المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december16.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَسيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم، وٱلمَوْتُ لَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْد، ولا ٱلنَّوْح، ولا ٱلصُّرَاخ، ولا ٱلوَجَعُ يَكونُ مِنْ بَعْد، لأَنَّ ٱلأَشيَاءَ ٱلأُولى قَدْ زَالَتْ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/قادة وطن الأرز وكأنهم من زمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/شاعر لبنان الكبير موريس عواد في ذمة الله/الكلمة هي القداسة وهي سلاح القديسين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ممثل قائد الجيش في تشييع الشهيد رؤوف يزبك في نحلة: الجيش لن يسكت على استهدافه وسيبقى بالمرصاد لهؤلاء القتلة حتى ينالوا جزاءهم العادل

من الحرب الأهلية اللبنانية إلى الحرب الأهلية اليمنية..إندحار الغُزاة/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

وزارة مكافحة الفساد: لسنا ضابطة قضائية ونعمل وفق القوانين المرعية الإجراء والمبادئ المعمول بها دوليا لمكافحة الفساد والهدر

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 15/12/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 15 كانون الأول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

باسيل قد يتخّلى عن الثلث المعطّل...

غسان سعود: ما يقوله حزب الله عبر الجهبز جهاد الصمد فائق الخطورة

حزب الله يشخّص المعضلة: إستقواء باسيل وضعف الحريري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر قيادية سورية تؤكد تغيير قواعد الاشتباك ضد إسرائيل

واشنطن تطالب الصين بالإفراج عن كنديين اثنين محتجزين

محكمة الاتحاد الأوروبي: قرار إدراج "حماس" على قائمة الإرهاب مبرر

وزير الماني: ترامب منع حربا وشيكة في الشرق الأوسط!

أستراليا تعترف بـ«القدس الغربية» عاصمة لإسرائيل

 مجلس الأمن يستعد لدعم خطة غريفيث للسلام في اليمن

استعدادات لإصدار قرار خلال أيام ... ومطالب حكومية بتنفيذ الـ 2216... والمبعوث الأممي يحض على نظام مراقبة قوي وفعال في الحديدة

النزعات الشعبوية والسياسة الخارجية لواشنطن تهيمنان على مؤتمر «حوارات أطلسية» في مراكش وأولبرايت لم تخفِ قلقها إزاء دبلوماسية دونالد

آلاف الإسرائيليين بـ«السترات الصفراء» في مظاهرات مطلبية على الطريقة الفرنسية

فلسطيني يجرح جندياً إسرائيلياً ويخطف سلاحه... واحتدام المواجهات في الضفة وغزة

جنود الاحتلال يقتلون طفلاً ويصيبون ويعتقلون عشرات بينهم نائبان في «التشريعي» خلال هجومهم المتواصل

فلسطيني يجرح جندياً إسرائيلياً ويخطف سلاحه... واحتدام المواجهات في الضفة وغزة

جنود الاحتلال يقتلون طفلاً ويصيبون ويعتقلون عشرات بينهم نائبان في «التشريعي» خلال هجومهم المتواصل

بريطانيا: اتّساع دائرة القلق من «بريكست» بلا اتّفاق

قاضٍ فيدرالي يحكم بعدم دستورية «أوباماكير» وترمب اعتبر القرار «خبراً رائعاً» لأميركا

ترمب يعيّن ميك مولفاني بمنصب كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة

ترمب يوقع قانوناً لتكريم الرئيس الراحل أنور السادات

تركيا توسع حملة اعتقالات عناصر الجيش بدعوى الارتباط بـ«غولن» ورومانيا ترفض تسليم صحافي يواجه اتهامات مماثلة

السلطات الفرنسية تبحث عن «شركاء» لمرتكب الجريمة الإرهابية في ستراسبورغ

ووزير الداخلية الفرنسي يعتبر تبني «داعش» انتهازياً ... وتساؤلات حول نجاعة الخطة الأمنية لحماية أسواق أعياد الميلاد

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مَن سيتنازل أوّلاً... عون أو الحريري؟/عامر مشموشي/اللواء

الضغوط تتفاقم... و"انفجار" يهدّد لبنان/ناصر زيدان/الأنباء الكويتية

بدوي لبنان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

المشروع الصفوي الإيراني وأوهام الوحدة الإسلامية/القاضي الشيخ خلدون عريمط/جريدة الجمهورية

حكومة التّحول الوطني/أحمد الغز/اللواء

حزب الله مع توزير النواب الستّة لا تدليعهم/نقولا ناصيف/الأخبار

قائد «الوحدات» الكردية: مستعدون للعمل مع دمشق لصد أنقرة/الشرق الأوسط/

أسباب ضد انسحاب السعودية من اليمن!/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية وعقيلته شاركا في افتتاح تساعية الميلاد في الأنطونية الراعي: ليوشح الروح المسؤولين بروح الحكمة والقوة لتوجيه الإرادات في القرار

الحريري عاد إلى بيروت وزار ونجله حسام ضريح والده

بري يعرض الوضع الحكومي مع الطاشناق ويستقبل الجهاد الإسلامي واحمد قبلان

حرب: ألم يحن وقت تقديم مصلحة لبنان على المصالح الشخصية؟

الشامسي: إعلان 2019 عاما للتسامح في الإمارات مسار جديد من التأكيد على قيم الانفتاح والحوار وتعميقها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إِذَا جُرِّبَ أَحَدٌ فَلا يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي»! لأَنَّ اللهَ لا يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَهُ الشَّرّ، وهُوَ لا يُجَرِّبُ بِهِ أَحَدًا

رسالة القدّيس يعقوب01/من09حتى18/"يا إِخوَتِي: لِيَفْتَخِرِ ٱلأَخُ الوَضِيعُ برِفْعَتِهِ. والغَنِيُّ بِضَعَتِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ العُشْبِ يَزُول: طَلَعَتِ الشَّمْسُ بِحَرِّهَا، فأَيْبَسَتِ العُشْب، وسَقَطَ زَهْرُهُ، وذَهَبَ جَمَالُ مَنظَرِهِ، هكَذَا يَذْبُلُ الغَنِيُّ في مَسَاعِيه. طُوبَى للرَّجُلِ الَّذي يَثْبُتُ في المِحْنَة، لأَنَّهُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدِ ٱمْتُحِن، يَأْخُذُ إِكِليلَ الحَياة، الَّذي وَعَدَ بِهِ اللهُ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. إِذَا جُرِّبَ أَحَدٌ فَلا يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي»! لأَنَّ اللهَ لا يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَهُ الشَّرّ، وهُوَ لا يُجَرِّبُ بِهِ أَحَدًا. بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ بِشَهْوَتِهِ يُجَرَّب، حِينَ تَجْتَذِبُهُ وتَسْتَغْوِيه. والشَّهْوَةُ مَتَى حَبِلَتْ تَلِدُ الخَطِيئَة، والخَطِيئَةُ مَتَى ٱكْتَمَلَتْ تُوَلِّدُ المَوت. لا تَضِلُّوا، يا إِخْوَتِي ٱلأَحِبَّاء. إِنَّ كُلَّ عَطِيَّةٍ صَالِحَة، وكُلَّ هِبَةٍ كامِلَةٍ هِيَ مِنْ عَلُ، تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَار، الَّذي لا تَحْوِيلَ فيهِ ولا ظِلَّ تَبْدِيل. لقَد شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الحَقّ، لِنَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نحن لا نشبه قادتنا، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر وضعتهم حيث هم رغماً عنا.

قادة وطن الأرز وكأنهم من زمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/11 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69849/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%88%d9%83%d8%a3%d9%86%d9%87%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%b2%d9%85/

يقال: كيف يكون الشعب يولى عليه.. إلا أن حال وطن الأرز في أيامنا الحالية، أيام المِّحل والبؤس "والتعتير" التي يعيشها شعبنا على كل المستويات والصعد تخالف القول هذا كون القيادات في سوادها العظم لا تشبه الشعب اللبناني بشيء ولا هي من خامته.

هي قيادات غريبة ومغربة بالكامل عن أوجاع ومعانات وآمال وتطلعات الناس.

فهناك غربة قاتلة بين القيادات والشعب وكأن القيادات في معظمها تعيش في زمن أشبه ما يكون بزمن سادوم وعامورة بفكرها وثقافتها وممارساتها وفجورها وفجعها والنرسيسية.

ولأن لكل شيء نهاية، فإن الخالق جل جلاله لا بد وإنه في الوقت المناسب سوف يحاسب هذه القيادات التي مجاناً وهبها وزنات القيادة كونه يُمهل ولا يُهمل.

فيوم عصاه ناس وقادة مدينتي سادوم وعامورة حاسبهم الرب بالنار والكبريت.

ترى كيف سيكون حسابه لقيادات تُفقر ناسها وتحرمهم من كل مقومات الحياة الكريمة فيما هي تعيش حياة البطر والبذخ والفجور؟

إن المؤمن لا ييأس من رحمة خالقه، ولهذا فإن لبنان القداسة والقديسين لن تقوى عليه كل هرطقات قادته مهما على شانهم الأرضي والسلطوي الزائل.

كما أن الشدائد والصعاب مهما اشتدت لن تحبط اللبناني ولن تفقده لا إيمانه ولا رجائه.

نعم نحن لا نشبه قادتنا، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر وضعتهم حيث هم رغماً عنا.

ولأن جلد الذات عقيم في وضعنا الصعب ولن يكون الحل،

فإن واجبنا أن نرذل كل قادتنا الروحيين والزمنيين العابدين تراب الأرض والمتخلين عن واجباتهم والمسؤوليات.

نحن بحاجة إلى قادة ومفكرين ورجال دين شرفاء وضميرهم حي.

قادة خامتهم من خامتنا ويخافون الله ويوم حسابه الأخير.

إن الحرية لا تعطى بل تؤخذ، كما صون الكرامة له أثمان ويتطلب تضحيات وقرابين.

في الخلاصة، فإن وطن الأرز بحاجة لقيادات ورعاة يبذلون أنفسهم بفرح من أجل شعبهم وليس العكس.

ونختم مع ما قاله يَسُوعُ المسيح لتلاميذ (متّى02/من20حتى28): ("تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين»).

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

قادة وطن الأرز كأنهم من زمن سادوم وعامورة/الياس بجاني/11 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%83%d8%a3%d9%86%d9%87%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%a7%d8%af%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ممثل قائد الجيش في تشييع الشهيد رؤوف يزبك في نحلة: الجيش لن يسكت على استهدافه وسيبقى بالمرصاد لهؤلاء القتلة حتى ينالوا جزاءهم العادل

السبت 15 كانون الأول 2018 /وطنية - شيع الجيش اللبناني وبلدة نحلة المجند الشهيد رؤوف حسن يزبك، في موكب مهيب تقدمه العميد خالد زيدان ممثلا وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، النائب العميد الوليد سكرية، القاضي الشيخ مهدي اليحفوفي ممثلا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام عبد الأمير قبلان، رئيس دائرة البقاع الثانية الرائد غياث زعيتر ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، النقيب ذو الفقار الديراني ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء إدوار صليبا، آمر فصيلة بعلبك النقيب حسن إبراهيم ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وفد من قيادة حركة "أمل" في إقليم البقاع برئاسة مصطفى السبلاني، وفد اللقاء التشاوري الوطني في البقاع، رؤساء بلديات ومخاتير، وفود من عائلات وعشائر المنطقة، وفعاليات دينية واجتماعية.

ووري الشهيد في الثرى في جبانة البلدة بعدما أدت له التحية ثلة من رفاق السلاح على وقع لحن الموتى الذي عزفته موسيقى الجيش اللبناني، وصلى على جثمانه الشيخ عباس يزبك. وكان قد أقيم في حسينية نحلة احتفال تأبيني استهله المربي صبحي يزبك بكلمة رحب فيها بممثلي قيادة الجيش والأجهزة الأمنية. ودعا المحامي علي يزبك إلى "تطبيق العدالة بحق الجناة".

وتحدث عم الشهيد المختار علي حويشان يزبك مؤكدا "أن ما يحصل اليوم هو رسالة نريدها ان تصل الى المعنيين في أن منطقة بعلبك - الهرمل امام حالة يرثى لها، كما ونوجه رسالة الى كل مسؤول في الدولة من فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بأن مطلبنا هو الأمن، وإن منطقتنا تريد الانماء وليس الاجرام والإرهاب، فكفانا حرمانا وفقرا وقلة فرص عمل، ولتنظروا الينا ايها المسؤولون بالعين الساهرة". وأضاف: "نحن في خدمة الجميع، والشهيد هو لكل الناس، وليس لنا عدو إلا العدو الإسرائيلي، ورؤوف ابننا وإبنكم، وهو يستأهل هذا المأتم المهيب، خاصة بوجود ممثل قائد الجيش وممثلي قادة الأجهزة الأمنية والعلماء الأفاضل وهذه الوجوه الكريمة". بدوره شقيق الشهيد حكمت يزبك قال: "تلقينا اتصالا من قائد الجيش العماد جوزاف عون، وقد وعدنا بأن الحق سيأخذ مجراه، ونحن نقول باننا نفتخر في أن نكون اولاد هذه المؤسسة العسكرية، وشهيدنا وهو ابن هذه المنطقة الغالية استشهد وهو يدافع عن الوطن وعن المنطقة". وتابع: "لن نسكت عن حق دماء أخينا، ولن نترك حقه علينا ولو بعد مئة عام، فالدم لا يذهب الا بالدم، ونأمل من اهلنا الشرفاء في عشيرة آل جعفر تسليم القتلى والاحتكام إلى العدالة".

زيدان

والقى العميد زيدان كلمة باسم الوزير الصراف وقائد الجيش فقال: "مرة جديدة يحط الاستشهاد رحاله في الجيش، ليرفع الى عالم المجد والخلود أحد جنوده الأبطال الميامين الذين كانوا عند وعدهم وقسمهم للدفاع عن لبنان، وحماية ابنائه حتى آخر قطرة من دمائهم الذكية الطاهرة. ومرة اخرى تضيف بلدة نحلة الى سجلها الوطني المشرق والى قافلة شهدائها الابرار الذين سقطوا على درب الشرف والتضحية والوفاء واحدا من خيرة شبابها وخيرة عائلاتها الكريمة". وتابع: "لقد كان شهيدنا الغالي رؤوف يؤدي واجبه العسكري بكل تفان واخلاص، فإذا بأيادي الظلام والاجرام تصوب رصاصات الغدر لتصيبه مع رفاقه ويرتفع على إثرها شهيدا بطلا تنحني له الهامات والقامات. لكن الجيش كعادته لن يسكت على استهدافه وسيبقى بالمرصاد لهؤلاء القتلة حتى توقيفهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، تماما كما سيستمر في تنفيذ العمليات الأمنية الاستباقية لملاحقة عصابات الجريمة التي تمارس الخطف والسرقة والقتل وتجارة المخدرات وتسعى إلى بث سمومها بين المواطنين". وأردف: "شهيدنا الغالي رؤوف، نودعك اليوم أهلا وأصدقاء إلى مثواك الاخير، لكن خصالك الحميدة ومآثرك البطولية ستبقى محفورة في قلوبنا وعقولنا، فنم قرير العين حيث أنت في عالم الخلود، لأن جيشك لن ينساك ولن ينسى عائلتك ابدا، ويعدك أنها ستبقى أمانة في وجداننا وعقولنا". وتوجه باسم الصراف وعون من ذوي الشهيد ورفاقه وأصدقائه بأحر التعازي وعميق المواساة، سائلا الله عز وجل "أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته ويمن على الأهل بنعمة الصبر والسلوان". وتلا نبذة عن حياة الشهيد يزبك، مشيرا الى أنه "من مواليد نحلة 12/2/1997 مددت خدماته في الجيش اعتبارا من 7/5/2015، حائز على تنويه وتهنئة العماد قائد الجيش مرتان، من عداد لواء المشاة السادس -الكتيبة 61، حائز على تهنئة وزير الداخلية والبلديات مرة واحدة، حائز على تهنئة قائد الكتيبة مرة واحدة، عازب، استشهد بتاريخ 14/12/2018 أثناء قيامه بواجبه في محلة الشراونة".

 

من الحرب الأهلية اللبنانية إلى الحرب الأهلية اليمنية..إندحار الغُزاة

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/15 كانون الأوّل 2018

لم تبق قوّة إقليمية قريبة أو بعيدة إلاّ وغمست يدها في الحرب الأهلية اللبنانية (وعلى هذا المنوال جرت الحروب الأهلية في ليبيا وسوريا واليمن)، بدءاً من الشقيقة الكبرى سوريا ولحقتها في ذلك إسرائيل ومن ثمّ إيران، فضلاً عن قوات منظمة التحرير الفلسطينية، والتي انتشر سلاحُها في طول البلاد وعرضها. وانتهت هذه التّدخُّلات بعد تضحياتٍ جسام باندحار إسرائيل عام ألفين، وتلاها اندحار القوات السورية وإنهاء عصر الوصاية السورية عام 2005، وما زال التّدخُّل الإيراني الملتبس بحزب الله ينال من استقلال البلد وسيادته، كذلك هي الحال في الحرب الأهلية اليمنية، والتي تدور رُحاها على أشلاء شعبٍ فقير فتكت به آلة الحرب وأكملت مآسيها آفات الجوع والمرض والبؤس، حتى باتت صُورُ الأطفال المرضى والجوعى التي تتسرّبُ من يمنٍ كان "سعيداً" في غابر الأيام، تُثير الخوف والقلق والاشمئزاز ، تدخّلت إيران بادئ الأمر ودعمت الحوثيين كفصيلٍ داخلي وشجّعتهم على الخروج على الشرعية، وتدخّلت بعدها المملكة العربية السعودية ومعها دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعهما تحالف دولي بآلة حربٍ رهيبة، كان أبرزها الطيران الحربي الذي خلّف وراءه مآسٍ وكوارث إنسانية أكثر ممّا وفّر حلولاً ناجعة. يتقدّم اليمنيُّون "المُتحاربون" اليوم( بمساعدة الإرادة الدولية  الجادّة في إنهاء الحرب اليمنية) نحو إيجاد حلولٍ شافية للحرب الأهلية التي يقوم بها الآخرون على أرضهم (كما كان اللبنانيون يقولون عن حروب الآخرين على أرضهم)، وهذا لعلّه يُبشّر بخيرٍ وعافية لليمن المنكوب، ولعلّه يُثبت مرّةً أخرى لازمة أنّ الوطن باقٍ والاحتلال إلى زوال، طال الزمنُ أو قصُر، وهذا سيتحقّق ولا ريب، بإرادة الشعوب وصبرها وتضحياتها في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان ، سيرحلُ الغُزاة على أمل أن يلحق بهم الطُّغاة.

 

وزارة مكافحة الفساد: لسنا ضابطة قضائية ونعمل وفق القوانين المرعية الإجراء والمبادئ المعمول بها دوليا لمكافحة الفساد والهدر

السبت 15 كانون الأول 2018 /وطنية - صدر عن وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد البيان الاتي ردا على احدى الصحف: "نظرا إلى أن حصة الدولة من رأسمال شركة طيران الشرق الأوسط هي نحو98% وأن حصة القطاع الخاص هي نحو 1%، نطرح سؤالا بسيطا على الجميع بعيدا من التشنحات والاتهامات: هل تريدون أن تكون حوكمة هذه الشركة بطريقة متحضرة وأن يطلع القطاع العام على القرارات التي تتعلق بحصته أم أن هذا الموضوع محصور كليا بالقطاع الخاص؟ وهل هي شركة مال عام أو خاص؟ مع العلم أنه كلما فتحنا ملفا يأتينا الرد من منظومة معينة تنتقدنا وتسأل لماذا لم نفتح ملفا آخر. لذا نقول إن جميع الملفات ملك هذا الشعب ولا حصرية في مكافحة الفساد التي بدأناها منذ فترة بسيطة مع تأسيس هذه الوزارة، بينما كان الكثير من السياسيين وأصحاب الرأي حاضرين في هذا المعترك منذ أكثر من 40 عاما. فمن الأفضل أن تكون هناك مقارنة عادلة لأعمالنا وأعمال الغير، وعندها يمكن الحكم على جديتنا. أما عن نجاحات الشركة، فنطلب اليوم أن يكون هناك تقييم حيادي وعلمي لكل ما تقوم به الشركة وأن تكون الدولة على علم بما يتم التصرف فيه بالمال العام بغض النظر عن نجاحه أم لا. وسنتقدم بهذا الموضوع إلى القضاء لتبيان إذا ما كان للدولة اللبنانية صفة الاطلاع أو التدخل. وإذا أردتم جميعا، وسائل إعلام وسياسيين، أن نسكت عن هذا الموضوع، فنقول لكم أن النجاح الذي تتغنون به هو في الإدارة الحكيمة والحديثة وليس في التنظير والانتقادات والضرب العشوائي بوزارتنا المستحدثة مؤخرا". وتابع: "إلى كل من يزعم أننا نسكت عن الملفات، هذا ما تظنونه أنتم فقط. ونكرر أننا لسنا ضابطة قضائية ولا جهاز استقصاء لنجرم أحدا بل نعمل وفق القوانين المرعية الإجراء والمبادئ المعمول بها دوليا لمكافحة الفساد والهدر وإرساء الحوكمة الحديثة في أجهزة الدولة والمؤسسات العامة. ونؤكد أننا نسعى إلى نجاح شركة طيران الشرق الأوسط وأن تكون الرائدة في العالم العربي كما وأن يكون مطار بيروت الجسر الجوي الطبيعي بين الشرق والغرب ونشجع نجاحات موظفي هذه الشركة من ملاحين وطيارين وجهاز إداري".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 15/12/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

خلاصة الوضع هذا اليوم تبدو كالآتي:

- ترقب إجتماع رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة المكلف، فور عودة الأخير من باريس.

-التداول بإمكان تأليف الحكومة في أسرع وقت، لمواجهة إسرائيل في مجلس الأمن، ومعالجة الوضع الإقتصادي.

- تأكيد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى على صلاحيات الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة.

- مشاركة الرئيس نجيب ميقاتي في إجتماع المجلس الشرعي.

- تعبير الرئيس بري عن غضبه مما آلت إليه عملية تأليف الحكومة من عثرات.

- قول البطريرك الماروني إن رئيس الجمهورية لا يتحمل لوحده الوضع القائم.

-إتخاذ الجيش اللبناني إجراءات مشددة في بعلبك، وتشييع الجندي الشهيد وملاحقة القتلة.

-تداعي هيئات من المجتمع المدني إلى إجتماعات ومداولات في الأوضاع الإجتماعية.

- تحرك متوقع لكل من الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي الأسبوع المقبل.

في الخارج التطورات كالآتي:

- تأكيد سعودي على خفض إنتاج النفط، وتوقع اتصالات أميركية في هذا الخصوص.

- إعلان وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تستطيع الصمود أربعين سنة في ظل العقوبات الأميركية.

- تشديد الرئيس التركي على متابعة قضية خاشقجي حتى النهاية.

- مزيد من الإعتداءات الإسرائيلية في الضفة والقطاع.

- إعلان قطري أن مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى إصلاحات.

- سبت آخر فرنسي من التظاهرات وإنقسام بين أصحاب السترات الصفراء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

موجة التفاؤل بولادة حكومية وشيكة، تكسرت مجددا على صخرة الواقع السياسي المتصلب، مع تمترس الكثير من اللاعبين خلف مواقفهم غداة مشاورات بعبدا الأخيرة.

هذا الإنسداد الحكومي، ولد إستياء وامتعاضا كبيرين لدى رئيس الجمهورية كما رئيس مجلس النواب. الرئيس ميشال عون عبر عن هذا الواقع بالقول أمام زواره: أصبحنا أمام خطر وجودي علينا وعلى بلدنا، وإذا بقينا على ما نحن عليه فبالتأكيد نحن سائرون إلى المهوار وبالتالي صار لا بد من إتخاذ خطوات إنقاذية. والرئيس نبيه بري عكس زواره غضبه بالقول: ما يبعث على الشعور بالضيق والإستياء، هو أننا صرنا في آخر الطريق "ووصلت اللقمة إلى التم" ولكنهم أبعدوها في آخر لحظة.

في المقابل، يحرص الرئيس المكلف على بث أجواء تفاؤلية، وبعدما قال بلسانه إن الحكومة باتت على بعد المئة متر الأخيرة، كرر بلسان أحمد الحريري اليوم الأمل بالتشكيل قبل رأس السنة، داعيا لعدم الإصغاء للأصوات العالية. بالطبع لا يشمل الأمين العام ل"المستقبل" بكلامه سمير جعجع، ولا سيما عندما يقول الأخير: "ما بيسترجو يستغنو عن سعد الحريري والبديل ثرثرة سياسية".

على أي حال، الجميع بانتظار عودة الرئيس المكلف من لندن، فهل ينجح إجتماعه المقرر مع رئيس الجمهورية في إنتشال الحكومة من جمودها هذه المرة؟، أم أن الإجتماع المنتظر يضاف إلى الإجتماعات السابقة، مع ما يرتبه الفشل من أثمان في زمن تقرع فيه وكالات عالمية أجراس الخطر الإقتصادي على لبنان؟.

في فرنسا، أجراس ذوي السترات الصفر تقرع هي الأخرى بوجه إيمانويل ماكرون. وبعد شهر على بدء تحرك المحتجين، نزلوا مجددا إلى الشارع للسبت الخامس على التوالي، غير آبهين بالتنازلات التي قدمها الرئيس الفرنسي. وأكثر من ذلك رفعوا شعار "فريكست" الفرنسي على غرار "بريكست" البريطاني، مطالبين بخروج باريس من الإتحاد الأوروبي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الآمال الكبار لا تزال معقودة على اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، للتشاور في ما آلت اليه نتائج لقاءات رئيس الجمهورية، تمهيدا لايجاد مخرج من الأزمة الحكومية المفتعلة تحت عنوان توزير سنة الثامن من آذار.

وفيما تتعدد السيناريوهات للمخرج المنتظر، فإن الثابت حتى اللحظة هو الاجماع على ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لاخراج البلاد من المأزق ومواجهة التحديات الاقتصادية والمالية.

واليوم أكد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي انعقد برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أن قضية تشكيل الحكومة وصلاحيات رئيسها ليست قضية طائفة بل قضية وطن وبناء دولة.

دوليا فإن خامس مرحلة من احتجاجات السترات الصفر في فرنسا، سجلت تراجعا لعدد المحتجين الذين طالبوا باستقالة ماكرون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من خلف ركام بيتها الذي هدمه الاحتلال للمرة الثالثة في مخيم الأمعري، أطلت أم ناصر أبو حميد: "الحمد لله رافعين راسنا، البيت اللي فجروه الصهاينة طلع منو مناضلين". الأم كانت تتحدث عن قصة بطولة، عن شهيد وستة من أفراد العائلة محكومين بالمؤبد، ما هدم الاحتلال عزيمتهم.

عزيمة يحذر مراقبون صهاينة من أنها تزداد صلابة. فالعمليات الفلسطينية في الضفة الغربية باتت أكثر جرأة ونجاحا، والرهان على السياسات العقابية أعطى نتائج عكسية في السابق، فتهديم ستمئة وسبعين منزلا في الانتفاضة الثانية، واعتقال أكثر من أربعة الاف فلسطيني لم يجد نفعا، يقول محللون صهاينة.

في باريس، لم تجد نفعا الجهود الاستيعابية التي بذلها الرئيس الفرنسي تجاه أصحاب السترات الصفر. فللسبت الخامس على التوالي، نزل عشرات الالاف إلى شوراع العاصمة، مطلقين الهتافات الداعية إلى استقالة ماكرون.

ومع الضبابية التي تحيط بالوضع في باريس، هل ينقشع نور الحكومة اللبنانية من بين ضباب لندن وسياسة قضاء الحوائج بالكتمان؟. مصادر مطلعة تكشف ل"المنار" عن اتصالات في الكواليس يفترض أن تظهر نتائجها مطلع الأسبوع المقبل، تسير وفق خارطة الطريق التي وضعها لقاء العاصمة البريطانية بين الرئيس المكلف والوزير باسيل. وفي حال أثمرت الجهود إيجابا، تقول المصادر، إن مصير الحكومة سيتبلور ان لم يكن قبل الميلاد فقبل رأس السنة، وإلا فالبحث عن مخرج سيستمر مع ادراك الجميع أن الوقت لم يعد يرحم والتنازل بات واجبا لا يفرق بين أحد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حكومة الانجازات الموعودة تنتظر ازالة لوحات اللاآت والاشارات الحمراء لتسهيل التشكيل. حتى الساعة ال"لا" أكثر من ال"نعم". لا لحكومة مكبرة لا لحكومة مصغرة. لا لتوزير سنة 8 آذار، لا لاستقبال النواب الستة، لا للاعتراف بهم، على طريقة لاآت مؤتمر الخرطوم الثلاث. الرئيس المكلف لا يرضى بتسلل سنة 8 آذار إلى الحكومة، كما ينقل عنه، بعدما نجحوا في نيل حصة لا بأس بها من الشارع السني، ولن يوقع على مرسوم حكومة فيها وزير من الستة، وهذا موقف لا رجعة فيه ولا عودة عنه، كما قال من لندن، التي وللمفارقة أيضا بشر فيها الرئيس الملف بأن سباق الحكومة شارف على الانتهاء وهو في أمتاره المئة الأخيرة، من دون ان يكشف عن مصدر التفاؤل غير المستند إلى وقائع ملموسة، ولا عن معطيات الانفراج المكتوم غير المعلوم حتى الساعة.

بصيغة الأحجام وليس الإقدام واستعمال أدوات الشرط، تتم مقاربة الملف الحكومي: إما يتراجع النواب الستة عن مطلبهم، وإما يتراجع الحريري عن رفض توزيرهم، وإما يرضى الرئيس عون بتوزيرهم من حصته. لكن الأكيد ان الحل ليس متوافرا حتى الساعة، وثمة من يقول ان المسألة تخطت توزير أحد النواب الستة أو من يختارونه، لتصبح مسألة توازنات قوى داخل مجلس الوزراء، واستتباعا داخل المنظومة السياسية المنتظمة تحت سقف الطائف، والمتطلعة لاحقا إلى ما يخرق هذا السقف لرسم لوحة جديدة للفسيفساء اللبنانية، تعلق على جدار الأزمات المتناسلة في هذا البلد منذ انكسار العثمانيين وانتصار الفرنسيين منذ مئة عام.

إذا، الجميع متمسك بمواقفه، لا اختراق جديا حتى الساعة في الحائط السميك لأزمة التشكيل، ولا مؤشرات يمكن الركون إليها للقول ان بعد العسر يسرا. الشيء الأكيد ان الأزمة الاقتصادية مستفحلة والناس في ضائقة كبيرة، والأعياد التي ينتظرها الأطفال والأولاد تحولت مناسبات للحداد على شهداء، ومرتعا للفساد الذي ينشط في طول البلاد وعرضها، واستمرارا الكساد الذي هو سمة الأعياد هذا العام.

وفي فرنسا، انتقلت السترات الصفراء من المطالب الاجتماعية والحياتية إلى الشروط السياسية والأوروبية. استقالة ايمانويل ماكرون والخروج من الاتحاد الأوروبي. في بريطانيا "بريكست" وفي فرنسا "فريكست". السبت الأصفر الخامس على التوالي، تحول تقليدا في العاصمة الفرنسية باريس ومدن أخرى.

ماكرون يهتز ولا يسقط والمعارضة تنكفىء ولا تتراجع، في وقت يعيش الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسوأ أيامه وأنحس أوقاته، مع ادانة محاميه السابق مايكل كوهين بدفع رشاوى لشراء سكوت غانيتين كانتا في ما مضى محظيتين لدى ترامب، ما يهدد ما تبقى من ولايته بالانهيار أم بالاقالة القسرية أو الاستقالة الطوعية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

المجتمع الدولي ينتظر ولادة الحكومة للافراج عن مقررات مؤتمر "سيدر". وولادة الحكومة تنتظر حل العقدة السنية. وحل العقدة السنية ينتظر توافق الرئيس الحريري و"اللقاء التشاوري" والرئيس عون على الحل. والتوافق على الحل يمر حكما بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان واجتماعه بالرئيس ميشال عون في قصر بعبدا.

وفي المعلومات ان الاجتماع المذكور سيتم خلال 48 ساعة على أبعد تقدير، وان البحث فيه سيتركز على آلية حل مثلث الأضلاع: قبول الحريري بالاجتماع بنواب "اللقاء التشاوري"، قبول النواب المذكورين بتوزير شخصية مقربة منهم وليس واحدا منهم، وقبول الرئيس عون بالتنازل عن مقعد من حصته الوزارية يعطى ل"القاء التشاوري". فهل يقر اجتماع بعبدا الحل المنتظر، أم اننا سنبقى كلبنانيين معلقين في دائرة الانتظار إلى ما بعد الأعياد وبدء السنة الجديدة؟.

توازيا، قضية الأنفاق ستكون نجم الأسبوع الطالع في لبنان والأمم المتحدة، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيوفد مبعوثا خاصا إلى لبنان، ليبحث مع المسؤولين اللبنانيين في مسألة الأنفاق. أهمية الزيارة انها تأتي عقب زيارة لوفد عسكري اسرائيلي إلى موسكو. ومن المنتظر ان يشدد الموفد الروسي على أهمية التقيد بمندرجات القرار 1701.

على خط آخر، يعقد مجلس الأمن اجتماعا الأربعاء المقبل للبحث في القضية نفسها. ووفق مصادر دبلوماسية معنية، فإن لبنان سيرصد المواقف الدولية، فإذا اكتشف ان هناك حملة مبرمجة عليه لتأكيد وجود أنفاق، فإنه سيطلب من مطلقي الاتهامات ضده ان يقدموا الوثائق التي تثبت ذلك، وعندها يبنى على الشيئ مقتضاه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في اليوم الخامس بعد المئتين من دون حكومة، استنفذت كل الأخبار والتحليلات والتسريبات والمعطيات عنها، ولم يعد بالإمكان العثور على خبر عنها. كأن المعنيين بها نفضوا أيديهم منها لاكتشافهم، بعد انقضاء ما يقارب السبعة أشهر على المحاولات اليائسة للتشكيل، أنهم جميعا تساووا في العجز كما تساووا في التنظير لأسباب الفشل في التشكيل، فمنهم من يرد الأسباب إلى أصفاد خارجية تكبل الأيادي، ومنهم من يعتبر أن العناد الداخلي هو المسبب للتعثر، لكن بين التذرع بالخارج وربط التعثر بالداخل، انهارت كل الآمال بولادة الحكومة في سنة الإنتخابات، وكأن لبنان لا يحتمل إنجازين دستوريين في السنة: انتخابات وحكومة جديدة، فتكون ال 2018 للإنتخابات، وتكون ال 2019 للحكومة الجديدة، ولكن من دون معرفة أي شهر.

إنها المأساة- الملهاة في بلد يمارس السياسة العبثية، فيما المواطن يئن من أوضاع إقتصادية ضاغطة جدا، والبلد يئن من أوضاع مالية تضغط على الخزينة، فأصبحت زيارات حاكم مصرف لبنان لبعبدا أو لعين التينة أو ل"بيت الوسط"، هي الزيارات الأكثر متابعة، وأصبحت كل كلمة يقولها وزير المال هي الكلمة الأكثر اهتماما وتحليلا.

ما يمكن أن يحرك المياه الراكدة في مستنقع التشكيل، عودة الرئيس المكلف من لندن وزيارته لقصر بعبدا حيث يطلعه رئيس الجمهورية على أحدث جولة مشاورات أجراها على مدى أسبوع، وانتهت إلى أجواء غير مشجعة لأن الشروط بقيت على حالها ولم تسجل أي تعديل أو تليين في المواقف.

وفي ظل هذا الفراغ الحكومي، تقدم الوضع الأمني من باب عملية الاعتداء التي تعرض لها الجيش اللبناني في منطقة بعلبك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تقبلت نحلة البقاعية العزاء بشهيدها، شهيد الوطن رؤوف يزيك. أبناؤها شيعوا مجندا، على صوت هادر يرفض استهداف مؤسسة عسكرية دفعت الدماء لتحمي أهل القرى. فالجيش لن يكون عدوا ولا خصما ولا على طرفي نقيض مع قراه وناسه وأبناء أرضه، لكن وظيفته حكما ستضعه على خطوط عداء مع عصابات مارقة تمتهن الإجرام واللصوصية والخطف والمخدرات، والمطلوبون منهم يتخذون من أسماء العائلات الكبرى غطاء للمهمة.

وكما أن للجيش عدوا هو إسرائيل والإرهاب، فإن المتربصين بين القرى والمتخذين السكان دروعا والمستهدفين جيشهم، هم أيضا العدو الثالث الذي يحرق قلوب أمهات وآباء. واليوم أدلت نحلة بهذه الكلمات، رفعت الشهيد على الأكف، ونطقت باللسان واعترضت على اجتماعات بعض العائلات التي وضعت الجيش هدفا.

وكما نعثر على حماة اللصوص والقتل، فإن لدينا فروعا أخرى لحماة الفساد والتلوث الذي يضرب الليطاني، فما إن أوقف القضاء صاحب معمل واحد من المتهمين بالتلوث، حتى هبت الحمية السياسية. وبدافع الوقوف مع عمال معمل "ميموزا"، اصطف ثلاثة نواب من زحلة أمام قصر العدل، وسهروا على ضمان خروج سالم للمتهم من بين "براثن العدالة". وبسحر ورق محارم اجتمع "القواتي" مع "العوني" مع "حزب الله"، نواب متحدون، متضامنون، قلقون على بقاء صاحب معمل "ميموزا" قيد التحقيق، ومتخوفون من أن يستمر حجزه في عطلة نهاية الأسبوع.

يا للهول كيف "أحيي العدل" في عز الليل، وكيف خرج النائب ميشال الضاهر ليبشر المنتظرين بأن "الزلمة طلع بكفالة مية مليون ليرة وعم يتأمنلو المصريات". وهذا يزايد على ذاك، فيعلن نائب "الجمهورية القوية" جورج عقيص اعتراضه على توقيف شخص من دون آخر، فيما يحاول النائب أنور جمعة أن ينأى بنفسه، فيسقط في تصريحاته قائلا بتسجيل توضيحي إنه لا يضغط لكنه يستلحق عطلة نهاية الأسبوع، حتى لا يبقى السيد تنوري محتجزا.

ثلاثة نواب من زحلة، ومن ثلاثة مكونات هي أساس حكم البلد، تدخلوا لسحب مدير معمل من وجه التحقيق. لم يسمحوا بالتوسع. فعن أي بلد نتحدث؟، من سيأتي بالإصلاح ومن سيحارب الفساد؟. فمن ورق المحارم اخترقوا المحرمات، واستخدموا أوراق "ميموزا" ليمسحوا بها القضاء.

وإذا كانت هذه عينات التعامل مع العدالة، فإن العينات السياسية ليست بأفضل حال، مع هبوب مسحة حزن على التأليف التي عبر عنها الرئيس نبيه بري، حيث بدا أن رئيس المجلس قد فقد الأمل من "الفول والمكيول" معا، وقال إنه أكثر من مستاء إلى حد الغضب، فقد أصبح الوضع لا يحتمل، ولا يجوز أبدا أن نكمل بهذه الطريقة، البلد يسقط من بين أيدينا، وكثيرون يتفرجون على هذا السقوط.

وما يبعث على الشعور بالضيق والاستياء، بحسب بري ل"الجمهورية"، هو "أننا صرنا في آخر الطريق، ووصلت "اللقمة للتم" ولكنهم أبعدوها في آخر لحظة. وكان ينقص هذا التصريح فقط عبارة: "طار البلد"، من دون أن يكون هناك "حكمت ديب" ليغامر بالرد.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 15 كانون الأول 2018

النهار

للمرّة الأولى تعمد المصلحة الوطنيّة لنهر اللّيطاني إلى إزالة تعديات قائمة على أملاكها في الجنوب رغم اعتراضات الأهالي وعمدهم إلى قطع عدد من الطرق وإشعال إطارات. عمدت مصارف إلى رفع عمولتها على الشيك المصرفي من دولار واحد إلى دولارين كما رفعت رسوماً أخرى على المعاملات من دون إعلام العملاء مُسبقاً. حمل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الوزير جبران باسيل الذي ضمّن كلمته في لندن أن لبنان بفضل شعبه وقوّاته المسلّحة حرّر أرضه من الجماعات الإرهابيّة وسألت التعليقات عن دور المقاومة. في إطار سعيها الدائم إلى القبض على العمل النقابي، أطلقت حركة سياسيّة نقابة جديدة لأصحاب محطّات تكرير وبيع مياه الشرب

اللواء

توقفت مصادر سياسية في 8 آذار عند تكرار زيارات مرجع روحي إلى مرجع رسمي، في محاولة لمعرفة ليس حجم التنسيق، بل طبيعة المواضيع الخطيرة.

يُقلّل قيادي وسطي من ظاهرة مستجدة في الجبل، لكنه يدعو لأخذ الحيطة والترقب!..

فوجئت مجموعة سفراء، تسنى لها زيارة الجنوب العام الماضي، وقبل أسابيع من هذه السنة، برسوخ الهدوء على طول الحدود الجنوبية.

المستقبل

إن قيادياً في التيّار "الوطني الحرّ" نقَل عن رئيس "التيّار" الوزير جبران باسيل نفيه ما تردّد عن مطالبته بـ "الثلث المعطّل" في الحكومة العتيدة.

الجمهورية

يبدي أحد المراجع إستغرابه من طروحات في الإعلام حول صيغ حكومية جديدة في حين إن الأشخاص المعنيين بالتأليف لم تفاتحونه بهذه الصيغ.

وجّه مسؤول روحي نصيحة الى أحد المراجع الرئاسية طالباً منه التدخّل لكي لا يحمل وحده وزر الإنهيار اذا حصل.

تقصّد رئيس حزب الظهور بمظهر الوسطي في حين إن خصومه قالوا إنه وسطي في الشكل وما يزال طرفاً أساسياً في المضمون.

البناء

قالت مصادر يمنية إنّ الشهور الثلاثة القادمة سترسم مستقبل اليمن بين هدنة تتولى خلالها إدارات محلية عسكرية ومالية تولي مناطق السيطرة لأمد طويل تجري خلاله جولات تفاوض متقطعة وشراكة للأمم المتحدة في تطبيق شروط الهدنة وتنظيم المصالح المشتركة وبين فتح الباب لحلّ سياسي ينتهي بانتخابات شاملة وانسحاب القوات الأجنبية من اليمن، وقالت المصادر إنّ التوجه الأميركي يبدو راجحاً لحساب الخيار الأول.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

باسيل قد يتخّلى عن الثلث المعطّل...

"الراي الكويتية"/15 كانون الأول 2018

عشية انقضاءِ أسبوعٍ على المَسعى الذي أطلقه لكسْر دوران مأزق تشكيل الحكومة الجديدة في حلقةٍ مفرغة، تتدافع الأسئلةُ حول إذا كان استخدام الرئيس العماد ميشال عون رصيدَه في محاولةٍ لإيصال مسار التأليف الى «شاطئ الأمان» سيُفضي الى إنهاء هذه الأزمة المتمادية منذ نحو 7 أشهر أم ان «كرة النار» الحكومية ستبقى تتدحْرج على وقع تَعاظُم المخاطر المالية - الاقتصادية والتحديات السياسية والأمنية الداخلية والخارجية. وشخصت الأنظار أمس على العودة المرتقبة للرئيس المكلف سعد الحريري خلال ساعات الى بيروت حيث يفترض ان يلتقي عون لجوْجلة حصيلة الاتصالات التي أجراها رئيس الجمهورية ابتداء من الاثنين الفائت وشملت في شكل رئيسي «حزب الله» والنواب السنّة الستة الموالين له والذين تحولوا «العقدة والمفتاح» في عملية التأليف بعدما اشترط الحزب توزير أحدهم وإلا... لا حكومة.

وكشفتْ وقائع المبادرة الرئاسية الرامية الى استيلاد الحكومة قبل الأعياد «وإلا الكارثة» أن صيغة الحلّ لعقدة سنّة 8 آذار محكومة باستحالتيْن كرّستهما الأيام الماضية وهما: عدم إمكان القفز فوق مبدأ توزير هؤلاء مباشرة أو عبر مَن يمثّلهم، وعدم إمكان ان يكون ذلك من حصة الحريري، وسط ارتسام حلّ وحيد «مثلث البُعد» في سلّة واحدة تفترض التوازي والتوازن بالتنازلات على قاعدة أن يقبل الرئيس المكلف بتمثيل «مجموعة الستة» عبر شخصية قريبة منهم بعد الاعتراف «بوجودهم»عبر لقائهم، وأن يوافق هؤلاء على التراجع عن اشتراط توزير أحدهم والقبول باسم من خارجهم، وأن يتخلّى رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل عن تَمسُّكه بالثلث المعطّل لفريق عون فيكون تمثيل سنّة 8 آذار من حصّته. وبدا واضحاً في الساعات الماضية بروز تجاذب حول مَن يسبق مَن الى «التنازل الأول»، وسط اعتبار البعض وعبر وسائل إعلام قريبة من «حزب الله» أن المدخل لإنجاح مبادرة عون يكون بتخلي باسيل عن الثلث المعطّل، في مقابل إشارة آخرين الى أن «مفتاح الحل» يبقى باستقبال الحريري لمجموعة الستة كـ «اعترافٍ ضروري» بالشكل لنتائج الانتخابات ومع التداول بخيارات عدة لحصول مثل هذا اللقاء سواء في القصر الجمهوري او مقرّ البرلمان. وفيما عكَس هذا التجاذب بحسب أوساط سياسية عدم نضوج التسوية «المتزامنة الخطوات التراجعية» وعدم استعداد أي طرف من «مثلث الحلّ» لتقديم تنازله ورقةً مجانية قبل ضمان ان يلتزم الآخرون بحصّتهم من التسوية، جاء ما تم التداول به أمس عن «مُلحَق سياسي» يشترطه «حزب الله» للإفراج عن الحكومة ليطرح علاماتٍ استفهام كبرى حول مغْزى هذا الأمر اذا كان صحيحاً ولا سيما أنه سيعني فتْح الأزمة على مستويات أخرى أكثر تعقيداً بكثير.

فقد أوردتْ «وكالة الأنباء المركزية» ان موافقة «حزب الله» على توزير سنّة 8 اذار بشخصية يختارونها رُبطت بحزمة شروط تم رفْضها وبينها «إعادة العلاقات الى طبيعتها مع النظام السوري بمعزل عن قرارات الجامعة العربية، توجيه الدعوة الى سورية للمشاركة بالقمة الاقتصادية التنموية في بيروت في يناير المقبل، تحديد موقف رسمي حكومي واضح من العقوبات المفروضة على حزب الله ووضع استراتيجية دفاعية تشرْعن المقاومة ودورها المستمرّ ما دامت اسرائيل في الوجود، على غرار الحشد الشعبي في العراق».

وفي غمرة هذا المناخ المحتدم، كان بارزاً حض زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، الحريري على استقبال النواب الستة، مطالباً بإزالة هذه الذريعة مع رفْضه كسْر الرئيس المكلف، ومعاوداً الإضاءة على العامل السوري في الواقع اللبناني عبر ربْطه ما وصفه بـ «الغارة» (بالمواكب السيارة وبعضها مسلّح) التي نفّذها مؤيدون للوزير السابق وئام وهاب في المختارة قبل نحو اسبوعين، بالنظام السوري «فنظام بشار الأسد وحده يقوم بهكذا غارات ومن الممكن انه يخطط لاختراق الساحة الدرزية فلا اختصاص لنظام بشار ووالده سوى ‏القتل».‏ ولم تنظر دوائر متابعة بارتياح الى تعديل وكالة «موديز» للتصنيفات الائتمانية النظرة المستقبلية لتصنيف لبنان من مستقرة إلى سلبية بسبب «زيادة المخاطر على وضع السيولة الحكومية والاستقرار المالي في البلاد»، معتبرة أن هذا الأمر يلاقي التحذيرات المتصاعدة من عدم أخذ الواقع الاقتصادي المالي بالاعتبار في عملية «عض الأصابع» المفتوحة في الملف الحكومي، وسط بروز حِراك في الشارع سواء عبر المجتمع المدني المتمثل بـ «حزب سبعة» الذي أغلق أمس مداخل عدد من الوزارات تحت شعار «بدنا حكومة هلق» فيما يستعدّ الحزب الشيوعي اللبناني لتظاهرة غداً بوجه الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

 

غسان سعود: ما يقوله حزب الله عبر الجهبز جهاد الصمد فائق الخطورة

جنوبية/15 كانون الأول/18/غرّد الناشط غسان سعود على مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحته الخاصة “تويتر” حيث وصف ما يقوله حزب الله عبر النائب جهاد الصمد بفائق الخطورة. وإذ رأى أن القصة ليست الحرص على تمثيل سنّة 8 آذار ولا على “تكسير” رأس الرئيس المكلّف ولا شيء بل أنه “ممنوع” أن يكون الرئيس قوي وله الحق في “الفيتو”.

 

حزب الله يشخّص المعضلة: إستقواء باسيل وضعف الحريري

منير الربيع/المدن/15 كانون الأول/18

خُلعت كل القفازات. ولا مجال للمجاملات أو المواربات بعد اليوم. الرسائل السياسية التي يتم إرسالها عبر الكواليس، وبعضها تسرب للعلنية، ترمي مسألة عرقلة تشكيل الحكومة على رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. حتى حزب الله لم يعد قادراً على الصمت، إزاء التعطيل المتمادي والمتعمّد. وقد أوصل الرسالة المطلوبة سراً وعلناً إلى المعنيين: الثلث المعطّل الذي يطالب به الوزير باسيل هو الذي يعرقل تشكيل الحكومة. وباسيل كان واضحاً حين قال إنه لن يدخل الحكومة من دون أحد عشر وزيراً، رافضاً تسميتهم بالثلث المعطل، معتبراً أن هذه الحصة من حقه مقارنة مع نتائج الإنتخابات.

صلاحيات ما قبل الطائف

يستغرب حزب الله، كما غيره من القوى السياسية، كيفية تساهل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مع مطالب باسيل، لا سيما في ما يتعلق بصلاحياته، وحجم تحديد الحصص في الحكومة. وفيما لا يمانع حزب الله بحصول باسيل على 11 وزيراً أو حتى أكثر، كونه حليفاً.. وما يكسبه الحلفاء ويحققونه هو أمر جيد للحلف ككل، إلا أن ما يتوقف عنده حزب الله، هو أن باسيل يبحث عن الثلث المعطل منفرداً من دون الحلفاء فهو لا يريد تمثيل سنّة 8 آذار ضمن هذا الثلث الحكومي. وهذا ما يدعو للإستغراب أولاً، ويدفع إلى تهميش هؤلاء الحلفاء السنّة (بالغي الأهمية للحزب). وبالتالي، لا يمكن القبول بهذه الهندسة الباسيلية للحكومة، طالما أن الحريري يرفض بحزم التنازل لصالحهم حتى الآن.

النقطة الثالثة والأساسية، هي أن باسيل من خلال إصراره على الثلث المعطل، يهدف إلى تحقيق مكسبين كبيرين (على حساب الجميع طبعاً). الأول، أن يكرّس منطق حصول رئيس الجمهورية "القوي" مع فريقه، على ثلث معطّل في الحكومات المتعاقبة. وهذا يوحي بتكريس عودة شطر مهم من الصلاحيات الرئاسية التي كانت قد انتُزعت، وفق "اتفاق الطائف". استعادة لصلاحيات رئاسية واسعة عملانياً وليس معنوياً فقط. فيكون الرئيس حينها، قادراً على فرض شروطه حول تحديد جدول الأعمال، وتسيير الشؤون الحكومية. المكسب الثاني، هو التأسيس للمرحلة المقبلة، أي الاستعداد للإنتخابات الرئاسية الآتية، والتي يريد باسيل لهذه الحكومة أن تهيئ الأرضية اللازمة لمعركته فيها، مقابل تحجيم الآخرين، وتطويقهم في الثلث الذي يستند إليه.

توجس حزب الله

لا يبدو حزب الله مهتماً بكل هذه التفاصيل. لكن، أيضاً عند البحث في موجبات معارضة هذا الثلث من دون الحلفاء، فإن حزب الله يوحي بأنه يرفض مبدأ الإستفراد أو الإستقواء. وهنا، ثمّة من يعود بالإستذكار إلى أيام التفاهم العميق بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل، وبين رئيسي الجمهورية والحكومة، منذ ما بعد التسوية الرئاسية. حينها أكد حزب الله، بأكثر من طريقة، بأنه لن يسمح بعودة زمن الثنائية المارونية - السنية، ومن يعارض هذه، فبالتأكيد لن يسمح لمنطق الفردية بدلاً من الثنائية.

كل الأجواء الإيجابية، التي يجري بثّها إعلامياً، ليست إلا نوعاً من زوابع جديدة في فنجان الأزمة. فلا الفنجان سينكسر ولا الزوبعة ستخرج منه. طريقة الخروج من المأزق واضحة، ولم يعد من لبس فيها: أن يتنازل رئيس الجمهورية عن وزير من حصته لصالح توزير سنّة اللقاء التشاوري، أو أن يتنازل رئيس الحكومة المكلّف. ولدى توجيه السؤال إلى حزب الله، بأنه هو من يفسح المجال أمام هذا التعطيل، ولو أراد الحل للجأ إلى الضغط على باسيل ورئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة، لكنه يفضّل عدم تشكيلها حالياً، في ظل الظروف الإقليمية والعقوبات وتداعياتها.. فإن حزب الله لا يقيم أهمية لهذا الكلام، ويعتبر أن من يرى ذلك، فهو لا يعرف الحزب ولا طريقة تفكيره.

وهنا ثمّة من يذكّر بالمواقف العنصرية التي أطلقها باسيل، وتصريحاته الأخرى التي اعتبر فيها انه يريد العيش بسلام الجيرة مع إسرائيل، وبأن لا خلاف أيديولوجياً معها، فيقول مقربون من الحزب: "هل كان حزب الله يوافق على مثل هذه التصريحات؟". والأمر نفسه بالنسبة إلى سلوك باسيل الإنتخابي، والهجوم على حركة أمل ورئيسها، أو السعي قدر الإمكان لإسقاط الشيخ حسن زعيتر في جبيل، فهل هذه حصلت بناء على صمت حزب الله؟ يرى الحزب أن باسيل يستند إلى بعض نقاط القوة لديه، ولدى رئيس الجمهورية من جهة، ولكنه أيضاً يستند على ضعف الحريري وعدم صموده دفاعاً عن صلاحياته.

التعطيل والتلميح

تصرّفات باسيل تدفع إلى تآكل العهد، وتآكل الإقتصاد معاً، حسب ما تشير مصادر متابعة، معتبرة أن كل الكلام الذي يحمّل حزب الله مسؤولية العرقلة، هو ذرّ للرماد في العيون، وينطلق من حسابات سياسية. وهنا تكشف المصادر أن خلال اللقاء بين رئيس الجمهورية ووفد حزب الله، كان التوافق الإستراتيجي متجلّ، ولكن هذا مفصول عن الوضع مع باسيل، الذي أيضاً يحاول تحميل الحزب مسؤولية تدهور الإقتصاد وعرقلة المؤسسات. وترمي المصادر إلى ما لمّح إليه ربما وفد الحزب في بعبدا لرئيس الجمهورية، حول تعطيل البلد لثلاث سنوات ونصف السنة، سنتان منها لانتخابه رئيساً، و11 عشر شهراً لتوزير باسيل، وشهر لتحقيق مطلب باسيل في حكومة الرئيس تمام سلام. كل هذا التعطيل لم يأت أحد على ذكره وذكر آثاره السلبية على الإقتصاد والمؤسسات، وفقط المطالبة بعدم الإحتكار وتمثيل النواب الستة هي التي ستؤدي إلى الإنهيار؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر قيادية سورية تؤكد تغيير قواعد الاشتباك ضد إسرائيل

الراي الكويتية/السبت 15 كانون الأول 2018

أفادت صحيفة "الراي" الكويتية أن الجيش السوري غير قواعد الاشتباك مع إسرائيل، حيث تستعد دمشق للرد بالمثل على أي ضربة من قبل تل أبيب. ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم عن مصادر قيادية في سوريا قولها إن دمشق اتخذت هذا القرار على خلفية اتخاذ روسيا موقفا صارما إزاء عمليات إسرائيل في سوريا بعد حادث إسقاط طائرة "إيل-20" الروسية ومقتل جميع العسكريين الروس الـ 15 الذين كانوا على متنها، في سبتمبر الماضي.وحمّلت موسكو تل أبيب مسؤولية هذا الحادث المأساوي، واتخذت سلسلة خطوات من أجل ضمان أمن عسكرييها في سوريا، أبرزها تسليم منظومات "إس-300" للدفاع الجوي للجيش السوري. وأوضحت الصحيفة أن "دمشق تترقب أي ضربة إسرائيلية ضد أهداف عسكرية محددة لترد بضربة مماثلة، وهذا يعني أن ضرب مطار في سوريا ستقابله ضربة ضد مطار في إسرائيل، وهكذا دواليك". وذكرت المصادر أن دمشق قررت الرد على أي خروقات جوية إسرائيلية تتسبب بتدمير القدرات العسكرية السورية أو بقتل مستشارين غير سوريين أو ضباط وجنود سوريين، حسب المعادلة التالية: "المطار بالمطار والثكنة بالثكنة ومراكز السيطرة والتحكم بمثلها داخل إسرائيل". وأشارت "الراي" إلى أن موسكو أبلغت تل أبيب بعد حادث "إيل-20" بوجود ضباط روس في كل قاعدة عسكرية بسوريا، سواء كانت فيها قوات سورية أو إيرانية، وحذرت الدولة العبرية من أن "أي ضربة ضد هدف سوري أو إيراني سيستهدف القوات الروسية التي لن تسمح بسقوط جنودها وضباطها على يد إسرائيل بصورة مباشرة أو غير مباشرة". وأكدت مصادر الصحيفة أن موسكو أعطت لدمشق الضوء الأخضر لضرب إسرائيل في أي وقت تشن فيه الدولة العبرية غارات جوية أو ضربات صاروخية على أهداف عسكرية سورية. وذكرت المصادر أن سوريا، خلافا للادعاءات الصادرة عن إسرائيل، "تملك اليوم أحدث الصواريخ الدقيقة التي تستطيع إصابة أي هدف داخل إسرائيل"، مضيفة أن القوات السورية تسلمت صواريخ "لم تكشف عنها بعد وهي بعيدة ومتوسطة المدى وتعمل على نظام "غلوناس"، الذي هو النسخة الروسية من نظام تحديد المواقع العالمي GPS. وتابعت المصادر: "بالتالي فان تسليم إيران (لسوريا الصواريخ) وتصنيع صواريخ داخل سوريا قد اكتمل، على الرغم من تصريح إسرائيل الخاطئ بأنها دمرت القدرة السورية الصاروخية".

ولفتت المصادر إلى أن طهران زودت دمشق بما يكفي من الصواريخ، موضحة: "في طهران الصواريخ الدقيقة وأكْلة الـ"سابزي" (SABZI) هما الأرخص والأكثر توافرا!".

 

واشنطن تطالب الصين بالإفراج عن كنديين اثنين محتجزين

وكالات/السبت 15 كانون الأول 2018 /أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه ينبغي للصين الإفراج عن مواطنين كنديين احتجزا هذا الأسبوع بعدما ألقت السلطات الكندية القبض على مسؤولة تنفيذية كبيرة بشركة هواوي الصينية بناء على أمر ترحيل أميركي. وتصريحات بومبيو هي أول تعليق لمسؤول أميركي كبير على مسألة احتجاز الكنديين التي وصفها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأنها قد تؤدي إلى تصعيد النزاع التجاري المتنامي بين الولايات المتحدة والصين. في وقت، أعلن مسؤولون كنديون أن سفير كندا لدى بكين التقى الجمعة بدبلوماسي كندي سابق موقوف في الصين للمرة الأولى منذ اعتقاله.

 

محكمة الاتحاد الأوروبي: قرار إدراج "حماس" على قائمة الإرهاب مبرر

(RT)- السبت 15 كانون الأول 2018/أسقطت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي التماسا قدمته حركة "حماس" بطلب رفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الاتحاد، إثر إدراجها على قائمة الإرهاب الأوروبية أواخر عام 2001.

وأعلنت المحكمة التي تتخذ من لوكسمبورغ مقرا لها، في بيان أصدرته أمس أنها تعتبر قرار إدراج الحركة على القائمة السوداء مبررا وترفض مطالب الحركة بإلغاء الخطوات التي اتخذت بحقها خلال الفترة ما بين 2010 و2014 وفي عام 2017، بما في ذلك تجميد الأرصدة المصرفية للحركة في دول الاتحاد. وخلصت المحكمة العامة إلى أن قرار مجلس أوروبا إدراج "حماس" على قائمة الإرهاب اعتمد غالبا على "قرارات أمريكية"، إلا أن قرار وزير الداخلية البريطاني يكفي لاتخاذ هذه الخطوة على مستوى الاتحاد ولم يكن على المحكمة دراسة المعلومات التي استند إليها الوزير في تقييماته. وأشارت المحكمة إلى أن تولي "حماس" مقاليد الحكم في قطاع غزة عقب إجراء انتخابات تشريعية والطابع السياسي للحركة ومشاركتها في الحكومة لا تشكل أرضية كي لا تشملها قواعد الاتحاد، مضيفة أن الحركة لا تستطيع طلب إلغاء قرارات مجلس أوروبا بناء على مبدأ "عدم التدخل"، لكونها ليست دولة ذات سيادة. وأكدت المحكمة أن القرارات المتعلقة بتجميد أرصدة "حماس" لم تكن غير مقبولة أو غير متكافئة، مضيفة أن هذه العقوبات لا تنتهك الحقوق الأساسية للحركة لأنها تهدف إلى التصدي للمخاطر التي يشكلها الإرهاب على الأمن والسلام الدوليين. وفي قرارها من 17 ديسمبر 2014، خلصت المحكمة العامة إلى أن قرار إدراج "حماس" على قائمة الإرهاب الأوروبية جاء استنادا إلى معلومات من وسائل الإعلام والإنترنت، وعلّقت بذلك شكليا الخطوات الصادرة بحق الحركة لكن دون تجميد سريانها. لكن محكمة العدل الأوروبية، أعلى هيئة قضائية في الاتحاد الأوروبي، ألغت هذا القرار في 26 يوليو 2017 وطالبت المحكمة العامة بإعادة النظر في القضية.

 

وزير الماني: ترامب منع حربا وشيكة في الشرق الأوسط!

سبوتنيك/السبت 15 كانون الأول 2018 /كشف وزير الخارجية الألماني السابق، زيغمار غابرييل، أن حربا كانت على وشك الاندلاع في منطقة الشرق الأوسط، حين وقعت أزمة الخليج بين قطر ودول المقاطعة قبل عام ونصف العام. وذكر غابرييل الذي كان وزيرا لخارجية ألمانيا في ذلك الحين، أن وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تليرسون، سحب فتيل الحرب الوشيكة. وأوضح المسؤول الألماني السابق: "في أزمة الخليج لم نكن بمنأى عن هجوم عسكري، وتليرسون قام بالكثير لكي لا يحدث هذا". وكانت صحيفة التايمز البريطانية قد ذكرت في تقرير لبيل ترو من القاهرة، بعنوان "السعودية كانت على وشك شن حرب على قطر"، إن السعودية وحلفاءها كانوا يخططون لهجوم عسكري على قطر قبل أن يتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويقنعهم بعكس ذلك. وقالت الصحيفة إن ترامب تدخل وسط مخاوف من أن تتفاقم الأزمة، وتتحول إلى حرب إقليمية. وأضافت أن ترامب تدخل للحيلولة دون شن السعودية والإمارات هجوما عسكريا ضد قطر.وافتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم السبت، منتدى الدوحة 18، وقال وفي كلمته، إن موقف بلاده لم يتغير من حل الأزمة الخليجية، وعدم التدخل بشؤون الدول الداخلية، مجددا التأكيد على أن "الحوار هو الذي يكسر الهوة بين الفرقاء مهما اشتدت الخلافات"، وذلك وفقا لقناة "الريان" الرسمية القطرية.

 

أستراليا تعترف بـ«القدس الغربية» عاصمة لإسرائيل

سيدني/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/أعلنت أستراليا اليوم (السبت) أنها تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل لكنها أوضحت أنها لن تنقل بعثتها الدبلوماسية من تل أبيب قبل إبرام اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأكد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الذي أعلن عن هذه الخطوة، أن بلاده مستعدة للاعتراف بتطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، عندما يتوضح وضع المدينة في اتفاق سلام. وقال موريسون: «نتطلع إلى نقل سفارتنا إلى القدس الغربية عندما يصبح ذلك قابلا للتنفيذ (...) دعما لاتفاق على الوضع النهائي (للمدينة) وبعد أن يتم التوصل إليه»، موضحا أن العمل لتحديد موقع جديد للسفارة جار. وتابع رئيس الوزراء بأنه بانتظار ذلك، ستفتح أستراليا مكتبا مكلفا الدفاع والتجارة في الشطر الغربي من القدس. وأضاف: «بالإضافة إلى ذلك، وتأكيدا على التزامنا حلا بدولتين، فإن الحكومة الأسترالية مصممة أيضا على الاعتراف بتطلعات الشعب الفلسطيني إلى دولة مستقبلية عاصمتها القدس الشرقية». وكان موريسون أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) أنه «منفتح» على مقترحات لم يحدد مصدرها للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. لكن في مواجهة انتقادات في الداخل وتهديدات بردّ تجاري من الخارج، أكد أنه يريد مشاورة حلفائه أولا. ودان حزب العمال المعارض هذا الإجراء، معتبرا أن الحكومة وضعت «المصلحة الشخصية قبل المصلحة الوطنية». وقالت المسؤولة في حزب العمال بيني وونغ في بيان إن «الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل بينما ما زالت سفارة أستراليا في تل أبيب، ليس سوى خطوة لإنقاذ ماء الوجه». وأضافت: «إنه قرار ينطوي على مجازفة كبيرة ولا يفيد في شيء». ويمكن لقرار موريسون أن يثير توترا. واعترف الرئيس الأميركي دونالد ترمب في السادس من ديسمبر (كانون الأول) 2017، بالقدس عاصمة لإسرائيل، في تعارض مع الدبلوماسية الأميركية المعتمدة منذ عقود، ما أثار غضب الفلسطينيين وتنديدا من المجموعة الدولية. وفتحت السفارة الأميركية الجديدة أبوابها في 14 مايو (أيار) بالتزامن مع حمام دم في قطاع غزة الذي شهد مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين على طول الحدود. وقتل 62 فلسطينيا في ذلك اليوم بنيران القوات الإسرائيلية. وحذر رئيس البعثة الدبلوماسية العامة لفلسطين في أستراليا عزت عبد الهادي، ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، من أن الحكومة الفلسطينية ستدعو الدول العربية والإسلامية إلى «سحب سفرائها» من أستراليا و«اتخاذ إجراءات مقاطعة اقتصادية». أما المنظمة غير الحكومية «شبكة أستراليا للدفاع عن فلسطين» فقد أكدت أن قرار موريسون «لا يخدم مصالح الأستراليين». وقال رئيس المنظمة الأسقف جورج براونينغ إن هذا الإجراء «يقوض كل إمكانية حقيقية للتوصل إلى اتفاق مقبل ويشجع إسرائيل على مواصلة انتهاكاتها اليومية لحقوق الفلسطينيين». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن بعد قرار ترمب أن الكثير من الدول ستحذو حذو الرئيس الأميركي، لكن هذا الأمر لم يتحقق. وحدها غواتيمالا قامت بنقل سفارتها إلى القدس وإبقائها هناك. أما سفارة باراغواي التي نقلت إلى القدس في مايو فقد عادت إلى تل أبيب بعد أربعة أشهر من تلك الخطوة بسبب تغير السلطة. وأبدى قادة أستراليا والبرازيل والجمهورية التشيكية رغبتهم في نقل سفارات بلادهم إلى القدس، لكن من دون اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه.

 

 مجلس الأمن يستعد لدعم خطة غريفيث للسلام في اليمن

استعدادات لإصدار قرار خلال أيام ... ومطالب حكومية بتنفيذ الـ 2216... والمبعوث الأممي يحض على نظام مراقبة قوي وفعال في الحديدة

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/توقع دبلوماسيون غربيون أن يصوّت أعضاء مجلس الأمن، خلال أيام، وعلى الأرجح الأربعاء، على مشروع قرار يرعى التوافقات التي توصل إليها أطراف الحرب في اليمن، ويستجيب للدعوات التي أطلقها المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث من أجل إنشاء آلية مراقبة «قوية وفعالة» لوقف إطلاق النار في الحديدة وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى ملايين المحتاجين في كل أنحاء البلاد. غير أن المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي، حض مجلس الأمن على تنفيذ القرارات الصادرة عنه بشأن اليمن، لا سيما القرار 2216 «لإنهاء الصراع ولسنا بحاجة إلى إصدار مزيد من القرارات». وقدم غريفيث إفادة إلى أعضاء مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من عمان، فأوضح أنه «خلال هذا الأسبوع، وخلال مشاوراتنا في السويد، توصلت أطراف النزاع إلى اتفاقات عدة مدرجة في إعلان استوكهولم، التي دخلت حيز التنفيذ في 13 ديسمبر (كانون الأول) بعد نشر الوثائق»، معتبراً أن «كل الأطراف قدمت تنازلات»، لكنه أعلن أنه «ممتن لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أظهر دعمه الشخصي لهذه العملية والاتفاقات التي كنا نتفاوض عليها في السويد». وأضاف: «أنا ممتن للرئيس (عبد ربه منصور) هادي الذي تابع عن كثب مفاوضاتنا التي كانت مشاركتها أساسية في جميع الملفات».

ولفت إلى أن الاتفاقات «تشمل عمليات انسحاب متبادلة على مراحل، ولكن سريعة، من كل موانئ الحديدة الثلاثة والمدينة»، لافتاً إلى أن «ذلك سيتحقق في سياق وقف النار على مستوى المحافظة». وشدد على أن «المطلوب من الأمم المتحدة هو أن ترصد امتثال الأطراف لهذه الالتزامات»، قائلاً: «أنا متأكد من أن هذا المجلس يرغب في تلبية هذا المطلب»، إذ إن «نظام مراقبة قوياً وفعالاً ليس ضرورياً فحسب. بل هناك حاجة ملحة أيضاً». وكشف أن الطرفين «سيرحبان به». وأضاف أنه «بناء على توجيهات الأمين العام، تعمل الإدارات المعنية في نيويورك وغيرها على وضع الخطط للانتشار العاجل بناء على القرارات التي سيتخذها مجلس الأمن. لقد كانت الحديدة محل الاهتمام العالمي على مدى عام، وكان لذلك أسباب وجيهة. إن الحديدة شريان حياة حيوي للبرنامج الإنساني الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين. التوقعات المروعة بحدوث المجاعة، جعلت حل مسألة الحديدة أمراً عاجلاً وضرورياً. لذلك، تدور طبيعة ما اتفق عليه من انسحاب (القوات) حول الحاجات الإنسانية، ويعد السماح للأمم المتحدة بالقيام بدور رئيسي في الميناء خطوة أولى حيوية». وأكد أهمية أن يحصل ذلك خلال أيام. وذكر أن الأمم المتحدة ستقوم بدور رئيسي في دعم شركة اليمن لموانئ البحر الأحمر في عملية الإدارة والتفتيش في الحديدة والصليف ورأس عيسى. وسيشمل ذلك مراقبة محسنة من آلية الأمم المتحدة للتحقيق والتفتيش. وقد وضع فريق الأمم المتحدة في اليمن خطة تتطلب دعماً محدداً من الدول الأعضاء. وكذلك أفاد غريفيث بأنه «في السويد، ناقشت الأطراف أيضاً إطار العمل الخاص» الذي أعده، قائلاً إن «المبدأ الأساسي في إطار العمل، يستند إلى المرجعيات الثلاث؛ مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار 2216»، بغية «إعادة مؤسسات الدولة واحتكار الدولة للقوة من خلال توفير مستقبل سياسي واضح لجميع الأطراف وجميع أولئك الذين لديهم رأي في حل هذا النزاع». وأضاف: «وافقت الأطراف على مناقشة الإطار في الجولة المقبلة من المشاورات (...) وأنا مسرور للغاية بالردود الإيجابية بشكل عام للأطراف».

وكذلك قدم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك إحاطة قال فيها إن «اتفاق الحديدة يقربنا من وقف حقيقي للأعمال العدائية»، مشيراً إلى أن هناك «ضرورة للعمل وتنفيذ الالتزامات من الأطراف ويجب التعجيل بها». وأضاف أن «أكثر من 20 مليون يمني، أو ثلثي سكان اليمن، يعانون انعدام الأمن الغذائي طبقاً للإحصاءات التي توفرها المنظمات الدولية»، مؤكداً أن «هناك كارثة مؤلمة تتمخض في اليمن وهي تزداد سوءاً والملايين يعانون الجوع والمرض ورسالتهم إلى العالم أنه ينبغي لهذه الحرب أن تنتهي». وكرر مطالبته بتحقيق وقف العمليات العدائية أولاً، وحماية إمدادات الغذاء والحاجات الأساسية وتيسير عمليات الإغاثة ثانياً، وإعادة الاستقرار إلى الاقتصاد اليمني ثالثاً. وتمويل خطة الاستجابة التي أعدتها الأمم المتحدة رابعاً، و«الأكثر أهمية» في نظر لوكوك أن «تواصل الأطراف الانخراط بجدية مع عملية غريفيث، بما في ذلك تطبيق الاتفاقات التي جرى التوصل إليها في السويد». وأشاد غالبية أعضاء مجلس الأمن بالاتفاقات التي توصل إليها اليمنيون. وقالت المندوبة الأميركية الدائمة نيكي هيلي إنه «في موسم الأمل هذا، ليس على المجتمع الدولي أن يكتفي بالأمل فقط للشعب اليمني»، مضيفة أن «لدينا القدرة على تغيير واقعهم». ودعت أعضاء مجلس الأمن إلى القيام التالية عبر «البناء على ما تقدم (...) لإحلال السلام في اليمن». وقالت المندوبة البريطانية كارين بيرس خلال الاجتماع إن بلادها وبصفتها حاملة القلم للمسائل المتعلقة باليمن في مجلس الأمن «ستستأنف العمل» على قرار مجلس الأمن، مضيفة: «نحن نخطط لتأييد الاتفاقات التي جرى التوصل إليها، ودعم تنفيذها، وتحديد الخطوات التالية العاجلة». ودعت إلى «العمل مع الزملاء لمعالجة متطلبات مهمة المراقبة»، مرحبة بخبر موافقة الجنرال الهولندي على تولي قيادة هذه المهمة لأن «هذه خطوة جيدة للغاية للأمام. نحن ندرك أهمية مراقبة الامتثال ونفهم أهمية أن يكون للأمم المتحدة دور رائد في دعم تشغيل الموانئ». وأملت في «العمل على وجه السرعة للتوصل إلى قرار مجلس الأمن الذي سيقدم أقوى دعم ممكن لما تم إنجازه حتى الآن ويوفر لمارتن غريفيث وللأطراف أساساً متيناً مع تحركهم نحو اتفاق بنهاية يناير (كانون الثاني) المقبل». وقال المندوب اليمني إن ما تمخضت عنه مشاورات السويد «يمثل خطوة جادة في اتجاه إجراءات بناء الثقة ويبشر بتحقيق سلام يتطلع إليه شعبنا اليمني»، داعياً مجلس الأمن إلى «العمل على تنفيذ القرارات الصادرة عنه بشأن الحال في اليمن، لا سيما القرار 2216 لإنهاء الصراع ولسنا بحاجة إلى إصدار مزيد من القرارات».

 

النزعات الشعبوية والسياسة الخارجية لواشنطن تهيمنان على مؤتمر «حوارات أطلسية» في مراكش وأولبرايت لم تخفِ قلقها إزاء دبلوماسية دونالد

مراكش: حاتم البطيوي وعبد الكبير الميناوي/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/هيمنت موضعات متنوعة على نقاشات مؤتمر «حوارات أطلسية» في مدينة مراكش في دورته السابعة التي ينظمها «مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد»، لفترة ثلاثة أيام تنتهي اليوم، تحت شعار «ديناميات أطلسية: تجاوز نقاط القطيعة»، وذلك تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس. ومن بين الموضوعات التي ناقشها المؤتمر: تصاعد النزعات الشعبوية، وتوجهات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والجدل المتنامي حول النزعة الحمائية، فضلاً عن علاقة الشمال بالجنوب على المستوى الأطلسي، والكيفية التي يمكن لحلف «ناتو» أن ينجو من تغيرات النظام الجيوسياسي، وأبعاد البحر المتوسط وشمال أفريقيا في الديناميات الأطلسية، والبعد الإنساني لأزمة الهجرة والنظام العالمي الأميركي والعصر الرقمي والعقد الاجتماعي الحديث، وما بعد مرور 10 سنوات على الأزمة المالية العالمية، وما إذا أصبحت الأزمة القادمة قريبة. يذكر أن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد هو مركز مغربي تم إطلاقه في الرباط عام 2014، بمشاركة أسماء مهمة في المشهد السياسي العالمي، بينهم رؤساء دول ووزراء سابقون، ودبلوماسيون ومسؤولون بارزون وخبراء.

وتتميز دورة هذه السنة من «حوارات أطلسية» بأنها تهدف من خلال رؤية جنوبية لقضايا البلدان النامية، إلى تسهيل اتخاذ القرارات الاستراتيجية المتعلقة بأربعة برامج رئيسية، هي الفلاحة والبيئة والأمن الغذائي، والاقتصاد والتنمية الاجتماعية، والمواد الأولية والقضايا المالية، والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية، وذلك بمشاركة 350 مشاركاً من 90 دولة. وانطلقت فعاليات المؤتمر بتقديم التقرير السنوي الخامس بعنوان «تيارات أطلسية حول آفاق أطلسية»، الذي يتابع النقاشات والتأملات التي يشهدها المؤتمر، قبل أن تتواصل أشغال الدورة في جلسات عامة وجلسات نقاش.

ورأى المشاركون في جلسة تقديم «تيارات أطلسية»، أنه «يمكن من تملك معنى (الجنوب)»، كما اعتبروه مدخلاً لرصد مستقبل تعددية الأطراف، كمفهوم أصبح في خطر بسبب السياسة الأميركية الجديدة منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وشددوا على أن «تعددية الأطراف، كمنهج ناجح طوال سنوات، ما زال أمامه مستقبل واعد رغم ثقافة الانكماش على النفس». ورأوا أن ترمب «نتاج هذه الثقافة التي يطغى عليها الانطواء على الذات». ولاحظوا أن «اليقين الوحيد يكمن في كون تأثير الولايات المتحدة تقلص نتيجة للتراجع التدريجي لقوتها الناعمة»، التي «شكلت، منذ سنوات طويلة، قوة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة». كما دعوا إلى إعادة النظر في مفهوم السلام الذي «أصبح استثناء، بحيث لا نتكلم عن السلام إلا بعد الحرب والنزاعات»، ورأوا أنه «إذا أردنا سلاماً دائماً، فعلينا حل المشاكل العميقة والانكباب على الجوانب المشرقة والناجحة».

في ملاحظات تمهيدية، ركز محسن جزولي، الوزير المنتدب المغربي لدى وزارة الخارجية والتعاون الدولي، مكلف التعاون الأفريقي، على ضرورة إعادة هيكلة الفضاء الأطلسي نحو مزيد من التوازن بين الشمال والجنوب. وقال: «من الناحية التاريخية، تم بناء هذا الفضاء الجيوسياسي حول مركز ثقل موجود في الشمال، بينما لم يكن الجنوب لاعباً رئيسياً ولا قوة اقتراحية فعالة». وأشار جزولي، الذي دافع عن دور أكثر أهمية للقارة السمراء، إلى أن «أفريقيا قارة تشهد تقدماً مهماً وتحولات هيكلية فيما يتعلق بالحكم الرشيد والبناء الديمقراطي. كما أن الاقتصاديات التي تسجل أسرع معدلات النمو في العالم، أفريقية».

من جهتها، رأت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، أن «العولمة سلاح ذو حدين، لا نستطيع تعريفه بوضوح كما لا يمكننا الإحاطة بمختلف أوجهه». وأشارت أولبرايت، التي كانت تتحدث في جلسة نقاش تمهيدي، تحت عنوان «النزعة الشعوبية وسياسات ما بعد الحقيقة، الاستياء المناهض للعولمة»، إلى أنه يبقى علينا توسيع نطاق النقاش ليشمل الشركات العامة والخاصة، وأيضاً منظمات المجتمع المدني. ورأت أن «هؤلاء، ولا سيما الشركات، هم المحرك الرئيسي للعولمة، القوة التي لا يمكن وقفها، والتي تقسم الأمم للأسف كما أنها تؤدي في بعض الأحيان إلى توترات». ولم تخفِ أولبرايت قلقها بشأن السياسة الخارجية لترمب فيما يخص سحب الولايات المتحدة من النقاشات التي تهز العالم، وقالت: «كيف يمكن لدولة كالولايات المتحدة أن تتراجع وتترك هذا الفضاء على النطاق الدولي، الذي سيتم ملؤه بالتأكيد من قبل دول أخرى». وأضافت: «على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً في هذا الاتجاه». من جهته، قال بيدور بيريتس، الرئيس السابق لجمهورية الرأس الأخضر: إنه إذا كانت بلدان كثيرة قد استفادت من العولمة، فإن أفريقيا كانت الخاسر الأكبر منها، مشيراً إلى أن العولمة ظاهرة لا رجعة فيها، يجب التعامل معها بدلاً من تجنبها. وأضاف: «على أفريقيا، أكثر من أي وقت مضى، استغلال الفرصة والانخراط أكثر في النقاشات ووضع القرارات داخل الفضاء الأطلسي، ولا سيما عبر تطوير علاقاتها مع أميركا اللاتينية».

وانطلقت مداخلات المشاركين في جلسة «توجهات ديمغرافية متناقضة بين الشمال والجنوب: كيف يمكن لأفريقيا تحقيق عائد ديموغرافي؟»، وعلق البعض عن شيخوخة سكان دول شمال الكرة الأرضية مقابل النمو الديمغرافي الذي يميز القارة الأفريقية، التي سيتضاعف عدد سكانها بحلول عام 2050 ليصل إلى ملياري نسمة. وطرح البعض سؤالاً حول ما إذا كانت هذه الزيادة تعتبر فرصة لنمو القارة أم تهديداً؟ ولاحظت المداخلات، أن «الاقتصاديات الأفريقية لا تنمو بسرعة كافية لتلبية احتياجات السكان»، وأنه «حان الوقت للاستثمار في التعليم والبنية التحتية والفلاحة، للإعداد لهذا الانفجار الديموغرافي الذي يحمل في طياته الكثير من الفرص الاجتماعية والاقتصادية». واعتبر المتدخلون، أن هذا التباين بين الاتجاهات الديمغرافية بين الشمال والجنوب قد أدى إلى إثارة قضية الهجرة الشائكة التي يتوقع لها أن تتسارع على ضوء العجز الذي تعاني منه القارة السمراء.

لكن، هل سيكون هذا الوضع فرصة بالنسبة لأوروبا التي تعاني من الشيخوخة، أم عنصراً آخر من عناصر التوتر بين الشمال والجنوب؟

وبالنسبة للمشاركين في هذه الجلسة «ليست الهجرة حلاً؛ لأنه يمكن لأفريقيا أن تكون أرضاً مزدهرة، حيث يمكن للأفارقة أن يعيشوا سعداء، إذا ما تم وضع سياسات عمومية فعالة»، مشددين على أن «الديموغرافيا ليست قدراً، حيث يمكن السيطرة عليها بواسطة آليات تحديد النسل». ورأى المشاركون في جلسة «التجارة الأطلسية، منظمة التجارة العالمية في مواجهة تصاعد النزعة الحمائية»، أن التجارة الأطلسية أصبحت مهددة، أكثر فأكثر، بسبب تصاعد منسوب السياسة الحمائية والحروب التجارية، وبخاصة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم: الولايات المتحدة والصين. وشدد المتدخلون على أن التشكيك في اتفاقيات التجارة الحرة من قبل الولايات المتحدة، واستعادة الحواجز الجمركية والتعريفية، أضحى يشكل تهديداً لمنظمة التجارة العالمية وللنظام العالمي. ووفقاً للمتحدثين، فإن الوضع صار يتطلب إصلاحاً عاجلاً لمنظمة التجارة العالمية وإعادة تعريف وتحديد عملها، ولا سيما في إدارة النزاعات بين الدول. وتناول المشاركون أيضاً مسألة التجارة البينية الأفريقية التي لاحظوا أنها تبقى الأقل نموا (15 في المائة)، مقابل 68 في المائة بين دول أوروبا، و48 في المائة بين دول آسيا؛ وأوضحوا أن سر هذا التدني يعود إلى دول القارة السمراء التي تجعل أمر التصدير خارج القارة أسهل بالنسبة للمستثمرين مقارنة بالتصدير البيني داخلها. يشار إلى أن مؤتمر «حوارات أطلسية» يسعى منذ إطلاقه في 2012 إلى «إخراج منطقة جنوب الأطلسي من عزلتها على مستوى النقاش الجيوسياسي العالمي»، حيث «يتقدم بمقترح متميز من دون عقد لحوار على قدم المساواة، ويعالج القضايا الحقيقية بصراحة في إطار نقاش ينبني على الحقائق». وفضلاً عن جانب التشخيص «تهدف (حوارات أطلسية) إلى بلورة خطاب آخر وبوادر حلول، وذلك عبر مقارنة وجهات نظر مختلف المشاركين المتدخلين من الشمال ومن الجنوب». ويؤكد المنظمون، أن هدف «الحوارات المتجذرة في المغرب، البلد الذي يقع على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، هو تطوير ثقافة التميز الأفريقي، وروح الانفتاح والتنوع الكبير».

 

آلاف الإسرائيليين بـ«السترات الصفراء» في مظاهرات مطلبية على الطريقة الفرنسية

تل أبيب/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/تظاهر ألاف الإسرائيليين، أمس الجمعة، في مدينتي تل أبيب والقدس والكثير من مفارق الطرقات، ضد موجة غلاء الأسعار المتوقعة في إسرائيل. وارتدى المشاركون في هذه المظاهرات سترات صفراء على غرار المتظاهرين في فرنسا تحت الشعارات نفسها. وتمكن المتظاهرون من إغلاق أحد أكبر شوارع تل أبيب، واصطدموا مع الشرطة. ورفع المتظاهرون شعارات ضد غلاء المعيشة وضد العلاقة غير الأخلاقية بين «رجال الأعمال ونظام الحكم وعالم الإجرام المنظم». وقال أحد منظمي المظاهرة إن موجة المظاهرات المقبلة ستستقطب المزيد من المواطنين، «في الأسبوع المقبل سيشارك في المظاهرة عشرات آلاف المواطنين». وأوضح منظمو المظاهرة التي تصدرت عناوين المواقع الإسرائيلية، أنهم قرّروا الخروج إلى الشوارع «ضد الغلاء، ومن أجل إضعاف الاحتكار في السوق، وتخفيض كلفة العيش التي تثقل كاهل مواطني إسرائيل». وتابعوا أن الأهداف الراهنة للمظاهرات هي محاربة ارتفاع أسعار الكهرباء والماء وما سينبثق عنها على منتجات الطعام. وطالبوا الحكومة بأن تناقش أزمة الأسعار في جلستها القريبة يوم الأحد، وتضع حداً لموجة الغلاء قبل أن تشتعل نيران المظاهرات في أرجاء البلاد. وشدد المتظاهرون على أن الاحتجاج الذي انطلق اليوم الجمعة، شعبي وغير سياسي، ويخص كل مواطن في إسرائيل من الشمال حتى الجنوب. ورفض هؤلاء محاولة بعض السياسيين «استغلال» المظاهرة، مثل زعيم حزب «يوجد مستقبل»، يائير لبيد، الذي نشر صورة له يرتدي سترة صفراء تضامناً مع المتظاهرين، لكنه بذلك جر انتقادات كثيرة. وأعلن «الاتحاد القطري لطلبة الجامعة» عن انضمامه للاحتجاج، ودعا الطلبة إلى المشاركة في مظاهرة كبرى في تل أبيب في 22 من الشهر الحالي. يذكر أن سلطة الكهرباء أعلنت هذا الأسبوع عن ارتفاع في أسعار الكهرباء بنحو 8 في المائة، وكذلك سلطة المياه أعلنت أنها تنوي رفع الأسعار بنحو 4 في المائة. وقالت شركات غذاء ضخمة في إسرائيل إنها تنوي رفع أسعار منتجاتها الرئيسية. ومن المتوقع أن يترفع سعر الخبز في أعقاب رفع أسعار المياه والكهرباء. وتنضم موجة الغلاء هذه إلى ارتفاع الأسعار الذي بدأ قبل بضعة أشهر، إذ ارتفع سعر الأرز ومنتجات الحليب والدجاج والفواكه والخضراوات وكذلك حزم الاتصال. ويلاحظ أن هذه أول مرة يخرج فيها الإسرائيليون للشوارع في معركة احتجاج على الغلاء في وقت يحارب فيه الجيش الإسرائيلي على الجبهة، ما يعني أن الجمهور لم يعد يقتنع بأن «قضية الأمن تتغلب على قضية المجتمع». وكانوا قد خرجوا إلى الشوارع في مظاهرات كهذه في صيف العام 2011، احتجاجاً على رفع أسعار السكن. وبلغ عدد المتظاهرين 400 ألف شخص يومها، لكن نتنياهو نجح في إجهاضها عندما شن حرباً على غزة.

 

فلسطيني يجرح جندياً إسرائيلياً ويخطف سلاحه... واحتدام المواجهات في الضفة وغزة

جنود الاحتلال يقتلون طفلاً ويصيبون ويعتقلون عشرات بينهم نائبان في «التشريعي» خلال هجومهم المتواصل

رام الله: كفاح زبون تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/قتلت إسرائيل فلسطينياً في رام الله خلال مواجهات عنيفة اندلعت في المدينة التي واصل الجيش الإسرائيلي حصارها واقتحامها لليوم الثاني على التوالي، بحثاً عن منفذي عملية «غفعات آساف»، أول من أمس (الخميس)، وأدَّت إلى مقتل جنديين إسرائيليين قرب المدينة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مواطناً «استشهد متأثراً بإصابته في البطن أثناء مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الجلزون في المدينة». واشتبك متظاهرون فلسطينيون مع قوات إسرائيلية كبيرة على مداخل رام الله ووسط المدينة، وفي أنحاء مختلفة في الضفة الغربية، بعد زجِّ إسرائيل بكتائب إضافية في الضفة. وكانت إسرائيل دفعت بكتائب إضافية بهدف منع وقوع أي هجمات، وحصَّنت مواقع نقاط الحافلات والطرق الاستيطانية ومحيط المستوطنات في الضفة، ونصبت مزيداً من الحواجز في الطرقات، وقالت إنها ستواصل العمل في الضفة حتى اعتقال منفذي عملية «غفعات آساف». وذكر بيان للجيش أنه أضاف 120 وسيلة تحصين على شوارع الضفة، من بينها مكعبات إسمنتية وعوائق وغيرها، في محاولة لتوفير الحماية للمستوطنين. وجاءت العملية التي أودت بحياة 2 من الجنود في يوم دامٍ شهد قتل إسرائيل 5 فلسطينيين، في أسوأ تصعيد منذ عام 2014 حين خطف فلسطينيون 3 مستوطنين في الخليل.

مهاجمة جندي إسرائيلي

وارتفع التوتر، أمس، بعد هجوم فلسطيني جديد نفَّذه أحد الشبان ونجح خلاله بطعن وإصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة. وقال الجيش الإسرائيلي إن فلسطينياً قام بضرب جندي إسرائيلي على رأسه بحجر بعد أن طعنه ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، في موقع عسكري خارج مستوطنة بيت إيل قرب رام الله، قبل أن يفر من المكان. وبحسب بيان الجيش فإن «عراكاً اندلع بين الاثنين بعد أن قام الفلسطيني باقتحام الموقع العسكري بالقرب من مستوطنة بيت إيل، خارج رام الله، حيث تقوم القوات الإسرائيلية بعمليات بحث عن منفذي هجوم إطلاق النار يوم الخميس، وأسفر عن مقتل جنديين وإصابة جندي ثالث ومستوطنة بجروح». وقال الجيش: «خلال العراك، قام الإرهابي بطعن وضرب الجندي بحجر من مسافة قريبة». وأُفِيد بأن الفلسطيني نجح في الاستيلاء على سلاح الجندي (21 عاماً) الذي نُقِل إلى مستشفى «هداسا عين كارم»، وهو في حالة خطيرة. وأطلق الجيش الإسرائيلي عمليات إضافية بحثاً عن المهاجم الجديد، في خضم عمليات بحث عن منفذين محتملين لهجوم مستوطنة «عوفرا» الأحد الماضي، وهجوم «غفعات آساف»، أول من أمس (الخميس). ووسعت إسرائيل عمليات البحث واعتقلت 46 فلسطينياً، فجر الجمعة، ليرتفع العدد في يومين إلى 100 معتقل. وقال الجيش الإسرائيلي إن 37 منهم هم نشطاء في حركة «حماس».

اعتقالات وحملات دهم

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت، منذ فجر الخميس وحتى فجر الجمعة، أكثر من 100 مواطن، شملت غالبية محافظات الضفة، رافقها اعتداءات على المواطنين وترهيب للأطفال، وتفتيش للمنازل وتخريبها. وشنَّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية وفجر أمس (الجمعة)، حملة اعتقالات واسعة في محافظات الضفة طالت 46 مواطناً على الأقل، بينهم سيدة ونائبان في المجلس التشريعي الفلسطيني وصحافي. ولفت نادي الأسير إلى أن غالبية المعتقلين هم من الأسرى المحررين، منهم من قضى سنوات في معتقلات الاحتلال. وتعتقد إسرائيل أن منفذي هجومي «عوفرا» و«غفعات آساف» ينتمون لخلية واحدة تابعة لحركة «حماس». وقال مسؤول عسكري إن الجيش و«الشاباك» يسابقان الزمن للوصول إلى منفذي العمليات الأخيرة. وأضاف أنه «إلى جانب مساعي البحث عن المهاجمين، فهناك جهود عملياتية لمنع تنفيذ المزيد من العمليات». وواجه الفلسطينيون القوات الإسرائيلية المعززة في الضفة، بالحجارة والزجاجات الحارقة. واندلعت مواجهات عنيفة في رام الله بقرية المغير، وعلى مدخل مخيم الجلزون وفي البيرة، كما تفجرت مواجهات في نابلس والخليل وبيت لحم.

مقتل طفل

وقتل الجيش الإسرائيلي الطفل محمود يوسف محمود نخلة (16 عاماً) خلال مواجهات عند مدخل مخيم الجلزون شمال البيرة. وقالت وزارة الصحة إن الطفل وصل في حالة حرجة للغاية مصاباً برصاصٍ حي في البطن، إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله قبل أن يعلَن عن استشهاده. وأطلق جنود الاحتلال النار على الفتى خلال المواجهات من مسافة قريبة جداً، حيث لاحقه الجنود ثم أطلق أحدهم النار عليه من مسافة لا تزيد عن 10 أمتار فقط. وفي نابلس، أصيب 20 مواطناً بجروح مختلفة خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في عدة مواقع بالمحافظة. وخلال المواجهات أصيب فتى (17 عاماً) برصاصة مطاطي في الوجه وذلك في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس. كما شهد قطاع غزة مواجهات عنيفة على الحدود تضامناً مع الضفة الغربية. وقالت وزارة الصحة إن 60 مواطناً أُصيبوا، أمس (الجمعة)، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأفادت وزارة الصحة بأنهم جميعاً أصيبوا بالرصاص، وبينهم مسعف وصحافي، خلال مواجهات مع الاحتلال على الحدود. وكان متظاهرون وصلوا إلى الحدود تلبية لدعوة الفصائل لإحياء جمعة «المقاومة حق مشروع». ودعت «الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار» الجماهير الفلسطينية للمشاركة في الجمعة المقبل تحت عنوان «الوفاء لأبطال المقاومة في الضفة» تأكيداً على الالتفاف حول «أبطال الضفة وهم يتصدون لجرائم الاحتلال». وفي ذروة التوتر، عاد مستوطنون وهاجموا فلسطينيين على طرق رئيسية في الضفة. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية إن «المستوطنين أغلقوا الشارع الرئيسي لمنطقة دير شرف غرب نابلس، ورشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة». واعتدى المستوطنون على الفلسطينيين لليوم الثاني للتوالي، وهم يرفعون صوراً للرئيس الفلسطيني يطالبون بإعدامه. وفي واقعتين منفصلتين، هاجمت قوى الأمن الفلسطيني مظاهرتين في نابلس والخليل لمناصري حركة «حماس» الذين خرجوا في الذكرى 31 لتأسيسها. وأظهرت فيديوهات قوات الأمن تعتدي وتمنع مظاهرات من مواصلة الطريق بعد استفزازات متبادلة. وأدانت حركة «حماس» ما وصفته بـ«السلوك الهمجي والاعتداء الوحشي» الذي نفذته الأجهزة الأمنية ضد الجماهير الفلسطينية والمتظاهرين في مدن وقرى الضفة الغربية ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وانتهاكاته وقتله المقاومين.

وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة «حماس» في بيان إن «هذا الاعتداء الوحشي دليل على الاستخفاف بدماء الشهداء وبعذابات أهالي الضفة الذين يعانون الأمرين من جنود الاحتلال والمستوطنين».

واعتبر برهوم أن «القمع والاعتداء مشاركة واضحة في الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شباب الضفة وأهلها ومقاوميها، ويفسح المجال للاحتلال الإسرائيلي للاستفراد بأهالي الضفة وشبابها، وتشجيع رسمي وعلني له للاستمرار في القتل والإجرام بحق الشباب والنساء».

وتابع: «هذا يضع كل الفلسطينيين ومكونات شعبنا كافة أمام مسؤولياتهم تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية وضرورة العمل على وضع حد لكل هذه الاعتداءات المزدوجة على المقاومة الباسلة وحاضنتها الشعبية والجماهيرية في الضفة». أوضحت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات وفعاليات محافظة نابلس أنها فوجئت بوصول مسيرة لحركة «حماس»، حاملين الرايات الخضراء فقط لا غير، فناشدتهم فصائل العمل الوطني الاندماج في المسيرة، تحت راية علم فلسطين فقط، فرفضت الحركة ذلك، واستمرَّت في اختراق المسيرة والانفراد بخطاب خاص بـ«حماس» وحدها، بعيداً عن الخطاب الوطني الموحد، والإمعان في اختراق المسيرة بطريقة استفزازية «مما أثار الاستفزاز في صفوف الجماهير المنضوية تحت رايات الوحدة في المسيرة، والاستمرار في السلوك التوتيري الفئوي، ونتج عن ذلك بعض المشاحنات التي تم السيطرة عليها سريعاً». وأضاف البيان: «إننا في فصائل العمل الوطني ومؤسسات وفعاليات نابلس ندين هذا السلوك وهذا المشهد الذي لا يليق بهذه المرحلة، وحساسيتها وخصوصيتها، التي نحن بأمس الحاجة فيها للوحدة الوطنية الفلسطينية، للتصدي لعنجهية الاحتلال ومستوطنيه الذين يحاولون تركيع شعبنا الفلسطيني».

 

بريطانيا: اتّساع دائرة القلق من «بريكست» بلا اتّفاق

لندن/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/لم يستبعد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت اليوم (السبت) أن يؤيد البرلمان البريطاني - مجلس العموم - اتفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي الخاص بالخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" إذا رافقته ضمانات من الاتحاد، لكنه حذر من أن خيار الخروج دون اتفاق لا يزال قائماً. ومعلوم أن ماي أرجأت الأسبوع الماضي تصويتا لمجلس العموم على الاتفاق الذي توصلت إليه مع بروكسل بعد الإقرار بأنه سيلقى رفضا بهامش كبير بسبب القلق الواسع المتصل بوضع الحدود الآيرلندية والذي يقول البعض إنه قد يُخضع بريطانيا لقواعد الاتحاد الأوروبي إلى أجل غير مسمى. وقال هانت في حديث إذاعي: "عندما تهدأ الأمور، ستكون الطريقة الوحيدة لتمريره في مجلس العموم هي أن تكون لدينا نسخة معدلة من الاتفاق الذي تفاوضت عليه الحكومة". وقالت ماي بعد قمة في بروكسل أمس (الجمعة) إن من الممكن أن يقدم لاتحااد الأوروبي مزيدا من الضمانات بأن هذا الجزء من الاتفاق سيكون مؤقتا، مع أن زعماء التكتل أبلغوها برفضهم إعادة التفاوض على الاتفاق. ورجح هانت أن يقدم الاتحاد الأوروبي تنازلات لتجنب خروج بريطانيا بلا اتفاق، وهو سيناريو يقول الجانبان إنه سيسبب ضرراً كبيراً لقطاع الأعمال والاقتصاد. وقال: "لا يمكننا في هذه المفاوضات إبعاد خيار الخروج بدون اتفاق. لا أعتقد أن بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يكون واثقا إلى حد كبير من أننا إذا لم نجد حلا لهذا فلن ينتهي بنا الحال دونما اتفاق". وأوردت صحيفة "تايمز" اليوم أن أبرز الوزراء في فريق ماي يعتقدون أن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي فقد فرصة النجاح وبدأوا البحث في خيارات أخرى، من بينها بينها إجراء استفتاء ثان على انتماء بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وكتبت وزيرة العمل آمبر راد في صحيفة "ديلي ميل": "تواجه عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي خطر الجمود، وهو أمر يجب أن يثير قلقنا جميعا". ودعت النواب من كل الأحزاب إلى التضامن وتشكيل نوع من "الائتلاف" لإيجاد حل يجنّب البلاد خطر الخروج من التكتل بلا اتفاق.

*تحذير ألماني

وفي إطار تداعيات هذه الأزمة الأوروبية، برز تحذيران من جهتين بارزتين في ألمانيا من العواقب الوخيمة لـ "بريكست" بدون اتفاق. وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية إريك شفايتسراليوم إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدد الاقتصاد الألماني بتأثيرات ضخمة ويمكن أن يؤدي إلى فقدان وظائف". وأضاف شفايتسر: "يجب أن يكون من الواضح ما ينطوي عليه الأمر: بريطانيا خامس أكبر سوق للتصدير بالنسبة إلى ألمانيا. أكثر من 750 ألف فرصة عمل في ألمانيا تعتمد على التصدير إلى بريطانيا. وحجم صادراتنا إليها تراجع منذ قرار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بأكثر من 5 في المائة". من جانبه، تحدث رئيس اتحاد الصناعات الألمانية ديتر كيمبف عن موقف "مأساوي"، وقال إن "أي مماطلة تنطوي على خطورة بالغة. الاقتصاد في النهاية بحاجة إلى وضوح". ورأى أنه لا ينبغي للاتحاد الأوروبي التخلي عن إبرام اتفاق خروج مع بريطانيا، ناصحاً الأوساط السياسية البريطانية بأن "تعي جدية الوضع، فأمامنا أقل من ثلاثة أشهر، ولا ينبغي السماح لأحد باللعب".

 

قاضٍ فيدرالي يحكم بعدم دستورية «أوباماكير» وترمب اعتبر القرار «خبراً رائعاً» لأميركا

تكساس/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/ أصدر قاضٍ فيدرالي أميركي بولاية تكساس أمس (الجمعة)، حكما بأن قانون الرعاية الصحية، الذي وسع التغطية الصحية لتشمل الملايين من الأميركيين والمعروف باسم «أوباماكير»، «غير دستوري»، وذلك في حكم من المرجح أن يتم الطعن عليه في المحكمة العليا. وجاء في الدعوى القضائية ضد قانون الرعاية الصحية، أن «التكليف الفردي» في القانون والذي يعاقب ماليا المواطنين الأميركيين الذين لا يشترون الرعاية الصحية غير دستوري بسبب تعديل في قانون الضرائب الأميركي جرى في عام 2017. وانحاز القاضي ريد أوكونر مع المدعين، وهم ائتلاف يضم 20 حاكما ونائبا عاما من الجمهوريين، حسبما أفادت شبكة «سي إن إن». وكانت المحكمة العليا قد أيدت «التكليف الفردي» بقانون الرعاية الصحية عام 2012، حيث اعتبرت أن التكليف كان بمثابة ضريبة تخضع للسلطة القانونية للكونغرس. ورحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقرار المحكمة وكتب على «تويتر»: «لقد أصدر قاضٍ مبجل من تكساس حكما بأن قانون أوباماكير للرعاية الصحية غير دستوري... إنه خبر رائع لأميركا». وفي أعقاب الحكم، تعهد حكام الولايات والمدعون العامون الديمقراطيون بالدفاع عن قانون الرعاية الصحية. وقال خافيير بيسيرا المدعي العام بولاية كاليفورنيا في بيان: «الحكم المضلل الصادر اليوم لن يثنينا: ائتلافنا سوف يستمر في القتال من أجل صحة ورفاهية كل الأميركيين». وقال جوش شابيرو المدعي العام بولاية بنسلفانيا إن ولايته ليست ملزمة بما وصفه بقرار القاضي «المضلل». وأضاف أنه لن يطبق القرار. من جانبه، قال شاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ: «يبدو أن القرار يستند إلى استدلال قانوني خاطئ، وآمل أن يتم رفضه. يجب على الأميركيين الذين يهتمون بالعائلات العاملة أن يفعلوا كل ما بوسعهم لمنع تحول حكم المحكمة الجزئية هذا إلى قانون».

 

ترمب يعيّن ميك مولفاني بمنصب كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة

واشنطن/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة)، أن مدير الميزانية في البيت الأبيض ميك مولفاني سوف يتولى منصب كبير الموظفين بالوكالة، خلفاً لجون كيلي. وقال ترمب في تغريدة: «قام ميك بعمل رائع وهو في الإدارة»، مضيفا: «أتطلع إلى العمل معه في هذا المنصب الجديد بينما نستمر في جعل أميركا عظيمة مجددا». وأشار إلى أن «جون سوف يبقى حتى نهاية العام. إنه وطني كبير وأنا أريد أن أشكره شخصيا على الخدمات التي قدمها». وكان ترمب قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر أن كيلي، الجنرال السابق في المارينز، سيغادر منصبه كرئيس إدارة البيت الأبيض. وفي مقابلة مع «فوكس نيوز» هذا الأسبوع، قال ترمب إن مرشحه المثالي هو «شخص يمتلك القوة، لكني أريد شخصا يفكر مثلي».وكانت وسائل إعلام أميركية ذكرت أمس أن ترمب يدرس تعيين صهره ومستشاره القريب، جاريد كوشنير، في منصب كبير موظفي البيت الأبيض. ونقل موقع «هافينغتون بوست» عن مسؤول جمهوري كبير قريب من الإدارة الأميركية، من دون الكشف عن اسمه، أن كوشنير (37 عاما) التقى الرئيس الأربعاء لمناقشة توليه هذا المنصب.

وعمل مولفاني في السابق كرئيس بالوكالة لمكتب الحماية المالية للمستهلكين الذي يحمي المقترضين ومستخدمي بطاقات الائتمان، وأثار غضب الديمقراطيين عندما طالب بتقليص هيكلية المكتب. ويبدو أن تعيينه قد يمنح الرئيس بعض الوقت لالتقاط الأنفاس قبل الأعياد التي سيقضيها ترمب على الأرجح في منتجعه في فلوريدا.

 

ترمب يوقع قانوناً لتكريم الرئيس الراحل أنور السادات

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الجمعة، قانوناً لتكريم الرئيس المصري الأسبق الراحل محمد أنور السادات بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده. وكان الكونغرس الأميركي قد وافق في أغسطس (آب) الماضي على مشروع قانون لتكريم السادات تمنح بمقتضاه الميدالية الذهبية للكونغرس للرئيس المصري الأسبق تقديراً لإنجازاته التاريخية ومساهماته الشجاعة في إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط. وكان قادة كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي قد قدموا مشروع قانون لتكريم الرئيس السادات بالميدالية الذهبية للكونغرس، وقدم مشروع القانون السيناتور الديمقراطي بن كاردن والسيناتور الجمهوري أورين هاتش، إضافة إلى النائب الديمقراطي جريس مينغ والنائب الجمهوري كريس ستيوارت. وأشار السيناتور الديمقراطي عن ولاية ميريلاند بن كاردن إلى أن الرئيس السادات كان أول زعيم عربي يحقق السلام مع إسرائيل، وأن منحه الميدالية الذهبية للكونغرس يكرم إرث هذا الزعيم العربي، ويؤكد التزام الولايات المتحدة الدائم بدعم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. فيما أشار السيناتور الجمهوري عن ولاية يوتا، أورين هاتش، إلى أن منح السادات الميدالية الذهبية للكونغرس يحتفل ويحيي بصمات السادات الشجاعة والرائعة والمتواصلة على مر التاريخ، وهذا التكريم يأتي في الوقت المناسب لأنه يتزامن من الذكرى الأربعين لخطاب الرئيس السادات الشهير بالكنيست في القدس.

ويشير نص القانون إلى تاريخ السادات، الذي ولد في 25 ديسمبر (كانون الأول) 1918 في قرية ميت أبو الكرم بالمنوفية من أسرة مصرية فقيرة وتخرج من الأكاديمية العسكرية الملكية، والتحق بالجيش المصري، والتقى بجمال عبد الناصر و«الضباط الأحرار» الذين قادوا الثورة المصرية عام 1952، وشغل السادات عدة مناصب خلال رئاسة عبد الناصر ثم انتخب رئيساً لمصر ليصبح الرئيس الثالث للجمهورية المصرية، وفي 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973 شن هجوماً مع السوريين ضد إسرائيل، وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في 25 أكتوبر 1973، وقاد بعدها وزير الخارجية الأميركي هنري كسينجر محادثات أدت إلى توقيع اتفاقية بين مصر وإسرائيل تسمح بمقتضاها لمصر باسترداد أرض سيناء. وقام السادات بإلقاء خطاب في جلسة مشاركة بالكونغرس، في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1975، دعا فيه إلى السلام.

وأوضح نص القانون أن الرئيس السادات كان أول زعيم عربي يزور إسرائيل، ويتحدث أمام الكنيست الإسرائيلي حول آرائه في تحقيق السلام الشامل في الصراع العربي الإسرائيلي، وفي 17 سبتمبر (أيلول) 1978 استضاف الرئيس الأميركي جيمي كارتر، الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، في منتجع كامب ديفيد، حيث قاد 13 يوماً من المفاوضات أدت إلى اتفاقية «كامب ديفيد للسلام»، ووقع السادات وبيغن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في البيت الأبيض في 26 مارس (آذار) 1977، وحصل الرجلان على جائزة نوبل للسلام. وفي 6 أكتوبر 1981 قام خالد الإسلامبولي عضو تنظيم «الجهاد الإسلامي» باغتيال السادات. وقال المشرعون إن رؤساء الولايات المتحدة، من كارتر إلى رونالد ريغان، أشادوا بشجاعة السادات وحكمته وحرصه على تحقيق السلام، ما عزز الاستقرار في الشرق الأوسط، وفي الذكرى الثلاثين لمعاهدة السلام أشاد الرئيس أوباما بالإرث الذي نتج عن «ميثاق كامب ديفيد» وشجاعة القادة الذين حققوا السلام. وأوضحت نصوص القانون أن منح الميدالية الذهبية للكونغرس للرئيس أنور السادات يأتي تقديراً لإنجازاته وأعماله البطولية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. ونص القانون على تقديم الميدالية الذهبية إلى السيدة جيهان السادات أو أقاربها أو ممثل عن الحكومة المصرية. وقال عزرا فريدلاندر الرئيس التنفيذي لمجموعة «فريدلاندر»، المسؤولة عن تنسيق الجائزة، إن الأمر الأكثر دهشة في دبلوماسية السادات هي الخطوة التي اتخذها نحو السلام من خلال زيارة إسرائيل قبل بدء المفاوضات، وهذا العمل الرمزي والشجاع وخطابه للكنيست قد شحذ العالم بأسره وركز على النوايا الحسنة التي ساهمت بشكل كبير في نجاح مفاوضات السلام. وتعد الميدالية الذهبية للكونغرس هي أعلى تكريم مدني يمنحه الفرع التشريعي الأميركي، ويتم منحها للأشخاص الذين أدوا إنجازاً له تأثير في التاريخ. وتم منح الميدالية الذهبية لأول مرة عام 1776 للجنرال جورج واشنطن لإنجازاته أثناء الثورة الأميركية والحرب المكسيكية الأميركية.

 

تركيا توسع حملة اعتقالات عناصر الجيش بدعوى الارتباط بـ«غولن» ورومانيا ترفض تسليم صحافي يواجه اتهامات مماثلة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/وسعت السلطات التركية مجدداً حملاتها التي تستهدف عسكريين برتب مختلفة في صفوف الجيش، وذلك في إطار «حملة التطهير» المستمرة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في منتصف يوليو (تموز) عام 2016. واتهمت حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن بتدبيرها. وأصدر مدعو العموم المكلفون بالتحقيق في محاولة الانقلاب الفاشلة، أمس، أوامر باعتقال 267 شخصاً، غالبيتهم من العسكريين العاملين في صفوف القوات المسلحة، ومنهم ضباط برتب كبيرة، إلى جانب مسؤولين وموظفين في شركات بقطاع الصناعات الدفاعية، للاشتباه في صلتهم بحركة غولن التي أعلنتها السلطات «منظمة إرهابية» عقب محاولة الانقلاب. وجاءت أوامر الاعتقالات الصادرة أمس في أحدث تصعيد للحملة التي طالت آلاف المدنيين والعسكريين، ما بين معتقلين ومبعدين من وظائفهم، بدعوى الارتباط بغولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ عام 1999 كمنفى اختياري، الذي كان أوثق حلفاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم حتى 5 سنوات مضت. لكن غولن نفى مراراً أي علاقة له بمحاولة الانقلاب، وطالب بتحقيق دولي محايد في أحداثها. وشملت مذكرة توقيف أصدرها المدعي العام لمدينة إسطنبول 219 من العسكريين، بينهم 4 ضباط برتبه عقيد. كما أصدر المدعي العام للعاصمة أنقرة مذكرة اعتقال بحق 48 شخصاً، منهم 25 من العاملين في شركتي الصناعات الدفاعية «أسيلسان» المتخصصة في الأنظمة الإلكترونية للمعدات العسكرية، و«هافالسان» للصناعات الإلكترونية الجوية، و17 عاملاً سبق فصلهم من مستشارية الصناعات الدفاعية، ومؤسسة تركيا للأبحاث التكنولوجية والعلمية (توبيتاك)، وشركتي «أسيلسان» و«هافالسان»، فضلاً عن شركة صناعة الفضاء التركية (توساش)، إلى جانب شخص يعمل بالقطاع الخاص. وقد أطلقت الشرطة حملات على الفور لضبط المطلوبين للتحقيق معهم فيما نسب إليهم من اتهامات.

كانت نيابة أنقرة قد أصدرت أول من أمس قرارات اعتقال بحق 34 عسكرياً، من بينهم 32 ضابط صف بقيادة القوات البحرية، علماً بأن السلطات التركية كانت قد فرضت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة حالة الطوارئ في البلاد، التي استمرت لعامين قبل رفعها في التاسع من يوليو (تموز) الماضي، وقامت خلالها بإخضاع 402 ألف شخص لتحقيقات جنائية، واعتقال ما يقرب من 80 ألفاً، تم توقيف 55 ألفاً منهم، بينهم 319 صحافياً، وإغلاق 189 مؤسسة إعلامية، وفصل 172 ألفاً من وظائفهم، ومصادرة 3003 جامعات ومدارس خاصة ومساكن طلابية. وقد توفي نحو 100 شخص في ظروف مشبوهة أو تحت التعذيب، أو بسبب المرض جراء ظروف السجون السيئة، فيما فر عشرات الآلاف من المواطنين إلى خارج البلاد، وفق التقارير الأخيرة التي نشرتها المنظمات الحقوقية الدولية، ومنها تقرير منظمة العفو الدولية مطلع شهر مايو (أيار) الماضي.

لكن هذه الأرقام قابلة للتغيير بسبب استمرار العمليات الأمنية بتهمة المشاركة في الانقلاب.

وإجمالاً، بلغ عدد السجناء والمعتقلين في سجون تركيا 260 ألف شخص، وفقاً لأرقام رسمية، فيما تم رفع 289 دعوى قضائية ضد متهمين بالمشاركة في انقلاب 2016، ودعت منظمة العفو الدولية مؤخراً إلى وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس في تركيا ضد المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان باسم «الأمن القومي»، حيث إن هناك نحو 55 ألف معتقل بتهمة الانقلاب، بينهم نحو 17 ألف امرأة، و743 طفلاً تحت سن السادسة، كما فصل من العمل أكثر من 170 ألف شخص بمختلف قطاعات ومؤسسات القطاعين العام والخاص بالتهمة ذاتها. ويعتقد حلفاء تركيا الغربيون والمنظمات الحقوقية الدولية أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستغل محاولة الانقلاب كذريعة لسحق معارضيه، فيما تقول السلطات التركية إن الحملة الأمنية المستمرة لأكثر من عامين هدفها حماية الأمن القومي للبلاد. وفي سياق متصل، رفضت محكمة رومانية طلباً مقدماً من تركيا لتسليم صحافي تركي تتهمه أنقرة بالإرهاب. وأصدرت محكمة الاستئناف في رومانيا، أمس، حكماً قابلاً للطعن برفض تسليم الصحافي كامل دميركايا، الذي يعمل لحساب صحيفة «زمان رومانيا»، بسبب ارتباطه بحركة غولن. واعتقل دميركايا في رومانيا، في 5 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بعد تقديم تركيا التماساً إلى سلطات رومانيا لتسليمه، باعتباره «عضواً في جماعة إجرامية إرهابية». إلا أن الصحافي التركي، الذي فر إلى رومانيا منذ أكثر من عامين بعد إغلاق صحيفة «زمان» في تركيا، ظل ينفي مزاعم الإرهاب المنسوبة إليه، ويقول إنه يعارض طلب الترحيل لأن العدالة غير معمول بها في تركيا. وتصدرت تركيا قائمة دول العالم، من حيث عدد الصحافيين المعتقلين في سجونها، بحسب تقرير سنوي للجنة الدولية لحماية الصحافيين، نشرته أول من أمس. ولفت التقرير إلى أن تركيا تعتقل أكثر من 68 صحافياً، من بين 251 صحافياً معتقلين حول العالم. ونقلت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية عن التقرير أن الحملة على الصحافيين المعارضين في تركيا سبقت محاولة الانقلاب الفاشلة، لكنها تكثفت على أثرها، حيث تم إغلاق أكثر من 100 منصة إعلامية تركية، من خلال مراسيم صدرت في ظل حالة الطوارئ بعد الانقلاب الفاشل.

 

السلطات الفرنسية تبحث عن «شركاء» لمرتكب الجريمة الإرهابية في ستراسبورغ

ووزير الداخلية الفرنسي يعتبر تبني «داعش» انتهازياً ... وتساؤلات حول نجاعة الخطة الأمنية لحماية أسواق أعياد الميلاد

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18/تنفست مدينة ستراسبورغ الصعداء، وعادت للسوق الميلادية التي يعود تاريخ انطلاقها إلى 450 سنة خلت، حيويتها، وامتلأت الشوارع مجدداً بالمتنزهين والسياح والزبائن، بعد أن نجحت الشرطة في القضاء على شريف شيكات، مرتكب العمل الإرهابي في قلب ستراسبورغ، الذي أوقع ليل الثلاثاء 4 قتلى و13 جريحاً، بينهم خمسة في حالة الخطر الشديد. وبعد أن أوفدت الحكومة رئيس نيابة مكافحة الإرهاب في فرنسا ريمي هيتز إلى العاصمة، لحقه وزير الداخلية. وبعد ظهر أمس، وصل الرئيس إيمانويل ماكرون إلى ستراسبورغ، للاطلاع على الوضع وطمأنة المواطنين، وتقديم الشكر لرجال الأمن الذين نجحوا في التخلص من شريف شيكات، بعد 48 ساعة على ارتكابه العمل الإرهابي.

ورغم القضاء على هذا الرجل البالغ من العمر 29 عاماً، والمتحدر من أسرة جزائرية تسكن ستراسبورغ، مثل كثير من العائلات المغاربية، فإن الأجهزة الأمنية ما زالت منشغلة بالبحث عن خيوط العملية الإرهابية، وهي الثالثة من نوعها في فرنسا خلال العام الجاري. وثمة سؤالان رئيسيان، تسعى هذه الأجهزة لجلائهما: الأول: هل ثمة علاقة بين منفذ الاعتداء وأي تنظيم إرهابي مثل «داعش» أو «القاعدة»؟ والثاني: هل ثمة «شركاء» لـشريف شيكات ساعدوه على تنفيذ جريمته، سواء أكان ذلك من خلال توفير السلاح له والمال، أو إيوائه وإخفائه عن الأعين؟

بالنسبة للسؤال الأول، سارع وزير الداخلية كريستوف كاستانير، الذي كان أول من أعلن ليل أول من أمس القضاء على شيكات، إلى استبعاد فرضية كونه منتمياً إلى «داعش» الذي تبنى العملية مباشرة بعد موت مرتكبها، بتأكيده من خلال وكالة «أعماق» أنه «جندي من جنود الخلافة». وقال كاستانير للصحافيين أمس، عند جولة تفقدية قام بها إلى السوق الميلادية، وأضيئت بمناسبتها شجرة الميلاد للمرة الأولى منذ الثلاثاء الماضي، إن تبني تنظيم داعش «انتهازي تماماً»، وإنه في أي حال «لن يغير أي شيء». لكن كلام وزير الداخلية لن يوقف استقصاءات أجهزة الأمن، التي تمحص في تاريخ شريف شيكات، وفي شبكة علاقاته، وتبحث في ذاكرة هاتفه، وخصوصاً من خلال الاستمرار في استجواب أربعة من أفراد عائلته (هم والده ووالدته وأخواه) تم القبض عليهم ليل الثلاثاء، إضافة إلى شخصين آخرين أوقفتهما الشرطة، وفق ما أعلن ريمي هيتز أمس.

وتعول باريس على تعاون السلطات الأمنية الجزائرية، التي أوقفت بطلب من فرنسا شقيق شريف الأكبر، واسمه سامي، الذي انتقل إلى الجزائر منذ فترة قصيرة. وبحسب المعلومات التي تم تناقلها في باريس، فإن والده أفاد بأنه ذهب إلى الجزائر بحجة «ترميم البيت العائلي». واللافت أن اسم سامي شيكات كأخيه شريف، موجود على لائحة الأشخاص الذين ينظر إليهم على أنهم يشكلون خطراً على الأمن العام، بسبب تشددهم وراديكاليتهم الإسلاموية.

أما بالنسبة للسؤال الثاني المرتبط بطبيعة الحال بالأول، فإن التحقيق القضائي الذي فتح منذ الثلاثاء الماضي، يسعى لجلاء ماضي هذا الرجل، الذي رفعت بحقه 67 قضية، وحكم في 27 منها، وعرف السجن في فرنسا وألمانيا. وحتى أمس، لم تتسرب معلومات تفيد بحصوله على مساعدة من شركاء أو متورطين في العملية الإرهابية. والرأي الراجح أنه قام بذلك من نفسه، وأن محاولة قوة من الدرك القبض عليه صبيحة يوم الثلاثاء، لدور لعبه في محاولة فرض «فدية» وتهديد بالقتل، سرَّعت بدفعه إلى ارتكاب جريمته. ويدفع في هذا الاتجاه أمران: الأول، هو نوعية السلاح الذي استخدمه، والذي وجد إلى جانب جثته، وهو مسدس قديم من طراز «8 ملم»، يعود تاريخ تصنيعه إلى عام 1892. ويرى الخبراء أنه لو كانت له شبكة علاقات، لكان قادراً على الحصول على سلاح أحدث؛ لا بل على رشاش من طراز «كلاشنيكوف» من سوق تضج بالأسلحة، كما في بلجيكا. والأمر الثاني أن شريف شيكات قتل في الحي الذي ولد وترعرع فيه، وقريباً من المكان الذي أنزله فيه سائق سيارة الأجرة، الذي أجبره تحت تهديد سلاحه بنقله إليه. وأفادت مصادر الشرطة بأن أحد إخوة الجاني يسكن في الحي المذكور. ولو كان له أعوان أو شركاء لاستطاع أن يخرج منه إلى مكان أبعد، أو أن يغادر ستراسبورغ، أو حتى يداوي الجرح الذي أصيب به عند تبادل إطلاق النار مع الشرطة، ليلة ارتكابه جريمته.

وأمس، كُشفت بعض المعلومات التي تفسر سرعة التخلص من شيكات ليلة الخميس – الجمعة، على يد ثلاثة من رجال الشرطة المحلية. وأفاد المدعي العام لشؤون الإرهاب، بأن الأجهزة الأمنية استفادت من تعاون المواطنين الذين اتصلوا 800 مرة للتبليغ عن معلومات بخصوص شيكات، بعد أن عممت صورته وأوصافه. وبحسب هيتز، فإن اتصالين كانا «حاسمين» في تحديد مكان الجاني الفار، الذي تعرفت عليه دورية الشرطة وطلبت منه التوقف في حي قريب من منطقة نودروف التي يعرفها تماماً. وبحسب رواية هيتز، وكذلك وزير الداخلية، فإن شريف شيكات لم يمتثل، وحاول الدخول إلى أحد الأبنية من غير أن ينجح. إلا أنه عندها استدار لإطلاق النار على عناصر الشرطة، الذين صوبوا عليه وقتلوه. ووجد إلى جانب جثته المسدس الذي استخدمه وثماني رصاصات وسكين في جيبه.

ورغم التخلص من الجاني، فإن كثيراً من الأسئلة ما زالت من غير إجابات، ولعل أبرزها سؤالان: نجاعة الخطة الأمنية لحماية السوق الميلادية من عمليات إرهابية، علماً بأن ستراسبورغ، وتحديداً سوقها الشهيرة، كانت على لائحة أكثر الأماكن المستهدفة لكثافة ارتيادها بمناسبة أعياد نهاية السنة. والسؤال هو: كيف استطاع شيكات أن يلج إليها وهو يحمل مسدساً وسكيناً؟ وكيف نجح في الهرب رغم تبادله الرصاص مع مجموعتين أمنيتين؟ والسؤال الثاني يتناول كيفية التعاطي مع الموجودة أسماؤهم على لائحة الأشخاص الخطرين أمنياً، والذين يتبنون فكراً أصولياً، ويمكن في أي لحظة أن يعمدوا إلى ارتكاب عمل إرهابي، من غير أن تكون لهم علاقات خارجية بتنظيمات إرهابية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مَن سيتنازل أوّلاً... عون أو الحريري؟

عامر مشموشي/اللواء/15 كانون الأول 2018

من العاصمة البريطانية ردّ الرئيس المكلف سعد الحريري على الصرخة التي أطلقها رئيس الجمهورية من بعبدا للإسراع في تشكيل الحكومة لأن الوقت لم يعد لا في صالح العهد، ولا في صالح البلد الذي يتخبّط على كف عفريت، بأننا بتنا على مسافة قصيرة من ولادة الحكومة، وانه فور عودته إلى بيروت سيتابع مع رئيس الجمهورية ما وصل إليه هذا الملف في ضوء المشاورات التي أجراها الرئيس عون مع حزب الله والنواب السُنَّة الستة.

غير ان كلام الرئيس المكلف من لندن لا يعكس حقيقة الصورة التي تكوّنت عند رئيس الجمهورية بعد المشاورات التي أجراها في بعبدا مطلع هذا الأسبوع، والتي تُشير إلى ان الباب امام التشكيل لا يزال مغلقاً أو معلقاً على شماعة الشرط الذي وضعه حزب الله للافراج عن الحكومة، وهو توزير أحد النواب السُنَّة الستة في الحكومة العتيدة وهذا ما عكسته التصريحات التي أدلى بها عدد من هؤلاء النواب بعد الاجتماع إلى رئيس الجمهورية والتي تؤكد على انهم لا يزالون على موقفهم من الاشتراك في الحكومة، لأنه حق لهم لا يُمكن الجدال فيه ولا التنازل عنه.

ولم تنته المشكلة عند تمسك النواب السُنَّة الستة بمطلب توزير أحدهم في الحكومة العتيدة، بل أضاف عليها رئيس التيار الوطني جبران باسيل ومن العاصمة البريطانية ايضا، تعقيدات إضافية تقول بعدم التنازل عن الثلث المعطل في أية تشكيلة يقترحها الرئيس المكلف، ما يعني ان الأمور ما زالت على حالها من التأزم والتعقيد، وما يبشر به الرئيس المكلف لا يتعدى التمنيات لكي يستمر الحوار بين الأطراف المعنية ولا يتحوّل إلى قطيعة يدفع البلد ثمناً لها من استقراره الهش، الا إذا كان الرئيس المكلف قرّر تقديم تنازلات جديدة كأن يقبل بتوزير أحد النواب السُنَّة الستة على حساب حصته بعدما فشلت كل الجهود التي بذلت لاقناع رئيس الجمهورية بالتخلي عن الوزير السُني المصنف في حصته، بما يرضي حزب الله ويقنعه بالافراج عن الحكومة وبما لا يجبر الرئيس المكلف على ان يقدم تنازلات جديدة مرفوضة من قبل تيّاره ومن قبل الفريق الذي من المفروض انه يمثله في الحكومة العتيدة، لكن هذا الحل للأزمة الوزارية العالقة لم يعد وارداً ولا ممكنا بعد الموقف الجديد الذي اطلقه الوزير باسيل من العاصمة البريطانية ردا على ما سرب في وسائل الإعلام من كلام منسوب إلى الرئيس نبيه برّي يرى فيه ان الحل السليم للخروج من الازمة الراهنة يكمن في ان يتنازل رئيس الجمهورية عن الوزير السُني لمصلحة النواب السُنَّة الستة، لا ان يتنازل هؤلاء النواب عن حقهم في توزير واحد منهم استناداً إلى المعيار الذي اعتمده رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في تشكيل الحكومة، ويدل كلام الرئيس برّي على انه لا يزال متضامناً مع حزب الله بالنسبة إلى اشراك أحد النواب السُنَّة الستة، فلا هو ولا الحزب في وارد التنازل عن هذا الشرط، حتى ولو استمر التعثر في التشكيل إلى ما بعد انتهاء السنة الحالية. إن كل هذه المؤشرات تترك انطباعاً عاماً بأن صرخة رئيس الجمهورية لم تلق أي صدى تجاوب عند حليفه حزب الله المعني الأوّل في استمرار الأزمة الحكومية، حتى ان البعض يقول بأنها كانت صرخة في واد، وان التفاؤل المتجدد للرئيس المكلف بقرب ولادة الحكومة قبل نهاية السنة لا يعدو كونه مجرّد تمنيات لا أساس لها على أرض الواقع.

 

الضغوط تتفاقم... و"انفجار" يهدّد لبنان

ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/15 كانون الأول

تتصرف بعض الأحزاب السياسية في لبنان وفقا لمنطق الغالب والمغلوب، وعلى قاعدة «انتصار الخط» أي أن الخط الذي ينتسبون اليه حقق مكاسب سياسية وعسكرية، ويجب أن يترجم هذا الأمر على أرض الواقع من خلال تشكيل الحكومة، وبواسطة تحقيق مكاسب سياسية وإدارية ومالية أحيانا، من دون أن تكون هناك قوة أخرى تستطيع الوقوف في وجههم، أو منعهم من ذلك. وما حصل إبان المفاوضات على تشكيل الحكومة الجديدة، برهن بالملموس على أن جهات سياسية تتصرف على قاعدة جديدة تتلخص في كونها تعتبر أن حصتها الوزارية تحصيل حاصل، وثابتة، وهي تملك من القوة ما يجعلها تتدخل لفرض مقاسمة الآخرين في حصتهم. ورافق القسوة السياسية التي عبرت عنها بعض المجموعات «الممانعة» فوضى ميدانية مسلحة، كادت تهدد الاستقرار الأمني الذي تنعم به البلاد. حصل ضغط كبير على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في بداية الأمر، وقد استوعب جنبلاط الهجوم، بتقديم تنازل من حصته المحقة في الحصول على كامل المقاعد الدرزية في الحكومة لتسهيل مهمة التأليف والإسراع فيها تلافيا لخطر السقوط في المحظور الاقتصادي، وربما لإبقاء «شعرة معاوية» قائمة مع النائب طلال أرسلان مراعاة للخصوصية الدرزية، وتحسبا لإمكانية إعادة التعاون في المستقبل. ثم انتقل الضغط الى د.سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية لتحجيم حضور «القوات» الوزاري في الحكومة، وانتهت الأمور الى حل العقدة القواتية وفقا للأصول المعتمدة في عملية التأليف. لكن إعطاء القوات حقها ربما كان الشرارة التي أزعجت جهة فاعلة بقوة الأمر الواقع، ومن يقف خلفها، فانطلق الهجوم على الرئيس المكلف سعد الحريري، عن طريق فرض تمثيل مجموعة من النواب «السنة» معظمهم شاركوا في الاستشارات النيابية مع كتل نيابية ستتمثل في التشكيلة الحكومية. والهجوم على الحريري شمل التهديد بإعادة الاستشارات النيابية لاختيار بديل عنه لتشكيل الحكومة.

تتصرف قوى تربطها علاقات قوية مع محور «الممانعة» على قاعدة أن التوازن السياسي في لبنان اختل لصالحها. والقوى التي لا تتفق معها يجب أن تنصاع لهذا المعطى الجديد. على أرض الواقع، لا يمكن التسليم بهذه الفرضية لمجرد أن الأوضاع في سورية تغيرت بعض الشيء لمصلحة النظام. بل إن هناك توازنات داخلية لبنانية لابد من احترامها، كما يجب احترام نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، ولكون قوى اساسية في البلاد لا تتفق مع خط «الممانعة» وربما يشمل عدم الاتفاق «أغلبيات ساحقة في طوائف أساسية»، كما أن هذه القوى - أو الطوائف - التي تعارض ربط لبنان بما يجري في سورية، حصلت على تأييد قوى دولية كبرى ترى فيها ضمانة لتنفيذ مقررات المؤتمرات الدولية التي عقدت لمساعدة لبنان، ومنها مؤتمر «سيدر» وليس لهذه القوى الدولية ثقة بالقوى الأخرى لتنفيذ هذه البرامج. الرئيس ميشال عون يعرف تفاصيل الخريطة «الديموغراسية» اللبنانية جيدا، والرئيس نبيه بري يدرك أبعاد التوازنات الداخلية والخارجية، وانطلاقا من هذا الإدراك صرح: بأنه يرفض الضغط على الرئيس سعد الحريري أكثر من ذلك، لأن نتائج الضغط قد يؤدي الى انفجار.

 

بدوي لبنان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18

كان أمين الريحاني نادراً بين الرحّالة العرب. وفي عصر البواخر البطيئة، والذلول وانعدام الطرقات، أمضى حياته القصيرة متنقلاً من جبل لبنان إلى نيويورك، ومن نيويورك إلى الولايات الأخرى، ومنها إلى الجزيرة العربية، داعياً «العربان» إلى الوحدة، متمتعاً برعاية أمراء المنطقة وبصداقة خاصة مع الموَحِّد الملك عبد العزيز. وتميّز الريحاني أيضاً بأسلوبٍ أدبي جذّاب، ومثل الرحّالة الأجانب لم يهمل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، بحيث ترك لقرّائه في مؤلفه الشهير «ملوك العرب» صوراً ولوحاتٍ اعتمدَت فيما بعد في كتابة تاريخ الجزيرة ووضعِ جغرافيتها.

تبذل الكويت في السنوات الأخيرة، ربما أكثر من أي دولة أخرى، الكثير في البحث عن معالم تاريخها. ولا بدَّ إذاً أن يطالعك الريحاني وقلمه. ها هو في مجلس الحاكم الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي: «هنّأني بوصولي وأعرب عن دهشته لسفري في البلاد العربية هذه السفرة الطويلة، ثم قال: العرب أنفسهم يُكبِرون هذه الطريق ويخافونها، ومنهم من لا يقوى على تحمّل مشقاتها، وكيف تحمّلتم ركوب الذلول كل هذه الأيام؟ نهنّئكم يا أستاذ ونرحّب بكم. ولم يشأ أن يطيل الجلسة الأولى رغبة في راحتي، فبعد أن تناولنا القهوة أمر من لاقوني أن يرافقوني إلى القصر».

ثم يكمل الريحاني ناثراً التفاصيل بعينه الدقيقة «... الله ما تفعل البيداء وخشونة العيش. دخلت القصر في الكويت كأني بدوي لم يرَ في حياته قصراً جميلاً، تزينه الأعمدة والقناطر، ولم يجلس مرة في قاعة مفروشة بالفاخر من الرياش. وعندما جاء الخدم الواحد بعد الآخر يحملون الأطباق، فوضعوها على السجادة وجلست أنا ورفيقي إليها، فُتنت بما أحاط صحفة الأرز من الألوان المطبوخة بالبقولات. البقولات! بعد الأرز والرمل واللحم والتراب التي كان يطبخها لنا مسفر ومعاوناته الرياح، إنها من النعم التي يغتفر فيها الابتهاج والإسراف. نحرت الألوان نحر العاشق المشتاق، وخصصت بالإسراف بندورة الكويت التي يشحنون منها إلى البصرة، وهي صغيرة مدملكة، يطبخونها بقشرها دون أن تمسها السكين، ثم سمك الكويت المشهور الذي يشبه سمك المشط في طبرية، ولكنه أرق وأدسم. ثم أصناف الحلوى، وما أشد حلوها وأكثر سمنها وأسرارها».

لا يكتفي الريحاني بالمشاهدات والانطباعات، بل يعرض لنا الحياة التجارية كما كانت أوائل العشرينات وكأنّه أحد خبراء الاقتصاد. ويصف صعوبة ضبط الرسوم الجمركية بين بلدان المنطقة، ويشدد بصورة خاصة على مهارة الكويتيين في المبادلات التجارية ودورهم في صناعة اللؤلؤ والمبادلة مع الهند. ويقول إن العقد الوحيد بين التجّار كان كلمتهم، فلا أوراق ولا تواقيع ولا تواريخ. وإنّما قروضٌ من عامٍ إلى عام تُسدَّدُ وفق الذمة والضمير، وأيضاً وفق ذاكرة طيبة لدى البائع والشاري على السواء.

 

المشروع الصفوي الإيراني وأوهام الوحدة الإسلامية 

القاضي الشيخ خلدون عريمط/جريدة الجمهورية/الجمعة 14 كانون الأول 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/70008/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%b6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%ae%d9%84%d8%af%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%b7/

منذ ايام معدودة اختُتمت أعمال المؤتمر الـ32 للوحدة الاسلامية الّذي انعقد في طهران لمّدة ثلاثة ايّام انتهى بلقاء للمشاركين مع مرشد الثورة الايرانيّة علي خامنئي. وهذا المؤتمر ينظّمه سنوياً نظام الحكم في ايران من خلال «المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية»، ويحضره العشرات، بل المئات من مفكّري ومنظّري المشروع الصفوي الايراني من بعض الدول العربية والاسلامية التي اخترقتها ايران بشعارات التقريب بين المذاهب الاسلامية أو أوهام الوحدة الاسلامية من منظور صفوي ايراني أو شعار تحرير فلسطين وقدسها.

ويؤكد المؤتمر بكل أدبيّاته وطروحاته وعلى مدى 32 عاماً من انعقاده أنّ من اهدافه المعلنة تحرير فلسطين وإزالة اسرائيل من الوجود، وإرساء الوحدة والتضامن في العالم الاسلامي، وتضافر الأفكار بين العلماء من أجل تقريب وجهات النظر العلمية في مجالات الفقه والأصول وعلم الكلام والتفسير، ودرس قضايا المسلمين ومشكلاتهم لحلّها واتّخاذ المواقف المشتركة من اجلها، وهذا يعني أنّ النظام الإيراني يعمل منذ 32 عاماً على إنجاز أوهام تحرير فلسطين من العدوّ الصهيوني وأوهام الوحدة الإسلامية من منظور مشروعه المذهبي الصفوي الفارسي إنطلاقاً من أهداف الثورة الخمينيّة والتي أشارت اليها «صحيفة الامام» في الجزء 21 ص 297 بالقول: «إنّ ثورتنا غير محدودة بحدود ايران، بل إنّ ثورة الشعب الايراني هي نقطة انطلاقة ثورة العالم الاسلامي الكبرى التي يحمل لواءَها الامام الحجة لإقامة حكومة الاسلام العالمية»، طبعاً من وجهة نظر المشروع الصفوي الايراني.

والسؤال الكبير: عن أيّ فلسطين يتحدثون؟

وعن أيّ وحدة إسلامية ينظّرون؟

والمشروع الصفوي الذي يحمل هذا العنوان لا يعترف ولا يريد أن يعترف بالخلفاء الراشدين الذين حرّروا العراق وبلاد الشام من الفرس والروم، ولا بما قدمته الدولة العربية الاسلامية الاموية التي بلغت مساحتها 15 مليون كيلومتر مربع، ولا بجهاد الخلافة العباسية وكفاحها وهي تواجه المغول والحملات الصليبية على مدى 200 عام، ولا حتى بالسلطنة أو الخلافة العثمانية التي امتدت سلطتها 600 عام وبلغت مساحتها 25 مليون كيلومتر مربع؟

وأيّ وحدة إسلامية يريدها المشروع الصفوي الايراني وهو الذي احتلّ اقليم الاحواز العربي عام 1925 ومسح هويّته وهجّر شعبه واستغلّ ثرواته وأفقر أبناءَه المضطهدين والمحرومين من عقيدتهم ولغتهم، وحتى من ثقافتهم ولباسهم العربي، ويصرّ على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، وهو الذي يحتلّ الجزر العربية «ابو موسى» و«طنب الصغرى» و»طنب الكبرى» منذ عام 1971 بالتواطؤ مع الانكليز، ويسيطر على العراق منذ عام 2003 بالتوافق مع شيطانه الأكبر اميركا؟

وهل أوهام وحدته الإسلامية تبيح له إنجاز مشروعه الصفوي بتدخّله في النسيج المذهبي في لبنان والكويت والعراق والبحرين واليمن وسوريا وموريتانيا وحتى بلاد المغرب العربي؟

وهل مشروع الوحدة الاسلامية الذي يوهم الرأي العام الاسلامي به يبيح له إنشاء أذرع عسكرية مذهبية رديفة في عدد من الاقطار العربية والاسلامية للعبث بالوحدة الوطنية؟

ولفرض مشروعها بقوة السلاح الخارج عن الدولة، لتتمكّن إيران بذلك من فرض النسخة الفارسية من مشروعها تارة باختراق المجتمعات الإسلامية والمسيحية بالترغيب وبأوهام الوحدة الإسلامية، واحياناً برفع شعار تجميع الأقلّيات لاستخدامها حين الحاجة.

والمشروع الصفوي الإيراني من خلال مؤتمراته الوحدوية وغير الوحدوية لا يسعى الى تحرير فلسطين وقدسها من العصابات الصهيونية، وإنما يسعى منذ عام 1979 الى استهداف المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي مثلما استهدف العراق قبلاً ويعمل لاستهداف قلعة العرب والإسلام مصر وأزهرها وشعبها من خلال التغلغل في بعض الدول الافريقية تحت شعار «حُب أهل البيت». وقد أشار الأكاديمي في جامعة صنعاء الدكتور عبد الرحمن الولي الى 3 اهداف دائمة للثورة الخمينية وهي:

-1 نشر التشيع الفارسي في المناطق العربية والإسلامية.

-2 الحصول على السلاح النووي وإقامة الهلال الفارسي من طهران الى بيروت.

-3 السيطرة على مكة المكرمة والمدينة المنورة ليتحقق بذلك مشروعها بقيادة العرب والمسلمين وإقامة الامبراطورية الثانية لقورش الكبير.

فهل يمكن لإيران أن تحقق مشروعها؟

أم أنّ هذا المشروع بدأ يتقهقر في اليمن من خلال التحالف العربي الّذي تقوده المملكة العربيّة السعوديّة وبعض أشقائها العرب؟

والّذي بدأ ينكفئ في سوريا العربيّة لمصلحة النفوذ الروسي المتزايد سياسياً وعسكرياً، ويترنّح في العراق نتيجة الوعي المتأخر للشعب العراقي بشيعته وسنّته عرباً وكرداً،

بذلك تتحقق نبوءة الرسول العربي محمد عليه الصلاة والسلام: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله».

 

حكومة التّحول الوطني

أحمد الغز/اللواء/15 كانون الأول/18  

ستتشكل في الأيام القادمة حكومة التحول الوطني من مجتمع النزاع الى مجتمع الانتظام، ولا داعي لمناقشة تكوينها الوزاري لأنّ وزرائها هم ممثلون حقيقيون لقوى النزاع في لبنان، والذين سيواجهون ما صنعت أيديهم في البلاد من ويلات وازمات اقتصادية ومالية واجتماعية، وسيكون لبنان في الايام القادمة امام ساعات مؤلمة بسبب تعاظم الاستحقاقات السياسية والإدارية والتشريعية والمالية، وستكون الازمة الأهم هي انعدام المصداقية بين المكونات السياسية داخل الحكومة من جهة وبين المكونات الحكومية مجتمعة وعموم الناس من جهة اخرى.

ستتشكل حكومة التحول الوطني في الايام القادمة على إيقاع طبول الحرب اللبنانية الاسرائيلية، وايضا على إيقاع نشاط القوات الدولية المانعة للحرب والراعية للمفاوضات الانتقالية، من حال النزاع في الجنوب الى حال الانتظام بكل ما تتطلبه هذه المهمة من اسباب وأدوات والتزامات، على اساس ترسيم الحدود البرية والبحرية في جنوب لبنان حيث تأسس مجتمع النزاع اللبناني منذ سبعين عاما، مما سيجعل من الاستراتيجية الدفاعية ضرورة موضوعية لكل المكونات اللبنانية والفلسطينية، لان التحول من النزاع الى الانتظام يحتم احتكار السلاح في الدولة الوطنية.

ستتشكل حكومة التحول الوطني في الايام القادمة وسيواجه اللبنانيون اثار نزاعاتهم الطويلة البالغة الاثر على تماسكهم الاجتماعي الهش على مستوى بنية الافراد والمجموعات الطائفية السياسية، وسيواجه الجميع ازمة انعدام الثقة داخل كل مجموعة وبين المجموعات، وسيعرف الجميع بان استعادة الثقة هي مهمة بالغة الصعوبة وليست مجرد شعار للاستهلاك الاعلامي، لان الثقة هي اساس الاستقرار والتحول من مجتمع النزاع الى مجتمع الانتظام، وان استعادة الثقة تحتاج الى التقدم بثبات نحو دولة القانون والمؤسسات، والشروع في ورشة تشريعية إصلاحية حقيقية بعيدا عن سلطة الأعراف والكذب والارتجال الذي ألفناه ايام النزاعات الوهمية بين الإخوة الاعداء.

ستتشكل حكومة التحول الوطني في الايام القادمة وسيواجه اللبنانيون ازمة المديونية العامة والاستهتار بقواعد العمل والإنتاج على مدى السنوات الماضية والحديث يطول في هذا المجال، وسيكون لبنان تحت الرقابة الدولية المالية الدقيقة، هذا بالاضافة الى آثار المديونية السياسية السيئة التي تسببت بها القوى السياسية على مدى عقود طويلة وتمثلت باستعطاء التمويلات السياسية والإعلامية مقابل الارتهان السياسي لدول عربية واقليمية ودولية، والذي ادى إلى تضخم الأحجام السياسية وتحطيم الإرادة الوطنية ورفع كلفة تكون حركات سياسية طبيعية بإمكانات وطنية فكرية ومادية، وسيدرك الجميع بان تشكيل الحكومة الحالية ما كان ليكون لولا الاكلاف العالية التي دفعها المجتمع الدولي لتحرير تشكيل الحكومة من الارتهانات التي تسببت بها المديونيات السياسية، من اكلاف القوات الدولية في الجنوب على سنوات طوال، الى اكلاف (سيدر) واعادة تأهيل البنى التحتية في كافة المناطق اللبنانية. ستتشكل حكومة التحول الوطني في الايام القادمة والتي ستكون بمثابة وضع كل قوى النزاع في قفص الاتهام الحكومي، والذين يعرفون جيدا بان أدوات النزاع التي يمتلكونها أصبحت فاقدة لأسباب الحياة ، وان زمن تعاظم الثروات والنفوذ على حساب تماسك المجتمع وهيبة الدولة كل ذلك قد اصبح من ذكريات الماضي البغيض، مما يستدعي تفعيل ادوات الانتظام العام في لبنان للشروع في المحاسبة والمساءلة والرقابة الشديدة على كل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي والامني والمالي، ومع تشكيل حكومة التحول الوطني سيكون لبنان بحاجة ماسة الى شجاعة الشابات والشباب وكل المؤمنين بالانتظام العام لاحتضان هذه اللحظة التاريخية والفرصة الثمينة والمشاركة في صناعة مستقبل لبنان.

 

حزب الله مع توزير النواب الستّة لا تدليعهم

  نقولا ناصيف/الأخبار/15 كانون الأول/18

مذ استعيد السجال عن عقدة سنّية، بعد ارتضاء حزب القوات اللبنانية بحصته وتذليل العقدة الدرزية، اقترن الكلام عن طلب توزير نائب سنّي خارج تيار المستقبل بحزب الله على انه محرّك تجمّع النواب السنّة الستة، ومحرّضهم

منذ 29 تشرين الاول، يتواصل الاتهام العلني الى حزب الله أنه وراء تعطيل تأليف الحكومة بحجتين متلازمتين: اصراره على تمثيل النواب السنّة الستة، وامتناعه عن تسليم الرئيس المكلف سعد الحريري لائحة اسماء وزرائه الثلاثة. قبل هذا التاريخ لم يؤتَ على ذكر دور سلبي له، بعدما كان وليد جنبلاط وسمير جعجع، ناهيك بالوزير جبران باسيل، وحدهم في صدارة عرقلة التأليف. قيل ان الحزب حاز حصته وراح يتفرّج. بعد 29 تشرين الاول سؤال واحد: دعمه هؤلاء لتمثيلهم حقاً أم لتعطيل تأليف الحكومة؟

منذ اليوم الاول لنشوء العقدة السنّية - وعمرها من عمر التكليف - لم يتغيّر اي من المواقف المحوطة بها، ولذا لم تحرز الجهود المبذولة اي تقدّم في وجهة حلّها، حتى الآن على الاقل:

- الحريري لا يعترف بهم كتجمّع، ولا يستقبلهم بصفة كهذه، وليس في وارد توزيرهم في حصته التي هي في حسابه الحصة السنّية برمتها.

- النواب السنّة الستة بدورهم ليسوا في وارد التخلي عن شرط تمثيلهم. لم يبدوا استعدادهم للقبول بأحد ما من خارجهم يمثلهم، مع ان هذا الاقتراح يصطدم ايضاً برفض الحريري. امتثلوا لنصائح الحزب حينما دعاهم الى التحاور مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الذي اهمل طلبي مقابلة تقدموا بهما.

- حزب الله لا يتزحرح عن تأكيد دعم توزير احدهم ما داموا نجحوا بالاصوات التفضيلية في طائفتهم، ولأنهم حلفاؤه هو معهم.

عند هذا الثلاثي يتوقف التكليف. بين ايدي كل منهم فيتو يمنع تأليف الحكومة، مع ان الحريري يتصرّف على انه لا يجبه هؤلاء بل حزب الله، وهو يخوض برفضه هذا الطلب كباشاً لمنع الحزب من التحوّل للمرة الاولى شريكاً اصيلاً في تأليف الحكومة، اضف رفضه الاعتراف بشرعية سنّية يمثلونها مستقلة عنه اكسبتهم اياها الانتخابات النيابية. وطأة ما انبثق من انتخابات 2018 انها اخرجت من يدي الحريري نصف البقاع الغربي، ونصف الضنية، ونصف صيدا، وجزءاً من بيروت وطرابلس، بعدما كانت انتخابات 2005 و2009 منحته زعامة مطلقة عليها كلها تقريباً، فأحالته الطرف الوحيد في طائفته لا خصوم اشداء له، بل احجام محدودة التأثير، على طرف نقيض من الاحجام المتنافرة لدى المسيحيين والدروز.

في جهود الايام الاخيرة بدت ثمة بارقة امل عندما استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون في 12 كانون الاول النواب السنّة الستة للمرة الثانية، غداة استقباله النائب محمد رعد والمساعد السياسي للامين العام لحزب الله حسين خليل. في حصيلة الاجتماعين لم تنبثق افكار جديدة ما خلا الفكرة الوحيدة المتداولة التي لم يفصح عون عن استعداده بعد لمجاراتها، وهي تخليه عن المقعد السنّي لاحد من النواب السنّة الستة او مَن يمثلهم.

بيد ان هذه الحصيلة اعادت تأكيد الملاحظات الآتية:

1 - في حساب حزب الله - وهو يتشبّث بتوزيرهم - ان اربعة من النواب السنّة الستة فازوا بأصوات ناخبي طائفتهم، من غير ان يكونوا مدينين له بفضل انتخابهم اذا صح استثناء الوليد سكرية وقاسم هاشم: عبدالرحيم مراد السنّي الاول في البقاع الغربي، وجهاد الصمد السنّي الاول في الضنية، وعدنان طرابلسي السنّي الثاني في بيروت بعد الحريري وقبل سائر اعضاء لائحته، اضف فيصل كرامي السنّي الرابع في طرابلس، واسامة سعد في صيدا. سبب كاف في حسبان الحزب لتوزير احد هؤلاء حلفائه المخضرمين. زد ان النواب الستة زائداً سعد يستعيدون الحملات الانتخابية التي خاضها الحريري ضدهم فرداً فرداً بذهابه هو الى دوائرهم في البقاع الغربي وطرابلس والضنية وصيدا وصولاً الى شبعا حتى. كأنه تحسّب سلفاً فوزهم، فأوصد الباب دونهم فور تكليفه.

2 - منذ اليوم الاول للتكليف ارسل حزب الله من خلال خليل الى الحريري وباسيل رسالتين: اولاهما لفرنجيه الحصول على حقيبة وازنة هي الاشغال العامة والنقل سواء إحتسبت كتلته من ثلاثة نواب او ستة نواب، او قيل انه يستحق التوزير لا الحقيبة تلك. ثانيتهما تأييده توزير احد النواب السنّة الستة الذين كانوا اجتمعوا قبل ستة ايام من التكليف، 19 أيار، في اول اجتماع لهم ثم كان ثان اتفقوا فيه على اطار يجمعهم بعدما غادرهم سعد بعد الاجتماع الاول مفضلاً الاستقلال عنهم. آنذاك اختلفوا حيال تسمية الحريري لرئاسة الحكومة. انقسموا، ثم اقروا بتوجيه رسالة حسن نيّة اليه بترشيحه جميعاً للتكليف (باستثناء جهاد الصمد).

حزب الله غير راض عن تشدّد النواب الستة ورفض الحلول الوسط

3 - الموقف المعلن لحزب الله انه ليس في وارد الضغط عليهم كي يتراجعوا عن مطلبهم لئلا يُلصق بنفسه تهمة انه وراء تحرّكهم. بيد ان ذلك يقتضي ان لا يُفسّر بأنه يتوخى تدليعهم كي يتشدّدوا ويعاندوا، ومن غير المؤكد انه راض عن تصلبهم. ما يريده تمثيلهم - لا تجاهلهم - في معزل عن اي صيغة ترضي الافرقاء جميعاً. في اجتماعه برئيس الجمهورية في 11 كانون الاول ابلغ اليه وفد الحزب انه مستعجل تأليف الحكومة وينصح بالبحث عن تسوية للمأزق. في اجتماع الغداة لم يطرح الرئيس حلاً ولا النواب السنّة اقترحوا حلاً آخر سوى تمسّكهم بمطلبهم. في الساعات التالية لزيارة قصر بعبدا انقسمت آراؤهم بين فريق كمراد منفتح على التسوية المرضية التي تفضي الى توزير تجمّعهم وإن من احد يختارونه، وآخر متصلب ككرامي والصمد يريد توزير احدهم فحسب.

4 - لا ريب في ان تبايناً في الرأي وقع بين رئيس الجمهورية منذ مقابلته التلفزيونية في 31 تشرين الاول وبين حزب الله بإزاء مقاربة العقدة الثالثة. دخل وسطاء عليهما سعياً الى مخرج يقتضي ارضاء اكثر من فريق معني: لا يُشعِر الحريري بالانكسار، ولا يفقد النواب السنّة الستة ثمرة فوزهم في الانتخابات النيابية ما دام قرار التوزير نسبياً على صورة نتائج الانتخابات، ولا يشي باخفاق حزب الله في حماية حلفائه بعدما اكد لمحاوريه انه لا يتدخل في طريقة ارضاء هؤلاء اياً تكن بما في ذلك - اذا رضوا - خروجهم صِفر اليدين.

عزّز احتمال الوصول الى مخرج يجعل الجميع رابحين، ان الحريري - رغم التشدد المعلن - مهيأ لمرونة بتوزير احد يمثل هؤلاء، لكن من حصة رئيس الجمهورية. اذذاك فتح باب جديد على ازمة جديدة مآلها ان تخلي الرئيس عن المقعد السنّي يفقده وحزبه الثلث +1 في مجلس الوزراء.

كأن رئيس الجمهورية يُدعى، بعد تخليه عن نيابة رئاسة الحكومة، الى تنازلين جديدين: المقعد السنّي وما هو اهم ايضاً: الثلث+1.

الانكى ان هذا التوزير يرفضه الرئيس لسبب، والحريري لسبب، وباسيل لسبب.

 

قائد «الوحدات» الكردية: مستعدون للعمل مع دمشق لصد أنقرة

سبان حمو لـ «الشرق الأوسط»: الروس مسرورون من تهديدات ضد حلفاء أميركا

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18

أعرب قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية، سيبان حمو، في حديث إلى «الشرق الأوسط» أمس، عن اعتقاده أن المسؤولين الروس «مسرورون» بسبب تهديدات الجيش التركي لـ«الوحدات» والأميركيين شمال شرقي سوريا، وأن دمشق «تتفرج على هذه التهديدات ولا تقوم بأي مبادرة للدفاع عن حدود الدولة السورية»، لافتاً إلى أن «الجيش الأميركي سرّع تشكيل نقاط المراقبة على الحدود السورية - التركية وسيّر دوريات». ووجه حمو «نداء إلى الدولة السورية» بضرورة العمل على «حماية حدود سوريا وأرضها، ونحن جاهزون للعمل المشترك لصد تركيا».

وكان حمو يتحدث في اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» إلى شمال شرقي سوريا. وقال إن تركيا «تحاول بكل جهدها وتعطي أولوية للقضاء على مكتسبات الأكراد، إذ إنها حشدت قوات على الحدود وقصفت داخل سوريا، واجتمع مسؤولون استخبارات أتراك مع فصائل سورية وطلبوا أن يكونوا جاهزين لعمل عسكري في تكرار لما حصل في عفرين» في ريف حلب بداية العام الحالي عندما شن الجيش التركي بتعاون مع فصائل سورية عملية «غصن الزيتون».

وأضاف أن الرئيس رجب طيب «إردوغان يقول إن حدود تركيا غير آمنة ويريد اتخاذ تدابير داخل الأراضي السورية كما حصل في عفرين. لتركيا طموحات توسعية تتضمن السيرة خطوة - خطوة لاحتلال أراضٍ سورية. أخذوا مناطق درع الفرات وعفرين وإدلب، والآن يريدون أخذ مناطق شرق الفرات، بحيث يفرضون واقعاً جديداً على الأرض، ولاحقاً في الحل السياسي».

وأشار إلى أنه بالتوازي مع الحشود والضغوط العسكرية «تهدد تركيا باجتياح مناطق بين كوباني (عين العرب) ورأس العين، وتحاول الحصول على تنازلات عبر جهود دبلوماسية وتتحدث عن منبج». وقال رداً على سؤال: «بالنسبة إلينا، اتفاق منبج نفذ منذ 7 أشهر وقمنا بكل ما هو مطلوب منا. جرى سحب المجموعات الخاصة وسلمت المدينة لمجلس محلي من أهلها وغيرنا أسماء بعض المناطق».

ووقعت واشنطن وأنقرة خريطة طريق في شأن منبج في مايو (أيار) العام الماضي تضمن تسيير دوريات مشتركة في خطوط التماس بين «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من أميركا وقوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا بين منبج وجرابلس. وتطالب أنقرة بتسريع تنفيذ باقي البنود وتتضمن سحب «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى شرق الفرات وتشكيل مجلس محلي جديد. وقال حمو: «جرى تنفيذ كل شيء والمدينة تدار من أهلها، لكن إذا كانت تركيا تريد إدارة المدينة بالوكالة، فهذا شيء غير مقبول».

وسئل عن اتصالات بين «وحدات حماية الشعب» الكردية مع الجانب الروسي بعد تهديدات انقرة، فأجاب أن الاتصالات المباشرة متوقفة منذ «خيبته» من موسكو في بداية العام لدى السماح بالهجوم على عفرين، لكنه أشار إلى وجود «اتصالات غير مباشرة عبر مكاتبنا، والواضح أن الروس مسرورون مما يحصل لإزعاج أميركا. قلنا إن هناك تهديدات وحشوداً من تركيا... يبدو أنهم مسرورون وهناك اتفاق ضمني بين الأطراف»، في إشارة إلى موسكو وأنقرة ودمشق وطهران.

وعن موقف دمشق، أشار قائد «الوحدات» إلى حصول اتصالات مع مسؤولين في الحكومة السورية، قائلاً: «في عفرين طلبوا أن نسلم المدينة قبل هجوم تركيا لكننا رفضنا. أما الآن فإنهم (في دمشق) يتفرجون. ليست هناك أي مبادرة من روسيا أو دمشق».

وسئل عن الموقف الأميركي، فأجاب: «الأميركيون قالوا إن التهديدات التركية تخرب العمليات ضد (داعش) شرق نهر الفرات. يجب ألا ننسى أن تركيا وأميركا عضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، مضيفاً أن الجيش الأميركي عزز وعجل تأسيس نقاط الرقابة على حدود سوريا مع تركيا، وهي تشمل 3 نقاط في تل أبيض، واثنتين في كوباني، وواحدة في رأس العين، وتم تسيير دوريات أميركية قرب الحدود. وحذر من أن «أي تراخٍ» أميركي في منبج أو شرق الفرات سيهدد صدق موقف واشنطن، كما حصل مع موسكو عندما تخلت عن عفرين بداية العام.

وسئل عن صحة وجود 50 قيادياً من «حزب العمال الكردستاني» المحظور في أنقرة ضمن «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، فأجاب: «إذا كانت هناك أسماء لقياديين غير سوريين، فليطلعونا عليها. لن نقبل بوجود أي قيادي غير سوري. كما أن قرارنا ليس في جبال قنديل (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني شمال العراق) بل قرارنا سوري ولأكراد سوريا. لا قرار لقنديل في مواقفنا».

وبعد استعراض مواقف واشنطن وموسكو ودمشق من تهديدات أنقرة، قال حمو: «موقفنا واضح. هناك مؤامرة كبرى ونتمنى ألا تحصل الهجمات. نحن نعرف أن الشعب السوري والأكراد أكثر من غيرهم عانوا كثيراً ولا نريد لشعبنا أن يتعب أكثر. لكن إذا وصلت الأمور إلى شن هجوم علينا، فإننا سندافع وسنحارب بحسب إمكاناتنا». وقال: «باسمي وباسم الإدارة شرق البلاد، كما فعلت قبل الهجوم على عفرين، أوجه نداء إلى (المسؤولين في) الدولة السورية: نحن طرف سوري والأراضي سورية، ويجب على الدولة الدفاع عن أراضي الدولة بكل الإمكانات. خلافاتنا داخلية حول الديمقراطية والسياسة وليست حول الأرض السورية والحدود، ويجب اتخاذ موقف من الاعتداءات التركية. للأسف لا تزال الدولة شبه متفرجة. وإذا كانوا مستعدين، فإننا جاهزون لمناقشة كيفية التعاون لحماية الحدود والعمل المشترك ضد تركيا». وأشار إلى أنه لاحظ في الفترة الأخيرة «انزعاج القوات الموجودة على الأرض (التابعة لدمشق وطهران وموسكو)، إنها منزعجة من عمليات المقاومة ضد تركيا في عفرين». ونقل عن بعض المسؤولين قولهم إن «عدو روسيا حالياً هو أميركا وليس تركيا».

 

أسباب ضد انسحاب السعودية من اليمن!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 كانون الأول/18

اتفاق السويد بين اليمنيين المتحاربين، خطوة كبيرة، لكن الشكوك أكبر حيال وفاء المتمردين الحوثيين به. ولولا أن قوات الحكومة اليمنية والتحالف وصلت إلى محيط الحديدة، الميناء والمدينة، ما سارع الحوثيون لتوقيع الاتفاق، والتنازل عن مطلبهم الرئيسي، حكم اليمن.

والأيام المقبلة ستكشف حقيقة التزام الحوثيين. فقد وافقوا على أن تتولى الأمم المتحدة مراقبة الموانئ الثلاثة، ومداخيلها المالية، وإيداعها في البنك المركزي. حالياً الحوثيون ينهبون المداخيل وواردات الإغاثة. إن وفوا فمعناه أن الحل قريب والحرب ستنتهي.

ما هي مبررات الحرب وتدخل السعودية وحليفاتها؟ مع أن الحرب منذ نحو أربع سنوات إلا أن الأكثرية لا تفهم دواعيها.

فالتدخل لم يأتِ لأن السعودية تفضل فريقاً سياسياً يمنياً على آخر، بل بسبب استيلاء جماعة تابعة لإيران على الحكم في انقلاب نقض كل التفاهمات التي فرضتها الأمم المتحدة والدول الغربية بعد ثورة الشارع اليمني. صراحة، حتى أن استيلاء الحوثي على حكم اليمن ذاته كان يمكن للسعودية أن تتعايش معه لولا أنه مشروع إيراني يستهدفها. براغماتياً، قد ترى السعودية الانقلاب مشكلة داخلية، وعلاقة الرياض بالرئيس المعزول علي عبد الله صالح لم تكن عظيمة، فقد كانت لها خلافات معه، ورغم ذلك تعاملت مع حكومته لعقود. وكان بالإمكان أن يستمر الوضع بغض النظر عمن يحكم صنعاء من القوى المحلية. الخطر أن الحوثي تنظيم ديني مسلح اخترعه النظام الإيراني، ويماثل «حزب الله» في لبنان. قام بإعداده وتدريبه منذ نحو عشرين عاماً ليكون شوكة في خاصرة السعودية، كما أسست إيران «حزب الله» للهيمنة على لبنان وضد إسرائيل لمصالحها ولا علاقة للأمر بفلسطين. خوفاً من إيران ودعماً للشرعية اليمنية شنت السعودية الحرب بعد أن استولى الانقلابيون على كل اليمن تقريباً.

بمقدور السعودية والإمارات والسودان وبقية قوات دول التحالف، أن تنسحب اليوم من اليمن، لكن ينبغي أن نعي التبعات. أولاً سيدخل اليمن في حرب أهلية أعظم، وسيصبح سوريا أخرى. سيفد إليه الآلاف من المقاتلين من إيران وباكستان ولبنان والعراق. الخطر الثاني ستحول إيران اليمن إلى قاعدة أكبر لأسلحة الصواريخ الباليستية الموجهة لضرب مدن السعودية الرئيسية والخليج، وهو ما تفعله منذ عامين، حيث استهدفت جدة والطائف وكذلك الرياض عابرة مسافة 950 كلم، وصواريخ أقل بعداً على مدن الحدود السعودية الجنوبية مثل نجران وجيزان. فإن انسحب التحالف سيزداد الوجود الإيراني المسلح في اليمن، وسيسيطر على باب المندب على البحر الأحمر، الممر البحري الاستراتيجي المهم للملاحة الدولية. أيضاً، بخروج قوات التحالف، ستنتشر جماعات «القاعدة» المسلحة، التي تلاحقها الولايات المتحدة، بالتعاون مع السعودية والإمارات، في اليمن منذ نحو عشر سنين. باستثناء خطر الصواريخ التي ستزرعها إيران في اليمن، فإن السعودية أقل تضرراً من دول مثل دول أوروبا والولايات المتحدة من جراء الفوضى المُحتملة في حال انسحابها من اليمن. فالسعودية قادرة على تصدير معظم نفطها الموجه غرباً إلى البحر الأحمر عبر الأنابيب دون المرور عبر باب المندب لو سيطر الحوثيون عليه. ولو انسحبت دول التحالف ستنتشر «القاعدة» في اليمن، وستضطر الدول الغربية إلى إرسال قواتها لقتال التنظيم الإرهابي في اليمن، كما تفعل في العراق وسوريا وأفغانستان.

أيضاً، انسحاب السعودية وحليفاتها لن يوقف الحرب، ولن يقلص الخسائر البشرية، بل على العكس، ستتفاقم المأساة الإنسانية؟ وبكل أسف يتم تسويق الحقيقة بشكل ناقص. فإجمالي الخسائر تقدر بعشرة آلاف قتيل منذ اندلاعها، وفق تقديرات الميليشيات المتمردة، وستة آلاف كما يقول التحالف. وهذا يجعلها من أقل حروب المنطقة دموية، لكنه بالطبع لا ينفي كونها مأساوية. قتلى حرب سوريا تجاوز عددهم الستمائة ألف إنسان، وفق تقديرات الأمم المتحدة، وفي العراق مات نحو مائتي ألف شخص، وكذلك أفغانستان وليبيا.

لا تزال المعارك في حرب اليمن أصغر حجماً، ومحصورة في مناطق معينة. وفي رأيي سيكون الخطر أعظم لو انسحبت قوات التحالف وتركت الميدان لليمنيين يصفون حساباتهم بين بعضهم، هنا ستكون الحرب القبلية أطول وأشرس، وستنخرط الدول المتنافسة في المنطقة لتمويلها. عيب حجة منتقدي الحرب أنهم يطالبون بوقفها لكنهم لا يعرضون حلولاً عملية لتثبيت الأمن والاستقرار في اليمن، ولا كيف ومن سيدير الدولة الفاشلة حتى لا تصبح مثل الصومال!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية وعقيلته شاركا في افتتاح تساعية الميلاد في الأنطونية الراعي: ليوشح الروح المسؤولين بروح الحكمة والقوة لتوجيه الإرادات في القرار

السبت 15 كانون الأول 2018 /وطنية - شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون في افتتاح تساعية الميلاد التي أقيمت مساء اليوم في كنيسة سيدة الزروع في الجامعة الانطونية بعبدا، شفيعة الجامعة. وترأس رتبة التساعية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وعاونه فيها النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، والمطارنة بولس مطر وسمعان عطالله والرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأباتي مارون أبو جوده ومجلس المدبرين في الرهبانية ورئيس دير سيدة الزروع رئيس الجامعة الأب ميشال الجلخ، وخدمتها جوقة الجامعة والمرنمة غادة شبير بقيادة الأمين العام للجامعة الأب الدكتور توفيق معتوق. ولدى وصول رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى الى مدخل الجامعة، قرعت أجراس الكنيسة، واستقبل الأب الجلخ الرئيس عون وقرينته اللذين دخلا الى الكنيسة وسط انشاد الجوقة لترنيمة النور.

وحضر التساعية السيدة نايلة معوض، والنواب: ابراهيم كنعان، الان عون، حكمت ديب، والنائب السابق ناجي غاريوس. كما حضر قائد الجيش العماد جوزاف عون والوزير السابق دميانوس قطار، الى عدد من المديرين العامين ومن الضباط من مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية. وشارك في التساعية القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس وحشد من الرهبان والكهنة الى عدد من امناء الجامعة وعمدائها واساتذتها ومؤمنين.

تأمل البطريرك

وبعد الانجيل، ألقى البطريرك الراعي تأملا ميلاديا حول الآية الواردة في انجيل يوحنا: "أرسل الله ابنه إلى العالم، ليخلص به العالم" (يو 17:3)، جاء فيه: "في حضرة فخامة رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى، وهذا الجمهور المنتقى روحيا ومدنيا، في رحاب الجامعة الأنطونية الزاهرة ودير سيدة الزروع، نتأمل في ميلاد فادينا الإلهي ومخلص العالم، يسوع المسيح. إن الله، سبحانه، كي يوطد السلام والشركة معه، ويؤسس مجتمع الأخوة والمحبة بين البشر، بعد أن شوهته الخطيئة والشر بكل أنواعه، قرر بفيض محبته أن يدخل في تاريخ البشر بطريقة جديدة ونهائية. فأرسل ابنه في الجسد، جسدنا، لكي ينتشل به الناس من سلطان الظلمة والشيطان، وبه يخلص العالم ويصالحه (القرار المجمعي: في نشاط الكنيسة الإرسالي، 3). فنقول مع القديس أمبروسيوس وسائر آباء الكنيسة: "تأنس الله ليؤله الإنسان".

هذه هي عقيدتنا الإيمانية التي تجمعنا هذا المساء في افتتاح تساعية عيد ميلاد فادي الإنسان ومخلص العالم. إننا نتأمل سره مع مريم ويوسف، ونسبحه مع الملائكة، ونسجد له مع الرعاة، ونقدم له هدايا حياتنا الروحية المتجددة وأعمالنا الصالحة مع المجوس. ونصلي من أجل المسؤولين في الكنيسة وفي بلادنا وفي مقدمتهم فخامة رئيس الجمهورية، ملتمسين له ولهم مواهب الروح القدس الفائضة من سر المسيح المولود "عمانوئيل- الله معنا". فيوشحه ويوشحهم بهذه المواهب التي تنبأ عنها أشعيا كما سمعنا من القراءة وهي: روح الحكمة والفهم لإنارة العقول، وروح المشورة والقوة لتوجيه الإرادات في القرار، وروح التقوى ومخافة الله لدفء المحبة في القلوب (راجع أشعيا 11: 1-10). في تساعية الميلاد وجهان متلازمان: وجه تاريخي يذكرنا بمسيرة الأجيال التي انتظرت وتاقت إلى مجيء المسيح الآتي، الذي عنه تنبأ الأنبياء والكتب المقدسة المعروفة بالعهد القديم؛ ووجه روحي يدعونا لنجعل من التساعية مناسبة للاستعداد الروحي للميلاد بالصلاة والتوبة وأعمال المحبة والرحمة تجاه الفقراء المحرومين من بهجة العيد، ونجعلها مناسبة لنتجدد في إنسانيتنا على صورة المسيح الإنسان الكامل الذي رسم في الإنسان المثال الإلهي ورممه بعد أن شوهته الخطيئة. "فباتخاذه طبيعتنا البشرية، رفعها إلى مرتبة وكرامة لا مثيل لهما، واتحد نوعا ما بكل إنسان، وأصبح مرآة حياتنا إذ اشتغل بيدي إنسان، وفكر بعقل إنسان، وعمل بإرادة إنسان، وأحب بقلب إنسان" (الكنيسة في عالم اليوم، 22).

من هذا التجدد الذي نرجوه لنا جميعا، ولكل الناس، ولا سيما للمسؤولين في العائلة والمجتمع والكنيسة والدولة، ينبثق لنا فجر حياة جديدة بالمسيح المولود في قلوبنا، الذي منه فجر إصلاح حقيقي شخصي وجماعي؛ وفجر مجتمع تسوده الأخلاق؛ وفجر دولة القانون والعدالة والمؤسسات؛ وفجر اطمئنان بمستقبل أفضل في وطننا يعيد ثقة شعبنا به وبالمسؤولين فيه. بهذا الرجاء نعلن: "ولد المسيح، هللويا!"

شكر الاب الجلخ

وفي ختام الرتبة، ألقى الزميل بسام براك كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى والبطريرك الماروني والحضور لمشاركتهم في هذه التساعية، تلاه الأب الجلخ بكلمة جاء فيها: "أن تحبل بشرية بالإله، أن يساع الإله جسد، أن ينحني ملك الملوك ليحمل نسب رجل، وألا يجد الأزلي في الأرض، التي جعلها "موطئا لقدميه"، موضعا يسند إليه رأسه، فيولد في مذود. أليس كل ذلك تحديا لعقولنا؟ مع ذلك، فإن الهدف من الخشوع أمام المغارة ليس قياس عظمة الخالق أكثر منه أن نتعلم نحن الرجاء. لذا تفصل الكنيسة لسر المغارة أسابيع ستة، ثم تفرد له تساعية، تكثف فيها إيقاع الانتظار، بل حرارة الرجاء، لأن الرجاء ليس انتظارا سلبيا، هو في مواجهة الصعوبة أمل وإصرار. وما أحوجنا في هذه الأيام التي تحيط فيها بلبنان صعوبات ومخاطر، من الخارج والداخل، على الحدود وفي المؤسسات، في الاقتصاد، والإدارة، والثقافة. ما أحوجنا إلى الأمل والإصرار. نثق يا فخامة الرئيس بأنكم ممن لا تثنيهم صعوبة، وأنكم تستمدون من رجائكم المسيحي عزيمتكم، فترون العظمة في شعب ما عاد ينظر هو إلى نفسه بهذا التفاؤل، وما عاد يؤمن هو أنه قادر على تحوير المسار الانحداري لشؤونه اليومية. أما أنتم فتبهروننا كيف ترون إمكان الإصلاح حيث يرى آخرون فشلا، وتخططون للغد يوم يقنط معظمنا من إمكان أن يكون الغد أفضل من الأمس. ونحن إذ نشخص إلى المغارة، نطلب من الطفل، الذي وهو في صورة الله لم يحسب مساواته لله غنيمة، أن يعلمنا كيف نتخلى عن أنانيتنا، ونبذل مصالحنا، بل أنفسنا ربما، من أجل ما ومن نحب: من أجل الوطن الذي نحب، من أجل أطفالنا الذين نحب، وينبغي أن نبني لهم وطنا بوسع أحلامهم. أعايدكم منذ الآن، يا فخامة الرئيس، راجيا أن يحمل لكم العيد مزيدا من العزيمة والإيمان، وأن يضيء نجم الميلاد طريقكم في قيادة البلاد إلى بر الأمان.

أعايد صاحب الغبطة، رأس كنيستنا، ملتمسا صلاته من أجل الجامعة وأهلها والرهبانية وأبنائها. وأعايد الحاضرين فردا فردا، آملا أن يزور العيد بيوت اللبنانيين جميعا، ولا سيما من يرزحون تحت نير الفقر والحاجة، من يرهقهم العمل المضني لتأمين العيش الكريم، ومن تقتلهم البطالة ويشتهون عملا ولا يجدونه؛ من يهاجرون وقلبهم في لبنان، ومن يعيشون في لبنان وعينهم على الهجرة. للبنانيين جميعهم، وأنتم "بي الكل"، أصلي، وتصلي معي الجامعة الأنطونية المجتمعة عائلتها الليلة هنا، ليحل الرب في قلوب الجميع سلامه وأمانه قبل الميلاد وفيه وبعده، وما دام الزمان.

مأدبة عشاء

وبعد رتبة تساعية الميلاد، أقامت الجامعة الانطونية على شرف رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى والبطريرك الماروني، حفل عشاء، ألقى في مستهله الأب الجلخ الكلمة الآتية: "فرح عظيم لعائلة الأنطونية أن تلتئم حول فخامة رئيس الجمهورية، ذاك الذي عرفه الأنطونيون ضابطا فوق العادة، فرئيس حكومة انتقالية، فنائبا ثم رئيسا، وكان في كل المراحل صديقا نفاخر به، وحكيما نصغي لإرشاداته.فرح عظيم أن تعود الجامعة الأنطونية وتلتقيه عشية كل ميلاد، بعدما استضافته منذ سنوات ليعرض رسالته إلى السينودس حول مسيحيي المشرق، فحل على منبرها محاضرا، محاورا أساتذتها وعمداءها حول مصير المسيحيين في الشرق ولبنان، معيدا للسياسة نبل أهدافها ورؤيويتها. فرح عظيم أن نفتتح في حضوره وحضور غبطة أبينا البطريرك، والسادة الأساقفة والأصدقاء الكرام تساعية ميلاد الرب، وأن نرفع معه نخب الفرح بالعيد ونخب الأمل بلبنان أفضل."

أضاف: "إن الجامعة المنذورة لبناء مواهب الشابات والشبان، من مختلف المناطق والخلفيات، تشبه لبنان الذي تريدون يا فخامة الرئيس، فهي تؤمن بتلازم المعرفة والأخلاقيات، وتلازم الهوية والانفتاح، وتلازم الواقعية في تشخيص المشكلات مع التفاؤل في الإصرار على حلها. فبإسم عائلة الجامعة، التي ولو أتيح لها لجاء من طلابها الآلاف ومن أساتذتها وموظفيها المئات، ليرفعوا نخب العيد معكم؛ أرحب بكم باسمهم جميعا على أمل أن تستقبلكم الجامعة مجددا على منبرها، فيتسنى لجميع أهلها أن يصغوا إليكم. أهلا بكم في جامعتكم، شرفتمونا بحضوركم وحضور السيدة الأولى معكم، وأهلا بصاحب الغبطة وبجميع من لب دعوتنا، وكل ميلاد وأنتم بخير."

 

الحريري عاد إلى بيروت وزار ونجله حسام ضريح والده

السبت 15 كانون الأول 2018 /وطنية - عاد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم الى بيروت، بعدما شارك في المنتدى الاستثماري اللبناني البريطاني في العاصمة البريطانية، وتوجه برفقة نجله حسام مباشرة الى ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت وقرأ الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه الشهداء. ودون حسام كلمة في سجل الزوار كتب فيها: "الله يرحمك يا حبيب قلبي".

 

بري يعرض الوضع الحكومي مع الطاشناق ويستقبل الجهاد الإسلامي واحمد قبلان

السبت 15 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وفدا من المكتب السياسي ل"حركة الجهاد الإسلامي" الفلسطينية برئاسة أمينها العام زياد نخالي، وكان حديث عن التطورات العربية عموما والفلسطينية خصوصا والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. بعد اللقاء قال رئيس الدائرة السياسية في الحركة محمد الهندي: "تناول اللقاء تطورات الوضع الفلسطيني، وكان هناك حديث عن مسيرات العودة وأهمية استمرارها. وتحدثنا عن المصالحة الفلسطينية، وأكد الرئيس بري أهمية مواصلة كل الجهود الطيبة من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية لأنها سبيل استمرار الشعب الفلسطيني في التصدي لهذا العدوان المستمر على أبنائنا. ونحن من جانبنا عرضنا للوضع الفلسطيني سواء داخل الأراضي المحتلة وأيضا في الشتات". وختم: "طمأنا الرئيس بري إلى أن "حركة الجهاد الإسلامي" ستستمر في مساعيها لرأب الصدع الداخلي الفلسطيني ولم الشمل على أساس الثوابت الفلسطينية وفي مقدمها مقاومة العدو الإسرائيلي الذي لا يزال يحتل الأرض ويمارس أبشع أنواع الاعتداءات سواء في غزة أو في الضفة الغربية".

الطاشناق

واستقبل بري وفدا من حزب الطاشناق برئاسة الأمين العام للحزب النائب أغوب بقرادونيان مع وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان، وكان عرض للأوضاع العامة والوضع الحكومي. بعد اللقاء قال بقرادونيان: "تشرفنا بزيارة دولة الرئيس، ونعلم جميعا أن الأجواء ليست إيجابية كثيرا، ولكن دائما عند دولته هناك تفاؤل. نثني أولا على جهود دولة الرئيس بري في موضوع تشكيل الحكومة، هذا الجهد الكبير بالتأكيد ساعد جهود فخامة الرئيس في هذا الموضوع. هناك انتظار لعودة الرئيس الحريري للقيام بتشكيل الحكومة في أقرب وقت ونتمنى على الأطراف السياسيين وخصوصا الكبار، أن يبذلوا جهدا أكبر لأن المواطن لم يعد يصدق شيئا وبات في وضع اقتصادي صعب وخصوصا في أيام الأعياد. نتمنى من الجميع العطاء أكثر والعمل الجدي ليل نهار لتشكيل الحكومة، ونتمنى أن تبصر الحكومة النور قبل الأعياد".

قبلان

بعد ذلك استقبل بري المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وعرض معه للأوضاع العامة.

متى

ومن زوار رئيس المجلس، القاضي بشارة متى الذي قدم له كتابه بعنوان "من أعماق الذاكرة".

 

حرب: ألم يحن وقت تقديم مصلحة لبنان على المصالح الشخصية؟

السبت 15 كانون الأول 2018 /وطنية - غرد الوزير والنائب السابق بطرس حرب، عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "‏بعد تعديل نظرة وكالة موديز للتصنيف الائتماني للبنان من مستقر إلى سلبي، يحاول المسؤولون عن هذا التراجع إقناعنا بأن الوضع لا يزال ضمن إطار معقول يمكن مواجهته، فيما صراعهم على المكاسب والمغانم لا يزال مستمرا، ألم يحن وقت تقديم مصلحة لبنان على مصالحهم الشخصية؟".

 

الشامسي: إعلان 2019 عاما للتسامح في الإمارات مسار جديد من التأكيد على قيم الانفتاح والحوار وتعميقها

السبت 15 كانون الأول 2018 /وطنية - وزعت سفارة دولة الامارات العربية المتحدة، نص كلمة للسفير الاماراتي حمد سعيد الشامسي لمناسبة اعلان عام 2019 عاما للتسامح في الامارات، قال فيها: "لقد عودتنا قيادتنا الرشيدة على أن تكون السباقة في تعميم ثقافة الخير والانفتاح والمحبة، وما الخطوات التي انتهجتها منذ اعلان وزارة للتسامح إلا خير دليل على الرؤية الهادفة التي تسعى لتعميمها في عالم تتنازعه الصراعات والأزمات". أضاف: "اليوم يأتي إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" عام 2019 في دولة الإمارات "عاما للتسامح" استكمالا لمسار من توطيد قيم الانفتاح والحوار وتعميقها وفق خطوات اتخذتها الدولة وتستمر في تطويرها وتعزيزها". وتابع: "إن تسمية العام المقبل بـ"عام التسامح" لهو مدعاة فخر واعتزاز وتأكيد جديد على السير قدما على نفس النهج والخطى للأب القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه". واستطرد بالقول إن "دولة الإمارات العربية المتحدة إنتهجت منذ تأسيسها سياسة الانفتاح والتسامح، وفق قاعدة واضحة تقوم على مبدأ عدم الانحياز لأي تعصبات أو صراعات، ومد يد العون والمساعدة لدول العالم أجمع، وترسيخ ما يتحلى به شعب الإمارات من قيم أصيلة تتماشى مع عاداته وتقاليده". وذكر أن "اهتمام القيادة الاماراتية بقيمة التسامح يعود لعدة اسباب، من بينها أنها تشكل قيمة إنسانية إسلامية أساسية تظهر الوجه الحقيقي للاسلام المعتدل والوسطي، وتعلي شأنه وتعزز صورته في مقابل الإساءات التي يتلقاها من جانب الجماعات الإرهابية، التي تقدم وجها مشوها للإسلام وتنشر الكراهية والغلو". وأشاد بـ" دور القيادة (الإماراتية) في إرساء مفهوم العدالة والمساواة والتآلف واحترام الآخر بين جميع الأديان والأعراق والثقافات، حيث شرعت قانونا وجعلته نهجا ثابتا لا يقتصر على الداخل بين مكونات المجتمع فقط، وإنما يحكم علاقات الدولة بالعالم الخارجي". ولفت إلى ان "الامارات تحتضن أكثر من 200 جنسية على أرضها، وهم جميعهم يتآلفون ويتعايشون كل حسب معتقداته وأفكاره وديانته ويعيشون بوئام في دولة القانون التي تحكم جميع المواطنين كما المقيمين". وقال: "التسامح يعتبر أحد المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي رسختها قيادة الامارات منذ قيام الاتحاد، حيث أن فكرة توحيد الامارات السبع كانت منطلقا لتعزيز هذا المفهوم حتى أصبحنا قبلة لجميع الزوار وبتنا نحتل المراتب الأولى، وهذا لم يأت من فراغ أو عبث بل نتيجة جهود مضنية وفكر منير وإرادة صلبة تكرست لدى الشيخ زايد وتستكمل اليوم". وشدد على ان "سمة التسامح هي الأجدى لبناء أوطان وحماية مجتمعات، لأنها تنبذ الكراهية والضغينة وتؤسس للمحبة والسلام والعطاء بعيدا عن أي اعتبارات آخرى". وختم كلمته قائلا: "نؤمن بالانسان الفرد وبحقه وبكرامته، وهذا شعار نطبقه يوميا في كافة المجالات. إن بناء الأوطان هي مسؤليتنا جميعا كي نسلمها بأمانة للأجيال المقبلة، وما نقوم به اليوم هو طريق لمستقبل أكثر أمانا وتسامحا وسعادة، مستقبل يؤمن بالنساء والشباب ويعزز مهاراتهم ليقودهم نحو العلم والمعرفة الذين هما الأساس لمكافحة التطرف والارهاب".

 

جديد موقعي الألكتروني لليوم

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

Analysis/From Lebanon to Iraq: Iran’s New, Hybrid Threat to Israel
 
تحليل سياسي من الهآررتس بقلم عاموس هاريل: من لبنان إلى العراق.. تهديد إيران الجديد والهجين لإسرائيل
 Amos Harel/Haaretz/December 25/18
 http://eliasbejjaninews.com/archives/70012/amos-harel-haaretzfrom-lebanon-to-iraq-irans-new-hybrid-threat-to-israel-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%B1/


 An 8-Year-Old Bride
 Majid Rafizadeh/Gatestone Institute
 
د.ماجد رفيفزاده: عروس عمرها 8 سنوات/مشكلة زواج القاصرات في إيران وغيرها من البلدان
 December 15/2018
 http://eliasbejjaninews.com/archives/70015/majid-rafizadeh-an-8-year-old-bride-%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%87%D8%A7-8-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%82/