المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december19.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟ 

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/فاقد الشيء لا يعطيه

الياس بجاني/قانون العراق وسوريا للإبادة الجماعية والمساءلة لعام 2018 .. والانتصارات الإلهية التي تسللت لبعض المنظمات الاغترابية اللبنانية في أميركا

الياس بجاني/قيادات لبنان في غربة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

مثال القاضي الظالم والأرملة/ ُصَلُّوا في كُلَّ حِينٍ وَلا تمَلُّوا

إنجيل القدّيس لوقا18/من01حتى08/"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَثَلاً في أَنَّهُ يَنْبَغي أَنْ يُصَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلا يَمَلُّوا، قَال: «كانَ في إِحْدَى المُدُنِ قَاضٍ لا يَخَافُ اللهَ وَلا يَهَابُ النَّاس. وَكانَ في تِلْكَ المَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَة: أَنْصِفْني مِنْ خَصْمي! وظَلَّ يَرْفُضُ طَلَبَها مُدَّةً مِنَ الزَّمَن، ولكِنْ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ في نَفْسِهِ: حَتَّى ولَوكُنْتُ لا أَخَافُ اللهَ وَلا أَهَابُ النَّاس، فَلأَنَّ هذِهِ الأَرْمَلةَ تُزْعِجُني سَأُنْصِفُها، لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأْتِي إِلى غَيْرِ نِهَايةٍ فَتُوجِعَ رَأْسِي!». ثُمَّ قالَ الرَّبّ: «إِسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْم. أَلا يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ لَيْلَ نَهَار، ولو تَمَهَّلَ في الٱسْتِجَابَةِ لَهُم؟ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ سَيُنْصِفُهُم سَرِيعًا. ولكِنْ مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَان، أَتُراهُ يَجِدُ عَلَى الأَرْضِ إِيْمَانًا؟».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

من علامات نهاية الزمن

الياس بجاني/17 كانون الأول/18

عندما تنقلب معايير أي مجتمع ويصبح فيه العهر فخراً والخير شراً والشر خيراً والدنيء بطلاً والشريف عميلاً فقل على أهله السلام.

 

ثلاثية الكفر والجحود

الياس بجاني/17 كانون الأول/18

المال والسلطة وقلة الإيمان: ثلاثية سرطانية تعشعش في عقول وجشع وموت ضمائر وممارسات السواد الأعظم من الطاقم السياسي والحزبي في لبنان.

 

قانون العراق وسوريا للإبادة الجماعية والمساءلة لعام 2018 .. والانتصارات الإلهية التي تسللت لبعض المنظمات الاغترابية اللبنانية في أميركا

الياس بجاني/16 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70054/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9/

وقع الرئيس الأميركي قانوناً خاصاً لحماية المسيحيين من الإبادة في كل من العراق وسوريا لم يكن فيه أي ذكر لا للبنان ولا للمسيحيين في لبنان..!!

ولكن لأن ثقافة ومزاجية ومشهديات الانتصارات الإلهية هي تقليعة أي موضى في هذا الزمن المّحل والبؤس فقد تنطح البعض من ربع جماعات المنظمات اللبنانية الأميركية للإدعاء بأنهم كانوا وراء القانون وظهروا هؤلاء على شاشات بعض التلفزيونات اللبنانية متبجحين بما لم يكن لهم فيه أي جهد أو دور.

وفي نفس السياق نشر على بعض المواقع تقارير ومقالات عنترية تمجد وتشيد بالبعض الذي لا علاقة ولا صلة له بالقانون المذكور.

علماً أن القانون المذكور لا علاقة بلبنان ولا بالمسيحيين اللبنانيين ولا يأتي القانون على ذكر أي منهما لسبب بسيط وهو أن المسيحيين في لبنان لا يتعرضون للإبادة أقله حتى الآن.

إلا إن الأمر هذا التبجحي والتشاوفي الفارغ من أي محتوى وبرمته ليس مستغرباً في ظل ثقافة الانتهازية والوصولية والأوهام والتغني بالانتصارات الإلهية التي تفتك بلبنان وبالكثير من عقول قادته وأصحاب شركات أحزابه التجارية والتعتير..

هذه الثقافة البالية والسرطانية هي ظاهرة لا تبشر بالخير بالمرة كما أن محاولات نقلها إلى عالم الاغتراب هو عمل خطير للغاية وذلك بهدف تعميم النفاق والكذب وزرع عاهات الأوهام المرّضية.

 

قيادات لبنان في غربة

الياس بجاني/16 كانون الأول/18

نحن لا نشبه قادتنا، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر وضعتهم حيث هم رغماً عنا.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية/الوسام_الحقيقي

"هيدا الوسام للذكرى، الأوسمة الحقيقية على صدر لبنان هنّي إنتو".

كلمات قالها الشيخ بشير الجميّل لدى تقليده الأوسمة لمقاتلي النُخبة عند عودتهم منتصرين من المعارك التي خاضوها في قنات وزحلة وفي غير مكان.

بعد إستشهاد الشيخ بشير وعلى أثر معارك الجبل قام "قائد القوات اللبنانية" فادي إفرام بمنح "وسام الجبل" لكافة المقاتلين الذين شاركوا فيها.

رابطة سيدة إيليج التي تُدرك بعمق أن المقاومين هم الوسام الحقيقي على صدر لبنان وصدر المقاومة اللبنانية، إختارت أن يكون عنوان حفل التكريم الذي أقامته عشية عيد مارمارون في التاسع من شباط من العام ٢٠١٢: "آمنوا... قاوموا... فإنتصر لبنان". لتكريم مقاومين كانوا"أوسمة على صدر المقاومة اللبنانية"، منذ إنطلاق المقاومة العسكرية في العام ١٩٧٥ وصولاً إلى المقاومة السلمية منذ العام ١٩٩١ حتى العام ٢٠٠٥، عِبر منح "وسام الكرامة" لمقاومين قاوموا في مجالات مختلفة، من كافة أحزاب المقاومة ومن غير الحزبيين، عسكريين ومدنيين، مصابي حرب، شهداء وأهالي شهداء، ليُكٓرّٓمْ من خلالهم مجتمع المقاومة الذي ساهم بكل شرائحه وفئاته بإنتصارات المقاومة اللبنانية.

فخر للمقاومة اللبنانية وللمقاومين، وفخر لرابطة سيدة إيليج،أن يقوم "بطريرك الإستقلال" مار نصرالله بطرس صفير بتسليم الأوسمة شخصياً للمقاومين، تقديراً منه ومن الكنيسة المارونية لعطاآت وتضحيات المجتمع المقاوِم. هو الذي قاد المقاومة السلمية حتى إنتصارها بإنسحاب الجيش السوري من لبنان.

حفظ إرث وتاريخ المقاومة اللبنانية واجب على كل مقاوم، وحفظ كرامة المقاومة يكون بالحفاظ على كرامة وتاريخ كل مقاوم، شهيداً، مصاب حرب، أو من بقي حيّاً من المقاومين. كما يكون بعدم التجريح وإستباحة تاريخ أي مجموعة أو أي حزب من أحزاب المقاومة، مهما كان موقعه السياسي اليوم. فلا يمكن للمقاومين وبشكل خاص المنضوين منهم في الأحزاب التي خاضت غمار المقاومة الطلب من أبناء مجتمعنا إحترام وتقدير المقاومة اللبنانية وتضحياتها دون أن يكونوا المثال والقدوة في ذلك.

بعد الخطوة الجبارة بتقدير وتكريم رأس الكنيسة المارونية لما قامت به المقاومة اللبنانية والمقاومين من أجل لبنان، يجب العمل على إعادة إحتضان شعبنا لها، هذه مسؤولية كل مقاوم وكل مجموعة أو حزب من أحزاب المقاومة، وأي عمل أو فعل عن قصد أو عن غير قصد يناقض هذا الهدف، يشكّل طعنة في قلب المقاومة اللبنانية.

 

"التجمع من أجل السيادة": عدم كفاءة دبلوماسية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية

18 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70134/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9%D9%8A-%D8%B9%D8%AF/

خرق الرؤساء والوزراء للدستور جريمة تعرضهم للمحاكمة أمام "المجلس الأعلى"

عقد "التجمع من أجل السيادة" اجتماعه الدوري الأسبوعي في حضور الهيئة التأسيسية وعدد من الناشطين من مختلف المناطق اللبنانية. وبحث المجتمعون في التطورات السياسية والأمنية التي شهدها الأسبوع الماضي لا سيما الإعتداء على الجيش اللبناني في حي الشراونة في بعلبك، والمواقف التي أطلقها وزير الخارجية جبران باسيل خلال زيارته المنطقة الحدودية الجنوبية، وأصدروا البيان الآتي:

1- إن تعاطي السلطة السياسية مع الكمائن والإعتداءات المتكررة التي تتعرض لها دوريات الجيش اللبناني ومراكزه وحواجزه، خصوصا في البقاع، باعتبارها مجرد حوادث أمنية متفرقة هو جريمة موصوفة ترتكبها السلطة السياسية في حق السيادة الوطنية والجيش اللبناني كمؤسسة وضباط وأفراد، توازي لا بل تفوق الجرائم التي ترتكبها الميليشيات المسلحة في حق الدولة اللبنانية ومؤسساتها. إن ما يتعرض له الجيش اللبناني ورموز السيادة الوطنية من قوى أمنية وعسكرية شرعية أخرى، هو استراتيجية متكاملة للنيل من مفهوم الدولة اللبنانية وصورتها ودستورها ومؤسساتها لمصلحة النهج الإنقلابي الذي يعتمده حزب الله وسراياه المسلحة المنتشرة في المناطق اللبنانية كافة. إن مواجهة هذا النهج الإنقلابي تتطلب من اللبنانيين الضغط على قياداتهم السياسية والحزبية والرسمية بكل الطرق السلمية والدستورية المتاحة لمواجهة هذا الإنقلاب، بدءا بقرار حازم يتخذه مجلس الوزراء بتطبيق الشق السيادي من اتفاق الطائف لناحية وجوب جمع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية في مهلة أقصاها ستة أشهر، من ضمن خطة لبسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الشرعية الذاتية حصرا على أراضيها كلها خلال فترة زمنية أقصاها سنة واحدة. على أن يتم إبلاغ جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي بهذا القرار اللبناني االذي ينسجم مع القرارين 1559 و 1701 وغيرهما من القرارات الدولية ذات الصلة، وطلب مساعدة الشرعيتين العربية والدولية لوضع هذه القرارات موضع التنفيذ بما في ذلك طلب مؤازرة قوات الأمم المتحدة المنتشرة في الجنوب بعد توسيع انتشارها وفقا لما ينص عليه القرار 1701.

2- إن إداء وزير الخارجية جبران باسيل في مواجهة التهديدات الإسرائيلية الخطيرة التي يتعرض لها لبنان نتيجة لسلاح حزب الله المتفلت، ولقيام هذا التنظيم المسلح بحفر أنفاق في منطقة عمليات القوات الدولية والجيش اللبناني خلافا للقرار 1701، وصولا الى تصريحه الأخير بأن لبنان محمي "بجيشه ومقاومته"، يدل على عدم كفاءة في إدارة الدبلوماسية اللبنانية، لا بل على تواطئها مع المشروع الإيراني لوضع اليد على لبنان. إن الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية المرعية الإجراء هي التي يجب أن تدير السياسة اللبنانية في المجالات كافة، ولا سيما في المجالين الدفاعي والخارجي، علما أن الدستور اللبناني ينص صراحة على أن أي خرق يقوم به الرؤساء والوزراء للدستور وقانون الدفاع الوطني وغيره من القوانين النافذة يعرضهم للملاحقة الجنائية أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

3- إن ما سبقت الإشارة اليه من ظروف أمنية ومواقف سياسية لا يوحي بأن المعنيين بتشكيل الحكومة المقبلة ينوون تشكيل حكومة تستعيد سيادة لبنان كمدخل لحل مشاكله المالية والإقتصادية والإجتماعية والإدارية وفي مقدمها قضايا الفساد، وإنما يدل على تمسكهم باعتماد نهج الصفقات وتوزيع المغانم على حساب سيادة الدولة اللبنانية ومرجعيتها الحصرية في المجالات كافة وبالتالي على حساب حقوق الشعب اللبناني. إن مثل هذا النهج يستدعي من اللبناني الإستعداد لإطلاق مقاومة سياسية، إعلامية، سلمية، شعبية تتصدى لكل من يسمح لنفسه بالتغاضي أو التواطؤ أو السكوت عن سلاح حزب الله الذي يعمل على احتلال الجغرافيا اللبنانية وقضم مؤسسات الدولة ومصادرة قراراتها وإرضاخ شعبهالمصلحة المشروع الإيراني في الشرق الأوسط ولبنان.

 

تيننتي: حفر الأنفاق على الخط الأزرق خرق

الحياة/18 كانون الأول/18/أجبر الجيش اللبناني، عناصر الجيش الإسرائيلي عبر قوّات "يونيفيل" على تصحيح نقطتين إضافيتين على الخط الأزرق في ميس الجبل وإعادة الأسلاك الشائكة إلى الوراء. وأوقف الجيش الإسرائيلي عمليات الحفر في منطقة كروم الشراقي عند الحدود في ميس الجبل، وسحب آلياته إلى خلف السياج التقني وأبقى على جنوده المنتشرين خلف السواتر قرب الخط الأزرق. وكانت مجموعة من عناصر الجيش اللبناني صوّبت أمس سلاحها نحو عناصر الجيش الاسرائيلي التي كانت تضع الاسلاك الشائكة في كروم الشراقي- ميس الجبل، قبل أن ينسحب العناصر الى خلف المتاريس ويلتزموا بالموقف اللبناني. وفي اطار جولته على القيادات السياسية عارضا المستجدات على الحدود الجنوبية، زار قائد القوات الدولية المنتشرة في الجنوب "يونيفيل" ستيفان دل كول وزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس. وتم البحث في تفاصيل وضع الانفاق عند الحدود اللبنانية في الجنوب ومجريات التحقيق حولها. وأعلن المتحدث باسم قوات "يونيفيل" اندريا تيننتي أن "حفر الأنفاق على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل خرق للقرار الدولي 1701"، مشيرا الى أن "مهمتنا وقف حفر الأنفاق على الخط الأزرق على الحدود مع إسرائيل". وشدد في حديث لقناة "سكاي نيوز العربية" على "أننا نعمل بتنسيق وثيق مع الجيش اللبناني للتحقيق في قضية الأنفاق بين لبنان وإسرائيل". الى ذلك، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي عبر "تويتر" مقطع فيديو ادعى انه من داخل أحد الأنفاق، مشيرا الى أن "حزب الله" قام بحفره واخترق الحدود". كما نشر أدرعي مجموعة من الصور، ادعى أنها من داخل أنفاق "حزب الله". على صعيد آخر حلق الطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء مدينة صيدا خارقا جدار الصوت.

 

إسرائيل تباغت حزب الله قبل شنّه عملية بارباروسّا

المدن - لبنان | الثلاثاء 18/12/2018

تحت عنوان "عملية حزب الله بارباروسّا: كيف دفع قائد الأركان نتنياهو للبحث عن الأنفاق"، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن الصراعات التي وقعت داخل اللجنة الأمنيّة المصغّرة، "كابينت"، بين قادة الجيش والسياسيين، حول عملية "درع الشمال"، وتدمير الأنفاق التي زعمت أن حزب الله حفرها من الجانب اللبناني إلى الداخل الإسرائيلي.

مراوغة نتنياهو

وحسب أشخاص حضروا الاجتماعات، استمرت النقاشات المكثفة والشجارات الصاخبة أشهراً عديدة، وصلت ذروتها حين استقال وزير الدفاع أفيدغو ليبرمان، قبل التوصّل إلى نقاط مشتركة حول ضرورة البدء بالعملية، إذ ضغط رئيس الأركان غادي ايزنكوت على السياسيين لإتخاذ القرار باطلاق عملية "درع الشمال". وجاء في الصحيفة، أنّ نتنياهو كان يراوغ حول الوقت المناسب للإعلان عن الأنفاق، التي كان الجيش يعمل على كشفها منذ قرابة السنتين. بينما مارس ايزنكوت ضغوطاً كبيرة منذ تسلّمه رئاسة الأركان، من أجل تدمير الأنفاق المكتشفة في أسرع وقت ممكن، متشاجرا مع وزراء لجنة الأمن المصغرة، وعلى رأسهم ليبرمان، ووزير التربية نافتالي بينت. ففي حين طالب الوزيران باستمرار العملية العسكرية في غزة ضد حركة حماس، قال إيزنكوت إنّ العمل في غزة، في ضوء وجود أنفاق عند الحدود الشمالية لإسرائيل، فكرة غير حكيمة. وطالب السياسيين منح الضوء الأخضر للجيش لهدم هذه الأنفاق، التي حفرها حزب الله، فوراً.

تطورات كارثية

وأصر إيزنكوت على أنه من الخطأ إطلاق عملية الجنوب ضد حماس، قبل تدمير الأنفاق التابعة لحزب الله، ووقف التهديد المتأتي منها. إذ كان يعتقد بأن حزب الله يخطط لعمليته المقبلة تحت مسمى "بارباروسا" ضد اسرائيل، في اشارة إلى غزو ألمانيا لروسيا في العام 1941. وهذا أهم جزء لدى حزب الله في المواجهة المقبلة، أي المباغتة بشن الهجوم. وفي إحدى الاجتماعات نقل ايزكوت رسالة من قائد منطقة الشمال، الجنرال يؤال ستريك، يحذر من تطورات كارثية، في حال تمّ تأخير إطلاق الحملة العسكرية ضد الأنفاق. وبأنّ تأخير إطلاق العملية، قد يسمح لحزب الله بشنّ هجوم قوي. وضغط ايزنكوت على نتنياهو قائلا: "هذا المشروع هو الذراع الأهم بالنسبة لحزب الله في المواجهة المقبلة.. حزب الله يسعى لتحقيق إنجاز نفسي من ورائه".

وكشفت الصحيفة، عن أن نتنياهو أبدى امتعاضه من قرار إدخال تحذيرات الجنرال الإسرائيلي إلى محضر الجلسات، بخصوص خطر الأنفاق، لكن ولكون جميع الحاضرين لا يستطيعون تحمّل مسؤولية أي اعتداء محتمل من لبنان، طالما هناك تحذيرات جدّية من قيادة الشمال بحدوث أمر مماثل، تقرّر إطلاق العملية بضغط من الجيش. وشرح التقرير، الشرخ الذي نشأ بين رئيس الدفاع ليبرمان وبين قيادة الجيش، حول الحرب في غزة. ففي حين كان ليبرمان يطالب بضربة جوية قاضية ضد حماس في غزة، كانت القيادة الأمنية الإسرائيلية تعارض ذلك، وتدعم خطوات التوصل إلى هدنة، ليصار لاحقا إلى إطلاق عملية درع الشمال.

 

سيناريو لحرب.. هكذا تُمهّد إسرائيل الساحة الدولية لاستخدام القوة ضد لبنان!

18موقع قناوة 23/ 18كانون الأول/18/تناولت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التطورات السياسية والميدانية التي ترافق عملية "درع الشمال" التي تستهدف الكشف عن أنفاق مزعومة لـ"حزب الله"، مؤكدة أن الكشف التدريجي للأنفاق يخدم الهدف السياسي الإسرائيلي في الساحة الدولية، ويمهد الأرض أمامها لاستخدام القوة. تناولت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التطورات السياسية والميدانية التي ترافق عملية "درع الشمال" التي تستهدف الكشف عن أنفاق مزعومة لـ"حزب الله"، مؤكدة أن الكشف التدريجي للأنفاق يخدم الهدف السياسي الإسرائيلي في الساحة الدولية، ويمهد الأرض أمامها لاستخدام القوة. وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "العملية الإسرائيلية ضد حزب الله في الشمال عقب اكتشاف الأنفاق، ستنتقل غدا إلى الساحة السياسية". وأكدت أن "إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة، تريد أن تستغل بذلك التطورات في المجال العسكري – كشف الأنفاق – لزيادة الضغط على حزب الله وحكومة لبنان في الساحة الدولية". وأشارت الصحيفة إلى أن "الاكتشاف المنهجي من قبل الجيش لأنفاق حزب الله في إطار عملية "درع الشمال" التي أعلن عنها قبل أسبوعين، يعكس معلومات استخبارية واضحة"، منوهة إلى أن "الجيش الإسرائيلي يعمل حسب خطة، ويكشف شبكة أنفاق لحزب الله خطوة بعد خطوة". ورأت أن "الكشف التدريجي يخدم الهدف السياسي"، مؤكدة أن الحكومة وفي "ظل انخفاض الاهتمام الإعلامي بما يحدث في الشمال، تحاول الحفاظ على كشف الأنفاق في الوعي؛ حتى بواسطة زيارات متعددة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للحدود، وزيارة الرئيس رؤوبين ريفلين، في حين منح الجيش وللمرة الأولى "سي.أن.أن" بث صور من أحد الأنفاق المكتشفة". وذكرت "هآرتس"، أن "إسرائيل ستدعي في الأمم المتحدة، بأن حفر الأنفاق داخل الأراضي المحتلة، هو خرق لسيادتها ولقرار 1701 لمجلس الأمن، الذي أدى إلى انتهاء حرب لبنان الثانية عام 2006". ولفتت إلى أن "إسرائيل كانت تأمل، بأن يقنع حفر الأنفاق واشنطن لفرض عقوبات على لبنان، وتقليص المساعدات الأميركية الأمنية لجيشها، لكن الإدارة الأميركية أشارت إلى أنه ليس في نيتها الاستجابة لهذا الطلب"، وفق الصحيفة. وفي الخلفية، تقف أيضًا إحتمالية أن "التوتر المستقبلي مع حزب الله سيؤدي إلى اشتعال الحرب"، وفق الصحيفة التي نبهت إلى أنه "في كل سيناريو لحرب، فإن الجيش الإسرائيلي سيستخدم قوة غير مسبوقة في لبنان، في مواجهة ستجرى في محيط مدني مكتظ". واعتبرت أن "العمليات الحالية تستهدف تمهيد الأرض في الساحة الدولية، لتبرير نشاطات الجيش الإسرائيلي"، مرجحة أن "لا تحصل إسرائيل في أي مرحلة على مصادقة من المجتمع الدولي، لكن من المهم لها أن تشرح تبريراتها والظروف المركبة التي يتوجب عليها العمل فيها"

 

نقلا عن صفحة عامر حبيت

فايسبوك/18 كانون الأول/18/واحد بدو يحرر الكوكب، وواحد بدو الكرسي ولو على الخازوق، وواحد بدو الحكم للأبد، وواحد بي الكل، وواحد بدو الرئاسة لا غير،

وواحد بدو فقط يضل ملك على طائفتو... وكله بإسم الوطنية وبإسم لبنان...

فمات الطفل على أبواب مستشفيات لبنان

 

الأنفاق أمام مجلس الأمن...إسرائيل: سنكشف عن تفاصيل جديدة ومعلومات عن حزب الله

الشرق الأوسط/الثلاثاء 18 كانون الأول 2018

عشية البحث في مجلس الأمن الدولي، الذي بادرت إليه الولايات المتحدة وإسرائيل، حول أنفاق «حزب الله»، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أن رجالات «الحزب» حاولوا في الأيام الأخيرة سد مسار نفق كشفه الجيش خلال الأيام الماضية، وأن هناك احتمالاً بأن يكونوا قد بدأوا حملة لسد كل أنفاقهم قبل أن يتم اكتشافها. وقالت مصادر إسرائيلية إنها ستكشف في جلسة مجلس الأمن، المقرر عقدها، اليوم الأربعاء، عن تفاصيل جديدة ومعلومات استخبارية أخرى حول نشاطات «حزب الله» في جنوب لبنان، تدل على أن هناك خروقات كثيرة من الطرف اللبناني لقرار مجلس الأمن رقم 1701.  وفي بيان للناطق العسكري في تل أبيب، جاء أن خبراء الجيش الإسرائيلي، الذين قاموا بتوثيق الأنفاق الأربعة التي تم اكتشافها أسفل الحدود بين لبنان وإسرائيل، يجرون مقارنة بينها وبين أنفاق «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على الحدود مع قطاع غزة، فيجدون أن هناك فوارق كبيرة. وأن «حزب الله» يعمل فيها بطريقة نوعية ومهنية أكبر، ما يدل على أنهم يستفيدون من خبرات دولة (يقصدون إيران). وأكد أن طريقة بناء النفق الرابع، الذي كشف أول من أمس، مختلفة عن الأنفاق السابقة التي تم كشفها، وهي تشمل تبطيناً من الداخل، وظهرت فيه محاولات لسد المسار من المدخل اللبناني للنفق. وأضاف الجيش أن الأنفاق التي اكتشفها حتى الآن منذ بدء عملية «درع الشمال» في الرابع من الشهر الحالي، اجتازت الحدود مع لبنان إلى داخل الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وهي لا تشكل تهديداً للمستوطنات في الشمال. وعلى الرغم من أن قوات «اليونيفيل» أكدت أن اثنين فقط من هذه الأنفاق اجتازا الحدود مع إسرائيل، وليس الأنفاق الأربعة، فقد رحبت إسرائيل بموقف هذه القوات، وقالت إن «بيان (اليونيفيل) إنجاز سياسي مهم، خصوصاً أنه يأتي قبيل النقاش الخاص الذي سيجريه مجلس الأمن الدولي اليوم حول مسألة أنفاق (حزب الله)». يلاحظ أن إسرائيل تسعى إلى توظيف الكشف عن الأنفاق إلى أقصى درجة ممكنة لزيادة الضغوط على «حزب الله» والحكومة اللبنانية في الساحة الدولية، خصوصاً أن الاهتمام بهذا الموضوع بدأ يخفت في العالم.  ورغم أن تقديراتها لا ترجح أن يثمر ذلك عن نتائج فورية، إلا أن هناك تقديرات أخرى، في المقابل، تشير إلى أن إثارة هذه القضية يساهم في زيادة الضغوط على إيران لإلغاء مشروعها الخاص بإقامة مصانع تطوير الصواريخ الدقيقة في لبنان «لأن العالم يصغي جيداً للتهديدات الإسرائيلية باستخدام القوة العسكرية وشن الحرب ومعاقبة لبنان بأسره على السماح بهذا النشاط». وفي إطار إبقاء الكشف عن الأنفاق في موضع الاهتمام، والتمهيد لجلسة مجلس الأمن الدولي، سمح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، للمرة الأولى، لشبكةCNN» »، ببث صور من أحد الأنفاق التي تم اكتشافها.وفي هذا الإطار، قام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بزيارتين إلى الموقع، إضافة إلى رئيس الدولة رؤوفين ريفلين. ومع أن إسرائيل فشلت في إقناع الولايات المتحدة بفرض عقوبات على لبنان، وفرض قيود على المساعدات الأمنية الأميركية للجيش اللبناني، فإن حكومة نتنياهو تثق بأن الاستمرار في رفع وتيرة الحديث عنه ستقنع إدارة الرئيس دونالد ترمب بضرورة الاستجابة لطلبها، وفرض نوع ما من العقوبات، أو على الأقل ممارسة الضغوط المباشرة على الرئيس اللبناني ورئيس حكومته.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 18/12/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يوم السبت المقبل تعلن مراسيم تأليف الحكومة. هذه النتيجة توصلت إليها المراجع المسؤولة على قاعدة تكليفها للواء عباس ابراهيم بالتحرك على أساس إبلاغ اللقاء التشاوري أن أيا من أعضائه لن يوزر لكنهم يعطون آراءهم في من يرونه مناسبا للتوزير.

ولأن النواب السنة الستة الذين يمثلون اللقاء التشاوري غير متفقين فإن اللواء ابراهيم يستمر في البحث مع جميع الأفرقاء عن شخصية محايدة يرضى عنها رئيس الجمهورية ويوافق على أن تكون من حصته على أن يتفهم الرئيس المكلف حياديتها.

ومساء أكد الوزير جبران باسيل أن ولادة الحكومة منتظرة قبل العيد ولا هازم ولا مهزوم.

وأفادت مصادر مطلعة أن مبادرة رئيس الجمهورية نفذت بنسبة تسعين في المئة.

كتلة المستقبل رحبت بنجاح مبادرة الرئيس عون...

وأشارت أوساط حزب الله الى أن النتيجة مرضية للجميع وأن اليومين المقبلين سيكونان للحسم الإيجابي.

وشدد الرئيس نبيه بري على أن هناك فقط خطوتين لإعلان الحكومة.

اللواء عباس ابراهيم شكل الحدث في ظل حديث الناس.

أمنيا مديرية المخابرات في الجيش أوقفت مطلق النار على عمران مرتضى الذي وجد مقتولا صباح اليوم قرب الجبانة في تمنين التحتا-البقاع...

إذن اللواء عباس ابرهيم مرتاح للمهمة ونتائج الجولة تصب في خانة الاطمئنان الى قرب تأليف الحكومة...

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

خمس نقاط، وضعت نقطة على آخر السطر الحكومي الطويل.. وبيوم اللغة العربية نطق اللبنانيون بعد طول تلعثم اول احرف حكومتهم العتيدة.

قبل الرئيس عون أن يعطي وزيرا من حصته للقاء التشاوري، وقبل الرئيس الحريري بأن يتمثل اللقاء في الحكومة، وقبل اللقاء بتسمية شخص من خارج نوابه الستة ليمثله، على ان يكون لقاء قريب بين الحريري والنواب الستة، ثم يختار الرئيس عون اسم الوزير من بين الاسماء المقترحة من قبل اللقاء.

خماسية الحل هذه حملها اللواء عباس ابراهيم مرسوما جوالا من رحم المبادرة الرئاسية، حتى استوى على حل اعلنه من منبر اللقاء التشاوري: المبادرة اكتملت ببنودها الخمسة قال اللواء، واننا في آخر خطوات التشكيل..

وعلى شاكلة المثل القائل: أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا، فان الجميع عاد واختار اقصر الطرق بعد أن اطالوا الاختيار للوصول الى الحكومة التي باتت قاب يومين او أكثر بقليل ..

أكثر من اسم اذا وضع اللقاء التشاوري في عهدة اللواء ابراهيم الذي حملها الى الرئيس ميشال عون، وأكثر من مكان مقترح للقاء الرئيس المكلف بالنواب الستة، لعله يكون السراي الحكومي او القصر الجمهوري كما تقول مصادر متابعة للمنار لتكون آخر خطوات الحل..

حل لم يكن من الضروري الوصول الى شبه انفجار لنبادر الى ايجاده بحسب الوزير جبران باسيل، فكثير من الوقت ضاع لنصل الى النتيجة ذاتها التي كان من المفترض ان نصل اليها منذ الاسبوع الاول، فلا اقصاء في الحل الحكومي قال باسيل، ولا رفض ولا فرض، بل تنازل من كل المعنيين..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

في الذكرى الثانية لولادة أول حكومة في هذا العهد، هبت رياح حكومة العهد الأولى...

الثامن عشر من كانون الأول 2016 ولدت حكومة الرئيس سعد الحريري...

الثامن عشر من كانون الأول 2018 تأكد أن الحكومة أدخلت غرفة الولادة...

اللواء عباس ابراهيم، الذي بات خبيرا في التفاوض على إطلاق المخطوفين، نجح في مهمة التفاوض على إطلاق الحكومة المخطوفة منذ أكثر من مئتي يوم، من دون أن تعرف قيمة "الفدية السياسية" التي دفعت، وإن كانت المؤشرات تدل على أن "تلازم التنازل" حصل من قصر بعبدا ومن بيت الوسط ومن السنة الستة...

رئيس الجمهورية الذي ألمح إلى "أم الصبي" قبل أسبوعين، قرن القول بالفعل، تخلى عن تسمية الوزير السني من حصته ليكون الوزير الذي سيسميه نواب اللقاء التشاوري من حصته...

اللقاء التشاوري تنازل عن شرط أن يكون الوزير أحد أعضائه، فكانت "السابقة الدرزية" هي المخرج، بمعنى أن التشاوري سمى واللواء ابراهيم حمل اللائحة التي سيتم الأختيار منها، والرئيس المكلف تنازل، وسيستقبل النواب الستة بعدما كان رفضه إستقبالهم لا عودة عنه...

جاءت هذه الحلحلة بعدما "استوى" الوضع الداخلي، ماليا واقتصاديا، فبلغ مستويات لم تعد تسمح بترف "الدلع السياسي"، خصوصا ان مفاعيل "سيدر" تنتظر ولادة الحكومة والقروض والهبات لا تأتي إلا لحكومة جديدة لا لحكومة تصريف أعمال...

على الرغم من التفاؤل والإرتياح النسبي، فإن ما يؤسف له أن تقترب الحكومة من أن تولد، بعد سبعة أشهر، علما أنه بهذه الشروط والشروط المضادة، كان يمكن ان تولد بعد سبعة أيام، أما أشهر التعطيل التي انقضت، فكان من شأنها أن توصل الوضع إلى درجة الإهتراء، فهل من يحتسب الخسائر بالمليارات من جراء التعطيل أكثر من سنة؟

في أي حال، الخسارة وقعت، وما تأليف الحكومة سوى محاولة للحد من الخسائر، تمهيدا للإنطلاق في ورشة هائلة في محاربة الفساد الذي يكاد يخنق البلد.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ما لم تقع على اللبنانيين مفاجأة من عيار العرقلة يمكن القول اننا بتنا قاب قوسين أو أدنى من ولادة الحكومة.

الاشارات الايجابية انطلقت من كافة الاتجاهات لا سيما من القصر الجمهوري في بعبدا ومن مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ومن دارة الرئيس المكلف في بيت الوسط، والاشارات كلها تتقاطع على ان مراسيم التشكيل ستوقع قبيل حلول الاعياد المجيدة لينطلق معها القطار الحكومي نحو اعداد البيان الوزاري والمثول امام المجلس النيابي لنيل الثقة.

وهذا النهار كان نهار اللواء عباس ابراهيم المكلف من رئاسة الجمهورية متابعة تنفيذ المبادرة التي اطلقها الرئيس ميشال عون والتي تكللت بمخرج يفضي الى خروج النواب من دائرة التوزير وتمثيلهم بما يرضي الحل بشخصية سيودع اسمها مقام الرئاسة.

فاللواء ابراهيم بشر البنانيين بعد لقائه نواب سنة الثامن من اذار ان مبادرة رئيس الجمهورية المؤلفة من خمس نقاط قد تكللت بالنجاح مشيرا الى ان احدا لم يخسر في هذه المبادرة والكل ضحى. لينتقل بعدها الى بيت الوسط وقصر بعبدا.

تحرك اللواء ابراهيم سبقه ما نقله الرئيس نجيب ميقاتي من بعبدا عن ثقة رئيس الجمهورية بقرب تشكيل الحكومة وتجاوز الازمة في حين اعربت مصادر الرئيس الحريري لتلفزيون المستقبل عن ارتياحها الى أجواء التأليف. اما كتلة المستقبل فاكدت إن الرهان على تأليف الحكومة العتيدة قبيل الاعياد بات أمرا متاحا بل يجب ان يكون أمرا ملحا في ضوء التحديات الاقتصادية والمالية والانمائية والتوقف عن سياسات هدر الوقت والدوران في الحلقات المفرغة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الحكومة المنتظرة ستولد قبل عيد الميلاد، طبعا اذا صدقت الترجيحات وصفت النيات، هذا يعني ان الايام الستة المقبلة حاسمة، الموعد الأول المنتظر يوم الجمعة المقبل حيث يتوقع ان يعقد اللقاء التشاوري اجتماعا بعد عودة النائب فيصل كرامي من السفر ويمكن ان ينتهي الاجتماع بانتقال المجتمعين الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، فإذا حصل هذا التطور فهو يعني ان ما تبقى من تفاصيل على طريق الحل وأن ولادة الحكومة اصبحت قريبة جدا.

اذا مبادرة الرئيس عون تقارب الوصول الى شاطئ الأمان، ووفق المعلومات فإن المبادرة المذكورة ترتكز على 5 نقاط مترابطة تبدأ بإعطاء المقعد السني للتشاوري من حصة الرئيس عون وتنتهي بموافقة الرئيسين عون والحريري على الشخصيات التي يقترحها اللقاء التشاوري للتوزير، انها خارطة طريق واضحة مبدئيا لكنها محفوفة بالتفاصيل، فهل يتغلب روح الميلاد هذه المرة على شياطين التفاصيل وتكون الحكومة المنتظرة عيدية اللبنانيين؟

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

على التقويم الحكومي ميلاديا وفي اليوم السابع بعد المئتين بدأت عملية انتشال التأليف من تحت الأنقاض وهي التي كانت معرضة للردم ورافعات الإنقاذ استقدمت بواسطة الأمن العام حيث خاض اللواء عباس ابراهيم جولة تفاوض لتحرير الحكومة من الأسر وبفدية سياسية توزع دفعها على أطراف ثلاثة واليوم اجتمع ابراهيم الى أعضاء اللقاء التشاوري في منزل النائب عبد الرحيم مراد وأجريت جردة تشاور في الأسماء المطروحة لاختيار شخصية تمثل النواب السنة المعارضين أودعت الأسماء لدى اللواء بمظروف سري لكن التسريبات لم تترك "ستر مغطى" حيث بدأت تمطر شخصيات مرشحة للتوزير وكان في طليعتها اسم من وحي الميلاد والعذراء مريم وفي انتظار أن يهز المعنيون بجذع نخلة المرشحين فسوف يتساقط على التوليفة اسم للتوزير ويطلع الفجر الحكومي يوم الجمعة أو في عطلة نهاية الأسبوع على أبعد تأليف وبموجب الاتفاق فإن التشاوري ارتضى بخروجه من التمثيل المباشر على أن يرتضي رئيس الحكومة سعد الحريري بمبدأ الاعتراف وأن لهذا المكون السني حيثية لم يعد بالإمكان تجنبها وأصبح شريكا من حصة رئيس الجمهورية لكن بقراره المستقل أما في احتساب الخسائر والأضرار فإن الوزير جبران باسيل قومها وفق معادلة: لا رفض ولا فرض فيما يعتبر التشاوري أنه أثبت وجوده وفرض على الرئيس المكلف اللقاء وإن في منطقة محايدة ولكن كل هذه التسوية ما كانت لتتم لولا المبادرة الاولى للرئيس ميشال عون الذي تنازل عن حصة للتوزير وإذا كان اللواء جميل السيد قد وضع مبادرة عون على سكة "العسل" فإن اللواء عباس ابراهيم تولى الهندسة المعمارية للحل واستخدم خبرته بالتفاوض الشائك والذي لم يخل من استعمال الاوراق الصعبة واللجوء الى طرح الاسماء "المكفهرة" لكي تصبح الاسماء البديلة أخف وطأة على المستمعين السياسيين ولاسيما في بيت الوسط.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

حتى يصير الفول بالمكيول واقعا نرفع خمسة لتحمي مسار تشكيل الحكومة من العقبات بعد خمسة مبادرة الحل.

الـ NBN كانت أول من كشفت بنود هذه المبادرة التي تقوم بداية على قبول رئيس الجمهورية بتوزير سني من 8 آذار من حصته ثم اعتبار اللقاء التشاوري ممثلا لوزير من 8 آذار وقبول الرئيس المكلف سعد الحريري بتمثيل اللقاء من حصة عون يلي ذلك موافقة اللقاء التشاوري على تسمية من يمثله من خارج أعضائه وعقد اجتماع مع الحريري في بعبدا بحضور رئيس الجمهورية بعدها يتسلم اللواء عباس ابراهيم لائحة بأسماء الشخصيات المقترحة من قبل اللقاء التشاوري على أن تبقى سرية ويتم الكشف عن إسم الوزير الذي تم اختياره خلال إعلان المراسيم.

واليوم تظهرت الإيجابيات خلال الجولة المكوكية للواء ابراهيم على اللقاء التشاوري وبيت الوسط وقصر بعبدا حيث تم الحديث عن أخبار طيبة خلال هذا الأسبوع ومن المفترض أن تـعلن الولادة الحكومية مساء الجمعة أو صباح السبت المقبلين.

جنوبا لم تنطفئ العلامة المضيئة التي سجلها الجيش اللبناني أمس عندما لقم ضابط مقدام على رأس مجموعة من رفاقه سلاحه بوجه جنود الإحتلال من مسافة صفر وأجبرهم على وقف أعمال زرع أسلاك شائكة في خراج ميس الجبل.

عبارة Bhind the tree التي استخدمها ذلك الضابط المقدام بصلابة في مواجهة جنود العدو باتت عنوان كرامة حصد إلتفافا وطنيا عارما حول الجيش اللبناني. الأمر الذي لم يتوقف عند هذا الحد إذ أجبر الجيش اليوم قوات الإحتلال عبر اليونيفيل على تصحيح نقطتين إضافيتين على الخط الأزرق في ميس الجبل ووقف عمليات الحفر في كروم الشراقي وسحب الآليات المعادية إلى خلف السياج التقني.

واليوم تابع القضاء قضية تلويث الليطاني فأمر المدعي المالي القاضي علي إبراهيم بتوقيف صاحب معمل ميموزا فيما تم إجبار أصحاب المعامل على إيقاف رمي المياه الملوثة في النهر ودفع غرامات مالية بمفعول رجعي عن كل سنوات المخالفة... وللأحكام صلة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 18 كانون الأول 2018

النهار

دّاً على تمويل "اليونيسيف" مشروع حفر بئر في زحلة واعتراض الأهالي، دعا مدير عام مصلحة معنيّة بالمياه ‏المنظّمة الدوليّة "أن تحل عنّا" لأن عملها تعدٍّ على السيادة، في موقف مفاجئ يتداخل ما بين الفردي والرسمي.

لم ينفع البيان التوضيحي لأحد نوّاب الشمال للتراجع عن موقف معيب أعلنه، في تخفيف الحملة التي قامت عبر ‏وسائل التواصل الاجتماعي ضدّه ووصفته بأبشع النعوت.

البناء

قالت مصادر دبلوماسية عربية في دمشق إنّ القلق من الدور التركي المنافس للسعودية على زعامة العالم الإسلامي ‏والداعم للإخوان المسلمين خصوصاً في مصر يقف وراء قرار عربي بإزالة الشروط التي كانت توضع أمام ‏الانفتاح على سورية وإعادة العلاقات معها، وتوقعت المصادر تسارع إجراءات إعادة مقعد سورية في الجامعة ‏العربية...

لجمهورية

أكد نائب سابق عضو في حزب بارز أنه لن يشارك في الحكومة المرتقب تأليفها بعدما كان من أبرز المطروحين ‏للوزارة.

جرت مراسلات عبر أصدقاء مشتركين بين شخصيتين سياسيتين كانا في الفترة الأخيرة طرفي سجال عنيف ‏حول مسألة حساسة.

قال مرجع سياسي إنه يفكّر في عقد مؤتمر صحافي يكشف فيه كل المستور الذي يعطّل تشكيل الحكومة ولن ‏يستثني أحدًا اذا لم تحصل مفاجأة قريبا.

اللواء

بدأ جدل حزبي ونقابي، حول مجرى التحوُّل في حركة الشارع بعد تظاهرة الجمعة بصرف النظر عن المنظمين ‏والحجم.

يذهب سفير غربي إلى التساؤل في مجلس خاص عمّا إذا كان تأخير الحكومة يرتبط بإعتبارات قمّة سيستضيفها ‏لبنان في الشهر المقبل؟

يتحرك مسؤول غير مدني بناء على تكليف رسمي، من أجل إنضاج تسوية "العقدة الحالية"، وصعود الدخان ‏الأبيض قبل الميلاد؟

المستقبل

يقال إنّ ديبلوماسياً غربياً معتمداً في لبنان أعرب أمس في مجلس خاص عن تفاؤله بقرب تشكيل الحكومة مستشهداً ‏بمعطيات لمسها لدى مرجع معني بالتأليف.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إبراهيم التقى نواب اللقاء التشاوري: اللقاءات تكللت بالنجاح مراد: الخبر المفرح في الايام المقبلة

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، نواب "اللقاء التشاوري"، في دارة النائب عبد الرحيم مراد، حضره الى مراد، النواب الوليد سكرية، عدنان طرابلسي، جهاد الصمد وقاسم هاشم، وتغيب عن الاجتماع النائب فيصل كرامي بداعي السفر.

ابراهيم

اثر انتهاء اللقاء، قال اللواء ابراهيم: "من هذا البيت الكريم، أشكر فخامة الرئيس على المبادرة التي أطلقها وكلفنا بتنفيذها. في الحقيقة، انا اليوم لم ألق الا كل تجاوب من اعضاء "اللقاء التشاوري" الكرام. وهذه المبادرة تتضمن بنودا عدة، وهذا اللقاء بند من هذه البنود وهو محطة لتنفيذ هذه المبادرة. وأعتقد ان كل اللقاءات مع "اللقاء التشاوري" الفردية، واليوم بشكل جماعي، تكللت بالنجاح، وهي موضع نجاح. وانا استطيع ان أطمئنكم ان الامور تسير على قدم وساق، وبإذن الله اذا بقيت الامور هكذا دون عراقيل، وانا لا أتوقع اي عراقيل، فالحكومة ستبصر النور قريبا". وردا على سؤال، قال ابراهيم: "ان موضوع الأسماء ليس للتداول ولا للتشاور، وهو بند من بنود المبادرة، وعندما تكتمل المبادرة نعلن عنها". اضاف: "انتظر اللبنانيون كثيرا، وقد اصبحنا، في الأقل من الربع الساعة الأخير، واللقاء مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا يحتاج الى اخراج، هناك تجاوب والمبادرة ستتكلم عن نفسها لاحقا". وأعلن انه "خلال اللقاء، كنا على اتصال مباشر مع النائب فيصل كرامي، ولم يحدث اي شيء الا برضى ورغبة كرامي واللقاء، ولا يوجد شيئ اسمه كلمة سر. هناك ارادة اللبنانيين واعتقد انه بهذه المبادرة لا يوجد اي خاسر. الجميع ضحوا من اجل لبنان ومن اجل الشعب اللبناني، واللقاء التشاوري يقرر من يمثله ولا يوجد اي فيتو على أحد".

مراد

بدوره، قال النائب مراد: "نشكر اللواء عباس ابراهيم على هذا الجهد الذي أثمر، وخلال الايام المقبلة ستسمعون بإذن الله من اللواء ابراهيم الخبر المفرح الذي ينتظره اللبنانيون". وأكد "أن كل العقد قد حلت، وسيكون لنا في الحكومة من يمثلنا"، مشيرا الى ان آراءانا مع اللواء ابراهيم متطابقة، وهو يتحدث بإسمنا".

 

بعد إعلان اللواء ابراهيم بأن "الحكومة قريبة".. ما هي البنود الـ5 التي تحدث عنها؟

لبنان 24/18 كانون الأول/18/بعد إعلان المدير العام للامن العام عباس ابراهيم  نتيجة اجتماعه مع النواب السنّة المستقلين بأن هناك مبادرة مؤلفة من 5 بنود سيتم عرضها على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، ذكرت مصادر "الجديد" أربع بنود وهي:

- لقاء الحريري مع النواب السنة المستقلين إما بالمباشر او برعاية الرئيس عون الذي ضمن على عاتقه موافقة الحريري.

- تقديم اللقاء التشاوري الاسم او الاسماء المتفق عليها بين اعضائه الستة.

- موافقة الرئيس عون على الاسم او على اسم من الاسماء المقدمة.

- تسليم حزب الله اسماء وزرائه الى الرئيس المكلف.

 

اللواء ابراهيم: أصبحنا في أقل من الربع الساعة الأخير من "التشكيل" 

الجمهورية/18 كانون الأول/18/أكد المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم بعد اجتماعه بـ"اللقاء التشاوي" ان "هذا اللقاء هو بند على طريق تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون ولمست منهم كل التجاوب"، وقال: "إذا بقيت الأجواء إيجابية فأنا أطمئن أن الحكومة ستتشكل قريبا". واضاف: "الجلسة مع اللقاء التشاوري تكللت بالنجاح واللبنانيون انتظروا طويلا وإننا أصبحنا في أقل من الربع الساعة الأخير والموضوع لا يحتاج لإخراج". وقال ابراهيم: "كنا على اتصال مع النائب كرامي خلال اللقاء"، لافتا الى ان "المبادرة مؤلفة من 5 بنود وسنعرضها على الرئيس المكلّف سعد الحريري والحكومة ستبصر النور قريبا، الجميع ضحى ولا يوجد خاسر، المبادرة بحاجة لوقت لتستكمل ولا "فيتو" على أحد واللقاء التشاوري يختار من يمثله".

 

هذا هو الإسم المطروح لتمثيل النواب الستة.. وهذا موعد "الولادة"

لبنان 24/18 كانون الأول/18/قالت مصادر مطلعة  أنّ الإسم الوحيد المطروح بشكل جدّي، لتمثيل وزارء سنة 8 آذار في الحكومة، هو حسن مراد، وهناك توجه لإعلان الحكومة السبت أو الأحد على أبعد تقدير.

وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم التقى، اليوم الثلاثاء، نواب "8 آذار"، وقال بعد الإجتماع، إنّ "هناك مبادرة مؤلّفة من 5 بنود وسنعرضها على رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري والحكومة ستبصر النور قريبًا"، وأضاف: "اعتبر ان هذه الجلسة تكللت بالنجاح"، مشيراً إلى أنّ "الجميع ضحّى ولا يوجد خاسر، والمبادرة بحاجة لوقت لتستكمل ولا فيتو على أحد". وتابع: "اللبنانيون انتظروا طويلاً وإنّنا أصبحنا في أقلّ من الربع الساعة الأخير". وكان إبراهيم بعد اللقاء توجه إلى بيت الوسط حيث التقى الحريري، ثم توجه إلى قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ووضعهما في أجواء اللقاء مع النواب السنة الستة. ومن جهتها، رأت "كتلة المستقبل" بعد اجتماعها الدوري، أنّ "مساعي رئيس الجمهورية تشكل الفرصة الأخيرة للخروج من دوامة الشروط السياسية، وإن نجاحها لا بد ان يتكامل مع النتائج التي توصل اليها الحريري قبيل ظهور العقدة الأخيرة". وبحسب الكتلة، فإنّ "الرهان على تأليف الحكومة العتيدة قبيل الأعياد المباركة، بات أمراً متاحاً، بل يحب ان يكون أمراً ملحاً في ضوء التحديات الاقتصادية والمالية والانمائية المدرجة على جدول اعمال السلطة التنفيذية وسائر المؤسسات المعنية باطلاق ورش العمل التشريعي والاصلاحي والاداري، والتوقف عن سياسات هدر الوقت والدوران في الحلقات المفرغة".

 

غضب اللبنانيين يتفاقم... الشارع نحو انتفاضة؟

"العرب اللندنية" - 18 كانون الأول 2018

يشهد لبنان حالة احتقان متزايدة جراء تردي الأوضاع المعيشية، في ظل انغماس النخبة السياسية في صراعات عبثية يحاول كل طرف فيها فرض نفسه كرقم صعب في المعادلة القائمة دون مبالاة بما يحصل في محيطه.

وألقت أزمة تشكيل الحكومة المستمرة بالمزيد من الظلال القاتمة على الوضع الاقتصادي وسط أرقام مخيفة حيث يحتل لبنان اليوم المركز الثالث بين الدول الأكثر مديونية في العالم، ما دفع إلى تخفيض تصنيفه إلى(-ب3).

ويواجه الفاعلون السياسيون في لبنان منذ سبعة أشهر صعوبة في تشكيل حكومة وحدة وطنية بسبب إصرار جزء من الطبقة السياسية يقوده حزب الله على فرض أجندته على الأطراف المقابلة التي تحاول الصمود أمام الضغوط، فيما يبقى المواطن اللبناني الضحية الفعلية لكل ما يحدث. وتحذر دوائر سياسية، لـ"العرب"، من أن ابتعاد القوى السياسية عن هموم المواطن وانشغالها بتحقيق مكاسب فئوية ضيقة، أو بجر لبنان إلى صراعات إقليمية "لا حمل له

بها"، من شأنهما أن يزيدا في حالة الغضب الشعبي.  وتنبه هذه الدوائر إلى أن المسيرات الاحتجاجية التي قادها نشطاء من المجتمع المدني، في العامين 2015 و2016، قد تنفجر مجددا وتكون أكثر اتساعا وزخما، حيث أن الشارع لم يعد قادرا على المزيد من تحمل الارتفاع المشط في الأسعار وانسداد آفاق العمل.

 

أيّ مفاجآت ستحمل الساعات المقبلة حكومياً؟

"الراي الكويتية" - 18 كانون الأول 2018

هل بات تَصاعُد «الدخان الأبيض» من ملف تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان وشيكاً أم أنّ «علبة المفاجآت» السلبية ما زالت تحتوي على «أرانب تعطيلية» من شأنها تأجيل الولادة المنتظَرة منذ نحو سبعة أشهر الى الـ2019؟ سؤالٌ تضجّ به بيروت هذه الأيام مع المناخ المستجدّ الذي استعاد «هبات التفاؤل» التي راوحت بين «الحد الأقصى» الذي أطلق ترجيحاتٍ بتأليف الحكومة خلال الساعات الـ48 أو الـ72 المقبلة، و«الحدّ الأدنى» الذي تحدّث عن أن التشكيل صار على سكةِ حلٍ قد يتطلّب وقتاً إضافياً لإنضاج إخراجه على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب». ورغم محاذرة أوساط متابعة الإفراط في التفاؤل بإمكان إنهاء الأزمة الحكومية بحلول الأعياد مستحضرةً تجارب سابقة كانت «لقمة الحلّ» وصلت فيها «الى الفم» قبل ان تُسحب في اللحظات الأخيرة، إلا أن مصادر سياسية بدت أكثر ميلاً الى ترجيح كفة التفاؤل الجدّي مستندة الى ان «قطار» التسوية - الصفقة لعقدة إصرار «حزب الله» على توزير أحد النواب السنّة الستة الموالين له انطلق ويتولى دفّته المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في إطارِ «مهمّةٍ» من ضمن مبادرة الرئيس العماد ميشال عون الراغب في وقف استنزاف عهده بفراغٍ حكومي بات وقْعُه وتداعياته توازي «الكارثة» على مختلف المستويات لا سيما المالية - الاقتصادية. وتبلْورت في الساعات الماضية ملامح ما يشبه «إعلان النيات» المضمر بين «مثلث الحلّ» بالاستعداد المبدئي لكل من فريق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري وسنّة 8 مارس لتنازُلٍ من ضمن سلّةٍ متكاملة ومتوازية ومتزامنة يعمل اللواء ابراهيم على ربْط حلقاتها التسلسلية «على الورقة والقلم» على طريقة «صفقات التبادل» التي اعتاد أن يرعاها. وبات معلوماً ان الحلّ «المثلث الضلع» يرتكز على أن يتراجع فريق عون عن الاحتفاظ بالثلث المعطّل في الحكومة فيكون تمثيل «مجموعة الستة» عبر وزير يُقتطع من حصته، وأن يقبل سنّة 8 مارس بأن يدخلوا الحكومة عبر شخصية من خارجهم تمثّلهم ويختارها عون والحريري من بين لائحة أسماء يقدّمها هؤلاء، وأن يوافق الحريري على لقائهم كمجموعة أفرزتْها نتائج الانتخابات النيابية.

ومن شأن هذا المَخْرج أن يجعل الجميع «خاسرين ورابحين» في الوقت عينه، فالنواب الستة ينتزعون بتوزير مَن يمثّلهم الاعترافَ بهم كـ«مكوّن سني» من دون أن يتمكنوا من فرْض إشراك أحدهم مباشرة في الحكومة، والحريري الذي اضطر للتسليم بتمثيل هؤلاء يكون نجح في تجنُّب توزير شخصية من «مجموعة الستة» أو ممثّل لهم «مستفزّ»، فيما عون الذي لم يتمكّن من الاحتفاظ بالثلث المعطّل يكون ضَمَن ولادة الحكومة من بوابة مبادرته وتفادى تالياً تعريض موقعه ورصيده كما عهده لانتكاسة مؤلمة. أما «حزب الله» فسيُعتبر صاحب «الربح الصافي» إذ يكون حقق هدفه الثلاثي البُعد: بإحباط إمساك فريق عون بالثلث المعطّل، مع ما يعنيه ذلك على مستوى التوازنات في الحكومة والنظام، وبالدخول «شريكاً» مع الحريري على الساحة السنية، وبالتحوّل صاحب قرار بتشكيل الحكومة بالتوازي مع رئيسيْ الجمهورية والحكومة. واذ يسود الترقب لزيارة اللواء ابراهيم اليوم، لسنّة 8 مارس في سياق محاولة تدوير زوايا الإخراج خصوصاً لمسألتيْ آلية تسمية ممثّل لهؤلاء من خارجهم (ضمن لائحة مع توافق مسبق على عدد الأسماء فيها ليختار منها عون والحريري) كما «طقوس» اجتماعهم بالرئيس المكلف، أين وكيف ومتى و«تحت أي سقف»، وهي العناصر التي سيكون بتّها بمثابة فاتحة الطريق أمام بدء ترجمة «الاتفاق المتكامل»، علماً أن الأنظار بقيت شاخصة على اللقاء المنتظر بين عون والحريري لتكريس المناخات الإيجابية.

 

آخر حلّ للمعضلة الحكومية: توزير عبد الرحمن البزري!

المدن - لبنان | الثلاثاء 18/12/2018 /تشير مصادر متابعة لـ"المدن" إلى أن النقاش الدائر حول التوافق على إسم يمثّل النواب السنّة الستة، في الحكومة، على أن يكون من حصة رئيس الجمهورية، يقود إلى إمكانية وقوع الخيار على رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، الذي يمثّل تقاطعاً بين مختلف القوى السياسية، ولا يظهر انكسار لأي طرف.

"عوني - مستقبلي"

وحسب ما تشير المعلومات، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون، وبعد تنازله عن وزير سنّي من حصته، لصالحّ وزير سنّي يمثّل نواب اللقاء التشاوري، الذين عليهم أن يختاروا شخصاً من خارجهم، أوكل عون المهمة للواء عباس ابراهيم، الذي سيلتقي النواب الستة للحصول منهم على إسمين يقترحانهما لاختيار واحد من بينهما. وتلفت المصادر إلى أن الاختيار قد يقع على حسن مراد نجل النائب عبد الرحيم مراد، أو على الدكتور عبد الرحمن البزري. وحسب المصادر نفسها، فإن هناك إصراراً من قبل عون وحزب الله على البزري، الذي يوافق عليه الحريري، وإن من دون حماسة. هذا الإصرار يعود إلى مجموعة أسباب مرتبطة بكل طرف على حدة. فأولاً لا يكون الوزير جبران باسيل قد تخلّى كلياً عن الأحد عشر وزيراً، لأن البزري، المفترض أن يمثّل نواب اللقاء التشاوري، قريب من التيار الوطني الحرّ. وكان مرشحاً على لائحة التيار في الإنتخابات النيابية الأخيرة. وبالتالي، لا يخسر التيار الوطني الحرّ الثلث المعطّل بشكل كامل. وبالنسبة إلى حزب الله، فهو يعتبر أن البزري قريب منه، ويمثّل التنوع السنّي، وهو يفضّله نظراً لرمزية مدينته صيدا، والتي يكون الحزب قد كرّس فيها مبدأ الثنائية في مجلس النواب، وفي مجلس الوزراء في آن معاً.

بهية وفيصل

أما الرئيس سعد الحريري، فهو لا يمانع توزير البزري، باعتبار أن هناك تقارباً بينه وبين "المستقبل" في السنوات الأخيرة، وهو قد اختلف في محطات عديدة مع النائب أسامة سعد. كما أن الانتخابات النيابية الأخيرة شهدت تنسيقاً وصل إلى حدود التحالف بين الطرفين. لكن المعضلة الأساسية التي تواجه توزير البزري، تبقى لدى النائبة بهية الحريري، التي ترفض بشكل قاطع توزير أي شخص من مدينة صيدا، يكون قادراً على تفعيل حضوره في المدينة والمحيط، ويتحضّر للإنتخابات المقبلة. أيضاً من بين الأسباب التي قد تحول دون إنجاز التوافق حول شخص البزري، هو بعض الإعتراضات التي قد تتسلل إلى صفوف النواب السنّة الستة، الذين انقسموا على بعضهم البعض، لجهة التمسك بتسمية شخص منهم، أو اختيار من يمثّلهم. وهنا، ثمة من يعتبر أن الوزير فيصل كرامي لن يوافق على توزير شخص من صيدا، إذا ما وافق على اختيار وزير من خارجهم. وهو بالتالي سيطالب بتوزير شخص من طرابلس يكون ممثلاً للنواب السنّة، وأيضاً يكون مقبولاً من مختلف الأفرقاء، وذلك نظراً لحسابات سياسية انتخابية طرابلسية.

 

الصحة توضح ملابسات وفاة الطفل وهبي

وكالات/18 كانون الأول/18/أشار المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في بيان، الى أنّه "توضيحا لما يتم تداوله عن أسباب وفاة الطفل الفلسطيني محمد مجدي وهبي، وبناء على استقصاءات فورية قامت بها وزارة الصحة وتواصل مع "الاونروا" الجهة الراعية لاستشفاء الفلسطينيين في لبنان، تبين الآتي:

خضع وهبي لعملية في الرأس في مستشفى حمود في 11/8/2018.

في 14/9/2018 خضع لعملية ثانية في الرأس في مستشفى حمود.

ادخل وهبي الى المستشفى الإسلامي وبقي حتى 17/12/2018، ثم نقل الى مستشفى طرابلس الحكومي حيث فارق الحياة في داخله في 17/12/2018".

وشددت على أن "دخول الطفل وهبي الى كل هذه المستشفيات كان مغطى ماديا من الاونرو"، وان وفاته حصلت داخل المستشفى".

وتمنت الوزارة على الجميع "التحقق من اي معلومات قبل تداولها في وسائل الإعلام او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم تضليل الرأي العام احتراما لحرمة الموت وحرصا على صورة القطاع الصحي في لبنان".

يذكر أن الطفل الفلسطيني محمد وهبه، ابن الثلاث سنوات، توفي مساء أمس الاثنين، لعدم تمكّن عائلته من تأمين مبلغ وقدره ألفي دولار أميركيّ، لإدخاله المستشفى وتلقّي العلاج اللازم. بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام.

وتناقل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي قصّة محمد، الذي دخل في غيبوبة دامت ثلاثة أيّام، وسط عدم تمكّن عائلته من إدخاله الى المستشفى، وعندما نجحت في ذلك، توفي الطفل بعد ساعات قليلة. الأمر الذي أثار غضب الناشطين والوسط الإعلاميّ.

وفي السّياق، نفّذت مسيرات في "البداوي" و"البارد"، أحرقت خلالها الإطارات أمام مكتب مدير "الأنروا"، اعتراضاً على تقليص خدماتها، التي بحسب قولهم ساهمت في وفاة الطفل.

 

حزب الله يفرج عن الحكومة.. فما هي الدوافع التي أجبرته على التراجع؟

 أحمد شنطف/المدن/18 ديسمبر، 2018

سيتناغم حزب الله مع أي قرار إيراني حول كيفية التعامل مع روسيا، وسيكون ضمن دائرة الأذرع الإيرانية في المنطقة، التي تحاول طهران قدر الإمكان المحافظة عليها.

أطلق حزب الله أول تصريح يحدد مدة زمنية لتشكيل الحكومة، حيث قالت المصادر إن العقبات الكبرى ذُللت وأن الحكومة سترى النور في اليومين المقبلين، يأتي ذلك بعد أسابيع من كلام أمين عام الحزب حسن نصرالله الذي دعا فيه إلى عدم الحديث عن مدة معينة للتشكيل، فما هي المتغيرات التي ستؤدي قريباً إلى لإفراج عن الحكومة؟ إن عدم ربط التعطيل الذي حصل إثر رفض حزب الله تسليم أسماء وزرائه الثلاثة قبل أن تتم الموافقة على توزير أحد النواب السنة الستة من خارج تيار المستقبل، بالوضع الإقليمي لمحور الحزب وللبنان عموماً لا يبدو منطقياً.

يعلم الحزب وجميع الأطراف السياسية الأخرى أن لبنان يشكل ورقة ضغط في اللعبة الإقليمية الكبرى وصراع النفوذ، وعلى حزب الله اليوم أن يقرر اتجاه نفوذه الذي يسعى إلى فرضه على الساحة الداخلية، فهل يريد إعادة نفوذ سوريا في لبنان الذي خسرته إبان خروج قواتها من أراضيه عام 2005، والذي تلاشى أكثر مع الحرب السورية بداية عام 2011؟ أم أنه يسعى إلى دمج النفوذ السوري مع الإيراني داخلياً؟

تعتبر ورقة الأمن داخلياً إحدى خيارات الحزب للضغط بهدف الحصول على ما يريد، وما يريده اليوم هو الولوج في السلطة والمشاركة فيها، من دون إعطاء رئيس الجمهورية ميشال عون الثلث المعطل، إضافة إلى تقليص حصة الرئيس المكلف سعد الحريري، من دون إخراجه من التسوية الرئاسية التي عقدها مع عون. وكان تنفيذ هذه العملية قد بدأ بعد إقرار قانون الانتخابات النسبي، إلا أنه وقع في خطأ عدم جمع المكون السني غير التابع لتيار المستقبل مباشرة بعد الإنتخابات، وأخّر ظهور ما يسمى باللقاء التشاوري، ما جعل مسألة توزير أحدهم ضعيفة الحجة، كون النواب الستة يندرجون في عداد كتل نيابية شاركت في المشاورات النيابية مع الحريري. وتعكس مسألة توزير أحد هؤلاء النواب، رغبة الحزب في وجود اسم مقرب من النظام السوري داخل الحكومة، وعدم اعتبار وزراء التيار العوني وحتى حركة أمل التي ترفض إضعاف الحريري، من المقربين من النظام، أو أقله ضمن اللعبة التي يريد الحزب تطبيقها بإعادة دمشق إلى لبنان، مع وجود النفوذ الإيراني الذي يمثله الحزب.

كيف سيتعامل الحزب مع المصالح الروسية في المنطقة؟

في عام 2015، دخلت روسيا في صراعات المنطقة لحجز مراكز نفوذ لها، يجعل منها قوة عالمية، مواجهة للقوة الأميركية، واستطاعت ترسيخ هذا النفوذ بعد مشاركتها في الحرب السورية لإنقاذ نظام بشار الأسد، الذي فشلت إيران بالمحافظة عليه، وكان قاب قوسين أو أدنى من السقوط لولا التدخل الروسي. وتعتبر إيران أن روسيا حليف أساسي، خصوصاً في مواجهة العقوبات الأميركية عليها، إضافة إلى كونها متنفسا أساسيا لتصدير النفط والغاز. وتالياً فإن أي تقاطع في المصالح في المنطقة بين الروس والإيرانيين لن يفيد طهران. ويظهر التراخي الإيراني جلياً مع توسع السيطرة الروسية في سوريا، وخصوصاً بعد إبعاد روسيا للإيرانيين إلى مسافة تفوق الـ100 كيلومتر عن الحدود مع إسرائيل في الجولان. وهذا ما يضع الأسد أيضاً، في عملية صراعه على البقاء، في مكان لا يمكنه فيه التخلي عن إيران، وذلك بعد رفضه عروضاً من دولٍ عربية للتخلي عن ارتباطه بطهران مقابل تسوية تسمح له بالاستمرار في السلطة لفترة معيّنة، وفي الوقت عينه يعلم أن روسيا هي الأساس في بقائه حتى الآن. أمام هذا الواقع، سيتناغم حزب الله مع أي قرار إيراني حول كيفية التعامل مع روسيا، وسيكون ضمن دائرة الأذرع الإيرانية في المنطقة، التي تحاول طهران قدر الإمكان المحافظة عليها. وكذلك تجدر الإشارة الى أن الانكفاء الأميركي عن سوريا ولبنان يريح الحزب، حيث لم يعد لبنان أولوية على جدول أعمال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الرغم من استمرار دعمه للجيش اللبناني. ولكن ما يقلق حزب الله في الوقت عينه، الثقة الأميركية بالدولة اللبنانية، إضافة إلى العلاقات الجيدة التي تنسجها روسيا مع أطراف السلطة في لبنان وخصوصاً مع الرئيس الحريري.

ودائماً ما يكرر الحريري أنه في ما يخص العلاقة مع سوريا، سنتكلم مع روسيا مباشرة كونها هي الدولة التي تسيطر على القرار السوري، وليس نظام الأسد أو حتى طهران.

أنفاق “حزب الله” وموقف روسيا

“من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”، هذا ما قاله المندوب الروسي من على منبر مجلس الأمن، ما يشكل تناغما روسيا أميركيا في عملية دعم مصالح إسرائيل لمواجهة “أنفاق حزب الله“. وفي العودة إلى الموضوع الحكومي، واستكمالاً لتنفيذ أهدافه، يسعى الحزب من خلال الإفراج عن الحكومة، مع التراجع عن فرض توزير اسم من النواب الستة، إلى التقرب أكثر من روسيا عبر المدخل الحكومي، عبر اسم مضاف إلى “الكتلة الوزارية الممانعة”، يطلق العجلة الحكومية، ويبعد عن كاهله إحدى الأزمات التي يصارع على الخروج منها بأقل الأضرار. يشكل حزب الله أحد أضلع القوة الإيرانية في المنطقة إضافة إلى”فيلق القدس” و”الحرس الثوري”، ودعم الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق، وتالياً ستواجه إيران تحدياً كبيراً للحفاظ على ما بنته على مدار أعوام، بعد الضغوط الدولية الكبيرة التي جعلت من حلفائها أيضاً مصدر قلق عليها. وفي انتظار أن تتبلور الصورة في سوريا، تبقى العين على لبنان، الذي لن يكون بمنأى عن أي مخاطر مرتقبة، خصوصاً بعد تقرير هام من الإدارة الأميركية يفيد بأنه على اللبنانيين أن يقلقوا متى بدأت فصول الحرب في سوريا تنحسر تدريجيًا، فهل ستكون الحكومة مصدراً للانفراج، أم للانفجار؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البرلمان العراقي يحسم ثلاث حقائب شاغرة في حكومة عبدالمهدي ويرفض وزيرين ويرجئ ثلاثة

رئيس "الحشد الشعبي" عاد مستشاراً للأمن الوطني

بغداد – وكالات: بغداد، عواصم – وكالات/18 كانون الأول/18/صوّت البرلمان العراقي أمس على ثلاثة وزراء من أصل ثمانية، لسد الشواغر في الحكومة برئاسة عادل عبد المهدي. ورفع البرلمان الجلسة إلى غد الخميس لاستكمال المصادقة على الحقائب الوزارية الشاغرة الخمس، حسبما أفادت مصادر برلمانية. وحضر جلسة الأمس، التي ترأسها رئيس البرلمان محمد الحلبوسي 261 نائبا، وتم الاتفاق على المصادقة على ثلاثة أشخاص من أصل ثمانية لشغل الحقائب الوزارية الشاغرة، حيث تم التصويت لصالح هي كل من قصي السهيل وزيرا للتعليم العالي، ونوري الدليمي وزيرا للتخطيط، وعبد الأمير الحمداني وزيرا للثقافة. وحسب المصادر، لم تحظ كل من هناء عمو نائيل وصبا الطائي على موافقات النواب لمنصبي الهجرة والمهجرين ووزارة التربية، موضحة أن كتل البرلمان اتفقت على تأجيل التصويت على وزارات الداخلية والنفط والتربية والعدل إلى جلسة غد الخميس، لعدم الحصول على توافق على أسماء المرشحين الحاليين لهذه الحقائب. وكان رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي استبق الجلسة، مقترحاً على رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، لحل عقدة تشكيل الحكومة، عرض الأسماء المتبقية للتصويت للمقاعد الوزارية الشاغرة على مجلس النواب للقبول بها أو رفضها، وفي حال الرفض تعرض أسماء أخرى بديلة، وقبول الكتلتين الرئيسيتين بالتصويت على الوزارات المتفق عليها، كما ستتفقان على طرح أسماء جديدة كلياً، أو يترك موضوع الأسماء لرئيس الوزراء.

وحمل البرلمان والقوى السياسية مسؤولية عرقلة قدرة الحكومة على تنفيذ برنامجها الوزاري وتنفيذ مطالب المواطنين الملحة، مشيرا إلى أن المجلس لم ينجح في تنظيم التصويت على التشكيلة الحكومية إلا بعد التأجيل وتفاوض التحالفين الرئيسيين، “الإصلاح” برئاسة ائتلاف “سائرون” و”البناء”، واتفاقهما على تقديم 14 مرشحاً من بين أسماء القائمة المقدمة من قبله، والتي تضمنت 22 مرشحاً لملء حقائب الحكومة الاثنتين والعشرين. واقترح أربعة حلول لإنهاء الأزمة الحكومية، يقضي أولها بعرض الأسماء المتبقية للتصويت خلال الأسبوع الجاري، وكما قدمت في الرابع من ديسمبر الجاري إلى البرلمان ليتم قبولها أو رفضها، وفي الحالة الأخيرة فإنه سيتقدم خلال 48 ساعة بأسماء مرشحة ثانية. ودعا الحلبوسي إلى “تحفيز الجميع للوصول إلى توافق أو اللجوء إلى التصويت للسير بالعراق إلى شاطئ الأمن والسلام، وبما يخدم الشعب ويحقق مطالبه العادلة وحقوقه المشروعة”، بحسب قوله. في غضون ذلك، بحث الرئيس العراقي برهم صالح أمس، مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في التنسيق الثنائي بين العراق والإتحاد الأوروبي لتخفيف التوترات، بالاضافة إلي بحث مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وضرورة ترسيخ أسس السلام والاستقرار في المنطقة. وقال صالح إن العراق بات حالياً ساحة جاذبة للشركات والاستثمارات الخارجية، خصوصاً بعد تحقيقه النصر النهائي على “داعش”، واستقراره أمنياً وانفتاحه سياسياً على محيطه الاقليمي والدولي. من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنه يرى أساساً أولياً لعودة اللاجئين العراقيين في ألمانيا إلى وطنهم. على صعيد آخر، عاد الرئيس السابق لميليشيات “الحشد الشعبي” المرتبطة بإيران فالح الفياض، إلى منصبه المزدوج كرئيس للميليشيات ومستشار الأمن الوطني لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي. واستعاد الفياض مقعده في اجتماع لمجلس الأمن الوطني العراقي، بعدما أقاله رئيس وزراء تصريف الأعمال حيدر العبادي في أغسطس، بسبب سلوكه السياسي. ميدانياً، قتل ثلاثة مدنيين في هجوم لمسلحي تنظيم “داعش” غرب الموصل.

 

الأمم المتحدة تُدين الإعدامات والقمع واضطهاد الأقليات في إيران

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/18 كانون الأول/18/وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية على قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وهو القرار 65 بهذا الخصوص ضد نظام طهران، بسبب حملات القمع والإعدامات واضطهاد الأقليات العرقية الدينية والنساء والنشطاء والصحافيين. واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار بأغلبية 84 صوتاً خلال جلسة مساء أول من أمس في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، فيما عارضت 30 دولة القرار، وامتنعت 67 دولة عن التصويت. وأعربت الأمم المتحدة في قرارها عن قلقها إزاء ارتفاع عدد أحكام الإعدام في إيران، لا سيما إعدام الأحداث، والاعتقالات التعسفية والمنهجية والحالة الكارثية للسجون في إيران، كما دعا القرار النظام الإيراني إلى إنهاء التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ضد المعتقلين والسجناء. وندد القرار الأممي بقيام الحكومة الإيرانية بتشديد حملة القمع ضد المواطنين وإسكات الأصوات المنتقدة وقمع حرية التعبير والفكر والدين.  واستند إلى تقارير مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حول أوضاع حقوق الإنسان في إيران.

وذكرت التقارير أنه خلال عام مضى، مارست حكومة إيران إجراءات قمعية ضد المتظاهرين والصحافيين، وكثفت حملة القمع ضد النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي. في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الأميركية وقوفها مع العمال المعتقلين في الأهواز، موضحة أن النظام الإيراني يشن حملة اعتقالات ضدهم فقط لمطالبتهم بحقوقهم. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت بالادينو، في تغريدة على “تويتر”، إن “النظام الإيراني اعتقل عمال الصلب الذين طلبوا ببساطة الحصول على رواتبهم مقابل عملهم، لكن للأسف هكذا كان النظام يسيء معاملة الشعب الإيراني”، مضيفا أن “الولايات المتحدة تدعم مطالبهم المشروعة. يستحق الإيرانيون العيش بسلام وكرامة”. يأتي هذا بينما ذكرت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية أنه مع استمرار احتجاجات عمال شركة تصنيع الفولاذ في الأهواز، تواصل أجهزة الأمن الإيرانية قمعها ضدهم واعتقلت حتى الآن 41 عاملا خلال حملة مداهمة منذ ليل الأحد حتى صباح أمس. وكان العمال واصلوا احتجاجاتهم في سوق الأهواز لليوم الـ38 للمطالبة بدفع رواتبهم المتأخرة لمدة خمسة أشهر وتحسين ظروف عملهم، والمطالبة بتأمين صحي وعقود عمل دائمة وإعادة المفصولين وسائر المطالب النقابية.

من جانبها، دعت فرنسا السلطات الإيرانية إلى توضيح ملابسات مقتل معتقل إيراني في ظروف مثيرة للجدل. وقالت وزارة الخارجية في بيان “علمت فرنسا بقلق بوفاة وحيد صيادي نصيري في المعتقل”، وقدمت المتوفى على أنه “مدون وناشط”.

وأضاف البيان “أن فرنسا تدعو السلطات الإيرانية إلى تسليط كامل الضوء على ملابسات الوفاة”، التي “تندرج في ظرف تضييق متزايد على الحقوقيين في إيران”. إلى ذلك، أعلن مدير التنقيب في شركة النفط الوطنية الإيرانية صالح هندي عن اكتشاف حقول نفط وغاز جديدة في البلاد خلال العامين الماضي والجاري، وذلك بالتعاون مع الشركات الدولية. على صعيد آخر، استبعد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، إمكانية عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني

في ظل الإدارة الأميركية الحالية.

 

وزير الأمن: استخبارات جارة تعمل لزعزعة أمننا

السياسة//18 كانون الأول/18/اتهم وزير الأمن الإيراني محمود علوي، أجهزة استخبارات من دول الجوار، بالعمل بشكل مباشر لزعزعة أمن إيران، مؤكدا أن جماعات إرهابية دخلت الحدود الإيرانية بسيارات حديثة تحمل فوقها مضادات جوية.

وقال أمام مجلس الشورى الإيراني أمس، إن إيران تمكنت من إحباط 98 في المئة من عمليات إرهابية كان مخططا لها، مؤكدا أن إيران تتعرض لتهديدات أمنية تختلف عن السابق، ومضيفا أن تنظيم “داعش” خسر الأرض لكنه لم يلق السلاح ولم يفقد الأسلحة التي سيطر عليها من الجيشين العراقي والسوري.

 

واشنطن تعلن وجود خمسة آلاف جندي أميركي في العراق

الحياة/18 كانون الأول/18/أصدرت السفارة الاميركية في بغداد انذاراً امنياً جديداً لرعاياها هو الثاني خلال أيام وذلك بالتزامن مع افتتاح المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، فيما كشف التحالف الدولي عن وجود أكثر من 5000 جندي أميركي على الاراضي العراقية. وقال الناطق باسم «التحالف الدولي» شان ريان، خلال اجتماع في قيادة العمليات المشتركة إن «القواتِ الاميركية على الارض العراقية يبلغ عددها 5200 جندي ولا يمكن كشف مزيد من التفاصيل عنهم لأسباب أمنية»، وأضاف أن «قوات التحالف الدولي تدرس مع جميع القوات المنضوية تحتَ الحكومة العراقية مدى التعامل مع الحشد الشعبي ومن هي القوات التي يجب تدريبُها». وأفاد بيان للسفارة الأميركية في بغداد بأنه «مع الافتتاح المحدود للمنطقة الدوليةالخضراء في بغداد، تم اطلاق بروتوكولات أمنية مشابهة لتلك المستخدمة في جميع أنحاء بغداد خلال ساعات العمل في تلك المنطقة»، وحددت السفارة ثلاثة مسارات كإجراءات يجب اتخاذها وهي «الحفاظ على ملف تعريف منخفض والاطلاع على محيط التواجد فضلاً عن توخي الحذر أثناء عبور المنطقة الدولية الخضراء». ويعد هذا ثاني انذار تصدره السفارة الاميركية في بغداد، اذ أصدرت في العاشر من الشهر الجاري إنذاراً أمنياً في شأن الاحتفالات المرتقبة في العاصمة العراقية بمناسبة الذكرى الأولى للنصر على «داعش»، داعية مواطنيها إلى عدم السفر إلى العراق. الى ذلك، أعلنت قيادة قوات الشرطة الاتحادية رفع عدد من السيطرات والمرابطات وفتح عدد من الطرق المغلقة وسط العاصمة بغداد وذلك ضمن خطة قالت انها تهدف الى إلغاء عسكرة العاصمة والحد من الاختناقات المرورية. من جهة اخرى، أعلن قائد طيران الجيش العراقي حامد المالكي عن مقتل عناصر من «داعش» باستهداف ما وصفه بتحرك اولي بموقع في محافظة صلاح الدين، وقال المالكي في بيان: «من خلال طلعات طيران الجيش الجوية المستمرة لتأمين التغطية الجوية لقواطع العمليات، تم رصد مسلحين من بقايا عصابات تنظيم داعش، يحاولون حفر خندق للوصول الى منطقة أخرى بالقرب من القطعات في المنطقة المحصورة في قرية الركبة وهي الحركة الأولى لتلك العصابات في هذا المكان». وأضاف أن «طيران الجيش تمكن من قتل مسلحين اثنين في تلك المنطقة حال رصدهم ضمن قيادة عمليات صلاح الدين». وأعلن مركز الاعلام الامني في بيان إن «قوة من جهاز الأمن الوطني في محافظة صلاح الدين تمكنت من القاء القبض على ٣ متهمات في قضاء الحويجة صادرة بحقهن مذكرات قضائية لانتمائهن لعصابات داعش في ما يسمى بالعضاضات».

 

بعد البشير.. دمشق لا تستبعد زيارة رؤساء عرب لسورية

دبي، الخرطوم، أنقرة - الحياة/18 كانون الأول/18/ فيما قوبلت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير المفاجئة لسورية أول من أمس ولقاؤه بالرئيس بشار الأسد بصمت وتجاهل رسمي إقليمي ومن جامعة الدول العربية، لم يستبعد مسؤول سوري أن يزور رؤساء عرب آخرون بلاده في المستقبل، قائلاً: «الأمر وارد حقيقة، لأن هناك بعض الدول العربية تدرس إعادة فتح سفاراتها في دمشق، ونحن بدورنا ننتظر أن يعود العرب إلى سورية». ووصف سفير دمشق لدى الخرطوم حبيب عباس، زيارة الرئيس البشير إلى سورية بـ «المهمة»، «باعتباره أول رئيس عربي أو رئيس في المنطقة يزور سورية منذ بداية الأزمة عام2011». وقال عباس، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن أهم ما جاء في زيارة الرئيس البشير إلى سورية هو البحث في إعادة المقاربة للعلاقات العربية – العربية. وكانت الرئاسة السودانية أعلنت عقب عودة الرئيس البشير من زيارته إلى دمشق التي استمرت بضع ساعات، أن الرئيسين السوداني والسوري «أكدا على أن الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية تتطلب إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي، تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». في المقابل، أوضحت الرئاسة السورية أن البشير أوضح أن «سورية هي دولة مواجهة، وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية». وشدد على «وقوف بلاده إلى جانب سورية وأمنها، وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سورية». في شأن آخر، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده قد تبدأ عملية عسكرية في سورية في أي وقت، مشيراً إلى أن الشراكة الاستراتيجية مع أميركا تتطلب «طرد الجماعات الإرهابية» من شرق الفرات في شمال سورية، مؤكداً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «رد بإيجابية على عمليتنا شرق الفرات». وشدد أردوغان، خلال كلمة في إقليم قونيه أمس، على أن درع الفرات عملية في شمال سورية «ستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي»، في إشارة إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المنضوية ضمن قوات سورية الديمقراطية، حليفة الولايات المتحدة في الحرب على «داعش» في سورية.

 

البيت الأبيض ينفي التعهد بتسليم غولن إلى تركيا

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين/الثلاثاء 18/12/2018/قال مسؤول بالبيت الأبيض، أمس (الاثنين)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يلتزم خلال اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أثناء قمة مجموعة العشرين، قبل أسبوعين، بتسليم رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن. وقال المسؤول الكبير: «أثناء اللقاء مع الرئيس إردوغان خلال قمة مجموعة العشرين، لم يلتزم الرئيس بتسليم فتح الله غولن». يأتي ذلك بعد أن صرح وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، مؤخراً بأن ترمب أبلغ نظيره التركي بأن واشنطن تعمل على ملف تسليم غولن. ويلقي إردوغان على غولن مسؤولية محاولة الانقلاب في 2016.

 

خادم الحرمين يلتقي رئيس مجلس النواب العراقي... ويستقبل الأمراء والعلماء والمواطنين

الحلبوسي: العراق تجاوز مرحلة صعبة بفضل الدعم السعودي

الرياض: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 18/12/2018/التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض أمس، محمد ريكان الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي، يرافقه عدد من أعضاء المجلس، وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين، وآفاق التعاون الثنائي بين مجلس الشورى ومجلس النواب العراقي. حضر الاستقبال الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وعادل الجبير وزير الخارجية. كما حضره من الجانب العراقي، أعضاء مجلس النواب هشام عبد الملك، ونهلة جبار، ونايف مكيف، وشيروان ميرزا، وحسين ماجد، وعلي يوسف، وفالح ساري، وزياد الجنابي، والدكتور قحطان الجنابي، سفير العراق لدى المملكة. من جانبه، أشاد رئيس مجلس النواب العراقي بدور المملكة الكبير الذي أسهم في دعم بلاده في حربه ضد التنظيمات الإرهابية خصوصاً ما يسمى تنظيم داعش، وقال: «إن العراق تجاوز مرحلة صعبة بفضل دعم المملكة التي أسهمت في طرد تنظيم داعش الإرهابي من مناطق ومدن كثيرة في العراق». ونوّه رئيس مجلس النواب العراقي، في تصريح صحافي بعد اجتماعه برئيس مجلس الشورى السعودي، بالعلاقات الثنائية بين السعودية وجمهورية العراق في شتى المجالات والصلات التي تربط الشعبين الشقيقين، مؤكداً وحدة المصير والتاريخ، والترابط الجغرافي والثقافي بين البلدين. وأعرب رئيس مجلس النواب العراقي عن تطلعه إلى مستقبل متطور في طبيعة هذا التعاون بين المملكة والعراق بما ينعكس إيجاباً على الشعبين الشقيقين، مشيراً إلى أن العراق في المرحلة القادمة المتعلقة بالبناء والإعمار يتطلب تعاون الأشقاء والأصدقاء وعلى رأسهم المملكة. وفي ما يتعلق بالمباحثات التي أجراها مع رئيس مجلس الشورى، أشار رئيس مجلس النواب العراقي إلى أن الاجتماع بحث أهمية تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة والمجالات التي تتعلق بالاستثمار وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين من خلال فتح المنافذ الحدودية ابتداءً من منفذ عرعر وتطويره وتنسيق المواقف المشتركة في ما يتعلق بوضع المنطقة بشكل عام وكيفية العمل المشترك، إضافة إلى تفعيل دور لجان الصداقة البرلمانية في المجلسين وتبادل الخبرات بينهما، معرباً عن سعادته بزيارته المملكة ومنوهاً بما وجده الوفد من ترحيب منذ وصوله. من جهة أخرى، استقبل خادم الحرمين الشريفين، في وقت لاحق، في قصر اليمامة بالرياض أمس، الأمراء، ومفتي عام المملكة، والعلماء والمسؤولين، وجمعاً من المواطنين الذين قَدِموا للسلام عليه.

 

«طائرة التطبيع» الروسية حملت البشير إلى دمشق

لندن: إبراهيم حميدي/الثلاثاء 18/12/2018/حملت طائرة روسية الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، للقاء الرئيس بشار الأسد، ضمن جهود روسية لإعادة الحكومة السورية إلى الجامعة العربية، قبل القمة الاقتصادية المتوقعة في بيروت بداية العام المقبل.

استبقت زيارة البشير زيارات غير علنية قام بها مسؤولون سوريون، بينهم رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، إلى دول عربية وأوروبية، بينها إيطاليا، ورجل الأعمال خالد الأحمد الذي زار دولاً عدة بصفته «مبعوثاً خاصاً للأسد»، إضافة إلى لقاء وزير الخارجية وليد المعلم نظيره البحريني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي وزيارته العاصمة العمانية في مارس (آذار) الماضي. عوامل عدة ساهمت في حصول زيارة أول زعيم عربي إلى العاصمة السورية منذ 2011، بينها ضغط الرئيس فلاديمير بوتين لـ«التطبيع مع حكومة الجمهورية العربية»، وإعادة الشرعية لها، ورهان دول عربية على أن إعادة فتح أقنية مع دمشق يخفف من «التوغل الإيراني» و«النفوذ التركي» شمال سوريا، إضافة إلى تغيير الميزان العسكري والتوازنات الدولية. وكان لافتاً أن زيارة البشير، التي حضرها مملوك نفسه، على متن «طائرة التطبيع الروسية»، «tu - 154» ذات الرقم «RA85155»، تزامنت مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، استعداد بلاده للتعامل مع الأسد إذا فاز بانتخابات ديمقراطية (خفف من وقع التصريح امس)، وهجوم روسيا وتركيا وإيران لتقديم قائمة ثالثة للمجتمع المدني لتشكيل اللجنة الدستورية السورية إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. وإذ قُوبلت خطوة الرئيس السوداني بصمت عربي وغربي، فإن الخارجية الروسية «رحبت» بأول زيارة لرئيس دولة عربية «منذ تجميد العضوية السورية في جامعة الدول العربية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2011»، وأملت في «الاستئناف الكامل للعلاقات بين الدول العربية وسوريا». وهنا بعض المحطات إزاء الموقف من دمشق والأزمة السورية:

- في 9 ديسمبر (كانون الأول)، أكد البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي «على مواقفه وقراراته الثابتة بشأن الأزمة السورية، والحل السياسي القائم على مبادئ بيان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد لسوريا، والتحضير للانتخابات لرسم مستقبل جديد لسوريا يترجم تطلعات الشعب السوري الشقيق».

وأكد المجلس الأعلى على «دعم جهود الأمم المتحدة للعمل على إعادة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم بإشراف دولي وفق المعايير الدولية، وتقديم الدعم لهم في دول اللجوء، ورفض أي محاولات لإحداث تغييرات ديمغرافية في سوريا». وأعرب «عن إدانته للوجود الإيراني في الأراضي السورية وتدخلات إيران في الشأن السوري، وطالب بخروج جميع القوات الإيرانية وميلشيات (حزب الله) وكل الميلشيات الطائفية التي جندتها إيران للعمل في سوريا».

- في منتصف الشهر الحالي، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، أن «البرلمان العربي، وجه دعوة إلى جامعة الدول العربية من أجل إعادة سوريا برئاسة الرئيس الأسد إلى العمل العربي المشترك، بعد سبع سنوات من قرار الجامعة تعليق أنشطة سوريا في مختلف مؤسساتها». وحض على «إنهاء تعليق الأنشطة السورية في الجامعة العربية واللجان المعنية وكل الهيئات والمؤسسات العربية».

- في 10 ديسمبر (كانون الأول)، أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في عمّان، بعد لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، أن «ثمة غياباً غير مقبول للدور العربي في جهود حل الأزمة. نرى اجتماعات متعددة ودولاً كثيرة منخرطة في جهود هذا الحل، وهناك غياب لهذا الدور العربي». ودعا إلى «الحل من منطلقات واقعية وعبر مقاربات جديدة تأخذ بعين الاعتبار الحقائق على الأرض». وأضاف: «لا بد من دور عربي إيجابي يساعد في التوصل إلى حل سياسي يقبله السوريون من أجل إنهاء هذه الكارثة التي أدت إلى دمار كبير وكوارث كثيرة لا تزال سوريا الشقيقة والمنطقة والعالم يتعامل مع تبعاتها».

- في 11 ديسمبر (كانون الأول)، قال رئيس مركز الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف، إن «استعادة سوريا لعضويتها في الجامعة العربية سيساعد على التسوية السياسية للأزمة ويشجع اللاجئين على العودة». وأكد ميزينتسيف «أهمية استعادة المواقع السورية في الساحة السياسية الخارجية، خصوصاً عضويتها في الجامعة العربية».

- في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، أعيد فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، بعدما استعادت القوات الحكومية في يوليو (تموز) 2018 السيطرة على معبر نصيب وكامل الحدود الأردنية بعد عملية عسكرية، ثم اتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة في محافظة درعا الجنوبية. أعقبت ذلك زيارات لوفود نقابية وبرلمانية إلى دمشق. وباتت الحكومة تسيطر على أكثر من نصف المعابر الحدودية وعلى 65 في المائة من مساحة سوريا مقابل 30 في المائة لحلفاء أميركا و10 في المائة لحلفاء تركيا.

- في 30 سبتمبر (أيلول)، نقل موقع وزارة الخارجية البحرينية عن وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بعد لقائه المعلم في نيويورك، أن الحكومة السورية هي «حكومة سوريا». وأشار إلى أن «البحرين تعمل مع الدول، وإن اختلفت معها، لا مع من يسقطها»، لافتاً إلى أن اللقاء مع المعلم تم في فترة يشهد فيها العالم «تحولات إيجابية» بشأن الدور العربي الفاعل في الأزمة السورية.

ونقل عن المعلم قوله إن الحكومة السورية «تنظر إلى الأمام» وليس إلى الوراء والسنوات الماضية.

- في 23 نوفمبر، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى «إعادة سوريا عضواً في جامعة الدول العربية»، مشيراً إلى أن سحب مقعدها من المنظمة «خطأ فادح». وقال في مؤتمر «حوار المتوسط» الدولي في روما إن «جامعة الدول العربية يمكن أن تلعب دوراً مهماً جداً في دعم جهود التسوية السورية. أعتقد أن سحب تلك المنظمة لعضوية سوريا كان خطأ كبيراً، ويبدو أن العالم العربي بات يعي الآن أهمية إعادة سوريا إلى أسرة الدول العربية».

- في 11 سبتمبر (أيلول)، اعتبر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن جامعة الدول العربية «فقدت أهميتها السابقة». وقال «إن هذه المنظمة فقدت الشكل الذي تم التخطيط له في عام 1945. ففي الوقت الراهن لم تعد نشاطات الجامعة ذات أهمية بسبب انسحاب سوريا منها». بالتزامن مع زيارة البشير، يجري حديث عن احتمال عقد قمة روسية - عراقية - إيرانية - سورية، انطلاقاً من اللجنة الأمنية الرباعية الخاصة بمكافحة الإرهاب، أو قيام الأسد بزيارة إلى دولة عربية، إضافة إلى زيارات إلى جمهورية أبخازيا أو اقليم القرم، كانت موسكو دعمت انفصالهما. ويعتقد أن مسيرة ذلك ستتمظهر خلال القمة العربية المقبلة، علماً بأن أربع دول لم تنجح في القمة السابقة في ضمان إعادة دمشق إلى الجامعة.

 

بوتين يتعهد بمواصلة «محاربة الإرهاب» في سوريا «بلا رحمة»

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/الثلاثاء 18/12/2018/أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصميم موسكو على مواصلة الحرب ضد الإرهاب في سوريا بلا رحمة، وتقديم جميع أنواع الدعم للنظام السوري في هذا السبيل. وذكر بوتين، أثناء اجتماع موسع عقده اليوم (الثلاثاء) في مقر وزارة الدفاع الروسية لبحث نتائج العام المنتهي، أن الأوضاع في سوريا تستقر تدريجيا بعد القضاء على القوات الأساسية للمسلحين، لكن هؤلاء «ما زالوا يحاولون التكشير عن أنيابهم». ولفت بوتين إلى أن العسكريين الروس يقومون بمهامهم المتعلقة بحفظ السلام وتقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ويساعدون في استعادة السلام والاستقرار إليها والحفاظ على وحدة أراضيها. وفي تقييمه لنتائج العام المنتهي، أكد الرئيس الروسي أن تطوير جميع أنواع القوات المسلحة الروسية وتزويدها بأحدث أنواع الأسلحة والعتاد جرى في عام 2018 بشكل متوازن وفقا للخطط المطروحة. وأضاف بوتين، أن الأولوية في العام المقبل ستكون إلى تعزيز القوات النووية الاستراتيجية وبدء تشغيل المنظومات الصاروخية المتطورة القادرة على التصدي لأحدث أنواع المضادات للصواريخ. وأشار الرئيس الروسي، إلى منظومة «أفانغارد» الصاروخية التي من المقرر أن يبدأ إنتاجها التسلسلي وإمداد الجيش الروسي بها قريبا. كما أشار بوتين إلى تعزيز «الثلاثية النووية» الروسية (الطيران والصواريخ والغواصات الحاملة للأسلحة النووية الاستراتيجية) في العام الجاري، موضحا أن حصة الأسلحة الحديثة فيها بلغت 82 في المائة. وأكد بوتين أن بلاده أحرزت إنجازات ملحوظة في إنتاج الأسلحة المتطورة، قائلا إن هذه الأسلحة ستزيد أضعافا قدرات القوات المسلحة الروسية، مما سيضمن أمن البلاد للعقود المقبلة وسيعزز توازن القوى، وبالتالي الاستقرار في العالم. وتابع: «آمل أن منظوماتنا الجديدة تجعل هؤلاء الذين اعتادوا على الخطاب العدائي والحربي يفكرون».

 

موسكو تدعم زيارة البشير إلى دمشق وتخطط لتوسيع قاعدة طرطوس وأملت بأن تشكل زيارة الرئيس السوداني مقدمة لعودة الحكومة السورية إلى الجامعة العربية

موسكو: رائد جبر دمشق: «الشرق الأوسط»/الثلاثاء 18/12/2018/كشف مسؤول عسكري روسي بارز عن خطط لتوسيع البنى الصناعية - العسكرية الروسية في مدينة طرطوس إلى جانب عمليات التوسيع الجارية حاليا لتطوير القاعدة العسكرية الروسية هناك، وقال نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف، إن الطرفين وضعا خططا مشتركة لإنشاء مصنع لبناء السفن قرب ميناء طرطوس. وأوضح في حديث لصحيفة «كوميرسانت» الروسية أن لدى الطرفين «مشروعاً مشتركاً لإنشاء ورشة أو مصنع لبناء السفن بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة الروسية في طرطوس، وسيكون من الممكن فيه ترميم السفن من مختلف الطبقات. وتجري حالياً أعمال التصميم، وتوجه فريق استطلاع إلى المنطقة لمعاينة المكان قرب ميناء طرطوس». وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق، أنها تناقش مع الجانب السوري عدة مشروعات تتعلق بإقامة بنى تحتية صناعية بينها توسيع مرفأ طرطوس، وإصلاح وتوسيع المطارات السورية وإنشاء مطارات مدنية جديدة. لكن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو إقامة مشروع صناعي ضخم في سوريا. علما بأن موسكو تقوم حاليا بتوسيع ميناء طرطوس وبناء أرصفة جديدة وإعداده لاستقبال سفن ضخمة، كما تجري منذ نحو عام نشاطاً ضخماً لتوسيع القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، بهدف تحويلها إلى قاعدة عسكرية متكاملة تشتمل على قدرات لاستقبال طوربيدات وتقنيات مختلفة فضلاً عن تزويدها بمدينة سكنية مجهزة بالمرافق لإقامة العسكريين الروس وأفراد عائلاتهم.

وكان قائد أسطول البحر الأسود الروسي الفريق البحري ألكسندر مويسييف أعلن الشهر الماضي، أن تحديث قاعدة الأسطول العسكري الروسي في ميناء طرطوس السوري شهد دفعة كبيرة خلال الشهور الأخيرة. وقال لصحيفة «كراسنايا زفيزدا» الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية إن الخطط التي اتفق عليها الجانبان قطعت شوطاً بعيداً. وفقاً للاتفاقية الروسية السورية حول مركز التزويد التقني في طرطوس التي اشتملت على مرفق يمنح روسيا الحق في القيام بأعمال ترميم وتوسيع وفقاً لحاجتها. ونوه إلى احتمال مرابطة 11 سفينة في هذه القاعدة، بما في ذلك السفن المزودة بمفاعل الطاقة النووية. كما أن الخطط تشمل توسيع قدرات القاعدة لإصلاح السفن، فضلاً عن بناء رصيفين مجهزين لاستقبال السفن التي تزيد حمولتها عن 10 آلاف طن. وأعلنت وزارة الدفاع أن تطوير قاعدة الأسطول الروسي في طرطوس يشتمل على تعزيز الدفاعات الجوية فيها بعد نشر منظومات «إس - 400» ومنظومة «باستيون» الصاروخية الساحلية المزودة بالصواريخ المجنحة. في غضون ذلك، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف أن بلاده أنجزت عمليات التحليل الشاملة التي جرت على التقنيات العسكرية والأسلحة التي استخدمت خلال الحرب السورية، وزاد أنه «نتيجة لذلك تم إصلاح كل العيوب التي اكتشفت في ظروف القتال المباشرة، وتم العمل على زيادة فعالية الأسلحة الروسية». وزاد المسؤول الروسي الذي عاد أخيراً من زيارة إلى دمشق التقى خلالها الرئيس بشار الأسد، أن العسكريين الروس استخدموا منظومة الصواريخ «إسكندر - إم» في العمليات القتالية ضد الإرهابيين في سوريا، مضيفاً أن «المنظومة التابعة للقوات البرية الروسية اثبت فعاليتها، وكذلك راجمات اللهب (تورنادو - غي) و(سميرتش)». على صعيد آخر، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أمل في أن «تساعد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، ولقائه نظيره السوري في عودة سوريا الشاملة إلى جامعة الدول العربية». وأفاد بيان أصدرته الوزارة أن موسكو «ترحب بالزيارة الأولى لرئيس دولة عربية إلى الجمهورية العربية السورية بعد تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2011. ونعرب عن أملنا في أن تسهم نتائج الزيارة في إعادة العلاقات بين الدول العربية وسوريا واستئناف عضويتها الكاملة في جامعة الدول العربية في أقرب وقت ممكن». وزاد البيان أن روسيا «تنطلق من أن عودة سوريا السريعة إلى الأسرة العربية ستساعد بشكل كبير في عملية التسوية السورية وفق المبادئ الأصلية للقانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة». وكان لافتا أن زيارة البشير إلى دمشق أحدثت سجالا في وسائل الإعلام الروسية بعد أن نقل بعضها أن الرئيس السوداني وصل إلى مطار دمشق الدولي على متن طائرة عسكرية روسية من طراز «توبوليف 154»، في مشهد ذكر برحلات الأسد نفسه إلى روسيا على متن الطيران الحربي الروسي، لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تجنب الإجابة على أسئلة الصحافيين حول هذا الموضوع أمس، وقال إنه «لا يعرف تفاصيل من هذا النوع». وخاطب بيسكوف الصحافيين أمس، في الكرملين رداً على طلب التعليق على المعطيات: «لا أمتلك معلومات، إن كنتم تعتقدون أن طائرة وزارة الدفاع قامت بتلك الرحلة، فمن الأفضل توجيه السؤال إلى وزارة الدفاع». في دمشق، أعلن وزير النقل علي حمود أن وزراته «تبحث مع الجانب الروسي توسيع مرفأ طرطوس لتحمل الحمولات الكبيرة وإقامة أرصفة ذات أعماق كبيرة»، وذلك خلال مناقشة مجلس الشعب السوري أداء وزارة النقل. ويأتي الإعلان عن توسعة مرفأ طرطوس بالتزامن مع انتهاء الدورة الحادية عشرة للجنة السورية - الروسية المشتركة التي انعقدت بدمشق الأسبوع الماضي، وقامت خلالها اللجان القطاعية المكلفة بإعداد مذكرات تفاهم في جميع المجالات، تمهيداً لتوقيع بروتوكول تعاون للتعاون الاقتصادي والتجاري. وتناولت التعاون النفطي والتنقيب عن الغاز في الساحل السوري «بلوك 2»، والذي لا يزال بانتظار نتائج المسح الثلاثي الأبعاد لتحديد مواقع الحفر. ونقلت صحيفة «تشرين» المحلية عن مدير الشركة العامة للنفط بسام طعمة قوله: إن «الأمل بالبحر كبير جداً فهناك احتمال وجود احتياطي الغاز في (البلوك 2) يقارب 250 مليار متر مكعب»، وأضاف: «إذا نجحنا في اكتشاف واحد فقط فسوف يكون كافياً لتغطية حاجة سوريا لسنوات قادمة» مع الإشارة إلى أن العمل في البحر يتطلب وقتاً أطول لأن «المياه في الساحل السوري عميقة ومعقدة وتكلفتها عالية»، وعبر عن تفاؤله بالتعاون مع الشركاء الروس وقال: «سيكون مثمراً وحجم التعاون التجاري في مجال النفط سيكون بأفضل حالاته» لافتاً إلى توقيع الكثير من العقود مع الروس، أولها توقيع عقد بحري مع «شركة إيست ميد عمريت»، إضافة إلى إنهاء المفاوضات مع شركتين روسيتين لتوقيع 3 عقود برية، وتوقيع عقد مع شركة سترويت ترانس غاز، التي تعمل في منطقة توينال، وحالياً تنفذ التزاماتها العقدية»، مشيراً إلى «العمل على إعداد توقيع عقد مشاركة بالإنتاج مع شركة في حقول نفط الثورة». كما نقلت «تشرين» عن مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الإسكان علي الشبلي تأكيده على أن نقاشات للجنة السورية - الروسية المشتركة جرت بعقلية «البزنس» وأن حصة روسيا في مرحلة إعادة الأعمار ستكون «الأكبر» وقال: «سيكون للشركاء الروس اليد الطولى في مرحلة إعادة الإعمار، وخصوصاً أن الشركات داخلة بقوة في السوق السورية»، فيما دعا مدير مجلس الأعمال الروسي - السوري لؤي يوسف إلى تفعيل العمل التجاري كما يخطط له، وقال إن المجلس سيعمل على دعم المشاريع السياحية ذات الأولوية، وخصوصاً المشاريع التي ستقام على السواحل السورية، وهذا من شأنه تشجيع السياح الروس على القدوم إلى سوريا.

 

الحكومة اليمنية تنتقد إحاطة قدمها غريفيث لمجلس الأمن وتشدد على الحزم مع الميليشيات

الرئيس هادي يناقش مع كبار مساعديه الأوضاع الميدانية ويلتقي السفير الأميركي

القاهرة: علي ربيع الرياض:/الشرق الأوسط»/18 كانون الأول/18/انتقدت الحكومة اليمنية الإحاطة التي أدلى بها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن، الجمعة الماضي، في ما يخص إشارته إلى تحفظ وفد الحكومة على الإطار العام للمشاورات، مؤكدةً أن الوفد لم يوافق من حيث المبدأ على إدراج الإطار العام ضمن مخرجات مشاورات السويد، ناهيك بالتحفظ عليه. جاء ذلك في رسالة رسمية بعث بها وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، إلى المبعوث الأممي، واطّلعت «الشرق الأوسط» على صورة منها. وشدد الوزير على ضرورة حزم الأمم المتحدة مع الميليشيات الحوثية لتنفيذ بنود الاتفاق الخاص بمشاورات السويد والمتعلق بانسحاب الجماعة الموالية لإيران من مدينة الحديدة وموانئها. وأشار وزير الخارجية اليمني إلى رسالة المبعوث الأممي المؤرخة في 15 ديسمبر (كانون الأول) الجاري بخصوص ما تم إنجازه في مشاورات السويد والدعوة الفورية إلى وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، مشدداً على ضرورة قيام الأمم المتحدة بدورها المطلوب. وقال اليماني في رسالته: «نهيب بكم وبكل الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة ممارسة الحزم المطلوب لضمان تنفيذ الانقلابيين الحوثيين لبنود الاتفاقات والانسحاب الكامل وعدم إبقاء ميليشياتهم تحت مسميات مختلفة، وعدم استغلال الفترة الفاصلة بين إعلان الاتفاق وسريان عمل اللجنة العسكرية لنهب المدينة ووضع سكانها تحت رحمة مجرمي الحرب الحوثيين».

وأضاف في معرض انتقاده لإحاطة المبعوث الأممي: «أود أن أسجل تحفظ الحكومة اليمنية ووفدها المفاوض في السويد على ما ورد في إفادتكم أمام مجلس الأمن يوم 14 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، حين أشرتم إلى أن الحكومة اليمنية تحفظت على الإطار العام للمشاورات». ووصف إشارة غريفيث إلى تحفظ الحكومة بأنها «تجاوُز لعمل الميسّر، ومخالفة لتعهد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال اتصاله بالرئيس عبد ربه منصور هادي، بأن الإطار العام لن يتم اعتباره ضمن مخرجات جولة السويد، وإنما سيتم النظر فيه خلال الجلسة المقبلة من مشاورات السلام». واستغرب اليماني توجيه النقد من قبل غريفيث إلى الحكومة في أثناء إحاطته في ما يتصل بالإطار العام للمشاورات، مع تعمد المبعوث الأممي عدم الإشارة إلى رفض الطرف الحوثي مبادرة فتح مطار صنعاء للرحلات الدولية عبر مطار عدن الدولي، ورفضه الورقة الاقتصادية التي تشكل مدخلاً لتمكين المؤسسات المالية الإيرادية للحكومة والبنك المركزي في عدن من دفع مرتبات العاملين في الخدمة المدنية في عموم محافظات الجمهورية بما في ذلك المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين. وطالب الوزير، المبعوث الأممي، في رسالته، بالتشاور مسبقاً مع الرئيس هادي حول تحديد موعد جولة المفاوضات المقبلة ومكان عقدها، مشدداً على عدم انعقاد هذه الجولة من دون تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جولة السويد. وجاء موقف الحكومة عشية بدء سريان وقف إطلاق النار في محيط مدينة الحديدة وموانئها وبقية مناطق المحافظة، تمهيداً لوصول الجنرال الهولندي باتريك كاميرت المكلف رئاسة فريق من الضباط الأمميين لمراقبة وقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق السويد بين الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية.

كان مسؤولون حكوميون قد اتهموا الميليشيات في الأيام الماضية بالتصعيد الميداني في الحديدة، سواء على صعيد العمليات العسكرية وإطلاق القذائف والصواريخ وحفر الأنفاق واستقدام التعزيزات أو على مستوى عمليات النهب المنظمة للحاويات والمعدات والآليات الموجودة في ميناء الحديدة، بالتوازي مع نهب محتويات المؤسسات الحكومية ونقلها إلى مناطق سيطرة الجماعة في صنعاء وصعدة. وتشكك المصادر الحكومية في جدية التزام الميليشيات بتنفيذ الاتفاق، خصوصاً في ظل التصريحات التي أطلقتها قيادة الجماعة والتي فُهم منها أنها تحاول التنصل من تنفيذ الاتفاق عبر محاولة تفسيره تفسيراً يوافق وجودها الانقلابي ويُبقي على ميليشياتها داخل المدينة والميناء باعتبارها السلطات الأمنية المحلية.

ويتعارض هذا التوجه الحوثي في فهم الاتفاق مع تفسير الحكومة التي ترى أن اتفاق السويد في شأن الحديدة يعني في محصلته النهائية انسحاب الميليشيات الحوثية من المدينة وموانئ المحافظة وتخويل السلطات المحلية والأمنية التي كانت قائمة في 2014، تولي أعمال الأمن تحت إشراف وزارة الداخلية، مع إشراف وزارة النقل على تسيير عمل الموانئ بما فيها الحديدة. ومن المفترض، حسب الاتفاق، أن يتم التنفيذ على مرحلتين، يُفصل في أولاهما بين القوات الحكومية والميليشيات الحوثية، لتنسحب الأولى إلى جنوب خط الحديدة - صنعاء، والأخرى إلى شمال الخط نفسه، قبل أن تبدأ لاحقاً المرحلة الأخرى التي تتضمن انسحاب ميليشيات الجماعة من مدينة الحديدة ومحيطها إلى أماكن تحددها اللجنة الأممية المشرفة على تنفيذ الاتفاق.

وتتوقع مصادر دبلوماسية غربية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يأتي القرار الأممي المرتقب المقترح من بريطانيا في مجلس الأمن ليكون بمثابة آلية تنفيذية لاتفاق الحديدة، مع التشديد على وقف إطلاق النار والإشارة إلى مرجعيات السلام المتوافق عليها، وهي: المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرار الأممي السابق 2216. وكان رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، قد قال خلال اجتماع لمجلس الوزراء في عدن، أول من أمس، إن «مشاورات السويد أثبتت للمجتمع الدولي أن الحكومة الشرعية لم ولن تكون عائقاً أمام أي جهد حقيقي للسلام في اليمن تحت سقف المرجعيات الثلاث المتفق عليها محلياً والمدعومة دولياً».

وأضاف: «تعاطينا بإيجابية كاملة انطلاقاً من مسؤوليتنا التاريخية والوطنية تجاه شعبنا، لكن الطرف الآخر (الحوثيون) لا يعبأ بالمعاناة والكارثة الإنسانية التي تسبب بها انقلابه على الشرعية، لذلك أبدى تعنتاً واضحاً في الموافقة على الملف الاقتصادي وفتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن تعز». وعن تقييمه لما نتجت عنه مشاورات السويد، قال رئيس الحكومة اليمنية إن «ما تم التوصل إليه في شأن الحديدة وموانئها خطوة أولى وتبقى العبرة في ضمان تنفيذه من دون إبطاء، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم في هذا الجانب».

وذكرت مصادر رسمية يمنية أن الرئيس هادي عقد في مقر إقامته بالرياض اجتماعاً لكبار مستشاريه، بحضور نائبه علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة معين عبد الملك، وأعضاء وفد المشاورات في السويد.

وفيما يُعتقد أنه تلويح رئاسي بالاستمرار في العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية إذا رفضت الانصياع لمساعي السلام، ذكرت وكالة «سبأ» أن هادي استعرض في الاجتماع «ما يتصل بالأوضاع الميدانية في مختلف الجبهات بدعم وإسناد من دول تحالف دعم الشرعية بقياده المملكة العربية السعودية». ونسبت الوكالة إلى هادي قوله: «انطلاقاً من حرصنا الدائم نحو السلام الذي ننشده وقدمنا في سبيله التضحيات الجسيمة، واستجابةً لمساعي الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وجهود المجتمع الدولي، وقبل ذلك كله دور الأشقاء في دول التحالف العربي، ذهبنا وأيادينا ممدودة للسلام في السويد وقبله في محطات عدة في جنيف وبيل والكويت، لحقن الدماء وعودة الحياة والأمن والاستقرار لربوع الوطن لتحقيق السلام المرتكز على المرجعيات الثلاث المتمثلة في: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمها القرار 2216». وأضاف: «لقد ذهب وفدنا الوطني إلى المشاورات حاملاً معه قضية وطن ومصير شعب ومشروع بناء الدولة الاتحادية الجديدة، والمدعوم وطنياً وإقليمياً ودولياً، وبمرجعيات الحل السياسي الثلاث».

وحسب المصادر الرسمية نفسها، قدم نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر خلال الاجتماع «شرحاً موجزاً للوضع الميداني في مختلف الجبهات وخطوط التماسّ، مستعرضاً النجاحات والانتصارات المتوالية المحقَّقة على أكثر من صعيد، والتي أسفرت عن تحرير العديد من المديريات والمناطق والمواقع الاستراتيجية لإحكام الطوق وتضييق الخناق على الميليشيات الانقلابية في مختلف الجبهات». ويرجح مراقبون أن الجماعة الحوثية ستحاول في الأيام المقبلة التنصل من اتفاق السويد عبر خلق مزيد من العراقيل أمام تنفيذه، خصوصاً في ظل التصعيد الميداني وأعمال التحشيد التي تقوم بها باتجاه الساحل الغربي ومناطق الحديدة. من جهة أخرى، استقبل هادي أمس السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، «لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن وتأكيد مواصلة دعم الإدارة الأميركية لليمن وقيادته الشرعية وتفعيل جوانب التعاون بين البلدين على مختلف المستويات». وثمّن الرئيس اليمني «مواقف الولايات المتحدة الداعمة والمساندة لليمن في الظروف كافة في إطار تنفيذ وتطبيق المرجعيات الثلاث وفي مقدمتها القرار 2216»، فيما أكد السفير الأميركي «متانة العلاقة والتعاون بين البلدين في مختلف القضايا والملفات، ومنها ما يتصل بمساعي السلام»، مشيداً بموقف وجهود فريق المشاورات الحكومي. وأشار إلى أن بلاده «ستظل تراقب عن كثب وتدعم جهود السلام لمصلحة الشعب اليمني».

 

الحكومة الفرنسية عازمة على الإسراع في تنفيذ وعودها للمتظاهرين

رئيس البرلمان الفرنسي: المعارك انتهت وحان وقت الحوار

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط»/18 كانون الأول/18/تنفس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومعه الحكومة الصعداء استناداً إلى المؤشرات التي تدل على تراجع تعبئة «السترات الصفراء» يوم السبت الماضي، ومعها أعمال العنف والشغب التي أضرت بصورة باريس وفرنسا وجعلتهما عُرضة للانتقادات عبر العالم. إلا أن الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في السابع عشر من الشهر الماضي بعيداً عن الأحزاب والنقابات انتشرت إلى عواصم أخرى، وأخذت تكبر ككرة الثلج وتتمدد من أوروبا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا... والخيط الجامع بينها التعبير عن رفض السياسات المتَّبَعة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. بيد أن باريس لا تَعتبر بعد أنها كسبت المعركة رغم التعبئة الاستثنائية لماكرون والحكومة من أجل قلب الصفحة السوداء التي كادت تطيح بالحكم والحكومة معاً، بعد أربعة أسابيع من العنف وسقوط ثمانية قتلى ووقوع أضرار بلغت في تقدير أولي ملياري يورو. ولم تخفت تعبئة «السترات الصفراء» إلا بعد أن دفع الرئيس الفرنسي الثمن الذي يقدر بـ12 إلى 14 مليار يورو.

جاء ذلك عبر وقف زيادات الرسوم المقررة على المحروقات، ورفع الحد الأدنى للأجور، وإلغاء الزيادات المقررة من الضرائب على المعاشات التقاعدية الضعيفة، وإعفاء ساعات العمل الإضافية من الضرائب، وإطلاق «الحوار الوطني الموسع» في الأيام القادمة والمفترض أن يدوم شهرين ونصف الشهر لمعالجة جميع مسائل الشكوى. أمّا الثمن المصاحب للإجراءات التي فصّلها رئيس الحكومة، أمس، في مقابلة صحافية مطولة مع جريدة «لي زيكو» الاقتصادية، فهي أن باريس ستتخطى سقف العجز في الميزانية المسموح به على المستوى الأوروبي «أي 3%»، بحيث سيتراوح ما بين 2.3 و2.4%. وهو ما يبرر تصريح وزير خارجية هولندا أمس، بأن فرنسا تحولت إلى «رجل أوروبا المريض»، وهو الوصف الذي أُطلق سابقاً على الإمبراطورية العثمانية نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

وفي الساعات الأخيرة، تكاثرت التحذيرات الموجَّهة إلى الحكومة من أن تعتبر أنها كسبت المعركة في وجه حركة «السترات الصفراء» التي انقسمت على نفسها وتراجع تأييد الرأي العام لها، ولكن من غير أن يعني ذلك أنها وضعت حداً لتحركاتها. وقال الوزير السابق فرنسوا بايرو، رئيس حزب «موديم» الوسطي وحليف الرئيس ماكرون، إنه «إذا كانت مشاركة (المحتجين) قد تراجعت، فإن المشكلات ما زالت موجودة من غير حلول». وسبق لبايرو الذي كان له كبير الفضل في إيصال ماكرون إلى قصر الإليزيه، أنْ حذّره من أنه «من الصعب حكم فرنسا ضد إرادة المواطنين».

ويبدو أن رئيس الجمهورية قد استوعب الدرس، ولم يتردد في الإعراب عن الأسف لـ«الأخطاء» التي ارتُكبت في التعاطي مع الفرنسيين، وعن الأقوال التي قد تكون «جرحتهم». وفي مقابلته الأخيرة، ذهب رئيس الحكومة إدوار فيليب في الاتجاه عينه، إذ أسف لأن الحكومة «لم تستمع كفاية للفرنسيين»، أي لمطالبهم وشكواهم. ويبدو أن الرئيس ماكرون عازم على استعادة المبادرة السياسية في الداخل. والدليل على ذلك أنه ألغى أمس زيارة لمدينة بياريتز التي ستُعقد فيها اجتماعات مجموعة السبع أواخر شهر أغسطس (آب) القادم. وسترأس فرنسا المجموعة بدءاً من أول عام 2019. وتريد الرئاسة الاستفادة منها لإعادة إسماع صوت فرنسا عبر العالم. ولذا، فإن ماكرون كان قد دعا سفراء 105 دول وممثلين للمؤسسات الدولية والإقليمية لمرافقته اليوم إلى منتجع بياريتز، ليعرض أمامهم أهداف وخطط وسياسات فرنسا للعام القادم. ولا تريد باريس تكرار الفشل الذي ألمّ بقمة السبع الأخيرة في كندا بسبب تعاطي الرئيس الأميركي دونالد ترمب معها، وسحب توقيعه من البيان الختامي. وطلب ماكرون من وزير الخارجية جان إيف لو دريان، أن يحل مكانه.

أما ماكرون، فسيرأس اجتماعاً موسعاً صباح اليوم في قصر الإليزيه سيضم الوزراء المعنيين وجمعاً من الفعاليات الاقتصادية، للتداول في إطلاق الحوار المرتقب الذي سيدور حول أربعة محاور تتناول مروحة واسعة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية؛ هي مرحلة النقلة البيئوية والضرائب وتنظيم الدولة، والديمقراطية والمواطنة. ويراد بالموضوع الأخير الاستجابة لأحد مطالب «السترات الصفراء» السياسية، وهي إقرار مبدأ الاستفتاء بمبادرة شعبية. ولخّص رئيس البرلمان الوضع بجملة واحدة، هي أن «المعارك انتهت وحان وقت الحوار».

أما على الصعيد الداخلي، فإن الحكومة تعمل على خطين: الأول، تطبيع الوضع «ميدانياً»، أي دفع «السترات الصفراء» إلى الانسحاب من الحواجز التي يقيمونها على الطرق السريعة والطرق الفرعية، والتي تعيق السير. وبما أن الدولة تعتبر أنها استعادت المبادرة، فإنها لم تتأخر عن التلويح باللجوء إلى القوة، وهو ما جاء على لسان رئيس البرلمان ريشار فران، الذي أعلن أن إرسال القوى الأمنية «لم يعد مستبعداً».

وذهب وزير الداخلية كريستوف كاستانير، في الاتجاه نفسه، معلناً أنه «يكفي» قطع الطرقات وإغلاق المستديرات وأن قوى وزارة الداخلية «قامت بإخلاء المستديرات، وهي مستمرة في ذلك». وحسب كاستانير، فإنه «لا يمكن الاستمرار في التسبب بشلل الاقتصاد الفرنسي والتجارة في قرانا ومدننا». وكان بذلك يردّ على دعوات تكاثرت في الساعات الأخيرة للعودة إلى التظاهر السبت القادم وأيضاً يوم الجمعة، الذي يصادف عيد ميلاد الرئيس ماكرون الـ41، إلا أن أكثرية المراقبين تعتبر أن الحركة الاحتجاجية قد ضعفت لكنها لم تمتْ، وأن حشد المتظاهرين عشية أعياد نهاية العام ستكون بالغة الصعوبة خصوصاً في ظل الانقسامات العميقة القائمة بين جناح متشدد يدعو للاستمرار في التحرك وآخر معتدل يفضل الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتحاور مع الحكومة.

وفي سياق موازٍ، تجهد الحكومة للتعجيل في ترجمة الإجراءات التي طلبها الرئيس ماكرون إلى قوانين سيبدأ العمل بموجبها في أسرع وقت، خصوصاً ما يتعلق منها برفع القدرة الشرائية للمواطنين المشمولين بها. لذا، فإن رئيس البرلمان دعا النواب للتعاون مع الحكومة وإلى تحمل مسؤولياتهم. وقد جُمعت هذه الإجراءات في مشروع قانون سيناقشه مجلس الوزراء، بعد غدٍ (الأربعاء)، قبل إحالته، الخميس، إلى الجمعية الوطنية، والجمعة إلى مجلس الشيوخ.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الشعب اللبناني ومستلزمة استوكهولم،

Stockholm syndrome ...now we are used to it as a society

ادمون الشدياق/18 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70132/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%84%D8%B2%D9%85/

كله صاير عالقطعة وما في عدو الكل اخصام بالسياسة وحتى ولو كان خنجرهم بصدر لبنان (كل يلي بياخد امي بسمي عمي والايد يلي ما فيك عليها ادعي عليها بالكسر وتعامل معها عالقطعة) والكل لبناني، وكل الشهدا مناح، ومنهتم بالاقتصاد، والسيادة نحنا مش قدها. مفروض ناكل ونشرب وننام وشو فيها اذا اكلنا وشربنا ونمنا بمزرعة السعودية او تركيا او سوريا او ايران.

الخاروف بتبيعه ومش همه بأي مزرعة بيعيش وهوي ناطر الذبح.

بلدنا بلد فيه السني عم تذبحه السعودية وتركيا،

والشيعي عم تذبحه ايران،

والدرزي من عجزه واستسلامه ناطر عضفة النهر،

والمسيحي حيران بينذبح مع الاكثرية او مع الاقليات المشرقية
وخدلك على لبس عبايات مع جزارين وسفاحين ومقابلات ملوك عرب وسجاد احمر وبطرس خوند لح بيصير بعمر التسعين متختخ بالحبس منتذكره مرة بالسنة ومنلم عليه اصوات بالانتخابات.

بعنا الهوية والانتماء للبنان المميز بالطائف، وصرنا ذو هوية وانتماء عربيين وكسبنا ال ١٠٤٥٢ كلم٢ وطن نهائي لكل ابنائه تتستلموا سرايا المقاومة موحد ومش ناقص شبر واحد، وبمساعدة يلي خاض حرب ضد الطائف عاساس هوي القبطان وعامود السما وحامي السيادة والعنفوان.

صرنا عم نهتم بالقضايا الاقتصادية يعني صدم ووحدات دفاع وانصار جيش ومغاوير البنك المركزي وشارع المصارف وغرف التجارة، عاساس السيادة وحسب بعض نوابنا مش قادرين نعمل فيها شي بالوقت الحاضر.

منتعامل مع المحتل عالقطعة اذاً وخصوصي بالقضايا الاقتصادية والمعيشية.

يعني منهتم بسعر الجبنة واللبنة وسعر البنزين والشمندر السكري والتفاح والمية الف صاروخ هودي قضية اقليمية ما النا خصه فيهم ولو كانوا على ارضنا وببلدنا وبيت بيوتنا وعلى حساب سيادتنا وحريتنا وكرامة وطنا.

لأ والحلو كلنا ضربنا الخرف وذاكرة السمكة الذهبية وصاروا العرب اهلنا والسعودية بحياتها ما اذية لبنان مع كل يلي دفعته بالحرب تدمر لبنان،

وتركيا عمقنا الاستراتيجي وايران وسوريا عمقنا المشرقي بحلف الاقليات يلي لح بيودينا عالخراب،

وصار فارس سعيد سيف العرب القاطع، والقبطان ابو بيجاما ( كابتن ماجد) الفرس والعجم وكاتم السر الشخصي للسيييد حسسن، والي الولاة والصدرالاعظم.

كنا نوزر للخارجية شارل مالك صرنا راضيين بالزمك ابو طبلية،

كنا بلد النور صرنا قاعدين بلا كهربا،

كنا سويسرا الشرق صرنا مطمر زبالة.

والعجيب الغريب الكل عم يركض عالرئاسة وخدلك على تحالفات ولعب سياسة وضربات كم وتغيير اوراق والشاطر ياكل ملبن وعشو... الغدا قشرة بصلة وكرسي فرغوه من قيمته.

صارت طموحاتنا عقد الزعيم من بعد ما كانوا زعمائنا عقد طموحاتنا.

استرجي اذكرلك شي زعيم والله ليطلعلك شي الف غضنفر مستأسد ينط عليك بدو يذبحك ويمسح فيك الارض.

وبس يغير الزعيم الموقف ويصبر بذات الطريق يلي انت كنت عم بتشارع فيها بيصير الكل يزايد عليك وبيصيروا كلن قدامك ومية وثمانين درجة بعكس الماضي وبتصير محتار وبتراجع الماضي (يا خيي بلكي انت غلطان فيهم والذاكرة عم بتخونك ).

يلي كان مع اتفاق معراب صار ضده،

ويلي كان مع اوعى خيك صار اوعى من خيك،

ويلي مشي مع القبطان عاساس رئيس قوي وعهد قوي صار ما عم بيخلوه ينتج وخدلك على نق وبكي ونواح وعويل،

ويلي كان يمنع جماعة المجلس يمرقه بمنطقته لأنن مع بشير المشكلجي صار حاطط صورته وماشي وعم بيتاجر فيه والشعب غاشي وماشي وخدلك على صور بالزيتي والكل صار محرر واسامي فرق وتنظيمات وبكاء على الاطلال واستحضار الماضي وحتى بالاسود والابيض.

كنا مجيرين الجيوش الالكترونية كلها وبكافة الاحزاب لما كنا عم نتناتش الوزارات والحصص، ولما صارت العقدة عقدة حزب الله صار في صمت رهيب بالبلد.

الشباب طفوا الموتورات وما بقى تسمع حس اذا بتزت الابرة بتسمع رنتها.

الشعب يلي بينطفى بزر، هيدا مش شعب هيدا شعب مدجن ومذلول وما بيطلع منه مقاومة.

يلي مش قضيته بتحركه وضميره هيدا انسان مقيد ما بيقدر يحاضر بالحرية ويعلم الاجيال القادمة الحرية.

ما بدنا نصير عصافير دبق ربيانين بقفص وحتى لوفتحولنا القفص ما منعرف طعم الحرية بيستعملونا ليلقطوا عصافير بعدها حرة.

الثورة بدها تكون بالاول على الذات والمفاهيم البالية قبل ما تكون على النظام والحكم الفاسد، والا منكون نحنا اعظم اغلال وقيود لبنان.

ما فينا نحرر لبنان اذا ما حررنا حالنا وفكرنا وتاريخنا بالاول.

بس يموت البلد ما بتعود تنفع الثورة حتى على الذات.

ما شفنا شو صار بالفلسطيني يلي خسر بلده وتركه يموت وما انتفض على وضعه وتجار السياسة لما كان عنده وطن.

النق ما بقى يفيد وسياسة النعامة صارت عم بتساهم بجريمة قتل لبنان والتغطيةعلى المحتل جريمة ولو كان المحتل مواطن لبناني وحزب لبناني بيشتغل جندي عند ولاية الفقيه.

الخنجر بصدر لبنان بيموته ولو كان خنجر اهل البيت، وكل واحد بيغطي احتلال هيدا انسان وزعيم عاجز خيفان يموت تيبقى لبنان، وعنده عقدة عامود السما يلي بتخرب وبتموت الاوطان.

لازم نرجع نحدد الاولويات ونعمل اعادة تقييم لمبادئنا وما نخلي الاحتلال مثل ما قال الشيخ بشير يتعدى الارض تيوصل للقلب والعقل والنفس لأنه ساعتها منخسر لبنان من بعد ما خسرنا هويتنا وانتمائنا والسلام

 

حزب الله يشكّل حكومته للبنان.. ضارباً الطائف وسايكس بيكو

منير الربيع /المدن/الأربعاء 19/12/2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/70150/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B4%D9%83%D9%91%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%AA%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86/

انتصار جديد يضيفه حزب الله إلى سجّل انتصاراته المحلية والخارجية. الحكومة تتشكل وفق ما رسم. الخلاصة كانت متوقعة ومنتظرة، بمعزل عن التفصيل المتعلق بكيفية تمثيل سنّة "اللقاء التشاوري"، ومِن حصّة مَن. المسألة أصبحت أبعد بكثير من مجرّد توزير سنّي من خارج "تيار المستقبل"، وتكريس الثنائية لدى الطائفة السنّية، حكومياً، بعد أن تكرّست نيابياً، بفعل القانون الإنتخابي الأخير، وما أفرزه من نتائج. أنجز حزب الله اختراق حصون الخصوم في كل الطوائف، وبناء على القواعد الشعبية. وهذا ما تكرّس في السياسة، ولا بد له أن يتكرّس في الدستور والنظام العام مستقبلاً.

الطمأنينة المسيحية

لدى المسيحيين، يثبت حزب الله أنه يرتكز بطمأنينة على ورقة تفاهم 6 شباط  2006 في مار مخايل. فبعد كل التفسيرات والتحليلات المتضاربة، المبنية على سوء تقدير من قبل البعض، حول إمكانية زرع الشرخ والشقاق بين الحزب وحليفه الإستراتيجي، بعد وصوله إلى قصر بعبدا، أثبتت أنها مجرّد وهم وهباء. لقد تأكدت حقيقة متانة هذا "التفاهم"، بغض النظر عن بعض الإختلافات التكتيكية، بين "التيار" والحزب، والتي لا تؤدي إلى أي تغيير في موازين القوى، وفي حقيقة الوضع والمشهد. أيضاً، وإلى جانب التحالف الإستراتيجي مع التيار الوطني الحرّ، كرّس حزب الله الثنائية في الشارع المسيحي، ليس من خلال فوز القوات اللبنانية بكتلة نيابية كبيرة، بل من خلال حلفاء آخرين كتيار المردة وغيره من المستقلين.

الوثبة الدرزية

في الساحة الدرزية، يعيد حزب الله إنتاج الجبهة المعارضة للحزب التقدمي الإشتراكي. أسهمت أحداث الجاهلية مؤخراً في الإستعاضة عن ما فشلت به الإنتخابات، والمراد منها هو كسر التسيّد الإشتراكي الجنبلاطي على الجبل، عبر تشكيل جسم سياسي درزي، يستند على التقارب السياسي بين مكوناته مع دعم مباشر من الحزب ومن النظام السوري. وبذلك، يحقق الحزب وثبة جديدة باتجاه السيطرة والتأثير البعيد المدى على الواقع اللبناني مستقبلاً. والتي على الأرجح أنها لن تقف عند هذه الحدود السياسية فقط.

الضعف السني

أمّاً سنياً، وبعد إنجاز قانون الإنتخاب، نجح الحزب في صوغ كتلة نيابية معارضة لـ"تيار المستقبل"، بل نجح حزب الله بتكريس قواعده في عملية تشكيل الحكومات. وهذه العملية تدرّجت منذ سنوات، وتحديداً بعد أحداث السابع من أيار 2008، حين كرّس حزب الله مبدأ الثلث المعطّل، الذي تخلّى عنه في مراحل لاحقة، بعد تراجع خصومه، وإحرازه المزيد من التقدم السياسي، الذي سمح له التحكّم بالمسار السياسي عند كل استحقاق أساسي. في الأسابيع الأخيرة، انتقل الصراع على الثلث المعطّل إلى التيار الوطني الحرّ، الذي سعى الوزير جبران باسيل إلى المطالبة به، وتكريسه في حصّة رئيس الجمهورية وفريقه. أراد باسيل من خلال ذلك، أن يفعّل دوره الحكومي، ويصبح "رئيس حكومة ظلّ"، قادراً على تعطيل أي جلسة، أو فرض ما يريده على جدول أعماله، وحجب ما لا يريده. بالإضافة إلى التحكم بمسار الجلسات والقرارات إيجاباً أو سلباً.

حاجة باسيل إلى "عُرف" من هذا النوع، تلتقي مع حاجة حزب الله إلى إثبات قوته وإنتصاراته في الميدان السياسي. تحققت غاية باسيل وطموحات الحزب من خلال الممارسة الحالية لإدارة الدولة. وهي تكرّست عملياً منذ الصراع على الصلاحيات بين عون والحريري، التي عمّدها حزب الله باستحكامه وإمساكه بمفتاح أساسي (إلى جانب توقيع وزير المالية الذي يمنح الطائفة الشيعية حق النقض الفيتو) إذ كرّس حزب الله مبدأ عدم تسليمه أسماء وزرائه، قبل تحقيق شروطه وضمان ما يريده في عملية تشكيل الحكومة. وهذا بحدّ ذاته تغيير عميق للأعراف الدستورية، وتجاوز واضح لاتفاق الطائف.. الذي يلتقي عون وحزب الله على معارضته وضربه. قد لا تدعو الحاجة حالياً إلى إدخال تعديل عليه في النص. طالما متوفرة القدرة على تغيير مساره في الممارسة، على نحو ينجز فيه حزب الله السيطرة الكاملة على الحياة السياسية في البلد.

نفوذ الأسد وتغيّر الجغرافيا

هذا المبدأ، سيتكرس أكثر في الممارسة السياسية، داخل جلسات مجلس الوزراء مستقبلاً. كما أنه سيتكرس بمطالب عديدة سيضعها حزب الله على طاولة أي تفاوض، لن تقتصر على شرعنة السلاح، وتشريع احتفاظه بحق الرد (قرار الحرب والسلم)، ومواجهة العقوبات، وكل ما يرتبط بالضغوط الخارجية، بل أيضاً ستطال تحديد وجهة السياسة الخارجية للبنان، وأولها ملف التطبيع مع النظام السوري، أو إعادة لبنان إلى حضن نفوذ النظام في دمشق. فبعدما كان هذا الأمر في السنوات العشر الأخيرة إشكالاً أساسياً لبنانياً خصوصاً في مسألة ترسيم الحدود، فإن الواقع اليوم يقول أن هذه الحدود ستذوب مستقبلاً بفعل إنتصارات حزب الله، التي لن تنفصل لبنانياً عن الواقع السوري، والذي أحرز فيه الحزب سيطرة جغرافية على كل المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، إلى حد أصبحت فيه الحدود "مطاطة" وقابلة لتوسعة لبنان الكبير المعروف، ليصبح مرتبطاً بالقلمون وريف دمشق، وإلى مشارف الساحل السوري. كما أنها قابلة في الوقت ذاته إلى الإنقباض، وفق احتياجات الحزب السياسة والعسكرية والإستراتيجية.

السلطة الأحادية

والأساس في ما حققه الحزب، يبقى راسخاً في أحادية حكمه للبنان في الظل. أي، أن يكون طرفاً مقرراً من وراء الكواليس "الموقعية"، ومن خارج المواقع الرسمية. وما يفرضه هذا الطرف المقرر، يلتزم به أصحاب المقاعد والمناصب. وبذلك يكون حزب الله، قد انتقل بلبنان من منطق الثنائيات، إلى منطق الأحادية. وهو في مرحلة ما بعد التسوية الرئاسية، أعلن مراراً أنه يعارض قيام ثنائية سنية مارونية جديدة. اليوم، ومن خلال تحالفه مع التيار الوطني الحرّ، وخرقه مختلف الساحات الأخرى، أصبح الحاكم بأمره، والمتخطي لكل الثنائيات أو الثلاثيات أو حتى الرباعيات. هذه تبقى فقط لحاجتها الفلوكلورية، ولحاجة حزب الله أن لا يكون وحيداً في الواجهة.

 

هل يُناسب إيران أن تستعيد سوريا نفوذَها في لبنان؟  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 18 كانون الأول 2018

لم يكن «حزب الله» يناور عندما قال إنه بذل جهوداً لمنع اندلاع الفتنة بعد حادثة الجاهلية. ففي الواقع، ربما هو لا يمانع في زيادة الضغط على عون والحريري وجنبلاط في ملف الحكومة، وهو لا يرى ضرراً في استثمار الضغط الذي ولَّدته الحادثة في الاتّجاه الذي يناسبه، لكنه على الأرجح لا يريدها كما جرت، ولا يرى مصلحةً في انفجارٍ أمنيّ قد يحرق الجميع وكل شيء.ثمّة إقتناع في الأوساط المتابعة لحراك «حزب الله» بأنه اليوم، وإذ يعمل للحصول على أكبر نفوذ في السلطة، فهو يحرص على أن يتمّ ذلك من دون أيِّ توتير أمني.

ويقول البعض إنّ «الحزب»، وإن يكن يعمل لتأمين أكبر المصالح له في تركيبة الحكومة المقبلة، فهو لا يريد أن يحسم الملف بالطريقة التي اعتمدها في بعض المراحل، أي بممارسة الضغوط الميدانية أو الأمنية.

وفي رأي هؤلاء، لو أراد «الحزب» ذلك لما انتظر حتى اليوم. فالوقت لا يناسبه لكي يكرّر 7 أيار، أمنياً، لأنّ الظروف الحالية مختلفة عمّا كانت عليه في العام 2008:

في الداخل، كل التركيبة السياسية مناسبة له: رئيس الجمهورية حليفٌ له، ورئيس الحكومة يوافق على تسوية لا يثير فيها ملفَّ السلاح، والخصوم الآخرون يسعون إلى «التعايش» معه. ولذلك لا داعي لـ«العمليات القيصرية».

لكنّ الأهم هو انشغالات «الحزب» وهواجسُه إقليمياً ودولياً. فهو غارقٌ في حروب سوريا والعراق واليمن، ويواجه الاستحقاق الأكبر، استحقاق العقوبات الأميركية الآخذة في التصعيد، عليه وعلى إيران. ولأنّ العيون مفتوحة عليه، فهو لا يستطيع اللجوء إلى المغامرات الأمنية داخلياً وإعطاء الأميركيين ذريعةً إضافية في ما يتعلق بسلوكه.

هذه المعطيات تدفع «حزب الله» إلى التزام أقصى درجات «الانضباط» في تعاطيه مع الملفات الداخلية. ولذلك، هو يقف عند نقطة حساسة جداً بين اتّجاهين متناقضين. ويقال إنه يستخدم نظرية الجرعات الدوائية، أي إنه يستخدم الضغوط لبلوغ أهدافه، ولكن ضمن جرعات محدّدة.

فالدواءُ الذي يكون شافياً ضمن حدود مضبوطة يصبح قاتلاً إذا تجاوز الجرعات المسموح بها. وهكذا، فإنّ «الحزب» يمارس الضغوط الكافية لتحصيل أكبر مقدار من النفوذ، ولكنه يخسر إذا رفع مستوى الضغوط إلى حدّ إسقاط التسوية السياسية التي تحميه منذ أن جاء الثنائي عون - الحريري إلى الحكم في 2016. ولذلك، يريد «الحزب» انتزاع «الثلث المعطّل» من فريق رئيس الجمهورية من دون أن يفقد ثقته. ويريد مشاركة رئيس الحكومة تمثيله السنّي من دون إحراجه وإخراجه من رئاسة الحكومة.

ويريد الحفاظ على علاقة طيّبة مع النائب وليد جنبلاط بحيث يكون هناك فصلٌ واضحٌ بين جنبلاط الذي يقيم علاقاتٍ طبيعية مع «الحزب» وإيران... وجنبلاط العدو الذي لا يهادن الأسد.

وهذا الفصل في موقف جنبلاط يمكن أن يطرح إشكالية يبدو أنها ستزداد أهمية في المرحلة المقبلة، وهي: إلى أيِّ حدٍّ سيكون «الحزب» مرتاحاً في خصوصية العلاقة التي تربطه بكل من إيران وسوريا في وقت واحد؟ وفي معنى آخر، هل تتظهَّر في المرحلة المقبلة تباينات أو تمايزات، داخل فريق 8 آذار، على قاعدة الأولوية لمَن في لبنان: طهران أم دمشق؟

عام 2005، عندما انسحب السوريون من لبنان، أطلق الفريق بكامله عنواناً واحداً هو: «تصحيح الخطأ» الذي وقع في نيسان ذلك العام وإعادة لبنان إلى دائرة النفوذ السوري. ولكن، بعد اندلاع حروب «الربيع العربي» واهتزاز سوريا بدءاً من 2011، أخذ الإيرانيون دوراً ريادياً في حماية الأسد نفسه، وباتت لهم الأولوية إلى حدّ أنّ الأسد بات لاعباً في المنظومة الإيرانية.

إلّا أنّ هذا المُعطى تبدَّل بدءاً من العام 2015، عندما تدخّلت روسيا لإنقاذ الأسد من سقوطٍ محتمَل. فقد ظهر اللاعب الروسي صاحب الكلمة الفصل على الخريطة السورية.

وعقد إتفاقاتٍ تكرّس هذا الدور مع الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية. وهذا التوسّع في الدور تمّ على حساب إيران.

وثمّة مصالح مشترَكة متعددة بين الحليفين، موسكو وطهران. فالإيرانيون يعرفون أنّ روسيا تبقى حليفَهم الأول، خصوصاً في مواجهة العقوبات الأميركية، والمتنفّس الأساسي لتصدير النفط والغاز، بمساعدة تركيا والصين.

لكنهم أيضاً لا يريدون أن يسلّموا كل أوراقهم إلى فلاديمير بوتين، خصوصاً في سوريا حيث عملوا لسنوات من خلال «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» و«حزب الله» وتنظيمات أخرى وتكبّدوا خسائر فادحة للحفاظ على نظام الأسد وتأمين الجسر الذي يربط طهران ببيروت، مروراً ببغداد ودمشق. لا يريد الإيرانيون أن يخسروا «الإمبراطورية» التي أسّسوها خلال حروب سوريا والعراق واليمن. لكنّ بوتين استطاع أن يحظى بغطاءٍ إقليميٍّ ودوليّ لوجوده في سوريا، وهو ما لم تستطع طهران تأمينَه لنفسها. ولذلك، هي اليوم تحاول إقامة تفاهم بين حدود دورها والدور الروسي في سوريا. وقد جاء التدخل الروسي أخيراً لإنجاز تسوية تُبعِد الإيرانيين إلى مسافة تفوق الـ100 كيلومتر عن الحدود مع إسرائيل في الجولان، ليكرّس أولوية المرجعية الروسية على حساب إيران في سوريا. وهذا ما يترك تداعياتِه على موقع الأسد ودوره والتوازن الذي يقيمه بين حليفيه، روسيا وإيران.

وليس سرّاً أنّ الأسد تلقّى عروضاً من دولٍ عربية للتخلي عن ارتباطه بطهران مقابل تسوية تسمح له بالاستمرار في السلطة على مدى فترة معيّنة. كما أنّ قوى دولية عدّة شجعته على التخلّي عن إيران شرطاً لطبيع العلاقات مع نظامه.

لكنّ الأسد يعرف أن لا مجال حالياً لفكّ الارتباط بحليفٍ يدعمه عضوياً، خصوصاً في المواجهة البرّية، فيما الروس يتكفّلون بالدعم الجوي. لكنّ ذلك لا ينفي قلق إيران من أن تقود الاتفاقات التي يبرمها الروس مع القوى الإقليمية، ومنها تركيا، إلى قطع الجسر الذي عملت لبنائه، والذي تبدو سوريا معبراً حيوياً فيه. وهذا الوضع ينعكس أيضاً على التوازنات السياسية الداخلية في دول الجوار السوري كالعراق ولبنان، ويشكّل تحدّياً للقوى الحليفة لإيران وسوريا على حدٍّ سواء، وفي طليعتها «حزب الله». فهل ما زال «حزب الله» يقاتل فعلاً لـ«تصحيح خطأ» 2005 وإعادة لبنان إلى دائرة النفوذ السوري، أم إنه بات اليوم يفضِّل إدخالَ لبنان وسوريا معاً في دائرة النفوذ الإيراني؟

وتالياً، هل تتمايز مصالح القوى في محور «حزب الله» و8 آذار، بين سوريا وإيران، أو تتضارب؟ وهل إنّ التعاطي الهادئ الذي يعتمده «الحزب» إزاء بعض الملفات الداخلية يؤشّر إلى رغبة إيرانية في التهدئة، مقابل رغبة سورية في التصعيد لإثبات الوجود والقول «إنّ دورنا قد عاد»؟

وتالياً، هل إنّ ما يجري في الجاهلية وقبلها وبعدها من ردود فعل انطوت جزئياً على تمايز بين النظرتين السورية والإيرانية في مقاربة التحديات اللبنانية؟

ثمّة مَن يعتقد أنّ الأمور ستسلك اتجاهاً أكثرَ وضوحاً في الأشهر المقبلة، في موازاة تطورات حاسمة مرتقبة محلياً وإقليمياً.

 

عن الجلسة المغلقة والأنفاق والتحوّل الروسي؟  

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 18 كانون الأول 2018

سجّلت مصادر ديبلوماسية، تابعَت مجريات الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي الأربعاء الفائت، ما وَصفته بأنه «تحوّل لافت» في موقف روسيا، تَمثّل بكلامها عن «حق إسرائل في الدفاع عن نفسها»، متسائلة عمّا إذا كان هذا التحوّل مردّه الى مقاربة موسكو لموضوع الأنفاق التي أعلنت إسرائيل اكتشافها على حدود لبنان الجنوبية، واتهمت «حزب الله» بحفرها. كذلك قرأت هذه المصادر توجّهاً تصاعدياً في موقف الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا يدعو الى دور أكثر فعالية لقوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، الأمر الذي قد يتّضِح خلال جلسة المجلس المفتوحة المقررة غداً، خصوصاً إذا طالبت واشنطن ولندن بتعديل مهمة قوات «اليونيفيل» ودورها، بحيث تكون قادرة على التدخل والمعالجة والدخول والعمل في الملكيات الخاصة.

أفادت مصادر ديبلوماسية واكبَت الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الأربعاء الفائت، وتناولت موضوع الأنفاق التي اعلنت اسرائيل اكتشافها على حدود لبنان الجنوبية، أنّ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤول الشؤون القانونية في إدارة عمليات حفظ السلام، السيّد أليكساندر زويف، قدّم لأعضاء المجلس قراءة مختصرة حول المعلومات المتوافرة عن الانفاق، وأبرز ما جاء فيها أنّ قوات «اليونيفيل» تَثبّتت من وجود أنفاق في الجانب الاسرائيلي من الحدود لكنها لم تتأكد من مسارها.

نقاط تقاطع

وذكرت المصادر أنّ أبرز النقاط التي تقاطعت عليها مداخلات ممثلي الدول الأعضاء في المجلس جاءت كالآتي:

- دانت كلّ من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وهولندا والسويد والبيرو وجود الأنفاق، وحمّلت مسؤوليتها لـ«حزب الله».

- دانت كل من فرنسا وبريطانيا والكويت وبوليفيا استمرار الخروقات الاسرائيلية، لاسيما منها الخروقات الجوية.

- طالبت كل من فرنسا والكويت والصين وروسيا بضرورة احترام ولاية قوات «اليونيفيل»

- أقرّت كل من الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وبريطانيا وهولندا، والبيرو وبولندا وساحل العاج «بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

- دعت كل من فرنسا وروسيا والصين وبوليفيا والسويد وبيرو وأثيوبيا، وساحل العاج وكازاخستان والكويت جميع الأطراف إلى «ضبط النفس».

مواقف لافتة

وسجلت خلال الجلسة مجموعة مواقف دولية لافتة:

- قاربَت فرنسا موضوع الأنفاق بأنه «تطور خطير»، وارتأت بأنه يقتضي إجراء مشاورات مغلقة للبحث في كونه يشكّل انتهاكاً للقرار 1701.

وأشادت بموقف رئيس جمهورية لبنان حول موضوع الانفاق، مشددة على «ضبط النفس»، ومُحذّرة من «نشاطات «حزب الله» العسكرية وانخراطه في النزاعات الإقليمية».

ودعت الحكومة اللبنانية إلى «التزام سياسات النأي بالنفس»، مُشيدة بدور قوات «اليونيفيل» وأدائها في متابعتها لموضوع الأنفاق. ودعت لبنان إلى تحمّل مسؤوليته في ما يتعلق بالقرار 1701.

من جهتها، أشادت الولايات المتحدة الأميركية بموقف رئيس الجمهورية، مشددة على ضرورة ترجمة الأقوال إلى أفعال. ورأت في الأنفاق «خرقاً للقرار 1701 من جانب «حزب الله»، وأكدت أنها «ستدعم إسرائيل في سعيها لحماية نفسها»، مطالبة جميع الدول الأعضاء في المجلس بـ«إدانة أنشطة «حزب الله»، مشيدة بدور قوات «اليونيفيل» وأدائها في متابعة موضوع الأنفاق، داعية لبنان إلى «تحمّل مسؤوليته في موضوع القرار 1701».

بدورها، دانت روسيا موضوع الانفاق، معتبرة انّ لإسرائيل «الحق في الدفاع عن نفسها، وضرورة وقف كل الانتهاكات التي تتعرّض لها على ارضها».

وركّزت روسيا على «أهمية «الآلية الثلاثية»، أي عمل اللجنة الثلاثية (الجيش اللبناني، اليونيفيل، الجيش الإسرائيلي) التي تجتمع عادة لمتابعة التوترات ومعالجتها.

وأشارت إلى الاتصالات التي أجراها المسؤولون الروس مع مسؤولين لبنانيين واسرائيليين، ودعت جميع الأطراف إلى «ضبط النفس». أما بريطانيا فطرحت سؤالاً عن سبب عدم قيام قوات «اليونيفيل» بالتأكّد من مداخل الأنفاق، فأجاب عليه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مؤكداً «أنّ مداخل الأنفاق قد تكون واقعة في ملكيات خاصة، وهذا الأمر يخرج عن صلاحيتها ويقع ضمن صلاحيات الدولة اللبنانية».

كذلك، لفتت بريطانيا إلى أنها «تلحظ تجاهلاً متزايداً لقرارات مجلس الأمن من جانب «حزب الله»، ودعت إلى «اعتماد ولاية «يونيفيل» أقوى قادرة على التدخّل والمعالجة».

ملاحظات روسية ـ كويتية

وخلال الجلسة، إرتأت روسيا عدم الحاجة إلى عقد جلسة مفتوحة لمجلس الامن في الأسبوع المقبل، فأيّدتها الكويت التي لم ترَ أيضاً أي حاجة لمثل هذه الجلسة لعدم وجود أي تصعيد ميداني، وقالت: «إذا كان هناك من ضرورة لعقد جلسة، فالأجدى أن تكون لموضوع الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان». وأيّدت بوليفيا موقف روسيا والكويت، لجهة أن لا ضرورة لانعقاد مجلس الامن في جلسة مفتوحة الأسبوع المقبل.

 

من كواليس الإنفراج: حذارِ هذه الألغام  

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 18 كانون الأول 2018

فجأة انهالت المواقف والتغريدات المبشّرة بقرب تأليف حكومة سعد الحريري الثانية في عهد الرئيس ميشال عون. قالها النائب شامل روكز في وضوح: «الأمور باتت في خواتيمها في مسألة تشكيل الحكومة، ومن حق النواب السنّة أن يتمثلوا بحسب المعايير التي تمّ اعتمادُها في مسار التشكيل». في المقابل لاقاه «اللقاء التشاوري» للنواب السنّة المستقلين إلى منتصف الطريق من خلال بيان «تمهيديّ» فتح المجال أمام تسوية تُحضّر بعيداً من الأضواء. إذ أشار إلى «تفهّمه لدقة الوضع المعيشي والاقتصادي والمالي، وللمخاطر التي تحوط بالوطن، والإحساس بالمسؤولية الوطنية»... ولو أنّه أنهى بيانه برزمة شروطه للموافقة على سلّة التسوية التي يتولّى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حياكتها.

وفي موازاتهم، كان زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري ينقلون عنه تمنّيه على رئيس الحكومة المكلّف لقاء النواب الستة تسهيلاً لانطلاقة قطار التأليف، وهي خطوة لا بدّ أن تحصل لإستكمال مشهدية «التفاهم الحكومي».

قبلهم، كان رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، وفق المعلومات، يلتقي في نهاية الأسبوع بعض نواب «التيار» ليذكّرَهم في أنّ من حق فريقهم السياسي التمثّل بـ11 وزيراً في الحكومة، ولكن في حال قرّر رئيس الجمهورية التنازل عن وزير لمعالجة الأزمة السنّية، فلن يكون، أي باسيل، معارِضاً.

وعلى رغم دخول هذه العناصر المشجّعة على خطّ التأليف، إلّا أنّ الحذر لا يزال مخيّماً فوق الملعب الحكومي، في انتظار مزيد من التوضيحات المطلوب تبادلها بين الأطراف المعنية، لكي يصير «الفول في المكيول».

وفق المتابعين، فإنّ أبرز ما سُجِّل خلال الساعات المقبلة هو الخطوة التي أعرب عنها رئيس الجمهورية من خلال إبلاغه إلى المعنيين استعدادَه ليكون ممثلُ «اللقاء التشاوري» من حصّته، حاسماً بذلك «الكادر الوزاري» الذي سيستظلّه الوزير السنّي، الذي سيكون في السياسة محسوباً قلباً وقالباً على قوى الثامن من آذار.

وبهذا يكون الحريري قد «أنقذ» نفسه من كأس التنازل عن وزير سنّي من حصّته لمصلحة محور الخصوم، ولو أنّه قال صراحة أمام مَن التقاهم أمس، إنه في حال نجت المبادرة من أيِّ أفخاخ إضافية غير مرئية وغير محسوبة، وفي حال بلغت خواتيمَها سليمة، فلن يقف في وجهها أو ضدها، طالما أنها تحترم رأيه. أما رأي الحريري فيتلخّص هنا، وفق مَن التقاهم، في أن يكون موافقاً على إسم الوزير الذي سيمثل «اللقاء التشاوري»، خصوصاً وأنه يضع «فيتو» على بعض الأسماء التي تناهت إلى مسامعه وهو يرفض وجودها على طاولة مجلس الوزراء لأيِّ حصّةٍ انتمت.

وهذا يعني أنّ رئيس تيار «المستقبل» قرّر خفض سقف اعتراضاته بعدما كان رافضاً وجود وزير «ممانع» في حكومته، لأيّ حصّة انتمى، وإذ به يليّن من موقفه انسجاماً مع «رياح التغيير». ولكنّه مع ذلك يبدي حذرَه من مسار الاتصالات ومصيرها، ولو أنها خطت خطوات أولى جدّية، خصوصاً في ضوء التجارب التي عادة ما تُحبِطها التفاصيل.

بهذا المعنى، يُفهَم من اتصالات الأمس، والتي لا تزال في بدايتها، أنها تحتاج إلى مزيد من الخطوات التفاهمية قبل بلوغها خطّ النهاية سليمة. ومن بين هذه الخطوات أن يمنح رئيس الحكومة «بركته» للإسم الذي سترسو عليه المشاورات لدخول الجنّة الحكومية.

ولكن قبل بلوغ هذه الدرجة من التقدّم، ثمّة خطوات اضافية يُنتظر أن تطرأ على مشهدية التأليف، لكي تبقى على السكة السليمة، وإلّا فإنّ انحرافها حتميّ. فـ«اللقاء التشاوري» فتح كوة في جدار المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية، لكنه، لم يشرّع باباً، وبالتالي ثمّة نقاط تحتاج إلى مزيد من التوضيح، وثمّة قواعد يسعى النواب الستة إلى تثبيتها في حال تفاهموا على اسم سابع من خارجهم يمثّلهم في الحكومة. وفق أحد نواب «اللقاء التشاوري» فإنّ موافقة رئيس الجمهورية على «تبنّي» ممثل عنهم، وضع العقدة على سكة المعالجة الجدّية، لكنّ ثمّة نقاطاً لا بدّ من مناقشتها والتفاهم عليها قبل تتويج المبادرة. أولى تلك النقاط، صدور موقف علني عن رئيس الحكومة يكرّس حق «المجموعة السداسية» في التمثيل الحكومي ويكون بمثابة ردّ اعتبار لهم. ثاني تلك النقاط، هوية الوزير السياسية، بمعنى أن يكون من صلب المقاومة وفي خيارها السياسي، وبالتالي صوته على طاولة مجلس الوزراء سيكون منسجماً مع خيار «اللقاء التشاوري» السياسي. ولهذا يصرّ «اللقاء» على أن يكون المبادر في تسمية ممثل عنه بعدما قرّر ملاقاة رئيس الجمهورية إلى خطٍّ وسطيّ، وطرح إمكانية تسمية شخص من خارج النواب الستة. يقول النائب: «نحن لسنا هواة تسجيل موقف سياسي، وما طرحناه في بياننا يعبّر عن رغبتنا في متابعة مسارنا كمجموعة نواب متفاهمين حول خيارنا السياسي، وبالتالي لن تنتهي مسيرتنا مع تأليف الحكومة، لا بل التأليف هو البداية، التي ستكرّس منطق الشراكة والتعددية داخل الطائفة السنية». ويضيف «ولهذا فإنّ جدول أعمال الوزير العتيد سيكون في صلب اهتمامنا، ويُفترض أن نحصل على الضمانات الكافية التي تسمح لنا بالتفاهم على الإسم وعلى برنامجه على طاولة مجلس الوزراء، سواءٌ لناحية الخدمات التي نريدها للشرائح الاجتماعية التي نمثلها أو لناحية حصتنا في التعيينات المرتقبة وغيرها من القضايا التي تهمّ الناس الذين نمثلهم». وفي محاولة للردّ على هذه الإشكاليات التي يطرحها «اللقاء»، سيلتقي اللواء ابراهيم اليوم النواب الخمسة في اعتبار أنّ النائب فيصل كرامي موجودٌ خارج البلاد ويُنتظر أن يعود خلال الساعات المقبلة، وهو متابع لكل تفاصيل المشاورات الجارية مع زملائه.

 

المناصفة في قوى الأمــن: «مشروع مشكل» أم تسوية؟  

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 18 كانون الأول 2018«

على عكس جولات سابقة من «التطاحن» مع قوى سياسية تنفيذاً لمشروع «إستعادة حقوق المسيحيين» في المؤسسات والإدارات، يخوض «التيار الوطني الحر» معركة مكتومة الصوت، بعيداً من أسلوب «إستفزاز» الخصم، داخل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لاستعادة جزءٍ من المراكز الأمنية «تأميناً للتوازن الطائفي والميثاقية»، كما يقول.

على رغم تداول أكثر من رقم يحدّد نسبة وجود الضباط المسيحيين داخل قوى الامن الداخلي، إلّا أنّ الوزير جبران باسيل يجزم في مجالسه الخاصة بأنّ «رقم الـ32%، مبالغ فيه، والرقم الأدق هو 36%».

في مطلق الحالات، وبغض النظر عن نسبة الرقم، ثمّة أمران أساسيان: يخوض باسيل هذه المعركة من دون جلبة سياسية بعكس كثير من معاركه في هذا المجال، كما أنّ هناك إقراراً عند الجميع تقريباً بوجود تفاوت في توزيع المراكز بين الضباط المسيحيين والمسلمين، لكنّ مقاربة هذا الواقع لا تزال تخضع لنقاش هادئ أبدى خلاله الرئيس المكلّف سعد الحريري مرونة لافتة، من دون التوصّل حتى الآن الى تثبيت خريطة شاملة لإعادة توزيع المراكز بين ضباط قوى الأمن.

مع ذلك يبشّر «العونيون» منذ الآن بـ«إنجازٍ غير مسبوق يُصلِحُ عطباً طائفياً مُزمناً في المؤسسة»، ويبدو أنهم يستعجلون إعلان إنتصار لا تزال تعترضه العديد من العقبات خصوصاً حين تحلّ ساعة الجدّ، حيث إنّ بعض المراكز قد يبقى «عاصياً» على التفاوض من منطلق تمسّك أولياء الطائفة به! وتفيد معلومات، أنّ أبرز المراكز التي يسعى الفريق المسيحي داخل مجلس القيادة إستعادتها هي: «الشعبة الإدارية» في مديرية قوى الامن، قائد سرّية سير بيروت، قائد سرّية المطار، قائد سرّية السجون... ولا يبدو واضحاً منذ الآن، إذا المناصفة تعني أيضاً إحتمال تخلي الفريق المسيحي المفاوض، إستناداً الى مبدأ التبادل، عن بعض المواقع الأمنية «النوعية» التي يشغلها ضباطٌ مسيحيون!

وبالتأكيد فإنّ شبه المصالحة التي جرت في مكتب المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في 16 تشرين الثاني الفائت بينه وبين النائب أسعد درغام ساهمت في سلوك الملف «خطاً عسكرياً» نحو التفاوض «على الرايق» خصوصاً أنّ درغام كان قد فتح مواجهة مباشرة مع عثمان متّهماً إياه بمخالفة القانون وإطاحة مجلس القيادة وتثبيت واقع الاستئثار»، مع العلم أنّ أوساط المديرية تؤكد أنّ عثمان لم يُنشئ أعرافاً جديدة في المؤسسة بل هو واقع قائم بذاته ومتجذّر، والتشكيلات، أو «أمر النقل العام» لا مفرّ منه لكن لا يمكن أن يتمّ تحت الضغط، والدليل أنّ هذه التشكيلات تُطبخ اليوم على نار هادئة وهي حاجة ملحّة للمؤسسة أصلاً كونها متوقفة منذ العام 2004».

في إجتماع مجلس القيادة الأخير، والذي كان أعضاء في مجلس القيادة قد هدّدوا بأنه لن يعقد إلّا لبتّ بند واحد هو التشكيلات الأمنية في المديرية، تمّ الاتفاق على جدول ترقيات الضباط الذين تستحق ترقيتهم في 1-1-2019 و1-7-2019، وهو الأمر الذي يتمّ في كل الأجهزة الأمنية نهاية كل سنة، كذلك تمّ الاتفاق على تسريح 90 عسكرياً من رتبة معاون أول وما فوق.

هنا برزت مخاوف العسكر من إمكانية جنوح الوضع المالي نحو مزيد من السوء وإنخفاض سعر صرف الليرة، فبعدما كان قرار التسريح معلّقاً في إنتظار دورة التطويع الجديدة تمّ بتّ الملف تحت ضغط طلب هؤلاء تسريحهم خوفاً من تدنّي قيمة تعويضاتهم لاحقاً!

هكذا، تُطبخ تشكيلاتُ قوى الامن المعلّقة منذ آخر أمر نقل عام في 2004، والمستعاض عنها بقرارات فصل موقت للضباط، في الأروقة السياسة، لكن للمرّة الأولى من خلال تطبيق مبدأ المناصفة في الشُعَب والسرايا والفصائل والمفارز...

المفاوضات حول إستعادة مراكز لمصلحة المسيحيين في المديرية يقودها درغام نيابةً عن رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير جبران باسيل ويعاونه مسؤول المراجعات مع قوى الامن الداخلي و«أمن الدولة» في «التيار الوطني الحر» جوزف صليبا، وقد دخل قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، المحسوب على عون، على خط هذا الملف بعيد تعيينه.

يقول درغام لـ«الجمهورية»: «لقد إتفقنا على مبدأ المناصفة الكاملة في قوى الأمن الداخلي. إلتقيتُ الرئيس الحريري الذي أبدى إيجابية وتفهّماً، كذلك حصلت لقاءاتٌ مع رئيس الجمهورية وباسيل، وتوصّلنا الى تسوية ترضي الجميع فيما تبقى تفاصيل صغيرة وبعض التوزيعات للمراكز التي يجرى العمل عليها والتي لا تعوق الاتفاق الاساسي»، مؤكداً «أننا كفريق سياسي في التيار الوطني الحر سجّلنا إنجازاً بتثبيت المناصفة للمرة الاولى من خلال تشكيلات متوازنة طائفياً ستصدر بعد توقف دام 14 عاماً».

ويشير درغام الى أنّ «اللقاء مع عثمان كان جيداً واستتبعته لقاءات بعيداً من الاعلام وتوصّلنا الى نتيجة ترضي الجميع بحيث التقينا عند منتصف الطريق».

عملياً التغيير المنشود، في هذه الحال، سيطاول غالبية المراكز باستثناء قادة المناطق الموزّعة مناصفة.

وفيما تُطرح تساؤلات جدّية عن مدى إمكانية صدور هذه التشكيلات قبل ولادة الحكومة، مع العلم أنّ تعيين ضباط بالأصالة لا يحتاج الى موافقة مجلس الوزراء، يشير درغام الى أنّ «هذه التشكيلات ستحصل على مرحلتين، المرحلة الاولى قد تتمّ قبل ولادة الحكومة، وتعكس الترجمة الأوّلية لمبدأ المناصفة، خصوصاً إذا حصل مزيدٌ من التأخير في تأليف الحكومة. أما المرحلة الثانية فستشهد الجزءَ الأكبر والمتبقّي من التشكيلات وستكون سريعة».

كذلك يشير درغام الى أنّ «إتفاقاً حصل أيضاً مع اللواء عثمان على ممارسة رئيس الأركان العميد نعيم شماس صلاحياته من دون تخطّي رؤساء الشعب هذه الصلاحيات».

وفيما لم تشمل لقاءاتُ درغام أيّاً من مسؤولي حركة «أمل» أو «حزب الله»، فإنّ المعطيات تفيد أنّ الأعضاء الشيعة في مجلس القيادة قد منحوا موافقتهم على مبدأ المناصفة، فيما لم يصدر حتى الآن أيُّ موقف سلبي من الثنائي الشيعي حول هذه التسوية.

لكنّ مطّلعين يشيرون الى أنّ تكريس المناصفة أو إنتقال مراكز معيّنة من طائفة الى أخرى يصطدم بوجود عوائق جدّية قد تُظهر ممانعة لتخلّي طائفةٍ ما عن مركزٍ ما كرّسه العُرف لها بحكم الممارسة إلّا مقابل بديل آخر قد لا يكون متاحاً، كما أنه قد يصعب تنفيذ «التبادل» بسبب حساسيات طائفية في بعض المناطق! درغام يجزم في هذا السياق «هذا سببٌ إضافي لإجراء توزيعات جديدة متوازنة في المناطق تكسر إحتكارَ ضباط من لون طائفي معيّن في مناطق من اللون نفسه».

 

مقاربتان مسيحيّتان لما بعد «إتفاق الطائف»  

النائب الدكتور فريد البستاني/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 18 كانون الأول 2018

في الوسط المسيحي نقاش حول ثلاثة عقود ما بعد إتفاق الطائف، بعدما شكلت عودة العماد ميشال عون إلى لبنان ووصوله إلى رئاسة الجمهورية من جهة، والعفو عن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعودته إلى الحياة السياسية، إشارتان إلى عودة الحيوية السياسية المسيحية بقواها الحيّة والفاعلة، والتي كان تغييبُها علامة سلبية لدى المسيحيين تجاه ما بعد الطائف، تكفي لإقفال النقاش حول التقييم. أما اليوم ومع متغيّرات المنطقة والتطورات اللبنانية، فالنقاش حيوي ونشط حول ما إذا كان المسيحيون يُحسنون التصرّف، ويقفون في المكان الصحيح أم يضيعون في صحراء التيه التي تصنعها الرياح الحارة والباردة التي تهب على المنطقة ويلفح بعضُها وجهَ لبنان، ويشغل بالَ اللبنانيين.

يدور النقاش حول الأساسيات الكيانية من جهة والخيارات السياسية من جهة أخرى، وتقول واحدة من وجهات النظر أنّ المسيحيين تائهون في الإنتظارات بين قلق من شيعية سياسية تراهن على الإنتصارات في المنطقة وسنّية سياسية خائفة، ومشروع عروبة مدنية حضارية ضائع، ومشكلة هذه النظرة التي تسعى لجلد المسيحيين بذنب لم يقترفوه أنها وهي تنطلق من مقاربات تاريخية لصيغة العيش المشترك وتوازناتها ونهائية الكيان اللبناني، ومخاطر المتغيرات التي فرضتها تحديات المنطقة على لبنان، تتجاهل النجاحات التاريخية المحققة على هذه الأصعدة جميعها، فلمَن ينادي المسيحيين بالتمسّك بالعروبة ويقرعهم بتهمة الإنصراف عنها والإنتظار، إنه يتجاهل أنّ أهم إستثمار مسيحي في العروبة كان في وقفتهم أثناء حرب تموز 2006 بوجه العدوان، وكان لتفاهم مار مخايل الدور الكبير في هذا الإستثمار القائم على تعريف للعروبة يبدأ من اليقين بصدقية دعوة البابا يوحنا بولس الثاني للبنانيين ليعيشوا قضايا منطقتهم ويحذّرهم من الإنفصال عنها.

لقد نجح المسيحيون في ترسيخ مفهوم نهائية الكيان اللبناني، بعد عقود من التباين حوله، ولم يعد في لبنان مكوّنٌ وازن ينظر نحو لبنان كخطأ تاريخي أو زائدة جغرافية، ينتظر متغيرات تتيح دمجها بالمحيط العربي أو الإسلامي، كما كان الحال في منتصف القرن الماضي، كما نجح المسيحيون في تثبيت مفهوم للسيادة يبدأ من التشارك في مواجهة الخطر الإسرائيلي ويدعو لحوار مستدام يتيح ترسيم حدود العلاقة بين الدولة والمقاومة وبين ضرورات السيادة ومقتضيات الحماية والقوة، ولا تزال الغالبية المسيحية مؤمنة بالخيار الذي يمثله الرئيس ميشال عون على هذا الصعيد، سواءٌ بالموقف الحازم من الخطر الإسرائيلي أو بالتعامل الدقيق تحت سقف القانون الدولي والقرارات الدولية مع حاجة لبنان لمقتضيات الحماية بوجه الأخطار الإسرائيلية .

في المقابل لا يمكن تحميل المسيحيين مسؤولية غياب المشروع الحضاري المدني العربي الذي يبدو الحديث عنه سرابا ومجرد وهم، خصوصاً عندما يكون الثقل الوازن بين الدول العربية معقوداً لكيانات لا ديمقراطية ولا حريات فيها، بما في ذلك خصوصاً حرية المعتقد الديني، لذلك لا يبدو الأمر مطروحاً على جدول أعمال المسيحيين إلّا من باب جلد الذات بغير وجه حق، ويكفيهم من عروبتهم لغتها والتشارك في مواجهة الخطر الإسرائيلي، ودورهم مع سائر اللبنانيين في مواجهة مخاطر التهجير والتكفير، التي تُسقط العروبة بالضربة القاضية وتلغي ما يجعلها الجمع الحضاري للمسلمين والمسيحيين، وفيما يقدّم المسيحيون مع المسلمين لبنان نموذجاً للمشروع العربي الحضاري، يدركون معنى تمسّكهم بأولوية الإلتفات لوطنيتهم اللبنانية، التي رغم كل القلق السياسي على محطاتها الدستورية، لا يواكبها قلق وجودي، في ظلّ توافق إسلامي مسيحي على خطر التطرف الإرهابي، الآتي من عناوين إسلامية، يُجمع مسلمو لبنان ومسيحيوه على رفضها ونجحوا بمواجهتها.

سيكون سهلاً لدى التدقيق في هواجس المسيحيين الفعلية إكتشاف حقيقة أنه ليس في العقل المسيحي الجمعي وجودٌ لمشروع سني أو شيعي طامح أو طامع بلبنان، بل صراعات إقليمية يخشى اللبنانيون مسيحيين ومسلمين من أن يدفعوا فواتير تصعيدها أو تسوياتها، ويعتقدون بصدق أنّ تفاهماتهم ستُسهم في تحسين موقعهم للحؤول دون ذلك، وأشد القضايا تسبّباً للقلق لدى اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً، على هذا الصعيد وتقارب التحوّل لقضية قلق وجودي، هي مخاطر التوطين التي تُطرح حول مستقبل الوجود السوري والفلسطيني في لبنان، وهي مشاريع لا يسمعها المسؤولون اللبنانيون من شركائهم المسلمين بل يسمعونها من قادة الغرب المسيحي الذين لا يبدو أنّ الوجود المسيحي في أولوياتهم لدى مقاربة قضايا المنطقة، ويخشى المسيحيون أن يدغدغ بعض هذه الدعوات غرائز وطموحات بعض المسلمين فيضعفوا أمامها.

من حق المسيحيين الذين يؤمنون بنجاح رهانهم على نهائية لبنان ككيان وطني لجميع اللبنانيين أن يباهوا بنجاحاتهم، وهم إذ يعتبرون أنهم حققوا إنجازاً تاريخياً بذلك مع تحوّل هذا الإيمان إلى يقين لبناني جامع، لم يكن موجوداً من قبل، يرون في مشاركتهم بتوفير التضامن مع مقومات حماية لبنان بوجه خطر العدوان الإسرائيلي وتمدد الإرهاب التكفيري، نجاحاً في منع العواصف الإقليمية من تهديد مقومات هذا الكيان والتوافق حول نهائيته، ويسعون لتعميم هذا النجاح في منع التوطين كخطر داهم، ومن حق المسيحيين هذا التباهي بالإنجاز بينما هم يرون بالمقابل أنّ الدول الكبرى في المنطقة تواجه مخاطر وجودية، وها هم يواصلون الإستثمار على إنجازاتهم، ويسعون دون إنتظار ولا وقوف على الرصيف لصناعة توافق لبناني ينجح بإنهاء القلق من مخاطر التوطين مهما كانت نتائج واتّجاهات الصراعات الإقليمية، فيترجمون مفهومهم الخاص للنأي بالنفس بصفته النأي بلبنان عن دفع فواتير التفاهمات والصراعات في المنطقة على حساب وجودهم أو نهائية كيانهم أو توازناته الدقيقة.

 

عشية جلسة مجلس الأمن... إسرائيل و«حزب الله» انقلبا على القرار 1701

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/18 كانون الأول/18

يعقد مجلس الأمن جلسة علنية غداً الأربعاء، بطلب من الولايات المتحدة، لمناقشة أنفاق «حزب الله» في الجنوب اللبناني. وفي حين سبق لـ«الشرق الأوسط» أن نقلت عن مصادر دبلوماسية تشديدها على «ضرورة وقف كل الانتهاكات للقرار الدولي المتعلقة بلبنان، بحراً وجواً وبراً، حتى لو كانت تحت الأرض»، جدد الرئيس اللبناني ميشال عون «التزام لبنان بالقرار 1701 بحرفيته»، لافتاً إلى أن «إسرائيل تواصل انتهاك السيادة اللبنانية بمعدل 150 خرقاً كلّ شهر».

ويقول الوزير السابق طارق متري، الذي تولى في الأمم المتحدة المفاوضات المتعلقة بالقرار 1701 عن الجانب اللبناني عام 2006، بأن «وجود القوات الدولية ولا سيما الفرنسية والإيطالية والإسبانية، في إطار قوات الأمن المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان (اليونيفيل)، يؤشر إلى التزام غربي بإبقاء الجبهة على الجنوب اللبناني هادئة، والقرار القاضي بوقف الأعمال العدائية أدى غرضه باستثناء بعض المناوشات، من دون إغفال الانتهاكات الإسرائيلية لأكثر من مرة للسيادة اللبنانية وليس فقط جواً وإنما براً وبحراً».

ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «كذلك لم يحصل أي تقدم لجهة الانسحاب الإسرائيلي من قرية الغجر، ولم توضع مزارع شبعا على طاولة البحث، بموجب اقتراح الطرف اللبناني ذلك خلال مفاوضات القرار 1701». ويشير إلى أن «البند المتعلق بوجود سلاح جنوب الليطاني، ما خلا سلاح الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، قد نفذ بطريقة غير مباشرة. إذ لم يعد هناك سلاح ظاهر فوق الأرض، وإذا كان هذا السلاح موجوداً في الأقبية أو تحت الأرض فهو غير منظور بالتالي غير موجود».

ويقول مصدر متابع لمفاوضات وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ الانقلاب على القرار 1701. غداة صدوره، سواء من الجانب الإسرائيلي أو من طرف حزب الله»، ليضيف أن «الحزب، والإعلام الذي يدور في فلكه روجا أن الاتفاق مؤامرة من فريق 14 آذار ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، على المقاومة. وانفلش الحرس الثوري الإيراني في الجنوب، ولم يكن يتجاوب مع الطرف اللبناني الذي كان يطالب رئيس الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان حسام خوش نويس، بتقارير عن عمل الهيئة». ويشير إلى أن «حسام خوش نويس، كان يطلق مواقف عدائية ضد الحكومة اللبنانية. وتبين بعد اغتياله في سوريا في منتصف مارس (آذار) 2013. أنه الجنرال الإيراني حسن الشاطري وكان يتولى شؤون هيئة الإغاثة الإيرانية باسم مستعار وأوراق ثبوتية مزورة، بالتالي يمكن الاستنتاج إذا ما تم خرق القرار 1701 أم لا».

ولا يتوقع متري أي نتائج عملية لاجتماع مجلس الأمن غداً لبحث مسألة الأنفاق، ويقول: «يمكن من خلال النقاشات أن يصعد الجانب الأميركي المنحاز في عهد الرئيس دونالد ترمب إلى إسرائيل أكثر مما كانت عليه الحكومات السابقة، لكن لن يؤدي ذلك إلى أي تغيير في قواعد الاشتباك الحالية. وإسرائيل ليست مقبلة على حرب واسعة تستهدف لبنان، إلا أن ذلك لا ينفي إمكانية توجيه ضربة موضعية على خلفية الأنفاق الموجودة من زمن ولا يشكل وجودها أي دليل على انتهاك القرار 1701».

ويقول النائب والعميد المقاعد وهبي قاطيشا لـ«الشرق الأوسط»: «لم يحترم أي من الطرفين تعهداته، فالإسرائيليون يخترقون الأجواء اللبنانية كلما أرادوا. وحزب الله يتغنى بأنه يملك ترسانة أسلحة فيها 113 ألف صاروخ. والدولة اللبنانية لا تفعل شيئا».

أما أستاذ العلاقات الدولية الدكتور علي جوني، فيوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «القرار 1701 ليس تحت الفصل السابع، إلا أن لبنان ملتزم باحترامه، لكن إسرائيل هي من لا يحترم القرارات الدولية، وهي حتى اليوم لم تنفذ القرار 425 الصادر تحت الفصل السابع والذي يشكل جزءاً من القرار 1701 والقاضي بانسحابها من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وترسيم الحدود مع لبنان. مع الإشارة إلى أن الخط الأزرق ليس ترسيماً للحدود».

ويضيف جوني أن «المخالفات الإسرائيلية مسجلة في تقارير الأمين العام للأمم المتحدة، ولدى وزارة الخارجية اللبنانية، في حين لا شيء يشير إلى انتهاك لبنان القرار، مع الإشارة إلى عدم تضمينه أي شيء يتعلق بشرعية سلاح المقاومة المعترف بها في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، وكذلك لا إثبات لوجود سلاح الحزب جنوبي الليطاني، وحتى لو كان موجوداً فهو على أرض لبنانية».

أما عن مسؤولية الدولة اللبنانية بشأن تنفيذ القرار 1701، فيقول قاطيشا: «المشكلة أن في لبنان فئة مسلحة من خارج الدولة، ما يسهل لإسرائيل اعتداءاتها المتكررة على لبنان، معتبرة أن الأرض سائبة والدولة لا تسيطر عليها. واليوم لدينا حزب لبناني مسلح يمسك بقرار الحرب والسلم في لبنان، ما يضعف سيادة الدولة على أرضها ويشجع إسرائيل على عدوانها».

ويرى قاطيشا أن «لا تأثير لما تقوم به إسرائيل على الحدود أو في مجلس الأمن في المدى المنظور. كما أن مجلس الأمن لا يستطيع أن يفعل شيئا قبل إثبات أن الأنفاق التي تتحدث عنها إسرائيل تبدأ من لبنان وتنتهي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قبل ذلك لا يمكن الحديث عن عمل عدائي من جانب حزب الله».

ويضيف أن إثارة إسرائيل عدم احترام لبنان القرار 1701 مرتبط بما يخدمها وفق المعطيات الإقليمية والتجاذب الحاصل بين إيران والولايات المتحدة، «مع الإشارة إلى أن إيران التي سحبت أسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كيلومترا من الحدود في هضبة الجولان المحتلة، قدمت أكبر خدمة إلى إسرائيل جراء تدخلها في الدول العربية، التي باتت تشعر بالتهديد الإيراني على استقرارها، أكثر مما تشعر بالتهديد الإسرائيلي، ما أضاع الزخم المطلوب لحل القضية الفلسطينية».

ويشير جوني إلى أن «غالبية قرارات مجلس الأمن سياسية لا تحترم، وإلا لكانت تحررت فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي. بالتالي القرار 1701 لا يحمي لبنان، وإلى يومنا هذا إسرائيل لا تزال تعتدي على جزء من أرضنا في مزارع شبعا وغيرها، ما يعطي للمقاومة وسلاحها شرعية، ما دامت تدافع عن نفسها ولا تبادر بالاعتداء على الأراضي الفلسطينية المحتلة».

 

التفاصيل السرية لمعركة الأنفاق: خطط حزب الله والعملية الإسرائيلية

سامي خليفة/المدن/الثلاثاء 18/12/2018

لا تزال الصحافة الإسرائيلية تسلط الضوء على موضوع أنفاق حزب الله، وبهذا الصدد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت معلوماتٍ مستقاة من المناقشات السرية في القيادة العسكرية الإسرائيلية، التي لم يطلع عليها حتى الجنود، الذين لم يعرفوا ما كانوا يتدربون عليه قبل انطلاق عملية "درع الشمال".

عملية سرية

تكشف يديعوت أحرونوت أن العملية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي هذا الشهر، هي الفصل المعلن في عملية سرية مستمرة منذ أربع سنوات تحت اسم "White Gold"، وأن بضع عشرات من القادة والمهنيين كانوا على علم بها. وحسب المعلومات الجديدة، لم يظهر الموضوع في مناقشات هيئة الأركان العامة، إلا بمناقشة خاصة في مكاتب قائد الجيش الإسرائيلي، ووزير الدفاع وقيادة المنطقة الشمالية. بدأ الأمر مع الجنرال أفيف كوشافي، واستمر تحت قيادة اللواء يوئيل ستريك، الذي وضع الخطة وأشرف عليها مباشرة.. وعلى الأقل، نصف جنرالات هيئة الأركان العامة لم يعرفوا شيئاً عنها. سافرت وحدة الهندسة للعمليات الخاصة المعروفة بــ"يهلوم" شمالاً، قبل ساعات فقط من بدء العملية، حيث انضمت، كما تكشف الصحيفة، إلى قوات الكوماندوز وكتائب المشاة الأخرى في المناطق التي يشتبه بوجود أنفاق لحزب الله بها. لكن الاستعدادات للعملية بدأت قبل ذلك بأربع وعشرين ساعة، عندما وصلت الوحدات التكنولوجية إلى الحدود سراً، وبدأت تفحص الأرض. وفي الوقت نفسه، تم نقل معدات الهندسة الميكانيكية الثقيلة سراً إلى الحدود الشمالية.

"النملة"

بدأت عملية درع الشمال رسمياً في الساعات الأولى من يوم الاثنين 3 كانون الأول 2018. ولكن البحث عن الأنفاق بدأ ليلاً باستخدام تدابير تكنولوجية خاصة وُضعت في الجنوب (حدود غزة)، جنباً إلى جنب مع تدابير وُضعت خصيصاً للجبهة الشمالية. واحدة من التدابير الرئيسية التي تم وضعها لتحديد موقع الأنفاق هي مركبة هندسية تُسمى "النملة". هذه المركبة، المجهزة بأجهزة استشعار يمكنها سماع الحفر عبر الصخور، في أعماق الأرض، وكانت تقوم بدوريات في الجبهة الشمالية لبضع سنوات. وعن هذا الأمر يقول قائد وحدة "يهلوم" للصحيفة: "عندما أرسل الجيش الإسرائيلي روبوتات إلى أول نفق مكتشف، وجدوا شخصين في الداخل - من المفترض أنهما من رجال حزب الله - متجهان نحو إسرائيل. فوجئنا أنهما تمكنا من الدخول. ومن المرجح أنهما ذهبا لرؤية ما يجري وما كنا نفعله".

صواريخ على دراجات نارية

الأنفاق ليست سوى وسيلة لتحقيق غاية. فالعدو الأول لإسرائيل اليوم، حسب الصحيفة، هي قوة الرضوان التابعة للحزب، والتي يديرها السيد حسن نصر الله مباشرةً. وتضم هذه الوحدة ما بين ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف مقاتل، وتنقسم تقريباً إلى قوتين: قوة تدخل وقوة خاصة. القوة الخاصة معنية بالتسلل إلى الجليل، مع التركيز على 22 تجمعاً استيطانياً إسرائيلياً متاخماً للحدود. في المرحلة التالية لخطط حزب الله، ستشترك قوة التدخل بقوة كبيرة من النيران، بما في ذلك دراجات نارية مجهزة بصواريخ كورنيت المضادة للدبابات، وستوفر النيران الغطاء للمساعدة في استكمال الاستيلاء على مجمع استيطاني، أو قاعدة عسكرية أو نقطة اتصال استراتيجية، بالإضافة إلى إخراج أي قوة من الجيش الإسرائيلي تصل إلى مكان الحادث. وتتضمن قوة التدخل أيضاً وحدات هندسية وقناصين، سيمهدون الطريق لوحدات تحمل معداتٍ أثقل.

بدأ مشروع درع الشمال، كما تكشف الصحيفة، مع وزير الدفاع موشيه يعلون، الذي تمكن من جمع 120 مليون دولار من الأميركيين لمشروع اكتشاف الأنفاق، وأنشأ فريقاً للتشغيل الاستخباراتي والتكنولوجي، بدأ العمل سراً في القيادة الشمالية. وقد بدأ الفريق في تحليل المناطق الاستراتيجية، حيث كان يمكن للحزب أن يحفر سراً بالقرب من السياج الحدودي. هكذا وصلوا إلى مصنع في قرية كفركلا، حيث تم اكتشاف أول نفق. وهناك، لاحظت وحدات المراقبة الإستخباراتية، التي تراقب منطقة المصنع منذ عام 2015، مولداً كهربائياً ومركز حراسة، بينما تغير الأشخاص الذين يعملون هناك تدريجياً، وأصبح الموقع، ببطء لكن بثبات، منشأة عسكرية.

توقيت العملية

في كانون الثاني 2017، أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت، قائد المنطقة الشمالية حينها، أفيف كوشافي بإطلاق عملية عمل موحدة، لتدمير الأنفاق على الحدود الشمالية. منذ ذلك الحين، اجتمعت مجموعة صغيرة من الضباط كل أسبوعين، في مكتب إيزنكوت، لمناقشة التقدم المحرز في مشروع القضاء على الأنفاق. وقاد الجهد على ثلاثة محاور: الفريق الهندسي، الذي أُطلق عليه اسم "المحور الرمادي"، و"المحور الأزرق"، الذي استعد لإمكانية التصعيد المؤدي إلى حرب شاملة. و"المحور الأحمر"، الذي يُعهد إليه بالحرب النفسية، ويعمل طوال الوقت على نزع شرعية الحزب، باعتباره المنظمة التي تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. تشير يديعوت أحرونوت بأن صيف عام 2018، كان الموعد المستهدف لتدمير الأنفاق، لكن أزمة في غزة اندلعت في أواخر أذار 2018، ووجهت انتباه هيئة الأركان العامة إلى القيادة الجنوبية. كما أن الأزمة مع روسيا بعد إسقاط طائرة الاستخبارات الروسية في سوريا، في أيلول الماضي، ساهمت أيضاً في تأجيل العملية. ويبدو، وفق الصحيفة، أنه بعد اكتشاف الجيش الإسرائيلي للنفق الأول، أوقف الحزب مشروع الأنفاق. واستناداً إلى الخبرة السابقة، فإن هذا هو المكان الذي سيستخلص فيه الحزب النتائج، ويتعلم الدروس ويقيّم الوضع مستقبلاً. فحزب الله لديه صبر، ولن يكون رده بالنار بالضرورة فورياً.

مقاتلو الحزب بأعلام روسية!

على صعيدٍ منفصل، قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أن موسكو تسمح لمقاتلين من الحزب وجماعات أخرى موالية لإيران، تعمل في سوريا، بحمل أعلام روسيا من أجل حمايتهم من الضربات الجوية الاسرائيلية.

وفقاً للتقرير، اشتكت إسرائيل لروسيا من أن أعلامها التي شوهدت فوق مجمعات وقوافل عسكرية تابعة لإيران وحلفائها، بالقرب من المطار العسكري في مدينة حماة السورية، وفي مدينتي حمص وإدلب، وكذلك في الصحراء السورية. وجاءت الشكوى قبيل زيارة كبيرة للبعثة العسكرية الإسرائيلية إلى موسكو يوم الثلاثاء 11 كانون الثاني 2018.

 

تمثيل اللقاء التشاوري... إعلان عودة سوريا

العميد الركن خالد حماده/18 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70129/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%83%D9%86-%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D8%AA%D9%85%D8%AB%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1/

سجّلت مفاوضات السلام في ستوكهولم بين الحوثيين وممثّلي الشرعيّة في اليمن تقدّماً نوعياً، كان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قد أكدّه بإصرار في وقت سابق. الإتفاق الذي أكدّه الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، يتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار في محافظة الحديدة بأكملها، وانسحاباً عسكرياً لكافة القوات من المدينة والميناء خلال 14 يوماً، وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحليّة بأداء وظائفها. اتفاق ستوكهولم الذي يجسّد إطاراً من الترتيبات السياسية والأمنية في إحدى الساحات العربية المخترقة بميليشيات إيرانية أو تحظى فيها ميليشيات مذهبية بدعم من إيران، قد لا يكون صالحاً للتعميم، ولكنّه يجسّد جزءاً من المشهد العام الذي ستؤول إليه ساحات النفوذ الإيراني في كلّ من العراق ولبنان وسوريا.

لبنان الذي يتفرّد عن سواه من الساحات بعدم إبداء أيّة مناعة تجاه الاستباحة الإيرانية، ويعاني من استفحال الفساد في كل مفاصل الإدارة الحكومية وعجز قضائه عن حماية المواطنين وحياتهم اليومية (آخرها مهزلة معمل ميموزا حين تدخّل السياسيون المنادون بالإصلاح لإطلاق سراح مدير المعمل أحد المتسببين الرئيسيين بتلوث نهر الليطاني)، ويمر اقتصاده بأزمة خانقة، يواجه انكشافات ثلاث أمام المجتمع الدولي:

أولاً: انكشاف دبلوماسي: يستعد لبنان غداً الأربعاء لمواجهة مجلس الأمن، الذي توجّهت إليه إسرائيل في سياق حملة دبلوماسية وإعلامية مدعومة من الولايات المتّحدة الأميركية، لمناقشة ملف أنفاق حزب الله بعد تأكيد قوات اليونيفيل اكتشاف ثلاثة منها. الاجتماع الذي طلبته الإدارة الأميركية وستشارك فيه بعثة لبنان الدبلوماسية يهدف لوضع الحكومة اللبنانية أمام مسؤولياتها وتحميلها تبعات قيام «حزب الله» بحفر الأنفاق واقتراح تفعيل الإجراءات لتطبيق القرار 1701. لبنان الذي اختبأ عند اكتشاف الأنفاق خلف القرار المذكور وأكّد التمسّك به على لسان كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف، لم يكن مسؤولوه على مستوى التّحدي المطلوب إذ لم يقمّ أي منهم بأي نشاط دبلوماسي لدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لحماية لبنان بل اقتصر نشاط وزير خارجيته على المشاركة في لقاء اقتصادي لا يعنيه، وإضاءة شجرة الميلاد في بعض القرى الجنوبية، هذا بالإضافة أنّه سيعرض على مجلس الأمن مشروع قرار تقدّمت به واشنطن وتل ابيب يصنّف حزب الله منظّمة إرهابية.

ثانياً: انكشاف أمني: يؤكده الفشل الدائم للخطط الأمنية في منطقة بعلبك الهرمل. التطور اللافت في الأحداث الداميّة هو التصريحات العلنيّة التي يجاهر بها مجموعة من المواطنين تربطهم عصبية عشائرية، بعدائهم للدولة، ويترجم ذلك بمهاجمة مراكز الجيش وإحراقها في حي الشراونة. ويتزامن ذلك مع تعرّض مركز تابع للجيش في بلدة القصر -الهرمللإطلاق نار من الداخل السوري. هذا في الوقت الذي انتقل فيه عدد من المتهمين بمهاجمة مراكز الجيش الى المنطقة السورية المحاذيّة للحدود اللبنانية الخارجة أساساً عن سلطة الدولة، وانخرطوا في ما يسمّى «حزب درع الوطن السوري». المجتمع الدولي الذي قدّم الهبات للمؤسسات الأمنية ينظر الى فشل السلطة اللبنانية وعدم قدرتها على اتّخاذ القرار باستعادة سيطرتها على حدودها ومرافقها وهو بات مقتنعاً بإنّ هذه الدولة بحاجة الى وصي من خارج الحدود. في حين لا زالت الحكومة تنظر الى خروج تجمّع عشائري أو جزء منه عن سلطة الدولة في منطقة حدوديّة، كانت ولا تزال مسرحاً لعمليات تهريب ونقل وانتقال أسلحة ومقاتلين الى دولة أخرى، على أنّه مسألة أمنية تقع على عاتق الجيش اللبناني فقط!!!!

ثالثاً: فشل في تكوين السلطة: وقد عبّرت عنه العقبات التي وضعها كل من تكتل رئيس الجمهورية وحزب الله أمام الرئيس المكلّف لوضع موقع رئاسة الحكومة تحت السيطرة وتكريس أعراف خارجة عن الدستور. اللقاء التشاوري الذي لا يخفى على أحد نكهته الأسديّة كان آخر الابتكارات المرشّحة للتوظيف في أكثر من اتّجاه، إضعاف رئيس الحكومة أمام حكومته وداخل طائفته وتجريد رئيس الجمهورية من الثلث المعطّل. تخريج التسوية الحكومية بقبول الرئيس بتمثيل اللقاء التشاوري من حصته، وباجتماع يضمّ نواب اللقاء الى اللواء عباس ابراهيم لتسليمه إسمين لمرشحين من خارج اللقاء خلافاً لكل التعنّت السابق، وابتعاد حزب الله عن التعليق، ليست سوى مؤشرات أكيدة على دخول دمشق على خط التأليف بشكل واضح. بدت فكرة اللقاء التشاوري فكرة أسديّة بامتياز كلّف حزب الله بوضعها في التداول لإحراج الحلفاء والخصوم وليسحب بعدها النظام السوري فتيل الأزمة في الوقت الذي يئس العالم من قدرة المكوّنات اللبنانية على تكوين السلطة.

تقدّم سوريا نفسها للمجتمع الدولي المعني بلبنان على أنّها القادرة على السيطرة وفرض الاستقرار السياسي بالرغم من كلّ المعادلات القائمة وحجم القوى السياسية اللبنانية ومنها حزب الله. إعادة ترسيم النفوذ الإيراني في المنطقة، أو لنقل تطبيق الجزء اللبناني من المشهد الأميركي بعد المشهد اليمني بحاجة الى من يفرضه، وقد يكون إنقاذ الوضع الحكومي أحد أوراق الاعتماد السورية لدى واشنطن وإحدى مقدّمات فك العزلة الدوليّة عن النظام السوري وعودته الى لبنان؟

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

السرّ” من وراء مداهمة مكتب “درج”

حازم الأمين//موقع درج/18 كانون الأول/18

تأخرنا نحو أسبوع في “درج” عن تقديم روايتنا عن مداهمة قوة من الدرك اللبناني مكتبنا في بيروت. لمستخدمي “درج” ولأصدقائه أن يعذرونا على هذا التأخير. احتاج الأمر أسبوعاً حتى نلملم الحكاية، ونهضم قصة لم يسبق أن اختبرنا مثلها. فأن تداهم قوة من “الشرعية اللبنانية” مكاتبنا، وأن يعقب ذلك بأقل من ساعة اتصال من وزير الإعلام في حكومة “الشرعية اللبنانية” يدين فيها المداهمة، فبين الفعلتين ما لم نألفه في أداء السلطة، وما لا نملك ما يسعفنا على تفسيره. أسبوع انقضى وسنقدم رواية غير استقصائية عما جرى.

ما يلح عليّ شخصياً أن أبدأ به القصة هو الربع ساعة التي تطلبها اقتيادي “مخفوراً” من المكتب في شارع القنطاري إلى ثكنة قوى الأمن الداخلي في فردان. تُلح علي لأنني اختبرت في هذا الوقت القصير كيف تشعر السلطة بنفسها حين يُتاح لها أن تُلقي القبض على مواطن. لم تكن مواجهة ولم أبدِ أي تردد في الاستجابة لطلبهم الذي اعتقدت أنه مرافقتهم إلى الثكنة. وكانوا يعرفون جيداً أنهم أمام رجل غير متهم بأي شيء.

قال الشرطي عليك أن تمشي بمحاذاتي تماماً، فيما وضع شرطي آخر يده على كتفي على نحو مشهدي. وبعدها بثوان قال الأول لزميله اتركه فـ”الرجل محترم” وليس متهماً بشيء، فيما أصر الثاني على استمراره ممسكاً بي. في حديقة المبنى كان رفاقهم منتشرين بأسلحتهم وجعبهم بما يوحي بأنهم في مطاردة بوليسية. خرجوا فجأة من وراء الأشجار التي تظللوا بها وراحوا ينظرون إلي بما يوحي بأنهم تفاجأوا بنجاح مهمتهم، فيما الرجل الممسك بكتفي يسعى جاهداً لاستدراجي إلى أن أقاوم يده التي راحت تُضاعف من إحكام “السيطرة على كتفي”. فيما كان موظف المبنى الضحية التي سبقتني إلى فظاظة رجال “الشرعية” اللبنانية، ذاك أنهم كبلوه قبل أن يصعدوا إلى المبنى.

في السيارة كرر قائد الدورية عبارة “أنني رجل محترم” لكنه مضطر إلى تكبيل يداي. لم يخل كلامه من نبرة تنطوي على رغبة في أن أقاوم طلبه، لكنني لم أفعل. كان مشهداً غرائبياً، فها أنا ذا، في سيارة الشرطة المُطلقة صوت بوقها التحذيري، أعبر شارع الحمرا، وأعاين عابرين أعرفهم ولا أعرفهم من خلف الزجاج الـ”مفيم”.

شاهدت أخي متوجهاً إلى مقهاه، ولا أدري لماذا شعرت بشوق كبير إليه.     

هذا المشهد هو أقوى ما في الحكاية، أو لنقل أهم ما فيها. فقصة المداهمة بدأت قبل أشهر عندما قدم “متضرر”، من تحقيق نشرناه في “درج” ضمن ملف “أوراق بنما” (وهو مشروع تحقيقات استقصائية يشرف عليه الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين ودرج هو الشريك العربي فيه) دعوى قضائية ضدنا أمام القضاء المستعجل، وعندما رفضت قاضية الأمور المستعجلة الدعوى، عاد واستأنف أمام القضاء العادي. القضية انتهت عندما التقينا بالرجل وأبدى تفهماً وسعة وقرر أن يُسقط الدعوى. صاحب الدعوى المُسقطة هو رجل الأعمال اللبناني أيمن جمعة. وقصة دعواه انتهت عند هذه الحدود، وبقيت بعض اجراءات روتينية، كان رجال الشرطة يعرفون حدودها عندما دهموا مكاتبنا.

فشعور السلطة في بلادنا، حين تتجسد برجل أمن في مقابل مواطن، بميل انقضاضي على كرامات الناس لن تحدّ منه أصواتنا المرتفعة في وجهها. فضيحة زيادة عيتاني لم ينجم عنها أكثر من توقيف ضابط واحد، واقتحام مكتب “درج” سُوي باعتذار من وزير الداخلية. الشرطي ما زال يشعر بأنه لم يُخطىء، ذاك أن سلطة عميقة وغير عادلة مقيمة في وعيه بالمهمة المنوطة به.

فقبل الدهم كان حضر عنصر من التحري إلى مكتبنا طالباً معرفة من هو “صاحب درج”. أبرز كتاباً موجهاً من مكتب جرائم المعلوماتية. المكتب الشهير بسمعته لجهة استدعاء الصحافيين، والذي كانت على رأسه المقدم سوزان الحاج، التي كانت خلف تلفيق تهمة العمالة للفنان زياد عيتاني. لا أخفي أنني أصبت ببعض التوتر عندما أبرز لي عنصر التحري كتاب جهاز مكافحة جريمة المعلوماتية، فسوء التفاهم بين هذا الجهاز وبين الصحافة تم تتويجه بفضيحة مدوية اسمها قضية زياد عيتاني. لكنني لم أخرج عن حدود اللياقات في ردي عليه. قلت له إن معرفة هوية “صاحب درج” من المفترض أن لا تكون مهمة أمنية، ذاك أن نقرة على لوحة مفاتيح الكومبيوتر تكشف لكم من هو “صاحب درج”، فـ”درج” مسجل في وزارة الاقتصاد كمؤسسة تجارية، والمعلومات حوله متاحة لمن يرغب. أجبت رجل التحري بأنه من الممكن أن يتصل بمحامي “درج” وأن يأخذ منه المعلومات، لا سيما وأن التعامل القضائي مع الصحافيين يجب أن يتم عبر محكمة المطبوعات لا عبر جهاز أمني. وفضلت أن يتولى المحامي مهمة تحديد مدى قانونية التجاوب مع هذا الطلب الغريب بالنسبة لي.

بعد مغادرة التحري مكتبنا جرت المداهمة الكبرى. وبالنسبة لنا كان الدرس الفعلي هو ذلك المزاج الاستعراضي الذي جرت وفقه. قال الشرطي لزميلتنا عندما سألته من أنتم ومن هو القاضي الذي علينا مراجعته: “خليكي على مكتبك يا مدام، ولا تتدخلي بعملنا”. قال ذلك محركاً جسمه بما يوحي بأنه على استعداد لمواجهة جسدية. الأمر فعلاً يحتاج إلى التوقف عنده بما يتجاوز القانون إلى مجالات علم النفس، فشعور السلطة في بلادنا، حين تتجسد برجل أمن في مقابل مواطن، بميل انقضاضي على كرامات الناس لن تحدّ منه أصواتنا المرتفعة في وجهها. فضيحة زيادة عيتاني لم ينجم عنها أكثر من توقيف ضابط واحد، واقتحام مكتب “درج” سُوي باعتذار من وزير الداخلية. الشرطي ما زال يشعر بأنه لم يُخطىء، ذاك أن سلطة عميقة وغير عادلة مقيمة في وعيه بالمهمة المنوطة به.

في الثكنة اختلف الأمر وتحول إلى محادثة ودودة مع الضابط، الذي ثبت أقوالي لجهة ما جرى مع رجل التحري، إلا أنه لم يسألني عن إسم “صاحب درج”. وهذا ما دفعني إلى السؤال عن سر الزيارة الصباحية التي سبقت المداهمة. 

 

البشير والبشار..وثالثهما بوتين

ساطع نور الدين/المدن/الثلاثاء 18/12/2018

لم يكن سقوطاً أخلاقياً للرئيس السوداني عمر حسن البشير، بل كان إرتقاء سياسياً.

الزعيم السوداني الذين ينتمي الى جيل مخجل من الزعماء العرب، يضم البعثين العراقي والسوري، والعقيدين معمر القذافي وعلي عبد الله صالح ويفسح المجال للكثير من الملوك والامراء العرب.. زار دمشق في مهمة أكبر من حجمه: التعبير المتواضع والهامشي عن التضامن والتعاون بين الطغاة العرب، والتمهيد لإعادة إنتاج النظام العربي بصيغة جديدة ليس فيها أثر لأي ثورة أو إنتفاضة أو تمرد شعبي.

القول أنه مرسلٌ من قبل نادي الزعماء العرب الذين وقفوا جنباً الى جنب لدرء خطر الربيع العربي قبل سبع سنوات، لاستكشاف فرص عودتهم تباعاً الى دمشق، يزيد الضابط السوداني قيمة، ويضفي على دوره أهمية لن ينالها. يمكن لزيارة علنية يقوم بها وفد عسكري سعودي أو إماراتي أو مصري الى العاصمة السورية أن تحدث فارقاً سياسياً أكبر بكثير من الزيارة الرئاسية السودانية الخاطفة.  

منذ أن أُخمدت الثورة السورية بقوة روسية وإيرانية هائلة، بات السؤال عمن سيكون الزعيم العربي الاول الذي سيزور دمشق، أو عن العاصمة العربية الاولى التي ستستضيف الرئيس بشار الاسد. (كانت بيروت ولا تزال مرشحة لمثل هذا الدور الصعب). لكن الاغلب ان دمشق كانت تتوقع وتتمنى ضيفاً عربياً أهم من الرئيس السوداني، يقوم بزيارة دولة رسمية تمتد لإيام وتشمل جولة سياحية في معظم الانحاء السورية الخاضعة لسيطرة النظام، وأشرطة مصورة وسط ركام حي الوعر في حمص أو داخل أنفاق جوبر او على أطراف قلعة حلب..

كسر الرئيس السوداني بلا شك حاجزاً نفسياً وقضائياً، أكثر من كونه إنتهك قراراً للجامعة العربية، فرضته الصدفة ولم يحترمه أحد: نظام يقتل شعبه بهذا الشكل المريع، يحتاج الى تربية وتعليم، لا الى تأنيب وتأديب. فما هي في الاصل وظيفة أي نظام عربي؟ القتل بلا صخب وبلا مجازر.. وبلا إستدراج عقوبات او ملاحقات دولية إضافية محرجة، تتطلب التحايل على القانون الدولي، على نحو ما جرى مع البشير نفسه الذي كان مطلوباً للعدالة الدولية، قبل ان يصبح واحداً من الأسلحة الروسية في وجه الغرب.

الرئيس السوداني في زيارته الدمشقية الخاطفة، والذي حملته طائرة عسكرية روسية، بدا كأنه موفد رسمي روسي يستكمل الحملة المكثفة التي يخوضها الكرملين من أجل إعادة تأهيل النظام السوري بشكل تدريجي هادىء وثابت، وتبديد جميع الدعاوى والقضايا القانونية التي تلاحق رموزه، مستفيداً من تجربة البشير بالذات، الذي فتحت له الاحضان العربية والدولية، وإستعاد شرعيته ومصداقيته ووظيفته في مختلف الحروب والازمات العربية.

اللقاء الدمشقي كان تحدياً روسياً جديداً للقوانين والأعراف الدولية، يشجع بقية الزعماء العرب على الاستخفاف بقيم العدالة ومحاكمها، وعلى الانضمام الى النادي الذي يطمح الكرملين الى تأسيسه من غلاة المتمردين العرب على الغرب او المختلفين معه. وأبواب العضوية مفتوحة لمعظم الزعماء العرب، الذين إهتزت تحالفاتهم التقليدية مع واشنطن او بقية العواصم الاوروبية الغربية، وباتوا يشعرون بالقلق حتى بمجرد التفكير في زيارة أي من هذه العواصم.

والحال أنه كلما إضطرب الحلف القديم بين هؤلاء الزعماء العرب وبين الاميركيين والاوروبيين سستكون الطائرات العسكرية الروسية جاهزة لنقل أي زعيم عربي يرغب في زيارة دمشق، أو لمرافقة طائرته لدى دخولها الاجواء السورية.. مع ان العامل الايراني الذي لم يؤخذ في الاعتبار لدى جلب الرئيس السوداني الى العاصمة السورية، يمكن ان يكون مؤثراً في تحديد مواعيد وتفاصيل الزيارات الرسمية العربية المقبلة. فخروج إيران من سوريا كان شرطاً لمثل هذه الزيارات وربما لا يزال.

الرحلة الرسمية التالية الى دمشق تحسم هذا الشرط.. وترد أيضاً على السؤال اللبناني الملحّ عما إذا كانت بيروت هي ملتقى التطبيع العربي مع النظام السوري، وثمنه.     

 

الإعلاميون ومصداقيتهم

حسين عبد الحسين/الحرة/18 كانون الأول/18

مطلع الألفية، يوم كنت أعمل في صحيفة في بيروت، نشرت تقريرا عن مقهى ألصق لافتة أعلن فيها أنه يتحفظ عن خدمة أي زبائن ممن لا يرى أن أشكالهم أو تصرفاتهم لائقة. كان المقهى المذكور، وهو يتبع لسلسلة أميركية، منزعجا من تردد جماعة كبيرة من مثليي الجنس عليه، وهو ما أسبغ عليه صفة، ربما أبعدت زبائن آخرين. انزعج أصحاب المقهى لأن مقالتي كانت بالإنكليزية، وهو ما سمح للإدارة العامة في أميركا بمطالعة الموضوع، وتاليا فتح إمكانية سحب الترخيص الأميركي. للانتقام، قامت إدارة المقهى في لبنان بإلغاء 50 اشتراكا في الصحيفة التي كنت أعمل فيها، ما أثار حنق الناشر، الذي استدعاني وأمرني بتدارك الأمر، على الرغم من أني حاولت إقناعه بمهنية ما نشرناه وافتراء أصحاب المقهى على مثليي الجنس من الزبائن. تلك الحادثة كانت مثالا عن النفوذ الذي يمارسه أصحاب القوة والمال، لا على الصحافة فحسب، بل على كل أنواع الكتابة والإعلام، وهو ما أعطانا القول المأثور إن "التاريخ يكتبه المنتصر". إن بقيت الدعاية وحيدة وأقبل الناس على الحقيقة، تموت الدعاية وتعيش الحقيقة

لكن أصحاب النفوذ يندر أن يتفقوا فيما بينهم، ما يفتح كوة للاحتماء بحاكم لانتقاد آخر. هكذا، انتقل نفر من مسيحيي لبنان المثقفين إلى مصر، حيث أسسوا، في كنف خلفاء محمد علي الكبير، صحافة كسرت محظورات السلطنة العثمانية، التي كانت تستقي شرعيتها من أساطير دينية أسبغت عليها هالة غير قابلة للانتقاد. هكذا، أسس الأخوان اللبنانيان بشارة وسليم تقلا صحيفة الأهرام في مصر في العام 1875، ونالت صحيفتهما حظوة واسعة بسبب جرأتها وحريتها، وهي جرأة أوصلت بشارة تقلا إلى السجن في زمن الخيديوي اسماعيل، قبل أن تتحول الأهرام إلى مطبوعة حكومية مملة مع ثورة الضباط "الأحرار" في العام 1952 وحتى اليوم. وأصحاب الكلمة، مؤرخون وإعلاميون، يندر أن يتمتعوا بنفوذ يمنحهم حصانة جسدية واستقلالية مالية كافية ليكتبوا ضميرهم. على أن أصحاب الضمير بينهم يعرفون كيفية "السير على السور"، وقول الحقيقة كما يرونها، ما أمكن، والسعي للانحياز دائما للمظلومين والضعفاء، ومناصرة العدل وحقوق الإنسان. وحيث يتعذر قول الحقيقة لأسباب متنوعة، منها الخوف من بطش السلطان أو من سطوة المال، يمكن للكتاب تفادي "قول الزور"، وهو أضعف الإيمان.

لكن التملق للسلطة والتمتع بالمال والجاه هي من المغريات التي تقنع بعض الصحافيين بأن لا ضير من التخلي عن الطوباوية والتحلي بالواقعية، فينخرط المؤرخ أو الإعلامي في الدعاية لهذا الحاكم أو ذاك الثري ويصور خطاياهم حسنات، فيتمتع بعطاياهم، ويتمادى في تبجيلهم، وعلى حسب القول المشرقي المأثور إن "من يأكل في طبق السلطان، يضرب بسيفه". ولأن منطقة الشرق الأوسط تعيش بلية المال الذي يهبط من السماء ويستولي عليه الأقوياء، بدلا من الحكماء؛ يشتري الأقوياء الحكماء أو يقمعونهم، فتصبح خيارات أصحاب الكلمة إما الدعاء بطول عمر السلطان، أو مواجهة السجن والجوع.

لكل زمن أبواق تعمل بإمرة السلطان، مثل أشهر شعراء العرب أبي الطيب المتنبي

هذا هو النموذج الإعلامي الذي استفحل في دنيا العرب حتى ألفه القراء واعتقدوه الوحيد. في المقالات التي يكتبها النفر القليل المتبقي من الصحافيين العرب من أصحاب المصداقية والضمير، يندر أن تكون ردود الفعل ذات مصداقية وضمير مشابه، فالقراء ـ ومنهم الكثير من الأشباح الإلكترونية التي تديرها أجهزة الاستخبارات العربية المتعددة ـ يسعون لقراءة ما يتوافق وقبليتهم وانحيازهم، فيرمون ما لا يتوافق مع آرائهم، ويتهمون الصحافيين المخالفين بأنهم أزلام هذا السلطان أو تلك الدولة. ويتهم القراء الإعلاميين بأنهم متحاملين، ومتآمرين، وصهاينة، وإمبرياليين، إلى آخر اسطوانة الشتائم المملة المعروفة. لكل زمن أبواق تعمل بإمرة السلطان، مثل أشهر شعراء العرب أبي الطيب المتنبي. وفي كل زمن، كذلك، أصحاب ضمير ممن يبحثون عن الحقيقة، ويكتبون ما يعتقدونه بصدق، حتى لو كانوا يعيشون في بيوت طين في الفلوجة العراقية، مثل الراحل معروف الرصافي. أما القراء، فعليهم التحلي بالذكاء، والابتعاد عن الحزبية، فالقراءة جزء من تدوين التاريخ، فإن بقيت الدعاية وحيدة وأقبل الناس على الحقيقة، تموت الدعاية وتعيش الحقيقة، حتى لو كانت حقيقة مختبئة بين السطور، أو على شكل حيوانات ناطقة، ففي كليلة ودمنة تدوين لواقع بغداد العباسيين أكثر بكثير مما في أشعار أبي الطيب، على أناقتها.

 

هل يمكن الوثوق بالأسد؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط»/18 كانون الأول/18

لن يتوقف بشار الأسد كثيراً، عند ما سيكتب عن معاني زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير له في دمشق، من وجهة نظر الدوليين والحقوقيين والليبراليين. لن يدقق في المقاربات التي ستعتبر أن الزائر لا يملك فوائض شرعية يضفيها عليه، وهو أول رئيس في العالم تصدر بحقه مذكرة توقيف من محكمة الجنايات الدولية، ولو رفضت من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، ودول مثل الصين وروسيا. أي من هذه الاعتبارات لا يدخل في حسبة دمشق. فما ارتكبه النظام السوري بحق شعبه يقزم سجل سواه في المجالات المشابهة.

ما يهتم به الأسد، هو أن البشير يزور دمشق بصفته أول رئيس عربي منذ أن أخرجت سوريا من جامعة الدول العربية في مثل هذه الأيام من عام 2011. ولم يكن بغير دلالة، في هذا السياق، أن الكلمات القليلة التي أدلى بها الأسد خلال الزيارة تمحورت حول فكرة عروبة سوريا، بقوله: «إن سوريا وعلى الرغم من كل ما حصل خلال سنوات الحرب، بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها». وما يعنيه هذا الكلام أن الأسد يعلن أن التطبيع العربي معه بات مسألة وقت قصير وشكليات، وهذا انتصار كبير له، بعد أقل من ثماني سنوات بقليل على الثورة السورية ضده.

زيارة البشير إلى سوريا هي الإشارة الأقوى على هذا الاتجاه المتنامي. سبقت ذلك ضجة إعلامية كبيرة، حين التقطت عدسات المصورين «لقاءً» هو الأول من نوعه منذ 2011، بين وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ونظيره السوري وليد المعلم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. بعدها صرّح الوزير البحريني بأن «اللقاء لم يرتب له مسبقاً، ولكنه يأتي ضمن الحراك العربي لحل الأزمة السورية».

ولعل الإمارات كانت سباقة في بدء هذه المراجعة، بتصريح وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، بأنه «كان من الخطأ إبعاد سوريا عن الجامعة العربية؛ لأن القرار أقصى القوى العربية التي وجدت نفسها مستبعدة من الاجتماعات المتعلقة بسوريا»؛ معتبراً أن هذا يعني «أنه ليس لدينا نفوذ سياسي على الإطلاق، ولا قناة مفتوحة، ولم نتمكن من تقديم منظور عربي لكيفية حل القضية السورية».

وأضيف ما سمعته مباشرة من مسؤول خليجي بارز، أن الموقف العربي يجب ألا يستمر مبنياً على معطيات عام 2011، بعد كل التغييرات التي طرأت على مشهد الأزمة السورية، وأن تترك دولة عربية ليقرر مصيرها الروس والأتراك والإسرائيليون والإيرانيون والأميركيون.

كل هذا صحيح؛ لكن يبقى السؤال: هل يمكن الوثوق بالأسد؟ وهل يمكن الركون إلى أنه لن يقفز من بوادر التطبيع معه إلى اعتبارها انتصاراً لسياسته وتموضعه وتحالفاته؛ بل مقدمة لتصفية الحسابات مع خصومه؟

لا توجد إجابات سهلة أو قاطعة على هذه الأسئلة. فالمقاربة كلها محفوفة بالمغامرة ومحكومة بمتغيرات متسارعة جداً. فالتلاقي بين الأسد وبعض خصومه على الموقف السلبي من سياسات تركيا، لا يشكل أرضية صلبة لنقل العلاقات من حيز التقاطع الظرفي إلى حيز بناء سياسات تمتلك حداً أدنى من التوجه المشترك، أو المصلحة العربية المشتركة. كما أن تركيا، التي بالمناسبة تتمتع بعلاقات مهمة ومتنامية مع السودان، قادرة على إيجاد تفاهماتها الخاصة مع الأسد؛ لا سيما حول الموضوع الكردي. وإيران الغارقة في أزمة العقوبات الداخلية لا تزال لاعباً كبيراً في سوريا، باعتبارها الأكثر انتشاراً على الأرض، عبر الميليشيات الشيعية من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان وغيرها. وإسرائيل التي استأنفت بحذر ضرباتها ضد «الحرس الثوري» في سوريا، محكومة بضوابط، لا سيما روسية، لا حصر لها في مواجهتها مع إيران، وتعرف أن أي مواجهة حاسمة لم يحن أوانها بعد، وقد لا يحين، في ظل الكلفات المتوقعة للحرب. أما أميركا فتبدو متعثرة وهي تنتقل بمهمتها السورية من نطاق تصفية «داعش» إلى نطاق مواجهة إيران وميليشياتها، مع ملاحظة تطور في حدة الموقف الأميركي من الأزمة السورية.

أما روسيا، فتدير موقعاً لها في سوريا بالغ الحساسية، يجمع بين محاولة مراضاة المصالح العربية، وضمان أمن إسرائيل، وبين حاجتها الميدانية لإيران، وبين تنافسها الاستراتيجي مع تركيا.

يدرك الأسد كل هذه التناقضات على الأرض السورية، وهو قد سعى لخلق جزء كبير منها، وتدرج في تحويل السردية السورية من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة إلى مكافحة إرهاب، وصولاً إلى إعادة سوريا إلى لعبتها التقليدية، وهي الاستثمار في ريع الموقع الجغرافي والتقاطعات الدولية على ساحته.  تجربة الأسد تشي بأنه قد يكون أقرب إلى استثمار هذه الفرصة المتاحة انتقاماً ونكداً وكيداً. فليس قليلاً عدد المحاولات التي جرت في السابق لاحتواء النظام وإخراجه من أزمات سياساته، منذ الثمانينات وحتى مبادرة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وثبت في كل مرة فشل المحاولة. لا شيء يوحي أننا أمام معطيات مختلفة الآن، وأخطر ما في هذه اللحظة هو الإجابات المتسرعة، حول كيفية التعامل مع «سوريا الأسد».

 

تقارب إردوغان مع الأسد

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط»/18 كانون الأول/18

التسابق الملحوظ على دمشق بين قيادات مثل السودانية والتركية يتوافق مع التطورات السياسية على الأرض، هو مجرد اعتراف بالأمر الواقع. تركيا تقاربت بصمت مع النظام السوري منذ أكثر من عام، ضمن سياسة جديدة بالتعاون مع إيران والتخلي عن المعارضة السورية. والحقيقة أن من قضى على المعارضة السورية فعلياً لم تكن قوات النظام السوري، ولا ميليشيات إيران، ولا سلاح الجو الروسي بل حكومة أنقرة. فتقربها من إيران وروسيا، وانسحابها من المشهد السوري السابق أدى إلى انهيار المعارضة السياسية والمسلحة، على اعتبار أن تركيا كانت الحاضن الرئيسي للمعارضة المسلحة منذ اندلاع ثورتها في عام 2011. الانسحاب التركي من دعم مشروع المعارضة، أي الوطنية لتمييزها عن المسلحين الجهاديين، أدى إلى القضاء تقريباً على المنظومة الميدانية، ولم تتبقَ سوى بضعة فصائل قام الأتراك باستئجارها لمقاتلة التنظيمات الكردية. كما أبعدت عدداً من القيادات السورية السياسية المعارضة إلى خارج الأراضي التركية بعد أن كانوا يسكنون في إسطنبول. وتتشكل على الأرض مواقف جديدة تبدو صادمة؛ تركيا أصبحت أقرب إلى نظامي الأسد وطهران، وهي الآن ضد الوجود الأميركي وتقاتل المعارضة السورية المستوطنة شرق الفرات. ومع أن المسؤولين الأتراك يبررون موقفهم الجديد ضد المعارضة السورية هناك بحجة أن معظمها من الأكراد، وهذا صحيح، إلا أن جل التوجه التركي على مستويات مختلفة بُني على سياسة حلف جديد مع إيران وروسيا في المنطقة الذي يستوجب التخلص من المعارضة. وهو ما حذرت منه الخارجية الأميركية أنقرة، التي ترى في مواقف أنقرة وأفعالها ما يتعارض مع المصالح الأميركية، وكذلك مع حلف الناتو، الذي تركيا عضو فيه. ومثال ذلك، عزم تركيا على شراء نظام الصواريخ S - 400 الروسي يثير غضب واشنطن، ومن المتوقع أن يوسع مسافة الخلاف بين الحليفين القديمين. أيضاً، إصرار تركيا على التقارب مع إيران والمتاجرة معها مؤشر على طبيعة التوجهات التركية في المنطقة، وسوريا من بينها. وزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق قيمتها رمزية فقط، وتأتي ضمن تحركات متعددة لتعزيز صورة الرئيس بشار الأسد، للرد على الجانب الأميركي الرافض للحل الروسي باعتماد النظام السوري من جديد. ومهما كانت المواقف الأميركية متلكئة فهي ستقبل بالأسد في الجولة الأخيرة. والوضع في شمال شرقي سوريا غارق في الوحل السياسي. فالتقارب التركي مع الأسد يزداد، وهو ما تحاول واشنطن منعه دون نجاح يذكر، وقد تضطر للتنازل والسماح للقوات التركية بدخول منبج، التي هدد الرئيس إردوغان بدخولها رغماً عن الأميركيين. أما لماذا يعتمد الأميركيون على أكراد سوريا والعشائر العربية لمواجهة نظام الأسد، مع أن ذلك يغضب حكومة إردوغان، فالسبب أن واشنطن بلا خيارات أخرى وتعتبر أنقرة مسؤولة عن الهزيمة، بعد أن تخلت عن المعارضة السورية. وتركيا تحارب أميركا في هذه المنطقة، حيث تستخدم فلول المعارضة السورية المسلحة التابعة لها، كـ«بروكسي» لمقاتلة «البروكسي» الأميركي المشكل من الأكراد والعرب السوريين شرق الفرات. من جانبهم، الروس يصرون على فرض نظام الأسد كاملاً، غير عابئين بسعي الأميركيين لإفساد اتفاق آستانة - سوتشي، من خلال المطالبة بإنجاز اللجنة الدستورية، وإدخال المعارضة ضمن النظام الجديد لسوريا. لكن الجميع لا يثقون بجدية الأميركيين، ويعتقدون أنهم لا يملكون النَفَس الطويل في إدارة الأزمات، بخلاف الروس الأكثر إصراراً ونجاحاً. وتمرد الأتراك على الأميركيين في سوريا دليل على ضعف واشنطن التي لا تملك سوى ثلاثة آلاف جندي على الأرض في شرق الفرات.

 

الحرب والإساءة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط»/18 كانون الأول/18

فقط في الوقائع: أولاً، تم قَتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في عمل وصفه وزير الخارجية المتحدث الرسمي باسم الدبلوماسية السعودية «بالخطأ الجسيم»، هذا الخطأ الجسيم تتولاه وفق جميع قوانين العالم، حكومة الفاعلين والضحية، لكن الخطأ تحول إلى قضية داخلية في دول لا يعنيها أمر خاشقجي أو أي أمر آخر. في الولايات المتحدة تحولت حرب خصوم ترمب إلى حرب على العلاقة مع السعودية. وفي تركيا تحولت قضية من هذا النوع إلى «مسلسل تركي» يقدم كذباً، وفي قطر جنّدت القوات الإعلامية المسلحة جميع الفرق العاملة والاحتياط في سبيل مسائل جميعها سابق «الخطأ الجسيم». بيان الحكومة السعودية أمس حول مواقف مجلس الشيوخ الأميركي هو أول خطوة تضع الأمور في نصابها. ومن يتابع الإعلام الأميركي منذ شهرين يدرك دون عناء أنها حرب مفتوحة على دونالد ترمب، ليست قضية خاشقجي فيها سوى ذريعة قابلة للاستغلال منذ انتخابه، وهي تتراوح بين اتهامات تدخل فيها روسيا في الحملة الانتخابية، وأخرى بتسويات مالية في علاقات ثنائية.

لم تقف هناك مقاييس لشيء. لا للعلاقات الدولية ولا لمحاولات الرياض إبقاء المسألة ضمن قنواتها الطبيعية والقانونية، من أجل الحؤول دون المزيد من التصدع في مشهد مخلخل في الأساس. فالتصرف المتسلسل في مجلس الشيوخ الأميركي وتوزيع الحلقات على المسؤولين الأتراك بعد الصحافة الحكومية التركية ولعلعة الإعلام القطري من دون فاصل للتنفس، كلها تؤكد البعد عن المسائل الأساسية.

«أصدقاء» الراحل جمال خاشقجي في مجلس الشيوخ الأميركي يخلطون وفاته بكثير من الأشياء التي لا تليق به أو بأحد. فالمعركة ضد ترمب لا تريد أخلاقها استبدال أهم القضايا الاستراتيجية في علاقة الدولتين بمواضيعه الشخصية سواء قبل الرئاسة أو بعدها. واضح أن هناك حرباً طاحنة ضد رجل يبدو أنه هو أيضاً من هواة المعارك. وإذا كان حقاً أن خاشقجي هو السبب، فقد قيل ما قيل، والأنسب أن تتحمل الحكومة السعودية مسؤولية قضية تخصها أولاً وأخيراً. ولعل وسائل الإعلام المجيّشة آلت إلى الخطأ بجعله ملهاة لا طائل منها.

 

هل زيارة البشير انفراجة عربية؟

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط»/18 كانون الأول/18

لا مفاجآت في منطقة تموج بالمصالح المتقاطعة والمتضادة، وتتقلب فيها الأحداث والمواقف كل ساعة. هذا أقل ما يقال عن آخر الأخبار الواردة من دمشق حول زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير لبشار الأسد، ووصوله على متن طائرة عسكرية روسية. لكن مفاجآت الرئيس السوداني نفسه هي التي لا تنتهي، فمن سماحه، كما يتردد، لعبور الطيران الإسرائيلي في أجواء السودان، إلى تسليمه جزيرة سواكن السودانية لتركيا لإحياء تراثهم العثماني من خلال مشروع سياحي على البحر الأحمر. مع ذلك، فهذا التحرك من البشير ليس الأول عربياً، وغالباً لن يكون الأخير، فقد شاعت أنباء عن زيارات سرية لوفود عربية لدمشق خلال السنوات الماضية، خصوصاً بعد التدخل الروسي، في محاولة للقفز بالأسد من فوق السياج الذي فرضته عليه الدول العربية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 بعد تسعة أشهر من تعامله الوحشي مع السوريين المعارضين لحكمه. البرلمان العربي الذي يتخذ من جامعة الدول العربية مقراً له رفع قبل أيام توصية للجامعة بإعادة مشاركة الوفود السورية وتفعيل عملها في لجان الجامعة، خطوةً تمهيديةً لإعادة المقعد السوري لنظام الأسد، ورفع التجميد عنه. وهذا تحرك لافت لتوصية تنتظر الموافقة العربية بالإجماع. لكن في الواقع كل هذه المعطيات لا وزن لها أمام الحقائق التي لا يمكن تغييرها لا بالزيارات ولا الشفاعات ولا المبادرات ولا التوصيات. من هذه الحقائق أن نظام الأسد لا يأخذ بجدية ما تقوم به الأمم المتحدة ومبعوثها ستيفان دي ميستورا حول خطته للسلام بالحل السياسي المتمثل في لجنة دستورية ومرحلة انتقالية وانتخابات. الأسد لم يخُض سبع سنوات عجاف ليستسلم أمام نظام ديمقراطي نزيه لم يعترف به يوماً، خصوصاً وهو يجد نفسه اليوم منتصراً أمام تراجع الجماعات الإرهابية؛ «داعش» و«هيئة تحرير الشام»، وكذلك مع قبوله التماهي مع الرغبة الإسرائيلية بتنفيذ مطالبها حول تموضع الميليشيات الإيرانية بعيداً عن هضبة الجولان. الحقيقة أنه مع أهمية الحضن العربي وتقديرنا له، لكنه ليس نقطة جذب لنظام بشار الأسد خلال الظروف الراهنة، كما أن تصريحه للرئيس السوداني بأنه لا يزال يؤمن بالعروبة هو مجرد بقايا من خطاب الأمس العروبي القومي، لكن ما يقوم به الأسد على الأرض أنه اختار أن يكون تحت وصاية الروس والفرس، أما العروبة فتبقى على المنصات الخطابية.

مشكلة نظام الأسد مع العرب أنه وجد حبل نجاته مع غيرهم، لذلك تخلوا عنه وتخلى عنهم. وجد نجاته رغم وحشيته وعنفه وتهجيره لنصف السوريين داخلياً وخارجياً. والقصد بالعرب هنا هم المؤثرون على القرار العربي والدولي وليسوا أصحاب الأجندات الآيديولوجية والأهداف الضيقة الخاصة.

السعودية مثلاً، ترى أن الوجود الإيراني في سوريا غير مقبول، وهو عقبة كأداء في طريق إعادة المفاهمة العربية، وتتفق معها الدول العربية التي ترى في إيران عدواً لدوداً ذا أطماع وتطلعات في قضم الأراضي العربية واحدة تلو الأخرى.

تتفق هذه الدول في ذلك مع الولايات المتحدة التي تشترط لخروج قواتها من سوريا خروج الميليشيات الإيرانية وتوابعها. لكن من ناحية أخرى، تتفق هذه الدول العربية والولايات المتحدة مع الروس ونظام الأسد في ضرورة محاربة الفصائل الإرهابية مثل «داعش» و«هيئة تحرير الشام» المدعومة من جماعة «الإخوان المسلمين» وطردها من الأراضي السورية.

القضية السورية معقدة بسبب الوجود الإيراني في سوريا، وليس بسبب روسيا، وإن كانت الأخيرة هي من انتشلت بشار الأسد من سقوط مؤكد. روسيا لديها علاقات جيدة مع الدول العربية الكبرى رغم اختلاف المواقف السياسية من القضية السورية، وباب المشاورات يظل قائماً معها، لكن مع إيران الوضع مختلف. إيران فعلياً هي العقدة الحقيقية في سبيل الحل السياسي في سوريا، ولن تقبل الدول العربية بتكرار الوضع العراقي داخل سوريا.

تأملوا خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، الذي بلغت جرأته حد أن يطالب بشرعنة ميليشياته المسلحة في لبنان أسوة بـ«الحشد الشعبي» في العراق شرطاً لتشكيل الحكومة اللبنانية! إيران تريد للبنان وسوريا أن يكونا مثل العراق، تتشرب مؤسساتهما الوجود الإيراني وتتحكم فيهما، ويكون لكل دولة منهما وكيل لإيران مثل نصر الله، اسمه مواطن لبناني لكنه يعمل وفق مصالح الولي الفقيه. هذا ما تعمل عليه إيران الخميني في سوريا واليمن والعراق ولبنان والبحرين وسيظل حلمها الكبير ومشروعها الرئيسي. إضعاف إيران اقتصادياً وتضييق الخناق عليها هو السبيل الوحيد لتحجيم أحلامها وميليشياتها. مع إيران ضعيفة منهكة سيتراجع العنف والإرهاب. بشار الأسد يثق في الإيرانيين لأنه يعرف أطماعهم في بلده ولا يمانع حولها، لكنه لا يثق في الروس الذين قد تتبدل مواقفهم إن رأوا مصالحهم تتجه بعيداً عنه يوماً ما... هذه معادلة، تتغير بتغير أطرافها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون عرض مع زواره نتائج التحركات لتشكيل الحكومة وواصل الاطلاع على التطورات الجنوبية من قيادة الجيش وتلقى انجيلا محاكا بطول 29 مترا

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم لقاءاته واتصالاته في اطار المبادرة التي اطلقها لايجاد حل للازمة الحكومية، والتقى في هذا الاطار في قصر بعبدا، الرئيس نجيب ميقاتي الذي نقل عن الرئيس عون "ثقته بقرب تشكيل الحكومة وتجاوز الازمة التي وصفها بانها "ازمة حكومية وليست ازمة نظام". كما تابع الرئيس عون التطورات، لا سيما على الحدود الجنوبية، حيث استمر على اتصال مع قيادة الجيش للاطلاع على مجريات الاوضاع على الحدود.

ميقاتي

وكان الرئيس عون استهل لقاءاته باستقبال الرئيس نجيب ميقاتي الذي اجرى معه جولة افق، تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة. بعد اللقاء، تحدث الرئيس ميقاتي إلى الصحافيين، فقال: "تقدمت بداية من فخامة الرئيس بأطيب التمنيات بمناسبة عيد الميلاد المجيد، ونأمل أن يحمل العام 2019 كل الخير ونتمكن في خلاله من اجتياز الصعوبات التي نعيشها". اضاف: "في خلال اللقاء تطرق فخامة الرئيس الى التحديات التي نواجهها، وعلى رأسها ما يحدث في الجنوب، مبديا ثقته بالقوى الامنية وبالقدرة على معالجة ما يحصل من دون اراقة دماء ومن دون حرب. كما تناول الحديث موضوع تشكيل الحكومة، فأكد رئيس الجمهورية ثقته بقرب تشكيلها. نحن سنتجاوز الأزمة الحكومية التي نعيشها ونتمنى كذلك تجاوز كل العقبات في مجلس الوزراء العتيد في سبيل الخروج بحلول اصلاحية ضرورية اقتصاديا واداريا. واعرب الرئيس عون عن اطمئنانه الى وجود روزنامة عمل وانطلاق ورشة عمل دائمة خلال السنة المقبلة فور تشكيل الحكومة". وتابع: "اليوم ثبت أننا كنا امام ازمة حكومية وليس ازمة نظام. الازمة ليست في النظام، بل في ممارسة الاحكام الدستورية. نتمنى ان نتجاوز في مجلس الوزراء المقبل كل هذه المشاكل وننجح في ان نكون على قدر توقعات اللبنانيين".

وسئل الرئيس ميقاتي ما اذا كانت الحكومة هي "عيدية" للبنانيين، فأجاب: "شعرت من فخامة الرئيس أنه مطمئن لذلك، وشكرته على مواقفه في الفترة الاخيرة، خصوصا وقوفه الى جانب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في خلال الصعوبات الاخيرة. وفخامته مشكور ايضا على الحل الذي توصلنا اليه لتجاوز هذه المرحلة والخروج منها، فنحن بحاجة الى الكثير من المشاريع والامور الاقتصادية والادارية والانمائية. كما لفت نظر فخامته الى عدد من الامور الانمائية الضرورية في مدينة طرابلس والشمال عموما، فاكد انها ستكون على سلم اولوياته، اضافة الى حاجات باقي المناطق اللبنانية".

وعن وجود ممثل للرئيس ميقاتي في الحكومة العتيدة، أوضح ان "هذا الامر هو بيد الرئيس المكلف، ولا احد يضع عليه الشروط، فهو يختار فريق العمل الملائم والمناسب". وعما اذا كان ما حصل في الاشهر السبعة الاخيرة لتشكيل الحكومة ضمن الاطر الدستورية، أجاب: "بحسب الدستور، فان تشكيل الحكومة اشبه بخزنة تفتح بمفتاحين، الاول موجود لدى فخامة الرئيس والثاني لدى الرئيس المكلف. اليوم، سيضع الرئيسان المفتاحين في الخزنة التي لا تفتح بطريقة الخلع او باي طريقة اخرى. هذا هو الطريق السليم، وكما ذكرت نحن لسنا في ازمة نظام ولكن هناك ازمة في تطبيق النظام، ومن يمارس الدستور كما يجب يجد حلولا لكل المواضيع".

افرام

سياسيا، استقبل الرئيس عون ايضا، عضو تكتل "لبنان القوي" النائب نعمة افرام وعرض معه الاوضاع السياسية والانمائية، لا سيما في قضاء كسروان، حيث اكد النائب افرام ان "رئيس الجمهورية يولي اهتماما خاصا بحاجات المنطقة وبالمشاريع التي تنفذ فيها، ومن ابرزها، محطتا التكرير في ادما وميروبا، وطريق يسوع الملك - جعيتا التي تنتظر اقرار القرض التمويلي لها في مجلس النواب، والطريق الممتدة من ساحة جعيتا الى عيون السيمان". واشار الى ان "فض العروض لتلزيم طريق نهر الكلب - جونيه سيتم اواخر السنة الجارية"، لافتا الى "العمل لتطوير منطقة عيون السيمان لتكون منطقة تزلج نموذجية".

سفير اندونيسيا

دبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير اندونيسيا احمد خازن خميدي لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في بيروت. وشكره رئيس الجمهورية على "الجهود التي بذلها لتطوير العلاقات اللبنانية - الاندونيسية"، متمنيا له "التوفيق في مهامه الجديدة".

نقيب اطباء الاسنان

نقابيا، استقبل الرئيس عون، في حضور مستشاره للشؤون الاجتماعية والصحية النائب السابق الدكتور وليد خوري، نقيب اطباء الاسنان في لبنان البروفسور روجيه ربيز مع اعضاء مجلس النقابة الجديد، الذين اطلعوه على "الاجواء الديموقراطية التي رافقت الانتخابات في النقابة قبل ايام".

ووضع النقيب ربيز "امكانات النقابة في تصرف الرئيس عون"، متمنيا "دعم النقابة في تحركها دفاعا عن حقوق اطباء الاسنان، لا سيما في ظل المنافسة الاجنبية غير القانونية، ولجوء بعض المستوصفات الى تعاطي طب الاسنان من دون حق، وعلاقة اطباء الاسنان مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي". وشدد على "اهمية تطبيق المعايير نفسها المعتمدة للاطباء على العلاقة مع اطباء الاسنان في لبنان".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالنقيب الجديد واعضاء مجلس النقابة، متمنيا لهم "التوفيق في مهامهم الجديدة"، مؤكدا دعمه لمطالبهم المحقة "لا سيما لجهة معاملتهم كسائر الاطباء ومنع المنافسة الاجنبية غير القانونية".

واعطى الرئيس عون توجيهاته للجهات المعنية "لمتابعة مطالب اطباء الاسنان وانصافهم".

صونيا شوفاني صليبا

الى ذلك، استقبل الرئيس عون السيدة صونيا شوفاني صليبا وزوجها السيد روني صليبا وابنتهما فيوليت صليبا، وتسلم منهم انجيل متى الذي حاكته على قماش "ايدا" بالابرة والخيط (points de croix) بطول 29 مترا، وهو احد الاناجيل الاربعة التي حاكتها على مدى تسع سنوات باللغة الانكليزية لتكون في متناول الجميع.

واوضحت السيدة شوفاني صليبا انها قدمت انجيل لوقا الى البابا فرنسيس المحاك بالطريقة نفسها، وتنوي تقديم انجيل آخر الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوم الاحد المقبل في بكركي.

وقالت انها حاكت الاناجيل الاربعة من منطق ايماني وهي شعرت طوال 9 سنوات استغرقتها في الحياكة بسعادة لا توصف. وهي سعيدة بان تقدم انجيل متى الى الرئيس عون الذي تكن له كل محبة وتقدير واحترام. ويبلغ طول الاناجيل الاربعة 94 مترا.

وقد هنأ الرئيس عون السيدة شوفاني صليبا على عملها، متمنيا لها "التوفيق والمثابرة على هذا الانجاز المرتكز على الايمان والمحبة والرجاء".

 

الحريري التقى لاسن وترأس الاجتماع الثالث للمنتدى التشاوري التشريعي

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018/وطنية - ترأس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" الاجتماع الثالث للمنتدى التشاوري التشريعي، في حضور النائب بهية الحريري وعدد من أعضاء كتلة "المستقبل" وأعضاء المجالس الطلابية المنتخبة في الجامعات، وجرى البحث في الأولويات لدى الشباب.

لاسن

بعد ذلك، استقبل الرئيس الحريري رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن وعرض معها التطورات والأوضاع العامة .

شكر على تعزية

واستقبل الرئيس الحريري العميد الركن جورج خميس والقاضي فوزي خميس في زيارة شكر على تعزيته بوفاة والدتهما.

الخير

ثم التقى السيد أحمد الخير.

 

الحريري عرض الأوضاع مع الطبش وابراهيم

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018/وطنية - التقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وعرض معه مجمل الاوضاع العامة.

وكان الحريري قد استقبل النائبة رلى الطبش وبحث معها في الوضع العام وبعض الشؤون المتعلقة بالعاصمة.

والتقى أيضا الوزير السابق رمزي جريج وشقيقته السيدة نجاة جريج، عقيلة النائب السابق نقولا غصن، في زيارة شكر على تعزيتها بوفاته.

 

بري استقبل الصندوق التعاوني للمختارين ورئيسة مجلس الخدمة ومؤسسات أمل

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، مجلس ادارة الصندوق التعاوني للمختارين في لبنان برئاسة رئيسه ابراهيم حنا، في حضور مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية في حركة "أمل" بسام طليس.

وأطلع الوفد بري على جو عمل مجلس ادارة الصندوق. كما عرض لعدد من المطالب ابرزها الضمان الاجتماعي للمختارين بعد انتهاء الولاية، وموضوع مساهمة المليار ليرة من الداخلية.

ثم استقبل رئيسة مجلس الخدمة المدنية القاضية فاطمة الصايغ التي قدمت اليه التقرير السنوي للمجلس للعام 2017.

واجتمع بري بعد الظهر مع مجلس ادارة مؤسسات "امل" التربوية برئاسة رئيسه الدكتور رضا سعادة، وجرى عرض لوضع المؤسسات ونشاطها ودورها التعليمي والتربوي على الصعد كافة.

ثم اجتمع مع مجلس امناء مؤسسات "امل" التربوية. وانتخب مجلس الامناء الدكتور خليل حمدان امين السر العام .

 

باسيل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي: بولادة الحكومة التي نأمل ان تكون مع ولادة المسيح نكون أسسنا لمعايير ثابتة والحل راعى مشكلة الشكل والمضمون

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018/وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي "اجتماعه الاسبوعي في المقر العام في سن الفيل برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل وحضور الاعضاء في مركز "التيار" في الشالوحي وبحث في التطورات الاخيرة. بعد الاجتماع قال باسيل:"من الطبيعي ان يكون الموضوع الاساسي على جدول اعمال اجتماع "التكتل" الولادة الحكومية والتي قلنا واملنا ان تأتي مع ولادة المسيح وتكون (عيدية اللبنانيين)،ان الامور تسير بهذا المسار واعتقد ان الحل سيأتي من ضمن المبادرة والافكار العديدة التي طرحناها وناقشناها والتي تقوم بأساسها على عدالة التمثيل ووحدة المعايير، واعتقد ان هذا الامر هو الاساسي والاهم". واضاف: "نستطيع ان نفرح بولادة الحكومة، لكننا من جهة اخرى، أسسنا لمعايير ثابتة، فلا تتخربط الامور في كل مرة نريد فيها ان نؤلف حكومة ويضيع الوقت وقد طال سبعة اشهر، هذا الوقت لا نستطيع ان نعوض عنه الا بحكومة منتجة وبعمل حقيقي يمتد 24 ساعة على 24 ليس في الكهرباء فقط بل في كل الملفات، خصوصا واننا وصلنا الى النتيجة نفسها والتي كان يجب ان نصل اليها في الاسبوع الاول".

وتابع: "النتيجة ان الحل راعى مشكلة المضمون ومشكلة الشكل، في المضمون تم الاعتراف بأن هناك اقلية سنية يجب ان تمثل بتوجهها السياسي، وفي الشكل انه لم يكن هناك كتلة نيابية بل كتلة سياسية، وهناك قواعد مختلفة في لبنان في هذا التمثيل، من هنا كان الحل على اساس ان لا احتكار ولا فرض ولا رفض، وهذه هي المبادىء الاساسية التي تحدثنا عنها سابقا لكن المصلح (بياكل تلت القتلة)، لقد كان التنازل من كل الجهات المعنية". واردف: "اليوم اقول ان هناك بعض التفاصيل التي يجب ان نعمل عليها في الايام القليلة المقبلة، واتمنى على الرئيس المكلف وعلى رئيس الجمهورية ان يقررا ان التشكيلة باتت جاهزة وان يصدرا المراسيم قبل العيد، لكن الاكيد في كل ما حصل اننا ركزنا أمرا أساسيا ومهما جدا، وما كان يجب في كل مرة أن نصل إلى شبه انفجار في البلد لمعالجة الأمور". وقال: "لأننا أصبحنا على أبواب الحل، اقول ان لبنان اجتاز الشهر الفائت قطوعا كبيرا شبيها بما حصل منذ سنة تقريبا، ففي كل مرة نصل إلى حافة مواجهة سياسية، وللأسف تتخذ أبعادا اخرى، نشكر الله أن هناك أناسا تملك الإرادة والنية أن تجمع وان توصل والا تفرق وتقسم، وهنا الرئيس القوي والعهد القوي الذي هو الرئيس الضمانة والعهد الضمانة للجميع". واضاف: "هذا واجبنا كتيار وطني حر أن نذهب إلى منطق لا هازم ولا مهزوم الا عدالة التمثيل لذلك نطالب بالديمقراطية وليس التسوية التي تقوم على قاعدة تسوية على الطريقة اللبنانية، لا بل هي على اساس احترام عدالة التمثيل وتركيز مبدأ معنى ديموقراطيتنا وكيفية ممارستها خصوصا بعد القانون النسبي". ولفت الى ان "القانون النسبي اليوم يجب أن يكون المخاض الذي قطعنا فيه في تشكيل الحكومة وركز أسسا أساسية في تشكيل وحدة وطنية، وان تشكيل حكومة أكثرية لها أسس أخرى، إنما حكومة الوحدة الوطنية مع الحكومة الحالية يكون واضحا كيف تشكلت وكيف كل الحبر الذي سال لتخيلات وافتراضات وتوزيعات داخل الحكومة على أسس نأمل أن تكون انتهت". وختم باسيل: "المحاور السياسية التي كانت قائمة على 8 و 14 وغيرها غير موجودة في هذه الحكومة وتبين أنه تتشكل حكومة على اساس وفاق وطني مختلف، والزيح السياسي لم يعد مستقيما بل أصبح متعرجا ومتداخلا، ما هو صحي اكثر للوطن هو الحكومة، والعيدية الحقيقية تكون بأن تعمل وتنتج للبنانيين دولة واقتصادا سليما".

 

كتلة المستقبل: قيام الحكومة حاجة وضرورة ومسؤولية وطنية وجهود رئيس الجمهورية يجب ترجمتها باصدار المراسيم في أسرع وقت

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - عقدت كتلة المستقبل النيابية، اجتماعا عصر اليوم في بيت الوسط برئاسة النائب بهية الحريري، وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب نزيه نجم في ما يلي نصه:

أولا: تعرب الكتلة عن ارتياحها للمسار الذي تسلكه مبادرة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بشأن الوضع الحكومي، والحلول المتاحة لتذليل العقد التي تعترض تأليف الحكومة.

وترى الكتلة ان مساعي فخامة الرئيس تشكل الفرصة الأخيرة للخروج من دوامة الشروط السياسية، وإن نجاحها لا بد ان يتكامل مع النتائج التي توصل اليها الرئيس سعد الحريري قبيل ظهور العقدة الأخيرة.

إن الرهان على تأليف الحكومة العتيدة قبيل الاعياد المباركة ، بات أمرا متاحا، بل يحب ان يكون أمرا ملحا في ضوء التحديات الاقتصادية والمالية والانمائية المدرجة على جدول اعمال السلطة التنفيذية وسائر المؤسسات المعنية باطلاق ورش العمل التشريعي والاصلاحي والاداري، والتوقف عن سياسات هدر الوقت والدوران في الحلقات المفرغة.

وغني عن التنبيه في هذا المجال، الى ان الارتدادات الاقتصادية والمالية الناشئة عن تأخير الحكومة، باتت تنذر بالوصول الى عواقب وخيمة لن يكون في تداركها من خلال المسكنات السياسية والدعوات المتلاحقة للتضامن اللفظي على وقف الانهيار.

فقيام الحكومة، حاجة وضرورة ومسؤولية وطنية، والجهود التي بذلها فخامة الرئيس، يجب ترجمتها بخطوات عملية تنتهي لاصدار المراسيم باسرع وقت. ثانيا: إن النوافذ التي تفتح امام لبنان في المنتديات الاقتصادية والمالية العالمية ، هي فرص لا يصح ان تضيع تحت وطأة الاشتباكات السياسية المحلية، ولعل المنتدى الذي شهدته العاصمة البريطانية الاسبوع الماضي يشكل علامة من علامات التمايز في الجهود التي يبذلها الرئيس سعد الحريري ويثبت أن القطاع الخاص في لبنان والعالم مقتنع بفرص نهوض الاقتصاد اللبناني وجاهز للمساهمة فيها فور انطلاق برنامج الإصلاحات والاستثمارات على يد الحكومة العتيدة. ثالثا:أكدت الكتلة على اهمية التزام لبنان القرار 1701 وموجبات حماية لبنان في مواجهة التهديدات والذرائع الاسرائيلية ، كما رحبت بإعلان الرئيس الحريري ان الجيش اللبناني سيسير دوريات في الجنوب ليعالج بالتعاون مع قوات الامم المتحدة اي شائبة تعتري تطبيق هذا القرار الذي اكد لبنان مرارا وتكرارا التزامه الكامل به. وتذكر الكتلة المجتمع الدولي بمسؤولياته في وقف الخروقات الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، مع التأكيد على ان الجيش وحده هو المولج الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه. أخيرا استعرضت الكتلة عمل اللجان النيابية التي يشارك فيها نواب الكتلة كما استمعت إلى عرض مفصل للتشريعات المتعلقة بالاصلاحات البنيوية والقطاعية التي عرضتها الحكومة اللبنانية ضمن مؤتمر "سيدر" في باريس في نيسان الماضي والتي حصل لبنان على أساسها على تمويل لبرنامج الاستثمار الذي سينطلق تنفيذه بعد تشكيل الحكومة العتيدة.

 

باسيل استقبل وفد اللقاء الديموقراطي عبدالله: مصرون مع كل القوى السياسية أن نعيد الى لبنان نهضته

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018/ وطنية - استقبل رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، في مركزية "التيار" في ميرنا الشالوحي، وفدا من "اللقاء الديموقراطي"، في حضور وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل، قبيل انعقاد الاجتماع الدوري لتكتل "لبنان القوي". وضم الوفد، الأمين العام للقاء ظافر ناصر، والنواب بلال عبدالله، هادي أبو الحسن وفيصل الصايغ، الى مستشار رئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط حسام حرب وعضو مجلس قيادة الحزب "التقدمي الإشتراكي" محمد بصبوص.

عبدالله

بعد اللقاء، قال النائب عبدالله: "باسم اللقاء الديموقراطي ورئيسه النائب تيمور جنبلاط، كان لنا جولة أفق واسعة ومفصلة مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وحضور معالي الوزير الصديق سيزار أبي خليل، إستكمالا لجولة بدأناها مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ومع الكتل النيابية المتنوعة، ومن الطبيعي أن يكون هذا اللقاء مثمرا ومفيدا جدا لأنه تطرق الى مواضيع عدة. والأهم بالنسبة لنا وللتيار الوطني الحر هو تثبيت أهل الجبل جميعا في قراهم وفي بلداتهم، وتأمين دورة إقتصادية متكاملة لتكريس هذه العودة الكاملة، خصوصا وأن هناك إقرار من كل الفرقاء أن المصالحة الأساسية تمت والأهم الآن أن تؤمن الأرضية الإقتصادية الإجتماعية للعودة الكاملة لأهلنا في الجبل".

أضاف: "كان هناك جولة أفق حول الحكومة، والمرتقب الآن أن تذلل بقية العقبات الموجودة على طريق تشكيل الحكومة، وأتصور أن التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الإشتراكي يتشاركان الحرص والهدف الواحد في الإسراع في تشكيل هذه الحكومة، لما لذلك من ضرورة لإعادة بث الثقة داخل لبنان وبين لبنان والمجتمع الدولي".

وتابع: "النقاش الأساسي والمفصل كان حول الورقة التي تقدم بها الحزب لفخامة الرئيس ودولة الرئيس والكتل حول ترشيد الإنفاق، رؤية الحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديموقراطي حول كيف يمكن في الفترة المقبلة إن شاء الله مع الحكومة الجديدة، أن نعالج سويا، ككافة القوى السياسية على الأقل، الشأن الإقتصادي مهما تمايزت مواقفنا السياسية، أن نبدأ بمعالجة فاعلة وجدية، لكل الثغرات والأزمات والمشاكل الإقتصادية، بدءا من الإنفاق وترشيد الإنفاق، وصولا الى مشكلة الكهرباء، مشكلة العجز بالدين العام، مشكلة كل الأزمات التي ممكن أن نتشارك أن نتعاون ونتكامل نحن والتيار الوطني الحر في معالجتها، أكيد مع كل القوى السياسية الأخرى التي بدأنا باللقاء معها وسنستمر مع كل الكتل، ولكن كان هناك هما مشتركا وهاجسا مشتركا ونقاشا مفصلا ومستفيضا، إستفدنا من خلاله من تجربة التيار الوطني الحر وقدمنا وجهة نظرنا كحزب تقدمي إشتراكي، ونأمل أن تستمر هذه اللقاءات لما فيه خير بلدنا ووطننا، لأننا مصرون مع التيار الوطني الحر ومع كل القوى السياسية أن نعيد لهذا البلد نهضته".

وختم عبدالله شاكرا "التيار الوطني الحر على الإستضافة ورئيس التيار على هذا الوقت"، معيدا ومكررا تحية تيمور جنبلاط و"تمنياته بالاستمرار في هذه العلاقة".

أبي خليل

بدوره، قال الوزير أبي خليل: "سررنا كثيرا اليوم باستقبال وفد اللقاء الديموقراطي الذي كان لنا بحثا مطولا معه، كما أشار الزميل بلال عبدالله في هذا الموضوع، وتطرقنا الى الأمور الإقتصادية والى الملفات الحكومية والملفات البرلمانية، واتفقنا على المرحلة المقبلة أن يكون هناك تعاونا بشكل أقرب بيننا وبين الحزب التقدمي الإشتراكي وكتلة اللقاء الديموقراطي بالملفات الحكومية وأكيد مع الحكومة التي نتمنى تشكيلها بأسرع وقت ممكن. كذلك الأمر الملفات التشريعية والورشة التشريعية الحاصلة في مجلس النواب. كما تم الإتفاق على العمل بشكل أقرب في الجبل، الذي نتشارك همه سوية مع الإخوان، كي نتمكن من تثبيت أهلنا فيه ونخلق لهم الإطار الملائم حتى يثبتوا في أرضهم، ونعيد نشاطا إقتصاديا لمنطقتنا، الأمر الكفيل بتنمية المنطقة وتثبيت أهلها فيها. وإتفقنا ايضا على متابعة التعاون واللقاءات لما فيه تنفيذ هذه الأمور التي تطرقنا إليها".

 

التيار المستقل: لحكومة من 18او14 وزيرا من ذوي الاختصاص واصحاب الجرأة

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا، برئاسة اللواء عصام ابو جمرة، وأصدر البيان الآتي: "جريمة ان ينتهك مبدأ فصل السلطات في النظام البرلماني الديموقراطي اللبناني. جريمة ان ينتهك الدستور اللبناني في عدم تنفيذ صلاحية الرؤساء في تأليف الحكومات. وجريمة كبرى بحق الوطن ان يجري كل هذا في خبصة المحاصصات على المناصب وفقا لمعايير تحدد وتنفذ اعتباطا، وكل ذلك لتأليف حكومة تسمى حكومة "وحدة وطنية". أي وحدة! حكومة، اذا ولدت ستكثر الانقسامات في لبنان وتزيد تفاعلاتها مع ما يجري في المنطقة. حكومة، اذا تم فعلا قبول تشكيلها وفقا لقرارات رؤساء الكتل النيابية والاحزاب واللقاءات المستحدثة! وانطلاقا من مبدأ "الولاء لمن يولي"، سيكون لها أقله 12 رئيسا، معظمهم من النواب، يتدخلون بقيادتها مع الرئيس الاساسي، خلافا للنظام والقانون والدستور. هذا اضافة الى مشكلة الثقة التي ستطلبها من مجلس النواب على بيانها الوزاري، والتي ستكون اسوأ من التأليف لصعوبة الاتفاق على مضمون هذا البيان. فلماذا بعد سبعة شهور من الشلل في ادارة الدولة، لا يتم اعتماد حكومة من 18 او 14 وزيرا من ذوي الكفاءة في الاختصاص واصحاب الجرأة في ممارسة الحكم والضمير الحي في ادارته بمسؤولية مع رئيس الحكومة؟ حكومة حرة تفتح باب مراقبتها امام المجلس النيابي دون اي مصلحة مادية او تعصب طائفي او حزبي. وتقوم بما يلزم قبل فوات الاوان لضبط الاقتصاد ومعالجة قضية المجارير ومشكلة النفايات والكهرباء والماء والتلوث السرطاني، والعمل لإعادة النازحين الى بلدهم بسرعة ومحاربة بقية الامور المزرية كالفساد وكل ما يتسببت بضرب الاقتصاد في الصميم وإيصال الازمة المالية الخانقة الى حافة الانفجار. اما في خصوص الوضع الامني على الحدود، فاعتبروا ان ما يجري لن يكون مدخلا للحرب، لأن الانفاق قديمة وتدميرها داخل الاراضي اللبنانية بقرار واشراف الامم المتحدة ممكن وسهل".

 

الكتائب: لا سيادة ولا استقرار في ظل سيطرة السلاح غير الشرعي

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - ترأس رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، الاجتماع الاسبوعي للمكتب السياسي، وجرى بحث في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة. وفي نهاية الاجتماع، صدر البيان الآتي: "أولا: يعتبر حزب الكتائب أن حركة الأسواق المالية اللبنانية، والتقارير الصادرة عن مؤسسات التصنيف العالمية، وارتفاع اسعار الفائدة وتجفيف السيولة، كلها مؤشرات جدية الى خطورة الوضع الاقتصادي في لبنان، داعيا الى وقف النزف في المالية العامة والإسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين متجانسة تشرع فورا بتطبيق الاصلاحات الضرورية لانقاذ لبنان، في موازاة البحث في المجلس النيابي في المسائل السياسية الكبرى العالقة. وفي هذا السياق، تندرج الزيارة التي قامت بها القيادة الكتائبية لفخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف ودولة رئيس المجلس النيابي. أما إذا شكلت حكومة، بعد طول انتظار، بناء على ما هو متداول، فتكون هذه السلطة قد أضاعت ثمانية أشهر من عمر اللبنانيين، وتسببت بتسريع وتيرة تفاقم الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وكل ذلك من اجل وزير من هنا او وزير من هناك. ثانيا: مجددا تضع الدولة نفسها في موقع المتفرج والغائب تماما عما يحصل على الاراضي اللبنانية، وهي بذلك تتحمل مسؤولية أفعال غيرها، ما قد يجر البلاد الى أخطار لا طاقة لها على تحملها. وفي هذا السياق، تأتي مسألة الأنفاق وقد حصلت داخل الأراضي اللبنانية من دون علم الدولة بها، لأن حزب الله أعطى نفسه الضوء الأخضر للقيام بما يريده وتوريط لبنان في أزمات لم يقررها. وعليه، يؤكد حزب الكتائب أن لا استقرار للوضع في البلاد إلا بسيطرة القوى الشرعية اللبنانية على كامل الاراضي اللبنانية. ثالثا: يهنئ حزب الكتائب اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، بحلول عيدي الميلاد ورأس السنة، راجيا ان يعم الامن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة، ومتمنيا ان يسود الخير واحترام الدستور والقانون وحفظ الحريات واحلال العدالة والمساواة بين الجميع".

 

البابا فرنسيس التقى اللجنة الدولية لمناهضة الإعدام: عقوبة الإعدام غير مقبولة لأنها تهدد حرمة الشخص البشري وكرامته

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - قامت "اللجنة الدولية لمناهضة عقوبة الإعدام" بزيارة للحبر الأعظم البابا فرنسيس في القصر الرسولي في الفاتيكان، وعقدت إجتماعا معه في حضور رئيس اللجنة مفوض الأمم المتحدة السابق لحقوق الإنسان نافي بيلاي، والأعضاء وزير العدل السابق البروفسور ابراهيم نجار، رئيسة الفيليبين السابقة غلوريا أرويو، رئيس منغوليا السابق تساخياغلين إيلبغدورج، الحاكم السابق لولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون، وزير العدل السابق في كرواتيا البروفسور إيفان سيمونوفيتش، الأمين العام ل"الجمعية الأميركية اللاتينية لقانون الجرائم" روبرتو مانويل كارلز وأسنتو فيفو وراجيف نارايان من سكريتاريا اللجنة.

البابا

وقد رحب البابا فرنسيس بضيوفه، مشيرا إلى أن "اللجوء إلى عقوبة الإعدام كان نتيجة منطقية وعادلة في القرون الماضية عندما كنا نفتقد للأدوات التي نملكها اليوم لحماية المجتمع. أما اليوم فقد تم إصلاح نص التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية في النقطة المخصصة لعقوبة الإعدام، بحيث لا يحتوي على تناقض مع تعاليم الماضي لأنَّ الكنيسة قد دافعت على الدوام عن كرامة الحياة البشرية. لكنَّ التطور المتناغم للعقيدة يفرض ضرورة أن ينعكس في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية بأن الكنيسة تعلِّم، في ضوء الإنجيل، أنَّ عقوبة الإعدام هي غير مقبولة على الدوام لأنها تهدد حرمة الشخص البشري وكرامته. وبالتالي لا يمكن حرمان أي شخص من حياته أو من الأمل في خلاصه والمصالحة مع الجماعة". ودعا البابا "الدول التي لا تزال تطبق عقوبة الإعدام الى اعتماد تجميد الإعدام بهدف إلغاء هذا الشكل القاسي من العقاب". ولفت الإنتباه إلى "حالات الإعدام التي تتم خارج نطاق القضاء، إن كان من خلال إجراءات موجزة أو تعسفية، وهي عمليات قتل متعمدة من قبل عملاء الدولة، والتي غالبا ما يتم تمريرها كنتيجة لمواجهات مع مجرمين مزعومين". وأكد "نحن بحاجة إلى عدالة تكون أما بالإضافة إلى كونها أبا. لأن تصرفات العناية المتبادلة الخاصة بالمحبة التي هي أيضا مدنية وسياسية، تظهر في كل الأعمال التي تسعى لبناء عالم أفضل". ووعد البابا فرنسيس أعضاء اللجنة ب"متابعة العمل معهم من أجل إلغاء عقوبة الإعدام وسعيا لبناء التوافق الضروري من أجل القضاء على عقوبة الإعدام وجميع أشكال العقوبات القاسية".

 

المجلس المذهبي للموحدين الدروز انعقد برئاسة شيخ العقل: نأمل نجاح المساعي في تأليف الحكومة ونحذر من مخاطر الوضع الاقتصادي

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا برئاسة سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في بيروت، بحضور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وأصدر مجلس الإدارة بيانا تلاه أمين السر المحامي نزار البراضعي، جاء فيه:

أولاً: أمل المجلس المذهبي نجاح المساعي المبذولة في عملية تأليف الحكومة العتيدة؛ لإخراج البلد من حال الشلل التي تعتريه؛ ووقف كل ذرائع التعطيل والعرقلة. ثانيا: حذر المجلس من مخاطر ما يتجه إليه الوضع الاقتصادي في البلاد، ودعا إلى سياسة ترشيدية توقف مزاريب الهدر في مؤسسات الدولة وقطاعاتها وتحديدا في الكهرباء التي تكبد الخزينة أعباء مضاعفة، واستغرب بشدة سياسة التعامي عن الحلول الفاعلة المتوفرة لهذا القطاع. كما طالب المجلس بوضع أولوية العمل في المرحلة المقبلة معالجة الدين العام المتنامي، وتنفيذ خطة اقتصادية واجتماعية ومالية تعطي المواطن حقوقه البديهية بحياة كريمة؛ تتأمن فيها أبسط حاجات الحياة اليومية في القوت والصحة والبيئة والتعليم والعمل؛ فبدون ذلك لا جدوى للمؤتمرات والقمم الاقتصادية التي لا تعطي نتائج ملموسة إلا بعمل حقيقي في الإصلاح ومحاربة الهدر والفساد. ثالثا: تقدم المجلس بالتعزية إلى عائلة أبو دياب وأهالي بلدة الجاهلية باستشهاد محمد أبو دياب؛ مؤكدا ضرورة الارتقاء في هذه المرحلة بالذات إلى ما يحصن وحدة البلاد ويحفظ استقرارها بشكل عام واستقرار منطقة الجبل بشكل خاص، وترسيخ العيش المشترك والسلم الأهلي. رابعا: عبر المجلس عن إدانته لمواصلة العدو الإسرائيلي خروقاته واعتداءاته على السيادة اللبنانية، وحيا المؤسسة العسكرية على دورها في التصدي لهذه الانتهاكات، بما يثبت مرجعية الدولة ومؤسساتها في صيانة الأمن في الداخل وعلى الحدود. خامسا: وجه المجلس تحية إكبار إلى الشعب الفلسطيني بشهدائه ومناضليه وأطفاله ونسائه وشيوخه على تسطيرهم ملاحم البطولة والصمود يوميا بوجه الاحتلال الغاشم الذي لا يوفر جهدا في السعي لتصفية القضية الفلسطينية، ودعا المجلس إلى موقف عربي حاضن لنضال الفلسطينيين يسهم في تحقيق المصالحة والوحدة في سبيل القضية الأم التي ستبقى شعلتها متقدة ما دام هناك نبض فلسطيني لا يستكين. سادسا: توجه المجلس بأحر التهاني من اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام وعيد رأس السنة الميلادية؛ راجيا أن تحمل معها الأعياد تباشير الخير والانفراج على مستوى مختلف المجالات في لبنان والمنطقة.

 

باسيل في كتاب الى الأمم المتحدة:لبنان يرفض توطين أو إدماج اللاجئين أو النازحين على أرضه ويشدد على ضرورة عدم تسييس أزمتهم واستخدامها ورقة سياسية

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - ارسل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل كتابا الى كل من رئيسة الدورة الـ73 للجمعية العمومية للامم المتحدة ماريا فرناندا اسبينوزا والامين العام للمنظمة الدولية انطونيو غوتيريس والمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، على خلفية التصويت على الاعلان العالمي للاجئين "Global Compact for Refugees" الذي اعتمد في منتدى مراكش مطلع الشهر الحالي، هذا نصه:

"رئيسة الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، السيدة ماريا فرناندا اسبينوزا غارسيس الموقرة، انخرط لبنان في بلورة الميثاق العالمي للاجئين انطلاقا من مساهمته في إعلان نيويورك عام 2016، وإيمانا منه بأن أزمة اللجوء هي أزمة معقدة تتطلب معالجتها الاستناد إلى مبدأ تقاسم الأعباء، وخصوصا عندما تكون أزمة اللجوء كبيرة. خلال اجتماعات بلورة الإعلان العالمي للاجئين المختلفة، عبر الوفد اللبناني عن هواجس لبنان ومخاوفه المنطلقة من وضعه الداخلي والتهديد الوجودي الذي يشكله هذا العدد الكبير من النازحين السوريين على أرضه، وما شكله من عبء اقتصادي واجتماعي وأمني وديموغرافي.

صوت لبنان لمصلحة الإعلان الأممي لما ورد في هذا النص من حزم في مقاربة كل أزمة بأسلوب يراعي خصوصيتها في دول العالم ومن ضمنهم لبنان.

من هنا، لزام علينا أن نؤكد حرصنا على عدد من المبادئ الواردة في النص، والتي سوف تحكم تعامل لبنان مع الإعلان العالمي للاجئين في المستقبل وأهمها:

- إن الإعلان غير ملزم قانونا وتبقى سيادة الدول فوق كل اعتبار.

- لا يستحسن استعمال الإعلان العالمي للاجئين أداة لفرض موجبات على الدول من شأنها أن تنشئ حقوقا هي بمثابة توطين مقنع.

- بالنسبة الى لبنان، إن الحل الوحيد لأزمات اللجوء أو النزوح على أرضه هو العودة الآمنة والكريمة الى البلد الأصل. (في حين أننا ننظر الى إعادة التوطين قي بلدان ثالثة كحل جزئي ومحدود جدا ومضر أحيانا، مناسب لحالات خاصة فقط).

- لبنان يرفض توطين أو إدماج اللاجئين أو النازحين على أرضه.

- تأمين المساعدة الإنسانية للاجئين يجب ألا يأتي على حساب مصلحة المجتمع المضيف.

- لا يمكن لبنان التزام موجب تأمين العمل أو تخصيص أي مورد من موارد الدولة والشعب للاجئين على أرضه، لضيق سوق العمل لديه ولشح موارده وضعف خدماته، ولما تشكله هذه الموجبات من استدامة الإقامة في البلد المضيف.

يشدد لبنان على ضرورة عدم تسيس أزمة اللجوء على أرضه، واستخدامها ورقة سياسة في وجه فريق أو لمصلحة فريق في النزاع، وعدم ربط العودة بأي أمر آخر سوى توافر ظروفها وسيادة الدولة المضيفة.

إنني أغتنم هذه الفرصة لكي أنقل اليكم فائق تقديري واحترامي.

وزير الخارجية والمغتربين

جبران باسيل".

 

جعجع في ريسيتال ميلادي للقوات: لن نتعب أو نكل للوصول إلى دولة يمكننا فيها أن نشرب المياه ونسلك الطرقات وننير منازلنا بالكهرباء

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أننا "جماعة رجاء وإيمان وأمل ومهما مر من زمن علينا يبقى أملنا وإيماننا هو هو بلبنان الذي نسعى إليه، وبالرغم من كل العراقيل الموجودة أمامنا فنحن لن نتعب أو نكل من أجل الوصول إلى الدولة التي نريدها والتي يمكننا فيها أن نشرب المياه ونسلك الطرقات وننير منازلنا بالكهرباء". كلام جعجع جاء خلال الريسيتال الميلادي الذي أقامه حزب "القوات اللبنانية"، في معراب، تحت عنوان "آن للبنان أن يولد من جديد" في حضور النائب إبراهيم كنعان ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، داوود الصايغ ممثلا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الوزيرة السابقة أليس شبطيني ممثلة الرئيس ميشال سليمان، المونسنيور لويس البواري ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المطران مخايل شمعون ممثلا بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للسريانية الأرثوذكسية في العالم مار اغناطيوس افرام الثاني، المطران شارل مراد ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، المطران بولس برخش ممثلا بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك مار يوسف الاول العبسي، نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وزير الإعلام ملحم الرياشي، النائب هنري حلو ممثلا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، النواب: نعمة افرام، جورج عقيص، أنيس نصار، زياد حواط، شوقي الدكاش، وهبي قاطيشة، جوزيف اسحاق، عماد واكيم وفادي سعد،الرائد شربل فخري ممثلا قائد الجيش العماد جوزيف عون، الوزراء السابقين: مروان شربل، منى عفيش وجو سركيس، النواب السابقين: انطوان نقولا سعد، إيلي ماروني، إيلي كيروز وشانت جنجنيان، مدير عام قوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد فؤاد خوري، مدير المخابرات العميد طوني منصور، مدير فرع جبل لبنان في مخابرات الجيش العميد كليمون سعد، رئيس أركان قوى الأمن الداخلي العميد نعيم شماس، محافظ عكار عماد لبكي، رئيس "حركة المستقلون" رازي الحاج، رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، رئيس "المركز الكاثوليكي للاعلام" الأب عبدو أبو كسم، الأب غسان مطر ممثلا رئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الأباتي مالك بو طنوس، الأب ناريك ممثلا رئيس رهبنة المخيتاريين في لبنان والشرق الاوسط الأباتي ميسروب سولاهيان، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي الجميل، ماري فريد حبيب، روز أنطوان الشويري، مي الشدياق، زوجة ونجل الوزير الشهيد محمد شطح لينا وعمر شطح، زاهر عيدو نجل النائب الراحل الشهيد وليد عيدو، فادي السلمان شقيق الشهيد هاشم السلمان، جانيت خوند زوجة المخطوف بطرس خوند، الشاعر طلال حيدر، المستشار القانوني لرئيس "القوات" فادي ظريفي، مستشار رئيس "القوات" لشؤون الرئاسة طوني مراد، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار مارون سويدي، الأمين المساعد لشؤون المصالح غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، حشد من أهل الصحافة والفن والفاعليات الإقتصادية والإجتماعية وأعضاء المجلس المركزي في "القوات".

وقال جعجع: "أريد أن أشكر من كل قلبي المرنمة ريتا بو صالح والجوقة الموسيقية ومن أشرف على التوزيع الموسيقي وراء الستار كما أريد أن أشكر لجنة الأنشطة المركزية في الحزب التي استطاعت وبوقت وإمكانيات قليلة جدا من أن تنقلنا خلال ساعة إلى أجواء الميلاد. ويهمني أن أتوجه بشكر كبير لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري اللذين أرسلا ممثلين عنهما كما أشكر أيضا ممثلي البطاركة الأربعة وقادة القوى العسكرية والأمنية وممثلي رؤساء الأحزاب والزعامات والوزراء والنواب والشخصيات المستقلة والجمعيات الأهلية الموجودين بيننا اليوم".

وختم جعجع بتوجيه معايدة للشعب اللبناني باسمه وباسم زوجته النائبة ستريدا جعجع، على أمل أن "نتمكن قريبا من تحقيق أحلامنا بلبنان الذي نتمناه".

كيروز

من جهته، ألقى النائب السابق إيلي كيروز كلمة في مستهل الريسيتال قال فيها: "نجتمع اليوم لمناسبة عيد الميلاد وتحت عنوان ريسيتال ميلادي من أجل ان نتأمل في دقائق قليلة في معنى العيد، وبطلب من رئيس الحزب ولقد وجدت ما يعبر أحسن عن معنى الميلاد في عظة لشارل مالك في 25 كانون الأول 1972. سأستعين بهذه العظة الليلة لأوصل إليكم بعض المعنى للعيد".

واضاف: "أكلمكم الليلة كمسيحي مؤمن والمؤمن ينطق بأمور غريبة. الليلة، أود أن نصغي إلى يسوع الناصري. الليلة أود أن نبدأ بالاعتراف بأنني وبأننا مدينون له بكل شيء. فهل هو أمر بسيط، هل هي ظاهرة عادية، خارج عالم السياسة وخارج عالم الفن، أن يعيد مئات ملايين البشر ميلاد من ولد في مزود بقر، من عاش بالقرب منا، في الخفية تقريبا، من عاش وأحب، وبذل بصمت، من تألم، وأسلم أمره إلى من يحكم بالعدل فحكم على يسوع بالموت بالرغم من قناعته ببراءة يسوع، فشكل عدله حكما وعارا على الإمبراطورية الرومانية على مر التاريخ".

وتابع: "في الميلاد نحن أمام شيء جديد، نحن أمام سر التجسد. إن التجسد هو العلامة المميزة للايمان المسيحي على ما جاء في التعليم للكنيسة الكاثوليكية. إن تجسد الكلمة ليس بالحدث العادي البسيط، بل هو في تاريخ الديانات، في تاريخ العقائد والفلسفات، ثورة الثورات، حدث الأحداث، هو أعمق أسرار التاريخ. إن التجسد هو السر الذي أربك العقل الفلسفي اليوناني، فلم يقو حتى أفلاطون، بحسب جان جاك شوفاليه والذي وصل إلى عتبة السر المسيحي، قبل المسيحية، لم يقو على اجتياز هذه العتبة والوصول إلى الذات الإلاهية، إلى الإله - الإنسان".

ودعا كيروز إلى أن "نفكر في كل رفعة كمال، إلى أن نفكر في العدالة والسلام. في الحقيقة والتواضع. في الحكمة والشجاعة. في الحب والإخلاص. تعالوا نفكر في الخدمة التي لا تمنن والمحبة التي تعذر كل شيء على وجه الأرض. تعالوا نفكر في هذه الحرية الداخلية العجيبة وما ينجم عنها من فرح لا يوصف. ولقد أراد يسوع لا أن يكرس الأحزان بل أن يطردها من دنيا الإنسان". وقال: "فكروا معي الليلة، هل تستحق الحياة أن نحياها، هل تعني الحياة شيئا من دون هذه القيم، من دون المحبة والحرية والعدالة والسلام والتواضع والخير والشجاعة والفرح، هل تعني الحياة شيئا من دون كل هؤلاء الرجال والنساء المسيحيين والمسيحيات المجانين والمجنونات بحسب الأب Lebret، المنحازين والمنحازات إلى الإنسان في مواجهة شقاء الإنسان وإلى الحياة في مواجهة بؤس الحياة والمظالم، الذين ألهمهم يسوع المتجسد وألهمتهم قيم يسوع في العالم، والذين يطيب لي أن أسميهم مروجي الوضع الإنساني".

وسأل كيروز "من أين أتت هذه القيم؟ لقد أتت جميعها وكثير غيرها من يسوع المسيح الذي مس القلوب وفعل فيها. وأكثر، لم يستطع حتى كبار الفلاسفة والمفكرين، ابتداء من القرن التاسع عشر، الذين اختاروا خط محاربة المسيحية، وخط التبشير بموت الله، والذين جعلوا من الله صعوبة للعقل، والذين دعوا إلى الإلحاد كحل إنساني للمعضلة البشرية، فحول الإلحاد حياة الملايين على الكوكب إلى مأساة، وإلى معتقل كبير، لم يستطع هؤلاء من أمثال فيورباخ ونيتشه وروجيه غارودي وألبير كامو وغيرهم إلا أن يقروا ويعبروا عن إعجابهم بيسوع المتجسد".

ولفت لى أننا "يمكن أن نفكر في الميلاد بتبادل الهدايا، بالشجرة والزينة، بإقامة السهرات. يمكن أن نفكر بالأكل، بالشرب، بالمآدب، باللباس، بالتسوق وبالسفر، ولكن دعونا لا نربي أطفالنا، أولادنا وشبيبتنا على مفهوم مادي للعيد. دعونا لا نحول هذا العيد إلى مناسبة خارجية، إلى يوم عادي في روزنامتنا الطقسية وحياتنا الروحية. دعونا في هذه الليلة نفكر في صاحب العيد ذاته، بمن هو. دعونا نركز على يسوع الناصري، يسوع الإنسان. ولنعش هذه الليلة، في يسوع، ولنس أنفسنا نحن العاملون في العالم، ولننس العالم وأمجاد العالم وأضواء العالم، وصخب العالم، ويسوع الحي بمئة معنى من الحياة، هو الذي يعيد أنفسنا إلينا وهو الذي يعيدنا إلى العالم ويعيد العالم إلينا".

وختم: "إن يسوع جاء برسالة من السماء ولكن ليفعل في الأرض، داخل الأرض وبدعوة من الأرض المتألمة. لقد صلى يسوع للآب لئلا يخرجنا من العالم. لقد صلى من أجل أن نبقى في العالم وحتى لا نذوب في منطق العالم ولنبقى في العالم على فرادتنا كميلاديين، على حلاوتنا، كما يقول المطران جورج خضر، وعلى رجائنا بيسوع وبالإنسان".

وكانت قد أحيت الريسيتال ريتا بو صالح والجوقة بإشراف موسيقي لمارك بو نعوم حيث تضمن تراتيل ميلادية.

 

البيان الختامي للقاء الحواري الاسلامي المسيحي: للتمسك بصيغة المواطنة والعيش المشترك على قاعدة احترام التنوع والحريات العامة وفي طليعتها الدينية

الثلاثاء 18 كانون الأول 2018/وطنية - اختتم "اللقاء الحواري الإسلامي - المسيحي" بعنوان "التعارف والاعتراف... نحو دولة المواطنة الذي نظمته سفارة دولة الامارات العربية المتحدة بالتعاون مع اللجنة الوطنية المسيحية الإسلامية للحوار، في فندق الحبتور - سن الفيل، أعماله.

وتلا الأمين العام للجنة محمد السماك البيان الختامي وجاء فيه:

"التعارف والاعتراف.. نحو دولة المواطنة

بدعوة من سفارة دولة الامارات العربية المتحدة في بيروت وبالتعاون مع اللجنة الوطنية المسيحية الاسلامية للحوار، عقد لقاء اسلامي - مسيحي في فندق "هيلتون حبتور" حضره ممثلون عن المرجعيات الدينية المختلفة وأعضاء اللجنة وشخصيات سياسية وثقافية.

لقد جاءت الدعوة في اطار احتفال دولة الامارات بالذكرى المئوية لمؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي كان صديقا كبيرا ومحبا للبنان، ومقدرا عاليا صيغة عيشه المشترك، ودوره الرائد في العالم العربي.

وعبر المجتمعون عن تقديرهم للدور البناء الذي قام به الشيخ زايد رحمه الله في خدمة القيم والمبادئ التي تدعو الى بناء الأوطان على قاعدة المحبة والاحترام والخير العام، ونشر أفكار التسامح والمواطنة.

في ختام اللقاء وبعد التداول في الأوضاع المحلية والعربية وانعكاساتها على صيغة العيش المشترك، اصدر المجتمعون إعلانا بعنوان "التعارف والاعتراف نحو دولة المواطنة" هذا نصه:

أولا: في المواطنة والعيش المشترك

يشدد اللقاء على أهمية التمسك بصيغة المواطنة والعيش المشترك في لبنان على قاعدة احترام التنوع والحريات العامة وفي طليعتها الحريات الدينية.

يعتبر المجتمعون أن تيارات التطرف لم تكتف بنقض العهود وانتهاك قيم التعايش بل انها شوهت فكرة الوطن وأساءت الى قيم المواطنة، وهو أمر خطير لأن تدمير فكرة الوطن والدولة تؤدي إلى تدمير ثقافة المواطنة.

ثانيا: في الوحدة الوطنية والأخوة الإسلامية المسيحية

التأكيد على تعميم قيم المواطنة وثقافتها باعتبارها عقدا سياسيا واجتماعيا يقوم على الشراكة والقرار الحر في دولة المؤسسات، وتحقق المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وترفعها إلى مستوى المؤاخاة الإنسانية المتكاملة والمكفولة بالقوانين والدساتير.

ويدعو المشاركون سائر اللبنانيين الى تعزيز أخوتهم في ظل الدستور وحكم القانون والديمقراطية وفي ظل التربية الأسرية ومناهج التعليم التي عليها الرهان الكبير في تعميم قيم المواطنة، ويشددون على نبذ التعصب والطائفية وسائر وجوه التفرقة والتمييز بين المواطنين.

ثالثا: في لبنان الرسالة

يحظى لبنان بصيغة متميزة تجعله متفردا في محيطه العربي ومن هذه الفرادة والحفاظ عليها تنبع أهمية التمسك بصيغة لبنان الرسالة التي تقوم على التعارفات واحترام التعدد والاختلاف لتكون نموذجا يحتذى في العيش المشترك على قاعدة احترام الحريات العامة وفي مقدمتها الحريات الدينية. وفي هذا السياق فإن هذا اللقاء الحواري يعتبر مكملا لما أرسته وثيقة سيدة اللويزة باعتبارها الصيغة اللبنانية المحلية المكملة لإعلان الأزهر.

رابعا: في مواجهة التطرف

يدين المجتمعون أخطار ومظاهر التطرف والغلو في الدين، قولا وعملا، ويجمعون على تسفيه خطاب الكراهية، والى كلمة سواء بين اهل الأديان والمذاهب في اطار من المحبة والثقة والاحترام المتبادل.

ويؤكدون رفضهم لكل أشكال التطرف التي تدفع في اتجاه العنف أو النبذ والعزل والتهجير والمظاهر التي من شأنها ان تساهم في دفع أبناء اي دين إلى ترك أوطانهم بسبب الخطاب المتطرف. ويدعو المتحاورون المواطنين جميعا إلى التمسك بالوطن أرضا وشعبا ومؤسسات لأن في ذلك صونا لتعددية المجتمعات وحماية لفكرة المواطنة والحريات والتنوع في الوحدة.

خامسا: في أهمية دور المرأة

يدعو المجتمعون لتعزيز دور المرأة في الحياة العامة الاجتماعية والسياسية والتعليمية، وذلك استكمالا لوحدة المجتمع وتوظيف كل طاقاته وإمكاناته في مسيرة النهوض والبناء والتقدم.

سادسا: في دور الشباب

يدعو المجتمعون إلى تمكين الشباب من أداء دورهم في الحياة العامة والتأهل ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم عبر إقامة لقاءات شبابية تتضمن نشاطات تؤكد على ثقافة التسامح والتعايش والمشاركة وتأخذ آراءهم منطلقا لصياغة حلول للمشاكل التي يواجهها الوطن تكريسا فكرة المواطنة وتعزيزا لمبدأ المساواة بين المواطنين. ويشدد المجتمعون على أهمية مشاركة الشباب في الحياة الوطنية من خلال حوارات دائمة تنتج عنها تطلعات مشتركة تعبر عن الهموم التي تحرك الأجيال وتنظر الى الآفاق الكفيلة بمعالجة الاختلالات بما يحصن الشباب ويكفل عدم انزلاقهم إلى التطرف أو تبني أفكاره.

ويؤكدون على أهمية دور التربية في معالجة الاختلالات وبما يجمع الشباب على قيم الاحترام المتبادل والعيش المشترك. ويقترح المجتمعون على الجهات الرسمية إنشاء مجالس عمل شبابية في المناطق تكون مصدرا للأفكار ومنبعا للمبادرات.

يولي المتحاورون أهمية لضرورة العمل على إطلاق حوار وطني مجتمعي يكون فيه المجتمع المدني فاعلا في ردم الهوة وفهم الآخر وهو يساهم في ترسيخ هوية المواطنة ويشجع على تقديم الانتماء الوطني على أي انتماء آخر.

سابعا: في التعليم ومؤسساته

يدعو اللقاء المؤسسات التربوية التعليمية العامة والخاصة لإيلاء موضوع التربية الدينية اهتماما خاصا على قاعدة احترام التعدد وحريات الآخرين في إطار تربية وطنية تقوم على الالتزام بحقوق الأفراد والجماعات في التعبير عن معتقداتهم وآرائهم بحرية ضمن النظام العام.

ويوصي ببناء برنامج أكاديمي مدرسي مدته خمس سنوات للبحث في أسس التسامح وقيمه وفي فكرة المواطنة وأهميتها لاعتماده في مناهج التربية والتعليم بما يقطع الطريق أمام حركات التطرف.

يدعو المجتمعون الى تعزيز المناهج التعليمية بالمواد الداعمة لقيم المواطنة وممارساتها بأساليب قادرة على مخاطبة التنوع الوطني، وترسيخ القناعة بأن القيم الوطنية والمفاهيم الدينية تؤكد على تعزيز لحمة المواطنة ورفض أصوات الكراهية والإقصاء والتمييز.

ثامنا: في الإعلام ودوره

يدعو المجتمعون المؤسسات الإعلامية إلى أداء دور إيجابي وبناء من خلال التعاون على إظهار الجوانب الايجابية في العلاقات بين الجماعات الوطنية المختلفة دينيا أو مذهبيا، وتجنب كل ما من شأنه أن يوظف في إثارة النعرات الطائفية البغيضة والعنصرية وذلك حفاظا على السلم الأهلي ووحدة المجتمع.

تاسعا: النموذج في الامارات

يشكر المجتمعون سفارة دولة الامارات العربية المتحدة في بيروت الدعوة إلى عقد اجتماع الخير والود والتعارف والاعتراف ويأملون في أن يتعزز التواصل بين المؤسسات الدينية والتعليمية في البلدين بما يدفع في اتجاه التعاون والتبادل في مجالات التعارف والتسامح ونشر قيم وممارسات الانفتاح العربي - العربي والعربي - العالمي في عالم العصر وعصر العالم. ويعتبر المجتمعون أن مئوية الشيخ زايد طيب الله ثراه ومرور قرابة الخمسين عاما على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، كل ذلك مدعاة للاشادة بقيم النجاح والتنوير التي يمثلها الشيخ المؤسس وتمثلها دولة التسامح والمواطنة التي أقامها وسارت على مثالها الأجيال".

 

الصراع على الزعامة الدرزيّة في لبنان

حازم صاغية/نقلاً عن موقع درج/18 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70140/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%B5%D8%A7%D8%BA%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%AF%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%89/

في الخمسينات والستينات، بدت الزعامة الدرزيّة موزّعة بين رأسين يستلهمان الانقسام العصبيّ القديم إلى جنبلاطيّين ويزبكيّين: كمال جنبلاط، الذي باشر حياته السياسيّة حليفاً شابّاً لإميل إدّه و”الكتلة الوطنيّة” المتّهمَين بمحاباة فرنسا، ومجيد أرسلان، المنتسب إلى “الكتلة الدستوريّة” التي أسّسها بشارة الخوري وأُخذت عليها وعليه “إنكليزيّتهما”. جنبلاط كان يقف على رأس الجنبلاطيّين، وقاعدةُ قوّته الشوف. أمّا أرسلان، وإن كانت عائلته جنبلاطيّة بحسب الانقسام التقليديّ، فيتزعّم اليزبكيّين في عاليه ومحيطها.

الزعامتان، المتفرّعتان عن أصول اجتماعيّة أساسها ملكيّة الأرض، تطوّرتا على قدر من التوازي. زعيم الشوف وجد في شبلي العريان حليفاً وامتداداً لزعامته في راشيّا. زعيم عاليه وجده في منافسه سليم الداوود. الأوّل “عطف” على الشيوعيّين (مع أنّه في شبابه الأوّل غازل القوميّين السوريّين). الثاني على القوميّين.

احتكار الزعامة الدرزيّة هذا كان سبباً لاحتقان وغضب دائمين يصيبان آخرين. الغاضبون شبّان في الطائفة لمسوا في أنفسهم جدارةً مصدرها العلم أو الثروة، لكنّهم رأوا أيضاً أنّ الوجهين التقليديّين يسدّان الأبواب عليهم: الأستاذ الجامعيّ بشير العريضي قضى عمره يخوض الانتخابات النيابيّة ضدّ “الإقطاع” ويرسب. المحامي عصام نعمان اختار طريقاً التفافيّة عبر حزب البعث انتهت به، وهو مُحبَط، إلى حزب جنبلاط، التقدّميّ الاشتراكيّ. المليونير نجيب صالحة حاول أن يستخدم التمايز النسبيّ لمنطقته، المتن الجنوبيّ – بعبدا، ذات الأكثريّة المارونيّة، فيفاوض الزعيمين من موقع قويّ نسبيّاً.

الشركاء في الاحتقان والإحباط كانوا المسيحيّين. هم، في الشوف وعاليه، أكثر عدداً وتعلّماً وثراء، لكنّ الزعامة لا بدّ أن تكون في يد قطب درزيّ. هذا “القدر”، الذي لا رادّ له، أسّس مظلوميّة مسيحيّة في الجبل كان كميل شمعون أبرز الناطقين بلسانها والمتمرّدين عليها، كما أبقى ذاكرة القرن التاسع عشر حيّةً، لا تكاد تخبو حتّى تشتعل.

المرارة المسيحيّة كانت في الشوف أشدّ منها في عاليه: ذاك أنّ مجيد أرسلان ليس ذاك المناوىء للرئيس المارونيّ الذي كانه كمال جنبلاط. إنّه، على العكس، حليف الرئيس الدائم، وبالتالي حليف المسيحيّين في العاصمة – المركز. وإذا كان سيّد الشوف، أقلّه منذ أواسط الخمسينات، صاحب خيارات عربيّة لا يستسيغها المسيحيّون، فإنّ سيّد عاليه لم يملك ترف الخيارات التي تتعدّى قضاءه أو فضولها.

بين “البك” و”المير”

الفارق بين الزعيمين لم يكن بسيطاً: فجنبلاط ديناميكيّ، له، وإن بطريقته الخاصّة، مداخلات ومواقف تبدأ بأديان الهند ولا تنتهي بفلسفات اليونان وأوروبا، وله كذلك جولات تحمله إلى دمشق والرياض والقاهرة وموسكو، ومنذ أواخر الستينات غدا، هو الآخر، يملك سهماً في “تحرير فلسطين”. في بداياته كان واحداً من رموز النخبة الجبليّة واللبنانيّة الناطقة بالفرنسيّة، والتي وجدت مصنعها ومنبرها في “الندوة اللبنانيّة” لميشال أسمر. بعد حين، بات يؤسّس الجبهات “الوطنيّة” و”التقدّميّة” التي توسّع نطاق طائفته الصغيرة العدد وتكبّر نفوذها. أمّا الطموح الذي استبدّ به فأقنعه أنّه يستحقّ أكثر ممّا يستحقّ “فلاّحونا” الموارنة الذين لا بدّ أن يكون منهم رئيس الجمهوريّة.

زعامة جنبلاط درجت، بالتالي، على أن تردّ الصاع صاعين للرئيس المارونيّ، فتقدّم نفسها عابرة للطوائف من غير أن تُخفي استهدافها لطائفة واحدة يُراد تصغيرها واستصغارها، هي طائفة الرئيس

لقد اجتمعتْ في يده زعامة التقليد وزعامة التجديد: طائفته المحافظة منحتْه ناصية الزعامة الأولى. الحزب الشيوعيّ اللبنانيّ، ومن ورائه موسكو السوفياتيّة، بايَعَاه على الزعامة الثانية التي سبق أن أسّس لها حزباً يحاول الظهور بمظهر حديث. في الانتخابات النيابيّة، بات لجنبلاط وحزبه مرشّحون، ولو أنّ معظمهم رمزيّون، في بعلبك والجنوب وطرابلس، وكان له نائب في بيروت هو فريد جبران، ونائب آخر يتقاسمه مع صائب سلام هو نسيم مجدلاني، والاثنان مسيحيّان. ولئن بنى عدوُّه كميل شمعون، حين كان رئيساً، مواقع له داخل الطائفة الدرزيّة، كبشير الأعور وفضل الله تلحوق وقحطان حماده، فقد اقتطع جنبلاط لنفسه مواقع داخل الطائفة المارونيّة نفسها، وكان بعض مَن اقتطعهم، كفؤاد عمّون وفؤاد الطحيني، من أبناء بلدة شمعون، دير القمر.

زعامة جنبلاط درجت، بالتالي، على أن تردّ الصاع صاعين للرئيس المارونيّ، فتقدّم نفسها عابرة للطوائف من غير أن تُخفي استهدافها لطائفة واحدة يُراد تصغيرها واستصغارها، هي طائفة الرئيس. في وجه المرشّح المارونيّ للمنصب الأوّل كان يرشّح “المناضل الوطنيّ” جميل لحّود ثمّ يسحبه، وحين يكون اسم المرشّح سليمان فرنجيّة أو الياس سركيس، كان يُخضعه لامتحان. لقد عامل “البكُ” نفسه كرئيس ظلٍّ مستعدّ دوماً للقفز إلى الضوء الذي يرفل فيه مارونيّ مشكوك باستحقاقه له.

المير مجيد إرسلان عام 1964

أرسلان، في المقابل، كان بطيئاً وضيعويّاً. لقد بدا، بطربوشه وشاربيه، كأنّه يمثّل التاريخ في الحاضر ويستحضر الفولكلور إلى الواقع. يضيّق الطائفة إلى حدود قصره في خلده. يكفيه أنّ لائحته تفوز كلّها في انتخابات عاليه، فهذا “أكثر ممّا نستحقّ”. وهو لم يُعرَف بمزاعم علميّة أو فكريّة كالتي وُصف بها، على نطاقين عربيّ وإسلاميّ، قريباه الأخوان شكيب وعادل أرسلان. منطقته عالمه والعالم في عرفه كتلة عتم وغموض. دوره، كـ “بطل الاستقلال” ثمّ كوزير دفاع لبلد مسالم، أسبغ عليه صورة “القبضاي” القديم، وهيئةَ القويّ الذي تُعامَل قوّته كأمر واقع يخضع للتكريم ولا يخضع للاختبار.

هكذا تأدّى عن الضعف القياديّ في زعامة البيئة اليزبكيّة نموّ الحزب السوريّ القوميّ فيها وتمدّده في عائلاتها. حتّى لوائح أرسلان الانتخابيّة نفسها ضمّت وجوهاً كتلحوق وإميل مكرزل، وهما شمعونيّان أكثر منهما أرسلانيّين، كما ضمّت منير أبو فاضل، وهو شهابيّ أكثر منه أرسلانيّاً، ناهيك عن خليل – بشارة – الخوري بوصفه ابن أبيه قبل أيّ اعتبار آخر. زعامة “المير” كان يعصف بها القلق والتردّد على عكس الثقة الذاتيّة المفرطة التي استوطنت الزعامة الجنبلاطيّة. الأولى كان كلّ جديد يهدّدها. الثانية كانت تزعم أنّها مصدرٌ لكلّ جديد.

انتخابات 72

على مدى الستينات، أمكن للزعامتين أن تتساكنا، بقليل من التوتّر وكثير من اللياقات، تحت سقف الخيمة الشهابيّة: جنبلاط سيّد الشوف بلا منازع. في مواجهته أُسقط المرشّح كميل شمعون في انتخابات 1964. مع هذا فتمدّده في اتّجاه عاليه غير مسموح به إلاّ رمزيّاً. يحقّ له أن يرشّح المحامي الاشتراكيّ شكيب جابر في مواجهة اللائحة الأرسلانيّة، لكنّ الفشل بفارق كبير سيكون مضموناً.

أرسلان، بدوره، مُعزّز مُكرّم في عاليه، أمّا أن يتقدّم نحو الشوف فهذا ما لا يحتاج شهاب إلى ردعه عنه لأنّه هو نفسُه يردع نفسَه. لقد رأت الشهابيّة فيه نافذة لا بأس بإبقائها مفتوحة على شمعون، وربّما عصا يمكن التلويح بها لجنبلاط حين تنفجر فيه العَظَمة أو تستعصي على الضبط.

من اليمين: كمال جنبلاط، بيار الجميل، ياسر عرفات، صائب سلام

لكنْ مع تصدّع الشهابيّة واحتدام التناقضات اللبنانيّة بأنواعها كافّة، ضرب كمال جنبلاط “ضربة معلّم” وحّدت الطائفة سياسيّاً للمرّة الأولى. آثار ذاك الإنجاز تجلّت لاحقاً، في “حرب الجبل” التي اندلعت بعد سنوات ستّ على اغتياله.

ففي 1972 تشكّلت في عاليه لائحة مشتركة برئاسة “المير” ورعاية “البك”، استُبعد منها الشمعونيّون العتاة كتلحوق ومكرزل، وحلّ محلّهم “معتدلون” كالدرزيّ توفيق عسّاف والمارونيّين بيار حلو وشفيق بدر، فضلاً عن الأرثوذكسيّ أبو فاضل. ولائحةٌ تجمع بين “المير” و”البك” هي حتماً “لائحة الدروز”. اللائحة المقابلة ضمّت تلحوق ومكرزل وصاحب جريدة “النهار” غسّان تويني والسوريّ القوميّ عصام العريضي. الأخيرون تحدّثوا كثيراً عن “دور الشباب” و”مكافحة الإقطاع”، غامزين من قناتي جنبلاط وأرسلان، وكانوا كلّما تحدّثوا يؤكّدون للدروز أنّهم “لائحة مسيحيّين”.

عامذاك بدت المواجهة الانتخابيّة أقرب إلى استنفار عصبيّ تبيّن لاحقاً أنّه تمرين مبكر على حرب أهليّة مقبلة. لائحة أرسلان – جنبلاط فازت كلّها بطبيعة الحال.

الأمر انعكس على مشيخة العقل. فبعدما قسّم خلافُ الزعامتين “العقلَ” بين شيخين، واحد جنبلاطيّ هو محمّد أبو شقرا، وآخر يزبكيّ هو رشيد حماده، توافق الطرفان، مع رحيل حماده في 1970، على أبو شقرا. لقد بدا الدروز موحّدين في الدين والدنيا.

موارنة وعلويّون

في 1977، وباختتام “حرب السنتين” على هزيمة “المقاومة الفلسطينيّة” و”الحركة الوطنيّة”، ومع دخول قوّات الردع السوريّة إلى لبنان، اغتيل كمال جنبلاط على مفرق بعقلين – دير دوريت. حاجزٌ للأمن السوريّ اغتاله، لكنّ مسيحيّي دير دوريت هم الذين عوقبوا. حصل ذلك بقسوة دمويّة لن يقلّل من هولها إلاّ الدم الذي سيسيل في الجبل بعد سنوات قليلة. لكنّ رحيل كمال والمأسويّة التي اصطبغ بها صلّبا الوحدة الدرزيّة الناشئة: “المير” الذي يقارب السبعين باتت تخذله همّته. المتذمّرون الدروز من “التورّط” في “حرب السنتين” وتكبُّد أكلافها “كرمى للفلسطينيّين” – وهم موظّفون وأصحاب مصالح زراعيّة وتجاريّة وحِرَفيّة صغرى – طووا تذمّرهم أمام هول الفاجعة وساروا في الجنازة المهيبة.

إلى ذلك، تكشّف الوارث الشابّ، وليد جنبلاط، عن استثمار بالغ النجاح في مكائد السياسة اللبنانيّة. فهو ذهب بعيداً في مبدأ الواقع حتّى استغنى به عن كلّ مبدأ. لقد نفض عنه “الوطنيّة” و”التقدّميّة” وسواهما، وتخفّف من الهموم التي وجدت مَن يصفها بـ “الفكريّة” و”الفلسفيّة” لوالده، مُركّزاً على وحدة الطائفة في ظلّه. ذاك أنّ حجم الدروز وموقعهم حيال الطوائف الأخرى يستدعيان منه أن يستخدم الأفكار والنظريّات انتقائيّاً وبالمفرّق، مانعاً الذاكرات من أن تكون قويّة، ومُجتثّاً كلّ شعور بالذنب قد ينشأ عن قوّتها.

وبالفعل بدا الوريث شديد الاستعداد لأن يكون أشياء كثيرة في وقت واحد، من دون أن يُخلّ بنظام في الأولويّات تنتجه السيطرة على الذاكرة وتستدعيه توازنات القوى. وهو اختار أن يبدأ بالموارنة الذين لم يقتلوا أباه، مُضطرّاً، لإنجاز هدفه، أن يحالف النظام السوريّ الذي قتله، وأن يحالف معه كلّ راغب في التحالف.

والحقّ أنّ انتخاب بشير الجميّل رئيساً للجمهوريّة، في أعقاب الاجتياح الإسرائيليّ وبفعله، أشعل وليد جنبلاط. ذاك أنّ “القوّات اللبنانيّة” سريعاً ما سعت إلى ترجمة الواقع البيروتيّ الجديد في الجبل: “فليصعدْ إليه مَن هُجّروا منه في حرب السنتين أو إبّان مذبحة دير دوريت. لقد تمّ تهجيرهم بالقوّة، وبالقوّة سوف يعودون”. وهذا بالفعل ما مارسه أنصار بشير بفوريّة وبإلحاح وفظاظة تخبّىء فيها مكبوت التاريخ الضخم. وهم، فيما كانوا يطلبون حقّاً مؤكّداً، بدوا لا يرغبون إلاّ بكسر شوكة الدروز وإذلال مجتمعهم التقليديّ المتباهي.

مذبحة كفر متّى حين قُتل العشرات، وفي عدادهم الشيخ مسعود الغريب، كانت من أفظع أعمالهم. ولأنّ الغريب، المتقدّم في السنّ والمكانة، يزبكيٌّ انتقل إلى بكفيّا كي يهنّىء الجميّل بانتخابه فكافأه البشيريّون بالموت، بدا قتله قتلاً لكلّ درزيّ، خصماً كان أم حليفاً. هكذا استجاب الدروز لرغبة أعدائهم التي عاملتْهم كأنّهم واحد، فهبّوا كواحد، وكواحد فجّروا في وجوههم فائض التاريخ وضيق الجغرافيا.

لقد فعل الابن ما لم يستطع والده أن يفعله. إنّه، كما قيل بحقّ، قتل فرويديّ للأب، بل قتل لأبوين في وقت واحد

لكنْ إلى سياسات الطوائف وأحقادها ربّما انضافت أسباب تتّصل بوليد جنبلاط نفسه صانعةً حساسيّته الفائقة حيال بشير الجميّل. فالأخير، الذي لا يكبره إلاّ بعامين، صار رئيساً وهو في الخامسة والثلاثين. ثمّ إنّ اسم “بشير” قد يذكّر بشياطين التاريخ والعائلات في جبل لبنان، والذي حلّ في قلبه “صراع البشيرين”، كما أقام التماهي العاطفيّ مع مأساة بشير جنبلاط التي أنزلها به “حليف النصارى” وربّما “النصرانيّ بالسرّ” بشير شهاب. ولربّما قرأ وليد جنبلاط “وصيّة” أبيه التي خطّها في سنته الأخيرة، فكال فيها للعلويّين والموارنة نعوتاً عنصريّة لا تبزّها إلاّ المؤامرات الجهنّميّة المنسوبة إليهم. وبشير، بعد كلّ حساب، طارىء شعبويّ لا يستسيغه ورثة العهد القديم وأريستوقراطيّوه. بيد أنّ التعالي على شعبويّته قد لا تحول دون الغيرة من شعبيّته التي صنعها بيديه ولم يأتِه منها، عبر الوراثة، إلاّ القليل.

في الحالات كافّة، قرّر جنبلاط أن ينتقم من الموارنة وأن يتقرّب من العلويّين، في انتظار أن يقضي الله أمراً.

الابن الذي صار أباً

هناك، في البيئة الدرزيّة، غاب المنافسون. أمّا الحداد المديد والمكتوم على كمال جنبلاط فكان يزيد في تعطيل المنافسة وإطفاء طموح الطامحين. فيصل مجيد أرسلان حاول مبكراً، لكنّه ذهب ضدّ التيّار، وهو أعزل من كلّ شيء تقريباً. وبينما كانت “يا غيرة الدين” الدرزيّة تنطلق صرخةً تشقّ السماء، والمُسنّون يزيّتون البنادق التي احتفظوا بها منذ 1958، اختار فيصل تلك اللحظة ذاتها كي يمتّن صلته بالرئيس المنتخب بشير الجميّل. لقد ارتكب الخطأ الفادح الذي قضى عليه سياسيّاً، سيّما وقد قضى بشير نفسه بانفجار الأشرفيّة بعد أيّام على انتخابه.

طلال، أخوه الأصغر غير الشقيق، استُدعي إلى الواجهة، لكنّه بدا مُلحَقاً بسيّد المختارة الجديد، يسأله ويقلّده ويتعلّم منه. ووليد من أمٍّ أرسلانيّة، هي ابنة شكيب أرسلان، فيما طلال من أمٍّ جنبلاطيّة. لكنّ مصائر الآباء تبقى أشدّ تأثيراً من أصول الأمّهات. وبموجب الحسبة الأبويّة التي لا يُعتدّ إلاّ بها في مجتمعاتنا، كان الحدثُ رحيلَ “المير” الأب في 1983. لقد تبدّى أنّ تدريب طلال قد لا يثمر فيما الزعامة اليزبكيّة كلّها محاطة بعلامة استفهام.

كمال جنبلاط عام 1976

لحظتذاك، كان ممنوعاً على الميّت أن لا يكون شهيداً. معادلات تلك الحرب الفنائيّة صاغها الشاعر الزجليّ الدرزيّ طليع حمدان في ملحمة نقّلت ملاك الموت بحيث زار القرى الجبليّة قريةً قرية كأنّه يطهّر الطبيعة من أدرانها. هكذا ضُمّ “المير” الأب إلى قائمة الشهداء دفاعاً عن طائفة يقودها على الأرض وليد جنبلاط.

اليزبكيّة بدا كأنّها ماتت. وليد بدا وارث الأبوين. طلال كان يتكشّف عن بطء لا يصمد أمام أحداث بالغة السرعة وبالغة الحدّة في آن معاً.

في حرب الجبل تلك حُلّل كلّ شيء. فطلباً للبقاء، أو ما توهّمه الدروز كذلك، استُلّ من معطف قديم لكمال جنبلاط تحالفه مع الفصائل الفلسطينيّة المسلّحة، وأُلصق به تحالف مع القوّات السوريّة يغسل يديها من دماء الأب، كما عُطّل التحالف المارونيّ – الإسرائيليّ بتحالف درزيّ – إسرائيليّ مقابل. العمل جرى دائماً على القطعة، لكنّ النتيجة أتت باهرة بالمجمل. لقد فعل الابن ما لم يستطع والده أن يفعله. إنّه، كما قيل بحقّ، قتل فرويديّ للأب، بل قتل لأبوين في وقت واحد.

صوت النوايا

بحلول الوصاية السوريّة، طوّر وليد جنبلاط ثنائيّ الظاهر والباطن. في الظاهر، مضى حليفاً وطيداً لـ “سيادة الرئيس حافظ الأسد”. ما يصدر عنه خلطة مرغوبة من عروبة وإسلام وفلسطين زُيّنت بالاشتراكيّة والتحرّر الوطنيّ، واستلهام لجدّه من جهة الأمّ شكيب أرسلان، ولسنوات أبيه الممتدّة من أواسط الخمسينات حتّى لحظة الخلاف مع القيادة السوريّة.

في هذه الغضون وطّد، بالتفاهم مع رموز الوصاية، زعامته ومواقعه. فعل ما كان يفعله باقي سياسيّي تلك الحقبة، من رفيق الحريري إلى نبيه برّي ومن سليمان فرنجيّة إلى ميشال المرّ وعصام فارس. سهر على الوحدة الدرزيّة باختيار مرشّحيه، في الشوف وباقي الأقضية، من اليزبكبّين ومن عائلات ليست معروفة بأيّ هوى جنبلاطيّ، كحماده في بعقلين وشهيّب في عاليه والعريضي في بيصور… اختياراته هذه نمّت عن براعة عالية في خدمة الهدف: كلّ شيء للحفاظ على وحدة الدروز في ظلّه.

ميوله تلك وجدت ما يعزّزها في طبيعة المرحلة: فإبّان الطائف وبُعيده، انهار الاتّحاد السوفياتيّ ومعسكره وراج كلام كثير ومتسرّع عن نهاية الإيديولوجيّات من كلّ نوع. حافظ الأسد نفسه ما لبث أن قاتل بقيادة الأميركيّين في الكويت. من جهة أخرى، ولدت الحريريّة في لبنان. مطبعة نقودها راحت تعمل بكامل طاقتها. النتيجة كانت: لا معنى لأيّ مبدأ، والشاطر بشطارته.

أمّا الله الذي كانه حافظ الأسد، ومعه حزب الله، فكانا يسمعان نوايا وليد جنبلاط مثلما يسمعان نوايا رفيق الحريري

ووليد كان شاطراً. نظام الوصاية مدّه بالخدمات والمنافع الكثيرة كما كيّف القوانين الانتخابيّة بما يخدم نفوذه. لقد رُسم واحداً من أعمدة النظام الجديد الذي هُمّش فيه الطرفان المهزومان، المسيحيّون والفلسطينيّون. التفاؤل الكاذب، الذي تبادله الجميع، أشاع أنّ الكلّ في عرس مفتوح، وأنّ الحرب لم تنشب أصلاً.

أمّا في الباطن فالأمر اختلف. ذاك أنّ عالم الطائف لم يكن، لوليد جنبلاط، كلّه عسلاً. إنّه يُملي عليه المضيّ في النسيان الصعب، كما يُبقي تجاوز الأب ناقصاً مثلوماً بالخجل من دم القتيل. فوق هذا، سيكون مُمضّاً على سليل البكوات والأمراء الذي من عاداته قول أيّ كلام يخطر له، والجلوس برِجلين ممدودتين إلى أقصاهما في حضرة أيٍّ كان، أن يتكتّف أمام ضابط متواضع المنبت صار وصيّاً عليه.

إلى هذا، غيّرت الطائف المعنى المألوف للسياسة، وغيّرت مبناها. فالسياسة كانت، وفقاً لتجربة الجبل، ما يدور بين الموارنة والدروز حرباً وسلماً وبين بين. وفي غالب المرّات قضى التاريخ بأن ينتصر الدروز في القتال ثمّ ينتصر الموارنة في السياسة. هكذا يروح الموارنة يبكون قتلاهم ويروح الدروز يشكون استبعادهم. هنا، مع الطائف، فُعّل “لبنان الكبير” – الذي كرهه كمال جنبلاط الشابّ – للمرّة الأولى، بيد عسكريّة وسوريّة. لقد أُدخل الشيعة في المعادلة من أعرض الأبواب: أُدخلوا بوصفهم الطرف القادر على إحراز النصر العسكريّ ضدّ الموارنة والدروز معاً، والطرف الذي يملك شرعيّة مقدّسة في السياسة اسمها المقاومة.

إذاً اللعب بالنار مع الموارنة غيره مع الشيعة.

أمّا الله الذي كانه حافظ الأسد، ومعه حزب الله، فكانا يسمعان نوايا وليد جنبلاط مثلما يسمعان نوايا رفيق الحريري. ذاك أنّ البراعة الجهازيّة في التنصّت تطال، بموجب ثقافة الشكّ بكلّ آخرٍ، نوايا الآخرين. هكذا اتُّبعت سياسة مزدوجة مع وليد جنبلاط ومع رفيق الحريري ذي الولاء غير المضمون لأنّه سنّيّ “أكثر ممّا يجب” وسعوديّ “أكثر من اللازم”. مفاد تلك السياسة الدعم في مركز الزعامة والقضم في أطرافها. إنّه القضم الذي يُناط به تنبيه تلك الزعامة إلى حدودها.

وللعمليّة هذه، استُخدمت تعديلات جينيّة تكبّر أعضاءً بل تلد كائنات: طلال أرسلان ينبغي تكبيره بعد سحبه إلى خارج المظلّة الجنبلاطيّة. آل الداوود ينبغي تعزيزهم. القوميّون السوريّون ينبغي بعثهم إلى الوجود. وجوه جديدة، كالصحافيّ وئام وهّاب، ينبغي الاعتناء بهم.

على نحو منظّم ودؤوب، قدّم نظام الوصاية دعمَه لمَن همّشتْهم، أو تجاوزتْهم، وحدة الدروز إبّان حرب الجبل. أكثر من هذا، خلق النظامُ المذكور، ممّا يقارب العدم، قوىً أنعشَ تفتّتُ المجتمع اللبنانيّ طموحَها. الرغبة المعروفة عند وجهاء القرى الصغار أن يصبحوا وجهاء أكبر عزّزت ذاك الطموح.

قليلون جدّاً مَن صدّقوا أنّ السخاء الذي يُبديه نظام الوصاية سببُه “مصلحة لبنان”، أو “عروبته” أو “ديمقراطيّته”، أو أنّ هدفه إيجاد توازن أكثر صحّيّةً بين الطوائف أو في داخلها. أمّا الدائرون على مضض في فلك الوصاية، وجنبلاطُ يومها أبرزهم، فكانوا أكثر مَن يدركون ما تُبيّته الأفعال “الأخويّة”.

هكذا، ما أن انسحب الإسرائيليّون من طرف واحد، عام 2000، مُعطّلين حجّة النظام السوريّ للبقاء، حتّى طالب وليد بـ “إعادة تموضع القوّات السوريّة” في لبنان. بعد أشهر، قفز إلى “مصالحة الجبل” التي شاركَه صنعَها البطريرك المارونيّ نصر الله صفير.

المصالحة” هذه بدت من جنس التصعيد. لاحتْ بمثابة مراجعة ضمنيّة لتاريخ طائفيّ ولتحالفات سياسيّة، لكنّها انطوت أيضاً على مراجعة لفهمٍ ثبّتَه، بطريقة عوجاء، اتّفاق الطائف. مفاد المراجعة إعادة الاعتبار لأولويّة الجبل بوصفه صانع “لبنان الكبير” وأساسَه. التهليلُ لتلك “المصالحة” حرّك ارتياب المرتابين بجنبلاط في دمشق. الشيفرة لم يكن فكُّها صعباً.

حافظ الأسد كان، في هذه الغضون، قد مات. ابنه بشّار حلّ محلّه. غازي كنعان، بوصفه الوالي الأمنيّ والعسكريّ على لبنان، استُبدل برستم غزالي. الأعمار باتت أصغر والرُتَب أدنى والخبرات أقلّ، والإهانة حين تصدر عن طاقم أقلّ إحرازاً للاعتراف به تغدو أشدّ إيلاماً للمُهان. وبدوره، فالتمديد لإميل لحّود، الذي لا يُشتهى رئيساً لبلدٍ عدوّ، إهانة كبرى.

صوت النوايا المسموع

مع اغتيال رفيق الحريري في 2005، بعد ترشيح وليد جنبلاط للاغتيال، وإثر محاولة اغتيالٍ كادت تودي بمروان حماده، أحد أبرز أقطابه، سُمع صوت النوايا الجنبلاطيّة المكبوتة. لقد سُمع عالياً وجهيراً. فطولُ مدّة الكبت وطولُ زمن الاضطرار إلى الظهور بما يعاكس الرغبة جعلاه أقوى أصوات المعارضة التي ما لبثت أن عُرفت بـ 14 آذار. هكذا جاء النقد الذي عبّر عنه أقربَ إلى الشتيمة، وجاء النقض الذي أقام فيه أقربَ إلى التشهير. لقد استضافتْ خطبُه في هجاء الأسد قاموساً غير معهود في السلاطة عادلَ قاموس المدائح التي كان مُجبَراً على كيلها. لقد بدا لوهلة شبيه نفسه كما لم يشبهها في عهد الوصاية.

بشّار الأسد، الذي سحب قوّاته من لبنان مُهاناً ومهزوماً، لاحقتْه شتائم جنبلاط إلى دمشق. حزب الله بات هو الفاعل في الشأن اللبنانيّ بعدما كان، في عهد الوصاية، نائب الفاعل. أمّا وليد، الذي ملأ الفراغ في قيادة 14 آذار، فصار المرجع القياديّ الأوّل لأكثر من ثلثي اللبنانيّين.

مع هذا، فرملَ “البك” فجأةً وجهة المصالحة مع المسيحيّين حين تنبّه إلى “مخاطر” عودتهم إلى الواجهة. أشباح الماضي ضربت من جديد. ذاك أنّ خروج سمير جعجع من السجن ورجوع ميشال عون من فرنسا أيقظا هاجس “الفلاّح المارونيّ” الضارب في القرن التاسع عشر، وأغْرَيَا باحتمال التعايش مع “الفلاّح الشيعيّ” المسلّح الذي مثّله حزب الله. الحكمة الضمنيّة كانت أنّ المارونيّ قريب في الجبل بينما الشيعيّ بعيد في لبنان.

هكذا نشأت الفكرة الخرقاء عن “تحالف رباعيّ” في انتخابات 2005، يضمّ إلى جنبلاط وحزبه كلاًّ من سعد الحريري وتيّار المستقبل، ونبيه برّي وحركة أمل، وحزب الله نفسه.

المسيحيّون كان من الطبيعيّ أن يشعروا بأنّ الزعيم الدرزيّ لا يزال يفضّل الخصومة القديمة لهم على الصداقة الجديدة معهم. إنّه، بهندسته “التحالف الرباعيّ”، لا ينوي إلاّ التمديد للهامشيّة التي عانوها في الحقبة السابقة. لقد بدا المطلوب، في نظر جنبلاط، إدامة التوازنات التي سادت عهد الوصاية السوريّة لكنْ من غير أوصياء سوريّين.

والحال أنّ حسّ الواقع، مُصاغاً بحسابات أقلّيّةٍ شكّاكة، وزاخراً بتاريخ من التناحر، كان يجعل العواطف كلّها ناقصة أو مزدوجة، تقيم فيها المكائد المتبادلة والخطط الملتوية. وبعد كلّ حساب، لم يكن انقضى على حرب الجبل سوى عشرين عاماً، وكان دروزٌ كثيرون ومسيحيّون أكثر لا يزالون يتقبّلون التعازي بضحاياهم.

في الحالات كافّة اندفع مسيحيّون، ممثّلين بالتيّار العونيّ، نحو حزب الله، وهم اندفعوا إلى أبعد ممّا اندفع جنبلاط، مُنشئين “تفاهم مار مخايل”. أمّا الحزب الإلهيّ، الذي ربّما توهّم “البك” فصله عن دمشق، أو عوّل على ترشيده عبر صديقه نبيه برّي، فضاعف التصاقَه بدمشق، ساخراً من رهانات قرويّة لا تفهم المنطقة وأحلافها الإقليميّة العابرة الحدود.

وبين حساسيّتين، واحدة جبليّة ومسيحيّة وأخرى لبنانيّة وشيعيّة، انتهى جنبلاط خاسراً على الجبهتين. فقد تلاحقت الضربات الصغرى داخل الطائفة: أعلن وئام وهّاب، تأسيس “تيّار التوحيد اللبنانيّ”، ولاحقاً “العربيّ”، مُقلّداً ما سبق أن فعله طلال أرسلان في 2001 بتأسيسه “الحزب الديمقراطيّ اللبنانيّ”. وكان وهّاب انتسب في شبابه إلى جنبلاط وحزبه، ثمّ انتقل إلى أرسلان وحزبه، من دون أن يقتصد في عقد الصلات يمنةً ويَسرة. أمّا في البقاع الغربيّ فظهر حزب لا يعوز اسمَه التواضعُ هو “حركة النضال اللبنانيّ العربيّ” بزعامة فيصل الداوود. وأرسلان ووهّاب والداوود، ومعهم القوميّون السوريّون من دروز وغير دروز، لم يُخفوا هواهم الأسديّ، وارتباطهم، على نحو أو آخر، إمّا بحزب الله أو بميشال عون أو بالاثنين معاً.

أهمّ من ذلك كان ما شهدته مشيخة العقل. فقبيل وفاة محمّد أبو شقرا في 1991، أوصى الشيخ بتعيين بهجت غيث قائمقاماً لشيخ العقل. لكنْ في 2006، وكان قد عُزل غيث الذي تضخّمت طموحاته السياسيّة والفقهيّة، عاد العمل بنظام الرأسين. هكذا اختير شيخ عقل للجنبلاطيّين هو نعيم حسن، وآخر لليزبكيّين هو ناصر الدين الغريب.

2006-2008

الحدث الأبرز في 2006 كان بالطبع حرب إسرائيل وحزب الله. هنا أمكن الالتفاف على الأجندة السياسيّة التي طرحها انقسام 8 و14 آذار بعد اغتيال الحريري، وأعيد الاعتبار مجدّداً إلى “القضيّة المقدّسة” التي يرعاها الأسد على مستوى إقليميّ. وكممثّل لهذه القضيّة، طامعٍ إلى الإمساك إلى ما لا نهاية بقرار الحرب والسلم اللبنانيّين، غزا حزب الله وحلفاؤه بيروت بعد عامين، فحاصروا جنبلاط وسعد الحريري في منزليهما بالعاصمة. الغزاة حاولوا التقدّم نحو الجبل الدرزيّ الذي صدّهم، وهو ما شكّل جائزة ترضية نسبيّة وموضعيّة قوّتْ موقع جنبلاط قليلاً مُتيحةً له أن يستسلم على نطاق وطنيّ.

هنا حصل انكسار لا يُمارى فيه. فإلى التشهير الحادّ والمهين الذي تعرّض له، والمُشهِّرُ لم يكن سوى حسن نصر الله نفسه، آثر وليد جنبلاط مغادرة 14 آذار كصيغة للتحالف والعمل السياسيّ. أمّا داخل الطائفة نفسها، فراح يبذل الجهود الآيلة إلى تهدئة أصحاب الرؤس الحامية الراغبين في مقاتلة الحزب الشيعيّ والانتقام لجرحهم.

وأكثر من أيّ وقت سابق بدت حساسيّة جنبلاط ممزوجة بالخوف. فالطائفة الدرزيّة صغيرة العدد وعديمة التسليح قياساً بالطائفة الشيعيّة، ووليد نفسه ابنُ أب ذهب قتلاً، هو بدوره ابنٌ لأب ذهب قتلاً. قاتل الجدّ، فؤاد، كان يُدعى شكيب وهّاب. هذا ما يقوله مبدأ الواقع في تأويله الجنبلاطيّ، بتوازنات قواه وبالأحقاد التي تبادلها تاريخه.

لقد بدا الأمر انكساراً مُرّاً، لا لوليد جنبلاط فحسب، بل لطائفة يعزّ عليها الشكل والمظهر والأنفة.

في المقابل، لم يتحوّل الفتات الذي جمعه حزب الله ودمشق، للوقوف في وجه الزعيم الدرزيّ، جسماً متجانساً. لقد حالت عوامل شخصيّة، في عدادها تشاوف “المير” طلال على حلفائه، وافتقاره إلى شروط القيادة والإقناع، دون ذلك. مع هذا، وبطرق شتّى لم تراعِ دوماً عفّة اللسان التي اشتُهر بها الدروز، استؤنفت الحملة على جنبلاط، فلم تكن تهدأ إلاّ حين ينوي حزب الله تهدئتها لغرض من أغراضه.

في الحملة هذه، كان وئام وهّاب أفصح التعابير المحلّيّة عن ظاهرة الشعبويّة البذيئة التي تباشر قضم السياسة في العالم. السلاح المألوف في ابتزاز المسيحيّين، أي إسرائيل، بدأ يُستخدَم همساً وتلميحاً ضدّ جنبلاط. كلّما احتجّ دروز من الجولان على إسرائيل وطالبوا بالعودة إلى سوريّا، وكلّما أظهر دروز من الجليل أنّهم مندمجون في الحياة الإسرائيليّة، بدا جنبلاط مضطرّاً لأن يعلّق مندّداً أو مباركاً أو داعياً “أهلنا” إلى الانتفاض كما لو أنّه يدفع ضريبة الذميّة. وعندما حُرّر الأسير الدرزيّ سمير القنطار من السجون الإسرائيليّة، عام 2008، بدا كأنّ رفع القنطار إلى سويّة الأسطورة إنّما يستهدف خفضاً لسويّة جنبلاط في طائفته. ولربّما تذكّر “البك”، في واحدة من هذه المرّات التفتيشيّة اللئيمة، كيف أنّه هو نفسه كان يشارك في هذا الابتزاز حين كان يستهدف خصومه المسيحيّين في الجبل.

في الحالات كافّة، بدا أنّ حزب الله، ومن ورائه “سوريّا الأسد”، ينظران إلى وليد جنبلاط بوصفه أبرز العوائق التي تمنع إمساكهما بالحياة الداخليّة لباقي الطوائف اللبنانيّة.

سوريّا ودروزها

مع اندلاع الثورة السوريّة، تطرّفت الرهانات كلّها واحتدم التناقض بينها. وليد جنبلاط لم يتّخذ موقفاً مؤيّداً للثورة فحسب، بل تطرّف مرّةً في غضبه مُستبيحاً دم الدروز المؤيّدين للنظام. وهو، من غير انقطاع، أرفق انحيازه السياسيّ بوقفات نبيلة حيال السوريّين في لبنان مَيّزتْه عن سائر السياسيّين. طلال أرسلان وباقي مناوئيه اعتمدوا تلك اللغة الببغائيّة المعروفة: “جنبلاط متآمر على دروز سوريّا وينفّذ أجندات أجنبيّة”، “بشّار الأسد ضمانة قوميّة”، “السيّد حسن سيّد المقاومة”…

الثورة السوريّة وقمعها تحوّلا مادّة ضمنيّة في السجال المسموم بين وليد وخصومه المصنوعين وأنصاف المصنوعين. انشقاق دروز سوريّا بين مشايخ عقل ثلاثة، قد يصيرون أربعة، ونشوء “حركة رجال الكرامة” ثمّ اغتيال مؤسّسها الشيخ وحيد بلعوس، أمدّت ذاك السجال بوقود لا ينضب. في هذه الغضون، واصلت تلفزيونات الممانعة وجريدتها التشهيرَ بجنبلاط مصحوباً بتضخيم خصومه، كما واصل ناشطوها على شبكات التواصل المهمّة ذاتها.

بدا كذلك، مع الانتخابات النيابيّة الأخيرة، أنّ استهداف “البك” الدرزيّ هدف يجمع بين “الفلاّح المارونيّ” ممثّلاً بالعونيّين الذين وعدوا فلاّحهم بالثأر من قهر نزل به في الماضي، و”الفلاّح الشيعيّ” ممثّلاً بحزب الله الذي وعد فلاّحه بتأميم المستقبل واحتكاره. هكذا أمكن خفض كتلته النيابيّة من 11 مقعداً إلى 9، غير أنّ المقعدين اللذين خسرتْهما الكتلة كانا مارونيّين، كسبهما “التيّار العونيّ”، لا درزيّين. كلّ المقاعد الدرزيّة بقيت لجنبلاط، باستثناء مقعد درجَ، متعالياً، على تركه لـ “المير” طلال.

واليوم، وعملاً بـ “التقليد” اللبنانيّ، يورّث وليد نجلَه تيمور الزعامة. لقد حلّ النجل، مُرغماً على الأرجح، في المقعد النيابيّ الذي اعتزله الوالد. لكنّه، هو الذي تتكاثر البراهين على كرهه السياسةَ، يرث أيضاً زعامة تصارع خصوماً أقوياء من خارجها يدعمون الخصوم الضعفاء من داخلها.

والحال أنّ أشكال الحصار تنوّعت، وتتنوّع: من قضم التمثيل الجنبلاطيّ في الحكومة، إلى انتزاع إذعان “البك” لحكومة تُفرض على الحريري وتستجيب كلّ رغبة إيرانيّة أو سوريّة، لا سيّما بعد العقوبات الأميركيّة الأخيرة على طهران. وئام وهّاب، عبر موكب سيّاراته الذي “تحدّى” المختارة، ثمّ “إشكال الجاهليّة الأمنيّ” وذيوله، بدا للبعض أنّه هو المكلّف باستكمال الحصار الذي بدأ في 2008. البعض قالوا إنّ حزب الله، من خلال “سرايا المقاومة”، حاضر في هذه الهجمة.

العداوة، التي لا تفتر، قد تتحوّل سبباً آخر لقوّةٍ تزدهر دائماً على العداوة. ومَن يدري، فهي ربّما صلّبت، بعد وقت يطول أو يقصر، عود تيمور وحبّبته بالسياسة. لكنْ في هذه الغضون، وفي معمعة التنافس على وحدة الطائفة وزعامتها، يُلقى بشابّ بريء آخر إلى هذا الوحل الذي يصبغ المشاعر، وإلى ذاك الدم الذي يصبغ الأفعال، فيما أهازيج الكرامة والشهامة والمبايعات تستولي على الأفق. والجبل، إلى أن يجدّ جديد، هو هذا، ولبنان أيضاً.

 

بعض جديد موقعي الألكتروني لليوم 19 كانون الأول/18

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

الشعب اللبناني ومستلزمة استوكهولم،

Stockholm syndrome ...now we are used to it as a society

ادمون الشدياق/18 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70132/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%84%D8%B2%D9%85/

 

 

"التجمع من أجل السيادة": عدم كفاءة دبلوماسية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية

18 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70134/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9%D9%8A-%D8%B9%D8%AF/

 

حزب الله يشكّل حكومته للبنان.. ضارباً الطائف وسايكس بيكو

منير الربيع /المدن/الأربعاء 19/12/2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/70150/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B4%D9%83%D9%91%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%AA%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86/

 

تمثيل اللقاء التشاوري... إعلان عودة سوريا

العميد الركن خالد حماده/18 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70129/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%83%D9%86-%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D8%AA%D9%85%D8%AB%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1/

 


 
 Analysis/Israel Takes Tunnel Op to World Stage Before Potential Use of Unprecedented Force in Lebanon
 
تحليل من الهآررتس لعاموس هاريل/إسرائيل تأخذ عملية الأنفاق إلى المجتمع الدولي قبل استعمال القوة غير السبوقة في لبنان
 Amos Harel/Haaretz/December 18/18
 http://eliasbejjaninews.com/archives/70136/amos-harel-haaretz-israel-takes-tunnel-op-to-world-stage-before-potential-use-of-unprecedented-force-in-lebanon-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%B1%D8%AA/