المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 آب/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.august17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ لإرضاء اللهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/السياسيين عنا بالإجمال نرسيسيين وبدون شي وشويات

الياس بجاني/حزب الله وكل 8 آذار في مشهدية القوة الكاذبة لأن جعجع والحريري وجنبلاط هم ضعفاء بعد أن فقدوا بوصلة السيادة والإستقلال

الياس بجاني/كلام نصرالله عن القوة والإنتصارات في ميزان الحقيقة والخيال

الياس بجاني/الأبواب الواسعة التي هي الغرائزية تؤدي إلى نار جهنم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الناشط اللبناني الحقوقي وديع الأسمر

يدٌ من خارج لبنان.. "تخطف" الحكومة

تيننتي: اجتماعات منفصلة في نيويورك لممثلي بعثات لبنان وإسرائيل

جنرال إسرائيلي: فشلنا في لبنان ونواجه مشكلة في سورية

الحريري لن يرضخ للتهديدات...

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 16/8/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رسالة تحذيرية.. "أعذر من أنذر" 

ملف عودة النازحين السوريين يتصدّر الاهتمامات المحلية والدولية 

الحريري يُطوِّق زيارة باسيل لموسكو! 

هذا "الربط" فاجأ الجميع! 

نديم الجميّل: تشكيل الحكومة عالق داخليا وخارجيا

ايران تحاول تعويض خسارتها في سوريا بتفعيل نفوذها في لبنان.. وحكومتِه! والتطبيع واستهداف المملكة من عدة العمل والحريري حاسم في النأي: التأليف في كوما؟

12 عاماً على «حرب تموز»: تنافس بين الثنائي الشيعي في الجنوب اللبناني واستبعاد قيام «حزب الله» بحرب لغياب الممول وهشاشة الاقتصاد

سناء الجاك/الشرق الأوسط

ولادة الحكومة بين عُقد داخلية وخارجية.... وفريق «14 آذار» يحذّر ومخاوف من دخول لبنان في فوضى سياسية إذا تأخر تشكيلها

شورتر: بريطانيا وأميركا ستستمران بدعم الجيش اللبناني وقال إنه على درجة عالية من المهنية وأظهر قدرة على حماية لبنان

اليونيفيل» تدعو لضبط النفس بعد تعرض إسرائيل للجيش اللبناني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب وبوتين يتفقان مبدئيا على ضرورة خروج إيران من سوريا

واشنطن: تشكيل مجموعة عمل للتصدي لأنشطة إيران الخبيثة

واشنطن تعين مبعوثا خاصا لتنسيق العقوبات ضد إيران

خالد بن سلمان: لن نسمح للحوثي بأن يصبح حزب الله آخر

بعد يوم من تحذيراتها... واشنطن تؤكد التزام العبادي بالعقوبات على إيران وبومبيو تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي... وبارزاني لتسريع تشكيل الحكومة

موسكو تعزز وجودها العسكري في الساحل السوري بحاملة صواريخ

«الجينات الجيدة» تغذي «تنين الفساد» في إيران/القضاء قد يستدعي وزراء للتحقيق وحملة «أين أولادك؟» تتحدى المسؤولين

روسيا تدرس تدابير جوابية على العقوبات الأميركية

ترمب يمنع المدير السابق للاستخبارات من الاطلاع على معلومات حساسة

تركيا تلجأ لمنظمة التجارة العالمية ضد الإجراءات الأميركية

صندوق النقد يحث تركيا على الالتزام بالسياسات السليمة لدعم الاستقرار وأنقرة رفعت الضريبة على الوقود

إردوغان في مواجهة ترمب: الوهم عندما يصارع الواقع

الليرة ترتفع 6 %... لكن فتيل «أزمة تركيا» ما زال مشتعلاً وأنقرة تلجأ إلى سلاح الرسوم الجمركية... والرياض تؤكد عدم تأثر أصول بنوكها بتذبذب العملة

أحدث تصريح من وزير مالية تركيا بشأن العملات الأجنبية وصندوق النقد الدولي.. ماذا قال؟

الدولار يرتفع إلى أعلى مستوى في عام بعد أزمة تركيا

ارتفاع الأسعار يعصف بتركيا غداة تصاعد الخلاف مع واشنطن

السعودية والإمارات والكويت تجدد الالتزام باستقرار البحرين مالياَ

السيسي يتعهد تعزيز الإنتاج المحلي... والاهتمام بصعيد مصر وقال إن مسار الإصلاح «قاس وصعب»

تنافس سني على رئاسة البرلمان والعبيدي ينفي تفكك تحالف العبادي

عائلتا جنديين إسرائيليين تحتجزهما «حماس» تطالب المحكمة العليا بإلغاء اتفاق «التهدئة» وبدء إدخال مئات شاحنات البضائع إلى غزة وليبرمان يوجه رسالة يعد سكان القطاع بسنغافورة

هجوم على مركز تابع للمخابرات الأفغانية في كابل ومسلحون استهدفوه بقذائف صاروخية

غوتيريش يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في أفغانستان

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إن عاد «حزب الله» إلى لبنان على اللبنانيين الاستعداد لحرب جديدة/عبدالله ناصر العتيبي/الحياة

«التعفيش السياسي» السوري ... في لبنان/وليد شقير/الحياة

الحكومة اللبنانية والمحور الإيراني/طوني فرنسيس/الحياة

نعم ... أنا أدعو الى الثورة/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

أوساط الحريري: البوابة الروسيّة لنا والسوريّة لكم/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

ماذا قصد نصرالله من رسائله للحريري وهل وافق باسيل حقاً على 10 وزراء؟/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

{دراما} حسن نصر الله/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

الحالة المارونية في لبنان: الإنجاز الحاصل والتأطير الملتبس/حسن منيمنة/الحرة

"أسابيع البَرَكَةْ" تكاد أن تنتهي فماذا عن "الأسابيع العُجاف" الآتية/الهام فريحة/الأنوار

لصوص من بلادي/هلا رشيد عمون/فايسبوك

من القديم الجديد دائما من أجل الحق والعدل ولو كره الظالمون/الدكتور سعود المولى

نهاية الحلف التركي - الأميركي... مسألة وقت/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

مشكلة تركيا رجل اسمه إردوغان/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

الزعيم والإنسان: زهرة السجن/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الأردن ونظام الأسد والإرهاب وتاريخ طويل من المنغصات/صالح القلاب/الشرق الأوسط

هل انتقاد إسرائيل جريمة/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

«الإخوان» من منظور أميركي: جماعة فاشلة في الحكم لا فرقَ بينها وبين التنظيمات الأكثر تطرفاً/أجزاء من دراسة «سي آي إي» في 1986 لا تزال تنطبق على «التنظيم»/الراي/

في مواجهة الحرب الاميركية : تركيا وايران والتكامل الاقليمي المطلوب/قاسم قصير/موقع عربي21

خيبة السلطان وصهره/محمد قواص/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل سفير المانيا مودعا ووفدا اغترابيا من افريقيا

بوغدانوف عرض مع الممثل الشخصي للحريري تشكيل الحكومة وعودة النازحين

المستقبل رفض استخدام الشارع وسيلة للتعبير ودعا مناصريه الى الامتناع عن اللجوء لقطع الطرقات

التقدمي جدد رفضه لمظاهر التسلح وأكد تمسكه بالسلم والمصالحة

لازاريني زار منطقة وادي خالد والتقى رئيس اتحاد البلديات

قبلان في رسالة الحج: لبنان يحتاج الى تنازل السياسيين ووضع مصلحته فوق كل اعتبار

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ لإرضاء اللهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي02/من01حتى08/"يا إخوَتِي، أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً.ولكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تَأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير. ولَمْ يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَة، ولا بِمَكْر، بَلْ كَمَا ٱخْتَبَرَنَا اللهُ فَأَمَّنَنَا على الإِنْجِيل، هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد، ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم، معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا. وهكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيَكُم لا إِنْجِيلَ اللهِ وحَسْب، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

السياسيين عنا بالإجمال نرسيسيين وبدون شي وشويات

الياس بجاني/16 آب/18

السياسي يلي بدو شي إلو هو أضعف شي، ويلي ما بدو شي هوي أقوى شي. كل السياسيين عنا بدون شي وشويات وكلو إلون..جوع عتيق. بشير ما كان بدو شي إلو ومنشان هيك كان قوي وبعدو في قلوبنا.

 

حزب الله وكل 8 آذار في مشهدية القوة الكاذبة لأن جعجع والحريري وجنبلاط هم ضعفاء بعد أن فقدوا بوصلة السيادة والإستقلال

الياس بجاني/15 آب/18

حزب الله ليس قوياً كما يدعي نصرالله ولكن جعجع والحريري وجنبلاط هم الضعفاء واللاهثين بفجع لتأمين مصالحهم الخاصة 100%على حساب الشعب والدولة والدستور ودماء الشهداء والقرارات الدولية.

 

كلام نصرالله عن القوة والإنتصارات في ميزان الحقيقة والخيال

الياس بجاني/15 آب/18

طبقاً لنصرالله هو أقوى من إسرائيل وإيران أقوى من أميركا والسعودية أم الهزائم ونظام الأسد أب المقاومة فأين الحقيقة من الخيال؟

 

الأبواب الواسعة التي هي الغرائزية تؤدي إلى نار جهنم

الياس بجاني/12 آب/18

(إنجيل القديس متى 13: 50) “وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ».

http://eliasbejjaninews.com/archives/66685/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

في متابعة لممارسات ومناكفات ونرسيسية وجوع وجشع السياسيين المسيحيين تحديداً نجدهم في غربة شبه كاملة عن المسيحية بقيمها والمفاهيم والرسالة وكل ما هو عطاء ومحبة ..وكذلك غارقين عن سابق تصور وتصميم في مفهوم الإنسان العتيق، انسان الخطيئة الأصلية .. وفي نفس الوقت لاهثين بجريهم المجنون وفي سباقهم الجحودي صوب الأبواب الواسعة..أبواب الغرائزية، التي تؤدي دون أي شك إلى نار جهنم وإلى أحضان دودها الذي لا يستكين والعذاب اللانهائي..حيث البكاء وصرير الأسنان وحيث لا يفيد الندم ولا مكان للتوبة.

(إنجيل القديس متى 07: 13و14) "أدخلوا من الباب الضيق. فما أوسع الباب وأسهل الطريق المؤدية إلى الهلاك، وما أكثر الذين يسلكونها.لكن ما أضيق الباب وأصعب الطريق المؤدية إلى الحياة، وما أقل الذين يهتدون إليها".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الناشط اللبناني الحقوقي وديع الأسمر

تويتر/16 آب/18/تلقيت صباح اليوم اتصالاً على واتساب من "مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية" لاستدعائي للتحقيق في 31 آب بمواضيع متعلقة بآرائي التي أعبًر عنها على وسائل التواصل الاجتماعي. للحديث تتمة ولكن أتمنى عليهم قراءة المادة 47 من أ.م.ج بتأني لأنني سألتزم بها حرفياً.

 

يدٌ من خارج لبنان.. "تخطف" الحكومة

"الراي الكويتية" - 16 آب 2018/من خَلْفْ ظَهْرِ الكلام في بيروت عن عدم وجود تدخّلات خارجية في تشكيل الحكومة الجديدة، فإن الوقائع التي سُجلت في هذا الملف في الساعات الأخيرة ظهّرتْ التداخُل الأكيد بين أحد أبرز الاستحقاقات التي تُقاس عليها التوازنات السياسية في البلاد وبين "قوس الأزمات" الإقليمية و"استقطاعات النفوذ" في المنطقة. ولم يعد خافياً في بيروت أن العوامل الخارجية تشكّل جزءاً لا يتجزأ من "مكوّنات" المأزق الحكومي وفق مقاربتيْن:

* الأولى لفريقٍ يتعاطى مع تشكيل الحكومة على قاعدة أنّه "من متتمّات" انتصار "حزب الله" وحلفائه في الانتخابات النيابية وتَقدُّم "محور الممانعة" في المنطقة انطلاقاً من خلاصات الحرب السورية التي "يجب البناء عليها" لمعاودة تطبيع العلاقات باكراً مع نظام الرئيس بشار الأسد وحجْز "تموْضعٍ إقليمي" للبنان ضمن هذا المحور و"مشروعه".

* والثانية لفريقٍ لا يريد التسليم بحكومةٍ من خارج معيار التوافق السياسي بين القوى الأكثر تمثيلاً على تشكيلةٍ يرتاح فيها الجميع إلى أوزانهم، مُدْرِكاً أن لعبة "عضّ الأصابع" بوجه الرئيس المكلف سعد الحريري وحلفائه ("القوات اللبنانية" وزعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط) يمكن أن تكون نهايتُها على طريقة "مَن حفر حفرة لأخيه"، لأن "أوّل النفق" قد يكون معروفاً ولكن آخره مفتوحٌ على عصْفٍ يصعب التكهن بمداه وتحديداً لجهة تأثيرات "تشرين الثاني العقوبات" الأقسى من الولايات المتحدة على إيران التي تضغط واشنطن لاحتواء نفوذها العابر للحدود والذي يشكّل "حزب الله" رأسَ حرْبة فيه.

ومن هنا ترى أوساط مطلعة، أنه رغم عدم وجود "أيدٍ" خارجية تتدخّل في الملف الحكومي، فإن الامتدادات الاقليمية للأطراف الوازنة لبنانياً والمظلّة الدولية لواقع "بلاد الأرز" تجعل العنصر الخارجي حاضراً حكماً سواء لمعرفة أفرقاء (مثل الحريري وحلفاؤه) "حدود اللعبة" ومخاطر أي تغيير في قواعدها بما يُسقِط التوازنات بشقيْها المحلي والاقليمي وما قد يرتّبه من "أثمان باهظة" ولا سيما في زمن "الثور الأميركي الهائج" بوجه إيران ورفْع عصا العقوبات الاقتصادية على "كل مَن عصى"، أو لتعاطي أطراف آخرين (حزب الله وحلفاؤه) مع الاستحقاق الحكومي على أنه مرحلة جديدة في "قضْم" الوضع اللبناني استباقاً لـ "منازلاتٍ" جديدة في المنطقة أو لاحتمالاتِ "الصفقات الكبرى".

وانطلاقاً من هذا المسرح السياسي المتشابك، اكتسب موقفان أهمية بالغة في الساعات الماضية إذ عكسا بوضوح "الطبقة الخارجية" من الصراع على تشكيل الحكومة التي لا تشي الوقائع المتصلة بالمفاوضات حولها أنها تقترب من الخروج من النفق:

* الأول جزْم الحريري رداً على سؤال حول مطالبة البعض بتضمين البيان الوزاري للحكومة الجديدة مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري كشرط لتشكيل الحكومة، بأنه "عندها لا تتشكل الحكومة"، وذلك في ما يشبه "الضوء الأحمر" أمام اندفاعة "حزب الله" وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون لتطبيع العلاقة مع نظام الأسد تحت عنوان الضرورات الاقتصادية وإعادة النازحين الذين تَكرّر "اشتباك" الخارجية اللبنانية مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة حول عودتهم.

* والثاني كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي تضمّن رداً على الحريري من دون تسميته مجدِّداً الحملة الشعواء على المملكة العربية السعودية ومتّهماً إياها بالتدخل "في كل التفاصيل الداخلية اللبنانية".

 

تيننتي: اجتماعات منفصلة في نيويورك لممثلي بعثات لبنان وإسرائيل

الخميس 16 آب 2018 /وطنية - أعلن الناطق باسم اليونيفيل اندريا تيننتي، في بيان ان "رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام المعين حديثا اللواء ستيفانو ديل كول، موجود حاليا في نيويورك، حيث التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وكبار المسؤولين في الأمم المتحدة. وخلال الإحاطات التعريفية التي يجريها هناك، بادر مقر الأمم المتحدة أيضا الى تنظيم سلسلة اجتماعات تمهيدية منفصلة له مع ممثلي البعثات الدائمة للبنان وإسرائيل لدى الأمم المتحدة، وذلك للاستماع إلى وجهة نظرهم بشأن قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق".

 

جنرال إسرائيلي: فشلنا في لبنان ونواجه مشكلة في سورية

القدس – وكالات/السياسة/16 آب/18/أفاد جنرال إسرائيلي سابق، بأن المشكلة الحقيقية لإسرائيل ليست في قطاع غزة، إنما في تعاظم قوة إيران في سورية. وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال يعقوب عميدرور أول من أمس، إن تعاظم قوة إيران في سورية هي المشكلة الحقيقية لإسرائيل، وليست قطاع غزة، وأن إسرائيل اهتمت بالقطاع على حساب تزايد قوة إيران في الأراضي السورية. وأوضح أن مشكلة التهدئة لم تخلق ردعاً أمام أي طرف مواجه لإسرائيل، مشيراً إلى أنه رغم فشل الجيش الإسرائيلي في الحرب الإسرائيلية على لبنان، صيف العام 2006، فإنه خلق حالة من الهدوء في الجبهة الشمالية، المواجهة للبنان وسورية. وحذر قطاع غزة وحركة «حماس» من جرجرة إسرائيل لحرب في غزة، بدعوى أنه في تلك الحالة سيكون الرد الإسرائيلي قاسياً ومؤلماً.

 

الحريري لن يرضخ للتهديدات...

"العرب اللندنية" - 16 آب 2018/اعتبرت مصادر سياسية، لـ"العرب"، أن "الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أكّد مرّة أخرى أنّه يعرقل تشكيل حكومة لبنانية برئاسة سعد الحريري في حال لم يرضخ الأخير لشروط معيّنة وضعها له". وذكرت أن "الدليل الأوضح على إصرار نصرالله على شروطه كان الخطاب الذي ألقاه، الثلاثاء، والذي تضمن تهديدا مبطّنا لسعد الحريري". وفسّر السياسيون اللبنانيون كلام نصرالله بأنّ "حزب الله" سيجبر الحريري بالقوّة في مرحلة معيّنة على تغيير رأيه من إقامة الحكومة التي قد يشكلها علاقات مع النظام السوري". واستبعدت المصادر نفسها "رضوخ الحريري لتهديدات نصرالله، على الرغم من معرفته التامة بأنها نتيجة تنسيق بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 16/8/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يوم سياسي أسود، فالعقد التي تتحكم بالتأليف الحكومي لم تحل رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس المكلف سعد الحريري. وما يزيد الطين بلة دخول السجال حول العلاقات مع سوريا على خط العقد المحلية إضافة الى تحذير وزير المالية من الوضع الاقتصادي، في وقت شددت أوساط مصرف لبنان على ان الوضع المالي والنقدي لا علاقة له بهذا الشأن وأنه سليم.

وفي السياسة السوداء سفر الكثير من القيادات الى الخارج في مناسبة الاعياد ما يؤشر الى ان أي تطور أبيض غير منتظر في المدى القريب.

وفي الامم المتحدة أجرى قائد اليونيفيل محادثات مع بعثة كل من لبنان واسرائيل حول التجديد للقوة الدولية في الجنوب وتطبيق القرار 1701.

وفي واشنطن كلام على موفد اميركي الى بيروت وتل أبيب قبل نهاية الشهر للبحث في مسألة الغاز البحري.

وفي بيروت كلام على اتجاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى عقد جلسات بعضها للمجلس بأجمعه لدرس سبل تفعيل مقررات ونتائج مؤتمر "سيدر" إذا تم التأكد ان لا حكومة جديدة هذا الشهر.

أوساط سياسية معنية بالتشكيل الحكومي تحدثت بلغة سوداوية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

سقطت المتاريس والأقنعة الواحدة تلو الاخرى بعد انقضاء حوالى 3 اشهر على التكليف. صحيح ان الاسباب التي يجري الاقتتال حولها في مسألة تأليف الحكومة حقيقية كتوزع الحصص والحقائب بين سيادية وخدماتية، لكن المانع الاساسي للتشكيل هو دخول سوريا على الخط فارضة اسماء وزراء محددين من خاصتها تحسبا لتمايز محموم سيتبلور شيئا فشيئا بين دمشق وحزب الله بفعل المسارات التي سيسلكها الكباش في الاقليم وإن كان الظاهر العام للأزمة يوحي بأن دمشق على تناغم مع الحزب ومن ورائه طهران. فالعنوان العام الجامع بين دمشق والحزب ضرورة التطبيع مع النظام السوري شرطا للتأليف، لكن التفاهم والتنسيق ينتهيان هنا، فبعد استعادة الاسد بعضا من قوته سيكون العنوان الفاقع للمعركة لبنان سوري ام ايراني وهنا تبدأ المشكلة.

وفيما الجميع منغمس في المعركة انطلاقا من العناوين الخلافية التي اسلفناها ينصح مطلعون الطباخين ومخربي طبخات التأليف بالاسراع في تشكيل الحكومة قبل منتصف ايلول ليس للاسباب الاقتصادية والمالية والتربوية والانمائية الضاغطة فقط، بل لأن هناك عامل خطر سيستجد على الساحة الداخلية من شانه ان يخلط المعادلات القائمة ويجعل ما هو مقبول الان مرفوضا بعد هذا التاريخ ربما، وذلك لأسباب انسانية وسياسية وعدلية. هذا العامل سيتأتى من دخول المحكمة الخاصة بلبنان مرحلة المطالعات النهائية والاقتراب من الحكم في قضية اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه اضافة الى عدد من الجرائم المتصلة بهذا الملف، يضيف المطلعون انه اجدى بالمعترضين على المحكمة ان يتفيأوا ظل حكومة وفاق وطني جامعة تحسبا للحكم الاتي لطيفا كان ام قاسيا، مدينا كان ام مبرئا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

عمليا؛ دخلت البلاد في عطلة عيد الاضحى المبارك والمؤشرات المتعلقة بولادة الحكومة الجديدة لا تدل على ان ولادتها ستكون قبل العيد؛ ما لم تحصل مفاجآت سارة غير متوقعة حتى الان وعليه فان الانتظار يبقى سيد الموقف؛ للتوصل الى ازالة ما تبقى من عقد.

وبالانتظار؛ فان الشهر المقبل سيشهد محطة مهمة على طريق العدالة في محاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه؛ اذ من المقرر ان تستمع المحكمة في النصف الاول من ايلول؛ الى مطالعات الادعاء والدفاع النهائية قبل ان يبدا القضاة بالمذاكرة؛ تمهيدا لاصدار الحكم.

وبعيدا عن السياسة؛ وفي اليوم الخامس من ذي الحجة، تتواصل وفود حجاج بيت الله الحرام إلى الأراضي المقدسة، حيث ازدادت أعداد الحجيج هذا العام؛ لتصل إلى مليون وسبعمئة ألف حتى الآن واعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية، الانتهاء من وضع خطة تشغيلية متكاملة لموسم حج هذا العام، وفق مقاييس أداء عالية، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

بين الصعود والهبوط يتأرجح ملف تشكيل الحكومة على امل تحقيق خرق من شأنه تسهيل رصيد التفاؤل الى قرارات ومراسيم. في الساعات القليلة الماضية لم يرصد اي جديد لكن مروحة الاتصالات شغالة وابرزها اجتماع الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط. اللقاء عقد على ايقاع استمرار العقد التقليدية وفي مقدمها الدرزية والمسيحية مضافا اليها السجال الهادئ والمنضبط حول العلاقة مع سوريا، والابعاد والوقائع الجغرافية التاريخية والسياسية يفترض ان يدفع البعض الى اعادة النظر في العلاقة مع دمشق، واذا لم يتم الاخذ في ما سبق فان الواقعية السياسية والمصلحة الوطنية اللبنانية تقتضي ذلك كما ان الموضوعية تقول ان لا مصلحة في استمرار الخطاب المتشنج على هذا الصعيد.

على المستوى المعيشي وبتوجيهات من رئيس مجلس النواب نبيه بري زار وفد من كتلة التنمية والتحرير مؤسسة كهرباء لبنان لمتابعة ملف التغذية الكهربائية في الجنوب.

اقليميا استمرار المشاورات لعقد قمة روسية تركية ايرانية حول سوريا مطلع ايلول المقبل على ما اعلن الكرملن الذي نفى في المقابل وجود اتفاق على لقاء رباعي لزعماء روسيا وتركيا وفرنسا والمانيا. اما في تداعيات الازمة الناجمة عن العقوبات الاميركية على انقرة فقد سجلت الليرة تعافيا بعد ضخ قطر خمسة عشر مليار دولار في اقتصاد تركيا والتي عملت من جهتها الى رفع الضريبة على المحروقات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

لم يحمل لقاء سعد الحريري بتيمور جنبلاط أمس جديدا يذكر، باستثناء تكرار الاشتراكيين معزوفة احتكار التمثيل الدرزي في الحكومة الجديدة، في محاولة مكشوفة ومعروفة للانقلاب على خيار الناس في الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث كسروا الأحادية، وفرضوا توازنا غاب عن الشوف وعاليه وكل لبنان منذ اتفاق الطائف، من خلال قوانين الانتخاب الجائرة، التي فصلتها الوصاية السورية على قياس من تعرفون.

وفيما كشف النائب أنور الخليل للـ OTV ما دار بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري حول الخيارات المطروحة لحل ما بات يعرف حكوميا بالعقدة الدرزية، وعلى عكس ما يعمم من تسريبات، أكد مصدر متابع المعلومات التي أوردتها الـ OTV أكثر من مرة في الأيام الفائتة، لناحية عدم تمسك القوات اللبنانية بوزارة سيادية، وفتحها باب النقاش حول وزارات توصف بالنوعية لتكون من ضمن حصتها، التي بات معلوما أنها انخفضت من ستة وزراء إلى خمسة، فأربعة.

أما على مقلب التيار الوطني الحر، فالموقف الحكومي على حاله منذ اليوم الأول للتكليف، والوزير جبران باسيل الذي أودع مطالب تكتل لبنان القوي لدى رئيس الحكومة المكلف تماما كسائر الكتل، وفي انتظار أن يبصر مرسوم التشكيل النور ممهورا بتوقيعي الحريري ورئيس الجمهورية، وفقا لصلاحياتهما الدستورية وبعد استكمال المشاورات، فاستغنم الفرصة اليوم ليتوجه إلى المجلس الدستوري، ويقدم تصريحا بأمواله وممتلكاته. غير أنه لم يتوقف عند هذا الحد، بل رفع من جديد سقف التحدي، طالبا مقارنة ما صرح به نائبا للمرة الأولى اليوم، بما صرح به وزيرا للمرة الأولى قبل عشر سنوات، ليكون قبول التحدي رهن أركان مطابخ الشائعات وأصحاب الاختصاص في الـ character assassination.

لكن، وفي انتظار ولادة الحكومة، وبغض النظر هل القضية مقتصرة على مطالب الداخل، أو تنتظر إشارات للبعض من الخارج، عادت الى صدارة اهتمام اللبنانيين مواضيع باتت من اليوميات، منها مثلا زحمة المطار، وطبعا خطر الموت المتنقل على الطرقات جراء الشاحنات الفالتة، التي سددت ضربتها اليوم في المنصورية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بالضربة القاضية لا بالنقاط تكاد أن تحسم جولة من سبع سنوات. فمجريات الاحداث في المنطقة لم تعد تنفع معها مكابرة البعض، وتعويل البعض الاخر على سراب. رئيس مجلس الأمن الصهيوني السابق الجنرال يعقوب عميدرور يقر بالفشل أمام محور المقاومة في سوريا، وكذلك رئيس الموساد الصهيوني السابق تامير باردو يعترف بفشل الحل العسكري لما وصفها بمعضلة حزب الله وصواريخه، ويقدم نصائح عبر موقع ايلاف السعودي عن ادوات المواجهة المقبلة داعيا لفرض عقوبات اقتصادية على لبنان، حاضا السعودية والامارات للضغط على الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وفرنسا لتضغط بدورها على لبنان. ومن نصائحه للدولتين سحب ودائعهما المالية أو عدم الايداع بشكل كبير في لبنان.

اذا فتش عن الموساد وادواته من العرب، وكذلك فتش عن الولايات المتحدة التي تحاول ان تستثمر بما تبقى في أيديها من ورقة النازحين السوريين. فواشنطن والامم المتحدة في تزامن غير بريء تعتبران أن الظروف الامنية غير مؤاتية لعودتهم. موقف رأت فيه دمشق محاولة للمساومة والاستثمار في الازمة، وتؤكد أن طرق العودة كلها مشرعة أمام النازحين.

فمن يوصد الابواب امام ولادة الحكومة، هل ما زال البعض يعول على تغيرات اقليمية؟ ام هي حسابات الزواريب الداخلية؟ المعطيات تشير الى ان اللبنانيين لن يعيدوا مع حكومة جديدة الا ان مرجعا متابعا يؤكد للمنار أن الحريري لا يملك خيارا إلا تشكيل الحكومة، وإلا فإن الخيارات السياسية والدستورية تصبح متاحة لإنقاذ لبنان من عجزه.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

لم يعد خبر تشكيل الحكومة يصلح لأن يكون مقدمة الأخبار، فليس من عنوان رئيس يبقى عنوانا رئيسا لأربعة وثمانين يوما، عدد الأيام التي مرت حتى اليوم على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة... أربعة وثمانون يوما والتشكيل يدور في حلقة مفرغة في ظل ثلاث معضلات، في كل يوم تتقدم معضلة على أخرى، ثم يأتي يوم آخر، فتتقدم معضلة جديدة، وهكذا، على طريقة تناوب المعضلات تزداد الحلقة المفرغة اتساعا من دون أن يعرف متى ستبصر الحكومة النور خصوصا ان البلاد تمر في اسبوعي اعياد.

في غضون ذلك بدأ أنين الناس يتصاعد من تحت عباءة فصل الصيف والسياحة والمهرجانات...

عند كل مفصل يتحسس المواطن جيبه فيكتشف أن ما فيها لا يصل إلى الحاصل الذي يؤهله بلوغ عتبة المحال التجارية، وهكذا ترتسم معادلة العجز: لا المواطن قادر على الشراء ولا أصحاب المحلات التجارية قادرون على الصمود في ظل حركة متراجعة جدا قياسا بالسنوات الماضية...

وما يضاف إلى هذا الواقع أن الفلتان الإداري في المؤسسات الرسمية بات يلامس الفضيحة... فالدولة التي تفتش عن فلس الأرملة لتسديد فوائد دين أو غيره، تنوء تحت عبء ربع مليون موظف ومتعاقد... والأحتيال التوظيفي قائم على المعادلة التالية: طالما أن باب التوظيف مقفل فإن المواربة هي السائدة: ندخل الأزلام والمحاسيب عبر ما يسمى التعاقد، من دون المرور بمجلس الخدمة المدنية، وهكذا تتخم الإدارة بالمتعاقدين من دون ان تكون الكفاءة شرطا لتوظيفهم لأنهم لم يمروا عبر مجلس الخدمة المدنية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

ثبت بالهدوء النسبي المسيطر على جبهة التشكيل أن لا تشكيل لا بين العيدين ولا بعد العيد والحراك الخجول الذي يخرق الجمود لا يعدو كونه زيارات رفع عتب مع تمترس كل فريق خلف حصصه مرض التأليف بات مستعصيا على الحل المحلي ولأن الكنيسة القريبة لم تعد تشفي فالصلاة على نية الإسراع في تأليف الحكومة رفعت في الساحة الحمراء بزيارات الحج السياسي للعاصمة الروسية حيث أوفد جنبلاط نجله تميور يرافقه النائب وائل بو فاعور وزارها النائب طلال أرسلان وخاتمة الزيارات حتى اللحظة كانت لمستشار الرئيس المكلف للشؤون الروسية جورج شعبان. وفي بيان صدر عنها أعلنت الخارجية الروسية أن الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استقبل أمس الممثل الشخصي لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري جورج شعبان واستمع بوغدانوف من شعبان لمستجدات الأوضاع في لبنان والجهود المبذولة لتأليف حكومة جديدة وجرت مناقشة الأوضاع في سوريا والعمل الجاري لتوفير الظروف المناسبة لعودة النازحين السوريين المنتشرين على الأراضي اللبنانية.

شد الأحزمة على الخط العسكري السياسي لم يعد ينفع أمامه ربط الحزام على الطرقات حيث الشاحنات والصهاريج "فاتحة على حسابها" في توقيت سيرها وفي ضربها عرض الحائط بقوانين السلامة العامة وبعد شاحنة بشامون كاد صهريج المنصورية يرتكب الكارثة نفسها بعدما أفلت زمامه من يد سائقه فقفز منه وتركه لمصيره إلى أن استقر في المحال التجارية. نجت المنصورية من مجزرة كادت تقع في كفرعبيدا بالبترون على حد سكين والسبب خلاف على خزان ماء ودرج وطعن لهيبة الدولة بعد إصابة رقيب في المعلومات.

وعلى قاعدة "آخر الداء الحرق" فإن التفكك الحراري أشعل السجال بين نواب الدائرة الأولى في العاصمة وبلدية بيروت وناشطين بيئيين على خلفية إقامة المحارق كحل لأزمة النفايات في لقاء تشاوري نظمته القوات اللبنانية لمعالجة النفايات وبين رفض تقنية المحارق بالمطلق و"كل واحد يعمل محرقتو بمنطقتو" طالب الناشطون بلدية بيروت بإبراز دفتر الشروط فكان رد البلدية أنه في طور الإعداد وبات في مراحله النهائية فعلى من ستستقر المحرقة وأين؟ غدا سيتصاعد الدخان الأسود.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رسالة تحذيرية.. "أعذر من أنذر" 

جريدة الجمهورية/الجمعة 17 آب 2018/داخلياً، ومع الفشل في تأليف الحكومة، استمر الانقسام الداخلي حول مسألة اعادة العلاقات السياسية بين لبنان وسوريا. وقالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية»: «إحياء العلاقات اللبنانية - السورية هو افتعال مقصود من بعض القوى السياسية بغية إعادة ربط لبنان بسوريا ربطاً بحاجة النظام السوري إلى دور إقليمي يستعيد عبره شرعيته المفقودة داخل سوريا وخارجها»، واستغربت «هذا الاستعجال في تطبيع العلاقات قبل ان تكون الحرب قد انتهت ونشأ نظام جديد يحظى بمشروعية سورية وعربية ودولية». ووضعت المصادر موقف الحريري «في إطار الرسالة التحذيرية من انّ الإمعان والإصرار على التطبيع سيقود حُكماً إلى عدم تأليف الحكومة أو شلّ الحكومة متى تألّفت، لأنّ هذا الموضوع من المواضيع الخلافية التي تمّ الاتفاق على استبعادها عن النقاش، وأي محاولة لإدخالها في صلب النقاش السياسي ستقود إلى إحياء الانقسام العمودي وليس إحياء العلاقات بين لبنان وسوريا». ودعت المصادر «إلى سحب هذا الموضوع من التداول إلّا في حال وجود توجّه لإحياء الانقسام السياسي»، وقالت: «يخطئ من يعتقد أنّ في إمكانه إمرار التطبيع، ومن يعتقد خلاف ذلك ما عليه سوى المحاولة وسيتحمّل أمام الشعب اللبناني مسؤولية الإطاحة بالانتظام المؤسساتي والاستقرار السياسي والنأي بالنفس، ورسالة الحريري هي على طريقة «أعذر من أنذر»، لأنّ هناك من يحاول تهريب التطبيع، الأمر الذي لن يتحقق».

 

ملف عودة النازحين السوريين يتصدّر الاهتمامات المحلية والدولية 

جريدة الجمهورية/الجمعة 17 آب 2018/ظل ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم متصدّراً الاهتمامات المحلية والدولية، في وقت برز موقف اميركي معارض عَبّر عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أكد بعد لقاء مع المبعوث الدولي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، دعم واشنطن لعودة اللاجئين إلى سوريا «عندما تكون الأجواء آمنة ومضمونة»، وقال: «إنّ أي حديث عن إعادة إعمار سوريا سابق لأوانه في ظل غياب حل سياسي يؤدي إلى إصلاح دستوري وانتخابات حرة وعادلة». في هذا الوقت، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استقبل أمس (امس الأول) في موسكو الممثل الشخصي للرئيس المكلف سعد الحريري جورج شعبان، واستمع منه الى «تطورات الأوضاع في لبنان والجهود المبذولة لتأليف حكومة جديدة، كذلك جرت مناقشة الأوضاع في سوريا والعمل الجاري لتأمين الظروف المناسبة لعودة النازحين السوريين الموجودين على أراضي الجمهورية اللبنانية».

 

الحريري يُطوِّق زيارة باسيل لموسكو! 

جريدة الجمهورية/الجمعة 17 آب 2018/في ظل الانكفاء النسبي لمشاورات التأليف، وتراجع أسهم ولادة الحكومة العتيدة في هذه المرحلة، بفعل تمسّك بعض القوى السياسية بمطالبها (حقائب وزارية ومقاعد)، برز ملف عودة العلاقات بين لبنان وسوريا الى الواجهة بعد إعلان الرئيس المكلف سعد الحريري رفضه تأليف حكومة إذا كان بيانها الوزاري مشروطاً بعودة العلاقة مع سوريا عبر عنوان معبر «نصيب»، وردّ الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عليه من غير ان يسمّيه بنصحه بعدم إلزام نفسه بمواقف و«لاءات» قد يتراجع عنها. وقد بدا جلياً انّ هذه العقدة الجديدة ستؤثر حتماً على مسار التأليف، ما يعقّد الأمور أكثر فأكثر. وقد توقف المراقبون عند اللقاء الذي شهدته موسكو أمس بين الممثل الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف والسيد جورج شعبان الممثل الشخصي للرئيس المكلف سعد الحريري، ولاحظوا أن هذا اللقاء يسبق زيارة الوزير جبران باسيل للعاصمة الروسية نهاية هذا الأسبوع، واعتبروه تطويقاً حريرياً لما يحمله باسيل الى القيادة الروسية حول تطورات الأوضاع اللبنانية، ولا سيما منها ما يتعلق بتأليف الحكومة وعودة النازحين والمطروح في شأن إعادة تطبيع العلاقات اللبنانية- السورية.

 

هذا "الربط" فاجأ الجميع! 

جريدة الجمهورية/الجمعة 17 آب 2018/إستغربت مصادر وزارية قريبة من رئاسة الجمهورية، عبر «الجمهورية»، الربط الذي أحدثه الحريري بين مساعي التأليف ومعبر «نصيب»، ولفتت الى «انّ هذا الربط فاجأ الجميع»، معتبرة انها محاولة لم تنته قراءتها بعد لاستكشاف مراميها وأهدافها. واشارت الى ان افتعال هذا الربط سيؤدي حتماً الى تعقيد مساعي التأليف، فمن طرح هذا الموضوع ومن أدرجه على جدول اعمال المفاوضات والإتصالات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة؟ وهل المقصود التغطية على عُقد أخرى قد تكون حديثة بغية تجميد مساعي التأليف؟

ولفتت المصادر الى ان هذا الموضوع ليس أوانه على الإطلاق ويمكن مقاربته بعد تأليف الحكومة، ولدى البحث في مضمون البيان الوزاري الذي سيتضمن العناوين والقضايا السياسية الوطنية ومستقبل العلاقة اللبنانية ـ السورية ومضمونها، كسائر العناوين التي تم التفاهم عليها في البيان الوزاري لـ«حكومة استعادة الثقة» التي تصرّف الأعمال حالياً، ويمكن اضافة كثير من العناوين الخلافية التي تمّ البت بها واعتبرها البعض في حينه عملية «ربط نزاع» كالحديث عن السلاح غير الشرعي وسلاح المقاومة والإستراتيجية الدفاعية وموضوع «النأي بالنفس» عن أزمات العالم العربي وفي المنطقة». وقالت: «اليوم هو أوان التشكيل، قبل الحديث عن ملفات سياسية إقليمية ومحلية ودولية، والى ان يحين زمن البحث فيها سيتّفق اللبنانيون على المخارج، فاللغة العربية مليئة بالتعابير التي يمكن ان تشكّل مخارج في حال حصول إشكال حول اي عنوان عند صوغ البيان الوزاري، وقد سبق للبنانيين ان وفّروا مثل هذه المخارج لشكل العلاقات مع سوريا في الحكومات التي تعاقبت منذ نشوء الازمة السورية، وليس هناك من جديد يمكن طرحه تحت هذا العنوان الكبير».

 

نديم الجميّل: تشكيل الحكومة عالق داخليا وخارجيا

المركزية/16 آب/18/لفت عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب نديم الجميّل عبر قناة "الحدث" الى ان تشكيل الحكومة عالق داخليا وخارجيا، ولقد عرفنا ان المدعي العام تقدم بالمرافعة امام المحكمة الدولية وبان الحكم سيصدر من قبل المحكمة ب"لاهاي" بحق متهمين من حزب الله وهذا الامر يصعب مهمة الحريري.

 

ايران تحاول تعويض خسارتها في سوريا بتفعيل نفوذها في لبنان.. وحكومتِه! والتطبيع واستهداف المملكة من عدة العمل والحريري حاسم في النأي: التأليف في كوما؟

المركزية/16 آب/18/ مهمّة تشكيل الحكومة المعقّدة أصلا بفعل الصراع على الحصص والاحجام، باتت اليوم أكثر صعوبة بعد أن رُفع في طريقها في الايام الماضية، حاجز جديد، أين منه عقبات "الأعداد" والارقام! ففي وقت كان البعض يرى ان ثمة صراعا على خيارات الحكومة العتيدة، هو في الواقع ما يعوق تأليفها، أصبح هذا الأمر محسوما و"واضحا وضوح الشمس" في أعقاب الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مناسبة انتهاء حرب تموز 2006، حيث قال "أحب أن أنصح بعض القيادات، التي نحن على خلاف معها بشأن العلاقة مع سوريا (في إشارة الى الرئيس المكلف سعد الحريري)، ألا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها"، مضيفا "لينتظروا قليلاً ويراقبوا سوريا إلى أين وما يلزموا أنفسهم لأنه في النهاية لبنان ليس جزيرة معزولة". وقد ضم الرئيس نبيه بري صوته اليوم الى نصرالله بقوله "إن تصريحات الرئيس المكلف عن العلاقة مع سوريا غير واقعية ولا تفيد".

هذه المواقف تمهّد، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" لمحاولات مكثفة سيبذلها محور 8 آذار في الداخل، لإدراج "التطبيع مع سوريا" في البيان الوزاري للحكومة العتيدة، وهو ما لا يمكن الرئيس الحريري قبوله بأي شكل من الاشكال، وقد حسم بنفسه هذا الامر بقوله الثلثاء "عودة العلاقات مع النظام السوري أمر لا نقاش فيه"، مضيفا ردا على سؤال عن مطالبة البعض بتضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات كشرط لتشكيل الحكومة "عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة".

المصادر تشير الى ان فريق 8 آذار مستعجل قيام حكومة لكنّه لن يقبل الا ان تبصر النور وفق شروطه هو، أي أن تعكس انتصاره في الانتخابات النيابية وتترجم خياراته السياسية المحلية والاستراتيجية وتخدم مصالحه داخليا واقليميا. وبحسب المصادر، فإن ايران التي خرجت "منكسرة" اذا جاز القول من سوريا في ضوء الاتفاقات الاميركية – الروسية في هلسنكي والتي قلّصت الى حد كبير نفوذها في سوريا ميدانيا وسياسيا، قد تسعى الى التعويض عن خسارتها هذه، من خلال الورقة اللبنانية، فتعيد "شدّ ساعدها" وحضورها في بيروت. والحال، أن كل ما يصدر عن "حزب الله" في الآونة الاخيرة، يعكس هذا التوجّه. فهو لم يكتف فقط بسحب "أرنب" الاصرار على التعاون بين دمشق وبيروت، ورميه مجددا على الطاولة، بل عاود وبقوة، القنص على المملكة العربية السعودية، معلنا انها "تتدخل وتقاتل وتدعم مقاتلين في سوريا وتتدخل في العراق وتتدخل في إيران وتعلن حربا شعواء في وضح النهار على الشعب اليمني، وتتدخل في الشأن اللبناني بالتفاصيل والكل يتذكر أنها احتجزت في يوم من الأيام رئيس حكومة لبنان القانوني والدستوري".

هذا الكلام- الذي استدعى ردا خليجيا وأثار امتعاضا غربيا وعربيا، وفق المصادر، اذ يعد انتهاكا لسياسة النأي بالنفس التي، وبعد اعلان لبنان الرسمي كلّه، وحزب الله ضمنا، الالتزام بها، تراجع الحريري عن استقالته وقدّم المجتمع الدولي المساعدات والدعم لبيروت- يدل الى توجّه لجرّ لبنان، وحكومته المنتظرة، الى المحور الايراني في المنطقة. وعليه، يصبح السؤال عن مصير عمليّة التشكيل، مشروعا.. فالرئيس الحريري لن يقبل الا ببيان وزاري يلحظ النأي بالنفس، على الا يكون هذا التعهد كلاميا فقط، بمعنى انه لن يتساهل في اي قنص على العرب وفي اي تطبيع رسمي مع دمشق، وهو ما أكدته اوساط مستقبلية في الساعات الماضية. فهل دخل التأليف في "نوم سريري" حتى إشعار آخر، وهل المطلوب احراج الرئيس الحريري لإخراجه؟ أم ان ما يحصل يُدرج في خانة رفع السقوف لتحسين الشروط فقط، على ان تعود الى "الواقعية" عندما تدق ساعة الولادة المنتظرة؟

 

12 عاماً على «حرب تموز»: تنافس بين الثنائي الشيعي في الجنوب اللبناني واستبعاد قيام «حزب الله» بحرب لغياب الممول وهشاشة الاقتصاد

سناء الجاك/الشرق الأوسط/16 آب/18

تزدان الطرق في الجنوب اللبناني باللافتات التي تحتفل بالذكرى الثانية عشرة للانتصار على العدوان الإسرائيلي، وبالأعلام الحزبية لـ«حزب الله» و«حركة أمل» التي ترفرف لتتبنى النصر بمعزل عن وجود دولة لبنانية.

ومن عبر القرى والبلدات الجنوبية في مثل هذه الأيام قبل 12 عاماً، لا بد أن يستوقفه التطور العمراني في بعض المناطق حيث يمكن تسجيل محو كامل للعدوان الإسرائيلي، مقابل قرى تطغى عليها مظاهر الأزمة الاقتصادية رغم انتشار المؤسسات التجارية والصناعية المنتشرة.

والأهم أن تداعيات مشاركة «حزب الله» في الحرب السورية تبتعد عن مظاهر الاحتفال بالنصر. إذ تحتل المشهد صور بهتت ألوانها لشهداء سقطوا في «حرب تموز».

والتعمق خلال الجولة الميدانية في بعض مناطق الجنوب اللبناني يقود إلى 3 ملاحظات، هي: الأزمة الاقتصادية رغم النمو العمراني، تنافس «حركة أمل» و«حزب الله» تعكسه اللافتات والرايات، والتناقض في النظرة إلى دور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) بين الحزب والحركة.

والحوار مع الجنوبيين يؤطر الملاحظات وفق الجغرافيا بين ساحل وجبل، ووفق تقاسم النفوذ بين «حركة أمل» و«حزب الله»، وتفاوت المستوى الحياتي بين مناطق تعتمد على اقتصاد البلد، وتلك التي تنعم باقتصاد رديف مصدره قوات «اليونيفيل» وحركة الاغتراب التي ترفد قراها بسيولة تدعم المقيمين.

لكن لا يمكن إنكار كثير من المعطيات الإيجابية المنبثقة من دور بلديات نشيطة، حيث تسود النظافة والطرق الجيدة في كثير من المناطق، كما في بنت جبيل مثلاً، إذ تتولى البلدية إدارة الأمور اليومية بشكل ممتاز، فلا تسمح بمخالفات السير أو بالتعرض للمنشآت العامة.

ويشعر زائر الجنوب اللبناني أن القبضة الحديدية التي كنت سائدة غداة «حرب تموز» تراخت لجهة حرية الحركة، إلا أن الرقابة على الحوار تبقى قائمة، وإن تحولت في معظمها إلى رقابة ذاتية لا تحتاج تدخلا مباشرا كما كانت عليه الحال سابقاً، كأن تتكرر عبارة «رجاء... ابتعدي عن السياسة»، أو رصد قلق لكل كلمة وكل سؤال يوجه إلى الأهالي.

الأزمة الاقتصادية رغم النمو العمراني

النشاط الاقتصادي مؤقت، كما يؤكد أكثر الجنوبيين، أيا يكن انتماؤهم، وينحصر بحركة المصطافين والمغتربين، إضافة إلى مناطق وجود «اليونيفيل».

الكاتب السياسي والناشط عماد قميحة يقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذه القوات تنتج حركة اقتصادية نشيطة، تتراوح نسبتها بين 70 إلى 80 في المائة. كذلك ترتبط الحركة الاقتصادية بالانتعاش الصيفي مع توافد المغتربين والمصطافين إلى بعض القرى. لكن معرفة الوضع الاقتصادي الحقيقي تظهر بعد منتصف شهر سبتمبر (أيلول)». فالحركة صيفا تدخل في شبه سبات وينقلب المشهد مع مغادرة المصطافين والمغتربين، وتبدأ المواجهة الحقيقية للمقيمين مع ظروف الحياة التي لا تختلف عن غيرها في لبنان. ومن تستوقفه الأبنية الفخمة للمدارس، يجد من يوضح له أن بعضها مقفل لعدم وجود تلاميذ. إذ بنيت نسبة منها وفق صفقات وليس وفق الحاجة الفعلية. كما أن نشاط المرافق الترفيهية ينتهي مع انتهاء الصيف. وينسحب الأمر على حركة التجارة. حساسية الاقتصاد تبرر خوف الجنوبيين من أي عدوان إسرائيلي جديد على منطقتهم، خاصة في ظل الوضع المالي لإيران وعلاقة «حزب الله» العدائية مع دول الخليج. هم يعرفون أن أحدا لن يبني لهم منازلهم إن حصلت حرب. ويقول قميحة: «(حزب الله) يريد إبقاء الجنوبيين في استنفار دائم كما تشير البروباغندا في إعلامه. لكنه يدرك أن النزوح وإعادة الأعمار دونهما غياب الممول الخارجي، كما كانت الحال عام 2006. ما يعني استبعاد احتمال التورط في حروب مع إسرائيل أو الدخول في مغامرة تنقلب نتائجها عليه. كما يعرف أن إسرائيل لا تريد حربا بدورها لأنها ضنينة بحياة مواطنيها. ومع الأسف نحن نتكل على معادلة حرص (حزب الله) على مكاسبه مقابل حرص الإسرائيلي على مواطنيه». وعن واقع التفاف النسبة الكبرى من الجنوبيين حول «حزب الله»، يقول قميحة: «للحزب شبكة مصالح واسعة، ومن ليس متفرغا عسكريا يعمل في إحدى مؤسساته، وبالتالي الاتكال الاقتصادي على الحزب يشكل حاضنة الولاء له، تليه (حركة أمل) التي تجمع بدورها مناصرين ومستفيدين وظيفيا واقتصاديا». ليوضح: «من يعارض الحزب أو الحركة في الجنوب لا يجد من يحميه، وليس كما هي الحال في بعلبك والهرمل، حيث العشيرة تحمي أبناءها. هنا لا عشائر. ولكن هذا لا يلغي الامتعاض من تدهور الوضع الاقتصادي. فالناس تسأل عن سبب أزمات الكهرباء والنفايات وغيرها، بعد أن قاتلت وحررت. ولا سيما مع سياسة التقشف التي تسود الحزب حالياً».

التنافس بين الثنائية الشيعية

يعكس انتشار أعلام «حزب الله» و«حركة أمل» وشعاراتهما على امتداد الطرق الجنوبية حيثية تتعلق بالثنائية الشيعية، فهذه الأعلام تجتمع في مناطق وتفترق في مناطق أخرى، كما أن مضمون اللافتات يبرز التمايز، فالحزب يرفع شعارات على وزن «وطن يحمي مقاومة... مقاومة تحمي شعبا»... «المقاومة خزان إرادة الوطن»... «على كل مسلم أن يعد نفسه لمواجهة إسرائيل»... «مقاومة كتبت بالدم»... وما إلى ذلك. أما أصدقاء الحركة ومن يؤيدها فيرفعون صور رئيس مجلس النواب نبيه بري، فهو «قمر الوطن». ويحضرون لذكرى تغييب الإمام موسى الصدر وشعاراتهم تتحدث عن الدولة التي يجب أن تكون المرجع لأهل الجنوب، و«التغيير لا يتم بالقوة بل بالفكر والحجة والحوار». ولا يحبذ أهالي القرى الحديث عن هذا التمايز. فيتجنبون الإشارة إلى غلبة جمهور أي طرف على جمهور الطرف الآخر. لكن الواضح أن المنتمين إلى الحركة أكثر طراوة في التعامل مع محاوريهم من المنتمين إلى الحزب. والحركي يتغنى بالخيرات التي أغدقها على منطقتهم وجود بري على سدة المجلس النيابي. ويقول أحدهم: «بصمة الرئيس بري لا يمكن تجاهلها، للإنجازات في شبكة الطرق والقطاع التربوي ومشروعات الري وتشجيع إنشاء المرافق السياحية والترفيهية واستقطاب المغتربين للمشاركة في النمو الاقتصادي وقضاء العطل في ربوع الجنوب».

في المقابل، يعتبر الملتزمون بـ«حزب الله» أنه غيّر المعادلات، وأنه المصدر الوحيد لأمانهم، وأن الشيعة مستهدفون أينما كانوا، ولولا الحزب لتمت إبادتهم. وتقول سيدة مغتربة في الولايات المتحدة تمضي عطلتها في قريتها، إنه «إذا استهدفت إسرائيل لبنان بقنبلة ذرية فسوف تمحى كل المناطق باستثناء جبل عامل لأن العناية الإلهية يعكسها الحزب وأمينه العام السيد حسن نصر الله». ويقول قمحية إن «الوضع بين الحزب والحركة يشهد توافقا على مستوى القيادات. لكن القاعدة الشعبية ليست بخير، ففي 40 بلدية جنوبية خلافات كبيرة أدت إلى استقالات فرطت عقدها أو جمدت أعمالها. والخلاف برز خلال الانتخابات مع الفروق الشاسعة في نسب الأصوات التفضيلية التي حصل عليها النواب في الثنائية». ويضيف: «وسائل التواصل الاجتماعي كشفت حدة الخلاف، فالحركيون يعتبرون (حزب الله) هو من دفع النائب جميل السيد لانتقاد الرئيس نبيه بري».

النظرة إلى وجود قوات «اليونيفيل»

تنقسم النظرة حيال قوات «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني بين الحياديين والمنتمين إلى «حركة أمل» وبين «حزب الله» والملتزمين به. فالفئة الأولى ترى أن هذه القوات ساهمت في تحسين البنى التحتية والفوقية، إضافة إلى النشاطات التربوية والاجتماعية والمساعدات الطبية التي تقدّمها، لتعوض إهمال الدولة، لكنها لا تعتبرها مصدرا للحماية، والسبب عجزها عن ردع العدوان الإسرائيلي المتكرر منذ انتشارها عام 1978 إلى يومنا هذا. وتضم «اليونيفيل» نحو 15 ألف جندي، مهمتهم تنفيذ القرار 1701 إثر «حرب تموز». وتنفّذ أنشطة ومشاريع في منطقة عملياتها التي تشمل 4 أقضية هي صور، بنت جبيل، مرجعيون، حاصبيا.

ويشير الموقع الإلكتروني لـ«اليونيفيل»، إلى أن الانتشار السريع والفعال لقوة «اليونيفيل» المعززة، والأنشطة التي تقوم بها منذ ذلك الحين، كان حاسما في منع تكرار الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق، وساعد على التأسيس لأجواء استراتيجية عسكرية وأمنية جديدة في جنوب لبنان. لكن أحد الملتزمين في «حزب الله» يقول: «إن (اليونيفيل) تجنح إلى معسكر الاستكبار، أي الولايات المتحدة وإسرائيل، ومنع تكرار الأعمال العدائية مرده خوف إسرائيل من صواريخ الحزب». ويرى قميحة أن «جمهور الحركة يعتبر وجود (اليونيفيل) نعمة، لأنه يولد حالة اقتصادية ومشروعات إنمائية يستفيد منها الناس العاديون. في حين يعتبر جمهور الحزب هذا الوجود وكر تجسس تم زرع عناصره بين الناس. حتى إن البعض يروج لكون هؤلاء العناصر مشروع رهائن عندما تدعو الحاجة. والاشتباكات يحركها (حزب الله) تحت مسمى (الأهالي) من حين إلى آخر لدى دخول عناصر من (اليونيفيل) إلى أماكن معينة أو لالتقاطهم الصور».

 

ولادة الحكومة بين عُقد داخلية وخارجية.... وفريق «14 آذار» يحذّر ومخاوف من دخول لبنان في فوضى سياسية إذا تأخر تشكيلها

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/16 آب/18

بدأت العُقد الخارجية لتشكيل الحكومة اللبنانية تظهر بشكل أوضح، خصوصاً تلك المرتبطة بفرض تطبيع العلاقات مع النظام السوري كشرطٍ مسبق لتسهيل ولادة الحكومة، وهو ما كشف جانباً منه، أول من أمس، الرئيس المكلّف سعد الحريري، الذي جزم بأن «فرض أي شرط للتطبيع مع الأسد، يعني أن الحكومة لن تتشكّل»، فيما عبّر أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله عن وجهة نظر الفريق الإيراني - السوري، عندما دعا الحريري إلى عدم إلزام نفسه بمواقف مسبقة من سوريا قد يتراجع عنها، ونصحه بترقّب ما سيحصل في إدلب في الأيام المقبلة.

ورغم وضوح معالم العُقد الخارجية، لا يقلل تيّار «المستقبل» من صعوبة العوامل الداخلية التي تعيق تشكيل الحكومة، عبر رفع سقوف الحصص ونوعية الحقائب، وأشار عضو المكتب السياسي في «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، إلى أن «الأطراف المحلية تسعى للحصول على واقع مؤثر»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التيار الوطني الحر يسعى للحصول على 11 وزيراً، ليقول لقد استعدت حقوق المسيحيين وسأكون أنا الآمر الناهي في لبنان، وتحاول (القوات اللبنانية) نيل خمسة وزراء مع حقيبة سيادية ليكون وضعها أفضل من السابق، فيما يسعى الحزب التقدمي الاشتراكي إلى الاحتفاظ بالحقائب الدرزية الثلاث، وكذلك تيّار (المستقبل) الذي يصرّ على إثبات قوته وفاعليته داخل الحكومة».

ورأى علوش أن «هناك عُقداً إقليمية متصلة بالنظام السوري، إذ يبدو أن بعض السياسيين اللبنانيين لديهم فواتير يحاولون تسديدها لبشار الأسد، مثل فريق «8 آذار» وتوابعه، وجزء من التيار الوطني الحرّ، وهذا الفريق يتقاسم ملفاً أسود مع النظام السوري والأخير قادر على أن يبتزّه». ورأى أن «تداعيات عدم تشكيل الحكومة يتحمّل مسؤوليتها من يبتزّ اللبنانيين، بفتح علاقة جديدة مع الأسد، من خارج التفاهمات الدولية، ومن دون أن يضمن حماية لبنان من إجرام نظام الأسد».

ويبدو أن سياسة «النأي بالنفس» التي اعتمدها لبنان عنواناً أساسياً للتسوية الرئاسية، باتت خاضعة لقواعد وتفسيرات جديدة، يقول مصطفى علوش: «فريق إيران يعتبر أن (النأي بالنفس) كان في مرحلة الحرب، وهو يعتقد أن المحور الإيراني انتصر ويجب التعامل مع هذه المستجدات»، لافتاً إلى أن هذا الفريق «يتجاهل أن الذي انتصر في سوريا هو الروسي كما الأميركي الذي يحتل ربع سوريا، والكلمة الآن للرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) الوصي على نظام الأسد، الذي أمر قوات النظام بحماية حدود إسرائيل، وأبعد الإيراني 85 كيلومتراً عن الجولان».

ويتخوّف الفريق اللبناني المعادي للنظام السوري، من أدوار أمنية قد يعود الأخير للعبها في لبنان، ورأى مصدر نيابي في قوى «14 آذار»، أن «هناك أسباباً موجبة تحول دون بناء علاقات سياسية مع نظام الأسد».

إلى ذلك رأى قيادي في «القوات اللبنانية»، أن «العُقد الأبرز التي تعيق تشكيل الحكومة لا تزال داخلية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن تحذيرات الحريري من التطبيع مع النظام السوري «جاءت رداً على سؤال يتعلّق بإمكانية تضمين البيان الوزاري تطبيع العلاقة من سوريا». وأكد القيادي الذي رفض ذكر اسمه أن الحريري «وجّه رسالة قوية ووضع خطوطاً حمراء وتحذيراً مسبقاً لكل القوى السياسية، بأن تلتزم حدودها وتعود إلى تطبيق سياسة النأي بالنفس»، لافتاً إلى أن الحريري «لوّح برفع البطاقة الحمراء، أيْ استقالة الحكومة، في وجه من يحاول إحياء العلاقات اللبنانية السورية». ولفت إلى أن «نصر الله لم يقل: نحن نريد التطبيع مع سوريا، بل قال: لا تستعجلوا اتخاذ المواقف وانتظروا التطورات». وأضاف: «لو قال نصر الله: نريد التطبيع مع النظام السوري، كنّا دخلنا في اشتباك سياسي». ورأى أن «الأمور لا تزال في نفس المربع الذي يَحول دون تشكيل الحكومة، وعالقة عند عُقد جبران باسيل الذي يحاول جاهداً استهداف حقّ (القوات اللبنانية) والحزب الاشتراكي في التمثيل داخل الحكومة».

وتربط «القوات اللبنانية» مصير الاستقرار بالتزام سياسة النأي بالنفس، وألا يتحوّل عهد ميشال عون طرفاً في صراع التطبيع مع نظام الأسد». ودعا القيادي القواتي إلى «ترقّب التطورات في الأيام المقبلة»، معتبراً أن «تأخير الحكومة سينعكس سلباً على (العهد)». وتابع: «إذا أراد (العهد) ربط الحكومة بالتطبيع مع سوريا، سيؤدي ذلك إلى تفجير الوضع اللبناني، والإطاحة بالاستقرار السياسي»، معتبراً أن «نفوذ النظام السوري مرتبط بنفوذ (حزب الله) في لبنان، ولولا وجود الحزب لما كان لهذا النظام أي تأثير، خصوصاً أن نظام الأسد يعاني أزمة وجودية داخل سوريا».

وكان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، قد ردّ على الحريري، ونصحه بـ«عدم اتخاذ مواقف مسبقة من العلاقة مع النظام السوري كي لا يضطر إلى التراجع عنها»، ودعا إلى «ترقب التطورات على معبر نصيب ومعركة إدلب، وكيف سيتجه الوضع في سوريا واليمن وغيرها». وسرعان ما ردّ عليه وزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي، قائلاً: «التطبيع مع نظام دمشق هو حلم إبليس في الجنة».

 

شورتر: بريطانيا وأميركا ستستمران بدعم الجيش اللبناني وقال إنه على درجة عالية من المهنية وأظهر قدرة على حماية لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/16 آب/18/أكد سفير بريطانيا لدى لبنان، هيوغو شورتر، أن بلاده والولايات المتحدة ستستمران في مساعدة الجيش اللبناني لتنفيذ مهمته في الحفاظ على أمن لبنان، معتبراً أنه «جيش على درجة عالية من المهنية والاحترام، وأظهر قدرته على حماية لبنان من أكبر التحديات الداخلية والإقليمية».

وجاء كلام شورتر خلال مشاركته في اجتماع لجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرية مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إليزابيث ريتشارد، وقائد الجيش العماد جوزيف عون في مركز تدريب الحدود الجديد في رياق، وركزت المناقشات على جهود الجيش لتأمين 100 في المائة من الحدود اللبنانية السورية بحلول عام 2019، بحسب ما جاء في بيان للسفارة البريطانية. وأوضح البيان أن «شورتر افتتح خلال الاجتماع مركز التدريب الحدودي في رياق الذي سيدعم الأفواج البرية المنتشرة على طول الحدود اللبنانية مع سوريا. وخصصت المملكة المتحدة أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني لهذا المشروع في السنوات الأخيرة، إلى جانب مساهمات كبيرة من الولايات المتحدة والمانحين الدوليين الآخرين». ولفت البيان إلى أن «السفير شورتر هنأ، في معرض إشارته إلى النجاح الكبير الذي حققه الجيش اللبناني، قائد الجيش في الذكرى السنوية لعملية (فجر الجرود) التي شهدت هزيمة داعش في لبنان، وأكد من جديد دعم المملكة المتحدة للجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان، والذي يؤمن الغطاء الأمني لكل المواطنين بمن فيهم المجتمعات القريبة من الحدود». وعبّر شورتر بعد الاجتماع عن سروره الدائم بالاجتماع مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ومناقشة التقدم في مشروع الحدود البرية الذي تموله بريطانيا. وقال: «كان لي شرف العمل كسفير في لبنان لمدة ثلاث سنوات رائعة. رأيت بنفسي كيف استمر الجيش في التحول خلال هذه الفترة. إنه جيش على درجة عالية من المهنية والاحترام، وأظهر قدرته على حماية لبنان من أكبر التحديات الداخلية والإقليمية. يسرني أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستستمران في مساعدة الجيش اللبناني في بناء وتجهيز مزيد من أبراج مراقبة الحدود والقواعد التشغيلية المتقدمة لدعم أفواج الحدود البرية لتنفيذ مهمتها في الحفاظ على الأمن داخل لبنان». وأضاف: «كانت المملكة المتحدة صديقا حقيقيا وحليفا للجيش اللبناني. منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011 استثمرت المملكة المتحدة أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني لدعم الاستقرار. عملنا على إنشاء 4 أفواج حدودية منتشرة على طول الحدود من الشمال إلى الجنوب، وقدمنا التدريب والتوجيه للآلاف من العناصر، واخترنا أذكى وأبرع الضباط للدراسة في أفضل الأكاديميات العسكرية في بريطانيا. هذا لا يمكنه إلا أن يؤكد قوة هذه المؤسسة وفعاليتها».

وعبّر عن فخره بكون «المملكة المتحدة شريكة وحليفة رئيسية للجيش اللبناني».

 

اليونيفيل» تدعو لضبط النفس بعد تعرض إسرائيل للجيش اللبناني

بيروت/الشرق الأوسط/16 آب/18/دعا الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي لبنان وإسرائيل للامتناع عن اتخاذ أي إجراءات يمكن أن تزيد التوتر على طول الخط الأزرق، وذلك بعد ساعات على اعتراض القوات الإسرائيلية دورية للجيش اللبناني عند الحدود الجنوبية. وأوضح تيننتي لـ«الوكالة الوطنية للإعلام»، رد فعل «يونيفيل» على الحادث الذي وقع في منطقة رميش وتخلله إطلاق قنابل دخانية من جيش العدو الإسرائيلي، قائلا: «وصلت (يونيفيل) على الفور إلى المكان لمعالجة الحادث والعمل على ضمان الاستقرار في المنطقة، وأكد الجيش الإسرائيلي إطلاق القنابل الدخانية، ومن المهم بالنسبة إلى الأطراف أن يمتنعوا عن اتخاذ أي إجراءات يمكن أن تزيد التوتر على طول الخط الأزرق، و(يونيفيل) فتحت تحقيقا في الحادث، والوضع الآن على طول الخط الأزرق هادئ». وكانت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أعلنت مساء الثلاثاء أنه «ولدى قيام دورية من مديرية المخابرات بتفقد أرض بين النقطتين B36 وBP14. في بلدة رميش - بنت جبيل، تعرضت لاعتداء من قبل دورية تابعة للعدو الإسرائيلي التي ألقت 6 قنابل دخانية، ما أدى إلى إصابة عنصرين بحالة اختناق، ونشوب حريق امتد إلى داخل الأراضي المحتلة. ولفتت إلى أنه حضرت على الفور دورية من الجيش اللبناني وجهاز الارتباط في قوات الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان والدفاع المدني، وعملوا على إخماد الحريق من الجهة اللبنانية».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب وبوتين يتفقان مبدئيا على ضرورة خروج إيران من سوريا

واشنطن - رويترز/16 آب/18/نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في الإدارة الأميركية أن الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين متفقان مبدئيا على ضرورة خروج الإيرانيين من سوريا. كما ذكر مسؤول بالإدارة الأميركية، الخميس أن جون بولتون مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي سيبحث مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في جنيف الأسبوع المقبل الحد من التسلح ودور إيران في سوريا. ويأتي الاجتماع متابعة لقمة ترمب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي في يوليو التي أثارت جدلا.

 

واشنطن: تشكيل مجموعة عمل للتصدي لأنشطة إيران الخبيثة

العربية.نت/16 آب/18/أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الخميس، تشكيل مجموعة عمل بشأن إيران، مؤكدا أن مجموعة العمل بشأن طهران ستنسق مع باقي الحلفاء في العالم. وأكدت الخارجية الأميركية أن الاستراتيجية الجديدة ستتصدى لأنشطة إيران الخبيثة. وشددت واشنطن على أنها ستعمل على حشد دولي لتنفيذ الاستراتيجية الأميركية بشأن إيران. وقالت الخارجية الأميركية إن هدف الاستراتيجية تغيير سلوك النظام في إيران، لافتة إلى أن الهدف أيضا من العقوبات على إيران حرمانها من الأموال التي تغذي الإرهاب. وأوضحت الخارجية الأميركية أنه "بعد الاتفاق النووي أصبحت لدينا حرية أكبر في التصدي لسلوك إيران". وهددت الخارجية الأميركية بفرض عقوبات على حكومات تخترق العقوبات على إيران.

 

واشنطن تعين مبعوثا خاصا لتنسيق العقوبات ضد إيران

واشنطن - رويترز/16 آب/18/عين مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي بريان هوك، وهو أحد كبار مستشاريه، مبعوثا خاصا بشأن إيران اليوم الخميس. وتأتي هذه الخطوة مع استعداد الإدارة الأميركية لتكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران لإرغامها على إنهاء برنامجها النووي ودعمها للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط. وقال بومبيو في مؤتمر صحفي إن هوك سيقود مجموعة العمل الخاصة بإيران لتنسيق الإجراءات التي تتخذها وزارة الخارجية الأميركية تجاه طهران. ولم يكن هذا الإعلان مفاجئا نظرا لأن هوك كان يقود جهود وزارة الخارجية مع الحلفاء في أوروبا وآسيا لإقناعهم بوقف استيراد النفط الإيراني بحلول نوفمبر تشرين الثاني القادم. وقال بومبيو "ستكون مجموعة العمل الخاصة بإيران مسؤولة عن توجيه ومراجعة وتنسيق كل جوانب النشاط المتعلق بإيران والذي تقوم به الخارجية الأميركية وترفع تقاريرها لي مباشرة". وأعلن ترمب في مايو أيار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران والقوى الست الكبرى. وقالت الولايات المتحدة إنها لن ترفع العقوبات المفروضة على إيران إلا إذا وافقت على إجراء مفاوضات للتوصل إلى اتفاق أكثر صرامة. وقال ترمب إنه سيكون مستعدا لمقابلة رئيس إيران لكن طهران قالت إن العودة إلى طريق المحادثات لن تتأتى إلا بعوده الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.

 

خالد بن سلمان: لن نسمح للحوثي بأن يصبح حزب الله آخر

العربية.نت/16 آب/18/قال الأمير خالد بن سلمان، سفير السعودية لدى واشنطن، الخميس، إن المملكة لن تسمح لميليشيات الحوثي بأن تصبح حزب الله آخر، مؤكدا أن هذا ما يسعى إليه النظام الإيراني. وأكد خالد بن سلمان في سلسلة تغريدات باللغتين العربية والإنجليزية على حسابه بموقع "تويتر"، أن النظام الإيراني يقوم بالإضافة إلى تهريب الأسلحة والصواريخ للحوثي بدعمهم بمدربين من ميليشيات حزب الله لمد الحوثيين بالخبرات لاستكمال حربهم على الشعب اليمني. وأضاف السفير السعودي أن "وجود عناصر قتالية لما يسمى حزب الله في اليمن يثبت أن النظام الإيراني قد أوكل مهمة تدريب أتباعه الحوثيين لهذا الحزب الإرهابي، كما يؤكد أن الميليشيات والعصابات الطائفية التابعة لإيران تعمل معاً لنشر الفوضى والدمار في المنطقة والبلدان التي تتواجد بها". وتابع "كشفت عملية سابقة قامت بها قوات خاصة للتحالف عن أدلة بخصوص دور ما يسمى حزب الله في اليمن، وتقديمه التدريب المباشر للحوثيين في أساليب الخداع وتهريب المقاتلين والأسلحة بين المدنيين، مؤكدة دور النظام الإيراني المباشر في إطالة أمد الصراع في اليمن الشقيق".

 

بعد يوم من تحذيراتها... واشنطن تؤكد التزام العبادي بالعقوبات على إيران وبومبيو تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي... وبارزاني لتسريع تشكيل الحكومة

بغداد/معاذ العمري/الشرق الأوسط/16 آب/18/في أول تعليق لها على الجدل الدائر هذه الأيام حول إمكانية التزام العراق بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران، أصدرت السفارة الأميركية في بغداد، أمس، توضيحاً، أكدت فيه التزام العراق بالعقوبات، وأنه «لا يوجد خرق». واعتبرت السفارة أن الطريقة التي نقلت بها وسائل الإعلام العراقية تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، أول من أمس، وقالت فيها إن منتهكي نظام العقوبات يمكن أن يخضعوا هم أنفسهم للعقوبات، غير دقيقة، وذلك في معرض ردها على سؤال بشأن موقف العراق من العقوبات ضد إيران. وذكرت السفارة في معرض توضيحها لتصريحات المتحدثة الأميركية في بيان أنه وبعد «مراجعة السؤال (للمتحدثة باسم البيت الأبيض) والجواب عن السؤال وبعد متابعة الموضوع مع نائب السفير، فتوضيح الموضوع هو كما يلي: في جوابها عن السؤال أشارت السيدة هذر إلى الجهود فيما يتعلق بحل القضايا العالقة بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق». وأضافت: «أما بخصوص الجزئية المتعلقة بالعقوبات على إيران، فقد قالت (هيذر ناورت) إن البلدان التي تخرق العقوبات ستتعرض للمساءلة، ونعلم أن العقوبات هي على التعامل بالدولار مع إيران، وأن دولة رئيس الوزراء حيدر العبادي قال إن العراق لن يتعامل بالدولار مع إيران». واستناداً إلى المعطيات الواردة، خلص بيان السفارة الأميركية إلى أن «العراق ملتزم و(لا يوجد خرق للعقوبات)». واعتبرت السفارة أن «الطريقة التي نقلت بها وسائل الإعلام العراقية هذا الخبر غير دقيقة».

في غضون ذلك، وبالتزامن مع التصريحات الأميركية، قال مدير عام العمليات المالية في البنك المركزي محمود داغر في تصريحات صحافية أمس، إن «التعامل بالدولار مع إيران محظور منذ زمن بعيد وليس الآن، ولم يتعامل البنك أو المنظومة المصرفية بالعراق مع إيران بالدولار ضمن التبادل التجارة الخارجية»، مؤكداً أن «جميع المصارف العراقية تخضع لرقابة صارمة، كما تخضع لمكتب غسل الأموال وجهات رقابية مختلفة». من جهته، اعتبر جاسم محمد جعفر القيادي في حزب «الدعوة» الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء حيدر العبادي أن «الولايات المتحدة تريد أن تستبق الأحداث وتبعث رسائل تحذير إلى القيادة العراقية مفادها ضرورة التزامها بالعقوبات ضد إيران، وذلك ينطلق من معرفتها بتعدد الولاءات في بلد مثل العراق». ويعترف جعفر في حديث لـ«الشرق الأوسط» بـ«جرس الإنذار الذي تلوح به الولايات المتحدة» لرئيس الوزراء حيدر العبادي، ويشير إلى أن الأخير «يواجه ضغوطاً كبيرة من الطرفين الأميركي والإيراني وهو في موقف لا يحسد عليه، كلاهما يطالبه بموقف منحاز بذريعة أنه قدّم له الكثير ودعمه أثناء الحرب ضد داعش». وحول مواقف بقية الأحزاب والكتل السياسية من موضوع العقوبات ضد إيران وانفراد العبادي باتخاذ القرار، يرى جعفر أن «القوى السياسية تركت العبادي وحيداً في هذه المرحلة الصعبة، يبدو أن الجميع يبحث عن عثرة تطيح به حتى يتمكن من طرح البديل لرئاسة الوزراء، حتى إن تلك القوى تبدو اليوم وكأنها لا تنتمي إلى بلد اسمه العراق».

ويعتقد جعفر أن «العبادي لن يشترك في أي ظلم يتعرض له الشعب الإيراني، لكنه لا يريد التفريط بمصالح بلاده، أظن أنه قادر على تجاوز الأزمة ويمكنه أن يلعب دوراً في نزع فتيل أزمة العقوبات، لأن التصعيد الأميركي الإيراني لا يخدم العراق بأية حال».

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة أن «بيان السفارة الأميركية في بغداد بشأن موقف العراق من العقوبات ضد إيران أكثر غموضاً بالنسبة لي من موقف المتحدثة باسم البيت الأبيض». ويقول العنبر لـ«الشرق الأوسط» إن «الغموض مقصود بتقديري ويقصد منه حث بغداد على الالتزام الكامل بالعقوبات، واتفق أنه جرس إنذار مبكر للعراق». من جهة أخرى، أكد القيادي في ائتلاف «الفتح» الحشدي عامر الفايز، أمس، أن «تهديد الخارجية الأميركية للعراق حول الالتزام بالعقوبات الأميركية ضد إيران تدخل سافر في السياسة الخارجية». وقال الفايز في تصريحات صحافية إن «الولايات المتحدة لم تصرح فيما يخص الاتحاد الأوروبي أو دول أخرى، وإنما خصت العراق في تصريحها لاستغلال ضعفه الحالي وهذا الأمر مرفوض». وفي سياق متصل، أجرى مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركية أمس اتصالاً هاتفياً مع حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، ونيجيرفان برزاني رئيس وزراء إقليم كردستان، للتشديد على أهمية تشكيل حكومة عراقية جديدة معتدلة، وفقاً للجدول الزمني الدستوري والحوار العراقي، معرباً عن التقدم الذي أحرزه الجانبان في حل القضايا العالقة بين بغداد وأربيل، التي تستجيب لتوقعات الشعب العراقي. وأكد بومبيو وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، على دعم الولايات المتحدة الأميركية المستمر للعراق، الذي يواصل محاربة القوات الإرهابية من خلال العمليات المشتركة ما بين القوات العراقية العسكرية والبيشمركة الكردية ضد «داعش»، لافتاً إلى أن واشنطن تساند العراق في سيادته وبناء قوته وازدهاره، ضمن الاتفاقية المبينة في الإطار الاستراتيجي الأميركي مع العراق، بيد أن الوزير بومبيو اكتفى بذلك من خلال البيان، ولم يُشِر إلى التصريحات التي أطلقها العبادي وأثارت استغراب الإدارة الأميركية.

 

موسكو تعزز وجودها العسكري في الساحل السوري بحاملة صواريخ

موسكو/الشرق الأوسط/16 آب/18»/أعلن أسطول البحر الأسود الروسي اليوم (الخميس)، عن التحاق سفينة «فيشني فولوتشوك» الصغيرة المزودة بصواريخ «كاليبر» بمجموعة السفن الروسية المرابطة قبالة الساحل السوري في المتوسط. وذكر المكتب الصحافي للأسطول، أن «فيشني فولوتشوك»، هي أحدث سفينة صواريخ صغيرة في أسطول البحر الأسود، وأنها غادرت سيفاستوبول في القرم وعبرت البوسفور قاصدة الساحل السوري. وأضاف «من المقرر أن تنضم السفينة في وقت لاحق اليوم إلى المجموعة الروسية في المتوسط، على أن تباشر في تنفيذ المهام التي ستوكل إليها منذ لحظة التحاقها بالمجموعة المذكورة». يشار إلى أن «فيشني فولوتشوك» هي السفينة السادسة التي تم تصنيعها في إطار مشروع «بويان - إم»، حيث التحقت بأسطول البحر الأسود في يونيو (حزيران) الماضي. وزُودت السفينة بأحدث أنواع الأسلحة وبينها صواريخ «كاليبر» المجنحة عالية الدقة.

 

«الجينات الجيدة» تغذي «تنين الفساد» في إيران/القضاء قد يستدعي وزراء للتحقيق وحملة «أين أولادك؟» تتحدى المسؤولين

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/16 آب/18/مع تزايد الاستياء الشعبي من تدهور الوضع الاقتصادي، انتقل ملف الفساد في إيران من رديف القصص المحرمة إلى قضية رأي عام. تسليط الضوء على الفساد في أجهزة الدولة الإيرانية ليس حديث العهد، غير أنه أخذ اتجاهات غير مسبوقة خلال العام الماضي في ظل تدهور قيمة العملة الإيرانية وتفاقم الأزمة الاقتصادية؛ مما جعل رجال الدولة تحت مجهر الشارع الإيراني مباشرة. تؤكد ذلك تحذيرات وردت على لسان مسؤولين حول انهيار الثقة العامة على أثر تبادل الاتهامات بين المسؤولين وأبنائهم بشأن التورط في تجاوزات مالية واستغلال المناصب. وأعلن القضاء منذ أيام إنشاء محاكم خاصة لمعالجة حالات الفساد. وأصبحت القضية على أولويات الجهاز القضائي بدعم المرشد الإيراني، علي خامنئي. يأتي ذلك، في حين أن القضاء يواجه اتهامات وانتقادات حول دوره في الفساد الإداري والمالي الذي ضرب المؤسسات الإيرانية على مدى السنوات القليلة الماضية، وكان كبار المراجع في قم من المحسوبين على النظام الحالي، وجهوا انتقادات إلى القضاء حول تأخر مواجهة الفساد.

أمس، وخلال تعليقه على موجة الاعتقالات في الأيام الماضية، فتح المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، الباب على استدعاء وزراء في الحكومة الإيرانية للتحقيق «إذا لزم الأمر». لكنه لم يشرح الآليات القانونية في ظل حصانة الوزراء. أول من أمس، تحدث قائد شرطة طهران حسين رحيمي عن استدعاء 850 شخصاً للتحقيق على خلفية الحملة التي تشنها السلطات ضد الفساد والتلاعب بأسواق العملة، مشددا على أن الشرطة تواصل التعامل مع حالات انتهاك العملة والذهب بـ«حزم»، بحسب ما نقلت عنه وكالات رسمية. خلال الشهرين الماضيين، أخفق تحرك الإدارة الإيرانية لفتح باب التفاوض المباشر مع الإدارة الأميركية. خطاب خامنئي، الاثنين، حول حظر التفاوض وشروطه مع البيت الأبيض، عزز قناعات المراقبين بأن النقاش المحتدم في وسائل الإعلام الإيرانية حول عرض ترمب للتفاوض المباشر انعكاساً للخلافات في دوائر صنع القرار، وتحديدا بين خامئني وروحاني. وكان روحاني على خلاف مواقفه الأخيرة، أعرب عن رغبة غير مباشرة بالتفاوض للحيلولة دون العقوبات الأميركية، وقال في خطاب إن «العقوبات تؤدي إلى الفساد»، مشیراً إلى جهات داخلية مستفيدة من العقوبات. قبل ثلاث سنوات ربط روحاني جذور الفساد بجهاز عسكري، وقال إن «جمع المال والبندقية ووسائل الإعلام تؤدي إلى الفساد». إشارة روحاني واضحة بأنه كان يقصد «الحرس الثوري». وبالعودة إلى مؤشرات خطاب خامنئي، فإنها كانت واضحة أيضاً بشأن تجاوز «سكين الفساد عظم النظام»، على الرغم من نفي ذلك؛ إذ إنه دفع باتجاه القول إن الفساد ليس ممنهجاً، أو «لم ينخر عظم النظام»، كما ورد على لسان كبار المسؤولين الإيرانيين. ووصف ما يتداول على لسان مسؤولين معنيين بالفساد والشفافية في إيران حول تفشي الفساد «المنظم والشامل» على أنه «رأي متطرف».

في فبراير (شباط) 2018، قال خامنئي في وصف الفساد داخل إيران بأنه «تنين من سبعة رؤوس» ودعا إلى قطعه. وأطلق موقعه الرسمي جملة ملصقات تشير إلى تنين للفساد من سبعة رؤوس على غرار الملاحم الإيرانية التي يقطع فيها أبطال أسطوريون رأس التنين. وكان أبرز من حذروا من تفشي الفساد المنظم نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، الذي اختاره خامنئي لرئاسة هيئة مكافحة الفساد خلال الولاية الأولى من رئاسة روحاني. نهاية أغسطس (آب) 2015، قال جهانغيري «إنه واقع، فساد منظم أسود يأكل البلد مثل أرضة». جاءت أقواله في سياق التأكيد على مكافحة الفساد؛ إذ قال «ليس لدينا خطوط حمراء. ونقول إن عليكم التحقيق مع أي اسم في الفساد. على القضاء أن يحقق في كل الحالات. ليس صحيحاً أن نردد شعارات ونشوّه سمعة الآخرين. كل شخص متورط في أي فئة إدارة كان يجب أن يجري التحقيق معه، والأمثلة على ذلك كثيرة».

لاحقاً، في ديسمبر (كانون الأول) 2015 قال رئيس لجان الاقتصاد البرلمان الإيراني لأربع دورات برلمانية أحمد توكلي، إن «بعض أصحاب الياقات البيضاء يدخلون بملامح محترمة ويرتكبون تجاوزات»؛ وذلك في إشارة إلى تجاوزات رجال الأعمال وموظفي الدولة المتنفذين في إيران. حينذاك، قال توكلي إنه لا يخشى على النظام من انقلاب عسكري أو ضربة عسكرية أو ثورة بيضاء، لكنه يخشى من تهديد الفساد، مبيناً أن «الفساد المنظم هو إصابة الأجهزة المسؤولة بالفساد».

واللافت، جاء خطاب خامنئي الأخير بعد يومين فقط من إعلان محاكم خاصة لقضايا الفساد، توجت حملة اعتقالات شملت مسؤولين وتجاراً بتهمة التلاعب بأسعار العملة والذهب، وضمن خطابه وجّه لوماً إلى سوء إدارة العملة والذهب في إيران، لكنه رفض أن يطلق صفة «الخائن» على المسؤولين. وفي رد ضمني على الهتافات، قال خامنئي إن الضعف الاقتصادي يعود لأسباب داخلية. كما نزل المرشد الإيراني إلى مستوى المنتقدين والمستاءين من تراجع الأوضاع. قبل خامنئي بعشرة أيام، كانت المدن الإيرانية قد شهدت موجة احتجاجات تصدرتها الهتافات المنددة بالوضع الاقتصادي وسوء الإدارة.

كثيرون في إيران يميلون إلى أن الإجراءات الجديدة لمكافحة الفساد واعتقالات تأتي في إطار محاولة تهدئة الرأي العام بعد هتافات الاحتجاجات الأخيرة. وكان بيت القصيد في الهتافات «مسؤولية المرشد الإيراني في تدهور الأحوال الداخلية». وكان واضحاً أن إصرار المتظاهرين على هتافي «الآغا (خامنئي) ينعم بالخيرات كالآلهة بينما الشعب يشحذ»، و«باللين أو الشدة يجب أن يرحل الملالي» جرس إنذار بدخول الشارع الإيراني مرحلة اللاعودة في علاقاته مع رجال الحكم.

ويعد المرشد المسؤول الأول في البلاد، وفق الدستور الإيراني، لكنه لا يخضع للمساءلة حول ممتلكاته وممتلكات أبنائه. وتشير تقديرات إلى أن ثروة المرشد والأجهزة الخاصة لصلاحياته المباشرة (دون الحرس الثوري) بين 330 مليار و100 مليار دولار. إضافة إلى ذلك، تطارد المرشد الإيراني روايات كثيرة عن نفوذ أبنائه وممتلكاتهم، لكن ذلك يبقى في سياق التكهنات في ظل السرية والغموض حول الحلقة الضيقة للمرشد. روايات مماثلة تطارد أحفاد المرشد الإيراني الأول (الخميني) بعد ثلاثين عاماً على وفاته.

فی أبریل (نيسان) 2018، دعا النائب البرلماني غلامعلي جعفرزاده أیمن ‌آبادي، إلى «البدء في مكافحة الفساد من مكتب المرشد الإيراني». في نوفمبر (تشرين الثاني) وجّه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد رسالة مفتوحة إلى خامنئي بالمضمون نفسه، وطالبه بإجراء إصلاحات في مكتبه.

ومع ذلك، تقول الحكومة، إن الاقتصاد الإيراني «يتعرض لحرب نفسية خارجية». أول من أمس، أقرت اللجنة العليا للتنسيق الاقتصادي التي يرأسها حسن روحاني ما وصفته «الخطوط العريضة لحملة إعلامية حول مكافحة الحرب النفسية والقضايا الاقتصادية». بالتزامن مع إعلان السياسات، فرضت الأخبار الإيجابية نفسها على الوكالات الرسمية وتناقلت أنباء عن «تفاعل السوق إيجاباً مع خطاب المرشد حول التفاوض مع أميركا». وشارك في الاجتماع رئيس القضاء صادق لاريجاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني وفقاً لوكالة «تسنيم» الإيرانية. بحسب الوكالات الإيرانية، فإن اللجنة بحثت «الحلول لتنوير الرأي العام ومشاركة الناس عبر الحملة الإعلامية لمكافحة أي نوع من التلاعب في تنظيم السوق والمواجهة الحازمة والعادلة لأي حالة فساد في الأنشطة الاقتصادية». ومن بين الغايات المعلنة في الخطة الجديدة في هذا الإطار «مكافحة الحرب النفسية والتوتر في المجتمع حيال القضايا الاقتصادية يرمي إلى تهدئة السوق واستقرارها».

تأتي الخطوة رداً على ما تشهده الأوساط الإيرانية من ردود واسعة بعد حملة الاعتقالات التي طالت المسؤولين. الأسبوع الماضي، اعتقلت السلطات مسؤول العملة في البنك المركزي أحمد عراقجي، وذلك غداة إقالته من منصبه.

وسلط اعتقال عراقجي الضوء على دور الأسر الثرية والمتنفذة في أجهزة الدولة الإيرانية. وأعطى اعتقاله دفعة للاستياء العام حول ما تردد مؤخراً عن دور أبناء المسؤولين واستغلال النفوذ والمال في أجهزة الدولة.

أمس، قال المدعي العام محمد جعفري منتظري، إن القضاء تقدم بطلب لإقامة محكمة علنية لعراقجي. وكان هذا أول تعليق قضائي عقب توقيف ابن شقيق مساعد وزير الخارجية وكبير المفاوضين النوويين عباس عراقجي.

الجينات الجيدة

الأسبوع الماضي، شهد البرلمان الإيراني على هامش استجواب وزير العمل علي ربيعي، الذي أقيل من منصبه، تراشقاً حاداً بين النواب حول التورط في قضايا الفساد. وبحسب مقطع نشرته وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، فإن الوزير اتهم عدداً من النواب بالضغط عليه لدفع أموال إلى حساباتهم أو تعيين مقربين منهم في مناصب للحيلولة دون استجوابه. وصب ربيعي بتصريحاته الزيت على نار الخلافات بين نواب التيار الإصلاحي والمحافظ قبل أن يتبادل النواب اتهامات حول ملفات الفساد وتورط أبنائهم، وكانت أغلب السهام أصابت نائب رئيس البرلمان الإصلاحي، مسعود بزشكيان، الذي رد على الاتهامات بتقديم معلومات عن ابنته. تحت تأثير ذلك، أطلق الإيرانيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ «فرزندت كجاست» بالفارسية «أين أبناؤك؟»، وذلك تحدياً لكبار المسؤولين لتقديم معلومات تشمل الوضع المهني ومحل الإقامة والدراسة، وما يملكون من أموال. ويسمى أبناء المسؤولين في إيران، اصطلاحاً «أصحاب الجينات الجيدة»، في إشارة إلى النفوذ والسلطة والمال. ودخل المصطلح القاموس السياسي الإيراني، منذ عامين، عندما قال حميد رضا عارف، نجل محمد رضا عارف، رئيس كتلة الأمل الإصلاحية في البرلمان (نائب الرئيس سابقاً) في مقابلة تلفزيونية، إن نجاحه في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية تعود إلى ما يسميه والدة بـ«الجينات الجيدة». منذ ذلك الحين اعتبر مصطلحاً يرمز إلى احتجاج الإيرانيين ضد استغلال المسؤولين للمناصب الحكومية، وتوظيف المصالح الوطنية لعلاقات شخصية. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أبرز من تفاعلوا مع الهاشتاغ، وقدم بعض المعلومات عن نجله وابنته وزوجيهما. بدورها، ردت مساعدة الرئيس الإيراني في شؤون المواطنة شهيندخت مولاوردي على التحدي عبر حسابها على شبكة «تويتر» قبل يومين وقدمت معلومات حول المستوى الدراسي والدخل ومقر إقامة أبنائها. وخطفت الحملة اهتمام المراقبين، وفسرت على أنها تظهر زيادة تحسس الإيرانيين من دور أبناء المسؤولين في المجتمع الإيراني. ولا يعد النقاش حول نفوذ أبناء المسؤولين في إيران حديث العهد. في يونيو (حزيران) 2010 كشف النائب في البرلمان الإيراني آنذاك علي رضا سليمي، عن أن 3000 من أبناء المسؤولين في الخارج يكملون دارساتهم العليا «بواسطة موقعهم في هيكل الحكومة». في 2010، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان محمد مهدي شهرياري لوكالة «مهر» الحكومية، إن 400 من أبناء المسؤولين يقيمون في بريطانيا، معرباً عن مخاوفه من استغلالهم من قبل البريطانيين. في مايو (أيار) 2008، اتهم رئيس لجنة التحقيق والمراجعة القضائية في البرلمان الإيراني، عباس باليزدار، كبار المسؤولين الإيرانيين بتجاوزات مالية كبيرة واستغلال المناصب من قبل أبناء أكثر من 44 مسؤولاً إيرانياً أغلبهم من رجال الدين المتنفذين؛ مما أدى إلى إصدار حكم باعتقاله ودخوله السجن عشر سنوات. وبحسب تصريحات لاحقة من باليزدار بعد مغادرته السجن، فإنه ترأس اللجنة بأوامر من المرشد الإيراني علي خامنئي، لكن المسؤول الإيراني كشف عن أن سر ملاحقته كان اقتراب التحقيقات من الحلقة الضيقة المقربة من المرشد الإيراني، مشيراً إلى تشكيل 124 ملف فساد يدين المسؤولين الإيرانيين.

 

روسيا تدرس تدابير جوابية على العقوبات الأميركية

موسكو/الشرق الأوسط/16 آب/18»/نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء اليوم (الخميس) عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن روسيا تعمل على إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة بعد فرضها عقوبات على شركة روسية لمساعدتها كوريا الشمالية. وفرضت واشنطن عقوبات على شركة بروفينت، ومقرها روسيا، وعلى مديرها العام فاسيلي ألكسندروفيتش أمس (الأربعاء) لتقديم الشركة خدمات موانئ في ست حالات على الأقل لسفن ترفع علم كوريا الشمالية. وقال ريابكوف إن روسيا تدرس التدابير الجوابية على العقوبات الأميركية وإن قيادة الدولة ستتخذ قرارا بشأن الرد، مشيراً إلى أن سياسة واشنطن ستؤدي إلى استمرار تدهور العلاقات الروسية الأميركية. وتابع ريابكوف: «مع الأخذ بالاعتبار الهستيريا المعادية لروسيا التي اجتاحت الولايات المتحدة واكتسبت الآن نطاقا لا سابق له، يجب علينا أن نكون على يقين تام من استمرار توسيع قوائم العقوبات الأميركية ضد بلادنا، وعثور واشنطن على أشكال متطورة لهذه التدابير، في محاولة منها لإجبارنا على التخلي عن نهجنا المستقل الذي يلبي مصالحنا على الساحة الدولية».

 

ترمب يمنع المدير السابق للاستخبارات من الاطلاع على معلومات حساسة

واشنطن/الشرق الأوسط/16 آب/18»/ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب التصريح الذي يسمح للمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جون برينان، الذي كان أحد المستشارين المقربين من الرئيس السابق باراك أوباما، بالاطلاع على معلومات حساسة. ويسمح تصريح السرية الدفاعية هذا، الذي أعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إلغاءه عن برينان أمس (الأربعاء)، للمسؤولين الذين يمنح لهم بالاطلاع على معلومات حساسة وسرية حتى بعد انتهاء ولاياتهم في مناصبهم. وبرر ترمب قراره في بيان تلته ساندرز: «بالمخاطر التي تشكلها التصرفات والسلوك الخاطئ» لجون برينان. وأوضح البيان: «تاريخيا كان يسمح للرؤساء السابقين لأجهزة الاستخبارات ولسلطات تطبيق القانون الاحتفاظ بإمكانية الوصول إلى معلومات سرية بعد انتهاء خدمتهم في الحكومة حتى يمكنهم التشاور مع من يخلفهم»، مؤكدا أن هذه التقاليد باتت اليوم موضع شك. وأضاف بيان ترمب: «في هذه المرحلة في إدارتي، تفوق المخاطر التي تمثلها تصرفات برينان وسلوكه الخاطئ أي فوائد يمكن أن يجنيها المسؤولون الكبار من مشاوراتهم معه». وأشارت ساندرز إلى أن «لبرينان سوابق تثير الشك في موضوعيته ومصداقيته». كما أوضحت أن ترمب يفكر في سحب التصاريح الأمنية من مسؤولين سابقين آخرين من عهد أوباما، بمن فيهم المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي. وكانت ساندرز قد مهدت لهذا الإعلان الشهر الماضي بتأكيدها أن بعض هؤلاء المسؤولين قاموا «بتسييس وحتى استغلال وظائفهم العامة وتصاريح السرية الأمنية التي يملكونها ماليا». والقرار نفسه يمكن أن يطبق على جيمس كلابر مدير الاستخبارات حتى مطلع 2017، ومايكل هايدن الرئيس السابق لوكالة الأمن القومي ثم وكالة الاستخبارات المركزية. وبين المهددين بقرار مماثل، سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس السابق باراك أوباما، وأندرو ماكيب مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ثم المدير بالوكالة لهذا الجهاز حتى أغسطس (آب) 2017.

 

تركيا تلجأ لمنظمة التجارة العالمية ضد الإجراءات الأميركية

أنقرة/الشرق الأوسط/16 آب/18»/أعلنت تركيا أنها تقدمت بطلب لدى منظمة التجارة العالمية، أمس (الأربعاء)، لإجراء مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن الضرائب الجمركية الإضافية على واردات الصلب والألمونيوم منها. وقالت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان على هامش المؤتمر العاشر للسفراء بالعاصمة أنقرة إنه «اعتبارا من الساعة 17.40 بالتوقيت المحلي (14.40 ت.غ) دعونا واشنطن، لمشاورات في منظمة التجارة العالمية، ودعوتنا وصلت للولايات المتحدة. وبذلك نكون أطلقنا المسار القانوني لدى المنظمة». ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن بكجان قولها إن بلادها استطاعت التقدم بطلبها الأربعاء، وإلا فإنها كانت ستضطر لتأجيله 15 يوما كون المنظمة تجتمع مرتين فقط شهريا. وأفادت الوزيرة بأن أنقرة أعلنت أمس، في رد مماثل لواشنطن، فرض ضرائب بلغت قيمتها 533 مليون دولار على الواردات الأميركية.

 

صندوق النقد يحث تركيا على الالتزام بالسياسات السليمة لدعم الاستقرار وأنقرة رفعت الضريبة على الوقود

واشنطن - أنقرة/الشرق الأوسط/16 آب/18»/حث صندوق النقد الدولي تركيا، اليوم (الخميس)، على الالتزام بالسياسات الاقتصادية السليمة من أجل دعم الاستقرار والحد من الاختلالات في وقت يشهد تقلبات في الأسواق ويستمر فيه الخلاف بين واشنطن وأنقرة بشأن سجن قس أميركي. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن المتحدثة باسم الصندوق والتي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، قولها إنه لا توجد دلائل على أن السلطات التركية تدرس طلب مساعدة مالية من الصندوق الذي مقره واشنطن. وأضافت أن الصندوق يراقب الوضع في تركيا عن كثب. وتابعت: «في ضوء تقلبات السوق الأخيرة، سيتعين على الإدارة الجديدة أن تظهر التزاما بسياسات اقتصادية سليمة لدعم استقرار الاقتصاد الكلي والحد من الاختلالات، بينما تضمن استقلالا كاملا لعمل البنك المركزي من أجل مواصلة مهمته الخاصة بتأمين استقرار الأسعار». وفقدت العملة التركية أكثر من 40 في المائة من قيمتها مقابل الدولار العام الحالي، وذلك بفعل قلق المستثمرين من سيطرة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المتنامية على الاقتصاد ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة على الرغم من التضخم. ونجمت أحدث ضربة تلقتها العملة التركية عن عقوبات فرضتها إدارة ترمب على أنقرة بسبب احتجاز القس أندرو برانسون المسجون في تركيا لمزاعم عن دعمه جماعة تحملها أنقرة مسؤولية محاولة انقلاب عام 2016. وقال إردوغان إن تركيا مستهدفة بحرب اقتصادية ووجه نداءات متكررة للأتراك ببيع ما بحوزتهم من دولارات ويورو لدعم العملة الوطنية. ويقول محللون إن تركيا ستحتاج على الأرجح إلى الذهاب لصندوق النقد من أجل بناء الثقة في سياساتها الاقتصادية. وقالت المتحدثة باسم الصندوق: «لم نتلق أي إشارة من السلطات التركية على أنهم يفكرون في طلب مساعدة مالية». من جهة أخرى، قالت الجريدة الرسمية في تركيا اليوم إنه تقررت زيادة ضريبة الاستهلاك الخاص المفروضة على البنزين والديزل، وقالت مصادر في القطاع إن من المتوقع أن يقود ذلك إلى زيادة الأسعار في محطات الوقود نحو تسعة في المائة. وكانت أنقرة خفضت في مايو (أيار) مستوى ضريبة الاستهلاك الخاص لتخفيف أثر أي زيادات في سعر الوقود قد تنجم عن تغييرات في سعر الصرف وارتفاع أسعار الخام.

 

إردوغان في مواجهة ترمب: الوهم عندما يصارع الواقع

بيروت: أنطوان الحاج/الشرق الأوسط/16 آب/18

850 مليار دولار، 3.684 تريليون دولار، 14.092 تريليون دولار.

-77 مليار دولار، +281.27 مليار دولار، 421.44 مليار دولار.

الأرقام الثلاثة الأولى هي للناتج المحلي الإجمالي لتركيا وألمانيا والصين للعام 2017 على التوالي. والأرقام الثلاثة الثانية هي لعجز الميزان التجاري التركي وفائض الميزان التجاري لكل من ألمانيا والصين على التوالي للعام 2017 أيضاً. يجمع بين البلدان الثلاثة أنها تخوض مواجهات تجارية مع الولايات المتحدة، وتحديداً مع الرئيس دونالد ترمب الذي فرض تعرفات جمركية عالية على واردات عدة في مقدمها الصلب والألومنيوم، وها هو بالأمس يقول إن الرسوم على الصلب تحديداً سوف تنقذ الصناعة الأميركية. المواجهة شرسة لأن في الطرف الآخر اقتصادا أميركيا بلغ العجز في ميزانه التجاري العام الماضي 566 مليار دولار، لكن الناتج المحلي الاجمالي المقدّر للعام 2018 هو 20.412 تريليون دولار، بما يبقيه الأكبر عالمياً. المواجهة تجمع بين تركيا وألمانيا والصين، لكن ما يفرّق بينها هي طرق خوضها. فالصين، مثلاً، وإن ردّت على رسوم ترمب برسوم مماثلة، تواصل الحوار معه، وها هي تقرر إرسال موفد إلى واشنطن قريباً لمحاولة حل المشكلات القائمة. وكذلك، تواصل شراء سندات الخزينة الأميركية بما يجعلها أكبر دائن للولايات المتحدة، وبالتالي أكبر داعم لاقتصادها. وهي بهذه "الدبلوماسية الاقتصادية" إنما تحفظ مصالحها، لأن الولايات المتحدة شريكها التجاري الأول، وفي نهاية المطاف لا يتوقع الخبراء أن يستقيم الميزان التجاري أو يميل لمصحلة الأميركيين الذين لا غنى لهم عن "صُنع في الصين". ألمانيا، من جهتها، تعاني الأمرّين مع ترمب، فهو إضافة إلى الرسوم التي فرضها والتي تضرّ بالصناعة والتجارة الألمانيتين، لا يكنّ ذرة من الود للمستشارة أنجيلا ميركل ولا يفوّت مناسبة لإظهار شعوره!

الموقف الألماني صلب، ولعل أفضل تعبير عنه تأكيد وزير الاقتصاد بيتر آلتماير أن برلين متسمكة بحرية التجارة والرسوم الجمركية المنخفضة. لكن الصلابة لا تلغي الواقعية، فألمانيا ظلت منضوية تحت راية موقف الاتحاد الأوروبي، ودعمت رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في ذهابه إلى واشنطن حيث نجح في انتزاع هدنة من الرئيس الأميركي ومواصلة المحادثات الرامية إلى بلوغ تسوية ما.

والواقعية الألمانية تنبع من كون التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يمثل نحو ثلث حجم التجارة العالمية، وإذا أغضبت ألمانيا أو فرنسا أو سواهما ترمب قد ينفذ تهديده برفع الرسوم على السيارات الألمانية، وعندها تتلقى الصناعة الألمانية تحديداً ضربة مزلزلة. لذا لا تنفكّ ميركل تدعو إلى التعقّل والحوار، وترى وجوب العمل في إطار مجموعة العشرين، على غرار ما حصل خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008.

ماذا تفعل تركيا في المقابل؟ وتحديداً ماذا يفعل رئيسها رجب طيب إردوغان؟ واشنطن عاقبت أنقرة، ودونالد ترمب لم يتردد في القول إن العلاقات بين الجانبين سيئة وأتبع ذلك بمضاعفة الرسوم على الصلب والألومنيوم التركيين إلى 50 و20 في المائة على التوالي. فردّ إردوغان بمقاطعة الأجهزة الإلكترونية الأميركية! كل ذلك والليرة تتدهور، إلى أن لجمت تدحرجها تدابير اتخذها البنك المركزي التركي وتطمينات من إردوغان للشعب مناشدا إياه عدم ترك العملة الوطنية واللجوء إلى عملات أجنبية. طبعاً هذا لا يكفي، لذلك نرى الرئيس التركي يتحدث عن شركاء وحلفاء جدد. وبالأمس نجح في أخذ تعهد قطري باستثمار 15 مليار دولار في بلاده. لكن هذا أيضاً لن يحل المشكلة. فأي دولة في العالم ترغب الآن في إغضاب دونالد ترمب أكثر؟ فرنسا أم ألمانيا أم روسيا أم الصين؟... لا أحد طبعاً، فالمشكلات القائمة بين الدول الصناعية الكبيرة والولايات المتحدة تكفي، وليس من داعٍ لجعلها تتفاقم بهدف إنقاذ الاقتصاد التركي.

وهنا يجدر القول إن تعثر الأخير ليس كله ناجما عن الإجراءات العقابية الأميركية على خلفية قضية القس الأميركي أندرو برانسون المحتجز في تركيا. والتذرّع بتلقي طعنات في الظهر وبوجود "مؤامرة أجنبية"، لا يلغي أن أي اقتصاد سليم يمكنه تلقّف زيادة الرسوم على الصلب والألومنيوم من دون أن تنهار عملته. أما السبب الرئيسي لتدهور الليرة التركية فهو ضعف الاقتصاد الناجم عن سياسات إردوغان وتدخله المستمر في الاقتصاد من أجل الحصول على مكاسب سياسية. ولا شك في أن فوزه في الانتخابات الأخيرة وإحكامه قبضته على السلطة أكثر جعلاه يعتقد أن سياسته الاقتصادية حكيمة، بل هو يعتبرها المحرك الأول للنموّ الذي تحقق. وأسوأ ما فعله في هذا السياق، إصراره على إبقاء أسعار الفائدة منخفضة بشكل مصطنع، معلناً أنه عدو لرفع الفائدة. وأفضى ذلك إلى فورة اقتصادية غير صحية، تفاقمت في ظل كلام عن فساد مستشرٍ ومحاباة في منح عقود المشاريع الحكومية الكبرى.

ولم يتوانَ الرئيس التركي عن إبعاد جميع المسؤولين الذين حذّروه من مواصلة سياسته الاقتصادية الهوجاء، بل أتى بصهره وزيرا للمالية ليضمن ولاء الشخص المؤتمن على تنفيذ السياسات الاقتصادية والمالية.

ليس من الحكمة في أي حال لدولة حجم ناتجها المحلي 850 مليار دولار أن تمضي في مواجهة دولة حجم ناتجها المحلي 20 تريليون دولار. فالمعادلة حسابية بسيطة وواضحة. ولن ينفع هنا الكلام عن مؤامرات وسكين تنغرز في الظهر. وتحدّي دونالد ليس بالأمر الحكيم طبعاً، وها هو البيت الأبيض يعلن إن الإفراج عن القس برانسون إذا حصل لن يلغي الرسوم الجمركية التي فرضت على الصادرات التركية من الصلب والألومنيوم لأنها مسألة "مرتبطة بالأمن القومي". خلاصة القول أن على رجب طيب إردوغان أن يبدّل سياسته حيال دونالد ترمب ويبحث عن حلول دبلوماسية لمشكلاته مع واشنطن. وأن يعمل بسرعة على تبديل سياساته الاقتصادية مبدداً أوهامه ومتذكراً أن "الجمهورية" ليست "السلطنة" وأن "الرئيس" ليس "السلطان".

 

الليرة ترتفع 6 %... لكن فتيل «أزمة تركيا» ما زال مشتعلاً وأنقرة تلجأ إلى سلاح الرسوم الجمركية... والرياض تؤكد عدم تأثر أصول بنوكها بتذبذب العملة

أنقرة/الشرق الأوسط/16 آب/18»/بدأت الحكومة التركية نشر بيانات مالية، أمس، مصحوبة بتصريحات رسمية مسكنة، علها تهدئ الوضع الاقتصادي المذبذب بشدة جراء الأزمة التي قاربت على شهر منذ بدايتها، تأثرت فيها سوقها المحلية بشدة وأسواق إقليمية ودولية، بيد أن فتيل الأزمة ما زالت مشتعلة. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أمس (الأربعاء)، إن الوضع الاقتصادي للبلاد بدأ يتحسن اعتباراً من أمس (الثلاثاء)، وتوقع استمرار التحسن. «بالتزامن مع التدابير التي ستتخذها مؤسساتنا المعنية». مشيرا إلى أن بلاده تنتظر حل المشكلات العالقة في أسرع وقت ممكن، مؤكداً ضرورة احترام الولايات المتحدة عمل القضاء التركي لتحقيق ذلك. وتابع قالن «تركيا لا ترغب في خوض حرب اقتصادية، غير أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال وقوع أي هجوم ضدها». وصعدت الليرة التركية 6 في المائة إلى أقل من ستة ليرات مقابل الدولار أمس، مدعومة بخطوة اتخذتها الهيئة المعنية برقابة القطاع المصرفي بخصوص صفقات المبادلة وتوقعات بتحسن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بعدما أطلقت أنقرة سراح جنديين يونانيين محتجزين منذ مارس (آذار). لكن الليرة فقدت نحو 40 في المائة من قيمتها منذ بداية العام الحالي، وهوت إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 7.24 ليرة للدولار يوم الاثنين الماضي بفعل مخاوف من دعوات الرئيس رجب طيب إردوغان إلى خفض تكاليف الاقتراض وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، وهي حليف رئيسي في حلف شمال الأطلسي. وأكد المتحدث الرئاسي، أن التقلبات الأخيرة في سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية «لا علاقة لها ببنية الاقتصاد التركي وهيكليته؛ وإنما هي ناجمة عن التدابير والمواقف الأميركية غير المنطقية». من جهته، أوضح أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية والمتحدث باسم البنوك السعودية، طلعت زكي حافظ، عدم وجود أي تأثير جوهري للانخفاض الحاصل في الليرة التركية على نتائج وجودة أصول البنوك السعودية؛ وذلك بسبب انخفاض انكشافها على العملة التركية، إضافة إلى استخدام البنوك أدوات تحوط ضد تقلبات انخفاض العملات بشكل عام.

- سلاح الرسوم الجمركية

وأعلنت تركيا أمس زيادة الرسوم الجمركية على عدد من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، رداً على إجراء مماثل اتخذته واشنطن في قطاعي الفولاذ والألمنيوم، في أجواء من التوتر الشديد بين البلدين. وأصبحت الرسوم المفروضة على عدد كبير من المنتجات مثل السيارات السياحية التي باتت رسوم استيرادها تبلغ 120 في المائة، وبعض المشروبات الكحولية (140 في المائة) والتبغ (60 في المائة) والأرز وبعض مساحيق التجميل. ويأتي هذا القرار، بموجب مرسوم وقعه الرئيس رجب طيب إردوغان في وقت تمر فيه واشنطن وأنقرة بأزمة دبلوماسية دفعت هذين البلدين الحليفين في الأطلسي إلى فرض عقوبات متبادلة في أغسطس (آب). وكتب نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي في تغريدة، إن «رسوم استيراد بعض المنتجات رفعت في إطار المعاملة بالمثل رداً على الهجمات المتعمدة للإدارة الأميركية على اقتصادنا». وذكرت وكالة الأنباء الحكومية (الأناضول)، أن الرسوم الجديدة تعادل ضعف الرسوم التي كانت مفروضة في الأساس.

ويأتي هذا القرار بينما تدهورت العلاقات بين أنقرة وواشنطن إلى أدنى مستوى، خصوصاً بسبب اعتقال تركيا قساً أميركياً منذ عام ونصف العام. وقد فرضت عليه الإقامة الجبرية مؤخراً. ورفضت محكمة تركية الأربعاء طلباً جديداً للإفراج عن القس الأميركي، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية. فقد قررت محكمة مدينة إزمير رفض الطلب مؤكدة أن برونسون سيبقى قيد الإقامة الجبرية، حسبما أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية. وأكد محامي الدفاع التركي عن القس جيم هالفورت لوكالة الصحافة الفرنسية، أن محكمة أخرى في إزمير ستنظر في طلب موكله. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن الأسبوع الماضي مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم التركيين. وأدى هذا التوتر إلى تدهور قيمة الليرة التركية الجمعة، عندما خسرت 16 في المائة مقابل الدولار. ومنذ الثلاثاء، يبدو أنها استقرت نتيجة تدابير اتخذها البنك المركزي في أنقرة، وتصريحات للتهدئة من جانب الحكومة ودعوة إردوغان إلى تحويل العملات الأجنبية، وهو ما قام به عدد كبير من الأتراك. والأربعاء، واصلت العملة التركية تحسنها إلى ما دون عتبة الست ليرات مقابل الدولار من دون استعادة معدلاتها السابقة. صدر قرار زيادة التعريفات الجمركية غداة دعوة إردوغان إلى مقاطعة الإلكترونيات المصنعة في الولايات المتحدة، مثل ماركة «آبل». وكانت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة شهدت توتراً في الأشهر الأخيرة قبل أن تضطرب بشدة في يوليو (تموز) بسبب احتجاز القس الأميركي أندرو برونسون في تركيا. وتتهم أنقرة الأخير بأنشطة «تجسس» و«إرهاب». وبعد أكثر من عام ونصف العام في السجن، قررت محكمة أزمير وضعه قيد الإقامة الجبرية في يوليو.

- الفائدة على خط النار

يشعر الاقتصاديون بالقلق حيال رفض البنك المركزي رفع أسعار الفائدة رغم ارتفاع التضخم نحو 16 في المائة في يوليو وسقوط العملة التركية. ويعارض إردوغان بشدة مثل هذه الخطوة. ومن المقرر أن يجتمع وزير المالية براءة البيرق، صهر إردوغان، مع مئات المستثمرين الأجانب اليوم (الخميس) عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي أمس، أن معدل البطالة في البلاد ارتفع إلى 9.7 في المائة في الفترة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، من 9.6 في المائة قبل شهر. غير أن معدل البطالة انخفض بالمقارنة مع 10.2 في المائة قبل عام. وأوضحت البيانات، أن معدل البطالة في القطاعات غير الزراعية بلغ 11.6 في المائة في المتوسط خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، ارتفاعاً من 11.4 في المائة قبل شهر، لكنه انخفض عن المعدل البالغ 12.2 في المائة المسجل في الفترة ذاتها من السنة السابقة. وأمس، قالت وزارة المالية التركية، إن موازنة البلاد أظهرت فائضاً قدره 1.1 مليار ليرة (182.54 مليون دولار) في يوليو. وتشير ميزانية يوليو إلى تحقيق فائض أولي، يستبعد مدفوعات الفائدة، بلغ 9.3 مليار ليرة. وبحسب البيانات، بلغ عجز الموازنة 45 مليار ليرة في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي.

- تهديدات أميركية

يوم الثلاثاء، قال مسؤول في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تحذر تركيا بأنها ستفرض عليها المزيد من الضغوط الاقتصادية إذا رفضت إطلاق سراح القس الأميركي. جاءت الرسالة الصارمة بعد يوم من اجتماع جون بولتون، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، سراً مع السفير التركي سردار كيليج بشأن قضية القس الإنجيلي أندرو برونسون. وقال مسؤول أميركي رفيع إن بولتون حذره من أن الولايات المتحدة لن تقدم أي تنازلات. وقال المسؤول بالبيت الأبيض لـ«رويترز» طالباً عدم الكشف عن اسمه «لم يحدث أي تقدم» حتى الآن بخصوص قضية برونسون. وأضاف «ستظل الإدارة حازمة للغاية في هذا الشأن. الرئيس ملتزم مائة في المائة بإعادة القس برونسون إلى الوطن، وإذا لم نشهد أي تحركات خلال بضعة أيام أو أسبوع فقد يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات».

 

أحدث تصريح من وزير مالية تركيا بشأن العملات الأجنبية وصندوق النقد الدولي.. ماذا قال؟

سي ان ان/16 آب/18/دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- قال وزير المالية التركي، براءت ألبيرق، الخميس، إن بلاده ستلجأ للأسواق المالية الدولية، لتوفير التمويلات اللازمة من العملات الأجنبية، اعتبارا من الآن، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية. وفي أحدث تصريح له، نفى ألبيرق، في مؤتمر صحفي، عقد أي لقاء مع صندوق النقد الدولي، بشأن التطورات الأخيرة لاقتصاد بلاده. وترددت أنباء، عن مطالبة صندوق النقد الدولي،  أنقرة باستقلال كامل لعمل البنك المركزي، من أجل مواصلة مهمته الخاصة بتأمين استقرار أسعار العملة.

وأضاف ألبيرق أن "السياسة النقدية ليست كافية لوحدها في مكافحة التضخم، وسندعم البنك المركزي عن طريق السياسات المالية". وأشار إلى أن الحكومة التركية تستهدف خفض التضخم إلى ما دون الـ 10% في أقرب وقت.وقال الوزير التركي، موجها خطابه للمستثمرين الأجانب: "لن نتهاون في التزامنا بالانضباط المالي، وسنضع الإصلاحات الهيكلية على رأس أولوياتنا". وتابع: "سنحقق نموا مستداما أكثر، مع التدابير الوقائية الجديدة، على صعيد الاقتصاد الكلي، والسياسات المالية الرصينة". وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهم كالين، الخميس، أن بلاده اتخذت إجراءات لحماية الأسواق المالية من هجوم للمضاربين.وتضرر الاقتصاد التركي، من انهيار الليرة أمام الدولار، خلال الفترة الماضية، عقب قرار واشنطن بمضاعفة الرسوم الجمركية على وارداتها من الصلب والألومنيوم التركي، إلى 50% و20% على الترتيب.

 

الدولار يرتفع إلى أعلى مستوى في عام بعد أزمة تركيا

لندن/الشرق الأوسط/16 آب/18»/صعد الدولار أمس (الأربعاء) إلى أعلى مستوياته في أكثر من عام، في الوقت الذي واصلت فيه أزمة الليرة التركية التأثير سلباً على الأسواق الناشئة؛ مما يغذي الطلب على العملة الأميركية باعتبارها من الملاذات الآمنة. وسجل الدولار أداءً يفوق العملات الأخرى في الآونة الأخيرة بدعم من مؤشرات على أن الاقتصاد الأميركي ما زال قوياً قبل زيادة متوقعة لأسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الشهر المقبل. كذلك، تلقى الدولار الدعم من انخفاض الليرة الذي أثر سلباً على اليورو بسبب انكشاف بنوك أوروبية على تركيا وحفز الطلب على الدولار وعملات أخرى مثل الفرنك السويسري والين الياباني باعتبارها ملاذات آمنة. وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، فوق مستوى 96.9 لأول مرة منذ أواخر يونيو (حزيران) 2017. وفقدت الليرة ما يزيد على 40 في المائة من قيمتها مقابل الدولار هذا العام، متضررة بفعل مخاوف متعلقة بدعوات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لخفض أسعار الفائدة وعلاقاته المتوترة مع الولايات المتحدة. وأمس، عوضت الليرة بعض خسائرها ليجري تداولها لفترة وجيزة عند 5.7503 ليرة للدولار، قبل أن تهبط مجدداً إلى 6.1700 ليرة بحلول الساعة 1105 بتوقيت غرينتش. وانخفض اليورو صوب 1.13 دولار لأول مرة منذ يوليو (تموز) 2017، وتراجع الجنيه الإسترليني دون 1.27 دولار للمرة الأولى منذ يونيو من العام الماضي. وواصلت عملات الأسواق الناشئة الانخفاض اليوم مع تراجع الراند الجنوب أفريقي 2.5 في المائة والروبل الروسي واحداً في المائة والبيزو المكسيكي 0.8 في المائة. ومقابل الين، انخفض الدولار نحو 0.1 في المائة إلى نحو 111.165 ين.

 

ارتفاع الأسعار يعصف بتركيا غداة تصاعد الخلاف مع واشنطن

أنقرة - واشنطن/الشرق الأوسط/16 آب/18»/سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية اليوم (الخميس)، الضوء على الأوضاع الاقتصادية في تركيا وما صاحبها من ارتفاع في الأسعار، في ظل الخلاف بين واشنطن وأنقرة على خلفية احتجاز قس أميركي.

وفرضت تركيا رسوما جديدة على واردات أميركية ردا على مضاعفة واشنطن الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمونيوم التركية، بعد إصرار واشنطن على عدم احتجاز القس أندرو برانسون المسجون منذ عامين في تركيا بتهمتي الإرهاب والتجسس. ووقعت الولايات المتحدة عقوبات على وزيرين تركيين في وقت سابق من الشهر الحالي، فيما تعهد الرئيس رجب طيب إردوغان مؤخرا بمقاطعة المنتجات الإلكترونية الأميركية، وفي مقدمتها هواتف آيفون. ولفتت الصحيفة إلى أنه في وقت استجاب فيه عدد من الأتراك لمناشدة إردوغان بيع الدولارات الأميركية والذهب دعما للعملة المحلية الليرة، فإن أصحاب الأعمال يعانون من التراجع في الاقتصاد متوقعين الأسوأ. ويقول أحمد خلف، وهو لاجئ سوري يعمل باليومية، إن التضخم تسبب بعدم إرساله 150 دولارا كان يبعث بها لذويه شهريا، مضيفا أن ما يتحصل عليه بالكاد يكفيه. وتوعد مسؤول في البيت الأبيض بمزيد من الضغط على أنقرة إذا لم يتم الإفراج عن القس برانسون، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. ويقول محمد أمين أويماك صاحب محل لمسلتزمات التصوير في إسطنبول عن تراجع العملة المحلية «بالتأكيد هذا يؤثر على الجميع. الناس أكثر حذرا، لا يوجد زبائن». وأضاف أويماك أنه اضطر لرفع أسعار عدسات وكاميرات مستوردة من اليابان ما زاد من مشكلاته. ويختتم: «لا أحد يشتري أي شيء». ونقلت الصحيفة عن مالك محل للذهب منذ عقود في غراند بازار بإسطنبول قوله إن الهاتف لا يفارقه لمتابعة أسعار الذهب المتصاعدة، وأضاف: «إنه يتغير كل ساعة». أما أركان الذي طلب ذكر اسمه الأول فقط خشية أن يتم اتهامه من قبل الحكومة بنشر الشائعات حول العملة، فقال إنه منذ تهاوي العملة «لا وقت لدينا لنأكل». لكن الأزمة الأخيرة مع واشنطن ليست السبب الوحيد فيما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية في تركيا، حيث تراجع في السنوات الأخيرة عدد الزبائن القادمين من أوروبا والولايات المتحدة، في ظل عدم الاستقرار السياسي الذي تجلى في الاحتجاجات والتفجيرات الإرهابية والقمع المتصاعد من جانب السلطات، بحسب الصحيفة. وانتقد البيت الأبيض فرض أنقرة رسوما جديدة على الواردات الأميركية واعتبرها «خطوة في الاتجاه الخاطئ، فيما رفضت محكمة تركية طلب محامي القس برانسون الإفراج عنه».

 

السعودية والإمارات والكويت تجدد الالتزام باستقرار البحرين مالياَ

المنامة: /الشرق الأوسط/16 آب/18»/أكد وزراء المالية في كل من السعودية والإمارات ودولة الكويت، التزام بلدانهم بدعم تعزيز استقرار المالية العامة ومواصلة تحفيز النمو الاقتصادي في البحرين، من خلال تنفيذ برنامج لتحقيق التوازن المالي بين المصروفات والإيرادات الحكومية، وفقا لمعايير الأداء والمؤشرات الخاصة بتنفيذه. وكان وزراء الدول الثلاث إضافة لنظيرهم وزير المالية البحريني، عقدوا اجتماعاً، أمس، في المنامة، وتم الاطلاع على التقرير الذي أعده الفريق الفني المشترك للدول بالتنسيق مع صندوق النقد العربي، بما في ذلك برنامج لتحقيق التوازن المالي. وقال بيان صدر عن الاجتماع، إن هذا اللقاء، يأتي «انطلاقاً من الروابط الأخوية، والتعاون البنّاء، ووحدة المصير المشترك وتنفيذا لما تم الالتزام به بالنظر في كل الخيارات لتوفير الدعم اللازم وإنهاء العمل على تصميم برنامج متكامل لتعزيز استقرار المالية العامة ومواصلة تحفيز النمو الاقتصادي والتنمية في مملكة البحرين». من جانبه، أكد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد البحرين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على ما يجمع بلاده والسعودية والإمارات والكويت «من روابط أخوية متينة، والتي تشهد عليها العديد من المحطات المهمة التي عكست الحرص المتبادل على تعزيز التعاون البنَاء، إيماناً منها بوحدة المصير المشترك، مشيراً إلى أن الموقف الداعم للأشقاء لتعزيز استقرار المالية العامة في مملكة البحرين هو «تجسيد لما وصلت إليه العلاقات من تميز ورسوخ».

 

السيسي يتعهد تعزيز الإنتاج المحلي... والاهتمام بصعيد مصر وقال إن مسار الإصلاح «قاس وصعب»

القاهرة/الشرق الأوسط/16 آب/18/تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعزيز الإنتاج المحلي لتلبية احتياجات السوق، و«تخفيض فاتورة الاستيراد من الخارج بالعملات الأجنبية، ما ينعكس على استقرار العملة، وتوفير فرص عمل للشباب».

وقال السيسي خلال افتتاحه أمس مجمعاً صناعياً ضخماً، يتبع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة المصرية، في محافظة بني سويف (200 كلم جنوب القاهرة)، إن الحكومة ستواصل الاهتمام بمحافظات الصعيد (الجنوب)، مبرزا أن المشروع الذي افتتحه مؤخراً «لن يكون الأخير حتى نعطي فرصة عمل للأهالي». ويحوي المجمع الصناعي، الذي افتتحه السيسي أمس ثلاثة مصانع للإسمنت، ومجمع مصانع الرخام والجرانيت، و21 مبنى سكنياً، ويوفر نحو ألفي فرصة عمل مباشرة، وعشرة آلاف فرصة غير مباشرة. وتطرق السيسي إلى الإجراءات الاقتصادية، التي ينفذها منذ وصوله إلى سدة الحكم عام 2014. وأبرزها برنامج الحكومة لـ«الإصلاح الاقتصادي»، الذي يحظى بدعم صندوق النقد الدولي لتنفيذه، مشيرا إلى أن «الدعم التي تدفعه الدولة للمواطنين يبلغ 334 مليار جنيه (19 مليار دولار تقريبا)، ولا يعتقد أحد أننا سنلغيه. لكن لو لم أقم بدفع هذا الدعم لكنت على استعداد أن أنفذ خريطة استثمارية لكل ما تتحدثون عنه في عام واحد... لكنني لا أستطيع إلغاءه... إذ لا بد أن أحافظ على التوازن الاجتماعي الموجود في الدولة في ظل ظروفها الاقتصادية الصعبة، كما أنه لا بد أن يضع القطاع الخاص يده في أيدينا لكي نتحرك». وبحسب بيانات رسمية، فإن نحو 30 مليون مصري (يمثلون 28 في المائة من إجمالي السكان) كانوا يعيشون بمعدل دخل تحت خط الفقر حتى عام 2015. ويعتقد على نطاق واسع زيادة هذه النسبة بسبب قرارات تعويم العملة المحلية، التي أقدمت عليها مصر قبل عامين، وإجراءات رفع الدعم عن كثير من الخدمات، ما تسبب في زيادة غير مسبوقة في معدلات التضخم، تجاوزت 30 في المائة. غير أنها سجلت في يوليو (تموز) الماضي 13 في المائة فقط. وأوضح السيسي أن خطة إصلاح شركات قطاع الأعمال العام الحكومي (121 شركة)، تحتاج إلى 150 مليار جنيه (نحو 8.5 مليار دولار) لكي يتم تطويرها، «وهذه قضية يجب حلها، ويجب أن نتخلص من ذلك الإرث». كما أوضح الرئيس أن «الدولة فكرت منذ سنوات طويلة في خصخصة شركات قطاع الأعمال، وشركات القطاع العام في وقت ما، وهذا أمر جيد جدا، وكانت هناك فكرة مفادها أن يكون هناك شكل من أشكال التوازن ما بين القطاع العام والسوق في مصر، حتى تضبط آليات السوق الحر، وهناك عناصر كثيرة ستساعد على ضبط هذه السوق، ونحن نمتلك جزءا من تلك العناصر، ونسعى لامتلاك باقي العناصر... لقد أنشأنا هذه المصانع لتحقيق التوازن في السوق... كما أنني وجهت بطرح هذه الشركات في البورصة لتكون أسهمها متاحة للمواطنين». وخاطب السيسي العاملين بشركات قطاع الأعمال المملوكة للدولة قائلا: «نحن حريصون عليكم، ونريد لكم أن تستمروا في عملكم، ولا يمكن أن نفكر في شيء يؤثر سلبا على أسركم وأرزاقكم. ولكن لا بد أيضا أن تعرفوا أن الإصلاح مسار صعب، ولا بد أن نضع أيدينا جميعا في أيدي بعض». كما دعا الرئيس إلى «مواكبة معايير التشغيل الاقتصادي في المشروعات المملوكة للدولة»، محذراً من أن تجاهل ذلك سيؤدي إلى «نتيجة حتمية هي توقف الشركات الخاسرة، التي تساوي أصولها عشرات، بل مئات المليارات من الجنيهات، والتي تحولت إلى كيانات خاسرة ومديونية بالمليارات جراء هذا التشغيل غير الاقتصادي». في سياق ذلك، أعاد السيسي التأكيد على صعوبة مسار «الإصلاح الاقتصادي»، وقال إن الطريق «قاسٍ ويحتاج إلى جرأة ومتابعة دقيقة، ولا بد أن نتحرك، فالجميع يريد العمل وفي حاجة لأمل... ونحن نرغب في تحسين مؤشراتنا الاقتصادية». وكشف السيسي عن نية الحكومة الإعلان عن «مشروع زراعي في أربع محافظات بالصعيد هي بني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج خلال شهر أو شهرين على الأكثر»، وقال إنه خلال عام «سنسلم الأرض لشباب المحافظات الأربع، بالإضافة إلى العمل القائم بالمليون ونصف المليون فدان». مشددا على أن «دولة بها 100 مليون نسمة تحتاج إلى أشياء كثيرة، وأنا لا أريد أن أعدكم بعمل ولا أقوم بتنفيذه». وكان مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، قد قال في برنامج حكومته الذي نال ثقة مجلس النواب الشهر الماضي إنه يستهدف «رفع معدل النمو الاقتصادي الحقيقي إلى 8 في المائة في 2021 – 2022، مقارنة بـ5.4 في المائة في عامي 2017 - 2018، وذلك من خلال رفع معدل الاستثمار ليصل إلى 25 في المائة سنوياً».

 

تنافس سني على رئاسة البرلمان والعبيدي ينفي تفكك تحالف العبادي

بغداد/حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/16 آب/18/في وقت تضع كتل وقوى سياسية عراقية (شيعية - سنية - كردية) اللمسات الأخيرة على الكتلة الأكبر التي تشكل الحكومة المقبلة، والمرشح لرئاسة الوزراء، ظهر إلى العلن خلاف حول موقع رئيس البرلمان بين قوى التحالف السني، كما لا تزال الخلافات الكردية - الكردية الصامتة حول هوية المرشح لمنصب رئيس الجمهورية.ويؤكد أمين عام حزب الحل محمد الكربولي، وهو قيادي بارز في تحالف القوى العراقية لـ«الشرق الأوسط» إن «المرشح الوحيد لنا لرئاسة البرلمان، الذي يحظى بمقبولية كل الأطراف هو محمد الحلبوسي محافظ الأنبار الحالي والفائز عنها بأعلى الأصوات لعضوية البرلمان المقبل»، مبيناً أن «الجميع يشهد للحلبوسي بالكفاءة والقدرة على الإنجاز والدليل على ذلك الفترة التي قضاها محافظاً للأنبار، وهي فترة قليلة لا تتعدى بضعة شهور لكنه حقق خلالها إنجازات مهمة».

في السياق نفسه، أعلن المشروع العربي الذي يتزعمه السياسي ورجل الأعمال العراقي خميس الخنجر عن ترشيح طلال الزوبعي، لمنصب رئيس البرلمان. ويقول الناطق الرسمي باسم المشروع عمر الحميري في بيان، إن «طلال الزوبعي مرشح المشروع العربي ضمن تحالف المحور العربي».

أما القيادي في تحالف المحور الوطني أثيل النجيفي، الذي تم الإعلان عنه أول من أمس الثلاثاء ويضم عدداً من القيادات السنية يرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «ما تم الاتفاق عليه في تحالف المحور الوطني قام على أساس عدم إعطاء فرصة للفاسدين والمزورين بالهيمنة على السلطة التشريعية ومنعهم من الضغط على القضاء وعدم تكرار تجربة الانتخابات الأخيرة التي أفقدت ثقة الشعب بأي انتخابات مقبلة». ويضيف النجيفي أنه «إذا تصور البعض بأنه قادر على استغلال هذا الاتفاق لديمومة الفشل وتعزيز نتائج التزوير أو هو قادر على خداع عدد من النواب فإن مقاعد المعارضة ستكون أنسب بالنسبة لنا»، مبيناً أن «مشاركتنا في الحكومة القادمة معلقة على أمل الإصلاح وليس لمجرد المشاركة».وطرحت جهات سنية شخصية أخرى لشغل منصب رئيس البرلمان وهو خالد العبيدي وزير الدفاع السابق والقيادي البارز في ائتلاف «النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي. وعن هذا الأمر يقول العبيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر لا علاقة له بترشيح الدكتور العبادي لمنصب رئيس الوزراء للدورة القادمة، بل إن هذا المنصب لأنه يبقى منصباً للسنّة، وبالتالي فإن من حقي سواء كنتُ في (النصر) أو في (الوطنية) أو في أي مكان آخر أن أرشح لهذا المنصب». وحول المفاوضات الجارية بشأن تشكيل الكتلة الأكبر يقول العبيدي فإن «الحوارات جارية حالياً من أجل تشكيل الكتلة الأكبر وسوف يعلن قريباً عن تشكيل هذه الكتلة». ونفى الأنباء التي تم تداولها أخيراً بشأن تفك ائتلاف «النصر»، وخروجه منه مع فالح الفياض مستشار الأمن الوطني المطروح كمنافس للعبادي لمنصب رئيس البرلمان. ويقول العبيدي إن «قائمة (النصر) قائمة ومتماسكة ومتمسكة بترشيح الدكتور حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء».

 

عائلتا جنديين إسرائيليين تحتجزهما «حماس» تطالب المحكمة العليا بإلغاء اتفاق «التهدئة» وبدء إدخال مئات شاحنات البضائع إلى غزة وليبرمان يوجه رسالة يعد سكان القطاع بسنغافورة

تل أبيب/نظير مجلي/الشرق الأوسط/16 آب/18/في وقت بدأت إسرائيل تطبيق اتفاق التهدئة الأولي الذي دخلت بموجبه نحو 700 شاحنة محملة بالبضائع، بينها 300 تنقل مواد بناء من خلال معبر كرم أبو سالم، أعلنت عائلة الجندي الأسير الإسرائيلي هدار غولدين الذي تحتجز «حماس» جثمانه وجثمان صديقه شاؤول آرون، التوجه إلى محكمة العدل العليا في القدس الغربية؛ للمطالبة بتجميد الاتفاق واشتراط تنفيذه بزيادة الضغط على «حماس» باستخدام وسائل عسكرية وغيرها. وقال سمحا غولدن، والد هدار، إن اللجنة الوزارية لشؤون الأسرى والمفقودين التي عُيّنت قبل نحو عامين في ظل الاتفاق مع تركيا، لم تلتئم أبداً. وأضاف «الآن بعد أن قررت الحكومة التخلي عنا ثانية، في إطار اتفاق مع حماس تدفعه قدماً، نطالب المحكمة العليا بمساعدتنا». وأكد أن «حماس» نجحت في التهرب من مسألة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بسبب عجز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء «الكابنيت» (الحكومة المصغرة)، عن دفع الحركة إلى تغيير موقفها. وبحث «الكابنيت» هذه المسألة، مطولاً في جلسته الأسبوعية أمس (الأربعاء)، لكنه لم يخرج بنتيجة. وقرر تجاهل تهديد عائلتي الجنديين والاستمرار في «امتحان الاتفاق» من دون الاعتراف بوجوده. وفي وقت أكد رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى القطاع في السلطة الفلسطينية رائد فتوح، فتح معبر كرم أبو سالم بعد إغلاقه أشهراً وإدخال شاحنات محملة بضائع، بث وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، رسالة صوتية مترجمة إلى اللغة العربية وموجهة إلى أهالي قطاع غزة، قائلاً «إن العنف لا يجدي نفعاً، في حين يجلب الهدوء المنفعة». وأوضح أنه «إذا نعمت إسرائيل بالهدوء والأمن، فإن ذلك سينطبق عليهم، لكنهم سيخسرون في حال خرق الهدوء». وأكد ليبرمان أنه يميز بين قيادة «حماس» والسكان في غزة.

وأضاف ليبرمان في الرسالة التي نشرها موقع منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، أن «إسرائيل ليست المشكلة بالنسبة للغزاويين، بل الحل»، مشيراً إلى أن تسعين ألفاً من سكان القطاع عملوا في إسرائيل قبل اتفاق أوسلو. ورأى أن قطاع غزة «يمكن أن يصبح سنغافورة الشرق الأوسط في حال تخلص الغزاويون من حكم (حماس) وسياستها». وشدد ليبرمان على أن اتفاق التهدئة طويل الأمد يجب أن يتضمن أولاً ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، منوهاً مع ذلك بأن التطورات الميدانية هي التي ستحدد بشكل قاطع مستقبل العلاقات بين الطرفين. وحذر ليبرمان من أنه إذا اختارت «حماس» العنف، فإن إسرائيل سترد بقوة أكبر عما كان عليه الوضع في المرات السابقة. وكان وزراء اليمين المتطرف، وفي مقدمهم وزير المعارف ورئيس حزب المستوطنين «البيت اليهودي» نفتالي بنيت، هاجموا هم أيضاً الاتفاق مع «حماس»؛ لأنه لا يتضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين، وهم جنديان يعتقد أنهما قتيلان من حرب 2014 ومدنيون ثلاثة، أحدهم من أصل إثيوبي ومواطنان من فلسطينيي 48. وجرى تراشق الاتهامات بين بنيت وليبرمان حول هذه المسألة. ويشير الخبراء والمحللون في تل أبيب إلى أن القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل معنيتان باتفاق التهدئة مع حركة «حماس»، في هذا التوقيت تحديداً، وتحتاجان إليه مثلما تحتاج إليه قيادة الحركة. فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يدرس إمكانية التوجه إلى انتخابات مبكرة خلال بضعة شهور، إضافة إلى أنه لا يوجد هناك أي هدف محدد لمواصلة التصعيد وإعلان حرب على القطاع، في حين أن الجيش الإسرائيلي يحتاج، بحسب تقارير أمنية، إلى كسب الوقت لاستكمال بناء حاجز على طول الحدود مع قطاع غزة لمواجهة خطر الأنفاق. كما أن «حماس» من جهتها معنية بتخفيف الحصار الخانق على القطاع؛ خوفاً من غضب السكان الذين يتهمونها بالفشل في توفير حياة طبيعية لهم، وتريد علاوة على ذلك أن تحظى بدور كلاعب مهم في الاتفاقيات الإقليمية. وقد اختار الطرفان التوصل إلى «تسوية صغيرة»؛ لأن كلاً منهم يواجه انتقادات شديدة. وأما بخصوص صفقة تبادل أسرى، فإن هناك هوة سحيقة بين الطرفين، فحركة حماس مصرّة على إطلاق سراح عشرات الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، وذلك لكي تبدأ المفاوضات، وإطلاق سراح مئات الأسرى بانتهاء المفاوضات، في حين أن إسرائيل تعارض إطلاق سراح أسرى الحركة قبل المفاوضات وتطالب بمفاوضات مباشرة بلا شروط. كما أن هناك مشكلة أخرى تعترض طريق التوصل لاتفاق شامل، ألا وهي مكانة السلطة الفلسطينية، حيث إن مصر تسعى لربط التهدئة بموضوع المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى معارضة السلطة الفلسطينية ومساهمتها في زيادة حدة التوتر في قطاع غزة بسبب العقوبات التي اتخذتها ضد غزة. وفي الوقت الحاضر، تحاول إسرائيل كسب الوقت لاستكمال الحاجز الذي تبنيه تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة لمواجهة الأنفاق الهجومية، والذي ينتهي العمل فيه نهاية عام 2019.

 

هجوم على مركز تابع للمخابرات الأفغانية في كابل ومسلحون استهدفوه بقذائف صاروخية

كابل/الشرق الأوسط/16 آب/18»/أعلن مسؤولون أن مسلحين هاجموا منطقة توجد بها قاعدة أمنية ومركز للتدريب يتبع المخابرات الأفغانية اليوم (الخميس) في العاصمة كابل. واحتمى الموظفون والمسؤولون بالمركز في منطقة محايدة بالمجمع، بينما أطلقت النيران على المركز من مبنى لم يكتمل بناؤه قرب الموقع. وأفاد حشمت ستانكزاي المتحدث باسم شرطة كابل، أن المهاجمين يطلقون قذائف صاروخية، لكن لم يتضح عدد المسلحين المشاركين في الهجوم. وأغلقت السلطات المنطقة المحيطة بالموقع، وذكرت وسائل الإعلام أن أصداء إطلاق النار ترددت فيها ووقع انفجار واحد على الأقل. ولم ترد بلاغات بعد عن سقوط ضحايا أو عن إعلان للمسؤولية. ومنشآت الجيش والمخابرات في كابل من الأهداف التي يتكرر هجوم الإرهابيين عليها. ويأتي الهجوم في وقت يشهد توترا بالغا في أعقاب سلسلة هجمات بينها هجوم شامل على مدينة غزني الأسبوع الماضي.

 

غوتيريش يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في أفغانستان

كابل/الشرق الأوسط/16 آب/18»/دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري لإطلاق النار في أفغانستان، وشدد على ضرورة بدء المفاوضات في هذا البلد. وفي بيان له المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك «يؤكد الأمين العام الحاجة الملحة، لوقف فوري لإطلاق النار في أفغانستان، وبدء مفاوضات بين طرفي الصراع، من أجل الاتفاق على سلام دائم». وأضاف في البيان أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لهذه القضية»، ودعا في البيان إلى تسوية سلمية للنزاع على وجه السرعة «من أجل خلق مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا لجميع الأفغان»، مشيرا إلى أن استهداف المدنيين والمواقع والأهداف السلمية في أفغانستان، خلال القتال، يعتبر انتهاكا واضحا للقوانين والتشريعات الإنسانية الدولية، من جانب أطراف النزاع. ويذكر أن منطقة شرق أفغانستان تشهد منذ منتصف الشهر الجاري، مواجهات قتالية محتدمة بين حركة «طالبان» والقوات الأفغانية، وذكرت وزارة الدفاع الأفغانية، أن هذه المواجهات أسفرت عن مقتل نحو 400 عنصر من طالبان، و100 من العسكريين

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إن عاد «حزب الله» إلى لبنان على اللبنانيين الاستعداد لحرب جديدة

عبدالله ناصر العتيبي/الحياة/17 آب/18

السيد حسن نصرالله يتاجر مرة أخرى بدماء من يموتون من أجله! هكذا يمكنني ببساطة شديدة اختصار خطاب «ممثل خامنئي» في لبنان قبل يومين بمناسبة الذكرى الثانية عشرة للحرب التي أشعلها حزبه بهدف العودة ثانية إلى المشهد اللبناني!

بعد عودة الهدوء نسبياً للجنوب اللبناني بعد العام 2000، بدأ الكثير من اللبنانيين في الكلام بصوت مسموع في مسألة سيطرة «حزب الله» على جزء من التراب اللبناني بعيداً عن سلطة الدولة. أخذت المواقف الرافضة لهيمنة «حزب الله» وسلاح «حزب الله» في التشكل رويداً رويداً حتى صارت حديثاً عادياً في أفواه عابري الشوارع ومرتادي المقاهي والحانات، ولم تعد حكراً على السياسيين والمشتغلين بالهم العام. وصار المواطن اللبناني البسيط (وهنا كانت تكمن مشكلة «حزب الله») يجد مشكلة في فهم نموذج الدولة اللبنانية! الجميع يسأل: كيف للبنان المستقل السيد على نفسه أن يقبل اقتطاع جزء من أرضه ليصبح تحت سيادة وإشراف جماعة مسلحة تابعة لدولة أخرى؟ هذه الإشكالية الجديدة دفعت ب«حزب الله» لأن يفتعل حرباً عبثية ضد إسرائيل في العام 2006 بهدف إعادة بعث الحزب من جديد، وتصديره للمواطن اللبناني البسيط، كرأس حربة في مواجهة أي اعتداءات إسرائيلية. كانت الرسالة الأهم من وراء هذه الحرب هي «أن الجيش اللبناني غير قادر على مواجهة إسرائيل في حال نشوب حرب بين البلدين، وأن القوة العسكرية ل«حزب الله» هي وحدها القادرة على موازنة القوى في المنطقة، وردع الإسرائيلين فيما لو فكروا باستهداف لبنان مستقبلاً».

انطلت الخدعة على الكثير من المواطنين البسطاء، ليس في لبنان فحسب بل في كامل الوطن العربي، إلى درجة أن الحزب صار يكبر شيئاً فشيئاً في الفضاء اللبناني تحت عنوان المقاومة، حتى تمكن في النهاية، بمساعدة من حليفه الموقت «التيار الوطني الحر»، وبغفلة من «المواطن البسيط»، وبفضل المال الإيراني من السيطرة على البرلمان في الانتخابات النيابية الأخيرة. حرب 2006 تمثل في وجدان الحزب وزعيم الحزب لحظة تاريخية فارقة. هي تشبه تماماً مرحلة التأسيس الأولى. هي في الحقيقة إعادة تأسيس للحزب في شكل يتناسب مع مستجدات القرن الجديد، لذلك ليس غريباً أن يحتفل بها السيد حسن نصرالله ويحاول أن يصنع منها انتصاراً وهمياً يشرك فيه جميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم وأعراقهم!

وكي يسوّق هذا الانتصار المزعوم ويبيعه للّبنانيين أولاً والعرب ثانياً، لابد من الإشارة دائماً إلى الشهداء الذين دفعوا بأعمارهم في مهاوي الردى من أجل أن يحيا من خلفهم أحبابهم وأصدقاؤهم وأهل بيوتهم! «نموت من أجلكم»... هنا تكمن كلمة السر وكينونة الجماعة. وهنا تجد هذه المتاجرة بأرواح القتلى للأسف رواجاً عند بعض الأحياء الذين «يوازنون أرواحهم ويبنون وجودهم» من خلال الخضوع للشعارات الحزبية والتماهي في صيحات الجماهير. تجد رواجاً عند من يقول «نجوت بنفسي ومات الآخر من أجلي»، لكنها في الجهة المقابلة تمر كرائحة ماء آسن على بيوت ذوي المقتولين وأحبابهم!

الحزبلاهيون الذين فقدوا حبيباً أو قريباً في سورية أو حرب صناعة «عودة «حزب الله»» يعرفون أن الظهور الإعلامي المتكرر لزعيم الضاحية وانحيازه إلى دماء الموتى، هو في الحقيقة متاجرة سمجة، واستدعاء وهمي للتعاطف لا يمكن أن يتقبلوه من جديد كما كانوا يفعلون سابقاً.

كان نصرالله في خطابه قبل يومين مبعثراً كعادته، لكن مسألتين مهمتين لفتتا انتباهي لحديثه. الأولى تعرضه للسعودية ومهاجمتها على أكثر من صعيد. والثانية تناوله لما يحدث في سورية.

فأما موقفه من السعودية، فالواضح لي أن الرجل يريد تأزيم العلاقة ما بين السعودية والحكومة اللبنانية متعمداً، على أمل أن تتخلى الرياض عن دعمها والتزامها الوقوف إلى جانب كل اللبنانيين، وهذا ما سيعزل، إن حدث، خصوم «حزب الله» في الداخل ويجردهم من أدواتهم العروبية، الأمر الذي سيسهّل القضاء عليهم باسم الولي الفقيه وممثل الولي الفقيه في إيران وممثل ممثل الولي الفقيه في لبنان! يظن نصرالله أن مبدأ «النأي بالنفس» الذي تتبناه الدولة اللبنانية سينهار بمجرد أن يهاجم السعودية، كون حزبه يمثل نظرياً أحد أعمدة الحكومة المقبلة، لكن فات عليه أن السعودية لا ترى فيه وفي حزبه سوى الجانب الإرهابي، وبالتالي فهي لا تتوقع أبداً من عصابة إجرامية مسلحة أن تنأى بنفسها عن التجاذبات السياسية في المنطقة. «حزب الله» في نهاية الأمر بالمنظور السعودي هو مجموعة من العملاء الذين يسعون إلى فرض المشروع الإيراني الخبيث في المنطقة، ولا أحد يتوقع أبداً أن يتوقف هؤلاء العملاء عن دعمهم المشروع الإيراني، ولا أحد يتوقع في الوقت نفسه أن يتوقفوا عن مهاجمة السعودية، فهذان أمران مرتبطان ببعضهما ولا يمكن فصلهما في الواقع. وأما حديثه عن «انتصار الأسد على شعبه» بفضل إيران و«حزب الله» فهو تمهيد عن «عودة وعدم عودة» رجال الحزب المسلحين المحاربين إلى لبنان، والذين إن لم يعودوا، فسيبقون أداة فاعلة للحزب تجعله دائماً فوق مستوى الدولة. وإن عادوا فلابد من دفعهم من جديد إلى حرب مسلسلاتية وهمية باتجاه حيفا في الجنوب أو حرب حقيقية واقعية باتجاه بيروت في الشمال! من تغذى على الحرب وعاش عليها مدة 3 سنوات وأكثر في جرود سورية لا يمكن أن يعود مواطناً طبيعياً في لبنان! الجندي المسترزق الذي جرب الحرب القذرة لا يستطيع العمل كموظف أرشيف أو كعامل في مقهى! إما أن يدخل حرباً جديدة تستهلك طاقته وتستنزف تساؤلاته، وإلا فإنه سيذهب مباشرة إلى الضاحية لإسقاط «ممثل ممثل الولي الفقيه» الذي تخلى عنه بعد أن عاد من ميادين القتال! «حزب الله» سيبقى ربما في سورية سنوات مقبلة. هذا ما يريده نصرالله. لكن إن عاد إلى لبنان، فعلى اللبنانيين أن يجهزوا أنفسهم لحرب جديدة.

* كاتب سعودي

 

«التعفيش السياسي» السوري ... في لبنان

وليد شقير/الحياة/17 آب/18

يسعى المحور الإيراني- السوري إلى الإفادة المبكرة من قدرته على الصمود في وجه الضغوط عليه، انطلاقاً من النتيجة التي بلغتها الحرب في سورية وقضت بثبات نظام الرئيس بشار الأسد في الحكم، من أجل الإيحاء بأنه حقق الانتصار المؤكد في معركته مع المحور العربي- الغربي الآخر.

لكن أرباب هذا المحور ينسون أنهم منذ العام 2011 يدعون الآخرين إلى التسليم بانتصاره. هذه هي حال نظام دمشق وطهران و «حزب الله» على مر السنوات الأربع الماضية... في كل مرة يضربون موعداً لانتهاء الحرب في سورية، ولانتصار مشروع الحوثيين في اليمن، ثم لا يلبث الصراع أن يتجدد ويتصاعد سياسياً وعسكرياً. ولعل الحاجة إلى رفع معنويات جمهور هذا المحور عبر دعوة الآخرين إلى التسليم بانتصاره هي أحد العوامل التي تتحكم بخطابه، فهذا الجمهور تعب من المعارك التي يفرض «حزب الله» عليه تحمل تبعاتها في الإقليم. وكلام الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله قبل 3 أيام واحد من الأدلة على تلك الحاجة في وجه «ما هو قائم وما هو آت»، قاصداً بذلك العقوبات الاقتصادية والضغوط المتصاعدة على إيران وسورية وعلى الحزب نفسه، إذ إن الأخير يدرك أن عقوبات جديدة آتية ضده في الخريف عبر مشروع قانون يبحثه الكونغرس الأميركي تحت عنوان «نزع سلاح حزب الله»، بالإضافة إلى المرحلة الثانية من العقوبات القاسية على طهران نفسها. جزء كبير من كلامه خاطب فيه جمهوره، حتى حين توجه إلى الخصوم البعيدين والقريبين بالتهديد. مرة أخرى يطلب نصر الله من جمهوره الصمود في وجه الضغوط، والصمود يستبطن القول إن المعركة لم تنته.

قبل أسبوعين كانت الحال السياسية والنفسية لقادة هذا المحور تتعاطى بليونة مع نتائج تفاهمات قمة هلسنكي، التي قضت بحفظ أمن إسرائيل مقابل تسليمها ببقاء الأسد في الحكم والتحضير للتواصل مع نظامه في إطار اتفاق فك الاشتباك في الجولان، والبحث عن طريقة للتكيف مع مطلب انسحاب إيران من سورية، عبر دعوة موسكو إلى الإفادة من ورقة الانسحاب الإيراني من أجل الضغط لانسحاب القوات الأميركية والتركية من بلاد الشام.

لكن قبل أيام قليلة عاد محور إيران وسورية و «حزب الله» يستفيد من سياسة دونالد ترامب وعقوباته على تركيا، ومن العقوبات الإضافية على روسيا، ما دفع أنقرة إلى الاقتراب أكثر من طهران، وموسكو إلى العودة لتأكيد تحالفها مع إيران، والتلويح بالتحلل من التزامات هلسنكي تجاهها. هذا ما بنى عليه نصر الله خطابه، مسقطاً اللحظة الإقليمية الدولية الشديدة التعقيد على الوضع اللبناني الداخلي وعلى تشكيل الحكومة الجديدة، ومطلقاً التهديدات للرئيس المكلف تأليفها سعد الحريري برفع سقف مطالبه، والقابلة للتغيير مثلما تغيرت أخيراً. منذ أن بدأ تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة قبل أسابيع، والتكهنات تروح وتجيء عن العقد التي تعترض ولادتها إذا كانت محلية أو خارجية، في ظل وضوح لونها الداخلي المتعلق بالحصص والأحجام وبحسابات الزعامة، خصوصاً عند المسيحيين. كبار القادة والمسؤولين نفوا وجود الأسباب الخارجية للعرقلة، بمن فيهم الحريري. حتى نصر الله قال إن العقد داخلية على رغم أن قادة حزبه رددوا العكس. لكنه عاد فقال في كلامه الأخير: «الآن نحن محورنا هو الذي ينتصر في المنطقة»... وعلى ذلك برر نيته رفع السقف إذا ثبت أن غيره يراهن على متغيرات إقليمية، لكنه أثبت في الوقت ذاته أن فريقه يبني حساباته في مطالبه الحكومية على الوضع الإقليمي.

يدرك أرباب المحور الممانع على رغم التقدم الذي أحرزوه، لا سيما في سورية بمساعدة روسية، أن اضطرار الدول الأخرى للتعايش مع بقاء الأسد في السلطة لا يعني التسليم منها بشرعيته، على رغم اتصالات بعضها الأمنية معه، وعدم استجابتها لدعوة موسكو لتمويل عودة النازحين هو أحد الأدلة على ذلك. ويسعى هذا المحور إلى «استعارة» شرعيته السياسية من البوابة اللبنانية، بالمراهنة على أن يدفع نفوذ «حزب الله» على الدولة إلى التطبيع معه. ما زال عقل حكام دمشق يؤمن بأن ترسيخ سطوته فيها مرتبط بمقدار نفوذه في لبنان. الحرب السورية اخترعت تعبيراً لعمليات السبي ومصادرة الأملاك ونهب منازل المواطنين على أيدي «القوات الرديفة» للنظام (الميليشيات) حين تظفر بطرد قوات المعارضة من إحدى المناطق، هو «التعفيش». وفي لبنان، يتم «التعفيش السياسي» على القوى الرافضة التطبيع مع النظام لانتزاع الاعتراف به منها بالضغط، بعدما كان الحريري تلقف المبادرة الروسية لإعادة النازحين لتجنب التطبيع مع النظام. كل فريق يسعى لاقتناص اللحظة، و «حزب الله» ودمشق يسعيان لاقتناص اللحظة الجديدة للحصول على التطبيع.

 

الحكومة اللبنانية والمحور الإيراني

طوني فرنسيس/الحياة/17 آب/18

يخفي تفاؤل مسؤولين لبنانيين باقتراب ولادة الحكومة الجديدة قلقاً حقيقياً من صعوبة هذه الولادة، ويذهب كثيرون ليس فقط إلى توقع استمرار حالة تصريف الأعمال مدة طويلة، بل إلى التنبؤ بانقلاب في المعطيات بحيث يصل البلد إلى حكومة أخرى غير تلك التي يجري التداول في مكوناتها اليوم.

وعلى عكس ما يصر المعنيون عليه من نفي للتأثيرات الخارجية في عملية تركيب السلطة التنفيذية المنتظرة، تبدو هذه التأثيرات ماثلة في كل مفصل وتفصيل. وفي خطابه الأخير لم يكن الأمين العام لـ «حزب الله» في حاجة لتفسير معنى تأثير الخارج. فالنص في سياقه الدولي الإقليمي العربي اللبناني يذكر بأدبيات الأحزاب الشيوعية في زمن الاتحاد السوفياتي، حيث يبدأ التحليل العام من التناقض الدولي الأساسي ليتدرج إلى انعكاساته الإقليمية ثم في تجلياته المحلية، ثم إلى الاستنتاج الأساسي الحاسم حول انتصار قوى التقدم وطليعتها الاتحاد السوفياتي .

ليس في هذه الاستعادة انتقاص من قيمة تحليلات سادت سبعة عقود ونيف، ثم سقطت بسقوط الطليعة المنتخبة تاريخياً إلى مهمة تغيير العالم، والقصد منها أن خطاب نصرالله يستمد سياقه من المنطق نفسه مع فوارق في العناوين والارتباطات، فسلطة الولي الفقيه في إيران هي الطليعة التي تخوض حرباً دولية ضد الاستكبار العالمي ممثلاً بأميركا، وتحت هذه اللافتة الكبرى تندرج المعارك التفصيلية الصغرى في سورية والعراق واليمن والبحرين وفلسطين. ويأتي لبنان وحكومته في أسفل السلم، ليس لانعدام وزنه خصوصاً أن مناسبة الكلام الانتصار في حرب تموز، وإنما لأن المواجهة في كل المنطقة ودولها تميل لمصلحة المحور الذي تقوده إيران، وبالتالي فإن الأنسب لمن يشكل الحكومة اللبنانية أن يعجل في عمله (ضمناً بشروطنا) أو أن ينتظر النصر الحاسم (ربما في إدلب) فتصبح شروط التشكيل مختلفة.

لم يحمل خطاب نصرالله إشارات تفصيلية إلى نوعية الحكومة المطلوبة ولكن توصيفات كافية للقول إن المطلوب منها الانضواء تحت لواء «المنتصرين» في الإقليم، وهذا يعني علاقات طبيعية مع الحكم في سورية ودفناً للنأي بالنفس في السياسة العربية (الهجوم على السعودية نموذجاً) ثم الوقوف إلى جانب إيران في كباشها مع أميركا. يقود ذلك إلى استنتاجات مترابطة: الخلاف على الحصص في الحكومة ليس سوى ستار شفاف لخلاف أعمق بكثير، فالتركيبات المطروحة لا تبتعد أو تختلف كثيراً عن تجارب حكومات ما بعد 2005 (إذا استثنينا حكومة اللون الواحد برئاسة نجيب ميقاتي)، ومنها خصوصاً حكومة العهد الأولى القائمة برئاسة سعد الحريري، وبالتالي فإن صراع الحصص ليس مبرراً كافياً لاستمرار الفراغ. واستطراداً فإن الحديث عن حكومة أكثرية، التي يروج لها خصوصاً أصدقاء النظام السوري، لا يأتي عبثاً، وهو إذا ربط بمنطق الانتصار الإقليمي الذي يتحدث عنه «حزب الله» قد يتحول إلى واقع يطيح التوازنات الداخلية ويحقق الرغبة الدفينة لدى البعض في إنهاء الحريرية السياسية واستكمال ما بدأه في 2005.

 

نعم ... أنا أدعو الى الثورة

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 17 آب 2018

إستفزَّني أحدُ السياسيين المخضرمين، وقد قرأ مقالي الأخير بعنوان: «يا... فخامتك» فقال: «كأنني فهمتُ مـمَّا قرأتُ أنك تدعو الى الثورة، ولم أفهم في المطلق لماذا تكتب، ولـمَنْ تكتب، ومن أجل ماذا، ومن أجل مَنْ، ومَنْ يقرأك، ومن يسمعك، ومن بكَ يتأثر، ومَن يهاب سيفك والقلم...»

بعد هذا النوع من التعنيف الأدبي والإنهيار المعنوي قلت: نعم... أنا أدعو الى الثورة.. وأنا أكتب لنفسي، ولَكَ ولهمْ وعنهمْ ومن أجلهم، سواء قرأوا وسمعوا وفهموا.. أو لم يقرأوا ولم يسمعوا ولا يفهمون. أنا أكتب للأجيال وللزمن المرعوب وللتاريخ، وسوف أستمر... ومثلما يؤدّي تكرارُ نقاطِ المـاء الى الحـفْرِ في الأصمِّ من الصخر، فقد يؤدِّي تكرارُ نقاطِ الحبْرِ الى الحـفْرِ في الأصمِّ من البشر. أنا أدعو الى الثورة... وليست الثورة حكماً ثورة دموية، وليس الثوار حكماً من حَمَلَةِ الرشاشات. أدعو الى الثورة.. لأن الوطن الذي كانت تعتـزُّ بـه صهواتُ الخيل، أصبح يهروِلُ خلف أذنابها، ولأنه يعاني هزّاتٍ مَرَضِيَّة وارتعاشات قاتلة، وفي هياكله قديسون كَذَبَة، وعلى جدرانه تتسلق الأوثان. أدعو الى الثورة، لأننا نسير في مواكب الموتى وخلف الجنازات وتحت النعوش وداخل النعوش، ولا يحق لنا أن نرثي أنفسنا...ولأنَّ الأصفاد تكبّل أقدامنا، وأجسامُنا ترتعش تحت لسْعِ السياط ونحن في طريقنا الى مناجم الفحم الحجري.

وأدعو الى الثورة: على إقطاعية المال وإقطاعية العائلة وإقطاعية الدين، وعلى واقعِ دولةٍ: السلطةُ فيها للحقائب الدبلوماسية، والفاسدون فيها والسماسرة والتجار والمرابون واللصوص، يسرقون بنك المال وبنك الدم، وبالمال والدم يتاجرون. وأثور على كلِّ ما هو وحشيّ من أجل كلِّ ما هو إنساني، وعلى الزانية التي أصبحت بتولاً وعلى الشياطين الذين أصبحوا عصابة مقدسة. نعم... أدعو الى الثورة لأن الشعب معتقلٌ في سراديب القهر والفقر والإذلال، يتنفس السموم ويأكل السموم، ويأكله القلق ويتآكله صدأ الزمن، ولا يبقى له من سبيل للدفاع عن نفسه سوى غريزة الثورة.

أدعو الى الثورة الباردة كي نتحاشى الثورة الحامية... الثورة الحامية تندلع بعنف وتنتهي بانقلاب.. والثورة الباردة هي أقرب الى التطور منها الى الثورة، وهي الثورة الدائمة التي لا يُلَقَّـمُ السلاحُ فيها برصاص البنادق، بل بأقلام الرصاص. أدعو الى هذه الثورة حتى لا يتحول جنون الشعب الراكد في الثورة الى هيجان في ثورة الجنون. وليس من ثورة في التاريخ إلا كانت نتيجة جنون شعبي. إنه الجنون الذي قاد الشعب البريطاني الى ثورة 1642، وهو الجنون الذي أدّى الى الثورة الفرنسية 1789، والى الثورة الروسية 1919. وهي الحالة نفسها والأسباب نفسها التي جعلت اللبنانيين مجانين، فليكن جنونهم بالثورة الباردة التي يرعاها القلَمُ حتى لا يتحول الجنون الى ثورة حامية تقودهم: إمَّا الى العنف، وإمَّا الى دير الصليب... وإمَّا الى مسيحٍ دجَّال يوهمهم بأنه يحقق لهم الخلاص، وعلى صليب معقوف. أرجو أن أكون قد أجبْتُ عن بعض تساؤلات ذلك السياسي المخضرم، ولا أنسى أن أشكر خوفه عليّ من أن تؤدي جرأة القلم عندي الى إحالتي على المحاكمة، وحسبي إذ ذاك أن أقول بلسان الشاعر فكتور هوغو لنابوليون الثالث. أَبريءٌ يعفو عنـهُ مجرمٌ    كيفَ تُسدي العفوَ كفُّ المجرمِ

 

أوساط الحريري: البوابة الروسيّة لنا والسوريّة لكم

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الجمعة 17 آب 2018

 بعد معلومات عن عزم وزير الخارجية جبران باسيل زيارة موسكو نهاية الاسبوع الحالي، لفت المراقبين مسارعة الرئيس سعد الحريري لإرسال ممثله السياسي في روسيا جورج شعبان لمقابلة وزير الخارجية بوغدانوف قبل وصول باسيل الذي، كما تفيد المعلومات، لم ينسّق رحلته مع رئيس الحكومة متخطّياً الأصول الدستورية التي تحتّم على وزير في الحكومة إبلاغ رئيس الوزراء ببرنامج عمله وملفّاته لاسيّما في الخارج، فكيف اذا تضمّنت ملفّاً شائكاً كملف عودة النازحين الذي تعهدت روسيا بمتابعته عبر تشكيل لجان روسية لبنانية. وعلمت "الجمهورية" أنّ اللقاء بين شعبان وبوغدانوف استمر ساعتين، شرح خلالها شعبان حقيقة المواقف والعقبات التي تعترض ولادة الحكومة. ولم يطلب الحريري شيئاً من موسكو، غير معرفة آخر المستجدات في ملف إعادة النازحين السوريين الى بلادهم. وأفادت مصادر ديبلوماسية "الجمهورية" بأنّ موسكو تَعي كل التفاصيل السياسية في الملف اللبناني، وانّ الشكاوى التي نقلها النائب طلال ارسلان والتي تحدث فيها عن عرقلة سعودية، وعن الميثاقية، لم تبدّل شيئاً في النظرة الروسية الى مسار الأمور في لبنان، كما انّ زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى موسكو لن تغيّر في تقييمها شيئاً، مؤكدة انّ الاتصالات بين القيادة الروسية والحريري متواصلة بشكل دائم.

امّا في ملف النازحين، والذي استأثر جزءاً كبيراً من محادثات شعبان وبوغدانوف، فقد أكدت موسكو استمرارها في مبادرتها على رغم عدم الوصول الى اتفاق مع الاميركيين والاوروبيين حول خطتهم. وعلمت "الجمهورية" انّ فرق وزارة الدفاع الروسية تواصل المسح الميداني في سوريا من اجل إعادة النازحين. لكنّ المصادر الديبلوماسية كشفت انّ مسؤول ملف النازحين في وزارة الخارجية الروسية هو في عطلة حتى أول أيلول المقبل. أوساط تيار المستقبل اعترضت على أداء رئيس التيار الوطني الحر الأحادي في ملف عودة النازحين من البوابة الروسية، ضارباً عرض الحائط بالأصول "الحكومية التراتبية"، مؤكدة انّ ملف التفاوض الروسي اللبناني يجب أن يبقى بيد رئاسة الحكومة، وهي من تقرر مبدأ التفاوض وهي فقط تعيّن ممثّليها، الّا انّ الوزير باسيل، وبحسب ما تقوله تلك الأوساط، يصرّ ككل مرة على التفرّد والمبادرة باسم الحكومة اللبنانية، من دون تكليف منها، للسفر والتفاوض وعقد اللقاءات من دون الرجوع الى الرئاسة الثالثة.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى تشكّك مصادر مقرّبة من تيار المستقبل بثبات التسوية الرئاسية بين الحريري والعهد، والتي يَتّضح انها تتهاوى يوماً بعد يوم. وما يشهده تيار المستقبل من تجاوزات لصلاحية رئاسة الحكومة هو إمعان في إفشال التسوية بسبب أداء البعض، لاسيما الوزير باسيل. ولا يمكن لأحد تجاهل هوّة الجفاء التي تكبر يومياً بين الرئيس المكلف وباسيل ولو حتى جاهرَ الطرفان بعكس ذلك. فلماذا الاستياء؟ الأوساط المقرّبة من الحريري رأت في مبادرة باسيل هذه، إذا ثبت أنها غير منسّقة مع رئيس الحكومة، تسرّعٌ غير مدروس لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها العلاقة بين تيار المستقبل والعهد، خصوصاً الوزير باسيل الذي تشهد العلاقة بينه وبين الحريري تأزّماً تصاعدياً لم تساعد مبادرات باسيل ولا تصاريحه بتذليله، بل بالعكس فقد زادته. فالجفاء بين الرجلين لم يبدأ فقط بتحذير باسيل الرئيس المكلف من انّ صبر اللبنانيين بدأ ينفد، وبأنّ المهلة المعطاة له لتشكيل الحكومة بدأت تنتهي بل باستعانة وزير الخارجية أيضاً بالنائب أمل أبو زيد مستشاره للشؤون الروسية، لإتمام ترتيبات زيارة باسيل الى موسكو ومواعيده هناك، من بينها لقاء وزير خارجيتها بوغدانوف. مصادر تيار "المستقبل" تنفي علمها بتنسيق مسبق بين الحريري وباسيل، وتستغرب تصرّف باسيل وإصراره دائماً على مقاربة الملفات الحساسة باستقلالية ومن دون الرجوع الى المرجعية المخوّلة دستوريّاً بقرار التفاوض أو الفصل، فيُسارع باسيل الى اتخاذ المبادرات السياسية غير المدروسة والتي يغلب عليها طابع التحدي واللامبالاة. وتضيف أوساط تيّار "المستقبل" أنّ باسيل لا يبدو متّعظاً من تصرفاته الماضية، الأمر الذي يدعو الى التساؤل اذا كان باسيل معنيّاً فعلاً أو مهتمّاً بضرورة ديمومة التسوية الحريرية مع العهد.إحتمال تنسيق؟ مصادر متابعة تستبعد اي تنسيق مسبق بين الحريري وباسيل قبل زيارة الاخير موسكو، بدليل انّ الرئيس الحريري استعجل مستشاره وممثله جورج شعبان لزيارة وزير خارجية موسكو واستطلاع آخر المستجدات بشأن ملف عودة النازحين وتشكيل اللجان المتفق عليها بين روسيا ولبنان. الأمر الذي يشير الى عاملين:

1 - إحتمال عدم تنسيق حريري - باسيلي والّا لماذا لم ينتظر ممثل الحريري "شعبان" وصول وزير الخارجية المتوقّع غداً للتشاور ومن ثم لقاء بوغدانوف سوياً ؟.

2 - مسارعة الحريري للقاء بوغدانوف بواسطة ممثله مُستبقاً وصول باسيل، وذلك للقول إنّ البوابة الروسية لنا، أمّا البوابة السورية فلن نَلجها ونتركها لكم.

 

ماذا قصد نصرالله من رسائله للحريري وهل وافق باسيل حقاً على 10 وزراء؟

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 17 آب 2018

 على رغم أنّ مساحة الشأن الداخلي لم تكن واسعة في الخطاب الأخير للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، ألّا انّ الحيّز الذي خصصه لهذا الشأن كان «مكثفاً» بالمعنى السياسي، وانطوى على رسائل هامّة، خصوصاً الى الرئيس المكلّف سعد الحريري.. فما هو مضمونها وماذا قصد «السيد» منها؟

لعلّ الجانب الابرز في الكلام الداخلي لنصرالله تمثّل في تلويحه بأنّ الحزب سيتخلى عن «تواضعه» في مقاربة الملف الحكومي وسيرفع سقف مطالبه ربطا بالانتصارات التي يحققها محور المقاومة في الاقليم، إذا تأكد من ان هناك من يعوّل على رهانات وتطورات خارجية في حسابات التأليف.

ويقول العارفون بأبعاد موقف «السيد» ان الهدف منه ليس التهويل او التهديد، بل تنشيط «الخلايا السياسية» للحريري وتحفيزه على الإسراع في تشكيل الحكومة على قاعدة لبننة «الولادة» وفصل العوامل الخارجية عن هذه الطبخة الداخلية، مع الاشارة الى انّ حرص نصرالله على استخدام الـ«إذا» في معرض تطرّقه الى احتمال وجود رهانات عابرة للحدود لدى البعض، إنما يترك هامشاً أمام الرئيس المكلف للتحرك واستعادة المبادرة وفق معايير محلية الصنع، من دون تحويل «الشبهة» الى «تهمة» في الوقت الحاضر.

ويكشف المطلعون على كواليس النقاشات في «حزب الله» عن انّه في حال قرر بعض الافرقاء المحليين المضي بعيداً في تصلّبهم وشروطهم تناغماً مع ضغوط الخارج او رهاناً عليها، فان التعديل في سقف مطالب الحزب لن يتصل بعدد وزرائه، وانما بوظيفة الحكومة المقبلة وأجندتها السياسية، مشيرين الى أنّ نصرالله لن يفصح حالياً عما سيطلبه آنذاك، لكن الأكيد ان اموراً جوهرية ستتبدل في طرحه.

والمفارقة التي يتوقف عندها الحزب باستغراب هي ان من يخسر محوره الاقليمي هو الذي يصعّد خطابه ويشترط عدم استئناف العلاقات الطبيعية مع سوريا لتشكيل الحكومة، في حين انّ الفريق المنتمي الى المحور المنتصر هو الذي يبدي مرونة شديدة ويتجنب صرف «تفوّقه» الواضح والظاهر للعيان في البازار الحكومي. وضمن هذا السياق، تلفت الاوساط المقربة من «الحزب» الى انّ نصرالله لم يشترط حتى الآن تفعيل العلاقة مع سوريا او ادراج هذا المطلب في البيان الوزراي، لتسهيل ولادة الحكومة الجديدة، على رغم ان بامكانه ان يفعل ذلك، من موقع الشريك في انتصارات الميدان السوري والحليف لدمشق، وكل ما طلبه الحزب مع حركة امل هو تمثيلهما بستة وزراء انسجاما مع التوزانات اللبنانية المرهفة، إضافة الى مراعاة بعض الحلفاء مثل « تيار المردة» والمجموعة السنية المستقلة عن «تيار المستقبل».

وبينما بادر الحريري أخيراً الى رفع نبرته، ملوحاً باستعداده لعدم تشكيل الحكومة إذا اصرّ البعض على التطبيع مع النظام السوري، وتعتبر الأوساط المقربة من «الحزب» انّ هذا الموقف يندرج في إطار افتعال ذريعة جديدة لتبرير الاخفاق المستمر في التأليف.

وتشدد الأوساط على انّ من مصلحة الحريري وحلفائه تشكيل الحكومة أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، لانّ ما يمكنهم تحصيله الآن قد يصبح متعذّراً في ما بعد، مشيرة الى ان التطورات المتلاحقة من الجنوب السوري الى الحديدة في اليمن تُبين بوضوح انّ موازين القوى لا تسمح بمزيد من الرهانات الخاطئة والعبثية. وترافق تصعيد الحريري ضدّ الانفتاح على سوريا مع معلومات توافرت لدى شخصية لبنانية واسعة الاطلاع حول لجوء السعودية الى تحريك «أقنية خلفية» مع دمشق، بهدف استشراف إمكان استئناف التواصل الثنائي، وهو ما يفسّر ربما قول نصرالله في خطابه الأخير بأن هناك من قد يضطر مستقبلاً الى التراجع عن موقفه المتشدّد حيال العلاقة اللبنانية - السورية. وفيما أظهرت إحدى الدراسات انّ قيمة صادرات لبنان الصناعية والزراعية عبر معبر نصيب تصل الى مبالغ ضخمة، قياساً على المعدلات التي سبقت اقفاله، يعتبر كل من الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري و«التيار الحر» و«حزب الله» انّ بند إحياء كلّ أشكال التواصل مع الدولة السورية يجب ان يكون أساسياً على جدول أعمال الحكومة المقبلة، لأن فيه مصلحة حيوية للبنان بالدرجة الاولى، سواء لجهة تصريف البضائع أو لجهة تأمين الارضية اللازمة لعودة النازحين. ولعلّ الحريري الذي يعرف الوزن الثقيل لهذه الاطراف، يحاول ان يخوض من الآن معركة استباقية أو وقائية لتفادي تجرّع «كأس التطبيع» المرّة على طاولة الحكومة الجديدة، يؤازره في ذلك كل من «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«القوات اللبنانية».

العقدة المسيحية

على خط آخر، يبدو أنّ الحريري لم يتمكن بعد من فكّ «العقدة المسيحية»، وإن كانت قد لانت قليلاً في الأيام الماضية، أقلّه من حيث الشكل، بعد لقاء الرئيس المكلف برئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، وما تلاه من مشاورات في اتجاهات عدّة.

ويُظهر التدقيق في حقيقة ما دار بين الحريري وباسيل انّ بعض الأمور التي كان يُعتقد انها حُسمت، لا تزال عملياً عالقة او غامضة، ومنها مسألة موافقة باسيل على تخفيض حصة «التيار» ورئيس الجمهورية من 11 وزير الى 10، إذ يؤكد مصدر موثوق تسنّى له الاطلاع على مجريات اللقاء، انّ وزير الخارجية لم يبلّغ بعد الى الرئيس المكلف موافقة واضحة وصريحة على هذا التخفيض، خلافا لما اشاعه الحريري نفسه، موضحاً انّ «التيار» تجنب الرد المباشر على الحريري حتى لا يُتهم بأنّه يعرقل التأليف. وتبعاً للمصدر، يصرّ باسيل على ان يتمثل «التيار» والرئيس وفق الحجم الذي يستحقانه، من دون ان يعني ذلك انّ الثلث المعطل هو الهدف، لأن الحاجة اليه انتفت اصلاً مع وجود عون في الرئاسة، «ولكن في حال أفضى معيار الإنصاف الى وجود كتلة وزارية تعادل تلقائياً الثلث زائداً واحد او اثنين فهذا لا يجب ان يُسبب مشكلة للآخرين، تماما كما انّ المعيار الموضوعي لا يجب ان يشكّل مشكلة لعون وباسيل لو انّه أنتج كتلة وزارية تعادل الثلث ناقصاً واحداً او اثنين». ويؤكد المصدر المواكب عن قرب للمفاوضات الحكومية ان هناك صعوبات أساسية تمنع حصول «القوات اللبنانية» على حقيبة سيادية، لافتاً الى انّ ضباطاً في الجيش حذّروا على سبيل المثال من انّ ردّ فعلهم سيكون سلبياً في حال جرى منح وزارة الدفاع الى «القوات».

ويشير المصدر الى انّ الثنائي الشيعي، وخلافاً للمعلن، يرفض ضمناً اعطاء «القوات» حقيبة «الخارجية» او «الدفاع» نظراً الى حساسيتهما الفائقة، والحريري يعلم جيداً هذا الامر، كما ان الرئيس المكلف ليس في وارد منحها «الداخلية»، وبرّي بدوره لا يمكن ان يتنازل لها عن «المالية».

ويلفت المصدر المطلع على كواليس التفاوض الى انّ باسيل يشعر بأنّ «الاشتراكي» و»القوات» يعرقلان تشكيل الحكومة بناء على إشارات خارجية يجري تمويهها بذرائع محلية مفتعلة، كاشفاً عن انّ باسيل أكّد للحريري منذ بدايات تكليفه انّه مقتنع بأنّ حصة «القوات» الموضوعية هي 3 وزراء ولكنه لا يمانع في رفعها الى 4 او 5 شرط ألا تُعطى هذه الهدية من حساب «التيار» الذي يقارب معادلة التوزير من زاوية انّ الحقائب الوزارية هي ملك للشعب ربطا بنتائج الانتخابات النيابية، وبالتالي ينبغي توزيعها على اساس هذه النتائج حصراً.

 

{دراما} حسن نصر الله

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/16 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66801/%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-salman-al-dossary-hassan-nas/

من سردابه السري المجهول، وبطريقة الصراخ نفسها، خرج حسن نصر الله من جديد. هاجم، وضلل، وزوّر، وخوّن. ولأنه يفهم في كل شيء، لم يترك قضية لم يدس أنفه فيها، كما دس أنف لبنان الذي يقول إنه يتخذ سياسة النأي عن النفس. من سوريا إلى كندا، مروراً بقطر، واليمن، والعراق، ومجلس التعاون، وتركيا، وماليزيا، والولايات المتحدة، وبالطبع إيران، متمنياً أن «الرهان على إسقاط النظام في إيران أو تغيير وجهته عبر الحصار والعقوبات لن يتحقق»، ومدافعاً بالطبع عن إيران بأنها «هي أقوى من أي زمن مضى، وهي الأقوى في المنطقة، ونظامها قوي ومستحكم وثابت». نعم، هكذا إيران هي الأقوى في تمنيات نصر الله. اللغة نفسها التي يتحدث بها خامنئي، المنطق ذاته، الأكاذيب نفسها. والخصوم أنفسهم، وبالطبع النتيجة نفسها.

يعدد نصر الله، كعادته في خطاباته، التي لا يستطيع أحد أن يعدها، انتصاراته، لكنه لا يتوقف ويشرح أينها. يفاخر بمرور 12 سنة على حرب دمر فيها لبنان، وينسى كبير المتناقضين أنه قال يوماً: لو كنت أعرف أن كل هذا الدمار سوف يحل بلبنان لما بدأت الحرب، وفي الوقت نفسه يزعم أن «(حزب الله) أقوى من الجيش الإسرائيلي». يواصل تدمير لبنان بتخريب علاقاته مع جيرانه وأصدقائه، غير حافل بأي ضرر يقع من تدخلاته في شؤون دول صديقة للبنان. يذرف دموع التماسيح على السوريين، ناسياً أن نائب حزبه في البرلمان اللبناني، محمد رعد، هو من قال عن اللاجئين السوريين في بلاده، إن مخيماتهم «قنبلة موقوتة». يمارس ما يدينه بنفسه؛ فهو من جهة يزعم أن «الصراعات السياسية والشتائم والاتهامات لا تحقق الإنماء والخدمات في لبنان»، لكن نصر الله لا يتغير، فهو المتناقض الكبير الذي يدخل بلاده في صراعات سياسية هي في غنى عنها، شاتماً ومتهماً ومتطاولاً، فهل ما قاله يحقق الإنماء والخدمات في لبنان؟!

خطابات نصر الله أصبح لا طعم ولا لون لها حتى عند جمهوره الذي يتابعه فقط من خلف الشاشات، يكرر العبارات والمصطلحات نفسها، والهجوم ذاته على أصدقاء لبنان، والدفاع نفسه عن مصالح طهران، وإلا مَن المستفيد من تكرار أكذوبة التدخل السعودي في لبنان سوى النظام الإيراني؟! أليس نصر الله نفسه من اعترف بأن إيران هي من ينفق على «حزب الله»؟! بل إن طهران نفسها تقدم الأدلة على تدخلها، كما جاء على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني حين قال في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، إنه لا يمكن في الوقت الحاضر اتخاذ ما اعتبره إجراءً حاسماً في العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج، دون إيران؛ وهو ما استدعى رد سعد الحريري عليه حينها في تغريدة جاء فيها: «قول روحاني أن لا قرار يتخذ في لبنان دون إيران قول مرفوض ومردود لأصحابه»، ولم يستطع نصر الله وقتها تكذيب مرجعه السياسي والروحي، حيث اكتفى «حزب الله» بتضليل الرأي العام والقول إن التصريحات «أسيء فهمها».

شيئاً فشيئاً تحولت خطابات حسن نصر الله إلى دراما من الدرجة العاشرة، لا يهتم بها أحد، ولا تؤثر في أحد. لبنان الجريح وحده الذي يعاني من جراء تبعات التدخلات السافرة، ويحسب على الدولة أن هناك من ينخر لمنع استقرارها وبقاء جروحها مفتوحة، أما نصر الله وحزبه فلا يهمهما سوى تسويق النموذج الإيراني الذي غدا تحت العزلة أكثر من أي وقت آخر، وبالتأكيد «حزب الله» ونصر الله يدوران في فلك المعاناة الإيرانية المتزايدة ذاتها.

 

الحالة المارونية في لبنان: الإنجاز الحاصل والتأطير الملتبس

حسن منيمنة/الحرة/16 آب/18

ثمة مؤسسة في لبنان قادرة أن تشهر استمرارية تبلغ أربعة عشر قرنا. ليست هي الدولة اللبنانية بالطبع، فهذه مع تتالي مراحل انتدابها واستقلالها وخرابها وجمهوريتها الثانية لم تبلغ بعد مئتها الأولى، ولا هي الأشكال المتعاقبة السابقة لها، الإمارتان المعنية والشهابية ومتصرفية جبل لبنان، إذ أن هذه بمجموعها لا تتجاوز القرون الأربعة. هي البطريركية المارونية، من بدايات متواضعة، حين نزلت على ما هو اليوم لبنان الشمالي، في القرن السابع الميلادي، إلى أن تحققت الغلبة العددية للمؤمنين بها في عموم الجبل وسفوحه بعد ما يزيد عن الألفية، وتواصل انتشار أديرتها وكنائسها وصلبانها.

بل اتسعت معها تسمية جبل لبنان المقترنة بها، لتدخل بها نواحي جبيل وكسروان والتي كان معظم أهلها بأمسها من فرق الشيعة، وصولا إلى المتن والشوف، والتي كانت تعرف باسم الغالبين من سكانها وحكامها، ليصبح "جبل الدروز" "جبل لبنان الجنوبي". بل استمر هذا التحول في القرن الماضي، ليتبدل اسم "جبل عامل"، على عمق تاريخه ووزنه الحضاري، فيغدو "لبنان الجنوبي".

إذا كان في هذه التبديلات من الإجحاف الذي لا بد من مراجعته، فإنه لا حرج بأن يشار إلى أن لبنان، والذي أثبتت مآسيه بأنه الوطن لمواطنيه على رغم تنازعاتهم السياسية واختلافهم الطائفي، هو نتاج تاريخي للبطريركية المارونية.

ليس في هذا القول زعم حصرية، بل لا بد من الإشارة إلى الدور الفاعل لسائر الجماعات، جمهورا وزعامات، بالتفيؤ بهذا النتاج حينا، وبالبناء عليه أحيانا، لتحصيل هامش من الاستقلالية إزاء اندفاع قوى خارجية تفوقها قدرة، فرادى ومجموعات. وفي الشق المقابل يتوجب التذكير بأن هذه الأطراف المحلية كافة، من دون استثناء المارونية منها، قد أمعنت كذلك بالاعتماد على القوى الخارجية، في سعي دقيق، ناجح حينا فاشل أحيانا، لموازنة اعتبارات النفوذ المحلية. على أنه يمكن القول من دون مبالغة أنه لولا البطريركية المارونية لما كان لبنان.

"المارونية السياسية"، أو التوجه السيادي المسيحي في لبنان أنقذ الوطن من الانحلال والضياع مرتين على الأقل في العقود الماضية

ثلاث ملاحظات هامة تلقي الضوء على هذا الدور المفصلي في تاريخ المشرق.

الملاحظة الأولى، حول الذمية، هي أن السردية السائدة لتاريخ المشرق يعتليها حكما وطبعا الحضور السياسي للدول السلطانية الإسلامية والحجم الحضاري للدين الإسلامي، وصولا إلى اعتبار المشرق دار للإسلام. هو كذلك. ولكنه، بالدرجة عينها من الأصالة والرسوخ، هو أيضا دار للمسيحية، وغيرها.

والمسيحية المشرقية، بوجهها الماروني بالتأكيد، لم تكن ذمية صاغرة، بل بالتعبير المستحدث حرة وسيادية. فما تشهد عليه المصادر والذاكرة هو أن الكنيسة المارونية، والتي تعود أصولها الروحية إلى قرون سابقة للفتح الإسلامي، لم تندرج قط في إطار عقد ذمة. الموارنة حاربوا وعاهدوا واستأمنوا، وفق المقتضى على توالي العصور، غير أن صفة "الذميين" لم تنطبق عليهم. بل بقيت كنيستهم على قدر متحقق من الحرية في اختياراتها واصطفافتها.

الملاحظة الثانية حول مقام الكنيسة المارونية، وهي أن هذه الكنيسة هي إحدى كنائس مشرقية عدة تدعي كرسي أنطاكية. يذكر هنا أن الكنائس الرسولية، أي التي أسسها حواريو السيد المسيح وفق التاريخ الكنسي، هي أربع: كنيسة بيت المقدس أسسها مار يعقوب، وكنيسة الإسكندرية أسسها مار مرقس، وكنيستا إنطاكية وروما، أسسهما الرسولان بطرس وبولس، وهاتان الأخيرتان مسكونيتان، أي للعالم أجمع، فهما كنيسة إنطاكية وسائر المشرق، وكنيسة روما وسائر المغرب، متساويتان في التأسيس والدور. وبطريرك أنطاكية هو الند بالتالي لبابا روما، ولكن اللاهوت الكاثوليكي يعتبر أن طروء البدع والهرطقة على الكنائس المشرقية كافة أسقط عنها الصفة الرسولية وتوجب إعادة اتحادها مع كنيسة روما.

الدعوة إلى الاتحاد هذه شطرت كافة الكنائس المشرقية إلى أرثوذكسية مستقلة وكاثوليكية متحدة مع روما. وحدها الكنيسة المارونية خارج هذا الترتيب، بل يسعها الإعلان أن التزامها بالإيمان الكاثوليكي القويم لم ينقطع وكذلك بالتالي اتحادها بكنيسة روما، ما يحفظ لها رسوليتها ويبقي المساواة بين بطريركها وبابا روما. هذا من حيث النظرية.

أما على أرض الواقع، فإن الكنيسة المارونية الصغيرة قد اعتمدت على شقيقتها الكبرى في روما للحماية والدعم على مر تاريخها، ورضيت (بل اعتزت) بتنصيب بطريركها في هيئة الكرادلة الناخبة للبابا. وهذه العلاقة الخاصة بين الكنيستين، والتي توطدت بإصلاحات مؤسساتية وطقسية في القرن الثامن عشر، كانت ولا تزال الأداة الأولى التي اعتمدتها البطريركية المارونية عبر التاريخ لدرء خطر الإخضاع، سواء كان الطرف الساعي إلى ذلك خارجيا يتقصد الطائفة المارونية، أو من داخل الطائفة يسعى إلى التفرد بقرارها.

الملاحظة الثالثة حول سرديات التمايز. خلافا للرواية الذاتية الضمنية، والتي دخلت إلى صلب الخطاب السياسي القومي المسيحي في لبنان، فإن زخم المواجهة الدينية والتاريخية لم يكن محصورا بالصراع بين المسيحيين وخصومهم من المسلمين، بل كان داخليا كذلك لدى هؤلاء ولدى أولئك، أي أن التصادم كان أيضا داخل الصف المسيحي كما داخل الصف المسلم.

أهمل التاريخ المسيحي اللبناني الخلافات التأسيسية المحتدمة بين الموارنة والملكيين بل كاد أن يجتث اليعاقبة من الذكر تماما، رغم أهمية دورهم المغيّب في تاريخ لبنان، وسعى إلى التمايز عن المسلمين، وإن تعسفا. من هنا جاء "الفينيقيون" المنتخبون من قراءة بائدة لتاريخ المنطقة راجت في مطلع القرن العشرين، ومن هنا كان "المردة" الجراجمة المستقدمون من جبل اللكام ليعلنوا آباء قسريين لحاضر ماروني من دون أي تأييد من نص أو أثر. ومن هنا الإشارة إلى أن الموارنة سريان (بصوت خافت، إذ فيها ما يخرجهم إلى حد ما من التأصيل الواهم لفينيقيتهم بعد أن أرساها المنحى الأهوائي التمجيدي).

الإقرار بدور البطريركية المارونية بقيام لبنان والحفاظ عليه ليس دعوة إلى التسليم باللامساواة

اللغة الطقسية المارونية، بعضها على أي حال، سريانية، لأن الكنيسة المارونية في خلفيتها اللاهوتية سريانية، لا لأن الموارنة سريان. بل إن أقدم كتبهم الدينية، كتاب "الهدى"، وهو تعريب (بالحرف الكرشوني) لكتاب صلوات سريانية، يشير صراحة إلى أن عامتهم، قبل أكثر من ألف عام، لم تكن تفهم السريانية. ولكن من حق الموارنة، كما يذهب اليوم عديدهم، ألا يقحموا بهوية عربية تفرض عليهم تماه زائف مع أقوام بعيدين عنهم (النجديون مثلا)، وتنكر عليهم التشابه والتواصل مع آخرين يحاكونهم (الصقليون مثلا). غير أن الإفراط في إبراز التمايز يجعل من بعض الاختلاف "تعددية حضارية" فيما يتجاهل بعضه الآخر. الأقرب إلى الواقع أن سياق الاختلاف والتشابه هو الدوائر المشتركة بالمركز، المارونية واللبنانية والمشرقية والمتوسطية.

تاريخ هذه الكنيسة المارونية، المؤسسة للبنان، تتداخل فيه اعتبارات الانفتاح والتقوقع، الأول عند استتباب الطمأنينة، والآخر عند بروز الخطر. قبل زهاء قرن، أهالي مدن الساحل، وجلهم من المسلمين، جاء موقف معظمهم "رفض الانضمام إلى لبنان الكبير وطلب الالتحاق بالاتحاد السوري على أساس اللامركزية" للطابع الماروني المفهوم للبنان المستحدث. لكن سرعان ما أدرك أعيانهم جدوى لبنان الكبير هذا، رغم الأولوية للطائفة المارونية. إصرار الساسة الموارنة على امتيازات لطائفتهم أمسى بعرف خصومهم "مارونية سياسية"، فيها مسعى إلى ترجيح وتفضيل في خروج عن المساواة الموعودة. والنظام السياسي اللبناني، بعد تعديله، لا يزال ينضوي على قدر كبير من التفاوت.

غير أن هذه "المارونية السياسية"، أو هذا التوجه السيادي المسيحي في لبنان قد أنقذ الوطن من الانحلال والضياع مرتين على الأقل في العقود الماضية. المرة الأولى، وإن احتوت على أخطاء وتجاوزات معيبة لا بد من الإقرار بها، بوجه تفريط من منظمة التحرير الفلسطينية بالحق اللبناني بالحياة والحرية والكرامة في مسعاها إلى إحقاق الحق الفلسطيني. أما الثانية، وهي اعتراض مسعى نظام حافظ الأسد إلى احتواء لبنان شكلا ومضمونا، وإن ما كان ليحصل لولا المشاركة الشعبية، فإن الرجل الفاصل فيه كان مار نصر الله بطرس صفير، البطريرك الماروني والذي صمد بوجه إصرار نظام دمشق على تفتيت المؤسسات اللبنانية، مصرا على خطاب سيادي لبناني جسّر النجاة للوطن، انطلاقا من الدفاع عن ديمومة الواقع السيادي المسيحي.

الإقرار بدور البطريركية المارونية بقيام لبنان والحفاظ عليه ليس دعوة إلى التسليم باللامساواة. من حق اللبناني أن يسعى إلى تعديل النظام لتجاوز التفاوت بالتمثيل وبلوغ المواطنية الصادقة والتي لا يقاس فيها المواطن على أساس انتمائه الطائفي. ولكن من الحق على اللبناني كذلك، على اختلاف انتماءاته الطائفية والدينية والسياسية، أن يقر بالفضل لقيام هذا الوطن واستمراره للكنيسة المارونية، ولرجال من طينة البطريرك صفير، والذين، بالحقيقة لا المجاز، مجد لبنان أعطي لهم.

 

"أسابيع البَرَكَةْ" تكاد أن تنتهي فماذا عن "الأسابيع العُجاف" الآتية؟

الهام فريحة/الأنوار/16 آب/18

وكأنَّ تشكيل الحكومة يحتاج إلى "جرعة عراقيل" جديدة، حتى جاء شرط "إعادة العلاقات مع سوريا" ليلقي بثقله على ملف عملية التشكيل.

الرئيس المكلَّف سعد الحريري قالها بالفم الملآن: إذا كانوا يريدون تطبيعاً مع النظام السوري فليفتِّشوا عن رئيس حكومة غيري.

جاءه الرد: "لا تتسرَّع". وجاء ردٌ آخر: "أنت رئيس مكلَّف ولست حاكم لبنان".

وجاءته جرعة دعم من الحزب التقدمي الإشتراكي الذي قال عبر مصادر له:

"طريق السراي لا يمكن أن يمرَّ من دمشق، وحتماً زمن الوصاية السورية وتشكيل الحكومات في عنجر قد إنتهى إلى غير رجعة".

في المقابل، دعاة إعادة العلاقات مع سوريا يواجهون المعترضين بالمنطق التالي: كيف تريدون إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم من دون الحديث مع النظام السوري؟

كيف سيتم نقل المنتوجات الزراعية والصناعية والترانزيت عبر سوريا من دون الحديث مع النظام السوري؟

كيف سيشارك رجال الأعمال والمستثمرون اللبنانيون في إعادة إعمار سوريا من دون عقد اتفاقات مع إدارات ووزارات سورية؟

كيف يتمُّ استجرار كهرباء من سوريا من دون الحديث مع الوزير المختص في سوريا؟

وغيرها وغيرها من الأسئلة في معرض الدفاع عن إعادة العلاقات مع النظام السوري.

لكنَّ الردَّ سرعان ما يأتي وفق المنطق التالي: العلاقة مع سوريا تتمُّ عبر الأمم المتحدة التي ترعى شؤون اللاجئين، وعبر روسيا التي أطلقت مبادرة لإعادة النازحين، وجاء وفد رئاسي منها إلى الدول المعنية بشؤون النازحين أي الأردن ولبنان وتركيا.

كما أنَّ إعادة الإعمار ستتمُّ وفق موافقات دولية، أميركية وروسية تحديداً، فكفى تهويلاً بشرط العلاقة مع سوريا لتسهيل تشكيل الحكومة.

لكن بين هذين المنطقين، أين يقف المواطن العادي؟

إنَّ السجالات حول نقاط معينة، والتقاذف بالملفات يمكن أن يستمر إلى ما شاء الله، ولكن ماذا بعد؟ هذا المواطن الذي يتمنى أن يطول شهر آب، قدر المستطاع، لئلا "يتورط" في شهر أيلول، شهر المدفوعات والإستحقاقات المالية. يتمنى المواطن أن يطول شهر آب لأنه يجد فيه حركة سياحية بامتياز وانتعاشاً إقتصادياً لا بأس به، فالطرقات مزدحمة والمطاعم ممتلئة والمسابح مكتظة وأماكن السهر في الجبال والسواحل تبقى حتى ساعات الفجر الأولى... كل هذا دليل عافية، لكنه ينتهي بعد أسبوعين على أبعد تقدير، فماذا يفعل المواطنون بعد ذلك؟

ماذا سيقول لهم المسؤولون؟ هل سيقولون لهم إننا ما زلنا نفتِّش عن المنطق لنواجه بعضنا بعض في ملفات تشكيل الحكومة؟ إن "أسابيع البَرَكَةْ" تكاد أن تنتهي، ولكن ماذا عن "الأسابيع العُجاف" التي ستلي؟

 

لصوص من بلادي !!!

هلا رشيد عمون/فايسبوك/16 آب/18

- "حزب الله" أرسل شبابه للقتال في سوريا دفاعاً عن زينب، وبعضهم رجع في نعوش، ولا يهمّ إن كان شاع في مناطق نفوذه، الفقرُ والحرمانُ وإنعدامُ الأمن وتجارةُ المخدرات والخطفُ وسرقةُ السيارات والتشبيحُ، بل المهمّ ان يظل هناك مَن يردد "هيهات منّا الذلّة"!

- "حركة أمل" حوّلت المحرومين والفقراء والعاطلين من العمل، الى جيش من الشبيحة الذين يجتاحون بدراجاتهم النارية، مناطق جيرانهم لتأديبهم، والذين يحرقون القنوات التلفزيونية امام الملأ ، دون ان يُلقَ القبض على مجرم واحد. وطالما أن صورة "موسى الصدر" تزيّن منابر الساسة ومجالسهم ، فيجب السكوت عن كل انواع الفقر والتعتير والحرمان ، والتمسّك دوماً بأهداب " الأمل" !

- التيار العوني يرفع الخطاب الطائفي الى سقوفه العليا، ويسعى الى إقتناص الفرصة الذهبية، لهبش اكبر قدر من المناصب والمكاسب بذريعة إستعاده الحقوق في "العهد القوي" الذي قد يتحول الى "عهد بوزن الريشة"، فيما لو رُفع عنه الغطاء الذي يؤمّنه له "حزب الله" الذي عطّل البلد سنتين، وترك كرسي الرئاسة شاغراً كي يفرض حليفه الاستراتيجي رئيساً على اللبنانيين !

- طرابلس عاصمة لبنان الثانية تتحول الى أفقر مدينة على حوض البحر المتوسط، لأن المسؤول فيها، إما رأسمالي يهمه مراكمة ثرواته، أو تابع لا قرار له، أو جبان متخاذل، أو مخدّر ومنفصل عن الواقع!

- قانون إنتخابي يُفصّل على مقاس شخصٍ، كي يفوز في الإنتخابات التي أنفق فيها السياسيون مئات ملايين الدولارات لشراء ذمم المهمشين والمدجّنين، بحفنةٍ من الليرات، والكثير من الأكاذيب!

- جبال لبنان الخضراء هُشّمت، كي يملأ المسؤولون جيوبهم بالمال من شركائهم في صفقات المرامل والكسارات!

- النفايات تملأ شوارع لبنان، كي تضاعف النفاياتُ السياسية أرصدتها في البنوك، بالمال النظيف المتأتي من صفقات الزبالة والمحارق والمطامر!

- العتمة أعمت قلوب اللبنانيين، كي يحصل المسؤولون على حصصهم المالية من مافيات مولدات الكهرباء وشركات إستيراد النفط وسُفن توليد الطاقة الكهربائية!

- منطقة واحدة من لبنان، تنعم بالكهرباء مجاناً 24 /24 ، بينما يغرق بقية اللبنانيين في الظلمة، بسبب فساد وجشع قسمٍ من السياسيين، وخبث ودهاء قسمٍ آخر، وغباء وجُبن قسمٍ ثالث!

- الشواطىء الرملية التي هي مُلك لكل اللبنانيين، تُمنح هدايا سخيّة لأزلام وزبانية المسؤولين، كي يستثمروها ويتقاسموا أرباحها!

- كازينو لبنان الذي هو منجم ذهب، يتحول الى "مغارة علي بابا"، حيث توزع أرباحه حصصاً وغنائم ورواتب خيالية، على أفراد العصابة وكل الحرامية ممَن يرفعون شعار الإصلاح والتغيير!

- طرقات لبنان محفّرة ومظلمة ومختنقة بزحمة سير أزلية أبدية، والمشاريع الإنمائية مكدّسة في الأدراج، لا تخرج منها، إلا إذا ضمِن أصحاب الكروش من المسؤولين، نصيبهم من صفقاتها التي يتمّ أغلبها بالتراضي!

- البنوك التي يملك المسؤولون حصصاً وأسهماً فيها، تمارس الضغوط على المصرف المركزي، كي تتهرب من دفع الضرائب ، وكي تراكم أرباحها التي وصلت الى أرقام ضوئية!

-- الجامعة اللبنانية تتحول الى دكانٍ طائفي للتوظيف، يحشو فيه المسؤولون أزلامهم وأتباعهم!

- وزارات ومؤسسات وإدارات رسمية تصبح ملكاً لزعماء الطوائف ومرتزقتهم الذين يحولونها الى أوكار وأسواق لإجراء الصفقات والسمسرات وكل انواع "البيزنيس"!

- مليارات الليرات تذهب سنوياً الى ورثةِ رؤوساء جمهورية ورؤوساء حكومة ونواب سابقين يشكلون العصب الرئيسي للإقطاع العائلي والإقتصادي والسياسي في هذا البلد المنهوب!

- مليارات الليرات تهدرها خزينة الدولة سنوياً، على إستئجار مبانٍ حكومية وجامعية، من أجل تنفيع الأقربين والأبعدين من المحظوظين المحسوبين على المسؤولين!

- مليارات الليرات تذهب الى جيوب المسؤولين وزوجاتهم، تحت مسمّى مقنّع هو "جمعيات خيرية وإنسانية"!

- تبديد المليارات في الداخل ، وإقتراض المليارات من الخارج، ثم معاودة الإقتراض لدفع فوائد القروض الأولى، والمفاخرة بأن المجتمع الدولي يثق بلبنان ، وإلا لَما ركّب عليه مليارات الدولارات من الديون!

- أراضٍ ومشاعات تتحول بصكوك قانونية، الى ملكيةٍ خاصة للمسؤولين وأبنائهم!

- قضاة يعاقبون ويعفون ، يدينون ويبرّئون، بناء على رغبةِ ومشيئةِ ومصلحةِ مُعلّميهم السياسيين!

- ضباط فاسدون ومرتشون يصبحون من أصحاب الملايين!

- الجنسية اللبنانية تُعرض في المزاد العلني لمَن يدفع أكثر من اصحاب السوابق والفاسدين والمجرمين، وتُمنع عن مستحقينها!

- وزير يشتري طائرة خاصة، ويسافر من بلدٍ الى بلد على نفقة شعب لبنان العظيم، من أجل تشجيع بعض اللبنانيين الذين طفشوا من لبنان، على إستعادة الجنسية!

- وزير يشتري فيللا بأسبانيا بملايين الدولارات!

- مسؤول يستفيد من قروض سكنية بملايين الدولارات ، كانت مخصصةً لأصحاب الدخل المحدود من أفراد شعب لبنان العنيد !

- موظفون في الإدارات العامة يتقاضون رواتب شهرية ، دون ان يذهبوا الى اماكن أعمالهم !

- حارس في "أوجيرو" يحصل على مبلغ 19 مليون ليرة في شهر واحد. ويكشف جدولُ رواتبٍ مسرّب، أنّ 24 موظفاً في هذه الشركة الفاسدة، قد تقاضوا 576 مليون ليرة في شهر واحد !

- متسلطون يسرقون وينهبون ويشتمون بعضهم على مواقع التواصل الإجتماعي، ويأججون النعرات الطائفية بغية نيل غنائمهم من الدولة/البقرة الحلوب، ثم يستدعون الى التحقيق مواطناً مخنوقاً ومجروحاً، لأنه إنتقد فسادهم على التويتر او الفايسبوك !

- شعب جائع وعاطل من العمل ويائس ومحبط ويحلم بالحصول على فيزا من سفارة أجنبية، فيما المهرجانات الفنية تجتاح الوطن من جنوبه الى شماله!

وكل هذا الفساد والخراب والنهب والهبش والنتش واللطش والهدر والسرقة والبلطجة التي تصادر أموال خزينة الدولة وتقلص مداخيلها .. ليس سوى رأس جبل الجليد .. لأن ما خفي كان أعظم بكثير، ولا يكشفه لنا سوى النكايات والمهاترات والحرتقات بين السياسيين اللصوص انفسهم الذين حوّلوا الوطن الى "شركة مساهمة" تقدم لزبائنها خدماتٍ وسِلعاً بأسعارٍ هي الأغلى في المنطقة والعالم: أغلى فاتورة كهرباء، ماء، هاتف، إنترنيت، بنزين، إستشفاء، دواء ... !!!!

لبنان هو البلد الذي يسير فيه فسادُ السلطة الحاكمة عارياً، دون قفازات، دون أقنعة، دون حياء .. وهو البلد الذي يُعبد فيه الزعيمُ الطائفي الذي يغفر له قطيعُه المدجّن، كل جرائمه وخطاياه ، ويتمنون له دوام الصحة وطول العمر، كي يظل داعساً على رؤوسهم طول العمر !!!

 

من القديم الجديد دائما من أجل الحق والعدل ولو كره الظالمون

كلمة الدكتور سعود المولى في حفل إفطار المركز العربي للحوار واللقاء العلمائي اللبناني في البريستول غروب الثلثاء 14 آب 2012

السادة أصحاب الدولة والمعالي والسعادة...السادة أصحاب السماحة والفضيلة والسيادة.. أيها الأخوة ، أيتها الأخوات... السلام عليكم جميعاً في هذه الأمسية التي أحببنا أن تكون جامعة لمعنى الوطن الذي نعيش فيه ولمعنى الدولة المدنية التي نطمح أن تكون لنا...

أهلاً بكم جميعاً وتقبل الله صيام الصائمين منكم وطاعاتهم، وحفظكم الله جميعاً مسلمين ومسيحيين، متدينين وعلمانيين، في هذا اليوم الفضيل من أيام الله.

أود بداية أن أحيي باسمكم كل من ساهم بانجاح هذا الحفل وكل من واكب ونظم ودعم.. أحيي معكم أولاً الأخوة في اللقاء العلمائي اللبناني.. وأحيي معكم ثانياً الأخوة والأخوات في المنتديات والتجمعات الثقافية والمدنية في الجنوب والبقاع والضاحية.. وأحييكم جميعاً ثالثاً لأن تلبيتكم هذه الدعوة تقيم علينا الحجة وتلزمنا بالأمانة وبمسؤولية الوفاء.ونحن نعاهدكم بأن نكون معكم على مستوى هذه المسؤولية...

أيها الأخوة، أيتها الأخوات

اليوم تولد شعوبنا العربية من المحيط إلى الخليج ولادة جديدة بعد عقود من الموت والقمع والعقم على يد أنظمة سياسية استبدادية ، جاءت إلى الحكم باسم فلسطين والوحدة فلم تحقق لنا بعد حوالي الستين عاماً من قيامها سوى استباحة كل القيم والمقدسات وأولها وأهمها قيمة الإنسان ذلك المقدس الأساس..

اليوم تتقدم شعوبنا العربية على خط امتلاك وجودها ومستقبلها بنفسها واستعادة حقوقها المستباحة واستعادة إنسانيتها المنتهكة، واستعادة أوطانها المحتلة المغتصبة..

اليوم تعيد الشعوب العربية التي أضناها القمع والاستبداد السلطوي والمافيوي، والانقسام الطائفي والقبلي، والتنازع الحزبي والفئوي، تعيد تشكيل نفسها على أسس جديدة ليست اليوم ناجزة مكتملة ولكنها بداية مخاض حقيقي كان ينبغي أن يحصل منذ النهضة الأولى التي أجهضتها نكبة فلسطين وانقلابات الظباط الأشاوس.. وفي أتون هذه التحولات تغلبت الشعوب على الخوف واليأس والاستلاب والتهميش والمهانة والعطالة والإحباط وفقدان الهوية وضياع الذات..فاكتشفت القوة الحقيقية للوحدة والوعي والتنظيم والقيمة الحقيقية للحق والعدل..

هذه الانتفاضات والتحولات المواكبة لها تعيد تشكيل عالمنا العربي ونظامنا الإقليمي وهي فاتحة عهد جديد عنوانه العام والأساس: صياغة عقد اجتماعي جديد يقوم على حكم القانون والمؤسسات، وعلى إلغاء نظام السلطة المطلقة أو أشكال الحكم الاستبدادية، وعلى إقامة نظم سياسية لا إلغائية فيها ولا فئوية عائلية مافيوية، وعلى إقامة مجالس منتخبة تحقق تمثيل المواطنين ومساهمتهم المتساوية في حياة بلادهم، وعلى تداول السلطة سلمياً، وهي تحولات ذات أفق مفتوح على شتى الاحتمالات.. ويكفي أن المنعطف السياسي الأهم تمثل في مطلب إقامة الدولة المدنية.. لا دولة دينية ولا دولة علمانية، لا دولة فاشية أو شيوعية أو بعثية أو قومية من أي لون... الدولة المدنية... الدولة المدنية هذه هي المسألة والقضية الأساس التي ستحكم المجادلات والسياسات للعقود القادمة... وفي هذا فليتنافس المتنافسون..

ونحن دعاة دولة مدنية لا دين لها، دولة الحق وسيادة القانون والمؤسسات وفصل السلطات واستقلال السلطة القضائية وقانون انتخابي عادل وتمثيلي وقانون أحزاب وطني علماني..وهذه الدولة المنشودة تحتاج إلى جهودنا جميعاً..

لقد نجح اللبنانيون، وفي أحلك الأيام والمحن، وبتصميم قوي على الحياة، في إنتاج صيغة مميزة حفظت لهم استقلالهم وانتماءهم الى محيطهم، كما نجحوا في تجديد هذه الصيغة عند كل المنعطفات. ويكفي هنا أن نستعيد محطات الثوابت الوفاقية الميثاقية وخصوصاً محطة وثيقة المجلس الشيعي 1977 التي قالت أن لبنان وطن نهائي لجميع بنيه، ومحطة الاجتماع الإسلامي في 18 آب 1982 وقد جاء في بيانه الختامي: «لبنان لا يساس بحكم العدد (...) ولو شاء المسلمون أن يحكموا العدد لتبدل وجه لبنان وتبدلت صيغته لئلا نقول هويته». ومحطة بيان الثوابت الاسلامية في 19 أيلول 1983 التي صاغها الشيخان محمد مهدي شمس الدين وحسن خالد..ومحطة وصايا الامام شمس الدين في كانون الثاني 2001.. دون أن ننسى محطات احتضان كل لبنان للمقاومة من اتفاق الطائف 1989 إلى بيان القمة الدينية اللبنانية الجامعة في 2 آب 1993 إلى الموقف الحكومي والشعبي في نيسان 1996 وفي صد اعتداءات 1998 و1999 وفي يوم استعادة الجنوب من الاحتلال عام 2000 وصولاً إلى الموقف الوطني الجامع في يوم 14 آذار 2005 وكذلك في عدوان تموز 2006 حيث أكد لبنان كله موقفه في التصدي للظلم وللعدوان وفي مقاومته بشتى السبل والوسائل، وفي احتضان اللبنانيين لبعضهم البعض من الجنوب والبقاع والضاحية إلى العاصمة والشمال والجبل ...

ونحن دعاة أن لا يكون للشيعة أو لأي مكون من مكونات هذا الوطن نظام مصالح خاصاً به يتناقض أو يتجاوز على نظام مصالح الوطن والدولة الجامعة للجميع..ونحن دعاة أن لا يكون للشيعة أو لأي مكون من مكونات هذا الوطن ما سوى الولاء للوطن وللدولة التي نقيمها معاً. ونحن دعاة مصالحة وطنية شاملة وسلم أهلي دائم وحماية حقوق الجميع والانماء المتوازن والسياسة العادلة للجميع..وأن لا يكون هناك أي احساس بظلم أو غبن أو تهميش لأي فئة ولأي منطقة من لبنان..

ولكن يهمنا اليوم بالتحديد أن نقول بأن على المواطن الشيعي والجماعة الشيعية أن لا تمثل نظام غلبة واستقواء... نقول لكل اللبنانيين وللشيعة خصوصاً: اندمجوا في دولكم، واندمجوا في شعوبكم، واندمجوا في أنظمة مصالح هذه الدول والمجتمعات، لكن لا تنشئوا نظام مصالح خاصاً بكم..التزموا بقوانين بلادكم! وهذا نقوله عن قناعة فقهية دينية اسلامية عامة وشيعية خاصة.. ونقوله عن قناعة وفقاهة سياسية وطنية لبنانية..

الشيعة كائناً من كانوا، أو في أي مكان كانوا، هم ينتمون إلى أوطانهم وقومياتهم وشعوبهم ودولهم، ولا ينتمون إلى دولة ولاية الفقيه أو إلى حزب أو طائفة....الشيعة موجودون في بلدان وأوطان وهم جزء منها ومن شعبها ومجتمعها.. أما على صعيد التمذهب الخاص، فالتمايز موجود، وهو تمايز ثقافي. وهو تمايز ندعو إلى حفظه وصيانة مقوماته، لكن على أساس عدم إنشاء الشيعة نظام مصالح خاصاً بهم داخل الوطن. فنحن نقول بتحطيم هذا النظام من المصالح، وأن يستبدل بنظام مصالح وطني، اقتصادي سياسي تنظيمي، وأن يبقى التنوع الثقافي والتمذهب الخاص.

وفي لبنان وبعد اتفاق الطائف لم يعد هناك من مسوغ لادعاء أو لشكوى الغبن أو التهميش لدى الشيعة أو لدى سواهم... فالمسألة من الناحية السياسية هي من حيث المبدأ في الصيغة الأفضل لما يمكن أن يوجد... وكل اللبنانيين، سواء كانوا شيعة أو سواهم، عليهم أن يلتزموا الدولة الواحدة، ولا يوجد بديل من الدولة.... وفي يومنا هذا فإن منطق أقلية وأكثرية في لبنان بالمعنى الطائفي لا يجوز استخدامه ولا يمكن استخدامه...إن إعادة تكوين مفهوم الدولة المدنية الجامعة المانعة السيدة الحامية والضامنة لأمن لبنان واللبنانيين، هو الأفق الوحيد الذي يتطلع المسلمون الشيعة إليه. وفي سياق هذا السعي الذي يتقاسمونه مع لبنانيين من شتى الانتماءات الطائفية والأهواء السياسية، يبقى اتفاق الطائف، الذي جعله اللبنانيون سبيلاً إلى تحديث نظامهم السياسي، وإلى تأمين العدالة والمساواة في حقوق المواطنة، للجميع وبين الجميع، يبقى الميثاق الملزم لجميعهم، والناظم لشأنهم العام وحياتهم المواطنية وذلك بمعزل عن كونه نصٍّاً يحتمل النقاش والتعديل باتفاق اللبنانيين وبما يلبي طموحات التحديث.

لكن سيادة الدولة ما زالت تصطدم بعائق بنيوي يتمثل في القيد الطائفي الذي يلقي بثقله على مستقبلنا الوطني، ويحول دون بناء نظام فاعل يضمن في آن معاً المساواة بين حقوق المواطنين وبين حفظ التعدد الطائفي. ومثل هذا النظام المطلوب يستجيب لمعنى المواطنة، من خلال مساهمته في جلاء طبيعة العقد الاجتماعي الذي تقوم عليه حياتنا الوطنية، وفي تعيين طبيعة الدولة التي تستطيع تجسيد هذا العقد.

إن حق لبنان في الدفاع عن نفسه في وجه الإعتداءات مسؤولية وواجب وطني تستلزمه أصلاً مفاهيم سيادته وأمن شعبه، وتضمنه المواثيق الإقليمية والدولية.

إن مهمة الدفاع عن لبنان هي صلاحية سيادية للدولة اللبنانية وسلطاتها المنتخبة التي تمثل الأمة، وبواسطة كافة أشكال العمل السياسي والعسكري ولكن ضمن سقف المصلحة اللبنانية الوطنية المنزهة عن أية مصالح إقليمية أو أجندات أجنبية.

إن تسليح الجيش اللبناني وتعزيز قواه هو أولوية وطنية لحماية لبنان من التهديدات الصهيونية ولصيانة سيادته وسلمه الأهلي.

وإن مساهمة أي تنظيم سياسي لبناني، بالأمس أو اليوم، في الجهد المبذول للدفاع عن لبنان شأن إيجابي يمكن الإستفادة منه والبناء عليه بحيث يكون قوة إضافية للدولة إذا أصبح جزءاً من جهوزيتها وعمل ضمن كنفها وتحت سقف الوطن الواحد.

إن غاية الدفاع عن لبنان وشعبه هو قيام دولةٍ مدنيةٍ تحدد السياسة الدفاعية في عداد ما تخطط من سياساتها.

إن المقاومة واجب ديني وأخلاقي إنساني ووطني في مواجهة الإحتلال وهو ما تكفله المواثيق الدولية كافة..ولكن المقاومة ليست غاية في ذاتها... المقاومة هي أداة أو وسيلة في خدمة هدف أو أهداف الإنسان والمجتمع والأمة.. المقاومة هي وظيفة نضالية محددة محكومة بأسلوب وبضوابط ، وبسقف سياسي واضح من حيث حفظ المصالح وجلبها ومن حيث درء المفاسد وتجنبها.. وفي المعنى الوطني، أو السياسي الوضعي، فان المقاومة، أية مقاومة، هي قوة سياسية مسلحة تلتزم سقفاً ناظماً شاملاً وعميقاً هو ميثاق البلاد ودستورها وما اتفق عليه أهلها من نظام حكم ومؤسسات، وما تعاهدوا عليه من أهداف عليا وغايات.. أيها الأخوة والأخوات: إننا نؤكد لكم التزامنا المسلمين اللبنانيين ووحدتهم وذلك ضمن الالتزام الأعمق بالشعب اللبناني وقضاياه الوطنية .وإن انتماءنا إلى الوسط الإسلامي الشيعي لا يعني اختزال عملنا في الوظيفة المذهبية أو الطائفية الخاصة بل يعني تجاوز المهمة الداخلية الخاصة لحمل هموم الوطن والشعب ومعالجة كل القضايا من موقع وطني جامع وعلى قاعدة الإسلام السمح والتشيع العادل والمواطنة المدنية المتساوية.

إن هدفنا هو تحقيق الاندماج الواعي والقوي ومن موقع إسلامي شيعي في عملية بناء الوطن والدولة وفي عملية إعادة تشكيل الشخصية الثقافية والسياسية للمواطن والمجتمع في لبنان.

إننا ننطلق من كون الطوائف والجماعات المكونّة للمجتمع ، نوافذ ثقافية لا كهوفاً يحتبس فيها أتباعها ، ومن حقيقة أن تنوع وتعدد المجتمع الأهلي هو قوتنا التي لا يجوز التنازل عنها ، كما لا يجوز المبالغة في صنميتها.

إن مسؤوليتنا ليست في الحفاظ على التنوع فهو حقيقة قائمة ، بل أن المسؤولية هي في الحؤول دون تحول هذا التنوع إلى تعدد نزاعي أو إلى أدوات لنزاعات غقليمية أو دولية أو إلى انغلاق فوقي استعلائي. إن واجبنا هو حفظ التنوع في المجتمع الأهلي ووضعه في سياق بناء العيش الواحد والدولة الواحدة والثقافة الوطنية الواحدة. إن بناء مجتمع سياسي واحد لمجتمع أهلي شديد التنوع لهو مهمة شاقة. إن قيام الدولة المدنية العادلة المتكاملة والمجتمع السياسي الوطني الموحد على أساس المواطنة دون توسيط لمذهب أو طائفة أو انتماء مناطقي أو عائلي في علاقة المواطن بالوطن وبالدولة، يتمثل في قيام صيغة متوازنة للعلاقة بين الدولة والمجتمع وبين الدولة والدين. إننا جزء من المجتمع الأهلي والمدني ونلتزم حمل هموم وتطلعات اللبنانيين على قاعدة الحق والعدل ، دون الوقوع في نزعات الغائية أو إقصائية. إن إطلالتنا على الشؤون الإسلامية الشيعية الخاصة تتم من موقع وطني جامع يبحث عن العام المدني ولا يغفل الخاص المتفاعل المندمج. وإن إطلالتنا على الشؤون الوطنية تتم من موقع إسلامي شيعي أصيل يعيد إلى التشيع وجهه الحقيقي، وللوطنية الحقة نكهتها المميزة، ضمن الانتماء الإسلامي والقومي العام.

وفقكم الله وسدد خطانا جميعاً لما فيه مصلحة هذا الشعب وهذا الوطن.. عشتم وعاش لبنان..

 

نهاية الحلف التركي - الأميركي... مسألة وقت؟

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/17 آب/18

لحظة الضغط الأميركي الشديد على تركيا ليست لحظة الإغداق في الإغراءات الروسية لها. على العكس، إنها فرصة لاستدراج تنازلات منها، تحديداً في سورية وفي بعض طموحاتها الأخرى. الصراع بين الدولتين الكُبريين على تركيا ليس بجديد، وتشهد على ذلك حقبة الحرب الباردة لكنه دخل مرحلة حرجة منذ التدخل الروسي في سورية. قبل ذلك انهارت الشيوعية وتفكّك الاتحاد السوفياتي وتلاشت الوظيفة الاستراتيجية لتركيا في منظار واشنطن. كان الحديث عن قرب خروج أميركا من المنطقة يعني تركيا خصوصاً، ولعل عاملَين ساهما في إبطائه أو تأخيره: زيادة جرعة الأسلمة في الحكم التركي، وتحوّل (بل تحويل) الأزمة السورية من صراع بين النظام ومعارضيه إلى حرب على الإرهاب. ومع أن المتغيّرات زيّنت لرجب طيب أردوغان إمكان تحقيق مكاسب من صراع الدولتين، سواء باستغلال حاجتهما إلى تركيا وموقعها الجيو-سياسي أو باستخدام أوراقها السورية تارةً عند الروس وطوراً عند الأميركيين، إلا أن رياح الواقع الدولي لم تجرِ دائماً في الاتجاه الذي تمنّاه أردوغان.

شكّل إسقاط طائرة «السوخوي» الروسية أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2015، بعد أقلّ من شهرين على التدخل الروسي في سورية، نقطة فاصلة اضطرّت أنقرة لاحقاً إلى استخدام دفء العلاقة بين فلاديمير بوتين وبنيامين نتانياهو لتصفية أزمتها مع موسكو، وإلى تغيير مقاربتها السورية من التحدّي إلى استعداد للتعاون ما لبث أن تمثّل في إخراج آخر الفصائل المقاتلة من شرق حلب أواخر 2016 ثم بـ «اتفاق موسكو» الذي شمل إيران وبتأسيس «مسار آستانة» الذي عنى موافقة تركيا على ترويض الفصائل المعارضة واستدراجها إلى التكيّف مع الخطط الروسية، وبذلك اتخذ التقارب التركي - الروسي منحى عملياً لا مجال فيه للعودة إلى الوراء. وكان الاستثناء الوحيد الذي ناله أردوغان من بوتين ألا يصرّ الأخير على تطبيع فوري للعلاقة بين أنقرة ودمشق وأن يعترف الاثنان بأن ثمة خلافات بينهما لكنها لن تحول دون تطوير تعاونهما، أي أن تُترك للظروف، ومنها هواجس تركيا إزاء التحوّلات في شمال شرقي سورية والتسليح الأميركي للأكراد بمن فيهم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، ومنها أيضاً ترابط أجندات بشار الأسد والإيرانيين.

في المقابل، كانت النقاط الفاصلة بين تركيا والولايات المتحدة كثيرة، وليست المحاولة الانقلابية منتصف تموز (يوليو) 2016 إلّا ذروتها. قبل ذلك، مرّت الدولتان بفترات متقلّبة، إذ كانت واشنطن دفعت أنقرة إلى خط متشدّد وداعم للانتفاضة السورية ولعسكرتها، ما أدى إلى قطيعة مع نظام الأسد بعد علاقة حميمة دامت خمس سنوات. وعندما حاول أردوغان في عامي 2013 - 2014 إقناع باراك أوباما بخطط تدخّل تركي أكثر عمقاً في سورية لم يجد دعماً ولا تجاوباً، وفهم أولاً أن هذا الموقف ينسحب أيضاً على حلف الأطلسي تجنّباً لاستفزاز روسيا، وثانياً أن إدارة أوباما ليست في وارد تغيير النظام في سورية. المرحلة الأخرى التي توتّرت فيها العلاقة كانت بعد انتشار تنظيم «داعش» واستعدادات الولايات المتحدة و «التحالف الدولي» للحرب عليه، إذ اتُّهمت أنقرة بتوفير تسهيلات للتنظيم ورُفض طلبها تولّي المعارك البرّية فردّت بمنع فصائل المعارضة السورية من قبول العروض الأميركية للمشاركة في مقاتلة «داعش»، وبعدما رضخت للضغوط ووقعت اتفاقاً مع «التحالف» (2015) قرّرت واشنطن تكثيف اعتمادها على الأكراد في إطار «قوات سورية الديموقراطية» وذهبت في تسليحهم إلى حدّ أشعل الضوء الأحمر في أنقرة، خصوصاً مع تزايد عمليات الـ «بي كي كي» في الداخل التركي.

منذ ذلك الوقت، راحت العلاقة الأميركية - التركية تقتصر على محاولات لترميم التصدّعات. لم يُبرم اتفاق منبج في أيار (مايو) الماضي إلا لأن واشنطن أرادت تهدئة أنقرة بعد الاندفاعة التي أتاحها لها الروس لاجتياح عفرين وتأهبها للتقدّم شرقاً. لم يكن الأميركيون مطمئنّين لأداء الأكراد في منبج السنّية، ولم يكونوا مستعدّين لتسليمها إلى النظام، أي إلى الإيرانيين، لذلك بدا الاتفاق مع أنقرة حلّاً وسطاً وإنْ لم يكن دائماً وقابلاً للتطوير تركياً، فمصير المدينة مرتبط عموماً بالترتيبات التي يمكن التفاهم عليها مع الروس في شأن شمال شرقي سورية. وما دام الأكراد دخلوا في تفاوض مع النظام، بموافقة أميركية، فإن ملامح المرحلة المقبلة بدأت تتضح، أي أن النفوذ التركي سيبقى في الشمال الغربي بما فيه محافظة إدلب، حيث آخر معاقل الفصائل («المعتدلة»/ الجيش الحر، و «المتشدّدة»/ «هيئة تحرير الشام - (جبهة النصرة سابقاً) وتريد روسيا حسم وضعها لمصلحة النظام إمّا بمساهمة تركيا أو باجتياح قوات النظام والميليشيات الإيرانية. هنا يمكن موسكو انتهاز الأزمة المتفجّرة بين أنقرة وواشنطن لإرغام تركيا على تعديل خططها بدفع فصائل «الجيش الحر» التي وحّدتها أخيراً إلى اجتياح مناطق «النصرة» وإنهاء سيطرتها.

لا شك في أن المحاولة الانقلابية تبقى الحدث الذي زلزل العلاقات بين واشنطن وأنقرة، فالأخيرة مقتنعة بأن الأميركيين متورّطون وشركاء غير مباشرين للانقلابيين، وفي الاحتمال الأسوأ كانت تتوقّع إنذاراً أميركياً مبكراً لإجهاض المحاولة كونها دولة حليفة. وطالما أن الانقلابيين صُنّفوا من جماعة الداعية فتح الله غولن فقد أمعنت السلطة في اجثتاث الألوف منهم من الجيش والإدارات الحكومية والقضاء ومؤسسات التعليم والإعلام، وفي الوقت ذاته ركّزت على وضع غولن كمقيم في الولايات المتحدة للمطالبة بتسليمه ومحاكمته. بعد تفجّر الأزمة، غدت تلميحات أردوغان إلى التورّط الأميركي أكثر وضوحاً، إذ وضع الضغوط الاقتصادية في سياق المحـــاولة الانقلابية وما يسمّيه دعم الجماعات الإرهابية (بي كي كي)، لكن من دون اتهام مباشر.

لم تبذل إدارة أوباما حينذاك أي جهد استثنائي لتبديد الارتياب التركي بل وجّهت انتقادات حادة للحملة على «الغولنيين»، ومع ترحيبها بمناقشة ملف الداعية غولن إلا أنها لم تصرّح بأي تقويم رسمي للاتهامات الموجّهة إليه ولم تبدِ أي استعداد لتسليمه. هذا لم يمنع كبار ضباط البلدين من توقيع اتفاق آخر في إطار التحضير للمعارك ضد «داعش». وعلى رغم مواقف أولية مشجعة في ظاهرها، لم تبلور إدارة دونالد ترامب أي مقاربة أكثر استجابةً لتوقّعات تركيا في أيٍّ من الملفات الخلافية (الأكراد، الدور التركي في سورية، قضية غولن، صفقات الأسلحة...)، بل إن واشنطن أشعرت أنقرة بأنها تراقب عن كثب تقاربها مع موسكو وعزمها على شراء منظومة صواريخ «إس 400» الروسية. ومن جهة أخرى، مارست موسكو الحذر ذاته حيال سعي تركيا إلى استعادة مكانتها لدى واشنطن. ويعزو خبراء عسكريون - سياسيون في المعارضة السورية عدداً من حالات التصعيد الميداني المفاجئ في مناطق شتّى أو مجازر ارتكبتها المقاتلات الروسية من دون مقدّمات أو مبررات، إلى حاجة الأميركيين أو الروس إلى تحذير تركيا.

لم يكن متوقّعاً لقضية القس الأميركي الإنجيلي أندرو برانسون أن تتفاقم إلى حد تسميم العلاقة بين الدولتَين، إلا أن الاتهامات التركية ربطتها مباشرةً بقضية غولن، كما أن ترامب مدين انتخابياً للإنجيليين إلى حدّ المطالبة بإطلاقه «فوراً» ثم مباشرة فرض عقوبات على تركيا ومضاعفة الضرائب على صادراتها من الحديد والصلب إلى السوق الأميركية، فضلاً عن الضغط على عملتها...

مع إعادة تركيب أجزاء المشهد، من نهاية وظيفة تركيا في الاستراتيجية الأميركية، إلى الزعزعة الترامبية لحلف الأطلسي والتحالف التاريخي مع أوروبا، إلى الترقية الأميركية لمكانة إسرائيل الإقليمية وربطها بتسليم الملف السوري إلى روسيا (مع بعض الشروط)، إلى استمرار عزم أميركا على الانسحاب من المنطقة... كل ذلك، معطوفاً على ثلاثية أردوغان (أسواق جديدة وشراكات جديدة وحلفاء جدد)، يعني أن نهاية التحالف الأميركي - التركي لم تعد احتمالاً مستحيلاً، بل مسألة وقت. ولوهلةٍ، يُفترض إعادة تصوّر المنطقة كما كانت قبل الحقبة الأميركية، حين كانت روسيا ودول أوروبية تتصارع على النفوذ في تركيا العثمانية التي ربما تدفعها الضغوط إلى السعي أكثر فأكثر لاستعادة عثمانيتها، لكن الظروف غير مساعدة، لا دولياً ولا إقليمياً.

*كاتب وصحافي لبناني

 

مشكلة تركيا رجل اسمه إردوغان

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/16 آب/18

رئيسان أميركيان أبديا إعجابهما به في البداية، ثم ما لبثا أن انقلبا عليه. باراك أوباما ودونالد ترمب. والآن قبل أن يصبح «سلطاناً» تدهورت الليرة تحت قدميه.

يوم الاثنين الماضي اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة بالسعي لطعن تركيا في ظهرها، بسبب الخلاف الدبلوماسي الذي أثاره احتجاز قس أميركي.

وفي مقال افتتاحي لصحيفة «نيويورك تايمز» يوم الأحد الماضي، كتب إردوغان أن الشراكة بين أميركا وتركيا في خطر. لم يكن الخلاف بين واشنطن وأنقرة نتيجة للقنبلة التي فجرها ترمب عبر تغريدة لمضاعفة العقوبات، فمع التضخم المتعثر، والعملة المحتضرة، والديون المتراكمة بالدولار الأميركي، كان الاقتصاد التركي يترنح على حافة الهاوية، كل ما فعله ترمب أنه حرك ذلك الواقع.

كان اقتصاد تركيا في حالة سيئة قبل أن تصلها عقوبات ترمب، وحتى قبل الأسبوع الماضي كانت الليرة من بين أسوأ الأسواق أداء مقابل الدولار، في المرتبة الثانية بعد البيزو الأرجنتيني. والضعف في الليرة أكثر إثارة للقلق في ظل المستويات المرتفعة للديون الخارجية التركية وكلها بالدولار.

ترمب في البداية أعطى إردوغان علامات مرتفعة جداً من الإعجاب، فهو معجب بالرجال الأقوياء. لكن الأزمة بين مؤسسات البلدين قديمة وتدهورت الأسبوع الماضي لأن ترمب اعتقد أنه توصل إلى اتفاق مع إردوغان على هامش قمة الدول السبع. طلب إردوغان أن يستغل ترمب نفوذه لدى بنيامين نتنياهو كي يطلق سراح سيدة تركية، ابرو أوزكان، سجنتها إسرائيل لعملها مع حركة «حماس». حصل ما أراده إردوغان، وانتظر ترمب أن يفي إردوغان بوعده ويطلق سراح القس الأميركي المسجون منذ عام 2016، فما كان من إردوغان إلا أن أودعه في الإقامة الجبرية. هذا ما دفع ترمب إلى التصويب على إردوغان، ووضع ملف القس اندرو برانسون والعلاقة الأميركية - التركية بين يديه، وبدأ بسلسلة العقوبات التي وصلت إلى وضع تعرفة مرتفعة على الألومنيوم والفولاذ مستهدفاً قطاع البناء. وكان النمو الاقتصادي السابق في تركيا اعتمد كثيراً على قطاع البناء، فإذا تضرر هذا القطاع تضرر الاقتصاد في استيراد هذه المواد.

فقد الاقتصاد التركي توازنه بسبب المشاريع الضخمة التي كانت تعتمدها الحكومة، وكان ذلك قراراً سياسياً جيداً لإرضاء مؤيدي إردوغان، لكن من الجانب الآخر كان ذلك يعني أن الاستدانة من الخارج على المدى القصير ترتفع، إضافة إلى أنه عندما كانت المصارف التركية تستدين كانت الفائدة على الدولار واليورو منخفضة، وبالتالي الاستدانة جذابة، ما نراه الآن أن الفوائد ترتفع وتركيا مثل بقية الأسواق المالية لا تلقى اهتماماً من المستثمرين.

سبب تدهور الاقتصاد التركي يعود إلى الاستبعاد التدريجي للاقتصاديين والخبراء الذين يعرفون حركة الأسواق وسياسة المراقبة المالية، وهنا تكمن جذور المشكلة. وما نراه الآن هو نتيجة تهميش أولئك الناس والاستمرار في المشاريع الضخمة (مطار إسطنبول الأخير)، ومقاومة رفع الفائدة، ويجري الآن الحديث عن إلغاء الأفضلية لتركيا في سوق الولايات المتحدة.

المقاطعة الأميركية ليست السبب في ضعف الليرة، بل عامل سلبي إضافي. ويقول لي أحد الخبراء الاقتصاديين، إن ما يجب عمله لإنقاذ الاقتصاد والخروج من الأزمة هو الاعتراف بالأخطاء السابقة والاعتراف بأن الأزمة ليست بسبب مؤامرات مجهولة من الخارج، ويجب تغيير لغة التخاطب مع الأسواق، وربما حان الوقت للاتصال بصندوق النقد الدولي لحل الأزمة، ويجب أيضاً مراجعة البرنامج الاقتصادي الذي قدمه إردوغان عندما أصبح رئيساً فوق العادة والذي يقول: اصرف، اصرف وسوف تخرج من الأزمة. ما يجب أن تدركه السلطة التركية أن الثقة مفقودة بين المستثمرين وإردوغان، فهو لا يعرف محدودية معرفته المصرفية، من هنا نداء إردوغان لمواطنيه الأسبوع الماضي: «إذا كانت لديكم دولارات تحت الوسادة، أو يورو، خذوها على الفور إلى البنوك واعتنقوا الليرة التركية. إننا نخوض حرب استقلال، فإذا كانوا يملكون الدولارات فإن لدينا الله!». ويوم الاثنين قال رجل الدين أبو بكر سيغيل المقرب من إردوغان، إن استبدال الليرة التركية بالعملة الصعبة والذهب «فرض» ديني على كل مسلم، وهذا وقت حرب.

ينبع ضعف الليرة من مجموعة متنوعة من العوامل، هناك عجز الحساب الجاري المتراكم في البلاد البالغ 57.4 مليار دولار، بارتفاع حاد من 33.1 مليار دولار عام 2013، يرجع جزء كبير من ذلك إلى ارتفاع سعر النفط وتعتبر تركيا مستورداً صافياً للنفط وواحدة من أهم وجهات التصدير الإيرانية، الأمر الذي يزيد من تأزم اقتصادها في ضوء الاستئناف الوشيك للعقوبات الإيرانية.

العلاقة بين أميركا وتركيا في أسوأ حال منذ تدخل تركيا في قبرص عام 1974، وبالنظر إلى القيادة في كلا البلدين سوف يزداد الأمر سوءاً، إذ يتم تفكيك العلاقة عن طريق الخلافات الأساسية حول القضايا الجيوسياسية الرئيسية، وتشمل هذه مستقبل الأكراد السوريين، وعملية السلام السورية، وميل تركيا إلى شراء الأسلحة الروسية خصوصاً صفقة صواريخ (SS - 400) بمبلغ 2.5 مليار دولار، ويتحدث عن الطعن في الظهر! الخطورة أن كلا القائدين سيجد أنه من المناسب سياسياً التخلص من الركيزة الثابتة التي أبقت البلدين معاً، أي الحلف الأطلسي. الرئيس ترمب ليس من المولعين بالحلف، وأمام تعنت إردوغان يواصل التشدد، وفي القيام بذلك إما أن يكون قوياً من خلال إجبار تركيا على إطلاق سراح القس اندرو برانسون أو على الأرجح في حالة عدم تهاون إردوغان سيظهر الحلف وكأن لا مكان له في النظام العالمي الجديد.

وأسأل سياسياً تركياً عما إذا كان وضع الاقتصاد مضافاً إليه المقاطعة سيؤثر على استقرار تركيا خصوصاً أن حرب سوريا لم تنته؟ يجيب: هذا ليس جيداً، وفي أغلب الدول إذا وقعت مثل هذه الأزمة، تُسحب الثقة من الحكومة، لكن لن يحصل هذا في تركيا، لأن الأتراك يعيشون في عالمين مختلفين. نصف البلاد يحب إردوغان، ويعتبر أنه لا يمكن أن يرتكب أي خطأ، والنصف الآخر يكرهه ويعتبر أنه لا يُقدم على أي عمل صائب، وهذا نتيجة سياسة إردوغان التقسيمية في السنوات الـ16 الماضية. إنه النموذج الأمثل للزعيم الشعبوي. شيطن نصف الشعب وقوّى النصف الآخر الذي يدعمه. خطابه أنه جاء ليجعل من تركيا أمة عظيمة ونصف البلاد يحبه لأنه يقول ذلك، ثم بتصويره أن أميركا تشن حرباً اقتصادية على تركيا يريد تحويل اللوم عن الانهيار الاقتصادي من سياسته إلى المقاطعة الأميركية، وقد ينجح، لأن قاعدته مستعدة دائماً لأن تشتري عبارات بضاعته. يضيف: الوضع الآن لا يتعلق برجل واحد بل يمكن لدولة كاملة أن تكون غير مستقرة. تركيا كانت وستبقى أكبر من إردوغان، إنه يدير تركيا بقبضة من حديد، لكنه لم ينجح إلا في جذب نصف البلاد لدعمه في الانتخابات. إن نصف تركيا الذي لم يصوّت له ديموغرافياً واقتصادياً يغطي مساحة تقرب من مساحة إسبانيا، والعدد 40 مليون شخص. يقول: إن سياسة معاقبة كل تركيا كأنك تغامر برمي الطفل مع ماء الحمام، كما تقول العبارة. تركيا دولة كبيرة ضرورية لأميركا تحد إيران والعراق وسوريا وروسيا عبر البحر الأسود، وعلى أميركا الإبقاء على علاقتها مع تركيا حتى لو كانت ستتعامل مع إردوغان في الوقت نفسه. أسأل: وهل ستنجح المفاوضات، يجيب: كلا. ربما سيظل ترمب يصعّد حتى إطلاق سراح القس، فهناك انتخابات على الأبواب، وفي الوقت نفسه فإن إردوغان قد لا يُصعّد لكنه لن يأخذ خطوات لتخفيف التصعيد، فلديه انتخابات هو الآخر، وأيضاً لأنه بذلك يستطيع أن يضع الأزمة الاقتصادية على المقاطعة الأميركية.

إن تصحيح الاقتصاد التركي يحتاج إلى سنوات، وهذه مهمة تتطلب قيادة جديدة وعقلية مختلفة جداً. إن إردوغان كالحاوي لا تفرغ قبعته من «المناديل»، آخرها قوله إن أميركا عجزت عن الإطاحة بحكومته عبر محاولة الانقلاب، وهي تحاول الآن عبر المال! يرفض الاعتراف بأنه مخطئ.

 

الزعيم والإنسان: زهرة السجن

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 آب/18

لم تشذ قواعد الثورات عن بعضها بعضاً، في أي تاريخ وفي أي مكان: ما إن ينتصر الرفاق على الأعداء حتى يبدأوا بأعناق بعضهم بعضاً. أحمد بن بلة كان رمز الثورة على الاستعمار الفرنسي، وأول رئيس للجزائر المستقلة. والثورة غير الدولة. فما أراد أن يطبقه من أحلام بدا أفكاراً رومانسية معرقلة. انقلب عليه العقيد هواري بومدين ولكن بشيء، أو بكثير من الاحترام: بدل غياهب السجون وأضيق وأظلم الزنازين، منزل ضيق ناءٍ لا يسمح بالمجيء إليه إلا لأمه. وأمه كانت أماً. أي كانت جميع الأمهات. وأحمد الذي كان بطلاً وطنياً، ثم رئيساً، أصبح الآن سجيناً. وفي وحدته أرادت أمه له شيئاً واحداً: تزوج يا بني يا أحمد.

كانت تلك أول جملة قالتها له بعدما سُمح لها بزيارته المرة الأولى بعد ثمانية أشهر من احتجازه. ظلت تكرر الجملة، وظل يكرر الجواب: كيف يمكن لسجين أن يعثر على رفيقة العمر بين هذه الجدران العالية؟ دع عنك. القدر سوف يقدم لك الحل.

ذات يوم سُمح للصحافية زهرة سلامي، من مجلة «الثورة الأفريقية»، مقابلة الرئيس السابق. وجاءت زهرة ومعها مدافع من الأسئلة. فهي تعتبر أن بن بلة متخاذل رجعي ومنحرف عن الثورة. لم يحاول أن يقنعها برؤيته، ولم تقنعه بثوريتها. لكن والدته أقنعته بالزواج من زهرة سلامي. وبعد عامين من الزواج توفيت الأم، لكن لم يُسمح لأول رؤساء الجزائر المستقلة حضور جنازتها. كأن تقول... قلوب الرفاق.

كانت زهرة سلامي تصغر زوجها بثلاثين عاماً. وقد قضت معه في السجن ثماني سنوات، توفي بعدها هواري بومدين وكان أول قرار لخلفه، الشاذلي بن جديد، العفو عن مؤسس الجمهورية. لكن السجين الطليق اختار الإقامة في سويسرا، قريباً من المنفى، بعيداً عن الحبس.

مثل بومدين، لم يرزق بن بلة بأبناء. لكنه وزهرة «تبنيا» صبياً وابنتين من ذوي الحاجات الخاصة. وفي ظل رئاسة الشاذلي بن جديد عام 1990، عاد بن بلة إلى البلاد للإقامة. سبقته زهرة إلى الحياة الأخرى، فلم يطق العيش من بعدها طويلاً. ذوت - فذوى، ولكن بعد مسيرة دامت 95 عاماً، منها 14 عاماً في السجن.

وضع بن بلة الدستور الأول للجزائر مبنياً على حكم الحزب الواحد، وبالتالي، الرجل الواحد. لكنه أمضى الأعوام الأخيرة من حياته يدعو إلى عودة الديمقراطية في الجزائر، ونادى بالعودة إلى الاعتدال في الإسلام، معتبراً أن كل تطرف خروج عليه. وانضمت إليه زهرة في هذا المسرى الحياتي، بعدما كانت قد حاولت، في البداية، مجادلته في أهمية الفكر «الماوي» وضرورة «الثورة الثقافية».

إلى اللقاء..

 

الأردن ونظام الأسد والإرهاب وتاريخ طويل من المنغصات

صالح القلاب/الشرق الأوسط/16 آب/18

ما لم يتم التركيز عليه، وربما عن قصد بالنسبة إلى الأردنيين، هو أن العملية الإرهابية الأخيرة قد استهدفت مدينة الفحيص، صاحبة المهرجان الثقافي السنوي الذي استقطب هذا العام رموزاً أدبية وفنية مشهورة ومتفوقة والتي تلتصق بالعاصمة الأردنية عمان من الجهة الغربية التصاق الطفل بحضن أمه والتي هي مدينة مسيحية عريقة تقطنها عائلات معروفة في منطقة بلاد الشام كلها ومشهورة بعروبتها، وأنها خلال «الطفرة» الحزبية في الأردن في منتصف عقد ستينات القرن الماضي كان توجهها عروبياً، وكانت غالبية أبنائها الذين انخرطوا تنظيمياً في الحياة السياسية قد التحقوا بالأحزاب والتنظيمات القومية كحزب البعث وحركة القوميين العرب، ومحلياً كالحزب الوطني الاشتراكي الذي كان قد ترأسه رئيس الوزراء في تلك الفترة سليمان النابلسي الذي كان يعد من الشخصيات المرموقة التي لها وزنها السياسي، كما يُقال!

كان هدف هذه المجموعة الإرهابية والذين يقفون وراءها أولاً خلق بلبلة في اللُّحمة الوطنية الأردنية، حيث لا يوجد تاريخياً في الأردن أي مشكلة طائفية، وحيث إن الشعار الذي لا يزال متداولاً هو «الدين لله والوطن للجميع». وثانياً هز الاستقرار الأمني في هذا البلد الذي تعرض في السنوات الأخيرة لمحاولات كثيرة في هذا المجال أسفرت عن وقوع ضحايا بالعشرات. أما ثالثاً فهي معاقبة المسيحيين الأردنيين على ولائهم المتين للنظام الملكي وتمسكهم به، وهذه مسألة تاريخية ومعروفة، وأيضاً وفوق هذا كله رفضهم المطلق والحازم لما يسمى «تحالف الأقليات» الذي نجح نظام بشار الأسد في تسويقه سورياً تحاشياً لاستفراد الأكثرية السُّنية بطائفته العلوية التي هي وللإنصاف لم تكن كلها لا معه ولا مع والده حافظ الأسد قبل اندلاع هذه الحرب، التي إذا أردنا ألا نغطّي عين الشمس بغربال هي حرب أهلية وبالطول والعرض... وأيضاً في كل الاتجاهات!

وهنا فإن المفترض أنه معروف أن رفض مدينة السويداء و«الموحدون العرب» بصورة عامة لـ«تحالف الأقليات» هذا، هو سبب المذبحة المرعبة الأخيرة التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي، انتقاماً من هذه المنطقة ومن الدروز عموماً لرفضهم، مثلهم مثل المسيحيين الأردنيين، لهذه اللعبة المؤامرة، ولأنهم قد أعلنوا الوقوف على الحياد... والحياد بالنسبة إلى هذا الصراع - الذي بقي محتدماً في سوريا منذ مارس (آذار) عام 2011 وحتى الآن والذي من الواضح أنه سيستمر وسيتواصل لفترة مقبلة بعيدة - غير مقبول، لا من قبل نظام بشار الأسد ولا من حلفائه الروس والإيرانيين.

كانت هناك فكرة أو خطة إسرائيلية قديمة، صاحبها وزير دفاع إسرائيل الأسبق موشيه ديان، كان قد نسبها إليه الكاتب الهندي ر. ك. كارانجيا، تقول بضرورة إنشاء كومنولث طائفي في هذه المنطقة تكون لإسرائيل فيه مكانة بريطانيا العظمى في الكومنولث البريطاني الشهير. وحقيقةً إن ما يجري في هذه المنطقة الآن هو في هذا الاتجاه، وإلا لماذا يا تُرى يستهدف «داعش» مسيحيي الأردن الذين يتمسكون بانتمائهم الأردني تمسكهم بوجودهم في هذه المنطقة التي وجودهم فيها تاريخي، والذين كان بعضهم في ذلك الزمن الذي بات بعيداً قد أيدوا الفتوحات الإسلامية وقاتلوا ضد جيوش الإمبراطورية الرومانية ومن هؤلاء قبيلة «العزيزات» المعروفة الموجودة في مدينة الكرك الأردنية الجنوبية؟!

لقد بقي هذا الصراع سياسياً قبل أن يحوله نظام بشار الأسد في سوريا إلى صراع طائفي عنوانه «تحالف الأقليات»، والواضح أن فكرة «الكومنولث الطائفي» الآنفة الذكر يجري إنعاشها الآن، وإلا ما معنى استهداف مسيحيي الأردن وعلى هذا النحو، وأيضاً استهداف مسيحيي مصر (الأقباط)، والاستهداف المبكر لمسيحيي العراق... ومسيحيي لبنان اللهم باستنثاء بعض المؤلّفة قلوبهم أصحاب المصالح الخاصة الذين مثلهم مثل تلك الأقلية الضئيلة جداً في الطائفة الدرزية اللبنانية التي هي بأغلبيتها مع الزعيم وليد جنبلاط ومع العرب الموحدين في السويداء؟!

والمهم، وعوْدٌ على بدء، فإنه لا يمكن أن يكون هذا الضغط كله على الأردن إلا في هذا الإطار، فهذا البلد بتكوينه وبأرضيته السياسية لا يمكن إلا أن يقاوم مؤامرة «تحالف الأقليات» ومؤامرة «الكومنولث الطائفي» آنفة الذكر، وهكذا فإن مشكلته مع هذا النظام السوري، القديمة والجديدة، هي أنه قد بدأ طائفياً واستمر طائفياً في عهد الأب والابن، وأنه بقي يسعى لاستيعاب المملكة الأردنية الهاشمية كما استوعب لبنان ولا يزال يستوعبه وكما حاول استيعاب العراق في فترة من الفترات العابرة، وبقي يسعى لاستيعابه خلال حرب الأعوام الثمانية العراقية - الإيرانية وبعدها!

وعليه فإن المعروف أن هذا النظام كان قد حرّك قواته في اتجاه الحدود الأردنية أكثر من مرة، وأنه سعى لإحداث إرباكات في الأردن مرات عدة وكل هذا وكان هدفه سابقاً ولاحقاً وحتى الآن بالإضافة إلى ما سلف ذكره والتنويه إليه، هو أن يكون هذا البلد، الراسخ الكيان والذي يحظى باحترام وتقدير غالبية الدول العربية وبمكانة إسلامية ودولية عنوانها التقدير والمحبة، مجالاً حيوياً له وتابعاً إليه على غرار ما هو عليه الوضع مع لبنان، لكنّ هذا لا يمكن تحقيقه إطلاقاً. والشعب الأردني قد يقبل بأي خطوات وحدوية مع دول الجوار العربية لكنه يرفض أي شكل من أشكال التبعية حتى وإنْ تطلَّب الأمر اللجوء إلى المواجهة العسكرية.

ومشكلة المشكلات بالنسبة إلى الأردن والعديد من الدول العربية الشقيقة ودول العالم الصديقة أنه تم تحويل دمشق وللأسف إلى مثابة طائفية وعلى غرار قلعة «إلْموت» عش الغراب، التي حوّلها حسن الصباح الإسماعيلي النزاري إلى منطلق لـ«الحشاشين» القتلة الذين عاثوا في الأرض الإسلامية قتلاً وفساداً والذين حاولوا اغتيال البطل التاريخي صلاح الدين الأيوبي باستخدام خنجر مسموم، ويقال هنا - والله أعلم - إنه كانت لهؤلاء علاقات سرية بالفرنجة «الصليبيين» الذين كانوا قد احتلوا فلسطين، كاحتلال الصهاينة لها الآن، ومعها بعض المناطق العربية إنْ في سوريا وإنْ في لبنان والأردن... حسب التقسيمات الحالية.

ولعل ما هو معروف للأردنيين كلهم وللسوريين أيضاً ولبعض العرب وللعديد من الدول الغربية المؤثرة وفي مقدمتها الولايات المتحدة، أن بشار الأسد كان قد هدد ليس مرة واحدة وإنما مرات عدة بنقل ما جرى في سوريا، التي مكانها في القلوب بالنسبة إلى الأردنيين، إلى الأردن، ويقيناً إن كل ما قام به الإرهابيون من عمليات إجرامية دامية في هذا البلد ومن ضمنها عملية الفحيص الأخيرة تأتي في هذا الإطار وهذا تؤكده محاولات تسريب «داعش حوض اليرموك» و«داعش السويداء» وجبهة درعا الجنوبية إلى الأراضي الأردنية... وإلا ما معنى تركيز هؤلاء في «الحّرَّة» السورية ذات المناطق الوعرة والأودية الكثيرة المحاذية للأراضي الأردنية بحدود يصل طولها إلى نحو ثمانين كيلومتراً وربما أكثر؟

لم يكن الأردن في أي يوم منذ عهد حسني الزعيم صاحب أول انقلاب عسكري، في هذا البلد العزيز المجاور، وحتى عهد حافظ الأسد، صاحب آخر انقلاب ضد رفاقه في الحزب الواحد في عام 1970، إلا حريصاً على علاقات حسن جوار وأخوية مع سوريا، إذْ إن بينه وبينها تداخلاً في الجغرافيا وفي السكان وفي العشائر والقبائل وفي الكثير من الهموم المشتركة، وأولها همّ مواجهة تحديات إسرائيل واحتلالها فلسطين وهضبة الجولان السورية التي تم ضمها بقرار لاحق وأصبحت وللأسف حدود ما يسمى اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974 حدوداً ثابتة سورية - إسرائيلية.

إن هذه هي مشكلة الأردن ليس مع سوريا الشقيقة ولا مع شعبها الذي هو والشعب الأردني شعب واحد وإنما مع هذا النظام، والحقيقة وأيضاً مع العديد من الأنظمة التي تتابعت على هذا البلد العزيز من بينها نظام الجمهورية العربية المتحدة الذي كان الجنرال عبد الحميد السراج مُطلَق اليد فيه ووصل به استهداف هذا البلد، المملكة الأردنية الهاشمية، إلى حدِّ اعتراض طائرة الراحل الحسين بن طلال، رحمه الله، بينما كانت تعبر الأجواء السورية في رحلة في اتجاه أوروبا وحيث حاول إسقاطها عندما لم يستطع إجبارها على الهبوط في أحد المطارات العسكرية.

 

هل انتقاد إسرائيل جريمة؟

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/16 آب/18

تشهد بريطانيا جدلاً واسعاً هذه الأيام حول ما يعرف بـ«التعريف العملي لمعاداة السامية»، وحول رفض زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن تبني التعريف الذي يرى كثيرون أنه يوسع مفهوم معاداة السامية إلى حد الخلط بينه وبين النقد الموجه لدولة إسرائيل.

لمن لم يتابع تفاصيل الموضوع، فإن «التعريف العملي لمعاداة السامية»، هو تعريف غير ملزم قانونياً، تبناه في 26 مايو (أيار) 2016 «التحالف الدولي لذكرى المحرقة (الهولوكوست)»، الذي جمع ممثلين عن 31 دولة، اعتمدوا التعريف المتضمن أمثلة لمفهوم معاداة السامية كانت مثيرة للجدل؛ إذ عدها كثيرون تضييقاً على حرية التعبير فيما يتعلق بانتقاد سياسات دولة إسرائيل التمييزية والعنصرية حيال الفلسطينيين.

ومنذ أن قررت حكومة حزب المحافظين في نهاية عام 2016 تبني هذا التعريف، تصاعدت الضغوط على حزب العمال المعارض وزعيمه كوربن لكي يتراجع عن الموقف الرافض للأخذ بالتعريف ضمن موجهات القواعد الأخلاقية في أدبيات الحزب وسياساته. وشنت الدوائر اليهودية المؤيدة للتعريف حملة قوية ضد كوربن قائلة، إن موقفه يؤكد نزعة معادية للسامية في أوساط حزب العمال. المشكلة بالنسبة لكوربن ولكثيرين غيره ليست في فقرة تعريف معاداة السامية بأنها «ذلك الانطباع المعين عن اليهود الذي قد يترجم في شكل كراهية موجهة سواء اتخذت أشكالاً لفظية أو عدوانية ضدهم أو ضد ممتلكاتهم أو مؤسساتهم الاجتماعية أو الدينية»، بل تكمن المشكلة في الأمثلة التي أرفقت بالتعريف. فمن ضمن الأمثلة التي قدمها التعريف نموذجاً على معاداة السامية: «إنكار حق الشعب اليهودي في تقرير المصير بالادعاء مثلاً بأن دولة إسرائيل مشروع عنصري»، و«رسم مقارنات للسياسة الإسرائيلية المعاصرة مع سياسة النازيين»، و«شيطنة اليهود بنشر مزاعم نمطية عنهم، أو عن القوة اليهودية الجماعية أو عن أسطورة وجود مؤامرة يهودية دولية أو عن سيطرة اليهود على الإعلام والاقتصاد والحكومات وأي مؤسسات مجتمعية أخرى»، و«اتهام المواطنين اليهود (في الدول الأخرى) بأنهم أكثر ولاءً لإسرائيل، أو للأولويات المزعومة لليهود حول العالم، من ولائهم لمصالح دولهم»، أو «تطبيق معايير مزدوجة بالطلب من إسرائيل سلوكاً غير متوقع أو مطلوب من أي دولة ديمقراطية أخرى».

كثيرون منهم يهود مستنيرون رأوا مشكلة في تعريف معاداة السامية بهذه الطريقة المطاطة، وتحديداً في الأمثلة الواردة مع التعريف؛ لأنها تجعل انتقاد بعض سياسات إسرائيل من المحرمات، خصوصاً تلك التي تشبه ممارساتها في الأراضي المحتلة بنظام التفرقة العنصرية (الأبارتيد)، أو تهاجم سياساتها الاستيطانية التوسعية، ومعاملتها الوحشية.

ستيفن سيدلي، المحامي البريطاني والأستاذ الزائر في جامعة أكسفورد، كان من بين أربع شخصيات يهودية استكتبتها صحيفة «الغارديان» البريطانية في إطار مناقشة الجدل الدائر حول «التعريف العملي لمعاداة السامية» والانتقادات الموجهة لجيريمي كوربن، وكان رأيه أن لا حاجة لهذا التعريف، ولا سيما فيما يتعلق بتحجيم الانتقادات المشروعة لإسرائيل كدولة، ولسياساتها التي تميز ضد الفلسطينيين. واعتبر أن هذا الأمر يدخل في صميم مبدأ حرية الرأي والتعبير المنصوص عليه في القوانين البريطانية، والمواثيق الدولية.

وشدد سيدلي على أنه من حق اليهود وغير اليهود في بريطانيا انتقاد سياسات إسرائيل من دون أن يدمغوا بمعاداة السامية، وضرب مثلاً لذلك بالإشارة إلى من يرون أن دولة ترفض حق الفلسطينيين في تقرير المصير هي دولة عنصرية، أو من يتساءلون عما إذا كانت هناك مقارنة أخلاقية بين الذين أطلقوا النيران في الماضي على اليهود العزل في أوروبا الشرقية، وبين من يطلقونها اليوم على المتظاهرين الفلسطينيين العزل في غزة.

هناك بالطبع من يتصدون للرد على منتقدي تعريف معاداة السامية، ويقولون إن الهجوم على إسرائيل وسياساتها يكون أحياناً معاداة مبطنة للسامية ولليهود. ويشير هؤلاء على سبيل المثال إلى أن مهاجمة إسرائيل من منظور أنها دولة يهودية ووصفها بالدولة العنصرية، غير مقبول ويمكن إدراجه في مفهوم معاداة السامية. المشكلة في هذا المنطق أنه يحاول منح حصانة لإسرائيل، ومنع انتقاد سياساتها حتى لو اتسمت بالعنصرية الواضحة إزاء الفلسطينيين. خذ مثالاً قانون القومية الذي تبنته إسرائيل أخيراً، فهو ينص على أن إسرائيل هي «الدولة القومية للشعب اليهودي وحق تقرير المصير فيها يخص الشعب اليهودي فقط»، وبذلك يلغي أو يهمش «عرب إسرائيل» ومسيحييها ودروزها، ويضعهم في مرتبة أدنى، وهي سياسة تمييزية عنصرية قوبلت بانتقادات واسعة حول العالم، كما انتقدها يهود من داخل إسرائيل وخارجها.

هناك يهود كثيرون، بينهم شخصيات بارزة، انتقدوا هذا القانون مثلما انتقدوا ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين، من بين هؤلاء على سبيل المثال، جدعون ليفي الكاتب المعروف في صحيفة «معاريف» الذي كثيراً ما وصم سياسات إسرائيل بالعنصرية، ودانييل بارينبويم الموسيقار الإسرائيلي العالمي الذي قال إن قانون القومية الذي تبناه الكنيست جعله يشعر بالخجل كونه إسرائيلياً. فهل يصبح هؤلاء معادين للسامية وفقاً «للتعريف العملي» موضع الجدل حالياً في بريطانيا؟

بغض النظر عما ستنتهي إليه الحملة الراهنة ضد كوربن وسياسات حزبه، فإن الجدل الدائر سلط الكثير من الأضواء على «التعريف العملي لمعاداة السامية» وعلى المشكلة الأساسية الكامنة في الأمثلة الواردة معه التي تبدو محاولة واضحة لتحجيم الانتقادات الموجهة لإسرائيل.

 

«الإخوان» من منظور أميركي: جماعة فاشلة في الحكم لا فرقَ بينها وبين التنظيمات الأكثر تطرفاً/أجزاء من دراسة «سي آي إي» في 1986 لا تزال تنطبق على «التنظيم»

16 آب/18/الراي/

«إذا كان الإخوان أضعف فإنهم لا يفيدون مصالح الولايات المتحدة في مصر، وأي قوة سياسية قد يخسرها الإخوان ستنتقل على الأرجح إلى الإسلاميين المتطرفين، الأقل تقبّلاً للولايات المتحدة، والثقافة الغربية، والعلاقات المصرية - الاسرائيلية». بهذه النتيجة تخلص دراسة سرية أجرتها «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية (سي آي إي) في سنة 1986، وتم الافراج عن معظم أجزائها في 2011 لمرور 25 سنة على صدورها، قبل أن تُنشر كاملة قبل أيام.

وتعلّق المصادر الأميركية على الدراسة بالقول إن أجزاء واسعة منها لا تزال تنطبق على «تنظيم الاخوان المسلمين» في مصر والدول العربية، وإن أجزاء أخرى لم تعد صالحة بسبب التجارب السياسية والأحداث على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وتقول المصادر إنه يوم أجريت تلك الدراسة، لم تكن لدى «تنظيم الإخوان» تجارب تذكر في الحكم، حتى التجربة الإيرانية كانت لا تزال فتية وإيران مشغولة في حربها مع العراق، «لكن اليوم، صار أمام المسلمين تجارب حكم إسلامي متعددة، بعضها متطرف والآخر أكثر اعتدالاً».

وتضيف: «من دولة طالبان وبن لادن الاسلامية المتطرفة في أفغانستان، إلى جمهورية إيران الإسلامية الديكتاتورية، فالتجربة التركية المهزوزة، وكارثة حكم حماس في غزة، والفترة القصيرة التي قضاها الإخوان في حكم مصر، كلها تجارب كارثية، لم تقدم للمسلمين أي حلول لمشاكلهم، بل زادت في تعقيدها، وعمّقت من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية».

وتعتبر المصادر الأميركية أنه يمكن استخلاص بعض الملاحظات حول حكم الإسلاميين وتجاربهم المختلفة على مدى العقود الثلاثة الماضية، أولها أنهم ليسوا أكثر نزاهة من الحكومات القائمة. ويضرب المسؤولون الاميركيون المثال بحكومة «حماس» في غزة، ويقولون إنها أثبتت أنها ليست من العقائدية بشيء، وأنها لا تمانع الاستغلال السياسي والتقلب بسرعة حسب مصالحها.

ويضيفون ان «حماس» أيّدت معارضي الرئيس السوري بشار الأسد بعد اندلاع الثورة السورية في 2011، ثم ما لبثت قيادة الحركة أن تراجعت عن موقفها وانقلبت عليه، وأعادت علاقاتها مع الأسد وإيران.

وكما في غزة، كذلك في مصر، لم يلتزم «الإخوان» بالعقائدية، بل سارعوا للتواصل مع واشنطن أثناء تبوأهم الحكم في مصر، ولعبوا دوراً أساسياً في الوساطة بين إسرائيل و«حماس» أثناء اندلاع الحرب في غزة. كما حاولت حكومة «الإخوان» وفريق الرئيس المعزول محمد مرسي إقامة علاقة مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما من دون الجيش المصري، والأخير هو عماد العلاقة الأميركية - المصرية على مدى العقود الماضية. وقبل أن يتم لقاء القمة الذي جرى الإعلان عنه بين أوباما ومرسي، تراجعت واشنطن، وبعدها سقط مرسي ومعه حكم «الإخوان».

و«الواقعية السياسية» البعيدة عن العقائدية واضحة في سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي هذا السياق، تقول المصادر الاميركية انه على الرغم من «إسلامية» أردوغان وإصداره تصريحات متواصلة ضد إسرائيل، إلا أن أنقرة حافظت على علاقات جيدة بالإسرائيليين، بما في ذلك تبادل استخباراتي رفيع المستوى، وشراء طائرات إسرائيلية من دون طيار.

في الحُكم، لم يقدم «الإخوان» أداء أفضل من الحكومات غير الاسلامية، فعيّنوا أقاربهم في الحكم، وأثروا إثراء غير مشروع، فيما تدهورت موازنة الحكومات التي أداروها، ووظفوا خطاباً شبيهاً بخطاب غير الإسلاميين، لناحية محاولة إلقاء اللوم على قوى خارجية مزعومة لتبرير فشلهم، حسب المصادر الأميركية.

هل لا تزال الولايات المتحدة ترى أن «الإخوان» أفضل لمصالحها من الفصائل الإسلامية الأكثر تطرفاً؟ تجيب المصادر الأميركية أن الادارات الأميركية المتعاقبة على مدى العقدين الماضيين، لم تعد ترى إيجابيات تُذكر في مقارنة «الإخوان» بالفصائل الأكثر تطرفاً.

وتشير إلى جزء من دراسة سنة 1986 ورد فيها أن من تأثير «الإخوان» على مصر هي الأسلمة التي شهدتها البلاد. وتفيد دراسة «سي آي إي» أن علامات «انحراف» مصر تجاه «الإسلام المحافظ» يمكن ملاحظتها في قيام طالبات في «الجامعة الأميركية في القاهرة» بارتداء الحجاب، وإطلاق الطلاب لحاهم، وارتدائهم «الجلابية» كرمز للتدين. وتضيف ان الزي بشكل عام أصبح «محافظاً» أكثر بين أفراد الطبقة المتوسطة والعليا، وأن عدداً لا بأس به من الصفوف في الجامعة تم فصلها بين الجنسين.

وتلفت الدراسة أيضاً إلى أن عدداً من المؤسسات التعليمية والشركات والمكاتب باتت تتوقف عن العمل وقت الأذان، فيما انخفضت نسبة احتساء الكحول علناً، وألغت الحكومة بث مسلسل «دالاس» الاميركي، رغم شعبيته، أثناء شهر رمضان، على اعتبار أن المسلسل مسيء للمبادئ الاسلامية.

اتجاه مصر ودول عربية وإسلامية نحو الأسلمة ليس مشكلة في ذاته، ولكنه «يجعل الأرض أكثر خصوبة للتنظيمات الاسلامية المتطرفة لتجنيد مقاتلين ومؤيدين لها بين السكان»، وفقاً للمصادر الاميركية، وهو السبب الذي دفع الإدارات الأميركية المتعاقبة، بالتنسيق مع حكومات بعض الدول العربية والإسلامية، إلى إعادة تنقيح بعض البرامج التعليمية والإذاعية، وإلى دفع الخطاب الاسلامي نحو الاعتدال السابق لانتشار خطاب «تنظيم الاخوان المسلمين» والتنظيمات المنشقة عنه، أو الإسلامية المتطرفة المنافسة له.

تقول المصادر الاميركية إن هجمات 11 سبتمبر 2001 غيّرت كثيراً في الرؤية الاميركية تجاه التنظيمات الاسلامية حول العالم وكيفية التعامل معها، فعلى عكس سنة 1986، لم يعد «الإخوان» تنظيماً محلياً في مصر، بل صار منظومة حكم بأشكال مختلفة في دول متعددة، وراح بعضها يهدد وجود بعض الدول الإسلامية نفسها، وأحيانا يتمدد هذا الخطر ليطول مصالح الولايات المتحدة، حول العالم وفي القارة الاميركية نفسها.

وتختم المصادر: «لكن كغيره من أنظمة الحكم، تتراجع هالة التنظيم كلّما تقدم الزمن، ولا يعود الحكم الاسلامي طموحاً مثالياً وجميلاً، بل يُصبح تجربة واقعية ومريرة».

 

في مواجهة الحرب الاميركية : تركيا وايران والتكامل الاقليمي المطلوب؟

قاسم قصير/موقع عربي21/16 آب/18

شكلت الحرب الاميركية الاقتصادية على تركيا وايران محور البحث والمناقشة في مختلف الاوساط السياسية والدبلوماسية والفكرية في بيروت ، نظرا لانعكاس هذه الحرب على كل التطورات في المنطقة وعدم اقتصار اثارها الاقتصادية والسياسية على الداخل التركي او الايراني.

فمن المعروف ان لتركيا في لبنان امتدادات متنوعة ، فهناك قوى سياسية وفكرية تتضامن مع تركيا سواء بسبب دورها الفاعل على الصعيد الاسلامي والسياسي ، في حين ان هناك قوى اخرى تنتقد تركيا بسبب دورها في سوريا وتعتبر ان ما يجري هناك هو نتيجة للسياسات التي اتبعها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في السنوات الاخيرة ، وبعض هذه القوى تعبر عن "شماتتها" للمصير الذي وصلت اليه تركيا اليوم .

وفي المقابل فان ما يجري في ايران من اوضاع اقتصادية صعبة بسبب العقوبات الاميركية ، حظي باهتمام ومتابعة كبيرة من الاوساط السياسية والفكرية والدبلوماسية والاعلامية، بين من يراهن على ان تؤدي هذه العقوبات الى انهيار النظام الايراني وتأثير ذلك على حلفاء ايران في المنطقة ولاسيما حزب الله ، وفي المقابل فان الداعمين لايران ومؤيديها يؤكدون انها قادرة على مواجهة هذه العقوبات ، وانه ليست المرة الاولى التي تواجه فيها ايران حربا اقتصادية او عسكرية او اعلامية.

وفي مقابل الرؤية الاحادية الضيقة في تقييم الحرب الاقتصادية الاميركية على ابرز قوتين اقليميتين في المنطقة (ايران وتركيا ) بدأت تبرز في بيروت رؤية جديدة تدعو الى خيار " التكامل الاقليمي بين هذين البلدين اولا ، وبينهما وبين دول المنطقة كلها " ، من اجل مواجهة هذه الحرب الاقتصادية الناعمة والتي لا تقل خطورة عن الحرب السياسية والعسكرية.

وقد اقيمت في بيروت سلسلة ندوات سياسية وفكرية لبحث الاوضاع في تركيا وايران ، ومنها الندوة الحوارية الهامة في مقر حركة الامة في بيروت والتي شارك فيها باحثون اتراك وايرانيون ولبنانيون وفلسطينيون ، وركزت على دراسة الدورين التركي والايراني سواء على صعيد القضية الفلسطينية ااو على صعيد العالم العربي والاسلامي ، وخلصت نتائج الندوة الى ان التكامل والتعاون بين البلدين كمدخل لتكامل اقليمي واسع هو الطريق الاصلح لمواجهة الضغوط والحرب الاميركية القاسية.

وفي الاطار نفسه يواصل " منتدى التكامل الاقليمي" والذي تأسس في بيروت قبل عدة اشهر اتصالاته ولقاءاته من اجل تحويل هذا المشروع الى واقع فعلي عبر الدعوة للحوار والتعاون بين العرب والاتراك والايرانيين والاكراد لوقف حروب المنطقة والبحث عن اشكال جديدة للتعاون بينهم ، وقد لقي المنتدى ترحيبا واسعا من العديد من النخب العربية والتركية والايرانية والكردية ، وهو يعقد اجتماعات متتالية لبحث التطورات في المنطقة ودراسة كيفية اطلاق مبادرات عملية في هذا الاطار، كما عقد المنتدى سلسلة اجتماعات لبحث التطورات الاخيرة وكيفية مقاربتها.

وفي موازة ذلك اعد بعض الباحثين اللبنانيية والفلسطينيين والعرب سلسلة بحوث ودراسات حول مشروع التكامل الاقليمي وكيفية ترجمته العملية.

اذن نحن امام مقاربات جديدة في مواجهة الحرب الاقتصادية الاميركية على تركيا وايران ، وبدلا من ان تقوم كل دولة بمواجهة هذه الحرب لوحدها فان الخيار الوحيد البحث عن مشروع تكاملي وتحويل المنطقة المشرقية والتي تضم تركيا وايران وسوريا والعراق والاردن الى منطقة اقتصادية مفتوحة ومشتركة ، والعمل لاعادة ترتيب العلاقات مع مصر ودول المغرب العربي ، اضافة للتواصل مع دول الخليج المستعدة لان تدعم هذا المشروع ، وبموازة ذلك يتم تعزيز التعاون مع القوى الدولية التي تعارض السياسات الاميركية الترامبية سواء في اوروبا او الصين وروسيا وباكستان وتعزيز مشروع دول البريكيس اقتصاديا وسياسيا، وكل ذلك يساهم في بلورة محور دولي – اقليمي جديد يستطيع ان يضع حدا للسياسات الترامبية القاتلة والتي تهدف ليس فقط لتركيع تركيا وايران ، بل لاخضاع العالم مجددا للهيمنة الاميركية.

وتخلص هذه الدراسات : الى انه رغم النتائج القاسية والمباشرة للحرب الاقتصادية الاميركية على تركيا وايران ، والتي تتظهر بتراجع سعر العملة المحلية مقابل الدولار ، وازدياد الغلاء والتضخم ، فان هذه المعركة طويلة وينبغي مواجهتها ليس فقط بسياسات واجراءات سريعة لاستيعاب الحرب ، بل بمشروع تكاملي اقليمي ودولي للوقوف بوجه هذه السياسات الاميركية للهيمنة واخضاع المنطقة للمشروع الاميركي – الصهيوني والمتعاون وللاسف مع بعض دول المنطقة.

 

خيبة السلطان وصهره

محمد قواص/العرب/16 آب/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66792/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B5-%D8%AE%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B5%D9%87%D8%B1%D9%87/

يتولى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التصدي لعلل الاقتصاد في بلاده بعلاجات هي أشبه بالتعويذات الروحية التي لا تؤثر في لوحة المعدلات والإحصاءات والمنحنيات البيانية لقطاعات الإنتاج في تركيا. والرجل الذي بنى أمجاده وأمجاد حزبه على ما حُقّقَ من نقلة اقتصادية نوعية لتركيا بعد الوصول إلى السلطة عام 2002، يتأمل كل يوم انهيارا يضع تركيا ونظامه السياسي في موقف حرج يهدده كما يهدد الاستقرار في بلاده.

يربط أردوغان الانهيار غير المسبوق في أسعار العملة التركية بالتوتر الحاصل مؤخرا في علاقات تركيا بالولايات المتحدة. يحوّل الرجل أزمة الإدارة الاقتصادية التي تتحمل مسؤوليتها حكومة حزب العدالة والتنمية وتتحمل وزرها الأكبر قرارات وسياسات اعتمدها أردوغان شخصيا، إلى “قضية وطنية” في مواجهة “مؤامرة أميركية” ضد بلاده. وقد يجوز هنا التساؤل حول نجاعة اقتصاد تنهار عملته وترتبك قطاعاته بمجرد أن تفرض واشنطن عقوبات على وزيريْن تركيين، وترفع من تعريفتها الجمركية ضد قطاع إنتاجي تركي واحد هو الفولاذ والألمنيوم.

ليس في الأمر أي عجب. لا ترتبط الأزمة النقدية الحالية بالعقوبات الأميركية ولا بتدهور العلاقات بين واشنطن وأنقرة. لا بل إن الأزمة بنيوية لم يفعل التوتر الأميركي التركي إلا منح أردوغان ورقة يتلطى خلفها مواراةً لسوء إدارة، معطوفا على فساد ومحسوبيات تتغذى من أجواء سياسية متوترة منذ محاولة الانقلاب في يوليو عام 2016.

يعرف الاقتصاديون أن “الإجراءات الضرورية” التي أعلن عنها المصرف المركزي التركي لن تستطيع كبح جماع الانحدار في قيمة الليرة التركية. ويعرف الاقتصاديون أن عملة البلد ليست سوى مؤشر للعافية الاقتصادية التي تعاني من إجهاد حقيقي منذ عامين على الأقل. فأن يتجاوز سعر الدولار عتبة الـ7 ليرات، فذلك انهيار قياسي لم يستشرفه أردوغان وحزبه الحاكم.

والمشكلة الأكبر أن الشركات التركية كانت استدانت بشكل كبير في الأعوام الأخيرة بالدولار. وهذا يعني أن انهيار قيمة الليرة سيفرض على الدائنين صعوبات مالية قد تمنعها من تسديد مستحقاتها. أمر كهذا يهدد بإفلاس جماعي يضع كل النظام الاقتصادي في خطر. لكن ماذا حصل في الأشهر الأخيرة حتى تتفاقم الأزمة النقدية الراهنة؟

وصل التضخم إلى معدلات غير مسبوقة منذ عام 2003 (15.39 بالمئة في يوليو الماضي). يجري الأمر داخل ظروف اقتصادية صعبة يفصح عنها تآكل قيمة الليرة في الأسواق. أمر كهذا أضعف القوة الشرائية للأتراك، ورفع معدلات الأسعار على نحو موجع (24.41 بالمئة للنقل و19.4 بالمئة للمواد الغذائية).

نهلَ الاقتصاد التركي ازدهاره السابق مما تملكه قطاعاته من ديناميات إنتاجية وتسويقية متراكمة. وليس صدفة أن ينكشف وهن هذا الاقتصاد حاليا مع توجه أردوغان للسيطرة على الاقتصاد. عمل الرجل على ذلك منذ إعادة انتخابه رئيسا يتحلى بصلاحيات مطلقة محضته إياها الإصلاحات الدستورية التي سهر على صياغتها. لم يعد المصرف المركزي التركي الذي يصدر العملة يملك أي استقلالية عن السلطة السياسية. وحين طالب خبراء الاقتصاد ومنابر السوق الرئيس التركي بمواجهة التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة، وهو علاج كلاسيكي معروف، أصر أردوغان على رفض الأمر لأسباب تتعلق بالسياسة وليس بالاقتصاد. فحتى حين بشّر المصرف المركزي الأتراك بإجراءاته لم يفصح عن مصير معدلاته.

الأزمة بنيوية لم يفعل التوتر الأميركي التركي إلا منح أردوغان ورقة يتلطى خلفها مواراةً لسوء إدارة، معطوفا على فساد ومحسوبيات تتغذى من أجواء سياسية متوترة

قبل الغضب الأميركي وعقوبات واشنطن، لم ترتح الأسواق التركية لقرار الرئيس التركي تعيين صهره بيرات البيرق وزيرا للمالية في 9 يونيو الماضي. بات الصهر، إضافة إلى منصبه، يحظى داخل الحكومة التركية بنفوذ متقدم على نحو يعتبر من خلاله رئيس الحكومة الفعلي.

بدا أن أردوغان استدرج واشنطن نحو الغضب الذي تحوّل إلى عقوبات ضد أنقرة. يتساءل الأتراك ما الحكمة من احتجاز القس الأميركي أندرو برونسون الذي عاش في تركيا منذ أكثر من عقدين راعيا لكنيسة القيامة في إزمير؟ ثم كيف استفاقت أنقرة على الرجل “جاسوسا” و”إرهابيا” ينسّق مع حزب العمال الكردستاني؟ ثم ما العبقرية في ربط مصير “الداعية الأميركي المسيحي” في تركيا بمصير “الداعية المسلم التركي” فتح الله غولن في الولايات المتحدة؟ ثم أخيرا هل تملك تركيا مناطحة الولايات المتحدة لتهدد تارة بإهمال الدولار، وتارة أخرى بالالتحاق بالشرق متخلية عن تاريخها الأطلسي، وتارة ثالثة باستبدال “آي فون” بـ”سامسونغ”؟

خرج القسّ برونسون من سجن بقي فيه عاما ونصف العام ووضع تحت الإقامة الجبرية. في هذا أعراض تراجع تركي سينتهي حكما إلى إطلاق سراحه طالما أن الأمر أصبح قضية شخصية بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخصوصا لنائبه مايك بينس المسيحي الإنجيلي الذي ينتمي إلى نفس الكنيسة التي ينتمي لها القس في تركيا. لكن الظاهر أيضا أن أردوغان قد لا يكون مستعجلا على حلّ عقدة القس الأميركي، ذلك أن فك العقدة مع واشنطن لن يعيد للأسواق عافيتها، فمعاقبة وزيرين تركيين ورفع التعريفة الجمركية الأميركية على الفولاذ والألمنيوم ليست أسبابا حقيقة لتوعك الاقتصاد والعملة في البلاد.

الأزمة في عرف أنقرة “مؤامرة”. حتى أن وزارة الداخلية التركية أعلنت أنها تراقب وسائل التواصل الاجتماعي، متهمة بعضها بأنها تروّج لما من شأنه إضعاف الليرة التركية.

والأزمة في عرف المستثمرين الأجانب ليست كذلك. يذكر هؤلاء أنه في بداية الألفية الثانية تقدمت تركيا بصفتها اقتصادا مزدهرا واعدا. حتى أن صناعة الألبسة في البلاد باتت قطاعا منافسا للصناعات الأوروبية، فما الذي حصل؟

تبدلت طباع النظام وأضحت ملتصقة بطموحات أردوغان الشخصية. جاءت محاولة الانقلاب عام 2016 لترفع من منسوب التوتر الداخلي الذي يمقته الاقتصاد. ثم إن ضرب استقلالية المصرف المركزي، وهو الذي لعب طويلا دور الساهر على الاستقرار النقدي والمالي في تركيا، قلب وضع تركيا من ميدان جاذب إلى آخر طارد للاستثمارات الأجنبية. فكان أن كثيرا من الشركات الأجنبية قررت تحجيم أنشطتها، أو الانسحاب نهائيا من السوق التركي بسبب الأجواء السياسية الملتبسة في البلاد.

يتحمل حكم حزب العدالة والتنمية الوزر الأكبر من الأزمة الراهنة للاقتصاد التركي. تتحدث التقارير عن تنامي المحسوبية والفساد من جهة، وعن تراجع في مستوى التعليم الضروري لازدهار أي اقتصاد من جهة ثانية، وعن تسييس المحاكم التي تفصل في نزاعات قطاع الأعمال من جهة ثالثة، ناهيك عن أجواء تخويف داخل الرأي العام لا تحبها الأسواق.

وعلى الرغم مما يشكله انهيار العملة التركية من مؤشر ضعف كبير، إلا أن الأرقام الرسمية التي نشرت عبر المكتب الوطني للإحصاءات حول تلك المتعلقة بالفصل الأول، كشفت أن تركيا سجلت معدل نمو وصل إلى 7.4 بالمئة، ما يضعها في مصاف الاقتصادات الرئيسية العالمية أمام الصين والهند.

غير أن للخبراء رأي آخر. يعتبر هؤلاء أن هذا النمو مصطنع مرتبط مباشرة بالمشاريع الحكومية العملاقة. ذكروا بأن صهر الرئيس، الذي يبحث في عواصم العالم هذه الأيام عن قروض تنقذ تركيا، تحدث بعد تعيينه وزيرا للمالية عن “سياسات اقتصادية جديدة”، إلا أن ذلك لم يحرر الاقتصاد ولم يطلق ديناميات جديدة له. فأن تنهار الليرة فذلك حدث خطير، في وقت تطلق فيه حكومة أنقرة مشاريعها العملاقة بما في ذلك إطلاق برنامج نووي جديد.

بيد أن اللافت هذه المرة أن خطابات أردوغان الأخيرة لا تهزّ أعمدة اقتصاد تركيا فقط، بل إن أسواق المال في العالم ترتعد من احتمال عدوى تصيب اقتصادات ناهضة. تحذر الغارديان والفايننشال تايمز من أن يتسبب فشل أنقرة في تأثير يشبه “مبدأ الدومينو” على اقتصادات أخرى عرضة للخطر.

يقرأ أردوغان ذلك.. وربما يبتسم، لكنه يعرف أنه لن يكون بعد اليوم سلطانا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل سفير المانيا مودعا ووفدا اغترابيا من افريقيا

الخميس 16 آب 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة السفير الالماني في لبنان مارتن هوت في زيارة وداعية. وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

ثم استقبل وفدا اغترابيا من توغو في افريقيا برئاسة مطران افريقيا الغربية والوسطى سيمون فضول. واستقبل بعد الظهر نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري وعضو لجنة الرقابة على المصارف احمد صفا.

 

بوغدانوف عرض مع الممثل الشخصي للحريري تشكيل الحكومة وعودة النازحين

الخميس 16 آب 2018 /وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري البيان الآتي: أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استقبل أمس في موسكو الممثل الشخصي لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري السيد جورج شعبان. وقد استمع بوغدانوف من شعبان لمستجدات الأوضاع في لبنان والجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة، كما جرت مناقشة الأوضاع في سوريا والعمل الجاري لتأمين الظروف المناسبة لعودة النازحين السوريين المتواجدين على أراضي الجمهورية اللبنانية.

 

المستقبل رفض استخدام الشارع وسيلة للتعبير ودعا مناصريه الى الامتناع عن اللجوء لقطع الطرقات

الخميس 16 آب 2018 /وطنية - صدر عن الامانة العامة ل"تيار المستقبل" البيان الآتي : اقدمت مجموعات من الشبان في بيروت والمناطق على اقفال طرقات وإشعال اطارات ، استنكاراً لكلام نابٍ تلفظ به إعلامي على احدى الشاشات .

يؤكد تيار المستقبل على رفضه استخدام الشارع وسيلة للتعبير عن الآراء ، وهو يدعو كافة المناصرين والمحازبين الى الامتناع عن اللجوء لأي تحرك يقطع الطرقات ويعطل مصالح المواطنين ويندرج في خانة مخالفة القانون ، سيما وأن الإعتراض يتناول شخصاً ينطق عادة بصفاته وصفات المدرسة السياسية التي تلقى فيها علوم الشتيمة والاساءة الى الكرامات ، ولا يستحق إحراق عجلة واحدة في أحياء العاصمة والمناطق".

 

التقدمي جدد رفضه لمظاهر التسلح وأكد تمسكه بالسلم والمصالحة

الخميس 16 آب 2018 /وطنية - ردت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي في بيان، على "جملة مغالطات صدرت عن بعض المواقع الإلكترونية استندت إلى صور وفيديوهات تم تناقل بعضها على وسائل التواصل الإجتماعي، مرفقة بتعليقات مسيئة كمطلقيها، لا تخرج عن محاولات التطويق المستمرة لاستهداف الحزب التقدمي الإشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط، ولمحاولة كم الأفواه الحرة التي تعبر عن رأي عام شعبي رافض لكل الواقع المأسوي الذي وصلت إليه الأمور في هذا البلد". وإذ جدد التقدمي "رفضه لمظاهر التسلح كافة واستعراض السلاح على امتداد الوطن"، أكد "تمسكه بالسلم والمصالحة كخيار ثابت ونهائي، وأن اطلاق النار من قبل بعض الشبان في وقفة عبيه التضامنية مع دروز السويداء أتى بمثابة رسالة إلى من يمعن بالإعتداء عليهم من الإرهابيين هناك، وهو أتى في لحظة غضب ورفض للاعتداءات التي تعرضت لها تلك المنطقة من دون أن يعني ذلك أن الحزب يبعث بالرسائل، التي يعرف كيفية إرسالها سياسيا، وليس بالرصاص الحي". وأشار إلى أن "صورة النائب هادي أبو الحسن متوسطا مجموعة من الحزبيين التقدميين باللباس العسكري ليست سرا، بل هي مصدر فخر واعتزاز، خصوصا أن الرفاق في الصورة لا يحملون السلاح. وقد التقطت هذه الصورة في مرحلة التحضير لإحياء ذكرى استشهاد المعلم كمال جنبلاط في 19 آذار 2017 في المناطق، حيث حصل حضور رمزي يجسد كل الحقبات التي مرت بتاريخ الحزب من الجيش الشعبي وثوار 58، والكشاف التقدمي، وحزبيين. ولقد حصل ذلك امام الناس ووسائل الاعلام في مهرجان المختارة الشهير آنذاك، وأتت هذه الصورة أمام مبنى وكالة داخلية المتن ضمن هذا السياق التحضيري نفسه". وإذ أكد أن خياره كان وسيبقى "الدولة التي يعتبرها ملاذه وملاذ محازبيه ومناصريه الأول والأخير"، اعتبر أن ما يوصف بأنه "انزلاق المجتمع الدرزي نحو السلاح ليس موجودا، إلا في طموحات البعض ومخططاتهم المشبوهة، في ظل التوجيهات الواضحة من قبل قيادة الحزب للترفع عن الأحقاد والإحتكام للدولة وحدها"، مستغربا "التغاضي المتعمد عن قضية الشهيد علاء أبي فرج الذي لم يجف دمه بعد، والذي ما زال أفراد عائلته الصغيرة والحزبية ينتظرون حكم القضاء بشأنه". وأكدت مفوضية الإعلام في الحزب "التزامها باحترام حرية الرأي والتعبير وتمسكها بحق الرد"، متمنية على "وسائل الإعلام توخي الدقة والموضوعية وعدم نشر ما يردها من صور ومعلومات وتحليلات من دون التأكد من صحتها، وذلك لتجنب الدخول في لعبة جر الرأي العام إلى أجواء من التوتر والإحتقان بغنى عنها في هذه المرحلة الحرجة سياسيا وأمنيا في الداخل والخارج".

 

لازاريني زار منطقة وادي خالد والتقى رئيس اتحاد البلديات

الخميس 16 آب 2018 /وطنية - زار المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان منسق الشؤون الانسانية فيليب لازاريني منطقة وادي خالد الحدودية حيث عقد لقاء في مركز اتحاد بلديات وادي خالد مع رئيس الاتحاد ايمن ماجد، في حضور رؤساء بلديات، العماير احمد الشيخ، خط البترول احمد الأسعد، الرامه خالد البدوي، وادي خالد نور الدين الاحمد. وتناول النقاش وضع المنطقة وتأثير النزوح السوري على المجتمعات المحلية المضيفة من وعلى العائلات السورية النازحة. ووعد لازاريني بنقل معاناة المنطقة الى الجهات المانحة للبدء بمشاريع خدماتية.

 

قبلان في رسالة الحج: لبنان يحتاج الى تنازل السياسيين ووضع مصلحته فوق كل اعتبار

الخميس 16 آب 2018 /وطنية - وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة الحج لهذا العام هنأ فيها المسلمين بالمؤتمر العالمي الذي يجمع الحجاج من كل حدب وصوب في دعوة إلى التعمق بالحق لتتوحد المواقف على جمع الكلمة ورأب الصدع، فالحج ركن أساس من أركان الدين وشعيرة انسانية اسلامية تجمع المسلمين ليتشاركوا في النداء ويجسدوا عمل الأنبياء والأوصياء، متعاونين على البر والتقوى سائرين على خطى النبي محمد وسيرة الأئمة والأصحاب الطيبين، وليكونوا أمة واحدة مصداقا لقوله تعالى "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".

واكد قبلان "ان الحج شعيرة توحد المسلمين وتجمعهم تحت راية لا إله إلا الله، وهو يشكل دعوة دائمة إلى التوحد والتلاقي امتثالا لقول الله تعالى "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" فالمطلوب من المسلمين أن يتعارفوا ويتآخوا ويتواصلوا كما في الحج، وعليهم استثمار موسم الحج في اكتساب القيم والالتزام بالآداب والاستقامة والسلوك والسيرة الحسنة وتمتين أواصر الوحدة الإسلامية بين الشعوب والأعراق والقوميات ليكون الحج منطلقا لاصلاح الامة وحل الخلافات بين الدول الاسلامية من خلال الحوار والتشاور بين القادة والزعماء والرؤساء لانجاز تفاهمات جديدة تعيد الوئام بين الدول الاسلامية وتوقف نزيف الدم في بلادنا، وتبعد الفتن والاضطرابات عن اوطاننا، ولا سيما اننا مستهدفون من اعداء الامة الذين يحركون عملاءهم ومخابراتهم لزرع الفتن واثارة النعرات المذهبية وادخال بلادنا في اتون الحروب والنزاعات، وعلى الجميع ان ينتصروا لفلسطين وشعبها ولا يتركوا هذا الشعب المناضل والمضحي فريسة الهمجية الصهيونية التي تمعن في استيطانها للارض الفلسطينية وتمارس القهر لاخضاع شعب فلسطين". وتوجه قبلان في ايام الحج المتزامنة مع انتصار شهر اب بتحية اكبار إلى الشهداء الذين روت دماؤهم ارض الوطن وأثمرت عزة وكرامة وتحريرا للأرض، وعلى اللبنانيين إن يحفظوا أمانة الشهداء بحفظهم لبعضهم البعض، فيتلاحموا من جديد ويتضامنوا بوجه العدو الإسرائيلي والارهابي فيحفظوا الانتصارات التي جعلت من لبنان محط أنظار العالم، ويتمسكوا بقوة لبنان المتمثلة بوحدة شعبه ودعم جيشه ومقاومته، فيبادروا الى تشكيل حكومة وطنية موسعة تعبر عن وحدة لبنان وتعاون مكوناته لتتفرغ لحل الازمات المتفاقمة من معيشية واقتصادية وانمائية واجتماعية، فلبنان يحتاج الى تنازل السياسيين لبعضهم البعض ووضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، فهذه المصلحة نراها متجسدة في حكومة وفاق وطني تنسج اطيب العلاقات مع الشقيقة سوريا لما فيه مصلحة الشعبين، وهذه العلاقات المتينة شكلت وما تزال ضرورة وطنية لحماية لبنان وانعاش اقتصاده وعودة النازحين السوريين الى وطنهم، ومصلحة لبنان تحتم ان يساهم في عملية اعادة بناء سوريا وتسهيل تصريف صادارته عبر المعابر السورية. وتوجه قبلان الى حجاج بيت الله بالقول: "أيام الحج تحمل نفحات الخير والبركات من السماء، فاغتنموها بالدعاء والصلاة والتوبة والتضرع الى الله ان يحفظ اوطاننا ويبعد عنها الاذى والفتن والشر، ابتهلوا اليه عز وجل ان يصلح حالنا ويبدد الظلمات عن بلادنا وقد تخلصت من الاستعمار الجديد الذي يهدد امنها واستقرارها، ادعو الله ان ينصر فسطين على غاصبيها واليمن على ازمتها وسوريا على المتربصين بها شرا ولبنان على ازماته واعدائه، وان يخلص بلادنا من الارهاب بشقيه الصهيوني والتكفيري، ويحفظ لبنان وشعبه من كل سوء. بارك الله بحجكم وتقبل الله أعمالكم وجعل حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا وأعادكم إلى بلادكم سالمين غانمين، وقد كتب الله لكم المغفرة وقبول الاعمال.

استقبالات

وكان الشيخ قبلان استقبل، ظهر اليوم، في مقر المجلس، وفدا من قيادة حركة "أمل" برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري وامين سر المجلس الاستشاري للحركة عبد الله موسى، وجه لسماحته الدعوة للمشاركة في ذكرى الامام القائد السيد موسى الصدر، وكانت مناسبة جرى خلالها التداول في الاوضاع العامة.

وبعد اللقاء ادلى الشيخ المصري بتصريح قال فيه: "تشرفنا بزيارة سماحته وقدمنا اليه دعوة بذكرى اخفاء الامام القائد السيد موسى الصدر التي ستقام في هذا العام في مدينة بعلبك على مرجة القسم مرجة راس العين، وكانت فرصة للتداول مع سماحته بكل ما يهم منطقة البقاع من شؤون وشجون، وهو المحب لهذه المنطقة وهو اخ الامام الذي اعتبر البقاع لن يكون الا في صميم قلبه وسويداء قلبه وعيونه، وان من يحمل امانة الامام الصدر سواء على مستوى المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى او على مستوى حركة "امل" ودولة الرئيس نبيه بري لن يكون الا مكملا متما لهذا الخط والنهج المقاوم المقاوم بجميع انواع المقاومة المقاومة المدنية والعسكرية في وجه اسرائيل والفقر الذين يشكلان عملة واحدة ولكن بوجيهن مختلفين".

اعتذار عن عدم

تقبل التهاني

من جهة ثانية، يعتذر قبلان عن عدم تقبل التهاني بعيد الاضحى المبارك نظرا إلى الظروف الصعبة التي تمر بها منطقتنا.