المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 آب/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.august18.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لا يعنينا ولا يهمنا أمر من داكش الكراسي بالسيادة ودخل صفقات تقاسم  الغنائم على حساب الوطن ويسرق حقوق المواطنين

الياس بجاني/السياسيين عنا بالإجمال نرسيسيين وبدون شي وشويات

الياس بجاني/حزب الله وكل 8 آذار في مشهدية القوة الكاذبة لأن جعجع والحريري وجنبلاط هم ضعفاء بعد أن فقدوا بوصلة السيادة والإستقلال

الياس بجاني/كلام نصرالله عن القوة والإنتصارات في ميزان الحقيقة والخيال

الياس بجاني/الأبواب الواسعة التي هي الغرائزية تؤدي إلى نار جهنم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

إلى أي منطقة لبنانية تعود أصول الرئيس الجديد للباراغواي ماريو عبدو ومن هو جدّه/جبلنا ماغازين – فاديا سمعان

ماذا بعد استدعاء الناشط وديع الأسمر عبر «الواتساب»؟

استقرار لبنان على المحكّ: أميركا تلوّح بوضع «اليونيفيل» تحت الفصل السابع

تطوّر مفاجئ في "تحقيقات" المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان

اليونيفيل ومطار بيروت: ملفان ساخنان في وجه حزب الله

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 17/8/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 17 آب 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

طرح ملفات حيوية لإحراج الحريري والقبول بالتطبيع مع سوريا

غوتيريس يعيّن مارغريت الحلو مديرة لمركز الاعلام في بيروت

جنبلاط: هل تحولت البلاد الى نظام بوليسي

العقبات تتراكم امام "التأليف" ومطبّ كبير إضافي يظهر في أيلول المقبل/نطق المحكمة الدولية بحكمها قد يزيد تصلّب البعض ويخلط الاوراق محليا

لبنان: مؤسسات تجارية تنذر بإقفال جماعي وتسريح عاملين ومؤشر مبيعات التجزئة ينحدر إلى 45.7 نقطة في الفصل الثاني

“الإشتراكي”: لعدم التسرع في التطبيع مع النظام السوري.. جرائم الأسد لن تُمحى

لقاء تضامني مع علي خضر طليس في بريتال

فارس سعيد يسعى إلى إطلاق حركة سياسية لرفع الوصاية الإيرانية عن لبنان/النائب السابق قال إنها لا تشبه فريق 14 آذار «الذي انتهى مع انتخاب ميشال عون»

باسيل يجمع "القوات" و"المردة".. قريباً؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب وبوتين متفقان مبدئيا على ضرورة خروج إيران من سوريا

«عقدة إدلب» تطيح اللقاء الرباعي وواشنطن تتمسك بربط إعادة الإعمار بـ«الحل السياسي»... وترتيبات لقمة روسية ـ إيرانية ـ تركية في طهران

واشنطن وأنقرة تتبادلان التهديد بعقوبات جديدة

الأتراك يتمسكون بالعملات الصعبة رغم دعوة إردوغان وتركيا تزيد ضريبة الوقود... وتتعهد بعدم فرض قيود على حركة الأموال

واشنطن لن تخفض رسوم الصلب على تركيا... وأنقرة تحتكم إلى «منظمة التجارة»/ترمب: الرسوم ستنقذ الصناعة الأميركية

استئناف مباحثات التجارة الأميركية ـ الصينية نهاية الشهر الحالي واجتماع على «مستوى أدنى»... لكن هناك تفاؤل

السعودية ترفع حيازتها لسندات الخزانة الأميركية مقابل خفض من الصين واليابان

الماس الروسي فاتحة اعتماد الروبل في الصفقات الدولية عوضاً عن الدولار بعد تحذيرات باعتماد عملة احتياطي دولية بديلة رداً على العقوبات الأميركية

من هم كبار زبائن نفط إيران وكيف يستعدون للحظر؟

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تَشدُّد باسيل لا يُعيد عقارب الثُلث المعطِّل الى الوراء/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

كازينو «القوي» بلا صلاحيات/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

جنبلاط زعيم «full time»... بلا حصانة/كلير شكر/جريدة الجمهورية

إسرائيل تكشف خططاً لـ"تدمير" حزب الله: عقوبات واحتلال وتجسس/سامي خليفة/المدن

العبادي والحريري ودفتر الشروط الإيراني/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

مصالح لبنان وبشار الأسد/فارس خشّان/الحرة

لبنان يسعى إلى تعويض خسارة إيرانية في سورية/حازم الأمين/الحرة

'الأولوية هي أمن إسرائيل/حازم الأمين/الحرة

المنتجات التركية تنضمّ إلى قوافل التهريب إلى لبنان/ايفا ابي حيدر/الجمهورية

قصة الحجر الأسود/حسين عبد الحسين/الحرة

التمديد الجديد لليونيفيل: ضغط أميركي غير مسبوق ورسائل بغير اتجاه/رلى موفّق/اللواء

سمير قصير هزمكم.. ارموا الأقنعة/إميل منعم/العربي الجديد

إتّفاق صاروخي» بين بوتين وترامب/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية للمبارزة الأميركية – التركية/د. خطار أبودياب/العرب

إسرائيل... عين على إيران وأخرى على «حماس»/ديفيد وينر/الشرق الأوسط

إيران ومشكلة بحر قزوين/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الزعيم والإنسان: رسن رئيس العرفاء/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هل تلجأ تركيا إلى صندوق النقد الدولي/د. عبد الله الردادي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: قرار تركيب عدادات للمشتركين في المولدات الخاصة عادل لجميع الاطراف ويجب أن يطبق في موعده

الحريري اطلع من القائم بالاعمال السعودي على سير منح تأشيرات الحج البخاري:اللقاء رائع جدا والسفارة أنجزت 5 آلاف تأشيرة في 49 ساعة

الحريري استقبل ريتشارد وأبي خليل ووفدا من المجلس اللبناني للسيدات القياديات

الحريري استقبل ريتشارد وأبي خليل ووفدا من المجلس اللبناني للسيدات القياديات

الراعي اطلع من ابراهيم على عمل الامن العام في ملفي ضبط الحدود والنازحين السوريين

الراعي في قداس تكريس تمثال سيدة البحار: لا بد من أن يتميز لبنان بحياده الإيجابي واللبنانيون يرفضون التلاعب بمصيرهم

بري في عيد تأسيس كشافة الرسالة الاسلامية: لن نقبل باستمرار حرق الوقت وتأجيل تشكيل الحكومة وما يجري تغييب للدولة وادوارها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم

إنجيل القدّيس متّى18/من15حتى20/"قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوك، فَٱذْهَبْ وعَاتِبْهُ بِيْنَكَ وبَيْنَهُ على ٱنْفِرَاد. فَإِنْ سَمِعَ لِكَ رَبِحْتَ أَخَاك.وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْن، لِكَي تَثْبُتَ كُلُّ كَلِمَةٍ بِشَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَقُلْ لِلْكَنِيسَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالوَثَنِيِّ والعَشَّار. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء. وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

لا يعنينا ولا يهمنا أمر من داكش الكراسي بالسيادة ودخل صفقات تقاسم  الغنائم على حساب الوطن ويسرق حقوق المواطنين

الياس بجاني/17 آب/18

إن التناتش والتناطح الفاجر على الحقائب الوزارية لا يجب أن يعني السياديين لا من قريب ولا من بعيد لأنه يتم تحت سقف صفقة التسوية الخطيئة التي كانت وراء فرط 14 آذار وداكشت بجحود ونرسيسية  الكراسي بالسيادة وأرتضت بواقع الإحتلال وتعامت ولا تزال على القرارات الدولية وتحديداً ال 1559 و1701..يصطفلوا وفخار يسكر بعضه..

 

السياسيين عنا بالإجمال نرسيسيين وبدون شي وشويات

الياس بجاني/16 آب/18

السياسي يلي بدو شي إلو هو أضعف شي، ويلي ما بدو شي هوي أقوى شي. كل السياسيين عنا بدون شي وشويات وكلو إلون..جوع عتيق. بشير ما كان بدو شي إلو ومنشان هيك كان قوي وبعدو في قلوبنا.

 

حزب الله وكل 8 آذار في مشهدية القوة الكاذبة لأن جعجع والحريري وجنبلاط هم ضعفاء بعد أن فقدوا بوصلة السيادة والإستقلال

الياس بجاني/15 آب/18

حزب الله ليس قوياً كما يدعي نصرالله ولكن جعجع والحريري وجنبلاط هم الضعفاء واللاهثين بفجع لتأمين مصالحهم الخاصة 100%على حساب الشعب والدولة والدستور ودماء الشهداء والقرارات الدولية.

 

كلام نصرالله عن القوة والإنتصارات في ميزان الحقيقة والخيال

الياس بجاني/15 آب/18

طبقاً لنصرالله هو أقوى من إسرائيل وإيران أقوى من أميركا والسعودية أم الهزائم ونظام الأسد أب المقاومة فأين الحقيقة من الخيال؟

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

إلى أي منطقة لبنانية تعود أصول الرئيس الجديد للباراغواي ماريو عبدو ومن هو جدّه؟

خاص جبلنا ماغازين – فاديا سمعان/17 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66821/%d8%ac%d8%a8%d9%84%d9%86%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%ba%d8%a7%d8%b2%d9%8a%d9%86-%d9%81%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a7-%d8%b3%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%8a-%d9%85%d9%86%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d9%84%d8%a8/

http://www.jabalnamagazine.com/sections-details.php?id=2474#.W3cNQsuWyUl

أقسم الرئيس الجديد للباراغواي، اللبناني الأصل ماريو عبدو بنيتيز، اليمين الدستورية في 15 آب الجاري ليتسلم رئاسة البلاد للسنوات الخمس المقبلة، وليكون بذلك أصغر الرؤساء سناً، وثاني رئيس من أصول لبنانية لدولة في أميركا اللاتينية بعد رئيس البرازيل الحالي ميشال تامر.

حفل تسلمه السلطة أقيم في قصر “لوبيز” الرئاسي بحضور ستة من رؤساء دول المنطقة، بينهم الأرجنتيني ماوريسيو ماكري الذي رافقته زوجته اللبنانية الأصل جوليانا عواضة. كما حضر الرئيس البرازيلي ميشال تامر ورؤساء الأوروغواي وبوليفيا وكولومبيا. ومثل الرئيس اللبناني ميشال عون سفير لبنان لدى الباراغواي حسن حجازي. وينتمي “ماريتو”، وهو الإسم الذي ينادى به الرئيس ماريو عبدو، إلى حزب كولورادو الذي يحكم الباراغواي منذ العام 1947، باستثناء الفترة بين 2008 و 2013. والده Mario Abdo Sr. كان السكرتير الشخصي لألفريدو ستروسنر الذي قاد البلاد بقبضة من حديد من 1954 الى 1989. وهو رجل أعمال ورئيس سابق لمجلس الشيوخ مولود في 10 تشرين الثاني عام 1971، ومتأهل من السيدة سيلفانا لوبيز وله ولدان من زواج سابق.

الأصول اللبنانية للرئيس عبدو

في معلومات خاصة لـ”جبلنا ماغازين”، فإن الرئيس ماريو عبدو تعود أصوله اللبنانية إلى إحدى قرى منطقة البقاع الغربي التي هاجرها جده قبل العام 1920 بقليل متوجهاً إلى أميركا اللاتينية حاملاً وثيقة سفر فرنسية باسم “خوان عبدو”، وهو غير الإسم الذي كان يُعرف فيه في لبنان (عبدو هو الإسم الأول للجد وليس اسم عائلته ولكنه اعتمده بعد الهجرة اسماً للعائلة). وقد استقر الجد خوان عبدو في أسانسيون وتزوج أربع مرات. وهذه بعض الصور القديمة الخاصة بجد الرئيس ماريو عبدو التي حصل عليها “جبلنا ماغازين”: وبحسب ما أفيد موقع “جبلنا ماغازين”، فإن الرئيس ماريو عبدو شديد الفخر بأصوله اللبنانية كما هو متعلق جداً بالتراث وبالموسيقى والمأكولات اللبنانية، والجالية اللبنانية في البراغواي تفخر به. وقد حضر عدد كبير من أبناء الجالية حفل التنصيب حيث عاهد عبدو في كلمته على محاربة الفساد والعمل على تطوير الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما أكد في خطابه على نيته أنه لن يسعى إلى تمديد أو تجديد ولايته بعد انتهائها في العام 2023.

السفير حجازي

سفير لبنان لدى الباراغواي حسن جحازي أكد لـ”جبلنا ماغازين” في اتصال أجراه معه في أسانسيون اعتزازه بوصول رئيس من اصول لبنانية إلى سدة الحكم. وقال إن “أبناء الجالية في عدد من مدن البلاد احتفلوا بهذه المناسبة ووجهوا رسائل التهنئة متمنين كل النجاح للرئيس الجديد ومعربين عن ثقتهم بأنه سيتمكن من تطوير الاقتصاد في خلال سنوات حكمه”. ورداً على سؤال، أوضح السفير حجازي أن “مجموع عدد اللبنانيين والمتحدرين من أصول لبنانية في الباراغواي يبلغ حوالي 85 ألف نسمة من أصل عدد السكان البالغ نحو ستة ملايين ونصف المليون نسمة. مشيراً إلى أن هناك الكثير من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب من أصل لبناني، وكذلك عدد كبير من القضاة وحكام المناطق، وهذا يدل على نجاح اللبنانيين هنا واندماجهم في مجتمع هذا البلد اللاتيني”.

 

ماذا بعد استدعاء الناشط وديع الأسمر عبر «الواتساب»؟

نورا الحمصي/جنوبية/17 أغسطس، 2018

مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية استدعى يوم امس، رئيس المركز اللبناني لحقوق الإنسان وديع الأسمر، والجديد في الأمر انه جرى عبر تطبيق واتساب، لينضم إلى لائحة الناشطين الذين تم استدعاؤهم، فحتّام بقاء سيف الاستدعاءات الأمنية مسلطا على رؤوس الناشطين وعقولهم ؟ ما زالت الاستدعاءات والاتصالات تتوالى من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وهي اصبحت متوقعة بل وينتظرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ايّة لحظة وبأيّة طريقة، خاصة وان هؤلاء اعتادوا ان يعبروا عن ارائهم بحريّة. وبالامس انضم الناشط في حقوق الانسان وديع الاسمر إلى لائحة الناشطين الذين استدعاهم مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، وذلك بناء على طلب مدعي عام جبل لبنان القاضي غادة عون. وأعلن الاسمر عبر حسابه الخاص على فيسبوك استدعاءه من قبل المكتب، في اتصال عبر تطبيق «واتساب» كونه خارج لبنان، وهي سابقة لم تحدث قبلا، وتدل على السرعة وسهولة الأمر لدى مسؤولي “مكتب جرائم المعلوماتية” في جلب الناشطين الى التحقيق واحتجازهم، وهو ما اثار حفيظة وسخرية جمهور اللبنانيين في مواقع التواصل! وكتب الاسمر عبر صفحته ” تلقيت صباح اليوم اتصالاً على واتسآب من “مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية” لاستدعائي للتحقيق في 31 آب بمواضيع متعلقة بآرائي التي أعبًر عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، للحديث تتمة ولكن أتمنى عليهم قراءة المادة 47 من أ.م.ج بتأني لأنني سألتزم بها حرفياً”.

الناشط المدني والمحامي حسن بزي أكد لـ”جنوبية” وقوفه “مع الحريات ولكن ليس مع التحقير، والناشط هو الذي يقوم بتقديم فكرة جديدة تخدم المجتمع ويعبر عن رأيه بموضوعية، اما من يقوم بالشتم وينشر منشورات للفتنة هو ليس ناشطاً، وعلينا الفصل بينهما”، مضيفاً ” اما بالنسبة لوديع فلا يخفى على احد انه ناشط حقوقي وسياسي، وبغض النظر ان اختلفنا معه ببعض التفاصيل ولكن وديع من الاشخاص الذين يعبرون بطريقة موضوعية ويوجهون النقد بطريقة مدروسة، وهذا النوع من الانتقادات ادافع عنه واحميه لانني مثلهم”. وتابع بزي ” اليوم تم استدعاء وديع، وغداً بإمكانه ان يتم استدعائي وبالتالي نحن نرفض موضوع القمع ونشدد على المحافظة على الحريات المبنية على الموضوعية والشفافية”، مشيراً إلى انه يؤيد ” ملاحقة الناشط الذي يشكل خطراً على الامن الاجتماعي والذي يعبر من خلال الشتائم عن موقفه”. وفي الختام أكد الناشط المدني والمحامي حسن بزي أن “من يقوم بإنتقاد شخصية سياسية بسبب تقصيرها بالشأن العام ويطالب بالحرية للمعتقلين له الحق بالتعبير، وهذا ما ينص عليه الدستور وباقي القوانين وبالتالي هو محمي، وبالتالي فان استدعاء وديع او غيره هو في سبيل الضغط وهذا الامر غير مقبول”.

ومن جهته أكد الناشط علي طيّ في حديث لـ”جنوبية” أن “الافرقاء السياسيين في لبنان يلجأون إلى عدة وسائل قمعية بغية قمع كل صوت معارض لهم، فمنهم من يحرَض مناصريه بالاعتداء وتهديد كل من يقوم بإنتقاده، ومنهم من يلجأ للأجهزة الامنية، حيث يقوم بعض السياسيين بإستخدام طرق غير مشروعة بغية تحويل هذه الاجهزة الامنية إلى اجهزة قمعية تعمل لخدمة الزعيم عوضا عن التفرغ لحماية المواطن وحريته”. واضاف طي ” ازداد في الآونة الاخيرة استدعاء الناشطين من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية بغية تخويفهم والضغط عليهم ودفعهم لتوقيع تعهدات غير قانونية، كانت قد اعترضت عليها منظمة العفو الدولية واعتبرتها ضرباً من ضروب الترهيب ولا أساس لها في القانون اللبناني”.وأكد طي أن ” الدستور اللبناني يكفل حرية الرأي والاعتقاد، إذ لا حياة سياسية صحية بدون حرية، و قد رأينا ما ادى إليه الإستبداد من خراب و دمار في الجوار،و لذلك فإن الكل مدعو للتصدي لهذه الظاهرة الخطرة (ظاهرة الإستدعاءات الامنية لمغردين) فبعض الحرية هي آخر ما تبقى لنا في لبنان بعد ان دمروا الإقتصاد و المؤسسات والبيئة والصحة والتعليم، مضيفاً ” القضاء و لقضاء الحر والمستقل فقط، وليس مزاج زعيم أو تعسف جهاز أمني رسمي او خارج عن قانون هو الذي يتكفل بالفصل بينما هو تشهير وقدح و ذم وبين ما هو رأي حرّ ومشروع وضروري”. وفي الختام وجه الناشط علي طي ” تحية لكل مواطن شجاع يخاطر في امنه ورزقه لتحطيم قدسيات وتابوهات أو يتصدى لفساد يقتلنا، ولو بكلمة”.

 

استقرار لبنان على المحكّ: أميركا تلوّح بوضع «اليونيفيل» تحت الفصل السابع

 سهى جفّال/جنوبية/17 أغسطس، 2018

لا يمكن الفصل بين طلب تجديد مجلس الأمن للقوات الدولية في جنوب لبنان وبين الظروف الإقليمية والدولية الدقيقة، والضغوطات التي تمارس من قبل واشنطن لتعديل مهام القوة الدولية وتوسيع صلاحيات هذه القوة لتصبح تحت الفصل السابع، فالتجديد لقوات "اليونيفل" يبدو انه يوظف في إطار المواجهة المفتوحة بين المحور الأميركي والمحور الإيراني. يجري الحديث بمناسبة حلول موعد تجديد مجلس الأمن للقوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» في 31 آب الجاري، عن طلب مقدّ من الأميركيين الى الجانب الفرنسي، يقضي بإدخال بعض التعديلات لتقليص المكون البحري التابع لـ”اليونيفيل”، مقابل تعزيز فعاليتها في مناطق عملياتها بحيث تكون أكثر حزما للتعامل مع مسألة تواجد عناصر من “حزب الله” وأسلحة تابعة له في منطقة عمليات “اليونيفيل تطبيقا للقرار “1701” الذي ينص على منع تواجد أسلحة أو مسلحين غير تابعين للسلطات الشرعية اللبنانية بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، وقد يتك الإرتكاز في هذا الإتجاه أيضًا على الإعتداء المسلّح الذي حصل مؤخرا في بلدة مجدل زون جنوب لبنان على دورية إيطالية سلوفينية من القوة الدولية من قبل بعض الأهالي.

ولعل أبرز ما يؤكّد هذه السيناريوهات للإتجاهات الأميركية والضغط الذي سيواجهه لبنان الرسمي مع استحقاق تمديد مهمة «اليونيفيل»، الحراك المكثف لمسؤولين أمنيين دوليين قبل موعد جلسة مجلس الأمن في 31 من الشهر الجاري، فقبل أيام عقد اجتماع للجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات الأميركية والبريطانية لحماية الحدود البرّية اللبنانية برئاسة قائد الجيش العماد جوزاف عون، إضافة إلى الزيارة المرتقبة زيارة لوفد رفيع المستوى من “البنتاغون” الاميركي، برئاسة مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي روبرت كاريم، ومديرة مكتب لبنان آن بيرازن لمراقبة القرار1701.

مصدر اعلامي مطّلع أفاد “جنوبية” “أن هذه اللقاءات على صلة وثيقة بالتجديد لليونيفل وما يجري الحديث عنه من تعديل في مهامها من ناحية التشدد أكثر والالتزام بالقرارات الدولية، هو لسبب ان المنظمة الدولية وأعضاء مجلس الأمن يدركون جيدا أن الدولة اللبنانية غير قادرة على بسط سلطتها والإحاطة بنشاطات “حزب الله” خصوصا فيما يتعلق بإستحصاله على سلاحه، وهو ما يوضح بحسب المصدر الغاية الأميركية من الإصرار على توسيع نطاق عمل اليونيفيل ليشمل الحدود اللبنانية – السورية.

كما إستبعد المصدر “توسيع صلاحيات “اليونيفيل” لتصبح تحت الفصل السابع خصوصا أن الحكومة اللبنانية في مرحلة تصريف أعمال وهذا ما لا يجيز لها الموافقة على هكذا قرارات”.

العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، رأى في حديث لـ “جنوبية” أن “النوايا تجاه لبنان غير سليمة، فطلب توسيع صلاحيات “اليونيفيل” ووضعها تحت الفصل السابع يعني خلق أزمة في الجنوب في وقت أن الوضع مستقر، وتابع “القوات الدولية موجودة في لبنان منذ أربعة عقود من الزمن وطوال هذه الفترة لم تشكل قوة ردع بوجه المقاومة ولا بوجه إسرائيل خصوصا، بدليل كل الإعتداءات والحروب التي شنها العدوّ على لبنان في 1982، 1978، 1996 ولم يصدر من “اليونيفيل” أي ردة فعل علما أنها مشكورة تقوم بمهمات المراقبة”، مشيرا إلى إلى الموقف الرافض لرئيس الجمهورية من توسيع صلاحيات القوات الدولية الذي أعلن صراحة أنه يطلب تجديد مهمتها إلا أنه لا يقبل بإضفاء أي تغيير بمهامها إنطلاقا من كون الرئيس عون حريصا على السيادة اللبنانية”.

كما لفت جابر إلى أنّه “لطالما كانت “اليونيفيل” متواجدة على الأراضي اللبنانية شمالي الحدود، وبعد عام 2006 أصبحت شمالا بعد الخط الأزرق دون التواجد على أراضي فلسطين المحتلة وتتعاون مع الأهالي والمجتمع المدني في لبنان والجيش لتأمين الإستقرار وتنفيذ القرار 1701، وتابع “فمن غير المنطقي إذا توسيع مهماتها ووضعها تحت الفصل السابع ما سوف يؤدي حتما وبشكل فوري إلى إصطدامها مع الأهالي لأنها سوف تقوم بدور “الشرطة” عبر التشدّد أكثر من خلال الدخول إلى المنازل للبحث والتحري تطبيقا لجميع بنود القرار”. مشيرا إلى أن “اليونيفيل لها حق عندما ترى عنصرا مسلحا من “حزب الله” بالإبلاغ وتوقيفه، لكن الحزب موجود جنوب الليطاني بشكل غير ظاهر”. ورأى أن “مسألة التعرّض للقوة الدولية مؤخرا في بلدة مجدل زون هو سبب إضافي لرفض توسيع صلاحياتها كي لا تكون باب إصطدام جديد مع الأهالي” مذكرا “بحادثة مشابهة وقعت منذ 5 سنوات مع دخول القوات الدولية إلى احد المنازل في الجنوب للبحث عندها وقع إشكالا كبيار، وإنطلاقا منها لبنان ليس بحاجة لأزمة جديدة مع الأمم المتحدة ومع أيّ دولة”. وقال جابر “هو مطلب إسرائيلي بعدما فشلت جميع مخططاتها في الجنوب السوري مع إضطرارها للقبول بتواجد الجيش السوري في الجولان كما كان عام 1974 وكأنه لم يحدث أي حرب في سوريا، لذا تحاول إسرائيل أن تعوّض هذا الأمر جنوب لبنان عبر توسيع مهام “اليونيفيل” كي يصبع قوّة ردع لأي وجود مسلّح مع العلم أن الحزب موجود في كلّ مكان في الجنوب ولكن ليس بشكل ظاهر يتناقض مع القرار 1701. ختاما، إستبعد جابر أن “يتم توسيع صلاحيات “اليونيفيل” خصوصا أن لبنان لديه أصدقاء في مجلس الأمن وبالتالي يمكن أن يطلب منها دبلوماسيا عدم مجاراة أميركا وإسرائيل بهذا الأمر حتى لا نخسر الإستقرار في الجنوب و”اليونيفيل”.

 

تطوّر مفاجئ في "تحقيقات" المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان

"ليبانون ديبايت"/17 آب/18/بتاريخ 21 تموز 2017، قدّم مدعي عام المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان، قراراً اتهاميّاً سريّاً الى قاضي الإجراءات التمهيديّة لتصديقه، في وقت اشار التقرير السنوي الى انشاء المدعي العام فريقاً منفصلاً متعدّد التخصّصات لضمان وجود قدرة للتركيز على استعراض وتقييم الإعتداءات الإرهابيّة الأخرى التي وقعت في لبنان ومن المحتمل ان تكون مشمولة بإختصاص المحكمة. وفي هذا السياق، كشفت مصادر خاصّة لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ القرار الإتهاميّ تمّ سحبه من قبل المدعي العام قبل البتّ به، حيث من المرجّح أن تكون الأسباب مرتبطة بورود معطيات أو أدلّة جديدة يعمل المدعي على ضمّها الى القرار والملفّ برمّته وتقدمته من جديد عند الإنتهاء منه. لكن لم يعرف بعد تفاصيل هذا القرار الاتهامي، الذي لا يزال مضمونه سريّاً.

 

اليونيفيل ومطار بيروت: ملفان ساخنان في وجه حزب الله

منير الربيع /المدن/الجمعة 17/08/2018

قبل أيام حصل اعتداء على إحدى الوحدات العاملة في نطاق قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان. الخلاف حصل، وفق "جنوبيين"، على خلفية تخطّي هذه القوات صلاحياتها والدخول إلى غير الطرقات العامة. ما دفع "الأهالي" إلى مواجهتهم. الأهالي الذي تعرّضوا لليونيفيل كانوا مسلّحين، وفق أعضاء في مجلس الأمن الدولي في إحدى الجلسات المغلقة التي خصصت للبحث في تمديد مهمّة القوات الدولية في جنوب لبنان وبحث الوضع في نطاق عمل القرار 1701. في تلك الجلسة المغلقة، قيل كلام قاس بحقّ لبنان. وهي المرّة الأولى التي يعبّر فيها أعضاء في المجلس بهذه الطريقة المباشرة عن استيائهم من الوضع في الجنوب اللبناني. ويصفون ما جرى بأنه اعتداء منظّم. ووفق دبلوماسي رفيع المستوى، فإن الوصف الذي خرج به الأعضاء المجتمعون، هو أن في لبنان من يريد رسم حدود جديدة، ويفرض شروطاً حديثة لمهمات القوات الدولية. والأهم من ذلك أن ما يحصل يأتي ضمن سياق متسلسل، وفق المصدر، من الموقف الرسمي اللبناني الذي عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، تجاه ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، بيرنيل دايلر كاردل، ورفضه استقبالها. وكذلك بالنسبة إلى قائد القوات الدولية اليونيفيل المنتهية ولايته الإيرلندي مايكل بيري.

اتخذ بري موقفه هذا في إطار ما يعتبره تأديب بعض المندوبين الدوليين، خصوصاً الذين لا يتخذون موقفاً وسطياً ويعملون لمصلحة إسرائيل. وهذا تقرأه الدوائر الدولية ودوائر الأمم المتحدة بأنه إشارات سلبية من لبنان على رفض التعاطي السلس والإيجابي مع المجتمع الدولي. لتأتي حادثة الاعتداء على القوة الدولية في مجدل زون، كحلقة من هذه السلسلة. لذلك، لا يفصل أعضاء في مجلس الأمن ما يجري من إشارات تتعلق بالعاملين في الأمم المتحدة، عن التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة، وعن مسألة ترسيم الحدود والمبادرة الأميركية التي قدّمت لتسوية الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلّة.

ثلاث جلسات مغلقة عقدها مجلس الأمن لبحث الوضع في جنوب لبنان، وسط تضارب في مواقف بعض الدول الكبرى، لجهة صلاحيات اليونيفيل، وما تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى تعديلها، وتوسيع نطاق عملها، بالإضافة إلى فرضها تحت الفصل السابع، وما سيكون لذلك من مفاعيل سياسية وغير سياسية. لكن، في مقابل هذا التشدد الأميركي، تبرز سهولة فرنسية وأوروبية بشكل عام، ترفض هذا الإجراء، وتصرّ على تمديد ولاية قوات الطوارئ الدولية بدون أي تعديل للصلاحيات أو توسيع للمهمات. قبل يومين، عقدت جلسة لمجلس الأمن وجرى فيها إقرار تمديد مهلة قوات الطوارئ مقابل معارضة أميركية، ولكن الجلسة الحاسمة ستكون في 30 آب 2018. والاتجاه وفق المصادر هو عدم الموافقة على المقترح الأميركي، بالرغم من الضغوط التي تمارسها واشنطن. ولكن عدم الذهاب إلى الفصل السابع سيوجب على لبنان تقديم تنازلات أساسية، أو اتخاذ إجراءات حقيقية تتعلّق بضمان سلامة القوات الدولية، وتعزيز سلطة الجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية الرسمية على الحدود الجنوبية، في محاولة للضغط على حزب الله وتطويقه.

الأهم هو إصرار بعض الأعضاء في مجلس الأمن على قراءة فقرات من القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن في ما يخص لبنان، خصوصاً القرارات، 1559، 1680، 1701 و2373، وأبرز ما فيها هو ما ينص على عدم وجود أسلحة أو سلطة في لبنان غير الرسمية. لا قوات أجنبية في لبنان من دون موافقة حكومته، ولا بيع أو توريد للأسلحة إلى لبنان باستثناء ما تأذن به حكومته. وهو ما يعتبر استهدافاً مباشر لحزب الله وحصوله على الأسلحة الإيرانية من طريق التهريب. وهذا ما يوضح الغاية الأميركية من الإصرار على توسيع نطاق عمل اليونيفيل ليشمل الحدود اللبنانية السورية. وهناك من يطرح وصاية دولية على مطار بيروت، الذي يصفه الأميركيون بأنه نقطة ارتكاز ونفوذ أساسية بالنسبة إلى حزب الله، عسكرياً ومالياً. ويعتبرون أن الحزب قادر على فعل ما يريده في المطار. بالتالي، هو قادر على إيصال الأسلحة والأموال عبره، خصوصاً في ظل تطبيق المصارف العقوبات الأميركية على الحزب.

يتسلّح حزب الله بالموقف الرسمي اللبناني الذي يحمي المقاومة في مواجهة هذه المحاولات. ولكن مسار التطويق سيبقى مستمراً في ظل التوتر الأميركي- الإيراني. وما يجري في لبنان لا يخرج عن سياق الشروط الدولية بشأن ضرورة انسحاب حزب الله من الجنوب السوري، وتفويض الروس بإدارة تلك المنطقة، وهذا ما تريد واشنطن وإسرائيل تكريسه في لبنان، عبر الضغوط الدولية. وما يكفل حسم وجهة الأمور وتحديدها، هو مسار العلاقة الإيرانية الأميركية، وإذا ما استمر التصعيد، بالتأكيد فهو سينعكس على لبنان. لذلك، فإن المرحلة هي مرحلة ترقّب وانتظار تشمل مختلف المجالات السياسية والعسكرية والحكومية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 17/8/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ماذا يحصل في المنطقة؟ هل هو إقفال للحروب العسكرية؟ هل هو فتح للحروب الإقتصادية؟

لماذا تركيا بعد إيران وقبلها سوريا واليمن وليبيا وقبلها مصر ودائما فلسطين؟

هل أن كل الحروب التي حصلت عسكريا والتي تحصل إقتصاديا مقدمة لصفقة القرن؟

هل أن إتفاق الرئيسين الأميركي والروسي فجرا وفي اتصال هاتفي على خروج إيران من سوريا مقدمة لحرب إقتصادية ضروس على طهران وأنقرة في آن؟

كيف ستكون عليه الصورة في تركيا التي رفضت مجددا تسليم القس الموقوف الى واشنطن والتي اتهمته بإدارة مجموعة استخباراتية؟

كل هذه الأسئلة تطرح نفسها فيما السؤال الذي بدأ يطل علينا: أي وضع سيقدم عليه لبنان؟ هذا السؤال يستحق أن يطرح نفسه أيضا طالما أن تشكيل الحكومة متعثر، والبعض يقول متعذر لسبب كبير لم يعد يتعلق بعدد الوزراء والحصص والحقائب وإنما بفوران مقولة التطبيع مع النظام السوري.

هذا البعض يشير الى خبر ورد هذا اليوم ويتعلق بإنتهاء الإدارة الأميركية من إقرار مئتي مليون دولار لإعمار سوريا بعدما كانت الإدارة نفسها ترهن الأموال والإعمار بالحل السياسي في سوريا.

بعض آخر من رافضي التطبيع مع النظام يقول: إن الطريق الصحيح هو التعاون مع صانعة الحل: روسيا التي ارتضت الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية.

وبين سطور كلام هذا البعض وذاك يطلع الإعلام الإسرائيلي بالترويج لطلب مسؤولين سابقين من دول الخليج العربي بفرض عقوبات مالية على لبنان بسبب دور حزب الله، وللأسف فإن هناك في الإعلام اللبناني من ينقل الترويج رغم تأكيدات سفراء خليجيين بدعم لبنان، ورغم تأكيدات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن الوضع المالي والنقدي سليم.

في أي حال ومهما تكن الأسباب والوقائع والتكهنات، فإن القيادات اللبنانية على اختلافها مدعوة الى التعاون من أجل تأليف الحكومة في ما يجهد فيه الرئيس سعد الحريري على أن تترك المواضيع ذات الصلة مع سوريا: كالنازحين الى مجلس الوزراء بعد تشكيل الحكومة.

وفي غمرة الكلام على التطبيع حذر أستاذ القانون الدولي الدكتور شفيق المصري من محاولة إقصاء الحريرية السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لم تعد القصة قصة "رمانة" بل قلوب مليانة والحقائب الوحيدة التي باتت في متناول الأيدي هي حقائب سفر السياسيين لقضاء إجازة أو لالتقاط الإشارات من مواقع القرارات بعض الزيارات ليست بحاجة إلى تأشيرات بين السفارة والعمارة وبعنوان الحج ومن استطاع إليه سبيلا أدى الوزير المفوض وليد البخاري مناسكه السياسية عند الرئيس المكلف سعد الحريري فكان عرض للعلاقات بين البلدين واستبعاد لملف التأليف بحسب ما قال البخاري بعد اللقاء. طرق الحجيج المسهلة لم تنسحب على أزمة التأليف التي سلكت معبرا آخر ورمي الجمرات أصاب التشكيل بتأجيل حيث أكدت مصادر للجديد أن لا حكومة قبل الخريف وأن العقد لم تعد تقتصر على الحصص والحقائب إنما امتدت إلى البيان الوزاري وباتت مرتبطة ارتباطا مباشرا بالعلاقة اللبنانية السورية وإذا كان الرئيس المكلف مغلوبا على أمره في حل العقد الداخلية فإنه وقع في فخ الموقف المتسرع على قاعدة وحدة بوحدة وقال لا حكومة إذا ما أردتم عودة العلاقة بسوريا وهي علاقة أدرجت بندا في البيان الوزاري لحكومة تصريف الأعمال الذي ينص على أن الحكومة ستواصل بالطبع تعزيز العلاقة بالدول الشقيقة والصديقة إلا إذا أصبحت دمشق خارج هذين التصنيفين. تبعات موقف الرئيس المكلف لم تصب شياطين التعطيل بل سدت المنفذ البري الوحيد أمام ألوف الصناعيين والمزارعين الذين بات عليهم أن يلفوا السبعة بحور لوصول منتوجاتهم إلى موانيء دول الجوار العربي والخليجي والقول بالمثل يقرن فإن شركة واحدة من ألوف الشركات تدفع مليوني دولار سنويا فرق عملة بين الشحن البحري والشحن البري عبر معبر نصيب وإذا كان الحريري قد اتخذ قرار التعطيل عن سابق إصرار وتصميم "فمين اللي فتح الردة"؟ في استعراض المواقف تلاقى التيار الوطني الحر مع حركة أمل في استحضار العلاقة اللبنانية السورية لاستحداث أداة الشرط الجديدة حزب الله طالب بشد الأحصنة ورئيس مجلس النواب نبيه بري قال إن هذا الكلام لا يفيد ليتبين أن وراء الأكمة ما وراءها بالإيعاز إلى صحافي غب الطلب ليقول للحريري ما قاله. الرسائل المتبادلة استمرت اليوم وفي احتفال لكشافة الرسالة قال بري لن نقبل باستمرار حرق الوقت وصرفه من دون طائل ولا بتأجيل بناء السلطة التنفيذية عبر تشكيل الحكومة داعيا وبالسرعة القصوى إلى لملمة الوضع المتشظي ولم ملف النفايات وبناء القدرات الوطنية لطي ملف الكهرباء حيث طالب بحلول جذْرية لا تعتمد على البواخر ولا على فخاخ المولدات وصدق من قال إذا ابتلي أصحاب المولدات بالمعاصي فليستتروا بنعمة الغطاء السياسي.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

في الظاهر العقد على حالها، التيار الوطني الحر لم يوافق على جعل حصته الوزارية تتدنى من 11 وزيرا الى عشرة، والقوات اللبنانية لم تتخل عن الحقيبة السيادية، والحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال مصرا على ان يكون الوزراء الدروز الثلاثة من حصته.

هذا في الظاهر، اما في العمق فالعقد تزداد وتصبح اكثر خطورة، العقدتان البارزتان المستجدتان العلاقة مع سوريا والمحكمة الدولية، فما قاله الرئيس الحريري في دردشة مع الاعلاميين الثلاثاء الفائت عن سوريا والحملات الاعلانية التي اعقبت موقفه تكاد تعيد البلد الى مرحلة الاصطفافات العمودية بين 8 و14 اذار.

اما المحكمة الدولية التي ستدخل في ايلول المقبل في مراحلها الختامية فان عودتها الى واجهة الاحداث في لبنان ستكون ذات ترددات على الواقع اللبناني.

في ظل اجواء التعقيد هذه دعا نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي في حديث للـ mtv الى ضرورة اعتماد معيار واحد في تشكيل الحكومة مؤكدا انه لا يمكن الانصياع لارادة الخارج الساعي الى اجهاض العهد.

المشهد المذكور يقود الى الاستنتاج بأن الجمود الذي سيطر على تشكيل الحكومة لن ينتهي قريبا وان النفق الذي دخل فيه لبنان قد يكون طويلا ولن ينتهي في المدى المنظور.

حياتيا، تركيب العدادات على المولدات الكهربائية بدءا من الاول من تشرين الاول المقبل يخوض طريقه الى التنفيذ رغم الحراك الذي يقوم به اصحاب المولدات.

اقليميا، الصراع التركي الاميركي مستمر وترامب يهدد بخنق تركيا اذا لم يتم الافراج عن القس الاميركي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

استكمالا لمسيرة رفع الحرمان عن مختلف المناطق اللبنانية اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري العزم على انشاء مجلسين لانماء البقاع وعكار على غرار مجلس الجنوب، وخلال استقباله اليوم وفدا من عكار ووادي خالد اشار رئيس المجلس الى وجود اقتراحي قانون بهذا الخصوص في مجلس النواب.

حكوميا، وفيما عداد التاليف يواصل تسجيل المزيد من ايام التكليف من دون نتيجة، طفا على السطح السجال حول العلاقة مع سوريا بعد كلام الرئيس المكلف سعد الحريري مؤخرا وما تلاه من دعوات للتعاطي بواقعية سياسية وما تقتضيه المصلحة الوطنية على هذا الصعيد.

اما عدادات الكهرباء فحضرت في بعبدا خلال لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون مع وزير الاقتصاد رائد خوري الذي نقل عن عون ان قرار تركيب عدادات للمشتركين بالمولدات الخاصة عادل لجميع الاطراف ويجب ان يطبق في موعده.

كهربائيا ايضا وبعد ان رست الباخرة التركية في كسروان الـ nbn استطلعت اراء اهالي المنطقة حول زيادة التغذية الكهربائية وستعرض النتيجة ضمن تقرير في سياق هذه النشرة.

وبعيدا من هموم السياسة والكهرباء رعى الرئيس نبيه بري عصر اليوم احتفالا اقامته كشافة الرسالة الاسلامية في اليونيسكو لمناسبة ذكرى تأسيسها، وحذر في كلمة له من استمرار حرق الوقت وتأجيل تنفيذ الاستحقاقات ولا سيما تشكيل الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

عطلة الاعياد مرشحة لان تكون عطلة سياسية بامتياز ومحركات تأليف الحكومة متوقفة بانتظار اية مستجدات.

التأكيد لمصادر سياسية معنية مشددة على ان هذه الاجواء لا تعني ان الاتصالات بين الاطراف مقطوعة. وقالت المصادر نفسها ان قنوات الاتصال ستبقى مفتوحة على أمل ان يحصل الخرق المطلوب.

وما سجل بشأن المواقف من تأليف الحكومة جاء على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا المساء معلنا رفضه لحرق الوقت وتأجيل بناء السلطة من خلال تأليف الحكومة. ووصف ما يجري بانه ترك للبلد من دون مسؤولية داعيا الى لملمة الوضع والمسارعة لتعويض الوقت الضائع.

في غضون ذلك تأكيد للرئيس المكلف سعد الحريري على عمق الروابط التاريخية بين لبنان والمملكة العربية السعودية.

كلام الرئيس الحريري جاء خلال لقائه القائم بأعمال سفارة السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري الذي اطلع الرئيس الحريري على سير عمليات منح تأشيرات الحج وخطة الانجاز التي تحققت، مشيرا الى ان السفارة أنجزت خمسة آلاف تأشيرة خلال 49 ساعة عمل.

اقليميا وبعدما هدد بخنق تركيا عبر المزيد من الاجراءات العقابية، اكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب مجددا ان تركيا تشكل مشكلة منذ زمن وقضية القس الاميركي اندرو برانسون لن تمر مرور الكرام في وقت رفض القضاء التركي مجددا التماسا جديدا للافراج عنه.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من معرفة وطنية شاملة واطلاع دقيق بالتفاصيل، بنى رئيس مجلس النواب نبيه بري مواقفه اليوم.. وبلغة الحسم والانذار المبكر رفض رئيس المجلس استمرار احراق الوقت وصرفه من دون طائل وتأجيل الاستحقاقات وتأخير تشكيل الحكومة، وتغييب الدولة ومؤسساتها عن لملمة الوضع المتشظي واتخاذ الاجراءات العاجلة للملفات العالقة.

استعجال الرئيس بري تأليف الحكومة، يضيء فعليا على حجم العقد التي تحتاج الى الفكفكة سريعا، ولكن يبدو ان الحل اصبح اسير الوقت الضيق قبل عطلة عيد الاضحى، بعدما ضحى البعض بالمساعي والاتصالات امام شروط ظاهرها المناورة وباطنها التعقيد، فهل يعي هؤلاء حجم التداعيات السياسية لما يشترطون، وكيف يحرقون مراحل لاحقة في العملية السياسية قبل اجتيازهم شبرا واحدا في التأليف؟

وعلى المراوحة في التشكيل تعلق مصادر التيار الوطني الحر بالاشارة الى المنار الى ان البحث جديا عن خيارات الحلول صار ضروريا.

من باب الضرورة للتوضيح والتوجيه والتصويب جاءت مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عيد الانتصار قبل يومين، وهو يستكمل مواقفه من القضايا الداخلية والاقليمية خلال اطلالته من الهرمل عصر يوم الاحد في السادس والعشرين من الجاري خلال الاحتفال الذي يقيمه حزب الله في الذكرى السنوية الاولى لعيد التحرير الثاني.

في المنطقة، الغضب يتواصل في غزة، وثوارها خرجوا اليوم في مسيرة العودة من اجل القدس والاقصى الذي يحفظ الفلسطينيون والشرفاء امانته ومعهم كل من يعي حجم التهديدات المتسللة من صفقة القرن، ويستعدون للمواجهة.

واليوم حدود غزة ضرجت مجددا بالدم الفلسطيني في تضحية مستمرة منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من اذار مارس المنصرم، في تجديد للعهد بألا انهزام امام جبروت الاحتلال مهما غلت التضحيات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

قال رئيس الجمهورية كلمته: "قرار تركيب عدادات للمشتركين في المولدات الخاصة يجب ان يطبق في موعده ابتداء من الاول من تشرين الاول المقبل لانه تدبير عادل لجميع الاطراف المعنيين به، وذلك في انتظار انجاز الحلول الجذرية التي تضع حدا لأزمة الكهرباء".

ووزير العدل قال كلمته: "قطاع المولدات قطاع أمر واقع وغير شرعي، لكنه يؤمن خدمة عامة حيوية هي خدمة الكهرباء. وبالتالي، لا يمكن لأحد في ظل القوانين السائدة، أن يتقدم بما يسمى تهديد بقطع الكهرباء عن الشعب اللبناني".

هكذا، أصحاب المولدات... "العدادات أمامهم والقانون وراءهم، فأين المفر؟".

يكاد هذا الخبر أن يرقى إلى مستوى الحدث، فبعد أكثر من ربع قرن على وضع المواطن تحت سيف المولد، وبمبالغ خيالية، جاء من يقول للجشع: كفى... فالمواطن لم يخلق ليذهب راتبه إلى صاحب مولد يستغل البنى التحتية والفوقية للدولة ولا يدفع قرشا واحدا ضريبة وهكذا أصبح اصحاب المولدات ناديا مقفلا هدفه سحب مليارات الدولارات من جيوب المواطنين في غياب الأجهزة المختصة وبتواطؤ مع بعضها ولا سيما البلديات منها... إلى أن جاء من يقول لهؤلاء: "عليكم بالعداد وبتسعيرة وزارة الطاقة... ونقطة على السطر".

في مقابل هذا الحزم والحسم في ملف الكهرباء، بدا التشكيل الحكومي في غياب وغيبوبة، خرق صمته المدوي، كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري قال فيه: "لن نقبل باستمرار حرق الوقت وصرفه دون طائل وتأجيل بناء السلطة التنفيذية عبر تشكيل الحكومة، وادعو الى لملمة الوضع".

لكن قبل الدخول في تفاصيل النشرة نتوقف عند مأساتين، الأولى: "دعارة على أوتوستراد زحلة من خلال استغلال العوز ولا سيما لدى بعض النازحات السوريات"، والثانية "تحرش الكتروني من خلال ابتزاز قاصرات واستدراجهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بين الحق والباطل، الحياد جريمة. ولأننا لسنا مجرمين، ولا نقبل أن نكون، في موضوع اتهام عهد الرئيس العماد ميشال عون بقمع الحريات، لن نقف على حياد.

فمن الناحية القانونية، الاتهام ساقط. فكل ما في الأمر أن بعض مواد قانون العقوبات تفرض على النيابة العامة أن تتحرك تلقائيا إزاء كل ما من شأنه تحقير رئيس الجمهورية. أما في ما يتعلق بسائر المسؤولين، أو حتى المواطنين ممن لا يتولون مسؤوليات عامة، فمن حقهم التقدم بشكاوى مباشرة إذا تعرضوا لإساءة، وهذا ما يحصل منذ زمن بعيد، تحت سقف القانون. وكل ما في الأمر أيضا، أن النيابة العامة تستدعي بين حين وآخر بعض الناشطين، بناء على ما يردها من الضابطة العدلية، التي هي في هذه الحالة فرع الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي، وذلك للتحقيق بموضوع قد يثير بلبلة برأيها في أوساط الرأي العام، وهو ما قد يحدث بشكوى أو من دون. وبناء عليه، من باب جهل الحقوق والواجبات، أن يتهم رئيس الجمهورية بقمع الحريات، فقط لأن النيابة العامة تتحرك بموجب القانون، علما أن وزير العدل يكشف للـ OTV في سياق النشرة، موقف رئيس الجمهورية كلما استدعي ناشط إلى التحقيق.

أما من الناحية الأخلاقية، فالاتهام ساقط أساسا. فبكل وضوح وصراحة، من العيب أن يتهم رئيس اسمه ميشال عون بقمع الحريات، هو الذي بذل حياته العسكرية ثم السياسية، مدافعا عن وطن حر، بكامل أرضه وكامل شعبه. وإذا كان قمع الحريات نهجا يعتمده الطغاة المستبدون الذين يفرضون أنفسهم على شعبهم بالقوة، فما حاجة ميشال عون إلى ممارسات من هذا النوع، هو الذي فرضه شعبه رئيسا للجمهورية، بعد نضال طويل؟

حقا، اللي استحوا ماتوا. فإذا كان من عهد بعد الطائف، فيه بصيص من الحرية للشعب كما الوطن، فهو عهد ميشال عون. أما أن يفهم البعض حرية التعبير حرية شتيمة، فالحد الفاصل هو القانون، والعدالة في هذا العهد كما في الآتي من عهود، يجب أن تبقى دوما، أساس الملك.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 17 آب 2018

النهار

لوحظ أن بلديات في قرى عديدة ركبت قبل سنوات عدادات لمولدات الكهرباء من دون اشكالات.

ذكّر رئيس حكومة سابق بتعيين وزراء دروز أمثال نجيب علم الدين، وحسن مشرفية، وسعيد حماده عند الخلاف على تمثيلهم بجنبلاط وارسلان.

توقع ديبلوماسي أوروبي ان يصبح لبنان جزءاً من تفاهم أميركي - روسي على المنطقة برمتها.

تبيّن أن الباخرة التركية الثالثة لم تبدل واقع أزمة الكهرباء في كسروان حيث لا يتأمن التيار أكثر من ساعات قليلة.

الجمهورية

لا يتردّد مرجع بارز في القول صراحة إنّه سيرفض عودة وزير حالي إلى وزارة خدماتية أساسية.

قال نائب في تيار سياسي بارز عن مشاورات التأليف: "ما في شي .. منشّفي".

يُردِّد نائب بقاعي في أوساطه أن دولة كبيرة تلعب لعبة غير نظيفة مع لبنان وهذا ما يؤثر على تأليف الحكومة.

اللواء

يتّجه رئيس حزب مسيحي لحشر، حليفه الافتراضي، في الزاوية، لجهة إسقاط حججه، الواحدة تلو الأخرى!

لم يشأ مرجع كبير مفاتحة مسؤول رفيع بأن العلاقة مع بلد مجاور، من شأنها أن تثير جدلاً، لذا بدّ من حسم الموقف منها باكراً!

قدّم قاض سابق شكوى إلى هيئة التفتيش القضائي ضدّ قاض آخر في منصب الشرف تناوله بالقدح والذمّ والتحقير والتشهير وتشويه السمعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية أزمة تعرّض لها صرح تربوي بيروتي عريق. طالباً ملاحقته تأديبياً أمام المجلس التأديبي الخاص بقضاة الشرف ومعاقبته وشطبه عن لائحة الشرف.

المستقبل

يقال إن العمليات النوعية الأخيرة التي نفّذها الجيش اللبناني في منطقة البقاع ضمن إطار الخطة الأمنية الهادفة إلى الإطباق على تجّار المخدرات لاقت ارتياحاً كبيراً في صفوف أهالي المنطقة التوّاقين إلى عودتها إلى كنف الدولة.

البناء

لم يصدر عن أيّ طرف من "قوى 14 آذار" أي موقف يستذكر انتصار لبنان بجيشه ومقاومته وأهله، على العدو الصهيوني في حرب تموز 2006، حتى بيان كتلة "المستقبل" خلا من أيّ إشارة إلى ذلك الإنجاز الوطني الكبير، ما دفع أوساطاً سياسية إلى التساؤل عما إذا كانت سياسة النأي بالنفس تشمل أيضاً الصراع العربي- "الإسرائيلي"!؟

قالت مصادر دبلوماسية أممية إنّ المؤشرات التي يحملها كلّ من المبعوثين الخاصين في اليمن وسورية تقول بأنّ فرص نجاح جولة محادثات قادمة ستبدأ في مطلع الشهر القادم صارت كافية للبدء بتوجيه الدعوات للأطراف المعنية بعدما تمّ الحصول على إشارات إيجابية من الدول الكبرى في مجلس الأمن، وخصوصاً تأييد موسكو وواشنطن لعقد الجولتين الخاصتين بسورية واليمن وجدول أعمالهما.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

طرح ملفات حيوية لإحراج الحريري والقبول بالتطبيع مع سوريا

إعداد جنوبية 17 أغسطس، 2018 /تراجع أسهم التفاؤل بإمكانية ولادة حكومية في القريب العاجل مع دخول عقدة جديدة على الخط التأليف فإضافة إلى تمسّك بعض القوى السياسية بمطالبها، برز ملف إستئناف العلاقات بين لبنان وسوريا الى الواجهة مع إعلان الرئيس المكلف سعد الحريري رفضه تأليف حكومة إذا كان بيانها الوزاري مشروطاً بعودة العلاقة مع سوريا عبر عنوان معبر “نصيب”، وهو الأمر الذي دفع الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله  للردّ بشكل ضمني بعدم إلزام نفسه بمواقف و”لاءات” قد يتراجع عنها. وقد ضم الرئيس نبيه بري صوته أمس الى نصرالله بقوله “إن تصريحات الرئيس المكلف عن العلاقة مع سوريا غير واقعية ولا تفيد”. وقد بدا جلياً انّ هذه العقدة الجديدة ستؤثر حتماً على مسار التأليف، ما يعقّد الأمور أكثر فأكثر. هذه المواقف تمهّد، وفق ما تقول مصادر مطلعة لـ “الشرق”  لمحاولات مكثفة سيبذلها فريق 8 آذار في الداخل، لإدراج “التطبيع مع سوريا” في البيان الوزاري للحكومة العتيدة، وهو ما لن يوافق عليه الرئيس الحريري، وقد حسم بنفسه هذا الامر. وأشارت المصادر الى ان فريق 8 آذار يريد تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن لكن بشروطه، لترجمة إنتصاراته إقليميا في الداخل، بدليل أنه لم يكتف فقط بسحب “أرنب” الاصرار على التطبيع مع  دمشق، إنما أيضا تصعيد المواقف بوجه المملكة العربية السعودية من جديد. ورأت أن الهجمات الكلامية الحادة التي شنها بعض حلفاء النظام السوري في الداخل على الحريري برزت كترداد صدى على الاقل لخطاب نصرالله، إلا أن الخطورة ان يصبح موضوع العلاقات مع النظام السوري مادة تعيد الانقسامات الداخلية الحادة سيّما مع تأييد التيار الوطني الحرّ عود العلاقات مع النظام مع العلم أن الرئيس المكلف لا يزال يتعامل مع الأمور بهدوء. وطرحت “النهار”  في هذا السياق تساؤلات قلقة للغاية عن الصمت الذي يلتزمه العهد تحديداً حيال الهجمات الكلامية على الحريري في ما يتعلّق بملف العلاقات مع سوريا بما يخشى معه ان يترك هذا التجاهل انعكاسات سلبية على علاقة  التي بالأصل مهتزة بين العهد والحريري، مشيرة إلى أن على الرغم من هدوء الحريري إلا أنه  يبدو في ذروة التصميم على عدم التراجع اطلاقاً عن كل ثوابته في عملية تأليف الحكومة بحيث سيكون على الآخرين مراجعة حساباتهم بروية. ورأت  أوساط معنية بالأزمة أن الأجواء المفتعلة في الايام الاخيرة بدا كأنه زج بمجمل الاستحقاق الحكومي واحتمالاته وما قطعه من مراحل سابقة في خانة التوظيف الاقليمي وتحديداً السوري. إلى ذلك قالت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”الجمهورية”: “إعادة تطبيع العلاقات مع النظام هو أمر مفتعل من قبل بعض الأطراف المقصود به ربط لبنان بالنظام السورية لحاجة الأخير إلى دور إقليمي يستعيد عبره شرعيته المفقودة داخليا وخارجيا”، كما إستغربت المصادر “الإصرار والإستعجال بإستئناف العلاقات قبل إنتهاء الحرب السورية وإتضاح الأمر بالنسبة للنظام الجديد يتمتع بشرعية عربية ودولية”. كما أكدت مصادر “الحزب التقدمي الاشتراكي”، “انّ هناك محاولات متكررة من قبل بعض الجهات الرسمية او غير الرسمية في لبنان لإعادة العلاقات اللبنانية – السورية علما أن هذه المسألة ليست محل إجماع وتفاهم وطني وبالتالي، إستئناف العلاقات الرسمية بين البلدين لا يمكن ان تتمّ من دون قبول رئيس الحكومةـ ودعت المصادر “الى عدم التسرّع في هذا الامر”. في المقابل، أوضحت اوساط قريبة من “حزب الله إن نصرالله “لم يشترط حتى الآن تفعيل العلاقة مع سوريا أو إدراج هذا المطلب في البيان الوزاري، لتسهيل ولادة الحكومة الجديدة، على الرغم  من انّه يمكنه  فعل ذلك، من موقع الشريك في الانتصارات السورية، إلا أن مطالب الحزب وحركة أمل  لم تكن سوى 6 وزراء انسجاماً مع التوازنات اللبنانية المرهفة، إضافة الى مراعاة بعض الحلفاء مثل تيار “المردة” والمجموعة السنّية المستقلّة عن تيار “المستقبل”.

 

غوتيريس يعيّن مارغريت الحلو مديرة لمركز الاعلام في بيروت

المركزية/17 آب/18/ عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "مارغريت الحلو مديرة لمركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، الذي يخدم كلا من لبنان، الأردن، سوريا، والكويت" وذلك في بيان وزعه مركز الأمم في بيروت هذا نصه: "استلمت الحلو مهامها الجديدة في الأول من آب الجاري وفي جعبتها "خبرة في مجال الإعلام والاتصالات والعلاقات الدولية تفوق الـ15 عاما اكتسبتها في الأمم المتحدة وخارجها، وأشرفت منذ أيار 2014، على عمل مركز الأمم في بيروت بصفة موقتة، قادت خلالها بنجاح حملات إعلامية معقدة إلى جانب وضع وتنفيذ استراتيجيات هدفت إلى نشر رسائل الأمم المتحدة على نطاق واسع في المنطقة. وشغلت بين الأعوام 2010 و2014، منصب المسؤولة الإعلامية في المركز، مقدمة المشورة بشأن استراتيجيات التواصل والقرارات العملية المتعلقة بأنشطة المركز التوعوية العامة. ومن العام 2000 إلى العام 2007، قدمت الدعم لمشاريع استراتيجية في مجال التواصل، كما لكبار المسؤولين الإعلاميين في مكتب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا). أما خارج الأمم المتحدة، عملت الحلو في شركة "بروكتر وغامبل " (Procter and Gamble) في لبنان كرئيسة لقسم العلاقات العامة لدول الشرق الأدنى، وذلك بين الأعوام 2007 و2009 حيث عملت على تمتين العلاقات مع مختلف الأطراف ذات الصلة، ووضعت استراتيجيات التواصل للشركة. ومن العام 1997 حتى العام 2000، شغلت الحلو مناصب إدارية في أقسام المبيعات والتسويق والاتصالات الرقمية في شركات زراعية لبنانية مختلفة. جدر الإشارة إلى أن الحلو تحمل الجنسية اللبنانية، وهي حائزة على بكالوريوس في الهندسة الزراعية من الجامعة الأميركية في بيروت. وتتقن اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية".

 

جنبلاط: هل تحولت البلاد الى نظام بوليسي؟

المركزية/17 آب/18/ غرّد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب السابق وليد جنبلاط عبر "تويتر" قائلا: "ما هي قضية استجواب ربيع الاسمر. هل أن البلاد تتحول إلى نظام بوليسي يقمع الحريات؟ في الاسبوع الماضي شاهدنا التصرف القمعي لجهاز أمن الدولة تجاه رشيد جنبلاط. نريد الحقيقة حول وديع الاسمر".

 

العقبات تتراكم امام "التأليف" ومطبّ كبير إضافي يظهر في أيلول المقبل/نطق المحكمة الدولية بحكمها قد يزيد تصلّب البعض ويخلط الاوراق محليا!

المركزية/17 آب/18/ على عكس الشلل الذي عاد ليضرب مساعي تأليف الحكومة، أكوامُ العقد والمطبات آخذة في الارتفاع امام عربة الرئيس المكلف سعد الحريري. فبعد الكباش على توزيع الحصص وتحديد الاحجام في مجلس الوزراء العتيد، وبروز اشكالية العلاقات مع النظام السوري في أعقاب مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومن بعده رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي اعتبرت الا مفرّ من التطبيع ومن انعاش التنسيق بين بيروت ودمشق واصفة كلام الرئيس الحريري في هذا الخصوص باللا واقعي، والتي ترافقت مع خرق كبير لسياسة النأي بالنفس من خلال معاودة نصرالله التصويب على المملكة العربية السعودية، تراجعت نسبة التفاؤل التي لفحت الاسبوع الماضي أجواء "التشكيل"، الى حد الانعدام، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية". وأمام هذا المشهد السوداوي، الذي زاده قتامة اعلان أطراف أساسيين معنيين بلعبة التأليف أن أي تفاهمات لم تحصل في الايام الماضية بينهم وبين الرئيس المكلف- وهو ما أشارت اليه مصادر التيار الوطني الحر اليوم التي نفت ان يكون رئيس الحزب الوزير جبران باسيل وافق على حصة من 10 وزراء في الحكومة لرئيس الجمهورية وللتيار- تخشى المصادر ان تكون الولادة الحكومية أُرجئت الى أجل غير مسمّى، من دون ان تستبعد ان تستمر المراوحة السلبية أشهرا وربما حتى أواخر العام الجاري. وبحسب المصادر، فإن عاملا جديدا سيدخل على الخط في الاسابيع المقبلة، ستكون له من دون شك، تداعياته وارتداداته على الساحة المحلية، سيكون مصدره لاهاي. فبين الثالث من ايلول المقبل والعاشر منه، ستدخل جلسات المحاكمة للمحكمة الخاصة بلبنان مرحلتها الختامية، التي في نهايتها سيتم تحديد المسؤوليات الجنائية والقانونية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومدنيين ونحو 71 متضرراً، من خلال انتقال المحكمة الدولية إلى الجلسات المخصّصة للمدعي العام، كي يكشف عن "روايته القضائية الكاملة" المُعززة بأدلة "لا يرقى اليها الشك"، قبل إعلان رئيس غرفة الدرجة الأولى ختام مرحلة المحاكمة ومن ثم النطق لاحقاً بالحكم، على أن تتبعها جلسة لتحديد العقوبة ومرحلة الاستئناف... وقد وصفت الناطقة باسم المحكمة وجد رمضان هذه المرحلة بـ"الدقيقة جداً باعتبار ان جميع الادلة التي قدمت خلال المحاكمة، واتخذت الغرفة قرارات بقبولها، ستفحص على أعلى معيار أي دون الشك المعقول". في حين تحدثت معلومات صحافية عن قرار اتهامي جديد سيصدر عن المحكمة في الفترة نفسها قد يعنى باغتيال جورج حاوي ومحاولتي اغتيال الوزيرين الياس المر ومروان حمادة. وفي وقت توضح ان للمحكمة صلاحية ملاحقة المتهمين في أي بلد كانوا، تشير المصادر الى ان القرار المرتقب صدوره عنها قد يدفع بعض الاطراف المحليين المعنيين الى رفع سقوفهم أكثر لا سيما حكوميا، حيث ربما طالبوا بعدم ذكر المحكمة في البيان الوزاري، هذا ان نضجت التركيبة الحكومية قبل هذا الموعد. أما إن لم يكن الحال كذلك، فقد يدخل لبنان بعد القرار مرحلة جديدة، يعاد فيها خلط الاوراق كلّها فوق الساحة المحلية، والخوف كبير من ان تتسم بتصعيد وتوترات الى حين اتضاح معالم الصورة الاقليمية الجديدة. واذ تذكر بأن الرئيس الحريري أعلن من لاهاي إبان صدور القرار الاتهامي في اغتيال والده، ربط نزاع مع حزب الله سياسيا، تسأل المصادر، هل يرد الحزب اليوم مدّ اليد، أم يستمر في التصلب وزاريا؟

 

لبنان: مؤسسات تجارية تنذر بإقفال جماعي وتسريح عاملين ومؤشر مبيعات التجزئة ينحدر إلى 45.7 نقطة في الفصل الثاني

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/17 آب/18/حذرت جمعية تجار بيروت من خطر اضطرار المؤسسات التي لا تزال قائمة إلى كفّ النشاط والإقفال التام وتسريح العاملين في المدى المتوسط، وبالتالي الخروج من حلقة المكلّفين الذين يؤمّنون نسبة كبيرة من العائدات لخزينة الدولة من ضرائب ورسوم. وبينت أن المؤسسات التجارية تتحمل ضغوطاً فائقة، وباتت تشكو من ضعف عام في نشاطها وأصبحت مهدّدة جدياً في المدى المتوسط. وهذا الوضع ينطبق ليس فقط على المؤسسات الصغيرة أو المتوسطة، بل أيضاً على بعض المؤسسات العريقة والكبيرة ذات التواجد التاريخي في الأسواق اللبنانية، بمختلف قطاعاتها وعلى اختلاف تواجدها المنطقي. وعكس «مؤشر جمعية تجار بيروت - فرنسَبنك لتجارة التجزئة»، الصادر أمس، جانبا مهما من أزمة القطاع التجاري، إذ أظهر انحدارا إضافيا إلى 45.71 نقطة في الفصل الثاني، مقابل 46.31 نقطة في الفصل الأول من هذه السنة. وهذا ما يشير إلى المسار التراجعي المتواصل منذ اعتماد «القياس 100» للمؤشر الأساس في نهاية الفصل الرابع من عام 2011، بينما أظهرت النتائج المجمّعة لأرقام أعمال قطاعات تجارة التجزئة انخفاضا حقيقياً ما بين الفصل الثاني لسنة 2018 والفصل الثاني للسنة السابقة، أشدّ من الانخفاض الذي شهدته في الفصل الأول لهذه السنة، حيث بلغ هذا الانخفاض الحقيقي، أي بعد وضع مؤشر غلاء المعيشة لهذه الفترة في الاعتبار، 9.74 في المائة. ويهدف المؤشر الدوري إلى تزويد المجتمع التجاري بأداة علمية تعكس المنحى الذي يشهده نشاط التجارة بالتجزئة بشكل فصلي (كل 3 أشهر)، علماً بأن هذا المؤشر يتمّ احتسابه من خلال إحصاءات عينة تمثيلية تضمّ أهم قطاعات تجارة السلع والخدمات بالتجزئة (45 قطاعا بحسب تصنيف إدارة الإحصاء المركزي). وقد تمّ اختيار الشركات المساهمة في هذه العينة من قبل جمعية تجار بيروت وفقاً لمعايير دقيقة تؤخد أساساً في الاعتبار حجم المؤسسة داخل القطاع الذي تنتمي إليه، وأيضاً استعداد المؤسسة للالتزام بتزويد الجمعية كل 3 أشهر بالنسبة المئوية الفصلية للتحسّن أو التراجع في أرقام أعمالها، مقارنة مع الفصل نفسه من السنة السابقة، وأيضاً مقارنة مع الفصل السابق له. وفي السياق، ظهرت إحصاءات غير مشجّعة وذات تأثير على الحركة التجارية. فمؤشر غلاء المعيشة للفصل الثاني من هذه السنة بالمقارنة مع الفصل نفسه من السنة الماضية، أظهر وفقاً لإدارة الإحصاء المركزي، أقوى ارتفاع له منذ نحو خمس سنوات، حيث بلغ مستوى 7.61 في المائة. والجزء الأكبر من هذا التضخّم لا بد أنه ناتج عن الزيادات في الرسوم والضرائب، إضافة إلى الضرائب المستحدثة التي أقرّها مجلس النواب، والتي سبق أن تمّ التحفّظ على تطبيقها من قِبل الهيئات الاقتصادية، لا سيما في ظلّ هذه الأوضاع غير المواتية للاقتصاد اللبناني. فكانت النتيجة الحتمية ارتفاعاً في الأسعار متزامناً مع استمرار تدهور القوة الشرائية لدى الأسر اللبنانية، مع كل ما ينتج عن هكذا حال من تراجع في نشاط الأسواق ومزيد من الانخفاض في أرقام الأعمال الحقيقية.

والملاحظ أن التباطؤ في نشاط الأسواق برز رغم العوامل الموسمية، ولا سيما تزامن شهر رمضان وحلول عيد الفطر المبارك خلال هذه الفترة. إنما الوضع يبدو أنه كان متفاوتاً حسب القطاعات. ففي الوقت الذي شهد فيه عدد كبير من القطاعات استمراراً في تراجع أرقام أعمالها، كانت نتائج بعض القطاعات الأخرى تشهد شيئا من الارتفاع. إنما ظلّت النتائج المجمّعة لكل قطاعات تجارة التجزئة سلبية نسبياً.

وبعد أن كانت الفعاليات الاقتصادية، بمختلف أطيافها، قد رفعت الصوت لتطالب بإنقاذ ما تبقّى، ناشد رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الجهات، الرسمية وغير الرسمية كافة، بالعمل على «إغاثة» هذا الشريان الحيوي لديمومة أحد أهم القطاعات في هذا الاقتصاد، ألا وهو القطاع التجاري، الذي يساهم فيما لا يقلّ عن ثلث الناتج المحلّي. وطالب الأطراف الوطنية بالإسراع في التوافق لتشكيل حكومة جديدة يكون أعضاؤها على مستوى الكفاءة اللازمة والمؤهلات المطلوبة للعمل الفوري والجدّي للحدّ من التدهور ووضع خطّة لإعادة الحياة إلى هذا القطاع المنكوب وغيره من القطاعات الاقتصادية التي طالت معاناتها.

وأشار إلى أن «الأوضاع السياسية التي سادت، إن قبيل وخلال الانتخابات النيابية في الفصل الثاني لهذه السنة، مع ما يرافقها من إنفاق انتخابي وتأثيره المباشر على نشاط الأسواق اعتياديا، وإن بعدها لجهة حالة الترقّب لعملية تأليف حكومة جديدة، لم يكن لهما إذاً أي تأثير إيجابي على صعيد الأسواق. علاوة على أنه كان قد سبق هذه الفترة إقرار رزمة من الضرائب الجديدة والمستحدثة، كما صدور قرار المحكمة الدستورية بإلغاء مرسوم التسويات والغرامات، والتي جاءت متضافرة لتبطل أي تأثير إيجابي كان متوقعاً أن يحدث بعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب الجديدة».

كل ذلك، إضافة إلى ضعف حركة السياحة عموماً، واستمرار تراجع القوة الشرائية لدى الأسر اللبنانية، لأسباب باتت معروفة للجميع، من ضغوط «تنافسية» في سوق العمل في كل القطاعات وشتّى المناطق، واستمرار ارتفاع معدّل التضخّم، وقرار المجلس الدستوري بردّ بند التسويات والغرامات الذي كان قد أُعلن عنه، وإلى جانب الأرقام الماكرو - اقتصادية التي لم تشهد تحسّناً وظلّت تنعكس بضغوط سلبية على الأصعدة كافة، من عجز ومديونية وما يتبعها من انعدام النمو وتقلّص المساحة الاقتصادية في البلاد. وما زال المجتمع التجاري يأمل ويثق بأن هذه الأزمة لا بد أن تزول فور تشكيل الحكومة العتيدة، وبأن كل المصاعب سوف يكون لها حلول، بتضافر جهود كل الجهات المسؤولة التي أكثرت في الآونة الأخيرة من تصريحاتها بأن الشأن الاقتصادي أصبح من الأولويات التي يستوجب العمل على إعادة إنعاشها، لا سيما في ضوء التسهيلات والمساعدات التي مُنحت للبنان من قِبل المجتمع الدولي في مؤتمر سيدر (CEDRE). والذي منح لبنان في الربيع الماضي، مساعدات مالية وقروضا ميسرة بقيمة إجمالية تصل إلى 11.8 مليارات دولار، مقابل التزام الحكومة ببرنامج إصلاح مالي واقتصادي.

 

“الإشتراكي”: لعدم التسرع في التطبيع مع النظام السوري.. جرائم الأسد لن تُمحى

مواقع الأكترونية/17 آب/18/أكدت مصادر “الحزب التقدمي الإشتراكي”، أن “محاولات التسلل المتكررة التي تقوم بها جهات رسمية او غير رسمية في لبنان لـ”تطبيع العلاقات مع النظام السوري” وإعادة إحياء حقبات قديمة مضى عليها الزمن ودفع اللبنانيون في سبيل التخلص منها الاثمان الباهظة، من شأنها أن تضع مزيداً من العراقيل امام عملية تأليف الحكومة . وأضافت المصادر نفسها لصحيفة “الجمهورية”: “واضح انّ مسألة العلاقات اللبنانية ـ السورية ليست محل إجماع وتفاهم وطني، هناك عدد من القوى التي تعترض عليها وفي مقدمها الرئيس المكلف سعد الحريري . وبالتالي، إعادة الانتظام للقنوات الرسمية في العلاقة المشتركة بين أي بلدين لا يمكن ان تتمّ من دون قبول رئيس الحكومة ، فكم بالحري بالنسبة الى بلد مثل لبنان حيث القضايا الكبرى تتطلب تفاهماً وطنياً وإجماعاً داخلياً ليست ظروفه متوافرة حتى الآن”. وختمت: “بالتالي، ندعو الى عدم التسرّع في هذا الامر لأنه يَمسّ بتضحيات شريحة كبيرة من اللبنانيين، واذا كانت الظروف الاقليمية او الدولية توحي بأنّ نظام الأسد سيبقى في موقعه، فهذا لن يمحو ما قام به في خلال السنوات الماضية من قتل وتدمير وتهجير الملايين من أبنائه داخل سوريا وخارجها”.

 

لقاء تضامني مع علي خضر طليس في بريتال

لبنان الجديد/17 آب/18/ عُقد لقاء تضامني مع علي خضر طليس في منزل والده الشهيد الشيخ خضر طليس  حضره حشد غفير من عوائل الشهداء والجرحى وفعاليات عائلته وكل عائلات البلدة وأصدروا البيان التالي:

" بسم الله الرحمن الرحيم

والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون" صدق الله العلي العظيم ... لقد هالنا وصدمنا ما سمعنا من استدعاء من قبل احد الأجهزة لإبن رمز من أهم رموز بلدتنا العزيزة ومقدساتها بحجة مشاركته في ادارة صفحة مزعومة على وسائل التواصل الاجتماعي نقول لمن يهمه الأمر: إن مقام ومنزلة ومنزل الشهيد الشيخ خضر طليس في بريتال الصابرة الصامدة في وجه كل الظلم مهما كبر حجمه هو لنا بمثابة المنارة التي لم ولن نسمح لأي أحد بالمساس بها لا الآن ولا في اي وقت ومن يحاول التطاول على رموزنا المقدسة لن يجد منا الا التصدي بكل الوسائل المتاحة ونرجو الا يمتحن صبرنا احد . إن استدعاء الأخ علي الشيخ خضر طليس الى التحقيق نعتبره إعتداء صارخ ووقح على مقدساتنا التي نموت من أجل الدفاع عنها وننصح الجهة المدّعية ان تتراجع قبل فوات الأوان وإلا سيندمون حين لا ينفع الندم ... والسلام ..."

 

فارس سعيد يسعى إلى إطلاق حركة سياسية لرفع الوصاية الإيرانية عن لبنان/النائب السابق قال إنها لا تشبه فريق 14 آذار «الذي انتهى مع انتخاب ميشال عون»

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/17 آب/18/كشف النائب السابق وأحد قياديي فريق «14 آذار» فارس سعيد، عن توجه لإطلاق حركة سياسية جديدة نهاية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل على أن تضم مجموعة من قادة الرأي والنخب السياسية بهدف السعي لرفع الوصاية الإيرانية عن لبنان، والدفع باتجاه تطبيق فعلي للدستور بما يكفل حقيقة العيش المشترك، والضغط لاحترام تنفيذ القرارات الدولية، خصوصا القرارين «1559» و«1701».

وعدّ سعيد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الطبقة السياسية وغالبية القوى التي فازت في الانتخابات النيابية «لا تشكل ضمانة حقيقية لإنقاذ لبنان المبني على قاعدة العيش المشترك، باعتبار أن كل جماعة تعيش همومها بمعزل عن هموم الجماعة الأخرى، فهناك قوى سياسية سنية وأخرى مسيحية ودرزية وشيعية، بغياب قوة لبنانية وطنية عابرة للطوائف وتحمل هموم كل لبنان واللبنانيين»، لافتا إلى أنه «من الطبيعي في ظرف كهذا أن يكون هناك سعي لإنتاج رافعة وطنية تحمل هموم كل اللبنانيين غير مرتبطة بهواجس الطوائف، خصوصا أن البلد ينزلق يوما بعد يوم باتجاه وضع اليد الإيرانية على المقدرات اللبنانية». وأضاف: «نحن اليوم نبني دولة وفق شروط إيران وليس وفق الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف، فبعدما ضمنت طهران رئيسا للجمهورية ولاؤه لها أكبر من ولائه للبنان، كما ضمنت قانون انتخاب ونتائج انتخابات جاءت لصالحها، تحاول اليوم أن تضمن الحكومة الجديدة».

ورأى سعيد أن «إيران ونظراً لكون الأرض في المنطقة متحركة، ترى نفسها بحاجة لبوليصة تأمين سياسية، لذلك تسعى لاحتجاز الدولة اللبنانية لمصلحتها ولتتشكل بشروطها وليس بشروط الدستور اللبناني»، لافتا إلى أن هدف الحركة السياسية المنوي تشكيلها، والتي رفض الكشف عن أسماء أعضائها مكتفيا بالقول إنهم من النخب في مجال السياسة والصحافة وقطاعات الإنتاج، «رفع الوصاية والهجمة الإيرانية عن لبنان وقرار الدولة اللبنانية، والتمسك بالعيش المشترك من خلال التقيد بالدستور حرفيا وبوثيقة الوفاق الوطني المنبثقة عن (اتفاق الطائف)، واحترام تنفيذ القرارات الدولية، خصوصا القرارين (1559) و(1701) المرتبطين بنزع السلاح غير الشرعي وبسط سيادة وسلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية». ونبّه سعيد من أنه «في حال استمرت حركات مماثلة بعدم الوجود، فإن لبنان مقبل على وضع مخيف باعتباره مسيراً من قوى وأحزاب مذهبية في غياب التيارات الوطنية». وقال: «الطائفة المميزة حاليا هي الطائفة الشيعية والحزب الحاكم هو (حزب الله)، أما ما نريده ونسعى إليه نحن، فأن يكون المواطن اللبناني، بغض النظر عن انتمائه المذهبي والطائفي، هو المميز، وأن يحكم لبنان القانون والدستور». وأوضح سعيد أنه يتم حاليا وضع البيان السياسي للحركة المنوي الإعلان عنها خلال مؤتمر عام يُعقد في بيروت في آخر أسبوع من شهر سبتمبر المقبل، مشيرا إلى أنها «لا تشبه فريق (14 آذار) المستمر كفكر والذي انتهى تنظيميا مع التسوية الرئاسية التي أدت لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية». وقال: «الحركة الجديدة لن تتشكل بالتعاون مع أي من الأحزاب التي شكلت (14 آذار)، فلو كنا على ثقة بأن هذه الأحزاب التي سارت بالتسوية السابق ذكرها قادرة على حمل الأمانة لما لجأنا إلى حركة سياسية جديدة، فقد ساهمت هذه الأحزاب سواء بحسن نية أو سوء إدراك بتسليم لبنان للنفوذ الإيراني». وأشار سعيد إلى أن «الحركة الجديدة تأتي لتؤكد أن لبنان ليس عبارة عن مجموعة من السياسيين الذين لا يسعون إلا للوصول إلى السلطة، إنما فيه نخب وشخصيات تمثل فعليا الرأي العام الصافي والتي تريد قيام دولة فعلية». وختم: «نحن قادرون على فعل الكثير، لأننا ننطلق من اعتبارات وطنية جامعة، بعكس قوى ترتكز على كتل نيابية ووزارية لا تزال غير قادرة على إقناع اللبنانيين بأن التسوية الرئاسية التي سارت بها هدفها إنقاذ الدولة خصوصا بعدما تبين أنها لم تنقذها، فلبنان من دون كهرباء، منتهك السيادة، من دون فرص عمل، كما أنه فقد علاقاته بكثير من الدول العربية والغربية، ونظامه المالي قد يسقط بالضربة القاضية وبتغريدة واحدة كما حصل مع تركيا، ما دام خاضعا للنفوذ والوصاية الإيرانية».

 

باسيل يجمع "القوات" و"المردة".. قريباً؟

الأنباء الكويتية/17 آب 2018/أحرزت العلاقة بين حزب "القوات اللبنانية" وتيار "المردة" تقدما في العامين الأخيرين رغم ما حصل من تباعد وفتور بسبب موقف "القوات" في الاستحقاق الرئاسي الداعم لانتخاب الرئيس ميشال عون، قاطعة الطريق على سليمان فرنجية.

وفي خلال عامين حصل تقارب متدرج نتيجة:

- الانطباع المتبادل عن أداء جيد لوزراء الطرفين الذين التقوا وتناغموا في أكثر من مسألة.

- استمرار التنسيق المناطقي بين الحزبين عبر لجنة تواصل وتنسيق على أرض الشمال، وخصوصا في منطقة الكورة.

- اصطدام الطرفين برئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في الحكومة الأولى، وفي الحكومة الثانية التي هي قيد التأليف، وحيث وضع باسيل قيودا على حقائب القوات و"المردة"، كما ونوعا.

يقول مصدر قيادي في تيار "المردة" إن المواجهة السياسية بين "المردة" و"التيار الوطني الحر" أشبه بمواجهة الأخير مع حزب "القوات اللبنانية"، وبالتالي أضحت القوات أقرب إلى "المردة" في هذه المرحلة، على قاعدة "عدو عدوي صديقي". ورأى أن "مشكلة باسيل مع الأحزاب المسيحية الأخرى، هي المنافسة على رئاسة الجمهورية، ويتخذ منها معركة حياة أو موت يخوضها في الداخل والخارج، حيث يحاول حشد دعم إقليمي، بدليل أن الرئيس ميشال عون بدأ يسوق رئاسيا لصهره جبران باسيل". موقف "القوات اللبنانية" لا يتعارض مع مقاربة "المردة"، لكن بقراءة مختلفة، حيث تحدث مسؤول في القوات اللبنانية عن تعاون لافت بين وزراء الطرفين في حكومة تصريف الأعمال، وأشار الى أن "أداء وزراء "المردة" في الحكومات السابقة أعطى انطباعا جيدا، وأن القوات لا تقيم علاقة مع طرف على حساب الطرف الآخر. ورغم أن هناك مصلحة مشتركة للتقارب سياسيا بشكل أكبر بين "القوات اللبنانية" و"المردة" لإحباط الهجوم عليهما، لكن نحن نتعامل مع كل فريق وفق رؤيتنا السياسية، ومدى تقاطعنا معه". وأضاف: "صحيح أن جبران باسيل يستهدف القوات و"المردة" على حد سواء، لكن ليس بالضرورة أن تجمعنا المصيبة، وتكون سببا لمواجهة باسيل متحدين، لأن أي محاولة جمع أو التقاء على الأمور السلبية لا تبني علاقة جيدة"، مشددا في الوقت نفسه على أن "أي تقارب قد يحصل في المستقبل مع جبران باسيل لن يكون على حساب العلاقة مع تيار "المردة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب وبوتين متفقان مبدئيا على ضرورة خروج إيران من سوريا

وكالات/17 آب/18/كشف مصدر في الإدارة الأميركية، رفض التصريح عن اسمه، أن الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، متفقان مبدئيا على ضرورة خروج إيران من سوريا. كما ذكر مسؤول آخر في الإدارة الأميركية، الخميس أن مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون، سيبحث مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في جنيف الأسبوع المقبل الحد من التسلح ودور إيران في سوريا. ويأتي هذا الاجتماع متابعة لقمة ترامب مع نظيره الروسي بوتين في هلسنكي في تموز الماضي.

 

«عقدة إدلب» تطيح اللقاء الرباعي وواشنطن تتمسك بربط إعادة الإعمار بـ«الحل السياسي»... وترتيبات لقمة روسية ـ إيرانية ـ تركية في طهران

موسكو: رائد جبر واشنطن/الشرق الأوسط/17 آب/18»/أوحى التحفظ الذي أبداه الكرملين إزاء احتمال عقد قمة رباعية دعت إليها أنقرة، وكان من المفترض أن تجمع في السابع من الشهر المقبل زعماء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا، واستبدال قمة ثلاثية في طهران بها، بأن التوافقات الروسية - التركية حول إدلب ما زالت تراوح مكانها عند مطلب الأتراك منحهم فترة زمنية كافية لتسوية ملف المقاتلين المتشددين في هذه المحافظة بشمال غربي سوريا، وبأن الطرفين لم يتوصلا إلى «تفاهمات كاملة» حول مستقبل الوضع فيها بعد إنجاز التحرك العسكري. وفي مقابل التحفظ عن القمة الرباعية، أشار الكرملين إلى تحضيرات لقمة روسية - تركية - إيرانية في طهران مطلع الشهر المقبل. في سياق آخر، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، أول من أمس، ناقش تشكيل لجنة دستورية في سوريا، وأنهما اتفقا «على أن جميع الأطراف يجب أن تمضي قدماً في المسار السياسي وأن أي مناقشة لإعادة الإعمار ستكون سابقة لأوانها في غياب حلّ سياسي يؤدي بشكل لا رجعة فيه إلى إصلاح دستوري وانتخابات حرة ونزيهة معا».

 

واشنطن وأنقرة تتبادلان التهديد بعقوبات جديدة

أنقرة/الشرق الأوسط/17 آب/18»/يستمر التصعيد بين الولايات المتحدة وتركيا في سياق الأزمة الأخيرة التي سببها احتجاز القسّ اندرو برانسون لمدة سنة ونصف السنة في تركيا بتهمة التجسس والقيام بأنشطة "إرهابية" ووضعه بعدها في الإقامة الجبرية في انتظار انتهاء محاكمته. علماً أن محكمة في إزمير رفضت طلباً جديداً لإخلاء سبيله أمس. وأعلنت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان اليوم (الجمعة) أن تركيا ستردّ إذا قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة، وذلك بعد تهديد واشنطن بتشديد العقوبات إذا لم تفرج أنقرة عن برانسون. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية عن بكجان قولها: "نحن رددنا (على العقوبات الأميركية) بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية وسنواصل القيام بذلك". وفي بداية أغسطس (آب)، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزيرين تركيين وردّت أنقرة بتدابير مماثلة. وتصاعدت التوترات خصوصاً بعد الرفع المتبادل للرسوم الجمركية. وتسبب هذا التصعيد بقلق في الأسواق وبانهيار قيمة الليرة التركية في الأيام الأخيرة. وتحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الخميس) مدافعاَ عن برانسون وواصفا إياه بأنه "رجل بريء جدا"، وقال إن تركيا "لم تكن صديقة وفية". وكتب في تغريدة على "تويتر" أن "تركيا استغلت الولايات المتحدة لسنوات. إنهم يحتجزون قسنا المسيحي الرائع الذي سأطلب منه الآن أن يمثل بلدنا كرهينة وطني". وأضاف: "لن ندفع شيئا مقابل الإفراج عن رجل بريء". كذلك، هدد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين تركيا أمس بعقوبات جديدة إذا لم تُطلق سراح برانسون، وقال: "فرضنا عقوبات على وزيرين في حكومتهم، وننوي اتخاذ تدابير إضافية اذا لم يفرجوا عنه سريعا". في هذه الأثناء، انخفضت العملة التركية اليوم مسجلة 6.2499 ليرة للدولار قبل عطلة عيد الأضحى الطويلة التي تبدأ الإثنين. وبذلك تكون التهديدات المتبادلة الجديدة قد بدّدت الأثر الإيجابي الذي تركه كلام وزير المالية التركي بيرات البيرق الذي طمأن المستثمرين أمس إلى أن تركيا ستخرج من أزمة عملتها أكثر قوة، مشددا على أن البنوك التركية قوية وأن بلاده ستتجاوز خلافها مع الولايات المتحدة. من جهة أخرى، أفادت هيئة الاحصاء التركية بأن مؤشر ثقة المستهلك هبط في أغسطس إلى أدنى معدلاته هذا العام. وتراجع من 73.1 نقطة في يوليو (تموز) إلى 68.3 نقطة في أغسطس. كذلك، تراجعت التوقعات بشأن الوضع الاقتصادي العام في تركيا، فانخفض مؤشرها من 96.3 نقطة في يوليو إلى 88.3 نقطة.

 

الأتراك يتمسكون بالعملات الصعبة رغم دعوة إردوغان وتركيا تزيد ضريبة الوقود... وتتعهد بعدم فرض قيود على حركة الأموال

أنقرة/الشرق الأوسط/17 آب/18»/سعت الحكومة التركية، أمس، لطمأنة الأسواق والمستثمرين بعد أزمة الليرة العنيفة التي شهدت بلوغ العملة التركية أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار، وفي حين قررت تركيا أمس زيادة ضريبة الاستهلاك على الوقود، أظهرت بيانات البنك المركزي التركي أن الودائع بالعملة الأجنبية التي يحوزها المستثمرين المحليين في تركيا زادت إلى 159.9 مليار دولار في أسبوع واحد حتى العاشر من أغسطس (آب) الحالي، ارتفاعاً من مستوى 158.6 مليار دولار قبل أسبوع، وذلك على الرغم من دعوات الرئيس رجب طيب إردوغان لتحويل العملات الأجنبية إلى الليرة.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، دعا إردوغان الأتراك لتحويل ما بحوزتهم من العملة الصعبة والذهب إلى الليرة لدعم العملة المحلية المتداعية، والتي بلغت مستوىً قياسياً منخفضاً مقابل الدولار الأميركي مطلع هذا الأسبوع، وفقدت نحو 40 في المائة من قيمتها منذ بداية العام.

من جهة أخرى، قالت الجريدة الرسمية في تركيا، أمس، إنه تقررت زيادة ضريبة الاستهلاك الخاص المفروضة على البنزين والديزل، وقالت مصادر في القطاع، إن من المتوقع أن يقود ذلك إلى زيادة الأسعار في محطات الوقود نحو 9 في المائة. وكانت أنقرة خفضت في مايو (أيار) الماضي مستوى ضريبة الاستهلاك الخاص لتخفيف أثر أي زيادات في سعر الوقود قد تنجم عن تغييرات في سعر الصرف وارتفاع أسعار الخام. وفي إطار محاولاته لطمأنة الأسواق ووقف تدهور الليرة، قال وزير المالية التركي برات البيرق، صهر الرئيس رجب طيب إردوغان، أمس، إن تركيا لن تتردد في توفير الدعم للقطاع المصرفي الذي وصفه بالقادر على التعامل مع التقلبات الحالية، مشيراً إلى عدم حدوث نزوح كبير للودائع عن البنوك في الآونة الأخيرة. وأوضح البيرق، خلال مؤتمر بالهاتف مع المستثمرين، أن تركيا لم تطبق قط أي إجراءات من خارج آلية السوق، مضيفاً أن فرض قيود على حركة الأموال لن يكون أبداً مدرجاً على جدول أعمال أنقرة. مشيراً إلى أن تركيا ستعمل على زيادة التشديد المالي مع التركيز على تعزيز الفائض الأولي لتركيا.

وأضاف الوزير، أن الإصلاحات الهيكلية ومرونة سوق العمل من الأولويات أيضاً. وأشار إلى أن الحكومة ستشهد تخفيضات إنفاق معينة، وأن الإيرادات تبلي بلاءً حسناً. وقال، إنه من المتوقع تحقيق فائض أولي بستة مليارات ليرة (1.04 مليار دولار) في نهاية العام الحالي. كما أوضح وزير المالية، أن حكومة بلاده ستدعم بنوكها العامة إذا احتاجت إلى المساعدة. وذكر أن تركيا ستعلن عن مصادر إضافية للتمويل في الأسبوعين المقبلين، مضيفاً أن تركيا لا تتوقع فرض أي غرامات على بنك خلق التركي المملوك للحكومة. وكانت محكمة أميركية أدانت مسؤولاً تنفيذياً سابقاً بالبنك في يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب مساعدته إيران في تفادي عقوبات أميركية. وأبلغ وزير المالية المستثمرين بأن السياسة النقدية غير كافية لمواجهة التضخم، وإن هناك حاجة إلى نهج منسق ومتوازن يقارب بين السياسة النقدية والمالية. كما توقع البيرق أن بلاده ستخرج «أقوى» من أزمة تراجع العملة التي تشهدها، مؤكداً عدم وجود خطة لطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي. وقال «سنخرج أقوى من هذه الاضطرابات»، وأضاف أنه «لا خطة بشأن صندوق النقد الدولي... نركز على الاستثمار الأجنبي المباشر». وتم تعيين البيرق، صهر الرئيس رجب طيب إردوغان، الشهر الماضي ويواجه مهمة صعبة في ترتيب الأوضاع الاقتصادية. وقبيل مؤتمر أمس، كان البيرق يأمل في أن يترك انطباعاً أفضل من الانطباع الذي تركه الجمعة الماضي عندما قدم عرضاً توضيحياً بشأن استراتيجية النمو في تركيا بينما كانت الليرة تشهد سقوطاً مريعاً. وصرح مصدر دبلوماسي أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته «هذه آخر فرصة للبيرق ليثبت عدداً من الأمور، من بينها أنه يفهم ما يحدث، وأنه يستطيع أن يكون لديه رد فعل مناسب، وأنه يتمتع بنفوذ على إردوغان»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتحول التراجع في قيمة الليرة التركية إلى تدهور الجمعة الماضية عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إدارته ستضاعف الرسم على الألمنيوم والصلب التركيين. وفقدت العملة خُمس قيمتها خلال يومين؛ ما زاد الضغوط على اقتصاد يعاني من تضخم نسبته 16 في المائة.

وقد عوضت الليرة بعض خسائرها بعد اتخاذ الهيئات المسؤولة إجراءات تحد من إمكانية المضاربة بالعملة. إلا أن محللين يقولون إن هذه الخطوات ليست كافية، ويدعون إلى رفع معدلات الفائدة بشكل كبير، وهو ما تعارضه حكومة إردوغان التي تعتبر تحقيق النمو الاقتصادي من أهم أولوياتها. وقال هولغر شميدنغ، الخبير الاقتصادي في بيرنبرغ «حتى الآن لا يبدو أن تركيا تغير سياساتها بالسرعة اللازمة... ونتيجة لذلك؛ فإن المخاطر تتزايد من احتمال انكماش الاقتصاد التركي لفترة إذا لم يجرِ تغيير موثوق وسريع للسياسات». وقال البيرق، أمس، إنه لن تكون هناك تنازلات بشأن الانضباط المالي، مؤكداً «نهدف إلى خفض التضخم إلى ما دون الـ10 في المائة في أسرع وقت ممكن»، كما أضاف، أن الإصلاحات الهيكلية ستكون أولوية.

 

واشنطن لن تخفض رسوم الصلب على تركيا... وأنقرة تحتكم إلى «منظمة التجارة»/ترمب: الرسوم ستنقذ الصناعة الأميركية

واشنطن/الشرق الأوسط/17 آب/18»/في وقت أعلن فيه البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن ترفع رسومها على صادرات الصلب التركية، حتى بعد أن تفرج أنقرة عن القس الأميركي أندرو برونسون المعتقل في تركيا، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الرسوم التي فرضها على واردات الصلب تنقذ الصناعة الأميركية، فيما لجأت تركيا إلى منظمة التجارة العالمية لإجراء مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال يوم الأربعاء إن الرسوم التي فرضها على واردات الصلب تنقذ الصناعة الأميركية، وتوقع أن تواجه شركات صناعة الصلب الأميركية في المستقبل منافسة داخلية في الأغلب. وقال ترمب في مقابلة استغرقت 20 دقيقة مع الصحيفة، إن بعض الأشخاص ربما يشكون من أن أسعار الصلب ربما «أعلى قليلا» في الأمد القريب بسبب الرسوم، لكنها قطعا ستنخفض. وأبلغ الصحيفة بأن الرسوم التي تبلغ نسبتها 25 في المائة على الصلب ستنقذ صناعة مهمة للأمن القومي الأميركي. وأضاف لوول ستريت جورنال أنه نتيجة للرسوم، ستكون المنافسة «داخلية مثلما اعتادت أن تكون في الماضي، عندما كان لدينا صلب في حقيقة الأمر... وكانت «يو.إس ستيل» كبرى شركاتنا». وكانت الولايات المتحدة رفعت إلى المثلين الرسوم على واردات الصلب والألومنيوم من تركيا الأسبوع الماضي، وهو ما ساهم في دفع الليرة التركية إلى هبوط حاد. من جانبها، قالت وزارة التجارة التركية إنها تقدمت بطلب لدى منظمة التجارة العالمية لإجراء مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن الضرائب الجمركية الإضافية التي فرضتها على واردات الصلب والألومنيوم التركية. وأوردت وكالة الأنباء التركية الرسمية أن السلطات التركية بتلك الخطوة أطلقت مسيرة التحكيم ضد واشنطن بخصوص الضرائب الجمركية الإضافية. وقالت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان: «دعونا واشنطن لمشاورات في منظمة التجارة العالمية، ودعوتنا وصلت للولايات المتحدة. وبذلك نكون أطلقنا المسار القانوني لدى المنظمة». وأضافت أن بلادها استطاعت التقدم بطلبها مساء الأربعاء، وإلا فإنها كانت ستضطر لتأجيله 15 يوما لكون المنظمة تجتمع مرتين فقط شهريا، لافتة إلى أن الأربعاء هو آخر يوم للتقدم بالطلب. وأكدت وزيرة الخارجية التركية أن أنقرة فرضت ضرائب بلغت قيمتها 533 مليون دولار للمنتجات المستوردة من الولايات المتحدة في رد وصفته بالمماثل على المنتجات التركية. وبمقتضى قوانين تسوية النزاعات في منظمة التجارة الدولية، فإن أول الإجراءات تبدأ بتقديم طلب رسمي لإجراء مشاورات مع الدول المعنية، قبل اللجوء إلى دعوى قضائية المنظمة الدولية. ومن جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن ترفع رسومها على صادرات الصلب التركية حتى بعد أن تفرج أنقرة عن القس الأميركي أندرو برونسون المعتقل في تركيا. وأشار البيت الأبيض إلى أن فرض الرسوم على الصلب التركي لا علاقة له بقضية القس برونسون. وأعرب عن الأسف لفرض تركيا رسوما على الصادرات الأميركية، معتبرا ذلك «خطوة خاطئة». وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن «الرسوم من جانب تركيا أمر مؤسف بالطبع وخطوة باتجاه خاطئ. والرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا مبنية على مصالح أمننا القومي. أما رسومهم، فجاءت من أجل الرد». وأكد البيت الأبيض أن واشنطن ستنظر في رفع العقوبات التي فرضتها على تركيا على خلفية قضية برونسون في حال الإفراج عن القس. وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن واشنطن تتابع الوضع الاقتصادي التركي وانهيار الليرة التركية، لكنها اعتبرت أن مشاكل تركيا جزء من توجه طويل الأمد وليست نتيجة للخطوات الأميركية. ويأتي ذلك على خلفية قيام تركيا بزيادة الرسوم الجمركية على الصادرات الأميركية ردا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على أنقرة بسبب عدم إطلاق سراح القس الأميركي. كما فرضت إدارة ترمب رسوما جمركية على صادرات الصلب التركية، مما زاد من تردي الوضع الاقتصادي الذي تعيشه تركيا حاليا.

 

استئناف مباحثات التجارة الأميركية ـ الصينية نهاية الشهر الحالي واجتماع على «مستوى أدنى»... لكن هناك تفاؤل

بكين/الشرق الأوسط/17 آب/18»/شهدت الأسواق العالمية ارتفاعات أمس بعد أن قالت الصين الخميس إنها ستعقد جولة جديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة في واشنطن أواخر الشهر الجاري، مما يعطي بصيصا من الأمل بتحقيق تقدم في حل نزاع أثار حالة من التوتر في الأسواق. وقالت وزارة التجارة الصينية على موقعها الإلكتروني إن وفدا صينيا برئاسة نائب وزير التجارة وانغ شو ون سيجتمع مع ممثلين أميركيين برئاسة وكيل وزارة الخزانة الأميركية للشؤون الدولية ديفيد مالباس. وأضاف البيان أن «الجانب الصيني يؤكد مجددا أنه يعارض النزعة الأحادية والممارسات الحمائية التجارية، ولا يقبل أي تدابير أحادية لتقييد التجارة»، مشيرا بذلك إلى الولايات المتحدة التي أطلقت المواجهة بفرضها رسوما جمركية كبيرة على المنتجات الصينية. وأكد البيان أن «الصين ترحب بالحوار والتواصل على قاعدة التبادل والمساواة والنزاهة». وتبادل أكبر اقتصادين في العالم فرض رسوم جمركية عدة مرات على واردات كل منهما للأخرى منذ بداية العام الحالي، وهددا بفرض المزيد من الرسوم على صادرات تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات. يأتي الإعلان عن الاجتماع المرتقب بعد فترة ركود في المحادثات بين الجانبين، لكن لم يتضح إن كان الاجتماع سيعقد قبل أم بعد يوم 23 أغسطس (آب) المقرر أن تبدأ فيه واشنطن تطبيق رسوم جمركية إضافية على سلع صينية قيمتها 16 مليار دولار. وقالت بكين إنها سترد بالمثل. وأجريت آخر جولة محادثات رسمية في مطلع يونيو (حزيران) عندما اجتمع وزير التجارة الأميركي ويلبور روس ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه في بكين. ويعقد الاجتماع المرتقب على مستوى أقل من الجولات الأربع السابقة للمحادثات التي شارك فيها ليو وروس ووزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين. وفي ظل عدم تحقيق تقدم يذكر في الاجتماعات السابقة، قال البيت الأبيض في الثالث من أغسطس الجاري إن الولايات المتحدة مستعدة لإجراء المزيد من المحادثات مع الصين بخصوص كيفية حل النزاع التجاري المتصاعد. وأشارت الصين مرارا إلى أن الشركات والمستهلكين الأميركيين سيتضررون بشدة من الحرب التجارية. وكان نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي أجرى في مايو (أيار) الماضي محادثات في واشنطن مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين. وبعد ذلك، استقبل ليو في بكين وزير التجارة الأميركي ويلبور روس في يونيو الماضي. إلا أن هذه المحادثات فشلت في تخفيف التوتر. وبعد أن فرضت واشنطن رسوم استيراد بنسبة 25 في المائة على الغسالات وألواح الطاقة الشمسية والفولاذ والألومنيوم أي ما يعادل 34 مليار دولار من المنتجات الأميركية، ستفرض أيضا اعتبارا من 23 أغسطس رسوما على مجموعة أخرى من المنتجات تبلغ قيمتها 16 مليار دولار. وقد هددت الولايات المتحدة بفرض رسوم على بضائع صينية إضافية بقيمة مائتي مليار دولار اعتبارا من سبتمبر (أيلول) المقبل، ما يرفع إلى 250 مليارا مجموعة قيمة المنتجات الصينية التي ستفرض عليها رسوما أميركية. من جهتها، أعلنت السلطات الصينية في السادس من يوليو (تموز) إجراءات انتقامية تشمل بضائع أميركية بقيمة 34 مليار دولار، وخصوصا الخنزير والصويا، وأضافت في الثامن من أغسطس بضائع بقيمة 16 مليار دولار بينها الفحم وأدوات طبية والنفايات. وقال ماكوتو سينغوكو، المحلل في معهد «توكاي طوكيو ريسيرتش اينستيتيوت» لوكالة الصحافة الفرنسية: «من الصعب التكهن بما ستفضي إليه المفاوضات، لكن رؤية البلدين يسعيان إلى توافق مؤشر إيجابي»... وأضاف «ما كانا سيعقدان لقاء لو لم يكونا مصممين على تسوية» المشكلة. ويرى هاري لو المحلل في مصرف «ماكواري» أن الصينيين والأميركيين يمكن أن يناقشوا تنازلات من قبل بكين، أي زيادة البضائع الأميركية المستوردة وفتح السوق بشكل أكبر وكذلك تعزيز حقوق الملكية الفكرية الأميركية. وقال هو إن «البلدين سيحاولان أولا كسر الجليد. سيسعيان إلى تقدير قوة كل منهما ورؤية إلى أين يمكن أن تصل الأمور». وأشار إلى أن اللقاء يعقد على مستوى أدنى من الاجتماعات السابقة. ويؤكد المسؤولون الصينيون أن هذه الرسوم الجمركية لم تؤثر بعد على اقتصاد بلدهم إذ إن الصادرات الصينية تجاوزت التوقعات في يوليو الماضي. وقال كونغ ليانغ، الناطق باسم وكالة التخطيط الاقتصادي الصينية: «ما زلنا نملك الشروط والقدرات الكافية لمواجهة الخلافات التجارية الحالية». لكن محللين يرون أن تأثير الحرب التجارية يمكن أن يظهر في نتائج شهر أغسطس. وكان ترمب أكد أن الحروب التجارية «يسهل كسبها». وقد هدد بفرض رسوم جمركية إضافية على كل الصادرات الصينية تقريبا، أي ما يعادل 500 مليار دولار، لخفض العجز التجاري الأميركي مع بكين الذي بلغ 375 مليار دولار عام 2017. حسب أرقام واشنطن.

 

السعودية ترفع حيازتها لسندات الخزانة الأميركية مقابل خفض من الصين واليابان

لندن/الشرق الأوسط/17 آب/18»/ارتفعت حيازة السعودية من سندات الخزانة الأميركية إلى 164.9 مليار دولار في يونيو (حزيران) 2018، بمقدار 2.8 مليار دولار مقارنة بشهر مايو (أيار) الماضي. وسجلت حيازة السعودية من سندات الخزانة الأميركية أعلى مستوى لها منذ يوليو (تموز) 2015 وذلك حسب البيانات المتوفرة، ليرتفع ترتيب السعودية إلى المركز الـ10 ضمن كبار حاملي السندات الأميركية، بحسب موقع «أرقام». وفي ما يخص الإمارات، فقد خفضت حيازتها من السندات الأميركية بنحو 400 مليون دولار، لتصل إلى 59.6 مليار دولار بنهاية يونيو 2018، كما خفضت الكويت حيازتها إلى 42.9 مليار دولار، بانخفاض قدره مليار دولار. وعالميا، أظهرت بيانات من وزارة الخزانة أن الصين واليابان خفضتا حيازاتهما من أدوات الدين الحكومي الأميركي في يونيو مع قيام الأجانب ببيع أذون وسندات الخزانة بأعلى قيمة في شهر واحد منذ أواخر 2016. وباع المستثمرون الأجانب أذونا وسندات خزانة أميركية بقيمة 48.57 مليار دولار في يونيو، مقارنة مع مشتريات بلغت 26.7 مليار دولار في مايو. وتراجعت حيازات الصين من أدوات الدين الحكومي الأميركي إلى 1.179 تريليون دولار، وهو أدنى مستوى منذ فبراير (شباط) الماضي، وانخفاضا من 1.183 تريليون دولار في مايو. وانخفضت حيازات اليابان إلى 1.030 تريليون دولار في يونيو، وهو أقل مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، وانخفاضا من 1.049 تريليون دولار في مايو. والصين واليابان أكبر حائزين لأدوات الدين الحكومي الأميركي. من ناحية أخرى، أظهرت بيانات الخزانة أن المستثمرين الأجانب باعوا ما قيمته 27.03 مليار دولار من الأسهم الأميركية في يونيو، في أعقاب مبيعات بلغت 26.58 مليار دولار في مايو. لكنهم واصلوا شراء سندات الشركات لخامس شهر على التوالي، مضيفين 10.24 مليار دولار في يونيو. وفي المجمل، اشترى المستثمرون الأجانب أصولا أميركية بقيمة 114.47 مليار دولار في يونيو، بعد مشتريات بلغت 69.16 مليار دولار في مايو.

 

الماس الروسي فاتحة اعتماد الروبل في الصفقات الدولية عوضاً عن الدولار بعد تحذيرات باعتماد عملة احتياطي دولية بديلة رداً على العقوبات الأميركية

موسكو: طه عبد الواحد/الشرق الأوسط/17 آب/18/أعلنت شركة «ألروسا» الروسية، أكبر منتج عالمي للألماس، عن إتمام صفقات في السوق الدولية، قام العملاء (الشركات الأجنبية) بتسديد قيمتها بالروبل الروسي، وذلك لأول مرة في صفقات من هذا النوع، بعد أن كان الدولار عملة رئيسية معتمدة فيها. وبهذا تكون «ألروسا» مهدت الطريق أمام الانتقال من الوعيد في تصريحات المسؤولين، إلى التنفيذ العملي لاعتماد العملة الروسية وعملات أخرى بدلا من الدولار الأميركي في التجارة الخارجية والمدفوعات الدولية. ومع أن مسألة اعتماد العملات الوطنية، وعملات أخرى غير الدولار في التجارة الخارجية جرى طرحها أكثر من مرة على لسان مسؤولين روس خلال السنوات الماضية، إلا إن تبني الولايات المتحدة حزم عقوبات جديدة خلال الفترة الماضية، وسعيها لفرض مزيد من العقوبات «أكثر تشدداً» ضد قطاعات حساسة من الاقتصاد الروسي، عزز التوجه نحو التقليص من الاعتماد على الدولار، الأمر الذي أعلن عنه وزير المالية الروسي في تعليقه مؤخراً على العقوبات الأميركية التي ستدخل حيز التنفيذ بعد نحو أسبوع. وقبل ذلك شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة تقليص الاعتماد على الدولار، دون التخلي عنه. هذا بينما اقترح مصرفي كبير خطة لتعزيز دور العملة الوطنية الروسية في العمليات المالية والتجارية، للتخفيف من تأثير العقوبات على الاقتصاد الروسي. وقالت شركة «ألروسا» الروسية، الأكبر عالميا في إنتاج الماس وتجارته، إنها أنجزت صفقة «تجريبية» اعتمدت فيها الروبل الروسي لأول مرة. وأوضحت أن الصفقات التي يدور الحديث عنها هي عمليات بيع ألماس لزبائن من الهند والصين، أي من دول أعضاء إلى جانب روسيا في مجموعة «بريكس». وقام المشتري الأول بتسديد قيمة كميات الماس الروسي التي اشتراها عبر حسابه المصرفي بالروبل، في واحد من المصارف الروسية. أما المشتري الثاني فقد سدد قيمة مشترياته بالروبل عبر فرع مصرف «في تي بي» الروسي في شنغهاي، علما بأنه كان اشترى أحجار ألماس بأحجام خاصة (أكثر من 10.8 قيراط) عبر مزاد نظمته الشركة الروسية مؤخرا في هونغ كونغ. ولم تكشف الشركة عن قيمة تلك الصفقات. وقال يفغيني أغورييف، مدير قسم المبيعات في «ألروسا»، إن «الواقع العملي السائد في سوق الماس الدولية، يعتمد الدولار الأميركي وحدة للحسابات بين البائع ومشتري الماس»، وأضاف: «لقد اختبرنا نظام حسابات بديلاً لنرى إلى أي مدى يمكن تنفيذه، وما المسائل التي يجب أن نأخذها بالحسبان في صفقات كهذه». وبعد تأكيده أن «التجربة كانت إيجابية، وسنكررها عند الضرورة»، عبّر أغورييف عن قناعته بأن التسديد بالروبل الروسي عبر فروع المصارف الروسية في الخارج، يسمح بالامتناع عن استخدام حسابات المراسلة بالدولار، مما يساهم بدوره في تسريع إنجاز الصفقة، وتسهيل تسديد قيمتها. وجاء إعلان «ألروسا» عن أول صفقة خارجية بالروبل الروسي، بعد أيام على تصريحات لوزير المالية أنطون سيلوانوف، كشف فيها عن خطوات روسية ردا على العقوبات الأميركية، وقال إن روسيا ستزيد من استخدام الروبل والعملات الأخرى مثل اليورو بدلاً من الدولار الأميركي في تسوياتها؛ كما لم يستبعد بما في ذلك إمكانية استخدام العملات الوطنية بدلاً من الدولار في تجارة النفط، وأشار إلى أن روسيا قامت بتخفيض استثماراتها بشكل كبير في الأصول الأميركية، وأضاف: «في الواقع، أصبح الدولار، الذي يعد العملة الدولية، أداة محفوفة بالمخاطر للمدفوعات». وفي وقت سابق قال الرئيس بوتين، خلال قمة مجموعة «بريكس» (تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) في جوهانسبورغ نهاية يوليو (تموز) الماضي، إن روسيا لا تنوي بأي شكل من الأشكال التخلي عن الدولار في المدفوعات «ما دامت السلطات المالية الأميركية لا تعوق ذلك». وشدد في الوقت ذاته على اعتماد عملات احتياطي دولية أخرى بديلة، وعبر عن قناعته بأن هذا يجعل الاقتصاد العالمي أكثر استقراراً. وحمل بوتين السياسات الأميركية مسؤولية تبلور رغبة لدى عدد كبير من الدول بالتخلي عن الدولار، وقال إن الولايات المتحدة تستخدم القيود على الحسابات المصرفية بالدولار نوعاً من السلاح «في مجال التنافس السياسي»، وأضاف أن «هذا خطأ استراتيجي كبير ترتكبه الولايات المتحدة، لأنهم بهذا الشكل يقوضون الثقة بالدولار بوصفه عملة احتياطي عالمية». يذكر أن الدعوة للتخفيف من التعاملات بالدولار والتحول نحو اعتماد العملات الوطنية في التبادل التجاري تكررت مرارا على لسان مسؤولين روس في العاميين الماضيين. ويتعزز هذا التوجه في الأوساط السياسية والاقتصادية الروسية على وقع حزم عقوبات تستمر الولايات المتحدة بفرضها على روسيا، وتؤثر دوما بصورة سلبية على الاقتصاد الروسي. وللتخفيف من تأثير العقوبات وفك ارتباط التبادل التجاري بالدولار، قدم آندريه كوستين، مدير مصرف «في تي بي» خطة حول تقليص دور الدولار في القطاع المالي الروسي، وتوسيع استخدام الروبل في المدفوعات الدولية، وناشد الرئيس بوتين دعم تلك الخطة. وسبق أن دعا كوستين إلى التصدي للدولار على المستوى الدولي، وقال إن تحقيق هذا الهدف يتطلب بالضرورة اعتماد عملات دول أخرى، بدلا من الدولار الأميركي، في التبادل التجاري والمدفوعات.

 

من هم كبار زبائن نفط إيران وكيف يستعدون للحظر؟

الكويت: وائل مهدي/الشرق الأوسط/17 آب/18/يسابق الساسة الأميركيون الزمن لإقناع كل حلفاء الولايات المتحدة بخفض مشترياتهم من النفط الإيراني إلى (صفر) بحلول الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وتواجه الولايات المتحدة بعض الصعوبات مع بعض الدول، حيث تريد هذه الدول - مثل الصين والهند - الحصول على إعفاءات أو شروط خاصة. وتفيد معلومات أوروبية أن الدولة الإيرانية جنت عام 2017 نحو 50 مليار دولار من الإيرادات، غالبيتها العظمى من النفط، لأن صادرات الغاز ضعيفة جداً ولم تتجاوز العشرة مليارات متر مكعب عام 2017. وتصدر إيران 3.8 مليون برميل نفط يومياً، يشتري الاتحاد الأوروبي 20 في المائة منها، والصين ودول آسيوية أخرى 70 في المائة، حسب الأرقام الأوروبية. وفيما يلي أبرز زبائن النفط الإيراني ومواقف كل منهم واستعدادهم لتطبيق الحظر:

- الصين

الصين هي أكبر زبون لنفط إيران. وفي الأشهر الستة الأولى من العام الجاري استوردت الصين نحو 675 ألف برميل يومياً من النفط الإيراني. ولاقى الأميركيون مقاومة صينية لقرار حظر النفط، حيث رفضت الحكومة الصينية تقليص واردات البلاد من النفط الإيراني بحسب ما نقلت بلومبيرغ في وقت سابق، ولكنها وعدت نظيرتها الأميركية بأنها سوف تتوقف عن زيادة وارداتها من النفط الإيراني. وفي يوليو (تموز) الماضي، واصلت الصين دفع قيمة النفط إلى إيران بعملتها اليوان. واستفادت الصين من الحظر الأميركي، حيث ستستحوذ شركة النفط الوطنية الصينية «سي إن بي سي» على حصة شركة «توتال» الفرنسية في مشروع تطوير أكبر حقل غاز هناك وهو حقل «بارس الجنوبي». ولم تتمكن «توتال» من مواصلة المشروع امتثالاً لقرار الولايات المتحدة بوقف التعامل مع إيران.

- الهند

الهند هي ثاني أكبر الزبائن للنفط الإيراني بعد الصين، حيث استوردت في النصف الأول من 2018 نحو 597 ألف برميل يومياً من خام إيران. ونقلت وكالة بلومبيرغ هذا الأسبوع عن مصادر هندية أن حكومة الهند قد تقلص واردات البلاد من النفط الإيراني بنحو 50 في المائة إذا ما تم إعفاؤها من العقوبات المتعلقة بالتعامل مع إيران. ونقلت الوكالة عن المصادر أن المسؤولين في الهند عقدوا مباحثات مع الأميركيين وأوضحوا لهم أنه من الصعب تقليص الواردات إلى الصفر. ومن المحتمل أن يقدم الأميركيون للهنود ردهم النهائي حول هذا الطلب مطلع الشهر القادم عندما يزور وفد أميركي رفيع المستوى الهند.

وقالت شركة الهند للنفط على لسان رئيس مجلس إدارتها سانجيف سينغ إن الشركات الهندية لن تأخذ قرارات فردية بوقف أو تخفيض وارداتها من إيران، بل سيكون موقفها جماعي بحسب ما تراه الحكومة الهندية. وواصلت شركة الهند للنفط (أكبر شركة تكرير هندية) وشركة «بهارات للبترول» ثالث أكبر شركة تكرير هناك استيراد نفط إيران، ولكنهما خفضتا الشحنات لشهر أغسطس (آب). ومن المتوقع ألا تستورد «بهارات» نفطاً بعد شهر.

- الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي ككتلة هو ثالث أكبر زبون للنفط الإيراني. وبلغت واردات الاتحاد من نفط إيران خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يونيو (حزيران) هذا العام نحو 516 ألف برميل يومياً. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني قد قالت سابقاً إن الاتحاد يبحث طرق للمصارف والتمويل لإبقاء الاستثمار والتبادل التجاري الشرعي مع إيران قائماً. وفي الشهر الماضي رفض وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، طلب الولايات المتحدة عزل إيران اقتصاديا، وأقرّوا آلية قضائية لحماية الشركات الأوروبية الموجودة في هذا البلد من العقوبات الأميركية المحتملة، حسب ما أعلنت موغيريني.

وقالت موغيريني في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «لقد أقررنا تحديث نظام العرقلة، وسنتخذ كل الإجراءات لجعل إيران قادرة على الاستفادة اقتصاديا من رفع العقوبات». وأصبح قانون العرقلة الأوروبي نافذاً في السادس من أغسطس الجاري، وهو تاريخ بدء تطبيق أول دفعة من العقوبات الأميركية. وسبق وأن شدد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، على «ضرورة إفساح المجال أمام إيران للمضي في بيع نفطها». وتابع أن «الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق الموقع مع طهران عام 2015، أي الصين وروسيا، تعمل على إيجاد آلية مالية تضمن لإيران أن تبقى قادرة على تصدير نفطها».

ومن المحتمل أن يتم شراء النفط الإيراني باليورو وليس بالدولار عبر تحويلات بين المصارف المركزية الأوروبية والمصرف المركزي الإيراني.

- كوريا الجنوبية

كوريا الجنوبية هي رابع أكبر زبون لنفط إيران. واستورد البلد الآسيوي نحو 286 ألف برميل يومياً من نفطها في النصف الأول من 2018، والشركات الكورية من أكثر الشركات امتثالاً حتى الآن للقرار الأميركي، حيث توقف العديد منها عن تحميل النفط الإيراني بعد شهر يونيو.

وتنوي شركات مثل «إس كيه» إيجاد موردين جدد للمكثفات الإيرانية (نوع خفيف جداً من النفط) من دول أخرى. وتسعى الحكومة الكورية إلى أخذ موافقة من الولايات المتحدة بالاستمرار في الاستيراد خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري، على أن يتم إيقاف الحظر بعد ذلك.

تركيا

تركيا التي استوردت 176 ألف برميل يومياً من نفط إيران في النصف الأول من العام الجاري، هي خامس أكبر مستورد لنفط إيران. وسبق وأن أعلن وزير الخارجية التركي في يونيو أن بلاده لن تكون جزءاً من القرار الأميركي بإيقاف استيراد النفط من إيران. ولا تريد تركيا المشاركة ما لم يكن القرار الأميركي تحت مظلة الأمم المتحدة وليس قرارا فرديا من دولة. ومع التوتر القائم مع أميركا، قد تواصل تركيا طريقها لاستيراد نفط إيران.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تَشدُّد باسيل لا يُعيد عقارب الثُلث المعطِّل الى الوراء

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 18 آب

في تقليد دقيق للعبة القطة والفأر عاد الوزير جبران باسيل عن القبول المبدئي بصيغة الـ3 عشرات، ليطالب بـ 11 وزيراً كحصة لـ «التيار الوطني» ولرئيس الجمهورية. وهذه العودة أعقبت اللقاء الذي جمعه بالرئيس سعد الحريري الذي عرض فيه رئيس الحكومة صيغاً مختلفة للمناقشة رَست على اقتراح محدد قبل به الوزير باسيل، لتعود نغمة الثلث المعطّل بعد فشل المفاوضات والعروض والعروض المتبادلة.

في المعلومات انّ الرئيس سعد الحريري قدّم لباسيل 3 صيغ:

الاولى صيغة تستند الى اتفاق معراب وهي صيغة 6 - 6 - 3 اي 6 لـ «القوات اللبنانية» وحلفائها (من ضمنها توزير غطاس خوري) و6 لـ «التيار الوطني الحر» وحلفائه و3 لرئيس الجمهورية. وهذا العرض هو تعبير عن المناصفة بين القوتين المسيحيتين وحلفائهما، وعن 3 وزراء لرئيس الجمهورية تمنّى الحريري ان يكونوا على مسافة من «التيار الوطني» والا يحسبوا ضمن كتلته الوزارية والا يحضروا اجتماعات التكتل، واقترح ان يكونوا شخصيات أكاديمية محسوبة على الرئيس عون، وقد رفض باسيل هذه الصيغة جملة وتفصيلاً وقال للحريري انّ هذا شأن مسيحي مسيحي، طالباً اليه عدم التدخل فيه.

الصيغة الثانية التي طرحها الحريري على باسيل هي صيغة النسب المئوية التي طرحها الاخير في قراءة نتائج الانتخابات (55 بالمئة لـ«التيار» و32 بالمئة لـ«القوات») وفي تقريش هذه الصيغة عددياً يحصل التيار ورئيس الجمهورية على 8 وزراء وتحصل «القوات» على 5 وزراء.

وقال الحريري لباسيل: وفقاً لهذه الصيغة «ما فينا نعدلّك حصّتك مرتين»، اي انّ باسيل لا يمكنه احتساب حصة مضاعفة للتيار ولرئيس الجمهورية، وتقول المعلومات انّ باسيل استخفّ بهذه الصيغة وامتنع عن البحث فيها.

أما الصيغة الثالثة التي طرحها الحريري على باسيل فهي صيغته نفسها، اي معايير احتساب وزير لكل 4 نواب. وبموجبها يحق كما قال الحريري للتيار ورئيس الجمهورية بـ 7 وزراء، فيما يحق لـ»القوات اللبنانية» بـ4 وزراء. فرفض باسيل الطرح وأعلم الحريري أنّ مطلبه هو 11 وزيراً للتيار ولرئيس الجمهورية، ولن يتنازل عن هذا المطلب. بعد نقاش طويل، توصّل الحريري وباسيل الى تفاهم على أن ينال 10 وزراء وأن تنال «القوات اللبنانية» 4، وسجّل باسيل اعتراضه على أن تأخذ «القوات» حقيبة سيادية، فأعلمه الحريري بأنه سيضعها في الصورة وانه لن يوافق الا اذا وافقت. وفيما بعد أبلغت «القوات» الحريري تمسّكها بالوزارة السيادية، وعندما وصلت المفاوضات الى حائط مسدود، عاد باسيل الى مطلب الثلث المعطّل، ربطاً بالتزام الحريري مع القوات بمطلب الحقيبة السيادية.

الى الآن يمكن القول انّ لقاء باسيل والحريري فشل في تحريك عجلة التشكيل، وبقيت العقدتان الدرزية والمسيحية عقدتَي الفراغ الحكومي، فالحريري الذي نال من جعجع تنازلاً في عدد الحقائب، على أمل تسهيل التشكيل، التزم مع «القوات» مطلب الحكومة السيادية، وما بعد الحكومة السيادية.

أي انه التزم بعدم تشكيل الحكومة من دون موافقة «القوات» ووليد جنبلاط، أما الثنائي الشيعي فقد نأى بنفسه حتى الآن عن الدخول السافر في عملية التشكيل، باستثناء جهد مضبوط مارَسه الرئيس بري الذي لاقى الحريري في رفض الثلث المعطّل الذي يريده باسيل تحسّباً لأي طارئ، لكنّ هذا الجهد المضبوط لا يخفي استياء الثنائي الشيعي من تأخير تشكيل الحكومة والاستفادة ممّا يعتبره موازين قوى مؤاتية تتيح فرض توازنات جديدة وتطرح أسئلة عمّا اذا كان «حزب الله» سيبقى على سياسة الانتظار والمراقبة ام انه سيندفع ويوظّف ما يملك من تأثير لتسريع التشكيل.

 

الكازينو «القوي» بلا صلاحيات

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/السبت 18 آب 2018

للمرة الأولى، تقف السياسة والأحزاب عند أبواب «كازينو لبنان». لا يتوقف الأمر على «أيام العسل» التي تشهدها علاقة رئيس مجلس إدارة الكازينو رولان خوري، حامل البطاقة الحزبية في «التيار الوطني الحر»، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بل على خوض رئيس الجمهورية ميشال عون وبري معاً معركة تمديد الامتياز لشركة «كازينو لبنان»! تحت تأثير «وهج» العهد الرئاسي الجديد عقدت شركة «كازينو لبنان» جمعية عمومية في نيسان العام الماضي بعد توقّفها عن الانعقاد منذ 2011. تمّ تعيين «العوني» رولان خوري وأعضاء مجلس الإدارة بمحاصصة طائفية وسياسية، فيما رُبطت براءة الذمّة لرئيس مجلس الإدارة السابق حميد كريدي بنتيجة التحقيقات القضائية التي فُتحت في وجه الأخير بتهم هدر أموال عامة بعد إحالة ملفّه الى النيابة العامة في شباط 2017 من جانب وزير العدل سليم جريصاتي، وصدور قرار عن المدّعي العام التمييزي سمير حمود بمنع السفر عنه في آذار من العام نفسه.

والأهم تمّ حجبُ الصلاحيات عن المجلس الجديد لناحية التوظيفات والترقيات والمناقلات وزيادة الرواتب والإحالة على التقاعد. سابقاً، شكّلت «حالة كريدي»، المحسوب على رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، واحدةً من منصّات القصف المركّز لقيادات «التيار الوطني الحر» ولعون نفسه على «مكامن الفساد». لكنّ الرجل الذي صدر قرارٌ قضائي بمنعه من السفر واتّهامه بـ «إساءة الامانة» (قرار المدّعي العام لجبل لبنان كلود كرم 14 حزيران 2017) يطير من دولة الى أخرى بحرّية تامة ويتصرّف وكأنّ «الملفات» في حقه مجرد «مزحة» خصوصاً أنّ أوساطاً مطّلعة جداً تؤكّد أنّ «فريقين سياسيَّين أساسيَّين في البلد يرفضان المسَّ بكريدي»! يقول خوري «لم أُسأل بموضوع كريدي. الرأي العام هو الذي «يحاكم» هذه المرحلة، والقضاء يدينه بالفساد او يبرّئه، مع العلم أني، كمراقب آنذاك، لم أكن موافقاً على أداء المرحلة السابقة».

على خط آخر، بدا حجبُ صلاحيات التعيين والتوظيف والترقيات عن مجلس الإدارة الجديد مرتبطاً بأكثر من عامل منها، على ما يؤكّد العارفون، نتاج العلاقة المتوترة التي كانت سائدة في تلك الحقبة بين بري و»التيار»، كون محمد شعيب رئيس مجلس إدارة شركة «إنترا»، مالكة 52% من أسهم شركة «كازينو لبنان»، هو من المحسوبين على بري. لكنّ الأمور تصبح أكثرَ تعقيداً حين يتبيّن أنّ بري نفسَه رَفَع الغطاء عن شعيب حين لم يضغط لتَمَثُّله شخصياً في مجلس الإدارة الجديد فبقيت «إنترا» المساهم الأكبر خارج أروقة المجلس، فيما يُعتبر هشام ناصر وغسان شكرون حصانَي بري داخل المجلس.

من هذه النقطة تحديداً بدأ الكباشُ الخفيّ بين «إنترا» ومجلس الإدارة المعيّن لناحية تقييد صلاحياته، فالمنع لم يطل فقط التوظيف وما له من امتداداتٍ تسييسية وتنفيعية بل شَمَل صلب العمل الإداري، أي الترقيات أو زيادة الرواتب ونقل موظفين..

سيناريو آخر يفيد أنّ بري ضَغط فعلاً لعدم تعيين شعيب في مجلس الإدارة، لكن ضمن تكتيك، وافق الأخير عليه على مضض، بحيث يتيح لرئيس مجلس النواب في حال انفجار الخلاف بينه وبين العونيين مجدداً استخدامَ ورقة «الكازينو» بكل حرّية. وبالتأكيد، سيوضع ملفّ «إنترا» نفسُه على طاولة الحكومة المقبلة حيث يجاهر «التيار الوطني الحر» في برغبته في حجز حصة داخل مجلس إدارته.

وفيما برزت أصوات من داخل البيت العوني وجّهت لوماً لـ «العهد القوي» المفترَض أن يعلنها معركة، منذ البداية، لرفض أيِّ تقييد للصلاحيات، خصوصاً أنّ الكازينو من المواقع الأساسية المحسوبة على الرئاسة الأولى، يقول خوري «لا علاقة للرئيس بري بحجب الصلاحيات، ولا نرى أنّ هناك نيّاتٍ سيّئة تجاه فريقي السياسي أو تجاه رئيس مجلس الإدارة أملت اتّخاذَ هذه الخطوة. هناك مرحلة في الإدارة السابقة حصلت فيها محسوبيات وتوظيفات عشوائية وكيدية في التعامل وتمّ صرف لأموال لم يكن لها أيُّ لزوم ولا تفيد مصلحة الكازينو، إضطُر بعدها حاكمُ مصرف لبنان رياض سلامة وشركة «إنترا» الى وضع ضوابط، أقلّه في السنة الأولى». لكن ما اعتُبر بمفهوم بعض العونيين «تخاذلاً» في معركة الصلاحيات فُسِّر لدى آخرين «تحرُّراً» من عبءٍ كبير وثقيل إسمه «التوظيفات السياسية» داخل «الكازينو».

عملياً، كان الأمر سيؤدي الى توسيع رقعة «الحشو» ورفع نسبة الرواتب بزيادة نحو 100 مليون دولار، وبالتالي جرّ المرفق العام الى مزيد من الإفلاس. يمكن أيُّ متابع لملف الكازينو أن يستنتج أنّ توقيف «التوظيف السياسي» مرحلياً في الكازينو شكّل «همّاً بالناقص» على العهد، خصوصاً على أبواب الانتخابات النيابية وتوقع حصول «تسونامي» طلبات توظيف. أكثر من ذلك، أوقف «فَجَع» السياسيين عموماً على «مكارم» الكازينو. مع ذلك، وعلى رغم حجب الصلاحيات و»رقابة» شركة «إنترا» المتشدّدة تمكّن خوري، على ما يقول، من «الإنتاج بالحدّ الأدنى، وإنّ أحداً لم يتمكّن من منعي من تنفيذ ما أُريد لكن بالمنطق وبالحقّ وبخلفية إدارية بحتة». هكذا، وفي ظلّ قرار بمنع المناقلات تمكّن خوري من نقل أكثر من 30 موظفاً، بموافقة «إنترا» لاحقاً، من الـ nongaming الى gaming، بعد إجراء دورة امتحانات بواسطة المديرين المباشرين، ووفق شروط متشدّدة، وبسبب الحاجة الملحّة الى موظفين في صالات القمار، والملفت أنّ معظم الناجحين كانوا من خارج «الفلك العوني». وبالمنطق نفسه استُعين بموظفين بدوام جزئي لقسم «المأكولات والمشروبات»(F and B)، حيث تمّت الاستعانةُ بطلاب جامعات بعقود مدتها ستة أشهر فقط!

يفترض، وفق المعلومات، أن تنعقد الجمعية العمومية الأولى في ظلّ مجلس الإدارة الجديد في تشرين الأول أو الثاني المقبلين ويتصدر جدول أعمالها موضوعُ استعادة الصلاحيات «المفقودة» ما سيتيح للمجلس إجراء مناقلات وتشكيلات وترقيات وتثبيت مكلفين وإحالات الى التقاعد بعد موافقة الجمعية العمومية، إضافة الى التصديق على البيانات المالية للشركة التي يتولّاها مفوّض المراقبة شركة «ديلويت اند توش» والتي أنجزت تقريرها منذ نحو عشرة أيام. لكن غير محسوم بعد هل إنّ الجمعية العمومية التي تسيطر عليها «إنترا» و»أبيلا» (يمتلك مصرف لبنان 33% من أسهم «إنترا»، فيما تملك شركة «أبيلا» 17% من أسهم الكازينو) ستمنح مجلس الإدارة براءة الذمّة عن أعماله للسنة الأولى. يقول خوري في هذا الصدد: «هذا تفصيل غير مهم، ولن أطلب من أحد منحي إياها، نحن نعمل بكل شفافية وحسابات الكازينو واضحة ولا شيءَ نخفيه».

كذلك ليس معروفاً هل سيتمّ توزيع أنصبة الأرباح على المساهمين خلال الجمعية العمومية، وسيكون المعيار الأساس، على ما يؤكد خوري، وضع الشركة المالي، خصوصاً أنّ هناك «نفضةً» وورشة تأهيل داخلية يشهدها الكازينو تباعاً، كما هو في حاجة ماسة لاستثمارات لن يكون متاحاً توسيع دائرتها والشركة في حالة عجز. من زيارة التعارف الأولى التي قام بها خوري الى بري «ركبت الكيمياء» بين الحزبين العوني و»القابض» على قرار الكازينو من خلال شركة «إنترا». وفيما كان الصراخ السياسي يعلو ويشتدّ بين حركة «أمل» و»التيار الوطني» كان التنسيق بين الرجلين يأخذ مجراه.

خوري أخذ «كارت بلانش» من رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل في أسلوب إدارة ملفّ الكازينو لوضع خطٍّ فاصل مع ممارسات المرحلة السابقة ووضع المرفق العام على خط «الاستثمار الجيد» لمصلحة الدولة وإبعاد شبهة التنفيعات عنه وكسر الصورة النمطية عنه بوصفه «نبعاً» للفساد والهدر والمحسوبيات والحشو الوظيفي و»اقبض وما تشتغل». الشاب الحزبي قدّم صورة معاكسة لأداء حزبه في السياسة. فخوري كسب سريعاً ثقة واحترام الجميع حتى الخصوم، بسبب ابتعاده عن الكيدية واعتماده شفافيّةً غيرَ معتادة في هذا الموقع، فيما «التيار» بالسياسة «يشاكس» تقريباً الجميع ويوسّع دائرة خصومه!

أحد العوامل التي يستند اليها خوري للنجاح في ملفه هو عدم فتح المجال لتدخّلات أيِّ طرف سياسي حتى «فريقه». ينسحب هذا الأمر حتى على نواب كسروان وزميله في «التيار» نائب المتن آدي معلوف الذي قدّم استقالته من موقعه في الكازينو بعد إنتخابه. ما يسهّل المهمة فعلاً على خوري هو «حنفية» التوظيف التي لا تزال مقفلة. وبلغة الأرقام والمصلحة يحتاج الكازينو فعلياً الى مزيد من «التشحيل» وليس التوظيف!

لا يرى رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان أنه سيخوض «معركة» صعبة من أجل تمديد الامتياز. وفق المعلومات، هناك اقتناع مشترَك بين رئيس الجمهورية وبري بالمضي في مشروع التمديد من دون ممانعة الرئيس سعد الحريري، فامتياز الثلاثين عاماً الذي ينتهي بعد 8 سنوات، وفي حال عدم تجديده، سيشكّل «إبرة شلل» إستثماري في عروق المرفق السياحي. حالياً يعكف محامو الشركة على إعداد بنود مشروع القانون المفترض أن تناقشه الحكومة المقبلة وتحيله الى مجلس النواب لإقراره. يقول خوري: «نحن ننسّق مع وزارة المال من أجل التوصل الى صيغة «ذكية» لا تخسّر مالية الدولة ولا ترهق الكازينو بالضرائب». مع العلم أنّ إدارة الكازينو وقّعت اتّفاقيةً مع الدولة عام 1995 تتيح «الاستثمار الحصري لألعاب الميسر على الأراضي اللبنانية كافة» لفترة 30 سنة، وذلك قبيل إعادة افتتاحه عام 1996. وفيما يتخوّف قريبون من رئيس الجمهورية أن تتمّ إعاقة تمديد الامتياز من ضمن «عدة شغل» عرقلة العهد وخطف «إنجاز» منه قد يتحقق، فإنّ متابعين يؤكدون «أنها معركة رابحة للجميع لـ «إنترا» ولبري ولرئيس الحكومة وللعهد ولمصرف لبنان، فليس هناك من متضرّر إلاّ مَن يرغب بمزيد من الازدهار لكازينوهات قبرص»! عملياً، تبدو معركة الامتياز وإعادة درس الضرائب المفروضة على الكازينو (تشكّل 50% من مدخوله) أهون بكثير من «الحرب» المعلنة التي يخوضها خوري بضراوة ضد نحو 600 صالة للقمار غير الشرعي، والتي تخسّر الكازينو والدولة نحو 40 مليون دولار سنوياً، مع العلم أنّ «الكازينو» يخرج تدريجاً من خساراته المتراكمة وقد حقق ربحيّة عام 2017 بنسبة ثلاثة ملايين دولار، أي ما نسبته 18%.

 

جنبلاط زعيم «full time»... بلا حصانة

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 18 آب 2018

كما قلّد أهل الجبل، قبل أربعين عاماً، وليد جنبلاط الزعامة، في لحظة متغيّرات فرضها القدر، وقف «بيك المختارة» أمام دارة العائلة التراثيّة، في ذكرى اغتيال والده، وتحديداً في 17 آذار 2017، ليضع «الكوفيّة» على كتفَي تيمور. إختار الرجل تاريخاً محفوراً في وجدان مريديه، يرتبط بالدم والنار والحرب والمصير والزّعامة والجبل والعائلة والمستقبل، ليرفع نجله إلى مرتبة وريث... مع وقف التنفيذ. إستعاد جنبلاط لحظات انتقال العباءة إلى كتفَيه. رفع آنذاك بنو معروف شعار «ادفنوا موتاكم وانهضوا»، ليذكّر ناسه أنّه لم ينتظر لعبة القدر ليسلّم الراية لخليفته، لا بل فعلها بمبادرة منه مختصراً الطريق لـ»تزعيم» نجله على أيّامه. فينهل الأخير من معجم تجربة الأب وموسوعة أفكاره ومنظومة علاقاته العابرة للحدود، ويتتلمذ على يَديه. منذ عودة تيمور إلى بيروت في العام 2010، ليتدرّج في فنّ السياسة وألاعيبها في «دار الزعامة الجنبلاطيّة»، وهو يحاول خطّ مسيرته بهدوء وترو بعيداً عن الضوضاء، كما شخصيته.

وحين تولى الشاب المقعد النيابيّ خلفاً لوالده، بَدا الانتقال سلساً مدعوماً ببعض الخبرة المكتسبة بفعل الاحتكاك مع الناس والعمل على فهم المزاج الدرزي العام وخصوصية الطائفة وتحدّياتها. لكنّ التسليم والتسلّم لم يَخل من صعوبات اضطر جنبلاط الأب أن يتولى تذليلها بنفسه.

ومع ذلك بَدا فارق الـ2000 صوت وأكثر بين الفائز الدرزيّ الأول في دائرة الشوف عاليه، أكرم شهيب (14088 صوتاً تفضيليّاً)، والفائز الثاني تميور جنبلاط (11478 صوتاً)، أكثر من معبّر في دفتر حسابات أهل الجبل. بعد أكثر من 3 أشهر على اكتساب تيمور لقب «سعادة النائب»، لا يزال وليد جنبلاط على حاله من الاهتمامات السياسية وفي يومياته. أن يجلس نجله على كرسي الجنبلاطييّن في البرلمان، لن يغيّر كثيراً في المشهد العام. النائب الجديد يتولى أصلاً ومنذ أكثر من 4 سنوات مهمّة اللقاءات الشعبية: الثلثاء في كليمنصو والسبت في المختارة. أزاح والده هذا العبء عن كتفيْه مع اتخاذه قرار البدء بمعاملات «انتقال التِركة» السياسية. لا تقدّم الحصانة النيابيّة على حياة زعيم المختارة ولا تؤخّر، وليست درعه الواقي. العكس تماماً. موجباتها الشعبية من أجندة لقاءات ومراجعات، تقضم من وقته الذي صار يميل إلى تنكيهه بالكثير من المرطّبات الترفيهية.

ولكن أسلوب الرجل غير الكلاسيكيّ في التعاطي مع الشأن العام يساعده في استثمار كل دقيقة من وقته الخاص، في تمرير رسائله السياسية «السوريالية». هو الأسلوب المحبّب إلى قلبه حين يبتعد عن التصويب المباشر فينبش الصور التعبيرية المزخرفة ويحمّلها الفضاء التويتريّ ليثير عاصفة من التساؤلات حول حقيقة مقصده. مثلاً، من كان ليصدّق أنّ الرجل الغارق في «جنّة» النروج، كما وصفها، في إجازته مع العائلة لمناسبة عيد الفطر، قد يخرق سكينته بتغريدة أقامت الدنيا ولم تقعدها في 14 حزيران الماضي عن «العهد الفاشل»؟ وحده جنبلاط قد يفعلها.

كما «ارتاح» الأب من «واجب» ترؤس «اللقاء الديموقراطيّ» الذي أحيل إلى نجله، سواء الاجتماعات الداخلية أم في المقار الرسمية. بات تيمور في الواجهة، ولكن في العمق لا يزال وليد جنبلاط هو العقل المفكر والقلب النابض للحيثيّة الجنبلاطيّة، النيابيّة، والوزاريّة، والشعبيّة.

مهمة أكثر ثقلاً ألقيت على عاتق «الوريث الشرعي»: اللقاءات الخارجية. سبق لتيمور أن شهد على بعض «التجارب» من خلال مرافقة والده في لقاءات تَخطّت الحدود وتحديداً في السعودية، وها هو اليوم يتصدّر الوفد الاشتراكيّ إلى موسكو. ليست المرة الأولى التي يقصد فيها العاصمة الروسية، ولكنّ مقتضيات «الدعك» السياسي وتزخيم الثقة بالنفس وتفعيل العلاقات الشخصية، تقضي أن يحصل القطع بين الأب والابن. أما حدود الفصل فتقف هنا. «بيك المختارة» لا يجلس جانباً. لقاءاته السياسية والدبلوماسية تحافظ على الوتيرة نفسها. حتى رحلاته السياحيّة لم تحتل مساحة أكبر من روزنامته. وفي هذه الأيّام يمنح حيّزاً واسعاً من وقته واهتماماته للشؤون الإنمائية في الجبل حيث شكّلَ لجان عمل متخصّصة لدراسة وتنفيذ مشاريع ذات طابع إنمائيّ. رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي لا تزال عند وليد جنبلاط. في العام 2011 بشّر الرئيس بقدوم «ربيع التقدمي» على حصان الثورات المشتعلة في المنطقة تحت مُسمّى «الربيع العربي»، مؤكداً التنحّي عن رئاسة الحزب والعودة عضواً عادياً في صفوفه، واعداً بالدعوة إلى مؤتمر عام انتخابيّ خلال عام. من يعرفه عن كثب يجزم أنّ الرجل لم يطلق قنبلته عن عبث. ناقش العديد من الصيغ التنظيمية لقيادة جماعية قد تكون بديلة عن رئاسته، وتحصّن الحزب من خضات المرحلة الانتقالية، ولكن من دون جدوى.

سرعان ما همدت رياح التغيير، ووئدت الفكرة في مهدها. فيما الظروف الاستثنئاية التي تمرّ بها المنطقة راهناً، وتضع الدروز في عين عاصفة المتغيّرات الحاصلة، تحول دون ممارسة الانتقال الديموقراطي في رئاسة الحزب. لا مؤشرات تلوح في الأفق قد تَشي بتغيير ما. وجنبلاط لا يزال الرقم الأول في الحزب.

يمارس مهامه بشكل مكثّف. اجتماعات دورية لمجلس القيادة مرّة أو مرتين في الشهر، واجتماعات داخلية تنظيميّة. حتى يوميّاته لم تتغيّر أو تتبدّل. الكثير من الصحف الورقية من حوله، فيما هو مدمن على هوايته العتيقة: قصقصة المقالات التي تلفت نظره لتوثيقها وتجميعها قبل إرسالها إلى مكتبة بعقلين الوطنية. يكاد يكون الوحيد الذي يجمع بين جيلَي الإعلام، التقليديّ والحديث. «آي باد» إلى جانبه، يعبق بتغريدات مثيرة للجدل، وقراءات عابرة للحدود، يرفض حصرها بذهنه، حيث يحرص على توزيع المقالات عبر بريده الالكتروني إلى مجموعة من الأصدقاء والمعارف. وفي كثير من الأحيان، يغلّب الفيديوهات القصيرة على محتوى رسائلة. وفي الأشهر الأخيرة انضمّ تطبيق «الواتساب» إلى قائمة «حمامه الالكترونيّ الزاجل». في السياسة، عينه على دروز سوريا في ضوء الحراك الحاصل على بقعتهم، وتطورات الميدان المتسارعة وما يمكن للحل السياسي أن يستقرّ عليه من صيغة حكم. فيما عقله يحاول مسابقة الزمن لمعرفة أي دور سيكون لدروز لبنان بعد هدوء لغة السلاح في المنطقة. لذا، لا يزال الرجل في قلب القرار الجنبلاطي، لا بل صانع تفاصيله، وما ابتعاده عن كاميرات ساحة النجمة إلّا من باب التخفيف من الأعباء اليومية التي يمكن لنجله أن يقوم بها... على طريق زعامة تاريخية، تحتاج أكثر من «معلّم» و»دروس خصوصية».

 

إسرائيل تكشف خططاً لـ"تدمير" حزب الله: عقوبات واحتلال وتجسس

سامي خليفة/المدن/السبت 18/08/2018

عادت الصحافة الإسرائيلية لتسلط الضوء على أفضل الطرق لهزيمة حزب الله، والكشف عن خطط جديدة يزعم القادة الإسرائيليون أنه لم يسبق لها مثيل.

عرض الرئيس السابق للموساد تامير باردو، في مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست، فكرة "لم تكن معروفة حتى هذا الأسبوع": هزيمة حزب الله بالعقوبات التي يقودها تحالف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية. وفقاً لباردو، فإن القدرة على الحد من تهديد حزب الله بالعقوبات أسهل بعشر مرات من إيران، مشيراً إلى أنه خلال حرب تموز 2006، كان هناك مفهوم للهجوم على الحزب من دون مهاجمة بقية لبنان، لكن هذا المفهوم مر عليه الزمن. فإلحاق الهزيمة بالحزب بشكل كامل تتطلب غزواً كاملاً حتى شمال لبنان بسبب صواريخه البعيدة المدى، حتى لو تسبب هذا الأمر بخسائر مدنية خطيرة.

إذا أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما يقول باردو للصحيفة، عن عقوبات ضد لبنان كما فعل ضد إيران، فلن يتمكن الاقتصاد اللبناني من الاستمرار لأكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر. فلبنان ليس إيران. إنه أمة صغيرة تعتمد على الغرب والدول المعتدلة السنية. أضاف: "حتى لو فرضت على لبنان بعض عقوبات ترامب الجدية التي فرضها على إيران، فسيكون ذلك أكثر فعالية من الحرب ضد الحزب، خصوصاً إذا ترافقت مع رسالة واضحة أن العقوبات ستزال إذا تخلى الحزب عن سلاحه أو استُوعب بالكامل في الجيش اللبناني، وعندما تسحب إيران مخالبها بالكامل من لبنان".

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن خطط جديدة وضعها الجيش الإسرائيلي لمواجهة حزب الله بعدما تلقى الحزب، الذي وصفه مؤخراً ضابط كبير في القيادة الشمالية بـ"أقوى جيش في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي"، ترسانة أسلحة جديدة مؤلفة من أجهزة رؤية ليلية خاصة وعالية الجودة وأسلحة قتالية إلكترونية ومئات من الطائرات بدون طيار وصواريخ ثقيلة. تخضع القوات البرية في الجيش الإسرائيلي حالياً، وفق يديعوت أحرونوت، لعملية تحسين ستُنفذ في السنوات المقبلة بواسطة ألوية إضافية، تحت إشراف استراتيجية "المعركة المشتركة" رباعية الأبعاد. سيقاتل الجيش الإسرائيلي فيها في باطن الأرض، وباستخدام الحرب السيبرانية، والاستعداد لإطلاق النار من أسطح المنازل أو من نوافذ المباني الشاهقة. وستزود كل وحدة مناورة أرضية ببطارية دفاعية جوية لمواجهة التهديدات الثقيلة بقذائف الهاون والانتحاريين، وستشمل ساحة المعركة العشرات من الطائرات ومروحيات الإنقاذ والإجلاء التابعة للقوات الجوية، الطائرات اللوجستية بدون طيار، طائرات المراقبة وغيرها. عن هذه الخطط الجديدة، يقول أحد كبار الضباط في القوات البرية إن "هذا ليس خيالاً، فنحن نتطلع إلى المستقبل. سيكون لكل قسم قدراته الخاصة في الاتصالات والقدرات اللوجستية". وستغير هذه الخطط، التي تصفها يديعوت أحرونوت بالثورية، من القدرات الهندسية للكتائب. إذ ستضم كل كتيبة هندسية وحدة خاصة للتعامل مع أنفاق الحزب. وستنضم وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي "ياحالوم" إلى كل الكتائب المقاتلة، وستغطي الأهداف والمواقف الصعبة مثل اختراق المخابئ. بالإضافة إلى ذلك، تقول يديعوت أحرونوت إنه في غضون عام سيملك الجيش الإسرائيلي القدرة على الحصول على معلومات استخباراتية في وقت المعركة الحقيقي من أجهزة الاستخبارات.

 

العبادي والحريري ودفتر الشروط الإيراني

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/17 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66815/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%AD%D8%B1%D9%81%D9%88%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%AF%D9%81%D8%AA%D8%B1-%D8%A7%D9%84/

ليس ضرورياً أن يكون الرهائن بشراً فقط. الدول أيضاً يمكن أن تتحول إلى رهائن. قرارها ومصيرها يصبحان في يد الآخرين. والأخطر عندما يتحالف بعض أهل الداخل للمشاركة في المؤامرة، والمساهمة في عملية الخطف والاحتجاز.

ليس بعيداً عما نقول ما يحصل اليوم في بلدين عربيين، هما العراق ولبنان. بلدان يواجهان أزمة حكومية تتعلق باختيار رئيس جديد للوزراء، كما في حالة العراق، وبإتاحة الفرصة لرئيس مكلف تشكيل الحكومة لإنجاز مهمته، كما في لبنان.

لو كان هذان البلدان مطلقي الحرية، أي لو لم يكونا رهينتين، ولو كان تشكيل حكومتيهما فقط في يد أبناء بلديهما، لما كانت هذه العملية تواجه العقد التي تواجهها اليوم. غير أن هذا التشكيل لا يواجه فقط العقبات الداخلية المعروفة التي تحصل عند تشكيل الحكومات في أي بلد، عندما تسعى مختلف الكتل إلى الانضمام في تحالفات تسمح لها بتشكيل أكثرية. إنه يواجه أيضاً نفوذ الخارج و«الفيتوات» التي يضعها هذا الخارج على من لا يرضى بهم؛ لأنهم لا يخدمون مصالحه. والمقصود طبعاً في حالتي العراق ولبنان هو النظام الإيراني، الذي أصبح له الصوت الأقوى بسبب القوى العاملة تحت رايته والمتحالفة معه في البلدين.

في العراق، تسعى الكتل الشيعية التي يتم منها اختيار رئيس الحكومة بحسب الدستور، إلى التفاهم على إعادة اختيار حيدر العبادي، أو إلى اختيار شخص بديل. والعبادي الذي جاء إلى هذا المنصب نتيجة تسوية إيرانية – أميركية، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وهي التسوية التي أبعدت نوري المالكي آنذاك (عام 2014)، يجد نفسه الآن خارج تسوية من هذا النوع، في ظل احتدام المواجهة بين طهران وواشنطن، بعد قرار الرئيس الحالي دونالد ترمب عدم التزام واشنطن بالاتفاق النووي.

في مواجهة كهذه، ومع فرض العقوبات على إيران، لم يجد العبادي مفراً من إعلان التزام العراق بهذا القرار، من خلال عدم التعامل مع إيران بالدولار، ما أثار في وجهه عاصفة من الانتقادات، من جانب إيران ووسائل إعلامها، كما من القوى المؤيدة لها في بغداد. وفيما أراد العبادي من خلال قراره، إظهار استقلالية العراق عن النفوذ الإيراني، ارتفعت أصوات جمهور المؤيدين لطهران بين القوى الشيعية، ومن بينها حزب «الدعوة» الذي ينتمي العبادي إليه، تتهمه بخدمة المصالح الأميركية، وتذكره بأن هذه القوى لن تسمح إلا بأن يكون العراق مجرد كوكب في فلك طهران؛ لكن العبادي رد عليهم بالقول: «إن مصلحة الشعب العراقي أهم من مصالح عصابات... يريدون أن يضغطوا علينا حتى نقدم مصالح عصابات على مصالح الشعب العراقي. هذا لا يمكن».

نبرة استثنائية من التحدي، لم يسبق أن أقدم عليها رئيس حكومة عراقي، بوصف ميليشيات إيران بالعصابات. ولم يتأخر قادة طهران في الرد بإعلان رفضهم عودة العبادي إلى رئاسة الحكومة. كما طالب عدد من النواب، العراق بدفع مبلغ 1100 مليار دولار كغرامة بسبب الحرب العراقية – الإيرانية. ومن بين هؤلاء النائب محمود صادقي الذي كتب على موقعه على «تويتر»: «إيران لم تطلب تعويضات الحرب؛ لأنها أخذت في الاعتبار ظروف العراق الصعبة، أما الآن وبدلاً من التعويض يتماهى رئيس الحكومة العراقي مع العقوبات الظالمة ضدنا».

طبعاً، سبقت ذلك حملة على العبادي تمثلت في محاولة إثارة الغضب الشعبي ضده، بعد إقدام إيران في الشهر الماضي على قطع الكهرباء عن مناطق الجنوب العراقي، وبالأخص عن مدينة البصرة، بحجة أن العراق لم يدفع ما يتوجب عليه من مستحقات لتوفير الكهرباء. غير أن الإيرانيين وحلفاءهم فوجئوا بأن معظم المظاهرات التي خرجت في تلك المنطقة لم تكن ضد العبادي؛ بل ارتفعت الهتافات ضد الميليشيات الإيرانية، وأحرقت مقرات ومكاتب لـ«الحشد الشعبي»، حتى أن الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، هدد بقطع يد المتورطين في الهجمات على مقرات «الحشد».

هذا في العراق. أما في لبنان، فيواجه سعد الحريري ضغوطاً وعقداً في عملية تشكيل الحكومة، ظل الرجل يصفها بالعقد الداخلية، إلى أن اضطر أخيراً إلى كشف الهدف وراء تلك العقد، وهو سعي حلفاء إيران، الموزعين في لبنان بين فريق واسع من الشيعة وبعض القيادات السنية، إضافة إلى «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، إلى الحصول على الأكثرية داخل الحكومة، ليتمكنوا من فرض قراراتهم، ومن بينها إعادة العلاقات الطبيعية مع نظام دمشق كسياسة تعتمدها الحكومة الجديدة التي يسعى الحريري لتشكيلها. ورد الحريري على ذلك بالتأكيد على أنه إذا كانت هذه هي رغبة حلفاء طهران من وراء التعقيدات المفتعلة، فلن تكون هناك حكومة.

طبعاً، يستطيع الحريري أن يبقي تشكيل الحكومة معلقاً إلى أن يستطيع إعلان التركيبة التي يرضى عنها، والتي يصفها بحكومة وفاق وطني، لا تحصل فيها أي جهة على الأكثرية. فهو دستورياً يملك صلاحية التشكيل، كما أنه حصل على أصوات 111 نائباً من أصل 128 في المشاورات التي أفضت إلى تكليفه؛ لكن ذلك يعني دخول لبنان في أزمة حكومية طويلة، وفي عملية عض أصابع، يعرف «حزب الله» وحلفاؤه كيف يستفيدون منها ويوظفونها لمصلحتهم. فهم يلعبون لعبة النَفَس الطويل، كما فعلوا مع انتخاب الرئيس ميشال عون، عندما عطلوا تلك العملية وقاطعوا جلسات الانتخابات لمدة سنتين ونصف، رغم أن الدستور يلزم النواب بحضورها، إلى أن حصلوا على ما كانوا يريدون، وها هو لبنان يحصد اليوم ذيول ذلك الانتخاب.

بصرف النظر عن الأحجام الداخلية للقوى السياسية، أثبتت المفاوضات الجارية في كل من العراق ولبنان، أن العقبات التي تقف في طريق تشكيل حكومتي البلدين تأتي من مكان آخر، لا يعكس هذه الأحجام. فالهيمنة الإيرانية من خلال الميليشيات المسلحة ترافقها كذلك هيمنة على القرار السياسي وقدرة على تسيير هذا القرار بالاتجاه الذي يريدون. فالجماعة يشعرون اليوم بأنهم «منتصرون» في معارك الإقليم، رغم الحصار المفروض على إيران، ورغم الضغوط الدولية التي تتعرض لها. وهم يريدون توظيف هذا «الانتصار» حيث يستطيعون، بالسياسة إذا استطاعوا، وبالقوة إن عجزت السياسة.

 

مصالح لبنان وبشار الأسد

فارس خشّان/الحرة/17 آب/18

تقتضي الواقعية السياسية أن يتنازل أي مسؤول عن عواطفه وعقائده، في التعامل مع الحقائق الميدانية، لما فيه مصلحة بلاده ومواطنيه.

هكذا تفيد النظرية البراغماتية التي رسختها الممارسة على مدى قرون طويلة.

ويحاول الفريق اللبناني المنضوي في "حلف طهران" سحب هذه النظرية على رئيس النظام السوري بشار الأسد، لإلزام فريق أساسي من اللبنانيين، يتقدمه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، بإعادة وصل ما انقطع، بعيد اندلاع الثورة، بين بيروت ودمشق.

من الواضح، حتى تاريخه، أن الحريري، مدعوما من مجموعة وازنة تضم بين من تضم كلا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، يرفض هذه الدعوات ويقدم ما يلزم من أدلة على صلابة في التصدي.

من الواضح أن "محور طهران" لا يهتم بمصالح لبنان من وراء ضغطه لمصلحة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، بل بأمور أخرى

بعيدا من العواطف، هل يخطئ الفريق الرافض ويتجاوز بموقفه هذا واجب الرضوخ للواقعية السياسية لما فيه المصلحة العامة التي كانت، وفق ما قيل، سبب إيصال العماد ميشال عون مرشح "حزب الله" الوحيد إلى القصر الجمهوري؟

إن دعوات التطبيع التي يقودها "حزب الله" ويشاركه فيها رئيسا الجمهورية ومجلس النواب، تقوم على مسألتين: أولى هاتين المسألتين تتمثل في تعبيد الدرب أمام عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وثانيتهما، الحاجة إلى فتح طريق الشام الدولية التي تصل لبنان بالأردن عبر معبر نصيب، الذي يكثر الحديث عن العمل على فتحه، بعد الصفقة الإقليمية التي أتاحت للنظام السوري بسط سيطرته على جنوب البلاد.

وهاتان النقطتان جوهريتان يستحيل تجاهلهما أو الاستخفاف بهما، فالأولى مرتبطة برفع العبء الهائل الناجم عن وطأة ملف النازحين السوريين الذين يفوق تعدادهم مليون شخص، والثانية مرتبطة بحركة نقل البضائع من الأردن وعبره إلى لبنان ومن لبنان وعبره إلى الأردن.

ويعتمد الفريق اللبناني في "حلف طهران" على هاتين النقطتين للضغط لمصلحة التطبيع الرسمي بين لبنان وسورية، معتبرا أن غير ذلك، من شأنه الإضرار بمصالح لبنان واللبنانيين.

إن رؤية هذه المسألة من منظار عام، يعطي "فريق التطبيع" أحقية، ولكن التعمق قليلا بالمعطيات، ينقلها إلى "فريق القطيعة".

كيف ذلك؟ الواقعية السياسية تفترض أن تكون علاقاتك حسنة مع المنتصر الحقيقي، وليس الثانوي، وإذا لم تكن كذلك، عليك أن تسعى لتحسينها. وفي سورية، المنتصر الحقيقي ليس بشار الأسد، بل روسيا. أما بشار الأسد فمستفيد من هذا الانتصار، حتى تاريخه.

وهذا يعني أن مصلحة لبنان تتوفر عبر روسيا، وليس عبر الأسد، أبدا. وفي هذا السياق، فإن علاقات لبنان عموما، والرئيس سعد الحريري خصوصا، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن وصفها، ومن دون مبالغة، بالممتازة.

وتتفهم روسيا تحفظات الحريري على تطبيع العلاقة مع نظام بشار الأسد، الذي أصدر حكم إعدام بحقه وبحق شخصيات مرتبطة به، وأرسل عبوات ناسفة إلى لبنان في مخطط "داعشي" ـ سابق لقيام "داعش" ـ قاده اللواء الاستخباري السوري علي مملوك وسجن فيه، بعد الثبت من جرمه، مستشار الأسد، اللبناني ميشال سماحة. ولا تربط موسكو أي حلحلة في الملفات التي يعاني منها لبنان، بسبب الوضعية السورية، بإسقاط هذه التحفظات الحريرية. وهذا ما أبلغه، بوضوح كلي، وفد روسي رفيع المستوى إلى الحريري مباشرة خلال زيارة للوفد إلى لبنان، للبحث في ملف عودة اللاجئين السوريين.

كاريكاتوريا، هذا يعني أن من يحل أي مشكلة لبنانية عالقة مع دمشق، ليس رئيس النظام، بل الرقيب الأول في الجيش الروسي الذي منع بشار الأسد من التقدم نحو المنصة التي كان يقف عليها فلاديمير بوتين في زيارته الأخيرة لقاعدة حميميم العسكرية.

يضاف إلى ذلك، أن حل مشكلة اللاجئين السوريين، وفق المنظور الروسي، تحتاج إلى تمويل دولي عموما وفرنسي وألماني خصوصا. وعلاقات "فريق القطيعة"، وخلافا لعلاقات "فريق التطبيع"، جيدة مع المجتمع الدولي، ومتقدمة مع ألمانيا، ومميزة مع فرنسا. وهذا يعني، أن الجهة المنوط بها توفير التمويل اللازم لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، هي التي يمكنها أن ترعى مصالح لبنان، في هذا الملف وغيره، وذلك بالتعاون المباشر مع روسيا، وليس مع بشار الأسد الذي هو في موقع المتلقي وليس في موقع المقرر.

وما يصح على ملف إعادة اللاجئين السوريين يصح أيضا على ملف الطريق الدولي الذي يربط لبنان بالأردن.

ومعبر نصيب لم يفتح حتى اليوم أمام انتقال البضائع برا، على الرغم من كثرة الكلام في شأنه، بسبب عدم توافر الشروط السياسية الملائمة لعمان، على ما سبق وأعلنه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. والشروط السياسية التي يريدها الأردن، لا تتصل بما يمكن أن يوفره بشار الأسد، بل بالضمانات التي على روسيا أن تتعهد بها وتفرض على اللاعبين الثانويين في سورية، ومن بينهم بشار الأسد وإيران، الالتزام بها. وهذا يعني أن الطريق يجب أن يصل لبنان بالأردن والعكس صحيح، لأن الربحية الاقتصادية العالية تكمن هنا، كما أن العبور يجب أن يكون مضمونا بالتساوي، لمن أيد الثورة كما لمن عارضها، ولا يصبح هذا الطريق مصدر رزق للمرضي عنهم من استخبارات الأسد، ومصدر نقمة للمغضوب عليهم. وفي هذا السياق أيضا، فإن من يوفر مصالح لبنان ليس بشار الأسد، بل التفاهم مع دولتين يقيم مهما "فريق القطيعة" علاقات ممتازة، وهما روسيا والأردن.

ومعلوم أن الأردن، لن يقدم على خطوة بأهمية فتح معبر نصيب، من دون تنسيق سياسي وأمني واستراتيجي، مع المملكة العربية السعودية التي لها تصوراتها وشروطها.المطلوب كسر أكثرية لبنانية لتوفير مصالح المحور الذي تقوده إيران الذي يصرخ شعبها من آلام بطونه الخاوية

ومن يقيم علاقات ممتازة بالسعودية، في هذه الحالة أيضا، ليس "محور طهران" بل الفريق الذي يشكل سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، الفقرات الأساسية في عاموده الفقري.

بناء على كل ذلك، من الواضح أن "محور طهران" لا يهتم بمصالح لبنان من وراء ضغطه لمصلحة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، بل بأمور أخرى. لم يشترك "حزب الله" في الحرب السورية، بقرار من الحكومة اللبنانية، بل بناء على تكليف من مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، وتاليا، من يقحم بلاده بحرب من دون تكليف حكومي، يستطيع أن يساهم بحل المشاكل الناجمة عن ذلك، من دون تكليف أيضا، إذا كان القرار هو عند بشار الأسد وداعمه الإيراني، وليس عند الروسي المتفاهم على الخطوط العريضة مع الأميركي والمحتاج إلى الدعمين العربي والأوروبي. كما أن رئيس الجمهورية ميشال عون، لم ينتخب بشعارات معادية لبشار الأسد، بل كان، ومنذ انطلاق الثورة السورية، مؤيدا له، فلو كانت مصلحة لبنان موجودة فعلا عند الأسد، فلا شيء يحول دون أن يتواصل معه علنا، بدل الاكتفاء بموفد سري. ووزير الخارجية جبران باسيل، لا يحتاج إلى تكليف حكومي لتوفير مصالح لبنان من خلال قيادة حركة دبلوماسية مع صديقه السفير السوري المستمر تواجده بكامل الصلاحية في بيروت.

وهذا كله يفيد بأن المطلوب كسر أكثرية لبنانية لتوفير مصالح المحور الذي تقوده إيران التي يصرخ شعبها من آلام بطونه الخاوية..

 

لبنان يسعى إلى تعويض خسارة إيرانية في سورية

حازم الأمين/الحرة/18 آب/18

انتقل السجال السياسي اللبناني إلى مستواه المتوقع، في ظل نتائج الانتخابات النيابية التي أعطت حلفاء النظام السوري من اللبنانيين غالبية في مجلس النواب. واليوم صار بإمكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري أن يقولا "الأمر لي"، خاصة لجهة تطبيع العلاقة مع النظام السوري، وفي ظل حال الوهن التي يكابدها خصمهما الأهلي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. والرجلان باشرا المهمة بما يوحي بأن ثمة ما هو داهم وملح ويقتضي المعالجة الفورية لجهة "تصويب" العلاقة مع نظام البعث. ثمة شيء مستغرب في هذا الاستعجال، فالممانعة لديها من الوقت ما يكفي لحياكة "تصويب" أمتن لهذه العلاقة، خاصة وأن خصمها الداخلي لم يبد يوما صلابة في ثباته على مسلماته! بالأمس مثلا استعجل وزير المال علي حسن خليل، المقرب من بري، القول بأن استيراد الكهرباء من سورية سيوفر على الخزينة الأكلاف المرتفعة للكهرباء التي ستزودنا بها الباخرة التركية، ليأتيه الرد بعد دقائق من وزير الطاقة، سيزار أبو خليل، وهو عوني ومن غير خصوم النظام في سورية، الذي قال إن الكهرباء التركية أقل كلفة بكثير من الكهرباء السورية.

موقع لبنان من سورية الجديدة، التي في طور التشكل، سيتحدد بموجب رغبات حزب الله ونواياه السورية

راء الاندفاعة نحو النظام السوري ما يتعدى لبنان. فاليوم ثمة من يرسم خريطة النفوذ في سورية، ولبنان جزء من المشهد، وأن تتولى قواه الموالية لمحور الممانعة مهمة ضمه إلى أوراقها التفاوضية بصفته أحد حدائقها الخلفية، فهذا ما يعزز موقعها التفاوضي. إيران أبعدت عن الحدود السورية ـ الإسرائيلية بموجب صفقة بين موسكو وتل أبيب، وهو ما أدى إلى سحب ورقة مهمة من يدها، ورقة سبق أن استثمرت فيها دماء وأموالا، وهي وإن كانت لم تخسر كل أوراقها السورية إلا أنها خسرت نصفها على الأقل. موقع لبنان من سورية الجديدة، التي في طور التشكل، سيتحدد بموجب رغبات حزب الله ونواياه السورية. الحزب سيقدم على ذلك من دون صعوبات كبرى. تصريح الحريري، الذي قال فيه إنه سيمانع علاقات طبيعية مع النظام السوري، لن يكون عائقا هذه المرة، ذاك أنه أقرب إلى استغاثة أخيرة تسبق القبول. القصة في مكان آخر تماما. القصة خارج لبنان، وانتصارات الممانعة العسكرية في سورية والانتخابية في لبنان لن يكون لها قيمة إذا ما أدرجت في سياق بحث الدول الكبرى عن تثبيت خارطة لسورية. ما جرى في جنوب دمشق كان مذهلا لجهة كشفه انعدام قيمة "الإنجازات الميدانية" إذا ما تعلق الأمر بمصالح دول أكبر. إبعاد إيران 40 كيلومترا عن الحدود مع إسرائيل جرى من دون أي ضجيج! تولي الشرطة الروسية الفصل بين أجهزة النظام وبين خصومها من السكان جرى أيضا بمنتهى الهدوء! من المفترض أن هذه الوقائع ليست امتدادا للمشهد الميداني الذي حققت فيه طهران تقدما وانتصارات وبذلت في سبيله دماء وأموالا.

 إيران بدأت تفقد بسبب ذلك مواقع لها في العراق كان من الصعب توقع فقدانها بهذه السهولة

لكن ذلك يجب ألا يدفع إلى توهم أن إيران فقدت أوراقها السورية. هي فقدت جزءا منها، وهي اليوم بصدد تعويض خسائرها عبر ضم لبنان إلى المعادلات السورية. فـ"تطبيع" العلاقة بين لبنان وبين النظام السوري سيتم حتما برعاية وإدارة إيرانية كاملة، وأن تجلس إيران على طاولة إعادة رسم النفوذ في سورية معززة بهذه الحقيقة فهذا سيرفع من قدراتها التفاوضية. هذا وحده ما يفسر وثبة جماعات طهران اللبنانيين إلى استحضار واستعجال بحث "تطبيع" العلاقة مع نظام دمشق ومع حكومتها. لكن الاستغراق في هذه الحسابات لا يجدي دائما، لا سيما في ظل احتمالات تفوقها قدرة على خلط الأوراق. طهران تكابد اليوم العقوبات الأميركية والانهيار المتواصل لقيمة عملتها. وإيران التي هذه حالها بدأت تفقد بسبب ذلك مواقع لها في العراق كان من الصعب توقع فقدانها بهذه السهولة. من كان يصدق مثلا أن يسارع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى القول إن حكومته ستلتزم بالعقوبات الأميركية وإن كانت لا توافق عليها، وأن يتولى مقتدى الصدر تغطية موقف العبادي بعد أن باشرت قوى شيعية عراقية حملة عليه بعد موقفه هذا؟ ولبنان الذي تمسك به طهران من ألفه إلى يائه وأنجزت فيه مؤخرا فوزا انتخابيا لا يشق له غبار، لبنان هذا لن يعوضها تصدع موقعها في سورية. وهي، أي طهران، في لحظات كهذه غالبا ما تكون شديدة الواقعية وهو ما يمكنها من أن تجري حسابات دقيقة وتخرج منها بتجرع "كأس سم" صغير آملة بعده ألا يموت الذئب وألا تفنى النعاج. كل هذا ولبنان ما زال يصدح بما لا شأن له به.

 

'الأولوية هي أمن إسرائيل!'

 حازم الأمين/الحرة/17 آب/18

التصريحات الروسية بشأن سيطرة "الجيش العربي السوري" على الحدود السورية ـ الإسرائيلية، لا يشق لها غبار. فقد قال السفير الروسي في تل أبيب أناتولي فيكتوروف للقناة العاشرة الإسرائيلية إن "الأولوية هي ضمان أمن إسرائيل وهذا ليس مجرد كلام فارغ للسياسة الخارجية الروسية... يجب ألا تكون هناك قوات غير سورية في المنطقة الجنوبية". الأرجح أن سجال متشدقي الممانعة بهذا التصريح وبالوقائع الجارية في جنوب سورية أمر غير مجد، ذاك أنهم هم أنفسهم لم تكن يوما المواجهة مع إسرائيل قضيتهم، وهم ليسوا أكثر من أذناب مذهبية يرددون وراء سادتهم ما يلقنوهم إياه. وتصريحات فيكتوروف تؤكد ذلك، إذ أن صوتا واحدا لم يسمع وهو يرد على الحليف الروسي الكبير وهو يقول: "الأولوية هي ضمان أمن إسرائيل". فحليف حزب الله والنظام السوري ودولة ولاية الفقيه يعتبر أن الأولوية هي "ضمان أمن إسرائيل"! ماذا يمكن أن يقال بعد هذا الوضوح؟

خرافة الصراع مع إسرائيل ليست وهما خالصا، فهي حقيقية في اللحظة التي تجد الجماعة ضرورة لها في سياق حروبها المذهبية

لقد أصبح مضجرا انتظارنا صوتا من "أصحاب القضية" ممن قاتلونا وقاتلوا السوريين لـ"حماية المقاومة"، يوضح لنا ما الذي يجري بين الحين والآخر من خيانات داخل البيت. لكن كلام فيكتوروف لم يجاره كلام لجهة وضوحه وحسمه الخيارات. فقد تبين أن الرجل في خندق واحد معنا نحن الخونة والمطبعين، وأن النصف مليون قتيل سوري قضوا على مذبح آخر. أي هذيان هذا، وأي انكشاف، وفي المقابل أي صمت وأي خذلان. "الأولوية هي أمن إسرائيل!". هل من كلام بعد هذا الكلام، وهل من انتصار أوضح. لا ابتذال بعد هذا الابتذال، ولا صفاقة توازي صفاقة السفير في حديثه للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي. ماذا عن "أبو علي بوتين" بعد هذا التصريح، وماذا عن صوره تزين "ساحات الانتصار في جنوب لبنان"؟

لكن للمسألة وجه آخر أيضا. ثمة منتصرون في سورية، النظام من بينهم ومن بينهم أيضا إسرائيل، طالما أن الأخيرة ضمنت أمنها بكفالة روسية هذه المرة. وإيران أيضا منتصرة، طالما أن حليفها السياسي والمذهبي بشار الأسد قد انتصر. ومن المؤكد أن المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، وشرائح المجتمع السوري الأوسع (السنة) قد انهزموا جميعا. ووفق هذا المشهد على المرء أن يعيد ترتيب الاصطفافات تبعا للنتائج. فأن يكون حزب الله والنظام قد انتصرا إلى جانب إسرائيل، وأن يخرج علينا السفير الروسي في تل أبيب ليقول ما قاله، فإن الأمور تقاس بنتائجها، وإذا كانت هذه هي نتيجة الحرب في سورية، فعلينا أن نعود إلى بداياتها للقول بأن حزب الله توجه للقتال في سورية ضمن مهمة تفضي إلى هذه النتيجة.

خرافة الصراع مع إسرائيل ليست وهما خالصا، فهي حقيقية في اللحظة التي تجد الجماعة ضرورة لها في سياق حروبها المذهبية. نقاتل في سورية لنحمي النظام ونناور بفلسطين على خط هذه الجبهة. نشعل حربا هائلة في لبنان مع إسرائيل لنتدارك فيها هزيمة في الداخل. وفي كلا الجبهتين موقع الجماعة هو الهدف وليس فلسطين، والدليل هو النتيجة. خطاب الممانعة لم يكن يوما سوى مراوغة مذهبية وسياسية مهمته حماية أنظمة الردة والجريمة

ها هو السفير الروسي يعلن النتيجة من تل أبيب، والممانعة من الوقاحة إلى حد يمكنها من أن تعلن معه انتصارها، على ما فعلت في حرب تموز (2006) على رغم الهزيمة الواقعية لجهة حجم الدمار وعدد القتلى والأهم لجهة النتائج التي أفضت إلى تأمين حدود إسرائيل على نحو لم يتأمن لها منذ نشوء الكيان.

لنعيد رسم المشهد في ظل الحروب التي خيضت مع إسرائيل، فالأخيرة لم تكن يوما محصنة على نحو ما هي محصنة اليوم. في جنوب لبنان هي محصنة بقرار دولي وبـ 15 ألف جندي دولي يحرسون حدودها، وفي سورية محصنة بموقف موسكو، وفي الأردن ومصر باتفاقيتي سلام. هذا مشهد لو أتيح لبن غوريون أن يعايشه لنام بعده قرير العين. لا ترتبط المسألة بسجال الممانعة بما قاله حليفها الروسي الأكبر لجهة أن أمن إسرائيل هو أولويته، إنما في البحث عن سر هذا "النكران" وعن المادة التي يتشكل منها. فقد قُتِل نصف مليون سوري على مذبح خطاب "حماية المقاومة"، وها هي الأخيرة تلتحق بمن قال إن أمن إسرائيل أولويته! ما سر هذا الصمت؟ وما سر هذا القبول؟ لا جواب سوى أن خطاب الممانعة لم يكن يوما سوى مراوغة مذهبية وسياسية مهمته حماية أنظمة الردة والجريمة. وهو خطاب لا يحترم أصلا عقول أهله ومريديه، وغير معني في أن يشرح لهم سر هذا الشطط الكبير، ثم إن كسلا موازيا أصاب أهله ومريدوه، ولم يعد تفسير ما يجري جزءا من همومهم.يمكن لهذا المشهد أن ينجلي عن صورة أكثر تشريفا لأصحابه إذا ما قرروا نقل الخطاب إلى حقله الفعلي، وقالوا لنا: "الحرب لم تكن يوما بالنسبة إلينا أكثر من حرب مذهبية. انتصرت إسرائيل وانتصرنا معها عليكم".

 

المنتجات التركية تنضمّ إلى قوافل التهريب إلى لبنان

ايفا ابي حيدر/الجمهورية/17 آب 2018

 رغم الجهود التي تبذل من قبل الأجهزة المختصة الا ان مكافحة ظاهرة التهريب الزراعي تبدو عصية عن التنفيذ لعوامل عدة. وقد زادت حدّة هذه الظاهرة مع هبوط الليرة التركية والذي أدّى الى تنشيط التهريب الزراعي من تركيا الى سوريا فلبنان.

عادت صرخة المزارعين لتعلو مجددا نتيجة ارتفاع وتيرة التهريب الزراعي. وقد أضيفت الى الكميات المهرّبة من سوريا منتجات زراعية مهرّبة من تركيا نتيجة انهيار العملة ليصبح مجموع الكميات المهرّبة وفق تقديرات رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي أكثر من 500 طن يوميا تتنوّع بين العنب والبطاطا والحمضيات والبندورة. في هذا السياق، أكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال غازي زعيتر ان عمليات التهريب لا تزال مستمرة رغم مكافحتها من قبل الاجهزة المختصة لكن التقديرات بأن الكميات هي 500 طن يوميا مبالغ فيها. وقال لـ«الجمهورية»: تعلو اليوم صرخة المزارعين لكن صرختنا كوزارة وتحركنا لمكافحة هذه الظاهرة بدأ منذ شهر حزيران العام 2017، حيث راسلت للغاية الأجهزة المختصة من قيادة الجيش الى وزارة الدفاع الى الجمارك الى وزارة المالية لضبط الحدود، وبالتالي لم يعد هذا الأمر من مسؤوليتنا. وقد لاحظنا مؤخرا تكاثر عمليات الدهم للمستودعات ولاسواق الجملة من قبل وزارة الاقتصاد والجمارك. اضاف: ان عمليات التهريب تحصل بين كل دول العالم المتجاورة ولا ينفرد لبنان بها، لدرجة ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اراد بناء جدار فاصل مع المكسيك للحد من هذه الظاهرة.

وردا على سؤال، اعتبر زعيتر ان من الثغرات الموجودة في مكافحة ظاهرة التهريب الزراعي ربما يكون غياب التنسيق الامني بين الجانبين السوري واللبناني، فلو كان التنسيق متوفرا لكان الجانب السوري بدوره كافح هذه الظاهرة الى جانب العمل الذي تقوم به الجمارك اللبنانية.

واعتبر زعيتر ان هناك حاجة ملحة اليوم لتصدير المنتج اللبناني في أسرع وقت وبأوفر سعر، وذلك يكون حصرا عبر التصدير البري، لكن طريق البر التي تصل لبنان بسوريا فالأردن ومنها الى الخليج والدول العربية لا تزال مقفلة. انطلاقا من ذلك هناك حاجة اليوم للاتصال بالجانب السوري من أجل تسهيل فتح طريق معبر نصيب امام اللبنانيين. اما على الصعيد الوزاري، فأشار زعيتر الى انه سيقوم بالاتصالات اللازمة لهذا الغرض، وسيزور سوريا لحضور معرض دمشق الدولي وقد ارسل برقية الى رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية لأخذ العلم والموافقة.

اضاف: لا شك أنه سيتم خلال الزيارة متابعة ملف معبر نصيب، لافتا الى انه لا يجوز الانتظار الى حين فتح المعبر من الجانب الاردني حتى نباشر اتصالاتنا مع الجانب السوري انما يجب المباشرة فورا بمعالجة هذا الموضوع. وتساءل هل يجوز الاستمرار بمقاطعة الجانب السوري في مقابل دفع مليارات الدولارات لـ«ايدال» من اجل دعم التصدير البحري، علما ان غالبية المنتجات الزراعية المصدّرة بحرا تتلف.

ترشيشي

وكان الترشيشي ناشد في بيان المعنيين «التدخل السريع لمكافحة ظاهرة تهريب البضائع والسلع الزراعية التي تغزو الأسواق الزراعية من الحمضيات والعنب والبطاطا والبندورة». وإذ نوه بـ«دور الجمارك في منطقة البقاع وبيروت التي لاتزال تقوم بدوريات ومداهمة بعض المستودعات وضبط الانتاجات المهربة واخرها 5 محال في بيروت»، طالب بـ»المزيد من التشدد والملاحقة التي يجب ان تطال كل الأسواق الزراعية في لبنان وليس فقط منطقة البقاع الأوسط». وقال: «إذا كان تصريف البضائع والانتاجات الزراعية المهربة دونه عراقيل وعقبات في الأسواق الزراعية في البقاع، إلا ان هذه الانتاجات المهربة تغزو اسواق بيروت والشمال والجنوب وخصوصا انها انتاجات زراعية غير مطابقة للمواصفات، وغير معروف مصدر ونوعية الأدوية والمبيدات ونوعية المياه التي استعملت لانتاجها وخصوصا العنب». ولفت الترشيشي إلى ان الاسواق اللبنانية «تستقبل يوميا أكثر من 500 طن من الانتاجات الزراعية المهربة بمعدل 200 طن من العنب، 100 طن من الحمضيات و100 طن من البطاطا، 50 طنا من البندورة وسواها من الانتاجات الزراعية الأخرى، وما يوازي أكثر من 50 شاحنة كبيرة، فكيف يتم ادخال هذه الكميات دون مراقبة فالفلتان وصل إلى مستوى غير مسبوق وطبيعي». وختم معربا عن الخشية من ان «يتسبّب انهيار أسعار الليرة التركية بمزيد من تدفق السلع الزراعية التركية إلى سوريا ومنها إلى لبنان، ولذلك نطالب بالتشدّد الفوري ومكافحة التهريب الذي يعرض آلاف المزارعين للافلاس الحتمي».

 

قصة الحجر الأسود

 حسين عبد الحسين/الحرة/17 آب/18

يقف في الأسبوعين المقبلين مليونا زائر أمام الحجر الأسود، في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة، في مدينة مكة السعودية، للبدء بالطواف كجزء من شعائر الحج السنوية، وسيحاولون تقبيل الحجر للتبرك به، أو توجيه التحية له عن بعد، إن لم يتسن لهم الاقتراب منه.

وأن يقوم الدين الداعي للتخلي عن عبادة الأصنام والحجارة إلى إجلال حجر هو أمر مربك. ويزيد في الإرباك التبريرات الإسلامية غير المقنعة، المستقاة في غالبها من أحاديث منسوبة إلى من هم أصحاب سند ضعيف.

مذهب الحجر الأسود هذا يبدو أنه كان منتشرا في مناطق تمتد من تركيا، إلى سورية ولبنان والأردن، والأرجح حتى مكة

يمكن تلخيص التفسير الإسلامي بالقول إن الرسول وصف الحجر بأنه من حجارة الجنة، وتم إرساله إلى إبراهيم، الذي ثبته في مكانه. وفي بعض الأقوال إنه سيكون للحجر عيون وفم يوم القيامة، وإنه سيشهد شفاعة لمن قبله. وفي الأحاديث أيضا أن الحجر نزل من الجنة أبيض، لكن خطايا الناس سودته.

كما ينقل التقليد الإسلامي أن الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب (634 ـ 644 ميلادية) توجه للحجر بالقول: "إني لأقبلك، وإني أعلم أنك حجر، وإنك لا تضر ولا تنفع. ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك". مع حديث عمر، يصبح إجلال الحجر الأسود بمثابة تقليد متوارث عن الرسول، وهو تقليد تبناه أقرب الصحابة، مثل عمر، من دون أن يفهموا سببه.

لكن الحجر الأسود، الذي قد يبدو أحجية منحدرة من زمن عرب قبل الإسلام (الحج تقليد سابق للإسلام)، ليس من الأحجية بشيء، بل إنه يمكن كتابة تاريخه بالاستناد إلى عدد من المصادر المشرقية والرومانية السابقة للمسيحية والإسلام.

أقدم المصادر منسوب إلى الفينيقي فيلو، من جبيل اللبنانية، والذي كتب بالإغريقية في القرن الميلادي الأول، نقلا عن أعمال فينيقية أقدم كتبها سكون عطا. في وصفه لبدء الخليقة، نقل فيلو رواية فينيقية مفادها أنه في البدء كانت العناصر الأساسية الأربعة ـ الريح والماء والتراب والنار ـ وأن الريح اشتهت الماء ودفعتها، فامتزجت بالتراب وأنتجت وحلا، فطالته النار، فكان حجرا يسبح في الفضاء، ويرى ويسمع، فراكم حكمة، وصار اسمه الإله صافون، أي صوفيا بالإغريقية، آلهة الحكمة. واللافت أن من معاني صفات أو صفاء أو صفا (مشتقات صافون) بالعربية هي الحجر، وقد تكون كلمة صوفية، مذهب المتصوفين، منحدرة من اسم هذا الإله الأول. وفي تقاليد الصوفيين أن الطالب يرتدي رداء أبيض، وفوقه عباءة سوداء، وهو ما يشبه الحجر الأسود المكي. حتى "عباءة الرسول"، المعروفة بـ"البردة" والتي يفترض أنها محفوظة في تركيا، هي سوداء من الخارج وبيضاء من الداخل. والأسود هو لون الخلود، فيما الأبيض هو لون دورة الحياة المبنية على الموت والقيامة من الموت. في عقل الأقدمين، بدأت الحياة الأولى بحجر أسود، وهو حجر الأساس لكل الخليقة، وهو الذي اتجه إليه المؤمنون في عبادتهم. من طوائف الحجر الأسود من تركت خلفها بعض الآثار، مثل صورة معبد "ايلا غبالوس" المنقوشة على نقد يورانيوس انطونيوس، وهو معبد كان في مدينة حمص السورية، ولم يبق منه أثر. والإله غبالوس كان يتمتع بشعبية حتى أسبغ اسمه على أحد أباطرة الرومان بعد موته، وهو الإمبراطور ماركوس أوريلوس (218 ـ 222 ميلادية). ويعتقد المؤرخ فيرغوس ميلار أن اسم "ايلا غبالوس" يعني "إله الجبل"، وهو ما لا يبدو صحيحا، والأغلب أن الأحرف "غ ب ل" تتطابق مع كلمة "قبال" أو "قبلة"، أي المركز الذي يتوجه إليه المؤمنون في صلواتهم وعباداتهم. مذهب الحجر الأسود هذا يبدو أنه كان منتشرا في مناطق واسعة تمتد من تركيا، إلى سورية ولبنان والأردن، والأرجح في الحجاز حتى مكة. ويلفت ميلار إلى أنه تم العثور على نقوشات مكتوب عليها اسم الإله غبالوس في ضواحي تدمر. وفي السياق نفسه، يمكن الإشارة إلى أن بعض البلدات السورية التي لا تزال تحمل اسم هذا الإله، مثل الحجر الأسود، ضاحية دمشق، ويمكن أن بعض البلدات الأخرى حملت أسماء مشتقة من "قبلة"، مثل جبلة السورية وجبيل اللبنانية.

 استخدم الأتراك الحجارة السود بمثابة طواطم مانحة للشرعية الدينية للحكم

أما الحجارة السوداء، كحجارة نيزكية متساقطة من السماء، فلم يتبق منها في أماكن العبادة إلا في مكة، وفي اسطنبول التركية. وحسب بعض الروايات، فإن الحجر الأسود المكي يتألف من ثماني قطع، فيما ست قطع من الحجر الأسود نفسه موجودة في تركيا.

والرقم ثمانية هو رمز الحياة بعد القيامة، مثل في الأضلاع الثمانية لمبنيي قبة الصخرة وكنيسة الصعود في القدس. أما الرقم ستة، فهو يرمز إلى كل من يحمل صفة "رسول"، وهو رمز مستوحى من الدورة الكاملة لكوكب المشتري، الذي يسير بين نجمتي الصباح والمساء وكأنه رسول بينهما.

القطع في تركيا موجودة في مسجد محمد صوكولو، وهو شخصية خيالية في الغالب يفترض أنه كان زوج إحدى حفيدات السلطان سليمان الأول (1520 ـ 1566 ميلادية)، الذي تم نقل واحدة من الحجرات الست إلى مقام قبره، وأخرى إلى الجامع الأزرق.

هكذا استخدم الأتراك الأحجار السود بمثابة طواطم مانحة للشرعية الدينية للحكم، فيما الأرجح أن هذه الحجارة، وغيرها نيزكية سوداء كثيرة، كانت منتشرة في عدد من المعابد منذ زمن سحيق كرمز للإله الأول، قبل أن تتم إعادة تعريف تاريخها، وتحويلها من رمز لدين الإله صافون أو صوفيا، الحجر الأساس للخليقة، إلى حجر من الجنة، وهو حجر لا سبب واضح للتبرك به، غير التقليد بلا تشكيك، على ما فعل الخليفة عمر.

 

التمديد الجديد لليونيفيل: ضغط أميركي غير مسبوق ورسائل بغير اتجاه!

رلى موفّق/اللواء/17 آأب/18

من غير المتوقّع تعديل المهام تحت الفصل السابع لأسباب محلية وفرنسية وأوروبية

يأتي تجديد مجلس الأمن للقوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة ودقيقة ومختلفة عن سابقاتها، ولن يكون معزولاً عن الحسابات المتداخلة للأطراف المنخرطة في النزاع الدائر في المنطقة، وسيتم بالتالي العمل على توظيف هذا الاستحقاق في إطار المواجهة المفتوحة بين محوري أميركا وحلفائها من جهة، ومحور إيران وحلفائها من جهة أخرى. يُشكّل القرار الأممي رقم 1701، الذي أوقف الأعمال القتالية بين إسرائيل و«حزب الله» في حرب تموز 2006، المنطلق الأساسي لقياس أداء كل من لبنان الرسمي والقوات الدولية في المهمة الموكلة إليهما بموجب هذا القرار ومدى التزامهما بتنفيذ بنود القرار ومندرجاته، وما الذي لم يُنفّذ وطبيعة الأسباب والتعقيدات التي حالت دون ذلك، إضافة إلى ماهية التحدّيات والقيود التي تواجهها «اليونيفيل» في مناطق تواجدها والتي تحول دون قيامها بمهماتها كاملة.

بالطبع إسرائيل معنية من جهتها، وسيُقدّم لبنان جردة بخروقاتها المستمرة للقرار، لكن ما سيطال الجانب اللبناني سيكون أشدّ وطأة، لا سيما حيال السؤال المحوري المتعلق بمهمة القوات الأمنية اللبنانية في بسط سيطرتها على المناطق التي حدّدها القرار كمناطق منزوعة السلاح غير الشرعي شمال الليطاني، وإمساكها الفعلي بالحدود مع سوريا والمعابر التي تستخدم لتمرير السلاح للميليشيات المسلحة خارج نطاق الدولة، فضلاً عن تفكيك القواعد العسكرية للتنظيمات الفلسطينية التي لا تزال تحتفظ بها على الأراضي اللبنانية.

تُدرك المنظمة الدولية وأعضاء مجلس الأمن أن الدولة اللبنانية ومؤسساتها السياسية والأمنية  يعتريها قدر من العجز عن الترجمة العملية لمختلف بنود القرار بشكل كامل، ذلك أن تلك المهمة ليست منوطة بها لوحدها نظراً إلى ترابط الوضع اللبناني مع أزمات الإقليم وحروبه وأجندات «حزب الله» الخارجية، وما أضفته الحرب السورية من وقائع إضافية. لكنها تدرك أيضاً أن العجز يُخفي في طيّاته نوعاً من التقاعس المجبول بالتواطؤ من جهة، والتسليم والتكيّف من جهة أخرى، بفعل موازين القوى التي تحكّمت بالبلاد لعقود، والتي جعلت تنفيذ اتفاق الطائف وما تلاه من قرارات دولية سواء 1559 أو 1680 أو 1701 أو 2373 مجتزأ ومبتوراً، في ظل غياب قوّة دفع دولية حقيقية.

قد لا تكون تلك الصورة مختلفة كثيراً اليوم، غير أن الجديد الحاصل هو الضغط الأميركي المنتظر أن يواجهه لبنان الرسمي مع استحقاق تمديد مهمة «اليونيفيل». ثمّة حركة مكثفة لمسؤولين أمنيين دوليين قبل موعد جلسة مجلس الأمن. بالأمس القريب كان هناك اجتماع للجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات الأميركية والبريطانية لحماية الحدود البرّية اللبنانية برئاسة قائد الجيش العماد جوزاف عون، في المركز الرئيسي لتدريب أفواج الحدود البرية في قاعدة رياق الجوية، بمشاركة المستشار الاستراتيجي لبرنامج التعاون الأمني البريطاني المتعلق بمشروع ضبط الحدود الجنرال المتقاعد غرامي لامب، وأعضاء فريق العمل المشترك. كان يمكن قراءة الاجتماع على أنه اجتماع متابعة عادي لولا أن ما سيخرج به المشاركون سيُشكّل جزءاً من التقييم العام للقوات العسكرية اللبنانية.

وسيكون لمحادثات وفد البنتاغون برئاسة مساعد وزيرالدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي روبرت كارم في بيروت وقعاً أكبر. ربما من المفيد التوقف عند خلفية رئيس الوفد الزائر. هو من أصل لبناني، شغل منصب مستشار للشرق الأوسط لنائب الرئيس آنذاك ديك تشينى في زمن جورج بوش الابن، وممن لهم بصمات على القرار الدولي 1559، وكان من مؤيدي نظرية بوش بانتخاب رئيس لبناني بالنصف زائداً واحداً بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية إميل لحود. زيارة وفد البنتاغون تحمل بُعدين: الأول استقصائي وفق لائحة أسئلة طويلة تحتاج إلى أجوبة من شأنها تحديث المعطيات والنظرة التي لدى وزارة الدفاع الأميركية في سياق تقييمها العام لوقائع المؤسسات السياسية والعسكرية والقيّمين عليها، وكيفية مواءمة أدائهم مع القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701 لجهة البنود غير المنفذة أو تلك التي يتمّ الالتفاف عليها بما يُفقدها فعاليتها.. أما البعد الثاني والأهم، فيتمثل بالرسالة التي يحملها الوفد، وقوامها أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ما خص إيران وأذرعها العسكرية، وفي مقدمها «حزب الله»، هي سياسة صارمة، والقرارات التي اتخذت في هذا الصدد جدّية ولا تحتمل أي خرق. صحيح أن وفد البنتاغون ليس من مهامه وصلاحياته البحث في العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران و«حزب الله»، لكن ما يريد الوفد إيصاله هو أن المصلحة اللبنانية تتطلب أن تلعب المؤسسات الأمنية دورها الأساسي المطلوب منها في حفظ الأمن، ومنع أي محاولة لخرق القرار 1701 من قبل الميليشيات المحسوبة على إيران في إطار محاولة تخفيف الضغط عليها من باب أمن الجنوب، أو المناطق التي يمكن أن تستخدمها على الحدود اللبنانية - السورية لتحقيق ذلك. الرسالة تحمل في طيّاتها طلباً صارماً في شأن الترتيبات الأمنية شمال الليطاني، وحثاً للقوى الأمنية على أن تُمارس مهامها بشكل حازم في المناطق الخارجة عن سيطرة «الحزب»، بغية المساهمة في توسيع رقعة بسط سلطة الدولة الفعلية والفاعلة على الأراضي اللبنانية، حيث يفترض ألا يكون هناك امتداد لسلاح «حزب الله» إليها. من غير المتوقع أن يتم طرح تعديل لمهام القوة الدولية التي ينص عليها القرار وتوسيع صلاحياتها لتصبح تحت الفصل السابع، إذ أن أمام ذلك عقبات عدّة حتى لو أراد الأميركيون ذلك، فحكومة لبنان في مرحلة تصريف أعمال لا تجيز لها اتخاذ قرارات، كما أن الدول المشاركة في «اليونيفيل»، ولا سيما الأوروبية وتحديداً الفرنسية، تعتبر أن هذه المسألة تطال أمنها القومي، نظراً إلى حجم مشاركتها في عديد القوة الدولية، وهي ليست في موقع يسمح لها بالمجازفة.

باريس تعي تماماً مغزى الرسالة التي تمّ إيصالها للقوات الدولية في مجدل زون من خلال الاشتباك الذي حصل مع الأهالي الذين يُشكّلون «سعاة البريد» و«القوة الرديفة» لـ«حزب الله» المنتشرة على الأرض، تماماً كما تعي واشنطن مغزى الرسالة الموجهة إليها إيرانياً من البوابة الجنوبية، وهي تالياً تهدف من خلال زيارة وفد البنتاغون لبيروت إلى أن توجّه رسالة مقابلة، بأن الثمن سيكون كبيراً إذا جرى اللعب بالنار، والثمن هذه المرة قد يدفعه كل لبنان وليس فقط «حزب الله» وبيئته، وليس بالضرورة أن يكون الرد عسكرياً. فقد ثبت أن ثمة سلاحاً يوازي في تأثيره ودماره القوة العسكرية ويتمثل بسلاح العقوبات الاقتصادية والمالية. تجربة تركيا حيّة ومؤلمة بتداعياتها وهي الدولة القوية اقتصادياً، كما هي تجارب روسيا وكوريا الشمالية وإيران. الأكيد أن مقاربة مسألة التعرّض للقوة الدولية ستؤول إلى إعادة تسليط الضوء على الفقرات في القرار 1701، والقرار 2373 الصادر عام 2017، التي تؤكد على حق القوّة الدولية في حماية نفسها، ومقاومة محاولات منعها، عبر وسائل القوة، من أداء مهماتها بتفويض من مجلس الأمن. وهو تأكيد له أبعاد جديدة، على الأقل أميركياً، من شأنه إعادة توفير الدعم المعنوي والزخم الذي حظي به القرار 1701 يوم أقرّ، قبل أن يتراجع نتيجة تراجع الحكومة اللبنانية، وهو دعم له منطلقاته وأرضيته من خلال الغطاء العسكري الذي توفره الجيوش الحليفة في المنطقة، وطيفه يُبعد الشعور بحال عزلة هذه القوّة ما دام التحالف الدولي على مرمى حجر منها، إذا تطلب الأمر «تدخل ما» في لحظة حرجة!

 

سمير قصير هزمكم.. ارموا الأقنعة

إميل منعم/العربي الجديد/17 آب/18

كان اسمه سمير قصير.

ولدتْه أمّه على فالقٍ زلزاليٍ بين سورية ولبنان وفلسطين. تصفّح الأرض والكتب معاً. وحيث كان للتاريخ هديرٌ عميق، رفع موازينه، وأقام مرصده، برى الأقلام ورابط مع المرابطين.

سمع صرير عجلات وصليل سلاسل وأنين أمهات. أدرك باكراً أن للأرض ضميراً تتربّى فيه الحمم، ورئةً تتنفّس منها البراكين. وعلى هذا الفالق، قضى أيامه يحاول ربط العين بالأذن، ووصْل ما بدا منقطعاً بين الرؤية والسمع.

كان اسمه سمير قصير... أراد أن يعبر مع العابرين، فأوقفه في السدّة نداءُ الحرية العظيم. هو بينكم بكامل قوامه، صدّاحاً، كليّ الحضور، وافر ظلِّ الجناحين. على الرغم من المحاولات المتكرّرة، لم ينجح أحدٌ في قتله. لقد غدا، مثلما تغدو الأحلام، درساً بليغاً للسفاحين. لا تضمرُ الأحلامُ ولا تتعثّر. يكفيها أنها كانت ذات مرةٍ لتبقى، كأنّما حلم بها الناس جميعاً. حصّن موقفه بالضمير، ناقلاً جريمة فلسطين من فضاء الهمّ إلى حقل الاهتمام. وعانى شقاء القبائل الهائمة في التيه. سمع خفقان القدس، واستهدى إلى أسرار النبض وشبكة الشرايين. أدرك صلة الرحم بين قلبها وقلب بيروت وقلب دمشق، وأسال من أجلها عرق الجبين، وحبراً من دون تهيّب، في زمنٍ غدت فيه كلفة الحبر أغلى من كلفة الدم. قال جبران مرةً إن القتيل ليس بريئاً من جريمة القتل. هل كان حلم سمير ثقيلاً على جناحيه، فكسرهما؟ أم قتلته الطوبى، حين نزلت قدمه في أرض لم تكن بالصلابة التي توهّم؟ لكن،

"كان بهياً وصقيلاً ونضراً في موضع الندى. وفي موضع الحق والعدل، كان حادّاً ومسنوناً على الدوام" للحق، لم يقتله حبه القدس أو بيروت أو دمشق. بل قتله حبّه الحقّ المسفوك فيها. وبهذا الحب صار إنساناً، والتحم بمعادلة الصراع العميقة: تُسبى فلسطين من جديد كلما سُبيَ شعبٌ في أي مكانٍ على الأرض. وفي اللحظة التي يُغدر فيها بأي حرّ، من أمثال سمير قصير، يكون قد غُدِر بالحسين أكثر من مرّة.

كان اسمه سمير قصير. كان بهياً وصقيلاً ونضراً في موضع الندى. وفي موضع الحق والعدل، كان حادّاً ومسنوناً على الدوام. يعرف أن الغاصب لا يدحره إلا مقاومون أحرار، وأوّل دروس المقاومة تعريفُ الموت كنفي للحياة. وحين تُقلب هذه المعادلة، ويغدو تزيينُ المقابر من الروائع، وقمعُ الرغبة الحيّة بطولةً، وتحقير كلّ فنٍ جميلٍ تقوى، إذّاك لن تكون مقاومةٌ على الإطلاق. وكل ما يفعله ممجّدو الموت، تقديمُ الأحياء ضحايا للغاصبين. ولن يكون تحريرٌ لشعب أو وطن بتهريب الأرض من غاصبٍ إلى غاصب تحت الزغاريد، أو بنقل الأعناق من مستبدّ إلى مستبدّ تحت البيارق.

كان اسمه سمير قصير. يعرف أن الإرهاب لا يمحو إرهاباً، بل يراكمه. وأن تمجيد الموت، بأية ذريعةٍ، يجعل الأعمار فرصاً عابرة بين القتل والقتل. ليست الحرية أكثر من اختزال الحياة في مفردةٍ واحدة، دونها العقم والتصحّر وانحلال كل معنى، فالفراشات لا تحوم على الشظايا، ولا يجني النحلُ العسل من فوهات المدافع. وما من محنة أشدّ على الأوطان من هؤلاء المجاهدين في سبيل البربرية باسم الانتصار لأصولٍ نبيلة، أو رعاة مؤسسات لصناعة الانحطاط وتعميمه بتنقية الهواء من الأغاني. هنا حيث تصبح الحياة مأزقاً تُمسح الرهافة عن الصباحات، ويتفتّت كل معلم جميلٍ على دروب العالم.

الذي حاول قتل سمير قصير سيبقى له من المفاخر، في آخر المطاف، أنه طوّر في تسميم الينابيع وتقنيات الغدر، أكثر مما استطاع تطوير فكرةٍ واحدةٍ عن الصمود. ومن لا باع له في صناعة المعاني والقيم النبيلة، لن يصاحبه في النهاية إلا غربانُ القفر الذي وسّعه بالدم والدمار، وسيدفنه التاريخ من دون جنازة أو معزّين. من افتتح عصر الإرهاب بأبشع صوره، وقاوم المقاومين الوطنيين وفتك بأبطالهم، أمام نظر العدو وسمعه، ليس غريباً عليه مقاومة اندفاع الحياة في عروق فتى الحرّية الأغرّ.

لم يعرف التاريخ مدافعاً عن الحرية غير الأحرار. أما قاتلو سمير قصير فليسوا غير طلائع عدوان جديد، يلبس الضحايا ويتستّر بالأقنعة التي تهلهلت وتساقطت، قبل أن تبلغ مدن الشام وقراها. مهزومون تحت الرايات. كل استعراضات الحشود والجنازات، كل الجعجعة على الشاشات والمنابر، كل أساطير البطولة المعلوكة في سحيق التوهّم، لم تنجح في إخفاء ما يستبطنونه من كلاب الصيد التي تطارد عشّاق الحرّية في حقول القتل. حتى في العمالة كانوا صغاراً وعبيداً لسقط متاع التاريخ. عملاء للعفونة والصدأ، حيث لم يسعْهم أن يكونوا أكثر من مزيّني أكفان، ومنظّمي مآتم لفتيان المستقبل. وتجار ضمائر ومخدراتٍ، ومعقّمي بذرة الكبرياء في فلذات أكبادهم.

ورثة السبي وسليلو الوأد. مخادعون ومخدوعون من الجحور إلى الجحور، سفهاء من الوريد إلى الوريد. أنكرتم عقل أبي العلاء، وتبرأتم من قلب ابن عربي، وضربتم صفحاً عن رواد التنوير من أبي حيّان إلى الغزالي إلى ابن رشد، واكتفيتم بالفتنة الكبرى ميراثاً، شحنتم في تجديدها النفوس وعقدتم الهمم، وأوقدتم في هشيمها زيتون البلاد ونخلها. لم تُخْلوا في الآماد القاحلة التي استبحتموها مكاناً يتفتح فيه شاعرٌ أو فنانٌ أو صاحبُ رأي. غيمةٌ مظلمةٌ من الجراد حيث حللتم. لا شيء غير يباس الحسّ وجفاف المعنى وتصحّر العقل. أعدتم إلى الخرافات المدفونة منذ قرون نضارةً غابرةً، وزوّدتم بها كتب أطفالكم، لتدفنوا نضارتهم في المهود. وعلى حطام العقل، لا ينبت الزرع ولا تنمو المحاصيل. اليباب وراء اليباب والعتمة خلف العتمة، حيث تحيك نساؤكم أرديةً سوداء للمنارات، ورجالكم يطاردون إخوةً لهم في شوارع بيروت، وفي منازل سورية وحقولها. حتى الهارب من ظلمكم وظلامتكم استكثرتم على أطفاله المبيت في خيم اللجوء أو النهوض على أرصفة التسوّل.

من تطاولتم على علوّ كعبه كان اسمه سمير قصير. .. أردتم أن لا يبقى في انتظاره أحدٌ، لا أهلُ بيته، ولا زملاءُ عمله، ولا أحد من تلاميذه أو أصدقائه فهزمكم، حين غدا لجيل كامل، المنتَظَر الوحيد. يعيد النصاب إلى العدل، كما يُعيد شهداءكم قتلى، بين أبرياء ومجرمين.

أردتم أن يجفّ ذكرُه بجفاف دمه فهزمكم. كان اسمه سمير قصير فصار اسمه سمير قصير الفتى الذي وقف في بؤبؤ العين، وقال ما لم تكونوا تستسيغون سماعه، فاسمعوا إذاً ما فاتكم: ما لا يليق بغزّة أو بحيفا لا يليق بحمص ولا بطرابلس ولا ببغداد. وما لا يصلح لأطفال جنين لا يصلح لأطفال درعا. ليس في هذا حكمة فائضة عن العقل، بحيث يقصّر المرء عن إدراكها. بل هي من البساطة بحيث حقنت أسيادكم بالحقد والضغينة. لقد عرّاكم الدم المسفوح في غير مكانه، دم الأقربين المتخثّر على الياقات والأكفّ وحواضن البنادق.

أردتم التبرؤ من دمه لتميتوه فغلبكم. والذين جنّدتموهم أو تبرّعوا بتلطيخ دمه وتشويه مقتله

"تمجيد الموت، بأية ذريعةٍ، يجعل الأعمار فرصاً عابرة بين القتل والقتل"

كانوا كثراً. وإذا كان من هزيمةٍ تحتسب هنا، فهي هذه الهزيمة الفاجعة بالذات: أن يكون المعتدون على شهادته كثراً.

لكن الأكاذيب لم تنطلِ على عاقل، فعاد وانتصر. عرفكم ودلّ عليكم وجوهاً وأسماء. لا أحد أكثر من القتيل معرفةً بقاتليه، حتى قبل أن تُسنّ الخناجر.

أردتم من مقتله أن يكون جريمةً في الحي، فهزمكم أيضاً وأيضاً. ويوم غدرتم به لم تبقَ نافذةٌ في بيروت لم تبلغْها شهقة من فلسطين، ولم يبقَ حجرٌ في دمشق إلا وعليه نقطةٌ من دمائه.

بالوحشيّة التي مورست على فتوّته، أردتم أن تنتقموا من بهاء حضوره الكثيف، فهزمكم بارتقائه إلى سوّية الأيقونة الجليلة عند الشباب الأحرار، ودفع إلى التفكّك على قواعدها كلّ أنصابكم المسبوكة من أظافر وأنيابٍ وكسور عظام. هزمكم بجناحيه العاليين فوق الأقفاص التي تحشرون فيها أبناءكم، لتعقّموا فيهم رغبة التحليق المشبوهة، وتبعدوا عنهم وباء الحرية المشؤوم.

كثراً جئتم. حشرتم أنفسكم تحت مقعده. أقزاماً وحشرات. مطلقي شائعات وكتّاب تقارير، صنّاع متفجرات ومنافقين حتى النخاع. مزوّري عملة وتواريخ وأثرياء حروب. تجمّعتم من كل صوب. الفارّ من العدالة، والمخدوع بخطاب الردّة، انحشرا معاً. من لا جدوى له، والكلب الذي رصّعتم طوقه بالنجوم وطفتم به تحت الأقواس والبيارق، وظل كلباً مرصّع الطوق بالنجوم، انحصرا جنباً إلى جنب. احتشدت معكم تحت عجلات سيارته أفواجٌ من دعاة الوحدة تحت النعال، أو الفرقة عند المقابر. جئتم خفافيش ليل من السراديب والكهوف، عسساً وجواسيس وحمَلَة مباخر. وحين انفجر بكم، وانسكب على وجوهكم دم الضحيّة، لم تتركوا أثراً سوى ألسنة من مطاط، تتقلّص في الشمس، وتتمدد في الليل للعق الغبار عن الأحذية. لن يطالبكم أحدٌ بتحسّس رؤوسكم، ولا أعناقكم. فقط وفّروا حناجركم. فحين يعبر بكم، ستحتاجون إلى نباح كثير، وأنتم تشيّعون أوهامكم المتساقطة على الحضيض.

 

إتّفاق صاروخي» بين بوتين وترامب؟

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/السبت 18 آب 2018«

تعكس التطورات الجارية محليّاً وإقليمياً ودولياً وما يرافقها من حراك روسي في مختلف الاتجاهات، انّ روسيا تخشى حصول انفجار إقليمي يمتدّ من لبنان الى سوريا والعراق فإيران، وذلك على ضوء الأزمة المتفاقمة راهناً بين واشنطن وطهران نتيجة خروج الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الإيراني، وما تلاه من معاودة إدارة الرئيس دونالد ترامب فرض عقوبات سابقة على إيران مشفوعة بعقوبات جديدة. على وقع تصاعد لغة التهديد والوعيد بين واشنطن وطهران، وتبخّر دعوة ترامب الإيرانيين الى حوار بلا شروط مسبقة، وكذلك تبخّر «الردّ الإيجابي» الإيراني عليها مشروطاً برفع العقوبات، فإنّ الأزمة بين الجانبين

تزداد تفاقماً، وما يزيد من تفاقمها أكثر، حسب مطّلعين عليها ومتتبّعين لفصولها، هو الدخول الإسرائيلي بقوّة على خطّها، حيث أن لدى إسرائيل خططاً كثيرة قديمة وجديدة لاستهداف إيران بضربة عسكرية بغية تدمير منشآتها النووية وبناها التحتية.

فضلاً عن الغارات الجوية والهجمات الصاروخية التي تشنّها إسرائيل من حين الى آخر على مواقع في الاراضي تقول انّها تابعة للحرس الثوري الإيراني و«حزب الله»، خصوصاً بعدما استعاد النظام وحلفاؤه السيطرة على الجنوب السوري، وعاد الى خطوط الفصل القائمة في الجولان حتى تتمركز قوّات «الأندوف» التابعة للأمم المتحدة. وفي رأي هؤلاء انّ ما يدفع موسكو الى العمل لمنع حصول هذا الانفجار الاقليمي هو انّها لا تريد ان تتعرض لحراجة بعدم تمكّنها من الدفاع عن حليفتها إيران وحلفائها في حال شنّت الولايات المتحدة وحلفاؤها وإسرائيل حرباً عليها وعلى حلفائها في سوريا وحتى على الاراضي الإيرانية، ولذلك تعمل موسكو لمنع نشوب هذه الحرب على إقناع إيران وحلفائها بإبعاد صواريخهم عن إسرائيل في لبنان وسوريا مسافة مئة كيلومتر ، وهذا ما تطلبه إسرائيل وتلحّ عليه، وقد أثاره رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو مع كلّ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.

ويقول هؤلاء المطلعون انّ الرئيسين الاميركي والروسي «اتفقا» في قمّة هلسنكي، على الارجح، على موضوع إبعاد صواريخ إيران وحزب الله في سوريا ولبنان، وليس مستبعداً انّ تبلّغ موسكو وزير الخارجية جبران باسيل، الذي سيزورها خلال الساعات المقبلة هذا «الاتفاق الصاروخيّ» بينها وبين واشنطن.

على أنّ هذه المعطيات بمجملها تشكل، في رأي المطلعين، جزءاً من المعوّقات التي تقيّد حركة الرئيس سعد الحريري وتعوّق تأليف الحكومة، وقد تكون هي التي دفعته الى الوقوف على ما لدى موسكو من معطيات من خلال مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان الذي اجتمع أمس الأول بالممثل الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس فيما باسيل يحزم حقائبه للسفر الى العاصمة الروسية.

ولذلك، يجزم المطلعون بأنّ أسباب تأخُّر ولادة الحكومة داخلية وخارجية في آن معاً. فالأسباب الداخلية مردّها الى الخلاف المستحكم بين الافرقاء السياسيين حول احجام التمثيل وتوزيع الحقائب الوزارية، والذي يمنعهم من التوصل الى اتفاق على صيغة حكومة متوازنة ترضي الجميع.

أمّا الأسباب الخارجية فمردّها انعدام التوازن الخليجي ـ الايراني في ظلّ الشكوى الخليجية من تعاظم نفوذ ايران في المنطقة من لبنان الى سوريا والعراق واليمن وغيره. وفي هذا المجال يقول البعض انّه نتيجة انعدام هذا التوازن لا يستطيع الحريري تأليف حكومة تكون الكفّة فيها راجحة لمصلحة «حزب الله» وحلفائه، وفي المقابل لا يستطيع «الحزب» السير بحكومة تكون الكفّة فيها راجحة لمصلحة الحريري وحلفائه. ويتبيّن من خلال كلّ هذه الاسباب انّ لبنان سيبقى بلا حكومة الى حين تبلور ما سيرسو عليه الكباش الدائر بين الولايات المتحدة الاميركية وايران وهو كباش مستمر على الاقل حتى تشرين المقبل، وكذلك الى حين اتّضاح مسار المعركة المنتظرة في ادلب التي باتت المعقل الاخير للتنظيمات المتطرفة المسلحة من جبهة النصرة وداعش وغيرهما من المسميات. بل اكثر من ذلك، يقول المطلعون، أن لا أمل في ولادة الحكومة قبل ان يبدأ الكلام بين الكبار، من موسكو الى واشنطن والرياض وطهران ودمشق، وهذا الامر لا يبدو انه متوافر في المدى المنظور على الاقل. وثمّة من يعتقد انّ تعثّر تأليف الحكومة بفعل الاسباب الداخلية والخارجية، هو ما دفع الرئيس المكلف الى إحداث نقلة في «لعبة الشطرنج» أدّت الى أخذ هذا الملف الحكومي الى مكان آخر، ووضعت ملف العلاقات اللبنانية ـ السورية على الطاولة، الامر الذي دفع البعض الى اعتبار الحريري وكأنّه «المعطل الوحيد» للتأليف الحكومي، مشيرين الى انّه كان تحدث اخيراً عن انّ اسباب التعطيل داخلية، وأن ليس هناك أي تدخّل خارجي في هذا الملف.

 

التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية للمبارزة الأميركية - التركية

د. خطار أبودياب/العرب/18 آب/18

ترتسم معالم فراق تركي - غربي على ضفاف البوسفور، ويزداد الكلام عن “الحلف الشرقي” مع روسيا والصين وإيران. لكن صعوبة فك الارتباط بين تركيا وأوروبا والأزمة الاقتصادية المتفاقمة تضع حسابات ورهانات النظام الأردوغاني على محك الاقتصاد واللعبة الجيوسياسية الحساسة، ويبدو أن الاستناد إلى الأيديولوجيا والحنين إلى أمجاد الماضي والخطابات عالية اللهجة لا يصمد أمام الوقائع الصعبة في تركيا اليوم. يتواصل اختبار القوة بين الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان ويرسم ذلك علامات استفهام على مستقبل التحالف الأميركي – التركي الذي كان في صلب الاستراتيجية الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط منذ عهد هاري ترومان منتصف القرن الماضي. وشكّل يوم “الجمعة الأسود” (10 أغسطس الماضي) منعطفا في تاريخ العلاقات الثنائية بعد الانهيار الكبير للعملة التركية إثر قرار واشنطن برفع الرسوم الجمركية على استيراد الفولاذ والألمنيوم التركي، وذلك بعد عقوبات ضد وزارات الداخلية والعدل والمالية.

بالطبع، لا يمكن المبالغة في آثار العقوبات الأميركية المتصلة باحتجاز القس أندرو برونسون على أوضاع اقتصاد تركي يسجل تراجعا كبيرا منذ بدايات هذا العام، ولا يمكن لتغريدة ترامبية مهما كان وقعها من تغيير أوضاع متينة داخلية أو علاقات خارجية سليمة. هكذا على خلفية الأزمة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وعدم الثقة في السياسة الاقتصادية للرئيس أردوغان، يكشف تراجع الليرة التركية في الفترة الأخيرة عن الضعف الهيكلي للبلاد.

بعيدا عن الخطابات الحماسية للرئيس – السلطان حول “المعجزة الاقتصادية التركية”، تواجه تركيا، الهشة وغير المتوازنة، العديد من التحديات الهيكلية مع معدل التضخم الدراماتيكي الذي وصل إلى 15.9 بالمئة في يوليو الماضي ما يقلل من القوة الشرائية، وارتفاع معدل البطالة الحقيقي إلى 17 بالمئة، بعيدا عن الإحصاءات الرسمية (11 بالمئة)، وزيادة مديونية الشركات التي اقترضت بكثافة بالدولار بعد فشل الانقلاب في يوليو 2016 ووصل تراكم الديون بالعملات الأجنبية إلى أكثر من 200 مليار دولار، وذلك في موازاة تسجيل أسوأ سعر صرف للعملة الوطنية في تاريخ البلاد، وأدى كل ذلك إلى زيادة حالات الإفلاس في العام الماضي وخاصة في قطاع البناء والمقاولات، وتسجيل عجز خطير في ميزان المدفوعات.

ومن الواضح أن تعزيز قبضة أردوغان على الاقتصاد منذ إعادة انتخابه في يونيو الماضي لم يطمئن الأسواق والمستهلكين، خاصة أن ممارسة ضغوطه على المصرف المركزي لعدم رفع أسعار الفائدة ارتبطت بالخشية من تباطؤ النمو (7.4 بالمئة في 2017)، إذ أن ارتفاع معدل النمو الاقتصادي كان دوما موضع مباهاة حزب العدالة والتنمية ونقطة قوية في الاقتصاد خلال فترة صعوده في العقد الماضي. وبدل الاستماع إلى أرباب العمل أو المعنيين بالدورة الاقتصادية قام أردوغان بتعيين صهره على رأس وزارة المالية، مما جعله رئيس وزراء غير رسمي. وبدل أن يلجأ إلى تغيير في السياسة النقدية، شدد أردوغان على لعب ورقة “المؤامرة الأميركية”، مستغربا “الطعن في الظهر والخيانة من شريك استراتيجي في الناتو”. لكن استثارة الشعور القومي لم تدفع بالمتداول التركي لطلب الليرة التركية واضطر إلى ضخ الكثير من السيولة من أجل عودة انتعاش محدودة لسعر صرف العملة الوطنية. أما الرئيس الذي زاد سلطوية منذ محاولة الانقلاب الفاشل وتحويل النظام إلى حكم رئاسي، فلم يتردد في إبداء رغبته في معاقبة مستخدمي الإنترنت الذين يجرؤون عبر شبكات التواصل الاجتماعي على التنديد بسياسة الحكومة والذين وصفهم بـ”الإرهابيين الاقتصاديين”.

وكل هذا التصعيد يثير قلق المستثمرين الأجانب، علما أن تركيا بحاجة إلى مئة مليار دولار من أجل تعويم وضعها الاقتصادي. ولذا لا يكفي الوعد القطري باستثمار 15 مليار دولار من تعديل الكفة، ومن هنا يحاول أردوغان من خلال اتصالاته بألمانيا وفرنسا استرضاء الجانب الأوروبي الذي يخشى انعكاسات الأزمة التركية على اقتصاده، لكن خطوة أنقرة بإطلاق جنديين يونانيين لا تكفي لإعادة الزخم إلى علاقات تركية أوروبية اهتزت في السنوات الأخيرة. يستدرك أردوغان بعد تحليقه في عالم المزايدة الشعبوية أن الحلف الشرقي لن ينقذ وضعه الاقتصادي، ويبدو ميالا للعب الورقة الأوروبية مركزاً على تبعات أزمة بلاده على اقتصادات أوروبا والعالم. وبالفعل سيتعرض النظام المصرفي في منطقة اليورو لفترة من الاضطراب، بالنظر إلى صلات تركية ببعض البنوك الإسبانية والإيطالية والفرنسية والألمانية، ونظرا لصعوبات المصارف التركية في سداد قروضها باليورو.

يمكن للأزمة التركية أن تكشف بشكل خاص نقاط الضعف في الاقتصادات الأخرى في البلدان النامية الكبيرة. إذ خلال أسبوع خسر الراند الجنوب أفريقي والروبل الروسي 8 بالمئة مقابل الدولار.

أما الريال البرازيلي أو البيزو الأرجنتيني فقد خسرا على التوالي 4 و6 بالمئة. وزادت التوترات التجارية مع انخفاض العملات وزيادة تكلفة الواردات والتضخم. وهكذا يظهر شبح أزمة جديدة شبيهة بأزمة تايلند نهاية القرن الماضي أو أزمة اليونان في 2009. على الصعيد العملي لا يمكن اختصار أساس الأزمة بالعناد التركي في مسألة احتجاز القس الأميركي أندرو برانسون ووضعها في خانة “الكرامة الوطنية” أو موازاتها على سبيل “المقايضة” أو “المعاملة بالمثل” في طلب أنقرة استرداد الشيخ التركي فتح الله غولن اللاجئ السياسي في الولايات المتحدة والخصم اللدود لأردوغان بعدما كان الممهد له لارتقاء سلالم السلطة.

ومما لا شك فيه أن الأزمة الحالية في صلات أنقرة وواشنطن وراءها تراكمات سابقة زاد من حدتها تراجع السياسة الأميركية في الإقليم منذ حقبة باراك أوباما، والتناقض حول المسألتين الكردية والسورية، وكذلك تخبط السياسة الخارجية التركية في الانتماء إلى المعسكر الغربي والانفتاح على روسيا والشرق.

وإذا كانت الأزمة الحالية بقيت في الجانبين السياسي والاقتصادي ولم تصل إلى الجانب العسكري ومصير عضوية أنقرة في الناتو، لكن التلويح بإغلاق قاعدة إنجرليك وتجميد تسليم مقاتلات أف-35 إلى تركيا، يعني أن الأبواب مفتوحة لاحتمال ابتعاد فعلي لتركيا عن حلف شمال الأطلسي والغرب إذا كان ذلك يساهم في تدعيم حكم أردوغان الشخصي وطموحه الإمبراطوري الإسلامي الخفي أو العلني. لكن ذلك يرتبط بمواقف الدول الأخرى في الناتو وبالحاجة المتبادلة استراتيجيا واقتصاديا. بيد أن مراقبة أوضاع المؤسسة العسكرية التركية منذ يوليو 2016 تتيح التنبه لصعود جناح الضباط الموالي للصلة مع روسيا والصين والهند (الجناح الأوروآسيوي) على حساب الجناح الغربي العلماني التاريخي، وربما يكون لهذا الجناح من الدولة العميقة التركية الرغبة في إحداث انقلاب جيوسياسي والرهان على إمكانية لعب دور شبيه بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى أمل القيام برقصة جيوسياسية بين الغرب والشرق تجني من خلالها الثمار في حنين إلى الماضي الغابر ووضع إرث أتاتورك جانبا. تبدو هذه الرهانات التركية محفوفة بالمخاطر، لكن أردوغان الذي امتهن سياسة حافة الهاوية سيصعب عليه التراجع أمام دونالد ترامب، وسيحاول عبر التلويح بالحلف الشرقي الاستمرار في الرقص على الحبل المشدود لفترة من الزمن.

 

إسرائيل... عين على إيران وأخرى على «حماس»

ديفيد وينر/الشرق الأوسط/17 آب/18

مع تصاعد الضغوط العامة على القادة الإسرائيليين لأجل سحق الصواريخ المنطلقة من قطاع غزة، صاروا يفكرون في اختيار الطريق الدبلوماسي في الوقت الذي تَلوح في الأفق إشارات تهديد أكبر: الوجود الإيراني في سوريا بعد الحرب.

ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد هدنة طويلة الأجل مع «حماس». وقال يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق لنتنياهو، إن مع هدوء وتيرة الحرب الشرسة التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد قوات المعارضة في بلاده، تعمل إيران في ذات الأثناء جاهدة على ترسيخ جذور الوجود الدائم في الواقع السوري، من حيث زيادة وتوسيع دوائر النفوذ وتعزيزها بممر الإمداد بالأسلحة المباشرة رأساً من طهران إلى بيروت. ويخشى المسؤولون في إسرائيل من احتمال أن تستخدم إيران سوريا قاعدة أمامية لتهديد الدولة العبرية، على غرار التحديات الماثلة من لبنان في وجود الميليشيات الموالية هناك إيران: «حزب الله». ودفع البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعم الكيانات المعادية لإسرائيل، والدعوات الإيرانية لتدمير الدولة العبرية، بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى اعتبار إيران بمثابة التهديد شبه الوجودي. وخلال الأشهر الأخيرة، هاجمت إسرائيل في غير مناسبة القواعد الإيرانية والأهداف العسكرية الأخرى الموالية لإيران داخل سوريا بهدف الضغط على طهران للتراجع. وللحفاظ على وضعية قطاع غزة من أن يكون مشتتاً للانتباه، يؤيد المسؤولون الإسرائيليون الجهود المصرية وجهود الأمم المتحدة للتوسط في عقد الهدنة مع حركة «حماس». وتكمن الفكرة في مقايضة الهدوء العسكري مقابل تخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عقد على القطاع، وذلك وفقاً لشخصية على اطلاع ودراية بالمستجدات ويتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته. وإن سارت الأمور على ما يُرام، فإن المراحل المتأخرة من الاتفاق قد تشتمل على السماح بالاستثمار الدولي في قطاع غزة وإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين هناك.

وفي مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» في يوليو (تموز) الماضي، أشار مستشارا الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، وجيسون غرينبلات، إلى جانب السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، إلى أنه إذا توقفت حركة «حماس» عن مساعي المواجهة المباشرة مع إسرائيل، فإنه يمكن لقطاع غزة أن يتلقى مساعدات دولية هائلة. وأشرفت حركة «حماس» خلال الأشهر الأخيرة، وهي الأكثر تعرضاً للعزلة الدولية راهناً من أي وقت مضى، على جملة من الاحتجاجات الأسبوعية على السياج الحدودي لقطاع غزة تلك التي ركزت على التعبير عن الغضب الشعبي ضد إسرائيل وبعيداً عن حكم الجماعة داخل القطاع. ومع اعتبار «حماس» جماعة إرهابية في الأوساط والدوائر الغربية، فإنها خسرت ثقة كلٍّ من المملكة العربية السعودية ومصر بها بسبب انتمائها إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، واندلاع المواجهات المسلحة مع السلطة الفلسطينية في عام 2007. ويقوم نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة، برحلات مكوكية بين غزة ومصر وإسرائيل، في محاولة إطلاق المشروعات الإنسانية داخل القطاع. وقال في مقابلة شخصية مؤخراً: «إنْ تركنا الأمور على عواهنها من دون تغيير في غزة فإننا نتحرك على طريق مواجهة عسكرية جديدة». وليس الجميع على علاقة مباشرة بمحادثات وقف إطلاق النار. فلقد أثار محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، من مقره في الضفة الغربية، جملة من الاعتراضات على الجهود الحالية. فهو يعتبر الخطط الدولية لإعادة بناء غزة مؤامرةً للتحايل على السلطة الفلسطينية الرسمية، وتقسيم الفلسطينيين.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

إيران ومشكلة بحر قزوين

أمير طاهري/الشرق الأوسط/17 آب/18

ليس من شأن العاصفة التي أثيرت الأسبوع الماضي حول توقيع إيران على اتفاقية بحر قزوين التي ترعاها روسيا أن تهدأ، أو لعلها لا تهدأ، في أي وقت قريب. لكن، وبصرف النظر عما سوف يحدث، فلقد أثارت حالة من الجدل بشأن قضية واحدة ومهمة للغاية على أدنى تقدير.

تتعلق تلك القضية بآلية اتخاذ القرار على أعلى المستويات في الجمهورية الإسلامية. وقبيل انعقاد القمة في منتجع «أكتاو» الكازاخي الذي شهد التوقيع على الاتفاقية، همس الوفد المرافق للرئيس الإيراني حسن روحاني لبعض الدوائر الإعلامية الخاصة بأنه لم يكن شديد الحرص على التوقيع على الاتفاقية، وأنه ربما تعرض لمحاولة «لي الذراع» من قبل «شخصية ما» في نسق أعلى من الحكم في البلاد! والشخصية المشار إليها في هذا السياق ليست بطبيعة الحال إلا المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يملك، من الناحيتين الدستورية والسياسية، الكلمة العليا والأخيرة في النظام الخميني الحاكم. وفي هكذا موقف، ورغم كل شيء، فإنه قد اتخذ أيضاً ما يلزم من احتياطات كي لا يرتبط ارتباطاً شديد الوثاقة بالاتفاقية المثيرة للجدل. ونشرت وكالة «راجا نيوز» الإخبارية الإيرانية، وهي أحد المنافذ الإعلامية الخاضعة تماماً لسلطان الحرس الثوري الإيراني، مقالة افتتاحية تقدح من خلالها في التقارير الإخبارية التي أفادت بأن توقيع الرئيس الإيراني على اتفاقية بحر قزوين جاء بإشراف ومباركة من جانب خامنئي. كما وجهت المقالة الانتقادات كذلك إلى وزارة الخارجية الإيرانية، التي يسيطر في غالب الأمر الفصيل الموالي للرئيس روحاني، بانحرافها عن الجادة. واستغل هذه المناسبة أفضل استغلال أولئك الذين يتطلعون إلى الإيقاع بالرئيس روحاني لجملة من الأسباب. ومن بينهم بعض الشخصيات من داخل حاشية الرئيس الإيراني نفسه ممن دعوه علناً إلى التنحي عن منصبه الرئاسي. ووفق هذه الخلفية، فوجئ الكثيرون بخامنئي يصرح علناً بأنه قد أعطى الضوء الأخضر للمضي قدماً في المحادثات السرية التي أسفرت عن إبرام ما يسمى بالاتفاق النووي مع إيران الذي أشرفت عليه الولايات المتحدة ورئيسها الأسبق باراك أوباما.

وقال خامنئي في صوت متخدج ومشوب بالندم: «لقد كان خطأً فادحاً ذلك الذي ارتكبته حينها». ويذكر البعض هناك، أن خامنئي، ولسنوات طويلة، قد واظب على النفي القاطع لأي دور محوري كان قد لعبه في هذه الملحمة السياسية الباعثة على الأسف بهدف خديعة الشعبين الإيراني والأميركي على حد سواء.

لذلك؛ ثار خلال الأسبوع الماضي تساؤل بشأن ما إذا كنا نشهد تكراراً يبعث على الضجر لمثل الكوميديا السخيفة ذاتها فيما يتعلق بنص اتفاقية بحر قزوين الذي تفرضه موسكو فرضاً على طهران. ويشير التخمين والتقدير الهلامي للموقف إلى جانب الأدلة الظرفية المرافقة إلى خامنئي باعتباره الشخصية الوحيدة صاحبة المسؤولية عما يعتبره الكثيرون من أبناء الشعب الإيراني بأنه عملية «بيع علنية» إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وبادئ ذي بدء نقول، على الصعيدين القانوني والسياسي المعني، ليس هناك رئيس من رؤساء الجمهورية الإسلامية في إيران يستطيع التوقيع على اتفاقية بمثل هذا القدر من الأهمية والخطورة من دون إيماءة الموافقة والمباركة من جانب المرشد.

ثانياً، فإن الجمهورية الإسلامية، وبقدر اهتمام مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية بالأمر، كانت تعارض حتى النسخ الأضعف نصاً من الاتفاقية المشار إليها.

وانتهى الأمر بمحادثات الاتفاقية المذكورة إبان عهد الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني إلى طريق مسدود في وقت كانت روسيا الضعيفة – آنذاك – تحاول الفكاك من تداعيات الانهيار المزري والمدوي للاتحاد السوفياتي البائد؛ الأمر الذي جعل الكرملين أكثر تودداً وتساهلاً عما هو الأمر الآن تحت قيادة بوتين.

وفي تلك الأثناء، كانت كل من أذربيجان وتركمانستان، وهما من الجمهوريات المطلة على بحر قزوين، تكابدان الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الأسوأ من روسيا على الصعد كافة. وكان حتماً على أذربيجان التعامل مع انفصال مرتفعات قره باغ، وهي المنطقة التي ضمتها أرمينيا إلى سيادتها في تلك الأثناء، والإشكالات التي طرحتها تلك المعضلة من قبل شخصيات بارزة على المشهد السياسي مثل الرئيس أبو الفضل ألجي بيك. وكانت الأوضاع بالغة السوء في أذربيجان لدرجة أن ما يقرب من نصف سكان البلاد، البالغ تعدادهم نحو 5.5 مليون نسمة، اضطروا في ذلك الوقت إلى اللجوء المؤقت إلى إيران. وأنشأت إيران، في مرحلة من المراحل، سلسلة من المتاجر المتنقلة على طول الحدود كي تمكن مواطني أذربيجان من الحصول على المواد الغذائية الإيرانية في مقابل بيع الممتلكات الشخصية، والمجوهرات، وحتى أثاث منازلهم. وأقيمت متاجر متنقلة مماثلة في مدينة قميشان الإيرانية، على الطرف الحدود الشرقي مع تركمانستان بالقرب من بحر قزوين، في الوقت الذي كانت الجمهورية الآسيوية الناشئة لا تزال تعاني من الحكم السلطوي المستبد للرئيس الراحل صفر مراد نيازوف.

وتبنت طهران الرفض التام لأي حل من الحلول الوسط فيما يتعلق بمنطقة بحر قزوين في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي. وخلال قمة الدول المطلة على بحر قزوين والتي عُقدت في العاصمة التركمانية عشق آباد، كانت إيران هي الدولة الوحيدة التي رفضت التسوية المقترحة برعاية موسكو. ولأنه لم يكن يملك البديل وقتذاك، تعيّن على الرئيس محمد خاتمي النزوع إلى حيلة من حيل الملالي المعروفة للفكاك من تلك الزاوية الضيقة، فلقد أعلن أنه أصيب بآلام حادة في الظهر، وأنه اضطر إلى العودة إلى بلاده على نحو عاجل لتلقي العلاج.

وقد يبدو الأمر مثيراً للدهشة، غير أن الجمهورية الإسلامية لم تتخذ موقفاً متماسكاً على الإطلاق فيما يتعلق بمنطقة بحر قزوين. واستمر موقف «الممانعة» الإيرانية في عهد الرئيس التالي محمود أحمدي نجاد.

وكان تركيز القادة في طهران منصباً على التدخلات السافرة في شؤون فلسطين، ولبنان، وسوريا، والعراق، والبحرين، واليمن بأكثر من اهتمامهم بتحديد وإنجاز المصالح الوطنية الإيرانية في منطقة بحر قزوين.

وبعد سنوات من الدبلوماسية «المكوكية»، قررت كل من روسيا، وكازاخستان، وتركمانستان، وأذربيجان تجاهل إيران تماماً والمضي قدماً في تأمين المصالح الوطنية الحيوية التي تمسّ الدول المطلة على بحر قزوين كما لو أن إيران غير موجودة على خريطة تلك المنطقة بالأساس. ووقّعت الدول المعنية تعاقدات الطاقة مع شركات غربية عملاقة، وشهدت عقدين من النمو الاقتصادي السريع الذي لم تشهد إيران مثله في تلك الفترة.

ووفق سياسة تجاهل الجمهورية الإسلامية المعتمدة لدى هذه الدول، وقعت الدول الأربع المطلة على بحر قزوين على اتفاقيات ثنائية وأخرى متعددة الأطراف فيما بينها تغطي مساحة تقدر بنحو 87 في المائة من سطح بحر قزوين، لتترك إيران منعزلة داخل نسبة 13 في المائة المتبقية من مياهها الإقليمية المطلة على البحر. وطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نص الاتفاقية المعنية للمرة الأولى على المرشد خامنئي في زيارة خاطفة إلى طهران عام 2015.

ووافق الزعيمان على إنشاء قناة اتصال مباشرة فيما بين الحكومتين بشأن الأمر؛ مما يعني محاولة لتجاوز العراقيل البيروقراطية في موسكو وطهران. وفي هذه الزيارة لم يُكلف الرئيس الروسي نفسه عناء الزيارة الودية لمقر رئاسة الجمهورية. ومنذ ذلك الحين اعتمد خامنئي على مستشاره الخاص لملفات السياسة الخارجية علي أكبر ولايتي وقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في إرسال واستقبال الرسائل المهمة من الرئيس بوتين، متجاوزاً في ذلك الرئيس روحاني ووزارة خارجيته على نحو كلي.

وتوصف اتفاقية بحر قزوين بأنها الوصفة التي أعدها بوتين بنفسه وعمل خامنئي على إعداد توابلها وليس على روحاني سوى تقديمها! ووفق الاتفاقية، سوف تبتلع إيران راغمة الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف التي وقّعت عليها الدول الأخرى المطلة على بحر قزوين منذ سقوط الإمبراطورية السوفياتية وحتى اليوم. كما تتنازل إيران أيضاً، عن ادعاءاتها التقليدية بحقوق السيادة المشتركة مع روسيا فيما يخص ثلاثاً من الجمهوريات السوفياتية السابقة التي تشكل فيما بينها نصف النظام القائم في المنطقة باعتبارهم الخلفاء المشتركين للنظام السوفياتي السابق.

ويكمن الهدف الرئيسي من تلك الاتفاقية في تحويل بحر قزوين إلى بحيرة روسية خالصة السيادة. ومع مقارنة الوجود العسكري الإيراني في بحر قزوين، والمتمثل فيما مجموعه 11 قارباً من قوارب الدوريات الساحلية، مقابل الوجود البحري العسكري الروسي الهائل هناك، ناهيكم عن ذكر 22 قاعدة بحرية روسية على طول الشريط الساحلي، فسوف يكون من الواضح تماماً لكل ذي لب من المستفيد الأول والأكبر من اتفاقية «الساحة الخلفية البحرية» تلك. وأي فضل فيما يتعلق باتفاقية بحر قزوين فسوف يُنسب على نحو مباشر إلى الزعيمين بوتين وخامنئي، وليس إلى الرئيس روحاني بحال. فهل سوف نرى خامنئي يقرّ في غضون سنوات ثلاث بخطئه مجدداً فيما يتعلق باتفاقية بحر قزوين مع الاتحاد الروسي تماماً مثلما فعل في أمر الاتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة؟

 

الزعيم والإنسان: رسن رئيس العرفاء

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/17 آب/18

وصل يونس بحري إلى بغداد في 13 يوليو (تموز) 1958 للعمل في إذاعة العراق بعد شهرة طويلة في إذاعة برلين حملت صوته إلى العالم العربي يومياً وهو يهتف: «هنا برلين، حي العرب». وفي اليوم التالي لوصوله، وقعت مجزرة «قصر الرحاب» بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، فاعتقل يونس بحري في سجن أبو غريب السيئ الصيت. يروي في مذكراته (الدار العربية للموسوعات) كيف بدأ السجن يزدحم يوماً تلو يوم برجال «العهد البائد» الذين كانوا إلى الأمس حكام البلاد. وبعد يومين من دخوله السجن طلب من الضابط السماح له بتناول «ساندويتش»، فرفس هذا رزمة من الساندويتشات بجزمته قائلاً «اخرس يا خائن. يا ذَنَب العهد البائد». يقول بحري «كنا ونحن في السجن أكثر اطمئناناً من أي فرد في الخارج. فقد تساوى في الهلع والفزع المدنيون والعسكريون، وزالت الثقة تماماً بين العسكريين والمدنيين واندثرت معالمها، وحل محلها التنكر والحقد والكراهية». وصار حاكم السجن العريف رسن. لكن بعد 7 أيام رُقّي رسن إلى رئيس عرفاء ونادى بحري على المعتقلين لتقديم واجب التهنئة إلى رسن. وكلف بحري من قبل الرفاق أن يسأل رئيس العرفاء ماذا يريد كهدية، فأجاب رسن ضاحكاً «بابا جيم فلس وخلصونا». وبعد التهنئة انتحى البحري بعريفه جانباً وروى له قصة العريف باتيستا الذي أشعل نيران الثورة في كوبا، وحكمها عشرة أعوام. وطرب رسن للفكرة، وهمس في أذن بحري: إذا كان باتيستا عريفاً وفعل ما فعل، فكيف بي وأنا رئيس عرفاء؟ يكتب يونس بحري: «قلت له، يا ريِّس، إنك تتمتع بجميع الصفات التي تؤهلك للحكم. فالذي يستطيع أن يحكم هذا العدد الضخم من رؤساء الوزارات، والوزراء والأعيان والنواب والصحافيين، ويرضيهم ويونسهم، ألا يستطيع أن يحكم هذا الشعب الذي كان هؤلاء يحكمونه منذ 38 عاماً؟». انتشرت قصة العريف باتيستا في سجن أبو غريب، ثم انتقلت إلى معسكرات الجيش ووزارة الدفاع، «وراح كل عريف يعتني بهندامه ويمعن في تلميع أزراره النحاسية وحذائه». وأخذ الجنود والعرفاء يقبلون للتفرج على صاحب الفكرة من وراء الأسلاك. لكن بعد ظهر ذلك اليوم نادى آمر السجن على البحري وأمره بمرافقته إلى مكتب العقيد عبد السلام عارف وزير الداخلية. وعندما رآه الماثل أمامه قال له: سيادتك لم يجلس أحد خلف هذا المكتب إلا وكان شؤماً عليه. وعدّد له الأسماء من رشيد عالي الكيلاني إلى سعيد قزاز. فامتقع لونه وشاهدت شفته العليا ترتجف، وراح يتطلع إلى الطاولة تطلّع الرجل الذي صدقت أذناه ما سمع. وهكذا ربحت الجولة الأولى مع الرجل الذي غيّر كرسيه فوراً، وأشار إلى كرسي آخر وقال بصوت مرتجف: «اجلس».

إلى اللقاء...

 

هل تلجأ تركيا إلى صندوق النقد الدولي؟

د. عبد الله الردادي/الشرق الأوسط/17 آب/18

الاقتصاد التركي على المحك، هذا ما يبدو أمام المتابع للشأن الاقتصادي التركي في هذه الأيام، وعلى الرغم من أن كثيراً من البلدان حول العالم تمر بأزمات اقتصادية، فإن الأزمة التركية تميزت بمزيج من عدة مشكلات، جعل هذه الأزمة تبدو عصيّة... الأزمة التركية الحالية ليست وليدة اللحظة، ولا يصح أن تعزى برمتها إلى الخلافات السياسية التركية مع الولايات المتحدة، بل هي أقرب إلى أنها نتيجة تراكمية لسياسات الإدارة التركية الاقتصادية في السنوات الأخيرة. وأساس هذه الأزمة هو العجز الكبير في الاقتصاد التركي، هذا الفارق بين واردات تركيا وصادراتها يتوقع أن يصل هذا العام إلى 49 مليار دولار، بعد أن كان 32 مليار دولار في عام 2015. ومقارنة بمثيلاتها من دول الأسواق الناشئة، فإن الهند هي الدولة الوحيدة التي قد يزيد عجزها على هذا الرقم في عام 2018، ولكن مع الأخذ بالاعتبار أن حجم الاقتصاد الهندي يزيد على مثيله التركي بثلاثة أضعاف!

وفي سابق السنوات، عوضت تركيا هذه العجوزات الضخمة بالاستدانة، حتى وصل حجم الدين التركي إلى 11 في المائة من ناتجها القومي، وبما أن هذه الديون كانت بعملات أجنبية (بالدولار واليورو)، فإن انخفاض الليرة التركية كان ضربة موجعة للاقتصاد التركي، خصوصا مع ارتفاع قيمة الدولار في الآونة الأخيرة. وفي حال استمر هذا الانخفاض في الليرة (بلغ 34 في المائة هذا الأسبوع فقط)، فإن سداد هذه الديون يزيد صعوبة على الاقتصاد التركي. وبسبب هذه التداعيات، فإن التضخم في تركيا في ارتفاع مستمر، ويتوقع أن يصل التضخم هذا العام إلى 11 في المائة، وهو ضعف الرقم في بقية دول الأسواق الناشئة؛ باستثناء الأرجنتين. هذا هي الحال في تركيا في الوقت الراهن، وأسباب الوصول لهذه الحال مختلفة بحسب وجهات النظر والميول بكل تأكيد، ولكن أحد الأسباب المثبتة بالأرقام هو سياسة الرئيس التركي مؤخرا حيال اقتصاد بلاده، فيبدو أن الرئيس التركي له فلسفة اقتصادية خاصة قد لا يلتزم بها إلا من يواليه ولاء مطلقا، حتى إنه وبعد التصويت الدستوري بمنحه صلاحيات استثنائية، كان من أول قراراته إبعاد وزير المالية السابق، وتعيين صهره برات ألبيراق بديلا له، بعد هذا القرار الذي جاء قبل ما يزيد على الشهر بقليل، انخفضت العملة التركية بنسبة 3.8 في المائة في يوم واحد. وهو دلالة واضحة على ضعف ثقة المستثمرين بسياسة «الرجل الواحد» في تركيا، وفي سياسة الرئيس التركي الاقتصادية.

ومما زاد الطين بلة، ما صرح به الرئيس الأميركي بفرض رسوم مضاعفة على الواردات التركية لأميركا، لتصل الرسوم على الصلب إلى 50 في المائة، وعلى الألمنيوم 20 في المائة. ويبدو أن هذه التصريحات الأميركية زادت ذعر المستثمرين بإمكانية اشتعال حرب اقتصادية على تركيا، وإن كانت بعض دول العالم تستطيع الصمود أمام الضغوطات الأميركية مثل روسيا المستندة إلى نفطها أو الصين المستندة إلى صناعاتها أو الاتحاد الأوروبي المدعوم بتحالفاته، فإن تركيا لا تمتلك نقاط قوة مثل هذه. وعلى الرغم من ذلك، فإن الرئيس التركي صرح بأنه سيلتفت لحلفائه من غير الغرب، لكن الدلائل تشير إلى أن روسيا مشغولة بالتأقلم مع العقوبات الأميركية المفروضة عليها، والصين ليست من الدول التي تقدم الدعم بشكل مادي، بل تفضل تقديمه على شكل مشروعات مشتركة، وإيران كذلك غارقة في أزمة اقتصادية. وحتى الدعم القطري البالغ 15 مليار دولار والمقدم مؤخرا على شكل استثمارات مباشرة في تركيا، فإن قيمته قد لا تساعد كثيرا في حل الأزمة التركية الكبيرة؛ بل إن هذا الدعم مؤشر آخر على أن الرئيس التركي ما زال مصرّاً على حل الأزمة الاقتصادية بسياسته الحالية نفسها ودون دعم دولي مشترك ودون تدخل صندوق النقد الدولي، وهو ما لا يطمئن المستثمرين الذين يرون أنه لا يريد تصحيح سياساته السابقة التي أودت بالاقتصاد التركي وأوصلته إلى ما هو عليه الآن. ويبدو الهاجس الآن في انتقال عدوى هذه الأزمة لدول أخرى ذات أسواق ناشئة، مثل المكسيك وجنوب أفريقيا وإندونيسيا. ففي إعلان الميزانية الأخيرة، صرح الرئيس الإندونيسي بأن على دولته التعقل في ميزانيتها العامة حتى لا يحدث لدولته ما حصل لتركيا، وأبدى رغبته في حماية اقتصاد بلده من التأثيرات الاقتصادية المحيطة. وصرحت وزيرة المالية الإندونيسية بأن على دولتها الاحتياط من التغيرات الدولية الحاصلة، موضحة أنه «لا يمكن التنبؤ بما يغرد به الرئيس الأميركي ترمب»، في إشارة واضحة إلى تأثير الموقف الأميركي على الأزمة التركية... إلا إن التأثير التركي على دول الأسواق الناشئة قد لا يكون كبيرا لأسباب كثيرة، منها أن حجم الاقتصاد التركي لا يشكل أكثر من واحد في المائة من الاقتصاد العالمي، مما يعني أن التأثير - إن حصل - قد لا يكون إلا تأثيرا معنويا. كذلك فإن الأزمة التركية لا تبدو مستحيلة الحل في الوقت الحالي. ولعل صندوق النقد الدولي هو المخرج الوحيد لتركيا للخروج من هذه الأزمة، ولكن شروط الصندوق قد لا تلقى قبولا من الإدارة التركية، فهو يطلب استجابة كاملة من الدولة المدعومة لتنفيذ جميع الاقتراحات الاقتصادية المقدمة إليه، مثل أن ترفع نسبة الفائدة في تركيا مثلا، وهو الإجراء الذي سبق للرئيس التركي أن وصفه بـ«الشرير». ولو كان الرئيس التركي على استعداد لتقبل اقتراحات لا تناسب سياسته، لكان استجاب لرئيس المالية السابق الذي استبدل صهره به. إضافة إلى ذلك، فإن الرئيس التركي سبق، وفي أكثر من مناسبة، أن أوضح كراهيته صندوق النقد، وطلبُ مساعدة الصندوق في الوقت الحالي قد يؤثر سلبا على شعبية الرئيس التركي في انتخابات شهر مارس (آذار) المقبل. ولكن كثيرا من الدلائل تشير إلى أن صندوق النقد «مخرج حتمي» لتركيا للخروج من هذه الأزمة، وهو الذي سبق له في شهر مايو (أيار) الماضي إخراج الأرجنتين من أزمتها الاقتصادية بضخ 50 مليار دولار في اقتصادها. وهو إجراء قريب مما تحتاج له تركيا في الوقت الحالي، في حال تنازلت الرئاسة التركية عن موقفها الحالي بوجود مؤامرة تحاك ضدها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: قرار تركيب عدادات للمشتركين في المولدات الخاصة عادل لجميع الاطراف ويجب أن يطبق في موعده

الجمعة 17 آب 2018 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن قرار وزارة الاقتصاد والتجارة تركيب عدادات للمشتركين في المولدات الخاصة لتأمين التيار الكهربائي، يجب ان يطبق في موعده ابتداء من الاول من تشرين الاول المقبل "لانه تدبير عادل لجميع الاطراف المعنيين به، وذلك في انتظار انجاز الحلول الجذرية التي تضع حدا لأزمة الكهرباء". موقف الرئيس عون نقله عنه وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور مستشار رئيس الجمهورية للشؤون العربية الدكتور فادي عسلي. وقد أطلع خوري رئيس الجمهورية على القرار المتخذ في شأن تركيب عدادات للمولدات الكهربائية ونتائج الاتصالات الجارية مع الوزارات المعنية لمتابعة تنفيذ هذا التدبير. بعد اللقاء، أوضح خوري ان عون شدد على اهمية تطبيق هذا القرار في الوقت المحدد له "انطلاقا من دعوته الدائمة الى تطبيق القوانين وضرورة سهر الادارات المختصة على تنفيذها". وأضاف: "شدد فخامة الرئيس على أهمية تعاون الوزارات المعنية ولاسيما وزارتي الطاقة والمياه والداخلية في تطبيق القرار المتخذ، مشددا على ضرورة تجاوب اصحاب المولدات حفاظا على مصلحة المواطنين، ولاسيما ان الاجراء عادل ويحفظ حقوق الجميع، كما ان ما يقدمونه هو خدمة عامة لا يمكن ان تتوقف لأي سبب كان".

صيقلي

الى ذلك، استقبل عون المعتمد البطريركي للروم الارثوذكس في روسيا المطران نيفون صيقلي الذي نقل اليه تحيات بطريرك موسكو وكل الروسيا البطريرك كيريل، وعرض معه اوضاع الجالية اللبنانية في روسيا.

الامين العام ل"التنظيم"

واستقبل أيضا الامين العام لحركة "التنظيم" عباد زوين على رأس وفد من الحركة وعرض معه الاوضاع العامة. وسلم الوفد رئيس الجمهورية دعوة للمشاركة في الاحتفال بمرور خمسين سنة عل تأسيس "التنظيم" ولمناسبة "يوم الشهيد"، حيث سيقام قداس في 25 آب الجاري في طبريه (كسروان) إحياء لذكرى كل الشهداء ولا سيما شهداء الجيش.

وفد اتحاد كرة السلة

في الشأن الرياضي، استقبل رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة اكرم حلبي مع وفد من اعضاء الاتحاد ومنتخب لبنان للناشئين (دون 16 عاما) الذين فازوا ببطولة غرب آسيا التي اجريت في مدينة غورغان في الجمهورية الاسلامية الايرانية وفاز فيها المنتخب اللبناني على المنتخب الايراني.

في مستهل اللقاء، القى حلبي كلمة قال فيها: "يشرفنا فخامة الرئيس ان نأتي اليكم اليوم، كالعادة التي درجنا عليها للمشورة والرعاية، فأنتم أبو الجمهورية وأبو الجميع، لأن وضع كرة السلة اللبنانية في خطر، وقد وصلنا الى مرحلة بتنا فيها كداخل نفق مظلم. الا ان هؤلاء الشباب الحاضرين هنا حققوا انتصارا باهرا في ايران وانجازا بفوزهم ببطولة غرب آسيا بعدما انتصروا على فرق عدة. وهذا امر يحصل للمرة الاولى". وأضاف: "لقد أتينا اليوم لنضع هذا الانتصار الذي حققه هؤلاء الشباب، املنا للمستقبل، بين ايديكم، شاكرين لكم استقبالنا ورعايتكم الدائمة لنا". ورد عون مرحبا بالوفد ومهنئا الفريق "الذي رفع اسم لبنان عاليا"، وقال: "نحن نتطلع اليكم بفخر، وكنا قد بدأنا، منذ زمن، النضال من اجل تنشئة الشبيبة بشكل يجعل الاجيال تكمل بعضها البعض، بروحية العطاء والبذل والإقدام في سبيل تحقيق الاهداف والنجاح". أضاف: "أنتم جيل المستقبل، ونتطلع الى كل فرد منكم كي ينجح في هذه الرياضة العالمية. وانا كنت من بين مشجعيكم، ومن العاملين لرفع مستوى هذه الرياضة في سبيل ان نحقق انجازات كبرى ونصل الى وقت نتمكن فيه من تحقيق انتصارات من دون الحاجة الى مؤازرة لاعبين اجانب". وأكد رئيس الجمهورية العمل من اجل حل المشاكل التي اعترضت مسيرة الاتحاد، مشددا على العمل لتعزيز الروح الرياضية وتعميمها بين الشبيبة. بعد ذلك، سلم قائد المنتخب رئيس الجمهورية كأس البطولة.

 

الحريري اطلع من القائم بالاعمال السعودي على سير منح تأشيرات الحج البخاري:اللقاء رائع جدا والسفارة أنجزت 5 آلاف تأشيرة في 49 ساعة

الجمعة 17 آب 2018 /وطنية - استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد البخاري، وعرض معه آخر المستجدات والعلاقات بين البلدين.

وكرر الرئيس الحريري خلال اللقاء شكره و"شكر اللبنانيين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان على المكرمة التي خصا بها آلاف الراغبين في اداء فريضة الحج لهذا العام"، مؤكدا "عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين لبنان والمملكة".

البخاري

بعد الاجتماع، قال البخاري: "كانت أجواء اللقاء مع دولة الرئيس رائعة جدا. وقد اطلعناه على سير عمليات منح تأشيرات الحج وخطة الانجاز التي اثنى عليها. كما شكر دولته المملكة العربية السعودية على جهودها في خدمة ضيوف الرحمن وتطرقنا ايضا الى مسالة تمديد فترة الطيران الى يوم الغد، وهذا كله يصب خدمة حجيج دولة لبنان. وتحدثنا ايضا عن خطة العمل لتطوير وتحسين خدمات القنصلية التي تقدم الى الحجيج للسنة المقبلة من خلال عقد برامج توعوية ل130 مكتبا يقدمون خدمات الحج وتوضيح مسارات البوابة الالكترونية التي تعنى بتقديم الخدمات بشفافية كاملة للمستفيد الاول، وقد شكر دولة الرئيس الجهود لتي تبذلها المملكة والسفارة في لبنان في هذا الشأن، ونحن من ناحيتنا هنأناه بنجاح الخطة للعام 1439 هجرية".

سئل: هل تطرقتم الى مواضيع داخلية؟

اجاب: "لقد ناقشنا أوضاع الحجاج واهتمام دولة الرئيس سعد الحريري بتقديم كل التسهيلات. فالسفارة أنجزت 5 آلاف تأشيرة خلال 49 ساعة عمل قام بها طاقم متكامل تمكن من تحقيق هذا الانجاز بهذه السرعة، وكانت هذه المسألة موضع تقدير الرئيس الحريري".

سئل: هل العلاقة مع الرئيس الحريري ممتازة؟

اجاب:بكل تأكيد، وانا أتمنى على كل وسائل الاعلام ألا تلتفت الى بعض الشائعات التي تصب في مصالح غير مسؤولة، واتمنى ان تعودوا الى بيان المكتب الاعلامي لدولة الرئيس الذي اوضح فيه كل النقاط بشكل كامل".

الحوت

ثم التقى الرئيس الحريري رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت واطلع منه على "الترتيبات التي تقوم بها الشركة لتسهيل نقل الحجاج اللبنانيين الى بيت الله الحرام".

وقال الحوت بعد اللقاء: "من المعلوم ان المملكة العربية السعودية اعطت هذا العام وخلال الأيام الماضية 5000 تأشيرة دخول إضافية للحجاج اللبنانيين بحيث بلغ مجموع الحجيج 20 الف حاج لهذا العام بينهم 15 الف لبناني و5 آلاف من السوريين والفلسطينيين. ونحن نشكر خادم الحرمين الشريفين على كل التسهيلات التي أعطيت للحجاج اللبنانيين بناء على طلب الرئيس الحريري وتدخله، وعلى السماح بالتمديد الاستثنائي لرحلات طيران الشرق الأوسط، وهذا الامر لا يحصل بطريقة بسيطة وسهلة، لتأمين انتقال كل الحجاج. وقد اطلعت دولة الرئيس على الحركة في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت وعلى الترتيبات المتخذة لتوفير نقل الحجاج، وأخذنا توجيهاته في هذا الخصوص، وشكرناه على كل الدعم الذي يقدمه الى الشركة وعلى اهتمامه بكل ما تقوم به".

 

الحريري استقبل ريتشارد وأبي خليل ووفدا من المجلس اللبناني للسيدات القياديات

الجمعة 17 آب 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، عصر اليوم، في "بيت الوسط" السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، وعرض معها الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين.

السيدات القياديات

كما استقبل وفدا من المجلس اللبناني للسيدات القياديات برئاسة رئيسة المجلس مديحة رسلان وحضور مستشارة الرئيس الحريري لشؤون المرأة عبير شبارو. بعد الاجتماع، قالت رسلان: "أردنا أن نزور الرئيس الحريري اليوم لنحثه على تشكيل الحكومة سريعا، لأن الوضع الاقتصادي يزداد صعوبة أكثر فأكثر، ولم يعد يحتمل الانتظار، ونحن نريد أن تتشكل هذه الحكومة برئاسته لكي تسير كل الأمور في البلد، وتكون الأولوية في المرحلة الجديدة للاقتصاد، ونتمكن من الخروج من الوضع الراهن. ونحن من جهتنا، على استعداد للعمل والتعاون على كل الأصعدة، لكن المهم أن تعود العجلة الاقتصادية إلى الدوران".

أبي خليل

كذلك، التقى الرئيس الحريري وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل وعرض معه شؤون وزارته.

جنيد

واستقبل الرئيس الحريري ناشر مجلة "الأديب" الطرابلسية الدكتور مصطفى جنيد، وعرض معه أوضاعا عامة وشؤونا طرابلسية. بعد اللقاء، أثنى جنيد على "النهج السياسي الحكيم الذي يتبعه الرئيس الحريري والجهود التي يبذلها لتشكيل حكومة وفاق وطني تتولى إدارة البلاد"، مؤكدا "اهتمامه بكل ما يخص مدينة طرابلس من ملفات ومشاريع حيوية وضرورية".

 

الاحرار: لبنان بأمس الحاجة لالتزام الحياد الإيجابي ونجدد المطالبة بالتحلي بالمرونة لتأليف الحكومة

الجمعة 17 آب 2018 /وطنية - أعلن حزب الوطنيين الأحرار، في بيان أصدره اثر الاجتماع الاسبوعي لمجلسه السياسي برئاسة رئيسه دوري شمعون، "ان عقدة العلاقة مع سوريا أضيفت على العقد المعروفة مما يصعب عملية تشكيل الحكومة أكثر ويعمق الشرخ بين القوى السياسية. ومن الواضح ان حلفاء النظام السوري يسعون الى الربط بين الأمرين غير آبهين بتداعياته على الساحة اللبنانية خصوصا بمبدأ النأي بالنفس عن الصراعات الاقليمية. هذا في وقت يبدو ويأخذ بالاعتبار موقف جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي من سوريا".

ورأى الحزب "ان حجة حلفاء النظام السوري تختصر باعتباره منتصرا وان ذلك يعني الانحياز اليه والتحالف معه ومع الأطراف التي دعمته وفي مقدمهم إيران. في المقابل نرفض رفضا قاطعا هذا المنطق ونجدد الدعوة الى الابتعاد عن الحسابات الخارجية والى التضامن مع الأشقاء العرب في ما يعود الى موقفهم من سوريا عملا بالإجماع العربي. على صعيد آخر لا نرى ثمة حلا للعقد التي تعترض تأليف الحكومة العتيدة، ونجدد المطالبة بالتحلي بالمرونة لتدوير الزوايا حفاظا على المصلحة العامة".

ولاحظ "ان المشكلات المتنوعة تتجمع وتتعمق على كل الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتربوية والنقابية من دون ان تلقى اهتماما فاعلا في ظل حكومة تصريف الأعمال. والأمر عينه ينطبق على وضع لبنان بالنسبة الى مقررات المؤتمرات التي عقدت لدعمه والتي يفترض التفرغ لوضعها موضع التنفيذ. إن هذا الواقع يحض الجميع على تحمل مسؤولياتهم وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة. وفي اي حال يجب التصدي للمشكلات التي لا تتحمل التأجيل وتلك التي تتطلب تعاونا بين الدولة اللبنانية والنقابات والاتحادات المعنية بصرف النظر عن الوضع الحكومي. ويأتي في طليعة هذه المشكلات القانون 46 الذي حدد سلسلة الرتب والرواتب، ومطالب المعلمين المتعاقدين واتحاد النقل البري وغيرهم، ناهيك عن المشكلات المزمنة كأزمات الكهرباء والمياه والمقالع والكسارات والنفايات الى ما هنالك من مواضيع تستدعي المعالجة كونها لم تقبل بالمماطلة والتسويف".

على صعيد آخر، وفي مناسبة حلول عيد الأضحى المبارك تقدم الحزب من اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا "بأحر التهاني وأصدق التمنيات، آملين أن يحمل الى لبنان الأمن والاستقرار والازدهار بدءا بتشكيل الحكومة ووصولا الى الوفاق الحقيقي والوحدة الوطنية الصادقة".

 

الراعي اطلع من ابراهيم على عمل الامن العام في ملفي ضبط الحدود والنازحين السوريين

الجمعة 17 آب 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في زيارة تخللها عرض للاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، اضافة الى ايجاز عما يقوم به جهاز الأمن العام من مهمات ومبادرات في موضوعي ضبط الحدود اللبنانية-السورية ومسألة النازحين السوريين. وكان توافق، وفق بيان للمكتب الاعلامي لبكركي، على "ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات الإقتصادية والإجتماعية التي تضرب لبنان، والتي باتت تشكل تهديدا واقعيا للمواطنين فيه على كل المستويات. كذلك كان تشديد على وضع آلية عملية تطبق بشكل سريع لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم ليعيشوا بكرامة في ارضهم ووطنهم الأصيل، ولتخفيف ثقل العبء الذي يرزح تحته لبنان نتيجة تداعيات هذا النزوح". وأثنى البطريرك على عمل اللواء ابراهيم متمنيا له "التوفيق في كل المهمات الوطنية التي تسند اليه"، ونوه بعمل الجهاز بكل مكوناته "نظرا الى الجهود التي يبذلها في الحفاظ على استقرار البلد وأمنه".

 

الراعي في قداس تكريس تمثال سيدة البحار: لا بد من أن يتميز لبنان بحياده الإيجابي واللبنانيون يرفضون التلاعب بمصيرهم

الجمعة 17 آب 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا عند "السنسول" البحري في ميناء عمشيت، كرس خلاله تمثال سيدة البحار، وذلك بدعوة من "مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية" و"الجمعية التعاونية لصيادي الاسماك" في ميناء عمشيت، عاونه فيه راعيا ابرشيتي جبيل وصربا المارونيتين المطرانان ميشال عون وبولس روحانا، والكاهنان جوزف زيادة وشربل ابي عز، وخدمته جوقة القديسة رفقا بقيادة الاخت مارانا سعد. حضر القداس شربل سليمان ممثلا الرئيس ميشال سليمان، المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي ممثلا وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال يوسف فنيانوس، منسق قضاء جبيل في "التيار الوطني الحر" طوني ابي يونس ممثلا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال ورئيس التيار جبران باسيل، منسق قضاء جبيل في "القوات اللبنانية" شربل ابي عقل ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع، النائب زياد الحواط، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، العقيد وسام الراسي ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، الوزيران السابقان مروان شربل واليس شبطيني، النائب السابق ميشال خوري، مدير عام الطرق والمباني في وزارة الاشغال طانيوس بولس، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، نائب رئيس اتحاد بلديات القضاء خالد صدقة، رئيس رابطة المختارين ميشال جبران، رئيس بلدية عمشيت انطوان عيسى ونائبه ناجي الخوري والاعضاء، قنصل لبنان في فرانكفورت مروان كلاب.

كما حضر قائد اللواء التاسع العميد سامي الحويك، رئيس مكتب امن جبيل في الجيش اللبناني العقيد شارل نهرا، آمرا سريتي الشواطئ في بيروت وجبل لبنان العقيدان نبيل فرح وأنطوان فرنجية، آمر فصيلة جبيل في قوى الامن الداخلي الرائد كارلوس حاماتي، الامين العام الاسبق لحزب الكتلة الوطنية جان الحواط، منسق الوطنيين الاحرار في القضاء ميشال طربيه، الرئيس الاسبق لاقليم جبيل الكتائبي روكز زغيب، رئيس "مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية" طوني عيسى والاعضاء، رئيس "الجمعية التعاونية لصيادي الاسماك" في ميناء عمشيت فارس ابي انطون والاعضاء، رئيسة مركز الصليب الاحمر في جبيل رندا الكلاب، رئيس جمعية "آنج" الاجتماعية اسكندر جبران، رئيس مركز الدفاع المدني شكيب غانم، رئيس مصلحة مياه جبيل صخر جرمانوس،امين سر البطريرك الخوري شربل عبيد وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من الفاعليات والمؤمنين وكهنة الابرشية.

عون

في مستهل القداس القى المطران عون كلمة مما جاء فيها:"كيف لي أن أرحب بكم يا صاحب الغبطة والنيافة في عمشيت، في المدينة التي أحببتم وأحبتكم، وانتم قد تسلمتم مفتاحها الذهبي منذ ثلاثين عاما، عندما قدمتم إلى الأبرشية نائبا بطريركيا عاما ثم بعد سنتين مطرانا أصيلا لها، فسكنتم قلوب أبنائها وبناتها بالتزامن مع اختياركم الإقامة في ربوعها، في المطرانية، في وقفية مار مارون". وقال :"نعم يا صاحب الغبطة، انتم صاحب الدار، انتم من أسستم الأبرشية بحكمة الراعي ومحبة الأب والمعلم الساهر على قطيعه ليحميه بتفانيه ورعايته وتعليمه. واليوم نستقبلكم بفرح الأبناء، تحملون إلينا بزيارتكم بركات السماء، لأنكم في كل زيارة تباركون مجددا أرض الأبرشية ومطرانها وكهنتها ورهبانها وراهباتها وأبناءها وبناتها، وتشجعوننا على متابعة الرسالة والمسيرة التي بدأتم بها، لنكون على قدر الأمانة التي سلمتموها إلينا". وتابع: "ومناسبة اليوم سبب فرح وفخر لأبناء عمشيت وبناتها. لبيتم يا صاحب الغبطة الدعوة للاحتفال بالذبيحة الإلهية في ميناء عمشيت، ولمباركة تمثال امنا العذراء مريم سيدة البحار الذي وضع في هذا المكان بإرادة من تعاونية صيادي الأسماك في ميناء عمشيت، بعد موافقة وزارة الأشغال العامة - مديرية الشواطئ. وقد تحقق هذا المشروع بفضل عناية وسخاء "مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية" التي وافقت على الطلب المرفوع إليها من رئيس التعاونية وأعضاء مجلسها الإداري، فقدمت التمثال مع قاعدته متكفلة بكافة المصاريف مع الاستعدادات اللوجستية للاحتفال بالقداس الإلهي، وتأهيل المكان مع محيطه ليصبح لائقا وآمنا لكل من سيأتيه زائرا ومصليا". واردف: "اننا إذ نجدد شكرنا لقدومكم إلى عمشيت في هذه الأمسية المباركة، نصلي إلى العذراء مريم سيدة البحار كي تحميكم يا صاحب الغبطة وتسدد خطاكم في رسالتكم السامية لبنيان الكنيسة وقداستها، ونسألها أن تبارك عمشيت وتسهر عليها سهر الأم على أبنائها وبناتها، وأن تحمي هذا الميناء والصيادين أعضاء التعاونية من أنواء البحر وأمواجه، وأن تبارك السيد ميشال عيسى وابنيه وبناته مع عائلاتهم وتمنحهم من النعم والبركات أضعاف ما قدموه لتحقيق هذا المشروع". وختم: "باسم كهنة الأبرشية وأبنائها وبناتها وباسمي الخاص، التمس بركتكم يا صاحب الغبطة والنيافة لجميع رعايا أبرشيتنا لتبقى عائلاتها ثابتة في الإيمان والرجاء والمحبة، ولتبقى منبعا للدعوات الكهنوتية والرهبانية ومقلعا لرجال ونساء يفخر بهم الوطن وتعتز بهم الكنيسة، بورك قدومكم تباركون أرض عمشيت الحبيبة، عشتم يا صاحب الغبطة والنيافة، ودمتم للكنيسة وللوطن راعيا حكيما أمينا".

الراعي

وبعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان "تعظم نفسي الرب" (لو46:1) جاء فيها: "نشيد أمنا وسيدتنا مريم العذراء، "تعظم نفسي الرب" الذي أنشدته في زيارتها لأليصابات بعد بشارةالملاك، إنما هو نشيد نبوي. فهو من جهة، ينطوي على كل العظائم التي أجراها الله في مريم، وسيجريها في البشر عبر التاريخ، ومن جهة أخرى، أصبح نشيد الكنيسة وكل مؤمن ومؤمنة، عندما يرى كل منا عمل الله في حياته الخاصة ونشاطاته وإنجازاته". وقال: "من هذا الإيحاء قامت مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية مشكورة بمبادرة رفع تمثال سيدة البحار على السنسول البحري في ميناء عمشيت، فيحييها صيادو الأسماك الذاهبون إلى الصيد والعائدون منه والسواح والمارة بتحية "تعظم نفسي الرب". واضاف: "يسعدنا أن نحتفل بتكريس تمثال سيدة البحار، مع سيادة أخينا راعي الأبرشية المطران ميشال عون، وأشكره على كلمة الترحيب في بداية هذا الإحتفال، ومع سيادة أخينا المطران بولس روحانا، نائبنا البطريركي العام على منطقة صربا من الأبرشية البطريركية، إبن عمشيت ونسيب أصحاب مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية، ومعكم. وإذ نحييكم جميعا، نخص بالتحية حامل إسم المؤسسة السيد ميشال عيسى، ونجله الدكتور طوني رئيس المؤسسة، والعاملين فيها، والأستاذ فارس أبي أنطون رئيس الجمعية التعاونية لصيادي الأسماك في ميناء عمشيت، ومعالي وزير الأشغال العامة والنقل المحامي يوسف فنيانوس، والمديرية العامة للنقل البري والبحري". وتابع: "إن مبادرة رفع تمثال سيدة البحار مشكورة وممدوحة، لأنها تعطي طابعا قدسيا لهذا المكان ببحره وشاطئه وبيئته. إنه يذكرنا بكلام الرب يسوع وآياته، وجرى معظمها على شاطئ بحيرة طبريا وعلى مياهها. فيها كان الصيد العجيب مرتين: الأولى، في بداية رسالته، عندما اختار الأوائل من رسله، سمعان - بطرس ويعقوب ويوحنا (لو 5: 4-11)؛ والثانية، بعد قيامته، وبعد العودة بالشباك المملوءة 153 سمكا كبيرا من دون أن تتمزق، أعلن سمعان - بطرس حبه الشديد ليسوع، فسلمه الرب رعاية الكنيسة (راجع يو21: 1-16). على ضوء كلام يسوع وآياته، نقرأ رموزها، فالبحر هو العالم، والأسماك هم البشر، والشباك هي الإنجيل، والصيادون هم الأساقفة والكهنة. في الواقع، عندما عاد الصيادون من ذاك الصيد العجيب الأول، واندهش سمعان - بطرس وخر على قدمي يسوع لأنه شكك في قدرته، أنهضه الرب وقال له: "لا تخف، فمن الآن تكون صياد البشر للحياة" (لو11:5). نحن لا ندري أية مشاعر ستترك مريم أمنا "سيدة البحار" في نفوس الصيادين والسواح والمارة وممارسي رياضة البحر والبر، عندما يطلبون شفاعتها، لكننا نعرف حقا أن "سيدة البحار" ستعمل على طريقتها في استجابة التماس أبنائها وبناتها المؤمنين".

واردف: "نحن نؤمن مع الكنيسة أن مريم أم الإله المتأنس، يسوع المسيح، هي أمنا بالنعمة، إذ من فيض استحقاقات آلامه وصلبه لفداء الجنس البشري، ومن وساطته الوحيدة بين الله والبشر، تستمد لنا مريم النعم الخلاصية، وذلك بفضل مشاركتها في عمل يسوع ابنها الخلاصي، وبفضل ما تميزت به من بطولة في الإيمان والرجاء والمحبة. فباتت شفاعتها لا ترد".

وأضاف: "تعظم نفسي الرب" (لو46:1). وفي هذا النشيد تنبأت مريم عن العظائم التي يجريها الله فيها: فقد عصمها من الخطيئة الأصلية، وصانت هي نفسها من كل خطيئة شخصية بقوة النعمة الإلهية؛ دعاها، وهي عذراء، لتكون أما لابنه مخلص البشرمن خطاياهم بقوة الروح القدس؛ حفظ بتوليتها الدائمة قبل الميلاد وفيه وبعده، لتكون وجه الكنيسة النقي الطاهر، ومثال المكرسين والمكرَّسات؛ أشركها بقوة الإيمان والرجاء والمحبة في آلام ابنها يسوع من أجل فداء العالم؛ أقامها بثمرة آلامها مع ابنها يسوع، أما للكنيسة والبشر ولكل إنسان بشخص يوحنا الحبيب من على الصليب (راجع يوحنا19: 25-27)؛ وفي نهاية حياتها على الأرض نقلها بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، وتوجها سلطانة السماوات والأرض، لتكون أكثر شبها بابنها يسوع، ملك الملوك وسيد السادة. بانتقالها إلى السماء، لم تغادر أرضنا. بل ظلت معنا بعينها الساهرة وبتشفعها لدى ابنها الإلهي، لكي يبلغ جميع المسافرين في بحر هذا العالم إلى ميناء الخلاص".

وقال: "أيها الإخوة والأخوات الأحباء، من هذا الشاطئ وقبالة البحر نتذكر أن البحر كان بالنسبة إلى اللبنانيّين على ممر العصور، وسيلة عبور وتواصل تجاري واقتصادي مع العالم الغربي. ومن ثم بحكم موقعه الجغرافي ونظامه السياسي، كان لبنان جسرا حضاريا وثقافيا عرف الغرب على الشرق، والشرق على الغرب".

وأضاف: "نتذكر بالتالي أن لبنان لم يشهر يوما حربا على أحد، ولا انطلقت من بحره أساطيل وسفن حربية. ونتذكرأن الشعب اللبناني ناضل ببطولة بوجه الطامعين والفاتحين حفاظا على أرضه. وها ذكريات مرورهم وانكسارهم وفنائهم محفورة على صخور نهر الكلب. وقد شاء الطوباوي أبونا يعقوب حداد الكبوشي أن يرفع تمثال المسيح الملك على تلة نهر الكلب في زوق مصبح، ليقول إن كل الملوك والأباطرة والحكام الطغاة اندحروا وزالوا، ويبقي ملك المحبة والسلام، يسوع المسيح".

وأكد "أن الشعب اللبناني مدعو إلى أن يكون شعب المحبة والسلام. ويرفض أن تكون أرضه مقرا أو ممرا للاعتداء على الغير ولإشعال الحروب. فلا بد من أن يتميز لبنان بحياده الإيجابي، فيكون مكان لقاء وحوار للجميع، ويتبنى قضايا عالمنا الشرق أوسطي في كل ما يختص بالعدالة والسلام وحقوق الإنسان والشعوب. على كل حال، هذه كانت رسالة لبنان، ويجب أن تبقى. فتقتضي من الجميع الولاء المطلق للبنان، واحترام كل الدول والتعاون معها وفقا للأصول الدستورية ومبادئ السيادة والاستقلال. على هذه الأسس يمكن تأليف الحكومة، ونطالب به بإلحاح ومسؤولية. فالحكومة ليست ملكا لأحد من أصحاب الحصص والمصالح والمآرب الخاصة والنفوذ. فالشعب اللبناني، المتضرر كله من هذه الممارسة السياسية، يرفض التلاعب بمصيره وبلقمة عيشه وبمستقبل أجياله الطالعة. إنه في خيبة أمل، لا ينسى وعودكم الإنتخابية". وختم: "إلى أمنا مريم العذراء، سيدة البحار، نكل وطننا وشعبنا ملتمسين الخروج من المعاناة والأزمات. فنرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس الذي اختارها، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

خليفة

بعد القداس اقيم احتفال التكريس، والقى الاعلامي طوني خليفة كلمة اشار فيها الى "تاريخ سيدة البحار"، مشيرا "الى اننا نجتمع الليلة لتكريس تمثال لصاحبة مجد الهي، في وقت يجتمع آخرون لتكريس تماثيل بشرية لامجاد فانية، فنحن نؤمن بالامجاد الباقية لا الفانية، وثقافتنا ثقافة محبة واجتماع على الحب في زمن اصبح فيه الحب والمحبة عملة نادرة وسط سواد القلوب".

ابي انطون

ومن ثم القى رئيس التعاونية فارس ابي انطون كلمة شكر خلالها للبطريرك الراعي رعايته الاحتفال وحضوره، ولوزارة الاشغال ولمؤسسة ميشال عيسى ولاعضاء التعاونية، المساهمة الفعالة لتحقيق هذا الحلم...

عيسى

والقى طوني عيسى كلمة قال فيها: "ليس القصد إقامة معلم أو صرح ديني في الميناء... بل أبسط من ذلك بكثير، وهو مستوحى من بساطة عيش وروحانية وتواضع الصيادين، هم قصدوا أن يعبروا على طريقتهم، عن رمزية مريم، نجمة البحار، للبحارة، التي تضيء الطريق للتائهين ولمن هم في الظلمة، وترشدهم إلى برّ الأمان"...

القيسي

ونقل القيسي تحيات الوزير فنيانوس إلى الحاضرين واعتذاره عن عدم مشاركته في حفل التكريس لاسباب خارجة عن ارادته. وقال: "إن وزارة الأشغال العامة والنقل - المديرية العامة للنقل البري والبحري قامت منذ سنوات قليلة بخطوة مهمة وأساسية بإعادة تأهيل شاملة لميناء الصيادين في عمشيت، إيمانا منها بضرورة الحفاظ على الصيادين الذين تعتبرهم الشريحة الأكثر فقرا في لبنان، التي تحتاج إلى حماية ورعاية خاصة من الدولة اللبنانية للحفاظ عليها وعلى قدرتها على الاستمرار في عملها ضمن بيئة محصنة في وجه التحديات التي تعصف في وجهها، لذا فقد رأينا لزاما علينا بذل كل الجهود الممكنة لتوفير متطلبات العمل الملائمة لهؤلاء الصيادين وتوفير البيت الآمن لهم من خلال إعادة تأهيل الميناء وزيادة قدرته الاستيعابية ليصبح لدى الصيادين ميناء يفي بحاجاتهم ويتمتع بكافة عناصر السلامة والأمان يرسون فيه مراكبهم ويبحرون منه دون أي صعوبة أو عائق".

ونوه" بالدعم الذي لقيناه في حينه من الرئيس ميشال سليمان والمتابعة الحثيثة التي أبداها لتحقيق هذا العمل". وفي الختام وزعت الدروع التقديرية، ومن ثم رتبة التكريس وازاحة الستارة عن التمثال.

 

بري في عيد تأسيس كشافة الرسالة الاسلامية: لن نقبل باستمرار حرق الوقت وتأجيل تشكيل الحكومة وما يجري تغييب للدولة وادوارها

الجمعة 17 آب 2018/وطنية - قال رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري "اننا لن نقبل باستمرار حرق الوقت وصرفه دون طائل، وتأجيل تنفيذ الاستحقاقات المتمثلة ببناء مسؤولية السلطة التنفيذية عبر تشكيل الحكومة". ودعا الى "لملمة الوضع والواقع المتشظي والمسارعة الى تعويض الوقت الضائع بالسرعة القصوى." ، وقال: "ان ما يجري هو ترك البلد هكذا دون مسؤولية وخدمات وتغييب للدولة وادوارها وترك ما تبقى من اقتصاد وطني له فرصة الانهيار فقط ". جاءت مواقف الرئيس بري خلال الكلمة التي القاها في احتفال العيد ال 41 لتأسيس كشافة الرسالة الاسلامية الذي اقيم مساء اليوم، في قصر الاونيسكو، بحضور عقيلته السيدة رنده بري وممثل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الوزير جمال الجراح، والوزراء: نقولا تويني، علي حسن خليل، غازي زعيتر، وعناية عزالدين.والنواب السادة : عبد الرحيم مراد ، بلال عبدالله ، عدنان طرابلسي، ايوب حميد، قاسم هاشم، محمد نصرالله ، ومحمد خواجة . ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب ، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، نجل الامام الصدر السيد صدر الدين الصدر وابنته السيدة مليحة الصدر وقيادات حركة "أمل" وعدد كبير من رؤساء الكشافة في لبنان، وعدد من رجال الدين والعلماء وعدد من المسؤولين في الهيئات الثقافية والتربوية والصحية.

بداية اي من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني اللبناني ونشيد كشافة الرسالة الاسلامية. وعزفت الفرقة الموسيقية لكشافة الرسالة بقيادة المايسترو اندريه الحاج عددا من المقطوعات الموسيقية لاناشيد من وحي المناسبة.

بري

ثم القى الرئيس بري الكلمة الآتية: "لأنهم ورود صباحاتنا، زهراتنا ،أشبالنا، فلذات أكبادنا التي تمشي على الارض. لأنهم يومنا وغدنا ، طير الفينيق الذي ينبعث من رماد محارقنا، الجواب على أسئلتنا الحائرة، التفسير لحقيقة احلامنا والتي كنا نحتمي منها بالتعاويذ الحميمة والأحجيات. لأنهم صحوتنا الى الحقيقة، المطر الذي يتدفق فوق يابس ترابنا، الوضوح في هذا الربيع ثم هذا الصيف الغامض في هذا الوطن المعلق على صليب الانتظار لعل حكومة تتشكل فتنزله عن صليبه وتضمد جراحاته. لأنهم الوقت القادم، وقد تعلموا الصدق في مدرسة الكشافة ورسالة الصدر من مدرسة الحياة وفيها: التعايش، المشاركة، الحرية، لبنان الواحد، الوحدة الوطنية، إنماء روح المواطنية الصحيحة، تعمير بل تجديد بناء البنيان الاجتماعي الوطني بما يكفل لنا وحدة وطنية حقيقية لا رياء فيها ولا زيف. لأنهم تعلموا في مدرسة الرسالة ان الوطن ليس مجرد ارض محدده وحسب تلتقي عليها طوائف ضمن مناطق متعايشة سلميا في نوع من الحذر والتحاسد والتمويه، بل قبل كل شيء مناخ استقرار وطمأنينة وثقة في حياة حقيقية، حرية مسؤولة، طموح على بساط العدالة الاجتماعية في إطار من تكافؤ الفرص للجميع وفي احترام حضاري للكرامة الانسانية. لأنهم اخوة مرشد النحاس، وطليعة المقاومين والسباقين اليها محمد سعد وخليل جرادي ونعمة هاشم واخوة بلال وهشام فحص واحمد وحسن قصير، والاوفياء كوادرنا الشهداء محمد وعباس وهبي، وسام مونس، معين سرور، محمد امين الحاج وغيرهم، ولانهم لملموا جراحات قانا، المنصوري، النبطية، صريفا ، وسجد وكل مكان وكانوا طلائع التحرير ن لعلهم اليوم لا يصابون بعدوى فقدان المناعة والقيل والقال ولا تتجاذبهم مراكز القوى المصابة بامراض الفئوية والانانية والجهوية ويتواصلون مع تاريخهم حفظة أمل وخط دفاعها الأساس ?? في عيدكم اليوم ايها الكشافة وعيد النصر على اسرائيل في تموز 2006 بتضحيات المقاومين البواسل والمجاهدين وعيد النصر على الارهاب مع الاخوة السوريين والجيش اللبناني والمقاومة وعيد انتقال السيدة العذراء وعلى مقربة من عيد الاضحى المبارك احمل لكم ولكل اللبنانيين والعرب والمسلمين تحية القلب خاصة بعد الذي سمعت رافع الجبين والهامة والقامة مزهوا بكم . بداية انقل لكم تحية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، شاكرا دولة الرئيس الحريري ايضا لتمثله. وشاكرا جميع الحضور من دون استثناء وعائلة الامام اولهم. وبمناسبة مرور اربعون عاما لتغييب الامام الصدر ورفيقيه فضيلة الاخ الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدر الدين، ارحب بإطلاق أبنائكم الكشافة أوبريت "إمام الحق والانسان" المايسترو الفنان اندريه الحاج الذي قاد ( الأوركسترا ) الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية لتخليد عدد من عمالقة الشرق.

ولأن كشافة الرسالة الاسلامية طليعة المؤسسة الام أمل حركة اللبناني نحو الأفضل، احمل اليها في عيدها التأكيد بان لا أدعها تقع ضحية الثقافات الموروثة التي كادت لولا التربية الصدرية للكشافة وللحركة ان تأخذ بيد لبنان الى الهاوية خلال الحرب الفتنة وتتركه ضعيفا ومكشوفا امام اسرائيل واحتلالها، ثم انها كادت لولا انتباههم ان تجعله في مرحلة ثانية مكشوفا امام الارهاب. انني باسم الكشافة الذين تميزوا بالمواطنية الصادقة اقول لابنائها كلاما على مسمع الوطن، أوله اننا لن نقبل باستمرار حرق الوقت وصرفه دون طائل، وتأجيل تنفيذ الاستحقاقات المتمثلة ببناء مسؤولية السلطة التنفيذية عبر تشكيل الحكومة. ان ما يجري في الواقع هو ترك البلد هكذا دون مسؤولية وخدمات أو توليد فرص للعمل، وتغييب الدولة وأدوارها وترك ما تبقى من اقتصاد وطني له فرصة الانهيار فقط. انني ادعو بالسرعة القصوى الى لملمة الوضع والواقع المتشظي والمسارعة الى تعويض الوقت الضائع ، واتخاذ الإجراءات البيئية العاجلة وردع ردم مجرى الليطاني بالمجارير والقاذورات، ولم ملف النفايات وبناء القدرات الوطنية لطي ملف الكهرباء .

انه لا بد من إطلاق ورشة وطنية عاجلة لتعويض غياب مؤسسات القطاع العام ومؤسسات الرأي العام عن أدوارها وعدم تمكنها من القيام بواجباتها

أيها الأبناء الأعزاء

انني اقدم التهنئة للمؤسسات البحثية في كشافة الرسالة التي تمكنت من تحديد أسباب العجز الوطني عن المبادرة وعزت الأسباب الى أمرين : اولهما : غياب ثقافة المصطلح حيث لا يعرف الكثيرون مثلا معنى نظام برلماني ديموقراطي، ولا يريدون ان يعرفوا ان الديموقراطية يجب ان تكون نهج حياة وليس مجرد عملية.

ثانيهما: عدم وجود رأي عام الكشافة برأيي هي احدى المؤسسات النادرة التي يمكن ان توجد هذا الرأي العام. ان الكشافة تستطيع ومن اجل المجتمع والانسان ان تلعب دورا تربويا هاما الى جانب الأهل والمدرسة كثالث لتنفيذ الاستراتيجية الضرورية لبناء الفرد والمجتمع انني من خلال اطلاعي على المناهج الكشفية التي انجزت وجرى تدريب كوادرنا على ادائها وتحاكي مراحل عمرية متنوعة، ارى ان اعتمادها يصب في مصلحة اجيالنا ويعوضها الكثير مما يفوتها. ان كشافة الرسالة الاسلامية ومن اجل المجتمع والانسان يجب ان تكسب الوقت لتحقيق التدريب على التعاون والانضباط والخدمة العامة والاعتماد على النفس، والعمل لصهر الكشافة في تربية وطنية جامعة.

أيها الأعزاء، ان الاستحقاقات التي مررنا بها وآخرها الانتخابات التشريعية تستدعي استنهاض مشروعنا الأيديولوجي ، الذي يعتمد نهج الامام الصدر وكنزه الكبير من المخزون المعارفي في مختلف العناوين وخصوصا التنظيم والدولة والإسلام الصدري، وتفسير الكثير من الآيات، وقد برزت ادبيات الامام كونها تمثل تحديا للموروث الثقافي الذي قيد طاقات المجتمع. أيها الاخوة، لأن علاقتنا بنيت على المكاشفة و المصارحة فإنني بصفتي قائدا عاما لهذه الجمعية أصارحكم بأن مختلف التقارير عن نتائج الانتخابات امر جعلني افتقد ادوار جمعية الرسالة السابقة المميزة وجمهورها العريض الذي ظن انها تخلت عنه لأنه اعتقدانها تخلت عن حضورها وأدوارها وبعض التزاماتها. ان تاريخ الجمعية وعديدها وامكانياتها ومركزها وتنوع مهامها كان يجب ان يترك بصمة مميزة اكثر في صناديق الانتخابات . لذلك فانني ادعوكم الى اعلان حالة طوارئ تنظيمية وإعادة ترتيب بيتكم الكشفي بتقديم الاقتراحات اللازمة لإطلاق دينامية تنظيمية عبر بناء وحفظ هيكل الجمعية وابعادها عن التجاذبات والحفاظ عليها مميزة بإعتبارها خط الخط واعدكم باعتماده في مؤتمركم العام هذا كمنهج والذي سيعقد في مهلة اقصاها آخر تشرين الاول المقبل . اني أوصيكم وأنتم قوة المقاومة عندما تستدعي الارض ابناءها وإنتم عناصر الاغاثة والإسعاف والدفاع المدني ساعة الشدة - أوصيكم - في زمن السلم الأهلي ان تكون احدى مهماتكم الى جانب مهامكم الكشفية حراسا للبيئة وان تشددوا تجاه الحفاظ على منابع ومساقط ومجاري المياه وخصوصا مجرى وحوض الليطاني وان تمنعوا اي عدوان داخلي على النهر كما حرستم على ضفتيه منذ اجيال ومنعتم العدو الاسرائيلي من سرقته وممارسة أطماعه، وامنعوا من يلوث حياتنا ومياهنا ومزروعاتنا بكل الوسائل .  واوجه أيها الأبناء الأعزاء عنايتكم بأن تبقوا عيونكم مفتوحة على محاولات إسرائيل التعدي على حدودنا السيادية البرية والتجاوز على العلامات الحدودية الفارقة المتضمنة لخرائط الانتدابين الفرنسي والإنكليزي.

كما ان من مسؤوليتكم انشاء فوج كشفي بحري ليساهم الى جانب الجيش اللبناني في حماية ثروة لبنان البحرية والتصدي لسرقة اسرائيل لثروتنا من نفط غاز. ان من مهامكم رفع القدرة على انتاج المعرفة ونشر وعي على مساحة كل المواطنين حول الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي تعصف ببلدنا والأبعاد الاجتماعية للقضايا المختلفة خصوصا أزمة الكهرباء التي اكلت ثروة لبنان ولم تشبع بعد فإنتاج الطاقة الكهربائية وتوزيعها امر من مسؤوليات الدولة وإدارتها وكذلك جباية الرسوم المتأتية عنها ولا تقع على عاتق المواطن صيانة الشبكات خصوصا خطوط النقل ونحن في هذا المجال نريد حلولا جذرية لا تعتمد تطويف أو مذهبة توزيع الطاقة ولا تعتمد على البواخر المستأجرة لإنتاج الكهرباء أو الإبقاء على أفخاخ المولدات، اننا نسأل جنوبا على سبيل المثال لماذا تمر الماء على عطشان في الجنوب مثلا نصف انتاج معمل الزهراني الآن يكفي الجنوب 24على 24 ويعطي قسما كبيرا من البقاع والباقي يوزع على كل لبنان فلماذا هذا الاصرار على حرمان اكثر للمحرومين في البقاع في عكار في الجنوب في الجرود ؟ وعلى صعيد المهام كذلك فانني ادعوكم للاستفادة من الوقت في مساحة الوقت المخصص للأندية الصيفية النهارية والعمل لاعتماد برامج تسهم في محو الأمية المعلوماتية.

ان الوقت قد حان أيها الأعزاء لدمج فرق الجوالة المختصة في إعداد الشباب لدمجهم في الحياة العامة. اننا في قيادة الحركة على أتم الاستعداد لدعم إيلاء موضوع التدريب عناية خاصة وتطوير مراكز وقدرات القادة ومعارفهم ورفع أعداد المتدربين استنادا الى الاستراتيجيات الجاري تنفيذها .

أيها الأعزاء، انني اقدم لكم التهاني على التطورات الهامة التي شهدتها مؤسستنا وما شاهدناه اليوم خاصة في عالم الموسيقى، وصولا الى بناء المعهد الموسيقي الذي يتولى تدريب الفرقة الموسيقية المركزية والتي جرى تطويرها عدة وعديدا ووصلت الى نحو مئة عازف ومتابعتكم انشاء المعاهد الموسيقية في المفوضيات والتي بدورها يجب ان تلتزم تدريب الفرق الموسيقية في المناطق، وكذلك مواصلة إنجاز ( برامج النوته ) وإنجاز تأسيس الجمعية اللبنانية للموسيقى والفنون. ان من دواعي سروري ان ارحب بانتشاركم على مساحات جالياتنا في افريقيا واوروبا وقيادة الحركة عبر اقليم الخارج ستعمل على ربط هذه الافواج بالجمعية الام.

أيها الأعزاء، لن اثقل عليكم اليوم بحديث السياسة من قمة هلسنكي الى كل الوقائع المتصلة بما يجري في الشرق الأوسط وشمال افريقيا العربي والخليج، والتماس بين الجوار الاسلامي مع العالم العربي والتوقعات من قمة واشنطن المقبلة واكتفي بالقول ان ما طرحناه باسم حركة أمل من دعوة الى حلول سياسية لأغلب القضايا القطرية العربية سيما مع الشقيقة سوريا واليمن وطبعا مع الجوار الاسلامي خاصة مع الجمهورية الاسلامية في ايران وتمسكنا بخيار السلام العادل والشامل لازمة الشرق الأوسط على قاعدة تحقيق الأماني المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، والانسحاب الاسرائيلي غير المشروط من الاراضي العربية وخصوصاً اللبناني ، هو ما يحفظ السلم والامن الى جانب تعزيز ميزة الإقليميين والدوليين، كما ان تحقيق شرطي العدالة والمشاركة الكاملة داخل الوطن هو ما يحفظ استقرار لبنان الأمني والنقدي ويؤسس لازدهار الانسان في لبنان.

عشتم عاشت كشافة الرسالة الاسلامية عاش لبنان.  وفي الختام، قدم فولار الجمعية ودرع تكريمية للرئيس بري.