المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december24.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حكام وسياسيين وأحزاب فجعانين

الياس بجاني/انبطاح مذل وفقدان للكرامة والذات

الياس بجاني/اللقاء التشاوري عدة شغل لاهية .. طروادية بإمتياز

الياس بجاني/من علامات نهاية الزمن

الياس بجاني/فاقد الشيء لا يعطيه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الرئيس السابق لجامعة القدّيس يوسف في ذمة الله

الأب سليم عبو: نفخ في طلاب الجامعة اليسوعية روح الحرية والنضال ولم تقوى عراضات المنظومة الأمنية اللبنانية-السورية على اسكاته/خليل حلو/فايسبوك

روح الحرية اليوم في حداد على الدكتور سليم عبو/ادمون الشدياق/فايسبوك

 نديم الجميّل: الأب سليم عبو، أب المقاومة الثقافية والفكرية اللبنانية

ريفي لـ"الجمهورية": نحن امام معالم انقلاب

"الثلث المعطّل" يعطّل الحكومة اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/12/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فادي جريصاتي في عشاء قومي قواتي: كنعان خارج الحكومة

الحريري واللقاء التشاوري والشاعر أبو دلامة

قوى «8 آذار» تحمّل جبران باسيل مسؤولية عدم تشكيل الحكومة وتراجع حظوظ تأليفها قبل رأس السنة... وسحب اسم جواد عدره من

تظاهرة رياض الصلح تنفلت في شوارع بيروت

“باريس الشرق” تتمثَّل بباريس الغرب… شعب لبنان “قَرِفَ” من “الفَلَتان”

تظاهرات "معيشية" حاشدة تجتاح بيروت ومدناً جنوبية تُطالب برحيل الطبقة السياسية و"إسقاط النظام"

تكسير محال في الحمرا… وقيادة الجيش تحذِّر المتظاهرين

التيار” يدعو “حزب الله” إلى إعلان رفضه حصول الرئيس على “الثلث المعطل”

عون "مستاء جداً" ويرى أن ثمة قراراً بمنع تشكيل الحكومة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب بحث وأردوغان تنسيق الانسحاب الاميركي من سوريا

علي المملوك زار القاهرة وإلتقى نظيره المصري

القوات الأميركية تتفرغ لوجودها في العراق بعد الانسحاب من سوريا

واشنطن تطمئن بغداد بشأن الانسحاب من سوريا

أميركا وتركيا تتبادلان الخرائط لـ «ترتيبات ملء الفراغ» السوري وواشنطن تستضيف اجتماعاً في 8 الشهر المقبل... والأكراد يطلبون استمرار الحظر الجوي

الرئيس الفلسطيني يتهم إسرائيل بإضعاف الوجود المسيحي وقال في رسالة أعياد الميلاد إنهم يهاجرون بسبب الظروف الصعبة

عباس يعلن حل المجلس التشريعي واتهم «حماس» بإثارة الفوضى في الضفة وتعهد بتحدي الولايات المتحدة في مجلس الأمن

إيران تحرم 30 ألف سني من صلاة الجمعة

تركيا تتحدى مجدداً وترسل تعزيزات عسكرية للحدود السورية

إسرائيل: الانسحاب الأميركي من سوريا مهم ولكن لا داعي للمبالغة في تأثيره

“واشنطن بوست” تعترف: الدوحة وجّهت جمال خاشقجي لمهاجمة السعودية وماكرون رفض هدية ثمينة من أمير قطر

مصر: مدير جديد للمخابرات الحربية واستنفار لتأمين أعياد الكنيسة

رئيس مكتب الأمن الوطني السوري زار القاهرة بدعوة من عباس كامل

مئات القتلى بـ«تسونامي» في إندونيسيا

تحذيرات من أزمات مالية عالمية بـ2019

محكمة يابانية تمدد فترة توقيف كارلوس غصن حتى الأول من يناير المقبل

إدانة أممية لروسيا بـ«انتهاك حقوق الإنسان» في القرم

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عبدالرحيم مراد عرّاب "سنّة حزب الله" الذي لا يقبّل يده أحد/صلاح تقي الدين/العرب

بين حزب الله وإسكوبار الشامي على الكولومبي/علي صالح الضريبي/ايلاف

طهران... وماتيس... واستقرار للمنطقة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

إنسحاب ترامب:هذيان أم نبوغ/ساطع نور الدين/المدن

ترامب كرمزٍ للاخفاق الاميركي/لوري كينغ/المدن

واشنطن تنسحب... وموسكو تملأ/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

السفينة التركية ورصاصة لكل ليبي/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

إنصاف السّادات/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

الجهل والجهالة والجاهلية… أعداء لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

الجهل والجهالة والجاهلية… أعداء لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: مقتنعون اكثر فاكثر بوجوب تشكيل حكومة مصغرة واي واحدة تتألف على اساس خلافات ستزيد النزاعات فاتقوا الله بعباده

الراعي يوجه غدا رسالة الميلاد من بكركي

القوات اللبنانية نعت سليم عبو: اليوم ينكس علم من أعلام الفكر الملتزم والموقف الحر والثقافة المبدعة في لبنان والشرق

نقابة المصورين الصحافيين: لتحقيق شفاف بما تعرض له بعض المصورين خلال تحركات اليوم

حزب الله: للمرة الألف لا يوجد مصادر في الحزب أو مصادر قريبة منه

علوش: الحكومة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار

السنيورة: ننظر بامل كبير الى تأليف حكومة الانقاذ التي عليها مسؤوليات كبرى تتطلب قرارات شجاعة وآن الآوان لأن نعيد الاعتبار للقانون والدستور

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة

انجيل لوقا/الإصحاح الثاني/من01حتى14/ وفي تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والي سورية فذهب الجميع ليكتتبوا، كل واحد إلى مدينته فصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم، لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفا عظيما فقال لهم الملاك: لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب وهذه لكم العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حكام وسياسيين وأحزاب فجعانين

الياس بجاني/22 كانون الأول/18

يلي ما بدو شي لنفسه هو أقوى شي، ولأن الحكام والأحزاب فجعانين ويريدون كل شي لأنفسهم فهم أضعف شي، أما القوي فهو المحتل اللاهي.

 

انبطاح مذل وفقدان للكرامة والذات

الياس بجاني/22 كانون الأول/18

التملق الذمي للسعودية وللعروبة من بعض السياديين وال 14 آذاريين بات مؤذ ليس فقط للبنان ولهويته بل للسعودية ولكل ما هو عربي.

 

اللقاء التشاوري عدة شغل لاهية ..طروادية بإمتياز

الياس بجاني/20 كانون الأول/18

اللقاء التشاوري كذبة اخترعها حزب الله واستعملها لسرقة وزير سني وها هو الآن ينعيه ويعريه ويدفنه..عبرة لمن يعتبر!!

 

إنه فعلاً زمن مّحل وقحط

الياس بجاني/19 كانون الأول/18

لا أمل ولا رجاء من جماعة الصفقة الخطيئة فقد ادمنوا التنازلات المذلة على خلفية مداكشتهم الكراسي بالسيادة..إنه فعلاً زمن مّحل وقحط.

 

من علامات نهاية الزمن

الياس بجاني/17 كانون الأول/18

عندما تنقلب معايير أي مجتمع ويصبح فيه العهر فخراً والخير شراً والشر خيراً والدنيء بطلاً والشريف عميلاً فقل على أهله السلام.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الرئيس السابق لجامعة القدّيس يوسف في ذمة الله

الجمهورية/الأحد 23 كانون الأول 2018

غيّب الموت ظهر اليوم الرئيس السابق لجامعة القدّيس يوسف في بيروت الأب سليم عبو اليسوعيّ، عن عمر ناهز 90 عاما.

وولد سليم عبو في بيروت سنة 1928، ودخل الرهبنة اليسوعيّة في فرنسا سنة 1946 حيث تابع علومه الأدبيّة والفلسفيّة واللاهوتيّة.

ونال شهادة الدكتوراه في الآداب سنة 1961، ونتيجة  إغلاق العهد العالي للآداب، أسّس كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة سنة 1977 وظلّ عميدها حتى سنة 1992.

تولّى رئاسة جامعة القدّيس يوسف في بيروت من حزيران سنة 1995 إلى شباط 2003. وشغل منصب منسّق شبكة "ثقافات ولغات وتطوّر" المنبثقة عن الوكالة الجامعيّة للفرنكوفونيّة من حزيران 1993 إلى شباط 1999.

وركّز البروفسور عبو أبحاثه على التقاء الحضارات في العالم، ومظاهر التثاقف، والصراعات حول الهوّية، والتعددية الثقافيّة والمواطنة.

 

الأب سليم عبو: نفخ في طلاب الجامعة اليسوعية روح الحرية والنضال ولم تقوى عراضات المنظومة الأمنية اللبنانية-السورية على اسكاته

خليل حلو/فايسبوك/23 كانون الأول/18

في حقبة الإحتلال السوري الكامل للبنان (1990 - 2005) هناك أصوات عجز الإحتلال عن اسكاتها ومنها صوت رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت (الجامعة اليسوعية) الأب سليم عبو في حينه. خطبه في المناسبات الجامعية اصبحت وثائق تاريخية للأجيال القادمة لتتعلم كيف تكون صناعة الحرية والحفاظ عليها. حافظ الأب عبو اليسوعي على شعلة الحرية وعلى ثقافة الدولة في وقت كان "قبضايات" زماننا الحاضر اما صامتين استسلاماً او خوفاً أو رضوخاً ومنهم من انقلب على نفسه. صوت الأب سليم عبو اليسوعي كان صوتاً لبنانياً بامتياز نفخ في طلاب الجامعة اليسوعية روح الحرية والنضال ولم تقوى عراضات المنظومة الأمنية اللبنانية-السورية على اسكاته كما لم تستطع اسكات جريدة النهار ونقابة المحامين وجريدة الأوريان - لوجور ولاحقاً طلاب الحرية الذين تجرأوا وتظاهروا ضد الإحتلال السوري وهم ايضاً دخلوا التاريخ الذي سيلفظ حتماً من انقلب على القيم التي حمل لوائها الأب سليم عبو. الأب عبو والأب شاموسي رئيسين لجامعة عمرها 145 سنة كانت حصناً لبنانياً عريقاً للحريات وستبقى. الأب سليم عبو اليسوعي رمز الحرية تحت الإحتلال السوري.

 

روح الحرية اليوم في حداد على الدكتور سليم عبو

ادمون الشدياق/فايسبوك/23 كانون الأول/18

روح الحرية اليوم في حداد على الدكتور سليم عبو واحد من اعز ابنائها واقربهم الى قلبها. نم قرير العين يا استاذنا فمصباحك يشتعل في قلوبنا وقلب كل مؤمن بحرية الانسان. منارة كنت في عصور الظلمة والغلبة والاحتلال، وقدموس العنفوان والكرامة في عصور بيع المباديء والقضايا، وبطرس الايمان والالتزام عندما تخلى الكل عن السيد وصلب لبنان. نم قرير العين فمصباحك يشع نور على تلة يضيء علينا ويهدينا من جديد الى درب القضية والحرية والعنفوان.

 

نديم الجميّل: الأب سليم عبو، أب المقاومة الثقافية والفكرية اللبنانية

23 كانون الأول/18/صدر عن النائب نديم الجميّل البيان التالي: بصمت مُهيب، غادرنا اليوم الى جوار الرب الأب سليم عبو رئيس الجامعة اليسوعية السابق، الذي آمن بربه كرسول سلام وآمن بلبنان وطن الحرية والسيادة والاستقلال ورسالة السلام.

كان رحمه الله، رجل فكرٍ ورجل دين . لذا لقّبه البعض بأب المقاومة الثقافية والفكرية إنطلاقاً من مواقفه الوطنية التي دعت الطلاب والشباب للتعبير عن آرائهم بحرية بعيداً عن الغوغائية، وقد كان مؤمناً بما قام به بشير من إصلاحات قُبيْل تسلّمه مقاليد الحكم، مما دفعه لإصدار كتابه الشهير: Bachir, ou l’Esprit d’un Peupleشارحاً فيه ومُحللاً المواقف الوطنية التي إعتمدها بشير في مسيرته النضالية. الأب سليم عبو، يفتقده الشباب والمثقفون اللبنانيون ونفتقده نحن، قيمةً فكرية وأدبية ووطنية، أعطت طابعاً مُميّزاً للحركات الوطنية عبر دفعه الشباب للمشاركة بثورة الأرز عام 2005 من أجل المطالبة بالخروج السوري من لبنان ليستعيد لبنان دوره الريادي في نشر ثقافة الديمقراطية والحرية. رحل الأب سليم عبو، في غمرة أزمة لبنان الوجودية وقبيل عيد ولادة المسيح، تاركاً لنا إرثاً ثقافياً وفكرياً عظيماً، رحل الى جوار الرب والقديسين والشهداء بصمت وهدؤ. قال كلمته ومشى.

رحمه الله.

 

ريفي لـ"الجمهورية": نحن امام معالم انقلاب

الأحد 23 كانون الأول 2018

إعتبر اللواء اشرف ريفي ان ما يحصل اليوم فضيحة بكل المقاييس، في بلد ينهار اقتصاده ويعطل الدستور فيه وتفرض أعراف جديدة هجينة لم نشهدها من قبل.

واكد في حديث لـ"الجمهورية" ان ليس الطائف والدستور في خطر بل لبنان كله مقبل على انهيار بفعل ممارسات القوى المعطلة التي تخرج أرنباً من القبعة كل يوم لتمارس التعطيل. وسأل: هل الهدف تحويل لبنان دولة فاشلة، وهدم ما تبقى من اقتصاده وعملته الوطنية، وحرمان الناس لقمة العيش؟ واستذكر ريفي ما تعرض له الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 1998، قائلاً: "حين وجهت له رسائل واضحة لإخراجه، ومنها اشاعة كاذبة ومسمومة، وطلب منا الاستقصاء عن مصدرها، فتبين انه مرتبط بالوصاية السورية، واعتبرها الرئيس الحريري اشارة سلبية واستعد للمواجهة، وما ان انتهك الدستور في الاستشارات حتى قال كلمته، وخرج ليحقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات النيابية".

وقال: "هناك قوة قاهرة هي وصاية ايران تمنع تشكيل الحكومة، وبغض النظر عن التفاصيل والاعداد والهندسات الوزارية،فإن ايران تساوم على ورقة تشكيل الحكومة، من خلال تحديد احجام حلفائها، واجبار خصومها على الانصياع لشروطها السياسية. واذا استمر هذا المسار فسيؤدي الى انهيار لبنان،نحن امام معالم انقلاب كبير والمطلوب اليوم عملية جراحية وطنية، تؤدي الى تشكيل حكومة مصغرة، تتعهد بتنفيذ برنامج اانقاذي امام اللبنانيين، او حكومة كفاءات تؤدي نفس المهمة، وغير ذلك فإن مسلسل التعطيل والتخريب سيستمر لو تشكلت الحكومة بالصيغة المطروحة، وهذا يعني أنه لن يمكن البدء بأي اصلاح او انقاذ حتى بالحد الادنى". وختم: "ليس الدستور فقط في خطر بل لبنان كله يتعرض لأزمة وطنية لا يمكن الخروج منها الا بتشخيص صحيح للمشكلة ومواجهتها أياً كانت التحديات".

 

"الثلث المعطّل" يعطّل الحكومة اللبنانية

العرب/24 كانون الأول/18

بيروت - عادت أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية إلى نقطة البداية بعد فشل صيغة التسوية التي عمل من أجلها اللواء عبّاس إبراهيم المدير العام لجهاز الأمن العام اللبناني.

وكان “الثلث المعطّل” في الحكومة والجهة التي تتحكّم به وراء تعطيل التسوية التي قضت بتمثيل النواب السنّة الستة التابعين لـ“حزب الله” في الحكومة عبر وزير من خارج الكتلة التي شكلوها على أن يكون هذا الوزير من حصّة وزراء رئيس الجمهورية ميشال عون في الحكومة.

وذكرت مصادر سياسية أنّ الخلاف على الموقف الذي سيتخذه هذا الوزير في حال حصول تصويت داخل مجلس الوزراء كان وراء انفراط عقد التسوية التي سعى إليها مدير جهاز الأمن العام. وكشفت أن الوزير في الحكومة المستقيلة جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ورئيس “التيار الوطني الحر” أصرّ على أن يكون جواد عدره المحسوب على حصة ميشال عون في الحكومة عضوا في تكتل “لبنان القوي”. ويشكل “التيار الوطني الحرّ” العمود الفقري لتكتل يحمل اسم “لبنان القوي” يضم نوابا ووزراء حاليين ووزراء سابقين محسوبين على ميشال عون وخطه السياسي. وأوضحت المصادر السياسية أن هدف باسيل يتمثل في جعله يمتلك أحد عشر وزيرا في الحكومة، أي ما يسمّى “الثلث المعطّل” الكفيل بإسقاط الحكومة في أي وقت بمجرد تقديم الوزراء الذين ينتمون إلى هذا الثلث استقالاتهم.

وأشارت إلى أنّ التطوّر الأخير على صعيد تشكيل الحكومة اللبنانية أدى إلى غضب رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي كان طرح اسم رجل الأعمال جواد عدره ليكون الوزير السنّي الذي يمثل نواب حزب الله السنّة في الحكومة. وقالت إن برّي الذي يتزعّم حركة “أمل” مستاء إلى حد كبير من باسيل. وأوضحت مصادر قريبة منه أنّه مستعد للذهاب بعيدا من أجل منع صهر رئيس الجمهورية، الذي يعدّ نفسه ليكون رئيس الجمهورية المقبل، من الحصول على “الثلث المعطل” في الحكومة.

الحريري غير متحمس لتشكيل حكومة يكون فيها الثلث المعطل في إمرة شخص رصيده الوحيد هو زواجه من ابنة ميشال عون

وذكرت المصادر السياسية أنّ رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري ليس على عجلة من أمره في تحديد موقف من الخلاف القائم بين برّي وباسيل والذي يخفي رغبة لدى “حزب الله” في عدم حصول صهر الرئيس الجمهورية على “الثلث المعطّل”. وأشارت في هذا المجال إلى أن السبب الذي يدفع الحريري إلى الوقوف موقف المتفرّج من التطورات الأخيرة يعود إلى أنّه يعرف تماما أنّ حكومته المقبلة التي سيتولى فيها حزب الله وزارة الصحّة ستواجه صعوبات في تعاطيها مع المجتمع الدولي، خصوصا مع الإدارة الأميركية.

إضافة إلى ذلك، فإن الحريري ليس متحمّسا لتشكيل حكومة يكون فيها “الثلث المعطّل” في إمرة شخص مثل جبران باسيل بدأ يتصرّف، على الرغم من أنّ رصيده الوحيد هو زواجه من ابنة ميشال عون، كالزعيم المسيحي الأوحد للمسيحيين في لبنان. ولاحظت أن الحريري التزم موقف الصامت من التطورات الأخيرة على الصعيد الحكومي وذلك من منطلق أن “الصمت يبدو أحيانا أكثر تعبيرا من الكلام”. ويكرّس الصراع على الحقائب الوزارية حالة انعدام الثقة بين عامّة اللبنانيين والطبقة السياسية.

 وخرج، الأحد، متظاهرون إلى شوارع بيروت احتجاجا على الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وسوء الأوضاع المعيشية في بلد لم تتمكن القوى السياسية فيه منذ سبعة أشهر من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة. ويعاني لبنان، البلد ذو الموارد المحدودة، من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية وعلى رأسها الكهرباء والمياه، وتعاني بنيته التحتية من الترهل وهي بحاجة ماسة لإعادة تأهيل. وخلال الأيام الماضية، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة للتظاهر ضد الطبقة السياسية والفساد في مؤسسات الدولة.

وأمام مقر رئاسة الحكومة في وسط بيروت، هتف المتظاهرون مطالبين بإصلاح النظام ومحاربة الفساد ووقف هدر المال العام، وارتدى عدد محدود منهم السترات الصفراء، احتذاء بالاحتجاجات التي تشهدها فرنسا منذ أسابيع. وتوجه المتظاهرون لاحقاً إلى شارع الحمراء، وأغلقوا الطريق الرئيسية ووقعت صدامات محدودة مع قوى الأمن اللبنانية التي منعتهم من مواصلة طريقهم. وقالت هناء (43 عاما)، إحدى المتظاهرات، لوكالة فرانس برس “هناك فساد وسرقة لأموال الدولة، وليس هناك حتى طبابة، ومن ليس مسجلا في الضمان الاجتماعي يموت على أبواب المستشفيات”. وأضافت “تحكمنا طبقة سياسية من السارقين والفاسدين والذين يحكمون بالتعصب الطائفي”. ورفع المتظاهرون شعارات عدة تطالب بـ”أبسط الحقوق”، منها إعادة العمل بقروض الإسكان المتوقفة منذ نحو عام، وتوفير المياه والكهرباء، كما طالبوا بضمان الرعاية الصحية لجميع المواطنين، بعدما أثارت قضية وفاة طفل الأسبوع الماضي لعدم تمكنه من تلقي العلاج اللازم موجة غضب بين العديد من اللبنانيين. كما خرج متظاهرون أيضا في مدينتي طرابلس بشمال لبنان والنبطية في جنوبه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/12/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ضبط الجيش والقوى الأمنية التظاهرات التي حصلت عند تقاطع بشارة الخوري والحمرا ووسط بيروت، والتي كانت تردد "الشعب يريد إسقاط النظام"، والتي كادت أن تخرج من إطار سلميتها إلى حد الخوف من الإعتداء على المؤسسات العامة والخاصة، وهذا ما استدعى بيانا من الجيش يحذر المتظاهرين من مثل هذا النوع من الإعتداءات.

وقد ترافق ذلك مع فرملة تأليف الحكومة، وقول الرئيس الحريري إنه صامت ليسمع الآخرون. وشدد "حزب الله" على تأييد الرئيس بري في رفضه التبديل في الحقائب، وعلى اختيار واحد من الأسماء الثلاثة لتمثيل "اللقاء التشاوري"، مع الإشارة الى أن السبب الحقيقي للتعثر هو كيف سيعطي رئيس الجمهورية وزيرا من حصته ولا يحضر إجتماعات كتلته الوزارية. كما تجدر الإشارة أيضا الى أن أعدادا من المتظاهرين هم من السوريين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

راحت سكرة الحكومة وجاءت فكرة الشارع. العاصمة بيروت شهدت تجمعات متنقلة بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح وشارع الحمرا بعد تعبئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي امتدت أياما.

تعددت الشعارات خلال هذا التحرك الذي كان بين المشاركين فيه ذوو سترات صفر. المتظاهرون رفعوا الصوت ضد الواقع السياسي والتردي الاقتصادي والمعيشي والفساد. البعض طالب بتشكيل حكومة تهتم بقضايا المواطنين وعلى النقيض نادى بعض آخر بثورة واسقاط النظام، وسأل بعض ثالث عن حقوقه الضائعة في المياه والكهرباء والدواء والاستشفاء،…واللائحة تطول.

بشكل عام، كانت التجمعات تحت السيطرة، لكن تم رصد عدد من الاحتكاكات التي وقعت بين القوى الأمنية والمحتجين اثر محاولتهم إزالة الأسلاك الشائكة أمام السرايا الحكومية وقطع طريق الحمراء بحاويات النفايات، الأمر الذي استدعى تأكيد قيادة الجيش على احترام حق التظاهر السلمي ومطالبتها المتظاهرين بعدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة.

المسيرة الحكومية لم تزل الأسلاك الشائكة التي تعوق انطلاقتها بعدما كانت الولادة قاب قوسين أو أدنى من الإنجاز. ومفاعيل خلط الأوراق على حالها بعد إعادة نبش توزيع الحقائب الوزارية، ومحاولة أحدهم الحصول على وزير ماروني من حصة فريق آخر مقابل تخليه عن وزير كاثوليكي من حصته، فضلا عن الخلاف على تحديد التموضع السياسي للوزير الذي يسميه "اللقاء التشاوري" للنواب السنة المستقلين.

اليوم كانت الجبهة الحكومية العاثرة هادئة تماما، ما خلا بعض المواقف، وأبرزها للرئيس سعد الحريري الذي توسل "تويتر" قائلا: لا بد أحيانا من الصمت ليسمع الآخرون.

الصمت الذي تحدث عنه الرئيس المكلف فسرته أوساطه على أنه تعبير عن حال التململ بانتظار أن تنجلي الأمور عن مستجدات جديدة.

وبانتظار مثل هذه المستجدات رصدت رادارات الزعيم "الاشتراكي" وليد جنبلاط ان الحكومة لم تستطع الإقلاع قائلا: لمزيد من التشاور والدين.

أما البطريرك الماروني فطرح مجددا مطلب تشكيل حكومة مصغرة من ذوي اختصاص وحياديين.

 مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لا بد من الصمت أحيانا ليسمعنا الآخرون. عبارة اختزلت موقف الرئيس المكلف سعد الحريري من الوضع الحكومي والنتائج التي آلت اليها عملية التأليف.

والصمت السياسي الذي يشهره رئيس الحكومة، كي يسمع كل الشركاء الذين اجتمعوا على الدعوة لقيام حكومة ائتلاف وطني، لا يمكن إسقاطه على صمت المواطنين الذين خرقوا جدار الصوت، واطلقوا صرختهم من قلب العاصمة بيروت، محذرين من عواقب تأخير الحكومة وتفاقم الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية.

وفيما جهد "حزب الله" بتعميم أجواء تنفي وجود مشكلة مع "التيار الوطني الحر"، عمم "التيار" موقفه على الإعلام مقدما رواية عما حصل بشأن الاتفاق على توزير جواد عدرا، وتحدث عن انقلاب على الاتفاق الذي حصل بهذا الخصوص، قائلا ان "التيار" يرفض ممارسة لعبة الكذب والتحايل واعتماد لغة مزدوجة وملتبسة تجاه الرأي العام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بالسترات الصفر وبمزيج من الألوان، خرجت تظاهرة وسط بيروت لتعبر عن وجع الناس. جوعانين، نموت على أبواب المستشفيات، ونريد حياة كريمة، كانوا يهتفون. كأنهم يبحثون عن مخلص من وحي من نبعد يوما عن ذكراه، عن مريم ابنة عمران وطفلها المعجزة، عمن يحرر الهيكل من اللصوص، عن رجال دولة لا تكون نهاية أحلامهم وزيرا زائدا او ناقصا، عمن يعيش همومهم، ولا يكون آخر همه الناس شاخصا ببصره الى ما يمكن أن تجنيه له وزارات بعينها.

وربطا بذلك قالت مصادر مطلعة ل"المنار" ان ما برز في الأيام الماضية يؤكد أن موضوع توزيع الحقائب عقدة ليست سهلة، وان استبعدت هذه المصادر ولادة الحكومة قبل نهاية السنة، الا انها أكدت ان ذلك ممكن اذا أراد المعنيون بالتشكيل تسهيل الأمر.

والى ذلك يشير رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، داعيا الجميع الى التنازل لأجل الوطن. فاللبنانيون ملوا وضجروا، والبلد بحاجة الى عقول كبيرة ومسؤولين كبار يقول السيد هاشم صفي الدين.

فالعقول الصغيرة تعطل أكبر بلد. رئيس الدولة الكبرى يقفل الكثير من المؤسسات الاميركية على خلفية خلاف مع الكونغرس موضوعه جدار الفصل مع المكسيك، ويوقع أقرب الحلفاء في ورطة أيضا. رئيس وزراء الكيان الصهيوني ورئيس أركانه ينشغلان بطمأنه الصهاينة بعد المخاوف التي أثارها قرار دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا. ولا شك أن الصهاينة سيقلقون أكثر بعد ما أعلنته وكالة سانا من أن رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي المملوك زار القاهرة بدعوة من رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل.

فيما كانت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية تحذر سلطات الاحتلال من التمادي في العدوان على قطاع غزة. ووصفت في بيان ما حصل يوم الجمعة الفائت بحق المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة بالجريمة المكتملة الاركان، وختمت بالدعوة الى يوم حاسم الجمعة القادمة لاختبار سلوك العدو.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ما لم تحدث مفاجأة في الساعات القليلة المقبلة، فإن عيد الميلاد سيمر على لبنان بلا حكومة. وفي الوقت الذي انطلقت فيه التعليقات والمواقف والتسريبات المحملة لرئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" المسؤولية، فالمنطق يقول إن أحدا لا يقوم بتعطيل نفسه. والواقع أن الرئيس والتيار سهلا عملية التأليف الى الحد الأقصى، وقدما مبادرة من المستحيل أن يقوما بتعطيلها بأنفسهم.

ومساء، غرد الوزير جبران باسيل عبر حاسبه على "تويتر" قائلا "كان بدن يانا نكذب ونحنا ما منكذب، ويمكن بدن يانا نستسلم ونحنا ما رح نوقف لحتى تتألف الحكومة متل ما لازم وتربح أماني اللبنانيين بهل عيد".

في هذا الوقت، وصلت ظاهرة السترات الصفراء الى بيروت في تحرك عنوانه مطلبي، لكنه لم يخل من المواجهة مع القوى الأمنية، ولم تسلم منه ال"otv" الذي أطلق عدد من المتظاهرين الشتائم بحقها، وهي التي كانت حاضرة لمواكبة التحرك الذي انتقل فجأة من ساحة رياض الصلح الى شارع الحمراء حيث شهد حالا من الشغب والفوضى.

أما إقليميا فبرزت زيارة اللواء علي المملوك لمصر، بدعوة من رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، حيث جرى البحث في القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب، حسبما ذكرت سانا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هل بدأت حرب الحليفين اللدودين؟ والحليفان اللدودان هما "التيار الوطني الحر" و"حزب الله". حتى الآن حرب الحليفين لم تأخذ منحى مباشرا، فهي لا تزال في اطار حرب المصادر والمصادر المضادة. فمصادر "التيار" التي سألتها ال"mtv" عن الاتهامات التي تسوقها قوى "الثامن من آذار" ضد "التيار"، متهمة اياه بتعطيل تشكيل الحكومة، ردت بقوة، فأكدت ان قوى "الثامن من آذار" لا سواها هي التي انقلبت على المبادرة الرئاسية، ومع ان "التيار" لم يسم "حزب الله"، لكنه بدا وكأنه يلمح اليه عندما اعتبر ان ثمة قطبة مخفية في مكان ما لعرقلة الحكم، متهمة طرفا ما بتجييش الناس للقيام بتظاهرات شعبية ضد العهد. فالمكان ما والطرف ما لا يشيران بشكل أو بآخر الى "حزب الله".

رد مصادر الحزب من خلال ال"mtv" على مصادر التيار جاء أقسى وأوضح. الحزب اعتبر ان هناك عقدة باسيلية لا عقدة سنية، محملا جبران باسيل مسؤولية عدم تشكيل الحكومة. والأخطر ان مصادر الحزب أعربت عن قلقها لما يحصل ضمن بعض الاجتماعات الداخلية للتيار، والتجييش الذي يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي، الى أين بعد كل هذا التصعيد؟

النتيجة الاولى ان العلاقة بين التيار والحزب في دائرة الاهتزاز الشديد، وهي لم تصل يوما الى هذا المستوى من التأزم. النتيجة الثانية تشكيل الحكومة أضحى مؤجلا مبدئيا الى ما بعد الأعياد، وربما الى ما بعد بعد الأعياد. أما النتيجة الثالثة والأخيرة فهي ان تحركات الشارع التي بدأت اليوم في ظل حال من الفوضى قد تستخدم في المستقبل للضغط سياسيا وحكوميا، فهل تكون الكلمة الفصل في النتيجة للشارع؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الجامع المشترك بين الرئيس المكلف سعد الحريري والتظاهرات المتنقلة اليوم هو: تجهيل الفاعل أو التكتم عليه، وكأن الإحتجاج هو ضد مجهول.

الرئيس الحريري غرد قائلا: "لا بد أحيانا من الصمت ليسمع الآخرون". والمحتجون قالوا كل شيء لكنهم لم يسموا أحدا. وإذا كان رئيس الحكومة المكلف قرر أن يصمت، فمن عليه أن يتكلم؟ من سيكشف من هو أو من هم المعرقلون تأليف الحكومة؟ وإذا قال المتظاهرون والمعتصمون كل شيء ولم يسموا من أوصل البلد إلى ما وصل إليه، فمن يسمي؟ كأننا أمام إخبار ضد مجهول، أو أمام تجهيل الفاعل. الرئيس المكلف كان لوح أكثر من مرة أنه "سيبق البحصة" ليكشف من يعرقل التأليف، لكنه آثر الصمت ليسمع الآخرون، فمن هم "الآخرون" الذين لم يسمهم؟

في المقابل، بق المعتصمون والمتظاهرون أكثر من بحصة بين بيروت والجنوب. وعلى طريقة "كلن يعني كلن"، توجه المعتصمون بالإتهامات إلى الجميع من دون إستثناء، وقدموا مطالب بالجملة.

والسؤال بعد صمت الحريري وكلام الشارع، ماذ بعد؟ وما هي الخطوات التالية؟ هل صمت الرئيس المكلف مرادف للاعتكاف وإطفاء محركات التشكيل؟ وفي حال إطفاء محركات التشكيل، ما هو مصير الحكومة؟ وعلى الأقل، أليس من الأجدى تسمية المعرقلين بدلا من التستر عليهم؟

أما عن كلام الشارع، فما هي الخطوات التالية؟ غدا ليلة عيد الميلاد، وبعد غد عيد الميلاد، فهل سيكون الجو مناسبا للإعتصام والتظاهر؟ وإذا أخذت أيام العيد بعين الإعتبار، فمتى سيكون الموعد الثاني للتحرك؟ وأين؟

الصورة قاتمة: حكومة تصريف أعمال، رئيس حكومة مكلف قرر الإعتصام بالصمت، معتصمون في الشارع، تقترب السنة من الإنتهاء وتقترب مفاعيل مؤتمر "سيدر" من التبخر، فهل كل ذلك عفوي أم إن هناك أيادي خفية تحترف القطب المخفية؟

جزء من الجواب قدمه "مصدر يتابع تفاصيل ملف تشكيل الحكومة خصوصا تطورات الساعات الأخيرة"، فقال هذا المصدر: "التيار الوطني الحر كان يتمنى صدور التشكيلة الحكومية قبل الاعياد ولا يمكن ان يكسف نفسه، ولكن يبدو ان الآخرين غير مكترثين لموضوع الاعياد والناس، لدرجة أن البعض منهم يراهن على مظاهرات شعبية ضد العهد القوي، ما يوحي بوجود نوايا وارادة بشل العهد"، خاتما ان "التيار سيواجه هذا الأمر ولن يقبل بإسقاط العهد".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

سترات صفر لمن يعنيهم الأمر. والأحد اللبناني يصدر بنسخة عن السبت الفرنسي، هناك يطلب رأس ماكرون بمادة حارقة، لكن هنا الرؤوس متنوعة الوجوه.

المطالب مختلطة، النازلون إلى الشارع ليسوا حراكا قديما، بل حركة متعددة الولاءات الحزبية و"صفرا يا بلادي صفرا رزقك نوار" فالكل يريد، لكن النظام المصاب بداء طائفي والمعطل ب"صفيرا" مذهبية، لن يستطيع أن يحكم على حراك اليوم، فهو خليط من شعب سنحت له فرصة النزول إلى الشارع، على رسائل متعددة الاتجاهات، على جمهور احتشد افتراضيا قبل أن يصبح "حشدا شعبيا".

في الشارع اختلط النازل بالنابل، وشهدت بيروت على حراك بفرعه "الثاني"، مواطنون يختزنون قهرا، لكنهم تظاهروا على توقيت دقيق، تنازع فيه الحكومة ويحتضر التأليف وتتطاير الاتهامات ويصبح البلد في مهب الريح، لهؤلاء الحق في التظاهر، وتقليد فرنسا الغاضبة، والاستنساخ من أي حركة احتجاجية شاؤوا، لكن وقوع التظاهرة على خط استواء سياسي، صنفها على أنها رسالة، وقرأها العهد أنها موجهة إليه حصرا، دون سراياه.

وأيا يكن من سمع رسالة اليوم، من الحكم وتوابعه، فحكما أنه استشاط وغضب وأدلى في سره بأقسى عبارات التنكيل، والتي مارستها على الأرض قوى أمنية ضاربة، وجدت الإعلام مرتعا لها، فصبت جام قوتها على صحافة "الجديد" تحديدا. وبعدما كانت الزميلة راشيل كرم "تصطاد الأسئلة والافتراضات"، وقعت اليوم في الشرك الأمني مع الزميل المصور زكريا الخطيب.

حال الشارع المتنقل الخطى من رياض الصلح إلى ساحة الشهداء فتقاطع الصيفي فالحمرا، كان يبعث برقيات سياسية بمغلف شعبي، فالناس غاضبون بلا شك، والسياسيون يلعبون بمسارح الشعب على كل اتجاه، الشعب يئن والسياسيون يعاينون دقات القلب ويسيرون دوريارتهم وفقا لها، لكن مصير الوطن يوضع رهن السياسات المتقلبة، وما من "يحس" أو يستحي أو يتلقف شرارة الشارع وتوقيته. فالرئيس المكلف يلتزم الصمت، لكن من قال له إن الصمت يتكلم في هذه اللحظة؟ من من نبغائه متوقدي التفكير نصحه أن عليه السكوت في زمن الحسم؟ الصمت ترف في غير زمانه ومكانه حاليا.

أما المصادر التي تلقي بالاتهامات ذات اليمين وذات اليسار، فهي أيضا تتبرأ من واقعة شاركت في صنعها، فقد سرب "التيار الوطني" أنه مهتم بإتمام تأليف الحكومة في أسرع وقت. وبالتالي ليسوا هم الجهة المعرقلة، فلا أحد يقوم بتعطيل نفسه، وأفرج "تيار باسيل" عن وقائع المرحلة الأخيرة من مفاوضات التأليف، معلنا أن رئيس الجمهورية سهل التأليف إلى الحد الأقصى وقدم مع رئيس "التيار" مبادرة من المستحيل أن يقوما بتعطيلها. لكن المفاجأة هي أن تراجعا عن هذا الاتفاق قد حصل، وذلك بالطلب إلى جواد عدرة أن يعلن بعد اجتماع دعي إليه مع "اللقاء التشاوري" بأنه يمثل هذا اللقاء حصريا. وبالتالي الطرف الذي تراجع عن الاتفاق بالتأكيد ليس رئيس الجمهورية ولا رئيس "التيار".

وذكرت مصادر باسيل بأن "التيار الوطني الحر" رفض، كما السيد عدره، ممارسة لعبة الكذب والتحايل واعتماد لغة مزدوجة وملتبسة تجاه الرأي العام، خلافا لما طلبه البعض. ورأت المصادر أن الآخرين غير مكترثين لموضوع الأعياد والناس إلى درجة أن بعضهم يراهن على تظاهرات شعبية ضد العهد القوي، ما يوحي بوجود نوايا وإرادة بشل العهد، وهذا ما سنواجهه وما أدرج تحت صيغة المصادر، باح به جبران باسيل على "تويتر" قائلا: نحنا ما بنكذب، معلنا عدم الاستسلام.

لكن الثلث المعطل يلاحق باسيل، ويكشف عن تيار صار لاعبا بالزمن والرقم ومصير العهد، فإذا كان جبران باسيل لا يكذب فعلا، فعليه أن يثبت للرأي العام ول"التشاوري" ولجواد عدرا ول"حزب الله" ولكل الناس أنه يترفع عن وزير بالناقص أو آخر بالزائد، فما نفع البيانات والمصادر والتسريبات والتويتات، إذا كانت النيات لا تعطي النتائج نفسها؟ وبمختصر قد لا يكون مفيدا، فإن جبران باسيل استأثر مجددا، والعهد يرفع الصوت "أغيثوني إني أحتضر".

الرئيس الحريري صامت في زمن يستلزم الموقف. "التشاوري" عاد إلى المربع الأول، "حزب الله" أحب أن يمرر لباسيل رسالة بسترة "صفراء" عابرة لزوم تقدير الموقف، والجميع خسر رجلا من زمن المراقبة والمحاسبة اسمه جواد عدرا، جاءهم من حيث لا يحتسبون، وإذا بهم يتنبهون، فقد يكون عدرا الرجل المناسب لكن في زمانهم السياسي غير الملائم، ولكل حصان سياسي جواد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فادي جريصاتي في عشاء قومي قواتي: كنعان خارج الحكومة

ليبانون ديبايت/23 كانون الأول/18/أقام نجل زعيم الحزب القومي السوري الاجتماعي نظام أسد الأشقر عشاءً قواتياً - قومياً في دارته في بلدة ديك المحدي المتنية نجمه وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني وبمشاركة فادي جريصاتي المدير في مكتب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. تشعب الحديث السياسي خلال العشاء وعند الوصول الى تمثيل المتن في مجلس الوزارء كان هناك موقفاً لافتاً من جريصاتي الذي نفى صحة الاخبار عن رغبة الرئيس ميشال عون بتوزير النائب ابراهيم كنعان، وتابع جريصاتي ان الضجيج الاعلامي والسياسي حول توزير كنعان هو من باب استيعابه وتهدئة الخواطر لا اكثر ولا اقل.

 

الحريري واللقاء التشاوري والشاعر أبو دلامة

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/23 كانون الأوّل 2018

 ما هو غريبٌ عجيب، أن لا يبادر الرئيس الحريري (خلافاً للنوايا الطّيبة) إلى الحنكة السياسية، أو الدهاء السياسي ولو لمرّة واحدة

أولاً: الحريري واللقاء التشاوري...

مسرحية- مهزلة اللقاء التشاوري السّنّي التي عصفت بالبلد منذ حوالي شهرين، وكادت أن تُشارف على نهاية "سعيدة" لأبطالها خلال اليومين الماضيين، واستبشر اللبنانيون بنهايتها خيراً رغم الجراح الأليمة، إذ بها عادت لتُنغّص عيشهم من جديد بعد انهيار توزير السيد جواد عدرا حفظه الله. والمُضحك المبكي في هذه المهزلة أنّها، ورغم ركاكتها وسوء إخراجها، ما زالت تُنهك أعصاب اللبنانيين وتُعسّر ولادة الحكومة العتيدة، والتي مع كثيرٍ من التفاؤل، يأملون أن تكون بداية الخلاص من أتون المصاعب التي يُعانونها هذه الأيام على كافة الصُّعد.

إنّما ما هو غريبٌ عجيب، أن لا يبادر الرئيس الحريري (خلافاً للنوايا الطّيبة) إلى الحنكة السياسية، أو الدهاء السياسي ولو لمرّة واحدة، وبعد بيان هُزال وعبثية تعيين مُمثّل عن اللقاء التشاوري، إلى تعيين واحدٍ منهم، وغوصاً في النّكاية ، لم لا يُعيّن النائب جهاد الصّمد، الذي جاهر منذ البداية بوجوب حرمان رئيس الجمهورية وصهره الثّلث المعطّل ، أو لماذا لا يرفع الصوت في وجه الرئاسة الأولى بأن لا يحقّ لكم بتعيين وزير سني من حصّة-بدعة رئيس الجمهورية، طالما لا يحُقّ لهم تعيين وزير شيعي، وما حدا أحسن من حدا.

نعم، غريبٌ أن لا يُفاجئ الرئيس المكلّف كافة الأطراف بنوايا "خبيثة" وفق ما تقتضي ظروف الدهر والحظوظ العواثر.

ثانياً: الخليفة المهدي والشاعر أبو دلامة...

قال الخليفة العباسي للشاعر أبي دلامة: سل حاجتك، قال: كلب صيد، قال: أعطوه، قال: وغلامٌ يقود الكلب ويصيد به، قال: أعطوه غلاماً، قال: وجارية تُصلح لنا الصيد وتُطعمنا منه، قال: أعطوه جارية، قال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء عيالٌ ولا بُدّ لهم من دارٍ يسكنونها، قال: أعطوه داراً تجمعهم، قال: وإن لم تكن لهم ضيعة، فمن أين يعيشون؟ قال: قد أقطعتُك مائة جريب عامرة ومائة جريبٍ غامرة، قال: وما الغامرة؟ قال: ما لا نبات فيه، قال: قد أقطعتُك يا أمير المؤمنين خمسمائة جريب غامرة من فيافي بني أسد، فضحك وقال: اجعلوا المائتين كلّها عامرة، قال: فأذن لي أن أُقبّل يدك، قال: أمّا هذه فدعها، قال: والله ما منعتني شيئاً أقلّ ضرراً على عيالي منها.أعطهم يا دولة الرئيس، علّهم ينكبّون على تقبيل يدك، بدل أن يُقبّلوا أيادي الغير.

 

قوى «8 آذار» تحمّل جبران باسيل مسؤولية عدم تشكيل الحكومة وتراجع حظوظ تأليفها قبل رأس السنة... وسحب اسم جواد عدره من التداول

بيروت: «الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18/تعرضت عملية تأليف الحكومة اللبنانية لانتكاسة جديدة بعد أن كان الجميع ينتظر ولادتها اليوم، ليتبين أن ثمة ثلاث عقد تمتع تأليفها، بل تهدد بعودة الأمور إلى «المربع الأول»، خصوصاً إذا لم تتم حلحلة العقد سريعاً.

وقالت مصادر متابعة لعملية التشكيل إن العقدة الأولى تتمثل بتمثيل نواب «اللقاء التشاوري» الذي يضم 6 نواب سنّة متحالفين مع «حزب الله»، حيث يصر رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على اعتبار المرشح جواد عدره عضواً في تكتله الوزاري، ما أدى في نهاية المطاف إلى تخلي «اللقاء التشاوري» عن تسمية عدره. أما العقدة الثانية، فتمثلت بمحاولة باسيل الحصول على وزير ماروني من حصة «القوات اللبنانية» بحيث تنال «القوات» مقعداً مارونياً واحداً، وهو ما ترفضه بشدة. أما العقدة الثالثة فتتمثل بمحاولة باسيل إجراء تبادل في الحقائب للحصول على حقيبة البيئة، وهو ما قوبل برفض شديد من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تعتبر الوزارة من حصته. وحمّلت قوى «8 آذار» الوزير باسيل مسؤولية التعثر في تشكيل الحكومة، التي يبدو أنها لن تشكل خلال الأسبوع الأخير من العام الحالي، إثر اصطدام المبادرة الأخيرة برفض باسيل أن يكون مرشح التسوية من حصة «اللقاء التشاوري»، وهو ما دفع «اللقاء» لسحب اسم جواد عدره من التداول من دون أن يطرح «اللقاء» اسماً جديداً. وقال أحد أعضاء «اللقاء» لـ«الشرق الأوسط» إنه لا عجلة للتسمية مجدداً، بانتظار حلحلة العقدتين الأخريين.

وتعتبر مصادر «8 آذار» أن باسيل يخوض المعركة الحكومية منذ «الأزمة الدرزية» للحصول على 11 وزيراً من حصته في الحكومة الثلاثينية، وهو ما يُصطلح عليه بـ«الثلث المعطِّل». وقالت مصادر بارزة في قوى «8 آذار» لـ«الشرق الأوسط» إن مرشح التسوية هو جواد عدرة، موضحةً أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل «قام بالتفاف على التسوية، وأراد احتساب عدرة من حصته، وليس من حصة «اللقاء التشاوري»، بحجة أن تمثيله في الحكومة سيكون من حصة الرئيس عون، ويجب أن يُحسب عليه وليس على (اللقاء التشاوري)».

وأضافت المصادر: «هذه النظرية لا تستقيم مع المنطق. فتمثيله من أي حصة لا يعني أنه سيكون وزيراً محسوباً عليها، بل من حصة (اللقاء التشاوري)»، مشيرة إلى أن «اللقاء» رضي أن يكون عدره ممثلاً عنهم، رغم أنه ليس منهم، وذلك لتسهيل ولادة الحكومة، لكن «باسيل وضع معياراً آخر؛ إما أن يكون من حصته أو لا حكومة». وأعربت المصادر عن اعتقادها أنه «من الآن وحتى بداية السنة، قد لا تكون هناك حكومة جديدة، فلا يبدو أن إعلانها يلوح في الأفق بعد أن عطل باسيل إعلانها». وقالت المصادر: «تبين أن باسيل يعطل الحكومة منذ خمسة أشهر، إثر النقاش على الحصة الدرزية، كي يحصل على 11 وزيراً في الحكومة. واليوم تتعزز هذه المعطيات إثر الالتفاف على مبادرة تمثيل «اللقاء التشاوري»، ويعطل إعلانها للوصول إلى 11 وزيراً». وقالت: «باسيل أنهى مبادرة اللواء إبراهيم التي كانت تقرب إمكان إعلان الحكومة»، مضيفة: «كان يمكن أن يصدر عدره بياناً يعلن فيه أنه يمثل (اللقاء التشاوري)، فيُعلن تشكيل الحكومة بموجب مبادرة اللواء إبراهيم».

وفي السياق نفسه، تعتبر مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط» أن المخرج الذي كان مطروحاً بإعلان المرشح التسووي أنه يمثل «اللقاء التشاوري» كان يمكن أن يمثل مخرجاً للأزمة الحكومية، حتى لو كان إعلانه شكلياً «بالنظر إلى أن أي وزير بمفرده لا يستطيع أن يتخذ قرارات كبرى، أما الشكليات في الإعلان فتنطلق من جهد لحفظ ماء الوجه، كي لا يخرج أي طرف من الأزمة مهزوماً أو مكسوراً».

وسحب نواب «اللقاء التشاوري» أمس اسم جواد عدره كمرشح تسوية يمثلهم في الحكومة، وذلك بعد اجتماع مطول عُقِد في منزل النائب عبد الرحيم مراد. وقال النواب في بيان: «بعد ظهور قطب مخفية أصبحت اليوم علنية، فإن (اللقاء) ذهب في الانفتاح والإيجابية حتى النهاية، وبادر إلى الاتصال بالسيد جواد عدرة طالباً منه أن يكون ممثلاً «للقاء التشاوري» حصراً في حال جرى توزيره، ولكن السيد عدره طلب مهلة ومهلتين وعدة مهل، وبما أن الخطوة أتت من جواد عدره؛ أنه لا يعتبر نفسه ممثلاً حصرياً للقاء التشاوري فإن منطق الأمور يقودنا إلى إعلان سحب تسمية جواد عدره». وتحدثت معلومات عن اتجاه لطرح اسم مدير البروتوكول في مجلس النواب علي حمد كمرشح تسوية لتمثيلهم في الحكومة. وكان قد تقدّم سابقاً بهذا الاسم النائب قاسم هاشم إضافة لاسم عدره. وعقد لقاء لم يدم أكثر من ربع ساعة بين النائب فيصل كرامي وعدره لم يخلص إلى حلول لجهة التمثيل بين «اللقاء التشاوري» ورئيس الجمهورية. وأكد كرامي أن «كل الأمور قيد البحث». وانضمّت مشكلة احتساب مرشح التسوية من حصة الفرقاء، إلى مشكلة أخرى تمثلت في خلط الأوراق الحكومية، عبر مطالبة باسيل بمبادلة وزير كاثوليكي من حصته، بوزير ماروني من حصة «القوات»، وهو ما رفضته «القوات»، فضلاً عن تحفظه على احتفاظ الوزير سليم جريصاتي بوزارة العدل رغم أنه مرشح رئيس الجمهورية، كما قالت مصادر مواكبة، إضافة إلى طروحاته لمبادرة حقيبة «الإعلام» بـ«البيئة»، وهي محاولات اصطدمت برفض رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط للتعديلات والتغييرات.

- تحذيرات سياسية

وتلاشت حظوظ تشكيل الحكومة قبل عيد الميلاد، إثر المعطيات الأخيرة، ودفعت كثيراً من القوى السياسية لإطلاق جرس الإنذار مرة أخرى. واعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني أن «ما حصل أخيراً بالنسبة إلى تشكيل الحكومة لا يبشر بالخير، والصدقية أمام الشعب اللبناني فقدت، فكل ما يقال أصبح غير قابل للتصديق». ولفت إلى أن «ما يهمنا أن تكون الحكومة فاعلة وهذا ما يسعى إليه الرئيس المكلف سعد الحريري وهو يعي أننا بحاجة إلى إصلاحات (سيدر) للنهوض بلبنان».

وأشار رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة إلى «ابتداع لمشكلات من أجل تأخير تشكيل الحكومة والتذاكي على الناس، لكنها لا تقنع أحداً». وقال: «أعتقد أن هناك حاجة لإنجاز التأليف والتوجه بسرعة نحو المعالجات الكبيرة الضرورية التي يجب على هذه الحكومة أن تتولى القيام بها... الحقيقة أتساءل: لماذا كل هذا التأخير وهذه الأشهر السبعة؟ هذه مضيعة للوقت وللجهد، وبالتالي لا تؤدي إلى أي نتيجة. أعتقد أن علينا أن نسرع في عملية تشكيل هذه الحكومة حتى نتوجه كلنا إلى المعالجة الواجبة والضرورية لهذه الشؤون».

 

تظاهرة رياض الصلح تنفلت في شوارع بيروت

المدن - لبنان | الأحد 23/12/2018/تحولت التظاهرة، التي دعت إليها يوم الأحد مجموعة من الناشطين المقربين من حزب الله وحركة أمل وبعض النشطاء المستقلين، للاعتصام في ساحة رياض الصلح، إلى حركة احتجاجية يلفها الغضب العارم، فراحت تنطلق في مجموعات هائجة إلى الأنحاء القريبة ونحو الأشرفية وبشارة الخوري، مع نزوع إلى الشغب. وبعد أن تفرّقت الناس من ساحة رياض الصلح، انطلق بعض الشبّان باتجاه جسر الرينغ، بينما راح البعض الآخر يتجمهر في ساحة الشهداء، بالقرب من تقاطع مبنى جريدة النهار. وفيما عملت فرق الجيش اللبناني على محاصرة عشرات المتظاهرين، تحت جسر بشارة الخوري، وهدأ الوضع، انطلق مئات المتظاهرين من ساحة الشهداء باتجاه رأس النبع. وراح الشبّان يحطمون حاويات النفايات، كذلك عمدوا إلى تكسير زجاج الآرمات، وهم يرددون "الشعب يريد اسقاط النظام" و"ثورة، ثورة". مرت التظاهرة وعبرت بين الآليات العسكرية للجيش اللبناني، التي تمركزت تحت جسر بشارة الخوري. وعلى الفور، تفرق الكثير من الجمهور المدني، فيما هرب المارة وأسرعت السيارات العابرة بتغيير اتجاهها فراراً من الصدامات. وقد وصلت تعزيزات من قوى الأمن والجيش اللبناني لضبط الجموع.

 

“باريس الشرق” تتمثَّل بباريس الغرب… شعب لبنان “قَرِفَ” من “الفَلَتان”

تظاهرات "معيشية" حاشدة تجتاح بيروت ومدناً جنوبية تُطالب برحيل الطبقة السياسية و"إسقاط النظام"

بيروت- “السياسة”: ”/ الأحد 23/12/2018/ وكأنَّ لبنان كانت تنقصه تظاهرات بالألوان؛ وهو القاعد، منذ نيِّفٍ وسبعة أشهر، على أكفِّ عفاريت الإنس والجان!

آلاف، ربما عشرات آلاف، اللبنانيين “القرفانين”، خرجوا من صمتهم أمس الأحد، مُلبّين دعوة، انتشرت عبر وسائط التواصل الاجتماعي، إلى التظاهر، احتجاجاً على سوء أوضاعهم المعيشية؛ احتشدوا في وسط العاصمة بيروت، التي كانت يوماً تسمّى “باريس الشرق”، ارتدى بعضهم سُتراً صُفراً، كتلك التي يلبسها محتجُّو فرنسا حين يجتاحون كل سبت شوارع “عاصمة النور” باريس، محوّلينها جحيماً يقضُّ مضاجع المسؤولين؛ فيرعوون، ويتراجعون، مذعنين لـ”الشعب الغاضب”… أمس، رفع “الغاضبون” اللبنانيون سقف مطالبهم، فهتفوا، على حين نشوة: “الشعب يريد إسقاط النظام”! ثم ما لبثوا أن تساءلوا، على حين صحوة: “وين النظام اللي بدنا نسقطوا”؟! وسط بيروت؛ في ساحة الشهداء، الشاهدة الحيَّة على أحداث مفصلية غيَّرت غير مرّة وجه لبنان، تظاهر حشد من الناشطين، احتجاجاً على الأوضاع المعيشيّة، تواكبهم إجراءات أمنية مشددة، اتخذتها وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. ومن ساحة الشهداء انطلقت التظاهرة في اتجاه جسر الرينغ والإسكوا، وصولاً الى ساحة رياض الصلح، حيث رفع المتظاهرون العلم اللبناني، وأطلقوا شعارات: “لا للطائفية.. كلنا بدنا بطاقة صحيّة” و”الشعب يريد إسقاط النظام”.

وإذ شدد منظمو التظاهرة، التي حملت عنوان “قرفنا”، على أنهم لا يقلدون تظاهرات “السُتر الصفر” في فرنسا، أكدوا في الوقت نفسه، رفضهم الواقع السياسي والأوضاع المعيشية، مطالبين الدولة اللبنانية بأن تحذو حذو الدولة الفرنسية، فترفع أجور العمال والموظفين، وتخفض الضرائب، وغيرها من الأمور التي تحفظ للمواطن كرامته في وطنه. ولدى وصول المتظاهرين إلى ساحة رياض الصلح، علت هتافاتهم المطالبة برحيل الطبقة السياسية وإسقاط النظام، فيما تقدّم بعضهم من حواجز الحديد الفاصلة أمام السرايا الحكومية، ورشقوا القوى الأمنية بقناني الماء، وأصيب المحامي عباس سرور من الحراك المدني بجروح طفيفة في رأسه. كذلك حاول المتظاهرون قطع بعض الطرق المحيطة، غير أن القوى الأمنية منعتهم. وكان لافتاً الحضور الفاعل لوسائل الإعلام المختلفة، ولاسيما المرئية التي واكبت الحراك وغطّت كل تفاصيله. وأجرت القنوات التلفزيونية، على اختلاف انتماءاتها، مقابلات مع عدد من المتظاهرين، أعربوا فيها عن معاناتهم، وهاجموا زعماء سياسيين بأسمائهم، محملينهم المسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع المعيشية. وفي هذا الإطار، نقلت قناة “الجديد”، عبر مراسلها المرافق للتظاهرة، صرخة أطلقها أحد المتظاهرين، مطالباً الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بـ”تسمية الفاسدين في لبنان”. كما بثت صرخة أخرى، أكثر إنسانية، أطلقها متظاهر، مُتوجّهاً إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لمساعدة ابنته المُقعدة، إذ قال إن مكتب الحريري وعده، قبل الانتخابات، بمتابعة الموضوع، إلا أنه، بعد انتهاء الانتخابات، حاول مراراً التواصل مع المكتب، لكنه لم يلق مجيباً. ولم تقتصر تظاهرات أمس على العاصمة بيروت، بل خرجت تظاهرات مماثلة في عدد من مدن وبلدات الجنوب، خصوصاً في كفررمان، التي كانت يوماً معقلاً مهماً لـ”الحزب الشيوعي”، وكذلك في النبطية أحدى أبرز البلدات الحاضنة للمقاومة، حيث تحدّث أحد محتجّي البلدة لقناة تلفزيونية، قائلاً: “المقاومة الفرنسية انتصرت على النازية بفضل دعم الشعب الفرنسي لها، وكذلك المقاومة في لبنان انتصرت على العدو الصهيوني بدعم الشعب اللبناني لها”. وأضاف: “الدولة الفرنسية كرّمت شعبها الداعم لمقاومتها، ورفعت مستواه المعيشي. أما دولتنا اللبنانية، فأذلتنا وموتتنا من الجوع”!

 

تكسير محال في الحمرا… وقيادة الجيش تحذِّر المتظاهرين

بيروت- “السياسة”/ الأحد 23/12/2018/أكدت قيادة الجيش “احترام حق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي، وأحقية المطالب المعيشية التي يطالب بها المتظاهرون”. وحضّ الجيش، في بيان أصدرته مديرية التوجيه أمس، المتظاهرين على “عدم التعدّي على الأملاك العامة والخاصة”، محذراً من “أن الاعتداء عليها يخرج عن هذا الإطار، وأنّها (قيادة الجيش) لن تسمح بالتعرض لهذه الأملاك، كما تدعو المتظاهرين إلى عدم الخروج عن السياق المطلبي المحدّد للتظاهرة”. وكان متظاهرون توجهوا من رياض الصلح إلى شارع الحمرا، وتجمّعوا قرب وزارة السياحة، حيث وضعوا مستوعبات النفايات في وسط الطريق المؤدي إلى الحمرا وأشعلوا فيها النار، وعَمد عدد منهم إلى تكسير واجهات بعض المحال التجارية ومحال الصيرفة القريبة من “ستاربكس”، مرددين: “ثورة. ثورة”، وسط انتشار أمني كثيف، خصوصاً أمام مصرف لبنان. ودعا المتظاهرون الناس إلى النزول من منازلهم ومشاركتهم في الحراك، مشيرين إلى أنهم قد ينصبون خيماً في ساحة رياض الصلح حتى تتحقق مطالبهم، داعين المواطنين إلى الالتحاق بالتظاهرة التي سيعيدونها ظهر يوم الأحد المقبل. ولاحقاً تمكنت القوى الأمنية من تفريق المتظاهرين الذين غادروا منطقة الحمراء، ليعود الهدوء إلى المكان ويعيد أصحاب المتاجر فتح متاجرهم التي كانوا أقفلوها تحسُّباً.

 

التيار” يدعو “حزب الله” إلى إعلان رفضه حصول الرئيس على “الثلث المعطل”

عون "مستاء جداً" ويرى أن ثمة قراراً بمنع تشكيل الحكومة

بيروت- “السياسة”/ الأحد 23/12/2018/يبدو أن مشاورات تأليف الحكومة تنحو إلى المزيد من التعقيد والتأزيم، في ظل إصرار رئيس الجمهورية ميشال عون و”تكتل لبنان القوي” على أن يكون ممثل النواب السُّنَّة المستقلين (اللقاء التشاوري) محسوباً حصراً على “التكتل”، باعتباره من حصّة رئيس الجمهورية، الأمر الذي يرفضه “حزب الله” وحلفاؤه، إذ يصرّون على أن يكون الوزير الممثل لـ”اللقاء” في الحكومة، جزءاً من فريقهم. ومساءً، نقلت قناة “الجديد” عن مصادر “التيار الوطني الحر” قولها: “إذا كان (حزب الله) يرفض أن يحصل التيار على الثلث المعطل، فليعترف بذلك علناً، وعندها تُحلّ المشكلة. ولكن حتى الساعة لم يقل الحزب مرة واحدة إنه ضد تمثيل التيار بأكثر من 10 وزراء”. وأضافت المصادر: “رئيس الجمهورية مستاء جداً مما آلت إليه الأمور، وغير راض عن الأسماء الثلاثة الأخرى، وجواد عدرا كان الاحتمال الوسطي الوحيد بين الأربعة”. وتابعت: “يبدو ببساطة، أن ثمة قراراً بمنع تشكيل الحكومة، وكل الحركة جُمِّدت من جديد”. كذلك نقلت “الجديد” عن مسؤول في “حزب الله” أمس، أن الحزب “ليس لديه أي مشكلة في أن يأخذ التيار الوطني 11 وزيراً”. وأضاف المسؤول: “ما نقوله بالعلن نقوله بالسر؛ نحن خلف نواب اللقاء التشاوري، ندعمهم، ولسنا أمامهم”. وعلمت “السياسة” من مصادر رئاسة الجمهورية، أن الجهود “منصبّة على تشكيل الحكومة قبل نهاية العام، برغم العرقلة المفاجئة التي طرأت”، مُشددة على أن “أي ممثل للقاء التشاوري، سيكون حُكماً من الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية، لأنه من حصّته الوزارية”. وفيما غرّد الرئيس المكلف سعد الحريري على “تويتر” أمس: “لا بد أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون”، قالت أوساطه، لـ”السياسة”، إن “هذا الصمت أبلغ من الكلام. هو رسالة لكل المعرقلين الذين لا تهمهم مصلحة البلد، بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية والحزبية”، مؤكدة أن “الرهان على إحراج الرئيس المكلف خطأ، لأنه حريص على إنجاز مهمته، وستكون هناك حكومة”. إلى ذلك، أفادت معلومات أن اللقاء، الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري أول من أمس، “لم يكن جيداً، حيث أصرّ بري على كلّ الحقائب التي تمّ الإتفاق عليها”.

من جانبه، دعا البطريرك بشارة الراعي أمس، إلى “تشكيل حكومة مصغرة من ذوي اختصاص وحياديين، لأن أي حكومة تتألّف على أساس من الخلافات، ولو سُمّيَت (حكومة وحدة وطنية)، ستكون حكومة مزيد من الخلافات والنزاعات، وستوقع الشعب بالمزيد من الفقر”.

وفي السياق، رأى النائب السابق وليد جنبلاط، في تغريدة أمس، أن “الحكومة لم تستطع الإقلاع، لمزيد من التشاور ومزيد من الدين”، فيما غرّد النائب بلال عبدالله: “قالها وليد جنبلاط: انتهى الطائف”، مشيراً إلى أن ‏”كل ما يحيط بأجواء تشكيل الحكومة هو انقلاب على معايير الطائف، وفرض أعراف جديدة”. ورأى أن “المشكلة ليست باحتضار النظام الطائفي، فليذهب إلى غير رجعة. الأزمة في الترف السياسي لهؤلاء، بينما اقتصادنا ينهار والبطالة تنهش كل بيت، والآتي قريباً أعظم”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية     

ترامب بحث وأردوغان تنسيق الانسحاب الاميركي من سوريا

المدن - عرب وعالم | الأحد 23/12/2018/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه بحث في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الملف السوري و"انسحابا بطيئا ومنسّقا بدقة للقوات الأميركية من المنطقة". وكتب ترامب على "تويتر" أنه وأردوغان أجريا "محادثة هاتفية طويلة ومثمرة"، تناولت أيضا تنظيم "الدولة الإسلامية" و"التزامنا المتبادل في سوريا" والعلاقات التجارية "التي ازدهرت في شكل كبير". من جهتها، قالت الرئاسة التركية إن الرئيسين اتفقا على تعزيز التنسيق في سوريا "لعدم استغلال الانسحاب" الاميركي المقرر من شمال هذا البلد. وقالت الرئاسة التركية في بيان، إن "الرئيسين توافقا على ضمان التنسيق بين العسكريين والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين في بلديهما لتجنب فراغ قد ينجم عن استغلال للانسحاب (الاميركي) وللمرحلة الانتقالية في سوريا". وتأتي هذه المحادثات في أعقاب أمر أصدره ترامب، الاربعاء الماضي، بسحب نحو ألفي جندي أميركي ينتشرون في شمال شرق سوريا حيث يتصدون للجهاديين الى جانب المقاتلين الاكراد. واعتبر أن وجود هذه القوات لم يعد مفيدا لان تنظيم "الدولة الاسلامية هزم الى حد بعيد". وسيترك هذا الانسحاب المقاتلين الاكراد من دون دعم عسكري، علما بان إردوغان يتوعد بمهاجمتهم كونه يعتبرهم "إرهابيين". وأثار قرار ترامب صدمة داخل الادارة الاميركية ولدى حلفائها الدوليين. وأدى الى استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس والموفد الاميركي لدى التحالف الدولي ضد الجهاديين بريت ماكغورك. في هذا السياق، قال ترامب إن باتريك شناهان، مساعد ماتيس، سيخلفه وزيرا للدفاع بالوكالة في الاول من كانون الثاني/يناير 2019، وذلك في موعد أقرب من المتوقع. وكتب ترامب على "تويتر": "يسرني أن أعلن أن مساعد وزير الدفاع باتريك شناهان سيتولى وزارة الدفاع بالوكالة اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير 2019"، وذلك بعدما قدم ماتيس استقالته الخميس على ان تصبح نافذة نهاية شباط/فبراير.

 

علي المملوك زار القاهرة وإلتقى نظيره المصري

المدن - عرب وعالم | الأحد 23/12/2018/أجرى رئيس مكتب الامن الوطني السوري علي المملوك، السبت، محادثات في القاهرة، وفق ما نقل الاعلام السوري الرسمي، الاحد، في زيارة علنية نادرة يقوم بها مسؤول سوري أمني بارز لمصر منذ اندلاع الأزمة في سوريا. وتأتي زيارة المملوك للقاهرة بعد أسبوع من زيارة مفاجئة قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، ليكون أول رئيس عربي يزور العاصمة السورية منذ بدء الأزمة في آذار/مارس 2011. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الأحد "بدعوة من السيد الوزير عباس كامل (مدير المخابرات العامة المصرية) قام السيد اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني (...) بزيارة لجمهورية مصر العربية يوم 22-12-2018". وعقد المسؤولان، وفق الوكالة، لقاء "بحثا خلاله مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب". وهذه الزيارة هي الثانية المعلنة للمملوك إلى القاهرة، اذ كان زارها في تشرين الأول/اكتوبر  2016 بدعوة من الجانب المصري أيضاً، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري حينذاك. وكان مصدر سياسي سوري مواكب لتلك الزيارة قال يومها ل"فرانس برس"، إن "الزيارة ليست الاولى للمملوك الى القاهرة، إلا انها اول زيارة معلنة". وعين المملوك العام 2012 رئيساً لمكتب الأمن الوطني السوري الذي يشرف على كل الأجهزة الأمنية السورية، وذلك بعد مقتل اربعة من كبار القادة الامنيين في تفجير في دمشق في 18 تموز/يوليو 2012. ويعد مملوك واحداً من أفراد الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد، واسمه مدرج على لائحة العقوبات الاوروبية المفروضة على اركان النظام والمتعاونين معه. وهو ايضا واحد من ثلاثة مسؤولين سوريين أصدرت فرنسا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مذكرات توقيف بحقهم للاشتباه بتورطهم في جرائم استهدفت بشكل خاص مواطنين فرنسيين من أصل سوري.      

 

القوات الأميركية تتفرغ لوجودها في العراق بعد الانسحاب من سوريا

العرب/24 كانون الأول/18/بغداد - بالرغم من إعلانها بدء سحب قواتها من سوريا وأفغانستان، إلا أن الولايات المتحدة، على حدّ تعبير مصدر دبلوماسي في بغداد، “حريصة على بقاء وجودها العسكري والدبلوماسي والاقتصادي في العراق”.

ويقول المصدر إن بغداد تلقت تطمينات بأنها “خارج خطط إعادة الانتشار التي تجريها القوات الأميركية في كل من سوريا وأفغانستان”. ونقل هذه التأكيدات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى القيادة السياسية في بغداد، ممثلة برئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي. وشرح وزير الخارجية الأميركي للرئيس العراقي “مقتضيات وأسباب قرار الانسحاب الأميركي من سوريا”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة مستمرة في التزاماتها بمحاربة داعش والإرهاب في العراق”.

وبحسب شخصيات سياسية في بغداد، تحدثت إلى “العرب”، فإن مغادرة العراق أمر مستحيل بالنسبة للولايات المتحدة، فيما يذهب آخرون إلى أن ما جرى في سوريا سيصب في صالح العراق.

وبالنسبة لهذه الشخصيات، فإن الولايات المتحدة سيسعها الآن التفرغ للملف العراقي في حال قلصت وجودها العسكري في سوريا، فيما ستتحول الأراضي العراقية إلى ساحة لمراقبة الوضع في سوريا من قبل الجيش الأميركي.

جبار ياور: لا نقبل في أربيل بدخول القوات الأميركية المنسحبة من سورياجبار ياور: لا نقبل في أربيل بدخول القوات الأميركية المنسحبة من سوريا

ويقول مراقبون إن “أوجه الشبه بين أفغانستان وسوريا منعدمة، لذلك فإن الولايات المتحدة ربما تنسحب كليا من الأولى، لكنها حتما ستحافظ على موطئ قدم في الثانية”. ويضيف المراقبون “أن أي وجود أميركي في سوريا يعني بالضرورة حاجة ثابتة إلى إسناد دائم من داخل الأراضي العراقية”. ويعسكر الجيش الأميركي في “عين الأسد”، وهي أكبر قاعدة جوية غرب العراق، وأقرب نقطة تجمّع عسكري إلى الحدود العراقية السورية. وبحسب ضباط عراقيين، أجرى الأميركيون تعديلات جوهرية على البنية التحتية لهذه القاعدة بشكل يحقق متطلباتهم الحالية، ويضمن لهم البقاء على الأمد البعيد. لكن الولايات المتحدة لن تعزز وجودها العسكري الفعلي في العراق”بقدر العمل على تثبيته وضمان فاعليته”، وفقا لمصادر عراقية مطلعة على مناقشات قادة عراقيين مع الولايات المتحدة. وتتفق بغداد وواشنطن على عدم الحاجة إلى زيادة عدد الجنود الأميركيين في العراق، بعد القضاء على الجزء الأهم من المخاطر التي مثلها صعود تنظيم داعش، والتحسن الكبير في جاهزية القوات العراقية.

ولأول مرة، بدا أن العراق يتحدث بصوت واحد بشأن دخول جنود أجانب إلى أراضيه.

وردا على وسائل إعلام إيرانية روجت المعلومة، أعلنت وزارة البيشمركة رفضها دخول القوات الأميركية المنسحبة من سوريا إلى محافظة أربيل دون موافقة بغداد، مشيرة إلى أن دخولها بهذه الطريقة يعد انتهاكا لسيادة العراق.

وقال المسؤول البارز في قوات البيشمركة جبار ياور إن “ما تداولته وسائل الإعلام حول دخول القوات الأميركية المنسحبة من سوريا باتجاه القواعد الأميركية في أربيل غير دقيق وعار من الصحة”، لافتا إلى أن “أراضي كردستان لم تشهد أي دخول لقوات أميركية إطلاقا”. وأكد ياور أنه “لا يمكن القبول بدخول القوات الأميركية القتالية المنسحبة من سوريا نحو القواعد الأميركية في أربيل دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد”.

ويعتقد سياسيون عراقيون أن الولايات المتحدة تسعى إلى تدعيم الجبهة السياسية العراقية، لتتمكن من الصمود في مواجهة ضغوط إيرانية، تتزايد منذ بدء تنفيذ العقوبات الاقتصادية من قبل واشنطن على طهران.

ومنحت الولايات المتحدة للعراق استثناء جديدا لمدة 90 يوما، من تنفيذ العقوبات الأميركية على إيران، حالما انتهى الاستثناء السابق بالمدة نفسها، في مؤشر على تنسيق عال بين بغداد وواشطن، ومراعاة الثانية للظروف الدقيقة التي تمر بها الأولى على المستوى السياسي. وضمنت بغداد الآن قدرتها على شراء الغاز الإيراني اللازم لتشغيل منظومة الكهرباء الوطنية، لمدة ثلاثة أشهر. وتواصل وسائل إعلام إيرانية هجومها ضد أي تنسيق عراقي أميركي، فيما يطالب صحافيون عراقيون يعملون في وسائل إعلام مقربة من إيران، بغداد بإعلانها رفض الالتزام بالعقوبات الأميركية على طهران. ويعتقد ساسة عراقيون مقربون من إيران أن الانسحاب الأميركي من سوريا علامة ضعف في موقف الولايات المتحدة، فيما يرى أصدقاء واشنطن في بغداد أن الإدارة الأميركية ربما نصبت فخا لكل من تركيا وإيران وروسيا، بعدما تركت لها أمر تصفية النزاع السوري، بالغ التعقيد، تحت ضغوط دولية كبيرة بشأن حقوق الإنسان وأوضاع الأقليات ومستقبل وحدة البلاد.

واعتبر مراقب سياسي عراقي أن وضع العراق يشكل حالة خاصة بالنسبة للولايات المتحدة، مقارنة بسوريا وأفغانستان. وقال المراقب في تصريح لـ”العرب”، “لا أحد يمكنه أن يتساءل مثلا ما الذي تفعله القوات الأميركية في العراق؟ تلك القوات تحمي مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية الضخمة في العراق أولا، وثانيا هي موجودة لحماية وتثبيت نظام الحكم الذي اخترعته الولايات المتحدة ويبدو عاجزا عن الانتقال إلى مرحلة إثبات وطنيته، وهو ما يظهر جليا في تدني شعبيته”. وأضاف “تخلت الولايات المتحدة عن وجودها في سوريا لأنه لا مكان لها هناك بسبب انعدام مصالحها أما في أفغانستان فإن الولايات المتحدة في طريقها إلى الاعتراف بفشلها عن وضع حدّ لوجود حركة طالبان التي هي أقوى من الحكومة هناك”. واعتبر المراقب أن العراق الجديد هو صناعة أميركية بامتياز فإن الأميركان يخشون أن ينزلق من بين أيديهم إلى الحاضنة الإيرانية بشكل كلي فيكون حينها بمثابة المنقذ لإيران في مواجهة العقوبات المفروضة عليها. وهنا تكون المعادلة واضحة فمقابل الاطمئنان الذي توفره القوات الأميركية للحكومة العراقية على حاضرها ومستقبلها فإن على الأخيرة يقع واجب تنفيذ ما عليها من التزامات دولية من أجل عدم الإخلال بالعقوبات المفروضة على إيران. وهو ما لا  تعارضه حكومتا بغداد وأربيل وإن كانت هناك أصوات موالية لإيران فإن إسكاتها ليس بالأمر الصعب. وهو ما يُفهم من خلال التلويح بمسألة عودة داعش إلى نشاطه المعادي.

           

واشنطن تطمئن بغداد بشأن الانسحاب من سوريا

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18/فيما أعاد الجيش العراقي انتشاره في بعض المناطق الحدودية الغربية على أثر قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من سوريا، أكد وزير الخارجية الأميركي جورج بومبيو استمرار بلاده في التزاماتها حيال العراق، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي. قال بيان لمكتب عبد المهدي، أمس السبت، إن الأخير «تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، شرح خلاله الوزير الأميركي حيثيات الانسحاب المرتقب من سوريا»، وأكد أن الولايات المتحدة مستمرة بالتزاماتها بمحاربة «داعش» والإرهاب في العراق وبقية المناطق، كما أثنى على وحدة الشعب العراقي بمختلف مكوناته، وعلى جهود الحكومة لحماية الأمن في العراق ومنع التدخل في شؤونه، وإكمال التشكيلة الوزارية. وأضاف البيان أن عبد المهدي شرح لبومبيو «طبيعة التطورات الإيجابية الجارية في البلاد، والسعي لاستكمال التشكيلة الوزارية التي من المتوقع أن تحقق المزيد من التقدم خلال الأسبوع المقبل». كما أكد عبد المهدي، طبقاً للبيان، أن «تطور الأمن في سوريا والوصول إلى تسوية سياسية له علاقة مباشرة بالأمن العراقي واستقرار المنطقة»، مشيراً إلى أن «العراقيين هم الأكثر حرصاً على ترسيخ الوحدة الوطنية والدفاع عن سيادة بلادهم ومنع التدخل في شؤونها الداخلية». في السياق نفسه، وصف عبد المهدي قرار الولايات المتحدة الأميركية بتمديد مهلة شراء العراق للغاز الإيراني لـ90 يوماً إضافية بأنه كان «صائباً»، موضحاً أن «جميع هذه الأمور وغيرها ستكون مدار بحث معمق في اللقاءات المرتقبة بين الطرفين». إلى ذلك عززت قوات مشتركة من الجيش العراقي وجودها في بعض المناطق الحدودية مع سوريا، التي تشهد وجوداً لعناصر تنظيم داعش، طبقاً لما أعلنه مصدر أمني. وقال المصدر، في تصريح، إن قوات الجيش والقوات المساندة لها، عززت وجودها منذ الخميس الماضي، وذلك لإحباط أي محاولة لعناصر «داعش» للتعرض إلى القوات الأمنية، أو محاولة اختراق الحدود، بعد قرار سحب القوات الأميركية من سوريا. من جانبه، أكد الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، صحة الأنباء التي تحدثت عن تعزيز الجيش العراقي وجوده قرب الحدود مع سوريا، قائلاً إن «هناك إعادة انتشار وتعزيز وجود للقوات العراقية باتجاه الحدود السورية، لا سيما من غرب الأنبار»، مبيناً أن «هذا الانتشار يمر بمناطق عانة وراوة والبوكمال والقائم ومنطقة باغوجة الثانية العراقية». وأوضح أن «هذا الانتشار ضروري تحسباً لأي ثغرة يمكن أن يفتحها تنظيم داعش، مع أن الانسحاب الأميركي الذي يناهز أكثر من 2000 جندي أميركي سوف يؤثر على الحدود السورية وليست العراقية، لأن الحدود العراقية شبه مسيطر عليها تقريباً من قبل قوات الحدود وكذلك القوات البرية الأخرى». لكن أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق، أثناء احتلال «داعش» للموصل عام 2014، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الانسحاب سيخلق فراغاً في شرق سوريا وبادية الجزيرة على الحدود العراقية، ومن المتوقع أن تملأ تركيا الفراغ بموازاة حدودها، ما سيدفع (حزب العمال) الكردستاني للتمركز في سنجار، بينما سيتوسع (داعش) في بادية الجزيرة وصولاً إلى الحدود العراقية». ويضيف النجيفي أن «هذين الأمرين سيشكلان مشكلة في المنطقة الكردية متمثلة بـ(حزب العمال) ومشكلة في بادية الجزيرة متمثلة بـ(داعش)»، موضحاً أنه «يعني كذلك استنزافاً طويلاً للقوات العراقية من الجيش و(الحشد)». وحول ما هو المطلوب من قبل الجهات العراقية لتلافي مثل هذه الاحتمالات، يقول النجيفي إن «المطلوب داخلياً حوار عراقي - عراقي من أجل تهدئة الأوضاع السياسية وعدم فتح مجال لـ(داعش) لاستغلالها»، بينما المطلوب خارجياً مثلما، يقول النجيفي: «حوار إقليمي بين العراق وتركيا وإيران لمحاربة جميع المنظمات الإرهابية في المنطقة، وتعزيز سلطة الدول، والحفاظ على حدودها وعلاقاتها».

 

أميركا وتركيا تتبادلان الخرائط لـ «ترتيبات ملء الفراغ» السوري وواشنطن تستضيف اجتماعاً في 8 الشهر المقبل... والأكراد يطلبون استمرار الحظر الجوي

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18/القرار المفاجئ للرئيس دونالد ترمب، الانسحاب من سوريا، أطلق اتصالات دبلوماسية وعسكرية بين حلفاء أميركا وخصومها المحليين والإقليميين والدوليين للوصول إلى ترتيبات وملء الفراغ. هناك موعدان يحكمان هذه الاتصالات: الأول، المحادثات الأميركية - التركية في واشنطن في 8 الشهر المقبل. والآخر، مهلة الـ60 يوماً، التي وُضعت لتنفيذ قرار الانسحاب. (بعض الدول سعى لمهلة 4 أشهر). صمتٌ علنيٌّ وتحركٌ ضمنيٌّ في دمشق. انتظارٌ في موسكو لتنفيذ الانسحاب. قلقٌ وتحركٌ لدى حلفاء واشنطن من العرب شرق الفرات. شعور بـ«خيانة جديدة» لدى الأكراد منهم. ترحيبٌ حذرٌ ووضع خطط في أنقرة. ترقُّبٌ معلَن وتحرُّك مضمَر في طهران. صدمةٌ في باريس ولندن وبرلين وتحرُّك لثني واشنطن. بعد صدور قرار ترمب على خلفية اتصاله الهاتفي مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في 14 الشهر الجاري، بدأت عملية وضع خطط لـ«انسحاب كامل وسريع» من شرق الفرات ومنبج وقاعدة التنف. انسحب فوراً الدبلوماسيون التابعون لوزارة الخارجية الأميركية. ويتوقع أن يعقبهم مسؤولو «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي إيه)، تمهيداً لتجميع القطعات العسكرية والعناصر لانسحاب ممنهج بالتزامن مع إجراءات وترتيبات لملء الفراغ. حسب معلومات لـ«الشرق الأوسط»، جرى طرح سيناريوين: الأول، تبناه الرئيس العراقي برهم صالح فيه أن يأتي قياديون من «حزب العمال الكردستاني» من جبال قنديل إلى السليمانية ثم يقومون بزيارة دمشق لاستعادة الحرارة والعلاقة القديمة بما يشمل عودة الجيش وحرس الحدود إلى جميع نقاط الحدود السورية مع تركيا والعراق، إضافة إلى عودة العَلم السوري الرسمي وعناصر السيادة إلى مناطق شرق الفرات. ويطرح البعض احتمال عودة التنسيق لـ«عمل مشترك ضد تركيا» كما كان يحصل في العقدين الماضيين قبل إخراج زعيم «حزب العمال» عبد الله أوجلان في منتصف 1998، تزامن ذلك مع استمرار التواصل الميداني في اليومين الماضيين بين «وحدات حماية الشعب» الكردية وقوات الحكومة وأجهزة الأمن في «المربعين الأمنيين» في القامشلي والحسكة ونقاط تماسّ في ريف حلب.

وجرت اتصالات غير مباشرة بين «الوحدات» وموسكو. لم تُبد روسيا حماساً لاحتمال كهذا، خصوصاً ما يتعلق به القسم الذي يغضب تركيا الراغبة في إبقاء شريط أمني عميق شمال حلب وشمال إدلب بموجب تفاهمات مع موسكو. لكنّ هناك قبولاً روسياً لفكرة عودة سيادة الحكومة على جميع الأراضي السورية بما في ذلك نقاط الحدود وقبول نوع من اللامركزية شمال شرقي البلاد وشمالها الغربي.

السيناريو الآخر، كان قد دفع به بعض المسؤولين الأميركيين قبل الانسحاب بمن فيهم المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري. وتضمن عناصر أكثر تعقيداً ونضوجاً: حصول تركيا على شريط آمن بعرض بين 20 و30 كيلومتراً شمال سوريا بمحاذاة الحدود من جرابلس إلى الزاوية السورية - التركية – العراقية. تفكيك نقاط المراقبة الأميركية التي أُقيمت قبل أسبوع في تل أبيض وعين العرب (كوباني) ورأس العين. إبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية عن الحدود. انتشار عناصر «بيشمركة» تأتي من كردستان العراق بينهم عناصر أكراد سوريون تدربوا شمال العراق. حشد عشائر عربية في شمال حلب وشرق الفرات لقتال «داعش» وتغيير التوازن الديمغرافي. هنا يلعب رئيس «تيار الغد» أحمد جربا دوراً في ذلك عبر انتقاله المكثف بين أربيل وأنقرة وطي صفحة التوتر مع تركيا. إعادة التوازنات العرقية بحيث يلعب العرب دوراً إضافياً في مدن، مثل الرقة والطبقة، ذات أغلبية عربية.

في هذا السيناريو، تُطرح فكرة نشر عناصر الحدود من قوات الحكومة للحصول على قبول موسكو ودمشق. كما تُطرح فكرة خوض حرب ضد «داعش» وخلاياه النائمة هناك، واستعادة اقتراح تركي سابق يعود إلى 2014 بأن يتم ذلك الاعتماد على العشائر العربية والقوات العربية وفصائل معارضة في الحرب ضد «داعش». وطُرحت أيضاً فكرة الاستعانة بنحو ألفين من مقاتلي المعارضة موجودين في قاعدة التنف في الزاوية السورية - العراقية - الأردنية الذين يبحثون عن مخارج بعد قرار الانسحاب واحتمال تفكيك القاعدة المحمية حالياً بقُطر 55 كيلومتراً.

نقطة الاختبار بين واشنطن وأنقرة لدى استعجال تنفيذ ما تبقى من خريطة طريق منبج عبر الانسحاب الكامل لـ«الوحدات» وموالين لها في المجلسين العسكري والمدني في منبج، إضافة إلى تشكيل مجلس جديد وبحث مصير الدوريات المشتركة التركية - الأميركية على خطوط التماس بين حلفاء واشنطن وأنصار أنقرة. هذه الأفكار وغيرها ستكون موضوع بحث خلال الاجتماعات العسكرية والدبلوماسية التركية - الأميركية في واشنطن في 8 يناير (كانون الثاني) المقبل. إذ سيحمل الأتراك خططهم لمحاربة «داعش» وإبعاد «الوحدات». وسيجلب الأميركيون خططهم لـ«انسحاب كامل» خلال شهرين، ومصير الحظر الجوي الذي توفره طائرات التحالف الدولي. وعندما قام وفد من «مجلس سوريا الديمقراطية» ضم إلهام أحمد ورياض درار بزيارة باريس قبل يومين، وجد المسؤولين الفرنسيين في «حالة صدمة» و«فقدان للبوصلة» بسبب خروج الأميركيين. الخبر السار بالنسبة إلى الوفد كان أن تركيا علقت الهجوم. لذلك، لن يحصل ما حذروا منه من أن الهجوم المفاجئ سيؤدي إلى نقل «الوحدات» قواتها من قتال «داعش» إلى صد الأتراك. لكن الخبر المخيّب كان أن فرنسا لا تستطيع عسكرياً القيام بالكثير في حال قررت أميركا الانسحاب ولا تستطيع تلبية مطالب الأكراد بالإبقاء على منطقة حظر جوي كما حصل في شمال العراق في عقد التسعينات، ما لم يوافق الأميركيون على نداءات الحلفاء بالبقاء جواً على الأقل والإبقاء على خط «منع الصدام» الذي أُقيم على نهر الفرات بين حلفاء روسيا وحلفاء أميركا في مايو (أيار) العام الماضي.

 

الرئيس الفلسطيني يتهم إسرائيل بإضعاف الوجود المسيحي وقال في رسالة أعياد الميلاد إنهم يهاجرون بسبب الظروف الصعبة

رام الله/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18/اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بإضعاف الوجود المسيحي في فلسطين، قائلاً: «إننا نشهد تصاعداً في السياسات الإسرائيلية العنصرية، والنشاطات الاستيطانية الاستعمارية، وبخاصة في القدس، وذلك من خلال العمل الممنهج لتغيير طابعها وهويتها ورسالتها الحضارية وهي التي نريدها مدينة مفتوحة للعبادة لجميع المؤمنين وأتباع الديانات السماوية فيها من المسلمين، والمسيحيين، واليهود، وأن يمارس شعبنا حقه المحروم منه بفعل استمرار الاحتلال، بحرية العبادة في مقدساته المسيحية والإسلامية».

وأضاف عباس في رسالة بمناسبة أعياد الميلاد المسيحية: «كما نشهد أيضاً تصاعد السياسات الإسرائيلية المستمرة لإضعاف الحضور المسيحي في الأرض المقدسة، حيث تم هذا العام إغلاق كنيسة القيامة، وذلك في سابقة خطيرة في التاريخ المعاصر، وكان قرار الإغلاق بمثابة رسالة احتجاج ورفض للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف الحضور المسيحي في الأرض المقدسة». وسجّلت السنوات الماضية تراجعاً للوجود المسيحي في الأراضي الفلسطينية إلى أقل من 1 في المائة.

ودعا عباس في رسالته إلى «العمل معاً نحو إحياء رسالة الأمل التي تبعثها مغارة الميلاد المتواضعة في بيت لحم، وإلى العمل معاً من أجل السلام والعدل كي تسود الحكمة التي تجلب السلام إلى أرض السلام».

كما دعا جميع المؤمنين في العالم وأصحاب النوايا الحسنة إلى «الصلاة والعمل من أجل تحقيق العدل والسلام والمحبة والمساواة بين الجميع، وخاصة من أجل شعبنا المحروم من حقوقه، الذي نريده أن يعيش بسلام وكرامة في وطنه وأرض آبائه وأجداده».

وقال عباس: «تحتفل فلسطين في هذا الوقت من كل عام مع دول العالم أجمع بعيد الميلاد المجيد، وهو العيد الذي يحتفي فيه شعبنا بميلاد رسول المحبة والسلام. ورغم التحديات التي تواجه فلسطين، فقد رأينا الكثير من المدن والقرى الفلسطينية ترفع علم فلسطين وتضيء شجرة الميلاد بمصاحبة الجوقات الدينية وهي ترّنم تراتيل الميلاد في بيت لحم، والقدس، وغزة، ورام الله، وبيت جالا، وبيت ساحور، وبيرزيت، والطيبة، وجفنا، والزبابدة، ونابلس، وأريحا، ومناطق أخرى، وفي عيد الميلاد هذه السنة كما في السنوات التي سبقتها، يستذكر شعبنا رواية البشارة والحكماء الثلاثة من الشرق ومغارة الميلاد». وأكد عباس أنه التقى البابا فرنسيس ونقل له «الأمل الذي يتطلع شعبنا إلى تحقيقه في عام 2019، وهو إنهاء الاحتلال وتحقيق طموحاتنا الوطنية في بناء دولتنا على حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية والعيش بسلام وأمن بجانب جيراننا». وتطرق عباس إلى السياسات الإسرائيلية المتمثلة «بمصادرة الأراضي مثل أرض الكريمزان وسنّ التشريعات في البرلمان الإسرائيلي التي تسمح بمصادرة أراضي الكنيسة وممتلكاتها، وتوسيع المستوطنات، وهدم المنازل، وسحب بطاقات الهوية للعائلات وحرمانهم من جمع شملهم»، قائلاً إن «كل هذه السياسات ينبغي أن تثير انتباه الشعوب الحرة في العالم أجمع، وهنا أتساءل: هل يقبل العالم المسيحي في أرجاء العالم الاحتفال بعيد الميلاد أو عيد الفصح في الوقت الذي يتم فيه إجبار أبناء شعبنا من المسيحيين، والذين نسميهم الحجارة الحيّة في الأرض المقدسة، على الهجرة بسبب الظروف الصعبة والحياة القاسية التي يعيشونها جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية؟». وأردف: «دعونا نعمل معاً نحو إحياء رسالة الأمل التي تبعثها مغارة الميلاد المتواضعة في بيت لحم. دعونا نعمل معاً من أجل السلام والعدل كي تسود الحكمة التي تجلب السلام إلى أرض السلام». ويحتفل الفلسطينيون الثلاثاء بعيد الميلاد وفق التقويم الغربي، لكن ذروة الاحتفالات تقام الاثنين ليلاً في ساحة كنيسة المهد في بيت لحم، حيث تشهد قداس منتصف الليل الذي يحضره كذلك الرئيس الفلسطيني. وقال عباس: «في عيد الميلاد من كل عام أحرص على المشاركة في احتفالات شعبنا بالأعياد، وأحضر قداس منتصف الليل في كنيسة المهد، وكنيسة القديسة كاترينا».

 

عباس يعلن حل المجلس التشريعي واتهم «حماس» بإثارة الفوضى في الضفة وتعهد بتحدي الولايات المتحدة في مجلس الأمن

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18/أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حل المجلس التشريعي الفلسطيني الذي تسيطر عليه حركة «حماس»، بقرار من المحكمة الدستورية. وقال عباس في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية أمس: «هذا أمر درسناه في المجلس المركزي، وأفاد أعضاؤه بأنه لا بد من إجراء قانوني، لذلك كان لا بد بأن نسأل القضاء ونذهب إلى المحكمة الدستورية، وهو ما قررته المحكمة». وأردف: «المحكمة الدستورية أصدرت قراراً بحل المجلس التشريعي والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية خلال ستة أشهر. إننا سنلتزم بقرار المحكمة الدستورية».

ويشكل حل التشريعي ضربة لـ«حماس» التي تسيطر على المجلس التشريعي المعطل منذ 11 عاماً، بعدما فرضت بالقوة حكمها على قطاع غزة. وهاجم عباس «حماس» وقال إن المبادرة المقدمة بشأن المصالحة «لم تلق أي استجابة حتى اللحظة»، معرباً عن تقديره للجهد المصري من أجل إنهاء الانقسام، ومؤكداً: «لن نتراجع عما اتفقنا عليه مسبقاً بشأن المصالحة». واتهم عباس «حماس» بتنفيذ مشروع خاص في غزة، مشيراً إلى مشروع لـ«إقامة دولة في غزة وحكم ذاتي في الضفة». كما اتهم «حماس» بإثارة الفوضى في الضفة الغربية، مضيفاً أن «رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يرسل لهم الأموال وهم يرسلون من يثير الفوضى في الضفة، ونحن ندفع الثمن». كما هاجم عباس الولايات المتحدة، قائلاً: «إننا ما زلنا على موقفنا الرافض للحوار مع الإدارة الأميركية باعتبارها طرفاً غير نزيه». وأضاف أن «كل محاولات العبث بالأمن الفلسطيني لن تثنينا عن مواجهة صفقة القرن». وتابع: «قلنا لأميركا لا، وسنبقى نقول لها ولغيرها لا». وأردف: «إذا ذهبت القدس فلن يبقى شيء لنتكلم عنه، ولكننا لن نصمت ولن نقبل بذلك». ومضى يقول: «لن نبيع القدس وستبقى العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، وسنستمر بتقديم طلب توفير الحماية الدولية لشعبنا في المحافل الدولية». كما أكد عباس أنه أوعز إلى مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور بتقديم طلبات لنيل العضوية الكاملة و«توفير الحماية الدولية لشعبنا»، مضيفاً: «كل شهر سنتقدم بطلب لمجلس الأمن رغم الفيتو الأميركي».

وبخصوص إسرائيل، قال عباس إنه لن يسمح «باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية، ولن ننتظر ما تزعم الولايات المتحدة تقديمه».

وجاء قرار حل المجلس التشريعي في سياق قرارات اتخذها المجلس المركزي الفلسطيني الذي أكد عباس أنه بدأ بتطبيق قراراته. وكانت مسألة حل المجلس التشريعي قد نوقشت بشكل طارئ في الاجتماع الأخير للمجلس المركزي الفلسطيني في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كواحدة من بين خطوات ستتخذها السلطة ضد حركة «حماس»، بسبب عدم إنجاز المصالحة. ودعت حركة «فتح» إلى حل المجلس الذي تسيطر عليه حماس وهو معطل منذ 2007، بعدما سيطرت الحركة على قطاع غزة بقوة، كما دعت إلى انتخابات جديدة لهذا المجلس.

وإعلان عباس حل المجلس التشريعي جاء بعد فشل جولة المباحثات الأخيرة في القاهرة حول المصالحة. وأعلنت حركة «فتح» بعد فشل مباحثاتها مع المصريين أنها بصدد اتخاذ قرارات لتقويض سلطة «الانقلاب» في القطاع، وذلك رداً على ما سمتها اشتراطات «حماس» بشأن المصالحة.

وكان المجلس المركزي في دورته الـ30 وضع قضية «حل المجلس التشريعي» كبند طارئ على جدول الأعمال، عقب توصية رفعها المجلس الثوري لحركة «فتح». واستند المجلس الثوري إلى أن المجلس المركزي قد أنشأ السلطة الوطنية عام 1993. وأوصى المجلس الثوري بالإجماع «بأن يقوم المجلس المركزي بحل المجلس التشريعي والدعوة لإجراء انتخابات عامة خلال عام من تاريخه». وينهي قرار عباس حالة جدل حول رئيس المجلس التشريعي وأحقيته في منصب الرئيس في حال شغوره. وينص القانون الأساسي الفلسطيني على أن يتسلم رئيس المجلس التشريعي رئاسة السلطة بشكل مؤقت، في حال أي غياب قهري للرئيس لمدة لا تزيد على 60 يوماً تجرى خلالها انتخابات رئاسية. وفي عام 2004، حينما توفي الرئيس السابق ياسر عرفات، حل مكانه رئيس المجلس التشريعي آنذاك، روحي فتوح، قبل أن ينتخب الفلسطينيون محمود عباس رئيساً، لكن يوجد خلاف قانوني وسياسي اليوم بين حركتي «فتح» و«حماس» حول المجلس التشريعي المعطل ورئاسته. ولكن لا يتوقع أن تقبل «حماس» بقرار عباس.

 

إيران تحرم 30 ألف سني من صلاة الجمعة

طهران – وكالات/23 كانون الأول/18/طالب أهل السنة في مدينة بجنورد شمال شرق إيران، السلطات الحكومية بالسماح لهم بإقامة صلاة الجمعة وفق عقيدتهم. ونقلت تقارير إعلامية عن عالم الدين السني في إيران مولوي محمد حسين كركيج، قوله إن عدد السنة في المدينة يبلغ 30 ألف شخص، مؤكدًا أن إقامة صلاة الجمعة في مدينة بجنورد لن تؤدي إلى خلافات كما يدعي بعض المسؤولين في المدينة. وأضاف أن عدم إقامة الصلاة وفقًا للمعتقدات الدينية لأي طائفة سوف يؤدي إلى خلافات، وعلى السلطات في البلاد السماح بالحريات الدينية، موضحا أنه وزعيم الطائفة السنية في إيران الشيخ مولانا عبد الحميد، كانا ولسنوات يفاوضان السلطات الحكومية في طهران من أجل السماح لأهل السنة في مدينة بجنورد بإقامة صلاة الجمعة، لكن هذه المحاولات والمفاوضات لم تحقق نتائج حتى اللحظة. في سياق متصل، كشفت مواقع إخبارية إيرانية عن اغلاق بعض المساجد في مدينة بجنورد، بينما لا تسمح السلطات الإيرانية منذ العام 1979، لأهل السنة في العاصمة طهران ببناء مسجد، ولا تسمح بإصلاح المساجد السنية القديمة في بعض المناطق.

 

“حماس”: إيران هي الداعم الحقيقي للشعب الفلسطيني/"التشريعي" والفصائل رفضا قرار الرئيس عباس حل البرلمان

عواصم – وكالات/23 كانون الأول/18/اعتبر القيادي في حركة “حماس” محمود الزهار أمس، أن إيران هي “الداعم الحقيقي لفلسطين”.وأعرب الزهار خلال استقبال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لوفد من “حماس” في طهران، عن أمله “في أن ينتهي المشروع الصهيوني قريباً من خلال مقاومة الشعب الفلسطيني ودعم العالم الإسلامي”. من جهته، قال ظريف إن “دعم فلسطين من السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية”، مضيفاً إنه “من المؤسف أن يتم التصدي للمقاومة من داخل العالم الإسلامي”. وأشار إلى أن “دعم فلسطين يعتبر من السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونأمل في أن تعود بعض الدول الإسلامية التي تعلق آمالا على دعم الصهاينة وأميركا إلى حضن العالم الاسلامي، ويعلموا أن الصهاينة لا يمكن أن يكونوا أصدقاء وشركاء يمكن التعويل عليهم”. وكان وفد “حماس” التقى ليل أول من أمس، رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، حيث وجه الزهار دعوة إلى لاريجاني لزيارة قطاع غزة. من ناحية ثانية، أكد المجلس التشريعي الفلسطيني الفصائل الفلسطينية أمس، رفضهم لقرار المحكمة الدستورية بحل المجلس ودعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى انتخابات في غضون ستة أشهر. وقال النائب الأول لرئيس المجلس أحمد بحر في مؤتمر صحافي، إن “المادة 113 من القانون تؤكد عدم جواز حل المجلس أو تعطيله فترة الطوارئ”. وأضاف إن المادة ذاتها نصت على أنه “ليس لأي سلطة التدخل في شؤون سلطة أخرى بما فيها المحكمة الدستورية لأنه ليس من ضمن اختصاصها”. واعتبر ان “الرئيس الفلسطيني فقد ولايته الدستورية والقانونية كرئيس للسلطة الفلسطينية منذ التاسع من يناير العام 2009، موضحاً أن القانون حدد مدة الرئاسة بأربع سنوات “لا تمدد بأي حال من الأحوال ولا يمكن أن يباشر مهامه إلا بعد أداء اليمين الدستورية أمام المجلس التشريعي”. على صعيد آخر، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع عباس أول من أمس، في آخر التطورات في المنطقة وقرار بعض الدول نقل سفاراتها الى القدس. وقالت مصادر بالرئاسة التركية إن الرئيسين تبادلا وجهات النظر بشأن ما يمكن فعله لمنع الخطوات الخاطئة التي من شأنها ان تصعب حل القضية الفلسطينية، مضيفة إن أردوغان أكد مواصلة أنقرة دعم القضايا العادلة للفلسطينيين. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال أمس، أربعة فلسطينيين من محافظتي بيت لحم ورام الله، واستدعت أسيراً محرراً.

 

نتانياهو لأردوغان: دور الواعظ لا يليق بذابح أطفال الأكراد وآلاف الأتراك تظاهروا احتجاجاً على غلاء المعيشة

تل أبيب، أنقرة، عواصم – وكالات/23 كانون الأول/18/هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رافضاً أن يتقمص دور الواعظ مع أنه يرتكب مذابح في حق النساء والأطفال في القرى الكردية داخل تركيا وخارجها. وقال نتانياهو في تغريدة على حسابه عبر “تويتر” إن “أردوغان الذي يحتل شمال قبرص وجيشه يذبح النساء والأطفال في القرى الكردية داخل تركيا وخارجها، لن يعطينا دروساً في الأخلاق”. ورد أردوغان مهاجما نتانياهو، قائلا “لقد طرقت الباب الخطأ… أردوغان هو صوت المظلومين، أما أنت (نتنياهو) فإنك صوت الظالمين، وتمارس إرهاب الدولة”. وتابع “لا حق لإسرائيل في توجيه الاتهامات لأي طرف، قبل أن تحاسب على خطاياها وجرائمها ضد الإنسانية والمذابح، التي ارتكبتها والدمار الذي تسببت به”. من جانبه، رد الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عبر “تويتر”، قائلا: إن “نتانياهو يحاول صرف الأنظار عن الدعاوى القضائية التي تلاحقه في بلاده، ولكن محاولاته هذه لن تتكلل بالنجاح”. في غضون ذلك، انتقد الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد، دعاة التحالف مع تركيا، مستشهدا بتغريدة لأردوغان انتقد فيها فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران. وكتبعلى “تويتر” إن “من حق كل دولة أن تتخذ ما تراه متوافقا مع مصالحها وأهدافها وأن تتحالف مع من تشاء، ولكن أقول لمن صدعوا رؤوسنا لسنين بضرورة التحالف مع تركيا لمواجهة أطماع إيران ، ألم يحن الوقت لتعترفوا بخطئكم في التقدير؟!!”. وكتب أردوغان في التغريدة التي استشهد بها بن مساعد “إن قرار الولايات المتحدة بفرض عقوبات على إيران يعرض الأمن والاستقرار الإقليميين للخطر”. إلى ذلك، تظاهر آلاف الأتراك أول من أمس في شوارع مدينة إسطنبول، احتجاجا على غلاء المعيشة وارتفاع معدل التضخم في تركيا. ووسط مواكبة أمنية مشددة، رفع المتظاهرون لافتات تشير إلى تحرك “السترات الصفراء” في فرنسا الذي انطلق كتظاهرة ضد ارتفاع أسعار المحروقات، قبل أن يكتسب زخما ويتحول إلى احتجاجات ضد الحكومة. وشارك في التظاهرة التي نظمتها كونفدرالية نقابات موظفي القطاع العام، أشخاص من مختلف المناطق التركية، بما فيها محافظات أدرنة، وبورصة ويالوفا. وهتف المتظاهرون “عمل، خبز، حرية”، رافعين لافتات كُتب عليها “الأزمة لهم والشوارع لنا” و”حزيران”، في إشارة إلى التظاهرات الحاشدة التي شهدتها تركيا في يونيو 2013 ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي كان حينها رئيسا للوزراء، عندما انطلقت احتجاجا على مشروع بناء مركز تسوق في حديقة غيزي قرب ميدان تقسيم في وسط إسطنبول. وتأتي تظاهرة السبت بعد نحو أسبوع من تظاهرة دعت إليها كونفدرالية نقابات موظفي القطاع العام، وشارك فيها الآلاف احتجاجا على غلاء المعيشة في ديار بكر في جنوب شرق البلاد.

وتدهور الوضع الاقتصادي كثيرا في تركيا في الأشهر الأخيرة، بسبب تراجع قيمة الليرة التركية على خلفية توتر ديبلوماسي مع واشنطن صيف 2018، ورفض الأسواق السياسات الاقتصادية لأنقرة.

 

تركيا تتحدى مجدداً وترسل تعزيزات عسكرية للحدود السورية

إسرائيل: الانسحاب الأميركي من سوريا مهم ولكن لا داعي للمبالغة في تأثيره

عواصم – وكالات/23 كانون الأول/18/أرسلت تركيا أمس، تعزيزات إلى حدودها مع سورية، تضمنت نحو مئة مركبة، بينها شاحنات مزودة بمدافع رشاشة وأسلحة، وذلك رغم تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان قال فيها إن بلاده ستؤجل عملية عسكرية مزمعة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية بعد أن قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من هناك. وأفادت أنباء صحافية بأن الرتل التركي المتجه نحو بلدة كلس الحدودية في إقليم خطاي في جنوب تركيا يشمل دبابات ومدافع هاوتزر وأسلحة رشاشة وحافلات تقل أفراداً من القوات الخاصة.

وأضافت أن جزءاً من العتاد العسكري والجنود سينتشرون في نقاط على الحدود فيما عبر البعض إلى داخل سورية عبر منطقة البيلي. في غضون ذلك، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، تصاعد وتيرة الاستعدادات العسكرية من جهة قوات مجلس منبج العسكري، تحسباً لأي عملية عسكرية أو هجوم قد تنفذه القوات التركية في المنطقة، الواقعة في غرب نهر الفرات. وذكر أن مصادر متقاطعة أفادت بسماع إطلاق نار من قبل مقاتلين من فصائل تابعة لقوات عملية “درع الفرات”، المدعومة تركياً، باتجاه مناطق تواجد قوات مجلس منبج العسكري.

من ناحية ثانية، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت أمس، أن قرار الانسحاب الأميركي من سورية “مهم” لإسرائيل، إلا أنه لن يؤثر على قدرة الجيش الإسرائيلي على حماية إسرائيل أو الرد على إيران و”حزب الله”.

وقال إن “القرار الأميركي بسحب القوات من سورية مهم، إلا أنه لا داعي للمبالغة بشأنه”. وأضاف إنه “منذ سنوات ونحن نتعامل مع هذه الجبهة بمفردنا ويعمل الجيش الإسرائيلي بصورة مستقلة، نعمل وفقاً لمصالح دولة إسرائيل، وقد تم اتخاذ القرار في وقت وصلت فيه العلاقات بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي إلى ذروتها”.على صعيد آخر، كشف قائد فوج “النصر المبين”، الخاص بالمكون اليزيدي في “الحشد الشعبي” العراقي سعيد حسين أمس، إغلاق منفذ إنساني بين العراق وسورية. وقال إن التهديد التركي أغلق منفذاً إنسانيا بين شمال سورية وقضاء سنجار، مشيراً إلى أن العائلات اليزيدية كانت تنتقل عبر هذا المنفذ إلى مدينة قامشلي، شمال شرق سورية، لأجل الفحوصات الطبية، وشراء العلاج الطبي بأسعار رخيصة والتي يعادل أسعارها بنحو عشرة أضعاف في إقليم كردستان. واعتبر إغلاق المنفذ من جهة تركيا بحجة وجود عناصر “حزب العمال الكردستاني” مؤامرة على المجتمع اليزيدي وتكملة للإبادة التي بدأها تنظيم “داعش” بحق المكون منذ مطلع أغسطس العام 2014.

 

“واشنطن بوست” تعترف: الدوحة وجّهت جمال خاشقجي لمهاجمة السعودية وماكرون رفض هدية ثمينة من أمير قطر

تونس، الدوحة – وكالات/23 كانون الأول/18/لم يطل الوقت بالعلاقة المفترضة بين قطر وتوريطها للكاتب الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي بدعم أجندتها، حتى بدأت تتكشف خيوط تلك العلاقة، وتشرح أسباب استماتة إعلام الدوحة بتسييس حادثة اختفائه ثم إعلان وفاته طيلة الـ50 يوماً الماضية. فقد كشفت صحيفة “واشنطن بوست” التي كان يكتب فيها خاشقجي، وهي ذات الصحيفة التي كانت رأس الحربة التي استندت عليها قطر في تشويه سمعة السعودية في هذه القضية، عن مفاجأة كبرى لم يحسب نظام الدوحة حسابها، حيث نشرت تحقيقًا مطولًا يستند إلى 200 وثيقة، تكشف الطريقة التي كانت توجه فيها قطر مقالات خاشقجي، وأقرت أنها لم تكن تعلم بالعلاقة المشبوهة التي تربط خاشقجي بقطر، في اعتراف صريح منها بهذه العلاقة. وكشفت الوثائق أن مقالات خاشقجي كانت تُدار عبر مؤسسة قطر الدولية، وتحديدًا مديرتها التنفيذية ماجي ميتشيل سالم، التي تجلى دورها في طرح أفكار المقالات وصياغتها والمساعدة في ترجمتها عن طريق مترجم يعمل في سفارة الدوحة لدى واشنطن. ولم يتوقف التدخل القطري في طريقة كتابة مقالات خاشقجي عند اختيار الموضوع، بل كان يطال مستوى الحدة التي يجب أن تخرج بها المقالات، حيث تفيد الوثائق بأن ماجي سالم كانت تحث خاشقجي لاتخاذ مواقف متشدِّدة في كل ما يكتب عن السعودية. ولفتت إلى أن سالم والتي سبق لها وشغلت منصب مساعد السفير الأميركي في تل أبيب في العام 2002، قامت بدفع أموال لباحث تولى صياغة الموضوعات المتعلقة بخاشقجي، ما يؤكد تحكم قطر في سياسة المقالات التي كان يكتبها خاشقجي في الصحيفة الأميركية. وكشفت رسائل “واتساب” متداولة بين جمال خاشقجي وماغي سالم، طلب الأخيرة منه تشويه صورة السعودية بذكر علاقاتها بواشنطن وملف القدس والأحزاب اليمينية، غير أن خاشقجي كان متوجسًا من طرح هذه الأفكار ضمن مقالته، طالبًا منها كتابة المقال نيابةً عنه، فطلبت منه كتابة مسودة أولية تتضمن الجمل التي بعثت بها إليه. وتوطدت العلاقة بين خاشقجي وماغي سالم خلال فترة عمله في السفارة السعودية بواشنطن وتحديدًا في العام 2005، وعقب نشوب الأزمة القطرية، اجتمع بها مرات عدة داخل الدوحة وخارجها، حيث عملت على مساعدته في الحصول على إقامة دائمة داخل الولايات المتحدة بعد أن قرر المغادرة إلى هناك. في غضون ذلك، كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض خلال زيارة رسمية أداها إلى الدوحة قبل عام، مجموعة من الهدايا قدمها له أمير قطر الشيخ تميم بن حمد. ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من السفارة الفرنسية بالدوحة، أن الرفض أثار دهشة المسؤولين القطريين. وقال إنه “أثناء الزيارة التي استغرقت يوما واحدا، أرسل لنا ديوان أمير قطر مجموعة من الهدايا لتقديمها إلى الرئيس كما جرت العادة، لكننا تلقينا أوامر من قصر الإليزيه بإعادتها إلى أصحابها”. على صعيد آخر، اعتذرت جمعية قطر الخيرية وسحبت إعلان “تحت الصفر”، لجمع تبرعات من أجل مواجهة موجات البرد في تسع دول من بينها تونس، وذلك بعد موجة غضب واستياء تونسيين بسبب حملة تبرعات الجمعية التي عرفت بنشاطاتها المشبوهة في تونس.

 

مصر: مدير جديد للمخابرات الحربية واستنفار لتأمين أعياد الكنيسة

رئيس مكتب الأمن الوطني السوري زار القاهرة بدعوة من عباس كامل

القاهرة – وكالات: أجرى وزير الدفاع المصري محمد زكي أمس، حركة تغييرات وتنقلات في قيادات القوات المسلحة المصرية، شملت تعيين مدير جديد للمخابرات الحربية، وقائدا للمنطقة الغربية التي تتولى تأمين الصحراء المتاخمة للحدود مع ليبيا.وذكرت مصادر مطلعة إن نشرة تنقلات كبار قادة الجيش، التي أصدرها وزير الدفاع والانتاج الحربي، شملت تعيين اللواء خالد مجاور مديراً لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، خلفا للواء محمد الشحات الذي شغل المنصب لنحو ثلاث سنوات. وأضافت أن التغييرات تضمنت أيضا تعيين اللواء صلاح سرايا قائدا للمنطقة الغربية العسكرية، وهي التي تتولى تأمين الصحراء الغربية. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتمع بعد ظهر أول من أمس بوزير دفاعه، بحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية الذي لم يشر إلى أي تفاصيل أخرى بشأن الاجتماع.

من جانبها، كثفت الأجهزة الأمنية وجودها في الأماكن الحساسة مثل الميادين والكنائس في مصر الجديدة، وذلك ضمن خطة تأمين احتفالات المصريين بأعياد رأس السنة و”الكريسماس”. وانتشرت قوات الأمن مدعومة بسيارات الدفع الرباعي في محيط كنيسة كيلوباترا، كما انتشرت قوات الشرطة في ميدان روكسي، وشدد مديرو الأمن والقيادات الأمنية والمستويات الإشرافية في جميع المحافظات على ضرورة التحلى باليقظة التامة. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية المصرية القضاء على خلية ارهابية ومصرع 14 من عناصرها بمدينة العريش شمال سيناء. وذكرت في بيان، أن قطاع الأمن الوطني تمكن من رصد البؤرة الارهابية باحدى المناطق النائية بمدينة العريش، مبينة أنها كانت تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الارهابية ضد المنشات المهمة والحيوية ورجال القوات المسلحة والشرطة.

وأضافت أنه “بمداهمة البؤرة حدث اشتباك نيراني مع العناصر الارهابية لبضع ساعات، أسفر عن مصرع ثمانية منهم وفرار مجموعة أخرى من مكان المواجهة”. وذكرت أن “القوات طاردت العناصر الهاربة وتمكنت من قطع طريق الهروب عليهم، وفي تبادل لاطلاق النيران لقيت تلك المجموعة وعددهم ستة عناصر مصرعهم وعثر بحوزتهم على العديد من الأسلحة النارية والذخائر والعبوات الناسفة”. قضائيا، أصدرت محكمة النقض أمس، حكماً نهائيا غير قابل للطعن بالسجن المشدد 10 سنوات لمرشد جماعة “الأخوان” محمد بديع في قضية “أحداث بني سويف”، فيما عاقبت بالسجن ثلاث سنوات باقي المتهمين وعددهم 38 متهمًا.من جانبها، أجلت محكمة جنايات القاهرة إعادة محاكمة 22 متهمًا من قيادات وعناصر جماعة “الإخوان” الإرهابية، يتقدمهم الرئيس الأسبق محمد مرسي والمرشد العام للجماعة محمد بديع إلى 6 يناير المقبل، وذلك في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية.

 

مئات القتلى بـ«تسونامي» في إندونيسيا

جاكرتا/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18/قال متحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في إندونيسيا لوسائل إعلام، اليوم (الأحد)، إن أكثر من 200 شخص على الأقل قُتِلوا، وأصيب 745 بسبب أمواج المد العاتية (تسونامي) التي ضربت جزيرتي جاوة وسومطرة. وأدى المد البحري إلى تدمير مئات المنازل حسبما صرح مسؤولون محليون، وفي لقطات بثها التلفزيون، يظهر شاطئ كاريتا الموقع السياحي الشعبي على الساحل الغربي  بعدما ضربه «تسونامي». ويبدو حطام مبعثر من قطع خشبية وأسقف معدنية متناثرة. وبين هذا الحطام أشجار اقتُلِعت. وقالت السلطات إن «التسونامي» حدث بسبب مد غير عادي مرتبط بالقمر الجديد رافقه انزلاق في أعماق البحر بسبب انفجار بركان آناك كاراكاتوا، الجزيرة الصغيرة الواقعة في مضيف سوندا. وذكر المركز الإندونيسي للبراكين وإدارة المخاطر الجيولوجية أن مؤشرات تدل على نشاط هذا البركان تصدر منذ أسبوع. ويُذكر أن آناك كاراكاتوا جزيرة بركانية صغيرة برزت فوق سطح البحر بعد نحو نصف قرن من ثوران بركان كاراكاتوا في 1883. وهذا البركان هو أحد 127 بركاناً ناشطاً في إندونيسيا. وإندونيسيا أرخبيل يتألف من 17 ألف جزيرة وجُزيرة ويقع على «حزام النار» في المحيط الهادي حيث يؤدّي احتكاك الصفائح التكتونية إلى زلازل متكررة ونشاط بركاني كبير. وفي 28 سبتمبر (أيلول) الماضي ضرب زلزال بقوة 7.5 درجات أعقبه تسونامي مدينة بالو في جزيرة سولاويسي الإندونيسية ما أدى إلى مقتل أكثر من ألفي شخص في حين لا يزال هناك خمسة آلاف آخرين في عداد المفقودين غالبيتهم طمروا تحت الأنقاض.

 

تحذيرات من أزمات مالية عالمية بـ2019

لندن/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18/تزداد المخاوف من وقوع أزمة مالية عالمية جديدة بحلول عام 2019 بعد مرور نحو عشر سنوات على الأزمة المالية الأخيرة. وتشهد الأسواق العالمية تخبطاً وتراجعات قياسية، وهبوطا في أسعار النفط، وارتفاع مستويات الدين، وغيرها، مما ينذر بحدوث أزمة مالية مرتقبة. من جانبه، حذر البنك الدولي من أن العالم ليس في انتظار عاصفة مالية وحسب، بل يبدو أنه يقف على استعداد لاستقبالها. ومع حلول العام المقبل، سيكون قد مر عشر سنوات على آخر أزمة مالية شهدها العالم في عام 2008. وهي أزمة بقيت في الأذهان لسنوات، إذ اعتبرت الأسوأ من نوعها منذ الكساد الكبير عام 1929. ووفقاً للشواهد التاريخية، فإن العالم يشهد أزمة مالية كل عشر سنوات تقريباً، مما يعني أن العالم قد يكون على أعتاب أزمة مالية جديدة تلوح في الأفق مع حلول العام المقبل.

 

محكمة يابانية تمدد فترة توقيف كارلوس غصن حتى الأول من يناير المقبل

طوكيو/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18/مددت محكمة في طوكيو، اليوم (الأحد)، توقيف رئيس مجموعة «نيسان» السابق، كارلوس غصن، 10 أيام حتى الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل. وقالت محكمة مقاطعة طوكيو، في بيان، إنه «اليوم، تقرر توقيف غصن. تنتهي مدة التوقيف في الأول من يناير (كانون الثاني)». ويذكر أن المحكمة قد رفضت يوم الخميس تمديد فترة احتجاز غصن السابقة للمحاكمة، لكن مكتب الادعاء العام أصدر مذكرة اعتقال جديدة يوم الجمعة. وأدين غصن، ومساعده جريج كيلي، وشركة تصنيع السيارات نفسها، بسبب ما تردد من إخفاء لحقيقة إجمالي ما يتقاضاه غصن، وتسجيل ما هو أقل بنحو 5 مليارات ين (44 مليون دولار) على مدى 5 سنوات. واستمر احتجاز غصن انتظاراً للمحاكمة منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني). ولم يتم تحديد موعد المحاكمة بعد. كما اتهم غصن وكيلي بانتهاك قواعد البورصة اليابانية.

 

إدانة أممية لروسيا بـ«انتهاك حقوق الإنسان» في القرم

نيويورك/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18/تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار أوكراني يدين روسيا بـ«انتهاك حقوق الإنسان في القرم»، و«اضطهادها السكان من الأوكرانيين وتتر القرم». وصوتت لصالح المشروع 65 دولة، وعارضته 27، فيما امتنعت 70 دولة عن التصويت. وخلال جلسة الجمعية العامة، اعتبر ممثل البعثة الروسية أن «هذا القرار مسيّس للغاية، ويستند إلى معلومات غير دقيقة ومزيفة»، وأضاف أنه معاد لروسيا وباطل وماكر. وأشار إلى أن شبه جزيرة القرم كانت مهملة، وفي حال مزرية، قبل عودتها إلى روسيا وخروجها من قوام أوكرانيا عام 2014، وأن سلطات كييف أخذت تتباكى على تتار القرم عندما فقدت شبه الجزيرة إلى غير رجعة. وأضاف أن سكان القرم يشعرون بالسعادة الآن، ودعا جميع الراغبين إلى زيارة القرم، والاستفسار من الأوكرانيين الذين يستجمون هناك، هل فعلاً يجري انتهاك حقوقهم. وختم قائلاً: «تضمن روسيا للجميع حماية حقوقهم وحرياتهم على كل أراضيها بما فيها شبه جزيرة القرم».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عبدالرحيم مراد عرّاب "سنّة حزب الله" الذي لا يقبّل يده أحد

صلاح تقي الدين/العرب/23 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70313/%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%aa%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d8%b1%d9%91%d8%a7%d8%a8-%d8%b3%d9%86/

يدرك اللبنانيون أن قصة تجمّع النواب السنّة الستة الذين فازوا في الانتخابات النيابية الأخيرة تحت مسمّى اللقاء التشاوري لم تكن إلا واحدة من “العقد” المصطنعة التي ابتدعها حزب الله أمام تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة والتي يمكن أن تكون قد أبصرت النور مع نشر هذا المقال، إذا لم يتم خلق عقدة جديدة في وجه ولادتها. غير أن النائب عن منطقة البقاع الغربي عبدالرحيم مراد كان “العقدة” الفعلية في ذلك التجمّع، إذ أن المطلوب كان واحدا ولو تحت حجج مختلفة؛ دخوله شخصيا إلى الحكومة أو في الحد الأدنى تمثيله من خلال أحد أبنائه.

مراد الذي كانت قوى الممانعة، تستخدمه كورقة في وجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري باعتباره الاسم الجاهز لتسميته رئيسا بديلا في حال اعتذار الحريري عن التكليف، كان يُستخدم بهذا الدور في كل مرة كانت تجرى فيها استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، لكنه في هذه المرة، كان يمنّي النفس بنقل شعلة السياسة إلى أحد نجليه، حسين أو حسن، على اعتبار أن انتقاداته الدائمة للوراثة السياسية تسقط عندما يصل “البلل” إلى ذقنه.

أوهام ومشاريع مريبة

فاز مراد الذي ولد في العام 1942 عن المقعد السني في دائرة البقاع الغربي راشيا في الانتخابات الأخيرة، نتيجة أخطاء في إدارة التحالفات الانتخابية ارتكبتها قوى 14 آذار في المنقطة وعلى رأسها “تيار المستقبل”، لكن في المحصلة أعادت مراد إلى ساحة النجمة بعدما كان قد فشل في ذلك منذ العام 2005. عيّن نائبا عن الدائرة نفسها للمرة الأولى في العام 1990 عقب إنجاز اتفاق الطائف، ثم نجح في الفوز بمقعده النيابي في الدورات الانتخابية التي جرت حتى العام 2000، نتيجة الدعم العلني له من قبل نظام الوصاية السوري على لبنان، والذي كان مراد أحد أبرز رموزه.

خلال تلك الفترة، تولى مراد حقائب وزارية عديدة منها وزارة التعليم المهني والتقني في العام 1994، ووزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة دولة من دون حقيبة، قبل أن يحلّ في العام 2004 وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس عمر كرامي والتي استقالت تحت وطأة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

الرياح لا تسير كما تشتهي سفن مراد، لا بل لعلّه الخاسر الأكبر في اللعبة اليوم، فبعدما كان يمني النفس بما عجز عن تحقيقه طيلة حياته السياسية، حاول تجيير المسألة إلى أحد أبنائه، علّه بذلك يضمن استمرارية "إرثه" السياسي من خلال توزيره، وبالتالي فتح الأبواب أمامه لكي يستمر في العمل السياسي اللاحق، إلا أن الضربة جاءت من حيث لم يكن يتوقع

في مطلع شبابه، تأثر بالزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر، وهو يقول إن انتماءه الناصري بدأ في العام 1958 حيث راح يكثّف مطالعاته الفكرية والسياسية وبخاصة القومية العربية، لكن أزمة الانفصال شكّلت “صدمة كبيرة بعدما كنا نمنّي النفس بالوحدة ونتائجها”، فسافر إلى مصر ليكون “قريبا من عبدالناصر” وتابع دراسته ونال شهادة الثانوية العامة من القاهرة. ومع نشوب الحرب الأهلية في لبنان، كان مراد الذي انخرط كثيرا في العمل السياسي والحزبي يرغب في جمع الفصائل الناصرية المختلفة في بوتقة واحدة، فعمل مع شلة من رفاقه على تأسيس الاتحاد الاشتراكي العربي. لكن عقد ذلك الاتحاد سرعان ما انفرط، ولم يجد له مساحة عمل كافية في ظل الحرب التي بدأت تنتشر لتغطي مساحة الأرض اللبنانية، فسافر إلى البرازيل في العام 1976، وبدأ مغامرته الجديدة في جمع التبرعات لصالح تحقيق “حلم” بناء مؤسسة تربوية نموذجية، فعاد إلى لبنان ليؤسس “مركز عمر المختار” التربوي الذي انطلق منه ليحقق أحلامه المادية والسياسية. استفاد مراد من غطائه السوري ليوسّع نشاطات مركزه التربوي فبنى فروعا عدة في مختلف مناطق البقاع، غير أن طموحاته توسّعت فاستولى، من دون وجه شرعي، على أراض تابعة لجمعية “وقف النهضة الخيرية الإسلامية” التي أسسها لينشئ “الجامعة اللبنانية الدولية”، مستفيدا من تغطية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي وقّع على مراسيم تجيز لشركة “ديبلوماكس” التي يملكها أبناء مراد وصهره سمير أبي ناصيف، إنشاء تلك الجامعة ضاربا عرض الحائط بالشروط القانونية والتعليمية التي تتحكّم في منح رخص إنشاء الجامعات والمعاهد التعليمية في لبنان.

جامعات ميليشياوية

العقدة الجديدة التي يجري العمل على حلها تتمثل بالنواب السنة الذين لم يكونوا على لوائح "تيار المستقبل"، والغاية إضعاف الرئيس الحريري، وطرح اسم مراد في حال "أحرج الحريري فأُخرج".العقدة الجديدة التي يجري العمل على حلها تتمثل بالنواب السنة الذين لم يكونوا على لوائح "تيار المستقبل"،  والغاية إضعاف الرئيس الحريري، وطرح اسم مراد في حال "أحرج الحريري فأُخرج". المثير في فضيحة الجامعة أنها لم تكن مجرد مشروع تربوي استثماري وحسب. فقد كان هناك دور مرسوم يراد لها أن تلعبه في ما بعد. ورغم رفض اللجنة الفنية في مجلس التعليم العالي لملف الترخيص المقدم إلى وزارة التربية، وتوضيح المدير العام للتعليم العالي أن معظم الشروط الفنية الخاصة بالكليات التطبيقية غير متوفرة في الملف، ورأي المستشار القانوني في رئاسة مجلس الوزراء المعارض للموافقة على الترخيص بسبب وجود تضارب في المصالح ناشئ عن كون مقدم طلب الترخيص مدير شركة “ديبلوماكس” هو نائب رئيس الجامعة المذكورة، وأن أبناء رئيس الجامعة المذكورة يملكون ثلثي الحصص في الشركة طالبة الترخيص، إلا أن وزير التربية آنذاك حسان دياب أحال الملف إلى مقام رئاسة مجلس الوزراء طالبا الموافقة عليه، والأسباب التي دفعته إلى ذلك غير واضحة، علما وأن دياب علّل القرار الذي رفعه إلى مجلس الوزراء باقتراح الموافقة أرفقه بنص “يمنع المؤسسة من المباشرة في التدريس قبل تنفيذ تعهداتها، والأخذ بملاحظات اللجنة الفنية”. مشاريع مراد لم تتوقف عند هذا الحد، فقد حوّل “صروحه” الجامعية إلى مراكز تدريب عسكرية، حيث انتشرت مؤخرا مقاطع فيديو على مواقع إلكترونية تُظهر عناصر حزبية بلباس عسكري وهم يقومون بتدريبات تطبيقية على مجموعة من الأسلحة، في مكاتب داخل المؤسسات التربوية العائدة لمراد في البقاع الغربي وراشيا. واللافت أن السلاح الذي ظهر على الإعلام، يبدو حديثا، ما يعني أن ثمة تسليحا على نطاق واسع لجماعة مراد في البقاع يندرج في إطار تعميم الفوضى التي تنشرها “سرايا المقاومة” وتحت إشراف مباشر من “حزب الله”. ولا يخفي مراد “افتخاره” بعلاقته الثابتة مع النظام السوري والصداقة التي تجمعه برئيس هذا النظام ومن قبله مع والده الراحل حافظ الأسد. لكن مراد وشأنه في ذلك شأن معظم السياسيين الذين التحقوا بهذا المحور، كانوا يمنّون النفس، ولا يزالون، بالحصول على غنائم يفترض أن تكون من حصتهم، تتمثل على الأقل بالبقاء في نعيم السلطة في لبنان أو نقل هذا النعيم إلى أبنائهم من بعدهم.

حبل العقدة السنية

مع تطور أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، و“العقد” العديدة التي برزت أمام رئيسها المكلف سعد الحريري، بدءا من “العقدة الدرزية”، مرورا بعقدة “القوات اللبنانية” والتي ساهم كل السياسيين المعنيين في حلّها من خلال تسهيل شروطهم، فوجئ المعنيون من رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الحريري وكل المعنيين، ببروز عقدة جديدة “مصطنعة” أطلق عليها اسم “العقدة السنية” وصلت إلى حدودها القصوى مع إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب متلفز أن “لا حكومة ولا من يحزنون قبل تمثيل النواب السنة من خارج عباءة المستقبل”.

صروح مراد الجامعية يقوم اليوم بتحويلها إلى مراكز تدريب عسكرية، حيث انتشرت مؤخرا مقاطع فيديو تُظهر عناصر بلباس عسكري يتدربون داخل تلك المؤسسات في البقاع الغربي وراشيا. والسلاح يبدو حديثا، ما يعني أن ثمة تسليحا على نطاق واسع لجماعة مراد يندرج في إطار تعميم الفوضى التي ينشرها "حزب الله"

وبدا واضحا أن هذه العقدة الجديدة تتمثل في النواب السنة الذين فازوا في الانتخابات النيابية ولم يكونوا على اللوائح التي شكّلها “تيار المستقبل” ورئيسه، لكن المستغرب هو أن كلا من هؤلاء النواب الستة أعضاء في كتل نيابية أخرى، ولم يتوجهوا خلال الاستشارات النيابية الملزمة إلى رئيس الجمهورية ككتلة واحدة، بل توجهوا برفقة كتلهم الآلية، وكذلك فعلوا في الاستشارات التي أجراها الرئيس المكلف، لكن الغاية تبرر الوسيلة، والغاية هنا كانت إضعاف الرئيس الحريري، وإنعاش آمال فريق “الممانعة” بطرح إمكانية تكليف مراد برئاسة الحكومة في حال “أٌحرج الحريري فأٌخرج”.

مرارة الدور

مراد الذي تستخدمه قوى الممانعة وحزب الله كورقة في وجه رئيس الحكومة المكلف، كان يُستخدم في هذا الدور في كل مرة كانت تجرى فيها استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة في لبنانمراد الذي تستخدمه قوى الممانعة وحزب الله كورقة في وجه رئيس الحكومة المكلف، كان يُستخدم في هذا الدور في كل مرة كانت تجرى فيها استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة في لبنان. لم تسر الرياح كما تشتهي سفن مراد، لا بل لعلّه كان الخاسر الأكبر في هذه العقدة، فبعدما كان يمنّي النفس بما عجز عن تحقيقه طيلة حياته السياسية، حاول تجيير المسألة إلى أحد أبنائه، علّه بذلك يضمن استمرارية “إرثه” السياسي من خلال توزيره، وبالتالي فتح الأبواب أمامه لكي يستمر في العمل السياسي اللاحق، إلا أن الضربة جاءت من “بيت أبيه”.

فقد نشب خلاف بين أعضاء اللقاء “التشاوري” حول اسم الشخصية التي يمكن أن يتفقوا حولها على تمثيلهم بعدما سلكت مبادرة رئيس الجمهورية طريقها إلى التنفيذ بتكليف مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم إبلاغ “اللقاء التشاوري” ببنود المبادرة، حيث طرح مراد اسم نجله، ورفض ذلك أعضاء اللقاء الآخرين الذين طرح كل واحد منهم اسما، ليرسو الاختيار على اسم السيد جواد عدرة المحسوب مباشرة على “حزب الله” فتكون مرارة الخسارة مضاعفة لدى مراد. ومن الواضح أيضا أن الدور الذي من أجله أوجد “حزب الله” ما أسماه بـ”اللقاء التشاوري” قد انتهى، وبالتالي فإن انفراط عقد هذا اللقاء بات وشيكا أو أنه فعليا قد انفرط، لكن مراد سيظل يحاول، وهو الذي لم ييأس من ابتعاده عن الساحة السياسية نتيجة انكفاء الدور السوري بين العامين 2005 و2018، فهو كما عاد إلى النيابة سيحاول بالتأكيد أن يوصل أحد أبنائه لكي يضمن أن ما زرعه في حياته، سيكون حصادا مثمرا لعائلته لاحقا.

 

بين حزب الله وإسكوبار الشامي على الكولومبي

علي صالح الضريبي/ايلاف/20 كانون الأول/18

"أليس قيام حزب الله الإرهابي بحفر الأنفاق عبر حدود لبنان هو تهديد صريح لاستقرار لبنان وهو شريك الحكم فيه؟ من يتحمل المسؤولية حين تأخذ الدول المجاورة على عاتقها مهمة التخلص من هذا الخطر الذي يهددها؟"

بهذه التغريدة قبل أيام قليلة على حسابه بموقع التدوينات المصغرة (تويتر)، أقام وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، هذا العالم الافتراضي ولم يقعده، عبر طرحه لتساؤلات واقعية ومنطقية وجريئة، يتحاشى من هو واقع تحت سلطة خوف "حزب الله" في لبنان وخارجه من الهمس بها، ويفضل تجاهلها مريدو هذا الحزب والاستمرار في عيش وهم أن حزب الله هو "سيد المقاومة"، وأن "حزب الله" هو لبنان، ولبنان هو "حزب الله" (لاحظ بأنني أكرر حصر اسم "حزب الله" بين علامتي تنصيص، وذلك بقصد السخرية، لكون الاسم ولبنان أكبر منه!). والحقيقة تقال بأن الوزير ممن إذا غرّد أسمع، وكوني أحد متابعيه فقد أسمعني تغريده، وكان هذا ردي حرفياً على تغريدته:

"الذي يتحمل المسؤولية وحده هو لبنان ممثلاً برئيسه والحكومة، والحل وحده في إقصاء هذا الحزب من المشهد السياسي اللبناني بكل حزم.. هذا ما فعلته كولومبيا ب "بابلو إسكوبار" الذي كان يظن بأنه لا يقهر، وبعدها نهضت – ونظفت! – كولومبيا. من يقارب بموضوعية بين حزب الله وإسكوبار سيفهم مثالي هنا!"فأنهالت علي الردود (خاصة بعد إعادة تغريد الوزير لتغريدتي) ولم تتوقف، وأكثرها استنكرت مقاربتي هذه، وأغلبها جاءت عبر اسماء حسابات في تويتر كمثل "جيش الحزب الالكتروني" و "أبطال المقاومة" وغيرهم من مريدي "حزب الله"، وليت الاستنكار كان بقصد دفع الحجة بالحجة مع التأدب في الطرح، ولكنها كانت استنكارات فجة من على مثل "إن لم تكن معي فأنت ضدي!"، مشحونة بالطائفية والسباب والبذاءات التي عندها ترفعت عن قاعٍ ازدحم بأصحابها.. فإليكم بالتفصيل ما الذي جمع الشامي على الكولومبي، ولو أن تغريدتي المذكورة ذات ال280 حرفاً فيها الكفاية "لمن كان لهقلب او ألقى السمع" عند التغريد !

- بين حزب الله وإسكوبار.. الشامي على الكولومبي!

في عام2016، كشفت السلطات الأمريكية التي أوقعت بشبكة حزب الله لتهريب الأموال المتأتية من تجارة المخدرات في أمريكا الجنوبية، تفاصيل جديدة عن تورط الشبكة مباشرة مع ورثة أكبر مهرب وزعيم لكارتل إجرامي في كولومبيا بابلو إسكوبار، وبدأت التحقيقات، التي أفضت إلى تفكيك شبكة ورجال حزب الله الذين يتولون الإشراف على تأمين الأرباح المتأتية من هذه التجارة، لتحويلها إلى سوريا لدفع رواتب المقاتلين والمرتزقة الذين يقاتلون فيها إلى جانب قوات الحزب والنظام السوري.

وكشفت السلطات الأمريكية أن شبكة حزب الله، كانت تعتمد طريقة سهلة وناجعة لضمان استمرار أعمالها، بتهريب أدوية ومخدرات من أوروبا إلى الشرق الأوسط، وفي المقابل كانت الخلية تدفع لمهربي المخدرات المقابل عن طريق "الحوالة" أي عبر وسطاء موثوقين في أكثر من بلد، وصولاً إلى كولومبيا، لتضليل أي محاولة لتتبع أثر حركة الأموال. ومن جهته يعمد حزب الله، إلى تبييض الأموال التي يحصل عليها، مستعملاُ طريقة مشابهةً لنظام الحوالة "البيزو الأسود" الطريقة الرائجة في أمريكا اللاتينية في المعاملات بين شبكات الجريمة المنظمة، منذ اختراعها على يد بابلو اسكوبار الكولومبي، الذي أفلت بفضلها من المتابعات القضائية ومن الجواسيس الأمريكيين أكثر من عقدٍ كامل من الزمن. وفي أمريكا اللاتينية، كانت شبكة الحزب بحسب السلطات الأمريكية تقوم أساساً على متطوعين ومؤيدين لبنانيين، أو من أصول لبنانية تماماً مثل ما هو عليه في أفريقيا الغربية، بفضل الانتشار الكبير لللبنانيين في المنطقتين بسبب الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان منذ منتصف السبعينات وحتى بداية التسعينات من القرن الماضي.

وعلى صعيد آخر، نجحت خلايا حزب الله في أمريكا اللاتينية في التواصل مع بقايا كارتل بابلو اسكوبار، الذي يُعرف اليوم بكارتل "لا أوفيثينا دي انفيغادو" الذي استعاد جانباً هاماً من أنشطة إسكوبار وشبكاته السابقة، وورث علاقاته الواسعة في القارة الأمريكية وفي غيرها من دول العالم.

وقد كشفت قناة سي ان ان في تقريرٍ لها، أن التدفقات المالية الكثيفة التي وصلت البحرين في بداية عام 2015، فتحت المجال أمام المحققين لوضع اليد على الشبكة المالية السرية، بعد التحقيقات التي أجرتها السلطات البحرينية، واتهامها الصريح حزب الله بتمويل خلايا وشبكات لتنفيذ عمليات إرهابية على أرضها، استناداً إلى حقائق ووثائق، وجدت طريقها على ما يبدو إلى الدول المشاركة في مشروع كاسندرا (مشروع استخباراتي أمريكي – أوروبي سري لمطاردة شبكة حزب الله الخارجية وكشف تعاملاته المالية المشبوهة).

وكشفت قناة سي ان ان، أن التحقيقات البحرينية، ربطت بين المشروع الإرهابي وقتها وبين حركة كثيفة في الاتجاهين بين البحرين وكولومبيا، مروراً بلبنان.

وأوضحت القناة الأمريكية، أن المحققين انتبهوا عند التركيز على لبنان، إلى الدور المحوري الذي لعبه البنك اللبناني الكندي، الذي تورط في فضائح مالية وقضايا فساد، ما سمح بمتابعته عن كثب وهو البنك الذي ربطته السلطات الأمريكية منذ سنوات بعمليات مالية غير شرعية أجراها البنك لصالح حزب الله، لتتضح تفاصيل الشبكة اللبنانية الكولومبية، وتفاصيل تبادل المصالح بين الحزب من جهة وكارتيل المخدرات الكولومبي وطريقة تبادل الأموال وتبييضها.

هذا ما جمع الشامي على الكولومبي بالتفصيل "تؤبرني".. مع مشترك آخر، وهو في كون إسكوبار نجح في الفوز بعضوية البرلمان الكولومبي، وكذلك نجح أعضاء من حزب الله في الفوز بعضوية البرلمان اللبناني بل وأن يصبحوا وزراء أيضاً!، مع فارق أن إسكوبار أجبر على الاستقالة من البرلمان بعد عامين من قبل وزير العدل الكولومبي، أما حزب الله فما زال يعشعش في البرلمان اللبناني والحياة السياسية ككل هناك، بل ويترافع عن جرائم أعضائه "وزير عدل لبناني سابق"!

وختاماً، بينما يشتط غضب "ثوار الكيبورد" و "ذباب الحزب الالكتروني"، في العوالم الافتراضية،  يناقش على أرض الواقع اليوم مجلس الأمن الدولي بصورة طارئة بعد طلبٍ تقدمت به كلاً من أمريكا وإسرائيل للمجلس، "أنفاق حزب الله" على أنها انتهاك لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، بعد أن أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أن أنفاق حزب الله تشكل انتهاكاً صارخا للقرار الذي بناء عليه توقفت حرب عام 2006.وأسئلة هنا تضاف إلى "أسئلة الوزير".. ماذا لو قرر مجلس الأمن إعطاء إسرائيل وأمريكا الضوء الأخضر لشن هجمات عسكرية ضد الحزب؟ فهل سيكون موقع الحزب في "عالم افتراضي" حينها؟ أم في لبنان ؟! وهل "أنفاق حزب الله" تدخل ضمن بنود المبادرة العربية للسلام التي عليها إجماع عربي كان للمفارقة في قمة بيروت؟ وهل وضع لبنان والمنطقة ككل المهلهل ابن تعيسة يتحمل تعاسة حرب جديدة بسبب حزب لم يقدم للبنان والمنطقة سوى الفوضى والتعاسة والعمالة لإيران الذي ينشر تخريبها ويبشر بمشروعها التوسعي في المنطقة بالوكالة؟ وألم يحن الوقت للشعب اللبناني أن "يثور" على "حسن الأول" – وحزبه - الذي يشبه "لويس الرابع عشر" في اعتقاده: "أنا الدولة، والدولة أنا" ؟!

طهران... وماتيس... واستقرار للمنطقة؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70304/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%b3-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d9%84/

لافتٌ خروج وزير الدفاع الأميركي الجنرال جيمس ماتيس من طاقم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسبب خلافات جوهرية بين الرجلين في وجهات النظر حول الاستراتيجية الدفاعية لواشنطن، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط.

ابتعاد ماتيس، الذي يأتي بعد ابتعاد عدد من كبار المولجين بملفات السياسات الخارجية والاستراتيجية خلال النصف الأول من ولاية ترمب الرئاسية، مسألة لا تبعث على الاطمئنان. ذلك أن هذا التخبط الظاهر في تقييم واشنطن للتحديات العالمية، واستفادة كل من روسيا والصين وإيران منه، يتوازى مع الشكوك المستعصية على التلاشي بأن موسكو وبكين وطهران سعت للتأثير في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي حملت الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض قبل سنتين. بل، والأسوأ منها، أنها تأتي وسط اضطراب وتأزم المشهد السياسي داخل حلفاء واشنطن الثلاثة الكبار في أوروبا الغربية، أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا!

ولندع التحدّيين الأكبر لمكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى أولى، وهما تحدّي روسيا وتحدي الصين لواشنطن عالمياً، ولنركز فيما يخصّنا على مسرح الشرق الأوسط الإقليمي. هنا نجد أنفسنا وجهاً لوجه أمام المخطط الإيراني التوسّعي، الذي لا يبدو أنه -حتى اللحظة على الأقل- يربك حسابات الكرملين وحلفائه في بكين.

إيران، تحت قيادتها الحالية، قوة إقليمية ذات فلسفة وجود ومخطط سياسي وعسكري وثقافي وثأر تاريخي. وهي راهناً في تحالف سياسي واقتصادي كامل مع الصين، وأيضاً تحالف سياسي واقتصادي مع روسيا. ثم إنها منذ عام 2003، عندما أشرعت واشنطن أمامها أرض العراق، تمدّ نفوذها داخل عالم عربي محتقن ومضطرب ومُحبَط. ومن السرّية إلى العلنية... ما عادت أصوات المسؤولين الإيرانيين تتردد أو تخجل عندما تتكلم عن مشروع الهيمنة الإقليمية على الشرق الأوسط.

قبل أيام، في منتدى دولي استضافته عاصمة خليجية، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بكل صلف، رداً على سؤال حول اتهام واشنطن لحكومته بـ«التدخل» في شؤون دول المنطقة: «نتدخّل؟! نحن من المنطقة، واشنطن هي التي تتدخّل. أما عن وجود عسكريينا في بعض الدول فهم موجودون بطلب من الحكومات الشرعية هناك!».

الأكاديمي والدبلوماسي، الذي درس في الولايات المتحدة، لم يخنه التعبير ولم يفته معنى السؤال، بل كان يدرك تماماً ما يقوله وما يريد توصيله إلى مستمعيه وإلى العالم. إنها الرسالة نفسها التي ينقلها ويمارسها على الأرض -قصفاً وقتلاً وتهجيراً وإلغاء كيانات- «زملاء» الدكتور ظريف في السلطة الإيرانية من جنرالات الحرس الثوري الإيراني وأتباعهم من حاملي الأسماء العربية في العراق ولبنان وسوريا واليمن وغزة. هؤلاء يعتبرون عرب المنطقة ضيوفاً ثقلاء عليها... وبالتالي، غير مرغوب فيهم، فإما يرتضون لأنفسهم بالتبعية الذليلة وإلا فالتهجير والاقتلاع.

أيضاً، بالأمس، نقلت وكالة أنباء «فارس» التابعة للحرس الثوري، عن الجنرال غلام علي رشيد، قائد ما يسمى «مقر خاتم الأنبياء» التابع بدوره للحرس، «تحذيراً لبعض أنظمة المنطقة من مغبة خلق ذرائع لتدخل القوى الاستكبارية» لأنها إذ ذاك «ستدفع ثمناً باهظاً»! الجنرال رشيد أتحفنا بهذا التحذير من جزيرة قشم، عند مضيق باب المندب، على هامش «مناورات الرسول الأعظم 12» التي أجرتها قوات الحرس الثوري. والأجمل أنه قال قبل التحذير، بدبلوماسية يحسده عليها جواد ظريف: «إن مساعينا تركز على إقامة أواصر أخوية وطيبة مع جميع بلدان الجوار لأننا نعتبر أمنها من أمننا»، قبل أن يكمل: «إلا أنني باعتباري قائداً لمقر خاتم الأنبياء أوجه، من ساحة مناورات القوة البرّية... التحذير لأي بلد يخلق الذرائع لتدخّل القوى الاستكبارية، إذ سيدفع ثمناً باهظاً لتصرفاته غير الصديقة والاستفزازية»!

الأواصر «الأخوية والطيبة»، طبعاً، شاهدها العرب والعالم في كل مكان حلّ فيه الجنرال قاسم سليماني و«فيلقه» المتخصّص في «تحرير» أي مكان إلا المكان الذي يحمل اسمه... «القدس»!

شاهدوها في تهجير ملايين السوريين، وفي صواريخ الحوثيين الباليستية على مكة والرياض، وفي تحويل العراق ولبنان إلى بلدان رهينة منقوصة السيادة ممنوعة من تشكيل حكوماتها من دون إذن ميليشيات سليماني و«حشوده» و«عصائبه» و«مقاوماته»!

هذه المشاعر «الأخوية» ما زال المجتمع الدولي يفضل الصمت المريب حيالها بدلاً من ردعها والتصدي لها. في المسار التفاوضي اليمني، الذي بلغ قبل أيام في استوكهولم محطة مهمة، كانت هناك عدة منعطفات غضّ فيها المجتمع الدولي -وبالذات الدول الغربية- الطرف عن الحقائق، وساوى بين الضحية والقاتل... بين الشرعية والانقلابيين. بل، حتى العقوبات الدولية ضد آلة الحرب والهيمنة الإيرانية انقسم المجتمع الدولي تجاهها، مع أنها لا تشكل سوى أضعف الإيمان لا أكثر.

هنا، وأمام هذه الخلفية مكمن الخطورة في استقالة الجنرال ماتيس.

لقد أقنعت القوى الغربية نفسها بخدعة موسكو، التي روّجها الكرملين لتبرير احتضانه لنظام دمشق منذ 2011، وهي أنْ «لا انتفاضة شعبية» في سوريا، بل جماعات إرهابية تستهدف الاستقرار والنظام في سوريا.

كان لا بد من مبرّر قوي لهذا الخدعة. وبالفعل، توافر مَن سهّل دخول آلاف المتشدّدين لإغراق الانتفاضة وحَرف مسيرتها وصبغها بالتشدّد والإرهاب، ثم مَن اضطلع بمهمة ضرب قوى الاعتدال المستقلة التي كان لها الفضل في انطلاق الانتفاضة. وهكذا، شيئاً فشيئاً، انتقل التركيز العالمي من مناظر المآسي واستهداف المدنيين... إلى «فظائع» داعش وشراذم السائرين في ركابها.

حتى واشنطن اعتبرت أن أي تدخّل بات محصوراً في القضاء على «داعش»، لا حماية الشعب السوري وإطلاق مسيرة التغيير السياسي السلمي.

ولكن، كما انقلبت الأدوار... فاتفق رعاة التشدّد مع المتذّرعين به، انقلبت مقاربة واشنطن على نفسها. فبعدما شجعت جماعات عدة، بينها الميليشيات الكردية، بالمال والسلاح والدعم العسكري من أجل القضاء على «داعش»، انقلبت بالأمس عليها بحجة أن التنظيم قد انتهى!

ماتيس وأمثاله غير مقتنعين بأن «داعش» انتهى. والأهم، أنه وأمثاله يدركون ما يعنيه السكوت عن مطامح طهران الإقليمية لمستقبل الشرق الأوسط!

 

إنسحاب ترامب:هذيان أم نبوغ؟

ساطع نور الدين/المدن/الأحد 23/12/2018

ما بين هذيان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونبوغه شعرة لن تقطع. وما بين كونه يصنع التاريخ أو يمزقه خيط رفيع لا يمكن تبينه، برغم أنه يحول واشنطن من عاصمة أمبراطورية تحكم العالم وتدير شؤونه، الى أشبه ما يكون بمدينة ملاهٍ أو سيرك..او حتى الى مصح للإمراض النفسية. لم يسبق للعاصمة الاميركية أن بدت على هذا النحو من التخبط والفوضى، وعلى شفير أزمة دستورية خطيرة، كما كتب مؤخراً عدد من حكمائها السياسيين. لم يسبق أن تهاوت قضاياها وأفكارها وأخبارها الى هذا الحد الذي يجعلها تبدو مثل محطة تلفزيونية لألعاب التسلية والترفيه، أو ربما إحدى محطات تلفزيون الواقع التي شهدت مع ترامب بالذات إنطلاقتها المذهلة في تسعينات القرن الماضي، قبل ان تصبح موجة عالمية كاسحة. لم يعد هناك خبر يأتي من واشنطن يمكن أن يؤخذ على محمل الجد. الاخبار المزيفة هي الثقافة السائدة، التي يعممها الرئيس ومستشاروه ويتورط فيها بعض الاعلام الاميركي العريق: لا يمكن الجزم حتى الآن بخبر الانسحاب الاميركي الكامل من سوريا، والجزئي من أفغانستان، الذي أعلنه ترامب بنفسه، الاسبوع الماضي، وأثار دهشة في مختلف أنحاء العالم، وغضباً لدى حلفاء أميركا وفرحاً لدى خصومها.

كانت تلك هي المرة الثانية او الثالثة هذا العام التي يعلن فيها ترامب مثل هذا القرار، او تلك النية، من دون التشاور المسبق مع أقرب وزرائه المعنيين بالامر، ومع أقرب حلفائه الاوروبيين الغربيين المشاركين في الانتشار العسكري في سوريا وفي أفغانستان. قيل أنه، هذه المرة أبلغ الجميع سلفاً، بمن فيهم إسرائيل، لكن الجميع ردوا بالاعتراض والاستغراب. غير أنه لم يتراجع حتى الآن على الاقل، وربما لن يتراجع. والدليل قراره تعطيل بعض المؤسسات الفيدرالية عن العمل، للضغط على الكونغرس كي يوافق على تمويل بناء الجدار مع المكسيك.

الأرجح أنه جدي هذه المرة بقرار الانسحاب، بدليل إستقالة وزير دفاعه جيمس ماتيس إحتجاجاً على قلة إحترام الحلفاء والوزارة والمؤسسة العسكرية. والمنطق يقول أنه من الاجدى التعامل مع القرار بأنه ليس مجرد هذيان رئاسي جديد، بل خطوة تنطق بالهوى الاميركي الفعلي، او هي على الاقل تعبر عن رأي عام واسع يميل الى سياسة العزلة التي ينفذها ترامب، ويرى أن جميع حروب أميركا في العالمين العربي والاسلامي على مدى العقود الماضية، كانت كلها خاسرة، أو غير مجدية، هدرت فيها أميركا ترليونات الدولارات، حسبما يكرر الرئيس ويوافق الجمهور. وهو رقم قريب من الدقة. غزو العراق وحده كلف أميركا ما بين 800 مليار وترليون دولار، وإنتهى الى تسليم العراق الى إيران والى الشيعة العراقيين الذين عاثوا فساداً في الدولة ومؤسساتها، ورفعوا شعارات للحكم مثل "الثأر للحسين"، و"لن تسبى زينب مرتين".. يخطىء من يضع القرار الاخير في سياق الصراع على الارض السورية، مع الروس والاتراك والايرانيين والسوريين. هو في الجوهر، قرار بالخروج من المشرق العربي كله، ومن العالم الاسلامي. هو يمس إسرائيل مثلما يصيب سوريا والعراق وتركيا والسعودية ومصر. هو ليس إنسحاباً تكتيكياً من إحدى جبهات القتال غير المجدية، او المرشحة للاقفال. في مختلف العواصم العربية والاسلامية، كما في إسرائيل، سيترك الاميركيون خلفهم الكثير من اليتامى والمشردين، والقليل من المتربعين على عروش القوة والهيبة والنفوذ، والاقل من المحاربين الذين كانوا يتمنون بقاء أميركا لمقاتلتها ودحرها.

سحب أكثر من ألفي جندي أميركي من سوريا وأكثر من ثلاثة أضعافهم من أفغانستان، هو تحول إستراتيجي لا شك فيه. إذا تم فعلا. وهو سيشمل في مرحلة لاحقة الخليج العربي واليمن وشمال أفريقيا. المظلة الامنية الاميركية تسحب تدريجياً عن تلك الجغرافيا السياسية التي ظلت منذ بداية الحرب الباردة مع السوفيات ملعب الاميركيين ومرتعهم الاهم. لن يبقى بلد واحد على حاله، او داخل خريطته أو ضمن حدوده. ثمة مرحلة أكيدة من الفوضى الناجمة عن التنافس بين القوى الاقليمية لسد الفراغ الاميركي، طالما أن روسيا ليست مؤهلة لمثل هذا الدور، لا بقوتها العسكرية ولا بفكرتها السياسية ولا طبعا بقدرتها الاقتصادية، وطالما أن أوروبا الغربية ليست مهتمة أصلا بمثل هذا الدور. لن يكون هناك شعب عربي او مسلم بمنأى عن مثل هذا القرار التاريخي..الذي يمكن ان يمحوه ترامب بتغريدة جديدة، لا أكثر.

 

ترامب كرمزٍ للاخفاق الاميركي

لوري كينغ/المدن/الأحد 23/12/2018

بدأ الدومينو في حياة الرئيس دونالد ترامب في التراجع السريع. محاميه منذ فترة طويلة مايكل كوهين سيُسجن، وأُغلقت مؤسسة أسرته على يد المدعي العام في ولاية نيويورك، وتلقى مستشاره السابق للأمن القومي الجنرال مايكل فلين، إعفاء من قاضٍ وتأخير في جلسة النطق بالحكم عليه بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي و"بيع بلاده" لمصالح أجنبية (روسية وتركية). وقد اقترح فريق مولر أن لا يسجن فلين مقابل تعاونه القيّم مع تحقيق المحقق الخاص، ولكن يبدو أنه سيذهب إلى السجن بعد كل شيء. هناك همسات متزايدة في قيادة الحزب الجمهوري حول أهلية ترامب كمرشح جمهوري للرئاسة في عام 2020، وحتى بعض الصحافيين والمعلقين اليمينيين يطالبون بمحاسبة ترامب، على قناة فوكس نيوز، القناة التلفزيونية المفضلة لديه. بين غالبية الأميركيين الذين يكرهون ترامب، ترتفع الروح المعنوية مع الأمل المتزايد في أن رئاسته الرهيبة وكل الأضرار التي ألحقتها بالولايات المتحدة في الداخل والخارج قد تنتهي قريباً. يواجه ترامب تحقيقات في صفقاته العقارية، خاصة في موسكو، وسيقوم الكونغرس الجديد بالتحقيق في إقراراته الضريبية (التي لم يرها أحد). في الوقت الحالي، يخضع ترامب لأكثر من عشرة تحقيقات قانونية، ومن الصعب تخيل أن أكثر من اثنتين منها لن تؤتي ثمارها قريباً. من المحتمل بشكل متزايد أن لا يخدم ترامب فترة رئاسته بالكامل، وإذا ثبت أن حملته كلها فاسدة وأن فوزه يعتمد على التدخل الأجنبي، قد نرى إلغاءً غير مسبوق لفترة رئاسية أميركية.

لقد كانت إدارة ترامب أكثر الإدارات الرئاسية فضائحية في تاريخ الولايات المتحدة، بل تفوق على إدارة ريتشارد نيكسون، الذي استقال من منصبه عندما اقتربت مساءلته في تشرين الأول/أكتوبر 1974. وقد أصبح من الصعب إدراك كيف وصلنا إلى هنا. لمدة ثماني سنوات، كان لدينا أقل عدد من الفضائح التي تواجه الرئيس خلال رئاسة باراك أوباما، الذي واجه انتقادات مستمرة وهجمات حول أشياء غريبة، مثل ارتداء نوع معين من البذات. لو كان ترامب رئيساً أسود ، لما كان سيستمر بعد أول شهرين من عامه الأول في المنصب. كانت شخصية أوباما دائماً تحت مجهر قيادة الحزب الجمهوري التي تغض النظر الآن عن تورط ترامب في الدفع للنجمات الإباحيات والعديد من المخالفات المالية باعتبارها ليست قضية كبيرة. في نهاية المطاف، فإن إدارة ترامب، وكل ما أدى إلى وصوله إلى المكتب البيضاوي، هو إدانة للشعب الأميركي والنظام السياسي الأميركي المتضرر. وبين اليساريين، فإن مصدر الامتعاض هو "كيف يمكن للناس أن يكونوا أغبياء بحيث يصوتون ويستمرون في دعم كذاب عنصري وجشع مثل دونالد ترامب!". من الواضح أن الكثير من الأميركيين يفتقرون إلى قدرات التفكير النقدي ويفضلون البقاء على إطلاع رديء على الأمور الداخلية والخارجية. لا يمكن لأي مجتمع ديموقراطي أن يستمر دون مشاركة مواطنين مطلعين ومهتمين. بين التأثيرات السامة للأموال الضخمة التي تستخدم في الانتخابات والغش الذي يمنع المشاركة السياسية النشطة والتعددية، يكون النظام السياسي الأميركي على أبواب الموت. لم يسبب ترامب هذا، لكنه استفاد بالتأكيد منه.

بصفتي كمعلمة، فأنا مذهولة ومرعوبة بسبب نقص القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة والتفكير النقدي بين شريحة كبيرة من جمهور الناخبين. إذا كان أي شخص يريد أن يعرف كيف ولماذا تمكّن الناشطون الروس من اللعب بمخاوف الناس وغضبهم، فإنهم لا يحتاجون إلى النظر أبعد من حالة التربية المدنية السيئة في الولايات المتحدة. عندما كنت في المدرسة الثانوية، كانت دروس التربية المدنية إلزامية. في سن الخامسة عشرة، كان علينا أن نفهم كيف عملت الحكومة الأميركية على المستويات المحلية والولائية والفدرالية. كنا نعلم الوظائف المختلفة للفروع الثلاثة للحكومة - التشريعية والقضائية والتنفيذية - وكيف يتم إصدار القوانين العادية وقوانين الكونغرس. بالنسبة لأمة تفخر بأن لديها حكومة "من أجل الناس، وبواسطتهم، ومنهم"، فإن الولايات المتحدة في حالة مؤسفة، وكذلك في حالة إنكار عميق حول كيفية عمل النظام بالفعل، أو التعبير الأفضل، تعطل عمل النظام. على الرغم من عدم وجود إجابات سهلة على سؤال "كيف وصلنا إلى هنا؟"، فإن التعليم يمثل مشكلة رئيسية. أقوم بالتدريس في إحدى جامعات النخبة الانتقائية جداً بالطلاب الذين تعترف بهم. فصولي مليئة بالطلاب الذين كانوا الأذكى في مدرستهم الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لكنني أشعر بالدهشة من أنهم لا يعرفون الفرق بين مجلس الشيوخ ومجلس النواب، أو كيف يتم إعداد الفواتير، وحتى نقص الوعي بما هو وارد في وثيقة الحقوق أو الاختلاف بين الدستور الأميركي وإعلان الاستقلال. من الواضح أن لا أحد يأخذ دروساً في التربية المدنية في المدرسة الثانوية الآن. ولا يتعلمون الكتابة جيداً أو التفكير بشكل نقدي. قد يتفوق الطلاب في إجراء اختبارات موحدة وجمع الكثير من المعلومات، ولكن معالجة البيانات وتقييمها ليست موطناً لهم.

وهذا هو الوضع بين النخبة الأميركية. السفر إلى قلب البلد، إلى ولايات مثل أوهايو، إنديانا، وأركنساس من بين آخرين، سوف تجد المجتمعات التي دمرها الاقتصاد الرأسمالي المعولم الذي شهد تحليق الصناعة والتصنيع في بلدان حيث الأنظمة البيئية والأجور العادلة ليست عوائق لتحقيق الربح. عانت المدارس العامة، والخدمات الاجتماعية في حدها الأدنى، ودمر إدمان المواد المخدرة حياة الشباب بمعدل ينذر بالخطر. يسود اليأس في الولايات الوسطى، لذلك ربما ليس من المستغرب أن هذه الديموغرافيا نفسها وجدت دعوة دونالد ترامب لـ"جعل أميركا عظيمة مرة أخرى" جذابة للغاية. غزوات ترامب النازية هي الأفيون للأشخاص الذين لا يتناولون المواد المخدرة الفعلية في وسط الولايات المتحدة.

لقد لاحظ العديد من الباحثين والمعلقين منذ فترة طويلة أن الأميركيين البيض الفقراء يميلون إلى التصويت ضد مصالحهم، ولكن المدى الذي ذهب إليه الكثيرون من الناس بالوقوع في فخ الخدع والأوهام التي روج لها دونالد ترامب في حملة عام 2016 يجب أن يخيف كل الأميركيين. الأصدقاء الذين يعلّمون في الجامعات في الغرب الأوسط يوبخونني لأني أقول إن الناس في وسط البلاد قد يكونون من الغباء بحيث لا يحق لهم التصويت. ويجب على المرء أن يقر بأن النخبة المتعلمة على السواحل الشرقية والغربية هي غير مكترثة ومغرورة، وتصم آذانها عن المعاناة الحقيقية للناس في قلب البلاد.

كان التأييد الشديد للمرشحة النيوليبرالية هيلاري كلينتون على الديموقراطي الاجتماعي بيرني ساندرز في عام 2016 بمثابة مؤشر على عدم قدرة النخبة الديموقراطية على التفكير النقدي أو معالجة الحقائق. هناك بالفعل اثنان (أو أكثر) من أميركا الآن، الانقسام هو بحسب الدخل وفرص الحياة والنتائج الصحية. الطبقة الوسطى تختفي، والشركات الأميركية تركز على مكافأة حاملي الأسهم بغض النظر عن التكلفة التي يواجهها العمال والجمهور الأميركي. المرشح الوحيد الذي أثار هذه القضايا الهيكلية العميقة في عام 2016 كان السناتور بيرني ساندرز، وأعتقد أنه لو كان المرشح الذي يواجه ترامب في الانتخابات حينها، لكان قد فاز. لم يكن التدخل الروسي في انتخابات 2016 لينجح لو لم تكن هناك شكوك حقيقية واستياء من المرشحة الديموقراطية.

إن نخبة الشركات والبنوك التي جردت الكثيرين من الأميركيين من ثرواتهم وأملهم مسرورة لنجاحها في جعل الأميركيين يصوتون ضد مصالحهم الخاصة. إن كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري يحترم أكثر من اللازم هذه القوى المناهضة للديموقراطية في وول ستريت. في النهاية، نحن جميعا مسؤولون عن تمكين ترامب من الجلوس في المكتب البيضاوي. سيكون علينا القيام بمحاسبة جادة لإخفاقاتنا السياسية والأخلاقية للتعافي من الضرر الهائل الذي حدث في العامين الماضيين.

 

واشنطن تنسحب... وموسكو تملأ

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18

من الصعب اللحاق بمفاجآت الرئيس دونالد ترمب. فالسياسة الاندفاعية المتماشية مع طبعه، لها ارتجاجات في أنحاء العالم، لكن لا شيء يمنعه عن قراراته، وآخرها الانسحاب من الصراع في سوريا. ومنذ إعلان القرار والتفسيرات تتلاحق في العواصم حول أسبابه ودوافعه. لكن التفسير الأخير سوف يبقى عنده، خصوصاً أن جميع أركانه، من وزير الدفاع إلى وزير الخارجية إلى مستشار الأمن القومي، اعترضوا عليه. وزادت في درجات الهزة استقالة وزير الدفاع، الركن الأهم في إدارته. فمع الاستقالة يكون كل منصب أساسي في إدارة ترمب قد تعرض للتغيير، في سابقة لا مثيل لها في البيت الأبيض. لا بد أن نلاحظ قبل أي شيء أن ترمب يمارس حقه الدستوري، ولو في جو من الصخب والقلق. لكن أي قرار يتخذ في واشنطن له ارتجاجات في كل مكان. وقد انتشر خوف شديد في أوروبا المهددة بالأخطار. فهناك عشرات آلاف الداعشيين الذين يُخشى أن يصعِّدوا أعمالهم على أراضيها. والخوف الأكبر هو أن يطلق الأكراد ثلاثة آلاف داعشي موجودين في سجونهم. وليس الوجود الأميركي في سوريا شيئاً بالمقارنة مع الروسي والإيراني والتركي، لكن الفراغ الذي يتركه قد يؤدي إلى تجدد النزاع، وربما تمدده.

مقابل المخاوف التي تنتاب حلفاء ترمب، لا بدَّ أن مشاعر معاكسة تخامر فلاديمير بوتين الذي دعا 1700 صحافي إلى المؤتمر الذي عقده في أبهة الكرملين يوم الخميس، ليبلغ العالم أن روسيا تطمح لاحتلال المرتبة الخامسة بين الدول. لا الأولى ولا الثالثة ولا حتى الرابعة.

نحن قوم واقعيون، أراد أن يقول للعالم. وفي هدوء بالغ لم يعرب عن أي ابتهاج بإعلان ترمب الخروج من سوريا، كأنما هي مسألة عادية جداً أن تكون أميركا خارج المسألة التي يتحارب حولها العالم منذ 8 سنوات.

في واشنطن وفي موسكو، نحن أمام تموجات جديدة. لم يحلم بوتين، ولا أحد قبله، أن تترك أميركا ساحة المعركة من دون قتال، فيما يتمخطر القيصر الروسي وحيداً على شواطئ المتوسط. ولن يفيد قرار الانسحاب الرئيس ترمب في معركته الداخلية والاتهامات التي تحيط به حول العلاقة مع بوتين، خصوصاً خلال الحملة الانتخابية. لا هو قرار بسيط، ولا الضجة التي يثيرها بسيطة. وفيما تعد واشنطن خطط الانسحاب، لا بد أن روسيا تمتّن مشاريع التمرّكز. وتركيا تعد للمرحلة الأخيرة، من دون أن يكون الأكراد في حماية أحد. سوريا بعد العراق.

 

السفينة التركية ورصاصة لكل ليبي

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18

خمسة ملايين طلقة تحملها السفينة «BF ESPERANZA»، التي أبحرت يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من ميناء مرسين في جنوب تركيا، ليتم ضبطها في ليبيا، محملة بأطنان من الأسلحة ومعدات الاغتيال والجريمة المنظمة والإرهاب.. أكثر من مليوني طلقة مسدس تركي الصنع من عيار 9 ملم، ونحو 3 آلاف مسدس من عيار 9 ملم ومئات من مسدسات «بيريتا». ووفق التقارير الصحافية، فإن الحمولة تركية المنشأ لشركتي «zoraki» و«Retay»، وجهتها ليبيا والخدعة المعلنة أنها «مواد بناء»، وهي في الواقع مواد هدم ودمار وإشاعة الفوضى.

تركيا دأبت على توريد الأسلحة إلى ليبيا ضمن مشروع التدخل والتوغل التركي في المنطقة، خصوصاً في المستعمرات (الولايات) التركية، التي كانت ليبيا إحداها، وهذه ليست الشحنة الأولى؛ فقد سبقتها شحنة السفينة «آندروميدا» التي احتجزتها السلطات اليونانية وهي في طريقها من تركيا إلى ليبيا بحمولة 500 طن من المتفجرات، و200 ألف طن من نترات الأمونيوم التي يطلق عليها اسم «فاكهة (القاعدة)»، حملتها إلى الجماعات المسلحة في ليبيا، تحت شعار دعم «الثوار»، رغم حظر مجلس الأمن توريد الأسلحة، ما دفع الجيش الليبي إلى مطالبة مجلس الأمن بالتحقيق في الشحنة لمعرفة ما إذا كانت الحكومة التركية متورطة في هذا الأمر، أم أنه «خارج علمها».

الأمر الذي يبقي السؤال مطروحاً؛ هل تكرار حوادث تدفق السلاح عبر شحن السفن التركية بالأسلحة وإبحارها من الموانئ التركية، وإرسالها إلى الموانئ الليبية على أنها مواد بناء، بعلم السلطات التركية الرسمية أم لا؟ أم أن ذلك ناتج عن ضعف (مستبعد طبعاً) وتهاون في أجهزة الرقابة والضبط والجمارك التركية! أم أن هناك قوى نافذة في تركيا، قد تمثل «الدولة العميقة» أو الخفية لها مصلحة في دعم الميليشيات والجماعات الإرهابية في ليبيا وتغذية الصراع وإطالة عمر الأزمة؟

ماذا تريد تركيا من ليبيا، هذا البلد المنكوب، عبر تدفق الأسلحة والذخائر بالملايين؟ فتصدير الرعب والفزع وأدوات الإرهاب إلى ليبيا، أياً كان الفاعل والمتسبب بها، يجعلنا نطالب مجلس الأمن بالتحقيق في حوادث السفن التركية، وهل مصدرها حكومي أم جهات أخرى، خصوصاً أن مجلس الأمن لا يزال يفرض حظراً على توريد الأسلحة والمعدات القتالية إلى ليبيا، في حين يتجاهل قوافل السفن التي تنطلق من موانئ تركيا والمحملة بالأسلحة لترسو في موانئ ليبيا لتفرغ حمولتها، وهذه الفضيحة الثانية بعد الأولى التي ضبطتها اليونان، ستكون بمثابة اختبار لإرادة القوى الدولية لتطبيق قرارات الحظر وملاحقة الجناة سواء كانوا أفراداً أم حكومات، وإلا سيبدو مجلس الأمن شريكاً بصمته هذا، أما مجرد الإدانة فهي لا تكفي ولن تحقق الأمن، خصوصاً أن ليبيا تتعرض لهجمة شرسة بتدفق كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تكاد تكفي رصاصة لكل ليبي، فهل في تركيا من يريد قتل ملايين الليبيين والتخلص منهم رغم أن ليبيا يفصلها عن تركيا بحر لا قرار له؟

وهل هذه السفينة والتي سبقتها التي تم ضبطها فقط كل ما أرسل من تركيا؟! أم أن هناك سفناً وشحنات استطاعت التسلل والدخول، لتمكن جماعات ليس خافياً على أحد ارتباطها بالمشروع التركي في المنطقة، الذي يوظف الإسلام السياسي، خصوصاً الجماعة الضالة، جماعة البنا وقطب، التي تسمي نفسها «الإخوان المسلمين» صاحبة المشروع العابر للحدود، التي ترتبط بمشروع دولي ظاهره «دولة الخلافة» وما خفي فيه أعظم وأبشع من ظاهره؟ السفن التركية التي تم ضبطها، الأولى والثانية وغيرهما، المحملة بالأسلحة وأدوات الاغتيالات، لا يمكن تجاهلها، خصوصاً أن تركيا تحتضن قيادات جماعة «الإخوان» الليبية، التي تخوض حرباً مع الجيش الليبي، وترفض مؤسسات الدولة المدنية من جيش وشرطة، وتصر على فرض نفسها على الليبيين بالسلاح والاغتيال. فضائح السفن التركية تضع البعثة الدولية للأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق الصخيرات في ليبيا على المحك، والاختبار الحقيقي حول جدية المسعى نحو تحقيق السلام ونزع فتيل القتال وملاحقة صناع الفوضى والخراب والإرهاب في ليبيا.

 

إنصاف السّادات

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/23 كانون الأول/18

من يطلع على تفاصيل حياة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات يشعر وكأنه أمام بطل روائي. فحياته مليئة بالتجارب والأحداث الخطيرة، ومركبة على نحو عجائبي بعض الشيء. فمع السادات لا يمكن أن تبني خطاباً خطياً في اتجاهه ومقولاته. فكل المواقف التي تناولت السادات بالإشادة أو بالتخوين قابلة للتنسيب والنقاش المطول البرهاني. بعد غد الثلاثاء يوافق مئوية الموصوف بـ«بطل السلام والحرب» السادات، حيث ولد في 25 ديسمبر (كانون الأول) 1918، وتم اغتياله في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1981. ورغم كل ما قيل من صواب ومن تشويه في حق الراحل أنور السادات إلا أنه يمثل شخصية مهمة جداً من شخصيات الجمهورية المصرية الحديثة، ورجلاً لا يمكن أن يطويه الصمت أو التهم الثقيلة. ما لفت انتباهي وأنا أطلع على برنامج دار الأوبرا المصرية كي أحضر سهرة من سهراتها، أنه اليوم يلتئم احتفال فني كبير إحياء لمئوية الراحل السادات. طبعاً لفت انتباهي لأن الرجل سياسي ولم أتوقع أن تشكل مئويته مصدر اهتمام للقطاعات الثقافية، وهو في ظني علامة إيجابية جداً تعكس فهماً عميقاً وواسعاً للثقافة، باعتبار أن كل شيء في أوله ونهايته ثقافة من منطلق كونه حاملاً لرسالة أو فكرة أو رؤية. لذلك فقد نظرت بإعجاب لمبادرة دار الأوبرا، وأيضاً للندوة التي عقدها المجلس الأعلى للثقافة حول تجربة أنور السادات.

هذا أولاً. فماذا يمكن أن نقول عن السادات، وما هي أهم دروس تجربته السياسية، وإلى أي حد يمكن أن نستفيد منها في هذه اللحظة العربية والإسلامية الصعبة؟

قبل التوقف سريعاً عند هذه النقاط، من المهم أن نكمل توضيح ما بدأناه في وصفنا للسادات الذي بدا لنا أشبه ما يكون ببطل رواية تعتمد الأكشن والغرائبية. لقد كانت حياة السادات متقلبة وثرية، وبين مد وجزر، وحياة وخطر الموت المتجدد. فاليوم عندما نقرأ سيرته ومواقفه ومبادراته، فمن الصعب أن نهضم حقه في الاعتراف له بشجاعته وجرأته وميله الجارف إلى حد التهور للمغامرة. فأن يصبح رئيساً لمصر بعد الراحل جمال عبد الناصر هذا في حد ذاته علامة جرأة وثقة بالنفس، خصوصاً أن الرجلين مختلفان، وبقدر ما تمرد عبد الناصر على الواقع وموازين القوى بقدر ما كان السادات منصتاً للواقع وممتثلاً لتعليماته عند الضرورة. يمكن القول إن شخصية السادات كانت لا تظهر عبقرية الرجل ومهاراته خلافاً لتفاصيل حياته التي تؤكد ذلك؛ فهو صاحب تجربة متقلبة وغنية حيث تعرض للسجن بسبب تعاونه مع الألمان ضد الإنجليز، الأمر الذي أدى إلى اتهامه بالتجسس، ثم هرب من السجن واشتغل في مهن عدة تنكرية منها سائق وحمّال، وعمل في نقل الحجارة، واشتغل بشكل معلن طبعاً في الصحافة. بعد ذلك انتمى إلى جمعية سرية لتحرير مصر، وشارك في محاولات اغتيال، وانتمى أيضاً لتنظيم «الضباط الأحرار»، ثم إلى «مجلس قيادة الثورة»، وصولاً إلى حكم مصر بعد رحيل جمال عبد الناصر. وبعد أشهر من توليه الرئاسة قاد ما سماه «ثورة التصحيح» ضد المناهضين له. وكما نلاحظ، فالتهم ضده خطيرة وقدرته على التخفي لم تمنعه من العمل شيّالاً، مثلاً، وهو الذي تحمل له الأقدار منصب حكم مصر. أي أن سيرته ليست عادية بالمرة، والرجل أخفى أكثر مما أظهر. إن التعرف على السياق التاريخي للستينات، الذي عرف نكسة 1967 وكيف تجرع العرب مرارة الهزيمة، ورغم ذلك تم رفض استقالة جمال عبد الناصر، ثم دور مصر المحوري في الصراع العربي الإسرائيلي... كل هذه التفاصيل الكبيرة الخطيرة تجعلنا بعد نحو نصف القرن ننظر إلى ما قام به السادات في السبعينات بعين أخرى ليست تلك العين التي رأت فيه خائناً للعروبة ولفلسطين. فالرجل كان حكيماً ومؤمناً كبيراً بالسلام في سياق كان فيه الحديث عن السلام مع إسرائيل ضرباً من الكفر والخيانة.

في الحقيقة المعروف عن الخيانة أنها تتم في الزوايا وفي سرية، ولكن الرجل تجشم مشقة مواجهة الرفض الراديكالي للسلام مع إسرائيل وزار القدس في نوفمبر (تشرين الثاني) 1977، ثم وقع اتفاقية «كامب ديفيد» في 1978.

وإذا قبلنا بأطروحة الخيانة، فأبسط سؤال يتبادر للذهن اليوم: ماذا قبض السادات مقابل هذه الخيانة، إذا ما صح كونها خيانة؟ ثم هل يمكن للخائن أن يواجه غضب العرب الذين قطعوا العلاقات مع مصر، وأيضاً التململ من مبادرته للسلام في زمن الحرب ولا شيء غير الحرب ضد إسرائيل؟ إذن أغلب الظن أن الرجل كان شجاعاً على طريقته وحكيماً بطريقته وواقعياً في عز الحلم العربي والنكسات. كما أنه اكتسب مشروعية سياسية من مكسب عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف عام 1973، وهنا نستحضر تعليقاً لهنري كيسنجر قال فيه إن السادات كان رجلاً عظيماً أعاد شرف بلاده في حرب أكتوبر 1973. أما دروس السادات، فقد أثبت الواقع الراهن صحتها أكثر فأكثر، حيث آمن أن استقلال أي بلد هو في الحقيقة الاستقلال الاقتصادي، وليس الشعارات السياسية. كما انتقد العاجزين عن تغيير نسيج أفكارهم، مبيناً أنهم لن يكونوا قادرين على تغيير الواقع ولن ينجحوا. إن تجربة السادات، وإن لم تكن مثالية، كما أرادها خصومه ومنتقدوه، إلا أنها تجربة جديرة بالتقدير والنقاش والشجار معها، إن لزم الأمر، ولكن بعيداً عن خطاب التخوين. فالرجل صاحب رؤية آمن بها ورأى فيها مصلحة العالم العربي، فتحمل ما تحمل، وهو يعلم جيداً ماذا تعني زيارة القدس عام 1977. إنه شيء من الإنصاف الذي يستحقه السادات.

 

الجهل والجهالة والجاهلية… أعداء لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/19 كانون الأول/18

جعل حسام سعدالدين الحريري جدّه فخورا به. لا شيء يدوم مثل العلم والاستثمار في العلم، أي في تطوير ثروة اسمها الإنسان. هذا ما قام به رفيق الحريري الذي أصرّ على تعليم آلاف اللبنانيين من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق في أرقى جامعات العالم على حسابه الخاص. كان هذا الإصرار على العلم والتعليم من بين الأسباب التي حولته هدفا للمنادين بسيادة ثقافة الموت في طهران ودمشق.

هذه ليست اتهامات عشوائية للنظامين الإيراني والسوري بمقدار ما إنّها صادرة عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. كشف الادعاء في مطالعته ما يزيد على ثلاثة آلاف دليل تدين أولئك الذين نفذوا جريمة اغتيال رفيق الحريري.

لم تكن تلك الجريمة موجّهة إلى شخص، بمقدار ما أنّها كانت تستهدف اغتيال لبنان أيضا. قد تكون الجريمة الأولى لرفيق الحريري أنّه علّم آلاف اللبنانيين وأعاد الحياة إلى بيروت وأعاد وضع لبنان على خريطة الشرق الأوسط والعالم. كان يدرك أن مستقبل لبنان مرتبط بتطوير الإنسان وليس في تحويله إلى مجرّد عنصر في إحدى الميليشيات.

تكمن المشكلة في أنّ لبنانيين كثيرين لا يريدون أن يتعلّموا. لذلك كان سهلا على هؤلاء عدم استيعاب معنى أن يتخرّج شاب لبناني عربي من كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية التي تأسست في العام 1801. إنّها كلية عسكرية تخرج رجالا يتطلّعون إلى مستقبل أفضل وليس فقط ضباطا عسكريين بريطانيين. لذلك مرّ فيها الملك حسين وابنه الملك عبدالله الثاني وحفيده الأمير حسين بن عبدالله وليّ العهد الأردني حاليا. لذلك، أيضا، مرّ في الكلّية السلطان قابوس، سلطان عُمان وعدد كبير من كبار المسؤولين في دول الخليج العربي.

ليس ما يدعو إلى سرد جميع أسماء الذين تخرّجوا من تلك الكلية. هناك عدد من أبناء الشيخ زايد، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، رحمه الله. هناك عدد لا بأس به من الشخصيات البحرينية والقطرية، بمن في ذلك، الشيخ حمد بن خليفة الأمير السابق لقطر. بين السعوديين، هناك الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي يستطيع أن يفتخر بأنّه أعاد الحياة إلى صحيفة “الحياة” اللبنانية عندما أعاد إطلاقها من لندن في العام 1988.

قائمة خريجي ساندهيرست من القادة العرب طويلة وهي تعطي فكرة عن أهمّيتها على صعيد إعداد الشاب كي يتمكن من مواجهة أقصى الظروف الطبيعية صعوبة، بما في ذلك النوم في العراء داخل كيس مخصص للنوم في ظلّ حرارة تبلغ نحو العشرين تحت الصفر. هذا لا يعني أن الشاب الذي يدخل الكلّية لمدة أربعة وأربعين أسبوعا يتعلّم كيفية التكيّف مع ظروف الطبيعة القاسية فقط. هناك أيضا دروس في العلاقات الدولية تعد هذا الشاب للالتحاق بأرقى الجامعات العالمية لمتابعة دراسته العليا.

باختصار شديد، لا يعني الالتحاق بساندهيرست الالتحاق بالجيش البريطاني. إنّها كلّية فريدة من نوعها تعدّ من يلتحق بها كي يكون مستعدا ومؤهّلا جسديا ونفسيا وعقليا، في الوقت نفسه، لدخول الجامعات الكبرى من بابها الواسع.

تعطي بعض ردود الفعل على تخرّج حسام سعد الحريري من ساندهيرست فكرة عن مدى الجهل الذي يسود قسما من المجتمع اللبناني. إنها تعطي بكل بساطة فكرة عن تخلّف لبنان بعدما كان أحد أرقى دول المنطقة، بل أحد أرقى دول حوض البحر المتوسط. أين كانت اليونان وقبرص وتركيا عندما كان لبنان ينظّم دورة الألعاب المتوسطية في عهد كميل شمعون، وعندما كانت هناك مهرجانات في مستوى مهرجان بعلبك؟

الأكيد أن ليس ما يدعو إلى سرد ما كان عليه لبنان في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي عندما كان مطار بيروت من بين أهم خمسة مطارات في العالم. الأكيد أن ليس ما يدعو إلى تعداد ما تحقّق في عهد فؤاد شهاب من بناء مؤسسات لدولة لبنانية حديثة وتنظيم مدني…

كلية عريقة

لم تكن الحملة على سعد الحريري وعلى نجله الأكبر بريئة. كانت تعبيرا على مدى الحقد على لبنان وعلى ما بناه رفيق الحريري انطلاقا من إعادة الحياة إلى بيروت. هذا كلّ ما في الأمر. مطلوب ابتعاد لبنان عن العلم وعن العالم المتحضّر. لا دليل أوضح على ذلك من الحال التي بلغتها الجامعة اللبنانية التي يُفترض أن تكون وجها من الأوجه الحضارية للبنان. تحوّلت الجامعة اللبنانية إلى مزرعة لحزب مذهبي يريد أن يفرض ثقافته على اللبنانيين الآخرين، بدل أن تكون هذه الجامعة الوطنية رمزا للعيش المشترك ولثقافة الحياة والانفتاح على كلّ ما هو حضاري في هذا العالم.

ثقافة الحياة هي التي جعلت للبنان دورا رائدا في المنطقة في كلّ المجالات. كم عدد القادة والمسؤولين العرب الذين تخرجوا من الجامعة الأميركية في بيروت التي تأسست في العام 1866؟

هل هناك من يريد أن يتذكّر الدور الذي لعبه رفيق الحريري في حماية تلك الجامعة، وجامعات أخرى، وفي المحافظة على من يستطيع المحافظة عليه من أطباء مستشفاها في ثمانينات القرن الماضي عندما كان طموح كلّ طبيب لبناني الهجرة من لبنان… إلى الولايات المتحدة وأوروبا أو إلى إحدى دول الخليج العربي تحديدا.

لم يهاجر أي طبيب لبناني له شأنه إلى طهران.

تنمّ ردود فعل بعضهم على تخرّج حسام سعد الحريري من ساندهيرست، ثم مجيئه إلى بيروت لزيارة قبر جدّه عن جهل وجهالة وجاهلية لا مثيل لها في العالم. هناك بكل بساطة من يريد أن يدفع بلبنان إلى السقوط في لعبة الشعارات الفارغة. إذا كان لبنان لا يزال صامدا إلى اليوم، فهذا عائد قبل أيّ شيء إلى أن الإنسان اللبناني ما زال يقاوم.

إنّه يقاوم بفضل ما بقي لديه من رواسب علم تلقاه في مدارس وجامعات راقية، وبفضل مؤسسات صنعتها العهود الثلاثة الأولى بعد الاستقلال. عهد بشارة الخوري- رياض الصلح، عهد كميل شمعون، عهد فؤاد شهاب. إنّه يقاوم بعدما أعاد رفيق الحريري الأمل إلى اللبنانيين، وأعاد قسما كبيرا منهم إلى لبنان قبل أن يأتي من يغلق وسط بيروت لمدة تزيد على سنة في 2007 و2008.

بدل العيش في أحلام النفط والغاز المكتشفين قبالة الشاطئ اللبناني، من المفيد العودة إلى الواقع. الواقع يقول أن لا ثروة أهمّ من الثروة الإنسانية، وأن الجهل والجهالة والجاهلية تمثّل العدوّ الأوّل للبنان.

لم يعد سرّا أن لبنان يمرّ حاليا بمرحلة صعبة. ما يزيد في صعوبة المرحلة أن هناك من هو مصرّ على تدمير الإنسان قبل أيّ شيء آخر عن طريق تعميم الجهل. فالجهل يظلّ الطريق الأقصر لأخذ الشباب إلى الميليشيات المذهبية ليكونوا في خدمة مشروع لا علاقة له من قريب أو بعيد بلبنان…

 

ثمن البديل الإيراني في العراق

خيرالله خيرالله/العرب/24 كانون الأول/18

ما الذي كشفته السنة 2018 التي بدأت تشارف على نهايتها؟ كشفت أوّلا مدى التراجع الفلسطيني الذي بدأ في العام 2001 حين حصل تطوران في غاية الأهمّية أولهما القرار بعسكرة الانتفاضة والآخر أحداث الحادي عشر من أيلول – سبتمبر التي تسمّى “غزوة واشنطن ونيويورك”. خطّط لتلك الغزوة أسامة بن لادن ونفّذتها عناصر إرهابية تنتمي إلى “القاعدة”.

كانت هناك ضحيتان عربيتان لـ”الغزوة” التي قام بها تنظيم “القاعدة” هما ياسر عرفات وصدّام حسين. لم يستوعب ياسر عرفات معنى الاستمرار في عسكرة الانتفاضة التي اندلعت أواخر العام 2000 بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر- أيلول. لم يدرك صدّام حسين أنّ العالم تغيّر كلّيا وأنّ هناك في واشنطن من يريد التخلّص منه مستغلّا “غزوة واشنطن ونيويورك”.

كان يمتلك قصورا في فهم المعادلات الإقليمية والدولية. لعلّ مغامرته المجنونة في الكويت كانت أفضل تعبير عن هذا القصور، القريب من الغباء، الذي أوصل العراق إلى أن يتحوّل مستعمرة إيرانية بعد الاحتلال الأميركي في العام 2003. من كان يتصوّر أن في بغداد شخصا مثل صدّام حسين يُقدم بعد “غزوة واشنطن ونيويورك” على التبرع بالمال لمن ينفذ عمليات انتحارية في غزّة أو الضفّة الغربية؟

الواقع، أن ذلك لم يكن مستغربا بعدما لجأ صدّام في 1990 إلى إيران طالبا منها المشاركة في الحرب على “الشيطان الأكبر” في الكويت. كان ردّ هاشمي رفسنجاني الرئيس الإيراني، وقتذاك، على الرسالة الرئاسية التي حملها له طارق عزيز وبرزان التكريتي “نحن نقف ضد الشيطان الأكبر… لكننا سنترك لكم  شرف مواجهة الشيطان الأكبر في الكويت”.

من 2001 إلى 2018، يمكن تعداد أحداث كثيرة أوصلت القضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه من انسداد سياسي في مرحلة شهدت صعودا لليمين الإسرائيلي وصولا إلى الحكومة الحالية لبنيامين نتانياهو التي تعتبر أكثر الحكومات تشددا وتطرفا في تاريخ الدولة العبرية. لم يعد في إسرائيل صوت ينادي بعودة خجولة إلى لغة المنطق وطرح سؤال من نوع هل يمكن القضاء على الشعب الفلسطيني في يوم من الأيّام؟ هل يمكن إزالة شعب موجود على الخريطة السياسية للشرق الأوسط بكلّ هذه السهولة؟

لا شكّ أن القيادة الفلسطينية الموجودة حاليا لعبت دورها في تراجع القضيّة، ذلك أن هذه القيادة انغلقت على نفسها أكثر فأكثر منذ وفاة ياسر عرفات في تشرين الثاني – نوفمبر 2004 في ظروف غير غامضة في أيّ شكل. أكثر من ذلك، عجزت هذه القيادة التي لا تمتلك أيّ قدرة على التعاطي مع المستجدات عن تطوير حركة “فتح”.

 على العكس من ذلك حصل إلغاء تدريجي للحركة التي كانت العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية. لا وجود لدى القيادة الفلسطينية لأيّ إدراك من أيّ نوع لأهمّية الإعلام والعلاقات الدولية والتواصل مع مراكز القوى المختلفة والمتنوّعة في واشنطن دي.سي. على العكس من ذلك، تركت العاصمة الأميركية لإسرائيل تسرح فيها وتمرح على هواها. لم يعد في واشنطن كلّها صوت  واحد له وزنه مؤيد لقضيّة محقة هي قضيّة شعب يبحث عن الحدّ الأدنى من حقوقه الوطنية.

لكن ما لا مفرّ من الاعتراف به أنّ ما لعب الدور الأكبر في التراجع الفلسطيني، في ضوء عسكرة الانتفاضة وصعود اليمين الإسرائيلي والدور الذي لعبته “حماس” في خدمة السياسة الإسرائيلية، هو ما حصل في العراق.

بعد الاحتلال الأميركي للعراق وتقديمه على صحن من الفضّة إلى إيران، اختلّ التوازن الإقليمي. استطاعت إيران وضع يدها على العراق بعد تحقيقها اختراقا في العمق في سوريا وفي لبنان حيث اغتيل رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. لم يعد سرّا من اغتال رفيق الحريري وكيف استطاعت إيران عبر “حزب الله” ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب سوريا عسكريا وأمنيا من الأراضي اللبنانية.

في الأيام الأخيرة من العام 2018، يبدو مفيدا استعادة شريط الأحداث. ما يمكن استخلاصه من هذا الشريط أنّ الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003 يظلّ الحدث الأهمّ والأبرز على الصعيد الإقليمي منذ مطلع القرن. كان رجل حكيم وبعيد النظر مثل الملك عبدالله الثاني على حقّ عندما حذر، من دون نتيجة، الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في آب – أغسطس 2002 من عواقب الاحتلال الأميركي للعراق. كذلك، كان العاهل الأردني شديد الدقّة عندما تحدث في مطلع تشرين الأوّل – أكتوبر 2004 إلى صحيفة “واشنطن بوست” عن “الهلال الشيعي” وكان يقصد بذلك الهلال الفارسي الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق. كان ذلك قبل اغتيال رفيق الحريري الذي نكتشف مع مرور الوقت الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى تفجير موكبه. كان الهدف إيصال لبنان إلى ما وصل إليه اليوم… وهذا ما حصل بالفعل. بدأ تراجع القضيّة الفلسطينية من بغداد. هذا لا يعني تجاهل الأخطاء التي ارتكبها الفلسطينيون أنفسهم قبل الاحتلال الأميركي للعراق وبعده، وهي أخطاء كان مفترضا بهم تفاديها. هل هذا يعني أن الأمل بات مفقودا في تسوية عادلة تقوم على قيام دولة فلسطينية مستقلّة؟ يبدو أن هذا الحلم صار أقرب إلى سراب في ظل موازين القوى السائدة في المنطقة، وهي موازين لن تتبدّل في غياب تغيير كبير وجذري في العراق يؤدي إلى رفع اليد الإيرانية عن هذا البلد الذي كان في الماضي عربيا. هل هذا احتمال وارد في ظل حال التخبط التي تعاني منها الإدارة الأميركية الحالية؟

من الصعب توقّع أي تبدل في موازين القوى في غياب رفع اليد الإيرانية عن العراق. ما دامت هذه اليد الإيرانية الثقيلة تمسك بالقرار العراقي، لا مجال لأيّ بحث حقيقي في جعل المجتمع الدولي يهتمّ مجددا بالقضية الفلسطينية. هذا ما يفترض في الفلسطينيين استيعابه. عندما يتعلّق الأمر بمشروع توسّعي إيراني يرتكز على إثارة الغرائز المذهبية، سيكون عليهم الانتظار طويلا لذلك اليوم الذي يعود فيه الرئيس الأميركي إلى غزّة ليلقي خطابا أمام المجلس التشريعي الفلسطيني ولافتتاح مطار في القطاع… كما فعل بيل كلينتون في 1998.

لا تبدو عودة بغداد قريبة ولا تبدو عودة القضيّة الفلسطينية إلى الواجهة قريبة. في السنة 2018 تأكّد مدى الضرر الذي تسببت به إدارة جورج بوش الابن الذي أصرّ على احتلال العراق وإسقاط النظام فيه بحجة أن “الله أمره بذلك”.

كان منطقيا أن تعمل الإدارة الأميركية، أي إدارة أميركية، على تغيير النظام في بغداد. ما ليس منطقيا أن تقدم على هذه الخطوة فيما أيّ سياسي هاو يعرف في العمق أن المطلوب إيجاد بديل عراقي من النظام وليس بديلا إيرانيا. ما فعلته إدارة بوش الابن واستكملته إدارة باراك أوباما هو التمهيد للبديل الإيراني في العراق. تدفع المنطقة كلّها وليس الشعب الفلسطيني وحده ثمن البديل الإيراني في العراق.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي: مقتنعون اكثر فاكثر بوجوب تشكيل حكومة مصغرة واي واحدة تتألف على اساس خلافات ستزيد النزاعات فاتقوا الله بعباده

الأحد 23 كانون الأول 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان حنا علوان ورفيق الورشا، أمين سر البطريرك الأب شربل عبيد ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من المجلس، قائمقام كسروان -الفتوح جوزف منصور، سفير لبنان السابق في الفاتيكان جورج خوري، القنصل ايلي نصار، أخوية الحبل بلا دنس في رعية ميروبا، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "ميلاد يسوع المسيح ابن داود، ابن ابراهيم"، قال فيها: "ميلاد يسوع المسيح، ابن داود، ابن ابراهيم"(متى1:1).

1. يسوع المسيح هو ابن داود بالسلالة من أبيه يوسف بالتّبني، محققًا بشخصه الوعد الملوكي لداود الملك وسلالته، بحسب الأنبياء. وهو ابن ابراهيم محققا الوعد الكهنوتي لإبراهيم أبي الآباء. وفي الواقع، ظهر يسوع كاهنا بامتياز، إذ هو نفسه الكاهن والذبيحة، الذي قدم ذاته ذبيحة فداء على الصليب عن خطايا البشرية جمعاء. وظهر ملكا بامتياز إذ أسس الكنيسة مملكته لتدوم إلى الأبد فهو رأسها، والروح القدس محييها، والمحبة شريعتها، وبناء ملكوت الله في العالم رسالتها، بل هي زرعه وبدايته، وسيكتمل في السماء.

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، في ذكرى نسب يسوع إلى العائلة البشرية، متجسدا بقدرة الروح القدس من مريم عذراء الناصرة من سلالة هارون الكهنوتية، المخطوبة شرعا ليوسف من سلالة داود الملوكية. وهكذا الله سيد تاريخ البشر، الذي يقوده ويحقق فيه تصميمه الخلاصي، كشف في ملء الزمن سره المكتوم منذ الدهور بعد مسيرة طويلة من الأجيال. فحقق وعد الخلاص بابنه المتجسد منتميا من جهة أمه مريم إلى سلالة كهنوتية، ومن جهة أبيه بالشريعة يوسف إلى سلالة ملوكية. وألهم متى الإنجيلي ليكتب نسب الابن الإلهي إلى داود الموعودة سلالته بالملوكية، وإلى ابراهيم الموعودة سلالته بالكهنوت.

نصلي في هذه الذبيحة المقدسة، كي ينعم الله علينا بنعمة الأمانة لمشاركتنا في كهنوت المسيح وملوكيته، التي أنعم علينا بها في سري المعمودية والميرون.

3. ويطيب لي أن أحييكم وأرحب بكم جميعا، وبخاصة بمعالي رئيس المجلس العام الماروني الشيخ وديع الخازن واعضاء المجلس، كما ارحب بأخوية الحبل بلا دنس في رعية ميروبا. أحيي مرشدها الخوري بيار سمعان ورئيستها وسائر أعضائها، وهي تحتفل في هذه السنة بيوبيل المئة سنة على تأسيسها. وجدير بالذكر أن هذه الأخوية بدأت مختلطة رجالا ونساء، ثم بعد ثماني عشرة سنة إنفصل الرجال ليؤسسوا معا أخوية قلب يسوع. فنعمت البلدة بصلاة الأخويتين. ويسعدنا اليوم أن نرفع مع السيدات والآنسات أعضاء أخوية الحبل بلا دنس صلاة الشكر لله، ملتمسين معهن، بشفاعة أمنا وسيدتنا مريم العذراء، أن يبارك مسيرة الأخوية نحو المئوية الثانية بالازدهار والنمو، وجميع أعضائها وعائلاتهن، وبلدة ميروبا العزيزة بكل أبنائها وبناتها، ويفيض عليهم جميعًا خيراته ونعمه.

4. ويطيب لي، ونحن على عتبة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح، فادينا ومخلصنا، أن أقدم لكم، أطيب التهاني وأخلص التمنيات بالميلاد المجيد والسنة الجديدة الطالعة 2019، راجين لوطننا لبنان الاستقرار والخروج من أزمته السياسية والإقتصادية والاجتماعية والمعيشية، ولبلدان الشرق الأوسط نهاية الحروب والنزاعات، وتوطيد السلام، وعودة النازحين واللاجئين إلى أوطانهم وبيوتهم.

ما معنى نسب يسوع؟

5. إن شجرة نسب يسوع إلى العائلة البشرية تعني تضامنه، وهو الإله، مع البشرية جمعاء، من أجل فداء جميع الناس وخلاصهم. كما تعني أن يسوع هو آدم الجديد وأبو البشرية الجديدة المفتداة والمخلَصة به. فمع آدم الأول دخلت الخطيئة والموت إلى العالم، أما مع آدم الجديد فدخلت النعمة والحياة. وبما أن جميع البركات والوعود تحققت في يسوع، بوصفه إبن ابراهيم وإبن داود، فقد أشرك فيهاكل مولود من سلالة آدم، من أي عرق أو لون أو دين، وجعله وارثًا لها. وتعني شجرة النسب أيضًا من خلال تعاقب الأجيال من أب إلى إبن، أن الله حاضرٌ في كل أبوة وأمومة، لأنه هو الذي يعطي كل مولود "صورته" و"شبهه". فالإنجاب هو تواصل فعل الخلق.

6. أما المجموعات الثلاثة من أربعة عشر جيلا لكل مجموعة، فترمز إلى مسيرة شعب الله نحو المسيح، الذي هو محور البشرية والتاريخ. والمجوعة الأولى من ابراهيم إلى داود هي مسيرة الايمان من ابراهيم حتى تنظيم الملوكية مع داود؛المجموعة الثانية من داود إلى سبي بابل هي رمز خطيئة داود الملك فالتهجير؛والمجموعة الثالثة من سبي بابل إلى المسيحهي رمز وعد الله الذي ما زال قائمًا، لأن الله صادق في وعده وأمانته إلى الأبد، حتى تحقق الوعد في المسيح.

7. يبقى أن كل هذه الأسماء تضم وجوها من مؤمنين وغير مؤمنين، من أبرار وخطأة، للدلالة أن البشرية ليست متروكة من الله، بل يظللها بنور الحقيقة والمحبة والرحمة. إن ابن الله بانحداره إلينا متجسدًا ومنتميًا إلى العائلة البشرية، يريد أن يشرك جميع الناس في مجده وسعادته. فقد "تأنس ليؤله الإنسان"، على ما قال القديس أمبروسيوس. أجل، لقد شاركنا في طبيعتنا البشرية، لكي يشركنا في طبيعته الإلهية. هذه هي كرامة الإنسان الظاهرة في شجرة نسب يسوع.

8. إن كرامة الشخص البشري تقتضي أن تتوفر له أوضاع الحياة الإجتماعية التي تمكنه من تحقيق ذاته وتأمين عيش كريم، وهي تختص بالمأكل، والملبس، والسكن، والتربية، والعمل، والاستشفاء، وإنشاء عائلة، والسمعة الحسنة، والاستعلام الصحيح، والتصرف وفقًا لما يملي عليه ضميره، وحرية اختيار حالة حياته، وحماية حياته الخاصة وحريته في الدين والمعتقد، بالإضافة إلى كل ما له من حقوق وما عليه من واجبات (الكنيسة في عالم اليوم، 26).

9. إن معظم هذه الحقوق والواجبات تقع على عاتق السلطة السياسية، التشريعية والإجرائية والإدارية والقضائية. وهي مبرر وجودها. فكم يؤسفنا أن يغيب هذا الواجب عن المسؤولين السياسيين الذين يماطلون منذ سبعة أشهر كاملة في تأليف الحكومة، مختلقين في كل مرة تصل الحلول إلى خاتمتها، عقدةً جديدة. وهم بذلك يلحقون ضررًا كبيرًا بالدولة موقعين فيها يوميًا خسائر مالية جسيمة، وينتهكون كرامة شعب يحكمون عليه بمزيدٍ من الفقر والحرمان والقلق. هل يدركون أنهم يقترفون جرمًا كبيرًا بحق الدولة والشعب؟ وما يؤلمنا بالأكثر هو عدم اكتراثهم لهذا الضرر الجسيم، وعدم احترامهم للشعب الذي أولاهم ثقته. ألا يخجلون منه؟ إننا مقتنعون أكثر فأكثر بوجوب تشكيل حكومة مصغرة من أشخاص ذوي اختصاص مشهود لهم وحياديين يتولون مستلزمات الدولة والشعب، لأن أية حكومة تتألف على أساس من الخلافات، وبالشكل الغريب عن الدستور ومبادئه، ولو سُميَت "حكومة وحدة وطنية"، ستكون ويا للاسف، حكومة مزيد من الخلافات والنزاعات، وستعود بالدولة إلى المزيد من التقهقر، وستوقع الشعب في المزيد من الفقر والحرمان.

ايها السياسيون، إتقوا الله بعباده، أيها السياسيون، وتصالحوا مع السياسة الجميلة المتفانية بالتجرد في سبيل الخير العام.

10. مع كل ذلك نجدد إيماننا بالمسيح سيد التاريخ، وضامن كرامة كل إنسان. ونرفع من صميم قلوبنا نشيد المجد والتسبيح والمجد الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الاليهة كما التقى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على راس وفد للتهئنة بالاعياد. وقال الخازن بعد اللقاء: "تشرفنا بلقاء غبطة أبينا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للتهنئة بعيد الميلاد المجيد وللتعبير عن تأييده في كل القرارات والمساعي التي بذلها من أجل التوصل إلى ولادة الحكومة الجديدة رغم إنتكاسة التشكيل الحاصلة اليوم. فإذا كنا في الماضي قد فوتنا فرصا ضائعة وكثيرة لإنقاذ لبنان ولم نغتنم هذه الفرصة الثمينة التي نحظى بها اليوم، فإننا نكون قد حكمنا على أنفسنا بأننا شعب لا يستحق أن ينعم بوطن كلبنان يحكم من أبنائه. كما ثمنا غاليا زيارته إلى حاضرة الفاتيكان ومقابلة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، مع أحبار الكنيسة المارونية، وما تركته من أصداء إيجابية وتقديرية لمسيرته الروحية والوطنية من أجل تكريس الوحدة والتعاون والتوافق الذي كان له التأثير البالغ في دفع الأطراف نحو التحسس العالي المنسوب في فترة حرجة في لبنان. وتمنينا لغبطته سنة جديدة حافلة بالآمال والتمنيات بالصحة والعافية لشخصه الكريم وللبنان العزيز".

بعدها، التقى الراعي الوزير السابق رشيد درباس، وفودا شعبية من مختلف المناطق اللبنانية للتهنئة بالاعياد المجيدة.

 

الراعي يوجه غدا رسالة الميلاد من بكركي

الأحد 23 كانون الأول 2018 /وطنية - يوجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عند التاسعة والنصف من صباح يوم غد الاثنين من الصرح البطريركي في بكركي، رسالة الميلاد للبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا مقيمين ومنتشرين.

 

القوات اللبنانية نعت سليم عبو: اليوم ينكس علم من أعلام الفكر الملتزم والموقف الحر والثقافة المبدعة في لبنان والشرق

الأحد 23 كانون الأول 2018 /وطنية - نعى حزب "القوات اللبنانية" الرئيس السابق لجامعة القديس يوسف البروفيسور الأب سليم عبو، في بيان صدر عن الدائرة الإعلامية في الحزب، وجاء فيه:

"ينعي حزب "القوات اللبنانية" ببالغ الأسى الى جميع اللبنانيين وفاة الرئيس السابق لجامعة القديس يوسف البروفيسور الأب سليم عبو الذي يغيب عنا في أسبوع ميلاد الطفل يسوع، وهو الذي افنى شطر العمر رسولا للقيم اليسوعية النبيلة، وبشيرا للحق والحرية والانسان، ونجما مضيئا للفكر والعلم والثقافة، فولدت هذه الدينامية التثاقفية الحضارية الإنسانية التي ميزت مسيرة الأب عبو بعضا من نواة حركة طالبية استقلالية، شكلت مع سواها من المحطات الوطنية والاستحقاقات السياسية والمواقف النضالية، البراعم الأولى للربيع اللبناني الذي أزهر حرية وسيادة واستقلال.

اليوم ينكس علم آخر من أعلام الفكر الملتزم والموقف الحر والثقافة المبدعة الخلاقة في لبنان والشرق، لكن السارية تبقى منتصبة بانتظار ان يعود ويرتفع عليها اسم سليم عبو من جديد، مجسدا بأجيال وأجيال من الطلاب الخريجين الذين تدرجوا على يده، ونهلوا من فكره، وتشربوا كاسات الكرامة الوطنية من معين قلمه، ويشقون دروب المستقبل على خطاه. لقد كان الأب سليم عبو يرمز الى الجانب الثقافي لمقاومة الإحتلال في لبنان، بما يتكامل مع الجوانب الثانية لعمل المقاومة اللبنانية دفاعا عن الكرامة والوجود والمصير، وهو إذ يغيب اليوم بالجسد عن أرضه وشعبه ورهبنته وجامعته، إلا ان المقاومة الثقافية التي أرساها وشكل عمودها الفقري خلال مسيرته الوطنية والأكاديمية، ستبقى جزءا خالدا من الإرث الحضاري للمقاومة اللبنانية على هذه الأرض، الآن والى دهر الداهرين.

رحل فيلسوف الحريات ومنظر التعددية الثقافية وتلاقي الحضارات، رحل رجل الجرأة الأدبية والمقاومة الثقافية في زمن الوصاية يوم عز فيه المقاومون وكثر فيه المتملقون، رحل أحد رجالات المقاومة اللبنانية الأوفياء الأنقياء، رحل صديق البشير، فخسارتنا كبيرة جدا، لكن ايماننا يبقى أكبر بألا تبخل أرحام الأمهات على شعبنا بأمثال سليم عبو، حاضرا ومستقبلا. اليوم أسلم الأب سليم عبو الروح، لكن الروح التي بعثها في الحركة الشبابية الاستقلالية عبر محاضراته وكتاباته لن تسلم روحها ولن تستسلم وستبقى تشع إيمانا ونقاوة ومقاومة حتى تحقيق الحلم وولادة لبنان الجديد.

إن حزب "القوات اللبنانية" يتقدم بأحر التعازي القلبية الصادقة من عائلة الأب سليم عبو الصغرى ومن عائلته اللبنانية الكبرى، كما يتقدم بالتعازي من الرهبنة اليسوعية ومن جامعة القديس يوسف، معاهدا الله بأن تبقى ذكراه خالدة في وجدان المقاومة اللبنانية".

 

نقابة المصورين الصحافيين: لتحقيق شفاف بما تعرض له بعض المصورين خلال تحركات اليوم

الأحد 23 كانون الأول 2018 /وطنية - استنكرت نقابة المصورين الصحافيين، في بيان، "الاعتداء الذي تعرض له بعض المصورين من ضرب وتكسير للكاميرات خلال التحركات في بيروت اليوم". ودعت إلى "فتح تحقيق شفاف بما حصل".

وختمت بتجديد تأكيدها ان "المصورين ليسوا طرفا بالأحداث، وعلى الجميع ان يكونوا تحت سقف القانون".

 

حزب الله: للمرة الألف لا يوجد مصادر في الحزب أو مصادر قريبة منه

الأحد 23 كانون الأول 2018 /وطنية - رد "حزب الله"، في بيان وزعته مساء اليوم العلاقات الاعلامية في الحزب، على "ما تتحدث به بعض وسائل الإعلام في ما يتعلق بمستجدات الشأن الحكومي ومسألة توزير اللقاء التشاوري نقلا عن مصادر في حزب الله أو مصادر قريبة منه"، مؤكدا:

"أولا: حزب الله لم يصدر أي بيان أو تعليق في هذا الشأن.

ثانيا: للمرة الألف لا يوجد مصادر في حزب الله أو مصادر قريبة منه.

ثالثا: كل ما ينقل عن المصادر ما لم يصدر عن جهة رسمية أو مسؤول محدد في حزب الله باسمه، لا يعنينا إطلاقا ولا قيمة له".

 

علوش: الحكومة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار

الأحد 23 كانون الأول 2018 /وطنية - عكار - أكد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري "لا يزال على قناعته بأن الشدة لا بد أن تزول وأن ثباتنا على مواقفنا والتزامنا الدائم بتحقيق سعادة الناس واستقرار البلد، سيبقي الأمل قائما بقيامة لبنان". وقال في ندوة سياسية أقامتها مصلحة الشباب في "تيار المستقبل"- عكار في مركز المنسقية في خريبة الجندي: "ليس صدفة أن التيار الذي استشهد رئيسه لأجل البلد، يحمل لواء حماية البلد في شتى الظروف".

أضاف: "من يحمل السلاح يستطيع عرقلة كل شيء. والسلاح وقرار الحرب والسلم يجب أن يبقيا في يد الدولة وحدها". وشدد على أن "منطق النأي بالنفس ليس نأيا بالموقف عن القضايا العربية بل النأي بلبنان عن الخسائر، من خلال عدم الدخول في المحاور والحفاظ على الإستقرار في منطقة مشتعلة". كما شدد على أن "الحكومة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار وإدارة الأزمات بأقل الخسائر".

 

السنيورة: ننظر بامل كبير الى تأليف حكومة الانقاذ التي عليها مسؤوليات كبرى تتطلب قرارات شجاعة وآن الآوان لأن نعيد الاعتبار للقانون والدستور

الأحد 23 كانون الأول 2018 /وطنية - تمنى الرئيس فؤاد السنيورة انجاز تأليف الحكومة، لأن هناك حاجة ماسة الى ان تتألف وتصبح قادرة على ان تمارس مهامها، لأن هذه الحكومة هي بالفعل ويجب أن تكون حكومة إنقاذ، وعليها مسؤوليات كبرى وتتطلب قرارات شجاعة وجريئة وهامة عليها ان تأخذها من اجل ان تنجح في هذه المهام". وقال في دردشة على هامش استقباله وفودا في مكتبه في الهلالية - صيدا، حول تشكيل الحكومة: "نتمنى وننظر بأمل كبير الى انجاز تأليف الحكومة لأن هناك حاجة ماسة الى ان تتألف الحكومة وبالتالي تصبح قادرة على ان تمارس مهامها والمسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتقها، هذا مع أني كنت في الواقع اتمنى وما زلت ارى انه كان من الأفضل ربما ان يصار الى تأليف حكومة أصغر بكثير من حجم الثلاثين وزيرا، وان تكون ايضا حكومة اقطاب وليس حكومة عادية، لأن هذه الحكومة هي بالفعل ويجب أن تكون حكومة إنقاذ، وعليها مسؤوليات كبرى وتتطلب قرارات شجاعة وجريئة وهامة عليها ان تأخذها من اجل ان تنجح في هذه المهام. والحقيقة ان هناك مشكلات عديدة تواجه البلاد في هذه الآونة، ليس الموضوع المالي هو المشكلة الوحيدة، وهو بالفعل مشكلة ويقتضي إجراء معالجة صحيحة من اجل معالجة المشكلة المالية التي نتجت بسبب عدم التبصر الذي ساد الفترة الماضية بالنسبة لموضوع الإنفاق وايضا عدم التبصر باتخاذ القرارات اللازمة من اجل معالجة موضوع الإيرادات لجهة زيادتها وضبطها في هذا الشأن، وموضوع النمو في الاقتصاد الوطني".

اضاف: "هناك مشكلات اساسية في المنطقة ولبنان، وبالتالي هي تشكل عامل ضغط لعدم تحقيق النمو اللازم والضروري، لمعالجة الوضع الاقتصادي وزيادة معدلات النمو فيه. وعلى الرغم من ذلك، كان بالإمكان ان يصار الى اعتماد سياسات واجراءات معينة لكي يتمكن لبنان من أن يتجه نحو الاتجاه الصحيح الذي يسمح له بتحقيق النمو الذي تحتاجه البلاد ويحتاجه اللبنانيون. لكن المشكلة الاقتصادية والمالية ليست هي المشكلة الوحيدة، اعتقد ان هناك مشكلة اساسية تتعلق بانحسار الثقة ما بين الدولة والمواطنين وما بين المواطنين والسياسيين في البلد. وبالتالي، هناك حاجة لاستعادة الثقة، وبالتالي هناك امور عديدة يجب ان يصار الى اتخاذها ومن أهمها معالجة مشكلة اندثار الدولة وتناثرها وتراجع دورها وسلطتها وهيبتها بسبب ما يسمى الاستتباع والاختطاف الذي يجري من قبل الأحزاب والميليشيات والمجموعات الطائفية والمذهبية، إذ لم تعد الدولة في النهاية تشكل بالنسبة للمواطن الملاذ ومصدر الأمن والأمان له، لأنه أصبح كل وزير وكل فريق من اللبنانيين يأخذ أو يختطف جزءا منها ويأخذ وزارات معينة ويعتبرها انها ملكه ويتصرف بها وفيها على هذا الأساس. اعتقد ان هناك قرارات صعبة جدا مفروض ان تتخذها الحكومة فتعود الى السنتيمتر الأول من استعادة الثقة بالبلد من قبل اللبنانيين، وبالتالي فإن معالجة هذا الأمر لا يكون الا من خلال العودة الصحيحة الى احترام الأساسيات والالتزام بها".

وقال: "لا يمكن ان نستمر بهذه الحال، فهناك من يحاول ان يفصل الدستور على قياسه. يجب أن نبدأ باستعادة الثقة والايمان والالتزام بالدستور. يعني إذا أصبح الدستور مادة يحق لكل فريق من الفرقاء ان يفسره كما يريد فهذا لا يمكن ان ينجح ولا يبشر بالخير. دعني أقول هنا، أن الملاءة المالية والاقتصادية تبدأ وتستند إلى ملاءة سياسية، وبالتالي عندما تبدأ الحكومة وكل المعنيين من فخامة الرئيس الى دولة رئيس مجلس النواب الى دولة رئيس مجلس الوزراء الى الوزارة الى المجلس النيابي بإعادة الاعتبار للدستور اللبناني ومن ثم اعادة الاعتبار للقوانين السارية وغير المطبقة، فإننا نضع أنفسنا وبلدنا في الطريق الصحيح. ليس من المقبول على الاطلاق ان يخرج علينا وزير ويقول ان القانون الفلاني لا يعجبني وبالتالي لا اريد ان أطبقه".

وتابع: "كذلك يجب ان نعيد الاعتبار للدولة واحترام مصالحها ودورها وسلطتها على كافة الأراضي اللبنانية، يجب ان نعيد الثقة بالقضاء واستقلاليته عن التدخلات السياسية. طبيعي هناك مشكلات عديدة قطاعية من الكهرباء الى المياه الى الهاتف الى الطرقات الى الصحة الى المدارس والجامعة. حل هذه المشكلات، يكون باعادة الاعتبار للكفاءة والجدارة في تحمل المسؤولية العامة. لأنه إذا كانت عملية ايلاء المسؤوليات في البلد مبنية على ان كل واحد في الدولة هو زلمة من ويلوذ بمن ومن يحميه في كافة تصرفاته فتلك مصيبة كبرى وبعد ذلك نتكلم عن الفساد. معالجة الفساد تبدأ من هنا. اعتقد أن ما نواجهه هو مجموعة مشكلات تتطلب قرارات صعبة وليس قرارات بالاسم او ما يسمى التزامات اسمية. إن الشعب اللبناني يريد أن يرى أفعالا وليس تردادا لشعارات. فهو يريد ان يرى تطبيقا وتنفيذا لتلك الشعارات وأنه تجري الالتزام بها. إذ لم يعد بالإمكان على الإطلاق أن تعالج مشكلاتنا بالمراهم. كنت اقول هذا الكلام منذ سنوات وفي مجلس النواب حول ضرورة الالتزام والتنفيذ، وبالتالي هذا الأمر إذا كان صحيحا وضروريا في تلك الآونة، فإنه ضروري جدا وانه الآن لا حلول دونه".

واضاف: "هناك امكانية لمعالجة مشكلاتنا نعم وما زالت، هناك نافذة ولكنها تضيق يوميا. بالإمكان ان نعالج أمورنا ونتصدى للأزمات والمشكلات التي تعصف بنا، إذا كان هناك ارادة حقيقية من قبل الحكومة ومن قبل الأحزاب السياسية، وليس الاكتفاء بأن ممثل هذه المجموعة أو تلك في الحكومة يتكلم شيئا والحزب ينفذ شيئا آخر والواقع على الأرض شيء آخر مختلف".

الوضع الاقتصادي

وفي معرض رده على سؤال حول سبل الخروج من الوضع الاقتصادي المتأزم في البلاد، قال: "سيدر انجاز، لكن ايضا حتى لا يكون هناك وهم عند أحد. سيدر هو تعهد من قبل المجتمع العربي والدولي بأن يساعد لبنان من خلال هذه المشاريع ان كانت استثمارية او قروضا ميسرة، ولكن هذه المشاريع غير قابلة للتحقيق من قبل أشقائنا وأصدقائنا إذا لم تواكبها وتسبقها اجراءات حقيقية من قبلنا لمعالجة الخلل في أكثر من مكان. ليس بالإمكان أن نستمر كما نحن الآن ولا نعالج مشكلة الكهرباء في شكل عشوائي. لا نريد ان ندخل في التفاصيل، من المسؤول ولكن نحن اضعنا على أنفسنا وبلدنا فرصا في خلال هذه السنوات بالإصرار على عدم تطبيق القانون. فمثلا القانون 181 الصادر في العام 2011، وقبل ذلك القانون الصادر في العام 2002، الذي ما زال غير مطبق حتى الآن، وبالتالي تم تخصيص أموال للكهرباء على اساس الالتزام بتطبيق حرفية القانون 181 بالتفتيش عن مصادر التمويل الميسرة من الصناديق العربية والدولية وبتأليف مجلس الإدارة الجديدة وبتأليف الهيئة الناظمة للكهرباء. ولا شيء من ذلك، قد تحقق وحتى الآن، بما في ذلك القانون الصادر في العام 2002. هناك إصلاحات واجب القيام بها وهناك ضرورة ماسة للعودة إلى الالتزام بالقانون، هناك عدم جدية لا بل وإصرار لدى كثيرين من السياسيين على عدم تطبيق هذه القوانين. لقد آن الأوان لأن نعيد الاعتبار للقانون، الدستور والقوانين واحترام الدولة ومصالحها واستقلالية القضاء واعادة الاعتبار للكفاءة والجدارة بتحمل المسؤولية كلها مسائل ضرورية. ناهيك عن ذلك، هناك قانون اقرته الحكومة اللبنانية حين كنت رئيسها آنذاك في أيار من العام 2006، وأرسل مشروع ذلك القانون الى مجلس النواب وما زال قابعا هناك بإخضاع جميع مؤسسات الدولة واداراتها للرقابة الخارجية التي تجريها مؤسسات متخصصة في عملية الرقابة دون الإخلال بدور ديوان المحاسبة. وذلك لتحقيق المزيد من الشفافية والانضباط والحوكمة، وبالتالي هناك حاجة التأكيد من جديد على أهمية الرقابة اللاحقة لأن الاكتفاء بالرقابة المسبقة دون رقابة لاحقة تكون رقابة غير فعالة، بل هي وحدها تضيف تعقيدا على تعقيد بينما الالتزام بالرقابة اللاحقة هي الأساس وهي المعتمدة في الغالبية العظمى من دول العالم".

وأضاف: "ان الاقتصاد فيه جزء كبير منه ثقة وانتاجية وعمل جدي، وعندما لا نستثمر اي شيء لتحقيق الثقة بين المواطن والدولة وبين المواطن والاقتصاد، وبين الدولة والقطاع الخاص، فإننا لا نبني الاقتصاد الوطني على أسس سليمة. يجب ان نعيد الاعتبار للقطاع الخاص، يجب ان تكون هناك قاعدة في العلاقة مع القطاع الخاص حتى تنطلق الحركة الاقتصادية. يجب ان تعترف الدولة بمصالح القطاع الخاص وبأنه آت ليشتغل ويربح. مهمة الدولة ان تحقق الغرض من هذه العملية الاستثمارية ولكن أن تناقش القطاع الخاص وتفاوضه على أفضل الشروط بحيث توصله الى النقطة التي يعتبر فيها القطاع الخاص انها نقطة الافتراق. أي أن القطاع الخاص لا يهتم بالاستثمار دون ذلك. فهو يريد أن يحقق ربحا وهو يريده مثلا 100% والدولة تريد ان تخفض ربحه الى 7%، لذلك يجب التفاوض معه لإيصاله إلى هذه النقطة. لكن الدولة يجب ان تبدأ بالاعتراف بحقه وليس أن يكون التعامل معه مبني على التشكيك بأغراضه. القطاع الخاص آت ليربح، ولنكن واقعيين، فهو يريد ان يزيد ربحه والدولة تريد أن تخفض ذلك إلى الحدود المعقولة".

الحدود الجنوبية

وردا على سؤال حول التطورات الأخيرة على الحدود الجنوبية، قال: "لا شك ان القرار 1701 هو حتما لمصلحة لبنان، وكل الأشخاص الذين كانت لديهم ملاحظات على هذا القرار، أقروا في النهاية انه كان أفضل شيء يمكن ان نحصل عليه، وعلينا الآن ان نحترمه. ولنكن واضحين، نحن نعتبر أن إسرائيل عدو، وهي كذلك، وهي تحاول كل ما تستطيعه من أجل الايقاع بنا او من اجل ان تحقق مكاسب على حساب لبنان، فيجب ان نتنبه ونشتغل على هذا الأساس. ولكن من جهة ثانية علينا ان نحترم التزاماتنا تجاه أنفسنا وتجاه المجتمع العربي والمجتمع الدولي، وبالتالي لا نقوم بأي شيء يفسد هذه الثقة بنا وبصدقية الدولة اللبنانية. حتما إذا نظرنا على مدى هذه الفترة، اسرائيل ارتكبت انتهاكات فظيعة وترتكب انتهاكات يومية للقرار 1701. لكن هذا لا يجب ان يعطينا تبريرا لأن نقوم بأي شيء يؤدي الى هز ثقة المجتمع الدولي بنا. علينا ان نبقي صدقيتنا وعلاقتنا بالمجتمع الدولي والعربي صحيحة، وتكون تلك القاعدة الأخلاقية التي نستند اليها واضحة ولا نقوم بأي شيء يؤدي الى رسم شكوك حول طبيعة التزام الدولة اللبنانية بما يتعلق بالقرارات الدولية. هنا يجب ان ننتبه، اسرائيل عدو وتنتهك القرار 1701 وكل القرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن، صحيح، ولكن علينا ان نخرج للعالم ونظهر له اين تقوم اسرائيل بأي خرق وفي الوقت نفسه لا نقوم بأي شيء يؤدي بنا الى انتهاك اي قرار دولي".

وحول موقف دولة الكويت الداعم للبنان في مجلس الأمن، قال: "اننا نحيي دولة الكويت وهي العضو غير الدائم في مجلس الأمن والتي تمثل المجموعة العربية، واوجه الشكر الى امير الكويت وحكومة الكويت وشعبها الشقيق على هذا الموقف الوطني والقومي، وهو ايضا واجبهم ونحن نشكرهم ونقدر هذا العمل، ويجب ان يتابع لبنان معاركه الدبلوماسية ويحرص على ان يكون موقفنا واضحا وصريحا ولا لبس فيه. ولا داعي للف والدوران او القيام بأي امر يؤدي الى اضعاف الأرضية الأخلاقية والالتزام الذي ينبغي ان يكون عليه لبنان في علاقته بالمجتمع الدولي".

وعما إذا كان يتوقع حربا اسرائيلية على لبنان، قال السنيورة: "من الصعب التكهن بحرب ومن الصعب ان يعرف الواحد ماذا يخبئ العدو الاسرائيلي من مخططات ومن مكائد، في هذا الشأن، لكن علينا دائما أن نكون حريصين ومتنبهين ولا نعطه ذريعة".

لقاءات وكان الرئيس السنيورة التقى وفدا من منسقية تيار المستقبل في الجنوب تقدمه منسق عام الجنوب الدكتور ناصر حمود، منسق دائرة صيدا امين الحريري، حيث تم عرض للأوضاع العامة وموضوع تشكيل الحكومة وشؤون صيداوية.

كما استقبل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وتشاور معه في الشأن الصيداوي وبعض مشاريع المدينة. والتقى رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا المهندس يوسف النقيب وعضو المجلس الاداري للجمعية رغيد مكاوي .

 

بعض جديد موقعي الألكتروني لليوم 24 كانون الأول/18

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/