المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 كانون الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.december04.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اما أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وثَمَرَتَهَا جَيِّدَة، وإِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ فَاسِدَةً وثَمَرَتَهَا فَاسِدَة: فَمِنَ الثَّمَرَةِ تُعْرَفُ الشَّجَرَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اغنام عميان يسيرون خلف رعاة كفرة وعميان

الياس بجاني/عكاظيو (الإعلاميين) أو طبول حزب الله هم قداحون ومداحون بالأجرة

الياس بجاني/الجيش السوري كان محتلاً للبنان طبقاً لكل المعايير والقوانين والأعراف

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من موقع محطة اورينت مع د.الفراد رياشي وتقرير لمراسل المحطة من بيروت طوني بولس يتناولان العقوبات على حزب الله وعودة الحزب إلى ما قبل مرحلة 7 أيار وأسباب تعثر تشكيل الحكومة في لبنان

المقاومة_اللبنانية/المغاوير

إبداعات الظاهرة الوهابية .. شراء طوائف بعجرها وبجرها/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

الإعلام الإسرائيلي: المعركة ضد إيران تنتقل من سوريا إلى لبنان

حزب الله وعقيدة التعطيل/د.فادي شامية/جنوبية

امتعاض فاتيكاني من المؤسسة المارونية للانتشار

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الإثنين 03/12/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 3 كانون الاول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فيديو مقابلة وئام وهاب من تلفزيون الجديد

بيان لقاء سيدة الجبل اجتماعه الأسبوعي

وهاب اتهم عثمان بمحاولة اغتياله: سنتقدم بشكوى ضده وضد الحريري وحمود

وئام وهاب مطلوباً يحاول الاحتماء بـحزب الله

إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان التهديدات والاتهامات الساخرة

لبنان: حريق في مخيّم للاجئين السوريين يودي بحياة رجل وطفل

لبنان: اتهامات بمحاولات لاستغلال {توتر الجبل» لإشعال مواجهات درزية و«الاشتراكي» ينفي أن يكون طرفاً... وجنبلاط يمنح غطاء سياسياً للعملية الأمنية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

القبض على الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما.. وهذه تهمته!

العثور على ختم بيلاطس البنطي!

ترمب يعلن موافقة الصين على خفض التعرفة الجمركية على السيارات الأميركية وارتفاع في أسهم بورصة بكين عقب الاتفاق

الحكومة الفرنسية تتشاور مع الأحزاب لاحتواء موجة الاحتجاجات

قطر تنسحب من منظمة «أوبك»

المكسيك تطرح الطائرة الرئاسية للبيع

توافق سعودي ـ روسي يعيد الثقة لأسواق النفط

مناورة عسكرية مصرية - فرنسية بالبحر الأحمر لمجابهة تهديدات إرهابية والسيسي يفتتح اليوم معرضاً للصناعات العسكرية بمشاركة 41 دولة

عودة الجربا مرشحاً لـ«الدفاع» تربك البيت السني بعد ثبوت عدم شموله بقانون «اجتثاث البعث»

نوفمبر الأقل دموية في العراق منذ 6 أعوام

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«بوسطة الجاهلية» و«حزب الله»/مكرم رباح/الراي

خواء انتصارات حزب الله أو الهزيمة النكراء/علي الأمين/العرب

ما بعد "الجاهلية": تسليم الدولة لحزب الله/منير الربيع/المدن

لبنان: عن وصاية إيرانية مركزها "الضاحية"/محمد قواص/العرب

ضغط من حزب الله لتشكيل حكومة جديدة/منى العلمي/موقع منتدى فكرة- معهد واشنطن

التصعيد في جبل لبنان رسالة إيرانية سورية للحريري وجنبلاط/مكرم رباح: وهاب صندوق بريد لعلي مملوك والنظام السوري وحزب الله/موقع جريدة العرب

تجييش وئام وهاب لأنصاره لم يكن ليحصل لولا وجود ضوء أخضر من حزب الله/موقع جريدة العرب

تواضعوا وعودوا إلى معادلة «لا غالب ولا مغلوب»/ريمون شاكر/الجمهورية

جُرأةُ مواجَهةِ الأُمَم/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

هكذا هبّ «حزب الله» لحماية وهّاب/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

إلغاء «السلسلة»... كيف ومتى ولماذا/أنطوان فرح/جريدة الجمهورية

وقف نزف الخزينة بثلاث خطوات/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

سبت الجاهلية»: مَن أطلق النار على أبو ذيــاب/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

في "التلازم" المصيري/علي نون/المستقبل

التوزير بالدم/سناء الجاك/النهار

التسوية المستحيلة/سام منسى/الشرق الأوسط

قمة الأرجنتين ورياح الواقعية/غسان شربل/الشرق الأوسط

اللبننتان: تونس والقاهرة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

صلاح الدين ومدفعية النوري/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

علمانية فرنسا والتعديل التاريخي/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

فرنسا وأزمة السترات الصفراء/إميل أمين/الشرق الأوسط

بصمات لا تنسى لجورج بوش الأب/ألبرت هنت/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تابع الاوضاع السياسية وحاجات المناطق ونشاط النيابة العامة المالية ويفتتح غدا المبنى الجديد للمكتبة الوطنية

بري عرض تطورات القضية الفلسطينية مع رئيس دائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير واستقبل حاكم مصرف لبنان

الحريري عرض مع المشنوق التطورات وتابع أوضاع المدارس الرسمية في العاصمة

الحريري استقبل الامين العام لمنتدى افد وتسلم منه توصيات مؤتمر التنمية المستدامة

باسيل التقى الحلبوسي وعددا من المسؤولين العراقيين: تجربتنا في تشكيل السلطة صعبة ولكنها ستنجح

اللقاء الديمقراطي جدد الدعوة للاحتكام الى الدولة والقانون: لعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب تناقشش الأوضاع وتحدد المسؤوليات

قماطي من الجاهلية: ما حصل لم يكن هدفه التبليغ والقرار كان خاطئا وكاد يؤدي الى فتنة وهاب: مواقفي من الحريري لا تحرج حزب الله

المشنوق: هذه زياراتي إلى سوريا ككاتب في جريدة السفير قبل النيابة وزرتها مرة بعد 2009 بالتنسيق مع الشهيد الحسن ومعرفة لاحقة للحريري

كنعان: سأكاشف اللبنانيين بالوضع المالي والأخطاء قبل نهاية السنة ولن اراعي أحدا والاربعاء نبت شمسية منظومة مكافحة الفساد وسنمارس دورنا الرقابي

قاووق: نؤيد ما يتوافق عليه الرئيس المكلف مع النواب السنة المستقلين واليوم أفضل من الغد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام

إنجيل القدّيس متّى10/من16حتى22/قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام.إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم . وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اغنام عميان يسيرون خلف رعاة كفرة وعميان

الياس بجاني/01 كانون الأول/18

الأخطر من سرطان حزب الله الإرهابي هم أغنام أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الفاقدين البصر والبصيرة ونعمتي حرية الرؤية والقرار.

 

عكاظيو (الإعلاميين) أو طبول حزب الله هم قداحون ومداحون بالأجرة

الياس بجاني/29 تشرين الثاني/18

من أسوأ أعراض الاحتلال الملالوي والهمجي والإرهابي للبنان يأتي عارض تعهير الإعلام الممنهج وتحويله بالقوة وعن طريق الإرهاب إلى أداة تسفيه وتخويف وشتم وتعدي فاجر وفاضح ومستمر على كرامات الناس وحقوقهم.. إنها عملياً ظاهرة طبول وصنوج جوقة الإعلاميين العكاظيين العاملين بأمرة حزب الله. هم قداحون ومداحون بالأجرة وقد اختارهم الحزب من كل الطوائف وهؤلاء مفروضون بالقوة على كل وسائل الإعلام من محطات تلفزيون وصحف ومواقع تواصل...لا نهاية لهذا العارض السرطاني والبوقي بغير عودة الدولة الكاملة واسترداد السيادة ومعها الاستقلال.

 

الجيش السوري كان محتلاً للبنان طبقاً لكل المعايير والقوانين والأعراف

 الياس بجاني/28 تشرين الثاني/18

الجيش السوري في لبنان لم يكن فقط محتلاً همجياً وبربرياً بل مهجراً وقاتلاً وخاطفاً وإرهابياً وسارقاً ومدمراً وغازياً..كفى ذمية وتبعية واستسلاماً وانبطاحاً وتزويراً للتاريخ.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من موقع محطة اورينت مع د.الفراد رياشي وتقرير لمراسل المحطة من بيروت طوني بولس يتناولان العقوبات على حزب الله وعودة الحزب إلى ما قبل مرحلة 7 أيار وأسباب تعثر تشكيل الحكومة في لبنان

فيديو مقابلة من موقع محطة اورينت مع د.الفراد رياشي وتقرير لمراسل المحطة من بيروت طوني بولس يتناولان العقوبات على حزب الله وعودة الحزب إلى ما قبل مرحلة 7 أيار وأسباب تعثر تشكيل الحكومة في لبنان/03 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة الحلقة

http://eliasbejjaninews.com/archives/69407/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%86%D8%AA-%D9%85%D8%B9-%D8%AF-%D8%A7%D9%84/

https://www.youtube.com/watch?v=zsg1HnVT6zg

 

المقاومة_اللبنانية/المغاوير

(من الأخطاء الشائعة أن القوى النظامية الكتائبية تمّ حلّها بعد ٧ تمّوز ١٩٨٠، وهذا الأمر غير صحيح، جلّ ما في الأمر أنها "تستعدّ للإنضمام وفرق أخرى كتائبية وحليفة، في مؤسسة عسكرية واحدة هي القوات اللبنانية"، كما قال الشيخ بشير في الشهر الأخير من العام ١٩٨١)

بشير الجميٌل في تكريم المغاوير: ستنضمّ إلى فرق القوات اللبنانية لنستطيع بها تحرير كل لبنان.

تحدّث قائد القوات اللبنانية في إحتفال أقيم بتاريخ ١٥-١٢-١٩٨١ في مجلس الأمن الكتائبي، المجلس الحربي سابقاً لتقليد ميداليات تذكارية لعناصر المغاوير، في حضور الشيخ بيار الجميّل ونائب رئيس الكتائب الدكتور إيلي كرامة وأعضاء المكتب السياسي الكتائبي ومفوّضي المحافظات والمناطق ورؤساء الأقاليم، وحشد من أهالي شهداء الكتائب. جاء في كلمة الشيخ بشير: "هذه الحفلة المتواضعة التي نحييها الآن معاً هي مناسبة حزبية كتائبية لتكريم وحدة مركزية كتائبية إشتركت في معارك كثيرة منذ العام ١٩٦٩ حتى اليوم، هذه المعارك التي خاضها الحزب وأعطت الحزب شهداء ومعنويات، وهذه الفرق المركزية التي نكرمها اليوم، هي الفرق التي يعلّق عليها حزبنا آماله مع كل الرفاق المتعاونين معنا.

لمناسبة ذكرى قنات اليوم، رأينا أن نحيي هذه الذكرى التي هي في الوقت نفسه مناسبة لإحياء ذكرى شهداء المغاوير الأبطال، هذه الفرق، أي فرق المغاوير والفرق المركزية للمجلس الحربي، وفرق القوى النظامية في كل المناطق، تكرّم اليوم بهذا الإحتفال المتواضع. فمن حقّ شهدائنا وشبابنا علينا أن نكرّمهم ونعترف بجميلهم، ونقدّر لهم كل البطولات التي يقومون بها، خصوصاً هذه الفرق التي كان لها في كل معركة شهيد وفي كل معركة أسطورة. إن هذه الفرق الممثّلة أمامكم هنا اليوم في المجلس الحربي الكتائبي، تستعدّ للإنضمام إلى فرق أخرى كتائبية وحليفة، في مؤسسة عسكرية واحدة هي القوات اللبنانية، وقد أعطت وتعطي لبنان تضحيات وبطولات، قدّمتها فرق المغاوير والوحدات المركزية وفرق كتائبية أخرى، وهي تستعدّ اليوم أيضاً مع حلفاء لها لتكون مؤهّلة في المستقبل القريب لتذليل كل الصعوبات التي نواجهها لنعيد إلى لبنان كله حرّيته وإعتباره، ولتكون مستعدّة كذلك للعمل على كل الأراضي اللبنانية وليس في قنات وغيرها في المناطق المحرّرة. هذه هي بكل بساطة إستعداداتنا وتحضيراتنا للمرحلة المقبلة بحيث نتمكّن من القيام بواجباتنا كاملة في المناطق التي هي في حاجة إلى تحرير".

 

إبداعات الظاهرة الوهابية .. شراء طوائف بعجرها وبجرها

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/03 كانون الأوّل 2018

الوهابية هنا نسبةً للوزير السابق وئام وهاب، لا كما هو معروف نسبةً للداعية السلفي محمد بن عبد الوهاب الذي ظهر في شبه الجزيرة العربية أواخر القرن الثامن عشر، ونقول بأنّها باتت ظاهرة لما لها من آثار اجتماعية وسياسية وأخلاقية في وسطها الدرزيّ أولاً، وسائر الأوساط الإجتماعية في لبنان ثانياً، وربما امتداداً إلى سوريا وفلسطين المحتلّة ثالثاً. وآخرُ إبداعاتها البراعة في شراء الطوائف (هكذا بأُمّها وأبيها) لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه ليست تُهمة، فقد سبق لوهاب أن جرّبها و"ظبطت معه"، فقد تمكّن بفضل هبة أوليّة قدّرها بنفسه ب(60) مليون دولار من اختراق الطائفة الدرزية و"لمّها"، أي وضعها تحت جناحه، وبالتالي في خدمة الجمهورية الإسلامية وأهدافها التوسُّعيّة في المنطقة العربية، وهو بهذا إنّما سلك على هدي قادة في حزب الله (سابقين وحاليّين) تمرّسوا في "بيع الطوائف"، فقد سبق لهم أن باعوا الطائفة الشيعية للجمهورية الإسلامية، إنّما بكلفة باهظة بلغت المليارات لا الملايين. يكشف وهاب بالأمس لنا وللجمهور العريض أنّ وزيراً سُنّيّاً بارزاً (على ذمّته طبعاً) طلب منه أن يتوسّط له لدى الجمهورية الإسلامية  لـ "لمّ" الطائفة السُّنّية، ووضعها في خدمة أهداف الإمبراطورية الفارسية الوليدة، وبعد ذلك، لم يُخبرنا وهاب تتمّة القصّة (ربما ترك ذلك على سبيل التّشويق والإثارة)، وما إذا كانت الجمهورية رفضت العرض، أو أنّ الوزير السُّنّي عدل عن اقتراحه، أو أنّ وهاب نفسه تقاعس عن أداء المهمّة، أو ربما (والله أعلم) لدراية الجميع بأنّ الطائفة السّنيّة الكريمة كانت قد "لُمّت" سابقاً ووُضعت في خدمة المملكة العربية السعودية. بدايات ونهايات مُحزنة لأبناء طوائف لبنان الكبير، كما توهّمه الجنرال غورو قبل مائة عام.

 

الإعلام الإسرائيلي: المعركة ضد إيران تنتقل من سوريا إلى لبنان

روسيا اليوم/3 كانون الأول 2018

أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الجهود الإسرائيلية الموجهة ضد إيران امتدت من سوريا إلى لبنان، منذ تشديد روسيا مواقفها إزاء إسرائيل بعد إسقاط طائرة "إيل-20" الروسية منتصف سبتمبر الماضي. ونقل موقع "المصدر" الإسرائيلي الإخباري أمس عن مصادر أمنية قولها إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع في سوريا الخميس الماضي، كان "محدودا جدا". وخلص الموقع إلى أن القيود التي فرضتها إسرائيل على عملياتها في سوريا بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية "إيل-20" قد انتهت، وعادت تل أبيب إلى العمل ضد "المشروع العسكري الإيراني" هناك، ما دفع طهران إلى نقل جزء ملموس من أنشطتها من سوريا إلى لبنان. وتأكيدا لهذه الأنباء، أدلى الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، وهو يترأس حاليا معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، بتصريح غير مألوف، الخميس الماضي، قبل ساعات من الضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، حيث قال: "بالرغم من أن الروس غاضبون ويعاملوننا ببرودة، إلا أنهم، كما اعتقد، وجهوا رسائل قوية إلى إيران مفادها أن تموضعها العسكري وبناء منشآتها الصاروخية في سوريا يضران بالجهود الرامية إلى استقرار سوريا.. الروس لا يرغبون بسوريا غير مستقرة". وتابع المسؤول الاستخباراتي السابق: "قلصت إسرائيل وتيرة غاراتها (على سوريا) حتى نقطة الصفر تقريبا، وأعتقد أن ذلك لم يحدث لأننا لا نريد (تنفيذ الضربات)، بل لأن الإيرانيين غيروا تكتيكاتهم وينقلون كل شيء إلى لبنان".

وسبق أن أعلن مسؤولون إسرائيليون أن طائرة شحن من طهران هبطت في مطار رفيق الحريري ببيروت قبل ساعات من الغارات الأخيرة على سوريا، ويعتقد أنها نقلت شحنة أسلحة لـ"حزب الله". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبلغ الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي قلقه من مساعي إيران و"حزب الله" الرامية إلى تصنيع أسلحة عالية الدقة في لبنان. وأكدت صحيفة "هآرتس" أن مسؤولين إسرائيليين قلقون من تطورات الأحداث في لبنان، لا سيما في ظل مصالح موسكو المتزايدة في المنطقة، بعد منحها "مظلة" حامية لسوريا بتصدير منظومات "إس-300" الصاروخية لجيشها. ورجحت الصحيفة أن "حزب الله" لا يسعى إلى الحرب مع إسرائيل الآن، لكن تطوير قدراته الهجومية إبان الأزمة السورية وعودة بعض عناصره إلى لبنان يقلق وزارة الدفاع الإسرائيلية. وقبل أقل من أسبوعين، طرح نتنياهو بوضوح موقفه إزاء التحديات المحيطة بإسرائيل، حيث تبين أنه يسعى إلى تجنب نزاع عسكري جديد مع حركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة بأي ثمن، من أجل تركيز الجهود على التصدي لـ"حزب الله".

 

حزب الله وعقيدة التعطيل

د.فادي شامية/جنوبية/03 كانون الأول 2018

كنا نظن أن “حزب الله” على استعداد دائم لتعطيل البلد بخلفية سياسية؛ فإذا برئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد؛ يفاجئنا بأن تعطيل الآليات الدستورية اللبنانية يرتبط بخلفية عقدية أيضاً: “فمن ينتظر أن نغير موقفنا – اشتراط توزير النواب السنة الموالين للحزب – سينتظر السماء، فنحن أهل الانتظار. منذ 1300 سنة ننتظر ظهور إمامنا المهدي، وقد جربوا معنا في استحقاق رئيس الجمهورية”. التعطيل ليس مدعاة للفخر، خصوصاً في الأوضاع التي يمر بها لبنان.. وربطه بالعقائد أشد شناعة.

 

امتعاض فاتيكاني من المؤسسة المارونية للانتشار

الكلمة اونلاين/03 كانون الأول 2018

تبع زيارة وفد المؤسسة المارونية للانتشار بمعية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ملاحظات بعدما تبيّن للفاتيكان ان هذه المؤسسة اضحت حاليا دون اهداف، فيما كان يرى فيها البابا فرنسيس الثاني انها "لوبي مسيحي" لديه امتداد لكن تبين انه تجمع من 20 شخصا على ما تقول المعلومات فتفاجأ قداسته بالعدد الكبير للوفد المرافق الذي حضر لـ "البرباغاندا" على ما قال لهم لدى استقبالهم لهم بقوله قالو لي ٢٠ شخصا، كما ابدى وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال غلاغر تفاجأه بالوفد الفضفاض كون من شارك في الاجتماع سارع للاعلان عن مضمونه حيث صدر عنه كلام اثير في الاعلام وضع الفاتيكان في موقف حرج تجاه المجتمع الدولي وسوريا.

وعلم انه وبعد سعي الفاتيكان لاستيضاح واقع المؤسسة المارونية للانتشار من خلال تقارير رفعت مؤخرا بدت له بانها دون آفاق وتضم رجال اعمال يستفيدون من الكنيسة وعقاراتها وبان احدهم هو رجل اعمال اغترابي كان له دور سيئ من خلال دفع اموال لعدد من المؤثرين في الفاتيكان ولبنان لايصال رجل دين الى منصب مطران بعدما كان هذا المطران في محور المحاسبة نتيجة ملف مالي واداري لاحدى المؤسسات التي تولاها ونتيجة صلة ملتبسة مع رجل الاعمال في الاغتراب.

وفي المنطق وفق التقارير ثمة تعارض بدور المؤسسة بحيث ان بعض القيّمين عليها هم تجار مما جعل الفاتيكان في حالة نفور على قاعدة ما ورد في انجيل القديس لوقا "لا تعبدوا ربيّن الله والمال"، وفي حالة استغراب تجاه حركة المؤسسة الفارغة، وقلق بان يكون لها دور سلبي في السيطرة على املاك الكنيسة في ظل الفساد الذي يتميّز به بعض اعضائها المعروفة سمعتهم في الوسطين اللبناني والمسيحي.

واستغرب الفاتيكان ان المؤسسة لا دور لها ولا تحمل مشروعا سوى "بروباغاندا" كون عدد من اعضائها مشهود لهم بمحاولات الظهور واستغلال الكنيسة واملاكها. وبحسب التقارير فان المؤسسة بعد ميشال اده ونعمة افرام فقدت ديناميتها فهؤلاء كان لديهم فريق خاص اما اليوم فهي مجموعة شخصيات بعضها ارستقراطي او من الـNouveaux riches ممن يسعون للوجاهة في حين ان لديهم ملفات ومشاريع عمل مشبوهة بعضها مع الدولة اللبنانية على قاعدة ان الفساد يرافق كل عمل داخلي في لبنان.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الإثنين 03/12/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

خفت حدة التوتر الذي أحدثه وئام وهاب ضد شعبة المعلومات والذي حاول أن يشمل جهات ونواح عدة في موازاة تعلق اللقاء الديمقراطي بالدولة في الشوف وكل لبنان، حاضا على الإحتكام الى القضاء في تطاول وهاب على رئيس الحكومة وعلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وأدى عدم تبلغ وهاب المثول أمام القضاء الى سقوط قتيل في إطلاق النار في الجاهلية التي استقبلت اليوم المعزين وفي مقدمهم وفد من التيار الوطني الحر، الذي يزور غدا الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري.

كما عزى وفد من حزب الله وهاب في مقتل مرافقه محمد أبو ذياب وشدد وفد حزب الله على أهمية الإستقرار في الجبل وكل لبنان.

وفي قصر العدل في بيروت تحرك وكيل وهاب بإتجاه طلب تنحية مدعي عام التمييز عن طريق التفتيش القضائي غير أن المدعي العام هو نائب رئيس هذا التفتيش وبالتالي فإن وهاب سيمثل بعد انتهاء فترة تقبل التعازي أمام النيابة العامة أو شعبة المعلومات.

وفيما بسطت وحدات الجيش الأمن والإستقرار في الجاهلية والشوف برز في القصر الجمهوري التأكيد على دور القضاء والإحتكام إليه كما برز تفاؤل في ولادة قريبة للحكومة.

بداية من قصر العدل وتحرك وكيل وهاب.

* مقدمة منشرة أخبار "المستقبل"

لا عودة الى حكم الميليشيات. ولا مفر من العدالة. ولن يعبر مرور الكرام خروج المطلوب من العدالة، وئام وهاب، عن منطق الدولة وخروجه عن القانون عبر تحضير مجموعات مسلحة لمواجهة قوة امنية رسمية مكلفة تنفيذ قرار قضائي صادر عن سلطة رسمية.

المعطيات تؤكد أن مسلحي وهاب اطلقوا اكثر من خمسة الاف رصاصة بعد ظهر السبت، والأرجح ان تكون اصابت احداها مرافقه محمد ابو ذياب، وفقا لافادة مختار الجاهلية، وتأكيد الطبيب الشرعي الذي قال إن الرصاصة جاءته من مسافة بعيدة ومن مكان مرتفع.

التحقيقات بدأت لدى النيابة العسكرية وهي بدأت الاستماع الى عدد من الشهود، والرصاصة تم تسليمها الى المباحث الجنائية، والعدالة ستأتي. ولن تتأثر بكثرة الاطلالات التلفزيونية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بين الجاهلية والمستقبل بقيت أحداث الشوف وما تلاها تتصدر المشهد على المستويات السياسية والقضائية والأمنية.

في السياسة والأمن تأكيد من الوفود التي زارت الجاهلية على أن ما حصل كان قرارا خاطئا وهدفه لم يكن تبليغ رئيس تيار التوحيد العربي وئام وهاب ودعوات إلى إبقاء القضاء خارج التسييس والأجهزة الأمنية بعيدة عن الكيدية السياسية.

أما قضائيا وبعد أن تقدم وهاب عبر وكيله بدعاوى تضمنت طلبا بتنحية مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود عن القضية ونقل الدعوى إلى محكمة المطبوعات عقد مجلس القضاء الاعلى اجتماعا استثنائيا شدد فيه على أداء دوره على أكمل وجه بكل حيادية ووفق الأحكام القانونية المرعية الأجراء عبر مسار قضائي صرف منزه على أي خلفيات أخرى.

وعلى ضفاف الإشتباك بين وهاب والحريري سهام أصابت وزير الداخلية بعد أن كشف رئيس تيار التوحيد عن زيارات قام بها نهاد المشنوق الى دمشق من دون علم الحريري.

أما الرد المستقبلي فجاء على دفعتين: الأولى لقاء بين الرئيس المكلف والمشنوق أما الثانية فبيان فصل فيه وزير الداخلية اتهامات وهاب وخلص فيه إلى أن آخر شخص في الجمهورية يستطيع الدخول على خط العلاقة بينه وبين الحريري هو وئام وهاب.

وفي ظل كل هذه العتمة نقطة أكاديمية مضيئة من ناحية جامعة الوطن تم الإعلان عنها اليوم الجامعة اللبنانية نالت الإعتماد المؤسسي من المجلس الأعلى لتقييم البحوث والتعليم العالي الفرنسي.. فمبارك لجامعة الوطن وأهلها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

القبضات المشبوكة العالية وكلام حزب الله في الجاهلية قطعا الشك باليقين. فالحزب لم يكتف بالتعزية بل استخدم نفس التعابير التي ينطق بها رئيس التوحيد وئام وهاب في معرض توصيفه الظروف التي سبقت التبليغ والاحضار ومن ثم مقتل محمد ابو ذياب. والاهم التطابق بين الحزب ووهاب في مطالبتهما بضرورة ان يبتعد القضاء والقوى الامنية عن التسييس ووصفهما ما حدث بانه كاد يسقط الجبل والبلاد في فتنة مهيبة وحمام دم.

انطلاقا من هذا المعطى لم يعد مستغربا ان يتحول وهاب من الدفاع الى الهجوم وبدلا من ان يمثل امام مدعي عام التمييز سمير حمود طالب محاموه بتنحيه وبمحاكمة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان والاخطر في الواقع الناشئ انه بدءا من حادثة الجاهلية صار محسوما ان العدالة باتت مقيدة علنا بضوابط حزب الله وبالسقوف التي يضعها لها وصار ممنوعا عليها ان تخطئ وان تصوب اخطاءها عبر قوانينها والمجالس التأديبية.

ويخطئ من يعتد ان الكرة هي في ملعب الرئيس المكلف وقوى الامن والقضاء وحدهم، فالكرة صارت حقيقة في ملعب الدولة وهيبتها من مجلس الدفاع الاعلى الذي اجتمع عشية حادثة الجاهلية وصولا الى رئيس الجمهورية. واذا حسبنا ان خطأ في التقدير شاب عملية التبليغ والاحضار فاحد لا يتكلم حتى الساعة عن الشوائب الصارخة التي واكبت نقل محمد ابو ذياب الى المستشفى وليس اي مستشفى وعن طريقة عمل الطبيب الشرعي الذي كشف عن الجثة بعيدا من اي رقابة لقوى الامن والقضاء، الامر الذي سيأخذ القضية الى استنتاجات واحكام اقل ما يقال فيها انها تجافي الحقيقة.

حكوميا يوحي البعض بان الافق ليس مقفلا وبان الحكومة الجديدة قد تولد قبل ولادة المسيح وسط التسويق بان فكرة تأليف حكومة من 32 وزيرا لا تلقى رفضا بالمطلق علما ان اوساط الرئيس المكلف التزمت الصمت حول هذا الموضوع.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في مكان ما، وبغض النظر عن الموقف من الخلفيات والمسار والأهداف، يبدو وكأن السحر انقلب على الساحر. فالجاهلية، التي كانت قبل يومين عرضة لملامة معينة من بعض الرأي العام، بفعل المواقف النافرة لسيدها من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والرئيس الشهيد رفيق الحريري، تحولت إلى ضحية، وصارت مقصدا للقوى السياسية، ومن أبرزها اليوم، من كان حتى أمس القريب على خصومة حادة مع الوزير السابق وئام وهاب، الذي وعد بزيارة قريبة لخلدة.

أحداث اليومين الماضيين حجبت الأنظار بشكل كامل عن ملف تشكيل الحكومة، الذي لا يزال متريثا عند محطة لقاء الحريري بمعارضيه الستة السنة، وهو ما لا يبدو حتى الآن قابلا للتحقيق.

وفي غضون ذلك، تجدد الكلام على خطر يحدق بالأموال التي رصدها مؤتمر سيدر للبنان، في ضوء الأزمة السياسية المستفحلة، التي لا يطمئن اللبنانيين في مقابلها، إلا ما يبدونه من ثقة بشخص رئيس الجمهورية، الذي يفتتح في الخامسة والنصف من عصر غد الثلاثاء، المبنى الجديد للمكتبة الوطنية في محلة الصنائع، ويلقي كلمة يتناول فيها اهمية الدور الثقافي والفكري للبنان. دور يفترض أن يستذكر اليوم، في خضم المشهد السوداوي الذي تضفيه على الوطن، النزاعات السياسية التي لا طائل منها، والتي لا تقدم ولا تؤخر، تماما ككلام الناس الذين لا شغل لهم ولا هم، سوى التهجم على العهد، بسبب أو من دون.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

قطعت الحكمة شرايين الفتنة، فوئدت عن آخرها في بلدة الجاهلية، التي احتكم اهلها كعادتهم للقضاء، لكي لا يضيع دم ابنهم محمد ابو دياب بين تقاذف المسؤوليات..

غصت الجاهلية بالمعزين، فحضرت الاحزاب والقوى مواسية ومستنكرة لفعل كاد ان يأخذ البلاد الى ما لا تحمد عقباه..

حضر حزب الله بوفد من المجلس السياسي ومعه موقف الحزب الثابت بالحفاظ على أمن واستقرار الجبل، والتشديد على التهدئة وضبط النفس بوجه كل الفتن.. فحيا الوزير السابق وئام وهاب اهل الوفاء، مؤكدا ان الامر بات بعهدة القضاء..

وعلى مرارة الحزن كانت دلالة اللقاء بين وفد الحزب الديمقراطي الذي حمل تعازي الوزير طلال ارسلان الى الوزير وئام وهاب. كما حضر التيار الوطني الحر واحزاب وجموع غفيرة قدمت التعازي واستنكرت الحادثة ودعت الى التعقل والحكمة..

والى المحكمة حمل محامو حزب التوحيد العربي دعواهم ضد كل من كاد ان يحرق البلد بقراراته غير المسؤولة، مرفقة بطلب تنحية المدعي العام للتمييز القاضي سمير حمود عن القضية..

في فلسطين المحتلة قضية فساد رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو تتفاعل، وهي التي حملته الى بروكسل للقاء وزير الخارجية الاميركية بحثا عن حبال نجاة من ازمته التي تقربه من نهايته السياسية..

اما في غزة ورغم طول مسير العودة فان نهاية الطريق والوصول الى النصر امر اكيد، وان غلت التضحيات التي اضيف اليها اليوم ثلاثون جريحا بالمسير البحري ضد حصار غزة..

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

في الجاهلية بعثت الروح في الرميم واستعاد الثامن من آذار وهجا خبتت نيرانه وتدارت خلف الارقام السياسية. تبليغ القدح والذم جرى بكتيبة مؤللة سياسية قبل أن تكون أمنية أما وضع الحد لوأد الفتنة فلم يستدع حضور أكثر من جناحي المكتب السياسي لحزب الله محمود قماطي وغالب بو زينب. وبزهو المنتصر استقبل وهاب هيئة الدعم ومشى بين القبضات المرفوعة على أرض من مواقف ثابتة غير متحركة. وهذه المواقف حملها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للوفد على شكل رسائل سياسية أمنية قضائية متعددة الاتجاه مفادها أن حزب الله سيكون حيث يجب أن يكون وفي أي ساح قد تطل منها الفتنة برأسها بعد واجب العزاء كان فصل الكلام فقال قماطي إن ما حصل في الجاهلية لناحية عدد السيارات وحجم التسليح لم يكن هدفه التبليغ كان اكبر من ذلك كان قرارا خاطئا يؤدي إلى فتنة وأن من اتخذ القرار وبتلك الطريقة هو موضع تشكيك وطالب قماطي القضاء بأن يبقى خارج التسييس، والأجهزة الأمنية خارج الكيدية السياسية والانتقام السياسي وإذ أكد حزب الله بلسان قماطي التواصل وبكل قوة مع المعنيين من عسكريين وسياسيين لوأد الفتنة قال إن حلفاءه أحرار في مواقفهم بصرف النظر، أأيدناها أم لم نؤيد فالانقسام السياسي قائم كذلك الانتماء إلى المحاور وفي لبنان لا يمكن أن نتعاطى بمنطق المهزوم والمنتصر بل بمنطق الشراكة والابتعاد عن نيران المنطقة وانتهت رسائل الحزب بتبني تحقيق نزيه وشفاف يكشف من المسؤول عن مقتل محمد بو ذياب. دارة خلدة لم تتأخر في مد اليد الى دارة الجاهلية فاستنفرت وفدا لم يرأسه المير لكنه سار جنبا إلى جنب مع عمائم الطائفة يتقدمهم الشيخ ناصر الدين غريب الذي وصف ما حصل في الجاهلية بالغزوة على هذا الجبل الآمن. وبموازاة أخذ الخاطر وقف اللقاء الديمقراطي على خاطر أهل الضحية مقدما التعزية ويبدو أن مشاهد دعم الجاهلية جعلت جنبلاط "يضبط أنتيناتو" فبعدما طالب بالقضاء على الحال الشاذة أوعز الى اللقاء الديمقراطي الناطق الرسمي باسمه بدعوة القوى السياسية الى مراجعة موقفها والتعقل من أجل مصلحة لبنان والسلم الأهلي ونحن في غنى عن أزمات إضافية طارحا الأزمة الاقتصادية ورقة بديلة في سوق التداول إذ أعلن اللقاء عن جولة اتصالات سيجريها على هذه الأزمة لحث الجميع على تحمل المسؤولية في إنقاذ البلد وسيطالب بجلسة استثنائية لمجلس النواب لمناقشة الأوضاع العامة في البلاد والدفع باتجاه الخطوات الإنقاذية المطلوبة. موقف اللقاء الديمقراطي ما بعد مقتل بو ذياب ليس كما قبله تماما كما وعد وهاب بحيفا أولى مفاجآته أمام القضاء تاركا ما بعد حيفا الى ما بعد لكن ردا بمفعول رجعي على مفاجأة وهاب التي كشفها في برنامج وهلق شو على الجديد جاء على شكل بيان من وزير الداخلية

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

ما بعد بعد رصاصة الجاهلية... الوضع تجاوز هذه الرصاصة، ومن أطلقها؟ ومن اتخذ القرار بدهم الجاهلية؟ ومن سحب القرار... رصاصة الجاهلية أصابت الحكومة قبل ولادتها، فهل صرعتها قبل أن تولد؟ التلهي اليوم بالرصاصة وبالمسافة وبالمثول أمام القضاء... وبالقشور، فيما القضية باتت في مكان آخر... في القراءة الأولية فإن ما بعد رصاصة الجاهلية لن يكون بالتأكيد كما قبلها خصوصا في ظل ازدحام المعزين على خط الجاهلية والذي تميز منهم: حزب الله والتيار الوطني الحر ووفد الأمير طلال ارسلان...

وفد الحزب حمل في كلامه أكثر من رسالة وأكثر من موقف، وما لم يقله تصريحا، عبر عنه مصدر رفيع المستوى في حزب الله، لل "ال بي سي آي"، وفيه "ان الحزب الذي رفض ما حصل في موضوع تدني الخطاب السياسي، بغض النظر عن مطلق هذا الخطاب، هو أيضا، أي الحزب، رفض إرسال القوة الأمنية الكبيرة من قبل فرع المعلومات إلى الجاهلية، لاقتناعه بأن ما كان يحضر هو أكبر بكثير من قضية اعتقال أو إحضار وئام وهاب".

ويضيف المصدر الرفيع في حزب الله "ان الوضع السياسي في لبنان كان سيؤدي، نتيجة الخطوة غير المدروسة في الجاهلية، الى فتنة في الجبل، وفتنة طائفية في البلد، وصولا حتى وضع لبنان على حافة الحرب الأهلية".

وإذ حمل المصدر الرفيع في حزب الله السلطة السياسية وتحديدا الجهة المسؤولة عن إصدار الأوامر بعملية الجاهلية، اي رئيس الحكومة سعد الحريري، مسؤولية ما حصل، أكد ان الحزب وحده ومن دون أي جهة أخرى، منع البلد من الإنزلاق إلى الحرب الأهلية، عبر الضغط الذي مارسه على الأطراف المعنية.

ما قاله المصدر الرفيع من حزب الله لل "ال بي سي آي"، يحمل أكثر من دلالة ومنها أن الرئيس الحريري هو المسؤول عن إصدار الأوامر بعملية الجاهلية، وأن حزب الله وحده ومن دون أي جهة أخرى، هو الذي منع البلد من الإنزلاق إلى الحرب الأهلية.

ومن مفاعيل رصاصة الجاهلية أنها بدأت بفتح خزائن الأسرار، فبعدما كشف الوزير وهاب أن الوزير نهاد المشنوق زار سوريا أكثر من مرة، رد المشنوق في بيان مسهب، فأكد ولم ينف، كاشفا أنه زار سوريا، وممن التقاهم اللواء علي مملوك "محاولا رأب الصدع في مسيرة السين - سين".

في ظل كل هذه المعمعة، أين أصبح تشكيل الحكومة؟ ربما نسي المعنيون أن البلد من دون حكومة... ولكن على خط المساعي، الوزير وائل ابو فاعور في بيت الوسط هذا المساء، وكان الوزير باسيل التقى ابو فاعور.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 3 كانون الاول 2018

النهار

بعدما قرّر مجلس التعليم العالي إقفال أحد فروع الجامعات المزوّرة الشهادات في البقاع ينوي أحد القضاة إصدار قرار بإعادة فتح ‏الفرع ضارباً بعرض الحائط القرارات الإداريّة.

يتمّ التداول باقتراح جمع رؤساء ونوّاب سنّة في دار الفتوى فيُصار إلى اجتماع الرئيس الحريري بالنوّاب الستّة المعترضين عرضاً.

تردّد أن مندوبي شركة نيسان في لبنان دخلوا الشقّة التي يشغلها كارلوس غصن وأجروا جردة لمحتوياتها بعدما أثبتوا أن ملكيّتها تعود ‏إلى الشركة.

الأخبار

التفتيش والمبيدات المنتهية الصلاحية

بتاريخ 27 تشرين الثاني الماضي، أوصت المُفتشية العامة الصحية والاجتماعية والزراعية في دائرة التفتيش المركزي، بتسلّم 30 طناً ‏من مبيد الأناميد تنتهي صلاحيتها نهاية الشهر الحالي. كذلك، أوصت المُفتشية باستبدال 21 طناً غير مطابقة لدفتر الشروط ـــ لجهة ‏التلاعب بالبيانات الملصقة عليها ـــ بـ"كمية مطابقة ومع مدة صلاحية أطول".

بمعنى آخر، عمدت المُفتشية الى تجزئة صفقة المُبيدات المعقودة مع إحدى الشركات عبر تمرير جزء من الكميات التي تنتهي صلاحيتهاً ‏قريباً واستبدال الكميات المتلاعب بها بكميات أخرى مع مدة صلاحية أطول ما يشي بتنبّهها لمسألة تاريخ الصلاحية للكميات التي ‏قرّرت تمريرها. وبالتالي فإنّ المُفتشية، وعوض أن توصي بمعاقبة الشركة التي تلاعبت بجزء كبير من كميات المبيدات، اكتفت ‏بتوصية استبدالها بكميات أخرى مطابقة، مُكافئة الشركة بتمرير كميات تنتهي صلاحيتها قريباً!

خليل يوقّع مرسومين لـ"الخارجية" ويحتجز واحداً

وقّع وزير المال علي حسن خليل مرسومَي تشكيل الدبلوماسِيَّين أحمد سويدان من برلين إلى الإدارة المركزية، وإرسال بشير سركيس ‏إلى القنصلية العامة في هيوستن، قبل أن يُرسلهما إلى رئاسة مجلس الوزراء ليوقّع عليهما الرئيس المُكلّف سعد الحريري، ليُنشرا ‏لاحقاً في الجريدة الرسمية. إلا أنّ خليل لم يوقع على المرسوم الثالث المُتعلّق بنقل بشير عزام من بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة ‏إلى برلين، لأنّ حركة أمل تعتبر أنّ موقع القنصل العام في برلين هو "عُرفاً" من حصّة الطائفة الشيعية، وهي كانت قد سمّت ‏الدبلوماسي حمزة جمّول لتوليه خلفاً لأحمد سويدان.

ولكنّ وزارة الخارجية اختارت نقل عزّام إلى برلين وتعيين جمّول "الرقم 3" في السفارة اللبنانية لدى ألمانيا، ما أدّى إلى امتناع وزير ‏المال عن توقيع المرسوم، إلى أن يتمّ حلّ هذا الإشكال.

البناء

كواليس

قالت مصادر على صلة بمحادثات أستانة إنّ التفاهم على حسم وضع إدلب عسكرياً مع جبهة النصرة وداعش قد حُسم، وإنّ تفاهماً ‏موازياً على فتح ملف مستقبل منطقة شرق الفرات والوجود الأميركي فيها كان متمّماً لتفاهم إدلب حيث يشكل الوضع الكردي والرعاية ‏الأميركية له المحور الأهمّ في الاهتمام التركي، واعتبرت المصادر أنّ الدولة السورية حققت ما تريده في الاتجاهين نحو إدلب وشرق ‏الفرات ولو أنّ التوقيت لا يزال بحاجة لمزيد من التنسيق والتحضير

الجمهورية

يواجه أحد التكتلات السياسية تململا من نواب مستقلين إنضموا إليه شرط توزيرهم لكن تأخير التأليف وتغيير التوزيع الطائفي جعلهم ‏يتخوفون على مصيرهم.

تردد أن حركة إعتراضية لنائب حزبي شاب قد تم استيعابها من جانب قيادة حزبه تحت عنوان "تصحيح الوضع".

تستعد شخصيات حزبية معارضة لتأطير نشاطها بعد سلسلة إجتماعات ولقاءات موسعة عقدتها لهذه الغاية حيث تم التفاهم على خريطة ‏طريق للمرحلة المقبلة.

اللواء

حصلت إتصالات سريعة بين كبار المسؤولين الرسميين وقيادات سياسية لتطويق الأحداث الأمنية الأخيرة وإطفاء الفتنة التي حاول ‏البعض إشعالها إنطلاقاً من الجبل!

كشفت تطورات حوادث منطقة الشوف رفض الأحزاب الكبرى لمجرياتها وعدم التجاوب مع محاولات الإنجرار للعنف، الأمر الذي أدى ‏إلى بقاء الطرف المسبب لها وحيداً في ساحة المواجهة مع الأجهزة الأمنية!

تردد أن موفد ياباني رفيع المستوى سيزور لبنان حاملاً ملفاً عن قضية كارلوس غصن تناقض ما تنشره الحملات الإعلامية المنظمة ‏من قبل عائلته في بعض الوسائل اللبنانية!

المستقبل

يقال إن دبلوماسيّين بارزين يلفتون إلى أن الولايات المتحدة الأميركية زادت مساهمتها المخصصة سنوياً للجيش اللبناني للعام 2019 ‏بقيمة 60 مليون دولار.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فيديو مقابلة وئام وهاب من تلفزيون الجديد/02 كانون الأول/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=MPS4exhH_EA

https://www.youtube.com/watch?v=qxCQCh9QdOA&t=4212s

 

بيان لقاء سيدة الجبل اجتماعه الأسبوعي

03 كانون الأول/18/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ايلي حاطوم، بهجت سلامه، توفيق كسبار، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، طوني الخواجه، طوني حبيب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر، نوفل ضو وأصدر البيان التالي: توقّف "لقاء سيدة الجبل" عند ما حصل نهاية الاسبوع الماضي في الجاهلية، كونه يشكّل صفعة مدوّية لسلطة الدولة وهيبة قواها الأمنية. وشدّد "اللقاء" على أن المعالجة الخاطئة لأصحاب القرار في مواجهة تهديد مجموعة مسلحة خارجة على القانون للسلم الأهلي، تساهم في مزيدٍ من قضم الشرعية مقابل صمت أصحاب "التسوية، من رأس الهرم "القوي" إلى جميع المسؤولين المتمادين في التنازل عن السيادة مقابل الاحتفاظ بالكراسي. من جهة ثانية، يجسّد ما قام به وئام وهاب نموذجاً للنهج الذي فرضه "حزب الله" على البلد ومؤسساته. فقد كشفت أحداث الجاهلية، مرة جديدة، زيف إدعاء شركاء هذه "التسوية" بأنها ستجلب الاستقرار وتعيد إحياء الاقتصاد وتفعيل عمل المؤسسات. كما فضحت هذه الأحداث المحاولات الحثيثة لاغتيال رسالة لبنان القائمة على العيش المشترك، لذا يدعو "لقاء سيدة الجبل" جميع القوى التي تسعى إلى التمسك بسيادة لبنان وإنقاذه من الوصاية الايرانية ومسلسل تداعياتها المستمر إلى توحيد جهودها لتشكيل جبهة وطنية عريضة ومتماسكة لمواجهة هذا الانهيار الكبير للبلد.

 

وهاب اتهم عثمان بمحاولة اغتياله: سنتقدم بشكوى ضده وضد الحريري وحمود

 لبنان الجديد/02 كانون الأول/18/شدّد رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، على أنّ "سلامة الجبل أهم من كلّ شيء، وأحمّل مسؤولية ما حصل أمس إلى رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري والنائب العام التمييزي القاضي سمير حمود والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الّذي نفّذ المهمّة القذرة الّتي كانت ترمي إلى قتلي وليس إلى قتل محمد أبو ذياب بما أنّ محمد شبيهي"، لافتًا إلى أنّه "كان هناك قنّاص مكلّف من قبل عثمان، ضدّي".  وأعلن في حديث تلفزيوني، "أنّنا سنتقدّم بشكوى رسمية غدًا ضدّ عثمان وحمود والحريري، وإذا لم يُقال عثمان وحمود، لا أعرف ماذا سيحصل في النهاية"، مؤكّدًا أنّ "القصة لدى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وماذا يقول سأنفّذ، وأنا أخضع لقرار الدروز والمشايخ"، مشيرًا إلى أنّ ""الحزب لا يهوى البيانات، وموقفه كان واضحًا وأبلغه للحريري. تدخّل "حزب الله" أمس جنّبنا مجزرة كبيرة".  وركّز وهاب على أنّ "المثلث الإجرامي "الحريري - حمود - عثمان" يتحمّلون مسؤولية دم محمد أبو ذياب والموضوع خطير جدًّا جدًّا، وتقرير الطبيب الشرعي يفيد بأنّ إطلاق النار تمّ من مسافة غير قريبة، وبأنّ الرصاصة الّتي أصابته هي رصاصة "ام 16" أو "ام 4" أي سلاح دولة"، منوّهًا إلى أنّ "دخول فرع المعلومات للجاهلية كان أشبه بعملية اقتحام للمنطقة"، مبيّنًا أنّه "كان هناك ضابطا محترمًا تكلّم مع المختار وسلّمه التبليغ بكلّ هدوء، وتلافى مجزرة كبيرة".  وأكّد أنّ "حلفاءنا سيبقون إلى جانبنا وأنا تحت القانون، ولم نكسر هيبة الدولة"، كاشفًا "أنّني اتصلت أمس بالقاضي حمود بناء على طلب وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال جريصاتي من أجل الحضور للإدلاء بإفادتي، لكنّه لم يجيب لأنّه كان يحضّر المكمن"، موضحًا "أنّني لم أتوار عن الأنظار بل كنت في المنزل، بالقرب من المكان الّذي استشهد فيه محمد أبو ذياب"، سائلًا "هكذا يتمّ تبليغي دعوى القدم والذم؟ بواسطة مئة آلية مصفّحة؟".  وفي حديث تلفزيوني آخر، أكد وهاب ان "اللواء عثمان كذاب والحريري مصيره السجن وسيكون وراء القضبان عندما تتغير الظروف السياسية وحزب الله جنب لبنان مذبحة كبيرة".

 

وئام وهاب مطلوباً يحاول الاحتماء بـحزب الله

 لبنان الجديد/02 كانون الأول/18/ "من الطبيعي ان يعهد وئام وهاب بحمايته من المطاردة القضائية الى السيد حسن #نصرالله بعدما انكشفت حالته فإما هو كان يتصرف مطمئنا الى غطاء حزب الله واما بأمر عمليات من خارج الحدود". هكذا اختصر مصدر سياسي بارز قريب من المجريات الرسمية القضائية والامنية والسياسية التي ادت الى ما وصفه باعلان #وئام_وهاب مطلوباً للتحقيق بتهمة اثارة الفتنة وتهديد الامن عبر عملية ابلاغه عصر امس في بلدته الجاهلية استدعاءه الى التحقيق امام شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بأمر قضائي من النيابة العامة التمييزية وتسببه بحصول إضطراب جراء هروبه من التبليغ ومن ثم تعمده فتح معركة تصعيدية كلامية وتهويلية لن تبدل واقعه القانوني والقضائي كمطلوب للقضاء. 

تفاصيل ما جرى في الجاهلية خضعت واقعيا للكثير من البلبلة جراء امتناع الجهات الرسمية المسؤولة عن الانجرار الى الرد على سيل الاتهامات والادعاءات التي واكبت عملية توجه قوة من شعبة المعلومات الى الجاهلية لإبلاغ وهاب بوجوب مثوله امام التحقيق بعدما امتنع مرتين عن التبليغ عبر مكتبه او عبر مختار الجاهلية وتبين انه لم يكن في منزله بل كان في مكان اخر.  وفيما راح وهاب يكرر تحميل الرئيس سعد #الحريري تبعة دم احد عناصر حمايته الذي أصيب برصاص اطلاق النار الذي حصل لدى اقتراب القوة من المنزل افادت مصادر تيار المستقبل ان العنصر أصيب برصاص رفاقه وان أفراد قوة المعلومات لم يطلقوا اي طلقة في الجاهلية . لكن ما ساعد وهاب في احتلال ساحة بعض الاعلام التلفزيوني لتوجيه الاتهامات وتصوير نفسه في موقع استهداف من الدولة وتحديدا من الرئيس سعد الحريري والنيابة العامة التمييزية ومدير قوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات ان الخطوة كانت قضائية صرف ولا تستدعي ضجيجا في حين ان وقائع التعبئة التي اثارها الضجيج الإعلامي كادت تحول الامر عن مساره بما ساهم في توظيف وهاب الاعلام الذي تهافت عليه. ولكن وهاب في رأي المصدر نفسه سقط في خطأ رمي الملف في عهدة حزب الله وسيده بما كشف انه بات يدرك انه صار محاصرا بإجراء قضائي لا مفر من مواجهته مهما ضخم حالته ومهما كبر حجره وضخم حالته ليبدو كأنه حالة زعاماتية موازية للزعامة الجنبلاطية في الجبل . وهو الامر الذي من شانه ان يحرج حزب الله الذي سيتعين عليه ان يقول رأيه بصراحة في الدوافع القانونية التي أملت ملاحقة وئام وهاب وجعلته يصبح مطلوبا للقضاء اي أقدامه على اطلاق حملات كلامية مقذعة في حق الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته وابنه الرئيس سعد الحريري.   كما ان التطور الابرز الذي واكب ملاحقة وهاب تمثل في توفير رئيس الحزب الاشتراكي وليد #جنبلاط الغطاء الكامل لقوى الشرعية وللقضاء من خلال إعلانه بعد لقائه الرئيس الحريري مساء امس تأييده للعملية ولأي اجراء يثبت السلم الأهلي ورفضه لحالة هذا الرجل او غيره ممن يهددون السلم الأهلي . اكتسب هذا الموقف دلالاته البارزة كما اكتسب موقف المصادر القريبة من رئيس الحكومة سعد الحريري بعدا مهما لجهة نفيها مزاعم وهاب عن تبلغ الحريري موقفا من حزب الله يعتبر ان ما جرى يمكن ان يتسبب بحرب وشددت على ان الإجراء هو قضائي صرف ولم يتدخل فيه احد . والموقف البارز الاخر كان لوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي بدد محاولات تضخيم الحادث مطمئنا اللبنانيين الى ان لا مبرر للهلع من تدهور الوضع الأمني، وقال لـ”النهار “ ان ما جرى في الجاهلية اجراء قضائي صرف وليس عملية امنية وان حجم القوة مبرر بالنتيجة التي حصلت ورد على الكلام عن الكرامات بقوله ان “الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو ضمير السنة وهو ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم”.

 

إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان التهديدات والاتهامات الساخرة

تل أبيب/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/بعد نشر شريط فيديو مبسط لـ«حزب الله»، تظهر فيه مواقع استراتيجية للجيش الإسرائيلي بغرض تهديدها بالقصف الصاروخي، ردت تل أبيب بنشر شريط فيديو يظهر قواتها وهي تتدرب على اجتياح لبنان وتقصف وتدمر براً وجواً، وتقوم بتفعيل وحدة كلاب شرسة وآليات مسيرة بلا قيادات بشرية. وحسب الشريط الإسرائيلي، فإن الجيش يتدرب على مواجهة أنفاق حفرها «حزب الله» تحت الأرض ويعتبرها سلاحاً سرياً. وحاول معدّو الشريط التباهي بقدراتهم على تدمير الأنفاق من الداخل. وظهرت عدة آليات مسيرة وروبوتات متعددة المهام، يتم إرسالها قبل الجنود والآليات العادية، إضافة إلى غارات سلاح الجو. وبيّن الجيش الإسرائيلي، في الشريط، كيف سيعمل في حرب الأنفاق على «إجهاض مخططات وكمائن حزب الله لإسقاط الجنود الإسرائيليين في الأسر أو الكمائن الفتاكة». وقال إنه وجد حلاً يمنع وقوع قتلى في صفوفه. وركز في هذا النشر على تدريباته الأخيرة التي تضمنت تفعيل وحدة كلاب سترافق الجيش لتحميه وتمنعه من الوقوع في كمائن المقاتلين اللبنانيين وسقوط قتلى. وهدد الجيش الإسرائيلي بأن رده على صواريخ «حزب الله» سيكون في حرب برية مقبلة وسيكون في العمق اللبناني. وكان «حزب الله» نشر شريطاً تضمن صوراً لمقر رئاسة الأركان الإسرائيلية في تل أبيب والمفاعل النووي في ديمونة ومرافق استراتيجية أخرى، مع التحذير باللغة العبرية: «إذا هاجمتم فستندمون». واعتبر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الشريط «بدائياً مأخوذاً عن موقع (غوغل) للخرائط». وراح يسخر منه. وقام عدد من المتابعين العرب لموقع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بالرد الساخر عليه. واعتبر الخبراء في إسرائيل هذا التراشق جزءاً من حرب نفسية ومعنوية، كل من طرفيها يعالج جمهوره بواسطتها. ولكنهم لم يستبعدوا أن يؤدي «الغرور» إلى انجراف للحرب في مرحلة من المراحل، خصوصاً أن أوساطاً عسكرية في إسرائيل تكثر مؤخراً في نشر تقارير عن نشاط إيراني متعاظم في لبنان.

 

لبنان: حريق في مخيّم للاجئين السوريين يودي بحياة رجل وطفل

بيروت/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/توفي لاجئان سوريان أحدهما طفل، فجر اليوم (الإثنين) بسبب حريق نشبّ في مخيمهم في بلدة اليمونة في البقاع شرق لبنان. وقال نائب رئيس بلدية ايمونة حسين شريف إن الحريق الذي اندلع فجراً أسفر عن "احتراق 23 خيمة من أصل نحو 70 موجودة في المخيم، كما توفي رجل في الـ46 من العمر، وطفل عمره سبع أو ثماني سنوات". وأضاف أن أسباب الحريق ليست واضحة حتى الآن، و"يبدو أن أحدهم ترك نيران المدفأة موقَدة ليلاً أو قد يكون احتكاكاً كهربائياً"، موضحاً أن "انفجار برميل مازوت في إحدى الخيم كان سبب انتشار الحريق أكثر". وتوجهت القوى الأمنية إلى المكان كما أرسلت الأمم المتحدة فريقاً إلى المخيم، وفق شريف. وروى أحد النازحين أنه "عند الساعة الثالثة فجراً، سمعنا صراخاً وإذا بنا نرى النيران ونحن غير قادرين على إطفائها". وتولت فرق إطفاء الدفاع المدني "إخماد النيران وسط صعوبة في الرؤية بسبب الضباب الكثيف والدخان".

                                     

لبنان: اتهامات بمحاولات لاستغلال {توتر الجبل» لإشعال مواجهات درزية و«الاشتراكي» ينفي أن يكون طرفاً... وجنبلاط يمنح غطاء سياسياً للعملية الأمنية

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/سلك التوتر في جبل لبنان، أمس، منحى تخطى المواجهة الواقعة بين الدولة اللبنانية والوزير الأسبق وئام وهاب وأنصاره، إذ انعكست التداعيات على الوضع الدرزي الداخلي، إثر منح رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط غطاء سياسياً للعملية الأمنية، ووقوف الوزير طلال أرسلان إلى جانب وهاب الذي دعا الأطراف الدرزية التي تجمعها خصومة مع «الاشتراكي» إلى مؤازرته. ويُعدّ وهاب من أبرز حلفاء دمشق من الدروز اللبنانيين، وتوجه بإساءات أخيرة إلى الرئيس المكلف سعد الحريري ووالده الرئيس الراحل رفيق الراحل، قبل أن يعتذر عنها. وأثار الفيديو غضب مناصري الحريري، وعمد بعضهم إلى قطع بعض الطرق في بيروت ومحيطها احتجاجاً على تصريحات وهاب. كما شجب مضمونها عدد من القوى السياسية، أبرزهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ورفع محامون في «المستقبل» شكوى قضائية، واتهموا وهاب بتأجيج الانقسامات وتهديد السلم الأهلي، في وقت شهد فيه الجبل الذي يؤيد بمعظمه «التقدمي الاشتراكي»، توتراً، يوم الجمعة الماضي، إثر معلومات عن مواكب سيّارة تابعة لوهاب يستقلها مسلحون، جالت مناطق في الجبل.

وخلال محاولة الشرطة تسليم وهاب طلبَ استدعاءٍ لاستجوابه في اتهامات بتهديد السلم الأهلي، أول من أمس، حصل إطلاق نار أسفر عن سقوط قتيل، هو مرافقه محمد أبو ذياب.

وتجدد التوتر في الجبل، أمس، إثر تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن مقتل محمد أبو ذياب. وقالت المديرة العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان أصدرته، أول من أمس، إن ضباطاً توجهوا لمنزل وهاب في قرية الجاهلية، أول من أمس (السبت)، بهدف استدعائه للاستجواب، ولكنه فر قبل وصولهم. وأضافت أن الشرطة لم تطلق النار، ولكن مسلحين مجهولين أطلقوا النار من مبانٍ مجاورة، كما أطلق أنصار وهاب النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة أحد مساعديه. في المقابل، ردّ «حزب التوحيد العربي» الذي يتزعمه وهاب على بيان «قوى الأمن»، قائلاً إن «المختار قال إنه لم يشاهد عناصر تطلق النار أمام المنزل، وهذا صحيح، إلا أن إفادة الأطباء الرسمية قالت إن إطلاق النار الذي أصاب محمد أبو ذياب مصدره قناص متمركز على بعد»، لافتاً إلى أن «محمد أبو ذياب أصيب برصاص المهاجمين». وقال إن «القضاء بيننا وبين مدير عام قوى الأمن الداخلي عماد عثمان والآخرين، لأن المحامين سيتقدمون بشكوى ضده وضد الرئيس سعد الحريري». وبذلك، تكون المواجهة مع الدولة محصورة بالقضاء الذي لا يستطيع وهاب أن ينفي تبلغه عبر المختار، وعبر الإعلام، بوجوب مثوله أمامه، بحسب ما قال مصدر قانوني لـ«الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أن الإجراء القانوني في حالات مشابهة، يتمثل بوجوب مثول وهاب أمام القضاء. وفي حال لم يمثل «يصدر بلاغ بحث وتحرٍّ بحقه لتوقيفه وتحويله إلى قاضي التحقيق». وقال المصدر: «عند مثوله أمام القضاء، في حال ذهابه إلى المحكمة بعد تبلغه، يُستجوب أمام قاضي التحقيق الذي يحيل الملف إلى مدعي عام التمييز الذي يقرر توقيفه أو تركه بسند إقامة، على أن يحاكم بلا توقيف في حال تُرك بسند إقامة». وتحدث المصدر عن ثغرة حصلت في مقتل أبو ذياب، تتمثل في أن إجراء قضائياً لم يتم، وهو التحقيق الجنائي الذي يثبت من قتل أبو ذياب، مشيراً إلى أن أبو ذياب نقل إلى المستشفى بعد تعرضه للإصابة، ونقل من المستشفى إلى قريته حيث دُفن، ما يعني أن وهاب لم يسمح للتحقيق الجنائي بأن يتم، وهي نقطة كان يجب حسمها قبل دفنه.

وفيما اختار وهاب منحى قضائياً بالادعاء على قوى الأمن والرئيس الحريري، سلك أيضاً طريقاً سياسياً يتمثل في حشد جبهة درزية تتألف من حلفاء دمشق، ضد «التقدمي الاشتراكي»، الذي نفت مصادره أن يكون اتخذ قرار المواجهة في الجبل. وقال النائب عن كتلة «اللقاء الديمقراطي» بلال عبد الله لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار المواجهة لم يتخذه «الاشتراكي»، فهو قرار تأخذه الدولة فقط، لافتاً إلى أنه «في الملفات الأمنية، وحدها الدولة التي تتخذ تلك القرارات».

ونفى عبد الله أن تكون هناك مواجهة درزية - درزية، قائلاً: «المواجهة تحتاج إلى فريقين، والاشتراكي ليس طرفاً ولا فريقاً، وهو ما أثبتته التجربة خلال العقدين الأخيرين، التي أكدت تمسك الحزب بمنطق الدولة فقط»، مشدداً على «أننا في كل المحطات نضحي ونقوم بتسويات بهدف الحفاظ على استقرار البلد». ونفى عبد الله إجراء «الاشتراكي» اتصالات مع «حزب الله». وقال: «لا ضرورة لذلك؛ فما حصل كان تجاوزاً للأصول وأعراف التخاطب السياسي (من قبل وهاب)، استجلبت ردود فعل من قبل أنصار تيار المستقبل، قبل أن ينظم أنصار وهاب مظاهرة سيارة استفزت منطقة الشوف، وهو ما دفع (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي) وليد جنبلاط ليبذل جهداً كبيراً لاحتواء الاستفزاز ومنع القيام بردات فعل، عندها تحركت الدولة. وما قام به جنبلاط هو أنه أكد على ضرورة تعزيز الاستقرار وأمن الناس، ولم تكن تصريحاته موجهة ضد أحد»، مؤكداً أنه إذا أخل أحد بالأمن، فستتحرك الأجهزة الأمنية والقضاء لمنع الإخلال بالأمن والعبث بالاستقرار، و«هو تحرك من قبل الدولة لا يحتاج إلى غطائنا أو غطاء أي أحد». وعما إذا كان «الاشتراكي» اتهم «حزب الله» تلميحاً من خلال بيان أصدره أمس، بدعم وهاب وتأمين التغطية له، قال عبد الله: «لا مصلحة لـ(حزب الله) بتغطية أحد من الذين يرتكبون تجاوزات قانونية، ولا أعتقد أنه سيقوم بذلك».

وأكد «الحزب الاشتراكي» الذي قدَّم تعازيه بأبي ذياب: «كنّا بغنى عن هذه الخسارة الأليمة وعن كل ما جرى نتيجة الحالة الأمنية الشاذة التي يمثلها البعض، والتي طالما استهدفت استباحة الجبل في أمنه وسلمه، وبسبب منطق الخروج عن القانون والعبث بالأمن، الذي حظي برعاية وتغطية ما، وهو واقع لا نقبل باستمراره وقد رأينا نتائجه المؤسفة، بالأمس». كما أكد الحزب على مسؤولية القضاء في متابعة التحقيقات مع كل الموقوفين والمطلوبين بكل عدالة وشجاعة في كل ما حصل في الأيام الماضية، «لأن التهاون القضائي الذي يسعى إليه البعض اليوم والذي لطالما مورس سابقاً هو الذي قادنا إلى ما وصلنا إليه من مآس وخسائر». وعكست تلك التطورات توتراً درزياً – درزياً دفع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، لتوجيه دعوة إلى «التهدئة والتعقل ووحدة الصف والتمسك بالدولة»، وقال: «نحن مؤمنون بأن الجيش بأدائه الوطني هو موقع ثقة، طبعاً عبّرنا عن شجبنا لما حصل. نحن على ثقة كبيرة بالقيادة السياسية، وتحتكم طائفتنا إلى الدستور». وحاول وهاب اقتياد الملف إلى اصطفاف درزي سياسي جديد، عندما وجّه نداء لقيادات درزية موالية لسوريا للتوحد معه، وإذ شكر الأمير طلال أرسلان على موقفه بعد انتقاد جنبلاط وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، قال وهاب: «أوجه له النداء لنكون صفاً واحداً وفيصل بك الداود والأستاذ فادي الأعور والحزب السوري القومي الاجتماعي وكل القوى المؤمنة بعروبة لبنان، كي لا يتم استفرادنا كل يوم». وأضاف: «لا تهمنا الشكليات ولا مَن يتنازل، نحن مستعدون برعاية شيخ عقلنا الشيخ ناصر الدين الغريب». يُذكر أن الشيخ ناصر الدين الغريب يعتبره مناهضو جنبلاط شيخ العقل في الجبل، فيما تعتبر الدولة اللبنانية أن شيخ العقل هو الشيخ نعيم حسن، المدعوم أيضاً من جنبلاط.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

القبض على الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما.. وهذه تهمته!

وكالات/03 كانون الأول/18/تداولت بعض المواقع الاخبارية خبرا مفاده انه تم القبض على الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما وابنتيه في المطار في اميركا متلبساً بتهريب السيجار الكوبي. وفي التفاصيل، وعند عودة اوباما من كوبا، تم تفتيشه من قبل جمارك المطار في جهاز الكشف بالاشعة، ليعثر الموظفون على ٤ علب من السيجار الكوبي الفاخر الشهير مما دفعهم لتوقيفه على الفور لان هذا النوع من السيجار الكوبي ممنوع، كما تم تحويله إلى دائرة الجمارك. وكانت الصدمة عند عثورهم علي علب من نفس السيجار بحقيبة ابنتي اوباما، وهما تحت السن القانوني لاستعمال او حمل اي سجائر او خمور، وهذا الامر يعاقب عليه القانون بشدة، عندها تدخل اوباما ليؤكد ان علب السيجار تعود له. هذا وصودرت كل السجائر بالرغم من توسلاته بانه احضرها لنفسه وللرئيس السابق بيل كلينتون، كما اشارت المعلومات الى انه سوف يغرم حوالي ٢٠٠ دولار.

 

العثور على ختم بيلاطس البنطي!

AFP/03 كانون الأول/18/قال باحثون إسرائيليون أنه عثر على ختم دائري قرب القدس قبل 50 عاماً يمكن أن يكون لبيلاطس البنطي، الحاكم الروماني الذي قرر صلب السيد المسيح. ويحمل الختم الذي اكتشف قبل نحو نصف قرن أثناء حفريات أثرية، نقش “بيلاطس” بأحرف يونانية كما كشفت التحليلات الأخيرة للباحثين.  والختم الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام تقريباً قد يكون من الاشارات المكتوبة النادرة إلى بيلاطس البنطي حينها، وفقا لمعهد علم الآثار في الجامعة العبرية بالقدس. هذا وقد تم العثور على الخاتم في هيروديون، وهو قصر قديم بني إبان عهد الملك هيرودس قرب القدس وبيت لحم، وكان هذا القصر بمثابة حصن للمتمردين اليهود خلال الثورة ضد الرومان. وقال باحثون إنه من غير المرجح أن يكون الختم عائداً إلى بيلاطس البنطي شخصياً، ربما يكون لأحد أفراد الإدارة برئاسة هذا الأخير أو لشخص آخر.

وأوردت المعلومات “بما أن الكتابة تشير إلى بيلاطس، فإن الفكرة الأولى التي تتبادر إلى الذهن هي أنها تتعلق ببيلاطس البنطي، الحاكم الروماني بين عامي 26 و36 ميلادي إبان زمن الإمبراطور تيبيريوس”. وتشير المعلومات أن هذا الختم “المصنوع من المعدن ومن سبيكة نحاسية”، يبدو “عاديا” للغاية بالنسبة لحاكم روماني، بالإضافة إلى ذلك، تم نقش إناء في الختم وهو رمز “معروف جيداً كونه يخص اليهود” في المنطقة أثناء فترة ولايته، لكنها أكدت أن “كون اسم بيلاطس أمر نادر، فليس من غير المعقول أن يكون هذا الختم ملكا لبيلاطس البنطي نفسه”.

 

ترمب يعلن موافقة الصين على خفض التعرفة الجمركية على السيارات الأميركية وارتفاع في أسهم بورصة بكين عقب الاتفاق

واشنطن/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الأحد)، إن الصين وافقت على «خفض وإلغاء» التعرفات الجمركية على السيارات الأميركية لأقل من مستوى 40 في المائة التي تفرضها بكين حالياً على المركبات أميركية الصنع.

وبعد يوم من دعوته والرئيس الصيني شي جينبينغ إلى هدنة لمدة 90 يوماً في حربهما التجارية لإعطاء فرصة للمفاوضين، قال ترمب على «تويتر»، إن «الصين وافقت على خفض وإلغاء التعرفات على السيارات الواردة إلى الصين من الولايات المتحدة التي تبلغ حالياً 40 في المائة». وعقب هذا الإعلان، سجلت الأسهم الصينية ارتفاعاً كبيراً اليوم (الاثنين)، إذ ارتفع مؤشر شنغهاي المجمع بنسبة 2.91 في المائة في نهاية التعاملات الصباحية، في الوقت الذي ارتفع فيه مؤشر بورصة شينشن بنسبة 3.64 في المائة. كما ارتفع مؤشر هانغ سينغ في بورصة هونغ كونغ للأوراق المالية بنسبة 2.68 في المائة في تعاملات الظهيرة. وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترمب قد أعلنا يوم السبت الماضي، اتفاقهما على هدنة تجارية لمدة 90 يوماً، تتيح التفاوض بين أكبر اقتصادين في العالم بشأن الخلافات التجارية بينهما.

 

الحكومة الفرنسية تتشاور مع الأحزاب لاحتواء موجة الاحتجاجات

باريس/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/يجري رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب اليوم (الاثنين) محادثات مع ممثلين للأحزاب السياسية الرئيسية، عقب الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة التي هزّت باريس في نهاية الأسبوع. وأصيب أكثر من 100 شخص وألقي القبض على 412 وأُحرقت عشرات السيارات في باريس خلال عطلة نهاية الأسبوع، في أسوأ أعمال شغب تشهدها فرنسا منذ سنوات. وأقدم نشطاء يرتدون سترات صفراء لمّاعة على إحراق سيارات وحطموا واجهات متاجر ونهبوا بعضها، وألقوا الحجارة على الشرطة وكتبوا شعارات على جدران قوس النصر الذي يعتبر من أبرز المعالم في العاصمة الفرنسية. وردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه وأغلقت عشرات الشوارع ومحطات المترو لاحتواء أعمال الشغب. وكذلك وقعت مواجهات بين الشرطة ومحتجين في أنحاء أخرى من فرنسا، منها مدينة تولوز في الجنوب.

وعقد الرئيس إيمانويل ماكرون الذي عاد من قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، اجتماعًا طارئًا حول الأمن مع فيليب أمس (الأحد)، ولم تستبعد الحكومة إمكان فرض حالة الطوارئ. كانت هذه ثالث عطلة نهاية أسبوع على التوالي تشهد مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في باريس. وبدأت الاحتجاجات الشهر الماضي مع سائقي السيارات الذين رفضوا رفع ضريبة الوقود، واتسعت لتشمل مجموعة من الشكاوى التي تتمحور حول فكرة أن ماكرون لا يهتم بمشاكل الناس العاديين. ووقع مزيد من الاحتجاجات المناهضة للحكومة اليوم بعد أن خرج عمال الإسعاف إلى الشوارع واجتمعوا قرب مقر الجمعية الوطنية – البرلمان - في وسط باريس للشكوى من التغييرات في ظروف العمل. وأضرم متظاهرون النار في إطارات وعطّلوا حركة المرور. ويترقّب الفرنسيون ما سيقوم به ماكرون وحكومته هذا الأسبوع لمعالجة المشكلة، خصوصاً أن نشطاء حركة "السترات الصفراء" تداعوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحركات جديدة السبت المقبل.

 

قطر تنسحب من منظمة «أوبك»

فيينا/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/أعلنت قطر اليوم (الاثنين)، أنها ستنسحب من منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، اعتباراً من يناير (كانون الثاني) 2019، وأبلغت قرارها هذا إلى المنظمة. وقال سعد الكعبي وزير الطاقة القطري لوكالة «رويترز» للأنباء، إن بلاده ترى أن من المهم التركيز على السلعة الأولية التي تبيعها، في إشارة إلى الغاز الطبيعي، لكنه شدد على أن الدوحة «ستواصل الالتزام بجميع التعهدات مثل أي دولة خارج (أوبك)». واعتبر الكعبي أن تأثير قطر في قرارات إنتاج نفط في «أوبك»، «محدود»، لكنه قال إن قرار الانسحاب من «أوبك»، «لم يكن سهلاً»، خصوصاً أنها ظلت عضواً في المنظمة طوال 57 عاماً. وشدد الوزير على أن انسحاب قطر من المنظمة يرجع لأسباب فنية واستراتيجية، و«ليس لأسباب سياسية»، على حد قوله.

 

المكسيك تطرح الطائرة الرئاسية للبيع

مكسيكو سيتي/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/أعلن فريق الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أمس (الأحد)، أن المكسيك ستبيع الطائرة الرئاسية في مزاد، في تنفيذ لوعد كان أطلقه خلال حملته الانتخابية. وأجرت الطائرة وهي من طراز «بوينغ 787 - 8» رحلاتها الأخيرة الأسبوع الماضي، عندما أقلت الرئيس المنتهية ولايته إنريكه بينا نييتو إلى بوينس آيرس لحضور قمة مجموعة العشرين. ووعد لوبيز أوبرادور بتغيير «عميق وجذري» في المكسيك لدى توليه مهامه الرئاسية السبت، بعد 5 أشهر من تحقيقه فوزاً كاسحاً في الانتخابات. وقال خورخيه مندوزا المتحدث باسم «بانوبراس»، وهو بنك تنمية حكومي تم شراء الطائرة من خلاله، للصحافيين، إن الطائرة ستخضع لأعمال صيانة ثم سيتم الاحتفاظ بها في مطار في سان برناردينو بكاليفورنيا، بانتظار بيعها. وبلغ ثمن الطائرة لدى شرائها قبل بضع سنوات 218 مليون دولار. وقال لوبيز أوبرادور، المعروف بنمطه البعيد عن الترف ويقود سيارة «فولكس فاغن جيتا»، إنه ليس بحاجة للطائرة وسيسافر على متن رحلات تجارية. وأضاف وزير المالية كارلوس أورزوا أنه سيتم في وقت قريب عرض 60 طائرة و70 مروحية تملكها الدولة في مزاد. وأدى لوبيز أوبرادور اليساري المناهض للمؤسسة السياسية السبت، اليمين الدستورية رئيساً للمكسيك، متعهداً بإحداث «تحوّل» في بلاد أنهكها الفقر والفساد والجريمة.

 

توافق سعودي ـ روسي يعيد الثقة لأسواق النفط

لندن/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/استقبلت الأوساط الاقتصادية والنفطية على وجه الخصوص، لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين بمزيد من التفاؤل، خصوصاً أن اللقاء تطرق إلى مناقشة إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية، مع توافق حول تمديد ما يعرف باتفاقية «أوبك +»، التي تقضي بخفض الإنتاج. وكانت أسواق النفط تعاني ارتباكاً بالغاً خلال الشهر الماضي، وقبل اجتماع الدول الأعضاء بمنظمة أوبك وروسيا ومنتجين كبار آخرين للنفط في فيينا يومي 6 و7 ديسمبر (كانون الأول) الحالي لبحث أوضاع السوق النفطية مع تراجع الأسعار بسبب تخمة المعروض. ورغم أن الأسواق كانت في عطلة نهاية الأسبوع أمس، فإن غالبية المحللين والمراقبين أشاروا إلى أن التوافق بين اثنين من أكبر منتجي النفط في العالم من شأنه إعادة الانضباط والثقة إلى الأسواق. ومساء السبت، قال الرئيس الروسي إنه لا توجد لديه أرقام محددة بشأن التخفيضات المحتملة في الإنتاج، ولكنه أضاف أن روسيا ستواصل المساهمة في خفض الإنتاج العالمي. وقال بوتين للصحافيين على هامش اجتماع قمة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس: «نعم لدينا توافق بتمديد اتفاقياتنا (أوبك +)... ليس هناك اتفاق نهائي بشأن الكميات، ولكننا سنتوصل إلى ذلك مع السعودية. ومهما يكن الرقم النهائي فقد اتفقنا على مراقبة الموقف في السوق والرد على ذلك بسرعة».

وكان اتفاق الدول النفطية من الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة «أوبك» بشأن تخفيض الإنتاج، والمعروف باسم «أوبك +»، دخل حيز التنفيذ في بداية عام 2017، وفي وقت لاحق تم تمديده حتى نهاية عام 2018. وفي نهاية الأسبوع الماضي، صرح بوتين بأن الفضل يعود بصورة كبيرة إلى السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في التزام «أوبك» للمرة الأولى بنسبة 100 في المائة باتفاق خفض الإنتاج. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عنه القول: «تعلمون أننا بنينا عملاً مع دول (أوبك). حيث اتفقت 15 دولة تابعة للمنظمة و12 دولة لا تنتمي إلى المنظمة، على العمل معاً في الأسواق العالمية من أجل موازنة العرض والطلب. ويجب أن أقول إنه للمرة الأولى في تاريخ هذه المنظمة، تمكنّا من القيام بذلك بنسبة 100 في المائة، حيث تم تنفيذ جميع الترتيبات. هذا لم يحدث من قبل في المنظمة نفسها». وأضاف: «يجب أن أعترف أن هذا يعود إلى حد كبير إلى موقف المملكة العربية السعودية. إنه بفضل المملكة العربية السعودية وولي العهد، الذي كان المبادر لهذا العمل. وقد أدى إلى نتائج إيجابية». وفي إشارة إلى أن التوافق السعودي - الروسي سيمضي قدماً في اجتماع «أوبك» المقبل، قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الدورة الحالية لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، إن هناك فرقاً فنية تعمل على خفض مستوى الإنتاج اللازم. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المزروعي قوله في فيينا: «أنا متفائل من أننا سنصل إلى حل واتفاق جيدين، لخفض الإنتاج... لضمان محافظتنا على استقرار السوق». وأضاف: «أنا لا أعلق على السعر. فنحن لا نستهدف السعر، إننا نستهدف استقرار السوق». وكانت الرياض اقترحت منتصف الشهر الماضي أن تخفض «أوبك» وحلفاؤها الإنتاج مليون برميل يومياً، ابتداء من يناير (كانون الثاني) 2019 لوقف تراجع الأسعار، لكنها دعت في هذا السياق إلى «قرار جماعي».

وأكد وزير الطاقة السعودي نهاية الأسبوع الماضي أن جميع وزراء «أوبك» حريصون على إعادة الاستقرار لأسواق النفط، قائلاً: «سوف نفعل كل ما هو ضروري، ولكن فقط إذا عملنا معاً كمجموعة من 25 عضواً»، في إشارة إلى «أوبك» وحلفائها. وتابع: «نحن (السعودية) لا يمكننا أن نفعل ذلك بمفردنا، ولن نفعله وحدنا». وأضاف: «يتوق الجميع للتوصل إلى قرار يعيد الاستقرار إلى السوق... أعتقد أن الناس يعرفون أن ترك السوق لآلياتها دون وضوح ودون قرار جماعي لتحقيق التوازن في السوق لن يكون مفيداً». وفي غضون ذلك، أظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية أمس (الأحد)، أن إنتاج البلاد اليومي من النفط بلغ 11.37 مليون برميل يومياً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، انخفاضاً من 11.41 مليون برميل يومياً في أكتوبر (تشرين الأول). وهذا هو أول تراجع شهري في إنتاج البلاد من النفط منذ بداية العام. وبالأطنان، بلغ إنتاج النفط 46.532 مليون طن الشهر الماضي، مقارنة مع 48.262 مليون في أكتوبر. وجاء انخفاض الإنتاج الروسي مع هبوط إنتاج «أوبك»، الذي انخفض في نوفمبر من أعلى مستوياته في عامين، وفقاً لمسح أجرته «رويترز». ونزل خام القياس العالمي برنت دون 59 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي، من 85 دولاراً في أكتوبر.

وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية أن «روسنفت»، كبرى شركات إنتاج النفط المدرجة في العالم من حيث الإنتاج، زاد إنتاجها بنسبة 0.1 في المائة في نوفمبر مقارنة مع الشهر السابق، لكن نسبة الزيادة تباطأت من 0.5 في المائة. وبلغت صادرات النفط الروسية عبر خطوط الأنابيب في نوفمبر 4.297 مليون برميل يومياً، انخفاضاً من 4.526 مليون برميل يومياً في أكتوبر. ووصل إنتاج الغاز إلى 62.67 مليار متر مكعب في الشهر الماضي، أو ما يعادل 2.09 مليار متر مكعب يومياً، مقارنة مع 63.64 مليار متر مكعب في أكتوبر، بحسب بيانات الوزارة.

وقالت وزارة الطاقة الروسية أمس، إن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك اجتمع مع نظيره السعودي خالد الفالح على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين. ونقلت وكالة الإعلام الروسية (ريا) عن نوفاك قوله إن إنتاج روسيا من النفط في 2019 من المتوقع أن يبقى عند مستواه نفسه هذا العام، لكنه قد يجري تعديله تبعاً لاتفاق بين «أوبك» والمنتجين غير الأعضاء في المنظمة.

 

مناورة عسكرية مصرية - فرنسية بالبحر الأحمر لمجابهة تهديدات إرهابية والسيسي يفتتح اليوم معرضاً للصناعات العسكرية بمشاركة 41 دولة

القاهرة/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/نفذت عناصر من القوات البحرية المصرية والفرنسية تدريباً بحرياً عابراً بنطاق قاعدة البحر الأحمر البحرية، باشتراك السفينة الحربية الفرنسية «كوربيت» وعدد من القطع البحرية المصرية، وفقاً لبيان أصدره أمس، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد تامر الرفاعي. تضمن التدريب تنفيذ كثير من الأنشطة، منها تشكيلات الإبحار نهاراً وليلاً، التي تظهر مدى قدرة الوحدات البحرية المشاركة على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية، وتمارين دفاع جوي جاف ورماية بالمدفعية للتدريب على كيفية توفير الحماية للوحدات البحرية أثناء عبورها بالمناطق الخطرة، وتنفيذ سيناريو لمجابهة التهديدات التي تواجه الأمن البحري ومكافحة الإرهاب، والتدريب على حماية سفينة ذات شحنة مهمة، وممارسة حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها. وأوضح البيان، أن التدريب يهدف إلى صقل مهارات وقدرات القوات المشاركة وتبادل الخبرات بين الجانبين المصري والفرنسي، بما يساهم في رفع الكفاءة القتالية للقوات البحرية لكلا البلدين وصولاً لأعلى معدلات الكفاءة والاستعداد لتنفيذ أي مهام مشتركة تحت مختلف الظروف. وأوضح أنه يأتي في إطار دعم العلاقات المتميزة وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة المصرية ونظائرها من الدول الصديقة والشقيقة. من جهة أخرى، يفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الاثنين)، معرض الدفاع والتسليح «إيديكس 2018»، الذي يعد الأول في منطقة شمال ووسط أفريقيا. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أمس، إن المعرض سيشهد مشاركة دولية وإقليمية واسعة من الشركات العالمية والمصرية المتخصصة في هذا المجال، كما يعد المعرض الذي يعقد في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، منصة عالمية لعرض أحدث المنتجات العسكرية للدول المشاركة، وآخر ما وصلت إليه تكنولوجيا الصناعات الدفاعية في العالم. وأكد السفير راضي أن إقامة المعرض تؤكد وضع مصر كدولة رائدة وفاعلة وصاحبة قدرة على تنظيم مثل هذه الفعاليات العسكرية الدولية الرفيعة. الأمر الذي يرسخ للدور الذي تقوم به مصر في المنطقة، ويؤكد مساهمتها في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وكان اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، أكد خلال مؤتمر صحافي قبل أيام، أن القيادة السياسية تولي اهتماماً ودعماً كبيراً لهذا المعرض؛ ليكون حدثاً عالمياً بارزاً بين المعارض والمؤتمرات العالمية المماثلة، موضحاً أن المعرض يعقد بمشاركة أكثر من 373 شركة عارضة يمثلون 41 دولة من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى حضور كثير من الوفود الرسمية لوزراء دفاع ورؤساء أركان ووزراء الإنتاج الحربى من مختلف الدول، ومن المتوقع حضور أكثر من 10000 زائر من كبار العسكريين والمصنعين للمعدات الدفاعية على مدار 3 أيام، المقام بها المعرض. يتضمن المعرض أعمال التطوير والتحديث الهائلة التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية؛ لتطوير مركز السوق المصرية في تجارة الأسلحة الدفاعية والتكنولوجيا الأمنية، التي تعتبر جزءاً من خطة مصر في مكافحة الإرهاب، ومنع المخاطر التي تهدد أمن الدولة، بل تمتد هذه الجهود إلى دعم الخطط العالمية؛ لتحقيق الأمن والاستقرار للدول.

 

عودة الجربا مرشحاً لـ«الدفاع» تربك البيت السني بعد ثبوت عدم شموله بقانون «اجتثاث البعث»

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/جدد ائتلاف «الوطنية» العراقي بزعامة إياد علاوي تمسكه فيصل الجربا مرشحاً لوزارة الدفاع بعد قبول محكمة التمييز الاتحادية الطعن المقدَّم من قبله لها على قرار هيئة المساءلة والعدالة بشموله بإجراءات اجتثاث البعث. وقال كاظم الشمري رئيس كتلة الوطنية في البرلمان في بيان أمس إن كتلته ترحِّب بقرار محكمة التمييز الاتحادية بقبول الطعن المقدم من فيصل الجربا على قرار هيئة المساءلة والعدالة، مبيناً أن «هذا القرار أعطى الدليل القاطع على حيادية واستقلالية القضاء الذي يثبت يوماً بعد آخر أنه الساحة التي ينصف بها المظلوم، والمكان الذي تُعاد فيه الحقوق إلى أصحابها»، مؤكداً تمسُّك الائتلاف بالجربا مرشحاً لحقيبة الدفاع. إلى ذلك، أكد سياسي عراقي لـ«الشرق الأوسط» طالباً عدم الكشف عن اسمه أو هويته إن «البيت السنِّي منقسم أصلاً مرتين؛ الأولى كون أن قسماً من النواب والكتل السنية منضوٍ ضمن كتلة (الإصلاح والإعمار)، التي تضم (سائرون) و(الحكمة) و(الوطنية) و(النصر)، والقسم الآخر منضوٍ ضمن كتلة (البناء) التي تضم (الفتح) و(دولة القانون)، والمرة الثانية هي بشأن مرشحي الوزارات وبالأخص وزارة الدفاع»، مبيناً أن «المحور الوطني (السنّي) ضمن كتلة (البناء) يرى أن منصب وزير الدفاع من حصته، وأبرز مرشح له هو هشام الدراجي، بينما (الوطنية)، بزعامة علاوي، ترى أن المنصب من حصتها، وأن هناك تفاهماً بين رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وإياد علاوي ينص على أن عبد المهدي يؤيد المرشح الذي يقدمه علاوي».

وأوضح السياسي العراقي أن «علاوي سبق أن قدم فيصل الجربا إلى عبد المهدي الذي سبق أن طرحه عند التصويت على الوزراء الأربعة عشر، لكن الخلاف على الحقائب الأمنية حال دون تمريره، وبالتالي يُعدّ الجربا خياراً لعبد المهدي أيضاً»، مشيراً إلى أنه «يحظى بأرجحية واضحة على منافسيه، بمن فيهم مرشحو كتلة (المحور الوطني) التي سوف تنقسم بشأنه، وهو ما يزيد حظوظه في الترشح لهذا المنصب، علماً بأنه ليس مرشحها».

من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عبد الله الخربيط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «فيصل الجربا عاد مرشحاً قوياً لـ(الدفاع)، ولكن السؤال هو: هل سيقدمه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال الجلسة المقبلة يوم الثلاثاء أم سيقدم مرشحاً آخر»، مشيراً إلى أن «المرشح الرسمي لـ(المحور الوطني) ضمن كتلة (البناء) هو هشام الدراجي، وبالتالي فإن أيّاً من المرشحين في حال يتم طرحه سواء كان الدراجي أو الجربا سوف يمر عبر التصويت لأنهما تقريباً أوفر مرشحين حظاً من بين المرشحين لحقيبة (الدفاع)».

وبشأن ما إذا كان مرشح «الداخلية» فالح الفياض سيمرر خلال الجلسة المذكورة، قال الخربيط إن «الفياض مرشح (البناء) أيضاً، وهو لا يزال المرشح الوحيد رغم استمرار الخلاف عليه بين تحالفي (الفتح) و(سائرون)».

إلى ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم تحالف «سائرون» الدكتور قحطان الجبوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحالف (سائرون) حسم رؤيته منذ البداية بشأن الحكومة، وذلك طبقاً للثوابت التي وضعها السيد مقتدى الصدر، والتي تقوم على أساس منح رئيس الوزراء الحرية في اختيار وزرائه، ومثلما يعرف الجميع أن (سائرون) تنازلت عن حصتها في الوزارات». وأضاف الجبوري: «كتلتنا طالبت وطبقاً للثوابت ذاتها بأنّ الوزراء يجب أن يكونوا من ذوي الاختصاص، بينما طالبنا بأن يكون الوزراء الأمنيون مستقلين تماماً عن الأحزاب وغير خاضعين لمبدأ المحاصصة العرقية والطائفية». كردياً، لم يحسم الخلاف بشأن وزارة العدل التي لا تزال محور خلاف بين الحزبين الكرديين الرئيسيين؛ الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. ففيما يرى (الديمقراطي) أن الحقيبة من حصته، ورشّح لها القاضي دارا توفيق، وهو وزير سابق للعدل، يرى (الاتحاد الوطني) أنها من حصته، ورشّح لها القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني خالد شواني. وفي هذا السياق، قرر الاتحاد الوطني إرسال وفد إلى بغداد لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لحسم هذه القضية قبيل جلسة البرلمان غداً.

 

نوفمبر الأقل دموية في العراق منذ 6 أعوام

بغداد/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18/العراق، بحسب ما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في بيان أمس. وبحسب التقرير الذي أعدته البعثة الأممية في العراق (يونامي)، فقد قتل «41 مدنياً وأصيب 73 آخرون جراء أعمال إرهابية وعنف ونزاع مسلح» في العراق خلال نوفمبر 2018. وأوضح التقرير أن هذه الحصيلة «تشمل مواطنين عاديين، وآخرين صنفوا مواطنين خلال الإصابة أو الوفاة، على غرار شرطيين في أعمال غير قتالية، ورجال إطفاء» وغيرهم. وأشار التقرير إلى أن العدد الأكبر من الضحايا سجل في بغداد (23 قتيلاً)، ثم محافظة نينوى (8 قتلى) تليها محافظة الأنبار (4 قتلى). ويعتبر نوفمبر 2018 الأقل دموية في العراق منذ نوفمبر 2012. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، إن «هذه ليست مجرد أرقام. هم بشر مع عائلاتهم. لكن هذه الأرقام، رغم أنها تدعو إلى الحزن، تعكس تواصل انخفاض مستوى العنف مع تعافي البلاد من حربها على الإرهاب والمضي قدماً نحو مستقبل مستقر ومزدهر». ورغم إعلان العراق «النصر» على تنظيم داعش نهاية عام 2017، لا تزال مناطق عدة تشهد هجمات متفرقة. وسجل أخيراً أيضاً سقوط ضحايا في العراق، بفعل السيول التي تسببت بها الأمطار الغزيرة في محافظات عدة من البلاد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«بوسطة الجاهلية» و«حزب الله»

الإشكال الفعلي ليس بوهاب وأمثاله من شعراء الجاهلية الصعاليك المستعدين لبيع كرامتهم من أجل حفنة من الفضة، بل المشكلة هي أن معظم اللبنانيين يعتقدون بأن مهادنة نظام الأسد ودولة «حزب الله» قد تفضي إلى نتيجة محمودة

مكرم رباح/الراي/04 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69411/69411/

عرف عن زمن الجاهلية عند العرب - أو على الأقل هكذا روّج عنها - انتشار عادات سيئة، منها الأخذ بالثأر والغزو ووأد البنات والعصبية القبلية... صفات طغت على العديد من الصفات الحميدة الموجودة آنذاك واكسبت تلك الحقبة الصيت السيئ.

أمّا في لبنان، فإن الجاهلية القرية الشوفية في جبل لبنان الرابضة في الوادي بين الطبيعة الخلابة، اكتسبت ظلماً صيتها كمسقط رأس وئام وهاب، السياسي اللبناني الفظ وسليط اللسان الموالي لنظام بشار الأسد والمغالي لإيران، ومن بقايا نظام الوصاية السورية على لبنان.

فلسان وهاب ومسرحياته السياسية - كما هو حال العديد من الأبواق الأخرى - هي مجرد صندوق بريد يستعمله كل من بشار الأسد و«حزب الله» لتوصيل رسائل تهديد إلى خصومهم السياسيين، وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط.

فأحداث الأسبوع المنصرم من مسيرات سيارة لمناصري وهاب لاستفزاز جنبلاط وأنصاره وأحداث الجاهلية، أودت بحياة أحد مرافقي وهاب بعد إشكال مع القوى الأمنية التي حضرت إلى منزل وهاب بعد رفض الأخير الأمتثال لمذكرة قضائية. كما أنّها كلها تشير إلى رسالة سورية واضحة ونية لتصفية الحسابات والانتقام من جنبلاط والدروز وإضعاف وتقويض الحريري.

في حين يخطط «حزب الله» لفرض تشكيلته الحكومية وانتزاع تسوية في ما يتعلق بالعقوبات الأميركية وطرق تفاديها، يطمح الأسد وعصابته للانتقام من جنبلاط الذي ساهم مع رفيق الحريري والبطريرك صفير بطرد الأسد من لبنان. الحقد على جنبلاط يتجاوز تلك المسألة أيضاً، كون الأخير وقف في شكل واضح ضد آلة القتل في سورية ودَعَم مطالب الثورة المحقة بالعيش الكريم والحرية المطلقة.

أمّا خطيئة جنبلاط الكبرى، حسب الاسد، كانت إقناع دروز سورية بعدم الانجرار وراء مشروع الأسد الأقلوي وحملهم السلاح لخدمة نظام الأسد ـ موقف أكسبهم مجزرة قامت بها «داعش» لحساب بشار في الصيف المنصرم، وأدت إلى مقتل المئات من الأبرياء وأسر عدد من أهالي السويداء، تم إطلاقهم بعد وساطة بين الروس وجنبلاط، الذي أزال العقبات مع رجال الكرامة الرافضين للتطبيع مع نظام الأسد.

ليس من الصدفة أن تبدأ الحملة على جنبلاط بعد تحرير رهائن السويداء وتصريحه بضرورة الرضوخ لواقع أن لبنان أسير المعادلة السورية - الإيرانية التي تتحكم بالبلد. اعتراف جنبلاط بالاحتلال الإيراني للبنان يزعج «حزب الله» ويمنعه من الاستمرار بالتمترس خلف مؤسساته المتآكلة، هو الذي يريد من الضحية أن تتحمل التعذيب والقهر وأن تبتسم أمام العامة لا سيما المجتمع الدولي.

المقلق في عراضة وئام وهاب «الشامية» أنها تحظى بتغطية وسائل الإعلام المحلية كافة، وتعطيه منبراً لإهانة الناس والحرمات تحت ذريعة مكافحة الفساد ووقف هدر المال العام. فوهاب وزير عهد لحود، يحاضر بالعفة كي ينال بالسياسة من جنبلاط والحريري. وأي وهم بأنّ تلك الأبواق المساندة للحزب وسورية تكترث بالوضع الاقتصادي والمعيشي، شبيه بالوهم بأن إيران تريد فعلاً تحرير القدس وفلسطين.

يعتقد العديد من اللبنانين بأن النظام السوري و«حزب الله» قد يترددان عن دفع وهاب للقيام بخطواته الفتنوية على أساس أن أصابع الاتهام ستوجه لهما بشكل واضح، ولكن تلك الأنظمة تستعمل تلك الأساليب الفاضحة بالذات لتهديد وإخضاع وحتى قتل خصومها ليكونوا عبرة للجميع. ليس من باب الصدفة أن الرئيس ميشال عون، حليف «حزب الله» وسورية، لم يبادر الى استنكار هجاء وهاب لحليفه الحريري، والفتنة المذهبية لتبعات تعرضه لرفيق الحريري، كون عون قد صنع مجده بعد مقتل الحريري من مهاجمة الحريرية السياسية واتهامه بالفساد والعمالة.

الإشكال الفعلي ليس بوهاب وأمثاله من شعراء الجاهلية الصعاليك المستعدين لبيع كرامتهم من أجل حفنة من الفضة، بل المشكلة هي أن معظم اللبنانيين يعتقدون بأن مهادنة نظام الأسد ودولة «حزب الله» قد تفضي إلى نتيجة محمودة. الرسالة الوحيدة من جاهلية وهاب هي أنّ الحزب غير مضطر لاستعمال قمصانه السود وميليشياته كما فعل في السابع من مايو، وأن وهاب هو بمثابة المقبلات لوجبة أكبر وبأنه يكفي لـ «حزب الله» ونظام الأسد أن إطلاق السفهاء من أشباله للتذكير بأن دماء الأبرياء من الدروز والسنة وكل اللبنانيين هي مجرد سلعة لا أكثر.

https://www.alraimedia.com/Home/Details?id=d810e0cb-7ea3-4d6a-907a-5bbe176504ae&fbclid=IwAR02j9Y7tZ1s4vMfAxUt3OL5JIoTUviUrrY0yCaGXX7k7ORktiwwDMHP_04

 

خواء انتصارات حزب الله أو الهزيمة النكراء

علي الأمين/العرب/04 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69402/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A3%D9%88-%D8%A7%D9%84/

تبرز قوة حزب الله في التعطيل، في القدرة على التدمير لا في القدرة على البناء، في خلق الأزمات لا في إيجاد الحلول، في إفراغ المجتمع من الحيوية والإبداع، لا في بناء نموذج جاذب لغير العصبيات المذهبية والطائفية.

لم يصله أمر الإفراج عن الحكومة

لم تزل عملية تشكيل الحكومة عالقة في مأزق التعطيل، أو أسيرة الأرانب التي يخبئها حزب الله في أكمامه ليخرجها حين تقتضي ضروراته، فكلما برزت أي مؤشرات لخروج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة، يُخرج أرنبا، كما أخرج أزمة توزير أحد نواب سنة 8 آذار، وهو الاسم المتداول لمجموعة من النواب السنة، وهذه عبارة عن نواب منتمين إلى كتل سياسية جرى تمثيلها في الحكومة المفترضة، ثم ما لبثت عشية تشكيل الحكومة أن أعلنت عن نفسها كمجموعة نيابية حتى من دون أن تكلف نفسها عناء تشكيل كتلة نيابية، وتكفل أمين عام حزب الله حسن نصرالله بدعمها حتى تحقق ما تريد. وهذا الموقف كان بمثابة إعلان عن تأجيل تشكيل الحكومة ومنع خروجها إلى النور.

لم يعد خافيا أن غاية التعطيل الحكومي، خارجية بالدرجة الأولى والأخيرة، ولأهداف إيرانية، لا سيما أن الحكومة المفترضة التي أفشل حزب الله خروجها إلى النور، هي حكومة يمتلك فيها هو وحلفاؤه وأتباعه الأكثرية أي 17 من أصل 30 وزيرا، ورغم ذلك فهو لا يريد تشكيل الحكومة. فالسياسة التي تقف وراء هذا السلوك باتت مكشوفة ومكررة، كما قال رئيس الحكومة السابق، تمام سلام، إن حكومته التي بقيت نحو عام حتى أمكن تشكيلها، كان تاريخ الحل السحري لإعلانها وصول الأميركيين والإيرانيين إلى الاتفاق النووي في العام 2015، وهذا الاتفاق هو الذي جعل إيران تفرج عن التشكيلة الحكومية بحسب سلام.

من هنا فإن إيران تستنفر أوراقها في المنطقة العربية ومنها الورقة اللبنانية، فالمطلوب أن يرفع أحد المسؤولين الغربيين سماعة هاتفه ويطلب من القيادة الإيرانية، السعي لإقناع حزب الله بتسهيل عملية تأليف الحكومة اللبنانية، وهذا ما لا يبدو متاحا اليوم، ذلك أن الأطراف التي تريد منها طهران أن تدق أبوابها في هذا السبيل، ليست مهتمة على ما يبدو بأن تقايض طهران في هذه المرحلة. إذ تشكل العقوبات الأميركية لديها الأولوية التي لا يجب أن يخل بتنفيذها أي شيء آخر، خصوصا أن الثمن الذي تريده طهران يتصل حكما بتخفيف أو تقليص هذه العقوبات.

الأمر عينه يجري في العراق الذي أدارت فيه واشنطن ظهرها لكل محاولات إيران لاستدراجها من أجل المقايضة في لعبة الأسماء التي يمكن أن تتولى هذا المنصب الوزاري أو ذاك، ما يزعج إيران أن واشنطن غير مبالية بمن سيأتي وزيرا للداخلية أو للدفاع في العراق، فواشنطن على ما يبدو، خلصت إلى أنها لن تُستدرج إلى التفاوض مع إيران في مسائل تفصيلية، طالما كان هذا التفاوض يوفر مكسبا لإيران، وبالتالي الإدارة الأميركية ترفع شروطها الـ11 بوجه طهران، وعلى إيران أن توافق عليها أولا، ثم بعد ذلك يتم التفاوض لا على تعديلها، بل على كيفية تنفيذها. وهي المطالب التي لا تفصل بين الملف النووي والسياسة الخارجية الإيرانية، بل تتعامل معهما كملف واحد من دون تجزئة.

باختصار واشنطن غير مهتمة بالعروض الإيرانية، ولا يبدو أنها تخضع لابتزاز على هذا الصعيد، فإدارة الرئيس دونالد ترامب تركز بوضوح على تغيير سلوك إيران، وبالتالي تبدو محاولات الأخيرة لاستدراج واشنطن إلى تفاوض الضرورة في ملفات جزئية، غير قابلة للتحقق، وهذا ما يجعل طهران أمام مأزق العجز عن تسييل نفوذها الإقليمي للتملص من العقاب الأميركي، وهذا ما يفسر إلى حدّ بعيد عدم قدرة روسيا وإيران على تسييل ما وصفتاه بانتصار حلفهما في سوريا إلى نتيجة سياسية، فها هي لقاءات أستانة لم تستطع أن تترجم التفوق الروسي والإيراني إلى حلّ سياسي، طالما أن واشنطن وأوروبا فضلا عن الدول العربية لم تعط أي شرعية لهذا المؤتمر، فيما أعلن مندوب الأمم المتحدة في سوريا ستافان دي ميستورا فشله، وهي إشارة إلى أن طهران أو موسكو لن يفيدهما ما حققتاه عسكريا، طالما بقي الموقف الدولي مصرا على مقررات جنيف كمرجعية للحل، والأهم أن لا طهران ولا موسكو قادرتان على إعادة ترميم البنيان السوري من دون دعم واشنطن.

قوة حزب الله لم تعد ميزة له، بل تحولت إلى نقيصة، وهي قوة مرشحة للانهيار والتلاشي، بعدما تلاشت كل مقومات مشروع قيامها كقوة غايتها تحرير فلسطين، وقيام الحكم الإسلامي، وصارت وظيفتها الوحيدة السلطة بمفهومها الأعمى

وفي لبنان صورة مصغرة عن كل ذلك، فحزب الله (الذراع الإيرانية) هو الأقوى عسكريا وأمنيا ويسيطر بالقوة على الجغرافيا اللبنانية وعلى مفاصل السلطة وعلى الدولة إلى الحدّ الذي يريده هو، وليس الحدّ الذي يستطيعه، ولكن فائض القوة هذا هو نفسه يجعله مربكا، بل عاجزا عن أن يدير الدولة بالكامل، فيسعى دوما إلى تطويع جميع القوى، ودفعها بالإغراء أو الإكراه إلى تنفيذ ما يريده من سياسات، لا بهدف الشراكة في حكم البلد، كما يقول قادته دوما، بل بهدف أخذه لمكاسب السلطة وإحالة مسؤوليات السلطة على الآخرين ممن يسميهم شركاء، والدليل على ذلك أنه بكلمة من أمين عام حزب الله تتعطل عملية تشكيل الحكومة، وبكلمة منه تسير عجلة التشكيل.

يجلس حزب الله على كرسي الانتظار في لبنان اليوم. انتظار مسار العقوبات الأميركية على طهران والعقوبات الموازية عليه، ويترقب كيف سيستقر مسار التسوية في سوريا، وماذا سيجري في اليمن، فيما هو عاجز عن أن يكون فاعلا في هذه المسارات التي باتت في مقلب الحلول وإن لم تكن داهمة، لكن مسار الأزمات المستعصية والحروب المتناسلة استنزف خياراته وباتت المنطقة العربية المدمرة أمام مرحلة جديدة، فوظيفة حزب الله انتهت، أي الوظيفة القتالية والتدميرية، لقد أنجز مهمته التدميرية وبات اليوم أمام ركام في سوريا وركام سياسي واجتماعي وحضاري في لبنان وحيث يتواجد.

ليس لدى حزب الله ما يؤهله لأن يساهم في بناء دولة، هو يتقن فن تدمير الدول، وأنجز ما يتقنه، لذا تبرز قوة حزب الله في التعطيل، في القدرة على التدمير لا في القدرة على البناء، في خلق الأزمات لا في إيجاد الحلول، في تجزئة المجتمع وإفراغه من الحيوية والإبداع، لا في بناء نموذج جاذب لغير العصبيات المذهبية والطائفية، هو يتنفس ويحيا في الأزمات ويختنق في مسار الحلول، لذا هو مربك في تفوقه العسكري على الجميع في لبنان، باعتبار أن التفوق والانتصار ولو بقوة السلاح يفرض مسؤوليات على المنتصر هو عاجز عن تحملها، تلك المسؤوليات التي تتصل ببناء الدولة في الاقتصاد وفي الاجتماع وفي السياسة وما إلى ذلك من عناوين مرتبطة بالدولة وليس بالميليشيا أو المنظمة الأمنية العسكرية أو حتى الجهادية.

التعطيل للحكومة اللبنانية والابتزاز بالواسطة للمجتمع الدولي وصلا إلى نهايتهما، فحزب الله الذي أثار الفوضى وتورط بها في كل الجغرافيا العربية، هو نفسه من كان شديد الانضباط حيال المسّ بأمن إسرائيل، حيث صارت الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين منطقة الاستقرار النموذجي في الشرق الأوسط، وبات عاجزا حتى عن الحديث عن شق طريق القدس الذي طالما مرره ولا يزال في الحرب السورية، وتحول من طرف طالما قاتل وخوّن حتى منظمات فلسطينية لأنها بنظره تهاونت في قضية تحرير فلسطين، إلى طرف شديد الانضباط والالتزام تجاه أمن حدود فلسطين المحتلة، وقصارى ما يقوله زعيمه هو إذا اعتدت علينا إسرائيل سنرد عليها، ونجح في طي كل ما كان يقوله في السابق عن إنهاء إسرائيل وعن تحرير فلسطين، بل حتى عن تحرير مزارع شبعا.

قوة حزب الله لم تعد ميزة له، بل تحولت إلى نقيصة، وهي قوة مرشحة للانهيار والتلاشي، بعدما تلاشت كل مقومات مشروع قيامها كقوة غايتها تحرير فلسطين، وقيام الحكم الإسلامي، وصارت وظيفتها الوحيدة السلطة بمفهومها الأعمى، وبات الحزب عاجزا عن تحديد من هو عدوه أو صديقه وحليفه، بل عاجزا عن قول ماذا يريد، فضلا عن معرفته.

قصارى ما يستطيعه حزب الله اليوم أن يبحث عن انتصار ولو بالوهم كما هو الحال في لبنان، انتصار على الدولة المتهاوية وانتصار بالواسطة عبر وئام وهاب، ولم يعد لدى الحزب ما يقوله لمحازبيه سوى أننا قادرون على صناعة مجموعة نواب 8 آذار، والإعلاء من شأن وئام وهاب في وجه وليد جنبلاط أو سعد الحريري. إنها النهايات التي تلي وهم انتصار الدويلة على الدولة، وزمن الانكشاف على الواقع اللبناني العاري بانتصار حزب الله، بكل ما ينطوي عليه هذا الانتصار من خواء أو هزيمة سياسية وحضارية نكراء.

*علي الأمين/كاتب لبناني

 

ما بعد "الجاهلية": تسليم الدولة لحزب الله

منير الربيع/المدن/03 كانون الأول/18

ما شهدته بلدة الجاهلية، السبت الفائت، هو تطور مهمّ. بمعزل عن التفاصيل، أو عن الملاحظات على هوامش النكسة في النتيجة. فاتخاذ قرار بإحضار وئام وهاب أمام المدعي العام، بعد تعذّر تبليغه مذكرة الإحضار، يعني أن إرادة سياسية حولت فرض توازن، ولو شكلي ومؤقت، مع المحسوبين على "محور الممانعة". لكن الخطأ وقع في التنفيذ، وربما أيضاً في كيفية تدبير القرار. إذ يسجّل كثر ملاحظات عديدة على ما جرى. لو كانت النية جدّية في توقيف وهاب، وثمة جرأة مكتملة لتحقيق ذلك، لما كانت هناك حاجة لإرسال قافلة أمنية من بيروت إلى الجاهلية لتحقيق ذلك. فنجاح العمليات الأمنية من هذا النوع تقترن عادة بالسرّية.

عراضات متبادلة

كان بإمكان الأجهزة الأمنية الترصد وإقامة حاجز مفاجئ، على طريق يسلكها وهاب، بما يفي بالغرض. أو يتم الذهاب إلى منزله بشكل سرّي ومباغت، كما حدث يوم تم توقيف ميشال سماحة. بمعزل عن المقارنة في الحيثيات والظروف. الأكيد، أن لدى الأجهزة الأمنية الكثير من المعلومات عن نشاطات وهاب، التي توصف بأنها خارجة على القانون. لكن، على ما يبدو، ما سعت إلى تحقيقه تلك الإرادة السياسية، يندرج فقط في إطار الرد على عراضات وهاب واستعراضاته.. بعراضات مضادة وحسب.  يوم تم تسريب التسجيل المهين والذي تضمّن شتائم من قبل وهاب، نُظّمت حملة مقابلة. فنجح وهاب في استدراج خصومه إلى منازلته ومساواة أنفسهم به، وسط حساباتهم بالسعي إلى شدّ للعصب. والعراضة العسكرية من بيروت إلى الجاهلية، التي كان يتم تناقل صور لها على وسائل التواصل الإجتماعي، كانت غايتها الإثبات للبيئة السنّية تحديداً بأن زعامتها لن تصمت، ولا يمكنها السكوت على الضيم أو المهانة. وفي الأثناء، أي في وقت المسيرة العسكرية ذاته، أُتيحت لوهاب وأزلامه تحضير أنفسهم والتواري. وبعيداً من الدخول في تفاصيل وحيثيات مقتل مرافق وهاب، فإن النتيجة هي أن الرجل "المطلوب" سيحاول استثمار الحادثة إلى أقصى الحدود، استجراراً للتعاطف، ومجالاً للإبتزاز.

البهدلة الممنهجة

في الوقائع أيضاً، يبدو الرئيس سعد الحريري كأنما اتخذ قراراً بالرد على من يتطاول عليه. وأراد وضع المسألة في مرتبة الملاحقة حتى النهاية، أي تجاوز مقولة سائدة أن لا أحد يجرؤ على إسكات وهاب. أراد الحريري هذه الحملة التأديبية، لكن النتيجة انعكست بشكل سلباً، خصوصاُ إثر تدخّل حزب الله، الذي لم يرفع الغطاء عن وهاب، المستفيد من جملة تقاطعات على رأسها حظوته السورية، والرغبة السورية في الإمعان بالإنتقام من اللبنانيين المعارضين للنظام، والإستمرار في محاولات "بهدلتهم"، وفق توصيف أحد المسؤولين السوريين أمام بعض اللبنانيين، بأن دمشق ستبهدل خصومها في لبنان، في الحكومة وفي السياسة، شكلا ومعنى ومضموناً. وسط كل هذه الضوضاء، ثمة من استشعر أن ما يجري هو أكبر من سجالات إعلامية. يعتبر البعض أن تدخّل حزب الله كان مرفقاً برسائل بالغة الأهمية، توحي أن للحزب تحسباً من محاولات بعض القوى وإستناداً إلى أجواء دولية، التحضير لوقائع ولأرضية سياسية تمهد لمشهد مختلف. هذا التحسب دفع الحزب إلى التدخل، لحماية وهاب، وتنبيه الخصوم من الذهاب بعيداً فيما يفكرون به. هناك من يصف رسائل الحزب بأنها تحمل تهديداً وعيداً، وريبة من عميقة من كل معارضية، دافعاً في الوقت نفسه إلى تسوية كل هذا التشنج بطريقة هادئة. فكلام وهاب فور وقوع المداهمة، والذي حاول فيه تكرار الإعتذار ربما تأثراً بالصدمة، عاد وتغيّر إلى نبرة استفزازية، ومن المرجح أن يتصاعد أكثر بعد مقتل مرافقه.

الاستثمار بالدم

أغلب الظن أن لبنان وصل إلى حافة الخطر. وبغض النظر عن هوية القتيل وربطاً بالتعقيدات السياسية، لا يمكن أن تنتهي القصة عند هذا الحدّ. هناك من يبدي تخوفه من الإستثمار بدماء مرافق وهاب، لتسعير الوضع الأمني، أو لفتح صندوق باندورا الصدامات الأمنية أوالمذهبية. وهذا سعى إليه وهاب سريعاً، سواء بتصوير المشكلة وكأنها درزية - درزية، ودرزية - سنّية. وفيما بعد أحالها على حزب الله. كان الردّ قاسياً على الدولة اللبنانية وسعد الحريري ووليد جنبلاط، الذي أكد بأن المختارة خطّ أحمر أياً كانت الظروف الإقليمية. الرسالة واضحة من قبل جنبلاط، بأنه لن يتنازل، ولن يسمح بهز عرينه. لكنه تلقى رسالة مقابلة، تحمل بعضاً من تهديد، وتفرض عليه قبول تنازل محدد، أو تهدئة الوضع، والحفاظ على حالة وهاب، الذي أحال "القضية" إلى حزب الله. ما يعني أن الحزب هو الموكل في حلّ المشاكل في لبنان، وعلى الجميع اللجوء إليه لإيجاد النواجع.

ما جرى في الجاهلية وبانتظار ارتداداته، سيسهم في المزيد من تهشيم الدولة، وتقديم فروض الطاعة.

 

لبنان: عن وصاية إيرانية مركزها "الضاحية"!

محمد قواص/العرب/03 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69390/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B5-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D9%88%D8%B5%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%87/

من يريد تشكيل حكومة في لبنان، شاء ذلك أم أبى، أن ينسجم مع إرادة "الضاحية"، تماما كما كان أمر ذلك يتم سابقا مع "إرادة" دمشق. تشكيل حكومة لبنان في شكله ومضمونه كما في احتماله وعدمه رهن ما يقرره حزب الله.

الأمر مرآة حقيقية لأمر الوصاية التي تمارسها إيران على شؤون البلد.

كان الأمر الحكومي في عهد الوصاية السورية يتقرر في دمشق، فيما أمر الوصاية الإيرانية فتتحدد خرائطه في "الضاحية".

فإذا ما كان النظام السوري يعتبر تشكيل حكومة في لبنان شأناً مرتبطا مباشرة بالسياسة الخارجية السورية، فإن إيران تعتبر هذه الأيام أن لا حكومة في لبنان لا تتسق مع مزاج الحاكم في طهران.

المعادلة بسيطة، غير مفاجئة، حتى للأطراف السياسية المفترض أنها بنيويا في الضفة السياسية المناقضة للحزب وامتداداته.

والمفاجئة هذه الأيام أن تّدعي تلك الأطراف أنها مندهشة من عقدة "سنة 8 آذار"، وأنها استيقظت على معاندة قواعد هي في أصل خرائط وصاية حزب الله، وإيران من ورائه، على مفاصل البلد وخياراته.

وفق تلك الوصاية، وليس شيئا آخر، تم انجاز التسوية الرئاسية منذ المصالحة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" انتهاء باعتماد "تيار المستقبل" ترشيح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية. قامت "ورقة النوايا" كما انعطافة الحريري باتجاه عون، مرورا بسليمان فرنجية قبل ذلك، على قاعدة ما يمتلكه حزب الله من نفوذ في البلد يملي، حتى على الخصوم، مسالك مناوراتهم.

تصدّعت الوصاية السورية على لبنان حين تبدلت موازين القوى الدولية على نحو معاد لاستمرارها. وعليه يتحدد مستقبل وصاية طهران على لبنان بما سيكون محرماً ومتاحاً لإيران في الشرق الأوسط. وقبل ذلك وحتى نضوج ظروف أخرى، لن تسهّل إيران، وبالتالي حزب الله، ولادة حكومة سعد الحريري وفق التوازنات التي أريد لها أن تكون لبنانية ترضي اللاعبين الكبار في لبنان.

 يعيد حزب الله تذكير النخب السياسية أنه اللاعب الكبير في لبنان، وأن مداولاتهم وهمسهم وصفقاتهم وتشاطرهم، وحتى المهل التي يضعونها لتشكيل الحكومة، هي غبار تبدده العواصف حين يطلقها أمين عام الحزب، حسن نصرالله، في "إطلالة" عابرة.

يعيد اللبنانيون ربط ساعاتهم بالتوقيت الإيراني، وهو توقيت، بالمناسبة، لا يتيح للعهد، بكافة رؤوسائه وصنّاعه وبرلمانه، استيلاد حكومته العتيدة.

لا يستطيع لبنان أن يقابل العالم بواجهة دستورية شرعية، فيما إيران وحزب الله يواجهون من هذا العالم واجهات مهددة مهوّلة تسعى لتحجيم دورهما، إيران في الشرق الأوسط، وحزب الله في لبنان وسوريا.

أن تكون كوابح حزب الله مؤشراً على توق للانقلاب على الطائف للعبور نحو دستور المثالثة، فذلك شأن بات متقادماً وصار ناجزاً.

لا يسعى الحزب لتعزيز دوره من خلال تعزيز مساحة نفوذ الشيعة داخل الفسيفساء الطائفية في البلد. يمسك حزب الله بما يتجاوز الشيعة في لبنان. أتم اختراقه لفضاءات المسيحيين والسنة والدروز، وساق كل الطبقة السياسية إلى اجتراح قانون انتخابات عجائبي تصبّ أبجدياته البسيطة داخل حسابات الحزب المعقدة.

يقطف حزب الله ثمار فلاحة قديمة بدأت منذ نشوئه في بداية ثمانينات القرن الماضي.

ارتكب الحزب في لبنان دون رادع كل ما من شأنه تأكيد استقوائه على اللبنانيين ولبنانهم.

تحاكم محكمة دولية متهمين ينتمون للحزب في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو أمر يمثل صلب التحول البنيوي الذي أراده الحزب للبنان.

أفهم الحزب من لا يفهم، في "7 أيار"، الأمر الواقع الجديد، وأنزل منذ "اتفاق الدوحة" أعرافاً، باتت مسلمات، لا علاقة لها بدستور وتقاليد حكم وقواعد تعايش.

فأن يخرج نصرالله مؤنباً منابر البلد، من ساسة ووجهاء ورجال دين، فذلك تذكير بمن أوحت له نفسه أن يؤمن بسذاجة أن لبنان بات مستقلاً يتحدد حراكه الدولي في مؤتمر "سيدر" الباريسي وحراكه الداخلي في مداولات بعبدا وبيت الوسط وبيوتات أخرى.

وفق ذلك، فإن من يريد تشكيل حكومة في لبنان، في الوقت الحالي، عليه، شاء ذلك أم أبى، أن ينسجم مع إرادة "الضاحية"، تماما كما كان أمر ذلك يتم سابقا مع "إرادة" دمشق.

سيخسر لبنان كثيراً، وستمعن الأزمة الحكومية في تعميق معاناة اللبنانيين. غير أن حزب الله، لا يهتم لشأن لبنان واللبنانيين وليس أمر ذلك من وظيفته وأولوياته، ذلك أن نشوءه وبقاءه مرتبط، وبفخر كامل، وفق تصريحات زعيمه، بمصلحة الولي الفقيه في طهران.

غمز نصرالله بوضوح من قناة "انتانات" الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. في ذلك شيء من الوجاهة. فخرائط موازين القوى الحالية والتي يريد حزب الله تثبيتها واعتبارها نهائية في لبنان كما في المنطقة، لا تبيح التمرد على طهران وذراعها في لبنان.

 يمتلك الحزب رافداً جلي المعالم في طهران ودمشق، ويمتلك الحزب في لبنان فائض قوة عسكرية لا يمتلكها بقية "الشركاء" في الوطن. بالمقابل، وبالاتعاظ من تجارب سابقة، لا يمتلك خصوم الحزب المفترضين إلا دعاء الأصدقاء في العالم.

قد يجوز التعويل على الحملة التي تخوضها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران. تبدو الهمّة عالية لرفع تأثير العقوبات وجعلها موجعة على الحاكم في طهران، وتبدو حيوية مبعوث واشنطن جيمس جيفري، لافتة كمؤشر على جدية أميركية (وربما روسية) لإخراج إيران من سوريا. بيد أن ذلك التعويل لا يأخذ بعين الاعتبار ضريبة الوقت القاتلة بالنسبة لبلد مثل لبنان، كما لا ينتبه إلى أن الصفقة التي تريد واشنطن إبرامها مع طهران، قد تأخذ بالاعتبار مصالح في المنطقة وتهمل مصالح أخرى، ولا شيء يمنع من أن يدفع لبنان ثمن ما دفعه سابقا داخل صفقة أبرمتها واشنطن مع سوريا حافظ الأسد.

نعم إيران وصية على لبنان، وحتى إشعار آخر. وفي لبنان مثل شعبي يقول أن "من شرب البحر لا يغصّ بالساقية"، ذلك تماما ما دفع جنبلاط نفسه للاستنتاج أن "التسوية ضرورية أيا كانت مرارتها تفاديا للانهيار". وعلى الرغم من أن مفاجأة تحرك "الدولة" ضد حليف حزب الله، وئام وهاب، تشي بمعطيات تملكها تلك "الدولة"، إلا أن الأمر يذكرنا بقرارات "الدولة" في "5 أيار" التي أطاحت بها الميليشيا في "7 أيار". ربما التاريخ لا يعيد نفسه، وربما يعيد.

 

ضغط من حزب الله لتشكيل حكومة جديدة

منى العلمي/موقع منتدى فكرة- معهد واشنطن/03 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69396/%D9%85%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%B6%D8%BA%D8%B7-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9/

على الرغم من محاولة التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة في البرلمان اللبناني في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، زاد "حزب الله" الآن من مطالبه المتعلقة بتمثيل حلفائه السنّة في الحكومة الجديدة. وقد أدى هذا الشرط الجديد إلى تجدد الجمود السياسي في تشكيل الحكومة اللبنانية المشلولة لمدة سبعة أشهر. ولا يجب تفسير مطالب "حزب الله" المتزايدة على أنها مجرد خدعة محلية للمساومة، بل هي استجابة مباشرة للتصعيد الدولي الأكبر ضد طهران والمجموعة اللبنانية المسلحة.

ويوضح موقف "حزب الله" الجديد كيف أن المواجهة الإيرانية-الأمريكية المتنامية في جميع أنحاء المنطقة قد تتجسد على أرض لبنان. ووفقًا لمصادر قريبة من الحزب، رأت قيادة "حزب الله" قبل بضعة أشهر أنه من الأفضل خدمة مصالحها من خلال تشجيع مختلف الفرقاء اللبنانيين على التوصل إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة، بصرف النظر عن الحصص التي سيحصل عليها حزبه وحلفاؤه. وفي ذلك الوقت، شكّلت التوقعات الاقتصادية الكارثية المحلية والعقوبات المتزايدة دوافع قوية لـ"حزب الله" لإعطاء الأولوية للشرعية الدولية التي لا يمكن أن توفرها سوى حكومة يقودها الحريري.

إلا أنّ تصاعد الضغوطات الممارسة على "حزب الله" وداعمته إيران - ولا سيما إعادة فرض العقوبات التي تستهدف إيران في تشرين الثاني/نوفمبر، والتي تضم عددًا من شركائها التجاريين وتستهدف القطاعات الاقتصادية الرئيسية في إيران مثل صادرات النفط والشحن والمصارف - يدفع "حزب الله" إلى إعادة النظر في خطته السابقة للتغلب على القيود الاقتصادية الوشيكة. ومن الأمور الحاسمة لإعادة الحسابات هذه هي الرغبة الواضحة من جانب المصارف الأوروبية في الامتثال لسياسة العقوبات الأمريكية على الرغم من تصريحات الاتحاد الأوروبي التي يعرب فيها عن "أسفه الشديد" إزاء العقوبات. ويبدو الآن أن "حزب الله" يشعر بالقلق من أنه حتى الحكومة التي يقودها الحريري لا يمكنها تزويد المجموعة شبه العسكرية بالغطاء الدولي الذي كانت تأمل به، وأن تعزيز موقفها داخليًا هو مناورة سياسية داخلية أكثر فاعليةً في الوقت الحاضر.

ونتيجةً لذلك، عمد "حزب الله" إلى تغيير تكتيكاته. وبات يعمل جاهدًا الآن لضم الحلفاء السُنّة إلى مجلس الوزراء اللبناني ليحلوا محل حصة الحكومة التي كان من المتوقع سابقًا أن تكون لحلفاء رئيس الوزراء السني ورئيس "تيار المستقبل" المعارض لـ"حزب الله" سعد الحريري. وقد طلب "حزب الله" تعيين ستة نواب متحالفين معه ويضمون وزير الثقافة السابق عبد الرحيم مراد، وعدنان طرابلسي، والعضو في كتلة "حزب الله" وليد سكرية، والعضو في كتلة حركة "أمل" الشيعية قاسم هاشم، وجهاد الصمد، وفيصل كرامي من تيار "المردة" المقرب من "حزب الله". وسيسمح وجود هؤلاء الحلفاء في الحكومة لـ"حزب الله" بالتحكّم بمالية الحكومة بشكل أكبر، وهو احتمال جذاب بشكل خاص نظرًا للمخاوف من تراجع الدعم المالي لـ"حزب الله".وقد تؤدي المشاكل المالية الإيرانية الأوسع نطاقًا إلى فرض قيود على تمويلها لـ"حزب الله"، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم المشاكل المالية العامة للحزب.

وتفيد مصادر قريبة من المنظمة بانخفاض كبير في الخدمات المقدمة. وهذا يمكن أن يفسّر طلب "حزب الله" استلام حقيبة وزارة الصحة، إذ يتزايد عجز المجموعة عن تغطية نفقات الرعاية الصحية الخاصة بها. وفي هذا الإطار، أشار منير الربيع، وهو كاتب عمود في صحيفة "المدن" حول "حزب الله" والسياسة اللبنانية، إلى أن المجموعة المسلحة كانت أيضًا تغلق بعض مكاتبها أو تنتقل إلى مكاتب أصغر لتخفيض نفقاتها.

وتؤثر هذه المشاكل المالية سلبًا على المنظمة على الرغم من قوتها العسكرية. فمع السيطرة على الوزارات الحكومية، مثل وزارة الصحة المذكورة أعلاه، قد يتمكن "حزب الله" من إسناد التزامات مالية إلى مؤيديه. ومن المرجح أيضًا أن تعيق حكومة مؤيدة لـ"حزب الله" اعتماد العقوبات أو تنفيذ التدقيق المفروض على المنظمات المستهدفة.

وفي خطاب ناري، أكّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن الحزب لا ينوي التراجع عن هذا المطلب، مشددًا على أنه لن يتوقف عن دعم حلفائه "مهما طالت قضيتهم". وكذلك أتهم السيد حسن نصرالله خطاب رئيس الوزراء بـ"التحريض الطائفي" وبأنه لن يؤدي إلى أي نتيجة. وفي هذا الصدد، يقول الربيع: "كلما شعر "حزب الله" وإيران بأنهما الضحية، زادا من تطرّف مواقفهما"، مضيفًا أن "الضغط السياسي الذي يمارسه "حزب الله" مؤخرًا يهدف إلى إعطاء الأمل لقاعدته الشعبية والشعور بالقوة".

وإن مطالب نصرالله السياسية التي تسمح للحزب بالتعبير عن حس بالقدرة السياسية توفر له أيضًا نفوذًا سياسيًا حقيقيًا قد يؤدي إلى دفع معارضيه، مثل الحريري، إلى التفاوض. فهذا التهديد فعال بشكل خاص نظرًا للخوف السياسي الأوسع من التصعيد في بلد مستقر نسبيًا في الوقت الحالي.

وليس التصعيد بالتهديد الفارغ. فبفضل سوريا، تحولت المنظمة من مجموعة متمردة إلى مجموعة شبه عسكرية أكثر تقليدية وأكبر حجمًا، وأصبحت الآن قادرة على القيام بتكتيكات مناورة أكثر فتكًا وعمليات منسقة. كما عززت المنظمة أسلحتها المتقدمة خلال السنوات العشرة الماضية. وتفيد التقارير بأن "حزب الله" يملك أكثر من 130 ألف صاروخ وقذيفة، ومن بينها الصواريخ البالستية الموجهة المجهزة برؤوس حربية كبيرة. لذا، يمكن لأزمة مالية طويلة المدى أن تحوّل "حزب الله" إلى أسد محاصَر – حيث يمكن لقوته العسكرية وهشاشته المالية المحتملة أن تدفعه إلى استخدام العنف بكل سهولة.

وبعيدًا عن تزايد المخاوف المالية، من المرجح أن يرى "حزب الله" فرصةً حقيقية في الدعوة جهارًا للضغط من أجل زيادة حصة حلفائه السنّة في الحكومة. فالمملكة العربية السعودية، التي قدمت قوى موازنة للنفوذ الإيراني في لبنان من خلال دعمها لـ"تيار المستقبل" الذي يتزعمه الحريري، أصبحت في الآونة الأخيرة غارقةً في سلسلة من الفضائح السياسية والخارجية، وآخرها عملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي المنسوبة إلى المقربين من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويعتقد "حزب الله" الآن أنه من المستبعد أن تتدخل المملكة في شؤون لبنان أو أن تستفيد من موقف "حزب الله" الضعيف نظرًا لوضعها السياسي الداخلي.

وعلى وجه التحديد، فإن العزل المتزايد للمملكة العربية السعودية – وهي الداعمة التقليدية للمجتمع السنّي في لبنان - يسمح لـ"حزب الله" بالاستفادة من مكاسبه البرلمانية التي تزوّده الآن بالأغلبية الساحقة مع انخفاض خطر الاستجابة الإقليمية. وعليه، يريد "حزب الله" فك قبضة الحريري عن الطائفة السنية. وفي هذا السياق، يؤكّد الربيع أنه من خلال الترويج لتعيين الوزراء السنّة الذين يتعاطفون مع قضيتهم، يعمل "حزب الله" على بناء قاعدة شعبية في ملعب "تيار المستقبل" التقليدي.

وتجدر الإشارة إلى أن الوزارات في لبنان تسمح للفصائل السياسية بإنشاء شبكة من الموالين من خلال السماح للذين يسيطرون على الوزارة بتوفير فرص عمل وعقود مثمرة مع الدولة. فإن انقسام المجتمع السني وتجزئة المشهد السياسي في لبنان سيكون مفيدًا إلى حد كبير لـ"حزب الله". وعلى عكس خصومه السياسيين، حافظ "حزب الله" على احتكار الدعم داخل مجتمعه. ويعود الفضل إلى حدٍ كبير إلى التأييد الشعبي الواسع الذي يتمتع به "حزب الله" والدعم المتواصل من حركة "أمل" الشيعية.

وفي هذا الصدد، يرفض الحريري وحلفاؤه السياسيون علنًا مطالب "حزب الله" السياسية الجديدة. وقال النائب السابق والعضو في "تيار المستقبل" الدكتور مصطفى علوش في مقابلة مع الكاتب: "إنّ رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لن يتراجع أبدًا وقد استبعد تخصيص أي من مقاعده الوزارية لحلفاء "حزب الله"". وإذا كان كل من الحريري و"حزب الله" متمسكَين بالمواقف التي يعبران عنها حاليًا، فإن هذه المسألة قد تؤدي إلى استمرار الشلل في تشكيل الحكومة.

ومن جهة أخرى، يمكن التوصل إلى حل شكلي من أجل تشكيل الحكومة كما هو الحال غالبًا في لبنان. فعلى سبيل المثال، يمكن للرئيس ميشال عون، وهو حليف لـ"حزب الله"، أن يخصص إحدى وزاراته لحلفاء "حزب الله"، الأمر الذي سيحول دون فقدان الحريري التأييد الذي يحظى به في الحكومة بشكل مباشر.

ومع ذلك، فإن التوافق السياسي العام لمجلس الوزراء الجديد هو الذي سيقرر على الأرجح ما إذا كانت الحكومة اللبنانية ستنضم إلى المحور الإيراني السوري أم ستحاول الحفاظ على مظهر الحيادية. وباعتبار أنّ الحريري غير قادر على حماية "حزب الله" بغطاء من الشرعية، لم يعد "حزب الله" بحاجة إلى الحريري. وبالنظر إلى ميزان القوى الحالي في لبنان الذي يميل لصالح "حزب الله" إلى حد كبير، يزداد احتمال الاستجابة إلى هذه المطالبة بالسلطة في الحكومة اللبنانية.

**منى العلمي هي صحفية لبنانية فرنسية تركز كتاباتها على القضايا السياسية والاقتصادية في العالم العربي. وقد أجرت بحثاً موسعاً حول الحركات الإسلامية المتطرفة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والحركات السلفية في لبنان والأردن وحزب الله وتنظيم القاعدة في غرب لبنان. العلمي هي أيضا زميل في المجلس الأطلنطي وكبير الباحثين في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

 

التصعيد في جبل لبنان رسالة إيرانية سورية للحريري وجنبلاط/مكرم رباح: وهاب صندوق بريد لعلي مملوك والنظام السوري وحزب الله

تجييش وئام وهاب لأنصاره لم يكن ليحصل لولا وجود ضوء أخضر من حزب الله.

موقع جريدة العرب/03 كانون الأول/18

الاسم: وئام وهاب. المهنة: قناع لحزب الله

http://eliasbejjaninews.com/archives/69377/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1/

بيروت - يشهد جبل لبنان تصعيدا خطيرا يخشى أن ينزلق بالبلاد إلى أتون مواجهة قد يصعب احتواؤها في ظل اتهامات موجهة لإيران والنظام السوري بالوقوف خلفه، ويستهدف أساسا رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وأيضا زعيم الطائفة الدرزية في لبنان وليد جنبلاط.

وشيعت منطقة الشوف في الجبل، الأحد، أحد مرافقي الوزير اللبناني الأسبق وئام وهاب الذي قتل على إثر مداهمة لقوى الأمن الداخلي لمنزل وهاب، بسبب امتناع الأخير عن المثول أمامها في إطار شكوى رفعت ضده بعد إدلائه بتصريحات مسيئة بحق رئيس الوزراء المكلف ووالده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.

وفي خطوة تصعيدية وصفت بالخطيرة حمل وهاب المقرب من حزب الله والحكومة السورية سعد الحريري مسؤولية مقتل مرافقه محمد أبوذياب، متوعدا بالانتقام.

وبعد اتصالات حثيثة جرت بين مسؤولين لبنانيين، وحزب الله، اضطر وهاب للتراجع في وقت لاحق عن تهديداته، بدعوة أنصاره إلى الهدوء، وإن أظهر تمسكا باتهام الحريري بالتسبب في مقتل مساعده.

ويرى متابعون أن مطالبة حزب الله لرئيس حزب التوحيد العربي بتخفيف نبرته مردها، الانتقادات التي طالته لجهة الوقوف خلف ما يحدث من تطورات، وأنه في حال انفلات الوضع سيتحمل الحزب وحده المسؤولية أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.

وكانت قوة من شعبة المعلومات، داهمت السبت، منزل وهاب في بلدة الجاهلية، بناء على إشارة من النيابة العامة التمييزية بعد رفضه الحضور أمامها، لتتفاجأ بفرار الأخير، ما اضطر القوة إلى أن تعود أدراجها، وأثناء ذلك عمدت عناصر تابعة لرئيس حزب التوحيد إلى إطلاق النار، ما أدى إلى إصابة أحد مرافقي وهاب.

مكرم رباح: وهاب صندوق بريد لعلي مملوك والنظام السوري وحزب الله

وكان وهاب شن منذ مطلع الأسبوع الماضي هجوما على الحريري، معتبرا أنه “لا يجب أن يكون رئيس حكومة لأنه لا يمثّل أكثرية” برلمانية.

وتضمن مقطع فيديو نُشر، الأربعاء، انتقادات قاسية لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.

وأثار الفيديو غضب مناصري الحريري. وقد عمد بعضهم إلى قطع بعض الطرق في بيروت ومحيطها احتجاجا على تصريحات وهاب. كما شجب مضمونها العديد من القوى السياسية من أبرزها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

ولم يقتصر وهاب في حملته التصعيدية على استهداف شخص رئيس الوزراء المكلف، بل عمد إلى تجييش أنصاره والقيام باستعراض مسلح استفزازي لجنبلاط في منطقة الشوف، مساء الخميس، الأمر الذي كاد يتطور إلى اشتباك خطير، لولا تدخل قوى الجيش. وتقول أوساط لبنانية إن تصعيد رئيس حزب التوحيد العربي الذي لا يملك ثقلا وازنا على الساحة اللبنانية لم يكن ليحصل لولا وجود ضوء أخضر من حزب الله والنظام السوري. وتلفت هذه الأوساط إلى أن ما قام به وهاب يندرج في إطار حملة موسعة أطلقها حزب الله قبل فترة لتعطيل تشكيل الحكومة. وبدأت هذه الحملة حينما تمسك الأمين العام للحزب حسن نصرالله بتوزير أحد النواب السنة الموالين له في اللحظات الأخيرة من قرب الإعلان عن التشكيلة الحكومية بعد حلحلة العقدتين المسيحية والدرزية.

وتدرج حزب الله في حملته بالتلويح بأن لا حكومة دون تمثيل أحد هؤلاء النواب، مطلقا العنان لأذرعه الإعلامية للتهجم على الحريري، الذي أبدى تمسكا بموقفه الرافض لمطلب الحزب الذي يستهدف خلق ثنائية سنية داخل الحكومة الجديدة بهدف إرباك الحريري وتحجيم ثقله.

ووصلت حملة الحزب ذروتها بالتصعيد الخطير الذي أقدم عليه وئام وهاب منذ الأسبوع الماضي، والهدف منه إظهار أنه يملك من القدرة الشيء الكثير لإعادة خلط الأوراق على الساحة اللبنانية، وأنه لن يتوانى عن استخدام جميع أوراقه لفرض سطوته.

واعتبر المحلل السياسي مكرم رباح أن حادثة الجاهلية وقبلها ما حصل في الشوف انتهى لكن المشكلة الأساسية مع حزب الله لم تنته فوئام وهاب هو صندوق بريد لعلي مملوك والنظام السوري وحزب الله، واستشهد المحلل بتصريح لوهاب قال فيه الأخير "عليكم الذهاب والتحدث مع نصرالله (الأمين العام لحزب الله).

ويشير رباح “إلى أن المشكلة تكمن في سعي حزب الله للضغط على الدولة اللبنانية وبالتحديد على الرئيس سعد الحريري لإجباره على الخضوع إلى شروطه في تشكيل الحكومة، والضغط أكثر وأكثر على وليد جنبلاط وهو الحريص على تفادي الفتنة الدرزية في الجبل”.

وتقول الأوساط السياسية إن الحملة المزدوجة التي يقودها وهاب ضد الحريري وجنبلاط تؤكد وجود تقاطع للمصالح بين دمشق وطهران على الساحة اللبنانية، وأن ما يروج على أن نظام الرئيس بشار الأسد فقد اهتمامه بالساحة اللبنانية مجانب للصواب.

 

تواضعوا وعودوا إلى معادلة «لا غالب ولا مغلوب» 

ريمون شاكر/الجمهورية/الاثنين 03 كانون الأول 2018

مقالات خاصةالمسؤولون الفاتيكانيون يعبّرون عن "وجهة نظر غربية"!جعجع للحريري: للإسراع في التأليف لضمان الإستقرارالجاهلية تنجو من "كارثة كبيرة"... وهذا ما أكدّته مصادر أمنيةالمزيد

صحيح أنّ موازين القوى تغيّـرت عن عامَي 2005 و2009 بفضل قانون الإنتخاب الذي إعتمد «النسبيّة الملبننة»، التـي لا تشبه أيّ نسبيّة فـي العالـم، والتـي لـم تستقطب سوى 49% من الناخبـيـن، إلاّ أنّ خريطة الكتل النيابية بقيت على حالـها وبزعمائـها التقليدييـن، وإن تغيّـرت أحجامـهم وأوزانـهم. لقد حذّرنا طوال خـمس سنوات من إعتـماد قانون إنتخاب لا يشبه مـجتمعنا الـمُقسَّم والـمُشرذَم والمُمذهَب، ولا يتناسب مع تطوّر شعبنا وثقافته وتعدّديته وديـموغرافيته وأحزابه وطوائفيته.

ومن دون الأخذ بعيـن الإعتبار سطوة السلاح وهيبته. إلاّ أنّ كل تحذيراتنا ذهبت أدراج الرياح، واسـتسلمت غالبية الكتل لقوى الأمر الواقع، ظنّاً منها أنـها ستعوّض خسائرها باستنفار شعوبـها وإثارة عصبيّاتـهم الـمذهبيّة، من دون أيّ دراسة أو رؤية أو تـخطيط، وجرت الـتحالفات الـمتناقضة من دون مبدأ أو هدف. لقد إحتسبت هذه الأحزاب عدد النواب الذي سيـزداد لديـها على الطريقة العشائرية، ومن دون أيّ مقياس علميّ، ولـم تـحتسب العدد الذي سيـزداد لدى الأفرقاء الآخريـن، وكيف ستكون النتيجة النـهائية فـي ميـزان الإصطفافات الإقليمية.

إنّ الـخطأ الذي إرتكبه «تيار الـمستقبل» وفريق 14 آذار فـي عدم تقدير النتائج التـي ستتمـخّض عنها الإنتخابات، أوصلهم إلى الـمأزق الذي تعانـي منه عقدة تشكيل الـحكومة. فالـخسارة التـي مُنـيَ بـها «الـمستقبل» والإنتصار الذي حقّقه «حزب الله» وحلفاؤه، لـم يُتـرجَـما حكومياً على صعيد رئاسة الـحكومة، ليس بسبب «سواد عيون» الرئيس سعد الـحريري ولا حبّاً بالـخطّ السعودي، بل بسبب الـحاجة الـماسّة لوجوده على رأس الـحكومة، كونه يشكّل ضمانة عربية ودولية للبنان. فـمؤتـمر «سيدر» ومَن وراءه، والوضع الإقتصادي الـمهـتـرئ، والعقوبات الأميـركية على «حزب الله»، وقرب صدور أحكام الـمحكمة الدولية حتـّمت تسمية الـحريري وتكليفه تشكيل الـحكومة، ليكون متـراساً فـي وجه التـحدّيات والإستـحقاقات الساخنة.

ولكن، على رغـم التضحيات الكبـرى التـي قدّمها الـحريري خوفاً على «الصبـي»، إن كان بقبوله القانون «النسبـيّ»، أو بقبوله العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فإنّ «حزب الله» وحلفاءه يريدونه رئيساً ضعيفاً «مقصقص» الـجوانح، لا «يـمون» على ثلث أعضاء حكومته، وما العقدة السنّية الـمُستـحدَثة إلاّ مرآة عن واقع الـحال. فـي مـجتمعنا، هناك دوماً مَن يـحاول تفسيـر الأمور وفق ما يريد، لأنّ فائض القوّة سيطر على كل ما عداه، وفرض سلوكاً مهيمناً ومهيناً لباقـي الأفرقاء، من دون رادع.

إنّ نواب اللقاء التشاوري ينتمون الى كتل سياسية مـختلفة ومـمثَّلة فـي الـحكومة، ولا يــجمعهم إلاّ الـخطّ الـمناهض لرئيس الـحكومة. إنّ هؤلاء السادة النواب، وحفاظاً على ما تبقّى من أصول ديـموقراطية، يـمكنهم، مع زملائـهم فـي الـحزب «السوري القومـي» وغيـرهم من النواب الذيـن لـن يدخلوا جنّة الـحكم حـمْل لواء شرف الـمعارضة البنّاءة من خارج الـحكومة.

أمام ملايـيـن الـمشاهديـن، قال فخامة رئيس الـجمهورية كلمته عن اللقاء التشاوري، وأعلن صراحةً بأنّ هؤلاء لا يشكّلون كتلة نيابية مستقلّـة كي يتـمثّلوا، واعتبـر أنّ الإصرار على توزير أحدهم «هو من «التكتيكات» السياسية التـي تضرب لنا الإستـراتيجيات السياسية وتفتح ثغرة لضرب الوحدة الوطنية»، كما دعا إلى «تقوية رئيس الـحكومة وليس إضعافه». من هذه النقطة بالذات، يـجب أن تنطلق وساطة الوزير جبـران باسيل، وليس من أيّ مكان آخر. فالتعاطف والتضامن مع مطلب النواب الستّة، كما صرّح أخيـراً باسيل، لا يسهّلان الـحلّ، والإستدارة «الباسيلية» الـمُفاجِئة ليست فـي مـحلّها، ورمي الكرة فـي مرمى الـحريري يزيد الـمشكلة تعقيداً، والـمخرج اللائق لا يكون بإضعاف موقِفَي رئيس الـجمهورية ورئيس الـحكومة.

إذا صدّقنا أنّ إيران لا تتدخّل وسوريا مشغولة بـمشاكلها، فـما هي مصلحة «حزب الله» فـي كسْر كلمة عون وهيبة الحريري؟ وما هي منفعة «الـحزب» فـي الذهاب إلى حدّ التعطيل؟ هل إنّ توزير نائب سنيّ حليف يستـحقّ تكسيـر الرؤوس وإيقاظ الفتنة السنّية - الشيعية وأخْذ البلد إلى الإنــهيار؟

يقول الإمام علي بن أبـي طالب رضي الله عنه: «بكثـرة التواضع يُستدلّ على تكامل الشّرف، بكثـرة التكبّـر يكون التّلف». و«إنك إن تواضعت رفعك الله، وإنك إن تكبّـرت وضعك الله».

عند كل منعطف خطيـر، وبعد كل نزاع، قدرنا أن نستعيد الـمعادلة الذهبـيّـة التـي أطلقها الرئيس صائب سلام بعد ثورة عام 1958، «لا غالب ولا مغلوب». لأنّ إنتصار فريق يعنـي إنكسار فريق آخر، وهذا مـمنوع فـي بلد 18 طائفة، خوفاً على الكيان وحفاظاً على الوحدة.

من أجل هذه القيـَم والثوابت، نناشد نواب اللقاء التشاوري، كونـهم نواب الأمّة قبل أن يكونوا نواب السنّة، أن يبادروا ويسحبوا فتيل الفتنة، ويـُجنّبوا البلد الخضّات، ويُعلنوا بـملء إرادتـهم التخلّي عن مطلبهم هذه الـمرة، على وعد بتـحقيقه فـي مرحلة أخرى.

إنّ الأقوياء هم الذيـن يقدّمون التضحية ثـمناً لـما هو أغلى وأعظم. فـهل هناك أغلى وأعظم من الوطن؟

 

جُرأةُ مواجَهةِ الأُمَم  

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 كانون الأول/2018

مقالات خاصةالمسؤولون الفاتيكانيون يعبّرون عن "وجهة نظر غربية"!جعجع للحريري: للإسراع في التأليف لضمان الإستقرارالجاهلية تنجو من "كارثة كبيرة"... وهذا ما أكدّته مصادر أمنيةالمزيد

مثلَ المواطنين اللبنانيّين، الدولُ الصديقةُ ضاقَت بالدولةِ اللبنانيّة ذَرعًا. وإذا كان الشعبُ لا يُحاسِبُها، فتلكَ الدولُ تُجازيها. فخِلافًا لتصاريحِ المناسباتِ المعَسَّلةِ، الولاياتُ المتّحدةُ تَسألُنا كيف نحافظُ على المساعداتِ العسكريّة بعيدًا عن رصْدِ «حزبِ الله»؟ والأممُ المتّحدةُ تَسألُنا كيف نُنفِّذُ القراراتِ الدوليّةَ في الجَنوبِ وعلى الأراضي اللبنانيّة كافةً؟ وفرنسا تَسألُنا ماذا نفعلُ بـــ«مؤتمرِ سيدر» لأنَّ الدولَ المانحةَ عِيلَ صبرُها من طولِ الأزمةِ الحكوميّة؟

والاتحادُ الأوروبيُّ يَسألنا كيف نُوزِّع مُخصّصاتِ المشاريعِ التنمويّة وسْطَ المحاصَصةِ الطائفيّة؟ وصندوقُ النقدِ الكويتيِّ يَسألُنا ماذا نَستوعبُ من القروضِ الميسَّرةِ الجاهزةِ في الصندوقِ والمختلَفِ عليها في لبنان؟ حتى روسيا وإيران تَسْألانِنا لماذا نتكبّرُ على الهِباتِ العسكريّة؟

قريبًا، ستَصْدَحُ أصواتُ مسؤولين أميركيّين وأوروبيّين تُطالِب بإعادةِ النظرِ في المساعداتِ المقترَحةِ للدولةِ اللبنانيّة. وقريبًا ستنظُر الإدارةُ الأميركيّةُ في برامجِ تسليحِ الجيشِ اللبناني. وقريبًا ستأخُذ العقوباتُ الدوليّةُ على «حزبِ الله»، في طريقِها، بعضَ المؤسّساتِ الدستوريّةِ اللبنانيّة. وقريبًا ستصدُر مواقفُ دوليّةٌ صارمةٌ تدعو الدولةَ اللبنانيّةَ إلى الفصلِ الجِدّيِ بينَها وبين «حزبِ الله» وإلى التزامِ سياسةٍ وطنيّةٍ شفّافةٍ تَرتكزُ على الحِيادِ قولًا وفعلًا.

وقريبًا ستَصدرُ مواقفُ أميركيّةٌ رسميّةٌ تَـحُثُّ الاتّحادَ الأوروبيَّ على تصنيفِ «حزبِ الله» إرهابيًّا. وقريبًا قد تُضْطرُّ واشنطن إلى عدمِ التمييزِ بين الدولةِ اللبنانيّة و«حزبِ الله». وقريبًا ستحاول بعضُ السفاراتِ تحريكَ الشارعِ في لبنان عبرَ جمعيّاتٍ وأحزابٍ مستحدثَةٍ لهذه الغاية. وقريبًا ستأخذُ التهديداتُ الإسرائيليّةُ لـــ«حزب الله» ولبنان منحىً آخَر.

لكنَّ غالِبيّةَ هذه التحوّلاتِ تَبقى مع وَقفِ التنفيذِ بانتظارِ معرفةِ هُوّيةِ الحكومةِ اللبنانيّةِ المرتقبَةِ. فالدولُ الصديقةُ لا تريدُ أذِيَّةَ لبنان، ولا تزال تُمدّدُ فترةَ السَماحِ قبلَ حسمِ مواقفِها العِقابيّة. فإذا ارتاحَت إلى توازناتِ الحكومةِ ومكوّناتِـها وخِياراتـِها وبيانِها الوزاريّ، تواصلُ دعمَ الدولةِ اللبنانيّة. إما إذا وَجدَت في الحكومةِ المنتظَرةِ امتدادًا دستوريًّا للمحورِ السوريِّ/الإيرانّي، فالدعمُ يُصبحُ مسألةً فيها نَظَر.

الأسبوعُ المنصرِمُ كادت واشنطن أنْ تلغيَ زياراتِ كبارِ مسؤوليها العسكريّين إلى بيروت لو لم تَتدخَّل السفيرةُ إليزابيت ريتشارد وتُقنِع إدارتَها بضرورةِ الحفاظِ حاليًّا على نَمطيّةِ العَلاقاتِ الثنائيّةِ، خصوصًا مع الجيشِ. غيرَ أنَّ كلامَ الجنرال جوزيف ڤوتيل، قائدِ المِنطقةِ الوُسطى في الجيشِ الأميركي، هذه المرّةَ، كان مختلفًا عن السابق. أولويّاتُ واشنطن في لبنان تَغيّرت. بات «حزبُ الله» عنوانَها لا الإرهابَ التكفيريّ.

ولأنَّ المسؤولين اللبنانيّين، السياسيّينَ والعسكريّين، تَبلّغوا هذه الأجواءَ الدوليّةَ الصديقة، تحاشَوا، حتى الآن، تأليفَ حكومةٍ على صورةِ بندقيةِ «حزب الله» وصواريخِه، وانعقدَ المجلسُ النيابيُّ وأقرَّ بعضَ مشاريعِ القوانين، واجتمَع مجلسُ الدفاعِ الأعلى، قُبيلَ وصولِ الجنرال ڤوتيل (30/11/18)، لتوجيهِ رسالةٍ هي أنَّ الدولةَ، بأجهزتِها الشرعيّةِ، تُسيطر على البلاد، وقامَ الجيشُ بعمليّاتٍ أمنيّةٍ ناجحةٍ في مناطقَ حسّاسة، وبَرز رئيسُ الجُمهوريّةِ في خِطابِ الاستقلالِ فوقَ المحاور، وعلّقَ الرئيسُ المكلَّفُ ممارسةَ رياضةِ التنازلات، وتوجّه وزيرُ الخارجيّةِ اللبنانيّة إلى الفاتيكان... لكنَّ أحداثَ بلدةِ «الجاهليّة» نَقضَت تلكَ الجُهود وقَضَمت هيبةَ الدولة.

إذ نُقدِّرُ الحِرصَ العربيَّ والدوليَّ على لبنان، نتمنّى على هذه الدولِ الصديقةِ أنْ تُساعدَنا في حلِّ القضايا التي نَشكو نحن منها وليس في حلِّ القضايا التي تَشكو هي منها. فعدا الصعوباتِ الماليّةَ والاقتصاديّة، نحن أمامَ تحدّياتٍ وجوديّةٍ وكيانيّةٍ لا تأبَه لها الدولُ الصديقة. ما قيمةُ المؤتمراتِ والقروضِ والهِباتِ التي يَعِدنا بها المجتمعُ الدوليُّ، وهو يُعرقِل قصدًا عودةَ النازحين السوريّين إلى بلادِهم ويَقترحُ دمجَهم في المجتمعِ اللبناني؟ وما قيمةُ تَمسّكِ المجتمعِ الدوليِّ باستقلالِ لبنانَ واستقرارِه، وهو يَفرِضُ التوطينَ الفِلسطينيّ؟ وما قيمةُ دعوةِ الأممِ المتّحدةِ إلى تنفيذِ القراراتِ الدوليّة، والقوّاتُ الدوليّةُ في الجَنوب تَكتفي بدورٍ سياحيٍّ؟ أولويّاتُنا غيرُ أولويّاتِ المجتمعٍ الدوليّ

صحيحٌ أنَّ الفَضلَ بتحديثِ الجيشِ اللبنانيِّ وتسليحِه يعود إلى الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّة، لكنَّ لبنانَ لا يستطيعُ، بحكمِ موازينِ القِوى الداخليّةِ، أنْ يكونَ وكيلًا معتمَدًا لتنفيذِ العقوباتِ الأميركيّةِ على حزب الله وأنْ يَنزعَ سلاحَه عسكريًّا. أتَظنُّ واشنطن أن دولةَ لبنان قادرةٌ، منفردةً، على ذلك؟ وهل يُعقلُ أنْ يُطلَبَ من دولةِ لبنانَ المفكَّكةِ أن تُنفّذَ ما لم تُنفِّذْه القوّاتُ الأميركيّةُ والأطلسيّةُ وإسرائيلُ ضِدَّ «حزبِ الله» في جَنوبِ لبنان وفي سوريا والعراق واليمن؟

لنتَخيّلْ أنَّ دولةَ لبنان قرّرت أن تَلتحِقَ بالاستراتيجيّةِ الأميركيّةِ وأن تكونَ ممثّلَها الشرعيَّ الوحيدَ في الشرقِ الأوسط، فما هي استراتيجيّةُ أميركا أولًا؟ وما مدى التزامِ واشنطن تجاهَ لبنان في حالِ تعرّضِه لاعتداءٍ إسرائيليٍّ أو لتمدُّدٍ داخليٍّ يقوم به حزبُ الله؟

أيُّ أميركا نَثق بها؟ أميركا التي انسحَبت منهزمةً من لبنانَ سنةَ 1983، أو تلك التي سلَّمت لبنانَ إلى سوريا سنةَ 1991 مكافأةً لتأييدِها حربَ الخليجِ الأولى؟ أميركا التي أَسقطَت صدّامَ حسين السَدَّ الحائلَ دونَ «الهلالِ الشيعيِّ»، أو أميركا التي تغاضَت عن سيطرةِ إيران على العراق؟ أميركا التي لم تَحمِ مسيحيّي العراق وأقليّاتِه الأُخرى، أو أميركا التي تركَت الأكرادَ في منتصفِ الطريق؟ أميركا التي قَبِلَت انتشارَ روسيا العسكريَّ في سوريا، أو أميركا التي جَدّدت اعترافَها بالرئيسِ بشّارِ الأسد ونظامِه؟ أميركا التي تَراجعت عن حلِّ الدولتين في فِلسطين، أو أميركا التي سلَّمت بأورشليم عاصمةً لليهودِ؟

سعى لبنانُ دائمًا لأوثقِ العَلاقاتِ مع الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّةِ. لكنَّ هذا السعيَ ظلَّ رهنَ تقلّباتِ السياسةِ الأميركيّة في المِنطقةِ، فيما لبنانُ يحتاجُ تحالفًا على قياسِه وليس على قياسِ لُعبةِ الأمم وازدواجيّتِها. حين الولاياتُ المتّحدةُ أعلنت الحربَ على ألمانيا وحلفائِها سنةَ 1941، حافظت على سفارتِها مفتوحةً لدى حكومةِ «ڤيشي» برئاسةِ الجنرال «بيتان»، غضِبَ الجنرالَ ديغول رئيسَ «فرنسا الحرّة»، واعتَبر ذلك ازدواجيّةً مُقلِقة.

اكتوى لبنانُ من لُعبةِ الأممِ، ويُفضّلُ تحالفاتٍ ثابتةً تَضمَنُ مصيرَه وتَحميه. مثلُ هذا المشروعِ الشامخِ يتطلّبُ قادةً شامخين يَحمِلونه إلى الأممِ ويُقنِعونَها به في ثقةٍ وشجاعة.

 

هكذا هبّ «حزب الله» لحماية وهّاب؟  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 كانون الأول 2018

مقالات خاصةالمسؤولون الفاتيكانيون يعبّرون عن "وجهة نظر غربية"!جعجع للحريري: للإسراع في التأليف لضمان الإستقرارالجاهلية تنجو من "كارثة كبيرة"... وهذا ما أكدّته مصادر أمنيةالمزيدلم تهزّ حادثة الجاهلية الاستقرار الميداني فقط، بل هدّدت أيضاً الأمن السياسي، بعدما تجاوزت مفاعيلها وتداعياتها نطاق هذه البلدة الشوفية وشخص الوزير السابق وئام وهّاب، مع دخول «حزب الله» على الخط لتحقيق نوع من «توازن الردع» في مقابل اندفاعة الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط. فماذا فعل «الحزب» وكيف تصرّف؟

من الأساس، لم يكن «حزب الله» مرتاحاً الى المنحى الذي سَلكه الخطاب السياسي والاعلامي أخيراً - وفق ما تؤكد أوساطه - وهو أبدى انزعاجه من الانحدار في طريقة التخاطب، مشدداً على أنّ أيّ «أمر عمليات» لم يصدر عنه لشَنّ حملات منظّمة ضد الحريري. أكثر من ذلك، تدخّل «الحزب» لدى وهّاب لخفض سقف خطابه وتهدئة نبرته بعد تفاقم الامور، ما انعكس اعتذاراً من وهّاب بعد تسريب كلامه القاسي في شريط الفيديو المسجّل.

وعليه، لا يدافع «الحزب» عن بعض المفردات التي استخدمها وهّاب في سجاله مع الحريري، لكنه يعتبر في الوقت نفسه انّ هناك أصولاً لمساءلته قانونياً، وتحديداً تحت سقف قانون المطبوعات والاجرءات المترتبة على القدح والذم، وليس بالتأكيد من خلال حملة أمنية مؤللة ضده في بلدة الجاهلية. وأمام ما حصل، يطرح «حزب الله» الملاحظات الآتية:

- أين كان القضاء و»فرع المعلومات» عندما أقدمَ مناصرو تيار «المستقبل» على قطع الطرق في مناطق عدة وتهديد السلم الاهلي؟ ولماذا لم تتم ملاحقة هؤلاء؟

- لماذا لم تتحرك الاجهزة القضائية والامنية ضد شخصيات معروفة وجّهت إساءات حادة وعلنية الى «حزب الله»، عبر اتهامه تارة بتنفيذ اغتيالات وطوراً بالإتجار بالمخدرات، إلّا إذا كانت هناك معايير مزدوجة في تطبيق القانون؟

- كيف يمكن تفسير التهاون والميوعة الرسميين في التعاطي مع ظاهرة أحمد الأسير، نحو سنتين تقريباً، مع أنه لجأ الى تحريك النعرات المذهبية وإيقاظ مكامن الفتنة وإقفال طريق الجنوب الحيوية والعبَث بالأمن، في حين انّ هناك مَن استعجل حرق المراحل في دعوى قضائية ضد وهّاب، ولأسباب هي أقلّ وطأة بكثير ممّا فعله غيره.

- ما سبب إرسال قوة ضاربة وجرّارة لتبليغ وهّاب بوجوب مثوله أمام القضاء، بينما آلية التبليغ المتعارَف عليها مغايرة تماماً ولا تستوجب كل هذا الاستنفار الأمني؟

تحت سقف هذه الاسئلة - الاجوبة، حاول «الحزب» مع بدء ظهور مؤشّرات التصعيد أن يُقنع «فرع المعلومات» ومن يغطيه بضرورة تَجنّب الانفعال في التعاطي مع قضية وهّاب، لكن يبدو أنّ قراراً كان قد صدر على أعلى المستويات بـ«الزَحف» نحو الجاهلية في محاولة لفرض أمر واقع، تُحاكي طريقة توقيف الوزير السابق ميشال سماحة. وبالتالي، لم تتم الاستجابة لنصيحة «حزب الله».

ووفق التصوّر الموجود لدى «الحزب»، كان السيناريو المخطّط له يقضي بتحقيق أحد هدفين:

إمّا اعتقال وهّاب وإذلاله عبر توقيفه وإيداعه السجن خلال فترة العطلة يومي السبت والأحد، في انتظار البَت في مصيره مطلع الاسبوع، وبذلك تكون الرسالة قد وصلت إليه والى «الحزب». وإمّا استدراج وهّاب الى مواجهة واسعة في عقر داره، تنتهي بنتائج وخيمة.

لاحقاً، وبعد احتدام الموقف على الأرض مُنذراً بالأسوأ والأخطر، تدخّل «حزب الله» لدى المعنيين بوتيرة تصاعدية، على قاعدة انه لن يسمح بتاتاً باستفراد وهّاب وكَشفه أمنياً، خصوصاً انه كان قد اعتذر عمّا بَدرَ منه في الشريط المسجّل، وأبدى استعداده للمثول أمام القضاء.

وانطلق «الحزب» في اتصالاته مع الجهات المختصة من وجوب التنَبّه الى مخاطر استبدال الحكمة بالبطش، والقانون بالثأر، متوجّهاً إليها بما معناه: الى أين أنتم ذاهبون؟ وماذا تفعلون؟ أين التعَقّل؟ وما هذه الخفّة في اللعب بمصير الأمن؟ إنتبهوا كثيراً...

وتعتقد قيادة «الحزب» أنّ مَن اتخذ القرار باقتحام الجاهلية لم يحسب جيداً ما قد يَترتّب عليه، لافتة الى أنّ تداعياته كان يمكن أن تَجرّ الى صدام درزي - درزي، ودرزي - سنّي، وربما سنّي - شيعي، لولا تَدارك الوضع في اللحظة الاخيرة، قبل تَفلّتِه من السيطرة.

وفي ما يبدو أنها رسالة الى الحريري، تعتبر قيادة «الحزب» انه لا يجوز لمَن يواجه أزمة في تشكيل الحكومة أن يهرب منها الى افتعال أزمة في الأمن.

وماذا عن موقف جنبلاط الذي منحَ غطاء درزياً للقرار بملاحقة وهاب؟ يتساءل «الحزب»، هنا، عمّا إذا كان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» قد اعتقد أنّ الأوان حان للثأر من وهّاب بعد النتائج المتقدمة التي نالها في الانتخابات النيابية، وكادت تصل به الى مجلس النواب لو لم يحصل خَلل في التقدير لدى الحلفاء، «لكنّ ما جرى، وخلافاً لحسابات البعض، سيؤدي الى تعزيز قوة وهّاب وحضوره في الطائفة الدرزية».

 

إلغاء «السلسلة»... كيف ومتى ولماذا؟  

أنطوان فرح/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 كانون الأول/2018

مقالات خاصةالمسؤولون الفاتيكانيون يعبّرون عن "وجهة نظر غربية"!جعجع للحريري: للإسراع في التأليف لضمان الإستقرارالجاهلية تنجو من "كارثة كبيرة"... وهذا ما أكدّته مصادر أمنيةالمزيدالخطأ نفسه الذي ارتكب قبل إقرار سلسلة الرتب والرواتب وامتَدّ لسنوات طويلة، يتكرّر اليوم بالأسلوب نفسه والوجوه نفسها. ومن المرجّح أن نصل الى النتائج نفسها التي وصلنا اليها في المرة الاولى، لأنّ العقلية التي حكمت النقاشات وانتهَت الى إقرار السلسلة، لم تتغيّر رغم الكارثة الوشيكة.

بدأت الأصوات التي تطالب بإلغاء سلسلة الرتب والرواتب ترتفع اكثر فأكثر. وهي نفسها الاصوات التي ارتفعت من قبل للاعتراض على إقرار السلسلة.

وفي المقابل، عاد «أبطال» السلسلة الى الواجهة، للدفاع عن مكتسبات وحقوق حَصّلوها بعد نضال سنوات. وهكذا، استعاد الصراع طابعه الطبقي، وكأنّ المنازلة هي بين أرباب العمل والعمال، في حين انها ليست كذلك.

وحدها السلطة أدّت دور المتفرج لفترة، ثم فاجأت الجميع بإقرار السلسلة، وفاجأتهم أكثر بجهلها للكلفة الحقيقية لهذا القانون، ووصل الفارق بين تقديرات كلفة الدرجات (800 مليون دولار)، والكلفة الحقيقية (حوالى مليار و800 مليون دولار)، الى مليار و200 مليار دولار حتى الآن، والحبل على الجرّار... ما نشهده اليوم يشبه ما عانيناه بالأمس: أطراف تطالب بإلغاء السلسلة وتبسّط هذا المطلب وكأنه أمر عادي يمكن ان يمر بسهولة وينقذ الدولة من الافلاس، وهو ليس كذلك. أطراف اخرى تعلن تمسّكها بالسلسلة وتُسَخّف حجم الكلفة التي تسبّبت بها، مع انها ليست بسيطة وساهمت بلا شك في تسريع الوصول الى مرحلة الاحتضار التي يمر بها البلد اليوم. وتبرز المشكلة في حرب المزايدات التي ما ان تبدأ حتى لا تنتهي. والحسابات التي يجريها كل طرف سياسي قبل ان يتخذ موقفاً من الطرح الجديد بتأييد إلغاء السلسلة او رفضه، ترتكز على سؤالين:

1 - أيّ موقف يحقق مكسباً سياسياً أفضل؟

2 - أيّ موقف يمكن أن يضرّ أكثر بالخصوم السياسيين؟

وبناء على الأجوبة عن هذين السؤالين، يتمّ تحديد المواقف والخيارات. هذه القاعدة هي نفسها التي حكمت مواقف كل الاطراف في السابق في ملف إقرار السلسلة.

الواقعية تفرض اليوم أن يغيّر الجميع قواعد اللعبة. والموضوع صار أبعد من كسب أصوات انتخابية، او إحراج طرف سياسي، أو النيل من سمعة العهد.

الخطر الذي يُحدق بالبلد حقيقي ووشيك، ومقاربة المعالجات لا تتم بالأسلوب نفسه الذي تمّت فيه مقاربة السلسلة قبل إقرارها. إذ ليس كل من يطالب بالإلغاء متآمر، وليس كل من يتصدّى له جاهل ومغامر.

الأزمة اليوم في مكان آخر. الدولة لم تعد قادرة على تمويل عجزها السنوي عبر الاقتراض. وهي تحتاج لاقتراض بين 7 و8 مليارات دولار للعام 2019، اذا لم تتخذ إجراءات لتغيير النهج القائم. كلفة اقتراض هذا المبلغ (الفوائد) التي كانت تتراوح في السابق بين 450 و550 مليون دولار، سترتفع الى حوالى 900 مليون دولار، وربما اكثر. وبالتالي، بات الوضع يحتاج حلولاً طارئة وموجِعة يجب ان يجري التفاهم عليها قبل وقوع الكارثة. أما القول انّ إلغاء السلسلة هو الحل، فهذا ادّعاء يفتقد الى المنطق، لأنّ خطوة من هذا النوع يمكن ان تُنزل الناس الى الشارع، وتضرب ما تبقّى من أمل، وتسرّع الانهيار الذي يجري الحديث عنه، من دون ان تؤدّي الى أي إنقاذ.

الاجراءات القاسية والظالمة التي يمكن ان تمنع الكارثة في المرحلة الاولى، تحتاج مناخاً مناسباً لاتخاذها. بمعنى انّ أي إجراء استثنائي في الوضع السياسي الراهن، في غياب الاتفاق على حكومة، وفي ظل مناخ المناكفات الذي يوحي بأنّ العقلية لن تتبدل، حتى لو تمّ تأليف حكومة، تؤدي إجراءات التقشّف فيها الى تعقيد الوضع المالي اكثر، لأنها تبعث برسالة مُقلقة باحتمال حصول مواجهات داخلية، الأمر الذي قد يؤدي الى موجة هروب أموال من لبنان. ولأنّ حجم الاموال الموجودة في المصارف هي معيار أساسي للصمود، يُفترض أن يتمّ بناء الحسابات واتخاذ القرارات على اعتبار انّ الاولوية المُطلقة هي للحفاظ على هذه الاموال، التي يشكّل مجموعها في النتيجة، دين عام الدولة، دين القطاع الخاص، إحتياطات مصرف لبنان، وودائع الناس طبعاً.

ينبغي وقف الحديث عن إلغاء السلسلة بالطريقة التي يتم فيها. فالدولة في الواقع تحتاج الى ما هو أكثر من ذلك، وإلغاء السلسلة في المناسبة، وحتى لو لم يؤدّ الى مواجهات داخلية، لن ينقذ الوضع المالي والاقتصادي.

المطلوب حد أدنى من المناخ الايجابي، يسمح باتخاذ إجراءات قاسية ضمن سلة متكاملة لا تستهدف رواتب القطاع العام حصراً، تؤدي عملياً الى تأمين وَفرٍ بحوالى 5 مليارات دولار سنوياً (من الكهرباء ورواتب القطاع العام)، وزيادة في الايرادات من خلال ضرائب غير مباشرة يدفعها الشعب الفقير المظلوم، عبر رسم إضافي مقطوع على البنزين ورفع الـTVA (حوالى مليار ونصف المليار دولار). وبعد ذلك، يمكن أن نتحدث بـ»سيدر 1» وخطة «ماكينزي» ومكافحة التهرّب الضريبي، وكل التوابع الأخرى لإعادة الاقتصاد الى وضع طبيعي بعد سنوات.

 

وقف نزف الخزينة بثلاث خطوات  

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 كانون الأول 2018

مقالات خاصةالمسؤولون الفاتيكانيون يعبّرون عن "وجهة نظر غربية"!جعجع للحريري: للإسراع في التأليف لضمان الإستقرارالجاهلية تنجو من "كارثة كبيرة"... وهذا ما أكدّته مصادر أمنيةالمزيدتُشير الأرقام (القليلة الكلام) التي تنشرها وزارة المال، الى أنّ نسبة الإنفاق إرتفعت منذ أيلول 2017 إلى مستوى 1.5 مليار دولار أميركي شهرياً، مع قمّة في أيار الماضي بلغت 2 مليار د.أ. فهل تُحمّل سلسلة الرتب والرواتب مسؤولية هذا الإرتفاع، وما هي كلفتها الحقيقية؟

بلغ مجموع الإنفاق العام منذ كانون الثاني 2012 وحتى حزيران 2018 ما مجموعه 93.67 مليار د.أ مقارنة بـ 66.76 مليار د.أ مداخيل! أي بفارق 27 ملياراً، تحوّلت إلى دين عام بقيمة 29 مليار د.أ. وبلغ مُعدّل الإنفاق الشهري من كانون الثاني 2012 حتى آب 2017، 1.2 مليار د.أ ليرتفع إلى 1.51 مليار د.أ منذ أيلول 2017 وحتى حزيران 2018. فما الذي حصل حتى ارتفع الإنفاق إلى هذا المستوى؟

أول بند في الإنفاق العام يُمكن ملاحظة ارتفاعه، هو خدمة الدين العام. فقد ارتفعت من 2.45 مليار د.أ في الأشهر الستة الأولى من العام 2017 إلى 2.78 مليار د.أ في الفترة نفسها من العام 2018. وشهد شهر أيار 2018 دفع فوائد بقيمة 974 مليون دولار نتيجة العديد من الإستحقاقات. واقترضت الدوّلة بالليرة اللبنانية في العام 2017 ما يوازي 17.86 مليار د.أ إضافة إلى 9.28 مليارات د.أ في الأشهر الستة الأولى من العام 2018. وتمّ استخدام جزء منها لسدّ ديون سابقة، والقسم الآخر كان لتمويل سلسلة الرتب والرواتب وكهرباء لبنان كما والبنود الأخرى. هذا الأمر أنتج فوائد في العام 2018 إضافة إلى الفوائد على الدين بالدولار الأميركي.

البند الثاني الذي زاد إنفاقه هو بند «نفقات على حساب موازنات سابقة»، الذي سجّل معدّل 496 مليار ليرة لبنانية شهرياً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2018، أي ما مجموعه 1487 مليار ليرة لبنانية (986 مليون د.أ) مقارنة بـ 1102 مليار ل.ل في العام 2017 (نفس الفترة) و1204 في العام 2016 و 857 في العام 2015، وهذا الأمر يعني أن إنفاق العام السابق يتمّ نقله إلى السنة التالية. وهنا يُطرح السؤال عن سبب إرتفاع هذا البند وما هو الإنفاق الذي سبّبه؟

البند الثالث، هو شركة كهرباء لبنان التي تُظهر الأرقام ارتفاعاً بقيمة 182 مليون د.أ عن الأشهر الستة الأولى من العام 2018 نسبة إلى نفس الفترة من العام 2017 (من 556 مليون د.أ إلى 738 مليون د.أ).

لكن أرقام الجمارك تُظهر إرتفاعًا بقيمة 580 مليون د.أ في شهر تمّوز من العام 2018 مع استيراد فيول، إضافة إلى 650 مليار ل.ل تمّ طلب فتح إعتماد لها من قِبل وزارة الطاقة وهي بانتظار موافقة مجلس النواب عليها.

وبما أنّ أرقام وزارة المال لم تبيّن كلفة الأجور في بيانها الأخير، فقد عمدنا إلى حساب مجموع الأجور مع النفقات الإستثمارية والنفقات التشغيلية. هذا الأمر أوصلنا إلى مجموع بلغ 3.46 مليارات د.أ في الأشهر الستة الأولى من العام 2018 مقارنة بـ 2.57 مليار د.أ في العام 2017، وهذا يعني أنّ الفارق هو 148 مليون د.أ شهرياً. وإذا ما اعتبرنا أنّ الزيادة تشكّلت بشكل حصري من الأجور (Toute chose égale par ailleurs)، نرى أنّ كلفة سلسلة الرتب والرواتب السنوية هي 1.78 مليار د.أ أميركي.

إذاً، وبحسب الأرقام، نرى أنّ السلسلة ليست المسؤولة الوحيدة عن ارتفاع الإنفاق، فمجموع الإنفاق على شركة كهرباء لبنان، إضافة إلى نفقات على حساب موازنات سابقة وخدمة الدين العام وتسديد اقساط ديون خارجية، بلغ 3 مليارات د.أ في الأشهر الستة الأولى من العام 2018 مقارنة بـ 2.5 مليار د.أ في الفترة نفسها من العام 2017 أي بفارق 510 ملايين دولار أميركي (85 مليون د.أ شهرياً). وإذا ما أضفنا هذا الرقم إلى الزيادة في كلفة السلسلة، نرى أنّ المجموع هو 233 مليون د.أ عبارة عن زيادة في الإنفاق الشهري.

وكان لا بدّ من النظر إلى العمليات على حساب الخزينة (امانات، تأمينات، كفالات محجوزات، البلديات، حساب الودائع، وحسابات الغير الاخرى)، حيث نلحظ ارتفاعاً بقيمة 354 مليون دولار أميركي في الأشهر الستة الأولى من العام 2018 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017 أي إرتفاعاً بقيمة 59 مليون د.أ شهرياً ما يؤدّي إلى إرتفاع شهري في الإنفاق بقيمة 292 مليون د.أ شهرياً. هذا الواقع الاليم يواجهه تراجع ملحوظ في الإيرادات، حيث نرى أنّها انخفضت بقيمة 495 مليار ل.ل في الأشهر الستة الأولى من العام 2018 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017 (أي إنخفاض بقيمة 55 مليون د.أ شهرياً). ويأتي الإنخفاض من الإيرادات الضريبية المُختلفة (355 مليار ل.ل)، إيرادات الجمارك (41 مليار ل.ل)، الإيرادات غير الضريبية (264 مليار ل.ل)، منها الإتصالات (169 مليار ل.ل). في المُقابل، سجّلت إيرادات الضريبة على القيمة المضافة ارتفاعاً بـ165 مليار ل.ل في الأشهر الستة الأولى من العام 2018 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017 وهذا ناتج في الدرجة الأولى من رفع الضريبة على القيمة المُضافة من 10% إلى 11%. والمُلاحظ ،أنّ الإرتفاع في إيرادات هذه الضريبة لا يعكس المُتوقع (220 مليون د.أ سنوياً بدلاً من 350 مليون د.أ) ويعود السبب إلى المرونة في الأسعار (elasticity) بالإضافة إلى التهرّب الضريبي. في الختام، لا يسعنا القول إلّا أنّ وقف نزف الخزينة العامّة يمرّ إلزامياً بثلاث خطوات أساسية لا مفرّ منها: أولًا وقف التوظيف في القطاع العام لفترة لا تقلّ عن 5 سنوات، وذلك بهدف السماح للمالية العامّة بهضم الكمّ الهائل من الموظفين، الذين تمّ توظيفهم في الأعوام الثلاثة الأخيرة. ثانيًا محاربة التهرّب الضريبي الذي أصبح يُشكّل تهديداً واضحاً على الكيان المالي للدوّلة اللبنانية من ناحية أنّه يُشكّل 7.2% من الناتج المحلّي الإجمالي. وثالثًا وقف نزيف الكهرباء مع هدر سنوي يفوق الـ 2 مليار دولار أميركي مُرشحّ للإرتفاع مع تردّي وضع المعامل الحرارية الموجودة.

 

سبت الجاهلية»: مَن أطلق النار على أبو ذيــاب؟  

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الاثنين 03 كانون الأول 2018

مقالات خاصةالمسؤولون الفاتيكانيون يعبّرون عن "وجهة نظر غربية"!جعجع للحريري: للإسراع في التأليف لضمان الإستقرارالجاهلية تنجو من "كارثة كبيرة"... وهذا ما أكدّته مصادر أمنيةالمزيد«تَعَهُد مختار»، ومعه وساطات ليلية سياسية-أمنية، أنهَت أمس مشروع فتنة أهلية كان يمكن أن تبدأ في الجاهلية لتضع الجبل والبلد برمّتهما في «المجهول». اليوم لن يمثل الوزير السابق وئام وهاب أمام «شعبة المعلومات» للإدلاء بإفادته في الإخبار المقدّم ضده أمام النيابة العامة التمييزية من مجموعة محامين، بجرم إثارة الفتنة والتعرّض للسلم الأهلي على خلفية تصريحاته الأخيرة، التي وصفت بـ«المهينة وغير المسبوقة» بحق الرئيس المكلّف سعد الحريري. وبالتوازي، يعتزم وهاب رفع دعوى جزائية في وجه الحريري والمدعي العام التمييزي سمير حمود والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، على خلفية اتهامه الصريح لهم بـ«محاولة قتله»، بعدما كرّر مراراً قبل سبت الجاهلية «الأسود» أنه حاول الاتصال بالقاضي حمود لكنه لم يجب على اتصاله.

يحدث ذلك وسط تشييع هادئ، على رغم الدعوات العفوية الى الثأر، لمحمد بو ذياب مرافق وهاب، شهدته بلدة الجاهلية أمس. معطيات موثوقة تؤكّد في هذا السياق، أنّ بو ذياب أصيب برصاصة بالخطأ من جانب أحد مسلّحي وهاب الذين انتشروا بكثافة في محيط قصر وهاب، مع وصول مجموعة من «القوة الضاربة» الى منزل الوزير السابق لتبليغه رسالة بضرورة حضوره الى «الشعبة»، وذلك بعد محاولات متكرّرة سابقة لإبلاغه الحضور عبر هواتفه الخلوية ومكتبه وأحد كوادره، وفق بيان قوى الأمن الداخلي.

من جهته، يصرّ وهاب على اتهام «القنّاص» المكلّف، وفق زعمه، من اللواء عثمان بمحاولة قتله مُتّكئاً الى فرضية التَشابُه بينه وبين بو ذياب. «الاصطفافات» السياسية التي واكبت المشهد المتوتر في الجاهلية ساهمت في تسعير الأزمة، لكن أيضاً لاحقاً في ضبطها ووضعها «تحت السيطرة». النائب السابق وليد جنبلاط يحطّ في «بيت الوسط» مانِحاً غطاءه الكامل للإجراءات المتّخذة بغية «محاسبة» وهاب على «أقواله وأفعاله» بالقانون.

وقد مهّد جنبلاط لخطوته، وعلى رغم العلاقة الفاترة التي تجمعه بالحريري حالياً، بتغريدة شَجبَ فيها كلام وهاب «الذي خرج عن كل الاعراف والقيَم الاخلاقية»، قائلاً إنه «يذكرنا بالكلام والتحريض العبثي للبعث السوري منذ سنوات، وما نتج عنه من مآس بحق اللبنانيين».

في المقابل، إصطفّ «حزب الله» الى جانب حليفه وهاب ومنحه «إبرة في العضل»، من جهة عبر الكلام المنقول عن الأخير بأنّ «المسألة باتت في عهدة السيّد حسن نصرالله شخصياً»، داعياً الحريري إذا كان يريد التفاوض «فليتفاوض مع سماحة السيّد».

أمّا الوجه الآخر لتدخّل «حزب الله» فبرزَ من خلال المساعي التي قام بها مسؤول «وحدة الارتباط والتنسيق» في الحزب، الحاج وفيق صفا، لمنع توجّه العناصر الأمنية الى الجاهلية لإحضار وهاب عبر اتصالات حصلت مع «بيت الوسط» واللواء عثمان، مُحذّراً من «مجزرة قد تقع»، ومؤكّداً أنّ «أسلوب إحضار وهّاب بهذه الطريقة لن يُجدي نفعاً». أمّا موقف رئيس الجمهوية وتياره السياسي، فيمكن اختصاره بالسطرين اللذين وردا في مقدمة تلفزيون «أو تي في» ليلة الحادث، «عن تسارع الأمور بين حَدّي الإنفلات والضبط. فالشارع الذي ولّد الشارع، حَتّمَ تدخّل العقلاء وترك المسألة مضبوطة تحت سقف المسارَين الأمني والقضائي». الطرف الدرزي الثالث، النائب طلال إرسلان، دخلَ مباشرة في صلب الموضوع مُتّهماً جنبلاط «باستباحة الجبل».

وقائع الساعات العصيبة في الجاهلية ترافقت مع إجراءات أمنية استثنائية في محيط مديرية قوى الامن الداخلي و»بيت الوسط» ومحيط منزل القاضي حمود، وقد أفضَت الى جملة معطيات ووقائع لعل أهمّها وقوع وهّاب لأكثر من مرة في خطأ التأكيد أنّ تقرير الطبيب الشرعي يشير الى «نوع» الرصاصة التي اخترقت جسد بو ذياب، في وقت أنّ تقارير الأطبّاء الشرعيين لا تتطرّق في قضايا مماثلة الى الجوانب التقنية لنوع السلاح المُستخدَم، بل انّ ذلك يدخل ضمن صلاحيات الأدلة الجنائية.

وفيما سطّرت «المعلومات» محضراً بالحادث بعد الاستماع في فصيلة بعقلين الى إفادة المختار أجود بو ذياب، الذي أكّد أنّ القوة الأمنية التي كانت موجودة لم تطلق النار، وبأنه شاهد محمد بو ذياب وهو يطلق النار من الطابق الثاني، إضافة الى إشارته الى احتمال أن يكون بو ذياب قد أصيب من جرّاء إطلاق النار الكثيف جداً الذي أطلقه حرّاس وهاب، وبأنه أبلغ الضابط بأنّ وهاب سيتوجّه برفقة محاميه أو قد يرسل محاميه الى «شعبة المعلومات» اليوم الاثنين، فإنّ تقرير الطبيب الشرعي، الذي حصلت «الجمهورية» على نسخة منه، يؤكّد في المقابل أنّ «حالة الوفاة ناتجة عن الإصابة بعيار ناري دخلَ من يسار الصدر ومن مسافة غير قريبة، واستقرّ في الخاصرة اليمنى»، وهذا يعني أنّ الرصاصة أتت من الأعلى الى الأسفل، وبالتالي هناك استحالة أن يكون العيار الناري قد صدر من أمام منزل وهاب حيث وجود العناصر الامنية، مع العلم أنّ محمد بو ذياب كان موجوداً في الطابق الثاني من المنزل، فيما بقية المسلّحين يُطلقون العيارات النارية في الهواء الطلق ومن أبنية مجاورة أعلى من منزل وهاب.

وتفيد أوساط مطّلعة أنّ توجيه الرصاص في اتجاه عناصر «المعلومات» كان سيؤدي حتماً الى مجزرة وكارثة كبيرة، لأنّ القوة الموجودة كانت ستضطرّ الى الردّ على مصادر النيران.

ويقول هؤلاء «انّ مجرد عدم قيام مرافقي وهاب بإطلاق النار في اتجاه العناصر، يعني أنه لم يبادر هؤلاء بطبيعة الحال الى استهداف المسلحين المنتشرين في محيط القصر لا عند الوصول ولا عند الانسحاب».

جَزم وهاب، وفق «تقرير الطبيب الشرعي» كما قال، أنّ الرصاصة التي أصابت بو ذياب هي من نوع M16 أو M4، أطلقت من سلاح أميري، فيما تؤكّد مصادر أمنية أنّ الـ M4 من عيار 5,56 ومرافقو وهاب يملكون هذا السلاح، وقد رصدت صورة لأحد مرافقي الوزير السابق على فايسبوك، مِمّن كانوا يشاركون في إطلاق النار أمس الأول، ويُدعى سماح حسام الدين، حاملاً بندقية M4 ! وحتى الآن، وفق المعطيات، لا تأكيدات أنّ الرصاصة التي قيل إنها أصابت بو ذياب هي نفسها التي اخترقت جسده، مع تَعذّر التأكّد من المسألة في مستشفى الرسول الأعظم التي دخلها بو ذياب عند الخامسة والربع مساء السبت وفارقَ الحياة عند الساعة الحادية عشرة ليلاً. وبَدا لافتاً تمييز وهاب بشكل واضح بين اللواء عثمان الذي اتهمه بـ»زَرع» قنّاص ضمن المجموعة الأمنية التي توجّهت الى الجاهلية لاستهدافه، الأمر الذي تنفيه مصادر أمنية بشكل مطلق، وبين رئيس «شعبة المعلومات» العقيد خالد حمود واصفاً إيّاه بـ«إبن المؤسسات» ومُستعد في أي وقت «لأشرب فنجان قهوة في مكتبه». كذلك، توجّه وهاب الى الضابط الذي كان مكلّفاً إبلاغه الحضور، العقيد خالد عليوان، مؤكّداً أنه «ضابط محترم وآدمي... وجَنّب البلدة مذبحة حيث أمر عناصره بالانسحاب، وكان قراره حكيماً». مع العلم أنّ مُطّلعين يجزمون أنّ العدد الكبير من العناصر والآليات التي توجّهت الى الجاهلية، كانت فقط تَحسّباً لتعرّض المجموعة لإطلاق نار ولتطوّر الأمور سلباً، «فيما المنحى السلمي الذي سَلكته الأحداث أمس الأول أظهرَ أنّ عمل «المعلومات» هو أمني وليس سياسياً، وأنّ «الشعبة» كلّفت المهمة ولا تستطيع رفض تنفيذها»!

 

في "التلازم" المصيري!

علي نون/المستقبل/03 كانون الأول/18

لن تنتهي "محاولات" بشار الأسد في لبنان قبل أن تنتهي بقايا سلطته في سوريا.. "التلازم" عضوي ومُحكم وجزء من "ثقافة" بنى عليها الأسد الأب سياسته اللبنانية والفلسطينية والأردنية، فنجح بين "المنكوبين" وفشل بين الأردنيين، قبل أن يأتي الابن ويثبّت فشلاً مثلّث الأضلاع سُرعان ما ربّعه في سوريا نفسها! نكبة اللبنانيين والفلسطينيين مكّنت النظام الأسدي من لعب أدوار كبرى وتقريرية في مصير الشعبين والكيانين: الدولة ومؤسساتها وبُناها وأهلها لبنانياً، ومنظمة التحرير وأدواتها فلسطينياً.. والاستراتيجية الشاملة والعامة التي اتّبعت في ظل الحساسية المفرطة إزاء شعار "القرار الوطني المستقل" اشترطت شعاراً موازياً هو ضرب الأسس السيادية التي يقف عليها ويستند إليها أهل الكيانين اللبناني والفلسطيني، شرعياً وشارعياً ومن دون هوادة ولا لحظة تردّد، ومن دون توفير أي أسلوب ممكن وغير ممكن. لم تنجح محاولاته للتأثير الوصائي على الأردن بسبب قوة الدولة والنظام وثبات قواعدهما ورسوخهما بين عموم الأردنيين.. لكن ذلك لم يمنع تكرار تلك المحاولات، و"تجربة" مفاعيلها ما أدى في أحيان كثيرة إلى توتّرات كادت تصل إلى نقطة الحرب وتخرج من مدارات السياسة والأمن! نجح الأردن في حفظ سيادته وأمنه واستقراره في حرز أمني من طموحات النظام الأسدي، لكن اللبنانيين، والفلسطينيين في لبنان وسوريا، دفعوا باللحم الحيّ أثمان تلك الطموحات، واكتشفوا تماماً المعنى العميق لنظرية "التوازن الاستراتيجي" التي اعتمدها الأسد الأب في سياق النزاع مع إسرائيل! حيث أن هذه لم تكن تعني توازناً سلاحياً (مستحيلاً في كل حال) بل تماثلاً في المفهوم الجذري لا يعني شيئاً سوى وضع اليد على لبنان والكيان السياسي والتنظيمي للفلسطينيين في الشتات، تماماً مثلما تضع إسرائيل يدها على الأرض في فلسطين أساساً وبعض "ضواحيها" إذا أمكن ومن ضمن ذلك مرتفعات الجولان تحديداً وخصوصاً!

"التوازن" المطلوب بين "إسرائيل الصغرى" و"سوريا الكبرى"، كان يعني نسيان القضية الفلسطينية الأمّ، ثم اعتباره البديل الوحيد من المسّ بالركائز الاستراتيجية للخريطة الإسرائيلية المستجدّة منذ عام 1948! لكن "النتيجة" لم تكن متماثلة حتى في تطوّرها العكسي الذي أطلقته عملية السلام غداة انتهاء الحرب الباردة ومعاركها المتفرقة: تقلّصت الخريطة الإسرائيلية إلى الداخل بدل أن تستمر في التوسّع الخارجي لكن بما أوصل (حتى الآن) إلى "رسوخ" الكيان وازدياد قوّته.. في حين أن "استراتيجية الأسد" أفضت إلى تثبيت خسارة الجولان من دون الفوز التام لا بلبنان ولا بالقرار الفلسطيني وصولاً إلى اندحار النظام في سوريا نفسها! وانكسار الدولة ومؤسساتها وبناها الفوقية والتحتية انكساراً بعيد المدى ومستحيل الترميم. .. ما يفعله أو يحاوله الأسد الابن في لبنان تهتّكي وعبثي وآتٍ من جذور نظرية الأب الاحتوائية والوصائية أساساً، لكن الذروة في ذلك التهتك وتلك العبثية تكمن تماماً في مواصلة الافتراض أن له تأثيراً ما عندنا، أو سلطة مدّعاة في وقت لم يعد لديه لا ذلك التأثير ولا تلك السلطة في سوريا نفسها! علماً أن بقايا الأمرين في البلدين مربوطين بحبال إيرانية – روسية هناك، وإيرانية عبر "حزب الله"، هنا!!

 

التوزير بالدم

سناء الجاك/النهار/03 كانون الأول 2018   

"بدنا الثار... بدنا الثار".

هذه المرة، ليس من "لحود وبشار" وانما من "سعد الغدّار".

والمعنى الأبعد يشمل وليد جنبلاط تحديداً.

أيّ دقةٍ أكثر دلالة من هذا الهتّاف الذي لا يخرج عن السياق المرسوم لإعلان عودة النظام الأسدي الى ربوعنا مفخَّخاً بمزيد من الدماء المسفوكة؟!

الجواب مقرون بالسيناريو المحكم وبالتنفيذ السريع.

فقد فتحت أبواق الممانعة جبهاتها الإعلامية حتى قبل إعلان وفاة القتيل المظلوم، ولم نسمع الا كلمة "الدم"، وكأن مدفعاً يطلقها رشقاتً متواصلة في حين تم تثبيت منصات أسلحة الشحن الفتنوي الثقيلة، وكأن هذا المحور ربح اللوتو وحظي بفرصة قُدِّمت اليه على طبق من ماس، وفي التوقيت المطلوب للتعجيل في حلول أبد الآبدين وطيّ صفحة الانتظار على نية تفعيل مسيرة الاذلال للاذعان.

ما إن وقعت الواقعة، حتى كانت الجهوزية شاملة بجوانبها وأبعادها، كأنه تم تحضير الأسئلة ورصد زوايا التغطية المطلوبة وإجراء التمارين المطلوبة في موقع الحدث مسبقاً، حتى قبل سقوط محمد أبو دياب ضحية واشكالية.

فقد تمترس مراسلو الممانعة حاضرين نضرين وشرعوا في تأدية فروضهم في إطار الاستراتيجيا ذاتها، التي عهدناها منذ رسم حدود الخنادق التي يتمترس فيها مَن يتمحور دوره السياسي في تنفيذ سياسات اغتيالية لم تتغير منذ اتفاق الطائف وتولي الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرئاسة الثالثة.

رددوا بالشعار ذاته. وفتحوا ملفات لا تختلف عما كان يُفتح للرئيس رفيق الحريري.

لوقاحتهم، لم يتورعوا عن تسديد طلقات اتهاماتهم بالقتل والفساد، وهم مشرِّعون أبواب قصورهم ومتباهون بألويتهم المسلحة وممعنون في التجييش للفتنة والتلويح بالفلتان الأمني.

لم يردعهم شيء عن مواصلة التهام اللحم النيئ لمصائب الآخرين.

وأيّ دلالة أقبح من سؤال ابنة الضحية: "انتو رح تكملوا حياتكن بلا بيّكن هلّق، شو بتحبي تقولي؟".

لم تصرخ الابنة في وجه السائلة، بل رمتها بنظرة سخط وغضب وقرف، ربما لتذكّرها بأن مَن سقط قتيلاً خسره أهله، وحدهم دون سواهم، انتهك عزاؤهم وحزنهم وانتهكت خصوصيتهم، ليصبح عصياً عليهم وداع فقيدهم كما يرغبون. فقد صودرت جثة الفقيد منذ اللحظة الأولى وتم الحظر عليها في المربّع الأمني، وابعادها عن أي احتمال للشفافية في توضيح ظروف قتلها، ، ومن ثم تحويل المأتم منبراً خصباً لاستكمال المخطط.

لا يهمّ كيف حصلت جريمة القتل ولِم صودر الفقيد لحساب البروباغندا الإعلامية.

المهم ان التقرير الشرعي الذي دعم بأدلة الرصاص الفارغ في شأن الجريمة كان، بدوره، معداً سلفاً للايفاء بالغاية المتوخاة منه لجهة الاتهامات المطلوبة.

لا يهمّ إن كان فعل القتل مدبراً للاستثمار في دم القتيل المغدور او جريمة أجهزة لم تحسب أبعاد خطوتها.

المهم ان ينقضّ أصحاب المخطط على الجثة ويستأثروا بها لاستخدامها حيث ينبغي.

تالياً، تبقى حسابات المستثمرين ربحاً خالصاً. هكذا تعوّدنا ان تجري الأمور، ويبدو انها لا تزال تجري ولا نزال نتلقى المفاعيل.

بكل أسف، لا شيء تغيّر. السيناريو كان جاهزاً. والاستدراج كان متوقعاً، هذه المرة أيضاً رُسِم المشهد على النقطة والفاصلة. و"دقّلي شاكر البرجاوي من ملتقى النهرين، وخبّرني انّو في قوى أمنية طالعة"، و"وهّاب أعلم مختار الجاهلية بأن قوة من شعبة المعلومات ستحضر إلى ‏منزله بهدف احضاره، وطلب منه إبلاغ الضابط المسؤول عن القوة بأنه سيتوجه إلى التحقيق في شعبة المعلومات يوم الاثنين برفقة ‏محاميه، كونه، بحسب افادة المختار، ان وهّاب كان على علم مسبق بحضور القوة الى منزله للعمل على احضاره".

بالطبع فلت الملقّ، ووقعت القوى الأمنية في المحظور، وصار "الدم" عملة صعبة وجواز مرور يبرر لجيش "التوحيد" الجرّار لجوءه الى سلاحه غير الشرعي ليحمي أمنه الخاص وعرضه وشرفه.

لا لزوم للسؤال عن مصدر السلاح المتفلت عندما يتشدق أحد أبواق الممانعة بأن كل الأحزاب اللبنانية مسلحة، وبأن مواكب سيارة لمسلحي الأحزاب أمر عادي ولا لزوم لاعتباره ظاهرة تستحق الإدانة.

الغاية من الترويج لكل الخارجين عن القانون وشرعنتهم يبقى المطلوب، حتى يصبح كُحْل "حزب الله" ارحم على اللبنانيين من عمى من يزرعهم في الحياة السياسية اللبنانية، وكلهم كما يتضح أكثر فأكثر، من القماشة ذاتها التي عرفاناها في ثمانيات القرن الماضي، في عز متاجرة النظام الأسدي بورقة الحرب اللبنانية، ليصبح مَن يحرك المليشيات السارحة خارج إطار الدولة، الحاكم الأوحد القابض على الفتنة يؤجهها عبر أبواقه متى يشاء، ويلزمهم الصمت والانكفاء متى يشاء، في ظل انكشاف كامل للعهد القوي ومَن لفّ لفّه.

وعلى قاعدة "اذا ما كبرت ما بتصغر"، تصرّف القابض الحقيقي والوحيد والأوحد على لبنان، فكبّرها في الجاهلية، ليبقى السؤال: كيف سيصغِّرها؟

قد يكون الحل عبر التوزير بالدم؟

 

التسوية المستحيلة

فبعد الإمساك برئاسة الجمهورية وبعدها بالسلطة التشريعية، من الطبيعي أن يسعى حزب الله إلى الهيمنة على السلطة التنفيذية، ليكتمل بذلك الانقلاب على الكيان اللبناني كما عرفناه.

سام منسى/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69394/%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D9%81%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%B3/

بعد سبعة أشهر على الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر مايو (أيار) الفائت، لم يتمكن الرئيس المكلف سعد الحريري من تشكيل الحكومة العتيدة. واللافت أنه رغم الخلافات المستحكمة التي تعوق عملية التشكيل، يجمع القادة والزعماء السياسيون على أمر واحد هو الحاجة الملحة إليها، باعتبارها الترياق الذي يحتاجه اللبنانيون لحل مشاكلهم كافة في السياسة والاقتصاد والاجتماع. لا شك أن الحكومة هي العمود الفقري للدولة ولا تستقيم شؤون البلاد من دونها. إنما هذا التجاذب الحاد وغير المسبوق الذي تشهده الحياة السياسية في لبنان وطبيعة الخلافات التي تمزق جسمه السياسي، يبعثان على الاعتقاد بأنه لو قدر للحكومة المتعذر تشكيلها أن تبصر النور، لن تقدم ما يروج له الساسة وما يتوقعه ويتوق إليه اللبنانيون. هل هذا الكلام السلبي والمتشائم في محله؟

طبعاً في السياسة ليس هناك أسود أو أبيض، فهي ليست جامدة بل في دينامية وحراك مستمر، إنما الانسداد الذي وصلت إليه الأزمة في لبنان يوحي بأن المساحة المتاحة للتسوية باتت ضيقة جداً إن لم تكن معدومة.

المقصود بالتسوية ليس تسوية على غرار التسويات التي جرت بين تيار المستقبل بزعامة الرئيس سعد الحريري والتيار الوطني الحر بزعامة الرئيس ميشال عون، وقبلها بين التيار عينه والقوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع. المقصود بالتسوية في هذا السياق هو تسوية الأزمة اللبنانية برمتها، وهي في الواقع حرب أهلية انتهت عسكريا عام 1989، إنما بقيت مستترة تستعمل فيها كل أشكال الأسلحة إلا السلاح التقليدي، باستثناء مسلسل الاغتيالات الذي طال نخبة من السياسيين والصحافيين والناشطين وبدأ باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فضلاً عن عملية 7 مايو 2008 التي اجتاح خلالها حزب الله بقوة السلاح العاصمة بيروت وبعض مناطق الجبل.

شهدت الحياة السياسية في لبنان أزمات عدة أبرزها أحداث 1958 في نهاية عهد الرئيس كميل شمعون، على وقع الوحدة بين مصر وسوريا وتداعياتها على الداخل اللبناني، وكذلك في العام 1969 مع توقيع اتفاقية القاهرة بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، وما تلاها من صدامات بين المنظمات الفلسطينية المسلحة وحلفائها في الداخل والأحزاب المسيحية اللبنانية، أدت إلى انفجار الحرب في العام 1975 ودخول قوات الردع العربية بغالبية وهيمنة سورية وغطاء عربي أمنته قمتا الرياض والقاهرة في العام 1976.

أريقت في خلال هذه الحوادث والحروب والأزمات الدماء، وشهدت عنفاً حاداً جرى على أيدي اللبنانيين، وحفزته أيضا خلافات بين دول عربية أفادت من الشقوق الكبيرة داخل الجسم اللبناني لتصفية حساباتها. إنما وبعد مخاض عسير، حصلت تسوية الطائف في العام 1990 جراء تفاهم إقليمي وداخلي وتوقف القتال.

الغاية من هذا السرد التاريخي هو القول إن الخلافات والنزاعات وحتى الحروب كانت تسوى على مستويين محلي وإقليمي - دولي. على المستوى الداخلي، كانت زعامات مثل كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون إده في الجانب المسيحي وصائب سلام ورشيد كرامي وكمال جنبلاط في الجانب الإسلامي، قادرة على التوصل فيما بينها إلى جوامع مشتركة رغم كل التباينات. كذلك على مستوى الإقليم، كانت قيادات عربية حكيمة قادرة دوماً على ترميم الجسور في إطار الخلافات الإقليمية، على غرار التفاهم السعودي السوري المصري، الذي أدى إلى اتفاق الطائف. إنما اليوم وبفعل دخول العامل الإيراني إلى الداخل اللبناني منذ الاجتياح الإسرائيلي الثاني للبنان عام 1982 ليتمدد بعدها إلى الإقليم برمته بتسهيل من النظام السوري، وبسبب الزلازل التي عصفت بالمنطقة، باتت المقاربة مختلفة وباتت فرص التفاهم بين الأفرقاء اللبنانيين كما فرص التفاهم على المستوى الإقليمي أكثر صعوبة إن لم تكن شبه مستحيلة، وظهرت الحاجة إلى إيجاد آلية للتسويات والحلول من خارج العلبة.

للأسف، منذ نشوء الجمهورية اللبنانية مارس ساستها، ما عدا قلة نادرة منهم، ما بات يعرف لاحقاً «بالشطارة اللبنانية»، أي استقواء طرف داخلي بطرف خارجي، معتقداً أن باستطاعته الانتفاع منه لمصالح آنية ومن ثم التخلص منه. حصل ذلك في العام 1969 عندما أصر الطرف الإسلامي على المضي باتفاق القاهرة مع المنظمات الفلسطينية، وعام 1976 عندما رحب الطرف المسيحي بدخول الجيش السوري لتقييد الوجود الفدائي الفلسطيني في لبنان، وعام 1982 عندما استعان الطرف نفسه بإسرائيل ضد الوجودين الفلسطيني والسوري معا، وتكرر الأمر نفسه مع تأسيس حزب الله مطلع ثمانينات القرن الماضي كجزء من جهد إيراني للتغلغل في المنطقة. في جميع هذه الحالات، برزت «الشطارة» ذاتها أو الانتهازية والنفعية والرغبة في الإفادة السريعة والركض وراء السلطة على حساب مصلحة الوطن.

إن ما يوصف اليوم بعقدة «النواب السنة» في لبنان والتي تقف عائقاً أمام تشكيل الحكومة ليست أكثر من تورية لوقائع كثيرة، أبرزها قدرة حزب الله وإيران على «الإشهار» بنيتهما الإمساك بمفاصل السلطة في البلاد. هذا الهدف عمره أكثر من 30 سنة، وعبرت عنه جميع الأحداث التي شهدها لبنان خلالها، وتوجت أخيراً بالتسوية التي أدت إلى انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية وقانون الانتخاب ونتائجه، وما الانسداد الحالي سوى نتيجة طبيعية لهذا المسار. فبعد الإمساك برئاسة الجمهورية وبعدها بالسلطة التشريعية، من الطبيعي أن يسعى حزب الله إلى الهيمنة على السلطة التنفيذية، ليكتمل بذلك الانقلاب على الكيان اللبناني كما عرفناه.

فهل من مساحة لتسوية جدية قابلة للعيش؟

هل من تسوية لموضوع سلاح حزب الله؟ أم لامتداداته الخارجية وتدخلاته السياسية والعسكرية في أكثر من مكان؟ أم من موقفه من النظام السوري والعلاقات التي يصبو إليها معه؟ أم من الأحكام التي ستصدر عن المحكمة الدولية؟ أم للقضايا المعيشية التي دخلت نفق التعطيل جراء التجاذب الحاد والمأزوم على القضايا السياسية والأمنية؟ من يرصد اتجاه التأزم السياسي اللبناني يخلص إلى قناعة أنه حصيلة خطة محكمة ومتدرجة هدفها المحوري إمساك حزب الله بعنق السلطة، ليشدد خناقه ترهيباً حيناً ويرخيه تسهيلاً طوراً، وفي الحالتين لغايات مذهبية ولأغراض ترمي إلى تغليب الكفة الإيرانية في ميزان القوى بالعالمين الإسلامي والعربي.

الأزمة في لبنان تتعدى ظاهر الأمور لتصل إلى رغبة طرف يستقوي بالسلاح، رغبة لم تعد مبيتة بإعادة النظر في الكيان والدولة والشرعية الميثاقية، بحيث، وفي صريح القول، أضحت الديمقراطية البرلمانية اللبنانية مجرد واجهة لاستقواء طائفي مذهبي، عوض أن تكون عملية توسيع المشاركة الوطنية وباتت عاجزة عن مواجهة مخطط تعديل قسري للتركيبة القائمة على نحو يطيح بالميثاقية التي هي روح الاستقلال والمدماك الأساسي لشرعية الكيان، وهنا بيت القصيد في المشكلة اللبنانية.

 

قمة الأرجنتين ورياح الواقعية

غسان شربل/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18

كان طبيعياً أن يتابع العالم باهتمام أعمال قمة العشرين التي عقدت في بوينس آيرس. ولا مبالغة في القول إن القمة تشبه اجتماع مجلس إدارة العالم. المشاركون فيها يمثلون ثلثي سكان العالم، و85 في المائة من إجمالي الناتج العالمي. لقد تحلق حول الطاولة ممثلو أقوى الاقتصادات في العالم، وبعضهم يمثل الدول الأكثر تأثيراً على الصعيد السياسي، فضلاً عن الجيوش الأكثر تطوراً. ولم تكن سيناريوات التشاؤم غائبة تماماً. ثمة من كان يخشى أن تعجز القمة حتى عن إصدار بيان في ختام أعمالها. وهناك من ذهب حدّ التكهن بأن محطة بوينس آيرس ستطلق الحرب التجارية بين أميركا والصين على مصراعيها. وتخوف آخرون من أن يكون العالم مندفعاً إلى أزمة مالية أكثر حدة من تلك التي أدت إلى ولادة هذا التجمع الضخم قبل عشر سنوات.

لم تصدق توقعات المتشائمين. كانت الخلافات واضحة على الطاولة، وهي تشمل استراتيجيات ومفردات ومقاربات. لكن لم يُظهر أي فريق رغبة في التصعيد، وتحميل الاقتصاد العالمي أثقالاً إضافية. يمكن القول إن قدراً من الواقعية رافق البحث في الخلافات، وإن انعقاد القمة في بلاد التانغو شجّع كل فريق على الالتفات إلى حسابات شريكه ومخاوفه، وضرورة توفير قدر من الانسجام مع خطواته.

موضوع عربي استأثر باهتمام الصحافيين والمتابعين للقمة، وهو مشاركة السعودية بوفد يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ومبعث الاهتمام أن جهات أشاعت أن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي سيدفع بلاده إلى قدر من العزلة على الصعيد الدولي. إنها الجهات نفسها التي بادرت، ومنذ اللحظة الأولى، إلى استغلال جريمة القتل التي تعهدت القيادة السعودية بمعاقبة مرتكبيها. على مدى شهرين، أطلقت هذه الجهات حرباً من التسريبات والشائعات بهدف النيل من موقع السعودية ودورها، ومن موقع ولي العهد ودوره.

ولا مبالغة في القول إن مشاهد قمة العشرين أصابت هذه الجهات بخيبة ونكسة. كانت المصافحة الودية والحميمة بين بوتين ومحمد بن سلمان رسالة واضحة، وسرقت الأضواء مما كان يجري حولها. وترافق اللقاء بين الرجلين مع الإعلان عن تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط. وحرص بوتين على الإشادة بالدور المسؤول الذي تلعبه السعودية، ودور ولي العهد في ضمان تنفيذ هذا الاتفاق. الرسالة الأخرى جاءت على لسان الرئيس الصيني، خلال لقائه ولي العهد السعودي، فقد أكد أن استقرار السعودية يمثل حجر الزاوية لازدهار الخليج وتقدمه، وأن الصين تؤيد الرياض بشدة في حملتها للتنويع الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي. أظهرت اللقاءات الواسعة التي أجراها الأمير محمد بن سلمان حجم تقدير الدول الكبرى والمؤثرة للدور المسؤول الذي تقوم به السعودية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان استقرار الاقتصاد العالمي، وحجم التقدير لعملية الإصلاح والتحديث التي تشهدها المملكة.

بين ولادة مجموعة العشرين ومؤتمرها الأخير، تغيرت أشياء كثيرة في العالم؛ تأكد الصعود الآسيوي، واستحقت الصين موقع الاقتصاد الثاني في العالم. عززت روسيا حضورها السياسي والعسكري في العالم، من دون أن تتمكن من إحداث قفزة نوعية يحتاجها اقتصادها. يضاف إلى ذلك أن العلاقات الأوروبية - الأميركية تجتاز امتحانات متواصلة منذ فوز دونالد ترمب بالبيت الأبيض، هذا عدا أن الأسرة الأوروبية نفسها تعاني من أمراض التفكك والوهن.

تغيرت أشياء أخرى: أزمة المناخ باتت أكثر إلحاحاً، ولم يعد العالم يملك ترف إرجاء المعالجات إلى عقود مقبلة. وتزايد القلق من أمواج هائلة من العاطلين عن العمل سيطلقها التطور التكنولوجي وقدرة الآلة على الاضطلاع بمهام أكبر وأوسع. ولهذه المشكلة آثارها الأكيدة على الاستقرار والازدهار معاً. وهناك الهاجس الدائم المتعلق بإنتاج الغذاء، فضلاً عن شعار القمة نفسها، وهو «بناء توافق من أجل التنمية العادلة المستدامة». كانت المحطة الأميركية - الصينية بين أبرز ما شهدته المداولات على هامش القمة. فقد خرج ترمب من اجتماعه مع الرئيس شي جينبينغ ليصف اللقاء بأنه «رائع ومثمر، ويفتح مجالات غير محدودة أمام الصين والولايات المتحدة». وحرص الجانب الصيني على القول إن النتيجة «مربحة للطرفين». وعلى الصعيد العملي، توصل الجانبان إلى هدنة لمدة ثلاثة أشهر في الحرب التجارية بينهما، التي تهدد الاقتصاد العالمي. ففي موازاة موافقة واشنطن على تجميد قرارها رفع الرسوم الجمركية على بضائع صينية، وافقت بكين على شراء كميات «لم تحدد بعد، لكنها كبيرة جداً» من السلع الأميركية. وهذا يعني أن ترمب يعطي فرصة للتوصل إلى اتفاق يطوي صفحة الحرب التجارية، وأن الصين تقر في المقابل بوجود خلل في التبادل التجاري يمكن تصحيحه. في المحطة الأميركية – الروسية، كانت العودة إلى التانغو صعبة. التصعيد الأخير بين روسيا وأوكرانيا لم يترك لترمب خيارات كثيرة، في ضوء نتائج الانتخابات النصفية، واتخاذ كثر في الكونغرس موقف المتربص، خصوصاً بالنسبة إلى الخيط الروسي الذي بدأ الحديث عنه غداة دخول ترمب البيت الأبيض. ألغى ترمب لقاءه المقرر مع بوتين، لكنهما تحادثا سريعاً على الهامش، وبدا أن سيد الكرملين يتفهم ظروف الرئيس الأميركي، لهذا اكتفى بعد الإلغاء بالتشديد على أن الحوار ضروري، وسيستأنف حين يصبح الجانب الأميركي جاهزاً.

لم يكن متوقعاً أن تطوي قمة بوينس آيرس الملفات الخلافية بين المشاركين، لكن يمكن القول إن رياح الواقعية هبّت على أسلوب التعامل مع هذه الخلافات، ما يعطي العالم فرصة لالتقاط الأنفاس، والتفرغ لتوسيع ما هو مشترك في التصورات حول الوضع الاقتصادي العالمي، وحول التوترات السياسية بين الدول الأعضاء. قدر من الواقعية وقدر من روح التانغو في بلاد التانغو.

 

اللبننتان: تونس والقاهرة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18

كان قد «أخذ على خاطري» الأسبوع الماضي عندما قال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إنه لا يريد «لبننة تونس». شعرت أن فخامته لا يتجاهل مشاعرنا «الوطنية» فحسب، بل ينسى أيضاً أن قرطاج أبحرت من شواطئنا، ومنها أغنية «يا مراكبنا عّ المينا».

سنون وعقود وكتابنا وشعراؤنا يبحثون في التاريخ المشترك فإذا السيد المرزوقي يعتبرنا وباء يستدعي الحجر الصحي. ومن حسن الحظ، أو الطالع، أنه سرعان ما اتخذت اللبننة معنى آخر. وإلى حضراتكم النبأ. فالقاهرة مشدودة بالفستان عديم الاحتشام الذي ظهرت به الممثلة رانيا يوسف في مهرجان القاهرة السينمائي، وليس عندي من تفاصيل ذلك، سوى دفاعها عن هذا النقص الشديد في القماش، أنها أرادت أن تبز هيفا وهبي ومايا دياب. أبداً، إطلاقاً، لا يبزهما أحد، هيفا ومايا. وسوف نجهل فوق جهل الجاهلينا (على وزن شواطينا ومراكبنا عَ المينا). خصوصاً فيما ظهر وما ستر. ويجب أن تعرف رانيا يوسف أن لا تساهل في هذه المسألة. إنها قضية حريّة واستقلال. وأكثر من يعبر عنها عندنا السادة مصممو الأزياء ومقصاتهم وكرههم النفسي للهدر في استخدام الأقمشة، خصوصاً ونحن في ضائقة اقتصادية. اختصروا المصاريف والتكاليف. وتجهل الآنسة رانيا، والغيرة تأكلها، أن هيفا ومايا جزء من الاقتصاد الوطني. وسوف ينتعش ويقوم من حالته المزرية إذا وضعنا صورة هيفا على صدر الليرة. فقد كان دخلها من أغنية «بوس الواوا، خللي الواوا يسِح» أعظم من دخل موسم التفاح. ونحن نرى في التحدي السافر (!!) للآنسة رانيا اعتداء على مواردنا الطبيعية.  في المقالب المنفرة التي يحوكها رامز جلال، يضم أحدها مقلباً المقصود منه إخافة السيدة مايا دياب في البحر. وأكاد أقسم أن مشهدها في البحر كان عليها من الغطاء أكثر من أي مشهد لها في البر. وقد تذكرت يومها أغنية عبد الوهاب «في البر لم فتكم في البحر فتوني». ما أصعب أن تنتمي إلى عصر يتناقص مؤيدوه. جزء كبير من «نضاله» أمضاه المنصف المرزوقي في لبنان. وجزء من ذلك الجزء كان يدعو إلى ما سوف يسمى لاحقاً اللبننة. لكن قبل أن يأتي إلى بيروت المصابة والمنكسرة، كان يأنس إليها كبار المجاهدين العرب وفي طليعتهم الحبيب بو رقيبة. وإلى الآنسة رانيا، هذه النصيحة من بلد هيفا ومايا: الجمال ليس في حاجة إلى تقشف في القماش. والفن لم يكن مرة في الكشف عن مواضع الواوا. جربي أن تكوني طبيعية. قلدي نجمات مصر.

 

صلاح الدين ومدفعية النوري!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18

لم يأتِ الممثل السوري عباس النوري بجديد وهو يهاجم شخصية الملك المسلم الشامي المصري، كردي الأصل، صلاح الدين الأيوبي. هي جادّة سبقه إليها فئام من بعض المستشرقين، ومتعاطي المراجعات التاريخية من بعض المثقفين العرب، وبعض مستثقفي «الشيعة».

أولاً، صلاح الدين، مثل غيره من الشخصيات، قابل للنقد، وسيرته قابلة للمراجعة والاكتشاف. شخصية صلاح الدين، يوسف بن أيوب، شخصية جدلية، وهذا مفهوم، فهو الذي أسقط إمبراطورية الفاطميين، وهو الذي حارب الجيوش الصليبية. صلاح الدين شخصية تأسيسية، يؤرخ بما قبلها وما بعدها، فهو الإعلان الرسمي عن نهاية العصور الشيعية، بشتى تفرعاتها، بالشرق الأوسط، وهو مكرس الهوية السنية «رسمياً» بمصر والشام، ولا يعني هذا أنها كانت هوية مفقودة أو أقلية. الملك صلاح الدين هو تتويج لمسيرة حافلة، كان فيها عماد الدين زنكي، وابنه نور الدين محمود، الذي كان صلاح الدين أحد قادته، ثم انفرد بملك مصر والشام وغيرهما. الممثل النوري، كما نعلم، موالٍ لنظام بشار، وقد نفى عن نفسه أي شبهة طائفية دافعة له بنقد شخصية صلاح الدين، والحق حتى نكون منصفين للرجل، فإن جملة من المثقفين العرب (السنة) جرحوا شخصية صلاح الدين بأقسى من تجريح النوري، وأبرز وأقرب مثال هو المصري يوسف زيدان، الذي وصف صلاح الدين بالشخصية «الأحقر» في التاريخ!

عباس النوري نفى، خلال مقابلة مع إذاعة المدينة السورية، أن يكون صلاح الدين قد حرر القدس، بل هادن وأرجع اليهود لها! واستعرض الممثل السوري روايته لكيفية انتقال صلاح الدين إلى مصر، التي قضى فيها على الفاطميين، وأن صلاح الدين «فصل العائلات الفاطمية، وقسمهم لرجال ونساء، ثم أهلكهم وذبحهم وأحرقهم». طبعاً هذه خرافة عن صلاح الدين سبق أن فندها باحثون، بدليل بقاء شخصيات من أبناء الفاطميين لعقود بعد وفاة صلاح الدين. كلام النوري، وهو من هو في انحيازه السياسي، وفي ظل الاحتراب الأهلي السوري، بنكهة طائفية، لا يمكن فصله وفهمه بعفوية، حتى لو كان الرجل صادقاً في نفي النزغات الطائفية من كلامه. لذلك لم يكن غريباً أن يبادر صلاح الدين كفتارو، ابن مفتي سوريا أحمد كفتارو، وهو بالمناسبة أيضاً كردي الأصل، لنقد الفنان النوري، قائلاً له: «دع التاريخ يتكلم عن الأبطال، وليس أنت».

الفنان السوري الشهير علّل كلامه بالمطالبة بالجرأة: «في قراءة أنفسنا، إذا كانت غايتنا جميعاً بناء مستقبل أكثر معرفة ورحمة لأولادنا». صدق الرجل، لكن هذا الطلب يجب أن يكون مجرداً من الهوى، والأهم من ذلك أن يكون نقداً ومراجعة «لكل» الشخصيات والأحداث؛

صعب فهم الأمور بعفوية في هذا الجو الخانق.

 

علمانية فرنسا والتعديل التاريخي

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18

تثير التعديلات المقترحة على قانون العلمانية في فرنسا المقرّ عام 1905 كثيراً من السجالات بين النخب المثقفة والمؤسسات الإسلامية هناك. جمع من المفكرين يرون في تعديل قانون العلمانية دعماً لها وليس اعتراضاً على المفهوم نفسه، وينطلقون من عدم قدسية التعديل عليه بعد مرور أكثر من 113 عاماً لم تكن حينها الجالية المسلمة ضمن النسيج الفرنسي، وبعض آخر يعترض على ذلك عادّاً التعديل خرقاً للمعركة التي خاضها المجتمع الفرنسي من أجل الوصول إلى النظام العلماني المفيد. الحكومة سرّبت التعديلات المزمعة للإعلام، وتختصر في ثلاثة بنود:

1- توسيع نطاق الجمعيات الدينية لتشمل كل أماكن العبادة.

2- تحديد معايير الجمعية الدينية لتميز ما هو ديني عما هو ثقافي.

3- تشديد ضوابط مراقبة الموارد المالية، خصوصاً من الخارج.

الخوف دبّ في قلوب المسلمين، لأن هذه التعديلات تخدمهم كثيراً، وسيجعلهم الفرنسيون في ورطة لأنهم السبب في هذا التعديل التاريخي غير المسبوق. ورغم بند الرقابة، فإنه، بحسب شرّاح هذه البنود، يمكن لجمعيات إسلامية أن تستثمر، وهذا سيخلق إشكالاتٍ واسعة على المستويين الفكري والاجتماعي. نسبة كبيرة من المسلمين؛ حتى الذين يعيشون في أوروبا وأميركا وكندا، يعارضون العلمانية ويحاربونها، وهذه إشكالية مضاعفة، رغم الدفاع الذي يقدمه جيل كيبل وفرنسوا بورغا وألان غريش وأوليفيه روا... وسواهم، عن المسلمين بوصفهم تحولوا إلى مكوّن مجتمعي، وبالتالي يمكن التعامل معهم خارج سياق الهيمنة. أمر يعارضه كليّاً المفكران علي حرب وأدونيس، بينما يميّز أركون نفسه عنهما بمطالبته بتطوير العلمانية لتنسجم مع الغليان الليبرالي وتتصالح مع «دراسة الأديان» بما يسميه في كتابه «الإسلام... أوروبا والغرب»: «التصالح مع دراسة علم الأديان المقارن» في الثانويات، وهذا دخل فيه بنقاشٍ طويل مع مفكرين ورجال دين.

ثمة كتاب حديث بعنوان: «ما وراء الغرب العلماني» أشرف عليه أستاذ «كرسي سيدني مورغنبسر» للفلسفة بجامعة كولومبيا عقيل بلغرامي، ويشترك معه جمع من المفكرين، وفيه يناقش طبيعة العلمانية ببلدانٍ لم تسدها المسيحية؛ مثل الصين والهند والشرق الأوسط، وكيف تتوافق الثقافات الدينية المحلية في أفريقيا، ومدى تطوّر العلمانية الحديثة. وميزة الكتاب في أمرين: أولهما أنه امتداد للمناقشات الثريّة التي قدمها الفيلسوف المهم تشارلز تايلور حول العلمنة، واشتبك من خلالها في نقاشات ثرية مع الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس. والثاني مشاركة تايلور ببحث بعنوان: «عصر علماني... خارج العالم المسيحي اللاتيني»، ولعل المسار الذي يقدمه الكتاب يفرض علينا العودة لطرح تايلور الأساسي.

تايلور سأل سابقاً: «لماذا نحتاج إلى تعريف جذري للعلمانية؟!» وذلك في كتاب: «قوة الدين في المجال العام» بالاشتراك مع هابرماس، وجوديث بتلر، وكورنيل ويست، وفيه يعد أن «الديمقراطيات الحديثة، لا بد من أن تكون علمانية، وربما كانت هنالك مشكلة؛ نوع من المركزية الإثنية في هذا المصطلح، ولكن حتى في السياق الغربي يفتقد هذا المصطلح الشفافية»... العلمانية تتطلب تعددية المجتمع، وأن يوجد نوع من الحيادية أو «(المسافة المبدئية principled distance)» وهو مصطلح لراجيف باهارجافا (مختص في العلمانية الهندية وتمايزها ومساهم في كتاب «ما وراء الغرب العلماني» المشار إليه). ولكن ميزة تايلور أنه يعارض «العلمانية الأداتية»؛ بمعنى تعريفها السطحي بـ«فصل الدين عن الدولة»، أو ربطها بكتابة دستور معيّن؛ بل يعدّها تكتمل بأسس ثلاثة:

1- يجب ألا يمارس الإكراه في ميدان الدين.

2- مساواة الناس في العقائد.

3- لكل العوائل الروحية الحق في أن تعثر على أذن مصغية.

بالتأكيد أن التمايز بين العلمانيات الألمانية والفرنسية، يضرب تايلور مثلاً بغطاء الرأس؛ يمنع في فرنسا، وجزئياً في ألمانيا (فقط للطالبات دون المعلمات)، وتركت حرية التقرير لكل مدرسة في بريطانيا، ومردّ ذلك الاختلاف إلى التنوع المعياري لتفسير المساواة بين العقائد الأساسية. معيار يوضح هابرماس جذره؛ إذ يطلب القطيعة المعرفية بين العقل العلماني والفكر الديني مع منح الأفضلية للأول، ويمكن الاكتفاء به لتحصيل النتائج المعيارية لتأسيس الشرعية الديمقراطية، أو تحديد الأخلاق السياسية.

في آخر المطاف، فإن الجدل المثار في فرنسا مرده إلى حدّ الإنصاف أن العدالة جزء من التجديد الثوري للعقد الاجتماعي الذي قام به جون راولز في كتابه العميق: «العدالة كإنصاف»، ويمكن شرح أساسها بالقول: «إن تنظيم التفاوتات الاجتماعية يتم على مستويين؛ أن تكون لصالح (الأقل حظاً) في المجتمع، وأن تكون مرتبطة بوظائف ومواقع مفتوحة للجميع في إطارٍ من المساواة العادلة في الفرص»، مع التأكيد على أن نظريته ليست ميتافيزيقية، ولا نفعية، وليست لتحديد الأخلاقي، وإنما «نظرية سياسية»... ولهذا نقاشات أخرى طويلة.

 

فرنسا وأزمة السترات الصفراء

إميل أمين/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18

ما الذي يجري على الأراضي الفرنسية منذ أيام؟ وهل الأمر إعادة إنتاج لمظاهرات الطلبة التي جرت بها المقادير في العام 1968، أم أن المشهد يختلف هذه المرة؟

المتابع لبعض وسائط التواصل الاجتماعي في العالم العربي بنوع خاص، يرصد نوعاً من أنواع القراءات الاستباقية، كالقول إنه ربيع أوروبا على وزن ما جرى في الشرق الأوسط قبل 8 سنوات تقريباً، أو إنه خريف فرنسا وبقية أوروبا من بعدها، وهي قراءات متجاوزة للمشهد، ولا تنم إلا عن شهوات قلب مضطرب ومحاولات ثأر أدبي على الأقل من الفرنسيين لمواقف بعضهم تجاه عدد من قضايا المنطقة، وربما بنوع خاص دورها غير الإيجابي أو المحمود لما جرى في ليبيا منذ 2011 حتى الساعة.

الذين خرجوا إلى الشوارع في فرنسا قبل نصف قرن كانت قضاياهم آيديولوجية أول الأمر وآخره، فيما أصحاب السترات الصفراء جل همهم وشاغلهم هو الاقتصاد ومستوى العيش، والتفاوت بين ما وعد به الرئيس ماكرون خلال حملته الانتخابية، وبين واقع حال الفرنسيين الرافضين لرفع أسعار الوقود والخدمات الإضافية. يقول بعض المتظاهرين إن نسبة غالبة من الشعب الفرنسي قد ضاقت ذرعاً بطريقة ماكرون «الملكية» الرافضة للفقراء والعاملين، وإنه لم يوفِ بوعوده التي أطلقها في أيامه الأولى في قصر الإليزيه، وأكد فيها أنه سيبذل كل الجهد من أجل توفير وظائف للفرنسيين، ولكن شيئاً ما لم يتحقق. يلفت النظر أن ما يجري على الأراضي الفرنسية يُجمع عليه الفرنسيون من مختلف الأطياف والأطراف، ما يفيد بأننا إزاء حركة مدنية لا حركة سياسية، فقد لقي المتظاهرون دعماً واضحاً من تيار اليمين الفرنسي الجمهوري التقليدي، وبالطبع كان لليمين المتشدد نصيب في المشاركات، ومن اليسار ظهر واضحاً أن حزب «فرنسا الأبية» لم يتأخر عن الدخول في معترك معركة قوس النصر وجادة الشانزليزيه، إن جاز التعبير.

متظاهرو فرنسا يقترحون إدراج جميع مطالبهم للتصويت عليها في استفتاء شعبي، وهذا أمر يتسق مع السيرة والمسيرة الديمقراطية والتنويرية الكلاسيكية لفرنسا والفرنسيين، لكن الرئيس ماكرون يصر على فرض ضرائب الوقود أو شراء السيارات الكهربائية صديقة البيئة، وما بين الأمرين يتوقع المرء أن تتعالى في نهاية كل أسبوع المظاهرات إلى أن تصل إلى نقطة صدام تتمثل في أعمال شغب وتخريب مكلفة للغاية، وحتماً ستؤثر على فرنسا في أفضل موسم سياحي لديها، أي موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، ويهدد بخسائر في الأرواح من جهة، ومن ناحية ثانية ارتفاع سقف الخلافات إلى حد المطالبة بحل الجمعية الوطنية، وربما المناداة باستقالة الرئيس ماكرون عينه، أي الدخول في مرحلة انسداد تاريخي فرنسي غير مسبوقة منذ زمن شارل ديغول رمز فرنسا المعاصر الأشهر.

هل ما يجري في فرنسا يمكن أن يلقي بتبعات معينة على بعض الدول الأوروبية الأخرى؟

دعونا قبل الجواب نشير إلى ما يتحدث عنه عدد من كبار الاقتصاديين حول العالم، ويتصل بمخاوف جذرية من كارثة اقتصادية ربما تضرب العالم في 2020. وها نحن نرى ارهاصاتها في عدد من دول العالم، ومن عجائب الأقدار أن تضحى أوروبا اليوم بدرجة أو بأخرى «بطناً رخوة» اقتصادياً حول العالم، وقد جاهدت كثيراً للخروج من الأزمة التي أعقبت زلزال 2008 في الولايات المتحدة وإشكالية البنوك العقارية، وفيما خرجت اليونان والبرتغال وإيطاليا، ها نحن نرى مخاوف جدية تتصل بالواقع الاقتصادي الأوروبي بشكل عام، ولم تعد ألمانيا كقاطرة اقتصادية قادرة على إنقاذ دول أوروبا، واحدة تلو الأخرى، ولهذا فإنه من المؤكد أن نرى ارتدادات وانعكاسات لما يجري في فرنسا، في بقية بقاع وأصقاع القارة الأوروبية. إشكالية فرنسا الخاصة أن الجميع أوروبياً ودولياً ينظر إليها بوصفها العقل الأوروبي المفكر ومنارة التنوير، حتى إن كانت بريطانيا هي عضلات القارة القوية وسيدة البحار، وألمانيا هي خزينة أوروبا التي لا تنضب، لكن المثال الفرنسي يبقى نموذجاً عادة ما يحتذى من قِبل بقية شعوب أوروبا. بُعد آخر من الأبعاد المثيرة للتأمل في المشهد الفرنسي يتصل بمستقبل الاتحاد الأوروبي، فقد رفع بعض المتظاهرين شعار «فريكست» على غرار «بريكست» أي فرنسا خارج الاتحاد الأوروبي، ما جعل البعض يتساءل هل بدأ بالفعل تحميل برنامج تفكيك أوروبا في «القلب الصلب» للقارة العجوز، وبدأت مرحلة الانفصال بعد الاتحاد، الذي كان أمل الكثيرين؟ مرة جديدة، الشعوب فقط وليس الجيوش، تمشي على بطونها. كما قال نابليون بونابرت ذات مرة. والذين خبروا العيش في فرنسا قبل ظهور اليورو وفي زمن الفرنك الفرنسي الشهير، يدركون أن مستوى العيش ارتفع هناك بشكل مغالٍ فيه، جعل الفرنسيين حائرين جهة جدوى البقاء في اتحاد لم يجلب لهم منافع قوية، أو يحسن من أداء حياتهم. منذ عام تقريباً كتبت مجلة «التايم» الأميركية على صدر صفحتها الأولى، وبجانب صورة الرئيس ماكرون التي ملأت الصفحة: «القائد القادم لأوروبا»، غير أنها وفي دهاء شديد لا يغيب عن أعين القارئ المحقق والمدقق، كتبت في أسفل الصفحة جهة اليمين، وبخط صغير، مستطردة تقول: «فقط إذا تمكن من قيادة فرنسا»... فهل كان الأمر نبوءة استشرافية، أم سعي مخطط ومدروس كي لا تجتمع القارة على قيادة شابة قوية؟ السؤال الأخير، ومن دون الربط المباشر أو غير المباشر بفكرة المؤامرة التاريخية، هل ما يجري في الداخل الفرنسي محاولة إعاقة لها أو تأديب لتجرؤها الأسابيع الماضية، على طرح فكرة الجيش الأوروبي الموحد، وتالياً الانسلاخ عن «الناتو»؟ إن لم يكن التاريخ مؤامرة، فالمؤامرة موجودة في دفاتر التاريخ.

 

بصمات لا تنسى لجورج بوش الأب

ألبرت هنت/الشرق الأوسط/03 كانون الأول/18

قد يحتاج التاريخ لبعض الوقت قبل أن يصدر أحكامه، لكن الإطار العام هو جورج هربرت واكر بوش. في السياسة الخارجية تحديداً، فإن إنجازات الرئيس رقم 41 للولايات المتحدة، المعروف باسم «بوش 41» ليسهل تمييزه عن ابنه جورج واكر بوش رقم 43، باتت معروفة ومعترفاً بها من قبل الجميع. لكن ما يمنع من اعتباره أحد أهم الرؤساء الأميركيين هو عدم فوزه بفترة رئاسة ثانية، ذلك لأن المؤرخين المعروفين يجدون صعوبة في تصنيف الرؤساء الذين تولوا مناصبهم لفترة واحدة فقط.

يحتفي أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء ببوش الذي ينتمي للحزب الجمهوري لسحره ونزاهته. فقد كان رجلاً شاملاً ولم يكن لديه وقت للتفكير في خصومه وكارهيه، وهو ما يفسر انعدام الاحترام المتبادل بين عائلتي بوش وترمب. فعائلة بوش التي يقودها نجل الرئيس الراحل، جورج دابليو بوش، الرئيس رقم 43 في تاريخ الولايات المتحدة، حتماً ستقلل من قيمة أي دور يؤديه ترمب في الترتيب لجنازة الرئيس الراحل.

لكن مع مرور الوقت، بدأ التقدير الكبير لإنجازات الرئيس تتجلى بدرجة أكبر مما كانت عليه عندما غادر البيت الأبيض عام 1993. فقد أدار هو ووزير خارجيته جيمس بيكر عملية تفكيك الاتحاد السوفياتي وإنهاء الحرب الباردة بمهارة كبيرة.

حصل بوش على الدرجة النهائية في حرب الخليج الأولى عام 1991 عقب الغزو العراقي للكويت، بعدما حشد قوات التحالف الدولي لإجبار صدام حسين على الخروج من الكويت، لتخور قوى صدام بعدها، وبعد ذلك رحلت القوات الأميركية عن المنطقة. لكن من الصعب مقارنة تلك الحالة بما فعله ابنه بعد عشر سنوات، عندما أزاحت الولايات المتحدة صدام حسين قبل أن تحتل العراق. يعتبر فريق سياسته الخارجية، الذي ضم بيكر ووزير الدفاع ديك تشيني ومستشار الأمن القومي برينت سكوكرافت، الأفضل أداء في التاريخ الحديث. وكان ذلك تتويجاً لمرحلة إعداد دامت عقوداً كثيرة إلى أن أصبح بوش الرئيس المسؤول عن السياسة الخارجية لبلاده، بدءاً من الفترة التي كان فيها ضابطاً في القوات الجوية في الحرب العالمية الثانية.

وكان «قانون الإعاقة» الذي أيده وصدق عليه بوش عام 1990 أهم قانون جرى سنه في البلاد خلال ربع قرن كامل. ويجادل كثير من خبراء الاقتصاد بأن الفضل في الرخاء الذي عم البلاد في عهد كلينتون يعود إلى موافقة بوش على حزمة الإجراءات الخاصة بتقليص عجز الموازنة العامة عام 1990. فقد قلص ذلك من النفقات ورفع الضرائب، ما أدى إلى إثارة غضب الجمهوريين المحافظين، وهو ما قد يكون سبباً في ضياع الفترة الرئاسية الثانية. لكن عام 2014، كان لتلك القرارات الفضل في منحه جائزة جون كيندي في الشجاعة.

ولد بوش في ولاية كنيتيكيت لأب عضو في الكونغرس هو بريسكوت بوش، وانتقل لاحقاً إلى تكساس ليجني كثيراً من المال من صناعة البترول، وفاز مرتين في انتخابات مجلس النواب، لكنه خسر في انتخابات مجلس الشيوخ. شغل مناصب سياسية ودبلوماسية عليا في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، ثم خسر كمرشح جمهوري في الانتخابات الرئاسية أمام رونالد ريغان قبل أن يصبح نائباً مخلصاً له. من أكثر المواقف التي تركت أثراً في حياته كانت علاقته بخصومه السياسيين. ففي عام 1984، دخل في مناظرة سياسية مع عضو الحزب الجمهوري جيرالدين فيرارو، أول سيدة ترشح لذلك المنصب، لكنهما لاحقاً أصبحا صديقين مقربين. وكانت آخر مكالمة هاتفية لها قبل وفاتها بمرض السرطان مع بوش، وخلال تلك المكالمة اعترفا بحب بعضهما بعضاً.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون تابع الاوضاع السياسية وحاجات المناطق ونشاط النيابة العامة المالية ويفتتح غدا المبنى الجديد للمكتبة الوطنية

الإثنين 03 كانون الأول 2018 /وطنية - يفتتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الخامسة والنصف عصر غد الثلاثاء، المبنى الجديد للمكتبة الوطنية في محلة الصنائع، بعد انجازه وتجهيزه بهبة من دولة قطر. ويشارك في الافتتاح الرئيس المكلف سعد الحريري وعدد من الرسميين والمسؤولين ورؤساء الجامعات واهل الثقافة. ويلقي الرئيس عون كلمة يتناول فيها اهمية الدور الثقافي والفكري للبنان.

الى ذلك، شهد قصر بعبدا، قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وانمائية وادارية وقضائية.

البعريني

سياسيا، استقبل الرئيس عون النائب وليد البعريني واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة، اضافة الى عدد من المطالب المتعلقة بحاجات منطقة عكار، والتعديات على الثروة الحرجية في محلة القموعة ونطاق بلدية فنيدق.

واعرب البعريني عن ثقته بان الرئيس عون "قادر من خلال موقعه وشخصه وسياسته الحكيمة على قيادة مسيرة البلاد نحو الاستقرار السياسي ايضا، كما نجح في تحقيق الاستقرار الامني، ويعلق اللبنانيون اهمية كبرى على دوره ومبادراته".

اسود

واستقبل رئيس الجمهورية النائب زياد اسود وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الاخيرة كما تطرق البحث الى حاجات منطقة جزين والمشاريع الانمائية التي يتم تنفيذها.

المدعي العام المالي

قضائيا، استقبل الرئيس عون المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم وعرض معه عمل النيابة العامة المالية، والتحقيقات التي تقوم بها في عدد من الملفات.

هيئة مجلس الخدمة المدنية

على الصعيد الاداري، استقبل الرئيس عون هيئة مجلس الخدمة المدنية برئاسة القاضية فاطمة الصايغ عويدات وعضوية رئيس ادارة الموظفين انطوان جبران ورئيسة ادارة الابحاث والتوجيه نتالي يارد.

وتسلم من الوفد تقرير مجلس الخدمة المدنية عن العام 2017، والذي يتضمن التقارير والقرارات والملاحظات التي صدرت عن المجلس طوال العام 2017، اضافة الى عدد من المقترحات والتوصيات لتعزيز عمل الادارة اللبنانية بمؤسساتها كافة.

رئيس المركز الوطني في الشمال

انمائيا، استقبل رئيس الجمهورية رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير الذي عرض لحاجات منطقة المنية والمشاريع التي يفترض تنفيذها فيها.

واشار الخير الى انه بحث مع الرئيس عون في الاوضاع السياسية ولمس منه "تفاؤلا بقرب تأليف الحكومة الجديدة في ضوء الاتصالات الجارية في هذا الصدد".

 

بري عرض تطورات القضية الفلسطينية مع رئيس دائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير واستقبل حاكم مصرف لبنان

الإثنين 03 كانون الأول 2018 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة حقوق الإنسان أحمد سعيد التميمي والسفير الفلسطيني أشرف دبور، وجرى عرض للتطورات الفلسطينية والعربية والأوضاع في المنطقة. وقال التميمي بعد اللقاء: "كان هناك حديث شيق، واستمعنا من دولته الى الكثير من المعلومات التي كنا نجهلها لعلمه بالقضية الفلسطينية واهتمامه بها. وقد نقلنا الى دولته تحيات فخامة الرئيس ابو مازن. وشرحت له ما تتعرض له فلسطين من انتهاكات كبيرة جدا بعدما قامت الولايات المتحدة الأميركية بنقل سفارتها الى القدس، واليوم هناك معاناة كبيرة في القدس، ويريدون ان يقسموا المسجد الاقصى الذي هو مكان مقدس للمسلمين ولا لأحد غيرهم، ويريدون تقسيمه زمانا ومكانا. ويعملون ايضا على هدم احياء كاملة ووضع كاميرات في شوارعها لمنع اهلنا من ممارسة حياتهم اليومية. وتتعرض القضية الفلسطينية لهجمة غير عادية بهدم البيوت وإعدام شبابنا واقتلاع الأشجار، خصوصا شجرة الزيتون المباركة". أضاف: "نحن في دائرة حقوق الإنسان في اللجنة التنفيذية منظمة التحرير الفلسطينية التي تم استحداثها لإدراكنا أنه يجب ان يكون هناك متابعة للقضايا الإنسانية والنضالية وقضايا التعذيب من قبل الإحتلال الإسرائيلي. جئنا الى هذا البلد لننهل من الخبرات، ووعدنا دولة الرئيس بعقد إجتماع مع لجنة حقوق الإنسان النيابية، واتصل لهذه الغاية برئيسها النائب ميشال موسى وسنجتمع معها غدا".

ثم استقبل بري حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعرض معه الوضع المالي. كذلك التقى الوزير السابق كريم بقرادوني وعرض معه الاوضاع العامة. من جهة أخرى، تلقى بري برقية من رئيس مجلس النواب الروماني ليفيو درانيا مهنئا بعيد الاستقلال.

 

الحريري عرض مع المشنوق التطورات وتابع أوضاع المدارس الرسمية في العاصمة

الإثنين 03 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ظهر اليوم في بيت الوسط، الوزيرين في حكومة تصريف الاعمال التربية والتعليم العالي مروان حمادة والداخلية والبلديات نهاد المشنوق، في حضور رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الانمائية فادي فواز. وجرى خلال الاجتماع التداول في اوضاع المدارس الرسمية في العاصمة. ثم اجتمع الرئيس الحريري بالوزير المشنوق، وعرض معه آخر التطورات المحلية والاوضاع العامة.

 

الحريري استقبل الامين العام لمنتدى افد وتسلم منه توصيات مؤتمر التنمية المستدامة

الإثنين 03 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" الامين العام لمنتدى العربي للبيئة والتنمية "أفد" نجيب صعب، في حضور مستشاره للشؤون الإنمائية فادي فواز.

وأوضح صعب على الأثر أنه "عرض مع الرئيس الحريري نتائج التقرير الذي أصدره المنتدى عن "تمويل التنمية المستدامة في البلدان العربية". كما قدم له "توصيات المؤتمر الدولي الذي عقده المنتدى الشهر الماضي في بيروت، بمشاركة أبرز صناديق ومنظمات التنمية العربية والأجنبية.

كذلك استقبل الرئيس الحريري السيد أحمد ناجي فارس ونجله كمال.

 

باسيل التقى الحلبوسي وعددا من المسؤولين العراقيين: تجربتنا في تشكيل السلطة صعبة ولكنها ستنجح

الإثنين 03 كانون الأول 2018 /وطنية - وصل ‏وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الى بغداد وكان في استقباله على أرض المطار وفد من وزارة الخارجية العراقية برئاسة وكيل وزير الخارجية السيدة هالة الجميلي وسفير لبنان في بغداد علي اديب الحبحاب والسفير العراقي في بيروت علي عباس العامري . وفي اول لقاء رسمي له عقد باسيل اجتماعا مع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي وعدد من المسؤولين العراقيين وأعضاء الوفد اللبناني. وقال باسيل:" نحن هنا لتسليم دعوة لفخامة الرئيس صالح من الرئيس عون لحضور القمة الاقتصادية التنموية العربية في بيروت في كانون ثاني المقبل". اضاف:"انتهيتم وانتهينا من الارهاب، تشكلون ونشكل حكومة جديدة، علاقتنا السياسية جيدة ننسق في الشأن العربي، ولكننا نريد تعزيز السياحة والتجارة المتبادلة، أوجه الشبه كثيرة بينكم وبيننا، نحن واياكم انتصرنا على كل المؤامرات وحفظنا الوحدة، تجربتنا في تشكيل السلطة صعبة ولكنها ستنجح، والبلدان يتجهان للاستقرار، وسوريا أيضا ستنتصر بوحدتها ونحن البلدان الثلاثة نواة المشرقية العربية". من جهته قال الرئيس الحلبوسي :"علاقاتنا ممتازة ونحن مقبلون على فترة جيدة والتعددية في بلدينا قوة وليست ضعفا". أضاف:" تجربتنا جديدة ووجود المشاكل امر طبيعي، ولكن المشاكل السياسية لم تعد تنعكس على الشارع لقد وصلنا الى الانهيار عندما دخل الارهاب ولكن العراقيين توحدوا ضده، نتمنى وجود مستثمرين لبنانيين في العراق وقيام شراكة اقتصادية ونحن داعمون لكم".

 

اللقاء الديمقراطي جدد الدعوة للاحتكام الى الدولة والقانون: لعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب تناقشش الأوضاع وتحدد المسؤوليات

الإثنين 03 كانون الأول 2018/وطنية - عقد "اللقاء الديمقراطي" اجتماعا في مقره بكليمنصو، برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وبحث في المستجدات السياسية والأمنية والأوضاع الإقتصادية الراهنة.

وعلى الاثر، تلا النائب هادي ابو الحسن بيانا، قال فيه: "أما وقد دخلت البلاد شهرها السابع بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة، وما زالت تدور في دوامة المراوحة والتخبط، نتيجة التعثر الحاصل في عملية تشكيل الحكومة، وبعد أن بدأت الدولة تفقد هيبتها، وتضعف صورتها في ظل تفاقم الأزمات السياسية والإقتصادية، ما فتح الباب واسعا أمام التدخلات وتصفية الحسابات، وتمرير الرسائل الأمنية لتحقيق أهداف معروفة ومكشوفة، وفي ظل التفلت والخروج عن أصول التخاطب واللياقات من قبل البعض، وتخطي القوانين والقيام بمظاهر وممارسات أدت إلى توتير الأجواء وإراقة الدماء، وهذا ما حذرنا منه مرارا، فكان ضحيتها المرحوم محمد ابو ذياب، وبالمناسبة نتقدم من أبناء الجاهلية عموما ومن أسرة المغفور له خصوصا بأحر التعازي". أضاف: "أمام هذا الواقع الأليم لا يسعنا إلا أن نجدد دعوتنا الى كل القوى السياسية لمراجعة مواقفها والتعقل من أجل مصلحة لبنان والسلم الأهلي، وان يحتكم الجميع الى الدولة وحدها وإلى القانون كوسيلة وحيدة لحفظ حقوق المواطنين والحفاظ على السلم الأهلي، فكم نحن بغنى كلبنانيين عن أزمات إضافية، فيما الأزمة الأخطر تبقى في استفحال المأزق الإقتصادي، الذي سيودي بالبلاد الى المجهول في ظل تنامي الدين العام وازدياد نسبة العجز والبطالة واستمرار سياسة الهدر والفساد، وتغييب الهيئات الرقابية، والصرف المبالغ فيه والذي تخطى حدود ال 400 مليار ليرة من إحتياطي الموازنة فضلا عن اعتمادات أخرى مما فاقم نسبة العجز، وفي ظل غياب أية إجراءات جدية ومسؤولة للحد من النزف الكبير واستمرار سياسة الغرق".

وتابع: "أمام هذا الواقع المرير قرر اللقاء الديمقراطي اتخاذ المبادرة، والقيام بالخطوات التالية:

أولا: المباشرة بجولة إتصالات بدءا بالكتل النيابية والقوى السياسية، بالإضافة إلى الإتحاد العمالي العام والمجلس الإقتصادي الإجتماعي، والعمل إنطلاقا من الورقة الإقتصادية التي ساهم الحزب بإعدادها، بهدف حث الجميع على تحمل المسؤولية في إنقاذ البلد. ثانيا: الطلب الى هيئات التفتيش الرقابية القيام بدورها كاملا دون مراعاة لأي كان، من أجل الحد من الهدر والفساد.

ثالثا: يدعو اللقاء إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب لمناقشة الأوضاع العامة في البلاد وتحديد المسؤوليات والدفع باتجاه اتخاذ الخطوات الإنقاذية المطلوبة".

 

قماطي من الجاهلية: ما حصل لم يكن هدفه التبليغ والقرار كان خاطئا وكاد يؤدي الى فتنة وهاب: مواقفي من الحريري لا تحرج حزب الله

الإثنين 03 كانون الأول 2018/وطنية - قال رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب خلال استقباله وفدا من "حزب الله" برئاسة نائب رئيس المجلس السياسي للحزب محمود قماطي قدم واجب التعزية بمرافقه محمد بوذياب في الجاهلية، ان "وفد حزب الله حمل ما يجب ان يحمله لي من تعزية". واكد انه "لم يتعرض لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري"، مشيرا الى ان "الحريري في محور معاد ومواقفي منه لا تحرج حزب الله". وجدد "التأكيد اننا في محور والحريري في محور آخر، واين المشكلة ان يكون لنا رأي في الحريري؟".

اضاف: "كان ينقص فرع المعلومات ان يأتي "بالمناشير" معه الى الجاهلية".

قماطي

وكان قماطي تحدث اثر تقديمه واجب العزاء وقال: جئنا اليوم إلى هذا البيت، إلى هذه القرية لنقدم التعازي بأبو ذياب الذي فدى الوطن والجبل بدمه في سبيل وأد الفتنة وإثبات أن الجبل هو جبل العروبة والمقاومة". وأكد أن "الاستقرار في لبنان والاستقرار في الجبل هما هدفان أساسيان لنا، وسياسة ثابتة للمقاومة ولتحالفنا مع القوى اللبنانية. ونقصد بالاستقرار، الاستقرار الأمني والسياسي والمعيشي والاقتصادي، وعلى كل المستويات"، مشددا على أنه "يهمنا أن يبقى هذا الجبل هادئا وآمنا ومتعايشا، ولا نشجع ولا ندعم ولا نوافق على أي فتنة لا في الجبل ولا في الوطن على المستويات كافة". وركز قماطي على أن "ما حصل في الجاهلية وهذه القوة التي جاءت بهذه الطريقة وهذا التسليح والحجم، لم يكن هدفها التبليغ بل كان هدفها أكبر من ذلك، وكان القرار خاطئا، وممكن أن يؤدي إلى فتنة، ولو أن من اتخذه ربما لم يكن يقصد أن تحصل فتنة"، منوها إلى أن "هذا الفعل هو موضوع تشكيك حول النية والأهداف منه". واكد أن "القضاء ينبغي أن يبقى خارج التسييس، كما ينبغي أن تكون الأجهزة الأمنية بعيدة عن الكيدية السياسية"، وقال: "لن نتدخل في مواقف حلفائنا، وكل حليف له الحرية في التعبير عن مواقفه، بغض النظر إذا كنا نؤيده في هذا الموقف أو لا"، مشيرا إلى أن "ما قمنا به في الأمس من جهد وتواصل مع المعنيين في هذا البلد، كنا نعمل بكل قوة لوأد الفتنة". ودعا الجهات المعنية كافة إلى "التعاون والعمل على قاعدة حفظ البلد وحمايته وحماية الاستقرار فيه، واننا نتبنى تحقيقا نزيها شفافا يكشف من المسؤول عن مقتل أبو ذياب". ورأى أن "الإنقسام السياسي قائم في البلد. في المنطقة، هناك محور انتصر هو محور المقاومة ومحور خسر هو المحور الأميركي الرجعي. لكن في لبنان، نحن لا نتعاطى بمنطق مهزوم ومنتصر، بل بمنطق الشراكة الوطنية، لإخراج لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية". وفي موضوع تشكيل الحكومة قال: "ليس لنا اي شروط خاصة لتشكيل الحكومة، وفي السياق نفسه الذي كان فيه الآخرون يطالبون بتمثيلهم، كنا نطالب نحن بتمثيل النواب السنة المستقلين. ومن أخر البت في هذا الأمر هو رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الذي تعاطى مع الموضوع بطريقة إستخفافية"، مشددا على أن "الثنائي الشيعي هو أكثر من سهل التشكيل، لكن لا يمكن أن نتخلى عن حلفائنا، واننا على تواصل دائم مع كل المسؤولين اللبنانيين، في المجال السياسي وحفظ الأمن والاستقرار في لبنان".

 

المشنوق: هذه زياراتي إلى سوريا ككاتب في جريدة السفير قبل النيابة وزرتها مرة بعد 2009 بالتنسيق مع الشهيد الحسن ومعرفة لاحقة للحريري

الإثنين 03 كانون الأول 2018 /وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق البيان الآتي:

"أولا: أعتقد أن آخر شخص في الجمهورية اللبنانية يستطيع الدخول على خط العلاقة بيني وبين الرئيس سعد الحريري هو وئام وهاب. لا مصداقيته تسمح له بهذا النوع من الادعاءات ولا تاريخ اعتداءاته على هذا البيت السياسي، مكلفا أو متطوعا، تسمح له بادعاء الحرص. وإن كان لي رأي بسياسة معينة أو موقف معين من الرئيس الحريري، فهذا أمر معلن ولا حاجة لأن يقال خلف أبواب مغلقة. يشرفني أن موقفي في السر هو نفسه في العلن في الاتفاق وفي الاختلاف، وما أكثره. لكن ما رأي وئام وهاب لو تبادلت موقفي من الرئيس الحريري مع موقفه من الدكتور بشار الأسد والسيد حسن نصر الله؟ وباب مصعد منزله شاهد على ما أقول، لكنني ما زلت حافظا لأمانات المجالس.

أنا تركت لبنان ظلما ونفيا وقهرا بسبب موقفي من المخابرات السورية في عز ما كان الحديث مع السوريين يسيرا ومطلوبا ومعيارا للوطنية. وللدقة فإنني زرت سوريا بين العامين 2005 و2008، بصفتي كاتبا سياسيا في صحيفة "السفير" وكتبت الكثير من المقالات عن السياسة السورية، وزرت الراحل اللواء محمد ناصيف في مكتبه مرات، ونشرت رواية العلاقات الإيرانية - السورية من ألفها إلى يائها، كما سمعتها منه دون نسبها إليه. كذلك قابلت اللواء غازي كنعان في مكتبه كرئيس لفرع الأمن السياسي السوري، فضلا عن اللواء رستم غزالة، خلال زياراتي المتكررة إلى دمشق، ومنها مع وئام وهاب. وكل هذه الزيارات كانت علنية.

وللدقة أيضا لم يكن لدي أي التزام سياسي بتيار المستقبل أو بالرئيس الحريري، بل كنت أعلن دائما عن صفتي كـ"مواطن من جمهور رفيق الحريري".

بعد انتخابي نائبا على لائحة الرئيس الحريري في العام 2009، زرت دمشق مرة واحدة وأخيرة، بالتنسيق مع الشهيد وسام الحسن، ومعرفة لاحقة من الرئيس سعد الحريري، وقابلت اللواء علي المملوك، وتناولت الغداء مع السيدة بثينة شعبان، بحضور صديق مشترك، محاولا رأب الصدع في مسيرة "السين سين" الشهيرة، وبالطبع كان نصيبي الفشل في المسعى الذي ذهبت من أجله.

ثانيا: لقد تخيل وئام أنني طلبت بواسطته أموالا إيرانية مقابل جر الطائفة السنية إلى موقع آخر. وهذه ليست إهانة لي بل إهانة لأهل السنة والجماعة في لبنان، وهذا حساب آخر. ولنفترض أنني جننت وقبلت هذه المهمة أو تبرعت بها، فهل أتوقع في أقاصي الجنون أن يقبل بها جمهور رفيق الحريري؟ هذا الجمهور الذي يدفع من دمائه وأرزاقه واستقراره ومستقبله منذ 14 شباط 2005، لا يشترى ولا يباع. والحقيقة ما التبس على وئام أننا جزء من الناس التي تدفع ثمن كلمتها، وقد دفعت الكثير وكان هو إلى جانبي حين كان ضميره هو المقياس. كذلك فإن مواقفي من السياسة الإيرانية في المنطقة موثقة خطيا وشفهيا منذ العام 2005، مما لا يشجعني على الطلب، ولا يشجع الإيرانيين على التجاوب.

فضلا عن أنني لم أتوسط مع أحد بشأن تولي وزارة الداخلية والبلديات، ما عدا الرئيس الحريري الذي سمع مني كلاما واضحا في مكتب منزله بالرياض، بأنه لو تولى أي من اللواء أشرف ريفي أو الوزير جمال الجراح وزارة الداخلية، فإن حقي السياسي يكون قد وصلني، إلا أن الخيار وقع علي.

ثالثا: الحقيقة أن لا شيء يحرك وئام مثل "التبرعات". سئل عن سبب مهاجمته للسيد علاء الخواجة، فكان جوابه لصديق مشترك: "دخل إلى لبنان واتصل بالجميع ولم يتصل بي. منسبوا بركي حكي معنا". وطبعا لا يريد وئام من الكلام أن يقرأ أفكار علاء الخواجة، وهي كثيرة وبناءة على كل حال".

 

كنعان: سأكاشف اللبنانيين بالوضع المالي والأخطاء قبل نهاية السنة ولن اراعي أحدا والاربعاء نبت شمسية منظومة مكافحة الفساد وسنمارس دورنا الرقابي

الإثنين 03 كانون الأول 2018 /وطنية - عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة امين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان لمتابعة درس اقتراح قانون مكافحة الفساد في القطاع العام، في حضور النواب: ياسين جابر، جهاد الصمد، جميل السيد، ألان عون، امين شري، شامل روكز، علي درويش، ادي ابي اللمع، علي عمار، فؤاد مخزومي، سليم عون، عدنان طرابلسي، أيوب حميد، ديما جمالي، ميشال معوض، حكمت ديب ونواف الموسوي، مديرة الموازنة في وزارة المال كارول ابي خليل، القاضي في وزارة العدل ايمن أحمد، القاضي المنتدب لدى وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد محمد فواز ويوسف الزين (خدمات قانونية في وزارة المالية).

كنعان

وعقب الجلسة، تحدث النائب كنعان، فقال: "هناك منظومة تشريعات أقرها المجلس النيابي نستكملها وتتعلق بمسألة الفساد في الدولة اللبنانية. وأول قانون صدر، هو الحق بالوصول الى المعلومات، فبات بمقدور اي مواطن ان يلزم قانونا اي وزارة او مجلس او صندوق او ادارة باطلاعه على المعلومة التي يريد بما يتعلق بتلزيمات وقرارات واجراءات. كما اقر المجلس النيابي القانون المتعلق بمكافحة الفساد وحماية كاشفي الفساد ومكافحة الفساد في عقود النفط والغاز".

اضاف: "ما بين أيدينا اليوم هو الشمسية والاطار العام الذي سينظم عمل مكافحة الفساد من خلال الهيئة الوطنية، بما يتعلق باستغلال السلطة او الوظيفة او العمل المتصل بالمال العام، بهدف تحقيق مكاسب او منافع غير مشروعة لنفسه او لغيره، سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة. وهو ينطبق على كل الناس، من اركان السلطة الى الوزراء والنواب والمسؤولين والمدراء. وعلى الهيئة ان تقوم بدورها، أمام اي كتاب واي مستند او اخبار او شكوى او رسالة او مستند من جهة اجنبية اولبنانية".

وتابع: "قد يقول قائل إننا نضيف هيئة الى الهيئات التي لدينا، فما الذي يؤمن حياديتها؟ والواقع أن اعضاء هذه الهيئة يتم انتخابهم من قبل القطاعات التي يمثلونها، فينتخب القاضي من بين القضاة، والمحامي من جسم المحامين، وقد حاولنا قدر المستطاع ألا يكون هناك اي قرار او تدخل سياسي. وهذه المؤسسة بحاجة لتمويل وصلاحيات ستمنح لها لتحريك كل الأجهزة القضائية والأمنية وسواها، وستكون هناك آلية للعمل مع مجلس الوزراء. ولكن تبقى الخيارات للقطاعات التي تتألف منها وهي مرتبطة بالمجتمع المدني".

وأكد النائب كنعان أن "اعضاء الهيئة يتمتعون بالحصانة ما خلا الجرائم المشهودة، ولا ملاحقة لهم في ما يتعلق بعملهم، فنحررهم من اي فبركات او تركيب ملفات ومحاولات للدخول من باب امني او قضائي للضغط بهدف فتح او اقفال اي ملف". ولفت الى أن "التمويل يأتي من ضمن الموازنة من خلال بند يحدد الاعتمادات، وكان هناك اقتراح بأن تكون الرواتب موازية لرواتب رئيس واعضاء المجلس الدستوري، لكننا ابقينا هذا البند معلقا لبحث تفاصيله".

وقال: "وصلنا اليوم الى المادة 17 المرتبطة بتلقي المستندات والمعلومات، وقد علقناها، وهي تتعلق بطلب اي جهة لبنانية او اجنبية معلومات ومستندات. وقد طرحنا السؤال الآتي: هل ترفع السرية المصرفية عن حسابات المسؤولين؟ وهل يمكن ذلك لتأمين شفافية كاملة؟".

ولفت الى أن "هناك اقتراح بهذا الخصوص سنبته في الجلسة الختامية التي نعقدها بعد غد الأربعاء، حيث يبقى لدينا 8 مواد مرتبطة بالمهام والصلاحيات والاحالة والتدابير الاحترازية والسرية وصلاحيات الاحالة".

وأكد أن "هناك عملا تشريعيا جديا في مكافحة الفساد، وسنقوم بمهامنا في المجلس النيابي الى أقصى الحدود، والمطلوب تفعيل الرقابة البرلمانية، اذ لا لزوم للموازنة على سبيل المثال، اذا لم تحترم اعتماداتها من قبل الوزراء، فلا يمكن ان نتفاجأ سنويا بألفي مليار زيادة عن الاعتمادات التي اقرها المجلس النيابي، وهو مخالفة فاضحة للقوانين، ويجب ان تكون هناك محاسبة بحسب ما طالب به اعضاء اللجنة اليوم. واذا لم يكن للمجلس النيابي صلاحيات قضائية، فله صلاحية المساءلة".

وأشار الى أن "هناك الكثير من الأمور التي يجب ان نتحقق منها وهي تشكل فسادا. فعدم احترام القوانين يؤدي الى فاسد في ادارات وصناديق ووزارات فيصبح فسادا. وهذا العمل التشريعي الذي يتكامل مع منظومة مكافحة الفساد، يوجه رسالة واضحة للداخل والخارج بأن لبنان يخطو خطوات واضحة في اتجاه تعزيز الاطر القانونية واعطاء الصلاحيات كافة، للحد من آفة الفساد التي تأكل المال العام وتهدره وتؤدي الى الاثراء غير المشروع".

وشدد على أن "ما نقوم به اليوم نضعه برسم كل من يتحدث عن مكافحة الفساد، وجلساتنا مفتوحة لكل النواب، وندعوهم لوضع يدهم بيدنا، وسنكون مع ختم النقاش في هذا الاقتراح في الجلسة التي سنعقدها العاشرة والنصف قبل ظهر بعد غد الاربعاء، ليكون على جدول اعمال الجلسة التشريعية المقبلة ان شاء الله، لنكون امام تطور مهم، اذ ان المطلوب تنفيذ القوانين، ويمكن للمجلس النيابي ان يراقب ويستمع ويحول للمحاسبة. ونحن مصممون على القيام بهذا الدور حتى النهاية، وسيكون لنا موقف من مخالفة القوانين، وسنستمع الى الوزارات المعنية، ولو في ظل تصريف الأعمال او حتى في حال تشكيل الحكومة، لأن الوزراء الجدد سيشكلون امتدادا لمن قبلهم، والمسؤولية وإن كانت شخصية بالدرجة الأولى بحسب المادة 112 من الدستور، الا أن الادارة ادارة كائنا من كان على رأسها".

وأكد كنعان أن "المجلس النيابي يقوم بعمله، ونطالب بالتكامل مع السلطتين التنفيذية والقضائية في هذا المجال، لأن لبنان لا يحتمل التفلت بعد اليوم، لا سيما في موضوع المال العام".

حوار

وردا على سؤال عن امكان تضارب الهيئة مع قانون الاثراء غير المشروع، قال كنعان: "الهيئة التي نحن في صددها تنظم عملا بات بمقدوره الاستعانة بأكثر من سلاح لمكافحة الفساد، ويمكن للهيئة ان تكون مصفاة المعلومات وتحرك الأجهزة القضائية في ضوء الصلاحيات المعطاة لها لادارة منظومة مكافحة الفساد في كل القطاعات. وبقدر ما نعطي هذا الاطار الحصانة والحيادية كما حاولنا اليوم، يتفلت من الضوابط السياسية، لنتأمل من الهيئة الانجاز".

كما أكد أن "لبنان غير قادر على تحمل التجاوزات التي كانت تحصل في السابق، واذا كان المطلوب ارساء منطق الثواب والعقاب، ونقول للمواطن عليك ضريبة او رسم، فالمفترض ان نبدأ بالدولة ومؤسساتها ووزرائها ونوابها. وهذا هو الهدف التشريعي من منظومة القوانين التي نسعى اليها. وعلى القضاء ان يفصل في نهاية المطاف، فلا يمكن ان نضع أمامه الوقائع والملفات، ولا تحصل متابعة فعلية وترجأ الدعاوى. وسيكون لنا موقف من كل هذه الأمور، وسنتقدم بقوانين تلغي امكانية المماطلة والتسويف".

وردا على سؤال عن ان رواتب الموظفين مهددة، قال النائب كنعان: "سمعت كلاما وقد سمعتموه بدوركم عن أن هذه المسألة غير صحيحة. وهناك كلام كثير غير دقيق يحكى عن الموضوع المالي، لا سيما في ما يتعلق بالموازنات وتوافر الأموال. وقد تريثت في الآونة الأخيرة لعدم الدخول في سجالات في ما يتعلق بما يحكى، بعضه سياسي وبعضه الآخر غير مستند الى الوقائع. ولكن مسؤوليتنا تجاه الشعب اللبناني تحتم مكاشفته، وسيكون لي موعد مفصل معه قبل نهاية السنة، عن الوضع المالي والرقابي والالتزامات والامكانيات لدى الدولة والاخطاء والتجاوزات في حال وجودها. ولن اراعي أحدا، لا قريب ولا بعيد".

 

قاووق: نؤيد ما يتوافق عليه الرئيس المكلف مع النواب السنة المستقلين واليوم أفضل من الغد

الإثنين 03 كانون الأول 2018 /وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة يارون الجنوبية، "أن ما حصل في قضية النواب السنة المستقلين، كشف حقيقة المواقف والنوايا، حيث أن هناك من يريد عنوان حكومة الوحدة الوطنية مجرد قناع وشعار مزيف، فالنواب السنة المستقلون يطالبون بحقهم الذي اكتسبوه من صناديق الاقتراع، وليس منة من أحد، أو كما يقول البعض بأن "حزب الله" هو من أعطاهم هذا الحق، فنحن أيدنا هذا الحق، ولم نخترعه".

واعتبر قاووق "أن سبب إطالة الأزمة هو أن هناك من يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية وبالنواب السنة المستقلين، فالموقف السلبي من الرئيس المكلف، أعطاهم المزيد من القوة والتأثير في المعادلة السياسية، فأصبحوا جزءا منها، ولا يستطيع أي أحد أن يتجاوزهم أو يشطبهم".

ولفت إلى أن "هناك بعض الحلول موجودة للأزمة الحكومية على قاعدة رابح رابح، أي أن الجميع يربح، ولا ينكسر أحد أو ينهزم أو يخسر حقه، فهناك بعض الصيغ لحل الأزمة الحكومية تضمن حق النواب السنة المستقلين، ولا تكسر الرئيس المكلف، وبالتالي فإن رفض مجرد استقبال والاستماع والحوار مع نواب انتخبهم الشعب ويمثلون شريحة وازنة من المواطنين، بحجة أن في ذلك إضعافا للرئيس المكلف، هو وهم، وهذه ذرائع واهية، لأن استقبال النواب السنة المستقلين فيه حرص وحكمة، وبوادر حسن نية لإنقاذ البلد، وليس إضعافا للرئيس المكلف". وأكد "أن "حزب الله" في موقف الوفاء للحلفاء، وإذا كان هناك من يراهن على أن الحزب يضغط على حلفائه بعد طول وقت من أجل التراجع أو التنازل، فهو واهم، لأن موقف "حزب الله" واضح، ونحن نؤيد ونقبل بما يتوافق عليه الرئيس المكلف مع النواب السنة المستقلين، واليوم أفضل من الغد". ورأى الشيخ قاووق "أن التطبيع الخليجي الإسرائيلي ، يشكل جسرا لعبور صفقة القرن، التي تعني تصفية القضية الفلسطينية، وشطب حق العودة والقدس وتحرير الأرض وإقامة الدولة، وهذا يدل على مستوى من الخذلان والتواطؤ مع العدو ضد الشعب الفلسطيني"، معتبرا أنه "إذا كان التطبيع الخليجي مع إسرائيل هو خطيئة، فإن تطبيع بلاد الحرمين الشريفين مع إسرائيل أكبر من خطيئة، لا سيما وأنه يشكل إساءة للأمة الإسلامية من أقصاها إلى أقصاها، وتهديدا للبنان وفلسطين وكل شعوب المنطقة".

وختم الشيخ قاووق: "إن التطبيع السعودي مع إسرائيل هو مس بالأمن القومي الاستراتيجي للأمة، وهذا يعني تقوية إسرائيل وتشجيعها على العدوان على لبنان وغزة وسوريا، لافتا إلى "أن لبنان لن يكون في منأى عن التداعيات الكارثية للتطبيع مع إسرائيل".

 

 

Hezbollah’s New Cabinet Push
 
منى علمي/موقع معهد واشنطن/ضغط من حزب الله لتشكيل حكومة جديدة
 Mona Alami/The Washington Institute/December 03/18
 http://eliasbejjaninews.com/archives/69396/%D9%85%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%B6%D8%BA%D8%B7-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9/

 

ضغط من حزب الله لتشكيل حكومة جديدة

منى العلمي/موقع منتدى فكرة- معهد واشنطن/03 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69396/%D9%85%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%B6%D8%BA%D8%B7-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9/