المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december23.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الزارع/فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حكام وسياسيين وأحزاب فجعانين

الياس بجاني/انبطاح مذل وفقدان للكرامة والذات

الياس بجاني/اللقاء التشاوري عدة شغل لاهية .. طروادية بإمتياز

الياس بجاني/من علامات نهاية الزمن

الياس بجاني/فاقد الشيء لا يعطيه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ألفرد رياشي: لوقف مذبحة السفارة الإيرانية على ألوهية المسيح

الفاشل مصيره النسيان ومزبلة التاريخ/خليل حلو/فايسبوك

الحريري غاضب ويتغيّب عن حضور ريسيتال بعبدا...

لبنان: كبا “جواد” الحل فصارت حكومة “قاب القوسين” أثراً بعد عين!

عدرا "تمرّد" على "التشاوري" محاولاً الانضمام إلى "ثلث" باسيل... فاستغنى عن خدماته الاثنان

مدير رئاسة مجلس النواب علي حمد أحد خيارات “التشاوري” بديلاً لعدرا

بري التقى الحريري… و”الشرعي الأعلى” يُحذِّر من “ابتزاز في تبادل الحقائب”

اعتقال عباس الحسيني قريب نصرالله المعارض لـ”حزب الله”

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/12/2018

بيضون لإذاعة الشرق: «الحكومة آخر فرصة أمام اللبنانيين»

جبران باسيل يتلاعب بالحقائب والأسماء

اسرار الصحف ليوم السبت 22 كانون الاول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مصادر بعبدا: خيار عدرا أتى باتفاق سياسي وأي خلل يحصل ... يعيد النظر به كاملا

هذا ما أبلغه عون وباسيل لـ"حزب الله"...

صفقة داخلية وراء تأليف الحكومة...

ضوء أخضر من إيران إلى "حزب الله"...

وزير دفاع أميركا استقال .. بربّكم كم مسؤول لبناني استقال/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

بؤر أمنية في لبنان تهدد سلطة الدولة وتمتد من مناطق نفوذ تجار المخدرات إلى المخيمات الفلسطينية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط

عون: العمل مع الحكومة العتيدة على معالجة الأزمة الاقتصادية وذيولها

جولة جديدة من التنقيب عن النفط في الفصل الأول من 2019

مقايضات في الحقائب الوزارية تسبق ولادة الحكومة اللبنانية بينها حقيبة الإعلام المعروضة على «الوطني الحر»

الحكومة: خلاف على عدرا والحقائب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: الوجود الأميركي في سورية يزعزع الاستقرار في المنطقة

أردوغان أكد أن تركيا ستتولى قتال "داعش" وبومبيو أمل تنفيذ روسيا التزاماتها

مسلحو “جيش مغاوير الثورة” في التنف يناشدون لفتح ممر آمن لعبورهم إلى الشمال

سفير سورية لدى مصر ينفي تصريحات عن زيارة أمير قطر إلى دمشق

“قسد” تنفي إجراءها محادثات مع دمشق

أميركا تتهم إيران بتأجيج اليمن… ومجلس الأمن ينشر مراقبين في الحديدة

رئيس لجنة التنسيق وصل عدن... والتحالف: المتمردون ارتكبوا 62 خرقاً

الحرس الثوري” يستقبل “جون ستينيس” بمواجهة مثيرة في الخليج

مهدي عقبائي: وزارة الخارجية وديبلوماسيوها والسفارات جزء من ما كينة إرهاب نظام الملالي بعد طرد السفير من ألبانيا وكشف المؤامرة ضد "مجاهدي خلق"

داعي الإسلام: يجب على الدول الأوروبية الرد على المؤامرات الإرهابية الايرانية

الانسحاب الأميركي من سوريا يفجّر استقالة المبعوث الأميركي للتحالف ضد داعش

بومبيو يؤكد التزام واشنطن بقتال «داعش» في العراق

فرنسا تؤكد استمرار دعمها لقوات سوريا الديمقراطية بعد الانسحاب الأميركي

وصول حاملة طائرات أميركية إلى الخليج العربي

دور إيران» في محادثات هاتفية بين نتنياهو وترمب

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة "الميلاد": باسيل يسرق الهدية وحزب الله يطارده/منير الربيع/المدن

لقاء «المنكوبين»: وزيرُنا «قيد الدرس»/ملاك عقيل/الجمهورية

الحكومة رهن تذليل العقبات/أسعد بشارة/الجمهورية

جسر جل الديب لن يكون هدية العيد... إلى متى/راكيل عتيِّق /الجمهورية

الكهرباء «تنتظر» معالجة موعودة قد لا تأتي/ايفا ابي حيدر/الجمهورية

فشل دو ميستورا لــيس شخصياً إنما أُمميّاً/جورج شاهين/الجمهورية

حزب الله يلجم طموحات باسيل الرئاسية ويستعد لمرحلة النفوذ الروسي/شادي علاء الدين/جنوبية

عبدالرحيم مراد عرّاب "سنّة حزب الله" الذي لا يقبّل يده أحد/صلاح تقي الدين/العرب

ما يجب الإلتفات إليه بينما يشكّل لبنان حكومة جديدة/حنين غدار/معهد واشنطن

الأعراف المضافة إلى اتفاق الدوحة: رئيس مكلّف يتفرّج... وتوقيع بـ«الحبر السري»/ نقولا ناصيف/الأخبار

ما مفاجأة ترامب المقبلة/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في الحفل الميلادي في قصر بعبدا: ما من وضع صعب الا وينتهي والمطلوب ان نبذل جهدا أكبر لنخلص وطننا

الشرعي الإسلامي: لإصدار مراسيم التشكيل اليوم قبل الغد

اللقاء التشاوري: نعلن سحب تسمية جواد عدرة واجتماعاتنا مفتوحة إن شاء الله

قاسم هاشم: من حقنا الا نتمثل من حصة أي كان وممثلنا يجب ان يكون ممثلا حقيقيا للقاء

السنيورة بعد خلوة مع دريان: هناك حاجة للتشكيل والتوجه نحو المعالجات الضرورية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

مثال الزارع/فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن

إنجيل القدّيس متّى13/من01حتى09/خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ البَيْت، فَجَلَسَ على شَاطئِ البُحَيْرَة. وٱحْتَشَدَتْ لَدَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيْرَة، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلى السَّفِينَةِ وجَلَس. وكَانَ الجَمْعُ كُلُّهُ واقِفًا على الشَّاطِئ. فَكَلَّمَهُم بِأَمْثَالٍ عَنْ أُمُورٍ كَثِيْرَةٍ قَائِلاً: «هُوَذَا الزَّارِعُ خَرَجَ لِيَزْرَع. وفيمَا هُوَ يَزْرَع، وقَعَ بَعْضُ الحَبِّ على جَانِبِ الطَّرِيق، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وأَكَلَتْهُ. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ تُرَابُهَا قَلِيل، فَنَبَتَ في الحَالِ لأَنَّ تُرَابَهُ لَمْ يَكُنْ عَمِيقًا. وأَشْرَقَتِ الشَّمْسُ فَٱحْتَرَق، وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَبِس. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ بَينَ الشَّوْك، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ. ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فَأَثْمَرَ بَعْضُهُ مِئَة، وبَعْضُهُ سِتِّين، وبَعْضُهُ ثَلاثِيْن. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَع!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حكام وسياسيين وأحزاب فجعانين

الياس بجاني/22 كانون الأول/18

يلي ما بدو شي لنفسه هو أقوى شي، ولأن الحكام والأحزاب فجعانين ويريدون كل شي لأنفسهم فهم أضعف شي، أما القوي فهو المحتل اللاهي.

 

انبطاح مذل وفقدان للكرامة والذات

الياس بجاني/22 كانون الأول/18

التملق الذمي للسعودية وللعروبة من بعض السياديين وال 14 آذاريين بات مؤذ ليس فقط للبنان ولهويته بل للسعودية ولكل ما هو عربي.

 

اللقاء التشاوري عدة شغل لاهية ..طروادية بإمتياز

الياس بجاني/20 كانون الأول/18

اللقاء التشاوري كذبة اخترعها حزب الله واستعملها لسرقة وزير سني وها هو الآن ينعيه ويعريه ويدفنه..عبرة لمن يعتبر!!

 

إنه فعلاً زمن مّحل وقحط

الياس بجاني/19 كانون الأول/18

لا أمل ولا رجاء من جماعة الصفقة الخطيئة فقد ادمنوا التنازلات المذلة على خلفية مداكشتهم الكراسي بالسيادة..إنه فعلاً زمن مّحل وقحط.

 

من علامات نهاية الزمن

الياس بجاني/17 كانون الأول/18

عندما تنقلب معايير أي مجتمع ويصبح فيه العهر فخراً والخير شراً والشر خيراً والدنيء بطلاً والشريف عميلاً فقل على أهله السلام.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ألفرد رياشي: لوقف مذبحة السفارة الإيرانية على ألوهية المسيح

النشرة/السبت ٢٢ كانون الأول ٢٠١٨  

http://eliasbejjaninews.com/archives/70287/%D8%A3%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AF-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B4%D9%8A-%D9%84%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

أكد الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور ألفرد رياشي، في بيان، "أننا نشجب إرتكابات السفارة الايرانية في بيروت حيث نطالب فوراً بوقف وإلغاء الحفل الذي ينظم اليوم على حجة الميلاد بينما هو وسيلة مبطنة للتعدي على صلب الايمان المسيحي عبر إنكار ألوهية ربنا يسوع المسيح إبن الله الحي والمفاخرة بتسميته "النبي" عيسى ابن مريم وربطه بذكرى الثورة الإسلامية وبسلع المعرض الإيراني". ولفت رياشي إلى "أننا نقول أنه متى وصلت الأمور إلى إقامة المهرجانات وتوقيتها بمناسبات مسيحية، خرجت المسألة عن حرية الإعتقاد وبات الموضوع مسألة استباحة المقدسات المسيحية وغزو أعيادهم عبر فرض عقائد تمس جوهر الإيمان"، مشيراً إلى أن "الفاجعة هو التجرؤ على إيراد ترنيمة إسلامية بعنوان "ماء مريم"، والمقصود فيها ماء الرحم، كما نستغرب مشاركة "هامات" مسيحية مفترضة مثل الأب كميل مبارك والبطريرك ارام الاول ونائب الاشرفية نيقولا صحناوي"، مشدداً على "أننا نعلن باننا سنقوم بخطوات تصعيدية وصولاً حتى تقديم إعتذار ومحاسبة كل المسؤولين عن هذا التطاول المستهجن".

 

الفاشل مصيره النسيان ومزبلة التاريخ

خليل حلو/فايسبوك/22 كانون الأول/18

أحياناً الصمت يعبـّر أكثر من الكلام ... لأيام خلت شعرت أنني أكرر نفسي تجاه كذب ونفاق أهل الحكم وعجزهم وفشلهم، لذلك لم أكتب شيئاً. تجمـّع الفاشلين والمستسلمين الذين يتحكمون بمصير اللبنانيين لن يجعلوا الأحرار منهم ييئسون رغماً أنه في الحلقات الإجتماعية نسمع الكثيرين يعبرون عن ياسهم ... ولكنني سئمت من هذا الكلام الذي يتكرر منذ العام 1975. الوقت هو ليس وقت التذمر والتشكي بل هو وقت نضال والحياة بدون نضال وإيمان لا معنى لها سوى أكل وشرب ونوم ولهو ... حياة قائمة على هذه الأقانيم هي حياة حيوانية. حياة الإنسان قائمة على النضال من أجل انتصار القيم الإنسانية والقيم السماوية والنضال طعمه لذيذ وفيه مخاطر جمـّة وما المخاطر سوى ثمن البقاء أحرار؟ أحراراً ولدنا ولن ندخل العبودية للذين نصـّبوا انفسهم أنصاف آلهة أي زعماء ... هم يكذبون على الناس وهؤلاء لا يحاسبونهم للألوهية! ... ولكنهم عندما يخلدون إلى النوم مساءً لا يستطيعون أن يكذبوا على أنفسهم ... فهم فاشلين! والفاشل مصيره النسيان ومزبلة التاريخ! أما الأحرار فخالدون ولو لم يكونوا زعماء. تحية إلى المناضلين الأحرار من أجل القيم ومن أجل لبنان السيد الحر والمستقل.

 

الحريري غاضب ويتغيّب عن حضور ريسيتال بعبدا...

وكالات/22 كانون الأول/18/أعلن الرئيس المكلف سعد الحريري اعتذاره عن عدم الحضور الى القصر الجمهوري في بعبدا لحضور الريستال الميلادي. وأثار اعتذار الحريري عاصفة من التأويلات وفي هذا السياق ذكرت مصادر تلفزيون "المنار" من قصر بعبدا أن اعتذار الرئيس المكلف عن عدم حضوره الرسيتال الميلادي في قصر بعبدا جاء نتيجة لقائه الرئيس بري واعلان بيان اللقاء التشاوري. وكانت معلومات للـmtv قد أشارت إلى أن اللقاء بين بري والحريري لم يكن جيداً، لافتة الى أن برّي يصرّ على كلّ الحقائب التي تمّ الإتفاق عليها وهو لن يتنازل. في موازاة ذلك قالت شخصية مقربة من التشكيل الحكومي لـ"المنار": " نحن نعيش الآن صدمة نتيجة تعرقل التشكيل وبين اليوم وبعد غد تتوضح صورة التشكيل الحكومي". وذكرت وكالة الأنباء المركزية أنه اذا لم تشكل الحكومة حتى الاثنين المقبل فسيغادر الحريري في اجازة الى ما بعد رأس السنة وترحّل الحكومة الى الـ2019.

 

لبنان: كبا “جواد” الحل فصارت حكومة “قاب القوسين” أثراً بعد عين!

عدرا "تمرّد" على "التشاوري" محاولاً الانضمام إلى "ثلث" باسيل... فاستغنى عن خدماته الاثنان

مدير رئاسة مجلس النواب علي حمد أحد خيارات “التشاوري” بديلاً لعدرا

بري التقى الحريري… و”الشرعي الأعلى” يُحذِّر من “ابتزاز في تبادل الحقائب”

بيروت- “السياسة”/السبت 22 كانون الاول 2018/وعلى “قاب القوسين” إيّاهما، كبا “جواد” الحَلّ. جَفَّلَهُ شيطان التفاصيل المتواري في عربة “التشاوري”؛ فقفز مذعوراً إلى خارج الركب. لكنَّ خيَّال “لبنان القوي”، المعنيَّ بـ”جبران الخواطر”، أمسك بعنانه، مُحاولاً جرَّهُ إلى عربة “الثلث المُعطِّل”… حركة “التشاطُر” هذه، أغضبت “حزب الله” وحلفاءه الداعمين لـ”السُّنَّة المستقلين”، فأطلقوا شياطينهم تعيث “تعقيداً” في “حبكة” تأليف الحكومة، وعلى منوالهم نَسَجَ فرقاء آخرون، مُستحضرين “عُقداً” قديمة حُلَّت منذ أشهر، تتعلق بتوزيع الحقائب طائفياً ومناطقياً… وبذا تعطلت أمس، لغة تأليف الحكومة، وعاد السياسيون اللبنانيون إلى التخاطب بلغة “العُقد”. وفيما بدا أن أجواء التشاؤم ستخيّم طويلاً على حراك تشكيل الحكومة، إلا إذا نجحت مساعٍ جديدة، بدأها أمس المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في تجاوز العقد المستجدة؛ اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنها “سابقة في تاريخ حكومات لبنان، أن يُختار شخص (في إشارة إلى جواد عدرا) لتمثيل فريق سياسي، ثم ينضمَّ إلى فريق آخر. من جانبه، تابع رئيس الجمهورية ميشال عون مشاوراته لتشكيل الحكومة، حيث التقى أمس الوزير جبران باسيل واللواء إبراهيم، كما عُقد لقاء بعيدٌ من الإعلام بين الرئيس بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، بهدف العمل على إزالة العقبات المستجدة التي حالت دون الإعلان عن ولادة الحكومة.

وأعلن عضو “اللقاء التشاوري” النائب عبدالرحيم مراد أن “جواد عدرا لم يعد يمثل اللقاء التشاوري، لأنه استمهل لإجراء مشاورات”. وقال مراد: “نحن نعتبر أن جواد عدرا سيكون من حصّة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، وبالتالي هو لا يمثل اللقاء التشاوري”. وعقب اجتماعه في دارة النائب مراد، أصدر اللقاء بياناً تلاه النائب جهاد الصمد، جاء فيه: “جواد عدرا لم يعتبر نفسه ممثلاً للقاء التشاوري، لذا قررنا سحب ترشيحه”. وفيما أعاد استبعاد عدرا مشاورات التأليف الحكومي إلى النقطة الصفر، نقلت قناة “أم تي في” مساءً عن مصادر مطلعة، أن “اسم المدير العام لشؤون الرئاسة في مجلس النواب علي حمد هو أحد الخيارات المتاحة”، مشيرة إلى أن “اسم حمد قدّمه سابقاً النائب قاسم هاشم، إضافة إلى اسم جواد عدرا”. وردّاً على سؤال، أجاب النائب هاشم أن “الخيارات مفتوحة، وعملية العودة إلى اسم علي حمد قد تكون مطروحة على طاولة اللقاء التشاوري”. وفي حديث لـ”إذاعة لبنان الحر”، قال هاشم إن “اللقاء التشاوري لا يفتعل مشكلة مع أحد، والواضح للجميع أن هناك إقراراً بحق اللقاء بأن يكون له ممثل في الحكومة المنتظرة (…) لم نقل إننا نستهدف الحصول على حقنا مقابل انتزاع حقٍّ آخر لأي كان، سواء لرئيس الجمهورية أو لغيره، إنما عندما أقر الجميع بحقنا ان نتمثل كلقاء تشاوري، فمن حقنا ألا نتمثل من حصّة أيٍّ كان، وهذا الممثل يجب ان يكون ممثلاً حقيقياً للقاء وفق ما يتم التفاهم عليه”.

وعن العرقلة التي حصلت في الساعات الماضية، قال هاشم: “فليُسأل المعنيون، لسنا معنيين بهذا الأمر، والدليل ما حصل بالأمس (…) في موضوع عقدة الحقائب”. وعمّا إذا كان يغمز من قناة الوزير جبران باسيل، قال هاشم: “الأمر واضح. هناك حقائب كان متفقاً عليها مع الرئيس المكلف، ولأمر ما، لم نعلم ما هي الدوافع والأسباب، وفي وقت كان ينتظر فيه اللبنانيون إعلان الحكومة، إذ بالعقد تُستولد واحدة تلو الأخرى”. وعن احتمال إعلان الحكومة في العطلة الأسبوعية، قال هاشم: “نحن في لبنان، بلد المفاجآت، قد تحل اليوم في خلال ساعة أو أقل، وقد تتعقد. هذا الأمر يتوقف على الاتصالات والمشاورات الجارية على أكثر من صعيد”. في السياق، رأى الرئيس فؤاد السنيورة أن هناك “ابتداعاً لمشكلات من أجل تأخير تشكيل الحكومة، والتذاكي على الناس”. وقال، بعد لقائه مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان في دار الفتوى أمس: “هذه المشكلات لا تقنع أحداً، وليس لأحد مصلحة في تأخير تشكيل الحكومة واستمرار الوضع على حاله”. وأضاف السنيورة، أن “اللقاء التشاوري لم يشارك بالاستشارات الملزمة، ولا بالاستشارات الحكومية، وما حصل مشاكل مختلقة”. كذلك حذر “المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى”، الذي اجتمع برئاسة المفتي دريان أمس، من “أي ابتزاز سياسي من قبل البعض، على صعيد تبادل الحقائب الوزارية، ما يشكل عقبة جديدة يتحمّل أصحابها المسؤولية”، مشدداً على أهمية “إصدار مراسيم تشكيل الحكومة اليوم، لأن أي تأخير ينعكس سلباً على مصلحة الوطن والناس”. وأشار المجلس إلى أن مشاورات التشكيل، بين رئيس الحكومة المكلف والسياسيين “وصلت إلى خواتيمها”، داعياً إلى “الالتفاف حول الحريري في الجهود التي يقوم بها مع رئيس الجمهورية للخروج من الأزمة”. وبسخريته المعهودة، علق النائب السابق وليد جنبلاط على أزمة تشكيل الحكومة، إذ نشر على “تويتر” صورة تشبه السيرك، وأرفقها بتعليق: “حكومة الوحدة الوطنية”. أما رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل فكتب على “تويتر” أيضاً: “أكثر من 7 أشهر من دون حكومة، كرمال وزير بالزايد ووزير بالناقص، أو حقيبة من هون وحقيبة من هونيك، في وقت الناس موجوعة والاقتصاد منهار”. وأضاف: “مسلسل تشكيل الحكومة معيب ومهين لكل مواطن لبناني يحب بلده”.

 

اعتقال عباس الحسيني قريب نصرالله المعارض لـ”حزب الله”

بيروت- “السياسة” ”/السبت 22 كانون الاول 2018/اعتقلت السلطات اللبنانية المدعو عباس الحسيني، وأودعته سجن بعبدا، وذلك بعد أيام من استدعائه إلى القضاء، ورفضه التوقيع على تعهّد بعدم التعرض للأحزاب اللبنانية، وخصوصاً “حزب الله”. والحسيني من أقارب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، لكنه من أشدّ معارضي الحزب، وينشط في الكتابة ضده على شبكات التواصل الاجتماعي. وكان الحزب قد رفع ضدّه دعوى في وقت سابق، أوقفته على إثرها السلطات في صيدا. كما سبق للحزب أن اعتقله قبل مدة بتهمة التواصل مع إسرائيل، حيث تعرّض للتعذيب لمدة شهر، قبل أن يطلق سراحه. من جانب آخر، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون أن المحافظة على الأمن في بعلبك، كما في جميع المناطق اللبنانية، هي على رأس أولويات المؤسسة العسكرية، مشيراً، خلال تفقده مركزاً للجيش في حي الشراونة في بعلبك، إلى أن “الجيش يقف إلى جانب العشائر والعائلات التي تعاني في أرواحها وممتلكاتها وأمنها بسبب مجموعة ضالة خارجة على القانون”.]

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/12/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

المسار الحكومي إلى الأمام تارة، وإلى الخلف تارة أخرى، وسط إستعدادات لتحركات شعبية غدا إحتجاجا على الوضع الاقتصادي.

اللافت ان من يدفع إلى هذه التحركات، هو أحزاب لهم في السلطة وخارجها مواقع يفترض ان تساعد في إكمال المسار الحكومي وليس زيادة الطين بلة.

المسار الحكومي عالق بإشكالات الساعات الأخيرة المتصلة بأفكار تبديل بعض الحقائب وهو ما لم ينجح، إضافة إلى الاختلاف في "اللقاء التشاوري" على إسم الشخصية التي تمثله، رغم ان الشخصية التي ستوزر ستكون من حصة رئيس الجمهورية.

ولقد كان تداول بالمسار الحكومي في اجتماع في عين التينة، بعيدا عن الأضواء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.

ويواصل الرئيس الحريري تحركه واتصالاته لحل الإشكالات والتوجه إلى القصر الجمهوري لإعلان الحكومة وصدور مراسيمها.

وفي بعبدا، مواكبة رئاسية لأجواء المسار الحكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لعنة التباطؤ تضرب الإندفاعة التي كان يفترض أن تأتي بالحكومة أمس أو اليوم، لكن الضوء الأخضر الذي أنار النفق المظلم في الآونة الأخيرة لم ينطفىء، وعلى هديه تتواصل المساعي في السر والعلن للقضاء على الشياطين التي أطلت برأسها من شبابيك التفاصيل.

التعقيدات تنحصر حاليا على مستويين: تمثيل "اللقاء التشاوري" في الحكومة العتيدة، ومحاولات البعض إعادة توزيع الحقائب الوزارية.

على المستوى الأول اجتماع ل"القاء التشاوري" بكامل أعضائه، خلص إلى سحب تسمية جواد عدرا من اللائحة المقدمة لرئيس الجمهورية، لأنه رفض التعهد بأنه سيكون ممثلا حصرا للنواب الستة المستقلين.

وفي الأسباب الموجبة لهذا القرار، لفت "اللقاء التشاوري" إلى ظهور قطبة مخفية أصبحت علنية بعد تعامله مع مبادرة رئيس الجمهورية وآلية اللواء عباس إبراهيم بإيجابية وانفتاح.

القرار التشاوري يأتي غداة محاولات للوزير جبران باسيل لضم عدرا إلى تكتل "لبنان القوي" من جهة، ولإعادة توزيع الحقائب من جهة أخرى. وقد استرعى الإنتباه أنه كان يحكى عن أن كل شيء جاهز ولا ينقص إلا الأسماء، فلماذا أثيرت الآن مسألة الحقائب؟.

وفي هذا الشأن، برز موقف للمجلس الشرعي الاسلامي الذي حذر بعد اجتماع طارىء، من أي ابتزاز سياسي على صعيد الحقائب الوزارية، داعيا لإصدار مراسيم التشكيل اليوم قبل الغد.

على أي حال، تتواصل الاتصالات والمشاورات على الخط الحكومي، وبعدما كان يتوقع أن تتوج باجتماع يعقده الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري على هامش مشاركتهما في ريسيتال ميلادي في قصر بعبدا، اعتذر الرئيس المكلف عن عدم الحضور لأسباب قيل أنها متصلة بارتباطات أخرى له.

أما عين التينة، فكان الرئيس الحريري قد قصدها، واجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بعيدا من الإعلام. الرئيس بري قال في وقت سابق إن "الأمور كانت ماشية، ولا أحد يستطيع أن يتحمل أكثر". وأضاف: "إن الموضوع الحكومي صار كبيرا جدا وضاغطا بشكل أكبر على الجميع". وتابع: "لا أريد أن أتشاءم، فالتعقيدات الموجودة يمكن أن تحل بين ليلة وضحاها.

أما الزعيم "الإشتراكي" وليد جنبلاط فكان يعلق ساخرا في الفضاء الإفتراضي، ناشرا على "تويتر" صورا ذات مغاز، ومطلقا تغريدة أولى فيها إشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها محليا، ثم أسندها بثانية مناقضة جاء فيها: إن حكومة الوحدة الوطنية لم يعد معترف بها محليا ولا بد من مزيد من التشاور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

محركات تأليف الحكومة توقفت فجأة، فيما كانت الأنظار تتجه للاعلان عن ولادتها اليوم. ونشطت في المقابل محركات التأخير والعرقلة على محورين: محور التباينات المستجدة حول الحقائب ورفض أي طرف تبني تولي وزارة الاعلام والتشدد بحقائب أخرى، ومحور نواب سنة الثامن من آذار الذين اجتمعوا على سحب اسم المرشح للتوزير جواد عدرا، والعودة بالأمور إلى مربع التعطيل الأول.

وفي ضوء هذه المستجدات، لم تسفر المساعي التي تولاها الرئيس المكلف سعد الحريري طوال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في تذليل العقد المستجدة، على الرغم من محاولاته المتعددة لتدوير الزوايا واعادة ترتيب سلم الحقائب بما يرضي الجميع ويوقف مسلسل هدر الوقت وتعطيل تأليف الحكومة.

الرئيس الحريري الذي التزم "بيت الوسط"، بعد اجتماعه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، التزم الصمت الكامل، كما التزمت مصادر "بيت الوسط" الصمت نفسه؛ في ما بدا وكأنه تعبير عن حال التململ التي تعيشها أوساط الرئيس المكلف في انتظار ان تنجلي الأمور عن مستجدات جديدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

سحب اسم من التداول الوزاري ولم يسحب الحل، إذا أراد المعنيون العبور بالبلد إلى الشاطئ الحكومي، فالأمر ممكن وفق المبادرة الرئاسية التي لا زالت ترفدها أسماء أربعة وضعها النواب الستة في عهدة رئيس الجمهورية.

جواد عدرا لم يعد يمثل "اللقاء التشاوري"، قال نوابه المجتمعون لتشاور مفتوح، والمجمعون على أن من يسمونه لتولي مقعدهم الوزاري يجب ان يمثلهم حصرا، وهو ما لم يتوفر بموقف عدرا، وللرئيس الخيار بين الأسماء المتبقية. أما الوكيل الحصري للمبادرة الرئاسية اللواء عباس ابراهيم، فقد قال ل"المنار" إن مهمته قد أنجزت، وإن عملية التشكيل في عهدة السياسيين.

وفي عهدتهم أكثر من اشكالية من سيشغل مقعد "اللقاء التشاوري"، فمشاوراتهم دلت على أزمة تعود إلى صلب توزيع الحقائب، في حقبة زمنية يفترض انها قد تجاوزت هذه الجدلية. أما اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن حضور الريسيتال الميلادي في بعبدا، فقد ترك جدلية تطال كل مسار التشكيل، وإن بررها مكتبه الاعلامي بارتباطه بمواعيد أخرى.

موعد آخر مع رئيس مجلس النواب زاد من التساؤلات، فلقاء الربع ساعة بين الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري انتهى بلا تصريح، فيما الكلام الصريح الذي رشح عن اللقاء ان الرئيس بري رافض لمحاولات مناقلات الحقائب في ربع الساعة الأخيرة التي أعادت تعقيد الأمور.

أما المطلوب اليوم فجهد أكبر لانقاذ البلاد، كما قال الرئيس ميشال عون في نهاية الريسيتال.

وفي نهاية مشهد اليوم يبقى السؤال، هل عاد اللبنانيون إلى الدعاء كمسار الزامي وحيد زمن الميلاد المجيد، عله بشفاعة رسول السلام ان يسلم لبنان من واقعه المرير، ويولد الأمل من بين أفكار الشؤم المسيطرة على عقول وممارسات الكثيرين، الذين يمتهنون تضييق ما رحب في شتى الميادين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

عندما يقول رئيس الجمهورية إن تشكيل الحكومة أسرع من المتوقع، وعندما يعلن رئيس المجلس النيابي ان الفول اجتمع أخيرا مع المكيول، وبلغت الحكومة خط الوصول مع انتهاء الأمتار الأخيرة من السباق، كما أعلن الرئيس المكلف، وعندما يعلن وزير المال ان الحكومة أسرع من لمح الصر، وعندما يقول وزير الخارجية إن الحكومة مسألة أيام وهي العيدية، وعندما يتوج كاسر الأمواج وكاسحة الألغام العباس ابراهيم مساعيه بالقول إن ميلاد الحكومة وميلاد السيد المسيح فأل خير للبنان، عندما تجتمع الايجابيات في مواقف هذه الشخصيات من جهة، وتنصب الحواجز والعوائق أمام الأمتار الأخيرة من التأليف من جهة ثانية، فهذا معناه ان وراء الأكمة ما وراءها، وان الإحجام بعد الإقدام يخفي نيات تسميم الأجواء وتعميم الاحباط وتحجيم الكبار، وهذا حلم لا بل وهم لن يتحقق.

على ضفاف المبادرة التي قادها بجدارة وحكمة واقتدار اللواء عباس ابراهيم، مكلفا ومفوضا من رئيس البلاد، وكان مقدرا لها ان تعبر مجرى التأليف بسلام لتصل بأمان إلى بر بعبدا، نبتت فجأة فطريات اقتحمت المشهد، وأخذت لها مكانا في الصورة ما قبل التذكارية للحكومة العتيدة.

خلط أوراق أم حرق أوراق أم محاولة لاغراق الحكومة لتعويم طرح جديد- قديم؟. "اللقاء التشاوري" يسحب تسمية جواد عدرا، الذي لم تلتقط صورة له مع "اللقاء التشاوري" الذي سماه وعاد اليوم وأنكره قيل صياح ديك التوليفة النهائية. قاسم هاشم سماه لكن التشاوري لم يتبنه. جواد عدرا مسمى من "التشاوري" لكنه من حصة رئيس الجمهورية، قرر ان يلتزم مستقبلا بما يقرره الرئيس وليس "التشاوري". سحبت منه الثقة قبل طرحها في الحكومة. غادر ولم يعد إلى "التشاوري" الذي بدأ البحث عن بديل للبديل، بما ان الأصيل من بين الستة ممنوع من الصرف عند رئيس حكومة تصريف الأعمال.

لكن وعلى الرغم من الغيمة السوداء التي اعترضت سماء صافية اليوم، فإن الأرصاد السياسية لا تتوقع عاصفة حكومية، ولا انحسارا في الأجواء الواقعية، بل المزيد من جهود التذليل، ومساعي التسهيل في الساعات المقبلة، لقطع الطريق على نقيق بعض الضفادع، ونعيق بعض الغربان، ووجوه البوم الذين يسارعون إلى ملء الفضاء والسماء والأجواء بما تجود به حماقتهم وضحالتهم من تنبؤات صفراء وتوقعات جوفاء.

الزمن زمن ميلاد، أي زمن تجسد المخلص، وسنخلص وطننا ونوصله إلى بر الأمان، كما قال الرئيس عون قبل قليل في بعبدا، وهكذا سيكون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إذا صدق أحدنا ان الحكومة كادت ان تتشكل، وكان سيقدمها المسؤولون هدية الأعياد للبنانيين، فيمكن اللبنانيين بدءا من اللحظة السؤال عمن هم المسوخ الخضر الذين سرقوا الهدية والعيد منهم. لكن اللبنانيين لم يدعوا يوما على سارقيهم، وهم لن يدعون اليوم طبعا، فالسارقون في نظرهم ظرفاء وقلوب اللبنانيين أكبر من جيوبهم و"نعيش وناكل غيرا".

بعيدا من العيد الشهيد، وللاجابة بوضوح عما حصل حتى حصل ما حصل، يجب قسمة التطورات إلى 3 فصول، الأول أخلاقي، فالاتفاق على جواد عدرا لم يكن صادقا، ومنذ البداية اعتبر "اللقاء التشاوري" أنه غرر به، بل فرض عليه عدرا بتواطؤ نادر بين الرئيس بري والوزير باسيل، وسرعان ما حسب الجميع انه بإمكانه وضع عدرا في جيبه فإذ به يخيبهم.

الفصل الثاني سعى "التيار الحر" إلى سحب عدرا إلى تكتله الوزاري، ولأن يكون من حصة الرئيس عون، ما أثار غضب الرئيس بري الذي عبر إعلامه عنه بوضوح، وغضب "حزب الله" المكتوم الذي لم يقبل ان يستعيد "التيار الحر" الثلث الوزاري المعطل.

الفصل الثالث جاء من خارج السياق، وهو يبرئ عدرا و"التشاوري" نسبيا من تحمل وزر كل الجريمة، فلا ننسى انه وبالتوازي مع اندلاع أزمة عدرا، جرت عملية قنص وخربطة سافرة للتوزيعة الوزارية، حقائب وأسماء من الوزير باسيل الذي نجح في استدراج الرئيس الحريري إلى لعبة استبدال بعض الحقائب واستهداف بعض الأسماء والمذاهب، علما بأن هذه التوزيعة استهلكت أكثر من 3 أشهر مضنية للتوافق عليها، وقد اصطدمت المحاولة برفض علني من "الاشتراكي" و"أمل" و"حزب الله" و"القوات" و"المردة"، أما النتيجة فتعرفونها: طار عدرا من جنة "التشاوري" وطارت الحكومة إلى أجل غير مسمى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

هل تسمعون؟، "الناس ميتة من الجوع" وصوتهم كمن ينادي في البرية. دنياهم ليست بخير، ودنياكم بألف خير. هم يبحثون عن الفلس لادخال فرحة عيد الميلاد إلى منازلهم، بعدما مر عيدا الفطر والأضحى ومنازلهم تلك فقرت نتيجة أعمالكم، أما أنتم فموائدكم فخمة وهداياكم براقة تشع تحت شجرة العيد.

من أعطاكم الحق بعدما فقرتم شعبكم على مدى ثلاثة عقود، بنزع الأمل منه؟. من أعطاكم الحق بالتلاعب بمصير اللبنانيين وبالضحك عليهم؟. من أعطاكم الحق بأن تعلنوا ان الحكومة على الأبواب وقبل العيد، لتقولوا بعد ساعات ان الأمور عادت إلى المربع الأول؟، والاهم، لماذا؟. لأنكم وكالعادة غلبتم الطائفية والمذهبية والمحاصصة على كل شيء آخر.

من أوهمكم ان اللبنانيين يكترثون ل"اللقاء التشاوري"، ومن حصة من سيحسب الوزير السني الذي سيسميه اللقاء؟. من أوهمكم ان اللبنانيين يكترثون لتعداد الموارنة والكاثوليك وغيرهم من المذاهب في الحكومة المقبلة، ومن أوهمكم انهم يكترثون للخلل المذهبي في الكتل الكبيرة؟. من قال إنهم يكترثون لمن ستعود وزارة البيئة أو وزارة الصناعة أو حتى وزارة الاعلام؟.

ما يريده اللبنانيون في واد، وأنتم في واد. ووادي السياسة التي تتبعونها أوصلتنا جميعا إلى الآتي:

- مبادرة اللواء ابرهيم بشقها السياسي سقطت بالكامل، وسقط معها اسم جواد عدرا وزيرا ممثلا ل"اللقاء التشاوري"، ما يفتح الباب أمام احتمال عقد اجتماع في أي ساعة بين "اللقاء التشاوري" و"حزب الله" للبحث في الخطوة المقبلة.

- اللواء ابرهيم يحمل القوى السياسية مسؤولية تأليف الحكومة، كون توزيع الحقائب لم يكن من مهامه أصلا.

- ما بات يسميه البعض بالعقدة الباسيلية المتمثلة برفض اعتبار عدرا من حصة "اللقاء التشاوري"، أطاح بكل جهود التأليف وخلق مشكلة عودة البحث ليس فقط في تمثيل "اللقاء التشاوري" إنما أيضا في توزيع الحقائب.

- الرئيس الحريري غاضب، وغضبه ترجم عبر اعتذاره عن عدم حضور الريسيتال الميلادي في قصر بعبدا، في وقت تحدثت معلومات خاصة بالـLBCI ان لقاءه القصير والرئيس بري كان متوترا وانتهى سلبيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا شفاعة عدرا نفعت ولا أمنية حكومة الميلاد المجيد تحققت. "اللقاء التشاؤمي" تخلى عن جواده الرابح ليتحول إلى حصان طروادة التسويف لا التأليف. زيارة جواد عدرا دارة فيصل كرامي، كانت كافية لنسف تفاؤل الساعات الماضية بقرب الولادة السباعية. فالرجل لا يرضى بأداء دور الكومبارس في مسرحية التمثيل الحصري. و"التشاوري" في المقابل قلب الطاولة على مؤلفيها.

وفي المعلومات، رئيس الجمهورية يرفض معادلة الوزير الملك، أو الوزير اللغم القادر على تفجير الحكومة في أي لحظة. ورئيس التيار القوي يصر على أن يكون عدرا من حصة الرئيس وتياره أو لا يكون. وبذلك عود إلى الوصية الحادية عشرة: الثلث المعطل.

"حزب الله"، رأى أن تغيير أي بند من بنود مبادرة اللواء عباس ابراهيم الخماسية، يعني نسفها كليا. رادارات النائب وليد جنبلاط رصدت سقوط الاعتراف المحلي بحكومة الوحدة الوطنية قبل ولادتها. اللواء عباس ابراهيم رأى أن مهمته أنجزت ولا علاقة له بنزاع تناتش الحصص والحقائب، فهو حرر "المخطوفين" لكن جهة خاطفة أخرى أعادت ربط النزاع.

أما الرئيس المكلف فلم يكلف نفسه تقديم تشكيلة قال بلسانه إنها أنجزت، واكتفى بزيارة عراب جواد الحل، ليجد أن طبخة الرئيس نبيه بري لم تنضج بعد، فعلى حد قوله للاعلاميين: ما قلتلكن ما تقولوا فول تيصير بالمكيول.

وفي وقت انتظر اللبنانيون خبر وصول الحريري إلى بعبدا لاعلان عيدية الأعياد، اعتذر الرئيس المكلف حتى عن حضور الريسيتال الميلادي في القصر الجمهوري، منعا لالتقاء الساكنين. الاعتذار عن الحضور السماوي، يضع الحريري على درب الالام وليس في مغارة الميلاد. ولا يبدو ان أحدا يتطلع إلى هذه الجلجلة، فالقصر الذي دخل إلى العيد، بعيد عن هموم بلد على فوهة جبران، فيما الرئيس القوي يشهد على عداد الوقت الضائع من عمر العهد. سبعة أشهر والرئيس المكلف يضرب الوعود بعرض الحقائب، ليتراجع عنها ويعيد توزيعها وفق بعثرة الاتفاقات المبرمة مع معظم الأطراف.

أحرقوا الوقت والعهد والمرشحين معا، وضمنا جواد عدرا، رجل الاحصاءات الأكثر دقة، والذي حسبها وحسمها لصالح بقائه معادلة غير خاضعة للمساومات. اليوم اقترب العيد وابتعدت الحكومة. الحقيبة تطير من طرف إلى آخر، وما يلتزم به الحريري مع "التيار" يتراجع عنه مع الثنائي الشيعي. زحمة تعقيدات تطغى على زحمة السير في موسم الأعياد، وما على اللبنانيين إلا التضرع: "يا عدرا شدي القدرة".

 

بيضون لإذاعة الشرق: «الحكومة آخر فرصة أمام اللبنانيين»

22/جنوبية/22 كانون الثاني/18/اعتبر الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن “الحكومة المزمع تشكيلها هي حكومة النفس الأخير، والموضوع يتجاوز ربح الوزير باسيل بتسجيل نقاط على الدكتور جعجع، وحرب حزب الله على الرئيس الحريري منذ سنتين للحصول على ثلث التمثيل السني في الحكومة، والالتفاف على وليد جنبلاط”. اكد بيضون أن “الأمر يتجاوز ذلك فخلال الأشهر القليلة المقبلة ستتم ترجمة النوايا تجاه الرئيس الحريري، فهل سيسمح له بالعمل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإطلاق يده في الملف الاقتصادي والاجتماعي، والمباشرة بالإصلاحات المطلوبة، ووضع حد لعجز الموازنة، وتنفيذ برامج سيدر وغير سيدر، واستعادة ثقة اللبنانيين أولا، وثقة العرب والمجتمع الدولي ومؤسساته المالية بلبنان مجددا.. ؟ “.

 

جبران باسيل يتلاعب بالحقائب والأسماء

المدن - لبنان | السبت 22/12/2018/عاد الوزير جبران باسيل، وأخّر إنجاز الحكومة، في مئة مترها الأخيرة. ففيما تم التوافق على المخرج، ووافق اللقاء التشاوري على اختيار جواد عدرا ممثلاً له في الحكومة، على أن لا ينتمي إلى أي كتلة وزارية أخرى. عقد باسيل لقاءً سرياً مع عدرا، حثّه فيه على عدم الاجتماع بنواب اللقاء التشاوري، وطلب منه الإنضمام إلى تكتله "لبنان القوي". وبذلك يكون باسيل قد "ضرب عصفورين بحجر واحد"، استقطب عدرا وحافظ على الأحد عشر وزيراً من حصته (مكسب الثلث المعطل). هذا الأمر رفضه نواب اللقاء التشاوري، كما حزب الله، الذي اعتبر أنه بادر عون وباسيل بإيجابية في تسمية عدرا، كونه مقرب منهما ومن الجميع، ولم يكن من داع لمقابلة هذه الإيجابية بضم وزير التسوية إلى تكتل "لبنان القوي".

ضرب جريصاتي وشدياق معاً

وقد رفعت بعض شخصيات الثامن من آذار صوتها عالياً، في رسالة جرى إيصالها إلى باسيل، بأن أي إخلال بهذا الإتفاق، يعني عودة الأمور إلى النقطة الصفر، والذهاب مجدداً إلى البحث عن وزير آخر غير جواد عدرا، لتمثيل اللقاء التشاوري. ووفق ما تشير مصادر متابعة، فإن الأمور قد يتم تجاوزها بمسألة عدرا، الذي سيكون من حصة رئيس الجمهورية. لكن بشرط أن لا يعلن الإنضمام إلى أي كتلة، ويبقى على تنسيق مع اللقاء التشاوري. فيما آخرون قالوا لباسيل إنه إذا ما أراد مفاوضة عدرا لضمّه إلى تكتله، فالأحرى به أن ينتظر لما بعد تشكيل الحكومة. أما الآن، فهذا لن يتحقق وسيؤخر عملية التشكيل. لم يكتف باسيل بإثارة هذه المشكلة، بل ذهب إلى المطالبة بإجراء تعديلات على الحقائب. وهنا، لا أحد يملك أي معطى حول خلفية باسيل وما يريده. فهو مثلاً يرفض تولي الوزير سليم جريصاتي وزارة العدل، ويفضّل أن يتولاها النائب ابراهيم كنعان. ولذلك، افتعل الإشكال على التوزيع المذهبي للمقاعد الوزارية. بل ويطالب "القوات اللبنانية" بالتنازل عن وزير ماروني من حصتها، لصالح التيار الوطني الحرّ. وبذلك يُحذف جريصاتي تلقائياً من لائحة الوزراء ويحلّ مكانه كنعان في وزارة العدل. وإذا تحقق ذلك، يكون باسيل قد حقق هدفاً آخر، هو استبعاد مي شدياق عن الحكومة الجديدة. إذ تشير المعلومات إلى أنه يضع فيتو على توزيرها. وأراد تطويق القوات بمطالبته بوزارة الثقافة للمقايضة عليها مع حركة أمل.

التوزيع المذهبي

وفي إطار الصراع على التوزيع المذهبي للحقائب، أيضاً عاد باسيل وطالب بالحصول على وزارة البيئة، التي من المفترض أنها حسمت لصالح حركة أمل. لكن الرئيس نبيه برّي رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً، وكذلك حزب الله. مطالبة باسيل بالبيئة، قابلها مطالبة من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري بسحب وزارة الصناعة من الحزب التقدمي الإشتراكي أيضاً، للمقايضة عليها، الأمر الذي رفضه وليد جنبلاط على نحو حاسم.

 

اسرار الصحف ليوم السبت 22 كانون الاول 2018

النهار

تدخّل مسؤول حزبي لدى مُتضرّرين من أسماء الحكومة الجديدة متمنيّاً وقف الحملات المعروفة المصدر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. قال مستشار رئاسي سابق إن زيارة الرئيس السوداني إلى دمشق لم تكن لتتمّ لولا الضوء الأخضر الخليجي. إنشغلت لجنة التربية النيابيّة في اجتماعها الأخير في السؤال عن كيفيّة التّصديق على الشهادات المزوّرة في لجنة المعادلات في وزارة التربيّة.

تعليق من الوزير السابق كريم بقرادوني على ما ورد في "أسرار الآلهة": "إن الرئيس أمين الجميل لم يقم بأي دعوة ماليّة ضدّي بصفتي رئيس حزب الكتائب بل أقام دعوى طعن لإبطال كل الانتخابات التي جرت منذ العام 1986 وأسفرت حينذاك عن فوز الدكتور جورج سعاده برئاسة الحزب لغاية انتخابي رئيساً في العام 2000 على قاعدة أن ما بني على باطل هو باطل".

اللواء

هبطت بورصة تفاؤل مرجع على نحو ملحوظ، مع العلم أنه لا يزال يردّد أن "الولادة الحكومية" حاصلة، محتفظاً على ما لديه من "شيء كثير" يكتم أنفاسه! انقطعت الاتصالات بين "وزير سوبر" وجهة وازنة، على خلفية النقاشات الدائرة في مرحلة ما بعد التأليف.. يعتقد خبير بتشكيل الحكومة أن الحملة التي استهدفت أحد المرشحين للوزارة، هي أبعد من شخصية تستهدف التشكيلة الحكومية ككل!

المستقبل

إن ديبلوماسيّين ملمّين بالعلاقات اللبنانية - الأميركية يلفتون إلى أن قيمة المساعدات الأميركية للجيش اللبناني ستبلغ في العام 2019 نحو 300 مليون دولار بعد الزيادة التي قرّرتها واشنطن والبالغة 60 مليون دولار.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن أول موضوع سيكون محط خلاف بين أعضاء الحكومة العتيدة هو موضوع العلاقة مع دولة عربية.

يتجّه بعض الوزراء الى تحديد مواعيد تسليم وتسلّم للوزراء الجدد بعدما صارت التشكيلة الحكومية منتهية بالنسبة إليهم.

سئل أحد المسؤولين عن سبب التعثر المستجدّ في الحكومة فقال: "إسألوا جبران".

البناء

تؤكد مصادر كردية أنّ قيادات من قوات سورية الديمقراطية من الصف الأول وصلت إلى دمشق وبدأت مشاورات مفتوحة مع القيادات العسكرية والأمنية والسياسية حول مستقبل وضع المنطقة التي يتواجد فيها الأميركيون بعد انسحابهم منها، والعنوان هو كيفية رسم خطة وضع المنطقة في كنف الدولة السورية وإبرام تفاهم سياسي أمني يمنع التدخل التركي ويوفر الإستقرار للمنطقة وسكانها برعاية الدولة السورية والجيش السوري ويجد حلولاً للعناوين العالقة تحت هذا السقف…

 

المتفرقات اللبنانية

مصادر بعبدا: خيار عدرا أتى باتفاق سياسي وأي خلل يحصل ... يعيد النظر به كاملا

الحياة/22 كانون الأول/18/أعادت مستجدات الساعات الأخيرة، العراقيل مجددا الى الملف الحكومي، بعدما كانت التشكيلة قاب قوسين، وذلك من باب اعادة توزيع بعض الحقائب وفق الطوائف بين الافرقاء والاحزاب، والخلاف على تحديد التموضع السياسي للوزير السنّي، اما ان يكون ممثّلاً حصراً لـ "اللقاء التشاوري" الذي اتفق على ان يتم توزيره من حصة الرئيس ميشال عون، أم سيكون محسوباً على "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية. وفي محاولة لتذليل العقبات الطارئة، تابع الرئيس عون اتصالاته ومشاوراته للاسراع في تشكيل الحكومة، ولهذه الغاية التقى صباح أمس في قصر بعبدا بعيدا من الاعلام الوزير جبران باسيل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، للاطلاع منهما على ما آلت اليه اتصالاتهما لمحاولة ايجاد حل لموضوع توزير جواد عدرا وموضوع توزيع الحقائب. وقالت مصادر مقربة من قصر بعبدا لـ "الحياة": "إن الاتصالات لا بد أن تثمر نتائج ايجابية خلال الـساعات المقبلة وإلا ذهبت الحكومة الى ما بعد الاعياد". وأكدت ان خيار جواد عدرا للتوزير "أتى نتيجة اتفاق سياسي ووافقت عليه مختلف الاطراف، وأي خلل يحصل سيؤدي الى إعادة النظر في كل الاتفاق. لكن الأطراف الأساسيين المعنيين بهذا الاتفاق حريصون على استمراره، الا أن الأمور تراوح مكانها حول عملية التأليف". واشارت المصادر لـ "الحياة" الى أن "الاتفاق قضى بأن يكون الاسم الذي يختاره رئيس الجمهورية من بين الاسماء التي يقترحها "اللقاء التشاوري"، من حصته، ولو كان يمثل اللقاء"، ولفتت الى "التباس حصل لجهة اعادة توزيع الحقائب بالقول: إن الوزير باسيل هو من طلب تبديلها، لكن الحقيقة هي ان بعض الوزارات اذا بقي توزيعها على حاله سيؤدي الى خلل في توازن حصص الكتل الكبرى". ومع تعثر ولادة الحكومة، حطّ الرئيس المكلف سعد الحريري في مقر الرئاسة الثانية للقاء الرئيس نبيه بري بعيداً من الاعلام، لبحث اخر التطورات الحكومية.

مرشح الرئيس... وتشدد "التشاوري"

وشدد وزير الدفاع يعقوب الصرّاف في تعليق على مواقع التواصل الإجتماعي على أن "مرشّح رئيس الجمهورية يلتزم بالرئيس". ورأى عضو "تكتل لبنان القوي" النائب آلان عون ان "توقعات الناس هي في ان ينتهي ملف تشكيل الحكومة لتنصرف الى معالجة المشكلات التي يتخبط بها المواطن، لأن لا عمل من دون حكومة وانتهاء المشكل السياسي هو العيدية وليس تشكيل حكومة التي لا تحمل عصا سحرية بطبيعة الحال، ولكن اللبنانيين سئموا الانتظار، فيما تشكيل الحكومة هو طبيعي وواجب على السياسيين تحقيقه".

وأكّد ان "عدرا قريب من النائب فيصل كرامي وليس صحيحا انه بعيد عن اللقاء التشاوري"، مشيرا الى ان "عقدة اللقاء التشاوري تطلّب معالجتها ان يعودوا الى موقفنا في التيار الوطني الحر منذ بداية بروزها، انها مفاجئة، ولكن لحل المشكلة اعترفنا ان يحق لهؤلاء النواب وفق حجمهم التمثيلي في النظام النسبي، ان يتمثلوا في الحكومة، وهم يمثلون قوى 8 اذار التي تعتبر ان الحجم النيابي زاد فيما عدد الوزراء بقي كما هو، ولذلك تسعى لزيادة حصتها من خلال اللقاء التشاوري"، ولفت الى ان "عاد وسلّم الرئيس المكلف سعد الحريري بأن هناك تمثيل سني خارج اطار تيار المستقبل وتم التقاطع على اسم جواد عدرا لأنه مقبول من الجميع لأن اختيار شخصية تصادمية كانت ستظهر ان احد الافرقاء انكسر والتحدي لا يؤدي الى تشكيل حكومة، وعدرا لديه شبكة علاقات سياسية بحكم عمله، واعتبر حلا مقبولا للعقدة الحكومية". واوضح ان "نحن لا نطلب منه ان يكون من ضمن تكتل لبنان القوي ولكنه حتى لو كان يمثل اللقاء التشاوري الا انه سيكون من حصة رئيس الجمهورية، وعليه ان يلتزم بتوجهات الرئيس،" كاشفا ان "يبدو ان هناك تشددا استجد من قبل نواب اللقاء التشاوري، ولكن تشكيل الحكومة لن يتعرقل وبتنا في المرحلة الاخيرة من التشكيل" . ورأى انه "أعيد البحث بالحقائب لأنها لم تحل كما يبدو، وتأجل البحث بها عند نشوء العقدة السنية".

 

هذا ما أبلغه عون وباسيل لـ"حزب الله"...

"العرب اللندنية" - 22 كانون الأول 2018/اعتبرت أوساط سياسية قريبة من "تيار المستقبل"، لـ"العرب"، أن موقف الرئيس المكلف سعد الحريري استند على معطى داخلي مرتبط بموازين القوى، بحيث لا يستطيع أن يقبل النيل من حصته السنية، بعد أن منح أحد المقاعد لمن يمثل تكتل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، كما رفضه المبدئي أن يفرض نصرالله عليه وزيرا حليفا لحزب الله. وأضافت هذه الأوساط أن الحريري رصد منذ بداية أزمة تمثيل السنّة المستقلين وفق رواية نصرالله، أن المستهدف الحقيقي هو تيار الرئيس عون، وأن الهدف الحقيقي للعقدة التي اصطنعها حزب الله هو منع التيار العوني من الحصول على حصة 11 وزيرا تمثل الثلث المعطّل داخل الحكومة. وتؤكد هذه الأوساط أن الحريري، وإضافة على تكرر الإشارات التي أرسلها حزب الله بأنه متمسك به كرئيس للحكومة، تلقى أيضا إشارات قوية من واشنطن وعواصم أوروبية تؤكد على جدية الوقوف خلف الحريري والتمسك به كشخصية وحيدة لترؤس الحكومة المقبلة. وكشفت هذه الأوساط أن الإشارات الخارجية، تضمنت إشارة روسية بهذا الخصوص، وقد تبلّغ بها عون كما صهره وزير الخارجية جبران باسيل. وتعتقد هذه الأوساط أن عون وباسيل قد أبلغا حزب الله بهذا الخصوص على النحو الذي أسس لتعبيد التسوية التي أشرف على هندستها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي يحظى بدعم كافة الفرقاء السياسيين في لبنان، كما بدعم عواصم إقليمية ودولية لطالما تعامل معها في ملفات الأمن الكبرى.

 

صفقة داخلية وراء تأليف الحكومة...

"العرب اللندنية" - 22 كانون الأول 2018/رأت مصادر سياسية في بيروت، لـ"العرب"، أنّ صفقة داخلية مدفوعة بضغوط خارجية وراء حلّ عقدة تشكيل حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري بعد أن استعصى الأمر طيلة ما يقارب السبعة أشهر. واعتبر مراقبون أن الصفقة التي تستند عليها تشكيلة الحكومة اللبنانية المقبلة جاءت بعيدة عن الشروط التي فرضها حزب اللّه ولا ترقى إلى مستوى التهديدات التي أطلقها أمين عام الحزب حسن نصرالله، ضد القيادات السياسية والروحية في البلاد بهذا الشأن. وقال هؤلاء إن تدخّلا خارجيا عالي المستوى قد تم في الساعات الأخيرة وأفضى إلى مخارج كشفت زيف العقدة التي اصطنعها نصرالله وحزبه في أوائل نوفمبر الماضي، والتي عطّلت ولادة الحكومة بعد تذليل العقدتين السنّية والدرزية.

 

ضوء أخضر من إيران إلى "حزب الله"...

"العرب اللندنية" - 22 كانون الأول 2018/يرى محللون سياسيون، لـ"العرب"، أن إيران أعطت "حزب الله" ضوءاً أخضر لتسهيل ولادة الحكومة بعد التطور النسبي في مفاوضات السويد اليمنية، وحاجة إيران لوجود حكومة في لبنان يستظل داخلها حزب الله لمواجهة الاستحقاقات المقبلة في المنطقة.

 

وزير دفاع أميركا استقال .. بربّكم كم مسؤول لبناني استقال؟

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/22 كانون الأوّل 2018

انضمّ وزير الدفاع الأميركي السيد "ماتيس" إلى قائمة المستقيلين الطويلة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، وقد ضرب الرئيس الأميركي رقماً قياسياً في عدد المسؤولين الذين استقالوا، أو أُعفيوا من مناصبهم في عهده، من أعلى المراتب إلى أوسطها وربما إلى أدناها: وزراء، كبار الموظفين المدنيّين، قادة عسكريّين كبار، مسؤولين أمنيّين، بربّكم، هل تذكرون إسم مسؤول لبناني واحد أقدم على الاستقالة من منصبه؟ احتجاجاً على خرق القانون، أو اعتراضاً على فسادٍ أو رشوة، أو لخلافٍ في المنهج والأداء والرّؤية مع الرؤساء النافذين، أو إبراءً للذّمّة، أو انتصاراً لحقٍّ أو دحضاً لباطل؟  في تاريخ لبنان المعاصر بعد الاستقلال الوطني، استقال رئيس الجمهورية بشارة الخوري، واستقال بعده الرئيس اللواء فؤاد شهاب، وعاد عن استقالته بعد ضغطٍ شعبيّ ونيابي، ومن ثمّ رفض تعديل الدستور لتمديد ولايته الرئاسيّة، مع أنّ الأمر كان مُتاحاً ومُيسّراً، وخلال عهده استقال رئيس الحكومة رشيد كرامي بعد الاضطرابات الأمنية مع الفلسطينيين، كذلك استقال الرئيس صائب سلام بعد عملية الكومندوس الإسرائيلي على مطار بيروت. خلال العقود الثلاثة الماضية، ارتفعت وتيرة الفساد بشكلٍ غير مسبوق، واهترأت الإدارة الرسمية، وتفاقم الدّين العام، وتلوّثت البيئة، ووصل الفساد إلى كافة المنظومات الأمنية والقضائية والتعليمية والاقتصادية والإعلامية، ومع ذلك لم نسمع عن وزيرٍ أو موظف كبير أو صغير استقال، اللهمّ، وقبل أكثر من عشرين عاماً، استقال رئيس محكمة الجنايات في جبل لبنان، وعلّل استقالته يومئذٍ بتدنّي راتبه لأقلّ من مائة دولار، وهو لا يكفيه لمدةّ أسبوع، وأنّ تعويض نهاية الخدمة المضنية لا تكفي لشراء قبرٍ له بعد مماته، لذا فضّل الاستقالة وفتح مكتب محاماة ليرُدّ عنه غائلة الجوع، ومنذ فترةٍ قصيرة استقال قاضٍ آخر احتجاجاً على سوء سير العدالة، والشيء بالشّيئ يُذكر، استقال منذ عدّة سنوات رئيس المجلس النيابي السابق السيد حسين الحسيني، ربما لاحساسه بعدم فعاليته في مجلس "مُعلّب"، وربما أيضاً لانعدام الفرق بين راتب النائب الحالي وراتب النائب المتقاعد.

إلى التّظاهر يوم الأحد القادم، لكن، ومنعاً للإحباط، لا تحلموا بأن تسقط شعرة واحدة من رؤوس المسؤولين، فما بالكم بالاستقالة!   

 

بؤر أمنية في لبنان تهدد سلطة الدولة وتمتد من مناطق نفوذ تجار المخدرات إلى المخيمات الفلسطينية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/22 كانون الأول/18/أعاد الكمين الذي تعرض له الجيش اللبناني منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في منطقة بعلبك الواقعة شرق البلاد، مما أدى إلى مقتل جندي، تسليط الضوء على ظاهرة البؤر الأمنية التي تُعتبر مناطق أو أحياء خارجة عن السيطرة، حيث لا سلطة للأجهزة الأمنية، بل لمجموعات مسلحة تفرض قوانينها الخاصة، متمتعة بغطاء تؤمنه لها - في معظم الأحيان - قوى سياسية رئيسية في البلد. وتفرض مجموعة من العشائر إلى حد كبير سلطتها في منطقة بعلبك - الهرمل، المتاخمة للحدود السورية، حيث يوجد، بحسب محافظ بعلبك - الهرمل، بشير خضر، 37 ألف مذكرة توقيف بحق 1200 مطلوب. وقد فعّل الجيش اللبناني حركته في المنطقة للتصدي لتدهور الوضع الأمني الذي بلغ مستويات غير مسبوقة بعيد الانتخابات النيابية التي جرت في مايو (أيار) الماضي. إلا أن انحسار المظاهر المسلحة إلى حد كبير في الأشهر القليلة الماضية في المنطقة تطبيقاً لـ«خطة أمنية» تم فرضها لم يحل دون استمرار المواجهات المحدودة بين الجيش والمطلوبين في بعلبك، بعدما اعتمدت القيادة العسكرية في الآونة الأخيرة سياسة الكمائن لـ«اصطياد» المطلوبين الكبار. فقد تم، نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تنفيذ عملية في حي الشراونة في بعلبك أدت إلى مقتل 4 مطلوبين خطيرين، بينهم علي جعفر، المطلوب للقضاء بموجب 200 مذكرة توقيف. لكن هؤلاء المطلوبين، الذين بمعظمهم ينتمون إلى عشائر، ينتهجون سياسة الثأر، حتى في التعامل مع الأجهزة الأمنية. لذلك، تم مؤخراً تسجيل تعرض دورية تابعة للجيش في محيط حي الشراونة - بعلبك لكمين تزامن مع تعرض مركز تابع للجيش في الحي، ومركز عسكري آخر في بلدة القصر - الهرمل الحدودية، لإطلاق نار. ويشكّل تمركز المطلوبين المسلحين في أحياء شعبية، متخذين من المدنيين دروعاً بشرية، تحدياً كبيراً للقوى الأمنية التي تجد نفسها مكبلة في التعامل معهم، لأن أي محاولة لإلقاء القبض عليهم عادة ما تتحول إلى معركة محدودة، يستخدم فيها المطلوبون كل أنواع الأسلحة التي بحوزتهم، على غرار ما حصل في بلدة الحمودية، في بعلبك، في يوليو (تموز) الماضي، حين تطورت عملية توقيف أحد المطلوبين إلى معركة قتل على أثرها 8 منهم، وتم توقيف 41 شخصاً. وبحسب مصادر عسكرية، أوقفت السلطات الأمنية 2324 مطلوباً، في الأشهر الـ6 الأولى من عام 2018، في منطقة بعلبك - الهرمل، فيما كان قد بلغ عدد الموقوفين في المنطقة 2349 في عام 2017. ومن بين الموقوفين هذا العام: 182 بتهم إرهاب، و66 بتهم مخدرات، و1404 بتهم دخول خلسة، و91 بتهم تهريب.

- الأمن والإنماء

تشدد فعاليات وأهالي بعلبك - الهرمل على وجوب أن تقترن أي «خطة أمنية» لوضع حد للفلتان الأمني وإلقاء القبض على المطلوبين الخطيرين مع «خطة إنمائية» للمنطقة التي يرزح القسم الأكبر من أبنائها تحت خط الفقر. وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد أكد في وقت سابق أن الإجراءات الأمنية التي تتخذ في منطقة بعلبك - الهرمل لتعزيز الأمن والاستقرار فيها «سيواكبها عمل إنمائي متكامل يتناغم وحاجات المنطقة الاقتصادية والحياتية والاجتماعية»، مشدداً على «ضرورة تعاون الأهالي مع الجيش والقوى الأمنية لوضع حد للفلتان الأمني الذي يحصل في المنطقة»، ولا سيما في مدينة بعلبك. ويرد النائب السابق عن بعلبك، كامل الرفاعي، الفلتان الأمني الذي تشهده المنطقة إلى ارتفاع نسبة البطالة، وعدم اعتماد خطة أمنية عملية تعالج المشاكل الأساسية التي تعاني منها بعلبك - الهرمل، لافتاً إلى أن الدولة غائبة تماماً عن المنطقة، إن كان ذلك من ناحية الخدمات أو لجهة غياب الغطاء السياسي للقوى الأمنية لتقوم بواجباتها. وقال الرفاعي لـ«الشرق الأوسط»: «المطلوب أن يتم توكيل قوى الأمن الداخلي والأمن العام وغيرها من الأجهزة الأمنية بملاحقة المطلوبين، على أن يكون الجيش رديفاً وداعماً لعملياتهم»، ويشدد على أن المطلوب «خطة استخباراتية تحدد أماكن تواجد المطلوبين، ليتم توقيفهم عبر كمائن خاطفة، لأن شن عملية عسكرية في المنطقة من شأنه أن يودي بحياة عشرات المدنيين الأبرياء، ولن يؤدي إلى النتيجة المطلوبة». ويرى الرفاعي أن الحديث عن أكثر من 35 ألف مطلوب في المنطقة أمر مبالغ فيه جداً، لافتاً إلى أن عدد المطلوبين الخطيرين المتوارين في بعلبك - الهرمل، ومن ضمنهم تجار المخدرات، لا يتعدى الألف. ويضيف: «أما ما يحكى عن عفو عام كل فترة، فجزء من الحملات الانتخابية للبعض، علماً بأن الجميع يعي تماماً أنه غير قابل للتطبيق، إذ لا مجال لأن يسمح الأميركيون بإصدار عفو عام عن الإسلاميين» المتشددين الموقوفين على ذمة قضايا إرهاب، مشيراً إلى أن «الحديث أيضاً عن تشريع زراعة الحشيشة مرتبط بالمواسم الانتخابية، ولن يرتبط بأي خطوات عملية، فأصلاً موسم الحشيشة هذا العام لم يُقطف لأنه لا أسواق لتصريفه». وأعلن رئيس المجلس النيابي اللبناني، نبيه بري، في أغسطس (آب) الماضي، أن مجلس النواب بصدد التحضير لإقرار القوانين اللازمة لتشريع زراعة الحشيشة، التي تزرع في مناطق في البقاع بشكل غير قانوني، لاستخدامها في المجال الطبي، كما يحصل في كثير من دول العالم. ومن شأن تشريع زراعة هذه النبتة إسقاط كثير من مذكرات التوقيف بحق مطلوبين في المنطقة يعمدون منذ عشرات السنوات إلى زراعتها وتصنيعها بشكل غير قانوني، وبإطار استخدامات غير طبية. وللمفارقة فإن شركة «ماكينزي» للاستشارات التي استقدمتها وزارة الاقتصاد للنهوض بالوضع الاقتصادي، اقترحت «إنشاء مناطق لزراعة القنب الهندي لأغراض طبية، من ضمن إطار قانوني تنظيمي شامل».

- البؤر الفلسطينية

لا شك أن البؤر الأمنية لا تقتصر على منطقة البقاع، وبالتحديد بعلبك - الهرمل، والقرى والبلدات الحدودية مع سوريا التي تسيطر عليها العشائر، إذ تُعتبر المخيمات الفلسطينية المنتشرة في المحافظات اللبنانية كافة أبرز هذه البؤر، باعتبار أنه لا تواجد للجيش والقوى الأمنية اللبنانية فيها. وتتولى لجان أمنية مشتركة، تضم ممثلين عن أبرز الفصائل الفلسطينية، الأمن في مخيمات عين الحلوة والبداوي وبرج البراجنة، التي تعتبر أكبر تجمعات للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقد أدى غياب سلطة الدولة اللبنانية عن 12 مخيماً فلسطينياً إلى هروب عدد كبير من المطلوبين إلى داخل هذه المخيمات التي تشهد انتشاراً ظاهراً للسلاح من دون أي ضوابط. ويُعتبر مخيم «عين الحلوة»، الواقع في منطقة صيدا جنوب لبنان، أبرز بؤرة أمنية، باعتباره يستضيف عشرات المطلوبين الخطيرين بجرائم إرهاب من جنسيات مختلفة. وتتابع أجهزة المخابرات العالمية عن كثب الوضع في هذا المخيم، خوفاً من تسرب بعض الإرهابيين الكبار منه إلى دول أخرى. وقد شهد «عين الحلوة» في السنوات القليلة الماضية هرب قسم كبير من المطلوبين المتواجدين فيه إلى سوريا، ومنها إلى وجهات مختلفة، بعدما ضيّقت الفصائل الفلسطينية الخناق عليهم، وتعاونت مع الجيش اللبناني الذي نفذ عمليات خاطفة داخل المخيم أدت إلى إلقاء القبض على بعض الإرهابيين، وآخرهم «حسن الحكيم» الذي يُعتبر أحد أبرز وأكبر مزوري جوازات السفر والهويات الشخصية والعملات الأجنبية والمحلية. وكان قد سبق هذه العملية في عام 2016 عملية توقيف أمير تنظيم داعش في مخيم «عين الحلوة»، عماد ياسين. وتبين في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن «عين الحلوة» ليس وحده الذي يشكل بين المخيمات الفلسطينية «بؤرة أمنية» قد تنفجر في أي لحظة. فقد اندلعت في مخيم «المية ومية»، الواقع على تلة مطلة على مدينة صيدا اللبنانية، اشتباكات دموية بين حركة فتح وجماعة «أنصار الله»، انتهت بعد أسابيع باتفاق على إخراج زعيم «أنصار الله» من المخيم.

ويشكل الصراع بين الفصائل الفلسطينية، سواء على قيادة المخيمات أو استكمالاً للصراع المحتدم في الأراضي المحتلة، عنصراً أساسياً يؤدي إلى إبقاء التوتر الأمني قائماً على الساحة الفلسطينية في لبنان، يغذيه السلاح المتفلت، وقرار الدولة اللبنانية تسليم أمن المخيمات للفلسطينيين أنفسهم، وعدم اتخاذ أي مبادرة باتجاه فرض سيطرتها على أكثر من 12 تجمعاً رسمياً للاجئين. فرغم القرار الوطني اللبناني الذي اتخذ في عام 2006، بعيد انعقاد أول طاولة للحوار بين القيادات اللبنانية، والذي قضى بسحب السلاح من المجموعات الفلسطينية المتمركزة خارج المخيمات، ومن ثم تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان رفضه وجود السلاح بيد الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، معتبراً أنه من حق الحكومة اللبنانية أن تسحب كل السلاح الفلسطيني على أراضيها، من منطلق أن الفلسطينيين في لبنان في حماية الجيش اللبناني والحكومة، فإن الدولة اللبنانية لم تحرك ساكناً، بل ظلت في موقع المتفرج في معظم الأحيان على تحول إشكالات فردية داخل المخيمات إلى صراعات دموية، وهي إن بادرت فقامت بذلك، فمن موقع الوسيط، وعلى أساس حل على قاعدة «تبويس اللحى».

ولعل الخطوة الوحيدة التي قامت بها الحكومة اللبنانية، في إطار سعيها إلى تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان، كانت العام الماضي، حين قامت بتعداد عام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، أشرفت عليه لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، وأنجزته إدارة الإحصاء المركزي اللبناني، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. وقد خلص إلى وجود 174 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، يعيشون في 12 مخيماً و156 تجمعاً فلسطينياً في المحافظات الخمس في لبنان، علماً بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وفي إحصاء أجرته قبل نحو 9 سنوات، أكدت وجود أكثر من 483 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، منهم 449 ألفاً لديهم سجلات رسمية كلاجئين لدى وكالة الغوث.

ويعتبر النائب في تكتل «لبنان القوي»، العميد المتقاعد أنطوان بانو، أن «معالجة البُؤر الأمنية التي تتوزّع في مختلف المناطق اللبنانية، كحي الشراونة (في بعلبك) على سبيل المثال، والمخيمات الفلسطينية ومخيمات النازحين، تحتاج إلى مقاربة موحدة، وإلى خطة أمنية واحدة ترمي إلى التصدّي للخارجين عن القانون والمنظمات الإرهابية، كما تهدف إلى تفكيك القنبلة الموقوتة، أي النازحين الذين يمكن استغلالهم، كما حصل في عرسال». ويرى بانو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه بهدف تنفيذ هذه الخطة «لا بدّ من بسط سلطة الدولة، وفرض هيبتها على كامل الأراضي اللبنانية، وضبط الأمن الداخلي، على أن يتزامن ذلك مع وضع خطة لتسليح الجيش اللبناني الذي صنّفته قيادات الجيوش الصديقة بأنه يحتلّ المراتب الأولى، من حيث القدرة القتالية ضد الإرهاب»، مشدداً على وجوب «استكمال دعم الجيش كجيش نخبوي يرفع التحدّيات، ويتصدّى للأخطار بمختلف أشكالها ومظاهرها، لأنه الضامن الوحيد للسلم الأهلي والوحدة الوطنية».

- غطاء «المقاومة»

وقد شكّل بعض مخيمات النازحين السوريين في السنوات الماضية مصدر قلق حقيقياً للأجهزة الأمنية اللبنانية، مما أدى إلى قيام حملات أمنية مكثفة، خصوصاً في منطقة عكار (شمال البلاد) وعرسال (في الشرق)، انتهت إلى توقيف عشرات المطلوبين. كذلك، تم تفكيك كثير من المخيمات التي اعتبرت قيادة الجيش أنها تشكل خطراً على دورياتها أو على الاستقرار اللبناني. ويعتبر رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - إنيجما»، رياض قهوجي، أنه ما دام أن هناك داخل لبنان مجموعات مسلحة تتمتع بغطاء من جهات سياسية، ولديها مناطق عسكرية خاصة بها، سواء للتدريب أو لمخازن السلاح، فلن يكون هناك إمكانية للقضاء على البؤر الأمنية، وبالتالي لاستتباب الأمن، لافتاً إلى أن كثيراً من المجموعات تتلطى بغطاء «المقاومة»، كتلك التي تُعرف بـ«سرايا المقاومة»، لتبرير امتلاكها السلاح والعناصر والعتاد، مما يمنع أي ملاحقة عنها.

ويضيف قهوجي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف، في لبنان، لا يمكن الحديث عن أحادية في اقتناء واستخدام السلاح، فكل من يصنّف نفسه مقاوماً يسمح لنفسه بتشكيل مجموعة مسلحة، تماماً كما حصل في الجاهلية (إحدى مناطق الشوف)، مستفيداً من مجرد فكرة أنه حليف لـ(حزب الله)، وبالتالي من كونه محصناً». ويرى قهوجي أن «أخطر ما في الأمر أنه في حال السعي إلى ضبط وضع أمني معين، يتم الاتصال بـ(حزب الله)، وليس بالقوى الأمنية، للمساعدة باحتواء ما يحصل، وإلا كان هناك خطر حقيقي لتحول أي إشكال إلى حرب أهلية».

ويشير قهوجي إلى أن «البؤر الأمنية في لبنان قد تكون منطقة كاملة، كما الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر منطقة عسكرية لـ(حزب الله)، أو قد تكون مجرد حي أو تجمع صغير. لكن في الحالتين، فإن القوى الأمنية الشرعية غير قادرة على الدخول إلى هذه المناطق والمساحات، إذا لم تأخذ الإذن من قوى الأمر الواقع، مما يضع هيبة الدولة والقانون على المحك». ورغم إعلان الرئيس ميشال عون، قبل الانتخابات النيابية التي جرت في مايو الماضي، أنه سيعيد بإحياء الحوار بخصوص الاستراتيجية الدفاعية، فإنه بعد مرور 7 أشهر على الاستحقاق النيابي، لم يتم وضع الملف على طاولة البحث من جديد لانشغال الفرقاء طوال هذه الفترة في عملية تقاسم الحصص الحكومية. ويستبعد عدد كبير من الخبراء والسياسيين، على حد سواء، أن ينجح الرئيس عون خلال عهده في التوصل إلى حث الفرقاء على التفاهم على استراتيجية دفاعية موحدة تحدد مصير سلاح «حزب الله»، خصوصاً بعد تعاظم قوة الحزب العسكرية إثر مشاركته في الحرب السورية. ويرى النائب بانو أن أي استراتيجية دفاعية يجب أن تبدأ بالقضاء على البؤر الأمنية، وذلك من خلال ضبط السلاح غير الشرعي المتفلّت، ومحاربة موجة التطرّف، المتمثلة في تواجد المنظمات الإرهابية، والمجموعات التكفيرية، والخلايا الإرهابية النائمة، معتبراً أن ذلك يتحقّق عبر تزويد الجيش اللبناني بترسانة حديثة، وعتاد متطور وعصري، لردع أي اعتداء على الأراضي اللبنانية، وتعزيز قدراته القتالية عبر تدعيم مراكز الأبحاث وكليات التدريب «على أن يأتي ذلك ضمن خطة استراتيجية الدفاع الوطني التي تقوم على استغلال نقاط القوة في لبنان، ومعالجة نقاط الضعف، واستغلال الفرص المتاحة، وإزالة التهديدات».

 

عون: العمل مع الحكومة العتيدة على معالجة الأزمة الاقتصادية وذيولها

بيروت/الشرق الأوسط/22 كانون الأول/18/أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن «لبنان ينعم حالياً بالاستقرار بدرجة مرتفعة، بعد الانتهاء من عملية (فجر الجرود)، وقد انخفضت نسبة الجريمة الفردية إلى مستويات متدنية»، مشيراً إلى أن العمل سيجري مع الحكومة الجديدة على معالجة الأزمة الاقتصادية وذيولها. وأمل عون أن «تسهم استعادة السلام في المنطقة في تنشيط الأوضاع الاقتصادية عموماً، وفي لبنان على وجه الخصوص»، شاكراً لفرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون «الدعم الكبير الذي قدماه للبنان من خلال تنظيم مؤتمر (سيدر) في باريس والمساهمة في مختلف مؤتمرات دعم لبنان التي جرت العام الماضي في روما وبروكسل وآخرها في بريطانيا». وجاء تصريح عون خلال لقائه وفداً نيابياً فرنسياً برئاسة النائب جان كريستوف لاغارد رئيس المجموعة البرلمانية لاتحاد الديمقراطيين والمستقلين في الجمعية الوطنية الفرنسية، الذي شكر في مستهل اللقاء رئيس الجمهورية على استقباله الوفد «في هذا الظرف السياسي الضاغط»، معرباً عن سعادته لوجوده في لبنان، ومثنياً على الاستقرار الذي ينعم به وسط أوضاع المنطقة. وأكد «العمل على توطيد العلاقات الثنائية مع لبنان، لا سيما في مختلف أوجه التعاون البرلماني».

وعما يجري الآن على الحدود الجنوبية، أشار الرئيس عون إلى أن لبنان ملتزم بالقرار 1701، «فيما إسرائيل هي التي تنتهك سيادتنا، لا سيما مجالنا الجوي عبر الطلعات الجوية التي تقوم بها، وهي تشكل خطراً بحد ذاتها».

وأوضح رداً على سؤال عن مستقبل الأوضاع الاقتصادية في لبنان، أن «مسار الإصلاح سيستكمل بعد إقرار عدد من القوانين الضرورية فيما يتعلق بالشفافية وغيرها، التي من شأنها تسريع وضع مقررات مؤتمر (سيدر) موضع التنفيذ». وقال إن «المشاريع الكبرى التي اعتمدتها خطة النهوض الاقتصادي سيتم الانطلاق بها فور تشكيل الحكومة». وكان الوفد البرلماني الفرنسي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وجرى عرض التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما زار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وبحث الوفد مع الحريري في المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال استقباله رئيس المنظمة الإنجليزية العربية نظمي أوجي يرافقه وزير الطاقة السابق إدوارد ديفي والخارجية السابق كيث فاز والمونسنيور شفيق أبو زيد والأمينة العامة للمنظمة مهى الفقيه وطبيب القلب الدكتور جورج يوسف، شدد رئيس الجمهورية على «ضرورة إيلاء الوضع الاقتصادي في لبنان الأهمية اللازمة بعد الأزمات المتتالية التي كانت لها انعكاساتها المباشرة عليه، وآخرها أزمة النازحين السوريين التي تلقي بثقلها على كاهله رغم ضآلة موارده، وذلك نتيجة وجود مليون ونصف المليون نازح على أرضه، إلى جانب نحو 500 ألف فلسطيني منذ 70 عاماً، ما زاد نسبة الكثافة من 400 إلى 600 في الكيلومتر المربع». وإذ أكد ضرورة معالجة هذه الأزمة التي أدت إلى زيادة نسبة البطالة في لبنان، وإلى أزمة مالية واجتماعية وتربوية، شدد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدوره بما عليه لحل هذه الأزمة، لا أن يعمل على تأخير عودة النازحين إلى سوريا بعد انتهاء الحرب فيها، وذلك من خلال ما تقوم به بعض المؤسسات الدولية لترهيبهم من العودة. واعتبر أن بإمكان غالبية النازحين الذين جاءوا إلى لبنان بسبب فقدان الغذاء في فترات الحرب العودة اليوم إلى بلدهم، لا سيما أنهم نزحوا من قرى لم تشهد عمليات قتالية، لافتاً إلى أنه بإمكان القسم الآخر انتظار مرحلة الإعمار.

 

جولة جديدة من التنقيب عن النفط في الفصل الأول من 2019

بيروت/الشرق الأوسط/22 كانون الأول/18/أعلن رئيس الحكومة المكلف رفيق الحريري أن جولة ثانية من عطاءات التنقيب البحري عن الطاقة من المفترض أن تبدأ في فبراير (شباط) أو مارس (آذار) المقبل. وأشار إلى أن شركة «بي.بي» وشركات أميركية أبدت اهتماما بذلك.

وكانت الجولة الأولى من عمليات التنقيب في لبنان قد بدأت في مايو (أيار) بعد أن وافقت السلطات على خطة قدمها اتحاد شركات يضم «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية. وقال الحريري أمس إن الجميع ملتزمون بالإصلاحات مشيرا إلى أن الحكومة ستحاول خفض الدعم الذي تدفعه للطاقة بنحو 600 مليون دولار في عام 2019. ويتحمل لبنان ثالث أعلى معدل للدين في العالم نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي.

 

مقايضات في الحقائب الوزارية تسبق ولادة الحكومة اللبنانية بينها حقيبة الإعلام المعروضة على «الوطني الحر»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/22 كانون الأول/18/أرجأت المطالب بتعديلات على الحقائب الوزارية في اللحظات الأخيرة، موعد إعلان تشكيل الحكومة الذي كان متوقعاً أمس، قبل أن تستجد عقدة صغيرة «تجري حلحلتها»، وتمثلت بالمطالبة بإجراء تعديلات على حقائب «البيئة» و«الإعلام» و«الصناعة» و«الزراعة»، وهو ما تعذر، وفتح أبواب الاتصالات لمفاوضات جديدة لتذليل عقدة مستجدة أخّرت تقديم الرئيس المكلف سعد الحريري التشكيلة الحكومية كاملة للرئيس اللبناني العماد ميشال عون، وبالتالي إصدار مراسيم التأليف. وأكدت مصادر القصر الجمهوري لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك «حلحلة على صعيد توزيع الحقائب» بعد حصول بعض التعديلات عليها، مشددة على أنه «يجري العمل على حل هذا التفصيل أخيراً»، مؤكدة أن «الجو جيد، وهناك تعاون بالموضوع من قبل الأطراف»، مرجحة الوصول إلى نتيجة سريعة.

وأكد الرئيس عون أمس أن تشكيل الحكومة بات أسرع من المتوقع، موضحاً أن «هذا التشكيل يتطلب في لبنان بعض الوقت، لأن النظام اللبناني توافقي ويوجب إشراك الجميع في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة»، فيما قال الرئيس المكلف سعد الحريري إنه كان يأمل أن يتم الانتهاء من تشكيل الحكومة أمس، بعد أكثر من 7 أشهر من الخلافات السياسية بشأن الحقائب الوزارية. لكن خلافاً للتوقعات، مرّ أمس (الجمعة) من غير التوصل إلى حل نهائي رغم حل عقدة تمثيل «السنة المستقلين»، وذلك عندما استجدت قضية المطالبة بتبادل في الحقائب بين الأطراف والقوى السياسية. وقالت مصادر لبنانية مواكبة لعملية التأليف إن «مبادلة الحقائب أخرت تقديم التشكيلة النهائية»، معتبرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التأخر في إعلان الحكومة بعد الاتفاق الأخير في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دفع البعض إلى مراجعة حساباته»، لكنها جزمت أن الحل «سيتحقق في أسرع وقت، وقد يكون مساء اليوم (أمس)». وقالت: «لا ندري الأسباب الكامنة وراء ظهور هذه العقدة، لكن الأمر سيصل إلى حل بالتأكيد».

وتحدثت معلومات عن أن «حقائب البيئة والزراعة والصناعة والإعلام لا تزال قيد التفاوض بين الفرقاء السياسيين»، وأشارت إلى أنه «عند قبول أحد الفرقاء حقيبة الإعلام سينعكس ذلك على حقائب الصناعة والزراعة والبيئة».

وظهرت المشكلة عندما عُرضت حقيبة الإعلام التي ستكون من حصة «الوطني الحر» للمقايضة مع وزارة «البيئة» التي ستكون من حصة «حركة أمل» في الحكومة العتيدة، مقابل أن تُعطى الصناعة التي تعد من حصة «الاشتراكي» إلى «حركة أمل»، وهو ما رفضه رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما رفضه رئيس «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. وبرزت مقترحات كثيرة لتبادل الحقائب، لم تسفر عن أي تطور حتى مساء أمس. وعقد الرئيس الحريري لقاءً مع وزير الخارجية جبران باسيل في «بيت الوسط» الذي رجحت أوساطه ألا يتم تشكيل الحكومة أمس، بانتظار توزيع الحقائب التي لا يزال بعضها قيد الأخذ والرد، لا سيما البيئة والزراعة والصناعة والإعلام. وتعثرت جهود تشكيل الحكومة بسبب المطالب المتصارعة للفصائل والتيارات المتنافسة بالحصول على مقاعد في مجلس وزراء ينبغي تأليفه وفق نظام سياسي قائم على توازن طائفي دقيق. وبرزت في الآونة الأخيرة عقدة تمثيل «النواب السنّة المستقلين» التي أفضت إلى حل يقضي بتمثيلهم عبر «مدير الدولية للمعلومات» جواد عدرا، الذي قالت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط» إنه سيكون وزير دولة من دون حقيبة في الحكومة.

وأكد النائب فيصل كرامي عضو اللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين أمس، أن اللقاء موحد بموقفه، خلافاً لما أشيع. وشدد كرامي بعد اجتماع اللقاء التشاوري على الالتزام بالمبادرة التي أطلقها الرئيس ميشال عون والتي تتضمن تمثيل اللقاء في الحكومة بوزير حصراً من حصته. ولفت كرامي إلى أن الحكومة يمكن أن تولد بعد ساعة واحدة إذا صفت نيات الجميع، مشيراً إلى أن اللقاء قدم 4 أسماء من بينهم اسم جواد عدرا، وإذا وافق الرئيس عون على عدرا فسيصبح ممثلاً للقاء التشاوري في الحكومة.

بدوره، أكد النائب قاسم هاشم أنّ من سيُمثل اللقاء التشاوري في الحكومة سيكون ممثلاً حصرياً للقاء في الظروف كافة. وقال إننا بانتظار كل التطورات، مشدّداً على أنّ اللقاء هو من عمل على تسهيل تشكيل الحكومة. وشدد قاسم على أن «الاسم الذي سيختاره رئيس الجمهورية ميشال عون نوافق عليه ويمثل اللقاء». وبانتظار الحلحلة النهائية، أكد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان أنه «سنكون يداً واحدة لنعطي النموذج أن هذا العهد سيكون استثنائياً بالفعل بالمحاسبة عند التقصير وبإعطاء الحقوق بلا منّة». ورأى كنعان أنه «مع ولادة الحكومة غداً على أبعد تقدير سنكون على مواعيد في ملفات عدة لتحمل الأمل والإمكانات لتحقيق الآمال فنستحق هذا الوطن ونعيش فيه مرفوعي الرأس». بدوره، أكد وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون، ثقته بالرئيس المكلف سعد الحريري وعزمه على تطبيق القوانين والإصلاحات لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان، واعتبر أن «محطة تأليف الحكومة مهمة جداً نظراً للأزمات المتراكمة التي تواجهنا. إنما تأليف الحكومة لن يحل المشكلة ما لم يتم الاتفاق على إقرار الإصلاحات وتطبيقها بالسرعة المطلوبة». وأشار إلى أن «الإصلاحات ليست رفاهية، فالضرورة قصوى لإقرارها كي تعيد ثقة الخارج بلبنان وثقة المواطن اللبناني بالمؤسسات والدولة، لأن الأزمة باتت تصيب الدولة والقطاع الخاص والمواطن».

 

الحكومة: خلاف على عدرا والحقائب

 الأخبار/السبت 22 كانون الأول 2018/بعد أن وصلت الحكومة إلى «المئة متر الأخيرة» كما أكد رئيسها المكلّف سعد الحريري، برزت محاولات الوزير جبران باسيل ضمّ المرشّح جواد عدرا إلى «تكتل لبنان القوي»، ما قد يعيد ملفّ التأليف خطوة إلى الوراء، فضلاً عن النزاع المستجد على الحقائب! بين تأكيدات رئيس الجمهورية ميشال عون بأن الحكومة «أسرع من المتوقّع»، وتطمينات الرئيس سعد الحريري بأن الحكومة لا ينقصها سوى أسماء وزراء حزب الله، يحول النزاع حول «عقدة جواد عدرا» والصراع على الحقائب دون إعلان التشكيل، في ظلّ تهديدات اقتصادية داهمة واستحقاقات إقليمية ودولية خطيرة. وإن كانت «العقدة السنيّة» قد تعقّدت من جديد، على رغم المخرج شبه النهائي الذي تمّ التوصّل إليه حول اسم عدرا، إلّا أن ما حصل في الـ24 ساعة الأخيرة، مع محاولات أكثر من طرف، لا سيّما الوزير جبران باسيل، إعادة توزيع الحقائب الوزارية بات مقلقاً، في ظلّ تأكيد باسيل نفسه وعون والحريري سابقاً، بأن الحكومة وتوزيعها منجز، وأن العائق الوحيد هو توزير ممثّل اللقاء التشاوري! وما لم يعد خافياً، أن اختيار اسم عدرا، من بين أسماء كثيرة طرحها أعضاء اللقاء التشاوري من صلب قوى 8 آذار، جاء بناءً على رغبة من حزب الله وحركة أمل، بإراحة عون، الذي قدّم مقعداً وزارياً من حصّته، عبر اقتراح شخصية تربطه به وبباسيل علاقة جيّدة، بدل اختيار شخصية نافرة في انتمائها لفريق 8 آذار. وبدل أن يتلقّف باسيل إيجابية الثنائي التي ظهرت جليّة في المفاوضات مع اللقاء التشاوري عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ذهب باسيل بعيداً في الساعات الماضية في محاولة تكبيل عدرا بموقف واضح خلال اجتماع معه طالباً منه عدم الاجتماع مع اللقاء التشاوري، وربطه بـ«تكتل لبنان القوي» في انقلاب على خطوة رئيس الجمهورية الذي سعى لحلّ العقد وتسهيل التشكيل. غير أن محاولات باسيل، اصطدمت مجدداً بقرار حزب الله ومعه حركة أمل، بدعم مطالب اللقاء التشاوري والوقوف عند خاطر النواب الذين خاضوا المرحلة الماضية سياسيّاً إلى جانب فريق المقاومة، والذي حاولت ماكينة باسيل الإعلامية تظهير هؤلاء بمظهر «المخدوع»، بدل مواكبة الحلّ والذهاب سريعاً نحو تشكيل الحكومة. وبحسب المعلومات، فإن ما حصل خلال الساعات الماضية يلخّص بالآتي: أجرى أعضاء اللقاء التشاوري اتصالات ولقاءات مع كلّ من المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، واللواء عبّاس إبراهيم، وأعلنوا موافقتهم على أي اسم يوافق عليه رئيس الجمهورية من الأسماء المقترحة، لا سيّما عدرا، وهو ما أُعلن بعد الاجتماع الذي عقد في منزل النائب فيصل كرامي. إلّا أن اللقاء وضع مرفقات لهذا القبول، وهي أن يكون الوزير الذي يختاره الرئيس هو ممثّل اللقاء التشاوري حصريّاً، وهو لن يكون عضواً في تكتّل لبنان القوي، وأن يلتزم التصويت داخل مجلس الوزراء بقرار كتلة اللقاء التشاوري ولو كان من حصّة رئيس الجمهورية. كما من المفترض أن يجتمع اللقاء التشاوري بالمرشحين من قبله، والإعلان أمام النواب الستة بأنهم يمثلون حصراً اللقاء، وأنهم يحضرون اجتماعاته ويلتزمون بموقفه داخل الحكومة. وبعد التسمية، من المفترض بالوزير المختار، أن يعلن في بيان عام موقفه وأنه يمثّل اللقاء التشاوري وليس عضواً في أي كتلة أخرى. وفيما يبدي نواب اللقاء تشدّداً حيال هذه النقاط، وفي مقدّمهم النائب قاسم هاشم، الذي أبلغه الرئيس نبيه برّي بأن هذا الموقف مدعوم من قبل الثنائي، قالت مصادر معنيّة إن مبدأ الإخراج في الشكل، لا سيّما إمكانية حضور الوزير المختار اجتماعات «لبنان القوي» واللقاء التشاوري، من الممكن أن يتمّ التفاهم حوله، إلّا أن المصادر حسمت مسألة اعتبار الوزير ممثل اللقاء التشاوري ويلتزم بالاقتراع في داخل مجلس الوزراء خيارات اللقاء حصراً. وفيما كان المفترض أن ينضم عدرا إلى اجتماع اللقاء التشاوري في طرابلس، جرى الاتفاق على عدم حضوره لحين إجراء المزيد من الاتصالات والوصول إلى تفاهم.

يشترط اللقاء التشاوري بأن يلتزم عدرا موقفه في مجلس الوزراء ويدعم الثنائي هذا الموقف

وفيما لم يتضح بعد أفق حلّ «العقدة السنيّة»، حاول باسيل أمس التعديل بالاتفاق الذي توصّل إليه الثنائي مع الرئيس المكلّف سعد الحريري حول الحصّة الشيعية، والذي تضمّن حصول حزب الله وأمل على وزارات الصحة والمالية والشباب والبيئة والزراعة، إضافة إلى وزارة الدولة. وعاد باسيل للمطالبة بوزارة البيئة من حصّة أمل مقابل وزارة الإعلام واقتراح منح حزب الله حقيبة المهجّرين مقابل الحصول على حقيبة الأشغال. إلّا أن الثنائي رفض ذلك، وأكّد حزب الله تمسّكه بحقيبتيه ولم يمانع الحصول على حقيبة الصناعة بدل الشباب، وأكّد بري أيضاً رفضه لحقيبة الإعلام، فيما لم يمانع الحصول على الثقافة بدل البيئة، وأبلغ بذلك الحريري مساء أمس، إلّا أن الحريري أكّد تمسّك حزب القوات اللبنانية بوزارة الثقافة وأنه لا رغبة لديه بخوض هذا النقاش مجدداً، فيما أكّد باسيل لمراجعيه دعمه لمطلب النائب السابق وليد جنبلاط بالاحتفاظ بحقيبة الصناعة. وفي الوقت عينه، عاد البحث في مسألة توزير مي شدياق، وسط إصرار باسيل على رفض توزيرها مع تمسّك القوات بها. ويحاول باسيل أيضاً مقايضة مقعد كاثوليكي مع القوات مقابل حصوله على مقعد ماروني، بهدف عدم توزير وزير العدل سليم جريصاتي مجدداً، على رغم أن عون يرغب في توزيره.

 

الأخبار الإقليمية والدولية

إيران: الوجود الأميركي في سورية يزعزع الاستقرار في المنطقة

أردوغان أكد أن تركيا ستتولى قتال "داعش" وبومبيو أمل تنفيذ روسيا التزاماتها

مسلحو “جيش مغاوير الثورة” في التنف يناشدون لفتح ممر آمن لعبورهم إلى الشمال

عواصم – وكالات: أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس، أن تواجد القوات الأميركية في المنطقة كان إجراء خاطئاً، ومثيراً للأزمة منذ البداية، وكان ضمن الأسباب التي أدت إلى انعدام الأمن في المنطقة. وقال قاسمي في رد على سؤال بشأن أسباب إعلان أميركا سحب قواتها من سورية، إن “دراسة تاريخ تطورات المنطقة على مر العقود الأخيرة حتى يومنا هذا، تبين أن تواجد القوات الأجنبية في هذه المنطقة المهمة والحساسة تحت ذرائع مختلفة، لم يحقق نيتجة سوى انعدام الأمن وتعميق الخلافات”. وأضاف إن الوجود العسكري الأميركي في سورية كان “غير منطقي ومصدر توتر واستفزازي”. وفي أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس، أن بلاده ستتولى المعركة ضد تنظيم “داعش” في سوريا مع سحب الولايات المتحدة قواتها من هناك. وأضاف إن بلاده ستحشد قواتها لقتال ما تبقى من التنظيم في سورية وستؤجل موقتا خططاً لشن هجوم على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سورية. وأشار إلى أن “مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واتصالات أجهزتنا الديبلوماسية والأمنية دفعتنا إلى التريث لمدة في عملية شرق الفرات، لكنها بالتأكيد لن تكون مدة مفتوحة”.

وأضاف إنه اتفق مع ترامب على العديد من الأمور بشأن سورية، مشيراً إلى أن الديبلوماسية مع أميركا وصلت للمستويات المرغوبة مع بدء انسحاب القوات الأميركية من سورية. وأكد “ليس لدينا أطماع في الأراضي السورية ولكن موقفنا واضح تجاه الهجمات الإرهابية التي تستهدف تركيا من تلك الأراضي”، مشدداً على أن العرب والأكراد والتركمان المخلصون في سورية يدعون تركيا للتدخل، لأنهم يثقون بها. من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس، إن بلاده تأمل بأن تنفذ روسيا وتركيا التزاماتهما بشأن سورية، في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي، وذلك إثر قرار البيت الأبيض سحب قواته من سورية. وأضاف “يعمل ممثل الولايات المتحدة الخاص بالشأن السوري جيفري جيمس جاهداً في محاولة الوفاء بالالتزامات أمام الأمم المتحدة، نعول على الروس والأتراك ونأمل بأن ينفذ كل منهما التزاماته المتعهد بها في إطار قرار مجلس الأمن الدولي”. وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل “قيادة تلك الجهود الديبلوماسية”، مضيفاً “صراحة، لا أثق بغالبية التصريحات الروسية”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد تعهدت بالقضاء “داعش” في سورية وحققت هذا الغرض. على صعيد آخر، وبعد إعلان واشنطن سحب قواتها من سورية، طلب فصيل سوري مسلح فتح ممر آمن لعبور عناصره من منطقة التنف والمدنيين المتواجدين في مخيم الركبان نحو شمال البلاد. وأفاد ناشطون سوريون بأن قائد “جيش مغاوير الثورة” مهند الطلاع أكد تسلمهم قراراً رسمياً بانسحاب قوات التحالف من قاعدة التنف وكامل منطقة الـ55 كيلومتراً. وأعرب عن أمله بفتح ممر آمن لعبور الجيش الحر والفصائل المتواجدة بالمنطقة إلى جانب المدنيين المتواجدين في مخيم الركبان، البالغ عددهم نحو 70 ألف نازح نحو الشمال السوري. وحذر من خطورة ما وصفه بالانجرار وراء مواجهات محتملة مع النظام أو الميليشيات الداعمة له، وقال إن “انسحاب التحالف الدولي من قاعدة التنف سيضع فصائل الجيش الحر في تلك المناطق أمام مواجهة مباشرة مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية”. إلى ذلك، أكدت فرنسا لممثلين عن “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) دعمها لأكراد سورية وتضامنها معهم في ظل انسحاب القوات الأميركية.

 

سفير سورية لدى مصر ينفي تصريحات عن زيارة أمير قطر إلى دمشق

القاهرة – وكالات: نفى القائم بأعمال السفير السوري لدى مصر رياض سنيح أمس، الأنباء المتداولة بشأن وجود زيارة مرتقبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى دمشق. ونقلت أنباء صحافية عن سنيح قوله، “أنا لم أقل أي شيء، ولم أتحدث مع أحد”، في إشارة إلى ما تناقلته مواقع إخبارية على لسانه بشأن زيارة مرتقبة للشيخ تميم إلى سورية. وكانت تقارير إعلامية ذكرت في وقت سابق أن أمير دولة قطر سيتوجه خلال الأيام المقبلة إلى دمشق في زيارة رسمية يلتقي خلالها رئيس النظام السوري بشار الأسد.

 

قسد” تنفي إجراءها محادثات مع دمشق

دمشق – أ ش أ: نفت مصادر في مجلس “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) أمس، وصول وفد تابع للمجلس إلى دمشق، لإجراء محادثات مع النظام السوري. وأكدت المصادر أنه لم يتوجه أي وفد رسمي إلى دمشق، مشيرة إلى أن وفوداً من جهات أخرى قد تكون وصلت إلى دمشق، لبحث آخر التطورات المتعلقة بالشمال السوري. وأشارت إلى وجود خلافات كبيرة بين “قسد” والنظام، مضيفة ان دمشق لم تعترف حتى الآن بمشروع “الإدارة الذاتية” في الشمال والشمال الشرقي من البلاد. في سياق متصل، أكد مسؤول العلاقات الديبلوماسية في مجلس “قسد” كمال عاكف أن هناك تواصلا مع الأطراف كافة لاحتواء الخطر التركي. وأضاف أن هذه المرحلة مهمة وتشهد تطورات سريعة، مشيراً إلى أن “قسد” تحاول منع إلحاق المزيد من الدمار بمناطق سيطرتها، موضحاً أن النظام السوري يمكن أن تلعب دور الوسيط بين “قسد” وموسكو.

 

أميركا تتهم إيران بتأجيج اليمن… ومجلس الأمن ينشر مراقبين في الحديدة

رئيس لجنة التنسيق وصل عدن... والتحالف: المتمردون ارتكبوا 62 خرقاً

واشنطن – وكالات: أكد المندوب الأميركي في مجلس الأمن رودني هانتر أن إيران ترسل أسلحة للحوثيين، وتؤجج الصراع في اليمن، معرباً عن أسف بلاده أن الأمم المتحدة لا تحاسب إيران على ممارساتها في اليمن، فيما وصل رئيس لجنة التنسيق والمراقبة الأممية الجنرال الهولندي باتريك كامرت لمراقبة هدنة الحديدة. ووافق مجلس الأمن الدولي ليل أول من أمس، بالإجماع على نشر فريق دولي لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة، وفوّض الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بنشر فريق لمدة شهر مبدئياً لمراقبة ودعم وتسهيل تنفيذ الاتفاق بين القوات الشرعية والحوثيين. كما طلب من غوتيريس تقديم مقترحات بحلول نهاية ديسمبر الجاري، بشأن عمليات المراقبة الأساسية لوقف إطلاق النار وإعادة نشر قوات الطرفين ودعم إدارة وتفتيش موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وتعزيز وجود الأمم المتحدة في الحديدة.

ودعا “الحكومة اليمنية والحوثيين إلى إزالة العقبات أمام تدفق الإمدادات التجارية والإنسانية”. ورحبت السعودية بالقرار البريطاني الصادر عن مجلس الأمن، معربة عن شكرها للجانبين الكويتي والأميركي في التوصل إلى الصيغة المناسبة للقرار. في سياق متصل، وصل رئيس لجنة التنسيق والمراقبة الأممية الهولندي باتريك كامرت إلى مطار عدن، للقاء المسؤولين بالحكومة اليمنية بشأن مهمته الأممية، قبل أن يتوجه إلى صنعاء للقاء أعضاء من الميليشيات الحوثية. على صعيد آخر، كشف التحالف العربي ليل أول من أمس، أن الحوثيين يخرقون اتفاق السويد بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة. وأكد وقوع 62 انتهاكاً حوثياً لوقف النار في الحديدة خلال الأيام الثلاثة الماضية، مشيرا إلى أن الخروقات شملت الدريهمي والتحيتا والحالي ومناطق أخرى. وقصفت الميليشيات أول من أمس، المنازل في حي المنظر بالحديدة. من جانبها، أفادت مصادر محلية، بأن ميليشيات الحوثي أصدرت أوامر لعناصرها بارتداء زي الأمن المركزي والشرطة بالتزامن مع وصول طلائع المراقبين الدوليين للحديدة . وفي حضرموت، أعلن مصدر مسؤول في السلطات المحلية أمس، مقتل شخص وإصابة نحو 15 آخرين، في انفجار استهدف محيط مقر أمني في المحافظة. وقال إن “مجهولاً على دراجة نارية هاجم بقنبلة مدنيين ورجال أمن في أثناء تجمعهم عقب انفجار قنبلة صوتية أمام بوابة المركز الأمني في منطقة المحط بمديرية الشحر شرق حضرموت”. وأضاف إن الانفجار أسفر عن وقوع قتيل وإصابة نحو 15 شخصاً، مشيراً إلى استحداث قوات الأمن كمائن ونقاط تفتيش في المدينة، لتعقب الجناة.

 

“الحرس الثوري” يستقبل “جون ستينيس” بمواجهة مثيرة في الخليج

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات: رفعت حاملة الطائرات الأميركية النووية “جون ستينيس” من حدة التوتر في أول أيام مهامها في الخليج العربي، حيث تعرضت إلى إطلاق صواريخ من “الحرس الثوري” الإيراني، مما أنذر بمواجهة مسلحة. وأطلقت سفنا تابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني صواريخ باتجاه حاملة الطائرات الأميركية “جون ستينيس”، التي دخلت مياه الخليج أول من أمس للمرة الأولى منذ هجمات الـ11 من سبتمبر في نيويورك وواشنطن في العام 2001. وكانت السفن التابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني تتابع حاملة الطائرات ومجموعة السفن المرافقة لها عن كثب، وأطلقت صواريخا باتجاهها بالإضافة إلى تحليق طائرة دون طيار بالقرب منها. وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن نحو 30 زورقا حربيا تابعا لـ”الحرس الثوري” الإيراني تعقبت حاملة الطائرات الأميركية “جون سي ستينيس” لدى دخولها مياه الخليج، مضيفة أن قوات “الحرس الثوري” سيّرت طائرة من دون طيار بالقرب من حاملة الطائرات الأميركية. وقالت المتحدثة باسم الأسطول الخامس الأميركي، إن الأسطول سيعمل على جعل عملياته غير قابلة للتنبؤ من طرف من دعتهم الخصوم، وفي الوقت ذاته قابلة للتنبؤ ستراتيجيا من طرف الحلفاء. من جانبه، قال قائد حاملة الطائرات “جون سي ستينيس” القبطان راندي بيك، إنه يأمل في أن يؤدي وجود الحاملة في المنطقة الى تهدئة التوترات. ويأتي نشر حاملة الطائرات الأميركية في مياه الخليج بعد نحو نصف عام على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، لتصبح أول حاملة أميركية في المنطقة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، ولتنهي غياباً عسكرياً أميركياً في المنطقة استمر أشهراً عدة، وجاء ذلك بعد تكرار طهران لتهديداتها بغلق مضيق هرمز الستراتيجي، الذي يمر عبره قرابة ثلث إجمالي صادرات النفط المنقولة بحراً.

زوارق تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني” تستطلع حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس جون ستينيس” (أ ب) ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مصادر في وزارة الدفاع “البنتاغون”، أن هذه المجموعة البحرية، يتوقع أن تناوب في المنطقة لنحو شهرين، وهي تهدف إلى “استعراض القوة أمام إيران” في وقت بدأ فيه “الحرس الثوري” الإيراني مناورات برية وبحرية هجومية في مياه الخليج. في المقابل، اختتم “الحرس الثوري” مناورات هجومية، أجرى خلالها تدريبات على إسقاط مروحيات معادية باستخدام ألغام بحرية، إضافة إلى تدريبات على “احتلال مواقع اقتصادية ستراتيجية لعدو مفترض”، والسيطرة على ميناء ورصيف بحري في الخليج.

ونشر “الحرس الثوري” فيديو للتدريبات تظهر فيه قواته الخاصة “فرقة الصابرين”، وهي تهاجم جزيرة في الخليج. وقال قائد القوات البرية في “الحرس الثوري” إن الجيش الأميركي أمر قواته في المنطقة بأن تكون على أهبة الاستعداد، تزامنا مع مناورات “الحرس الثوري”، مضيفا أن “مناورات الحرس الثوري أربكت الولايات المتحدة وأخافتها”. وجاءت المناورات الإيرانية بعد يوم من تنفيذ سفن تابعة للحرس الثوري إطلاقات صاروخية استعراضية بالقرب من حاملة الطائرات الأميركية “جون ستينيس”. على صعيد آخر، اتهم مدير المخابرات الوطنية الاميركية دان كوتس أن قوى خارجية تشمل روسيا والصين وايران، بأنها سعت للتأثير على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في 2018 لكن لا توجد أدلة على اختراق أنظمة الانتخابات الاميركية. وأضاف كوتس في تقرير قدمه إلى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أن أجهزة المخابرات لم تقيم أثر جهود التأثير الخارجي على نتائج الانتخابات. من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن بلاده ستعمل على تقليص تأثير العقوبات الأميركية على إيران، مضيفا خلال لقاء مع نظيره الإيراني عباس عراقجي: “إننا نميل معا إلى بذل أقصى الجهود حتى يتم تعزيز مواقف إيران، كي لا يكون هناك عواقب سلبية من الموجة الجديدة من العقوبات الخارجية، التي يتم فرضها مجددا بقرار من الإدارة الأميركية”.

 

مهدي عقبائي: وزارة الخارجية وديبلوماسيوها والسفارات جزء من ما كينة إرهاب نظام الملالي بعد طرد السفير من ألبانيا وكشف المؤامرة ضد "مجاهدي خلق"

داعي الإسلام: يجب على الدول الأوروبية الرد على المؤامرات الإرهابية الايرانية

بون – من نزار جاف: /السبت 22 كانون أول 2018/إعلان ألبانيا طرد السفير الايراني من البلاد بصحبة ديبلوماسي آخر، تزيح الستار مرة أخرى عن الصراع الخفي والظاهر الذي دار، ويدور، بين النظام الايراني والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الذي يبدو واضحا ان هذا الفصل كان لصالح الاخيرة من دون أي نقاش. انتقال س كان “أشرف” الى ألبانيا من العراق، وفي معس كرهم الجديد الذي أطلقوا عليه”أشرف3، ظل يش كل صداعا قويا للنظام الايراني، خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي كان هناك أ كثر من اعتراف إيراني رسمي بقيادة منظمة “مجاهدي خلق” لها، حيث هناك تأ كيدات في طهران بأن س كان “أشرف3” كان لهم دور في تعبئة الشارع الايراني للانتفاضة بوجه النظام. و كما كان النظام الايراني يسعى لتهيئة الاجواء والارضية المناسبة ضد س كان “أشرف” حين كانوا في العراق والإيحاء للعراقيين بأن هؤلاء أعداء لهم، بدأ يستنسخ الاساليب نفسها كما فعل في عقد مؤتمر لتخليد الشاعر الألباني الراحل في القرن التاسع عشر نعيم فراشري، في طهران، وأخذت مخابرات وسفارة النظام عددا من المواطنين الألبان والبلقان تحت عنوان الأكاديميين والصحافيين للمشاركة في هذه الاجتماعات في طهران.

وفي هذا المؤتمر تحدثت مجموعة وجوه معروفة بتواطئها مع المخابرات الايرانية حيث كرروا الادعاءات نفسها التي كانوا يرددونها في العراق بشأن “تورط” أبنائهم مع منظمة “مجاهدي خلق” داعين الى”تسهيل سفر عائلاتهم إلى ألبانيا لمقابلة أعزائهم”، وذلك من أجل تشويه صورتهم أمام الشعب والح كومة الالبانية، وأمام البلدان الاوروبية، وقد سبق أن كشفت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان 4 فبراير 2018 عن إرسال مصطفى رودكي، من العناصر المحنكة لوزارة المخابرات إلى ألبانيا بصفته السكرتير الأول لسفارة النظام بهدف التآمر ضد “مجاهدي خلق”.

ولتسهيل عمل رودكي، نشط فرعان لوزارة المخابرات وهما “مركز هابيليان” و”مؤسسة ديده بان” تحت عناوين ثقافية وصحافية في ألبانيا. أضاف البيان: “الملا أحمد حسيني الست، المستشار الثقافي لسفارة النظام في ألبانيا، هو المعني بتنفيذ مؤامرات النظام في ألبانيا وغيرها من دول البلقان. إنه ممثل رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية التابعة لمكتب خامنئي”. ويشار إلى أن وفي مارس 2018، تم إحباط مخطط إرهابي ضد “مجاهدي خلق” في ألبانيا، وكان يستهدف تفجير حفل بمناسبة أعياد بداية السنة الايرانية الجديدة، وتم اعتقال اثنين من الإيرانيين اللذين عرفا أنفسهما بأنهما صحافيان. وكشف رئيس الوزراء الألباني إدي راما عن المؤامرة في 19 أبريل الماضي، وقد وثَّقت وزارة الخارجية الأميركية أيضا هذه المحاولة الإرهابية الفاشلة في تقريرها الصادر في يوليو عن إرهاب نظام الملالي.

في هذ الخضم وبمناسبة طرد السفير الايراني وديبلوماسي إيراني آخر من ألبانيا، التقت”السياسة” عضوين نشيطين في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في معس كر “أشرف3، هما مهدي عقبائي وحسين داعي الاسلام، وحاورتهما بهذا الخصوص، وأدناه نص الحوار:

كيف تقيمون موقف الح كومة الالبانية بطرد السفير الايراني من تيرانا؟

مهدي عقبائي: يعد طرد سفير نظام الملالي، ورئيس محطة المخابرات للنظام في آلبانيا خطوة ضرورية نحو اجتثاث الإرهاب في عالمنا اليوم، ويدعو إلى تقديم التهاني إلى الحكومة الألبانية، ورئيس الوزراء الألباني.

كان لسفارة نظام الملالي في آلبانيا الدور الأكبر في تمرير المخططات الإرهابية، والتجسسية ضد “مجاهدي خلق”، ومنها المؤامرة الإرهابية خلال احتفال عيد النوروز في مارس الماضي، حيث تم افشالها ودحرها في المراحل الأخيرة قبل التنفيذ.

هل كان ل كم دور ما في حث الح كومة الالبانية على اتخاذ هذا الموقف؟

عقبائي: إن المقاومة الإيرانية، ومنذ ثلاثة عقود، أكدت ان وزارة الخارجية، والديبلوماسيين التابعين لهذه الوزارة والسفارات التابعة لها، يشكلون جزءا من ماكينة الإرهاب للفاشية الدينية الحاكمة في إيران.

ان ثلاثة مخططات إرهابية كبيرة للملالي، في البانيا مارس 2018، وفي فرنسا يونيو 2018 وفي الدنمارك سبتمبر 2018 كانت قد دّبرت وخططت من قبل هذه السفارات، وعلى يد هؤلاء الديبلوماسيين انفسهم.

ما تأثيرات وانع كاسات قرار طرد السفير الايراني من تيرانا على الداخل الايراني من جهة وعلى دور كم ونشاطات كم؟

حسين داعي الاسلام: ان نظام الملالي المعادي للإنسانية قد وجد مخرجه الوحيد من الأزمات والمآزق المستعصية داخل إيران، وخارجها في تصعيده للإرهاب، ولحملة التشهير والشيطنة ضد المقاومة الإيرانية، باعتبارها الخطر الوحيد لكيان النظام، لذلك كلما واجه نظام الملالي طرقا مسدودة امامه في تمرير مخططاته الارهابية، كلما واجه حالة الإحباط لدى قواته القمعية والإرهابية، من قمتها إلى القاعدة، ولاسيما ان النظام سيواجه حالة التخبط والإحباط في ديمومة حملات التشهير ضد المقاومة الإيرانية من داخل ألبانيا، لان هذه الحملات كانت تدار من محطة المخابرات في سفارة النظام بألبانيا.

كيف تنظرون الى رسالة الرئيس الامير كي الاخيرة الموجهة لرئيس الوزراء الالباني وما تفسير كم لها؟

داعي الاسلام: في رسالته الأخيرة قدم الرئيس الأميركي شكره لحكومة ألبانيا على جهودها الدؤوبة للوقوف في وجه النظام الإيراني ومواجهة أنشطته المزعزعة للاستقرار، ومحاولات هذا النظام لإسكات المنشقين في جميع أنحاء العالم.

نحن طبعا نرحب بمواقف المسؤولين الأميركيين الحازمة ضد النظام، كما أعلن كبار المسؤولين الأميركيين فضلا عن السيد ترامب، وزير الخارجية بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون عن دعمهم لهذا الموقف القاطع للحكومة الألبانية.

كما قلت يجب على الدول الأوروبية، وخصوصا الاتحاد الأوروبي، أن ترد على المؤامرات الإرهابية للنظام في الأراضي الأوروبية، ولتعلم السيدة موغريني أن منح التنازلات لهذا النظام لا يبطئ مخططات النظام الإرهابية، بل بالعكس ان أي نوع من التعاون مع هذا النظام سيفتح الطريق أمام إرهاب النظام. وقالت السيدة مريم رجوي في بيان لها: إن الملالي الحاكمين في إيران يجب أن يعرفوا أن “أنشطتهم الإرهابية في أوروبا والعالم ستكون لها عواقب وخيمة”.

أضافت: “منذ ثلاثة عقود والمقاومة الإيرانية تؤكد دائماً أن وزارة الخارجية الإيرانية وديبلوماسييها وسفاراتها أجزاء لا تتجزأ من آلية الإرهاب. لقد خططت هذه السفارات والديبلوماسيون لثلاثة مخططات إرهابية كبيرة قام بها الملالي في اوروبا خلال العام 2018”.

 

الانسحاب الأميركي من سوريا يفجّر استقالة المبعوث الأميركي للتحالف ضد داعش

العربية/السبت 22 كانون أول 2018/قدّم المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بريت ماكغورك، استقالته على خلفية قرار سحب القوات الأميركية من سوريا. وتعتبر استقالة ماكغورك هي ثاني استقالة لمسؤول أمني في إدارة دونالد ترمب، بسبب قرار سحب القوات الأميركية في سوريا، بعد استقالة وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس. ويرفع ماكغورك عدد المسؤولين الأميركيين الذين غادروا إدارة ترمب إلى 22 مسؤولاً.

 

بومبيو يؤكد التزام واشنطن بقتال «داعش» في العراق

بغداد/الشرق الأوسط/22 كانون الأول/18/قال مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، اليوم (السبت) إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أكد لعبد المهدي أن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بقتال تنظيم داعش في العراق ومناطق أخرى رغم انسحاب قواتها المزمع من سوريا. وأضاف المكتب في بيان أن عبد المهدي وبومبيو بحثا الانسحاب وقرار واشنطن منح العراق تمديداً لمدة 90 يوماً لإعفاء من العقوبات المفروضة على إيران، ما سيسمح لبغداد بشراء الكهرباء من طهران. وبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب ما سيكون انسحاباً كاملاً للقوات الأميركية من سوريا، وأعلن يوم الأربعاء أن القوات نجحت في مهمة إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، ولم تعد هناك حاجة لوجودها. وأثارت خطته انتقادات من حلفاء مثل بريطانيا وفرنسا اللتين تقولان إن المتطرفين لم يهزموا تماماً بعد. وقال مكتب عبد المهدي: «تلقى رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، شرح خلاله الوزير الأميركي حيثيات الانسحاب المرتقب من سوريا، وأكد أن الولايات المتحدة مستمرة بالتزاماتها لمحاربة (داعش) والإرهاب في العراق وبقية المناطق». وبحث عبد المهدي وبومبيو أيضا قرار واشنطن منح العراق تمديداً لمدة 90 يوماً لإعفائه من العقوبات المفروضة على إيران، ما سيسمح لبغداد بمواصلة استيراد الغاز الإيراني المهم لإنتاج الطاقة بالعراق. وأعادت إدارة ترمب فرض عقوبات على صادرات الطاقة الإيرانية في نوفمبر (تشرين الثاني)، وعزت ذلك لأسباب تتعلق ببرنامج طهران النووي وتدخلها في الشرق الأوسط، لكنها منحت إعفاءات لعدة مشترين لتلبية حاجات المستهلكين من الطاقة. ومنحت واشنطن العراق إعفاء لمدة 45 يوماً لواردات الغاز من إيران عندما أعادت فرض العقوبات على قطاع النفط الإيراني في 5 نوفمبر. وقال مسؤولون عراقيون إنهم يحتاجون عامين تقريباً للعثور على مصدر بديل. ويعتمد العراق بشدة على الغاز الإيراني لتغذية محطات الكهرباء، ويستورد نحو 1.5 مليار قدم مكعبة يومياً عبر أنابيب في الجنوب والشرق.

 

فرنسا تؤكد استمرار دعمها لقوات سوريا الديمقراطية بعد الانسحاب الأميركي

باريس/الشرق الأوسط/22 كانون الأول/18/قال مسؤول بقصر الإليزيه، إن مسؤولين بالرئاسة الفرنسية اجتمعوا مع ممثلين لقوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد في باريس، وأكدوا لهم دعم فرنسا. واجتمع مسؤولون من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة مع مستشارين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا. وشمل وفد قوات سوريا الديمقراطية إلهام أحمد ورياض درار. وقال مسؤول الإليزيه: "نقل المستشارون رسالة دعم وتضامن وشرحوا لهم المحادثات التي أجرتها فرنسا مع السلطات الأميركية لمواصلة الحرب ضد داعش.

 

وصول حاملة طائرات أميركية إلى الخليج العربي

لندن/الشرق الأوسط/22 كانون الأول/18/وصلت حاملة طائرات أميركية إلى مياه الخليج العربي، لتصبح أول حاملة أميركية في المنطقة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران. وجاء وصول حاملة الطائرات الأميركية، بعد تكرار طهران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي. وتنهي حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس جون سي ستينيس» بهذه الخطوة، فترة غياب عسكري أميركي في المنطقة استمرت أشهراً. ويتزامن وصول الحاملة الأميركية إلى المنطقة مع تجديد إيران لتهديداتها بإرباك الملاحة في مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يمر عبره قرابة ثلث إجمالي صادرات النفط المنقولة بحراً. وجاء التهديد الإيراني على لسان الرئيس حسن روحاني، في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الجاري بإغلاق المضيق، قائلاً إنه على واشنطن أن تعلم أنها غير قادرة على منع تصدير النفط الإيراني.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر في البنتاغون أن هذه المجموعة البحرية، يتوقع أن تناوب في المنطقة لمدة شهرين على الأقل، وتهدف المجموعة البحرية إلى «استعراض القوة أمام إيران» في وقت يبدأ فيه الحرس الثوري الإيراني مناورات برية وبحرية.

 

دور إيران» في محادثات هاتفية بين نتنياهو وترمب

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 كانون الأول/18/أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنه أجرى مكالمة هاتفية ثانية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الليلة الماضية، ناقشا فيها طرق مواصلة التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن إيران. وأفادت صحيفة مقربة من نتانياهو بحصول تفاهمات أميركية - روسية «سيعمل بموجبها الجيش الروسي على لجم (حزب الله) وإيران في سوريا». كما نقلت الصحيفة عن المسؤول نفسه قوله: إنه في إطار هذه التفاهمات، «ستواصل روسيا السماح لإسرائيل بضرب أهداف تابعة لـ(حزب الله) وإيران، في سوريا، واستهداف وسائل قتالية تعتبر (كاسرة للتوازن) هناك». وإن «هذه التفاهمات، التي تمت بمعرفة وموافقة الرئيس ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين» هي التي سمحت بقرار إخراج القوات الأميركية من سوريا». وقالت مصادر سياسية في تل أبيب: إن «تصريحات نتنياهو لافتة للنظر، فهو لا يبدي تأثراً غير عادي من سحب القوات الأميركية ويحاول التقليل من شأنه»، بحيث يقول إنه (سحب مستشارين)، وإنه (لا يؤثر على إسرائيل)، مع أن الإسرائيليين عموماً يعبرون عن قلق شديد من تبعاته». ونقل على لسان أحد كبار الوزراء الإسرائيليين كان قد وصف الخطوة الأميركية، في محادثات مغلقة، بأنها «صادمة أخلاقياً وسيئة سياسياً» قوله، فإن «سحب القوات الأميركية لا يخدم مصالح إسرائيل، ويمس بالأكراد، ويعزز قوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ويوفر لإيران محوراً لنقل الوسائل القتالية لسوريا». وشكا هذا الوزير من أن نتنياهو لم يبلغ المجلس الوزاري الأمني المصغر أو مجلس الأمن القومي في حكومته بهذه التطورات، مع أن الأميركيين أبلغوه بقرار الانسحاب من سوريا يوم الاثنين الماضي، وأنه لم يشأ أن يبدأ وزراؤه في إطلاق التصريحات للإعلام ضد القرار أو تسريب معلومات تشوش على الإجراءات الأميركية.

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة "الميلاد": باسيل يسرق الهدية وحزب الله يطارده

منير الربيع/المدن/الأحد 23/12/2018

إذا كانت الحكومة الجديدة هي هدية عيد الميلاد، التي سيأتي بها "بابا نويل" التسويات، يبدو أن الشرير "غرينش" (عدو بابا نويل) قد سرق تلك الهدية.

بعيداً عن لغة الخيال، وهنا على أرض الواقع، يمكن القول أن الحكومة المنتظرة تأخر وصولها. السبب الواضح والمباشر هو الصراع الذي نشب وأصبح معلناً. حزب الله يريد ضبط حركة جبران باسيل، على قاعدة "رحم الله امرئ عرف قدره فوقف عنده". باسيل يريد لنفسه مسلكاً سياسياً متمايزاً عن حزب الله، يمنحه نوعاً من الإستقلالية واتخاذ الخيارات، التي لا تلتزم بمقررات الحزب، لكن من دون أن يعلو فوق السقف الذي يرسمه. أين رئيس الجمهورية من ما يجري؟ الجواب سريع وبديهي: حزب الله يحيّد الرئيس عون، الذي تنازل من حصته لصالح ولادة الحكومة. لكن، يبدو أن باسيل غير مقتنع بذلك، وهو يناور بشتى الأساليب للاحتفاظ بأحد عشر وزيراً. أي، تكريس نفسه مرجعاً وسلطة لفرض الشروط والحلول وطرائق عمل الحكومة. لذا، لم يعمل باسيل على استقطاب جواد عدرا فقط، وإلزامه الإنضمام إلى تكتل لبنان القوي. بل سعى لفرض شروط جديدة لتغيير توزيع الحقائب. هذا يعني أن باسيل يريد تعزيز حصّته نوعياً. هكذا، أعاد المطالبة بوزارة الزراعة، البيئة، والصناعة. فما كان من حزب الله وحركة أمل إلا أن وقفا بوجهه رفضاً لهذه الإنقلابات المباغتة على اتفاقات مبكرة، حدثت في أثناء زمن مشاورات تأليف الحكومة.

إلى الصفر مجدداً!

لا أحد يمتلك إجابة شافية عن ما الذي يفكّر فيه جبران باسيل. لكن الأكيد أن علاقته تسوء بكل الأطراف، باستثناء الحريري، الذي يصرّ على شراكة ثنائية معه. هناك من يعتبر أن ما يجمع الرجلين في الخفاء وتحت الطاولة، من ملفات كثيرة ومتعددة أكبر من أن يُعرف، وهو الذي يتحكم بمسار ومفاصل عملية التشكيل وإدارة الحكومة لاحقاً. منسوب الثقة أصبح متدنياً إلى حدّ بعيد بين باسيل وحزب الله. وهذا قد يؤثر على العلاقة بين الحزب ورئيس الجمهورية، إذ أن الحزب يحمّل مسؤولية التعطيل إلى باسيل، بينما الأخير يحمّل الحزب مسؤولية عرقلة العهد، لأسباب غير معروفة، من خلال إبتداع عقدة النواب السنّة، وتجديد تعطيلها، بعد سحب إسم عدرا كطرح وسطي. التجاذب على عدرا، ورفضه هو الاجتماع باللقاء التشاوري أو أن يكون ممثلاً عنهم، دفع نواب اللقاء إلى سحب تسميته، والإصرار على تسمية كل من طه ناجي، عثمان المجذوب، وحسن مراد، ليختار من بينهم رئيس الجمهورية إسماً يمثل اللقاء التشاوري في الحكومة العتيدة. وهذا ما أعاد الأمور إلى النقطة الصفر، وجدد الصراع الذي يفتحه باسيل بشراسة، وبهدف نيل أحد عشر وزيراً.

التعويض عن الخسارة

في حسبان باسيل، من المفترض أن يتكامل العدد مع النوعية التي يسعى إلى الحصول عليها. ولكن ما لن يكون بالإمكان العودة عنه، ومهما اختلفت الأسماء، هو أن نواب "اللقاء التشاوري" سيتمثلون بوزير من حصة رئيس الجمهورية، وهذا سيفرض على باسيل المزيد من التشدد في تحسين حقائبه، للتعويض عن خسارة معنوية فادحة ألمّت به، وهي خسارته المقاعد الأحد عشر. يقول سياسي بارز، إن المعركة الأساسية أصبحت بين حزب الله وجبران باسيل، وليست بين حزب الله والحريري، الذي تقع عليه لائمات كثيرة، خصوصاً ارتضائه لاستئثار باسيل به والتأثير عليه إلى حدّ بعيد. ترفض المصادر تعليل العرقلة الأخيرة للتشكيلة الحكومية، بأسباب خارجية أو إقليمية، وتحيله إلى طمع محلي وفئوي. باسيل، المتهَم الأول وأفرقاء آخرون، يعتبرون أن هناك أسباباً خارجية هي التي تحول دون تشكيل الحكومة، بعدما بلغت الإشارات الإيجابية حول ولادتها فسحة ساعات معدودة، قبيل الإعلان الأميركي عن الإنسحاب من سوريا. وبالتالي، حسب تعليلهم، فإن النسائم بعد ذاك القرار تبددت، ولا بد من انتظار شيء ما، يعيد إطلاق عجلة التشكيل مجدداً.

 

لقاء «المنكوبين»: وزيرُنا «قيد الدرس»! 

ملاك عقيل/الجمهورية/السبت 22 كانون الأول/18

قادت العقدة الدرزية أولاً ثم العقدة السنية أهل الحل والربط الى استنباط مخارج غير مألوفة، في الشكل، في مسار تأليف الحكومات منذ إقرار «اتفاق الطائف»، وكرّست أعرافاً في قاموس التسويات لا تعكس سوى «عقم» الطبقة السياسية!

بَالغَ بيان كتلة «الوفاء للمقاومة» أمس الأول في حديثه عن انتزاع «اللقاء التشاوري» مقعداً وزارياً سيكون في تصرّف أعضائه، أقلّه لأنه استبقَ تسوية لم تكن كل بنودها قد تُرجمت ولا تمّ الاتفاق عليها. وأولى هذه البنود لمصلحة مَن سيذهب صوت الوزير السنّي المتّفَق عليه في مجلس الوزراء؟ الجواب عن هذا السؤال سيجرّ تلقائياً الى السؤال «اللغم»: هل سينضمّ عدرا الى «لقاء المحرومين» من نِعمَة الوزارة؟ وأصلاً هل سيبقى كيان «اللقاء التشاوري» قائماً بعد صدور مراسيم الحكومة الجديدة التي حافظ فيها الرئيس المكلّف سعد الحريري على حصة سنّية تَنازلَ منذ البداية عن مقعد فيها لرئيس الجمهورية؟ السؤال الأول لا يجد إجابة عنه بعد، جواد عدرا نفسه. تبدو الأمور متروكة لـ«الوقت» مع بدء الحكومة عقد اجتماعاتها، مع العلم أنّ مطلعين يؤكدون أنّ التركيبة الوزارية الجديدة ستُسيّرها الائتلافات الكبرى في القضايا الأساسية، حيث يعتبر صوت أي وزير آخر من خارج هذه الاصطفافات لزوم ما لا يلزم! ويبدو وفق المعلومات، ردّاً على التساؤل الذي طُرِح منذ لحظة السير في خيار عدرا وزيراً من خارج عباءة تيار «المستقبل» ومحسوباً في المبدأ على خط 8 آذار، عن احتمال انضمامه الى «اللقاء التشاوري»، أنّ عدرا وبعد صدور مراسيم الحكومة ومناقشة بيانها الوزاري، سيُعلن موقفه من موقعه «المُلتَبس»، وليس قبل ذلك.

وهذا ما يفسّر «الحركة بلا بركة» التي لم تُفضِ أمس الى لقاء علني وجهاً لوجه بين عدرا و»التشاوري»، الذي أبقى اجتماعاته مفتوحة وانتظر ردود «وزيره المُفترض» على مطلبه وموقفاً رئاسياً حاسماً يقضي بعدم مَدّ اليَد الى «حصة» «التشاوري» في الحكومة. مع العلم أنّ ممثلَين عن «التشاوري»، هما عثمان مجذوب وهشام طبارة، التقيا أمس عدرا في مكتبه في وسط بيروت، لكنهما لم يأخذا منه التزاماً بـ»الالتزام»، حيث طلب مزيداً من الوقت!

وبَدا لافتاً إعلان أعضاء في «اللقاء» أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون «لم يُسَمّ بعد وزير «اللقاء التشاوري»، وبالتالي نحن لا نزال نتكلّم عن الأسماء الأربعة التي رُفعت الى عون على أن يختار منها، وعدرا أحدها»، مؤكدين في الوقت عينه «أننا ملتزمون المبادرة الرئاسية بكل بنودها، وننتظر من المعنيين بالتأليف الالتزام بها»، في إشارة الى الكلام الصباحي الذي أدلى به كرامي وقال فيه: «إذا صَفت النيّات تولد الحكومة خلال ساعة». وفيما لا يزال الغموض يحوط بواقع قبول «حزب الله» بتسوية روّج لها بمثابة انتصار للفريق السني المعارض فيما أعضاء هذا الفريق يعيشون «نكبة» حقيقية، تؤكد معلومات أنّ عون، وعلى رغم من تسريب إسم مرشّحه للمقعد السنّي فادي عسلي، يحتفظ منذ مدة بورقة عدرا بين يديه، وحين قرّر القيام بخطوة تنازلية تولّى الوزير جبران باسيل تسويق الاسم لدى «حزب الله» الذي لم يُبد ممانعة، خصوصاً أنّ توزيره يعكس «نَفَساً» سنياً متمايزاً في وضوح عن سياسة الحريري، وهذا الأمر ملموس بالقول والفعل لدى الحزب، أمّا رئيس مجلس النواب نبيه بري فـ»شهادته مجروحة» بعدرا. حدثَ كل ذلك، فيما سقف أعضاء «اللقاء التشاوري» خلال لقائهم اللواء عباس ابراهيم كان خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في 10 تشرين الثاني الماضي! وحتى أمس كانت التسوية الرئاسية لا تزال في بندها الخامس، الذي ينصّ على أن يكون الاسم الذي يختاره رئيس الجمهورية ممثلاً عن اللقاء التشاوري» ويعبّر عن موقفه، مَدار نقاش من ضمن إخراج يحفظ قبل أي شئ آخر ماء وجه أعضاء «اللقاء المنكوب». وعلى هذا الأساس جرت محاولة لعقد لقاء يجمع عدرا بأعضاء «التشاوري» في منزل النائب فيصل كرامي، على أن يتكلّل بإعلان صريح عن «انتماء» الوزير السني الى «اللقاء» والتعبير عن مواقفه داخل الحكومة، لكنّ هذا الأمر لم يحصل.

وقد سبق هذا الإخراج محاولات باسيل لجَعل عدرا، بصفته ممثلاً لـ«اللقاء»، من حصة الرئيس بالمضمون، وليس فقط بالشكل، بمعنى الالتزام بتوجيهات رئيس الجمهورية داخل مجلس الوزراء، فيما الحريري كان لا يزال حتى البارحة يرفض الاجتماع بأعضاء «اللقاء» حتى في القصر الجمهوري. الوضع «الوزاري» المُلتبس لعدرا يسلّط الضوء على حصة رئيس الجمهورية التي تتألف من3 وزراء: مسيحي وسني ودرزي. فالمسيحي «المضمون» يقابله في الواقع وزير درزي مرجعيته «حزب الله» أساساً، والسنّي لا تزال «هويته» الوزارية قيد الدرس!

 

الحكومة رهن تذليل العقبات  

أسعد بشارة/الجمهورية/السبت 22 كانون الأول/18

كان من المفترض أن تولد الحكومة اليوم في حال الانتهاء من تذليل العقبات المعروفة والمستجدة.

بالنسبة الى التمثيل الارمني عُلم انّ «القوات اللبنانية» أبدت مرونة كبيرة في عملية توزيع الحقائب التي حصلت عليها، وبموجب هذه المرونة تمنّت على الرئيس سعد الحريري ايجاد مخرج دستوري لتولّي ريشار قيومجيان وزارة الشؤون الاجتماعية بالتكليف، نظراً لأنّ الوزير غسان حاصباني الذي سيتولّى نيابة رئاسة الحكومة تسلّم ملفّ التعاطي مع مؤتمر «سيدر»، وهذا يستلزم منه التفرغ الكامل، وعدم صرف الوقت على ادارة وزارة الشؤون، ويجري البحث، إذا ما تولّى حاصباني وزارة الشؤون، في المخرج الآخر الذي يتيح لقيومجيان تسيير الوزارة، ولو بتوقيعين له ولحاصباني، وتؤكد مصادر «القوات» في هذا الاطار الاصرار على عدم تسجيل سابقة بعدم تمثيل المكوّن الارمني، علماً أنّ حزب «الطاشناق» كان حذراً من أنه لن يدخل الحكومة إذا لم يتولّ وزيره حقيبة السياحة، ولكن الواضح أنّ الحلّ يسير بنحوٍ إيجابي.

اما بالنسبة الى التمثيل الماروني فتقول المعلومات إنّ الحريري مصرٌّ ايضاً على إيجاد الحل وعلى ترييح «التيار الوطني الحر» بالتبادل بمقعد اورثوذكسي، وهذا سيعني عدم توزير غطاس خوري، لكن سيعني ايضاً زوال آخر العقد الصغيرة التي يمكن أن تؤخّر ولادة الحكومة.

كان من المقرّر مبدئياً أن تولد الحكومة اليوم، وأن تكون الولادة على وقع الريسيتال الميلادي السنوي الذي يقام في القصر الجمهوري بمشاركة الرؤساء الثلاثة، الذين يصرّون على اعتبار الولادة هدية الميلاد، بعد سبعة أشهر من الانتظار.

ويبقى السؤال: هل ستكون هذه الحكومة استمراراً لنهج اعتمدته الحكومة الحالية؟ وما هي اجندتها الاقتصادية والسياسية؟ وما مدى قدرتها على تجنّب الألغام، وسط أزمات كبيرة تعصف بالمنطقة، وأزمة اقتصادية لا يمكن مواجهتها بأقل من عملية جراحية؟

الواضح أنّ هذه الحكومة التي يعتبرها العهد حكومته الاولى، ستكون في مواجهة عواصف كبيرة، ليس أقلها التظاهرة غداً الاحد التي يتوقع لها أن تكون حاشدة نظراً للوضع الاقتصادي السيّئ الذي يعاني منه اللبنانيون. فهذه التظاهرة التي دعا اليها ناشطون وقوى سياسية هي اقرب الى «حزب الله»، تُنذر ببداية مواجهة مع الحكومة الوليدة، خصوصاً بعدما اعلن الحريري عبر وكالة «رويترز» عن برنامج تقشّف سيطاول الدعم على المحروقات والكهرباء، وهو ما سيضيف أعباء كبيرة من الصعب على المواطن تحمّلها.

وتطرح هذه الإجراءات المزمع اتّخاذها اسئلة كثيرة حول التضامن بين مكوّنات الحكومة، وحول توزّع القوى داخلها، من مؤيّد للإصلاحات الى رافض أن تطاول الشرائح الشعبية.

كذلك سيُطرح السؤال حول جدّية إجراء الإصلاح المطلوب في قطاع الكهرباء الذي هو أحد شروط مؤتمر «سيدر»، وسيطرح حول وقف التوظيف في القطاع العام، وضبط الهدر الجمركي والتهرّب الضريبي، وكلها قرارات تستلزم قراراً سياسياً جامعاً بالإصلاح ووقف الفساد في الادارة، واعطاء هيئات الرقابة حرية العمل لضبط الخلل. والى جانب معالجة الوضع الاقتصادي قبل انهياره، سيكون امام هذه الحكومة التعامل مع التطورات الجديدة في المنطقة التي يتأثر لبنان بنتائجها، وعلى رأسها التهديدات الاسرائيلية جنوباً، كذلك عليها أن تتعامل مع احتمال عودة العلاقات العربية مع النظام السوري، واعادة الإعمار في سوريا وعودة اللاجئين، في ظلّ انقسامٍ بين «حزب الله» وحلفائه من جهة، وبين تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، الذين يتمسّكون بسياسة «النأي بالنفس»، وبعدم القبول بتفعيل العلاقة مع النظام السوري، أو دعوته الى أيِّ حدث عربي يستضيفه لبنان، وخصوصاً القمة

 

جسر جل الديب لن يكون هدية العيد... إلى متى؟ 

راكيل عتيِّق /الجمهورية/السبت 22 كانون الأول/18

اعتاد المواطن اللبناني، على أن تترافق الأعياد في لبنان مع زحمة السير، خصوصاً في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة. في السنوات الأخيرة، أصبحت الزحمة مشهدية يومية، تبلغ ذروتها نهار الجمعة من بيروت باتجاه الشمال، ومن بيروت باتجاه الجنوب، ومساء الأحد في الاتجاه المُعاكس. أمّا الاختناق التام فهو ما يجري على الأوتوستراد الساحلي في الأيام الأخيرة، خصوصاً على مسلكي الأوتوستراد بين وسط بيروت وكازينو لبنان. وفي حين كان يُؤمل أن يكون جسر جل الديب هدية العيد، ما يُخفِّف من هذه الزحمة، «طارت» الهدية، إلى السنة المُقبلة.

«خط طويل» من السيارات، والوجوه المُتوجِّمة. ويأتي الشتاء ليُضاعف الزحمة. على رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، إلّا أنّ اللبنانيين يحبون «عَيش» أجواء العيد. يتسارعون إلى المراكز والمحال التجارية، وإن فقط للتفرجة من دون التبضع. وعلى رغم أنّ قوى الأمن اتخذت إجراءات لتسهيل المرور، ومنع الازدحام، يُلاحظ الوجود المُكثف لرجال قوى الأمن الداخلي على الطرقات، إلّا أنّ أعداد السيارات تزداد والطُرقات «هِيَ هِيَ». غالبيةُ خطوط الأوتوستراد الساحلي أُنشِئت في أواخر الخمسينات، حين كان عددُ السيارات لا يصل إلى الـ20 ألفاً، فيما هناك نحو مليوني سيارة في لبنان اليوم.

لسانُ حال المواطنين

دراسات وأبحاث بسيطة تُظهر أنّ القيادة اليومية في هذه الزحمة الخانقة، تضغط على أعصاب السائق، تحدّ من إنتاجيّته، تسبِّب آلام الظهر، تزيد التلوّث الجوي والنظري... ولها أضرار اقتصادية سلبية على الدولة من ناحية تكلفة المحروقات و»تضييع» وقت العمال والموظفين «العالقين على الطرقات». الزحمة «اللبنانية»، «تُساوي» بين المواطنين، ولا تُفرِّق بينهم على صعيد الطائفة أو الجنس أو الانتماء المناطقي أو العمر...، وفي استطلاعٍ، أجرته «الجمهورية» على عيِّنة من السائقين الذين يسلكون أوتوستراد الكازينو- الدورة يومياً، ذهاباً وإياباً، قال أحد المواطنين، حين تعطّلت سيارته، أمس: «حِميت السيارة وحِمي راسي وهالدولة باردة ما عم تحس فينا». وأخبر مواطن بتروني: «أخرج من منزلي يومياً عند الساعة السادسة صباحاً، وعلى رغم انطلاقي باكراً من البترون إلّا أنني حين أصل إلى ضبيه أجد الزحمة في انتظاري، ويسألون لماذا نتأخر على أعمالنا؟». سائق تاكسي يسخر من «هالحياة»، ويقول: «ينذروننا من مضار التدخين، ماذا عن دخان السيارات المُكدّسة؟ ألا تضرّ؟ وماذا عن تنشُّق روائح النفايات والمجارير والدخان الذي تنفثه السيارات والشاحنات حين نعلق ساعات على الطُرقات؟».

مواطنة عشرينية، ترى أنّ «تطبيق الواتساب هو المُسكِّن الوحيد لتحمُّل هذه الزحمة»، وتقول بعصبية: «وقال ممنوع نستخدم التلفون وبيعملولنا ظبط، طيب ولمين لازم نعمل ظبط عالعجقة».

من المُتوقَّع أن يُخفِّف جسر جل الديب من الزحمة على أوتوستراد المتن الساحلي، بين نهر الموت ونهر الكلب، إذ يُشكِّل منفذاً أساسيّاً إلى المنطقة بكاملها وليس إلى جل الديب فقط، وبالتالي يُخفِّف ضغط السير عن مدخل أنطلياس وجسر نهر الموت. ومن المُقرَّر أن تنتهي أشغال جسر جل الديب في 23/2/2019، ففي حين كان يتمّ العمل على فتح الجسرين أو أحدهما أمام السير قبل الأعياد، حالت عراقيل إضافةً إلى تساقط الأمطار دون ذلك.

لكن هل هناك تأخير إضافي؟ وهل ستستمر الأشغال فترة الأعياد؟

يوضح، مجلس الإنماء والإعمار لـ»الجمهورية»، أنّ «فتح جسر دون الآخر أمام السير قد يُسبِّب زحمة سير في ساحة جل الديب، حيث سيدخل السير بسهولة، إنما ستصعب عملية تسهيل خروج السير من المنطقة»، مؤكّداً أنه «من المُرتقب أن يُفتح الجسران في أواخر شهر كانون الثاني المُقبل». ويوضح، أنّ من العراقيل التي ظهرت، خلال العمل، «تعديل عامود جسر المُشاة الحديدي. ففي حين كان من المُفترض أن تتمّ إزالتُه، طلبت وزارة الأشغال العامة والنقل من مجلس الإنماء والإعمار الإبقاء عليه وترميمه وإصلاحه. وإنّ أحد عواميده مُرتبط بأحد الجسرين».

أمّا المشروع بكامله المُموّل من الدولة اللبنانية، فمن المُفترض أن يُنجر في أواخر شهر شباط المُقبل، إلّا أنّ الشتاء قد يؤخّر أعمال التزفيت فقط. وحينها، تكون فُتِحت الطريق أمام السير ولكن تبقى مرحلة أعمال التزفيت ليُنجز المشروع بنحوٍ كامل. ويشرح المجلس، أنّ الأشغال مُستمرة لإنجاز جسر جل الديب في الموعد المُحدّد، إنما ستتوقّف على الأوتوستراد خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، وذلك تسهيلاً لحركة السير، فيما أنّ الأعمال ستستمرّ في باقي نقاط المشروع، قرب ساحة جل الديب وفي الطرقات الداخلية. وابتداءً من 7 كانون الثاني من العام 2019، ستُستأنف الأعمال على الأوتوستراد.

 

الكهرباء «تنتظر» معالجة موعودة قد لا تأتي 

ايفا ابي حيدر/الجمهورية/السبت 22 كانون الأول/18

مقالات خاصةخاص "الجمهورية"- ماذا دار بين الحريري وجعجع؟بري لـ"الجمهورية": التعقيدات يُمكن أن تُحلّ بين ليلة وضحاهامرجع سياسي لـ"الجمهورية": لا استطيع جزم امكانية صدور مراسيم الحكومة اليومالمزيدلا يزال ملف الكهرباء يشكل الأزمة الكبرى في المالية العامة للدولة، بعدما وصل الدعم السنوي الى ملياري دولار، رغم انّ التيار الكهربائي غير مؤمّن سوى ضمن برنامج تقنين قاس. فهل انّ كلام رئيس الحكومة المُستجد يؤشّر الى بدء المعالجة الجدّية مع مطلع العام الجديد؟ أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمس، في مؤتمر اقتصادي في بيروت، أولى الخطوات التي ستعتمدها الحكومة الجديدة، عندما تحدّث عن «نيته خفض الدعم الذي تدفعه للطاقة بنحو 600 مليون دولار في عام 2019». هذا الموقف طرح علامات استفهام تساءلت: من أين سيتم خفض هذا الدعم؟

مصدر في كهرباء لبنان قال لـ«الجمهورية» انّ المقصود في كلام الحريري يمكن تفسيره باحتمالين: امّا انه يريد أن يخفّض فاتورة الطاقة عبر رفع تعرفة الكهرباء، وإمّا عبر التحوّل من الفيول الى الغاز.

في ما خَصّ رفع التعرفة، أكد المصدر انّ مؤسسة كهرباء لبنان ترحّب بهذه الخطوة، خصوصاً انها لطالما كانت تنادي باللجوء الى اعتمادها، كون تعرفة الكهرباء المعتمدة اليوم لا تزال وفق تقدير سعر برميل النفط ما بين 15 الى 20 دولاراً، أي بما يعني انّ المؤسسة تبيع سعر الكيلوات بـ 135 ليرة لبنانية. امّا اذا اردنا أن نحتسب التعرفة التي تحقق التوازن المالي وفق سعر برميل نفط يتراوح ما بين 50 الى 60 دولارا، فيجب ان تكون 300 ليرة لتكون التعرفة عادلة، أي ما يعني أكثر من الضعف. وفي مقارنة بسيطة مع تسعيرة أصحاب المولدات المعتمدة اليوم مع تركيب العدادات، يتبيّن انّ أصحاب المولدات يبيعون الطاقة بسعر 480 ليرة/كيلوات ساعة، بينما المؤسسة تبيعها بقيمة 135 ليرة، كما انّ أصحاب المولدات يستوفون رسماً ثابتاً على كل 5 امبير بما بين 22-23 الف ليرة، فيما تستوفي مؤسسة كهرباء لبنان 11 الف ليرة عن كل 15 امبير.

وأشار المصدر الى انّ هذه المقارنة كفيلة بإظهار الغبن اللاحق بمؤسسة كهرباء لبنان. وبالانتقال الى الحل المقترح باللجوء الى الاعتماد على الغاز، أكد المصدر انّ معامل مؤسسة كهرباء لبنان هي في غالبيتها جاهزة للعمل على الغاز، وهي أُنشئت على هذا الاساس. الّا انّ هذا التحوّل كان في انتظار قرار يصدر عن الحكومة يقضي بإنشاء محطات لتسييل الغاز في البحر، وتحويلها الى المعامل. ولفتَ الى انّ التحول من الفيول اويل المعتمد حالياً الى الغاز كفيل بتأمين وَفر بنسبة تتراوح ما بين 30 الى 40 في المئة، وبالأرقام يقدّر هذا الوفر بنحو 600 مليون دولار، أي الرقم الذي يتحدث عنه الحريري. ورداً على سؤال، إستبعد المصدر أن يكون الحريري يقصد بكلامه خفض ميزانية المؤسسة، الأسلوب الذي اعتمد خلال العام الجاري وأدّى الى خفض التغذية بشكل لافت قاربَ التعتيم، قبل أن تتأمّن سلفة لسدّ النقص. فالحريري قال إنه ينوي خفض 600 مليون دولار، وبالتالي كأنه يلمّح الى خرق جدار أزمة الكهرباء والتوجّه نحو حل للأزمة وليس تأزيمها.

كلفة الكهرباء

لا تزال أزمة الكهرباء تعتبر الهاجس الاكبر والاساسي في ميزانية الخزينة، وتؤكد كل المؤسسات المالية انّ إصلاحها هو ممر أساسي للبدء بإنقاذ الاقتصاد. وقد أظهرت الإحصاءات الاخيرة، الصادرة عن وزارة المالية، زيادة في حصّة التحويلات إلى مؤسسة كهرباء لبنان إلى 12.11 في المئة من النفقات الأوّلية الاجمالية للحكومة في الأشهُر الستة الأولى من العام الحالي، مُقابل حصّة 12.56 في المئة في الفترة نفسها من العام 2017. كما سجّلت زيادة سنويّة بنحو 181.8 مليون دولار في تحويلات الخزينة إلى مؤسسة كهرباء لبنان لتصِل إلى 1113 مليار ليرة (738,3 مليون دولار) خلال فترة الأشهر الستة الأولى من العام 2018، مقابل 839 مليار ليرة (556,6 مليون دولار) في الفترة ذاتها من العام المنصرم، أي بزيادة نسبتها 32.8 في المئة.

 

فشل دو ميستورا لــيس شخصياً إنما أُمميّاً؟  

جورج شاهين/الجمهورية/السبت 22 كانون الأول/18

بإجماع كل مَن تعرّف عليه وعمل معه، من الصعب أن ترى ديبلوماسياً أممياً صادقاً يشبه موفد الأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دوميستورا الذي أقرّ قبل مغادرة مركزه بالفشل الذي مُنيت به مهمته لتوليد الدستور السوري الجديد أو التأسيس له. لكنّ السؤال المطروح هل إنّ الفشل الذي تبنّاه دوميستورا هو فشلٌ شخصي أم فشلٌ لكل المنظومة الدولية؟ ومَن هو الفائز في ميزان الربح والخسارة؟

تتكدّس التقارير المحفوظة في أدراج الأمم المتحدة التي تقيم الديبلوماسيين الأممين والموظفين الكبار الذين أوكلت اليهم مهمات عادية أو صعبة وخطيرة في كثير من مواقع الأزمات في العالم. ففي مثل هذه التقارير كثير من الفضائح التي ارتُكبت لأسباب مختلفة تتناول حياة الأشخاص من مختلف النواحي المادية والمعنوية والسياسية. وكل ذلك يُحصى في مقابل تقارير معاكسة تتحدث عن مزايا كثير من الذين ابرزوا تفوّقهم في حياتهم الديبلوماسية والمدنية والأخلاقية والإنسانية. وإن دخل المراقبون في كثير من التفاصيل والأمثلة لا يخفى على احد حجم الإتهامات التي سيقت بحق الذين قادوا المساعي الإنسانية والسياسية في كثير من الدول. ولا يفوت هؤلاء أنّ هناك تقارير أخرى تفخر بشكلها ومضمونها برامج الأمم المتحدة. وعلى سبيل المثال لا الحصر يتذكّر الديبلوماسيون حجم المخالفات التي ارتُكبت اثناء تطبيق برنامج «النفط مقابل الغذاء» لعقد ونصف من الزمن في العراق والتهم الكبيرة التي طاولت الموظفين الأممين الكبار فيما تتحدث أخرى عن نجاح آخرين أدّوا مهمات انسانية وديبلوماسية في عدد من الأزمات الدولية كتلك التي نُفّذت في اوروبا الشرقية وليبيا وبعض الدول الأفريقية.

وبعيدا من هذا المنطق وهذه الآلية والأمثلة الصارخة التي تتحدث عن التجربتين الإيجابية والسلبية يُذكر انّ دوميستورا سجّل اكثر من علامة تقدير في سجلّه السياسي والديبلوماسي. ولإثبات هذه المزايا هناك عدد من الأمثلة التي تساق. فالجميع يتذكر انه ورث مهمات صعبة جداً عجز عن إتمامها الموفد الأول لجامعة الدول العربية الى سوريا الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي ومن بعده الموفد الأممي والعربي الديبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي وصولاً الى الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان، الذين لم يفلحوا في الإقلاع بأقلّ ما يمكن تحقيقه من المهمات الكبرى التي أُلقيت على عاتقهم.ولهذه القراءة الديبلوماسية والسياسية التي تمتدّ على مدى السنوات الأربع الأولى من عمر الأزمة السورية ما يعزّزها. فالموفد السوداني لم يتحمّل ثقل النتائج التي ترتّبت على حجم العمليات العسكرية التي شهدتها سوريا والتي شكلت عائقاً أمام أيِّ مهمة يمكن أيّ موفد عربي أن يقوم بها. فلا يكفي انفجار الوضع الأمني في المدن السورية الكبرى لتعقيد المهمة التي أوكلت اليه، فقد تفكّك العالم العربي وانفجرت أزمات في بلدان أخرى قبل ان تندمل تلك التي انفجرت في تونس ومصر وقبل ان تنفجر الأزمة الليبية، ولم يتمكّن من توفير اجماع عربي حول أي فكرة او اقتراح تمّ التوصل اليه في ظلّ النزاع السعودي ـ الإيراني وانعكاسه على احداث اليمن وسوريا والبحرين.

ومع وصول الأخضر الإبراهيمي الى المهمة عينها كانت الأزمات العربية قد بلغت الذروة ولم تنجح ايُّ وساطة عربية في إخراج ايّ دولة من براثنها. فكانت تفاعلات الأزمة المصرية في أوجها على اعتاب الإنقسام الذي شهده السودان بين الجنوب والشمال، ولم تكن تونس قد شهدت الإنتعاش السياسي الذي انتقلت اليه، وانفجرت الأزمة الليبية وبلغت الذروة فانهمكت بإدارة أزمتها مصر والجزائر والمغرب عدا عن الدول العربية ومعها المجموعة الإفريقية. وبوصول كوفي انان كانت المعارك في سوريا قد بلغت أشدّها، ويروى أنه كتب تقريراً يوماً يتحدث فيه عن اكثر من 75 جبهة مشتعلة في وقت واحد على مختلف الأراضي السورية فـ«رفع العشرة» وترك المهمة لدوميستورا.

ويقول ديبلوماسيون متابعون للملف السوري إنّ دوميستورا الذي خطط لعملية سياسية متوازنة نجح الى حدٍّ بعيد في المواءمة بين مسار جنيف ومسار أستانة، فوصوله الى دمشق تزامن والعصر الروسي فيها. فكانت القوات الروسية بأسلحتها الخارقة تغيّر خريطة المحاور والجبهات بين اسبوع وآخر فقاد العملية السياسية بين الألغام. ويروي أنه لاحظ بدقة متناهية تقدّم محور أستانة بفعل التفاهم الروسي ـ الإيراني والتركي على محور جنيف والحلف الدولي الى أن وصلت الأمور الى منطقة اللاعودة فانفجرت الخلافات الدولية وانعكست على مهمته مزيداً من التعقيدات.

ابرز ما حلم به دوميستورا التوصل الى تشكيل اللجنة الدستورية. فتبنّى الطرح الروسي بالنسخة السياسية من الدستور السوري الجديد التي حملتها موسكو الى الأمم المتحدة لتنقيحها. وعمل دوميستورا جدّياً خلال الأشهر التسعة الماضية على تشكيل اللجنة التي تقرّر أن يكون أعضاؤها من فريقي النظام والمعارضة. ولما بدأ النظام باستعادة سيطرته على بعض المناطق الحيوية والمدن تراجع عن كثير من تعهداته السابقة في شأن الدستور الى أن اعتبر في المرحلة الأخيرة انّ الدستور مسألة سيادية ولم يُعر الأهمية اللازمة للجهود الروسية التي بُذلت لهذه الغاية ففرض مزيداً من الشروط على دوميستورا، ولم يجد صعوبة في استغلال نقاط الضعف التي طاولت دور الأمم المتحدة في ظل النزاعات الكبرى بين موسكو وواشنطن من جهة، وما بين الأخيرة وانقرة وطهران من جهة أخرى، الى أن نجح في تطيير عملية التأليف التي شهدها دوميستورا في الأسابيع الأخيرة من مهمته بعدما عزم على ترك مهمته نهاية السنة الجارية. وامام هذه الصورة المأسوية تعتبر مراجع ديبلوماسية انّ إعلان دوميستورا الفشل في مهمته لا يمسّه شخصياً بمقدار ما يمسّ دور الأمم المتحدة في سوريا، فهي مكبّلة اليدين بين نظام لا يقدّر دورها ولا يريده البتة وبين واشنطن وموسكو وطهران وانقرة والرياض حيث تعددت الروايات والسيناريوهات حول مستقبل سوريا فضاعت كل المساعي الدستورية طالما أنّ الحلّ السياسي ما زال بعيداً.

 

حزب الله يلجم طموحات باسيل الرئاسية ويستعد لمرحلة النفوذ الروسي

شادي علاء الدين/جنوبية/ 22 كانون الأول/18

يحرص حزب الله على تعطيل مشروع باسيل الرئاسي الذي يتخذ من الموضوع الحكومي واجهة للعمل عليه، فحرمانه من امتلاك الثلث المعطل يقزّم طموحاته الرئاسية، وقد يدفع في ظل الظروف القائمة حاليا إلى منح طموحات سليمان فرنجية السوري الملامح زخما رئاسيا فاعلا وهو ما يريد حزب الله أن يمنح نفسه الوقت لترتيب كيفية التعاطي معه. بعد أن كان حزب الله هو المعطل الأساسي للحكومة، نجحت الحركة الأخيرة لناحية طرح توزير جواد عدرا في قلب المعايير، فظهر وزير الخارجية جبران باسيل في ثوب المعطل، ولكن السؤال الذي يبدو ملحا بصدد كل التطورات المتسارعة التي أنتجها خروج اسم عدرا الى النور من اللامكان، هو هل كان باسيل يعتقد للحظة واحدة أن حزب الله سيسلمه مقاليد السيطرة على الثلث المعطل بما يضمنه من إمساك بمفاصل التاثير على القرار الحكومي، والقدرة على التمهيد السلس لمعركة الرئاسة بمجانية وسلاسة؟

ما كشفه ظهور جواد عدرا في ساحة التوزير وما رافقه من تقديم حزب الله لأسماء وزارئه، يعني بوضوح تام أن العقد الحكومية قد سلكت طريق الحل، وأن باسيل وما يسمى بمجموعة اللقاء التشاوري إذا ما أرادوا عرقلة الأمور فإنه سيتحتم عليهم مواجهة كل القوى السياسية اللبنانية والمناخ الدولي الضاغط في اتجاه تشكيل الحكومه، والذي برز مؤخرا لاعب فاعل في صفوفه، وهو اللاعب الروسي الذي لا تجيد القوى السياسية اللبنانية طرق إدارة شؤون اللعب معه.

تعلن كل المؤشرات المتوفرة ان اللعب مع الروسي ليس لعبا ناعما وهادئا، ولعل الإعلان عن الدخول الروسي على خط تشكيل الحكومة وما رافقه من مسارعة حزب الله إلى خلع عباءة اللقاء التشاوري الضيقة، يدل على أن مثل هذه المناورات لم تعد صالحة للاستعمال في ظل التطورات الكبرى والواسعة. تقول هذه التطورات إن روسيا باتت تعتبر لبنان جزءا أساسيا من دائرة تفوذها في المنطقة، بعد أن أخلى الأميركيون الساحة السورية لها ضمن شبكة تفاهمات وترتيبات معقدة، تنكشف معالمها شيئا فشيئا، ضمن دائرة دلالات تتصل بحاجتها إلى تمكين نفوذها في المنطقة، بشكل يختلف عن طبيعة مشروع إيران وحزب الله ويتناقض معهما.

كانت العناوين التعطيلية التي رفعها الحزب قبل تدبير فخ اللقاء التشاوري الهش تنطوي على نزعة إجبار الحريري على التطبيع مع النظام السوري، لأن الحزب يعتبر أن ذلك التطبيع يضمن له إدارة شؤون الحضور السوري في لبنان، بوصفه ينمو تحت جناح سيطرته ويشكل أحد معالمها، ما من شأنه أن يسمح له بمخاطبة التيار الدولي والعربي الميال الى شرعنة حضور الأسد من خلاله.

نسف واقع الدخول الروسي على خط الأزمات في المنطقة بوصفه صاحب النفوذ المعترف به أميركيا وإسرائيليا وعربيا هذا الطموح، ومنح الأولوية للنظام السوري من خلال ربط شرعنته وحضوره بالنفوذ الروسي باعتباره أبرز وجوهه.

من هنا كان التأثير الكبير على منطق إدارة ايران لابتزارها في الساحة اللبنانية، فبعد ان كان التنسيق مع النظام السوري مطلباً مباشرا للحزب تراجع هذا المطلب في صيغته السابقة، وعمل الحزب على إدارة الأمور بشكل آخر يحرص فيه على دعم شخصيات تدور في فلك النظام السوري، ولكنها تتمتع بحيثية خاصة تقترب من بنية الأنتلجنسيا وليس ثوب رجال المخابرات والأمنيين.

ترشيح عدرا كان واجهة ينصاع من خلالها حزب الله للتحولات المستجدة، والتي ستجعل نفوذه مرتبطا بالتنسيق مع روسيا ومع النظام السوري، ولكن من خلال مداخل لا يمتلك فيها الأولويات الحاسمة، لأنه ما أن تخرج معادلات القوة والغلبة من حدود لبنان فإن الحزب يصبح تفصيلا.

سارع حزب الله الى الدفع بعدرا إلى الواجهة لأن هذه الشخصية تؤمن سلسلة من العناوين التي تتلاءم مع المستجدات، فهو رجل اشتهر بأبحاثه ومقالاته ضد الفساد والمفسدين، وهي عدة شغل حزب الله في الآونة الاخيرة كما أن بروفايل عدرا ينسجم مع ضرورة مخاطبة العالم حاليا التي يسوقها الحريري والتي تؤمن لحزب الله إمكانية السير بمشروع دمج نفسه بالدولة والتوحد فيها، كما أنه يرتبط بصلات جيدة مع كل الأطراف على الرغم من عنوانه الممانع.

لكن الأبرز من ذلك كله داخلياً هو تعطيل مشروع باسيل الرئاسي الذي يتخذ من الموضوع الحكومي واجهة للعمل عليه، فحرمانه من امتلاك الثلث المعطل يقزّم طموحاته الرئاسية، وقد يدفع في ظل الظروف القائمة حاليا الى منح طموحات سليمان فرنجية السوري الملامح زخما رئاسيا فاعلا وهو ما يريد حزب الله أن يمنح نفسه الوقت لترتيب كيفية التعاطي معه. أمام النفوذ الروسي قد تكون غلبة حزب الله اللبنانية تفصيلا عابرا، بل ربما تتحول الى عبء ثقيل، يرجح أن يفرض على الحزب إعادة النظر في كل أولوياته وخصوصاً ما يتعلق بنزعة تفكيك الدولة، لأن روسيا تعتمد التعامل مع بنية الدول كآلية لتسيير حضورها. هكذا فان مشروع الحزب الحالي يتمثل في الانتقال من وضعية ميليشيا تتسلط على الدولة إلى الميليشيا التي صارت دولة وتريد إقناع الجميع أن وجهها الميليشوي قد اختفى،من هنا فإنه سيكون محتاجا إلى سعد الحريري ونبيه بري لإنجاز عملية الماكياج الشاقة هذه بما يعنيه ذلك من تحول جماعة اللقاء التشاوري وطموحات جبران باسيل إلى غبار لا بد من نفضه.

 

عبدالرحيم مراد عرّاب "سنّة حزب الله" الذي لا يقبّل يده أحد

صلاح تقي الدين/العرب/23 كانون الأول/18

يدرك اللبنانيون أن قصة تجمّع النواب السنّة الستة الذين فازوا في الانتخابات النيابية الأخيرة تحت مسمّى اللقاء التشاوري لم تكن إلا واحدة من “العقد” المصطنعة التي ابتدعها حزب الله أمام تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة والتي يمكن أن تكون قد أبصرت النور مع نشر هذا المقال، إذا لم يتم خلق عقدة جديدة في وجه ولادتها. غير أن النائب عن منطقة البقاع الغربي عبدالرحيم مراد كان “العقدة” الفعلية في ذلك التجمّع، إذ أن المطلوب كان واحدا ولو تحت حجج مختلفة؛ دخوله شخصيا إلى الحكومة أو في الحد الأدنى تمثيله من خلال أحد أبنائه.

مراد الذي كانت قوى الممانعة، تستخدمه كورقة في وجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري باعتباره الاسم الجاهز لتسميته رئيسا بديلا في حال اعتذار الحريري عن التكليف، كان يُستخدم بهذا الدور في كل مرة كانت تجرى فيها استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، لكنه في هذه المرة، كان يمنّي النفس بنقل شعلة السياسة إلى أحد نجليه، حسين أو حسن، على اعتبار أن انتقاداته الدائمة للوراثة السياسية تسقط عندما يصل “البلل” إلى ذقنه.

أوهام ومشاريع مريبة

فاز مراد الذي ولد في العام 1942 عن المقعد السني في دائرة البقاع الغربي راشيا في الانتخابات الأخيرة، نتيجة أخطاء في إدارة التحالفات الانتخابية ارتكبتها قوى 14 آذار في المنقطة وعلى رأسها “تيار المستقبل”، لكن في المحصلة أعادت مراد إلى ساحة النجمة بعدما كان قد فشل في ذلك منذ العام 2005. عيّن نائبا عن الدائرة نفسها للمرة الأولى في العام 1990 عقب إنجاز اتفاق الطائف، ثم نجح في الفوز بمقعده النيابي في الدورات الانتخابية التي جرت حتى العام 2000، نتيجة الدعم العلني له من قبل نظام الوصاية السوري على لبنان، والذي كان مراد أحد أبرز رموزه.

خلال تلك الفترة، تولى مراد حقائب وزارية عديدة منها وزارة التعليم المهني والتقني في العام 1994، ووزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة دولة من دون حقيبة، قبل أن يحلّ في العام 2004 وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس عمر كرامي والتي استقالت تحت وطأة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

الرياح لا تسير كما تشتهي سفن مراد، لا بل لعلّه الخاسر الأكبر في اللعبة اليوم، فبعدما كان يمني النفس بما عجز عن تحقيقه طيلة حياته السياسية، حاول تجيير المسألة إلى أحد أبنائه، علّه بذلك يضمن استمرارية "إرثه" السياسي من خلال توزيره، وبالتالي فتح الأبواب أمامه لكي يستمر في العمل السياسي اللاحق، إلا أن الضربة جاءت من حيث لم يكن يتوقع

في مطلع شبابه، تأثر بالزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر، وهو يقول إن انتماءه الناصري بدأ في العام 1958 حيث راح يكثّف مطالعاته الفكرية والسياسية وبخاصة القومية العربية، لكن أزمة الانفصال شكّلت “صدمة كبيرة بعدما كنا نمنّي النفس بالوحدة ونتائجها”، فسافر إلى مصر ليكون “قريبا من عبدالناصر” وتابع دراسته ونال شهادة الثانوية العامة من القاهرة. ومع نشوب الحرب الأهلية في لبنان، كان مراد الذي انخرط كثيرا في العمل السياسي والحزبي يرغب في جمع الفصائل الناصرية المختلفة في بوتقة واحدة، فعمل مع شلة من رفاقه على تأسيس الاتحاد الاشتراكي العربي. لكن عقد ذلك الاتحاد سرعان ما انفرط، ولم يجد له مساحة عمل كافية في ظل الحرب التي بدأت تنتشر لتغطي مساحة الأرض اللبنانية، فسافر إلى البرازيل في العام 1976، وبدأ مغامرته الجديدة في جمع التبرعات لصالح تحقيق “حلم” بناء مؤسسة تربوية نموذجية، فعاد إلى لبنان ليؤسس “مركز عمر المختار” التربوي الذي انطلق منه ليحقق أحلامه المادية والسياسية. استفاد مراد من غطائه السوري ليوسّع نشاطات مركزه التربوي فبنى فروعا عدة في مختلف مناطق البقاع، غير أن طموحاته توسّعت فاستولى، من دون وجه شرعي، على أراض تابعة لجمعية “وقف النهضة الخيرية الإسلامية” التي أسسها لينشئ “الجامعة اللبنانية الدولية”، مستفيدا من تغطية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي وقّع على مراسيم تجيز لشركة “ديبلوماكس” التي يملكها أبناء مراد وصهره سمير أبي ناصيف، إنشاء تلك الجامعة ضاربا عرض الحائط بالشروط القانونية والتعليمية التي تتحكّم في منح رخص إنشاء الجامعات والمعاهد التعليمية في لبنان.

جامعات ميليشياوية

العقدة الجديدة التي يجري العمل على حلها تتمثل بالنواب السنة الذين لم يكونوا على لوائح "تيار المستقبل"، والغاية إضعاف الرئيس الحريري، وطرح اسم مراد في حال "أحرج الحريري فأُخرج".العقدة الجديدة التي يجري العمل على حلها تتمثل بالنواب السنة الذين لم يكونوا على لوائح "تيار المستقبل"،  والغاية إضعاف الرئيس الحريري، وطرح اسم مراد في حال "أحرج الحريري فأُخرج". المثير في فضيحة الجامعة أنها لم تكن مجرد مشروع تربوي استثماري وحسب. فقد كان هناك دور مرسوم يراد لها أن تلعبه في ما بعد. ورغم رفض اللجنة الفنية في مجلس التعليم العالي لملف الترخيص المقدم إلى وزارة التربية، وتوضيح المدير العام للتعليم العالي أن معظم الشروط الفنية الخاصة بالكليات التطبيقية غير متوفرة في الملف، ورأي المستشار القانوني في رئاسة مجلس الوزراء المعارض للموافقة على الترخيص بسبب وجود تضارب في المصالح ناشئ عن كون مقدم طلب الترخيص مدير شركة “ديبلوماكس” هو نائب رئيس الجامعة المذكورة، وأن أبناء رئيس الجامعة المذكورة يملكون ثلثي الحصص في الشركة طالبة الترخيص، إلا أن وزير التربية آنذاك حسان دياب أحال الملف إلى مقام رئاسة مجلس الوزراء طالبا الموافقة عليه، والأسباب التي دفعته إلى ذلك غير واضحة، علما وأن دياب علّل القرار الذي رفعه إلى مجلس الوزراء باقتراح الموافقة أرفقه بنص “يمنع المؤسسة من المباشرة في التدريس قبل تنفيذ تعهداتها، والأخذ بملاحظات اللجنة الفنية”. مشاريع مراد لم تتوقف عند هذا الحد، فقد حوّل “صروحه” الجامعية إلى مراكز تدريب عسكرية، حيث انتشرت مؤخرا مقاطع فيديو على مواقع إلكترونية تُظهر عناصر حزبية بلباس عسكري وهم يقومون بتدريبات تطبيقية على مجموعة من الأسلحة، في مكاتب داخل المؤسسات التربوية العائدة لمراد في البقاع الغربي وراشيا. واللافت أن السلاح الذي ظهر على الإعلام، يبدو حديثا، ما يعني أن ثمة تسليحا على نطاق واسع لجماعة مراد في البقاع يندرج في إطار تعميم الفوضى التي تنشرها “سرايا المقاومة” وتحت إشراف مباشر من “حزب الله”. ولا يخفي مراد “افتخاره” بعلاقته الثابتة مع النظام السوري والصداقة التي تجمعه برئيس هذا النظام ومن قبله مع والده الراحل حافظ الأسد. لكن مراد وشأنه في ذلك شأن معظم السياسيين الذين التحقوا بهذا المحور، كانوا يمنّون النفس، ولا يزالون، بالحصول على غنائم يفترض أن تكون من حصتهم، تتمثل على الأقل بالبقاء في نعيم السلطة في لبنان أو نقل هذا النعيم إلى أبنائهم من بعدهم.

حبل العقدة السنية

مع تطور أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، و“العقد” العديدة التي برزت أمام رئيسها المكلف سعد الحريري، بدءا من “العقدة الدرزية”، مرورا بعقدة “القوات اللبنانية” والتي ساهم كل السياسيين المعنيين في حلّها من خلال تسهيل شروطهم، فوجئ المعنيون من رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الحريري وكل المعنيين، ببروز عقدة جديدة “مصطنعة” أطلق عليها اسم “العقدة السنية” وصلت إلى حدودها القصوى مع إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب متلفز أن “لا حكومة ولا من يحزنون قبل تمثيل النواب السنة من خارج عباءة المستقبل”.

صروح مراد الجامعية يقوم اليوم بتحويلها إلى مراكز تدريب عسكرية، حيث انتشرت مؤخرا مقاطع فيديو تُظهر عناصر بلباس عسكري يتدربون داخل تلك المؤسسات في البقاع الغربي وراشيا. والسلاح يبدو حديثا، ما يعني أن ثمة تسليحا على نطاق واسع لجماعة مراد يندرج في إطار تعميم الفوضى التي ينشرها "حزب الله"

وبدا واضحا أن هذه العقدة الجديدة تتمثل في النواب السنة الذين فازوا في الانتخابات النيابية ولم يكونوا على اللوائح التي شكّلها “تيار المستقبل” ورئيسه، لكن المستغرب هو أن كلا من هؤلاء النواب الستة أعضاء في كتل نيابية أخرى، ولم يتوجهوا خلال الاستشارات النيابية الملزمة إلى رئيس الجمهورية ككتلة واحدة، بل توجهوا برفقة كتلهم الآلية، وكذلك فعلوا في الاستشارات التي أجراها الرئيس المكلف، لكن الغاية تبرر الوسيلة، والغاية هنا كانت إضعاف الرئيس الحريري، وإنعاش آمال فريق “الممانعة” بطرح إمكانية تكليف مراد برئاسة الحكومة في حال “أٌحرج الحريري فأٌخرج”.

مرارة الدور

مراد الذي تستخدمه قوى الممانعة وحزب الله كورقة في وجه رئيس الحكومة المكلف، كان يُستخدم في هذا الدور في كل مرة كانت تجرى فيها استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة في لبنانمراد الذي تستخدمه قوى الممانعة وحزب الله كورقة في وجه رئيس الحكومة المكلف، كان يُستخدم في هذا الدور في كل مرة كانت تجرى فيها استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة في لبنان. لم تسر الرياح كما تشتهي سفن مراد، لا بل لعلّه كان الخاسر الأكبر في هذه العقدة، فبعدما كان يمنّي النفس بما عجز عن تحقيقه طيلة حياته السياسية، حاول تجيير المسألة إلى أحد أبنائه، علّه بذلك يضمن استمرارية “إرثه” السياسي من خلال توزيره، وبالتالي فتح الأبواب أمامه لكي يستمر في العمل السياسي اللاحق، إلا أن الضربة جاءت من “بيت أبيه”.

فقد نشب خلاف بين أعضاء اللقاء “التشاوري” حول اسم الشخصية التي يمكن أن يتفقوا حولها على تمثيلهم بعدما سلكت مبادرة رئيس الجمهورية طريقها إلى التنفيذ بتكليف مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم إبلاغ “اللقاء التشاوري” ببنود المبادرة، حيث طرح مراد اسم نجله، ورفض ذلك أعضاء اللقاء الآخرين الذين طرح كل واحد منهم اسما، ليرسو الاختيار على اسم السيد جواد عدرة المحسوب مباشرة على “حزب الله” فتكون مرارة الخسارة مضاعفة لدى مراد. ومن الواضح أيضا أن الدور الذي من أجله أوجد “حزب الله” ما أسماه بـ”اللقاء التشاوري” قد انتهى، وبالتالي فإن انفراط عقد هذا اللقاء بات وشيكا أو أنه فعليا قد انفرط، لكن مراد سيظل يحاول، وهو الذي لم ييأس من ابتعاده عن الساحة السياسية نتيجة انكفاء الدور السوري بين العامين 2005 و2018، فهو كما عاد إلى النيابة سيحاول بالتأكيد أن يوصل أحد أبنائه لكي يضمن أن ما زرعه في حياته، سيكون حصادا مثمرا لعائلته لاحقا.

 

ما يجب الإلتفات إليه بينما يشكّل لبنان حكومة جديدة

حنين غدار/معهد واشنطن/22 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70296/the-washington-institute-what-to-watch-for-as-lebanon-forms-a-new-government-%d8%ad%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d8%aa%d9%81/

بعد سبعة أشهر من المشاحنات التي أعقبت الانتخابات اللبنانية، تبدو الفصائل السياسية في البلاد على استعداد لتشكيل الحكومة المقبلة في الأيام القليلة القادمة. ويأمل العديد من المراقبين أن لا تعمل القيادة الجديدة على تعزيز الإصلاحات الاقتصادية المتوقفة منذ فترة طويلة فحسب، بل على التعامل أيضاً مع الوضع الأمني الهش الناجم عن أنفاق «حزب الله» التي اكتُشفت مؤخراً عبر الحدود، وغيرها من الاستفزازات. ومع ذلك، فإن مجموعة المبادرات المحلية والدولية التي أدت إلى الاتفاق الحالي حول تشكيل الحكومة، توفر ثلاث حقائق رئيسية منبّهة، هي: تمتُّع «حزب الله» حالياً بدور أكبر فيما يتعلق بسياسات الحكومة، من بينها القرارات الأمنية؛ كَوْن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري أشد ضعفاً هذه المرة؛ وعدم احتمال أن يشهد اقتصاد لبنان أي نمو.

هذه ليست حكومة وحدة وطنية

في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيار/مايو، فاز "حزب الله" وحلفاؤه بأكثر من 70 مقعداً من أصل 128، في حين خسر الحريري أكثر من ثلث أعضاء كتلته. ومنذ ذلك الحين، واجه الحريري العديد من العقبات في محاولته تشكيل حكومة [ائتلافية]، وكان آخرها تلك التي ركّزت على السنة المؤيدين لـ «حزب الله»، حيث طالبت الجماعة الشيعية مراراً وتكراراً بمقعد حكومي لأحد هؤلاء السُنّة. وبعد شهرين من الجمود، وافق الرئيس ميشال عون على ضم أحد أعضاء ائتلافه الذي يقوده "التيار الوطني الحر".

وبالإجمال، من المتوقع أن يكتسب «حزب الله» سيطرة مباشرة على وزارة الصحة العامة وعدد من الوزارات الأخرى، بينما سيتولى حلفاؤه معظم الحقائب السيادية. ومن المتوقع أن يبقى علي حسن خليل من "حركة أمل" وزيراً للمالية، في حين من المرجح أن يبقى جبران باسيل، زعيم "التيار الوطني الحر"، وزيراً للخارجية. أمّا إلياس بو صعب، الذي ينتمي أيضاً إلى كتلة عون، فسيكون وزير الدفاع القادم.

وفي مطلق الأحوال، تبدو الحكومة الجديدة وكأنها حكومة «حزب الله»، وليست حكومة "وحدة وطنية" كما وصفها عدد كبير من المنافذ [الإعلامية]. فقد تم تلبية جميع مطالب الحزب، مما يعني أنه سيتاح لمنظمة مصنّفة كإرهابية إمكانية الوصول المباشر أو غير المباشر إلى كافة الوزارات التي هي بحاجة إليها من أجل تعزيز أجندتها المحلية والخارجية. فالتغيرات في الحقائب المتبقية ليست سوى تفاصيل.

وعلى الرغم من أن الكثير من التأخير منذ أيار/مايو المنصرم كان يعزى إلى وضع السنة المؤيدين لـ «حزب الله»، إلا أن التركيز الحقيقي للحزب كان ينصب على ترتيب حكومة تسمح له بتخفيف التحديات المالية التي يواجهها. فالعقوبات الأمريكية والدولية شدّدت القيود على ميزانية الجماعة، مما أثّر على علاقتها بقاعدة الدعم المحلية الشيعية التي تتلقى معظم مساعدات الرعاية الاجتماعية وغيرها من المساعدات. كما أراد قادة «حزب الله» إضعاف الحريري لكي لا يتمكن من العمل ضدهم إذا تم فرض المزيد من العقوبات والضغوط الدولية الأخرى في المستقبل القريب. فبالإضافة إلى ضمان خسارته جزءاً كبيراً من كتلته، سعى هؤلاء القادة إلى التضييق عليه في حكومته من خلال تعيين شخصيات سنية أخرى راغبة في تنفيذ أجندة الحزب - وخدمة مصالح نظام الأسد السوري.

آمال ضئيلة للنمو الاقتصادي

على الرغم من التأكيدات بأن الحكومة المقبلة ستعالج المشاكل الاقتصادية السيئة التي يعاني منها لبنان، إلا أن المؤشرات الحالية تُظهر احتمال ضئيل للتحسن. وقد بدأ التدهور المستمر قبل فترة طويلة من الفراغ الذي نشأ بعد الانتخابات، وهو متجذر في العديد من العوامل التي لا علاقة لها بالوضع السياسي الحالي، ومن بينها انخفاض التحويلات المالية من المغتربين، وارتفاع أسعار الفائدة العالمية، وانخفاض الصادرات البرية إلى دول الخليج بسبب الحرب في سوريا، وفشل الحكومة السابقة في تمرير إصلاحات رئيسية. وإذا استمرت بيروت في تأخير الإصلاحات، وإذا لم تكن الحكومة الجديدة شاملة جامعة بما فيه الكفاية، فقد يتم حرمانها من الحصول على قروض المساعدة التي تم التعهد بها في "المؤتمر الاقتصادي للتنمية والإصلاح والأعمال" ("سيدر") الذي انعقد برعاية فرنسا في نيسان/أبريل الماضي.

وحتى لو تم توفير تعهدات مؤتمر "سيدر"، فلن تكون كافية لتخفيف عبء الدَيْن العام الساحق في لبنان من دون تنفيذ إصلاحات هيكلية جادة تعالج الفساد المتفشي. فالبنية التحتية المتدهورة في البلاد تحتاج إلى اهتمام فوري - لا سيّما في مجال النقل الجوي والكهرباء وإدارة النفايات والمياه والطرق - ولكن هذه المشاريع لا يمكن أن تكتمل بشكل فعال عندما يتم استنزاف تمويلها عن طريق الكسب غير المشروع.

ولدى لبنان ثالث أعلى نسبة ديون في العالم، تقدر حالياً بـ 81 مليار دولار، أو 152 في المائة من "ناتجها المحلي الإجمالي". وفي تقريرها الأخير، غيّرت وكالة "موديز" نظرتها المستقبلية للبلاد من "مستقرة" إلى "سلبية" وحافظت على تصنيفها الائتماني عند "B3"، أي "مضاربة ومخاطر ائتمانية عالية" - وهو تقييم يستند إلى ضعف وضع السيولة وانعدام الاستقرار المالي. ومن غير المحتمل أن يتغير هذا التقييم حالياً لأن بيروت تستعد لإعادة القادة السياسيين الفاسدين السابقين الذين يستفيدون من الوضع الراهن.

المحاذير المرافقة

بينما يُعتبر تشكيل الحكومة الجديدة صفقة منتهية إلى حد كبير، إلا أنه لا يزال أمام المسؤولين خطوتان أخريان يمكن أن تؤثرا على الوضع الدبلوماسي والأمني للبنان. أولاً، يجب عليهم إصدار بيان وزاري يشمل رؤيتهم للبنان. ففي الماضي، كان الجزء الأكثر إثارة للجدل في مثل هذا البيان هو اللغة المتعلقة باستراتيجية الدفاع. ولطالما أصرّ «حزب الله» على الحفاظ على التمييز بين "الجيش والشعب والمقاومة"، لأن هذه الصيغة تضفي الشرعية على "حقه" في الاحتفاظ بترسانة عسكرية ضخمة خارج سيطرة الحكومة أو الجيش الوطني. والآن بعد أن اكتسب الحزب مزيداً من السلطة في الحكومة وساعد على تفتيت المعارضة، فمن المحتمل أن يتم إقرار هذه اللغة ثانية، وربما دون نقاش.

سيتعين على الحكومة الجديدة أيضاً إجراء العديد من التعيينات العسكرية والأمنية الرئيسية، والتي يمكن لأي منها أن يثير الاحتكاكات مع واشنطن. فقد تلقّى الجيش اللبناني مساعدات من الولايات المتحدة تقدّر بأكثر من 1.6 مليار دولار منذ عام 2006. إلّا أنّ بعض المسؤولين أثاروا مخاوف بشأن هذا التمويل في ضوء التقارير التي تشير إلى العلاقة المتزايدة لـ «حزب الله» مع الجيش اللبناني، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى جهاز استخباراته والتأثير على قراراته الأمنية (على الرغم من أن هناك القليل من القلق بشأن حصول الميليشيات على الأسلحة التي وفّرتها الولايات المتحدة). وبينما يبقى الجيش اللبناني مستقلاً من الناحية المؤسسية، إلّا أنه يتعامل مع «حزب الله» عن طريق المعينين من قبل الحكومة، لذلك ليس هناك شك بأن أي تنسيق بين قوتيهما العسكريتين سيزداد في ظل القيادة الجديدة.

وإلى جانب هاتين الخطوتين الكبيرتين، فإن القرارات التي تؤثر على نفوذ «حزب الله» على المؤسسات والسياسات الأخرى جديرة بالتتبع والمراقبة. فبالإضافة إلى صياغة القرارات والتمويل الخاصة بوزارات الصحة والمالية والدفاع والخارجية، أو السيطرة عليها مباشرة، سيكون للحزب سلطة للتأثير في كيفية تعامل بيروت مع العقوبات الدولية، واستراتيجية الدفاع الوطني، والاتهامات التي تصدر عن "المحكمة الخاصة بلبنان". كما سيسعى إلى تعزيز سياسته المتمثلة في إعادة إنشاء علاقات رسمية بين لبنان ونظام الأسد السوري. ومن المحتمل أن يشمل ذلك ممارسة المزيد من الضغوط على اللاجئين السوريين للعودة إلى ديارهم - تلك السياسة التي أدت بالفعل إلى تحذيرات دولية متعددة بسبب المخاوف الإنسانية.

التوصيات

في 18 كانون الأول/ديسمبر، أعرب مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، لم يُذكر اسمه، عن أمله في أن تعمل الحكومة اللبنانية المقبلة "مع الولايات المتحدة في المجالات ذات الاهتمام المشترك". إلّا أن المسؤول أشار أيضاً إلى "قلق واشنطن العميق من القوة السياسية المتنامية لـ «حزب الله» داخل لبنان"، ومن "جهود الحلفاء السياسيين لـ «حزب الله» الذين يزودونه بتغطية رفيعة المستوى وهالة من الشرعية".

وبالنظر إلى النتائج الظاهرة لعملية تشكيل الوزارة، من غير المرجح أن تعالج الحكومة الجديدة هذه "المجالات ذات الاهتمام المشترك" على نحو أفضل من الحكومة المؤقتة. بل على العكس من ذلك، ستوفر غطاءً أقوى للعمليات العسكرية لـ «حزب الله»، والتي تشمل السلوك التصاعدي الخطير مثل بناء الأنفاق إلى داخل إسرائيل وتعزيز الترسانة الصاروخية الدقيقة التوجيه التي يملكها الحزب. وتدل الجولة التي نظمها مؤخراً وزير الخارجية المؤقت باسيل للسفراء الأجانب على أمل تبديد الادعاءات المتعلقة بالصواريخ، على الطريقة التي سيتعامل فيها مع هذه القضايا في المستقبل.

وبمجرد قيام «حزب الله» رسمياً بتظليل الخط الفاصل بين السياسات التي تتبعها بيروت وتلك الخاصة به، سيكون لبنان أضعف مما هو عليه - سواء كونه عرضة للعقوبات الدولية أو للاستفزازات التي تأمر بها إيران بهدف تجنب الضغط الدولي على طهران. وعليه، يجب على الحكومات الأجنبية أن لا تضع المزيد من الضغوط المالية والسياسية على «حزب الله» وإيران فحسب، بل عليها أيضاً فرض ثمن على الحلفاء السياسيين المحليين للحزب. وإلا، سيضمن هؤلاء الشركاء استخدام «حزب الله» للوسائل البيروقراطية بدلاً من الأسلحة لتنفيذ أجندته في لبنان.

*حنين غدار، صحفية وباحثة لبنانية محنكة، وزميلة زائرة في زمالة "فريدمان" في معهد واشنطن.

 

الأعراف المضافة إلى اتفاق الدوحة: رئيس مكلّف يتفرّج... وتوقيع بـ«الحبر السري»

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 22 كانون الأول 2018

لأن إعلان الحكومة الجديدة مسألة ساعات، من غير المجدي التحدث عن رابح وخاسر، عمَن كسب حقائب أكثر أو أقل، مَن فرض شروطه أو فُرضت عليه، مَن استحق حصته أو ظُلم من استحقاقها. تطلّب إنجازها مخاضاً طويلاً متقلباً، من غير تسجيلها رقماً قياسياً كحكومة 2014

إذا صحّ أن إبصار حكومة الرئيس سعد الحريري النور اليوم، يكون انقضى 212 يوماً على تكليفه. ما حصل، مذذاك، ليس قليلاً بانقضاء أكثر من نصف السنة الثانية من ولاية الرئيس ميشال عون في ظل تصريف اعمال، وهي بالكاد اجتازت ثلثها الأول. مع ذلك، من غير المؤكد أنها الحكومة الأولى للعهد كما رغب فيها الرئيس مراراً، وهي ليست كذلك. بل قد تصبح آخر حكوماته نظراً إلى وطأة ما رافقها من تناحر على المشاركة فيها، والتسابق على حقائبها، والطموحات الجامحة المستعجلة التي تركب رؤوس بعض صانعيها. أضف أنها صورة مطابقة لحكومة 2016 في مرحلة استحقاقات مختلفة تماماً، وأكثر إحراجاً. بعيداً من ذلك كله، ثمة قواعد جديدة أضافها تكليف الأشهر السبعة المنصرمة إلى الأعراف المنبثقة من اتفاق الدوحة (2008)، كي تمسي بدورها جزءاً لا يتجزأ من آلية تأليف الحكومات اللبنانية مستقبلاً. لم تعد عقبات التأليف، كما مذذاك، تقتصر على النزاعات المحوطة بالثلث +1، وحصة رئيس الجمهورية، وتحديد الأفرقاء الأقوياء سلفاً حصصهم وحقائبهم بأنفسهم وفرضها على الرئيس المكلف، وامتلاك كل من هؤلاء فيتو يمنع التأليف ما لم يُسترضَ، بل انضمت إلى هذه أعراف محدثة ستكون قاعدية وأساسية، لعل منها:

1 - رغم أن الدستور ينيط برئيس الجمهورية توقيع مرسوم تأليف الحكومة فلا يصدر خالياً منه، إلا أن مسار الاسبوعين الاخيرين من التكليف أفصح، بالممارسة وليس في النص، عن أن الرئيس شريك أساسي في التأليف. ما تنيطه المادة 53 بالرئيس المكلف هو اقتراح صيغة حكومية وحملها إلى رئيس الجمهورية كي يناقشاها ويتفقا عليها. بالفعل حمل الحريري، أكثر من مرة، أكثر من صيغة إلى عون لم تحظَ بموافقته، فلم تصدر المراسيم. إلا أن الرئيس المكلف، في سابقة مشهودة للرئيسين رشيد كرامي أعوام 1969 و1975 و1987 ورفيق الحريري مراراً بدءاً من عام 1994، اختار طريقة سلفيه ــ غير الشبيهين حتماً ــ الاعتكاف وهو لما يزل رئيساً مكلفاً وليس رئيساً دستورياً للحكومة.

منذ تعثّر إصدار المراسيم في 29 تشرين الأول، نحّى نفسه عن مهمته بعدما وضع لاءاته الثلاث: رفض توزير أي من النواب السنّة الستة، أو مَن يمثلهم، أو منح أحد منهم حقيبة من حصته. مذذاك انتقلت مهمة التأليف إلى رئيس الجمهورية بعد إمرار قرابة أسبوعين من الفراغ، والتوقف عن بذل أي جهد جدي، فأجرى منذ 10 كانون الأول سلسلة مشاورات بدأها بالرئيس نبيه برّي، ثم الحريري، ثم في الايام التالية حزب الله وصولاً إلى النواب الستة أنفسهم، انبثق منها تكليف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم معالجة أزمة المقعد السنّي السادس. على مرّ هذا الوقت، ما لم يكن على سفر، اكتفى الحريري بالتفرّج ـــ هو الرئيس المكلف ـــ كأي فريق سياسي آخر، معلقاً بحبال اللاءات من جهة، وجاعلاً من موقعه كرئيس مكلف في مكانة الخصم والعدو حتى لأولئك يرفض استقبالهم أو مناقشة مطلبهم معه من جهة أخرى.

بذلك لم يُعزَ في أي من المراحل الأخيرة للتأليف إلى الحريري فضل إبصار حكومته النور، بقدر ما بدا رئيس الجمهورية المعني المباشر بإنهاء المأزق. دور كهذا لم يشهده أي من الحكومات المتعاقبة منذ عام 2005، عندما يمسك رئيس الجمهورية بمفرده بزمام المبادرة، ويكون الرئيس المكلف كسواه من الأفرقاء يُستمزج رأيه.

2 - لا ريب في أن رئيس الجمهورية كرّس، لمرة أخيرة، وجود حصة له في أي حكومة جديدة، سواء اتسع الجدل من حولها أو ضاق. سببان ثبّتاها: أولهما عندما قال عون بحقه في تسمية نائب رئيس الحكومة في حصته، وعندما وافق على التنازل عنه. في كلتا الحالين هو صاحب حق الاحتفاظ وحق التخلي عنه. ثانيهما عندما قَبِلَ بخفض حصته من أربعة وزراء كما في حكومة 2016 إلى ثلاثة في الحكومة الجديدة من أجل تذليل آخر عقبات التأليف. من دون موافقته هذه كان من شأن المأزق أن يستمر الى ما شاء الله، في ظلّ تشبّث الحريري بلااءاته الثلاث قبل أن يتخلى، في اتفاقه مع اللواء ابراهيم، عن اثنين منها. على نحو كهذا، يُعزى إلى عون وحده تذليل العقد الثلاث المتلاحقة، الدرزية بتسميته هو الوزير الدرزي الثالث، والمسيحية بتخليه عن نيابة رئاسة الحكومة لحزب القوات اللبنانية، والسنّية بتخليه أيضاً عن المقعد السنّي السادس. مع ذلك يظلّ الرئيس يحتفظ بحصة من ثلاثة وزراء، للمفارقة، ثلثاها «وديعة» لديه.

3 - رغم كل الضجيج الذي أحاط بالصلاحية الدستورية المنوطة بالرئيس المكلف، وأن أحداً ــ سوى توقيع رئيس الجمهورية ـــ لا يقاسمه إياها، قدّم الحريري أنموذجاً مختلفاً بأن برهن، أكثر من اي وقت، على أن في وسع الرئيس المكلف ـــ أي رئيس مكلف ـــ تجميد تأليف الحكومة أكثر منه قدرته على إيجاد الحلول لإخراج التأليف من مأزقه. لم يُدلِ بأي اقتراح أو تسوية سوى الجهر برفض ما عُرض عليه، والواقع أنه فُرض عليه. لم يسعه الجزم بأن في وسعه تأليف حكومته في معزل عن الآخرين أو فرض شروطه كرئيس مكلف عليهم.

ما حدث طوال يوم أمس بإزاء الخلاف على الحقائب المتبقية كالإعلام والبيئة، ورفض أي من الأفرقاء التنازل عن تلك التي أصرّ عليها لقاء الحصول على إحداهما، خير دليل على وجود شركاء للرئيس المكلف في التأليف. بل أكثر من ذلك، لم يعد دوره، حيال «القيادة الجماعية» لتأليف الحكومة، سوى أن يكون مديراً لهذه المهمة ليس إلا.

نهاية التكليف أفصحت عن أن رئيس الجمهورية أكثر من شريك في التأليف

4 - بالتأكيد نجح الحريري في فرض واقع جديد من شأنه أن يمسي سابقة بعد تعثّر السجالين الدستوري والسياسي، هو أن أحداً لا يسعه بعد الآن انتزاع التكليف من الرئيس المكلف، أي رئيس مكلف، سواء كان مجلس النواب صاحب اختصاص تسميته، أو رئيس الجمهورية بتوجيهه رسالة إلى البرلمان لإنقاذ تعذّر التأليف. لأسباب مذهبية بحتة، ولئلا يُفسّر هذا الانتزاع على أنه يستهدف طائفة برمتها، بات التكليف مطلقاً بين يدي صاحبه. ما لم يعتذر من تلقائه، أو يُرغم عليه لأسباب ما، لن يكون في مقدور أي طرف التسلح بذريعة دستورية.

5 - للمرة الأولى في آلية تأليف الحكومات، يدخل عليها طرف ثالث سوى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. كي تبصر الحكومة النور يقتضي توقيعاهما معاً على المرسوم بحبر أزرق أو أسود. من الآن فصاعداً، حتى إشعار آخر، سيكون في كل مرسوم تأليف حكومة توقيع بحبر غير مرئي، هو الذي يمهره حزب الله بعدما تحوّل إلى شريك فعلي في تأليف الحكومة. لعلّ تجربة النواب السنّة الستة، بتدليعهم بداية ثم بضبطهم وفرض تمثيل تيارهم، خير دليل على أن دوره في الداخل، بفعل فائض قوته أو بفعل امتلاكه مع حركة أمل ناصية قرار طائفته ـــ الأمر غير المتاح للحريري ـــ بات يتجاوز الآلية الدستورية المعتادة لتأليف الحكومة. بعدما بات توقيع وزير المال شيعياً، ها هو يمهر التأليف بحبره الخاص.

 

ما مفاجأة ترامب المقبلة…

خيرالله خيرالله/العرب/23 كانون الأول/18

بعد القرار المفاجئ، وغير المفاجئ في الوقت ذاته، للرئيس دونالد ترامب بإنهاء الوجود العسكري الأميركي في سوريا، كان يمكن الاعتقاد أنّ وراء الأكمّة ما وراءها وأن الإدارة الأميركية في صدد وضع إستراتيجية سورية واضحة كلّ الوضوح. إستراتيجية تندرج في سياق ما أعلنه ترامب عن مواجهة المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة بما يتجاوز مسألة الملف النووي. لكنّ استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس جاءت لنسف هذا الاحتمال. أكدت هذه الاستقالة أن إدارة ترامب في حال ضياع يشبه إلى حدّ كبير الضياع الفرنسي والبريطاني. في فرنسا، لم يعد الرئيس إيمانويل ماكرون يعرف كيف التعاطي مع الأزمة التي خلقها نزول ذوي “السترات الصفر” إلى الشارع، فيما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في حال تخبط في كلّ الاتجاهات بعدما أوقعت بريطانيا نفسها في فخّ استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

لماذا كان قرار الانسحاب الأميركي العسكري من سوريا مفاجئا وغير مفاجئ في الوقت ذاته؟ يعود ذلك إلى أن الرئيس الأميركي ومسؤولين آخرين لمحوا إلى مثل هذا الانسحاب قبل أشهر عدّة. لكن العسكريين، على رأسهم الجنرال ماتيس وزير الدفاع أصرّوا على الوجود العسكري الأميركي في سوريا لسببين على الأقلّ.

الأوّل أن هذا الوجود قائم في منطقة حساسة هي شرق الفرات حيث الثروات السورية الحقيقية من مياه وأراض زراعية ونفط وغاز.

أمّا السبب الآخر، فهو مرتبط بالقدرة الأميركية، انطلاقا من القواعد المنتشرة شرق الفرات، على مراقبة الخط الذي يستخدمه الإيرانيون والذي يربط بين الأراضي العراقية والأراضي السورية. فوق ذلك كلّه، هناك ارتباط بين الجيش الأميركي الموجود في سوريا وأكراد المنطقة الذين لعبوا دورا في مواجهة “داعش” وقدّموا تضحيات كثيرة. وهذا ما دفع “القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى التحذير من خطورة النتائج التي ستترتب على الانسحاب الأميركي وإلى تأكيد أنّ “المعركة مع الإرهاب لم تنته بعد”. صدر بيان عن “قسد” يشدّد على أن “داعش” ما زال يشكل خطرا. أراد الأكراد السوريون الردّ بذلك على ادعاء ترامب بأن لا حاجة بعد الآن إلى وجود عسكري في سوريا بعد القضاء نهائيا على “داعش”. هناك عالم جديد يريد ترامب خلقه. إنّه عالم لا علاقة له بأميركا ما بعد الحرب العالمية الثانية، عالم جديد تبلورت ملامحه مع وجود رؤساء يعانون من ضعف في البيت الأبيض.

السؤال الآن من سيملأ الفراغ الذي سيخلّفه الانسحاب العسكري الأميركي. الثابت أن هناك نوعا من التفاهم التركي – الأميركي سبق تغريدة ترامب في شأن الانسحاب. على الرغم من ذلك، جاء قرار الرئيس الأميركي مفاجئا وعكس خلافات داخل الإدارة أدت إلى استقالة الجنرال ماتيس الذي يعرف سوريا والعراق جيّدا ويعرف ما الذي يعنيه انسحاب عسكري أميركي من شرق الفرات والنتائج التي ستلي ذلك. مرّة أخرى يدفع الأكراد ثمن تحالفاتهم. مرّة أخرى تثبت الإدارة الأميركية أنّها مستعدة للتخلي عن الأكراد، أينما وجدوا، لأسباب مرتبطة بمصالح معيّنة مع هذه القوّة الإقليمية أو تلك. هذا ما حصل في أيلول – سبتمبر 2017 بعد الاستفتاء الذي أجري في كردستان العراق. هل تملأ تركيا الفراغ العسكري الأميركي في سوريا؟ من الملفت أنّ القرار الذي اتخذه ترامب ترافق مع كلام تركي عن عملية عسكرية في الداخل السوري تستهدف المنطقة الكردية التي تحت سيطرة “قسد” والأميركيين.

ما الذي تغيّر فجأة وجعل الأكراد يتحوّلون مرّة أخرى ضحية لمصالح قوى أكبر منهم؟ هل كان كافيا التوصل إلى صفقة صواريخ “باتريوت” بين تركيا والولايات المتحدة كي يصبح دونالد ترامب شخصا آخر؟ كان وزير الدفاع الأميركي في غاية الصراحة عندما قال في بيان استقالته الموجه إلى الرئيس الأميركي إنّه لم يعد يستطيع التفاهم معه في شأن السياسات الواجب اتباعها. لذلك، طلب من ترامب البحث عن وزير آخر للدفاع. كانت الشكوى الأساسية التي وردت في استقالة ماتيس من أنّه لم يعد في استطاعة حلفاء الولايات المتحدة الاتكال عليها. قال ماتيس عن هذا الموضوع “كان لدي في كلّ وقت إيمان بأن قوتنا كأمّة مرتبطة بشكل غير قابل للفصل بقوة تحالفاتنا وشراكاتنا ذات الطابع الشامل” مع قوى أخرى. هذه القوى هي الحلفاء العرب في المنطقة وحلف الأطلسي والغرب عموما. لم ينس وزير الدفاع المستقيل التركيز على الصين وروسيا ومحاولتهما فرض نظام عالمي يتفق مع طموحات هاتين القوتين.

هناك عالم جديد يريد ترامب خلقه. إنّه عالم لا علاقة له بأميركا ما بعد الحرب العالمية الثانية، عالم جديد تبلورت ملامحه مع وجود رؤساء يعانون من ضعف في البيت الأبيض. رؤساء من نوع جيمي كارتر أو باراك أوباما.

المفارقة أن ترامب لم يتوقف يوما عن مهاجمة سلفه وسياساته مع تركيز خاص على سوريا حيث ضحّى أوباما بالشعب السوري وثورته الحقيقية على العبودية والظلم كي لا يغضب إيران. فعل ذلك متجاهلا في الوقت ذاته كلّ الخطوط الحمر التي رسمها لبشّار الأسد، بما في ذلك استخدام السلاح الكيميائي في حربه على الشعب السوري صيف العام 2013. كان كلّ ما أراده أوباما وقتذاك يتمثل في بقاء إيران في المفاوضات الدائرة مع مجموعة الخمسة زائدا واحدا في شأن ملفّها النووي. كان هذا الملفّ يختزل، بالنسبة إلى الرئيس الأميركي السابق، كل أزمات الشرق الأوسط دفعة واحدة.

تبقى نقطتان مهمتان. الأولى، من إلى جانب تركيا سيملأ الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأميركي من سوريا؟ ماذا ستفعل إيران، ماذا ستفعل روسيا، ماذا ستفعل إسرائيل؟ الأهم من ذلك كلّه، هل يعود “داعش” إلى الواجهة، خصوصا أن هناك مؤشرات إلى أن القضاء على هذا التنظيم الإرهابي لم يحصل بشكل نهائي وأنّه ما زال حيّا يرزق في غير منطقة في سوريا والعراق. ليس بعيدا اليوم الذي سيطل “داعش” برأسه مجددا. أمّا النقطة الثانية المهمّة، فهي مرتبطة بمصير سياسة إدارة ترامب الهادفة إلى محاصرة إيران. إذا كان من إنجاز حققته هذه الإدارة فهو وصفها للنظام الإيراني وتصرّفاته بطريقة دقيقة وذلك منذ قيام “الجمهورية الإسلامية” التي أسسها آية الله الخميني في العام 1979. الأكيد أن ليس بالانسحاب من سوريا، يمكن مواجهة إيران وعزلها. هذا ليس ممكنا من دون مقاربة شاملة تشمل كل البلدان والمناطق التي تتدخل فيها إيران مباشرة أو عبر أدواتها من ميليشيات مذهبية وضعت نفسها في خدمة مشروع توسّعي في أساسه إثارة الغرائز المذهبية. أكثر ما فاجأ في قرار ترامب الانسحاب من سوريا هو توقيته. يبدو الرئيس الأميركي مصرّا على نهج يقوم على فكرة أميركا أوّلا والتخلي عن الحلفاء بما في ذلك أعضاء حلف شمال الأطلسي. لم يتوقف الرئيس الأميركي عن مفاجأة الأميركيين والعالم. ما الذي ستكون عليه مفاجأته المقبلة بعدما تجاهل نصيحة العسكريين المحترفين وقرّر الانسحاب من سوريا ومن شرق الفرات تحديدا بكل ما يمثّله، خصوصا على الصعيد الإستراتيجي.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية في الحفل الميلادي في قصر بعبدا: ما من وضع صعب الا وينتهي والمطلوب ان نبذل جهدا أكبر لنخلص وطننا

السبت 22 كانون الأول 2018 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه "لا يمكننا ان نتجاهل الوضع الصعب الذي يمر به لبنان"، مشيرا الى "ان المطلوب منا ان نبذل جهدا اكبر لكي نخلص وطننا ونوصله الى شاطىء الامان"، مشددا على انه "علينا ان نفرح بالعيد، حتى ولو كنا في وضع صعب، وذلك لكي لا نغير تقاليدنا، كما علينا ان نظهر ان لدينا الامل والاستعداد لكي نناضل في سبيل وطننا". كلام الرئيس عون جاء في ختام ترؤسه واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، السادسة والربع مساء اليوم، الحفل الميلادي السنوي في القصر الجمهوري في بعبدا، والذي حمل هذا العام عنوان: "لبنان الميلاد". وكان الحفل الميلادي، الذي نقلته مباشرة مختلف وسائل الاعلام المحلية، بدأ مع دخول الرئيس عون والسيدة ناديا الشامي عون قاعة 25 أيار في القصر، التي ازدانت بديكور خاص للمناسبة حمل طابعا مميزا مستوحى من اجواء لبنان في الميلاد عبر حقب مختلفة من تاريخه المعاصر.

الحضور

حضر الحفل نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، وعدد من الوزراء والنواب، القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس وسفراء دول عربية واجنبية معتمدين في لبنان، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، واركان الجسم القضائي، وقادة الاجهزة العسكرية والامنية، ومدراء عامون، اضافة الى افراد عائلة رئيس الجمهورية وكبار المستشارين والموظفين في القصر الجمهوري.

وقائع الحفل

الحفل الميلادي الخاص لهذه السنة عبارة عن مشهدية موسيقية ترنيمية تحكي قصة لبنان والميلاد، من خلال سيرة انسان ولد مع ولادة الاستقلال. بدايتها مع لبنان الاربعينات، واحتفالات ساحة الضيعة وبساطة المائدة الميلادية والاجواء العائلية العابقة بالصلوات وقداس منتصف الليل.

وانتقلت الصورة بعد ذلك الى الخمسينيات، حيث بدأ عود الوطن الطري يشتد وصارت بيروت العاصمة مركز استقطاب لشبابه واحلامهم، فانتقلوا اليها وانتقل معهم الميلاد الذي حافظ على بساطة احتفالاته وعلى روحانيته. ثم كان العبور الى لبنان الستينيات، لبنان الطموح، لبنان الشباب الذي يخطط واثقا لمستقبله، لبنان الثقافة والعلم والفنون والمسارح وقبلة انظار محيطه. ومع هذا التطور، غدت احتفالات الميلاد تحاكي تألق الوطن واشعاعه. وأتى زمن السبعينات، وفي بدايته استمر التألق لا سيما في بيروت وشارع الحمراء الذي كان مقصدا للمثقفين والمفكرين والفنانين كما لطموحات الشباب. واصبح بطل المشهدية ربا لعائلة تعيد الميلاد في منزلها تحت اضواء شارع الحمراء. وبين السبعينات والثمانينات عصفت رياح الحرب والتهجير والهجرة، فغاب أحباء وانطفأت أنوار. وبين حيرة الهجرة او البقاء، اعتبر بطل المشهدية ان لبنان يستحق ان نتشبث به ونضحي لأجله. وميلاد تلك السنوات الصعبة حمل ايمانا اكبر، على ضوء الشمعة وتحت نجمة الصبح، ومع أصداء المدافع بقي الرجاء بولادة جديدة مع طفل المغارة. وفي التسعينات، توقف المدفع وانتهت الحرب، وعلى الرغم من كل الآلام لم تنطفىء شعلة الامل. عاد الفرح يتسلل الى ميلاد لبنان سنة بعد سنة، وارتفعت الاشجار وتزينت القرى والشوارع ترحب بطفل المغارة. وحان وقت تسليم امانة الوطن والارض والثقافة والتقاليد والاعياد من جيل الى جيل، لتبقى هي جامعة اللبنانيين على الخير وتبقي شعلة الرجاء متوهجة. وتعود فكرة حفل "لبنان الميلاد" الى الممثل والكاتب المسرحي جورج خباز، بادارة فنية وقيادة للاوركستراالفيلهارمونية اللبنانية للمايسترو هاروت فازليان. كتب السيناريو له وقدمه راويا الشاعر حبيب يونس، وقام بإخراجه الممثل غبريال يمين. كما تضمن الحفل أغاني ميلادية بلغات متعددة، توزعت على مختلف الحقب التاريخية التي تم استعراضها، وأدتها السوبرانو ماري جو ابي ناصيف، بالاشتراك مع جوقة "الصوت العتيق" وجوقة الاطفال التابعة للمدرسة الموسيقية في الجامعة الانطونية بقيادة السيدة نيللي معتوق، وأداء منفرد لكل من جهاد شمالي وزينة فارس. وشارك في الحفل راقصون من معهد شارل ماكريس للرقص، وقام باداء الادوار التمثيلية كل من: اوليفر علام، نينا ابو فاضل، انطوني حصروني، نادر بركات، فاطمة خليل، كريم حويك، سينتيا كركي، تيا فازليان، ايليا شاميشيان، كارلا جبيلي، واندرو كنج.

واختتم الحفل بنشيد "يسوع بليلة ميلادك"، للشاعر حبيب يونس.

عون

وبعد انتهاء الحفل، ألقى الرئيس عون الكلمة التالية: "أود الليلة أن أعايدكم جميعا بعيدي الميلاد ورأس السنة. بالطبع لا يمكننا ان نتجاهل الوضع الصعب الذي يمر به لبنان، لكن الحياة علمتني ان ما من شر الا وينتهي، كما انه ما من خير لا ينتهي. كذلك فإن ما من وضع صعب الا وينتهي، وما من وضع سهل لا ينتهي. ما المطلوب منا اذا؟ إن المطلوب منا ان نبذل جهدا اكبر لكي نخلص وطننا ونوصله الى شاطىء الامان". اضاف: "في هذه المناسبة، علينا ان نفرح بالعيد، حتى ولو كنا في وضع صعب، وذلك لكي لا نغير تقاليدنا، وعلينا ان نظهر ان لدينا الامل والاستعداد لكي نناضل في سبيل وطننا. وكل عيد وانتم بخير، وكل سنة وانتم بخير". وفي الختام، تلقى رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى تهاني الحضور بالعيد، وأقيم حفل كوكتيل في المناسبة.

 

الشرعي الإسلامي: لإصدار مراسيم التشكيل اليوم قبل الغد

السبت 22 كانون الأول 2018 /وطنية - عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسة استثنائية في دار الفتوى، برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، وحضور العضو الطبيعي في المجلس الرئيس فؤاد السنيورة، وكان بحث في الشؤون الإسلامية والوطنية وتطورات تشكيل حكومة وفاق وطني، وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس المحامي محمد مراد قال فيه: "أكد المجلس الشرعي أن المشاورات واللقاءات بين الرئيس المكلف مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة يبدو أنها وصلت الى خواتيمها التي تبشر بولادة قريبة للحكومة، وشدد على ان التفاؤل سيبقى سيد الموقف مهما بقي من تفاصيل في توزيع الحقائب لولادة الحكومة، لكن المجلس يحذر من أي ابتزاز سياسي من البعض على صعيد تبادل الحقائب الوزارية او غير ذلك، ما يشكل عقبة جديدة يتحمل أصحابها مسؤولية ذلك مهما كانت الذرائع، الأمر الذي يوجب إصدار مراسيم تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، وأي تأخير في التشكيل ينعكس سلبا على مصلحة الوطن ومصالح الناس ويتحمله كل من يحاول وضع العراقيل بغية تحقيق مكاسب إضافية آنوية له ولفريقه. من هنا ينبغي التوافق السريع لمصلحة الناس وهذا أمر واجب وطنيا وإنسانيا قبل حلول العام الجديد".

أضاف: "طالب المجلس بأن يكون البيان الوزاري في الحكومة العتيدة مبنيا على أسس واضحة المعالم لتأكيد سيادة الدولة واحترام الدستور والتطبيق الكامل لوثيقة الوفاق الوطني، أي اتفاق الطائف، والتزام القوانين وان تتحمل الحكومة والقوى السياسية مسؤولياتها الكاملة تجاه ذلك، كما يطالب المجلس بإطلاق ورشة المشاريع الإنمائية والإصلاحية لبناء دولة المؤسسات والعمل المشترك في إطار وحدة اللبنانيين والاستفادة من مؤتمر "سيدر" المعول عليه في إنعاش الوضع الاقتصادي اللبناني بالإضافة الى نتائج جهود الرئيس الحريري في لقاءاته في المؤتمرات واللقاءات التي عقدها أخيرا في لندن". وتابع: "دعا المجلس الى التضامن الوطني بين جميع اللبنانيين والالتفاف حول دولة الرئيس سعد الحريري في الجهود التي يقوم بها، بالتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية للخروج من هذه الأزمة التي يعيشها لبنان لتحقيق الأهداف التي سترسمها الحكومة الجديدة في بيانها الوزاري، بالتعاون مع الجميع لإرساء كلمة سواء تنقذ وطننا وتعزز وحدتنا لمواجهة الأخطار المحدقة بنا وخصوصا من العدو الإسرائيلي الذي يتربص بلبنان واللبنانيين شرا". وختم: "هنأ المجلس اللبنانيين عامة بحلول الأعياد المجيدة، متمنيا ان يعود لبنان الى لعب دوره كما كان ساحة لقاء بين الأشقاء العرب، وهذا لا يمكن ان يكون إلا بان ينعم لبنان بالأمن والسلام والاستقرار في حكومة تنهض به وتحقق كل آمال اللبنانيين وطموحاتهم". وفي نهاية الاجتماع، أقام دريان غداء تكريميا للمراد الذي انتخب أخيرا نقيبا لمحامي طرابلس والشمال.

 

اللقاء التشاوري: نعلن سحب تسمية جواد عدرة واجتماعاتنا مفتوحة إن شاء الله

السبت 22 كانون الأول 2018 /وطنية - أنهى "اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين" اجتماعا مطولا عقده في منزل النائب عبد الرحيم مراد، امتد منذ ظهر اليوم لغاية الساعة الرابعة والنصف، في حضور أعضائه الستة: مراد، فيصل كرامي، الوليد سكرية، قاسم هاشم، جهاد الصمد وعدنان طرابلسي. وأصدر اللقاء بيانا تلاه الصمد جاء فيه: "يعلن "اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين" انه وبعد التعامل مع مبادرة رئيس الجمهورية بكل انفتاح وايجابية، وبعد التعامل مع الآلية التي وضعها اللواء عباس ابراهيم لتنفيذ هذه المبادرة أيضا بكل انفتاح وايجابية، وبعد ظهور قطب مخفية أصبحت اليوم علنية، فإن اللقاء ذهب في الانفتاح والايجابية حتى النهاية، وبادر إلى الاتصال بالسيد جواد عدرة طالبا منه ان يكون ممثلا "للقاء التشاوري" حصرا في حال جرى توزيره، ولكن السيد عدرة طلب مهلة ومهلتين وعدة مهل، وبما ان الخطوة أتت من جواد عدرة انه لا يعتبر نفسه ممثلا حصريا للقاء التشاوري فإن منطق الأمور يقودنا إلى اعلان سحب تسمية جواد عدرة". وبعد تلاوته البيان، رفض الصمد الرد على أسئلة الصحافيين مكتفيا بالقول: "هذا بيان اللقاء التشاوري واضح، اجتماعاتنا مفتوحة ان شاء الله".

 

قاسم هاشم: من حقنا الا نتمثل من حصة أي كان وممثلنا يجب ان يكون ممثلا حقيقيا للقاء

السبت 22 كانون الأول 2018 /وطنية - اشار النائب قاسم هاشم في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" الى ان "اللقاء التشاوري لا يفتعل مشكلة مع أحد، والواضح للجميع ان هناك إقرارا بحق اللقاء بأن يكون له ممثل في الحكومة المنتظرة، وهذا ما تم التوافق عليه وفق مبادرة رئيس الجمهورية التي حملها اللواء عباس إبراهيم وتم التفاهم على كل نقاطها، ومن بينها التسوية حول الاسم، وعندما يكون هناك تفاهم وتسوية لتمثيل اللقاء التشاوري، من المهم ان يكون الممثل من بين اللقاء حصرا والا يكون من خارجه، والا ما معنى تمثيل اللقاء التشاوري؟" أضاف: "في الأساس لم نقل اننا نستهدف الحصول على حقنا مقابل انتزاع حق آخر لأي كان سواء لرئيس الجمهورية أو لغيره، انما عندما أقر الجميع بحقنا ان نتمثل كلقاء تشاوري، فمن حقنا الا نتمثل من حصة أي كان، وهذا الممثل يجب ان يكون ممثلا حقيقيا للقاء وفق ما يتم التفاهم عليه".

وعن العرقلة التي حصلت في الساعات الماضية، قال هاشم: "فليسأل المعنيون، ولسنا معنيين بهذا الأمر، والدليل ما حصل بالأمس في موضوع الحقائب، وغير صحيح ما تردد عن ان اللقاء التشاوري كان يقف وراء تأخير التشكيل، ما يعني ان موضوع التشكيل لم يكن منجزا بشكل كامل والدليل عقدة الحقائب". وعما اذا كان يغمز من قناة الوزير (جبران) باسيل، قال هاشم: "هذا أمر واضح، وهناك حقائب كان متفقا عليها مع الرئيس المكلف ولأمر ما، لم نعلم ما هي الدوافع والأسباب، وفي وقت كان ينتظر فيه اللبنانيون اعلان الحكومة، إذ بالعقد تستولد واحدة تلو الأخرى". وعن احتمال ولادة الحكومة في العطلة الأسبوعية، قال: "نحن في لبنان، بلد المفاجآت، قد تحل اليوم في خلال ساعة أو أقل وقد تتعقد، هذا الأمر يتوقف على الاتصالات والمشاورات جارية على أكثر من صعيد" .

 

السنيورة بعد خلوة مع دريان: هناك حاجة للتشكيل والتوجه نحو المعالجات الضرورية

السبت 22 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، الرئيس فؤاد السنيورة الذي عقد خلوة معه قبيل انضمامه الى جلسة المجلس الشرعي. بعد اللقاء، قال السنيورة: "حضرت اليوم الى هذه الدار الكريمة بناء على دعوة من سماحة المفتي لحضور جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي انا عضو طبيعي فيه مثل باقي رؤساء الحكومة السابقين ورئيس الحكومة الحالي، وكانت مناسبة للحديث مع سماحته في الشؤون العامة التي يمر بها لبنان والمنطقة، وأيضا للتداول مع أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في هذه القضايا، وهو اقترح اليوم ان تكون جلسة مناقشة عامة في هذا المجلس، وأنا سعيد اليوم بأن أكون هنا وفي هذا الحديث الذي نأمل منه مزيدا من التصويب لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة".

سئل: هل تتوقع أن هناك عقدة جديدة في تشكيل الحكومة بعدما انتهينا من عقدة توزير النواب الستة؟

أجاب: "لا اريد ان ادخل في مجريات الأمور التي مرت علينا خلال السبعة أشهر الماضية واختلاق الذرائع والأسباب للتأخير في تأليف الحكومة. أعتقد أن هناك حاجة لإنجاز التأليف والتوجه بسرعة نحو المعالجات الكبيرة الضرورية التي يجب على هذه الحكومة ان تتولى القيام بها. محاولة كل يوم ابتداع أسباب لا تقنع أحدا، يعني المواطن عندما ينظر الى كيف انتهت هذه المشكلة وكيف حلت وكيف يصار الى التعامل مع تبعاتها، الحقيقة أتساءل لماذا كل هذا التأخير وهذه السبعة أشهر؟ هذا مضيعة للوقت وللجهد، وبالتالي لا تؤدي الى أي نتيجة. أعتقد أن علينا ان نسرع في عملية تشكيل هذه الحكومة حتى نتوجه كلنا الى المعالجة الواجبة والضرورية لهذه الشؤون".

سئل: أين تكمن العقدة؟

أجاب: "كلكم تقرأون في الجرائد. هناك اختراع وابتداع لمشكلات من اجل التأخير ومحاولة التذاكي على الناس. كل هذه المشكلات لا تقنع أحدا. هذا الشخص يمثل من وأي مجموعة ويحضر اجتماعات مع من؟ يعني كما يقول المثل العامي "الناس بالناس، والقطة بالنفاس".

سئل: تراجع منسوب التفاؤل، وكل المعطيات ومعظم الأطراف يشيرون الى ان لا ولادة قريبة للحكومة حتى نهاية العام، او حتى إلى العام المقبل؟

أجاب: "هذا تبصير، لا نوافقه الراي. انا اعتقد أن ليس لاحد مصلحة، وهؤلاء الناس الذين يفتعلون هذه المشكلات، ليس لهم مصلحة في ان تستمر الأمور بدون تشكيل. كنت أتمنى ان تكون طبيعة هذه الحكومة مختلفة عن هذا الامر، وكنت أتمنى ان تكون حكومة مصغرة وحكومة أقطاب تتولى معالجة المشكلات، وننتهي من كل هذه المشكلات الصغيرة التي نخلقها، من يمثل من واي مجموعة؟ نخلق مجموعات جديدة لم تكن موجودة وليس لها مبرر لانها لم تقم اطلاقا بالمشاركة في الاستشارات الملزمة ولا بالاستشارات مع رئيس الحكومة على أساس انها موجودة. على أي حال، أتمنى ان يصار الى التعجيل في إنجاز هذا الموضوع لان حجم الأعمال والمشكلات الموجودة كبير جدا، واذا لم تتم معالجته، فهذا سيهدد بمزيد من الانحدار للأمور على اكثر من صعيد".

سئل: هل هناك من رابح او خاسر في تشكيل الحكومة؟

أجاب: "البلد خسران، البلد كله خسران بالتأخير وأيضا بعدم التوجه نحو المعالجة الصحيحة. نتمنى بعد تأليف الحكومة ان تعطي شيئا مما يسمى توجيه الجهود والتنبه الى أهمية استعادة الثقة بين المواطنين والدولة، وبين المواطنين والفئات السياسية، اذا كان هناك التزام، عودة الى التزام بمبادئ أساسية، الالتزام باحترام الدستور، الالتزام باحترام القوانين، الالتزام بمصلحة الدولة وسلطتها الكاملة على الأراضي، وأيضا التزام باستقلالية القضاء، والعودة الى الالتزام، بان يولى الأشخاص الكفؤين والجديرين بتسلم المسؤوليات في الدولة".

سئل: هل سيرفع المجتمعون في المجلس الشرعي الصوت للمطالبة بتسريع تشكيل الحكومة؟

أجاب: "طبيعي. لن أقول ماذا سيصدر عن المجلس الشرعي فهو حتما سينظر في هذه الأمور، لكن أتمنى ان يكون المجلس من الأصوات التي تطالب بالإسراع بتشكيل الحكومة إذ كما قلت حجم المشكلات التي نعاني منها كبير، ولا تعالج لا بالانكفاء ولا بالانشغال بالعواصف الفنجانية".

 

بعض جديد موقعي الألكتروني لليوم 23 كانون الأول/18

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

ألفرد رياشي: لوقف مذبحة السفارة الإيرانية على ألوهية المسيح

النشرة/السبت ٢٢ كانون الأول ٢٠١٨  

http://eliasbejjaninews.com/archives/70287/%D8%A3%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AF-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B4%D9%8A-%D9%84%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

 

 

What to Watch for as Lebanon Forms a New Government

حنين غدار/معهد واشنطن ما يجب الإلتفات إليه بينما يشكّل لبنان حكومة جديدة
 Hanin Ghaddar/The Washington Institute/December 22/ 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/70296/the-washington-institute-what-to-watch-for-as-lebanon-forms-a-new-government-%d8%ad%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d8%aa%d9%81/

 

ما يجب الإلتفات إليه بينما يشكّل لبنان حكومة جديدة

حنين غدار/معهد واشنطن/22 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70296/the-washington-institute-what-to-watch-for-as-lebanon-forms-a-new-government-%d8%ad%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d8%aa%d9%81/

 

 

What to Watch for as Lebanon Forms a New Government
 Hanin Ghaddar/The Washington Institute/December 22/ 2018
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/70296/the-washington-institute-what-to-watch-for-as-lebanon-forms-a-new-government-%d8%ad%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%a7-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d8%aa%d9%81/