المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

قانون العراق وسوريا للإبادة الجماعية والمساءلة لعام 2018 .. والانتصارات الإلهية التي تسللت لبعض المنظمات الاغترابية اللبنانية في أميركا

قيادات لبنان في غربة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الجيش الاسرائيلي ابلغ اليونيفيل عن وجود نفق رابع!

باسيل: لبنان محمي بجيشه وبمقاومته

 ما هو سر صمت "حزب الله" عن الاتهامات الاسرائيلية؟

علوش في أعنف رد على "جاهل الجاهلية"

إسرائيل تعلن اكتشاف نفق رابع على الحدود مع لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/12/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الجيش اللبناني يؤكد أنه لن يسكت عن استهدافه

حاكم مصرف لبنان: البنك سيواصل الحفاظ على استقرار الليرة

نزلاء سجن رومية اللبناني مكدسون في زنازين ضيقة ومحرومون من النوم

نازحون من سوريا حرمتهم جنسيتهم اللبنانية من التعليم والمساعدات

المستقبل» يشترط بديلاً «غير استفزازي» يمثّل «سنّة 8 آذار» في الحكومة وجرعة تفاؤل حكومية تسبق أسبوعاً حاسماً على مستوى الاتصالات

لبنان لن يستفيد من عائدات القطاع النفطي قبل 10 سنوات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أول زعيم عربي يزور سوريا منذ بدء الأزمة

مقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني

الأوروبي» يحذّر تركيا من ضرب الأكراد في سوريا

تركيا تقول إن واشنطن تعمل على ملف تسليم غولن

واشنطن تتهم موسكو بعدم الاكتراث بمعاهدة الصواريخ

هولندا تعد قانوناً لتنظيم تجارة الأعضاء البشرية

موسكو لا ترغب في مواجهة بين أنقرة ودمشق شمال سوريا

اتصالات أميركية ـ تركية عقب تلويح أنقرة بـ «تدخل» شرق الفرات والتحالف الدولي بقيادة واشنطن يعتبر العمل العسكري «قراراً غير حكيم»

مؤتمر «حوارات أطلسية» يبحث في مراكش مستقبل «الناتو» والهجرة/ربط بين السترات الصفراء والبريكست وترمب... وحذّر من تعرض المواطنين في البلدان النامية للتجاوز والتهميش

وفد كوسوفي للتفاوض مع صربيا وسط تصاعد التوتر

استطلاع يظهر تراجع نسبة تأييد ماكرون في ديسمبر الحالي انخفضت إلى أقل من 25 %

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

آيل للسقوط إذا صحت الشروط/الدكتورة رندا ماروني

انتقام الأسد يتجلى بتعطيل الحكومة/منير الربيع/المدن

قصة تظاهرة ميتة/يوسف بزي/المدن

تظاهرة الشيوعي: إنقاذ البلاد أم رأس أمين عام الحزب/وليد حسين/المدن

الهوية الوطنية في مواجهة المخاطر الخارجية والداخلية/د.منى فياض/الحرة

أزمة لبنان في ظل خرائط متحركة/بهاء أبو كروم/الحياة

رحلة في كواليس التعطيل/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

«أطول مئة متر» في«الماراتون» الحكومي/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

نظام ولاية الفقيه كيان واحد في الإرهاب/سيد أحمد غزالي

تكتل دول البحر الأحمر صفعة لتركيا وإيران/د. سالم حميد/العرب

جدّية أميركا مع إيران… سؤال 2019/خيرالله خيرالله/العرب

هواوي... أول رصاصة/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

الحرب مع إيران ووكلائها في المنطقة/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل من رميش: هدية عيد الميلاد ستكون إعلان الحكومة وعلى الجميع ان يضحي لولادتها

جمعة حول قضية ميموزا: أي حديث عن تدخل من قبلي والضغط على مجريات التحقيق ليس له أي أساس من الصحة

هاشم ردا على الحجيري: بئس زمن سمح لتجار المبادىء ان يبيعوا ويشتروا على قارعة المصالح والمكاسب

باسيل رعى ريسيتالا ميلاديا في جديدة مرجعيون: ان شاء الله يكون لدينا بالاعياد حكومة وحدة وطنية فيها عدالة التمثيل

نواف الموسوي: الوضع الاقتصادي صعب وسببه السياسات الاقتصادية منذ 1992 وأي مس بسلسلة الرتب سيجعلنا نرى في لبنان ما نراه اليوم في فرنسا

الراعي في عظة الاحد: إفتحوا أيها السياسيون نافذة ليدخل نور الله إلى عقولكم وقلوبكم فيخرجها من ظلمة المصالح والفساد

قاووق: حزب الله لا يمانع أن تكون حصة الرئيس

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من11حتى21/"قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِنيقوديمُس: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: نَحْنُ نَنْطِقُ بِمَا نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وأَنْتُم لا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟ مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان. وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان، لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. فَٱللهُ مَا أَرْسَلَ ٱبْنَهُ إِلى العَالَمِ لِيَدِينَ العَالَم، بَلْ لِيُخَلِّصَ بِهِ العَالَم. أَلْمُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ لا يُدَان. وغَيْرُ المُؤْمِنِ قَدْ أُدِين، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ اللهِ الوَحِيد. وهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَة: جَاءَ النُّورُ إِلى العَالَم، فَأَحَبَّ النَّاسُ الظَّلامَ أَكْثَرَ مِنَ النُّور، لأَنَّ أَعْمَالَهُم كَانَتْ شِرِّيرَة. فَكُلُّ مَنْ يَفْعَلُ السَّيِّئَاتِ يُبْغِضُ النُّور، ولا يُقْبِلُ إِلى النُّور، لِئَلاَّ تُفْضَحَ أَعْمَالُهُ. وأَمَّا مَنْ يَعْمَلُ الحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلى النُّور، كَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ، لأَنَّهَا في اللهِ قَدْ عُمِلَتْ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

قانون العراق وسوريا للإبادة الجماعية والمساءلة لعام 2018 .. والانتصارات الإلهية التي تسللت لبعض المنظمات الاغترابية اللبنانية في أميركا

الياس بجاني/16 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70054/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9/

وقع الرئيس الأميركي قانوناً خاصاً لحماية المسيحيين من الإبادة في كل من العراق وسوريا لم يكن فيه أي ذكر لا للبنان ولا للمسيحيين في لبنان..!!

ولكن لأن ثقافة ومزاجية ومشهديات الانتصارات الإلهية هي تقليعة أي موضى في هذا الزمن المّحل والبؤس فقد تنطح البعض من ربع جماعات المنظمات اللبنانية الأميركية للإدعاء بأنهم كانوا وراء القانون وظهروا هؤلاء على شاشات بعض التلفزيونات اللبنانية متبجحين بما لم يكن لهم فيه أي جهد أو دور.

وفي نفس السياق نشر على بعض المواقع تقارير ومقالات عنترية تمجد وتشيد بالبعض الذي لا علاقة ولا صلة له بالقانون المذكور.

علماً أن القانون المذكور لا علاقة بلبنان ولا بالمسيحيين اللبنانيين ولا يأتي القانون على ذكر أي منهما لسبب بسيط وهو أن المسيحيين في لبنان لا يتعرضون للإبادة أقله حتى الآن.

إلا إن الأمر هذا التبجحي والتشاوفي الفارغ من أي محتوى وبرمته ليس مستغرباً في ظل ثقافة الانتهازية والوصولية والأوهام والتغني بالانتصارات الإلهية التي تفتك بلبنان وبالكثير من عقول قادته وأصحاب شركات أحزابه التجارية والتعتير..

هذه الثقافة البالية والسرطانية هي ظاهرة لا تبشر بالخير بالمرة كما أن محاولات نقلها إلى عالم الاغتراب هو عمل خطير للغاية وذلك بهدف تعميم النفاق والكذب وزرع عاهات الأوهام المرّضية.

 

قيادات لبنان في غربة

الياس بجاني/16 كانون الأول/18

نحن لا نشبه قادتنا، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر وضعتهم حيث هم رغماً عنا.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الجيش الاسرائيلي ابلغ اليونيفيل عن وجود نفق رابع!

الوكالة الوطنية/الأحد 16 كانون الأول 2018/اعلن الناطق الرسمي بإسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي "ان الجيش الاسرائيلي أبلغ اليونيفيل عن وجود نفق رابع. "اليونيفيل" منخرطة بشكل كامل مع الأطراف لضمان الاستقرار في المنطقة".

 

باسيل: لبنان محمي بجيشه وبمقاومته

وكالات/الأحد 16 كانون الأول 2018/غرد رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على تويتر قائلاً :" لبنان محمي بجيشه وبمقاومته، والأهم انّو محمي بتنوّعه وتعدّديته يللّي بيهزموا احاديّة وعنصريّة اسرائيل."

 

 ما هو سر صمت "حزب الله" عن الاتهامات الاسرائيلية؟

الجمهورية/16 كانون الأول/18/منذ ان اطلقت عملية "درع الشمال"، لكشف وتدمير أنفاق تتهم "حزب الله" ببنائها على حدود لبنان للهجوم عليها، وبعد تهديداتها للحكومة والجيش اللبناني، توجهت اسرائيل اخيرا الى مجلس الامن الدولي، مُعلنة على لسان مندوبها في الامم المتحدة داني دانون ان الجلسة ستعقد هذا الاربعاء بناء على طلب اميركي لمناقشة ملف الأنفاق. وفيما لبنان الرسمي لا يزال ينتظر نتائج التحقيق الميدانية الجارية في موضوع الأنفاق التي تتولاها القيادتان اللبنانية والدولية ليبنى على الشيء مقتضاه،  مؤكدا في الوقت نفسه الالتزام بتنفيذ القرار الدولي 1701، لوحظ ان "حزب الله" غارق في صمته حيال التهديدات الاسرائلية، وهو سيستمر في اعتماد هذه السياسة، ولن يقارب هذا الامر لا من قريب ولا من بعيد، تحت عنوان انه لن يقدم معلومات مجانية لاسرائيل، لا في مسألة الانفاق ولا في اي مسألة اخرى، حسب قريبين منه.  وتضيف المعلومات ان الحزب في المقابل يمضي قدما في تجميع المعطيات قبل اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ووفق مطلعين على موقفه، فإن اثارة اسرائيل مسألة الانفاق وتشويشها المستمر على الحزب والضغط عليه هدفه التغطية على قضايا رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الداخلية، وبعد فشلها في القيام بأي عمل ميداني او عسكري، سعت الى نقل القضية الى الساحة الدولية عبر لجوئها الى مجلس الامن.

 

علوش في أعنف رد على "جاهل الجاهلية"

16 كانون الأول/18/نشر عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش على صفحته على "الفايسبوك"، رداً على وئام وهاب، جاء فيه: "ليس من السهل على الإنسان أن يُقحم نفسه في الرد على النذالة والتباري مع الدنيء في كيل الشتائم، ولا مع الحقير في سفالته وإنحطاطه. لكن النذل الدنيء الحقير إن تُركت له الساحات سيعتبر أنه مالكها وسيدها، فعندما يغيب النمر عن الجبال يصبح القرد ملكاً". وقال علوش: "هكذا هو جاهل الجاهلية، ظننا أنه وصل الى أسفل دركٍ في سلم المخلوقات الزاحفة التي تقتات من الفضلات، فخرج مجددا ليؤكد أنه أسفل من السفالة ذاتها. نعم يجب إعتبار قوى الامن مخطئة في الذهاب الى الجاهلية، فقد كان عدد القوة التي فرزت كبيرا بكل معنى الكلمة ولا يتناسب مع مهمة سحب مطلوب حقير. لكن إحترام أهل الجاهلية والسعي لحقن الدماء حض على اللجوء الى قوة كبيرة لتحاشي الصدام".

أضاف: "لكن الخطأ هو كان في إختيار الآلية، فقد كان من الواجب إرسال شاحنة لجمع القمامة للمه، أو وحدة لإلتقاط الكلاب الشاردة التي تحبس في الأقفاص، أو تلك الآليات المتخصصة بسحب جيف الحيوانات النافقة من الأحراج، أو سمكري ليسلك بالوع الحمام حيث كان يغسل يديه". ومضى قائلا: "أما بعد، فمن حق الإبن المفجوع بالدم أن يسأل عن قاتل والده ليحاسبه. من حقه أن يسأل عمن تسبب عامداً متعمداً بهدر دم والده دفاعاً عن روح الجاهل النجسة. من حق الإبن أن يسأل أين كان الجاهل الرعديد مختبئا ساعة هدر الدم. هل كان في الحمام داخل سلة المهملات؟ هل كان في الغابة مختبئاً كالقرد بين الأغصان، هلى كان يتخفى كالجرذ في مستوعب القمامة، أم كان حقا يحتمي وراء حرمة الدم المهدور؟ وهل كانت خاتمة المأساة بأن يدعو الجاهل رفاقه المهرجين من شلة العناكب السامة للحفلة الهزلية فوق حرمة الدم؟". وختم علوش: "من حق طلال أن يسأل قاتل والده الحقيقي بأي ذنب قتل؟"

 

إسرائيل تعلن اكتشاف نفق رابع على الحدود مع لبنان

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين/16 ىكانون الأول/18

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، اكتشاف نفق رابع على الحدود مع لبنان في إطار عملية «درع الشمال». وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر حسابه على موقع «تويتر»، إنه تم نهاية الأسبوع اكتشاف «نفق آخر يمتد من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل»، مضيفاً أن «مسار النفق موجود حالياً تحت سيطرة الجيش، ولا يشكل تهديداً».وأشار إلى أنه «تم تفخيخ مسار النفق مثلما تم تفخيخ المسارات الأخرى، ومن ثم فإن من يدخله من جانبه اللبناني يعرض نفسه للخطر». وجدد الجيش تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عن حفر الأنفاق الهجومية من داخل لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي إطلاق حملة «درع الشمال» على الحدود الشمالية المتاخمة للبنان، بهدف «كشف وإحباط الأنفاق الهجومية التي قام (حزب الله) بحفرها إلى داخل الأراضي المحتلة».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/12/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا كان رفع سعر المحروقات في فرنسا قد حرك السترات الصفر، وما زال منذ ثلاثة أسابيع، وكادت تهدد رأس الهرم في النظام، وإذا كان قانون الهجرة قد أشعل التظاهرات في بلجيكا اليوم، فإن في لبنان ألف سبب وسبب للتظاهر، ومنذ زمن بعيد، لكن الشارع بقي صامتا هادئا، الى أن تحرك اليوم بدعوة من نقابات عمالية والحزب "الشيوعي"، وبمشاركة من جمعيات مدنية، رفعت شعارات مطلبية وحياتية، وقد انطلقت من أمام المصرف المركزي وصولا الى ساحة رياض الصلح.

وفي ضوء توعد المتظاهرين باستمرار تحركهم، يطرح سؤال كبير: هل تكبر كرة ثلج المعترضين لتملأ الفراغ السياسي الناتج عن العجز في تأليف الحكومة، أو كبح التعثر الاقتصادي، أو لجم الفلتان الأمني الذي استهدف أخيرا المؤسسة العسكرية ذاتها؟ وماذا لو نزل الى الشارع من لم ينزلوا الى صناديق الاقتراع، في أيار الماضي، وهم أكثر من نصف اللبنانيين؟ أسئلة قد يجد بعضها أجوبة له الأسبوع الطالع.

فالأسبوع الطالع لا يمكن إلا أن يحمل جديدا على مستوى التأليف الحكومي، فإما ان تترجم صورة الايجابيات التي رشحت في الساعات الماضية عن صيغ متداولة للحلول، يتنازل فيها الافرقاء المعنيون توخيا لولادة الحكومة، أو ان تتعثر كسابقاتها تاركة البلاد مكشوفة في مواجهة الازمات المتفاقمة اقتصاديا وحياتيا وأمنيا، وبينها محاولات اسرائيلية تصعيدية.

وفي السياق تتجه الانظار في الساعات المقبلة الى القصر الجمهوري حيث ينعقد لقاء متوقع بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف للبت في آخر ما توصلت اليه مبادرة الرئيس عون الأخيرة.

وكان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد عاد إلى بيروت، بعدما شارك في المنتدى الاستثماري اللبناني- البريطاني في لندن، وتوجه برفقة نجله حسام مباشرة إلى ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط العاصمة، حيث قرآ الفاتحة لروحه وروح رفاقه الشهداء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عاد الرئيس المكلف من رحلته اللندنية لتعلق مرة أخرى الآمال الحكومية على حبال اللقاء المنتظر الذي يجمعه مع رئيس الجمهورية.

عشية اللقاء، انقسم المشهد في اتجاهين عبر عن أحدهما الرئيسان ميشال عون ونبيه بري بإعلان استيائهما من الوضع، وعكس ثانيهما الرئيس سعد الحريري الذي ما انفك يأمل بولادة حكومية في موسم الأعياد أو على ضفافها.

وإذا كان البعض يعتبر العقدة السنية هي أم العقد الحائلة دون تشكيل الحكومة، فإن ثمة همسا حول اتصالات جديدة في الكواليس على خط معالجة هذه المسألة.

وبحسب المعلومات المتداولة فإن سيناريو التسوية يقوم على أساس اجتماع الحريري مع النواب الستة وفق صيغة معينة، مقابل تسميتهم شخصية من خارج "اللقاء التشاوري" لتمثيلهم. لكن "اللقاء" رفض هذا الاقتراح ووصفه النائب فيصل كرامي بأنه مهزلة لا تمت إلى السياسة بصلة.

عند الحدود الجنوبية تتوالى فصول المهزلة الإسرائيلية التي تتخذ من الأنفاق المزعومة عنوانا لها. أحدث هذه الفصول إعلان العدو اكتشاف نفق رابع وتوجيه تهديد ووعيد للحكومة اللبنانية، في إثارة إعلامية وسياسية مفتعلة عشية الجلسة التي يعقدها مجلس الأمن الدولي حول الأنفاق الأربعاء المقبل بدفع من تل أبيب وواشنطن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

غدا يوم جديد في مسار تأليف الحكومة، والتواصل المرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، يحدد الخطوات اللاحقة، ويساعد على تظهير الصورة الحكومية.

مصادر متابعة أكدت لتلفزيون المستقبل أن مساحة الرهان على الخروج من نفق التعطيل تتقدم على حساب مساحات التصعيد التي سادت في الأسابيع الأخيرة.

وتشير المصادر، إلى أن الكلام الذي أعلنه وزير الخارجية جبران باسيل، يصب في هذا السياق، الذي يعني أن الطريق إلى تأليف الحكومة، بات في المئة متر الأخيرة من السباق، كما سبق أن أعلن الرئيس المكلف سعد الحريري.

وما سجل اليوم أيضا، سؤال وجهه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لأهل السلطة بقوله؛ كيف يمكن التوصل إلى تفاهم، فيما كل واحد وكل فريق متمسك برأيه ومطلبه. أضاف السلطة مدعوة إلى البناء لا الهدم وتعطيل الدولة.

جنوبا، وبعدما أوقفت قوات الإحتلال الإسرائيلي على مدى يومين، أعمال الحفر عند الحدود اللبنانية بحثا عن أنفاق مزعومة، عادت إلى الحفر. وليدعي المتحدث باسم جيش الاحتلال أنه تم إكتشاف نفق جديد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أقل من أسبوع ويدخل لبنان الرسمي في سبات الأعياد، ولم يعد ينفع ربما إلا معجزة من المحتفل بميلاده، الذي كان يبرئ الأعمى ويحيي الموتى بإذن الله. الأمر قد يتطلب أكثر من إرجاع السمع أو البصر، بل بصيرة تلقى في قلوب من يعنيهم الأمر بأن البلد لم يعد يحتمل التسويف.

فالخطوة الاولى باتجاه الحل هي باستماع الرئيس المكلف الى النواب المستقلين الستة ويحاورهم، يقول "حزب الله" على لسان عضو المجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق، الذي وصف المشهد السياسي في الداخل بانه صورة للانقسام والمآزق والمآسي والفساد. الفساد الذي خرجت تظاهرة ضده في بيروت.

فشعب لبنان الذي قاوم وانتصر على العدو الصهيوني، هو شعب حر، ولن يتمكن هذا التحالف السلطوي- المالي من الوقوف بوجه الشعب، هتف المحتشدون في قلب العاصمة.

وفي قلب قطاع غزة النابض، كانت المقاومة تؤكد على خيارها، من يدخل غزة سيكون إما قتيلا أو أسيرا، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في الذكرى الحادية والثلاثين لانطلاق الحركة، مستبشرا بمقاومة الضفة الغربية، فهي الساحة الأهم والأعمق لحسم الصراع مع الاحتلال بقيادة نتانياهو الذي يحاول الهروب من معضلاته الداخلية بحفر هنا أو هناك على الحدود مع لبنان، وقبالتها كان وفد لبناني- فلسطيني يرفع راية فلسطين وأعلام المقاومة، ولتسيج كروم الشراقي في خراج بلدة ميس الجبل، بشجرة أرز زرعت رغما عن جنود العدو الذين احتجوا لدى اليونيفل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مع اقتراب الأعياد، يبدو ان كل الجهود السياسية تصب في خانة واحدة: إحراز الخرق المنتظر ومعايدة اللبنانيين بولادة حكومة العهد الاولى، من دون القفز الى استنتاجات متسرعة او تحديد مواعيد.

فالواضح ان مبادرة رئيس الجمهورية لم تحرز صدى فحسب، بل دفعت باتجاه كسر الاصطفافات حتى داخل اللقاء الواحد. ففي وقت، يأخذ النائب فيصل كرامي على عاتقه عملية التصعيد، يبدو زميله النائب عبد الرحيم مراد اليوم أكثر هدوءا، وحتى أكثر انفتاحا، وكأن الجليد كسر، والأفق فتح للسير في تسوية لا غالب ولا مغلوب. مع التذكير بالتناقض بين ما كرره النائب قاسم هاشم بين أمس واليوم عن عدم الممانعة لحصول الرئيس عون و"التيار الوطني الحر" على 11 وزيرا من جهة، وبين حملة النائب جهاد الصمد الذي ربط الازمة الحكومية برفض منح رئيس البلاد وتكتل "لبنان القوي" الثلث المعطل.

الخلاصة ان حتى اللحظة، لا حكومة ولا تنازلات من اي طرف. غير ان ذلك لا يعني ان الوضع لا يمكن ان يتغير، وفي هذا الاطار تشير معلومات ال"otv" الى ان الامور تتقدم، وتؤكد ان اساس البحث ينطلق من مجموعة الافكار التي طرحها الوزير جبران باسيل في المرحلة الاخيرة، وتمت مناقشتها اخيرا مع رئيس الحكومة المكلف في لندن ومع "حزب الله" وسائر المعنيين في بيروت.

وفي انتظار النتائج الملموسة لمبادرة الرئيس عون، ومع دخول الأزمة الحكومية في مرحلة حاسمة، تفيد معلومات ال"otv" ان المؤشرات الاقتصادية على حالها، الا ان الاسواق المالية شهدت تحسنا طفيفا ترافق اخيرا مع ايجابيات تلوح في افق الملف الحكومي.

وعلى خط آخر، عاد الوضع جنوبا الى الواجهة بعدما زعم العدو الاسرائيلي العثور على نفق رابع حفره "حزب الله".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الضاغطون هم الوضع الاقتصادي المالي المتردي والتوتير غير البريء الذي تفتعله اسرائيل جنوبا والدول المعنية باستقرار لبنان. المضغوط عليهم بالتدرج التنازلي هم رئيس الجمهورية، الرئيس المكلف، النواب السنة الستة، و"حزب الله" كراع لهم ومتعهد لكل ما أعاق تشكيل الحكومة منذ ما يقارب السبعة أشهر، هذه الأسباب الموجبة التي ترقى الى مصاف حالة طوارئ وطنية، حركت قليلا مستنقع التأليف الراكد، فتراجع الجميع خطوة واحدة خجولة وغير حاسمة ومطوقة بالشروط، فسلك في الأروقة سيناريو خجول مفاده ان "حزب الله"، وبعد تمن حاسم وجازم من رئيس الجمهورية، أعطى كلمة السر لمحمييه النواب السنة لأن ينفتحوا على البحث في مسألة أن يتمثلوا في الحكومة بأحد المقربين منهم وليس بأحدهم، بما يفتح الطريق امام ولادة الحكومة.

ويقول السيناريو ايضا ان السني الموزر سيكون من حصة رئيس الجمهورية، على ان لا يشكل اسمه استفزازا للرئيس الحريري، على ضفة سنة "التشاوري".

الأوضح كان النائب قاسم هاشم الذي أوحى بإمكانية القبول بهذا الشرط، شرط ان لا يكون لأي من المعنيين، خصوصا الرئيس الحريري، الحق بالفيتو عليه.

الأوساط القريبة من "التشاوري" تفيد أيضا بليونة نسبية لدى النائب عبدالرحيم مراد الذي يقال ان الاسم المطروح للتوزير هو نجله حسن، هذا السيناريو قد يسلك طريقه الى خواتيم سعيدة، فيكون لنا حكومة قبل الميلاد، وقد يسلك طريقه الى الهلاك كما عشرات السيناريوهات التي سبقت، وقد يخرج على الناس من يقول بأن هذا السيناريو نسج خيال او حكي جرائد. في أي حال اللبناني المدمر بأحلامه وأبنائه وجيبه، يفضل الاحتمال الأول.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

عاد الرئيس المكلف سعد الحريري، ومرت ساعات الأحد من دون ان يلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ما يوحي بأن العقدة الحكومية محكمة حتى الساعة.

اللقاء الرئاسي مرجح حصوله في الساعات المقبلة، الا ان حل الحكومة، لا يبدو قريبا، حتى ولو سرب ان شيئا ما قد يظهر خلال الاسبوع المقبل.

بحسب معلومات ال"LBCI"، فان المشكلة الحكومية على حالها، وحتى اللقاء الذي عقد بعيدا عن الاعلام الجمعة الفائت، وضم وزير الخارجية جبران باسيل، الى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" الحاج وفيق صفا، لم يحدث خرقا يذكر، انما طرحت خلاله مجموعة افكار، لم ترق الى حد التعويل عليها للخروج من أزمة التأليف.

كل ما سبق، يجعلنا أمام صراع جبهاته أربع: رئيس الحكومة الرافض لمبدأ توزير "اللقاء التشاوري"، "حزب الله" المصر على مبدأ تمثيلهم، "التيار الوطني الحر" المصر على تحقيق عدالة التمثيل، والتي يعتبرها الأفرقاء الآخرون التشبث بالثلث، وفريق اللبنانيين الذي يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، سواء اقتصاديا، معيشيا او حتى اجتماعيا، وهو يشاهد المبادرات تسقط الواحدة تلو الاخرى".

ومن فريق اللبنانيين هؤلاء، سمع صوت عمر يصرخ مستنجدا لأن والدته تموت على سريرها خارج المستشفى الذي استهلك سقفه المالي. صوت عمر لم يخرق جدار الدولة التي فشلت مجددا هي ونظامها الطبي، لينجح مجددا صوت الزعيم الذي فتح لأم محمد باب المستشفى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

استقرت رصاصة التعقيد في الجسم الحكومي، والوضع يدعو إلى القلق. لا تحسن في الحالة ولا أطباء السياسة يمنحون الأمل بالشفاء العاجل. وما يصل إلى مسامع اللبنانيين ليس سوى اتهامات بالعرقلة وبرمي المسؤوليات، على اعتبار ان الرامي هو راهب الدير السياسي.

وبكلام الكنائس، فإن البطريرك الراعي كان اليوم أكثر تعبيرا عن المشهد متسائلا: كيف يمكن أن يتفاهم ويتحاور ويتشاور أهل السلطة والتكتلات النيابية والنافذون، فيما كل فريق متمسك برأيه ومطلبه؟، هل المقصود تعطيل الدولة لغاية مبطنة ما؟. وناشد الراعي السياسيين بالقول: إفتحوا، أيها المسؤولون نافذة ليدخل نور الله إلى عقولكم وقلوبكم، فيخرجها من ظلمة المصالح والتحجر والبغض، ومن ظلمة الفساد والمكاسب غير المشروعة.

لكن "الرعيان بوادي والقطعان بوادي". التصريحات بنية والأفعال بنية، فيما الوعود تتوالى، وآخرها ما أعلنه وزير الخارجية جبران باسيل من الجنوب، حيث رأى الحكومة "بالناضور"، وتوقع التأليف كعيدية، ووفقا لعدالة التمثيل. وإذا ما وضع تصريح باسيل موضع التنفيذ، فإن عدالة التمثيل ستعني الاعتراف بتمثيل السنة المعارضين في الحكومة، وهذا ما يرفضه الرئيس المكلف لتاريخه.

أما حفلات الاتهام بالتعطيل فتنتقل من ضفة إلى ثانية، وآخرها ما كان أعلنه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، متهما "حزب الله" بعدم الحل، قائلا: لو أراد الحزب حلها، لكان وزر السني المعترض من حصته، مثلما فعل في عهد ميقاتي.

ذاكرة جعجع ذهبت إلى الميقاتي ومحت "داتا المعلومات" عن عهد الفراغ، والذي ترشح خلاله رئيس حزب "القوات اللبنانية" ستا وأربعين مرة فاشلة، في ست وأربعين جلسة، فلماذا لا يذكر سمير جعجع الناس بتعطيله الرئاسة، ويستعيد ذلك المشهد الذي كان يعقد فيه مؤتمرا صحافيا في معراب عقب كل جلسة، ليعلن اصراره على البقاء مرشحا، إلى ان قرر أخيرا الإمساك بيد ميشال عون للرئاسة.

والتعطيل بالتعطيل يذكر، إذ ان كلا من جعجع ووليد جنبلاط "سمرا" التأليف خمسة أشهر بانتظار حل العقدتين المسيحية والدرزية. وأمام هذه المدة يصبح "حزب الله" بريئا، وتهمته مجرد "جنحة" إذا ما قورنت بجناية "القوات" و"الاشتراكي".

ومن النفق الحكومي إلى الأنفاق عند الحدود، والتي اكتشفت اسرائيل منها مسلكا رابعا اليوم، وأعلن المتحدث الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي ان "الجيش الاسرائيلي أبلغ قوات الطوارئ عن وجود هذا النفق لكنه لا يشكل تهديدا. وبتهديد أم من دون تهديد، فإن ما تكتشفه اسرائيل يتواجد جغرافيا على أرض لبنانية، فليكتشفوا نفقا رابعا وخامسا وأحد عشر، وليخصصوا واحدا منها لمفرقعاتهم النارية المسماة أفيغاي ادري كمأوى دائم، فلبنان يعتبر ان الخط الأزرق هو خط مؤقت غير نهائي، لذلك بات على الدولة اللبنانية استعجال مخاطبة الأمم المتحدة لترسيم حدود يوافق حقها في أرضها، وضمنا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الجيش اللبناني يؤكد أنه لن يسكت عن استهدافه

بيروت: «الشرق الأوسط»/16 كانون الأول/18/أكد ممثل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش في تشييع المجند رؤوف حسن يزيك، أن الجيش اللبناني «كعادته لن يسكت على استهدافه، وسيبقى بالمرصاد لهؤلاء القتلة حتى توقيفهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل»، مشدداً على أن الجيش «سيستمر في تنفيذ العمليات الأمنية الاستباقية لملاحقة عصابات الجريمة التي تمارس الخطف والسرقة والقتل وتجارة المخدرات، وتسعى إلى بث سمومها بين المواطنين». وجاء تصريح العميد خالد زيدان، خلال تمثيله وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون في تشييع المجند الشهيد رؤوف حسن يزبك في بلدته نحلة البقاعية، بعد سقوطه في كمين استهدف الجيش في حي الشراونة، وأسفر عن إصابة 3 عسكريين آخرين. وتحدث عم الشهيد المختار علي حويشان يزبك مؤكدا «أن ما يحصل اليوم هو رسالة نريدها أن تصل إلى المعنيين أن منطقة بعلبك - الهرمل أمام حالة يرثى لها»، موجهاً رسالة «إلى كل مسؤول في الدولة من رئيس الجمهورية ميشال عون إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بأن مطلبنا هو الأمن، وأن منطقتنا تريد الإنماء وليس الإجرام والإرهاب، فكفانا حرمانا وفقرا وقلة فرص عمل، ولتنظروا إلينا أيها المسؤولون بالعين الساهرة». بدوره قال شقيق الشهيد حكمت يزبك: «تلقينا اتصالا من قائد الجيش العماد جوزيف عون، وقد وعدنا بأن الحق سيأخذ مجراه».

 

حاكم مصرف لبنان: البنك سيواصل الحفاظ على استقرار الليرة

بيروت: «الشرق الأوسط»/16 كانون الأول/18/قال حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة إن البنك سيتمسك بعملياته المالية في 2019، مضيفاً أن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية يمثل مبعث قلق لصانعي السياسات في البلد المثقل بالديون.

وواجه لبنان، الذي يعاني من ثالث أعلى نسبة في العالم للديون إلى الناتج المحلي الإجمالي ومن ركود اقتصادي، ضغوطاً متزايدة في الأشهر القليلة الماضية وسط مأزق سياسي يمنع تشكيل حكومة منذ الانتخابات التي أُجريت قبل نحو سبعة أشهر. وعلى مدى الأشهر الثلاثة المنقضية، نفذ البنك المركزي صيغاً متنوعة من الهندسة والعمليات المالية لدعم احتياطياته وعملته. وقال سلامة لوكالة «رويترز»: «العمليات المالية الحالية التي نجريها كبنك مركزي كافية لتحقيق أهداف البنك المركزي من حيث اجتذاب أصول سائلة»، مضيفاً أن البنك سيواصل نفس الصيغة في 2019. وأضاف: «إذا نظرت إلى الاثني عشر شهراً المنقضية وعلى الرغم من جميع التحديات والاضطراب، فإن ميزانيتنا العمومية كانت مستقرة». وشجع النظام المالي في لبنان البنوك التجارية على إيداع العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي سعيا للحصول على عوائد مرتفعة، في الوقت الذي يسعى فيه سلامة للحفاظ على مستويات مرتفعة للاحتياطيات الأجنبية للدفاع عن ربط الليرة اللبنانية بالدولار. ونتيجة لهذا، توقفت البنوك التجارية تدريجياً عن المشاركة في العطاءات الأسبوعية لأذون الخزانة مما اضطر البنك المركزي لشراء الدين الحكومي، متكبداً خسائر تتمثل في الفارق بين الفائدة التي يحصل عليها من تلك الأذون والفائدة المرتفعة التي يدفعها للبنوك التجارية للحفاظ على تدفق الأموال إليه. وقال سلامة إن البنك لديه وفرة من العملات الأجنبية للإبقاء على أهدافه المتمثلة في الحفاظ على استقرار الليرة اللبنانية، ويكون بمقدوره أيضا دعم حاجات الحكومة من النقد الأجنبي. وقال سلامة الذي كان يحضر مؤتمراً استثمارياً في لندن: «نحاول الحفاظ على أصولنا الأجنبية، لسنا في مسعى لزيادتها، وذلك هو السبب في أننا أبقينا على أسعار الفائدة دون تغيير على مدى السنة المنقضية». وكانت وكالة موديز للتصنيف الائتماني قرعت أجراس الخطر حين غيرت نظرتها المستقبلية للبنان من مستقرة إلى سلبية يوم الخميس بالنظر إلى زيادة المخاطر على وضع السيولة الحكومية والاستقرار المالي في البلاد.

 

نزلاء سجن رومية اللبناني مكدسون في زنازين ضيقة ومحرومون من النوم

بيروت: سناء الجاك/16 كانون الأول/18/«عم نبكي دم». تقول امرأة تجلس إلى جواري في الباص الذي يقل الزائرين من البوابة الرئيسية إلى داخل سجن رومية المركزي، شرق بيروت. أسألها عن السبب، تجيب: «ابني موقوف بتهمة سرقة دراجة نارية منذ أكثر من سنة ولم تتم محاكمته حتى الآن. عاشر أولاد السوء لكنه لم يسرق. كان برفقة السارق. هذا ذنبه». رفيقتها في الباص تحمل طفلها الذي لا يتجاوز العامين، تلاعبه وتضحك وكأنها في رحلة سياحية. تقول: «زوجي مسجون. وفي كل زيارة أصطحب أحد الأولاد ليراه. هم بالكاد يعرفون والدهم، فهو ما أن يخرج من السجن حتى يعود. أصبح مشهوراً. وأنا أنجبت أولادي السبعة على باب السجن». تقول إحدى الأمهات: «لا أحد يخرج من السجن إلا ويعود إليه. في الداخل عصابات تدرب الوافدين الجدد». وتضيف أن «ابنها الملتحق بالسلك العسكري، حصل على حكم براءة وإخلاء سبيل، بعد توقيف استمر سنة ونصف. عايش الويلات خلالها. فقد نصف وزنه. وتعرض لمضايقات لا تحتمل من نزلاء مجرمين بكل ما للكلمة من معنى. ضبط مجموعة تتعاطى المخدرات وسعى إلى إلقاء القبض على أفرادها. والد أحدهم كان نافذاً، وحتى يحمي ابنه لفّق تهمة لابني. واليوم ظهرت براءته وسوف يعود إلى عمله». حكايات أهالي السجناء في محيط السجن، تعكس ما يجري داخله. فالجولة الميدانية، كما تمت الموافقة عليها، تمنع الحديث مع السجناء. لكن الميدان يبدأ من خارج البوابة. هناك الغلبة للنساء اللواتي يزرن رجالهن، أزواجاً وأبناء وآباء وأشقاء وحتى أحبة ينتظرون الفرج ليجتمعوا. تلك هي حال صبية، تنتظر في الدكان المواجه للباحة الرئيسية، تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «حبيبها يمكن أن يطلق سراحه اليوم وهي بانتظار الخبر اليقين». تعقب زميلة لها في الانتظار: «سوف تعقد خطوبتها عليه ما أن يغادر هذه البوابة، فقد ارتبطا وهو في السجن». نسأل النسوة عن سبب غلبة النساء على الرجال في محيط السجن الخارجي، تجيب إحداهن: «لأن هذه الدولة لم تترك للرجال إلا مخالفة القانون لتحصيل رزقهم».

المنتقبات من زائرات السجن لا يختلطن بغيرهن، ينعزلن مع أطفالهن. ويرفضن الإجابة على الأسئلة، تقول إحداهن وهي تحضن ابنها: «يكفي ما نعانيه. شقيقي موقوف منذ سنوات ولم يحاكم. أحياناً ننتظر ساعات، لا يسمحون لنا بمقابلته. أكثر من ذلك فرضوا علينا رسم زيارة خارج المواعيد المقررة. وأنا بالكاد أستطيع تأمين تكاليف الحضور من آخر الدنيا لأطمئن على شقيقي. حتى الشكوى لم تعد تفيد أو تريح». وينتقد مسؤول في قوى الأمن الداخلي لـ«الشرق الأوسط»، «الضريبة المستجدة على زيارات أهالي السجناء في غير المواعيد المحددة». يقول إن «فرض ضريبة ألف ليرة على أهالي السجناء المعدمين بغالبيتهم هي بدعة تخالف مبدأ أخلاقياً». ورغم فقرهن، فإن زائرات رومية يحرصن على تأمين رصيد في «الحانوت»، وهو دكان يودع فيه أهالي السجناء المال ليشتري منه السجين ما يأكله عندما لا يعجبه طعام السجن. ويؤكد المسؤول أن «طعام السجن جيد وصحي. ويأكل منه الجميع، من ضباط وعناصر وسجناء. لكن بعض السجناء مصابون بالبطر، وهم لعنة على أهلهم الفقراء الذين يستدينون ويأتون تحت المطر ليشتروا لهم طعاماً».

لكن حديث النسوة يكشف معاناة أقربائهن المكدسين في الزنازين الضيقة والرطبة. يعدون الأيام المتبقية لهم لإنهاء محكوميتهم. لأنهم لا يستطيعون القيام بما يشغلهم. والأصعب أنهم لا يجدون إلى النوم سبيلاً لضيق المكان. يقول أحد الذين قضوا فترة عقوبة في السجن لـ«الشرق الأوسط»: «نعتمد أسلوب السكين عندما ننام، فنتمدد على جانبنا وغالباً ما تكون الأرجل مقابل الرؤوس، ونادراً ما نغمض أعيننا». وتقول المعالجة النفسية في سجن رومية، الدكتورة ميراي ميلاد نصر الله، إن «سجوننا ليست مثالية لتستقبل هذا العدد من السجناء. وشئنا أم أبينا، العاملون في السجون ليسوا مدربين للعمل في هذا المجال». وتضيف: «الفراغ الفكري والعاطفي يجعل السجناء أسرى لتردد الأفكار السيئة بشكل مستمر في رؤوسهم. وانعدام وسائل النشاط يدفعهم إلى الغرق في اليأس والعدوانية. المطلوب تأمين العلاج الانشغالي عوضاً عن الفراغ في بيئة صعبة. فأفكارهم تدور في حلقة موبوءة. كما أنهم وبسبب الاكتظاظ لا يتمكنون من النوم. أغلبهم مصابون بالأرق». وتوضح: «مساعدة السجناء لتأمين ما أمكن من الاستقرار النفسي تحتاج إلى إجراءات عملية، منها فصل السجناء عن بعضهم بعضاً، ليس وفق الوضع القانوني فحسب، بل وفق خلفياتهم وأوضاعهم النفسية وبحسب احتمالات تأثرهم ببعضهم، فلا يوضع من سجن أو أوقف لإصداره شيكاً من دون رصيد مع من ارتكب جريمة قتل، أو مع سارق أو مزور أو مروج للمخدرات. كذلك يجب تأمين الاتصال بالأهل، وتنظيم النشاطات الرياضية والهوايات الحرفية ومزاولة الفنون حتى لا تتطور حالتهم الإجرامية». وتؤكد نصر الله أن «إدارة السجن لا توفر وسيلة لتقديم ما تقدر عليه لمساعدة السجناء عندما أرفع إليها تقارير بشأن أوضاعهم وفق اختصاصي. لكن ماذا يمكن أن نقدم لسجناء لا مكان لديهم ليناموا بشكل مقبول؟ الأزمة تتخطى الجميع». وأصعب ما يواجه السجين، كما تقول نصر الله، هو «انفضاض الناس من حوله. تضيق دائرة الأصحاب ثم تنعدم، تتقلص علاقته بالعالم الخارجي، لتبقى النساء من أقربائه الأكثر تفرغاً لزيارته، وتحديداً الأم، فيعود السجين إلى علاقته الأولية معها. ولأن غالبية السجناء من بيئات فقيرة، والنساء في هذه البيئة لا يعملن، فيتكبدن عناء الزيارات وبعضهن يكابدن ليأتين من مناطق بعيدة للاطمئنان إلى السجين أباً كان أو شقيقاً أو زوجاً». ويقول الخبير في القانون الدستوري والحريات العامة، المحامي ربيع الشاعر لـ«الشرق الأوسط»: «أثناء تسلم الوزير زياد بارود حقيبة الداخلية قبل تسع سنوات طرح مشروعاً متكاملاً لبناء سجنين مركزيين. الأول في الجنوب والثاني في الشمال. ووجد الأراضي المناسبة لذلك في مشاعات الدولة. لكن في الجنوب وضع أحد المدعومين من مرجعية كبرى يده على الأرض وأنشأ فيها مدرسة ودارة سكن له. وطوي الملف برمته». ويضيف أن «المعالجة داخل السجون تتطلب تحويلها إلى أماكن للتأهيل والإصلاح، وليس فقط للعقاب. وهذا يبدأ من خلال تمكين السجناء من الاطلاع على حقوقهم، ومنحهم الحق في تقديم الشكاوى إذا انتهكت هذه الحقوق. هذا بالإضافة إلى الحق في الغذاء الصحي والنظافة والراحة والحق بالعناية الطبية والتربية البدنية والمعرفة والتعليم وفي الزيارات والعمل والمراسلة والخلوة الشرعية وغيرها... والأهم تأهيل السجين على إعادة اندماجه في المجتمع قبل فترة من خروجه من السجن».

 

نازحون من سوريا حرمتهم جنسيتهم اللبنانية من التعليم والمساعدات

البقاع (شرق لبنان): حسين درويش/16 كانون الأول/18/مئات العائلات اللبنانية المهجَّرة من قرى حدودية مع لبنان في الداخل السوري، في ريف حمص الجنوبي، منسية في مخيم للنزوح في مشاريع القاع في شمال شرقي لبنان؛ لا النظام السوري يسمح لهم بالعودة إلى مناطق يتحدرون منها، ولا المنظمات الدولية تقدم لهم المساعدات منذ 6 سنوات. المساعدات هنا تقتصر على السوريين في المخيم نفسه. فيحصل محمد عامر على مساعدات غذائية ومادية من الأمم المتحدة لأنه يحمل الهوية السورية، بينما لا يحصل ابن عمه حسين عامر على أي من المساعدات لأنه يحمل الهوية اللبنانية، رغم أنه يحمل بطاقة «حلا» التي أصدرتها وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية في وقت سابق لمساعدتهم، ولم يحصلوا منها إلا على القليل الذي لا يكفي قوتهم اليومي. هنا، اكتشف أبناء العمومة أن النازح اللبناني داخل أرضه يختلف عن النازح السوري على الأراضي اللبنانية.

مخيمات للنزوح يسكنها لبنانيون على مرمى حجر من بلدتي النزارية وجوسية السوريتين الواقعتين على الضفة السورية من الحدود شمال بلدة القاع اللبنانية. هُجروا من الأراضي السورية التي وُلدوا فيها قبل ست سنوات إلى مشاريع القاع. الخيام مستأجرة مقابل خمسين ألف ليرة عن كل خيمة، وثُبتت فوق أراضٍ لبنانية مستأجرة صخرية موحلة في منطقة مشاريع القاع.في عام 2012، كانت الهجرة الثانية لهم. هي هجرة معاكسة. فأجدادهم غادروا منطقة الشواغير اللبنانية (تتبع إدارياً قضاء الهرمل) باتجاه الأراضي السورية، وسكنوا هناك. وعندما بدأت الحرب في القصير في عام 2012، عادوا إلى لبنان كنازحين. اليوم، لا يرتاد أطفالهم المدارس، وهم محرومون من المساعدات والطبابة، ويعتاشون على عمالة الأطفال والشباب منهم في الأراضي الزراعية مقابل ستة آلاف ليرة يومياً.

يقدَّر عدد اللبنانيين النازحين من سوريا إلى لبنان بنحو 250 عائلة، أي ما يناهز الـ1500 لبناني، يعيشون في ظروف معيشية سيئة جداً، يتمنون العودة إلى الداخل السوري ليعيشوا ولو تحت الخيم في القرى التي هُجروا منها بالقرب من أرزاقهم وأملاكهم وأرضهم، طمعاً في استئناف أعمالهم، وأن يرتاد أطفالهم المدارس القريبة.

رئيس بلدية الشواغير محمد الحاج حسن، طالب بأولوية عودة النازحين اللبنانيين إلى قريتي النزارية وجوسية داخل الأراضي السورية بسبب المعاناة التي يعيشونها في مخيمات النازحين. يقول: «لقد استوعبت الشواغير قسماً منهم، قبل أن ينزح بعضهم إلى الجديدة أو إلى عرسال». ويضيف: «هناك عائلات لا تملك سوى الثياب التي يلبسونها ولا أحد يساعدهم لأنهم لبنانيون وليسوا على جداول مساعدات النازحين السوريين ولا يحظون باهتمام حتى من دولتهم أو من الهيئات المانحة والأمم المتحدة»، متسائلاً: «هل جريمتهم أنهم لبنانيون يحملون الهوية اللبنانية، هُجروا من الأراضي اللبنانية في الداخل السوري؟». ويشير الحاج حسن إلى أن معظمهم «يرغب في العودة ويطالبون الدولة السورية بالسماح لهم بالعودة والسكن ولو في خيم من أجل تأمين حياة ترفع عنهم المعاناة وعيشة الذل التي يعيشونها في لبنان»، مشيراً إلى أن بعضهم سجّل اسمه للعودة في القوائم التي أعدها «حزب الله» للراغبين بالعودة الطوعية، لكنه يشير إلى أنهم «لم يتبلغوا حتى الآن موعد العودة، وهم يطالبون بتسريعها». ويقول النازح حسين عامر إنه محروم من المساعدات لأنه يحمل الهوية اللبنانية، «بينما ابن عمي سوري لا يعرف من أين تنزل عليه المساعدات. أما نحن فلولا عمالة أطفالنا لَمتنا من الجوع في هذه الخيم. لا مساعدات نتلقاها سواء من الأمم المتحدة أو من وزارة الشؤون الاجتماعية التي نحمل بطاقاتها منذ عام 2017». ويضع عبد الله الأطرش في جيبه مع أفراد عائلته الستة بطاقة «حلا» ويقول: «لم نستفد من هذه البطاقات بشيء سوى أننا نحملها في جيوبنا». من جهته، ناشد أحمد عبد الله الأطرش، نواب المنطقة ومدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، السعي لوضعهم على لوائح المصالحة السورية والعودة إلى منازلهم «لأننا نعيش حياة الذل». وقال: «نحن مستعدون لبناء خيم والسكن فيها في أرضنا إذا تعذر علينا إصلاح بيوتنا». الاستثناء الوحيد بين الذين التقيناهم، هو راعي أغنام مهجّر من النزارية، يقول: إن أراضي القاع «غنية وتشكل مرعى خصباً للأغنام»، لافتاً إلى أنه «لا يريد العودة إلى النزارية لأن أغنامه شبعانة في أراضي القاع».

 

«المستقبل» يشترط بديلاً «غير استفزازي» يمثّل «سنّة 8 آذار» في الحكومة وجرعة تفاؤل حكومية تسبق أسبوعاً حاسماً على مستوى الاتصالات

بيروت: نذير رضا/16 كانون الأول/18/لم تبدد مناخات التفاؤل التي بُثّت أمس في بيروت حول قرب تشكيل الحكومة قبل نهاية العام، معوقات التسوية التي تصطدم برفض نواب «سنة 8 آذار» المعروفين باسم «النواب السنة المستقلين» ما يسمونه «الشروط المسبقة»، لجهة تسمية وزير يمثلهم من خارج النواب الستة. كما لم تحسم الاتصالات الأخيرة بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، موقف الأخير حول مقايضة وزير سني من حصة رئيس الجمهورية بوزير سني يمثل «النواب الستة»، رغم أن المعطيات التي انبثقت عن مروحة اتصالات واسعة تشير إلى أن لبنان أمام أسبوع حاسم لجهة التوصل إلى اتفاق يقضي بتأليف الحكومة. وبعد أكثر من 200 يوم على تكليف الحريري، اتسعت مروحة الاتصالات أخيراً للتوصل إلى حل ينهي أزمة تمثيل «النواب السنة المستقلين»، وسط مؤشرات على «مرونة الأطراف» في التعاطي مع الملف. ومع أن جرعات التفاؤل سادت المشهد السياسي اللبناني أمس، إلا أن المعطيات تربط التوصل إلى حل باتجاهين، أولهما تجاوز «حزب الله» مطلب هؤلاء النواب بأن يكون هناك ممثل منهم في الحكومة، وبقبول الوزير باسيل بمقايضته بالوزير السني من حصة الرئيس. وقالت مصادر مواكبة للاتصالات الأخيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك مؤشرات على أن الحزب سيتجاوز حصرية تمثيل النواب الستة بواحد منهم، والقبول بوزير يمثلهم بغرض تسهيل تأليف الحكومة»، في وقت قالت مصادر مطلعة على أجواء «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» إن شرط الرئيس الحريري أن يكون ممثلهم في الحكومة «شخصية غير استفزازية» وتكون من حصة رئيس الجمهورية.

وتنتظر تلك المقترحات جولة الاتصالات المتوقعة هذا الأسبوع الذي «سيكون حاسماً على مستوى تشكيل الحكومة»، وتتفعّل بعد عودة الرئيس الحريري من لندن. ويعلن «السنة المستقلون» موقفهم يوم غد الاثنين بعد لقائهم بغرض التباحث حول الصيغة الأخيرة. وقال عضو «اللقاء التشاوري» الذي يتمثل فيه «السنة المستقلون» النائب قاسم هاشم إن الموضوع «لم يُحسم بعد، وليست هناك أفكار نهائية تم التفاهم عليها حول الصيغ المقترحة»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى انهم سيجتمعون الاثنين للتباحث في المقترحات. وإذ شدد على أن «اللقاء لا يزال يتمسك بحقه بالتمثيل، وابدى مرونة في السابق بترك الخيار للمعنيين باختيار نائب من الستة لتمثيلهم»، قال: «عندما تصل الأمور إلى مستوى الحل القائل باختيار وزير يمثلنا من خارج النواب الستة، فإن التنازل قد يكون ممكناً لكن دون شروط، إذ إننا نرفض وضع القيود علينا». وإذ أشار هاشم إلى أن هناك مشاورات واتصالات مفتوحة بالسر والعلن، ويشارك فيها وسطاء متنوعون، لفت «إلى أننا لا نمتلك أي معلومة عن اتفاق الرئيس الحريري والوزير باسيل» الذي قال بعده الحريري إنه بات في مسافة المائة متر الأخيرة لإعلان تشكيل الحكومة. وقال هاشم إن المناخات الإيجابية والتفاؤل «ناتج عن مواقف مستجدة لم تُترجم بعد بأفكار محددة، وننتظر مشاورات هذا الأسبوع لتظهر نتيجتها». وأمل الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري أن يتم تشكيل الحكومة قبل رأس السنة، داعيا إلى عدم الإصغاء للأصوات العالية، وفتح الأبواب للوصول إلى حكومة في نهاية المطاف، تضم فريق عمل متجانساً، يؤمن استفادة لبنان من مشاريع «سيدر». من جهته، أبدى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب إلياس بو صعب تفاؤله بـ«تشكيل الحكومة»، معتبراً أن «الرئيس المكلف سعد الحريري تقدّم عن الـ100 متر»، مشيرا إلى أن «الشعب اللبناني برمّته مستاء إلى حدّ الغضب ووصلنا إلى مرحلة لا تُحتمَل». وأعرب عضو «كتلة المستقبل» النيابية النائب الدكتور طارق المرعبي «عن تفاؤله لمساعي واتصالات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، داعيا الأفرقاء الذين يبتدعون العراقيل إلى أن يعوا أن الأخطار الاقتصادية المحدقة والتهديدات الإسرائيلية على لبنان لن تأتي على فريق دون آخر».

 

لبنان لن يستفيد من عائدات القطاع النفطي قبل 10 سنوات

بيروت: بولا أسطيح/16 كانون الأول/18/يعتبر «المركز اللبناني للدراسات» أن لبنان يختبر مفاعيل «لعنة ما قبل الموارد»، في إشارة إلى أزمته الاقتصادية والمالية المتفاقمة قبل أعوام من انطلاق عملية استخراج النفط والغاز. ومصطلح «لعنة ما قبل الموارد» ورد في تقرير للبنك الدولي تحدث عن أنّ «اللعنة» التي تلحق بالدول التي تكتشف البترول وتستخرجه يمكن أن تحل قبل أن تبلغ الإيرادات خزائن الدولة. ويعتبر تقرير البنك الدولي أنّه عند اكتشاف الموارد، أي قبل بدء توليد الإيرادات في معظم الأحيان، يميل السياسيون إلى زيادة الإنفاق من خلال الاستدانة التي تعرّض استقرار الاقتصاد الكلّي للخطر وتحدّ من النموّ. وينسحب ذلك على الأخصّ على البلدان ذات المؤسّسات الواهنة حيث تفلت أعمال السياسيين من أي تدقيق.

وهذا ما يحصل في لبنان، حيث لم ينتظر السياسيون حتى بدء عملية استكشاف النفط ليزيدوا من الإنفاق من خلال الاستدانة وتقاسم الغنائم، وهو ما أشار إليه سامي عطاالله، المدير التنفيذي للمركز اللبناني للدراسات، لافتا في أحدث دراساته إلى أن هذه السياسة لخصت تقويض الانضباط المالي على نحو ممنهج، من خلال زيادة الإنفاق على رواتب القطاع العام، نتيجة إفراط السياسيين في توظيف عملائهم ضمن المنظومة البيروقراطيّة، وقلّة الشفافية والمساءلة في عمليّة التعاقد على المشاريع الحكوميّة من خلال تلافي المناقصات العامة إلى حد كبير، وإصدار سندات خزينة لردم الفجوة بين الدخل والإنفاق بمعدّلات فائدة أعلى من اللازم في غالب الأحيان، وهو ما أدى لوصول نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلّي إلى نحو 160 في المائة، وهي من الأعلى في العالم.

وأقر المجلس النيابي اللبناني في سبتمبر (أيلول) الماضي قانون «دعم الشفافية في قطاع البترول» الذي يتضمن مواد هدفها تسهيل الحصول على المعلومات المتعلقة بقطاع النفط والغاز، عبر إلزام المعنيين بوجوب النشر في الجريدة الرسمية وعلى الموقع الإلكتروني لهيئة إدارة قطاع البترول وبأي وسيلة ممكنة لإعلام العموم وذلك تأميناً للشفافية في القطاع. كما أولى القانون اهتماما لدعم الشفافية ومكافحة حالات الفساد واستثمار النفوذ في المراحل التي تمرّ بها الأنشطة البترولية. إلا أن هذا القانون ليس كافيا لطمأنة الخبراء إلى مصير إيرادات النفط والغاز، إذ يعتبر «المركز اللبناني للدراسات» أن النخبة السياسية التي قسّمت السلطة على المجموعات الطائفيّة المختلفة، غير قادرة على تنظيم نفسها وتفادي الانجرار إلى إنفاق إيرادات النفط أو الاستدانة على أساس العائدات المتوقّعة، ويرجح أن يكون جاذب الطفرة النفطيّة أقوى بالنسبة إلى هذه النخب، ما سيتيح لها الإمعان في ترسيخ مصالحها في المنظومة، وتأجيل أي إصلاح جدّي حتّى أجل غير مسمّى.

ويعتبر الخبير النفطي ربيع ياغي أنه يتم تسطيح وتبسيط الأمور بالتصوير وكأن عائدات النفط هي التي ستسد الدين العام لافتا إلى أن لبنان أصلا لن يتمكن من الاستفادة من أي عائدات من هذا القطاع قبل نحو 10 سنوات وبعد استرداد الائتلاف الأوروبي كلفة عملية التنقيب، مضيفا: «كما أن جزءا أساسيا من العائدات سيخصص لتطوير وإنماء البنى التحتية لتتمكن من مجاراة الصناعة النفطية باعتبار أن بلدنا ليس لديه تاريخ أو خبرة نفطية، ليصب القسم الأكبر من العائدات في الصندوق السيادي الذي سيتم إنشاؤه على أن يتم استثمارها في الخارج وليس في السوق المحلي على غرار تجربة النرويج». ويرجح ياغي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن تغطي عائدات هذا القطاع جزءا من الدين العام وليس الدين بالكامل، لافتا إلى أننا حاليا في مرحلة التحضير اللوجيستي والإداري لبدء الاستكشاف وحفر الآبار التجريبية في البلوكين 4 و9.

وبحسب خارطة الطريق التي تقدم بها اتحاد الشركات الفرنسية والإيطالية والروسية، فإن الحفر سيبدأ في أواخر العام 2019 أو في الفصل الرابع منه وبالتحديد في البلوك 4 الواقع شمال بيروت على أن ينطلق الحفر في البلوك رقم 9 الواقع بمحاذاة شمال فلسطين في الربع الثالث من العام 2020، ما يعني، وفق ياغي، أن العملية التقنية ما بين الاستكشاف والتنقيب ومن ثم التطوير والإنتاج ستستلزم ما بين 7 و8 سنوات. من جهته، يشير الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان إلى أن الدولة اللبنانية تعتمد نمط زيادة الإنفاق والاستدانة منذ تسعينات القرن الماضي وهي لم تربط ذلك يوما بعائدات البترول، وبالتالي هي مصابة باللعنة منذ زمن، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا الإنفاق يتم من دون حسيب أو رقيب في غياب دور الرقابة من قبل المؤسسة التشريعية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أول زعيم عربي يزور سوريا منذ بدء الأزمة

الجمهورية/16 كانون الأول/18/أعلنت وسائل إعلام سورية رسمية أن الرئيس السوداني عمر حسن البشر وصل إلى العاصمة السورية دمشق اليوم الأحد في أول زيارة لزعيم عربي إلى سوريا منذ بدء الصراع السوري.

وأظهرت صور رسمية الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله للبشير في المطار.

 

مقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني

الجمهورية/16 كانون الأول/18/أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، عن مقتل القيادي البارز فيه، اللواء قدرة الله منصوري، خلال تنظيفه لسلاحه الشخصي. وأوضح الحرس الثوري في بيان صدر عن قائده، اللواء محمد علي جعفري، ونقلته وكالة "فارس" الإيرانية أن منصوري، قائد مقر ثامن الأئمة التابع للقوات البرية في الحرس الثوري، أصيب أثناء تنظيفه سلاحه الشخصي بطلقة في الرأس أودت بحياته على الفور. ونعاه قائد الحرس الثوري منصوري واصفا إياه بالقيادي "الحكيم والذكي والشجاع" للثورة الإيرانية، مشيدا بـ"جهوده في إحلال الأمن الداخلي في إيران خدمة للشعب الايراني". وأوضح أن منصوري شارك في الحرب العراقية الإيرانية حيث جرح خلال المعارك، ليتولى بعد ذلك قيادة اللواء 12 الإمام الرضا، الفرقة 5 نصر، مقر القدس في القوات البرية للحرس الثوري، ولاحقا تم تعيينه بأمر من قائد الحرس الثوري قائدا لمقر ثامن الأئمة عام 2014.

 

«الأوروبي» يحذّر تركيا من ضرب الأكراد في سوريا

بروكسل: «الشرق الأوسط أونلاين»/16 ىكانون الأول/18/طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أمس (السبت)، من تركيا «الامتناع عن أي تحرك أحادي الجانب» في سوريا بعد تهديد أنقرة بشن هجوم جديد على مقاتلين أكراد تدعمهم واشنطن. وأعلن الرئيس التركي رجب إردوغان، الذي شنّت بلاده منذ 2016 هجومين في شمال سوريا، الأربعاء، أن عملية جديدة ستشن «في الأيام المقبلة»، وقال: إنها تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية في شرق الفرات. واعتبرت موغيريني في بيان أمس (السبت)، أن «التصريحات عن عملية عسكرية تركية جديدة محتملة في شمال شرقي سوريا، هي مصدر قلق». وأضافت، أنها تتوقع من «السلطات التركية الامتناع عن أي تحرك أحادي الجانب من شأنه أن يقوض جهود التحالف ضد (داعش) أو تصعيد عدم الاستقرار في سوريا». وبعدما اعتبرت أن التصدي لمسلحي تنظيم داعش دخل «مرحلته النهائية»، دعت «الأطراف كافة» إلى العمل على «تحقيق هدف إلحاق الهزيمة به قريباً، والذي يبقى هدفاً لا غنى عنه لأي حل دائم للأزمة السورية». وتنذر أي عملية عسكرية تركية بتفجر الوضع بسبب الوجود العسكري الأميركي إلى جانب المقاتلين الأكراد.

وتركيا والولايات المتحدة حليفان داخل الحلف الأطلسي، لكن علاقاتهما توترت في السنوات الأخيرة خصوصا بسبب التعاون بين واشنطن ووحدات حماية الشعب الكردية والذي يثير غضب أنقرة.

 

تركيا تقول إن واشنطن تعمل على ملف تسليم غولن

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»»/16 ىكانون الأول/18/قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الأحد إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ الرئيس رجب طيب إردوغان بأن واشنطن تعمل على تسليم فتح الله غولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه أنقرة بتدبير انقلاب فاشل في 2016.وقال جاويش أوغلو في مؤتمر  صحافي «في الأرجنتين... قال ترمب لإردوغان إنهم يعملون على تسليم غولن وآخرين»، في إشارة لقمة مجموعة العشرين التي عقدت بالأرجنتين من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى الأول من ديسمبر (كانون الأول). وتسعى تركيا منذ وقت طويل لتسلم غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ نحو عقدين. وكان غولن حليفا لإردوغان لكن السلطات التركية اتهمته بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل الذي سيطر خلاله جنود على دبابات وطائرات هليكوبتر وهاجموا البرلمان وأطلقوا النار على مدنيين عزل.

وينفي غولن تورطه في هذه المحاولة. ومن جانبه، قال إردوغان الأسبوع الماضي إن بلاده ستطلق مبادرات جديدة في الخارج لاستهداف تمويل أنصار غولن. وصرح أيضا جاويش أوغلو: «رأيت في الآونة الأخيرة تحقيقا موثوقا لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) عن تهرب منظمة غولن من الضرائب».

 

واشنطن تتهم موسكو بعدم الاكتراث بمعاهدة الصواريخ

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»»/16 ىكانون الأول/18/أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غاريت ماركيز، أن بلادة لا تعتقد أن موسكو ملتزمة بشكل جدي بالحفاظ على معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، لأنها لا تعترف بانتهاك المعاهدة.

وقال المتحدث لوكالة «سبوتنيك»: «لو كانت روسيا مهتمة بإنقاذ معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، لكانت اتخذت خطوات جدية لتدمير صواريخها، ومنصات الإطلاق والمعدات الداعمة التي تنتهك هذه المعاهدة، فبعد 5 سنوات من المفاوضات وفي ظل غياب الأدلة، فإن القادة الروس غير مستعدين للاعتراف بالانتهاكات، لذلك لا يمكننا أن نقول إن روسيا جادة». وتتبادل روسيا والولايات المتحدة من حين إلى آخر، الاتهامات بانتهاك المعاهدة المذكورة، حيث تتحدث الولايات المتحدة عن تطوير روسيا فئة جديدة من الأسلحة وأنها تخصص أموالا لتطوير أسلحة مضادة، أما روسيا فتعترض على تطوير أميركا لطائرات من دون طيار هجومية ونشر منصات إطلاق من نوع «إم كي - 41» في رومانيا وبولندا، قادرة على إطلاق صواريخ كروز مجنحة من نوع «توماهوك»، وهو أمر محظور بموجب المعاهدة.

ويشير الجانب الروسي أيضا إلى أن الولايات المتحدة تقوم كذلك بتمويل بحوث تهدف لإنشاء صاروخ كروز أرضي. ومعاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، معاهدة القوات النووية المتوسطة (آي إن إف)، تم التوقيع عليها بين كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في عام 1987. ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأميركي، رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000 - 5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500 - 1000 كيلومتر.

 

هولندا تعد قانوناً لتنظيم تجارة الأعضاء البشرية

أمستردام: «الشرق الأوسط أونلاين»»/16 ىكانون الأول/18/تعد الحكومة الهولندية مسودة قانون لتنظيم تجارة الأعضاء البشرية بعد تقارير قالت إن مستشفيات تبيع رؤوسا وركبا وأكتافا من شركات أميركية تشتهر بأنها «سماسرة أجسام». وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أمس (السبت) أن مستشفيين سيوقفان استيراد الأعضاء البشرية من الشركات الأميركية بسبب مخاوف أخلاقية تتعلق بكيفية اختيار المتبرعين والأرباح الضخمة التي تحققها هذه التجارة. ويأتي مشروع القانون وسط تحقيقات تجريها سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة مع بعض من شركات «سماسرة الأجسام» التي تحصل على متوفين، غالبا من خلال التبرع، ثم تقطع أجسامهم وتبيع أجزاءها من أجل الربح. ولم يدرك أفراد أسر بعض المتوفين أن هذه الشركات تبيع أجسام المتوفين من أجل الربح. وقالت هانكي بروينس سلوت عضو البرلمان الهولندي من الحزب المسيحي الديمقراطي إنه يجب على هولندا ضمان عدم تحول الأعضاء البشرية إلى سلعة تجارية. وأضافت: «يوجد ثقب أسود قانوني عندما يتعلق الأمر باستخدام أجسام أجانب في هولندا. الشركات تستفيد بشكل واضح من ذلك». وقال وزير الصحة هوغو دو غونغ إن القانون الجديد «سيلزم الباحثين والأشخاص الذين يتعاملون مع العينات البشرية ضمان وجود موافقة مسبقة» على الاستغلال التجاري لأجسام المتبرعين. وأضاف: «حقيقة أن التعويض المالي الذي يتم دفعه قد يجعل الناس الذين ليسوا في بحبوحة من العيش ولا يمكنهم تحمل مصاريف جنازة إلى أن يشعروا أنهم مضطرون لهذا الخيار وهذه ليست الطريقة التي نريد أن نعامل بها جسما بشريا». وقال مركز أمستردام الطبي إنه اشترى ما يصل إلى 500 رأس من شركتي ميدكيور وساينس كير الأميركيتين منذ عام 2008. وقال مركز إيراسموس الطبي في روتردام إنه اشترى ركبا وأكتافا. وقال دو غونغ إنه سيبحث مدى انتشار هذه الممارسة في هولندا وسيراجع الإجراءات الجمركية المتعلقة بشحنات الأعضاء البشرية ويرفع تقريرا إلى البرلمان.

 

موسكو لا ترغب في مواجهة بين أنقرة ودمشق شمال سوريا

موسكو: رائد جبر»/16 ىكانون الأول/18/تجنبت موسكو إعلان موقف رسمي تجاه التحضيرات التركية لشن عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات. وبدا من التعليقات النادرة التي صدرت على المستويين الدبلوماسي والعسكري في روسيا، أن ثمة ميلاً لدعم التحرك التركي ضمناً، على غرار الموقف الذي اتخذته موسكو حيال العمليات العسكرية السابقة التي شنتها أنقرة على الأراضي السورية، مع الحرص الروسي على عدم انزلاق الموقف نحو مواجهة واسعة بين القوات التركية والقوات النظامية السورية. وكان الصمت الرسمي الروسي لافتاً خلال الأيام الأخيرة منذ أعلنت تركيا نيتها التحرك عسكرياً، إذ حاول المسؤولون الروس تجنب الرد مباشرة على أسئلة في هذا الخصوص، في حين لم تصدر أي بيانات رسمية حول الموضوع، ما دفع الصحافة الروسية إلى عقد مقارنات مع موقف موسكو خلال عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، مع الإشارة إلى فارق مهم، إذ إن العمليتين السابقتين كان هدفهما المعلن مواجهة تنظيم داعش في المناطق الحدودية، بينما تهدف العملية الجديدة إلى توجيه ضربة قوية إلى القوات الكردية في المنطقة. ولفتت الإشارات المحدودة التي صدرت عن مسؤولين في روسيا إلى أن موسكو تحمل المكون الكردي جزئياً المسؤولية عن تدهور الوضع في هذه الدرجة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا تسعى للمحافظة على تواصل مع الأطراف الكردية في سوريا وخارجها، لكنه أشار إلى وجود «تعدد بالآراء داخل الصفوف الكردية». ورأى أن هذا الأمر يعقد الوضع، لأنه «يؤدي إلى شلل في المواقف». وقال مصدر روسي قريب من الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، إن موسكو لا يمكنها أن تعرض التحركات التركية التي تلبي «تفاهمات الطرفين حول ضرورة منع الطموحات الانفصالية في سوريا وتقليص تأثير النشاط الأميركي في منطقة الشمال السوري». ويبدو عنصر مواجهة التحركات الأميركية ضاغطاً بقوة على موسكو، وفقاً للمصدر، خصوصاً أن موسكو نبهت أكثر من مرة خلال الأسابيع الأخيرة إلى ما وصفته بـ«التداعيات الكارثية المحتملة» للخطوات الأميركية في شأن «محاولة إنشاء كيان انفصالي في المنطقة»، كما حذر الروس أكثر من مرة المكون الكردي من أن واشنطن «تتلاعب بالقضية الكردية» و«هذه لعبة خطرة جداً»، وفقاً لتصريح للوزير سيرغي لافروف. وكان لافتاً أن وزارة الدفاع الروسية اختارت هذا التوقيت لتكشف رسالة وجهها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى نظيره الأميركي جيمس ماتيس و«تجاهل الطرف الأميركي الرد عليها، ما يعكس عدم رغبة واشنطن في فتح حوار منطقي مع روسيا»، وفقاً لتعليق الناطق باسم الوزارة الروسية إيغور كوناشيكوف الذي أفصح عن مضمونها، مشيراً إلى أن «روسيا عبرت عن قلقها العميق إزاء التناقضات الكردية - العربية المتزايدة في الأراضي السورية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة شرق الفرات». كما أن الرسالة تناولت أيضاً «مشكلة مخيم الركبان للاجئين السوريين، حيث أجبر أكثر من 50 ألف سوري على البقاء في ظل أصعب الظروف».

ودلت تعليقات المستويين الدبلوماسي والعسكري الروسي على أن تركيز موسكو منصب بالدرجة الأولى على تحركات واشنطن، ما يعني أن عملية عسكرية تركية لضرب وحدات الدفاع عن الشعب الكردي المدعومة من جانب واشنطن، سوف تسفر عن تقليص مساحة التحرك الأميركي. وتستخدم موسكو خصوصاً لتبرير مواقفها المخاوف من نشوب مواجهة كردية عربية واسعة.

وكان رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، عمل على حشد تأييد دولي للمواقف الروسية عبر دعوة الملحقين العسكريين الأجانب قبل أيام وتقديم معلومات لهم عن «محاولة واشنطن إنشاء كيان كردي مستقل عن دمشق شمال سوريا». ورأى أن «الوضع شرق الفرات يتأزم، وتحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة مستقل عن دمشق شمال البلاد، ويقومون بتشكيل حكومة ما يسمى فيدرالية شمال سوريا الديمقراطية»، لافتاً إلى أن «الأميركيين عبر دعم التوجهات الانفصالية للأكراد بالآليات العسكرية يسمحون لهم بمضايقة القبائل العربية». لكن الموقف الروسي الداعم ضمنياً للتحركات التركية يواجه معضلة صعبة، إذ يرى خبراء روس أن مصالح روسيا تقتضي بدفع الأكراد للتعاون مع دمشق، بهدف تقليص فرص الخطط الانفصالية وتسهيل إعادة بسط دمشق سلطتها على المنطقة في وقت لاحق، لكن في المقابل لا ترغب موسكو في وقوع مواجهة بين القوات النظامية والقوات التركية، لذلك «ستعمل على ممارسة ضغط على النظام لحمله على عدم التدخل بشكل مباشر»، وفقاً لتعليق خبير قال إن موسكو في أوقات سابقة شهدت تحركات عسكرية تركية في شمال سوريا ونجحت في ضبط تحرك النظام ومنعه من تصعيد الموقف.

 

اتصالات أميركية ـ تركية عقب تلويح أنقرة بـ «تدخل» شرق الفرات والتحالف الدولي بقيادة واشنطن يعتبر العمل العسكري «قراراً غير حكيم»

أنقرة: سعيد عبد الرازق»/16 ىكانون الأول/18/تصاعدت وتيرة الاتصالات بين أنقرة وواشنطن على خلفية إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استعداد بلاده لشن عملية عسكرية تستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية في شرق الفرات، واحتمالات التدخل العسكري في منبج، ما لم تقم أميركا بسحب «وحدات حماية الشعب» الكردية منها، بموجب اتفاق خريطة الطريق الموقَّع بين البلدين في يونيو (حزيران) الماضي. وأجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصالاً هاتفياً بنظيره الأميركي دونالد ترمب، بحسب ما أعلنت عنه الرئاسة التركية، أمس. وتطرق الاتصال، الذي قالت المصادر إنه جرى في ساعة متأخرة ليل الجمعة - السبت، إلى التعاطي مع المخاوف الأمنية ومكافحة الإرهاب في سوريا. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن مصادر برئاسة الجمهورية أن إردوغان وترمب اتفقا على التعاون الفعال في سوريا. وكان وزيرا الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والأميركي مايك بومبيو أجريا محادثات هاتفية، يوم الخميس الماضي، عقب إعلان إردوغان عن العملية العسكرية في شرق الفرات، التي قال إنها ستنطلق خلال أيام. وفي اليوم نفسه، بحث رئيس الأركان التركي يشار غولر مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، هاتفياً، المصالح الأمنية المتبادلة بين البلدين، بما في ذلك نقاط المراقبة الأميركية على الحدود التركية السورية. وبحسب بيان نشره المتحدث باسم رئاسة الأركان الأميركية باتريك رايدر، الخميس، فإن دانفورد أجرى اتصالا هاتفياً مع غولر، تناول المصالح الأمنية المتبادلة، بما في ذلك نقاط المراقبة الأميركية التي جرى إنشاؤها أخيراً في الحدود الشمالية الشرقية لسوريا استجابة لهواجس تركيا. وأوضح رايدر أن دانفورد أكد لغولر أن نقاط المراقبة الأميركية «تهدف إلى ردع أي تهديد محتمل من سوريا تجاه تركيا، لافتا إلى أن تركيا والولايات المتحدة تتمتعان بعلاقة عسكرية قوية مستمرة منذ أعوام كحليفين محوريين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).وتابع المتحدث: «دانفورد جدَّد التزام الولايات المتحدة بجهود التنسيق مع تركيا من أجل تحقيق الاستقرار في شمال شرقي سوريا». في السياق ذاته، أكد مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي بريت ماكغورك، أن الولايات المتحدة تعمل مع تركيا للتعاطي مع بواعث قلقها على الحدود، مؤكداً أن أي عملية عسكرية تركية في شمال سوريا «لن تكون حكيمة». وقال ماكغورك، في حلقة نقاشية بمنتدى الدوحة 2018، أمس (السبت)، في رد على سؤال حول الاتصالات بين الرئيس دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب إردوغان التي تناولت عزم أنقرة شن عملية عسكرية في شرق الفرات، إن «مكالمة ترمب وإردوغان كانت بناءة ومهمة جداً». وأضاف ماكغورك: «نعمل عن كثب مع تركيا للتعاطي مع بواعث قلقها على الحدود، لدينا مسؤولية كبيرة لضمان أمن حلفائنا في (الناتو)، وأي عملية عسكرية في شمال سوريا لن تكون حكيمة».

وواصل: «نحن على وشك إنهاء أمر (داعش)، وهو ما نركِّز عليه في هذه المرحلة، فالحملة ضد (داعش) يمكننا إنهاؤها خلال الأشهر المقبلة. كان لدى (داعش) 40 ألف عنصر من شتى أنحاء العالم، والآن ينحصر من تبقى منهم في مناطق صغيرة يسيطرون عليها في شرق الفرات».

ونقل إردوغان إلى ترمب قلقه بشأن وجود أعضاء من حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، بمنطقة شرق الفرات، فيما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أن ترمب ناقش مع إردوغان مكافحة الإرهاب في سوريا، والعلاقات الثنائية، واتفقا على التنسيق من أجل تحقيق أهدافهما المتعلقة بالأمن في سوريا. وتحدثت صحيفة «حرييت» التركية، أمس، عن 6 خيارات يدرسها الجيش التركي للعملية العسكرية المرتقبة في شرق نهر الفرات في سوريا، من بينها شن هجمات صغيرة ضد الجيوب التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية، بدلاً عن شن هجوم شامل. ونقلت عن مصادر عسكرية أن الهجوم التركي الشامل على طول الحدود الممتدة على طول 500 كيلومتر مع سوريا أمر مستبعد نظراً لطول الجبهة، وأن تركيا يمكن أن تختار هجمات أصغر ضد المناطق الصغيرة التي تحتفظ بها وحدات حماية الشعب. وأضافت المصادر أن هناك خياراً آخر يجري النظر فيه، وهو استخدام الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في منطقة جرابلس على الضفة الغربية لنهر الفرات من أجل شن الهجوم. وكانت تركيا سيطرت على جرابلس بعد طرد «داعش» من المدينة خلال عملية درع الفرات في صيف عام 2016.

وبحسب المصادر، فإن مدينة عين العرب (كوباني) التي يسيطر عليها الأكراد وتم تطهيرها من «داعش» في عام 2014، يمكن أن تكون أحد الأهداف. وهي تقع بمحاذاة جنوب تركيا، وتواجه بلدة سروج في شانلي أورفا.

ومن بين السيناريوهات التي يدرسها الجيش التركي أيضاً، استخدام البلدات التركية جنوب شرقي أكجة قلعة، التي تقع على الجانب الآخر من تل أبيض السورية، وجيلان بينار المواجهة لرأس العين ونصيبين، ونقاط الدخول الأخرى إلى سوريا.

وشكَّك وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في صدقية وصف الولايات المتحدة نفسها بـ«الحليف» لتركيا، وأشار إلى دعم واشنطن لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية ذراعه العسكرية، وحزب العمال الكردستاني. واتهم صويلو الولايات المتحدة بأنها ترعى ـ«منظمات إرهابية» على حدود بلاده في مقدمتها «العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، و«ترسل خبراء إلى معاقل العمال الكردستاني في جبال قنديل شمال العراق، لتدريبهم على استخدام أحدث الأسلحة، وتزود (وحدات حماية الشعب) الكردية بآلاف الشاحنات من الأسلحة، ثم تأتي الولايات المتحدة بعد ذلك وتقول: (نحن حلفاء لتركيا). لا يمكن أن تكون هناك علاقة تحالف بهذا الشكل».

بموازاة ذلك، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، على هامش مشاركته في «منتدى الدوحة»، حيث جرى بحث مسألة تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا، بحسب مصادر دبلوماسية تركية. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن أمس: «إننا جزء من التحالف الدولي ضد (داعش) وندعم مكافحة هذا التنظيم، ولهذا السبب نريد أن ننسق أعمالنا، وعسكريونا على اتصال وثيق مع الأميركيين وباقي أعضاء التحالف وكذلك مع الروس لتفادي أي مواجهة». وتابع قالن: «لدينا آلية خاصة بمنع وقوع الاشتباكات، وسيتم تطبيقها. ونحن بالتحديد سننسق العملية». وأضاف: «أكدنا بكل وضوح أننا لا نستطيع السماح بوجود أي تنظيم إرهابي على حدودنا، ولا يمكن أن نسمح بتحول شمال شرقي سوريا إلى أراضٍ تخضع لسيطرة حزب العمال الكردستاني». وذكر قالن أن إردوغان وترمب، بحثا الجمعة، العملية المرتقبة لتركيا في المنطقة. وقال قالن: «أشار رئيسنا إلى مباعث قلقه الناجمة عن زيادة الوجود العسكري (للمسلحين الأكراد) بدعم الأميركيين».

 

مؤتمر «حوارات أطلسية» يبحث في مراكش مستقبل «الناتو» والهجرة/ربط بين السترات الصفراء والبريكست وترمب... وحذّر من تعرض المواطنين في البلدان النامية للتجاوز والتهميش

مراكش: حاتم البطيوي و عبد الكبير الميناويالشرق الأوسط/»/16 ىكانون الأول/18/بعناوين بارزة، تراوحت بين طرح أسئلة عريضة، من قبيل «هل يمكن لحلف (الناتو) أن ينجو من تغيرات النظام الجيو - سياسي؟»، و«هل أصبحت الأزمة القادمة قريبة بعد مرور 10 سنوات على الأزمة المالية العالمية؟»، واصل مؤتمر «حوارات أطلسية» أشغاله في مدينة مراكش المغربية، في ثاني أيام دورته السابعة، تحت شعار «ديناميات أطلسية: تجاوز نقاط القطيعة»، بمداخلات ساهم فيها رؤساء دول ووزراء سابقون، ودبلوماسيون ومسؤولون بارزون وخبراء.

وخلال جلسة «هل يمكن لحلف (الناتو) أن ينجو من تغيرات النظام الجيو - سياسي؟»، أجمع المتدخلون على أن العالم ما زال بحاجة إلى (الناتو). لكنهم أوضحوا أنه يتعين على هذا الحلف أن يقوم بإصلاحات، وأنه إذا كان هناك من تهديد لهذا التحالف فهو، في الغالب، داخلي. وقالت ميشيل ندياي، مديرة برنامج السلام من أجل الأمن في أفريقيا التابع لمعهد دراسات السلام والأمن، إنه «من الواضح أن (الناتو) لا تزال لديه شرعية. لكن سيكون من الضروري التكيُف مع السياق الجديد، وقول الأشياء كما هي، لأنه من الصعب الوثوق، اليوم، بالنظام المتعدد الأطراف، في ضوء انكفاء الأمم على نفسها. فالسلام يبقى مسؤولية عالمية، كما أن التحديات، الآن، عابرة للحدود الوطنية».

من جهته، قال أحمدو ولد عبد الله، الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في بوروندي، وغرب أفريقيا والصومال، ووزير خارجية موريتانيا الأسبق، إنه «إذا كان هناك من خطر على (الناتو) فهو يأتي من الولايات المتحدة، التي تهدد بالانسحاب من التحالف لأسباب تتعلق بالميزانية».

ولأنه أنشئ لمواجهة الاتحاد السوفياتي، فإن على (الناتو)، حسب عدد من المتدخلين، التكيف مع التهديدات الجديدة للعالم. وفي هذا الصدد قال جواو فالي ألميدا، السفير رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة: «لقد تغيرت التهديدات. نحن نتحدث اليوم عن الجريمة الإلكترونية، وعن الإرهاب الذي يرتبط أيضاً، بعدد من الجرائم. لذلك، يجب على حلف (الناتو) أن يتجدد، ويصلح نفسه ويتكيف مع الظروف الحالية». من جهته، يعتقد بيتر فام، المبعوث الخاص للولايات المتحدة لمنطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، أن هذا التحالف يحتاج إلى دعم شعبي أكثر من أي وقت مضى، وقال إن حلف (الناتو) «يحتاج للتكيف مع التطورات الأمنية والبيئة السياسية. فالناخبون الأميركيون يطرحون أسئلة حول النفقات المخصصة لهذا التحالف. ولإدامة التحالف، هناك حاجة إلى شرعية شعبية». وفي جلسة نقاش حول «أبعاد البحر المتوسط وشمال أفريقيا في الديناميات الأطلسية»، تحدث عمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية، عن موقع أفريقيا ضمن مستقبل الخريطة العالمية، حيث قال بنبرة المسؤول الذي راكم ما يكفي من التجارب «أشم رياح حرب باردة تهب في أفريقيا. والسؤال هو كيف يمكن أن نوقف الصين عن خطواتها الواسعة في أفريقيا. أحذركم الآن: لا ترسموا أفريقيا في الحرب الباردة القادمة! هناك كثير من القواعد العسكرية في أفريقيا: ليس، فقط، أفريكوم، ولكن أيضاً اليابان، والصين وتركيا. أرى شيئاً خطيراً يقترب ليورط أفريقيا. وعلينا أن نقلق للغاية بشأن ذلك، في أفريقيا، مع معرفة حدودنا، والأرض المبللة الزلقة التي علينا تجنبها».

من جهته، ربط ميغيل أنجيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا الأسبق، بين مجال يمتد بين الحوض المتوسطي والحوض الأطلسي، بقوله «على مدى التاريخ، كان الحوض المتوسطي هو مركز العالم، ثم الأطلسي، الذي صار، مع الولايات المتحدة، قادراً على التحكم في الجغرافيا السياسية للبحر الأبيض المتوسط». وشكلت «جلسة البعد الإنساني للهجرة» فرصة لرصد كل ما يحيط بهذه المظاهرة الشائكة. فبالنسبة لماريا تيريزا فيرنانديز دي لا فيكا، رئيسة مؤسسة النساء من أجل أفريقيا، ونائبة رئيس الحكومة الإسبانية السابقة، فإن السبب الرئيسي للهجرة ليس سوى تزايد منسوب غياب العدالة في العالم، وقالت بهذا الخصوص «10 في المائة من سكان العالم يمتلكون 90 في المائة من ثروات العالم. فكيف لا تكون هناك هجرة؟ الهجرة هي واقع وحقيقة تاريخية، لكنها صارت اليوم غير متحكم فيها». من جهتها، اعتبرت مونية بوستة، كاتبة الدولة (وزيرة دولة) لدى وزير الخارجية المغربي أن «الهجرة أمر طبيعي، وقد ساهمت في تنمية دول. لكن المشكلة، هي في سوء إدارة الهجرة. الهجرة، في حد ذاتها ليست مشكلة. ويجب أن تكون المقاربة الصحيحة شمولية. المقاربة الأمنية في حد ذاتها لا يمكن أن تحل المشكلة»، مشددة على أن «الأسباب الحقيقية للهجرة تتعلق بقضايا التنمية والحكامة».

أما بالنسبة لبيرام ديوب، رئيس أركان لدى رئيس جمهورية السنغال، فإنه «يجب علينا التواصل مع المهاجرين، وفهم الأسباب الحقيقية التي تدفعهم للهجرة، وصولاً إلى حلول مناسبة. نحن نميل إلى وضع افتراضات. لكننا، ربما نكون مخطئين». أما في جلسة «تفكيك النظام العالمي الأميركي»، فقد ظهر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسبب الحيرة في مجتمع دولي، يبدو عاجزاً عن مواجهة ظاهرة يعمل على فهم ملامحها وعواقبها؛ وظهر كيف أن البعض ينظر إلى تناقضات ترمب باعتبارها ترجمة لتعلم صعب للسلطة. خلال هذه الجلسة، كان هناك إجماع على أنه لن يتم التشكيك في النظام الدولي الأميركي خلال الثلاثين سنة المقبلة. ومع ذلك، فهناك تنافس عالمي متعدد المستويات بين الولايات المتحدة والصين، سيعيد تشكيل هذا النظام. وبالنسبة للمتدخلين في هذه الندوة، فإن العالم يحتاج إلى نظام أكثر تعاوناً، يفيد الجميع. لذلك أوصوا أوروبا، وأميركا اللاتينية وأفريقيا، بأن تجتمع من أجل إنشاء مركز قيم ومنصة اتصالات، تمكن من التعامل مع عالم توجد فيه أميركا والصين وروسيا، التي سوف تتحول إلى دول قومية، بالتالي فإن أفضل شيء يمكن الأمل فيه مستقبلا هو القدرة على بناء عالم متعدد الأطراف.

بالنسبة لهوبير فيدرين، وزير خارجية فرنسا الأسبق، فإن «ترمب هو أحد الأعراض، وليس السبب. لم يكن هناك أبدا نظام عالمي متفاوض عليه. كان ذلك اختيار المنتصرين».

من جهته، رأى روبن إي - بريغي، من جامعة واشنطن وسفير الولايات المتحدة السابق لدى الاتحاد الأفريقي، أن «ما يثير القلق ليس صعود الصين. إنه التخلي المطلق عن القيم الأساسية في ممارسة سياستنا الخارجية. بينما تستمر دول العالم في التقدم، فمن سيكون البطل القادم للديمقراطية؟». فيما قال جون ساورز، الرئيس السابق للمخابرات البريطانية: «السترات الصفراء في شوارع باريس، وأولئك الذين صوتوا لترمب هم الأشخاص أنفسهم الذين يدعمون «البريكست». إنهم أناس يشعرون أن مصادر رزقهم مهددة بالعولمة ويتواصلون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

بالنسبة لجلسة «العصر الرقمي والعقد الاجتماعي الحديث»، كانت الرسائل متعددة، فمن جهة، هناك حاجة إلى عقد اجتماعي جديد مع التكنولوجيات الجديدة، لكنه لن ينجح من دون ثقة بين مختلف أصحاب المصلحة (الدول الشركات والمواطنون). ومن جهة أخرى، يبقى من المرجح أن يتعرض الناس في أفريقيا وفي البلدان النامية بشكل عام، للتجاوز والتهميش بسبب التطورات التكنولوجية غير الشاملة، بعد أن لم يعد الوصول إلى الإنترنت امتيازا بل أصبح حقا أساسيا. أما في جلسة «بعد مرور 10 سنوات على الأزمة المالية العالمية: هل أصبحت الأزمة المقبلة قريبة؟» كانت هناك رسائل رئيسية، نقلت مخاوف ربطت أساساً بين الولايات المتحدة والصين، من جهة الحديث عن بعض نقاط الضعف التي تهدد الاستقرار الاقتصادي في العالم، من قبيل الديون العامة والخاصة في الولايات المتحدة، والديون الأسرية والنمو القوي، الذي يتبع عادة بالأزمات. لكن مع ذلك يتعين النظر إلى جهة الصين، إذا ما كانت هناك أزمة اقتصادية عالمية أم لا، حيث إن بإمكان الوضع الاقتصادي في هذا البلد أن يحدد الوضع في العالم.

 

وفد كوسوفي للتفاوض مع صربيا وسط تصاعد التوتر

بريشتينا: «الشرق الأوسط أونلاين»»/16 ىكانون الأول/18/وافق البرلمان في كوسوفو على تشكيل وفد تفاوضي لحل الخلافات العالقة مع صربيا، وسط تصاعد حدة التوتر بين الطرفين، جراء إعلان كوسوفو مؤخراً تشكيل جيش وطني لها، خلافاً لتعهداتها السابقة.

والتزم الطرفان عام 2013 بالانخراط في حوار يرعاه الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى حل كل القضايا المتبقية بينهما، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر منذ ذلك الحين. وتوترت العلاقات بين صربيا وكوسوفو منذ عام 2008 عندما أعلنت بريشتينا (عاصمة إقليم كوسوفو)، بدعم من دول غربية، الاستقلال عن صربيا، واعترفت أكثر من 110 دول بكوسوفو، بينها الولايات المتحدة، لكن لم تعترف بها صربيا وروسيا والصين ودول أخرى. وتدهورت العلاقات أكثر منذ الأسبوع الماضي، عندما صوت برلمان كوسوفو بالموافقة على تشكيل جيش وطني قوامه 5 آلاف رجل، وذلك بعد أسبوع من تحذير رئيس وزراء صربيا من أن مثل هذه الخطوة قد تدفع بلغراد إلى التدخل عسكرياً. ومعروف أن إقليم كوسوفو ذاتي الحكم كان جزءاً من صربيا التي كانت نفسها تشكل إحدى جمهوريات يوغسلافيا الاشتراكية. وبعد انهيار يوغسلافيا أعلنت كوسوفو استقلالها من طرف واحد، وحظي ذلك بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وبلدان حلف «الناتو».

 

استطلاع يظهر تراجع نسبة تأييد ماكرون في ديسمبر الحالي انخفضت إلى أقل من 25 %

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»»/16 ىكانون الأول/18/كشف استطلاع للرأي أن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شهدت تراجعاً في ديسمبر (كانون الأول)، مع انخفاض نسبة مؤيديه بمقدار نقطتين عما كانت عليه في نوفمبر (تشرين الثاني)، لتبلغ 23 في المائة.

ويفيد الاستطلاع الذي نشرت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» اليوم (الأحد) نتائجه، بأن نسبة الذين قالوا إنهم «راضون» عن إيمانويل ماكرون تراجعت من 25 في المائة إلى 23 في المائة، بينما ارتفعت نسبة «المستائين» من 73 في المائة إلى 76 في المائة. وبقيت نسبة «الراضين جداً» 4 في المائة، وانخفضت نسبة الذين أكدوا أنهم «راضون إلى حد ما» من 21 في المائة إلى 19 في المائة.أما في الجانب الآخر، فنسبة «المستائين إلى حد ما» من أداء ماكرون بلغت 31 في المائة (مقابل 34 في المائة في نوفمبر). لكن «المستائين جداً» أصبحت نسبتهم 45 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع، مقابل 39 في المائة في الشهر السابق. وكانت نسبة التأييد للرئيس السابق فرنسوا هولاند بعد عشرين شهراً من توليه السلطة أقل بقليل من ذلك (22 في المائة) حسب المقياس نفسه. أما نيكولا ساركوزي فقد كانت نسبة «الراضين» عن أدائه 44 في المائة في الفترة نفسها. وكانت شعبية ماكرون تبلغ 62 في المائة عند انتخابه في مايو (أيار) 2017. والأمر نفسه ينطبق على رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الذي تراجعت شعبيته ثلاث نقاط من نوفمبر إلى ديسمبر، وباتت نسبة التأييد له تبلغ 31 في المائة. وبلغت نسبة «الراضين» عن أدائه 31 في المائة مقابل 34 في المائة في نوفمبر، بينما ارتفعت نسبة «المستائين» من 62 في المائة إلى 66 في المائة. وكانت نسبة التأييد لفيليب تبلغ 55 في المائة عند تعيينه رئيساً للحكومة وبلغت أوجها في يونيو (حزيران) 2017 عندما وصلت إلى 64 في المائة من «الراضين».

أجري الاستطلاع عبر الهاتف بين 7 و15 ديسمبر على عينة شملت 1943 شخصاً يشكلون عينات تمثيلية للشعب الفرنسية، وفق طريقة الحصص.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

آيل للسقوط إذا صحت الشروط

الدكتورة رندا ماروني/16 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70065/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A2%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A5%D8%B0%D8%A7-%D8%B5%D8%AD/

لا أدري لماذا اليوم إستشعروا الخطر ولم يدركوه قبلا، لا أدري لماذا صرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام زواره بأننا أمام خطر وجودي، وهو من شخصِّ قبلا الحالة واصفا إياها بالتكامل الوجودي مع حزب الله، ولماذا صرح الرئيس مؤخرا بأن لبنان ملتزم بتطبيق القرار ١٧٠١ وهو نفسه وليس منذ زمن بعيد كان قد صرح مرارا بلزوم الإبقاء على سلاح حزب الله غير الشرعي إلى جانب سلاح الجيش واصفا إياه بسلاح الضرورة، ولا ضرورة للشرح بأن الأمران هما نقيضان لبعضهما البعض، ولا أدري لماذا الآن يشير البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد لقاء جمعه برئيس الجمهورية إلى المطلب غير المحق للنواب السنة الستة ومن ورائهم حزب الله متهما إياهم بالتعطيل وواصفا وضع البلد بالوضع الخطير، وهو الذي زار سوريا ولم يعارض علنا ما روج له وما سمي بحلف الأقليات.

لا أدري لماذا الآن إستشعروا الخطر ولم يدركوه قبل أن نصل إلى حافة الإنهيار الإقتصادي والتصنيف الإئتماني السلبي وبعد أن وضع الملف الأمني مع إسرائيل والقرار ١٧٠١ على طاولة مجلس الأمن من جديد، وبعد أن عطل الدستور وعطلت الدولة لصالح الدويلة. لا شك ان في هذه المواقف إشارة إلى تضعضع تفاهم مار مخايل الذي قد يكون أضحى آيلا للسقوط خاصة إذا صحت الشروط المسربة في لائحة، والمفروضة من قبل حزب الله، شروط تستهدف عملية تشكيل الحكومة وتأخرها إلى أجل غير مسمى، وإذا صحت أيضا التكهنات حول أهداف حزب الله من جراء التعطيل.

فبالرغم من أن ما يطالب به النواب السنة الستة مدعومين من حزب الله، بتوزير أحدهم يستهدف الرئيس المكلف بالتشكيل ويستهدف حصته ظاهرا، إلا أن ما يريده حزب الله يتخطى تحجيم رئيس الحكومة في مطلبين إضافيين أكثر أهمية بالنسبة إليه قد يضطره الحصول على إحداهما

إما التعطيل إلى أجل غير مسمى، بهدف تطبيع العلاقات مع سوريا وإيران وفرض شروطه كاملا على طريقة إدارة الحكم في لبنان، وقد يطول إنتظاره لتحقيق هذا الأمر حيث انه موضوع غير قابل للتطبيق حاليا وقد كان هناك محاولات بائت كلها بالفشل تتمحور في هذا الإطار غير أن الوضع الاقتصادي البائس قد يدفعه إلى اللعب بالنار وإما التعطيل لفترة وجيزة بهدف سحب الثلث المعطل من رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. وفي كلا الحالتين تناقض وتضارب مصالح يضع ورقة تفاهم مار مخايل في مهب الريح.

فاستهداف التلت المعطل وسحبه من يد رئيس الجمهورية يشير إلى قلة تفاهم وإنعدام ثقة بين فريقي ورقة التفاهم، كما أن هدف تعطيل تشكيل الحكومة إلى أجل غير مسمى لأسباب خارجية تطبيعية يضع التفاهم كاملا في غرفة الإنعاش.

إن إرتفاع سقف مطالب حزب الله تخطت التفاهم والورقة ومصالح رئيس الجمهورية وفريقه كما مصالح الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة كما المصلحة اللبنانية العليا من خلال الضغط لإلحاق لبنان كليا في محور سوريا وإيران وفرض الشروط يمينا ويسارا مستغلا الضائقة الاقتصادية وكأنه يعيش على جزيرة منفصلة هو ومؤيديه. أهداف كثيرة لحزب يواجه مصاعب جمة، مصاعب لا تدفعه سوى إلى العنجهية بدل التواضع وتدارك المخاطر المحدقة، عنجهية تضع إتفاقا غطاه وحماه كثيرا في خانة السقوط إذا ثبت المثبت وصحت الشروط

اذا ثبت المثبت

وصحت الشروط

إتفاق في خبر كان

آيل للسقوط

خيط بهشاشة

رقعا رقعا

وتمزقت الخيوط

مصالح مؤقتة

تلاقت لفترة

وتوالى الهبوط

علا وحلق

غزا وهاجم

أطلق النعوت

تحكم وحكم

لفترة وجيزة

مارس االضغوط

عزل وأقصى

بطش بطشا

وألحق القنوط

في معارضيه

في منافسيه

وضاعف الحبوط

تقلب وإنقلب

تدحرج تدرج

خطوطا خطوط

أتى ورحل

سريعا سريعا

كموج الشطوط.

 

انتقام الأسد يتجلى بتعطيل الحكومة

منير الربيع/المدن/الإثنين 17/12/2018

يطمح الأسد للعودة إلى المسرح العربي عبر البوابة اللبنانية

شيئاً فشيئاً، تتجلى الأسباب المعرقلة لتشكيل الحكومة، الأبعد من مجرّد وزير سنّي، أو ثلث معطّل. البطريرك الماروني بشارة الراعي يتحدث بعد جولة خارجية، وبعد لقائه رئيس الجمهورية، عن وجود أمر مبطّن يحول دون تشكيل الحكومة. وليد جنبلاط يتحدّث عن أن الخروج من المأزق السياسي، والحلّ لمشكلة السلاح إذا ما سيحصل يوماً ما، سيكون مرتبطاً بتغيير معين في شكل النظام أو الدستور أو التركيبة.

الانتقام السوري

بعض المعطيات والمؤشرات تفيد بأن ما يجري هو أكبر من مجرّد حصة وزارية. صحيح أن الحسابات الداخلية تدفع البعض إلى تحسين مواقعهم، وحصصهم، تحضيراً لإستحقاقات مستقبلية. لكن هؤلاء يستفيدون من وضع خارجي للإستثمار فيه، بحثاً عن تحقيق مصالحهم المحلية.

تشير بعض المعطيات إلى أن المضمر أو المبطن الذي يتحدث عنه الراعي، يتلاقى مع اتهامات جنبلاط الموجهة إلى النظام السوري، بالسعي إلى الإنتقام من اللبنانيين. وما يجمع بين الإشارتين، هو كلام يدور في دوائر غربية، عكَس البعض منها وزير خارجية الفاتيكان. وهو متصل تماماً بما يتم التداول به في بعض الصالونات السياسية اللبنانية، بأن الأسد يريد العودة إلى المسرح العربي من البوابة اللبنانية، في سعي منه إلى استعادة قوته ومنعته إقليمياً وعربياً. ولبنان بداهة، عملياً ورمزياً، يمثّل في هذا السياق أهمية بالغة لبشار الأسد. هذا ما يقود المصادر إلى الحديث عن مسعى سوري للتأثير على اللبنانيين، وبعض حلفائه في لبنان والعراق، للضغط على الجامعة العربية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، والإستفادة من مناسبة القمة الإقتصادية، التي ستعقد في بيروت الشهر المقبل، لتوجيه دعوة رسمية إلى الحكومة السورية للمشاركة فيها.. وعبرها، يعود النظام السوري تلقائياً إلى المنظومة العربية كامل الشرعية. وعلى هذا الأساس، عمل النظام على تشكيل لجنة أو "لوبي" ضغط، بين لبنان والعراق والأردن، داعم له، بالتعاون مع بعض القوى العربية، للتأثير على الأمانة العامة للجامعة العربية، بغية توجيه تلك الدعوة، للحضور إلى بيروت.

هذه المساعي ترافقت مع مواقف لبنانية متعددة، خلال الأسبوع الفائت، عن وجوب دعوة سوريا للمشاركة في القمّة. أبرزها كان من قبل الرئيس نبيه برّي، الذي اعتبر أنه لن يقبل بعد اليوم عقد أي إجتماع من هذا النوع من دون سوريا. موقف برّي يوضح أن المساعي فشلت، لأنه لم يقل إنه يعارض عقد هذا الإجتماع من دون سوريا، بل أي إجتماع آخر. ولكن ثمة من يعمل على عرقلة عقد القمة إذا لم يشارك فيها النظام السوري، أو إذا لم يتلق دعوة، لتعود له حرية اتخاذ القرار في المشاركة من عدمها. هنا بالتحديد، لا تفصل المصادر كل هذا الكلام، عن عقدة توزير نواب سنة الثامن من آذار المحسوبين على دمشق.

الاستفراد بلبنان

بعد فشل المساعي مع الجامعة العربية، لتوجيه الدعوة إلى النظام السوري، تشير بعض المعطيات إلى أن الضغط انتقل إلى شكل آخر، وممارسته على لبنان بشكل منفرد، كأن يبادر لبنان إلى دعوة الأسد لحضور القمّة، باعتباره البلد المضيف للقمة، ويمكنه توجيه دعوة لأي شخص أو مؤسسة أو حكومة ولو من خارج الجامعة العربية. وهذه عادة ما درجت في قمم أخرى. لكن لا شك أن أي تحرك للبنان من هذا النوع، سيعني إفشال القمّة قبل أن تبدأ. إذ أن الخروج عن قرار الجامعة العربية، والإستفراد بقرار سياسي من هذا النوع، سيفرض عزلة إضافية على لبنان، واعتذارات من قبل وفود عربية أساسية ترفض توجيه دعوة للنظام السوري، أو التطبيع معه، بهذا الشكل العلني حالياً. لا ينفصل هذا الكلام، عن السياق السياسي الأوسع، والذي يسعى من خلاله النظام السوري وحلفاؤه إلى إعلان الإنتصار، بالممارسة السياسية، وليس بالمواقف فقط. أي من خلال تكريس معادلات أو شروط أو قرارات في إستحقاقات مهمة، إن لم يكن في هذه القمة ففي غيرها. يظهر هذا منذ نتائج الإنتخابات النيابية إلى مراحل وأطوار عملية تشكيل الحكومة، وفرض الشروط والحصص فيها. حتى لو وصل الأمر إلى إفشال القمة الإقتصادية، فهو سيعد مكسباً للنظام السوري وإيران معاً، للقول مجدداً، إن لبنان يقع تحت تأثير النظام السوري، وخاضع بالكامل للإرادة الإيرانية، التي لا تترك مناسبة لا تحاول فيها تصوير وتظهير انتصارها في لبنان، على الرغم من كل ما تواجهه مع حزب الله من عقوبات أو غير عقوبات.

 

قصة تظاهرة ميتة

يوسف بزي/المدن/الأحد 16/12/2018

ركبت "الفان رقم 4"، كي أصل إلى هناك، حيث يتجمع أنصار الحزب الشيوعي اللبناني أمام المصرف المركزي. الشوارع الخالية التي تجعل نهار الأحد مستحباً للمتجولين، فجأة باتت مع اتجاه السير نحو الحمرا مختنقة بالازدحام. على الرصيف كان رجل يسير مرتدياً كنزته الحمراء مصطحباً والدته التي ارتدت أيضاً ثوباً أحمر. شيوعيتهما قديمة وعائلية على الأرجح، وهما مخلصان لهذا الإرث وللذاكرة. وعلى الرصيف الآخر كانت شلة من الطلاب متجهة أيضاً إلى مكان التجمع. ومن بين هذه الشلة كان شاب عشريني يحمل كرتونة كتب عليها "جنسية لبنانية للبيع" مذيلة برقم هاتف.

الحزب كله

عند تقاطع "الصنائع" تظهر طليعة الحشد، مقدمته التي تتصدرها شاحنة صغيرة مستأجرة من مؤسسة "أرزوني"، متعهد الميكروفونات والكراسي ومكبرات الصوت. فيما مراسلة إحدى محطات التلفزيون وطاقمها التصويري، تحاول أن تلتقط أحداً من محترفي التصريحات. هنا، في بداية التجمع، تبدأ فاعلية الصوت التي تغلف سينوغرافيا الحشد. بالطبع لا بد من أغاني شريط "أنا مش كافر" لزياد الرحباني الطالعة من مكبرات الصوت، تليها أغاني الشيخ إمام (المصري). لا بد من كوفيات متدلية عن الرقبة، من شارات حمراء، ومن لافتات مفعمة بالعبارات الجاهزة عن حيتان المال والطائفية والفقراء. لا بد أيضاً من رايات المنجل والمطرقة. التجمع الذي ضم بضعة آلاف هم قوام الحزب بكامل طاقته، وقد انضم إليهم بضع عشرات من الذين ارتدوا سترات صفر تيمناً بالتظاهرات الفرنسية، فيما عمد حزبيون إلى "تأصيل" هذا الابتكار فلبسوا سترات حمر. كانت هناك عصبة في المنتصف من الفتيان المتحمسين الذين يهتفون بلا كلل: شيوعي.. شيوعي. بين الأصفر والأحمر والكوفية، يمكننا تأليف "كولاج" سياسي من مِزق ونتف على صورة الحيرة والتأتأة. بعض "وجهاء" الحزب كانوا واقفين على درجات المصرف المركزي، تحت لافتة برز فيها اسم "جورج عبدالله" نزيل السجون الفرنسية منذ العام 1984، فيما شعارات أخرى تتعلق بمؤسسة "الضمان الاجتماعي" وأخرى عن الضريبة العقارية أو عن "سلم الرواتب المتحرك"، وبالتأكيد عن "الدين العام والسارقين". أما النسغ الذي يجمع هؤلاء جميعاً فيمكن اختزاله بالنقمة على الفساد ومطلب محاكمة الفاسدين.

السذاجة والخيبة

أحاول جاهداً البحث عن سبب التظاهرة، عن الداعي الطارئ ليخرج الحزب الشيوعي فجأة، منفرداً أو بالأحرى يتيماً، ويستدعي أنصاره من الشمال ومن الجنوب ومن البقاع والجبل والضواحي، ليستيقظوا باكراً في يوم العطلة ويتجهوا زاحفين إلى العاصمة، وليظهروا هكذا بالكاد يؤلفون تظاهرة "معتبرة"، بالكاد تكون "جماهيرية". دعوة لتظاهرة لا يلبيها مواطنون ولا تنضم إليها قطاعات عمالية ولا جماعات موظفين. مجرد حزبيين متفانين لمنظماتهم المناطقية ولدعوة قيادتهم المركزية. حتى "حلفاء" الحزب بدوا غائبين، إلا النائب أسامة سعد الذي أتى من غير جمهوره، فيما حضرت عصبة من "جهاز" حزب الله الإعلامي. أهذه هي نتيجة تلك الصرخة التي أطلقها الشيوعيون "إلى الشارع"؟ علماً أن تجربة الشارع مع الحراك المدني عام 2015، الأضخم بكثير من حشد اليوم، والمبتدئة من سذاجة سياسية والمنتهية بخيبة تامة، كان يجب أخذها عبرة، بأن أي حركة احتجاج تتجاهل المعضلة التي تتحكم بالنظام اللبناني وبمصير البلد، سيتجاهلها اللبنانيون، بل وسيرتابون منها حتى العداوة. أسبوع بأكمله من السبات السياسي في لبنان. صمت وجمود وموات إلى حد الضجر، هو الذي جعلنا نحن الصحافيين نندفع متلهفين نحو الحدث الشيوعي. أخيراً ثمة شيء يحدث. لكن ما من شيء على الإطلاق. مسيرة تبدأ من المكان الخطأ وتذهب إلى العنوان الخطأ. لماذا المصرف المركزي؟ لا هو وزارة مالية ولا هو موضع شبهة فساد ولا هو صانع سياسات اقتصادية ولا هو صائغ قرارات. وإلى أين؟ إلى مقر حكومة غير مؤلفة، غير موجودة؟ فمن يخاطبون؟ إلى من يحتجون؟ والأفدح هو هذا اللاقول السياسي ولا المطلب المحدد. الشعارات الجذابة هي مشاعة للجميع. يمكن لحزب الكتائب، لسامي الجميل شخصياً أن يرفعها بوضوح وبحدة أنجع من نوع "لا نقص في الأموال بل زيادة في اللصوص". يمكن أن يشاركه إياها حزب الله، وربما يصرخها رئيس مجلس النواب نبيه بري بنفسه.

في مناسبات كهذه يمكننا فقط أن نستأنس بحماسة الطلبة الجامعيين، وشطحاتهم العقائدية (والفكرية) كأن يرفع أحدهم لافتة "الصراع طبقي ونص"، كأنه ما زال هناك في كافيتريا الجامعة يستمتع باكتشافه البدائي للفلسفة الماركسية، فيما زميله الأكثر إبداعاً يكتب بشيء من الهرطقة: "تعرفون الحقيقة - الصراع الطبقي - والحقيقة تحرركم" (يوحنا 8- 32) والأصح هو "الحق". وهناك شاب اكتفى بـ"الاشتراكية هي الحل - عم بحكي عنجد". وإصراره على الجدية هنا، تبدو تحسباً وحدساً منه أن عبارته قد تستجلب الهزء أو السخرية على نسق ما أصاب "الإسلام هو الحل".

الشبان والخدعة

هي لحظة النشيد الأممي وحسب، تلك التي تمنح هذا المشهد الذاوي شحنة عاطفية لا يمكن إغفالها، بصداه العميق في الوجدان اليساري. لكنه يطلع منهكاً هنا، ضعيفاً، من حناجر غير متفائلة فاقدة الثقة، طالما أن مجموعة صغيرة في وسط التجمع راحت تهتف "الشعب يريد إسقاط النظام" مرتين أو ثلاث، من دون تجاوب، فارتبكت وصمتت وانتبهت لخطيئتها الفادحة، إذ أن حزبهم اللبناني ما كان لا مع الشعب ولا مع الثوار، بل متلطياً خلف عباءة الممانعة، مستحياً من شعوب "جاهلة متدينة" يستكثر عليها الانتفاض بوجه الظلم.

من لعثمة "الشعب يريد إسقاط النظام" التي انطفأت فوراً، ندرك إلى أي حد توحّل اليسار اللبناني والعربي، وكم اغترب عن نفسه، فبات على صورة "الحزب الشيوعي اللبناني" يتيماً لئيماً ( شريك مائدة اللئام). 

مشيت التظاهرة الشيوعية كلها، وغادرتها عندما اعتلى الصارخ حنا غريب. مشيت بين أناس هم فعلا خارج الطوائف، هم فعلاً أهل مطلب العدالة الاجتماعية، هم يستحقون الاحترام لانحيازهم للضعفاء. مشيت بينهم كما لو أنهم جميعاً مشروع أصدقاء.. لولا أنهم مجرد حزب ميت في تظاهرة ميتة، في بلد يقتل السياسة (والأحلام) كل يوم. كم تأسفت على الشبان والشابات في هذا الحشد، بأرواحهم ونواياهم الطيبة وأفكارهم الطرية.. والخدعة التي يذهبون فيها سهواً.

 

تظاهرة الشيوعي: إنقاذ البلاد أم رأس أمين عام الحزب؟

وليد حسين/المدن/الإثنين 17/12/2018

"بأصوات مدويّة تعالوا نحاصرهم... فإلى الشارع للإنقاذ، في مواجهة سياسة الانهيار. إلى الشارع من أجل إنقاذ البلاد ووقف الانهيار المرتقب". بهذه الكلمات-المناشدات، دعا الحزب الشيوعي اللبناني مناصريه إلى النزول في تظاهرة، حشد لها من جميع المناطق اللبنانية. تظاهرة مشت فيها جميع الأجنحة المتصارعة داخل الحزب، وعليه. فالوقت ليس للنكات السمجة، التي تشيعها الأجواء المحيطة بالقيادات المناهضة للأمين العام حنا غريب، بأن التظاهرة هي "لإنقاذ" صورة الأمين العام، التي بدأت تذوي، على أعتاب المؤتمر العام المرتقب للشيوعي، في مطلع العام المقبل.

شبان وكهول

على وقع الأناشيد الثورية مشت "السترات" الحمراء في تظاهرة "الشيوعي"، من أمام المصرف المركزي في شارع الحمراء وصولاً إلى ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة. والرسالة الواضحة-المبهمة، التي أراد "الرفاق" إيصالها "للقوى الحاكمة: إن نموذجهم الاقتصادي الريعي يلفظ أنفاسه الأخيرة". في مقاربة تحاكي "إيمان" الشيوعي في "الحتمية التاريخية" لانتصار نموذج الاشتراكية الاقتصادي على الرأسمالية، رغم السقوط المروّع لتلك المقولات الأيديولوجية. هكذا وببساطة، وبتجاهل تام لمدى قدرة "القوى الحاكمة" على تجديد نفسها ونظامها الاقتصادي، المفقر للبلاد، قرر الشيوعي أن النموذج الاقتصادي للسلطة يلفظ أنفاسه الأخيرة، لكون البلد حالياً بات أمام "استفحال حالة الركود الاقتصادي، والبطالة وسيطرة الاحتكارات، وتزايد الهجرة والفقر.. وارتفاع عجز الميزانية العامّة، وفشل السياسات المالية والاقتصادية".

"الاشتراكية هي الحلّ"، كما تقول إحدى اللافتات المكتوبة بخطّ اليد، لأحد فتيان الحزب، على عكس اللافتات الكثيرة المطبوعة سلفاً، التي تندّد بالسياسيات الاقتصادية المتبّعة. لافتة خجولة سارت إلى جانبها لافتة أخرى، لا تقل خجلاً عنها، كتب عليها "الصراع هو صراع طبقي"، تحاكي سنّ المراهقة لفتيان وفتيات الحزب، بعددهم المقبول نسبياً في التظاهرة، أمام كثرة المسنّين، بلافتاتهم "الواقعية"، المتمحورة حول الشؤون الاجتماعية والاقتصادية، التي يعاني منها البلد. فهؤلاء عايشوا تجربة الحزب وسقوط الإتحاد السوفياتي، وباتوا على قناعة تامّة بعدم جدوى تلك الشعارات في استقطاب الفئات المتضررة والنخب الثقافية، كما كانت الحال إبان المدّ الشيوعي. هذا رغم تعلقهم التام "بجذور السنديانة الحمراء"، وحنينهم إلى ماضٍ ذوى وشاخ، يحاول النهوض كلما تسنت له الفرصة.

حضور الممانعة

في مقدمة التظاهرة حافلة "أرزوني"، متعهد صوتيات الحراك الشعبي، تبثّ الشعارات والهتافات الحماسية ضد "سلطة الحرامية". وتدعو المواطنين إلى النزول إلى الشارع: "يلي قاعد عا البلكون يالله أنزل شعبك هون". في مؤخرة التظاهرة حافلة أخرى تبثّ الأناشيد الحزبية التي تذكّر بالفولكلور الشيوعي لـ"عهد الأممية" و"رياح الشعب" والزمن "الجميل". أما قيادة الشيوعي فمشت صفاً واحداً في وسط التظاهرة، متناسية الخلافات الداخلية.. إلى حين. وبينما تكاتفت القيادة الحزبية مع بعض رموز محور الممانعة، من ممثلي تنظيمات سياسية مجهرية وصحافيي النظام السوري والإيراني، حال جسد الأمين العام السابق، "الوسطي"، فاروق دحروج، دون إلتصاق كتفي الأمين العام الحالي غريب والأمين العام السابق خالد حدادة، الطامح للعودة إلى الامانة العامّة من جديد. فجأة، وعلى حين غرّة، صدحت مكبرات الصوت بإحدى أهم هتافات "الربيع العربي" "الشعب يريد أسقاط النظام"، ليعود ويختفي طاول الطريق الذي سلكته التظاهرة. ومثل هذا الصوت، الذي مرّ بشكل عابر، من دون أن يشكّل جزءاً من المشهد العام للتظاهرة الحمراء، بقيت بعض "السترات الصفراء"، لغير الشيوعيين، هامشية في ظلّ طغيان اللون الأحمر. فمحاكاة "الربيع العربي" كان سيبدو غريباً طالما أن انتفاضاته وُسمت بكونها مؤامرة خارجية على الدول وشعوبها، من قبل الشيوعيين قيادة وجماهير، في تبنٍّ واضح وصريح لدعاية الممانعة.

غير مطابقة للمواصفات

ومثل "السترات الصفراء"، كان الحيّز المدني، أو غير الحزبي، مجهرياً في التظاهرة، خصوصاً أن الشيوعي أرادها حمراء صرف، لإعادة وصل ما انقطع مع جمهوره، الذي كشفت الانتخابات النيابية الأخيرة عن مدى تراجعه، لا سيما في معاقله التاريخية. وإذا كان أحد ميسوري الحال، بهيئة المهندس غير المحتاج شخصياً للتظاهر، قد أصرّ على ضرورة نقل صورة عن أن المشاركة في التظاهرة، ليست بكونها أتت بدعوة من قبل الشيوعي، بل للوقوف إلى جانب الشعب المسكين المثقل بالضرائب، فهذا لا يبرر صدق الإدّعاء، خصوصاً أن الشخص المعني شيوعي أباً عن جِدّ. أما الشعب المسكين، من خارج الأطر الحزبية للشيوعي، فقد حضر في نشيد "جايي مع الشعب المسكين"، وبهيئة زياد الرحباني "الهيبّية"، متوسطاً الأمين العام غريب والنائب أسامة سعد. قد لا يطمئن الشيوعي إلى أن نحو خمسة آلاف "سترة حمراء"، تجمهرت في ساحة الشهداء، غير كافية لإشعال الثورة للقضاء على السلطة و"انقاذ البلاد ووقف الانهيار المرتقب". لكن هذا لن يجعله يعيد النظر بمواقفه السياسية المنحازة لمحور الممانعة، الذي وقف سدّاً منيعاً بوجه من خرج للتحرّر من الطغاة وأنظمتها القمعية. ولن يجعله يعيد النظر بأن السلطة الفعلية لا تتجسدّ بتيّار المستقبل والقوات اللبنانية، بل أيضاً، وبشكل أساسي بحليفيه، أي التيار الوطني الحرّ، الاصلاحي والتغييري، وحزب الله المقاوم. فسقوط الشيوعي في أحضان "القوى الظلامية"، كما كان يسميها، في محور الممانعة، سيبقي "الرفاق" يتجاهلون أن هذا المحور جزء من السلطة الحاكمة، كي لا نقول جوهر السلطة الفعلية للنظام اللبناني. ما يجعل أي تظاهرة شيوعية غير مطابقة لمواصفات الحراك الشعبي ضدّ السلطة.. كل السلطة. 

 

الهوية الوطنية في مواجهة المخاطر الخارجية والداخلية

د.منى فياض/الحرة/16 كانون الأول/18

افتتحت إسرائيل سؤال الهوية في المنطقة، باحتلالها فلسطين. شكل هذا الاحتلال تهديدا للهوية الثقافية العربية، وأثار قلق الهوية اللبنانية جراء اللجوء الفلسطيني إلى لبنان وما استتبعه. لم تظهر المشكلة مباشرة، بل مع الوقت ومع تداعيات اللجوء وبروز عقدة التوطين.

ردة الفعل الأولى في لبنان كانت احتضان اللاجئين والتعاطف معهم، بحكم علاقات الجوار التاريخية وروابط الألفة والتبادلات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية. لكن مع الوقت تحول الوجود الفلسطيني إلى مشكلة عندما تم توظيفه في الصراعات الداخلية وإثر انقسام المجتمع اللبناني حوله على خلفية الانقسام الطائفي ـ السياسي.

كتب صديق فلسطيني على صفحته في موقع فيسبوك: "تسأل فلسطيني من سكان سوريا، من أين انت؟ فيجيب على الفور: فلسطيني سوري. أما عند سؤال فلسطيني من سكان لبنان، من أين أنت؟ فيجيب على الفور: فلسطيني من سكان لبنان".

الأنظمة العربية الاستبدادية فشلت في التنمية وفي بناء هوية وطنية جامعة ما ساهم في بروز هويات فرعية دينية

وعلق الصديق قائلا: "إن لبنان مع كل ما يحمله من حيرة الهوية وتوترها، لم يعطنا الفرصة كي نقول: فلسطيني لبناني.

فلماذا اختلفت ردتا الفعل؟ القول بعنصرية اللبنانيين لا يستقيم.

هناك قاعدة سوسيولوجية لا تؤخذ بعد بعين الاعتبار: يتسبب التهجير عموما بقدوم فائض سكاني مفاجئ من مكون خارجي عن مكونات المجتمع المعني ما يشكل صدمة إلى جانب ارتفاع الكثافة السكانية والاكتظاظ. وهو تحد مهم على مستوى الاستيعاب.

ولنأخذ مثالا؛ كوب ماء له سعة معينة، أي إضافة فجائية لكمية أكبر من السعة تجعله يطفح. وهذا ما يحصل في لبنان سابقا والآن.

ومن المتعارف عليه أن الكثافة السكانية تعد من العوامل المؤدية إلى ارتفاع الجرمية غير القصدية أو ما يسمى بالعنف. وإذا عدنا إلى الأرقام لفهم الفرق بين الوضعين وقارنا بين عدد اللاجئين إلى كل من لبنان وسوريا نسبة إلى عدد السكان والمساحة وطبيعة النظام في البلدين؛ سنجد ما يلي ـ مع الإشارة إلى أن الأرقام غير دقيقة كالعادة في بلادنا:

دخل لبنان عام 1948 ما يقدر بـ 103 آلاف فلسطيني أو أكثر. الرقم المؤكد هو أن عدد سكان لبنان الكلي عام 1932 كان 785,542 نسمة.

دخل الى سوريا في الوقت نفسه 85 ألفا وقدر عدد السكان عام 1934، بـ1.889.069.

المشكلة في لبنان أنه ضيق المساحة ومكتظ. ما يعني صعوبة المقارنة في القدرة على الاستيعاب بين البلدين. استقبلت سوريا عددا أقل من اللاجئين مع عدد سكان أكبر ومساحة وبنية زراعية وصناعية أكبر ما يعني قدرة أكبر على الاستيعاب.

يضاف إلى ذلك الدور السياسي والعسكري الذي لعبته منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وما عُرف بـ"فتح لاند". وهو أمر لم تتعرض له سوريا.

ناهيك عن اختلاف نظامي الحكم؛ واحد ديموقراطي ليبرالي وآخر توتاليتاري مركزي مع اقتصاد موجه، قيد حركتهم، أسوة بالشعب السوري على كل حال. ونظرا لذوبانهم النسبي أمام تزايد عدد السكان السوريين الكبير لم يظهر اللاجئون الفلسطينيون ككتلة مهددة للهوية السورية، على عكس ما حصل في لبنان. بالطبع سينتج عن هذا التهديد العودة إلى هويات فرعية متصارعة ومتنازعة.

اليوم، تتجدد المشكلة مع المهجرين السوريين، فنسبتهم تكاد تبلغ نصف عدد سكان لبنان، ويشكل هذا ضغطا وظاهرة غير مسبوقة على المستوى العالمي، ما يؤثر على بنية المجتمع وتماسكه.

لنتذكر أن هجرة مليون واحد إلى أوروبا، التي تعد 300 مليون نسمة، أثارت الاضطرابات وانعكست موجات شعبوية وعنصرية وأدت إلى بريكسيت وغيره.

أما الإجابة عن تساؤل الصديق عن الهوية اللبنانية القلقة، فتعود في جزء منها إلى جغرافية لبنان وموقعه بين دول قوية واحدة عدوة وواحدة غير صديقة. من دون نسيان ضغط النظام العربي ككل. كما أن موقع لبنان بين ساحل ضيق وجبل شامخ، على حد تعبير ميشال شيحا، يجعل اللبناني ينزع إلى الهجرة والمخاطرة وهو نوع من القلق القاعدي.

إضافة إلى ذلك متلازمة أن لبنان دولة مصطنعة ضائعة الهوية، وأن الدول الوطنية في المنطقة تعتبر بدعة وفرضت بالقوة من قبل الاستعمار واتفاق سايكس ـ بيكو.

أود هنا التأكيد على بعض الأفكار:

الفكرة الأولى، أن أوروبا لم توجد كدول وطنية في الأصل. الدولة الوطنية لا تولد جاهزة وناجزة، بل هي الشكل السياسي الذي تنامى مع المَلَكية المركزية ومع التنظيم الإداري والطرق والسرعة، واتخذت شكلها ultime النهائي مع ريشيليو، أحد مؤسسي الدولة الحديثة. ولم يتخذ هذا المفهوم كامل معناه الحالي سوى في القرن العشرين مع تقدم مفهوم الإنسانية ووحدة العالم.

اتبع العالم العربي المسار نفسه في مرحلة زمنية لاحقة.

الصراع الهوياتي الديني والمذهبي ليس قدرنا الذي فطرنا عليه وأن علينا التعامل معه

الفكرة الثانية أن الأنظمة العربية الاستبدادية فشلت في التنمية وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية، كما فشلت في بناء هوية وطنية جامعة ما ساهم في بروز هويات فرعية دينية مع الإسلام السياسي الذي شجعته ـ الأنظمة نفسها ـ في وجه الشيوعية واليسار. من هنا جاء شعار "الإسلام هو الحل" ما ساعد على بروز القاعدة والجهاديين وصولا إلى تنظيم "داعش". كل هذا عمق التمسك بهويات فرعية.

الفكرة الثالثة أن الصراع الهوياتي الديني والمذهبي ليس قدرنا الذي فطرنا عليه وأن علينا التعامل معه كمكون أزلي لا يمكن التخلص منه. هناك تجارب، ولو قصيرة في الزمن، مرت بها بعض دولنا فاقتربت فيها من فكرة الانتماء إلى هوية وطنية على غرار ما هو حاصل في الغرب.

أشير، وباختصار، إلى تجربة كل من: العراق أيام الملكية، وسوريا قبل حكم آل الأسد، ولبنان إبان حكم الشهابية. في ظل أنظمة حكم استطاعت ممارسة سياسة وطنية جامعة ضعفت الهويات الدينية والعشائرية والمذهبية في حينها، في مقابل تعزيز ثقافة المواطنية بسبب سياسات إنمائية متوازنة وخطاب وطني جامع.

لكن الهوية الوطنية كي تتعزز تحتاج إلى ممارسة دولة وطنية توفر حكم القانون والعدالة والمساواة بين أبنائها. وتحتاج هذه الهوية إلى العمل الدؤوب لتدعيم فكرة الولاء الوطني عبر الممارسة عن طريق دعم الهوية الوطنية عبر المؤسسات والتنمية العادلة. الأمر الذي لم يطبق كما يجب إلا مع حكم الرئيس فؤاد شهاب في لبنان، وهو حكم أجهض من قبل الطائفيين المستفيدين من الوضع السابق واللاحق.

الفكرة الرابعة، أن الثورة الإسلامية الإيرانية ساهمت في إعادة إحياء الصراع السني ـ الشيعي من ناحية، والفارسي ـ العربي من ناحية أخرى عندما تغلغلت في النسيج الاجتماعي العربي وسلخت عنه الشيعة وربطتهم بهويتهم المذهبية.

إذن هناك عوامل خارجية عدة تهدد الهوية العربية كما اللبنانية: إسرائيل، التدخل الإيراني، والتركي لو بنعومة أكبر في محاولته استعادة الإمبراطورية العثمانية ـ التركية.

لكن للمفارقة، فإن الاعتداءات الخارجية المماثلة تقوي الهوية الوطنية ولا تضعفها. ولا تعوزنا الأمثلة؛ فالهوية الفلسطينية تبلورت وقويت جراء الاعتداءات الإسرائيلية. الهوية العربية لم تضعف ولقد برهنت الثورات على ارتباط عضوي بين الشعوب العربية.

وبرهنت الأبحاث أن الهوية اللبنانية قويت بعد العام 2011 وبعد محاولة استتباعها الجارية حتى الآن إلى محور الممانعة والمحور الإيراني. (ولقد تبين هذا في بحث أجراه شبلي التلحمي في عدد من البلدان العربية وعلى عدة مراحل وتبين معه أن نسبة من يعتبرون أنفسهم لبنانيين أولا ارتفعت بعد العام 2011 عما قبل. وهذا ينطبق على الهوية الفلسطينية والعراقية أو السورية.

إن الرموز التي تصوغ الهوية لا تنشأ عرضا بل ينشئها مهندسو رموز يكونون على نحو عام ساسة وأناسا يعملون في خدمتهم

يقودنا هذا إلى الفكرة الخامسة؛ إن التهديد الفعلي للهوية اللبنانية هو التحدي الذي تتعرض له حاليا، والذي مهدت له الأحداث في السنوات الأخيرة حين فشلت الدولة في العمل على مواجهة الأخطار المحدقة بلبنان.

أوصلت الممارسة السياسية خلال السنوات الماضية وهيمنة الشيعية السياسية بسلاحها على لبنان الأمور إلى تعبئة الصراعات المذهبية بحدة لم يعرفها لبنان من قبل.

الصراع الداخلي وانفصال فئة عن المجموع وإعلان ولائها لدولة أجنبية؛ هي عوامل تضعف الهوية الوطنية.

التعريف المتعارف عليه للهوية

الهوية التي تسمح بتمييز الشخص عن جميع الآخرين هي تذكرة الهوية التي تحمل صورة الشخص ومعلومات تحدد من هو كفرد مختلف عن كل الآخرين، تحدد انتماء الشخص إلى بلد محدد ويمتلك حقوقا معينة في حدود الدولة الوطنية، للتمييز بين الولاء الوطني مقابل الانتماءات العضوية العديدة والتي يمكن أن تكون عابرة للحدود، لكنها لا تعرف الشخص بتماميته.

الفكرة السادسة؛ إن الشعور الوطني يبنى وتساعده الثقافة الوطنية ويبلوره شعراؤه وأدباؤه وفنانوه، على غرار دور الرحابنة.

ترتكز الهوية الوطنية على الرموز: فالعلم والنشيد الوطني والشعار والأسطورة المؤسسة للوعي أو الشخصية التي تجسد في ظاهر الأمر "الصفات الوطنية" هي العكاز الذي تتوكأ عليه هذه الهوية الوطنية.

إن الرموز التي تصوغ الهوية لا تنشأ عرضا بل ينشئها مهندسو رموز يكونون على نحو عام ساسة وأناسا يعملون في خدمتهم. وليس أدل على أن الهوية الوطنية وفكرة الوطن، بناء يشتغل عليه وتتم صيانته برموش العين، من إسرائيل نفسها والهوية الإسرائيلية التي جمعت مجموعات من اليهود تنتمي إلى شعوب وثقافات وحضارات متنوعة؛ نجحت حتى الآن في جمعها في بوتقة واحدة، اسمها الهوية الإسرائيلية التي تعمل على تنقيتها دينيا.

 

أزمة لبنان في ظل خرائط متحركة

بهاء أبو كروم/الحياة/16 كانون الأول/18

ليس ما يُطرح أمام اللبنانيين اليوم أزمة تشكيل حكومة ضمن القواعد التي يحكمها الدستور أو حتى التي تتحكم بها الموازين بين القوى وقد بلغت المراوحة في هذا التشكيل أكثر من نصف عام، إنما هي أزمة إدخالات جديدة على القواعد والأعراف المعمول بها والتي تذهب إلى حد يضرب الدستور ذاته ويقوّض أركان الدولة كلها. يُضاف إلى ذلك حجم الاستشعار في التحولات الإقليمية الذي يتفاعل معها لبنان بحساسية فائقة وتندرج كواحدة من الأسس والمعايير التي تتحكم بالتوازن المحلي أكثر من نتائج الانتخابات، وقد أظهرت أحداث الأسابيع الأخيرة مدى التفاعل بين الواقعين اللبناني والسوري حتى على المستوى الداخلي للطوائف.

عادةً لا تمر أزمات كهذه إلا وتترك خلفها أعرافاً جديدة كلّما تراكمت كلّما أبعدت الصيغة التوافقية عن مضمون التوافق الحقيقي الذي كان يُقصد به البُعد الطوعي لتوجهات الطوائف والفئات الرئيسة وليس الطابع الإكراهي الذي تتجلى تعبيراته على أوجه زعماء البلاد وهم مُلزمون بتقديم التنازلات المُؤلمة كتكريس لتراجع الديموقراطية اللبنانية أمام النمط الشمولي الذي يزحف باتجاهها. صحيح أن النظام برمته أخذ يبتعد عن الطبيعة الديموقراطية أو التعددية ويذهب إلى حدود تشبه النمط الأوتوقراطي في صيغة الحكم، إذ هناك دائماً ما هو فوق المؤسسات وفوق التوافقات أو حتى فوق القوانين الناظمة. وهذا يترافق مع تحوّل كبير في الأدوار والوظائف التي تلعبها الطوائف أو الفئات التي كان تآلفها يحكم حقب السلام بين اللبنانيين واختلافها يقود البلاد إلى الحروب والنزاعات التي مرّ بها لبنان خلال العقود الماضية.

لقد طوت المرحلة الأخيرة حقبة الامتياز الذي تمتعت به الطوائف الكيانية في لبنان وبالأخص المسيحيين الذين تحلقوا حول عهد الرئيس ميشال عون بصفته عهداً قوياً قادراً على تحقيق توازن داخلي واستعادة الحقوق والصلاحيات لموقع رئاسة الجمهورية التي فقدها المسيحيون بعد الطائف. وكان الانقسام التقليدي بين طوائف كيانية ساهمت في تأسيس فكرة لبنان وحافظت على امتياز معنوي وصَمَد تنوعها طوال الحقب العصيبة الماضية في وجه الإمبراطورية العثمانية والانتداب الفرنسي وعهد الوصاية السورية، وطوائف مُلحقة انضمت إلى جبل لبنان بموجب إعلان غورو لدولة لبنان الكبير هو عبارة عن ارتباط لبنان الدائم بتراثه وتعدديته واحترامه تاريخ وتضحيات كل فئاته، وذلك بغض النظر عمّا قد يطرأ من تحولات لاحقة. كان ذلك واحداً من الدوافع التي أدت إلى تضمين الصيغة الميثاقية في الدستور اللبناني. ولقد أخذ دور الطوائف الكيانية يتراجع عن دائرة التقرير في مقابل تفاقم الأدوار الأخرى التي أصبحت مُقرّرة في الواقع اللبناني وفي الارتباطات الإقليمية، وذلك بمعزل عن شروط الديموقراطية التوافقية وبشكل يتحكم بدور لبنان وهويته وانتمائه للمحيط.

لكن الإشكالية تكمن في أن هذا التحوّل لا يتأتى من التغيّرات الديموغرافية التي تتراكم معطياتها ضمن الحدود اللبنانية بقدر ما هو نتيجة لعوامل وأسباب تحكمها المعادلة الإقليمية والتوازنات في المنطقة. ومعروف أن اتفاق الطائف كرّس المُناصفة بين المسيحيين والمسلمين بغض النظر عن التحولات السكانية التي لا تأتي نتائجها لمصلحة المسيحيين بشكل عام، لا بالنسبة للمعطيات العددية في الداخل ولا على مستوى قضايا اللجوء والنزوح التي طرأت على لبنان. لكن في المقابل ينقسم المسيحيون تجاه تلك الحقيقة وتتشعّب خياراتهم في أساليب المواجهة تلك، ويقود الموقف من ذلك إلى الانحياز لواحد من الخيارات الإقليمية القائمة، أو محور من المحاور، بين تحالف الإقليات وامتداده الذي يصل إلى إيران من جهة، وبين النموذج الذي يحفظ التعددية اللبنانية ولونها في الإطار الديموقراطي، ومن شأن ذلك أن يرسم مسافة فاصلة بين ديموقراطية لبنان ونموذج الحكم الأحادي في سورية. طبعاً هذا التعبير المؤلم عن واقع الحياة الطائفية التي استشرت بعد الانتخابات النيابية الأخيرة وقانون النسبية الذي جذّر حكم الطوائف ورفع حضورها في مؤسسات الدولة قاد، في الوقت ذاته، إلى نخر الطوائف من داخلها وشتت موقفها كوحدة سياسية كانت قائمة في ظل القانون الأكثري. كل ذلك يُبشّر بأزمة مُستدامة في الحياة السياسية، إذ ستتوجه جهود القوى السياسية من الآن فصاعداً نحو محاولة الاستحواذ على المساحات الطائفية كونها المعيار الوحيد في الدخول إلى جنة السلطة، وبالتوازي ستحظى الأقليات في الطوائف بحماية أكثريات تطغى على طوائف أخرى وذلك تماماً كما جرى في الساحتين السنية والدرزية أثناء تشكيل الحكومة أخيراً حيث برزت جزر ومحميات ترافقت مع وقائع شاذة عززت مظاهر العصيان على الديموقراطية والدولة والقانون وذلك كتأكيد على أن هذا المنحى هو الذي يسود في المستقبل. طبعاً المسيحيون كانوا خبروا التجربة ذاتها عند استحقاق انتخاب رئاسة الجمهورية. هذا التحوّل الجذري الذي تحقق جراء أخطاء ارتكبها قادة من الجهتين الإسلامية والمسيحية عندما ظنوا أن قانون النسبية يؤمّن لهم مشاركة حقيقية في المجلس النيابي يمكن ترجمته داخل السلطة، ولاحقاً وجدوا أن هذه الحسابات لم تكن دقيقة. عبر التاريخ تكمن مشكلة الديموقراطية اللبنانية في محيطها الاستبدادي، وقامت المعادلة على اعتبار أنه عندما تستنفذ الديموقراطية قوتها الداخلية إذ ذاك تنكشف أمام نمط الاستبداد المحيط بها، وهذا ما يلوح أفقه في ظل حجم التناقضات الداخلية وعودة نظام الأسد إلى تدخله السافر في لبنان. هذه الأزمة في الخيارات على مستوى الداخل باتت محكومة بجغرافيا وخرائط مُرشحة للتغيير في كل المنطقة ولو بشكل بطيء، وباتت تتأثر بالحضور الروسي في سورية ورسم الخرائط الجاري في الشمال والشرق حيث تستبطن الحماية الأميركية للأكراد وتلك الروسية للعلويين والإيرانية للشيعة إمكانية تزايد المخاوف لدى الطوائف الأخرى وتفاقم الشعور العام بالانكشاف ما يؤدي إلى اختلال التوازن الداخلي في لبنان. إذ غالباً ما حافظت صيغة الديموقراطية التوافقية على الحدود والتوازنات عامودياً بين الطوائف وحين تتبددّ تلك الحدود من الطبيعي أن تنشأ مطالبات بإعادة التوازن.

 

رحلة في كواليس التعطيل

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 16 كانون الأول 2018

في الوقت الذي بادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى إجراء استشارات في القصر الجمهوري بعد خطوات كان يزمع إتّخاذها وكانت ستؤدي الى تكريس أزمة وطنية، يبادر الوزير جبران باسيل من لندن إلى التمسّك بـ»الثلث المعطل»، ما يعني عملياً عدم تأليف الحكومة، فهل إنّ باسيل أحبط استشارات بعبدا؟ أم أنّ عون أراد فقط من هذه الاستشارات إعطاء أمل وشراء وقت قبل حصول «الكارثة».

ما شهدته الأسابيع الماضية، على ما تقول اوساط سياسية، كان نافراً في الوضوح. «حزب الله» وضع على الطاولة شرطاً فجّر مراسيم تأليف الحكومة التي كانت قيد الطباعة، ونقل أزمة التأليف الى مربع غامض، قاذفاً الكرة الى مرمى عون والحريري. ردة فعل رئيس الجمهورية الطبيعية كانت الوقوف الى جانب الحريري في رفض تمثيل النواب السنة، ولكن عندما تأكد من أنّ هذا التوزير هو مطلب «حزب الله» نقل البندقية الى الحريري نفسه ملوِّحاً برسالة الى مجلس النواب وهو تلويح بالبحث في مهلة التكليف، عندها تدخّل الاطفائي الرئيس نبيه بري الذي يهندس العلاقة السنية ـ الشيعية ليقطع الطريق على رسالة عون الذي ما كان منه الّا أن حدّد استشارات رئاسية مخرَجاً للتراجع عن الرسالة الضاغطة على الحريري. المفارقة، كما تقول الاوساط، أنّ بري الذي قبل تكتياً بصيغة الـ 32 التي تؤمّن 12 وزيراً لـ»التيار الوطني الحر» ورئيس الجمهورية، هو شريك اساسي في رفض الثلث المعطل الذي يطالب به باسيل في حكومة الثلاثين، وهذه مفارقة يُفترض التوقف عندها لأنها تتّصل بما هو أعمق من رفض الصيَغ بالمداورة تارة من الحريري وطوراً من بري ناهيك برفض «حزب الله» القاطع صيغة الـ 18 وزيراً.

وتضيف الاوساط أنّ الكرة الآن عادت كلياً الى ملعب رئيس الجمهورية الذي يصوّب عليه مباشرة ومداورة لأنه الطرف الذي يُفترض به تقديم التنازلات بعدما تنازل الجميع، لكنّ السؤال: لماذا تراجع الكلام عن تنازل عون عن الـ 11 وزيراً؟ ولماذا تمسّك باسيل بالثلث المعطل، بما يوحي وكأنه يعطل مبادرة عون؟ الجواب حسب الاوساط لا يدخل ضمن نظرية المؤامرة، فلا باسيل يريد أن يعطل عهد عون بتواطؤ مع «حزب الله» لأهداف تتصل بالحزب، وهو ليس مستفيداً من عدم تأليف الحكومة لأنّ حضوره فيها هو حضور الثلث والوزارات التي نالها هي وزارات خدماتية مهمة، وخصومه المسيحيون تمّ تحجيمُهم بنحوٍ أو بآخر.

وتشير الأوساط نفسها الى أنّ تصلّب باسيل سببه وجود إقتناع بأنّ «حزب الله» لا يريد حكومة الآن، فلماذا التضحية إذاً وخسارة مكاسب ستلقى سلة التعطيل المستمرّ الذي سيجد مئة سبب وسبب لمنع تأليف الحكومة.

ويبقى السؤال: هل أيقن الرئيس عون بعد لقائه النواب السنة حلفاء «حزب الله» أنه يفاوض «حزب الله» لا مجموعة من النواب الذين جُمِعوا على عجل؟ وهل بات لدى رئيس الجمهورية إقتناع بأنه أصبح امام حائط مسدود يشبه الحائط الذي يمنع تأليف الحكومة العراقية؟

يقول مرجع سياسي كبير إنه بات متأكداً من أنّ التعطيل خارجي، أي إيراني، فإيران لن تفرج عن ورقة تأليف الحكومة كرمى لعون أو غيره من حلفائها، إذ لا مصلحة لها في تأليف حكومة في لبنان قبل تشكيل الحكومة العراقية، كما أن لا مصلحة لها في ظلّ العقوبات التي فرضت عليها أن تبدي مرونة في لبنان، فهي تنتظر إما حواراً مع الأميركيين تُعطي بموجبه وتأخذ، وقبل ذلك فهي لن تفرج عن الورقة اللبنانية، وليس لديها ولا لدى «حزب الله» أيّ خشية من تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان، لا بل يمكن القول إنها تعتبر أنه كلما بات الوضع أسوأ كلما بات ثمن ورقة الإفراج عن الحكومة أغلى وأكثر قيمة. ويُذكِّر المرجع السياسي بما قاله الرئيس تمام سلام عن أزمة تشكيل حكومته حين كشف أنه بمجرد تقدّم المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية للتوصل الى الاتفاق النووي حلّت عقدة «حزب الله» فجأة وقبل بما رفضه في السابق حول المداورة والثلاث عشرات، وشُكِّلت الحكومة خلال أيام، وبعد تشكيلها كشف له الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما في اتّصال هاتفي للتهنئة أنّ تأليف الحكومة كان أحد نتائج الانفراج في العلاقة الأميركية ـ الإيرانية وكان بنداً من ضمن المفاوضات مع إيران.

يختم المرجع قائلاً: يبدو أنّ على عون أن يدفع ثمن العقوبات على إيران، وأن ينتظر، فلا حكومة من دون رفع «الفيتو» الإيراني.

 

«أطول مئة متر» في«الماراتون» الحكومي!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 16 كانون الأول 2018

طرَح كلامُ الرئيس المكلف سعد الحريري في لندن عن بلوغ المساعي المبذولة لتأليف الحكومة «المئة متر الأخيرة» أكثر من علامة استفهام وتعجّب، إذ لم يشاركه فيه أيُّ مرجع معنيّ بالعملية، لا بل فقد وضع البعض منهم في موقع المتلهّف للإستماع الى أيِّ جديد. فكلّ الأجواء التي خيّمت على مشاورات رئيس الجمهورية تنحو الى مزيد من التعقيد. فهل تكون «أطول مئة متر» في تاريخ «الماراتون» الحكومي؟ يعتقد مرجع كبير أنه لم يعد هناك سرّ في لبنان يمكن الإحتفاظ به. فقد تلاحقت المبادرات التي هدفت الى تأليف الحكومة وقد بلغ التكليف شهره السابع من دون أن يتمكّن أيُّ مسؤول سواء كان معنياً مباشرة بالعملية أو أنه لعب دور الوسيط، أن يحمي واحداً من السيناريوهات التي رسمت للحكومة لأكثر من أيام قليلة سواءٌ لجهة عدد أعضائها أو حجم الحصص المقترحة وطريقة توزيع الحقائب التي صُنِّفت بين سيادية وخدماتية وعادية.

ولذلك لا يستطيع أحد من هؤلاء أن يخفي الظروف التي أدّت الى تهاوي هذه المبادرات واحدة بعد أخرى. وفي الوقت الذي انتهت بعض الأفكار والمشاريع قبل أن تولد بقي بعضُها مطروحاً لفترة من دون أن تصمد نظراً الى ما فيها من أمان ورغبات ليس من السهل تحقيقها في الظروف الداخلية والإقليمية التي تعيشها البلاد. إضافة الى ذلك لا يمكن أحد أن يتنكّر للمشاريع المتناقضة التي تحاكي ما يريده البعض من هذه الحكومة على المديَين القريب والبعيد والتي كانت سبب عدم التلاقي على تركيبة تحظى بموافقة الساعين الى دخول «الجنّة الحكومية». وبمعزل عن مجمل السيناريوهات السابقة، فقد رفعت مبادرة رئيس الجمهورية الأخيرة منسوبَ التفاؤل على رغم أنّ أحداً لم يتلمّس حتى الآن أيَّ تعديل في المواقف الأساسية التي «كربجت» التأليف في 29 تشرين الأول الماضي، إذ كان الحديث قبل يومين من ذلك التاريخ بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف يتناول عناوين البيان الوزراي في انتظار أن يسمّي «حزب الله» وزراءه فلم تأتِ الأسماء ولم يبدأ البحث في عناوين البيان الوزاري، وتلاشت كل الآمال باحتمال تأليفها في وقت قريب.

ومنذ ذلك التاريخ، لم تسجّل الإتصالات أيَّ تقدّم. فالمبادرة التي قام بها وزير الخارجية جبران باسيل انتهت الى مزيد من التعقيدات على اكثر من مستوى، خصوصاً عندما تناولت إمكان تغيير قواعد التأليف المعتمَدة في الصيغة الثلاثينية وإمكان تطبيقها في صيغة الإثنين وثلاثين وزيراً وفقدت كل المخارج المحتملة لتمثيل «نواب سنّة 8 آذار»، لا سيما أنّ البعض إعتبرها استثماراً في المشكلة بغية تكبير أحجام البعض بدلاً من حلّ هذه العقدة ولم يكن في أوانه لا شكلاً ولا مضموناً. والى جانب هذه الصيغة تناولت المفاوضات صيغاً أخرى وتردّدت تشكيلات من 14 أو 16 أو 24 وزيراً فسقطت بـ»الضربة القاضية» التي سدّدها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزاد من قوة موقفه أنه كان منسّقاً مع «حزب الله» وحلفائهما نتيجة تمسّكهم بالثلاثينية منها كصيغة لم يعد يمكن تشكيلّ أيّ حكومة خارج ما تقول به من المعادلات والحصص منذ الطائف الى اليوم.

وعليه وعلى رغم إمكان وضوح الصورة في الساعات المقبلة التي ستلي عودة الحريري الى بيروت، لم ترَ أيُّ مرجعية في كلامه عن «المئة متر الأخيرة» سوى تأكيد نظريته السابقة التي شرحها في أكثر من مناسبة. فبالنسبة اليه فإنّ التشكيلة الحكومية جاهزة ويمكن الإعلان عنها وإصدار مراسيمها فور تسلّمه اسماء وزراء «حزب الله» الثلاثة وأنّ الحديث عن أيّ تشكيلات أخرى لم يقنعه البتة. فهو على موقفه من كل ما أعاق هذه الصيغة وأنّ ما تلى تلك المرحلة ليس في وارد الإعتراف أو التسليم به. وزاد في الطين بلة، ما عبّرت عنه مجموعة «نواب سنّة 8 آذار» من أن ليست لدى رئيس الجمهورية أيّ مبادرة يمكن مقاربتها طالما أنه لم يقنع بعد الرئيس المكلف باستقبالهم أو الإعتراف بوجودهم وحجمهم التمثيلي وحصتهم في الحكومة المقبلة، فكان ما كان من تصعيد عبّر عنه البعض بطريقة وُصفت بأنها «غير عادية»ـ لئلّا يعتمد أيَّ توصيف آخر أكثر قساوة - في لقائهم مع رئيس الجمهورية في نهاية مسلسل لقاءاته المعلنة منذ إطلاقه مبادرته الأخيرة.

وعليه، وأيّاً كانت المعطيات التي يمكن أن يعود بها الحريري من لندن، فإنّ الحديث عن بلوغ التاليف مراحله الأخيرة لربما كان رسالة تطمين أراد توجيهها من منبر «منتدى الأعمال والاستثمار اللبناني ـ البريطاني» في لندن. ومن دواعي مخاطبة المجتمع الدولي بأن لا يفقد الأمل في تجاوب لبنان مع مستلزمات الملتقى عينه وكذلك مع مقتضيات مؤتمر «سيدر». وهو الذي طمأنهم في المناسبة نفسها الى إمكان أن تلبّيها حكومة تصريف الأعمال بالتعاون مع المجلس النيابي في حال لم تؤلّف الحكومة الجديدة. وكان ذلك واضحاً في إشارته الى جلسات «تشريع الضرورة» وما أنتجته من قوانين يمكن أن تحمي ما خُصّص للبنان من هذا المؤتمر أو أيّ منتدى أو دولة أو حكومة أو مؤسسة مانحة. وبناءً على ما تقدّم، وما لم تحصل أيّ مفاجأة إيجابية غير محتسبة من الآن فإنّ المئة متر التي تحدّث عنها الحريري قد تكون «أطول مئة متر في تاريخ الماراتون الحكومي».. ومن يعش يرَ.

 

نظام ولاية الفقيه كيان واحد في الإرهاب

سيد أحمد غزالي/رئيس حكومة الجزائر الأسبق رئيس لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية

الشرق الأوسط/16 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70049/%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%ba%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%8c-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

بعد فترة من شبه التمهّل عادت من جديد العمليات الإرهابية خارج إيران ضد المعارضين الإيرانيين. ولم تكن تلك الفترة وليدة تغيير ما في طبيعة نظام طهران، بل كانت نتيجة موقف حازم نسبياً من طرف الدول الأوروبية بعد إدانة بعض المسؤولين بمحكمة الجنايات في ألمانيا بسبب سلسلة اغتيالات للأكراد الإيرانيين في برلين. الحكم صدر عام 1997، وبعده استدعت الدول الأوروبية سفراءها وحذّرت طهران من تكرار العمليات الإرهابية على الأراضي الأوروبية.

منذ ذلك العام وحتى الآن لم يتوقف النظام الحاكم في طهران عن تنفيذ العمليات الإرهابية في مختلف الدول ضد المعارضين الإيرانيين، خصوصاً في العراق؛ حيث نفّذت عشرات العمليات ضد «مجاهدين خلق» قبل سقوط النظام العراقي السابق، وخلال الأعوام الأخيرة ضد الأكراد في كردستان العراق، وكذلك في الدول الأخرى، كما خطّط لاغتيال السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة - وزير الخارجية الحالي عادل الجبير - في عام 2011... ناهيك بآلاف عمليات القتل التي ارتكبت خلال الأعوام الأخيرة في العراق وسوريا واليمن ومختلف دول العالم.

لكن الظاهرة الجديدة في إرهاب الدولة الإيراني هي لجوؤه من جديد إلى العمليات الإرهابية في أوروبا؛ ففي شهر مارس (آذار) من هذا العام، جرى التخطيط لتفجير في عاصمة ألبانيا كان يستهدف «مجاهدين خلق» وهم يحتفلون برأس السنة الإيرانية الجديدة. بعد كشف هذه الخطة وفشلها، التي كانت الخطة «ألف»، في ضرب المقاومة الإيرانية، أعدّ العدّة للخطة «باء» وارتكاب تفجير في «المؤتمر العام للمقاومة الإيرانية» بباريس في 30 (يونيو) حزيران هذا العام. لكن هذه الخطة أيضاً فشلت بفعل التعاون بين سلطات دول أوروبية عدة، وتم القبض على 4 أشخاص من المتورطين. وأعلن رسمياً في العاصمة الألمانية أن عرّاب تلك الخطة دبلوماسي رسمي معتمد لدى النمسا - اسمه أسد الله أسدي - ألقي القبض عليه في ألمانيا ومن ثم تم تسليمه إلى السلطات القضائية في بلجيكا. والثلاثة الآخرون كانوا من مزدوجي الجنسية الإيرانية - البلجيكية. هؤلاء الأربعة ما زالوا في السجن وقيد التحقيق. وفي المجال نفسه؛ تم طرد دبلوماسي إيراني آخر من سفارة إيران في فرنسا. والمهم في هذه العملية استخدام خلية نائمة زرعها النظام في بلجيكا منذ أعوام.

وعندما فشلت هذه الخطة في فرنسا التجأوا إلى تنفيذ الخطة «ج» بتحريك خلية نائمة في الولايات المتحدة، مكوّنة من شخصين شاركا في اجتماعات المقاومة وأرسلا صوراً من هذه الاجتماعات للشخصيات المشاركة إلى وزارة المخابرات الإيرانية.

قبل هذه المخططات الثلاثة قتل معارضون إيرانيون في تركيا وهولندا. وبعد هذه العمليات قاموا بالتخطيط لتنفيذ عملية أخرى في الدنمارك. والعميل الذي كان بصدد تنفيذ هذه الجريمة أيضاً كان مزدوج الجنسية الإيرانية - النرويجية.

بذلك كان 7 بلدان أوروبية منذ عام ساحة مخططات إرهاب الدولة الإيراني؛ وهي: فرنسا، وألمانيا، وهولندا، والدنمارك، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، والنرويج.

سبب العودة إلى الإرهاب هو التدهور الخطير في ظروف المعيشة وما نتج عنه من غضب الشعب في عشرات المدن الإيرانية، وشعارات سياسية استهدفت أساس النظام الذي لم يستطع السيطرة على الوضع منذ ذلك الوقت رغم استخدام مختلف أنواع القمع... والاحتجاجات مستمرة حتى هذه الأيام. ولم يجد النظام طريقة للتعامل مع هذا الغضب الشعبي سوى تصعيد الحروب النفسية والدعائية ضد منظمة «مجاهدين خلق» التي تقف خلف هذه الاحتجاجات والانتفاضات؛ وهذا ما اعترف به أغلب المسؤولين الإيرانيين.

خلال الأعوام السابقة عندما كان النظام يواجه انتفاضات ومشكلات مستعصية في الداخل، كما حدث في انتفاضة 2009، كان يصبّ جام غضبه على «مجاهدين خلق» في مدينة «أشرف» أو مخيم «ليبرتي» في العراق، لكن بعد خروجهم آمنين من العراق لا يجد النظام مخرجاً سوى اللجوء إلى الإرهاب في الخارج؛ وفي أوروبا بشكل خاص.

وهنا يبرز سؤال عن الإجراءات التي اتخذها الأوروبيون تجاه هذه الحالة، وإلى أي حد قام الأوروبيون بهذا القبول الضمني لانتهاك سيادتهم من قبل نظام يعدّ أول داعم لإرهاب الدولة في العالم؟ حتى الآن لم نلمس ردّاً متلائماً مع التحدّي الذي يمثّله إرهاب نظام طهران في أوروبا سوى بعض الإدانات. نعرف أن 150 نائباً من البرلمان الأوروبي طالبوا الدول الأعضاء بالتركيز على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، والرد على العمليات الإرهابية للنظام الإيراني في أوروبا.

أساس المشكلة هو أن الأوروبيين يحاولون ويحبّذون رسم خط فارق بين الجناحين المتصارعين في الحكم بشأن الإرهاب. فيقولون أحياناً إن المتشددين هم الذين يقفون خلف العمليات والمخططات الإرهابية. لكن النظام نفسه يقول إن جناحيه متكاملان في استراتيجية العنف والترهيب التي تشكل أسس معاملة نظام طهران مع كل من؛ شعبه، والبلدان الأخرى.

ويكفي أن ننظر إلى المخططات والعمليات الإرهابية الأخيرة لنجد أن وزارة المخابرات هي التي دبّرت وخططت ونفّذت هذه العمليات. كما أن السفارات كانت مركز التخطيط لهذه العمليات. والوزارات والسفارات تابعة للحكومة.

ببيان أدقّ؛ لا تعدّ الحكومة في نظام ولاية الفقيه سوى أداة لتنفيذ مآرب «ولي الفقيه»، كما أن رئيس الحكومة ليس سوى موظّف في هذه المؤسسة.

وعندما لمّح الرئيس ماكرون إلى استبعاد أن يكون حسن روحاني؛ رئيس جمهورية النظام، خلف التخطيط للعملية الإرهابية في فرنسا، ردّ عليه الناطق باسم الخارجية الإيرانية بالقول: «أرفض تصريحات ماكرون، وأعتقد أن هذا من قبيل سوء الفهم... في إيران هناك سياسة واحدة وعمل واحد في مجال السياسة الخارجية. ومن يحاول فصل النظام عن الحكومة فهذا يعود إلى جهله بالتركيبة الداخلية للحكم في إيران».

أعتقد أن أي سياسة جادة نحو محاربة الإرهاب الدولي، كما يدّعيها القادة الأوروبيون، تبدأ بوعي جاد باللعبة الازدواجية التي تتميز بها طهران، مع أن جميع هذه التناقضات ليست سوى الصراع على السلطة. ومن هنا تتبين ضرورة طرد الإرهابيين الذين ينفّذون أجندة النظام الإرهابية بغطاء دبلوماسي.

* رئيس حكومة الجزائر الأسبق رئيس لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية

 

تكتل دول البحر الأحمر صفعة لتركيا وإيران

د. سالم حميد/العرب/17 كانون الأول/18

التطفل الإيراني عبر الذراع الحوثية لا يزال يشكل تهديدا

تشهد المنطقة العربية تطورات متسارعة تقودها المملكة العربية السعودية كبرى دول المنطقة اقتصاديا وسياسيا، وهي تطورات مفاجئة وحاسمة سوف تضع حدا يلجم كلّا من تركيا وإيران، وذلك من خلال رؤية استراتيجية تجمع الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، لأن هذه المنطقة تعتبر من الأهداف المفضلة لدى الإيرانيين والأتراك. ونعرف أن الطرفين التركي والإيراني يتحركان في المنطقة وفق أجندة عسكرية وأخرى اقتصادية.  والآن يتم قطع الطريق على أطماع إيران وتطفل تركيا في الآن ذاته. وكان هناك استغلال واضح للأوضاع الاقتصادية في دول القرن الأفريقي، وعبر هذا المحور تجري محاولات اختراق إيرانية وتركية، مما تطلب تحركا لوقف أي اختراقات مستقبلية لدول تقع على تماس مع أحد أهم المعابر المائية العالمية وهو البحر الأحمر. ولعل التداخل بين الجانبين الاقتصادي والأمني في دول حوض البحر الأحمر يضع التنسيق بشأن هذين المحورين في واجهة أهداف الكيان الإقليمي الجديد. ومن خلال تشجيع الاستثمار وحماية الاستقرار يتحقق وقف الاختراقات الإيرانية والتركية التي كانت تزحف باتجاه بعض دول المنطقة.

ترتكز تركيا في تطفلها على استثمار خيبتها الدائمة وانكسارها وفشلها المعتاد في الالتحاق بالاتحاد الأوروبي، عبر محاولة التسلل من جديد إلى العالم العربي لتعويض ذلك الفشل، مقابل إحياء التسلط العثماني القديم، ولكن بثوب جديد. بينما يشير الواقع إلى أن الحلم التركي صعب المنال ولن يجد الأرض العربية مفروشة أمامه بالورود، لأن ماضي الاحتلال العثماني للمنطقة العربية كان سيئا، ولا تزال الذاكرة تختزن أسوأ ما قام به الأتراك الذين فشلوا في خلق تجانس ثقافي مع العرب رغم المشترك الديني.

 لكن قطر كانت الوحيدة التي فتحت ذراعيها للأتراك واستقبلت طلائع عسكرية تركية تحت ستار التعاون المغلف بأيديولوجيا إخوانية تتحكم بنهج وسياسة البلدين الداخلية والخارجية. وبهدف مناكفة جيرانها سلمت الدوحة سيادتها للاختراق التركي بكل سهولة. وهذا الأمر فتح الباب واسعا أمام دول الخليج الكبرى ممثلة بالإمارات والسعودية لكي تتخذ ما ينبغي اتخاذه من إجراءات، إضافة إلى بحث التصورات المستقبلية المطلوبة لحماية أمن المنطقة من العابثين والمتاجرين بالأمن القومي للخليج، وهو عبث يتم لصالح أيديولوجيا الإسلام السياسي الذي تتمحور أفكاره حول السيطرة على السلطة والثروة، بهدف دعم مشروع خلافة وهمية، وأن مشروع “داعش” في العراق أحد اختباراتها الفاشلة.

كل ما سبق من تداعيات أصبح يبرر للدول المركزية في الخليج والعالم العربي اتخاذ تدابير لحماية أمنها واقتصادها ومستقبل شعوبها ورخاء جيرانها. ومن بين سلسلة الإجراءات الوقائية التي تم اعتمادها حملة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مرورا بتوحيد جهود دول القرن الأفريقي وإنهاء الخلافات المزمنة في ما بينها. وأخيرا التوصل إلى تشكيل كيان لدول البحر الأحمر وخليج عدن بقيادة السعودية. كان الأسبوع الماضي حاسما في هذا المضمار، حيث تم الإعلان عن ولادة كيان سباعي بقيادة السعودية يهدف إلى ضمان استقرار منطقة البحر الأحمر. وجاءت هذه الخطوة بمثابة صفعة مزدوجة لتركيا وإيران من خلال الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لتأسيس كيان لدول البحر الأحمر وخليج عدن، ويضم السعودية ومصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن، تتضمن رؤاه المستقبلية، إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار، العمل على دعم الاستثمار والتنمية لدول حوض البحر الأحمر وخليج عدن. وتم بالفعل تدشين أول الاجتماعات الرسمية لمجموعة دول التكتل الوليد، وذلك أثناء اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية التي تقع على شاطئ البحر الأحمر وخليج عدن.

لا شك أن السعودية باعتبارها دولة كبرى لها تأثيرها المحوري على المستوى العالمي، تعرف أنها معنية أكثر من غيرها بحماية أمن البحر الأحمر الذي تمر عبره أكبر صادرات النفط، إلى جانب دور البحر الأحمر بشكل عام في التجارة العالمية. وإذا كانت فترة القرصنة أثناء انهيار الوضع في الصومال قد انحسرت، فإن التطفل الإيراني عبر الذراع الحوثية لا يزال يشكل تهديدا في ظل بطء مسارات التفاوض مع الانقلابيين الموالين لإيران. بالإضافة إلى أن المحاولات المتكررة من قبل تركيا للتسلل إلى المنطقة لتحقيق نفوذ واختراق تركي من المسائل التي لا يمكن التغاضي عنها.

أما المحفزات التي تثير جنون إيران وتدفعها إلى تحريك أذرعها لتهديد أمن البحر الأحمر فقد تزايدت مؤخرا، وخصوصا بعد حزمة العقوبات الأميركية الجديدة التي أدت إلى تناقص حجم الصادرات النفطية الإيرانية، مما يدفع بطهران إلى البحث عن وسائل للانتقام والإعلان عن وجودها بأي طريقة، بما فيها إقلاق أمن البحر الأحمر والتلويح بتهديد منافذ الملاحة الدولية.

وكل تلك الاعتبارات كانت في مقدمة الدوافع التي قادت السعودية نحو تبني تزعم الكيان الجديد لدول البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما يفسر ورود جملة مباشرة وصريحة على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عندما قال في سياق كلمته خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية المعنية بالكيان الجديد إن “هذا الكيان سيسهم في إيجاد تناغم في التنمية بين دولنا في هذه المنطقة الحساسة، وبالتالي يسهم في منع أي قوى خارجية من القيام بدور سلبي في هذه المنطقة الحساسة”. القوى الخارجية التي تعمل ليلا ونهارا على تهديد أمن دول المنطقة مقصود بها تركيا وإيران. فتهريب السلاح عبر البحر الأحمر سلوك إيراني موثق بأكثر من واقعة ضبطتها السلطات الشرعية اليمنية في أوقات سابقة. كما أن السعي التركي المحموم للحصول على امتيازات طويلة الأجل في موانئ تطل على مياه البحر الأحمر ليست بريئة، وخاصة أن تركيا في ظل هيمنة الإسلام السياسي تعمل وفق أجندة تتصادم مع توجهات السعودية الرامية إلى تحقيق الاستقرار وتجفيف منابع التطرف والإرهاب والفوضى.

وحسب التحليلات التي تطرقت إلى آفاق الكيان الذي يجمع الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، فإن الهدف من التنسيق بين الدول الأعضاء هو وضع حد لمختلف أشكال القرصنة في البحر الأحمر، والتي تتخذ أشكالا مختلفة، من الواضح أن بعضها يتم برعاية إيرانية مباشرة، أو باسم البحث عن نفوذ وحضور تركي على حساب دول حوض البحر الأحمر.

لا ننسى كذلك الأهمية الاقتصادية للملاحة عبر البحر الأحمر الذي تنقل عبره السفن التجارية بضائع تبلغ قيمتها ما يوازي 2.5 تريليون مليار دولار، وتمثل في مجملها حسب الإحصاءات ما يساوي 13 بالمئة من التجارة العالمية. وفي المحصلة النهائية سوف يؤدي كيان دول البحر الأحمر إلى تبديد أحلام تركيا وطموحات رجب طيب أردوغان، لأن الكيان الجديد يجمع الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن ويوحدها ضد التهديدات التركية إلى جانب الأطماع الإيرانية التي تطل برأسها في كل فترة وتصنع لها عملاء ومجموعات مسلحة. ولا يمكن في الوقت ذاته استبعاد حاجة السعودية إلى إطلاق سياسة إقليمية جديدة تقوم صياغتها وتنفيذها لتحديد أسلوب التعاطي مع تركيا، لأن أنقرة لم تتوقف عن استفزاز السعودية.  وإذا ما وجدت تركيا نفسها في المستقبل القريب أمام سياسة إقليمية عربية معادية لها فإن البداية جاءت من طرفها. والأرجح أن وقت الصبر وامتصاص الغضب تجاه العبث التركي قد انتهى، ولا بد من التعامل مع تركيا بالطريقة التي يتم التعامل من خلالها مع إيران. فمجمل تصريحات أردوغان الأخيرة انتقلت بالسياسة الخارجية التركية من دبلوماسية المواربة والتردد واللعب بالمفردات، إلى الحديث بعدوانية مستفزة ضد السعودية، ما يستدعي اللعب مع الخصم بأسلوب يتوازى مع أسلوبه العدائي الصارخ وغير المبرر.

د. سالم حميد/رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث- دبي

 

جدّية أميركا مع إيران… سؤال 2019

خيرالله خيرالله/العرب/17 كانون الأول/18

إيران كرست ودودها في العراق من خلال الميليشيات المذهبية

في وقت تشرف فيه السنة 2018 على نهايتها، يظهر أنّ حال الضياع تعمّ العالم أكثر فأكثر. لم تعد هناك قواعد تتحكّم لا بما يدور داخل الدول نفسها ولا بالعلاقات في ما بين الدول. لكنّ الأخطر من ذلك كلّه، على الصعيد الإقليمي، هو ظهور مدى قدرة الميليشيات المذهبية على التحكّم بمصير دول عربية معيّنة في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني.

في العام 2017 تكرّس وجود الميليشيات المذهبية التي تدور في فلك إيران في غير دولة عربية. في العراق وسوريا ولبنان واليمن. يمثّل العراق مثلا صارخا على الانطلاقة الجديدة للمشروع التوسّعي الإيراني، وذلك في ضوء الاجتياح الأميركي للبلد في العام 2003، في عهد جورج بوش الابن، وتسليمه العراق على صحن من فضّة إلى إيران. فاق الفشل الأميركي في العراق كلّ تصوّر، نظرا إلى أن إدارة بوش الابن لم تكن تمتلك تصورا سياسيا واستراتيجيا واضحا لمرحلة ما بعد إسقاط نظام صدام حسين من جهة، والنتائج التي ستترتب على حلّ الجيش العراقي من جهة أخرى. لا يزال التصرّف الأميركي تجاه العراق لغزا لا يجد من يشرح خباياه.

لم يعد سرّا أن هذه الميليشيات الإيرانية تقف عثرة أمام اكتمال تشكيل الحكومة العراقية برئاسة عادل عبدالمهدي. لم يعد من خيار آخر أمام عبدالمهدي سوى اختيار فالح الفياض وزيرا للداخلية على الرغم من كلّ ما يمثله الرجل على صعيد نقل التجربة الإيرانية إلى العراق. ففالح الفيّاض هو زعيم ميليشيات “الحشد الشعبي”. ليس “الحشد” سوى مجموعة من الميليشيات المذهبية تعمل لدى إيران. لعبت هذه الميليشيات دورها في كلّ ما من شأنه ترسيخ الشرخ المذهبي في العراق، وصولا إلى فرض الفيّاض وزيرا للداخلية.

 كيف يمكن لزعيم مجموعة من الميليشيات ارتكبت كلّ أنواع التطهير، من منطلق شيعي- سنّي، أن يكون وزيرا للداخلية؟ عندما يعترض مقتدى الصدر على توزير زعيم مجموعة من الميليشيات يصبح الرجل على حقّ. تصبح مغفورة له كلّ خطاياه بما في ذلك تلك التي ارتكبها في مرحلة معيّنة كان فيها في الحضن الإيراني.

 يبدو ردّ فعل مقتدى الصدر الذي تقدّم حزبه الأحزاب الأخرى في الانتخابات الأخيرة ردا سليما. هناك رجل دين عراقي ينتمي إلى عائلة عربية شيعية بارزة استفاقت عراقيته، أي شعوره الوطني. تحوّل إلى ما يشبه حصنا أخيرا يقف في وجه تعميم تجربة “الحرس الثوري” الإيرانية كي لا تكون في العراق سلطة أخرى غير تلك التي تمثلها مؤسسات الدولة.

 لا يزال في العراق من يرفض أن تكون الدولة فيه تدار من طهران. رفض حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق المنطق الإيراني. أعلن بطريقة أو بأخرى أن العراق ستُراعى مصالحه أوّلا عندما يتعلّق الأمر بالعقوبات الأميركية المفروضة على طهران. دفع العبادي ثمن موقفه من إيران، ولا يزال إلى الآن يدفع هذا الثمن في بلد تسللت فيه طهران إلى الداخل السنّي واستطاعت إيصال مـوال لها هو محمد ريكان الحلبوسي إلى موقع رئيس مجلس النوّاب.

في غياب الاعتراض على ما تقوم به، تعتقد إيران أنّ في استطاعتها الذهاب إلى ما لا نهاية في إخضاع العراق حيث سيسهل نقل تجربتها بوجود أحزاب على رأسها شخصيات من نوع معيّن. إنّها شخصيات قاتلت مع إيران ضدّ العراق في الحرب التي دارت بين 1980 و1988 وانتهت بشبه انتصار عراقي خلق حقدا إيرانيا لا حدود له على كلّ ما هو عربي وعراقي.

أجريت الانتخابات العراقية في الثاني عشر من مايو- أيّار الماضي. لا تزال الحياة السياسية معطلة في البلد. لا يزال العراق يبحث عن هوية له منذ عملت إيران كلّ شيء ابتداء من العام 2003 كي لا تعود له هوية واضحة باستثناء هوية الجرم الذي يدور في فلك “الجمهورية الإسلامية” التي أسسها آية الله الخميني قبل تسعة وثلاثين عاما.

يمثل العراق الصورة الأقرب إلى الواقع الذي يعيشه عدد من دول المنطقة. ما مصير اليمن بعد عمل مبعوث الأمم المتحدة كلّ ما يستطيع كي يثبت سلطة الأمر الواقع التي فرضها الحوثيون (أنصار الله) في صنعاء؟ لا يمتلك الحوثيون أيّ تصوّر لما يمكن أن تكون عليه دولة شبه حديثة فيها أطفال ومراهقون يذهبون إلى المدارس كي يتعلّموا ويتثقفوا وينهضوا ببلدهم بعيدا عن الشعارات التي تعبّر عن الفراغ والجهل والتي تنتمي إلى ثقافة الموت ونشر البؤس والمرض والجوع.

لا حاجة إلى الحديث عن سوريا ولبنان وما يعاني منه البَلَدان بسبب تصرفات إيران وميليشياتها. ففي لبنان لا حكومة إلى الآن على الرغم من مضي سبعة أشهر على إجراء الانتخابات وعلى الرغم من كلّ الجهود التي يبذلها الرئيس المكلّف سعد الحريري من أجل أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية. لا تزال العقدة واضحة كلّ الوضوح وهي تكشف رغبة إيرانية، عبر “حزب الله”، من أجل اختراق السنّة في لبنان عبر وزير محسوب على النهج الإيراني… على غرار ما حصل في العراق حيث صار رئيس مجلس النواب السنّي إيراني الهوى!

هناك في الوقت ذاته ترجمة على الأرض لما تسعى إليه إيران عبر ميليشياتها المذهبية التي تلعب دورها في تغيير طبيعة المجتمع السوري.

ستكون السنة 2019 سنة حاسمة في مجال معرفة ما إذا كانت إيران ستبقى تمتلك حرية استخدام ميليشياتها لتحقيق مآربها في أنحاء مختلفة من المنطقة العربية وجوارها.

ثمّة عالم في حال ضياع خصوصا بعد كلّ ما شهدته بريطانيا وفرنسا لأسباب مرتبطة بالوضع الداخلي خاصة بكلّ من البلدين.

هناك غياب أوروبي عن الشرق الأوسط والخليج عموما. يفسّر هذا الغياب وجود أزمة داخلية بريطانية ناتجة عن الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي في صيف العام 2016، فيما أزمة فرنسا من نوع آخر مرتبط في جانب منه برفض الشعب الفقير أي إصلاحات تنجم عنها زيادة في الضرائب. لكنّ ذلك لا يمنع التساؤل ما الذي ستفعله إدارة دونالد ترامب التي قررت وضع حدّ للمشروع التوسّعي الإيراني؟

من الملفت أن هذه الإدارة التي تواجه، بدورها، صعوبات وتعقيدات على الصعيد الداخلي، بسبب تصرفات الرئيس الأميركي نفسه وتاريخه، تعرف إيران جيّدا. لديها وصف دقيق للخطر الذي يمثله النظام الإيراني منذ قيامه في العام 1979 ولجوئه إلى احتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران طوال 444 يوما.

سيتوقف الكثير على ما إذا كانت إدارة ترامب جدّية في الذهاب إلى النهاية في وضع النظام الإيراني في حجمه الحقيقي عن طريق العقوبات التي فرضتها على إيران، والتي بدأ تطبيقها تدريجيا في نوفمبر- تشرين الثاني الماضي. هل الولايات المتحدة جدّية مع إيران أم لا؟ ذلك هو السؤال الكبير في 2019…

خيرالله خيرالله/إعلامي لبناني

 

هواوي... أول رصاصة!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70051/%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d8%a8%d9%83%d8%b4%d9%8a-%d9%87%d9%88%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%a3%d9%88%d9%84-%d8%b1%d8%b5%d8%a7%d8%b5%d8%a9/

اعتبر المراقبون الاقتصاديون والسياسيون إلقاء كندا القبض على المديرة المالية لشركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا منغ وانزو تشو بطلب من الولايات المتحدة (أفرج عنها مؤخراً بكفالة مشروطة) الجولة الأعنف في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

فأميركا طلبت إلقاء القبض على هذه المسؤولة التنفيذية بتهمة مخالفة الشركة للعقوبات المفروضة على إيران، والتي تحظر بيع المنتجات التقنية لها. وهناك رمزية بالغة الدلالة في اختيار هذه الشخصية بالذات، فهي ابنة مؤسس الشركة، المقرب من كبار رجال الدولة في الصين وله نفوذ عظيم فيها.

أما عن هواوي فهي درة التاج في الاقتصاد الصيني ومفخرته. هي واحدة من أكبر الشركات حجماً على المستوى العالمي. باعت 52 مليون تليفون محمول في الربع الماضي من السنة بأكثر من 7 ملايين هاتف مقارنة بشركة «آبل» الأميركية وهي توظف 180 ألف موظف حول العالم، وحققت مبيعات تجاوزت 92 مليار دولار عام 2017. هي باختصار أكبر شركة في العالم في تصنيع المنتجات المتصلة بالتواصل الإلكتروني من الأبراج إلى الساعات الذكية، مع عدم إغفال الحاسوب المحمول والهواتف الذكية، وهي ثاني أكبر شركة حول العالم في إنتاج الهواتف بعد سامسونغ الكورية. وتعبر الصين «هواوي» أهم وأنجح قصص توسع شركاتها.

ويعتبر العالم الغربي أن «هواوي» تشكل خطراً كبيراً على شركاته، لأن الشركة تقود التقنية لإنتاج الجيل الخامس من تقنية الاتصالات الحديثة المعروفة باسم SG، وهي التقنية السريعة عالية الجودة التي ستربط وتوصل جميع الأجهزة الهاتفية والمعدات المختلفة ببعضها البعض عبر تقنية ذكاء اصطناعي غير مسبوق، وهذا طبعاً يشكل خطراً صريحاً على أميركا تحديداً، لأنه قد «يجبر» أميركا وشركاتها على شراء التقنية الحديثة «المطلوبة» من الصين، بعد تأخر المصنعين المحليين من اللحاق بالركب، ولا يوجد منافس أميركي حقيقي مؤهل لذلك بعد تقهقر «موتورولا» و«سيسكو»، ولم يبق مؤهلاً في المعسكر الغربي إلا شركتا «نوكيا» الفنلندية و«أريكسون» السويدية. ومنذ فترة ليست بالقصيرة تمنع الحكومة الأميركية شركة «هواوي» من التقدم للمناقصات الحكومية فيها، لأن لديها شكوكاً في ملكية الشركة، حيث إن لديها قناعة بأن المالك الحقيقي للشركة هي المخابرات العسكرية الصينية، وبالتالي تعتبر «الخطر» الذي تشكله «هواوي» من النوع الجاد بسبب انتشارها حول العالم، وبالتالي قدرتها النظرية في اختراق شبكات الاتصال حول العالم وتعطيلها بعد التحكم فيها.

شخصياً أدركت «قوة» هذه الشركة بتجربة مثيرة عندما كنت عضو مجلس إدارة في شركة اتصالات لديها خمس رخص تقديم خدمة الـGSM للهاتف الجوال في القارة الأفريقية، وكنا نتلقى العروض الخاصة ببناء الأبراج المطلوبة للشبكة من شركات أوروبية وأميركية وكورية ويابانية حتى دخلت على الخط شركة «هواوي» لتقدم لنا عرضاً بتسهيلات سداد غير مسبوقة، تشمل تمويلاً بنسبة 110 في المائة، أدركت وقتها أن المسألة تتخطى المفهوم التجاري المعتاد. وما هذا الأمر سوى مرحلة واضحة على صراع مستقبل الاقتصاد بين أميركا والصين، وخصوصاً فيما يخص صناعة الرقائق الحاسوبية التي يعتمد عليها الاقتصاد الجديد، وأجهزة السوبر كومبيوتر السريعة والتي تؤسس الذكاء الصناعي وأجهزة التواصل.

كل شيء يعتمد على الرقائق المتطورة للحاسوب. فاليوم السيارات الحديثة هي رقائق متطورة تسير على أربع عجلات، المصارف هي كومبيوترات تحول أموالاً حول العالم، حتى الجيوش هي عتاد وحديد ورقائق. اليوم أميركا وحلفاؤها مثل اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية لديهم تحكم تام على سوق الرقائق بقوة، بينما تعتمد الصين على استيرادها من أطراف أخرى، ولا توجد شركة صينية واحدة في قائمة أكبر 15 شركة لمنتجي الرقائق. كان الوضع سيتغير لأن «هواوي» كانت تنوي الدخول في هذا المجال بقوة، ولكنها الآن باتت هدفاً واضحاً للغرب في كبح جماحها واعتبارها خطراً محتملاً على الأمن الوطني. ساحة الحرب الاقتصادية الكبرى بين الصين وأميركا ليست في عوالم النسيج ولا السيارات ولا المأكولات، ولكنها في عالم التقنية الحديثة، وتحديداً الرقائق السريعة المتطورة، و«هواوي» أطلقت أول رصاصة في الحرب، ويبقى حبس الأنفاس في انتظار الرد الصيني «الحقيقي».

 

الحرب مع إيران ووكلائها في المنطقة

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/18

المفاوضات التي جرت في السويد لتسليم الحديدة، وحول تبادل الأسرى، وجرت حول أمور يمنية، جرت مع إيران، وتجري مع ذات الجهة التي تفاوض على تشكيل الحكومة اللبنانية، وتجري مع ذات المفاوض الذي يعطل تشكيل الحكومة العراقية، ومع المفاوض ذاته من أجل الانسحاب من سوريا. نحن نتفاوض مع إيران، عن طريق وكلائها. أما البحرين والسعودية فلم تتركا مجالاً لإيران كي تجد لها مفاوضاً على أرضهما، أو وكلاءها الذين كانوا يهيئون الأرضية للتفاوض مع إيران على أرضنا، لو لم تحسمها هاتان الدولتان دون انتظار لموافقة أحد!! فمن يتحدث عن الأوضاع المتردية بدرجاتها في اليمن أو عن الإرهاب في العراق أو عن اللاجئين في سوريا أو الأنفاق في لبنان فإنه يتحدث عن إيران. من يلوم السعودية أو التحالف العربي على قيامهم بواجبهم وأمانتهم تجاه أمتنا العربية، أياً كان السبب مدافعاً عن أي من تلك الميليشيات الإيرانية في أي دولة عربية احتلتها، أو واضعاً اللوم على النتائج لا المسببات في معاناة أي عربي في تلك الدول، ليعلم أن كل شهيد بحريني أو إماراتي أو سعودي أو سوداني أو مغربي تحت قيادة التحالف، فإنه ضحى بدمه وهو يقاتل تلك الميليشيات. جميع تلك الأزمات صنعها وكلاء إيران في المنطقة. ومن يريد أن يجعل المملكة العربية السعودية أو التحالف العربي مسؤولاً عن أي سوء أوضاع في تلك الدول دون أن ينظر للأسباب والمسببات، إما أنه شريك مع إيران وإما له أجندة خاصة لا يمكن أن تكون من ضمنها مصلحة أي من شعوب تلك الدول.

التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يتصدى لهذا المشروع الواحد ذي القيادة المركزية الواحدة. نحن نطهر أرضنا من إيران وممن دنسوا عروبتنا وكرامتنا وخاننا، نحن نعيد الاستقرار لشعوب هذه المنطقة ونحمي أنفسنا، نحن لا نقاتل اليمنيين، نحن نقاتل الإيرانيين، نحن نتصدى لأسلحة إيران وتدريب إيران وتمويل إيران وجيش إيران، نحن ندافع عن أمننا وسلامة أراضينا بمحاربة «الخدم الإيراني» في كل موقع عربي.

السيطرة على مصائر تلك الدول تمت عن طريق ميليشيات إرهابية مسلحة تسليحاً إيرانياً، ونحن اليوم نواجهها وجهاً لوجه أينما كانوا، وذلك حقنا، ولا يحق لكائن من كان أن يقرر كيف نحمي أرضنا ونحمي أمننا ونحمي استقرارنا. ومن يريد أن يساعد اليمنيين أو العراقيين أو السوريين أو اللبنانيين فعليه أن يطرد إيران من المنطقة ويترك لهذه الشعوب أن تقرر مصيرها. من ينظر إلى أي موقع سيطرت عليه إيران في الدول العربية، بشكل منفصل بعضه عن بعض، فإنه إما أعمى لا يرى أبعد من أصابع قدمه، وإما شريك في ذلك المشروع. هو مشروع واحد وله قيادة مركزية واحدة، فلدينا بعض «المتثاقفين» العرب، يتابعون الشأن الأميركي أو الفرنسي، وكأنهم أميركيون أكثر من الأميركيين أنفسهم، أو فرنسيون أكثر من الفرنسيين أنفسهم، ينظرون للقصة اليمنية كوحدة منفصلة منعزلة عن بقية القصص الإيرانية في المنطقة. أما الغريب الذي يطالب التحالف العربي بأن يتوقف عن القيام بواجبه، فذلك له مصالحه الخاصة، نعرفها ونعرف كيف نتعامل معها. أي طرف يبدي رأيه في ما يحدث في اليمن، عليه أن يضع خريطة العالم العربي، وينظر إلى مواقع وكلاء إيران في كل الدول العربية، ومن ثم يبدأ الحديث عن التفاوض مع إيران!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

باسيل من رميش: هدية عيد الميلاد ستكون إعلان الحكومة وعلى الجميع ان يضحي لولادتها

الأحد 16 كانون الأول 2018 /وطنية - تبنين - زار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، بلدة رميش في قضاء بنت جبيل، حيث وضع إكليل ورد على ضريح اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، ثم رعى ريسيتالا ميلاديا في قاعة كنيسة التجلي، في حضور وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل، النائبين زياد أسود وسليم خوري، راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، المطران مخائيل ابرص، الاب نجيب العميل، قائمقام بنت جبيل شربل العلم، آمر سرية درك منطقة صور العقيد عبدو خليل، رئيس بلدية عين ابل عماد اللوس وشخصيات وفاعليات وحشد من أهالي رميش والجوار. بعد الريستال الذي أقامته جوقة "أودي كامي"، وكلمة ترحيب من الأب العميل وكلمة عضو "التيار الوطني الحر" عصام الحاج، ألقى باسيل كلمة في صالون الكنيسة، استهلها ب"التحية والتقدير لتاريخ رميش وأبنائها الذين صمدوا وشهدائها الذين قدموا حياتهم من أجل الوطن وبقائه". أضاف: "أنتم جزء من المقاومة التي حفظت المنطقة وحررتها، أنتم بتنوعكم وحضوركم، إن في معركة التحرير أو في حرب تموز، تشكلون مجتمعا متكاملا وصامدا قادرا على الوقوف والمواجهة". وتابع: "لكم حقوق على الدولة، ومن حرر الوطن لا يطالب بأخذ الحقوق، بل على الدولة أن تقدم له وتهتم به، وفي المرحلة المقبلة علينا تصحيح القانون الانتخابي ليكون لمنطقة بنت جبيل نائب مسيحي". وأردف: "إذا كانت رميش وقرى المنطقة بعيدة عن بيروت مركز القرار، فأنتم قريبون إلى بيت لحم، مغارة الميلاد والناصرة التي عاش فيها المسيح طفولته، والقدس مكان تعاليم المسيح وبشارته وقانا التي عبر فيها الله عن إرادته الإلهية بالأعجوبة الأولى". وأشاد بإقامة مزار أم النور في عين إبل، معتبرا أنه "يعبر عن إرادة أهل هذه المنطقة في البناء والشموخ، وسيكون هذا المزار تعبير إيمان وتشبث في الأرض ومكانا للسياحة الدينية، وهذه الأرض هي القداسة ولا أحد يستطيع تدنيسها أو تغيير طبيعتها، ولا أحد يستطيع أن يخلع أهل هذه الأرض من أرضهم، وأي إرادة لا تستطيع إقتلاعكم من أرضكم، ولا تستطيع ان تستبدل التنوع بالأحادية أو العنصرية، كإسرائيل التي نقول لها: كما انهزمت في السابق ستنهزمين بالمستقبل". وقال إن "هدية العيد ستكون إعلان الحكومة مع ميلاد المسيح، وهذه الحكومة هي للجميع، وإن لم تنجز سيكون فشلها فشلا للجميع، واذا ولدت فهي نجاح لكل لبنان وستكون على أساس الخير والعدالة، وبما أن الحكومة هي للجميع، فعلى الجميع ان يضحي لإنجاز ولادتها مع احترام معايير التأليف. نريدها حكومة للكل ولخير الكل ولمحاربة الفساد بنفس جديد لبناء مستقبل الوطن". وختم مهنئا بعيدي الميلاد ورأس السنة.

 

جمعة حول قضية ميموزا: أي حديث عن تدخل من قبلي والضغط على مجريات التحقيق ليس له أي أساس من الصحة

الأحد 16 كانون الأول 2018/وطنية - أصدر النائب أنور جمعة بيانا حول قضية معمل "ميموزا"، جاء فيه: "بناء على ما آلت إليه الأمور في موضوع التحقيق القضائي مع صاحب معمل ميموزا السيد وسام التنوري وتوقيفه ثم إطلاق سراحه، وما استتبعه من ردود فعل إعلامية وشعبية شاجبة كانت أو مؤيدة، وبما أن بعض هذه الردود لم تتصف بالمهنية الإعلامية في كثير من جوانبها، لاسيما لجهة عدم استيضاح طبيعة تحركي وموقفي من القضية، يهمني في هذا الصدد أن أوضح مجددا مقاربتي للملف:

أولا، كنت قد استقبلت وفدا من موظفي معمل ميموزا وشرحت له حيثيات القضية، مؤكدا عدم التراخي والتهاون في موضوع التلوث الذ يحصد أرواح الناس بالأمراض الفتاكة، والوقوف إلى جانبهم ومتابعة قضيتهم شارحا لهم أن المسألة ليست سياسية على الإطلاق وأن القضاء يجب أن يأخذ مجراه وهذا من صلاحيته وأن إغلاق المعمل هو مؤقت حتى إزالة التلوث. ثانيا، إن وجودي أمام عدلية زحلة أثناء التحقيق القضائي مع السيد التنوري من قبل القاضية مارجي مجدلاني كان بمحض الصدفة، إذ كنت متوجها إلى حفل إفتتاح القرية الميلادية في البردوني، فاعترض طريقي اعتصام احتجاجي لموظفي ميموزا وقطع الطريق بالنيران والحجارة، فتدخلت إلى جانب القوى الأمنية وتم فتح الطريق والتزم المتظاهرون بالتحرك السلمي والحضاري. أما داخل مبنى العدلية فلم يكن أي من النواب موجودا خلال جلسة التحقيق مع السيد التنوري، بل خارج مكتب القاضية مجدلاني التي قررت إخلاء سبيل المدعى عليه بسند كفالة مالية عالية (100 مليون ل.ل.)، وتعاملت مع القضية بطريقة مهنية بحتة ولم تخضع لأي ضغط أو تدخل. وبالتالي، أي حديث عن تدخل من قبلي والضغط على مجريات التحقيق ليس له أي أساس من الصحة، فأقتضى التوضيح. وختاما أدعو وسائل الإعلام إلى التحقق من المواقف قبل الخوض بالتكهنات والتحليلات التي لا تغني من الحق شيئا".

 

هاشم ردا على الحجيري: بئس زمن سمح لتجار المبادىء ان يبيعوا ويشتروا على قارعة المصالح والمكاسب

الأحد 16 كانون الأول 2018 /وطنية - رد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النيابية عضو "اللقاء التشاوري" النائب قاسم هاشم، على قول النائب بكر الحجيري "إن نواب السنة الستة الذين يطالبون بوزارة هم من الخوارج"، بتصريح قال فيه: "يؤسفنا بعض الانحطاط في الخطاب السياسي الذي وصلت إليه الأمور عند البعض، ممن لا يحق لهم الحديث عن خوارج وخارجين عن المبادىء والالتزامات، فأين كان البعض في مواقع السياسة الحزبية وأين أصبحوا وأين هم من القناعات والاغراءات والانزلاق للتفتيش عن دور وموقع". أضاف: "إنه زمن العجائب، زمن الانحلال والتحلل من كل القيم والأدبيات والأخلاق، يكفينا فخرا اننا لم نبع في سوق السياسة الباهتة الطائفية والمذهبية، ولم ننتقل من انتماء إلى انتماء، وتمسكنا بالثوابت والخيارات التي نشأنا عليها، واننا اليوم في اللقاء التشاوري بما نمثل الانتماء الوطني العربي المقاوم لمكوننا الوطني، في وقت تحاول وأمثالك تزوير التاريخ والانتماء والثوابت لهذا المكون، فبئس السياسة وبئس هذا الزمن الذي سمح لتجار المبادىء ان يبيعوا ويشتروا على قارعة المصالح والمكاسب".

 

باسيل رعى ريسيتالا ميلاديا في جديدة مرجعيون: ان شاء الله يكون لدينا بالاعياد حكومة وحدة وطنية فيها عدالة التمثيل

الأحد 16 كانون الأول 2018 /وطنية - رعى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الريسيتال الميلادي الذي نظمته هيئة قضاء مرجعيون وحاصبيا في مركز المطران بولس الخوري الثقافي في جديدة مرجعيون. وكان في استقبال الوزير باسيل النائب زياد الأسود، مستشارة الوزير رائد الخوري نادين نعمة، قائمقام مرجعيون وسام الحايك، قائمقام حاصبيا احمد كريدي، المطران الياس الكفوري ممثلا بالأب فيليب العقلة، رئيس مكتب مخابرات مرجعيون الرائد حنا حليحل، آمر فصيلة درك مرجعيون الملازم اول نقولا الحايك، نائب رئيس بلدية مرجعيون ساري غلمية، رئيسة هيئة قضاء مرجعيون حاصبيا في "التيار الوطني الحر" اوديل سلامة، وفعاليات اجتماعية، سياسية، دينية، تربوية، رؤساء بلديات، مخاتير، وحشد من أهالي المنطقة.

وبعد الريسيتال الميلادي الذي اقامته جوقة مار جرجس القليعة بقيادة المايسترو جورج نهرا، وكلمة ترحيب من الاب العقلة وسلامة، كانت كلمة للوزير باسيل توجه فيها الى الحضور بالقول: "أتينا الى هنا لنقول لكم انكم لستم منسيين، والعيد من دونكم ليس عيدا، واذا انتم لستم بخير نحن لسنا بخير ولبنان ليس بخير، او الأيام والظروف والدولة وكل العوامل ظلمتكم، وأتى قانون الإنتخاب الأخير ليحاول ان يقدم تمثيلا افضل، ونحن نؤكد لكم ان مشوار تمثيلكم وحضوركم سنتابعه حتى الأخير كي تتمثلوا كما تريدون"، مشيرا الى انه "صحيح ان زياد اسود ليس نائبا عن جزين فقط ولكنه نائب عن كل الجنوب وكل لبنان، وان شاء الله ، وضمن استطاعتنا، بان يكون للجنوب هذه المرة أو في المرة القادمة وزير للتيار الوطني الحر، وهذا الأمر يشعركم بأهميتكم وحضوركم". اضاف: "أنتم عندكم أرض مباركة فيها خير وعندكم بحر في الجنوب فيه خير وفيه نفط نريده ولن نستغني عنه أبدا، وعندكم اهم شيء وهو التنوع في هذه المنطقة، وهذا هو الصمود الحقيقي بوجه عنصرية اسرائيل وعنصرية الإرهاب، هذا الذي سمح للبنان ان يصمد، فكل أحادية مصيرها ان تسقط مهما تعجرفت وتوهمت ان بقدرتها الغاء الغير، فهي محكومة بالسقوط، وانتم محكومون بالبقاء لأنكم لستم أقلية منعزلة بل متفاعلة وحاضرة، أنتم كغيركم في لبنان، والأهم ان هناك محافظة على خصوصيتها وأفكارها وايمانها ومعتقدها ومسموح لها ان تعبر وتقول، وهذا ما يغني لبنان، ان كل منا يحافظ على خصوصيته ولكن يتفاعل مع الغير ويحترم الغير، ويقبل به كما هو، هذا هو لبنان، وهذا ما يميزنا عن غيرنا، واليوم الذي ننعزل فيه ننتهي وينتهي معنا لبنان، انتم الصمود والنموذج بوجه اسرائيل، اسرائيل هذا النموذح المتعنت والعنصري الذي لا يشبهنا بتنوعنا". وتساءل عن الخروقات الإسرئيلية "التي "تحصل 150 مرة بالشهر لسيادتنا وبلدنا وأجوائنا، اليس هذا خرقا؟ والعالم يسكت عن ذلك، العالم لا يحق له ان يتحدث عن خرق واحد، ويكون متحيزا، لذلك علينا دائما الدفاع عن حقوقنا وبلدنا وسيادة بلدنا". وأمل في ان "تكون كل الأيام عيد، وإن شاء الله نأتي لكم بعيدية وهي تشكيل حكومة، وهذه تكون عيدية لكل اللبنانيين، ولكن علينا الحفاظ على قيمة هذه العيدية، لأنه اذا فقدت قيمتها لا تعد عيدية إنما مشكلة، ونحن نريد ان نأتي لكم بحل، والحل يقوم على ان لا يكون هناك ظلم ولا اكراه ولا اقصاء ولا احتكار، بل عدالة، وعدالة التمثيل هي التي تأتي بحكومة وحدة وطنية، وان شاء الله بالأعياد يكون لدينا حكومة وحدة وطنية فيها عدالة التمثيل". واختتم الاحتفال بتقديم الهدايا لباسيل من قبل الاب العقلة، كما وزع باسيل وبابا نويل الهدايا على الاطفال.

 

نواف الموسوي: الوضع الاقتصادي صعب وسببه السياسات الاقتصادية منذ 1992 وأي مس بسلسلة الرتب سيجعلنا نرى في لبنان ما نراه اليوم في فرنسا

الأحد 16 كانون الأول 2018 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، خلال لقاء سياسي في بلدة برج رحال أن "الوضع الاقتصادي حرج بالتأكيد، وأن المؤشرات الاقتصادية دالة على ذلك". وقال ان "السبب ليس بالضرورة التأخير في تشكيل الحكومة، بل الوضع الاقتصادي الصعب تعود جذوره إلى أكثر من عقدين. وما وصلنا إليه الآن هو ما كان يحذر منه كثير من السياسيين وعلماء الاقتصاد، وكنا نحن في المجلس النيابي وخارجه نحذر من أن السياسات الاقتصادية التي اعتمدت منذ العام 1992 ستصل بنا إلى ما وصلنا إليه".

اضاف: "إن الدين الأكبر الآن المترتب على اللبنانيين هو بسبب موضوع الكهرباء، والديون تساوي 3 أو 4 أضعاف المبلغ الذي استدين لموضوع الكهرباء. فالدين المترتب على مؤسسة كهرباء لبنان بحسب مديرها العام، هو 12 مليار دولار، وهذا الكلام كان منذ سنوات، وأصل هذا الدين هو 3 مليار دولار، صرف منه 1.7 مليون دولار على التشغيل، و 1.3 مليون دولار على منشآت، بينما مبلغ ال 9 مليار دولار هو ديون. لذلك، فإن سياسة الاستقراض والاستدانة من أجل بناء مشاريع حيوية قد أوصلتنا إلى وجود دين كبير على اللبنانيين، لكن ما جرت الاستدانة له لا يعمل بصورة صحيحة". وتابع: "لقد أوصلتنا الاستدانة في لبنان إلى حيث بتنا جميعا أسرى هذا الوضع الاقتصادي الذي وصلنا إليه، وهو وضع خطر، وستشتد خطورته بعد عامين على أبعد تقدير. لذلك، ينبغي البحث عن أسباب هذا الوضع الاقتصادي الدقيق. وعندما يتحدثون عن الوضع الاقتصادي الصعب يشيرون إلى العجز في الموازنة، وهو سنويا 7 إلى 8 مليار، ولتسديد هذا العجز عليك أن تستدين، وبالتالي يكبر الدين العام وخدمة الدين العام فيكبر العجز".

واردف الموسوي: "جاءت الهيئات الاقتصادية مؤخرا لتقول إن الذي أوصلنا إلى حافة الانهيار هو إقرار سلسلة الرتب والرواتب، التي سببت تضخما في كتلة الإنفاق، ما سبب عجزا إضافيا في الموازنة". وأوضح أن "الموازنة تتكون من 3 أجزاء، جزء هو الإنفاق الجاري بما فيه الرتب والرواتب وما يتضمنه من تقديمات اجتماعية"، محذرا من أن "أي مس بهذه التقديمات سيجعلنا نرى في لبنان ما نراه اليوم في فرنسا"، مشبها "السياسات التي ينتهجها الرئيس الفرنسي القائمة على تحرير أصحاب رؤوس الأموال والمصارف من التزاماتهم الاجتماعية، كتلك التي يدعو بعضهم إلى اعتمادها في لبنان. فمن يدفع بخيار إيقاف تنفيذ سلسلة الرتب والرواتب فإنه يدفع بالبلد إلى مشكلة. وإن معالجة مشكلة العجز في الموازنة لا ينبغي مقاربتها من موضوع السلسلة، بل ينبغي النظر إلى أماكن أخرى، كموضوع الكهرباء مثلا، حيث يدفع سنويا 2 مليار دولار ، وهناك جزء كبير من الموازنة يذهب إلى خدمة الدين العام، حيث ندفع من 5 إلى 6 مليارات فوائد، والناس هي التي تدفع هذه الفوائد. لماذا يجب أن تستمر خدمة الدين مكلفة بهذا القدر؟". واشار الى ان "القطاع الذي يربح اليوم هو قطاع المصارف، وهو الحاكم الفعلي اليوم في لبنان". وقال: "كنا نعمل منذ مدة على أن تدفع المصارف ضريبة على الأرباح لا يدفعها المودعون في المصارف، لكن تمكنت المصارف من الضغط عبره من التملص من هذا الموضوع. ونواجه الآن مشكلة في إصرار المصارف على التمسك ببعض الديون، وإصرارها على خدمة دين مرتفعة وهذا سيؤدي إلى كارثة. ونحن كنا قد طرحنا في اللجان النيابية ضرورة شطب بعض الديون التي استوفيت أصولها من خلال خدمة دينها أو فوائدها. ولأننا دولة في حالة عسر شديد يجب شطب بعض الديون، كما أنه يجب تخفيض كلفة خدمة الدين".

وتابع: "وتأتي الآن بعض الدول وتقول إنها تريد دعم لبنان عبر القروض، كما في مؤتمر سيدر، أي من خلال إدخال سيولة إلى البلد. هذا سيؤخر وضع لبنان من أن يصبح كاليونان، لكنه لن يحل المشكلة، بل سيزيد الدين وبالتالي تزيد خدمة الدين، والعجز في الموازنة لا يزال موجودا. إن الحل لا يكون بمزيد من الاستدانة، ولذلك فإن الحكومات التي واكبت أزمة النزوح السوري هي حكومات لم تحسن التعامل مع المجتمع الدولي للحصول على حقوق لبنان المترتبة على هذه الأزمة كما فعلت تركيا التي أدارتها بشكل أفضل فأخذت في سنة واحدة قرابة 6 مليار يورو. ونحن قد وافقنا أخيرا على قرض لوزارة الصحة وفي أسبابه الموجبة معروف أن الخدمات ستقدم إلى النازحين السوريين. نحن مع احتضان النازح السوري الشقيق، لكن كان يمكن للحكومات أن تجعل جزءا من هذه القروض هبات، لكنها كانت حكومات غير حكيمة في التعامل مع المجتمع الدولي الذي كان سببا في الأزمة السورية. ونحن قلنا لجميع الجهات الدولية وعلى رأسها منسق أنشطة الأمم المتحدة في لبنان أنكم مقصرون تجاه لبنان وأنكم لم تقوموا بواجباتكم".

واكد ان "مؤتمر سيدر سيحرك الاقتصاد في البلد، لكنه لن يحل الأزمة. وإن ما نحن عليه الان يحتم وجود حكومة إنقاذ وطني، هذه الحكومة تفرض أن يجتمع فيها أصحاب القرار في لبنان الذين أظهرتهم نتائج انتخابات عام 2018. ونحن نصر على أن تضم الحكومة جميع أطياف المشهد اللبناني، لأن الحكومة القادمة مطلوب منها أخذ قرارات غير شعبية، وهناك قرارات قاسية ستتخذها هذه الحكومة. وواحدة من جملة هذه الأمور هي ما يعبر عنه بتخفيض الإنفاق، أو وضع سقف للانفاق، أو ضبط الإنفاق، وتجربة سنة 2018 أظهرت عدم جدواها. إذ طلب من الوزارات تخفيض موازناتها بنسبة 20% وهذا أوجد مشاكل عدة على صعيد تأمين خدمات للمواطنين لاسيما في المجال الصحي". وسأل: "هل يمكن تطبيق أي من هذه الإجراءات؟ الحكومة الجديدة ستأخذ قرارا من هذا النوع، لذلك ينبغي أن يكون الجميع ممثلا فيها. كما أن هناك أجزاء في عجز الموازنة غير معلنة، وكنت قد أشرت إلى ذلك في المجلس النيابي وهو الأمر المتعلق بموضوع التهرب الضريبي، والجزء الأكبر من هذا التهرب هو التهرب من الضريبة على الدخل، والضريبة على القيمة المضافة، ومعلوم من يقوم بهذا التهرب الضريبي. وأذكر أنه عندما أتى مشروع قانون من الحكومة لتعديل القانون 46 استجابة لطلبات مؤسسة دولية هي (فاتكا)، سقط من مشروع قانون الحكومة بند التهرب الضريبي، ونحن في مجلس النواب أعدنا بند التهرب الضريبي إلى القانون، وهذا مسجل في المحاضر، وحتى الآن لا أرى من يتحرك لوقف التهرب الضريبي".

وفي موضوع الفساد قال: "نحن جادون في مكافحة الفساد، وقد بدأنا من خلال تمكين الهيئات الرقابية، وتوصلنا إلى جملة من اقتراحات القوانين، ولدينا تصور نعمل على أساسه نحن والأخوة في حركة أمل. وهناك اقتراحان وقعتهما أنا والأخ هاني قبيسي بعد موافقة الرئيس نبيه بري، الاول يرمي إلى إخضاع جميع الصفقات العمومية إلى إدارة المناقصات، والثاني يرمي إلى تعديل بعض أحكام الهيئة العليا للتأديب. ونحن سنكمل في هذا الأمر، والتجربة التي قيل لنا إنها ستكون نموذجية، وأنه يجب أن نستغني عن إدارة المناقصات العمومية، بدا أنها تجربة مروعة في فشلها، وما حدث مع مجلس الإنماء والإعمار في موضوع محطات تكرير الصرف الصحي دل على وجود أعمال غير منسقة. لذلك طالبنا بوزارة التخطيط لتتولى نظم جميع الأمور. كما أن هناك أمورا يجب على الإدارات العامة والمؤسسات في الدولة اللبنانية القيام بها، ونضطر نحن النواب إلى ملاحقتها كما حصل في موضوع محطة تكرير الصرف الصحي في صور، وموضوع النفايات في معمل عين بعال. لذلك عملنا على تفعيل الهيئات الرقابية، وهذا من سبل مواجهة الفساد. كما أن تفعيل الهيئات الرقابية يتطلب وجود رؤساء وعاملين فيها نزيهين، ومضحين، وشجعان مستعدين للمواجهة". واكد الموسوي أن "إنقاذ لبنان يتطلب حكومة يجب أن يتمثل فيها الجميع". وفي موضوع التهديدات الإسرائيلية ختم الموسوي أن "لبنان بمقاومته وبشعبه وبجيشه قادر على إحباط العدوان قبل حدوثه، وموقفنا الدائم هو أننا نستطيع بعون الله تعالى أن ندافع عن وطننا وأن نحقق له الانتصارات".

 

الراعي في عظة الاحد: إفتحوا أيها السياسيون نافذة ليدخل نور الله إلى عقولكم وقلوبكم فيخرجها من ظلمة المصالح والفساد

الأحد 16 كانون الأول 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان ورفيق الورشا، أمين سر البطريرك الاب شربل عبيد، في حضور مدير مؤسسة مياه البقاع المهندس رزق رزق، وفد اوكراني على رأسه القنصل الفخري مارون مرهج، وفد من المركز الثقافي اللبناني ومؤسس جماعة العائلة المارونية فيها، رئيس بلدية قاع الريم وسام تنوري على رأس وفد، وفد من جمعية دعم الشباب اللبناني، عائلة المرحومة ميمي الياس البستاني، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري، وحشد من الفعاليات والمؤمنين. بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "لما قام يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب" قال فيها: "1. البيان ليوسف في الحلم يكمل البشارة لمريم. في البشارتين المتكاملتين تنكشف مقاصد الله في تاريخ البشر. هذا الانكشاف يتواصل في كل مؤمن ومؤمنة يعيشان على هذه الدنيا باتحاد روحي مع الله، على مثال يوسف ومريم. هذا هو أساس كرامة كل إنسان وقيمته، إذ أراده الله معاونا في تحقيق تاريخ الخلاص. إننا نصلي كي يزيننا الله بفضيلة الطاعة التي عاشتها مريم بقولها: أنا أمة الرب (لو 38:1)، وعاشها يوسف فاعلا كما أمره ملاك الرب (متى 25:1).

2. يسعدنا أن نحتفل معا بالليتورجيا الإلهية في تذكار البيان ليوسف، وقد بدأنا ليلة أمس تساعية الاستعداد لميلاد الفادي الإلهي ومخلص العالم. إنها تذكرنا بمسيرة الأجيال المنتظرة عبر أقوال الأنبياء والكتب المقدسة، مجيء المسيح المخلص الذي وعد به الله منذ سقوط الإنسان الأول، آدم وحواء، في الخطيئة، وتشويهه صورة الله فيه (راجع تكوين 15:3). هذه المسيرة تتواصل فينا، فنرجو أن نجعل من التساعية مناسبة لاستعداد روحي قائم على الصلاة والتوبة والمصالحة مع الله والناس، وعلى أعمال المحبة والرحمة تجاه العائلات التي يحرمها فقرها والعوز من بهجة الأعياد.

3. ويطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وبخاصة بالوفد الآتي من أوكرانيا وعلى رأسه القنصل الفخري السيد مارون مرهج، ومؤسس المركز الثقافي اللبناني، ومؤسس جماعة العائلة المارونية فيها كما احيي رئيس بلدية قاع الريم والوفد المرافق له. ونرحب بجمعية دعم الشباب اللبناني التي تعنى بشأن الإسكان للشباب من أجل البقاء على أرض الوطن وتأسيس عائلة. وهي تعمل حاليا على وضع خطة إسكانية مستدامة على أمل طرحها على الحكومة الجديدة. إننا نثني على جهود الجمعية ونتمنى لها النجاح في مساعيها. ونرحب أيضا بعائلة المرحومة ميمي الياس البستاني، أرملة المرحوم النائب والوزير السابق الشيخ الياس الخازن. وقد ودعناها معهم بكثير من الأسى منذ شهر ونصف الشهر. إننا نجدد التعازي لابنيها وبناتها وعائلاتهم وسائر ذويهم، ونصلي لراحة نفسها في الملكوت السماوي.

4. إن مضمون البيان ليوسف كما البشارة لمريم جاء معدلا لقرارهما ومشروعهما الزواجي، ومكملا له. كان قرارهما الزواج بحسب الشريعة الطبيعية والقانونية. فتم زواجهما ككل الزيجات في قسمه الأول أي الخطبة ذات المفعول القانوني. فالخطبة في شريعة العهد القديم زواج شرعي بكل معنى الكلمة، ويبقى القسم الثاني الذي هو انتقال العروس إلى منزل عريسها، بعد أسبوعين أو ثلاثة، لكي يتساكنا. في هذا القسم الثاني تدخل الله بتصميمه الخلاصي وبإشراك مريم ويوسف في تحقيقه.

فقبل أن تنتقل مريم إلى بيت يوسف خطيبها كشف الله مقاصده عليها وعلى زواجها بيوسف، فكانت البشاره بأن منها يولد ابن الله إنسانا بقوة الروح القدس وهي عذراء. ثم كشف هذه المقاصد إلى يوسف في الحلم، فيما كان مصمما على تطليق مريم سرا، من دون محاكمة، لعدم فهمه لحبلها ولمكانه في هذا السر الإلهي.

5. إن مقاصد الله لا تناقض مشاريعنا، بل ترتكز عليها وتكملها. كان زواج يوسف ومريم ضروريا من أجل شرعية المولود من مريم. فكان يسوع معروفا بابن يوسف ومريم من الناصرة، هكذا تسجل في الإحصاء الذي أمر به أغسطس قيصر (راجع لو 2: 1-3)، وهكذا تعاطى معه يوسف ومريم كأبيه وأمه (راجع لو 48:2). في تصميم الله كان دور مريم أن تكون أما ليسوع الذي تجسد في حشاها بقوة الروح القدس. وكان دور يوسف أن يكون زوجا وأبا شرعيا، يتولى بخدمة متفانية حراسة الكنزين: مريم وابنها يسوع.

مع أن مقاصد الله اكتملت في إرساله ابنه الوحيد، فاديا للإنسان ومخلصا للعالم، فإنها تتواصل من جيل إلى جيل تحقيقا لثمار الفداء والخلاص في كل من يؤمن. فلا بد، والحالة هذه، من أن يترك كل واحد وواحدة منا نافذة منفتحة على الله ليتدخل في مشاريع حياتنا. ففيما نحن كبشر نبني التاريخ الزمني بأحداثه، من الواجب علينا كمؤمنين أن نعمل على تحقيق التاريخ الخلاصي كما يوحيه الله سواء بإيحاءاته وإلهاماته، أم بكلامه الذي نطبقه على مجريات الحياة، أم بهداية تعليم الكنيسة. جميل أن نصلي في صباح كل يوم: يا رب، إكشف لي إرادتك في ما أقوم به في هذا النهار. فلا ننس أن الرب يسوع، الذي نستعد للاحتفال بذكرى ميلاده إنسانا، هو عماونئيل الذي يقطع طريق الحياة مع كل مؤمن.

6. هذا الكلام موجه إلى كل صاحب مسؤولية في العائلة والمجتمع والكنيسة والدولة. وأوجهه على الأخص إلى المسؤولين السياسيين الذين يعرقلون تأليف الحكومة الجديدة وبالتالي يزيدون الأزمة الإقتصادية والمالية وما يتصل بهما، حتى أنها بلغت حيز الخطر على البلاد، اضافة إلى المزيد من فقر المواطنين وتحطيم آمال الشبيبة وطموحاتها. كيف يمكن قبول هذا الواقع الشاذ في ممارسة العمل السياسي والإفراط في السلطة. كيف يمكن أن يتفاهم ويتحاور ويتشاور أهل السلطة والتكتلات النيابية والنافذون، فيما كل واحد وكل فريق متمسك برأيه ومطلبه؟ هل المقصود تعطيل الدولة التي تخسر يوميا من وارداتها ويتفاقم دينها مع إطلالة كل صباح، لغاية مبطنة ما؟ إن السلطة من طبعها مدعوة لتبني لا لتهدم، لتتقدم بالبلاد إقتصاديا وإنمائيا وأمنا لا لتعود به إلى الوراء، لتوفر الخير العام للمواطنين لا لإفقارهم.

إفتحوا، أيها المسؤولون السياسيون، نافذة ليدخل نور الله إلى عقولكم وقلوبكم، فيخرجها من ظلمة المصالح والتحجر والبغض، ومن ظلمة الفساد والمكاسب غير المشروعة، ويصلح حياتكم لكي تصلحوا أداءكم لخير لبنان وشعبه ومؤسساته.

7. في مسيرتنا الروحية نحو الميلاد، نرفع صلاتنا بالمزمور السادس والعشرين قائلين: وجهك يا رب ألتمس. وهي صلاة ترافقنا كل يوم، بحيث نستحضر الله، ونترك جانبا انشغالاتنا وهمومنا، وندخل في خلوة مع الله، لكي يخاطب قلب كل واحد منا، ويوحي ما يريد. فتتبدل حياتنا، وتتجدد بالقيم الروحية والإنسانية والأخلاقية. وتصبح نشيد تسبيح وشكر للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

قاووق: حزب الله لا يمانع أن تكون حصة الرئيس

وكالات/الأحد 16 كانون الأول 2018 /أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، خلال حفل تأبيني في بلدة سحمر، أن "لبنان يزداد منعة وتحصينا أمام كل تهديدات العدو بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة، فمعادلة المقاومة تأسر العدو، العدو اليوم محاصر بمعادلات المقاومة ومفاجآتها، وهو يعيش أزمة خيارات ويفكر ألف مرة قبل أن يعتدي على لبنان، لأن معادلات المقاومة ومفاجآتها عمقت في وعيه أن يرتدع، فالعدو مردوع بفضل تعاظم قدرة المقاومة، هذه المعادلة هي مجد وحصن لبنان".

وعلى المستوى الداخلي اعتبر أن "المشهد السياسي في الداخل اللبناني هو صورة للانقسام والمآزق والمآسي والفساد والتعطيل"، وقال: "النواب السنة المستقلون صاروا جزءا من المعادلة السياسية ولا يمكن لأحد أن يتجاهل حقهم أو أن يلغيهم، وليسوا بحاجة لاعتراف لأن نجاحهم وحجم تمثيلهم يعطيهم حقهم في المعادلة، أما رئيس الحكومة المكلف، عندما يرفض تمثيل النواب السنة المستقلين ضمنيا، فهو يتنكر لنتائج الإنتخابات النيابية، أي أنه يريد أن يلغي هذه النتائج وأن يبقى الوضع على ما هو عليه قبل الإنتخابات وبعدها، لكن الوضع تغير، فهناك نواب سنة ليسوا من المستقبل، لماذا التجاهل والإستخفاف بحقهم، سياسة التجاهل والإستخفاف بحق السنة المستقلين عقد المشكلة وبعد الحل، وأول خطوة باتجاه الحل هي في أن يستمع الرئيس المكلف إليهم ويجتمع بهم ويحاورهم".

وحول موقف "حزب الله"، قال قاووق: "ليس حزب الله من أعطاهم الحق في أن يتمثلوا بالحكومة، بل صناديق الإقتراع هي التي أعطتهم الحق، لذلك حزب الله ليس مفاوضا عنهم في التوزير في الحكومة الجديدة، حزب الله لا يضغط عليهم وإنما يقبل بما يقبلون به، وكل محاولة لتزييف الحقائق إنما هي محاولة بائسة وفاشلة من أجل التغطية عن جهة التعطيل الحقيقية، والحديث عن رفض حزب الله للثلث الضامن لرئيس الجمهورية افتراء ومحاولة فاشلة للتغطية على هوية المعطل، علاقة حزب الله بفخامة رئيس الجمهورية هي بأحسن حال، والحزب يشجع على زيادة حصة رئيس الجمهورية لأنه كلما كان الرئيس في موقع قوة داخل الحكومة كلما كانت الضمانة والتأثير والفعالية أكثر، وحزب الله لا يمانع إذا كانت حصة رئيس الجمهورية 11 أو 12، والمشكلة ليست هنا، بل في إصرار الرئيس المكلف على رفض الإستماع للنواب السنة المستقلين وإعطائهم حقهم".

 

قانون العراق وسوريا للإبادة الجماعية والمساءلة لعام 2018 .. والانتصارات الإلهية التي تسللت لبعض المنظمات الاغترابية اللبنانية في أميركا

الياس بجاني/16 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70054/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9/

 

آيل للسقوط إذا صحت الشروط

الدكتورة رندا ماروني/16 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70065/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A2%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A5%D8%B0%D8%A7-%D8%B5%D8%AD/

 

 

هواوي... أول رصاصة!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/16 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70051/%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d8%a8%d9%83%d8%b4%d9%8a-%d9%87%d9%88%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%a3%d9%88%d9%84-%d8%b1%d8%b5%d8%a7%d8%b5%d8%a9/

 سيد أحمد غزالي/رئيس حكومة الجزائر الأسبق رئيس لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية

الشرق الأوسط/16 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70049/%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%ba%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%8c-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3/