المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 آب/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.august29.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/خطابات نصرالله تذكير بواقع احتلال إيران للبنان وبسعي الفرس تدمير كل ما هو لبناني

الياس بجاني/نرسيسية هوس الحقائب الوزارية والتعامي عن واقع الإحتلال

الياس بجاني/الصراع مسيحي مسيبحي الحالي خلفيته الفجع وعبادة تراب الأرض

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نستحق وطناً يحكمه ويقود أحزابه مَن يتمتعون بكامل قواهم العقلية/ايلي الحاج/فايسبوك

دعوى إيران القضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد العقوبات الأميركية/د.منى فياض/فايسبوك

"التجمع اللبناني": التطبيع مع النظام السوري وكم الأفواه وحماية الدويلة هي الفاتورة المدفوعة لتأمين الخلف

الياس الزغبي لصحيفة "اليوم": في مرحلة انكفاء إيران المأزومة دولياً وداخلياً يستحيل على "حزب الله" الذي تتفاقم أزمته مع بيئته أن يفرض حكومة غلبة لمحوره

لماذا سقطت “مصالحة معراب”/طوني أبي نجم

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 28/8/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 28 آب 2018

الرئيس السويسري غادر بيروت مختتما زيارة استمرت 3 ايام تلبية لدعوة رئيس الجمهورية

قرقاش: موقف كتلة المستقبل النيابية من استقبال الحوثيين في بيروت إيجابي ومسؤول

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري: سابقى مكلفا وأنا من يشكل الحكومة بالتعاون مع فخامة الرئيس ونقطة على السطر وإن لم تتشكل قريبا سأسمي المعرقلين بالأسماء

مطالب باليقظة من خروقات أمنية في عيد «الأمن العام»

عون وبري يطالبان بـ«تسريع» الحكومة... والحريري «يعرف صلاحياته»/رئيس الوزراء يريد حكومة وفاق لأنها «خشبة الخلاص للبنان»

محكمة الحريري تدخل المرحلة النهائية وتعمق الصراع اللبناني وخبراء يقرأون في تحذيرات نصر الله تهديداً بضرب الاستقرار

الرئيس السويسري يشدد من بيروت على «عودة طوعية» للنازحين السوريين

جريصاتي للتحقيق حول «صفقات مشبوهة» في مطار بيروت

حزب «الكتائب» يمدد «المهادنة السياسية» مع مختلف القوى

الاتحاد الأوروبي يطالب لبنان بعدم المس بموازنة اليونيفيل

«يازا» تناشد عون حماية الناس على الطرقات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الدكتور وليد فارس : رواية حزب الله كاذبة

"الأخبار" اللبنانية: لقاء أمني أميركي-سوري عقد في دمشق قبل شهرين

دمشق تشرّع الوجود الإيراني باتفاق

إسرائيل تشتري صواريخ قادرة على إصابة أي بقعة في الشرق الأوسط!.

هل تشنّ واشنطن ضربة جديدة ضدّ دمشق؟

واشنطن تؤكد أنها ستحاسب طهران على تصرفاتها بالمنطقة/ماتيس: ندعم السعودية في الدفاع عن نفسها باليمن

أخطر حرب صادمة يشنها ترامب على ايران بتنسيق اسرائيلي خليجي هدف آخر : تحويل انتباه الاميركيين عن عزله واسقاطه وحزب الله لن يسكت

روسيا تجري أكبر تدريبات عسكرية منذ 40 عاماً/المتحدث باسم الكرملين أكد «قدرة بلاده على الدفاع عن نفسها في الوضع الدولي الحالي»

روسيا تعزّز قوتها البحرية قبالة سوريا

ماكرون يحض موسكو وأنقرة على منع حصول مأساة في إدلب وقال إن بقاء الأسد في السلطة سيكون «خطأ مروعاً»

المعلم يتوعد بـ«استعادة لواء إسكندرون»... وتركيا تعزز قواتها في عمق سوريا

روسيا تتحدث عن {تعزيزات أميركية} لضرب النظام/«المرصد» يقول إن دمشق تستدعي مسؤولين عن قبور ضحايا الكيماوي في الغوطة

العاهل الأردني يدعو إلى دعم دول تستقبل السوريين

اتفاق بين دمشق وطهران على «استمرار الوجود الإيراني»

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عض أصابع» يسبق مهلة أيلول/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

لبنان يدخل الأشهر الأكثر خطراً/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

 سيناريوهات حكومية.. من سيّئٍ إلى أسوأ/كلير شكر/جريدة الجمهورية

برّي: تواضعوا/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

«الحرب الثالثة» في سوريا مؤجلة أم مستحيلة/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

«حزب الله» والغطاء الحكومي/نديم قطيش/الشرق الأوسط

المأزق اللبناني والانقلاب الزاحف/إلياس خوري

قياسات ممانعة/علي نون/المستقبل

حاتمي في سوريا: البقاء أو الانسحاب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الزعيم والإنسان: الغدر يفل الحديد/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حماس وهدنتها مع إسرائيل/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

غياب ماكين يخلف فراغاً أميركياً/مينا العريبي/الشرق الأوسط

هل تعود الجزيرة العربية خضراء/بقلم حسين عبد الحسين/الحرة

وقائع لقاء أميركي سوري في المزّة/وفيق قانصوه/الأخبار

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون إلتقى نوابا وديبلوماسيين وهنأ الامن العام بعيده: نموذج يحتذى في علاقة المواطن بإدارات الدولة الواجب ان تكون في خدمته وليس العكس

بري استقبل لقاء النواب السنة  والسفي السوري

السفير السوري: العلاقة قائمة والروابط الاخوية بين البلدين تفرض خطابا أكثر واقعية

الراعي استقبل الرئيس السويسري: عودة النازحين يجب ألا ترتبط بالحلول السياسية بيرسيه: مهتمون بمساعدة لبنان وعدم تركه وحيدا

الرئيس السويسري شارك في لقاء مصغر بقاعدة القليعات الجوية عن أزمة النازحين

باسيل ترأس اجتماع لبنان القوي وأكد الانخراط في إنجاح المبادرة الروسية: لا لأسر تأليف الحكومة بأمور خارجية ويجب تجنب المس بحصة رئيس الجمهورية

كتلة المستقبل اكدت اهمية تحصين التسوية السياسية: للكف عن أساليب تخريب العلاقات الرئاسية ونرفض زج لبنان في سياسات المحاور الاقليمية

التيار المستقل: تأليف حكومة من الكتل وعلى اوزانها بدعة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس11/من21حتى30/“يا إخوتي، أَقُولُ وأَخْجَل، كَما لَو كُنَّا ضُعَفَاء! وأَقُولُ كَجَاهِل: إِنَّ كُلَّ مَا يَجْرُؤُ عَلَيْهِ هؤُلاء، أَجْرُؤُ عَلَيْهِ أَنَا أَيْضًا:أَهُم عِبْرَانِيُّون؟ أَنا أَيْضًا عِبْرَانِيّ! أَهُم إِسْرَائِيلِيُّون؟ أَنا أَيْضًا إِسْرَائِيليّ! أَهُم نَسْلُ إِبْرَاهِيم؟ أَنا أَيْضًا نَسْلُ إِبْرَاهِيم!أَهُم خُدَّامٌ لِلمَسِيح؟ أَقُولُ كَمَنْ فَقَدَ صَوَابَهُ: أَنا أَكْثَر! في الأَتْعَابِ أَكْثَر! في السُّجُونِ أَكْثَر! في الضَّرَبَاتِ أَكْثَرُ جِدًّا! في أَخْطَارِ المَوْتِ أَكْثَرُ بِمَرَّاتٍ كَثِيرَة!تَلَقَّيْتُ الجَلْدَ مِنَ اليَهُودِ خَمْسَ مَرَّات، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَة!ضُرِبْتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات! رُجِمْتُ مَرَّةً وَاحِدَة! ٱنْكَسَرَتْ بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات! قَضَيْتُ في عُرْضِ البَحْرِ لَيْلَةً ونَهَارًا!قُمْتُ بِأَسْفَارٍ كَثِيرَة، كُنْتُ في أَخْطَارٍ مِنَ الأَنْهَار، أَخْطَارٍ مِنَ اللُّصُوص، أَخْطَارٍ مِنْ أُمَّتِي، أَخْطَارٍ مِنَ الأُمَم، أَخْطَارٍ في المَدِينَة، أَخْطَارٍ في الصَّحْرَاء، أَخْطَارٍ في البَحْر، أَخْطَارٍ بَيْنَ الإِخْوَةِ الكَذَبَة!عَانَيْتُ التَّعَبَ، والكَدَّ، والسَّهَرَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والجُوعَ، والعَطَشَ، والصَّوْمَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والبَرْدَ، والعُرْيَ!أَضِفْ إِلى ذلِكَ، مَا عَلَيَّ مِنَ الأَعْبَاءِ كُلَّ يَوْم، والٱهْتِمَامَ بِجَميعِ الكَنَائِس!مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني”!

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

خطابات نصرالله تذكير بواقع احتلال إيران للبنان وبسعي الفرس تدمير كل ما هو لبناني

 الياس بجاني/26 آب/18

خطاب نصرالله كما دائما أوهام وتهديدات وانتصارات ووعود خيالية وتسوّيق للموت وتذكير اللبنانيين بأن إيران تحتل بلدهم وتفرسنه بالقوة وتسعى لتدمير كل هو لبناني بقوة الإرهاب.

 

نرسيسية هوس الحقائب الوزارية والتعامي عن واقع الإحتلال

الياس بجاني/25 آب/18

يتناحرون على الحقائب وهم يعلمون أن لبنان محتل ولكنهم يتعامون عن الإحتلال هذا مقابل هوس نرسيسي بالحقائب والخدمات والنفوذ..تعتير ع الاخر!!

 

الصراع مسيحي مسيبحي الحالي خلفيته الفجع وعبادة تراب الأرض

الياس بجاني/24 آب/18

الصراع المسيحي المسيحي لا يجب أن يعني أي حر وسيادي لأنه فجع وتناتش على الحصص والمغانم وليس على تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نستحق وطناً يحكمه ويقود أحزابه مَن يتمتعون بكامل قواهم العقلية

ايلي الحاج/فايسبوك/28 آب/18

نستحق نحن العاجزين عن قتل عصفور وطناً لا يسمّي فيه حزب نفسه "حزب الله" ويقتل الناس باسم الله، لا يفقد بريء حياته لأنه قال لرجل دين مجنون "حل عن ربّي"، لا يذبح القيّمون على كنيسته الفقراء، نستحق وطناً يحكمه ويقود أحزابه مَن يتمتعون بكامل قواهم العقلية.

 

دعوى إيران القضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد العقوبات الأميركية

د.منى فياض/فايسبوك/28 آب/18

"وتقول الدعوى القضائية التي أقامتها إيران أمام محكمة العدل الدولية إن العقوبات الأميركية، التي تلحق الضرر بالاقتصاد الإيراني الضعيف فعلاً، تمثل خرقا لاتفاق للصداقة غير معروف على نحو يذكر موقع بين الدولتين عام 1955. " تبين ان "الصداقة" لا تزال سارية المفعول؟ اذن الشياطين الكبرى والصغرى كانت مجرد" تمارين عزف جماعي" واسكتشات هزلية!! ولكن وكيلهم الحصري يصرّ على ان "آخر همه المحكمة الدولية لاغتيال الحريري". مع ذلك يهدد بحرق من يهتم بنتائجها. عجبي. لا شك ان المهدي سيتعجل ظهوره قريبا لمساعدتهم اذا ما دعمتهم الجماهير في المساجد والحسينيات... دبوا لهم الصوت...

 

"التجمع اللبناني": التطبيع مع النظام السوري وكم الأفواه وحماية الدويلة هي الفاتورة المدفوعة لتأمين الخلف

النهار/28 آب/18/أصدر "التجمع اللبناني" بياناً قال فيه إن "العهد استطاع فجأة ان يحل كل مشاكل لبنان وان يؤمن الكهرباء والماء والعيش الكريم لجميع اللبنانيين وان ينأى بالوطن عن مشاكل المنطقة وأن يحسن علاقاته مع محيطه العربي ويستعيد ثقة المجتمع الدولي".

ورأى "التجمع" أن "العهد استطاع ان يحقق كل هذه الانجازات بعد ان استعاد ثقة الاسواق المالية باقتصاد البلد وبعد ان حقق طفرات في الانتعاش الاقتصادي جعلت العملة الوطنية في مأمن من الاخطار السياسية المحيطة وصار المواطن اللبناني في حلٍّ من طرق ابواب الهجرة!".

وأضاف البيان أن "العهد استطاع ان يعيد الحياة السياسية الى مجاريها الطبيعية وأن العملية الديموقراطية بدأت تؤتي اكلها وصار تشكيل الحكومة يتم بسهولة ويسر وصارت المعارضة عيناً تراقب وتحاسب وعادت مؤسسات الدولة الى نشاطها وصار كل مواطن خفيراً".

وكشف أن "العهد تفرغ بعد كل هذه الإنجازات للمهمة المستحيلة وهي تطبيع العلاقات مع نظام بشار الاسد، المعزول دولياً، وتطوع ليكون كبش فداء في سبيل إخراج هذا النظام الفاشي من عزلته، ولو ادى هذا الى إنقسام عريض في المجتمع اللبناني والى إلحاق الاذى بالدولة اللبنانية"، وقال إن النظام "مهد لمهمته هذه بحملة شعواء شنها على وجود اللاجئين السوريين لشيطنتهم واتهامهم بتهديد الوحدة الوطنية والاقتصاد الوطني"، معتبراً أن "هذا يحدث في الوقت الذي يفتح فيه العهد معركة الخلافة في رئاسة الجمهورية بشكل يبتذل الموقع، تماما كما جرى ابتذاله من قبل حين جرى تعطيل عملية انتخاب الرئيس لأكثر من عامين"، و"صار واضحاً للعيان ان التطبيع مع نظام الاسد، المطلوب ايرانياً، انما هو الفاتورة المدفوعة سلفاً من أجل تأمين الخلف لأفضل سلف، وسط تجاهل تام لتبعات هذا الموقف على الاوضاع الاقتصادية حيث من الممكن ان تؤدي عزلة لبنان العربية والدولية وربما العقوبات الاقتصادية والسياسية الى أضرار نحن بغنىً عنها وكنا نستطيع تجنبها لو تمسكنا بمبدأ النأي بالنفس المقبول داخلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً".

وقال البيان إن "تشكيل الحكومة العتيدة يبقى محصوراً في عنق الزجاجة وتبقى المطالب التعجيزية والإملاءات في خدمة عرقلة التشكيل حتى إشعار آخر".

وفي مجال آخر، اعتبر البيان أن "ملف المحكمة الدولية الموضوع على نار حاميةقد يؤذن في المرحلة القريبة المقبلة بحقبة جديدة من العلاقات بين الاطراف اللبنانيين ومع الخارج لا يستطيع العهد ولا حلفاؤه تجاهلها". ذلك "أن ادانة المحكمة الدولية للاسماء المتداولة التي يجري توجيه الاتهامات إليها لا يمكن إلا ان تشكل ضربة قوية للجهة التي تنتمي اليها ولصدقية كل من يتحالف معها. لهذا يبقى مخاض ولادة الحكومة صعباً ويبقى التطبيع مع النظام القاتل في سباقٍ مع الزمن"!

وشدّد البيان على أن "قضية قمع الحريات الاساسية هي اخطر ما يميز هذا العهد. فقد صار استدعاء الناس للتحقيق لأتفه الاسباب عادة يومية، وصارت الممارسات البوليسية على كل شفة ولسان وكأنما يريدون لها ان تكون كذلك من اجل ارهاب الناس ومنعهم من انتقاد المسؤولين والحديث عن فضائحهم التي لا تتوقف". ورأى أن "ملف الكهرباء وحده كان قادرا، فيما لو توفر لنا القضاء النزيه، ان يضع اغلب المسؤولين عنه في السجون! ولكن النهب والهدر يستمران وسط تبادل الاتهامات بين المسؤولين ولا من حسيب"، حيث يتم كل هذا "بمباركة الدويلة التي تعطل الدولة وتبقى مؤسستها المسلحة فوق كل المؤسسات. يريدون للبنان ان يكون ولاية ايرانية وخير وسيلة لهذا هي التطبيع مع النظام السوري ومنع الناس من الكلام".

وختم البيان أن "حزب الله يشتري العهد بحمايته والدفاع عنه وعن الفساد المستشري فيه ووسيلتهم في ذلك هو كم الافواه وقمع الحريات وإفقار الناس وانهيار الاوضاع الاقتصادية! ولكن هذا لا يمكن ان يستمر، فقد اظهرت الانتخابات الاخيرة مدى خوفهم من صوت الناس مما اضطرهم الى تزوير الانتخابات وفرض قانون مفصل على مقاس الدويلة وحصر الترشيح والمنافسة في جهات محددة وذلك لارتفاع التكاليف الباهظة للعملية الانتخابية واحتكار وسائل الاعلام".

 

الياس الزغبي لصحيفة "اليوم": في مرحلة انكفاء إيران المأزومة دولياً وداخلياً يستحيل على "حزب الله" الذي تتفاقم أزمته مع بيئته أن يفرض حكومة غلبة لمحوره

28 آب/18/تعليقاً على الشكوى المقدمة من اليمن ضد تدخلات "حزب الله" واعتداءاته على الشرعية اليمنية والشعب اليمني، قال الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي في حديث إلى صحيفة "اليوم السعودية: "إن هذه الشكوى تؤسس للانكشاف النهائي لدور "حزب الله" التخريبي في الدول العربية، وخطورة الوظائف التي تكلفه بها إيران، وستؤدي إلى وضعه تحت المساءلة الدولية بما ينعكس على قدرته الاستمرار في أدواره ووظائفه العدائية". وأضاف: "الواضح أن النفوذ الإيراني الإقليمي دخل مرحلة الانحسار من اليمن إلى سوريا، وبدأت أذرع أخطبوطها بالتراخي تحت ضغط العقوبات والحالة الداخلية المأزومة، وهذا سيؤدي إلى انكماش وظائف "حزب الله" في الساحات العربية وصولاً إلى الساحة اللبنانية، وقد بدأت الأزمة الداخلية للحزب في لبنان تضغط عليه، ليس فقط بفعل عدم قدرته على إنتاج حكومة يريدها بأكثرية مريحة له ولحلفائه، بل أساساً من ازمته المتفاقمة داخل بيئته". واوضح الزغبي أن "حزب الله المأزوم داخل الطائفة الشيعية دفع زعيمه حسن نصرالله إلى تخصيص نصف خطابه الأخير لاسترضاء بيئته وامتصاص نقمتها ومحاولة استرضائها بعناوين عاطفية ووعود إنمائية". وختم: "إن المرحلة الوسيطة المقبلة ستشهد سلسلة انكفاءات وتراجعات إيرانية تقترن بارتخاء قبضة حزب الله داخل لبنان وفي الساحات العربية، ومن شأن ذلك تنفس الوضع في اليمن وسوريا، وتالياً في لبنان حيث لا يمكن أن تأتي حكومة غلبة للمحور الإيراني على خلفية ابتزاز لم يعد متاحاً للقوى السيادية وفي مقدمها الرئيس المكلف سعد الحريري".

 

لماذا سقطت “مصالحة معراب”؟!

طوني أبي نجم/IMLebanon Team/28 آب/18

“… يشبه رجلاً جاهلاً بنى بيته على الرمل، فنزل المطر، وجاءت الأنهار وهبّت الرياح، وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيماً”!(إنجيل لوقا 6، 47- 49)

إن كان السعي إلى المصالحة مقدساً، فالأهم أن يحكم هذا السعي الرغبة بالمصالحة لا المصلحة. ولكم يُشبه بناء “مصالحة معراب” بناءً شُيّد على الرمل من دون أساسات لا في السياسة ولا في المصالحة الفعلية التي تبقى الأساس.

يمكن أن نقسّم ما جرى في معراب إلى قسمين:

أولاً: “اتفاق معراب” الذي هو اتفاق سياسي بحت أدّى ثماره بالنسبة إلى “التيار الوطني الحر” في 31 تشرين الأول 2016 يوم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، قبل أن يتنصّل “التيار” من واجباته بموجب هذا الاتفاق بحسب الاتهامات القواتية الواضحة، وبحسب ما يجمع جميع المراقبين. وأياً تكن الحقيقة ومن تنصّل ومن أخلّ في ظل الاتهامات المتبادلة، فإن التنصّل من الاتفاقات السياسية والإخلال بها يشكل سمة الحياة السياسية المبنية على المصالح لا على الأخلاق منذ فجر التاريخ، لأن كل اتفاق سياسي أو عسكري يُنفّذ بحسب موازين القوى، ويتغيّر تنفيذه بحسب تغيّر موازين القوى. الأمثلة كثيرة، وأهمها لبنانياً على سبيل المثال أن اتفاق “الطائف” أُقرّ في العام 1989، إنما لم يتمّ تنفيذ بنوده لأن موازين القوى تغيّرت داخلياً بفعل حرب الإلغاء وخارجياً بفعل حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت. والأمثلة أكثر من أن تُحصى لبنانياً وإقليمياً وعالمياً وآخرها الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، وبالتالي من ينتظر أن يبقى أي طرف على التزاماته في حال تبدّلت موازين القوى لمصلحته يكون ساذجاً في السياسة. وأي اتفاق سياسي بين طرفين يبقى قائماً طالما اقتنع الطرفان أنه يشكل حاجة لهما، ولا يمكن أن يستمر في حال أحد الطرفين تخلّى عنه، أما “البنود الجزائية” فتبقى ملك الرأي العام في حال أراد أن يحاسب!

أما من استفاد من “اتفاق معراب”؟ فالجواب هو: المستفيد الأول وشبه الوحيد هو الرئيس عون الذي لولا “القوات اللبنانية” لما تمكن من الوصول إلى بعبدا بعدما كاد يصل إليها سليمان فرنجية، وباستفادة الرئيس عون استفاد رئيس “التيار” الوزير جبران باسيل الذي بات يتحكم بمفاصل كثيرة في الدولة ويعمل على التحضير لخلافة الرئيس عون. في الجهة القواتية مستفيد وحيد هو الوزير ملحم رياشي كشخص بعدما “كوفئ” وتم توزيره. أما من يدّعي أن “القوات” استفادت شعبياً والدليل أنها حصدت 15 نائباً في الانتخابات النيابية الأخيرة، فهو يتجاهل عمداً عن أن ما تغيّر هو القانون، ويقيناً لو أن انتخابات الـ2009 أُجريت وفق قانون الـ2018 لكانت “القوات” حصدت أكثر من 20 نائباً. الخلاصة ان “القوات” خرجت من “اتفاق معراب” من دون أي مكسب، في حين أمسك “التيار” بكل مفاصل الدولة سياسياً وإدارياً وعسكرياً وأمنياً ودبلوماسياً وخدماتياً وعلى كل المستويات. ويقيناً لو أن “اتفاق معراب” بُني على رؤية سياسية موحدة لكان صمد، تماماً كما صمد “تفاهم مار مخايل” بين “التيار” و”حزب الله” على قاعدة تغطية “التيار” الدائمة لسلاح الحزب ومشاريعه الداخلية والإقليمية. وفي العلاقة بين “التيار” و”القوات” لا يمكن حتماً البناء على بنود عشرة أُقرّت في معراب تشبه في صياغتها ونواياها البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة على قاعدة “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم”. فلا “التيار” في وارد العودة إلى ثوابته ما قبل انتخابات الـ2005 رغم بعض المناورات الإعلامية المدروسة للوزير جبران باسيل من “الميادين” إلى “الماغازين”، ولا “القوات” في وارد التخلي عن ثوابتها والانتقال إلى المحور السوري- الإيراني رغم لقاء يتيم عقده الوزير ملحم رياشي مع مسؤول إيراني في منزل صديق مشترك بمعية نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي!

ثانياً: “مصالحة معراب” التي عوّل ويعوّل عليها الكثيرون لطي الماضي نهائياً، والتي تشير كل الوقائع السياسية والإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي إلى سقوطها سقوطاً مدوياً أيضاً كمثل سقوط “البناء على الرمل”، لأن ما سُمّي “مصالحة” إنما بُنيت على زغل وعلى رمال مصالح وبقيت من دون أساسات. فلأي مصالحة، وخصوصاً في المجتمعات التي عانت حروباً ودماء، شروط واضحة أهمها المصارحة والحقيقة والاعتذار، وهو ما لم يحصل في “مصالحة معراب” التي سُلقت على نار المصالح السياسية والرئاسية الطارئة بعيداً عن الاعتبارات الموضوعية الضرورية.

والأهم أن أي مصالحة لكي تحقق النتائج المرجوة منها، تفرض أن يقوم بها “المتقاتلون” السابقون بأنفسهم وعبر رموزهم، وهذا أيضاً لم يتوفر في مصالحة معراب. فلا الوزير ملحم رياشي كان قواتياً في أي يوم مضى ولا شارك في أي حرب أو مواجهات سابقة، ولا النائب ابراهيم كنعان كان “عونياً” قبل العام 2003، لا بل المعروف عنه أنه كان “كتلوياً” قبل ذلك التاريخ. فكيف يمكن لشخصين لم يعيشا أياً من المعاناة السابقة أن يبنيا مصالحة فعلية على أسس سليمة: المصارحة لا المواربة، الحقيقة لا التهرّب من مواجهتها، والاعتذار لا المكابرة؟!

ثمة من يكرّر دائماً أن إنجاز “مصالحة معراب” أنها منعت نقل أي توتر إلى الشارع، وفي هذا الإدعاء مكابرة في غير مكانها. فالاحتقان الإعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يعوّضان عن الاحتقان في الشارع المضبوط منذ العام 1991. أما في الجامعة اللبنانية التي كانت تشهد أبرز المواجهات فالانتخابات معلقة منذ سنوات طويلة، وتعليق هذه الانتخابات هو ما أدى إلى تهدئة الشارع الطالبي الذي يشهد تشنجات في الجامعات منذ ستينيات القرن الماضي.

وفي المقابل يتناسى البعض أن تسعينيات القرن الماضي شهدت مراحل تعاون عدة إيجابية بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، وخصوصاً مثلا في مقاطعة الانتخابات النيابية لأكثر من دورة، وفي عدد من استحقاقات الانتخابات النقابية وخصوصاً في نقابة المهندسين يوم دعم القواتيون بقيادة الشهيد رمزي عيراني ترشيح النائب الحالي حكمت ديب وغيرها من الأمثلة وقمتها تجلّت في الاضطهاد المشترك يومي 7 و9 آب 2001 والذي أعقب مصالحة الجبل يومذاك. وبالتالي فإن الشارع كان يتفق أو “يتشنّج” ضمن حدود طبيعية جداً وفق مقتضيات المواجهة السياسية، والتشنّجات اليوم بين كل الأطراف تتم ترجمتها ليس على الأرض أبداً، إنما على مواقع التواصل الاجتماعي التي تشهد في المرحلة الأخيرة المواجهات الأعنف بين جمهوري “التيار” و”القوات”.

الخلاصة أن “مصالحة معراب” سقطت، وكان سقوطها متوقعاً منذ اليوم الأول، وما نسمعه ونقرأه اليوم في العلن في مواجهات الطرفين يشكل القليل القليل مما يُقال في الغرف المغلقة لدى الطرفين. وقد يكون من المفيد والضروري وقف حملة التكاذب السياسي بين الطرفين المتمثلة بالتذاكي بالإصرار على “الحفاظ على المصالحة” التي لم تتحقق يوماً، والتي إذا أرادها الطرفان فعلاً وليس بالشعارات والأغاني الفارغة، فليتجرّآ على خوض تحديات المصارحة والحقيقة والاعتذار!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 28/8/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

نقطة على السطر وضعها الرئيس المكلف سعد الحريري هذا المساء عندما أكد في دردشة مع الصحافيين الآتي: لا أحد يعطيني مهلة سوى الدستور... سأبقى مكلفا وسأعمل لتأليف الحكومة مع رئيس الجمهورية ونقطة على السطر... اتصلت بالرئيس عون واتفقنا على أن أضطلع باتصالات سأزوره في الأيام المقبلة وإذا تعرقل الأمر سأسمي المعرقلين...

اتصالات الحريري قبل مطلع أيلول - هذا الموعد الذي بات مشهورا - شجعت عليها مواقف الرئيس عون في الأيام الماضية كما بعد استقباله الرئيس السويسري في قصر بعبدا أمس وكذلك حركة ولقاءات الرئيس بري في عين التينة أمس واليوم...

وقد تواكبت هذه التطورات اليوم مع تقاطع مقررات كل من اجتماع تكتل لبنان القوي واجتماع كتلة المستقبل النيابية عند نقطة نبذ ارتفاع نبرة التخاطب السلبي والاستفزاز الفئوي والحزبي والطائفي.

من جهة ثانية كتلة المستقبل شددت على التزام الدستور في شكل حازم وإذ رفضت أي حاولة لتخريب العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ذكرت بأن التسوية التي أنتجت انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية وما تبع ذلك ليست نزهة ولا تنتهي بانتهاء هذا الاستحقاق أوذاك...

تكتل لبنان القوي من جهته ركز على أن حصة الرئيس الوزارية ليست ظرفية أو مرحلية... وحيال هذه المجريات يبقى ترقب النتائج التي ستكون مرهونة بما سيظهر محليا في الأيام الثلاثة المقبلة والتي على ما يبدو ستكون حاسمة بالنسبة الى مسار تأليف الحكومة مع الأخذ بالحسبان دعوات مجمل الأفرقاء الى وجوب الإسراع بالتأليف لمواجهة تراجع الأوضاع الاقتصادية-الإجتماعية محليا والتطورات في المنطقة المحيطة بلبنان إقليميا...

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

هل تلاقي رؤية محمد بن سلمان الاقتصادية المصير ذاته الذي انتهت اليه رؤيته لملفات المنطقة؟ فشركات الارهاب المتعددة الجنسية من داعش والنصرة واخواتهما تكاد ان تعلن افلاسها وخسائر المكتتب الاول في اسهمها ولي العهد بلغت عشرات بل مئات مليارات الدولارات يضاف اليها خسائر فادحة في شركة العدوان السعودي الاميركي على اليمن الممولة من قبل الرياض بالدرجة الاولى.

خسائر يبدو انه لن يتمكن من تعويضها عبر طرح اسهم في شركة ارامكو النفطية للاكتتاب بمبلغ يزيد على الف مليار دولار، اوقفت الصفقة فجأة ما يسدد ضربة قوية لمشروع بن سلمان الاقتصادي وما اسماه رؤية المملكة 2030، صحيفة هارتس الصهيونية اعتبرت ان هذا التراجع هو بداية النهاية لمحمد بن سلمان فمتى تكون بداية نهاية العقبات الخارجية امام تشكيل الحكومة اللبنانية؟

حراك متوقع للحريري على خط التاليف يرتقب ان يختتم في القصر الجمهوري، مصادر للمنار تؤكد ان الرئيس عون يدرك حجم الضغوط الخارجية الممارسة على الرئيس المكلف وان البحث يجري عن خروقات.

خروقات يحققها الامين العام لحزب الله في ما يسمى الجبهة الداخلية الاسرائيلية، الاعلام الاسرائيلي يركز على ما اعتبره خرقا غير مسبوق يسعى السيد نصر الله لتحقيقه في المجتمع الاسرائيلي ويعتبر ان الامين العام لحزب الله يشن حربا نفسية في خطاباته وان كلامه الاخير يذكر بخطاب بيت العنكبوت، فالسيد قادر على توجيه رسائله المؤثرة معنويا ونفسيا على هذا المجتمع يقول الاعلام الاسرائيلي.

* مقدمة نشررة أخبار "المستقبل"

“كرئيس مكلف اعرف صلاحياتي ولا احد يحدد لي مهلة الا الدستور اللبناني ولا تعنيني اي مطالعات يقوم بها هذا او ذاك”.

الكلام للرئيس المكلف سعد الحريري الذي اكد انه سيبقى مكلفا وسيشكل الحكومة مع رئيس الجمهورية و”نقطة على السطر”.

وقال ان ما يهمني هو استقرار البلد، مؤكدا ان الاسراع بتشكيل الحكومة مسؤولية الجميع وفي حال لم يتم التشكيل من الان الى فترة لا يريد تحديدها سيقوم بتسمية المعطلين.

وجدد الرئيس الحريري القول إن ازمة تشكيل الحكومة هي ازمة حصص واحزاب سياسية تريد حصص زيادة وحجما داخل مجلس الوزراء.

وما قاله الرئيس الحريري من بيت الوسط في دردشة مع الصحافيين اتبع ببيان لكتلة المستقبل النيابية رأت فيه ان صدور بعض المواقف والوصايا القانونية تستدعي من الكتلة التنبيه من وجود دعوات غير بريئة ترى فيها تجاوزا لاحكام الدستور ومخالفة موصوفة لروح اتفاق الطائف ومقتضيات الوفاق الوطني محذرة من تنامي خطاب يتعارض مع مفاعيل التسوية التي أعادت الاعتبار لدور المؤسسات الدستورية ووضعت حدا لفراغ استمر لأكثر من عامين في موقع رئاسة الجمهورية.

قضائيا وفي ما يتعلق بما اثير حول استدعاء الصحافي حسين مرتضى قالت مصادر مطلعة لتلفزيون المستقبل ان استدعاء مرتضى تم بناء على اشارة القضاء المختص في ملف لا يتعلق بحرية الرأي ولا بعمله كصحافي وذكرت المصادر ان شعبة المعلومات هي جزء من الضابطة العدلية التي تنفذ القرارات القضائية ولاحظت ان استدعاء اي شخص من قبل القضاء تحميه جهة معينة يتحول الامر الى قضية حريات وهو لا يمت لحرية الرأي باي صلة.

وفي الموضوع نفسه سأل تلفزيون المستقبل مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان عن الهجوم على شعبة المعلومات فقال ان التطاول على اي قطعة من قطاعات قوى الامن الداخلي غير مسموح على الاطلاق وهناك فرق كبير بين حرية الراي من جهة والالسنة الطويلة وانعدام الاخلاق من جهة اخرى.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

في الشكل كلام لطيف وتفاؤلي يتصاعد لكن في المضمون الجميع متمسك بمواقفه وعلى سلاحه السياسي والدستوري، اقوى المواقف ما صدر عن كتلة المستقبل بعد اجتماعها برئاسة الرئيس سعد الحريري فرفضت فيه ما وصفته الوصايا القانونية التي افتت باعتذار الرئيس المكلف معتبرة انها تجاوز لاحكام الدستور.

هذا الموقف رد مبرم على الدراسة التي نشرها وزير العدل سليم جريصاتي تحت عنوان "مهلة تاليف الحكومة" وبعد هذا الرد يمكن اعتبار ان موضوع المهل بات وراء الجميع ولم يعد بالامكان التطرق اليه وان خارطة الطريق ستعود الى مسارها الدستوري الخالي من اي اجتهاد غب الطلب.

الرئيس المكلف سيزور قصر بعبدا قريبا، هذا ما دردش به بعد اجتماع كتلته النيابية، ورئيس المجلس النيابي ابدى تفاؤلا نقله عنه النائب عبد الرحيم مراد ولكن ماذا بعد هذا التفاؤل؟

سبق لمسحة التفاؤل ان خرجت من عين التينة منذ فترة على لسان رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت محمد شقير لكنها سرعان ما تبخرت او بخرتها العقبات والشروط والشروط المضادة فهل يصمد تفاؤل عبد الرحيم مراد؟

في واقع الامر الموضوع لا علاقة له بالتفاؤل او بالتشاؤم بل بالوقائع وهذه الوقائع تؤشر الى ان معطيات التشكيل ما زالت على حالها ولم تتبدل لجهة المطالب والاحجام فهل في جولة المشاورات واللقاءات الجديدة ستحل نعمة التواضع فتنخفض سقوف الشروط؟

الجواب رهن بحركة الاتصالات واللقاءات في ما تبقى من ايام عمل لهذا الاسبوع.

في المقابل عداد الشبهات والملفات لا يتوقف ومن الابرز حديثا الشبهات التي تحوم حول صفقات التلزيم في المطار. ولكن قبل الدخول في تفاصيل النشرة نشير الى ان المحكمة الدولية حددت ال11 من الشهر المقبل موعدا للبدء بالمرافعات الختامية للادعاء والممثلين القانونيين للمتضررين والدفاع في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتستمر المرافعات عشرة ايام. جاء هذا التحديد غداة السجال الداخلي حول المحكمة بين رفضه من الامين العام لحزب السيد حسن نصر الله وقوله لا تلعبوا بالنار ورد المستقبل عليه بالقول لا تلعبوا بالعدالة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ما حصل اليوم في مجلس النواب صورة مصغرة عن حالة الاهتراء التي تعيشها الادارات الرسمية، فلجنة الاشغال والطاقة اجتمعت لتبحث قضية تلوث الليطاني، فاذا الامر يتحول الى بحث في التلوث الذي اصاب الدولة ككل، فهل معقول ان يشكو وزير الصناعة ان قراراته لا تنفذ فيما الامراض السرطانية وغير السرطانية تهدد عددا كبيرا من اللبنانيين في المنطقة.

انها الدولة الفاشلة كما قال نائب حزب الله علي فياض وهي دولة الفلتان والتسيب كما قال نائب القوات اللبنانية جورج عدوان، وبين القولين يستمر التسيب ويواصل اللبنانيون موتهم البطيءاذا لم يكن من الليطاني فمن النفايات في الشوارع ومن ضياع الرؤية والخطة في معالجة قضايا التلوث.

سياسيا، الامور تاخذ منحى تصعيديا فرئيس الحكومة المكلف هدد بانه سيأتي وقت ويسمي فيه من يعرقل التشكيل... "خطأ تقني من المصدر". موقف الرئيس الحريري تبعه موقف لكتلة تيار المستقبل حذرت فيه من خطاب يتعارض مع مفاعيل التسوية داعية الى الكف عن اساليب تخرب العلاقات الرئاسية ما يعني ان التصعيد سمة المرحلة مع الانعكاس السلبي الحتمي لهذا الامر على تشكيل الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الاستحقاق الحكومي لم يسجل اي اختراق عملي، لكنه مع ذلك شهد بعض الانتعاش نتيجة الحركة السياسية ووعد الرئيس المكلف سعد الحريري بإجراء جولة مشاورات جديدة مع القوى السياسية على ان يتبلور شيء في ضوئها خلال يومين او ثلاثة.

هذا الحراك لم يلامس عتبة التجرؤ على التكهن بما قد يفضي اليه من نتائج لجهة ولادة الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون للشهر الرابع على التوالي، الكل يشدد في هذا المجال على حاجة البلاد الى صدمة سياسية من مقدماتها المطلوبة حلحلة عقد التأليف الحكومي والتي اعلن الحريري اليوم بأنه سيأتي الوقت لتسمية مسببها. في هذا الشأن رد الرئيس نبيه بري على سؤال عن العقدة الدرزية فقال غامزا من قناة الخلاف المسيحي على الحصص الوزارية، عليهم ان يعالجوا العقد الاخرى وبعد ذلك يهون الباقي، ورأى ايضا ان لا مبرر لأي تجاذب حول حقيبة الدفاع ومنصب نائب رئيس الحكومة لأنهما موقعان رمزيان.

في المنطقة، نار تغلي تحتها الاحتمالات الساخنة ويدور على ضفافها تراشق، اكثرها ضراوة بين موسكو وواشنطن على خلفية التهديد الاميركي بضرب سوريا، لكن من المفارقات ان قرع طبول الضربة العسكرية يبطن محادثات سرية تجريها واشنطن مع دمشق. هذا ما تم الكشف عن بعض خباياه اليوم وفد عسكري واستخباراتي اميركي يحط في مطار دمشق تحت جنح الظلام، يجري مناقشات مع رئيس الامن الوطني السوري لأربع ساعات، يطرح مبادرات ويقوم باقتراحات ويضع شروطا ويطلب أجوبة، وفي الختام اتفاق على بقاء قنوات التواصل قائمة.

وعلى مسافة الثلاثة ايام من احياء يوم الوفاء للامام السيد موسى الصدر وجهت حركة أمل في بيان الدعوة الى جماهيرها ومعهم كل اللبنانيين من كل جهات الوطن للمشاركة بالمناسبة يوم الجمعة المقبل في ساحة القسم ببعلبك لاثبات الانحياز للبنان ولى جعل يوم الامام الصدر استفتاء من أجل الوطن ولتشكيل حكومة للبنان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

اجواء التاليف ليست زاهية لكنها بالتأكيد ليست سوداوية. ملبدة وليست قاتمة. صعبة وليست مستعصية. هذه التوصيفات تجد ترجمة لها في المواقف الصادرة في الساعات الثماني والاربعين الماضية بالرغم من قشرة التصعيد او الشد التي غلفت بعضها في الشكل. رئيس البلاد العماد ميشال عون يقول للشرق الاوسط ان فترة 5 الى 6 اشهر لتأليف الحكومة قد تكون مقبولة لكن ليس اكثر. ما يعني ان 3 اشهر او اقل متبقية امام الرئيس المكلف للتأليف.

السيد حسن نصرالله في خطاب انتصار التحرير الثاني استعجل التأليف واستأخر العلاقة مع سوريا الى ما بعد تشكيل الحكومة ما يعني سحب فتيل التوتير والتفجير الذي يمسك بعض تجار السيادة وباعة الشعارات ومروجو الشائعات ومهرجو الاستراتيجيا بعود ثقابه لاشعال احلام يقظتهم ونار هلوساتهم.

رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط - ولو في الشكل - يضع بعض الماء في نبيذ مطالبه - فيعتبر ان الوضع الاقتصادي يفرض تشكيل الحكومة ويغمز من قناة القوات ليقلل من قدر واهمية موقع نائب رئيس الحكومة ويطالب بانصاف القوات في الوقت عينه ما فسر بأنه اشارة مرونة من عين التينة التي قال كلامه بعد زيارتها.

الرئيس نبيه بري يطلب من المسيحيين العمل على حل اشكالية التمثيل والحصص والتوزيع - ما فسر ايضا - برسالة موقعة من المايسترو المحنك المخضرم نبيه بري بان مشكلة جنبلاط قابلة للحل حالما يتم التوصل الى حلحلة في المعسكر المسيحي. واليوم موقفان: الاول للوزير جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي يسأل فيه عن جدوى مقولة الرئيس القوي ما لم يكن محصنا بحصة وزارية واسناد سياسي في الحكومة؟ مستخلصا ومؤكدا - وبعيدا عن السجال والنزال مع اي طرف - ان البحث في حصة الرئيس خارج اي بحث.

اما الرئيس المكلف سعد الحريري فكشف مباشرة وعبر بيان كتلة المستقبل عن توجهات ايجابية على مستوى العلاقة بينه وبين رئيس الجمهورية. الحريري قال ان شيئا ما قد يظهر حكوميا في الايام القليلة المقبلة وكتلة المستقبل اطلقت جملة مسلمات وثوابت تتعلق بالتسوية الرئاسية. فالتعاون بين الرئيسين عون والحريري لم يكن نزهة سياسية بل مشروع حماية للبنان رافضة الاساليب التي يتوسلها البعض لتخريب العلاقات الرئاسية داعية الى تحصين هذه التسوية الرئاسية وما نجم وينجم عنها من انفراجات شعبية ووطنية وسياسية لمصلحة لبنان وشعبه منوهة بموقف الرئيس عون لجهة الناي بالنفس وتأكيده رفض وقوف لبنان مع اي شقيق ضد اخر.

اذا، مواقف لا تخلو من المرونة والايجابية في الساعات الاخيرة. كلام يحمل اكثر من مدلول على ابواب ايلول. وايلول طرفو بالحكومة مبلول. تساؤل بصيغة التمني.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

عادت النغمة لكن معزوفة التأليف لم تكتمل بعد المايسترو لم يبلغ سن القرار والعازفون كل يغني على حصصه وحقائبه ما عاد العزف المنفرد يجدي نفعا ولا كلام الدبلوماسية يشكل حكومات وصار لزاما على الرئيس المكلف أن يحمل مسودته ليبيض صفحته ويطرح ما لديه على رئيس الجمهورية لا في المزادات الأسبوعية عقب كل اجتماع تكتل بعد الغيبة الصغرى لم يأت بتأليف وكرر القول إن المهم بالنسبة إليه هو تأليف حكومة وطنية يكون الجميع فيها "مرتاح وربحان" وأضاف هناك أفرقاء يريدون أن يكسروا رؤوس الآخرين وهذا مرفوض أنا الرئيس المكلف وسأبقى مكلفا وسأشكل حكومة مع الرئيس ونقطة على السطر. الحريري وفي دردشة مع الصحافيين في بيت الوسط وردا على سؤال هل تذهب إلى دمشق إذا ما طلبت منك السعودية ذلك اكتفى بالقول إن السيد حسن نصرالله أجاب عن هذا الموضوع في خطابه الأخير وقد يكون المقصود بأن نصرالله طالب ببحث العلاقة بسوريا بعد تشكيل الحكومة الرئيس المكلف وقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري التقطا التحولات السورية وخطبا ود دمشق إذ خلصت زيارة السفير السوري لعين التينة بالقول إن العلاقة بدولته ممتدة ومستمرة والتكامل قائم قوة الإسناد التي تلقاها بري من علي عبد الكريم جاءت بعد تعهد على صفحة جريدة بأن قضية جنبلاط محلولة أما الحريري فأمسك بالعصا من المنتصف وهو إذ أقفل معبر نصيب على لبنان لم يغلق الباب على سوريا مستعينا بفتح المعابر والحدود سابقا أمام اللاجئين.

وإذا كانت السياسة تبني على المتغيرات المقتضى لوضع الأمور في نصابها فثمة من يهرب من مسؤولياته إلى الأمام ويصرف في مجرى الليطاني حلا بلا رصيد إذ خلصت لجنة الأشغال النيابية إلى تشكيل لجنة فرعية لمتابعة أزمة النهر الملوث بحسب ما أعلن النائب نزيه نجم ولسنا بحاجة إلى منجم لنعرف أن سليم نجم شقيق النائب نزيه متورط في تلويث سمعة الليطاني وشقيقه الآخر عضو في مصلحة نهر الليطاني وبذلك تكون ترويكا آل نجم تطبق قاعدة حاميها حراميها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 28 آب 2018

النهار

استدلّت مصادر سياسية في الجبل بأن زيارة وزير ونائب في "التيّار الوطني الحر" لشيخ العقل المُسمّى من دارة خلدة ‏إنّما هو ردّ على ما حصل معه في إحدى قرى الجبل، وتدخل في إطار النكايات السياسيّة بين تيّاره والحزب التقدمي ‏الاشتراكي.

يتعذّر على مجلس ادارة الضمان عقد جلسات بعد تعرّض نائب الرئيس لحادث خطير ألزمه العناية الفائقة، والوجود ‏الدائم للرئيس في فرنسا، وذلك بسبب غياب نص قانوني يُجيز لغيرهما توجيه الدعوة إلى الاجتماع.

لم تستكمل التحقيقات في تهديد أحد المسؤولين الإداريّين ولم تؤكّد الوزارة المعنيّة الموضوع كما لم تنفه.

البناء

كواليس

تقول مصادر فلسطينية متابعة للعلاقات بين أطراف مثلث حركة فتح وحركة حماس والمخابرات المصرية أن ‏التعقيدات المحيطة بالقضية الفلسطينية ستتكفل بمنع فوز مشروع التهدئة في قطاع غزة على مشروع المصالحة ‏الداخلية بين فتح وحماس، وأن الخيارات تضيق بحيث يصير السير بالتهدئة مشروطاً بالسير بالمصالحة التي تريدها ‏حماس بشروط كانت ترفضها فتح وصارت تراها مقبولة، لمنع وقوع تهدئة في غزة توحي بعزل فتح من جهة وعزل ‏غزة عن سائر فلسطين من جهة أخرى، بينما لا تتحمل حماس الذهاب لتهدئة توحي بقبولها الضمني بصفقة القرن ‏وتصير المصالحة بوليصة التأمين اللازمة لنفي التهمة.

الجمهورية

سُئل أحد السياسيين عن رأيه في خطاب قطب كبير فقال: "لم أرَ فيه جديداً ولا أعتبره مهمّاً".

يشهد أكثر من حزب تجاذبات داخلية حادة في سباق بين أعضائهم على التوزير.

بعد ما تمّ تأجيل موعد وزير سابق لأكثر من مرة للقاء قياديّين في حزب بارز صديق له بدأ الوزير بـ"إطلاق النار" ‏على هذا الحزب.

اللواء

فوجئ مراقبون باهتمام، عند تصريح أدلى به قطب وسطي، من مقرّ رسمي، لا سيّما الشق الإقليمي منه!

مز

وضعت جهات مسؤولة في مسار طبيعة ما آلت إليه الأدلة في ما خصّ اتهامات المحكمة الدولية!

تتحدّث معلومات عن غياب لدور عاصمة أوروبية عن الجهود الآيلة لتذليل عقبات تأليف الحكومة!

المستقبل

يقال إنّ القيادة الروسية تسعى إلى تأمين قنوات تمويل دولية بديلة عن التمويل الأميركي والأوروبي لإعادة النازحين ‏إلى سوريا في حال استمرار رفض واشنطن وبروكسل للخطة الروسية.

الأخبار

بيرسيه لعون: العودة تتطلب استقراراً في سوريا

توافق الرئيسان اللبناني ميشال عون والسويسري آلان بيرسيه على تشكيل فريق عمل سويسري ـــ لبناني من أجل متابعة ملف النازحين حيث أعاد الجانب اللبناني التأكيد على أهمية أن تكون العودة آمنة ومشرفة ومتدرجة وعدم ربطها بالحل السياسي، بينما طالب الوفد السويسري بضمان عودة آمنة للنازحين وتوفير الشروط الإيجابية لذلك على أن يتطلب نجاح العودة استقراراً في سوريا. وطلب عون مساعدة سويسرا "كي تصبح السياسة الدولية وسياسة منظمات الأمم المتحدة أقرب إلى خيار تشجيع العودة لأنه حتى الآن يحصل العكس، كما أن المطلوب ضمان تمويل العودة"، لافتاً إلى أن من بين الضمانات عودة تواكبها مصالحات. وأعرب بيرسيه عن ترحيبه بدعم طلب لبنان أن يكون مركزاً لحوار الحضارات والأديان. وطلب عون من وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إعداد مذكرة حول المركز ومهامه ودوره لعرضها على الجانب السويسري وتحديد الموقف، ورد بيرسيه أن سويسرا ستتجاوب مع هذه الفكرة.

هل انتشر الجرب في رومية؟

وردت اتصالات من سجناء في سجن رومية المركزي تشتكي من انتشار حساسية جلدية بين معظم السجناء بشكل يشبه الجرب. السجناء أنفسهم اشتكوا أنّ أحداً من الأطباء القيمين على السجن لم يبادر إلى إيجاد علاج فوري لحالة نزلاء السجن التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

تسعيرة الدقيقة إلى روسيا أرخص من سوريا

يراجع السجناء إدارة سجن رومية المركزي في شأن كلفة تسعيرة دقيقة الاتصال إلى سوريا. إذ إن تكلفة المكالمات الدولية التي يجريها السجناء إلى سوريا من الهواتف الثابتة ببطاقات مسبقة الدفع تبلغ 500 ليرة لبنانية، فيما كلفة الدقيقة في بقية الاتصالات الدولية، لا سيما روسيا، تبلغ 200 ليرة فقط!.

الأمن العام يدعي على قرصان

تقدمت المديرية العامة للأمن العام بشكوى قضائية ضد المقرصن الإلكتروني رامي ص. الذي اخترق حسابات المديرية، بناء على طلب العقل المدبر لأكبر عملية قرصنة في تاريخ لبنان المدعى عليه خليل صحناوي الذي يستمر توقيفه في إحدى المستشفيات.  وعلمت "الأخبار" أن قرار نقل صحناوي، إلى المستشفى، بدلاً من بقائه في السجن، اتخذه النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر، بناء على تقرير ضابط طبيب في قوى الأمن، وليس النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود.

 

الرئيس السويسري غادر بيروت مختتما زيارة استمرت 3 ايام تلبية لدعوة رئيس الجمهورية

الثلاثاء 28 آب 2018/وطنية - غادر رئيس الاتحاد السويسري الرئيس ألان بيرسي، مساء اليوم، لبنان مختتما زيارة رسمية استمرت 3 أيام، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أجرى خلالها محادثات رسمية تناولت سبل تطوير العلاقات اللبنانية - السويسرية وتفعيلها في المجالات كافة. كما تناولت المحادثات الاوضاع الاقليمية والدولية الراهنة.  ورافق الرئيس السويسري في الزيارة قرينته الدكتورة موريال زندر بيرسي، اضافة الى وفد رسمي، ضم وزير الدولة لشؤون الهجرة اورس فون أرب ومدير شؤون الشرق الاوسط وافريقيا في وزارة الخارجية السويسرية السفير ولفغانغ امادوس برولهارت والسفيرة السويسرية في بيروت مونيكا شموتز كيرغوز والمستشار الديبلوماسي في الرئاسة السويسرية تيرنس بيللوتر وعدد من المستشارين. ووصل الرئيس بيرسي والوفد المرافق عند السادسة والنصف الى مطار رفيق الحريري الدولي. وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف، أقلعت طائرة الرئيس السويسري وقرينته والوفد المرافق، حيث كان في وداعه على ارض المطار: رئيس بعثة الشرف وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني ممثلا الرئيس عون، محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، قائد منطقة جبل لبنان في الجيش اللبناني العميد الركن زخيا خوري، قائد جهاز امن المطار العميد الركن جورج ضومط وقائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العميد مروان سليلاتي.

 

قرقاش: موقف كتلة المستقبل النيابية من استقبال الحوثيين في بيروت إيجابي ومسؤول

الثلاثاء 28 آب 2018 /وطنية - أشاد وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش، بموقف "كتلة المستقبل" النيابية من استقبال الحوثيين في بيروت، والذي اعتبرته خروجا عن مبدأ النأي بالنفس، معلنة رفضها الزج بلبنان في المحاور الإقليمية. واعتبر قرقاش أن موقف "كتلة المستقبل" إيجابي ومسؤول، ويحمي لبنان من الأزمات الإقليمية، مطالبا كافة الأحزاب والقيادات اللبنانية بتأكيد هذا الموقف.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري: سابقى مكلفا وأنا من يشكل الحكومة بالتعاون مع فخامة الرئيس ونقطة على السطر وإن لم تتشكل قريبا سأسمي المعرقلين بالأسماء

الثلاثاء 28 آب 2018 /وطنية - أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أنه "يعرف تماما ما هي صلاحياته كرئيس مكلف، وما ينص عليه الدستور في هذا المجال، وهو يتصرف بناء على ذلك، وإن كانت لدى أي فريق سياسي أي ملاحظات فليعلنها"، وقال: "لا أحد يحدد لي مهلا إلا الدستور اللبناني، وأنا لست معنيا بما يكتبه أي وزير يريد أن يقدم شرحا قانونيا بمفهومه، وإلا فإننا سندخل بمتاهة لن ننتهي منها. أنا الرئيس المكلف وسأبقى مكلفا وأنا من يشكل الحكومة بالتعاون مع فخامة الرئيس ونقطة على السطر". أضاف: "مسؤولية الإسراع في تشكيل الحكومة هي مسؤولية كل الأطراف لتفادي التدهور الاقتصادي في البلاد، وإن لم تتشكل الحكومة قريبا فإنني سأسمي كل من يعرقل بالأسماء". كلام الرئيس الحريري جاء في دردشة مع الصحافيين عقب ترؤسه عصر اليوم في "بيت الوسط" اجتماع كتلة المستقبل النيابية، حيث قال: "اتصلت بالرئيس ميشال عون بالأمس، وأعلمته أنني عدت من السفر واتفقنا أن أقوم باتصالات بشأن ملف تشكيل الحكومة وأن أزوره خلال بضعة أيام. وأنا الآن سأرى عددا من الأفرقاء السياسيين، وإن شاء الله يكون خيرا خلال الأيامالمقبلة". وتابع: "هذه الحكومة التي يفترض أن تعمر لأربع سنوات، هناك صعوبة بتشكيلها ولكن ليست هناك استحالة، والآن وصلنا إلى مرحلة يعرف فيها الجميع ما هي الحصص التي سيحصلون عليها ونتناقش مع الجميع بالإخراج، والأهم ألا يشعر أحد أنه خاسر، فالمبدأ الأساسي لحكومة الوفاق الوطني هو أن يكون الجميع مرتاحا ولا يكون فيها خاسر ولا رابح، بل الجميع شريك بهذه الحكومة ولا أحد "كسر رأس"الآخر. فيما المؤسف أن هناك بعض الأفرقاء السياسيين الذين يريدون "كسر رأس" الفريق الآخر، وأنا ضد ذلك لأنه يعيدنا إلى حكومة وحدة وطنية على غرار ما كانت عليه حكومة العام 2010".

وردا على سؤال حول كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بشأن ربط تشكيل الحكومة بالمحكمة الدولية قال: "موضوع تشكيل الحكومة لا علاقة له بأي أمر، وهو موضوع حصص وأحزاب سياسية تريد حصصا وحقائب أكثر وتريد أن يكون لها حجما ما في مجلس الوزراء. أما بالنسبة للمحكمة الدولية، فإن موقف حزب الله منها واضح منذ زمن ولم يتغير، وبالتالي فإن هذا الكلام ليس جديدا، وبالنسبة إلي أيضا، فإن الجميع يعرف موقفي من المحكمة، فحتى حين ذهبت إلى لاهاي قلت من هناك أن ما يهمني هو أمن واستقرار البلد، لكن العدالة لا بد ستتحقق ونقطة على السطر".

ووصف الرئيس الحريري اللقاء مع الوزير ملحم رياشي أمس بالممتاز، معتبرا ردا على سؤال أنه "لا بد من تهدئة الأمور في البلد، حيث كل فريق سياسي يتمترس خلف مواقفه السياسية والإعلامية، فيما الأساس في تشكيل حكومة وفاق وطني هو الهدوء والحوار الحقيقي بين كافة الأفرقاء بعيدا عن الإعلام".

على صعيد آخر، وردا على سؤال بشأن كلام السفير السوري اليوم قال الرئيس الحريري: "نحن لم نقفل أبوابنا بوجه أحد طوال هذه السنوات السبع، بل استقبلنا كل من دخل لدينا من نازحين سوريين، وحتى من كان منوا من النظام، وفتحنا مطار بيروت لهم جميعا، لكن المؤسف أن إغلاق الأبواب يحصل من الطرف الآخر، بحيث يتم ابتزازنا بفتح معبر من هنا أو هناك، فيما نحن لم نبتز أحدا بهذا الشأن". أضاف: "هناك مبادرة روسية، وهي ليست سورية بل روسية، وقد اتصل بي الوزير جبران باسيل قبل سفره إلى روسيا وكان هناك تنسيق فيما بيننا، كذلك تحادثنا بعد عودته من روسيا وننسق مواقفنا مع الروس. لذلك علينا أن نتعاون مع الروس بمبادرتهم، وهذا واجبنا. نعم نحن نريد عودة النازحين إلى بلدهم، لكن الجميع يعلم أن أحدا من المجتمع الدولي ليس على استعداد لدفع قرش واحد لتحقيق هذه العودة". وتابع: "لماذا علينا دائما أن نتحدث في هذه المسألة وكأن هناك فريق مع عودة النازحين السوريين وفريق ضدها، كلنا مع عودتهم لكن الأهم أن نتمكن من إعادة النازحين بإرادتهم، فأي حزب من الأحزاب في لبنان لا يستطيع أن يبعد النازحين. هذا موضوع حيوي للبنان وعلينا أن نقاربه بالطريقة الصحيحة لكي نتمكن من تأمين عودة النازحين السوريين بإرادتهم وبشكل آمن وبمساعدة من المجتمع الدولي. حتى الروس لن يتمكنوا من إعادة النازحين من دون مساعدة دولية أو دفع أموال للمناطق التي سيعود إليها النازحون. هذا الموضوع يجب أن يطبخ على نار هادئة وبتعاون مع الجميع لإعادة النازحين. أما المزايدة بأن فلانا يجب أن يفتح العلاقة مع النظام السوري أو غير ذلك، فهذا ليس هو النقاش. وحتى الروس حين أتوا إلى بيروت تحدثوا عن عودة طوعية وبمشاركة مفوضية شؤون اللاجئين. نحن نرمي البلاء فيما بيننا فقط من أجل نكسب مواقف سياسية، وهذا أمر معيب، العلاقة مع النظام ليست هي المشكلة".

 

مطالب باليقظة من خروقات أمنية في عيد «الأمن العام»

بيروت: «الشرق الأوسط/28 آب/18/اعتبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن ما تشهده المنطقة من تحولات وتبدلات، يستدعي مزيدا من اليقظة والتنبه، والبقاء على الجهوزية التامة للتصدي لأي خرق استخباراتي أو أمني من أي جهة أتى، داعيا العسكريين لـ«البقاء على جبهتي التصدي للعدوين الصهيوني والتكفيري اللذين يشكل لهما لبنان نقيضا حضاريا»، ومشددا على أهمية الإرادة السياسية الوطنية والالتفاف الوطني حول المؤسسات العسكرية والأمنية كعنصرين حاسمين في أي إنجاز. وخلال احتفال المديرية العامة للأمن العام يوم أمس بعيدها الثالث والسبعين، تحدث إبراهيم عن «فرحة الانتصار والفوز»، لافتا إلى «انتصار على الإرهاب وعلى العدو الإسرائيلي، وفوز على الفساد والبيروقراطية والتبعية والمحسوبية والرشوة والواسطة لصالحِ الإدارة النظيفة والتطور التقني والإلكتروني والمهارات البشرية». ووجه إبراهيم إلى العسكريين «نشرة توجيهية» قال فيها: «لم يكن لنا أن ننتصر لولا المناقبية الرفيعة والروح القتالية العالية اللتين اندفعتم بهما لتنفيذ مهمات الأمن الاستباقي لبناء الدولة الآمنة والقوية بمكوناتها الحضارية المتنوعة، وبنظامها الجمهوري البرلماني الديمقراطي»، واعتبر أن «اكتمال النصر ما زالت دونه محطات كثيرة في ظل التصعيد الإسرائيلي المتمثل بإقرار دولة قومية دينية، تصر على جعل لبنان دائما في مرمى التصويب الصهيوني، من خلال الإعلانات المتكررة عن حرب ثالثة تستهدف وطننا، وفي ظل بقاء بؤر للإرهاب التكفيري المتطرف بكل أشكاله». وحثّ إبراهيم العسكريين على الالتزام بالقوانين والقيم الأخلاقية، وعدم تجاوز الصلاحيات أو التعسف باستعمال السلطات الممنوحة لهم، «لأن سقف مهماتنا الأمنية وإجراءاتنا الإدارية والعدلية هو القانون والصلاحيات والشفافية المطلقة».

 

عون وبري يطالبان بـ«تسريع» الحكومة... والحريري «يعرف صلاحياته»/رئيس الوزراء يريد حكومة وفاق لأنها «خشبة الخلاص للبنان»

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/28 آب/18/تابع رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون توجيه الرسائل غير المباشرة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومية، وانضم إليه في هذه الدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما كان الحريري يعلن «ثوابته في عملية التأليف»، مشيرا إلى أنه «يعرف صلاحياته ويعرف ما ينص عليه الدستور (في عملية تأليف الحكومة)» في رد غير مباشر على ما نقلته «الشرق الأوسط» عن الرئيس عون في عددها الصادر أمس لجهة وجود اجتهادات دستورية في موضوع المهلة الخاصة بتأليف الحكومة.

وقال الرئيس عون في تصريحات أدلى بها أمس، إن «التعددية الطائفية والحزبية (في لبنان) تخلق الكثير من المشكلات عند تأليف الحكومة. واليوم نحن نستمع إلى مطالب الأحزاب والطوائف، وهي مزيج من اثنين وعلينا إيجاد التوافق حولها». وأضاف: «في هذه المرحلة، إن رئيس الحكومة المكلف هو من سيشكل الحكومة، أما في المرحلة النهائية فهناك صلاحية رئيس الجمهورية بأن يطلع ويوافق كي يوقع مرسوم التشكيل. حتى الآن نحن في المرحلة الأولى، ويبدو أن رئيس الحكومة استمع إلى المطالب بما يكفي وبات عليه أن يأخذ المبادرة ويؤلف، ونحن بانتظاره». أما الرئيس بري، فقال ردا على سؤال عن كلام رئيس الجمهورية عن أن المبادرة هي عند رئيس الحكومة المكلف: «في هذا الموضوع أنا لا أقل حرصاً عن فخامة الرئيس ودولة الرئيس في الوصول إلى حكومة بأسرع وقت ممكن، لأن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر على هذا الشكل». وفي المقابل، قالت مصادر رئيس الحكومة لـ«الشرق الأوسط»، إن الحريري لن يعتذر عن تأليف الحكومة، مشددة على أنه يتعامل مع الموضوع الحكومي من خلال ثلاثة ثوابت، هي أولا إصراره على تأليف حكومة وفاق وطني لحماية البرنامج الاستثماري الذي عمل عليه بجهد وتمت الموافقة الدولية عليه في مؤتمر «سيدر»، معتبرا أنه «خشبة الخلاص للبنان». وأوضحت المصادر أن الحريري يريد حكومة مؤلفة من الكتل الست الكبرى الممثلة في البرلمان لكي لا تتحول إحداها إلى «فيتو» يستهدف المشروع. أما الثابتة الثانية، فهي أنه لن يدخل في سجال مع أي من هذه الكتل خلال عملية التأليف لأنه سيجلس معها لاحقا في الحكومة لبحث كيفية قيادة البلاد نحو الأمان، مشيرة إلى أن الحريري يرى «عقما في كيفية طرح الأمور ولن يدخل في سجالات». أما الثابتة الثالثة فهي - كما تقول المصادر - أن الحريري «يعرف ما ينص عليه الدستور في موضوع تأليف الحكومة وفي موضوع صلاحيات الرئيس المكلف، ولن يضيف أكثر». ورفضت مصادر الحريري الرد على ما قاله الرئيس عون من أن الحريري «مربك»، لكن عضو كتلة الحريري النائب محمد الحجار، قال إن «الحريري مرتاح تماما إلى مواقفه، لكنه غير مرتاح إلى الوضع الحكومي الحالي وغير مرتاح لعدم قدرته على التأليف، ولكنه مرتاح ومؤمن ومقتنع تماما بما يقوم به». وفيما غرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر»، قائلا: «حرام أن يستمر البعض في عرقلة تشكيل الحكومة، ومصالح البلاد والعباد ليس لسبب إلا لمحاولة تحجيم القوات اللبنانية»، زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرافقه نجله تيمور، رئيس مجلس النواب نبيه بري، داعيا إلى «تشكيل حكومة بشكل سريع». وطالب بالخروج من المأزق الحكومي لأن الوضع الاقتصادي لم يعد يحتمل». وقال عضو كتلة جنبلاط النيابية النائب بلال عبد الله: «الوضع ليس جيدا»، وأضاف: «هناك من عادت الأحلام تراوده، هناك من يحاول إعادة إحياء ما طويناه بعد الطائف، ويحاول النبش في الدفاتر القديمة ولا يتطلع إلى المستقبل. لهؤلاء نقول، لن تستطيعوا أبدا أن ترغمونا على التراجع عن مواقفنا وثوابتنا وانتماءاتنا وارتباطاتنا. نحن كنا وسنبقى داعمين للطائف، وكنا وسنبقى داعمين للرئيس المكلف سعد الحريري مهما حاولتم التآمر عليه، فهذا هو وفاء حزب كمال جنبلاط، هذا هو وفاء وليد جنبلاط».

 

محكمة الحريري تدخل المرحلة النهائية وتعمق الصراع اللبناني وخبراء يقرأون في تحذيرات نصر الله تهديداً بضرب الاستقرار

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/28 آب/18

تدخل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بدءاً من العاشر من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، مرحلة المحاكمة النهائية لأربعة من كوادر جهاز أمن «حزب الله»، المتهمين باغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري، والمخصصة لمرافعات المدعي العام الدولي نورمان فاريل، وممثلي المتضررين، وفريق الدفاع عن المتهمين، لتعكف بعدها على مناقشة الأدلة والقرائن، وتصدر حكمها النهائي بعد أربع سنوات على المحاكمات العلنية، في وقت استبق «حزب الله» هذا الاستحقاق المهم، بتحذير يلامس التهديد، حيث دعا أمينه العام حسن نصر الله، اللبنانيين إلى عدم الرهان على ما يصدر عن المحكمة، قائلاً «لا تلعبوا بالنار»، في إشارة إلى ردة فعل محتملة للحزب على أي إدانة تطال كوادره المتهمين بالجريمة.

وفيما تبدو المحكمة الدولية غير معنية بما يجري من جدل حولها في لبنان، تواصل عملها بشكل مستقل، وتتأهب لاستئناف عملها بعد عطلة قضائية استغرقت شهرين، وأكدت مصادر مطلعة على أجواء ما يدور في أروقة المحكمة في لاهاي، أن «المحاكمة تدخل المرحلة الفاصلة في العاشر من سبتمبر». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس المحكمة القاضي ديفيد راي «منح المدعي العام نورمان فاريل وفريقه ثلاثة أيام لتقديم مرافعته وما لديه من أدلة، ومهلة مماثلة لفريق المتضررين من الجريمة، ثم يومين لمحامي الدفاع عن كل من المتهمين الأربعة».

وتحاكم المحكمة الدولية غيابياً أربعة من مسؤولي جهاز أمن «حزب الله»، هم سليم عياش، وأسد صبرا، وحسن عنيسي وحسن مرعي، (فيما أسقطت الملاحقة عن المتهم مصطفى بدر الدين الذي قتل في سوريا)، بعد توجيه اتهامات لهم بتنفيذ جريمة اغتيال الحريري و21 آخرين بتفجير شاحنة مفخخة استهدفت موكبه في منطقة سان جورج وسط بيروت في الرابع عشر من فبراير (شباط) 2005، وقد صنف مجلس الأمن الدولي الجريمة بـ«الإرهابية» وعين لجنة تحقيق دولية، ثم أنشأ المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين.

وأوضحت المصادر المواكبة لأجواء المحكمة، أن «العالم كله يراقب ما سيقدمه المدعي العام من معطيات وأدلة مستندة إلى (داتا الاتصالات)، وتحليل العينات التي رفعت من مسرح الجريمة وإفادات الشهود، بقدر مراقبته لمرافعات فريق الدفاع وما لديه من تحليلات واستنتاجات تدحض الاتهامات». وتوقعت صدور الحكم في مهلة لا تتعدى الثلاثة أشهر من موعد ختم المحاكمة. وقالت إن «هناك طريقتين قد تعتمد إحداهما لإصدار الحكم، إما صدور حكم شفهي بالإدانة أو البراءة، على أن يليه لاحقاً القرار الخطي، وإما أن يصدر قرار خطي مرة واحدة وينشر فوراً ويسدل الستار على القضية برمتها».

ووصفت المصادر الحكم الذي سيصدر بـ«التاريخي». وقالت: «سيكون حكماً قوياً ومستنداً إلى أدلة قاطعة لا مجال للتشكيك فيها أو تسييسها»، لافتة إلى أن الحكم «إذا قضى بإدانة المتهمين، لا يمكن لفريق الدفاع الطعن به أو استئنافه إلا إذا سلم المتهمون أنفسهم للعدالة، أما إذا قضى الحكم بتبرئة المتهمين، يمكن للمدعي العام وفريق الادعاء الشخصي استئنافه، وطلب إعادة المحاكمة أمام غرفة الاستئناف من جديد».

وكان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، دعا إلى عدم ربط تأليف الحكومة بالمحكمة الدولية وما يصدر عنها، وقال: «بصراحة ووضوح المحكمة غير موجودة ‏وقراراتها لا تعنينا بتاتاً، لا تلعبوا بالنار… لا تلعبوا بالنار».

ويميز المعنيون بملف المحكمة بين الصراع السياسي القائم في لبنان، والدور القضائي الذي تتولاه المحكمة الدولية، وشدد الخبير القانوني المحامي أنطوان سعد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «تهديد نصر الله اللبنانيين بعدم اللعب بالنار، يعني أنه لا يؤمن بمنطق المؤسسات ولا بالعدالة الوطنية والدولية». ولفت إلى أن نصر الله «يحاول الضغط على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بكل الوسائل، بدءاً من ملف النازحين السوريين إلى التطبيع مع النظام السوري وصولاً إلى المحكمة الدولية»، مذكراً بأنه «لا دور مؤثرا للحريري على مسار هذه المحكمة التي أنشئت بقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة»، مؤكداً أن قراراتها ملزمة لكل الدول، وبالتالي لا يمكن التنصل من قراراتها وأحكامها».

من جهته، اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، أن «تهديدات نصر الله بشأن المحكمة ليست موجهة ضد المجتمع الدولي، بل ضد الشعب اللبناني». وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «تهديد نصر الله يطال السياسيين والإعلاميين الأحرار الذين لا يتمتعون بحماية سياسية وأمنية داخلية وخارجية». وقال: «طالما أن المحكمة لا تعني نصر الله لماذا يتكلم عنها ويحاول تسخيفها؟». ورأى أن «رسالة نصر الله واضحة ومفادها، إما أن تتخلوا عن مبدأ المحكمة الدولية، أو سيتم التلاعب بالاستقرار الأمني والسياسي»، مشيراً إلى أن حزب الله «لا يقبل أي اتهام أو حكم مثبت بالأدلة والبراهين، ولا يقوى على تحمل نتائجه، ولذلك هو يذهب إلى حد التهديد العلني والواضح بضرب الاستقرار الداخلي».

 

الرئيس السويسري يشدد من بيروت على «عودة طوعية» للنازحين السوريين

الشرق الأوسط/28 آب/18/بدأ رئيس الاتحاد السويسري ألان بيرسيه زيارة رسمية للبنان تستمرّ يومين، استهلها ظهر أمس بمحادثات أجراها مع نظيره اللبناني ميشال عون، توافقا فيها على «ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية التاريخية على مختلف الصعد وتطوير آليات التعاون بين البلدين في المجالات كافة، بما يخدم مصالحهما المشتركة». وتركّزت المحادثات بشكل أساسي على موضوع النازحين السوريين ومقاربة كل طرف لمسألة عودتهم إلى سوريا. وقد شدد بيرسيه على «توفر ظروف عودتهم الطوعية الآمنة».

وخلال محادثات مطوّلة عقدت بالقصر الجمهوري في بعبدا، جدد عون التأكيد على «موقف لبنان المتمسك بعودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلدهم»، وترحيبه بـ«المبادرة الروسية التي تصب في هذا الاتجاه». وطلب من الرئيس السويسري أن «تقف بلاده إلى جانب هذه الخطوة وعدم ربطها بالحل السياسي الذي قد يطول التوصل إليه». وقال إن «لبنان متمسّك بمبادرة السلام العربية وضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني، ومن بينها حق العودة». وأدان عون «قانون القومية الدينية الذي أقره الكنيست الإسرائيلي والذي يتناقض مع مسار التاريخ»، رافضاً أي «مساس برمزية مدينة القدس ومكانتها الإنسانية والدينية الفريدة».

بدوره، أكد الرئيس بيرسيه مواصلة بلاده «مساعدة لبنان من خلال دعم السكان المحليين وكذلك النازحين، إلى حين توفر ظروف عودتهم الطوعية الآمنة وبكرامة»، عادّاً أن «المطلوب في هذه المرحلة إظهار نوع من البراغماتية، وإيجاد حلول قابلة للتطبيق والنجاح في الجمع بين الشروط الضرورية لتأمين عودة النازحين في أفضل الظروف وعدم تجاهل التوصل إلى حل سياسي». وقال الرئيس السويسري: «نحن مقتنعون في سويسرا بأن محادثاتنا الثنائية وتبادل الأفكار المشتركة في غاية الأهمية في هذا الإطار، كما أن الدور الذي يجب على المجتمع الدولي أن يضطلع به هو أيضا مهم». ورأى أنه «من الواجب أن يكون هناك نقاش حول المبادرة الروسية المتعلقة بعودة النازحين، والمكان الوحيد الذي يجب أن يجرى فيه هذا النقاش هو داخل المؤسسات الدولية». وعن مبادرة عون الداعية إلى جعل لبنان مركزا لحوار الأديان والحضارات، أكد بيرسيه «جهوزية سويسرا لتعميق البحث بشأنها مع لبنان ولدينا مصلحة للقيام بذلك»، مشيرا إلى «التوافق مع الرئيس عون على تعميق المباحثات حولها على المستوى الثنائي، ومن ثم نرى ما المبادرات التي يمكن أن ندعمها في هذا الاتجاه على الصعيد متعدد الأطراف». ومن بعبدا، انتقل بيرسيه إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجرى بحث العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين، وتناول التطورات في لبنان والمنطقة وموضوع النازحين السوريين. وكشف بري بعد اللقاء أنه «جرى نقاش بمنتهى الجدية حول العلاقات اللبنانية - السويسرية، واستعرضنا الكثير من التاريخ والأمور المتلائمة بين لبنان وسويسرا منذ عام 1983 حتى اليوم». وقال: «كانت هناك مواقف حول موضوع النازحين وضرورة أن يكون التعاطي بهذا الموضوع من قبل لبنان، لأنه يخفف أعباء كثيرة عنه عدا عن العلاقات السويّة المفروض أن تكون دائماً بيننا وبين السوريين»، مشيراً إلى «وجود نقاش حول عدة مواضيع منها ما يتعلق بالعلاقات البرلمانية بين البلدين». أضاف بري «أعتقد أن 95 في المائة إن لم يكن أكثر من السوريين الموجودين في لبنان باتت مناطقهم محررة، ومع ذلك نحن لا نلزم أحدا (بالعودة) لكن علينا أن نتساعد نحن والدولة السورية على العودة».

 

جريصاتي للتحقيق حول «صفقات مشبوهة» في مطار بيروت

الشرق الأوسط/28 آب/18/طلب وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي السلطات المعنية التحقيق في صفقات وصفها بـ«المشبوهة» تحصل في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت. ووجه جريصاتي كتابا إلى النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، طلب فيه «تحريك دعوى الحق العام في صفقات مشبوهة تحصل في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، قد تتوفر فيها عناصر الجرائم الواقعة على الإدارة العامة (الرشوة واختلاس الأموال العامة والغش في أموال الدولة)». وأشار جريصاتي في كتابه، إلى إحدى هذه الصفقات التي قال إنها تتعلق بالآلات الكاشفة على البضائع في المطار.

 

حزب «الكتائب» يمدد «المهادنة السياسية» مع مختلف القوى

الشرق الأوسط/28 آب/18/رغم أن البيان الأخير للمكتب السياسي لحزب «الكتائب اللبنانية» انتقد «تمادي» القوى السياسية في «تناتش» الحصص والمكاسب وتقاسم النفوذ، معتبراً أنها حوّلت مهمة تشكيل الحكومة «بازاراً»، إلا أن سقف الخطاب السياسي الذي يعتمده الحزب الذي خرج «خاسراً» من الانتخابات النيابية الأخيرة بعد تقلص كتلته النيابية من 5 إلى 3 نواب، يبقى منخفضاً كثيراً مقارنة بالسقف الذي كان قد حدده رئيس الحزب النائب سامي الجميل قبل الانتخابات، والذي لم يتوان عن التصويب على أداء القوى الحاكمة عند كل منعطف سياسي، بعدما كان يتمترس وحيداً في صفوف المعارضة. ويعتمد «الكتائب» منذ شهر مايو (أيار) الماضي سياسة «مهادنة» بالتعاطي مع مختلف القوى والفرقاء، حتى أنه أعاد فتح خطوط تواصل مع أحزاب، اعتقد البعض أنه كسر الجرة معها، أبرزها «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، وإن كان عضو المكتب السياسي في الحزب سيرج داغر، يؤكد أن ذلك لا يعني التحالف معها، أو الوصول إلى تفاهمات متقدمة يُمكن البناء عليها. ويشير داغر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن قيادة «الكتائب» ارتأت في الفترة الماضية «المهادنة وانتظار تغيير في الأداء السياسي، وهو ما وعدنا به رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على حد سواء، ومن هنا كان قرارنا بعد الانتخابات بإعطاء فرصة بغض النظر إذا ارتأينا في نهاية المطاف الاستمرار في صفوف المعارضة أو الانضمام إلى صفوف السلطة»، مضيفاً: «قرارنا هذا اتخذناه لاقتناعنا بأن وضع البلد دقيق جداً وخطير، سواءً على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي، أو من حيث تداعيات ملف النازحين، لكننا للأسف نلمس يوماً بعد يوم، عدم جدية في التعامل مع الملفات في ظل انصراف المسؤولين والقوى السياسية على تناتش الحصص بموضوع تشكيل الحكومة، وفي ظل الفوضى العارمة، سواء في ملف الكهرباء أو المطار أو أزمة الإسكان». ويعتبر داغر أن المؤشرات الحالية تجعل «الكتائب» أقرب إلى صفوف المعارضة منه إلى أي صفوف أخرى.

ويرفض المسؤولون «الكتائبيون» الحديث عن «نفضة» شهدها الحزب بعد الانتخابات النيابية، وإن كان تعيين أمين عام جديد في شهر يونيو (حزيران) الماضي، هو نزار نجاريان، بديلاً عن رفيق غانم الذي انتقل ليحل مكان الوزير السابق سجعان قزي في منصب النائب الثالث لرئيس الحزب، بدا وكأنه سيكون بوابة لتغييرات بالجملة. وفي هذا الإطار، ينفي مصدر «كتائبي» مسؤول أن يكون الحزب قد شهد «نفضة داخلية»، خصوصاً أن النتائج التي كنا نتوقعها من الانتخابات لم تكن بعيدة عن تلك التي حصدناها، لافتاً إلى أنه «في الأشهر الـ3 الماضية تمت إعادة تقييم النتائج وقراءتها بدقة لتحديد نقاط القوة والضعف، ووضع خطط للمرحلة الجديدة، كما أن ذلك ترافق مع ورش عمل للغاية نفسها». وينكب «الكتائبيون» على الإعداد للمؤتمر الحزبي العام الذي يُعقد في شهر مايو (أيار) المقبل الذي سيتم خلاله القيام بتعديلات على مستوى المواقع والمناصب الحزبية، كما يؤكد المصدر، لافتاً إلى أنه من غير المستبعد أن تسبق المؤتمر تغييرات في إطار الاستعداد الصحيح له. وأضاف: «يُخطئ تماماً من يحمل مسؤولية نتائج الانتخابات لمسؤولين حزبيين معينين، باعتبار أن النتائج هي حصيلة مسار عام يسلكه البلد منذ سير معظم القوى السياسية بالتسوية الرئاسية التي أدت لوصول العماد ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية»، لافتاً إلى أنهم منذ حينها قسموا الحصص والمناصب على بعضهم البعض، ووضعوا قانون انتخاب على قياسهم، وهو ما تكشف بعد إسدال الستار عن مضمون (اتفاق معراب)». ويشير المصدر إلى أن قيادة «الكتائب» لا تزال في المرحلة الراهنة «تنتظر على أي بر سترسو القوى الحاكمة، لتتخذ عندها قراراً نهائياً بخصوص موقع الحزب في الفترة المقبلة، علماً بأن المعطيات ترجح استمرارنا في موقعنا نتيجة مباشرة لاستمرارهم في موقعهم، متمسكين بأدائهم نفسه الذي تطبعه الصفقات التي تمس بعمقٍ روح الدستور ونظامنا الديمقراطي الذي تم استبداله باتفاقات يتم على إثرها توزيع الحصص والمناصب في إطار عملية إقصاء لكل القوى التي لا تشاركهم نظرتهم لكيفية إدارة البلد وشؤون المواطنين بعيداً عن المصالح الحزبية والفئوية».

 

الاتحاد الأوروبي يطالب لبنان بعدم المس بموازنة اليونيفيل

الشرق الأوسط/28 آب/18/تلقى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، رسالة من الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، عبّرت فيها عن موقف الاتحاد الأوروبي الحاسم بعدم المس بتعداد وبموازنة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل». وقال بيان صادر عن الخارجية، بعد ظهر أمس الاثنين، إن باسيل تلقى رسالة من موغيريني «ردا على رسالته بشأن التمديد لقوات اليونيفيل». وأضاف البيان أن هذه الرسالة تعبّر «عن موقف الاتحاد الأوروبي الحاسم بعدم المس بولاية وعداد وموازنة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان».

وأكدت موغيريني، بحسب البيان، «على أهمية دور اليونيفيل في الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان وضرورة عدم تخفيض موازنتها، كما أكدت على أن الاتحاد الأوروبي يلتزم دعم هذه القوات لا سيما القوة البحرية، وأثنت على دور الجيش اللبناني الأساسي في حماية لبنان».

وتابع البيان بأن موغيريني ذكرت «بنسبة مشاركة دول الاتحاد الأوروبي في قوات اليونيفيل التي تتخطى الـ35 في المائة من عديدها تتوزع على 14 دولة، كما أنها من المساهمين الأساسيين في موازنتها». يذكر أن اليونيفيل تتألف حالياً من أكثر من 10 آلاف و500 جندي من 42 دولة، بما في ذلك قوة اليونيفيل البحرية التي تضم ست سفن، وهي القوة البحرية الوحيدة في عمليات حفظ السلام، إلى جانب نحو 800 موظف مدني محلي ودولي. وتحافظ البعثة على مستوى مكثف من الأنشطة العملياتية التي تبلغ نحو 13 ألفا و500 نشاط شهري، ليلاً ونهاراً، في منطقة العمليات.

 

«يازا» تناشد عون حماية الناس على الطرقات

الشرق الأوسط/28 آب/18/ناشد زياد عقل رئيس جمعية «يازا» للوقاية من حوادث السير رئيس الجمهورية ميشال عون العمل على حماية الناس على طرقات لبنان، وذلك بعد الإعلان أمس عن وفاة أربعة شبان في منطقة عكار، شمال لبنان، نتيجة حادث سير. وكان عدد ضحايا حوادث السير في لبنان قد وصل منذ بداية العام الحالي 2018 حتى مطلع شهر أغسطس (آب) الحالي، إلى 115 قتيلاً و729 جريحاً، بحسب غرفة «التحكم المروري» التابعة لمديرية السير في وزارة الداخلية اللبنانية. وتوجّه عقل إلى الرئيس عون، في تغريدة له على «تويتر» قائلا: «جوزيف نادر، وجهاد ضاهر، ورونالد ملكي وغيرهم، التحقوا اليوم بقافلة الموت على طرقات لبنان من جراء حادث مأساوي في عكار إضافة إلى وقوع العشرات من الإصابات البليغة يوميا. نداء من (يازا) إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمطالبة وزارتي الداخلية والأشغال العامة التحرك لحماية الناس على الطرقات، بعدما أصبح وضعنا سيئاً جداً في مجال السلامة المرورية نتيجة التقصير الفادح في تطبيق قانون السير وفي صيانة الطرق».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الدكتور وليد فارس : رواية حزب الله كاذبة

/28 آب/18/أكد فارس لمحطة الحدث أنه تدعي بعض وسائل الاعلام وجريدة الاخبار المرتبطة بحزب الله رواية زائفة بأن "المخابرات الامريكية زارت دمشق لتقديم تراجع من سوريا مقابل منح شركات النفط الامريكية تنازلات." وزعمت أن "الوفد طار على متن رحلة طيران الإمارات".

من الواضح أن التقرير بأكمله هو "أخبار مزيفة" من الأرجح أن حزب الله قد اختلق هذا التقرير من أجل طمأنة الرأي العام بأن محور الأسد-حزب الله-إيران قوي وأن الولايات المتحدة "تتوسل للانسحاب". الدعاية النفسية على الرأي العام "

 

"الأخبار" اللبنانية: لقاء أمني أميركي-سوري عقد في دمشق قبل شهرين

مونت كارلو الدولية/28 آب/18/أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من "حزب الله"، في عددها الصادر الثلاثاء 28 آب/أغسطس 2018 أن لقاءً أمنياً رفيع المستوى عقد قبل شهرين في دمشق بين ضباط أميركيين وسوريين.

وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها مع دمشق في أولى سنوات النزاع المستمر منذ 2011، وتُعد أحد أبرز داعمي المعارضة السورية كما تدعم عسكرياً المقاتلين الأكراد ضمن التحالف الدولي الذي تقوده لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية". وتُعد مناطق سيطرة الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا والغنية بحقول النفط والغاز منطقة نفوذ أميركي. ووجهت الولايات المتحدة بقرار رئاسي في العامين 2017 و2018 ضربات صاروخية ضد مواقع عسكرية سورية رداً على هجمات كيميائية اتهمت دمشق بتنفيذها في مناطق سيطرة المعارضة. وأفادت صحيفة الأخبار أنه في الأسبوع الأخير من حزيران/يونيو، وصل "وفد ضمّ ضباطاً من وكالات استخبارية وأمنية أميركية عدة" على رأسه ضابط رفيع المستوى إلى دمشق على متن طائرة إماراتية خاصة، قبل أن يتوجه للقاء رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك في منطقة المزة. وكتبت الصحيفة، "كان مملوك في استقبال الوفد الأميركي الزائر وإلى جانبه رئيس الإدارة العامة للمخابرات العامة اللواء ديب زيتون ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء موفق أسعد. واستمر اللقاء بين الجانبين أربع ساعات". ونقلت الصحيفة "بحسب معلومات" قالت إنها حصلت عليها، أن الوفد الأميركي قدم عرضاً يتضمن سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا مقابل ثلاثة مطالب: انسحاب المقاتلين الإيرانيين من الجنوب السوري، ضمانات "لحصول الشركات الأميركية على حصة من قطاع النفط في شرق سوريا"، وتزويد الجانب الأميركي بالمعلومات الكاملة حول المجموعات "الإرهابية" في سوريا وخصوصاً المقاتلين الأجانب والقادرين منهم على "العودة إلى الدول الغربية". ومع تأكيد الجانب السوري على "متانة" العلاقة مع طهران، قال مملوك، وفق الصحيفة، إن قضية مشاركة الشركات الأميركية في قطاع النفط يمكن تركها إلى مرحلة إعادة الاعمار "وعندها يمكن لشركات أميركية أن تدخل إلى قطاع الطاقة السوري عبر شركات غربية أو روسية. ونحن نعتبر هذا بادرة حسن نية رداً على زيارتكم هذه". وفي قضية المعلومات حول المقاتلين الأجانب، قال الجانب السوري إن دمشق "لن تقدم أي تعاون أو تنسيق أمني (...) قبل الوصول إلى استقرار في العلاقات السياسية بين البلدين".وانتهى اللقاء بـ"الاتفاق على إبقاء التواصل قائماً عبر القناة الروسية - الإماراتية".

 

دمشق تشرّع الوجود الإيراني باتفاق

باريس، موسكو، بيروت - رندة تقي الدين، سامر إلياس، «الحياة»/ 28 أغسطس 2018

كررت موسكو التحذير من ضربة غربية ضد النظام السوري، وقالت إنها رصدت مؤشرات إلى ذلك، بينها استعدادات عسكرية أميركية في البحر المتوسط، في وقت أُفيد بأن دمشق أخلت مطاراتها في حلب تحسباً لضربة من التحالف الدولي، بعد تحذير روسي. في الوقت نفسه، وقّعت إيران اتفاقاً دفاعياً مع النظام السوري يؤمن غطاء شرعياً لوجودها، في حين شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة الحل السياسي، رافضاً عودة الوضع إلى سابق عهده في سورية. ومع استمرار المخاوف من هجوم للنظام السوري على إدلب، أكد مصدر بارز في المعارضة أن تركيا طلبت مهلة لـ «تواصل جهودها من أجل إنهاء ملف الهيئة (هيئة النصرة)»، مشيراً إلى تقدم بطيء في ظل صعوبات كبيرة تعترض هذه الجهود لإقناع التيارات المتشددة في الهيئة بفك ارتباطها مع القاعدة وحل نفسها». وفي حين أكدت تركيا أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيزور إيران رسمياً في 7 أيلول (سبتمبر) المقبل، أعلن الكرملين أنه «يجري التحضير لقمة ثلاثية قد تعقد في طهران. يجري الإعداد لهذا، ونحن سنعلن عند الانتهاء من الاتفاق كل التفاصيل عبر القنوات الديبلوماسية». وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا في العالم، إن ساحة عمل فرنسا الأخرى في مكافحة الإرهاب هي سورية «حيث الوضع بالغ الخطورة ومقلق»، معتبراً أن الحل لهذا الوضع المأسوي «سياسي». وبعد أن عدّد مساهمات باريس في تقريب الحل، قال: «نحن أمام الأشهر الأخيرة للأزمة السورية مع تحدٍ إنساني كبير، ونحن على مفترق طرق من أجل إطلاق هذا الحل الذي ينبغي أن يضم الجميع».

وتابع: «سياستنا بالنسبة إلى الأزمة السورية واضحة، من جهة مكافحة داعش الذي يهدد أمن أوروبا، ودعم السكان المدنيين وتأييد خريطة طريق سياسية جامعة، وأوكلت مهمة التنسيق مع كل الوزارات المعنية للسفير فرانسوا سينيمو، فالوضع اليوم خطير جداً». وحضّ روسيا وتركيا على الضغط على الحكومة السورية التي «تهدد بخلق مأساة إنسانية جديدة في إدلب، وترفض الحوار من أجل انتقال سياسي». وجدد استعداد باريس لشن ضربات جديدة على سورية في حال استخدمت الحكومة السلاح الكيماوي. وأوضح موقفه من بقاء الرئيش بشار الأسد بالقول: «أنا لم أجعل من رحيل الأسد شرطاً مسبقاً لعملنا الديبلوماسي والإنساني، لكن بقاءه في السلطة سيكون خطأ فادحاً»، مؤكداً أن «الشعب السوري هو من سيقرر من سيحكمه». وجدد التأكيد أن «الشرط لوحدة سورية وأمنها وإنهاء الإرهاب الإسلامي يمر عبر حل سياسي يضم الجميع، ويمر عبر إصلاح دستوري، ووضع مسار انتخابي يشمل جميع السوريين، بمن فيهم الذين فروا من الأسد».

وفي موسكو، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف أن الولايات المتحدة تواصل تعزيز المدمرة الأميركية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن ذلك مرتبط بالتحضير لاستفزازات باستخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب. وقال إن «مدمرة روس الأميركية التي تحمل على متنها 28 صاروخاً من طراز (توماهوك)، دخلت في 25 من الشهر الجاري إلى البحر المتوسط، وبواسطتها يمكن توجيه ضربات في كل المناطق السورية». وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان آخر أن «مدمرة ساليفانز الأميركية التي تحمل على متنها 56 صاروخاً مجنحاً دخلت مياه الخليج سابقاً، بالإضافة إلى نقل قاذفة بي-1 بي الإستراتيجية الأميركية التي تحمل 24 من صواريخ جاسم المجنحة من نوع جو - أرض إلى قاعدة «العديد» في قطر. ونفى مدير «الخوذ البيض» رائد الصالح الاتهامات الروسية، وحض المجتمع الدولي على «حماية إدلب من ضربة عسكرية أو هجوم كيماوي قد ينفذه النظام على غرار ما جرى في خان شيخون والغوطة الشرقية».

على صلة، بدأ النظام السوري بإخلاء مطاراته في حلب (شمال سورية)، وفق مصادر «خاصة» في المدينة قالت لموقع «بونت بوست» الإخباري إن تلك التحركات جاءت بعد توصيات استخباراتية روسية تفيد بأن قوات غربية ستقصف المطارات قريباً، ما أدى إلى توزيع الطائرات على مطارات قريبة من مناطق النفوذ الروسي. وأشارت مواقع معارضة إلى أن النظام نقل عدداً من الطائرات والمروحيات من مطار إدلب تحسباً لضربات جوية من الولايات المتحدة وحلفائها. من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وزير دفاع السوري ونظيره الإيراني وقعا على اتفاق للتعاون العسكري والدفاعي. ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية عن وزير الدفاع أمير حاتمي قوله إن الاتفاق يهدف إلى «تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سورية التي تعتبر الضامن الأساسي لاستمرار السلام والحفاظ عليه». وشدد على أن الاتفاق يسمح بمواصلة «الوجود والمشاركة» الإيرانية في سورية. ورأى الناطق باسم هيئة التفاوض السورية المعارضة يحيى العريضي أن «إيران تسارع إلى مظلة عبر التأكيد على أنها موجودة في سورية بدعوة شرعية، حالها حال روسيا». وقال في اتصال أجرته معه «الحياة»، إن توقيع الاتفاق «يأتي في ظل توجه دولي لمواصلة خفض التصعيد تؤيده حليفة إيران المفترضة روسيا»، مشيرا إلى أن " روسيا مربكة في شأن الوجود اللإيراني فمن ناحية هي لا تمانع من أخراج إيران لكنها تحتاجها ميدانيا، ومن ناحية تريد تلبية المطالب الأميركية والإسرائيلية بخروج إيران وفي ذات الوقت ترغب باتتزازهما، ومن المؤكد أن وجود إيران هي العائق الأكبر أمام إعلان بوتين النصر في سورية".

 

إسرائيل تشتري صواريخ قادرة على إصابة أي بقعة في الشرق الأوسط!.

راي اليوم/28 آب/18/في أول صفقة بعد إنشاء قوة الصواريخ أرض-أرض داخل الجيش الإسرائيلي، عقدت تل أبيب صفقة لاقتناء صواريخ متطورة عالية الدقة لتعزيز قدراتها القتالية. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم عن توقيعه عقدا بقيمة مئات ملايين الشواكل مع شركة “مصنع الجيش الإسرائيلي” بشأن شراء صواريخ عالية الدقة مزودة بالتكنولوجيا الحديثة. وقال ليبرمان إن من شأن هذه الصواريخ استهداف أي مكان في الشرق الأوسط، حسب ما نقلت عنه صحيفة “هآرتس” العبرية. من جانبها، كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن بعض أنواع الصواريخ التي تقتنيها القوات المسلحة، مضيفة أن دائرة استهداف هذه الصواريخ تبلغ ما بين 30 و150 كلم، حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” واسعة الانتشار. وبين هذه الأسلحة، نسخة محسنة من منظومة ACCULAR الصاروخية القادرة على إطلاق 18 مقذوفة في الدقيقة الواحدة.

 

هل تشنّ واشنطن ضربة جديدة ضدّ دمشق؟

الجمهورية/28 آب/18/ثمة خطوات تتسارع منذ ايام وفرضت نفسها في صدارة مشهد المنطقة، وتتقدمها التحضيرات العسكرية لضربة اميركية جديدة في سوريا بالشراكة مع بريطانيا وفرنسا. واللافت للانتباه فيها هو ما يحكى عن ضخامتها، وكذلك تزامنها مع الحديث المتزايد عن عملية عسكرية كبيرة في إدلب بشراكة بين الروس والسوريين والايرانيين وحلفائهم. وفي ظل الصمت الاميركي الملحوظ حيال هذه التحضيرات، كشفت وزارة الدفاع الروسية، امس، أنها رصدت تعزيزات تقوم بها واشنطن لقواتها في الشرق الأوسط استعداداً لِما تخشى موسكو من أن تكون ضربة محتملة توجّهها لقوات النظام السوري. واشار بيان وزارة الدفاع الروسية الى «أنّ المدمّرة الأميركية «روس» المسلحة بصواريخ موجّهة دخلت البحر المتوسط في 25 آب، وهي مزودة بما قدْرُه 28 صاروخاً من طراز «توماهوك» قادرة على ضرب أي هدف في سوريا.ويأتي وصول هذه المدمّرة في أعقاب ما أعلنه الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع عن وصول المدمّرة «يو إس إس سوليفان» التابعة للبحرية الأميركية المزوّدة بـ56 صاروخ كروز الى الخليج، فيما تستعد قاذفات القنابل الاستراتيجية «بي 1 بي» للتحرّك من القاعدة الأميركية في قطر لضرب أهداف في سوريا. وقال مصدر ديبلوماسي روسي لـ«الجمهورية»: انّ موسكو تنظر بقلق بالغ الى ما يحضّر له الاميركيون تجاه سوريا، وهي تملك معلومات اكيدة عن محاولة اميركية بالشراكة مع جهات غربية (ملمّحاً الى بريطانيا بالدرجة الاولى وكذلك الى فرنسا) لافتعال ذريعة لضربة عسكرية على خلفية هجوم كيميائي في إدلب. ومعلوماتنا الاكيدة انه تم إرسال مواد كيميائية الى الارهابيين. واشار المصدر الى انّ هذه الضربة تهدف الى نسف كل الجهود الرامية الى إيجاد تسوية للأزمة السورية. وعمّا اذا كانت لهذه الضربة تأثيرات جذرية في الميدان السوري، لفت الى انّ تزامن هذه التطورات مع الجهود الرامية الى إنهاء الارهاب وخصوصاً في ادلب، لن يؤثر ابداً على مجريات الامور، والارهابيون سيخرجون حتماً من ادلب، ولن يكون ذلك بعد وقت طويل.

 

واشنطن تؤكد أنها ستحاسب طهران على تصرفاتها بالمنطقة/ماتيس: ندعم السعودية في الدفاع عن نفسها باليمن

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/28 آب/18/أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن الولايات المتحدة حذرت إيران وستحاسبها على تصرفاتها في المنطقة. وقال ماتيس في مؤتمر صحافي اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده «تدعم السعودية في الدفاع عن نفسها في اليمن»، مبيناً أن «واشنطن تهدف لخفض الخسائر المدنية إلى الحد الأدنى ونقل صراع اليمن إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في أقرب وقت». وأضاف: «أجرينا اتصالات فعّالة مؤخراً مع روسيا بشأن الأسلحة الكيمياوية في سوريا، ونهدف إلى اختيار الشعب لحكومة لا يقودها الأسد». واعتبر وزير الدفاع الأميركي أن قرار تركيا الحصول على أنظمة روسية مضادة للطائرات ومضادة للصواريخ «يقلق» أميركا. ونوّه أن الولايات المتحدة ستنهي تعليق المناورات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية والذي جاء كبادرة «حسن نية» عقب القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية جيم جونغ أون. من جانبها، شددت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي على أنه «يجب وقف دعم إيران للحوثيين وإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن». وأفادت بأن «إيران تقف خلف استخدام الأبرياء كدروع بشرية في اليمن ولبنان»، مردفة: «الاتفاق النووي لا يمكن أن يكون جيداً لأحد سوى لطهران». ودعت المندوبة الأميركية روسيا والأسد لتحمل مسؤولية إعمار سوريا. وأشارت إلى أن انتقاد الحكومة الفلسطينية لواشنطن أحد أسباب وقف تمويل الأونروا، متابعة بالقول: «مساعدتنا للفلسطينيين تكون عبر الوصول إلى اتفاق سلام».

 

أخطر حرب صادمة يشنها ترامب على ايران بتنسيق اسرائيلي خليجي هدف آخر : تحويل انتباه الاميركيين عن عزله واسقاطه وحزب الله لن يسكت

 الديار/28 آب/18/يبدو ان الفريق الذي يحيط بالرئيس الأميركي ترامب مثل بولتون مستشاره للامن القومي وصهره كوشنير ‏الأميركي الإسرائيلي وعدد آخر مع منظمة آيباك الصهيونية قدموا للرئيس الأميركي حلاً هو شنّ الولايات المتحدة ‏حرباً على إيران هو السبيل لتقديم خطوة عسكرية للشعب الاميركي وسط حملة اعلام أميركية إسرائيلية مدعومة ‏خليجياً لإخراج ترامب من مأزقه وعدم السير بخطوات نحو عزله او اضعاف سلطته في البيت الأبيض في ‏السنتين الباقيتين له في الرئاسة وإلغاء أي احتمال لإعادة انتخابه لولاية ثانية وفق صحف أميركية وعلى رأسها ‏واشنطن بوست ان السبب الكبير "الهدية" الذي يمكن ان يوجه انتباه الاميركيين الى مكان آخر ينسون فيه ‏الاتهامات ضد الرئيس الأميركي ترامب هو حرب مع ايران لذلك قام الرئيس ترامب بالتحضير لإصدار اخطر ‏قرار ضد إيران في مطلع تشرين الثاني القادم وهو فرض عقوبة قاسية جداً على كل شركة تملك ناقلات نفط من ‏ان تستمر في نقل النفط الإيراني من مصافي ايران النفطية الى الخارج لتصديرها ذلك ان الرئيس ترامب والإدارة ‏الأميركية رأوا انه رغم فرض العقوبات على الصين والهند ودول أخرى فإن ايران استمرت في تصدير النفط الى ‏هذه الدول وغيرها واستطاعت الحصول على عملات اجنبية وعندها قدم الفريق الذي ذكرناه حول الرئيس ترامب ‏توصية بفرض عقوبات على الشركات التي تنقل النفط الإيراني وهي شركات هولندية وأوروبية وصينية ومن ‏كوريا الجنوبية وان كل شركة نقل نفط ستقوم بتقديم ناقلات نفط الى ايران لتصدير نفطها من مرافئ ايران الى ‏العالم سيتم تجميد أصولها في الولايات المتحدة ومنعها من الوصول الى المرافئ الأميركية كما ان كل دولة تستقبل ‏أي شركة تنقل النفط الإيراني سيفرض الرئيس ترامب عقوبات على الدول التي تستقبل ناقلات نفط هذه الشركة ‏ولذلك فإن الشركات بين نقل النفط الإيراني الذي انخفض بنسبة هامة وبين مصالحها مع الولايات المتحدة ومرافئ ‏دول العالم التي ستنال عقوبات من الدول المتحدة سيقطع كلياً تصدير ايران للنفط وهذا يعني اختناق ايران في اهم ‏مادة تصدرها وهي النفط والغاز بعد منع ناقلات النفط والغاز من حمل المواد الإيرانية من نفط وغاز وتصديرها ‏الى دول العالم. وهكذا اقتنع ترامب بأن ذلك سيجر الى حرب مع إيران ومع حملة إعلامية ضد ايران إضافة الى وصفها من قبل ‏اللوبي الصهيوني في الصحف الأميركية ان ايران دولة إرهابية فان الرأي العام الأميركي سينسى التهم وإرتكابات ‏الرئيس الأميركي ترامب لأن ايران أعلنت انه اذا تم منع ايران من تصدير نفطها والغاز فإنها لن تسمح لأي دولة ‏من دول الخليج بتصدير نفطها والغاز عبر ناقلات تمر من الخليج وباب المندب ومضيق هرمز .

ايران اعتبرت قطع نقل النفط ومنع ناقلات النفط من النقل والإبحار من مرافئ إيرانية ثم منعها نهائيا الان من نقل ‏النفط الإيراني هي حرب قاتلة على ايران قد تؤدي الى انهيار الاقتصاد الإيراني بنسبة 40‏%.

‎ ‎‎‎كيف سترد إيران على هذه الحرب القاتلة

‎ ‎وفق تصريح قائد البحرية الإيرانية التابعة للحرس الثوري ووفق قيادة الجيش الإيراني فإنها سترد على الولايات ‏المتحدة بمنع تصدير النفط من الخليج وضرب ناقلات النفط التي تمر بمضيق البحر الأحمر ما بين البحر المتوسط ‏والمحيط الهادي وبالتالي خلق اكبر ازمة بسعر النفط والغاز في العالم سيؤدي الى ارتفاع سعر النفط وتصاب ‏أوروبا بخسارة مالية كبرى إضافة الى الهند وباكستان والصين وماليزيا واندونيسيا والفليبين وكذلك الولايات ‏المتحدة وكندا على رأس القائمة حيث سترتفع أسعار الوقود خاصة النفط والغاز عالمياً اذا استطاعت ايران منع ‏نقل النفط من الدول التي تنتج النفط وتصدره واهمها في الخليج ولم يعد امام ايران الا ضرب ناقلات النفط والغاز ‏عندما يتم خنقها بمنع ناقلات النفط تصدير نفطها الذي سيؤدي الى انهيار اقتصادي في ايران بنسبة 40% فترامب ‏يذهب بخطة أميركية وتنسيق إسرائيلي ودعم خليجي نحو ضرب ايران وفي ذات الوقت يعتبر مع فريقه ضرب ‏عصفورين بحجر واحد وانقاذ نفسه من ورطة الارتكابات وملاحقة المحقق مولر له وآخرها اعتراف محاميه ‏مايكل كوهين ان ترامب امره بصرف مبالغ مالية على عارضات أجساد يعملن في مجلة "بلاي بوي" للسكوت ‏وعدم اعلان العلاقة الجنسية بين ترامب وبينهما وهو ما اعتبره المحقق مولر انه صرف من أموال الحملة ‏الانتخابية بوجه غير شرعي وهي مخالفة جنائية ثم اعلان اول امس عن ان ترامب هو اب لولد غير شرعي من ‏خادمته بعدما مارس الجنس معها.

‎ ‎اصبح صيت الرئيس الأميركي ترامب سيئاً للغاية امام الرأي العام الأميركي وان لم تتم دعوته للتحقيق، لأنه ‏دستوريا يحظى بحصانة، ووصل ترامب الى قرار لم يستطع اتخاذه بعزل المحقق مولر لأن صحيفة نيويورك ‏تايمز قالت ان المحقق مولر يكون قد اثبت على نفسه انه المرتكب ثم ان النواب الجمهوريين في الكونغرس وهم ‏أكثرية سكتوا ولم يدافعوا عن الرئيس ترامب اما الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ لم تدافع عن ترامب باستثناء ‏نائب عن الحزب الجمهوري دافع بحياء عن الرئيس ترامب ، محطة بي بي سي اجرت مقابلة مع ثلاثة محللين في ‏واشنطن، صحيح ان ايران دولة إرهابية بنظرنا ونظر الولايات المتحدة لكن الرئيس الأميركي ترامب بات يسعى ‏للحرب مع ايران للتغطية على مخالفاته وحتى مخالفة القوانين الأميركية وهو امر غير مقبول من رئيس الولايات ‏المتحدة ولذلك يجب مساءلته من قبل الكونغرس فور اجراء الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي اذا فاز ‏الديمقراطيون بالأكثرية ام لم يفوزوا بإمكان عشرة نواب من الديمقراطيين طلب مساءلة الرئيس الأميركي امام ‏الكونغرس وقالوا ان الحرب مع ايران ليست مستحبة وان العقوبات على ايران كافية وان منع نقل النفط الإيراني ‏عبر منع ناقلات النفط الدولية سيؤدي إلى خنق ايران ويمكن ان تحصل فوضى تطيح بكل عناصر السلام من ‏باكستان الى أفغانستان الى اندونيسيا الى كازاخستان ودول آسيا والى الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط كما ‏ان العراق سينفجر بشكل كبير وليس من مصلحة الولايات المتحدة حصول هذه الحرب على ايران وهذه العقوبة ‏الكبرى بمنع ناقلات النفط من تصدير النفط الإيراني وان ترامب يحاول بشكل واضح اللجوء للحرب على ايران ‏لتغطية ارتكاباته وسحب الانتباه الأميركي من التركيز على سمعة ترامب وصيته السيء، ومخالفته للقوانين ‏الأميركية بتوجيه الانتباه نحو الحرب مع ايران.

‎ ‎‎ ‎انعكاسات الحرب وقرار ترامب

‎ ‎إن أي حرب ستشنها الولايات المتحدة على إيران ستوجه الأنظار الى موقف حزب الله الذي يعتبر ايران الحليف ‏الأول له وفي ذات الوقت يعتبر ايران الدولة المقاومة الأولى ضد اميركا والصهيونية ودول خليجية تشكل خطراً ‏على وجود حزب الله فهل يلتزم حزب الله الصمت او عدم الحركة ام يشعل حرباً في ذات الوقت ضد إسرائيل وهو ‏يملك القوة بالنسبة للعنصر البشري إضافة الى امتلاكه عشرات آلاف الصواريخ من طراز كورنيت الحديثة أي ‏‏"كورنيت اس" ضد كل المدرعات بكل أنواعها كما يملك اكثر من 100 ألف صاروخ قصير المدى وبعيد المدى ‏ويستطيع ضرب الصواريخ على مدى مساحة فلسطين المحتلة أي إسرائيل وبالتالي فإن اميركا ستكون بين حرب ‏على ايران وحرب بين حزب الله على إسرائيل وبالتالي المنطقة ستشتعل والاغلبية الشيعية في العراق ستتحرك ‏في كل اتجاه لدعم حزب الله في سوريا ولبنان حيث ان السلاح الصاروخي لحزب الله قد لا يكون محصوراً في ‏الأراضي اللبنانية وقد ينطلق من الحدود السورية العراقية ومن مناطق أخرى الى وجوده على الأراضي اللبنانية ‏ويضرب اسرائيل. كذلك فإن إسرائيل وفق الدراسات العسكرية ما زالت تدرس كيف سقطت كل الاستراتيجية العسكرية لدى الجيش ‏الإسرائيلي عبر تنسيق النيران بين الغارات الجوية والمدفعية وتقدم الدبابات وناقلات الجند المدرعة والتنسيق مع ‏الوية النخبة مثل لواء غولاني وغيره للهجوم وفشل هذه الاستراتيجية العسكرية في حرب 2006 وانه رغم كل ‏المناورات التي اجراها الجيش الإسرائيلي لم تستطع الاستراتيجية العسكرية الضامنة لإسرائيل الانتصار على ‏حزب الله لأن إسرائيل ما زالت على استراتيجية تنسيق النيران بين الطائرات والمدفعية والدبابات والهجوم البري ‏مع الوية النخبة كما حصل في 2006 ووقعت في الهزيمة والآن ليس عند إسرائيل خطة اخترعتها من جديد الا ‏بعض التعديلات على القتال وحزب الله نشر معلومات عبر تلفزيون المنار عن كيفية وضع الجيش الإسرائيلي في ‏هجومه على جنوب لبنان ووقوعه في مأزق في الهجوم على بنت جبيل ورفض قائد اللواء السابع بالهجوم على ‏بنت جبيل وقال ان لن يضحي بجنود اللواء السابع بالهجوم على مدينة بنت جبيل كذلك قام حزب الله بتطوير ‏استراتيجيته العسكرية وخططه التكية . ومن هنا فحرب حزب الله مع إسرائيل ستكون طاحنة وطويلة ومدمرة للطرفين ولكن إسرائيل لا تتحمل تدمير ‏الصواريخ التي يقصفها حزب الله عليها بينما لبنان يحمل الغارات والقصف الإسرائيلي واذا كان سكان الجنوب ‏نزحوا الى بيروت في حرب 2006 ففي الحرب القادمة لن يترك احد قريته في الجنوب ففي الحرب القادمة الجميع ‏سيقاتل وسيبقى الجميع في الجنوب ومن هنا قرار الرئيس الأميركي ترامب بمنع ناقلات النفط والحرب على ايران ‏هو انتحار عسكري وسياسي وتغيير للنظام العالمي كله بعد الحرب العالمية الثانية لأن أوروبا لا تريد الحرب على ‏ايران ولا تريد انتشار الفوضى في الشرق الأوسط ومنطقة الإقليم كله حتى آسيا ولا الفوضى ولا الدمار في لبنان ‏ولا هزيمة إسرائيل ولا انتصارها لأن الانتصار ليس وارداً وان كان سيحصل ففي بلدة او قرية في الجنوب وليس ‏اكثر لأن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع اختراق ارض الجنوب لأن ارض الجنوب مليئة بالأنفاق والغرف السرية ‏تحت الأرض إضافة الى مئات العبوات الناسفة الضخمة التي زرعها حزب الله في الطريق التي ستسلكها ‏المدرعات الإسرائيلية وخاصة الدبابات بالإضافة الى ان إسرائيل ستواجه عدواً غير منظور يخرج من الانفاق ‏بأعداد قليلة ويدمر الدبابات بصواريخ "كورنيت اس" بينما الصواريخ ستصل الى فلسطين المحتلة وأيضا ‏إسرائيل ستقصف لبنان وتدمر البنية التحتية كي يقوم الشعب اللبناني ضد المقاومة وهذا لن يحصل بل سيجعل ‏الشعب اللبناني يحقد على العدو الإسرائيلي بعد الآن وخاصة الذين ما زالوا على الحياد او ضد المقاومة لأن ‏مناطقهم سيدمرها الطيران الإسرائيلي دون سبب انما لسبب واحد هو اثارة نقمة الشعب اللبناني وهذا ليس متوفراً ‏ولن يحصل,

 

روسيا تجري أكبر تدريبات عسكرية منذ 40 عاماً/المتحدث باسم الكرملين أكد «قدرة بلاده على الدفاع عن نفسها في الوضع الدولي الحالي»

موسكو/الشرق الأوسط/28 آب/18/قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده ستجري الشهر القادم أكبر تدريبات عسكرية منذ نحو 40 عاما، بمشاركة من جيشي الصين ومنغوليا. وأضاف شويغو في بيان أن التدريبات التي يطلق عليها اسم «فوستوك – 2018» أي (شرق - 2018) ستجرى في مناطق عسكرية روسية في وسط وشرق البلاد، ويشارك فيها نحو 300 ألف عسكري، وأكثر من ألف طائرة عسكرية، وأسطولان بحريان روسيان، وجميع وحداتهما المحمولة جوا. وستغضب هذه التدريبات، التي ستجرى بين يومي 11 و15 سبتمبر (أيلول)، على الأرجح، اليابان التي تشكو بالفعل مما تصفه بالتعزيزات العسكرية الروسية في الشرق الأقصى. ومن المقرر أن يحضر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خلال تلك الفترة منتدى اقتصاديا في مدينة فلاديفوستوك الروسية. وقال مسؤول من وزارة الخارجية اليابانية اليوم، إن طوكيو تهتم دائما بالتحولات في التعاون العسكري الروسي الصيني. وقال شويغو، إن هذه ستكون أكبر تدريبات عسكرية تجريها روسيا منذ عام 1981. ولدى سؤال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، عما إذا كانت تكلفة هذه التدريبات الكبرى مبررة في وقت تواجه فيه روسيا مطالب بزيادة الإنفاق الاجتماعي، رد بأن مثل هذه التدريبات أساسية. وقال بيسكوف خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «قدرة البلاد على الدفاع عن نفسها في ظل الوضع الدولي الحالي، الذي يتسم عادة بالعداء تجاه بلدنا، تعني أنه (التدريب) مبرر». وردا على سؤال عما إذا كانت مشاركة الصين تعني أن موسكو وبكين تمضيان باتجاه تأسيس تحالف، قال بيسكوف إنها تعني أن البلدين الحليفين يتعاونان في كل المجالات. وخاضت الصين وروسيا من قبل تدريبات عسكرية مشتركة؛ لكن لم تكن على مثل هذا المستوى واسع النطاق. وقال ديلان وايت المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي، إن روسيا أبلغت الحلف بشأن التدريبات المزمعة في مايو (أيار)، وإن الحلف يعتزم متابعتها. وأوضح أن موسكو دعت ملحقين عسكريين بسفارات الدول الأعضاء في الحلف في روسيا لمتابعة التدريبات، وأن هذا العرض لا يزال محل بحث. وقال وايت: «كل الدول لديها الحق في تدريب قواتها المسلحة؛ لكن من الضروري أن يتم ذلك بطريقة شفافة».

 

روسيا تعزّز قوتها البحرية قبالة سوريا

موسكو/الشرق الأوسط/28 آب/18/عززت روسيا وجودها العسكري قبالة سوريا في ظل كلام عن شن الغرب ضربات تستهدف قوات النظام السوري قريبا، بعدما اتهمت موسكو فصائل المعارضة بالتحضير لعمل "استفزازي" في محافظة إدلب، كما أوردت وسائل اعلام روسية. ونقلت صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن مصدر في هيئة الاركان ان فرقاطتين مجهزتين بصواريخ من نوع "كاليبر" قادرة على ضرب أهداف على اليابسة أو سفن، أُرسلت السبت الى المتوسط. وأصبح الاسطول الروسي مؤلفا من عشر سفن وغواصتين قبالة سوريا، وهو أكبر وجود عسكري منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011 كما أوردت صحيفة "إزفستيا". وكان الجيش الروسي قد اتهم السبت الماضي فصائل المعارضة السورية بالتحضير لعمل "استفزازي" يتمثل بهجوم بأسلحة كيماوية في محافظة إدلب بهدف تحميل دمشق المسؤولية عنه و"استخدامه كمبرر للقوى الغربية لضرب أهداف في سوريا".  يئكر أن واشنطن وباريس ولندن نفذت في أبريل (نيسان) الماضي ضربات مشتركة استهدفت مواقع للنظام السوري ردا على هجوم كيماوي وقع في مدينة دوما وأسفر عن مقتل العشرات. وكرر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اليوم (الثلاثاء) ان مقاتلي هيئة تحرير الشام - النصرة سابقا - الذين يسيطرون على 60 في المائة من منطقة ادلب "على وشك القيام باستفزاز خطير جدا عبر استخدام مواد كيماوية تتضمن الكلور".

 

ماكرون يحض موسكو وأنقرة على منع حصول مأساة في إدلب وقال إن بقاء الأسد في السلطة سيكون «خطأ مروعاً»

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/28 آب/18/تضمن خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام سفراء فرنسا في العالم في باريس، بمناسبة مؤتمرهم السنوي أمس، رسائل عدة عن سوريا، منها للداخل الفرنسي؛ حيث رد على دعاة التعجيل في تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، ومنها للخارج ولروسيا وتركيا تحديدا، ومنها للأسرة الدولية التي حثها على عدم التخلي عن الحل السياسي الذي يرى فيه الطريق الوحيد لنهاية الحرب في سوريا. لكن قبل ذلك، قرع ماكرون ناقوس الخطر محذرا من الوضع «الكارثي» في سوريا، ومن الأزمة الإنسانية التي تتحضر في إدلب؛ حيث الأطراف تتحضر لمعركة قادمة. ولوحظ أن حديث ماكرون عن سوريا شابه كثير من النواقص؛ إذ لم يأت فيه على الدور الأميركي في الأزمة ورؤية واشنطن للحل. ولم يتطرق للدور الإيراني ولا للعلاقة بين الملفات الخلافية مع طهران وحضورها في الأزمة السورية. والأبرز من ذلك أن الخطاب الرئاسي لم يتناول موضوعين رئيسيين، هما الأكثر إلحاحا في الوقت الحاضر «وفق القراءة الروسية»، وهما عودة اللاجئين إلى بيوتهم وملف إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب المتواصلة منذ سبع سنوات. كان خطاب ماكرون قد تأخر عن موعده أكثر من عشرين دقيقة، والسبب كما فهم من كلمته أنه كان في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يتشاور معه دوريا في الملف النووي، لكن أيضا بخصوص الحرب السورية؛ حيث تعتبر باريس أن لطهران دورا مؤثرا في مآلها، أكان ذلك عبر حضور قواتها ومستشاريها مباشرة، أم عبر الميليشيات التي زجتها إلى جانب النظام.

وما جاء على لسان ماكرون أمس يعود بباريس إلى «أساسيات» سياستها إزاء سوريا. والأمر الأبرز في ذلك، رغم كل ما قيل عن «براغماتية» مقاربته وعن «الانعطافة» التي فرضها على الخط السياسي لبلاده، أنه ما زال يعتبر أن بقاء الأسد في السلطة «سيكون خطأ مروعا». وذكر ماكرون بأنه اعتبر «منذ اليوم الأول» لرئاسته أن العدو الأول لبلاده هو «داعش»، وأنه تخلى عن المطالبة بتنحي الأسد عن السلطة شرطا مسبقا لانخراط باريس في العمل الدبلوماسي والإنساني في سوريا. بيد أنه تساءل لتبرير رفض بقاء الأسد في السلطة: «من الذي تسبب في تهجير آلاف اللاجئين؟ من أمعن قتلا في شعبه الخاص؟». لكن، في الوقت عينه، ومنعا لاتهامه بالتدخل في الشؤون الداخلية للشعب السوري، وهو الذي يدعو لعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها «قوى أجنبية» في المنطقة بانتهاكها لسيادتها، عاد للتأكيد على أن «ليس لفرنسا أن تعين هوية قادة المستقبل، أكان في سوريا أم في أي بلد آخر، لكن واجبها ومصلحتها أن تتمكن كافة مكونات الشعب السوري من القيام ذلك». وما يريد ماكرون قوله صراحة هو التحذير من أن تستبعد من تحديد مستقبل سوريا أطياف واسعة من السوريين، وخصوصا أولئك الذين أجبروا على الرحيل عن بيوتهم ومناطقهم. وكان ماكرون بذلك يرد على مزاعم من ادعى أنه سعى لتطبيع غير مباشر للعلاقة مع النظام السوري، من خلال العملية الإنسانية المشتركة التي نفذتها باريس مع موسكو، لإيصال مساعدات إنسانية لسكان الغوطة مؤخرا.

وإزاء الوضع السوري الذي ينذر بمآس جديدة، خصوصا في منطقة إدلب، استنجد ماكرون بالجهة الوحيدة القادرة في الوضع الحالي على تدارك مثل هذه الكارثة، وهي روسيا. إلا أنه أضاف إليها تركيا لما يرى أن أنقره قادرة على التأثير على التنظيمات المسلحة الموجودة في هذه المنطقة. وقال إن «الوضع الحالي ينذر بالخطر، والنظام يهدد بالتسبب في أزمة إنسانية في منطقة إدلب، كما أنه لا يبدي أي إشارة لرغبته في التفاوض من أجل انتقال سياسي». ولتفادي ذلك فإن ماكرون يرى «ضرورة تعزيز الضغوط على النظام وعلى حلفائه، ولهذا أتوقع الكثير من روسيا ومن تركيا بالنظر لدورهما والتزاماتهما».

وفي باب التحذير، يندرج الكلام الذي جاء على لسان ماكرون، والذي يتضمن تهديدا واضحا للنظام بمعاودة توجيه ضربات عسكرية ضد مصالحه، كما جرى في شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، في حال لجأ مجددا إلى استخدام السلاح الكيماوي في إدلب. وما قاله ماكرون ليس جديدا؛ إذ يتوافق مع البيان المشترك الأميركي - البريطاني – الفرنسي، الذي صدر يوم الخميس الماضي عن سفراء الدول الثلاث لدى الأمم المتحدة، كما يتناغم مع التهديدات الأميركية المتكررة هذه الأيام للنظام السوري، الأمر الذي يثير تبادلا للاتهامات مع موسكو. يرى كثير من المعنيين بالشأن السوري أن الأوراق التي تمتلكها باريس «ضعيفة التأثير». ومع ذلك، فإن الرئيس ماكرون لم يتخل عن الرغبة في أن تلعب بلاده دورا في هذا الملف عبر التشديد على الدعوة لحل سياسي، من شأنه أن «يضمن وحدة سوريا والقضاء على الإرهاب الإسلاموي». وهذا الحل «الشامل» أي الذي يتعنى أن يضم كافة الأطراف السورية، ويضمن للأقليات أن تكون لها كلمة ودور في مستقبل البلاد، يمر عبر «إصلاح دستوري وإطلاق مسار انتخابي يتيح لجميع السوريين بمن فيهم المهجرون واللاجئون المشاركة فيه، شرط أن يتم ذلك كله تحت إشراف الأمم المتحدة. لكن باريس، في الوقت عينه، تريد الدفع باتجاه «مقاربة مشتركة» بين «مجموعة آستانة» من جهة، وبين «المجموعة المصغرة» التي تضم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والأردن. وقد أضيفت إليها مؤخرا ألمانيا ومصر. وكشف ماكرون أن هذه المجموعة الأخيرة ستعقد اجتماعا في باريس الشهر القادم، ولكن من غير تحديد موعد دقيق لها. وكان ماكرون يتحدث سابقا عن «آلية تنسيق» بين المجموعتين التي أكد أنه أرساها خلال اجتماعه مع الرئيس بوتين في مدينة بطرسبرغ في يوليو (تموز) الماضي؛ دون أن يبرز أي عمل ملموس لها باستثناء العملية الإنسانية المشتركة في الغوطة.

 

المعلم يتوعد بـ«استعادة لواء إسكندرون»... وتركيا تعزز قواتها في عمق سوريا

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/28 آب/18/قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن «لواء الإسكندرون أرض سورية، وستعود لنا»، في إشارة إلى إقليم هاتاي التابع لأنقرة، في وقت عزز الجيش التركي قواته في مورك قرب حماة في عمق سوريا. وتدول نشطاء معارضون فيديو للمعلم، الذي يزور موسكو بعد أيام، يجلس في مطعم قرب لدة سلمى غرب سوريا، وهو يشير بيده نحو أراضي لواء الإسكندرون الذي تسيطر عليه تركيا. وقال إن المنطقة ستعود إلى سوريا. ويتصل لواء إسكندرون من الشرق والجنوب الشرقي بمحافظتي إدلب وحلب، ومن الجنوب بمدينة اللاذقية، ومن الشمال بمحافظة غازي عنتاب التركية، وهو الآن في جنوب تركيا. ضمته تركيا عام 1939 بموجب اتفاق مع الانتداب الفرنسي، واعتبرته محافظة تركية، وأطلقت عليه اسم «محافظة هاتاي». ويتكون من 6 مدن رئيسية هي: أنطاكيا (عاصمة المحافظة)، وإسكندرون، وأوردو، والريحانية، والسويدية، وأرسوز.

إلى ذلك، قال نشطاء معارضون إن الجيش التركي حصن قواته في نقطة مراقبة قرب مورك في ريف حماة، في وقت توعّد جميل الصالح قائد «جيش العزة» المعارض «نظام الأسد وحلفاءه الروس بتحرير مدينة حماة في حال الهجوم على المناطق المحرَّرة بشمال سوريا». وقال: «بإذن الله لن نخسر شبراً من المحرَّر، وسندخل حماة وغيرها مع أول مغامرة للروس ومرتزقة النظام». من جهته، قال قائد «الفيلق الثالث» رامي البهجت لـشبكة «سمارت» المعارضة، إن النظام أرسل «تعزيزات متوسطة الحجم وتضمنت أسلحة ثقيلة ودبابات ومجنزرات وتمركزت في تل رفعت وتادف وقرية الحوش».

ولفت أن «أغلب فصائل (الحر) أخذت احتياطاتها ورفعت جاهزيتها، وقسّمت مناطق سيطرتها إلى قطاعات، ووزعت فيها مقاتلي الفيالق والقوات المركزية». وأشار إلى أن «إطلاق النظام معركة في المنطقة سيكون لصالح (الجيش الحر) نتيجة اكتساب مقاتليهم خبرات عسكرية بعد معركتي (غصن الزيتون) و(درع الفرات)، إضافة إلى وجود نخبة من المقاتلين المهجرين من درعا وحتى دير الزور»، لافتاً إلى «تفاؤل المقاتلين بعد رصد تعزيزات النظام لخوض معركة حقيقية مع الأخير، وتحرير قراهم بالقوة، وليس عن طريق التفاوض السياسي»، على حد قوله. ويستمر النظام السوري في إرسال تعزيزاته وحشوده العسكرية إلى الشمال السوري منذ أيام. على صعيد آخر، أغلقت دمشق مساء الأحد معبر أبو الظهور في ريف إدلب الشرقي، بعد فشل مخطط في تحقيق أهدافه، التي فتح من أجلها الأسبوع الماضي. وذكرت وسائل إعلام مقربة من دمشق أن «المعبر - الذي تشرف عليه القوات الروسية - أغلق بشكل كامل ذلك أن تسعة آلاف مدني خرجوا من إدلب إلى مناطق سيطرة قوات الأسد في الأيام السبعة الماضية». وكانت روسيا أعلنت، الاثنين الماضي، فتح معبر أبو الظهور أمام المدنيين الراغبين في مغادرة مناطق سيطرة فصائل المعارضة في محافظة إدلب باتجاه مناطق سيطرة النظام، وكانت تأمل في عبور الآلاف، خصوصاً في ظل التصعيد الذي شهدته المنطقة بالتزامن مع الترويج لهجوم بري في محاولة للتأثير معنوياً على المناطق المحرَّرة.

 

روسيا تتحدث عن {تعزيزات أميركية} لضرب النظام/«المرصد» يقول إن دمشق تستدعي مسؤولين عن قبور ضحايا الكيماوي في الغوطة

موسكو - لندن/الشرق الأوسط/28 آب/18/نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها (الاثنين) إنها رصدت تعزيزات تقوم بها واشنطن لقواتها في الشرق الأوسط، استعدادا لما تخشى موسكو من أن تكون ضربة محتملة توجهها لقوات الحكومة السورية. ونقلت الوكالات عن الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف قوله، إن المدمرة الأميركية «روس» المسلحة بصواريخ موجهة، دخلت البحر المتوسط في 25 أغسطس (آب)، وهي مزودة بما قدّره بـ28 صاروخا من طراز «توماهوك» القادرة على ضرب أي هدف في سوريا. إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه حصل على معلومات في غوطة دمشق، عن «قيام قوات النظام مجدداً باستدعاء مسؤول مقبرة عربين إلى أحد أفرعه الأمنية، وحقق معه من جديد، حول كامل المعلومات عن مجزرة الكيماوي التي جرت في 21 أغسطس من عام 2013 بغوطتي العاصمة دمشق، كما جرى التحقيق معه حول مدافن بقية الشهداء من ضحايا مجزرة الكيماوي، وعن تفاصيل ما جرى ليلة القصف بالكيماوي». ولم توجه إدارة الرئيس باراك أوباما ضربات ردا على تجاوز «الخطوط الحمر»؛ لكن عقدت اتفاقا مع موسكو أدى إلى تخلي دمشق عن السلاح الكيماوي. وقال «المرصد» أمس: «لا تزال عمليات الاعتقال متواصلة من قبل مخابرات النظام، للأشخاص المتهمين بمعرفة معلومات تفصيلية عن الهجوم الكيماوي على الغوطة، أو ممن يملكون المعلومات الدقيقة، عن ليلة القصف وما جرى خلالها»، كما نشر «المرصد» أنه حصل على معلومات عن «مواصلة قوات النظام بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة الكيماوي في غوطتي العاصمة دمشق، عمليات طمسها للأدلة والحقائق التي تثبت تنفيذها للمجزرة». وتابع: «قوات النظام منذ تثبيت سيطرتها على غوطة دمشق الشرقية، والانتهاء من عمليات التمشيط والتعفيش والمداهمة والاعتقال، تعمل على ملف مجزرة الكيماوي، إذ أكدت مصادر أن سلطات النظام استدعت العشرات ممن كانوا موجودين خلال المجزرة وبعدها، حيث استدعي كل من وثق وصوَّر وشارك في تكفين الشهداء ودفنهم، وكل من شارك في علاج المصابين، وجرى التحقيق بشكل مفصل عبر سؤالهم عن كامل حيثيات المجزرة وتفاصيلها، ومن ثم تعدى الأمر لحد قيام سلطات النظام باستدعاء المسؤولين عن مقابر زملكا وعين ترما وعربين، ليجري الاستدلال منهم على مكان مقابر ضحايا مجزرة الأسلحة الكيماوية في العاصمة دمشق». كما أن «المرصد» قال إنه «رصد تعمد النظام الدخول إلى المقابر، والبدء بعمليات نبش القبور، وانتشال الرفات ونقلها إلى مناطق أخرى مجهولة إلى الآن، في تصرفات واضحة من النظام يعمد من خلالها إلى طمس معالم الجريمة البشعة التي نفذها، والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين، حيث جرى توثيق مئات المدنيين في كل من غوطتي دمشق الشرقية والغربية، جرى توثيق أكثر من 500 منهم، بينهم 80 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، ونحو 140 مواطنة فوق سن الـ18».

 

العاهل الأردني يدعو إلى دعم دول تستقبل السوريين

عمان - لندن/الشرق الأوسط/28 آب/18/دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله في عمان، الاثنين، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤوليته» إزاء الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين وفي مقدمتها الأردن. وأكد الملك خلال لقائه غراندي «أهمية تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وفي مقدمتها الأردن»، كما جاء في بيان صادر عن الديوان الملكي، تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه. كما أكد الملك عبد الله على ضرورة «مواصلة التنسيق بين المملكة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لضمان حصول اللاجئين والمجتمعات المستضيفة على الدعم الضروري». وأشار البيان إلى أنه تم خلال اللقاء «استعراض الأعباء الكبيرة التي سببتها أزمة اللجوء السوري على الاقتصاد الأردني، والضغوطات المتزايدة على القطاعات الخدمية خصوصا التعليم والصحة والبنية التحتية».

من جهته، أشاد غراندي بـ«الدور الكبير الذي يقوم به الأردن في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للاجئين»، مؤكدا «حرص المفوضية على مواصلة التنسيق والتعاون مع المملكة وبما يسهم في التخفيف من آثار أزمة اللجوء السوري». ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011. وتقول عمان إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار. بينما تستضيف تركيا على أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري فروا من النزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات، لكنها تسعى الآن إلى نقل النازحين إلى مخيمات على الجانب السوري للحدود. من جهته يستضيف لبنان أقل من مليون لاجئ. وأسفر النزاع السوري المستمر منذ العام 2011 عن مقتل 340 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

اتفاق بين دمشق وطهران على «استمرار الوجود الإيراني»

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/28 آب/18/وقع وزيرا دفاع سوريا وإيران اتفاقية للتعاون العسكري والدفاعي بين البلدين، بحسب وسائل إعلام إيرانية أمس. ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» عن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي قوله إن الاتفاقية تهدف إلى «تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سوريا التي تعتبر الضامن الأساسي لاستمرار السلام والمحافظة عليه». وأضاف أن دمشق «تتخطى الأزمة وتلج إلى مرحلة هامة للغاية هي مرحلة إعادة البناء». ويقوم حاتمي بزيارة تستمر يومين إلى دمشق حيث أجرى «مفاوضات مفصلة» مع نظيره السوري علي عبد الله أيوب والرئيس بشار الأسد، بحسب «تسنيم».

وأضاف حاتمي أن اتفاقية التعاون العسكري والدفاعي تسمح بمواصلة «الوجود والمشاركة» الإيرانية في سوريا. وقدمت طهران دعما سياسيا وماليا وعسكريا لم ينقطع للأسد خلال الحرب المستمرة في سوريا منذ عام 2011. وبعد ساعات قليلة من زيارة الوفد الإيراني، أفادت مصادر ميدانية بمشاهدة عدة أرتال تابعة لـ«حزب الله» اللبناني تغادر الأراضي السورية وتدخل الأراضي اللبنانية. وقالت المصادر إن «أرتالا من السيارات كانت تنقل عناصر من (حزب الله) وسلاحا متوسطا وثقيلا وترفع أعلام (حزب الله)، غادرت منطقة القصير التي يسيطر عليها (حزب الله)، في الريف الغربي بمحافظة حمص» القريبة من الحدود مع لبنان متجهة منطقة الهرمل في الأراضي اللبنانية عبر طريق ربلة - النزارية. ولم تتضح بعد أسباب تحريك العناصر بالتزامن مع الاتفاق بين دمشق وطهران. وأهم بنود الاتفاق بحسب وزير الدفاع الإيراني «إعادة بناء القوات المسلحة والصناعات العسكرية الدفاعية السورية لتتمكن من العودة إلى قدرتها الكاملة» كما أكد حاتمي على أن «حزب الله» «منظمة مستقلة، وبات يتمتع بقدرات أفضل من السابق في المجالين السياسي والدفاع عن لبنان حيث لديه دور فعال». وكان وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، بدأ الأحد زيارة تستغرق يومين إلى دمشق، التقى خلالها رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعددا من كبار المسؤولين العسكريين.

في غضون ذلك، واصل النظام السوري إرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهة إدلب شمال سوريا، وقالت جريدة «الوطن» القريبة من النظام، إن قوات النظام وصلت إلى محيط قرية «الجيد» في ريف حماه الشمالي في طريقها إلى إدلب وقد تزودت بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ. ولفتت إلى استقدام قوات النظام مسلحين سابقين لدى الميليشيات ممن أجروا مصالحات مع النظام في الغوطة الشرقية ودرعا وغيرها، بينهم 400 مقاتل من ريف حمص الشمالي. وكان التلفزيون الرسمي السوري قد ذكر أول من أمس أن قوات النظام «بدأت بتوجيه ضرباتها لمواقع تنظيم (جبهة النصرة) والمجموعات المرتبطة به في بلدة الخوين بريف إدلب الجنوبي وفي بلدة (التمانعة) بريف إدلب الجنوبي والأطراف الغربية لقرية (الزكاة)؛ حيث تسعى قوات النظام إلى فتح عدة محاور دفعة واحدة بهدف السيطرة على المنطقة الشمالية بما فيها ريف اللاذقية المتصل مع ريف إدلب الجنوبي الغربي وريف حماة الغربي».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عض أصابع» يسبق مهلة أيلول

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 29 آب 2018«

رمى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كرة تأليف الحكومة في ملعب الرئيس سعد الحريري، ولكن ذلك لا يعني وفق أوساط «التيار الوطني الحر» أنّ عون يعتبر الحريري العقدة او المشكلة، وقد لوحظ انّ التصويب العوني انحصر في الأيام الماضية بـ«القوات اللبنانية»، حتى انه تجنّب الاقتراب من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي بدوره خَفّف من الاشتباك مع «التيار» ورمى الثقة عند حليفه الدائم رئيس مجلس النواب نبيه بري.

في جديد مهلة أيلول تبريد رافق المساعي التي تجري بين عون والحريري، قد ينتج زيارة الاخير للقصر الجمهوري لاستكمال المشاورات من حيث توقفت، هذه الزيارة يريدها عون أن تأتي بالتشكيلة الحكومية الكاملة لكي يبنى على الشيء مقتضاه.

وتوجز اوساط «التيار» ما رافق الفترة الاخيرة من تراشق سياسي وإعلامي وما ينتظر حصوله بالآتي:

ـ أولاً، لم تذهب العلاقة مع الحريري الى حافة الهاوية، فالتسوية قائمة، والتعطيل مصدره «القوات اللبنانية» وجنبلاط، واذا كان الأخير قد وضع الحل عند بري، فإنّ موقف بري معروف في كثير من القضايا التي تتعلق بالعقد، ولاسيما منها الدرزية. امّا في شأن الحريري فإنّ رئيس الجمهورية حريص على مساعدته على حلحلة العقد، وهو يترك للرئيس الملكف التواصل مع القوى السياسية، لكنه في الوقت نفسه حريص على عدم إطالة مهلة التأليف، ولهذا كانت مهلة الأول من ايلول، التي هي مهلة حضّ وليست اقتراباً من البحث في الصلاحيات.

وتأمل أوساط «التيار» ان يأتي الحريري الى بعبدا قريباً وفي جيبه تشكيلة حكومية، من دون ان تُسقِط خيار أن يوجّه عون رسالة الى مجلس النواب لتحديد المسؤولية في تأخُّر تأليف الحكومة، اذا لم تولد الحكومة قريباً. وأشارت الى انّ بري الذي يعرف الدستور جيداً سيكون بعد رسالة عون مُلزماً بالدعوة الى جلسة نيابية عامة، للبحث في سبب تأخر تأليف الحكومة.

ـ ثانياً، تطورت العلاقة مع بري، على حد ما تقول أوساط «التيار»، بحيث غاب السجال الإعلامي. وترى هذه الاوساط انّ بعض المواقف التي صدرت عن فريق بري في بعض الملفات، كالكهرباء، توحي بتطبيع في العلاقة الثنائية التي سادت بعد زيارة الوزير جبران باسيل الى عين التينة. وتشير الى انّ بري بموقفه من وحدة المعايير في تشكيل الحكومة يتطابق مع موقف التيار (وزير لكل 4 نواب)، كما انه يتخذ الموقف نفسه في شأن تسريع تأليف الحكومة، ورفض اي عرقلة خارجية تقف حائلاً دون ولادتها.

ـ ثالثاً، لا تزال الاوساط على موقفها من الدور «السلبي» لـ«القوات اللبنانية» في عملية التأليف. وتشير الى انّ الموقف من «القوات» لا يزال على حاله في ظل إصرارها على لعب دور «رأس الحربة» ضد العهد، فكتلتها النيابية التي تعد 15 نائباً بالكاد يمكن ان تنال 4 وزراء، هذا اذا لم ينقص عددها (في إشارة متجددة الى إمكان انسحاب احد أعضائها)، وعليها ان تعرف انّ استهداف العهد هو خطأ استراتيجي، كما عليها ان تعرف انها، في حال التوصّل الى تسوية، لا تملك القدرة على عرقلة ولادة الحكومة.

وفي المقابل فإنّ أوساط «القوات» ترى انّ كل هذا الهجوم عليها يهدف الى عزلها، وهو يتوسّل التلطّي خلف العهد لتبرير ضعف الحجة بعد الانقلاب على «اتفاق معراب» بكل بنوده.

في المحصلة الجميع ينتظر مهلة الاول من ايلول وما بعدها، ويرى مرجع سياسي انّ لعبة «عض الاصابع» بدأت تأخذ منحى جدياً، قد يؤدي الى نزاع دستوري ببُعد طائفي. فالتركيز الآن على زيارة الحريري لبعبدا وما ستحمله من نتائج، علماً انّ ما بعد هذه الزيارة سيحدد اتجاهات التصعيد او التهدئة.

 

لبنان يدخل الأشهر الأكثر خطراً !

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 29 آب 2018

 قد تكون المخاوف من انهيارات أو انفجارات لبنانية في أيلول، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، متسرّعة إلى حدّ ما. فالوضع يزداد صعوبة أكثر فأكثر، لكنّ الصمود ممكن لأسابيع. إلّا أنّ الخبراء يتقاطعون على أنّ الأشهر الثلاثة المتبقية من السنة الجارية ستشهد تعقيدات خطرة جداً... وإذا لم يتجاوزها لبنان فإنه سيكون مرشّحاً لانفجارات أو انهيارات حقيقية بين نهايات 2018 وبدايات 2019. السؤال الأبرز هو: في ظلّ الترهّل الذي تعيشه السلطة المركزية في لبنان، ونفوذ «حزب الله» القوي داخل المؤسسات، كيف سيتأثر لبنان بالمواجهة الدائرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى؟

وفي عبارة أوضح: هل سيعمل «حزب الله» للحؤول دون أن تؤدي هذه المواجهة إلى إصابة لبنان الدولة في شكل خطِر، سياساً واقتصادياً وأمنياً، وكيف؟

وفي المقابل، هل إنّ واشنطن، بعقوباتها على إيران و»حزب الله»، ستأخذ لبنان كله في طريقها أم ستستمرّ في سياسة الحفاظ على استقرار الدولة اللبنانية وتتجنّب إصابتها بالأضرار، نتيجة المواجهة مع إيران وحلفائها؟

في أيار الفائت، أعلن ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وفي مطلع الشهر الجاري، بدأ تنفيذ الشقّ الأول من العقوبات عليها. وهو يقضي بمنع تداول الدولار معها وفرض حظر على المؤسسات والدول التي تتعاطى معها. كما يفرض حظراً على قطاعات المعادن وبعض الصناعات والتكنولوجيا الإيرانية.

ولكن، سيكون الأمر أكثرَ حساسية عندما يبدأ تنفيذ الشقّ الثاني مطلع تشرين الثاني المقبل، لأنّ العقوبات ستشمل النفط، المصدر الأساسي لقوة إيران، إضافة إلى قيود تشمل المصرف المركزي الإيراني وتعاملاته المالية والشركات التي تدير الموانئ الإيرانية.

وفي هذه الحال، سيكون الضغط الأميركي على إيران وحلفائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن قد بلغ الذروة. وبالتأكيد، ستلاقيه إسرائيل بضغوط لمنع إيران وحلفائها من امتلاك نقاط عسكرية قريبة من حدودها الشمالية مع لبنان وسوريا.

وسيعمل المحور الذي تقوده الولايات المتحدة على عزل إيران عن نظام الرئيس بشّار الأسد شرطاً للاعتراف ببقائه في السلطة حتى إنجاز التسوية السياسية.

وهذا الخيار تشجعه موسكو التي حصلت على تغطية أميركية وإسرائيلية لدورها في سوريا، ولكنّ إيران ترفضه بقوة. وستكون هذه المسألة محور القمة الثلاثية، الروسية - الإيرانية - التركية، التي تستضيفها طهران في 7 أيلول المقبل. حتى اليوم، تمكّن الروس من امتصاص الصدمة بين إيران وإسرائيل لمنع حصول مواجهة عسكرية بينهما، من خلال إبعاد الحضور العسكري الإيراني إلى أكثر من 85 كيلومتراً عن الحدود في الجولان. لكنّ الإيرانيين وحلفاءَهم يرفضون فكّ ارتباطهم تماماً مع نظام الأسد، فهم دفعوا في سوريا المليارات وتكبّدوا كثيراً من الخسائر البشرية على مدى 7 سنوات من القتال.

ووفق عدد من المتابعين، سيتصدّى الإيرانيون للضغط الأميركي - الإسرائيلي سياسياً واقتصادياً، في محاولة الحصول على تغطية روسيا وتركيا والأوروبيين. كما أنهم قد يقدّمون الإغراءات لبعض الدول العربية، كالمملكة العربية السعودية، لجذبها إلى خارج محور المواجهة الأميركي.

ولكن، على الأرجح، ستبوء هذه المحاولة بالفشل، لأنّ السعوديين يرون- بوجود ترامب- فرصة لا يجوز تفويتها لإضعاف نفوذ إيران في منطقة الخليج والشرق الأوسط بأسره.

وفي اعتقاد هؤلاء أنّ الضغط لإنهاء النفوذ الإيراني في سوريا سيكون حيوياً لإخراج سوريا من دائرة هذا النفوذ وقطع التمدّد الإيراني إلى لبنان وشاطئ المتوسط. وهو ما يؤدي إلى إفقاد طهران ورقة عسكرية قوية، ويسهّل لاحقاً إضعاف نفوذها في العراق وإبعاده عن الخليج العربي.

هذا الخيار تدرك طهران نتائجه التي سترتدّ سلباً على نفوذها. لذلك، هي ستقاوم الضغوط بكل الوسائل. وثمّة مَن لا يستبعد أن تبلغ بها المواجهة حدّ استخدام القوة العسكرية. وهنا يصبح دور «حزب الله» أساسياً. وقد تقع المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في سوريا، لكنها قد تقع بين إسرائيل و»حزب الله» في سوريا والجنوب اللبناني. وهنا، يجدر النظر بأهمية إلى المناورات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، التي جرت فيها محاكاة قرى لبنانية جنوبية يتمركز فيها «حزب الله». وغالباً ما ساد الاعتقاد بأنّ قرع طبول الحرب بين إسرائيل و«الحزب» ليس سوى مناورة يحتاج إليها أحد الطرفين سياسياً. ولكن، هذه المرّة، قد تكون الضربة العسكرية واردة، لأنّ مقوّماتها المنطقية موجودة على المستويين الدولي والإقليمي.

وفي الأجواء، أنّ واشنطن تراجعت عن طرحها الانسحاب من سوريا، لأنّ موسكو فشلت في انتزاع قرار من الأسد بالفصل بينه وبين طهران. وعلى العكس، يلوِّح الأميركيون بتوجيه ضربات جديدة إلى قوات النظام، ويستقطبون مزيداً من قواهم البحرية إلى المتوسط. وهو ما تترصّده روسيا بقلق.

إذاً، الضربة الأميركية قد تقع، والضربة الإسرائيلية كذلك. ولكن، سيكون صعباً على إيران أن تتراجع تاركة للأرض السورية أن تبتلع حلم الإمبراطورية القديم والتضحيات الهائلة التي قدّمتها، بالمال والعتاد والمقاتلين من لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن وباكستان وأفغانستان وسواها.

وهكذا، سيشهد أيلول المقبل فصولاً جديدة من التصعيد، إلّا أنّ أحداً لا يستطيع ضبط الساعة الصفر للمواجهة، ولا تحديد المكان الذي ستقع فيه. ومن المؤكد أنّ لبنان سيكون في قلب المواجهة أو على الأقل سيكون ساحةً خلفيةً لها. ولذلك، هناك مخاوف من عجز لبنان عن تَحمُّل التبعات هذه المرة، لأنه في ظروف أسوأ من أيِّ ظروف مواجهة سابقة مع إسرائيل:

هو اليوم بلا حكومة فاعلة، ويشهد شرخاً سياسياً عميقاً على خلفية نزاع المحاور الإقليمية، وعلى شفير مأزق اقتصادي - اجتماعي ومالي، وربما لن يحظى بالتغطية العربية والدولية المعتادة لإنقاذه، فيما مؤسساته متداعية في معظمها. ولا يمكن إهمال موقع المحكمة الدولية التي تدخل في الأشهر المقبلة مراحل حسّاسة من عملها. وعموماً، يبدو لبنان فاقداً لاستقلاله السياسي والأمني والاقتصادي. ولذلك، قد تؤدي أيّ مغامرة عسكرية تشمل «حزب الله» إلى اهتزازات لبنانية يصعب ترميمُها. وتقع على «الحزب» مسؤولية أساسية في تجنّب الدخول في أيّ مغامرة شرق أوسطية محتملة. وإلّا، فإنّ لبنان سيكون مرشّحاً لانهيار أو انفجار في الأشهر الأخيرة من هذا العام أو الأولى من العام المقبل. ومن الصعب تقدير مَن سيبادر إلى التسبّب بالمواجهة، استباقاً للآخر!

 

 سيناريوهات حكومية.. من سيّئٍ إلى أسوأ

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الأربعاء 29 آب 20184

 تترنّح مشاورات التأليف في مربّعها الأول، سواءٌ أقرّ طهاتُها أم أنكروا الأمر. يتقاذف المعنيون كرة الاتّهامات بالتعطيل، ويتجاذبون «إدّعاء» فتاوى الحلّ من دون أن يتمكّن أيٌّ منهم من تقديم صيغة تسووية تُخرج الحكومة من نفقها المظلم.

يقول رئيس الجمهورية ميشال عون إنه ينتظر من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن يقوم بـ»واجبه» في تقديم مسودة حكومية، قبل أن يدلي صاحب التوقيع المشترك، بدلوه. فيما يتسلّح الثاني بحجة المراوحة وعدم تقدّم أيِّ فريق بخطوة الى الأمام من باب خفض السقوف، لكي يبادر إلى زيارة القصر الجمهوري واطّلاع سيّده على المستجدات، كونها لا تزال في عالم الغيب! حتى اللحظة، لا تزال العقد في الخشبات الثلاث، المسيحية بالدرجة الأولى، ومن ثمّ الدرزية، وفي نهاية المطاف السنّية. يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري الدخول على خطّ عقدة «الجبل» من خلال التقليل من صعوبتها، ولو أنّه يدرك تماماً أنّ التطورات الحاصلة في هذا المربّع قد ترفع من منسوب التأزّم الى هذا المستوى بالذات. وفق المطّلعين لا يمكن فصل الحفاوة التي لاقاها رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان في موسكو عن مسار التنافس الحاصل بينه وبين رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط على المقعد الوزاري الدرزي الثالث.

صحيح أنّ النائب تيمور جنبلاط كان قد سبق أرسلان إلى موسكو بعشرة أيام، تحت عنوان «تأمين حماية الموحدين الدروز في جبل العرب»، إلّا أنّ لزيارة أرسلان مغزى آخر، له امتداداته الإقليمية المتصلة برغبة القيادة السورية في تعزيز وضعية حليفها الدرزي على الطاولة الحكومية اللبنانية، على ما يقول المطلعون.

ومع ذلك، بات جلياً أنّ مشاورات التأليف صارت معلّقة على حبل الاشتباك الإقليمي الآخذ في الاشتداد. لا تكفي التطورات الميدانية التي سجّلها الجنوب السوري لمصلحة النظام، للمراهنة على اقتراب الحلّ السياسي. وما السيناريوهات المتداوَلة عن ضربة قد تشنّها الولايات المتحدة تحت عنوان التصدي لـ»هجمات كيمياوية» قد يسدّدها النظام في منطقة إدلب، إلّا مؤشرات واضحة على انقلاب مسار المقاربات الدولية حيال الملف السوري.

يقول أحد المتابعين إنّ الإشارات الآتية من قلب العاصمة الأميركية، تشي بأنّ عقارب الساعة عادت إلى ما قبل قمة هلسنكي التي ساد اعتقاد أنّها كرّست تفاهماً أميركياً ـ روسياً حيال الملف السوري يقضي بتسليمه إلى القيادة الروسية، حيث يبدو أنّ مراكز القوى في الإدارة الأميركية رفضت التسليم بهذا المنطق لتعيد رسم حدود النفوذ على البقعة الملتهبة في الشرق الأوسط. ولهذا يسود الاعتقاد أنّ أولى ضحايا اشتداد الاشتباك الإقليمي الممتد من اليمن، مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، هي الحكومة العتيدة، لاعتبارات عدة تمنع أيّاً من حائكي سجادتها من التقدم خطوة إلى الأمام، لتسهيل ولادتها.

ولهذا يرى أحد المعنيين أنّ المشهد اللبناني مفتوح على سيناريوهات أربعة، تكاد تتنافس على صعوبة تحقيقها:

- أولها وأصعبها، دخول البلاد في نفق الاهتراء، خصوصاً على المستويين المالي والاقتصادي اذا ما سقطت كل المعالجات القادرة على تحقيق خرق حكومي ما. وقد حذّر وزير المال علي حسن خليل من دنوّ هذا الاستحقاق، خصوصاً وأنّ المالية العامة ستواجه أزمة صعبة اذا لم توضع موازنة جديدة، ما قد يستدعي الحاجة إلى تشريع مالي يعالج مشكلة العجز في المدفوعات.

- ثانيها، أن يستسلم رئيس تيار «المستقبل» للضغوط التي تمارس عليه لكي يقدم تشكيلة حكومية تراعي موازين القوى البرلمانية وفق نظرة قوى الثامن من آذار، ما قد يعرّضه لهجمة داخلية يشنّها خصومُه قد تفقده آخر رصيده الشعبي. والأهم من ذلك، تعرّضه لعزلة إقليمية، وتحديداً من جانب السعودية التي ستعتبر الخطوة تخلياً عنها وعن حلفائها لمصلحة الخصوم.

أضف إلى ذلك، تغيّر مسار المناخ الدولي الذي يغطي الحريري منذ خروجه من السعودية على أثر أزمة الاستقالة في الرابع من تشرين الثاني الماضي، حيث يقول أحد المعنيين إنّ الرهان على غضّ نظر أميركي تجاه أيِّ خطوة تساهلية من جانب الحريري لم يعد في محله بعد ارتفاع لهجة الإدارة الأميركية تجاه مشاركة «حزب الله» في الحكومة.

وفي هذا اليساق يُنقل عن السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد خلال الأيام الأخيرة مواقف تصعيدية من هذه المسألة بعدما بدت لهجتها في الأيام الأولى للتكليف، أكثر ليونة. لكنّ تطوّر المناخ في الإدارة الأميركة لمصلحة الجناح المتشدّد، ساهم في رفع سقف «دفتر الشروط» الأميركي.

- ثالثها، أن يقدم رئيس الجمهورية على خطوة انفتاحية من خلال تخفيف أثقال الشروط عن كتفيّ الحريري، خصوصاً على المستويين المسيحي والدرزي، لكن أيَّ خطوة من هذا النوع ستكون كلفتها باهظة على العهد الذي سيخسر من رصيده الشعبي بفعل أيِّ تراجع قد يقوم به الرئيس في هذه اللحظات الحرجة كونه سيُعتبر تنازلاً غير مرغوب به من شارعه.

وهنا يُلاحظ أنّ «حزب الله» يحاول تلقّف احتمال التصعيد السياسي لإبعاده من الساحة اللبنانية قدر الإمكان، ولذا تراه يضع العقدة السنّية في آخر سلّم العقد الحكومية. وقد تجلّى الأمر من خلال ترحيل الأمين العام السيّد حسن نصرالله ملفّ التطبيع مع سوريا الخلافي إلى ما بعد تأليف الحكومة، ما يعني «إنقاذ» البيان الوزاري من هذا «الفخ».

- رابعها، رفع سقف المواجهة والتحدّي، سواءٌ من خلال إصرار رئيس الجمهورية على «حشر» رئيس الحكومة المكلف «دستورياً»، أو من خلال تقدّم الحريري بتشكيلة حكومية تنسجم مع مقاربته لتوزيع الحصص، فيرفضها عون كونها لا تراعي معايير تمثيل الكتل النيابية. وهنا تكمن الخشية من بلوغ سقف التحدّي مراحل متأزّمة تصبح بعدها العودة إلى الوراء صعبة جداً...

 

برّي: تواضعوا!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الأربعاء 29 آب 2018

في بداية استشارات التأليف التي بدأها الرئيس المكلّف سعد الحريري مع الكتل النيابيّة، أبلغه رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ما حرفيّته: إنتهت مرحلة الانتخابات، وصار لا بدّ من إعادة لمّ الوضع في أسرع وقت ممكن، وأوّل خطوة في هذا الاتّجاه تشكيل حكومة، ولا أعتقد انّ هذا الأمر صعب، نحن مع كلّ ما يسهّل مهمّتك، ومن هنا نرى انّ الطريق الأسلم إلى هذه الولادة السريعة، هو اعتماد الصيغة التي كانت معتمدة في الحكومة السابقة، أي تتمثّل الكتل الموجودة فيها بأحجامها نفسها».

يُقال انّ الرئيس بري لمس تجاوباً من قِبل الرئيس المكلف، وهذا ما دفعه في نهاية اللقاء الى التصريح علناً بأنّ الحكومة يُفترض أن تولد خلال فترة لا تتجاوز الشهر. ولكن سرعان ما تبيّن انّ بري يعزف على هذا الوتر وحيداً، ولم يتجاوب معه ايّ طرف سياسي، وأكلت الشروط، خصوصاً بين «التيّار الوطنيّ الحرّ» و«القوات اللبنانية»، وكذلك ما أحاط عقدة التمثيل الدرزي، الشهر الأوّل من التعطيل، ثمّ الشهر الثاني، وألقت بالحكومة الى قعر التعقيدات. إنتظر بري ان يتبدّل هذا المسار، وينحرف بعيداً عن تلك الشروط التي أخذت في معظمها طابعاً تعجيزياً غير قابل للقبول به من ايّ طرف، لكنّ الامور تعقّدت اكثر، ولم تتحرّك على الرغم من الأولويّات الداخلية، والصراخ الاقتصادي الذي بدأ يتعالى ويوجب بناء السلطة التنفيذية في أسرع وقت، إلّا انّ الانتظار طال، ولم يسمع بري سوى كلام جميل، لا يقدّم ولا يؤخّر، فيما الامور تهرول مسرعة الى الوراء.

وعلى هامش الاجتماع الرئاسي الذي عقد بعد ظهر الخميس 26 تموز الماضي، في القصر الجمهوري مع الموفد الخاص للرئيس الروسي الكسندر لافرنتتيف، عُقدت خلوة قصيرة بين الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري. في هذا اللقاء، توجّه بري الى عون والحريري قائلاً ما مفاده:» أعتقد انّه آن الأوان لتشكيل حكومة، لقد اصبحنا على مشارف الشهر الثالث، والامور تراوح في السلبية ولم تتقدم خطوة جديّة في اتّجاه التأليف. وانتم تعلمون مثلي ان وضع البلد ليس خافياً على احد، ولا نستطيع ان نقول كل شيء للناس لكي لا نخيفهم، الوضع الاقتصادي اكثر من خطير، وحسّاس جداً ولا يطمئن، وهناك خشية كبرى على الوضع النقدي، ولا اعتقد اننا نستطيع ان نخفي ذلك على الناس طويلاً، أعتقد انّه صار من الضروري والملحّ ان تُحسم الامور، واقلّ الايمان والواجب ان يشكل وضع البلد هذا حافزاً للذهاب الى تشكيل حكومة في اقرب وقت ممكن».

وهنا انتظر بري ان يسمع رأي رئيس الجمهورية، الّا انّ الرئيس المكلف اخذ الكلام وقال: «الامور ماشية، وان شاء الله نفعل شيئاً في وقت قريب». وحتى الآن لم يأتِ هذا الوقت القريب. ما حدا برئيس المجلس الى توجيه رسالة علنية الى مطبخ التأليف مفادها» انّ اقصر الطرق الى تأليف الحكومة هو تواضع الاطراف كلها، وعدم تمترسهم خلف مطالبهم».ولكن بدا واضحاً ان طريق التواضع كان مقطوعاً، ولم يسلكه احد، بل فتح البلد على مواجهة كبرى على الخط المسيحي بين «التيّار» و»القوات» كان من نتيجتها نسف «تفاهم معراب»، فأطاح ذلك كل الآمال بولادة الحكومة وصارت في خبر كان، واكثر من ذلك، تمّ نعي امكانية ولادتها على ألسنة الكثير من كل السياسيين، الذين ذهب بعضهم في الساعات الماضية الى القول بأنّ الحكومة اذا ما قُدّر لها ان تولد، فلن يكون ذلك قبل نهاية السنة الحالية.

يشي هذا الجو انّ العقدة بين |»التيار» و»القوات»، من النوع الذي يستحيل حلّه، بالنظر الى تصلّب الطرفين وعدم استعدادهما للتراجع ولو لميلليمترات قليلة، ولم يسلّم احدهما بمنطق الآخر تحت ايّ عنوان، فالمعركة بينهما اقرب الى المصيرية والوجودية، ومفتوحة الى احتمالات كثيرة. واستعدادهما واضح للاستمرار في المواجهة مهما طال الزمن.

ورغم هذه الاستحالة تتوالى الدعوات، لفكّ هذه العقدة، التي تشكّل مفتاح التأليف في نظر الجميع، وهنا لا يتردّد بري بالقول: حلّوا هذه العقدة، وبعدها يسهل حلّ باقي العقد، والمقصود هنا بالعقدة الدرزية التي قال بري صراحة: «عندما تُحلّ العقدة المسيحية، فإنّ حلّ العقدة الدرزية عندي، ويحتاج طبعاً الى موافقة وليد جنبلاط». على انّ اللافت في هذا الجوّ المقفل، هو اتّهام بري بالتفاؤل، من قبل بعض زوار عين التينة، يبدو انّ هؤلاء يعبّرون عن رغباتهم، خصوصاً وانّ رئيس المجلس لم يغادر بعد مربّع الترقّب لما يمكن ان يحمله الحراك الذي قال الرئيس المكلف انّه سيفعّله في هذه الفترة في محاولة متجددة لتوليد الحكومة. ولأن المراوحة السلبية هي العنوان الذي حكم التأليف منذ تكليف الحريري، لا يقارب بري مربّع التفاؤل ابداً، الا اذا صار امراً مفعولاً وتألفت الحكومة. والى ان يحصل ذلك فما عليه سوى الانتظار والتمني ببلوغ هذا الحراك ايجابيات ملموسة تخرج الجنين الحكومي الى العلن.

«لم اقل انني متفائل ابداً» يقول بري، انا انتظر ما سيستجدّ من حراك الرئيس المكلف. وما زلت آمل أن تتقدّم الامور، أعتقد انّنا امام فرصة للانقاذ،، وهناك فرصة للتواضع من اجل البلد، ولعلها فرصة ثمينة لأنّه إن لم يحدث ايّ تطور إيجابي من هذا الحراك، فأنا اخشى انّ الامور هذه المرة ستطول اكثر ولفترة بعيدة. المشكلة المستعصية في رأي رئيس المجلس تكمن في انّ مرحلة التأليف افرزت منطقاً يحاول تكريس أعراف يعتبرها اقوى من النصّ الدستوري. هذه هي العلّة بذاتها.

ولكن ما العمل؟ يجيب بري «أنا من جهتي استخدمت وسأستخدم كلّ وسائل الحثّ على بناء السلطة التنفيذية، وفي مطلق الاحوال أنا لن أسلّم بهذا الوضع، ولا اقبل ان يكون المجلس النيابي معطلاً أو مشلولاً، بل انّه سيعمل، وانا انتظر ان تنجز اللجان النيابية المشتركة مجموعة من المشاريع، التي اذا ما انتهت من انجازها غداً، سأدعو الى جلسة تشريعية بعد 3 أيّام. وليحضر من يحضر». يُقال لبري انّ البعض قد يعترض ويقول انّ المجلس يحتاج الى دورة استثنائية تجيز له الانعقاد يجيب: فليقرأوا الدستور، ربما يجدون الجواب في المادة 69 التي تنصّ على انّ المجلس مع استقالة الحكومة او اعتبارها مستقيلة يصبح في حال انعقاد دائم. وعندما يُقال له انّ هناك من يدعو الى تطوير الطائف، فيسارع الى القول: ايّ تطوير هذا، «اذا كنّا مش قادرين نؤلف حكومة أو نجمع مجلس الوزراء، فبدّك يانا نطوّر الطائف.

 

«الحرب الثالثة» في سوريا مؤجلة أم مستحيلة؟!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الأربعاء 29 آب 2018

ألقت الإتهامات المتبادلة بين واشنطن وموسكو حول تحضيرات حلفائهما في شأن «الحرب الكيماوية» المتوقعة في سوريا، الضوء على ما جاء في تقارير سرية وضعت بعد قمة هلسنكي، وبعضها تحدث عن مشاريع «تفاهمات» بين الرئيسين الأميركي والروسي لم تكتمل، لكنهما تعهدا بالحوار لتحويلها اتفاقات. وفي الحالتين فقد اتفقا على انّ «الحرب الثالثة» المباشرة ممنوعة، فما الذي يعني منها الأزمة السورية؟ قبل البحث في احتمال وقوع أي مواجهة روسية ـ أميركية أو سورية - أميركية على وقع التهديدات المتبادلة باحتمال استخدام الأسلحة الكيماوية اذا نفّذت اي من المجموعات السورية التي تتفيّأ بهذه القوى الدولية مثل هذه العمليات او النظام على أراضي سوريا، ينبغي التذكير بما رافق سنوات الحرب التي اقتربت من منتصف سنتها الثامنة من أحداث بهذا الحجم. فعلى رغم كل أشكال الحروب والتحولات التي شهدتها جولات العنف المتمادية في سوريا منذ الشرارة الأولى في درعا في 16 آذار 2011 وحتى الأمس القريب، لم يحدث أن حصلت أي مواجهة مباشرة بين أي قوة إقليمية او دولية كانت ترعى او تدير مسار الحرب من بُعد بين المنظمات السورية من جهة والنظام وحلفائه من جهة أخرى.

فباستثناء المواجهة الجوية التركية - الروسية التي انتهت بإسقاط طائرة السوخوي 24 الروسية فوق جبال التركمان شمال محافظة اللاذقية المحاذية للحدود مع تركيا في 24 تشرين الثاني 2015 بعد 7 اسابيع على التدخل الروسي المباشر، والطائرة الاسرائيلية التي سقطت في الجولان المحتل في شباط الماضي نتيجة عدم استخدام قائدها نظم الحماية التقليدية، والأخرى السورية التي اقتربت من المنطقة المحتلة في تموز الماضي، لم تسجّل اي مواجهة أخرى على هذا المستوى على رغم مشاركة طائرات اكثر من 7 دول عربية وغربية من الحلف الدولي والروس واسرائيل والأتراك فوق الأراضي السورية في وقت ويوم واحد في اكثر من منطقة سورية متقاربة. قبل التدخل الروسي العسكري المباشر فجر 1 تشرين الأول 2015 لم تكن هناك أي تدابير أو نظم حماية متّفق عليها لمنع حصول مثل هذه المواجهات الدولية، فقد كانت طائرات الحلف الدولي المُعلن على الإرهاب تسيطر بنسبة 95% على الأجواء السورية ولا تنافسها سوى الطائرات السورية في أوقات متفاوتة. ولذلك لم يقع أي حادث يذكر، فقد كانت الأجواء السورية ملكاً لفئة واحدة، وخصوصاً عندما تمّ تعطيل أكثرية القواعد الجوية السورية في وسط البلاد وشمالها وجنوبها.

وبعيداً من هذه الصورة التي عبّرت عن مرحلة سابقة من الحرب السورية سبقت القمة الروسية - الأميركية، فقد استبعدت تقارير ديبلوماسية وعسكرية حصول اي مواجهة جديدة على رغم الحديث عن وجه جديد لـ»الحرب الثالثة» المقبلة على وقع حشد البوارج الروسية والأميركية في البحر المتوسط والخليج العربي بالإستناد الى اكثر من سبب، وهذه عيّنة منها:

-1 ليس وارداً لدى ايّ من الرئيسين الأميركي او الروسي القيام بأي مواجهة عسكرية مباشرة في سوريا، فقد تحاشيا وقوع مثيلاتها طوال الأعوام الثلاثة الماضية على رغم قيامهما بآلاف الطلعات الجوية نتيجة التنسيق المسبق، والذي لم يتعطّل سوى لأسابيع قليلة قبل إعادة فتح الخطوط الحمر بين الجانبين قبل اربعة أشهر.

-2 السعي الروسي الى تنظيم حوار غير مباشر بين طهران والرياض لتخفيف أجواء الاحتقان في اليمن وسوريا في خطوة لا بد منها لاستكمال تنفيذ ما بدأته من إجراءات لتقليص الدور الإيراني في سوريا والأمل في إعادة مئات الألوف من النازحين السوريين الى بلادهم. كذلك بالنسبة الى فتح الباب امام واشنطن للتراجع عن عقوباتها على طهران، التي أعقبت وقف اعترافها بالتفاهم النووي الإيراني أو تخفيفها نتيجة الأخذ بما يمكن من شروطها حول وقف توسّع إيران خارج حدودها الجغرافية.

-3 ليس خافياً على أحد أنّ أي مواجهة في إدلب أو في أي منطقة في الشمال السوري ستضع موسكو في مواجهة مزدوجة مع واشنطن من جهة وحليفتها الجديدة أنقرة من جهة ثانية، نتيجة سيطرتها على بقعة كبيرة من ساحة العمليات المحتملة، وهو ما ستتحاشاه موسكو في هذه المرحلة الدقيقة بالذات. ولذلك سيتلاقى الجميع عاجلاً أم آجلاً لتأجيل أو تفادي مواجهة من هذا النوع تعيد خلط الأوراق من جديد.

- ما قدمته موسكو لتل أبيب في المرحلة السابقة كاف للتخفيف من حدة التدخل الإسرائيلي على الأقل في المدى المنظور. فسحب القوات الإيرانية وحلفائها الى مسافة 85 كيلومتراً من الجولان المحتل لا يمكن إلّا ان تقدّره عالياً. وستتحاشى اسرائيل أي عملية تغضبها في هذه المرحلة بالذات، والدليل غياب أي ضربة اسرائيلية على سوريا منذ تلك المحطة.

وتأسيساً على ما تقدّم، تختم التقارير الديبلوماسية الى أنه مهما بلغت اللغة الديبلوماسية المتبادلة من حدّة وحماوة بين موسكو وواشنطن، ومهما حشد الطرفان من بوارج وحاملات صواريخ في البحر المتوسط والخليج العربي لن تستخدم صواريخها وأسلحتها في الوقت الراهن. فـ«الحرب الثالثة» في سوريا «مؤجلة» إن لم تكن «مستحيلة»، لا بل إنّ ما يجري من حشد عسكري سيشكّل حافزاً لرفع مستوى التنسيق العسكري والديبلوماسي على المستوى الدولي وسط اعتقاد بأنّ موسكو ستكون في موقع المُحرَج والمُربَك اكثر من واشنطن. وهي، وإن تجنّبت المواجهة المباشرة مع واشنطن، فهل يمكنها لجم اي خطوة ايرانية وسورية متهورة إذا صحّ انها لم تَبلَع بعد زيارة وزير الدفاع الإيراني الى سوريا في الأيام الماضية. فمخاوفها من جولة من المزايدات الإيرانية في مكانها وهي تحتسبها بدقة، وستكون مدار بحث مع وزير الخارجية السورية الذي سيزور موسكو في الساعات المقبلة قبَيل انعقاد القمة الثلاثية الروسية ـ التركية ـ الإيرانية المتوقعة في 7 ايلول في طهران.

 

«حزب الله» والغطاء الحكومي

نديم قطيش/الشرق الأوسط/28 آب/18

لم يبقَ كثير من مرتكزات التسوية الرئاسية التي أتت بميشال عون رئيساً للجمهورية، وسعد الحريري رئيساً للحكومة. كل الشواهد تشير إلى أن التموضع خارج التسوية قائم على قدم وساق، بمعزل عن الإصرار اللفظي في تصريح هنا أو موقف هناك.

المسألة تتجاوز اتهامات الخداع السياسي الرائجة اليوم في لبنان، وتتصل أكثر بالتغيير الذي أصاب البيئة الاستراتيجية الحاضنة للتسوية. قامت التسوية أولاً على فكرة، تحتاج إلى كثير من الحظ وحسن النوايا والتفكير الرغبوي، وهي تحييد لبنان عن قضايا النزاع الرئيسية في المنطقة، تحت عنوان غامض هو «النأي بالنفس»، والاهتمام بدل ذلك بالقضايا الداخلية والخدماتية للبنانيين، بعد تراكم فضائح النفايات والكهرباء، وتفاقم المخاوف بشأن الاقتصاد. وحملت في طياتها إعلاناً عن ضرورة طي صفحة الانقسام السياسي اللبناني، والتمترس خلف السقوف العالية لجبهتي 8 و14 آذار، باعتبار أن هذه المرحلة لم تنتج إلا خطابات متشنجة واختلالات أمنية خطيرة، فيما الحسم الحقيقي في قضايا النزاع الرئيسية، أي سلاح «حزب الله»، ستقرره نتائج المعركة الأوسع في الإقليم، مع مرجعيته الإيرانية.

زادت محفزات الرهان على التسوية الرئاسية وقابليتها للحياة، في ضوء اتفاق مناطق خفض النزاع في سوريا، بين روسيا وإدارة دونالد ترمب، بعد نحو ثلاثة أشهر على تشكل حكومة الحريري الأولى في عهد عون. وكانت الترجمة العملية لاتفاق مناطق خفض النزاع في بيروت، أن القوى الدولية لن تسمح بانتصار أي من الطرفين في سوريا، فلا روسيا ستسمح للمعارضة المسلحة بإسقاط النظام، ولا واشنطن ستسمح للنظام بأن يستعيد السيطرة على سوريا. استظلت التسوية الرئاسية هذا التوازن لأشهر قليلة، قبل أن يبدأ اتفاق مناطق خفض النزاع بالترنح بدءاً من سبتمبر (أيلول) 2017، وصولاً إلى انهياره التام مع استعادة الأسد السيطرة على الجنوب السوري بموافقة أميركية إسرائيلية روسية، مروراً باستقالة الحريري في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017.

خلال أشهر قليلة من عمر التسوية الرئاسية، وتشكل أولى حكومات العهد، بدا أن لبنان في طريق العودة إلى صلب الاشتباك الإقليمي، وأن الفكرة التي قامت عليها التسوية هزلت بالكامل في ضوء تطورات هذا الاشتباك. وتزامنت الانتخابات النيابية اللبنانية في مايو (أيار) 2018 مع انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع إيران، لتجد التسوية الرئاسية نفسها أمام متغيرين كبيرين: تصاعد مستوى الاشتباك الأميركي العربي مع إيران، واستعادة الأسد السيطرة على سوريا، وهو الأمر الذي وضع نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، وفوز محور «حزب الله» فيها في سياق آخر تماماً. فلم يعد يسيراً الرهان على الفصل بين كتلة الرئيس عون النيابية وبين كتلة الفريق الذي يتزعمه «حزب الله»، مع ضيق الهوامش التي كانت متاحة أمام رئيس الجمهورية في بواكير التسوية، والتي ظن وظننا معه أنها ستدوم. ولعل أفضل برهان على استعداد الفريق الإيراني لتوظيف نتائج الانتخابات النيابية خارج سقف التسوية وضوابطها وهوامشها، هو كلام قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري، اللواء قاسم سليماني: «إن الانتخابات التي أجريت في لبنان أخيراً كانت بمنزلة الاستفتاء الشعبي، وهي تمثل انتصاراً كبيرا لـ(حزب الله) الذي تحول من حزب مقاوم إل حكومة مقاومة».

شيئاً فشيئاً يتضح أن كلام سليماني الذي أحرج «حزب الله» واستدرج رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد للقول إن الأكثرية في لبنان باتت متحركة بحسب الملف المطروح، هو الصحيح، فيما كلام نائب «حزب الله» أقرب إلى حفظ ماء وجه الحزب ورئيس الجمهورية. فما لبث أن عاد «حزب الله» إلى خطاب هجومي ضد المملكة العربية السعودية، كان عزف عنه لفترة من الزمن، ثم ذهب باتجاه استقبال وفد من ميليشيا الحوثي من دون رد فعل جدي من رئيس الجمهورية، باعتباره نقطة التوازن والمسؤول عن حماية «النأي بالنفس» من موقع استقلاليته عن القوى السياسية كافة في لبنان. ثم تولت صحيفة مقربة من «حزب الله» تسريب خبر اتصال كل من رئيس الجمهورية وقائد الجيش اللبناني بنظرائهما، في عز اشتعال معركة التطبيع مع نظام الأسد، على قاعدة منتصر ومهزوم في سوريا وفي لبنان.

لماذا إذن، وفق هذه الوقائع يستمر «حزب الله» في تغطية تكليف الحريري، ولا يذهب باتجاه حكومته؟ الجواب ببساطة أن عام 2018 هو غير عام 2011، يوم انقلب «حزب الله» على حكومة الحريري وأتى بنجيب ميقاتي رئيساً لحكومة «حزب الله» الأولى منذ نشأة الحزب.

جرى ذلك قبل الثورة السورية، وقبل وصول ترمب إلى الرئاسة وإعلانه الحرب «الدافئة» على إيران وأدواتها، ومنها «حزب الله»، وقبل أن يهتف الإيرانيون: الموت لخامنئي! «حزب الله» يريد «حكومة ورقة توت» تعفيه من تبعات حكم لبنان وتحويله إلى دولة «حزب الله»، كما أشار سليماني. يريد لبنان دولته غير المباشرة التي يحكمها آخرون، وهو ما يوجب التفكير الجدي في منعه من هذه الرفاهية. لنختبر تسليمهم البلد، وليذهب الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع إلى المعارضة، وبعدها لكل حادث حديث!

 

المأزق اللبناني والانقلاب الزاحف

إلياس خوري/28 آب/18

يبدو لبنان على شفير الهاوية، أزمة اقتصادية خانقة تهدد الاستقرار النقدي، وأزمة بيئية حولت لبنان إلى مزبلة، وشواطئه وأنهاره إلى بؤر للتلوث، وثمة أزمة سياسية حادة تعرقل تأليف الحكومة وتهدد بتمديد الفراغ. طبقة سياسية لم تعد قادرة على بناء نصاب للسلطة يعطي الحكم شكله الشرعي، وحلم انقلابي يسعى إلى الاستفراد بالسلطة على الطريقة العونية التي شهدتها المناطق الشرقية إبان حكومة عون العسكرية وقادت إلى الكوارث، وانقلاب بطيء زاحف يمارسه حزب الله مستندًا إلى رجحان كفة حليفه السوري في المقتلة السورية، وعجز كامل في المحور المقابل يتسلح بالدستور كي يرفض المشاركة في تنفيذ سيناريو هيمنة ثنائي التيار الوطني الحر وحزب الله على السلطة. نحن أمام الوضع المثالي الذي تنتظره الجيوش النظامية للانقضاض على السلطة، و/أو نحن أمام وضع مؤهل لانفجار ثورة شعبية تطيح بالنظام. غير أن الواقع السياسي اللبناني قادر على تكذيب كل التوقعات الكلاسيكية في علم السياسة.

فالانقلاب العسكري مستحيل، وإذا حصل كما جرى مع انقلاب القوميين السوريين عام 1961 فإن مصيره الفشل، أو سيكون نكتة كما حصل مع انقلاب الجنرال الأحدب التلفزيوني سنة 1976. دون الانقلاب عقبتان كبريان: البنية الطائفية للنظام السياسي التي تشل أي عمل انقلابي من جهة، ووجود قوى مسلحة خارج الشرعية العسكرية قد تكون أكثر قوة من الجيش من جهة أخرى. ولقد اجتمع هذان العاملان عام 1988 لإجهاض الانقلاب الدستوري الذي فرض عبر تشكيل الحكومة العسكرية بعد نهاية رئاسة أمين الجميل. أما الثورة الشعبية فمؤجلة اليوم بسبب ضعف قوى التغيير، أو لنقل غيابها من جهة، والدرس الوحشي الذي تعلمته الشعوب في سوريا ومصر وليبيا واليمن. إذ نجح الاستبداد ووجهه الآخر المتمثل في الأصولية في إغراق البلاد في الدم، وهذه مسألة يحتاج الخروج من نفقها المظلم إلى أفق سياسي جديد لا يزال غائبًا، ولا نلمح منه سوى مؤشرات غير واضحة المعالم.

أزمة سياسية بلا أفق، هكذا تبدو الصورة اللبنانية اليوم. رئيس جاء بشعار الرئيس القوي عاجز عن فرض شروطه وشروط صهره من أجل تشكيل الحكومة.

وحزب قوي يملك جيشًا حقيقيًا انتصر مع حلفائه في تحطيم الشعب السوري، لكنه يجد نفسه اليوم عاجزًا عن صرف قوته في السياسة اللبنانية وفرض تشكيل الحكومة.

هذه الصورة ليست دقيقة لسببين:

الأول هو النموذج الذي قدمه زمن الوصاية السورية، حين فرض هيمنته على لبنان ما بعد اتفاق الطائف واغتيال رينيه معوض. غير أن ما يجري وصفه بأنه هيمنة سورية أمنية وسياسية ليس دقيقًا، فالهيمنة كانت توافقًا سوريًا-سعوديًا-أمريكيًا، وكان اغتيال الحريري هو المؤشر الأكبر على انهيار هذه الصفقة.

والثاني هو شعور محور حزب الله-التيار، بأن الحسم العسكري في سوريا يعطيه القدرة على الاستفراد بالسلطة في لبنان من ضمن محور سوري-إيراني-روسي بدأ يحاول فرض هيمنته على المنطقة، وهو يشعر بارتياح نسبي نتيجة التوافق الإسرائيلي-الروسي على حدود سوريا الجنوبية. أي أن هذا المحور في ظل التراجع الأمريكي في المنطقة، وتراجع المحور العربي المواجه، يشعر اليوم أنه أمام فرصة نادرة لإحكام الطوق على لبنان. الاحتماء بالبنية الطائفية لمنع الانقلاب الزاحف في لبنان ليس مجديًا، فاللعبة الطائفية في لبنان وبلاد الشام تغيرت معالمها: تهميش شامل للأكثرية السنية، حصار خانق للأقلية الدرزية في سوريا وإسرائيل يمتد ببطء إلى لبنان، وشعور عام بأن اليد الروسية التي تحمل معها نكهة قيصرية مدعومة بمباركة الكنيسة الروسية قادرة على الحلول مكان القوى الكولونيالية القديمة.

لبنان أمام استحقاق انقلابي وشيك، لا أحد يستطيع التنبؤ بأشكاله، هل ستكون أزمة الفراغ الحكومي شبيهة بأزمة الفراغ الرئاسي التي فرضت ميشال عون رئيسًا؟ هل يراهن الثنائي الانقلابي على رضوخ القوى السياسية المعارضة لإرادته مثلما رضخت في السابق جاعلة من انتخاب عون يمر عبر القنوات الدستورية؟ أم أن المسألة ستكون أكثر تعقيدًا وتأخذ لبنان إلى زمن القمصان السود والاغتيالات؟ يشعر المحور الانقلابي اليوم بزهو انتصاراته، وهو قادر على الانتظار، ولكن ليس إلى ما لا نهاية. ولعل مرافعة وزير العدل سليم جريصاتي، ترسم ملامح مؤشرات على انقلاب «دستوري»، يعدّ له، وهدفه الضغط على رئيس الحكومة المكلف من أجل القبول بشروط هيمنة حلفاء النظامين الإيراني والسوري على السلطة؟ شعور المحور الانقلابي بأنه لا يستطيع الانتظار طويلاً ناجم عن الوضع الاستراتيجي القلق في المنطقة بسبب عودة الحصار الأمريكي على إيران، الذي يهدد الجمهورية الإسلامية بأزمة اقتصادية مستعصية.

الصورة كما ترتسم اليوم واضحة المعالم، إنها محاولة لصوغ ترجمة لبنانية لميزان القوى السياسي في سوريا، وهي محاولة تستند إلى قبضة مؤسساتية (رئاسة الجمهورية) وقوة شعبية (التيار وحزب الله) وقوة عسكرية متفوقة (حزب الله).

وهناك سؤالان كبيران: الأول: هل تستطيع قوى الانقلاب تحمل التبعات الاقتصادية الكبيرة لهذه الانعطافة؟ أم أنها تراهن على عطف أوروبي لا يزال يحاول ترميم صورة لبنان القديم؟ والثاني يتعلق بمجهول الصراع الأمريكي-الإيراني، الذي تشكل إسرائيل طرفًا رئيسيًا فيه، هل يقود هذا الصراع إلى انفجار كبير لا يعلم أحد نتائجه؟ أم أن قوى الانقلاب تراهن على الأفول الأمريكي في المنطقة، الذي أثبت لامبالاة الولايات المتحدة وعجزها؟

 

قياسات ممانعة..

علي نون/المستقبل/28 آب/18

معضلة القياسات المتّبعة من قبل الجماعة الممانعة في نواحينا، ثابتة ولا تعدّلها طوارئ أو عاديّات السياسة والميدان والاقتصاد والاجتماع، ولا حقائق الدنيا لا محليّاً ولا إقليميّاً ولا دوليّاً. من تلك القياسات أن يبقى الداخل اللبناني أسير منطق صاحب القوة الفعلية والافتراضية وحده! وعرضة لتلقّف تبعات قراءاته وحساباته وارتباطاته الأبعد من هذا الداخل والواصلة في خلاصاتها إلى نقطة مركزية نائية لكنها بالغصب والإكراه تتحكّم عن قرب بمصائر اللبنانيين ومسار دولتهم. ورأس تلك القياسات اعتماد التأزيم وتصنيعه ثم اتهام الآخرين بذلك، ثم البناء على الافتراء للعودة إلى لغة تهديدية تتوعّد الضحيّة بالعقاب (أو بالمزيد منه!) لأن هذه الضحية في عُرف صاحب التهديد، لم تذعن تماماً بعد! ولم تلغِ ذاتها وحقوقها وكراماتها بعد! ولم ترضَ بالتبرّؤ النهائي من تبعات سعيها إلى شيء من العدالة مهما طال الزمن وزادت وحشة الطريق!وفي جذر هذا الأداء انكسار الميزان في أساسه، حيث لا توازن في الإجمال ولا تعادل، بل هنا وهناك كفّة مثقلة بالحديد والسلاح والتعبئة المُستدامة ويحقّ لأصحابها ما تفرضه هذه الأثقال! وكفّة مقابلة لا تستحق وفق ذلك القياس إلاّ تلقّف تبعات ضعفها!

"مشكلة" المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مثال دائم (على ما يبدو!) عن تلك القياسات الممانعة: تُرفع عقيرة التهديدات "محلياً"، في حين أن القضية أوسع مدى من الكادر السيادي اللبناني وأكبر منه! هي كانت وصارت أكثر، مثلّثة الأضلاع: محلية – إقليمية – دولية. وخرجت (تماماً) على مدى السنوات الماضيات من دائرة قدرة أي طرف محلي على التحكّم بمسارها وخلاصاتها.. وبرغم ذلك تُختصر المعادلة أو يُراد لها، أن تُختصر محلياً! وأن يدفع الضحايا المزيد من الأثمان بديلاً عن هدف يصعب النيل منه.

استقواء في غير مكانه! ويدلّ أول ما يدلّ على ذلك القياس المكسور عند المستقوي! حيث يحقّ له التجبّر والصلف، والتنكيل بالقريب تعويضاً عن العجز عن ذلك بالبعيد! ويحقّ له ساعة يشاء رفع إشارات "الانتصار" في الداخل كلما زاد شعوره بالانهزام في الخارج! وكأنه لا يُرضى بأقل من خروج المغدور من ضريحه للاعتذار منه على كل "المشاكل" التي سبّبها له بموته!! .. وفي السياق والزقاق والنطاق ذاته تدخل محنة تشكيل الحكومة، وإن كانت "اللغة" المُستخدمة هنا أكثر احتشاماً! وأقلّ صلفاً، لكنها في الأساس لا تخرج عن "الجذر" الأول: انكسار الميزان يعني انكسار الحقوق! وأطنان الحق لا توازي أوقيّة من البارود! والتعطيل الاستنزافي مبدأ ثابت طالما أن الإذعان التام ليس ثابتاً! إمّا أن تُلبّى "كل" المطالب والشروط وإمّا لا تأليف ولا من يحزنون أو يفرحون! والتأويل الكيدي عدّة مباحة. وهذا يطال الدستور وأحكامه! والأعراف ودواعيها وشروطها! و"التسوية" ومكارمها وموجباتها! .. ثم قبل ذلك كله وبعده، وفوقه وتحته: تقضي مصلحة "المركز" في طهران باستنفار الأدوات الطرفية في المواجهة المفتوحة مع الغرب والشرق، فيصار إلى اعتقال المصلحة الوطنية اللبنانية العليا وأخذها بجملتها رهينة لتلك المصلحة وعليها الانتظار كي يُدفع ثمن إطلاقها أو عدم إطلاقها.. فيُصار إلى تحميل السعودية مسؤولية تأخير التشكيل الحكومي! وتُفتح الأبواق على وسعها لتسييل الاتّهام، وإبعاد كرة المسؤولية عن التعطيل عن راميها! .. "انتصارات" بالجملة ينوء تحت أثقالها اللبنانيون، إلى حدّ أنهم صاروا يشتهون هزيمة ما، علّها تُحضر معها بعض اليسر لهم في كل متطلباتهم البديهية!

 

حاتمي في سوريا: البقاء أو الانسحاب؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/28 آب/18

أمير حاتمي هو وزير الدفاع الإيراني، الذي كانت زيارته لدمشق الأسبوع الماضي لافتة للنظر. تحدث عن رغبتهم في «تعزيز ترسانة (سوريا) العسكرية»، ومساعدتها في «تعزيز عتادها العسكري»، كما أوردت الخبر وكالة الطلبة للأنباء، الإيرانية. ولمح بأنه «يحاول تمهيد الطريق للمرحلة المقبلة من التعاون». فما هي هذه المرحلة المقبلة؟ هل تعني انسحاب إيران من سوريا؟ محاولات فك التوأمة بين النظامين السوري والإيراني لم تفلح، رغم القصف الإسرائيلي لقوات إيران في سوريا، الأكبر منذ حرب 1973، ورغم تصريح روسيا بأنها ليست مع بقاء إيران ولن تحميها من غارات قوة الجو الإسرائيلية. والأميركيون يقولون إنهم جربوا إغراء نظام دمشق وفشلوا، وسبق لإعلام إيران في لبنان أن ادعى أن السعودية حاولت وفشلت.

علاقة دمشق بطهران إشكالية للمنطقة، قديمة مستمرة، تعود إلى فترة الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات. نشأت في إطار تحالفات الضرورة، البعثي السوري مع الديني الإيراني. وفي أواخر التسعينات انتفت علاقة الضرورة هذه. وقد سعى حافظ الأسد، الأب، إلى تقليص المواجهات - يمهد لما بعد وفاته - تقارب مع نظام صدام المحاصر، وتصالح مع تركيا بعد أن سلم زعيم المعارضة الكردية التركية، وفاوض إسرائيل على السلام ووصل مرحلة اتفاق متقدم معها في جنيف، لولا أن إسرائيل هي من عطل التوقيع بدعوى تدهور صحة الأسد، وخشيتها من مستقبل سوريا بعده. ومع صعود بشار إلى سدة السلطة عمَّ التفاؤل المنطقة حتى اتضح أن العلاقة مع طهران أصبحت أعمق في السر. وتأكدت بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وكان يفترض أن يمهد انسحابها لانفراجات تشمل انسحاب القوات السورية من لبنان، ومصالحات تتوازى مع مشروع السعودية للسلام الذي قبلت به سوريا، وكل الدول العربية والإسلامية. إنما الذي حدث العكس تماماً، فقد عزز الحليفان، إيران وسوريا، وجودهما في لبنان. ونفذا موجة اغتيالات واسعة، وهيمن النظامان على البلاد تقريباً بالكامل. ولم يعد هناك شك في العلاقة الخاصة بين دمشق وطهران عندما اتضح تعاون الحليفين في تبني المقاومة العراقية، ودعم الجماعات الإرهابية في العراق بما فيها تنظيما «القاعدة» والزرقاوي، (داعش) لاحقاً، وظهر بعدها مصطلح «قيام الهلال الشيعي». اليوم، تبدو محاولات إخراج إيران من سوريا بمثابة قطع الحبل السري، احتمالات نجاحها ضئيلة. فالعلاقة إسمنتية بين النظامين، وأيضاً نتيجة لتهاوي مؤسسات الأسد الأمنية والعسكرية جراء الحرب الأهلية.

ولا تخرج حسابات المرحلة المقبلة عن ثلاثة مؤثرات، الأول مطلب إدارة ترمب من إيران، بالخروج من سوريا، ضمن شروطها الاثني عشر لوقف حربها الاقتصادية. والثاني، إصرار إسرائيل على خروج قوات إيران وميليشياتها وإلا سيتم تدمير قدراتها. والثالث أن الأميركيين يشترطون لبقاء نظام الأسد أن تخرج إيران وميليشياتها. وقد تراجعت إدارة ترمب عن مغادرة سوريا وقررت الإبقاء على وجودها العسكري والسياسي. نظرياً، خروج القوات الإيرانية وحزب الله والبقية، تبدو النتيجة المتوقعة، لكن من ذَا الذي سيصدق أن إيران في وارد التعاون والخروج بعد خسائرها البشرية والمالية الهائلة في حرب سوريا؟ خروجها سيعتبر هزيمة مجانية، وسيضعف قدرة حكومة طهران التفاوضية مع إسرائيل والولايات المتحدة، إضافة إلى أنه سيتسبب في إنهاء استثمارها في لبنان، أي حزب الله الذي بنته من الصفر وأنفقت عليه مليارات الدولارات. أما بالنسبة للأسد، فإن حلفه مع طهران قديم منذ بدايات حكمه، وعلى مدى عقد ونصف فشلت كل المحاولات القديمة لفكه.

 

الزعيم والإنسان: الغدر يفل الحديد

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/28 آب/18

عرفنا أنديرا غاندي في العالم العربي أكثر من سواها من زعماء الهند. فيما بعد، وصلت إلى السلطة في دلهي بعد فترة قصيرة من حكم والدها جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء استقلالي. وكانت المرحلة الدولية لا تزال مرحلة بروز العالم الثالث وقضاياه. ومثل والدها اتخذت أنديرا سياسات داعمة للقضية الفلسطينية والمواقف العربية. قابلتُ أنديرا غاندي خلال زيارة قصيرة لها إلى بيروت. وكان انطباعي أنها مختلفة جداً في الواقع عما هي في الصور. لكن الثابت في الانطباعين كانت مسحة الكآبة التي تعلو عينيها. وكان صوتها هادئاً وبسيطاً، كما لو أنها حذرة في الكلام. كانت ترتدي «الساري» الهندي التقليدي بألوان داكنة حتى الأصفر منها، المخلوط بالأسود. على رغم هدوء المظاهر، كانت أنديرا «ثاتشر آسيا» و«فولاذية الهند» و«الرجل الأقوى في سياسات الهند». هي التي بَنَت القوة النووية، وهي التي ربحت الحرب على باكستان في «حرب بنغلاديش». وفي الداخل، مارست قبضة شديدة القوة من أجل الحفاظ على وحدة الهند التي ظهرت فيها أكثر من حركة انفصالية. وكانت أنديرا تعتقد، مثل والدها من قبلها، أن سقوط أي حجر في الهرم الهندي سوف يؤدّي إلى تفتته برمّته. نجحت القوة في الحفاظ على الهند، لكنها أصابت مقتلاً من أنديرا. ففي يونيو (حزيران) 1984 أمرت بعملية عسكرية لإنهاء اعتصام «المعبد الذهبي» بقيادة زعيم السيخ سانت جارنيه سينغ بيندرا نويل (معذرة على طول الاسم). سقط في المعركة نحو 500 قتيل من الشرطة والمحاصرين، ونحو ألف جريح. ربحت أنديرا المعركة، لكنها ربحت معها حقد السيخ. خطرت لها جميع أنواع الوقاية، إلا أن تشك في ولاء حرسها من السيخ.

صباح الأربعاء 31 أكتوبر (تشرين الأول) 1984 خرجت من منزلها إلى مكتبها القريب سيراً على الأقدام، حيث كان ينتظرها فريق تصوير بريطاني، وسار خلفها عدد من رجال الحرس. وفي نهاية الممر كان يتربص بها اثنان من الحرس السيخ، فما أن اقتربت منهما حتى أطلق أحدهما ثلاث رصاصات من مسدسه أصابتها في بطنها، وأطلق عليها الثاني ثلاثين رصاصة من رشاشه أصابتها سبع في البطن وثلاث في الصدر وواحدة في القلب. نقلت زعيمة الهند إلى مستشفى معهد العلوم الطبية، حيث تجمع حولها 12 طبيباً أفرغوا في جسدها 88 زجاجة دماء، ونجحوا في استخراج 7 رصاصات. ولم تعد لها الحياة.

حلّ الطيار راجيف غاندي محل والدته في الحكم، لكنه قتل في انفجار إرهابي عام 1991، وتولت زوجته صونيا، الإيطالية الأصل، رئاسة حزب المؤتمر. امرأة غير حديدية من أوروبا في كرسي امرأة حديدية من آسيا.

وفي باكستان المجاورة، عرفت العائلة الرئاسية الأخرى مأساة مشابهة. أعدم ذو الفقار علي بوتو، واغتيلت وريثته بي نظير، وقُتل ولداه. إلى اللقاء...

 

حماس وهدنتها مع إسرائيل

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/28 آب/18

ليست هناك نار بغير دخان، الهدنة المزمع توقيعها بين حماس وإسرائيل متوقعة لا محالة، خصوصاً أن حركة حماس تحاول بكل الطرق ومهما كان الثمن أن تعطي نفسها دوراً أكبر من حجمها الطبيعي على الساحة الفلسطينية على حساب سكان غزة ضحايا هذا الدور المقلوب على أمرهم، فتزج بالأطفال والنساء في القيام بأعمال لا ترتقي إلى مستوى النضال الوطني، ومن قبل دخلت مع إسرائيل في حرب كانت نتيجتها الخراب والقتلى والأسر المشردة لأهل غزة، وتحاول الآن أن تتنطط على الحبال أكثر بإقامتها هدنة مع إسرائيل، وجعل نفسها أداة لمن يريد أن يتدخل في شؤون الفلسطينيين، فتفتح الباب على مصراعيه لإيران، ومرة تتحالف مع قطر وأخرى مع تركيا؛ الدول الراعية للإخوان المسلمين أينما كانوا. وها هي حركة حماس في هذه المحاولة تذهب إلى أبعد من كل ذلك وترفع السقف لكي تقيم هدنة مشكوكاً فيها مع إسرائيل، مقابل مساعدات إنسانية تسعى من ورائها إسرائيل إلى التصيد في المياه العكرة بين الفصائل الفلسطينية وتمرير مؤامراتها المشؤومة وإنهاء القضية الفلسطينية. وعرضت إسرائيل على حماس بناء ميناء لها ورصيف في قبرص ومطار في إيلات، حسبما صرح به مصدر في منظمة التحرير الفلسطينية.

ليس هناك إلا هدف واحد من وراء هذا الاتفاق، وهو أن حماس تريد أن تجعل من نفسها هي رائدة النضال الفلسطيني، لكي تسحب البساط من تحت أقدام منظمة التحرير الفلسطينية، وخصوصاً فتح، ولذا فإن المصلحة الحزبية هي التي تحرك «حماس» وليس المصلحة الوطنية لأن الوحدة الوطنية وتنفيذ الاتفاقيات مع فتح هو الذي يصب في المصلحة الوطنية، بينما صك هدنة مع إسرائيل يصب في خانة المصلحة الحزبية الضيقة، وهو مشروع تصفوي شبيه بروابط القرى الخيانية... «حماس» ليس لديها شيء تخسره، فهي انكشفت حتى عند مناصريها من أهل غزة.

«حماس» تريد من الجميع أن ينصاع وراءها، ولكنها لا تنصاع وراء أي مشروع لإخوتهم الفلسطينيين، إنكم عندما تم توقيع اتفاقية أوسلو ورغم ما فيها من نقائص فإنها كانت تقرب الطريق لقيام الدولة الفلسطينية ووقفتم بكل الوسائل ضد هذه الاتفاقية. أما علمتم أنكم عندما أقمتم دويلة في غزة، حتى أصبحت غزة كالقفص الذي سهل لإسرائيل تصفية أغلب القيادات من حماس؟

أرى أنه من غير المنطقي الحديث عن اتفاقيات إسرائيلية مع هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك بمعزل عن الشرعيات الفلسطينية المفترضة، لما يحمله ذلك من مخاطر جمة على الكل الفلسطيني، ولما يعنيه ذلك من محاولات الاحتلال الاستفراد بهذا الطرف أو ذاك.

لم تبقَ أوراق رابحة بيد قادة «حماس»، فلقد سقطت كل أوراقها الرابحة، والدليل على ذلك أنها فقدت جماهيرها ومؤيديها من الشعب الفلسطيني والعربي عموماً، وهي تمد يدها إلى إيران وقطر وتركيا، وهذه الدول نفسها تبحث عمن ينقذها من المستنقعات التي أوقعت نفسها فيها؛ قطر بدعمها للإرهاب لديها أزمتها الخانقة مع الدول الأربع السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وإيران وقعت في المستنقع السوري بخلاف مشكلاتها بالداخل، وتركيا لديها أزمتها مع أميركا وهبوط عملتها. «حماس» يهمها وجودها كمنظمة تحكم غزة ولا يهمها مصالح الشعب الفلسطيني، يا لها من مفارقات... حماس التي كانت في السابق ترفض كل أشكال الاتفاقيات مع إسرائيل، ها هي اليوم ترمي بنفسها في حضن إسرائيل... حقاً عش دهراً ترَ عجباً.

 

غياب ماكين يخلف فراغاً أميركياً

مينا العريبي/الشرق الأوسط/28 آب/18

وفاة السيناتور جون ماكين وغيابه عن الساحة السياسية الأميركية يؤشر لنهاية حقبة مهمة في السياسة الأميركية؛ داخلياً وخارجياً. فداخلياً، خدم ماكين بلاده على مدار 6 عقود في الجيش والكونغرس، لكنه فشل في الوصول إلى البيت الأبيض على الرغم من محاولتين. وبات يمثل أهم معالم الخدمة العامة والقدرة على العمل مع من يخالفه الرأي من أجل المصلحة الأعظم. أما خارجياً، فكان ماكين من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ المهتمين بالشؤون الدولية، بعد أن قاتل في فيتنام ونجا من خمس سنوات من الأسر والتعذيب. كان ماكين مؤمناً بأهمية الدور العسكري في تحديد المصير، وأن القوة أحياناً تمثل الوسيلة الأكفأ للوصول إلى السلام. في الشؤون الداخلية والخارجية، كان ماكين مهتماً بتقريب الفجوات، بدلاً من زيادتها. جسارة ماكين التي جعلته ثابتاً خلال الأسر في حرب فيتنام هي الشجاعة نفسها التي جعلته يتخذ مواقف سياسية شجاعة. ومن بين أبرز هذه المواقف قدرته على الاعتراف بالخطأ في دفعه لحرب 2003 في العراق، وإقراره بأن طريقة اتخاذ قرار الحرب كانت خاطئة. وفي مذكراته، كتب ماكين أنه «لا يمكن الحكم على (الحرب في العراق) إلا على أنها كانت خطأ، بل خطأ فادحاً، وعليّ أن أتحمل جزءاً من اللوم على ذلك». لكن هذا الاعتراف لم يجعله يتبرأ من المسؤولية، على العكس؛ كان حتى آخر يوم يطالب بالالتزام بالعراق ومساعدته على النهوض. كان ماكين من أول المطالبين بزيادة القوات الأميركية في العراق بعد الانسحاب الجزئي خلال ولاية الرئيس جورج دبليو بوش الثانية، قبل أن تزيد الولايات المتحدة تعداد قواتها بقيادة الجنرال ديفيد بترايوس. عارض بعدها بشدة سياسة أوباما تجاه العراق والتراجع عن تعهدات الولايات المتحدة هناك. كما كان من المنتقدين للانفتاح الأميركي على طهران خلال رئاسة باراك أوباما، وشدد على ضرورة محاسبة إيران على ما رآه من تمادٍ إيراني زعزع المنطقة.

أما داخلياً، فكان قرار ماكين التصويت لصالح قانون الرعاية الصحية، ومنع خطط الجمهوريين لتعطيل القانون، تاريخياً وشجاعاً. انشق ماكين عن القرار الجمهوري، ولولا صوته في مجلس الشيوخ في يوليو (تموز) 2017، لكان الجمهوريون حققوا نصراً تشريعياً بإلغاء أحد أبرز التشريعات التي قام بها أوباما.

السيناتور عن ولاية أريزونا بات يمثل التزاماً سياسياً مبدئياً في الولايات المتحدة في وقت يقوم فيه الرئيس الحالي دونالد ترامب بتصرفات تؤجج الانقسامات الداخلية. طلب ماكين أن يكون خصماه في الحملتين الرئاسيتين أوباما وبوش هما من يلقي كلمات تأبين في عزائه، بدلاً من الرئيس الحالي، يبين مجدداً الاختلاف بين ماكين وترمب. مع ذلك، لا يمكن نسيان أن قرار ماكين ترشيح اليمينية سارة بالين لمنصب نائب الرئيس في حملته الانتخابية عام 2008، من أشد الأخطاء التي قام بها ماكين في حياته السياسية.

شكل ماكين الجزء الأهم من ثلاثي نادر في مجلس الشيوخ الأميركي ليس من المتوقع رؤية مثيل له. فكان ماكين وليندسي غراهام (الجمهوريان) وجو ليبرمان (الديمقراطي الذي أصبح مستقلاً لاحقاً) متقاربين في وجهات النظر المحافظة حول السياسة الخارجية، ويشددان على دور الولايات المتحدة الدولي. كانت علاقة ليبرمان - الديمقراطي السابق - بماكين قوية إلى درجة أنه اختار الانضمام إلى حملة ماكين الانتخابية ضد باراك أوباما عام 2008 بدلاً من أن ينضم إلى حملة الديمقراطي باراك أوباما. توفي ماكين، وتقاعد ليبرمان، وبات غراهام من المقربين إلى ترمب الذي يتبع سياسات الانقسام بدلاً من التلاحم.

التقيت بماكين أكثر من مرة من خلال العمل، وفي كل مرة كان بمنتهى الخلق والمهنية. لكنه في الوقت نفسه كان يتمتع بخفة دم، ويسارع بجعل كل من يلتقيه يشعر بالارتياح. وفي ندوة أدرتها خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت عام 2013، تحدث ماكين عن ضرورة التحرك في سوريا. وعندما وجهت له أسئلة عن ضرورة العمل ضمن نطاق القانون الدولي وعدم تحرك أميركا بمفردها، قال: «لو اعتمدنا على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لما كان بإمكاننا الذهاب للبوسنة أو كوسوفو... لقد قمنا بوقف الإبادة هناك، واليوم الإبادة في سوريا على نطاق أوسع بكثير من هناك». وكان ماكين من أول الداعين لضرب القوة الجوية السورية، قائلاً إن حرمان نظام بشار الأسد من القوة الجوية «العامل الفاصل» في تحديد مصير الصراع. وبقي لسنوات يطالب بالتحرك في سوريا، حيث زار المناطق التي سيطرت عليها المعارضة والتقى بعناصر سورية مختلفة من المعارضة والمجتمع المدني. كان من أبرز الداعين لتسليح المعارضة السورية. كما كان من أشد المعارضين لإيران وروسيا. اليوم، أوقفت الولايات المتحدة تسليح المعارضة السورية وأوقفت تمويل مشروعات استقرار المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، وأصبحت روسيا وإيران اللاعبين الأساسيين في سوريا.

لا شك في أن ماكين كان، كالغالبية العظمى من أعضاء الكونغرس، مناصراً لإسرائيل، ولكنه في الوقت نفسه كان يطالب بحل الدولتين وإنهاء النزاع. وعلى الرغم من أن هذا كان الموقف التقليدي لغالبية الساسة الأميركيين، فإن سياسات الإدارة الحالية ذهبت بعيداً حتى عن هذا الموقف.

وفاة ماكين حدث يخلف فراغاً في الساحة السياسية الأميركية، وتغيير الموازين في تحديد الأهداف الاستراتيجية، من دون خروج رؤية جديدة. ولكن ما زالت القوات الأميركية منتشرة في أفغانستان والعراق في ما باتت تسمى «الحرب الأبدية».

بقي ماكين مهتماً بشؤون القوات المسلحة، خصوصاً الجنود البسطاء. التغريدة الأخيرة الصادرة عن حسابه الرسمي على موقع «تويتر» كانت في يوم 21 أغسطس (آب) الحالي، وتعبر عن تعازيه لعائلة الضابط تايلور غالفين الذي قتل بعد سقوط مروحيته في العراق. بقي جندياً إلى النهاية، مصرّاً على أنه خدم بلاده بأفضل طريقة كان يعرفها، حتى وإن لم تكن الطريقة المثلى. وعند الإعلان عن إصابته بمرض السرطان، بات ماكين يتحدث عن حياته وتجربته بشكل أوسع، ليكرر مراراً وتكراراً أنه كان محظوظاً لأنه خدم بلده.

 

هل تعود الجزيرة العربية خضراء؟

بقلم حسين عبد الحسين/الحرة/28 آب/18

فيما كان حجاج هذا العام يؤدون المراسم الدينية المعروفة، تعرضت مكة لرياح وأمطار فاجأت الحجاج والمراقبين. يعتقد خبراء المناخ، في غالبيتهم، أن أمطار مكة تعكس تغييرات مناخية ناجمة عن الاحتباس الحراري، الذي يتسبب به البشر. لكن التاريخ المناخي قد يشي بما هو مغاير.

من لا يعرف تاريخ صحراء شمال إفريقيا، وامتدادها عبر البحر الأحمر لتشمل جزيرة العرب، قد يخال أن هذه الرقعة الشاسعة من الأرض كانت صحراء منذ الطور الجيولوجي الأخير الذي تكونت فيه اليابسة في شكلها الحالي. لكن الآثار الجيولوجية تشي بعكس ذلك؛ ففي صحراء شمال إفريقيا والصحراء العربية دلائل تشير إلى أنها كانت خضراء بالكامل، وأن أمطارها كانت غزيرة، وكذلك أنهارها وبحيراتها. ولوفرة مياهها وخضرة طبيعتها، عاشت في هذه الرقعة حيوانات متنوعة من التي تعيش في الأدغال، كالأسود والفهود والغزلان والزرافات، فضلا عن التماسيح وفرسان النهر، وبعضها لا تزال بقايا هياكلها العظمية متناثرة في الصحراء القاحلة اليوم. في صحراء شمال إفريقيا والصحراء العربية دلائل تشير إلى أنها كانت خضراء بالكامل، وأن أمطارها كانت غزيرة، وكذلك أنهارها وبحيراتها

يعتقد عدد من العلماء أن أسباب التغيير المناخي الذي قلب الصحراء خضراء، ثم أعادها صحراء مجددا، هو انحراف دوري في محور الكرة الأرضية، يؤدي إلى تغيير في انحناءة الكوكب، فتتغير قوة الشمس التي تضرب بقعة معينة من الأرض، ويؤدي التغيير الشمسي إلى تغيير مناخي. هكذا، انحرف محور الأرض قبل حوالي تسعة آلاف سنة، فانتقلت أمطار خط الاستواء شمالا، فانتعشت أراضي شمال إفريقيا والجزيرة العربية، ودامت خضراء إلى أن عاد محور الأرض إلى موقعه السابق، قبل حوالي خمسة آلاف وخمسمئة سنة، فعادت الأمطار من الشمال إلى الاستواء، وجفت الأرض شمالا، وعادت أراضي شمال إفريقيا وجزيرة العرب صحراء قاحلة. أدى الجفاف لاختفاء نهر، كان طول مساره 1200 كيلومترا، وكان يقسم الجزيرة العربية إلى نصفين، شمالي وجنوبي، وكان ينبع من سلسلة جبال الحجاز جنوب المدينة بقليل، غرب السعودية، ويجري باتجاه الشمال الشرقي عبر وادي الرمة، ويتابع مسيره نحو حفر الباطن، ثم يلتقي أنهار كارون الإيراني ودجلة والفرات العراقيين، حيث تصب الأنهار الأربعة في موقع يحتمل أنه كان الكويت، يوم كانت الأخيرة تحت الماء، أو نقطة أخرى في جوارها. ويعتقد باحثو العهد القديم أن هذا الترتيب الجيولوجي، أي الأنهار الأربعة التي تصب في منطقة واحدة، هو الذي ترد الإشارة إليه في سفر التكوين.

منذ جفافه، يفيض نهر الرمة بمعدل ثلاث مرات كل مئة عام، وهو عند فيضانه يؤدي إلى دمار وإصابات بسبب البنيان الذي طال مجرى النهر منذ جفافه.

وعبر التاريخ، تم استخدام مجرى نهر الرمة الجاف كـ"طريق سريع" وصل بين اليمن والقرن الإفريقي، من ناحية، والبصرة وجنوب إيران، من ناحية ثانية. وهو ما قد يفسر سبب كثافة الرقيق الإفريقيين جنوب العراق، وهي كثافة سمحت لهم بالثورة على الخليفة العباسي في العام 869 ميلادية وإقامة إمارة دامت 14 عاما.

كذلك استخدم الساسانيون الإيرانيون مجرى الرمة في محاولة للسيطرة على باب المندب، جنوب غرب اليمن، كوسيلة لقطع طريق التجارة الذي كان يصل الهند بأوروبا، عبر البحر الأحمر، فـ"قناة الفراعنة"، فنهر النيل، إلى مرفأ اسكندرية على المتوسط.

الانقسام الطبيعي في الزمن السحيق شطر الجزيرة العربية إلى جزأين: شمالي غربي حكمه البابليون، ثم أنباط الأردن، فحكام المشرق ومنهم الرومان، وجنوب غربي تنافس في السيطرة عليه الإيرانيون ومملكة الحبشة، المتحالفة مسيحيا مع روما وبعدها مع بيزنطية.

ومن يعرف الفن العمراني الحجازي، أو من يزر متحف الرياض الذي يعرض نماذج عمرانية من المدينة وأخرى من مكة، ير الفارق الواضح بين العمارة في المدينة، وهي متأثرة بالأسلوب العربي المشرقي، والعمارة في مكة، والتي تبدو عليها آثار الزخرفة الفارسية، في اختلاف يشي أنه على عكس الرواية التاريخية الحالية، قد يكون التباين بين مكة والمدينة أكبر مما يعتقد المؤرخون. قد يظهر أن "التغيير المناخي" اليوم ليس من صنع البشر، بل تكرار لظاهرة جيولوجية دورية

سكان جزيرة العرب وشمال إفريقيا لم يهجروا أراضيهم فور اندلاع الجفاف فيها، بل هم اخترعوا وسائل مختلفة لاستنباط المياه الجوفية من قلب الصحراء، فحاز بعضهم لقب "الأنباط". وحفر آخرون قنوات مياه، تعدى طول بعضها مئات الكيلومترات، مثل في استجرار مياه نهر العاصي في سهل البقاع اللبناني إلى تدمر الجافة على حافة الصحراء، شرق سورية. وكان الليبي معمر القذافي آخر من استنبط مياه الصحراء الجوفية، بنصيحة من الجيولوجي المصري الأميركي فاروق الباز، وأقام "النهر العظيم" لاستجرار مياه الصحراء إلى مدن الساحل التي تعاني شحا في مياهها.

على أن المياه الجوفية محدودة، وتنفد. وفي العام 750 ميلادي، ضرب زلزال كبير المشرق العربي فدمر قنوات المياه والخزانات الصخرية، فانحسرت آخر معالم الحياة النبطية، كما حدث في مدينة بترا جنوب الأردن. وانتقلت إثر ذلك القوة السياسية في المنطقة من دمشق إلى بغداد، وأعاد الخليفة العباسي المأمون (810 ـ 833 ميلادية) كتابة التاريخ العربي، من مشرقي بيزنطي إلى عراقي مع تأثيرات هندية وفارسية ووسط آسيوية. قد تبدو أمطار مكة في موسم الحج هذا العام "اضطرابا مناخيا" سببه الاحتباس الحراري. لكن التاريخ الجيولوجي، عالميا وفي جزيرة العرب، يحتاج لإعادة نظر وإعادة كتابة، وقد يظهر أن "التغيير المناخي" اليوم ليس من صنع البشر، بل تكرار لظاهرة جيولوجية دورية، وقد يظهر أن التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي في جزيرة العرب يحتاج كذلك إلى إعادة نظر وإعادة كتابة. ربما حان الوقت ليكتب التاريخ العارفون، بدلا من المنتصرين.

 

وقائع لقاء أميركي سوري في المزّة

  وفيق قانصوه/الأخبار/الثلاثاء 28 آب 2018

في إحدى ليالي الأسبوع الأخير من حزيران الفائت، فرضت القوى الأمنية السورية إجراءات مشدّدة داخل مطار دمشق الدولي وفي محيطه. قبيل منتصف الليل بقليل، حطّت على أحد مدرّجات المطار طائرة إماراتية خاصّة. نحو أربعين دقيقة مرّت، قبل أن يخرج موكب ضخم من السيارات السوداء الرباعية الدفع حاملاً ركّاب الطائرة إلى منطقة المزّة، وسط دمشق، حيث المكتب الجديد للواء علي مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري. هناك، دلف إلى المكتب ضابط أميركي رفيع المستوى على رأس وفد ضمّ ضبّاطاً من وكالات استخبارية وأمنية أميركية عدة. كان مملوك في استقبال الوفد الأميركي الزائر وإلى جانبه رئيس الإدارة العامة للمخابرات العامة اللواء ديب زيتون ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء موفق أسعد. استمر اللقاء بين الجانبين أربع ساعات، فماذا دار فيه؟ بحسب معلومات حصلت عليها «الأخبار»، استعرض الجانبان مختلف جوانب الأزمة السورية ومراحل تطورها وتداعياتها في الإقليم، قبل أن يصل الحديث إلى «الزبدة». عرض أميركي واضح ومحدّد: الولايات المتحدة مستعدّة لسحب جنودها بالكامل من الأراضي السورية بما فيها قاعدة التنف ومنطقة شرق الفرات وفق ترتيبات أمنية يشرف عليها الجيشان الروسي والسوري. في مقابل تلبية دمشق ثلاثة مطالب أميركية، هي:

أولاً، انسحاب إيران بشكل كامل من منطقة الجنوب السوري.

واشنطن: انسحاب من التنف وشرق الفرات مقابل ثلاثة شروط بينها حصة من النفط

ثانياً، الحصول على ضمانات خطّية بحصول الشركات الأميركية على حصة من قطاع النفط في مناطق شرق سوريا.

ثالثاً، تزويد الجانب السوري الأميركيين بـ«داتا» كاملة عن المجموعات الإرهابية وأعضائها تتضمّن أعداد القتلى الأجانب من أفراد هذه المجموعات ومن بقي منهم على قيد الحياة، ومن تتوافر لديه من هؤلاء إمكانية العودة إلى الدول الغربية، باعتبار أن «الخطر الإرهابي عابر للقارات، وما يمكن أن نحصل عليه يصبّ في خدمة الأمن الدولي».

الجواب السوري

بعقل بارد، تعامل الجانب السوري مع الزوّار الأميركيين وعرضهم «المغري». كان جواب مملوك على النقاط الثلاث واضحاً هو الآخر:

أولاً، أنتم في سوريا قوة احتلال، دخلتم أراضينا عنوة من دون استئذان ويمكنكم أن تخرجوا بالطريقة نفسها. وحتى حدوث ذلك سنبقى نتعامل معكم كقوة احتلال.

ثانياً، سوريا ليست دولة مقطوعة من شجرة، بل هي جزء من محور واسع. وموقفنا من العلاقة مع إيران واضح، وقد كرّره الرئيس بشار الأسد في أكثر من مناسبة وخطاب، ومفاده أن علاقتنا التحالفية مع طهران وحزب الله والقوات الحليفة التي قاتلت الإرهابيين إلى جانب الجيش السوري «علاقة متينة، ولا يغيّر هذا العرض من تحالفاتنا الثابتة».

ثالثاً، «أولويتنا بعد الحرب التعاون مع الدول الحليفة والصديقة التي لم تتآمر على الشعب السوري، وليس وارداً لدينا إعطاء تسهيلات لشركات تابعة لدول حاربتنا ولا تزال». ولكن، أضاف مملوك، «يمكن ترك هذا الأمر إلى مرحلة لاحقة عندما تحدّد الحكومة السورية سياسة إعادة الإعمار. وعندها يمكن لشركات أميركية أن تدخل إلى قطاع الطاقة السوري عبر شركات غربية أو روسية. ونحن نعتبر هذا بادرة حسن نية رداً على زيارتكم هذه».

دمشق: ثابتون مع طهران ولا تنسيق أمنياً مع الغرب قبل عودة العلاقات السياسية

رابعاً، في ما يتعلق بـ«داتا» المعلومات حول الجماعات الإرهابية، لفت مملوك زوّاره إلى أنه «سبق أن زارني قبل نحو عام، هنا في دمشق، نائب رئيس الاستخبارات الأسترالية. يومها أكّد أن زيارته تجري بعلمكم، وأنه إلى حدّ ما يمثّلكم، وطلب معلومات عن الإسلاميين الأستراليين من أصول عربية ممن يقاتلون في صفوف الجماعات الإرهابية. وسأكرر لكم الآن ما أجبته به يومها: لدينا اليوم بنية معلوماتية ضخمة عن المجموعات الإرهابية، وقد تطورت بشكل كبير خلال سنوات الأزمة. ونحن ندرك تماماً الأخطار التي يشكلها هؤلاء علينا وعليكم، كما ندرك مدى حاجتكم إلى هذه المعلومات، ونعرف أن من صلب مهام أجهزة الأمن البقاء على تواصل حتى خلال الأزمات. وسبق أن قدّمنا معلومات إلى الأردنيين وإلى دول أخرى كثيرة من بينها الإمارات العربية المتحدة. لكن موقفنا من هذا الأمر اليوم مرتبط بتطور موقفكم السياسي من سوريا ونظامها وجيشها. وبالتالي، فإن سوريا لن تقدم على أي تعاون أو تنسيق أمني معكم في هذا الشأن قبل الوصول إلى استقرار في العلاقات السياسية بين البلدين». إلى هنا انتهى اللقاء، مع الاتفاق على إبقاء التواصل قائماً عبر القناة الروسية ــــ الإماراتية، قبل أن يقفل موكب السيارات السوداء عائداً إلى مطار دمشق الدولي، ليغادر بالطريقة نفسها التي حضر فيها.

من «جلالة الملك» إلى «أخيه سيادة الرئيس» في مطلع تموز الماضي، بالتزامن مع استعادة الجيش السوري سيطرته على معبر نصيب، نشر الجيش الأردني تعزيزات على الحدود مع سوريا لمنع أي موجة جديدة من النازحين من دخول الأراضي الأردنية. ولعبت عمّان دوراً أساسياً في إقناع الجماعات المسلحة التي كانت تسيطر على المعبر منذ عام 2015 بالموافقة على شروط الاستسلام. وفي المعلومات أن اتصالات سورية ــــ أردنية رفيعة المستوى جرت آنذاك للتنسيق، من بينها اتصال بين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني الفريق محمود فريحات ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، طلب فيه الأول من الثاني «نقل تحيات أخوكم جلالة الملك عبدالله إلى أخيه سيادة الرئيس بشار الأسد». وكان الأسد اتهم في مقابلة صحافية في نيسان 2017 عمّان بالإعداد لإرسال قوات إلى جنوب سوريا بالتنسيق مع الأميركيين، ووصف الأردن بأنه «كان جزءاً من المخطط الأميركي منذ بداية الحرب في سوريا». كما كان الأردن مقراً لغرفة عمليات «الموك» التي كانت تتولى تنسيق هجمات الجماعات المسلحة ضد الجيش السوري في الجنوب.

«تصليحات» في سفارة الإمارات

أرسلت الامارات العربية المتحدة أخيراً «فريق صيانة» للكشف على سفارتها في العاصمة السورية في مؤشر إلى إمكان استئناف «نشاط ما» في السفارة. هذا القرار أعقب استئناف تسيير الخط الجوي بين محافظة اللاذقية السورية وإمارة الشارقة في أيار الماضي بعد توقف دام سنوات.

يذكر أن السفارة السورية في أبو ظبي لم تغلق، واستمر القسم القنصلي فيها في تقديم خدمات للجالية السورية في الإمارات. وحافظ البلدان، على رغم إعلان الإمارات قطع العلاقات بداية الأزمة استجابة للضغط السعودي، على مستوى معين من الدفء، عبر حاكمي دبي محمد بن راشد آل مكتوم والفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي. كما أن السيدة بشرى الأسد، شقيقة الرئيس السوري وأرملة العماد آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية، تقيم مع أولادها في دبي منذ أيلول 2012 تحت حماية أمنية. ومعلوم أن حجم الاستثمارات الإماراتية في سوريا، قبل 2011، تجاوز الـ20 مليار دولار. وفي بداية الأزمة السورية، التزمت الإمارات بموقف حذر من «الثورة» السورية، قبل أن تنجرف ضمن الأجندة السعودية. وفي آذار 2016، دعا وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى وضع حد نهائي للأزمة السورية من خلال حل سياسي شامل. ويُعزى هذا «التمايز» الإماراتي إلى موقف أبو ظبي المعادي لجماعة «الإخوان المسلمين»، وإلى التطور في العلاقات الروسية ــــ الإماراتية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون إلتقى نوابا وديبلوماسيين وهنأ الامن العام بعيده: نموذج يحتذى في علاقة المواطن بإدارات الدولة الواجب ان تكون في خدمته وليس العكس

الثلاثاء 28 آب 2018 /وطنية - هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الامن العام بعيده ال- 73"، ونوه خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ب"الجهود التي يبذلها افراد المؤسسة ضباطا ورتباء وعسكريين باشراف مباشر من اللواء ابراهيم".

وقال الرئيس عون: "ان الامن العام استطاع بالتعاون مع الاجهزة العسكرية والامنية الاخرى، المحافظة على الامن والاستقرار في البلاد، ونفذ الكثير من المهام الدقيقة المطلوبة منه بحرفية وفاعلية، لعل ابرزها تنظيم العودة الامنة لمجموعات من النازحين السوريين الى بلادهم".

وأشاد ب"الانجازات التي حققها الامن العام على صعيد تنظيم المعاملات العائدة للمواطنين والعرب والاجانب المقيمين في لبنان او الوافدين اليه، ما شكل نموذجا يحتذى به في علاقة المواطن بإدارات الدولة التي يجب ان تكون في خدمته وليس العكس".

وفيما حيا الرئيس عون ذكرى شهداء الامن العام، طلب من اللواء ابراهيم نقل تهانيه بالعيد الى اسرة المؤسسة، داعيا ضباطها وافرادها الى "مزيد من العطاء".

لقاءات سياسية وديبلوماسية

الى ذلك، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وديبلوماسية، اضافة الى متابعة البحث في مسار تشكيل الحكومة الجديدة.

بقرادونيان وبانوسيان

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون الامين العام لحزب "الطاشناق" النائب اغوب بقرادونيان ومطران الارمن الارثوذكس في لبنان شاهي بانوسيان، وعرض معهما الاوضاع العامة والتطورات السياسية الراهنة.

وخلال اللقاء، سلم النائب بقرادونيان والمطران بانوسيان دعوة الى الرئيس عون من المجلس التنفيذي لكاثوليكية الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا لحضور الاحتفال الذي يقام يوم الاحد 21 تشرين الاول لمناسبة اليوبيل الخمسين للرسامة الكهنوتية للكاثوليكوس آرام الاول، كاثوليكوس الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا، والذي يتخلله قداس احتفالي في كاتدارئية القديس غريغوريوس المنور في انطلياس.

اسود

سياسيا ايضا، استقبل الرئيس عون النائب زياد اسود واجرى معه جولة افق تناولت مواضيع الساعة، وعددا من القضايا الانمائية التي تهم منطقتي جزين وصيدا، لا سيما المشاريع التي تشهد بعض الاشكالات.

ديب

كذلك استقبل الرئيس عون النائب حكمت ديب، الذي عرض مواضيع انمائية تخص منطقة بعبدا، واثار اوضاع مرفأ بيروت في ضوء الملابسات التي ترافق العمل فيه.

سفير الدانمارك

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير الدانمارك سفند ويفر لمناسبة انتهاء عمله في لبنان، متمنيا له التوفيق في مهماته المقبلة.

سفير المانيا الاتحادية

كذلك استقبل الرئيس عون سفير جمهورية المانيا الاتحادية مارتن هوث، لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، وتقديرا للجهود التي بذلها السفير هوث على صعيد تعزيز العلاقات اللبنانية - الالمانية، منحه رئيس الجمهورية وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر، متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة.

وشكر السفير هوث الرئيس عون على مبادرته، مؤكدا انه حرص خلال السنوات الثلاث التي امضاها في لبنان على "ان تكون العلاقات متينة ومفيدة وعميقة، وقد ترجم ذلك من خلال زيارتي الرئيس الالماني فرانك - فالتر شتاينماير ومستشارة المانيا الاتحادية انجيلا ميركل".

 

بري استقبل لقاء النواب السنة  والسفي السوري

السفير السوري: العلاقة قائمة والروابط الاخوية بين البلدين تفرض خطابا أكثر واقعية

الثلاثاء 28 آب 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وفد اللقاء التشاوري للنواب السنة الذي ضم النواب: عبد الرحيم مراد، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي، قاسم هاشم، والوليد سكرية.

وقال مراد بعد اللقاء: "قدمنا التهاني لدولة الرئيس بعيد الاضحى المبارك، وطرحنا بعض المواضيع في ما يتعلق بالقضايا الانمائية، وهناك بعض الظلم لعدد من المناطق، ونتمنى أن يطبق الانماء المتوازن، وقد رحب دولته بهذا الامر كثيرا. كذلك بحثنا في القضايا التي تتعلق بتشكيل الحكومة التي نتمنى ان تشكل قريبا، وهناك تفاؤل عند دولته ويعتقد ان هناك امكانا لتشكيل الحكومة قريبا، ونحن نتمنى كما قلت ان تشكل على القاعدة التي طرحت في البداية، التوازن وفق نتائج الانتخابات النيابية، وان يتمثل الجميع ولا يحرم احد من القاعدة على اساس كل 4 نواب يتمثلون بوزير في الحكومة، وبالتالي نتمنى ان تطبق هذه القاعدة".

ثم استقبل بري السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء: "زيارة دولة الرئيس للمعايدة بعيد الاضحى المبارك وللحوار في القضايا التي تهم المنطقة وتشغل دولته. كان دولته سعيدا بقراءته للمشهد السوري والعالم الذي قاد وناور وجيش كل الارهاب في الدنيا، كيف أن كل هذه الدول التي كانت رأس حربة في التمويل والتسليح تبحث الآن عن مخارج للنزول عن المكابرة وللعودة والاقرار بدور دمشق ومرجعيتها في الانتصار على الارهاب ومحاولة تبييض صورة هذه الدول وهذه القوى التي ساهمت في العدوان على واحد من اكبر مواقع الامان والاستقرار والحضارة في المنطقة وفي العالم. وحول لبنان تحدث دولته عن قلق وتفاؤل في آن معا، مستبشرا بأن ما جرى ويجري من انتصار في سوريا على الارهاب ومموليه واقرار كل القوى التي رعت هذا الارهاب باعادة النظر والمراجعة. ورأى في ذلك قوة للبنان الذي ينتصر على الارهاب وانتصر على الارهاب واحتفل بعيد الانتصار، وقبله بعيد الانتصار على الارهاب الاسرائيلي".

ورأى انه "لا بد ان تعود بعض اصوات النشاز التى ترتفع بين فترة واخرى الى بعض رشدها، اذا كان موجودا، لقراءة العلاقة الاخوية اللبنانية-السورية، قراءة فيها مصلحة للبنان قبل ان تكون مصلحة لسوريا، وطبعا هي مصلحة للبلدين معا، لأن الارهاب الذي يهدد سوريا هو الذي يهدد لبنان، وبالتالي الانتصار على الارهاب في البلدين فيه مصلحة للبلدين وخذلان لاسرائيل التي ارادت الاستثمار في هذا الارهاب. لذلك دولته مستبشر وقلق بشأن ولادة الحكومة وبشأن مراجعة القوى السياسية في هذا البلد بما يخدم مصلحة سوريا ولبنان ومصلحة الاخوة، وبالتالي عودة السوريين التي هي لمصلحة سوريا اولا ومصلحة لبنان ايضا بالتكامل بين الحكومتين وبين القوى التي تغار على أمن البلدين معا".

سئل: هناك اليوم في لبنان سجال حول التطبيع مع وسوريا وفتح معبر نصيب واعادة النازحين؟

اجاب: "اولا العلاقة قائمة ما دمت انا سفيرا في لبنان، وهناك سفير للبنان في سوريا، وثانيا الروابط الاخوية بين البلدين تفرض خطابا اكثر واقعية واكثر مقبولية واكثر احتراما لمضمون الخطاب. ما قامت به سوريا وما واجهته خلال السبع سنوات ونصف السنة الماضية هو لانها كانت تدافع عن سيادتها وتعبر عن ان هذه الدولة التي تملك كل مقومات الصمود في مواجهة هذا العدوان المركب الخطير هي سيدة قرارها وموقعها، وبالتالي هذا الخطاب المؤسف للبعض يدعو للرثاء، لذلك التطبيع قائم، وبالتالي الجذور العائلية واحدة، وسوريا في أوج العنف الذي واجهته بقيت متماسكة وبقيت مؤسسساتها فاعلة وبقي جيشها مثالا للقوة، عبر عنها حتى العدو الاسرائيلي، لذلك بعض الكلام يدعو للرثاء وللشفقة على من يقوله. اما معبر نصيب او الحدود السورية- اللبنانية او السوريون الذين يريدون العودة الى وطنهم، فهذا نتيجة انتصار حققته سوريا رئيسا وجيشا وشعبا واصدقاء وحلفاء. الاعداء الآن يحاولون البحث عن مخارج للنزول عن مكابرتهم فكيف بالبلد الشقيق الذي كل حدوده البرية مع سوريا، مضافا اليها فلسطين المحتلة والبحر؟. اي كلام هذا؟ والى ماذا يستند؟ سوريا طبعا تحتاج الى لبنان ولكن لبنان يحتاج اليها اكثر، وكلا البلدين تحكمه علاقة جغرافية وتاريخ والعائلات الواحدة، واي كلام خارج هذا السياق يجب ان يعيد صاحبه النظر فيه لان هذا الكلام مخجل".

سئل: جرت تسريبات صحافية عن علاقتكم بالرئيس بري، فماذا يمثل دولته بالنسبة اليكم؟

اجاب: "سوريا علاقتها بحلفائها واصدقائها والقوى السياسية على الساحة اللبنانية ليست خافية، هي معلنة واضحة. طبعا هناك قوى وطنية وقومية ويسارية وعلمانية ولكن حتى القوى التي ترفع الصوت في العداء لسوريا، نعتبر أن القوى الشعبية التي تمثلها تلك الاحزاب هي شعبنا واهلنا، فكيف بالقوى التي بقيت تحمل الرؤية المتوازنة والغيورة، وفي مقدمها الذين قدموا الشهداء والدماء، ولكن حركة امل والقوى الناصرية، حزب البعث والقوميون السوريون، قدموا شهداء مع حزب الله. السؤال هو خارج السياق لان العلاقة ممتدة ومستمرة والتكامل قائم، والرئيس بري يعبر بوضوح عن موقفه، لذلك هذا التشويش ربما هو رغبة الآخرين اكثر منه تعبيرا عن الحقيقة".

 

الراعي استقبل الرئيس السويسري: عودة النازحين يجب ألا ترتبط بالحلول السياسية بيرسيه: مهتمون بمساعدة لبنان وعدم تركه وحيدا

الثلاثاء 28 آب 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس الإتحاد السويسري آلان بيرسيه على رأس وفد رسمي، ضم وزير الدولة لشؤون الهجرة اورس فون ارب Urs Von Arb ومدير شؤون الشرق الأوسط وافريقيا في وزارة الخارجية، السفير ولفغانغ امادوس برولهارت، السفيرة السويسرية في لبنان مونيكا شموتز كيزغوز،المستشار الدبلوماسي في الرئاسة السويسرية تيرنس بيللوتر وعدد من المستشارين، يرافقهم رئيس بعثة الشرف وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا التويني ممثلا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، في حضور البطاركة: يوحنا العاشر يازجي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأورثوذكس، آرام الأول كاثوليكوس الارمن الأورثوذكس، مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك، مار اغناطيوس افرام الثاني بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتري، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان سماحة الشيخ خلدون عريمط، ممثل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الامام عبد الامير قبلان الشيخ احمد قبلان المفتي الجعفري الممتاز، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن القاضي المذهبي الشيخ غاندي مكارم، الشيخ سامي عبد الخالق عضو المجلس المذهبي، وممثلي قائمقام رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد عصفور جلال اسعد وجلال ضاهر، والقس سليم صهيوني رئيس الطائفة الانجيلية، امين عام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نزيه جمول، الامير حارث شهاب والأستاذ محمد السماك عضوي اللجنة الوطنية المسيحية الإسلامية للحوار.

الراعي

وبعد ان حيا الرئيس بيرسيه وعقيلته مستقبليه، ألقى البطريرك الماروني كلمة قال فيها: "نستقبلكم ولنا الشرف مع كل صحبكم في الصرح البطريركي في الديمان بوجود جميع المكونات والطوائف اللبنانية، وهذه خصوصية لبنان بعيشه المشترك مع جميع الأديان، وهي تعبير واضح عن ذلك على الأرض اللبنانية الكنسية الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية تعمل بنصائح الكنيسة في الشرق الأوسط من خلال الإلفة والمحبة والحقيقة". أضاف: "على الأرض اللبنانية كذلك فإن جميع المذاهب، الشيعة والدروز والمسلمين يعيشون في روح من الأخوة والتعاون، ونحن المسيحيين نعيش مع إخوتنا على هذه الأرض تجمعنا الثقافة الواحدة والمصير الواحد على قاعدة احترام بعضنا البعض واحترام جميع الأديان. وهذا ما عبر عنه وقاله البابا يوحنا بولس الثاني عند زيارته لبنان بأن لبنان هو بلد الرسالة والتنوع. وفي هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشرق بكامله نحن في لبنان نتعاون مسلمين ومسيحيين، بأمل كبير للخروج من هذه المحن الصعبة. ونحن جميعا نتعاون مع المجتمع الدولي للوصول الى حل مشكلة النازحين السوريين والعراقيين والفلسطينيين وعودة الجميع باحترام الى بلدانهم. وهذا الحق بالعودة هو من الأولوية في عملنا اليومي ويجب ألا ترتبط عودتهم بالحلول السياسية والتي يمكن أن تستغرق سنين طويلة وألا ترتبط بمصالح الكبار".

وختم مرحبا بالرئيس السويسري، متمنيا له "تمضية ساعات أخرى متبقية في جو من السرور قبل عودته الى وطنه العزيز".

بيرسيه

بدوره، قال الرئيس بيرسيه: "نشكركم كثيرا على هذه الميزات وهذا الإستقبال وهذه الضيافةالتي أحطتمونا بها. وإن زيارتنا الى بلدكم العزيز لبنان هي لإبقاء التواصل والتبادل الدائم بين بلدينا الحبيبين اللذين عاشا نفس التجربة من خلال الأزمات الصعبة التي مرت على كليهما". أضاف: "زيارتنا الى لبنان هي إشارة على احتضان سويسرا للبنان البلد العزيز علينا، وهي مناسبة لنهنىء فيها على الحوار والتواصل بين الجميع للوصول الى حل كل المشاكل. نحن نعرف أن هذه الطرق صعبة جدا ولكننا وإياكم أغنياء بتنوعنا وحواراتنا ونعيش معنى العذاب معكم. وعلينا ألا نعيش الإحباط بل أن نبذل مجهودا كبيرا للوصول الى السلام الدائم والشامل، وهذا ما كتبه الأديب أمين المعلوف. نحن نتمتع اليوم بلقائنا معكم على هذه الأرض التي تجمعنا بصداقة متينة، وانا أعتبر على الصعيد الشخصي أن لبنان هو نموذج للحوار والعيش المشترك". وتابع: "بالأمس زرت الجنوب وبالتحديد بلدة حاصبيا وقد استقبلنا بالحفاوة والترحيب، وأوضح لنا الأهالي أن في هذا اللقاء يجتمع أكثر من ثلاثين ممثلا للطوائف المتعددة. وهذا المثال التعايشي ينطبق على كل المناطق اللبنانية، وهذا الحوار والتعايش بين الجميع هو الحقيقة البارزة في هذا البلد". وأردف: "هذه الزيارة لا تقتصر فقط على تمتين العلاقة بين لبنان وسويسرا، بل لنذكر أن لبنان ليس البلد الوحيد المعني بقضية النازحين واللاجئين. وبالأمس كان اللقاء مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والمسؤولين تأكيدا على اهتمامنا بمساعدة لبنان وعدم تركه وحيدا. إن لبنان هو مركز عالمي للحضارات كلها والحوار بين الأديان والشعوب". وختم: "نحن نشكركم على هذا الإستقبال، وأؤكد لكم ان هذه الزيارة مهمة بالنسبة إلي، ونحن سنستمر بالتواصل في ما بيننا". ثم كانت كلمات لرؤساء الطوائف ولممثليهم ركزوا في خلالها على "موضوع احترام حرية الإنسان وكرامته وحقه في العيش على ارضه"، طالبين من سويسرا "بذل الجهود للتأثير على المجتمع الدولي لوقف الحرب الدائرة في سوريا وعدد من دول الشرق الاوسط لينعم الإنسان بعيش كريم في جو من السلام والمحبة وتقبل الآخر". كما طلبوا من الرئيس السويسري "مساعدة بلاده للافراج عن المختطفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية داعش من ابناء السويداء ومطراني حلب". وكان تشديد على "تقديم حل للقضية الفلسطينية الامر الذي من شأنه ان يريح منطقة الشرق الأوسط ويوقف الة الدمار والحرب فيها".

وفي رده على الأسئلة اكد الرئيس بيرسيه "عمل سويسرا الدائم لاحلال السلام ومساعدتها للنازحين السوريين على الرغم من التعقيدات التي يشهدها هذا الملف" مشددا على "اهتمام بلده بالوضع في المنطقة". وختم بيرسيه شاكرا للبطريرك الراعي "الجهود التي يبذلها على المستويات كافة ولا سيما في ما يتعلق بتعزيز الحوار بين الأديان وتبادل الثقافات".

غداء

وأعقب اللقاء المطول غداء تكريمي أقامه الراعي على شرف الرئيس السويسري والوفد المرافق، بحضور البطاركة وممثلي الطوائف الإسلامية.

وفد ابرشية الموصل

كما استقبل الراعي وفدا من ابرشية الموصل وكركوك وكوردستان للسريان الكاثوليك ضم الأب روني موميكا راعي كنيسة مار افرام في قرقوش واعضاء من منتدى المرأة، وكان عرض للوضع في العراق ووضع المسيحيين في سهل نينوى، ولاسيما قرقوش التي هي المركز الأكبر للمسيحيين في العراق، ولنشاطات المنتدى الذي يضم اكثر من الف امرأة تهتم بنشاطات دينية واجتماعية وثقافية بهدف بناء المرأة، خصوصا بعد التحديات والصعوبات الي واجهتها في الموصل ونينوى مع اعتداءات "داعش".

زوار

وكان الراعي استقبل صباحا الوزير السابق ابراهيم الضاهر، ثم الاباتي مارون ابو جوده الانطوني والاب جورج حبيقة.

 

الرئيس السويسري شارك في لقاء مصغر بقاعدة القليعات الجوية عن أزمة النازحين

الثلاثاء 28 آب 2018 /وطنية - عكار - عقد رئيس الاتحاد السويسري آلان بيرسيه، في اطار الزيارة التي قام بها الى محافظة عكار، لقاء مصغرا (طاولة مستديرة) في احدى قاعات قاعدة القليعات الجوية، شارك فيه سفيرة سويسرا في لبنان مونيكا شموتز كيرغوز، امين عام الصليب الاحمر اللبناني جورج كتاني، جان قصير ممثلا مركز "كارنيغي" للدراسات في الشرق الاوسط وممثل عن جمعية Alef. وتخلل اللقاء بحث في مختلف الشؤون المتصلة بالأزمة الانسانية للنازحين السوريين في لبنان.

كتاني

وقد تحدث كتاني في مداخلته عن "الوضع الإنساني في لبنان عامة ووضع النازحين السوريين خاصة، وعن تقديمات الصليب الأحمر اللبناني لهم وللمجتمع المضيف والتي هي بدعم من سفارة سويسرا في لبنان، ودعم حوالى 21 جمعية وطنية بين صليب أحمر وهلال أحمر".

وأشار الى ان "كل انشطة الصليب الاحمر اللبناني تجاه النازحين السوريين والمجتمعات المحلية المضيفة تتم بتسهيلات من الدولة اللبنانية عبر اجهزتها الادارية والامنية كافة".وتطرق اللقاء الى الحاجات والتحديات التي يواجهها النازحون السوريون حاليا على مختلف الصعد، وسبل مواجهة هذه التحديات والحلول المقترحة.

المشاريع

وكان نقاش في مجمل المشاريع التنموية والانسانية التي تدعمها سويسرا، ما نفذ منها او ما هو قيد التنفيذ، والمشاريع المطروحة مستقبليا.

 

باسيل ترأس اجتماع لبنان القوي وأكد الانخراط في إنجاح المبادرة الروسية: لا لأسر تأليف الحكومة بأمور خارجية ويجب تجنب المس بحصة رئيس الجمهورية

الثلاثاء 28 آب 2018 /وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، في مركز الإجتماعات والمؤتمرات في سن الفيل.

بعد الإجتماع، قال باسيل: "أول نقطة تداولناها اليوم في التكتل هي المسألة السيادية. كما تعرفون نحن تيار وتكتل سياسي قام على فكرة السيادة ودفعنا ثمنا كثيرا من أجلها، وأعتقد أننا نعتبر أن أهم إنجاز تحقق منذ انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية هو أننا تمكنا كلبنانيين من استعادة قرارنا السياسي، قرارنا الداخلي، حررناه من أي وصاية خارجية وهذا هو الإنجاز الأهم الذي تحقق في هذا العهد". أضاف: "في هذا السياق لاحظنا ثلاثة أمور: أولا، نحن اليوم في الذكرى الأولى لعملية "فجر الجرود" التي نتذكر فيها أن لبنان، أن اللبنانيين على رأسهم الجيش اللبناني والشعب اللبناني والمقاومة، "حزب الله"، كلنا معا وضعنا الجهد مع بعضنا البعض وساهمنا بتحرير لبنان من الارهاب. والأهم أن الشعب اللبناني الذي لم يستطع تقبل فكرة الإرهاب وأيديولوجيته والذي لم يدخل الى ذهن اللبنانيين، أن الحادثة التي وقعت أمس، بمد يد التكفير على المواطن اللبناني، تدل أن هذه حالات استثنائية لا تشبهنا وقد رفضها كل الشعب اللبناني".

وتابع: "الأهم أن الجيش اللبناني عندما استعاد لبنان سيادته وأخذنا قرارا سياديا بتكليفه بعملية تحرير الجرود الشرقية، تمكن الجيش من القيام بالمهمة وهذه اهم عملية ربط بين السيادة وبين استعادة الوطن لمقوماته، رأينا كيف ارتاح لبنان من أعمال القتل والإرهاب والتفجير. وبالتالي في هذه الذكرى، نحيي الجيش اللبناني ونشيد بدوره وبدور قيادته، العماد قائد الجيش على كل العمل النوعي الذي نراه، إن كان على المستوى العسكري، أو على كل المستويات الأخرى، الإدارية، كيف أن الجيش يتطور ويطور هذه المؤسسة وكيف أنه يحررها من كل أشكال الرتابة والفساد التي كانت قائمة، وهذا أمر يستحق أن ننوه به للجيش اللبناني".

وأردف: "النقطة الثانية التي ناقشها التكتل هي مسألة النزوح وارتباطها أيضا بالمسألة السيادية، لأننا لا نستطيع حل هذه الأزمة الواقعة على لبنان وعلى الشعب السوري النازح من دون أن يكون لنا قرار وطني مستقل، نبدي فيه المصلحة الوطنية. من هنا أنا أعتبر بأن المبادرة الروسية تأتي في هذا المجال كي يستفيد منها لبنان، لخلق توازن على المستوى الدولي ولا يبقى هناك قرار دولي أحادي بربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا، الذي لا نعلم متى سيأتي".

وقال باسيل: "نحن نريد أن يرجع السوريون بأسرع وقت ممكن ضمن شروط العودة الكريمة والآمنة، وهذه بدأت تتوفر، ونرى المبادرات الدولية تتوالى في هذا الشأن، ونحن سنواكبها على كل المستويات الممكنة لكي نتمكن من تحقيق هذا الأمر. المبادرة الروسية، أكثر من أننا نرحب بها، كما سبق وأشرنا، وأكثر من أننا ندعمها، نحن منخرطون في إنجاحها وتأمين كل ما يلزم لها. وهنا في مكان آخر، كل اللبنانيين مدعوون الى أن ينظروا الى مصلحة الشعب اللبناني، مصلحة لبنان، وألا يربطوا هذه المسألة بأي استثمار إقليمي آخر. هنا نحن نتكلم عن مصلحة لبنان واقتصاده، وفي الوقت نفسه تتحقق مصلحة الشعب السوري بعودته الى وطنه". أضاف: "النقطة الثالثة، المسألة الثالثة السيادية وهي مرتبطة بتأليف الحكومة، لا نستطيع العودة الى أسر عملية تأليف الحكومة بأمور خارجة عن الحدود اللبنانية، مهما كانت، مساعدة أو غير مساعدة. أريد أن أقول لكم كوزير خارجية، في الآونة الأخيرة أكثر من سفير سألني عن تفاصيل العملية الحكومية، فأجبت بكل دبلوماسية وتهذيب، إنها مسألة تخصنا وحدنا كلبنانيين. نشكر لكم اهتمامكم ولكن نحن نستطيع حلها بين بعضنا البعض، كلبنانيين".

وتابع: "أعتقد أن هذه هي القدرة وهذا هو القرار الوطني الذي يجب أن يكون، ولا نعود الى ربط البلد بإرادات الخارج. آمل أن نتمكن من الذهاب في هذه الحكومة بالنفس الوطني ذاته وفق المعايير التي نتحدث عنها، نذهب الى عملية تأليفها، ونتمكن من عدم ربط أنفسنا بأي عملية في الخارج".

وأردف: "في هذا السياق هنا، نشير الى أمر، نتمنى تجنب ذلك وعدم الوقوع مجددا في أخطاء استراتيجية كبيرة، كالذي نسمعه بالنسبة الى صلاحيات رئيس الجمهورية، وتحديدا حصته الوزارية، من دون أن أدخل في التفاصيل، هذه المسألة غير مرتبطة بلحظة معينة، بظرف سياسي معين".

وقال باسيل: "لا نستطيع أن ندفع مجددا ثمن أخطاء استراتيجية من زمن الطائف الى القانون الأرثوذكسي، الى قضية الرئيس القوي وكيفية انتخابه، وأن يكون يحظى بالتمثيل الأوسع لشريحته. لا نستطيع العودة الى اللعب بهذه المقومات التي حصلناها ودفعنا ثمنها جميعا، نعود الى التنازل عنها لأن واحدا يتطلع الى مكسب سياسي معين". أضاف: "حصة رئيس الجمهورية داخل الوزارة، وصل البعض في الطائف يقول إنها يجب أن تبلغ الثلث لتعوض جزئيا عن صلاحياته المفقودة في الدستور. نحن لم نصل الى هنا، ولكن هذا لا يعني أن يصل البعض الى تصفيرها ويحتسبها على عدد النواب. فكرة الرئيس القوي هي، أن يضاف الى صلاحياته القليلة وأهمها صلاحية توقيع مرسوم الحكومة، قوته بشخصه وبشخصيته، وتضاف القوة النيابية للكتلة التي تدعمه بشكل أساسي، وإلا ما الجدوى من فكرة الرئيس القوي إن لم ننجز هاتين المجموعتين ونضيفهما الى بعضهما البعض. المس بأي سلم من هذين السلمين هو خطأ استراتيجي يرتكب وندعو الى الإبتعاد عنه". وتابع: "نقطة أخيرة ذات علاقة بآداب التخاطب عبر وسائل الإعلام ولا سيما وسائل التواصل الإجتماعي، وهنا قبل أن أتحدث عن الآخرين أريد أن أتكلم عن التيار الوطني الحر، وأريد القول إن التيار ليس فقط لا يغطي أي عملية خروج عن الآداب، آداب التخاطب الإعلامي والأخلاقي، بل يدعو القضاء الى ملاحقة أي ناشط من التيار متى خرج عن أصول التخاطب وعن الآداب. نحن في هذا الموضوع لا نغطي أحدا، وندعو الى أن تجري المحاسبة لأن لا أحد يمتلك الحق بالمس بالشهادة، فالشهيد الى أي مجموعة أو حزب انتمى، هو شهيد الوطن، ليس لنا حق بالمس به وليس لأحد حق المس بالمقدسات ولا سيما المقدسات الدينية في بلد كلبنان". وأردف: "نحن لا نريد لهذا الأمر أن يحدث، وقد طلبنا اليوم من لجنة الإعلام أن تنشر تعميما في هذا الخصوص. أردت أن أتناول هذا الموضوع بصورة مباشرة من أجل وقف أي انزلاق ولو كان فرديا، ومؤكد هو فردي، من أي ناشط أو متحمس للتيار، يجب أن يعرف قبل كتابته عبر وسائل التواصل الإجتماعي، أنه لا يتكلم مع نفسه، ولا يتحدث داخل الجدران، بل يمس مشاعر أناس نتشارك وإياهم المواطنة، وهذا أمر لا نسمح بحصوله". وختم: "أنا أدرك كم أن الحريات مصانة اليوم في لبنان، والبرهان ما نتعرض له، أقسى أنواع الهجومات والإفتراء والكذب والتجريح الشخصي، وكيف أن الناس تهاجم بعضها، ولكن هذه ليست طريقتنا في الرد، بل نرد بأخلاقنا وأدبنا، وإن شاء الله يمتثل لهذا الكلام كل من هم في التيار، وكل من يؤيدنا، وكل من لا يمتثل يكون يرتكب خطأ يتحمل هو مسؤوليته".

 

كتلة المستقبل اكدت اهمية تحصين التسوية السياسية: للكف عن أساليب تخريب العلاقات الرئاسية ونرفض زج لبنان في سياسات المحاور الاقليمية

الثلاثاء 28 آب 2018 /وطنية - ترأس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط" اجتماعا لكتلة المستقبل النيابية، تم خلاله استعراض آخر المستجدات. وفي نهاية الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب سمير الجسر اشار فيه الى ان "الكتلة اختارت التزام حدود المصلحة الوطنية في مواقفها تجاه تأليف الحكومة، وتجنبت الخوض في التجاذبات السياسية والحملات المتبادلة التي ملأت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الأخيرة ، تماشيا مع النهج الذي اختارته والرئيس سعد الحريري ، لتقديم اولويات الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي على الأولويات الحزبية والطائفية والسباق الجاري على الحصص الوزارية. غير ان صدور بعض المواقف والوصايا القانونية ، التي أفتت باعتذار الرئيس المكلف عن تأليف الحكومة، أو تكليف مجلس النواب باتخاذ قرار في هذا الاتجاه ، تستدعي من الكتلة التنبيه من وجود دعوات غير بريئة ، ترى فيها تجاوزا لأحكام الدستور ومخالفة موصوفة لروح اتفاق الطائف ومقتضيات الوفاق الوطني". ولاحظت ايضا "التمادي في تحميل الرئيس المكلف مسؤولية التأخير في تأليف الحكومة ، والإسراف في قلب الحقائق وتجهيل الاسباب الحقيقية للازمة ، من خلال لغة تستحضر مناخات الانقسام والتعطيل والاصطفاف الطائفي المقيت".

وحذرت من "تنامي خطاب يتعارض مع مفاعيل التسوية التي أعادت الاعتبار لدور المؤسسات الدستورية، ووضعت حدا لفراغ استمر لأكثر من عامين في موقع رئاسة الجمهورية"، وشددت في هذا السبيل، على أن "التعاون بين الرئيس العماد ميشال عون وبين الرئيس سعد الحريري، لم يكن نزهة سياسية ، تنتهي بانتهاء هذا الاستحقاق أو ذاك، بل هو كان وسيبقى في أساس مشروع حماية البلاد والتضامن على مواجهة التحديات الخارجية، والشروع في خطة النهوض الاقتصادي والانمائي ، ومكافحة أسباب الهدر والفساد في مؤسسات الدولة". وانطلاقا من ذلك، دعت الكتلة الى "الكف عن أساليب تخريب العلاقات الرئاسية، وتؤكد على أهمية تحصين التسوية السياسية وكل ما ترتب عليها من إنفراجات ، لم تتوقف عند إنتخاب رئيس للجمهورية وقيام حكومة جديدة، بل هي انسحبت على الواقع الشعبي لتسهم في تحقيق مصالحات أهلية بين جمهورين وبيئتين، سيكون من الخطأ الجسيم إعادتهما الى زمن الانقسامات والاصطفافات الحزبية والطائفية".

وأسفت "لاصرار بعض الأطراف السياسية على خرق قواعد النأي التي تكرست من خلال القرار الذي أجمعت عليه الاطراف المشاركة في الحكومة"، ووضعت "استقبال قيادات حوثية في بيروت والتمادي في سياسات التهجم على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ، في خانة الخروج على التوافق الوطني وتهديد المصالح المباشرة للبنان واللبنانيين". واذ نوهت الكتلة ب"الموقف الأخير لرئيس الجمهورية بشأن موجبات النأي بالنفس ، والتزام لبنان حدود العلاقات الاخوية المطلوبة مع الدول الشقيقة"، اكدت "رفضها زج لبنان في سياسات المحاور الاقليمية واستخدامه منصة سياسية واعلامية لضرب علاقاته العربية وخدمة المشاريع التي تؤجج الصراعات الاهلية في المنطقة". وجددت الكتلة، في الذكرى الخامسة لتفجير مسجدي التقوى والسلام، "تضامنها مع أهلنا في طرابلس والشمال ، لا سيما مع أهالي الشهداء والضحايا الذين سقطوا في الهجمتين الارهابيتين"، وأكدت ان "القتلة لن يفلتوا من العقاب، لان مسار تحقيق العدالة قد إنطلق وجلسات المحاكمة العلنية امام المجلس العدلي تتوالى، ولا بد ان تفضح مدى تورط النظام السوري في هاتين الجريمتين الارهابيتين. فالمحقق العدلي في تفجيري المسجدين اتهم صراحة ضابطين من المخابرات السورية بالتخطيط والتحريض والاشتراك في تنفيذ التفجيرين، وعلى السلطات المختصة أن تعمل عبر كل القنوات القانونية لتسلم هذين الضابطَين ، فضلا عن متورطَين آخرين في ملف ميشال سماحة. وعلى كل الذين يتغنون بعلاقتهم مع النظام السوري ان يضعوا تسليم القتلة الى المحاكم اللبنانية في سلم أولوياتهم، بدل الهرولة في كل إتجاه للتطبيع مع هذا النظام وتسليمه براءات ذمة يومية من دماء اللبنانيين والسوريين".

وجددت الكتلة "ثقتها بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ، ومحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، وهي تتابع مع اكثرية اللبنانيين النتائج التي بلغتها أعمال المحكمة حتى الان، وتترقب وقائع الجلسات المقررة لتقديم المرافعات الاخيرة وفي ضوئها إصدار الاحكام النهائية خلال النصف الاول من العام المقبل"، واكدت في هذا المجال ، ان "تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، مسألة لا تقبل أي شكل من أشكال التراجع والابتزاز، ولا تخضع لأي تلويح بالوعيد والتهديد. فدماء رفيق الحريري ورفاقه ، ودماء شهداء ثورة الارز كافة ، سقطت في سبيل حماية لبنان وخلاصه من طغيان التبعية والوصاية، ولن تتحول تحت أي ظرف من الظروف الى جسر تعبر فوقه الفتنة من جديد الى صفوف اللبنانيين".

 

التيار المستقل: تأليف حكومة من الكتل وعلى اوزانها بدعة

الثلاثاء 28 آب 2018 /وطنية - عقد المكتب السياسي لـ"التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة. وناقش المجتمعون، بحسب بيان، "ما آلت اليه أزمة تشكيل الحكومة مع بدعة المحاصصات العددية والنوعية التي يعمل على فرضها رؤساء الكتل النيابية والحزبية"، واعتبروا أن "تأليف حكومة من الكتل النيابية وعلى أوزانها هو بدعة منافية للدستور وهرطقة غير مسبوقة في تاريخ لبنان، تناقض وتخالف مبدأ فصل السلطات في النظام البرلماني اللبناني". وأضاف البيان: "ليس ضروريا أن يكون الوزير نائبا تابعا لكتلة برلمانية، بل يكفي أن يكون من الوجوه المقبولة من الشعب اللبناني بما فيه الاحزاب من حيث المعرفة والكفاية والسيرة المميزة لينال ثقة نوابها بادارة شؤون الوزارة الموكلة اليه". وكرر المجتمعون طلبهم ب"حكومة وسطية من التكنوقراط تؤلف وتنجح بنيل الثقة وفقا لما نص عليه الدستور". وانتقدوا "تحذيرات بعض السياسيين من خطورة ما آلت اليه الاوضاع المالية والازمات الاقتصادية في البلاد فيما هم لا ينفكون عن عرقلة تشكيل الحكومة عبر تمسكهم بمحاصصة من هنا وتشبث بحقائب من هناك ما يؤدي الى انهيار لبنان المالي والاقتصادي نتيجة الشلل الكامل على مستوى الادارة والتشريع، بينما في هذا الظرف العصيب وامام المجتمع الدولي وتحديدا المؤتمرات الدولية الداعمة، لبنان أحوج ما يكون الى تقدم ملموس على مستوى ومكافحة آفة الفساد وتطوير العمل الاداري للتقدم وسد العجز واستعادة الثقة". وشدد المجتمعون على "وجوب التمسك بحياد لبنان الايجابي تجاه الدول العربية وخصوصا سوريا التي ما زالت مسرحا لصراعات دولية مختلفة على أرضها ما يحتم اعتماد الحياد لابعاد أتون حروبها عن لبنان، أقله بحل أزمة عودة النازحين الى ديارهم عبر القنوات الديبلوماسية والسياسية التي ما زالت قائمة، ولا سيما بمساعدة روسيا التي تتولى دور الوصي على القرار السوري العسكري والسياسي، ما يحافظ على سيادة لبنان واستقلاله".