المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december22.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الملك الذي أقام عرساً لإبنه ورفض من دعاهم أن يحضروا/المَدْعُوِّينَ كَثِيرُون، أَمَّا المُخْتَارُونَ فقَلِيلُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اللقاء التشاوري عدة شغل لاهية .. طروادية بإمتياز

الياس بجاني/من علامات نهاية الزمن

الياس بجاني/فاقد الشيء لا يعطيه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية :رهبان_القضية

نعم طار البلد... ويا أيها السادة الحكام امامكم خياران: ان تستيقظوا او تستقيلوا/أبوأرز- إتيان صقر

عباس الحسيني ... إنتقد حزب الله فاعتقلوه رغم مرضه

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 21/12/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 21 كانون الأول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

صحيفة اسرائيلية: مضطرون للحرب مع إيران

الاحرار:الحكومة مدعوة الى اداء استثنائي لنيل ثقة المواطنين وأصدقاء لبنان والمؤسسات التي تجهد لمساعدته على حل مشكلاته

أبناء الطائفة الشيعية في نعمة وبحبوحة..لا تختلطوا بالرّعاع/د. أحمد خواجة/ لبنان الجديد

الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير أنفاق قرب الحدود اللبنانية

الحريري يأمل بتشكيل الحكومة الجديدة اليوم

  جواد الفائز... أنا ملتزم بالمقاومة لقد نُفذ الامر/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

أعمال صب إسمنت للعدو في مكان حفر الانفاق مقابل بوابة فاطمة استمرت حتى الفجر

هل أنفاق الجنوب لإزالة إسرائيل من الوجود/الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك/جنوبية

عطب "القوة الناعمة" الإيرانية في لبنان/نبيل الخوري/المدن

"زوبعة" اتهامات تلاحق الوزير المفترض جواد عدرا/وليد حسين/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رزمة تقارير وتحليلات وأخبار تتناول قرار ترامب الإنسحاب من شرق سوريا

سياسة "ترامب أولا" تعصف بأركان البيت الأبيض

ترمب يدافع عن قرار الانسحاب... وجمهوريون يطالبونه بالتراجع والخطوة الاميركية أربكت {البنتاغون} وأثارت انتقادات في الكونغرس

تحليل إخباري: «مفاجأة ترمب» تطلق سباقاً لملء الفراغ على شرق الفرات

وزيرة الدفاع الفرنسية تصف قرار ترمب بشأن سوريا بأنه «فادح للغاية»

وزيرة الدفاع الفرنسية تصف قرار ترمب بشأن سوريا بأنه «فادح للغاية»

فرنسا تؤكد استمرار دعمها لقوات سوريا الديمقراطية بعد الانسحاب الأميركي

لندن وبرلين: «داعش» لم يُهزم في سوريا بعد

30 قتيلاً في غارات للتحالف الدولي على «داعش» في سوريا

نتنياهو متمسك بـ«عمل صارم لمنع تموضع إيران» في سوريا وفشل في إقناع ترمب بالتراجع عن الانسحاب... ومصادر إعلامية إسرائيلية تعتبره «بصقة في الوجه»

تريث رسمي بدمشق في التعليق على قرار ترمب

مقتل فتى برصاص إسرائيلي في غزّة

لافروف: واشنطن لا تستطيع وحدها تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي

تجدّد «احتجاجات الخبز» في السودان

قمة خامسة بين اليونان وقبرص وإسرائيل حول الشراكة في أنبوب الغاز

جنرالات وأكاديميون إسرائيليون ينصحون نتنياهو بتغيير سياسته تجاه الفلسطينيين

النيابة الإسرائيلية توصي مبدئياً بمحاكمة نتنياهو في ملف الفساد

موسكو تشدد على رفض تغيير الوضع القانوني للجولان

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة أم حلبة ملاكمة لبنانية/راجح الخوري/الشرق الأوسط

فساد 'مكافحي الفساد' في لبنان/فارس خشّان/الحرة

ماذا يعني تهديد نتنياهو إيران بالهجوم/الباحث الإيراني علي شريفي/لبنان الجديد

استراتيجية ترامب: الحثّ على «بدائل» لملء الفراغ... ولا هدايا مجّانية للخصوم/رلى موفّق/اللواء

أي فوضى فعلها ترمب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

انسحاب القوات الأميركية... قراءة أولية/إميل أمين/الشرق الأوسط

لماذا لا يمكن الدفع بترمب خارج الصورة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الخط الإيراني ـ الروسي وتعريب نظام الأسد/فايز سارة/الشرق الأوسط

أميركا الخطر الأكبر على أسواق النفط/وائل مهدي/الشرق الأوسط

انسحاب ترامب من سورية... إلى الفضاء/وليد شقير/الحياة

الأكراد خاسرون دائمون في لعبة الأمم/د. خطار أبودياب/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سفير اميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد في حديث إلى الشرق الأوسط: الأكراد سيدفعون ثمن ثقتهم بالأميركيين وأوباما لم يترك لترمب الكثير من الخيارات/إيران وحزب الله أنقذا الأسد ويريدان سحق المعارضة السورية

عون استقبل وفدا برلمانيا فرنسيا والمنظمة الانكليزية العربية: تشكيل الحكومة أسرع من المتوقع وخطة النهوض الاقتصادي ستنطلق فورا

عون استقبل وفدا برلمانيا فرنسيا والمنظمة الانكليزية العربية: تشكيل الحكومة أسرع من المتوقع وخطة النهوض الاقتصادي ستنطلق فورا

بري استقبل وفدا برلمانيا فرنسيا والسفير الايراني

كرامي: اللقاء التشاوري ملتزم بمبادرة عون والحكومة يمكن ان تولد بعد ساعة اذا صفت النيات

ابي نصر أعلن ترشيحه لرئاسة الرابطة المارونية:الموارنة يعيشون أزمة عميقة يحتاج الخروج منها إلى إصلاحات جذرية

الراعي عرض الاوضاع مع درويش والوفد النيابي الفرنسي وطربيه

الراعي أمام القضاة والموظفين في المحاكم المارونية: تقتضي مهابة القضاء أن يكون قولا شرعيا يطبق فيه القانون فيأتي الحكم مطابقا للعدالة

قائد الجيش تفقد مركز تل الأبيض في بعلبك وقدم العزاء لعائلة يزبك: الأمن خط أحمر والجيش لن يسمح لأي متفلت أن ينال من الاستقرار والسلم الأهلي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

مثال الملك الذي أقام عرساً لإبنه ورفض من دعاهم أن يحضروا/المَدْعُوِّينَ كَثِيرُون، أَمَّا المُخْتَارُونَ فقَلِيلُون

إنجيل القدّيس متّى22/من01حتى14/"قالَ الربُّ يَسُوعُ أَيْضًا بِالأَمْثَالِ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَقَامَ عُرْسًا لٱبْنِهِ. وأَرْسَلَ عَبِيْدَهُ لِيَدْعُوا المَدْعُوِّينَ إِلى العُرْس، فَرَفَضُوا أَنْ يَأْتُوا. وعَادَ فَأَرْسَلَ عَبِيدًا آخَرِين، قَائِلاً: قُولُوا لِلْمَدعُوِّين: هَا أَنَا قَدْ أَعْدَدْتُ ولِيمَتِي، وذَبَحْتُ ثِيرَانِي ومُسَمَّنَاتِي، وكُلُّ شَيءٍ مُعَدّ. تَعَالَوا إِلى العُرْس. ولكِنَّ المَدْعُوِّينَ لَمْ يَكْتَرِثُوا، فَمَضَوا وَاحِدٌ إِلى حَقْلِهِ وآخَرُ إِلى تِجَارَتِهِ. والبَاقُونَ قَبَضُوا عَلى عَبِيدِ المَلِكِ فَأَهَانُوهُم وقَتَلُوهُم. فَغَضِبَ المَلِكُ وأَرْسَلَ جُنُودَهُ فَأَهْلَكَ أُولئِكَ القَتَلَة، وأَحْرَقَ مَدِينَتَهُم. حِينَئِذٍ قَالَ لِعَبِيدِهِ: أَلْعُرسُ مُعَدٌّ، ولكِنَّ المَدْعُوِّينَ مَا كَانُوا لَهُ أَهلاً. فَٱذْهَبُوا إِلى مَفَارِقِ الطُّرُق، وَٱدْعُوا إِلى العُرْسِ كُلَّ مَنْ تَجِدُونَهُ. وَخَرَجَ أُولئِكَ العَبِيْدُ إِلى الطُّرُقِ فَجَمَعُوا كُلَّ مَنْ وَجَدُوا مِنْ أَشْرَارٍ وصَالِحِيْن، فَٱمْتَلأَتْ قَاعَةُ العُرْسِ بِالمُتَّكِئِيْن. ودَخَلَ المَلِكُ لِيَنْظُرَ المُتَّكِئِيْنَ فَرَأَى رَجُلاً لا يَلْبَسُ حُلَّةَ العُرْس. فقَالَ لَهُ: يَا صَاحِب، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلى هُنَا ولَيْسَ عَلَيْكَ حُلَّةُ العُرْس؟ فَظَلَّ صَامِتًا. حِينَئِذٍ قَالَ المَلِكُ لِلْخُدَّام: أُرْبُطُوا رِجْلَيهِ ويَدَيْه، وأَخْرِجُوهُ إِلى الظُّلْمَةِ البَرَّانِيَّة. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيفُ الأَسْنَان؛ لأَنَّ المَدْعُوِّينَ كَثِيرُون، أَمَّا المُخْتَارُونَ فقَلِيلُون.»"يا إِخوَتِي، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُم لأُخْجِلَكُم، بَلْ لأَنْصَحَكُم كأَوْلادِي الأَحِبَّاء.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اللقاء التشاوري عدة شغل لاهية ..طروادية بإمتياز

الياس بجاني/20 كانون الأول/18

اللقاء التشاوري كذبة اخترعها حزب الله واستعملها لسرقة وزير سني وها هو الآن ينعيه ويعريه ويدفنه..عبرة لمن يعتبر!!

 

إنه فعلاً زمن مّحل وقحط

الياس بجاني/19 كانون الأول/18

لا أمل ولا رجاء من جماعة الصفقة الخطيئة فقد ادمنوا التنازلات المذلة على خلفية مداكشتهم الكراسي بالسيادة..إنه فعلاً زمن مّحل وقحط.

 

من علامات نهاية الزمن

الياس بجاني/17 كانون الأول/18

عندما تنقلب معايير أي مجتمع ويصبح فيه العهر فخراً والخير شراً والشر خيراً والدنيء بطلاً والشريف عميلاً فقل على أهله السلام.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية :رهبان_القضية

 رفيقي المقاوم،... ويسألونك من أنت؟

 إنك روح تتّخذ أجساداً ووجوهاً وتبقى واحدة تحت أسماء مختلفة.

وقد حملت ذاتك قرباناً على مذبح قضيتك شهادة للحقّ وصوناً لشعلة الحرية.

إنك في الذروة، علم يرفرف ومثال يُحتذى به فاحفظ صورتك من كل شائبة.

بعض الدخلاء يرتدون ثوبك ليتاجروا به.

بعضهم يفرض بإسمك حقوقاً شخصية له يغتصبها من أصحابها.

بعضهم يستعمل سلاحه لإذلال الناس وهو يدّعي الإنتماء إليك.

بعضهم يضع شارتك على سيارته لينتزع لنفسه"إمتيازات".

بعضهم قد يتسلّل إلى صفوفك ليهدم ما بنيت وليشوّه جمال مسيرتك.

هؤلاء وأمثالهم هم أشدّ أعدائك خطراً،

 فاقضِ عليهم بل أن يقضوا هم عليك ويمحوا بطولاتك ويبيعوا دمك ويتاجروا بشهدائك.

لقد جعلت لنفسك إمتيازاً واحداً: هو أن تكون دائماً في المقدمة تجابه الخطر،

 تحرّر الأرض وتصون الكرامات.

همّك أن تعطي، تردّ وتصون الحقوق وترفض الأخذ.

فاحذر أن يحوّلك الدخلاء من بطل تحرير إلى مرتزق حرب.

رفيقي المقاوم: كفاك سكوتاً عن هذا الإستغلال وإلّا فسيأكل العار كل أكاليل الغار.

(من مجلة المسيرة العسكرية تاريخ ١٥ كانون الأول ١٩٨٣ العدد الحادي والعشرون).

 

نعم طار البلد... ويا أيها السادة الحكام امامكم خياران: ان تستيقظوا او تستقيلوا

أبوأرز- إتيان صقر/21 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70253/%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A5%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D9%86%D8%B9%D9%85-%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF-%D9%88%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D9%8A%D9%87/

طار بمعنى انه على الطريق الى الانهيار الكبير اذا لم يسارع اهل الحكم الى تشكيل "خلية أزمة" بصلاحيات مطلقة تباشر بانقاذه على الفور.

نعم طار البلد، بمعنى ان الفساد الذي تعمم وتوحش حتى اصبح القاعدة في الحياة السياسية اللبنانية، والاهتراء الذي ضرب المؤسسات الرسمية والدوائر وجميع البنى التحتية والفوقية بشكل غير مسبق،

 والتلوث الذي ملأ البلاد جوا و برا و بحرا،

والفقر الذي اجتاح معظم طبقات المجتمع فأذلها في كرامتها وعنفوانها...

كل هذا يؤكد على ان البلد قد طار او يكاد.

والمعيب اكثر ان اهل الحكم، بدل ان يعترفوا بفشلهم ويتوقفوا عن المكابرة ويعتذروا من الشعب أسوة بالامم المتحضرة،

راحوا يلقون اللوم على الغير، ويلاحقون، عبر المحاكم، الاصوات المعارضة لأدائهم الخاطئ وسلوكهم غير المسؤول، ما اسفر عن تقليص مساحة الحرية، و تحويل الديموقراطية الى شكل من أشكال الديكتاتورية المقنّعة.

الحكم القوي، ايها السادة، هو الذي يكون مع شعبه في ايام الشدة وضيق الاحوال، و ليس عليه.

الحكم القوي يكون قوياً بأفعاله وأنجازاته وليس بشعاراته.

والحكم القوي لا تهزه كلمة ناقدة او رأي مختلف او اغنية تحاكي وجع الناس.

ايها السادة امامكم خياران: ان تستيقظوا او تستقيلوا.

لبيك لبنان.

ابو ارز

 

عباس الحسيني ... إنتقد حزب الله فاعتقلوه رغم مرضه

لبنان الجديد/21 كانون الأوّل 2018

 لأوسع حملة تضامن مع عباس الحسيني

 إعتُقل  الناشط عبر السوشيال ميديا عباس الحسيني على مواقع التواصل الإجتماعي منذ أمس الخميس حيث حضر الى مكتب الشرطة القضائية في صيدا صباحاً بعد دعوى تقدم بها أحد عناصر حزب الله بجرم القدح والذم وما زال محتجزاً حتى الساعة . هذا ولم يستطع المحامي الإستحصال على توقيع الموقوف بسبب غياب المدعي العام اليوم الجمعة والظاهر أن توقيفه سيستمر إلى ما بعد العطل حسبما أفادنا بعض أصدقائه علماً أن عباس الحسيني يجب أن يخضع لعملية قسطرة للشرايين يوم الثلاثاء القادم.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة في 21/12/2018

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كان من المنتظر إعلان الحكومة اليوم وكان كل شيء معدا لذلك: من ترتيب إجتماع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الى اللقاء مع النواب الستة السنة والى صدور المراسيم، لكن كل ذلك عدلته تطورات تدخل في إطار اللمسات الأخيرة على توزيع الحقائب خصوصا ما يتعلق بالصناعة والبيئة والإعلام، الأمر الذي استوجب اجتماعا بين الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل.

ولقد تم تأجيل ولادة الحكومة رغم قول الرئيس عون إن تشكيل الحكومة يمضي بأسرع من المتوقع. كذلك تم التأجيل رغم قول الرئيس الحريري إنه يأمل الإنتهاء من تشكيل الحكومة اليوم.

والى كل هذا انشغل رئيس الجمهورية هذا المساء بحضور ريستال ميلادي. وكل هذا أيضا جعل ولادة الحكومة قيصرية غدا. وسجل في المواقف تفاوت الكلام بين نائب وآخر في اللقاء التشاوري الذي شدد على أن يكون من سيسميه ممثلا حصريا له.

وفي الجنوب دمرت قوات الإحتلال الإسرائيلية ما زعمت انه الأنفاق الحدودية بوسيلتين الأولى بالتفجير والثانية بالباطون المسلح. وأطلقت قوات العدو منطادا مزودا بكاميرات مراقبة فوق كفركلا والجوار.

عودة الى الشأن الحكومي وأجواء القصر الجمهوري مباشرة مع الزميلة نايلا شهوان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

"وصلت للتم"... ولكن في اللحظات الأخيرة أخرجت منه... ساعات عصيبة تمر بها عملية تشكيل الحكومة، والتشاؤم والتفاؤل يتحركان كالبورصة في سوق مضطربة....

"الوزير الملك" تحول أو حولوه إلى "العقدة الملك": جواد عدرا لمن سيكون؟ هل هو من حصة رئيس الجمهورية؟ أم هو ممثل اللقاء التشاوري؟

إذا كان من حصة الرئيس، يكون اللقاء التشاوري خارج المعادلة الوزارية، وإذا كان ممثلا للقاء التشاوري، يكون رئيس الجمهورية قد تخلى عن وزيره السني...

في الحالين: لا اللقاء التشاوري يقبل، أو مسموح له أن يقبل بأن يتخلى عن وزيره، حتى لرئيس الجمهورية، ولا رئيس الجمهورية في وارد التخلي عن وزير سني من حصته... ولا الرئيس الحريري في وارد "التزحزح" قيد أنملة عن حصته السنية...

هذه هي العقدة المستجدة التي يبدو أنها أكثر من عقدة لأن من شأنها إطاحة الجرعة الجديدة من الآمال بقرب ولادة الحكومة...

هنا يكمن سؤال جوهري: كم من كلمة سر أعطيت للقاء التشاوري؟ فهناك كلمة السر التي سهلت وسمت جواد عدرا، وهناك كلمة سر وضعت جواد عدرا في خانة اللقاء التشاوري لا في خانة رئيس الجمهورية... فهل المطلوب دفع رئيس الجمهورية إلى التنازل عن حصته بالوزير السني؟ وهل المطلوب من "أم الصبي" أن تتخلى عن الصبي؟

عدا هذه العقدة، استجدت عقد توزيع بعض الحقائب من خلال عرض البيئة على الإشتراكي بديلا من الصناعة، لكن هذا العرض قوبل بالرفض، كما أن وزارة الإعلام بقيت من دون جاذبية أو رغبة من أحد...

الإنتكاسة الحكومية، حتى إشعار آخر، يخشى أن تعيد الإحباط إلى الواقعين الإقتصادي والمالي، بعد ان كاد هذان الواقعان قد تنفسا الصعداء في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مع العلم أن هناك أجواء تشير إلى ان هذه العقد ليست من النوع الذي يستحيل حله، فهل الصورة اليوم انخفاض منسوب التفاؤل من دون أن يصل إلى عتبة التشاؤم؟ الصورة مشوشة لأن شد الحبال في الربع الساعة الأخيرة يبدو على أشده.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

صراع على الجنين قبل الولادة.. يتنازعه أكثر من "قابلة قانونية".. التشاوري يطالب بأن يكون جواد عدرا ممثلا حصريا له... بري سمى باسمه.. التيار يريد أن يضمه صوتا له.. ورئيس الجمهورية لم يعلن بعد اختياره من بين الأسماء التي وضعها اللقاء في عهدته لكن الجواد الرابح تأييد كل الأفرقاء لن يخسر استقلاليته في بازار السوق الوزاري... فما يطلبه منه اللقاء التشاوري عجز النواب الستة عن إلتزام أنفسهم به وهم الذين تراجعوا عن لاءاتهم وبدلوا مواقفهم بين ليلة و"ضاحيتها" ليختاروا الجواد المتقدم في رهانهم على سباق الحكومة لم يصمد النواب قيد لقاء واحد.. وعصفت به خلافات أفقدته وعيه السياسي ووضعته على حافة لا ينطبق عليها سوى عبارة "الى اللقاء" وفي استكمال الإخراج السيئ لعقدة السنة المستقلين وجد عدرا نفسه يبلغ تسريبات عبر اللاعلام لزيارة دارة فيصل كرامي وهو لم يحسم حصولها اليوم وإن كان الرجل لا يمانع القيام بالواجب. في معلومات الجديد يبدو أن التقشف طاول العيدية الموعودة فالأجواء تتجه الى استبعاد التأليف في اليومين المقبلين بسبب الخلاف على توزيع الحقائب بعدما عاد تناتش الحصص بين أكثر من طرف. الرئيس المكلف الذي عاد لضرب المواعيد دخل في مشاورات جانبية لخلط الحقائب وكل يتهرب من وزارتي الإعلام والبيئة. الاشتراكي يرفض الدخول مجددا في صخب الحقائب رئيس التيار القوي جبران باسيل يصمت عن الكلام المباح فيما يسترسل في توزيع الاتهامات عبر العالم الافتراضي بتغريدة قال فيها إن مئة ألف دولار هي أقل من حصة فريق معين من البواخر وآخر من النفط والتزام طريق أو مطار أو مرفأ أو خدمة اتصالات أو طبع بطاقات قصف كلامي وإن كان عشوائيا فهو بمثابة نيران صديقة على وزير الطاقة اولا والشريك الأزرق ثانيا وسرعان ما ضبطته بولا يعقوبيان بالجرم المشهود فاعتبرت تغريدة باسيل اخبارا تستعد لتقديمه الى المدعي العام المالي وقالت إنه على باسيل الإدلاء بتفاصيل هذه الصفقات امام القضاء لكي تكون شعارات التغيير والإصلاح منسجمة مع أفعاله. ورأت أننا امام اعتراف علني خطر بوجود فساد في عملية البواخر والوزارة المسؤولة عنها تابعة للتيار الذي يرأسه وكان يتولاها هو شخصيا. وفي زحمة الاعترافات خرج الرئيس المكلف ليحرق الحكومة قبل ولادتها معلنا أن على لبنان خفض دعم الوقود العام المقبل تصريح يضع الحريري امام توقع ردود الفعل نفسها التي واجهت الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون الذي يدفع من شعبيته كل يوم سبت بتظاهرات السترات الصفر اما بيروت.. فعلى خطى باريس.. والأحد الأصفر يلوح في الساحات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انها التفاصيل الصغيرة في اللحظات الاخيرة. في المبدأ ما كتب قد كتب والحكومة ستبصر النور غدا على الارجح. الولادة المنتظرة كان يمكن ان تتم اليوم لولا ثلاثة تفاصيل: الاول يتعلق بوزارة البيئة التي حاول معظم الاطراف الابتعاد عن تسلمها، والظاهر انه بعد رفض الاشتراكي ان يتخلى عن وزارة الصناعة مقابل تسلم البيئة عاد التيار الوطني الحر وقبل بان تكون كرة النار من حصته.

العقدة الثانية وزارة الاعلام التي لا يزال الرئيس بري رافضا بتسلمها من دون ان تحدد النتيجة النهائية حتى الان لكن التفصيل الاكبر لا يزال عند اللقاء التشاوري فالمرشح للتوزير من قبل اللقاء التشاوري جواد عدرا لم يحضر اجتماعا انعقد بعد الظهر كان يفترض ان يقدم فيه اجابة واضحة عن موقعه وموقفه وعما اذا كان سيلتزم بموقف اللقاء حصرا في كل الامور وهو ما يشترطه اللقاء وفق ما صرح النائب قاسم هاشم للmtv. وفي المعلومات ايضا ان عدرا طلب الاستمهال لاعطاء الجواب النهائي بشأن التزامه بمقررات اللقاء لكن لم يعرف حتى الان ما مدة الاستمهال ومتى وعد عدرا ان يعطي جوابه النهائي.

على اي حال التفاصيل المذكورة لا تعني البتة ان الامور عادت الى دائرة التعقيد من جديد فالخطوط الكبرى والوسطى وضعت ولم يتبق سوى لمسات تفصيلية وثانوية ينتظر ان ينتهي القيمون على التشكيل منها قبل الغد ما يعني ان الحكومة ستولد الا اذا طرأ في اللحظات الاخيرة ما يعرقل التأليف من جديد وهو امر مستبعد جدا.

ويبقى بعد كل هذه المعمعة سؤال هل الحصول على وزير بالزائد وبالناقص هناك كان يستحق كل ما دفعه اللبنانيون من اثمان حتى الان؟ وماذا ينفعنا لو ربح هذا المسؤول وزارة او ذاك الحزب حقيبة وخسرنا جميعا الوطن؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الحكومة المنتظرة كان من المفترض ان تبصر النور في الساعات الماضية وليس في الساعات المقبلة فما عدا من ما بدا حتى لا يتم وضع الفول في المكيول. اللبنانيون كانوا يترقبون، لا موعد حدد في بعبدا لا للقاء التشاوري الذي رص صفوفه ولا المراسيم التي لم تصدر، والموعد الوحيد الذي استجد هو لقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل في بيت الوسط.

من خارج السياق لاكثر من ثلاث ساعات وبعيدا من الاعلام. ورغم كل ما تقدم اكد رئيس الجمهورية ميشال عون ان تشكيل الحكومة اسرع من المتوقع لان النظام اللبناني توافقي ويوجب اشراك الجميع في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة وخطة النهوض الاقتصادي ستنطلق فور تشكيلها. اللقاء التشاوري ابقى اجتماعاته مفتوحة وانتظر جواد عدرا مع اشتراط ان من سيمثل اللقاء في الحكومة سيكون ممثلا حصريا له في الظروف كافة.

الرئيس المكلف كان قد دعا صباحا الى التفاؤل بتشكيل الحكومة مشيرا الى انه ما تزال هناك بعض الاشياء التي يجب القيام بها، وان شاء الله بنخلص اليوم. الرئيس الحريري استبق ولادة الحكومة بالقول ان الجميع ملتزمون بالاصلاحات واضاف ان الحكومة ستحاول خفض الدعم عن الطاقة بنحو 600 مليوم دولار في العام 2019.

في شأن اخر اغتنم قائد الجيش العماد جوزاف عون مناسبة تفقده طل ابيض في بعلبك وتقديم التعازي لعائلة الشهيد رؤوف يزبك ليؤكد ان الجيش يقف الى جانب العشائر والعائلات التي تعاني في ارواحها وممتلكاتها وأمنها بسبب مجموعة ضالة خارجة عن القانون مشددا على ان الجيش لن يسمح لاي متفلت ان ينال من الاستقرار والسلم الاهلي. عشيرة آل جعفر لاقت كلام العماد عون بالتأكيد ان الجيش هو الضمانة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

من يؤخر ولادة الحكومة؟

سؤال بات رفيق اللبنانيين في يومياتهم، منذ انهاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مشاوراته النيابية قبل سبعة أشهر، ثم بروز العقد وحلها واحدة تلو الأخرى وصولا إلى اليوم.

بداية، قيل إن المعرقل خارجي، وتنقل الاتهام من الرياض الى طهران، مرورا بواشنطن وعقوباتها على ايران.

وتزامنا، قيل ان المعرقل في الداخل هو القوات، جراء مطالبها المضخمة، والاشتراكي، بفعل مساعيه لاحتكار التمثيل الدرزي. وما أن حلت العقدتان، وظن كثيرون أن المراسيم في طور الصدور، وتأمل اللبنانيون خيرا، حتى عاجلتهم صفعة اللقاء التشاوري، باعتلال الشكل الذي رافق بروزه على الملعب الحكومي.

عندها، اتهم حزب الله، وقيل ان السبب هو رفض حصول رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي على الثلث الضامن، على رغم الكلام الواضح للسيد حسن نصرالله، المتناقض مع التصريحات المتكررة للنائب جهاد الصمد.

اما اليوم، وبعد محادثات الحريري-باسيل في لندن، ثم باسيل-حزب الله في بيروت، فجولة اللواء عباس ابراهيم على المعنيين، وفي هذه اللحظات بالتحديد، كان يفترض أن تتصدر نشرات الاخبار أسماء الوزراء الجدد وسيرهم الذاتية ومواعيد التسلم والتسليم، وصولا إلى تعبيد الاوتوستراد السريع نحو البيان الوزاري والثقة.

ولكن، مرة جديدة، يجد اللبنانيون أنفسهم أمام السؤال-الرفيق منذ سبعة أشهر: من يؤخر ولادة الحكومة؟

الجواب المتاح الوحيد على هذا السؤال أن الحكومة لن تتأخر أكثر. هناك تفاصيل تبحث لتعالج، والفول لم يعد بعيدا أبدا من المكيول.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

هل كلما رتقت حكوميا، فتقها البعض افتآتا برأي او انفلاتا من عقال؟

وبما أن اللقاء التشاوري قد انهى ما عليه بدافع الحس الوطني، فلما لم تولد الحكومة بعد؟ ام ان ما بعد العقدة المنفكة نوايا معقدة؟

أسرع مما نتوقع هي الحكومة قال الرئيس العماد ميشال عون، وما كان متوقعا من لقاء بين النواب الستة ورئيس الجمهورية لاطلاعهم على اسم الوزير الذي اختاره من بين مرشحيهم الاربعة لم يعقد بعد، فضلا عما حكي عن انضمام الرئيس المكلف الى اللقاء المفترض..

اللقاء التشاوري وخلال اجتماعه المفتوح في دارة الرئيس عمر كرامي، أكد التزامه بمبادرة الرئيس عون التي يتابعها اللواء عباس ابراهيم، وان ايا من الاسماء التي سيختارها الرئيس سيكون الوزير الممثل للقاء التشاوري حصرا، وان الحكومة يمكن ان تولد بعد ساعة واحدة ان صفت النوايا كما قال المجتمعون..

فماذا من المفترض أن يقول اللبنانيون، وهم على شفا أمل حكومي حبيس اللقاءات والمشاورات المطولة بلا تصريحات، فهل من يغامر من جديد؟ واي المبررات تحكم الضبابية المفتعلة حول مصير الولادة الحكومية؟ وماذا عما يحكى عن اعادة خلط للحقائب الوزارية على ضوء لقاءات وادي ابو جميل؟

في الاقليم بشر الرئيس الاميركي حلفاءه بما هو آت عليهم، فالشرطي انسحب من الميدان كما قال، لكنه لم ينج في الداخل المهتز والذي كان اول الساقطين منه بعد قرار الانسحاب من سوريا وافغانستان وزير حربه جيم ماتيس..

اما حرابه الاسرائيلية في المنطقة فتعيش قلقا غير مسبوق، ويتحدث محللوها عن خيبة امل كبيرة من الرسالة الاميركية السيئة لكل حلفائها في المنطقة، فترامب الصديق الكبير لاسرائيل ينظر لمصالحه الداخلية كما قال المحللون الصهاينة..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

كان من المفترض أن تشهد هذه الليلة خطوات مهمة نحو تشكيل الحكومة، غير أن تباينا قد ظهر في اللحظة الأخيرة حول الجهة التي يفترض أن تتولى وزارة الاعلام.

فمنذ ليل أمس وطوال اليوم قام الرئيس المكلف سعد الحريري بسلسلة إجتماعات وإتصالات مع كافة القوى المعنية لحل هذه الاشكالية وشملت الاتصالات قيادات الحزب التقدمي الاشتراكي، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر، بهدف إيجاد حل لهذه المسألة الطارئة، والمتوقع أن تستكمل الاتصالات بشأنها خلال الساعات المقبلة.

مصادر مواكبة لعملية التأليف أبدت في حديث لتلفزيون “المستقبل” إطمئنانها الى حتمية التوصل إلى مخرج يؤدي إلى ولادة الحكومة مع نهاية هذا الاسبوع.

وكان لافتا بيان لقاء النواب الستة الذي إجتمع صباحا وبعد الظهر، وأعلن موقفه من دون أن يأتي على ذكر إسم المرشح الوزاري، فيما كانت جميع المعلومات والمواقف التي صدرت عن النواب أنفسهم تتحدث عن توزير جواد عدرا، وأن هناك إتفاقا حول هذا الأمر، وربطت المصادر بين الموقف المستجد للقاء النواب الستة وبين الإشكالية التي تتصل بعملية تولي حقيبة وزارة الاعلام.

وسط هذه الأجواء، أعلن الرئيس الحريري أنه يعمل جاهدا للإنتهاء من موضوع الحكومة وقال إن عمل الحكومة الجديدة سيتركز على إصلاحات سيدر، وعلى الشأن الاقتصادي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 21 كانون الأول 2018

النهار

سعت جهات مُتضرّرة من "توزير" جواد عدرا إلى بث شائعات ضدّه وتسريبات عن أحكام قضائيّة بحقِّه وتبيّن أن أصحابها كانوا وعدوا بجنّة الحكومة.

ردّد مسؤول سياسي في مجالسه أن مشكلة "اللقاء التشاوري" كانت في عدم استيعاب النوّاب باكراً ما قاله أمامهم اللواء عباس ابرهيم عن التسوية باستثناء النائب قاسم هاشم.

يخطو النائب نديم الجميّل على خطى عمّه الرئيس أمين الجميل في إمكان اللّجوء إلى القضاء للسؤال عن ماليّة حزب الكتائب وأملاكه بعدما كان عمّه رفع دعوى ضد رئيس الحزب آنذاك كريم بقرادوني

الجمهورية

تبيّن أن نائباً يمضي إجازة مع أوالده في لندن وقد كانت السفرة مقرّرة سلفاً لكنه لم يُلغها إثر تطورات تأليف الحكومة لا بل كانت سبباً إضافياً لعدم تأجيلها وذلك بسبب عدم رضاه عن مسار المفاوضات في أمتارها الأخيرة.

لاحظت أوساط سياسية أن مسؤولاً كبيراً هو الذي نسق الإتصالات و"رتَّب الإسم" ليكون بديلاً لنواب يطلبون التوزير وسرعّ في تشكيل الحكومة.

تداولت أوساط سياسية منذ مدة حديثاً لرئيس دولة إقليمية أعلن فيه استعداده لإضاءة كل لبنان لكن عرضه حتى الآن قوبل برفض بعض المسؤولين.

اللواء

ينقل زوّار مرجع كبير انطباعات بأن لديه قلقاً من الأوضاع المستقبلية، بصرف النظر عن تأليف الحكومة!

فوجئ نائب جنوبي بما وصفه الإخراج غير "اللائق" لمرشح نواب "اللقاء التشاوري" عن المقعد السُنّي، بصرف النظر عن الشخص المرشح.

يعيش وزراء في حكومة تصريف الأعمال أجواء أنهم ذاهبون إلى منازلهم لوقت طويل.

المستقبل

يقال إن رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه وصف خطوة تشكيل الحكومة بأنها تحقق ثلاث نتائج متعاقبة: استعادة الثقة فوقف التدهور فإعادة البناء.

البناء

قالت مصادر سودانية قريبة من حكومة الرئيس عمر البشير إنّ استغلال الأزمة الاقتصادية يتمّ لإيصال رسائل سياسية من خلال الاضطرابات التي أعلن زعيم حزب الأمة الصادق المهدي الذي تربطه علاقات وثيقة بقطر تشجيعها ودعمها، وربطت بين هذا الموقف وبين زيارة الرئيس السوداني إلى دمشق وما اعتبره الأتراك والقطريون رسالة انفتاح سعودية حملها البشير إلى دمشق لتطويق الدور التركي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

صحيفة اسرائيلية: مضطرون للحرب مع إيران

ليبانون فايلز/الجمعة 21 كانون الأول 2018 /قال كاتب إسرائيلي بارز إن إيران ترغب في تدمير دولة إسرائيل، وفي النهاية، نحن مضطرون للحرب معها. ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، صباح اليوم، الجمعة، أن المحلل السياسي الإسرائيلي، تسيفكا يحزقيلي، أجرى حوارا أوضح من خلاله أن هناك تداعيات خطيرة على بلاده جراء الانسحاب الأميركي من سوريا، أهمها طرح احتمال مواجهة إسرائيلية- إيرانية. أجرت الصحيفة العبرية حوارا مطولا مع المحلل السياسي الإسرائيلي، تسيفكا يحزقيلي، المتخصص في الشؤون السورية بالقناة العبرية العاشرة، وجاء فيها أن الانسحاب الأميركي من سوريا له تداعيات خطيرة على إسرائيل، وتنذر بالحرب مع إيران. ونقلت الصحيفة العبرية عن لسان المحلل السياسي أن هناك لعبة تدار في الشرق الأوسط، ومن يخرج منها فهو الخاسر، وبأن الإدارة الأميركية حينما قررت الخروج من سوريا، فقد خسرت موقعها في المنطقة، وبأن إيران و"حزب الله" هما الفائزان من انسحاب واشنطن من سوريا.

 

الاحرار:الحكومة مدعوة الى اداء استثنائي لنيل ثقة المواطنين وأصدقاء لبنان والمؤسسات التي تجهد لمساعدته على حل مشكلاته

الجمعة 21 كانون الأول 2018/وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع سجل المجلس فس بيان "الإيجابيات التي أدت الى الأجواء الملائمة لولادة الحكومة العتيدة والى تخطي العقبات التي كانت تعيقها. ويفترض ان ينصب الاهتمام على انجاز البيان الوزاري في أقصر مهلة للإنصراف بعده الى العمل . وعلى هذا الصعيد نهيب بالجميع أن يكونوا فريقا واحدا يضع نصب عينيه مصلحة الوطن العليا ويتفانى في ممارسة مهامه لتعويض الوقت الذي هدر في التجاذبات والمشاحنات. علما ان الوقت داهم وان الملفات متراكمة خصوصا في ما يعود الى التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية. من هنا ضرورة فترة سماح للحكومة الجديدة بما يتعلق بالمطالب المحقة المدعوة الى تلبيتها في أقرب فرصة ممكنة". ولفت الى انه " في خضم الملفات الداهمة الى المشكلات البيئية التي تهدد الصحة وتنعكس سلبا على سمعة لبنان كمقصد للسياح . هذا الملف يمتد على مساحة الوطن وإن كان الاهتمام يجب ان ينصب على تلوث الأنهر ومجاري المياه لتداعياته على السلامة العامة. وتوازيا يجب إيلاء مشكلة النفايات كل عناية ممكنة للتوصل الى حلول مستدامة تجنب تكرار المآسي التي شهدناها سابقا ، مع الإشارة الى ان ما تم اعتماده على هذا الصعيد لا يعدو كونه إجراء مؤقتا . ونذكر استطرادا بأن مطمري الكوستابرافا وبرج حمود سيبلغان قريبا طاقتهما القصوى ومن دون ان يكون هنالك بديل عنهما". ودعا الحكومة الجديدة الى "عقد خلوة فور مباشرتها مهامها الى وضع سلم أولويات تلتزمه بالكامل من دون ان ننسى التذكير بالحركة المطلبية التي تكونت نتيجة تراكم المشاكل وبخاصة طوال ستة أشهر من عمر حكومة تصريف الأعمال. وكم كنا نتمنى لو وجد وسيط الجمهورية الذي يساعد في طرح المشاكل والسعي الى حلول لها ولا ندري لماذا صرف النظر عن اعتماد هذا المبدأ المعمول به في أكثر الدول الديمقراطية. ويمكن التعويض عنه بتفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي في ظل تنشيط المؤسسات الرقابية على تنوعها". مشيرا الى ان " ان الحكومة مدعوة الى اداء استثنائي بعيدا عن الرتابة والبطء والتردد لنيل ثقة المواطنين من جهة وثقة أصدقاء لبنان والمؤسسات التي تجهد لمساعدته على حل مشكلاته من جهة أخرى". وختم البيان :" وفي مناسبة حلول الأعياد المجيدة نتقدم من اللبنانيين عموما ومن المسيحيين خصوصا بأحلى التهاني وأطيب التمنيات آملين ان تحمل معها للبنان السلام والأمن والاستقرار والازدهار".

 

أبناء الطائفة الشيعية في نعمة وبحبوحة..لا تختلطوا بالرّعاع

 د. أحمد خواجة/ لبنان الجديد/20 كانون الأوّل 2018

كأنّ أبناء الطائفة ينعمون بخيرات النظام ويسبحون في بحبوحة العيش، لذا من الحكمة أن يدعوهم أولي الأمر للابتعاد عن الغوغاءّ

لم يترك حزب الله مُحازبيه ومناصريه ومؤيّديه وحاضنيه وسائر أبناء الطائفة الشيعية على هواهم، أو في غيّهم ربما، فأوحى لهم بعدم الانخراط بمظاهرات الاحتجاج على فجور الطبقة السياسية التي نهبت المال وعاثت فساداً، ولوّثت الأنهار والشواطئ، وطحنت جبال لبنان الخضراء، وحوّلتها إلى هضابٍ جرداء، ودعاهم إلى سلوك سُبُل الرشاد والصبر والتّعقُّل عبر بوست تداولتهُ وسائل التواصل الاجتماعي، وإذ نرجو أن يكون مدسوساً، لكن مجرّد نشره يُفصح عن نهج الحزب خلال سنواتٍ عديدة بالتّساهل، أو التّراخي في مكافحة الفساد والتّصدّي لرموزه وأبطاله. بالعودة لمضمون المنشور، فهو يدعو بيئة الحزب لعدم المشاركة في وجه السلطة المتمادية في فسادها، والعاملة حثيثاً على خراب البلد، وكأنّ أبناء الطائفة ينعمون بخيرات النظام ويسبحون في بحبوحة العيش، لذا من الحكمة أن يدعوهم أولي الأمر للابتعاد عن الغوغاء والاختلاط بالرّعاع، وانتظار الفرج على يد الحكومة المنتظرة التي ستملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً.

 

الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير أنفاق قرب الحدود اللبنانية

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 كانون الأوّل 2018/واصل الجيش الاسرائيلي اليوم (الجمعة) تدمير أنفاق على الحدود الاسرائيلية اللبنانية يتهم حزب الله بأنه حفرها لأغراض عسكرية، ووزع شريطا مصورا يظهر جانبا من هذه العملية. وكان متحدث باسم الجيش الاسرائيلي اعلن مساء أمس (الخميس) ان الاخير بدأ تدمير هذه الأنفاق. وجاء في بيان للجيش اليوم: "بدأت امس مرحلة تدمير أنفاق حزب الله وإبطال مفعولها عبر الحدود، وذلك بقيادة وحدات الهندسة القتالية التابعة للقيادة الشمالية ووحدة الهندسة القتالية الخاصة. وكجزء من هذا الجهد، تم تفجير نفق هجوم عبر الحدود حُفر من قرية رامية الشيعية إلى إسرائيل". وأرفق الجيش بيانه بشريط فيديو يظهر عددا كبيرا من الجنود خلال الليل الى جانب حفرة، ثم يظهر ضابط اسرائيلي يحمل مكبرا للصوت ويقول بصوت عالٍ بالعربية: "يا سكان رامية سنفجر النفق الذي حفره حزب الله، ارجو منكم اخلاء المكان حالا وسريعا. أنتم في خطر". ويظهر ضابط آخر يعطي أمرا بالعبرية ويقول "انتم مخولون"، قبل ان يبدأ العد التنازلي الذي يليه انفجار كبير. ومنذ أطلق عملية واسعة في الرابع من (كانون الأول) سميت "درع الشمال"، أعلن الجيش انه اكتشف أربعة أنفاق هجومية تصل الى الأراضي الاسرائيلية. وقال في بيانه ان "الانفجارات في المنطقة الغربية من الخط الازرق الحدودي هي جزء من عملية درع الشمال لتدمير الانفاق الهجومية لحزب الله". وحمّل الحكومة اللبنانية "مسؤولية حفر أنفاق الهجوم وعواقب هذا العمل"، مؤكدا انه" سيواصل كشف أنفاق الهجوم عبر الحدود وإبطال مفعولها وفقا لخطة معتمدة".

الحريري يأمل بتشكيل الحكومة الجديدة اليوم

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/20 كانون الأوّل 2018/قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، إنه يأمل أن يتم الانتهاء من تشكيل حكومة وحدة وطنية، اليوم (الجمعة)، بعد أكثر من سبعة أشهر من الخلافات السياسية بشأن حقائب وزارية. وأدلى الحريري بهذه التصريحات خلال مؤتمر في بيروت. من جانبه، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم أن تشكيل الحكومة يمضي بأسرع من المتوقع حسبما أفاد موقع الرئاسة على تويتر. وأضاف عون «تشكيل الحكومة أسرع من المتوقع لأن النظام اللبناني توافقي ويوجب اشراك الجميع في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة وخطة النهوض الاقتصادي ستنطلق فور تشكيلها».

 

جواد الفائز... أنا ملتزم بالمقاومة لقد نُفذ الامر!

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الجمعة 21 كانون الأول 2018

 العقدة الحكومية الاخيرة التي أثيرت في وجه تشكيل السلطة التنفيذية كان النائب قاسم هاشم الاسرع في كشفها وإظهار خلفياتها وذلك بطرحه إسماً للتوزير( جواد عدرة ) من خارج نادي المستوزرين ومن خارج الاسماء المعروفة أو المتداولة ومن دون أي تنسيق مع زملائه الذين أحرجوا بقدر ما تفاجأ الاخرون. وتحول جواد عدرة الإسم الاكثر تداولاً في الساعات الاخيرة وأصبح الوزير الملك او الجواد الفائز في نهاية السباق من دون ان يراهن عليه احد إلا من كان يُخفي ورقته ويلعبها بسرية تامة، والغريب والمُلفت أن الاسم لم يلق أي معارضة تذكر إلا من بعض أعضاء اللقاء الذي كان مطية جواد للفوز بالسباق، وجميع أعضاء اللقاء التشاوري كانوا يمنون النفس بالحصول على المقعد المفروض لهم. النائب هاشم ضرب تفاهم النواب الستة الهش والهجين أصلاً، والذي استمر متماسكاً بالحد المطلوب طيلة فترة الضغوط والتجاذبات والمفاوضات، وعندما نضجت التسويات واستوت الطبخة قال كلمته ومشى. ترك هاشم زملاءه لمصيرهم وتخلّف عن الاجتماعات الاخيرة أو ربما لم تتم دعوته أو لم يُبلّغ بحسب ما أعلن في حديث إذاعي لصوت لبنان. هاشم أعلن أنه ملتزم بكتلة نيابية مقاومة ولم ولن يتخلى عن هذا الالتزام. كما أنه شكك ببقاء تجمع النواب الستة ككتلة بعد تشكيل الحكومة. النائب هاشم ملتزم فعلاً وهو أنجز مهمته على أكمل وجه، وحلّ العقدة الحكومية التي كانت تنتظر أنتهاء السباق لتبيان إسم الجواد الفائز، وطبعاً وحكماً لقد جاء حلها بما تشتيهه سفن من وضعها. المهمة أُنجزت ونُفذ الأمر واللقاء التشاوري إلى فراق وتشتت، وعاجلاً أم آجلاً سيعود كل نائب الى كتلته الأم، لا بل الى حضن الأم التي جعلت منه نائباً.

 

أعمال صب إسمنت للعدو في مكان حفر الانفاق مقابل بوابة فاطمة استمرت حتى الفجر

جنوبية/21 كانون الأول/18/أفادت مندوبة “الوكالة الوطنية للاعلام”، ان قوات العدو الاسرائيلي قامت بأعمال صب الاسمنت في المكان الذي حصلت فيها أعمال الحفر بحثا عن أنفاق في الجهة المقابلة للطريق الداخلية التي تربط بوابة فاطمة بسهل الخيام قرب الجدار الاسمنتي، وذلك من خلال شاحنات محملة عملت لغاية الساعة الخامسة من فجر اليوم، حيث تم تفريغ حوالي 40 جرة باطون. كما أفادت ان العدو الاسرائيلي سحب حفارة الآبار من الجهة المقابلة للمحلة المذكورة ولم يعد يسجل أي أعمال حفر في هذه الجهة. كذلك توقفت الاعمال في ميس الجبل وبليدا والوزاني. يذكر ان أهالي بلدة كفركلا تلقوا ليل أمس إتصالات من أرقام غير معروفة يطلبون فيها منهم الابتعاد عن مداخل الإنفاق، لأن جيش العدو الاسرائيلي سيقوم بتفجير هذه الانفاق في الساعات القليلة المقبلة. وهددوا بالرد بقوة على أي محاولة لعرقلة هذا التفجير.

 

هل أنفاق الجنوب لإزالة إسرائيل من الوجود ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك/جنوبية/21 ديسمبر، 2018

أنا أعرف قناعة حسن نصر الله بهذه المسألة كما أعرف نفسي إنه يعتقد

1 –  بأن إسرائيل لن تزول على أيديهم ويعتقد بأن الغرب كله سوف يُمْدِدُ إسرائيل بكل وسائل الغلبة والقوة حينما تشعر بالخطر على وجودها وإن بوتين قيصر روسيا حليفهم وقائد جهادهم في سوريا سينحاز حينها للغرب وإسرائيل

2 – ويعلم بأن إسرائيل تملك طاقة نارية تجعل حسن نصر الله وحزبه ولبنان ودمشق  وطهران رماداً خلال ساعة .

3 – ويعلم حسن نصر الله  بأنه لو زالت إسرائيل على يد خامنئي فسوف يحكم خامنئي العالم العربي كله بجزمته واستبداده لا بالعدل والعدالة، ولا بالديمقراطية، ولا بالبر والقسط والإحسان  ، ولذلك لا يوجد في العالم والمنطقة من سيسمح لهم بذلك .

وبتعبير آخر : إن خامنئي وحسن نصر الله وبشار أسد وقاسم سليماني مقتنعون تمام القناعة ويعلمون يقينا ويُخْفون قناعتهم وعلمهم على أتباعهم يعلمون بأنهم إنْ تمكنوا من إزالة إسرائيل من الوجود – ( لو سلمنا بذلك جدلا ) –  فسوف تقع بلدان العرب ودولهم كافة  في قبضة خامنئي الإستبدادية ومن يحكم بلدان العرب بلدان الطاقة لعجلة الإقتصاد الدولي فإنه سيكون له النصيب الأعظم في قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحكم كوكب الأرض وهذا ما لا يسمح به المجتمع الدولي قاطبة وكوكب الأرض بجميع موارده الحيوية تحت سلطة المجتمع الدولي رغم أنف الجهلة ، وأيضا إن حليفهم بوتين قيصر روسيا حليف إسرائيل وصديق إسرائيل وحاميها كسائر حماتها الدوليين إن بوتين نفسه قائد محور الممانعة والمقاومة لن يسمح لهم بذلك !!!!!.

ويعلم ذلك حسن نصر الله وخامنئي وبشار وقاسم سليماني ولذلك هم ملتزمون حدود قوتهم على أرض الواقع ولا يستغبون بشعاراتهم الكاذبة الرنانة الطنانة سوى الشيعة العرب حصريا ، وإنَّ سائر البشرية على وجه الأرض يقظون على أكاذيبهم ويدركون نفاقهم ويعلمون خداعهم .

 

عطب "القوة الناعمة" الإيرانية في لبنان!

نبيل الخوري/المدن/الجمعة 21/12/2018

هل تريد إيران أن يحبها الرأي العام اللبناني أم أن يكرهها؟ أو أنها تريد أن يحبها قسم منه فقط؟ طرح أسئلة كهذه مشروع، طالما أن كل الدول تسعى إلى بناء العلاقات والصداقات مع الشعوب الأجنبية، وتعزيز تعاطف هؤلاء معها، وجذبهم إليها، بفضل إنجازاتها وقيمها وثقافتها وسياستها الخارجية، أو تصرفاتها تجاه المسائل والمشاكل المختلفة على الساحة الدولية.

الدرس الفرنسي

الدولة الحريصة على نجاح هذه المهمات، تسهر على تذليل العقبات من أمامها. حرص إيران في هذا الشأن لا لُبْس فيه، من حيث النوايا. لكن ثمة مفارقة في الاستراتيجية التي تتبعها لتحقيق الهدف، خصوصاً في بلد مثل لبنان. فهي مقيّدة بسياسة دخول إلى "قلوب وعقول" فئة واحدة من اللبنانيين. وكأنها لم تتعظ من تجارب غيرها من الدول، التي لديها تأثير ونفوذ في لبنان، تحديداً فرنسا. علماً بأن الأخيرة استخلصت الدروس والعبر من تجربتها مع هذا البلد. أدركت فرنسا، اعتباراً من النصف الثاني من القرن العشرين، أن لا مصلحة لديها بأن تبقى صورتها في لبنان، مُشَكّلة بوصفها صديقة المسيحيين الموارنة حصرياً. هذا لا يعني أنها فرّطت بعلاقاتها بهم لاحقاً. بل على العكس، حافظت على صلاتها الوثيقة معهم، واعتبرت أن مصداقيتها على الساحة الدولية، مرهونة بعدم تخليها عن حلفائها وأصدقائها، من بينهم الموارنة كلاعبين محليين. إلا أن الدبلوماسية الفرنسية قررت بناء علاقات وصداقات شاملة مع كل الفئات اللبنانية، من دون تمييز واستثناء، مع أن شوائب عدة تعتري صورتها الدولية، بسبب تاريخها الاستعماري... لم تدّعِ إيران يوماً، في خطابها الدبلوماسي، أنها لا تريد علاقات وصداقات مع جميع اللبنانيين. لكن الممارسة تشير إلى وجود خيار طوعي لديها بعدم السعي لجذب الجمهور اللبناني بأكمله نحوها، لكسب تعاطفه، أو نظرته الودية، وإقناعه بأفكارها ومواقفها. بمعنى آخر، يتعلق الأمر بمحدودية "القوة الناعمة" الإيرانية في لبنان. فنطاقها لا يتخطى فعلياً حدود الديموغرافيا والجغرافيا الشيعية، حيث باتت تمتلك تأثيراً يتميز بتداخل العوامل العسكرية، الدينية، السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الإعلامية، الثقافية، اللغوية والتربوية. تفسير هذه المحدودية يكمن طبعاً في الطبيعة الإيديولوجية الدينية للنظام الإيراني، صاحب القرار النهائي حول كيفية التعامل مع الجمهور اللبناني والعربي وكيفية مخاطبته. ألا يشكل هذا الواقع عائقاً أمام سياسة بناء صداقات عابرة للطوائف؟

البعد الأيديولوجي

تؤدي إيران، شأنها شأن عدة دول، دوراً في مساعدة لبنان على تحقيق مشاريع عمرانية وإعادة الإعمار. لكن ثمة صورة سائدة عن دورها في لبنان وعن علاقاتها مع اللبنانيين، تتلخص بما قاله رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، في معرض حديثه خلال مقابلة على قناة "أم تي في"، في 13 كانون الأول/ديسمبر 2018، ومفاده أن "(...) ثمة شريحة من اللبنانيين تتلقى مساعدات اجتماعية ومالية من طهران (...)". كلام مماثل قاله الفنان، زياد الرحباني، في مقابلة على قناة "الميادين" في 24 آب/أغسطس 2018، حين أتى على ذكر مسألة المساعدات الإيرانية لحزب الله ولبيئته الشعبية (...). مشكلة هذا الشكل من المساعدات أنه يساهم في بناء تعاطف مشروط وهش، لأنه مبني على أرضية مادية. كما أنه ينتج تعاطفاً محدوداً، لأنه محصور بفئة من الجمهور اللبناني. طبعاً، لتأثير إيران في لبنان أبعاداً دينية وثقافية، ترتبط بما أنتجه وصدّره نظام ولاية الفقيه في هذا الصدد، وبالإرث الحضاري للإيرانيين، ذوي تاريخ عريق في الثقافة والأدب والموسيقى والفن والسينما... لكن هناك نظرة سلبية لدى بعض اللبنانيين وغيرهم من الشعوب تجاه إيران، بسبب وضع مثقفيها وكتابها وسينمائييها الذين يضطرون إما لإخضاع أعمالهم للرقابة أو للهجرة والعمل في المنفى.

بموازاة ذلك، لا يمكن تجاهل الأبعاد الإيديولوجية لتأثيرها في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي أيضاً. فمشاكستها وشيطنتها للولايات المتحدة الأميركية، أنتجت لها سمعة محببة لدى أوساط سياسية ودينية مختلفة ومتنوعة، مع أن أوساط أخرى تضع ذلك في خانة الغوغائية والديماغوجية. كما أن لصورتها بعداً لا يمكن إنكاره، يتعلق بدعمها لحركة المقاومة المسلحة (الإسلامية) ضد الاحتلال الإسرائيلي للبنان، منذ أواسط ثمانينات القرن الماضي وحتى عام 2000. لكن، في المقابل، لا يمكن إنكار أن جزءاً من هذه الصورة تحطّم بعد انسحاب قوات الاحتلال من الجنوب والبقاع، وبعد الأزمة السياسية ـ الأمنية التي تعرض لها لبنان عام 2005، والتي لا يزال يعاني من تداعياتها. حرب "تموز 2006" تضاف إلى رصيدها في مواجهة دولة الاحتلال، لكنها لم تساهم في ترميم ما تهدّم من الصورة. الأجواء ليست مؤاتية إذاً لكسب ودّ فئات لبنانية واسعة لا تصادق على بقاء السلاح في حوزة حزب الله بعد الانسحاب الإسرائيلي، وتريد تسليمه للدولة، بينما تتمسك إيران به وتعمل على تعميم التجربة إقليمياً، مما يظهرها مصمّمة على التدخل في شؤون بعض الدول العربية وعلى فرض نفوذها كأمر واقع هنا وهناك، بواسطة ميليشيات طائفية. تصرفات كهذه لا يستسيغها قسم واسع من الجمهور.

الرأي العام دوماً

كذلك، تآكل جزء آخر من صورة إيران في نظر جزء كبير من الرأي العام اللبناني (والعربي)، مع بدء الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد. أسباب عدة تقف وراء ذلك: دورها المدافع عنه والمساند له على حساب غالبية الشعب السوري، الطامح للحرية والعيش بكرامة؛ تغطيتها لجرائمه؛ مشاركتها، انطلاقاً من خلفية طائفية، في الحرب الأهلية السورية... لا يمكن لأحد من الخارج أن يملي على الإيرانيين ما يتوجب فعله لتحسين "القوة الناعمة" لبلدهم. لكن لا يمكن للإيرانيين أن يتجاهلوا ما أثبته التاريخ، وهو أن مصير الإمبراطوريات، من أثينا إلى روما، وصولاً إلى موسكو الشيوعية...، يتوقف أيضاً على ما يشعر ويفكر به الرأي العام في مناطق نفوذ هذه الإمبراطوريات.

 

"زوبعة" اتهامات تلاحق الوزير المفترض جواد عدرا

وليد حسين/المدن/الجمعة 21/12/2018

بعد التداول بإسم رئيس مركز الدولية للمعلومات، جواد عدرا كوزير حل وسط بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الكلف سعد الحريري، وأعضاء "اللقاء التشاوري"، سرت شائعات حول تورّط سابق لعدرا بملفات مالية، وتهم تزوير، وإساءة سمعة. وقد تناقل الجمهور اللبناني، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محاضر تحقيق ورد فيها اسم عدرا حول القضايا العالقة في المحاكم.

"فيدوس" وأنطوان صحناوي

تواصلت "المدن" مع المعنيين في هذا الملف، من قضاة وأشخاص مقربين من عدرا، وتبين أن ليس في تلك المحاضر أي أحكام صدرت بحق عدرا. وعدرا، القادم من بلدة كفريا- قضاء الكورة، كان قد عمل مع مجموعة من الشركاء في تداول وشراء أسهم في الخارج، من خلال شركة فيدوس، التابعة لأنطوان صحناوي والسوسيته جنرال. وكانت هذه الشركة، التي تعاون معها عدرا وشركائه في لبنان، ترسل بيانات مالية عن أرباح الشركة المرتفعة في الخارج، وتقوم (حسب ادعاء عدرا وشركائه) بإخفاء الكشوفات المالية المرسلة من الخارج، والتي تظهر خسارة الشركة. عندما طلب عدرا وشركاؤه بالأرباح المفترضة، تبين لهم أنهم خسروا جميع أموالهم، ما يوازي أكثر من خمسمئة ألف دولار، وأن الشركة كانت تقوم بتزوير جميع البيانات المالية. بعد هذه "الفضحية" (المفترضة)، التي تورطت بها الشركة، رفع عدرا دعوى قضائية ضدها، بتهمة النصب والاحتيال. فعمد بعدها، الصحناوي وشركته فيدوس، إلى الأسلوب ذاته ورفعا دعوى ضد عدرا، بتهمة التزوير والتلاعب. وحينها، وكّلت "فيدوس" ابن رجل الأمن القوي حينها اللواء جميل السيد، المحامي مالك السيد، وبقيت الأمور عالقة ولم يصدر فيها أي قرار قضائي.

نزاع عقاري

وقالت المصادر، أن ثمّة نزاعاً عقارياً بين عدرا وأشخاص عديدين من طرابلس على عقارات في الشمال، ومن ضمنهم محامية عملت سابقاً لصالح عدرا في قضية فيدوس، حوالى العام 2002. وعندما انتشرت المعلومات عن توزير عدرا، عمدت هذه المحامية إلى نشر القرار الصادر عن قاضي التحقيق الأول في بيروت غسان عويدات، الذي بحوزتها، ويتعلق برد دعوى عدرا.. بهدف النيل من سمعته. ليس هذا وحسب، بل وعمدت إلى شطب أسماء بقية الأشخاص المعنيين باللون الأسود، على تلك الوثائق التي وزّعت. وتجاهلت حقيقة أن لا قرار إدانة بحقه، والأهم تجاهلها أن عدرا، وبتوكيله للمحامية ميرنا فياض عاد وتقدم عام 2016، بادعاء إضافي، وبمذكرة توضيحية، ضُمّا إلى الملف وأحيل إلى النيابة العامة لإبداء الرأي. لذا، تسأل المصادر، لماذا شطبت تلك الاسماء؟ وقبل ذلك، لماذا يتمّ الإيحاء بأنه صدرت أحكام قضائية بحق عدرا، في قضية لم يصدر عنها أي أحكام؟! وإذا كان من شخص متهم بالتزوير وصدرت بحقه أحكام فلماذا لا يسجن؟ أين هي محاضر قرارات الإدانة؟ وتابعت المصادر: "حقيقة الأمر، لا يوجد شيء من هذا القبيل، وجلّ ما في الأمر تشويه سمعة. لذا سيعمل عدرا لاحقا على نشر محتوى محاضر التحقيقات. كما وسيكشف عن جميع أسماء المتورطين، ومجمل تفاصيل القضية". 

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رزمة تقارير وتحليلات وأخبار تتناول قرار ترامب الإنسحاب من شرق سوريا

21 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70275/%D8%B1%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%84-%D9%82%D8%B1/

 

سياسة "ترامب أولا" تعصف بأركان البيت الأبيض

العرب/21 كانون الأول/18/واشنطن - قاد اعتداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالنفس إلى خسارة عناصر مؤثرة في البيت الأبيض كان آخرها وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي أعلن استقالته الخميس في خطوة رمزية تكشف عن صعوبة التفاهم مع ترامب بشأن ملفات حساسة تهم الأمن الأميركي، وكان آخرها الانسحاب المربك من سوريا وأفغانستان، ما سيعرض مصالح الولايات المتحدة وأمن حلفائها للخطر. يأتي هذا في وقت تزداد فيه الانتقادات لسياسة “ترامب أولا” التي يلجأ إليها الرئيس الأميركي لتحديد استراتيجيات واشنطن المختلفة، دون الأخذ بالاعتبار مواقف مراكز النفوذ الرئيسية في الولايات المتحدة مثل البنتاغون والكونغرس. وقدّم ماتيس استقالته الخميس في رسالة لاذعة إلى الرئيس ترامب مذكرا إياه بواجبات الولايات المتحدة إزاء الحلفاء، غداة إعلان الأخير عن قرار الانسحاب الأميركي من سوريا. وكتب ماتيس في رسالته “إن قوّة أمّتنا ترتبط ارتباطا وثيقا بقوّة نظامنا الفريد والمتكامل القائم على التحالفات والشراكات”، مذكّرا ترامب بأن “الدول الديمقراطية الـ29 في حلف شمال الأطلسي أعربت عن مدى صلابة التزامها من خلال القتال إلى جانبنا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر”.

وتكشف استقالة ماتيس الخلاف بين الإدارة الأميركية والبنتاغون بشأن الأولويات وكيفية تنفيذ استراتيجية عدم الانخراط العسكري المباشر في أزمات الشرق الأوسط. ويرى العسكريون أنهم الأقدر على وضع الخطط على الأرض، لكن الإدارة لديها توجهات وتريد فرضها على العسكريين وهذا ما تسبب في استقالة وزير الدفاع. وقد أشادت الأوساط السياسية الأميركية بقرار ماتيس وخطاب الاستقالة، ما يعكس اختلافا واسعا مع سياسة ترامب في احتكار القرارات المصيرية. ولم يقف الانسحاب الأميركي عند سوريا، بل تخطط واشنطن لسحب 14 ألف جندي في أفغانستان في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي المعروفة باسم “الدعم الحازم”، وهو ما يترك الحكومة الأفغانية في وضع صعب، كما أنه سيجبر القوات الغربية الأخرى على مراجعة استراتيجية انتشارها وأدائها في أفغانستان، ونفس الأمر بالنسبة إلى التحالف الدولي ضد داعش الذي يركز عملياته بين سوريا والعراق.

استقالة جيمس ماتيس: آخر العقلاء يغادر مركب دونالد ترامب

الانسحاب الأميركي من سوريا يتيح لإيران السيطرة على الممر البري

سوريا: الانسحاب الأميركي بين الرغبة وصعوبة التنفيذ

وفي الرسالة التي عمّمها البنتاغون الخميس، أعاد ماتيس تأكيد قناعاته، مشيرا إلى أنها تختلف تماما عن تلك التي يتمسّك بها ترامب، من دون أن يأتي على ذكر قرار الانسحاب من سوريا. وكتب “قلت مثلكم منذ البداية إن القوات الأميركية المسلّحة ليس لها أن تكون شرطي العالم”، في إشارة إلى التبرير الذي قدّمه ترامب لسحب الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا والمقدّر عددهم بنحو ألفين على أسرع وجه. وشدّد ماتيس على ضرورة “معاملة الحلفاء باحترام”، في وقت يضع انسحاب الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية التي تصنّفها تركيا في عداد “المجموعات الإرهابية”، في مهبّ الريح. وقال الوزير الذي قرّر ترك منصبه في النهاية “ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا لتعزيز نظام دولي يخدم أمننا وازدهارنا وقيمنا. ونحن نستمدّ القوّة في مجهودنا هذا من تحالفاتنا المتينة”. وأضاف “أنا أيضا على قناعة بأنه ينبغي لنا أن نعتمد مقاربة حازمة لا لبس فيها إزاء البلدان التي تزداد مصالحها الاستراتيجية تعارضا مع مصالحنا يوما بعد يوم”، في إشارة إلى الصين وروسيا. ولم يكن الخلاف بشأن الانسحاب من سوريا فقط، فقد سبقت خلافات جذرية بشأن استراتيجية التعاطي مع إيران، وفيما يعتقد ترامب بإمكانية توجيه ضربات لطهران لإجبارها على التراجع عن أدوراها الإقليمية، يميل ماتيس ومن ورائه جنرالات بارزون في البنتاغون إلى تجنب المواجهة والاستمرار بالضغط الدبلوماسي والاقتصادي. وكتب ماتيس “لئن يحقّ لكم تعيين وزير دفاع تكون آراؤه أكثر تماشيا مع آرائكم (…) أعتقد أن انسحابي هو عين الصواب”، متعهدا بألا يوفّر جهدا “كي يجري الانتقال بسلاسة”. وكتب السيناتور الجمهوري بن ساس في تغريدة أن “الجنرال ماتيس قدّم للرئيس رأيا كان من الأجدى أن يأخذ به”، مشيرا إلى أن “النزعة الانعزالية استراتيجية ضعيفة من شأنها أن تنعكس سلبا على الأميركيين”.

وعلّقت الديمقراطية نانسي بيلوسي من جهتها “أعتقد أنه يجدر بالجميع في البلد قراءة رسالة الاستقالة هذه. فهي رسالة تعبق بالحسّ الوطني”. واعتبر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ليندسي غراهام، الذي يعد من أشد أنصار ترامب، أن “كل ما جرى في العراق سيحدث في سوريا أيضا إذا لم يعد النظر بقرار الانسحاب من سوريا. ولا أحد يمكنه إقناعي بأن الدولة الإسلامية قد هُزمت”. وقال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو في تعليقه على خطاب الاستقالة الذي أعلنه ماتيس “من الواضح تماما أننا نتجه نحو سلسلة من الأخطاء السياسية الخطيرة التي ستعرض أمتنا للخطر، وتدمر تحالفاتنا وتُقوي أعداءنا”.

 

ترمب يدافع عن قرار الانسحاب... وجمهوريون يطالبونه بالتراجع والخطوة الاميركية أربكت {البنتاغون} وأثارت انتقادات في الكونغرس

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/أثار إعلان الرئيس ترمب سحب القوات الأميركية من سوريا بشكل عاجل وسريع الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب وراء القرار وتداعياته خاصة أنه يأتي مخالفا لكافة القادة العسكريين والدبلوماسيين وكبار مسؤولي إدارته، بحسب محللين في واشنطن.وأثار القرار أيضا جدلا داخليا حول أسلوب اتخاذ القرار داخل الإدارة الأميركية فالقرار الصادر من ترمب يتعارض مع تصريحات كبار القادة العسكريين ومسؤولي الأمن القومي الأميركي ومع الأهداف الاستراتيجية التي أعلنتها الإدارة لمساعدة القوات الكردية السورية ومكافحة نفوذ كل من إيران وروسيا. وقلل كبار المسؤولين في البيت الأبيض من خطورة هذا القرار في إجابتهم على أسئلة وملاحقة الصحافيين، مشيرين أن الرئيس ترمب كان واضحا في موقفه من رفض التورط العسكري في سوريا منذ بدء حملته الرئاسية.

جاءت الانتقادات متلاحقة من قادة الكونغرس الأميركي من الحزبين ووجه ائتلاف من أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي خطابا مساء الأربعاء إلى الرئيس ترمب أشاروا فيه إلى أن الانسحاب للقوات الأميركية من سوريا يعزز نفوذ خصوم أميركا وهما إيران وروسيا اللذان استخدما الصراع السوري لتوسيع نفوذهما في المنطقة. وقال الخطاب: «مثل هذا العمل في هذا الوقت هو خطأ وسابق لأوانه ومكلف ولا يهدد فقط أمن الولايات المتحدة بل يشجع أيضا «داعش» وبشار الأسد وإيران وروسيا». وتابع المشرعون في خطابهم لترمب «إذا قررت متابعة القرار بسحب قواتنا من سوريا فإن بقايا «داعش» سوف تتجمع وتعزز جهودها في المنطقة».

ووقع الخطاب قادة كبار من حزب ترمب الجمهوري ومن أبرز المساندين له مثل السيناتور ليندسي غراهام والسيناتور توم كوتون إضافة إلى السيناتور ماركو روبيو والسيناتور الجمهوري جين شاهين.

وانتقد السيناتور ليندسي غراهام بشدة قرار ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا وقال إنه خطأ شبيه بخطأ أوباما. وقال: «أخشى أن يؤدي ذلك إلى عواقب مدمرة لأمتنا». ووصف غراهام القرار بأنه وصمة عار في جبين الولايات المتحدة، فيما قال السيناتور الجمهوري بن ساس عضو لحنة الخدمات المسلحة في بيان «جنرالات الرئيس ليس لديهم فكرة عن مصدر هذا القرار الضعيف الفائزون اليوم هم إيران و«داعش» وحزب الله وسيتم ذبح الكثير من الحلفاء إذا تم تنفيذ هذا الانسحاب». وقال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو بأن السحب الكامل والسريع للقوات الأميركية سيكون خطأ فادحا له تداعيات أوسع من نطاق القتال ضد «داعش».

وأضاف روبيو أنه هناك ثلاثة أسباب تجعل الانسحاب من سوريا خطأ فادحا، فقد تم تحويل «داعش» إلى قوة تمرد وسيكون أكثر قوة من دون الوجود الأميركي وسوريا ستقع تحت السيطرة الكاملة لروسيا وإيران من دون الولايات المتحدة كما أن الولايات المتحدة سينظر إليها باعتبارها حليفا غير موثوق فيه في جميع أنحاء العالم ولذا أعتقد أنه قرار سيئ وسيؤدي في النهاية إلى مخاطر أكبر للولايات المتحدة. وتساءل السيناتور الجمهوري بن ساس متعجبا «قبل ثمانية أيام وصفت الإدارة الأميركية أي افتراض بانسحاب أميركي من سوريا بأنه افتراض متهور واليوم نحن نغادر سوريا؟؟». وقال النائب الجمهوري آدم كينزينجر «بأن تصريح ترمب بأن «داعش» قد هزم هو ببساطة غير صحيح».

وقال النائب الديمقراطي آدم شيف بأنه يشعر بقلق عميق من قيام الرئيس باتخاذ قرار آخر مفاجئ وعلى ما يبدو أنه لا يتشاور مع المسؤولين العسكريين أو قادة الاستخبارات». وردا على موجة الانتقادات، قال ترمب في تغريدة جديدة على «تويتر» صباح الخميس «روسيا إيران وسوريا وآخرون ليسوا سعداء بشأن رحيل الولايات المتحدة ورغم ما تقوله الأخبار المزيقة لأنه يتعين عليهم الآن أن يحاربوا «داعش» وآخرين من دوننا وأنا أبني أقوى جيش في العالم وإذا حاولت «داعش» مهاجمتنا فإنهم سينتهون».

وأضاف ترمب في تغريدة أخرى «هل تريد الولايات المتحدة أن تكون رجل الشرطة في الشرق الأوسط، ولا تحصل على شيء بل تدفع الكثير من الأرواح والتريليونات من الدولارات لحماية آخرين الذين في معظم الأوقات لا يقدرون ما نقوم به هل يريدون أن نبقى هناك إلى الأبد، وقد حان الوقت ليقوموا هم بالقتال». وفي تغريدة أخرى قال «الخروج من سوريا ليس مفاجئا وقد دافعت عن ذلك لسنوات ومنذ ستة أشهر قلت بشكل علني بأنني سأقوم بذلك ووافقت على البقاء لمدة أطول وروسيا وإيران وسوريا وآخرون هم الأعداء المحللون لـ«داعش» ونحن نقوم بالعمل عوضا عنهم وحان الوقت للعودة للوطن وإعادة بنائه».

وأعاد ترمب نشر بعض التصريحات المساندة لقراره في وجه المعارضين ومنها تصريحات للسيناتور راند بول التي قال فيها «أنا فخور بالرئيس ترمب وإعلانه النصر في سوريا وتصريحات السيناتور مايك لي التي قال فيها أنا أتفق مع قرار الرئيس وهذا القرار مختلف عن قرار الرئيس أوباما» كما نشر تعليق مذيعة التلفزيون لورا انجرام المعروفة بمساندتها العمياء للرئيس ترمب والتي قالت فيها بأن الرئيس ترمب لا يحصل على التقدير لما يقوم به في الشرق الأوسط. وتعليق الجنرال جيم كارافانو التي قال فيها بأن الرئيس ترمب جعل الشرق الأوسط مكانا أفضل فعندما جاء لمنصبه كان «داعش» يسيطر على الشرق الأوسط وهناك مليون لاجئ يتدفقون على الدول الأوروبية ولا يحدث هذا الآن وهذا يرجع للرئيس ترمب.

ووفقا لقرار الرئيس ترمب فإنه يتعين سحب جميع القوات البرية الأميركية البالغ عددها 220 جندي من سوريا خلال 30 يوما. ويشير مسؤول بالبنتاغون لـ«الشرق الأوسط» أن القادة العسكريين يقومون الآن بوضع استراتيجية عاجلة لتنفيذ هذا التحدي اللوجيستي الضخم المتمثل في سحب القوات والمعدات والأسلحة الثقيلة في الإطار الزمني المحدد بشهر مع الأخذ في الاعتبار إعطاء تطمينات وتأكيدات للحلفاء في المنطقة بعدم تخلي الولايات المتحدة عنهم وأيضا عدم المخاطرة بالمكاسب الاستراتيجية التي تحققت ضد «داعش» منذ عام 2014.

ويقول المسؤولون في إدارة ترمب بأنهم قاموا بإخبار الحلفاء بالقرار يوم الثلاثاء (أي قبل أقل من 24 ساعة من الإعلان) ونفس الأمر مع كبار قادة الكونغرس كما جاء القار مفاجئا ومخالفا لمواقف المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية فقد صرح بريت ماكغورك المبعوث الخاص الأميركي لمكافحة «داعش»، قبل ثمانية أيام أن «الأمر سيكون تهورا إذا قلنا حسنا لقد هزمنا «داعش» وانتهت أراضي التنظيم» مؤكدا أهمية البقاء. ونفس الأمر أكده الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية في 6 الشهر الجاري حيث أشار إلى أن القوات الأميركية دربت نحو 20 في المائة فقط من القوات الكردية السورية المحلية البالغة 40 ألف مقاتل لمكافحة «داعش» ومنعه من إعادة الظهور مرة أخرى وقال «إذا أردنا تحقيق الاستقرار فإنه لدينا طريق طويل لنقطعه».

وأكد جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي في سبتمبر (أيلول) الماضي أن الولايات المتحدة باقية في سوريا حتى يتم التخلص من النفوذ الإيراني في سوريا وقال «لن نغادر طالما أن القوات الإيرانية خارج الحدود الإيرانية وهذا يشمل وكلاء وميليشيات إيران».

وفي الأسبوع الماضي، قال السفير جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص لسوريا في خطاب أمام مجلس الأطلسي بأن القوات الأميركية لن تغادر سوريا حتى الهزيمة الدائمة لـ«داعش» وإضعاف النفوذ الإيراني وحل الأزمة السياسية في سوريا ويوم الثلاثاء - قبل يوم واحد من إعلان ترمب الانتصار على «داعش» - قال روبرت بالادينو نائب المتحدث باسم الخارجية عن المعركة ضد «داعش» «لقد حققنا تقدما كبيرا لكن المهمة لم تنته بعد».

ورغم فقدان تنظيم داعش لـ99 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها إلا أنه لا يزال يشكل تهديدا أمنيا وتقول تقديرات الجيش الأميركي بأن «داعش» لديه 30 ألف مقاتل في العراق وسوريا وهناك معارك مستمرة إلى الآن (وفق البيانات العسكرية أطلقت الطائرات الحربية 378 غارة جوية ضد «داعش» في العراق وسوريا في الفترة من 9 إلى 15 ديسمبر/كانون الأول).

ويواجه القادة العسكريون موقفا صعبا للغاية حيث يتعين على الجيش الأميركي استعادة آلاف الأسلحة التي قام بتوزيعها على القوات البرية السورية وسحب المعدات العسكرية المنتشرة في عدة قواعد عسكرية في سوريا والبحث عن حلول للموقف مع المقاتلين الأكراد والتحالف الدولي الذي يضم 79 دولة ويستهدف القضاء على «داعش»، والإجابة عن أسئلة كثيرة تتعلق بكيفية الانسحاب وحماية الجنود الأميركيين من التعرض لهجمات وكيفية الاستمرار في التحالف الدولي لمكافحة «داعش» وشن هجمات جوية دون وجود قوات أميركية برية.

ويقول المسؤول العسكري بالبنتاغون «هناك الكثير من الأسئلة لا توجد إجابات عنها بعد وليس واضحا بعد كيف سيتم التعامل مع هذا الانسحاب» والأمر كما يقول لا يتعلق بالرغبة في البقاء في سوريا لأجل غير مسمى لكن كيفية الانسحاب دون السماح لمقاتلي «داعش» بإعادة تنظيم صفوفهم والظهور مرة أخرى تماما كما حدث مع قرار أوباما سحب القوات الأميركية من العراق».

من جانب آخر، يقول محللون ومراقبون بأن مهمة الولايات المتحدة في سوريا انتهت بفشل شبه كامل حيث لا يزال الرئيس بشار الأسد يحكم سوريا ولا تزال الحرب الأهلية السورية مستمرة دون بارقة أمل في حل ينهي الأزمة مع تزايد أعداد القتلى وملايين اللاجئين والمشردين. وفي الوقت نفسه ينمو نفوذ كل من إيران وروسيا مقابل تضاؤل النفوذ الأميركي ورغم تراجع سيطرة «داعش» على بعض الأراضي إلا أنها لا تزال تشكل تهديدا كبيرا في المنطقة.

ويقول أنتوني كوردسمان خبير الأمن القومي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بأن «قرار ترمب يعطي التمكين لروسيا وإيران ونتحرك نحو سوريا غير مستقرة بشدة وليس لدينا استراتيجية واضحة معلنة عما نفعله في العراق». ويضيف كوردسمان أن الولايات المتحدة لم تكن لديها أبدا استراتيجية واضحة في تورطها في سوريا بدءا بقرار الرئيس أوباما شن ضربات جوية في عام 2014 وعلى مدى العامين الماضيين وضعت إدارة ترمب مجموعة من الأهداف في سوريا هي هزيمة داعش وإنهاء الحرب الأهلية وحماية القوات الكردية والعربية المتحالفة معها وإجبار إيران ووكلائها على الخروج من سوريا وهو ما أكده جون بولتون ببقاء الولايات المتحدة في سوريا حتى تتحقق تلك الأهداف.

 

تحليل إخباري: «مفاجأة ترمب» تطلق سباقاً لملء الفراغ على شرق الفرات

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من سوريا، شكل مفاجأة لحلفائه السوريين والإقليميين والدوليين والمسؤولين في الإدارة الأميركية من جهة، وخصوم واشنطن في سوريا والشرق الأوسط والعالم من جهة أخرى.

غالباً ما كان المسؤولون الأميركيون يتركون هامشا في قراراتهم المتعلقة ببقاء القوات الأميركية شرق نهر الفرات ومنبج شمال شرقي حلب وفي قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية، لاحتمال حصول مفاجأة من الرئيس ترمب باعتباره صاحب القرار الأخير. لكن قرار أمس لم يخل من عامل المفاجأة لأنه تحدث عن «انسحاب كامل وسريع» من دون أي تنسيق مع المؤسسات العسكرية الأميركية والشركاء في التحالف الدولي ضد «داعش» والحلفاء المحليين في «قوات سوريا الديمقراطية» والإقليميين والدوليين.

في أبريل (نيسان)، ظهر أن ترمب اتخذ قرار الانسحاب، لكن حلفاءه ومستشاريه تمكنوا من إقناعه بعدم تحديد جدول زمني لذلك لأن هزيمة تنظيم داعش لم تكتمل بعد. وعليه، زاد الانخراط الأميركي وجرى توسيع القواعد العسكرية وأرسلت دول غربية مثل فرنسا وإيطاليا قوات خاصة إضافية لتنضم إلى الوحدات الخاصة الأميركية وتضم ألفي عنصر. كما زادت في تسليح وتدريب «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية وشكلت قوات «حدود»، إضافة إلى إقناع دول حليفة بزيادة التمويل والمساهمة في سياسة الاستقرار في المناطق المحررة من «داعش» وتدريب 35 - 40 ألف عنصر من القوات المحلية. بل إن المسؤولين الأميركيين قدموا ثلاثة أهداف للوجود الأميركي شرق سوريا، هي: هزيمة «داعش» ومنع ظهوره، واحتواء إيران، ودعم سياسة وزير الخارجية مايك بومبيو لتحقيق حل سياسي في سوريا بموجب القرار 2254.

لكن ترمب أعلن أمس أن التنظيم «هزم»، بعد ساعات من إعلان المبعوث الأميركي في التحالف الدولي بريت ماكغورك أن «داعش» لا يزال قائماً ورغم اعتبار خبراء أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدا وقد شن هجمات ضد حلفاء أميركا. وقال الخبير البريطاني في مكافحة الإرهاب تشارلز ليستر: «الهدف الأساسي الذي ذكرته إدارة ترمب مراراً وتكراراً للبقاء في سوريا هو الهزيمة الدائمة لـ(داعش) وهذا يتطلب سنوات لجعل هذه الحقيقة واضحة، كما أن التنظيم أعلن المسؤولية عن هجوم في الرقة قبل 10 دقائق فقط قبل تغريدة ترمب»، إضافة إلى الإعلان عن قتل التنظيم لـ700 مقاتل من حلفاء أميركا خلال فترة وجيزة في معارك الجيب الأخير شرق الفرات.

هذه هي المدينة التي حررها حلفاء أميركا من «داعش» قبل سنة، ويتم فيها نشر القوات الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية ودبلوماسيين أميركيين. وفي أغسطس (آب)، أعلنت وزارة الدفاع (بنتاغون) وجود 14500 من عناصر «داعش». ولا شك أن هذه المعلومات موجودة على مكتب ترمب. وكان ترمب قال في حملته الانتخابية إن سلفه باراك أوباما «أسس» تنظيم داعش لأنه انسحب مبكرا من العراق في 2011 واستخدم حلفاء واشنطن هذه المعادلة لإقناع الرئيس ترمب بالتراجع عن قراره في أبريل الماضي. وقال ليستر: «خطوة ترمب هي انسحاب وليست نصرا ضد (داعش)». كما أن «الهدفين» الآخرين اللذين كانا يستخدمان لوجود أميركا في سوريا، لم يتغيرا: الوجود الإيراني لا يزال قائما، بل إن طهران سعت إلى تجنيد عناصر سورية ضمن ميليشيات جنوب نهر الفرات، إضافة إلى أن التسوية السياسية مجمدة في وقت لم يعلن المبعوث الدولي الجديد تشكيل اللجنة الدستورية السورية لتنفيذ القرار 2254.

وبحسب المعلومات لـ«الشرق الأوسط» فإن شرارة قرار ترمب ولدت في اتصاله الأخير مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي كان حشد قواته وفصائل سورية للتوغل شرق نهر الفرات، إذ سأل الأخير عن موعد الانسحاب من سوريا، فاستغرب ترمب وجود القوات الأميركية إلى الآن. وعليه، غرد الرئيس ترمب ثم أبلغ مساعديه بقراره. وصباح أمس، تم تبليغ قادة «وحدات حماية الشعب» الكردية و«قوات سوريا الديمقراطية» بقرار أميركي بتفكيك نقاط المراقبة على حدود سوريا مع تركيا وتسريع الانسحاب الكردي من منبج.

كان الاعتقاد أن ذلك ضمن خطوات لبناء الثقة بين أنقرة وواشنطن، وضمن برنامج أكبر لتطوير العلاقات شمل: إقرار بيع منظومة «باتريوت» الأميركية إلى أنقرة التي أقرت شراء منظومة «إس 400» من موسكو، وإقرار صفقة مقاتلات «إف 35» الأميركية للجيش التركي، وبحث تسليم المعارض التركي عبد الله غولن. وإذ بدا أن أنقرة مرتاحة لقرار ترمب، فإن حلفاء واشنطن من الأكراد السوريين شعروا بـ«خيانة وطعنة في الظهر» وإن حلفاء دوليين بدأوا سلسلة اتصالات مكثفة مع المسؤولين الأميركيين للتريث بالتنفيذ بإقرار جدول زمني لخروج القوات الأميركية بحيث يصل إلى أربعة أشهر (120 يوما) لبحث ترتيبات ملء الفراغ للانسحاب الأميركي، لكن لا شك أن القرار أطلق سباقا على منطقة شرق نهر الفرات (تشكل 30 في المائة من مساحة سوريا وتضم 90 في المائة من النفط ونصف الغاز السوري) بين تركيا وروسيا وإيران وقوات الحكومة السورية (تسيطر على 60 في المائة من البلاد). من بين الاحتمالات حصول تركيا على شريط حدودي أمني على طول الحدود السورية - التركية لضرب الأكراد، وإقامة منطقة عازلة مقابل استعادة دمشق السيطرة بترتيبات إدارية وأمنية على قلب شرق نهر الفرات، وجدولة لـ«تحديد» الدور الإيراني في سوريا مقابل «تعمق الدور العربي».

 

وزيرة الدفاع الفرنسية تصف قرار ترمب بشأن سوريا بأنه «فادح للغاية»

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، اليوم (الجمعة)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتخذ «قراراً فادحاً للغاية» بسحب القوات الأميركية من سوريا. وقالت لإذاعة «آر تي إل»: «لا نتفق مع التحليل بأنه تم القضاء على تنظيم (داعش)... هذا قرار فادح للغاية ونعتقد أن المهمة لم تنتهِ». وقدمت بارلي تحية لوزير الدفاع الأميركي المستقيل جيم ماتيس، ووصفته بأنه «جندي عظيم» و«شريك في كل الظروف». وذلك بعد أن أعلن استقالته بشكل مفاجئ أمس (الخميس) في أعقاب قرار ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا. ودافع ترمب بقوة عن قراره المفاجئ متعهداً بأن الولايات المتحدة لن تكون بعد الآن «شرطي الشرق الأوسط»، وأن الألفي جندي المتمركزين في سوريا لم يعد لديهم ما يفعلونه بعد هزيمة «داعش». وفي رسالة بعث بها إلى ترمب، قال ماتيس إن نظرته إلى العالم التي تميل إلى التحالفات التقليدية والتصدي لـ«الجهات الخبيثة» تتعارض مع وجهات نظر الرئيس. وأضاف: «لأنه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع، وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك حول هذه القضايا وغيرها، أعتقد أنه من الصواب بالنسبة لي أن أتنحى عن منصبي».

 

أنقرة ترحب بقرار واشنطن سحب قواتها من سوريا و«قوات سوريا الديمقراطية» لوّحت بالتوقف عن قتال «داعش»

أنقرة - باريس/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/رحّب وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، اليوم (الجمعة)، بقرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، وقال إن واشنطن يجب أن تنسق الانسحاب مع أنقرة. وأدلى جاويش أوغلو بالتصريح للصحافيين في مالطا؛ حيث يقوم بزيارة رسمية. وفي وقت لاحق اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أنقرة ستؤجل عملية عسكرية مقررة في شمال شرق سوريا مضيفا أن الحملة ستبدأ في الشهور المقبلة فيما رحب «بحذر» بقرار واشنطن سحب قواتها من هناك. وأضاف إردوغان خلال كلمة بأسطنبول «ليست لدينا مطامع في الأراضي السورية لكن لن نخاطر بالأمن». وتركيا والولايات المتحدة على خلاف بشأن سوريا؛ حيث دعمت واشنطن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. وفي سياق متصل، حذرت مسؤولة كردية اليوم (الجمعة) في باريس من أن «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف يضم فصائل عربية وكردية، قد تضطر للتوقف عن قتال المتطرفين في المنطقة إذا اضطرت لإعادة نشر قواتها لمواجهة هجوم تركي، في حال حصوله. وقالت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، الذراع السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، والتي حضرت إلى باريس لبحث الوضع في المنطقة بعد قرار الرئيس الأميركي سحب قواته من سوريا، للصحافيين: «عندما لم يكن الأميركيون موجودين في المنطقة كنا نحارب الإرهاب، سنستمر في مهمتنا هذه، لكن بمواجهة الإرهاب هذا سيكون أمراً صعباً؛ لأن قواتنا ستضطر أن تنسحب من الجبهة في دير الزور لتأخذ أماكنها على الحدود مع تركيا». وتابعت المسؤولة الكردية السورية أن «قوات سوريا الديمقراطية» قد لا تتمكن من مواصلة احتجاز سجناء تنظيم «داعش» إذا خرج الوضع في المنطقة عن السيطرة. من جانبه، رياض درار، الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، الذي كان يتحدث بجانبها خلال مؤتمر صحافي، إنه يأمل أن تلعب فرنسا دوراً أكثر فعالية في سوريا بعد أن قرر سحب القوات الأميركية.

 

فرنسا تؤكد استمرار دعمها لقوات سوريا الديمقراطية بعد الانسحاب الأميركي

باريس/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/قال مسؤول بقصر الإليزيه اليوم (الجمعة)، إن مسؤولين بالرئاسة الفرنسية اجتمعوا مع ممثلين لقوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد في باريس، وأكدوا لهم دعم فرنسا.

واجتمع مسؤولون من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة مع مستشارين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا. وشمل وفد قوات سوريا الديمقراطية إلهام أحمد ورياض درار. وقال مسؤول الإليزيه: "نقل المستشارون رسالة دعم وتضامن وشرحوا لهم المحادثات التي أجرتها فرنسا مع السلطات الأميركية لمواصلة الحرب ضد داعش.

 

لندن وبرلين: «داعش» لم يُهزم في سوريا بعد

برلين - لندن/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/اعتبرت الحكومة البريطانية أن تنظيم «داعش» لم يُهزم بعد في سوريا خلافاً لما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أول من أمس (الأربعاء)، لدى إعلانه انسحاباً أحادي الجانب للقوات الأميركية المنتشرة في البلاد. وقال الناطق باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أمس (الخميس)، إن «التحالف الدولي ضد (داعش) أحرز تقدماً كبيراً لكن لا يزال هناك كثير من العمل، ويجب ألا نغفل عن التهديد الذي يشكله. حتى دون (السيطرة على) أرض، لا يزال (داعش) يشكل تهديداً».وأضاف: «ما زلنا ملتزمين في التحالف الدولي وحملته لحرمان (داعش) من التوسع والتحقق من هزيمته نهائياً، من خلال العمل إلى جانب حلفائنا الإقليميين الأساسيين في سوريا وخارجها». وتشارك بريطانيا في الضربات الجوية التي ينفذها التحالف. وأكد الناطق أن لندن ستستمر في «القيام بما عليها لحماية البريطانيين والحلفاء والشركاء». وفي قرار مفاجئ، قال ترمب أول من أمس (الأربعاء) إنه حان الوقت لإعادة الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا للتصدي للجهاديين، إلى ديارهم. وينتشر نحو ألفي جندي أميركي حالياً في شمال سوريا، هم قوات خاصة تنتشر لقتال المسلحين المتطرفين، ولتدريب قوات كردية محلية في الأماكن المحررة من المتطرفين. وقال ترمب في فيديو بثه البيت الأبيض: «الآن وقد انتصرنا، حان موعد العودة إلى الديار». في المقابل، عبَّر وزير الدفاع البريطاني توبياس الوود عن معارضته للقرار. وقال: «لا أتفق إطلاقاً مع ذلك. الأمر تحول إلى أشكال أخرى من التطرف والتهديد لا تزال ماثلة بقوة». ونفى المتحدث باسم ماي معلومات نشرتها صحيفة «تايمز»، أمس (الخميس)، مفادها أن لندن لم تُبلغ مسبقاً بقرار ترمب. وقال: «نبحث ذلك مع شركائنا الأميركيين منذ أيام». وتشاور وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، مساء أول من أمس في هذا الشأن مع نظيره الأميركي مايك بومبيو. من جهته، قال وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس إنه فوجئ بإعلان الولايات المتحدة انسحابها من سوريا، منتقداً قرار الرئيس الأميركي بهذا الشأن. وحذر ماس من أن «تضر عواقب هذا القرار بالحرب على تنظيم (داعش)، وتهدد النجاح الذي تحقق في هذه الحرب». أضاف ماس، العضو بالحزب الاشتراكي الديمقراطي: «لقد انحسر التنظيم لكن التهديد لم ينتهِ». وقال ماس إنه لا تزال هياكل سرية، وإن الإرهابيين ينشطون في شرق سوريا. يشار إلى أن تنظيم «داعش» سيطر في وقت من الأوقات على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وأقام هناك حكماً إرهابياً، ولكنه خسر الآن معظم المناطق التي كان يسيطر عليها. وقالت الخارجية الألمانية إن ألمانيا على تواصل وثيق مع الولايات المتحدة، وإنه لا تزال لدى ألمانيا كثير من التساؤلات بشأن الانسحاب الأميركي «وسنضطر في الأيام والأسابيع المقبلة للتشاور بشأن العواقب التي ينطوي عليها هذا القرار بالنسبة للاستراتيجية التي يتبناها التحالف ضد (داعش)». وتشارك ألمانيا في الحرب الدولية على «داعش» بالعراق وسوريا بطائرات استطلاع وطائرة تزويد بالوقود، كما أن جنوداً ألمانيين يشاركون في تدريب القوات المسلحة في العراق.

 

30 قتيلاً في غارات للتحالف الدولي على «داعش» في سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/قتل نحو ثلاثين شخصا اليوم (الجمعة) في ضربات جوية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت آخر جيب لمقاتلي تنظيم "داعش" في شرق سوريا، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وبين القتلى 14 من أفراد عائلات مقاتلين. وتأتي هذه الغارات بعد أقل من 48 ساعة من اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انه سيسحب قواته من سوريا، الأمر الذي قد يؤثر على العمليات العسكرية للقضاء على "داعش". وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: "قتل 27 شخصا على الأقل هذا الصباح في قرية الشعفة في غارات جوية للتحالف الدولي، بينهم 14 ينتمون الى عائلات مقاتلين، ومن هؤلاء ثمانية اطفال". وأضاف ان "الحصيلة قد ترتفع بسبب وجود عدد كبير من المصابين بجروح بالغة". ويقع الجيب الاخير في سوريا لتنظيم "داعش" في محافظة دير الزور غير البعيدة من الحدود العراقية. ويساند التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تشن منذ سبتمبر (أيلول) هجوما بريا ضد المتشددين في هذه المنطقة التي تضم بلدات هجين والسوسة والشعفة وسواها. وتمكّنت "قسد" الأسبوع الماضي من استعادة هجين بعد أسابيع من المعارك.

 

نتنياهو متمسك بـ«عمل صارم لمنع تموضع إيران» في سوريا وفشل في إقناع ترمب بالتراجع عن الانسحاب... ومصادر إعلامية إسرائيلية تعتبره «بصقة في الوجه»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/رغم إعلان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن «إسرائيل تستطيع التعايش مع قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، سحب قواته من سوريا، وستتواصل العمل بشكل صارم جدا ضد المحاولات الإيرانية للتموضع فيها»، كشف وزير المخابرات في حكومته، يسرائيل كاتس، الخميس، أن القرار جاء مفاجئا «وعلمنا به قبل أيام قليلة». وقال إن نتنياهو اتصل مع ترمب وحاول إقناعه بتغيير قراره «لكن الرئيس الأميركي أصر على موقفه». وفي الوقت ذاته خرجت وسائل الإعلام الإسرائيلية بسلسلة مقالات وتحليلات تهاجم قرار ترمب وتعتبره «بصقة في وجوهنا» وتؤكد أنه سيزيد من صعوبات النشاط الإسرائيلي في سوريا. وكان نتنياهو قد تطرق للقرار الأميركي مرتين، أول من أمس وأمس. ففي تصريحات صحافية نشرت حالما أعلن ترمب قراره، قال إن الإدارة الأميركية أطلعته مسبقا على نيتها سحب القوات الأميركية من سوريا، وأنه «سنهتم بالحفاظ على أمن إسرائيل والدفاع عن أنفسنا من هذه الجبهة». وأضاف نتنياهو: «تحدثت أول من أمس مع الرئيس ترمب، وتحدثت بالأمس مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو. وقيل لي إن الإدارة الأميركية تعتزم سحب قواتها من سوريا. وأوضحا أنه توجد لديهم طرق أخرى للتعبير عن تأثيرهم في هذه المنطقة. لكن هذا هو قرار أميركي. وسندرس جدوله الزمني، وشكل تنفيذه وتبعاته علينا بالطبع. وفي جميع الأحوال نحن سنهتم بالحفاظ على أمن إسرائيل والدفاع عن أنفسنا من هذه الجبهة».

وبدا واضحا أنه نتنياهو يشعر بخيبة من القرار، إذ كان أعلن خلال زيارته إلى موسكو، في يوليو (تموز) الماضي، أن «الموقف الإسرائيلي هو الاستماع إلى الموقف الأميركي، وحسبما أفهمه وحسبما قيل بصورة علنية، فإنها (الولايات المتحدة) لن تنسحب من سوريا قبل انسحاب إيران» منها.

وخلال لقائه مع رئيس قبرص، نيكوس أنستسياديس، ورئيس وزراء اليونان، ألكسيس تسيبراس، أمس، تحدث نتنياهو مجددا في الموضوع ووجه تهديدا مباشرا إلى إيران، بقوله إنه «سنواصل العمل بشكل صارم جدا ضد المحاولات الإيرانية للتموضع في سوريا. لن نخفف من وتيرة جهودنا بل سنعززها وأعلم أننا نقوم بذلك بدعم كامل من قبل الولايات المتحدة».

وكتب محرر الشؤون الأمنية في «معريب»، يوسي ملمان، أن القرار الأميركي يشكل ضربة لإسرائيل ولكل من يقف ضد التحالف الإيراني في المنطقة وانتصارا لإيران ولروسيا. واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أيضا القرار الأميركي «ضربة لإسرائيل، تأتي في توقيت سيئ جدا بالنسبة لها. فالعلاقات مع روسيا لم تعد إلى مسارها بعد إسقاط الطائرة الروسية، ورغم تهديدات أنفاق حزب الله، فإن الولايات المتحدة تواصل تسليح الجيش اللبناني، كما أنها ليست على استعداد لممارسة الضغط عليه». وقال وزير الإسكان الإسرائيلي عضو الكابنيت (المجلس الوزاري الأمني المصغر)، يوآف غالانت، إنه «في أعقاب الانسحاب الأميركي يجب على إسرائيل أن تبذل جهودا أكبر من أجل وقف العاصفة الشيعية في الشرق الأوسط». وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، إن ترمب يتخلى عن سوريا، وإيران تحتفل. مضيفا أن «ترمب لا يعمل لدى نتنياهو، ولا بوتين» وأن «إسرائيل هي المسؤولة لوحدها عن مستقبلها ومصيرها».

وقد وصفت «القناة الثانية» للتلفزيون الإسرائيلي قرار سحب القوات الأميركية بأنه يشكل «ضربة لإسرائيل وضربة لنتنياهو». وكتب المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن قرار ترمب يعتبر ذا أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لسوريا ودول الشرق الأوسط، وعلى معركة النفوذ بين واشنطن وموسكو. وذكر أن مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد تحدثوا، في الأسابيع الأخيرة، عن أهمية من الدرجة الأولى لبقاء القوات الأميركية هناك، حتى في ظل الضغوطات الروسية على إيران لتقليص عمليات نقل الأسلحة إلى حزب الله عن طريق سوريا. وبحسب هرئيل، فقد كان لنتنياهو، في السنتين الأخيرتين، مثالية كبيرة في الوصول إلى ترمب، وفي التأثير عليه أيضا. واعتبر أن جملة من القرارات التي اتخذها ترمب، مؤخرا، تبدو كأنها مطالب «الليكود. وأشار إلى أن إسرائيل اعتبرت وجود القوات الأميركية في التنف كورقة مساومة، بحيث لا تخرج منها إلا في إطار اتفاق يقضي برحيل القوات الإيرانية من سوريا. وفي حال تبين أن انسحاب القوات الأميركية ليس جزءا من اتفاق شامل مع روسيا، فإن ذلك سيبقي الهيمنة الروسية على سوريا». وبالنسبة لإسرائيل، بحسب هرئيل، فإن لذلك معنيين: الأول هو عزلها كما كانت في السابق وانفرادها في الجهود لإبعاد الإيرانيين من سوريا، في ظل التوتر القائم مع روسيا منذ إسقاط الطائرة الروسية «إيليوشين 20» في سبتمبر (أيلول) الماضي؛ والثاني هو أن ترمب قد اتخذ قرارا يتعارض مع موقف نتنياهو.

وكتب المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، شمعون شيفر، أن إعلان ترمب، الذي صرح قبل شهر أن الوجود الأميركي في الشرق الأوسط من أجل إسرائيل، يشير إلى تحول خطير في مكانة إسرائيل، وأن «هذا القرار المتسرع سيكون على حسابها». وبحسبه، فإن ترمب لم يتمكن من تصفية قائد «داعش»، أبو بكر البغدادي، كما أن القرار لا يتماشى مع ادعاءات نتنياهو بأن «ترمب الرئيس أكبر صديق لإسرائيل منذ أجيال»، وأن «قادة دوليين، مثل ترمب وبوتين، يرقصون على إيقاعاته». وكتب أن «بوتين هو الذي فرض قيودا على إمكانية دفاع إسرائيل عن نفسها في سوريا من التمركز الإيراني قرب الحدود، وترمب هو المسؤول عن التخلي عن إسرائيل مقابل العدوانية الإيرانية في المنطقة». وطالما أن «روسيا هي التي تقرر، وفي ظل عدم وجود ردع أميركي في سوريا، فمن يمنع حزب الله وإيران من تحويل الجولان إلى موقع أمامي». وبحسبه، فإن المظلة الاستراتيجية التي وفرتها الولايات المتحدة لإسرائيل تضعضعت، بعد أن كانت إسرائيل «تتمتع» بالقدرة على التلويح لـ«أعدائها» بأنه من الأفضل أن يأخذوا بالحسبان أن الولايات المتحدة إلى جانبها.

وكتب شيفر أيضا أن «قرار ترمب يدل على ضعف، وربما خيانة واشنطن لحلفائها، وأولهم الأكراد في سوريا، وأيضا إسرائيل تشعر بالقلق، حيث إن نتنياهو تجنب التدخل في الحرب في سوريا، واعتمد على الأميركيين في ضمان مصالح إسرائيل عندما تنتهي الحرب. ولكن يبدو الآن أن سوريا أصبحت بيد ألد أعدائها، دون أن يكترث أحد لمصالح إسرائيل». من جهته كتب مراسل «هآرتس» في الولايات المتحدة، حيمي شاليف، أن الخطوة التي وصفها بـ«المتسرعة» لترمب هي بمثابة «بصقة في وجه إسرائيل». وقال إنه لو كان الرئيس باراك أوباما هو الذي يترأس الولايات المتحدة اليوم لقالوا عنه «جبان ومهزوم. يهرب وينسحب مهزوما. يطوي ذيله. يتخلى عن إسرائيل. يخون الأكراد ويغرز سكينا في ظهر معارضي الطاغية الأسد. يعزز قوة إيران. يمنح روسيا نصرا ساحقا. يلقي طوق النجاة لبقايا «داعش» ويشجع الإسلام الراديكالي. ولكن، ونظرا لأن ترمب هو الذي اتخذ القرار، فإن إسرائيل تتقبل ذلك بتفهم، وتحترم القرار».

 

تريث رسمي بدمشق في التعليق على قرار ترمب

لندن/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/لم يصدر موقف رسمي في دمشق حتى مساء أمس إزاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من سوريا، في وقت عدّ فيه السفير السوري لدى الصين عماد مصطفى، الذي عمل سابقا سفيرا في واشنطن، أن القرار يعود لعدة عوامل؛ بينها تركيا والقضايا الداخلية الأميركية. وقال مصطفى في حديث لوكالة «نوفوستي» إن الموضوع في غاية التعقيد، ويلعب فيه كثير من العوامل دوره المحدد... «من جهة؛ هناك محاولات أميركية لإبعاد أنقرة عن موسكو وإعادتها إلى مجال نفوذها، ومن جهة أخرى حاول ترمب عبر هذا القرار نقل الاهتمام عن المشكلات السياسية الداخلية، وخلق النقاش في بلاده حول السياسة الخارجية تجاه سوريا. هي محاولة لصرف الانتقاد عن السياسة الأميركية تجاه سوريا. وهو سيقول إنه يريد إعادة القوات إلى الوطن ويعلن الانتصار على الإرهاب».

وعدّ أن «انسحاب الجيش الأميركي يلبي المصالح الوطنية لسوريا، وسيشعر كل مواطن سوري بالسعادة وهو يرى انسحاب الأميركيين من بلاده». من جهته، عدّ عضو مجلس الشعب (البرلمان) السوري، بطرس مرجانة أن «الفعل هو الأساس لا الأقوال»، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن تصريحات واشنطن حول سحب القوات الأميركية من سوريا لا يعول عليها. وقال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في المجلس: «الفعل هو الأساس وليس التصريح، لأنه خلال الحرب على سوريا التصريحات كانت كثيرة ومتناقضة، أما الفعل فكان قليلا جدا، وهذا يندرج تحت التصريح حتى يبدأ الانسحاب من الأماكن التي يوجدون فيها في سوريا»، عادّاً أنه إذا كان تصريحا صحيحا، فإنه «اعتراف بأن سوريا انتصرت».

 

مقتل فتى برصاص إسرائيلي في غزّة

غزّة/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم (الجمعة) مقتل فتى برصاص اسرائيلي في شرق مدينة غزة، وإصابة 46 فلسطينيا بينهم صحافيان واربعة مسعفين. وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة: "استشهد محمد معين خليل الجحجوح (16 عاما) برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي اثر اصابته بالرقبة شرق مدينة غزة" التي يتحدر منها.

 

لافروف: واشنطن لا تستطيع وحدها تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي

موسكو/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الجمعة) أن تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي غير ممكنة من دون الولايات المتحدة، لكن الأخيرة لن تنجح في ذلك بمفردها. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي: "مع كل أهمية الولايات المتحدة، وهذا مفهوم، التوصل إلى اتفاق لن ينجح من دونهم، لكن يجب أن يكون مفهوما أن الولايات المتحدة لن تصل إلى اتفاق بمفردها". وأضاف: "لذا من الضروري العودة إلى الصيغ الجماعية، رباعية الوسطاء الدوليين، الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالتنسيق الوثيق مع جامعة الدول العربية". وأكمل: "تقلقنا محاولات تقويض الأسس القانونية الدولية للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، المثبتة في قرارات، بما في ذلك القرارات الملزمة للأمم المتحدة". من جانبه، أكد المالكي رفض فلسطين أي دور احتكاري للولايات المتحدة في العملية السياسية بسبب انحيازها الكامل إلى إسرائيل، مشيرا إلى أهمية تشكيل إطار متعدد الأطراف لتفعيل عملية السلام. وأوضح المالكي أن محادثاته مع لافروف تناولت مسألة استعادة وحدة الصف الفلسطيني، وعبّر عن ترحيب السلطة الفلسطينية بكل جهد روسي "لإقناع حركة حماس بضرورة الالتزام باتفاق أكتوبر (تشرين الأول) 2017 والعمل على تنفيذه من أجل حالة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد رفض أن تبقى الولايات المتحدة وسيطاً في محادثات السلام مع الإسرائيليين بعدما أعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق هذا العام نقل سفارة بلاده من تل ابيب إلى القدس.

 

تجدّد «احتجاجات الخبز» في السودان

الخرطوم/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/تجددت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز اليوم (الجمعة) في العاصمة السودانية الخرطوم عقب خروج مصلّين من مسجد تابع لطائفة الانصار، المكوّن الرئيسي لحزب الأمة أكبر الاحزاب المعارضة، ذلك بعد ساعات من الهدوء في الخرطوم ومدن أخرى. وقال شهود إنه عقب اداء صلاة الجمعة خرج العشرات من المسجد وهم يهتفون "الشعب يريد اسقاط النظام" و"حرية حرية"، فتصدت لهم قوات مكافحة الشغب وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع ووقعت حالة كر وفر بين المحتجين والشرطة. وتجمّع عشرات المحتجين في شارع الستين شرق الخرطوم قبل أن تفرّقهم شرطة مكافحة الشغب. وقال المتحدث باسم الحكومة بشار جمعة إن "الاحتجاجات انحرفت عن مسارها السلمي"، مؤكدا أن "الحكومة لن تتساهل مع محاولات التخريب والحرق". وكانت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز بدأت الاربعاء في مدينتي بورتسودان في شرق البلاد وعطبره شمالها، وامتدت أمس (الخميس) الى مدن أخرى بينها الخرطوم والتي تواصلت فيها الاحتجاجات حتى فجر اليوم قبل ان تسودها ساعات من الهدوء. وقتل ثمانية أشخاص في احتجاجات الأربعاء والخميس في مدينة القضارف شرق السودان وولاية نهر النيل، وشارك فيها المئات وأُحرقت خلالها مقار لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدن القضارف وعطبره ودنقلا. وكانت المدن السودانية عانت من شح في الخبز على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية. ويستهلك السودان 2.5 مليون طن قمح سنويا ينتج منها 40 في المائة، ويواجه البنك المركزي صعوبات في توفير النقد الاجنبي لتغطية الاستيراد منذ انفصال جنوب السودان عنه عام 2011 وفقدان البلاد لعائدات النفط الذي كان يبلغ إنتاجه 470 الف برميل يوميا. وارتفع معدل التضخم ووصل الى 69 في المائة، في حين زادت السلطات سعر رغيف الخبز من جنيه إلى خمسة، علما أن السعر الرسمي للدولار يبلغ 47.5 جنيه وفي السوق الموازية 60 جنيهاً.

 

قمة خامسة بين اليونان وقبرص وإسرائيل حول الشراكة في أنبوب الغاز

تل أبيب: /الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/عقد قادة إسرائيل وقبرص واليونان، أمس (الخميس)، لقاء القمة الخامس بينهم، بغرض «إزالة آخر العراقيل أمام توقيع الاتفاق النهائي للشراكة في مشروع أنبوب الغاز الإيست - ميد، الذي سيصدّر الغاز من الآبار التي حفراتها إسرائيل في أعماق البحر الأبيض المتوسط، عبر قبرص واليونان إلى أوروبا». واتفق الزعماء الثلاثة على السماح لدول أخرى بالانضمام إلى هذا المشروع. وقد التأم لقاء القمة في مقر «هيئة السايبر الوطنية» في مدينة بئر السبع (جنوب)، وشارك فيه كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس. واستهلوه بلقاءات ثنائية ثم لقاء ثلاثي ثم زاروا المركز الوطني لإدارة أحداث السايبر ومقر هيئة السايبر الوطنية ومركزي السايبر التابعين لوزارتي المالية والطاقة. وتناول اللقاءان الثنائيان تعميق التعاون الاقتصادي والأمني بين إسرائيل وبلديهما. ثم وقّع الرؤساء الثلاثة على اتفاق تعاون على إعداد المشروعات التمهيدية، كمرحلة متقدمة نحو توقيع اتفاقية الشراكة في مارس (آذار) أو أبريل (نيسان) من العام المقبل. وقال نتنياهو: «نريد أن نضع أنبوب غاز من إسرائيل نحو قبرص، وكريت، واليونان، وإيطاليا، وأوروبا. هذا يحول إسرائيل إلى لاعب في مجال الطاقة العالمي، ووفق كل المؤشرات يمكن تحقيق تقدم كبير في هذا الأمر. هذا بالطبع يعزز قدراتنا الدبلوماسية التي تعزز بدورها الاقتصاد والجيش؛ لأن هذه الأشياء مرتبطة ببعضها بعضاً». وأضاف: «لقد توصلنا إلى قرار بمد الأنبوب الأطول في العالم. وهو سيفتح إمكانات جديدة بالنسبة لأوروبا، وبالنسبة لنا أيضاً. وسنوقع الاتفاق رسمياً بعد أشهر عدة، في العام المقبل. ووقعنا هنا في بئر السبع على اتفاقيات ستؤدي إلى الازدهار بين الدول».

 

جنرالات وأكاديميون إسرائيليون ينصحون نتنياهو بتغيير سياسته تجاه الفلسطينيين

تل أبيب/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/في أعقاب سلسلة أبحاث معمَّقة، خرجت مجموعة من كبار الجنرالات والخبراء العسكريين والباحثين الأكاديميين في شؤون السياسات الاستراتيجية الإسرائيليين، بتحذيرات للحكومة بسبب سياستها الحالية، وتوصيات بتغيير هذه السياسة بشكل فوري.

وجاء في التوصيات التي وضعوها على طاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن زبدة الأبحاث تشير إلى «ضرورة تغيير التوجه القائم، وتبني توجه جديد، لكي يستجيب بشكل لائق للمصالح الاستراتيجية الإسرائيلية، من دون الاكتفاء بالمصالح الآنية في كل مرة يندلع فيها التصعيد. فعلى خلفية التطورات التي تم تسجيلها خلال العام الماضي، لم تعد إسرائيل قادرة على الاتكاء على رؤية «الوضع القائم»، وهو وضع غير ثابت عملياً، وعلى فكرة أنها من خلال تحسين ظروف حياة السكان الفلسطينيين في الضفة، وفتح المعابر لإدخال البضائع والمنتجات الحيوية لسكان قطاع غزة، سيمكنها أن تحافظ على هدوء أمني، وأن تكسب المزيد من الوقت لكي تتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة في الشأن الفلسطيني، من دون أن تقوم بتحديد أهداف سياسية واضحة، ومن خلال تلافيها للمفاوضات.

وأضاف الخبراء في توصياتهم: «الفراغ السياسي القائم حالياً، يتيح أيضاً لزعماء الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية الضغط على الحكومة بهدف دفعها لاتخاذ إجراءات يُنظر إليها باعتبارها إجراءات تسرّع عمليات الضم والإلحاق، وتمس نسيج الحياة المعقول للسكان الفلسطينيين في المنطقة، ونوعية التنسيق القائم مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. إن إسهام الأجهزة الأمنية الفلسطينية في خلق استقرار نسبي على مدار وقت طويل هو أمر لا يمكن التشكيك فيه، وقد ثبتت بالدليل القطاع نجاعته الفائقة على مدار الأيام الماضية، حين قامت تلك الأجهزة بقمع مظاهرات عنيفة مؤيدة لحماس، انطلقت في بلدات الضفة. وبنظرة استراتيجية، ليس من الصحيح الالتصاق بسياسات ترتكز على ردود الفعل فحسب، وتفضيل هذه السياسات على اتخاذ مبادرة تهدف لتصميم واقع أكثر استقراراً بالنسبة لإسرائيل. من المهم إدراك أنه وحتى في ظل غياب إعلان إسرائيلي رسمي يرتبط بتفضيل حل الدولة الواحدة، وحتى في ظل غياب خطوات حقيقية ساعية لضم أراضٍ من الضفة الغربية، فإن الواقع الذي يتشكل على الأرض هو واقع الدولة الواحدة. ولكي يمكن كبح الانزلاق نحو هذا الواقع، فإننا نقترح (خريطة طريق) استراتيجية تتكئ على أربع قوائم: الحفاظ على حرية الحركة الأمنية في كامل الأرض، مع الاهتمام بإجراء تقليص كبير لاحتمالات الاحتكاك بالسكان الفلسطينيين، واستمرار التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومساعدتها في فرض تمكين السلطة الفلسطينية، واستعراض الأفق السياسي: الاستعداد للدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية على تسويات انتقالية، وينبغي العمل أولاً على معالجة قضايا يمكن حلها، وعلى تطبيق فوري للتفاهمات، والمساعدة الإسرائيلية للجهود الدولية والإقليمية في إعادة إعمار قطاع غزة، بشرط أن يتم الأمر من خلال السلطة الفلسطينية فور تجدد تمكينها في المنطقة». ويحذر الخبراء الإسرائيليون من مغبة الاستمرار في المساس بمكانة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، ويؤكدون أن «مصلحة إسرائيل الاستراتيجية كامنة في استقرار السلطة الفلسطينية، في كونها قادرة على الفعل، وفي كونها عنواناً مسؤولاً، وسيكون من الخطأ، إسرائيلياً، السماح لـ(حماس) بإطلاق الإرهاب في الضفة الغربية، بالتوازي مع تمتعها بالتهدئة واحتمالات تعاظمها في القطاع». ووقَّع على الوثيقة المذكورة كل من د. كوبي ميخائيل، الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي، المختص في مجال السلام والحرب والاستراتيجية والأمن القومي، الذي كان من المشاركين في صياغة وثيقة «استراتيجية جيش الدفاع» لعام 2015، والكولونيل في الاحتياط أودي ديكل، نائب رئيس معهد دراسات الأمن القومي الذي ترأس في الماضي دائرة المفاوضات مع الفلسطينيين.

 

النيابة الإسرائيلية توصي مبدئياً بمحاكمة نتنياهو في ملف الفساد

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/في أول محطة للنيابة الإسرائيلية الباحثة في ملفات الفساد ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تمت التوصية بتوجيه لائحة اتهام موحدة إلى رئيس الحكومة، وبقيت هناك محطتان ينبغي عبورهما لكي تتم محاكمته. وحسب مصادر داخلية في وزارة القضاء، فإن الموعد المعقول لاتخاذ القرار النهائي هو فبراير (شباط) القادم. وقد أعلن وزير المالية في حكومة نتنياهو، موشيه كحلون، رفضه بقاء نتنياهو بمنصبه في حال توجيه لائحة اتهام رسمية له، وسيطالبه بالاستقالة أو على الأقل تجميد عمله وتعيين قائم بأعمال رئيس الحكومة. وكانت المدعية العامة في منطقة القدس، ليئات بن آري، التي رافقت تحقيقات الشرطة من بدايتها وعن كثب، قد انتهت من دراسة توصية دائرة التحقيق البوليسية في شؤون جرائم الفساد، وصادقت عليها. وقالت في توصية رفعتها إلى المدعي العام شاي نتسان، إنه في «الملف 4000»، توجد أدلة قاطعة تكفي لتوجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو بارتكاب مخالفات شديدة في مجال تلقي الرشى وخيانة الأمانة والاحتيال. وحسب هذه الأدلة، طلب نتنياهو بشكل صريح وتلقى تغطية إخبارية إيجابية من موقع «واللا» الإخباري، الذي يملكه صديقه رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش، وبالمقابل حصل ألوفيتش من نتنياهو على تسهيلات وعقود عمل لشركة الاتصالات الهاتفية الأرضية التي يملكها وتدعى «بيزك» تقدر بمئات ملايين الدولارات. ويوجد لدى الشرطة شاهدان ملكيان من أقرب المقربين من نتنياهو. وأما الملفان الباقيان، «ملف 1000» و«ملف 2000»، فإن الأدلة فيهما غير كافية لإدانته بالرشى لكنها كافية لإدانته بخيانة الأمانة والاحتيال.

ووضعت توصيات النيابة في تقرير مؤلف من 800 صفحة، وأحيلت إلى النائب العام شاي نتسان، الذي أحالها بدوره إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، حتى يبت فيها بشكل نهائي. فإذا قرر قبول التوصيات، فإنه سيحيل نتنياهو إلى المحطة الأخيرة قبل المحاكمة، وهي «الاستماع»، حيث تتم دعوة محاميه لمناقشتهم حول الاتهامات. وقال مندلبليت، في مداخلة قدمها في مؤتمر صحيفة «غلوبس» أمس الخميس: «سنفعل كل شيء كي ننجز عملنا بشكل سريع، لكن ليس على حساب جودة القرارات. وليس سراً أننا على وشك اتخاذ قرارات بشأن ملفات رئيس الحكومة. وصرح المدعي العام هنا أمس، بموافقتي، أنه ستبدأ قريبا مداولات سأتخذ في نهايتها قرارات بهذه الملفات. والتحقيق جرى بحزم ومهنية. وهذا الطاقم سيجتمع في أوقات متقاربة في مكتبي منذ الآن. والطاقم كله متركز في مهمة معاينة الأدلة التي جُمعت من أجل اتخاذ القرارات المطلوبة وفق القانون». وكان المدعي العام، نتسان، قد تطرق في مداخلته في المؤتمر نفسه، مساء أول من أمس، إلى ملفات نتنياهو وتقرير النيابة بالتوصية بتقديم لوائح اتهام ضده. وقال إنه «بعد أن تلقينا مسودة التحقيقات ضد رئيس الحكومة، عقدت اجتماعات، استعرض فيها أمامي وأمام كبار المدعين العامين مواد واسعة وأدلة مختلفة. وجرى، بناء على طلبي، إعداد تقرير تضمن وجهة نظر قانونية، وفي الأيام القريبة ستبدأ المداولات لدى المستشار القضائي للحكومة». وقد رد نتنياهو على هذا النشر بالقول: «هنالك ضغوط محمومة على مؤسسات القانون لتوجيه لائحة اتهام ضدي في قضايا مختلقة لا أساس لها من الصحة، بهدف الإطاحة بحكمي والتشويش على الجهود الكبيرة التي أقوم بها لخدمة إسرائيل وأمنها ومصالحها الاستراتيجية». لكن هذا لم يمنع حليف نتنياهو، الوزير كحلون، من أن يعلن أنه في حال توجيه لائحة اتهام رسمية ضد نتنياهو فإنه لن يستطيع الاستمرار في عمله كرئيس حكومة وسيكون عليه أن يستقيل أو على الأقل أن يعين له قائما بالأعمال يتولى إدارة شؤون الدولة حتى تنتهي المحاكمة.

 

موسكو تشدد على رفض تغيير الوضع القانوني للجولان

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18/دعت موسكو إلى الالتزام الصارم بنظام وقف إطلاق النار في منطقة الجولان، وشددت على عدم قبول أي إجراءات أحادية الجانب تهدف إلى تغيير الوضع القانوني للجولان بوصفها أرضاً سورية محتلة. وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ضرورة المحافظة بشكل صارم على نظام وقف إطلاق النار بين الجيشين السوري والإسرائيلي في الجولان، محذرة من عواقب تعريض الوضع القائم لهزات. وجددت زاخاروفا رفض موسكو أي إجراءات أحادية من شأنها تغيير الوضع القانوني للجولان. وقالت ردا على سؤال عن احتمال أن تذهب واشنطن نحو إعلان اعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المنطقة، إن هذه الخطوة مرفوضة، محذرة من نتائج سلبية لها. وقالت الدبلوماسية الروسية إن موسكو تتخذ موقفا مبدئياً وثابتاً بشأن تبعية الجولان لسوريا، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم «497» لعام 1981. وزادت أن بلادها متمسكة بموقفها الذي يرى في القانون الذي تبناه الكنيست الإسرائيلي في عام 1981 بشأن فرض سيادة إسرائيل على الجولان، «خطوة غير قانونية»، مشيرة إلى أن تغيير وضع الجولان خارج إطار مجلس الأمن الدولي يمثل انتهاكا مباشرا لقرارات الأمم المتحدة. وقالت: «روسيا مهتمة بدعم الهدوء في الجولان وضمان الأمن ونظام وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، ويُضمن ذلك عن طريق التنفيذ الكامل للاتفاق المبرم في عام 1974 بشأن الفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية»، مذكّرة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن هذا الموقف في ختام مفاوضاته مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في هلسنكي في يوليو (تموز) الماضي. وتطرقت زاخاروفا إلى الإعلان التركي عن إطلاق عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات، وقالت إن «الاتصالات بين موسكو وأنقرة مستمرة، خصوصاً فيما يتعلق بعمليات مكافحة الإرهاب بسوريا». وأوضحت أن موسكو على اتصال مع أنقرة، بما في ذلك فيما يتعلق بالعمليات التركية لمكافحة الإرهاب في سوريا.

وقالت، ردا على سؤال حول نية أنقرة شن عملية ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا: «نحن ننسق مع نظرائنا الأتراك بشأن جميع القضايا المتعلقة بالوضع في سوريا والقيام بعمليات مكافحة الإرهاب هناك»، لكن زاخاروفا أشارت إلى أن مواقف موسكو وأنقرة «لا تتطابق في جميع القضايا» منوهة بأن موسكو لا تعدّ القوى الكردية في المنطقة إرهابية. على صعيد آخر، أفادت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية بأن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، بحث مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري، وليد المعلم، في دمشق، تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين. وزادت أن النقاشات التي جرت في إطار جلسة اللجنة الحكومية المشتركة تهدف إلى وضع آليات لتطوير التعاون في مجالات عدة على خلفية التطورات الجارية ميدانيا والحاجة إلى دفع مشروعات مشتركة في مجالات إعادة الإعمار.

وكانت «نوفوستي» أعلنت قبل ذلك أن الرئيس السوري بشار الأسد التقى أول من أمس المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، وقالت إن البحث ركز على الأزمة السورية، مع إيلاء أهمية خاصة لمسألة تشكيل اللجنة الدستورية. وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الطرفين أكدا أهمية تسريع الجهود لتشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية. وجاء في بيان للخارجية الروسية أنه «جرت مناقشة تطور الأحداث في سوريا وحولها بالتفصيل. وتم تركيز الاهتمام على مهمة تشكيل اللجنة الدستورية السورية بأسرع ما يمكن وإطلاق عملها، تنفيذا لقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254)».

وضم الوفد الروسي مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع. إلى ذلك، بحث وزيرا الخارجية، الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، التسوية في سوريا في اتصال هاتفي. ونقلت وسائل إعلام روسية أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول أحدث التطورات المتعلقة بسوريا وسبل دفع الحل السياسي. وطالبت جامعة الدول العربية الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط على إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) لضمان احترامها للقرارات والمواثيق الدولية ومنها قرار مجلس الأمن رقم 497 بتاريخ 17 ديسمبر (كانون الأول) 1981 والذي دعا إسرائيل للتراجع عن قرارها بضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة بحكم الأمر الواقع. وقال السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، أمس، بمناسبة ذكرى إصدار قرار الضم الإسرائيلي للجولان العربي السوري المحتل المسُمّى بـ«قانون الجولان»، إنه بعد مرور ما يزيد عن ثلاثة عقود على قرار الضم والاستيلاء وعلى مقاومة أهالي الجولان له ما زالت إسرائيل حتى اليوم تعمل على تعزيز فرض قوانينها وسلطتها على أرض الجولان وأبنائه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة أم حلبة ملاكمة لبنانية؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18

فور الإعلان عن الاتفاق على التشكيلة الحكومية الجديدة، التي تم التوصّل إليها في لبنان بعد سبعة أشهر ونيّف من المراوحة في تعقيدات الحصص والأحجام، وصلت الرسالة الأميركية سريعاً إلى بيروت ساخنة وواضحة، لا للقول: «واشنطن حريصة على أن تعمل الحكومة اللبنانية الجديدة معها، فيما يتعلق بالمجالات ذات الاهتمام المشترك»؛ بل لتؤكد أن «القلق يزداد من نفوذ (حزب الله) في لبنان».

على خط موازٍ، كان مجلس الأمن يعقد جلسة لبحث شكوى إسرائيل حول الأنفاق التي قالت إن «حزب الله» شقها في الجنوب، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «هجومية عابرة للحدود، وأنها تشكل انتهاكاً للقرار الدولي 1701»، بينما قالت نيكي هيلي، إن «حزب الله» يشكل تهديداً للبنان وإسرائيل وأمن المنطقة، مؤكدة دعم واشنطن للجيش اللبناني كقوة شرعية وحيدة.

هذا الإعلان الأميركي المستعجل، لم يكن مستغرباً لا في الأوساط السياسية اللبنانية ولا في التحليلات التي نشرتها الصحف، وخصوصاً أنه كان من الواضح تماماً بعد الإعلان عن التفاهم على تسوية تنهي الفراغ الحكومي، أن «حزب الله» تمكن من فرض شروطه عبر تعطيل التفاهم على الحكومة، ليخرج رابحاً على أربع جبهات:

الأولى أنه تعمّد وسط تصاعد العقوبات الأميركية على طهران والتي تطوله، أن يقول للداخل والخارج: «الأمر لي»، فكما سبق أن وقع لبنان في فراغ رئاسي استمر عامين ونصف العام بسبب هذا التعطيل، وقع اليوم في عقدة تشكيل الحكومة لمدة سبعة أشهر، وأثبت أنه العقدة والحلّ!

الثانية أنه تعمّد كسر كلمة الرئيس سعد الحريري، بفرض توزير ممثل عن نواب سُنة «الثامن من آذار»، الذين جمعهم تحت عنوان «اللقاء التشاوري» في اللحظة الأخيرة قبيل إعلان الحكومة، ممتنعاً عن إعطاء أسماء مرشحيه للوزارة ما لم يتمثلوا في الحكومة!

الثالثة أنه حال دون حصول الرئيس عون و«التيار الوطني الحر» على الثلث المعطل داخل الحكومة، من منطلق حسابات ضمنية، تتخوّف من أن يبادر العهد إلى إثارة ما سبق أن تحدث عنه، أي الدعوة إلى وضع الاستراتيجية الدفاعية، التي يفترض أن تدعو إلى حصر السلاح في يد الدولة.

أما الرابعة فهي أنه فرض معادلة جديدة في توازنات السلطة، أي أنه لم يكن ممكناً تشكيل حكومة عبر تعاون الثنائية الرئاسية السنية المارونية؛ بل عبر موافقة ثلاثية تضم الشيعة، مفروضة بحكم الأمر الواقع وفائض السلاح، وهذا يشكّل تهميشاً مؤذياً لروح الدستور اللبناني وقواعده في تشكيل الحكومات؛ لأن التسوية التي اتبعت في صفقة الحكومة، تعاملت مع الرئيس المكلّف سعد الحريري كطرف في اللعبة، لا كحكم يقود عملية التشكيل بالتعاون مع رئيس الجمهورية، كما ينص الدستور!

في أي حال، كان لبنان «على بعد أمتار من الحكومة» كما قال الحريري في لندن قبل أيام، وصار الآن مع حكومة جديدة؛ لكن الأهم هو السؤال: هل باتت الطريق الآن سالكة أمام الدولة اللبنانية وسلطاتها، التي تراوح في الخلافات والتعطيل؟ وهل نحن أمام حكومة متآلفة كما يتمنى الرئيس نبيه بري؟

من الصعب القول إن عجلات الدولة المتوقفة انطلقت، فهناك الآن بعد التفاهم على أسماء الوزراء، عقدة البيان الوزاري وتحديد مضمونه ومندرجاته، التي يفترض أن ترسم خريطة طريق عمل السلطة التنفيذية اللبنانية، على جبهات السياسة والاقتصاد والأمن ومحاربة الفساد، التي اشترطتها الدول المانحة في «مؤتمر سيدر» لحصول لبنان على المساعدات والقروض.

للبيان الوزاري ذكريات مُرّة، ففي سبتمبر (أيلول) من عام 2008 غرقت حكومة فؤاد السنيورة ستة أشهر في نقاش مرير، حول النص الذي يجب اعتماده في الإشارة إلى دور «حزب الله» وعلاقته بالدولة، وتركز الخلاف حينها على اقتراح النائب الراحل نسيب لحود القائل: «إن المقاومة في كنف الدولة»، وهو ما رفضه «حزب الله» بدعم سوري إيراني، واستمر الخلاف وتصاعدت سياسة التعطيل، إلى أن انتهى الأمر إلى إدراج صيغة «الجيش والشعب والمقاومة»، في البيان الوزاري، وربما يكون هذا الآن موضع جدال لسببين:

أولاً؛ لأن موضوع الأنفاق على الحدود، الذي تثيره إسرائيل اليوم أمام مجلس الأمن، أعاد تسليط الضوء على القرار 1701، الذي يدعو إلى حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية، ويأتي هذا في وقت تتصاعد فيه العقوبات المفروضة على إيران ووكلائها في المنطقة، ومنهم «حزب الله»، والقرار المذكور يحدد مهمة «اليونيفيل» بالتأكيد على القيام بمنع وصول السلاح عبر المعابر البرية والجوية والبحرية، بينما تثير تل أبيب الآن مع واشنطن وموسكو وباريس موضوع استخدام إيران مطار بيروت، لإرسال السلاح إلى «حزب الله».

ثانياً؛ لأن القرار الأممي رقم 2433 الذي صدر في أغسطس (آب)، وجدد لقوات «اليونيفيل»، دعا إلى بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وإلى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، على النحو الذي حدده الرئيس عون في 12 مارس (آذار) الماضي، أمام سفراء مجموعة الدول الداعمة للبنان، واعداً يومها بأنه سيشكّل هيئة حوار وطني تباشر العمل على وضع هذه الاستراتيجية بعد تشكيل الحكومة.

فهل يمكن مع كل هذا العودة إلى إدراج نص ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» في البيان الوزاري، في وقت تدعو فيه الأمم المتحدة لبنان إلى تحمل مسؤولياته على الحدود، وإلى تدمير الأنفاق، بينما يشكو هو من الخروقات والتعديات الإسرائيلية لأجوائه ومياهه؟

والعقدة الثانية في الشأن السياسي، هي: هل يلتزم لبنان فعلاً سياسة النأي بالنفس التي لم يتم احترامها قط، والتي أدت إلى تقهقر في علاقات لبنان مع الدول الخليجية بعد حملات وإساءات «حزب الله»، وخصوصاً أن هذا يأتي في وقت تتصاعد فيه العقوبات الغربية - الأميركية على طهران وأذرعها العسكرية في المنطقة؟

وماذا ستفعل الحكومة الجديدة حيال موضوع اللاجئين السوريين، التي يميل عون و«حزب الله» إلى التنسيق مباشرة مع النظام السوري لمحاولة حلّها، خلافاً للموقف العربي، ولإصرار المجتمع الدولي على تقديم الحل السياسي في سوريا عليها، وهو الموقف الذي يؤيده الرئيس الحريري وفريق واسع في الحكومة؟

لن أتوقف الآن أمام المسؤوليات الاقتصادية الصعبة، وربما المستحيلة التي تواجه الحكومة، وقد وصلت قبل عشرة أيام فقط إلى قول نبيه بري إن الوضع الاقتصادي أخطر من خطير، ولا عند يأس الهيئات الاقتصادية، التي دعت في ظل تصاعد أزمة التشكيل إلى تحضير ورقة نعي للوضع الاقتصادي في البلاد، ربما لأن الأهم هو طرح السؤال الأساس: كيف ستقوم الحكومة الجديدة بالاستجابة للشروط التي تعهدت بها أمام «مؤتمر سيدر» للحصول على المساعدات والقروض، وخصوصاً عندما يحلّ لبنان في المرتبة الثالثة من البلدان الأكثر فساداً في العالم؟

لماذا هذا السؤال؟

لسبب بسيط وبديهي جداً، وهو أن الحكومة التي ولدت قيصرياً من رحم مجموعة من الخلافات والصراعات، من الصعب أن تتحوّل فريق عمل متعاوناً متفاهماً ومتآلفاً، ينتج استراتيجية دفاعية ينتظرها اللبنانيون ودول العالم، وتضع السلاح في يد الدولة وحدها، ومن الصعب أيضاً أن تستجيب للتحديات الاقتصادية الخانقة، وتبدأ في محاربة الفساد الذي يتغذى من الانقسام السياسي المعطوف على الطائفية والمذهبية!

 

فساد 'مكافحي الفساد' في لبنان

فارس خشّان/الحرة/21 كانون الأول/18

بمناسبة ملف تأليف الحكومة اللبنانية في ظرف اقتصادي دقيق من جهة أولى، وبفعل إعجاب بعض الأحزاب والناشطين بتجربة " السترات الصفراء" في فرنسا، من جهة ثانية، تقدّم موضوع مكافحة الفساد إلى واجهة الاهتمام. ومن الواضح أن الأفكار التي يتم طرحها تصدّيا للفساد سليمة، إذ أنها تتبع "التقويم" المتّفق عليه لإصلاح الدول. وما من شك أن الوقوف في وجه الهدر واللصوصية والنفعية، في مقابل التمسّك بالنزاهة في التوظيف والتلزيم والإنفاق، هي من ضروريات حماية المال العام والتوزيع العادل للثروة الوطنية وتحسين الوضعية الاجتماعية للمواطن.

ولكن، في حالة الجمهورية اللبنانية فإنّ كل هذه التدابير، حتى لو ترجمت إلى أفعال بأعجوبة، لن تُجدي نفعا؛ فالميكروب الذي ينشر الالتهاب القاتل على امتداد الدولة يتغذّى من التشوّه اللاحق بـ"النظام"، لذلك لا بد بادئ ذي بدء، من الانكباب على "تطبيب" هذا التشوّه.

والتشخيص متوفر، ولكنّ المعالجة على أساسه مغامرة لا يبدو أن "الأطباء" الحاليين سيخوضونها، بعدما اعتبروا أن من سبق وفعل، قد تأذّى إلى حدود... القتل. ومن كان قريبا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري يُدرك ذلك. فالحريري، وعلى إثر العراقيل التي حالت دون تطبيق مقررات "مؤتمر باريس ـ 2"، واكتشافه الدور الذي قاده الرئيس السوري بشّار الأسد في صناعة هذه العراقيل، اعتبر أن مفتاح الحل يكمن في إصلاح الواقع السيادي في لبنان من خلال بدء العمل على إنهاء الهيمنة السورية ـ بالمباشر كما بالواسطة ـ على القرار اللبناني، مما قاده مباشرة إلى عصف ألفي كيلوغرام من الـ"تي.أن.تي.". ومن تابع العلاجات التي حرم منها الاقتصاد الوطني، يعرف أنّ الحكومات المتعاقبة ـ ومن بينها بطبيعة الحال الحكومة الجديدة المكوّنة من متخاصمين في السياسة ومتباينين في الرؤى الوطنية ومختلفين في التوجه الاقتصادي ـ تقف عاجزة أمام الفساد بمختلف تجلياته، بفعل المحاصصة والاستزلام والتبعية التي ترتدي عند اللزوم الزي الطائفي، وهي، إن تمكّنت من تسديد رمية فإنها تكون في المجمل على حساب شخصية إدارية تمرّدت على "الشواذ المتّفق عليه".

ومن لاحق خلفيات المأزق الذي يقع الاقتصاد كما المالية في حبائله، يلتمس كلفة "حزب الله" المسلّح والملحق بمشروع إقليمي طموح تقوده إيران، إذ أنّه تسبّب بضرب السياحة، وهي المورد الرئيس للعملات الصعبة، وعقّد مسار النظام المصرفي، وهو ركن أساسي في لبنان، ورفع مخاطر الاستثمار الذي من دون نموه تنتعش البطالة، وبجعله لبنان يتنقل بين حدّين تدميرين، وهما العقوبات والحرب.

وعلى الرغم من تأثير "حزب الله" السلبي على انتعاش الدولة، لم ينكب أي فريق على دراسة علمية تُظهر كلفته الضخمة على الاقتصاد، لا بل إن غالبية القوى السياسية اللبنانية، راحت تتجاوز هذا الواقع، وتحاول التفتيش عن حلول في مواضع أخرى سرعان ما تتهاوى، لأنها حلول تُعنى بالعوارض ولا تركّز على المسبّب. ولا يمكن لدولة أضحى نظامها مجرد أداة لإدارة الفوضى الكيانية أن تتطلّع إلى إنجاز إصلاحات ناجعة، لأن مشكلتها لا تكمن في النص القانوني بل في عدم تطبيقه بفعل رضوخها بفعل العجز أم العمد، للتفلّت من الالتزام بالقواعد الدستورية التي يفترض أن تستمد منها شرعيتها السلطوية الملزمة بالتساوي بين جميع المواطنين. وما يصيب البُنى الفوقية للدولة يصيب البُنى الشعبية، إذ إن "محاربي الفساد" يرفعون في الشارع شعاراتهم، وفق "أجندة" سياسية، أي أنهم يريدون تحميل المسؤولية للعوارض، وليس للمسبّبات.

ولذلك، فإن "حزب الله"، بكل كلفته على الاقتصاد وعلى الجاذبية اللبنانية المالية وعلى رفاهية المواطن، يتم تحييده ـ لا بل ثمة من يسعى إلى جذبه حليفا ـ فيما هو، بالإضافة إلى تأثيره السلبي بفعل كينونته المسلّحة، شريك حاسم في صناعة السلطة، وليس أدل على ذلك أنه هو من فرض العماد ميشال عون مرشحا وحيدا على رئاسة الجمهورية، وهو من وقف وراء قانون الانتخاب الذي وفّر له تفوّقا عدديا في البرلمان، وهو من أوقف تشكيل الحكومة لأشهر حتى يدخل إليها من يريده من قوى صنعها على قاعدة "قصقص نواب وساويهم (اعمل منهم) كتل (نيابية)".

بطبيعة الحال، يحتاج لبنان إلى عملية إصلاح عميقة، من أركانها مكافحة الفساد المستشري، ولكن بالتوازي مع ذلك يحتاج إلى تخليص نفسه من الفوضى الذي تضرب نظامه، بفعل الأدوار التي يلعبها "حزب الله" المسلّح من جهة، وبفعل اختباء المرتكبين وراء الطوائف من جهة أخرى.

 

ماذا يعني تهديد نتنياهو إيران بالهجوم؟

الباحث الإيراني علي شريفي/لبنان الجديد/21 كانون الأوّل 2018

 ان نتنياهو يعرف جيدًا أن حكام الدول العربية لن يتمكنوا من الوقوف بجانب اسرائيل في أي مواجهة للأخيرة مع إيران بالرغم من جميع الخلافات بينهم وإيران وهذه الحقيقة يجعل الخوف يدب في قلبه  ان حالة الارتباك الذي يعيشها رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو دفعته إلى استعراض عسكري وخطابي في الوقت نفسه يخدم جمهورية إيران الإسلامية أكثر مما يخيفها أو يقلقها. ذلك لأن نتنياهو الذي يحتل منصب وزير الدفاع بعد استقالة ليبرمان، أعلن خلال زيارته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية أن بلاده تمتلك أسلحة ذات قدرات خاصة لا تمتلكها أي دولة وبشكل خاص تحدث عن تطوير بلاده صواريخ هجومية تستطيع الوصول الى اي مكان وتدمير أي هدف. وأكد نتنياهو أن بقاء اسرائيل هو خط أحمر اذا تخطته إيران فان بلاده سيتهجم عليها عسكريًا. إذًا، ان تصريحات نتنياهو في قسم منها لها استهلاك في الداخل ولها دواعي خارجية حيث ان استراتيجية الرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط ليست واضحة المعالم ولا يمكن لإسرائيل ولا للحلفاء ترامب العرب أن يثقوا بالرئيس المقاول الأميركي ولهذا يتوجب عليهم التعويل على الذات. وأما إيران تأمل في إرهاق الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد ما تبين من خلال تجربتها في افغانستان والعراق لها ان الولايات المتحدة لا تقبل الشراكة مع إيران بالرغم من أن إيران قبلت فعلا الشراكة مع أمريكا والتفاوض معها وبل تعاونت معها في احتلال افغانستان والعراق. وعندما وصلت إيران بتلك القناعة فضلت انتهاج استراتيجية إرهاق الولايات المتحدة ورفع مستوى تكاليفها لدفعها إلى الانسحاب من المنطقة التي ترى إيران نفسها جزء طبيعيًا منها خلافًا لأمريكا التي غريبة عنها وبعيدة منها ولا مبرر لوجودها فيها.

ومع مرور الزمن وتقليص أهمية نفط الشرق الأوسط  في حسابات الولايات المتحدة تأمل إيران أن تخسر اسرائيل التي تعهدت أمريكا دوما بتأمين أمنها، مكانتها لدى أمريكا. ان انسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية الذي سحب البساط من تحت أرجل القوات الكردية أطلق صفارة الإنذار للكيان الصهيوني ولهذا نرى نتنياهو يزور المصانع العسكرية ويستعرض صواريخه وأدمغته التقنية التي تشتغل على تطوير تلك الأسلحة. بالمقابل، ان نتنياهو يعرف جيدًا أن حكام الدول العربية لن يتمكنوا من الوقوف بجانب اسرائيل في أي مواجهة للأخيرة مع إيران بالرغم من جميع الخلافات بينهم وإيران وهذه الحقيقة يجعل الخوف يدب في قلبه. إذًا، ان داء التوحد يستولي تدريجيًا على نتنياهو الذي يشعر بالغربة في وطنه وحتى حكومته وفي المنطقة التي تفضل الولايات المتحدة الانسحاب عنها، وان تهديد إيران بالهجوم العسكري هو رد على تلك الحالة الموحشة قبل ما يكون رد على تهديد إيران.

 

استراتيجية ترامب: الحثّ على «بدائل» لملء الفراغ... ولا هدايا مجّانية للخصوم!

رلى موفّق/اللواء/21 كانون الأول 2018

سيّد البيت الأبيض يرمي الكرة في ملعب الآخرين... والعارفون بالرجل يستبعدون الذهاب إلى حرب مع إيران.

رسالة مكرّرة إلى الحلفاء: آن الأوان للانخراط في الميدان فقد انتهى زمن دور الشرطي والقتال بديلاً عن الآخرين.

أي عيدية أفضل للشعب الأميركي من أن يخرج رئيسه عشية الميلاد ورأس السنة، ليعلن أن الوقت حان لبدء عودة الجنود الأميركيين من سوريا إلى وطنهم بعد سنوات على قتالهم تنظيم «داعش» هناك؟ لا شيء سيضاهي فرحتهم بأن مَن انتخبوه يفي بوعوده الانتخابية التي قطعها، ومنها أن أبناءهم لن يقاتلوا خارج بلادهم لحماية الآخرين. هذه نقطة إيجابية يُضيفها دونالد ترامب إلى رصيده الشعبي، ويعزز ثقته بناخبيه الذين لم يخذلهم بما وعد به مطلقاً.

الصورة تتبدّل حين يتخطى النقاش البُعد الشعبي إلى تداعيات مثل هذا القرار المرتبط بالسياسة الخارجية الأميركية ودورها وموقعها، وتأثير ذلك على حلفائها. لا شك في أن ثمة قراراً لترامب مفاجئاً في سرعته بالنسبة للحلفاء والخصوم على السواء. صحيح أنه لم يأتِ من فراغ، لأنه سبق له، قبل أشهر، أن أعلن عن رغبته في سحب قواته من سوريا، لكنه عاد وتراجع بناء على نصائح إدارته ودعوات شركائه في التحالف الدولي، الذين وعدوا بالانخراط بشكل أكبر في المهمة للحفاظ على ما تم إنجازه في هزيمة «التنظيم»، سواء أكان عسكرياً أم لوجستياً أم مادياً، الأمر الذي تمّ الوفاء به جزئياً من قبل الحلفاء، فيما - على خط مواز - التفاهمات بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين نُفذت بنود منها، التي تتعلق بجنوب سوريا، وبقيت بنود أخرى معلقة، في وقت يخوض سيد «البيت الأبيض» مواجهة حاسمة مع إيران في المنطقة، ويتحضر لإطلاق خطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال الأشهر الأولى من سنة 2019، والتي يعمل عليها صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.

ما فعله الرئيس الأميركي أنه رمى الكرة في ملعب الآخرين، من أوروبيين وعرب إلى روس وأتراك. في نظرة داعميه، أن الخطوة عكست ارتياح «مراكز أبحاث» قريبة منه كانت ترى أن لا خطة واضحة مشتركة مع الجميع حول سوريا. الأوروبيون لديهم حساباتهم التي تنعكس بشكل أو آخر على قراراتهم وأدائهم في كثير من الملفات، والعرب مترددون. ففي مضامين السؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تبقى شرطياً في الشرق الأوسط؟ رسالة مكررة إلى الحلفاء من دول خليجية، عربية، وإسلامية  لتحمّل القسط من المسؤولية المتعلق بهم، وليس الكلام هنا يتناول التمويل والتعويض، بقدر ما يتعلق بالانخراط الميداني. فأميركا ما عادت تريد الزج بجنودها في أتون حروب خارج حدودها، وهي ترى أنها قادرة على توفير كل الدعم والمساعدة والتدريب والتقنيات والإدارة والضربات الجوية والعمليات التي لا تتطلب تواجد جنودها في المعارك، بما يحميها من تكرار تجارب الحروب الأميركية السابقة حيث لا يزال المجتمع الأميركي يعاني من آثار حرب فيتنام، وحربي العراق وأفغانستان ولو بنسبة أقل، ولا يزال الجنود الأميركيون موجودين في هذين البلدين.

المطلوب من زعماء الدول الحليفة الخليجية - العربية الذين التقاهم الرئيس الأميركي في الرياض عام 2017 في أول زيارة له إلى الخارج بعد توليه الحكم، أن يعقدوا العزم ويشكلوا «الناتو العربي» كي تتولى هذه القوة العسكرية المهمّة على الأرض في سوريا وحدودها الفاصلة عن العراق حيث الأماكن التي يتواجد فيها الأميركيون. هنا المملكة العربية السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى ومصر والأردن معنية بهذا الأمر، وفق ما يعيده المنظرون لإدارة ترامب، والذين سمعوا أكثر من مرّة في اجتماعات  لهم في «البيت الأبيض» امتعاضاً أميركياً من تلكؤ الحلفاء العرب في الشرق الأوسط. والمواقف الأوروبية خلال الساعات الماضية، التي تُعبّر عن الصدمة من قرار الانسحاب، تعكس حجم الارتباك الذي سبّبته هذه الخطوة، التي ستدفع إلى إجراء مراجعة  تتعدّى الملف السوري إلى غيره من الملفات الأخرى.

هؤلاء لا ينتابهم أيّ قلق من أن يكون الانسحاب الأميركي مقدّمة لتهيئة الأجواء لـ«مواجهة عسكرية». فترامب، وفق معرفتهم به، ليس رجل حرب، وتعزيزه لقدرات جيش بلاده هدفه تفادي الحرب لا الذهاب إليها. ولا يرون كذلك وقائع قوية لحرب إسرائيلية شاملة مع «حزب الله». تل أبيب قد تقوم بضربات محددة، حيث هناك ما يشكل تهديداً راهناً لها، لكنها ليست في وارد القيام بعملية اجتياح كبرى، كما في العام 1982، لن تُفضي إلى مكاسب سياسية في الوقت الراهن.

لكن الانسحاب، إذا لم يترافق مع خطة مدروسة، سيُدخل تحوّلات كبيرة على الخريطة السياسية والجغرافية في سوريا وعلى اللاعبين فيها وموازين القوى المتحكمّة بها. ما هو غير واضح بعد، حدود التفاهمات التي قد يصل إليها ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، القَلِق من تمدّد أكراد سوريا ونزعتهم إلى كيان سياسي على حدود بلاده، الذي هو أحد عوامل اهتزاز العلاقة مع واشنطن، الداعمة الرئيسية لقوات «سوريا الديموقراطية» التي تضم فصائل عربية تمثل العشائر، لكن الثقل فيها لوحدات حماية الشعب الكردية المصنفة تركياً إرهابية. في جزء من حسابات ترامب، كيفية إعادة احتواء تركيا التي تسعى روسيا وإيران إلى تكريسها ضلعاً ثالثاً في حلف لا يكون آنياً مصلحياً تفرضه الحاجة إلى حماية دورها وموقعها في  التسوية السورية وما سيترتب عن ذلك. الحلف المثلث الروسي - التركي - الإيراني هو حاجة راهنة لكل من هذه الدول التي تتكئ بعضها على بعض لتأمين متنفس لها يُعزّز صمودها في وجه العقوبات، وإذا  كان مفتوحاً على مزيد من الثبات، فإنه سينعكس على التوازنات الاستراتيجية في المنطقة.

لكن منظّري الرجل، والذين لم يستسيغوا قراره كثيراً، يعتبرون أنه لا يمكنه، رغم كل حساباته، أن يذهب باستراتيجيته إلى حدود تسليم المنطقة التي كان يتواجد فيها جنوده إلى الأتراك أو الروس، وأن يتخلى بشكل كليّ عن الأكراد والعشائر العربية شرق الفرات. فالانسحاب سيمتدّ حتى المائة يوم، وهي مدّة ليست بالقصيرة لرسم معالم البدائل على الأرض. ولا بد تالياً من التوقف ملياً عند مقترح المبعوث الأميركي إلى سوريا جيف جيفري بإقامة منطقة حظر جويّ وبريّ شمال شرق نهر الفرات، مع بقاء قوة محدودة حتى تطبيق القرار الدولي 2245 الذي يتحدث عن مرحلة انتقالية لسوريا. هذا المقترح قد يكون في خلفية مشهد الإعلان عن الانسحاب، كإحدى الخطوات المستقبلية في عملية رسم الخطة البديلة مع الحلفاء لمن سيملأ الفراغ!

الأكيد أن خطوة كإعلان الانسحاب الأميركي من سوريا ستُربك الجميع، وفي مقدمهم الروس، الذين وإن اعتبروها صائبة فإنهم يبحثون عن القُطَب المخفيّة والأهداف الكامنة وراءها. ليس ترامب «التاجر» من طينة الرجال الذين يقدمون هدايا مجانية، فلا تاجر يُقدِم على ذلك!.

 

أي فوضى فعلها ترمب؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18

صدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الكثيرين عندما أعلن عن سحبه قواته من سوريا فقط بعد بضعة أيام من توضيح وزارتي الخارجية والدفاع عن تعزيز سياسة الحكومة في سوريا سياسياً وعسكرياً سواء ضد «داعش» أو التوغل التركي أو الوجود الإيراني. سحبه القوات الأميركية عملياً يعني تسليم روسيا وإيران الأرض المتبقية. وقد تكون نهاية الثورة السورية، لكنها ليست نهاية الحرب الإقليمية على تراب سوريا وسمائها. ستبقى إيران وميليشياتها، وكذلك تنظيم داعش، وستستمر تركيا في معاركها في شمال سوريا.

ترمب أربك إدارته وخطط حكومته ونقض وعوده وأدخل الفرح في موسكو وطهران ودمشق، لكنه رغم هذا لا يزال الرئيس الأميركي الوحيد الذي يقف في وجه نظام إيران، أكثر مما فعلته إدارة الرئيس باراك أوباما قبله. ونجاح إيران في سوريا قد يكون مقتلها، لأن النظام في طهران لا يعرف متى وأين يتوقف، أحلامه التوسعية ورغبته في السيطرة ستعيد القوى الكبرى، سواء بقي ترمب أو جاء رئيس بعده في الانتخابات لاحقاً. المشكلة في طهران، وهي مشكلة الغرب كما مشكلة دول منطقة الشرق الأوسط.

القوات الأميركية ليست بالضخامة ولا القوة هناك، عددها ألفان مع بضع مئات من العاملين في الاستخبارات ووزارة الخارجية وغيرها. وأهميتها أنها تعبر عن التزام الدولة العظمى بفرض سياستها، وبنت ميليشيات سورية موالية لها، قسد، معظمها أكراد وعرب، والتي تقول بأنها تجاوزت الثلاثين ألف مقاتل يوجدون شرق الفرات. خروج الولايات المتحدة، واستقالة وزير دفاعها، سيعقدان الوضع أكثر مما هو معقد داخل سوريا وفي محيطها. إيران لن تنسحب الآن، بل ستعزز وجودها، وفي المقابل ستكثف إسرائيل مواجهتها، وستخرج خلايا «داعش» الهاربة من جحورها. وهي كانت السبب الرئيسي وراء عودة أميركا عسكرياً إلى تلك المنطقة، بعد نجاح تنظيمي «النصرة» و«داعش» في الأرض واستيلائهما على مساحات واسعة من سوريا، وبينها مناطق النفط. المؤشرات كانت تدل حينها على تكرار ما فعلته «القاعدة» في العراق وقبلها في أفغانستان وما يعنيه من استهداف للولايات المتحدة ومصالحها.

وهذا يناقض رواية ترمب أنه تم القضاء على «داعش»، وأن حكومته ليست مستعدة لتمويل حروب الآخرين، فمواجهة إيران ومحاصرة «القاعدة» حرب في سبيل أمن الولايات المتحدة ومصالحها، وبالطبع تلتقي مع مصالح المنطقة والعالم.

وسواء كانت دوافع الرئيس الأميركي محلية، استعداداً للانتخابات الرئاسية بعد عامين، أو رغبته في الخروج من المستنقع السوري، فالأرجح أنه سيفعل ما فعله الرئيس قبله، باراك أوباما، سيعيد إرسال قواته إلى سوريا. من دون خروج القوات الإيرانية وميليشياتها فإن الوضع لن يستقر وسيكون جاذباً لتدخلات إقليمية ودولية مختلفة، والذي بدوره سيعيد الجماعات الإرهابية إلى الحياة في ظل الفوضى. وفي الوقت الذي يعتبر ترمب محاصرة إيران ركناً أساسياً في سياسته الخارجية فإن قراره بالانسحاب من سوريا يرسل رسالة مناقضة للجميع، بما فيهم إيران. أيضاً المواجهة الكلامية مع موسكو التي نلحظ تصعيداً لها غير مسبوق من الجانبين منذ نهاية الحرب الباردة. في رأيي إن خروج الولايات المتحدة سيرفع من حدة الصراع الإقليمي وسيقلل فرص السلام وسيكون الخيار الأسوأ لإيران تحديداً، على اعتبار أنها الكاسب في الانسحاب الذي تعتبره هزيمة للمعسكر الأميركي. من دون اتفاق في سوريا توقع عليه جميع الأطراف ستستمر الأزمة والمعارك بطرق مختلفة.

 

انسحاب القوات الأميركية... قراءة أولية

إميل أمين/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18

مرة واحدة وعلى خلاف تصريحات مستشاره للأمن القومي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب القوات الأميركية من سوريا، وحجته في هذا القرار المفاجئ أن المهمة اكتملت بالقضاء على «داعش» في سوريا والعراق وتطهير الأراضي التي تم احتلالها من قبله الأعوام الماضية.

المعلومات المتاحة حول مشهد الانسحاب قليلة في واقع الأمر، سيما أن المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت قد أشارت إلى أنه لأسباب تتعلق بحماية القوات الأميركية على الأرض وبالعمليات هناك لن تقدم مزيداً من البيانات الأمر الذي لا يتيح للمحللين المهتمين بالشأن الأميركي إلا محاولة قراءة ما بين السطور وربط الأحداث والأزمنة بالأهداف والاستراتيجيات الأميركية الأبعد والأعمق، وما يليق بدولة إمبراطورية وقوة عظمى لها حساباتها الاستشرافية في عالم تتحرك فيها الخطوط الجيوبوليتكية، وتتقاطع فيه الخيوط الجيواستراتيجية، بشكل وسرعة تتعب معهما الأجسام والعقول.

بداية ينبغي الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي دستورياً له الحق في إصدار توجيه رئاسي يتيح له سحب قوات بلاده في الخارج، ولهذا فإن القرار من الناحية التشريعية لا تشوبه شائبة، لكن السؤال الذي طرحه الأميركيون من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء... هل هذا التوقيت ملائم لاتخاذ مثل هكذا قرار حيوي ومصيري، وما هي حسابات الأرباح وأكلاف الخسائر من ورائه؟

قبل ثلاثة أشهر على وجه الدقة تحدث جون بولتون مستشار الرئيس ترمب للأمن القومي عن بقاء الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى في سوريا، وذلك إلى أن تخرج القوات الإيرانية من هناك، الأمر الذي يعني بقاء عدد القوات الأميركية ومعداتها عبر ثلاث عشرة قاعدة عسكرية في شمال شرقي سوريا تحديداً. كان من الطبيعي أن يذهب الديمقراطيون إلى انتقاد القرار، إذ اعتبرته نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب سابقاً لأوانه، ووصفته بأنه مشبوه، سيما أنه جاء بعد يوم واحد من تأجيل الحكم على الجنرال مايكل فلين الذي ارتبط اسمه بقصية «روسيا – غيت»، ما يطرح تساؤلاً بعينه هل للقرار انعكاسات تخدم موقف الرئيس ترمب في القضية؟

على أن غير الطبيعي أن ينتقد مشرعون في الكونغرس من الحزب الجمهوري، ومن الأوزان الثقيلة مثل السيناتور ليندسي غراهام ونظيره ماركو روبيو القرار ويعتبروه فرصة لعودة الدواعش من الشباك بعد أن تم دحرهم عبر الأبواب.

السؤال المطروح الساعة من الحلفاء المقربين لواشنطن سواء في لندن أو باريس... هل تم القضاء المبرم بالفعل على تنظيم «داعش» وعليه يمكن للرئيس ترمب أن يغادر بعيداً بقواته؟

يحاجج وزير الدفاع البريطاني بأن هزيمة «داعش» لم تكتمل، وأن هناك فرصة كبيرة بالفعل لأن تعود الخلايا النائمة للظهور من جديد، والأمر نفسه تراه دوائر الإليزيه في فرنسا. أما الحلفاء لا سيما من قوات سوريا الديمقراطية، فيرون الأمر بوصفه خيانة وطعنة في الظهر من قبل القوات الأميركية، والتي تجعل ظهرهم مكشوفاً لقوات الأسد من جهة، ولتحركات الرئيس التركي إردوغان من جهة ثانية.

مخاوف الأميركيين في الداخل والحلفاء في الخارج مردها أن يكون الجميع أمام رجع صدى لقرار الرئيس السابق باراك أوباما الخاص بسحب القوات الأميركية من العراق، وقد كان من تبعاته فتح الطريق واسعاً أمام الجماعات الإرهابية لتعيث فساداً في بلاد الرافدين، وليمتد شرها إلى دول الجوار ومن هنا كان نشوء وارتقاء دولة الخلافة المزعومة.

هل لدى الرئيس ترمب مخطط آخر مستقبلي لم يعلن عنه وقد يكون هو السبب المباشر في اتخاذ هذا القرار؟

الجواب أكثر إثارة سيما إذا نظرنا في التبعات التي ستلحق بالوجود والنفوذ الأميركي في المنطقة، والبداية من عند إطلاق يد «حلف الشرق» إن جازت التسمية في أرجاء العراق وسوريا تحديداً، وبناة الحلف هم تركيا وإيران وروسيا، وذلك بعد أن يبقى المشهد فضاء استراتيجياً جديداً للثعلب الروسي تحديداً، والمؤكد أنهم سيرسمون المنطقة بما يتساوق واستراتيجياتهم في غياب العم سام.

الجزئية الأخرى تتصل ومن جديد بقضية الموثوقية في التحالف مع واشنطن، الأمر الذي أشار إليه الأكراد مؤخراً وسيبلغ صوتهم ولا شك للقاصي والداني في منطقة مشتعلة على هذا النحو، وسيعيد التساؤل المطروح من فترة وبقوة: هل فقد الشرق الأوسط جاذبيته للولايات المتحدة وها هي تنسحب منه رويداً رويداً؟ في المشهد علاقة معقدة بتركيا وبقضية «روسيا – غيت» تحديداً، أما تركيا فعدة تحليلات تذهب إلى أن ترمب يعمل جاهداً على إعادة تركيا إلى حظيرة حلف الأطلسي، وفض الشراكة المتنامية بين أنقرة وموسكو، وقد تبدى ذلك في الموافقة على تزويد الأتراك بصفقة الصواريخ الأميركية الأخيرة، علها تثني إردوغان عن «إس 400» الروسية القاتلة لطائرات الأطلسي، وتالياً إفساد مخططات بوتين الشرق أوسطية، ما يخلق نظرة بعيدة في عيون الأميركيين قوامها أن ترمب لا صديق ولا حليف الرئيس الروسي، وعلى أمل تخفيف الضغوطات عليه في الداخل. لكن التفكير على هذا النحو يهمل أمراً جللاً وهو أنه بانسحاب القوات الأميركية من سوريا يتيح المجال لإيران العدو الأكبر والداعم الأول للإرهاب في العالم بحسب مايك بومبيو وزير الخارجية لأن تخلق ممراً لوجيستياً عبر العراق وسوريا إلى لبنان، وتعزيز وكلائها الميليشياويين لا سيما «حزب الله» في جنوب لبنان، ومن ثم بسط نفوذها بصورة غير مسبوقة على المنطقة، فهل هذا ما تريده إدارة تسعى لمحاربة الإرهاب وتنظم الاستراتيجيات لمجابهته صباح مساء كل يوم؟ الانسحاب الأميركي في شقه السياسي يفيد بأن الأميركيين غير عابئين بالمستقبل السياسي للملف السوري، وهم غير مقدرين مخاوف العالم من عودة الإرهاب الداعشي، ويفتح الباب لسطوة الملالي، فيما الأسوأ احتمالاً تعريض المنطقة برمتها لحرب إقليمية كبرى بين الأطراف المتصارعة في ظل الغياب الأميركي المتعمد.

 

لماذا لا يمكن الدفع بترمب خارج الصورة؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18

في وقت تستعد فيه النخبة السياسية الأميركية لعطلة أعياد الميلاد، ثمة أحاديث تدور في دوائر واشنطن حول أن عام 2019 سوف يبدأ بمحاولات جديدة لتحجيم رئاسة ترمب أو، على الأقل، حال الإخفاق في ذلك، الحيلولة دون إعادة انتخابه عام 2020.

وقد يرى عاشقو نظرية المؤامرة أن الأمر برمَّته لا يعدو كونه فخاً أعده معسكر ترمب من أجل إبقاء خصوم الرئيس مقيدين باستراتيجية محكوم عليها بالفشل، ذلك أنه من خلال تكريس الجزء الأكبر من طاقاتهم لمهاجمة ترمب شخصياً والأمل في أن يفتح التحقيق الذي يجريه مولر الطريق أمام سحب الثقة من الرئيس داخل الكونغرس، فإن خصوم الرئيس بذلك، وعلى رأسهم قيادة الحزب الديمقراطي، أغلقوا الجدل الدائر حول قضايا محورية ترتبط بالاقتصاد والسياسات الاجتماعية والخارجية تهم جمهوراً أوسع. إن اختزال المشهد السياسي برمته في رفع شعار «عليكم بترمب!» يحوِّل هذا المعسكر المناهض للرئيس إلى أداة قد تسعد الجمهور العام لبعض الوقت، لكن من غير المحتمل أن تحقق نتائج جادة.

رغم العناوين الرئيسية اليومية المثيرة المرتبطة بمسرحية مولر، ثمة احتمال ضئيل أن تنجح استراتيجية السعي لسحب الثقة من الرئيس. وحتى إذا نجح المعسكر المؤيد لهذا الأمر في تفعيل عملية التصويت من أجل سحب الثقة من ترمب، يبقى من غير المحتمل أن تتمخض العملية بالفعل عن الإطاحة به من منصبه.

في الواقع، من بين 45 رئيساً للولايات المتحدة، واجه رئيسان فقط (أندرو جاكسون وبيل كلينتون) إجراءات سحب الثقة رسمياً، ولم تجر الإطاحة بأي منهما من منصبه. واقترب اثنان آخران (ريتشارد نيكسون وجون تيلر) من الخضوع لهذه الإجراءات، لكنهما نجحا في الفرار منها، وذلك بتقدُّم نيكسون باستقالته، وقرار تيلر بعدم خوض الانتخابات من أجل فترة ثانية.

وفي ظل عدم احتمال نجاح مسار سحب الثقة، قد يتطلع خصوم ترمب نحو سبل أخرى لإنهاء فترة رئاسته في البيت الأبيض. ومن بين هذه السبل ممارسة قدر هائل من الضغوط النفسية حتى يقرر أن يستعيد هدوءه واستقراره النفسي عبر الاستقالة. ومع هذا، لم تكن الاستقالة قط ملمحاً من ملامح المشهد الرئاسي الأميركي. وفي كل الأحوال، يبدو ترمب آخر رجل على وجه الأرض يمكن أن يختار بكامل إرادته مذلَّة أن يسجل اسمه في التاريخ كشخص منسحب وانهزامي.

ويتمثل السبيل الثالث للتخلص من ترمب في محاولة إقناع الحزب الجمهوري بعدم ترشيحه لفترة ثانية. للوهلة الأولى قد يبدو هذا خياراً جيداً، خصوصاً أن الهيكل الأساسي داخل الحزب الجمهوري لم يستسغ ترمب تماماً قط. في الواقع، وصف ترمب بأنه رئيس جمهوري قد يكون وصفاً خيالياً أكثر من كونه توصيفاً لواقع. وخلال انتخابات التجديد النصفي التي عُقِدت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أصر بعض أعضاء الكونغرس من الجمهوريين على بقاء ترمب بعيداً عن حملاتهم الانتخابية. وربما ندم بعض من خسروا مقاعدهم لاحقاً على هذا القرار لأن ترمب أثبت أنه مسيطر على قاعدة مؤيديه فيما وراء الحزب الجمهوري.

وثمة قطاع مناهض لترمب في الإعلام الأميركي يسعى بدأب نحو التوصل إلى شخصية واحدة داخل الحزب الجمهوري قادرة على تحدي الرئيس الحالي خلال سباق الترشح المقبل. ومع هذا، لا يبدو في الأفق أي اسم محتمل.

في كل الأحوال، هناك خمس حالات فقط أخفق خلالها الرئيس الموجود بالبيت الأبيض في الفوز بإعادة ترشيحه من جانب حزبه. ومن بين هذه الحالات أربع كانت لرؤساء ورثوا منصب الرئاسة بعد وفاة الرئيس المنتخب، ومن بينهم جون تيلر الذي أصبح رئيساً بعد وفاة الرئيس ويليام هنري هاريسون عام 1841. وتتمثل حالة أخرى في الرئيس ميلارد فيلمور الذي دخل البيت الأبيض بعد وفاة الرئيس زكاري تايلور.

أما الثالث في القائمة، فهو أندرو جاكسون الذي أخفق ليس فقط في الفوز بإعادة ترشيحه، وإنما أيضاً فرَّ بصعوبة من مقصلة سحب الثقة منه. والرئيس الرابع هو تشستر آرثر الذي تولى الرئاسة في أعقاب اغتيال الرئيس جيمس غارفيلد. وقد فشل رئيس واحد خاض فترة رئاسة أولى في الفوز بإعادة ترشيح حزبه له، وهو فرانكلين بيرس، الذي جاء أفول نجمه في ظل ظروف استثنائية ظهرت جراء الانقسامات حول قضية العبودية مع اقتراب البلاد من حرب الانفصال.

اليوم، يخلو المشهد السياسي الأميركي من أي من هذه الظروف التي تمهِّد الطريق أمام ثورة ضد الرئيس. ويأمل بعض مناهضي ترمب في أن يقرر هو طواعية عدم الترشح لفترة ثانية بسبب سوء حالته الصحية، لكن رغم تقدمه في العمر لا يبدي ترمب أي مؤشرات على الإرهاق البدني، ناهيك بإصابته بمرض خطير يؤدي إلى عجزه عن الاضطلاع بواجبات الرئاسة. خلال فترة انتخابات التجديد النصفي، تمكن ترمب من الانتقال جواً من أحد أطراف الولايات المتحدة إلى الطرف الآخر في يوم واحد لإلقاء خطابات أمام عدة لقاءات عامة، ما يعكس تمتعه بقوة بدنية كبيرة. ولا شك في أن ترمب يستمتع كثيراً بالسلطة، ورغم الوزن الزائد الذي اكتسبه جسده خلال العامين الماضيين، فإنه لا يزال يرى نفسه شخصاً قادراً على المنافسات الطويلة. في الواقع، فإن الخطأ الذي وقع فيه خصوم ترمب منذ البداية ولا يزال بعضهم يقترفه حتى اليوم يكمن في التقليل من قدر ترمب وشعبيته في صفوف قطاعات عريضة من المجتمع. ومع هذا، نجح ترمب من ناحيته في التشكيك بالأجندة السياسية للنخبة الأميركية، من خلال تشكيكه فيما يُطلق عليه «إجماع واشنطن» الذي أدى إلى العولمة بكل ما تحمله من إيجابيات وسلبيات.

عبر أسلوبه غير التقليدي، نجح ترمب في إعادة بعض القضايا المهمة إلى الأجندة العامة، منها اتساع الفجوة في الدخول على مستوى الولايات المتحدة، والتداعيات غير المقصودة وغير المتوقعة لتعهيد الوظائف، وحالة غياب التوازن الناشئة عن توقيع اتفاقات تجارية مع دول تتبع قوانين عمل ومعايير سلامة وبيئية مختلفة. وعلى صعيد السياسة الخارجية، نجح ترمب في تمرير رسالة مهمة: لا تتعاملوا مع المهام الجسام التي تحملها أميركا على عاتقها باعتبارها أمراً مسلماً به!

الأهم عن ذلك أن ترمب نجح في إقناع ملايين الأميركيين المبعدين عن الحقل السياسي، أو الذين قرروا هم إقصاء أنفسهم عنه، بإنهاء عزلتهم والمطالبة بالمشاركة في صنع القرار. وبالتالي آن الأوان كي يتخلى المعسكر المناهض له عن وهم الإطاحة به.

 

الخط الإيراني ـ الروسي وتعريب نظام الأسد

فايز سارة/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18

لم يكن القرار العربي بتجميد عضوية نظام الأسد في جامعة الدول العربية، ووقف العلاقات معه في أواخر عام 2011، يستند فقط إلى ما سجله النظام من وحشية وجرائم في تعامله مع السوريين، بل استند أيضاً إلى رفض النظام للمساعي العربية الجماعية عبر «المبادرة العربية»، والمبادرات الخاصة بعدد من الدول العربية لمعالجة القضية السورية، فكانت النتيجة سبباً ثانياً ومهماً في الأسباب الظاهرة لقرار إبعاد نظام الأسد عن المجموعة العربية.

ولعل بين الأسباب العميقة وغير المعلنة للقرار، ما هو معروف من صلافة ووحشية سياسة النظام في تعامله مع المحيط العربي طوال عهد الأسد الأب والابن، التي تجاوزت وقوفه مع إيران ضد الأكثرية العربية إلى تنظيم تدخلات النظام في شؤون البلدان العربية، بما فيها التدخلات العنيفة في لبنان والعراق وضد الفلسطينيين، وتنظيم الاغتيالات في الأردن والعراق ولبنان، وشنّ هجمات إعلامية، وإطلاق اتهامات، طالت القادة والأنظمة في أغلب البلدان العربية، فكان تجميد عضوية النظام في الجامعة فرصة عربية للرد على بعض ما سبق.

وسط تلك الأسباب مضت سنوات العزل العربي المعلن لنظام الأسد، وطوالها كانت الخروقات قليلة وضعيفة، قبل أن تصل إلى حد الإشهار الفج بزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، بالتزامن مع أخبار وتصريحات عن زيارات محتملة لبعض القادة العرب إلى دمشق، أو زيارات الأسد إلى عواصم عربية، من ضمنها مشاركته في قمة عربية مقبلة. ولا تتوافق الأسباب المعلنة للزيارات واللقاءات مع مثيلاتها، التي أدت إلى عزل النظام عن محيطه العربي، حيث بين الأسباب، أنها تساعد في التوصل إلى حل للقضية السورية، كما يقول الروس والإيرانيون، دون أن يشرح أحد منهم كيف يمكن أن يحصل ذلك. كما أن بين الأسباب، استعادة نظام الأسد إلى الصف العربي بعد تبعيته العميقة لحكم الملالي في إيران، وصيرورة الأخيرة مع الروس صاحبي القرار في قصر المهاجرين بدمشق، دون أن يجيب أصحاب هذا الطرح عن سؤال ما إذا كان نظام الأسد يرغب في الانعتاق من السيطرة الإيرانية، أو يستطيع ذلك، وثمة من يقول، إن استعادة العلاقة مع نظام الأسد، سوف تساعد في الحرب على الإرهاب، ويتناسى أصحاب هذا الطرح مسيرة الإرهاب التي اشتهر بها النظام طوال تاريخه الطويل، وما نسجه من علاقات مع الإرهابيين، لا المنتمين إلى «القاعدة» وأخواتها فقط، بل إرهابيين من كل أنحاء العالم، إضافة إلى ما يستمر في ارتكابه من جرائم قتل وتشريد وتدمير وإرهاب ضد السوريين.

الأهم مما سبق، أن سياسة نظام الأسد حيال البلدان العربية، لم تشهد أي تحولات إيجابية في السنوات الماضية، بل زادتها تطورات الوضع السوري صلفاً وعدوانية، تجاوزت حدود اتهام البلدان العربية بالمشاركة في المؤامرة التي تستهدف النظام، ودعم الإرهاب، وصولاً إلى التهجم على القادة العرب والعروبة من أعلى مستويات في نظام الأسد، إضافة إلى تدخلاته المباشرة وغير المباشرة في الشؤون العربية على نحو ما يحصل في لبنان. وسط الإشكاليات المحيطة بفكرة التطبيع العربي مع نظام الأسد، تبدو الأسئلة عن سبب ومعنى التواصل مع النظام، وزيارة عاصمته من قِبل مسؤولين عرب أو احتمالاً زيارة مسؤولين فيه إلى عواصم عربية ولقاءاته بمسؤولين عرب.. أسئلة ليس لها من جواب سوى التفتيش عمن يقف وراءها، وهو الحلف الإيراني - الروسي بصورة أساسية.

فالرئيس السوداني زار دمشق بطائرة روسية حملته من الخرطوم، وأعادته إليها، وهذا مؤشر على الدور الروسي، الحاضر أيضاً في صلب الموقف المصري في التعامل مع نظام الأسد، رغم أنه ما زال أبعد من أن يتبادل الزيارات معه، والتطورات الإيجابية في العلاقات الأردنية مع نظام الأسد، والتي أدت إلى فتح معبر نصيب بين البلدين وتبادل زيارات لوفود رسمية بين عمان ودمشق، لم تكن بعيدة عن المساعي الروسية، إنما جاءت من بعض نتائجها، وهذا جزء من دبلوماسية نشطة، تعمل عليها موسكو لإعادة تسويق نظام الأسد دولياً بدءاً من البوابة العربية، ليس لأنها الأقرب فقط، بل لأنها الأضعف أيضاً. وكما الروس، فإن الإيرانيين حاضرون في خط تعريب نظام الأسد، والأكثر أهمية في جهودهم، ما يتم عبر البوابتين اللبنانية والعراقية، حيث لإيران نفوذ وتأثير لا يمكن النقاش فيهما، يتجاوزان العلاقة مع النخبة الحاكمة إلى وجود جماعات وميليشيات، تمثل امتدادات سياسية وطائفية، ونفوذاً مسلحاً لسلطة الملالي في البلدين.

لقد دفع النفوذ الإيراني في العراق نخبته الحاكمة إلى التخلي عن اتهاماتها العلنية لنظام الأسد عبر المنابر الدولية بالتدخل في العراق ودعم الجماعات الإرهابية المسلحة فيه، ومنع العراق من استقبال لاجئين سوريين، وأجبر حكومته على تسهيل مرور «داعش» و«القاعدة» وميليشيات مناصرة لنظام الأسد إلى سوريا، ووفر دعماً مالياً وعسكرياً لتمويل جرائمهم ضد السوريين، وتدفع البصمة الإيرانية العراق نحو انفتاح معلن على نظام الأسد من خلال زيارات مسؤولين عراقيين لدمشق، آخرها زيارة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري.

ويقارب الدور الإيراني في لبنان مثيله العراقي وسط صخب أعلى يصدره «حزب الله» في إطار صراعات سياسية - طائفية، دمرت النظام، وعجزت نخبته عن التوافق، فصارت عرضة للخضوع لنفوذ إيران من خلال «حزب الله» تنظيمها الطائفي المسلح بالرشوة حيناً، وبالإكراه أغلب الأحيان، وقد وفرت سيطرة «حزب الله» وتحالفه على لبنان، تمرير سياسة إيرانية في القضية السورية، جعلت من لبنان بوابة انفتاح لإعادة تعريب نظام الأسد بالاستناد إلى ما يسمى بـ«المصالح اللبنانية» من فتح الحدود، التي لم تغلق بسبب سيطرة «حزب الله» عليها، إلى موضوع اللاجئين السوريين في لبنان، التي كان «حزب الله» بين القوى التي تسببت بلجوئهم بعد أن دمر واحتل مدنهم وقراهم في أرياف دمشق وحمص. خلاصة القول، أن محاولات إعادة تعريب نظام الأسد، وإن امتد الحديث فيها لأطراف متعددة، فإن أكثر الفاعلين فيها، حلفاء نظام الأسد من إيرانيين وروس، يمارسون ضغوطاتهم على بلدان وجماعات سياسية لتطبيع علاقات النظام مع محيطه العربي تمهيداً لإعادة تسويقه في المستويين الإقليمي والدولي. غير أن هذه المحاولات ستظل تصطدم بحقائق بينها جرائم النظام التي ما زالت تتوالى، وإصراره على رفض الحل السياسي في سوريا، واستمرار مقولاته حول المؤامرة والدور العربي فيها، واعتماده سياسة الصلف والعدوانية والتدخلات حيال البلدان العربية.

 

أميركا الخطر الأكبر على أسواق النفط

وائل مهدي/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18

لا أحد كان يتوقع أن ينتهي العام، وأسعار النفط عند هذه المستويات التي وصلت إليها بالأمس. لقد هبطت أسعار نفط برنت نحو 30 دولاراً في فترة وجيزة، لتصل إلى 55 دولاراً، فيما هبطت أسعار خام غرب تكساس الوسيط في نيويورك بمعدل كبير كذلك؛ لتصل إلى منتصف الأربعينات.

ولا يبدو أن العام المقبل سيكون أفضل على أي حال بالنسبة لأسعار النفط، على الأقل في النصف الأول، لأن السوق لا تزال تتخوف من وجود زيادة في الإنتاج يقابلها ضعف في الطلب. والمخرج الوحيد للأسعار من هذه الضغوط التنازلية عليها هو قيام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها المعروفين باسم تحالف «أوبك+» بجولة جديدة من التخفيضات في الإنتاج.

ولا أستبعد عقد اجتماع طارئ في الربع الأول من العام المقبل إذا ما هبطت أسعار برنت إلى مستويات 40 دولاراً للبرميل، لأن هذه المستويات ستخنق كل ميزانيات دول «أوبك»، وستكون بعيدة جداً عن أسعار تعادلها، التي تتطلب أن يستقر برنت عند 70 إلى 80 دولاراً. وللأسف لم يكن اتفاق تخفيض «أوبك+» الأخير مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي ذا أهمية كبيرة نظراً للظروف التي تم فيها الاتفاق، وتفاصيل الاتفاق غير الواضحة، التي كانت مغايرة تماماً للاتفاق الذي سبقه في عام 2016.

حقيقة، إن أساسيات العرض والطلب في السوق ليست سيئة لنرى النفط عند هذه الأسعار، ولكن الضغوط الجيوسياسية قوية جداً؛ وهي المحرك الرئيس للأسعار وليست الأساسيات.

إن أكبر المخاطر على أسعار النفط سببها ليس دول «أوبك»، بل تأتي من الولايات المتحدة التي أصبحت اليوم مصدر المخاطر الأول لأسعار النفط. فمن ناحية الخلل في أساسيات العرض في السوق، فإن مصدره الإنتاج الأميركي الذي من المتوقع أن يتزايد في الأشهر المقبلة.

لقد تمكنت الولايات المتحدة بفضل النفط الصخري أن ترفع إنتاجها إلى 11.6 مليون برميل يومياً مؤخراً، لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم، متخطية روسيا والسعودية. وفيما يتعلق بتصدير المواد البترولية بشكل عام، فلقد أعلنت الولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي أنها أصبحت مصدراً صافياً للمواد البترولية بعد أن ظلت عقود طويلة مستورداً صافياً لها، نظراً لأن ما تستورده من نفط خام ومنتجات أعلى مما تصدره (لقد كانت أميركا تصدر المنتجات فقط قبل أن يتم رفع الحظر على التصدير في أواخر عهد الرئيس السابق باراك أوباما).

أما أساسيات الطلب، فالمخاوف حول اختلالها كذلك متعلقة بالولايات المتحدة وحربها التجارية على الصين، إذ إن الصين هي أكبر دولة مستوردة للنفط الخام، وهناك مخاوف كبيرة بأن تؤثر نتيجة هذه الحرب على نمو الاقتصاد الصيني، وبالتالي على الطلب على النفط.

ولا تزال السوق النفطية تتفاعل مع العناوين القادمة من واشنطن وبكين بشكل أكبر من العناوين القادمة من الرياض وموسكو، إذ إن الإنتاج حالياً لا يعني شيئاً إذا ما أصاب الاقتصاد العالمي الضعف.

وقبل أيام قلائل، أعلن البنك المركزي الأميركي عن رفع أسعار الفائدة، ما يعني أن الدولار سيصبح أقوى، وبالتالي فإن تكلفة استيراد النفط سترتفع مع ارتفاع قيمة صرف الدولار، وهو ما قد يضعف الطلب على النفط من ناحية نظرية.

وبعيداً عن كل هذه الأمور، فإن السياسات الأميركية بشكل عام أصبحت متقلبة ولم يعد هناك وضوح فيما يتعلق بعلاقتها مع دول «أوبك». فعلى سبيل المثال بعد أشهر من الإعلانات الأميركية عن فرض حظر كامل على النفط الإيراني، وهو ما جعل كثير من دول «أوبك» ترفع إنتاجها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لتعويض أي نقص في السوق، قررت الولايات المتحدة بشكل فردي إعطاء استثناءات لـ8 زبائن لإيران من الحظر، وهم أكبر زبائنها، وعلى رأسهم الصين والهند، ما يعني أن الحظر لن يكون ناجحاً.

حتى العراق حصلت كذلك على إعفاء من الولايات المتحدة لمدة 3 أشهر يسمح لها باستيراد الغاز الطبيعي من إيران، بحسب ما أعلنت عنه صحيفة «وول ستريت جورنال»، وأكدته الخارجية الأميركية في تصريح لها. وجاء هذا الإعفاء مقابل أن تعقد العراق صفقات نفطية مع شركات أميركية. طبعاً إذا ما أضفنا ما بات يعرف باسم «عامل ترمب»Trump effect) ) إلى الحسابات، فإننا نجد أن السوق تحت انطباع أن الرئيس الأميركي لن يسمح لأسعار النفط بالصعود، وهو ما يجعل الكل يضع في حساباته أن النفط في العام المقبل سيظل يدور في مستويات تحت 60 دولاراً. إنه من غير الصحي أن يفكر الساسة الأميركان في خفض أسعار النفط بهذا الشكل نظراً لأن ذلك يضر بالولايات المتحدة. ويرى جيف كوري، كبير المحللين النفطيين في مصرف «غولدمان ساكس» أن النفط عند 50 دولاراً يضر بالشركات الأميركية ويخلق اضطرابات في أسواق الدين الأميركية. المشكلة الآن هي أنه على «أوبك» أن تتعامل مع كل هذه المخاطر الأميركية التي قلبت ميزان السوق... وليس ذلك وحسب؛ بل على «أوبك» أن تتحمل نتيجة كل ما يحدث.

 

انسحاب ترامب من سورية... إلى الفضاء

وليد شقير/الحياة/21 كانون الأول/18

فعلها مجدداً دونالد ترامب بقراره المفاجئ للبعض، وغير المفاجئ للبعض الآخر، سحب زهاء 2500 جندي أميركي من شمال شرق سورية. وإذا كان بعض حلفائه أقر بأنه لم يتفاجأ كما أعلن البريطانيون، فإن خشيتهم من الغموض الذي يكتنف مرحلة ما بعد الانسحاب يجعلهم في مصاف المتفاجئين. قبل التفتيش عن الانعكاسات الأكيدة المتشعبة الأبعاد للخطوة الأميركية على الصعد الإقليمي والسوري والشمال الشرقي في بلاد الشام... وتأثيرها المباشر على كل دول المنطقة، من المفيد البحث عن أبعاد أكثر استراتيجية في التوجه الأميركي الذي يتجاوز الأسلوب «المتطاير» لترامب في ممارسة السياسة الخارجية، كما تصفه مجلة «فورين أفيرز».

وإذا كان ضرب ضربته ودعا «الآخرين» إلى الحلول مكانه في قتال «داعش» في سورية، فإن قراره يأتي في إطار سلسلة خطوات أميركية انسحابية سبقه إليها سلفه باراك أوباما، وقد يلحقه فيها خلفه.

استراتيجياً؛ إنه توجه الestablishmentـ الأميركي بخفض اهتمام الدولة العظمى في الشرق الأوسط الذي بدأ مع أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، اللذين اعتبرا أن مستقبل السياسة الخارجية بات في التركيز على مصالح أميركا في شرق آسيا، لأسباب تجارية وعسكرية. ولعل هذا الجذر في السياسة الأميركية هو الذي سمح للكثير من القوى الإقليمية أن تحل مكان المساحات التي أخذت واشنطن تهيء لإخلائها، ومنها تركيا وإيران في منطقتنا، في كنف الغيبوبة العربية.

وعلى رغم اختلاف أسلوبه، لم يكذب ترامب خبراً. فالحرب التجارية التي يخوضها مع الصين، مستبقا صعود سياستها الخارجية المخطط له من قبل الحزب الشيوعي القائد، بدءاً من عام 2020، استناداً إلى توسع اقتصادها داخلياً خارجياً، ليست إلا أحد مظاهر هذا الانتقال الاستراتيجي إلى حقبة جديدة لدى الدولة العميقة في واشنطن. ولعل ترامب أضاف إلى اهتمامات الإدارة السابقة عنصراً جديداً يبدو سوريالياً، إذا قورن بأولوية التوجه نحو آسيا، هو أنه قبل أربعة أيام من قراره الانسحاب من شمال شرق سورية طلب من البنتاغون إعداد قيادة عسكرية في الفضاء الخارجي.

مشروع القول ما لنا بهذا البعد الاستراتيجي؟ فالبحث عن الآثار التي تهم الشرق الأوسط أجدى من البحث الهمايوني في شؤون تلامس الخيال.

في الملاحظة قدر كبير من الصحة مع الحاجة إلى فهم الخلفية الفعلية التي تتحكم بالسياسة الخارجية الأميركية مع ترامب أو بغيره. فالانكفاء من سورية، أو من أي منطقة في العالم، يحتاج إلى إدارة الانسحاب، مهما كان السبب، أو الهدف، نظراً إلى التداعيات التي لا تحصى، التي يخلفها. ومع أن كبار الساسة الديموقراطيين المعارضين له في الكونغرس، ومعهم كبار رموز الجمهوريين الموالين له، وكبار خبراء مراكز الأبحاث، اتفقوا كل على طريقته على إبداء القلق من تكرار أخطاء انسحابية سابقة، أبرزها أن يملأ الفراغ «داعش» وروسيا، وإيران، وتركيا، فإن الإعلان عن أن الانسحاب سيأخذ بين 60 و100 يوم لإنجازه، يعني أنها مهلة لتنظيم عملية إخلاء الميدان وإدارة ما بعدها. ليس جديداً أن روسيا المستفيد الأول. فسياسة واشنطن قامت على أربع نقاط حيال الدور الروسي، هي: لا مانع من بقاء قوات الكرملين في بلاد الشام، لا مانع من بقاء بشار الأسد في ظل العملية السياسية التي يتقرر مصيره من خلال المسار الذي ستسلكه على رغم أن الديبلوماسية الأميركية تبقي على العديد من الأوراق التي تقود إلى رحيله بحجة الفظاعات التي ارتكبها عندما يحين الوقت، الموافقة على خطة موسكو للإبقاء على الجيش السوري العامود الفري للدولة، وأخيراً عدم ممانعة تحكم موسكو بالثروة النفطية والغازية الدفينة في سورية. ومع أن موسكو لا ترى في هذه النقاط جديداً لأنها حاصلة عليها بحكم الأمر الواقع الذي خلقته بقوتها العسكرية، فإن الأبرز في تفاهم واشنطن معها هو الحرص المشترك على أمن إسرائيل، التي تستفيد من هامش الحرية الذي يمنحها إياه هذا التفاهم لتوجيه الضربات للوجود الإيراني. التنازل الفعلي الذي يريده الكرملين من ترامب هو في أوكرانيا وأوروبا وفي العقوبات. الأسايبع والأشهر المقبلة ستوضح ماذا ستفعل القوات الفرنسية والبريطانية والنروجية الموجودة في كنف الوجود الأميركي في سورية، وهل سيسبق الانسحاب إنهاء «داعش» أم ستُترك شوكة للاستخدام، وهل ستنسق موسكو مع واشنطن انكفاءها، وهل ستسمح لإيران أم لتركيا بملء الفراغ. وهل سيتلقف الكرملين الأكراد وقوات سورية الديموقراطية في الشمال الشرقي لحمايتهم من تركيا، وهل المقابل الذي يربحه الأميركي عودة الوئام بينه وبين الحليف التركي التقليدي، مع التداعيات على سورية الرجل المريض، الذي تتهيأ إسرائيل لسلخ الجولان منه؟ إنه انسحاب يضاعف التخبط...

 

الأكراد خاسرون دائمون في لعبة الأمم

د. خطار أبودياب/العرب//22 كانون الأول/18

حان وقت تصحيح التاريخ

أتى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا متماشيا مع أسلوبه في العزف المنفرد عبر تغريدات تويتر واختزال إدارته بشخصه ما عجل برحيل وزير الدفاع جيمس ماتيس وأربك المستشارين والمؤسسات الأميركية قبل الحلفاء والأصدقاء. من الصعب أن تكون صديقا لواشنطن في زمن ترامب، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالأكراد وهم الذين كانوا ضحية لعنة الجغرافيا والأحلاف المقدسة ضدهم، وقبل كل ذلك ضحية خياراتهم غير المدروسة وانقساماتهم.

إزاء كل التحولات في المشرق والصراعات المحتدمة منذ 2011 في إطار “اللعبة الكبرى” انطلاقا من سوريا، تصور الأكراد أنه حان وقت تصحيح التاريخ وتقسيمات ما بعد الحرب العالمية الأولى من خلال ممارسة حق تقرير المصير وفرض أنفسهم كلاعبين في رسم خارطة سوريا المستقبلية. وظن الأكراد أنهم الرقم الصعب نظرا لدورهم في الحرب ضد تنظيم داعش، لكن رهاناتهم أو حساباتهم لم تصمد أمام “الفوضى التدميرية” على أرض الواقع وتلقوا الضربة الأولى في الاستفتاء في إقليم كردستان العراقي وخسارة كركوك في سبتمبر 2017، وبعد ذلك في خسارة عفرين، جوهرة الشمال السوري. واليوم بعد قرار الانسحاب الأميركي لا تخشى “وحدات الحماية الكردية” (النواة الأساسية لقوات سوريا الديمقراطية) من خسارة الكثير من جغرافيا وجودها وسقوط هدفها بتحقيق سوريا فيدرالية تعددية، لكن هذا التخلي الأميركي والإهمال الروسي يقودان حكما إلى ضرب الحلم الكردي، وعلى الأرجح سيحصل انكفاء عسكري نحو شمال العراق مع كل المخاطر المترتبة على ذلك.

بيد أن التراجع أو الهزيمة في سوريا، وخسارة معركة في العراق، واحتواء الاحتجاج الكردي في إيران وكذلك الضغط السياسي والأمني على المكون الكردي في تركيا، لن يقوض فكرة تقرير المصير لأكبر شعب في العالم من دون دولة.

بين مصالح دولية متناقضة أو متقاطعة، وبين أصوليات قومية تبرز صورة الكردي المطارد من حقبة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. لكن ذلك لا ينحصر في الأكراد فقط، بل يطول شعوبا بعينها أو مكونات أخرى في المشرق موئل الحضارات والديانات التوحيدية، وإذ بصراع الآلهة وصراعات النفوذ على أنواعها تحول العالم العربي إلى الرجل المريض لهذا القرن كما كانت الإمبراطورية العثمانية قبل قرن.

تتردد مقولة أن لا أصدقاء للأكراد إلا جبالهم وفِي ذلك تبسيط وتهميش لمساراتهم، لأن هناك مسؤوليات ذاتية وقرارات خاطئة في التعويل على الآخرين والتحول إلى أدوات إذا لم يكن هناك من ضمانات أو من استيعاب لتعقيدات اللعبة الإقليمية ومتغيراتها. وربما ما حدا بالجانب الكردي إلى عدم التنبه لرقصة تحالفاته (قيادة جبل قنديل لها صلات مستمرة مع إيران والنظام السوري). يمكن بالطبع ‏لوم الآخرين بدلا من التعلم من الأخطاء والاستمرار في معركة غير محسوبة ضد أنقرة وقدراتها. وتبرز في هذا الحصاد مسؤولية خاصة أخلاقية وسياسية على عاتق واشنطن وحلفائها.

‏خلال معركة عفرين هلل الغرب للبيشمركة الأكراد الذين لعبوا دور الحلفاء الرئيسيين في المعركة ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية، وركزت وسائل الإعلام الأوروبية على المقاتلات الكرديات وعلى بطولات الأكراد وشجاعتهم وتضحياتهم في مواجهة الجهاديين من سنجار إلى كوباني (عين العرب) والرقة، ووصل الأمر بواشنطن والتحالف الدولي ضد الإرهاب إلى التعويل على وحدات الحماية الكردية لتكون نواة قوات سوريا الديمقراطية في السيطرة على المناطق الحساسة شمال وشرق الفرات في سوريا. لكن كما في منعطف عفرين وبعد حسم معركة “جيب هجين” ضد داعش، سرعان ما أتى قرار ترامب الذي قبل بتأجيله منذ ستة أشهر ومبررا إياه باكتمال الانتصار، وهذا ما لم يحصل بشكل كامل وحاسم، ويذكر ذلك تماما بإعلان سلفه جورج بوش الابن الانتصار في العراق في 10 مايو 2003 ولا يزال العراق حتى الآن في وضع غير مستقر. ويذكر هذا القرار بانسحابات لها تداعياتها وانعكاساتها مثل انسحاب آرييل شارون من غزة في 2005 وانسحاب إيهود باراك من لبنان في العام 2000.

يتساءل أكثر من مراقب عن النتيجة الفعلية للمعركة ضد تنظيم داعش منذ 2014، وهي تسليم العراق وسوريا بشكل أو بآخر للنفوذ الإيراني، مع جوائز ترضية للاعب التركي تحت إشراف القوة الدولية الجديدة في الشرق الأوسط أي روسيا فلاديمير بوتين.

من المبكر القيام بجرد حول الرابحين والخاسرين، ربما شاء ترامب رمي كرة النار ليتلقفها غيره، وما يُحكى عن صفقة مع تركيا غير دقيق لأن هناك ميزان قوى وتنافسا أميركيا – روسيا حول تركيا يستفيد منه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لفرض أجندته. ويتوجب عدم التقليل من أهمية العامل الداخلي الأميركي وشبح “روسيا غيت” المسلط على سيد البيت الأبيض، وربما يكون قراره حيال سوريا وسحب الكثير من القوات من أفغانستان، جزءا من مواجهته مع الكونغرس الذي يعانده من حرب اليمن إلى جدار المكسيك، وفِي خلفية القرارات تنفيذ الوعود الانتخابية قبل حملة جديدة تقترب وتطبيق لاستراتيجية بدأها الرئيس السابق باراك أوباما بالتخلي عن دور “شرطي الشرق الأوسط” والتركيز على آسيا والمحيط الهادئ إلى جانب تحريك خيوط اللعبة والتحكم بها في الشرق الأوسط الكبير عبر أسلحة العقوبات وحروب الوكالة وغيرها.

بالطبع تفقد الولايات المتحدة رافعة كبيرة لتقرير مصير التسوية في سوريا ويمكن لتركيا أن تكسب بعض المناطق في جوارها لأن تغلغلها في شرق الفرات وحتى شمال العراق سيرتبط بالسقفين الروسي والإيراني والمواقف الأوروبية والرقابة الأميركية.

في هذا الخضم المتماوج يخشى اللاعب الكردي الغرق بسبب إعصار ترامب شرق الفرات، ويطوي ذلك صفحة من التاريخ الكردي مع تراجع تياري مسعود البارزاني وعبدالله أوجلان، ويكون هناك رهان على جيل جديد يدير اللعبة بشكل أفضل من أمثال صلاح ديمرتاش القابع في السجن التركي وهو المعارض التركي الأول، وكذلك مع شباب كردي أخذ يفهم العالم بشكل أفضل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

سفير اميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد في حديث إلى الشرق الأوسط: الأكراد سيدفعون ثمن ثقتهم بالأميركيين وأوباما لم يترك لترمب الكثير من الخيارات/إيران وحزب الله أنقذا الأسد ويريدان سحق المعارضة السورية

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70272/%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82-%d9%84%d8%af%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%b1%d9%88%d8%a8%d8%b1%d8%aa-%d9%81%d9%88%d8%b1/

قال آخر سفير اميركي لدى سوريا روبرت فورد في حديث إلى «الشرق الأوسط» في لندن، إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لم يترك الكثير من الخيارات للرئيس دونالد ترمب كي يغير قواعد اللعبة لتقليص نفوذ إيران في سوريا، لافتا إلى أن الإيرانيين سيدفعون الأميركيين إلى الانسحاب من شرق سوريا كما انسحبوا من بيروت العام 1983 والعراق.

وقال فورد إن الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيين، وإن الجيش الأميركي يستخدمهم فقط لقتال «داعش» ولن يستعمل القوة للدفاع عنهم ضد قوات النظام السوري أو إيران وتركيا. وقال: «ما نفعله مع الأكراد غير أخلاقي وخطأ سياسي». وكان فورد غادر دمشق في 2012، لكن بقي مبعوث أميركا إلى سوريا إلى أن استقال في 2014 وأصبح باحثاً في «مركز الشرق الأوسط» للأبحاث في واشنطن ومدرساً في جامعة ييل. وهنا نص الحديث الذي أجري في لندن أول أمس:

* لنبدأ بنقطة مفصلية، هي زيارتك إلى حماة في يونيو (حزيران) 2011. لماذا ذهبت؟ هل تعتقد أن القرار كان حكيماً؟

– السؤالان مشروعان. لماذا ذهبت؟ الجواب سهل. توفرت لدينا معلومات أن حماة محاصرة والجيش يطوق المدينة وكنا قلقين من حصول عنف في المظاهرة في اليوم التالي. ذهبت الخميس كي أكون شاهداً على العنف إذا حصل كي أعرف من بدأه لأن السؤال في واشنطن سيكون: من بدأ العنف؟ المتظاهرون أم الحكومة؟ في حال سألوني من واشنطن وقلت إني لا أعرف لأني في دمشق لن يقبلوا جوابي. كما أني اعتقدت أنه لو أرسلت دبلوماسيين من السفارة لن يكون ذلك مؤثراً كما لو أني ذهبت بنفسي.

كما أن زيارتي تتضمن رسالة إلى الحكومة السورية أننا نأخذ المسألة جدياً ويجب ألا ترسلوا الجيش إلى المدينة. لحماة تاريخ مأساوي كما هو معروف. لم أطلب موافقة من الخارجية الأميركية. فقط قلت إنني ذاهب. أرسلت إلى جيفري فيلتمان (مساعد الوزير) الأربعاء وقلت إنني ذاهب إلى حماة الخميس والمظاهرات يوم الجمعة.

* أبلغت الحكومة السورية؟

– أرسلنا مذكرة قلنا فيها إننا سنرسل سيارة دبلوماسية مع أربعة دبلوماسيين. لم نقل إنني سأكون بين الدبلوماسيين. والترتيبات مع الخارجية السورية، تتضمن وجوب إبلاغهم قبل 48 ساعة وفي حال لم تعترض نمضي في تنفيذ ما قلنا. لذلك، سافرت مع أني لم أتوقع أن يسمح لنا بالدخول إلى حماة.

* أيضا كان هناك السفير الفرنسي اريك شوفالييه؟

– نعم في سيارة مختلفة.

* هل كان قراراً حكيماً؟

هناك جانبان. إيجابي وسلبي. إيجابي، زيارتي أظهرت للسوريين أننا مهتمون بقضايا حقوق الإنسان. إلى الآن، عندما ألتقي بسوريين يقولون لي: ذهبت إلى حماة، شكراً. أيضاً، عرفت الكثير عن المعارضة من الزيارة. قبل ذلك، لم نكن نعرف كم هم منظمون. لديهم أمنهم الخاص، قيادة موحدة، وهيئة إغاثة اقتصادية للعائلات. هذا لم يكن سبب ذهابنا، لكني تعلمت.

وهناك سلبيتان لذهابي. الأولى، الحكومة السورية استعملت زيارتي لدعم دعايتها أن الثورة السورية مؤامرة خارجية. الثانية، أحد طلابي في جامعة ييل يكتب أطروحة عنها: زيارتي وأعمالي الأخرى في سوريا في 2011. شجعت الحركة الاحتجاجية لتنمو، لكن الأميركيين لم يكونوا على استعداد لإرسال الجيش لمساعدة السوريين. ما يعني، أننا أعطينا السوريين أملاً زائفاً.

* أمل زائف؟

– هل تعرف قصة هنغاريا في 1956؟ في الحرب الباردة. (الرئيس دوايت) أيزنهاور والرئيس السوفياتي (نيكيتا) خرتشوف. وقتذاك، تظاهر الهنغاريون في بودابست. قبل ذلك، كانت هناك دعاية أميركية لمساعدة الشعوب والتظاهر ضد الشيوعية في أوروبا الشرقية بما فيها هنغاريا. الغرب كان متعاطفاً معهم. الهنغاريون انتفضوا في نوفمبر (تشرين الثاني) في 1956 خلال أزمة قناة السويس. بالطبع، الأميركيون لم يقوموا بأي شيء. الهنغاريون سحقوا بالجيش السوفياتي وكان هناك ضحايا واعتقالات واختفاء. بالنسبة إلى الهنغاريين، كانت تجربة مريعة. بعض الناس يقولون إن الزيارة التي قمت بها و(السفير) شوفالييه، كانت كما حصل في هنغاريا: أعطينا الناس أملا ثم تركناهم. لم تكن أبدا نياتنا. وكما تعرف أنني كنت أقول دائما في دمشق، إن الجيش الأميركي لم يأت. تناقشت كثيراً مع معارضين. قلت للجميع: بعد حرب العراق، لن يأتي الجيش الأميركي لمساعدتكم. قلت للناس في حماة: ابقوا سلميين. لو حصل عنف لن يأتي الجيش الأميركي.

بعض الناس سمع رسالتي، لكن ليس كل شخص. ما يعني كان هناك تشجيع حتى لو لم يكن مقصودا. جوابي، لا أظن أن السوريين تظاهروا وانتفضوا لأنهم أرادوا مساعدة أميركا بل خروج الأسد من السلطة. تظاهروا في الشوارع ليس بسبب أميركا، بل بسبب ما شاهدوه في مصر وتونس.

* بعد ذلك وفي أغسطس (آب) حصل نقاش في البيت الأبيض، ثم أعلن الرئيس باراك أوباما أنه على الأسد أن يتنحى. ماذا حصل؟

لم أتأكد في اللقاء، لكن اتصلوا بي من واشنطن لإبلاغي في دمشق. النقاش استمر أسابيع قبل ذلك. وكنت ضد تصريح أوباما.

* لماذا؟

– إذا ذهبت إلى السجلات، تجد أن آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي كان في واشنطن في نهاية يوليو (تموز) بداية أغسطس، وعقد مؤتمرا صحافياً مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. فيلتمان أبلغني بالإيميل أن كلينتون ستعلن أنه على الأسد أن يتنحى. قلت: لا تقوموا بذلك. لن يغير أي شيء هنا في دمشق، وسيعقد عملي في دمشق الذي هو معقد بما يكفي، أيضا أن المتظاهرين سيعتقدون أن الأميركيين سيقومون بشيء وهم لن يقوموا بشيء. قلت له: رجاء أبلغ الوزيرة بعدم قول ذلك. وفعلاً، لم تقل ذلك. غيروا خطابها قبل ساعة من المؤتمر الصحافي.

لكن الضغط السياسي على أوباما في واشنطن كان رهيباً. كان هناك انتقاد من الجمهوريين والديمقراطيين، وانتقاد من السوريين الأميركيين، انتقاد من دول عربية ودول أوروبية ومن الإعلام الأميركي. فيكتوريا نولاند الناطقة باسمه، كانت تسأل يومياً: هل الأسد شرعي؟

كان هناك عشرات اللقاءات. أرسلوا لي في دمشق جدول أعمال اللقاء عشية خطاب أوباما. بعد اللقاء، مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض اتصل بي. حاول الاتصال على التليفون الآمن، لكن لم يكن يعمل في دمشق. كان معطلاً. ثم اتصل بي على هاتف عادي غير آمن. قال: روبرت، تتذكر الموضوع الذي كنا نناقشه في شكل منتظم؟ قلت: نعم. قال: أجرينا لقاءات أخرى ونعتقد أن الموضوع حول القرار الخاص سنقوم به. هل تعرف عن ماذا أتحدث؟ قلت: نعم. قال: ماذا تعتقد؟ قلت: لن يغير أي شيء هنا في الحكومة. قد يغير الحركة الاحتجاجية، لكن قطعاً لن يؤدي إلى تغييرات كبيرة سياسيا. لم أستطع القول: إن الأسد لن يتنحى لأني أعرف أن المخابرات السورية تسمع اتصالي.

قال: هل ستكون في وضع آمن لو قمنا بالفعل؟ قلت: أكيد سأكون على ما يرام. كرر قوله: هل أنت متأكد. قلت: بسبب حق النقض (الفيتو) الروسي، لن تكون هناك مشكلة ولن تتعرض حياتي لخطر. أضفت: أنت تعرف أن هذا الموقف سيعقد في النهاية تحقيق الهدف الذي جئت إليه، أي الحديث مع الحكومة. قال: نحن نفهم ذلك.

هذا الخطأ الذي قمت به. كان يجب أن أقول: لا، يجب ألا يقول أوباما ذلك. لكن لأني أعرف أن هناك ضغطاً سياسيا في واشنطن، قلت له: نعم سأكون في وضع آمن، امضِ بالقرار.

* مسؤول أميركي قال لي إنه كان في الاجتماع وعارض أن يقول أوباما إن على الأسد تنفيذ قراره عسكرياً بوجوب التنحي؟

– كان يجب أن أقول للمسؤول الرفيع: إذا لم تكونوا قادرين على تنفيذ التصريح، يجب التزام الصمت.

* بعد ست سنوات، هل توقعت أن يبقى الأسد في الحكم رغم كل ما جرى وحصل في البلاد؟

نهاية 2013. كنت أعتقد أن حرب الاستنزاف ستكون قاسية على النظام وسيفاوضون على صفقة. بعضهم سيطلبون عفواً ويذهبون إلى الجزائر أو روسيا أو كوبا وسيكون هناك حكومة ائتلافية تضم ربما (رئيس مكتب الأمن القومي) علي مملوك أو (رئيس المخابرات العامة) محمد ديب زيتون تحت قيادة شخص مثل (نائب الرئيس السابق) فاروق الشرع مع المعارضة والمستقلين.

لكن، لأن الجيش النظامي السوري سيكون ضعيفاً، فإن النظام سيقبل بإنقاذ نفسه مقابل التخلي عن عائلتي الأسد ومخلوف.

* هل كنت فعلاً تعتقد أن النظام سيفاوض على نهايته؟

– نعم. هذا أكبر خطأ سياسي ارتكبته. لم أكن أتوقع أن ترسل إيران و«حزب الله» آلاف المقاتلين. لم أكن أتوقع أن يضحي «حزب الله» بسمعته في العالم العربي لأجل الأسد. كنت أعتقد أنهم سيفاوضون على ائتلاف سياسي أولا. هذا أكبر خطأ سياسي ارتكبناه. لم نكن نتوقع ذلك مطلقاً.

* هل كنت تظن أن عسكرة الحراك كان قراراً صحيحاً؟

إلى حين تركت دمشق في مارس (آذار) كنت أطالب بالحوار السياسي. بل إنني كنت أعتقد أنه بسبب موقفي في خريف 2011، سأتعرض لمشاكل في الكونغرس. سأقول لك كيف بدأ الحديث عن العسكرة. حتى عندما أغلقت السفارة وعدت إلى واشنطن في مارس 2012، كنا نقول: الحوار والحوار ولا عنف. وكنا نتمسك بمبادرة كوفي أنان (المبعوث الدولي الأسبق) ذات النقاط الست. وهي لم تكن تدعو للعنف وقف التفاوض. طبعاً، فشلت.

ثم، فريد (هوف المبعوث الأميركي) ذهب إلى الكونغرس لتقديم شهادته. في ذاك النقاش بينما كان يتحدث، سئل من عضو في الكونغرس عن العنف: هل تعتقد أنه مبرر للسوريين والحركة الاحتجاجية والمعارضة استخدام العنف؟ فريد قال: عندما يأتي شخص إلى منزلكم ليعتقلك ثم ستعذب وتقتل، الأمر الطبيعي أن تستخدم العنف ضد الهجوم على عائلتك. هذا أمر مفهوم.

كانت تلك المرة الأولى لمسؤول أميركي ليقول: إنه «أوكي» لاستخدام العنف ضد النظام. فوجئنا عندما سمعناه يقول ذلك. بدا أننا تجاوزنا خطاً أحمر. هذا جعل الكونغرس سعيداً لأنهم سمعوا ما أرادوا سماعه. لكن، من جهة أخرى، لم يكن ممكنا الاستمرار بالقول: لا للعنف، فقط الحوار خصوصاً مع استمرار التصعيد و«البراميل المتفجرة» والكيماوي. هذا بعض حمص التي دمرت.

* استقلت من منصبك في نهاية فبراير (شباط) 2014. قبل ذلك كان هناك نقاش في واشنطن حول تسليح المعارضة و«الجيش الحر» في نهاية 2012؟

– عندما تجاوز فريد هوف الخط، بدا لي أنه علينا القيام بما يمكن به للضغط على النظام وخصوصاً بعد فشل خطة أنان. وفي مايو (أيار) فشلت بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود. وقتذاك، ذهبت إلى واشنطن وزرت (مدير وكالة الاستخبارات المركزية) ديفيد بترايوس في مايو 2012. كنت أعرفه من العراق وعملنا سوية. قلت: يجب بذل جهد أكبر في سوريا ويجب الانتباه إلى تسلل الإرهابيين من العراق. ويجب أن نفكر بمساعدة المعتدلين والضغط على النظام ووقف تقدم المتطرفين. هذا يعني، يجب مساعدة المعتدلين. بترايوس نظر إلي. هو ذكي وليس غبياً. لم يقل الكثير، فقط قال: دعني أتحدث إلى جماعتي في «سي أي إيه» حول هذا الأمر.

* ثم قدم اقتراحا لتسليح المعارضة؟

– بعد شهرين تحدثت إلى كلينتون وأجريت لقاءات مع «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي أي إيه). وكان هناك اتفاق حول ما يجب فعله. يجب مساعدة المعتدلين.

* بالسلاح؟

– نعم، بالسلاح. في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) تحدثت إلى كلينتون حول الأمر. توقعت أن ترفض ذلك ولن نسلح المعارضة لأن هذا تغيير كبير في سياستنا ونريد الحوار و«بيان جنيف» وحل تفاوضي وهيئة انتقالية وطنية. كنت أتوقع أن يكون اللقاء صعباً مع كلينتون، لكن الواقع أنها وافقت فوراً لوضع حد لـ«جبهة النصرة» ودعم المعتدلين بالسلاح والمساعدات لدعم المواطنين كي نضغط على النظام ليقبل «بيان جنيف».

تعرف ماذا قالت؟

* ماذا؟

قالت أيضا: سيكون لنا نفوذ أكثر على المعارضة لقبول حل تفاوضي سياسي. كان الاجتماع مع كلينتون سهلاً. لم أكن أعرف التفاصيل. هناك صحافي أميركي قال: كلينتون التقت بترايوس في يونيو وتحدث معها عن الأمر قبل أن تلتقي به. إذن، لم يخبرني أي منهما عن الأمر.

* أوباما رفض توصية كلينتون وبترايوس بتسليح المعارضة؟

– لم يرفض، بل وضع التوصية في الدرج. في الثقافة الأميركية يعني ذلك الرفض.

* البرنامج السري لـ«سي أي إيه» بدأ بعد ذلك؟

– يجب أن أكون حذرا. لا أستطيع التحدث عن البرنامج السري. ما يمكن قوله: النقاش استمر في مناسبات عدة في الأشهر اللاحقة إلى العام 2013. وقتذاك، ظهرت تقارير أن النظام استعمل السلاح الكيماوي بكميات صغيرة في محافظة حلب وريف دمشق. وكانت هناك تقارير أن «القاعدة» و«النصرة» تزداد انتشاراً. و(جون) كيري حصل على موافقة أوباما في 2013. أول لقاء له كان عن سوريا. وتحدثت معه حول تسليح المعارضة ورفض أوباما. كيري قال: يجب القيام بذلك. قلت: الرئيس لم يوافق. ذهب إلى أوباما وتحدث عن الأمر. وعاد وقال لي: لدي موافقة من أوباما لتقديم مساعدات غير قاتلة للمعارضة. غذاء واتصالات ودواء ولباس، لكن ليس سلاحاً. سألت: ماذا عن السلاح؟ كيري قال: السلاح، لا. لكن طلب مني البدء فوراً. ثم أعلن كيري في اجتماع لـ«أصدقاء سوريا» في روما مع رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب. أول دفعة وصلت في نهاية مارس (آذار) وجاءت من الكويت.

* ماذا عن التسليح؟ متى بدأ؟

– أول تقرير صحافي في «واشنطن بوست» حول برنامج «سي أي إيه» ظهر في سبتمبر (أيلول) 2013. سأقول فقط إن مصادري الصحافية كانت ممتازة. لم أقرأ في المقال شيئا بدا خطأ بالنسبة إلي. ثم المقالات بدأت تظهر بعد سبتمبر. ثم بن رودس (مسؤول البيت الأبيض) قال بعد استخدام الكيماوي في 2013، إن الرئيس أوباما قرر «اتخاذ خطوات إضافية» من دون تحديدها.

* لكن الأسد بقي إلى 2017؟

لا، توقعت أن الجيش (النظامي) سينكمش ويعود إلى خطوط دفاعية ثم في حرب الاستنزاف، فإن بعض الجنود سيترك ثم سيحصل التفاوض. حصل بعض الشيء. بل إنهم تركوا الحدود في 2012. كنا نعتقد أنه كلما زاد سوء الوضع العسكري، فإن بعض الناس ضمن النظام سيقولون: دعونا نبدأ بالتفاوض.

* هل وضعتم قائمة بالمقبولين بأي حل؟

– وضعنا قائمة، لثلاث دوائر في النظام: الحلقة الضيقة، الدائرة الثانية، والدائرة الثالثة. طلبت من المعارضة إعداد قائمة. ليس مهماً إذا كان للأميركيين قائمة. المهم هو أن يكون للمعارضة قائمة. تحدثت لمعارضين لتقديم «قائمة سوداء» لأشخاص تعتقدون بوجوب رحيلهم. انزعجت كثيرا، لأن المعارضين يسافرون كثيرا وعندما نطلب القائمة، كانوا يقولون: نريدكم أن تتدخلوا ونريد حظراً جوياً. كنت أقول: نحن لا نتحدث عن حظر جوي، بل حل تفاوضي مع النظام.

* لم تكن واشنطن تريد تغيير النظام بل حلاً تفاوضياً؟

في 2013، قلت للمعارضة السورية: يجب أن تكونوا منفتحين إزاء الأسد. إذا أقنعتم الأسد بتغيير رئيس المخابرات الجوية والعسكرية والأمن السياسي والاستخبارات العامة. إذا تغير رئيس المصرف المركزي ووزير المال، ثم يُعين مستقلون بدلاً منهم من دون سيطرة الأسد يمكن قبول بقائه. يا إلهي!. كانوا يقولون: هذا مستحيل.

* إذن، كانت واشنطن تقبل بقاء الأسد في 2013 على عكس التصريحات؟

– نعم. لأن مفاوضات جنيف كانت لا تحقق أي تقدم. توقعت أن مفاوضات جنيف محكومة بالفشل خصوصاً بسبب الدعم الإيراني. لم أكن أتوقع الدعم الروسي. ومع الدعم الإيراني توقعت بقاء الأسد، لذلك تركت منصبي.

* في سبتمبر 2013، شاركت في مفاوضات كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف حول الاتفاق الكيماوي. هل كانت صفقة: الأسد يبقى مقابل تخليه عن الكيماوي؟

– لا، بالعكس. حصل لقاء بين كيري ولافروف حول الكيماوي وكنت حاضراً. الموضوع لم يكن الكيماوي بل مفاوضات جنيف والانتقال السياسي. نحن طلبنا اللقاء وقبل الروس حصول اللقاء. كيري قال: لا نريد انهيار الدولة. هذا ليس هدفنا. فقط نريد حكومة انتقالية ومستعدون للتفاوض. لافروف قال بطريقة مهينة وعامل كيري كطفل: جون، ما نريد للجيش السوري والجيش الحر أن يعملوا سوية لمحاربة الإرهابيين مثل «النصرة» والإرهابيين. كيري قال: سيرغي. هذا ما نريده أيضا. لافروف: إذن متفقون. كيري: لكن لا يمكن فعل ذلك بوجود الأسد ويجب أن تكون هناك هيئة انتقالية عبر التفاوض. لكن لا يمكن توقع «الجيش الحر» أن يضم الجيش السوري من دون تغيير في الحكومة. هذا مستحيل. لافروف: إذا حاولت تغيير الأسد، فإن كل النظام سينهار. قلنا: حسنا، هذا الأمر يخص التفاوض بحيث نحقق الهدف من دون ذلك. لافروف: إذا كنت تعتقد أننا سنأخذ الأسد ونعرض اللجوء، أنت مخطئ. كيري قال: لا نريد ذلك بل نريد حلا تفاوضيا وانتقالياً.

* هل اعتقدت أن لافروف كان يستخدم كيري؟

– نعم. قلت لكيري بعد توقيع الاتفاق الكيماوي: الحكومة السورية ستغش. أنت تعرف أنهم سيخدعوننا. هم (في دمشق) ليس نزيهين، ودائما يغشون. كيري قال: هذا يعود للروس. إن الروس سيمنعون النظام وأهم شيء هو نظام التحقيق والرقابة. وكيري قال: الروس وافقوا على عملية شفافة للتحقيق. قلت لكيري: تفاصيل التحقق أمر مهم لأن النظام السوري سيغش.

* ماذا تغير؟

– في بداية 2013 توقعت ذهاب الأسد ثم حصلت معركة القصير ودخل «حزب الله» في شكل كبير وغير دينامية الحرب ثم استعملوا الكيماوي وهي إشارة للضغط العسكري. وفي نهاية 2013، ماذا حصل؟ رئيس أركان «الجيش الحر» سليم إدريس والأركان تلاشوا وظهرت «أحرار الشام» و«النصرة». و«الجيش الحر» في الجنوب لم يحقق أي تقدم. والكيماوي استعمل. والإيرانيون يرسلون ميليشيات أكثر. والعراقيون يأتون إلى سوريا. كان هناك ركود كبير.

في المقابل، لم يكن هناك تصعيد أميركي. لذلك، فإن الموقف الإيراني سيتقدم. قد يتراجع الأسد، لكن سيبقى في دمشق والساحل. كنا نعتقد أن في وضع الركود فإن الأسد سيحتفظ بدمشق والساحل وحمص وحماة، لكنه لن يأخذ حلب ولن يذهب شرقاً. أي، كنا نتوقع تقسيم أمر واقع. الذي لم نكن نتوقعه، في 2014 و2015. المزيد من الإيرانيين والعراقيين والأفغان و«حزب الله» ثم روسيا ترسل قواتها الجوية.

* خطأ بالحسابات؟

– نعم كان علينا توقع ذلك. كان خطأ جسيماً. لم نكن نتوقع الركود لأنه لصالح الأسد.

* لماذا لم تغير واشنطن حالة الركود؟

– الأسد ربح. إنه منتصر، أو هو يعتقد ذلك. ربما خلال عشر سنوات سيأخذ كل البلاد. لن يحاسب النظام على السلاح الكيماوي والقتال والتعذيب و«البراميل المتفجرة» واللاجئين والنازحين. لا محاسبة. ربما الأسد لن يزور باريس أو لندن، لكن لن يذهب أحد إلى دمشق لأخذ مسؤولي النظام إلى (محاكمة في) لاهاي؟ لا أحد. ربما سيأخذ النظام بعض الوقت كي يستعيد درعا. عاجلا أو آجلا سيذهب إلى إدلب. سيساعده الروس وسيذهب إلى القامشلي ويعقد اتفاقا مع إيران وتركيا لتدمير الأكراد.

* ماذا عن الأميركيين؟ لن يحموا الأكراد؟

– هل تعتقد أن الأميركيين سيحاربون في القامشلي؟

* الأميركيون يدعمون الأكراد لتحرير الرقة من «داعش»؟

– هل سمعت مسؤولا أميركيا أو قرأت تصريحا أميركيا يقول: سندافع عن «غرب كردستان» بعد هزيمة «داعش»؟

* لا؟ ماذا يعني؟

– هل هذا بالصدفة؟ لن يدافعوا عن الكرد ضد قوات الأسد.

* يستخدمون الكرد لتحرير الرقة من «داعش» فقط؟

– نعم. لذلك، أعتقد أن ما نقوم به مع الأكراد ليس فقط غباء سياسيا، بل غير أخلاقي. الأميركيون استخدموا الأكراد لسنوات طويلة خلال حكم صدام حسين. هل تعتقد أن الأميركيين سيعاملون «الاتحاد الديمقراطي» و«وحدات حماية الشعب» في شكل مختلف عما عامل (وزير الخارجية الأسبق) هنري كيسنجر الأكراد العراقيين (عندما تخلى عنهم). بصراحة، مسؤولون أميركيون قالوا لي ذلك. الأكراد السوريون يقومون بأكبر خطأ لدى ثقتهم بالأميركيين.

* تعتقد أن المسؤولين الأميركيين يستخدمون الكرد؟

– نعم بطريقة تكتيكية ومؤقتة ولن يستخدموا الجيش الأميركي للدفاع عن «غرب كردستان» كإقليم مستقل في مستقبل سوريا.

* لكن لأول مرة الجيش الأميركي دافع عن حلفائه في «البادية السورية» ومعسكر التنف ضد حلفاء إيران؟

– لماذا فعلوا ذلك؟ ليس لدفع الأسد للوصول إلى حل سياسي وتفاوضي بل للدفاع عن مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون «داعش». هناك فرق بين محاربة «داعش» والسعي للحصول على تنازل من الأسد حول مستقبل سوريا. الأمر الأخير، إدارة ترمب لن تقوم بذلك.

* قيل إن لإدارة ترمب أولويتين: محاربة «داعش» وتقليص نفوذ إيران وإن السيطرة على شرق سوريا ستحقق الأمرين؟

– هناك بعض المسؤولين في واشنطن يعتقدون بذلك، لكن الأميركيين سيعرفون قريبا أن إيران ستصعد وأن أميركا لن يكون لديها الصبر والقوة العسكرية للقيام بتصعيد مقابل.

* ماذا يعني؟

– سينسحب الأميركيون. كما تعرف انسحبنا من بيروت في 1983 وانسحبنا من العراق أيضا.

* هل تعتقد أن «الهلال الإيراني» سيتراجع؟

– هناك «هلال إيراني» وهو موجود ولا يمكن هزيمته شرق سوريا. النفوذ الإيراني يأتي في سوريا من غرب سوريا ومطار دمشق والعلاقة بين طهران ودمشق والدعم الذي تقدمه إيران إلى النظام في دمشق.

* كيف يمكن هزيمة «الهلال الإيراني»؟

– عبر فرض حل تفاوضي على الأسد والمعارضة. لكن إيران وروسيا تقدمان الدعم للنظام وهو أخذ حلب وتدمر. لأول مرة منذ 2012، قوات الأسد على حدود العراق وليس الأكراد.

* إنها قوات تابعة لإيران؟

– صحيح، أفغانيون وإيرانيون وعراقيون….

* ما هو هدف إيران؟

– الإيرانيون يريدون إنهاء المعارضة السورية مرة واحدة وللأبد. الحل العسكري فقط. هم يفضلون طريقاً يمر بغرب كردستان والرقة ثم حلب ثم إلى لبنان. إذا استسلم الأكراد السوريون سيكون الأمر مقبولاً. لكن شرط الاستسلام الكامل وأخذ التعليمات من دمشق وإلا فإن الأكراد سيدمرون وسيكون الأتراك سعيدين بذلك ويتعاونون مع إيران ضد الأكراد.

* ما هو الهدف النهائي لترمب؟

– يريد تقليص النفوذ الإيراني هكذا سمعت من أحد مستشاري ترمب قبل أسابيع، لكن لا يعرف أن اللعبة انتهت. تأخروا كثيراً. أوباما لم يترك لإدارة ترمب الكثير من الخيارات لتحقيق هدفها.

 

عون استقبل وفدا برلمانيا فرنسيا والمنظمة الانكليزية العربية: تشكيل الحكومة أسرع من المتوقع وخطة النهوض الاقتصادي ستنطلق فورا

الجمعة 21 كانون الأول 2018 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن تشكيل الحكومة بات اسرع من المتوقع، موضحا "ان هذا التشكيل يتطلب في لبنان بعض الوقت لأن النظام اللبناني توافقي ويوجب اشراك الجميع في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة"، ومشددا على "ان مسار الاصلاح سيستكمل بعد اقرار عدد من القوانين الضرورية، وان المشاريع الكبرى التي اعتمدتها خطة النهوض الاقتصادي سيتم الانطلاق بها فور تشكيل الحكومة". وشدد عون، من جهة أخرى، على ضرورة "أن يقوم المجتمع الدولي بما عليه لحل ازمة النازحين السوريين، لا ان يعمل على تأخير عودتهم من لبنان الى سوريا بعد انتهاء الحرب فيها، وذلك من خلال ما يقوم به بعض المؤسسات الدولية لترهيبهم من هذه العودة". مواقف الرئيس عون جاءت في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا برلمانيا فرنسيا ووفد المنظمة الانكليزية العربية.

وفد برلماني فرنسي

في هذا الاطار، التقى الرئيس عون، في حضور النائب سيمون ابي رميا، وفدا نيابيا فرنسيا برئاسة النائب جان كريستوف لاغارد رئيس المجموعة البرلمانية لاتحاد الديمقراطيين والمستقلين في الجمعية الوطنية الفرنسية، الذي شكر في مستهل اللقاء رئيس الجمهورية على استقباله الوفد، "في هذا الظرف السياسي الضاغط"، معربا عن سعادته لوجوده في لبنان، ومثنيا على الاستقرار الذي ينعم به وسط اوضاع المنطقة. وأكد "العمل على توطيد العلاقات الثنائية مع لبنان لا سيما في مختلف اوجه التعاون البرلماني". ورد الرئيس عون بكلمة رحب فيها بالوفد، مشددا على أن "ما يجمع لبنان بفرنسا علاقات تاريخية تزخر بوجوه تعاون راسخ ومتنوع"، مشيرا الى اهمية الاهداف التي يسعى اليها الوفد في لبنان. ودار حوار بين أعضاء الوفد ورئيس الجمهورية الذي أشار الى أن تشكيل الحكومة "بات أسرع من المتوقع"، موضحا "ان هذا التشكيل يتطلب في لبنان بعض الوقت لأن النظام اللبناني توافقي ويوجب اشراك الجميع في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة"، ومؤكدا انه بطبعه متفائل، وان "لبنان يعاني اليوم تراكم الازمات، من الازمة الاقتصادية الى وجود العدد الكبير من النازحين، اضافة الى زمة الحرب في المنطقة التي زعزعت استقرارها بشكل عام. وهي ادت مجتمعة الى تراكم ذيولها على المستوى الداخلي اللبناني". وأشار رئيس الجمهورية الى "ان لبنان ينعم حاليا بالاستقرار بدرجة مرتفعة، بعد الانتهاء من عملية "فجر الجرود"، وقد انخفضت نسبة الجريمة الفردية الى مستويات متدنية"، مشيرا الى ان العمل سيجري مع الحكومة الجديدة على معالجة الازمة الاقتصادية وذيولها. وأمل "ان تسهم استعادة السلام في المنطقة في تنشيط الاوضاع الاقتصادية عموما وفي لبنان على وجه الخصوص"، شاكرا لفرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون "الدعم الكبير الذي قدماه للبنان من خلال تنظيم مؤتمر "سيدر" في باريس والمساهمة في مختلف مؤتمرات دعم لبنان التي جرت العام الماضي في روما وبروكسيل وآخرها في بريطانيا". وعما يجري الآن على الحدود الجنوبية، أشار الرئيس عون الى ان لبنان ملتزم القرار 1701، "فيما اسرائيل هي التي تنتهك سيادتنا لا سيما مجالنا الجوي عبر الطلعات الجوية التي تقوم بها، وهي تشكل خطرا بحد ذاتها". وأوضح ردا على سؤال عن مستقبل الاوضاع الاقتصادية في لبنان "أن مسار الاصلاح سيستكمل بعد إقرار عدد من القوانين الضرورية في ما يتعلق بالشفافية وغيرها، والتي من شأنها تسريع وضع مقررات مؤتمر "سيدر" موضع التنفيذ." وقال: "ان المشاريع الكبرى التي اعتمدتها خطة النهوض الاقتصادي سيتم الانطلاق بها فور تشكيل الحكومة".

وفد بريطاني

واستقبل الرئيس عون رئيس المنطمة الانكليزية العربية السيد نظمي اوجي يرافقه وزيرا الطاقة السابق ادوارد ديفي والخارجية السابق كيث فاز والمونسنيور شفيق ابو زيد والامين العام للمنظمة السيدة مهى الفقيه وطبيب القلب الدكتور جورج يوسف، وضعه في صورة ما تقوم به المنظمة التي تعنى بمد الجسور بين المملكة المتحدة والعالم العربي. كما تطرق البحث الى الاوضاع في لبنان والمنطقة. ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومؤكدا العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بالمملكة المتحدة، وشاكرا لها مساعداتها للجيش اللبناني. ولفت الى ان "انعقاد منتدى الاعمال والاستثمار اللبناني -البريطاني أخيرا شكل دليلا اضافيا على عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين". ردا على أسئلة الوفد، شدد رئيس الجمهورية على "ضرورة ايلاء الوضع الاقتصادي في لبنان الاهمية اللازمة بعد الازمات المتتالية التي كانت لها انعكاساتها المباشرة عليه، وآخرها ازمة النازحين السوريين التي تلقي بثقلها على كاهله رغم ضآلة موارده وذلك نتيجة وجود مليون ونصف مليون نازح على أرضه، الى جانب حوالي 500 الف فلسطيني منذ 70 عاما ما زاد نسبة الكثافة من 400 الى 600 في الكيلو متر المربع". واذ اكد ضرورة معالجة هذه الازمة التي ادت الى زيادة نسبة البطالة في لبنان، والى ازمة مالية واجتماعية وتربوية، شدد على ضروة ان يقوم المجتمع الدولي بدوره بما عليه لحل هذه الازمة لا ان يعمل على تأخير عودة النازحين الى سوريا بعد انتهاء الحرب فيها وذلك من خلال ما يقوم به بعض المؤسسات الدولية لترهيبهم من العودة. واعتبر ان بامكان غالبية النازحين الذين جاؤوا الى لبنان بسبب فقدان الغذاء في فترات الحرب العودة اليوم الى بلدهم لا سيما وانهم نزحوا من قرى لم تشهد عمليات قتالية، لافتا الى انه بامكان القسم الاخر انتظار مرحلة الاعمار.

وتناول الرئيس عون مبادرته اقامة "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" على ارضه، فشدد على ضرورة ان تكون هذه الاكاديمية برعاية الامم المتحدة ومساهمتها الى جانب المساهمة اللبنانية لاعداد جيل الشباب وتعريفه على ثقافات وحضارات الشعوب المختلفة لانه "من دون التعارف الحضاري والفكري لا يمكن الوصول الى السلام في العالم"، لافتا في هذا السياق، الى فشل عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى، ومن ثم الامم المتحدة في مهمتهما المحافظة على السلام في العالم، عازيا سبب هذا الفشل الى حقيقة ان السلام لا يقوم بين الحكومات فحسب بل بين الشعوب. وفي نهاية اللقاء، شكر الوفد للرئيس عون استقباله واعدا بانه سينقل موقف لبنان من مسألة النازحين السوريين الى وزير الخارجية البريطاني "لان لبنان لا يمكنه بمفرده مواجهة هذه الازمة"، مثمنا مبادرة رئيس الجمهورية اقامة "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" على ارضه.

المونسنيور الاشقر

وفي قصر بعبدا، خادم رعية سيدة لبنان في واشنطن المونسنيور دومينيك الاشقر والمهندس جرجي اميل الاشقر. وقد شكر المونسنيور الاشقر الرئيس عون على منحه وسام الاستحقاق اللبناني، وتكليفه السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى تقليده الوسام، كما اطلعه على اوضاع الجالية اللبنانية في واشنطن لا سيما ابناء رعية سيدة لبنان في المدينة.

احتفال مدرسة القلب الاقدس

الى ذلك، يحضر الرئيس عون مساء اليوم احتفال يوبيل 125 سنة لمدرسة القلب الاقدس -فرير الجميزة التي نشأ وتلقن علومه فيها، ويتخلله كلمات للرئيس الاقليمي لرهبنة اخوة المدارس المسيحية في الشرق الاوسط الاخ فادي صفير ومدير المدرسة سليم جريج وصلاة للمطران سيزار اسيانا وتراتيل ميلادية بلغات متعددة.

 

رئيس الجمهورية في احتفال اليوبيل ال125 لمدرسة القلب الاقدس فرير الجميزة: أرفع الدعاء ليبقى هذا الصرح التربوي كلمة حياة ورسالة رجاء

الجمعة 21 كانون الأول 2018 /مسيحية في الشرق الاوسط - الفرير للمشاركة في احتفال اليوبيل ال125 لمدرسة القلب الاقدس (فرير) في الجميزة، الذي اقيم مساء اليوم، وهي المدرسة التي تلقى الرئيس عون علومه على مقاعدها.

وكان رئيس الجمهورية وصل، عند السادسة والنصف مساء، الى مقر المدرسة، حيث كان في استقباله على البوابة الخارجية الرئيس الاقليمي لرهبنة اخوة المدارس المسيحية في الشرق الاوسط الاخ الزائر فادي صفير ومدير المدرسة سليم جريج وعدد من الاخوة ومسؤولي المدرسة.  ثم دخل الى احد الصفوف التي درس فيها، حيث التقى عددا من قدامى زملائه الطلاب في المدرسة، واستعاد معهم بعض المحطات الخاصة بأيامهم الدراسية.

بعدها، انتقل الجميع الى كنيسة المدرسة التي احتضنت برنامج الاحتفال، بحضور وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الاعمال ميشال فرعون ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي، ممثل السفير البابوي جوزيف سبيتري المونسنيور ايفان سانتوس، والنواب: نعمة طعمة، الياس بو صعب، سيمون أبي رميا، نقولا صحناوي، عماد واكيم، انطوان بانو، نديم الجميل، جان طالوزيان، وعدد من المطارنة ومن كبار الموظفين ورجال الدين، وادارة المدرسة وخريجيها، واهالي الطلاب والاساتذة.

برنامج الاحتفال

علا التصفيق داخل الكنيسة مع دخول الرئيس عون، ثم بدأ البرنامج بكلمة ترحيبية من عريف الحفل الاخ لويس مجلي، قبل ان تقدم جوقة المدرسة بقيادة السيدة نسرين الحسني ومرافقة من موسيقى الجيش اللبناني، تراتيل من وحي زمن الميلاد باللغات العربية والاجنبية.

بعدها، ألقى الاخ صفير الكلمة التالية باللغة الفرنسية في ما يلي ترجمتها: "اسمحوا لي أن أعبر اليوم أمامكم عن بهجتي العارمة في هذه الكنيسة المهيبة، في مدرسة القلب الأقدس، التي تعاقبت عليها أجيال خلال مئة وخمسة وعشرين عاما. أرحب بكم في هذا اللقاء، الذي يتيح لي فرصة مخاطبتكم في مرحلة حرجة يجتازها الوطن وتتلاعب بها أصوات متنافرة تسعى إلى ضياع تام للقيم والوطن". أضاف: "فخامة الرئيس، في خضم هذه الفوضى كانت مدارس الإخوة اللساليين وفية لتاريخها، تحرص دوما على اختيار مواصلة مهمتها في التعليم والتربية إلى جانب الشباب بخاصة الضعفاء، مع التأكيد الدائم على احترام كرامة المربين وحقوقهم". وتابع: "فخامة الرئيس، جميل أن يكرس المرء حياته لعهد. وهنا، ميزة الرجال العظماء، أولئك وحدهم هم القادرون على البقاء أوفياء لوعد كرسوا له جل حياتهم وطاقاتهم. لقد نذرتم عشرات السنين من حياتكم لخدمة بلدنا العزيز، قائدا لجيشنا. ومنذ ثلاثة أعوام، انصبت حياتكم كلها على حماية الدستور، والدفاع عن مصالح الشعب اللبناني وصون أراضيه. اعلم يا فخامة الرئيس، أن زيارتكم تشرفنا وتثير فينا فخرا مزدوجا: فنحن فخورون باستقبال شخصية وضعت مصالح شعبها فوق كل اعتبار، وفخورون أيضا بكم، بعد الرؤساء الراحلين كميل شمعون والياس سركيس، تلميذا ثالثا يتبوأ المنصب الأرفع في الدولة، أطال الله عمركم وحفظكم من أي مكروه".

وأردف: "إن مؤسسات إخوة المدارس المسيحية تحتفل هذا العام باليوبيل المزدوج: مرور 125 عاما على تأسيس مدرسة القلب الأقدس الذي رآك تكبر، ولكن أيضا مرور ثلاثماية عام على وفاة مؤسسنا القديس يوحنا دو لسال. إن حضوركم اليوم بيننا، في هذه المناسبة، يشهد على انتمائكم إلى العائلة اللسالية الجامعة، وعلى وفائكم للقيم اللسالية، ويشد على أيدينا في رسالة التربية، إذ أظهرتم التزامكم بها من خلال سن القانون الذي أنصف المعلمين. ونؤكد لكم أننا لهذا القانون الشهود الأمناء".

وختم: "فخامة الرئيس، يشرفنا أن نرحب بكم في هذه المدرسة التي نمت في صباكم قيم الأخوة والإيمان والخدمة. ونحن في غاية الامتنان لإيلائكم هذه المؤسسة الوفاء والتقدير. أهلا وسهلا بكم".

المطران اسيان

ثم اقيمت صلوات وتلي الانجيل المقدس وبعض النوايا، قبل ان يعطي مطران اللاتين في لبنان سيزار اسيان البركة الختامية، وقال: "عام 1223 عندما سئل القديس فرنسوا الاسيزي عن سبب وضعه المغارة، اجاب انه يرغب في أن يرى بعينيه حالة الفقر والتواضع التي ولد فيها ابن الله. وعندما نتأمل بالمغارة الفقيرة والمتواضعة، من الجيد ان نذكر في هذا الوقت ان الرب اراد ان يولد ابنه فقيرا ككثير من الناس في هذا العالم، ولكنه لم يرد الاذلال لابنه، وألا يولد مهمشا انما ضمن عائلة. ان الرسالة التي علينا ان نتلقفها من انجيل اليوم، هي العائلة التي قدمها لنا الله والمؤلفة من القديسين مريم ويوسف اللذين اتبعا طريقا طويلا من البر والتقوى، قبل ان يقبلا بما اعده الله لهما".

أضاف: "منذ أكثر من 300 سنة، هناك رهبان شبان تخلوا عن كل شيء وقرروا تكريس أنفسهم للرب، على غرار القديس جان باتيست دو لاسال، لخدمة الاطفال. وقد اكتشفوا أهمية ولادة أي طفل ضمن عائلة، وبنوا علاقة اولا مع الرب معطي الحياة، قبل أن يهتموا بالاولاد المهمشين الذين لا عائلة لهم، وقرروا أن يكونوا على مثال القديس يوسف، عائلة لكل طفل من هؤلاء. أتيتم منذ 125 سنة، وأنشأتم مدرسة القلب الأقدس، وكنتم العائلة لآلاف من الاولاد من دون تمييز، واعطيتم المكانة الاولى للطفل والفقير والمهمش الذي يحتاج الى عائلة كي ينمو ويواجه تحديات هذا العالم، فيصبح انسانا فخورا باهتمام الرهبان به وبتذكيره انه اولا ابن الله. كما رافقتم خلال هذه السنوات، لبنان منذ الحكم العثماني، مرورا بالحرب العالمية الاولى والانتداب الفرنسي ولبنان الكبير والحرب العالمية الثانية والحرب اللبنانية، وذكرتمونا جميعا بأننا اذا كنا نحب لبنان، علينا ان نكون جميعا عائلة كبيرة تحتضن كل من يكون على هذه الارض".

وتابع: "علمتمونا الا نفرق بين شخص وآخر، وان لبنان لا يبنى الا وفق اللقب الذي اعطي لفخامة الرئيس "بي الكل". نحن اليوم، سنضع بين يديك الوزنة التي اعطانا اياها الرب، وان نكون شعبا واحدا وابا واحدا يذكرنا بأن الحياة مقدسة، وان دعوتنا هي ان نبذل ذاتنا على غرار مار يوسف ويسوع المسيح على الصليب، كي نصل ببلدنا الى ان يكون وطن الرسالة التي يطمح اليها، ليس فقط الكنيسة وقداسة البابا يوحنا بولس الثاني، انما العالم اجمع". وختم: "لقد أوصاكم القديس دو لاسال بالتمثّل بالقديس يوسف، وكل ولد بين يديكم هو يسوع المسيح، وكل حياة مدعوة الى الخلاص والقداسة. ونرفع صلاتنا الى كل منكم وكل من بذل جهده منذ 125 سنة، كي تكملوا رسالتكم. كما نصلي من أجل الوطن كي يبقى الحاضن للجميع".

مدير المدرسة

بعدها ألقى جريج كلمة قال فيها: "اليوم سأقص عليكم "قصة أم" تخبر عنها كل الأمهات أولادها. منذ ثلاثماية عام، أم نذرت نفسها للتربية والتعليم، للخدمة والرسالة، للحق والعدالة. أم هي بدورها بنت لرهبنة كبيرة بدأت بنشر عرف طيبها، لما قرر المؤسس القديس جان باتيست دي لاسال افتتاح المدارس لتعليم الأولاد من دون تمييز في الطبقة الإجتماعية، فخلق بذلك المدرسة التي تلبي حاجة مجتمعها. هذه الرهبنة المتواجدة في ثمانين بلدا ونيف في العالم، ما زالت أمينة على مبادىء مؤسسها وقوانينه". أضاف: "مدرسة القلب الأقدس، هذه الابنة الأمينة قامت ومنذ تأسيسها بتربية الشبيبة البيروتية واللبنانية على مبادئ الأخوة والإيمان والخدمة. زرعت فيهم حب الحق والعدالة فسعوا مع من سعى إلى تحرير لبنان من نير العثمانيين ولو بثمن المشانق الباهظ، وشهدت ولادة لبنان الكبير وتطوره مع الاستقلال ليصبح الجمهورية اللبنانية الغالية، فكان أبناؤها طليعة البنائين. منها من تولى سدة الرئاسة ككميل شمعون والياس سركيس. واليوم، الرئيس الذي نفتخر به العماد ميشال عون رجل الساعة والمرحلة. فشكرا لك مدرسة القلب الأقدس على رجالات الدولة في كل الميادين ورواد الحركة الاقتصادية، الثقافية الإنمائية". وتابع: "أيتها الأم، إذا اجتمعنا اليوم فلنقم بفعل عرفان بالجميل تجاه أم رعت وما زالت ترعى صغارها تكبرهم وتطلقهم للحياة فيعودوا إلى أدراجها، يؤدون لها فعل العرفان بالجميل والاحترام، ومعرضنا الذي ستزورونه أبهى دليل على ذلك. فما مر رئيس أو قائد في لبنان، إلا وزار هذا الصرح العريق منطلقا منه للخدمة وللتالق".  وختم: "فخامة الرئيس، شكرا لأنك ما أنت، قائد فارس، أب حام، راع ومعلم علمتنا وستبقى تعلمنا أن المواقف تبني الأوطان، وأن الإنسان غاية الخدمة الأسمى. أنت القدوة لنا وللأجيال الصاعدة، مثال يحتذى به، عصامي، ابن الشعب وضميره، نحن نفتخر بك وما التفاتتك اليوم تجاه الأم، تجاه مدرسة القلب الأقدس - فرير الجميزة، تجاه مدرستك إلا أسطع برهان على أصالة معدنك وتربيتك وبعد رؤيتك. كنت ولا تزال وستبقى مثالا يحتذى. فأهلا بك في بيتك - مدرستك في القلب الاقدس".

الرئيس عون

ثم القى الرئيس عون الكلمة الآتية: "إن هذه المناسبة مهمة بالنسبة الى كل انسان وكل مسيحي، فولادة يسوع المسيح الذي ولد في مغارة، علمنا ان نكون متواضعين. واليوم، تفرح العائلات كما الاولاد، ليس فقط بولادة المسيح، بل لكونه مخلصا ولانه اتبع سيرة منذ ولادته وحتى قيامته من بين الاموات، علينا جميعا ان نتبع السيرة نفسها كي نكون مسيحيين اصيلين. اتمنى لكم ميلادا مجيدا وسنة سعيدة".

السجل الذهبي

وفي ختام الحفل، تسلم الرئيس عون من القيمين على الاخوة والمدرسة درعا تذكارية عبارة عن ارزة لبنان، قبل ان ينتقل الجميع الى قاعة مجاورة تم فيها قطع قالب حلوى للمناسبة. ودون الرئيس عون في السجل الذهبي الكلمة الآتية: "هنا على مقاعد مدرسة القلب الأقدس، حيث نشأت وتلقيت علومي، بعض من حنين والكثير من طيب الذكريات المتجلية بالقيم الانسانية والاخلاقية والوطنية، وبوجوه غابت واخرى لا زالت في الحضور. الليلة، اذ اشارك رهبنة اخوة المدارس المسيحية في الشرق الأوسط فرحة الاحتفال باليوبيل ال125 لهذا الصرح التربوي، ارفع الدعاء ان يبقى، بأبنائه ومدرسيه وإدارييه وعائلاته، كلمة حياة ورسالة رجاء تهب لبنان جيلا بعد جيل ديمومة في ضياء المعرفة وصدق البذل، اللذين لاجلهما لكم جميعا فائق التقدير". ثم جال رئيس الجمهورية والحضور في معرض للصور يحتوي على صور قديمة من ارشيف المدرسة منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا.

 

بري استقبل وفدا برلمانيا فرنسيا والسفير الايراني

الجمعة 21 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة وفدا برلمانيا فرنسيا برئاسة رئيس المجموعة البرلمانية لاتحاد الديمقراطيين والمستقلين في الجمعية الوطنية الفرنسية جان كريستوفر لاغارد ، وجرى عرض التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين . ثم استقبل السفير الايراني في لبنان محمد جلال فيروز نيا وعرض معه للاوضاع الراهنة والعلاقات الثنائية بين البلدين .

 

كرامي: اللقاء التشاوري ملتزم بمبادرة عون والحكومة يمكن ان تولد بعد ساعة اذا صفت النيات

الجمعة 21 كانون الأول 2018 /وطنية - عقد نواب "اللقاء التشاوري" اجتماعا في دارة النائب فيصل كرامي في الرملة البيضاء. وقال النائب كرامي اثر الاجتماع البيان الآتي: "بايجاز واقتضاب، اطمئن اللبنانيين حول ثلاثة امور:

اولا: ان "اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين" وخلافا لكل ما أشيع في اليومين الماضيين هو موحد باعضائه الستة وموقفه موحد.

ثانيا: اطمئنكم ايضا ان اللقاء ملتزم بالمبادرة التي أطلقها فخامة الرئيس العماد ميشال عون والتي يتابعها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والتي تتضمن ان يتمثل اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين في حكومة الوحدة الوطنية بوزير حصرا من حصته. 

ثالثا: اطمئن اللبنانيين ايضا بأن الحكومة يمكن ان تولد بعد ساعة واحدة اذا صفت النوايا لدى جميع المعنيين بولادتها، واؤكد لكم هنا ان نية اللقاء التشاوري صافية مئة بالمئة، ولن اصرح أكثر من ذلك، لأن من الحكمة استكمال اللمسات الاخيرة بعيدا عن الاعلام، واللقاء التشاوري هو في حالة انعقاد دائم واجتماعاته مفتوحة للوصول الى اللحظة التي نزف بها الى اللبنانيين البشرى المنشودة.

ودائما وابدا مصلحة لبنان هي العليا وهي البوصلة".

 

أبي نصر أعلن ترشيحه لرئاسة الرابطة المارونية:الموارنة يعيشون أزمة عميقة يحتاج الخروج منها إلى إصلاحات جذرية

الجمعة 21 كانون الأول 2018 /وطنية - أعلن النائب السابق نعمة الله أبي نصر، في بيان اليوم، ترشيحه لرئاسة الرابطة المارونية، وقال في بيان: "إنسجاما مع مساري في الشأن العام على مدى ما يقارب النصف قرن، وإيمانا مني بالدور المنوط بالرابطة المارونية في تثبيت الموارنة بأرض لبنان، وربط المهاجرين منهم بالوطن الأم. وسعيا لتحقيق التوازن والشراكة العادلة والتامة في مؤسسات الدولة اللبنانية بين جميع الطوائف. اتخذت قراري، متوكلا على الله، ومستندا إلى خبرتي، بإعلان ترشيحي لرئاسة الرابطة المارونية في الإستحقاق المنتظر في السادس عشر من شهر آذار المقبل". اضاف: "إنني إذ أعلن ترشيحي، أؤكد للمنتسبين للرابطة المارونية عزمي على التشاور معهم، طامحا إلى تشكيل فريق عمل منسجم، تجمع بين عناصره رؤية مشتركة، تأخذ في الإعتبار إنجازات المجالس التنفيذية السابقة وتطرح للمستقبل القريب خطة عمل لمشاريع تساهم في تثبيت الموارنة بأرضهم من خلال إستفادتهم من مختلف مقدراتهم المادية والفكرية والإقتصادية والعلمية والروحية لمواجهة الزمن الصعب الذي نعيشه". وتابع: "صحيح أنه ليس للرابطة أجهزة تنفيذية لتحقيق المرتجى، لكن للموارنة كنيسة فاعلة رعاياها منتشرة في كلّ أصقاع المعمورة، كما للموارنة نواب ووزراء ورئاسة جمهورية يعملون بدون كلل لترسيخ نهائية هذا الوطن بحيث يكون لجميع أبنائه دون إستثناء مهما طال الزمن". ورأى "ان تراجع الأحوال ليس قدرا مرسوما ولا مصيرا محتوما". وقال: "نحن أبناء الإيمان والرجاء، إنني على ثقة بأن وعيا جديدا يتشكل في الكنيسة كما بين العلمانيين يدفع الجميع باتجاه قررات جريئة تكون على مستوى الأزمة". اضاف: "الدولة اللبنانية والموارنة فيها يعيشون أزمة عميقة، يحتاج الخروج منها إلى إصلاحات جذرية تقتلع الفساد، وتنشر ثقافة التقشف، وتضع الإنسان غاية لا وسيلة"، معتبرا انه "لا يجوز أن يصبح التعليم كابوسا على العائلات، ولا يجوز أن يؤدي البحث عن فرص العمل إلى هجرة كثيفة للشباب وللأدمغة". وأكد انه "من غير المسموح أن يتراجع حضور الموارنة في المؤسسات والإدارات العامة ومراكز القرار، وكأنهم غرباء عن هذه الدولة. وهم علة وسبب وجودها؟!. ومن غير المسموح التلاعب بديموغرافية لبنان، وديمومة توازنات تركيبته الإجتماعية الفريدة من نوعها، لحساب هذه الفئة على حساب تلك؟! عن طريق التجنيس، والتوطين، والتهجير، والهجرة وعدم معالجة أسبابها، وبيع الأرض من غير اللبنانيين، يضاف إلى كل ذلك معضلة النزوح".

وختم: "لا يجوز أن يحصل هذا كله ونبقى مكتوفي الأيدي، لاجمي اللسان، فالمسؤولية مشتركة بين القيادات الدينية والزمنية للموارنة وغيرهم، كل واحد منا مسؤول من موقعه، على قدر مساهمته ونوعية ممارسته. علما أن نسبة الكثافة السكانية في لبنان هي الأعلى في دول الشرق الأوسط. ويكفي الرابطة المارونية أن تكلف نفسها رفع الصوت عاليا، واقتراح الأفكار، وتجميع الطاقات المارونية للنهوض من كبوة، ليست كلها من صنع الغير بل إن كثيرا منها هو من صنع أيدينا، علما أننا لا نزال نملك القدرة على تحويل الأزمات إلى فرص متى توفرت الإرادة، واجتمعت العقول والقلوب، وحسنت النوايا، الحصاد كثير والفعلة قليلون".

 

الراعي عرض الاوضاع مع درويش والوفد النيابي الفرنسي وطربيه

الجمعة 21 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، النائب علي درويش، وعرض معه للتطورات الراهنة.

الوفد الفرنسي

كما التقى الوفد النيابي الفرنسي برئاسة رئيس المجموعة البرلمانية لاتحاد الديمقراطيين والمستقلين في الجمعية الوطنية الفرنسية النائب جان كريستوف لاغارد. وقد استمع الوفد الى وجهة نظر الراعي حول الاوضاع في لبنان وخصوصا مسألة الاقليات الدينية في الشرق، اضافة الى موضوع النازحين السوريين وتداعياته على البلد.

وفي نهاية اللقاء جرى تبادل الهدايا التذكارية.

طربيه

واستقبل الراعي أيضا، رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه الذي قدم التهاني بالاعياد المجيدة، وكانت مناسبة لعرض المستجدات الداخلية ولا سيما الاقتصادية والمصرفية.

 

الراعي أمام القضاة والموظفين في المحاكم المارونية: تقتضي مهابة القضاء أن يكون قولا شرعيا يطبق فيه القانون فيأتي الحكم مطابقا للعدالة

الجمعة 21 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، القضاة والموظفين القضائيين، في بداية السنة القضائية في المحاكم المارونية، في حضور المطارنة حنا علوان، الياس سليمان ورفيق الورشا.

معوض

وألقى المونسنيور رينيه معوض كلمة باسم القضاة والموظفين جاء فيها: "في القرن الثالث قبل الميلاد، سئل الشاعر الهزلي اللاتيني "بلوت" عن افضل ما يمكن ان ينقش على ضريح زوجين توفيا، فأجاب:" قف ايها العابر وانظر العجب ، رجل وامرأة لا يتشاجران". هذا القول يدل على ان الموت وحده يوقف الخلاف بين الزوجين. وقال أحدهم يتدارسون ثلاثة اسابيع ويتحابون ثلاثة اشهر، ويتحاربون ثلاث سنوات، ويتحمل الواحد الآخر ثلاثين سنة، واولادهم يعيدون الكرة. قول متشائم جدا عن الزواج، ربما الذي اطلقه لم يوفق في حياته الزوجية، ولكن يمكن ان يكون فيه شيء من الصحة اذا لم نفهم ان الزواج هو سر مقدس، يقدسنا ويجعلنا شركاء الله في عمل الخلق، واذا لم نفهم ان ما ينتظره الرجل من المرأة وما تنتظره المرأة من الرجل هو السعادة التي لا تحد، يعني الحياة الابدية، يعني الله".

أضاف: في الزواج يجب ان نبحث عن الله لنصل اليه.تقول احدى الكاتبات الفرنسيات:" عندما تحب المرأة رجلا، انما تبحث فيه عن الله". ولكن هذا السر ىالعظيم هو اليوم، اكثر من اي وقت مضى، عرضة، احيانا للامتهان والسخرية والازدراء والخلافات والتفكك. ازاء هذا التفكك ، قال السعيد الذكر البابا بيوس الثاني عشر:" ان العائلة هي عنصر مقدس، فلست مهد البنين فحسب، بل هي ايضا مهد للوطن ومناعته وعزه، لا تصرفوا العائلة عن غايتها المثلى التي سنها الله لها. ليسلم الازواج مشعل الحياة الجسدية مع الحياة الروحية والاخلاقية والمسيحية الى الاجيال الطالعة. ولا يمكن ابتعاد الواحد عن الآخر متواصلا، ولا يحرم الاولاد سهر الاهل وحنانهم ، ولا نضحي بنمو العائلة لقاء ثروة وجاه زائلين". ان عائلاتنا اليوم اصبحت بعيدة عن هذه الحقائق ولم تعد تعيش المحبة المسيحية والرغبة في تأسيس عائلةى والبعض يعتقد ان الزواج نهاية الحب. فالحب هو اساس التعاون في العائلة منها: الضيقة المالية التي يعاني منها حاليا المجتمع اللبناني، فيسافر الزوج سعيا وراء لقمة العيش، مما يؤثر سلبا على الزوجة والعائلة. غياب الانسجام وعدم احترام جسد الآخر ورغباته، واستخدام الآخر كمادة وشيء لاشباع الغريزة. التفاوت في الالتزام الديني: احدهما ملتزم والآخر فاتر، وكلاهما يريد السيطرة بتفكيره الخاص وبتفهمه لمبادىء الدين والتقوى. الاختلاف في وجهات النظر السياسية: كل يبشر بنزعاته الحزبية وآرائه السياسية.غياب الحوار والاهداف المشتركة، غياب الثقة والغيرة المرضية. الانغماس في العلاقات مع الاصدقاء، واهمال الواجبات الزوجية المتبادلة. الادمان على العمل لجني الاموال على مصلحة العائلة".

وتابع: "كأن هذه الامور وحدها لا تكفي، فجاءتنا وسائل الاتصالات الحديثة "كالواتساب" و"الفايسبوك". صاحب الغبطة والنيافة، ليست الكنيسة وحدها مسؤولة عن هذه الاسباب ، بل تتحمل القسم الاكبر منها الدولة من خلال تردي الاوضاع الاقتصادية التي لها تأثير سلبي كبير على حياة العائلة. فالدولة غير قادرة او غير مهتمة لتأمين اهم مستلزمات العائلة من مسكن وعمل، وما زاد في الطين بلة مزاحمة اليد العاملة الاجنبية. صاحب الغبطة والنيافة، هذا ليس بغريب عن لبنان، حيث كل شيء فيه معطل، للاسف، وكنتم قد حذرتم من ذلك يا صاحب الغبطة منذ اكثر من عشرين سنة ، والمشهد كانه اليوم، وقد قلتم حينها:" كلنا مصاب بشلل، في مواقفنا شلل، في التزامنا المسيحي والانساني شلل، في شهادة حياتنا اليومية شلل، لبنان في شلل، عائلاتنا في شلل، الحياة العامة عندنا، ادارة واقتصادا وتجارة وخدمات في شلل، مؤسساتنا العامة والخاصة في شلل، بنية العائلة اللبنانية في شلل. ومع هذا الشلل المسيطر على وطننا، سنبقى متشبثين بأرضنا وإيماننا وكنيستنا، لاننا نستمد قوتنا من جسد المسيح ودمه. صاحب الغبطة، اذا الدولة تركت ابناءها، فالله لا يترك شعبه، فأرسلك قائدا ومنقذا في هذا الزمن الرديء، فأنتم بشارة لكنيستنا وراعيا لشعبها وعينا ساهرة على لبنان".

وقال: "هنا لا بد ان ننوه بزيارتكم التاريخية للاعتاب الرسولية على رأس مجمع كنيستنا المارونية ولقائكم بالحبر الاعظم البابا فرنسيس وكبار معاونيه في الدوائر الرومانية. كما نشكر لفتتكم الاخيرة نحو المحكمة وتعيينكم قضاة ومحامي عدل ووثاق وموظفين، ومن بينهم آنستان مجازتان في الحقول المدنية والكنسية. كما لا بد من شكر اصحاب السيادة المطران مارون العمار، المشرف العام على توزيع العدالة ، والمطران حنا علوان، المشرف على المحكمة الابتدائية والمطران الياس سليمان، رئيس المحكمة الاستئنافية لارشاداتهم القيمة وتوجيهاتهم الحكيمة".

وختم: "اخيرا، نتمنى لكم يا صاحب الغبطة ميلادا مجيدا وسنة جديدة وحياة هادئة ، طالبين من طفل المغارة ان يقصر هذه الايام العسيرة التي يمر بها لبنان. عشتم، عاشت الكنيسة المارونية، وعاش لبنان".

البطريرك الراعي

ثم ألقى البطريرك الراعي الكلمة الآتية:

1 - يسعدني أن أفتتح معكم السنة القضائية 2018 - 2019، ونحن على مشارف عيد الميلاد المجيد. فيطيب لي أن أبادلكم التهاني المخلصة التي أعرب عنها بإسمكم حضرة المونسنيور نبيه معوض النائب القضائي على محكمتنا الإبتدائية الموحدة. فأتمناه لكم عيدا سعيدا مليئا بالخير والنعم، كما أهنئكم بالسنة الجديدة 2019 التي نرجوها سنة سلام لوطننا الحبيب لبنان ولبلدان الشرق الأوسط، بل للعالم. وإني أشكركم على خدمة القضاء بإسم الكنيسة بإشراف وسهر إخواني السادة المطارنة: المطران الياس سليمان رئيس محكمتنا البطريركية الاستئنافية، والمطران حنا علوان المشرف على محكمتنا الابتدائية الموحدة، والمطران مارون العمار المشرف العام على توزيع العدالة. إن وجود ثلاثة مطارنة في محاكمنا فمن أجل ضمانة الخدمة الصافية للعدالة، وإنصاف المتداعين في حالات الظلم، وسماع شكواهم بتفهم وسعة صدر.

2 - تكلم المونسنيور نبيه عن قيمة الزواج كسر ومكان السعادة والحب، وعن انتهاك هذه القيمة بمختلف الأسباب، كما تظهر في الدعاوى الزواجية. فأشكره على هذه الكلمة التي تفسح في المجال للكلام عن قدسية الزواج، وخطورة الحكم بصحته أو عدمها في محاكمنا، وعن مهابة القضاء والقضاة وسائر الموظفين القضائيين.

قدسية الزواج

3 - في مقاربة الدعاوى الزواجية، يجب ألا يغيب عن بال القضاة ومحامي الوثاق أنهم أمام مسؤولية زواج هو "عهد حب بين الزوجين وسر مقدس"، قبل النظر في صحة العقد أو عدمها. إن مجموعة قوانين الكنائس الشرقية تنص على أن الزواج "عهد" أسسه الخالق ونظمه بشرائع (راجع القانون 776). وبهذه الصفة له طابع قدسي، لكونه على صورة "عهد الله مع شعبه". ولذا هو عهد مثلث الأبعاد: عهد عامودي مع الله الذي أسس الزواج ونظمه. فلا يخضع في جوهره لإرادة الزوجين، بل هما خادمان يخضعان له. وهو عهد أفقي بين الزوجين يلتزم به كل واحد منهما بإسعاد الآخر وتأمين خيره، إذ يشكلان معا جماعة حب وحياة. وهو عهد إنحداري مع الأولاد لجهة واجب إنجابهم وتربيتهم، والحفاظ على الإرث الوالدي والعائلي المنقول من جيل إلى جيل. ولذلك تنص القوانين الكنسية على أن للزواج ميزات أساسية هي الوحدة والأمانة أي الإستئثارية والديمومة أي عدم الانفصام، وأن له غايات جوهرية هي خير الزوجين و خير الأولاد (ق 776).

4 - إن عهد الزواج هذا قدسه السيد المسيح بتجسده في عائلة، ورفعه إلى رتبة سر لكي يكون أداة تقديس وخلاص للزوجين وللأولاد بالنعمة الإلهية التي تفاض عليهم، ولكي يرمم الزوجان المؤمنان النظام الذي أراده الله الخالق، لحفظ كرامة الزواج وقدسيته.

العقد الزوجي

5 - إن عهد الحب من جهة الزوجين، ونعمة السر من جهة الله، يتحققان في عقد قانوني قائم على الرضى المتبادل بين الزوجين، بوعي ومسؤولية وإدراك، ومكون من عناصر العقد الأساسية، وهي: الأهلية الخالية من أي مانع مبطل، وسلامة الرضى من أي عيب جوهري، والصيغة القانونية التي يتم فيها تبادل الرضى. إن القوانين الكنسية تنص عليها كلها بوضوح.

صحيح أن الزواج سر عندما يكون العقد صحيحا، فيصح هنا قول الرب يسوع: "ما جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متى 3:19). ولكن الزواج ينعم بحماية الشرع. ولذا، في حالة الشك يعتبر صحيحا حتى إثبات العكس" (ق 779). وإن ثبت بطلانه، يمكن بل من الأفضل تصحيحه بموجب القوانين (843-852). في كل حال يبقى على القاضي أن يحاول مصالحة الزوجين مباشرة أو بواسطة "مكتب الإصغاء والمصالحة" في المحكمة، ولاسيما لجهة الاتفاق الحبي على النفقة وحراسة الأولاد ومشاهدتهم، بدون اللجوء إلى قرارات بغيضة تترك أثرها السلبي على الأولاد.

الدعاوى بموجب القانون 818

6 - من المؤسف أن القانون 818 الذي ينص على حالات عدم القدرة على عقد زواج صحيح، قد فتح بابا واسعا أمام دعاوى بطلان الزواج، وأصبح السبب للغالبية الساحقة من الدعاوى التي تنتهي بإعلان بطلان الزواج، كما يتبين من التقارير السنوية التي تصل إلى سينودس أساقفة كنيستنا.

إن الأسباب الثلاثة التي يحددها القانون 818 هي حالات شاذة ومرضية معروفة طبيا بحيث أنها تشكل إما نقصا في الاستعمال الكافي للعقل (الحالة الأولى)، وإما نقصا في الحكم الصائب وفي إدراك الحقوق والواجبات الزوجية (الحالة الثانية)، وإما نقصا في تحمل موجبات الزواج الأساسية لأسباب ذات طبيعة نفسانية (الحالة الثالثة). وهذه كلها تتعلق بوجوب سلامة المعرفة، وحرية الإرادة في الخيار والتقرير، وواجب الالتزام بالحقوق والواجبات، لكي يكون الرضى الزوجي المتبادل فعل إرادة حرة وواعية ومدركة وملتزمة، عند عقد الزواج. ولذا يجب التمييز بين كينونة الزواج الحاصل، وحسن عيش الكينونة في واقع الحياة اليومية. إن دعاوى إعلان بطلان الزواج تدور حول كينونة الزواج الحاصل ساعة انعقاده.

القاضي والخبرة النفسية

7 - يحتاج القاضي في هذه الدعاوى إلى خبرة طبيب نفساني متحل بروح المسؤولية والتجرد وأخلاقية الوظيفة والالتزام المسيحي. لكنه يحجم عن تعيين خبير، إذا تبين له من المعطيات المتوفرة أن تعيينه غير مفيد، كما ينص القانون 1366، إما لأن الوثائق المتوفرة في أعمال الدعوى تثبت الحالة المشكو منها، وإما لأن لا شيء في أعمال الدعوى يدل على وجود هذه الحالة. فلا يجوز إرهاق المتداعين بالخبرة وكلفتها من دون داع ضروري. فإجراء الخبرة بحد ذاتها بغيض.

من واجبات القاضي ومحامي الوثاق تحديد النقاط المطلوب من الخبير الاختصاصي الإجابة عليها، بحيث تتمحور حول الحالة النفسية المشكو منها وطبيعة الانحراف أو الشذوذ، وتأثيرها على العقل والإرادة، وزمن نشأة المرض، وتقييم درجة شدته التي تفسد أو تعطل القدرة النفسية على منح رضى صحيح.لا يحق للخبير إطلاق حكم أو رأي بشأن صحة الزواج أو عدمه، لأنه بذلك يتخطى حدود صلاحياته.

8 - أما القاضي، من جهته، فعليه أن يقيم الخبرة التي هي عنصر يضاف إلى البراهين والبينات. فلكي يصدر حكمه، بموجب القانون 1291، يشترط أن يتكون لديه اليقين الأدبي حول القضية المطروحة من جميع أعمال الدعوى وبيناتها.

هذا الواجب مطلوب ليس فقط من القاضي المنفرد، ومن المقرر في المحكمة المجلسية، بل ومن القاضيين الآخرين في الهيئة الحاكمة، كما يوجب القانون 1292 عند عقد جلسة المذاكرة. وهذا ما نطالب به باستمرار، لتكون للحكم المرتكز على ثلاثة آراء قيمة علمية وقانونية.

مهابة القاضي والقضاء

9 - بما أن الحكم في بطلان الزواج أو صحته أمر خطير يتعلق بقدسية السر المقدس وبإرادة الله فتقتضي مهابة القاضي ألا يصدر حكمه وهو متأثر بأحكام مسبقة أو بمشاعر شخصية أو بتدخلات خارجية أو بصداقات أو برشوات أو بهدايا وإكراميات. بل ينبغي أن يكون ذا مناعة شخصية لا تتأثر بأي إغراء. تبقى القاعدة الأساسية إرضاء ضميره المهني الذي هو صوت الله في أعماقه، وإصدار الحكم ضمن حدود القانون وروحه.

تنتهك مهابة القاضي عندما يتخذ موقفا إيجابيا أو سلبيا تجاه الزوج أو الزوجة، قبل البدء بالنظر في الدعوى، إما لمشاعر شخصية، وإما لأحكام مسبقة.

10 - تقتضي مهابة القضاء أن يكون قولا شرعيا يطبق فيه القانون على الواقع المطروح، فيأتي الحكم مطابقا للعدالة. فمن الواجب أن يكون القسم الخاص بالقانون والتعليم والاجتهاد بمثابة نور يلقي الضوء على الحالة موضوع النقاش. فأين العدالة عندما يكون تطبيق القانون استنسابيا أو متجاوزا له؟ وعندما يحكم بالنفقة المعيشية، وإسمها يدل عليها، بقيمة مالية باهظة "لتغطية نفقات الخادمة والسائق والمصاريف غير المنظورة، بالإضافة إلى المأكل والمشرب واللباس والأقساط المدرسية وبوليصة التأمين؟ وعندما يحكم بالتعويض المالي عن بطلان الزواج للجهة المتسببة بالبطلان، وبحراسة الأولاد لها، وبخاصة إذا كان السبب خطيرا على المستوى الأخلاقي أو النفساني؟

تنتهك مهابة القضاء إذا نشأت صداقات بين قضاة ومحامين. بحيث يشاع على سبيل المثال "أنه لا يمكن للمحامي فلان أن يخسر أية دعوى أمام القاضي فلان"، أو أن "المحامي فلان "يمون" على تعيين القاضي الصديق فلان مقررا في دعوى هي بوكالته"، أو أن "القاضي فلان "يسوق" لصديقه المحامي فلان ليتوكل في دعوى معينة أو أكثر".

وتنتهك مهابة القضاء عندما تسود "الخوشبوشية" بين المحامين والموظفين القضائيين، فتسرب نتائج الأحكام قبل صدورها رسميا، وتدور الرشاوى تحت ستار الإكرامية أو الهدية.

تذكير

11 - أود في النهاية التذكير بأن التعديلات التي أجراها قداسة البابا فرنسيس في الإرادة الرسولية "يسوع العطوف الرحوم"، هي من أجل الإسراع في بت الدعاوى الزواجية، لا من أجل تسهيل إعلان بطلان الزيجات، وهي من أجل احترام حق المتداعين في أن ينالوا، خلال مدة معقولة، جواب الكنيسة لمطلبهم، ويحصلوا على العدالة. من مقتضيات الإسراع في بت الدعاوى تفرغ القضاة من مسؤوليات تلتهم أوقاتهم الهادئة واللازمة والكافية لدراسة ملفات الدعوى، والالتزام بأيام العمل والدوام المحددة في نظام المحكمة. فلا يحق لهم أن يراكموا الملفات ويماطلوا في دراستها وفي إصدار الأحكام لأنهم بذلك يظلمون المتداعين، ويضاعفون مشاكلهم، ويحملونهم على السخط وانتقاد الكنيسة.

12 - إنكم بخدمتكم لتوزيع العدالة في محاكمنا المارونية تجسدون وجه الكنيسة - الأم المعنية بأبنائها وبناتها، وتعيش بالقرب منهم لتضمد جراحهم بالرحمة والعدالة، وتسعى من خلال قوانينها وممارسة سلطتها القضائية إلى خلاص نفوسهم الذي هو شريعتها الأسمى.

أخذ الله بيدكم وبارك أعمالكم لمجده تعالى وخير النفوس ونصرة العدالة والإنصاف. ولد المسيح هللويا".

 

قائد الجيش تفقد مركز تل الأبيض في بعلبك وقدم العزاء لعائلة يزبك: الأمن خط أحمر والجيش لن يسمح لأي متفلت أن ينال من الاستقرار والسلم الأهلي

الجمعة 21 كانون الأول 2018 /وطنية - تفقد قائد الجيش العماد جوزاف عون قبل ظهر اليوم، مركز تل الأبيض عند طرف حي الشراونة في مدينة بعلبك، والتقى الضباط والعسكريين الذين تعرضوا لاعتداء يوم الخميس الماضي من قبل مجرمين خارجين على القانون، ما أدى إلى استشهاد عسكري وجرح آخرين. وتوجه عون اليهم بكلمة نوه فيها "بتضحياتهم وتفانيهم من أجل الوطن وأهله في هذه المنطقة العزيزة"، مثمنا "تفانيهم في تنفيذ المهمة الموكلة إليهم من دون تردد أو خوف"، معتبرا أن "المحافظة على الأمن في بعلبك كما في جميع المناطق اللبنانية هو على رأس أولويات المؤسسة العسكرية"، مشيرا إلى أن "الجيش يقف إلى جانب العشائر والعائلات التي تعاني في أرواحها وممتلكاتها وأمنها بسبب مجموعة ضالة خارجة على القانون". وأكد أن "الجيش لن يسمح لأي متفلت أن ينال من الاستقرار والسلم الأهلي وارتكاب التجاوزات في حق المواطنين، فمن يتطاول على الأمن يد الجيش ستطاله دون شك". فالأمن هو ركيزة من ركائز الاقتصاد وهو خط أحمر"، متوجها لمن يسأل "لماذا الجيش لم يرد بعد على هذه التجاوزات والاعتداءات"، بالقول: "الجيش هو الذي يختار التوقيت المناسب للمحاسبة والقيام بأي عمل عسكري أو أمني". وشدد العماد عون على أن "هؤلاء المجرمين والخارجين على القانون هم أمام خيار من اثنين، أن يسلموا أنفسهم أو أنَّ الجيش سيلاحقهم ويوقفهم ويسلمهم للقضاء المختص"، وتابع: "الجيش لا ينتقم وإنما يطبق القانون ونحن نقدر وقفة أهلنا الشجاعة وعدم احتكامهم الى منطق الثأر. انطلاقا من ذلك، وكما وعدت في السابق، أجدد وعدي لكل عائلات الشهداء بأن دماء أبنائهم لن تذهب هدرا". ثم انتقل العماد عون إلى بلدة نحلة لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد رؤوف حسن يزبك.

 

بعض جديد موقعي الألكتروني لليوم 21 كانون الأول/18

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

نعم طار البلد... ويا أيها السادة الحكام امامكم خياران: ان تستيقظوا او تستقيلوا

أبوأرز- إتيان صقر/21 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70253/%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A5%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D9%86%D8%B9%D9%85-%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF-%D9%88%D9%8A%D8%A7-%D8%A3%D9%8A%D9%87/

 

 

سفير اميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد في حديث إلى الشرق الأوسط: الأكراد سيدفعون ثمن ثقتهم بالأميركيين وأوباما لم يترك لترمب الكثير من الخيارات/إيران وحزب الله أنقذا الأسد ويريدان سحق المعارضة السورية

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70272/%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82-%d9%84%d8%af%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%b1%d9%88%d8%a8%d8%b1%d8%aa-%d9%81%d9%88%d8%b1/

 

 

رزمة تقارير وتحليلات وأخبار تتناول قرار ترامب الإنسحاب من شرق سوريا

21 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70275/%D8%B1%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%84-%D9%82%D8%B1/

 

 

يوم فقد حزب الله أنفاقه!

محمد قواص/العرب/20 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70207/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B5-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%AF-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A3%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%87/

 


Modesty is A Grace From Almighty
الياس بجاني: التواضع نعمة ربانية
Elias Bejjani/December 21/12/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70225/elias-bejjani-modesty-is-a-grace-from-almighty-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B6%D8%B9-%D9%86%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%A8%D8%A7/

The IDF must cut short tunnel operation, get set for repercussions from Trump’s stunning Syria withdrawal
موقع دبكا: على الجيش الإسرائيلي وضع عملية الأنفاق جانياً والتعامل مع انعكاسات انسحاب ترامب المذهل من سوريا

DEBKAfile/December 21/18
http://eliasbejjaninews.com/archives/70265/debkafile/


Analysis/Attack Tunnels on the Israel-Lebanon Border Are Only a Prelude to the Real Hezbollah Threat
تحليل سياسي من الهآرتس بقلم عاموس هاريل: ضرب الأنفاق على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية هو مجرد مقدمة لمواجهة خطر حزب الله الحقيقي

Amos Harel/Haaretz/December 21/18
http://eliasbejjaninews.com/archives/70262/amos-harel-haaretz-attack-tunnels-on-the-israel-lebanon-border-are-only-a-prelude-to-the-real-hezbollah-threat-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84/



Caroline Glick: Trump’s decision to pull forces out of Syria has upsides
تعليق من جيرازولم بوست بقلم كارولين غليك: إيجابيات قرار ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا

Caroline Glick/Jerusalem Post/December 21/18
http://eliasbejjaninews.com/archives/70269/caroline-glick-jerusalem-post-caroline-glick-trumps-decision-to-pull-forces-out-of-syria-has-upsides-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%88%D9%84/



Analysis/Syria Pullout: Israel Left With False Russian Promises and a Volatile U.S. President
تحليل سياسي من الهآرتس بقلم عاموس هاريل: الإنسحاب الأميركي من سوريا يضع إسرائيل بمواجهة وعود روسية كاذبة ورئيس أميركي متقلب

Amos Harel/Haaretz/December 21/18
http://eliasbejjaninews.com/archives/70257/amos-harel-haaretz-syria-pullout-israel-left-with-false-russian-promises-and-a-volatile-u-s-president-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87/