أوضحت تسجيلات صوتية أن البهنساوي كان يؤيد الهجوم على القوات الأميركية في الشرق الأوسط. وقال: «يحاول الأميركيون إعاقة حياة الناس في الشرق الأوسط بالغارات الجوية... ويجب استخدام وسائل مشابهة ضدهم». لكن، أمام المحكمة قال البهنساوي: «لا أريد أن أفقد حياتي، أو حريتي، في محاولة لإصلاح مشكلات العالم. وأنا بالتأكيد لا أريد اللجوء إلى العنف، أو الأذى. أنا أعتذر بصدق عن (تصرفاتي) وأطلب فقط فرصة ثانية». وقالت صحيفة «هافنغتون بوست» إن والدي البهنساوي، أسامة البهنساوي، وخديجة متولي، وهما مهاجران من مصر، قدما عريضة إلى القاضي، قالا فيها إن ابنهما كان مراهقاً عندما اعتقل، ووقع ضحية شبكة سرية تديرها شرطة «إف بي آي»، وكان يعاني من أمراض عقلية، وكان يدمن المخدرات منذ سن مبكرة. وكتبا في العريضة: «عبد الرحمن فتى لامع بشكل استثنائي، لكنه يعاني من مرض (باى بولار) (القطبين). أصيب به عند ولادته، ولا خيار لديه». وأضافا: «يمكننا إما أن نكون اليد التي تضربه دون شفقة وتعاقبه على شيء لا يستطيع السيطرة عليه، أو نكون اليد التي تخرجه من الظلام». وطلب الوالدان نقل ابنهما إلى كندا، حيث يعيشان، ليقضى فترة حكمه.

 

واشنطن تأمل في عقد قمة جديدة بين ترمب وكيم بعد رأس السنة ومجلس الشيوخ يعتمد قانون النفقات الطارئة تفادياً لتعطيل الحكومة

واشنطن: عاطف عبد اللطيف/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، أن الولايات المتحدة تأمل بعقد قمة ثانية بين الرئيس دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «بعد رأس السنة». وأضاف في مقابلة مع إذاعة محلية في ولايته كنساس: «لا نزال نعمل على تنفيذ التزام الرئيس كيم بالتخلي عن السلاح النووي». وتابع: «نواصل عقد لقاءات، ونأمل أن يلتقي الرئيس ترمب والرئيس كيم مجددا بعد رأس السنة، وذلك لإحراز مزيد من التقدم لإبعاد هذا التهديد الذي يطاول الولايات المتحدة». وخلال القمة التاريخية في سنغافورة، تعهد كيم نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل، ولكن من دون تفاصيل أو برنامج زمني. ومذاك، كلّف بومبيو إجراء مفاوضات لتحقيق الهدف الأميركي. لكن بيونغ يانغ ألغت اجتماعا بين وزير الخارجية الأميركي والمفاوض الكوري الشمالي كيم جونغ شول في اللحظة الأخيرة، بعدما كان مقررا في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) بنيويورك. على صعيد آخر، وافق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع، مساء أول من أمس، على مشروع قانون نفقات قصير الأجل من شأنه أن يبقي الحكومة الفيدرالية مفتوحة حتى 8 فبراير (شباط) المقبل، ولكنه لا يتضمن تخصيص الأموال المطلوبة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك. ولمّح ترمب إلى أنه قد يوافق على مشروع القانون المؤقت لتمويل الحكومة، إلا أنه هدد بأنه لن يدعم تشريعات البنية التحتية العام المقبل، ما لم يوافق الديمقراطيون على تمويل بناء الجدار. وكتب ترمب في تغريدة أمس: «الديمقراطيون، الذين يعرفون أن الألواح الحديدية (الجدار) ضرورية لأمن الحدود، يضعون السياسة قبل الدولة. ما بدأوا في إدراكه هو أنني لن أوقع أياً من تشريعاتهم، بما فيها (المتعلقة بـ) البنية التحتية، ما لم يكن هناك أمن مثالي للحدود. الولايات المتحدة تفوز». وتابع أنه «مع وجود الكثير من الحديث عن الجدار، يغفل الناس عن المهمة العظيمة التي يجري القيام بها على حدودنا الجنوبية من قبل حرس الحدود وقوات الهجرة والجمارك، وجيشنا العظيم. تتذكرون القوافل؟ حسناً، لم يمروا، ولم يشكّلوا شيئاً أو في طريقهم إلى ذلك. الحدود قوية. الأخبار الكاذبة صامتة!».

ورغم أن تغريدات ترمب تمثّل تراجعا عن نبرته الحادة وتمسكه بتوفير تمويل الجدار كشرط للموافقة على أي مشروع قانون لتمويل الحكومة، إلا أن الخلاف لم يحل بعد، ولكن تمّ إرجاؤه إلى العام المقبل، حيث يتولى الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب. كما يبدو أن الرئيس تراجع أيضا عن فكرة تولي الجيش الأميركي مهمة بناء الجدار، التي اقترحها الأسبوع الماضي، وأثارت جدلا قانونيا. بهذا الصدد، قال زعيم الأغلبية الجمهوري ميتش مكونيل، أول من أمس، إن تمديد التمويل المؤقت ضروري لأن «زملاءنا الديمقراطيين رفضوا عرضاً معقولاً للغاية» من الرئيس ترمب، يتضمن 1.6 مليار دولار لتأمين الحدود، ومليار دولار للأمور الأخرى المتعلقة بالهجرة. وكان زعيم الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، تشارلز شومر، رفض هذا العرض قائلا إنه سيساعد ترمب على تنفيذ جدول أعماله «الراديكالي» للهجرة. ويصر ترمب على توفير تمويل خمسة مليارات دولار لبناء الجدار كجزء أساسي من حماية الحدود الجنوبية مع المكسيك، في حين يوافق الديمقراطيون فقط على توفير تمويل لا يتجاوز 1.6 مليار دولار لحماية الحدود. وخلال اجتماع لافت الأسبوع الماضي، أخبر ترمب الزعماء الديمقراطيين بالكونغرس أنه لا يمانع إغلاق الحكومة للحصول على تمويل الجدار، إلا أن صمود الديمقراطيين ضد مطالبه جعل الجمهوريين يبدون ليونة أكثر، سعيا إلى تجنب الإغلاق الجزئي للحكومة في عطلة عيد الميلاد، حتى لا يتحملوا اللوم على ذلك بمفردهم.

 

تحركات عسكرية تركية قرب منبج وأنقرة تؤكد أنها لن تتراجع عن العملية العسكرية في شرق الفرات

أنقرة - لندن: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/أرسلت أنقرة، أمس، تعزيزات إلى حدودها مع سوريا؛ بحسب تقارير إعلامية أشارت إلى أن نحو مائة مركبة بينها شاحنات «بيك أب» مزودة بمدافع رشاشة وأسلحة، تشق طريقها إلى المنطقة.

وتأتي التحركات العسكرية بعد أيام من تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال فيها إن بلاده ستؤجل عملية عسكرية مزمعة ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا بعد أن قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا. وقالت وكالة «دمير أورين» التركية إن الرتل التركي المتجه نحو بلدة كلس الحدودية في إقليم هطاي جنوب تركيا، يشمل دبابات ومدافع «هاوتزر» وأسلحة رشاشة وحافلات تقل أفرادا من القوات الخاصة. وأضافت أن جزءا من العتاد العسكري والجنود سينتشرون في نقاط على الحدود، فيما عبر البعض إلى داخل سوريا عن طريق منطقة البيلي. وتقع البيلي على بعد 45 كيلومترا من مدينة منبج في شمال سوريا والتي كانت سببا للتوتر بين أنقرة وواشنطن. ولم تتمكن «رويترز» من التحقق بشكل مستقل من سبب إرسال التعزيزات، فيما لم يتسن الوصول لمسؤولين أتراك للتعليق. من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «نحو 35 دبابة وغيرها من الأسلحة الثقيلة على متن ناقلات مدرّعات عبرت معبر جرابلس الحدودي، وتوجهت التعزيزات إلى منطقة تقع قرب نهر الساجور بين جرابلس ومنبج لا تبعد كثيراً عن الخطوط الأمامية، حيث يتمركز المقاتلون الأكراد في «مجلس منبج العسكري». بدوره، أكد مسؤول في فصيل محلي مسلح معارض للنظام السوري وموال لتركيا وصول هذه التعزيزات. وقال المسؤول للوكالة، مشترطاً عدم نشر اسمه، إنّ القوات التركية طلبت أيضاً من الفصائل الموالية لها «إعلان حالة التأهّب، من دون أن تطلب منها التوجّه إلى المنطقة التي أرسلت إليها التعزيزات». إلى ذلك عبرت الهيئة العليا للمفاوضات السورية عن تأييدها الاستعانة بتركيا، لملء الفراغ الذي سينتج عن الانسحاب الأميركي من سوريا. وقال رئيس الهيئة، نصر الحريري، في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»، أمس: «ندعم بقوة فكرة أن يتم الانسحاب التدريجي بالتعاون والتنسيق الكامل مع الجيش الوطني (مكون من فصائل سورية معارضة)، وتركيا والفاعلين المحليين من أهالي المنطقة، لمنع هذه المآلات الخطيرة».

وجاء تعليق الحريري بعد ساعات من تغريدات للرئيس الأميركي دونالد ترمب فتح فيها الباب أمام ملء تركيا الفراغ في شرق الفرات، قائلاً إنه «ينبغي على الدول المحلية الأخرى، مثل تركيا، أن تكون قادرة على الاعتناء بكل ما تبقى. ونحن عائدون إلى الوطن».

وتوصلت تركيا والولايات المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي لاتفاق يقضي بانسحاب «وحدات حماية الشعب» من المنطقة، لكن تركيا شكَت من تأخر التنفيذ. إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية محمد طاهر سيالة بالعاصمة طرابلس، أمس، إنه ما من أحد يستطيع منع بلاده من «القضاء على الإرهابيين في مناطق شرق الفرات والشمال السوري». وانتقد الوزير التركي استقبال بعض الدول الأوروبية (في إشارة إلى فرنسا) ممثلين للأكراد في سوريا، قائلا: «إذا كانت هذه المباحثات ترمي إلى حماية حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وحزب العمال الكردستاني بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، فعليهم ألا ينسوا أنه لا أحد يستطيع منعنا من تدمير (الإرهابيين) وتطهير منطقة شرق الفرات منهم». وتابع: «سنقوم بتطهير مناطق شرق الفرات من الإرهابيين، كما قمنا بالقضاء على أكثر من 4 آلاف عنصر إرهابي من (داعش)» عبر عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون». وفي السياق ذاته، قال جاويش أوغلو إنه تقرر تأجيل عملية شرق الفرات حتى لا تحدث اضطرابات أثناء انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وإن أنقرة ستنسق مع واشنطن بشأن عملية الانسحاب، وإنه تم تشكيل 3 لجان ستجتمع في واشنطن في يناير (كانون الثاني) المقبل لبحث مسألة التنسيق في الانسحاب.

 

لندن تحذر: «القاعدة» يدرس تفخيخ درونات ومهاجمة مطارات

لندن/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/أكد وزير الأمن البريطاني بن والاس، أن تنظيم «القاعدة» الإرهابي يحضر لشن هجمات جديدة واسعة النطاق تستهدف الدول الغربية وبناها التحتية». وقال الوزير البريطاني لصحيفة «صنداي تايمز»، إن «القاعدة» يخطط لاستخدام الدرونات لمهاجمة طائرات الركاب، وأن التنظيم، يعمل على تطوير التكنولوجيات المتوفرة لديه لاستخدامها في ضرب المطارات المدنية والطائرات. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حذر وزير الأمن البريطاني من احتمال شن هجوم إرهابي بأسلحة كيماوية أو بيولوجية على بلاده وغيرها. وقال إن التنظيم الإرهابي المسؤول عن اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) يعتزم ارتكاب المزيد من الفظائع. وفي تصريح لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أكد والاس أن «تهديدات الطيران حقيقة»، وأن «تنظيم القاعدة قد بعث من جديد بعد أن نظموا صفوفهم والآن يحيكون المزيد والمزيد من المؤامرات ضد أوروبا. لقد أجادوا استخدم الطرق الحديثة وما زالوا يتطلعون إلى تنفيذ اعتداءات جوية». أضاف الوزير البريطاني أن انهيار تنظيم داعش ربما يؤدي إلى سعي القاعدة إلى إعادة تأكيد وجوده بتنفيذ اعتداءات إرهابية جوية للإعلان عن عودته.

وتأتي تلك التحذيرات بالتزامن مع بلبلة عاشها مطار غاتويك، على مدى اليومين الماضيين، أدت إلى تأخير العديد من الطائرات، بعد أن تم رصد طائرات مسيرة في ثاني أكثر مطارات لندن ازدحاما خلال عطلات أعياد الميلاد، ما أدى إلى إلغاء أو تحويل نحو ألف رحلة. وأعلنت شرطة مقاطعة ساسكس أمس أنه تم إطلاق سراح شخصين كان تم توقيفهما على صلة بالطائرات من دون طيار التي أدت إلى إغلاق مطار غاتويك بلندن، وذلك دون توجيه اتهامات لهما. وأوضح الوزير البريطاني بن والاس في مؤتمر أمني عقد في لندن، أن الجماعات الإرهابية تواصل البحث عن طرق جديدة «لقتلنا في شوارعنا، وأخذت الأسلحة الكيميائية والبيولوجية تقترب منا. يجب أن نكون مستعدين لذلك». وأوضح والاس الوزير البريطاني أن «تنظيم القاعدة جلس في أحد الأركان في هدوء للتفكير فيما يمكن أن يكون عليه الحال في القرن الواحد والعشرين بعد أن احتل تنظيم داعش القمة. لم يترك تنظيم القاعدة الساحة ورحل بعيدا، فقط عكف على تنظيم صفوفه، فكثيرا ما شاهدنا القاعدة ينشط في مناطق كنا قد اعتقدنا أنه خمد فيها». يذكر أن تنظيم داعش استخدم في العراق وسوريا طائرات «درون» في نقل المتفجرات، وأفادت مصادر أمنية لـ«الصنداي تايمز» بأن تحريات أمنية بريطانية اكتشفت صورا لتصاميم «درون» تحمل متفجرات في الفترة الأخيرة. وقد تكشفت المخططات بعد أيام من إغلاق مطار «غاتويك» بالعاصمة لندن لأكثر من 36 ساعة بعد أن تسببت «درون» كانت تحلق فوق المطار في حالة من الفوضى أدت إلى تعليق حركة الطيران. واستطرد والاس بقوله إن التعزيزات الأمنية تعني أن الإرهابيين سيسعون إلى ابتكار أساليب جديدة لتنفيذ اعتداءاتهم، من ضمنها تعيين «خلايا نائمة» في وظائف بالمطارات، مضيفا «لقد درسوا أساليب أخرى لوضع المتفجرات في الطائرات. المسألة باختصار: إن لم تستطع الدخول من الباب الأمامي، يمكنك المحاولة من الباب الخلفي».

 

رئيس الوزراء الإيطالي يلتقي السراج وحفتر في ليبيا

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/صعّد رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، أمس، من وتيرة مساعيه لإيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية، إذ حل ضيفاً بشكل مفاجئ على طرابلس واجتمع مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، قبل أن يتوجه إلى مدينة بنغازي في شرق البلاد؛ للقاء القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح. وقال مسؤولون في مكتب حفتر إنه اجتمع، أمس، في مقره خارج بنغازي مع رئيس الوزراء الإيطالي والوفد المرافق له. واكتفت الحكومة الإيطالية ببيان مقتضب أصدره مكتب كونتي، ونشره عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، قال فيه إنه اجتمع مع السراج في طرابلس، من دون أن يكشف مزيداً من التفاصيل. وقال السراج في بيان وزعه مكتبه، إن محادثاته مع كونتي تناولت تطورات الوضع السياسي في ليبيا، والعلاقات الثنائية وسبل تنمية وتطوير التعاون بين البلدين، لافتاً إلى «أهمية هذه الزيارة في إطار عملية التشاور بين البلدين الصديقين». وأشار إلى أنه عرض على كونتي ما اتخذته حكومته من خطوات «على طريق الإصلاح الاقتصادي والأمني»، مبدياً تطلعه لتنمية علاقات التعاون لتشمل مجالات حيوية وقطاعات خدمية عدة.

ونجح كونتي، الذي تعد هذه هي أول زيارة عمل رسمية له إلى ليبيا منذ توليه مهام منصبه في مايو (أيار) الماضي، في نسج علاقات قوية مع حفتر، إضافة إلى العلاقات المعتادة مع السلطات في غرب البلاد. واستضافت إيطاليا مؤتمر باليرمو الشهر الماضي لبحث الملف الليبي، بحضور شركاء عرب ودوليين، لكن حفتر لم يشارك في جلساته مكتفياً بحضور قمة مصغرة مع السراج على هامشه، أعقبتها تسريبات إيطالية عن اعتزام كونتي ترتيب لقاء بين حفتر والسراج قبل نحو أسبوعين في بروكسل، لكنها التزمت الصمت حياله ولم تعلن عقده رسمياً حتى الآن.

وتعتزم إيطاليا، وفقاً لما نقلته وكالة «أكي» الإيطالية للأنباء، عن مصادر مؤخراً، إعادة فتح القنصلية الإيطالية في بنغازي، المغلقة منذ عام 2013، خلال أيام، مشيرة إلى التوصل إلى القرار بعد زيارة حفتر الأخيرة إلى إيطاليا في الخامس من الشهر الحالي.

 

 تسونامي يودي بحياة المئات في إندونيسيا والقيادة السعودية تعزي الرئيس ويدودو... والسلطات تواصل البحث عن المفقودين

جاكرتا ـ الرياض/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/قتل أكثر من 220 شخصا وجُرح مئات آخرون عندما ضرب تسونامي بصورة مفاجئة مساء السبت سواحل مضيق سوندا الإندونيسي على إثر ثوران بركاني، مسببا حالة من الهلع بين السكان والسياح.

وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ببرقية عزاء ومواساة للرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا، إثر موجات المد البحري الذي ضرب جزر جاوا وسومطرة وما نتج عنه من وفيات وإصابات.

وقال الملك سلمان في البرقية: «علمنا بنبأ موجات المد البحري الذي ضرب جزر جاوا وسومطرة في جمهورية إندونيسيا، وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وإننا إذ نبعث لفخامتكم ولأسر المتوفين ولشعب جمهورية إندونيسيا الشقيق باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أحر التعازي وأصدق المواساة، لنرجو المولى سبحانه وتعالى أن يتغمّد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويحفظكم وشعب جمهورية إندونيسيا الشقيق من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب».

كما أبرق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع معزياً الرئيس الإندونيس، وقال ولي العهد: «بلغني نبأ موجات المد البحري الذي ضرب جزر جاوا وسومطرة في جمهورية إندونيسيا، وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وأعرب لفخامتكم ولأسر المتوفين كافة عن بالغ التعازي وصادق المواساة، سائلاً الله تعالى الرحمة للمتوفين، والشفاء العاجل لجميع المصابين، إنه سميع مجيب». وجرفت المياه مئات المباني على السواحل الجنوبية لجزيرة سومطرة وغرب جزيرة جاوة. وحدث المد البحري على إثر ثوران بركان «آناك كراكاتوا»، كما قال سوتوبو بوروو نوغروهو الناطق باسم الوكالة الإندونيسية لإدارة الكوارث. وصرح نوغروهو أن الحصيلة تشمل، حتى وقت كتابة هذه السطور: «222 قتيلا و843 جريحا و28 مفقودا»، متوقعا ارتفاعها مع وصول السلطات إلى جلّ المناطق المتضررة من هذه الكارثة، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكشفت إدارة منظمة «أوكسفام» غير الحكومية التي حشدت عناصرها لتقديم العون، أن «سكان الجزر الصغيرة في مضيق سوندا قد يكونون الأكثر تضررا من هذا التسونامي». ولا يزال أفراد الإسعاف يبحثون عن مفقودين بين الركام. وأظهرت تسجيلات مصوّرة تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي المياه تجتاح موقع حفل لفرقة البوب «سيفنتين» في الهواء الطلق. ودفعت المياه أعضاء الفرقة عن المنصة. وظهر مغني الفرقة في فيديو عبر «إنستغرام» وهو يعلن بتأثّر شديد وفاة كلّ من عازف الباص في الفرقة والقيّم على جولاتهم الموسيقية. وفي لقطات بثها التلفزيون المحلي، يظهر شاطئ كاريتا الموقع السياحي الشعبي على الساحل الغربي لجاوة بعدما ضربه التسونامي يغطيه حطام قطع خشبية وأسقف معدنية وأشجار اقتلعت. وفي كاريتا، صرح محمد بينتانغ (15 عاما) أنه شاهد الموجة تضرب المكان في العتم. وقال: «وصلنا عند التاسعة مساء لقضاء إجازة، وانقضت علينا المياه فجأة. حلّ الظلام في كل مكان، وانقطعت الكهرباء، وعمت الفوضى في الخارج. ما زلنا لا نستطيع الوصول إلى الطريق». وفي إقليم لامبونغ على الجانب الآخر من المضيق، روى لطفي الرشيد (23 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية كيف فر من شاطئ كالياندا لينقذ حياته. وقال: «لم أتمكن من تشغيل دراجتي النارية، فركضت (...) صليت وركضت بأسرع ما يمكن». وقالت السلطات إن التسونامي حدث بسبب مد غير عادي مرتبط بالقمر الجديد، رافقه انزلاق في أعماق البحر بسبب انفجار بركان آناك كراكاتوا، الجزيرة الصغيرة الواقعة في مضيق سوندا. وصرح نوغروهو أن «التضافر (بين العاملين) سبب تسونامي مباغتا ضرب السواحل»، مشيرا إلى أن السلطات تدرس الأمر لمعرفة ما حدث بدقة. وأضاف أنه يرجّح أن ترتفع حصيلة الضحايا.

وظهر في تسجيلات فيديو وضعها نوغروهو على مواقع التواصل الاجتماعي سكان يهربون باتجاه المرتفعات في حالة من الهلع، وهم يحملون مصابيح يدوية. وكانت السلطات الإندونيسية ذكرت أولا أن الموجة لم تكن تسونامي بل مجرد مد، ودعت السكان إلى عدم الهلع. لكن نوغروهو كتب على «تويتر» بعد ذلك: «كان ذلك خطأ، ونحن آسفون». وأشار مركز المعلومات الدولي للتسونامي إلى أن انفجار البراكين تحت البحر أمر نادر نسبيا، لكن يمكن أن يسبب التسونامي. وخلافا للأمواج العاتية الناجمة عن الهزات الأرضية، لا يتسنى للسلطات في مثل هذه الحالة الوقت الكافي لتحذير السكان. واشتدّ وقع التسونامي خصوصا على منطقة بانديغلانغ في جاوة، بحسب الحصيلة الأولية. وذكر المركز الإندونيسي للبراكين وإدارة المخاطر الجيولوجية أن المؤشرات التي تدل على نشاط هذا البركان صدرت قبل أسبوع. واستمر ثوران البركان الذي بدأ قبل نحو 13 دقيقة، وأطلق سحابة كثيفة من الرماد. وآناك جزيرة بركانية صغيرة برزت فوق سطح البحر بعد نحو نصف قرن من ثوران بركان كراكاتوا في 1883. وهذا البركان هو أحد 127 بركانا ناشطا في إندونيسيا. وإندونيسيا أرخبيل يتألف من 17 ألف جزيرة تختلف مساحاتها، وتقع على «حزام النار» في المحيط الهادئ حيث يؤدّي احتكاك الصفائح التكتونية إلى زلازل متكررة ونشاط بركاني كبير. وفي 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضرب زلزال بقوة 7.5 درجات أعقبه تسونامي مدينة بالو في جزيرة سولاويسي الإندونيسية ما أدى إلى مقتل أكثر من ألفي شخص، في حين لا يزال هناك خمسة آلاف في عداد المفقودين غالبيتهم طمروا تحت الأنقاض. وروى المصور أويستن أندرسن عبر صفحته على «فيسبوك» أنه كان يلتقط صورا لبركان جاوة عندما ضرب تسونامي المنطقة. وكتب «رأيت فجأة موجة عاتية واضطررت إلى الجري. غمرت هذه الموجة بين 15 و20 مترا. ووصلت الموجة التالية إلى محيط الفندق حيث كنت أنزل».

 

احتجاجات الخبز» في السودان تتمدد... والجيش {ملتف حول القيادة}

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18/أكد قادة الجيش السوداني {التفافهم حول قيادتهم وحرصهم على أمن وسلامة المواطن}، في أعقاب اجتماع لقادة القوات المسلحة بعد يوم من إعلان الحكومة إسناد تأمين المنشآت الحيوية للجيش، فيما تواصلت احتجاجات الخبز التي تمددت إلى مناطق جديدة من البلاد، وتحولت مباراة لكرة القدم في الخرطوم، أمس، إلى مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف. وذكرت نشرة صحافية صادرة عن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد أحمد خليفة الشامي أمس، أن الجيش «يعمل ضمن منظومة أمنية واحدة متجانسة، تتكون من القوات المسلحة وقوات الشرطة وقوات الدعم السريع وقوات جهاز الأمن الوطني». وجاءت النشرة، في أعقاب الاجتماع الدوري لقادة القوات المسلحة الذي انعقد أمس، وعادة ما يتم في الاجتماع تقديم تقرير شامل حول الأحداث الجارية في البلاد.

يذكر أن الرئيس عمر البشير يحتفظ بمنصب القائد العام للقوات المسلحة. وبحسب مساعد الرئيس، فيصل حسن إبراهيم، فإن القوات المسلحة تم تكليفها بتأمين المؤسسات العامة، بعد اندلاع الاحتجاجات والتخريب الذي طال بعض المؤسسات. ويأمل الكثيرون في أن يتخذ الجيش مواقف إيجابية من الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، في حين تناقل نشطاء أنباء مفادها أن ضباطاً وأفراداً من الجيش وفروا لهم الحماية أثناء احتجاجات في بعض مدن البلاد.

وكان الجيش قد انحاز إلى جانب المواطنين إبان ثورة أبريل (نيسان) 1985 التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق جعفر النميري؛ إذ تصدى قادة الجيش لأجهزة أمن النظام التي كانت تدين بالولاء للنميري، ومنعها من استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.

وبدت العاصمة الخرطوم هادئة نسبياً صباح أمس؛ إذ خلت شوارعها من حركة تلاميذ المدارس والجامعات بعدما أصدرت السلطات قرارات يوم الجمعة علقت بموجبها الدراسة تحت مبرر حماية الطلاب والتلاميذ، في حين احتلتها سيارات مكافحة الشغب والعربات ورجال أمن بثياب مدنية.

وبعد أن أمضت العاصمة نهاراً هادئاً نسبياً، باستثناء مظاهرات متفرقة في بعض أحيائها، فاجأت جماهير كرة القدم المواطنين وخرجت في مظاهرة شارك فيها آلاف، مرددين هتافات تطالب بـ«إسقاط النظام»، وذلك عقب مباراة قارية بين فريقي الهلال السوداني والأفريقي التونسي.

وبحسب شهود عيان ومشاركين في الاحتجاجات، فإن أعداداً تفوق الوصف من سيارات الشرطة ورجال الأمن وقوات مكافحة الشغب كانت تحاول سد الطرق الرئيسية الممتدة في دائرة قطرها زهاء 6 كيلومترات، مركزها ملعب الهلال حيث جرت المباراة، وأحياء العرضة وود البشير وسوق أم درمان والموردة والعباسية. وقال شاهد إن المتاجر على طول شوارع الأربعين والموردة والعرضة في أم درمان أغلقت أبوابها، واختلط المحتجون بالعائدين إلى مساكنهم والنشطاء، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة وسُمعت أصوات إطلاق رصاص، بيد أنها لم تفلح في تفريق المظاهرة.

وتعدّ هذه أضخم مظاهرة تشهدها الخرطوم منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أنحاء السودان الأربعاء الماضي، كما تعد أول نشاط سياسي لمشجعي رياضة كرة القدم في تاريخ السودان.

وشهد بعض أحياء العاصمة مظاهرات ليلية حاشدة، خصوصاً في أحياء شمبات والشعبية والحاج يوسف، واستمرت المطاردات ومعارك الكر والفر بين المواطنين وسلطات الأمن إلى وقت متأخر من الليل، ويلحظ المار في شوارع هذه الأحياء آثار الاحتجاجات وبقايا الإطارات التي أحرقها المتظاهرون، والحجارة التي حاولوا سد الشوارع بها.

في غضون ذلك، انتقلت الاحتجاجات والمظاهرات إلى مدن جديدة، وتركز ثقلها في غرب البلاد. ومنذ الصباح الباكر خرج سكان مدينة «أم روابة»، ثاني مدن ولاية شمال كردفان في مظاهرة هادرة واجهتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع والرصاص. وفي مدينة «الترتر» بولاية جنوب كردفان خرجت أيضاً مظاهرة كبيرة. وبحسب شاهد عيان في أم روابة فإن جماهير المدينة خرجت بكثافة في اتجاه سوق المدينة، وهم يهتفون ضد النظام، وحاولوا حرق مبنى الزكاة ومجلس المحلية، لكن الشرطة تصدت لهم بالغاز المسيل للدموع، ثم هاجموا المخازن التابعة لصندوق الزكاة واستولوا على المواد الموجودة فيه. وأطلق بعض رجال الشرطة النار فأصابوا عدداً من المتظاهرين، بينهم طفل إصابته خطيرة نقل على أثرها إلى الخرطوم لتلقي العلاج، في حين اعتقلت السلطات عدداً من قادة العمل السياسي والنشطاء بالمدينة. وفي محلية الترتر، بولاية جنوب كردفان، خرج السكان في مظاهرة حاشدة، وأحرقوا مكاتب جهاز الأمن وإدارة المحلية وديوان الزكاة، في حين غادر الحاكم المحلي (المعتمد) وبرفقته لجنة الأمن المدينة. وقال شهود لـ«الشرق الأوسط»: إن المدينة أصبحت تحت قبضة المواطنين، ولا توجد بها حكومة. وأشار الشاهد إلى أن هذه المنطقة تعاني غبناً متواصلاً حكم أنها تقع بالقرب من المناطق التي تسيطر عليها «الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال»، وتعاني من تلوث بالزئبق نتيجة للاستخدام العشوائي للمعدن من قِبل شركات التنقيب عن الذهب، وأضاف الشاهد: إن «المنطقة لا تزال تعيش حالة من التوتر رغم خلوها من ممثلي الحكومة». وطالب البرلمانيون الشرطة والأجهزة بكشف المتورطين في الأحداث، وحفظ وصون ممتلكات وأرواح المواطنين، مشيرين إلى كفالة حرية التعبير عن الرأي دون المساس بالممتلكات العامة والخاصة. كما نقلت «سونا» للأنباء الرسمية عن وزير رئاسة مجلس الوزراء أحمد سعد عمر، قوله، إن حكومته تسعى إلى «حل الأزمة الاقتصادية في أقرب وقت ممكن» باتخاذ إجراءات وترتيبات من قبل الجهات المعنية. واتهم رئيس جهاز الأمن الوطني والمخابرات صلاح عبد الله قوش، أول من أمس، مجموعة تتبع لحركة عبد الواحد محمد المتمردة على الحكومة السودانية، وتتكون من 280 عنصراً، بأنها تسللت إلى السودان وقامت بما أسماه «الأعمال التخريبية» بعد أن تم تدريبها من قبل جهاز «الموساد الإسرائيلي». إلى ذلك، دعت حركة «العدل والمساواة» المتظاهرين إلى مواصلة احتجاجهم، والالتزام بسلمية الاحتجاج وعدم تخريب الممتلكات العامة والخاصة، بما يوفر للنظام مبررات لممارسة المزيد من القمع تجاه المواطنين، ونددت في الوقت ذاته بـ«قنص» الشباب والنساء، وأكدت أن الثورة التي اندلعت لو لم تسقط نظام الرئيس البشير فهي ستضعفه في أسوأ الأحوال. وقال رئيس الحركة، جبريل إبراهيم في مؤتمر صحافي أمس، شاركت فيه «الشرق الأوسط»: إن الاحتجاجات اندلعت من المدن في أطراف البلاد لأن النظام أغافلها، ونفى أن تكون الاحتجاجات التي عمت البلاد مجرد «ثورة جياع لحظية»، بل ثورة مكتملة نتجت من سياسات النظام في الاعتداء على الحقوق والمواطنين، قاطعاً بأنها لن تتوقف بالمسكنات، بل بسقوط النظام واسترداد الشعب حقوقه وحريته وكرامته وممتلكاته.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معاني الميلاد المجيد

الكولونيل شربل بركات/25 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70326/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84-2/

“المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”

هذه الكلمات تلخص رسالة السيد المسيح وحلم البشرية التي تربت على أصدائها منذ نيف والفي سنة، ومن هنا كانت أهمية هذا العيد “ميلاد السيد المسيح”، ميلاد الحلم بالسلام الآتي من عند الرب، وبالفرح المنتشر بين كل شعوب الأرض.

لم يقل كلام الملائكة بعد تمجيد الله بأن السلام هو لبلد معين ولا لمنطقة جغرافية محددة، ولم يختر شعبا مخصصا كما كان فعل ذلك مع إبراهيم وموسى من بعده. فمع ميلاد السيد المسيح يجب أن يولد نوع جديد من العلاقة البشرية الجامعة والتي فسرت بانتشار تعاليمه بين شعوب الأرض كلها داعية إلى نزع أسباب المشاكل والحروب بالتقليل من الأنانية واعتماد المحبة، روح الله، مادة للتعامل بين الشعوب على اختلاف ألوانها وأشكالها وأنواعها ومشاربها وحتى المعتقدات.

ميلاد السيد المسيح هو نقطة تحول أكيدة في مسيرة البشرية جمعاء ومن هنا الاحتفال بنشر الخير، بالتعاون، باظهار المحبة، بالمشاركة بين فئات المجتمع كافة، ليتم الفرح فيصل إلى كل بيت ويشمل كل انسان.

ميلاد المسيح ليس عيد الهدايا وزيادة البذخ وتصنّع الترف. هو ليس عيد “بابا نويل” أو “سانتا كلوز” أو “شيخ العيد” وما إلى هنالك من التسميات بحسب البلدان واللغات، ولكن جو البهجة وعمل الخير مضافة إلى حكمة الشيوخ وضحكة الأطفال مع أنواع الزينة في الأضواء والألوان والموسيقى والأناشيد والثياب والحلويات… تسهم كلها بنشر جو من الفرح العام والغير المميّز بين طبقة أو فئة أو شعب أو جيل ليكون معنى العيد أقرب إلى حقيقته وهي السلام على الأرض كلها والمسرة للناس أجمعين.

في عالم اليوم سهولة أكثر للمشاركة بالاحتفالات، ومجال أوسع لتعميم الأفكار والحث على تداولها، ومن هنا يصبح العيد مناسبة انسانية شاملة أكثر منه مناسبة دينية خاصة محصورة بجماعة معينة، وهو أصلا ما نادت به الملائكة يوم رنمت تلك الانشودة التي لم تزل ترددها لغات العالم عبر الأجيال منبئة بتواصل الأرض وشعوبها وبسهولة نشر الكلمة وسرعة امكانية التعاون. ولكن عالم اليوم بقدراته التطويرية اصبح يميل أكثر فأكثر إلى المادية، ومن خلال التعبير المادي عن معاني العيد تجدنا نضيع في التفاصيل أحيانا وفي المظاهر أحيانا أخرى لنفقد جوهر المناسبة ونزيد من الجوانب المعاكسة لفرح العيد وأجوائه.

شيئا فشيئا يصبح العيد، كما الأعياد الأخرى، مناسبة للمزيد من الضغط النفسي الذي تولده حركة الاعلانات والتجارة وهي تسهم في كثير من تحضيرات أجواء العيد؛ في الزينة والأشكال والملابس والألعاب وهي تدفعنا دفعا إلى العيش في زمن المناسبة. ولكنها في سعيها المادي الصرف، أكثر الأحيان، وتشديدها على زيادة المنافع التجارية من خلال الهدايا والمشتريات، تأخذنا من الأجواء الحقيقية التي يجب أن نعيشها في مناسبة هذا العيد إلى يومياتنا المشحونة بالضغوط المادية، لا بل تجعلنا ننسى أجواء البهجة ورمزية الهدايا لنغوص مع التجار في الأنانية الزائدة والمادية التي لا تقرّبنا من جوهر الفرح ولا تسهم في توسيع دوائر السلام الداخلي الذي يدفع نحو تحقيق السلام بين الشعوب، فمن لا يعرف السلام مع ذاته وأهل بيته وأقاربه لا يمكنه أن يسعى إلى سلام مع الجار أولا ومن ثم مع الآخرين.

في هذه المناسبة المهمة في عالم اليوم دعونا نقترب أكثر فأكثر من التصالح مع ذواتنا والتفاهم داخل الحلقات الصغرى، ودعونا نترك مجالا للفرح الآتي من السماء عله يدخل القلوب فيزيد من فرص السلام في مجتمعاتنا وبلداننا وبين أهلنا أولا وبالتالي مع الآخرين.

وليكن معنى العيد الداعي إلى العطاء والمشاركة دعوة للتنازل عن الحواجز فيما بيننا وتخفيف الأنانية القاتلة ومد الأيادي والتعاون على الخير. فالخير حالة محببة تدعو إليها كافة المعتقدات وتحلم بها الانسانية جمعاء. أما الأحقاد والشرور فقد رفضتها الأديان ورزلتها الشعوب وأسقطتها من قيمها. فهل يأتي العيد على شرقنا العزيز بدعوات السلام وعلى لبناننا الحبيب بدعوات التسامح والتآخي وضبط النفس والتقليل من العنجهية الكاذبة والتشاوف الفارغ ومسلسلات نشر الأحقاد يمنة ويسرى؟

وهل يعود الأمل بالسلام الداخلي أولا الذي يؤدي لا محالة إلى السلام مع الجوار؟ أم أننا لا نزال نحلم وحلمنا بعيد المنال؟ كل عيد وأنتم بخير…

 

دعوا الملوك والسلاطين يخافون!

المطران منير خيرالله/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 كانون الأول 2018

يومَ كانت البشرية تعاني من الحروب وترزح تحت نير الاحتلال، ويومَ فقد الإنسانُ الأمل بإحلال العدالة والمحبة والسلام وسكن في قلبه اليأس، ويومَ كان «شعب الله» يعيش حالة الانتظار، انتظار المسيح المخلص، ملك إسرائيل، أرسل الله ابنه الوحيد ليولد من مريم بالجسد إنساناً مثلنا ويتبنّى الإنسانية الضعيفة في أحقر درجاتها؛ ليولد فقيراً حقيراً متّضعاً مهاناً منبوذاً مهجّراً، لا بيت له ولا سقف سوى مذود وضيع في المغارة. وُلد في مدينة بيت لحم اليهودية بين أهله وبني قومه ولم يعرف به أحد سوى الغرباء: الرعاة والمجوس.

الرعاة الذين كانوا «يبيتون في البرّية، ويتناوبون السهر في الليل على رعيتهم؛ حضرهم ملاك الرب وأشرق مجدُ الرب حولهم. فخافوا خوفاً شديداً. فقال لهم الملاك: لا تخافوا؛ ها إني أبشركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كله: وُلد لكم اليوم مخلص في مدينة داود، وهو المسيح الرب». فأتوا بيت لحم... «ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً في مذود. فجعلوا يخبرون بما قيل لهم في ذلك الطفل» (لوقا 2/8-17).

أما المجوس الوافدون من المشرق، فجاؤوا أورشليم يبحثون عن «ملك اليهود الذي وُلد، والذي رأينا نجمه في المشرق»، ليسجدوا له. فتبعوا النجم وفرحوا فرحاً عظيماً جداً. ودخلوا البيت فرأوا الطفل مع أمه مريم. فجثوا ساجدين؛ ثم فتحوا حقائبهم وأهدوا إليه ذهباً وبخوراً ومُرّاً (متى 2/2 و10).

أما شعب إسرائيل الذي كان ينتظر تحقيق النبوءات في مجيء المسيح المخلص، فلم يعرف يسوع المولود، «عمانوئيل إلهنا معنا»، ولم يقبله ولم يُردْ أن يعترف به، كما قال يوحنا في بدء إنجيله: «جاء إلى بيته فما قبله أهل بيته» (يو 1/11).

وهيرودس، ملك اليهودية، «اضطرب واضطربت معه أورشليم كلها» واليهودية والامبراطورية الرومانية التي كان يمثلها. هو الجالس على عرش المُلْك وصاحبُ السلطة خاف على مُلكه وراح يبحث عن الطفل ليقتله. «واستشاط غضباً وأرسل فقتل كل طفل في بيت لحم وجميع أراضيها، من ابن سنتين فما دون ذلك» (متى 2/3 و16).

بولادة يسوع ابن الله المخلص انقلبت كل مقاييس البشر. هو الإله والملك تنازل ليولد إنساناً فقيراً ليرفع الإنسانية الضعيفة إلى الألوهة. فأشرق نوره على الأرض وزرع الفرحَ في قلوب الرعاة والمجوس والرجاءَ في قلوب الفقراء والمظلومين واليائسين ومنحهم القوة على مجابهة كل تحدّيات الزمن. فتحوّل اليأس في قلوبهم إلى رجاء، والخوف إلى قوة، والحزن والبكاء إلى فرح عظيم. وأصبح صاحب السلطة والمُلْك ضعيفاً خائفاً جباناً يائساً ينتقم من الأبرياء والمسالمين.

وتابع يسوع رسالته الخلاصية بين البشر يشجّع ويقوّي رسله وتلاميذه وكل مَن يريد أن يتبعه نحو الملكوت على مجابهة العواصف بإيمان ورجاء وثقة. «ما لكم خائفين يا قليلي الإيمان؟» (متى 8/26). «قوموا، لا تخافوا». (متى 17/7). «ثقوا، أنا هو، لا تخافوا» (مرقس 6/50). «تعانون الشدة في العالم، ولكن ثقوا أنا غلبت العالم» (يو 16/33). وبعد قيامة يسوع من بين الأموات وحلول الروح القدس، انطلق الرسل والتلاميذ في كل أرجاء الامبراطورية الرومانية، وأبعد من حدودها، «يتلمذون جميع الأمم ويعمّدونهم باسم الآب والإبن والروح القدس، ويعلّمونهم أن يحفظوا كل ما أوصاهم به واثقين أنه معهم طوال الأيام وإلى نهاية العالم. (متى 28/19-20). وفيما كان الاضطهاد يشتدّ عليهم، راحو يزدادون جرأةً على إعلان الكلمة غير خائفين» (فيليبي 1/14).

رسالة الميلاد هي رسالة الفرح والنور والرجاء والسلام والجرأة على مجابهة الشرّ والعداوة والاضطهاد بسلام ومحبة ومغفرة.

ووصلت إلينا بعد 2018 سنة. فهل نهيّئ نفوسنا لاستقبال يسوع المولود بيننا؟

وكأنّ التاريخ يعيد نفسه: عداوة وانتقام، وحروب واحتلالات، وظلم الحكام، وتضاعف الهوّة بين الأغنياء والفقراء، وبين الدول الغنية والدول الفقيرة، وبين الشعوب الحرّة والشعوب المظلومة، وسياسة المصالح المتحكّمة بالعالم، وزيادة الضرائب غير المحتملة على الطبقة الفقيرة.

في هذه الظروف العسيرة يولد يسوع سنة 2018. فهل نعرفه ونتعرّف إليه مخلّصاً وحيداً؟

نقول اليوم لشعبنا ولشعوب العالم في الشرق والغرب:

أخرجوا من حالة اليأس التي تُظلم لياليكم، وانتصروا على الخوف الذي يسكن قلوبكم.

دعوا الملوك والسلاطين والحكّام يخافون! أما أنتم فأصبحتم أحراراً بالمسيح!

إذهبوا إلى يسوع الذي يولد اليوم في بيت كل إنسان فقير ومظلوم ومهجّر ومشرّد، واسجدوا له وقدّموا له هدايا قلوبكم. وليكن الميلاد هذه السنة مختلفاً!

ونقول لشبابنا وصبايانا:

أنتم الرجاء، أنتم المستقبل. المسيح يثق بكم، ونحن نحمّلكم طموحاتنا وتطلعاتنا ببناء مجتمع يليق بالإنسان الذي أصبحت كرامته من كرامة الإله.

ونتمنى أن تستعيدوا بالمسيح الفرح والرجاء والجرأة على خوض مغامرة الحب فتعيدوا بناء الإنسان وبناء الوطن، لبنان الرسالة، في دعوته التاريخية. أنتم قادرون على ذلك. فلا تخذلونا!

 

يسوعُ معتصِمٌ في المِذوَد

سجعان قزي/الجمهورية/24 كانون الأول/18

إذا كنّا مُلحِدين لا نؤمنُ بأنَّ المسيحَ هو ابنُ الله، نعترفُ به ابنَ الإنسان ونَتوقّفُ عند أفكارِه وتعاليمِه الإنسانيّةِ والأخلاقيّةِ والاجتماعيّةِ الواردةِ في الإنجيل.

وإذا كنّا مؤمنين بأديانٍ أُخرى، فسائرُ الدياناتِ قدَّرت المسيحَ واعتبرتْه، على الأقلّ، نبيًّا بين الأنبياءِ أو عظيمًا مرَّ في التاريخ.

وإذا كنّا مسيحيّين نؤمن بالمسيحِ إلهًا وابنَ إلهٍ تَجسّدَ في إنسان، فالإيمانُ بالإنجيلِ، مثلَ الآخرين، لا يكفي ويَتعيّن علينا الالتزامُ به وممارسةُ سلوكٍ أخلاقيٍّ واجتماعيٍّ من وَحي تعاليمِه، بخاصّةٍ محبةُ الآخَرين حتّى ونحن على خشَبةِ الصليب.

إذن، مُلحِدين كنا أو مسيحيّين أو أبناءَ دِياناتٍ أُخرى، قيمُ الانجيلِ تَجمعُنا وشخصيّةُ المسيح. فباستثناءِ الموقفِ اليهوديِّ، لم يَحصُل، على العموم، تشكيكٌ في قيمِ الإنجيل أو في شخصيّةِ يسوع المسيح الاستثنائيّة. الاختلافُ هو على هوّيةِ المسيحِ الإلهيّة لا على حَدَثــيّــةِ وجودِه وعظمتِه.

منذ ولادةِ يسوع لم تَخلُ مِن تعاليمِ الإنجيل شِرعةٌ جَماعيّةٌ، محليّةٌ أو عالميّةٌ، حولَ الحرّياتِ والمساواةِ والعدالةِ، وحولَ حقوقِ الإنسانِ وتنظيمِ العَلاقاتِ البشريّةِ. ليس لأنَّ جميعَ شعوبِ العالمِ مسيحيّةٌ، بل لأنَّ الإنجيلَ لجميعِ شعوبِ العالم. وليس لأنَّ الإنجيلَ يَفرِضُ تعاليمَه بالقوّةِ، بل لأنَّ تعاليمَ الإنجيلِ حقٌّ والحقُّ يتخطّى القوّة.

إنَّ الأديانَ التي نَشأت بعد المسيحِ استنجَدَت بروحانيّاتِ الإنجيلِ لتأكيدِ بُعدِها الدينيّ. حتّى الثوراتُ التي قامت ضِدَّ الكنيسةِ (الثورةُ الفرنسيّة) أو ضِدَّ الدين (الحركةُ الشيوعيّة) اضْطُرَّت، لدى وضعِ شرائعِها، للعودةِ إلى مبادئِ الإنجيلِ واستِنساخِها. لا مَهرَبَ من يسوع المسيح.

هناك أديانٌ تَصلُح لزمنٍ موَقَّتٍ، وأديانٌ تَصلُح لمكانٍ محدَّدٍ، وأديانٌ ملتصِقةٌ بإثنيّاتٍ وبقوميّاتٍ معيّنةٍ، بينما المسيحيّةُ هي دينُ كلِّ مكانٍ وزمانٍ وكلِّ إثنيّةٍ وقوميّة.

هكذا يكون المسيحُ مشروعَ وِحدةِ الإنسانيّةِ بموازاة ِكونِه مشروعَ تعريفِ الإنسانِ على الإلَه الحقّ، وتاليًّا تكونُ المسيحيّةُ مرجِعيّةَ القيمِ المتجرِّدةِ ما دامت ليست مشروعَ دولةٍ أو إمارةٍ أو مملكةٍ أو خِلافة.

لا تكون الأديانُ أديانًا إلهيّةً إذا بَشّرت من جهةٍ بسعادةِ الإنسانِ والمحبّةِ والسلام، وسَبَّبت من جهةٍ أُخرى بالحروبِ والفتنِ واشتركَت فيها.

منطِقُ المؤمنين بالأديانِ السماويّةِ يجبُ أن يكونَ معاكِسًا منطقَ عالمِ الوثنيّةِ أي العنف. فالدينُ ليس حالةً لاهوتيّةً فقط، بل أيضًا حالةٌ حضاريّةٌ بامتياز. فالارتقاءُ إلى الله يَستدعي الارتقاءَ في الحياة.

الحضارةُ المسيحيّةُ سلامٌ. ورغمَ أنَّ الروحَ السلميّةَ ضعفٌ في نظرِ البعض، لا يَضيرُ المسيحيّةَ أن تكونَ قوّتُها بـــ«ضُعفِها». مَن يَملِكُ المحبّةَ ومحبّةَ الأعداء؟ من يملِكُ القدرةَ على وقفِ العاصفةِ ونقلِ الجبالِ وإحياءِ الأمواتِ وشفاءِ المرضى وإبصارِ العميان؟ من يَملِك ضِياءَ المسيحيّةِ وحنانَها؟ مَن يَملِكُ تواضعَ يسوع أنْ يُولدَ في مذودٍ؟ مَن يَملِكُ قوّةً أقوى من هذا «الضعفِ» العظيم الذي لا يُضاهيه سيفٌ ولا مِنجَلٌ ولا مِطرَقةٌ ولا أيُّ سلاحٍ حديث؟ أليسَ بالتَرسانةِ السلميّةِ: الكلمة، قد بَشّرَ الرسلُ بالمسيحيّةِ فانتشرت؟

انطلقَ المشروعُ مع ولادةِ يسوع في تلكَ المغارةِ. شاءَ أنْ يكونَ ظهورُه السماويُّ واقعًا إنسانيًّا عاديًّا. كسائرِ البَشر، بَدأ بالولادةِ لكنْ من دونِ دنَس. وعاشَ في أرضِ كنعان لكنْ من دونِ خطيئة. ومرَّ بالموتِ لكنْ مصلوبًا من دون جُرْم. وإذ عَمَّت المسيحيّةُ الكونَ، عاد يسوع، بعدَ صلبِه وقيامتِه، إلى المغارةِ.

عودتُه هي بمثابةِ إخراجِ قيدٍ بهوّيةِ أورشليم الحقيقيّة. ألِفَ ترابَ المغارةِ وحشيشَها وقَشَّها وصقيعَ صخورِها ولهاثَ خِرافِها الدافئ. جَلس يَتذكّر أمَّه ويوسف ونجمةَ المشرِق والـمَـجوس، ويستعيدُ مراحلَ حياتِه في الجليل والناصرة وكَفرْناحوم وأورشليم. وهذه المرّةَ رَفضَ أن يأخذَه يوسف ومريم إلى مِصر حتى يموتَ هيرودوس. قرّر مواجهتَه والاعتصامَ في المغارةِ حتّى استعادةِ أورشليم.

من عمقِ المغارةِ نَظر إلى المسيحيّةِ في الأرضِ التي وُلِد فيها فلم يَجِد مسيحيّين. التفَتَ نحو الشرقِ فرآهم أصبحوا الأقليّةَ وقد كانوا الأكثريّة. وسَّعَ نظرَه نحو لبنان فغَضِب: لماذا تَنقسِمون وأنتم الباقون؟ لماذا تَتراجعون وقد كنتُم الطليعة؟ لماذا صِرتُم ظُلمةَ الشرقِ وقد كنتُم نورَه؟ لماذا تَتحصَّنون في القصورِ وقد صَقلَتْكُم المغاورُ والجبال؟ لماذا تخلّيتُم عن «القضيّةِ الكبرى» فيما لا مبررَ من دونِها لــــ«لبنان الكبير»؟ في أيِّ لبنانَ وظَّفتُم دماءَ شهدائِكم، وفي أيِّ لبنانَ تعيشون، وما هي موادُّ نضالِكم؟ دَعوتُكم إلى تركِ رِدائِكُم لأخصامِكم (متّى ـــ 40/5) لكنّني لم أدْعُكم قَطّ إلى تركِ أوطانِكم وقضيّتِكم وهوّيَتِكم وشهدائِكم ونضالِكم. خيرٌ لكم أن تَبحثوا عن مصيرِكم ورسالتِكم من أنْ تَخدُموا زعماءَكم. عِوضَ أنْ تَختلفوا على الحِصصِ الفُتاتِ كَثّروا الوزَنات. وبَدلَ أنْ تمارِسوا سياسةَ المكاسب مارِسوا وطنيّةَ الأمجاد. فلا مجدَ لكم يبقى ولا سلام بعيدًا من مجدِ الميلادِ والقيامةِ.

حالةُ المسيحيّين في لبنانَ والشرق، بل حالةُ أبناءِ الشرقِ على اختلافِ انتماءاتهم الروحيّة، تحتاج ظهورًا إلهيّاً جديدًا يصوِّبُ سلوكَ الأديان.

فكلُّ الحلولِ التي طرَحها الإنسانُ جاءت مشاريعَ حروبٍ عسكريّةٍ أو فِتنٍ شعبيّةٍ أو أزَماتٍ اقتصاديّة. فَقدَ العالمُ توازنَه مُذ بَدأ يعيشُ في التطرّفِ الدينيّ والميوعةِ الإيمانيّةِ والإلحادِ اللامُبالي. حَوَّر الإنسانُ مفهومَ القيمِ الأصيلةِ فخِسَرها، واعتمَد قيمًا بديلةً فأضَلَّــتْــه. وحين تسيطرُ الغريزةُ على العقلِ تسقطُ القيمُ، وحين يَتمرّدُ العقلُ على الإيمانِ تَنتصرُ المادّةُ، وهذه هزيمةُ الانسانِ الكبرى.

عسى أنْ يكونَ ميلادُ يسوع المسيح مناسبةً لإعادةِ النظرِ في مسارِ لبنان فتنتَصرُ صيغةُ الحياة والحضارة، وفي سلوكِ الشرقِ فندخُل عصرَ الانفتاحِ بعدَ عصورِ الفتوحات.

 

هل هناك فعلاً «إنقلاب» على العهد ؟

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 كانون الأول 2018

توقّع اللبنانيون التهليلَ لولادة الحكومة العجائبية قبل التهليل للميلاد، لكنّ قلّة منهم ظلّت متيقظة تترقب بحذر ولادة الحلم الذي لم يصبح حقيقة فصدَق حدسُها. أمّا حدس مصادر الوزير جبران باسيل فهي متوجّسة من التظاهرات التي تُحضَّر بعد معلوماتها عن أنّ هذه التظاهرات ستكون ظاهرياً للمطالبة بتأليف الحكومة وبالمطالب المعيشية، لكنها باطنياً تسعى الى طعن العهد والانقلاب عليه، وتحديداً على باسيل نفسه الذي تنهال عليه الاتّهامات من جميع الأطراف بأنّه وحده العُقدة والمعرقل! فهل تكمن العقدة فعلياً في مطالب باسيل المتتالية؟ أم أنّ الرجل ظُلِمَ في اتّهامه بعرقلة التأليف تحديداً؟

أصابعُ الاتّهام توجهت تلقائيّاً الى باسيل فـ«جسمُه لبّيس»، على حدّ قول أحد المقرّبين الذي يبرِّئ باسيل من «الخيانة» الحكومية في موعد ولادتها، ويردّ العرقلة الى «مصالح» «حزب الله» في المنطقة و«مصلحة» إيران تحديداً، التي، وفق مصدر مقرّب من الديبلوماسية الأميركية، لا تريد حكومة للبنان أقلّه مرحلياً.

ويرى هذا المصدر أنّ كل التطورات والاعتراضات التي شهدتها الحكومة المفترَضة كانت عبارة عن مسرحيّة ومسلسل إيراني طويل، هدفه المناورة وتضييع الوقت، موضحاً أنّ إيران في هذه المرحلة لا تريد حكومة للبنان وبأنها كانت تناور في انتظار قرارت جلسة مجلس الأمن، ولاسيما منها تلك المتصلة بالعقوبات وكذلك بالأنفاق.

ويضيف المصدر أنّ أولوية إيران أيضاً في هذه المرحلة ترقّب التطورات في الحُديدة وفي عرقلة الحكومة العراقية، لافتاً الى الحدث الطارئ الذي استولى على اهتمامها أخيراً وهو تداعيات قرار ترامب الانسحاب من سوريا وهي منشغلة في البحث عن أسبابه وليس عن تأليف حكومة للبنان.

غير أنّ مصادر باسيل لا توافق «التحليل الغربي» شارحةً معطياتِها التي تتّهم فيها الغيرَ بالانقلاب على الاتّفاق الحكومي في اللحظة الأخيرة، مؤكدةً أنّ أسبابَ التعطيل «داخلية بامتياز»، وذلك بحسب متابعتها لكل مراحل التكليف الوزاري ودورة التعطيل التي رافقتها منذ البداية الى حين تولّى اللواء عباس ابراهيم زمامَ فكفكة العقدة الأخيرة.

وتوضح مصادر باسيل أنّ تسمية جواد عدرا لم تكن خيارَ العهد بل كانت خيارَ الآخرين الذين أقنعوا «اللقاءَ التشاوري» في طرح 4 أسماء بالإضافة الى عدرا، على رغم تَململ البعض ودهشتهم في البداية، لكنهم أذعنوا في النهاية ورضخوا لطرح الأسماء الأربعة ليختارَ مِن بينهم رئيس الجمهورية مَن سيضمّه الى حصّته! وليس إلى حصّتهم!؟ وإلّا لماذا سيتدخّل الرئيس، أو ما معنى أن يختار إسماً ليتموضعَ مع فريق آخر؟!»

لم نرفض أيّ حقيبة!

عن حقيقة مطالبة باسيل بتبادل الحقائب، وتحديداً مطالبته بوزير مارونيّ رابع ومن حصة «القوات اللبنانية» التي لا يحقّ لها، وفق حسابات «التيّار الوطني الحر»، أن تتساوى معه بعدد الحقائب المارونية استناداً الى معايير النتائج الإنتخابية، تنفي مصادر باسيل هذا الأمر وتقول:

«لو أنّ هذا الأمر حقيقة لكانت أصدرت «القوات اللبنانية» بياناً في هذا الشأن للاعتراض أو الموافقة، لكنها لم تفعل لأنها تعلم أنّ هذا المطلب الذي تداوله البعض عن لساننا غير صحيح. كذلك الأمر بالنسبة الى وزارة الإعلام التي تنفي مصادر باسيل نفياً قاطعاً بأنه شاء مبادلتَها بحقيبة أخرى، مؤكداً أنه لم يرفض أيّ حقيبة.

مصادر باسيل ترفض اتّهامَه بالعرقلة، وتقول لـ«الجمهورية»: «الآخرون يرمون علينا كل ما لا يريدونه وإذا اعترضنا يتهموننا بالتعطيل».

وتوضح بإسهاب مجريات فكفكة العقدة الأخيرة وتفاصيل وساطة اللواء ابراهيم، وتؤكد أنّ «فريق رئيس الجمهورية ليس الجهة المعرقلة، فلا أحد يقوم بتعطيل نفسه!» لافتة الى أنه «من البديهي أن يكون رئيس الجمهورية وفريقه السياسي معنيّين قبل سواهما بتأليف حكومة العهد».

وتستفيض المصادر في سرد مجريات المرحلة الأخيرة من مفاوضات التشكيل، كاشفة «أنّ رئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر» سهّلا عملية التأليف إلى الحدِّ الأقصى وقدّما مبادرةً من المستحيل أن يقوما بتعطيلها».

وتوضح: «ما حصل هو أنّ اتّفاقاً سياسياً تمّ بين أكثر من طرف على تحديد اسم جواد عدرا حصرياً وبنحو واضح شخصيّة يسمّيها النواب السنّة الستة على أن تكون، وبنحو واضح أيضاً، من ضمن حصة رئيس الجمهورية لا أن يتمّ اقتطاعه منها، وقد تمّ تكليفُ اللواء إبراهيم إخراج الحلّ إلى العلن فأنجز مهمته».

المفاجأة !

تفاجأت مصادر باسيل، وفق تعبيرها، بحصول تراجع عن هذا الاتفاق في اللحظات الدقيقة للتأليف، وذلك من خلال الطلب من عدرا أن يعلن بعد عقد اجتماع مع «اللقاء التشاوري» أنه يمثّل هذا اللقاء حصراً وأنه ليس من ضمن حصة الرئيس.

و«الطرف الذي تراجع عن الاتفاق، بحسب مصادر باسيل، هو بالتأكيد ليس رئيس الجمهورية ولا رئيس «التيار»، بدليل أنّ اللقاءَ التشاوري هو الذي اجتمع وتراجع مطالباً بأن يكون عدرا ممثلاً حصرياً له ومن حصته هو، أي لا علاقة لرئيس الجمهورية به.

وتضيف المصادر عينها أنه «كان طبيعياً أن يرفض السيد عدرا الانقلابَ على الاتفاق بصفته المعنيّ الأول. أمّا «التيار الوطني الحر» فرفض، كما السيّد عدرا، ممارسة لعبة مزدوجة ولغة مزدوجة وملتبسة تجاه الرأي العام، خلافاً لِما طلبه البعض».

عن مبادلة الحقائب؟

‏بالنسبة إلى توزيع الحقائب، توضح مصادر رئيس «التيّار الوطني الحر» أنّ باسيل «قدّم كل التسهيلات بعدم الإصرارعلى أيِّ حقيبة وعدم رفض أيِّ حقيبة، لكنّ التوزيع العادل يجب أن يشمل الجميع، فلا يمكن أن يسُند الى «التيار الوطني الحر» كل ما يرفضه الآخرون من حقائب وإذا اعترض يُتّهم هو بالتعطيل». مضيفة «أنّ باسيل ‏سهّل الأمر على رئيس الحكومة المكلّف ولم يفتعل أيَّ مشكلة، لكنّ الآخرين رفضوا حقائب وأصرّوا على أخذ حقائب هي لـ»التيار» من دون أن يقدّموا البدائل، وهنا تبرز مسؤولية رئيس الحكومة المكلف تأمين التوزيع العادل للحقائب الوزارية وإتمامه».

تظاهرات في وجه العهد وباسيل؟

وعلى رغم وعود المعنيين بـ«العيدية الحكومية» قبل الأعياد، تلمّح مصادر باسيل الى «أنّ الآخرين، وهم كُثُر، يبدون غيرَ مكترثين لمصلحة الناس الى درجة أنّ البعض منهم يراهن على تظاهرات شعبية ضد العهد القوي، ما يوحي بوجود نيّات واردة وحقيقية ولم تعد خفيّة تهدف الى شلِّ العهد... وهذا ما لن نقبلَ بحصوله». هكذا ردَّت مصادر باسيل على تلك النيّات، الأمر الذي يبشّر بـ«ولادة المواجهة» وليس «ميلاد الحكومة».

 

كمين الحكومة الذي نصبه باسيل ووقع فيه

منير الربيع/المدن/24 كانون الأوّل 2018

تتعدد الأسئلة حول الأسباب الخفية (الفعلية)، التي أطاحت بالتشكيلة الحكومية، في اللحظات الأخيرة، ما قبل ولادتها. في الكواليس السياسية، همس كثير عن خديعة وأفخاخ قد نصبت، لكنها فشلت في النهاية بسبب سوء التقدير والإدارة. وحسب ما تكشف مصادر متابعة لـ"المدن"، فإن تسمية جواد عدرا كوزير تسوية مقترح عن اللقاء التشاوري، كانت أعدت ما قبل دخول اللواء عباس ابراهيم على خطّ التفاوض. جرى الإتفاق على إسم عدرا بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، مع رضى من قبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

الإنقضاض على "التشاوري"

إثر تبلور هذا الإتفاق، جرى اللجوء إلى اللواء ابراهيم للعمل على إنجاز المخرج وإتمام التسوية، باعتباره مكلفاً من قبل رئيس الجمهورية لحلّ أزمة الوزير السنّي. فتعاطى ابراهيم مع المفاوضات بحنكة واضحة، نجح فيها إدخال النواب السنة الستة، في مفاوضات فردية إلى حدّ ما. عند هذه النقطة تضعضع اللقاء التشاوري، وتباينت آراء أعضائه. فوجد ابراهيم المخرج بأن يسلّم كل نائب منهم إسماً يقترحه للتوزير، وهكذا كان النجاح في تشتيتهم، وعدم بقائهم صفّاً واحداً، ما سهّل الإنقضاض عليهم.

بالتوازي مع هذا المسار، كان المسار الآخر، الأساسي، قد أنجز، والإتفاق مع جواد عدرا تمّ من قبل الحريري وباسيل، وبرّي ضمناً. وهذا ما تصفه مصادر متابعة بأنه "صفقة ثلاثية" صيغت بين الحريري وبري وباسيل، من أجل إخراج الحكومة من عنق الزجاجة، وتسديد ضربة قاضية للقاء التشاوري. لكن حسن التدبير أسيئ بسوء التقدير والتنفيذ. فتضاربت توجهات الثلاثي، ما أدى إلى إفشال الخطّة، بسبب الطمع، والبحث عن تحقيق المزيد من المكاسب. هذا ما أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، فيما أعاد النواب التشاوري استجماع أنفسهم، وتعلّموا درساً مما تعرضوا له.

الخديعة وغضب برّي

تكشف المصادر، أن الإتفاق بين باسيل والحريري وبرّي، تجلّى في نصب كمين للنواب السنة الستة. ويقضي بتوزير جواد عدرا من حصة رئيس الجمهورية، على أن يتم لاحقاً إنضمامه إلى تكتل "لبنان القوي"، وبذلك تكون الضربة القاصمة للقاء التشاوري، كما يكون باسيل قد ضمن مجدداً الأحد عشر وزيراً، والحريري بدوره نجح في عدم تمثيل النواب السنة الستة، وبرّي يكون قد سلّف الطرفين موقفاً يجب عليهما ردّ جميله في المقابل. إثر هذا التوافق الثلاثي وافق حزب الله على توزير عدرا وإن ليس بحماسة كبيرة.

فيما بعد، ثمّة من تنبّه للأمر، وأوحى لنواب اللقاء التشاوري، بأنه عليهم الإجتماع بعدرا وعقد تفاهم مبدئي معه، حول المرحلة المقبلة، واعتباره ممثلاً لهم في الحكومة. هنا حصل الخطأ في استكمال الكمين، إذ أن الرئيس نبيه برّي كان يفضّل حصول اللقاء بناء على الإتفاق الذي عقد، ويتم التوافق مع نواب اللقاء التشاوري بأن يكون ممثلاً لهم (وإن كان عدرا من حصة رئيس الجمهورية)، لكن الحريري وباسيل رفضا ذلك، وأصرّا على عدم لقاء عدرا بالنواب الستة، والتفاهم معهم بوصفه صوتهم داخل مجلس الوزراء.

هذا الأمر أغضب برّي إلى حدّ بعيد، إلى جانب عودة باسيل والحريري للمطالبة بتعديل الحقائب، بما يتوافق مع مؤتمر سيدر، على نحو أصبح الصراع على الحقائب، التي ستكون دسمة، بفعل مقررات المؤتمر، الذي يرصد لوزارات البيئة، الزراعة، والصناعة أموالاً وفيرة. وهذا ما دفع برّي أيضاً إلى مضاعفة غضبه من الحريري، الذي زاره.. ولم يكن اللقاء إيجابياً.

كلام الفيدرالية وهدوء حزب الله

يعلّق أحد المتابعين على خطأ الحريري - باسيل في تخريج الكمين وإنجازه، بأنهما قد وقعا في شرّ أعمالهما، ويرى أنه كان يجب عليهم إنتظار إظهار التوافق مع عدرا إلى ما بعد تشكيل الحكومة، ونيلها الثقة، وبالتالي يكون "من ضرب قد ضرب، ومن هرب قد هرب". وحينها يصبح عدرا محسوباً على رئيس الجمهورية، ويصوت وفق تصويت كتلته الوزارية. وكان يجب أن يسمحا له باللقاء مع نواب اللقاء التشاوري، لتسجيل الهدف كاملاً في المرمى.

لا شك أن ما جرى، يرخي بظلال كثيرة على العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ. وتكشف مصادر متابعة أن ما يجري في الساعات الأخيرة بين الطرفين، متقدّم كثيراً في السوء، إذ أن باسيل لا يكف عن تحميل حزب الله مسؤولية عرقلة الحكومة، ويصعّد من لهجته في مجالسه الخاصة تجاه الحزب، وصولاً إلى الكلام عن رفض السيطرة، وبأنهم وصلوا إلى رئاسة الجمهورية إستناداً إلى "قوتهم" (التيار الوطني الحر)، وليس إلى قوة حزب الله، ولا يمكن للحزب أن يستمرّ في تمنينهم، ولو وصل الأمر إلى التلويح بالكلام عن الفيدرالية، أو أن "يعزز الشارع المسيحي قوته في بيئته، ولا يستند إلى قوة الآخرين". هذه كلها رسائل تصل إلى حزب الله، الذي يتابعها ويقرأها بعناية، لكنه يشدد على الهدوء في التعاطي معها، بحثاً عن حلّ ممكن مع رئيس الجمهورية وليس مع رئيس التيار الوطني الحرّ.

 

لا نريد حكومة من هؤلاء

عقل العويط/النهار/24 كانون الأول 2018 

http://eliasbejjaninews.com/archives/70357/%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%8a%d8%b7-%d9%84%d8%a7-%d9%86%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%87%d8%a4%d9%84%d8%a7%d8%a1/

لم نعد نريد حكومة. لم نعد نريد حكومة من هؤلاء. لم نعد نريد هؤلاء.

إنهم – وسأقول ذلك بفجاجة وصراحة وفظاظة - سرطاناتٌ متعدّدة الوجوه والأجسام والرؤوس والأقدام والأيدي والأعين والأنوف والألسن والأسنان والأضراس والأظفار والأنياب.

هذه سرطاناتٌ لبنانيّةٌ فريدةٌ في نوعها، وجنسها، وأصلها، وفصلها، تستشري في جسد لبنان، وفي روحه، وفي دماغه، وفي خلاياه، وفي هيكله العظمي، وفي دمه، وفي أعصابه، وفي أنسجته، وفي كيانه، وفي وجوده.

لا تعميم في هذا القول بالطبع.

لكنّ هؤلاء – ويا للعار – هم "خلاصة" طبقتنا السياسية، و"لحمها الحيّ" و"نخاعها الشوكي".

ولهذا السبب بالذات، أسمح لنفسي بأن أًصفهم بأنهم "أعداء".

إنهم أعداؤنا الأشدّ ضراوةً وخطراً من كلّ أعداءٍ آخرين، لأنهم يمثّلون "دود الخلّ الذي هو منه وفيه".

وهذا "الدود" هو سرطاننا الأدهى والأصعب والأِشرس، لأنه في نسغ عيشنا وحياتنا ووجودنا، ولأن من المستحيل الشفاء منها.

أما أعداء الخارج فهم أعداء من الخارج، وهم الأعداء في كلّ زمان ومكان. فماذا نتوقع وننتظر من هؤلاء؟ّ

ولماذا نتمنى أن تتألف حكومةٌ "جديدةٌ" في لبنان، من هؤلاء، إذا كانت ستكون نتيجة هذا الانحطاط النتن المقيت، هذا المكر الخبيث الغادر الدنيء، هذه الوطاوة، هذا الجبن، هذا العهر القيمي الأخلاقي، وهذه العربدة السياسية غير المسبوقة وغير القابلة للوصف والاحتمال؟

الأفضل للبنانيين وللبنان أن يُنادى علناً، في الداخل وفي الخارج، بفشل الجمهورية اللبنانية، وبمروقها، وذلك بهدف التعجيل في "وضع اليد عليها"، وتطبيق "الحجر الصحيّ" على سارقي مؤسساتها الدستورية، وعلى مُصادِري قرارها، وعلى إرهابييها، وعلى حكّامها المنظورين وغير المنظورين، وعلى أولياء أمورها، وعلى ولاة فقهها، من كلّ جنسٍ وإسّ.

لا نريد حكومة من هؤلاء، لأن هؤلاء هم سرطانات هذه الجمهورية الفاشلة والمارقة.

فلنعترف بهذه الحقيقة.

ولنعلنها.

ولنوقّع وثيقةً وطنية وشعبية في هذا الخصوص.

ولنرفعها إلى العالم، وإن يكن هذا العالم هو أكثر سفالةً ودناءةً ووطاوةً منا.

إن ذلك ليكون أفضل مليون مرة من مواصلة العمل على تأليف حكومة مريضة، سافلة، مفخّخة، ملغومة، ممودرة، لعينة، ملعونة، وكافرة، كالحكومة الموعودين بها منذ سبعة أشهر، التي لن تترك رغيفاً ساخناً في فم طفل، ولا ليرةً في جيب أحد، ولا زرقةً في سماء، ولا ضوءاً لقمر، ولا نوراً لشمس، ولا إشراقةً لأمل.

أكتب هذا المقال لا لتيئيس الناس. فهم يائسون. إنما أكتبه – صحيح بحبرٍ شخصيّ، ولكن بحبرٍ مغمّسٍ بوجدانٍ جمعيٍّ يشعر بالغدر والطعن والخيانة. لم نعد نريد حكومةً.

لم نعد نريد حكومةً من هؤلاء. لم نعد نريد هؤلاء.

 

"شوية كرامة"

سناء الجاك/النهار/24 كانون الأول 2018 

عَكَسَ النزول الى الشارع في حبّوش وكفررمان من قرى قضاء النبطية مسألتين؛ الأولى ان الخزان الشعبي يحمِّل "المقاومة" كما غيرها من مكوّنات الطبقة السياسية مسؤولية فقره وجوعه وافتقاره الى الحد الأدنى من مستلزمات الصمود، والثانية تسليط الضوء على الذين لم ينزلوا الى الشارع خوفاً من غضب الحزبين الكبيرين المسيطرين على المنطقة، ووصف المتظاهرين لهم بأنهم "شعب جبان". وفي حين لم يحظ التحرك الجنوبي الا بتغطية عابرة من احدى المحطات التلفزيونية قياساً بتغطية التحرك البيروتي، لاحظ احد المتظاهرين هذا التجاهل بقوله: "لو كنا متحزبين لكانت الكاميرات كلها هنا. لكننا أقلية وسنصبح أكثرية". وفيما لن يكون مستغرباً ان يُصار الى تصويب البوصلة كما حصل بعد احتجاجات حيّ السلّم قبل عام، وما تلاها من عملية تأديب موضعية، فإن ما قيل قد قيل، وهو يعكس حقيقةً لم يعد يمكن المكابرة في شأنها الى أبد الآبدين. استمرار الأحوال على سوئها، سيبلور أكثر فأكثر الاحتجاجات المعتقلة في حناجر فئة كبيرة من اللبنانيين أريد لهم ان يكونوا اسرى مذهبهم، بحيث يشكلون جداراً منيعاً ضد مَن يتحكم بهذا المذهب. وأريد لهم ان يحمِّلوا مَن يخدم أجندة زعمائهم من الخصوم السياسيين مسؤولية وصول المجتمع اللبناني الى الانهيار، وكأن المؤامرة عليهم دون سواهم لأنهم دون سؤالهم، يشكلون فئة "المحرومين" الذين آن لهم ان ينتفضوا. يبدو ان الجدار ليس بالمناعة المرتجاة. وكل عدّة الشغل التي عملت على مدار الثواني والدقائق والساعات والأيام والاعوام لتمنع اختراقه، قد تبدو من دون جدوى. فقد اثبتت الاحتجاجات الفالتة ان الجراحة نجحت لكن المريض في طريقه الى الفناء.

 

بين تغريدة ترمب والحاجة إلى التوازن

سام منسى/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70355/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d9%85%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84/

لم تكن المفاجأة في تغريدة الرئيس ترمب، التي أعلن فيها عن قرار الانسحاب من سوريا، بل جاءت من تفاجؤ المتابعين للسياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط ومن أقرب مقربيه وأشد حلفائه وفاءً له وتعويلاً عليه بخطوته هذه!

في الواقع، كشفت التغريدة عن سياسة ثابتة لدى قاطني البيت الأبيض في العقد الأخير من أوباما إلى ترمب، تعتبر أنه لا مخارج سليمة لأميركا من بؤر الشرق الأوسط المتفجرة، وأن لا مصالح حيوية لها في سوريا ليدفع الجنود الأميركيون حياتهم من أجلها. لن ندخل في جدل حول وجود مصالح لأميركا في الشرق الأوسط من عدمه، لكن الأكيد أن اهتمام واشنطن تحول من المنطقة إلى أماكن أخرى تعتبرها أكثر أهمية لأمنها ومصالحها، وأن النتائج التي ترتبت وسوف تترتب على هذا التراجع الأميركي كارثية وتتجاوز الساحة السورية.

مضى على ولاية الرئيس الأميركي ما يقرب من السنتين، لم نشهد خلالها أي تغيير فعال في سياسة الإدارة تجاه الحرب في سوريا، ما مكّن النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين من السيطرة على مناطق واسعة وتعزيز نفوذهم فيها. صحيح أن إدارة ترمب قدمت أدق وأصدق توصيف منذ أكثر من ربع قرن للأدوار الإيرانية المدمرة في المنطقة والعالم، إنما لم ترفقه بسياسة ملموسة تكبح الطموحات الإيرانية وتنعكس إيجاباً على مصالح واشنطن ومصالح حلفائها في الإقليم.

ما الذي جعل ترمب يقدم تنازلات غير مسبوقة وغير متوقعة في سوريا؟ لماذا هذا القرار الذي يناقض ما دأب مستشاروه ومبعوثوه على تأكيده حتى الملل، من أن أهداف أميركا في سوريا هي القضاء التام على «داعش» وأمثاله، وإخراج إيران منها، أي قطع الممر الممتد من طهران إلى ضاحية بيروت الجنوبية والبحر المتوسط، والعمل على احترام مرجعية جنيف والتخلي عن مرجعية آستانة؟ لماذا هذا القرار وأكراد تركيا قاب قوسين من تحقيق انتصار في هجين آخر معاقل «داعش»، وسط تهديد تركي بمهاجمتهم؟

قرار ترمب بالانسحاب من سوريا جاء ليؤكد الهواجس السائدة بأن الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها في المنطقة في منتصف الطريق، وأن الاستراتيجية الأميركية حيال إيران ليست متماسكة، وما قرار ترمب بتعليق الاتفاق النووي إلا من قبيل مخالفة مقاربة أوباما، وليس بهدف بناء رؤية تعزز السلام في الخليج وتوفر الاستقرار لدوله. وجاء أيضاً ليظهر التباين الكبير في واشنطن نفسها حول السياسة الخارجية والخيارات الاستراتيجية، كما دلت على ذلك استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، ليسمح، كما قال للرئيس، باختيار بديل يتماهى مع طروحاته.

إن مراجعة سريعة لمسلسل الاستقالات و/ أو الإقالات خلال السنتين الماضيتين، التي وصلت إلى 30 (ويتوقع المزيد منها!)، تبين حجم الالتباس في الإدارة الأميركية والتجاذب الحاد بين الحزبين، كما ضمن الحزب الجمهوري نفسه وفقاً لما تدل عليه مواقف شيوخ رموز على غرار ليندسي غراهام وماركو روبيو والراحل جون ماكين.

إذا تركنا الداخل الأميركي جانباً وتطلعنا إلى الواقع على الأرض في سوريا، وفي الإقليم، يتراءى لنا المشهد التالي:

- في سوريا لا يمكن التسليم بصحة القول إنه تم القضاء على «داعش» وأمثاله، فعقدة محافظة إدلب قائمة وفلول «داعش» كما خلاياه النائمة لا تزال تتمتع بقسط من الفعالية. إيران فعّلت نشاطها في سوريا والإقليم برمته، وستعتبر قرار الانسحاب محواً لتحذيرات ترمب ولعقوباته التي بدأت بعضلات قوية ما لبثت أن وهنت جراء الإعفاءات المتعددة لتصدير النفط إلى عدد من الدول، وتنزع الخطوة الأميركية فتيل أي عمل عسكري محتمل ضد إيران. أكراد سوريا مذهولون ويبحثون عن أحضان تحميهم، لاقتناعهم بأنهم تُركوا لقمة سائغة لاجتياح تركي مرتقب، ما قد يحفزهم على التخلي عن محاربة «داعش» والدخول مجدداً تحت العباءة الأسدية، مع ما يستتبع ذلك من احتمال إعادة «داعش» تنظيم نفسه. هذا المناخ سيفتح الباب واسعاً أمام عودة العلاقات التركية مع نظام الأسد، مع احتمال أن يلعب هذا الأخير على وتر التنافس التركي - الإيراني لتعزيز موقعه. بالنسبة إلى روسيا، جاء ترحيبها الحذر بالقرار ليؤشر إلى أنها قد تكون في العمق غير مرتاحة إليه خوفاً من الغرق في المستنقع السوري، لا سيما مع تعثر المسار السياسي. أخيراً، مع هذا الانسحاب، تكاد واشنطن تعترف بأن القوة الوحيدة القادرة على تأمين الاستقرار في سوريا هي نظام الأسد وأنها راضية على التعايش معه. على هذه الخلفية، حط الرئيس السوداني عمر البشير بطائرة روسية في سوريا ليكسر عزلة الأسد العربية، بما قد يكون تمهيداً لإعلان عودة سوريا إلى الجامعة العربية قبل بضعة أشهر من قمة تونس العادية.

- في العراق، تمكنت إيران من إيصال الموالي لها محمد ريكان إلى رئاسة البرلمان، ولا تزال الميليشيات الموالية لطهران تقف عثرة أمام اكتمال تشكيل الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي، بحيث لم يعد أمامه سوى تسمية زعيم ميليشيات «الحشد الشعبي» فالح الفياض وزيراً للداخلية، مع ما قد يعنيه ذلك من استنساخ لتجربة «الحرس الثوري» في العراق وإقامة سلطة أخرى موازية للدولة تدار من طهران.

- في لبنان حقق «حزب الله» انتصاره الأخير ليكتمل معه مثلث النفوذ الإيراني في المنطقة مع العراق وسوريا. ما شهدناه مؤخراً في عملية تشكيل الحكومة يثبت أن «حزب الله» وضع يده نهائياً على رئاسة الجهورية والبرلمان والحكومة، وهذا ما أعرب عنه الشيخ صادق النابلسي المقرب من «الحزب» عندما قال: «هناك توازنات جديدة في البلد وخارجه، وعلى الحريري أن يشكل الحكومة على أساسها. نحن اليوم في مرحلة غالب ومغلوب و(حزب الله) انتصر ...». في المقابل تأتي تصريحات نتنياهو الأخيرة حول «انسداد» أنفاق «حزب الله» من الجهة الإسرائيلية خشبة خلاص لـ«الحزب»، فضلاً عن أنها أعادت التذكير بدوره المقاوم الذي كاد هو نفسه ينساه.

- في اليمن، ها هم الحوثيون المدعومون من إيران يكتسبون اعترافاً بهم بمجرد جلوسهم إلى طاولة مفاوضات استوكهولم، مثبتين سلطة الأمر الواقع التي فرضوها في صنعاء وشمال اليمن.

مشهد قاتم لن يزيده سواداً سوى فقدان أميركا صدقيتها وهيبتها لدى حلفائها في المنطقة والعالم، كما هو حاصل اليوم نتيجة قرارات كقرار الانسحاب من سوريا.

إن أحد أهم أسباب النزاعات في الإقليم هو انتفاخ طموحات بعض القوى، والمطلوب اليوم هو إعادتها إلى أحجامها الطبيعية لتحقيق التوازن، ووحده تدخل الولايات المتحدة الفاعل والمدروس قادر على ذلك لتمهيد الطريق أمام مفاوضات متوازنة تؤدي إلى تسويات مستدامة لجميع الأزمات. إذا لم يكن القرار الأميركي بالانسحاب مناورة لخلط الأوراق، وحث كل القوى الإقليمية والدولية على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، فهو لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانتفاخ والتمدد الإيراني والروسي على حساب أميركا وما تمثله. الأيام وحدها كفيلة بحل لغز قرار ترمب وترمب نفسه!

 

جمال خاشقجي ومقالات «واشنطن بوست»!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18

منذ استكتبت الصحيفة الأميركية الشهيرة «واشنطن بوست» الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والأمر غير مستوعب تماماً.

جمال خاشقجي صحافي سعودي منحاز للرواية والرؤية {الإخوانية}. هذا ليس قدحاً؛ بل وصف موضوعي. للأسف؛ لقي مصرعه بطريقة مستهجنة في القنصلية السعودية في إسطنبول. تجري السلطات السعودية تحقيقاتها حول ذلك، وحبست مجموعة من المتهمين، وأخذت القضية مساراً قانونياً وبعداً جنائياً بتكليف ملكي مباشر. ندع هذا المسار القانوني الجنائي، ونركز على الجانب السياسي لمجمل الدور المثير لهذا الرجل، رحمه الله. أقول إن استكتاب الصحيفة المعروفة بترفعها الشديد، خصوصاً في صفحات الرأي، لا سيما أكثر مقالة أسبوعية مجدولة، لم تكن مدفوعة فيه بمعايير مهنية، بقدر ما كانت «بروباغندا» موجهة ضد السعودية وحلفاء السعودية. أيضاً هذا وصف لمحتويات المقالات؛ وليس تجنيّاً. فاجأت «واشنطن بوست» الجميع بنشرها تقريراً حول مقالات جمال، أول من أمس، قالت فيه إن خاشقجي كان يرتبط بمؤسسة قطرية موجودة في الولايات المتحدة. كشفت الصحيفة التي شكلت رأس الحربة في مهاجمة السعودية - حين كان جمال حياً يكتب لها - من خلال رسائل نصية بين خاشقجي والرئيسة التنفيذية لـ«مؤسسة قطر الدولية»، واسمها ماغي ميتشل سالم، عن أن الأخيرة كانت تراجع وأحياناً تكتب المقالات التي يفترض أن يعدّها جمال بنفسه ويرسلها إلى «واشنطن بوست» للنشر. قنبلة صحافية سياسية حقاً، والغريب أن الصحيفة نفسها التي استكتبت جمال الذي لم يكن متقناً الكتابة بالإنجليزية، هي التي كشفت عن هذه الخفايا للعلن... فلماذا؟

رئيسة المؤسسة القطرية، ماغي، زعمت أنها كانت تقدم مساعدة لخاشقجي بوصفه صديقاً ليس أكثر، خصوصاً أن قدراته في اللغة الإنجليزية محدودة! تمسك مسؤولو صفحات الرأي بأنهم لم يكونوا على علم بذلك؛ وإلا لما سمحوا له بالكتابة. وسبب هذه الغضبة المضرية الواشنطنية، هو الزعم بأن جمال في الوقت نفسه كان قد طلب تمويلاً سعودياً لإنشاء مركز إعلامي في أميركا! وهذه أيضاً من الغرائب التي تتكشف تباعاً حول السنتين الأخيرتين من حياة جمال الأميركية. بالنسبة للبعض، وأنا منهم، فارتباط جمال بالرواية والرؤية الإخوانية للمشهد، ليس مفاجأة، بل هو ما كان الراحل يفعله بحماس، لكن إخراج هذا الأمر للعلن، وبالأسماء، من قبل الصحيفة التي انخرطت من ناشرها إلى محرريها في الحرب العوان ضد السعودية، مستخدمة قميص جمال بعد موته، واسمه وقلمه قبل موته، هو الغريب. ربما فعلتها الصحيفة من باب «بيدي لا بيد عمرو»، غير أن المثير للسخرية هو قول قادة التحرير في الجريدة إنهم لو علموا بأن الرجل طلب تمويلاً من السعودية لما استكتبوه. وترجمة الأمر: التمويل من قطر عادي... من السعودية لا! لو صحت الرواية أصلاً كلها. رحم الله الرجل، لكن هل بقي مزيد من الأسرار؟

 

ثلاثة رجال وثلاثة مشاهد

غسان شربل/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18

جاء دونالد ترمب إلى البيت الأبيض من خارج القاموس الذي أنجب أسلافه. فرض نفسه على الحزب وقطف الرئاسة. فردي بطبعه وشديد الإعجاب ببراعته في فن الصفقة. يثق بدونالد ترمب أكثر مما يثق بالمؤسسات. ويثق بالجنرال «تويتر» أكثر مما يثق بجنرالات البنتاغون. وهكذا فاجأ ترمب الأعداء والحلفاء وأركان الإدارة بقراره الانسحاب الكامل من سوريا. على رغم الفوارق الهائلة بين البلدين والنظامين والرجلين، ذكرني قرار ترمب بما سمعته قبل سنوات من رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن نزار الخزرجي عن قرار الغزو العراقي للكويت. كان الخزرجي مقيماً في الدنمارك التي لجأ إليها بعد فراره من العراق. سألته عن دوره في الغزو فأجاب: «كنت نائماً في منزلي ليلة الأحداث. اتصل بي صباحاً سكرتير القيادة العامة الفريق علاء الدين الجنابي وطلب أن أذهب إلى مقرها. حين دخلت مكتبه قال: أكملنا احتلال الكويت. سألت: كيف؟ فأجاب: الحرس الجمهوري والقوة الجوية وطيران الجيش أنهوا احتلال الكويت. بعد ربع ساعة وصل وزير الدفاع عبد الجبار شنشل وتم إبلاغه بالطريقة نفسها. تصور أن الجيش يدفع في مغامرة من هذا النوع من دون علم وزير الدفاع ورئيس الأركان».

طبعاً أنا لا أشبه ترمب بصدام حسين. كل منهما يأتي من عالم غير عالم الآخر ويشرب من نبع مختلف. ثم إن ترمب لا يحمل في سيرته أثقالاً من قماشة حلبجة والأنفال وغزو الكويت ومعالجة المتمردين بـ«الضربة الخاصة» أي الكيماوي. أنا لا أقول أيضاً إن شعار «أميركا أولاً» يشبه شعار «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة». أردت فقط الإشارة إلى ما يمكن أن يقدم عليه صاحب سلطة لا يؤمن بضرورة التشاور مع أهل الخبرة في المؤسسات.

قبل أيام فقط من قرار ترمب، كان الحديث يتزايد عن أهمية الوجود العسكري الأميركي في شرق الفرات ومنبج والتنف. وتكاثرت التحليلات. الوجود الأميركي يوفر قدراً من التوازن مع الوجود العسكري والسياسي الحاسم لروسيا في سوريا. يوفر موقعاً لاعتراض التدفق الإيراني ومحاولته التمدد في الخريطة السورية. يضبط الدور التركي بتوفير مظلة واقية للأكراد آخر حلفاء الولايات المتحدة في هذا البلد. يشكل ورقة ضاغطة للتذكير بروح جنيف بعدما ذهب فلاديمير بوتين بعيداً في تغليب روح آستانة على مشروع الحل السياسي. هذه الاعتبارات كانت وراء المشاركة البريطانية والفرنسية والإيطالية في شرق الفرات التي رافقها تطلع إلى تقديم منطقة - نموذج على طاولة أي مفاوضات مقبلة حول المستقبل السوري.

تبخرت كل هذه السيناريوات فجأة. اتخذ ترمب قرار الانسحاب. حاول وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس ثني الرئيس. لم يقبل وطالبه بإعداد خطط الانسحاب. عبثاً حاول ماتيس التعايش مع السم الذي أرغم على تجرعه، لكن الجرعة فاقت قدرته على الاحتمال فاستقال. ماتيس ابن شرعي للمؤسسة العسكرية الأميركية. أدار بحنكة موضوع الوجود العسكري في شرق الفرات وأدار بالأسلوب نفسه موضوع التعامل مع اختراقات بوتين وتصاعد ضجيج العملاق الصيني. رأى ماتيس في قرار الانسحاب خطأ عسكرياً وسياسياً سيعتبره الأكراد خيانة لهم وسيعتبره الأصدقاء دليلاً على أن التحالف مع واشنطن متعب ومكلف وغير مضمون. رجل آخر لم يستطع الاحتمال. إنه بريت ماكغورك مبعوث ترمب إلى التحالف الدولي ضد «داعش» فاستقال بدوره.

وسط انشغال أميركا وحلفائها وأصدقائها بالقرار «المفاجئ»، عقد سيد الكرملين مؤتمره الصحافي الماراثوني السنوي. تقليد لافت. يجلس وريث القياصرة أمام الشاشات ويرد على أسئلة حشد من الصحافيين والمواطنين ويبعث إلى العالم برسائل تعيد التأكيد على أن روسيا الحالية لا تشبه أبداً تلك التي تسلمها في بدايات القرن. فريق حديدي متماسك لا يستقيل فيه وزير الدفاع ولا يبقي وزير الخارجية حقيبته جاهزة لرحيل مباغت. يستطيع بوتين إطلاق ابتسامة الرابح رغم ما تعلمه في «كي جي بي» عن ضرورة إخفاء مشاعره. قطع شوطاً بعيداً في هز تماسك التحالف الغربي وصورة أميركا. أظهر أن الوسادة الروسية يمكن أن تطمئن وأنها قادرة على حماية الحلفاء وتغطية أخطائهم وضمان بقائهم. وخير دليل أن أكراد سوريا لن يجدوا أمامهم غير الاستعانة بقاعدة حميميم الروسية وربما بالنظام السوري نفسه أمام عملية إطلاق يد تركيا في مناطقهم.

ثمة رجل ثالث ومشهد ثالث. في قاعة الشعب الكبرى في بكين ترأس الرئيس شي جينبينغ احتفال الذكرى الأربعين لبدء سياسة الانفتاح الاقتصادي في البلاد مؤكداً أن لا أحد يمكنه أن يملي على الصين ما تفعله وما لا تفعله. وتكمن قوة إطلالة شي في أن الأرقام تدعم ما يقول. خلال أربعة عقود أخرجت سياسة الإصلاح والانفتاح مئات ملايين الصينيين من الفقر وحولت البلاد إلى الاقتصاد الثاني في العالم. وكان الرئيس واضحاً. ستشهد البلاد مزيداً من الإصلاحات لكن تحت عباءة الحزب الشيوعي. وقال إن «قيادة الحزب الشيوعي الصيني هي السمة الأساسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية والميزة الكبرى للنظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية». مجرد متابعة هادئة لما جرى في واشنطن وموسكو وبكين في الأيام القليلة الماضية تظهر أن على الدول والحكومات أن تتوقف طويلاً عند ما يجري بين الكبار. لا يتعلق الأمر فقط بالحاضر بل بالنظام الدولي الجديد الذي تتزايد الإشارات إلى تغييرات جدية في توازناته. وهذا يعني الأمن والسياسة والاقتصاد وبؤر التوتر في العالم.

 

الإيراني في «حديقته» العراقية الخلفية!

عدنان حسين/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18

عذر أقبح من الفعل... يحصل هذا، لكن من النادر للغاية أن يكون التمسّك بالعذر والدفاع عنه بالطريقة المثيرة للسخط والسخرية، في آن، من عدد غفير من الناس، مثلما حصل مع واقعة انسحاب السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي من احتفالية رسمية نُظّمت منتصف الشهر الحالي لمناسبة مرور سنة على إعلان الانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي بطرده من العراق، ما أكّد أن الفعل بذاته يدخل في قلب السياسة وليست الغفلة، والمعني هنا السياسة الإيرانية حيال العراق.

كانت الاحتفالية منقولة على الهواء مباشرة من قاعة واحد من أفخم فنادق العاصمة العراقية، بحضور أكبر مسؤولي الدولة العراقية والسلك الدبلوماسي الأجنبي. ولاحقاً بُثَّ مشهد انسحاب السفير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أتاح للملايين ممن لم يتابعوا البثّ الحي مشاهدته، ربما مرات عدّة. كالعادة بُدِئتْ الاحتفالية بفقرات مألوفة: كلمة ترحيب من عريف الحفل، تلاوة آيات قرآنية، عزف النشيد الوطني، قبل أن يطلب عريف الحفل من الحضور، بلغة عربية فصيحة وصوت جهوري ونبرة صافية ولهجة ودودة مترجّية، الوقوف دقيقة صمت لأجل أرواح الشهداء.. في تلك اللحظة بالذات، بينما نهض الجميع وقوفاً، حصل الانسحاب المفاجئ للسفير الإيراني الجالس في الصف الأول الخاص بكبار رجال الدولة والضيوف... كان مكانه في وسط الصف الأول تقريباً، على يمينه نحو عشرين من سائر الضيوف وعلى يساره عشرون أو أكثر مثلهم.

السفير مسجدي وحده غادر مكانه لحظة الوقوف واتّجه يميناً نحو باب القاعة الكبيرة.

حملة السخط والتنديد التي أثارها الانسحاب بين العراقيين، حدّ مطالبة البعض بطرد السفير مسجدي من البلاد، ردّت عليها السفارة الإيرانية في بغداد بما هو أقبح من الفعل نفسه. الإيرانيون لاموا العراقيين لأنهم استنكروا انسحاب السفير مسجدي. العراقيون غير ملومين بالطبع فهم شهدوا بأم العين سفير الدولة الأكثر تورّطاً في أحداث بلادهم المأساوية ينسحب من الاحتفالية في لحظة الطلب منه والآخرين الوقوف دقيقة صمت لأجل أرواح الشهداء الذين قضوا في الحرب الضروس المُكلفة مع أكثر تنظيمات الإرهاب الدولي قوة وقسوة.

العذر الإيراني لم يكن مقبولاً أبداً في الواقع... قالوا: إن السفير مسجدي ظنّ أن الاحتفالية قد انتهت وأن عريف الحفل قد أعلن ذلك، لكنّ السفير مسجدي يعرف اللغة العربية جيداً، فهو يتحدّر من المنطقة العربية في جنوب إيران (عربستان أو خوزستان) من بلدة عبادان، موطن قبيلة كعب العربية، الواقعة على الضفة الشرقية لشط العرب مقابل بلدة السيبة البصرية، فضلاً عن أنه من جنرالات الحرس الثوري الإيراني الذين على صلة مباشرة ووثيقة بالعراق والعراقيين، مثله مثل قائده الجنرال قاسم سليماني، واللغة الفارسية نصفها تقريباً كلام عربي، فما من أحد سيصدّق بأن السفير مسجدي لم يفهم كلام عريف الحفل وهو يدعو للوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء. وعلى فرض القبول بعذر عدم الفهم، فالسؤال: ألم يلحظ السفير وهو يتابع خطواته نحو باب القاعة أن أحداً غيره لم ينسحب مثله، وأن كلّ الذين مرّ بهم كانوا ملتزمين حال الوقوف؟ ثم إذا كان قد ظنّ أن الاحتفالية انتهت ألم يكن من اللياقة أن يصافح أقرب الواقفين إلى جواره يميناً ويساراً لتوديعهم؟ السفير مسجدي لم يفعل هذا أبداً!

الواقع أن تصرّف السفير مسجدي لا يمكن عزله عن تصرفات كثيرة لمسؤولين إيرانيين في العراق اعتادوا على التجاوز على السيادة والكرامة الوطنيتين للعراقيين، وصولاً إلى التدخل السافر في الشؤون المحلية، من المشاركة في تحديد حركة القوات العراقية المحاربة داخل العراق إلى تعيين كبار المسؤولين في الدولة، بمن فيهم الرؤساء الثلاثة. منذ مدة ليست بعيدة، عشية الانتخابات البرلمانية في مايو (أيار) من العام الحالي، صرّح مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي، في مؤتمر ديني ببغداد، بأنه من غير المسموح للشيوعيين والليبراليين والعلمانيين حكم العراق! وبعده، عقب الانتخابات واختيار رؤساء السلطات الثلاث، تفاخر القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، بأن إيران قد غلبت الولايات المتحدة في العراق بنتيجة 3 - 0، في إشارة إلى رؤساء السلطات الثلاثة الذين وقع عليهم الاختيار بعد الانتخابات بتدخّل إيراني مباشر.

بطبيعة الحال ما مِن ملامة تقع على المسؤولين الإيرانيين الذين يتصرّفون على هذا النحو، فما من دولة، من طراز النظام الإيراني خصوصاً، تجد سبيلاً للتدخل في شؤون جيرانها ولا تقتنص الفرصة، بالذات إذا ما وجدت تشجيعاً من هؤلاء الجيران. الملومون هم المسؤولون العراقيون الذين لا يحرّكون ساكناً، ولو شكلياً، كلما حصل تصرف إيراني من هذا النوع. ربما كان الاستثناء الوحيد بين كبار المسؤولين في الدولة العراقية الحالية الذي لا يفوّت أي فرصة من هذا النوع لانتقاد التدخّل الإيراني وشجبه هو نائب رئيس الجمهورية السابق رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، زعيم «القائمة الوطنية». الأنكى من كلّ شيء أن ثمة مسؤولين عراقيين يتباهون بالولاء لإيران. في الوقت الذي حصلت فيه حادثة انسحاب السفير مسجدي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعضو في مجلس محافظة بغداد يجلس إلى طاولة مكتبه الرسمي، الذي وضع عليه صورتين كبيرتين للمرشد الإيراني الراحل الخميني والمرشد الحالي خامنئي. وقد علّق كثير من النشطاء عليها بالسؤال عمّا إذا كان الظاهر في الصورة عضو في مجلس بغداد أم عمدة العاصمة الإيرانية طهران! ومعلوم أن صور الزعيمين الإيرانيين تنتشر في شوارع بغداد ومدن عراقية أخرى أكثر من صور أي زعيم عراقي! فما يمنع السفير مسجدي وسواه من أن يقول للعراقيين: إنها حديقتي الخلفية، وأنا حرّ في التصرف فيها؟!

 

«هواوي»... قصة جديرة بالدراسة

د. عبد الله الردادي/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18

في هذه الأيام تحتفل الصين بمرور 40 عاماً على مشروع التحول الصيني؛ المشروع الذي أعاد تشكيل الصين من دولة شيوعية محضة، إلى ما هي عليه الآن من التطور الاقتصادي والتقني. وثمة تشابه لا يمكن إنكاره بين التطور الذي حدث في الصين خلال العقود الماضية، وبين شركة «هواوي» الصينية عملاق شبكات الاتصالات والهواتف الجوالة التي احتفلت العام الماضي بمرور 30 عاماً على إنشائها من «رين زينغفوي». بدأت شركة «هواوي» بنشاط بسيط عام 1987، وهو استيراد أجهزة الاتصالات الثابتة من هونغ كونغ ومن ثم بيعها في الصين، ولم تكن حينها إلا لاعبا صغيرا في عالم يعج بشركات كبرى؛ منها المحلية ومنها العالمية. وفي حين التفتت هذه الشركات الكبرى إلى المناطق المزدحمة بالسكان، ذهبت «هواوي» إلى المناطق النائية حيث تقل المنافسة، وعملت على تزويدها بخدمات الاتصالات بشكل يتناسب مع احتياجاتها البسيطة.

وبداية التسعينات كانت نقطة انطلاق «هواوي»، فبعد أن كانت الشركة تعتمد بشكل أساسي على الهندسة العكسية، بدراسة التقنيات المتوفرة من منافسيها، قررت الشركة إنشاء مركزها الخاص للبحث والتطوير. وفي ذلك الوقت كانت تعد هذه الخطوة جريئة في الشركات الصينية، التي كانت تعتمد على مراكز بحث مشتركة مع شركات غربية، وتكتفي بتصنيع ما تحصل عليه من تقنيات من هذه المراكز. إلا إن «هواوي» كان لها رأي آخر، حيث فضلت أن تبدأ في الاستقلال عن الشركات الغربية التي بدأت في رفع قضايا عليها بسبب استخدامها الهندسة العكسية، مع أن القضاء الصيني لا يجرّم استخدام الهندسة العكسية للمنتجات المطروحة بالأسواق. وبلغ حرص «هواوي» على مركز أبحاثها، أن بلغ عدد موظفي المركز 500 موظف، بينما لم يبلغ عدد موظفي قسم الإنتاج والتصنيع أكثر من 200 موظف!

وفي منتصف التسعينات، بزغ نجم الاتصالات المتنقلة وبلغ عدد مستخدمي هذه الخدمة أكثر من 5 ملايين شخص في الصين (بعد أن كان أقل من 700 شخص في نهاية الثمانينات). وكان رد فعل «هواوي» هو إنشاء مركزين للأبحاث في بكين وشنغهاي، يختصان بأبحاث الشبكات المتنقلة. وحتى ذلك الحين، ورغم الربط بين «هواوي» والحكومة الصينية لأن مؤسس الشركة كان ضابطا سابقا في الجيش الصيني، لم يكن من السهل على «هواوي» الحصول على تمويل لمشروعاتها وأبحاثها، وكانت تضطر للاقتراض من شركات أكبر منها بفائدة عالية، مقارنة بالشركات المملوكة للحكومة الصينية، والتي كان يسهل عليها الحصول على القروض من الحكومة. إلا إن العام 1996 شهد تغيرا للعلاقة بين «هواوي» والحكومة الصينية، حيث لاحظت الحكومة الصينية جهود «هواوي» ونشاطها، وبدأت في منحها عقودا حكومية وسهلت للشركة العمل داخل الصين مما ساهم في رفع مبيعاتها بشكل ملحوظ.

وكان عام 2004 عاما مشهودا لـ«هواوي»، حيث تفوقت مبيعات «هواوي» خارج الصين على مبيعاتها داخل الصين، وبدأت الشركة حينها التحول إلى شركة عالمية بشكل ملحوظ، واستمر هذا التطور حتى عام 2012، حيث تعرف العالم الغربي على «هواوي» بشكل آخر، حين كسرت هيمنة شركة «إريكسون» على صناعات شبكات الهواتف الجوالة. ومنذ ذلك الحين حتى وقتنا الحالي، لا تزال «هواوي» في المركز الأول عالميا في هذا المجال. إلا إن «هواوي» لم تكتف بذلك، فقد بدأت في العام ذاته في الالتفات إلى صناعات الهواتف الذكية بشكل جاد، وساعدها وجودها في دول مختلفة ومعرفتها باحتياجات عملائها إلى هواتف ذات أسعار منخفضة، في النجاح بشكل كبير. واستطاعت «هواوي» هذا العام انتزاع المركز الثاني من شركة «آبل» في حجم مبيعات الهواتف الذكية في العالم.

إن قصة نجاح «هواوي» لجديرة بالدراسة، حيث استطاعت السيطرة على صناعات لم تكن فيها إلا لاعبا صغيرا، واستطاعت بتبنيها سياسات بحث وابتكار جادة تطوير منتجاتها بشكل سريع وبأسعار تنافسية. ورغم كثرة الاتهامات الموجهة إليها بالسرقة الفكرية أو العلمية، فإن الأرقام تشير إلى عكس ذلك، ففي عام 2012 وصلت «هواوي» إلى أكثر من 20 ألف براءة اختراع ممنوحة، وفي عام 2014 حصلت على المركز الأول في التقديم على براءات اختراعات في العالم. ويبلغ متوسط إنفاقها على البحث العلمي أكثر من 10 في المائة من مبيعاتها السنوية منذ 2007، كما أنها أعلنت أن ميزانية البحث والتطوير في العام الماضي وحده بلغت 14 مليار دولار، وأن هذه الميزانية قد تنعكس إيجابا على مبيعات هذا العام التي قد تتجاوز 100 مليار دولار لأول مرة في تاريخ الشركة، لتثبت «هواوي» ومن خلال تاريخها الطويل أن الاستثمار في الأبحاث والتطوير مردوده مجزٍ، وأن الشركة التي كانت تنشر مقاطع مصورة في «يوتيوب» قبل أقل من 10 سنوات لتعليم المستهلكين كيفية نطق اسمها، أصبحت الآن المهيمنة على صناعات الاتصالات في العالم.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الأب طوني الخولي يفتح قلبه لـkataeb.org: أنا أبكي دمًا...ولبنان بحاجة الى روح الرب وأجمل ما في حزب الكتائب صفة الرفيق!

طوني هيكل/موقع الكتائب/24 كانون الأول/18

"مالئ الدنيا وشاغل الناس"، سواء عندما كان ماردًا للغناء أم بعدما ترك الفن والشهرة والمال وقرر أن يشهد بإيمانه لسيّدنا يسوع المسيح من دون خجل أو وجل، بل بكل فرح وكرامة وقناعة، مُقدِّماً المجد لله، هو الأب طوني الخولي الذي أنشأ مؤخرًا جمعية "روح الرب"، انطلاقًا من إيمانه بمساعدة المحتاجين. الأب الخولي فتح قلبه لـkataeb.org وتحدث عن امور عدة، لاسيما في زمن الأعياد، ومع ولادة الطفل يسوع، أمل ان نعيش ولادة جديدة وحقيقية في قلوبنا.

بداية وحول اسم الجمعية، أوضح الأب الخولي أنه مُستوحى من برنامج يسوع المسيح الخلاصي، الذي أعلن عنه عندما جاء الى الناصرة حيث نشأ، ودخل الى المجمع كعادته يوم السبت وقام ليقرأ ودُفع اليه كتاب النبي أشعيا، وفتح يسوع الكتاب ووجد الموضع المكتوب فيه: "روح الرب عليّ ولهذا مسحني لأبشّر المساكين، وأرسلني لأنادي بإطلاق الأسرى وعودة البصر الى العميان وأطلق المقهورين أحرارًا وأنادي بسنة مقبولة لدى الرب، ثم طوى الكتاب وأعاده الى الخادم وجلس، وكانت عيون جميع الذين في المجمع شاخصة إليه، فبدأ يقول لهم: "اليوم تمت هذه الكتابة التي تُليت على مسامعكم".

واضاف الأب الخولي: "أنا صمّمت "لوغو" الجمعية الذي يجسّد روح الرب، لا سيما الحمامة أي الروح القدس، ما يشير الى روح الله المرفرف فوق مياه الغمر العظيم منذ نشأة الكون، وانطلاقًا من هنا صار بإمكاننا ان ندرك بأن روح الله يرفرف فوق هذه الجمعية".

وحول قانونيّة الجمعية، شدد على نيلها الترخيص من الدولة الكندية بشروطها الشرعية، لا سيما ان قانون كندا يطبّق بحذافيره ونحن اتممنا واجباتنا على أكمل وجه، واستغرق الأمر سنة ونصف السنة.

ومن ابرز شروط الترخيص: "اولا: ان تكون حائزًا على الجنسية الكندية منذ اكثر من 10 سنوات. ثانيًا: أن تكون صاحب صدقية عالية في المجتمع الكندي وحكومته. وثالثا، ان يبلغ اعضاء الجمعية المؤسسون اربعة وما فوق، وهم اصحاب أيادٍ نظيفة في كندا".

وتهدف الجمعية الى التبشير بكلمة الله ونشر المحبة والسلام، والعمل على مساعدة المحتاجين من دون تمييز بين جنس وعرق، وتقديم الرعاية الصحية والدعم لذوي المشاكل الاجتماعية والنفسية ومساعدة العائلات التي تعاني صعوبات ومعوقات مادية، ولا سيما لجهة ادخال اولادها الى المدارس. اما بالنسبة الى هيكلية الجمعية، فشرحها الأب الخولي على النحو التالي: "سيدخل من المنتسبين 12 رسولًا الى الهيئة التنفيذية، يتبعون بعملهم للمؤسسين، وهؤلاء الرسل سيشكلون فرقًا من 70 رسولًا، وكل فريق من الاختصاصيين المنتسبين من بلدان مختلفة، لينتشروا في أوطانهم كي يحققوا أهداف الجمعية"، على ان ينطلق العمل من لبنان بعد كندا، من ثم ينتقل الى كل دول العالم.

ولفت الى ان مصادر تمويل الجمعية تأتي من المنتسبين، الحفلات، الريسيتالات، والتبرعات على الموقع الالكتروني الخاص بالجمعية، www.lordsspirit.com، كما ان المساعدات يمكن ان تكون غير مادية ومن جميع البلدان، نافيا أي علاقة للجمعية بطلبات الهجرة الى كندا. وأبدى تقديرًا كبيرًا لدولة كندا، واصفا اياها بأنها من أكثر البلدان التي تحترم حقوق الانسان بقوانينها، لذلك كان النجاح حليفنا في الجمعية التي انتفضنا فيها على الشواذ، بينما هناك بلدان تترجم حقوقها بالمال والجرائم.

وفي سياق آخر، وعن المشاعر الانسانية التي تختلج صدره لدى رؤيته المعوزين والمحتاجين في الجمعية، اجاب: "أبكي دمًا عندما اراهم، لأن الكائن الحيّ يستحق حياةً افضل من التي يحياها"، مضيفا: "اذا استفدنا من فوائد اموال اكثر 15 ميليارديرًا على الكرة الارضية، فهي تكفي لتغطية عجز الفقراء"، بالتالي "مش حرام ما يساعدوا الناس"؟ سائلا: "لمَ هذه الهوّة بين الناس، بحيث نرى غنيا يعيش في قصر وفقيرًا بيته الشارع؟ ولمَ البعض يتناول أشهى المأكولات فيما آخرون يتضوّرون جوعًا؟

الأب الخولي استخلص على مرّ الزمن، عِبَرًا، من الإنجيل المقدس، اهمها ان برنامج يسوع المسيح هو الذي سيخلّصنا من كل مصائب هذا الكون.

واستطرد: "فكّرت عندما انتقل الى جوار الرب، سيسألني: ماذا أنجزت بكهنوتك؟ فعندما وهبتك صوتًا وشهرةً ،جنيت المال الذي لا ينفذ وأطعمت كل المحيطين بك، لكن عندما قبلت بأن تكون رسولًا لي، ماذا فعلت لأجلي؟ ليعتبر الخولي ان الكاهن هو خادم يسوع وليس رئيسًا لجمعية او مالية او دير او جماعة، بخاصة ان يسوع قال: "انا جئت لأَخدِم لا لأُخدَم".

وتابع: "ما يهم الله هو ان نحب بعضنا، نساعد بعضنا، القوي يحضن الضعيف، والغني يحضن الفقير، يجب ان نعمل كي نتقدّس".

وعن لبنان قال الأب الخولي: "بلدنا بحاجة الى اكثر من جمعية مثل جمعيتنا، وأدعو ذوي النيات الحسنة إلى الانضمام الينا ونحن جاهزون للتعاون والمساعدة". وعن عودته الى لبنان قال: "سأعود الى لبنان فور إنجاز المهمات المطلوبة منّي في كندا، مؤكدا انه ما زال راهبا في الرهبنة اللبنانية المارونية، وموضحا أن عمل الجمعية يدخل في صلب رسالته الكهنوتية". الأب الخولي توجه برسالة الى شباب لبنان، قائلا: "فليُنر الله ضمائر المسؤولين لاحتضانكم، ويمدّكم بالقوة والحنكة والذكاء، وليضع في طريقكم أناسًا مؤمنين بالله وليس كتجار الهيكل، مشددا على أن جمعية روح الرب هي نقطة في بحر طريق مساعدة الشباب من مختلف المجالات". وفي رسالة الى الاهل، دعاهم لاحتضان اولادهم كي يحصلوا على التربية الصحيحة في ظل الفساد المستشري، وما نتج عنه من تفكك عائلات".

وبمناسبة عيد الميلاد المجيد، شدد على أن العيد ليس زينة وشجرة وأشخاصًا في قلب المغارة، بل هو مناسبة لتنظيف القلب، وتزيينه بالمحبة التي يجب ان تنعكس على الوجوه، لافتا الى اننا لن نتخلّص من الشرور الا بيسوع المسيح ملك المجد الذي غلب الموت.

الأب الخولي في ختام اللقاء، خصّ موقعنا بتحية خاصة، قائلا: "نحن في الرهبنة نطلق صفة الأخ على كل راهب، وأجمل ما في حزب الكتائب اللبنانية هو صفة الرفيق التي تُطلق على كل المحازبين، شارحا شعار الكتائب "الله الوطن والعائلة"، من وجهة نظره، فالله شامل، والإنسان بلا وطن يعني بلا هوية، ونحن في كل الكرة الأرضية عائلة، بالتالي الكتائب شعارها انساني ومجبولة بالأخوة، ورغم كل الصعاب التي واجهتها ورغم كل المُحاربة، بقيت اللُحمة بين الكتائبيين.

اشارة الى انه بإمكانكم متابعة الأب الخولي عبر صفحاته التالية بمواقع التواصل الاجتماعي:

Instagram: peretonikhawli

Twitter: ToniKhawli

Facebook: p.tonikhawli

YouTube: Pere Toni Khawli

 

بري هنأ رئيس الجمهورية ورؤساء سابقين وبطاركة وقيادات مسيحية بالميلاد وأبرق الى الملك السعودي معزيا بوفاة الامير طلال

الإثنين 24 كانون الأول 2018/وطنية - أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون مهنئا بعيد الميلاد المجيد. كما اجرى اتصالات، مهنئا بالميلاد، بكل من: البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، الرئيس السابق أمين الجميل، الرئيس السابق ميشال سليمان، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ميشال المر، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، المطران الياس عودة وقائد قوات اليونيفيل اللواء ستيفانو ديل.

برقيات

وتلقى الرئيس نبيه بري برقية من رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور بشير حداد، مهنئا بعيد الإستقلال.

وأبرق الرئيس بري الى العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، معزيا بوفاة الأمير طلال بن عبد العزيز.

كما أرسل برقيات مماثلة الى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والى الامراء الوليد بن طلال، خالد بن طلال وتركي بن طلال.

وأبرق الرئيس بري الى رئيس مجلس النواب الاندونيسي بامبانغ سوساتيو، معزيا بضحايا الكارثة الطبيعية التي ضربت البلاد.

 

كيروز نعى الاب عبو: خسر لبنان أبا مؤسسا للفكرة الإستقلالية المتجددة والفكر المناضل للديموقراطية

الإثنين 24 كانون الأول 2018 /وطنية - نعى النائب السابق إيلي كيروز، في بيان، الاب سليم عبو، فقال: "بحزن كبير، تلقيت خبر وفاة الأب سليم عبو. وفي المناسبة يهمني أن ألقي الضوء على نواح عدة تتعلق بشخص الراحل الكبير ومواقفه في حقبة خطيرة من تاريخ لبنان. فقد خسر لبنان بغياب الأب سليم عبو أبا مؤسسا للفكرة اللبنانية الإستقلالية المتجددة، وقد سبقت الجامعة اليسوعية مع الأب سليم عبو الكثير من القادة السياسيين والمثقفين في "الموقف المقاوم" الذي عبر عنه الأب عبو ومن خلال سلوك جامعي "غاضب". ويأتي هذا الموقف امتدادا لموقف الجامعة من الاستقلال والحريات ومع قامات تاريخية فيها، وقد حول الأب عبو الجامعة اليسوعية الى بيئة حاضنة للمقاومة الفكرية والثقافية في حقبة الوصاية السورية ضد ترهيب وتدجين العقل اللبناني الحر. وفي مواجهة المقولات الإيديولوجية للوصاية، انتقد الأب عبو اللغة اللبنانية الرسمية التي أرادت أن تجعل من القمع والتبعية أمرين عاديين، كما حول الأب عبو عيد شفيع الجامعة في 19 آذار من كل سنة الى محطة سنوية للتذكير والتأكيد، ومن خلال خطاب شجاع، على أن لبنان يجب أن يستعيد كامل استقلاله وسيادة تامة وحرية لا لبس فيها".

ووجه كيروز التحية "باسم كل المقاومين في ذلك الزمن الصعب، الى الروح المتمردة التي دعت في العام 2002 وفي خطاب بعنوان "غضب الجامعة" الى تحويل المعارضة اللبنانية الى مقاومة وطنية حقيقية للإحتلال السوري، كما دعت الى تحدي المحظورات والتعبير عن الرأي، لا سيما في ظل اعتقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتنكيل الذي طاول آلاف الشباب المسيحي واللبناني ومحاولة اختصار الحياة السياسية اللبنانية لمصلحة النظام الأمني. اليوم، لبنان الى ذلك "الفكر المقاوم" لمقاومة وضع اليد على الدولة اللبنانية وللنضال من أجل الديموقراطية اللبنانية التي لا يجب أن تموت".

 

السنيورة نعى الاب عبو: لبنان والعالم العربي خسرا بوفاته ركنا من أركان الحوار والتواصل

الإثنين 24 كانون الأول 2018 /وطنية - اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة، في بيان نعى فيه الاب سليم عبو، أن "لبنان والعالم العربي خسرا بوفاة الأب والأكاديمي المتميز والمفكر المستنير سليم عبو ركنا من أركان الحوار والتواصل والفكر النير والمنفتح والثقافة الواسعة، وهو الذي شكل في سنواته الأخيرة مصدر إغناء للعمل الوطني الحاضن للعيش المشترك، ومدافعا صلبا عن المثل العليا من أجل تعزيز الرقي الحضاري". وقال: "إن الأب عبو لعب دورا كبيرا في لبنان وعلى وجه الخصوص في رفد الحركة الاستقلالية بالدعم والمساندة الفكرية والثقافية وبإصراره على تدعيم النهج الاستقلالي السيادي وفي دفاعه عن الحريات العامة في لبنان وتأكيده الدائم على التميز اللبناني. رحم الله الاب اليسوعي اللبناني الأصيل سليم عبو الذي سيظل بالنسبة للبنان واللبنانيين علما من أعلام الثقافة المستنيرة والعيش المشترك والحفاظ على الدولة ومؤسساتها الديموقراطية".

 

رعد من جزين: لا تزال هناك عراقيل في تأليف الحكومة والحوار هو المخرج

الإثنين 24 كانون الأول 2018 /وطنية - جزين - نظم اتحاد بلديات منطقة جبل الريحان ندوة عن "التعايش الاسلامي المسيحي" بمناسبة عيد الميلاد، في كنيسة بلدة العيشية، في حضور النواب محمد رعد وابراهيم عازار وسليم الخوري، قائمقام جزين يحيى حميدي صقر ورئيس رابطة مخاتير منطقة جزين هادي شلهوب. وتطرق النائب رعد في كلمته الى موضوع تأليف الحكومة، فقال: "لا نقول اننا عدنا الى نقطة الصفر، لكن لا تزال هناك عراقيل في تأليفها"، داعيا الجميع الى "الحوار الذي هو مخرج لحل هذه الازمة".

 

المفتي دريان استقبل السفير السعودي وبحثا في تعزيز التعاون والاخوة بين المملكة ولبنان

الإثنين 24 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في زيارة بروتوكولية، بعد تسلم مهامه الجديدة في لبنان. واكد السفير بخاري، بعد اللقاء،"إن الثقة التي أولاه إياها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هي محل شرف وفخر وإعتزاز"، مشددا على "سعيه الدؤوب لكل ما يصب في مصلحة البلدين الشقيقين لتعزيز التعاون بين المملكة العربية السعودية ولبنان، انطلاقا من العلاقة التاريخية والإخوة التي تجمع الشعبين السعودي واللبناني منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه". بدوره، المفتي دريان، تمنى التوفيق والنجاح للسفير بخاري في مهامه الجديدة، داعيا الى "المزيد من التعاون والتنسيق بين لبنان والمملكة العربية السعودية وبقية الأشقاء العرب وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي". واكد "أهمية الدور السعودي في لبنان والمنطقة في إرساء الاستقرار والأمان في البلدان العربية والإسلامية".

 

العبسي في رسالة الميلاد: لننصر المظلومين وننتصر للحق ونعمل من أجل السلام انطلاقا من عائلتنا ومجتمعنا ووطننا إلى العالم كله

الإثنين 24 كانون الأول 2018 /وطنية - وجه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي رسالة العيد بعنوان "لما بلغ ملء الزمان ... أرسل الله ابنه ... مولودا من امرأة" (غلا 4: 4-7)، وجاء فيها:

"تحتفل الكنيسة اليوم بميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد. قد يبدو حدث الميلاد ردا، جوابا على خطيئة الإنسان الأولى، على خطيئة العصيان والتمرد، وعلى خطيئة محاولة سرقة الألوهة، التي ارتكبها آدم وحواء الإنسانان الأولان، على ما ورد في العهد القديم. لكن المرء يتساءل، كم هي كبيرة هذه الخطيئة حتى جعلت الله تعالى يتجسد لكي يمحوها ويقضي عليها، كم هي ثقيلة حتى جعلت الله تعالى يتدخل بمثل هذا التدخل؟ ألم يكن في مستطاع الله تعالى أن يغفر للانسان ويصفح عنه بطريقة أخرى؟ أن يتدارك خطيئة الإنسان ويتصدى لها ويعالجها بغير هذا الأسلوب؟ بلى. وفي الواقع ليس الميلاد جوابا على خطيئة الإنسان بقدر ما هو استجابة لرغبة أو حلم في الإنسان من جهة وإظهار لإرادة الله من جهة أخرى، بمقدار ما هو تلاقي رغبة الإنسان وإرادة الله، وهما أن يصبح الإنسان مشاركا بالنعمة لله في الألوهة.

يقول القديس بولس في رسالته: " لما بلغ ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني" (غلا 4: 4-7). ماذا يعني بقوله "لما بلغ ملء الزمان"؟ يعني أنه حين حان الأوان. في وسعنا أن نستشف من هذه العبارة أن خطيئة الإنسان لم تكن في أنه حلم أو رغب في أن يصير إلها، بل في أنه أراد أن يكون إلها قبل الأوان الذي حدده الله، وبغير الطريقة التي أرادها الله وبمنأى عن الله. وتكون هكذا خطيئة الإنسان خطيئة طيش وتكبر وادعاء. لكن هذه الخطيئة لن تقضي على رغبته في الألوهة ولا على إرادة الله في إشراكه في هذه الألوهة. فإن الله تعالى كان، برضاه، مصمما على منح الإنسان الألوهة، أخطأ الإنسان أم لم يخطىء، فإن شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر كانتا مزروعتين ومنتصبتين طيبتين للأكل، متعة للعيون، ومنية للتعقل كما ورد في الكتاب المقدس، لكن وقت قطافهما ما كان بعد قد حان. وقد كشف عن هذا التصميم، تصميم الله، الإنجيلي يوحنا بإعلانه: "أما الذين قبلوه، أولئك الذين يؤمنون باسمه، فقد آتاهم أن يصيروا أبناء الله، أبناء لم يولدوا من دم ولا من رغبة جسد، ولا من إرادة رجل، بل من الله" (1: 12 - 13).

إنما أراد الله أن يمنح الإنسان الألوهة بوسيلته هو. وهذه الوسيلة كشف عنها القديس بولس بقوله: "أرسل الله ابنه مولودا من امرأة". وهذه الوسيلة هي ميلاد ابن الله وتجسده. هذا ما تعبر عنه صلواتنا الليترجية بقولها "إن السر الخفي منذ الأزل والمجهول عند الملائكة، قد ظهر للذين على الأرض بك يا والدة الإله. وهو الإله تجسد باتحاد لا اختلاط فيه. وتقبل الصليب طوعا من إجلنا. وبه أقام أول من جبل، وخلص من الموت نفوسنا". وهذا الميلاد غفر خطيئة آدم وحواء ومنحهما البنوة الإلهية معا، في آن واحد، كما يردف القديس بولس بقوله: "ليفتدي الذين تحت الناموس"، أي ليغفر خطاياهم ويصالحهم مع الله، و"لننال التبني"، أي لنصير أبناء الله ووارثين لألوهته. حصولنا على البنوة هو إذن عن طريق ابن الله المتجسد. هذا ما أشار إليه القديس البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته الألف الثالث (رقم 6) بقوله: "إن الله ذاته يتكلم في الكلمة الأزلي الذي صار بشرا. هنا نلمس النقطة الجوهرية التي تميز المسيحية من سائر الأديان التي عبر فيها الإنسان منذ البدء عن سعيه في طلب الله. نقطة الانطلاق في المسيحية تجسد الكلمة. هنا لم يعد الإنسان هو الذي وحده يطلب الله، بل هو الله يأتي بذاته يتحدث للانسان عن نفسه ويهديه سبيل البلوغ إليه". أما السؤال لماذا تم الأمر بهذه الطريقة، وفي هذا الوقت، فإن الجواب عنه، في نظرنا نحن المسيحيين، هو في سر الله العليم والقدير. ولا يسعنا أمام هذا السر إلا أن نعجب ونسبح الله ونمجده بفرح وسلام كما فعلت مريم وكما فعل الرعاة والمجوس. لم يأت السيد المسيح، لم يولد، ليؤسس دينا جديدا يدعو إليه الناس، بل ولد ليبشرنا ببشرى عظيمة: "إني أبشركم بفرح عظيم"، وهذه البشرى هي أننا خلصنا: "ولد لكم اليوم مخلص"، أي صرنا أبناء الله، " وهو المسيح الرب". خلاص الإنسان ليس أن يتخلص من الخطيئة وما تجره عليه وحسب، بل خصوصا أن يرتقي ببشريته كلها ولو لم تكن خاطئة، ليلبس الألوهة. إن الخطيئة لم تمس العذراء. ومع ذلك فإن العذراء قد نالت هي أيضا الخلاص والفداء أي حياة الله، تلك التي منحت لنا نحن أيضا بميلاد المسيح. فإن مشروع الله، إن تدبيره، أكبر بكثير من أن يمحو خطيئة أو يغفر زلة وحسب، بل تبدو إزاءه كل خطيئة هباء لا يذكر. وهذا بين في مثل الابن الشاطر أو كما يسميه البعض أيضا مثل الأب الرحيم. فإن خطيئة الابن هي أنه بطيشه وزهوه استعجل قسمة الميراث كما استعجل آدم وحواء قطف الشجرة. إن الأب قد غفر لابنه حتى قبل أن يعود إليه. لكنه كان راغبا ومريدا خصوصا أن يعود الابن إلى البيت، إلى أحضانه، ليكون معه، ليشركه في كل ما هو له. ما عادت معصية الابن هاجس الأب بل كان الهاجس رجوعه إلى البيت الأبوي.

اجل، بالميلاد تغيرت طبيعتنا، سكن فينا الروح القدس، وصرنا أبناء لله ندعوه "أبا أيها الآب". ولا شك أنه ما من خطيئة مهما عظمت تقدر أن تسقط عنا هذه البنوة. لكن المطلوب منا هو أن نتصرف ونسلك بمقتضى هذه البنوة. علينا أن لا نجعل من هذه البنوة، من هذه الحرية، فرصة للجسد، كما يطلب منا القديس بولس. كذلك، رسالتنا نحن المسيحيين هي بعد اليوم أن نبشر بأبوة الله للبشر وببنوتهم له، وأن نعمل على تجسيدها في العالم بكل مفاعيلها، وأن نحارب كل ما يشوهها، كل ما يقف عقبة دون تجسيدها منذ اليوم وفي كل مظاهر حياتنا ومناحيها. إن أبوة الله للبشر أجمعين تحدد لي كيف أقف منهم وأسلك معهم: إنهم جديرون باحترامي وتقديري ومحبتي وخدمتي وتضحيتي.

بالميلاد شاركنا المسيح في إنسانيتنا وشاركناه نحن في ألوهته. وقد علمنا كيف نسلك بمقتضى طبيعتنا الجديدة هذه. فلنأتم به، فرحين بنعمة الميلاد والبنوة وشاكرين عليها. وكما فعل هو، لننصر المظلومين وننتصر للحق، لنعط الفقراء ولنستقبل المنبوذين والمهمشين، لنحرر المستغلين والمقيدين، لنعمل من أجل السلام انطلاقا من عائلتنا إلى مجتمعنا إلى وطننا إلى العالم كله.أما بعد، أيها المحبوبون، فإن كان ميلاد الرب يسوع المسيح تأليها لنا، فكيف لا نترنم مع الملائكة "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"؟ كيف لا نعلن مع الملاك "إني أبشركم بفرح عظيم ولد لكم مخلص"؟ كيف لا نرحب مع الكون بالطفل الإلهي يسوع المسيح منشدين "المسيح ولد فمجدوه، المسيح على الأرض فارفعوه"؟

بالفرح والسلام، بالترنيم والتمجيد، أصافحكم وأعايدكم طالبا للجميع ميلادا مقدسا.

 

الراعي في رسالة الميلاد: أصحاب الشأن يماطلون منذ 7 أشهر في التأليف ويتفننون في خلق العقد ورجال السياسة منشغلون بمصالحهم وحصصهم

الإثنين 24 كانون الأول 2018 /وطنية - وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي رسالة الميلاد بعنوان: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام" (لو 14:2)"، الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا مقيمين ومنتشرين، في حضور لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، جاء فيها: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام" (لو 14:2)

1 - عندما ولد ابن الله إنسانا في بيت لحم، تحقيقا لتدبير الخلاص، أنشد الملائكة في سمائها: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر" (لو 14:2). إنه نشيد من ثلاث كلمات: مجد وسلام ورجاء. حققها الله وسلمها رسالة لجميع الناس.

فبميلاد إبن الله إنسانا، يسوع المسيح، لخلاص البشر، تمجد الله في السماء؛ ويتمجد في الأرض عندما نصنع السلام في العائلة والمجتمع والكنيسة والدولة، ونزرع الرجاء في القلوب.

يسعدني أن أبادلكم بإسم الأسرة البطريركية أطيب التهاني بالميلاد المجيد، وأخلص التمنيات للسنة المجيدة 2019، انتم أيها الإخوة والأخوات، السادة المطارنة والرؤساء العامون والرئيسات العامات، وأشكركم على هذا التقليد في إحياء الصلاة معا، وعلى الكلمة اللطيفة التي القاها بإسمكم قدس الأرشمندريت إيلي معلوف. كما أقدم هذه التهاني والتمنيات لأبنائنا وبناتنا وسائر الإخوة والأخوات في لبنان والأراضي البطريركية وبلدان الإنتشار، ولجميع الذين راسلونا أو شرفونا إلى الكرسي البطريركي في هذه المناسبات السعيدة.

ما هو السلام؟

2 - في الميلاد يعتلن يسوع المسيح أنه "أمير السلام" بحسب نبوءة أشعيا (أش 6:9)، وأنه "سلامنا" بشهادة بولس الرسول (أفسس 14:2) وأنه "هبة الرجاء" المسكوبة في القلوب، كما أنشد الملائكة. وقد استودعنا سلامه هبة لكي ننشره ونبنيه. وجعله شرطا لنستحق البنوة لله، كما أعلن في إنجيل التطويبات، دستور الحياة المسيحية: "طوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون" (متى 9:5). علم القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون في رسالته العامة "سلام على الأرض" أن السلام الحقيقي الشامل والدائم هو الذي "يتأسس على الحقيقة، ويُبنى وفقا للعدالة، وينتعش بالمحبة، ويتحقق بالحرية" (الفقرة 89).

3 - هذا يعني أن الله هو مصدر السلام، وأن كرامة الإنسان مرتبطة بصنع السلام. في الكتاب المقدس، "السلام" لفظة تحتوي جميع أنواع الخيرات الروحية والمادية والمعنوية والاجتماعية التي يغدقها الله على البشر. فهو العيش الهنيء والطمأنينة والازدهار والنجاح ومسالمة الأعداء. بفضل هذه المعاني، أصبح السلام صيغة للتحية والدعاء في الاستقبال واللقاء والوداع. وكذلك في ليتورجيا القداس، عندما يوجه الكاهن تحية "السلام معكم" أو "الرب معكم" كما في الطقس اللاتيني، إنما ينقل الدعاء بأن يكون المسيح مع الجماعة، ويسكب عليها ثمار الفداء.

4 - السلام هدف يتوق إليه كل إنسان وكل جماعة، إذ لا حياة سعيدة بدونه: يتوق إليه الخاطئ سلاما روحيا مع الله والجماعة، ويتوق إليه الجائع والعطشان والفقير والمريض سلاما اجتماعيا، ويتوق إليه الجيل الطالع سلاما ثقافيا وتربويا، ويتوق إليه المواطنون سلاما سياسيا واقتصاديا وأمنيا. إذن ليس السلام فقط انتفاء الحرب، وليس على الإطلاق سطوة الظالم على المظلوم، والقوي على الضعيف، وحامل السلاح على الأعزل.

الكنيسة صانعة السلام

5 - إن الكنيسة المعنية بالإنسان من كل جوانبه وبخير المجتمع، تحمل قسطا وافرا من صنع السلام بمحبتها الراعوية. فروحيا، تبني الجماعة على أساس الإيمان والرجاء والمحبة، وتتعهد نقل كلمة الله معلمة الحقيقة بالكرازة والتعليم، وتُعنى بتقديس النفوس عبر توزيع نعمة الأسرار. واجتماعيا، تُنشئ مؤسسات خيرية، ومدارس، وجامعات، ومستشفيات، ومستوصفات، ومراكز متخصصة لذوي الاحتياجات من أطفال ومسنين ومعوقين ويتامى، وتسخو في الحفاظ عليها وتطويرها من أجل خدمة أوفر وأشمل. وإنمائيا، تساهم في النمو الإقتصادي بتفعيل ممتلكاتها، وتوفير فرص عمل في مؤسساتها لأكثر عدد

ممكن من المواطنين.

6 - والكنيسة بكل ذلك تصنع السلام المؤتمنة عليه من المسيح مؤسسها. فكما أنه بميلاده إنسانا جعل الإنسان، كل إنسان، طريقه الأساسي، كذلك الكنيسة تواصل سلوك هذا الطريق برسالتها الروحية والاجتماعية والانمائية. فتعتني بالإنسان في كل مكونات حياته: "تقف على حالته وتحفز طاقاته، تنبه لما يتهدده من أخطار؛ تحرره من كل ما يحول دون أن تصبح حياته أكثر هناء، تعمل على تعزيز مقومات كرامته، تعتني بشخصه وحياته العائلية والاجتماعية والثقافية والوطنية. ذلك أن مصير الإنسان مرتبطٌ بالمسيح ارتباطا وثيقا لا ينفصم، في ولادته وموته، وفي دعوته في الحياة، وفي خلاصه الأبدي" (راجع البابا يوحنا بولس الثاني: فادي الإنسان، 14).

الدولة وسياسة السلام

7 - لكن الكنيسة تحتاج إلى التعاون مع الدولة التي من واجبها الأول تأمين ما يتوجب عليها تجاه المواطنين من حقوق أساسية هي مصدر سلامهم. فكيف يتمتعون بالسلام، إذا حرموا الحق في العمل كضرورة معيشية وتحقيق للذات، ومن الحق في السكن للدفء والاستقرار، ومن الحق في إنشاء عائلة كحق طبيعي للحياة السعيدة والإنجاب، ومن الحق في الطبابة لحماية الصحة من المرض، ومن الحق في الغذاء لتعزيز سلامة الجسد والنشاط، ومن الحق في التعليم والثقافة لنمو المواهب والإسهام في تقدم المجتمع (راجع النص المجمعي: الكنيسة المارونية والشان الإجتماعي، الفقرات 22-24).

أجل، حرمان أي من هذه الحقوق إنما يحرم أصحابها من أن ينعموا بالسلام، ويتذوقوا طعم الرجاء الذي لا يخيب. أما تأمينها فتمجيد لله. ذلك "أن مجد الله الإنسان الحي المحرر من كل ما يعوق نموه البشري والروحي" (القديس ايريناوس، الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان، 100). إن السياسة وجدت وأقيمت على مقدرات الدولة ومرافقها ومالها العام، من أجل تأمين هذه الحقوق لجميع المواطنين. وهي ترتكب خيانة بحقهم، إذا أهملت واجبها، أو ما هو أفظع، إذا تآكلها الفساد، وراح أصحابها يحللون كل السبل من أجل مصالحهم الخاصة ومكاسبهم غير المشروعة.

لا يحق للجماعة السياسية إهمال هذه الحقوق التي هي واجبات عليها، ولا حجب مساندتها للمؤسسات الكنسية التي تشارك الدولة في هذه المسؤولية الجسيمة، وتحمل عنها قسطا وافرا من هذه الواجبات، ولا يحق للمسؤولين في السلطة العامة التلكؤ عن أداء ما يتوجب على الدولة تجاه هذه المؤسسات من مستحقات مالية في وقتها، حماية لنشاطاتها في خدمة المواطنين، فيما هم يحمون الفساد والمفسدين، وتبديد المال العام، ويدعون بأن الخزينة فارغة، وأنهم إذا دفعوا المستحقات، فهم يسجلون ديونا إضافية على الدولة. ومع ذلك ما زال أصحاب الشأن يماطلون في تأليف الحكومة منذ سبعة أشهر، ويتفننون في خلق العقد في كل مرة تصل الحلول إلى خواتمها. وهم غير آبهين بالخسائر المالية الباهظة التي تتكبدها الدولة والشعب اللبناني. أليس هذا جريمة؟ هذا ما أثار غضب الشعب أمس، فقاموا بتظاهرات محقة، لا أحد يعرف عواقبها الوخيمة، إذا استمر السياسيون المعنيون في مناوراتهم؟

8 - إن السلام المنتظر من السياسة السليمة هو "الإنماء الإنساني الشامل الذي هو الإسم الجديد للسلام"، كما كتب القديس البابا بولس السادس في رسالته العامة "ترقي الشعوب" (الفقرة 87). أجل، "الإنماء هو الطريق المؤدي إلى السلام" (الفقرة83).

أين نحن في لبنان من هذا السلام الحقيقي، والمسؤولون السياسيون يمعنون في ضرب نمو الإنسان والمجتمع والدولة؟ لقد أنتجت ممارستهم السلبية المأزومة للعمل السياسي، أزمة إقتصادية واجتماعية ومعيشية خانقة حتى بلغت بثلث الشعب اللبناني إلى الأدنى من مستوى الفقر، وبثلاثين بالمئة من شبابنا وقوانا الحية إلى حالة البطالة، وفتحت واسعا باب هجرة الوطن حسيا ومعنويا. وبسبب الفساد المستشري في الوزارات والإدارات العامة وتعطيل الحركة الإقتصادية وصلوا بمالية الدولة إلى حالة خطرة مع تزايد العجز وتراكم الديون. ومن جراء عدم الجدية والاتفاق على وضع خطة واعية لعودة النازحين واللاجئين إلى بلادهم، ثقل أكثر فأكثر عبئهم الإقتصادي والإجتماعي والأمني على لبنان وشعبه.

تساؤلات

9 - وما القول عن الخوف من حرب جديدة مع إسرائيل، والدولة لا تمتلك أحادية السلطة والسلاح، لكي تخرج لبنان من ساحة الصراع في المنطقة؟ فميثاقيا ودستوريا ودوليا لا تستطيع الدولة اللبنانية التخلي عن دورها في تنفيذ القرارات والسياسات الدولية وبخاصة النأي بالنفس وتطبيق القرار 1701. ولا يحق لها التنازل لأي طرف عن حقها وواجبها بالقرار الأوحد في قضية الأمن القومي اللبناني وفي السياسة الخارجية والعلاقات الدولية.

ونتساءل أين هي مسؤولية رجال السياسة عندنا، المنشغلين بمصالحهم وحصصهم، عن حماية دولة العيش المشترك والميثاق، فيما الممارسة الكيدية والغدارة الطائفية والمذهبية في الإدارات العامة، والجامعة اللبنانية، والأمن الداخلي تجنح بالدولة إلى غير طيب العيش معا الذي أردناه ركيزة أساسية لديمومة وطننا وعقدنا الإجتماعي، وإلى غير مشروعنا اللبناني المحب للإنسان والحريات والسلام في دولة مستقلة قادرة وحدها على حماية مواطنيها، وفرض طاعتهم لها. أين هم من تطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا، وقد مضى عليه ثلاثون سنة، وأرادوه مدخلا لإعادة بناء الدولة عبر توسيع المشاركة في الحكم والإدارة، وتعميمها ونشر اللامركزية الإدارية الموسعة والإنماء الشامل؟

لقد اعتبر البعض أن اتفاق الطائف آلية تعويض عن الماضي، والبعض الآخر أنه شهادة تطويب استراتيجي وسياسي لأجزاء من لبنان، والبعض الآخر أنه سماح للتمتع بخيرات البلاد. قليلون هم الذين أدركوا أن التعددية الدينية والثقافية تجربة صعبة وحساسة تستوجب إتقانها بعنايةٍ وصبرٍ، والتقدم بها نحو المواطنة، وصولا إلى وطنٍ تسوده الثقة المتبادلة، بحيث لا يخاف أحد من أحد، بل يستطيع الكل تحقيق ذاته. ولا بد من تصحيح مسار خطر قوامه تطبيق لاتفاق الطائف والدستور حسب موازين القوى، وهذا مخالف لهما، ويرمي البلاد في أزمة تعيدها إلى الوراء على مختلف الأصعدة، لدى كل استحقاقٍ لتشكيل حكومة وانتخاب رئيسٍ للجمهورية. فلا يجوز أن تطل علينا من حين إلى آخر نسخة جديدة مشوهة لاتفاق الطائف.

دعاء

10 - "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام" (لو 14:2). هذا النشيد هو نشيدنا اليوم، نشيد كل إنسان وشعب. كلنا مدعوون لتمجيد الله، خالقنا ومخلصنا ومعيلنا، من خلال صنع السلام في أرضنا، في العائلة، والمجتمع، والكنيسة، والدولة، ومن خلال زرع الرجاء في القلب. هذا هو دعاؤنا لكم يا أبناء كنيستنا وسائر الكنائس وأبناء وطننا الحبيب، مقيمين فيه وفي المشرق، ومنتشرين في القارات الخمس. لكم أطيب التهاني بالميلاد المجيد، وأخلص التمنيات بالسنة الجديدة 2019. ولد المسيح هللويا".

معلوف

ثم تلا الاب العام الارشمندريت ايلي معلوف بإسم الحاضرين، كلمة جاء فيها:" الطفل الذي نصب خيمته بيننا ثم حولها الى مسكن، حجارته نحن، ابناء "جسده السري" اراد ان يكون وايانا شخصا واحدا، فعيد الميلاد اذن هو ميلاد الالوهة في الانسان، وهو بالتالي عيد ميلادنا جميعا فيه، فنحن لا نفرح لميلاد الاله طفلا بشريا وحسب، بل لميلاد الانسان في الالوهة كذلك، ونحن لا نعيد لحدث مضى، تجاوز تاريخ عبوره الالفية الثانية، بل لنعمة تتوالى مع ثواني الزمن وتتأصل في الصالحين منا، هي نعمة الاتحاد به، وهل احق من المكرس بان يكون مستودعا لنعمة تقربنا يوما بعد يوم وسنة بعد سنة من اله المحبة".

أضاف: "فإلى الطفل الالهي المضجع في مذود تتوجه، في مثل هذه الايام من كل عام، نفوس الملايين من البشر، من مفكرين وعلماء، ومن عظماء الارض والمساكين روحا، يحلل الفقهاء فلسفيا تجسد الاله، فلا يرونه منطقيا، فينبذون الفكرة من اصلها، بل يحولون مفاهيم ميلاد المسيح العميقة الى مظاهر يستدرجون بها النفوس الضعيفة الى مهاوي الهلاك، ويدرس الفلكيون علميا قول الانجيل ان نجما قاد المجوس يوما من بلادهم الى مدينة بيت لحم، فيخطئون برواياتهم المتناقضة مناهج العلم القويم، ويغلفونها بالوان الرياء ويسمونها هدايا العيد، أما التجسد الالهي فيبقى الحقيقة الوحيدة والثابتة لان للحقيقة لونا واحدا، وان عظماء الارض يستهينون بحكمة تقول: ان تواضع الكبير، عن محبة ارفع درجات العظمة او عظمة العظمة، اما الفقراء روحا او الودعاء القانعون بعوزهم، والمحزونون لرؤيتهم الشر يتفاقم وملكوت الله ينحصر متقهقرا والجياع والعطاش الى البر، والرحماء الذين يزيد برهم على بر العدل، واطهار القلوب قاهرو شهوات العين والمسالمون المصلحون بين الناس، هؤلاء كلهم يرون في طفل المذود العظمة الحقة فيهتفون "ليصمت كل بشر ولا يفكر في نفسه بشيء مطلقا، وليكف العقل البشري كيلا عن التفكير، ان استطاع، فحكمته ازاء حكمة الاله، المحبة او إله المحبة فهو القريب الاقرب الى القلوب والبعيد الابعد عن ادراك العقول. وان معجزات المحبة لتمحق محقا القوى العقلية فتتساوى عظمة المحبة مع معجزات الخلق والجبروت".

وتابع: "الى مغارة بيت لحم لنا موعد، نحن الفقراء روحا، لنجدد ولاءنا للطفل الالهي وكنيسته ولرهبانياتنا ورسالتنا في البشارة، لا في الميلاد وحسب، بل في كل يوم من ايام السنة الجديدة القديمة خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلدان الشرق الاوسط والكنيسة الشرقية المحفوفة بالاخطار والمخاوف، لاننا نؤمن كما تقول الرسالة التي وجهها بطاركة الشرق الكاثوليك هذا العام، الى مؤمنيهم، بأن الله هو سيد التاريخ وهو يرعانا ويرعى كنيسة الشرق، اذ اننا نؤمن يسوع المسيح القائم من الموت والمنتصر على كل شر. وبناء على ايماننا هذا نقول: سوف يبقى في الشرق مسيحيون يحملون انجيل ربنا يسوع المسيح ويشهدون لقيامته المجيدة ولو بقينا عددا قليلا اي ملحا ونورا وخميرة كما قال لنا السيد المسيح. فهمنا امعن القهر لن ينفذ الصبر، فنحن ابناء مواسم التعب ودليلنا الحب والايمان والرجاء".

وقال: "ها إنني، باسم الرئيسات العامات والرؤساء العامين والاقليميين اتقدم من غبطتكم بواجب المعايدة، والخضوع البنوي، متمنيا ان تمر مواسم الاعياد ونحن نشعر بتدفق النعم علينا، وان يكون العام الذي هلت بشائره عام سلام وبركات سماوية على مشرقنا الحبيب ووطننا لبنان والكنيسة وجميع ابنائها".

بعد ذلك، توجه المطارنة والحضور الى الصالون حيث تقبل البطريرك التهاني بالعيد.

 

 

/بعض جديد موقعي الألكتروني لليوم 25 كانون الأول/18

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

Christmas Righteous Duties and Obligation
 Elias Bejjani/December 25/18

 http://eliasbejjaninews.com/archives/70342/elias-bejjani-christmas-righteous-duties-and-obligation

 

الياس بجاني/بالصوت والنص تأملات إيمانية في ذكرى الميلاد المجيد

http://eliasbejjaninews.com/archives/70308/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-2/

 

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى الميلاد المجيد/25 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للاستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliaschristmas18.wma

 

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى الميلاد المجيد/25 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات
http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliaschristmas18.mp3

 

واجباتنا الإيمانية في ذكرى الميلاد المجيد

الياس بجاني/25 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70308/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-2/

 

 

معاني الميلاد المجيد

الكولونيل شربل بركات/25 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70326/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84-2/

 

 

بين تغريدة ترمب والحاجة إلى التوازن

سام منسى/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70355/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d9%85%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84/

 

لا نريد حكومة من هؤلاء

عقل العويط/النهار/24 كانون الأول 2018 

http://eliasbejjaninews.com/archives/70357/%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%8a%d8%b7-%d9%84%d8%a7-%d9%86%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%87%d8%a4%d9%84%d8%a7%d8%a1/

لم نعد نريد حكومة. لم نعد نريد حكومة من هؤلاء. لم نعد نريد هؤلاء.

 

Hizbullah Opponents In Lebanon: The Organization Is Subjecting Lebanon To Iranian Patronage, Preventing Formation Of Government In Retaliation For U.S. Sanctions
 
معارضو حزب الله في لبنان: المنظمة تخضع لبنان لرعاية إيرانية وتمنع تشكيل الحكومة انتقاماً من العقوبات الأميركية على إيران
 C. Jacob and H. Varulkar/MEMRI/December 24/18

 http://eliasbejjaninews.com/archives/70359/c-jacob-and-h-varulkar-memri-hizbullah-opponents-in-lebanon-the-organization-is-subjecting-lebanon-to-iranian-patronage-preventing-formation-of-government-in-retaliation-for-u-s-sanctions-%D9%85/

 


 Analysis/Outgoing Israeli Army Chief Sends Stark Message to Politicians: Bluster Won't Stop Terror
 
تحليل سيلسي من الهآرتس بقلم عاموس هاريل:رسالة رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته يقول للسياسيين بأن التبجح لا يوقف الإرهاب
 Amos Harel/Haaretz/December 24/18
 http://eliasbejjaninews.com/archives/70362/amos-harel-haaretz-outgoing-israeli-army-chief-sends-stark-message-to-politicians-bluster-wont-stop-terror-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84/