المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 آب/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.august21.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إحْمِلُوا نِيْري وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حبذا لو تذهب كل قيادتنا المسيحية إلى التقاعد لترتاح وتريح

الياس بجاني/التاريخ لن يرحم من وقع هذه الإتفاقات

الياس بجاني/مطلوب أن يفهم المعرابي المتذاكي أن جشع إلغاء الأخرين سلاح ذو حدين

الياس بجاني/اسكات وارهاب الناشطين نتائجه كما دائماً هي الفشل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

التأخير في تأليف الحكومة له أسباب داخلية وأخرى أهم بكثير إقليمية/خليل حلو

الياس الزغبي:الضغط للربط مع النظام السوري واستعداء العرب المانعان الحقيقيان لتشكيل الحكومة

محمد بيضون لـ «الأنباء»: التصويب على الحريري هدفه انهيار اقتصادي يُخرج سلامة من السباق الرئاسي

المنشد علي بركات يعترف بوجود سجون لحزب الله

تحذيرات من هجمات “حزب الله” وشبكات إيرانية إرهابية في الداخل الأميركي

تحذير.. "شبكات إيرانية إرهابية" في الداخل الأميركي

مطالعة المدعي العام في المحكمة الدولية النهائيّة: تنسيق الاغتيال تمّ عبر الشبكة الخضراء التابعة لأمن حزب الله

لبنان يؤيد المبادرة الروسية لعودة اللاجئين السوريين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 20/8/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 20 آب 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان سيدة الجبل - إن الدولة العاجزة عن مساءلة "حزب الله" حول استقباله لوفد "حوثي" في لبنان لا يحقّ لها ممارسة مساءلة أي مواطن عن رأيه الحر

لا يوجد أخبث وأحمق منه/الشيخ حسن سعيد مشيمش

المحكمة الدولية تطلب معلومات عن شخصيّتين إيرانيّتين: التصعيد آت

ضغوط على الحريري لـ«التطبيع مع نظام دمشق»بحجج المساهمة في إعادة الإعمار في سوريا واستغلال معبر نصيب

جنبلاط يدعو مناصريه لتحاشي «حلبة الشتائم»

"الكتائب" يمنع أسماء كبيرة من حضور اجتماعاته

تصلّب جنبلاطي.. وقواتي! 

موقف عون يتقاطع مع ما يُعبّر عنه الحريري

عرسال بعد سنة من تحريرها: بين الدولة واللاجئين

المحكمة الدولية تطلب معلومات عن شخصيّتين إيرانيّتين: التصعيد آت

التيار" نفذ صبره... والرئيس قد يتدخّل

تعرّض" افرام للقرآن يثير ردود فعل غاضبة... "خطير وعليه الإعتذار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

توتال الفرنسية غادرت إيران رسمياً

بولتون يلتقي نتانياهو لبحث ملفات أمنية إقليمية

نتانياهو وبولتون يطالبان أوروبا بتكثيف الضغوط على إيران/طهران طالبت الاتحاد بتسريع وتيرة جهوده لإنقاذ الاتفاق النووي... وعينت قائداً جديداً لسلاح الجو

بولتون يبحث مع نتنياهو الأوضاع في سوريا والأزمة مع إيران ومطالبات بإجراء محادثات مباشرة مع الأسد

مطار عسكري أميركي جديد قرب الحسكة

احتدام الصراع الأميركي ـ الإيراني لإخراج الكتلة الأكبر في العراق بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات

انضمام «سوريا الديمقراطية» للنظام رهن تسوية نهائية للأزمة ومصادر كردية لـ {الشرق الأوسط}: لن يكون اندماجاً مع «الجيش العربي السوري»

لاجئون سوريون فروا من الحرب إلى تركيا... وحلمهم أوروبا

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

23 آب 1982... إنتصر مشروع بشير/النائب نديم الجميّل/جريدة الجمهورية

الحريري في الخط المستقيم.. لا للتراجع/كلير شكر/جريدة الجمهورية

كيف يردّ «الحزب» على منتقدي الإجتماع بالحوثيين/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

تشكيلة قد لا تُبصر النور/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

تداعي اقتصادَيْ الحرب في سورية/حازم الأمين/الحياة

لبنانُ بين المدائنِ الفينيقيّةِ والإمارة/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

العلاقة العضوية بين القمع والتطبيع/سناء الجاك/النهار

الرقم القياسي في الأعطال والتعطيل والعطلات/الهام فريحة/الأنوار

حين يكون المطلوب وضع مصالح الناس فوق مصالح السياسيين/الهام فريحة/الأنوار

مِعبر نصيب والإثم الجغرافي/عصام الجردي/المدن

أميركا تستعين بـ«العصا الإقتصادية» لتطويع إيران ,العقوبات على النفط تبدأ في تشرين الثاني/بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية

فنزويلا تشطب 5 أصفار من عملتها/طوني رزق/جريدة الجمهورية

لماذا الزجّ بالعراق في المحرقة الإيرانية/عدنان حسين/الشرق الأوسط

من أبي مسلم الخراساني لقاسم سليماني... والعكس/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

كوفي أنان... دفتر لجروح كثيرة/غسان شربل/الشرق الأوسط

لماذا تخلفنا؟ للمرة الثانية/مأمون فندي/الشرق الأوسط

إردوغان يتخذ بعض الأصدقاء المثيرين للقلق/تيريزا رافيل/الشرق الأوسط

امكانية الحفاظ على النظام العالمي الأميركي/هال براندز/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون هنأ بالاضحى وعرض وزواره مسار تشكيل الحكومة والترتيبات لترؤسه وفد لبنان الى الامم المتحدة والفرنكوفونية: لتقديم مصلحة البلاد العليا

راعي التقى يانوش آدر وشارك في الاحتفال الوطني المجري وزار مطرانية الأقباط

باسيل أجرى محادثات مع نظيره الروسي: لا مصلحة لأحد في أن ينهار لبنان اقتصاديا بسبب النزوح لافروف: لا لأخذ لبنان أسيرا في ملف النازحين

الكتائب: لا حل إلا بالاسراع في تشكيل حكومة تضم اختصاصيين اكفاء والمبادرة الروسية ضامن أساسي لعودة النازحين

تيار المستقبل في ذكرى تفجير مسجدي السلام والتقوى: لن نرضى بأن يقتل شهداء طرابلس مرتين

ارسلان: كيف يمكن حل موضوع اللاجئين من دون التعاطي مع الدولة السورية ولدروز جبل العرب نقول ضمانتكم الدولة والنظام والقوانين

جعجع: تفاهم معراب لا يمكن أن يلغى إلا بإرادة طرفيه ومحاولة أحدهما التملص منه هي انقلاب على الاتفاق

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
إحْمِلُوا نِيْري وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب

إنجيل القدّيس متّى11/من25حتى30/"قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال! نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حبذا لو تذهب كل قيادتنا المسيحية إلى التقاعد لترتاح وتريح

الياس بجاني/20 آب/18

كثر مثلنا لا يرون في السياسيين المسيحيين كافة قامات وطنية صادقة ومؤمنة قادرة على لعب أي دور في تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني، في حين هي عملياً تغطي هذا الإحتلال علناً أو من تحت الطاولة.

 

التاريخ لن يرحم من وقع هذه الإتفاقات

الياس بجاني/20 آب/18

3 اتفاقات هي جرائم بحق لبنان الدولة والحقوق والإنسان والدستور والسيادة: اتفاقية القاهرة وورقة مار مخايل واتفاق معراب. التاريخ لن يرحم من وقع هذه الإتفاقات.

 

مطلوب أن يفهم المعرابي المتذاكي أن جشع إلغاء الأخرين سلاح ذو حدين

الياس بجاني/18 آب/18

ضد كل خيارات تيار عون-باسيل المحلية والإقليمية ولكن مع فكرة عدم اشراك شركة حزب جعجع في الحكومة ليفهم المتذاكي المعرابي المتعالي أن إلغاء الغير سلاح ذو حدين.

 

اسكات وارهاب الناشطين نتائجه كما دائماً هي الفشل

الياس بجاني/18 آب/18

موجة الإستدعاءات القضائية للناشطين كما اعتقال نشطاء مغتربين وفبركة الإتهامات هي علامات خوف وضعف وقلق لا تبشر بالخير

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

التأخير في تأليف الحكومة له أسباب داخلية وأخرى أهم بكثير إقليمية.

خليل حلو/20 آب/18

التأخير في تأليف الحكومة له أسباب داخلية وأخرى أهم بكثير إقليمية. في هذا السياق تتحدث الأوليغارشيا الحاكمة عن حصص: حصة رئيس الجمهورية وحصص الأحزاب ...

هذه إهانة للشعب اللبناني الذي أضحى حصصاً بنظرهم.

وفي سياق السياق إذا أردتم أيها السادة أن تحاصصوا وتتحاصصوا كل وفقاً لحجمه النيابي الإنتخابي على أساس وزير لكل 4 نواب يهمني تذكيركم أن أكثر من نصف الناخبين اللبنانيين قاطعوا الإنتخابات وبالتالي هم ليسوا ممثلين في مجلس النواب، وفي منطقككم الذي يثير الإشمئز أي منطق المحاصصة، يحق للذين قاطعوا الإنتخابات وهم أكثر من نصف الناخبين، يحق لهم بأكثر من نصف الوزراء في حكومة لن ترى النور إلا بعد تدخلات إقليمية ودولية. عجز فوق فشل ...

والمعجبون ما زالوا هم هم ... يصفقون ويطلقون النار في الهواء بالمناسبات إعجاباً بالعاجزين والفاشلين.

 

الياس الزغبي:الضغط للربط مع النظام السوري واستعداء العرب المانعان الحقيقيان لتشكيل الحكومة

الإثنين 20 آب 2018

  وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح له أن "الأيام الأخيرة كشفت العقدة الحقيقية التي تحول دون تشكيل الحكومة، وهي عقدة خارجية تتنكر بزي الأحجام والحصص المحلية". وقال: "لقد ظهر إلى العلن مطلب فريق المحور الإيراني إعادة ربط لبنان بالنظام السوري بعدما اشتبه بانتصاره، وتجديد الحملات على دول الخليج العربي في الخطاب السياسي والتدابير العملية، وكان آخرها خرق السيادة اللبنانية وسياسة النأي بالنفس باستقبال وفد الميليشيا الحوثية". أضاف: "إن هذا الضغط لجر لبنان وإيقاعه نهائيا في محور إيران أدى إلى تنبه القوى السيادية وتمنعها عن الرضوخ لحكومة غلبة عددية وسياسية، ما حبس التشكيل في عنق الزجاجة".

 

محمد بيضون لـ «الأنباء»: التصويب على الحريري هدفه انهيار اقتصادي يُخرج سلامة من السباق الرئاسي

زينة طبّارة/الأنباء/20 آب/18

رأى النائب والوزير السابق د.محمد عبدالحميد بيضون ان ما يجري على مستوى تأليف الحكومة مأساوي للغاية، ويهدد بالاطاحة بصلاحيات الرئيس المكلف ان لم يكن بموقع رئاسة الحكومة برمته، معتبرا ان مسعى التيار الوطني الحر للحصول على احد عشر وزيرا اي الثلث المعطل ليس بريئا كما يحاول التيار تسويقه بذريعة واهية ألا وهي نتائج الانتخابات النيابية، انما ليصبح رئيس التيار الوزير جبران باسيل هو الرئيس الظل للحكومة والآمر الناهي بها، والقادر على اسقاطها ساعة يشاء، مشيرا بالتالي الى ان ما تقدم هو تعد صارخ على صلاحيات الرئيس سعد الحريري وعلى التوازن السياسي في البلاد، ناهيك عن ان كلا من التيار الوطني وحزب الله يريدان بأي ثمن تمثيل الرئيس السوري بشار الأسد في الحكومة اللبنانية من خلال توزير عناصر سنية ودرزية تأتمر بنظامه.

ولفت د.بيضون، في تصريح لـ «الأنباء»، الى ان تشكيل الحكومة عملية متكاملة بين الرئيس المكلف ومجلس النواب الوحيد المخوّل دستوريا، اما رفض التشكيلة الحكومية واما اعطاؤها الثقة على اساس البيان الوزاري، مؤكدا ان رئيس الجمهورية ميشال عون ليس شريكا في عملية التأليف لا من قريب ولا من بعيد، وما يقال ان له الحق برفض التشكيلة التي يضعها الرئيس المكلف هو هرطقة دستورية وضرب من الفساد السياسي.

واستطرادا، لفت الى ان لرئيس الجمهورية دورا رقابيا على دستورية التأليف وليس دورا تنفيذيا كي تُعطى له حصة في الحكومة مثله مثل سائر الكتل النيابي، اذ يحق له رفض التشكيلة الحكومية بحال واحدة ويتيمة ألا وهي انتفاء التوازن الوطني بالتشكيلة، معتبرا ان عدم تجرؤ احد على مصارحة رئاسة الجمهورية بهذه الحقيقة سمح لحلفاء الاسد بالفرعنة، واعطاهم القدرة على القفز فوق صلاحيات الرئيس المكلف وبالتالي عرقلة التأليف.

وردا على سؤال، أعرب د.بيضون عن اعتقاده ان الرئيس الحريري لن يتنازل لمصلحة جبران باسيل، خصوصا ان الطائفة السنية بالمرصاد ولن ترضى هذه المرة بالمسّ بصلاحيات الرئيس المكلف وبالتالي رئيس الحكومة، ناهيك عن ان اولوية السياسة الايرانية هي انهاء الحريرية السياسية من خلال تحجيم دور الحريري في الحكومة، لأن الاعتقاد السائد في ايران هو ان السيطرة سياسيا على لبنان لا يمكن تحقيقها الا بإنهاء السنية السيادية المعتدلة التي يقودها الحريري صاحب الرصيد الكبير في العلاقات الدولية، هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية الى ان الخوف من فتح باسيل لمعركة رئاسة الجمهورية بالتوازي مع عرقلة التأليف، ليس للتصويب على الرئيس الحريري او لقطع الطريق باكرا على رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع انما لجر البلاد الى انهيار اقتصاد يخرج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من السباق الرئاسي، لأن جهود سلامة في تحقيق الاستقرارين النقدي والاقتصادي تمنحه ثقة المجلس النيابي وغالبية الوسط السياسي، وبالتالي فرصة كبيرة للوصول الى سدة الرئاسة.

 

المنشد علي بركات يعترف بوجود سجون لحزب الله

جنوبية/20 آب/18/نشر المنشد علي بركات المقرب من حزب الله عبر صفحته الخاصة فيسبوك شريط فيديو اتهم فيه علي ولاء مظلوم بأنّه كان في صفوف الحزب واعتقل في سوريا في قضية مخدرات، فعمل حزب الله على جلبه إلى لبنان ووضعه في أحد سجونه عوضاً أن يظل في السجون السورية.

وكان بركات قد نشر يوم أمس أيضاً شريط فيديو أكّد فيه وجود سجون للحزب، مشيراً إلى أنّ هذه السجون ليست بديلاً عن سجون الدولة.

 

تحذيرات من هجمات “حزب الله” وشبكات إيرانية إرهابية في الداخل الأميركي

السياسة/20 آب/18/كشف مسؤولون استخباراتيون وخبراء أمنيون، وجود خلايا نائمة لإيران متخفية في الداخل الأميركي. وخلال جلسة استماع للجنة الأمن في الكونغرس الأميركي، حذر الخبراء الأمنيون من أن شبكات إيرانية إرهابية تقبع في الداخل الأميركي بانتظار تلقيها أوامر للتحرك، مؤكدين أن طهران قد تشن هجمات إرهابية تستهدف المصالح الأميركية في أي لحظة، سواء عبر خلاياها أو عبر ذراعها “حزب الله” الذي ينشط بحرية في دول أميركا اللاتينية، ومشددين على وجود خلايا نائمة لإيران متخفية في الداخل الأميركي.ونقلت صحيفة ويسترن جورنال” عن كبير خبراء مؤسسة الدفاع عن الحريات إيمانويل أوتولينغي خلال إفادته للكونغرس، بأن عددا من العملاء المتخفين دخلوا البلاد بصفة مهاجرين ويؤسسون ويديرون شركات فعلية، إلا أنهم يتخذونها واجهة تمكنهم من القيام بأنشطتهم الأخرى.أما عضو لجنة الأمن بيتر كينغ، فقد أكد أن إيران تمثل تهديدًا صريحًا للداخل الأميركي، مشيرًا إلى دعمها لـ”حزب الله” في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة، كاشفًا عن اعتقال عدد من عناصره لا سيما اثنان ممن كانوا يخططون لشن هجمات إرهابية في نيويورك وميتشيغن.

 

تحذير.. "شبكات إيرانية إرهابية" في الداخل الأميركي

دبي - قناة العربية/20 آب/18/كشف مسؤولون استخباراتيون وخبراء أمنيون عن وجود خلايا نائمة لإيران متخفية في الداخل الأميركي. وأطلق هذا التحذير خبراء أمنيون خلال جلسة استماع للجنة الأمن في الكونغرس الأميركي، مؤكدين أن شبكات إيرانية إرهابية تقبع في الداخل الأميركي بانتظار تلقيها أوامر للتحرك. وحذر الخبراء من أن طهران قد تشن هجمات إرهابية تستهدف المصالح الأميركية في أي لحظة، سواء عبر خلاياها أو عبر ذراعها حزب الله الذي ينشط بحرية في دول أميركا اللاتينية. وفي أميركا اللاتينية تنشط شبكات حزب _الله بحرية ما يهدد أيضا بأن إيران قد تتخذ من أميركا اللاتينية قاعدة انطلاق متقدمة لشن هجمات على الأراضي الأميركية أو على مصالح واشنطن في المنطقة حين تريد، لا سيما بعد التهديدات التي أطلقها زعيم ميليشيات حزب الله حسن نصر الله باستهداف الولايات المتحدة. وحذر مسؤولو الاستخبارات وموظفون سابقون في البيت الأبيض، الكونغرس من إمكانية تخطيط إيران وشنها هجمات ضد الولايات المتحدة. من جانبها نقلت صحيفة "ويسترن جورنال" عن كبير خبراء مؤسسة الدفاع عن الحريات إيمانويل أوتولينغي خلال إفادته للكونغرس بأن عددا من العملاء المتخفين دخلوا البلاد بصفة مهاجرين ويؤسسون ويديرون شركات فعلية إلا أنهم يتخذونها واجهة تمكنهم من القيام بأنشطتهم الأخرى. أما عضو لجنة الأمن بيتر كينغ فقد أكد أن إيران تمثل تهديدا صريحا للداخل الأميركي، مشيرا إلى دعمها الحالي لحزب الله في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وفي الولايات المتحدة، كاشفا عن اعتقال عدد من عناصره لا سيما اثنان ممن كانوا يخططون لشن هجمات إرهابية في نيويورك وميتشيغن بعد أن تلقوا أسلحة وتدريبا من حزب الله.

 

مطالعة المدعي العام في المحكمة الدولية النهائيّة: تنسيق الاغتيال تمّ عبر الشبكة الخضراء التابعة لأمن حزب الله

 تلفزيون المستقبل/الاثنين 20 آب 2018 /في خلاصة للمطالعة النهائية التي سيقدّمها فريق الادعاء امام غرفة الدرجة الاولى، يبدأ المدعي العام بوصف ما حصل في الرابع عشر من شباط، العملية التي يقول انها تنفيذها تم كجزء من مهمة متطورة ومتعددة الأوجه وبالتأكيد نتيجة مؤامرة كبيرة. وفي المطالعة ان عياش ومرعي وعنيسي وصبرا، مسؤولون وفق ما اثبتت الادلة عن التخطيط والتنفيذ للجريمة والاعلان زوراً عن المسؤولية فيها، وذلك وفقاً لادلة صلبة وكثيرة، وهنا يوضح فريق الادعاء انه وبالرغم من كفاية الادلة حول الهدف من استخدام الهواتف في شبكات محددة واثبات ارتباطها بمفنذي الجريمة، الّا ان مكتب المدعي العام استطاع جمع عدد اضافي ووافر من هذه الادلة التي تدعم نظريته ومنها، اولاً ، طبيعة الهجوم المتطورة للغاية ، والتي تعكس الوسائل السرية المتقدمة التي استخدمت للتحضير للهجوم وحماية هوية المتهم.

ثانياً، الترابط بين خمس مجموعات هاتفية منفصلة ، تصل إلى حوالي 40 هاتفًا و 18 مستخدمًا.

ثالثاً، تصرفات المتهمين تتلاءم مع هذا التشكيل الكبير الضروري لنجاح الجريمة.

رابعاً، المستوى والخبرة اللازمة لقيادة وتنفيذ العملية، على النحو الذي قدّمه، القائد العسكري مصطفى أمين بدر الدين من خلال قيادته لشبكة الهواتف الخضراء.

خامساً، علاقة المتهمين كمؤيدين لحزب الله وارتباطهم بالسياق السياسي وفّر خلفية وسياقاً سياسياً وخارطة طريق لفهم دورهم.

بعد ذلك يلخّص المدعي العام ادوار بدر الدين وشركائه في الجريمة.

بدر الدين المتآمر المتوفي كما يقول المدعي العام، قاد مجموعة من ثلاثة رجال نسّقوا الجريمة، هو قائد عسكري كبير في حزب الله ويتمتع بالمهارات الضرورية والخبرة وامكانية الوصول إلى الموارد.

نسّق عبر الشبكة الخضراء للتواصل مع مرعي وعياش من اجل تنسيق فرق عدة اعدّت ونفذت الجريمة، مع العلم ان الشبكة الهاتفية الخضراء، هي شبكة يستخدمها الجهاز الامني لحزب الله.

عياش عمل مع بدر الدين في مراقبة الحريري كما اشتريا سيارة الميتسوبيشي التي نفذت بواسطتها الجريمة، كما ولعب عياش دورا محورياً في التنسيق بين مختلف الشبكات، كما تحدث الادعاء عن دور كل مرعي وعنيسي وصبرا خصوصاً في موضوع الاعلان زوراً عن مسؤولية التفجير وتلفيق قصة ابو عدس وصولاً الى الاتصال بوسائل اعلامية لبث شريط ابو عدس.

بعد ذلك يتحدث الادعاء عمّا سمّاه الدليل الدامغ على ان الهواتف التي تمّ تحديدها استخدمت لاغتيال الحريري، وهنا سرد كيف تمّ توزيع شبكات الهاتف بين المتهمين وكيف استخدمت كل شبكة في مهمة على اتصال بالجريمة، وكيف تمكّن الخبراء من تأكيد استخدام هذه الهواتف في تنفيذ الجريمة وذلك عبر شراء خطوط مسبقة الدفع بهويات ومعلومات مزيفة، ثم جميع الاتصالات بقيت ضمن الشبكات المحددة، ولا رسائل نصية بينها الى جانب توقف بعضها يوم تنفيذ الجريمة، ارتباط هذه الشبكات بشراء الفان وتجنيد ابو عدس والعمل على اعلان المسؤولية زوراً، كلها تؤدي الى خلاصة واحدة هي ان هذه الهواتف استخدمت لتنفيذ هذه الجريمة. بعد ذلك يسرد الادعاء تفاصيل عن ربط هذه الهواتف بالمتهمين وتحديد هوياتهم وفق بيانات الشهود، وافاداتهم، وتحليل المواقع الجغرافية، وبعد ان اجرى الخبراء تحليلات شاملة لكل المكونات المتوفرة في جميع الهواتف والشبكات وربطها بيوميات المتهمين وصولاً الى تحديد كل واحد منهم من ضمن اي شبكة عمل وصولا الى تحديد الارقام التي استخدمها.

 

لبنان يؤيد المبادرة الروسية لعودة اللاجئين السوريين

دبي - قناة العربية/20 آب/18/قال جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني إن بلاده تؤيد كامل المبادرة الروسية بشأن عودة اللاجئين السوريين، وتراها مبادرة "ناجحة". وأضاف باسيل في مؤتمر صحافي جمعه بنظيره وزير خارجية روسيا أن #لبنان طرح بعض المبادرات التي تشجع على عودة اللاجئين السوريين. وأشار باسيل إلى أنه على حكومة النظام في سوريا تشجيع عودة اللاجئين من خلال مبادرات مختلفة. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت عن فتح سبعة معابر جديدة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بينها بحري وجوي، وذلك بعد توقعات بارتفاع وتيرة تدفق اللاجئين خلال الفترة المقبلة. وتشمل المعابر الجديدة معبر صالحية البري في محافظة #دير_الزور، ومعبر بانياس البحري في محافظة طرطوس، والمعبر في #مطار_دمشق الدولي. وخلال العام الماضي، أعاد لبنان ما لا يقل عن 10 آلاف نازح ومسلح سوري. إضافة إلى ذلك، منعت الولايات المتحدة مؤخراً دخول السوريين الفارين من الحرب، بينما هناك أصوات تطالب بإعادة اللاجئين من ألمانيا والدنمارك.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 20/8/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عطلة العيد تستهلك وقتا إضافيا في فرملة عملية تشكيل الحكومة إذ أن الرئيس الحريري يمضي العطلة في الخارج والرئيس بري يفكر جديا في دعوة المجلس النيابي الى الإنعقاد الأسبوع المقبل إذا تبين أن هدر الوقت متواصل.

وعلى الرغم من دعوة رئيس الجمهورية الى تضافر الجهود لتأليف الحكومة فإن التأليف مستبعد أقله الى الأسبوع المقبل أذا تم التأكد أن لا موانع خارجية وأن العرقلة محلية فقط.

والأسبوع المقبل يحمل تطورين:

- الأول مجيء فريق دبلوماسي أميركي الى بيروت للبحث في آليات تطبيقية ضامنة لإستمرارية تنفيذ القرار 1701.

- الثاني حركة قوية في مجلس الأمن الدولي بإتجاه التمديد الثاني عشر للقوة الدولية في الجنوب من دون احداث تعديلات في القرار 1701.

وفي القصر الجمهوري استعدادات لثلاث سفرات للرئيس عون الى الخارج على أن تكون الحكومة قد شكلت، وإلا فإن الوضع اللبناني سيكون مفتوحا على المخاطر التي تعصف في المنطقة تحت عناوين:

- التضييق الأميركي الأوروبي على إيران.

- تشديد العقاب الإقتصادي على تركيا.

- تصعيد التحرك الأميركي بإتجاه صفقة القرن.

وفي سياق التخطيط الأميركي - الإسرائيلي لمحاربة ما يسمونه الإنفلاش الإيراني في المنطقة يندرج لقاء نتنياهو وبولتون فيما وصف وزير الخارجية الايرانية اميركا اليوم بانها مدمنة على العقوبات وفي مقابلة لشبكة سي ان ان الاميركية هي الاولى لوسيلة اعلام غربية منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي قال: ان العقوبات على ايران تؤدي لصعوبات سياسية لكنها لا تعطي نتائج سياسية كالتي يتوخاها فارضوها.

في أي حال وعشية عيد الأضحى المبارك تهان وتواصل بين القيادات اللبنانية لم يلامس أي مخرج للحكومة قد ينتج.

وعلى جبل عرفة في السعودية تتم نفرة الحجيج في طقس ماطر وعاصف.

وقد بدأ الحجاج النزول الى مزدلفة قبل التوجه الى منى.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

ما من أضاحي في عيد الأضحى.. والكل يلوك الموقف، ولا يتنازل قيد حصة فيما يرمي لاعبو النرد بالعقدة تلو الأخرى على المسار ووحدة المصير، تأليفا أو استعادة لزمان الوصل وقد تكون العيدية الأجمل التي تلقاها اللبنانيون قبيل العيد تأشيرة سفر أقلت الرئيس المكلف سعد الحريري إلى صعيد جدة ومنها إلى بيت الحج الإيطالي ومعها استراح من عناء التأليف، وأراح هو وغيره اللبنانيين من الكلام عن الأحجام والأرقام، حجما بالناقص ورقما بالزائد.

مناسك الحج انتهت بأداء أكثر من مليوني مسلم الركن الأكبر في الحرم المكي وفي الحرم الروسي كان الجهاد الأصغر على درب عودة النازحين السوريين من باب المبادرة الروسية فكان اللقاء بين وزيري الخارجية اللبناني والروسي، تكلل بمؤتمر صحافي مشترك وضع فيه لافروف النقاط على حروف الملفات الداخلية، فدعا إلى إيجاد الحلول للقضايا الداخلية بالحوار وقال إن روسيا تعارض التدخل الأجنبي في شؤون لبنان الداخلية، وإن روسيا ستعمل مع لبنان لتسهيل عودة السوريين إلى بلادهم، ويجب ألا يصبح لبنان رهينة لمشكلة اللاجئين أما باسيل ففتح خطا عسكريا مباشرا مع الخارجية الروسية، وأكد أن موقف لبنان هو مع العودة السريعة المتدرجة والآمنة للنازحين السوريين من دون الربط بين العودة والحل السياسي. وأضاف باسيل إن العلاقة مع دمشق قائمة، ولبنان يجب أن يكون منصة لإعادة إعمار سوريا، والتعاون الاستراتيجي بين لبنان وروسيا ضروري لهذه الغاية.

أما الجهاد الأكبر فبرز اليوم بالتقاط مواضع فساد جديدة في الدولة وبعد سؤاله عددا من السياسيين من أين لكم هذا، وحديثه عن المليارات المهدورة من خزينة الدولة على أبنية تستأجرها الدولة فتح النائب حسن فضل الله دفتر الحساب من جديد وقال إن هناك آلاف الوظائف الوهمية في لبنان في القطاع العام، وآلاف المتخرجين والمهندسين وحملة إجازات لا يجدون فرصة عمل، لأن المعبر إلى الوظيفة العامة في أغلبه هو معبر الواسطة والمحسوبيات والوقوف على أبواب النواب والوزراء والأحزاب والزعامات السياسية.. وهذا يدمر الإدارة العامة لأن الموظف يصبح مستلحقا وتابعا وسأل فضل الله: لماذا يكون دخول العديد من المواطنين إلى الأجهزة الأمنية وغيرها بواسطة "الليستات"، بحيث إن كل جهة سياسية وحزبية تضع أسماء وترسلها إلى الجهات المعنية ولماذا لا تعتمد المباراة والامتحانات النزيهة والشفافة في كل قطاعات الدولة اللبنانية، والذي ينجح يدخل الوظيفة؟ وكما في المؤسسات الأمنية، ختم فضل الله بالقول: هناك موظفون يتقاضون رواتب من جيوب الشعب اللبناني ولا يؤدون دورهم الوظيفي في المستشفيات الحكومية والوزارات والمؤسسات العامة والمياه والكهرباء. سلم نصرالله ملف الفساد لفضل الله.. وأول الغيث قطرة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لا الحرارة المرتفعة ولا الأمطار والرعود ولا الرياح القوية غير المعتادة وقفت حائلا بين جموع الحجيج وأداء مناسكهم طلبا لمغفرة من الله عز وجل.

اليوم كان موعد حجاج بيت الله الحرام الذين يفوق عددهم المليونين مع أهم أركان الحج: الصعود إلى عرفات حيث وقف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ملقيا خطبة الوداع. مشهد إيماني تقشعر له الأبدان: حشود البشر من كل لون وجنس انتظموا بلباس الإحرام الموحد متضرعين إلى الله.

حجاج بيت الله الحرام قضوا نهارهم على جبل عرفات قبل أن يتحركوا إلى وادي مزدلفة لجمع الحصى من أجل إستخدامه في شعيرة رمي الجمرات التي تبدأ أول أيام عيد الأضحى المبارك.

عشية العيد غابت في لبنان العيدية الحكومية وتحولت عملية التأليف إلى تمنيات بأن تبصر الحكومة النور في وقت قريب فيما المطلوب وقف عملية حرق الوقت.

رئيس الجمهورية ميشال عون رأى أن الظروف تفرض تضافر الجهود لتمكين لبنان من مواجهة التحديات وإنجاز الإستحقاقات وأبرزها تشكيل الحكومة.

أما الرئيس المكلف سعد الحريري فأعرب بدوره عن الأمل بأن تتكلل الجهود والمساعي المبذولة للتشكيل بالنجاح في أقرب فرصة ممكنة.

وعلى خط تفاهم معراب موقف من أحد طرفيه. سمير جعجع رأى أن محاولة الطرف الآخر التملص من التفاهم ليس سوى إنقلاب مشيرا إلى أن حصة رئيس الجمهورية في حكومة ثلاثينية وفق الإتفاق هي ثلاثة وزراء والبقية تقسم على التيار الوطني الحر وحلفائه من جهة والقوات وحلفائها من جهة أخرى.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انه يوم لبنان في روسيا لبحث قضية النازحين السوريين في الشكل اولا، موسكو اعطت الوفد اللبناني الذي ترأسه الوزير جبران باسيل الوقت الكافي لشرح معاناة لبنان مع قضية النازحين ولتداول سلسلة حلول ممكنة.

فاللقاء بين الوفدين استمر حوالى اربع ساعات بدأ بمحادثات معمقة فمؤتمر صحافي قبل ان تستكمل المفاوضات الى مائدة الغذاء.

العنوان الابرز الذي استخلصه الوفد اللبناني من مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر عودة النازحين السوريين تحديا شخصيا له لذا فانه لن يهدأ قبل تحقيق هدفه.

اما لافروف فلم يكتم امام الوفد اللبناني ما يشبه حالة الغضب من الامم المتحدة ومن بعض الدول قال بالحرف الواحد خلال المحادثات ان هناك محاولات كثيرة تحصل لتحويل لبنان الى اسير سياسي من خلال قضية النازحين.

عمليا تم الاتفاق بين الجانبين على تشكيل لجنة لبنانية روسية مشتركة للمساهمة في تنفيذ المبادرة الروسية الهادفة لاعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم.

في مسألة التنسيق مع سوريا كان موقف الوزير باسيل واضحا في المحادثات فهو اكد ان لبنان لا يعارض التنسيق طالما انه يجري برعاية روسيا واشرافها وحتى باشراف الامم المتحدة اذا كنت راغبة في ذلك.

وفي السياق عينه علمت الmtv ان موسكو تنتظر في الايام العشرة المقبلة زيارة يقوم بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتبحث معه في مسألة اللاجئين ولافهام النظام السوري ان عليه موجبات معينة اذا اراد النجاح للمبادرة الروسية.

داخليا وحكوميا لا جديد فعطلة الاضحى تبدأ غدا ومعها عطلة المسؤولين وتوقف المحادثات والمشاورات الى ما بعد عودة الرئيس الحريري من اجازته العائلية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

أضحى مبارك.. وكل عام وانت بخير.

غدا اول ايام عيد الاضحى المبارك اعاده الله على الجميع بالخير والسلام ومع اول ايام العيد تكون البلاد قد دخلت في عطلة رسمية لثلاثة ايام ترحل معها الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة الى ما بعد العطلة.

الرئيس المكلف سعد الحريري هنأ اللبنانيين عموما والعرب والمسلمين بالعيد وأعرب عن أمله بأن تتكلل الجهود والمساعي المبذولة لتشكيل حكومة جديدة بالنجاح بأقرب فرصة ممكنة.

هو يوم حجاج بيت الله الحرام الذين باتوا ليلتهم في منى، ومنها توافدوا منذ الفجر الى صعيد عرفة حيث أدى أكثر من مليوني حاج الركن الأعظم والاهم.

ومع غروب هذا اليوم المبارك بدأ الحجاج بالنفير الى مزدلفة حيث يبيتون فيها ويصلون ويتزودون بالحصى قبل عودتهم مع شروق يوم العيد الى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.

واليوم يبدا تلفزيون المستقبل ببث سلسلة تقارير عن مطالعة المدعي العام في المحكمة الدولية الناظرة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه والتي نشرها على موقع المحكمة الالكتروني باللغة الانكليزية.

وعشية ذكرى جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس قال تيار المستقبل إن لسان حال أهالي طرابلس ينطق بالأسف الشديد اليوم على وقع تزامن الذكرى الخامسة مع مطالبة البعض بعودة التطبيع مع النظام السوري الذي يقف وراء هذه الجريمة الارهابية، بدل إدانة هذا النظام، ومطالبته بتسليم المجرمين، إلى القضاء اللبناني، لينالوا عقابهم العادل، إنصافا للشهداء والجرحى ولكرامة طرابلس وكل اللبنانيين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في وقت لا يزال تشكيل الحكومة يتعثر بين أسباب داخلية وأخرى خارجية، وفي موازاة حملات التشويه المركزة، التي تستهدف فريقا سياسيا محددا، برموزه الوطنية وتاريخه النضالي، وصولا إلى إعلامه المنفتح والمعتدل، حامل قضية الوطن الواحد الحر السيد المستقل، موئل العيش الواحد المتساوي بين المكونات.. اتجهت الأنظار اليوم إلى العاصمة الروسية التي شهدت لقاء جمع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف...

وبحسب معلومات الـ OTV، فقد أرست الزيارة التي وصفها مصدر متابع بأنها "أكثر من ناجحة"، وللمرة الأولى، قواعد واضحة، وإطارا محددا للتعاون الاستراتيجي بين البلدين على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، كما رسمت خارطة طريق واضحة لتحقيق المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، خصوصا أن غالبية البلاد السورية باتت آمنة، وهو ما يؤشر إليه في عيد الأضحى المبارك، انتقال عدد كبير من السوريين من لبنان إلى سوريا لتمضية العيد قبل العودة، وفق ما استطلعته الـ OTV اليوم عند نقطة المصنع.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

فيما يواصل الحجيج مناسكهم في البيت العتيق، ويستعدون للهرولة على خطى هاجر زوجة ابي الانبياء ابراهيم عليه السلام طلبا للماء واطفاء لظمأ ابنها، كانت دعوة الامام السيد علي الخامنئي ضيوف الرحمن للهرولة الى ينبوع القوة والعظمة والجمال، الى الله عز وجل حتى لا يكون هذا الاجتماع السنوي الاضخم مجرد لقاء..

الامام الخامنئي حذر من الهرولة في الاتجاه الخاطئ، الى أميركا وسياستها الاصلية التي تقوم على اشغال الحروب، ومساعيها الخبيثة التي تصب في اقتتال المسلمين، وابقاء هذه الفتنة المهولة مستعرة، واطلاق ايادي الظالمين ليفتكوا بالمظلومين..

الظالمون الذين يفتكون بأهل اليمن. وسائل اعلام أميركية وعلى رأسها “السي ان ان” تؤكد أن أفظع المجازر في هذا البلد من الصالة الكبرى في صنعاء الى ضحيان في صعدة ارتكبت بقنابل أميركية..

والى فلسطين المحتلة، وصلت قنبلة جرثومية، حط مستشار الامن القومي الاميركي “جون بولتون” في تل ابيب بجعبة مليئة بالمكائد. وسائل اعلام العدو أكدت أن الفضل الاكبر في خطوات دونالد ترامب التصعيدية تجاه ايران من الخروج من الاتفاق النووي الى فرض عقوبات جديدة على طهران تعود للزائر. أتى بولتون وهو يميني النفس مع نتانياهو باخراج ايران وحزب الله من سوريا، في وقت تعمل ادوات واشنطن الظاهرة والخفية للاخذ من باب النازحين السوريين ما عجزوا عنه في الميادين..

وزير الخارجية الروسي دعا بعد لقائه نظيره اللبناني في موسكو الى ألا يصبح لبنان رهينة لمشكلة النازحين، مشددا على أن استقرار لبنان أساسي لاستقرار المنطقة. فمن لا يريد هذا الاستقرار؟ استقرارا الف بائه تشكيل حكومة جديدة. فحزب الله يدعو الى معالجة هذا الإستحقاق بجدية وليس بالتلكؤ، فالتلكؤ والتباطؤ سيضران بالجميع حتى بالمتلكئين انفسهم يؤكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

أضحى مبارك... المسؤولون لا يقفون في صفوف الإنتظار في مطار بيروت... بسلاسة يصلون إلى أماكن تمضيتهم عطلاتهم، ويعرفون من الإعلام ومن وسائل التواصل الإجتماعي ما يعانيه المغادرون والواصلون...

في أي حال، دخلت البلاد في مدار عيد الأضحى المبارك، والعطلة رسميا حتى مساء الخميس، ما يعني ان الاسبوع بكامله قد طار، أما تشكيل الحكومة فإنه ينتظر إلى ما لا نهاية خصوصا ان لا معطيات في الأفق تشير إلى خرق ما في جدار الأزمة...

التطور الوحيد الذي حرك المياه في مستنقع المراوحة، هو التطور المرتبط بموضوع النازحين، من خلال الزيارة التي قام بها الوزير جبران باسيل لموسكو ولقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف... وفيما قالت مصادر الوفد اللبناني للـ LBCI إن الزيارة كانت أكثر من ناجحة سواء في المحادثات الثنائية او في المحادثات الموسعة او في غداء العمل، علم ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو قريبا، وستتركز المحادثات التي سيجريها حول كيفية مساعدة سوريا في انجاح المبادرة الروسية المتعلقة بالنازحين، عبر خطوات عملية تقوم بها دمشق، تشجع النازحين على العودة، ومن ابرزها البحث في خفض مدة الخدمة العسكرية الإلزامية في سوريا، وتعديل القانون الرقم 10 المتعلق بآلية تثبيت الملكية واستردادها...

ومن نتائج زيارة موسكو استبعاد تحويل لبنان إلى أسير سياسي في ملف النازحين وفق ما قال لافروف لباسيل...

في مطلق الأحوال، فإن زيارة الوزير باسيل لموسكو اليوم تستدعي آلية تنفيذية، هذه الآلية تبدو غير متوافرة إلا في حكومة تصريف الأعمال إلى حين ولادة الحكومة الجديدة...

هذه الآلية ليست وحدها التي تنتظر، فهناك الكثير من الملفات التي تلامس الاستحقاقات، بسبب طابع الإلحاح الذي ينطبق عليها، ومنها: ملف مطار بيروت الذي تزداد معاناة المغادرين والواصلين يوما بعد يوم، والملف التربوي المتعلق بالصرف التعسفي للاساتذة وزيادة الاقساط والاعباء على الأهل... هذه الملفات قد تدخل في دوامة العجز إذا ما بقي الوضع السياسي على ما هو عليه من عدم استقرار.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 20 آب 2018

النهار

لوحظ أن سياسيين يتحاشون الكلام الصريح في بعض المجالس الخاصة لئلا تسجل لهم مواقفهم بالصوت وبالصورة.

يواجه موضوع تشريع زراعة الحشيشة وتنظيم بيعها ما يواجهه موضوع التنقيب عن النفط والغاز من خلافات.

لوحظ أن الرئيس ميشال عون لم يحضر أي مهرجان من المهرجانات السياحية هذه السنة.

تردّد أن جهات خارجية لا تزال تصر على رفض توزير من لا تريد توزيرهم.

البناء

كواليس

قالت مصادر عراقية متابعة لقضية تشكيل الكتلة الأكبر التي ستسمّي رئيس الحكومة إنّ كلّ المساعي الأميركية ‏السعودية لضمان تشكيل هذه الكتلة بدون الحشد الشعبي الذي يمثله تكتل الفتح وكتلة الرئيس السابق للحكومة نوري ‏المالكي قد فشلت، خصوصاً أنّ الأكراد لا يريدون أن يحسَبوا ضمن أيّ من جبهتي تشكيل الكتلة، والكتل السنية ‏منقسمة بين الجبهتين، وتجمع كتلتي سائرون والنصر يتعرّض لتشققات، بينما ينتظر الإيرانيون فشل محاولات العزل ‏لجلب الجميع إلى صيغة جامعة وهذا يعطيهم التفوّق

الجمهورية

يدرس وزير يشغل حقيبة بارزة إمكانية تمثيل لبنان في معرض دمشق الدولي.

يُحذِّر مسؤول كبير في مجالسه الخاصة من محاولات تقوم بها "جهات مجهولة" لضرب قطاع حسّاس عبر ترويج ‏شائعات لا أساس لها من الصحة.

أكد مرجع كبير أمام زوّاره أنه لن يتنازل عن حقيبة ذات طابع إقتصادي وقال: لقد اخترت لها شخصية ستقوم بإعداد ‏الملفات التي سيكون لها أثر إيجابي جداً عليها.

اللواء

يتساءل دبلوماسي غربي عن سرّ ارتفاع لهجة الخطاب الإعلامي، في بعض القنوات العاملة، والقريبة من فريق ‏السلطة؟

لاحظت أوساط سياسية عدم حصول لقاء بين مرجع كبير وقطب وسطي، على الرغم من الحاجة للبحث في خيارات ‏مطروحة..

يُنقل بالتواتر ان ما تسميه بعض أطراف 8 آذار الخطة "ب" في ما يتعلق بتأليف الحكومة وضعت على الطاولة!

المستقبل

يقال ان مرشحين مستقلين رسبوا في الانتخابات النيابية يفكرون في انشاء أحزاب او تجمعات سياسية في الشهور ‏القليلة المقبلة ‏

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان سيدة الجبل - إن الدولة العاجزة عن مساءلة "حزب الله" حول استقباله لوفد "حوثي" في لبنان لا يحقّ لها ممارسة مساءلة أي مواطن عن رأيه الحر

/20 آب/18

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة اسعد الراعي، ايلي حاطوم، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، طوني الخواجه، طوني حبيب، فارس سعيد، مياد حيدر وأصدر البيان التالي:

يتابع "لقاء سيدة الجبل" تراجع مؤشر الحريات العامة في لبنان من خلال استدعاء مجموعة كبيرة من الناشطين والصحافيين من قبل أجهزة أمنية تابعة للدولة. إن هذا التراجع الملحوظ أصبح مادة في الصحافة الأجنبية، حيث تناولت صحيفة Le monde diplomatique الموضوع في مقال مقلق إنعكس سلباً على صورة لبنان في الخارج.

إن "اللقاء" يؤكد أن الحرية هي أساس معنى لبنان ويعلن أنه بين الحرية والدولة القمعية يختار الحرية.

إن الدولة العاجزة عن مساءلة "حزب الله" حول استقباله لوفد "حوثي" في لبنان، رغم الإساءة التي قد تتأتى من هذه الزيارة للعلاقات اللبنانية الخليجية، لا يحقّ لها ممارسة مساءلة أي مواطن عن رأيه الحر.

وفي السياقٍ ، ناقش "اللقاء" التحضيرات والخطوات اللازمة للمساهمة مع آخرين في إطلاق تيار سياسي وطني جامع حرّ يطالب برفع وصاية ايران عن لبنان وبتطبيق الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف.

 

لا يوجد أخبث وأحمق منه ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/20 آب/18

 هو ابن حزب ولاية الفقيه ومنذ 19 سنة يعيش هنا في فرنسا الدولة الجميلة الخلابة الساحرة بالعدالة والحرية والمساواة وبكل شيء فيها لم يجد بها يوماً مواطناً فقيراً بحاجة إلى حبة دواء ، أو إلى مال لإجراء عملية جراحية ، لم يشاهد يوماً منزلا ليس كاملا تاما بناؤه ، أو طريقاً فيه حفرة ، أو متسولاً على شارع ، أو نهراً أو بحراً ملوثة مياهه ، أو شاطئ بحر عامراً بالنفايات ، أو ضفاف نهر تتراكم فيه الزبالة ، يعيش في فرنسا منذ 19 سنة تاجراً صغيراً لكنه يُنتج المال بكثرة ويهرب من الضرائب وبسبب تبذيره وإسرافه وتورطه بمرض سوء التدبير أفلس فاستعان بالدولة لِتُعينه على قضاء حوائجه فأعانته وأعانت أسرته ويعيش عزيزاً كريماً ومنذ 19 سنة وإلى اليوم لم يشاهد فيها يوما الكهرباء أو الماء مقطوعة ، ودخل إلى كل مؤسسات الدولة لإنجاز معاملاته فلم يطلب منه موظف رشوة ولم يشعر بإهانة ومذلة مطلقا وهو يُتِمُّها ؛ يعيش فيها منذ 19 سنة لم يشاهد فيها سيارة على الشارع غير تامة بكل أجزائها ، ولم ير يوماً شاحنة كميون تنقل الحصى أو الرمل من دون شادور أو حزام مشدود على الحصى أو الرمل كي لا يتطاير على زجاج السيارات السائرين خلفه ؛ منذ 19 سنة لم يسمع يوما بأن مواطنا فرنسيا اتهموه بارتكاب جريمة فخرج من التحقيق الأمني على أيدي المخابرات مرسوما على جسده خريطة تعذيب تقشعر من بشاعتها الأبدان ، منذ 19 سنة حاملاً في حقيبة جيبه / 3 / بطاقات ، فالأولى - 1 - بطاقة الضمان الصحي - 2 - وبطاقة الضمان الإجتماعي - 3 - وبطاقة ضمان الشيخوخة ، ودفاتر متعددة بحجم جيبة القميص دفتراً يركب به في الباص لينتقل به مجانا حيث يرغب ، ودفتراً لكي يذهب به إلى محلات التصوير مجانا أيضا ، ودفترا لكي يذهب به 3 أيام في الأسبوع إلى مطاعم تقدم وجبات مجانية إلى ذوي الإحتياجات الخاصة ، منذ 19 سنة لم يعرف فيها معنى الفقر مطلقا لا هو ولا أي إنسان يقيم على أرض فرنسا إنَّ هذا الرجل المعتوه الأحمق سمعته يقول عن فرنسا إنها هي وأميركا من صنعوا داعش والمخابرات الفرنسية هي التي قامت بتفجيرات باريس الإرهابية !!! وفرنسا بلاد الفسق والمجون إنها بلاد الديمقراطية المزيفة ديمقراطية الرأسماليين البرجوازيين !? بينما بشار وحسن نصر الله والسيد بوتين قيصر روسيا فهؤلاء عنده أبطال محور الممانعة والمقاومة !!! فبربكم أليس ملعونا هذا البشري !؟

 

المحكمة الدولية تطلب معلومات عن شخصيّتين إيرانيّتين: التصعيد آت

منير الربيع/المدن/20 آب/18

عنوانان جديدان دخلا في عناصر الاشتباك السياسي في البلد، وينعكسان على الرغبة في تأجيل عملية تشكيل الحكومة ريثما تنجلي الصورة الاقليمية. تتحدث بعض المعلومات عن أن ما برز من سجالات لبنانية مختلفة في الأيام الثلاثة الماضية، ينذر بمزيد من التصعيد السياسي. ويقرأ ذلك سياسيون باعتباره نذير خطر ما قد يطرأ بفعل التطورات، خصوصاً بعد استعراض التصعيد الذي تعرضت له تركيا وإيران من جانب الأميركيين. وانعكس السجال في الأيام الماضية على معادلة جديدة، بين الطرفين المنقسمين، قوى الثامن من آذار تراهن على إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري وتضغط في سبيل تحقيق ذلك سريعاً، بينما قوى 14 آذار تعود إلى منطق انتظار المحكمة الدولية والرهان على ما سينتج عنها من قرار اتهامي، قدّ يحسّن وضع شروطها في عملية التشكيل. يوم انطلقت جلسات المحاكمة، أعلن الرئيس سعد الحريري عند باب مقر المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي أن حزب الله فريق لبناني، وإذا ما وجّه الاتهام إليه فهو يوجه إلى أفراد منه وليس إلى المنظمة ككل. ومفاد رسالة الحريري تلك هي أنه مهما كان قرار المحكمة لا يمكن مقاطعة حزب الله أو التصعيد في وجهه. وهذه المعادلة، على الصعيد اللبناني، لا تزال قائمة، لكن هناك أطرافاً دولية تحاول تغييرها، أو تراهن على امكانية تغييرها.

قراءة بورصة تشكيل الحكومة وتقلّباتها، بين الايجابية والسلبية والتصعيد، واتخاذ مواقف ومن ثم تغييرها، مؤشّرات على حجم التخبّط وترقّب ما ستحمله التطورات الخارجية. ولكن، ليس صدفة أن يعود السجال بين المحكمة ومضمون قرارها الاتهامي الذي سيصدر في الفترة المقبلة، ومسألة تطبيع العلاقات مع النظام السوري. وهذا ما نقل النقاش من مكان إلى آخر. وقد يفتح باباً جديداً للسجال بين مؤيدي المحكمة ومعارضيها، على غرار ما كان الوضع عليه قبل سنوات. موقف حزب الله واضح، إذ يعتبر أن المحكمة أداة سياسية، وما يجري اليوم يثبت مرّة أخرى أنها تستخدم في إطار سياسي معين. وبمعزل عما إذا كان توقيتها مفتعلاً أم روتينياً، فهناك من يريد الاستثمار بالوقت في انتظار ما ستعلنه المحكمة. ولكن، تسأل المصادر القريبة من الحزب: "إذا ما صدرت اتهامات بحق فريق لبناني، هل هناك من سيذهب إلى تشكيل حكومة بدون هذا الفريق، وهل يستطيعون ذلك؟ هذه ذرائع يجري اختلاقها لتأخير تشكيل الحكومة".

في مقابل الردّ على ما ستعلنه المحكمة، تشير المصادر إلى أن الطرف المؤيد لها حاول إثارة اعتراضه على تطبيع العلاقات مع سوريا، وأراد وضع العنوانين مقابل بعضهما البعض، على اعتبار أن الحزب سيعمل في الحكومة الجديد على إعادة ربط العلاقات مع سوريا، بما يخدم منطق انتصاره، فيما الحزب ينفي ذلك، ويؤكد أن الحاجة إلى تطبيع العلاقات تأتي بحكم الجغرافيا، نافياً أن يكون قد طرح مسألة إعادة العلاقات الطبيعية بنداً أساسياً في البيان الوزاري.

في ما يخص عملية التشكيل، تؤكد المعلومات أن السجال يثبت أن المشكلة لدى الطرفين الاقليميين، لأنهما لا يريدان تأليف الحكومة، في انتظار مخاض العلاقات الإيرانية الأميركية، وما ستحمله الأيام المقبلة. وهذا ما قد تقود إليه معرفة وجهة المحكمة في الفترة المقبلة. هنا، يستشعر البعض خطراً داهماً بالمعنى السياسي على الأقل، خصوصاً أن معلومات بارزة كشفت لـ"المدن" تفيد بأن المحكمة الدولية وللمرّة الأولى، تراسل السلطات اللبنانية سائلة عن شخصيتين إيرانيتين. وما تضمّنته المراسلات هو عبارة عن أسئلة عن حركة دخول الشخصيتين وخروجهما إلى لبنان، في فترات معينة، من العام 2004 حتى اليوم. وهذا تطور جديد على صعيد عمل المحمكمة والتوسع في التحقيق، ومن قد تشملهم القرارات الاتهامية. وتفيد المصادر بأن السلطات اللبنانية تجد نفسها مضطرة إلى لتجاوب مع هذا النوع من الطلبات. ما قد يؤسس لمزيد من التصعيد.

 

ضغوط على الحريري لـ«التطبيع مع نظام دمشق»بحجج المساهمة في إعادة الإعمار في سوريا واستغلال معبر نصيب

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/الاثنين 20 آب 2018/كشف مصدر سياسي لبناني مواكب لمباحثات تشكيل الحكومة اللبنانية، أن «تنسيق الحكومة العتيدة مع دمشق يمثل واحدة من العقد التي تحول دون تشكيلها»، في ظلِّ رفض الرئيس المكلف بتشكيلها سعد الحريري، المبدئي «التطبيع مع النظام السوري»، وسط ضغوط تُمارَس عليه، في ملفات يمثل هذا الملف واحداً منها، إلى جانب حصص الأطراف السياسية في الحكومة المزمع تأليفها، تلك التي توصف بأنها عقد داخلية.

ولا يتحدث تيار «المستقبل» صراحةً عن العقدة المرتبطة بالتنسيق مع سوريا، إذ يجزم مسؤولون فيه بأن مسألة التطبيع مع النظام السوري، مرفوضة، وهي تندرج ضمن إطار الموقف المبدئي للتيار، وهو أمر محسوم، قائلة: «لا نقبل بتاتاً بالتطبيع مع النظام، وهو موقفنا الثابت».وتحمل التطورات السياسية مؤشرات على ضغوط تُمارَس على الحريري في هذا الجانب، وهو ما عبَّرَت عنه مصادر سياسية مواكبة لمباحثات تشكيل الحكومة، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون دفع البعض لتنسيق الحكومة المقبلة مع النظام السوري، جزءاً من الضغوط، وتمثل إحدى العقد التي تؤدي إلى عرقلة ولادة الحكومة، إلى جانب العراقيل الداخلية». ومع أن «التيار الوطني الحر» لا يعد رفض الحريري للتنسيق مع دمشق أحد أسباب العراقيل التي تواجه تشكيل الحكومة، وهو ما عبَّر عنه وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال بيار رفول في تصريح إذاعي، أول من أمس (السبت)، غير أن الدفع باتجاه التنسيق مع دمشق يتنامى تحت عناوين مرتبطة بجهود إعادة النازحين السوريين، وبالوضع الاقتصادي على ضوء توقع دور مفترض للبنان بإعادة الإعمار في سوريا، وتصدير البضائع اللبنانية عبر معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن. وفي ظل انغلاق الأفق أمام فرص تشكيل الحكومة قريباً، برز تطور لافت على «الوطني الوطني الحر» الذي أعاد كرة التأليف إلى ملعب الحريري، حيث قال وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي في تغريدة على حسابه في «تويتر» لمناسبة ذكرى انتصار الجيش في معارك فجر الجرود: «(آب) يحمل كل الانتصارات، على فارق أيام معدودات، من 2006 إلى فجر الجرود، وسوف يحمل بحلول نهايته حلا للأسر الحكومي إن حسم الحريري خياراته وأقدم». ولا ينفي «المستقبل» الضغوط الداخلية المرتبطة بالحصص، حيث أقرّ عضو كتلة «المستقبل» النائب نزيه نجم لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك «ضغوطاً تُمارَس على الحريري»، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة المكلف «تقدَّم بعدة اقتراحات ومسودات لتشكيل الحكومة، ومع ذلك بقيت العراقيل قائمة»، مشدداً على أن مصلحة البلد والشعب «أهم من كل المكاسب». وأوضح نجم أن الحريري «يكرر تأكيده أنه يريد تشكيل حكومة»، مضيفاً: «العقد ليست عنده، بل عند الأقطاب. الجميع يحاول انتزاع مكاسب، رغم أن معاناة الناس تفاقمت والوضع الاقتصادي صار ضاغطاً على البلد»، داعياً جميع الأطراف إلى «اتخاذ القرار بأن البلد للجميع، وكل طرف له حصته، لكن أهم حصة هي للشعب اللبناني الذي انتخب ممثلي الجميع في البرلمان». وشدد على ضرورة تشكيل حكومة جامعة «لننتهي من هذا الملف».

وفي سياق التحذير نفسه، توجه عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله، إلى «مَن اخترع العقد في تشكيل الحكومة» بالقول: «إن لم نتواضع فكلّ العهد قد يكون في خبر كان، وكل الإنجازات التي تعدون الناس بها ستصبح في خبر كان، وإن لم تتداركوا هذا الأمر واستمررتم في تحديد أدوار وأحجام الآخرين، فستكون هناك تداعيات خطيرة على البلد»، مضيفاً: «لقد حاولتم ليَّ ذراع وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي في الانتخابات وفشلتم، وأكيد لن نسمح لكم اليوم بليِّ هذه الذراع، ذراعنا كانت قوية وستبقى قوية».

في هذا الوقت، أكد عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص، أن «القوات لا تتردد باتخاذ الخطوات التي تحافظ على المصلحة العامة وذلك من خلال الانفتاح على كل الأفرقاء السياسيين»، ذاكراً أن «قرار تشكيل الحكومة لم يتخذ بعد، لأنه ما زالت هناك عقد، ولا أشارت إلى حلحلة هذه العقد التي تعيق التشكيل». وشدد عقيص، في حديث تلفزيوني، على أن «موقف (القوات) واضح في هذا الخصوص، فنحن قدمنا كل ما عندنا تسهيلاً لتشكيل الحكومة، والكرة لم تعد أبداً بملعب القوات». بدوره، شدد وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل على «السعي إلى أن ينهض الوطن من أزماته وآخرها الأزمة السياسية والتأخر في تشكيل الحكومة، وذلك رغم كل الصعوبات، هذا الأمر وإن كان تفصيلياً في حياتنا العامة يتحول مع الوقت إلى أزمة حقيقية تعيق الحلول التي تخرجنا من الأزمات الاقتصادية والمالية التي نعانيها».

 

جنبلاط يدعو مناصريه لتحاشي «حلبة الشتائم»

بيروت: الشرق الأوسط/الاثنين 20 آب 2018/دعا رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مناصريه لعدم الدخول في «حلبة الشتائم»، مشدداً على أن مشاكل البلاد «أهم من سجالات عقيمة توتر الجو». وقال جنبلاط في تغريدة له نشرها أمس: «أياً كانت الخلافات السياسية أتمنى على الحزبيين والمناصرين ألا ينفعلوا وألا يدخلوا في حلبة الشتائم مهما قيل فينا كحزب أو في كشخص». وأضاف: «مشكلات البلاد والآتي علينا أهم من سجالات عقيمة توتر الجو. وهذا الأسلوب يعطل لغة الحوار الموضوعي حول البطالة والنفايات والكهرباء وغيرها من الأمور».

 

"الكتائب" يمنع أسماء كبيرة من حضور اجتماعاته

ليبانون ديبايت/الاثنين 20 آب 2018/علم "ليبانون ديبايت" أن المكتب السياسي في حزب الكتائب بعث رسائل لكل من الوزير السابق آلان حكيم، والنواب السابقين ايلي ماروني، سامر سعادة، وفادي الهبر، يطالبهم بعدم حضور اجتماعات المكتب السياسي لحزب الكتائب من الآن وصاعداً، وبررت الرسائل ذلك بعدم وجود الاسماء السابقة الذكر بهيكلية المكتب السياسي. واستغربت أوساط مقربة من الكتائب هذه الخطوة، لا سيما أنها استهدفت اسماء كبيرة ارتبط اسمها لسنوات بالنضال الكتائبي، علماً أنه وفي مثل هذه الحالات تحافظ الأحزاب على الاسماء ذات الرمزية وتطالبهم بحضور اجتماعات المكتب السياسي ولكن لا تسمح لهم بالتصويت.

 

تصلّب جنبلاطي.. وقواتي! 

جريدة الجمهورية الثلاثاء 21 آب 2018/يستمر دوران العقدة الدرزية في مدار التصلب الجنبلاطي حيال التمسّك بكامل الحصة للحزب التقدمي الاشتراكي، من دون بروز إمكانية حلحلة لها بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر وفريق رئيس الجمهورية. وكذلك الامر بالنسبة الى عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» المُستحكمة بينها وبين التيار، وهو الامر الذي عاد رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الى ترسيم حدود الموقف النهائي حياله، وأعلن أمس: «سنحصل على حصّة وازنة في الحكومة، وستكون لنا إمكانيّة أكبر للتأثير في مجريات الأحداث بالرغم من أن «تنّين الشرّ» سيقاوم حتى آخر رمق، وسيحاول منع الحملة التي نقوم بها من أجل تبييض صورة لبنان».

 

موقف عون يتقاطع مع ما يُعبّر عنه الحريري... 

جريدة الجمهورية الثلاثاء 21 آب 2018/ينقل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تأكيده المتكرر في ما مفاده انه من غير المقبول استمرار هذه المراوحة القاتلة، وبقاء الوضع على ما هو عليه، لأنّ من شأن ذلك أن يفتح الباب على تداعيات قد لا يملك البلد قدرة احتوائها، فضلاً عن تأثيراتها المسيئة للعهد، وفرملة اندفاعته نحو الاصلاح المنشود او تقييدها، ووضع البلد على سكة الخروج من الازمات التي تعصف به. موقف رئيس الجمهورية هذا، يتقاطع مع ما يعبّر عنه الرئيس المكلف من حماسة لانتشال حكومته من قلب التعقيدات المانعة لها. وعلى ما ينقل مقربون فإنّ الحريري مُدرك لحجم الآثار السلبية التي تترتب على تأخير الحكومة، وما زال يراهن على إمكانية تحقيق الاختراق المطلوب في حائط التأليف في أقرب وقت ممكن، وتشكيل حكومة التصدي للملفات والتحديات التي تواجه البلد. وبحسب هؤلاء، فإنّ الحريري يخالف الجو السائد بأنّ أفق التأليف مقفل بالكامل، خصوصاً أنّه قطع اشواطاً مهمة على طريق توليد حكومته، ومحركاته تعمل بروية وهدوء لبلوغ الغاية المرجوة، فهناك أمور كثيرة قد أنجزت وتمّ التوافق حولها، وتبقى بعض التفاصيل التي ما زالت تحتاج الى بعض الجهد. ومن هنا فهو يعوّل على نتائج الاتصالات التي سيجريها، بعد العطلة، لعلّه يتمكن من إكمال بناء «البازل الحكومي»، الّا انّ الشرط الأساس يبقى في تجاوب الاطراف السياسية مع مسعاه. وتبعاً لذلك، أمل الحريري «في ان تتكلل الجهود والمساعي المبذولة لتشكيل حكومة جديدة بالنجاح في أقرب فرصة ممكنة، فتعبّر عن تطلعات اللبنانيين وتحقق أمانيهم بانطلاق عجلة الدولة والنهوض بالوطن نحو الأفضل». وتوجّه الحريري بالتهاني إلى اللبنانيين عموماً والعرب والمسلمين خصوصا ًبحلول عيد الأضحى المبارك، «سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يعيده على الجميع بالخير والأمن والأمان، وقد انحسرت غمامة الحروب والأزمات الحادة التي تشهدها العديد من الدول العربية الشقيقة».

 

عرسال بعد سنة من تحريرها: بين الدولة واللاجئين

لوسي بارسخيان/المدن/الإثنين 20/08/2018

عندما حددت ساعة الصفر لانطلاق معركة فجر الجرود في 18آب 2017، كانت الارضية في بلدة عرسال قد أصبحت جاهزة لاحتضان الجيش اللبناني في اتمام مهمته، بتخليصها من طوق "المجموعات المسلحة" الذي خنق المدينة وأهلها، منذ أسر العسكريين اللبنانيين على أيدي تنظيمي داعش والنصرة في آب 2014، وقبله قتل النقيب بيار بشعلاني والرقيب إبراهيم زهرمان في كمين ارهابي اثناء تنفيذ الجيش مهمة في البلدة. عام مر على انطلاقة تلك العملية، لم ينس أهالي عرسال "الكابوس" الذي عاشوه قبلها. فهم من جهة واجهوا الرعب الذي فرضته عليهم المجموعات المسلحة في الداخل، ومن جهة ثانية التخوين الذي تعرضوا له من جيرانهم في الخارج، لاسيما بعدما سيطرت صورتا الحجيريين علي "أبو عجينة" والشيخ مصطفى "أبو طاقية" وخطابيهما على مجمل صورة البلدة.

كانت واقعة أسر العسكريين وتعاطي الحجيريين معها، "الرذيلة الكبرى" التي أدخلت عرسال في المجهول. فقبلها كان بإمكان أهالي البلدة أن يدافعوا عن استمرار احتضانهم "الإنساني" للاجئين السوريين، إلى أن اكتشفوا أن بين هؤلاء تسرب الارهاب إلى بلدتهم، فأسرها وأسر الدولة. تتذكر نائب رئيس بلدية عرسال ريما فليطي عشرات الاتصالات التي انهمرت على القيادة العسكرية، والتي تطالبها فوراً بالعمل على تحرير العسكريين، محذرة من تداعيات ابقائهم في أيدي التنظيمات الارهابية، إلا أن القرار السياسي لم يكن قد اتخذ بعد.

بعد خطف العسكريين، تدهور الواقع الأمني في عرسال. واكتسب الأهالي خبرة في التمييز بين المجموعات المسلحة. كان الكل بالنسبة إليهم سابقاً دواعش، لكن منذ آب 2014 صار في إمكانهم أن يميزوا بين مواقع انتشار داعش، وتلك التي تسيطر عليها النصرة، بين وادي الرعيان وشبيب، وخربة داود، وخربة يونين ووادي الخيل، وتجنبوها. فامتنعوا أو منعوا من التوجه إلى أرزاقهم في البساتين ومقالع الحجر، في وقت كان حزب الله يسيطر على منطقة الرعيان ويمنع تجاوزها إلى الجرود، والجيش اللبناني يشدد الطوق على المدخل الرئيسي للبلدة. هكذا، صار 40 ألف عرسالي مع أكثر من 100 ألف سوري أسرى الواقع الأمني المتردي في البلدة. في المقابل، وجد الارهاب، وسط كثافة مخيمات اللجوء، أرضية ملائمة له، حمسته على فرض ارادته على بعض مرافق الحياة اليومية لابناء البلدة، الذين صاروا أقلية في عرسال. فأنشأ داعش "محكمة شرعية" له، في غرفة لبئر المياه، وأخرى في مبنى غير مكتمل، وراح يصدر الأحكام بالتصفيات.

22 شخصاً من أهالي عرسال قتلوا على أيدي هذه التنظيمات، لا لسبب، إلا لأن حكمها سقط عليهم. بعضهم بتهمة علاقات بنساء، وبعضهم لأنه يحتسي الخمر، أو بتهمة العمالة للجيش، أو قربه من حزب الله. فكان أبرز الضحايا نائب رئيس البلدية السابق أحمد فليطي، الذي قتل بصاروخ استهدف سيارته اثر تكليفه التفاوض لتحرير العسكريين. أما آخر الضحايا، فكان قبل أيام من انطلاقة معركة الجرود، وهو خالد عزالدين الذي قتل لأنه عسكري.

لم يكن سهلاً على أبناء عرسال حينها أن يكسبوا عطف جيرانهم، فالصوت الأعلى الذي كان يخرج من البلدة كان يدعشن كل أبنائها الصامتين، وقد لعبت بعض السياسة كما بعض الإعلام الدور الأبرز في تعزيز هذه الصورة. وجرى استغلال بعض التقاصيل، لوضع البلدة بكاملها في دائرة الاتهام.

تذكر فليطي أنه في الجلسة نفسها، التي سرب فيها كلام لأبو طاقية، وهو يدعو إلى قتل العسكريين، كان هناك وفد من أعيان البلدة توجه إليه يطلب وساطة مع أبو مالك التلي، تقضي بأن يسلم كل منهم نفسه مقابل كل من العسكريين الأسرى ويبقوا رهائن في يده إلى أن تتحقق مطالبهم، ولكن هذا الجزء من الكلام لم يسرب طبعاً، ربما لأنه كان مطلوباً ترسيخ الصورة النمطية لعرسال في أذهان اللبنانيين. ليس سهلاً على أهالي عرسال أن يتذكروا تلك الأحداث التي شكلت طريق جلجلتهم حتى وصلوا إلى الخلاص. مع ذلك، تتحدث فليطي عن عرسال حالياً على أنها أكثر أمناً وأماناً من بيروت. واستمرار عزلها عن محيطها لفترة طويلة بعد تحرير الجرود، أصبح أهالي البلدة أكثر حرية الآن بالانتقال من البلدة وإليها، وانفتحوا ثانية على الجوار، الذي فتح لهم الأيدي مجدداً، مع تراجع الشحن الطائفي الذي رافق المرحلة السابقة. وعاد الأهالي إلى ممتكلاتهم في الجرود، باستثناء المناطق المزروعة بالالغام، التي ذكرت هيئات مدنية أنها قد تحتاج إلى أكثر من سنة من أجل تنظيفها. فوجدت البساتين أقل تضرراً في الجرد العالي الذي لم تطاله أيدي الارهاب، فيما بساتين الجرد المنخفض تلفت في معظمها بسبب عدم ريها وقطع عديد من أشجارها.

تراجع عدد السوريين في البلدة تدريجاً. وبعدما وصل إلى 90 ألفاً، تتحدث فليطي عن نحو 50 ألف لاجئ لا يزالون يقيمون في البلدة. إلا أن العلاقة معهم لم تعد إلى مجاريها، بل باتت عودتهم مطلباً ملحاً، لأسباب اقتصادية واجتماعية هذه المرة، وللتخفيف من حدة المضاربة التي يتعرض لها أهالي البلدة، من المؤسسات التي انشأها سوريون خلافاً للأنظمة وقواعد النزوح. عليه، تبدو العلاقة على شفير انفجار بين الطرفين، وما يؤجل ذلك هو تعبيد الطرقات أمام قوافل العودة إلى القلمون الغربي، والتي ينظر إليها العراسلة كبوابة للفرج، في غياب الدور الراعي للدولة اللبنانية، وأحياناً للبلدية في مسألة تنظيم الوجود المستمر للنازحين، باستثناء الامن العام اللبناني. وتشير فليطي إلى طلب وجهته البلدية لانشاء مركز لإعداد الطلبات في عرسال، إلى جانب اللبوة، خصوصاً أن العديد من السوريين المخالفين لشروط الاقامة يتجنبون عبور حاجز الجيش الذي يقودهم إلى اللبوة.

تجربة عرسال مع أحداث سوريا إذا كانت درساً قاسياً لابنائها، علمتهم كما يقول الأهالي أنه في لعبة الأمم على "الصغار" أن يحفظوا رؤوسهم، وعدم الانجرار وراء "العواطف الإنسانية" والخطابات السياسية المتبدلة، خصوصاً بعدما وجدت البلدة نفسها وحيدة في مواجهة ما تعرضت له من نبذ وتخوين.

عليه، شكل استحقاق الانتخابات النيابية الذي تلا تحرير الجرود الامتحان الأول لهم، إذ عملوا على ايصال النائب بكر الحجيري، الذي لم يصوت له معظم أهالي البلدة لزيادة حجم كتلة المستقبل، كما تؤكد الفليطي، إنما تضامناً مع ذاتهم، بعدما أدركوا أن أحداً لن يكون قادراً على ايصال صوت عرسال سوى العراسلة، وهم لن يقبلوا بأن يرتهن خطابهم مجدداً بأيدي أي من المجموعات المتطرفة، وسيعملون على اعادة علاقتهم الطبيعية مع الداخل اللبناني، على تنوعه، ويشدون أواصر ارتباطهم به، خصوصاً من خلال اقبال شباب البلدة الكثيف على المؤسسات العسكرية الأمنية.

 

المحكمة الدولية تطلب معلومات عن شخصيّتين إيرانيّتين: التصعيد آت

منير الربيع /المدن/الإثنين 20/08/2018

عنوانان جديدان دخلا في عناصر الاشتباك السياسي في البلد، وينعكسان على الرغبة في تأجيل عملية تشكيل الحكومة ريثما تنجلي الصورة الاقليمية. تتحدث بعض المعلومات عن أن ما برز من سجالات لبنانية مختلفة في الأيام الثلاثة الماضية، ينذر بمزيد من التصعيد السياسي. ويقرأ ذلك سياسيون باعتباره نذير خطر ما قد يطرأ بفعل التطورات، خصوصاً بعد استعراض التصعيد الذي تعرضت له تركيا وإيران من جانب الأميركيين. وانعكس السجال في الأيام الماضية على معادلة جديدة، بين الطرفين المنقسمين، قوى الثامن من آذار تراهن على إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري وتضغط في سبيل تحقيق ذلك سريعاً، بينما قوى 14 آذار تعود إلى منطق انتظار المحكمة الدولية والرهان على ما سينتج عنها من قرار اتهامي، قدّ يحسّن وضع شروطها في عملية التشكيل. يوم انطلقت جلسات المحاكمة، أعلن الرئيس سعد الحريري عند باب مقر المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي أن حزب الله فريق لبناني، وإذا ما وجّه الاتهام إليه فهو يوجه إلى أفراد منه وليس إلى المنظمة ككل. ومفاد رسالة الحريري تلك هي أنه مهما كان قرار المحكمة لا يمكن مقاطعة حزب الله أو التصعيد في وجهه. وهذه المعادلة، على الصعيد اللبناني، لا تزال قائمة، لكن هناك أطرافاً دولية تحاول تغييرها، أو تراهن على امكانية تغييرها.

قراءة بورصة تشكيل الحكومة وتقلّباتها، بين الايجابية والسلبية والتصعيد، واتخاذ مواقف ومن ثم تغييرها، مؤشّرات على حجم التخبّط وترقّب ما ستحمله التطورات الخارجية. ولكن، ليس صدفة أن يعود السجال بين المحكمة ومضمون قرارها الاتهامي الذي سيصدر في الفترة المقبلة، ومسألة تطبيع العلاقات مع النظام السوري. وهذا ما نقل النقاش من مكان إلى آخر. وقد يفتح باباً جديداً للسجال بين مؤيدي المحكمة ومعارضيها، على غرار ما كان الوضع عليه قبل سنوات.

موقف حزب الله واضح، إذ يعتبر أن المحكمة أداة سياسية، وما يجري اليوم يثبت مرّة أخرى أنها تستخدم في إطار سياسي معين. وبمعزل عما إذا كان توقيتها مفتعلاً أم روتينياً، فهناك من يريد الاستثمار بالوقت في انتظار ما ستعلنه المحكمة. ولكن، تسأل المصادر القريبة من الحزب: "إذا ما صدرت اتهامات بحق فريق لبناني، هل هناك من سيذهب إلى تشكيل حكومة بدون هذا الفريق، وهل يستطيعون ذلك؟ هذه ذرائع يجري اختلاقها لتأخير تشكيل الحكومة". في مقابل الردّ على ما ستعلنه المحكمة، تشير المصادر إلى أن الطرف المؤيد لها حاول إثارة اعتراضه على تطبيع العلاقات مع سوريا، وأراد وضع العنوانين مقابل بعضهما البعض، على اعتبار أن الحزب سيعمل في الحكومة الجديد على إعادة ربط العلاقات مع سوريا، بما يخدم منطق انتصاره، فيما الحزب ينفي ذلك، ويؤكد أن الحاجة إلى تطبيع العلاقات تأتي بحكم الجغرافيا، نافياً أن يكون قد طرح مسألة إعادة العلاقات الطبيعية بنداً أساسياً في البيان الوزاري.

في ما يخص عملية التشكيل، تؤكد المعلومات أن السجال يثبت أن المشكلة لدى الطرفين الاقليميين، لأنهما لا يريدان تأليف الحكومة، في انتظار مخاض العلاقات الإيرانية الأميركية، وما ستحمله الأيام المقبلة. وهذا ما قد تقود إليه معرفة وجهة المحكمة في الفترة المقبلة. هنا، يستشعر البعض خطراً داهماً بالمعنى السياسي على الأقل، خصوصاً أن معلومات بارزة كشفت لـ"المدن" تفيد بأن المحكمة الدولية وللمرّة الأولى، تراسل السلطات اللبنانية سائلة عن شخصيتين إيرانيتين. وما تضمّنته المراسلات هو عبارة عن أسئلة عن حركة دخول الشخصيتين وخروجهما إلى لبنان، في فترات معينة، من العام 2004 حتى اليوم. وهذا تطور جديد على صعيد عمل المحمكمة والتوسع في التحقيق، ومن قد تشملهم القرارات الاتهامية. وتفيد المصادر بأن السلطات اللبنانية تجد نفسها مضطرة إلى لتجاوب مع هذا النوع من الطلبات. ما قد يؤسس لمزيد من التصعيد.

 

التيار" نفذ صبره... والرئيس قد يتدخّل

المركزية/الاثنين 20 آب 2018/ليس كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير في ذكرى 14 آب 2006 العامل الوحيد الذي صعب مهمة تأليف الحكومة على الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يدخل بعد أيام معدودة شهره الرابع من المفاوضات الصعبة، في ظل تمترس الجميع وراء مواقفهم المعروفة. ذلك أن فيما يبدو الجميع غارقا في حسابات الأحجام والحصص، وبعد طول صمت وصبر، يبدو أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بدأ يعدّ العدة للدخول جديا على خط العمل على دفع عجلات التأليف قدما، بما يساهم في ما يسميه الدائرون في فلك بعبدا "إنطلاق عهد الرئيس القوي الجنرال ميشال عون". إنها على الأقل الخلاصة المتأتية من حديث صحافي أدلى به وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي الذي بادر إلى تحديد 31 آب الجاري "مهلة لحسم الخيارات"، ولا يمكن، بطبيعة الحال، فصل هذا الكلام عما ورد في تغريدة لجريصاتي أيضا التي أعلن فيها أن شهر آب "سوف يحمل في نهايته حلا للأسر الحكومي إن حسم الحريري خياراته وأقدم". وفي قراءة لهذا الموقف المتقدم، يعتبر مراقبون أن التغريدة الآنفة الذكر تهدف أولا إلى تأكيد "نفاذ صبر" التيار الوطني الحر من المماطلة التي لا تزال تمنع الولادة الحكومية حتى اللحظة، مع كل ما يعنيه ذلك من تآكل رصيد العهد وأيامه، كما إلى الضغط على الرئيس المكلف للاسراع في إنجاز المهمة الموكلة إليه. غير أن مصادر نيابية في تكتل لبنان القوي أكدت لـ "المركزية" أن الكلام عن مهلة 31 آب ليس إلا مهلة لحث الرئيس المكلف على تشكيل حكومة بناء على معيار موحد يسري على التيار الوطني الحر، تماما كما على القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي"، في رد مبطن على مطالبة القوات بـ 4 وزارات (علما أن مع إنطلاق مفاوضات التأليف، أعلنت معراب أنها تطالب بـ 5 وزراء تتيحهم لها نتائج الانتخابات الأخيرة)، وتمسك النائب السابق وليد جنبلاط بتمسية جميع الوزراء الدروز في الحكومة العتيدة.وإذا كانت المصادر النيابية العونية قد شددت على أن "التيار متمسك بأن يكون الرئيس يعد الحريري وتيار المستقبل شريكيه في المرحلة المقبلة، فإنها لم تسقط من حساباتها احتمال تدخل الرئيس عون شخصيا في ملف التأليف، "تحت سقف الدستور وما يتيحه له من اجراءات".

 

تعرّض" افرام للقرآن يثير ردود فعل غاضبة... "خطير وعليه الإعتذار"

موقع ليبانون ديبايت/الاثنين 20 آب 2018/لم يمرّ حديث رئيس الرابطة السريانيّة حبيب افرام على طاولة "حوار اليوم" مع الإعلامي جورج ياسمين، يوم السبت الماضي عبر شاشة الـ"أو تي في"، مرور الكرام، اذ قابل حديثه عن بعض الآيات القرآنيّة ومطالبته بتعديلها، ردود فعل غاضبة، طالبته بالإعتذار عن ما جاء على لسانه.افرام، تطرّق خلال حديثه الى الآية الكريمة التي تقول "كنتم خير أمة أخرجت للناس...". سائلاً:"ماذا يعني هذا الكلام؟ في أمّة أحسن من أمّة؟"... مُعتبراً أنّها "تحتاج الى تفسير، اذ جميع البشر متساوين". بدوره، قال ياسمين:"القرآن الكريم على راسنا وعيونا، لكن هناك الآية الكريمة التي تقول "لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون"، "هذه توازي تلك"، فردّ افرام "بين كل دساتير هذه المنطقة لا مساواة مهما تنوعت الأنظمة". الردّ أتى عبر مواقع التواصل الإجتماعيّ، حيث تناول بعض الناشطين حديث افرام وياسمين واضعين الكلام الصادر عنهما في خانة الإساءة الى الاسلام. واللافت، كانت تغريدة النّائب السّابق عمّار حوري الذي كتب على حسابه عبر "تويتر":ما تفوّه به حبيب افرام خطير ومرفوض ومُدان ويشعل فتنة". مشيراً الى أنّ التعرض للقرآن الكريم خط احمر بشكل قطعي. وعليه الاعتذار والتراجع". بدوره، توجه الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في تغريدة عبر "تويتر" الى حبيب فرام وجورج ياسمين بالقول:": تناولكم بعض آيات القرآن الكريم، خلال مقابلة على محطة "أو.تي.في"، دون أن تفقهوا معانيها العميقة وقدسيتها لدى المسلمين، أمر مدان ومرفوض .. اتقوا الله". من جهته، شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب وليد البعريني في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" على أن "القرآن الكريم وجميع معتقدات الأديان السماوية ليس مادة للتهكم الإعلامي"، مؤكداً أن "ماحدث أمرٌ مرفوض ومدان ويشعل فتنة لبنان بغنى عنها في هذه الظروف الصعبة". وأضاف:"فلنحافظ على وطننا ولتتحرك المرجعيات الروحية ووزارة الإعلام في ظبط الخطاب والشاشات". هذا وأصدر افرام توضيحاً قال فيه:"منعاً لأيّ سوء فهم أو تشويه أو استغلال انا لم ادع أبدا في مقابلتي أول أمس في تلفزيون الـ"اوتي في" مع الإعلامي جورج ياسمين الى أي تغيير في القرآن ولا يمكن ان ادعو فانا ادرك تماما قدسية نصه للمسلمين واحترم ذلك". وأضاف:"تكلمت عن تفسير آية واحدة حتى لا يفهم منها ان هناك احدا افضل من احد. وذلك في سياق مناداتي بفكر يحترم المساواة التامة والمواطنة وحق كل إنسان وكل جماعة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

توتال الفرنسية غادرت إيران رسمياً

وكالات/الاثنين 20 آب 2018/أعلن وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقانه الاثنين إن شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال" انسحبت رسمياً من مشروع بمليارات الدولارات في إيران في اعقاب إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران.

وقال زنقانه في تصريحات لوكالة الانباء الخاصة بوزارة النفط إن "توتال انسحبت رسميا من اتفاق تطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي. مضى أكثر من شهرين على إعلانها أنها ستنسحب من العقد".

 

بولتون يلتقي نتانياهو لبحث ملفات أمنية إقليمية

راديو سوا/20 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66907/bolton-blocking-nukes-from-iran-of-highest-importance-%D8%AC%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%AA%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%87-%D8%A8%D9%86%D8%AA%D8%A7/

التقى جون بولتون مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس لمناقشة الشأن الإيراني. وأصدر مكتب نتنياهو بيانا الأحد قال فيه إن رئيس الوزراء يتطلع إلى مناقشة سبل رد ما وصفه بـ"عدوان إيران في المنطقة." ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بولتون قوله إنه أبلغ نتنياهو أن برامج الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية الإيراني "على رأس قائمة" القضايا المطروحة للنقاش. وبولتون من أشد منتقدي الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين القوى العالمية وإيران، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام. وصل مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون إلى إسرائيل الأحد لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في ظل القلق المشترك بين البلدين بشأن سورية وإيران وقطاع غزة. وقال بولتون في تغريدة على "تويتر" الأحد "أتطلع إلى لقاء رئيس الوزراء نتانياهو وغيره من المسؤولين اعتبارا من اليوم لمناقشة المخاوف الثنائية وسلسلة من المسائل المرتبطة بالأمن القومي". ويزور بولتون في إطار جولته كذلك أوكرانيا وجنيف حيث سيجتمع بنظيره الروسي نيكولاي باتروشيف. ويأتي اجتماع جنيف لمتابعة قمة تموز/يوليو التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، بحسب البيت الأبيض.

ولم يتم نشر الكثير من التفاصيل المرتبطة بجدول بولتون أو أجندته للمحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين. وسيعقد بولتون اجتماعه مع نتانياهو صباح الاثنين. وقال مسؤول في السفارة الأميركية إن المحادثات مع نتانياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين ستشمل "ملفات أمنية إقليمية". وتتشاطر إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القلق بشأن إيران وتدخلها في سورية حيث تدعم طهران، إلى جانب موسكو، الرئيس السوري بشار الأسد. وتعهد نتانياهو بمنع إيران من ترسيخ تواجدها العسكري في سورية. وأيدت إسرائيل كذلك قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى العظمى في 2015 وإعادته فرض العقوبات على طهران. وأجرى نتانياهو سلسلة محادثات مؤخرا مع بوتين تناولت الوجود الإيراني في سورية وضغط على موسكو لضمان بقاء القوات الإيرانية وحلفائها على غرار حزب الله بعيدة عن مرتفعات الجولان.

 

نتانياهو وبولتون يطالبان أوروبا بتكثيف الضغوط على إيران/طهران طالبت الاتحاد بتسريع وتيرة جهوده لإنقاذ الاتفاق النووي... وعينت قائداً جديداً لسلاح الجو

http://eliasbejjaninews.com/archives/66907/bolton-blocking-nukes-from-iran-of-highest-importance-%D8%AC%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%AA%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%87-%D8%A8%D9%86%D8%AA%D8%A7/

طهران وعواصم – وكالات/السياسة/20 آب/18/ طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، في القدس أمس، الدول الأوروبية بتكثيف الضغوط على إيران.

وقال نتانياهو للصحافيين “أعتقد صراحة أن على جميع الدول المهتمة بالسلام والأمن في الشرق الأوسط السير على خطى أميركا وتكثيف الضغوط على إيران” معتبراً أنه “كلما تكثفت الضغوط، كلما ازدادت فرص تراجع النظام عن عدوانيته. يجب على الجميع الانضمام إلى هذه الجهود”.

من جهته، قال بولتون إن “عدم امتلاك إيران القدرة على تصنيع أسلحة نووية مسألة تشكل أهمية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة”. وأضاف “لذا، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الرديء”.وتابع “لهذا السبب، عملنا مع أصدقائنا في أوروبا لإقناعهم بالحاجة إلى اتخاذ خطوات أقوى ضد برنامج إيران للأسحلة النووية والصواريخ البالستية”. في غضون ذلك، أكدت ايران انه ينبغي على الاتحاد الاوروبي تسريع وتيرة جهوده لانقاذ الاتفاق النووي، في حين انسحبت مجموعة “توتال” الفرنسية رسميا من مشروع كبير للغاز في ايران.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن قاسمي قوله في مؤتمر صحفي بشأن المفاوضات مع مجموعة “4+1” ان “المواقف السياسية لأوروبا والصين وروسيا واضحة تماما، وقد شهدنا تقدما بشان الحزمة المقترحة، لكن العملية تسير ببطء”، مضيفا أن إيران تعتمد بشكل رئيسي على قدراتها الخاصة للتغلب على العقوبات الأميركية الجديدة. من جانبه، أعلن وزير النفط الايراني بيجن زنغنه ان شركة “توتال” الفرنسية انسحبت رسميا من عقد لتطوير مشروع بارس الجنوبي للغاز، مضيفا أنه “ثمة عملية جارية لاحلال شركة أخرى محلها”.

على صعيد آخر، أصدر المرشد الأعلى، القائد العام للقوات المسلحة على خامنئي، مرسوما بتعيين العميد طيار عزيز نصير زادة قائدا للقوة الجوية التابعة للجيش.وأعرب خامنئي عن شكره وتقديره للجهود والخدمات القيمة التي قدمها العميد طيار حسن شاه صفي خلال فترة توليه قيادة القوة الجوية للجيش.

من جانبها، ذكرت شبكة “ايه بي سي نيوز” الأميركية أن ناصر زاده طيار متخصص فى قيادة الطائرات “إف – 14” الأميركية، ويتمتع بخبرة طويلة تعود الى فترة الحرب الإيرانية العراقية، وكان يتولى منصب القائم بأعمال قائد القوات الجوية منذ العام الماضي، مضيفة أن هذا التعيين يأتي في إطار التغييرات الروتينية لقيادات الجيش الايراني.

 

بولتون يبحث مع نتنياهو الأوضاع في سوريا والأزمة مع إيران ومطالبات بإجراء محادثات مباشرة مع الأسد

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/الاثنين 20 آب 2018/وصل مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى إسرائيل، ستستغرق ثلاثة أيام. وقد التقى فوراً مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في مقر إقامته بالقدس الغربية، وتقرر أن يجتمعا مجدداً، اليوم الاثنين، في ديوان رئيس الوزراء. تناول البحث بينهما عدة مواضيع، حسب مسؤول إسرائيلي، «أولها الأوضاع في سوريا، وموضوع الأزمة مع إيران، وكيفية إخضاعها للإرادة الدولية في قضية الاتفاق النووي، ووقف تشجيعها للإرهاب، وكذلك موضوع قطاع غزة، وكيفية تحسين الأوضاع الإنسانية فيه، رغم رفض السلطة الفلسطينية التعاون مع الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بشأنها». وأكدت مصادر سياسية في تل أبيب أن زيارة بولتون هذه تحمل أهمية خاصة، لأنها تأتي لنسج آخر الخيوط في التفاهمات الروسية الأميركية حول الأوضاع في سوريا، والترتيبات الأمنية فيها. فبعد أن اتفق الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترمب، خلال لقائهما الشهر الماضي في هلسنكي، على مبادئ تسوية الأوضاع هناك، يأتي بولتون للبحث في التفاصيل. وهو سيلتقي نظيره الروسي، نيكولاي بتروشيف، في جنيف لهذا الغرض. واختياره زيارة إسرائيل قبيل لقائه بتروشيف يبين مدى الأهمية التي توليها إدارة ترمب للموقف الإسرائيلي إزاء سوريا. فالمعروف أن إسرائيل تطلب إنهاء الوجود الإيراني في سوريا بشكل تام، أكان ذلك وجود قوات «الحرس الثوري» أو «حزب الله» اللبناني أو بقية الميليشيات التابعة. وفي الآونة الأخيرة بدأت تسمع في إسرائيل أصوات تطالب حكومة نتنياهو بتجاوز الروس والدخول في مفاوضات مباشرة مع نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، قائلين: «بعد الانتصار الذي حققه الأسد، لم يعد بحاجة إلى الإيرانيين. بل إنه يدرك اليوم أن بقاء الإيرانيين في سوريا بات يهدد أمنها أكثر». وقال مسؤول في السفارة الأميركية إن المحادثات مع نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين ستشمل «ملفات أمنية إقليمية». وصرح مسؤول مرافق لبولتون بأن الأميركيين متفقون مع الروس والإسرائيليين على ضرورة إخلاء سوريا من إيران، لكنهم يدركون أن هذه المهمة ليست سهلة، فإيران لا تتعجل الخروج، ولا تستوعب أن حلفاءها الروس يطلبون خروجها.  وينبغي البحث عن طرق سياسية في البداية لإقناعها بالخروج، مثل تدفيعها ثمناً اقتصادياً باهظاً من جراء العقوبات الأميركية، وإفهامها أن بقاءها سيكلفها ثمناً أقسى من ثمن الحرب التي خاضتها على الأرض السورية.وتعهد نتنياهو بمنع إيران من ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، حيث اتُّهمت إسرائيل بتنفيذ سلسلة ضربات أسفرت عن مقتل عناصر إيرانيين. وأيدت إسرائيل كذلك قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى العظمى في 2015، وإعادته فرض العقوبات على طهران. وأجرى نتنياهو سلسلة محادثات مؤخراً مع بوتين تناولت الوجود الإيراني في سوريا، وضغط على موسكو لضمان بقاء القوات الإيرانية وحلفائها على غرار «حزب الله» بعيدة عن مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. ويحظى بولتون بترحيب كبير في إسرائيل، إذ إنه يعتبر مناصراً كبيراً لحكومتها اليمينية ولسياستها في شتى المواضيع، بما في ذلك الموقف من سوريا وإيران. يُشار إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لبولتون منذ تعيينه في منصب مستشار الأمن القومي الأميركي، في شهر مارس (آذار) الماضي. وهو يحل ضيفاً على نظيره الإسرائيلي، مئير بن شبات، وسيلتقي مع رئيس الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي)، وعدد من رؤساء الأجهزة الأمنية الأخرى. وفي يوم الأربعاء يتوجه إلى جنيف ثم إلى أوكرانيا.

 

مطار عسكري أميركي جديد قرب الحسكة

لندن: «الشرق الأوسط/الاثنين 20 آب 2018/أفادت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري، بأن «الولايات المتحدة الأميركية بدأت في إنشاء مطار عسكري جديد في المناطق الخاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)». وحسب المعلومات الواردة لموقع «رووداو» العراقي المهتم بالشأن الكردي، فإن القوات الأميركية بدأت في إنشاء المطار المذكور في منطقة الشدادي التابعة لمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا. ونقل الموقع، أن «150 شاحنة محملة بمواد بناء وأسلحة، دخلت مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، وتوجهت إلى الشدادي، قادمة من إقليم كردستان العراق». مشيرة إلى أنه «بعد وصول تلك الشاحنات إلى منطقة الشدادي، بدأت القوات الأميركية في إنشاء مطار عسكري جديد». في سياق متصل، أردفت وسائل الإعلام السورية، بالقول إنه «بالتزامن مع زيارة وفد أميركي إلى مدينة الرقة، وصلت قوافل عسكرية أميركية وغربية مدججة بالأسلحة إلى شمال سوريا».

 

احتدام الصراع الأميركي ـ الإيراني لإخراج الكتلة الأكبر في العراق بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/الاثنين 20 آب 2018/أعلنت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، أمس، المصادقة على نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 12 مايو (أيار) الماضي. وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة إياس الساموك في بيان إن «المحكمة دققت في الأسماء الواردة من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات»، مبينا أنه «بعد التدقيق والمداولة حول الأسماء الواردة والاعتراضات على بعض منها، أصدرت المحكمة بعد ظهر اليوم (أمس) قرارها بالمصادقة على الأسماء الواردة، حيث صدر القرار باتفاق الآراء». وفيما أسدلت المحكمة الاتحادية الستار على الجدل الذي أثير طوال الشهور الماضية بشأن ما رافق تلك الانتخابات من تزوير وطعون والذي أدى إلى إعادة العد والفرز اليدوي للصناديق والمحطات المطعون بها فإنها فتحت الباب واسعا أمام إمكانية حسم «الكتلة الأكبر» التي ترشح رئيس الوزراء قبيل عقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد الذي ينتظر أن يدعوها رئيس الجمهورية إلى الانعقاد في غضون أسبوعين من تاريخ المصادقة ونشر النتائج في جريدة الوقائع الرسمية. وفي هذا السياق يقول الخبير القانوني أحمد العبادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الجلسة الأولى للبرلمان الجديد «ستنعقد برئاسة رئيس السن ويجري فيها انتخاب رئيس للبرلمان ونائبين له». ويضيف العبادي أنه «بعد انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه يتم تسجيل الكتلة البرلمانية الأكبر لدى رئيس السن ومن ثم يعلن فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وحال انتخاب رئيس الجمهورية يكلف هو في غضون أسبوعين مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة خلال شهر». إلى ذلك كشفت مصادر عراقية رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن الكتلة البرلمانية الأكبر يبدو أنها خرجت بشكل أو بآخر من يد الكتل الفائزة، لا سيما الشيعية منها والتي يمثلها محوران الأول يضم كتلتي «سائرون» المدعومة من مقتدى الصدر و«النصر» بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، والمحور الثاني تمثله كتلتا «الفتح» بزعامة هادي العامري و«دولة القانون» بزعامة نوري المالكي. وتضيف المصادر أن الأمر «أصبح في أيدي المبعوثين الأميركي بريت ماكغورك والإيراني قاسم سليماني وكلاهما في بغداد منذ أيام. وأضافت المصادر التي طلبت عدم الإشارة إلى هويتها أنه «في الوقت الذي يواصل المبعوث الأميركي مشاوراته مع الزعامات العراقية بشكل معلن فإن الظهور الوحيد لسليماني كان في النجف أثناء تأديته مراسم الزيارة هناك». وأوضحت تلك المصادر أن «الولايات المتحدة وطبقا لتحركات ماكغورك حسمت خيارها باتجاه دعم العبادي وذلك طبقا للرسائل التي أوصلها ماكغورك إلى الزعماء العراقيين بمن فيها زعامات في ائتلاف النصر الذي يقوده العبادي بعد أن أشير إلى إنه بات قريبا من التفكك أول الأمر قبل أن يعلن عدد من قادته تماسكه»، مشيرة إلى أن «أنباء وصول مقتدى الصدر إلى بغداد أربك خصومه في الكتل الأخرى لا سيما (دولة القانون) بزعامة المالكي الذي يريد حسم الكتلة الأكبر من دون الصدر والعبادي بينما لا يميل تحالف زعيم (الفتح) العامري، وهو أحد المرشحين لرئاسة الوزراء، إلى استبعاد (سائرون) تجنبا لحصول صدام شيعي - شيعي». ورغم المتغيرات السريعة، بما في ذلك اختلال التوازنات داخل الكتل عبر انسحاب نواب من هنا ومن هناك مما يؤدي إلى إحداث خلل في تركيبة الكتلة الأكبر داخل البيت الشيعي، فإن الكتل السنية والكردية ما زالت تنتظر، وفقا لما أبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور يحيى الكبيسي القيادي في تحالف المحور الوطني «ما يمكن أن يسفر عنه الحراك الشيعي لجهة تشكيل الكتلة الأكبر»، مبينا أن «السنة بشكل عام قد لا تكون لديهم شروط معينة قبيل الانضمام إلى هذه الكتلة أو تلك ما عدا قضية المناصب وهو ما يجعل البيت السني في وضع غير متماسك بسبب نقطة الضعف هذه».

كرديا، أكد محسن السعدون، رئيس اللجنة القانونية في البرلمان العراقي السابق والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الجميع الآن وبعد مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج أصبحوا أمام الأمر الواقع حيث لا بد للكرد مثل غيرهم تقديم مرشحيهم لمناصب الرئاسات الثلاث»، مشيرا إلى أن «ذلك يحصل بالتوافق بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني حيث حصلا على 44 مقعدا بينما خطاب الأحزاب الكردية الأخرى لا يبدو منسجما مع الرؤية التي يمثلها الحزبان الرئيسيان». ويقر السعدون بأن «الحراك السياسي بات سريعا خصوصا بين الكتل الشيعية على صعيد إنتاج الكتلة البرلمانية الأكبر»، موضحا أن «الكرد ليس لديهم خطوط حمر على أي كتلة أو مرشح من أي كتلة لكن لدينا برنامج حكومي نود تطبيقه مع شركائنا في الوطن بعد أن فزنا بعدد كبير من المقاعد». ويتابع السعدون أنه «لا بد من الأخذ بعين الاعتبار المستجدات التي حصلت بعد الاستفتاء وذلك لجهة دخول قوات اتحادية إلى المناطق المتنازع عليها وبالتالي فإن لدينا شروطنا للتحالف مع الكتلة التي تلبي هذه الشروط وهي عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه وتطبيق الدستور من دون انتقائية على أن يتم الالتزام بهذه الشروط بشكل تحريري وموثق من منطق أن تجاربنا مع الحكومات السابقة لم تكن مشجعة ولا نريد تكرار تلك التجارب لأن الكثير مما اتفقنا عليه لم يتم تطبيقه ودائما لا نحظى سوى بالوعود».

 

انضمام «سوريا الديمقراطية» للنظام رهن تسوية نهائية للأزمة ومصادر كردية لـ {الشرق الأوسط}: لن يكون اندماجاً مع «الجيش العربي السوري»

بيروت: نذير رضا/الاثنين 20 آب 2018/أكدت مصادر سورية كردية أن الترجيحات بانضمام «قوات سوريا الديمقراطية» للقوات الحكومية السورية «مشروطة ومرتبطة بعدة عوامل غير واضحة حتى الآن، وهي مستقبل سوريا ونظام الحكم فيها»، في وقت تخوض فيه «قوات سوريا الديمقراطية» معارك ضد تنظيم داعش في منطقة شرق الفرات، وتعزز مواقعها على الخطوط الأمامية للجبهة مع التنظيم المتشدد استعداداً لمعركة طرده من شرق الفرات. وتناقلت وسائل إعلام عديدة، أمس، تصريحاً لرئيسة الهيئة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» إلهام أحمد، رجحت فيه انضمام «قوات سوريا الديمقراطية»، الذراع العسكرية للمجلس، بصيغة أو بأخرى إلى الجيش السوري النظامي في المستقبل. وأشارت في حديث لـ«بي بي سي» إلى أن ذلك قد يتحقق، عندما يتم الاتفاق على مستقبل سوريا ونظام الحكم فيها، وقالت إن طرفي المفاوضات لم يتطرقا إلى قضايا الأمن بعد. وأكدت، أن المناطق النفطية في منطقة الجزيرة وشرق الفرات، ستظل تحت حماية القوات الكردية، إلى أن يتم حل الأزمة السورية. وقالت المصادر الكردية لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات سوريا الديمقراطية» لن تبقى قوات مستقلة في المستقبل، مشيرة إلى أن هذا البحث ليس جديداً، لكنه «مرتبط بمستقبل الحل في سوريا، وسيتم عندما تكون هناك تسوية مستدامة للأزمة السورية». لكن المصادر شددت في الوقت نفسه على أن الانضمام «لن يكون للجيش العربي السوري، ولن يكون لقوات النظام في شكلها الحالي ومهامها الحالية، ولن تكون جزءاً من النظام السوري، لذلك من المبكر جداً التنبؤ بذلك وهو مرتبط حكماً بمفاوضات الحل السياسي للأزمة السورية».

ولم تستبعد المصادر أن يكون لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في المستقبل «وضعية خاصة في المنطقة التي حررتها من الإرهاب». وجزمت المصادر بأن هذا الملف العسكري، كما الملف الأمني، لم يبحث فيهما في دمشق، مشيرة إلى أن لقاءات أخرى ستعقد في دمشق أيضاً، وقالت: «لماذا نرفض دعوة النظام لمباحثات؟ هذا اعتراف منه بحيثية طرف معارض وفاعل».

وكان وفد من «مجلس سوريا الديمقراطية» زار في الأسبوع الماضي، دمشق، وأجرى جولة جديدة من المفاوضات مع النظام، فيما تحدثت معلومات عن أن الجولة الثانية شهدت لقاءات بين مسؤول كردي والرئيس السوري بشار الأسد.

وتطرقت المباحثات في الجولتين إلى قضايا خدمية، إضافة إلى مسألة الإدارة المحلية، كما أكد مسؤول في المجلس خلال الأسبوع الماضي عن أن الجولة الثانية من المفاوضات تناولت مسألتي اللامركزية والدستور، كما تضمنت اقتراحاً من دمشق بأن تشارك المنطقة التي تحظى فعلياً بالحكم الذاتي للأكراد في الانتخابات المحلية المقرر تنظيمها في الشهر المقبل. وقالت المصادر الكردية إن مسألة القضايا الخدمية «أمر حيوي بالغ الأهمية يجب حله»، قائلة إن النفط والغاز الذي يُنتج في المنطقة الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، «يجب أن يذهب لكل السوريين، وهو ما يتم بالفعل، كذلك المحاصيل الزراعية».

في هذا الوقت، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات التحالف الدولي و«قوات سوريا الديمقراطية» قامت بتبديل تمركزاتها في محيط الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم داعش، وتكثيف وجودها على طول مناطق التماس مع التنظيم، في محيط الجيب الأخير الخاضع لسيطرته عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بعد إخلاء نقاط في منطقة الباغوز تحتاني المحاذية للحدود السورية - العراقية، في أعقاب قصف بعشرات القذائف طال مناطق في قرية البوبدران ضمن الجيب. وقال المرصد إن هذا التحرك يأتي ضمن التحضيرات للعملية العسكرية الواسعة التي يجري التحضر لها من قبل التحالف الدولي و«قوات سوريا الديمقراطية»، لإنهاء وجود التنظيم بشكل نهائي في شرق الفرات، وبعد ساعات من هجوم عنيف طال مواقع مهمة للتحالف و«قسد» في منطقة حقل العمر النفطي. وكان التحالف العربي الكردي المدعوم من واشنطن صد هجوماً لتنظيم داعش على مبانٍ تضم جنوداً فرنسيين وأميركيين في موقع نفطي كبير في شرق سوريا. وصرح «المرصد» بأن الهجوم استهدف مساء الجمعة حقل العمر النفطي أحد أهم حقوق النفط في سوريا في شرق محافظة دير الزور. وقال إن «حقل العمر الواقع في القطاع الشرقي من ريف دير الزور شهد عمليات استنفار من قبل قوات التحالف و(قوات سوريا الديمقراطية)، وذلك على خلفية هجوم (انغماسي) لعناصر من تنظيم داعش على الحقل». ويضم التحالف الدولي عدداً من الدول الغربية، بينها فرنسا، وكذلك العربية، ويتدخل خصوصاً بغارات جوية ضد التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق المجاور. وسيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على حقل العمر النفطي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال عبد الرحمن إن «هذا أكبر هجوم من نوعه منذ تحويل الحقل لقاعدة للتحالف بعد السيطرة عليه العام الفائت».

 

لاجئون سوريون فروا من الحرب إلى تركيا... وحلمهم أوروبا

إسطنبول (تركيا): كمال شيخو/جريدة الجمهورية/الاثنين 20 آب 2018/لم تثنِ المبادرة الروسية الأخيرة بإعادة مليون و700 لاجئ سوري إلى بلدهم، الشاب سلطان (27 سنة) بالعدول عن فكرة السفر إلى الغرب. ومع تصاعد وتيرة الأزمة في سوريا وطول أمدها، يفضل معظم السوريين الذين يعيشون قسراً بين قارتي آسيا وأوروبا في المدينة التركية إسطنبول الواقعة على البوسفور، السفر إلى أوروبا هرباً من شبح الحرب الدائرة في بلادهم. منذ وصوله إلى مدينة إسطنبول التركية قبل 5 سنوات، يعمل ليل نهار ليدّخر مبلغاً من المال يكفيه لتغطية نفقات السفر عبر طرق التهريب إلى وجهته، وهو واحد من آلاف السوريين الذين ينتظرون أن تحين لهم الفرصة للعبور إلى اليونان المجاورة، ومنها يتابعون الرحلة إلى أوروبا، والأخيرة شددت أخيراً من إجراءات استقبال اللاجئين وتسببت القضية بأزمات داخلية في عددٍ من دولها. ينحدر سلطان من مدينة منبج الواقعة على بعد 81 كيلومتراً شمال شرقي مدينة حلب، كان طالباً جامعياً في سنته الثالثة يدرس كلية العلوم قسم الأحياء عندما غادر مسقط رأسه نهاية 2013، بعد توسع سيطرة عناصر تنظيم «داعش» في شمال سوريا آنذاك. وفي بداية حديثه لـ«الشرق الأوسط» نقل سلطان أنه لا ينوي العودة إلى سوريا وعازم على السفر، وقال: «بلدي مزقته نيران الحرب، بات مقسماً بين جهات عسكرية محلية وإقليمية ودولية، أصبحت ساحة مفتوحة لتصفية الصراعات». وتحولت مدينة منبج إلى محطة تجاذب بين دول إقليمية ودولية، حيث أعلنت تركيا مراراً نيتها بشن عملية عسكرية في منبج ضد (وحدات حماية الشعب) الكردية، والأخيرة أعلنت أنها سحبت آخر مستشاريها منتصف يوليو (تموز) الماضي، لكن أنقرة تتهمها بصلتها بـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور لديها. يعمل سلطان بمجال الخياطة في معمل تكستايل بمدينة إسطنبول التركية، ما يدر عليه مبلغاً مقبولاً للعيش في مدينة مرتفعة الأسعار، كما لا ينوي البقاء في تركيا «لأنها محطة مؤقتة لا أكثر، وسأنتقل إلى مكان أشعر فيه بالاستقرار وأكمل دراستي التي حُرمت منها». وعن وجهته في السفر أشار إلى أنها ستكون أما إلى ألمانيا أو السويد، مضيفاً: «أبحث عن وطن آخر لأن بلدي سوريا لن تكون حضناً لكل أبنائها». وعلى غرار سلطان، فرَّ كثير من هؤلاء اللاجئين من الصراع الدائر في سوريا منذ 7 سنوات، الذي أودى بقرابة نصف مليون شخص، كما أدى إلى تشريد نحو 11 مليون شخص داخل البلاد وخارجها. ولجأ نحو 5.6 مليون سوري للخارج بحسب تقديرات مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قصد معظمهم دول الجوار لبنان والأردن والعراق وتركيا. وباتت تركيا الوجهة الأولى للاجئين السوريين، حيث كشفت دائرة الهجرة في وزارة الداخلية التركية، بآخر إحصائية لها إنّ عدد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية بلغ حتى بداية يونيو (حزيران) الماضي 3.5 مليون لاجئ، وتعد مدينة إسطنبول من أكبر التجمعات السكانية، حيث يسكن فيها نحو 537 ألفاً و829 لاجئاً.

ذكريات مثقلة

تروي ياسمينا (31 سنة) كيف اعتقلت بمدينة اللاذقية صيف 2013 على خلفية أنشطتها المناهضة لنظام الحكم في سوريا. وقتذاك بقيت 9 أشهر في السجن بتهم عدة، من بينها «نشر مقاطع فيديو تسيء للدولة» و«إيصال مساعدات لأهالي المسلحين في بابا عمرو بمدينة حمص».

نقلت لـ«الشرق الأوسط» أنها تعرضت لانتهاكات جنسية عدة، مضيفة: «أجبرني السجان على خلع كامل ملابسي، وأثناء التحقيق كان يهددني المحقق أنه سيعتدي علي جنسيّاً»، وتسبب اعتقالها بوفاة أحد إخوتها إثر جلطة بعد سماعه النبأ، الأمر الذي دفعها للخروج من سوريا ولجأت إلى تركيا ربيع 2014.

وتعيش ياسمينا في منطقة (مجيدي كوي) بإسطنبول، لكنها لا تشعر بالاستقرار بسبب أزمة تركيا الداخلية على حد قولها، وقدمت ملفها إلى سفارتي بريطانيا والدنمارك، على أمل أن تقبل لاجئة في إحدى الدولتين، وأضافت: «حتى لو رُفِض طلبي، فسأطرق أبواب جميع السفارات، لأنني لن أسافر بالتهريب أبداً، صار معي (فوبيا) من المناظر والمشاهد التي تابعتها وسمعتُ عنها». أما ملهم (25 سنة) المتحدر من العاصمة السورية دمشق، فلم يخفِ رغبته بالعودة إلى وطنه، لكنه يخشى أن يُجبر على القتال إلى جانب الجيش النظامي أو فصيل عسكري آخر، وقال: «السلاح دمر البلد وهجر البشر، كل ما أفكر بالرجعة بخاف كثير من شبح الحرب». ويعمل ملهم في معرض لبيع الحجابات والعباءات التركية يقع في منطقة سلطان غازي، ويسكن مع عائلته في مكان عمله ذاته، وأخبر والديه نيته السفر سرّاً عبر طرق التهريب إلى أوروبا، لكنه ينتظر إيجاد مهرب وطريق مضمون على حد تعبيره، ويزيد: «سأذهب لأبدأ حياة جديدة. في تركيا شغل وتعب وما في مستقبل، وبسوريا حرب وفوضى». وفيما تنتظر سناء (28 سنة) المتحدرة من حلب شمال سوريا وتعيش في مدينة إسطنبول برفقة أسرتها منذ خروجها من سوريا سنة 2013، بعد أن قسمت المعارك مدينتها، جواباً من مكتب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لتحدد للعائلة الدولة التي قبلت ملف لجوئهم، قالت: «عندي أخ صغير مُقعَد يعاني من إعاقة دائمة، طلبتنا المفوضية بداية العام الحالي، وأخبرونا أن ملفنا أرسل إلى عدد من الدول الأوروبية وبانتظار الموافقة». لكن والدتها لا ترغب في السفر إلى ألمانيا أو إحدى الدول الأوروبية، لأنها «تفضل كندا أو أستراليا، أو أي دولة يكون فيها عمل وشغل» كي لا يبقوا بصفة لاجئين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

23 آب 1982... إنتصر مشروع بشير

النائب نديم الجميّل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 آب 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/66919/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%91%D9%84-23-%D8%A2%D8%A8-1982-%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%A8/

يوم 23 آب 1982، شكّل نقطة تحوّل نوعية في تاريخ لبنان المعاصر عبر انتخاب بشير الجميّل، قائد المقاومة اللبنانية، رئيساً للجمهورية.

ما أن انتُخب الرئيس الشاب، حتى انطلقت ورشةُ الإصلاح الذاتي في الإدارة اللبنانية ومؤسسات الدولة. رئيسٌ قويّ، آتٍ من صفوف المقاومة اللبنانية، نظيفُ الكف، واضحُ الرؤيا، ناضلَ من أجل قضيةٍ استشهد من أجلها آلافُ المقاومين، مُحاطٌ بفريق عمل متخصص ومتجرّد لقيادة السفينة اللبنانية الى برِّ الأمان.

قبل استلامه دفّة الرئاسة، انتظم العمل في إدارات الدولة وأقفلت جوارير السرقة وتوقفت الخويّات والسمسرات وأصبح شرطيّ السير «يفرفك أنف» أكبر أزعر إذا خالف القانون. والأهم من ذلك، إنسحاب منظمة «التحرير الفلسطينية» مع رئيسها أبو عمار من لبنان من أجل أن يستعيد لبنان سيادته على أرضه بواسطة قواه الشرعية. بدأت مسيرةُ الانتظام قبل انتخابِه إذ أطلّ على اللبنانيين بكلمات ومواقف شعر من خلالها اللبنانيون أنّ الآتي الى كرسيِّ الحكم لن يستجديَ أحداً، ولن يمالق أو يساير أحداً. فالحكمُ القوي يبدأ بالموقف الجريء والإيمان بلبنان السيد على أرضه وتطبيق القانون على الجميع، إبتداءً من أقرب الأقربين.

من ذكرى 23 آب، يجب أن نتعلّم أنّ بإمكاننا أن نقوم بانتصارات أخرى رغم الصعوبات التي نمرّ بها. فالوضع أيامَ بشير لم يكن افضلَ من الذي نعيشه اليوم.

 لكنّ إرادة بشير وإيمانه بالقضية التي ناضل من أجلها كانتا من الحوافز التي أفرزت هذا الانتصار. لذا علينا كمسيحيين وكلبنانيين أن نؤمن بهويّتنا ونعمل بكل طاقاتنا لتحسين وضع البلد، لا أن نتركه لغيرنا ونتخلّى عن مسؤولياتنا التاريخية، وإذا انحشرنا، نترك البلد ونغادره. فلبنان بحاجة الى تضحية وجهد من كل واحد منا. بشير علّمنا أنّ المقاومة لم تكن من أجل توزيع المغانم والحصص أو انتخابات ومناصب، بل من أجل قضية ورؤيا. فالشأن العام والعمل الوطني يجب أن يكون مبنيّاً على نمط حياة يؤمن بالحرية والعدالة والديمقراطية والحرية وتكافؤ الفرص وخصوصاً على المحافظة على هوية لبنان الحضارية والتاريخية. هذا تحديداً ما حمله بشير معه الى الدولة يوم 23 آب. يومها انتصر مشروع بشير، وأصبح المشروع الذي أعدّه هو المشروع الشرعي للحكم الآتي.

فالرئيس القوي يحمل مشروعاً قوياً، ليس ليفرضه على اللبنانيين بل ليفرض النمط الإصلاحي الجديد والذي بدأ المواطنون يرون تباشيره فور انتخابه عبر انتظام أجهزة الدولة ومؤسساتها وعودة الحياة والتلاقي بين المواطنين من كل المناطق.

بعد انتخابه رئيساً، طرح بشير برنامجه ورؤياه لقيام الدولة القوية، فتوجّه الى اللبنانيين قائلاً: «الوطن سوف ندفع ثمنه، والمزرعة سوف ندفع ثمنها، وهناك ثمن في الحالين. فالأفضل أن ندفع ثمن الوطن من أن ندفع ثمن المزرعة».

ولم يخَفْ بشير يوماً من الحقيقة بل طالب المواطنين المجاهرة بها، حيث توجّه اليهم بالقول: «أتيتُ أطلب منكم أن تقولوا الحقيقة مهما كانت صعبة. لكن عندما نموّه الحقيقة، يمكن أن نميل الى إيقاع الحاكم في التجارب، فلا توقعوا الحاكم في التجارب...».

بعد 36 سنة، نشعر أنّ بشير كان رؤيَوياً، حذّر من هفوات الحكم سابقاً واضعاً تصوّرَه للمستقبل، وها نحن اليوم لا نرى سلطة القانون بل الخارجين عنه، ولا مساواة بين أبناء الوطن الواحد، ولبنان لم يعد قوياً بمؤسساته ولا الإنسان يعيش كريماً في وطنه...

لقد حذّر بشير من بناء المزرعة، وها نحن نبنيها حجراً حجراً، ونرى الفلتان في مؤسسات الدولة وإداراتها لأنّ مَن يديرها تحوم حوله الشبهات، والفاسدون لا يمكنهم أن يبنوا دولة القانون. فالدولة والمسؤولون اليوم لا يريدون أن يواجهوا الحقيقة بل يتصدّون لها وللمواطنين الذين يشيرون اليها، خوفاً على مكاسبهم ومواقعهم ومغانمهم الشخصية... والحرية الشخصية وحرية التعبير أصبحتا حبراً على ورق... ليت المسؤولين من أعلى الهرم الى أسفله يتذكّرون ويتّعظون من كبارٍ سبقوهم، خلّد اسمُهم التاريخ في قلوب اللبنانيين كبشير، لأنهم رفعوا شعار «لبنان أولاً».

وسيبقى تاريخ 23 آب 1982 يوم انتخاب بشير رئيساً، نبضة أمل في قيام لبنان الجديد.

 

الحريري في الخط المستقيم.. لا للتراجع 

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 آب 2018

يدخل التأليف خلال أيام قليلة مدارَ الشهر الرابع، وسط انعدام المؤشرات الجدّية التي تشي بإمكانية خروج الضوء قريباً من نفق المشاورات؛ الصورة سوداوية، لا تكفي تدخّلاتُ حسن النية لكي تزيل بقع المزايدات. المواقف لا تزال على حالها، وسرعان ما تتحول الخطوات الانفتاحية التي يقوم بها بعض القوى لكسر جدار الخلافات الصلب، مناورات مفضوحة يعود عنها أصحابها فور انكاشفها. سقوف المطالب لا تزال مرتفعة، وما التنازلات التي قُدمت خلال الأيام الأخيرة على موائد طهاة الحكومة، إلّا هروب إلى الأمام، يعي الجميع أنه لن يؤدّي إلى أيِّ مكان طالما أنّ ساعة الحقيقة لم تحن بعد.

اللافت أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري يزداد مع الوقت تصلّباً، سواءٌ في حرصه على التمسّك بمطالب حليفيه القديمين المستجدَّين، رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس «حزب القوات» سمير جعجع، وسواءٌ في موقفه من تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا.

وفي منطق «التقريش الحكومي»، فإنّ احتمالات التفاهم مع رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، لا تزال شبه معدومة، أو أقله صعبة للغاية. أكثر من ذلك، تتّجه إلى مزيد من التصعيد. يقول بعض المطلعين على موقف رئيس الحكومة المكلف، إنّ سعد الحريري الثاني، ربطاً بحكومة العهد الثانية، هو غير سعد الحريري الأول. ظروف الرجل الذاتية اختلفت وحسابات بيته الداخلي تبدّلت، وهي التي تُملي عليه أداءه الجديد. قاد مراجعة نقدية شاملة، نقلته من ضفة إلى أخرى. وفق هؤلاء، لا يتصرّف الرجل بناءً على ردة فعل، أو بناءً على إملاءات خارجية، لا بل يقيسها في ميزان مصلحته المباشرة. ولكنه محصّن بدعم دولي يدفع به إلى عدم تقديم تنازلات على مائدة المشاورات الحكومية.

يؤكد هؤلاء أنّ الحريري سمع كلاماً واضحاً من المسؤولين الروس يسانده في مطالبته بحكومة متوازنة لا تستثني أحداً، وتراعي طبعاً نتائج الانتخابات النيابية. الموقف عينه سمعه أيضاً من الأميركيين والأوروبيين. الأمر الذي يزيد من قناعته في عدم تقديم خطوات مجانية، كما يعتقد هؤلاء، خصوصاً وأنّ أكثر من دولة صديقة عبّرت عن دعمها له ورفضها اعتذارَه عن التأليف. ولذلك تراه يسير في خطّ مستقيم. بدأت المراجعة قبيل الانتخابات النيابية، حين قرّر حجبَ التحالف مع «التيار الوطني الحر» لمصلحة التفاهم مع «القوات». يومها كانت الماكينات الانتخابية لكل من «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» لا تعطي «القوات» أكثر من خمسة نواب، كون «تحالف البرتقالي- الأزرق» سيقطع عليها الطريق في الكورة، بيروت، وفي زحلة. وإذ بعودة المياه إلى مجاري العلاقة بين «بيت الوسط» ومعراب تغيّر كل المشهد، وتخرج «القوات» منتصرةً في عهد ميشال عون، بكتلة من 15 نائباً. لا حاجة للتذكير بالأسباب الموضعية والخارجية التي ساهمت في تكبير حجر الكتلة القواتية، ومنها مثلاً تمسّكها بالمصالحة المسيحية التي أعطت جعجع استراتيجياً أكثرَ ممّا أعطت عون. الأكيد، وفق مطلعين على موقف الحريري أنّ خروج نادر الحريري من دائرة قرار الرئيس المكلف، هو العامل الأساس في فضّ التفاهم مع العونيين لمصلحة الحلفاء القدامى. يشير هؤلاء إلى أنّ تفاهم التيارالعوني- «المستقبل» كان يخطّط للخروج من معمودية الانتخابات بكتلة وازنة من شأنها أن تفرض باسيل مرشحاً قوياً لرئاسة الجمهورية. أما اليوم، فيحاول رئيس «التيار الوطني الحر» تعويض خسارته لهذا التحالف من خلال رفع سقف شروطه الوزارية لكي يبلغ البوابة الرئاسية واثق الخطوات.

ولهذا يؤكد هؤلاء أنّ وزير الخارجية تجنّب حسمَ تراجعه عن مطلب الثلث المعطل بعد دمج كتلتَي «لبنان القوي» ورئيس الجمهورية، كما يرفض التخلّي عن واحدة من الحقيبتين السياديّتين ونيابة رئاسة الحكومة.

 

كيف يردّ «الحزب» على منتقدي الإجتماع بالحوثيين؟

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 آب 2018

 خضع اللقاء بين الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ووفد من حركة «أنصار الله» اليمنية لتأويلات سياسية، اتّهم أصحابها الحزب بانتهاك قاعدة «النأي بالنفس» وتوجيه رسائل الى السعودية والرئيس المكلف سعد الحريري، من صندوق بريد الضاحية الجنوبية، على وقع التجاذب الحادّ حول الحكومة الجديدة والعقد المستعصية التي تؤخر تأليفها. ولكن، كيف ينظر «الحزب» الى هذه الاتّهامات، وفي أيِّ سياق يضع لقاء نصرالله مع الحوثيين في قلب الضاحية؟

لا يشعر «حزب الله» بأيِّ حرج من الاجتماع المعلن والمصوّر، بل يُدرجه في سياق التضامن المشروع مع الشعب اليمني في مواجهة العدوان الذي يتعرض له، وبالتالي فهو يفصله كلياً عن مسار الوضع الداخلي، ويعتبر أنّ مَن يربط بين اللقاء وحسابات الحزب في أيِّ ملفّ محلّي يكون واهماً ومخطئاً.

بالنسبة الى «الحزب»، العكس هو الصحيح، وفي رأيه أنّ «مَن تعمّد تضخيم صورة الاجتماع واندفع نحو الاستثمار السياسي فيها إنما يرمي الى تبرير الإخفاق في تأليف الحكومة والتغطية على اسبابه الحقيقية، عبر اتّهام «الحزب» بأنه خرق اتّفاق «النأي بالنفس» ورفع منسوب التصعيد والضغط نتيجة استقباله وفد حركة «أنصار الله»، تماماً كما جرى خلال الايام الماضية افتعال أزمة تطبيع العلاقات مع سوريا واستحضار عامل المحكمة الدولية، والهدف من كل ذلك تعليق مسؤولية التأخير المتمادي في تأليف الحكومة على «شمّاعة» «حزب الله»، وبالتالي الدفاع عن بعض الدول التي يُشتبه في انها تعرقل الولادة الحكومية».

وإذا كان البعض قد أخذ على الحزب تعميمه صورة الاجتماع بين نصرالله والحوثيين بغية استفزاز الآخرين وتحدّيهم، إلّا أنّ المطلعين على تفاصيل هذا اللقاء يؤكدون أنّ الإعلان عنه يندرج في اطار انسجام «الحزب» مع اقتناعاته ومبادئه، وهو لا يجد اساساً أيّ سبب لإخفاء حصوله ما دام دعمُه السياسي والإعلامي والأخلاقي والمعنوي للشعب اليمني معلن اصلاً «والاجتماع يأتي في اطار هذا الدعم الذي لا نخجل به، إلّا إذا كان المطلوب ضرب حصار اعلامي على الحوثيين ومنع احد من استقبالهم، الى جانب الحصار العسكري والسياسي والاقتصادي المفروض عليهم».

ويلفت المعنيون في «الحزب» الى أنّ نصّ اتّفاق «النأي بالنفس» الذي سبق أن تمّ التوصل اليه مع الرئيس سعد الحريري بعد تعديلات أُدخلت عليه، لا يشمل السلوك الإعلامي، وبالتالي فإنّ لكل طرف داخلي الحقّ في اعتماد السياسة الإعلامية التي تتناسب وخياراته السياسية، محذّرين من أنّ هناك مَن يسعى الى كمّ الأفواه تحت شعار «النأي بالنفس». ويشدّد «الحزب» على أنه ليس وارداً لديه من الناحية الأخلاقية، قبل أيّ اعتبار آخر، أن يتجاهل ما يتعرّض له اليمنيون من انتهاكات وحصار ومجازر وامراض، مشدّداً على أنه لن يوقف رفع الصوت الذي يزعج السعودية وحلفاءَها، «خصوصاً أنّ المطلوب منا أن نكفّ حتى عن الكلام في مواجهة الظلم». ويستغرب القريبون من «الحزب» كيف أنّ تيار «المستقبل» لم يتردّد قبل فترة في الانحياز الى جانب السعودية ضد كندا في أزمة لا علاقة للبنان بها، من دون أن يُصنِّف ذلك بمثابة خرق «للنأي بالنفس»، على رغم وجود جالية لبنانية كبيرة في كندا، بينما يتحسّس البعض في المقابل من مجرد حصول اجتماع بين نصرالله و«أنصار الله». ويلاحظ هؤلاء «أنّ هناك في لبنان مَن يستسهل شتم سوريا وايران متفلّتا من معادلة «النأي بالنفس» كلما أراد، ثمّ يستفيق عليها فجأة عندما ينتقد «الحزب» السعودية». ويؤكدون أنّ المطلوب من العاجزين عن تأليف الحكومة وقف سياسة الهروب الى الأمام وعدم الاستمرار في التفتيش عن ذرائع لتبرير هذا العجز.

 

تشكيلة قد لا تُبصر النور

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 آب 2018

تتقاطع المعلومات لدى مختلف الأوساط السياسية على انّ إعداد التشكيلات الوزارية سيبدأ عملياً نهاية آب الجاري، بعدما اتضح للقاصي والداني ما يريده جميع الافرقاء السياسيين من مقاعد وحقائب وزارية، لعلّ المشاورات والاتصالات التي ستُجرى في شأنها تحقق التوافق المطلوب على الحكومة العتيدة.

على رغم من استمرار الحديث عن معوقات إقليمية ودولية لتأليف الجكومة، فإنّ أفرقاء سياسيين أساسيين في المعادلة الداخلية يؤكدون أن لا قيمة لهذه المعوقات، بل انها «غير موجودة منذ بداية رحلة التكليف والتأليف»، وأنّ المعوقات الماثلة هي معوقات كانت منذ البداية ولا تزال «معوقات من صنع محلي» منشأها النزاع الدائر بين بعض الافرقاء على حصص حقائب ومقاعد وزارية، ولأنّ كل فريق يريد الاستحواذ على حصة كبيرة، او التهرب من تقديم تنازلات مطلوبة منه، يهرب الى الامام متذرعاً بالعوامل الخارجية، ويوحي بأنها هي من يؤخر تأليف الحكومة أو يمنعه. غير انّ الاجواء والمعطيات السائدة على الجبهة الحكومية تكشف، حسب قطب نيابي، انّ تعطيل تأليف الحكومة داخلي وليس خارجياً، إذ يسود بين بعض الافرقاء المعنيين سوء فهم أو فهم خاطىء للمطالب المرفوعة يعوق الاتفاق بينهم على الحكومة العتيدة. وفي هذا السياق، يكشف هذا القطب أنّ الحريري يستعد لتقديم مشروع تشكيلة وزارية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون نهاية الشهر الجاري مبنية على نتائج المشاورات التي أجراها اخيراً مع الافرقاء السياسيين، ولاسيما منهم رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والتقى في ختام جولته التشاورية رئيس مجلس النواب نبيه بري وأطلعه على نتائجها، متمنياً عليه المساعدة في تذليل بعض المعوقات لتسهيل ولادة الحكومة. وحسب القطب النيابي فإنّ الحريري فهمَ من باسيل خلال لقائهما الأخير أن «التيار الوطني الحر» يقبل ان تكون حصته ورئيس الجمهورية 10 وزراء.

وكذلك فهم من جعجع انّ «القوات» تقبل بـ4 حقائب ليس فيها حقيبة سيادية او منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. كذلك روّجت أوساط انّ الحريري يقبل بإعطاء رئيس الجمهورية مقعداً وزارياً سنياً ليكون من حصته مقابل حصول تيار «المستقبل» على مقعد وزاري مسيحي.

لكن هذا القطب النيابي يعتقد انّ الحريري اذا قدّم لعون تشكيلة مستندة الى هذه النتائج ـ المعطيات، فإنها قد لا تبصر النور، ليس لأنّ عون قد لا يوقعها، وإنما لأنّ أفرقاء سياسيين سيرفضونها وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر» و«القوات»، ناهيك عن جنبلاط الذي يتمسّك بقوة بأن تكون الحصة الوزارية الدرزية كاملة (3 وزراء) من نصيب الحزب التقدمي الاشتراكي، ولم يصدر عنه حتى الآن اي موقف بعكس ذلك، او حتى بالقبول بوزيرين درزيين فقط. ويروي هذا القطب انّ الحريري قال لباسيل خلال لقائهما الأخير: «ما حاجتكم أنتم ورئيس الجمهورية فقط الى «الثلث المعطّل» في الحكومة، مع العلم انّ في إمكانكم تكوين هذا الثلث أنتم وحليفكم «حزب الله»؟. فردّ باسيل عليه: «من قال اننا نريد الثلث المعطّل؟ ما نريده ونطالب به هو حقوقنا وحصتنا».

ويعتقد البعض انّ الحريري ربما فهم كلام باسيل على انه قبول بأن تكون حصة رئيس الجمهورية و«التيار» 10 وزراء فقط. والأمر نفسه ينطبق على «القوات» إذ سمع الحريري منها انها تقبل بـ4 حقائب وزارية، ليس بينها حقيبة سيادية ولا منصب نائب رئيس الحكومة.

ويقال انّ الحريري أحاط رئيس مجلس النواب نبيه بري بهذه النتائج، وانه سيعدّ تشكيلة وزارية نهاية الشهر في ضوئها، ويرفعها الى رئيس الجمهورية. لكنّ القطب يخشى أن لا تبصر هذه التشكيلة النور، لأنّ كلام باسيل عن «حقنا» لا يعني انه تخلّى عن مطلبه ان يكون لرئيس الجمهورية ولـ«التيار الوطني الحر» 11 وزيراً، أي الثلث المعطّل، وأنه ربما يقصد انّ هذا العدد من الوزراء هو ذلك «الحق» الذي تحدث عنه. وكذلك الامر بالنسبة الى «القوات»، فإنّ قبولها بـ4 وزارات لا يعني انها تخلّت عن مطالبتها بأن تكون لها «حقيبة سيادية»، خصوصاً اذا صحّ انّ رئيس الجمهورية هو من سيسمّي الشخصية المطلوبة لموقع نائب رئيس الحكومة. بين السياسيين، بل أحد الاقطاب منهم، مَن يعتقد، بل يؤكد، أنّ أوان تأليف الحكومة، على ضرورته، لم يَحن بعد، وهو سيحين بعدما يُفرِغ جميع الافرقاء كل ما في جُعَبِهم من مطالب وشروط وغيرها، ويستنفدون كل المحاولات الهادفة الى تكبير أحجامهم على غير حقيقتها، ليعودوا لاحقاً الى الواقع ويدركوا أحجامهم الحقيقية لا المصطنعة او المنفوخة، وعندها تولد الحكومة معبّرة عن الاحجام التمثيلية الواقعية والطبيعية، بغَضّ النظر عن مدى قدرتها على النجاح في التصدي لِما ينتظرها من مشكلات، أو صيرورتها الى الفشل.

 

تداعي اقتصادَيْ الحرب في سورية

حازم الأمين/الحياة/21 آب/18

يعيش إقليمنا على وقع أزمتين اقتصاديتين هائلتين، في إيران وفي تركيا، ولكل من الدولتين المأزومتين حضور كبير في المأساة السورية. هذه المعادلة تفرض بدورها تساؤلاً عن ارتدادات انهيار الاقتصادين على حضور كل من طهران وأنقرة في الحدث السوري، ومدى تأثر دورهما في هذه اللحظة السورية التي تشهد تحولات بدأت تظهر ملامحها الميدانية! ليس في سورية من يمكن أن يستثمر في وهن أصاب نفوذ كل من إيران وتركيا. لا قوى سورية يمكنها أن تطمح إلى ذلك. النظام الذي يتراءى لنا أنه في صدد إعادة التقاط أنفاسه لا يمكنه فعل ذلك، وما يجري اليوم هو إعادة تموضع جناحيه الدوليين حول خريطة نفوذه المستجدة. موسكو تتقدم على حساب طهران. المعادلة نفسها تصح، وعلى نحو أوضح في حالة المعارضة، والمعادلة هنا هي أن موسكو تتقدم على حساب أنقرة. لكن ثمة لاعباً آخر بدأت الوقائع تكشف عن تقدمه جراء مؤشرات تأزم كل من أنقرة وطهران، وهذا الأخير ستكون حصته محفوظة في جمهورية الأسد الثانية. إنه تل أبيب التي جرى تثبيت الوضع في جنوب سورية وفق رغباتها، وتولت موسكو المهمة بصمت لكن بمثابرة. والآن صار بإمكاننا معرفة سر الدفء الذي يسود العلاقة بين بنيامين نتانياهو وفلاديمير بوتين، ذاك أن المرء وكلما لاحا له في لقاءاتهما الكثيرة، مبتسمين ومطمئنين، شعر أنه أمام لغز ليس بيده ما يساعده على تفسيره. لكن للمشهد في ظل تداعي اقتصادي الحرب السورية، أي الاقتصاد الإيراني والاقتصاد التركي، بعداً غرائبياً. فواشنطن هي من يتولى نحر الاقتصادين وموسكو هي من يستثمر. ما جرى في جنوب سورية وما يبدو أنه سيجري في شمالها، سيكون جزءاً من خريطة يتولى الضباط الروس رسمها. الشرطة الروسية هي الضمانة في الجنوب لكل من إسرائيل وعمان وضمانة للسكان أيضاً، ويبدو أن ثمة سيناريو موازياً يُعد للمناطق الكردية، تكون فيه موسكو ضامناً لأكراد سورية، وقناة لتصريف توتر أنقرة من طموحاتهم بإقليم وبفيدرالية على حدودها الطويلة مع سورية.

الأرجح أن موسكو تعد العدة لدور في الإدارة المحلية تلعبه «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سورية، سيكون موازياً وربما فاق قليلاً دور «الشرطة المحلية» في جنوب سورية. وما الزيارة الثانية التي قامت بها قيادة هذه الوحدات إلى دمشق إلا جزء من عملية تحضير لهذا السيناريو.

لكن علينا الآن أن نبدأ رصد الحدث السوري انطلاقاً من الاحتمالات التي تمليها أزمتا طهران وأنقرة وتداعي اقتصادهما. فالانهيار ما زال في مراحله الأولى، ونتائج انخفاض قيمتي التومان الإيراني والليرة التركية لم تصل بعد إلى العمق السوري. قدرة أنقرة على رعاية ثلاثة ملايين لاجئ سوري وتوظيفهم في حضورها في تلك الحرب ستتراجع، وتمويل طهران الميليشيات الشيعية المقاتلة في سورية بدأ ينضب. قد لا يعني هذا تراجعاً لفرص استمرار الحرب، لكنه يعني من دون شك تغيراً في معادلات النفوذ في سورية على المستويين الميداني والسياسي على حدٍ سواء.

كان من الصعب على طهران أن تقبل بهذا الانكفاء «الناعم» عن الحدود مع إسرائيل هي التي شقت الطريق إلى هناك عبر الكثير من الدماء والحروب الأهلية والمذهبية، لولا شعورها بصعوبة خوض حربين في الوقت نفسه، الأولى عسكرية مع تل أبيب في سورية، والثانية اقتصادية مع واشنطن في إيران. والأرجح أن يصيب أنقرة في شمال سورية ما أصاب طهران في جنوبها. على أن موسكو تعرف في الحالين أن هزيمة أنقرة وطهران يجب أن لا تكون نهائية، وأن المنتصر يجب أن لا يكون سورياً. في جنوب سورية تحول ما تبقى من فصائل معارضة إلى شرطة محلية لا يضير النظام وجودها، ومن المرجح أن يكون هذا مصير الوحدات الكردية في الشمال. أما النظام «المنتصر» فسيكون بدوره شبه «شرطة محلية» تدير مناطق «سورية المفيدة»، مع معدل قسوة تدرك موسكو أنها «ضرورية» لكي يحمي النظام نفسه من محكوميه.

 

لبنانُ بين المدائنِ الفينيقيّةِ والإمارة

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 20 آب 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/66899/%D8%B3%D8%AC%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%B2%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8F-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%86%D9%90-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%82/

رغمَ الاختلافِ الكبيرِ بين اللبنانيّين حول تشخيصِ العُطلِ، لا يختلفُ مواطنان على كونِ لبنان، سيارةً وطنيّةً معطَّلةً في مُنتصفِ الطريق، بعد تعرّضها لسلسلةِ حوادثَ بُنيويّةٍ منذ لحظةِ خروجِها من المصنَع. ولم تَجِد هذه السيارةُ بعدُ مَن يَنتشلُها ويُصلحُها ويُعيد دورانَ محرّكاتِها. فالّذين عاينوها أَخفَقوا في المهمّةِ وزادوا عَطَبَها.هناك لبنانيّون يَتمسّكون بالكِيانِ ولا يَحترمون حدودَه، ويَتمسّكون بالوطنِ ولا يحترمون تاريخَه، ويَتمسّكون بالدولةِ ولا يحترمون دستورَها وقوانينَها، ويَتمسّكون بالصيغةِ ولا يحترمون المساواةَ بين مكوّناتِها، ويَتمسّكون بالحرّيةِ ولا يحترمون الديمقراطيّةَ، ويَتمسّكون بالديمقراطيّةِ ولا يحترمون نتائجَها والفصلَ بين سلُطاتِها. فهل بعدُ نسأل: لمَ لا تتألّفُ الحكومة؟

الدولةُ اللبنانيّةُ الحديثةُ هي دولةٌ من دونِ تاريخٍ موحَّدٍ، والتاريخُ اللبنانيُّ هو مدائنُ وإماراتٌ من دون دولةٍ واحدة، والطوائفُ اللبنانيّةُ هي مكوّناتٌ متفرّقةٌ من دون قضيّةٍ مشترَكة.

وعدا التجربةَ الحاليةَ، شِبهُ الدولتين اللتين عَرَفهما لبنانُ في تاريِخه هما: المدائنُ الفينيقيّةُ وإمارةُ الجبل. ومع أنَّ السنواتِ المئةَ التي مرَّت على دولةِ «لبنان الكبير» شَهِدت أحداثًا وإنجازاتٍ تاريخيّةً، فهي ليست تاريخًا بالمفهومِ العلمي، بل مسارٌ سياسيٌّ اقترَب أحيانًا من الحالةِ الوطنيّةِ وفَضَح تَعذُّرَ الانتقالِ من المدائنِ والإماراتِ إلى دولةِ الـ 10452 كلم². لا بل، حوّل حُطامًا تجربةً رائعةً.

للبنانَ الجبلِ تاريُخه الخاصُّ وكذلك حالُ لبنانَ الساحلِ ولبنان السهلِ ولبنان الجَنوب ولبنان الشمال. الأرضُ اللبنانيّةُ بمساحتِها الحاليّةِ تَملِك تاريخًا جُغرافيًّا واحدًا لكنّها لا تَملِك تاريخًا دستوريًّا واحدًا. وحدَها الطوائفُ اللبنانيّةُ تتمتّعُ، كلٌّ على حِدَة، بتاريخٍ واحدٍ ولو سَكنت مناطقَ لبنانيّةً مختلِفة. يوجد تاريخٌ مارونيٌّ واحِدٌ، وتاريخٌ سنيٌّ واحِدٌ، وتاريخٌ شيعيٌّ واحِدٌ، وتاريخٌ دُرزيٌّ واحِدٌ. لكن لا يوجدُ لهذه الطوائفِ مجتمعةً تاريخٌ واحدٌ بل تواريـخُ مُتضادَّةٌ، باستثناءِ الثنائيّةِ الدرزيّةِ ـ المارونيّةِ.

وفيما نَغرق في رمالِ تأليفِ الحكومةِ ونقتربُ من إحياءِ ذكرى إعلانِ دولةِ لبنان الكبير، يبرزُ لبنانُ نقيضَ مبرِّرِ وجودِه. زرعنا أرزةً فنَبتَت نَخلةً. أنشأنا دولةً فأَفْرخَت دويلات. شِئنا تصديرَ الحضارةِ فاستوْردنا الهمجيّة. توَخَّينا الانخراطَ في حركةِ النهضةِ العالميّةِ فانزَلقنا إلى حركةِ الانحطاطِ العربيِّ والإقليميّ. وصلنا إلى العروبةِ بعدَ أن قَضَت نَحْبَها، وإلى الفارسيّةِ بعد أن افتقدَت سِلميَّتَها. طمَسنا هوّيةَ لبنان وهي من أغنى الهوّياتِ من فينيقيا إلى اليوم. مَن يُنكِرُ أصلَه لا أصلَ له، ومَن يُعاندُ التاريخَ يُهزَم.

الموارنةُ لا يريدون الاعترافَ بخطأِ خِيار ِكنيستِهم لبنانَ الكبير، والدروزُ لا يجازفون في الاعترافِ بضميرِهم المستَترِ وهو عِزُّ الإمارة، والشيعةُ يَتوهَّمون القدرةَ على تحويلِ المشروعِ المارونيِّ إلى حسابِهم، فيَحكُمون لبنانَ بالشرعيّةِ تارةً وبالأمرِ الواقعِ تارةً أخرى، والسُنّةُ ينامون على ريشِ نَعَام «الطائف» ويرفعون شِعارَ «لبنانَ أوّلًا» من دونِ أنْ يُسقِطوا ازدواجيّةَ المرجِعيّة. جميعُ هذه التموضعاتِ خاطئةٌ لأنها تَرتكز على مكاسبَ قصيرةِ المدى، بينما بناءُ الأوطان يَحتكمُ إلى قواعدَ ومعاييرَ أخرى.

لقد انتَقل عقدُ الزواجِ بين اللبنانيّين من زواجِ الرسالةِ إلى زواجِ الواقِع ليستقرَّ اليومَ على زواجِ الأمرِ الواقع. نحن في هجرٍ بدون طَلاق، وفي مساكنةٍ بدونِ سكينة.

يَمرّ لبنان في مرحلةِ إعادةِ تكوينِ الطوائفِ من خلال الدولةِ المُخلَّعة بعدما حاول تكوينَ الدولةِ من خلالِ الطوائفِ المتنافِرة. ولذلك تَسعى القياداتُ الأساسيةُ إلى حسمِ زعامتِها في طوائفِها من أجلِ التموضُعِ في التسويةِ المقبلةِ لا من أجل حِصّةٍ في الحكومةِ فقط. فمستقبلُ لبنان سيُبحث قريبًا مع الطوائف لا مع الدولةِ حصرًا. وويلٌ للغائبين.

اللبنانيّون الذين يُحبّون بلدَهم الأصيل ممزَّقون بين خِيارين: التَضرُّعُ لخروجِ لبنانَ من الغيبوبةِ بأعجوبةٍ يَبتدِعُها المستقبلُ بالتشاورِ مع التاريخ، أو التسليمُ بالموتِ الرَحيم. وتزداد المعاناةُ لمّا يرى اللبنانيون صعوبةَ إيجادِ حلٍ وطنيٍّ للحالةِ اللاوطنيّةِ، وحلٍ وِحدويٍّ قريبٍ للواقعِ التقسيميّ.

وتُصبح المعاناةُ وجعًا حين يُدرك اللبنانيّون أنَّ الحلَّ الجذريَّ ـ الموجودَ نظريًّاـ هو إعدامٌ حتميٌّ لوطنٍ وَرد ذِكرُه في أعظمِ الكتبِ الروحيّةِ والإنسانيّة، علمًا أنَّ الإعدامَ قد نُفِّذَ على مراحل.

إنَّ اللبنانيّين، بمنأى عن العواطفِ الصادقةِ والكاذِبة، مدّعوون إلى ابتداعِ حلٍّ جريءٍ لأزمتِهم العميقةِ مهما كان هذا الحلُّ صعبًا وجِراحيًّا.

فلا الرجوعُ إلى لبنانَ الأصيلِ متوفّرٌ، ولا البقاءُ في لبنانَ المصطَنَع يُطاق. ما جرى تحت شعارِ التغييرِ في «الطائف» هو تصحيحُ خطأٍ ظرفيٍّ (حكمٌ سَيِّئٌ) بخطأٍ أساسيٍّ (دولةٌ سيئّة) فأنتجَ حكمًا أسوأَ.

لكنَّ المشكلةَ الجوهريّةَ ليست في الدستورِ أو الطائفِ أو الميثاق تحديدًا، بل في اللبنانيّين، فنحن تزوَّجنا من لبنانَ بدونِ أن نتركَ عشيقاتِنا حتّى بعد وفاتِهِنَّ، فتعامَلنا مع الدساتيرِ بازدراءٍ ريثما يَفرِضُ كلُّ طرفٍ منّا دولتَه على الآخَرين.

هناك فارقٌ بين عدمِ وجودِ حلٍّ لمشاكلِ لبنان وبين عدمِ وجود إرادةٍ في صناعةِ حلٍّ حقيقيّ. عِشنا على مقولةِ أنَّ لبنانَ هو بلدُ التسوياتِ لا الحلولِ حتّى صارت التسوياتُ مصدرَ مشاكلَ وأزَماتٍ وحروب. إنَّ التسوياتِ الصحيحةَ هي التي تَصُبُّ في إطارِ المشروعِ الوطنيّ، فيما تسوياتُنا المتتاليةُ أَبعدَتنا عن المشروعِ الوطني، وجاءت على حسابِ لبنانَ الموحَّد ولبنانَ المستقِلّ ولبنانَ التعايشِ الحضاريّ.

لذا، وَجَب الانتقالُ من معادلةِ التسوياتِ الكبيرة إلى معادلةِ الحلِّ الكبير. لكن، أيُّ زعيمٍ يَجرؤ أن يَبوحَ بالحلِّ الكبير؟ إن الشجرةَ التي تَذبُلُ أوراقُها وتَعتلُّ أغصانُها تُنَقَّى وتُشذَّب لتستعيدَ نموَّها في الفصولِ التالية. وحَريُّ بلبنان، والأرزةُ رمزُه، أنْ يَتشبّه بالشجرةِ ليُنقذَ الجِذعَ ولو على حسابِ الأغصانِ المريضةِ والأوراقِ الصفراء. فلنضَع أوراقنَا على الطاولةِ ونتصارحْ برقيّ، فمَن خَجِلَ بقيَ عاقرًا.

 

العلاقة العضوية بين القمع والتطبيع

سناء الجاك/النهار/20 آب 2018

يختل الميزان عندما يزدهر القمع وتختفي "المبادئ" لمصلحة "التطبيع". 

مهلاً، "المبادئ" التي لا يستقيم معناها الا جمعاً، تحتاج الى غرفة انعاش بعدما نسي مَن صادرها ضرورة ان يستوي في متنها الحد بين الحق والباطل. ولاستحالة الاستواء، لم يجد المُصادِر القوي الا القمع وسيلةً لكمّ الافواه المعترضة على الاختلال. فاستنادا إلى الأرقام وارتفاع نسب استدعاء الناشطين والصحافيين، يتبين ان 60% من المستدعين إلى التحقيق هم بسبب شكاوى طرفٍ بعينه، كما سجل خلال حزيران وتموز "استدعاء أكثر من 15 صحافيا وناشطا ومدافعا عن حقوق الإنسان إلى مراكز أمنية للتحقيق معهم بسبب آرائهم أو تناولهم مسؤولين ومرجعيات سياسية، مع إلزام بعضهم التوقيع على تعهدات بعدم قيامهم بما يوصف بأنه مخالف للقانون أو المس بمسؤولين رسميين".

عندما تختفي "المبادئ" وتُقمع الحريات للقبض على مزيد من السلطة التي يتوهّم القابضون عليها ان استمرارهم فيها الى الأبد رهينة بـ"التطبيع" بناء على أوامر ربّ نعمتهم، يصبح الرمادي فاقعاً أكثر من لون الشعار الذي رفعه الطرف المتسلق جشعه.

فمَن بنى أمجاده وسمعته النضالية على احتكار البطولة والنزاهة ومحاربة الفساد، انقلب على المقاييس التي صدّقها مَن منحه التمثيل الشعبي. وهو يسلك بوقاحة سلوك "العدوّ" الذي يدعونا إلى التطبيع معه. "شاء من شاء وأبى من أبى".

يبدو ان ترطيب الذاكرة لم يعد ينفع. فالظاهر ان كل النضال كان للتفاهم مع هذا "العدوّ" الذي كان السبب المباشر، وحده دون سواه، للتشرد والنفي والاعتقالات، واعتبار كل مَن يواجه النظام الأمني المخابراتي باللحم الحيّ منتمياً الى "حزب منحلّ ممنوع عليه بأي شكل من اشكال الاجتماع والتظاهر والاضراب وتوزيع النشرات والخطابات والشعارات والمشاركة في اي نشاطات ذات طابع سياسي او اعلامي او استغلال اي مناسبات عامة او خاصة لإبراز تلك النشاطات والشعارات المرتبطة بها، وحظر الاقدام على اي حركة غير مرخص لها".

ولكن بئس التعقيدات الطالعة من الذاكرة، وتحديداً لأن عدة الشغل المرحلية تتطلب محو النافر في تاريخ "العدو" الطويل العريض القائم على القمع والقتل. كأن المفاضلة هذه الأيام قائمة على معادلة: لا بأس إن انت قتلت غيري بأسلحة كيميائية وبراميل متفجرة وتعذيب بالجملة في السجون ما دمت قد أقلعت عن قتلي. ولا حاجة حتى للاعتذار إن انت اوصلتني الى السلطة بعد قتلك مَن ادّعي حمايتهم وأحرضهم على تكثيف الشعور الاقلوي لديهم وكره الآخر والسعي الى القضاء عليه خوفاً منه.

التبريرات جاهزة تبدأ بـ"التحالف الاستراتيجي" ولا تنتهي بـ"حماية الاستقرار والإصلاح وبناء الدولة" و"مصلحة لبنان" التي تتلاقح جراثيم الفساد تحت رايتها وانعاش الاقتصاد وتحريك العجلة عبر المساهمة بإعادة الاعمار وحل مشكلة اللاجئين، وما الى ذلك من معزوفات ذرائعية، بينما الهدف واحد.

مفيدٌ لترطيب ذاكرة المطبِّع، تذكيره بأن رفاقه سقطوا بيد "عدوّه" توقاً الى وطن موعود، في حين نراه اليوم ينشد ودّ هذا "العدو" ويتماهى به سلوكاً واستئثاراً بالسلطة والنفوذ. وكأنه لا يكتفي بالاصرار على التطبيع، او كأن لا حساب للسذّج الذين آمنوا بالقضية وسُفكت دماؤهم فداء لتلك المسيرة التي أرادوها في إتجاه وطن يرضي مبادئهم، وأرادها مَن صعد على دمائهم صفقةً نحو السلطة، ولا شيء سواها على ما أكدت الأيام.

أبشع من ذلك. كأن العنصرية ضد شعب بعينه، كانت لها الغلبة على رفض إجرام نظام بعينه لم يثبت الاّ قدرته على إبادة شعبه اذا استحال القمع، ولم يثبت الا لأن محوراً، قوامه التطرف ورفض الآخر، خاف خسارة مكتسباته فرفده بالقوة المستعارة لمزيد من الإبادة والقمع.

أن تطبِّع مع قاتلك وتشارك في جريمة تجميل صورته، يعني أنه محرّمٌ عليك التغني بالمبادئ، او استعادة مراحل القمع والاضطهاد لتحشيد المؤيدين. على كلّ حال، لا يطل الحديث عن المبادئ الا عندما تتلطخ السمعة بفضائح الفساد، او عندما تتطلب الحاجة مزيداً من المكاسب في كعكة الدولة.

وبعد، يبدو ان الحزب المنحلّ لا يزال منحلاً او هو أكثر انحلالاً عندما تتطلب مصلحته ذلك، ولا تعرقله مبادئ تصنّف عقبات بعدما انضمّ الى منتحلي صفة التفوق الأخلاقي لنسج العلاقة العضوية بين القمع والتطبيع.

 

الرقم القياسي في الأعطال والتعطيل والعطلات

الهام فريحة/الأنوار/21 آب/18

... وماذا بعد؟ تعطيل على كل المستويات، وغيبوبة في أكثر من مجال: التشكيل معطّل، السياسة غائبة، وحتى الصحافة في عطلة من غد الثلاثاء حتى يوم الجمعة، ولا صحف إلاّ يوم السبت لتعود فتغيب الأحد لتعود الاثنين.

كأن البلد يستطيع أن يعيش من دون شيء:لا حكومة، لا سياسة، لا صحافة، لا خدمات، لا بنى تحتية، لا كهرباء مقبولة، لا مياه نظيفة، لا مزروعات تستوفي الشروط الصحية، لا طرقات تطابق معايير السلامة العامة، ففي أي بلد نعيش؟

تشكيل الحكومة معطّل فيما السياسيون، وبدلاً من أن ينكبّوا على مضاعفة الجهود، فإنهم يتوزعون "سياحيًا" بين جنوب فرنسا وشواطئ اسبانيا وجزر المتوسط وتركيا: منهم مَن يملك منازل في هذه المنتجعات ومنهم مَن يملك يخوتًا ومنهم مَن يُفضّل الفنادق، أما لماذا؟ فلأن شواطئ المناطق الآنفة الذكر لا تتجمع فيها النفايات ولا تصب فيها مياه المجارير ومياه المعامل، إنها "شواطئ" وليست "مطامر"... يعودون من المنتجعات وتُعرَف مقاصدهم من وجوههم حيث"السمرة" أخذت على بشرة وجوههم لأنهم كانوا إما على رمال شاطئ وإما على ظهر يخت، بعيدين عن قهر الناس وأنينهم الذي سيتصاعد اعتبارًا من مطلع ايلول المقبل. ولكن الى أين المفر؟ أقساط المدارس وأوضاع الطرقات والكهرباء والمياه ستكون في وجوههم حين يعودون، فلا مفر.

بالمناسبة، هل استطلعوا أوضاع المطار في أسفارهم؟ هل بلغهم ماذا يحصل؟

أحد المواطنين المغتربين كتب على صفحته على فايسبوك: "حين عدت الى لبنان، استغرقت المسافة من مدخل المطار الى اهدن ساعتين ونصف ساعة، وحين المغادرة، استغرقت المسافة من مدخل المطار الى السوق الحرة، والتي لا تتجاوز مئة متر، ساعتين ونصف ساعة.

حال هذا المواطن المغترب هي لسان حال معظم الوافدين والمسافرين، فهل هي معضلة أن تتخذ تدابير قصيرة المدى ومتوسطة المدى وطويلة المدى؟ ان التجهيزات الالكترونية المطلوبة لتسريع العمل، وتوسعة المطار، ليست بكلفة استئجار باخرة توليد كهربائية، فلماذا التلكؤ؟ ولماذا التأخير؟

ثم، ماذا عن المطارات الثانوية التي يمكن أن تخفف الضغط عن مطار بيروت؟ هل سمع المسؤولون بمطار حامات أو بمطار القليعات؟ لماذا لا يكون تجهيزهما من ضمن اللامركزية الادارية الموعود فيها لبنان منذ العام 1990، وهي موجودة في اتفاق الطائف؟ هل يعرف المسؤولون حجم الإنعاش الاقتصادي الذي يخلقه تسيير مطار القليعات ومطار حامات؟ أليس هذا هو الإنماء المتوازن؟ هذه أفكار ومقترحات، انها إضاءة شمعة بدلاً من لعن الظلام، فهل يباشر المسؤولون بالتفكير أم انه كُتِب على هذا الشعب أن يبقى يعيش تحت رحمة الاستهتار واللامبالاة حيث لا نتيجة إلا الكارثة.

 

حين يكون المطلوب وضع مصالح الناس فوق مصالح السياسيين

الهام فريحة/الأنوار/21 آب/18

والآن على المعنيين أن يبتدعوا محطة جديدة لموعد جديد، أو لمواعيد جديدة أو تواريخ جديدة "يبيعون فيها الوهم" بتشكيل الحكومة: قالوا إنَّ الحكومة ستتشكّل قبل حلول عيد الأضحى المبارك، ها إنَّ الأضحى قد حل، أعاده الله على الجميع بالخير والبركة، ولم تتشكَّل الحكومة، تماماً كما قالوا إنَّها ستتشكَّل بعد شهر رمضان وعيد الفطر، ولم تتشكَّل، فهل من موعد جديد؟ لا مواعيد جديدة طالما أنَّ لا معطيات جديدة، والعقد ما زالت على حالها منذ اليوم الأول للتكليف، لا بل إنَّ التعقيدات ازدادت صعوبة بعدما ارتفعت جدران الخلافات أكثر فأكثر داخل كلِّ طائفة فبات من الصعوبة معالجتها، خصوصاً أنَّ الجميع أطراف، حتى المراجع أصبحوا أطرافاً. فالجميع يريدون حصصاً، وهُم متساوون في الإقدام على المطالب، ولكن ماذا عن حصة اللبنانيين التي لا ينظر أحد إليها ولا يطالب أحد بها؟

بعد اليوم، يُخشى أن لا تكون المواعيد وهمية بل حقيقية، فالإستحقاق الأهم هو أن يجيب لبنان عن أسئلة الدول المعنية بمؤتمر "سيدر" ومن هذه الأسئلة:

ما هي خطط لبنان لخفض العجز في موازنة العام 2019 في حدود الـ 5%؟ السؤال يُشكِّل إحراجاً كبيراً فيما الجواب غائب، فحتى اليوم لم يقل لبنان ما هي خطته لخفض العجز في الموازنة، وأكثر من ذلك فإنَّ الورطة الحقيقية أنَّ مهل تقديم موازنات الوزارات قد بدأت تتآكل، من دون أن يُطلق أحدٌ صوتاً حول وجوب الشروع بوضع موازنات الوزارات، وهذا الإستحقاق لا يستقيم إلا مع وجود حكومة جديدة، وهذا ما لم يحصل حتى الآن. ثم إنَّ ما هو مطلوب من لبنان، وفق إصلاحات "سيدر"، زيادة التحصيل الضريبي، فهل هذا الأمر محقَّق؟

كما إنَّ من الإصلاحات المطلوبة خفض الدعم للكهرباء، فكيف سيتحقق هذا الأمر في ظلِّ الصراع القائم بين وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان من جهة، وأصحاب المولِّدات من جهة ثانية؟

عن أيِّ خفض يتحدثون فيما البلد ما زال في مربَّع المولِّدات وتسعيرتها الباهظة؟ إنَّ الإصلاحات المطلوبة بحاجة إلى قرار سياسي، فكيف يتحقق هذا القرار في غياب السلطة التي تتخذ القرار السياسي؟

يقترب موسم الصيف من أن ينتهي، وتنتهي تباعاً المواعيد التي يمكن أن تحرك العجلة الإقتصادية، من مهرجانات الصيف في المناطق وما تنتجه من حركة مواصلات ومطاعم وفنادق، إلى الأعياد وما تساهم به في تنشيط حركة المحلات والمأكولات والهدايا، لكن، وهذا باعتراف المعنيين في الأسواق، لم يتحقق شيء من كل ذلك. ويعتبر المعنيون أنَّ استمرار الوضع على ما هو عليه، من شأنه أن يسرِّع في إقفال محلات وفي توقع افلاسات في أكثر من قطاع، ولا سيَّما القطاع التجاري الذي من شأن انعكاساته أن تطاول عدداً كبيراً من المواطنين، في توقيت سيِّئ جداً مع موسم الدخول إلى المدارس.

هل تكفي هذه المعطيات لتحريك الحوافز والدوافع لوضع مصلحة الناس فوق مصالح السياسيين؟

 

مِعبر نصيب والإثم الجغرافي

عصام الجردي/المدن/20 آب/18

فرادة سوريا معبراً برياً وحيداً للبنان على الخارج تحولت إثماً جغرافياً

من معبر نصيب النافذة السورية الرئيسة على الأردن لعبور الصادرات السلعية، يراد للبنان الرسمي العبور إلى ترميم العلاقات السياسية والاقتصادية مع النظام السوري. أمرٌ يرفضه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري المكلف تأليف حكومة جديدة. حلفاء النظام السوري وتابعوه لأغراض شتى، لا يرون نصيب لبنان من البحبوحة وتحريك الاقتصاد إلاّ من معبر نصيب السوري. معارضو النظام الذين يحملون من إرث وصايته على لبنان ذكريات مرة إنسانياً واقتصادياً واجتماعياً، يرفضون أن يكون لبنان جسراً لعبور النظام إلى الباحة التي يستريح فيها، بينما يعاني عزلة على المستويين العربي والدولي. يفضلون الحوار مباشرة مع زعيم الكرملين فلاديمير بوتين، الذي حال بالقوة العسوف وبترسانته العسكرية التدميرية دون سقوط النظام من زمان. وبوتين هو الآمر الناهي لتاريخه بالوضع السوري، وبالمفاوضات مع الأطراف الدولية والاقليمية الأخرى المعنية بسوريا وبمستقبلها. فلماذا الحوار مع نظام لا يملك قراره في الداخل حداً أدنى؟

المعطى الاقتصادي ورقة يعتقدها ما يسمى "محور الممانعة" ناجعة لترميم العلاقة مع النظام السوري. ايران قائد هذا المحور كانت على بعد كيلومترات قليلة من العدو الصهيوني في الجولان. وكانت قادرة على مواجهته لو شاءت بـ"المقلاع الفلسطيني"، أو بالطائرات الورقية الغزاوية. تراجعت عن حدود الجولان أكثر من 80 كيلومتراً ولم تفعِل صواريخها الباليستية. وراح النظام السوري إلى حدود الجولان لمنع "المغامرين المصابين بالأمراض العقلية والنفسية" من اطلاق النار على المحتل. "عادة ذميمة ممانعة" مارسها النظام منذ سبعينات القرن الماضي. "الشيطان الأكبر" الاميركي أراد ذلك. بوتين نسّق معه وأمر. أذعن النظام. تل أبيب رحبت. ما علاقة تحريك ملف العلاقات اللبنانية مع النظام السوري في هذا الوقت، من المدخل الاقتصادي ومعبر نصيب؟

النظام وحلفاؤه دمّرا سوريا بشراً وحجراً وضرعاً وزرعاً. ودعوَشوا كل حقوق الشعب السوري زوراً ورياءً. اعادة الاعمار مرجأة. ليست في يد طهران وموسكو. لكن النظام في حاجة ماسة إلى تشغيل محركات الاقتصاد لينهض بالممكن. الحرب في سوريا فاقمت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان. ويصارع على شفا الهاوية. ازالة الحواجز التجارية والاقتصادية لمصلحة البلدين. وهذا المسار لا بدّ في المحصلة من بلوغه عمقه السياسي. لو حصل الأمر كما يروج له حلفاء النظام وتابعوه لواجه لبنان مرحلة خطرة في علاقاته العربية والدولية وعلى المستوى المالي والاقتصادي تحديداً.

صحيح أن مبدأ النأي بالنفس تحول سخرية بعد دخول حزب الله الحرب في سوريا ودعمه العلني للمنشقين في اليمن. لكن ترميم العلاقات السياسية مع النظام بدعوى فتح المعابر السورية في وجه الصادرات اللبنانية يغدو إعلاناً رسمياً بانحياز لبنان الرسمي إلى حلف على عداء مع الدول العربية والغربية. وهذا الحلف واقع تحت عقوبات اميركية قاسية مرشحة للتصعيد ولا توفر حتى أقرب المقربين إلى الولايات المتحدة. ولبنان لن يخرج رابحاً مالياً واقتصادياً من هذا الجنوح قبل استشراف مستقبل سوريا والنظام وعلاقاته العربية والدولية. وستوصد في وجهه مسارب الدعم المالي العربي والدولي.

ثم، من قال إن فتح المعابر أمام الصادرات اللبنانية سيكون برداً وسلاماً على لبنان، لو استمرت العلاقة الذُمية في تعاطي النظام مع معه؟ يوم كان لبنان مستباحاً للنظام السوري وفرض خلاله رئيسي جمهورية، وتجديداً لمجلس النواب وركّب زعامات وهمية لا جذور لها، وفرض هيمنته على الاقتصاد والبلاد والعباد، كان يمارس سياساته الخاصة على تجارة العبور من منافذه إلى سوريا ومنها إلى دول الخليج العربي.

يقول لنا حلفاء النظام وتابعوه الآن، سوريا قدرٌ جغرافي للبنان. وما علينا سوى استجابته! المشكلة ليست في سوريا والسوريين بل في النظام نفسه. وهو مشكلة السوريين وسوريا أيضاً. حتى اتفاقات الإذعان التي عقدها النظام مع تابعيه في لبنان زمن الوصاية وجاءت ضد مصالح لبنان الوطنية والاقتصادية تنكر لها طيلة سنوات. الصادرات اللبنانية واجهت على منافذ العبور السورية كل أنواع الابتزاز السياسي والمالي خلافاً لاتفاقية عبور البضائع (الترانزيت) لدول الجامعة العربية. المادة الخامسة من الاتفاقية صريحة بالنص: مع مراعاة الشروط المطلوب توفرها في هذه الاتفاقية، فإن البضائع ووحدات النقل:

لا تخضع لدفع أو ايداع ضرائب، أو رسوم، أو عوائد في مكتب الانطلاق، أو في مكاتب العبور مما يفرض عادة عند الاستيراد أو التصدير أو العبور. باستثناء بدلات الخدمات الرسمية المؤداة كرسوم العبور، وصيانة الطرق والخدمات التي تقدم من قبل المؤسسات العامة للجامعة. على أن لاّ تزيد عن 4 بالألف من قيمة البضائع العابرة.

كل الصادرات اللبنانية تجزى على المعابر السورية رسوماً لها الأثر المماثل للرسوم الجمركية. خلافاً للاتفاقية. هذا غير الرشى التي تدفع لمنظومة الجمارك ومراكز النفوذ الشرعية. سائقو الشاحنات والمصدرون يعلمون ذلك. ومعاناة قفل الحدود لأسباب سياسية معلومة ومعروفة. تكلفتها عالية على المصدِر. تخل بمواقيت التسليم، وتنتقص من جودتها وقيمتها المضافة. هذا أيضاً مخالف للاتفاقية العربية الفقرة السادسة من المادة السادسة ونصها صريح "لا تحول الآسباب السياسية دون تطبيق أحكام هذه الاتفاقية".

فرادة سوريا معبراً برياً وحيداً للبنان على الخارج تحولت إثماً جغرافياً يستخدم للأسف من حلفاء النظام وتابعيه لابتزاز سياسي واقتصادي للبنان. وللتأثير في سياسة لبنان الخارجية والتوازن السياسي الداخلي. ولا يحتاج الأمر إلى فهلوة لندرك الغايات السياسية من وراء ذلك. كل الوزراء الذين يعزفون "المواويل القطرية" إنما كانوا من فريق الممانعة الاقليمي نفسه.

حسناً، لو محّصنا قليلاً بالمتاعب التي يوجهها القطاعان الزراعي والصناعي وقطاع النقل البري اللبناني بجزئيه الشحن والترانزيت، والنقل الداخلي المدني، لوجدنا أن الفريق السياسي نفسه أيضاً يحمل الحقائب الوزارية في القطاعات الثلاثة. ولم يبادر إلى أي خطوة لرفع الظلم عن تلك القطاعات لا قبل فتح معبر نصيب ولا بعده. دليلنا إلى ذلك ساطع. غزو البضائع السورية الصناعية والمنتجات الزراعية الأسواق اللبنانية. ومشتقات المنتجات الزراعية من الحليب والأجبان والقطاع الداجن. هذه صرخة يومية لكل الصناعيين والمزارعين اللبنانيين.

هل يصَنف هؤلاء معادين لمحور الممانعة والتحالف الاقليمي؟ لا نتحدث عن عمليات التهريب الناشطة على الحدود بين البلدين فحسب. وعن منافسة إغراقية في ذروة موسم الانتاج الزراعي وضد الصناعة اللبنانية. البضائع والشاحنات تدخل علناً عبر منافذ الجمارك. ناقلات الرخام والأحجار قاطرة ومقطورة. هل استئناف الصادرات عبر معبر نصيب وغيره سينهي الحال الشاذة للصادرات اللبنانية على المعابر السورية؟ أو سيحد من التهريب المنهجي؟ كلا تأكيداً. لا تقوم اتفاقات تجارية في بلد لا يعرف من حدوده سوى الإثم الجغرافي والعلاقة الذمية.

 

أميركا تستعين بـ«العصا الإقتصادية» لتطويع إيران ,العقوبات على النفط تبدأ في تشرين الثاني

بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 آب 2018

يبدو ان مساعي الدول الاوروبية في اقناع ايران و أميركا بمواصلة احترام الاتفاق النووي المبرم في العام ٢٠١٥ لم تلق الصدى المرجو منها سيما بعدما قرّر ترامب هذا العام الانسحاب من الاتفاق متجاهلًا الالتماسات من قوى العالم الاخرى التي ساهمت في انجاح هذا الاتفاق بما في ذلك الحلفاء الاوروبيين الرئيسين لواشنطن مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا وكذلك روسيا والصين.

يبدو أن الأزمة الحقيقية تكمن في مسألة الثقة بين الولايات المتحدة الاميركية وطهران، اذ ان كبير مستشاري الامن القومي حثّ ايران على اجراء محادثات مع الولايات المتحدة والا سوف يعانون من آلام العقوبات الاقتصادية بينما الرئيس الايراني يرى ان على واشنطن اثبات انه يمكن الوثوق بها وهذا ما قاله بالحرف الواحد الرئيس حسن روحاني: «يمكن ان نجري محادثات مع الولايات المتحدة فقط إذا أثبتت واشنطن انها جديرة بالثقة». كذلك اضاف روحاني ان ايران هي دائما مع الدبلوماسية والمحادثات شرط ان تكون محادثات صادقة.

والواقع ان ترامب لا يشكو فقط من البرنامج النووي بل هناك شكوى اميركا من تدخل ايران في صراعات الشرق الأوسط من اليمن الى سوريا، اضف الى التوتر الحاصل بين ايران واسرائيل. والعقوبات الاميركية وان جاءت بنقاط ضعف عدة تهدف الى تعديل سلوك ايران وليس «تغيير النظام» حسبما أكده مسؤولون اميركيون الاثنين الماضي. لكن هذه العقوبات تعاني من نقاط ضعف يتوجّب التوقّف عندها، اهمها تلكؤ اوروبا والصين للحد من العمل مع ايران، وهم على استعداد للعمل معها حسب ما قاله مسؤول طلب عدم ذكر اسمه.

والواجب ذكره ان هذه الجزاءات قد تؤدي الى تداعيات خطيرة على الاقتصاد الايراني سيما بعد تشرين الثاني حيث تود اميركا وقف استيراد النفط الايراني وتهدّد باجراءات مالية اميركية اذا لم يحصل ذلك.

ولأنّ الاتفاق النووي أصبح في مهب الريح فإن ايران سوف تواجه مستقبلًا غامضًا، سيما مع تزايد الشعور باليأس والغضب في الشوارع. ولكن ايران ودبلوماسيتها على المحك سيما مع تعثر الاقتصاد الايراني تحت ضغوط الجزاءات والاضطرابات في الشوارع.

في الواقع، هناك عدد قليل من البدائل المتاحة امام زعماء ايران مع وعود اميركا بجلب المزيد من العقوبات الصارمة في تشرين الثاني والتي تستهدف صادرات النفط الايرانية وتهديدها لحلفائها من التعامل مع ايران. وقد تردّ ايران بحزم وتقفل مضيق هرمز الذي يمر فيه ٣٠ بالمائة من النفط العالمي سنويًا الامر الذي سوف يؤدي حتمًا الى ازمة طاقة عالمية بل يمكن ان يؤدي الى رد عسكري من قبل الولايات المتحدة.

وقد اضطرت طريقة ترامب العدوانية رئيس ايران الى التوجه نحو اليمين المتطرف لاستيعاب المتشددين الذين يرون في اعادة فرض الجزاءات برهانا جديدا على انهم كانوا على صواب منذ البداية من حيث عدم الوثوق بالولايات المتحدة. وقد لا تؤدي هذه العقوبات المرجو منها سيما وان اوروبا والصين غير مستعدتين للسير بتلك العقوبات الامر الذي قد يخفّف من الاثر الاقتصادي للجزاءات حسب مسؤول رفيع المستوى في وزارة الاقتصاد الايرانية.

لكن لا بد من القول ان العقوبات قد تؤثر، وبشكل كبير، على الاحتياطي النقدي الايراني والذي من المتوقّع ان ينخفض هذا العام الى ٩٧،٨ مليار دولار وهو ما يكفي لتحويل حوالي ١٣ شهرًا من الواردات حسب تقديرات صندوق النقد الدولي. اضف الى ذلك، انخفاض العملة جراء العقوبات. ويقول البنك المركزي الايراني ان التطورات الاخيرة في الاسواق تُعزى الى حد كبيرالى مؤامرة تهدف الى تفاقم المشاكل الاقتصادية وعليه، تمّ القاء القبض على اكثر من ٢٩ شخصًا بتهمة زعزعة الاقتصاد وسوف يقدمون للمحاكمة قريبًا.

جاء انسحاب اميركا من الاتفاقية بتشجيع من اعداء ايران، وكان هناك امل بأن بعض الدول الموقّعة مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا ستتولى انقاذ الاتفاقية، الا ان الأمر يبدو صعبا بالنظر الى مدى الترابط الوثيق بين شركاتها مع الشركات الاميركية، وقد كان شاهدًا على ذلك تخفيف نشاط العديد من الشركات لا سيما بيجو وتوتال وديملز. هذه التصرفات تندرج في اطار الاحادية في التعامل، ولكن يبدو أن اوروبا ليست قادرة على وقف العقوبات. وقد ارتفعت اسعار البترول العالمية يوم الثلاثاء الماضي بسبب المخاوف من انقطاع الامدادات العالمية، على الرغم من ان الاجراءات التي تستهدف صادرات النفط الايرانية لا تصبح سارية المفعول قبل اربعة اشهر. الامر الاكيد بالنسبة للزعماء الايرانيين، واستنادًا الى الخبرة الماضية، انه لا يمكن الوثوق في التفاوض مع الحكومة الاميركية سيما وانها أثبتت انها لا تلتزم بتعهداتها رغم التزام ايران بالاتفاقية حسب وكالة الطاقة الذرية المشرفة على تنفيذ هذه الاتفاقية.

ويحلّل الاميركيون هذا النقص بأن الاتفاقية خاطئة وليست صارمة بالقدر الكافي لكن ايران سوف تواصل الالتزام اذا كان في مقدور الدول الاوروبية والصين المساعدة على الحد من اثره الاقتصادي على ايران وعلى اسواق النفط العالمية. وقد اظهرت العقوبات انها غير فاعلة سيما في ظل ما شهدته الساحة العالمية من تدهور بين اميركا وحلفائها وبين اميركا والصين وروسيا. ويبدو ان اميركا، رغم قدرتها على السير بالعقوبات، سوف يكون عليها المحاربة على جبهات عدة مع الصين وروسيا واوروبا واذا ما كانت اوروبا وشركاتها قد تلتزم فإن الصين وروسيا قد لا تفعل في خضم الحرب التجارية الدائرة.

الصورة باتت معقدة ويمكنها ان تقوّض روحاني وتقوّي قبضة خصومه المتشددين سياسيا، سيما وان الاضطرابات باتت تلوح في الافق والعملة الايرانية هي في تراجع مستمر. والالم الحقيقي لن يضرب الا في تشرين الثاني عندما تتم اعادة فرض عقوبات على صناعة النفط في ايران وهو القطاع الرئيسي في بنية الاقتصاد، في محاولة من اميركا لاعادة ايران الى طاولة التفاوض في شأن الاتفاق النووي للعام ٢٠١٥.

هذا هو التحليل المنطقي، ولكن يبقى الشق السياسي والذي هو ظاهر للعيان، ويهدف الى تطويع ايران لحماية مصالح شركاء اميركا في المنطقة.

 

فنزويلا تشطب 5 أصفار من عملتها

طوني رزق/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 21 آب 2018

هل تنقذ العملة الجديدة اقتصاد فنزويلا، علماً انها وبعد ان خططت لشطب 3 أصفار عادت لتقرر شطب 5 أصفار بسبب الضغوط التضخمية وتصاعد العقوبات الاميركية، ليساوي الدولار 25 بوليفاراً جديداً.

بدأت فنزويلا امس شطب 5 أصفار من عملتها «البوليفار القوي» واستبدلتها بعملة جديدة سمّتها «البوليفار السيادي»، عقب انهيار سعر العملة المحلية بسبب مستويات التضخم القياسية والتي توقع صندوق النقد الدولي وصولها إلى مليون بالمئة هذا العام. وكانت عملتها قد بدأت بالانهيار منذ تراجع اسعار النفط في العام 2014. وزاد سوء الادارة والفساد والعقوبات الاميركية من تدهور الاوضاع في البلاد. وكانت فنزويلا أطلقت عملتها الرقمية بترو المدعومة باحتياطات النفط، وتسعى الآن لربط عملتها البوليفار السيادي بها. وقد اوكلت 300 مكتب صيرفة لاستبدال العملة القديمة بالجديدة في جميع انحاء البلاد.

وكانت بيانات صندوق النقد الدولي أفادت أنّ معدل التضخم في فنزويلا سيصل، بحلول نهاية العام الحالي، إلى مليون في المئة، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تمر بها البلاد منذ عدة أعوام.

وأوضح الصندوق في توقعاته أنّ الموقف في فنزويلا شبيه بالوضع في جمهورية فايمار في عام أزمة 1923. كما توقع الصندوق تراجع إجمالي الناتج المحلي في العام الحالي بنسبة 18 في المئة.

وتعاني فنزويلا، التي تمتلك أكبر احتياطيات للنفط في العالم، منذ سنوات، أزمة حادة في الاقتصاد والإمدادات، وذلك بسبب سوء الإدارة والفساد وتدنّي أسعار النفط.

وعلى الرغم من الاحتياطي النفطي الضخم، إلا أنّ عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع آخذ في الزيادة، وثمّة نقص في العملات الأجنبية اللازمة لشراء المواد الغذائية ومستلزمات الحياة اليومية.

وأكد صندوق النقد الدولي أنّ فنزويلا في حالة «انهيار اقتصادي» وسط معاناة البلاد من تضخّم مُفرط غير مسبوق منذ منتصف القرن الماضي. ورغم ارتفاع أسعار النفط، الذي تستفيد منه معظم الدول المصدّرة، فإنّ الصندوق يرى زيادة في انكماش الاقتصاد الفنزويلي الذي كانت هناك توقعات بانخفاضه 15 في المئة.

وأظهرت بيانات منظمة «أوبك» أن إنتاج فنزويلا من النفط تدهور إلى مستويات جديدة لم تشهدها البلاد منذ 30 عاماً، ليصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً في حزيران، وتشكل مبيعات النفط 96 في المئة من إيرادات فنزويلا.

أسواق العملات

إنخفض اليورو امس في الوقت الذي صعد الدولار قبل محادثات تجارية مزمعة بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع، يأمل المستثمرون بأن تخفف التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم. ومن المقرر أن تُعقد المحادثات المتوقعة بين مسؤولين صينيين وأميركيين في واشنطن في الأيام القليلة القادمة وفقاً لتقارير إعلامية. ويقول محللون إنّ مسؤولين أقل مستوى هم من سيحضرون الاجتماع، لكنّ الآمال مرتفعة بأن تتمخّض المحادثات عن انفراجة في النزاع التجاري المستمر منذ أشهر.

وتلقّى الدولار الدعم من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين بالإضافة إلى انخفاض الليرة التركية، وهو ما أدى إلى انخفاض عملات الأسواق الناشئة.

وتراجع اليورو 0.2 بالمئة إلى 1.1421 دولار، لكنه يظل فوق أدنى مستوى في عام 2018 والذي بلغه الأسبوع الماضي عند 1.1310 دولار. وتراجع اليورو لأدنى مستوى في 13 شهراً مطلع الأسبوع الماضي في ظل مخاوف من أن تضرّ أزمة تركيا ببنوك أوروبية.

وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلعة عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.2 بالمئة إلى 96.248. ويتأهب المتعاملون لنشر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن السياسة النقدية في وقت لاحق من الأسبوع الحالي.

وأنهَت الليرة التركية يوم الجمعة موجة تَعاف استمرت ثلاثة أيام، لتتراجع ما يزيد على 5 بالمئة مقابل الدولار، بفِعل مخاوف من أن تفرض الولايات المتحدة المزيد من العقوبات الاقتصادية على تركيا ما لم تسلّم تركيا القس الأميركي المحتجز أندرو برانسون. ويوم الاثنين انخفضت الليرة 1.5 بالمئة.

وزاد الدولار مقابل الين 0.1 بالمئة إلى 110.63 ينات للدولار بعدما تراجع 0.35 بالمئة يوم الجمعة.

وزاد الفرنك السويسري 0.2 بالمئة إلى 1.1366 فرنك لليورو، في حين تراجع الجنيه الاسترليني قليلاً مقابل العملة الأميركية إلى 1.2740 دولار.

النفط

إرتفعت أسعار النفط يوم الجمعة الماضي، لكنها حققت انخفاضاً أسبوعياً آخر في الوقت الذي زادت فيه المخاوف من أنّ النزاعات التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي قد يؤثران سلباً على الطلب على المنتجات البترولية. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياس العالمي سنتاً إلى 72.09 دولارا للبرميل.

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا إلى 65.82 دولارا للبرميل. وما زال برنت يتجه صوب التراجع 1 بالمئة هذا الأسبوع، في ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي. في غضون ذلك إتجه خام غرب تكساس الوسيط إلى تكبّد خسائر للأسبوع السابع، مع انخفاض يتجاوز 2 بالمئة.

ويقول تجار ومحللون إنّ العائق الأكبر للأسعار هو زيادة قتامة التوقعات الاقتصادية على خلفية توترات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، وضعف عملات الأسواق الناشئة مما يضغط على النمو واستهلاك الوقود.

الاسهم العالمية

دفعت الآمال بشأن احتمال توصّل الولايات المتحدة والصين إلى تسوية للخلاف التجاري بينهما أسهم أوروبا للصعود صباح يوم امس، بينما لم تظهر مؤشرات على تفاقم أزمة العملة التركية في الوقت الحالي. ارتفع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.25 بالمئة إلى 382.01 نقطة، في حين صعدت معظم الأسواق في القارة. وسجلت مجموعة سيج البريطانية للبرمجيات أسوأ أداء ونزلت 6.6 بالمئة بعد خفض دويتشه بنك تصنيف سهما، وفقاً لما ذكره متعاملان. وبينما يقترب موسم إعلان نتائج الشركات للربع الثاني من نهايته، زاد سهم إن.إم.سي للرعاية الصحية 3.2 بالمئة ليتصدر مؤشر ستوكس بعد أن نشرت الشركة تقريراً مالياً.

إنخفض مؤشر نيكي في بورصة طوكيو للأوراق المالية أمس مع هبوط أسهم الشركات القيادية، متتبعة انخفاضات سجلتها نظيرتها الأميركية يوم الجمعة، فيما كانت التداولات هزيلة في الوقت الذي يترقب المستثمرون تطورات محادثات تجارية متوقعة بين الولايات المتحدة والصين. وتراجع مؤشر نيكي القياسي 0.3 بالمئة ليغلق عند 22199 نقطة. وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.3 بالمئة إلى 1692.15 نقطة، مع تداول 983 مليون سهم فقط وهو أدنى مستوى منذ أوائل نيسان.

وبلغت قيمة التداولات في السوق الرئيسية 1.677 تريليون ين وهو أيضا أدنى مستوى منذ مطلع نيسان. وبعد أن أدى انخفاض الليرة التركية لزيادة الطلب على الين الذي يعدّ من أصول الملاذ الآمن، تعافى الإقبال على المخاطر في السوق اليابانية الأسبوع الماضي بفضل نبأ عن أنّ الصين والولايات المتحدة ستعقدان محادثات تجارية على مستوى منخفض، مما يعزز آمالاً بنزع فتيل توترات تجارية.

الذهب

ارتفع الذهب في الوقت الذي وجد المستثمرون المعدن الأصفر جذاباً، بعد أن انخفضت الأسعار لأدنى مستوى في 19 شهرا الأسبوع الماضي، بينما يضغط ارتفاع الدولار على السوق قبيل محادثات تجارية مزمعة بين الولايات المتحدة والصين. وانخفض الذهب 2.2 بالمئة الأسبوع الماضي متراجعاً للأسبوع السادس على التوالي، ومسجلاً أسوأ أداء أسبوعي منذ كانون الأول.

إرتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1186.33 دولارا للأونصة بعد أن لامس أدنى مستوياته منذ كانون الثاني 2017 عند 1159.96 دولارا يوم الخميس. وصعد الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.7 بالمئة إلى 1191.60 دولارا للأونصة.

وفي الآونة الأخيرة، فَقد الذهب بريقه كملاذ آمن في ظل أزمة الليرة التركية والنزاعات التجارية، وآثر المستثمرون الدولار الأميركي. وانخفض المعدن الأصفر ما يزيد على 13 بالمئة من أعلى مستوى له في نيسان بفِعل زيادة أسعار الفائدة الأميركية وصعود الدولار.

لكنّ تقدم الدولار تباطأ قبَيل محادثات تجارية أقل مستوى بين مسؤولين صينين وأميركيين في واشنطن.

 

لماذا الزجّ بالعراق في المحرقة الإيرانية

عدنان حسين/الشرق الأوسط/20 آب/18

لا يحدث شيء كهذا إلا في بلد لا تتمتّع دولته بتمام سيادتها ولا سلطات الدولة بكامل صلاحياتها. الشيء المقصود هنا هو أن يتدخّل شخص من رعايا دولة أجنبية، مقيم في هذا البلد، وليست له أي صفة رسمية، في شأن داخلي لهذا البلد ودولته. العراق «الجديد» المنبثق بعد إسقاط نظام صدام حسين في 2003 أنموذج حي وصارخ. في مدينة النجف العراقية، التي يفضّل رجال دين شيعة من بلدان مختلفة العيش فيها، بوصفها مقرّ المرجعية العليا للطائفة الشيعية، يقيم رجل دين إيراني هو آية الله مجتبى خامنئي الذي لا صلة دم بينه وبين المرشد الإيراني علي خامنئي، لكنه ممثله في النجف منذ العام 2015. وهو بهذه الصفة من المفترض أن تقتصر مهمّته على الشأن الديني وجمع أموال الزكاة للمرشد الإيراني، لكنّ مجتبى خامنئي، منذ وصوله إلى النجف، يروّج سياسياً ومذهبياً وفكرياً لنظام ولاية الفقيه الذي يناهضه معظم مراجع الشيعة الكبار، وفي مقدمهم آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى.

بخلاف ما هو مُفترض، قام هذا الرجل في الأشهر الأخيرة بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي، مستفزاً الوطنية العراقية التي وجدت تعبيرها في ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الأوساط الثقافية والسياسية والشعبية.

في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، في السابع من هذا الشهر، سُئل رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي عن موقف حكومته من العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، وحذّرت كل دول العالم من عواقب انتهاكها، أجاب قائلاً: «من حيث المبدأ نحن ضد العقوبات في المنطقة. الحصار والعقوبات تدمّر المجتمعات ولا تضعف الأنظمة (....) نعتبرها خطأ جوهرياً واستراتيجياً، وغير صحيحة، لكن سنلتزم بها لحماية مصالح شعبنا. لا نتفاعل معها ولا نتعاطف معها، لكن نلتزم بها».

واضح أن العبادي لم يعبّر عن أي تأييد للعقوبات، لكنّه أفصح عن موقف لا يمكن لمثله أن يعلن خلافه، لأن ذلك سيعني المواجهة مع القوة الدولية الأكبر في قضية ليس للعراق فيها ناقة أو جمل.

ممثل المرشد الإيراني العائش في النجف، وهو ليس ممثلاً رسمياً للدولة الإيرانية، وإنما ممثل شخصي لخامنئي بصفته رجل دين، اختار أن يخرق القواعد المرعية في كل بلدان العالم الخاصّة بالمقيمين الأجانب، فقد وجّه لوماً وتقريعاً إلى رئيس الحكومة العراقية عمّا صرح به، واصفاً تصريحاته بأنها «لا مسؤولة» و«لا تنسجم مع الوفاء للمواقف المشرّفة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ودماء الشهداء التي قدّمت للدفاع عن العراق وتطهير أرضه من لوث (داعش)»، بحسب تعبيره، بل إنه مضى أبعد من ذلك بقوله إن تصريح العبادي «يعبّر عن انهزامه النفسي تجاه أميركا، إضافة إلى أنه إهانة إلى الشعب العراقي»، ومعتبراً أن العبادي «ينخرط بذلك مع أميركا، ويخضع لها في مؤامراتها على جارة العراق إيران التي تتّحد مع الشعب العراقي في الدين والمواقف».

في مرات سابقة سعى مجتبى خامنئي للتدخل في الشأن الداخلي العراقي، كانت آخرها في يونيو (حزيران) الماضي بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية، فقد صرّح مجتبى خامنئي يومها في لقاء مع قادة قوى سياسية وفصائل مسلّحة شيعية، بحضور الجنرال قاسم سليماني والسفير الإيراني في بغداد، بأن إيران «لن تسمح للشيوعيين والعلمانيين والبعثيين بالسيطرة على الحكم في العراق»، في إشارة إلى فوز عدد من الشيوعيين، وسواهم من المدنيين، في الانتخابات البرلمانية الأخيرة (...) على حساب العديد من الرموز الطائفية، الشيعية والسنية. مثل هذا الكلام سبق أن قاله أيضاً علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني، خلال زيارة غير رسمية له إلى العراق في فبراير (شباط) الماضي. وفي إيران نفسها ألغت طهران زيارة مُقرّرة للعبادي إليها، فيما شُنّت حملة إعلامية ضده، كما طالب بعض المسؤولين الإيرانيين، العراق، بدفع مئات مليارات الدولارات إلى إيران «تعويضاً» عن الحرب العراقية - الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي!

بطبيعة الحال ما كان يُمكن لأحد أن يتمادى على هذا النحو في دولة سيّدة نفسها وكاملة السيادة. دولة ما بعد 2003 في العراق اختارت بنفسها أن تنتقص من سيادتها، فنظام المحاصصة الطائفية والقومية الذي توافقت عليه الطبقة السياسية التي جاءت إلى الحكم بدعم أميركي - إيراني متواصل حتى اليوم، فتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية. القوى السياسية المتحاصصة المتصارعة على السلطة والنفوذ والمال كانت على الدوام تستقوي بالقوى الخارجية، وتستعين بها لحفظ حصصها، وهذا أنتج دولة عراقية ضعيفة تُغري بالتجاوز على سيادتها واستقلالها، فالحكومة كانت على الدوام شبه مشلولة بفعل الصراعات والمنافسات على المناصب والامتيازات، وفي مقدمها امتيازات عقد الصفقات المدّرة أموالاً طائلة، فتسرّبت مئات مليارات الدولارات من موازنات التنمية إلى خزائن الأحزاب المتنفّذة، ومعظمها إسلامية، وإلى الحسابات الشخصية لقياداتها خارج العراق، فكان هذا الخراب الذي ثار عليه الناس، خصوصاً سكان المحافظات الجنوبية والوسطى ذات الأغلبية الشيعية الخاضعة لسلطة الأحزاب والميليشيات الشيعية الموالية لإيران، التي تطغى سلطتها على سلطة الحكومة والدولة، وهذا مما يُغري بالتجاوز على سيادة العراق وعلى صلاحيات الدولة العراقية على النحو الذي عبّرت عنه تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي تريد الإملاء على العراقيين ما يفعلونه، وما لا يفعلونه، والزجّ بهم في جحيم الصراعات الإيرانية الإقليمية والدولية.

الأسوأ أن ثمة قيادات شيعية لم تتردّد هي الأخرى في انتقاد العبادي ولومه، لأنه لم يتّخذ موقفاً يؤكد عدم التزام العراق بالعقوبات الأميركية، بل إن بعض هذه القيادات هدّدت بالعمل ضد العقوبات، وبمهاجمة الأهداف الأميركية في العراق، إذا ما مضت واشنطن قُدماً في عقوباتها ضد طهران.

موقف الحكومة العراقية، الذي عبّر عنه العبادي، هو الصحيح، لأنه يراعي المصالح الوطنية العراقية، وهو أيضاً يؤهل العراق للعب دور الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، لكنّ هذا الدور ضعفت إمكاناته الآن بالتصريحات الإيرانية المدعومة بموقف بعض القوى الشيعية العراقية المتصادم مع موقف الحكومة العراقية.

 

من أبي مسلم الخراساني لقاسم سليماني... والعكس!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/20 آب/18

شاهدت هذه الأيام مقطع فيديو قديم لقائد قوات القدس الإيرانية، قاسم سليماني، يتحدث بطريقة «فارسية» قومية، لا بطريقة دينية شيعية كربلائية، وكأنه من منظّري الشاه بهلوي، أو كأنه من تلاميذ مفكر القومية الفارسية أحمد كسروي! قاسم سليماني قيلت فيه أناشيد وقصائد كثيرة من قبل أنصار النظام الخميني، وتم تقديمه بوصفه بطلاً «فارسياً» هماماً، مثل رستم و... أبي مسلم الخراساني! مثلاً هذه الأيام، ينشط سليماني في جمع القوى الشيعية العراقية الموالية لإيران، ومنع حصول أي تباعد بين حكام بغداد ومرجعية طهران، رغم صخب مقتدى الصدر وشعبه. لم تكتفِ إيران بإرسال قائد فيلق القدس (قاسم سليماني) للتدخل بشأن مفاوضات تشكيل الحكومة الذي يوجد في النجف منذ عدة أيام وحسب، بل زجّت بمحمد الكوثراني، مسؤول الملف العراقي في «حزب الله» اللبناني، للتوسط بلمّ شمل الفرقاء السياسيين من الشيعة الموالين لإيران، حسب تقرير لجريدة «الشرق الأوسط». على ذكر القوى الشيعية العراقية الموالية لإيران، يبرز اسم ميليشيات الخراساني، التي تعتبر من أخطر ميليشيات الحشد، شكلاً ومضموناً، فهي جزء جوهري عضوي، معلن، للحرس الثوري، يديره قاسم سليماني شخصياً، حسب تقرير وكالة «تسنيم نيوز»، التابعة للحرس الثوري. وبحسب تقرير نشر بجريدة «القدس العربي»، يعتقد بعض المحللين في إيران أن اختيار هذه التسمية لسرايا الخراساني يعني أن الميليشيات ستلعب دور «أبو مسلم الخراساني» الذي أسقط خلافة الأمويين، وأخذ ثأر الفرس. هذا المزج بين الشعار الديني الإسلامي وعقلية الثأر الفارسية «الجاهلية»، حسب قاموس الإسلاميين نفسهم، ومنهم الخميني، هو الذي يثير أوجه المقارنة بين أبي مسلم الخراساني قديماً وقاسم سليماني حديثاً! قال المؤرخ المصري محمد الخضري بك، في تاريخه عن الأمويين والعباسيين، شارحاً سبب فتك المؤسس الفعلي للدولة العباسية، الخليفة المنصور، بأبي مسلم الخراساني: «هو أن يستقل أبو مسلم بأمر خراسان، ويخلع المنصور، ثم يختار للخلافة رجلاً آخر يكون تحت تصرفه وسلطانه، فيعود الأمر لأهل فارس». (ص 431). نحن لا نستدعي شخصية تاريخية «محنّطة»، بل شخصية فاعلة في الوجدان السياسي الإيراني، أو عند نخبة منه، وبرهان ذاك أن سيرة أبي مسلم كانت بمقرر التاريخ بالإعدادية، وهناك فريق كرة قدم من الفرق الأولى بمشهد، هو نادي أبو مسلم الخراساني، إلى وقت قريب بهذا الاسم.

الفرق حتى الآن هو النهاية العنيفة لأبي مسلم على يد المنصور، وتحطم أحلامه الهجينة بين الدين والقومية... فهل تكتمل دائرة الشبه بين قاسم الخراساني، أو السليماني، مع سلفه أبي مسلم؟ نحن ما زلنا نفترش بسط التاريخ.

 

كوفي أنان... دفتر لجروح كثيرة

غسان شربل/الشرق الأوسط/20 آب/18

نادراً ما قيّض لوجهٍ أن يختزل قصة صاحبه وقصة العالم معا. كان وجه كوفي أنان من هذه القماشة الفريدة. حمل الأحزان العميقة الوافدة من القارة السمراء وحمل معها عناداً واضحاً في البحث عن عالم أكثر إنسانية أو أقل وحشية. وغاب أنان من دون أن تتقاعد إرادته أو أحزان وجهه.

يحب الكتاب الرجال الصاخبين. الذين يطحنون بلدانهم أو جيرانهم. القصص المثيرة تساهم في تلميع الكلمات. لم تكن سيرة أنان مثيرة أو صاخبة. لم يتزعم ثورة. ولم يتسلق على الجثث. تدرب على سلاح وحيد اسمه الشرعية الدولية. وهو سلاح براق وهش. يسعفك حيناً ويخونك أحياناً.

في أول الكتابة كنا نبتهج بالأخبار الفظة وكبار القساة. مآثر الإمبراطور بوكاسا وولعه الشديد بنابليون. غرابات عيدي أمين وصدره المثقل بالأوسمة. وأهوال موبوتو سيسي سيكو الذي أمر بإلقاء النادل للتماسيح لأنه ارتكب خطأ حين كان السيد الرئيس يتسامر على يخته مع رجل أعمال فرنسي. لم يكن أنان أبداً من قماشة هؤلاء. ولم يصعد في عتمات الثكن أو مطابخ المكائد. منذ البداية اختار الانضواء في البيت الدولي. وعلى مدى أربعة عقود راح يحفر دوره وصورته.

حين اختير أميناً عاماً للأمم المتحدة بدا الأمر شبيهاً بتعيين عسكري متدرج قائداً للجيش. رجل يعرف المكان بتفاصيله لأنه تقلب في أروقته. المفاوضات والصلاحيات والميزانية والبيروقراطية ومهمات حفظ السلام. وكان يدرك تماماً أن الأمم المتحدة قوية حين يعيرها الكبار من قوتهم عبر توافقهم. وأن الأمم المتحدة مشلولة حين يتحول مجلس الأمن حلبة لتسديد الحسابات وتحريك سيف الفيتو لقطع أعناق مشاريع القرارات. وكان يدرك مثلاً أن لا قدرة للمنظمة الدولية على فرض تطبيق قراراتها إلا بقوة الكبار وأحياناً جيوشهم. وأن الدول الكبرى ليست جمعيات خيرية، وأن بوصلتها تعمل وفق شبكة المصالح لا نصوص المبادئ.

يفترض بالأمين العام للأمم المتحدة أن يكون سباحاً ماهراً وسط تلاطم الأمواج. وأن يكبح شهية تسجيل المواقف علانية التي حرمت بطرس غالي من ولاية ثانية. على الأمين العام أن يسبح دائماً بين الدول الدائمة العضوية. وأن لا ينسى خلال السباحة أوجاع الدول الصغيرة، وأن الأمم المتحدة شيدت «من أجل الشعوب وليس فقط الحكومات». وفي مناخات التوافق كان السباح يبدو قائداً. وفي مناخات التجاذب الدولي كان يبدو وسيطاً مرتبكاً مهدداً بالغرق مع حقيبته ومنظمته.

كان أنان يعرف أن قيام عالم أقل ظلماً يستدعي ما هو أكثر من تدبيج توافقات صعبة على قرارات صعبة. كان يدرك أهمية إثارة الاهتمام الدولي بالتنمية والتعليم وتطوير الاقتصاد واحترام كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية وإشراكه في بناء مستقبله. وكان يدرك أيضاً أهمية أن تسلط الأمم المتحدة الضوء على ملفات البيئة والتغير المناخي. وكان شديد الاهتمام بتعزيز سياسة بناء الجسور بين الأعراق والأديان والمذاهب والشراكة في قطف ثمار التقدم العلمي والتكنولوجي والإنساني والثقافي.

من مكتبه في البناية الزجاجية رأى أنان العالم ينخرط في عاصفتين قاسيتين. الأولى حين ارتكبت «القاعدة» هجمات 11 سبتمبر طامعة في إضرام خطوط التماس بين الغرب والعالم الإسلامي. ولم يكن سهلاً يومها احتواء غضب الإمبراطورية الأميركية الجريحة التي استهدفت رموز هيبتها ونجاحها. والثانية حين تحرك الجيش الأميركي لاقتلاع نظام صدام حسين ومن دون الحصول على موافقة من الشرعية الدولية. ولم يكن أمام الدبلوماسي الصبور غير أن يعلن عدم شرعية هذا التحرك من وجهة نظر الأمم المتحدة. وكانت الانقسامات الدولية تذكر الأمين العام بمحدودية دوره حين يشتد التنازع بين العواصم الكبرى، وهو ما عاد وتذكره حين حاول الاقتراب من جمر الأزمة السورية بوصفه مبعوثاً للأمم المتحدة والجامعة العربية، ولم يكن أمامه غير الانسحاب مكتفياً بدوره في نادي الحكماء.

خلال عمله الطويل في الأمم المتحدة كان أنان شاهداً على أزمات معقدة وسلوكيات خطرة ومذابح واسعة. وليس سهلاً على أمين عام للأمم المتحدة أو مبعوث دولي أن يعترف بالعجز الدولي ويكتفي بغسل يديه من الأزمات. لهذا كان أنان يشعر بالمرارة. كان يتمنى لو أن الأمم المتحدة نجحت في تخفيف الآلام في رواندا وسريبرينيتسا. ولو نجحت في اختصار أمد المذبحة السورية وقبلها في منع انزلاق العراق إلى الهاوية. يشعر الموظف الدولي المؤمن بالسلام بقدر من المسؤولية عن فشله في منع تراكم الجثث في هذا البلد أو ذاك. وفشله في وقف أمواج النازحين. وفشله في وقف آلة القتل سواء أدارتها حكومات أم ميليشيات.

حين يمثل كوفي أنان أمام محكمة التاريخ يستطيع الإدلاء بإفادة طويلة موجعة. لم تكن الكوارث التي انفجرت بعد زوال عالم المعسكرين سهلة على الإطلاق. غابت صمامات الأمان السابقة وأفلتت الذئاب الإقليمية من عقالها. أحلام نووية وصواريخ بعيدة المدى وتدخلات بلا رحمة. تحتاج الغابة الدولية دائماً إلى من يردع ويضبط ويزجر. لكن قدر الأمين العام أن يستعين بأطباء ساهموا في انتشار المرض ورش الملح على الجروح. كان أنان شاهداً كبيراً في حقبة ثرية وخطرة من عمر العالم. وهو غاب حاملاً جروحاً كثيرة بينها جرح التشكيك في نزاهته بعد الأنباء عن تورط نجله في صفقات تتعلق ببرنامج «النفط مقابل الغذاء» في العراق. غياب أنان خسارة للحالمين بعالم أقل وحشية. لا يتسع المكان لإحصاء جروح روحه. حياته كانت دفتراً لجروح كثيرة.

 

لماذا تخلفنا؟ للمرة الثانية

مأمون فندي/الشرق الأوسط/20 آب/18

عرضت في المقال السابق نظريات كل من هشام شرابي ومايكل هدسون وهرناندو دوستو وطه حسين، ومن قبله شكيب أرسلان عن أسباب تخلفنا عن بقية الأمم، والتخلف ليس عيباً، فالتخلف عن الركب يعني إمكانية اللحاق به، ومن هذا المنطلق أناقش سؤال لماذا تخلفنا، وأدعو إلى جهد جماعي لمناقشة أسباب هذا التخلف، ورصد تجلياته، بهدف الخروج من براثن مأزق التخلف. كانت فكرة طه حسين، الذي كان وزيراً للمعارف المصرية، أن أسباب التخلف تكمن في طبيعة التعليم ومناهجه وطرق التدريس، ورأى في كتابه «مستقبل الثقافة في مصر» أن على المصريين أن يعلموا أبناءهم وبناتهم كما يعلم الأوروبيون والأميركان أبناءهم وبناتهم، إذا كانوا يريدون الانعتاق من ذهنية التخلف والعبودية، وقال: «لا يستقيم للعقل أن ننشد الحرية ونسير إليها سير العبيد»، وطبيعة التعليم والتلقين كانت بالنسبة له العلة الأكبر. ولم يدم طه حسين طويلاً على رأس منظومة التعليم، وكان سكرتيره أيامها سيد قطب الذي أُرسل لأميركا في بعثة لتحديث مناهج الدراسة، وعاد سيد قطب من أميركا بصدمة حضارية، وكتب ما كتب ضد الرأسمالية والغرب، كما ألف كتابه الذي يعتبر كتاباً مقدساً عند المتطرفين وهو «معالم في الطريق»، وقد ذكرت قبل فترة أن الدولة انحازت لكتاب سيد قطب، دون أن تَعْلَم، على حساب طه حسين. الآن تعاني الدولة من تبعات انحيازها للتطرف، ومع ذلك وحتى الآن لم تنتصر لطه حسين مقابل سيد قطب، رغم كل ما يقال من تجديد الخطاب الديني ومحاربة التطرّف.

هرناندو درسوتو لم يتعامل مع الجانب الثقافي لأسباب التخلف بقدر ما تعامل مع علاقة القانون بالاقتصاد، وفِي كتابه «لماذا نجحت الرأسمالية في الغرب وفشلت في غيره»، خصص دوستو فصلاً كاملاً عن مصر. وكان لُب أطروحته هو أن مصر بلد غنية لولا أن رأس المال فيها ميت. ولا يمكن إحياء رأس المال الميت إلا بربط الاقتصاد بالقانون. ووضح أن مجمل العقارات في مصر، التي قدرها بمليارات الدولارات هي رأسمال ميت، لأنها غير مسجلة بشكل قانوني، وبالتالي لا يمكن الاقتراض من بنك مقابل قيمة العقار، فالبنك لا يعترف بعقار غير مسجل، وهنا في رؤية دوسوتو تتوقف دورة رأس المال في المجتمع نتيجة لتلك الحلقة المفقودة بين القانون والاقتصاد. وقد حاول الاقتصادي المصري يوسف بطرس غالي في فترة حكم مبارك أن يضغط باتجاه تشريعات، ومن ثم قوانين لإحياء دورة رأس المال في المجتمع، ولكن القدر لم يمهله نتيجة لانهيار نظام مبارك.

لست اقتصادياً بالتخصص، ولكن الذي يبدو واضحاً حتى للهواة أن دورة رأس المال لا تنتعش، إلا في بيئة قانونية تحفز على حركة الأموال في المجتمع. وحتى الآن ورغم كل ما سمعنا منذ عقود تبقى بيئة الاستثمار في بلد كمصر في جانبها القانوني من أكثر بلدان العالم تخلُفاً. ومصر بالنسبة للعالم العربي نموذجاً أو متوسطاً حسابياً لمؤشرات التخلف والتقدم. ولكن كثيراً من تصرفاتنا في العالم العربي لا تشجع على جذب الاستثمارات الأجنبية، أو حتى منح الأمان للاستثمارات الداخلية. وهذا محور حديث دوستو عن مصر وتخلفها.

حديث شكيب أرسلان عن التشدد وإساءة قراءة النص المقدس منذ ثلاثينات القرن الماضي، كواحدة من أسباب التخلف، ما زالت معنا حتى اليوم، ومازلنا نجتر حوارات تجديد الخطاب الديني وكثير من محاولات العلاقات العامة بالدفع بالدِين بعيداً عن تهمة التطرّف. ولا شك أن هناك محاولات ناجحة في بعض البلدان العربية، ومع ذلك يبقى الاشتباك مع التشدد الفكري اشتباكاً خجولاً في أحسن حالاته. لا تقارن أنفسنا بردات فعل الديانات الأخرى، فيما يعرف بالإساءة إلى المقدس الذي اتخذ منه المتطرفون وسيلة للحشد. فإذا ما نظرنا إلى ردة فعل البوذيين في العالم، وهم أكثر من المسلمين، على تحطيم التماثيل البوذية في أفغانستان في 2011، نجد أنها ردة فعل عادية.  لم يخرج البوذيون في الشوارع، ولم يهددوا المسلمين بعمليات انتحارية. فلماذا ردات فعلنا مختلفة عن بقية العالم، ولماذا لا تقول صراحة وبوضوح أن ردات فعل المسلمين مبالغ فيها، وعلينا أن نشجبها عندما تزيد عن حدها؟ إن هذا الخوف وهذا الخجل من مواجهة التطرّف هو أحد أسباب التخلف، لأننا غير قادرين على الأخذ بالحداثة وأسباب التقدم خوفاً من ردّة فعل المتطرفين جماعات ودوّلاً. أسباب تخلفنا، أو الإجابة على سؤال لماذا تخلفنا، تحتاج إلى تضافر جهود كبيرة وجماعية في الأساس، إذا أردنا بالفعل أن نخرج من مستنقع التخلف، وللحديث بقية.

 

إردوغان يتخذ بعض الأصدقاء المثيرين للقلق

تيريزا رافيل/الشرق الأوسط/20 آب/18

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا حالة من التدهور السريع تقارب وتيرة هبوط الليرة التركية في الآونة الأخيرة. وفي خطاب ألقاه على ساحل البحر الأسود، السبت الماضي، دقّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسفيناً جديداً ضد أحد أوثق حلفائه، مهدداً بالتحول من معسكر إلى آخر!

قال الرئيس التركي مخاطباً الحشد المنصت إليه: «ينبغي على واشنطن، وقبل أن يفوت الأوان، التخلي تماماً عن الفكرة المضللة التي تتبناها بأن علاقاتها مع تركيا يمكن أن تكون غير متناظرة، وعليها الاعتراف بأن تركيا لديها فسحة من البدائل الأخرى». فإن استمرت حالة عدم الاحترام الراهنة، فمن حق حكومته أن تبحث عن أصدقاء وحلفاء جدد. وضاعف الرئيس التركي من حدة خطابه العام الموجهة إلى الولايات المتحدة داعياً إلى مقاطعة البضائع الإلكترونية الأميركية مثالاً بهاتف الآيفون.

ويعني الرئيس التركي بعبارة الأصدقاء الجدد، روسيا - وربما إيران على نطاق أضيق. وكما هو الحال اليوم لدى تركيا، فإن كلا البلدين - تركيا وروسيا - تخضع لحكم مطلق، في مواجهة العقوبات الأميركية وإلقاء تبعة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد على عاتق الأعداء في الخارج. وتشترك أنقرة وموسكو في حالة عميقة من انعدام الثقة إزاء الغرب، وظل التعاون في ما بينهما قائماً طيلة سنوات الأزمة السورية، في حين العمل المستمر على تعزيز الروابط الاقتصادية الثنائية بين الحكومتين.

وليس من المستغرب أن الليرة التركية قد نالها من الألم والضرر الشيء الكثير، رغم الانتعاش المتواضع الذي حققته؛ مع حالة المعاناة الشديدة والمماثلة التي تكابدها العملات الروسية والإيرانية على التوالي. وهناك أمر مثير للمزيد من القلق بشأن أحد أقدم حلفاء الولايات المتحدة الذي بات يهدد بأن يتجه شطر المنافس التاريخي والخصم اللدود بدلاً من ذلك. ولكن هل يحمل ذلك التهديد أي قدر معتبر من المصداقية؟

بين روسيا وتركيا حالة قديمة وتاريخ طويل من التعاون والصراع المعروف. ونشب بين الجانبين الصراع المسلح الذي يرقى إلى مستوى الحرب المفتوحة لما لا يقل عن عشر مرات كان النصر حليفاً لروسيا في أغلب تلك المواجهات. وتولت الحكومة البلشفية الروسية ما بعد ثورة عام 1917 زمام المبادرة في مد جسور الدعم والتعاون للفئة القومية التي نشأت في تركيا بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية. حتى إن الزعيم الشيوعي لينين كان متحمساً جداً في أن يأخذ القادة الآسيويون الجدد الأمر بجدية ويعقدوا العزم على التوجه شرقاً صوب النظام السوفياتي، ويتحولوا، من خلال مراحل معينة من التطور السياسي، إلى اعتماد الشيوعية في نظمهم الحاكمة. وكانت صناعات الصلب والألمنيوم، والتي صارت التيمة الرئيسية لحرب الرئيس دونالد ترمب التجارية الراهنة، قد أُنشئت بمساعدة سوفياتية خالصة في ستينات القرن الماضي.

ومع ذلك، فإن انضمام تركيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، والآمال الطويلة المعقودة في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن العلاقات الوثيقة التي تربط أنقرة بواشنطن، كانت تعني في وقت من الأوقات أن العلاقات القائمة بين موسكو وأنقرة تستند إلى حالة من حالات الارتباط الآني أو المؤقت غير المستدام. إذ جمع تباين المصالح الواضح ما بين الغريمين في المستنقع السوري، والذي كانت تركيا تلعب فيه دور المعارض الصلد العنيد في مواجهة نظام بشار الأسد ولفترة ليست بالوجيزة، الأمر الذي أسفر عن انهيار تام في العلاقات بين موسكو وأنقرة إثر إسقاط الأخيرة إحدى الفاذفات الحربية الروسية في عام 2015، غير أن الرئيس التركي قد تقدم باعتذاره لنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن الحادثة في عام 2016 ثم شهدت الفترة التالية نوعاً من التقارب الباهت بينهما منذ ذلك الحين.

نجمَ التغيير المشهود عن جملة من الأمور المعروفة. فبعد الهزيمة المنكرة التي لحقت بالقوات الموالية لتركيا داخل سوريا على أيدي القوات الروسية العاملة هناك، تحول التركيز التركي صوب انتهاج سياسة «احتواء» القوات الكردية السورية، والتي يخشى إردوغان كثيراً من اتحادها مع ميليشيات حزب العمال الكردستاني المناوئ لأنقرة وتحوله إلى تهديد وجودي قائم هناك. ومهّدت التغييرات الجارية في الواقع السوري، إلى جانب أزمة الثقة الراهنة بين أنقرة وواشنطن، فضلاً عن اعتقال القس الأميركي برونسون في تركيا، الطريق لعلاقات أكثر قرباً ودفئاً بين تركيا وروسيا. وجاء القرار التركي بشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة (إس - 400) مُشكِّلاً سابقةً غير معهودة من جانب الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي اعتبرته موسكو إشارة قوية على عمق العلاقات مع أنقرة بعد فتور واضح. ورغم ذلك، فمن الغريب للغاية أن العلاقة الوثيقة التي تربط تركيا مع روسيا راهناً تحمل في طياتها نفس أمارات الاختلال في موازين القوة التي يزدريها إردوغان أيّما ازدراء في معرض علاقاته مع البلدان الغربية. وفي واقع الأمر، يبدو أن موسكو، كعهدها دائماً، يروق لها الإمساك بكل خيوط اللعبة وحدها.

تعمل روسيا على إمداد تركيا بما يقارب نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي سنوياً، ومن شأن خط أنابيب «تورك – ستريم» أو «الشريان التركي» الجديد، الذي تخطط شركة «غازبروم» الروسية العملاقة لاستكمال تشييده بحلول العام المقبل، أن يزيد من حالة الاعتماد التركي على إمدادات الطاقة الروسية في الأعوام القادمة. كما منح الرئيس التركي إردوغان شركة «روزاتوم» النووية، المملوكة للحكومة الروسية، حقوق إنشاء محطة «أكويو» النووية في تركيا - في عرض بلغت قيمته المبدئية 20 مليار دولار من التعاون الروسي التركي المشترك. وعرضت الشركة الذرية الروسية تغطية تمويل المشروع العملاق في مقابل الحصول على نسبة 51 في المائة من المِلكية. ومن شأن المحطة النووية التركية الجديدة أن تغطي نسبة 10 في المائة من الاحتياجات التركية السنوية من الطاقة.

وهناك نمو ملحوظ على صعيد التجارة التركية مع روسيا، غير أنها لا ترقى إلى مستوى مصالح أنقرة الاقتصادية في أوروبا. فأكثر من 80 في المائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا بين عامي 2002 و2016 نابعة من البلدان الغربية. ولا تتجاوز نفس النسبة مع روسيا حاجز 6 في المائة فقط. وارتفعت الصادرات التركية إلى روسيا بصورة كبيرة في عام 2017، غير أنها لا تزال أقل من نقطتين مئويتين فقط على أي مقياس، وهي تأتي مباشرة بعد الصادرات التركية إلى ألمانيا، ثم الولايات المتحدة الأميركية، ثم أخيراً العراق.

ومن الصعب رؤية السيد إردوغان ممارساً المزيد من الضغوط على ملف التجارة مع موسكو، على اعتبار القيود الاقتصادية القائمة لدى روسيا. وتحدث الزعيم التركي عن استخدام العملات الوطنية بدلاً من الدولار الأميركي في التجارة التركية الروسية ومع بلدان أخرى، وهي الفكرة التي تشرف عليها وتؤديها روسيا تماماً. ولكن هل من الواقعي اتخاذ خطوة كهذه في تلك الأثناء؟ كان الاتحاد السوفياتي السابق يستخدم أسلوب المقايضة، والتجارة المضادة، والعديد من اتفاقيات المقاصة الثنائية للالتفاف حول حقيقة أن الروبل الروسي غير قابل للتحويل بحرّية، وأنه قيد التداول فقط ضمن بلدان الكتلة الشيوعية القديمة وفق هذه الطريقة. ولا تعتبر التجارة القائمة على العملات الوطنية بعيدة كل البعد عن عالم الكوميكون القديم (مجلس التعاون الاقتصادي الذي كان تحت رعاية وإشراف الاتحاد السوفياتي حتى انهيار الاتحاد في تسعينات القرن الماضي).

والسيد إردوغان أذكى من ألا يعترف بمحددات الصداقة التي تربطه بالاتحاد الروسي. بيد أن فلاديمير بوتين قد لعب بمنتهى الدهاء بأسوأ مخاوف الزعيم التركي إزاء الغرب وإزاء أعدائه في الداخل كذلك. وتعكس «حالة» العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين رغبة إردوغان الأكيدة في النأي بتركيا عن فلك الولايات المتحدة مع اعتبار أولوياته الداخلية المزدوجة، وهي: الحيلولة دون اندلاع انقلاب جديد على نظامه الحاكم والتأهب لأي تحديات قد يشكلها الأكراد. ووفقاً لذلك تأتي الاعتبارات الاقتصادية في المرتبة الثانية، ولو لراهن الأحداث الجارية على أدنى تقدير.

غير أن الأمور تتحول وتتغير بوتيرة شديدة السرعة في الأوقات المحمومة. ولقد أثبت السيد إردوغان مقدرته على التحول السريع وفق ما تمليه الظروف الراهنة والتقدير المنطقي للمواقف، تماماً كما تبنى التعاون الكامل مع روسيا بشأن سوريا أخيراً. وربما يناله الإنهاك السياسي في خاتمة المطاف من استبدال علاقة «إذعان» بأخرى.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

امكانية الحفاظ على النظام العالمي الأميركي

هال براندز/الشرق الأوسط/20 آب/18

رغم دفاع الولايات المتحدة عن نظامها الليبرالي منذ عقود، فإن تلك المهمة لم يكن من السهل تسويقها لدى الشعب الأميركي. والسبب في ذلك ليس أن مصطلح «النظام الليبرالي العالمي» لا يروق لغالبية الناخبين رغم ولع نخبة الأكاديميين والساسة به فحسب، بل أيضا لأن الدفاع عن النظام الليبرالي يتطلب القيام بجهود غير عادية، مثل الدفاع عن دول بعيدة جغرافيا، وحشد القوات عبر حدود بعيدة وكذلك حشد الجهود الدبلوماسية وتحفيز الإجراءات الجماعية لمواجهة عدد ضخم من التحديات الدبلوماسية والاقتصادية. ويعني ذلك قبول فكرة أن الولايات المتحدة ستتعامل مع مشكلات العالم باعتبار أنها مشكلاتها الذاتية، وهذا في حد ذاته أكبر من أن تطلبه من دولة محظوظة بموقعها الجغرافي وآمنة من الظواهر الطبيعية مثل الولايات المتحدة. تاريخياً، فلطالما كان الإجماع القومي الداعم لطبيعة الولايات المتحدة العالمية مدعوماً بثلاثية «الخوف والأمل والقيادة السياسية». وخلال غالبية فترة ما بعد الحرب، فإن ذكرى الصدامات التي تعرضت لها الولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية - وهي المرة الأخيرة التي انهار فيها النظام العالمي – والتهديد الذي يمثله العدو السوفياتي المستبد قد أقنع الأميركيين إجمالاً بأن تكلفة المشاركة في الأوضاع العالمية أقل من تكلفة الانسحاب الجيوسياسي.

غير أن الخوف كان دوماً مصاحباً للأمل. فقد كان هناك إحساس مشترك بأن الولايات المتحدة تقوم بمهمة كبيرة لتبرير القيم الديمقراطية وتحسين حال الإنسانية بشكل عام. وكان هذا الإلهام يصبو إلى تغيير العالم وفق الهدف الذي وجد من أجله عندما تأسست الجمهورية. وساعد هذا الإلهام لاحقاً في صياغة «خطة مارشال» وفي تشكيل التحالفات التي ربطت الولايات المتحدة بالديمقراطيات التابعة لها وارتقت بحقوق الإنسان والقيم الليبرالية وغيرها من العناصر المهمة التي تندرج ضمن مشروع واشنطن لبناء النظام.

وما يكتسب أهمية بالغة هو أن الدعم القومي لذلك المشروع كان أيضا نتاج عزيمة القيادة السياسية المتمثلة في الصفوة في الولايات المتحدة. ومنذ الأيام الأولى لفترة ما بعد الحرب، فهم المسؤولون السياسيون أنه لا يزال هناك بعض الميل القوي للعزلة في الجسد السياسي الأميركي، ولذلك تعهدوا بحملة تعليمية قومية على مدار عدة عقود تنصب على ضرورة المشاركة العالمية. وقرر هؤلاء الساسة رسم صورة حيوية، وأحياناً مبالغ فيها، للتهديدات التي تمثلها موسكو وغيرها من الدول التي تمثل ضرراً واضحاً وأوضحوا أن إعادة تشكيل العالم هدف ضروري لقيادة الولايات المتحدة. وقد فسر هاري ترومان ذلك عام 1949 بقوله «نحن نتولى المسؤولية التي كلفنا الله تعالى لرفاه البشرية لصالح الأجيال القادمة».

ولعقود لاحقة، استمر الرؤساء الأميركان، حتى من انتهج منهم طريق التقشف، يرون أن من واجبهم حث الأميركان على نصرة قضية بناء النظام الليبرالي والمحافظة عليه. واليوم، فقد بات الثلاثي سالف الذكر (الخوف والأمل والقيادة السياسية) أضعف من ذي قبل. وجاءت نهاية الحرب الباردة واختفاء الاتحاد السوفياتي ليزيدا من صعوبة الفوز بدعم ومساندة الآخرين، والسبب هو الخوف. وجاءت اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) لتذكر بأنه لا تزال هناك أخطار كبيرة قائمة في العالم، لكن محفزات ظهورها تلاشت بسبب الحروب الطويلة والمرهقة في العراق وأفغانستان. كذلك أضرت تلك الحروب بأحد العناصر الثلاثة المذكورة وهو «الأمل»، مما أدى إلى زيادة الإحساس بأن إرادة الدولة الأميركية ستحيل العالم إلى الفوضى بدلا من تحسين صورته. ومع تزامن ذلك مع فترة الركود الاقتصادي العالمي وتبعاتها، فقد خلص الكثير من الأميركيين إلى أنه على الولايات المتحدة التركيز على بناء الدولة من الداخل بدلا من بنائها من الخارج.

وقد انهار عنصر «القيادة السياسية»، أحد العناصر الثلاثة المذكورة سلفاً، بشكل أكثر دراماتيكية. وقد أوضحت حسنات باراك أوباما بعض أوجه التناقص في الدور العالمي باهظ التكلفة الذي تلعبه الولايات المتحدة. غير أن لدونالد ترمب نظرة أكثر صرامة، فهو يصور النظام الليبرالي على أنه سبب للكثير من مشكلات الولايات المتحدة، فهو يضع يده على الأشياء التي أخطأت فيها الولايات المتحدة، لا على الأشياء التي أحسنت فيها صنعاً. ولذلك لم يعد رئيس الولايات المتحدة المدافع الأكبر عن النظام الليبرالي، بل أصبح المنتقد الأكبر له.

إذن كيف سيعيد الرؤساء الأميركيون اللاحقون لترمب الثقة في النظام الليبرالي مجددا؟ الإجابة أن ذلك سيتطلب تعزيز العناصر المذكورة (ثلاثية الخوف والأمل والقيادة السياسية).

للمبتدئين، يجب القيام بحملة للتعليم العام لزيادة الوعي بشأن الخطر المحدق بالأمن الأميركي وبالعالم الذي ساعدت الولايات المتحدة في بنائه. الأمر لا يتعلق هنا بالتركيز على التهديدات التي تشكلها تنظيمات مثل «داعش» أو دول مثل كوريا الشمالية أو إيران وما يمثلونه من مشكلات كبرى فقط، بل يجب التركيز على تهديدات القوى العظمى الاستبدادية مثل روسيا، والأهم الصين. فقد أظهرت روسيا ميلا إلى العنف لإفساد النظام الليبرالي في أووربا، وأظهرت كذلك قدرتها على زعزعة الاستقرار في الولايات المتحدة وفي غيرها من دول الغرب. وبالفعل أبدت الصين نيتها في منافسة الولايات المتحدة على زعامة العالم. ولذلك يتعين على الأميركيين فهم أنه في حال نجاح هذه الدول في إعادة صياغة الأوضاع وفق ما يناسبها، فسوف يصبح العالم أقل أمنا وأقل ديمقراطية وأقل تجانسا مع متطلبات الأمن ورخاء ورفاه الولايات المتحدة.

من المهم أيضا اكتشاف القصص الإيجابية التي تبعث على الآمل. ولا يعني ذلك تبييض صفحة وتاريخ السياسة الخارجية الأميركية أو مسح الأخطاء والآثام الكثيرة بدفعها تحت البساط. لكن إذا كان انتقاد الذات أمرا مرغوبا، فإن الأهم اليوم هو تذكير الأميركيين بالنجاح العظيم الذي حققته الولايات المتحدة في بناء عالم أفضل، عالم سادت فيه القيم الديمقراطية في كل مكان وتراجعت فيه أعداد الفقراء وساد فيه السلام لزمن طويل. وكل هذا ضروري لحشد الآراء لمساندة النظام العالمي اليوم. في النهاية، يجب أن ترسم كل تلك الجهود صورة القيادة القوية والمعبرة في قمة هرم السلطة. ويتعين على القادة الأميركان أن يفسروا وبلغة واضحة السبب الذي يدعو الشعب الأميركي إلى التضحية في سبيل المحافظة على النظام الليبرالي. ويتعين على القادة توضيح تبعات الفشل في تحقيق ذلك، وهي مهمة ليست بالمستحيلة. إن مسألة النجاح في المحافظة على النظام الليبرالي هي في النهاية قضية استمرار أو فناء عالم شهد انتعاش الولايات المتحدة. لكن حال لم يقتنع الرئيس الأميركي بهذا المنطق، فسيكون من الصعب توقع اقتناع باقي الأميركان به.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون هنأ بالاضحى وعرض وزواره مسار تشكيل الحكومة والترتيبات لترؤسه وفد لبنان الى الامم المتحدة والفرنكوفونية: لتقديم مصلحة البلاد العليا

الإثنين 20 آب 2018 /وطنية - هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بحلول عيد الاضحى المبارك، متمنيا ان "يعيده الله عليهم بالخير والسلام وراحة البال"، داعيا الى "استلهام معاني العيد لتقديم مصلحة البلاد العليا على ما عداها من مصالح آنية او ذاتية، لا سيما وان الظروف التي تحيط بلبنان ودول المنطقة تفرض تضافر جهود الجميع لتمكين لبنان من مواجهة التحديات الماثلة وانجاز الاستحقاقات، وابرزها تشكيل حكومة جديدة لاستكمال عملية البناء والنهوض بالبلاد لتكون على قدر تضحيات اللبنانيين وطموحاتهم، لا سيما الجيل الشاب منهم".

وابرق الرئيس عون الى قادة الدول العربية والاسلامية مهنئا بحلول العيد، متمنيا لدولهم وشعوبهم "الخير والامان والاستقرار". الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات سياسية وديبلوماسية وقضائية، اضافة الى متابعة رئيس الجمهورية للتطورات السياسية ومسار تشكيل الحكومة.

الدويهي

سياسيا، استقبل الرئيس عون عضو كتلة "التكتل الوطني" النائب اسطفان الدويهي، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة ومواقف الاطراف السياسيين منها، كما تطرق البحث الى مواضيع عامة. ونقل النائب الدويهي عن الرئيس عون تأكيده "اهمية الاسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة الاستحقاقات المرتقبة، لا سيما منها الوضع الاقتصادي".

شورتر

على الصعيد الديبلوماسي، استقبل الرئيس عون السفير البريطاني هوغو شورتر في زيارة وداعية لمناسبة قرب مغادرته لبنان عائدا الى وزارة الخارجية البريطانية، بعدما امضى في العاصمة اللبنانية ثلاث سنوات.

وكانت مناسبة تم في خلالها تداول الاوضاع العامة المحلية والاقليمية والعلاقات اللبنانية - البريطانية، اضافة الى المستجدات الحكومية.

وقد شكر السفير شورتر الرئيس عون على التعاون الذي لقيه منه خلال عمله الدبلوماسي في بيروت.

رئيس الجمهورية

بدوره، نوه رئيس الجمهورية ب"الجهود التي بذلها السفير شورتر خلال عمله الديبلوماسي في بيروت لتطوير العلاقات اللبنانية - البريطانية وتعزيزها في المجالات كافة"، متمنيا له "التوفيق في مسؤولياته الجديدة".

مدللي

واستقبل الرئيس عون مندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امل مدللي وعرض معها الترتيبات المتخذة لترؤس رئيس الجمهورية وفد لبنان الى الجمعية العمومية للامم المتحدة في 22 ايلول المقبل، والمواضيع المدرجة على جدول اعمال الجمعية.

كما تناول البحث المداولات الجارية في نيويورك للتمديد للقوات الدولية في الجنوب اضافة الى مواضيع ديبلوماسية اخرى.

داغر

كذلك، عرض الرئيس عون مع سفيرة لبنان في ارمينيا مايا داغر، الترتيبات المتصلة بالقمة الفرنكوفونية التي ستعقد في يريفان في 11 و 12 تشرين الاول المقبل، ومشاركة رئيس الجمهورية فيها على رأس الوفد اللبناني. كذلك تطرق البحث الى المواضيع التي ستثار في القمة.

الخير

ديبلوماسيا ايضا، استقبل الرئيس عون سفير لبنان المعين لدى غانا ماهر الخير لمناسبة التحاقه بعمله الجديد، حيث تمنى له رئيس الجمهورية التوفيق وزوده بتوجيهاته.

زخيا

واستقبل الرئيس عون سفير لبنان في سوريا سعد زخيا وعرض معه ملف النازحين السوريين وعددا من المواضيع المرتبطة بالعلاقات اللبنانية - السورية.

حمود

والتقى الرئيس عون المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود وعرض معه عمل النيابات العامة وعددا من الشؤون القضائية.

 

راعي التقى يانوش آدر وشارك في الاحتفال الوطني المجري وزار مطرانية الأقباط

الإثنين 20 آب 2018 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، رئيس الجمهورية المجري يانوش آدر في القصر الجمهوري ببودابست، يرافقه النائب البطريركي المطران بول عبد الساتر وسفيرة لبنان في المجر جوانا قزي ومدير مكتب الاعلام والبروتوكول المحامي وليد غياض. في مستهل اللقاء، عبر الرئيس آدر عن سروره ب"زيارة البطريرك الراعي ومشاركته كضيف شرف في الاحتفالات الوطنية والكنسية بمناسبة عيد مؤسس الدولة وشفيعها القديس اسطفان"، مثمنا "مواقفه الوطنية ورؤيته الواضحة لما يجري في الشرق الأوسط".

كما أعرب عن "محبته للبنان وحرص دولته على استقراره وازدهاره"، معتبرا أن "لبنان يستحق كل دعم ومساعدة من أجل تحمل تداعيات الحروب الدائرة من حوله". وكان توافق بين الجانبين على "ضرورة عودة النازحين الى بلادهم وعلى وجوب قيام المجتمع الدولي بدعم تلك العودة عبر توفير المساعدة لهم في أرضهم وأوطانهم". وكان الراعي قد شارك، صباح اليوم، في الاحتفال الوطني المركزي، الذي أقيم في ساحة كوشوت وسط العاصمة، الى جانب رئيس الجمهورية ووزيري الدفاع والداخلية، حيث جرت مراسم رفع العلم المجري وتخريج دفعة من الضباط، وكانت كلمة لكل من رئيس الجمهورية ووزير الدفاع.

بعد ذلك، زار الراعي مطرانية الأقباط، ولبى دعوة رئيس أساقفة هنغاريا الكاردينال بيتر أردو، الذي أقام غداء على شرفه، ثم ترأسا معا الاحتفال المركزي الكنسي الذي أقيم في باحة كاتدرائية القديس اسطفان، والذي بدأ بالذبيحة الإلهية، وانتهى بتطواف اليمين المقدسة، بحضور رئيس الجمهورية وحشد من المسؤولين المدنيين والروحيين والعسكريين وآلاف المؤمنين. الى ذلك، كان الراعي قد شارك فور وصوله، مساء أمس، إلى بودابست بالصلاة المسكونية المشتركة التي افتتحت احتفالات عيد القديس اسطفان، وألقى تأملا روحيا دعا فيه إلى "الصلاة من أجل السلام في العالم والشرق الأوسط، حيث تعاني الشعوب بمعظمها من العنف والحرب وانتهاكات حقوق الإنسان والظلم".

 

باسيل أجرى محادثات مع نظيره الروسي: لا مصلحة لأحد في أن ينهار لبنان اقتصاديا بسبب النزوح لافروف: لا لأخذ لبنان أسيرا في ملف النازحين

الإثنين 20 آب 2018 /وطنية - أجرى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، محادثات معمقة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، في حضور الوفدين الرسميين اللبناني والروسي. تميزت المحادثات بشموليتها وأكدت المكانة التي يحظى بها لبنان لدى روسيا. وقد عبر وزير خارجيتها بوضوح واكثر من مرة عن حرصه على "استقرار لبنان وتنوعه واستقلاله ووحدة اراضيه"، داعيا الى "ترك اللبنانيين يحلون مشاكلهم بالحوار من دون تدخل خارجي". وأفضت المحادثات الى الاتفاق على مجموعة قضايا اساسية في طليعتها تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين روسيا ولبنان من منظور استراتيجي، والسعي لعقد الاتفاقات التي تترجم ذلك. وافاد بيان للمكتب الاعلامي للوزير باسيل، انه "كان لافتا موقف لافروف ب "الاصرار على حماية لبنان من محاولات أخذه اسيرا في ملف النازحين السوريين. وفي هذا الاطار اكد لافروف ان ظروف العودة ملائمة وان المبادرة الروسية تنطلق من روحية قرار مجلس الامن رقم 2254 ونتائح مؤتمر سوتشي. وأعلن الجانبان اللبناني والروسي الاتفاق على العمل المشترك لتطبيق المبادرة الروسية والتعاون سواء عبر الامم المتحدة او عبر العلاقات الدولية لوضعها موضع التنفيذ". بدوره أبدى باسيل "كل الاستعداد للقيام بما يلزم من اجل المساعدة على عودة النازحين"، وقال: "نحن معنيون بهذه القضية ونريد العودة الآمنة على مراحل، وقد اتفقنا مع الجانب الروسي على رفض أي محاولة لربط عودة النازحين بالحل السياسي النهائي في سوريا". واشار البيان الى ان "باسيل ولافروف اتفقا على ايجاد آلية تواصل مفتوح بينهما لإنجاح المبادرة". وأبدى باسيل "الاستعداد للتنسيق مع سوريا وروسيا وحتى الامم المتحدة في حال غيرت موقفها الرافض لمبدأ عودة النازحين". وحض نظيره الروسي على "تشجيع سوريا على اتخاذ اجراءات تسهل عودة النازحين ولاسيما خفض السن القانونية للخدمة العسكرية"، داعيا الى "إيجاد برامج دولية تمول العودة بدل تمويل اقامة النازحين في البلدان المضيفة". وتحدث عن وجود نسبة عالية من النزوح الاقتصادي.

وفي إطار تأكيد الرغبة اللبنانية في تعزيز العلاقات مع روسيا، دعا باسيل "الشركات الروسية الى المشاركة في المرحلة الثانية من تلزيم حقول النفط في المياه اللبنانية"، واضعا ذلك "في سياق تعاون تعاون استراتيجي لمصلحة الاستقرار في شرق المتوسط". وعرض باسيل بالتفصيل "ما يمكن ان يقدمه لبنان لروسيا من منصة وخبرات ترتكز عليها في مرحلة اعادة اعمار سوريا". واتفق الجانبان على "تطوير فكرة قيام مساحة مشرقية تتشارك مع روسيا تحت عناوين حوار الحضارات وحماية التنوع الثقافي والديني والمساهمة في تثبيت الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب والتطرف والفكر الاحادي والعنصري ونشر قيم التسامح والعمل على تحقيق مشاريع تنموية من خلال سوق مشتركة بضمان روسيا".

وفي هذا الاطار "تم الاتفاق على تشكيل لجنة تعد لحصول مؤتمر في هذا الاتجاه يعقد على الارجح في بيروت او موسكو". وشجع باسيل نظيره الروسي على تنفيذ مشاريع ذات بعد ثقافي، وقد أبدى لافروف حماسة لتأسيس مدرسة روسية في بيروت. وافاد البيان انه "لوحظ خلال الاجتماعات ان روسيا منزعجة من محاولات استغلال الامم المتحدة لغايات تنحرف عن المبادئ التي قامت عليها، كما انها منزعجة من تصرفات المنظمات الدولية من دون العودة الى مجلس الامن". ووصف لافروف الحجج لرفض عودة النازحين بأنها "مفبركة لمنع إعادة الاعمار"، وقال: "إن "الاميركيين يضعون الشروط فقط على المناطق التي يسيطر عليها النظام بعدما حررها من الارهاب، فيما اعادة الاعمار جارية في المناطق التي يسيطر عليها الاميركيون وحلفاؤهم". بدوره وصف باسيل موقف المفوضية العليا للاجئين من موضوع العودة بأنه "سبب المشكلة مع لبنان لانه يتنكر للواقع الذي يشهد على استتباب الامن". وقال: "لا مصلحة لأحد في أن ينهار لبنان اقتصاديا بسبب النزوح، وندعو الدول الى تطوير موقفها واعتماد الواقعية. وما تقوم به روسيا يشجع الحل السياسي بعد فشل الارهاب في نشر الفوضى".

 

الكتائب: لا حل إلا بالاسراع في تشكيل حكومة تضم اختصاصيين اكفاء والمبادرة الروسية ضامن أساسي لعودة النازحين

الإثنين 20 آب 2018 / وطنية - بحث المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية في اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل في آخر التطورات، وأصدر في ختام مداولاته بيانا أكد أن "القوى المتهافتة على السلطة تتمادى في "تناتش" الحصص والمكاسب وتقاسم النفوذ، ساعية الى وضع يدها على البلد من خلال ما تطرحه من توازنات، وجاعلة مهمة تشكيل الحكومة بازارا، متناسية في لعبة مصالحها، مصالح اللبنانيين وهموهم، وغير آبهة لما آلت اليه الاوضاع في البلاد، الغارقة في ازمات مفتوحة تنذر بأن الاسوأ آت، ولا من ينهض أو يشعر بأن عليه واجب التحرك لمواجهتها".

ولفت إلى أن "هذه المؤشرات جعلت الكتائب تعتبر أن لا نية حقيقية لتصحيح الاعوجاج، من خلال توازنات وطنية سليمة مبنية على برنامج انقاذي واضح للحكم، يأخذ في الاعتبار خطورة الاوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية والتربوية، وتقرر القوى السياسية على أساسه ما إذا كانت توافق على المشاركة في الحكومة او البقاء خارجها. وإزاء هذا الواقع، أكد حزب الكتائب ان "لا حل إلا بالاسراع في تشكيل حكومة تضم اختصاصيين اكفاء، قادرة على اتخاذ تدابير جدية وجذرية، مدعومة سياسيا بقرار حازم إنقاذي لتفادي السقوط الكلي غير البعيد، إن استمرت الحال على ما هي عليه".

وأشار البيان إلى أن "حزب الكتائب الذي لطالما حذر من مخاطر بقاء النازحين في لبنان، يؤكد الاولوية القصوى لعودتهم الى بلادهم، ويعتبر المبادرات الدولية وخصوصا المبادرة الروسية المطروحة ضامنا اساسيا لهذه العودة، باعتبار أن الوسيط الروسي قادر على التأثير على النظام السوري، وعلى فتح قنوات مع المجتمع الدولي، لتأمين الظروف الملائمة لهذه العودة، خصوصا انه سبق لموسكو أن أبدت استعدادها لذلك خلال زيارة رئيس الكتائب إليها في تشرين الأول الماضي، واليوم تحول الاستعداد الروسي الى قرار دولي بعد قمة هلسنكي".

وشدد حزب الكتائب على "ضرورة التزام سياسة الحياد"، محذرا من "مخاطر التدخل في شؤون الاخرين، الامر الذي يترك تداعيات خطيرة على لبنان وأبنائه في الخارج". واعتبر أن "مسلسل ضرب حرية الرأي والتفكير بلغ حدا غير مسبوق، في ظل التمادي في اعتماد سياسة الترهيب والترغيب، وكم الأفواه وقمع الاحرار"، لافتا إلى أنه "يرفض رفضا قاطعا أي انتهاك لحرية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور ويصونها النظام الديمقراطي الحر الذي يحترم الرأي والرأي الاخر"، داعيا جميع الاحرار الى "اليقظة والتنبه ومواجهة الممارسات التي تجر الناس يوميا إلى القضاء من دون وجه حق". وأكد "في الذكرى السنوية السادسة والثلاثين لانتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية، أن لا استسلام ولا مساومة على بناء دولة قوية سيدة حرة ومستقلة خالية من الفساد، رسم معالمها الرئيس الشهيد في واحد وعشرين يوما". وفي المناسبة، عاهدت الكتائب "اللبنانيين على المضي في بناء هذه الدولة التي حلمت بها معه من خلال مشروعها اللبناني". وهنأ الحزب "اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بحلول عيد الاضحى المبارك"، سائلا الله "ان يعيده على الجميع بالخير والطمأنينة وراحة البال، وقد استعاد لبنان سيادته كاملة غير منقوصة وانتهت الازمات التي يعاني منها".

 

تيار المستقبل في ذكرى تفجير مسجدي السلام والتقوى: لن نرضى بأن يقتل شهداء طرابلس مرتين

الإثنين 20 آب 2018 /وطنية - صدر عن منسقية طرابلس في "تيار المستقبل" البيان الآتي: "تحل بعد يومين، الذكرى الخامسة لجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام، التي أوقعت عشرات الشهداء والجرحى من أبناء مدينتنا الحبيبة طرابلس، وكشفت عن وجه آخر من وجوه الإجرام للنظام السوري وأدواته اللبنانية.

إن لسان حال أهالي طرابلس ينطق بالأسف الشديد اليوم على وقع تزامن الذكرى الخامسة مع مطالبة البعض بعودة التطبيع مع النظام السوري الذي يقف وراء هذه الجريمة الارهابية، بدل إدانة هذه النظام، ومطالبته بتسليم المجرمين إلى القضاء اللبناني، لينالوا عقابهم العادل، إنصافا للشهداء والجرحى ولكرامة طرابلس وكل اللبنانيين. إن "تيار المستقبل" في طرابلس يعتبر أن مطالبة البعض بعودة التطبيع مع النظام السوري، لا تقيم أي اعتبار أو احترام لمشاعر اهالي الشهداء والجرحى وعموم أهالي طرابلس الذين عانوا ما عانوه من ظلم هذه النظام وجرائمه على مدى عقود، ويؤكد أنه لن يرضى بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، ولن يقبل بأن تظلم طرابلس مرة جديدة، أو أن يقتل شهداؤها مرتين. في الذكرى الخامسة لجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام نجدد القول في "تيار المستقبل"، إننا لن ننسى، وسنلاحق المجرمين إلى يوم الدين، سعيا إلى العدالة التي ستأتي، مهما طال انتظارها.

رحم الله شهداء هذه الجريمة الارهابية، وحمى طرابلس الغالية وكل لبنان من أي شر".

 

ارسلان: كيف يمكن حل موضوع اللاجئين من دون التعاطي مع الدولة السورية ولدروز جبل العرب نقول ضمانتكم الدولة والنظام والقوانين

الإثنين 20 آب 2018 /وطنية - عقد رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان مؤتمرا صحافيا في دارته بخلدة، تناول فيه عدة ملفات، ابرزها زيارته الاخيرة إلى موسكو، والشق السياسي اللبناني، كما توجه برسالة إلى أبناء جبل العرب وسوريا بشكل عام.

وقال أرسلان: "أود أولا أن أتقدم من الأخوة في روسيا الاتحادية بالشكر والتقدير على كل ما قدموه ويقدموه لنصرة العالم بأسره وليس لبنان وسوريا فقط، بمحاربتهم للارهاب التكفيري بشتى أشكاله وأنواعه، مؤكدين على التعاون المستمر وتعزيز تماسكنا والتزامنا بكل المبادىء الإقليمية والدولية التي يطرحها فخامة الرئيس فلاديمير بوتين من أجل التحرر العالمي من الآحادية التي أثبتت في كل مراحلها اتباع سياسة القمع والغطرسة وسفك الدماء ولجم الحريات واستبعاد الشعوب ومصالحها وتسخيرها بالمطلق لخدمة مشاريعها المشبوهة التي أصبحت تهدد السلم العالمي بأسره. وأود أن أخص بالذكر الصديق ميخائيل بوغدانوف على حسن الضيافة. كما أشكر المسؤولين في وزارة الدفاع الروسية على استقبالهم المميز الذي ترك أثرا في قلوبنا مقدرين كل التضحيات التي قدموها لنصرة أوطاننا وقضايانا المحقة والعادلة".

أضاف: "ثانيا، أود أن أوجه تحية خاصة لأهلنا في جبل العرب والجولان السوري المحتل وجبل الشيخ، بتمسكهم بهويتهم الوطنية والقومية في الدفاع عن الهوية العربية السورية بقيادة سيادة الأخ الرئيس الدكتور بشار الأسد، والجيش العربي السوري الحافظ لكرامتنا وعزتنا وشرفنا في أمة ضاعت فيها الكرامة والعزة والشرف والتضحية. وأقول للجميع بأننا لن نسمح لأحد من الذين يدعون الإلتزام بالخط من جهة والذين يراهنون على تحويلنا إلى حرس حدود لإسرائيل، وبأن أهل سوريا بوصلتهم قومية ووطنية وكل مخاطبة أو مقاربة مبنية على روح مذهبية أو طائفية مع أهلنا في سوريا مرفوضة بالشكل والمضمون عن حسن نية أو عن سوء نية، فشعارنا واحد وتوجهنا واحد والشعار رفعه المقاوم المجاهد البطل سلطان باشا الاطرش في الثورة العربية السورية الكبرى عام 1925 "الدين لله والوطن للجميع"، وأهلنا مسؤولون عن كل ذرة تراب سورية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ولن نسمح لأي كان بتشويه هذه الصورة الناصعة البياض".

وتابع: "كل من يريد أن يتعلم معنى الروح الوطنية والقومية المناضلة والمقاومة، لينظر إلى الجولان العربي السوري المحتل، ولينظر إلى أهلنا في حضر وجبل الشيخ ليعلم أن أهل جبل العرب جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة التوحيدية المقاومة الوطنية بامتياز، وجزء لا يتجزأ من الشعب السوري البطل. وإلى بعض أهالينا في جبل العرب أقول بكل صراحة هنالك عمل دؤوب ومشبوه لتشويه صورتكم في الإعلام وفي غير الاعلام، وكلنا نعلم بأنها محاولات بائسة لن تصل إلى أي مكان، فالوضع في سوريا انتهى والدولة باتت تبسط سيادتها على كافة الأراضي المحررة من الارهاب التكفيري وداعميه، وعليكم مسؤولية وطنية كبرى لتعزيز هذه الروحية المتعاونة بإخلاص وتفان وصدق وأمانة بعيدا عن المزايدات".

وأردف: "ضمانتكم الدولة، ضمانتكم النظام، ضمانتكم القوانين، ضمانتكم الجيش العربي السوري، ضمانتكم كما ضمانتنا الرئيس الأخ الدكتور بشار الأسد، وكل من يعتبر غير ذلك هو متواطىء عليكم وعلينا ويهدر دمكم ودمنا خدمة لإسرائيل وأعوانها وداعميها من الداخل والخارج".

وقال أرسلان: "ثالثا، سأنتقل إلى الشق اللبناني المأسور في آتون المصالح الإقليمية المشبوهة بتواطئها على الأمة جمعاء. كفى مزايدات وذر الرماد في العيون، الشعب اللبناني بحاجة إلى متطلبات معيشية في أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والمالية. كيف يمكن حل موضوع اللاجئين من دون التعاطي مع الدولة السورية؟ نحن نشكر ونثمن وندعم الدور الروسي في محاولاته الدؤوبة لحل مشكلة النازحين، مؤكدين أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تعمل وتجاهر رسميا بوجوب عودة النازحين السوريين من كل العالم وخصوصا من لبنان إلى ديارهم، لكن أليس علينا مسؤولية أن نسهل ونواكب ونعمل بدون مواربة وتذاك لندخل البيوت من أبوابها؟ هذا الارتهان لمصالح الاخرين لم يعد باستطاعتنا كلبنانيين تحمله على كافة المستويات". أضاف: "طبعا هناك مسائل أخرى يجب حلها وبسرعة، تتعلق بالصادرات اللبنانية من زراعية وصناعية عبر خط الترانزيت البري مع سوريا لكافة الدول العربية، كفى مكابرة وتعاطيا غير مسؤول في كل الأمور، نحن حريصون على أطيب العلاقات مع الجميع لكن ليس على حساب مصالحنا كدولة وشعب، وصلت الأمور إلى مكان لا نحسد عليه على الإطلاق". وتابع: "رابعا وأخيرا، أود أن أعتذر من الجميع عن عدم استقبال المعايدات والتهاني في هذا العيد المبارك احتراما وتماسكا مع أهلنا في جبل العرب، مع كل عائلة شهيد وأسير، سائلا الله عز وجل الرحمة لكل الشهداء وداعيا إلى تحرير جميع الأسرى، داعمين لكل المساعي التي تبذل من قبل الجمهورية العربية السورية في هذا الصدد".

حوار

وردا على سؤال عن الحكومة وما يسمى بالعقدة الدرزية، قال أرسلان: "فرق كبير وشاسع بين موضوع مؤتمري اليوم وبين موضوع سؤالك، اذ أعتبر مضمون السؤال سخيفا جدا أمام أهمية ما يجري، وأعيد ما قلته في الشق اللبناني، فلنخرج أولا لبنان من اسره، وفي حينها كل شيء يصبح قابلا للبحث، إنما مع الاسف البترودولار عامل شغلو بالبلد".أضاف: "أتمنى أن نتحرر، ليس جسديا بل عقليا وروحيا من الاسر، ولا مبرر للتأخير في الحكومة والشروط التي توضع وهذا امر مؤسف، لا يليق بنا كلبنانيين وكمسؤولين، وعليك ان تبحث اين نقاط الضعف، فإما يتحملها المسؤول عن تشكيل هذه الحكومة ويجاهر امام اللبنانيين ويصارحهم بكل ما لديه، أو سنضع علامات استفهام كبيرة اقليمية ودولية، هي وراء عرقلة تشكيل الحكومة، تماما كمسألة التعاطي بخفة بملف النازحين، وكما قال أحدهم: أن قضية النازحين السوريين في لبنان ليست عبئا على الاقتصاد اللبناني والخدمات، وهذا يدل على سخرية وعلى استخفاف بعقول الناس، فعندما ترى احجام النازحين واعدادهم، والمدارس الرسمية والكهرباء والمياه والخدمات العامة التي يعاني منها اللبناني، وتسمع في الوقت ذاته من يعتبر نفسه زعيما في البلد يقول ان تشكيل النازحين عبئا على لبنان هو كذبة، فهذه خفة في التعاطي السياسي بأمور ومصالح الناس. لذلك وضع البلد المعيشي والمالي والاقتصادي سيىء، ووضع الفساد في الدولة يستشري نتيجة هذه السياسات والارتهان الى البترودولار".

وعن العلاقة مع سوريا وإن كانت تؤثر في مسألة تشكيل الحكومة، قال: "أنا مع العلاقة مع سوريا في الحكومة هذه قبل الحكومة العتيدة، فهذه بديهيات وكل من يعمل عكس الجغرافيا والتاريخ، سيصبح خارج الجغرافيا وخارج التاريخ. لا يمكن ان نخترع من عندنا، هناك ارتباط مباشر اجتماعي وعائلي وتاريخي وجغرافي واقتصادي وانمائي ومالي وزراعي وصناعي بكل جوانبه بين البلدين، والتاريخ والجغرافيا يفرضان العلاقة مع سورية، هذه المسألة ليست نزوة شخص او اكثر يقررون تحديد طبيعة العلاقة مع سورية، فما وضع الصادرات اليوم؟ وما وضع مرفأ بيروت ومرفأ صيدا؟". أضاف: "لا يمكن التعاطي مع هذه المسلمات بهذا الشكل، بغض النظر عن رأي كل فرد وعن عواطفه الشخصية، فمصالح الشعب لا تدار بالعواطف وعلى المسؤول المواجهة وتحمل المسؤولية، وعلى الشعب ان يعي مصالحه ويبدأ بالمحاسبة، فكل شيء اصبح ككرة الثلج يكبر، حتى التآمر والتواطؤ والارتهان للخارج. هذا الوضع لم يعد يطاق، وليس طلال ارسلان من سيدفع الثمن ولا القيادات السياسية ستدفع الثمن، الشعب هو من يدفع هذا الثمن، هذا الشعب الذي يقبضون على اسمه مليارات الدولارات من البترودولار، وهو لا يرى ولا يصله اي شيء منها، فحتى مبدأ الثقافة في التعاطي الأخلاقي بين بعض يتم ضربه، فنسمعهم يتكلمون عن حصص في الحكومة، كيف يمكن ان تكون حكومة وحصص؟ حصة فلان وحصة هذا الحزب؟ فأين البلد من كل هذا؟ كل شيء اصبح محللا بمفرداتنا اللبنانية، وهذا غير موجود في أي دولة تحترم نفسها في العالم، لكن كما قلت سابقا الخيانة لدى كل شعوب العالم هي خيانة الا في لبنان هي وجهة نظر".

 

جعجع: تفاهم معراب لا يمكن أن يلغى إلا بإرادة طرفيه ومحاولة أحدهما التملص منه هي انقلاب على الاتفاق

الإثنين 20 آب 2018 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعحع، وفدا من الاغتراب في المقر العام للحزب في معراب، في حضور الأمينة العامة شانتال سركيس، مستشار رئيس الحزب لشؤون الإنتشار أنطوان بارد، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار مارون السويدي، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر وحشد من المغتربين. واستهل جعجع كلمته بالقول: "عندما نجتمع تعود روح القضية إلينا وندرك ما قيمة الذي يجري حولنا. فمجرد أن نلقي نظرة إلى الصالة ونرى كيف تجمع أفرادا من المناطق كافة ندرك ان ما يجمعنا هو القضية التي هي روح تاريخية متجذرة في هذه الأرض منذ أيام أجدادنا. يقولون إننا حزب سياسي، إلا أن الحقيقة هي أننا حزب القضية، فنحن نعمل في السياسة من أجل القضية وليس العكس، كالذي يسود في هذه الأيام. صحيح أننا تعرضنا لظلم كبير منذ عشرات السنوات حتى اليوم ولم يتركوا أي نقطة سوداء إلا وحاولوا رميها علينا، إلا أنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح".

وأضاف: "ما تحملناه لا يمكن لاحد أن يتحمله، فقد بدأ تشويه صورتنا بشكل ممنهج منذ أيام الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل، حيث كان يشترط على أي سياسي يحاول التقرب من النظام السوري أن يكون ضد "القوات" من أجل كسب ودهم، إلا أننا بقينا نثابر إلى حين تمكنا من أن نتمثل بأربعة وزراء في الحكومة، ساهموا إلى جانب نوابنا في محو الصورة البشعة التي حاولوا إلصاقها بنا، لذلك لا يصح إلا الصحيح، وإن استمر الفرد بالمثابرة فهو لا بد واصل إلى أهدافه".

ولفت جعجع إلى أن "هذه السنة بدأت بشكل جيد مع أداء وزرائنا في الحكومة، إلا أنها ما لبثت أن تحسنت وأصبحت جيدة جدا مع الإنتخابات النيابية حيث كنا نخوض المعركة وحدنا. وبالرغم من كل التكتلات التي واجهتنا وحاولت إضعافنا فقد أتت النتائج مخالفة لكل التوقعات، لذا أعتقد أنه خلال هذه السنة استعادت "القوات" جزءا من حقها، فيما جل ما يحاولون القيام به اليوم هو التهرب من نتائج الإنتخابات عبر تأليف الحكومة التي لا تتشكل لأن البعض لا يريدونها أن تنبثق على أساس نتائج الإنتخابات النيابية".

وأشار إلى أن "هدف الحملة التي يتعرض لها وزير الصحة غسان حاصباني هو محاولة إثبات أنهم ليسوا وحدهم الفاسدين وإنما الجميع كذلك، إلا أنهم في نهاية المطاف لن يصلوا إلى أي نتيجة في هذه الحملة لأن الحقيقة ساطعة كالشمس، فالفاسد فاسد ومن هو غير فاسد هو غير فاسد".

وتطرق جعجع إلى "تفاهم معراب"، مشددا على "أننا لن نتخلى عنه وسنعود إليه في كل مرة، فهو إتفاق من 4 صفحات في السياسة والصفحة الأخيرة فقط تتناول موضوع تشكيل الحكومة. فنحن قد اتفقنا على أن أي حكومة تتشكل من 30 وزيرا يكون للرئيس 3 وزراء فيها فيما البقية تنقسم على "التيار" وحلفائه من جهة و"القوات" وحلفائها من جهة أخرى. كما اتفقنا على أن يتم تشكيل لجنة نيابية مشتركة بعد الإنتخابات يتم عبرها تحديد سياسات العهد، لذلك نحن متمسكون بـ"تفاهم معراب" الذي لا يمكن أن يلغى إلا بإرادة طرفيه ومحاولة أحدهما التملص منه لا يمكن اعتبارها سوى انقلاب لأحد الفريقين على الإتفاق".

وتابع جعجع: "يضع البعض كل جهد ممكن من أجل خفض حصة "القوات" قدر الإمكان لكبح جموح تقدمها الشعبي. فنحن إنطلقنا في العمل من كعب الوادي وتمكنا من الوصول إلى ما نحن عليه كما تمكنا من تحقيق هذه النتائج بفضل جهدكم وعملكم وعمل رفاقكم، لذلك يحاولون عرقلة "القوات" من أجل اللحاق بها بدلا من العمل بشكل إيجابي وبجهد أكبر من أجل مواكبتها في التقدم ومحاولة التقدم عليها".

وشدد على أن "هذه المرة الأولى نلتقي ولسنا فقط فرحين في محافظتنا على أنفسنا وتاريخنا وإنما فقد أصبحنا اليوم نؤثر على مسار الأمور في البلاد".

وأوضح أنه "يجب ألا نعتبر أن الوضع في البلاد ميؤوس منه. صحيح أنه يتطلب الكثير من العمل من أجل أن يستقيم، إلا أنه بمجرد توافر الحد الأدنى من النية السياسية للنهوض بالأوضاع، فنحن قادرون على قلب المسار الإنحداري إلى مسار تصاعدي بفترة قصيرة لا تزيد عن أشهر عدة".

وختم جعجع: "أؤكد لكم أننا سنحصل على حصة وازنة في الحكومة وسيكون لنا إمكان أكبر للتأثير في مجريات الأحداث بالرغم من أن تنين الشر سيقاوم حتى آخر رمق وسيحاول منع الحملة التي نقوم بها من أجل تبييض صورة لبنان".

السويدي

من جهته ألقى السويدي كلمة قال فيها: "بالطبع "مش هينة تكون قوات" إلا أنه أيضا من غير السهل أن تكون سفراء أوفياء للقضية وللشهداء في سبيل الوطن وليس في سبيل مزرعة وتجار هيكل لذلك ليس من السهل أن تكونوا "قوات" في الإنتشار". وأضاف: "للسنة الـ11 تجتمعون في هذا اللقاء كسفراء للقضية في العالم حملوا معهم قضية وطن مزروع بالصلبان والشهداء الذين سقطوا لنبقى ولولا تضحياتهم لما كنا اليوم مجموعين في هذه القلعة المبنية على الصلابة والوفاء. في السنة الماضية مررنا في محطات كثيرة إلا أن المحطة الفاصلة كانت الإنتخابات النيابية في أيار المنصرم والتي خضناها سوية في المقاطعات السنة في دول الإنتشار وأثبتم مرة جديدة أنكم "قدا". فهذا الشعار الذي خاضت "القوات اللبنانية" انتخاباتها على اساسه لم يكن مجرد شعار إنتخابي فنحن سوية خضنا المعركة وكنتم أنتم المرجعية والمثال في الإلتزام والجدية على المستويات كافة الحزبية والإدارية والتنظيمية وأثبتم عن حق وجدارة أن الإنتشار "قدا" فقد استطعتم صناعة الفارق حيث أتت النتائج مشرفة، لذا من موقعي وباسم نواب تكتل "الجمهورية القوية" وباسم كل مناضل وقواتي ولبنان شريف وباسم عوائل الشهداء أشكركم وأتوجه بالشكر لكل فرد منكم". ولفت السويدي إلى أن "الإنتخابات انتهت إلا أن التحدي لم ينته باعتبار أن العمل بدأ وبشكل جدي من أجل بناء لبنان الذي نحلم به: وطن المؤسسات والأمن والقضاء. وطن محرر من الفساد والحسابات الضيقة". وختم: "نحن على ثقة أن إيمانكم بالقضية لا يتزعزع ولا يلين على رغم المسافات وكما عودتمونا دائما فأنتم أهل الوفاء للقضية وللشهداء وستبقون كما دائما "قدا".

وفي ختام اللقاء قدمت الرسامة ندى حويك هدية لرئيس "القوات" وهي عبارة عن لوحة لعلم لبنان على ما تراه اليوم، حيث زاد اللون الأحمر وضاقت مساحة البياض في العلم فيما الأرزة بدأت تشيخ، فرد عليها جعجع قائلا: "أعدكم أننا بجهودكم سنسعى لنعيد البياض في علم بلادنا إلى سابق عهده كما أن الأرزة ستعود إلى خضارها المعهود". كما قدم الوفد لجعجع هدية رمزية عبارة عن إنجيل محفور على الخشب.