المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december14.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/قادة وطن الأرز وكأنهم من زمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/شاعر لبنان الكبير موريس عواد في ذمة الله/الكلمة هي القداسة وهي سلاح القديسين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية/البطريرك_صفير_وأبطال_المقاومة

نوفل ضو مغردا: فصل السياسة والامن عن الاقتصاد هرطقة علمية وجهل سياسي

سامي الجميل: نواب الكتائب تقدموا باقتراح قانون يصحح خطأ حصر أصوات المغتربين ب 6 نواب ويمنحهم حق التأثير في انتخاب النواب الـ128

اللواء فرنسوا الحاج لباسل الأسد "أعلى ما في خيلك اركبه"

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

زكا يثني علــى توجّه الإدارة الأميركية حجب الفيزا عن أنسباء مسؤولين إيرانيين

فرنسا قلقة على لبنان!

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 13/12/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 13 كانون الأول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حكومة لبنان: عون يشاور قبل القرار… والحريري يتوقَّعُها بعد أمتار والرئيسان أكدا التزام تنفيذ القرار 1701 "بحذافيره" واستبعدا مواجهة مع إسرائيل التي تنتهكه

نورمن فاريل اختتم زيارته إلى لبنان

اسرائيل طلبت وأميركا رفضت فما علاقة لبنان؟

علوش: نستبعد أي مخرج جدي للحكومة

الحجار: حزب الله لا يريد تشكيل الحكومة إلا بشروطه ولا نسمح لأحد أن يمس صلاحياتنا الدستورية

جنبلاط: "ما حدا بيّ التاني... كل واحد بيّ ولادو بيكفّي"  

حي الشراونة في بعلبك مصيدة للجيش وسقوط ضحايا والأخير ينذر

عون لم يتنازل واللقاء التشاوري في بعبدا أصرّ على مقعد وزاري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتانياهو: لا أستبعد عملاً عسكرياً ضد طهران “في حال تعرُّضها لإسرائيل”

10 آلاف طفل إيراني يموتون سنوياً بسبب الفقر

الولايات المتحدة تحذر تركيا من عمل عسكري “أحادي” في الشمال السوري

روسيا: الوجود الأميركي عقبة أمام محاربة الإرهاب

الجيش السوري يضبط “مستودع صواريخ” على حدود الأردن

وزير إيراني ينضم إلى “تويتر” لتواصل “ديناميكي” مع الجمهور

إيران تكلّف الخزعلي تشكيل نسخة عراقية من “حزب الله” اللبناني وهروب 21 من إرهابيي "داعش" من سجن واعتقال غالبيتهم

إيران وقطر وراء مقتل صالح

اليمن: اتفاق الحكومة والمتمردين على وقف الحرب ونشر قوات محايدة

ختام محادثات السويد بتوافقات تشمل تعز والحديدة... وجولة جديدة من المفاوضات في يناير

غوتيريس: نشهد بداية النهاية لأزمة اليمن وما تحقق حتى الآن خطوة كبيرة

قرقاش: التحالف أوفى بالتزامه والآن بإمكان ميناء الحديدة ممارسة دوره المهم

فرنسا..القتيل السادس

ترامب يوقّع على قانون دعم الاقليات وبعقليني يشكره

خامنئي: إيران لن تكون تحت هيمنة أميركا

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الصيغة اللبنانية" تجربة للتصدير إلى العراق وسوريا/باسكال بطرس/المدن

الحريري: لن أوقّع هذه التشكيلة/كلير شكر/جريدة الجمهورية

تيمور جنبلاط: «أنا غير»... ولكن/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

هذا ما دار بين عون و«النواب السنّة» في حضور «طيف» نصرالله/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

الخطر يدهم باسيل في البترون/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

كعب أخيل اللبناني/محمد علي فرحات/الحياة

التأرجح اللبناني بين «ممانعة» وأخرى/وليد شقير/الحياة

عون يسلب الحريري صلاحية تشكيل الحكومات/منير الربيع/المدن

لبنان بقبضة التدويل البريطاني الأميركي/منير الربيع /المدن

'السترات الصفر' في لبنان/بقلم حازم الأمين/الحرة

في النفق/حنا صالح/الشرق الأوسط

تراجُع شامل يُغذّيه سحب القضايا الأساسية من التداول/وسام سعادة/المستقبل

حزب الله: الأعراف والدستور/محمد قواص/العرب

 صراع على الزعامة الدرزيّة في لبنان (1/ 2)/حازم صاغية/موقع درج

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون ابرق الى الرئيس الفرنسي معزيا والتقى كارديل: ننتظر تقارير اليونيفيل حول الانفاق وملتزمون القرار 1701 وأسعى لوضع حد لازمة تشكيل الحكومة

الحريري عرض مع فوكس وهوردونت في لندن تطوير العلاقات الثنائية

بري إستقبل وفدا كتائبيا الجميل: لتشكيل حكومة اختصاصيين حيادية والغاء المقاعد المخصصة للاغتراب

الراعي عرض الاوضاع مع حبيش الجميل: للاسراع بتشكيل الحكومة والاهتمام بالحوكمة الرشيدة لاستيعاب المساعدات المرتقبة

الامين في المؤتمر الدولي لرابطة العالم الاسلامي عن الوحدة في مكة: الشحن الطائفي يعود للصراع على السلطة والنفوذ

أرسلان بعد لقائه وهاب: علينا أن نتوحد جميعا بكل مشاربنا السياسية ونرحب بأي تنافس ديمقراطي

نواف الموسوي هنأ بإقرار قانون تعديلات على قانون التجارة البرية

دريان التقى مفتي السعودية في مكة: التضامن والوحدة الطريق السليم للتصدي للغلو والتطرف

المجلس الاعلى للروم الكاثوليك: للعودة إلى الأصول وتغليب المصلحة الوطنية لتشكيل الحكومة

الحريري في حوار بمركز شاتهام هاوس في لندن بعنوان لبنان رؤية نحو المستقبل : معظم العقد التي كانت تؤخر التشكيل ذللت باستثناء واحدة نعمل على حلها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

إنجيل القدّيس لوقا12/من16حتى21/"قالَ الربُّ يَسُوعُ هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نحن لا نشبه قادتنا، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر وضعتهم حيث هم رغماً عنا.

قادة وطن الأرز وكأنهم من زمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/11 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69849/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%88%d9%83%d8%a3%d9%86%d9%87%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%b2%d9%85/

يقال: كيف يكون الشعب يولى عليه.. إلا أن حال وطن الأرز في أيامنا الحالية، أيام المِّحل والبؤس "والتعتير" التي يعيشها شعبنا على كل المستويات والصعد تخالف القول هذا كون القيادات في سوادها العظم لا تشبه الشعب اللبناني بشيء ولا هي من خامته.

هي قيادات غريبة ومغربة بالكامل عن أوجاع ومعانات وآمال وتطلعات الناس.

فهناك غربة قاتلة بين القيادات والشعب وكأن القيادات في معظمها تعيش في زمن أشبه ما يكون بزمن سادوم وعامورة بفكرها وثقافتها وممارساتها وفجورها وفجعها والنرسيسية.

ولأن لكل شيء نهاية، فإن الخالق جل جلاله لا بد وإنه في الوقت المناسب سوف يحاسب هذه القيادات التي مجاناً وهبها وزنات القيادة كونه يُمهل ولا يُهمل.

فيوم عصاه ناس وقادة مدينتي سادوم وعامورة حاسبهم الرب بالنار والكبريت.

ترى كيف سيكون حسابه لقيادات تُفقر ناسها وتحرمهم من كل مقومات الحياة الكريمة فيما هي تعيش حياة البطر والبذخ والفجور؟

إن المؤمن لا ييأس من رحمة خالقه، ولهذا فإن لبنان القداسة والقديسين لن تقوى عليه كل هرطقات قادته مهما على شانهم الأرضي والسلطوي الزائل.

كما أن الشدائد والصعاب مهما اشتدت لن تحبط اللبناني ولن تفقده لا إيمانه ولا رجائه.

نعم نحن لا نشبه قادتنا، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر وضعتهم حيث هم رغماً عنا.

ولأن جلد الذات عقيم في وضعنا الصعب ولن يكون الحل،

فإن واجبنا أن نرذل كل قادتنا الروحيين والزمنيين العابدين تراب الأرض والمتخلين عن واجباتهم والمسؤوليات.

نحن بحاجة إلى قادة ومفكرين ورجال دين شرفاء وضميرهم حي.

قادة خامتهم من خامتنا ويخافون الله ويوم حسابه الأخير.

إن الحرية لا تعطى بل تؤخذ، كما صون الكرامة له أثمان ويتطلب تضحيات وقرابين.

في الخلاصة، فإن وطن الأرز بحاجة لقيادات ورعاة يبذلون أنفسهم بفرح من أجل شعبهم وليس العكس.

ونختم مع ما قاله يَسُوعُ المسيح لتلاميذ (متّى02/من20حتى28): ("تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين»).

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

قادة وطن الأرز كأنهم من زمن سادوم وعامورة/الياس بجاني/11 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%83%d8%a3%d9%86%d9%87%d9%85-%d9%85%d9%86-%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%a7%d8%af%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88/

 

شاعر لبنان الكبير موريس عواد في ذمة الله/الكلمة هي القداسة وهي سلاح القديسين

الياس بجاني/09 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69799/%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%a7%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84/

غيب الموت اليوم الشاعر اللبناني السيادي والوطني والمؤمن بامتياز موريس عواد الذي آمن بلبنان القداسة والوطن والأمة والهوية والتاريخ والإنسان والحضارة والرسالة وحمل مشعله الإنساني والحضاري وخلده بشعره.. آمن بالكلمة وبقوتها وبقدسيتها وبتأثيرها الفاعل والكبير ومن خلالها عبر عن حبه وعلمه وإيمانه بوطنه وبحق إنسانه بالحياة الكريمة. كتب بشجاعة وبضمير حي ونشر عشرات الكتب القيمة والتي تم ترجمة العديد منها للغات كثيرة. اليوم رحل هذا العملاق إلى جوار ربه بالجسد إلا أن انتاجه باق طالما بقي لبنان ولطالما بقيت قضية وطن الأرز حية ومتأججة نوراً ومحبة وسلام ورسالة تعايش.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية/البطريرك_صفير_وأبطال_المقاومة

 البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير يدخل القاعة، يقف الجميع، يعلو التصفيق، تتسع الأعين، يرفع يده مباركاً شعب المقاومة اللبنانية وأهلها ويتوجّه إلى مقعده تلاحقه عيون وقلوب الحاضرين، يبدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني.

في أول خطبة له بعد تنصيبه بطريركاً في العام ١٩٨٦ قال:"أجل إنّا لواعون ما نحن إليه مدعوٌون(...) غير أن ما يخفّف عنا ثقل الحمل، يقيننا أننا نمشي وراء يسوع وأن هناك كثيرين من الشعب يحملون معنا الصليب، وإذا كانت المسيحية، في كل زمان ومكان، شهادة لصلب المسيح، فإن كنيستنا المارونية قد أدّت هذه الشهادة منذ نشأتها ولا تزال، ولم يبخل أبناؤها يوماً بدمائهم، ولعلهم في أيامنا هذه أكثر ما يكونون سخاة، حفاظاً على وديعة الإيمان والقيم التي بها دانوا(...)". المقاومون من أعضاء رابطة سيدة إيليج الذين تنكّبوا حمل مشعل"الحفاظ على إرث البطاركة والشهداء والمقاومين" منذ العام ١٩٩٦ في عزّ أيام القمع والإضطهاد، لم يكن لهم من سند كما لغيرهم من اللبنانيين الأحرار سوى البطريرك صفير، أعلنوا الطاعة له وهو لم يبخل عليهم بإسداء النصح والتوجيهات، تفيٌاؤا جبّته وساروا ورائه إلى الجبل في العام ٢٠٠١، ليساقوا بعدها إلى السجون، وصولاً إلى إنتفاضة الإستقلال حيث بارك عدم إنسحابهم من ساحة الحرية لمّا إنسحب الآخرون. إستجاب لطلبهم رعاية حفل منح الرابطة "وسام الكرامة" تكريماً لثلاثة وعشرون مقاوماً، مقاتلون، قادة رأي، كهنة، شهداء وأهالي شهداء، يشكٌلون تنوّع مجتمع المقاومة اللبنانية ومن خلالهم يُكٓرّٓمْ جميع المقاومين.  أبى إلٌا أن يحضر شخصيّاً ليقدّم الأوسمة عبر المطران إميل بولس سعادة، فهو من اليوم الأول لتولّيه السدّة البطريركية راهن على الشعب، على الناس العاديين المتمسٌكين بالقِيٓم المسيحية، المؤمنين بلبنان وطن الشهادة للمسيح، الناس الذين أعطوا من دون حساب ومن دون منّة، الذين حلموا بلبنان حراً سيداً مستقلّاً، ولم يطلبوا شيئاً في المقابل سوى حريّة مجتمعهم وكرامته. وقف بينهم، صافحهم واحداً واحداً، حبس دمعته أكثر من مرة عند مشاهدته أفلاماً قصيرة عن معاناتهم وبطولاتهم. في التاسع من شباط ٢٠١٢ كان خليفة مار يوحنا مارون، بطريرك الإستقلال الثاني نصرالله صفير مع الأبطال الحقيقيين للإستقلال، هم ساروا خلفه قائداً وهو باركهم مباركة الأب لأبنائه مقدّراً تضحياتهم وعطاآتهم. التاسع من شباط ٢٠١٢ يوم مميّز في تاريخ المقاومة اللبنانية.

 

نوفل ضو مغردا: فصل السياسة والامن عن الاقتصاد هرطقة علمية وجهل سياسي

الخميس 13 كانون الأول 2018 /وطنية -منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو "أن اي دعوة الى التظاهر رفضا للإنهيار الإقتصادي والمالي وللظروف الإجتماعية والإقتصادية الصعبة ولأزمات التعليم والطبابة والاستشفاء وللفساد المنتشر، لا يكون في رأس مطالبها نزع سلاح حزب الله، هي دعوة تضليلية هدفها تحويل الأنظار عن الأسباب الحقيقية لمشاكل لبنان"، مشددا على ان "فصل الإقتصاد عن السياسة والأمن هرطقة علمية وجهل سياسي". وأوضح ضو في سلسلة تغريدات "أن سلاح حزب الله هو مصدر الفساد لأنه يغطي السياسيين الفاسدين مقابل قبولهم بسلاحه، ومصدر عجز الخزينة لأنه يصادر المعابر البرية والبحرية والجوية ويحمي المتهربين من الضرائب، ومصدر التدهور الاقتصادي لأنه يستجلب الحروب والعقوبات، ومصدر المخاطر المالية لأنه يهرب التحويلات والاستثمارات".

 

سامي الجميل: نواب الكتائب تقدموا باقتراح قانون يصحح خطأ حصر أصوات المغتربين ب 6 نواب ويمنحهم حق التأثير في انتخاب النواب الـ128

الخميس 13 كانون الأول 2018/وطنية - تقدم نواب حزب الكتائب بإقتراح قانون "لتعديل قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب لجهة إلغاء تخصيص مقاعد للمغتربين واعطائهم الحق في التصويت للـ128 نائبا".  وأكد رئيس الكتائب النائب سامي الجميل، في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، أن "المرحلة الحالية تتطلب من الجميع تجنيد كل الطاقات للوقوف في وجه انهيار البلد"، وقال: "هذا ما سنقوم به في الاسابيع المقبلة الى جانب اللبنانيين الشرفاء الذين يعانون، وفي ظل اللامبالاة التي يظهرها البعض تجاه ما يمر به البلد".

وشدد على ان "العمل التشريعي يجب الا يتوقف ولهذا السبب نحن مستمرون في تقديم مجموعة من اقتراحات القوانين، والاقتراح الاول متعلق بحسن تمثيل اللبنانيين في المجلس النيابي، سيليه اقتراح آخر في الاتجاه نفسه". واضاف: "القانون الذي تقدمنا به اليوم هدفه العودة عن خطأ تعديل قانون الانتخابات من حيث حق المغتربين التصويت للنواب الـ128 وليس انشاء مقاعد جديدة للاغتراب، لأن هذه الخطوة شكلت خطأ كبيرا ويجب العودة عنها". ولفت الى ان "الهدف يجب ان يكون ربط الاغتراب بلبنان لا ان يصبح جزيرة غير معنية بما يحصل في بلدهم". ورأى ان "انتخاب نواب 6 للاغتراب سيعزلهم عن الواقع اللبناني بدل فتح المجال كي يؤثر المغتربون على الـ128 مقعدا في لبنان، ويفصلهم عن هموم مناطقهم والحياة اليومية للبنانيين فيما نحتاج اليهم لأداء دور في تصحيح المسار في الداخل اللبناني". ودعا الى "العودة عن هذا الخطأ وتشجيع اللبنانيين"، معتبرا ان "تجربة اقتراع المغتربين في الانتخابات الاخيرة لم تكن سيئة على رغم النواقص والاخطاء التقنية، لكن يجب الافادة منها لتحسين الاداء في السفارات، وبمجرد تكرار التجربة في الانتخابات المقبلة سيشارك فيها عدد أكبر من المغتربين وسيساهمون في نهوض لبنان وانقاذه من وضعه". وتابع: "المغتربون احرار في تصويتهم وخيارهم السياسي، لذلك نحن في حاجة الى ان يعبروا عن رأيهم، لأنهم ليسوا خاضعين للابتزاز ولا للخدمات والترهيب والفساد ولكل ممارسات السلطة السياسية في الانتخابات، نحن في حاجة لهذا الصوت الحر لتغيير المعادلة في لبنان لا حصر الاحرار في عدد قليل من المقاعد، نريد من احرار الخارج دعم احرار الداخل ليكون لدى اللبنانيين القدرة على النهوض وان يكون لهم الكلمة الاقوى في الانتخابات". واوضح ان "حزب الكتائب تقدم باقتراح الغاء المقاعد المخصصة للمغتربين في الخارج والسماح لهم بالتصويت للـ128 نائبا لتغيير المعادلة في كل منطقة من لبنان وكل قضاء". وتمنى "على كل الزملاء المساعدة لاقرار القانون"، ودعا "المغتربين والمنظمات الاغترابية الى التعبير عن رأيها في هذا الاتجاه"، وقال: "إحدى اكبر المنظمات التي تعنى بلبنانيي الاغتراب مهتمة بهذا الاقتراح وترفض حصر التصويت بـ6 مقاعد، لذلك اتمنى تحرك المغتربين في اتجاه السفارات اللبنانية للمطالبة بحقهم في التصويت للـ128 نائبا ورفض اختصارهم بـ6 مقاعد مخصصة للاغتراب".

 

اللواء فرنسوا الحاج لباسل الأسد "أعلى ما في خيلك اركبه"

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/13 كانون الأول 2018

قبل مرور ذكرى 11 سنة على استشهاد اللواء فرنسوا الحاج الموافق في 16-12 إنتشر تسجيل صوتي لأحد العسكريين الذين كانوا تحت إمرته يروي فيه موقفاً لهذا الضابط الشهم الذي عاش حياة الشرف والتضحية والوفاء قولاً ونهجاً وقناعة.

يروي الجندي في تسجيله الصوتي أنهم كانوا تابعين لفوج التدخل الثالث وقائده المقدم فرنسوا الحاج، ويقيمون حاجزاً قرب بناية فتال، فيمر على الحاجز موكب سيارات من دون أن يتوقف. قام الجندي المناوب بإطلاق النار فتوقفت السيارات وترجّل من إحداها غاضباً الرائد باسل حافظ الأسد ، وأجرى اتصالات سريعة لتبدأ سيارات المخابرات السورية بالتوافد إلى الحاجز وهي من طراز بيجو 504. اقترب باسل الأسد من الضابط المسؤول واسمه ي .عطوي الذي عرفه وأدى له التحية. طلب الأسد بلهجة الأمر تسليمه الجندي الذي أطلق النار واسمه محمد الحلواني. وافق الضابط على طلبه ولكن بشرط أن يعيد الجندي بعد التحقيق معه، في هذا الوقت وصل المقدم فرنسوا الحاج بسيارة جيب إلى مكان التجمع وسأل ماذا يحصل؟ فأخبره الضابط عطوي أن الرائد الأسد طلب أخذ الجندي و"وافقت شرط أن يعيده إلى المركز".

التفت الحاج ناحية باسل الأسد وقال له: "ليك يا إبني أنا فرنسوا الحاج قائد فوج التدخل الثالث، أنا لا أسلم أي جندي من جنودي، وأعلى ما في خيلك إركبه، ومعك دقيقتين حتى تترك المكان أنت ومن معك". وطلب من عسكره الاستنفار على السلاح. عندها طلب الأسد من مرافقيه ومن استقدمهم الانسحاب. ثم تلقى الضابط عطوي تأنيبا من المقدم الحاج بسبب موافقته على تسليم أحد عسكرييه. موقف الشهيد فرنسوا الحاج يومها في مواجهة من كان يحكم لبنان وسوريا بقبضة العسكر والمخابرات، وأي مخابرات؟ هو منتهى الجرأة والبطولة. وفي ذكرى غيابه الـ 11 لا يسعنا إلا القول: رحم الله رجال العز والكرامة بوقفاتهم المشرفة.

 

زكا يثني علــى توجّه الإدارة الأميركية حجب الفيزا عن أنسباء مسؤولين إيرانيين

المركزية/13 كانون الأول 2018/أثنى نزار زكا في رسالة من معتقله في طهران، على تبنّي الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية "وجهة النظر" التي سبق أن تقدّم بها نجله نديم في حديث لشبكة NBC News ، مقترحاً "حجب سمات الدخول عن أنسباء المسؤولين الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة". ولفت إلى أن "تصريح المبعوث الخاص في شأن إيران براين هوك الذي أفصح فيه عن أن الإدارة تدرس هذا الاقتراح، وأنها تتابع كل الخيارات لدفع المنافقين الفاسدين في الحكومة الإيرانية إلى تغيير سلوكهم"، يأتي في سياق الضغط التي تمارسه واشنطن والمجتمع الدولي كي تتوقف إيران بشكل حاسم عن سياسة احتجاز الرهائن والتي بدأتها منذ 40 عاماً".وقال زكا: كل ذلك يحصل فيما لبنان الرسمي قرر إعفاء الإيرانيين من الـ"فيزا" وحتى من ختم الدخول على جواز السفر. الوقت حان، وقد يعاقب المسؤولون الإيرانيون عن محنتي في المعتقل عقاباً مباشراً وشخصياً، وأن يدفعوا ثمن غيّهم من جيبهم، بمعنى أن يشعر هؤلاء من خلال طرد أنسبائهم المقيمين في الولايات المتحدة، بالقليل من الظلم الذي يلحق بي في المعتقل نتيجة استهانتهم بحقوق الإنسان وضربهم عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، ولا سيما شرعة حقوق الإنسان والمادة 9 منها التي تحظّر اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً.

 

فرنسا قلقة على لبنان!

المركزية/13 كانون الأول 2018/برز موقف فرنسي متخوف من ازمة الانفاق على الحدود الجنوبية. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان "فرنسا أعربت عن قلقها بعد اكتشاف القوات الاسرائيلية انفاقاً على الاراضي الاسرائيلية، حفرها حزب الله من لبنان". وأضافت في بيان: "تنتهك هذه الانفاق قرار مجلس الامن  الذي ينص على وقف الاعمال العدائية على طول الخط الازرق الذي يفصل بين لبنان واسرائيل". وأبدت فرنسا "قلقها للسلطات اللبنانية، وستواصل الحوار الوثيق معها في شأن الوضع في جنوب لبنان". ودعت "جميع الاطراف الى توخي الحذر وضبط النفس". وأعادت "تأكيد التزامها التنفيذ الكامل للقرار 1701، في سياق اقليمي شديد التدهور. وهي تأمل ان تتم مناقشة هذه التطورات الاخيرة بسرعة في مجلس الامن التابع للامم المتحدة". وجددت باريس "دعمها الكامل للقوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) التي تساهم فيها بمشاركة نحو 700 جندي". ورحبت باستجابة "اليونيفيل" عقب هذه الاكتشافات واتخاذ التدابير اللازمة للمتابعة، وفق الامتثال الصارم لولايتها. ودعت السلطات اللبنانية والاسرائيلية الى مواصلة حوارها في اطار الاجتماعات الثلاثية لـ"اليونيفيل" التي تلعب دوراً حيوياً في منع أي تصعيد على الارض.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 13/12/2018

 مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "لبنان"

اعلانان مهمان في المنطقة.الاول للامين العام للامم المتحدة عن دور للمنظمة الدولية في ميناء الحديدة اليمني، والثاني لحركتي فتح وحماس عن استفسار عناصرهما في الضفة الغربية المطوقة من جيش الاحتلال الاسرائيلي.

يبقى اعلان مهم ايضا على لسان رئيس الحكومة سعد الحريري عن مساعدة السعودية اقتصاديا.

لبنان فور تأليف الحكومة: السؤال متى التاليف؟ الجواب عبر تاكيدات المراجع المسؤولة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، والرئيس المكلف ان تاليف الحكومة قريب .

اكثر من ذلك فان الرئيس الحريري وفي جوار في لندن بان الحكومة ستولد قبل رأس السنة، ولقد اجاب الرئيس الحريري على اسئلة الصحافيين ودعا الى الحوار في المنطقة حول المشكلة مع ايران وسترد على ان اسرائيل تقوم بمئات الخروقات في جنوب لبنان، وترافق كلام الرئيس الحريري مع وصف مصادر الوزير جبران باسيل فور عودته من لندن ان الاجتماع مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة كان ايجابيا، وفي القصر الجمهوري تصميم لدى الرئيس عون على بلوغ حل ينهي الازمة الحكومية.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

لعنة المقاومين تلاحق بنيامين نتنياهو من حدود لبنان الى عمق فلسطين ضفة وغزة على هجوم فدائي بطولي استيقظ الصهاينة ثلاثة من جنود الاحتلال قتلوا والرابع على الطريق في عملية نفذها شبان فلسطينيون قرب رام الله.

قاسية جدا كانت العملية بحسب توصيف افيغدور ليبرمان المستقيل اما بحسب توصيف الاعلام العبري فان الضفة الغربية انتقمت سريعا وقتلت الجنود الثلاثة، ويبدو انها تزحف نحو الانتفاضة بعد ساعات على قتل جيش الاحتلال ثلاثة فلسطينيين بعضهم ملاحق منذ فترة طويلة على خلفية قيامه بعمليات سابقا.

فلسطين عموما والضفة خصوصا تغلي حاليا، فخرا بالعملية البطولية التي هزت الاحتلال وغضبا من اجرامه الذي ازهق ارواح الشهداء الفلسطينيين الثلاثة.

محليا: جرعة تفاؤل حذر ظهرت مفاعليها خلال الساعات القليلة الماضية مدفوعة بالمشاورات التي اجراها رئيس الجمهورية ميشال عون في الايام الثلاثة الاخيرة لتحريك ملف تشكيل الحكومة.

رئيس الجمهورية سيتابع لقاءاته في هذا الشأن من دون ان تكون بالضرورة معلنه على أمل ان تتضح الامور مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي كانت لديه رؤية واضحة في عاصمة الضباب بان الحكومة ستتشكل قبل نهاية السنة الجديدة معلنا الدخول في المئة متر الاخيرة من ماراثون التشكيل.

مسألة الانفاق المزعومة حضرت هي ايضا في كلام متقدم للحريري انتقد فيه ما يقال بوقاحة عن ان حزب الله ينتهك القرارات الدولية بسبب هذه الانفاق داعيا الى السؤال اولا عن عدد الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية بحرا وبرا وجوا، وهي ما زالت تحتل اراض لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

ولفت الحريري الى ان الجيش اللبناني يعالج موضوع الانفاق ونقطة على السطر.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

ما هو التفتيش المركزي؟ وهل من يجرؤ على تحدي مافيا أصحاب المولدات؟

لو طرح هذان السؤالان على عينة من المواطنين قبل عامين تقريبا، لكان الجواب البديهي على الأول "لاأعرف"، وعلى الثاني "بالطبع لا".

وهذا الاستنتاج لا يتطلب التوصل إليه أي عناء، فمسلمات العهود الرئاسية والبرلمانية والحكومية والوزارية والادارية والرقابية السابقة كفيلة بالجواب.

أما اليوم، وبغض النظر عن الرأي في تحديد نسبة النجاح أو الفشل المحققين حتى الآن، فالواضح أن ثمة شيئا تغير. وهذا الأمر، يلمسه الجميع. لكن الفرق أن الموالين يقرون، فيما المعارضون ينكرون.

ففي لبنان، بات الجميع اليوم على علم بوجود شيءاسمه "تفتيش مركزي". وصار لهذا التفتيش المركزي، رئيس معروف، دفع به الشعور بالمسؤولية إزاء قضية الفساد، إلى عقد مؤتمر صحافي صريح، تنقل فيه من وزارة إلى وزارة، وبين أكثر من إدارة ومؤسسة وبلدية، مفندا ما تم انجازه، ومعلنا سنة 2019 عام الرقابة والمحاسبة الفاعلة.

وفي لبنان أيضا، صار مشهدا طبيعيا، أن يتنقل مراقبون تابعون لوزارة الاقتصاد، من بلونة إلى الليلكي فصيدا وطرابلس، وقبلها وبعدها في جميع المناطق اللبنانية من دون تمييز، لمتابعة ملف تركيب العدادات، واتخاذ التدابير المناسبة التي قد تصل أحيانا كثيرة إلى المصادرة، في حق المولدات المخالفة.

هذا في لبنان.أما بين بيروت ولندن، فتنقل ملف تشكيل الحكومة الجديدة في الساعات الأخيرة، وجديدها اليوم في موازاة المشاورات الرئاسية المستمرة، التي سيتخذ بعدها رئيس الجمهورية القرار المناسب، وغداة الإعلان عن أفكار جديدة تم بحثها في لقاء بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، إعلان رئيس الحكومة المكلف أن حل الأزمة ممكن قبل نهاية العام، وأن هناك عقدة واحدة متبقية يجري العمل على حلها، وأن الازمة محلية وليست إقليمية. من دون أن يعني ذلك على الإطلاق، التسرع إلى استنتاجات قد لا تكون في محلها،أو تحديد احتمالات قد لا تكون مبنية على وقائع، في ظل حرص المعنيين المباشرين بالمشاورات على إبقائها طي الكتمان.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

هي الضفة المنتفضة من تحت رمادها جمرا حارقا للاحتلال بثلاثية الرصاص والطعن والدهس، هي اللغة التي الفها اهل النضال على لسان فلسطين في عقود مقاومتها المتجذرة على كامل خريطتها، ولو اجتمع العالم كله ضدها لن يغير ذلك شيئا في بسالتها.

اليوم ، مشهد متقن رسمه اربعة مقاومين بدمهم، وسريعا جاء حصاد الفداء: سلواد بعد عوفرا وبركان مسرحا للبطولة، وبتكتيك مقاوم متماسك،أطلق الرصاص على جنود صهاينة فقتل اثنان منهم واصيب صميم تل ابيب، بل ازدادت رعبا، والتفكير بثمن اي تصعيد يكبح مغامراتها.

اليوم قالت المقاومة للعدو وبصراحة الواثق إن ما في جعبتها الكثير. هو الكثير الذي ان تدحرج ستكون التداعيات كبيرة على الاحتلال، والنتائج ستمهد لانتقال الاراضي المحتلة من ضيق الحصار الى استنشاق ريح الانتصار، وفق ما يعبر عنه المقاومون الفلسطينييون.

والى اوساط الاحتلال، حيث حراجة الموقف في درجات غير مسبوقة، والاصوات تعلو من المستوطنات معبرة عن حجم الاخفاق الامني وفقدان السيطرة، ومن بين هؤلاء من توعد بنيامين نتنياهو ووزراءه بالاحتجاج امام منازلهم واعلان الاضراب في المجالس المحلية.

في الملفات المحلية اللبنانية، لا جديد اضافيا في مشهد لقاءات بعبدا بالامس وما قبله، ورئيس الجمهورية يؤكد انه سيتخذ القرار المناسب في الموضوع الحكومي بعد لقاء الافرقاء.

وعلى مفارق اخرى متفرعة من المبادرة الرئاسية، يلحظ بعض الافكار التي قد توصل الى حلول ما، جرى التمهيد لها في لندن. وفي الاطار، مصادر مطلعة قالت للمنار إن النقاشات بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل تطورت فأنتجت أفكارا مشتركة، يسعى الطرفان أن تؤدي الى حل لمشكلة التأليف.

في اليمن ائتلاف الصمود الشعبي وبطولات الجيش واللجان فرضا على اهل العدوان المضي في خط المفاوضات، واتفاق الحديدة اليوم في ستوكهولم برعاية اممية اولى مراحل الاختبار.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"

رسائل الرئيس سعد الحريري من لندن، تقدمت على كل رسائل التعقيد الداخلي. فكلما بنوا جدار فصل طائفي، حمل الرئيس الحريري فأس المصلحة الوطنية، وبدأ في تهديمه. و كلما حفروا نفقا تحت أرض الأمن المالي، طار الرئيس المكلف من بلد إلى بلد ليسد منافذ الريح عن اللعب بالاستقرار الاقتصادي. وكلما هدموا منزلا توافقيا، سارع الرئيس الحريري إلى إعادة إعماره وجمع اللبنانيين تحت سقفه.

فها هو من لندن إلى بيروت يبعث رسائل التضامن السياسي، معلنا أن إسرائيل هي التي تخرق القرار 1701 بخرقها سيادة لبنان برا وبحرا وجوا، داعيا إلى تطبيق القرار بحذافيره، ومؤكدا أن لبنان يريد السلام لا الحرب، ونتنياهو لا يريد السلام، وأن سلاح حزب الله مسألة إقليمية إيرانية نعالجها بالجلوس على طاولة الحوار، ومطمئنا أن لا حرب في الأفق.

الرئيس الحريري أكد خلال خطاب من لندن، أجاب بعده على أسئلة الحاضرين، أن مصلحة لبنان أهم من الخلافات السياسية، وأن الإستقرار والنمو الداخلي والاقتصادي أهم من أي أجندة سياسية، متطلعا إلى تأليف الحكومة، و متطرقا إلى مشاريع مؤتمر سيدر، وخطة الإصلاح ومكافحة الفساد ودور لبنان في المنطقة.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

الرئيس المكلف يتوقع من لندن أن الحكومة ستؤلف قبل نهاية السنة أو مطلع السنة الجديدة، وأننا في المئة متر الأخيرة.

هذا في لندن، أما في بيروت، فلا توقعات بل مراوحة في الأجواء غير المتفائلة، وفي مقابل أمتار لندن، هناك في بيروت "المربع الأول" الذي لا تزال الحكومة تتعثر فيه.

العقدة مازالت عند رفض توزير سنة 8 آذار.

هذه العقدة، دارت دورة كاملة على الوسطاء والمراجع وعادت إلى نقطة الصفر، فلا هي حلت بوساطة الوزير جبران باسيل، ولا حلت بجولة المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية التي شملت الرئيس بري والرئيس المكلف ووفد حزب الله، وأخيرا النواب السنة الستة.

جولة المشاورات هذه، لم تحمل المعطيات أنها حققت خرقا ما، فالأمور على حالها، والتطور الوحيد أن رئيس الجمهورية ينتظر عودة الرئيس المكلف من لندن لجوجلة الأفكار والمقترحات التي طرحت.

عمليا، تشكيل الحكومة في المأزق. والكلام في لندن تفرضه المناسبة التي تستدعي تغليب جرعة التفاؤل، أما الأجواء في بيروت فلا تلائم تفاؤل لندن:النواب السنة الستة على موقفهم بأنهم يريدون وزيرا منهم، والرئيس المكلف على موقفه بأنه لا يعترف بهم كتلة نيابية.

وعلى جبهة أخرى، لم يعد سرا أن الوزير جبران باسيل يطرح حصة من أحد عشر وزيرا، هي مجموع وزراء التيار ووزراء الرئيس، ما يعني الثلث المعطل، وهذا ما لا يسير به الرئيس المكلف وحتى حليف الوزير باسيل، وأيضا حليف الحليف.

إنطلاقا من هذه المعطيات فإن المئة متر في لندن تتمدد في بيروت لتصبح أميالا، وإذا لم يحدث ما يؤدي إلى خرق جدار المأزق، فالأعياد ستمر من دون حكومة جديدة وحكومة تصريف الأعمال التي ابتلعت سبعة أشهر من السنة، متوقع لها ان تقضم أياما وربما أكثر من السنة الجديدة. ولكن أين يصبح الإقتصاد في هذه الحال؟

الرئيس الحريري يطمئن من لندن أنه بمجرد ان "نشكل الحكومة، سترون السعودية تتخذ بعض الخطوات الجادة في اتجاه لبنان، ومساعدته إقتصاديا".

إذا، المساعدة مرهونة بتشكيل الحكومة، وهذا ما لم يحدث بعد.

فوق هذه الأعباء، مازال البعض يحمل البلد مزيدا من الفساد ومضاعفاته.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

السؤال الشرعي والمنطقي الذي يطرح على كل شفة ولسان من أين يستمد الرئيس المكلف والرئيس عون تفاؤلهما بأن المسعى الرئاسي لم يسقط وبأنهما يرصدان في الأفق احتمالا قويا بأن تتألف الحكومة قبل نهاية العام، وأمام عدم حصولهم على أي جواب شاف يجيب المراقبون بأنه لا يمكن للرئيس ميشال عون الا الرهان على ذرة لبنانية تستفيق في عروق المعرقلين فتدفعهم الى التراجع أمام عظمة الخطر الذي يتهدد البلاد، أما بالنسبة الى الرئيس فهو لا يحسد على موقفه وقد وجد نفسه في منتدى لندن ملزما على التفاؤل الى حد القول بأننا في الأمتار الأخيرة قبل التشكيل، كيف لا وهو يسعى الى استدرار المليارات للاستثمار في لبنان، الواحة الفضلى للاستثمار وجسر العبور الى ورش الاعمار في المنطقة.

هذا في لندن من فوق، أما في لبنان من تحت فالمشهد السياسي يناقض التفاؤل المعلن، فالمشاروات التي قام بها الرئيس عون أفضت الى ربط نزاع، اذ بقي كل على موقفه السلبي الرافض للتنازل، توازيا واصل لبنان تدعيم موقفه في مواجهة اسرائيل على خلفية أزمة الأنفاق، والاستراتيجية التي يتبعها تقوم على اثنين، أن تبين إسرائيل بما لا يقبل الشك حقيقة وجود الأنفاق وحض الأمم المتحدة والدول الصديقة على منعها من تخريب الهدوء جنوبا، ففي مواجهة الأنفاق المفترضة تفتح اسرائيل عشرات الاوتسترادات الجوية والمائية من الاختراقات للسيادة في سماء لبنان وبحره، وسط الأجواء السياسية والامنية والدبلوماسية الملتبسة عرض رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية لنتائج المشجعة للكبسات على الأرض ووعد بميني ثورة بيضاء لتفعيل الادارات العامة وتنقيتها من الاهدار والفساد والمفسدين.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

من ضباب لندن ومطر بيروت تبلل التأليف ولم يتشكل . كلام كثير بأفعال قليلة. طروح لم تتبلور. وعود بدرسها في بحر الأسبوع. وأمنيات بميلاد حكومي في الأعياد أو بعد رأس السنة على أبعد تأليف رئيس يطلب التنازل. ورئيس تضربه الحمى السياسية حالما يسمع بالنواب السنة من خارج ثوبه. ووزير يحمل المبادرات بين العواصم ويبقيها في جيبه للتفاوض. فعلام الرقص السياسي عند حافة الهاوية، وعلى ماذا نتفاوض، ومن يشاور من، كل يضع لنا نقطة على آخر السطر.

لكنهم يوقعون البلاد "بالنقطة" ويأسرون حكومتها لقاء وزير واحد ووفقا لآخر دفعة من التصريحات والمعلومات فإن الرئيس المكلف سعد الحريري اكتشف نفسه في بريطانيا وحدد مواصفاته بأنه رجل صبور ومستعد لانتظار الحل من أجل تأليف الحكومة ومتأكد أننا سنصل الى تشكيل حكومة قريبا وقد وصلنا إلى "المئة متر" الأخيرة لكن السباق يقطع الأنفاس. وإذا كان الحريري صبورا فإن أولاد البلد ليسوا كذلك. هو مستعد للانتظار بيد أن الكارثة التي تحدث عنها رئيس الجمهورية لا تنتظر. لاسيما أن الأسباب لا تتعدى النكد السياسي والوسواس القهري تجاه نواب خارجين على "المستقبل" وهم من محصول انتخابات شرعية فرضت وجودهم ولم تعط الرئيس سعد الحريري الشرعية المطلقة في التمثيل والاعتراف بالعدد فضيلة. إذ إن الأرقام الانتخابية على اختلاف قراءاتها لا تعطي الحريري أكثر من ربع التمثيل وبتحليل يسير للأرقام نستخلص أن عدد المقترعين السنة في لبنان هم مليون ومئة ألف منتخب. عدد الذين اقترعوا نصف مليون وقد نال تيار المستقبل منهم نحو مئة وسبعين ألفا لإيصال سبعة عشر نائبا وبتقريش أبسط للرقْم فإن المستقبل نال ثلاثة وثلاثين في المئة من الذين شاركوا في الانتخابات على الصندوق.

هؤلاء نزلوا وأدلوا بأصواتهم لكن المستقبل لا يشكل سوى خمسة عشر في المئة من نسبة كل السنة. أي من الذين انتخبوا أو بقوا في بيوتهم والذين يبلغون مليونا ومئة ألف منتخب وعلى هذه النسبة فإن النسب إلى الأبوة مشكوك فيه. والحريري لن يكون "بي السنة" إنما بالكاد هو أبن عم غير شقيق. ويكفي حصرية واحتكار واختزال للطائفة الكريمة وكذلك اعترف الحريري اليوم بشرعية حزب الله. فالسنة "أولى بالمعروف" حيث لن تأخذ المسألة منه أكثر من إقرار بالواقع. والتي يقابلها تنازل على ضفة رئيس الجمهورية ميشال عون. صاحب مبادرة الحل اليوم هذه المبادرة ولكي تنبض فيها الروح. فإنها تستلزم تخلي الرئاسة عن وزير دولة. حيث وزير بالناقص أو وزير بالزائد لن يعطل الحلول على ما كان يؤكد رئيس الجمهورية نفسه وفي المعطيات فإن الحل قد يأتي على شكل "ابن وزير". فيتمثل الوزراء السنة بنجل النائب الوزير السابق عبد الرحيم مراد. لكن هذا المخرج يستلزم أيضا تفهما من أعضاء اللقاء التشاوري.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 13 كانون الأول 2018

النهار

تمّت تسوية الخلافات والتباينات بين أحد الأحزاب الأصوليّة الكبيرة وحزب عقائدي قديم على خلفية الانتخابات النيابيّة وحصل لقاء بين القيادتين تحت عنوان "مواجهة إسرائيل معاً" في ظل التهديدات القائمة بعد إثارة مسألة الأنفاق على الحدود اللبنانيّة - الإسرائيليّة.

تبيّن أن عدد الموظّفين منذ قرار عدم التوظيف الذي رافق صدور موازنة العام 2018 تجاوز الـ 5000 وأن منهم 2500 في قطاعات عسكريّة وأمنيّة.

أثّرت التعيينات في قوى الأمن الداخلي على آليّة العمل في المجلس الوطني للسلامة المروريّة بطريقة سلبيّة.

الجمهورية

يحاول أحد الوزراء تمرير عقد بملايين الدولارات مع مجموعة من الشركات الخاصة يتجاوز من خلاله مؤسسة رسمية مكلفة تنفيذ هذه الاعمال.

لاحظت أوساط سياسية أن مبادرة مرجعية بارزة لم يكن مخطط لها بل تحولت الى ردة فعل بعد الكلام الذي قيل في الاعلام.

عمد حزب الى تشكيل لجنة تحقيق بشأن التسريبات التي تطاله خصوصاً وأنه مقبل على استحقاق بارز.

اللواء

فوجئت أوساط سياسية بالتقارب الحاصل بين مسؤول رفيع ووزير سيادي، متوقعة انعكاسات سلبية له في الداخل.

يُثير مرجع كبير فضول معارفه لجهة تحوُّله المفاجئ إلى كفة التفاؤل، خلافاً للانطباعات لديه، قبل أقل من شهر.

يكاد نائب حزبي مكلف بملف ثقيل، أن ينوء تحت أعبائه، رافضاً الكشف عن العراقيل التي يواجهها!

المستقبل

يقال إن نائباً علّق على تصريحات النواب السنّة الستة إثر لقائهم أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: "فهمنا موقف حزب الله قبل أن يبلغه الى رئيس الجمهورية".

البناء

أبدت مصادر على صلة بالسترات الصفراء في فرنسا مخاوفها بعد عملية ستراسبورغ من قيام المخابرات الفرنسية بتنظيم عمليات مهاجمة لمجموعات تشتبه بعلاقتها بالإرهاب كانت مؤجلة لتجميع المعلومات وتنفيذها بالتدريج ويتمّ تسريعها الآن لخلق مبرّرات أمنية لفرض حالة طوارئ تهدف لخنق حركات الإحتجاج الشعبية ضدّ الرئيس إيمانويل ماكرون بمنع التجمعات والتظاهرات وتستهدف بالإعتقال قادة التحركات تحت باب الإحتياط لضمان الأمن.…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حكومة لبنان: عون يشاور قبل القرار… والحريري يتوقَّعُها بعد أمتار والرئيسان أكدا التزام تنفيذ القرار 1701 "بحذافيره" واستبعدا مواجهة مع إسرائيل التي تنتهكه

بيروت- “السياسة/13 كانون الأول 2018/بين متفائل يأمل نجاح مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون في تشكيل حكومة، تكون هديّة للبنانيين في أعياد رأس السنة، ومتشائم يخشى أن يبدد تشبّث نواب “سُنَّة 8 آذار” بتوزير أحدهم، بصيصَ أملٍ طال انتظاره؛ ثمّة ثابت وحيد، هو أن “الفراغ” يوشك على دخول شهره الثامن، وسيُرحَّل إلى العام الجديد، إذا واصل “المُعقدون” حَبكَ عُقدهم.

وفيما نقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيس عون قوله أمس: “أسعى لوضع حدّ لأزمة تشكيل الحكومة، من خلال مباشرتي هذا الأسبوع لقاءات مع المعنيين، على أن أتخذ بعدها القرار المناسب”، أعرب رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، في لقاء حواري عقده في تشاتام هاوس بالعاصمة البريطانية لندن، عن الأمل في “تشكيل حكومة جديدة بحلول نهاية العام”، موضحاً أن “مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في مراحلها الأخيرة”.

وقال الحريري: “منذ مايو الماضي لم أوفر جهداً لتشكيل الحكومة وتأمين تمثيل عادل فيها. لبنان لا يستطيع الاستمرار من دون حكومة… نحن في المئة متر الأخيرة لتشكيل الحكومة، وقد تتشكل قبل نهاية العام أو مطلع السنة الجديدة”، موضحاً أن “المعادلة تغيّرت داخل البرلمان بعد الانتخابات الأخيرة، ويجب أن نأخذ هذا الأمر في الاعتبار. عُقدة التشكيل داخلية، ويبقى عائق واحد، أعتقد أنه سيُحَل”. وتابع: “أشعر أن ما يُطلب مني ليس لمصلحة البلد. لبنان منقسم سياسياً على المستوى الداخلي”.

وأكد الحريري أن هناك “اتفاقاً مع رئيس مجلس النواب والنواب على أن تسير القوانين الإصلاحية في مسار سريع. ستراتيجيتنا أن نحضِّر البنى التحتية في لبنان كي تكون محطة الانطلاق للشركات الأجنبية المشاركة في إعمار سورية والعراق، وكذلك ليبيا…”.

ورد على سؤال عن مستقبل العلاقات مع السعودية ودول الخليج عموماً، قال الحريري: “علاقتي جيدة جداً مع السعودية… بمجرّد تشكيل حكومة جديدة، سترون السعودية تتخذ خطوات جادّة باتجاه لبنان. هناك عدد من الاتفاقات سيتم توقيعها مع المملكة لمساعدة لبنان اقتصادياً”. وأضاف “لا أستطيع أن أطلب استثمارات من دول الخليح، وهناك في لبنان من يشتم دول الخليج… كذلك أنا لا أتوقع أن أشتم إيران من دون أن يأتيني ردّ… لبنان بلد صغير ولا يحتمل، يجب أن ننأى به عن النزاعات”.

وعن احتمال اندلاع مواجهة بين لبنان وإسرائيل على خلفية الوضع المتوتر على الحدود الجنوبية راهناً، قال الحريري: “لا أظن أن مواجهة ستحصل في الجنوب… نقلنا رسالة بهذا المعنى إلى الأميركيين. لبنان يعيش في منطقة صعبة ومعقّدة، لذلك علينا أن نعمل جاهدين لتفادي توسّع النزاعات في سورية لتصل إلى لبنان. كذلك علينا أن نتفادى التصعيد، الذي يبدو أن حكومة نتانياهو مُصرّة عليه”. وتابع: “جيشنا وقوانا الأمنية في تأهّب دائم لعرقلة أي تسرّب للإرهابيين”.

وفي موضوع الأنفاق، شدّد الحريري على ضرورة “تطبيق القرار 1701 بحذافيره، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها”، مؤكداً أن “مسألة الأنفاق يعالجها الجيش اللبناني… كم حرباً شنت إسرائيل ضد لبنان؟ هل أضعف ذلك (حزب الله)؟”. وقال: “هي مسألة إقليمية وإيرانية؛ ولمعالجتها يجب أن نجلس إلى الطاولة. لكن نتانياهو لا يريد السلام”.

وعن رؤيته للحرب في سورية السوري، ومشاركة “حزب الله” فيها، قال الحريري: “عدد كبير من مقاتلي الحزب عاد إلى لبنان… كانوا 15 ألفاً، واليوم هم ثلاثة آلاف أو ألفان، أظن أن وضع النظام السوري اليوم هو كوضع صدام بعد حرب الخليح… سورية اليوم تحت سلطة روسيا والإيرانيين، وكذلك إسرائيل الموجودة في الجولان”. ورداً على سؤال، قال الحريري: “لن أغيّر رأي (حزب الله) بإيران، كذلك لا يستطيع الحزب أن يغيّر رأيي بالسعودية… لذلك وضعنا هذه الخلافات جانباً”.

وفي بيروت أكد الرئيس عون لمنسقة الأمم المتحدة في لبنان برنيل دالير كارديل، التي زارته في قصر بعبدا صباحاً، أن لبنان “ينتظر التقارير الميدانية، التي تعدها قيادة القوات الدولية (يونيفيل) حول الأنفاق قبالة الحدود الجنوبية، للتأكد إذا كانت تجاوزت الخط الازرق”، مشدداً على أن لبنان “يتابع هذه المسألة بعناية، كيلا تستغلها إسرائيل لضرب الاستقرار الذي يعيشه الجنوب”. وأطلعت المسؤولة الأممية الرئيس عون على التطورات في الجنوب وعمل القوات الدولية، مؤكدة استمرار دعم الأمم المتحدة للبنان في المجالات كافة، فيما جدد رئيس الجمهورية تأكيد التزام لبنان “احترام القرار 1701، وتنفيذه بحرفيته، في وقت تواصل إسرائيل انتهاك السيادة اللبنانية برّاً وبحراً وجوّاً بمعدل 150 خرقاً كل شهر”. وصباح أمس، عاد إلى بيروت وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل. وأكدت مصادره أنه ناقش، في لندن خلال اليومين الماضيين، مع رئيس الحكومة المكلّف وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية، “سلسلة مقترحات لتضييق مساحة الخلاف في عملية تشكيل الحكومة، وسحب ذرائع التعطيل”.

 

نورمن فاريل اختتم زيارته إلى لبنان

المركزية/13 كانون الأول 2018/قام المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان  نورمن فاريل، بزيارة إلى لبنان هذا الأسبوع، والتقى بنائبته وبفريق عمله في مكتب بيروت. وخلال زيارة العمل التي دامت يومين، اجتمع المدعي العام تُرافقه نائبته بنظيرهما اللبناني النائب العام لدى محكمة التمييز، القاضي سمير حمود. وكان هذا الاجتماع فرصة لمناقشة المسائل القانونية موضع الاهتمام المشترك والمتعلقة بولاية مكتب المدعي العام. وقال فاريل: "كانت هذه الزيارة الناجحة فرصة أخرى لمواصلة تعزيز تفاعلي المباشر مع نظيري اللبناني ولشكر نائبتي وفريق مكتبي على عملهما وتفانيهما". وفي إطار هذه البعثة، ألقى المدعي العام أيضًا محاضرة في جامعة سيدة اللويزة أمام الطلاب المشاركين في البرنامج المشترك بين الجامعات بشأن القانون الجنائي الدولي والإجراءات الجنائية الدولية ("البرنامج المشترك"). وتحدث عن المقاضاة على المستوى الدولي وأنواع البيّنات المستخدمة في الإجراءات الجنائية الدولية. وتُنظّم المحكمة البرنامج المشترك بالتعاون مع إحدى عشرة جامعة لبنانية بارزة ومعهد آسر في لاهاي.

 

اسرائيل طلبت وأميركا رفضت فما علاقة لبنان؟

لبنان الجديد/13 كانون الأوّل 2018

 أميركا ترفض فرض عقوبات على لبنان... وهذا ما جرى بين نتنياهو وبومبيو

 على خلفية إعلان اسرائيل عملية عسكرية "درع الشمال" على الحدود اللبنانية - الفلسطينية المحتلة بعد كشف اسرائيل عن أنفاق تابعة لـ "حزب الله" في الجنوب تمتد إلى الجهة الإسرائيلية من الحدود، مما أدى إلى تهديد اسرائيل للبنان. وفي هذا السياق، طلبت اسرائيل مؤخراً من الولايات المتحدة الأميركية كما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، فرض عقوبات على الدولة اللبنانية إلا أن الأخيرة رفضت ذلك الطلب مع الموافقة على البحث في فرض مزيد من العقوبات على «حزب الله» بسببها. وفي التفاصيل، قالت مصادر أميركية، كما ذكرت الصحيفة، إن "الطلب الإسرائيلي طُرح في قنوات عدة، أهمها خلال اللقاء المفاجئ الذي عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بروكسل في مطلع الأسبوع الماضي". وكان نتنياهو قد قال: "إن هذه الأنفاق تُشكل خرقاً لقرار مجلس الأمن 1701، وتعدياً على الحدود الإسرائيلية، ولا يجوز ألا تعاقب عليه الدولة اللبنانية، ولهذا ينبغي أن تفرض عقوبات تجبر المسؤولين اللبنانيين على تغيير سياستهم من (حزب الله)" على حد قول نتنياهو. لكن في المقابل، رفض بومبيو بدوره "فرض عقوبة على الدولة اللبنانية"، مؤكداً أن "الإدارة الأميركية، بقيادتها السياسية والعسكرية، تُقيم علاقات جيدة مع القيادتين السياسية والعسكرية اللبنانية ولا تريد المساس بها، وهي تثق بأن هذه العلاقات ستثمر بشكل أفضل من العقوبات".ومع ذلك وافق بومبيو على "تشديد العقوبات المفروضة أصلاً على «حزب الله»، خصوصاً في المجال الاقتصادي"، قائلاً: "إن العقوبات المفروضة حالياً على الحزب تغرقه في أزمة مالية غير بسيطة ويمكن جعلها أقسى".

 

علوش: نستبعد أي مخرج جدي للحكومة

المركزية/13 كانون الأول 2018/استبعد عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش "وجود أي مخرج جدي لولادة الحكومة وفق المعطيات الموجودة أمامنا ولا سيما بعد كلام النواب السنة الستة"، لافتا الى أن "المخرج يمكن أن يكون بحكومة مصغرة من أقطاب أو تقنيين ولكن لا احد يرضى بهذه الحكومة". واعتبر في حديث إذاعي أن "الحل الوحيد يكمن بحوار مباشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون و"حزب الله" المطلوب منه وقف تغطية الشذوذ الحاصل والذهاب إلى حكومة كانت جاهزة قبل أسابيع عدة". وأوضح علوش أن "أي كلام آخر هو لعب في الوقت الضائع لأن المطلوب تشكيل حكومة والبدء بتطبيق بنود مؤتمر "سيدر" الذي يواجه جملة من العراقيل المتصلة بالزامية الاصلاحات والاستقرار في المنطقة".

 

الحجار: حزب الله لا يريد تشكيل الحكومة إلا بشروطه ولا نسمح لأحد أن يمس صلاحياتنا الدستورية

الخميس 13 كانون الأول 2018 /وطنية - رأى النائب محمد الحجار، في حديث ل"اذاعة الشرق" أنه "كان من المفروض أن تشكل الحكومة منذ 7 أشهر من التكليف نظرا للتحديات الكبيرة التي يواجهها البلد إقتصاديا وسياسيا وأمنيا"، معتبرا "اننا اليوم أمام مشهد تبادل أدوار تعطيل البلاد والعباد، فيما هناك مشهد آخر في لندن بطله الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يسعى لتأكيد حضور لبنان ومصلحة اللبنانيين ويحاول أن يجذب المستثمرين والسياح بهدف إستنهاض البلد، وهذا ما رآه اللبنانيون في منتدى الأعمال والإستثمار اللبناني - البريطاني، وكان واضحا تماما انه يعمل على مواجهة العرقلة وإنقاذ البلد للوصول إلى حكومة وحدة وطنية". وقال الحجار: "نحن أيدنا المبادرة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتذليل العقبات أمام التشكيل، وهي مبادرة مشكورة ومعروف مصدرها".

اضاف: "سمعنا تصريحات مقلقة، والواضح أن تعنت المعرقلين المدعومين من "حزب الله" مستمر"، لافتا إلى أن "ثوابت الرئيس الحريري صارت واضحة وهي عدم السماح بتغيير القواعد والأصول الدستورية وإصراره على الحوار للوصول إلى حلول. وان أي خروج عن الدستور يدخلنا في نفق مظلم، وأعلنا في بيان كتلة "المستقبل" أن الرئيس الحريري مصر على التعاون والتوافق لمصلحة وضمان إستقرار البلد". وعن تشكيلة الحكومة وعدد وزارئها، أشار الحجار إلى "وجود بعض المقترحات والحلول التي طرحت ولم تلق قبولا بسبب وجود عدد من الاشخاص الطامحين للحكومة العتيدة، ولكن لا شيء يمنع من أن تكون الحكومة أقل من 30 وزيرا". وقال: "من المعروف، أن الرئيس الحريري أنجز هذه الصيغة والحقائب، وكل هذه الأمور تمت بالتوافق مع الرئيس عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري كان على علم بها وكانت الحكومة ستصدر، لولا أن "حزب الله" أفشلها ووضع آلية جديدة تتطلب وقتا وربما تحدث إشكالية".

وردا على سؤال عما قاله النائب الوليد سكرية، اعتبر الحجار أن "ما قاله مقلق ويؤكد أنه من فريق "حزب الله" الذي لا يزال يصر على عرقلة تشكيل الحكومة". وإستبعد الحجار أن يكون الحل بتوزير شخصية سنية من خارج مجلس النواب، مشيرا إلى "أن النقاشات تدور حول هذا الموضوع، ولكن عندما نسمع إصرار فريق "حزب الله" بأن يكون واحدا من النواب الستة، فهذا يؤكد أن "حزب الله"، ولأسباب متعددة بعضها داخلي وبعضها خارجي، لا يود حكومة اليوم". وعن رأيه بما قاله الرئيس عون بأن سقوط مبادرته لتشكيل حكومة سوف تؤدي إلى كارثة، قال الحجار: "طبعا أوافقه الرأي، والكل يعلم حجم الضغط الإقتصادي الذي يتعرض له البلد والناس، ولا ننسى حجم الدين العام والبطالة. كل هذه الأمور تظهر أنه يجب أن تشكل الحكومة بأسرع وقت، والرئيس الحريري يسعى إلى تأمين حلول للوضع الإقتصادي، والعالم مستعد لمساعدة لبنان شرط أن يساعد لبنان نفسه وتشكل حكومة. لكن فريق "حزب الله" لا يريد تشكيلها إلا بشروطه ونحن لا نسمح لأحد أن يمس صلاحياتنا الدستورية".

 

جنبلاط: "ما حدا بيّ التاني... كل واحد بيّ ولادو بيكفّي"  

الجمهورية/13 كانون الأول 2018/إستبعد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن تتشكل الحكوة قريبا "لأنّه لا يُمكن فرض أحد النواب السنة المستقلين على الحريري ولكن فليسمح لي أدعوه إلى استقبالهم ورؤية ما لديهم"، معتبرا أن "العقدة الحكومية تتطلّب القليل من التنازل من قِبل الجميع فليتّفق الحريري والنواب السنة المستقلين سوياً وأنا قمت بتسوية كي لا أحتكر الساحة الدرزية ولا مشكلة لدي في اختيار إسم لارسلان لأنّ الدين والاقتصاد والاصلاح أهمّ من الوزارة والمصالح". ولفت جنبلاط في حديث تلفزيوني إلى انه "لم يحصل أيّ إصلاح في أيّ من الملفات خصوصاً ملف الكهرباء حيث أنّنا لم نفعل شيئاً في هذا القطاع لحلّ مشكلته وأنا ضدّ الخصخصة"، متسائلا: "لمَ لم نلزم معامل كهرباء منذ سنتين؟ لأنّ هناك بعض المصالح السياسية المالية المرتبطة بالبواخر واسألوا عن سمير ضومط فيبدو أنّه شريك مع الجميع ولا أتّهم أحداً، وسمعنا أنّ هناك متمولاً كبيراً أخذ معمل دير عمار ومبدئياً توليد الكهرباء على الهواء في عكار من دون أيّ مناقصة فكيف يحصل هذا الأمر؟ الكهرباء والمياه والأملاك البحريّة ملك عام وثروة وطنيّة ملك الشعب".

واشار إلى انه "حاربنا في مجلس الوزراء من أجل الموظف الممتاز جان العلية كي تمرّ عليه المناقصات فرفضوا حيث أنّ هناك "بلوك" ضدّ هذه الأفكار". ولفت جنبلاط إلى ان "غالبية الطبقة السياسية اليوم مهترئة لذلك آن الأوان للشباب والمجتمع المدني أن يتوحّد وتكون له كلمة فصل خصوصاً في الملفات البيئية، وإذا قلنا إنّ العهد فاشل فإنّنا فاشلون معه لأنّنا نشارك فيه ولا أندم على هذه التسوية الرئاسية لأنّ عون زعيم في جبل لبنان وهمّي الأساس ألا يحصل أيّ توتر مسلم - مسيحي في الجبل على الرغم من كلّ ما يُقال "ما بتحرز".

من جهة أخرى، اعتبر أن العلاقة يجب أن تستكمل بين "التيار الوطني الحر" و"التقدمي الاشتراكي" إذ يجب أن نصل إلى حلّ لملفات اقتصادية وحلّ للازمة المالية ويجب أن نحسّن أداءنا لأنّ البلد كله معطّل"، غير أنه شدد في المقابل على ان "ما حدا بيّ التاني بلبنان فكل واحد بيّ ولادو بيكفّي". في الموضوع الاقتصادي، حذر جنبلاط من أنه "قد تتعرض الليرة إلى انهيار في يوم ما نتيجة كلّ ما يحصل وهنا يكمن الخطر وأتمنى أن يكون الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ملمّ بهذا الأمر لتداركه"، مشيرا الى ان "الخطر الاقتصادي كبير والليرة إذا انهارت ينهار البلد بأكمله وليس الشيعي وحده أو السني وحده أو المسيحي وحده، وعندما تتخلى الدولة عن كلّ ثرواتها الوطنيّة فإنّها تعرّض نفسها للإنهيار". ودعا إلى "إلغاء مبدأ الاعفاء الجمركي والتذاكر المجانية للوزراء والنواب وإلغاء التعويض اليومي فهناك من يربح 1000 دولار يومياً "كرمال هيك بضلّوا مسافرين"، وسأل: "لمَ نريد كلّ هذه السفارات الموجودة في كلّ أنحاء العالم؟ أليس هذا مصروفاً كبيراً على الدولة؟".

 

حي الشراونة في بعلبك مصيدة للجيش وسقوط ضحايا والأخير ينذر

جنوبية 14 ديسمبر، 2018 /‏معلومات أولية عن إستهداف آلية لللجيش_اللبناني في حي الشراونة في بعلبك واشتباكات بين الجيش ومسلحين من آل جعفر وبحسب المصدر و‏نتيجة لإطلاق النار الذي تعرضت له دوية للجيش اللبناني في حي الشراونة في بعلبك، أصيب كل من المجند رؤوف حسن يزبك في الصدر والبطن وحالته خطرة، والمجند هشام الشمالي اصابته طفيفة، والجندي حسين غضبان اصابته طفيفة في القدم. وذكر مصدر في مدينة بعابك ان طيران مروحي دخل اجواء المدينة وحي الشراونة وفي معلومات متداولة ان قيادة الجيش أبلغت “اللجنة الأمنية” بالبقاع انها اتخذت قرارا باقتحام حي الشراونة في حال لم يسلم منفذوا الكمين أنفسهم الليلة. الى جانبى سقوط شهداء للجيش اللبناني في بعلبك قتل ايضا محمد جعفر الملقب ب محمد دورا.

 

عون لم يتنازل واللقاء التشاوري في بعبدا أصرّ على مقعد وزاري

إعداد جنوبية 13 ديسمبر، 2018 /لم يحلّ الاجتماع بين الرئيس ميشال عون و«اللقاء التشاوري» عقدة تمثيل سنّة 8 آذار،، الذين بقوا  مصرّين على تسمية وزير من بينهم، فخرجوا من بعبدا واعلنوا ان ارئيس لم يختر أية شخضية منهم لتوزيره من حصته كما كان متوقعا.

ونقلت صحيفة الجمهورية تفاصيل عن لقاء الرئيس عون باللقاء التشاوري أمس  وقالت انه “إزاء تلميح عون الى ضرورة ان يترك «اللقاء التشاوري» مجالاً للبحث في خيارات تسووية، قيل له: «لقد تعلّمنا منك فخامة الرئيس، انّ مجرّد القبول بالبحث في الخطة «ب» يعني تلقائياً سقوط الخطة «أ».. وبناءً عليه، نحن لا نقبل بإلغاء أنفسنا وإسقاط حقنا في أن نتمثل في الحكومة بوزير منا”. وبعد أخذ وردّ، تمنّى عون على النواب السنّة المستقلّين أن يفكّروا ملياً في أمرين: دقة الوضع الاقتصادي – المالي، وموقف الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي يتحمّل ضغوطاً وأعباء إضافية بسبب هذه العقدة الحكومية ويجب ان لا تُحرجوه». فردّ النواب الستة: «انّ لسماحة السيّد ديناً في رقبتنا حتى يوم القيامة، وهو مقتنع بأنّ مطلبنا محق وإلاّ ما كان ليقف الى جانبنا»..«فكّروا، وخبروني شو بيصير معكن»، قال عون لضيوفه في ختام الاجتماع، فما كان من أحدهم إلاّ ان سارع الى الرد قائلاً: «لا نحتاج الى أي وقت إضافي لكي نحسم قرارنا.. من الآن، نؤكّد تمسّكنا بإختيار وزير من صفوفنا.. المسؤولية ليست ملقاة علينا، والحل هو عند الرئيس المكلّف بالتشاور معكم». كما علمت صحيفة “الحياة” أنه في إطار البحث عن حل لأزمة تشكيل الحكومة، طرحت فكرة تشكيل حكومة أقطاب مصغرة على رئيس الجمهورية ميشال عون، لكنه اعتبر أن هذا الخيار غير مناسب في الظرف الراهن. وأكد مصدر سياسي متابع لمداولات البحث عن المخارج لـ”الحياة”، أن رئيس الجمهورية كان واضحا في موقفه حيال أعضاء “اللقاء التشاوري” الذي يضم النواب السنة الستة، بأنهم لا يشكلون كتلة مستقلة كي يتم تمثيلهم في الحكومة بهذه الصفة. وأوضح المصدر أن عون عاد للتذكير بأن النواب الستة حين حضروا الاستشارات النيابية لتأليف الحكومة قبل 6 أشهر ونيف، جاؤوا مع كتلهم النيابية الأساسية ولم يأتوا كـ”لقاء تشاوري” يجمهم كما هي الحال الآن. هذا ولفت النائب فيصل كرامي الى أنّ “العقدة الحقيقية كانت ولا زالت لدى الرئيس المكلف المصرّ على تعنتّه ورفضه لتوزير احد نواب اللقاء، وهذا يعني عمليا انه لا يزال يرفض نتائج الانتخابات النيابية ولم يهضم بعد ان له شركاء في تمثيل الطائفة ولم يعد لنا سوى الدعاء”. وبالإنتقال الى بيت الوسط، التي “قالت كلمتها” من لندن اليوم، كرّر الرئيس الحريري على هامش اعمال منتدى الاستثمار اللبناني البريطاني، قوله بأنّ “تشكيل الحكومة كان يجب ان يحصل من قبل، وانا جاهز والاسماء جاهزة وكذلك توزيع الحقائب، والجميع بات يعرف من اين يأتي التعطيل”. وأضاف:”فخامة الرئيس ميشال عون يقوم باتصالات واللبنانيون جميعاً يقدرون ما يقوم به، ونحن نقوم بما يجب علينا، وان شاء الله تتبلور الاتصالات وتؤدي الى نتائج ايجابية. وقد لمست اليوم نفحة ايجابية وسنبقى ايجابيين لما فيه مصلحة البلد”. وعن رأيه بطرح صيغ من 18 او 24 وزيراً، قال الرئيس الحريري: “كل الطروحات جيدة والبلد بحاجة الى حكومة ونقطة على السطر”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتانياهو: لا أستبعد عملاً عسكرياً ضد طهران “في حال تعرُّضها لإسرائيل”

10 آلاف طفل إيراني يموتون سنوياً بسبب الفقر

تل أبيب، طهران، عواصم – وكالات/13 كانون الأول 2018/لم يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إمكانية القيام بعمل عسكري ضد إيران، في حال “تعرضها لإسرائيل”.وقال نتانياهو للصحافيين مساء أول من أمس: “لا أستبعد أي عملية ينبغي أن نقوم بها من أجل الدفاع عن أنفسنا، جيشنا هو الجيش الوحيد في العالم، الذي يعمل حاليا مباشرة ضد قوات إيرانية، نعمل ذلك في سورية ونصد تلك القوات”، مضيفا أن “الإيرانيين يريدون أن يجلبوا الجيش الإيراني إلى هنا، على مسافة 1500 كيلومتر من إيران إلى حدودنا، وأن يدخلوا صواريخ يصل مداها إلى 400 وحتى 700 كيلومتر، وهي تغطي إسرائيل بأكملها”. وتابع:” كما يريدون أن يُدخلوا 80 ألف مقاتل من الميليشيات الشيعية إلى سورية، وهدفها المعلن هو تدميرنا”. وقال: “سياستي تدعو إلى إيقافهم. نصد الأشياء السيئة وهي لا تزال صغيرة، نواجه إيران مباشرة في سورية، وإن اضطررنا إلى ذلك سنقوم بكل ما يجب القيام به من أجل الدفاع عن أنفسنا”.

في غضون ذلك، أعلن رئيس إدارة سلامة الرضع في وزارة الصحة الإيرانية محمد حيدري، عن تأثير الفقر على زيادة معدلات موت الأطفال، قائلا إن نحو 10 آلاف طفل يموتون سنويًا بسبب سوء الأحوال الاقتصادية في إيران. وقال إن كل 1000 حالة ولادة، يموت 8.27 من المواليد بسبب الفقر، ونظرًا لولادة نحو مليون و400 ألف طفل سنويًا في إيران، فإن نحو 10 آلاف طفل يموتون لهذا السبب، مضيفا أن أعلى معدلات الوفيات توجد في محافظات سيستان وبلوشستان، وهرمزكان، وكرمانشاه، وكرمان. يشار إلى أن الأزمة الاقتصادية وسعت رقعة الفقر المدقع في إيران لا سيما خلال ستة الأشهر الأخيرة، وتحديدًا بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعودة العقوبات الأميركية ضد طهران، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار العملات الأجنبية، وعلى أثرها حدث ارتفاع شديد في أسعار البضائع والسكن.

على صعيد متصل، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عائلة إيرانية تعيش في حالة مزرية للغاية، في بلد يتمتع بثروات نفطية كبيرة، ويظهر الفيديو أفراد عائلة مكونة من أب وأم وطفلهما الصغير، في منطقة جرداء، جنوبي العاصمة طهران. وكان الأب يشكو من فقره وقلة حيلته أمام أفراد عائله، فيما كانت الكاميرا توثق حالة المنزل، الذي بدا مصنوعا من الحجارة وغطاؤه من قطع الكرتون والصفيح وأغطية رثة، وهذه العائلة جزء من 16 مليون إيراني يعيشون في 850 مدينة صفيح منتشرة في طول البلاد وعرضها، وفق تقرير رسمي حكومي.

وقال مدير مركز الأحواز للإعلام والدراسات الستراتيجية، حسن راضي، “إن مدن الصفيح تنتشر في البلاد، وتتركز في طهران ومشهد والأهواز”، مرجعا انتشار هذه المدن المعدمة إلى الفقر والبطالة اللذين تسبب بهما سياسات النظام الإيراني في المنطقة، مؤكدا أن “نظام الملالي لا يضع المواطن الإيراني في أولوياته”. إلى ذلك، أفادت منظمات حقوقية بوفاة الناشط الإيراني المعتقل وحيد صياد نصيري، بعد إضرابه عن الطعام لمدة 60 يومًا، حيث كان قد اعتقل بسبب نشره تغريدات تنتقد المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي ودوره في القمع والظلم ضد الشعب الإيراني. وذكرت وكالة “هرانا” الحقوقية نقلاً عن ذوي نصيري أن ابنهم الذي أطلق سراحه مؤخرًا من السجن، أعيد اعتقاله في 1 أغسطس الماضي من قبل جهاز الاستخبارات وتم نقله إلى سجن قُم الساحلي.

 

الولايات المتحدة تحذر تركيا من عمل عسكري “أحادي” في الشمال السوري

روسيا: الوجود الأميركي عقبة أمام محاربة الإرهاب

عواصم – وكالات/13 كانون الأول 2018/حذرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، تركيا من أن أي هجوم قد تشنه ضد الأكراد في شمال سورية سيكون “غير مقبول”. وقال المتحدث باسم الوزارة شون روبرتسون إن “إقدام أي طرف على عمل عسكري من جانب واحد شمال شرق سورية، وبالأخص في منطقة يحتمل وجود طواقم أميركية فيها، هو أمر مقلق للغاية”، موضحاً أن “أي عمل من هذا القبيل سنعتبره غير مقبول”. وأضاف إن “الحملة العسكرية ضد داعش لم تنته بعد وأن قوات التحالف الدولية تعمل عن كثب مع قوات سورية الديمقراطية (قسد)” وجاء التحذير الأميركي بعيد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستنفذ في غضون أيام عملية جديدة في سورية ضد المقاتلين الأكراد. من جانبها، ردت “وحدات حماية الشعب الكردية” على تهديدات أردوغان قائلة، إن أي عملية تركية ستؤثر على المعركة ضد تنظيم “داعش”، مضيفة إن “التهديدات تتزامن للمرة الثالثة مع تقدم قواتنا ضد الإرهابيين وهذه المرة مع دخول قواتنا إلى هجين بدأ أردوغان بتهديد مناطقنا”. في سياق متصل، دعا المجلس التنفيذي لـ”قسد”، النظام السوري إلى أن تتخذ موقفاً ضد تهديدات أردوغان. واتهم أنقرة بالسعي لاقتطاع أجزاء من الأراضي السورية وإلحاقها بتركيا، مشيراً إلى أن هدف أردوغان ليس شمال و شرق سورية وإنما يستهدف وحدة التراب السوري. من جهة أخرى، وصفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، التواجد العسكري الأميركي في سورية بالمعرقل لمحاربة الإرهاب. وقالت إن التواجد الأميركي في سورية لا يلبي مصالح القضاء النهائي على الإرهابيين الدوليين في الأراضي السورية وأضحى عقبة حقيقية أمام حل هذه المهمة. عسكرياً، أفاد المرصد السوري المعارض أمس، بسيطرة “قسد” على أجزاء واسعة من معاقل “داعش” شرقي الفرات. وذكر أن “تواجد داعش بات يقتصر على المحاور الشرقية لبلدة هجين بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، وعلى أنفاق بداخلها”.

 

الجيش السوري يضبط “مستودع صواريخ” على حدود الأردن

دمشق – وكالات/13 كانون الأول 2018/ضبط النظام السوري في درعا مستودعاً يحوي صواريخ أرض ـ جو ضمن أنفاق بعمق يزيد عن 15 متراً، وعلى بعد أمتار من المنطقة الحدودية الفاصلة مع الأردن. وقالت مصادر عسكرية ليل أول من أمس، إن “المستودع ضم نحو 20 صاروخاً مع رؤوسها ومنصات إطلاقها من مخلفات المجموعات المسلحة خبأتها داخل الجرف الصخري الفاصل بين سورية والأردن جنوب غرب معبر نصيب الحدودي”. وأضافت ان عملية التخزين لمثل هذه الأسلحة النوعية والمقرات الحساسة في المنطقة الحدودية يأتي بهدف حمايتها

من الضربات الجوية والمدفعية نظراً لحساسية المنطقة الحدودية. وفي السياق، ضبطت الجهات المختصة مستودعا للأسلحة والذخائر من مخلفات التنظيمات الإرهابية في بلدة بصر الحرير بريف درعا الشمال الشرقي، بالإضافة إلى مستودعي أدوية وأسلحة، بينها صواريخ “لاو” إسرائيلية الصنع غرب مدينة نوى بدرعا.

 

وزير إيراني ينضم إلى “تويتر” لتواصل “ديناميكي” مع الجمهور

طهران – وكالات/13 كانون الأول 2018/بالرغم من منع الحكومة الإيرانية شعبها من استخدام “تويتر” أو “فايسبوك”، قرر وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنكنه، إنشاء حساب في “تويتر” من أجل تحقيق “تواصل ديناميكي مع الجمهور”. وأنشأ الوزير حسابا على “تويتر”، وقال في أول تغريدة له: “انضممت إلى تويتر من أجل تحقيق تواصل أكثر ديناميكية وفعالية مع الجمهور المحلي والأجنبي”، حسب ما ذكر موقع “بلومبيرغ”. من جانبها، أكدت وزارة النفط الإيرانية أن الحساب الجديد هو بالفعل الحساب الخاص بوزيرها. ومن المثير للسخرية، أن زنكنه أكد أنه يسعى لتحقيق تواصل أفضل مع الجمهور المحلي، بالرغم من أن الشعب الإيراني لن يتمكن من قراءة التغريدات. وسبق أن علق المدير التنفيذي لـ”تويتر” جاك دورسي، على هذه المسألة، لدى انضمام الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى “تويتر”. ووجه دورسي تغريدة إلى روحاني، قال فيها: “مساء الخير أيها الرئيس. هل بإمكان شعب إيران أن يقرأ تغريداتك؟”.

 

إيران تكلّف الخزعلي تشكيل نسخة عراقية من “حزب الله” اللبناني وهروب 21 من إرهابيي "داعش" من سجن واعتقال غالبيتهم

بغداد، عواصم – وكالات/13 كانون الأول 2018/كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن إيران كلفت زعيم ميليشيات “عصائب أهل الحق” في العراق قيس الخزعلي، المدرج على قائمة العقوبات الأميركية، بتشكيل نسخة من ميليشيات “حزب الله” اللبناني. وذكرت في تقرير، إن هذا التطور يأتي بينما تسعى الولايات المتحدة إلى إضعاف دور وكلاء إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها والمنتشرة في العراق وسورية. وكشفت أن مجلس النواب الأميركي اقترح الأسبوع الماضي مشروع قانون، يطلب من الرئيس فرض عقوبات على الجماعات التي تهدد الاستقرار والسلام في العراق وتصنيفها كجماعات إرهابية، وتشمل “عصائب أهل الحق”، وهو المشروع الذي يحظى بدعم من أعضاء الحزبين. وقال مسؤول أميركي رفيع للصحيفة إن “عصائب أهل الحق لم تحصل إلا على مقعدين في الانتخابات الأخيرة، وإن بقية الأصوات تم الحصول عليها بالتزوير”، مضيفا “إن وراء طموح الخزعلي السياسي هو تمكين ميليشياته، ليكون نسخة أخرى من حزب الله اللبناني”. في غضون ذلك، كشف مسؤولو أمن أكراد أمس، أن 21 سجيناً معظمهم أعضاء في تنظيم “داعش” سجنوا بتهم الإرهاب، هربوا من سجن سوسة الذي يقع في إقليم كردستان إلا أنه يخضع بالكامل لسيطرة الحكومة الاتحادية، لكن جرى إلقاء القبض على خمسة عشر منهم، من دون أن يعرف كيف تمكنوا من الهرب من السجن المحصن.

وقال مسؤولان أمنيان إن قوات الأمن الكردية بدأت عمليات ملاحقة بعد الهروب في وقت متأخر ليل أول من أمس، وأن 15 من أصل 21 ألقي القبض عليهم، فيما لا تزال أماكن الستة المتبقين غير معروفة، وأضافا إن “كل السجناء المدانين الذين هربوا من داعش”. وكانت وزارة العدل العراقية نفت في وقت سابق هروب سجناء “داعش” من سجن سوسة، مضيفة إن الاجراءات الامنية تشهد أعلى مستويات الضبط وبإشراف مشترك من القوات الأمنية، داعية وسائل الإعلام توخي المصداقية، خصوصاً ما يتعلق بملف السجون كونها تضر بأمن البلد. من ناحية ثانية، استغرب رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في بيان، إلغاء قرارات حكومته، مشيراً إلى أن جميعها تتعلق بمصالح المواطنين. وطالب الحكومة بالتراجع عن القرار، محملاً رئيس ومجلس الوزراء نتائج ذلك، سيما أن كل الشرائح العراقية سيكون لها موقف قد ينعكس سلباً على مسار عمل الحكومة، خصوصاً أنها بأول خطواتها. وكان مجلس الوزراء أصدر قراراً بإيقاف عمل قرارات وتوجيهات العبادي خلال الأربعة أشهر الأخيرة من عمر الحكومة، فيما وجه الوزراء بتقديم تقييم للقرارات التي صدرت من مجلس الوزراء أو رئيس الوزراء أو الوزير كل بحسب اختصاصه خلال سبعة أيام إلى اللجنة المشكلة من قبل رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وعلى اللجنة البت بالقرارات خلال فترة قصيرة محددة. في المقابل، رد عبد المهدي على اعتراض سلفه، مشيراً إلى أن تلك القرارات الملغاة هي غير قانونية أو أصولية، وواصفا اعتراض العبادي بأنه انفعالي وغير دقيق استهدف إثارة العواطف. في غضون ذلك، قتلت قوة أمنية أمس، انتحارياً في منطقة الطارمية شمال بغداد، إلا أن شخصا آخر كان بصحبته تمكن من الهرب.

 

إيران وقطر وراء مقتل صالح

الرياض – وكالات/13 كانون الأول 2018/كشف محمد علاو، المحامي السابق للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أمس، عن أدلة ووثائق تتهم إيران وقطر في اغتيال صالح. وقال علاو إن مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، قبل الشكوى المرفوعة من منظمات حقوقية دولية للتحقيق في اغتيال صالح، مضيفاً إن “الشكوى بالأدلة والوثائق هي ضد ثلاث جهات إيران، وقطر، والحوثيين”. وأشار إلى أن “قطر تحديداً لم تخف أجندتها في اليمن منذ وقت مبكر بتمويلها الإرهاب”، واتهمها بالضلوع في المحاولة الأولى لتصفية الرئيس الأسبق وقيادات الدولة، المعروفة بجريمة مسجد دار الرئاسة، والتي فشلت في التخلص من صالح، مؤكدا “تورط قطر في اغتيال قيادات وطنية أخرى كثيرة، بواسطة الحوثيين”.

 

اليمن: اتفاق الحكومة والمتمردين على وقف الحرب ونشر قوات محايدة

ختام محادثات السويد بتوافقات تشمل تعز والحديدة... وجولة جديدة من المفاوضات في يناير

غوتيريس: نشهد بداية النهاية لأزمة اليمن وما تحقق حتى الآن خطوة كبيرة

قرقاش: التحالف أوفى بالتزامه والآن بإمكان ميناء الحديدة ممارسة دوره المهم

ستوكهولم – وكالات: أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس، أن طرفي الحرب في اليمن اتفقا على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة. وقال غوتيريس في الجلسة الختامية للمحادثات بين الطرفين في السويد، إن الاتفاق شمل نشر قوات محايدة وإقامة ممرات إنسانية، مضيفاً أنه سيجري بحث إطار سياسي في جولة مقبلة من الاجتماعات، من المقرر عقدها في يناير المقبل. وأشار إلى أنه تم التوصل إلى “تفاهم مشترك” بين الأطراف اليمنية بشأن تعز والحديدة، موضحاً أن الاتفاق بشأن ميناء الحديدة يقضي بإخراج “القوات المتحاربة” من المدينة، ومضيفا أن الاتفاق يتضمن إعادة انتشار متبادل للقوات في المدينة، معربا عن أمله في أن يسهم الاتفاق في تحسين الظروف الأمنية والإنسانية في اليمن، وقال إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عبر عن دعمه الكامل لما تم التوصل إليه في المحادثات.

وذكر أن حكومات كثيرة لعبت دوراً مهماً في تنظيم هذه المحادثات، منها الكويت وعمان، مؤكداً أن ما تم في محادثات السويد خطوة مهمة وايجابية لصالح الشعب اليمني، رغم وجود بعض القضايا العالقة التي يجب العمل على حلها.

وقال “اتفقنا على مناقشة الإطار السياسي في الجولة المقبلة، وسنجتمع مرة أخرى في يناير المقبل”، مشيراً “أعتقد أن الأطراف حققت تقدماً حقيقياً في مشاورات السويد”.

وكان غوتيريس انضم أمس، إلى محادثات السلام بين الطرفين المتحاربين في اليمن في يومها الأخير، كما وصل وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت إلى مقر المحادثات اليمنية، واجتمع على الفور بالوفد الحكومي للاطلاع على ما توصل إليه طرفا النزاع خلال المشاورات. وأشار المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى أنه سيتم إبرام اتفاق بشأن مطار صنعاء خلال أسبوع أو أقل. وقال السفير السعودي لدى اليمن إن اتفاق الأمم المتحدة ينص على انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة ومينائها ومن تعز والإفراج عن آلاف المحتجزين. وأضاف “أثمرت جهود التحالف الداعم للشرعية في اليمن إلى إرغام الحوثيين بالجلوس على الطاولة مع الحكومة اليمنية في مشاورات السويد”، مشيراً إلى أنه “تم التوصل إلى اتفاقات برعاية الأمم المتحدة تهدف إلى معالجة الوضع الإنساني من خلال الانسحاب من مدينة وميناء الحديدة، وكذلك تعز وإطلاق آلاف المحتجزين والأسرى”. بدوره، رحب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بالاتفاق، مشيراً إلى أن الضغط الذي مارسه التحالف بقيادة السعودية على الحوثيين بمدينة الحديدة أتى بثماره في هذه النتائج السياسية.

وأضاف أن “التحالف أوفى بالتزامه بتجنيب مدينة الحديدة ومينائها العمليات العسكرية حفاظا على أرواح المدنيين والبنية التحتية الإنسانية، وحالياً بإمكان الميناء ممارسة دوره المهم على الصعيدين التجاري والإنساني”.

اما وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم، فقالت إن محادثات السلام اليمنية حققت نجاحاً يتمثل في جلوس الطرفين معا على طاولة المفاوضات.

وأضافت إن نتيجة المحادثات ستعرض على مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة. وكانت تقارير إعلامية أفادت في وقت سابق، بأن الوفدين الحكومي والمتمردين وافقا على استئناف صادرات النفط والغاز للمساعدة في دعم خزائن البنك المركزي، كما اتفق الطرفان في إطار إجراءات بناء الثقة على إعادة فتح مطار العاصمة صنعاء، مضيفة أن الوفدين تسلما أربع مسودات اتفاق، تركزت على إطار عمل سياسي وإعادة فتح مطار صنعاء ووضع مدينة الحديدة إلى جانب الوضع الاقتصادي في البلاد. وفي مفارقة تتناقض مع محادثات السويد، عاودت الميليشيات الانقلابية ليل أول من أمس، قصف مستشفى 22 مايو وسط مدينة الحديدة، عشية انتهاء مشاورات السلام، فيما أطلقت حملة تعبئة جديدة وتجهيز للحرب في الحديدة، بحضور وزير الصحة في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها طه المتوكل ورئيس مصلحة خفر السواحل المعين من الحوثيين عبدالرزاق الأشول. وأقرت فعالية خاصة عقدتها الميليشيات لمسؤولي مكاتب الأوقاف والإرشاد والمساجد في الحديدة، التعبئة وتوظيف المساجد وملحقاتها ومساكن الأئمة والخطباء في حملة التجنيد والتحشيد لما سمياه “الجهاد” والهادف إلى تحشيد مقاتلين جدد وتدريبهم. إلى ذلك، استمرت ميليشيا الحوثي في استهداف المدنيين ومنازلهم بالقذائف العشوائية في الحديدة، وتسببت بأضرار كبيرة في المنازل.

 

فرنسا..القتيل السادس

المركزية/13 كانون الأول 2018/ارتفع عدد ضحايا احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا إلى 6، بعدما توفي محتج آخر في حادث سير عند أحد الحواجز جنوبي البلاد. وقالت السلطات الفرنسية،  إن أحدث الضحايا من محتجي السترات الصفراء توفي متأثرا بجراحه بعد أن صدمته شاحنة عند حاجز أقيم قرب بلدة أفينيون جنوبي فرنسا. وأفاد مسؤولون في منطقة فوكلوز بأن سائق الشاحنة حاول الفرار من موقع الحادث، إلا إنه اعتقل واقتيد إلى الحبس، بحسب ما ذكرت فرانس برس. وجاء في بيان صادر عن مكتب المسؤول الإداري للمنطقة أن رجال الإسعاف حاولوا معالجة المحتج، لكنهم لم يتمكنوا من إنقاذه، فتوفي متأثرا بجراحه أثناء الليل. وكان 5 محتجين قد قتلوا في أوقات سابقة في حوادث مختلفة، بينما أصيب ما يزيد على 140 آخرين في احتجاجات رفع أسعار الوقود منذ بدأت نوفمبر الماضي. وشملت الاحتجاجات إغلاق الطرق السريعة والخارجية في أرجاء مختلفة من فرنسا، بينما اندلعت أعمال الشغب في العاصمة باريس. وصارت حركة الاحتجاجات تعرف باسم حركة "السترات الصفراء"، في إشارة إلى سترات السلامة المضيئة التي يرتدونها بفعل قانون ينص على ارتدائها عند مغادرة السيارة وهي على الطرقات لسبب أو آخر.

 

ترامب يوقّع على قانون دعم الاقليات وبعقليني يشكره

المركزية/13 كانون الأول 2018/وقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب على "قانون محاسبة مجازر الابادة الجماعية في سوريا والعراق واغاثة الحالات الطارئة"، وذلك بهدف ضمان وصول المساعدات الانسانية الى الاقليات الدينية والعرقية في سوريا والعراق والتي تعرضت للاستهداف من ارهابيي تنظيم "الدولة الاسلامية" او تنظيم "داعش". وقال ترامب في المناسبة "ارتكب تنظيم "داعش" الارهابي جرائم كبيرة ضد الاقليات الدينية والعرقية في سوريا والعراق ومن ابرزهم الاقليات المسيحية والايزيدية والشيعية وغيرهم، وسيساهم هذا القانون في توجيه المساعدات الاميركية الى هذه الاقليات المضطهدة، كما ويسمح للوكالات الحكومية الاميركية بمساعدة الاقليات التي تواجه "داعش" وتعمل على محاسبتها على ما قامت به من جرائم. وكان النائب كريس سميث، قد تقدم بمشروع القانون الذي يسمح ويدعو الحكومات الاجنبية الى المساعدة في الكشف عن جرائم "داعش" ومحاسبة المشاركين فيها من خلال تقديم المعلومات الى اجهزة الامن الوطنية وقواعد المعلومات المتوفرة لديها. كما يشير القانون الى ان بقاء التعددية والتنوع والاقليات الدينية والعرقية في الشرق الاوسط يعتمد على الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الاميركية". وشكر رئيس "منظمة الدفاع عن المسيحيين في الشرق الاوسط" توفيق بعقليني بدوره، الرئيس الاميركي على التوقيع على القانون HR390 والذي سوف يؤمن الدعم الذي تحتاجه الاقليات المسيحية والايزيدية وغيرها من الجماعات التي نجت من حملات التطهير والمجازر التي قامت بها "داعش". وشدد بعقليني في تصريح له على اهمية الجهد الكبير الذي قامت به المنظمة على مستوى الكونغرس والبيت الابيض للدفع في اتجاه اقرار هذا القانون المهم. وقال: "لم يكن ذلك ممكنناً لولا وجود قادة مؤمنين، ونواب وشيوخ اميركيين ومواطنين التزموا النضال من اجل هذه القضية في كل ارجاء الولايات المتحدة الاميركية".  

 

خامنئي: إيران لن تكون تحت هيمنة أميركا

المركزية/13 كانون الأول 2018/أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، أن الجمهورية الإسلامية لن تكون تحت هيمنة الولايات المتحدة، مشدداً على أن الشيطان الأكبر سعى دائماً أن تكون إيران تحت هيمنة. وقال الخامنئي إن "إعداء إيران المعروفين غارقون في الفساد الاخلاقي والسياسي"، مضيفاً "إنه لو اردتم ان تعرفوا صورة أمريكا الحقيقية فانظروا الى رئيس الجمهورية والمسؤولين الحاليين في أمريكا، لأن هؤلاء الافراد اظهروا بوضوح وصراحة الصورة القبيحة والكريهة الدائمة للمسؤولين الأمريكيين".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"الصيغة اللبنانية" تجربة للتصدير إلى العراق وسوريا

باسكال بطرس/المدن/الخميس 13/12/2018

الصيغة اللبنانية جيدة بنبضها الدستوري، وروحية بعض قادتها، وفي طليعتهم الرئيس فؤاد شهاب

لطالما كانت "الصيغة اللبنانية" عرضة للتجاذب، بين من يرى فيها أرضيّة صالحة لاستنهاض الحلول وفضّ النزاعات، رهناً بنوايا الأفرقاء اللبنانيين، وبين من يعتبر أنها تجسّد الفساد المستشري، والصراع الأهلي المتمادي، والتعدّي الفاضح على الدستور والقوانين، ما يحول دون تحقيق نظام تمثيلي شفاف وهوية وطنية خارج السجالات الطائفية العقيمة.

مفاصل تاريخية

مضى لبنان، منذ نشوئه في العام 1920 كدولة وطنية، بتطوير صيغة سياسية قائمة على المحاصصة الطائفية، كانت مبهمة إبان الانتداب الفرنسي، ثم اُعتمدت شفهياً في "الميثاق الوطني" في العام 1943، وفق معادلة رجّحت حصّة المسيحيين في التمثيل. أما في اتفاق الطائف عام 1989، فتمّ تبنّى المحاصصة صراحةً، وأدرجت في الدستوري في ما يعرف بـ"المناصفة" بين المسيحيين والمسلمين. ولحقها خلاف واختلاف في فهم مضمونها ومقتضاها وتداعياتها، بين من يعتبر أن الهدف هو التدرّج نحو تجاوز الطائفية، وبين من يرى أن دونها لا ديمومة للوطن.

"نسخ" التجربة

إشكالية "الصيغة" هذه طرحتها مؤسسة "بيت المستقبل"، بالتعاون مع مركز "ويلفريد مارتنز للدراسات الأوروبية"، في إطار ندوةٍ تحت عنوان "الصيغة اللبنانية في حساب المستقبل السوري والعراقي"، في فندق "لانكستر بلازا"، حيث تمّ عرض واقع وإمكانات "الصيغة"، بسلبيّاتها وإيجابياتها، في سياق السعي السوري والعراقي إلى استشفاف الصيغة المناسبة لإعادة بناء الدولة الوطنية على أسس سليمة. إذ أكّد "المنتدون" بخبرتهم العلميّة والتحليلية الواسعة، على خياراتهم السّياسيّة والفكرية والأيديولوجيّة، مستشهدين بمراحل تاريخيّة مرّت على لبنان وسوريا والعراق وغيرها من البلدان العربية، التي تعيش كلٌّ منها أزمة معيّنة مختلفة عن تلك التي يعاني منها النظام اللبناني.

سوريا والعراق

تحتاج سوريا إلى "طائف" يشبهها. إلى صيغة غير مستوردة، على حدّ تعبير الأستاذ في القانون الدولي أنطوان صفير، فيكون لها نظام منتج يتخذ أمثولات من الأزمات السياسية والحروب الدموية. أما العراق، ففيدراليّته الواقعيّة تعيش مهزومة بين عدم القدرة على تكريسها في دستور واضح وقوانين واضحة، وبين التعلّق المستمر والدفين بالانتماء العرقي الصرف. ما يستدعي، استخراج نظام من خلال ما عايشه العراق من خبرات مظلمة طوال عقود، وخصوصا في ظل الأزمات التي تسلط الضوء أحيانا على الكثير من الحلول.

الطائفية

اعتبر البعض أنّ "الطائفية" هي علّة نظام اللبناني، بينما اعتبر البعض الآخر أن هذا المنطق مخالف للواقع. فحسب صفير، الدستور اللبناني يُعتبر دستوراً مدنيًّا بكلّ معانيه. ورغم حاجته إلى بعض التحديثات، إلا أنّ الواقع المأزوم لا يمكن أن ينطبق عليه، لأنه دستور لا يلتزم أي دين. كما أنه لا يتّجه إلى تشريعات محددة سلفاً، غير تلك الموجودة في النظم القانونية، حسب مقتضيات وحاجات المجتمعات وتطورها، خصوصاً "التعدّدية" منها. أمّا القيد الطائفي، فهو تأكيد على ضمانة معيّنة في إدارة هذه التعدّدية. وفق الباحث وعضو المجلس الدستوري أنطوان مسرّة، تتّخذ الإدارة الدّيموقراطية للتعدّدية أطُراً وأشكالاً متنوّعة. فعبارة "الطائفية" ليست مفهوما علمياً أو إطاراً قانونيّاً، بل لها ثلاثة معانٍ مختلفة في التشخيص والمعالجة: الإدارة الذاتية للشؤون الدينية والثقافية (التمييز الإيجابي عبر اعتماد قاعدة الكوتا)، واستغلال الدين في السياسة والسياسة في الدين، والذهنية الطائفية الفئوية. وهناك فرق شاسع بين مفهوم التعدّدية بالمعنى الديموقراطي العام، المتعلقة بتعدّد الآراء والمواقف، كما هي حال كلّ بلدان العالم، والتعدّدية الدّينية والثقافية والإثنية واللغوية، التي تصنّف الأفراد، وتتمتّع بدرجة عالية من الثبات.

الأخطاء والعيوب

صحيح أنّ النظام اللبناني تشوبه الأخطاء والعيوب، أسوة بسائر الأنظمة في العالم، لكن تبقى الصيغة اللبنانية أغنى تجربة في عالم الدراسات المقارنة. فهي جيدة بنبضها الدستوري، وروحية بعض قادتها، وبينهم أو في طليعتهم الرئيس فؤاد شهاب، كما جاء في مداخلة الرئيس السابق أمين الجميل. فالرئيس شهاب لم ينقلب على القيد الطائفي، بل تخطّاه من خلال عمل الدولة وديناميّة الادارة، ونزاهة القضاء وتحديث الأسس. لا شكّ أنّ تجربة العام 1958 الشهابية تستحقّ التعمّق بها على مستوى لبنان الدولة، وأن تُعمّم على مستوى سوريا والعراق، من دون إلغاء الفروقات التي تميّز كل بلد، بل التوافق حول مفهوم الدولة. لكن الدولة المدنيّة هي المعبر نحو الأهداف المرجوّة.

الحوكمة

المطلوب في لبنان حوكمة رشيدة للتعدّدية، المقوننة في دستور، يكرّس هذا التنوّع عبر ممارسة سياسية منفتحة، ما يسهم في وضع حدٍّ للفساد المستشري والصراعات المتمادية والتعدّي الفاضح على الدستور والقوانين في غياب الرقابة والمحاسبة. فقد تطرّق الجميّل الى الحوكمة الرشيدة، مشدّداً على أنّها لو تحققت لكانت خففت الكثير من النزاعات والحساسيات. وسبق لها أن أنقذت لبنان سابقا بعد حرب 1958، وأعادت اللحمة بين اللبنانيين، فيما أدّى غيابها اليوم الى تفشّي الفساد والزبائنية. بدوره ذكّر صفير بأن الأزمات قبل الحرب على لبنان عام 1975، كانت ذي طابع سلمي، إلى أن تدخلّت دول الخارج، داعياً الى التمييز بين الصيغة والنظام، لأنّ الصيغة مفهوم حضاري تجدّدي اعتمدته دول ناجحة وأنظمة حكم متطوّرة.

اللامركزية والزبائنية

أجمع المؤتمرون على أنّ اللامركزية الادارية، التي ينصّ عليها الدستور، لا تطبّق بسبب تفشّي الزّبائنية على نحوٍ غير مشروع. وخلصوا إلى أن الخوف من تنظيمات معيّنة في لبنان، كالفيديرالية وسواها، غير مبرر، لأنّه يستعيد ما عايشه اللبنانيون من أزمات حول هويّة لبنان. ووفق صفير، الذي قيّم ولخّص نقاشات الجلسة، النقاش اليوم لم يعد يتمحور حول إذا كانت الفيديرالية تعني التقسيم أم لا، فالأخيرة تعتبر ضرورية اذا كان لها مقتضيات. ليس لعزل الطوائف عن بعضها وإنّما لإدارة التعدّدية.

المحصّلة

في المحصّلة العامة، المطلوب في لبنان وسوريا والعراق، إقرار نظام عصري لا يخاف التطور، وفق مقتضيات مصالح الشعب ومصالح الدولة التي هي في خدمة الشعب وليس جسما غريبا عنه. هذا فضلا عن ضرورة استبعاد الأحكام المسبقة، وضخّ الكثير من الأخلاق في السياسة، والشفافية بالممارسة والإرادة الصلبة بالمحاسبة، وقدرة فعلية على تقديم العدالة الاجتماعية بكل نواحيها.

 

الحريري: لن أوقّع هذه التشكيلة...  

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الخميس 13 كانون الأول 2018

مقالات خاصةمصادر "حزب الله": نأمل نجاح جهود الرئيس عون"الوضع لا يُستهان به"... هذا ما دار بين عون ونواب "اللقاء التشاوري"!نتائج "التحرّك الرئاسيّ" تظهر خلال اليومين المقبلين... فهل ستفشل؟المزيديشهد الثلثُ الأوّل من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون أنّ علاقة الرئاسة الأولى، ومعها فريقها السياسي وعلى رأسه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، برئيس الحكومة سعد الحريري، لم تكن سمناً على عسل تماماً. صحيحٌ أنّ تفاهماً ثنائياً قام على أساسه «العهد العوني»، لكنّ تشوّهاتٍ كثيرة أصابت تلك العلاقة الثنائية في أيامٍ بدا فيها التناغمُ غائباً بين بعبدا و«بيت الوسط». لكنها المرة الأولى التي يحاول فيها رئيس الجمهورية فرضَ «حظر سفر» على رئيس الحكومة تحت عنوان أنّ أولويات التأليف تقتضي تقليصَ برنامج الرحلات الخارجية لتكثيف الجهود محلياً، كتعبيرٍ عن انزعاج رئيس الجمهورية من المراوحة التي تصيب الوضع الحكومي. ومع ذلك حطّ الحريري في لندن على رأس وفد موسّع سياسي - اقتصادي ضمّ مجموعةً من مستشاريه للمشاركة في «منتدى رجال الأعمال والاستثمار اللبناني- البريطاني». واللافت كان مشاركة باسيل في أعمال هذا المنتدى، على وقع ارتفاع منسوب المشاورات في بيروت والتي بدأها رئيس الجمهورية الاثنين الفائت.

للوهلة الأولى، بدا أنّ التفاؤل يحصّن مبادرة رئيس الجمهورية الباحثة عن علاج لأزمة توزير النواب السنّة المستقلين، على قاعدة أنّ الرئيس لا يمكن أن يفعلها إلّا إذا كان متيقّناً من أنّ امكانية الحلحلة صارت متاحة، وأنّ هناك مَن قرّر التنازل والتضحية بمقعد لمصلحة سحب فتيل التعطيل. وما رفع من منسوب التفاؤل هو قوة الدفع التي منحها رئيس مجلس النواب نبيه بري كون المبادرة انطلقت على أثر اللقاء الذي بينه وبين عون، ما فتح بابَ التفسيرات التفاؤلية على مصراعيه.

إلّا أنّ ما تؤكده المعلومات هو أنّ مسعى الرئاسة الأولى لا يرتكز على مبادرة محدّدة، وإنما جاء بمثابة ردة فعل على تلويح رئيس الجمهورية بإمكانية استخدام صلاحياته في توجيه رسالة إلى مجلس النواب من باب حضّ الجميع على تولّي مسؤولياتهم إزاء أزمة التأليف، بعدما استعرض رئيس المجلس التحدّيات والمحاذير التي قد تواجه الرئاسة الأولى في حال أقدمت على هذه الخطوة النوعية. ويؤكد مطلعون على لقاءات رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس النواب ومع وفد «حزب الله» ومع النواب السنّة المستقلين، أنّ الرئاسة الأولى لم تتقدّم بصيغة معالجة واضحة أو محدّدة، وإنما تسعى من خلال تحرّكها إلى خلق مناخٍ إيجابيٍّ تفاؤليّ يشيح النظر عن سيناريو توجيه الرسالة إلى مجلس النواب بعدما طغت سلبياتها على إيجابياتها. وفي هذا السياق، يؤكد أحد النواب السنّة المستقلين أنّ اللقاء في بعبدا اقتصر على عرض رئيس الجمهورية لتحديات الوضع الاقتصادي وأخطاره، داعياً إلى المساعدة في إيجاد حلّ للأزمة الحكومية. وقد اشتكى الوفد من تعاطي رئيس الحكومة السلبي مع أعضاء «اللقاء التشاوري»، مؤكداّ أنّ أعضاءَه يمثلون شريحة مجتمعية كبيرة لا يجوز إلغاؤها. وإذ تمنّى رئيسُ الجمهورية على ضيوفه التعامل بإيجابية مع التطورات، أكد الوفد أنّه لن يتنازل عن حقه في التوزير. لكنّ الأهم من ذلك، أنّ رئيس الجمهورية آثر عدم الغوض في التفاصيل وفي حيثيات مبادرته.

إذاً، في اليوم الثالث لحراك رئيس الجمهورية، يمكن الاستنتاج أنّ الأفق الحكومي لا يزال مقفلاً لاعتبارات عدة أبرزها:

- يحاذر عون الإقدام على أيِّ خطوة تنازلية من قبيل توزير السنّة المستقلين، أو مَن يمثّلهم من حصته، بسبب إصرار رئيس «التيار الوطني الحر» على ضمان حصوله على ثلث معطل. ولهذا طرح باسيل صيغة الـ32 وزيراً التي تمنحه هذا الامتياز وتفتح باب معالجة لأزمة توزير السنّة المستقلين، إلّا أنّ الحريري رفض تلك الصيغة بحجة ممانعته توزير علوي، لأيِّ حصة انتمى.

- في لحظة بدت فيها «تسوية الأنصاف» ممكنة، بمعنى تقديم نصف انتصار لـ«حزب الله» مقابل نصف «انكسار» في حق الحريري، عاد الأخير إلى مربّعه التصعيدي الأول، إذ تفيد المعلومات أنّه استعاد «خطاب التحدي» ليبلغ إلى سائليه رفضه المطلق أيَّ طرح من شأنه أن يسمح بـ«تسلّل» خصومه السنّة الى حكومته، وبالتالي لن يوقّع مرسوم حكومة تضمّ وزيراً سنّياً محسوباً على قوى الثامن من آذار، سواءٌ من النواب الستة أو من خارجهم، والى أيّ حصة انتمى.في النتيجة، يقول المطلعون على موقف الحريري إنّ شارع الأخير تفاعل إيجاباً مع الخطاب المتشدّد، ويكفيه أن يرى صوره تُعلّق مجدداً في شوراع طرابلس والبقاع الغربي ومحلة «الطريق الجديدة» في بيروت بمبادرات ذاتية، لكي يرفض العودة إلى المسار التنازلي. ويكفيه أن يستمع إلى مفردات بيان القمة الخليجية... لكي يفرمل أيَّ مسعى يكرّس الثنائية السنّية في الحكومة.

 

تيمور جنبلاط: «أنا غير»... ولكن  

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الخميس 13 كانون الأول2018

مقالات خاصةمصادر "حزب الله": نأمل نجاح جهود الرئيس عون"الوضع لا يُستهان به"... هذا ما دار بين عون ونواب "اللقاء التشاوري"!نتائج "التحرّك الرئاسيّ" تظهر خلال اليومين المقبلين... فهل ستفشل؟المزيدبعد الانتخابات النيابية «غيّر» رئيس «اللقاء الديموقراطي» تيمور جنبلاط رأيه في السياسة. هو لا «يكرهها»، كما صرّح سابقاً، لكنه يملك، وفق قريبين منه، مقاربةً مختلفة ليس فقط عن والده الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، بل عن كافة النواب الشباب الذين باتوا يتجوّلون «بالنمرة» الزرقاء. مع ذلك، ثمّة مَن يجزم بأنّ تيمور رَضَخ باكراً جداً لـ «سيستم» العمل التقليدي، والأرجح أنه لن يخرج منه! قبل أيام قليلة جداً من تقليد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في 19 آذار 2017 نجله تيمور الزعامة الدرزية، في الذكرى الأربعين لاغتيال كمال جنبلاط، لم يتردّد وريثُ المختارة في حديث الى صحيفة «الشرق الأوسط» في الاعتراف: أنا أكره السياسة!

لم يُكذّب تيمور لحظة «الاعتراف». في كل ما يفعله الشاب المندفع «لأن يكون غير» تتفوّق نزعة التحرّر من «أعباء» العمل الزعاماتي على أيِّ شئٍ آخر. «فيديو» عين التينة، الذي بدا فيه كمَن يُسمّع درساً في مادة لا يفتح كتابها، مجرد تفصيل بسيط وسخيف مقارنة بواقع «قاس» على المختارة. فتيمور لا يبدو من طينة «الورثة» السياسيين الذين «يستقتلون» لحجز مكان لهم على خريطة السياسة. الزعامة عاجلاً أم آجلاً في إنتظاره، كذلك الطائفة.

إن نطق أو لم ينطق. المشكلة أنه، بعد أن غيّر رأيه في السياسة، لا يبذل جهداً لإقناع مَن يرصده أنه «مُنتَج» مختلف في آلية التوريث، و»إنغماسي» في زواريب السياسة والطائفة لكن بعقلية أكثر حداثة. المشكلة الأكبر، وفق عارفيه، أنه «مُكره» لا يزال يخضع لـ«الهيمنة» الكاملة لوليد جنبلاط في شؤون الحزب وملفات السياسة، من أصغرها الى أكبرها. يعترف أحد الوزراء الشباب البارزين الذي إستضاف أخيراً تيمور جنبلاط على مائدة عشاء يزيّنها النبيذ الفرنسي «يصعب جداً أن يكون وليد جنبلاط آخر. خجول، قليل الكلام، لا يزال كما عرفته منذ البداية لجهة طبعه وشخصيته، لكن بالتأكيد هو يحمل افكاراً جديدة ومندفع جداً في طرح مشاريع تُعنى بالملفات الاجتماعية والشبابية». صاحب أعلى صوت تفضيلي في الشوف والبالغ 11472، يجزم دوماً أنّ «سياسته العامة» ستكون شبيهة بسياسة والده، وإن يصعب فعلاً تكوين صورة دقيقة عن «سياسة وليد بيك». أما في تفاصيل الحكومة، فتيمور الذي يتفرّج على والده «يولّع» وسائل التواصل الاجتماعي بـ «تغريداته»، لديه مواقف غير بعيدة فعلاً عن مقاربة وليد جنبلاط للعقد الحكومية: في الموضوع الدرزي تقبّل التنازل الذي قدّمه رئيس الحزب الاشتراكي، مانحاً النائب طلال إرسلان حرية إختيار وزير يمثّله داخل الحكومة، وذلك من زاوية إزالة أحد الألغام من أمام ولادة الحكومة ولكي لا تكون المختارة في «بوز مدفع» التعطيل الحكومي. أما لناحية العقدة السنّية فتيمور، كوالده، يرى أنّ كتلة النواب السنّة المستقلين «رُكِّبَت» بعد الانتخابات، والحلّ المنطقي تحت ضغط المطالبة بتمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة، أن يكون توزير هؤلاء، أو مَن يمثلهم، من حصة رئيس الجمهورية. لكنّ الجواب الرسمي لتيمور في ما يتعلق بالعقدة السنّية «من جهتنا قدّمناً تنازلاً في شأن المقعد الدرزي الثالث، والآن العقدة ليست عندنا، لكنّ الإسراع في تأليف الحكومة مطلوب بإلحاح لأنّ الوضع الاقتصادي ضاغط جداً». منذ إنتخابه نائباً يواظب تيمور على ترؤس إجتماعات «اللقاء الديموقراطي» الدورية. لا شك في أنّ أسلوب إدارة هذه الاجتماعات بالنسبة لأعضاء «اللقاء» إختلف كلياً عن مرحلة «وليد بيك».

ميزة هذه الاجتماعات في «عهد تيمور» أنها إستقبلت على مدى الأشهر الماضية متخصصين وخبراء إقتصاديين، وأيضاً معنيين بأزمات عدة كالكهرباء وملفات بيئية، من أجل نقاش هادئ وبنّاء في الصيغ المحتملة للحلول، لكنّ المطّلعين يؤكّدون أنّ كل مَن إستضافهم الحزب أو «اللقاء» لم يقدّموا أفكاراً عملية حديثة تتماشى مع متطلبات الواقع وتطوّر المفاهيم.

بالمحصّلة، أعدّ الحزب التقدمي الاشتراكي «الورقة الاقتصادية» التي طرحها جنبلاط ونواب «اللقاء» أمام القيادات السياسية مدشّناً جولته على الرؤساء الثلاثة. وقد أتت زيارة تيمور يرافقه النائب هادي أبو الحسن ومستشاره حسام حرب الى القصر الجمهوري من ضمن هذه الجولات، بناءً على موعد مسبق، وليس من ضمن «إستدعاءات بعبدا» للقيادات السياسية، وقد لاقت الخطة ترحيب عون الذي وَضع أيضاً زواره في صورة مشاوراته الأخيرة في شأن تأليف الحكومة. عملياً، يحيط تيمور نفسَه بفريقٍ إستشاريٍّ كبير، لا تزال تغلب عليه بقوة تأثيرات «عقلية» الحرس القديم، حتى لو بوجوه شبابية. لا غرابة في ذلك. فـ«الاشتراكي» حزب رئاسي حديدي تتفوّق فيه أوامر «الريّس» على أيِّ شيء آخر. الوزير والنائب والرئيس السابق لـ «اللقاء الديموقراطي» لا يزال الآمر الناهي، وكل محاولات العصف الفكري لتيمور، ومشروع تكريسه لمفاهيم عصرية داخل «حزب كمال جنبلاط» تقف عند عتبة «الريّس». حتى «الخطة الاقتصادية» لا تحمل، في رأي قريبين من تيمور، أيَّ نفحة تحاكي التطورات الهائلة اليوم وتكاد تغرق في «ماركسيتها»!يبدو وريث البيت الجنبلاطي مندفعاً في البدء من الصفر. مع ذلك، تستنزف «طقوس» الزعامة كثيراً من وقته. «بيت مفتوح» في المختارة وكليمنصو كل ثلثاء وسبت، وخدمات، وواجبات اجتماعية... المراهنون من محيطه على إحداثه نقلة في الحزب العتيق يتهمونه بـ«الكسل» ويقولون إنّ سطوة رئيس الحزب و»كَسل» تيمور لا يبشّران بزعامة خارجة عن التقليد!

 

هذا ما دار بين عون و«النواب السنّة» في حضور «طيف» نصرالله  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الخميس 13 كانون الأول 2018

مقالات خاصةمصادر "حزب الله": نأمل نجاح جهود الرئيس عون"الوضع لا يُستهان به"... هذا ما دار بين عون ونواب "اللقاء التشاوري"!نتائج "التحرّك الرئاسيّ" تظهر خلال اليومين المقبلين... فهل ستفشل؟المزيدلم يحقق الاجتماع بين الرئيس ميشال عون و«اللقاء التشاوري» أي خرق مباشر في «إسمنت» العقدة السنّية، بل بقي النواب السنّة الستة المستقلّين مصرّين على تسمية وزير من بينهم، فيما لا يزال الرئيس المكلّف سعد الحريري متمسّكاً برفض توزير أي منهم، في انتظار تبيان ما اذا كانت المبادرة الرئاسية المستمرة ستتمكن من تدوير الزوايا الحادّة للمأزق الحكومي. ولكن، ماذا دار في اجتماع القصر أمس، وأي منحى سلكه النقاش؟ خلال اللقاء الذي ساده ودٌ متبادل، وضع عون ضيوفه في صورة الأزمة الاقتصادية المستفحلة، قائلًا لهم: «انّ الوضع الاقتصادي صعب وخطير جداً ويُنذر بالأسوأ». مضيفاً: «لم يسبق لي في الماضي ان كنت قلقاً الى هذا الحد على الواقع الاقتصادي - المالي، وبالتالي عندما يصل بي الأمر هذه المرّة الى درجة التحذير من وقوع كارثة، فهذا يعني أنّ المخاطر جدّية وحقيقية، استناداً الى الوقائع الموجودة في حوزتنا وتقارير البنك الدولي».

وتابع عون مخاطباً النواب الستة: «لقد وصلنا الى طريق مسدود في ما خصّ تشكيل الحكومة، وسط ظرف اقتصادي دقيق ومحيط إقليمي ساخن وتهديدات اسرائيلية للبنان ووضع أمني حسّاس، ولذلك، فإنّ المسؤولية الوطنية تستوجب من كل طرف ان يتنازل قليلاً ويبادر الى بعض التضحية، بحيث يقدّم الرئيس المكلّف شيئاً وتقدّمون انتم شيئاً.. المطلوب أن نساعد بعضنا لا أن نصنع عقداً أكثر، وانا أنتظر منكم أن تساعدوا في الحل»..

وتناوب أعضاء «اللقاء التشاوري» على الكلام، مؤكّدين رفضهم إلغاء أنفسهم وتمسّكهم بأن يتمثلوا في الحكومة عبر وزير من صفوفهم، إحتراماً لنتائج الانتخابات النيابية ولإرادة ناخبيهم، لافتين الى انّ خياراتهم ضيّقة أصلاً «إذ انّ كل ما نطالب به هو منحنا مقعداً وزارياً نهدف من خلاله الى تثبيت التنوّع والرأي الآخر في الطائفة السنيّة، كما هو سائد لدى الطوائف الأُخرى، من شيعة ومسيحيين ودروزاً، فيما يراد للسُنّة ان يستمر احتكار تمثيلهم السياسي في الحكومة من قِبل جهة واحدة.. لقد أردتم تشكيل الحكومة على قاعدة القانون الارثوذكسي، وربطاً بهذه القاعدة نحن لا نقبل تهميشنا وتجاهل حيثيتنا التمثيلية». وأوضح النواب، انّهم طلبوا اكثر من مرّة موعداً للقاء الحريري إنما من دون جدوى، معتبرين انّ عدم استقباله لهم «يتنافى مع التقاليد السياسية اللبنانية، ويسيء الى موقع رئاسة الحكومة كما الى الشريحة الشعبية التي نمثلها».

وردّ عون مؤكّداً لهم انّهم على حق، وانّ امتناع الرئيس المكلّف عن الاجتماع بهم هو تصرّف غير صحيح.

ولفت أحد النواب رئيس الجمهورية الى «انّ الحريري ضدنا في الشخصي وضدنا في السياسة، خصوصاً بالنسبة الى الموقف من المقاومة والعلاقة مع سوريا، بينما فخامتك أقرب الينا سواء في الشخصي أو في السياسة، وبالتالي المشكلة ليست معك بل هي عند الرئيس المكلّف».

وإزاء تلميح عون الى ضرورة ان يترك «اللقاء التشاوري» مجالاً للبحث في خيارات تسووية، قيل له: «لقد تعلّمنا منك فخامة الرئيس، انّ مجرّد القبول بالبحث في الخطة «ب» يعني تلقائياً سقوط الخطة «أ».. وبناءً عليه، نحن لا نقبل بإلغاء أنفسنا وإسقاط حقنا في أن نتمثل في الحكومة بوزير منا». وبعد أخذ وردّ، تمنّى عون على النواب السنّة المستقلّين أن يفكّروا ملياً في أمرين: دقة الوضع الاقتصادي - المالي، وموقف الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي يتحمّل ضغوطاً وأعباء إضافية بسبب هذه العقدة الحكومية ويجب ان لا تُحرجوه». فردّ النواب الستة: «انّ لسماحة السيّد ديناً في رقبتنا حتى يوم القيامة، وهو مقتنع بأنّ مطلبنا محق وإلاّ ما كان ليقف الى جانبنا».. «فكّروا، وخبروني شو بيصير معكن»، قال عون لضيوفه في ختام الاجتماع، فما كان من أحدهم إلاّ ان سارع الى الرد قائلاً: «لا نحتاج الى أي وقت إضافي لكي نحسم قرارنا.. من الآن، نؤكّد تمسّكنا بإختيار وزير من صفوفنا.. المسؤولية ليست ملقاة علينا، والحل هو عند الرئيس المكلّف بالتشاور معكم».

 

الخطر يدهم باسيل في البترون  

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الخميس 13 كانون الأول2018

مقالات خاصةمصادر "حزب الله": نأمل نجاح جهود الرئيس عون"الوضع لا يُستهان به"... هذا ما دار بين عون ونواب "اللقاء التشاوري"!نتائج "التحرّك الرئاسيّ" تظهر خلال اليومين المقبلين... فهل ستفشل؟المزيدتبدو منطقة البترون هادئةً بعد ربيعٍ إنتخابيٍّ عاصف، قلبَ المعادلات والتوازنات الداخلية الضيّقة بعدما نال اهتماماً وطنياً شاملاً. بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على إنتخابات 6 أيار الماضية، ها هي منطقة البترون تنفض عنها غبارَ المعركة، تلك المعركة التي حملت مفاجآتٍ من العيار الثقيل على كلّ الصعد.

أولى تلك المفاجآت كانت السقوط المدوّي للنائب السابق بطرس حرب الذي كان ممثلاً في المجلس منذ عام 1972 الى عام 2018 (باستثناء الفترة الممتدّة ما بين عامي 1992 و1996)، ذاك السقوط الذي لم يكن متوقّعاً نتيجة التحالفات الواسعة للائحة التي إنضمّ إليها النائب السابق.

المفاجأة الثانية كانت الرقم المرتفع وغير المتوقّع الذي حصده النائب القواتي فادي سعد، والذي تفوّق على حرب بما يزيد عن الأربعة آلاف صوت، وكاد يزاحم رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل.

أما المفاجأة الثالثة فهي عدد الأصوات التفضيلية التي نالها باسيل في الإنتخابات، ذاك الرقم الذي تدنّى عن إنتخابات 2009 على رغم تحالفه مع تيار «المستقبل» وتأكيد الرئيس سعد الحريري من بلدة راسنحاش السنّية أنّ الأصوات التفضيلية هي لباسيل

وبعيداً من تقييم أرقام الإنتخابات، شعر «التيار الوطني الحرّ» بالخطر في البترون، فهذه المنطقة هي منطقة رئيسه الوزير باسيل، ويجب أن تكون محصّنة مثلما بشري محصّنة لـ«القوات»، وزغرتا لتيار «المردة» والشوف للحزب «التقدّمي الإشتراكي»، والجنوب لحركة «أمل».

لا يستطيع أحدٌ إنكارَ المجهود الخدماتي الذي قام به باسيل منذ عام 2008، تاريخ تسلّمه وزارة الإتصالات، لكنّ الصعوبة التي تواجهه هي أنّ قضاء البترون مسيّس الى أقصى درجة، وقد يُعتبر من أكثر الأقضية التي تنتخب في السياسة وليس الخدمات، إضافة الى وجودِ عصبٍ قوّاتي، وإستطراداً يميني قويّ جدّاً ومتين، وظهر هذا الأمر جلياً في الأرقام المرتفعة التي نالها مرشّح «القوات» في بلدات الجرد والوسط، وحتى الساحل التي تُعتبر إحدى أهم مراكز نفوذ باسيل.

ويراهن «التيار الوطني الحرّ» في البترون على إجراء نفضة شاملة تواكب تحديات المرحلة، فتمدُّد «القوات» يتزايد، وقاعدةُ النائب السابق بطرس حرب تتّجه بجزءٍ كبير منها إلى «القوات اللبنانية» وليس إلى «التيار»، والخدمات التي قام بها باسيل في المنطقة لم تُترجَم بشكل كبير في صناديق الإقتراع.

ومن أولى تجلّيات «النقلة» التي ينوي «التيار» القيام بها هي التغيير في المنسقيّة، فقد تمّ تعيين رئيس بلديّة إده نجم خطّار منسقاً لـ«التيار» في قضاء البترون خلفاً للمنسق «المحبوب» طوني نصر، وتنتظر خطار مهمّة صعبة وربما شاقة. فالمنسق الجديد يضع خطّة عمل شاملة تتضمّن التواصل مع البلدات كافة، وتكثيف الإجتماعات السياسية والقيام بدورات تثقيف سياسية، والأهم من كلّ هذا «النزلة عالأرض» والتواجد بين المناصرين والمحازبين. خطار يؤكّد في حديثه لـ«الجمهورية» «لا يمكن إنكار أنّ رهاننا في الإنتخابات النيابية كان على رقم أعلى من الذي حققناه، لكنّ عملنا المتواصل منذ عام 2005 على أساس القانون الأكثري ومن ثمّ تبدُّل القانون الى النسبي والصوت التفضيلي ساهما في تلك النتيجة، غير أنّ هذا لا يعني أنه ليست هناك أخطاء قدّّ ارتُكبت».

ويراهن على كسب عنصر الشباب والتواجد بين الناس وتفعيل مكاتب «التيار» في البلدات، ولا يُنكر منسّق «التيار» أنّ «العصب القواتي قويّ في المنطقة، إنما هذا لا يعني أنّ جزءاً من مناصرينا إنتخب معهم، مع العلم أنّ هناك عدداً لا بأس به من مناصري «التيار» صوّت للائحة المجتمع المدني». يحاول خطّار فصلَ الخلاف السياسي مع «القوات» عن العمل الإنمائي، ويقول: نحن على تواصل في كل المشاريع الإنمائية مع النائب فادي سعد، ونريد مصلحة القضاء، فهناك ظروف مؤاتية حالياً للإنماء ويجب أن نستغلّها».

لا شكّ في أنّ إعادة شدّ عصب «التيار» من المهمات الصعبة، ولا يُنكر خطار أنّ هناك مشكلة في تمثيل الجرد، فـ«التيار كان يجب أن يخوض الإنتخابات بمرشحين، لكنّ الصوت التفضيلي دفع بالأمور الى اتّجاهات معيّنة».

ويعمل «التيار الوطني الحرّ» حالياً في البترون على خوض إنتخابات 2022 بمرشحين، في حين أنّ القاعدة العونية في الجرد كما القاعدة القواتية، وتحديداً في تنورين، تطالب بمرشّح منها، إلّا أنّ هناك صعوبات كثيرة تحول دون هذا الأمر. فباستثناء القيادي في «التيار» الدكتور سايد يونس، لا يوجد أيُّ قيادي عوني آخر يحمل صبغة حزبية، قادرٌ على خوض الإنتخابات. كذلك، فإنّ هناك صراعاتٍ قدّ تنشأ بين الأشخاص الذين ينتمون الى البيوتات السياسيّة التقليدية القريبة من باسيل وخصوصاً من آل يونس في تنورين وبين الحزبيّين في «التيار»، وهذا الصراع موجود دائماً ليس في تنورين فحسب بل في كل مناطق لبنان، علماً أنّ هناك شخصياتٍ كثراً من كل العائلات في تنورين يدورون في فلك «التيار» غير حزبيين ولا ملتزمين وليسوا من حملة البطاقات. وأمام هذا الواقع الإنقسامي في تنورين التي تستعدّ لانتقال رئاسة البلدية فيها من الرئيس الحالي بهاء حرب الى نائب الرئيس الحالي سامي يوسف، وعدم إتفاق الشخصيات التنوريّة على رجل واحد لقيادة المرحلة المقبلة، فإنّ الجميع يتوقّع أن يبقى الستاتيكو الموجود حالياً قائماً، في حين أن لا مشكلة تمثيل في الوسط أو الساحل. وبالتوازي مع الإهتمامات الوطنية، فإنّ إهتمام باسيل في منطقة البترون يدخل في سلّم أولوياته، فهل ستنجح خطواتُه بإحداث نقلة نوعية، أم أنّ مسلسل التراجع سيستمرّ؟

 

كعب أخيل اللبناني

محمد علي فرحات/الحياة/13 كانون الأول/18                                                                              

لا موعد واضحاً لتشكيل الحكومة اللبنانية، ولا تقدير لأهمية الزمن حين يأنس القادة الى حكومة تصريف الأعمال المحدودة الصلاحية. وحين يأتي المبعوثون الأجانب لا يرون من يجتمعون به سوى رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة، أي الرؤوس الثلاثة للشرعية اللبنانية التي يفترض بعد التنسيق أن تكون على قلب رجل واحد، وأن تقدم نفسها واضحة أمام مندوبي الدول العربية والأجنبية وسفرائها المعتمدين في بيروت. الواقع ان هذه الشرعية المثلثة تأتلف وتختلف بحسب المصالح الرئيسية لكل رأس من رؤوسها، وفي ذلك أخطار يشعر بها المواطن اللبناني ولا يعرف سبيلاً الى الحد منها او تجاوزها، فكأنه أمام أقدار ثلاثة مفروضة عليه لا أمام رؤساء ثلاثة يمكن الضغط عليهم، بل حتى تغييرهم بالانتخابات. إنه الشكل الديموقراطي في لبنان، يبدو حقيقياً في محطات معينة من الحياة السياسية لكنه يبدو وهماً أو شكلاً من أشكال المباهاة في معظم المحطات. هذا وطن محكوم عبر طبقات من السلطات، محلية واقليمية ودولية، واتفاق هذه السلطات على بقائه هي ما يبقيه لأن شطبه عن الخريطة يستتبع تغييرات لا يستطيع هضمها جيرانه، إسرائيل وسورية المتعددة الرؤوس المتفجرة الرؤوس. ومنذ نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ تتوالى نكبات الشعب اللبناني الذي لم يتح له وقت كاف لاستيعاب انتمائه الى وطن مستقلّ والى توحيد معنى المواطنة بين أبنائه المتعددي التجارب السياسية والاجتماعية والثقافية، بل الاقتصادية ايضاً.

فجأة يبدو تشكيل الحكومة مستحيلاً ثم فجأة يبدو ممكناً وسهلاً كأن الحكومة يؤلفها سياسيون سويسريون لا لبنانيون ينامون يومياً ويستيقظون على مفاجآت الغضب والرضى. آخر الأخبار السياسية، ولنقل الإحساس السياسي، في لبنان، أن الرئيس سعد الحريري سيشكل حكومته الموعودة بعد خسارة نسبية تلحق به وبرئيس الجمهورية ميشال عون وبتراجع نسبي من «حزب الله» وثبات في مواقع رئيس البرلمان نبيه بري والزعيم وليد جنبلاط ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع وزعيم «المردة» سليمان فرنجية. وكم سيبدو المشهد بسيطاً وسهل القراءة بعد التشكيل بحيث يسأل المواطنون انفسهم او لا يسألون: لماذا كل هذه الأزمة بوطأتها السلبية على السياسة والاقتصاد والأحوال النفسية للبناني العادي الذي وضعه السياسيون الكبار في موضع المقبل على انتحار إجباري لا اختياري كما هي أحوال المنتحرين.

لبنان يؤكد صورته التي تبلورت منذ أواسط القرن التاسع عشر، إنه وطن طارد لسكانه ومستقبل لسكان آخرين يأتون إليه من الداخل العربي، الراحل يترك مكانه للوافد، ويحتاج الأمر الى عقود ليندمج اللبنانيون الجدد في ثقافة التنوع ويحسوا أنهم جزء منها وليسوا طارئين عليها.

قضية فلسطين المتقادمة وقضيتا سورية والعراق الساخنتان تطبقان على الجغرافيا اللبنانية مكاناً وبشراً. وينسى متابعو أزمة تشكيل الحكومة أنها حين تتشكل لن تقدم جديداً، فهي مختصر للبرلمان وجامعة لقواه السياسية وعاجزة عن اتخاذ اي قرار إلا بالإجماع. أليس من العسف اعتبار مثل هذه الحكومة سلطة تنفيذية كما هي حكومات العالم؟ حكومة جديدة ستبدو قديمة منذ أيامها الأولى، وسيبقى رعاة الوطن اللبناني الاقليميون والعالميون يمارسون رعايتهم بالضغط على السياسيين وعلى مصدري الأمر باستخدام السلاح.

ولكن، لا ينتبه كثيرون الى كعب أخيل اللبناني، كما هو كعب أخيل اليوناني في ملحمة الإلياذة. النقطة الوحيدة التي تسبب مقتل البطل سواء كان فرداً او وطناً. كعب أخيل اللبناني هو الاقتصاد.

 

التأرجح اللبناني بين «ممانعة» وأخرى

وليد شقير/الحياة/13 كانون الأول/18

يتأرجح لبنان بين السيء والأسوأ، ويعجز عن الثبات في موقع واضح في الجغرافيا السياسية المضطربة للإقليم، فينعكس الغموض على أوضاعه مزيداً من عدم اليقين في شأن مصيره والمعادلة التي سترسو عليها تركيبة الحكم فيه وفي اقتصاده المتعثر.

تعمي الشعارات التي تطلقها الطبقة السياسية المواطن العادي، عن جوهر وسبب أزمته. هل هو الفساد المستشري، أم الطبقة السياسية العفنة التي تحترف المحاصصة المقيتة التي تنهب ما يدفعه من ضرائب وخدمة دين متنام، أم النظام الطائفي وراء مآسيه، أم أن الأمر أبسط من ذلك، ويعود إلى رهنه للعبة الأمم وللصراع الدولي - الإقليمي الذي يستعر في المنطقة؟ يتأرجح لبنان بين الخضوع لمحور إيران- سورية- «حزب الله»، واندفاعة هذا المحور جراء نجاحه في تثبيت بشار الأسد في السلطة في سورية وفي اختراق الأمن العربي في اليمن ودول الخليج وغيرها من الدول، وتحكّمه بالنسيج الاجتماعي والسياسي في العراق، وبين الصمود في وجهه مع المحور المقابل، الأميركي - العربي الساعي لتقليم أظافر طهران ومعها الحزب المنتشر على غير جبهة عسكرية وأمنية. تزداد حيرة اللبنانيين بين توقع انكسار لبنان نتيجة هشاشته السياسية والاقتصادية والأمنية لوجود دولة الحزب بموازاة دولة العقد الاجتماعي المهتز، وبين الآمال بأن يحميه المحور الآخر، الأميركي العربي، من السقوط، بالاستثمار في مؤسساته على اهترائها.

ليس التأرجح بين المحورين الخارجيين وحده الذي يحكم الحياة السياسية اللبنانية، بل أن قراءة الفرقاء اللبنانيين للمعادلة الخارجية التي تتحكم بمصيره، تتراوح هي الأخرى بين طرف يذهب نحو التسليم بأن محور إيران - نظام الأسد- «حزب الله» هو الغالب، ووجب التسليم له، كما هي حال فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبين طرف في السلطة يعتقد بأن هناك مجالا لحفظ نوع من التوازن بين المحورين في لبنان، تساعد المعادلة الطائفية والمذهبية الداخلية في ترجيحه.

ومع أن وجود فريق عون في رأس الهرم يخضع هو الآخر للتجاذب بين التسليم ل»حزب الله» لأنه مدين له بوجوده على رأس السلطة، وبين اضطراره لمعاكسة سطوة الحزب لأنها نقيض طموحه لممارسة الحكم، فإن هذا يعزز التناقضات في سلوك هذا الفريق. فهو تارة يخضع لمشيئة الحزب خوفا منه، ولضمان ديمومة دعمه لاستمراريته في السلطة في المرحلة التي تلي الولاية الحالية، وأخرى يسعى إلى التفلت منها، إما بتوسيع دائرة علاقاته الدولية التي غالبا ما تكون من وراء ظهر الحزب، أو بإعطاء الأولوية لمصالحه الطائفية، ولمنافعه في الدولة. هكذا يتنقل فريق الرئيس اللبناني بين إرضاء الأمين العام ل»حزب الله» السيد حسن نصر الله حين يزجره الأخير مذكرا إياه بكم مرة عطّل البلد لترجيح كفته على حساب غيره (كما فعل أخيراً)، فيخوض الصراع على السلطة مع شريكه المفترض، الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري وشركائه المسيحيين («القوات اللبنانية») بدلا من الاصطدام بالحزب. وتارة أخرى يضطر إلى مراعاة الشريك في السلطة مراهنا على الوقت، وعلى حاجة محور الممانعة إليه لتغطية وجوده خارج الشرعية ولتشريع هيمنته واعتماده لبنان حديقة خلفية وعملانية لنشاطاته الخارجية...

لكن هذا التأرجح اللبناني يقترب من مرحلة حاسمة في وقت يستخدم فريق «الممانعة» أوراق التفوق وفائض القوة التي لديه، ويصر على امتلاك المزيد من القدرات في مواجهة الضغوط الأميركية والعربية عليه، بينما بلغ الفريق الآخر مرحلة استحالة القدرة على تقديم التنازلات التي تدرج في القبول بها في السنوات الماضية. وهو بلغ درجة بات معها موسوما بالضعف والتخاذل والاستسلام، إلى حد صار الاعتقاد السائد أن هناك فريقا منهزما لأن حساباته وعدم تماسكه، تقوده إلى الخسارة، في وقت ليس صحيحا أن محور الممانعة منتصر وأمامه جولات كثيرة، هناك شكوك كبيرة في قدرته على ربحها. وإذا كان محور الممانعة ماهرا بممارسة سياسة القضم، فإن الغاية التي تقلق الفريق اللبناني الذي يتحمل وزر تلك السياسة هي أن يكون هذا المحور قرر التعويض عن استثماراته الإقليمية التي قد تضطره الضغوط الأميركية إلى التخلي عنها، بإعطاء ذراعها اللبنانية أرجحية في المعادلة اللبنانية. وهذا يحتاج إلى تعديل اتفاق الطائف بالممارسة، عبر تكريس أعراف بداية، وهذا ما يحصل راهنا، ثم بالنص لاحقا. وإذا كان من ممانعة في وجه «محور الممانعة» فإن ما يطرحه «حزب الله» من شروط لقيام الحكومة الجديدة لا يعني إلا فرض توقيع الحريري على ما يريد، كحد أدنى، وإخراجه من السلطة كحد أقصى. وفي الحالين يُضرب التوازن، إلا إذا استمر صمود الحريري وممانعة من معه، في وجه الشروط.

 

عون يسلب الحريري صلاحية تشكيل الحكومات

منير الربيع/المدن/الخميس 13/12/2018

ترك رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، مشاورات تشكيل الحكومة مرّتين. المرة الأولى ألقاها على عاتق وزير الخارجية جبران باسيل. فصال وجال، مبتدعاً صيغاً لإخراج التشكيلة من مأزقها، من دون خسارة الأحد عشر وزيراً من حصته، فلم يصل إلى نتيجة. والمرة الثانية، حين أوكل المهمّة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، فيما هو غادر في زيارة إلى الخارج.

التغيّب الطوعي

بعد لقائه عون، صرّح الحريري من القصر الجمهوري، بأن رئيس الجمهورية يقوم بجولة إتصالات، على أمل أن يصل إلى حل. ربما، بهذا "التفويض" لم ينتبه الحريري إلى التفاصيل، أو ربما ما عادت تعنيه. فغايته النتيجة النهائية. علماً أن هذا الطريق للوصول إلى نتيجة مأمولة (وغير مضمونة)، تحفل بتجاوزات لما يسمى صلاحيات رئيس الحكومة، وأصول عمل الرئيس المكلّف بتأليف مجلس وزرائه. أن يجتمع عون برئيس مجلس النواب، ووفد حزب الله، والنواب الستة، للبحث عن مخرج للأزمة الحكومية.. يعني أنه هو من يشكّل الحكومة، وسط تغيّب طوعي للرئيس المكلف. وبمجرد قبول الحريري بهذه الصيغة، فهو يناقض نفسه حين يدّعي مواجهة أي مساس بصلاحياته. هذا يسقط أيضاً كل الشعارات، التي رفعها في مرحلة سابقة، عند تأكيده بأنه لن يقبل مساساً بالطائف وبالصلاحيات المناطة برئاسة الحكومة. لقد جرى مسّها في الأساس، عند أكثر من محطّة ومفصل، خلال فترة التكليف، وفي مرحلة الحكومة السابقة. يوم رفض عون صيغة حكومية مقدّمة من الحريري، معلناً أن لديه ملاحظات عليها، لا بد لرئيس الحكومة المكلف الإلتزام بها. ثارة ثائرة المقربين من الرئيس المكلف، الذي لم يعر الموضوع كثير اهتمام. صحيح أنه ردّ على عون في حينها، لكنه عاد وتراجع معلناً الإلتزام بالتسوية والتفاهم مع الرئيس. وكأنه يقول: "هالأمور مش بيناتنا". اليوم يبرز هذا التماهي إلى حدّ بعيد، إذ أن الحريري غادر البلاد، معلناً أن رئيس الجمهورية هو من يقود مشاورات.

جيب الرئيس

الأكيد أن عون الراغب في "استعادة" صلاحيات، يعتبرها مسحوبة من موقع الرئاسة، لن يفوّت فرصة من هذا النوع لإنجاحها، حتى ولو كانت ربما على حساب الأحد عشر وزيراً. ولأن لا شيء مجانياً في السياسة، فلا بأس بالتنازل عن وزير من الأحد عشر، مقابل تعزيز مكسب استعادة صلاحيات "الجمهورية الأولى"، وتقديم مشهدية سياسية كبيرة، بالغة الأثر مستقبلياً، قوامها أن الترسيمة الحكومية، وحلّ معضلة التشكيل قد خرجا من بعبدا، من جيب رئيس الجمهورية "القوي"، بوصفه هو الكلمة الأخيرة في عملية التشكيل، في سابقة لم يعهدها لبنان منذ إتفاق الطائف.

"يبيع" عون وزيراً لسنّة الثامن من آذار، مقابل شرائه لصورة يطمح منذ زمن إلى تعزيزها، وهي تقويض صلاحية رئيس الحكومة في استفراده لقيادة مشاورات التأليف، وفي حصر دور الرئيس بالتوقيع إيجاباً أم رفضاً. بناء على هذا، قد يُقدم رئيس الجمهورية على التنازل عن وزير من حصته، لصالح شخصية يسمّيها النواب الستة السنّة، لتمثلهم في الحكومة، بشكل يرضي حزب الله، ولا يزعج الحريري، الذي يشترط عدم تسمية واحد منهم. على هذا النحو يظهر فيه عون محققاً لانتصار سياسي ومعنوي لا لبس فيه: شكّل الحكومة بنفسه، ووفق شروطه، وأخذ ما أمكن من طريق رئيس الحكومة المكلف، وأنقذ عهده.

رئيس كرسي

محاولة عون لتطويق صلاحيات الحريري قديمة جديدة. لن تقف عند حدود. يحدث ذلك مقابل استسهال لدى الرئيس المكلف بكل هذه التفاصيل، بحجة التعالي عليها. وحسب ما يقول أحد الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: بعيد تشكيل حكومة الحريري الأولى في عهد عون، جرت الدعوة لأول جلسة حكومية من القصر الجمهوري، وليس من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، في سابقة خطيرة، وفق الأعراف المتبعة. حينها جرى تعطيل هذه الدعوة، وتوقيفها، ومن ثم توجيهها من قبل رئيس مجلس الوزراء. تشير هذه الواقعة إلى ما يسعى إليه عون منذ البداية. ولا يغيب عن البال، ذات جلسة حكومية في القصر الجمهوري، والتي اضطر عون إلى مغادرتها، موكلاً إدارتها إلى رئيس الحكومة المكلّف. أثار هذا التصرف يومها الكثير من الملاحظات على ما يرمي إليه عون، وعلى تعاطي الحريري المتساهل مع الفكرة. إذ أن العرف واضح في ترؤس الجلسات ما بين القصر الجمهوري والسراي الحكومي، بعد إحالة مبنى مجلس الوزراء إلى التقاعد منذ سنوات. الأصول المتبعة تقول أن الجلسة التي تعقد في القصر الجمهوري تكون برئاسة رئيس الجمهورية، أما التي يغيب عنها الرئيس فتعقد في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة. ولم يحدث من قبل أن يترأس رئيس الحكومة جلسة على طاولة القصر الجمهوري. حينها قرأ الحريري التصرف خطأ وربما بطيبة خاطر، أما من الناحية العملية والجوهرية فهذا يأتي على حساب صلاحياته وموقعه، الذي تحول بفعل هذه الواقعة إلى رئيس كرسي، يتحرّك رهن إشارة رئيس الجمهورية.

 

لبنان بقبضة التدويل البريطاني الأميركي!

منير الربيع /المدن/الجمعة 14/12/2018

يستعيد الإسرائيليون نغمة جديدة، برزت قبل حوالى سنة. يومها حاولت تل أبيب جمهرة بعض الدول المساندة لها، لفرض عقوبات على لبنان، ولتوسيع صلاحيات القرار 1701 تحت الفصل السابع، على نحو لا تقتصر أعمال قوات الطوارئ الدولية على الجنوب، بل يتم توسيعها باتجاه الحدود الشرقية وصولاً إلى مطار بيروت بالإضافة إلى المياه الإقليمية. اليوم تتجدد هذه المطالبات مع تصعيد أكثر، يصل إلى حدّ الضغط الإسرائيلي، بحثاً عن نافذة توافق من خلالها الولايات المتحدة الأميركية على فرض عقوبات على لبنان كدولة، وليس على حزب الله فقط، لتحميلها مسؤولية تزايد أنشطة الحزب العسكرية وخرق القرارات الدولية.

تنسيق مع الروس

هذه الحملة الجديدة، تأتي على ما يبدو في سياق مدروس أكثر. وهي بدأت في التقارير الإسرائيلية، التي تتحدث عن تحويل مطار رفيق الحريري الدولي إلى قاعدة عسكرية إيرانية، يتم عبرها إدخال أسلحة وصواريخ وأموال إلى حزب الله. فيما الدولة اللبنانية تقف عاجزة عن مواجهة هذه التحركات. وانتقلت إلى حدّ إدعاءات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوجود مصانع ومخازن صواريخ بالقرب من المطار، وحينها طالب الإسرائيليون بتشديد الضغط على الدولة اللبنانية، وبوضع المطار تحت مراقبة دولية. ينسّق الإسرائيلي مع الروس والأميركيين في سبيل تأمين حدوده. روسيا تضطّلع بدور أساسي في الجنوب السوري وعلى بعض النقاط الأساسية بين لبنان وسوريا، لناحية ضبط المعابر، وتوفير ما تعتبره إسرائيل أمناً لها، بينما يستند الإسرائيلي على الأميركيين في الضغوط على إيران، لانتزاع تنازلات ميدانية واضحة، توفر لها حماية حدودها. واستمرّ تدرج التصعيد الإسرائيلي وصولاً إلى حملة الكشف عن الأنفاق، وما رافقها من مطالبات إسرائيلية للأميركيين بفرض عقوبات على الدولة اللبنانية. الأمر الذي يرفضه الأميركيون حتى الآن، باعتبار أنه لا يمكن معاملة الدولة اللبنانية ككل بوصفها تابعة لحزب الله. فيما يتوعدون أمام الإسرائيليين بالشروع باتخاذ إجراءات عقابية قاسية جداً ضد الحزب لعلّها تدفعه إلى تقديم المزيد من التنازلات.

تهذيب حزب الله

وفق ما تكشف مصادر متابعة للرأي السياسي الأميركي، في هذه المرحلة، يعتبر الأميركيون أن حزب الله غدا أكثر تهذيباً من الفترات السابقة، والدليل هو صمته وعدم تصعيده أو تعليقه بشكل عملي، على ما تقوم به إسرائيل. ويربط الأميركيون ذلك، بحسابات إيران الراغبة في عدم التصعيد، للعودة إلى الدخول في المنظومة الدولية، على غرار ما جرى يوم أقر الإتفاق النووي. وبالتالي، فهي لن تلجأ إلى التصعيد، رغبة منها في العودة إلى هذا الإتفاق عاجلاً أم آجلاً. ولذلك لا يتوقع الأميركيون أي مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران واسرائيل. لا بل أكثر من ذلك، فالرأي داخل واشنطن يستقر على مبدأ وجود الكثير من نقاط التقاطع والمصالح المشتركة بين الإسرائيليين والإيرانيين، بمعزل عن بعض الخلافات التفصيلية أو الحسابات غير الإستراتيجية، التي تتعلق بمناطق نفوذ ونقاط سيطرة لكل طرف من الطرفين. يحاول الإسرائيلي مراكمة المزيد من الملفات التي تدين حزب الله، من خرق القرار 1701 إلى مسألة الأنفاق، والإدعاءات بتخزين الصواريخ الكاسرة للتوازن. والهدف من ذلك هو تكبير حجم الحملة الدولية، والذهاب إلى عقد جلسة لمناقشة هذه الخروقات في الأمم المتحدة. كما إعادة إحياء معادلة توسيع نطاق عمليات اليونفيل. لا شك أنه عندما يطالب الإسرائيلي الأميركيين والمجتمع الدولي بفرض عقوبات على لبنان، فهذا يعني ان إسرائيل تنقل المعركة إلى مجال آخر، مختلف عن السياق العسكري. وهذا كله يقود إلى استبعاد أي خيار للحرب أو المواجهة.

صلاحيات اليونفيل

يسعى الإسرائيليون إلى تعزيز الطوق الدولي حول لبنان. سواء بتعزيز وتوسيع صلاحيات عمل قوات الطوارئ الدولية، والتي يقابلها تعزيز المظلة الدولية على الأرض لبنانياً، بوجود المراقبين البريطانيين وأبراج المراقبة على الحدود الشرقية، بالإضافة إلى وجود قواعد عسكرية أميركية في عدد من المناطق اللبنانية لا سيما في حامات وفي عرض البحر. ويهدف الإسرائيليون إلى تعزيز هذه السيطرة الدولية على لبنان، لأجل تحقيق هذا التطابق مع المصلحة الإسرائيلية. وهذا لا ينفصل عن الوجود الأميركي في قاعدة عمشيت البحرية لتدريب أفواج المغاوير. حيث هناك 200 خبير ومدرّب أميركي في تلك القاعدة. أما مطار رياق، فقد تحول إلى ما يشبه القاعدة العسكرية الأميركية. مقابل 13 برج مراقبة في السلسلة الشرقية، تم تشييدهم من العام 2014، نطاق كل برج منها، نحو عشرين كيلومتراً مربعاً، مع مجسات حرارية قادرة على كشف أي جسم متحرك ضمن هذه المسافة. يشغلها البريطانيون مع الجيش اللبناني. يذهب لبنان على المدى المتوسط في ظل ترتيب الأوضاع الذي سيحصل على الساحة السورية، باتجاه مسار قائم على الحفاظ على التوازنات القائمة، بحيث تبقى المظلات الدولية فوق الساحة اللبنانية، والتي سيتقاسمها الروس والأميركيون. فيما الإشكالية الأساسية التي ستبقى مطروحة، هي المتعلقة بموقع إيران في المعادلة. وإذا ما كانت ستكون طرفاً منبوذاً وغير مرغوب فيه، أم أنه سيكون طرفاً مرحّباً به، على قاعدة التنازل والتسويات والإلتزام بالشروط. بالتأكيد، أن لدى إيران أوراقاً قوية ستستخدمها للبقاء في واجهة المشهد، وعدم التراجع أو خسارة كل ما حققته. هذا المسار الدولي وموازين القوى على الأرض، هي التي سترسي هذه المعادلة في النهاية. والتي يهدف الإسرائيلي والأميركي من خلالها إلى سلب إيران قدرتها على التخريب في هذه المنطقة، بعد استنفادها طوال السنوات الفائتة. وعلى غرار التدويل الأمني والعسكري لحدود لبنان وموانئه، ثمة تدويل من نوع آخر، إقتصادي ومالي، على غرار مؤتمر "سيدر" وملف اللاجئين.. وللحديث بقية.

 

'السترات الصفر' في لبنان

بقلم حازم الأمين/الحرة/13 كانون الأول/18

لطالما كانت فرنسا مرآة لجماعات لبنانية. ليست فرنسا الحكومة ولا الثقافة. فرنسا فقط، منزوعة من زمنها ومن أحوالها ومن ما استجد عليها من ثقافات وتحولات. فرنسا المرآة بالنسبة لهذه الجماعات اللبنانية هي فرنسا شارل ديغول في زمن إيمانويل ماكرون، وزمن ميشال بلاتيني في زمن زين الدين زيدان. واليوم تدفق على هذا الوعي اللبناني صور من فرنسا "السترات الصفر" وتحولت السوشيل ميديا إلى سيرك امتُحنت فيه الضائقة الفرنكوفونية اللبنانية على نحو كاريكاتوري. فوسائل إعلام لبنانية تولت تغطية الحدث الفرنسي مزودة بمزاج الانقسام اللبنانية، فبدا المراسل في شارع شانزليزيه وكأنه يغطي تظاهرة في زقاق البلاط. ليس المراسل فحسب، إنما اللبناني صاحب المتجر القريب من شانزليزيه قال للمراسل نفسه: "أخي قادم مع أصدقائه لحماية المحل. في الشدائد نحن لها".

أما ذروة الصدام فهو أن تقول لزياد اسود إن الفرنسي من أصل جزائري والمقيم في شارع باربيس في باريس يفوقه فرنسية فهذا ما يمكن أن يدفعه إلى طلب حكم بإعدامك

ليست هذه لوحدها مؤشرات ثبات فرنسا على صورتها الكولونيالية في وعي لبنانيين. ثمة نواب في البرلمان دخلوا على خط التصدي لـ"السترات الصفراء". النائب في التيار العوني زياد أسود غرد بنصيحة للدولة الفرنسية: "على الدولة الفرنسية الاستعانة بخبرة اللبنانيين لفرط التظاهرات لأن استمرار المعالجة باللمس للمتظاهرين المشبوهين والمجنسين يؤدي إلى أضرار أكبر لفرنسا. اقضوا الحاجة بالاستعانة بتجربة الحراك المدني في أيامه الأخيرة... ومن بعدها اطردوهم".

لوهلة قد يخيل للمرء أن ما يسمعه هو أصداء مسيحية لبنانية للمشهد الفرنسي، وهذا صحيح إلى حد كبير، لكن الفرنكوفونية المثبتة على صورة فرنسا ما قبل الديغولية تسربت إلى جماعات غير مسيحية أيضا خلال سعيها للتماهي السلبي مع فركوفونية المسيحيين في أيام تصدرهم. فها هي المذيعة في تلفزيون المستقبل (السني) تغرد متهمة المهاجرين بتخريب باريس، ليلاقيها مذيع آخر في محطة "أل بي سي" (المسيحية) بدعوة مُتظاهرة فرنسية من أصل سوري إلى العودة إلى سوريا "إذا كانت منزعجة من الحياة في فرنسا".

والحال أن هذا المشهد يردنا إلى نقاش موازٍ أبعد خطوة عن كاريكاتورية "النقاش اللبناني بالشأن الفرنسي"، ذاك أن الثبات بصفته متلازمة وعينا بثقافة فرنسية يمكن مده إلى أبعد من هذه الثقافة في علاقتها بحياتنا العامة والخاصة. المسيحيون في لبنان دفعوا الجماعات غير المسيحية خطوة إلى الأمام من خلال علاقتهم القديمة بثقافات غربية، إلا أنهم جمدوا هذه العلاقة بفهمهم الضيق لها. هم تصدروا الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية اللبنانية في زمن جمهوريتهم على نحو أكفء من المسلمين حين حان زمن هؤلاء الأخيرين. الكفاءة عجزت عن التحول فرصة حين تحولت عصبا مذهبيا وطائفيا. وهي في مرحلة ضيقها وأفولها لم تتمكن من مواكبة أصلها وجذرها في الغرب. وجاء امتحان "السترات الصفر" ليكشف هول رداءة وعي الجماعة بنفسها وبنموذجها.

المسيحيون الذين سبقوا غيرهم من الجماعات اللبنانية في إقامة علاقات ثقافية وسياسية مع النموذج الغربي، عجزوا عن مواكبة هذه المعرفة بما استجد عليها

قد يميل المرء إلى تفسير كلام النائب أسود كجزء من لغة "المهاجرين البيض" ممن يؤيدون خيارات يمينية متطرفة في فرنسا وفي غيرها. نصيب هذا الافتراض من الصحة جزئي، ذاك أنه من جهة يفترض أن ما يمثله كلام أسود هو جزء من انقسام لبناني حول أحوال فرنسا وأهوالها، وهذا ليس صحيحا، وهو من جهة أخرى يستبعد حقيقة أن هذا الوعي مزود بمشاعر لبنانية حيال التظاهرة الفرنسية بصفتها تظاهرة مهاجرين مستجدين على فرنسا الثابتة وغير المتغيرة منذ قرن على الأقل.

المسيحيون الذين سبقوا غيرهم من الجماعات اللبنانية في إقامة علاقات ثقافية وسياسية مع النموذج الغربي، عجزوا عن مواكبة هذه المعرفة بما استجد عليها. فأن تقول لزياد أسود مثلا أن فرنساه كانت أحد الأمهات الكثيرات لتنظيم "داعش" مثلا، فهذا ما لا يمكن تصريفه في فهمه لمن كان يسميه أمه الحنون. "داعش" في وعي أسود ولدت في طرابلس في شمال لبنان. وأن تلفت نظره إلى أن المنتخب الفرنسي الذي فاز بكأس العالم تشكل من مهاجرين فهذا ما لا قيمة له بحسبه. أما ذروة الصدام فهو أن تقول له إن الفرنسي من أصل جزائري والمقيم في شارع باربيس في باريس يفوقه فرنسية هو المقيم في منطقة الرابية في بيروت، فهذا ما يمكن أن يدفعه إلى طلب حكم بإعدامك على نحو ما فعل زميله حكمت ديب حين طالب بأن "يطير رأس" راغب علامة لأنه أطلق أغنية تقول "طار البلد".

من المبالغة تحميل المسيحيين اللبنانيين مسؤولية فشل لبنان في حماية قيم وثقافة غربية كانت أتيحت له قبل غيره، لا بل إن مسؤولية الجماعات الأخرى تبدو أكبر. لكن القسط الذي يتحمله المسيحيون من هذه المسؤولية ومن هذا الفشل يتمثل تماما في تحنيطهم هذه القيم وفي جعلها جزءا من هوية انقسامية وانكفائية، بدل اعتبارها قوة جذب إيجابية تمكنهم من استدراج الجماعات اللبنانية الأخرى نحو نموذج في الحكم وفي السلطة وفي العيش. ولنا في زياد أسود وفي صحبه درس كبير على هذا الصعيد.

 

 في النفق

كل السيناريوهات مفتوحة لإفهام من لم يفهم أن «الحزب» لم يعد يهتم بالحصول على الأكثرية الحكومية وحسب؛ بل أساساً على حقٍّ حصري بإدارة البلد، استناداً لميزان القوى الراهن

حنا صالح/الشرق الأوسط/13 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69946/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D9%82-%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88/

كل ما يجري في لبنان منذ الرابع والعشرين من مايو (أيار) الماضي (أكثر من 200 يوم)، تاريخ اختيار 111 نائباً تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، ليس مساراً للتشكيل، بقدر ما يشهد البلد محطات تعطيل فعلي، أحياناً بالسياسة، وأكثر الأوقات بالوعيد، وسياسة الإصبع المرفوعة مروراً بمناورات القصر، في نهج متكامل يريد فرض إدارة الحكم والبلد بالأعراف والبدع، بعدما جرى التطاول على الصلاحيات، كنتيجة لحكم البلد من خارج الدستور.

الهدف من ذلك قيام حكومة بشروط «حزب الله» ورؤيته، ووفق توقيت النظام الإيراني ومصالحه، أو كل السيناريوهات مفتوحة لإفهام من لم يفهم أن «الحزب» لم يعد يهتم بالحصول على الأكثرية الحكومية وحسب؛ بل أساساً على حقٍّ حصري بإدارة البلد، استناداً لميزان القوى الراهن.

النظام الإيراني عبر وكيله المحلي بات يذكِّر اللبنانيين كل يوم بوضع يده الثقيلة على البلد. هذا الخطر تجاهله كل المسؤولين اللبنانيين؛ لأن أولويتهم الوحيدة تمثلت في حرب تنازع الحصص، والبلد يغرق ويكاد يضيع!

النظام الطائفي اللبناني مولِّد للأزمات، وآليات المحاصصة الطائفية لم تساعد في حلِّ أي منها، وهي تتالت منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وعند كل استحقاقٍ دستوري مرتبط بتداول السلطة. دوماً كان البلد يُدفع إلى الفراغ لفرض تنازلات على الأطراف الأخرى في المعادلة، وبالتحديد رئاسة الحكومة ومن تمثل.

ما بعد حرب عام 2006 والاستقالة التعسفية للوزراء الشيعة، وضع «حزب الله» لنفسه مهمة السيطرة على الحكم والحكومة. وبعد كل التجارب التي مرَّ بها لبنان من احتلال وسط بيروت وارتكابات 7 مايو 2008، إلى تسوية الدوحة، كانت خطة «الحزب» تتقدم رغم أنه لم يحُز أكثرية نيابية في انتخابات عام 2009.

كل التجربة تقول إن الهدف هو كسر المعادلة اللبنانية التي كرسها اتفاق الطائف، القائمة على التوازن بين الطوائف. يريد أن تكون طائفة «الولي الفقيه» التي نجحت في تحقيق أكثر من «دوفرسوار» في الطوائف الأخرى، وليس في الطائفة الشيعية، هي المهيمنة على البلد ومقدراته، وبعدما أدت التسوية الخطيرة إلى نجاحه في فرض مرشحه الرئاسي، وهو الموقع الماروني الأول، صار يناور لفرض رؤيته في الصيغة الحكومية، وهي الموقع السني الأول.

بالنسبة لـ«الحزب»، حان الوقت له ليقبض على القرار كاملاً، فإذا ذهب إلى الحرب تكون الحكومة بيده، وإذا أراد زج البلد في الدفاع عن المصالح الإيرانية بوجه العقوبات، فما من جهة قادرة على السؤال أو مجرد رفع الصوت.

لماذا هذا الاستهداف للبنان؟

لأنه ببساطة لو ألقينا نظرة متفحصة على الوضع الإقليمي الحساس، نجد النظام الإيراني اليوم تحت مقصلة العقوبات، وكل نفوذه ووجوده في سوريا وُضِعَ على الأجندة الدولية، ويستحيل عليه خوض أي مواجهة من خلال الساحة السورية.

ولا يخفى كذلك أن الرهان على الحوثيين بات من الماضي، فالوضع الميداني لم يعد في صالحهم، وفُرض على الحوثيين الذهاب إلى المفاوضات في السويد، وبالتالي الرهان هناك قيد السقوط.

أما في العراق فالواضح أن كثيراً من المواقع الشعبية الفاعلة جداً لا ترضى بأن يبقى العراق ورقة بيد النظام الإيراني.

في هذا السياق، جاء الفصل الجديد من عدوان النظام الإيراني على لبنان، وتمثل بنفق كفركلا – المطلة، وما يدور من أحاديث عن أنفاق أخرى غير مكتملة، وكأن طهران أرادت أن توجه رسالة مفادها أنها تمسك بلبنان ورقة تستخدمها كما تشاء، بما في ذلك امتلاك نظام الملالي التوقيت لخوض المواجهة وقلب الطاولة على الاستهداف الأميركي، الذي يريد أن «يعتصر إيران» لإرغامها على تغيير سلوكها وفق جون بولتون.

لكن «حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر»، انكشفت «الخطة الهجومية» وكان كل ما جرى عبارة عن مغامرة غير محسوبة، تسببت بمزيد من العزلة للبنان، المتهم الآن بخرق القرار 1701، وظهرت سلطاته أمام المجتمع الدولي في موقع التعامل باستخفاف مع الشرعية الدولية، وفي موقع التغاضي عما قد يعرض لبنان لما هو أخطر من «حرب تموز»، وفضحت «حزب الله» أولاً أمام بيئته المباشرة، وبالتالي أمام كل اللبنانيين؛ لأنه عرَّض أمنهم واستقرارهم والازدهار في الجنوب في ظل القرار الدولي 1701، لخطر كبير وأكيد.

ليست القصة نفق كفركلا، أو أنفاق حضَّرها «حزب الله» تلبية لأجندة الحرس الثوري، ويُشاع أن العدو الإسرائيلي كان يعرف بها من اللحظة الأولى، فكشفها وفضح لبنان الرسمي في التوقيت الذي أراده؛ بل هي قصة أخرى، قصة إصرار التابعين للخارج على إبقاء البلد في نفق مظلم، واستطراداً وضع لبنان أمام الخطر الحقيقي: خطر العدوان، وهو احتمال كبير؛ خصوصاً أن العدو في موقع الدفاع عن النفس من وجهة القانون الدولي، وخطر إعادة مجلس الأمن النظر بالقرار 1701، ما دام لبنان الرسمي لا يحترم موجباته.

إنها قصة سلطة لبنانية تخلت بقضها وقضيضها عن دورها، فأمعنت في الغياب عن موجباتها بعد حرب عام 2006، ودفنت رأسها في الرمال، في وقت كان رموز ميليشيات الحرس الثوري، مثل قيس الخزعلي وسواه، يجولون في الجنوب الذي تحولت أجزاء منه إلى ترسانة صاروخية لـ«فيلق القدس»، فيما يُمنع على القوى الأمنية اللبنانية التحرك إلا بـ«تنسيق» مسبق (...)، وتَمنع «البيئة الحاضنة» قوات «اليونيفيل» من القيام بدورها، ما عقَّد كثيراً إمكانية خروج لبنان إلى النور والدفء والحياة.

من أنفاق الجنوب إلى نفق التأليف المتعثر للحكومة، تتلاشى الدولة، وخطر الزوال يهدد البلد الذي حوَّله المسؤولون رصيف هجرة للقادرين، ومعه بدا أهل السلطة على حقيقتهم، لا يعيرون أي اهتمام لعامل الوقت، فهم عوض أن تشكل حادثة أنفاق الجنوب مناسبة لردة فعل جدية حيال مستوى الخطر، ولانتفاضة كرامة واستعادة دور لرسم حدود حماية المصلحة اللبنانية من ألاعيب حكام إيران، والوقت ليس في مصلحة إيران، ولا وكيلها المحلي، لم يوجه ولو سؤال لـ«الحزب» وطهران من خلفه عن المسؤولية عن توريط البلد؛ بل ذهب القصر بعيداً في تجاهل الدستور ووقائع عقبات التأليف، بالتلويح بوضع مهلة أمام الرئيس المكلف أو الاعتذار، وإلا التلميح بالذهاب إلى مجلس النواب لوضع التكليف في عهدته، في خطوة «ظاهرها دستوري وباطنها فتنوي»، على حدِّ وصف الرئيس نجيب ميقاتي، ونتيجتها انقسام نيابي كما يحذر الرئيس نبيه بري. وهكذا يستمر التلزيم في الجنوب، ويصبح الأساس أن هناك من لم يعد بوسعه السكوت عن أداء الرئيس المكلف، المطلوب منه لتسهيل مهمته الموافقة على دعوة رأس النظام السوري إلى القمة الاقتصادية في بيروت، رغم قرار الجامعة العربية مقاطعة نظام دمشق، وعليه البصم على توزير من يريد «حزب الله» توزيره من نواب السُنة التابعين له، إلى القبول برئاسة شكلية لحكومة قرارها الحقيقي في طهران، وما من قيمة للثلث المعطل إذا نجح فريق القصر في الحصول عليه.

لم يعرف لبنان في كل العهود الاستقلالية مثالاً لهذا الوضع المأزوم، انهيارات شاملة، والبلد لم يعد حقيقة صالحاً للعيش، وكل المؤشرات تؤكد أن الإصرار على الإخلال بالحد الأدنى من التوازن، والإقرار بغلبة السلاح على التركيبة اللبنانية وتوازن مكوناتها، ليس إلا وصفة سريعة لزلزال يصعب التكهن بارتداداته.

 

تراجُع شامل يُغذّيه سحب القضايا الأساسية من التداول

وسام سعادة/المستقبل/13 كانون الأول/18

ليس هناك، عموماً، من يبقى في مكانه. إمّا أن يتقدّم أو أن يتراجع. محلياً، هناك تراجع على جميع الأصعدة. بالتأكيد ينبغي التحسّب والتروّي هنا، والتدقيق في التوصيفات المعطاة لأوضاعنا العامة، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وتحاشي المَيْل إلى المبالغة والتضخيم قدر الإمكان. لا يُمكن مع هذا، المكابرة على وقائع الكبوة، الانكماش، الانطواء، التصدّع، التآكل، التراجع، وليس هناك بعد ما من شأنه أن يُحدث ضغطاً نوعياً حقيقياً من أجل إيقاف هذا التراجع.

لأجل هذا، لا ينفصل الموضوع الحكومي عن المناخ التراجعي العام في البلد، حتى بالنسبة إلى سنوات قليلة سابقة، كنّا فيها في عزّ الشقاق والتصادم، وعشنا فيها تجارب مختلفة من تعطيل المؤسسات وتفريغها واعتراض مرجعية القانون والتحايل عليها.

من المسؤول؟ لكل مجموعة قناعاتها وتحديدها الخاص لمسؤوليات سواها. يصعب استثناء أي مجموعة من المسؤولية، وإن كانت المسؤولية متفاوتة في ما بينها.

كيف يمكن إيقاف هذا التراجع المتواصل؟ بإقرار الجميع بأنه حاصل، بأنه واقع يميل الى التوسّع والازدياد، وبأن الامور لم تصل مع هذا الى الكارثية، وبأن ثمة مضادات حيوية عديدة وأساسية ما زال يفرزها البلد في كل قطاع.

التراجع الاساسي، في السياسة، مرتبط بالتراجع عن الخوض في القضايا الأساسية، بحجة أن الاولوية لمعالجة اليوميات، فكانت النتيجة، مع التعطل المؤسسي أنه قطعنا سبيل الخوض في الأساسيات، وانقطعت بنا طريق معالجة اليوميات في الوقت عينه. طالما أن قضايا السياسة الدفاعية، سيادة القانون، قرار الحرب والسلم، السياسة الخارجية، السياسة الاقتصادية، النموذج الاقتصادي، المنطلق الذي على أساسه يجري تطبيق بند العدالة الاجتماعية الوارد في مقدمة الدستور، اللامركزية، استُبعدت تباعاً عن جادة النقاش والتداول في البلد، لصالح كلام في الآنيات طرح نفسه أكثر واقعية وعملانية، فما الذي كان منتظراً ومأمولاً بعد ذلك، سوى تضخّم منسوب العبثية في الخطاب، الطائفي تارة واللاطائفي تارة، وتآكل كل المعايير للقياس والمقارنة؟

كل يوم نناقش في رقم عدد الوزراء بشكل بات منفصلاً عن أي نقاش في العناوين الأساسية للسياسة في أي بلد، ناهيك عن العناوين الخاصة بلبنان، في يوم يرتفع العدد وفي يوم ينقص، والأيام تمضي، والبلد في كل يوم الى تراجع، تراجع منتظم، هادىء، حزين، وهذا أخطر ما في الأمر، كأنه تراجع متواصل يتفادى الصدمات.

فالمسألة مزدوجة: مشكلة نظام سياسي، ومشكلة حياة سياسية.

الحياة السياسية لم تتعرّف بعد على وجه لعيشها مجدداً يجاوز القسمة بين 8 و14 آذار، فيما هي لا تستطيع عيشها تماماً من خلال التصرّف كما لو أن هذه القسمة ما زالت قائمة تماماً. لا هي غادرتنا ولا هي لا تزال قائمة.

النظام السياسي: تراجع فيه الاحتكام الى نصوص الدستور بشكل متعاظم في السنوات الاخيرة، مرة تحت الأثر المباشر للتغلّب واللاتوازن بين الفرقاء، ومرة بحجة الميثاق والتوافقية والأعراف المرتجلة. في الوقت نفسه، تتغذّى عملية الابتعاد عن الدستور هذه من "البياض" بين سطور الدستور، من "المناطق غير المغطاة دستورياً" بشكل كافٍ، والتي تُضفي نوعاً من الغموض على اللعبة المؤسساتية في لبنان، تستثمرها أكثر فأكثر القوى غير الراغبة من أساسه في لعبة مؤسساتية، قوامها الأول والأخير، إحياء الفصل بين السلطات الدستورية الثلاث، الذي عرفته التجربة اللبنانية سابقاً أكثر مما تعرف منه الآن، رغم كل شيء.

 

حزب الله: الأعراف والدستور

محمد قواص/العرب/13 كانون الأول/18

حزب الله ينطلق مما يعتقد أنه لحظة إقليمية دولية يعتبرها مواتية لفرض "دولته"، لكنه لا يلحظ أن رفض الحريري ينطلق أيضا من نفس اللحظة التي يعتبرها خصوم حزب الله مواتية إقليميا ودوليا لرفض "دولة حزب الله".

الحريرية السياسية تتمسك بمبدأ المناصفة

تعيد الأزمة الحكومية في لبنان تسليط المجهر على صلاحية النظام السياسي اللبناني الذي أعاد اتفاق الطائف “إصلاحه” عام 1989. مثّل الاتفاق الشهير، الذي بات من صلب الدستور اللبناني، موازين القوى التي خرج بها اللبنانيون من احترابهم الأهلي على مدى 15 عاما. ولئن تأسست روحية التوازن الداخلي على الزعم المستمر بالتمسك بنظرية “لا غالب ولا مغلوب”، فإن اتفاق الطائف كان نتاج مخاض دموي أنتج في نهايته غالبا ومغلوبا.

مثّل رفض الجنرال ميشال عون  للاتفاق عند ولادته، وموافقة سمير جعجع عليه، واجهة ملتبسة للموقف المسيحي الحقيقي مما انتهت إليه المداولات في المدينة السعودية. بدا أن المسيحيين في وعيهم الجمعي أدركوا هزيمة راكم من حدّتها اعتقال جعجع، المبارك للاتفاق، وزجه في السجن لمدة 11 عاما، واضطرار عون، الرافض للاتفاق، إلى اللجوء إلى فرنسا لمدة 15 عاما. وعلى هذا، تقاطع المسيحيون على التظلم من اتفاق أطاح بما كان يعرف بامتيازاتهم على رأس السلطة منذ الاستقلال.

غير أن الممارسة الحقيقية لاتفاق الطائف لم تعتمد على قوة بنوده القانونية ولا على مفاعيله الإيجابية في إنهاء الحرب الداخلية وإعادة الاستقرار إلى لبنان. تأسس الطائف منذ العمل به على قهرية الواقع السوري في لبنان ووصايته الكاملة على النظام السياسي للبلد. بات للطائف ما يعمل به وما يهمل ذكره، كما بات له رجالاته وموالوه وأجهزته. لم يعرف اللبنانيون الطائف دستورا واضح المواد والبنود، بل أعرافا تتراكم على أعراف، وفق مزاج سلطة الوصاية الدمشقية وأدواتها المحلية.

صادر اتفاق الطائف بعضا من صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي الماروني، ومنحها لمجلس الوزراء الذي يرأسه مسلم سني، مما راكم خطأ، خصوصا لدى الجمهور المسيحي، شعورا بأن الموارنة خسروا نفوذا لصالح السنة. وعلى الرغم من أن صلاحيات مجلس الوزراء لا تعظّم نفوذ رئيسه، الذي يبقى محكوما بإرادة كل الطبقة السياسية، فإن تواكب الطائف مع ظهور رفيق الحريري، رفع من منسوب اللغط، الذي نما داخل الطائفة الشيعية هذه المرة، حول السلطة التي يمتلكها رئيس الحكومة السني في حكم البلد.

مثّل رفيق الحريري ظاهرة استثنائية لم يشهدها السنّة، كما لم يشهدها لبنان قبل ذلك. توزع ولاء السنّة في لبنان منذ الاستقلال على زعامات محلية، ولم يدينوا يوما بولاء واحد لزعيم واحد. كان السنّة ينظرون خلف حدود البلد يستدرجون قوة من الخارج تعوضهم ما اعتبروه ظلما حلّ بهم جراء حشرهم داخل دولة لم يصفقوا لولادتها. فاقم من تلك المظلومية نظام سياسي جعل من المسلمين متعايشين مع سلطة المارونية السياسية وليسوا شركاء داخلها. وعلى هذا جاء رفيق الحريري ليصالح السنّة مع لبنان، حاملا مشروعا لبنانيا عابرا للطوائف، متكئا على حزمة علاقات إقليمية ودولية جعلت منه رجل المرحلة، رجل الطائف بامتياز.

عمل رفيق الحريري تحت سقف الوصاية السورية وبالتحالف مع دمشق. بات رقما صعبا داخل منظومة سياسية بدا أن الشيعية السياسية باتت قاعدتها وأداتها الغليظة. وعلى هذا ترعرع لدى الثنائية الشيعية، المتمثلة في حزب الله وحركة أمل، نزوع نحو تعزيز نفوذها، بالقوة والحيلة، داخل الإدارات اللبنانية، وتوق، لا سيما بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 والحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، إلى إثارة موضوع الدستور وانتهاء صلاحية العمل به، واعتباره متقادماً لا يأخذ بالاعتبار تبدل موازين القوى الداخلية بعد عقود على إبرام اتفاق الطائف.

أزاح اغتيال رفيق الحريري عقبة رئيسية من أمام إجراء انقلاب دستوري باتجاه إعادة تسجيل النفوذ الشيعي داخل التركيبة السياسية الرسمية اللبنانية. ولا شك أن تورط حزب الله مباشرة في عملية الاغتيال، حمل ماء إلى طاحونة من يراقبون حراك حزب الله الاستراتيجي للهيمنة على لبنان ونظامه. والظاهر أن عُرف الترويكا، الذي بات عرفا يحكم لبنان منذ رئاسة إلياس الهراوي للجمهورية اللبنانية عام 1989، أسس لفكرة المثالثة التي لطالما تم التلويح بها لتكون بديلا عن المناصفة التي عززها اتفاق الطائف لاقتسام السلطة بين المسلمين والمسيحيين.

وفيما اشتهر الحريري الأب بمقولته “أوقفنا العدّ”، في معرض تأكيده على المناصفة أيا كان الحجم الديمغرافي للمسيحيين في لبنان، فإن منابر حزب الله لطالما ذكّرت بطرق ملتوية، وأحيانا مباشرة، المسيحيين بتراجع حجمهم الديمغرافي عنه في بداية تشكّل الكيان اللبناني، على نحو يهدد مفهوم المناصفة، وبالتالي يهدد مستقبل الموقع المسيحي داخل النظام السياسي اللبناني.

على أن تمسك الحريرية السياسية بمبدأ المناصفة ينطوي، من جهة، على تمسك مبدئي بالحقوق المسيحية التاريخية داخل تاريخ لبنان كما حاجة لبنان إلى رفع شأن الوجه المسيحي المميز للبلد داخل المحيطين العربي والإسلامي، لكنه، من جهة أخرى، يستبطن اللجوء إلى الحصن المسيحي وامتداداته الدولية المحتملة من أجل حماية لبنان ونظامه من هيمنة شيعية مطلة تنهل ديناميتها من “فائض قوة” استثنائي لم يشهد لبنان له مثيلا من قبل، حتى في فترة الحضور العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي بقي دون تأثير مباشر على المنظومة السياسية اللبنانية الداخلية وتفاصيلها.

والمثالثة في لبنان، والتي تعني أن يُحكم البلد وفق أضلاع ثلاثة متساوية من السنة والشيعة والمسيحيين، لا تعتبر كابوسا لأنها تعيد توازنا ما إلى حصة طائفة لبنانية داخل منظومة الطوائف في البلد، بل لأن أعراف المثالثة تهدد المناصفة، وبالتالي تهدد الحصة المسيحية والوجود المسيحي وربما تميز لبنان داخل المشهد الإقليمي العام. لكن الأدهى من ذلك أن المثالثة في السياق الإقليمي الحالي تعني أن إيران باتت وصيّة نهائية من على بعد آلاف الكيلومترات على لبنان، فيما (وعدا الحالة السورية الاستثنائية من عام 1975 وحتى عام 2005) لم يسبق لدول أجنبية أن هيمنت على النظام السياسي اللبناني من خلال طوائفه.

على هذا يكفي النظر إلى موقف حزب الله من مسألة تمثيل “سنة 8 آذار” ليس بصفته موقفا شهما لدعم سنّته ورفد معارضتهم لزعامة سعد الحريري، بل بصفته إعلانا “سلطانيا” يطلق فرمانات توزيع السلطة وفق المزاج الذي يحدده الحاكم الفعلي للبلد. كما أن تدخل حزب الله الشيعي في مسألة تمثيل وزراء للطائفة السنية، يُعدّ سابقة لم ترتكبها إلا سلطات الوصاية السورية السابقة التي مارست ذلك داخل كافة الطوائف.

وعلى هذا أيضا لا يتقدم حزب الله بصفته شريكا يزاحم الآخرين لتحسين شراكة الشيعة في الثروة والسلطة، بل بصفته ممثل الولي الفقيه في لبنان بصفته جزءا من نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة.

يحتاج حزب الله إلى تحويل سلوكه من طابع الاستثناء وهرطقات الأعراف، إلى نصّ دستوري يحظى بغطاء محلي وإقليمي واعتراف دولي. توقف الحزب عن التلميح بمؤتمر تأسيسي يعيد صياغة دستور جديد، لكنه، ومن خلال ما يجاهر به من نفوذ على رئاسة الجمهورية ومن قدرة أثبتها على شلّ البرلمان، ومن تذكيره بالإمساك بمفاتيح الحكومة وهوية رئيسها، يودّ أن يجعل مما اعتبر دائما عرضيا، قاعدة بنيوية دائمة هي أساس لبنان المستقبل.

يبقى أن حزب الله ينطلق مما يعتقد أنه لحظة إقليمية دولية يعتبرها مواتية لفرض “دولته”، لكنه بالمقابل لا يلحظ أن رفض الحريري وتشدده بالرفض ينطلق أيضا من نفس اللحظة التي يعتبرها خصوم حزب الله مواتية إقليميا ودوليا لرفض “دولة حزب الله”.

 

 صراع على الزعامة الدرزيّة في لبنان (1/ 2)

حازم صاغية/موقع درج/13 كانون الأول/18

في الخمسينات والستينات، بدت الزعامة الدرزيّة موزّعة بين رأسين يستلهمان الانقسام العصبيّ القديم إلى جنبلاطيّين ويزبكيّين: كمال جنبلاط، الذي باشر حياته السياسيّة حليفاً شابّاً لإميل إدّه و”الكتلة الوطنيّة” المتّهمَين بمحاباة فرنسا، ومجيد أرسلان، المنتسب إلى “الكتلة الدستوريّة” التي أسّسها بشارة الخوري وأُخذت عليها وعليه “إنكليزيّتهما”. جنبلاط كان يقف على رأس الجنبلاطيّين، وقاعدةُ قوّته الشوف. أمّا أرسلان، وإن كانت عائلته جنبلاطيّة بحسب الانقسام التقليديّ، فيتزعّم اليزبكيّين في عاليه ومحيطها.

الزعامتان، المتفرّعتان عن أصول اجتماعيّة أساسها ملكيّة الأرض، تطوّرتا على قدر من التوازي. زعيم الشوف وجد في شبلي العريان حليفاً وامتداداً لزعامته في راشيّا. زعيم عاليه وجده في منافسه سليم الداوود. الأوّل “عطف” على الشيوعيّين (مع أنّه في شبابه الأوّل غازل القوميّين السوريّين). الثاني على القوميّين. احتكار الزعامة الدرزيّة هذا كان سبباً لاحتقان وغضب دائمين يصيبان آخرين. الغاضبون شبّان في الطائفة لمسوا في أنفسهم جدارةً مصدرها العلم أو الثروة، لكنّهم رأوا أيضاً أنّ الوجهين التقليديّين يسدّان الأبواب عليهم: الأستاذ الجامعيّ بشير العريضي قضى عمره يخوض الانتخابات النيابيّة ضدّ “الإقطاع” ويرسب. المحامي عصام نعمان اختار طريقاً التفافيّة عبر حزب البعث انتهت به، وهو مُحبَط، إلى حزب جنبلاط، التقدّميّ الاشتراكيّ. المليونير نجيب صالحة حاول أن يستخدم التمايز النسبيّ لمنطقته، المتن الجنوبيّ – بعبدا، ذات الأكثريّة المارونيّة، فيفاوض الزعيمين من موقع قويّ نسبيّاً.

الشركاء في الاحتقان والإحباط كانوا المسيحيّين. هم، في الشوف وعاليه، أكثر عدداً وتعلّماً وثراء، لكنّ الزعامة لا بدّ أن تكون في يد قطب درزيّ. هذا “القدر”، الذي لا رادّ له، أسّس مظلوميّة مسيحيّة في الجبل كان كميل شمعون أبرز الناطقين بلسانها والمتمرّدين عليها، كما أبقى ذاكرة القرن التاسع عشر حيّةً، لا تكاد تخبو حتّى تشتعل. المرارة المسيحيّة كانت في الشوف أشدّ منها في عاليه: ذاك أنّ مجيد أرسلان ليس ذاك المناوىء للرئيس المارونيّ الذي كانه كمال جنبلاط. إنّه، على العكس، حليف الرئيس الدائم، وبالتالي حليف المسيحيّين في العاصمة – المركز. وإذا كان سيّد الشوف، أقلّه منذ أواسط الخمسينات، صاحب خيارات عربيّة لا يستسيغها المسيحيّون، فإنّ سيّد عاليه لم يملك ترف الخيارات التي تتعدّى قضاءه أو فضولها.

بين “البك” و”المير”

الفارق بين الزعيمين لم يكن بسيطاً: فجنبلاط ديناميكيّ، له، وإن بطريقته الخاصّة، مداخلات ومواقف تبدأ بأديان الهند ولا تنتهي بفلسفات اليونان وأوروبا، وله كذلك جولات تحمله إلى دمشق والرياض والقاهرة وموسكو، ومنذ أواخر الستينات غدا، هو الآخر، يملك سهماً في “تحرير فلسطين”. في بداياته كان واحداً من رموز النخبة الجبليّة واللبنانيّة الناطقة بالفرنسيّة، والتي وجدت مصنعها ومنبرها في “الندوة اللبنانيّة” لميشال أسمر. بعد حين، بات يؤسّس الجبهات “الوطنيّة” و”التقدّميّة” التي توسّع نطاق طائفته الصغيرة العدد وتكبّر نفوذها. أمّا الطموح الذي استبدّ به فأقنعه أنّه يستحقّ أكثر ممّا يستحقّ “فلاّحونا” الموارنة الذين لا بدّ أن يكون منهم رئيس الجمهوريّة.

زعامة جنبلاط درجت، بالتالي، على أن تردّ الصاع صاعين للرئيس المارونيّ، فتقدّم نفسها عابرة للطوائف من غير أن تُخفي استهدافها لطائفة واحدة يُراد تصغيرها واستصغارها، هي طائفة الرئيس

لقد اجتمعتْ في يده زعامة التقليد وزعامة التجديد: طائفته المحافظة منحتْه ناصية الزعامة الأولى. الحزب الشيوعيّ اللبنانيّ، ومن ورائه موسكو السوفياتيّة، بايَعَاه على الزعامة الثانية التي سبق أن أسّس لها حزباً يحاول الظهور بمظهر حديث. في الانتخابات النيابيّة، بات لجنبلاط وحزبه مرشّحون، ولو أنّ معظمهم رمزيّون، في بعلبك والجنوب وطرابلس، وكان له نائب في بيروت هو فريد جبران، ونائب آخر يتقاسمه مع صائب سلام هو نسيم مجدلاني، والاثنان مسيحيّان. ولئن بنى عدوُّه كميل شمعون، حين كان رئيساً، مواقع له داخل الطائفة الدرزيّة، كبشير الأعور وفضل الله تلحوق وقحطان حماده، فقد اقتطع جنبلاط لنفسه مواقع داخل الطائفة المارونيّة نفسها، وكان بعض مَن اقتطعهم، كفؤاد عمّون وفؤاد الطحيني، من أبناء بلدة شمعون، دير القمر.

زعامة جنبلاط درجت، بالتالي، على أن تردّ الصاع صاعين للرئيس المارونيّ، فتقدّم نفسها عابرة للطوائف من غير أن تُخفي استهدافها لطائفة واحدة يُراد تصغيرها واستصغارها، هي طائفة الرئيس. في وجه المرشّح المارونيّ للمنصب الأوّل كان يرشّح “المناضل الوطنيّ” جميل لحّود ثمّ يسحبه، وحين يكون اسم المرشّح سليمان فرنجيّة أو الياس سركيس، كان يُخضعه لامتحان. لقد عامل “البكُ” نفسه كرئيس ظلٍّ مستعدّ دوماً للقفز إلى الضوء الذي يرفل فيه مارونيّ مشكوك باستحقاقه له.

المير مجيد إرسلان عام 1964

أرسلان، في المقابل، كان بطيئاً وضيعويّاً. لقد بدا، بطربوشه وشاربيه، كأنّه يمثّل التاريخ في الحاضر ويستحضر الفولكلور إلى الواقع. يضيّق الطائفة إلى حدود قصره في خلده. يكفيه أنّ لائحته تفوز كلّها في انتخابات عاليه، فهذا “أكثر ممّا نستحقّ”. وهو لم يُعرَف بمزاعم علميّة أو فكريّة كالتي وُصف بها، على نطاقين عربيّ وإسلاميّ، قريباه الأخوان شكيب وعادل أرسلان. منطقته عالمه والعالم في عرفه كتلة عتم وغموض. دوره، كـ “بطل الاستقلال” ثمّ كوزير دفاع لبلد مسالم، أسبغ عليه صورة “القبضاي” القديم، وهيئةَ القويّ الذي تُعامَل قوّته كأمر واقع يخضع للتكريم ولا يخضع للاختبار.

هكذا تأدّى عن الضعف القياديّ في زعامة البيئة اليزبكيّة نموّ الحزب السوريّ القوميّ فيها وتمدّده في عائلاتها. حتّى لوائح أرسلان الانتخابيّة نفسها ضمّت وجوهاً كتلحوق وإميل مكرزل، وهما شمعونيّان أكثر منهما أرسلانيّين، كما ضمّت منير أبو فاضل، وهو شهابيّ أكثر منه أرسلانيّاً، ناهيك عن خليل – بشارة – الخوري بوصفه ابن أبيه قبل أيّ اعتبار آخر. زعامة “المير” كان يعصف بها القلق والتردّد على عكس الثقة الذاتيّة المفرطة التي استوطنت الزعامة الجنبلاطيّة. الأولى كان كلّ جديد يهدّدها. الثانية كانت تزعم أنّها مصدرٌ لكلّ جديد.

انتخابات 72

على مدى الستينات، أمكن للزعامتين أن تتساكنا، بقليل من التوتّر وكثير من اللياقات، تحت سقف الخيمة الشهابيّة: جنبلاط سيّد الشوف بلا منازع. في مواجهته أُسقط المرشّح كميل شمعون في انتخابات 1964. مع هذا فتمدّده في اتّجاه عاليه غير مسموح به إلاّ رمزيّاً. يحقّ له أن يرشّح المحامي الاشتراكيّ شكيب جابر في مواجهة اللائحة الأرسلانيّة، لكنّ الفشل بفارق كبير سيكون مضموناً.

أرسلان، بدوره، مُعزّز مُكرّم في عاليه، أمّا أن يتقدّم نحو الشوف فهذا ما لا يحتاج شهاب إلى ردعه عنه لأنّه هو نفسُه يردع نفسَه. لقد رأت الشهابيّة فيه نافذة لا بأس بإبقائها مفتوحة على شمعون، وربّما عصا يمكن التلويح بها لجنبلاط حين تنفجر فيه العَظَمة أو تستعصي على الضبط.

من اليمين: كمال جنبلاط، بيار الجميل، ياسر عرفات، صائب سلام

لكنْ مع تصدّع الشهابيّة واحتدام التناقضات اللبنانيّة بأنواعها كافّة، ضرب كمال جنبلاط “ضربة معلّم” وحّدت الطائفة سياسيّاً للمرّة الأولى. آثار ذاك الإنجاز تجلّت لاحقاً، في “حرب الجبل” التي اندلعت بعد سنوات ستّ على اغتياله.

ففي 1972 تشكّلت في عاليه لائحة مشتركة برئاسة “المير” ورعاية “البك”، استُبعد منها الشمعونيّون العتاة كتلحوق ومكرزل، وحلّ محلّهم “معتدلون” كالدرزيّ توفيق عسّاف والمارونيّين بيار حلو وشفيق بدر، فضلاً عن الأرثوذكسيّ أبو فاضل. ولائحةٌ تجمع بين “المير” و”البك” هي حتماً “لائحة الدروز”. اللائحة المقابلة ضمّت تلحوق ومكرزل وصاحب جريدة “النهار” غسّان تويني والسوريّ القوميّ عصام العريضي. الأخيرون تحدّثوا كثيراً عن “دور الشباب” و”مكافحة الإقطاع”، غامزين من قناتي جنبلاط وأرسلان، وكانوا كلّما تحدّثوا يؤكّدون للدروز أنّهم “لائحة مسيحيّين”.

عامذاك بدت المواجهة الانتخابيّة أقرب إلى استنفار عصبيّ تبيّن لاحقاً أنّه تمرين مبكر على حرب أهليّة مقبلة. لائحة أرسلان – جنبلاط فازت كلّها بطبيعة الحال.

الأمر انعكس على مشيخة العقل. فبعدما قسّم خلافُ الزعامتين “العقلَ” بين شيخين، واحد جنبلاطيّ هو محمّد أبو شقرا، وآخر يزبكيّ هو رشيد حماده، توافق الطرفان، مع رحيل حماده في 1970، على أبو شقرا. لقد بدا الدروز موحّدين في الدين والدنيا.

موارنة وعلويّون

في 1977، وباختتام “حرب السنتين” على هزيمة “المقاومة الفلسطينيّة” و”الحركة الوطنيّة”، ومع دخول قوّات الردع السوريّة إلى لبنان، اغتيل كمال جنبلاط على مفرق بعقلين – دير دوريت. حاجزٌ للأمن السوريّ اغتاله، لكنّ مسيحيّي دير دوريت هم الذين عوقبوا. حصل ذلك بقسوة دمويّة لن يقلّل من هولها إلاّ الدم الذي سيسيل في الجبل بعد سنوات قليلة. لكنّ رحيل كمال والمأسويّة التي اصطبغ بها صلّبا الوحدة الدرزيّة الناشئة: “المير” الذي يقارب السبعين باتت تخذله همّته. المتذمّرون الدروز من “التورّط” في “حرب السنتين” وتكبُّد أكلافها “كرمى للفلسطينيّين” – وهم موظّفون وأصحاب مصالح زراعيّة وتجاريّة وحِرَفيّة صغرى – طووا تذمّرهم أمام هول الفاجعة وساروا في الجنازة المهيبة.

إلى ذلك، تكشّف الوارث الشابّ، وليد جنبلاط، عن استثمار بالغ النجاح في مكائد السياسة اللبنانيّة. فهو ذهب بعيداً في مبدأ الواقع حتّى استغنى به عن كلّ مبدأ. لقد نفض عنه “الوطنيّة” و”التقدّميّة” وسواهما، وتخفّف من الهموم التي وجدت مَن يصفها بـ “الفكريّة” و”الفلسفيّة” لوالده، مُركّزاً على وحدة الطائفة في ظلّه. ذاك أنّ حجم الدروز وموقعهم حيال الطوائف الأخرى يستدعيان منه أن يستخدم الأفكار والنظريّات انتقائيّاً وبالمفرّق، مانعاً الذاكرات من أن تكون قويّة، ومُجتثّاً كلّ شعور بالذنب قد ينشأ عن قوّتها.

وبالفعل بدا الوريث شديد الاستعداد لأن يكون أشياء كثيرة في وقت واحد، من دون أن يُخلّ بنظام في الأولويّات تنتجه السيطرة على الذاكرة وتستدعيه توازنات القوى. وهو اختار أن يبدأ بالموارنة الذين لم يقتلوا أباه، مُضطرّاً، لإنجاز هدفه، أن يحالف النظام السوريّ الذي قتله، وأن يحالف معه كلّ راغب في التحالف.

والحقّ أنّ انتخاب بشير الجميّل رئيساً للجمهوريّة، في أعقاب الاجتياح الإسرائيليّ وبفعله، أشعل وليد جنبلاط. ذاك أنّ “القوّات اللبنانيّة” سريعاً ما سعت إلى ترجمة الواقع البيروتيّ الجديد في الجبل: “فليصعدْ إليه مَن هُجّروا منه في حرب السنتين أو إبّان مذبحة دير دوريت. لقد تمّ تهجيرهم بالقوّة، وبالقوّة سوف يعودون”. وهذا بالفعل ما مارسه أنصار بشير بفوريّة وبإلحاح وفظاظة تخبّىء فيها مكبوت التاريخ الضخم. وهم، فيما كانوا يطلبون حقّاً مؤكّداً، بدوا لا يرغبون إلاّ بكسر شوكة الدروز وإذلال مجتمعهم التقليديّ المتباهي.

مذبحة كفر متّى حين قُتل العشرات، وفي عدادهم الشيخ مسعود الغريب، كانت من أفظع أعمالهم. ولأنّ الغريب، المتقدّم في السنّ والمكانة، يزبكيٌّ انتقل إلى بكفيّا كي يهنّىء الجميّل بانتخابه فكافأه البشيريّون بالموت، بدا قتله قتلاً لكلّ درزيّ، خصماً كان أم حليفاً. هكذا استجاب الدروز لرغبة أعدائهم التي عاملتْهم كأنّهم واحد، فهبّوا كواحد، وكواحد فجّروا في وجوههم فائض التاريخ وضيق الجغرافيا.

لقد فعل الابن ما لم يستطع والده أن يفعله. إنّه، كما قيل بحقّ، قتل فرويديّ للأب، بل قتل لأبوين في وقت واحد

لكنْ إلى سياسات الطوائف وأحقادها ربّما انضافت أسباب تتّصل بوليد جنبلاط نفسه صانعةً حساسيّته الفائقة حيال بشير الجميّل. فالأخير، الذي لا يكبره إلاّ بعامين، صار رئيساً وهو في الخامسة والثلاثين. ثمّ إنّ اسم “بشير” قد يذكّر بشياطين التاريخ والعائلات في جبل لبنان، والذي حلّ في قلبه “صراع البشيرين”، كما أقام التماهي العاطفيّ مع مأساة بشير جنبلاط التي أنزلها به “حليف النصارى” وربّما “النصرانيّ بالسرّ” بشير شهاب. ولربّما قرأ وليد جنبلاط “وصيّة” أبيه التي خطّها في سنته الأخيرة، فكال فيها للعلويّين والموارنة نعوتاً عنصريّة لا تبزّها إلاّ المؤامرات الجهنّميّة المنسوبة إليهم. وبشير، بعد كلّ حساب، طارىء شعبويّ لا يستسيغه ورثة العهد القديم وأريستوقراطيّوه. بيد أنّ التعالي على شعبويّته قد لا تحول دون الغيرة من شعبيّته التي صنعها بيديه ولم يأتِه منها، عبر الوراثة، إلاّ القليل.

في الحالات كافّة، قرّر جنبلاط أن ينتقم من الموارنة وأن يتقرّب من العلويّين، في انتظار أن يقضي الله أمراً.

الابن الذي صار أباً

هناك، في البيئة الدرزيّة، غاب المنافسون. أمّا الحداد المديد والمكتوم على كمال جنبلاط فكان يزيد في تعطيل المنافسة وإطفاء طموح الطامحين. فيصل مجيد أرسلان حاول مبكراً، لكنّه ذهب ضدّ التيّار، وهو أعزل من كلّ شيء تقريباً. وبينما كانت “يا غيرة الدين” الدرزيّة تنطلق صرخةً تشقّ السماء، والمُسنّون يزيّتون البنادق التي احتفظوا بها منذ 1958، اختار فيصل تلك اللحظة ذاتها كي يمتّن صلته بالرئيس المنتخب بشير الجميّل. لقد ارتكب الخطأ الفادح الذي قضى عليه سياسيّاً، سيّما وقد قضى بشير نفسه بانفجار الأشرفيّة بعد أيّام على انتخابه.

طلال، أخوه الأصغر غير الشقيق، استُدعي إلى الواجهة، لكنّه بدا مُلحَقاً بسيّد المختارة الجديد، يسأله ويقلّده ويتعلّم منه. ووليد من أمٍّ أرسلانيّة، هي ابنة شكيب أرسلان، فيما طلال من أمٍّ جنبلاطيّة. لكنّ مصائر الآباء تبقى أشدّ تأثيراً من أصول الأمّهات. وبموجب الحسبة الأبويّة التي لا يُعتدّ إلاّ بها في مجتمعاتنا، كان الحدثُ رحيلَ “المير” الأب في 1983. لقد تبدّى أنّ تدريب طلال قد لا يثمر فيما الزعامة اليزبكيّة كلّها محاطة بعلامة استفهام.

كمال جنبلاط عام 1976

لحظتذاك، كان ممنوعاً على الميّت أن لا يكون شهيداً. معادلات تلك الحرب الفنائيّة صاغها الشاعر الزجليّ الدرزيّ طليع حمدان في ملحمة نقّلت ملاك الموت بحيث زار القرى الجبليّة قريةً قرية كأنّه يطهّر الطبيعة من أدرانها. هكذا ضُمّ “المير” الأب إلى قائمة الشهداء دفاعاً عن طائفة يقودها على الأرض وليد جنبلاط.

اليزبكيّة بدا كأنّها ماتت. وليد بدا وارث الأبوين. طلال كان يتكشّف عن بطء لا يصمد أمام أحداث بالغة السرعة وبالغة الحدّة في آن معاً.

في حرب الجبل تلك حُلّل كلّ شيء. فطلباً للبقاء، أو ما توهّمه الدروز كذلك، استُلّ من معطف قديم لكمال جنبلاط تحالفه مع الفصائل الفلسطينيّة المسلّحة، وأُلصق به تحالف مع القوّات السوريّة يغسل يديها من دماء الأب، كما عُطّل التحالف المارونيّ – الإسرائيليّ بتحالف درزيّ – إسرائيليّ مقابل. العمل جرى دائماً على القطعة، لكنّ النتيجة أتت باهرة بالمجمل. لقد فعل الابن ما لم يستطع والده أن يفعله. إنّه، كما قيل بحقّ، قتل فرويديّ للأب، بل قتل لأبوين في وقت واحد.

صوت النوايا

بحلول الوصاية السوريّة، طوّر وليد جنبلاط ثنائيّ الظاهر والباطن. في الظاهر، مضى حليفاً وطيداً لـ “سيادة الرئيس حافظ الأسد”. ما يصدر عنه خلطة مرغوبة من عروبة وإسلام وفلسطين زُيّنت بالاشتراكيّة والتحرّر الوطنيّ، واستلهام لجدّه من جهة الأمّ شكيب أرسلان، ولسنوات أبيه الممتدّة من أواسط الخمسينات حتّى لحظة الخلاف مع القيادة السوريّة.

في هذه الغضون وطّد، بالتفاهم مع رموز الوصاية، زعامته ومواقعه. فعل ما كان يفعله باقي سياسيّي تلك الحقبة، من رفيق الحريري إلى نبيه برّي ومن سليمان فرنجيّة إلى ميشال المرّ وعصام فارس. سهر على الوحدة الدرزيّة باختيار مرشّحيه، في الشوف وباقي الأقضية، من اليزبكبّين ومن عائلات ليست معروفة بأيّ هوى جنبلاطيّ، كحماده في بعقلين وشهيّب في عاليه والعريضي في بيصور… اختياراته هذه نمّت عن براعة عالية في خدمة الهدف: كلّ شيء للحفاظ على وحدة الدروز في ظلّه.

ميوله تلك وجدت ما يعزّزها في طبيعة المرحلة: فإبّان الطائف وبُعيده، انهار الاتّحاد السوفياتيّ ومعسكره وراج كلام كثير ومتسرّع عن نهاية الإيديولوجيّات من كلّ نوع. حافظ الأسد نفسه ما لبث أن قاتل بقيادة الأميركيّين في الكويت. من جهة أخرى، ولدت الحريريّة في لبنان. مطبعة نقودها راحت تعمل بكامل طاقتها. النتيجة كانت: لا معنى لأيّ مبدأ، والشاطر بشطارته.

أمّا الله الذي كانه حافظ الأسد، ومعه حزب الله، فكانا يسمعان نوايا وليد جنبلاط مثلما يسمعان نوايا رفيق الحريري

ووليد كان شاطراً. نظام الوصاية مدّه بالخدمات والمنافع الكثيرة كما كيّف القوانين الانتخابيّة بما يخدم نفوذه. لقد رُسم واحداً من أعمدة النظام الجديد الذي هُمّش فيه الطرفان المهزومان، المسيحيّون والفلسطينيّون. التفاؤل الكاذب، الذي تبادله الجميع، أشاع أنّ الكلّ في عرس مفتوح، وأنّ الحرب لم تنشب أصلاً.

أمّا في الباطن فالأمر اختلف. ذاك أنّ عالم الطائف لم يكن، لوليد جنبلاط، كلّه عسلاً. إنّه يُملي عليه المضيّ في النسيان الصعب، كما يُبقي تجاوز الأب ناقصاً مثلوماً بالخجل من دم القتيل. فوق هذا، سيكون مُمضّاً على سليل البكوات والأمراء الذي من عاداته قول أيّ كلام يخطر له، والجلوس برِجلين ممدودتين إلى أقصاهما في حضرة أيٍّ كان، أن يتكتّف أمام ضابط متواضع المنبت صار وصيّاً عليه.

إلى هذا، غيّرت الطائف المعنى المألوف للسياسة، وغيّرت مبناها. فالسياسة كانت، وفقاً لتجربة الجبل، ما يدور بين الموارنة والدروز حرباً وسلماً وبين بين. وفي غالب المرّات قضى التاريخ بأن ينتصر الدروز في القتال ثمّ ينتصر الموارنة في السياسة. هكذا يروح الموارنة يبكون قتلاهم ويروح الدروز يشكون استبعادهم. هنا، مع الطائف، فُعّل “لبنان الكبير” – الذي كرهه كمال جنبلاط الشابّ – للمرّة الأولى، بيد عسكريّة وسوريّة. لقد أُدخل الشيعة في المعادلة من أعرض الأبواب: أُدخلوا بوصفهم الطرف القادر على إحراز النصر العسكريّ ضدّ الموارنة والدروز معاً، والطرف الذي يملك شرعيّة مقدّسة في السياسة اسمها المقاومة.

إذاً اللعب بالنار مع الموارنة غيره مع الشيعة.

أمّا الله الذي كانه حافظ الأسد، ومعه حزب الله، فكانا يسمعان نوايا وليد جنبلاط مثلما يسمعان نوايا رفيق الحريري. ذاك أنّ البراعة الجهازيّة في التنصّت تطال، بموجب ثقافة الشكّ بكلّ آخرٍ، نوايا الآخرين. هكذا اتُّبعت سياسة مزدوجة مع وليد جنبلاط ومع رفيق الحريري ذي الولاء غير المضمون لأنّه سنّيّ “أكثر ممّا يجب” وسعوديّ “أكثر من اللازم”. مفاد تلك السياسة الدعم في مركز الزعامة والقضم في أطرافها. إنّه القضم الذي يُناط به تنبيه تلك الزعامة إلى حدودها.

وللعمليّة هذه، استُخدمت تعديلات جينيّة تكبّر أعضاءً بل تلد كائنات: طلال أرسلان ينبغي تكبيره بعد سحبه إلى خارج المظلّة الجنبلاطيّة. آل الداوود ينبغي تعزيزهم. القوميّون السوريّون ينبغي بعثهم إلى الوجود. وجوه جديدة، كالصحافيّ وئام وهّاب، ينبغي الاعتناء بهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون ابرق الى الرئيس الفرنسي معزيا والتقى كارديل: ننتظر تقارير اليونيفيل حول الانفاق وملتزمون القرار 1701 وأسعى لوضع حد لازمة تشكيل الحكومة

الخميس 13 كانون الأول 2018/وطنية - ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منسقة الامم المتحدة في لبنان برنيل دالير كارديل خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان ينتظر التقارير الميدانية التي تعدها قيادة القوات الدولية في الجنوب "اليونيفيل" حول الانفاق قبالة الحدود الجنوبية، للتأكد ما اذا كانت تجاوزت "الخط الازرق"، مؤكدا ان "لبنان يتابع هذه المسألة بعناية لئلا تستغلها اسرائيل لتضرب الاستقرار الذي يعيشه الجنوب". وجدد الرئيس عون تأكيد "التزام لبنان احترام القرار 1701 بحرفيته، في وقت تواصل اسرائيل انتهاك السيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا بمعدل 150 خرقا كل شهر"، مشددا على ان "لبنان سوف يعمل ما بوسعه للتعاون مع المجتمع الدولي في النقاط التي اثارها مجلس الامن خلال اجتماعه الاخير الذي تطرق فيه الى الوضع في لبنان".

وكانت كارديل اطلعت الرئيس عون على "التطورات في الجنوب وعمل القوات الدولية، والنقاش الذي حصل في مجلس الامن الدولي في 21 تشرين الثاني الماضي حول التقرير عن تطبيق القرار 1701"، واكدت "استمرار دعم الامم المتحدة للبنان في المجالات كافة".

وفد مركز راند الاميركي

واستقبل الرئيس عون، وفدا من المجلس الاستشاري للشرق الاوسط التابع لمؤسسة "RAND"- مركز السياسات العامة للشرق الاوسط في الولايات المتحدة الاميركية، الذي عرض مع رئيس الجمهورية "الاوضاع العامة في لبنان وانعكاسات الحرب السورية عليه سياسيا وامنيا واقتصاديا، بالاضافة الى انعاكسات النزوح السوري".

كروكر

في مستهل اللقاء، تحدث باسم الوفد السفير الاميركي السابق في لبنان ريان كروكر، فشكر رئيس الجمهورية على استقباله، مشيرا الى انه يزور لبنان بصفته "رئيسا للمجلس الاستشاري للمركز"، موضحا انه كان "سفيرا للولايات المتحدة في لبنان بين عامي 1990 و1993، ومسرور للغاية بزيارة مقر رئاسة الجمهورية اللبنانية مجددا، وبما لاحظته من جهد يقوده الرئيس عون من اجل انهاء تشكيل الحكومة الجديدة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: "ان لبنان يتميز بتعدديته الدينية والسياسية وايضا بديموقراطيته، واحيانا يصعب الوصول الى حلول في ظل ديموقراطية، فكيف اذا كان الامر في ظل وجود التعددية والديموقراطية في آن". وتناول الرئيس عون ازمة تشكيل الحكومة، فلفت الى "الاختلافات بين الاطراف السياسيين حولها والتي اسعى جاهدا لوضع حد لها من خلال مباشرتي هذا الاسبوع لقاءات مع المعنيين، على ان اتخذ بعدها القرار المناسب". واذ شدد رئيس الجمهورية على ان الوضع الاقتصادي صعب، قال: "ان الامور ليست بمستحيلة وسنتخذ التدابير المناسبة ونقيم اصلاحات بنيوية في اطار النظام الاقتصادي، كما سنطلق مشاريع انمائية بمساعدة اوروبية كي نبدأ اعمار لبنان من جديد، الى جانب تطبيق الخطة الاقتصادية الجديدة"، ولفت الى "تسبب ريعية الاقتصاد منذ العام 1990 بالارث الثقيل الذي يعاني منه لبنان اليوم". اضاف: "ان لبنان مر بمرحلة صعبة، لا سيما منذ العام 2011 وحتى وقف اطلاق النار في سوريا مع دخول الارهابيين الى جباله ومنطقته الشمالية، وقد استطاع تحرير ارضه عسكريا من الارهابيين، الا انه لا يزال يتحمل النتائج الاقتصادية للحرب في سوريا والمنطقة، بعدما تراكمت عليه ازمات ثلاث بدءا من الازمة الاقتصادية العالمية، مرورا بحروب المنطقة وصولا الى ازمة النازحين التي لا تزال تلقي بثقلها عليه"، لافتا الى ان "عدد النازحين الذين استقبلهم لبنان الى جانب عدد اللاجئين الفلسطينيين يساوي ثلث سكانه، ما زاد نسبة الكثافة السكانية فيه من 400 في الكيلو متر المربع الى 600، وهي ليست بكثافة وطن بل كثافة مدن". واوضح الرئيس عون ان "اعباء النازحين على لبنان تتراوح بين الاعباء الاقتصادية والامنية والاجتماعية والتربوية والاستشفائية، وبناه التحتية قاصرة عن تحمل هذه الاعباء، فضلا عن ان النازحين يقيمون رغم كل المساعدات في خيم اوضاعها تعيسة جدا"، لافتا الى ان "ارتفاع البطالة اثرت على لبنان اقتصاديا، بالإضافة الى انه يعاني من نقص في عدد سجونه لاحتواء نسبة الزيادة في الجرائم التي بلغت 30 %". وشكر الرئيس عون "الولايات المتحدة على مساعداتها العسكرية للجيش اللبناني ما يساعد على تجهيزه وتدريبه".

فهد

واستقبل الرئيس عون، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، وعرض معه شؤونا قضائية، اضافة الى عمل المحاكم. واوضح القاضي فهد انه بحث مع الرئيس عون "في التحضيرات الجارية للاحتفال باليوبيل المئوي لمحكمة التمييز في لبنان، اضافة الى نتائج مشاركة مجلس القضاء الاعلى في مؤتمر مجالس القضاء العليا الفرانكوفونية الذي عقد في بروكسل، والكلمة التي القاها حول علاقة السلطة القضائية بالسلطة التنفيذية عبر التاريخ".

واشار الى ان "البحث تناول ايضا التحضير للمؤتمر الذي سوف يدعو اليه رئيس الجمهورية في شهر شباط المقبل لمناقشة الوضع القضائي في لبنان".

المخرج اوسيلو

واستقبل الرئيس عون، في حضور رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز، المخرج الفرنسي ميشال اوسيلو مؤلف ومخرج فيلم "DILILI A PARIS"، الذي اقيم عرضه الاول في بيروت يوم الاحد الماضي بدعوة من السيدة روكز وسفير فرنسا برونو فوشيه. وحضر اللقاء السيدة بوليت فرشخ والسيد زياد قرطباوي. يذكر ان "DILILI A PARIS" هو فيلم رسوم متحركة يروي مغامرات فتاة صغيرة تدعى ديليلي تجري تحقيقا عن فتيات اختفين بشكل غامض بعدما تم اختطافهن من قبل عصابة اشرار. ويسلط الضوء على سوء معاملة النساء واهمية المساواة بين الرجل والمرأة.

لجنة مهرجانات ضبيه

واستقبل الرئيس عون وفدا من لجنة مهرجانات ضبيه الدولية، ضم، رئيسة اللجنة كورين الاشقر، ممثل الجمعية لدى الحكومة السيد ملحم شلالا وامينة السر السيدة شانتال شلالا، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على النشاطات التي تقوم بها اللجنة فنيا وثقافيا واجتماعيا. ووجه الوفد دعوة للرئيس عون لحضور الريسيتال الميلادي الذي تقيمه اللجنة يوم الاحد المقبل في كنيسة الصعود في ضبيه، وتحييه السيدة كارول سماحة مع فرقة من المنشدين والموسيقيين.

واثنى الرئيس عون على عمل اللجنة، داعيا اياها الى "الاستمرار في تعميم الفرح والسعادة في النفوس".

تعزية ماكرون

وكان الرئيس عون أبرق إلى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون معزيا بضحايا الاعتداء الارهابي الذي وقع قبل يومين في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، واصفا إياه ب"العمل البغيض والجبان". واكد رئيس الجمهورية في رسالته تضامنه مع الدولة الفرنسية وعائلات الضحايا، لافتا إلى أن "لبنان الذي عانى لسنوات من مثل هذه الأنواع من البربرية، يشاطر الشعب الفرنسي ألمه، ويحيي تصميم الرئيس ماكرون على القضاء على هذا الوباء من التوحش الذي يطال مدننا". وشدد على أن "قيم الحرية والشجاعة والتضامن التي يتشاركها لبنان مع فرنسا، تبقى السد المنيع في مواجهة هجمات الحقد والانعزال".

 

الحريري عرض مع فوكس وهوردونت في لندن تطوير العلاقات الثنائية

الخميس 13 كانون الأول 2018 /وطنية - استهل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لقاءاته في لندن، اليوم، باجتماع عقده في مقر وزارة الخارجية مع وزير الدولة البريطاني لشؤون التجارة الدولية ليام فوكس. وجرى خلال اللقاء البحث في سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وخصوصا على الصعيد الاقتصادي. ثم اجتمع الرئيس الحريري مع وزيرة الدولة لشؤون التنمية الدولية هون بيني هوردونت وعرض معها سبل التعاون بين لبنان وبريطانيا على صعيد التنمية.

 

بري إستقبل وفدا كتائبيا الجميل: لتشكيل حكومة اختصاصيين حيادية والغاء المقاعد المخصصة للاغتراب

الخميس 13 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم في عين التينة، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على رأس وفد من قيادة الحزب وعرض معه للتطورات الراهنة.

الجميل

وقال الجميل بعد اللقاء: "أكدنا لدولة الرئيس بري طرحنا في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد، وفي ظل صعوبة تشكيل حكومة محاصصة، بان تشكل بشكل سريع حكومة حيادية مكونة من اختصاصيين لادارة هذه الازمة الكبيرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وللمحافظة على ما تبقى من البلد بانتظار التوافق السياسي. وعندما يحصل هذا التوافق لا شيء يمنع من تغيير هذه الحكومة. المهم ان لا نترك البلد في ظل هذا الوضع والشعب في أسوأ ايامه وان نباشر فورا بتشكيل حكومة اختصاصيين".

اضاف: "الموضوع الثاني الذي تحدثنا حوله هو موضوع تصويت المغتربين. وقد تقدمنا اليوم باقتراح قانون لالغاء المقاعد المخصصة للاغتراب، لاننا نؤمن بان المغتربين يجب ان يصوتوا ل 128 نائبا في لبنان وليس لستة نواب فقط، لانه بهذه الطريقة نحجم دور الاغتراب اللبناني بتقرير مصير لبنان. نحن نرى ان النواب الستة الذين سينتخبون في الخارج لن يشاركوا في الحياة التشريعية ولن يكون لهم دور ولن يحضروا اجتماعات اللجان، وبالتالي سيكون انتخابهم صوريا نرضي بهم الاغتراب، ولكن في الوقت نفسه نمنع الاغتراب من ان يقرر مصير لبنان الى جانب المقيمين فيه.

ونتمنى من دولته ان يدعمنا بهذا الاقتراح ويطرحه على التصويت في اسرع وقت، ونطلب من الكتل النيابية ان تقف الى جانبنا بهذا الطرح، لاننا نعتبر ان المغتربين متحررون من ضغط الحياة الاجتماعية في البلد ومن منطق الخدمات والمال ومن كل الضغوطات التي تمارس على الشعب اللبناني، وبالتالي رأيهم حر، ونحن بحاجة لهذا الرأي الحر لكي نطور بلدنا ونحاسب ولكي تسير ديمقراطيتنا بشكل صحيح". وكان الرئيس بري استقبل مركز الشرق الاوسط الاميركي للسياسة العامة ومؤسسة راند الاميركية برئاسة السفير السابق راين كروكر ورئيس المركز مايكل ريتش، ودار الحديث حول التطورات في لبنان والمنطقة وقضية النازحين.

واستقبل بعد الظهر السيد سركيس سركيس وعرض معه الاوضاع العامة والوضع الحكومي .

 

الراعي عرض الاوضاع مع حبيش الجميل: للاسراع بتشكيل الحكومة والاهتمام بالحوكمة الرشيدة لاستيعاب المساعدات المرتقبة

الخميس 13 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، الرئيس أمين الجميل، وكان عرض لعدد من المواضيع ذات الشأن الداخلي.

وأكد الرئيس الجميل بعد اللقاء "اهمية وضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن لإنقاذ البلد"، وقال: "كانت زيارة معايدة لابينا غبطة البطريرك بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، على أمل ان يكون هذا الميلاد ميلاد الحلول التي نحن بانتظارها. وهنا لا بد من كلمة سياسية عن الوضع العام في البلد حيث ان هناك تركيزا كبيرا على تشكيل الحكومة، ولا بد من ضرورة تشكيلها في اسرع وقت على اساس سليم يطمئن الشعب اللبناني على الصعيدين الوطني والاخلاقي". أضاف: "اذا تشكلت الحكومة فهذا امر ممتاز ولا سيما مع وجود مشروع سيدر الذي يأمل الشعب اللبناني ان يحل له جزءا كبيرا من مشاكله الإقتصادية والإجتماعية، ولكن يبقى السؤال هل تشكيل الحكومة هو وحده الحل؟ ومع وصول ال11 مليارا هل نملك فعلا ادارة في لبنان بإمكانها استيعاب هذه المبالغ والمساعدات، ولا سيما ان مفهوم الحوكمة الرشيدة مفقود تماما لجهة المحاسبة والرقابة والشفافية؟". وتابع: "بمحاذاة موضوع تشكيل الحكومة يجب بذل جهد اضافي بالنسبة لموضوع الحوكمة للتسريع في قضية المساعدات المرتقبة، ولا اعرف اذا كانت الادارة الحاضرة قادرة على استيعاب 10 بالمئة من هذه المساعدات، وضمن اي اطار يمكننا ان نديرها بوجود ادارة في الحال التي نعرفها سواء على صعيد الفعالية او الجهوزية او الشفافية وغياب نظام المراقبة والمحاسبة والحوكمة الرشيدة، اعتقد ان كل هذه الآمال ستتبدد. لذلك نأمل في السنة الجديدة ان يكون هناك شمولية في التفكير بكل ابعاد المشكلة اللبنانية، ونتمنى ان تتشكل الحكومة في اسرع وقت مع الاصرار على ان تكون الحوكمة الرشيدة جزءا لا يتجزأ من هم المسؤولين في البلد، ذلك ان اي تفكير بمساعدات او ببرنامج اقتصادي اجتماعي من دون ادارة تستوعبه وتديره يعني عودة حليمة الى عاداتها القديمة".

وعن امكانية تشكيل الحكومة قريبا والشكل الذي ستكون عليه، قال الرئيس الجميل: "لا اود الدخول في التفاصيل ولكن الكتاب يقرأ من عنوانه، ونعلم ان التسوية التي حصلت كانت على اسس معروفة ورئيس الجمهورية اتى وفق مشروع واضح، كما ان قانون الانتخاب كان واضحا وكانت نتائجه معروفة مسبقا وماذا سيفرز من توازنات في المجلس النيابي. وانا لا استغرب الأزمة الراهنة فطلبات البعض تنسجم مع مسار التسوية، من الانتخابات وصولا الى تشكيل الحكومة".

حبيش

ثم التقى الراعي النائب هادي حبيش الذي قال على الاثر: "الأزمة السياسية الراهنة في البلد كانت من بين المواضيع التي تخللها لقائي بغبطة البطريرك، الذي اصر على ضرورة تقديم التنازلات لإيجاد الحلول. إذ ان الوضع الإقتصادي والمالي لم يعد يحتمل واصبح ثقيلا على الشعب اللبناني، وبالتالي يجب على كل القيمين على مسألة تشكيل الحكومة التفكير بإيجابية وتقديم التنازلات للوصول الى تأليف الحكومة التي من دونها لن نتمكن من الإستفادة من اموال سيدر المعول عليها لإعادة الإستقرار الى الوضع المالي والإقتصادي في البلد".

 

الامين في المؤتمر الدولي لرابطة العالم الاسلامي عن الوحدة في مكة: الشحن الطائفي يعود للصراع على السلطة والنفوذ

الخميس 13 كانون الأول 2018 /وطنية - شارك عضو مجلس حكماء المسلمين العلامة السيد علي الأمين في المؤتمر الدولي الذي تقيمه رابطة العالم الإسلامي عن الوحدة الإسلامية ومخاطر التصنيف والإقصاء، في مكة المكرمة، وخلال كلمته عن دعوات التمزيق والطائفية في أوطاننا، قال:"إن الدعوات التي تقوم على الطائفية تعرض وحدة الشعب لمخاطر النزاعات والإنقسامات في أوطاننا ودولنا، وهي بذلك تجعل العوائق أمام وحدة الأمة بكل شعوبها ودولها ومكوناتها القائمة على التعددية والتنوع، وهي دعوات تتنافى مع أوامر الشريعة في الدعوة إلى السلم والتعاون على البر والتقوى، كما تتنافى مع نواهيها عن الشقاق والتنازع والتعاون على الإثم والعدوان". اضاف:" وتقوم هذه الدعوات الطائفية في سبيل الوصول إلى السلطة والحكم بالشحن الطائفي لأتباعها الذي يتولد منه التعصب وما يشبه الكره العنصري،وهذا مما يزرع الشقاق والفرقة والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد وبالتالي بين أبناء الأمة الواحدة، إنها دعوات جاهلية تدعو للعصبية باسم الدين والطائفة، وفي الحديث: (ليس منا من دعا إلى عصبية). تابع: وقد نبه القرآن الكريم إلى هذه الظاهرة التقسيمية وأشباهها ونهى عنها، بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون). وفي الحديث: (ان كل مسلم أخو المسلم المسلمون اخوة ولا يحل لامرئ من مال أخيه الا ما أعطاه عن طيب نفس ولا تظلموا ولا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض); (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

وقال: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين).

وهذه النصوص من الآيات والأحاديث وغيرها العديد مما هو في معناها توجب علينا أن نعيد النظر في كثير من الأحكام التكفيرية التي تقسم أمتنا الواحدة شيعا وأحزابا، والتي تصنفهم إلى طوائف متصارعة تهدد وحدة الأمة ورسالتها المؤتمنة عليها،وأن يتم رفض تلك الفتاوى بالتكفير لأبناء الأمة الواحدة بالرجوع إلى هذه الآيات والأحاديث التي تدعونا إلى الوحدة وتبعدنا عن الفرقة بوصفها المرجع الصالح والوحيد الذي يعتمد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الصحيحة المقطوع بثبوتها، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا). تابع:" ويظهر أن المحرك الرئيس لظهور الشحن الطائفي في مجتمعات يعود الصراع على السلطة والنفوذ بين الأحزاب الدينية ذات البعد الطائفي والمذهبي أيضا والجماعات السياسية في الداخل وبين دول اقليمية على مستوى الخارج، وقد زاد من حدته غياب العلاقات الطبيعية بين الدول العربية والإسلامية خصوصا بعد أحداث العراق، وما جرى بعدها من صراعات وانقسامات فيه وفي المنطقة مستمرة حتى اليوم .

وقد عاشت مجتمعاتنا في هذه المنطقة في مختلف العهود قرونا عديدة بعيدا عن هذا المنطق الطائفي الظاهر اليوم ولم نكن نسمع بهذه الاختلافات والآراء الشاذة التي نبشت من بطون التاريخ ليستغلها أعداء أمتنا في صناعة الفرقة والبغضاء بين أبنائها، ولم يكن هناك صراع على السلطة والحكم بين الأحزاب الدينية الطائفية وغيرها من أنظمة الحكم والجماعات السياسية وكانت الدعوة هي الغالبة على توجه الحركات الدينية، وكان المسلمون في أوطانهم مع غيرهم من شركائهم في الوطن تجمعهم القضايا العامة كالدفاع عن الوطن الإسلامي الكبير ومكانته في العالم، وقضاياهم الخاصة في الوحدة الوطنية والحياتية المشتركة". اضاف:" المطلوب لمواجهة هذه الحالة الطائفية الطارئة التي تهدد الاستقرار في بلداننا وعلاقاتنا مع الشعوب والأمم الأخرى في العالم أن يتحرك - بالدرجة الأولى - ولاة الأمر والحكام في دولنا العربية والإسلامية بالعمل على ترسيخ قواعد المواطنية التي تقوم على العدل والمساواة بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية، وبدعم خطاب الاعتدال الديني والعمل منهم على تنظيم التعليم الديني وإقامة المعاهد الدينية المشتركة، واعتماد الوسائل الإعلامية والقنوات التلفزيونية التي تنشر فكر الوسطية والاعتدال في المجتمع وبذلك نعزز ارتباط المواطن بالوطن والدولة ومؤسساتها". وقال:" والمطلوب منهم أيضا أن يعيدوا النظر في قوانين تشكيل الأحزاب على أسس دينية وطائفية، فإن الأحزاب يجب أن تقوم على أساس البرامج السياسية والإجتماعية والثقافية النابعة من مصلحة الوطن والمواطن.

وقد أثبتت التجربة للأحزاب الدينية والطائفية في مجتمعاتنا أن الحزب الديني والطائفي يساهم في الفرز الديني والطائفي بين أبناء الوطن الواحد،وبسبب سعي تلك الأحزاب إلى الحكم باسم الدين تعتبر نفسها المرجعية الوحيدة لتفسير الدين ولمصلحة الطائفة،وترى أن المخالف لها مخالف للدين، والموافق لها موافق للدين، فتكون هي المحتكرة للرؤية الدينية ذات البعد الطائفي في مجتمعها وهي التي تعمل على توظيفها في مشاريعها السياسية وطموحاتها السلطوية". وتوجه الى الاشباب بالقول:" أنتم أمل الأوطان، وأمل الأمة في بناء مستقبلها وتعزيز مكانتها والوصول بها إلى موقعها الريادي اللائق بها في العالم، وأنتم تعلمون -أيها الأمل الواعد- من خلال تاريخنا وقرآننا المجيد أن وحدة الكلمة كانت في أساس البنيان المرصوص لأمتنا الواحدة كما قال الله تعالى (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).

وإن حضورنا اليوم في مكة المكرمة يضعنا أمام دروس يجب أن نأخذها من الماضي الذي انطلقت منه الدعوة إلى الإسلام، حيث كانت الوحدة أهم التحديات التي واجهها الرسول عليه الصلاة والسلام في الجزيرة العربية التي كانت مسرحا للفرقة والانقسام، حيث كان الناس فيها يعيشون قبائل وعشائر وصراعات طويلة". تابع:" فتمكن النبي في تلك المرحلة أن يواجه تلك التحديات وأن يحول تلك الانقسامات الى وحدة، وقد نوه القرآن الكريم بهذا الإنجاز الكبير الذي تحقق كما جاء في قول الله تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم، إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)، قد أنعم الله على الأمة باجتماع شملها ووحدة كلمتها تحت راية التوحيد: ( قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) وقد قال بعض المصلحين أن : (كلمة التوحيد(لا إله إلا الله)هي في توحيد الكلمة". ورأى" أنه عندما انطلق النبي عليه الصلاة والسلام في عملية بناء الدولة في المدينة المنورة، أعلن عن وثيقة المدينة المنورة للعيش المشترك بين المسلمين وغير المسلمين وآخى بين المهاجرين والأنصار، ووحد بين الأوس والخزرج، وفي هذه إشارة واضحة الى أنه لا يمكن أن يكتمل البناء إلا من خلال ركائز الوحدة التي تعتمد على المؤاخاة والعيش المشترك بين كل مكونات المجتمع على اختلاف انتماءات أبنائه · ولذلك فإن المطلوب منا جميعا أن نبتعد عن كل عوامل الفرقة والإنقسام وأن ندرك أن وحدة الأمة هي من مقاصد شرع الله التي يجب علينا اعتمادها والتمسك بها، وبهذا المقصد الشريف يعرف شبابنا بطلان كل دعوة تريد جعلنا طوائف متصارعة ومذاهب متناحرة تحت شعار الدين، فإن الدين هو داعية وحدة وإلفة وليس داعية تمزيق وفرقة". وفي الختام، جدد الشكر لرابطة العالم الإسلامي وأمينها العام الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى على جهودهم في سبيل إعلاء كلمة الإسلام وجمع كلمة الأمة ونشر ثقافة السلم والإعتدال، سائلين الله تعالى لهم مزيد التوفيق والنجاح".

 

أرسلان بعد لقائه وهاب: علينا أن نتوحد جميعا بكل مشاربنا السياسية ونرحب بأي تنافس ديمقراطي

الخميس 13 كانون الأول 2018/وطنية - التقى رئيس كتلة "ضمانة الجبل" النائب طلال أرسلان، بدارته في خلدة، رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، وجرى عرض لآخر المستجدات السياسية.

بعد اللقاء قال وهاب: "غيابنا عن دار خلدة كل هذه المدة هو غربة قسرية وغير مبررة، لأن هذه الدار تعني لنا الكثير دار عطوفة الأمير مجيد أرسلان ودار عطوفة الأمير طلال أرسلان الذي وقف معنا في لحظة تاريخية لا يمكن نسيانها وهذه اللحظة كان المقصود فيها الإساءة لكل فريقنا، وربما نحن لم نستدرك الأمر باكرا، لكن الأمير طلال عندما أتت اللحظة استدرك الأمر، ولذلك أقول اليوم هذه العلاقة هي علاقة ثابتة ونهائية مع هذا الدار وهذا البيت والأمير طلال، وطبعا سيتحول هذا اللقاء إلى مؤسسة، هي مؤسسة دار خلدة وهذه المؤسسة سيكون لها مشروع نهضوي شامل على الصعيد الدرزي، وهذا هو الأهم". اضاف: "هذا اللقاء اليوم ليس موجها ضد أحد، وكذلك لقاء خلدة لن يكون موجها ضد أحد، لكنه سيكون له دور نهضوي لأننا نعرف جميعا ما تعانيه الطائفة اليوم، أين هي الطائفة مما كانت عليه أيام الأمير مجيد وأيام كمال بك أيام العز السابق، نحن اليوم في حالة تقهقر كبيرة، وهذا التقهقر سببه السياسات التي اتبعت خلال الفترة السابقة، ومهمة لقاء خلدة أن يعيد لهذه الطائفة وهجها ووزنها على مستوى البلد والدولة والمنطقة، وهذا هو الأهم، ولمست عند الأمير طلال أن الهم هو هم الطائفة هم كل فرد من أفراد الطائفة، كائنا من كان وأيا كان انتماؤه فلا تهمنا الإنتماءات، نحن بالإضافة إلى الدور الوطني الذي سيقوم به لقاء خلدة، هناك دور على صعيد الطائفة ونحن نعتقد بأن الأمير طلال هو المؤهل بالقيام بهذا الدور وقيادته، وهو القادر على أن يكون على مسافة من كل الدروز، خاصة وأن هم الدروز يشغله ليس في لبنان فقط بل على مستوى المنطقة".

ارسلان

من جهته، قال أرسلان: "لن أضيف على ما قاله الأستاذ وئام لكن لا شك أن حادثة الجاهلية لها أبعاد كبيرة، وأنا اعتبرتها طعنة موجهة إلى كل شريف في هذا الجبل، ولم أنظر لها من منظار الحسابات السياسية الخاصة والشخصية، بقدر منظاري لمصير الطائفة ومصير الأحرار في هذه الطائفة الذين لهم آراءهم الخاصة، واعتبرت أن سياسة الإلغاء وسياسة الإستبداد وسياسة الإحتكار وسياسة الهيمنة وسياسة التسلط وسياسة استخدام الدولة لتصفية حسابات حزبية أو شخصية أو خاصة على حساب الناس أمر لا نقبل به لا بتربيتنا البيتية ولا بقناعاتنا السياسية ولا بأخلاقنا السياسية، وفي أيار 2008 لم نرض الإستفراد بوليد جنبلاط، وكان لنا موقفا في ذلك الوقت، علما أنه لم يكن ثمة أي علاقة بيننا، وهنا لا أقصد التشبيه، إنما لم تكن تربطنا أي علاقة آنذاك بجنبلاط، وشعرت أن الواجب يقضي مني بأن أتخذ موقفا لحماية هذه الطائفة والبلد من الإنقسامات، وموقفي بموضوع الجاهلية ليس موجها ضد أحد أو لتصفية حسابات مع أحد على حساب أحد، إنما هذا هو المنطق الذي يفرضه علينا ضميرنا ووجداننا وأخلاقنا، والترفع عن الأنانية الشخصية لننظر إلى وضع هذه الطائفة وندرك أنه من المعيب أن نبقى في هذا المستنقع، ويجب أن تكون دعوتنا أشمل وأوسع وذات امتداد أكبر، فالطموح لا ينتهي والتقدم والزمن أيضا".

اضاف: "وعلينا مسؤولية تاريخية تجاه أولادنا ومستقبل الأجيال القادمة، فماذا سنقدم لها؟ الإسم فقط؟ لا يكفي الإسم. هناك طموح لدى الشباب، وأصبح هناك تقهقر وتراجع مخيف في الوضع الدرزي على مستوى الدولة، وعلينا أن نتوحد جميعا بكل مشاربنا السياسية، إشتراكية وديمقراطية وقومية وتوحيدية أو حركة النضال أو الشيوعية، إلخ، كي نحافظ أولا على بقاء الطائفة ووجودها، ثم يمكن التنافس على أي شيء إنما قبل علينا الحفاظ على بقاء الطائفة وحماية حقها وحق أبنائها، فلم يعد هناك أي شيء، والتنافس على تعيين 10 شبان في الأمن الداخلي أو الجيش أو الأمن العام..الخ ؟، فمقابل هؤلاء ثمة المئات بل الآلاف الذين يتقدمون للدخول إلى مؤسسات الدولة، ماذا نفعل بهم؟ وماذا نفعل بكل الذي يتخرجون من الجامعات ويحملون الشهادات العليا؟ هل نرسلهم إلى الخارج؟، هذا الواقع غير مقبول ولن نتعايش معه".

وتابع:"دعوتي الى الجميع أن يتفضلوا ويشاركوا في تقديم الأفضل والأحسن لمجتمعنا وأهلنا، وبعد ذلك نرحب بأي تنافس ديمقراطي، إنما الوضع أصبح مقرفا وغير مقبول على الإطلاق، ومن الآن نحن سندرس كافة الطروحات لنرى ما هو مناسب، إن كان على مستوى مشيخة العقل أو على مستوى المجلس المذهبي أو على مستوى الأوقاف والوظائف العامة أو الإستثمارات وإنفتاح الجبل وإعادة الحياة الإقتصادية اليومية إلى الجبل، فالجبل لا يمكن أن يستمر كذلك، وينعزل عن كل الدورة الإقتصادية والإنمائية في البلد، وأن يستمر في الزراعة فقط، فهناك جيل جديد في الجبل لديه طموحات واسعة، وفي الإيام القادمة سنعمل على أن تكون الأوضاع أفضل، وأن نأتي للطائفة والجبل بما يرضيهم في المضمون وليس في الشكل. والتعصب والتفرد والإنعزال تولد التهجير، وكل أقلية تنعزل على نفسها مصيرها الإنقراض والتهجير، وهذا أمر خطير، فلذلك عندما أخذنا قرارنا السياسي والإستراتيجي بالتحالف مع المقاومة ومع سوريا وما يمثل أخي الرئيس الدكتور بشار الأسد، من حماية لهذه المنطقة، من الإرهاب التكفيري ومن العدو الصهيوني ومن طموحات تقسيمية للمنطقة والتي نواجهها جميعا، هو لتحديد أن الأفق الدرزي ليس محدودا والدروز هم أساس في هذه المعادلة على المستوى الإقليمي والدولي، لحماية أنفسهم ضمن الهوية الوطنية العربية التي تحميهم وتحفظهم وليس ضمن الهوية التقوقعية المذهبية الطائفية التي تريدها إسرائيل والتي نرفضها جملة وتفصيلا".

 

نواف الموسوي هنأ بإقرار قانون تعديلات على قانون التجارة البرية

الخميس 13 كانون الأول2018 /وطنية - هنأ عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي اللبنانيين، ب"إقرار اللجان النيابية المشتركة مشروع قانون تعديلات على قانون التجارة البرية"، وأمل "أن يؤدي تصديق هذا القانون في الهيئة العامة، إلى تحسين فرص الشباب اللبناني في الخوض في المجال التجاري على النحو الذي سهله القانون، حين ذلل كثيرا من العقبات التي كان يمكن أن تشكل إعاقة بيروقراطية أمام ولوجهم إلى هذا القطاع الحيوي".

وفي مداخلة له في اجتماع اللجنة المشتركة، شدد على أن "أهمية هذا القانون تكمن بعد تصديقه في تطبيقه، وأن أول الخطى التي من البديهي أن تخطى، هي في تنظيم العلاقات التجارية بين لبنان وسوريا، لأن الشقيقة سوريا هي المتنفس البري الوحيد للبنان، ما دامت فلسطين محتلة في تجارته مع العالم العربي". واعتبر النائب الموسوي أن "بإمكان الوزراء حتى في مرحلة تصريف الأعمال، الاتصال بنظرائهم السوريين من أجل تسهيل الأعمال التجارية لرجال الأعمال والمزارعين والصناعيين اللبنانيين الذين يحتاجون بالفعل إلى أنظمة تسهل تجارتهم نحو العمق العربي، لا سيما عبر معبر نصيب". ولم يجد النائب الموسوي داعيا للربط "بين تشكيل الحكومة وبين تسهيل تنظيم العلاقة مع الأخوة السوريين، إذ أن هذه العلاقة لطالما كانت أعلى من أن تكون مرتبطة باضطراب هنا أو اضطراب هناك، لأنها تستند إلى ركيزة ثابتة من علاقات الأخوة والتعاون والتنسيق، لا سيما ان لبنان يرتبط مع الشقيقة سوريا بمعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق التي ما زالت قائمة وهي التي تؤمن الإطار القانوني لنظم العلاقات بين البلدين الشقيقين".

من جهة ثانية، قال النائب الموسوي في تصريح صحافي: "إنني لا أعلم من الذي فهم أنني لا أقبل بإمكانية الزواج قبل الثامنة عشرة للفتيات، قد يكون لم ينتبه، فالذي قلته هو أن الدستور لا يزال في مادته التاسعة ينيط شؤون الأحوال الشخصية بالمرجعيات الدينية للطائفة، وعليه فإن أي تشريع في المجال المدني يشكل في نحو من الأنحاء اصطداما أو تناقضا مع الدستور، ولذلك عندما كان يناقش هذا الموضوع في لجنة الادارة والعدل، طلبنا من الذين تقدموا بالاقتراح ان يسألوا المرجعيات الدينية، فجاءنا جوابان من دار الفتوى ومن مشيخة العقل الدرزية برفض الاقتراح الذي كان مقدما، وفي ما يتعلق بالمرجعية الشيعية فلم نسمع رأيا". أضاف: "إن ما قلته في المؤتمر هو أن الشيعة يقولون بسن الرشد في زواج الفتاة، وهنا سؤال يطرح من الذي يحدد سن الرشد؟ فنحن أحلنا هذا الأمر بطبيعة الدستور الى المرجعية الدينية التي تقرر في هذا الصدد، وعليه فإننا لم نرفض ولم نوافق، لأن هذا الموقف ليس متعلقا بنا، بل هو متعلق بموجب الدستور بالمرجعيات الدينية، وبالتالي إذا كان هناك نية لتغيير الدستور لا بأس، أي أنه إذا تأمن للذين ينادون بهذا الأمر اكثرية الثلثين في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب، فليفعلوا ذلك، ولكن نحن نعمل بما تقرره المرجعية الدينية".

 

دريان التقى مفتي السعودية في مكة: التضامن والوحدة الطريق السليم للتصدي للغلو والتطرف

الخميس 13 كانون الأول 2018 /وطنية - التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، خلال مشاركته في المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية في مكة المكرمة، مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.

واكد المفتي دريان "أهمية التعاون وتعزيز العلاقات بين دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ودور الإفتاء في المنطقة العربية والإسلامية وفي كل أنحاء العالم وخصوصا مع دار الإفتاء في المملكة لما يعود بالنفع والخير على المسلمين في شتى أقطار العالم".وشدد على "ان التضامن والوحدة بين المسلمين هما الطريق السليم للتصدي لكل أنواع الغلو والتطرف في الدين". وقد نظمت رابطة العالم الإسلامي للمفتي دريان وكبار العلماء والشخصيات المشاركة في المؤتمر العالمي زيارة الى داخل الكعبة المشرفة بعد ان فتح بابها تكريما للضيوف الذين أدوا الصلاة بداخلها، "سائلين الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة ونشر السلام في العالم".

 

المجلس الاعلى للروم الكاثوليك: للعودة إلى الأصول وتغليب المصلحة الوطنية لتشكيل الحكومة

الخميس 13 كانون الأول 2018 /وطنية - عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك اجتماعها الدوري الشهري في المقر البطريركي في الربوة، في حضور نائب الرئيس الوزير ميشال فرعون، المطران ميخائيل أبرص والنائبين: سليم خوري وادغار معلوف، والأمين العام لويس لحود، أمين الصندوق فادي سماحة بغياب البطريرك يوسف العبسي الموجود في بولونيا. وأصدر المجتمعون بيانا عبروا فيه عن "قلقهم حيال التمادي في تأخير تشكيل الحكومة، وعن إعتماد أعراف جديدة في عملية التشكيل بعيدة عن الأصول الدستورية والصلاحيات المناطة بكل من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة المكلف"، وطالبوا الأفرقاء جميعا "بالعودة إلى الأصول وتغليب المصلحة الوطنية على ما عداها". وأشار البيان إلى أن "الوضع الاقتصادي المهدد بالتداعي، بالاضافة إلى الأوضاع الاجتماعية والمالية والإهتراء الحاصل في الإدارة والفساد والمحسوبية وتنامي الدين العام، وغياب المعالجات الجذرية لمشكلة الكهرباء والنفايات وغيرها تتطلب قيام سلطة تنفيذية تأخذ على عاتقها معالجة هذه المشاكل والأوضاع وتنهي مخاطر انزلاق الاستقرار الحكومي". وأعرب المجتمعون عن "قلقهم وخشيتهم من الكلام الذي صدر عن وزير خارجية الفاتيكان بول غالاغر لجهة عدم الرغبة الدولية في إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم"، وطالبوا المسؤولين "بوضع خطة واضحة لعودة النازحين وعدم ربطها بالحل السياسي". وتمنى المجتمعون للمطران جورج بقعوني "النجاح في مهامه الجديدة في أبرشية بيروت وجبيل وتوابعها للروم الكاثوليك، وشكروا المطران كيرلس بسترس على الخدمة الصالحة التي قدمها للأبرشية". وفي الختام، هنأ المجلس اللبنانيين والمسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، وشدد على قيم العيد من سلام ومحبة ورجاء، آملا "ان تجمع اللبنانيين وتسهل تجاوز المحن المتعددة التي يعانون منها".

 

الحريري في حوار بمركز شاتهام هاوس في لندن بعنوان لبنان رؤية نحو المستقبل : معظم العقد التي كانت تؤخر التشكيل ذللت باستثناء واحدة نعمل على حلها

الخميس 13 كانون الأول 2018 /وطنية - امل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان يتم تشكيل الحكومة قبل نهاية العام الحالي، مشيرا الى "ان معظم العقد التي كانت تؤخر التشكيل قد ذللت باستثناء عقدة واحدة نعمل على حلها".

واعرب الرئيس الحريري عن امله في تحسن الوضع الاقتصادي في لبنان بعد تشكيل الحكومة وتسريع الخطى لتنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" والبدء بورشة النهوض الاقتصادي وتطوير البنى التحتية وخلق فرص العمل للشباب والاستعداد للمرحلة المقبلة في المنطقة.

واكد الرئيس الحريري تمسك لبنان بتنفيذ القرار 1701 بحذافيره مستبعدا حدوث اي تصعيد في الوضع في جنوب لبنان، لافتا الى ان "الجيش اللبناني يتعاطى مع ما اثير حول موضوع الانفاق على الحدود الجنوبية"، مشددا على "استمرار الخروقات الاسرائيلية للقرار المذكور باستباحة الاجواء والمياه الاقليمية اللبنانية".

كلام الرئيس الحريري جاء خلال حوار اجراه بعد ظهر اليوم في مركز شاتهام هاوس في لندن تحت عنوان"لبنان رؤية نحو المستقبل" حضره الوزير غطاس خوري والنائب باسم السبع والسفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ واعضاء الوفد اللبناني.

استهل الحوار بكلمة لمدير المركز روبين نيبليت رحب فيها بالرئيس الحريري وتحدث فيها عن دور لبنان في المنطقة في المستقبل والجهود المبذولة لاعادة النهوض باقتصاده من جديد.

ثم تحدث الرئيس الحريري فقال: "انه من دواعي سروري ان اكون بين هذا الحضور المميز واشكر شاتهام هاوس والدكتور نيبليت لاستضافتي .انا هنا في وقت معقد جدا في لبنان والمنطقة. لقد أجرينا الانتخابات النيابية في أيار الماضي، وهي الأولى منذ تسع سنوات. وقد اتفقنا، الرئيس ميشال عون وأنا، على أهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي، عبر تقوية مؤسساتنا والإصلاح في المؤسسات، ضمن احترام دستورنا وديمقراطينا. ومنذ شهر أيار، وأنا لم اوفر جهدا من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، واجريت مشاورات من أجل التأكد من تمثيل عادل في الحكومة. أنا رجل صبور، ومستعد للانتظار لإيجاد الحل، والبعض لا يعجبه هذا الأمر، لكن الأمر لا يتعلق بي أنا بل يتعلق بلبنان.

بلدنا لا يتحمل أن يبقى من دون حكومة تستطيع أن تحميه من الاضطرابات الإقليمية ومن الانهيار الاقتصادي. أنا متأكد من أننا سنصل إلى تشكيل حكومة قريبا، لأن الجميع يعني أن الحاجة إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي أهم من أي أجندة سياسية.

ان لبنان لا يزال واحة من السلام والاستقرار. لقد اختبرنا وعشنا الحرب الأهلية، قبل كل الدول في المنطقة بكثير، وتعلمنا العديد من الدروس منها. أنا شخصيا أعمل بجهد على عدم عودة النزاعات بين المكونات المختلفة. وعلى الرغم من أن الاتفاق الذي توصلنا إليه قد يكون صعبا ومعقدا، لكننا يجب أن نتذكر أنه الاتفاق الذي تطمح للوصول اليه أكثرية دول المنطقة اليوم. لنصل إلى الجزئية الصعبة. لبنان يعيش اليوم في منطقة صعبة جدا ومعقدة للغاية. علينا أن نعمل جاهدين من أجل أن نتفادى توسع النزاعات في سوريا لكي لا تصل إلى لبنان، وأن نتفادى التصعيد الذي يبدو أن حكومة نتنياهو مصرة عليه. هذه المهمة يصعبها وجود 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، وأكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني، والاتهامات التي أطلقتها إسرائيل مؤخرا ضد لبنان.

ولكي أعطيكم فكرة عن حجم الأزمة، فهي وكأن المملكة المتحدة تستضيف 33 مليون لاجئ على أراضيها اليوم. فنحن في لبنان لدينا 4 ملايين لبناني وحوالى مليوني لاجئ. هذا الأمر احدث ضغطا كبيرا على بنانا التحتية وخدماتنا الأساسية ووضعنا المالي. نحن نتلقى المساعدة الإنسانية التي نرحب بها، ولكنها ما زالت غير كافية، كما أننا نعمل بجهد من أجل تعبئة الأسرة الدولية لتقوم بدورها باعتبار أن لبنان يؤمن خدمة عامة للمجتمع الدولي والعالم.

وقال :"جيشنا وقوانا الأمنية في حالة تأهب دائم لمنع أي تسلل للارهابيين، ونحن نقف بقوة أمام المتطرفين والتطرف ونواجه التصعيد الإسرائيلي عبر التزامنا بالقرارات الدولية، ومنها أساسا القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة. نحن نعتبر أن الجيش اللبناني هو المدافع الوحيد عن سيادة لبنان، ونحن في عملية حوار ثنائية لنتفق على استراتيجية وطنية للدفاع في لبنان، ما إن تتشكل الحكومة الجديدة.

في الكثير من النزاعات العربية، اعتمدت الحكومة المستقيلة سياسة النأي بالنفس، وهذه السياسة سيتم الإبقاء عليها في الحكومة المقبلة. ان لبنان ما زال مصدر استقرار في المنطقة، وموقفنا تجاه القضية الفلسطينية هو موقف الإجماع العربي الذي تم اتخذ في مبادرة السلام العربية لعام 2002. نحن لا نرى حلا سوى حل الدولتين، والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وضمان حق العودة للفلسطينيين. هذه النقطة الأخيرة تهمنا إلى حد كبير، لأن دستور لبنان يمنع توطين اللاجئين الدائم في بلدنا، وهذا سيبقى أمرا نتمسك به. ان للبنان دورا أساسيا في المنطقة كنموذج من التعايش والتسامح، وهو جدار دفاعي بوجه التطرف. لطالما كان لبنان مختبر الابتكار في العالم العربي. وفي هذه المرحلة من التكنولوجيات المدمرة والانتقال إلى الاقتصاديات الجديدة، من المهم أن نحافظ على هذا الدور.

ان حكومتي السابقة بدأت منذ سنتين بوضع الأسس الجديدة في مجال الاتصالات، والحكومة الجديدة سوف تستمر على هذا المسار. وأنا متأكد من القدرة اللبنانية على الابتكار، ومن أن الرأس المال البشري في لبنان سيتولى هذه المهمة بنجاح".

حوار

ثم دار الحوار التالي بين الرئيس الحريري والحضور:

سئل: هل يمكنك أن تقول لنا بعض الأمور عن الوضع الحالي للبنان في مجال الاقتصاد؟ وكم من المهم أن تكون لديكم حكومة تعمل بشكل طبيعي من أجل جذب الاستثمارات ومواجهة التحديات الاقتصادية؟

أجاب: ما قمنا به هو التالي: نحو نعيش ظروفا فريدة من نوعها لزيادة النمو في ظل وجود مليون لاجئ سوري، وقد حققنا نموا بنسبة واحد في عامي 2014-2015 والوضع مستقر. ولزيادة النمو ومواجهة البطالة بين الشباب اللبناني، كان علينا أن نفكر بشكل ابتكاري وأن نرى أين يمكننا أن نستثمر الأموال ونخلق فرص العمل بسرعة لكي ننتقل بالاقتصاد إلى مكان أفضل ونؤمن النمو الاقتصادي الذي سوف يؤثر على نسبة الدين العام مقابل إجمالي الناتج المحلي، وبالتالي يحسن الاقتصاد بشكل عام.

أردت أيضا أن أخبركم أن لبنان لطالما استخدم تاريخيا اليد العاملة السورية في عمل البنى التحتية التي قمنا بها بداية التسعينيات، حيث كان هناك ما بين 600 إلى 800 ألف عامل سوري يعملون في لبنان في مجال الزراعة والبنى التحتية. فكرتنا هي أن نحقق الاستقرار الاجتماعي في لبنان، خاصة مع وجود 1.5 مليون لاجئ سوري، لنتأكد من أن الشباب اللبناني يستفيد من فرص العمل.

في مؤتمر سيدر، قدمنا عددا كبيرا من المشاريع والإصلاحات، وقد عملنا مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وجلسنا مع هذه المنظمات ودرسنا كل مشروع، وأخذنا بمشورة صندوق النقد الدولي حول الإصلاحات الضريبية والمالية، واتفقنا قبل الذهاب إلى سيدر على كل الإصلاحات والمشاريع التي سنطبقها، والحمد لله حصلنا على الأموال التي طالبنا بها.

ومنذ الانتخابات وحتى اليوم، ونحن نعمل على الأرض. صحيح أن الانتخابات حصلت لكن العمل لم يتوقف. فعلى سبيل المثال، وبما أننا ظننا أن بعض الإصلاحات كان لا بد من اقرارها والموافقة عليها بعد "سيدر"، احلنا عددا من القوانين الى البرلمان، حتى في ظل حكومة تصريف الأعمال، وتم اقرار 14 قانونا تقريبا، وذلك بفضل الاتفاق بين مختلف الأطراف المختلفة على تسريع الاصلاح. وأعطيكم مثالا على ذلك، بسبب البيروقراطية في لبنان، عندما نحصل على قرض من البنك الدولي، كان الأمر يستغرق سنة أو سنتين لوصول هذا القرض والاستفادة منه. أما اليوم فبات الأمر يستغرق شهرا أو 3 أسابيع. والجميع بات يعرف في لبنان أننا لن نستطيع تحمل العبء الاقتصادي إن لم نخلق فرص عمل جديدة للبنانيين، ولبنان لا يمكن أن يستمر العمل بالطريقة التي كانت سائدة قبل عشر سنوات أو أكثر. بالأمس، في البرلمان وفي اللجان المشتركة، اتفقنا أخيرا على تعديل القوانين التجارية التي تعود إلى العام 1958، وذلك بعد ستين عاما على وضعها.

سئل: كيف سينعكس ايجاد حل للازمة السورية على اعادة اطلاق الاقتصاد في لبنان؟

اجاب: سوريا تشكل ممرا لنا نحو العراق والأردن ودول الخليج، وهذا أمر مهم جدا بالنسبة إلينا. لكن 1.5 مليون لاجئ يشكلون عبئا كبيرا على اقتصادنا وبيئتنا ونسيجنا الاجتماعي. وقد قضت استراتيجيتنا بالاستثمار في البنى التحتية وتجهيز لبنان كمنصة لكي تأتي الشركات الكبيرة، من بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي، لتستثمر في لبنان أو تحوله إلى مركز لها من أجل أن تقوم هي بعملية إعادة الإعمار في سوريا أو العراق أو حتى ليبيا. فلبنان بلد متعدد الثقافات، ونحن نطمح لتسهيل العمل وبيئة الأعمال في لبنان. لذلك نريد أن نحوّل لبنان إلى مركز خدمات للشركات الدولية، ونحرص على أن يتحول إلى منصة تؤمن كل الحاجات المطلوبة من إنترنت إلى طاقة إلى أي شيء تحتاج إليه هذه الشركات الكبرى. وسوريا تشكل سوقا كبيرا بالنسبة إلينا، كما هو الحال مع العراق أيضا، فهناك الكثير من الأعمال التجارية بين لبنان والعراق ونريد أن نعزز ذلك أثر فأكثر.

سئل: داخليا، بمنظورك كيف تفسر تراجع تمثيل تياركم في الانتخابات الأخيرة، ما سمح لحزب الله التدخل أكثر في عملية تشكيل الحكومة المستقبلية، فما هي احتمالات تشكيل الحكومة بشكل قريب وما هي التنازلات الممكن تقديمها؟

أجاب: أظن أنه بعد هذا الحديث سوف نشكل الحكومة قريبا جدا، خاصة إن لم أخطئ في الإجابة على أسئلتك. طبعا، الحكومة مهمة جدا، ولكن بالنسبة إلي التركيز هو على كيفية تفعيل مؤتمر سيدر. تشكيل الحكومة سيشكل دفعا مهما جدا إلى الأمام، لكنني اليوم جئت إلى لندن والتقيت عددا من السياسيين والمؤسسات المالية والتجارية، وبالتالي يمكن العمل حتى في ظل حكومة تصريف أعمال، وقد اتفقنا مع البرلمان على صيغة معينة لتمرير القوانين، في ظل حكومة تصريف الأعمال.أظن أن الأمر بات قريبا، وقد وصلنا إلى المئة متر الأخيرة قبل تشكيل الحكومة.

سئل: من هو المسؤول عن جبال النفايات التي تلوث البيئة اللبنانية وتسرب المجارير إلى الشوارع والبحر ومن هو المسؤول عن تحسين هذا الوضع ومكافحة الفساد؟

أجاب: بعد اغتيال والدي، انقسم البلد بشكل كبير، الناس توقفوا عن الإصغاء إلى بعضهم البعض، وباتوا يتواجهون مع بعضهم البعض، حتى قررنا في العام 2016 القيام بمبادرتين من أجل وضع حد لهذا الانقسام العمودي في البلد، حيث سميت مرشحا لرئاسة الجمهورية ، وفشلت المبادرة الأولى لكننا نجحنا في المبادرة الثانية مع الرئيس ميشال عون، ما أدى إلى خلط الأوراق على الساحة السياسية.

المشكلة هي أنك إذا أردت أن تلوم شخصا معينا، يجب أن تلوم الجميع، لأننا سياسيا كنا ضد بعضنا البعض، وكلما تم تقديم مشروع من طرف كان الطرف الآخر يرفضه، وكلما عمل طرف على قانون ما كان الطرف الآخر يسعى جاهدا لإفشاله. ولكن بعد انتخاب الرئيس عون، قررنا جميعا أن نضع خلافاتنا جانبا، خاصة في ما يتعلق بالمسائل الإقليمية.

حزب الله لم يغير رأيي بإيران، وأنا لم أغير رأيه بالمملكة العربية السعودية أو دول الخليج وأهمية علاقاتنا مع بريطانيا أو الولايات المتحدة وكل هذه الدول، وأنا لم أغير رأيي بشأن طريقة حزب الله بالتعامل مع الأمور في المنطقة، لذلك قررنا أن نضع الخلافات الإقليمية جانبا وأن نركز على ما هو مفيد للبلد. لذلك تمكنا من اقرارالموازنة، بعد عدم التمكن من القيام بذلك على مدى 11 سنة، كما اتفقنا على قانون انتخاب، علما أنني عندما قبلت بهذا القانون لم أفعل كما يفعل كل طرف حين يوافق على قانون انتخابي يفيده، أنا وافقت على قانون الانتخاب هذا مع علمي أنه سيجعلنا نخسر بعض المقاعد.

إذا توقفنا في مكاننا فلن نتقدم إلى الأمام، علينا أن نقدم التنازلات. ما حصل في ملف النفايات وملف الكهرباء وغيرهما يعود كله إلى أخطائنا الماضية، أما الآن فقط اعتمدنا خطة جديدة للطاقة ولإدارة النفايات الصلبة وإستراتيجية جديدة للاتصالات، وكان علينا أن ننفق أموالا وصلت إلى 600 مليون دولار عام 2010 على ألياف الفايبر أوبتيكس والاتصالات، ولكن كان يجب أن نقوم بذلك منذ سنوات وأن نتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد لمساعدتنا في تطوير كل هذه الخطط. لقد تأخرنا، ولكننا نقوم بذلك الآن. وعلى أمل أنه مع تشكيل الحكومة الجديدة، سيتم حل الكثير من هذه المشاكل، لأنه باتت لدينا الآن استراتيجية لحلها.

سئل: لبنان ينعم بنظام مصرفي متين تاريخيا، وهو أكبر من القطاع الموجود في اليونان والأرجنتين، ولكن رأينا بعض التباطؤ بالإيداعات من 7.3 مليون إلى 2.5 مليار، وهذا يؤدي إلى تراجع في الاقتصاد. فما هي التدابير التي ستعتمدونها من أجل زيادة ثقة المودعين على المدى المتوسط؟ كما أن حاكم مصرف لبنان يعتزم إطلاق عملة لبنانية رقمية عام 2019، فإلى أي مدى ترون أن اعتماد العملات المشفرة سيساعد في تحسين الوضع الاقتصادي في لبنان؟

أجاب: هناك عدة أسباب أدت إلى انخفاض الودائع في البنوك اللبنانية. أولا الحوالات التي كانت تصلنا من دول الخليج انخفضت لأن دول الخليج نفسها تعاني اقتصاديا. هناك عدد أقل من اللبنانيين اليوم يعمل في الخليج، حتى الرواتب باتت أقل، وهي كانت ما بين 8 أو 9 مليارات من هذه المنطقة، فيما أصبحت اليوم 5 مليارات فقط. هذا جزء من السبب الذي يفسر تراجع الودائع في المصارف اللبنانية.

والسبب الآخر هو ارتفاع أسعار الفائدة في العالم. الولايات المتحدة زادت من نسبة الفائدة إلى 3.5 % الآن، وبالتالي ليس لبنان فقط من يعاني بل كل من يستخدم الدولار، والنقد في المنطقة قد تراجع. ما نريد اليوم أن نقوم به هو مزيد من الانفتاح على القطاع الخاص، لا سيما مع اعتماد قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص عام 2017، وهذا الانفتاح هو ما نسعى إليه في مجال الكهرباء وإدارة النفايات الصلبة، كما نريد أن نوسع أيضا المطار لكي يستقبل 15 مليون مسافر، علما أنه يستقبل الآن 6 ملايين مسافر. هذه المشاريع مهمة جدا لضخ الأموال في البلاد، بالإضافة إلى المشاريع التي تم اعتمادها في مؤتمر "سيدر"، وتمت دراستها من قبل البنك الدولي، وكل ذلك سوف يأتي بالأموال إلى البلد. كما أننا نتحدث مع عدد من الدول العربية وبعض الأصدقاء في أوروبا لنرى ما إذا كان يمكننا جذب بعض الودائع إلى مصرف لبنان. هذا المجهود الأخير بدأناه منذ أسبوع فقط، ولكن كل الخطط التي تحدثت عنها هي خطط سابقة.أما عن العملات الرقمية، فالحاكم رياض سلامة يجيب عن السؤال.

سئل: لماذا استغرق تشكيل الحكومة كل هذا الوقت؟ وكيف ستطبقون الرؤية والسياسة الخاصة بكم إذا ما عانيتم إلى هذا الحد لتشكيل الحكومة؟

أجاب: لقد اجرينا للتو انتخابات تطلب وضع قانون لها عشر سنوات، فإذا قارنا عشر سنوات بفترة الستة أشهر لتشكيل الحكومة نجد ان الامر مقبول وأنا متأكد من أن الحكومة سوف تتشكل قبل نهاية السنة أو عند بداية السنة الجديدة، لأنه لدينا بعض الوجوه الجديدة في البرلمان اللبناني وبعض الكتل الجديدة، وقد تغيرت الأمور ويجب أن نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار. البعض يظن أن هذه مسألة إقليمية أو غير ذلك. لكن إذا ما نظرنا إلى بعض الدول الديمقراطية مثل بلجيكا وألمانيا وغيرهما، فقد استغرق تشكيل الحكومة فيهما احيانا وقتا طويلا. أظن أننا اقتربنا من الحل. لا أعتقد أن المسألة إقليمية بل هي داخلية، لأن المعادلة تغيرت في البرلمان اللبناني وبات البعض يطلب المزيد، وأكثرية العوائق تم حلها وبقي هناك عائق واحد فقط.

سئل: هل تضع الجهات المانحة ضغطا من أجل تسريع تشكيل الحكومة؟

أجاب: طبعا، لا يختلف اثنان على ضرورة تشكيل الحكومة في لبنان، هذا أمر مفروغ منه. لذلك أظن أنه عندما يدفعنا البنك الدولي وتضغط علينا المنظمات الأخرى من أجل تشكيل حكومة فهذا لخير لبنان وصالحه. إن الضغط الذي نعاني منه جراء الأزمة الاقتصادية في لبنان يدفع الناس أكثر نحو المطالبة بتشكيل الحكومة بشكل أسرع. أكثرية الناس اليوم يؤمنون بالإصلاحات التي تم إقرارها في "سيدر" لأن الجميع بات يفهم أن الأمور لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه بل يجب أن نغير.

سئل: إسرائيل ليست بحاجة إلى ذريعة مثل موضوع الأنفاق لشن هجوم على لبنان. فهل ناقشتم هذا الاحتمال مع المسؤولين البريطانيين؟

أجاب: نعم، بما أن إسرائيل تهددنا. وبما أننا في تشاتام هاوس، فإذا سمعتم الأخبار اليوم وقرأتم بعض العناوين، سيسمعون بعض الادعاءات بأن حزب الله يحفر الأنفاق وانتهك القوانين الدولية. ولكن هل سمعنا يوما عن عدد الانتهاكات الدولية التي قامت بها إسرائيل؟ كم اعتداء قامت به على مياهنا الإقليمية وأجوائنا؟ هل تظنون أنه من العدل أن نسمع فقط الأمور من جهة واحدة؟ هل تظنون أنه من العدل ألا يتم تغطية انتهاكات إسرائيل في الإعلام في وقت يتم فيه انتهاك سيادة مياهنا الإقليمية من 10 إلى 12 مرة كل شهر؟ وأنه لدينا أراض ما زالت محتلة من قبل إسرائيل في مزارع شبعا؟

نحن في الحكومة نرى انه يجب تطبيق القرار 1701 بحذافيره، و لن نقبل أي شيء سوى ذلك. بالنسبة للأنفاق الجيش اللبناني سوف يعالج هذه المسألة ونقطة على السطر. أما أن نقول بكل وقاحة أن لبنان هو المسؤول عن كل ذلك، فأظن أن إسرائيل يجب أن تحاسب على الكثير من الانتهاكات التي قامت بها منذ صدور القرار 1701. فإذا قمنا بتعداد الشكاوى المقدمة من قبل لبنان إلى الأمم المتحدة ضد إسرائيل فلا يمكن أن نحصيها، ولكن ماذا حصل بكل هذه الشكاوى وما كان مآلها؟ لا شيء.

سئل: لبنان يشكل حالة فريدة، فهو لديه جيش ولديه بالمقابل جهة لا أعرف ماذا يمكن أن تسمى، هل هي حزب أو ميليشيا. فنحن نتساءل هل نتعامل مع دولة أو دولة داخل الدولة؟ هل تفهمون وجهة النظر هذه؟

أجاب: نعم أنا أفهم وجهة النظر هذه، لكن كم حربا شنتها إسرائيل ضد لبنان؟ لقد انسحبت إسرائيل عام 2000، ولكنها شنت حربا جديدة عام 2006 ونرى دائما بعض الاعتداءات وهناك اغتيالات ايضا. لكن هل أضعف ذلك حزب الله؟ في الواقع، عام 2006 كان حزب الله يقول أن لديه 10 آلاف صاروخ، وكانت إسرائيل تقول للعالم أنظروا لديه 10 آلاف صارخ، أما اليوم لا أعرف كم صاروخا لديه، ولكنه يقول أن لديه مئة ألف. إذا ماذا حققت الحرب في العام 2006 ؟ هل أضعفت حزب الله؟ إذا أردتم أن تحلوا هذه المسألة فهي مسألة إقليمية. أنا أقول دائما ، ان حزب الله مسألة إقليمية وليست لبنانية، هذه مسألة إيرانية، وإذا أردنا أن نعالجها فيجب أن نجلس إلى الطاولة ونرى كيف نحل مشاكل المنطقة. إذا أردنا أن نصنع السلام مع إسرائيل فهناك القرار الصادر عن جامعة الدول العربية، لكن نتنياهو لا يريد السلام. هذا ما أعتقده. نتنياهو يريد قطعة صغيرة من لبنان وقطعة من الجولان وقطعة من فلسطين وقطعة من الأردن.الجميع ذهب الى اوسلو وكان هناك اتفاق بين الحكومات ولكنه لم يُحترم هذا الاتفاق.لقد صدر عن القمة العربية عام 2002 مبادرة للسلام ولكن لم يتحقق شيئ، نحن نريد السلام ولا نريد الحرب، ولا أظن أن أحدا في المنطقة يريد الحرب، وأنا شخصيا، كشخص عانى من الحروب على بلده ومن الحرب الأهلية لا أريد الحرب. لكن ما الذي تريده إسرائيل؟

سئل: هل يمكنكم التحدث عما يحصل في حوض البحر المتوسط في ما يتعلق بالطاقة؟ وما هو رأيكم بالشركات التي تتعاملون معها من أجل المضي قدما بموضوع تطوير الطاقة والاستفادة منها؟

أجاب: أنت تتحدث عن النفط والغاز. أظن أن هذا العنصر سيغير اللعبة بالنسبة للكثير من الدول في البحر الأبيض المتوسط كلبنان وقبرص. فنحن دول لم ننعم يوما بالموارد الطبيعية، ودخولنا في هذا المجال اليوم لا بد أن يساعد الشعب اللبناني وشعوب المنطقة لتنتقل من مستوى إلى آخر. لكن يجب أن نكون حذرين من التوقعات التي قد نضعها في هذا الملف، يمكننا أن نتعلم من التجربة النروجية، حيث ظنوا في البداية أن لديهم نفط وغاز وتسرعوا في الاستثمارات وكادوا يفلسون دولتهم. لكن ما أنقذهم هو زيادة أسعار النفط في السبعينات. علينا أن نكون حذرين ويجب أن نستثمر في المواقع المناسبة. لقد فتح لبنان بعض البلوكات للاستثمار ورأينا شركة "توتال" وغيرها تستثمر، وهذا أمر جيد ونحن نستعد لجولة جديدة من المناقصات. كل هذا جيد جدا بالنسبة للبنان، وفي المؤتمر بالأمس في بريطانيا، تحدثنا للمرة الأولى إلى شركة BP وراينا أنها مهتمة بالاستثمار في هذه البلوكات، كما نرى اهتماما من الشركات الأخرى كالأميركية وغيرها وهي تريد أن تستثمر في هذا المجال أيضا.

سئل: قلتم سابقا أن نسبة مشاركة المرأة في الاقتصاد اللبناني تصل إلى 54% ولكن في الحقيقة أن نسبة تمثيلها في البرلمان لا تصل إلى 5%، فما هي نظرتكم لهذا الموضوع؟

أجاب: أن نصف النساء اللواتي يشكلن الـ5% هن من كتلتيالنيابية. هذا أولا، وثانيا، سأقول لك أمرا مضحكا: عندما عرضنا إقرار قانون الكوتا النسائية في المجلس النيابي، رئيس مجلس النواب نبيه بري وأنا، وكما تعرفون ان الرئيس بري شيعي وأنا سني، كنا الكتلتين الوحيدتين اللتين صوتتا من أجل هذه الكوتا، فيما الكتل المسيحية صوتت ضد هذا القانون.

نحن نسعى جاهدين لدفع الجميع لإقرار قانون الكوتا النسائية. لكن ما قمنا به في الحكومة هو أننا وضعنا قاعدة بأن أي تعيينات تتم، أكانت في المؤسسات العامة أو في أي تعيينات تقوم بها الحكومة فيجب أن تراعي الكوتا النسائية بنسبة 30% وحتى 40 و50% في بعض الحالات.

في بعض الأحيان الناس في لبنان يقللون من أهمية انتخاب المواطنين للنساء، وهذه مشكلة لدى الأحزاب على ما أظن. فعلى سبيل المثال، عندما اجرينا الانتخابات في تيار المستقبل، كانت لدينا بعض المراكز في عكار والضنية، وهي مناطق تعتقد أنها أكثر تشددا في مجال انتخاب المرأة، ولكن ما فاجأني هو أنه عندما انتخبوا راعوا الكوتا المطلوبة، أما في بيروت فلم نتمكن من تحقيق هذه الكوتا، حيث كان علي أن أعين النساء بنفسي لتحقيق الكوتا. لذلك يجب أن ندفع باتجاه هذا القانون الذي سيجبر الناس على انتخاب النساء بشكل أكبر.

سئل: ما هي مجالات التعاون الممكنة مع العراق، خاصة في المجال التجاري؟

أجاب: نحن نريد أن نفتح أسواقنا لكل أصدقائنا العرب. أنا ذكرت العراق بشكل خاص لأنني أحمل أيضا جزءا من الهوية العراقية واعرف أن العراق سوق مهم جدا ويمكننا أن نستفيد من تجربتهم لأنهم مروا بالتجارب نفسها التي مررنا بها في الماضي. نحن لم نركز على العلاقات الاقتصادية بما فيه الكفاية مع العراق، أما الآن فقد حان الوقت لأن نركز على دول مثل العراق ومصر والمغرب ولا بد للبنان أن يفتح أسواقه لكي تدخل إليها دولا أخرى وشركاء جددا.

سئل: كيف ستكون ردة فعلكم إذا نفذ نتنياهو تهديداته؟ وكيف هي علاقتكم مع المملكة العربية السعودية وكيف تطورت في الأشهر الثلاثة الماضية؟

أجاب: إذا حصل اي اعتداء فلا بد من القيام بردة فعل مناسبة. كنت آمل أن يعدنا بأمر جيد أو إيجابي مثل السلام مع الفلسطينيين بدل التوجه إلى الحرب، لكن إذا ما قررت إسرائيل أن تشن حربا على لبنان، فسوف أقول لكم أمرا واحدا: الحرب لم تجد نفعا من قبل، الطريق الوحيد لحل ازمة المنطقة هو الحوار والسلام . في الماضي كان هناك رجل يريد السلام في إسرائيل وهو إسحاق رابين لكنه قتل، فيما نتياهو لا يريد السلام. هو يتحدث عن السلام ويتوعد بأمور خطيرة وسيئة وهذه هي المشكلة.

بالنسبة للمملكة العربية السعودية فقد كنت متواجدا هناك منذ فترة وجيزة، وطبعا نحن ندين ما حصل مع الصحافي جمال خاشقجي، والحكومة السعودية تدين أيضا ما حصل وكذلك العالم بأسره أدان هذا الأمر. وقد ألقت المملكة القبض على الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الجريمة، وقاموا بما يجب عليهم القيام به ولكن الآن اخذت طريقها الى العدالة.

علاقتي اليوم جيدة جدا مع المملكة العربية السعودية، كما أن السوق السعودية مهمة جدا بالنسبة للبناني، وقد أعددنا عددا من الاتفاقيات التي سوف نوقعها مع المملكة ما إن تتشكل الحكومة اللبنانية، وسترون خطوات جدية من قبل المملكة لمساعدة لبنان اقتصاديا. ففي مؤتمر "سيدر" خصصت المملكة مليارا من أجل لبنان، ولا أعتقد أن العلاقة يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه اليوم.

سئل: هل تظنون انه بعد مقتل جمال خاشقجي حدث تحول في سيطرة بعض الدول على المنطقة وهل حصل تغيير في السياسة الخارجية السعودية وهل هناك تغيير في الديناميكيات الاقليمية بعد مقتل الخاشقجي واعادة فرض العقوبات الاميركية على ايران؟

اجاب:اظن ان انسحاب الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي الايراني هو قرار اميركي وترون تداعيات ذلك على المنطقة بشكل واضح فاسرائيل تعاني اقتصاديا وبعض الصادرات التي كانت تصلنا من ايران توقفت . ايران لديها تحد كبير لتواجهه ولكن في الوقت نفسه نرى المحادثات لحل الازمة اليمنية وانهاء الحرب فيها وهذا لخير المنطقة.

انا اؤمن بالحوار وبالسلام والطريق الى الامام تمر عبرهما، ولكن يجب ان يكون لديك طرفان جاهزان للتفاوض على الطاولة، اذ لا يمكن اجراء مفاوضات سلام من طرف واحد.ان مستوى التوتر عالي جدا وانا اخشى من ان اي خطأ يرتكب من قبل اي دولة في المنطقة اذ ستكون له تداعيات خطيرة. لبنان دولة صغيرة ولكنه استطاع ان يصنع معجزة صغيرة بعد سنوات من الحرب، فقد استطعنا ان نقاوم التوتر الذي تشهده سوريا منذ سبع سنوات. وفيما عدا مسالة حزب الله الذي قاتل الى جانب النظام السوري فان عدد المتطرفين الذي ذهبوا من لبنان الى سوريا بالمقارنة مع دول عربية واوروبية اخرى، كان عددا قليلا جدا، فنحن نتحدث عن 150 مقاتلا تقريبا في السنوات السبع للنزاع، وهذا امر جيد. نحن لدينا البرامج المناسبة لتوعيبة الشباب ليعرفوا انه لا يجوز التدخل في هذا النزاع بشكل متطرف.

سئل:ما هي رسالتكم لملايين اللبنانيين الذي هاجروا من لبنان سعيا لمستقبل افضل؟

اجاب:اقول لهم ان لبنان منقسم داخليا على المستوى السياسي، ودعوتي للانتشار اللبناني هو ان ينسوا من هو الشخص الذي يتولى السلطة، ايا كان. فالانتشار اللبناني هو نقطة القوة في لبنان، واذا انقسم المغتربون فلن يتمكنوا من مساعدة بلدهم، يجب ان يركزوا على كيفية مساعدة لبنان ويجب ان نتعلم من دول اخرى .وساعطي مثالا على ذلك، ففي احد الايام كان الرئيس سليم الحص رئيسا للحكومة وكان ينوي زيارة السعودية فقلت لوالدي انني ساعمل على افشال زيارته فقال لي على العكس، يجب ان نساعده على ان يكون رئيس وزراء ناجحا وان لا نعرقل عمله.

فعوضا عن ان نغرق في النزاعات بين الاحزاب اللبنانية، على المغتربين ان يتعاونوا في ما بينهم. واعتقد ان لبنان يسلك الان الاتجاه الصحيح، فلدينا خطة "سيدر" وخطط اخرى واذا لم نطبق هذه الخطط يجب ان يعاقبنا الشعب بعدم التصويت لنا في المستقبل.

سئل: هل تعتقد ان الحكومة ستتشكل قريبا؟وهل سنواجه اي اعتداءات اسرائيلية على الجنوب؟

اجاب: بالنسبة للحكومة نأمل ان تتشكل قبل نهاية السنة وبالنسبة للسؤال الثاني فلا اعتقد انه ستحصل اي مواجهات فيالجنوب، فلا احد يريد الحرب في لبنان وهذه هي الرسالة التي اوصلناها الى الاميركيين والى الجميع. نحن لا نريد اية صدامات وكما قلت ان لبنان هو مكان جيد للاستثمار ولذلك اقول لكل من يريد الاستثمار فيه اننا منفتحون على ذلك.

سئل: كيف تنظرون الى الازمة السورية وكيف ستؤمنون عودة حزب الله الى لبنان؟

اجاب:اعتقد ان عددا كبيرا من مقاتلي حزب الله قد عاد الى لبنان، فقد كانت لديهم قوة كبيرة في سوريا تصل الى 15 الف فرد ولكنهم خفضوها الى 3 الاف او الفين، وهذا ما يقوله الحزب وما نعرفه من استخباراتنا وبعض الاستخبارات الاجنبية.

اما بالنسبة لسوريا فوضع النظام السوري اليوم مشابه لوضع صدام حسين بعد حرب الخليج حيث اخرج من الكويت ووضع العراق تحت رعاية الامم المتحدة واليوم سوريا هي تحت سلطة روسيا والاميركيين والايرانيين وتركيا وغيرهمايضا، واسرائيل تحتل هضبة الجولان. لذا اعتقد ان وضعه سيكون ضعيفا جدا، اذ عليه الاصغاء الى الروس وغيرهم، الا اذا تم وضع دستور جديد في سوريا كما وعد الجميع،فيصار من خلاله الى تحقيق تمثيل صحيح للشعب السوري. ولكن الامر لا يزال غامضا ، لقد قتل اكثر من 700 الف مواطن سوري وهناك حاجة الى مصالحة كبيرة في سوريا فهل ستحصل ؟ وهل الاسد مستعد للمصالحة من دون الثأر؟ هذا هو السؤال الكبير وانا لا املك الاجابة عنه.

سئل: لقد قدمتم نظرة جيدة جدا للمستقبل في لبنان، ولكن يبدو انه لا يتناسب مع الواقع اللبناني حيث نرى الكثير من الفساد في لبنان وقد غرقت بيروت بالمياه الاسنة منذ اسابيع هل ترون ان هذا المناخ مناسب لجذب الاستثمارات؟ والا تظن ان الشعب اللبناني له الحق بمعرفة ما حصل معكم حين اجبرتم على البقاء في المملكة العربية السعودية؟

اجاب: بالفعل مسألة الفساد مسألة خطيرة في لبنان ولذلك عندما ذهبنا الى مؤتمر "سيدر" حرصنا على ان يكون هناك لجنة للاشراف على المشاريع كلها كما ان طريقة المناقصات في هذه المشاريع ستكون شفافة جدا والبنك الدولي سيكون مشرفا عليها وعلى الصفقات في لبنان. انا اعلم ان للفساد تداعيات سيئة جدا على لبنان وقد بدأنا بورش عمل من اجل التأسيس للحكومة الالكترونية في لبنان، التي لا بد ان تقلص من نسب الفساد وما حصل في بيروت منذ اسبوعين هو امر معيب بالنسبة بيروت ولنا ايضا، والمدعي العام التمييزي تحرك في هذا الملف ويجب معاقبة المسؤول عن هذا العمل مهما كان، ولن نتردد في سجن اي شخص في هذا الموضوع. هاجسي هو التالي، فانا اريد العمل مع المجتمع المدين اكثر لأنني اعتقد انهم يملكون الكثير من الافكار الجيدة ولكن يجب ان نستمع الى بعضنا البعض وان لا نختلف وان نجلس على طاولة واحدة ونتشاور.

عندما ذهبنا الى "سيدر" حرصنا على ان يكون المجتمع المدني ممثلا معنا من خلال اكبر جمعيتين في المجتمع المدني لاننا اردنا ان نحرص على الشفافية بما نقوم به .

اما بالنسبة للعلاقات مع المملكة العربية السعودية فقد قلت اكثر من مرة، لقد كانت هناك حاجة للدعوة الى صحوة في لبنان وكان يجب على اللبنانيين ان يفهموا اننا لا نستطيع ان نستمر في ذلك المنحى ولا يمكننا ان نطلب من دول الخليج ان تستثمر في لبنان في حين لدينا احزاب تشتمها، وانا لا يمكنني ان اطلق تصريحات تجاه ايران من دون ان اتوقع جوابا منها. يجب ان ننأى بانفسنا عن النزاعات الاقليمية. فلبنان دولة صغيرة جدا لا تتحمل ان تدفع ثمن هذه النزاعات، الدول الكبرى يمكنها ذلك ولكن نحن لا نستطيع.

سئل: يبدو انكم مضطرون دائما الى تقديم التنازلات، فهل ستظلون كذلك حتى نهاية ولايتكم فيما يبدو ان الاخرين ليسوا مستعدين للتنازل؟

اجاب: اذا كان هناك شخص متطرف في رأيه لا يجوز ان اكون انا ايضا متطرفا برأيي في المقابل، بل يجب ان ننظر الى مصلحة البلد. طموحاتي السياسية موجودة ولكنها من دون وجود البلد ومن دون تامين فرص عمل للشباب فهي ليست مجدية. بالنسبة لي وليس هذا الوضع الذي اريد ان اكون فيه. انا اؤمن ان قول الحقيقة هو الطريق الوحيد للسير قدما، والدي كان هكذا وهو عانى من ظروف صعبة جدا. اليوم هناك لبنانيون يتنازعون على الحكومة اللبنانية ولكن في الماضي واجه والدي قوة وصاية سورية كانت تقول له ما يجب ان يفعل، وهو كان عاجزا عن اجراء اية تعيينات في اي وزارة او غيرها اما اليوم فالامور مختلفة.لقد استعدنا الحرية بعد انسحاب السوريين من لبنان. ونحن كلبنانيين تعلمنا من ذلك فهذه هي المرة الوحيدة التي نستطيع فيها بعد الحرب الاهلية وانسحاب النظام السوري من لبنان ادارة بلدنا بانفسنا. فنحن لم نقم بذلك في العام 2005 لغاية العام 2016 اذ قمنا في السابق بعكس ما يجب القيام به تماما، اذ كان بجب علينا ان نجلس معا ونتكلم مع بعضنا بغض النظر عن اختلافاتنا ولكنني في تلك المرحلة لم اكن ملما بالسياسة كانت لدي خلفية تجارية وعملية ولكننا الان بتنا نعلم كيف نمضي قدما واصبح لدينا خطة.

انا لن اتنازل كل الوقت ولكني اتنازل لمصلحة البلد، واذا تأخرنا في تشكيل الحكومة فلانني لم اشعر ان ما يطلب مني يصب في مصلحة البلد، بل على العكس انه امر سيىء والان نحاول حل هذه المسألة.

سئل: ما الذي تتوقعونه من الشباب اللبناني وما هو دورهم في النمو المستقبلي؟

اجاب:ما نحاول القيام به هو التالي: هناك الكثير من المشاريع الناشئة في لبنان يقف خلفها الشباب وقد قمنا باعتماد القوانين التي تسهل عملهم مع بعض التحفيزات لجهة الضريبة على القيمة المضافة وبعض التسهيلات الجمركية. لدينا مشكلة ايضا مع قانون الافلاس اذ ان الكثير من الشركات الناشئة تعاني منه، فاليوم من اجل اعلان افلاس شركة نحن بحاجة لقرابة الاربع سنوات ونحن نحاول تخفيضها الى ستة اشهر.

اننا اليوم نعطي الشركات الجديدة حوافز كما ان مصرف لبنان اتخذ ايضا قرارا من اجل منحها القروض الميسرة. ونحن نعمل مع العديد من الجمعيات ك "لايف" و "ايدياز" وجميعها تزخر بالطاقات الشبابية ونحن نطلب اليهم ان يعطونا الافكار والنصح المناسب حول ما يجب القيام به وقد عقدنا العديد من اللقاءات مع هذه الجمعيات وتبادلنا الافكار. انا لا املك عصا سحرية وليست لدي الاجوبة على كل الاسئلة وهذه الديناميكية بيننا وبين الشباب مهمة جدا لنفهم منهم ما هو مطلوب منا ايضا.

وفد مصرفي

وكان الرئيس الحريري التقى في مقر اقامته وفدا من مجموعة لايف المصرفية.

 

جديد موقعي الألكتروني لليوم

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

US begins crackdown on Iran sanctions violations
 
د. ماجد ربيزاده : الولايات المتحدة تبدأ ملاحقة اللذين ينتهكون العقوبات على إيران/
 
ملاحقة المسؤولة المالية في شركة هواوي مينغ وانتشو
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/December 13/18
 http://eliasbejjaninews.com/archives/69948/dr-majid-rafizadeh-us-begins-crackdown-on-iran-sanctions-violations-%d8%af-%d9%85%d8%a7%d8%ac%d8%af-%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d8%aa/

 

 

Analysis/West Bank Spirals Into Violence as Hamas Ups Efforts to Orchestrate Attacks
 
تحليل سياسي من الهآررتس لهاريل عاموس: الضفة الغربية تواجه تصاعداً في عمليات العنف وحماس تسعى لإدارة الهجمات
 
Amos Harel/Haaretz/December 13/18
 http://eliasbejjaninews.com/archives/69939/amos-harel-haaretz-west-bank-spirals-into-violence-as-hamas-ups-efforts-to-orchestrate-attacks-%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a2/

 

 

The Curtain is Falling on Bibi’s Lebanese Belly-Dance
 
الستارة تسقط على الرقصة الشرقية لنيتناياهو في لبنان
 Tony Badran/The Tablet/December 13/18
 http://eliasbejjaninews.com/archives/69955/tony-badran-the-curtain-is-falling-on-bibis-lebanese-belly-dance-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%aa%d8%b3%d9%82%d8%b7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%82%d8%b5%d8%a9/
 https://www.tabletmag.com/jewish-news-and-politics/277051/netanyahu-lebanon-hezbollah?utm_source=tabletmagazinelist&utm_campaign=89ddb1d9bc-EMAIL_CAMPAIGN_2018_12_13_03_48&utm_medium=email&utm_term=0_c308bf8edb-89ddb1d9bc-207800041

 

 

Jihad forces cannot be tamed or appeased
 
تعليق سياسي من صحيفة يديعوت أحرونوت: لا يمكن ترويض قوى الجهاد أو استرضائها
 Ben - Dror Yemini/Ynetnews/ December 13/18
 
حزب الله ليس فقط منظمة إرهابية دولية ، بل هو أيضا منظمة إجرامية دولية. يأتي جزء كبير من دخلها من تجارة الكوكايين
 http://eliasbejjaninews.com/archives/69936/ben-dror-yemini-ynetnews-jihad-forces-cannot-be-tamed-or-appeased-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%b9/

 

 

في النفق

كل السيناريوهات مفتوحة لإفهام من لم يفهم أن «الحزب» لم يعد يهتم بالحصول على الأكثرية الحكومية وحسب؛ بل أساساً على حقٍّ حصري بإدارة البلد، استناداً لميزان القوى الراهن

حنا صالح/الشرق الأوسط/13 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69946/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D9%82-%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88/