المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 آب/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.august15.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

 أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الأبواب الواسعة التي هي الغرائزية تؤدي إلى نار جهنم/الياس بجاني

زمن شحادي ومّحل وتعتير/الياس بجاني

بدخول جعجع والحريري وجنبلاط صفقة التسوية التحقوا عملياً ب 8 آذار/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات اخبار المسائية ليوم 14/8/2018

تحذير من استعادة “عملاء” سورية أمجادهم

دورية إسرائيلية تعتدي على الجيش اللبناني

غابات القبيات تحترق: الخوف من الرياح

إسرائيل: الدفاعات الجوية والاتصالات تستعد لمواجهة حزب الله

«الحقيبة السيادية» تقرّب حزب الله من القوات اللبنانية

ما يقبل به جنبلاط وجعجع وما يرفضانه: أين الحريري؟

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

محامي نزار زكّا: زيارة مدير الأمن اللبناني حرّكت المياه الراكدة في قضيته

137 نازحاً سورياً من شبعا والبقاع غادروا لبنان... وباسيل لبحث خطة العودة في موسكو

عون يتعهد برفع الحرمان عن منطقة عكار

تنازل «القوات» لم يترجم حلاً لتشكيل الحكومة... و«العقدة الدرزية» على حالها

حواط: لبنان أسير طموحات باسيل

علي خضر طليس في قضية حساب عبير منصور : لن أمثل أمام جهاز بات أداة بيد التنظيمات لإسكات المعترضين

 بئس المقاومة التي يتصدى للدفاع عن قضاياها علي كيكي ومن شاكله

الخارجية: لا نوافق على كلام غراندي المعارض لعودة النازحين السوريين الى بلادهم

نديم الجميل: هل تخلت الدولة عن مسؤولياتها الأمنية في مطار رفيق الحريري؟عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا تدفع ثمن رفضها للعقوبات الأميركية على ايران

لافروف في أنقرة لإنجاز «تفاهمات» إدلب واللاجئين والعقوبات الأميركية تعزز تقارب روسيا مع تركيا وإيران

المركزي التركي يطرح إجراءات لوقف «انهيار الليرة» بعد تهاويها لأدنى مستوى والدولار يتخطى 7 ليرات... و«تأمين الديون» بأعلى مستوياته منذ الأزمة العالمية

 إردوغان يعلن أن تركيا ستقاطع الأجهزة الإلكترونية الأميركية ورجال أعمال يطلقون نداء استغاثة لإنقاذ الليرة

 هل تضع الأزمة التركية الأسواق الناشئة «على خط النار»؟

انهيار العملة التركية يلقي بظلاله على أسواق أوروبا

خامنئي يحمّل روحاني مسؤولية الأزمة: لا حرب مع واشنطن ولا مفاوضات

العبادي يحمل بعنف على «عصابات» موالية لإيران

الأردن يكشف تفاصيل جديدة بشأن «خلية السلط» ويؤكد «استمرار المعركة ضد الإرهاب»

مدير الدرك الأردني: الخلية تنتمي للفكر التكفيري... والعملية تعدّ من أسرع العمليات في العالم

تضارب في المعلومات حول وفاة البغدادي سريرياً

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«معراب»: عون طلب نيابة الرئاسة ونتمسّك بـ«السياديّة»/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

«كلمة السرّ» في لعبة الكبار/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

الإقتصاد اللبناني يتفاعل مع «الإنهيار» التركي/ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية

الإرهاب والجغرافيا الجديدة: تمدد «القاعدة» و«داعش»/يوسف الديني/الشرق الأوسط

تدهور الليرة التركية وتأزم الاقتصاد/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

إردوغان في مواجهة ترمب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

التأثير الطويل المدى للعقوبات الأميركية على إيران/لينا الخطيب/الشرق الأوسط

هل ينجو «الناتو» من تقلبات العصر/مينا العريبي/الشرق الأوسط

أزمة تركيا تتفاعل: هل ينجو الإقتصاد من الأسوأ/طوني رزق/جريدة الجمهورية

لماذا استهداف الكنائس/حمد الماجد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تسلم رسالة من نظيره البرازيلي أملت توسيع الشراكة: علاقاتنا تاريخية كالوت: مستعدون لدعم الجيش وزيارة تامر الى بيروت مبدئيا في ت2 المقبل

الحريري قبيل ترؤسه اجتماع كتلة المستقبل: عدم تشكيل الحكومة حتى الآن فشل لبناني بحت

كتلة المستقبل نبهت الى موجبات الالتزام بقرار النأي بالنفس عن الخلافات العربية: مطمئنون للمسار المعتمد من الحريري لتشكيل الحكومة

بري ترأس اجتماع التنمية والتحرير واستقبل لازاريني الخليل: الكتلة عرضت تطورات تشكيل الحكومة واكدت الوقوف الى جانب الجامعة اللبنانية

السفارة السورية: لا صلة للمفتي حسون بتغريدات منسوبة اليه تسيء الى العلاقات مع لبنان

التيار المستقل: الفشل في تشكيل الحكومة سببه أطماع المعنيين كما ونوعا

نص خطاب السيد نصرالله

نصرالله خلال الاحتفال بالذكرى السنوية 12 لانتصار تموز 2006:حزب الله اقوى من الجيش الاسرائيلي ولن يفيد الرهان على التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات

إنجيل القدّيس متّى18/من01حتى05/َ"في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟». فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات. ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

 

العقدة هي الإحتلال الإيراني للبنان والباقي كله اعراض

الياس بجاني

الأبواب الواسعة التي هي الغرائزية تؤدي إلى نار جهنم

الياس بجاني/12 آب/18

(إنجيل القديس متى 13: 50) “وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ».

http://eliasbejjaninews.com/archives/66685/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

في متابعة لممارسات ومناكفات ونرسيسية وجوع وجشع السياسيين المسيحيين تحديداً نجدهم في غربة شبه كاملة عن المسيحية بقيمها والمفاهيم والرسالة وكل ما هو عطاء ومحبة ..وكذلك غارقين عن سابق تصور وتصميم في مفهوم الإنسان العتيق، انسان الخطيئة الأصلية .. وفي نفس الوقت لاهثين بجريهم المجنون وفي سباقهم الجحودي صوب الأبواب الواسعة..أبواب الغرائزية، التي تؤدي دون أي شك إلى نار جهنم وإلى أحضان دودها الذي لا يستكين والعذاب اللانهائي..حيث البكاء وصرير الأسنان وحيث لا يفيد الندم ولا مكان للتوبة.

(إنجيل القديس متى 07: 13و14) "أدخلوا من الباب الضيق. فما أوسع الباب وأسهل الطريق المؤدية إلى الهلاك، وما أكثر الذين يسلكونها.لكن ما أضيق الباب وأصعب الطريق المؤدية إلى الحياة، وما أقل الذين يهتدون إليها".

 

زمن شحادي ومّحل وتعتير

الياس بجاني/12 آب/18

ع باب الله يا محسنين مين بيشحدنا وزارة سيادية؟

دخيلكون حابينها ونفسنا فيها وعنا إلها وزير شبيوبية وبيجنن ومودال 2018.....

سؤال للشحادين وغيرون.. كيف ممكن تكون وزارة سيادية ببلد مصادرة سيادته؟

قمح بدها تاكل حني ....

وأخ ع زمن شحادي ومّحل وتعتير كل شي فيه مشقلب فوقاني تحتاني

 

بدخول جعجع والحريري وجنبلاط صفقة التسوية التحقوا عملياً ب 8 آذار

الياس بجاني/11 آب/18

بعد دخولهم الصفقة ومداكشتهم الكراسي بالسيادة لم يعد هناك أي تأثير لوجود أو غياب شركات جعجع والحريري وجنبلاط عن الحكومة وعملياً التحقوا ب 8 آب.. ومش كتير فرق بين وجود حكومة من عدمه.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات اخبار المسائية ليوم 14/8/2018

الثلاثاء 14 آب 2018

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

الى أي مدى يستمر تصريفُ الاعمال؟.

لماذا لا تشكل حكومة الوفاق الوطني؟.

هل هناك خطر على لبنان إقليميا وإقتصاديا كما قال الرئيس الحريري؟.

لماذا نبش الماضي والكلام على حسابات؟.

لماذا الحديث عن المستقبل أو الغد من وجهة نظر سوداوية؟.

الرئيس بري تداول مع كتلته النيابية في طلب المساعدة الذي تقدم به الرئيس الحريري الذي بدوره تحدث مع كتلته في الطلب الصريح الذي تقدمت به القوات اللبنانية حول الحقيبة السيادية، والرئيس عون نفى أي كلام على الانتخاب الرئاسي وأكد ان صحته ممتازة.

ما شكل نقزة لدى البعض إثارة رئيس الجمهورية قضية الإبراء المستحيل وإعلانه انه سيحرك القضاء بعد تشكيل الحكومة.

المهم أن تنفيذ هذا الإعلان بعد التأليف الحكومي، وليس الآن، وإلا لكانت عملية التأليف، كلها مؤجلة.

لب المواقف الرئاسية أيضا يتعلق بكيفية التعاطي مع سوريا، والحاجةِ إليها في عبور البضائع اللبنانية ممر نصيب السوري الى الاردن.

وهذا المساء يطلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مواقف، بعضها يتعلق بولادة الحكومة، إلا أن هذه الولادة التي كر الحديث عن أنها ستتم قبل عيد الأضحى المبارك، ستكون حتما بعد العيد، وسط العاصفة السياسية والاقتصادية والامنية، التي تضرب المنطقة.

ماذا تضمنت مواقف رئيس الجمهورية؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

إثنا عشر عاما انقضت على الإنتصار التاريخي الذي حققه لبنان على العدوان الإسرائيلي وأسس لتحولات كبيرة على مستوى المنطقة وأبعد.

ثلاثة وثلاثون يوما إستخدم فيها العدو الإسرائيلي كل ما يملك من أسلحة وأدوات قتل وتدمير لكنه فشل في تحقيق أي من أهدافه.

في المقابل مقاومون صامدون في ميدان القتال، ألحقوا هزيمة العصر بجيش كان يوما لا يقهر، مطمئنين إلى معركة سياسية تحمي ظهرهم يخوض غمارها حراس في هذا الوطن من طينة الرئيس نبيه بري.

في مثل هذا اليوم - ذات آب قبل إثني عشر عاما - كان الجنوبيين يبكرون في الزحف جنوبا عائدين إلى الأرض التي يفوح منها عبق الإنتصار الوليد، لبوا نداء الرئيس بري للعودة إلى القرى والمنازل حتى لو كانت قد استحالت دمارا وذلك لإحباط أحد أهداف العدوان.

عند الثامنة من صباح ذلك الإثنين، سابق العائدون وسبقوا موعد بدء سريان قرار وقف العمليات الحربية، وبالمناسبة جددت حركة أمل في بيان لمكتبها السياسي التأكيد أن الانتصار العظيم الذي حققه لبنان، أثبت ضعف العدو الإسرائيلي أمام إرادة اللبنانيين الصلبة الذين انتصروا بمنطق المقاومة والصمود الاسطوري الذي كرس معادلة الثالوث الماسي (الشعب والجيش والمقاومة)، واكد ان وحدة اللبنانيين هي من تصنع انتصاراتهم مهما تمادت قوى العدوان الصهيونية، وأكدت الحركة ان المقاومة هي وحدها الرد على مشاريع الصهاينة وغيرهم من القوى التكفيرية التي تشكل الوجه الآخر للكيان الاسرائيلي الغاصب، وقالت انها تؤكد في هذه اللحظة السياسية على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الوطنية لاستكمال مشروع بناء الدولة ولحفظ انجازات التحرير والانتصارات لان الجهاد الاكبر يكمن في بناء دولة المواطن، الدولة القوية، وتحصين مجتمع المقاومة الذي دعا اليه الإمام السيد موسى الصدر في مواجهة التحديات في ظل التهديد الاسرائيلي والارهابي المتواصل للبنان. هذا في وقت طالبت فيه كتلة التنمية والتحرير إلى الانتهاء من التعويضات على الوحدات السكنية والمؤسسات التجارية من جراء العدوان.

على المستوى السياسي الداخلي يواصل التأليف الحكومي مشواره الطويل، صحيح أن المخاض لم يؤت المولود المنتظر بعد، لكن ثمة انفراجات موضعية على مستوى الحصص والأعداد والأحجام التمثيلية وإن كانت العقد التقليدية الثلاث لم تحل بعد، على أن أفضل توصيف للمشهد جاء على لسان الرئيس بري أمام زواره: الضوء لم يعد لونه يميل إلى الأحمر، لكنه ليس أخضر بعد، وهو ما بين الإثنين مع ميله إلى اللون الأخضر قليلا.

وفي حديث التأليف تأكيد من الرئيس المكلف سعد الحريري على أنه سيزور رئيس الجمهورية عندما يصبح بين يديه جديد يقدمه.

الحريري وصف التعثر بأنه فشل لبناني بحت مشددا على ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني وجامعة يشارك فيها كل فريق بحسب الاتفاق السياسي معه. الرئيس المكلف لفت إلى أن وليد جنبلاط مكون أساسي في البلد ربح الانتخابات في مناطقه، ورئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وافقا على عشرة مقاعد والقوات كانت صريحة بمطالبتها بنائب رئيس الحكومة أو حقيبة سيادية..

من ناحية أخرى أعلن الحريري عدم موافقته على عودة العلاقات اللبنانية - السورية مشددا أن هذا الأمر لا نقاش فيه وإذا كان الآخرون يصرون على عودة العلاقات مع سوريا من باب فتح معبر نصيب، عندها لن تتشكل الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

ماذا سيقول السيد حسن نصرالله الليلة؟ سؤال على كل شفة ولسان، في انتظار إطلالة الأمين العام لحزب الله في الذكرى الثانية عشْرة لانتصار لبنان في حرب تموز 2006، التي تأتي في ظل مشهد سياسي إقليمي بات أوضح ولاسيما على المستوى السوري، وعلى وقع تصعيد أميركي- إيراني، وتوتر بين واشنطن وأنقره، بلغ اليوم حد إعلان رجب طيب إردوغان مقاطعة الأجهزة الإلكترونية الأميركية...

أما داخليا، فماذا عن مستقبل العلاقات اللبنانية- السورية، وتحقيق المصلحة اللبنانية، ولاسيما في مجالي الاقتصاد والنزوح؟...

وعلى المستوى الحكومي، كيف سيقارب نصرالله الأزمة الراهنة؟ وكيف سيتوجه إلى معرقلي تأليف الحكومة التي باتت حاجة ملحة للتعامل مع سلسلة لامتناهية من الأزمات المتوارثة، بينها الفساد المستشري، الذي شكل حزب الله لجنة خاصة لمتابعته؟...

أسئلة كثيرة، يترقب اللبنانيون موقف نصرالله منها... وفي الانتظار، يبقى التشديد على التمسك بالثوابت والوحدة: ثوابتْ وطنية جمعت في 6 شباط 2006 حزب الله بالتيار الوطني الحر، فكان انتصار 14 آب 2006. ووحدة وطنية مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، حتى لا يضيع الانتصار التاريخي في زواريب مماحكات داخلية، يقتات عليها البعض لتأمين ديمومة حياته في السياسة...

وبالعودة الى الشأن الحكومي، وفي وقت برز كلام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اليوم عن قبول التيار الوطني الحر بعشرة وزراء له ولرئيس الجمهورية من دون ثلث معطل، فضل التيار الوطني الحر عدم التعليق على الموضوع. غير ان مصدرا متابعا ابلغ الotv ان الموضوع ليس بالعدد، ولا بثلث معطل او غيره، خصوصا ان رئيس الجمهورية ليس بحاجة في الاساس الى ثلثْ معطل. وشدد المصدر على ان الجوهر مرتبط بحقوق التمثيل، سواء لتكتل لبنان القوي او لرئيس الجمهورية. وجزم المصدر ان التيار غير مستعد للتنازل عن هذه الحقوق، بشكل لا نقاش فيه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الرابع عشر من آب ، ومنه للنصر الف باب..

يوم بمرتبة عيد ، او اكبر …

للناس فيه حج الى مشارق الشرف ، حيث لا تغيب شمس فوق روابي التضحيات ، ولا ينضب معين اخترق عطاؤه حدودا ووديانا..

نصر آب يتحدث ، كل لغات العز ، تكلم حين اعتدى الارهاب على الجبال ، نادى اشرف الناس، لبوا وهبوا مع جيشهم ومقاومتهم ، فكان التحرير الثاني جارا في الميعاد وتوأما في الابعاد .

اليوم لبنان يتذكر ، عطاء المقاومين ، صبر الامهات ، الاباء ، وكل العابرين مواكب في شرايين الوطن تدفقا بهمة لملاقاة شهيد وجريح وحبيب تحت الركام او رفع راية بقبضة حرة ، ونداء واحد : العدوان كسر ، العز كتب ، واهلا بزمن الانتصارات.

اثنا عشر عاما ، ولم يقو العدو على المقاومة .. كل يوم هي في انجاز ، لا غفلة لها عما يقترف ، ولا عما ينوي ، تعددت اساليبه ، كثر جنوده ، عدته الارهاب ، والنتائج واحدة : المقاومة امتشقت عزيمتها ومضت الى كل مكان وحيث يجب ان تكون كانت ، وستكون ..

اثنا عشر عاما ، لا سبات في اجيال المقاومة ، ولا تاخر عن صنع الامجاد في ميادينها .. سيفها امضى .. ومفاجآتها في سر مكنون ، كشف منها ما يلزم لردع ومنع ، وما بقي هو بعلم جنود الله الى يوم ووعد.

وعلى الوعد هذه الليلة مع سيد المقاومة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال النصر ولقاء الشرفاء في الضاحية الجنوبية ، ومنهم اليه شوق وتجديد عهد ، ومنه اليهم كل الوفاء ، ومواقف عابرة للساحات ، مواجهة للتحديات..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الحكومة العتيدة يمكن تشكيلها اليوم قبل غد في حال تواضعت بعض القوى السياسية ووضعت مصلحة البلد قبل مصالحها السياسية ويمكن انْ تتأخر ايضا وايضا في حال الاصرار والتمسك بالمطالب التعجيزية من قبل هذه القوى.

الرئيس المكلف سعد الحريري قال أن عدم تشكيل الحكومة حتى الآن هو فشل لبناني بحت، نافيا أن يكون للعامل الإقليمي أي تأثير على مسار التشكيل.

وردا على سؤال في دردشة مع الصحافيين عن مطالبة البعض تضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري كشرط لتشكيل الحكومة قال: “عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة.

وأما بشأن موضوع تأشيرات الحج، فأوضح الرئيس الحريري أنه كان هناك مطلب لبناني بزيادة عدد التأشيرات المخصصة للبنانيين، وهذا قد تحقق، مؤكدا أن العلاقة مع المملكة العربية السعودية مميزة وممتازة، وهي حريصة على أن نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن”.

خارجيا ، شهدت العلاقة التركية الاميركية فصلا جديدا من فصول التعقيد، مع اشتداد وطأة الازمة بين الجانين، من خلال اعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستقاطع الأجهزة الإلكترونية الأميركية.

لكن ايطاليا خطفت الاهتمام المحلي والاقليمي والدولي ، من خلال المأساة التي شهدتها مدينة جنوى حيث ادى انهيار جسر موراندي الى وقوع اكثر من ثلاثين قتيلا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

في إيطاليا، انهيار جسر يتسبب بنحو ثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى...

وفي لبنان، العجز عن مد جسر التشكيل بين الرئيس المكلف وبعض الفرقاء يتسبب بإبقاء الحكومة العتيدة في غرفة العناية الفائقة...

الجسر الإيطالي هناك سباق كبير بين الكارثة وبين فرق الإنقاذ، أما جسر التشكيل في لبنان ففرق إنقاذ التشكيلة دخلت اليوم في مدار العطلة التي ستمتد إلى الخميس من الاسبوع المقبل، أي عمليا طار ما تبقى من هذا الأسبوع، والاسبوع المقبل على أهبة الطيران، ولا معاودة للعمل السياسي إلا اعتبارا من الاثنين، السابع والعشرين من آب...

بلاد في "أحسن حالاتها" تعمل بالساعة وتعطل بالأسابيع، أما عداد العجز والفراغ في السلطة التنفيذية وتراكم الديون، فلا يعرف تعطيلا...

في الإنتظار يتواصل السجال حول الحصص والأحجام، وهو سجال بات يدور في حلقة مفرغة في ظل غياب حكم بين الفرقاء يمكن الإحتكام إليه...

فالعقد الحكومية بأبعادها الثلاثة على حالها: الدرزية والمسيحية والسنية...

والرئيس الحريري في دردشته بعد ظهر اليوم، لم ينف العقد بل أشار إلى أنها داخلية... ويأتي هذا الكلام كرد على ما أشيع أن هناك عراقيل خارجية تمنع تسهيل التشكيل...

في هذه الاثناء مازالت مسألة التيار الكهربائي محط سجال، فبعد كلام وزير المال أن كهرباء سوريا أرخص من كهرباء البواخر، جاء الرد اليوم من وزير الطاقة، رقميا، بأن كهرباء البواخر أرخص.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

اذا كان الاخرون يصرون على عودة العلاقات اللبنانية السورية من باب فتح معبر نصيب ساعتها لن تتشكل الحكومة، هذا ما قاله الرئيس الحريري في دردشة مع الاعلاميين قبل اجتماع كتلة المستقبل، وقد يكون في هذا القول المفتاح الحقيقي لفهم سبب تعقد عملية التشكيل حتى الان، فالقضية ليست فقط قضية وزارة سيادية من هنا ووزارة خدماتية من هناك، صحيح ان عملية الحصص الوزارية ونوعيتها ونوعها مهمة لكن ثمة ما هو اخطر واكثر تعقيدا، اذ على افتراض ان الحكومة تشكلت فماذا سيكون موقفها من النظام السوري ومن العلاقات اللبنانية السورية؟ وهل في الامكان بعد العودة الى نظرية النأي بالنفس في البيان الووزاري؟

وعدم حصول تطور ايجابي كبير على صعيد عملية التشكيل اكدته مصادر في قصر بعبدا التي قالت لوكالة الانباء المركزية ان ما يشاع من ايجابيات على خط التشكيل وتداوله وسائل الاعلام من صيغ واسماء لا يرتكز على اساس من الصحة والواقع ما دامت لم تقدم لرئيس الجمهورية صيغة نهائية بالحصص مقبولة من كل الفرقاء المعيين بالحكومة العتيدة.

كل هذا يثبت مرة جديدة ان لا حكومة لا الان ولا قبل عيد الاضحى، ما يجعل الازمة الوزارية مفتوحة على كل الاحتمالات ومن دون افق قريب للحل.

اقليميا، روسيا تواصل هندسة الساحة السورية اذ اعلنت على لسان وزير خارجيتها ان الوقت حان للقضاء على جبهة النصرة.

اما دوليا، فكارثة في ايطاليا نتيجة انهيار جسر والحصيلة حتى الان سقوط اكثر من ثلاثين قتيلا اضافة الى عشرات الجرحى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في مثل هذا اليوم ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات وفي مثل هذا اليوم غيرنا الدنيا، وسمع صوتنا القدر لكن بناء الغد الأجمل لم يكتمل ودون العزة مذلة حرمان المواطن أبسط مقومات الصمود، من الكهرباء والماء، والعمل، والأهم محاربة الفساد وهي حرب قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إنها أخطر من مئة حرب على إسرائيل وجعلها وعدا لاستئصال آفتها ما بقي الليل والنهار الليلة سيطل السيد على اللبنانيين بكلمة النصر المبيْن وفي خطوة استباقية نصب الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط منصة صواريخ عابرة للحدود، أصاب بها الجار والدار وقال في دردشة مع الصحافيين: إذا كان الآخرون يصرون على عودة العلاقات اللبنانية السورية من باب فتح معبر نصيب.. فساعتئذ لن تتشكل الحكومة. ما هكذا تورد الإبل يا سعد فالمعبر الإلزامي لتأليف الحكومة واستقرار البلد وعودة العلاقات الندية من دولة الى دولة، هو كل سوريا وهو في وصل ما انقطع من حسن جوار مع دمشق وأبعد من ذلك هو قرار يتخذ بالإجماع لا في لحظة تصريف غضب موقف الحريري وضع العين في مقاومة مع المخرز وشكل استفزازا وتحديا لنصف اللبنانيين وأبعد من ذلك، أشل عصب المعابر فأقفلها بتصاريح نارية قطعت شرايين التصدير أمام ألوف المزارعين.. وقطع الأرزاق من قطع الأعناق. وعلى ما يبدو فإن عقدة التأليف لم تعدْ في هذه الحقيبة ولا في تلك بل في عدم رغبة الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة وإذا كان الوقوف على خاطر وليد جنبلاط كما فعلت عين التينة هو القطبة المخفية فليس بشطبة موقف تلغى سوريا من وراء الحدود، ومعها يشطب نصف اللبنانيين من سجل التضحيات التي قدمت على تلك الأرض. بعد الدردشة بات واضحا أن الحريري هو الرأس المدبر للعرقلة وهو الأكثر ارتياحا إلى فترة تصريف الأعمال والصفقات ومعها الأموال ويبدو أن مشروع تشريع الحشيشة دار في عين التينة، فدوخ بيت الوسط إذ حار الحريري ودار ليخلص بعد اجتماع كتلة المستقبل إلى القول عن مسار التأليف: ليس هناك تقدم حتى الآن ولكن هناك إيجابية في التواصل بين كل الأطراف وإن الصيغة الحكومية النهائية قد تحتاج إلى بعض الوقت، سواء أكان في موضوع الحقائب أم في موضوع العدد. هروب إلى الأمام يقابله سباق بين البلديات عن فئة إقامة مكبات ومعامل فرز النفايات وبعد وادي الحجير وغيرها انضمت وادي لامارتين إلى القافلة ولو كان الشاعر الذي تغنى بطبيعة لبنان حيا يرزق، لكان قال: "نطوي الحياة وجبال النفايات تطوينا".

 

تحذير من استعادة “عملاء” سورية أمجادهم

بيروت ـ السياسة/الثلاثاء 14/08/2018/وسط تزايد المؤشرات على دور سوري في عرقلة تأليف الحكومة، بعدما تم الحديث عن طلب دمشق بتعيين الوزير بيار رفول، وزيراً للدفاع في الحكومة المزمع تشكيلها، دون صدور نفي لهذا الكلام من رفول أو سواه، حذر رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض من أن “بعض عملاء سورية في لبنان وممن اعتلوا مناصب وكراسي بزمن الاحتلال السوري، يحاولون أن يستعيدوا أمجادهم على حساب السيادة اللبنانية، فحذار من استجرار أي تدخل من السوريين بالشؤون اللبنانية وتحديدا آنيا مسألة تشكيل الحكومة، وهؤلاء بالتأكيد يزعجهم أن يكون سعد الحريري قويا ومحصّنا.”وقال عبر “تويتر”: “لأن حلم النظام السوري منذ عقود بلع لبنان لكون عقيدة الحاكم في سورية تعتبر لبنان جزءا من بلده، واذا كان انسحاب جيش الاحتلال السوري لم ينهِ ذيول الأفكار التوسعية والسعي للسيطرة والتدخل بالشؤون اللبنانية، وآخر مآثرهم فرض مرشحين على لوائح جماعاتهم وكذلك تسميتهم لوزراء يرغبون بهم”.

 

دورية إسرائيلية تعتدي على الجيش اللبناني

المدن - لبنان | الثلاثاء 14/08/2018/أعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أنه لدى قيام دورية من مديرية المخابرات بتفقد أرض بين النقطتين B36 وBP14، في بلدة رميش (بنت جبيل) الثلاثاء في 14 آب 2018، تعرضت لاعتداء من قبل دورية تابعة للعدو الإسرائيلي، التي ألقت 6 قنابل دخانية. ما أدى إلى إصابة عنصرين بحالة اختناق، ونشوب حريق امتد إلى داخل الأراضي المحتلة. ووفق البيان، حضرت على الفور دورية من الجيش وجهاز الارتباط في قوات الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان والدفاع المدني، وعملوا على إخماد الحريق من الجهة اللبنانية.

 

غابات القبيات تحترق: الخوف من الرياح

المدن - لبنان | الثلاثاء 14/08/2018/بعد مرور 4 أيام على اندلاع حريق في غابات القبيات في شمال لبنان، تمكنت الفرق العاملة من اخماد الحريق المتواصل في محلة الوادي الغميق ومحيطها، أعالي البلدة، وفق ما يؤكد رئيس بلدية القبيات عبدو مخول عبدو لـ"المدن"، مشيراً إلى ضرورة استمرار العمل خلال الأيام الأربعة المقبلة خوفاً من تكرر هذه الحرائق، لاسيما في حال نشطت الرياح. وكانت الطوافات العسكرية عاودت عند ساعات الصباح الأولى، الثلاثاء في 14 آب 2018، مساهمتها في اخماد نار الحرائق، فيما عملت فرق الاطفاء من جيش ودفاع مدني وأهالي البلدة على اخماد الحريق طوال الأيام الماضية، مستخدمين المضخات المائية المحمولة والرفوش والمعاول لإيقاف تمدد النيران، التي اجتاحت مساحات كبيرة من الأحراج تقدر بنحو 700 ألف متر مربع، وفق ما يؤكد عبدو. وقد تسبب هذا الحريق بأضرار ملحوظة في أشجار الصنوبر التي تنتشر بشكل كثيف في الغابة، التي تحتوي على أشجار السنديان أيضاً. علماً أنه تم شق طرقات داخل الغابة حتى تمكنت سيارات الاطفاء من التقدم لمحاصرة النيران ووقف تمددها.

 

إسرائيل: الدفاعات الجوية والاتصالات تستعد لمواجهة حزب الله

سامي خليفة/المدن/الثلاثاء 14/08/2018

بعد 12 سنة من الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، أجرى الجيش الإسرائيلي مناورة في هضبة الجولان السورية تهدف إلى الاستعداد لحرب مقبلة مع الحزب على الجبهة اللبنانية، نظر فيها الجيش الإسرائيلي إلى الحزب، وفق وصف صحيفة جيروزاليم بوست، من خلال عدسة التكنولوجيا والتكتيكات الجديدة.

شارك في مناورة "طاقم جدعون القتالي"، وفق الصحيفة، آلاف الجنود من اللواء المدرع السابع، لواء غولاني، فيلق الهندسة القتالية، والغاية هي الاستعداد لهجمات يشنها مقاتلو حزب الله، وتدريب أفراد الأمن على التهديدات الجديدة التي طورها الحزب. من المرجح، وفق الضباط الإسرائيليين، أن تكون هذه المناورة هي الأفضل والأنجح للجيش الإسرائيلي من حيث الدفاعات الجوية، في السنوات القليلة الماضية، وربما هي الأكبر من نوعها، حتى الآن. وتم التركيز فيها على منظومة الاتصالات الحربية. وقال ضابط رفيع إن الجيش يهدف إلى تطوير شبكة الاتصالات العسكرية لتصل سرعتها إلى 100 ميغاهرتس وبحجم 100 ميغابايت ولتصل حتى مسافة 100 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية. يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي، وفق الصحيفة، قادراً على "إغلاق الدائرة" على مقاتلي حزب الله بشكل أسرع من أي وقت مضى، وبأسلحة أكثر دقة لضمان أقل قدر من الخسائر المدنية. لذا، شهدت المناورة اختبار الكتيبة 13 التابعة للواء غولاني قذيفة هاون جديدة بدقة 122 ملم، ولديها القدرة على التحكم في التحليق ودقة تصل إلى 5 أمتار. وفي حين أن التكنولوجيا الجديدة تسمح بمزيد من الاستقلال، ركزت التدريبات على تعلم القوات لغة مشتركة لتحسين التعاون بين مختلف الفروع والفرق في ساحة المعركة. وأوضح الضابط أنه سيتم تخصيص مهابط ومطارات خلف القوات المناورة في المعركة بغرض تشغيل الحوامات والطائرات المسيرة غير المأهولة، بما في ذلك هبوط وإقلاع الطائرات التي ستطير على ارتفاع 1000 إلى 3000 قدم، وذلك بالتنسيق الكامل مع سلاح الجو الإسرائيلي لمنع وقوع حوادث تصادم بين الطائرات والمروحيات مع الحوامات. أضاف الضابط أن القوات البرية ستحتاج إلى الانتشار لغزو أراضي العدو وتدمير مخازن الأسلحة الخاصة به، خصوصاً قاذفات الصواريخ لتقليل عدد الصواريخ التي يمكن للعدو إطلاقها على الجبهة الداخلية. وإحدى التقنيات الجديدة التي أختبرت أثناء التدريب كانت "درع جدعون". وهو النظام الذي سيحمي القوات البرية ضد قذائف الهاون الثقيلة وكذلك طائرات الحزب بدون طيار أو المروحيات. منذ الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، كانت الحدود هادئة نسبياً. مع ذلك، يرى الجيش الإسرائيلي، وفق جيروزاليم بوست، أن هذه الحدود هي الأكثر تفجراً، مع استعداد الجنود لكسر الهدوء في أي لحظة.

 

«الحقيبة السيادية» تقرّب حزب الله من القوات اللبنانية

سهى جفّال/جنوبية/14 أغسطس، 2018

هل سنشهد تقارب بين "حزب الله" والقوات اللبنانية" قريبا؟

من يتابع مواقف وتصريحات المسؤولين والقياديين في “القوات اللبنانية” يلمس نوعا من “الغزل” السياسي لـ “حزب الله” خصوصا في ملف تشكيل الحكومة علما أن الأخير لم يذكر له اي موقف يعارض فيه تمثيل “القوات” في الحكومة المقبلة من حيث حجم التمثيل أو نوع الحقيبة، خصوصا أن القوات متمسكة حتى اللحظة بالمطالبة بأربع حقائب منها واحدة سيادية أو منصب نائب رئيس المجلس، فيكتفي الحزب بالتصويب على المملكة السعودية وإتهامها بأنه هي الجهة التي تعرقل تأليف الحكومة وكان لعضو المجلس المركزي في الحزب، الشيخ نبيل قاووق، موقفا في هذا السياق يشير فيه إلى ان السعودية من تقف وراء رفع بعض الجهات السياسية المعروفة الهوية، سقف مطالبها وحصصها”، بالإشارة إلى “القوات” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”. ومن هنا كان المستغرب تصريح عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان قبل أسبوع، الذي أكّد فيه أن “مشكلة الحكومة 100% داخلية، وفي موقف لافت، اعتبر عدوان أن “حزب الله من أكثر الذين يدفعون باتجاه تأليف الحكومة مع الرئيس بري الذي أبلغنا أنه لا يعارض أن يكون لديها وزارة سيادية، ولا اتصور ان “حزب الله” لديه فيتوات”. وكان اللافت أيضا مقالة لرئيس جهاز الإعلام في “القوات اللبنانية” شارل جبور في صحيفة “الجمهورية” أمس عن طريقة إدارة “حزب الله” مؤخرا للملفات الداخلية مشيرا إلى أنه أي متابع لطريقة عمل «حزب الله» يخرج بانطباع مفاده أنه لا يستخدم أسلوبَ الضغط على حلفائه، بل يفضِّل ترك الأمور تأخذ مجراها طالما أن لا تأثيرات سلبية عليه، متحدثا عن نماذج عدّة، منها “النموذج المتعلّق بتأليف الحكومة، حيث اكتفى بضمان الحصة الشيعية من دون أن يمارس مثلاً الضغوط على الوزير جبران باسيل ليتراجع عن سقوفه العالية…”

وفي حديث مع رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبّور أوضح لـ “جنوبية” أن ما كتبه هو توصيف لواقع سياسي وليس بمعرض غزل إطلاقا، إنما وصف وتم الإتكاء فيه على عدّة نماذج إن كان من حيث تعاطي الحزب مع ملف رئاسة الجمهورية وكيف تعاطى مع ملف الإنتخابات النيابية من حيث لم يلزم أي فريق بالتحالف مع فريق آخر، وكيف يتعاطى الآن مع ملف تشكيل الحكومة وبالتالي يحاول من خلال الحثّ والتمني أن يدفع بإتجاهات معينة إلا أنه لا يضغط”. مشيرا إلى أنه كان “يسلّط الضوء على طريقة إدارته المحلية التي ظهرت بأكثر من محطة والتي تم ذكرها في المقالة”.

وعلى مستوى العلاقة بين “القوات اللبنانية” و”حزب الله” قال جبور إنه” لا يمكن القول أن هناك أي جديد على هذا المستوى، لكن لا شك أن الإشتباك الذي كان قائما في الفترة الماضية لم يعد قائما اليوم وهو ما ينطبق على تيار “المستقبل” وعلى أي مكون سياسي آخر”، لافتا إلى أن هذا الأمر يتعلّق بوضع العام للبلاد فنحن اليوم بمرحلة تهدئة وتسوية سياسية وفي مرحلة مساكنة على المستوى الحكومي”. كما لفت إلى أن “الحزب في الأيام الأخيرة لا يذهب بمواقف تضرب سياسية النأي بالنفس أو تحدي معين بإنتظار كلمة السيد حسن نصرالله المرتقبة اليوم وما يمكن أن يقوله، مشددا على أنه “عندما يكون للحزب موقف بهذا السياق سوف يكون لدينا موقف مقابل خصوصا في موضوع العلاقات اللبنانية – السورية”.

إلى ذلك أكّد جبور أنه “لا يمكن القول أن هناك تقارب بين الجانبين على المستوى الإستراتيجي أو العقائدي والنظرة الوطنية، لكن لا شك أنه ثمة تعاطي مختلف على مستوى المؤسسات إن كان في داخل المجلس النيابي أو الوزراء نتيجة التجربة الوزارية”، مشيرا إلى أن “هذه النظرة ليس لها علاقة بالعمق الإقليمي بقدر ما هي تتعلق تحديدا بالأمور الداخلية من حيث التقاطع على موضوع محاربة الفساد وهي مسألة مهمة وأساسية بالنسبة لنا ولهم بإنتظار المرحلة العملية والتطبيقية بعد تشكيل الحكومة لنرى كيفية ترجمة هذا التعاون من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الشفافية المطلوبة”.

وختم جبور بالقول إن “المعادلة التي تختصر كل هذا المشهد، هي بقدر تحوّل أولوية “حزب الله” إلى أولوية محلية بقدر ما تقاربه مع القوات تزيد، وبقدر ما تتحول أولويته إلى أولوية إقليمية بقدر ما تباعده معنا يتوسع، وتابع “في هذه المرحلة على الرغم من وجوده في سوريا لكن الواضح أن أولويته المحلية طاغية وهذا ما يفسر غياب أي إشتباك، ونأمل أن يذهب الحزب نحو الإنسحاب من أدواره الإقليمية لمصلحة تعزيز أدواره اللبنانية وصولا إلى تحقيق المساواة بين اللبنانيين من خلال أن تكون الدولة والجيش اللبناني هي المشترك الوحيد بين جميع اللبنانيين”.

من جهة ثانية، أشار الإعلامي فيصل عبد الساتر في حديث لـ “جنوبية” إلى أن “لا جديد على مستوى العلاقات بين الطرفين إن كان بتدهور أو تطور فيها، مشيرا إلى أن “العلاقة لا تزال على حالها والأمور تسير وفقا للقواعد المرسومة من قبل كل طرف، وثمة لقاءات تحدث من خلال القنوات الرسمية وذلك لا يعني أن هناك أي شيئ في هذا الإتجاه”. أما يما يشاع عن أن “حزب الله” ليس لديه “فيتو” على احد بالنسبة لتشكيل الحكومة قال إن “هذا الكلام إلى حد ما صحيح وهذا لا يعني وجود غزل متبادل بين الطرفين، مشيرا إلى أنه “ممكن أن تكون القوات ذهبت بإتجاه الغزل بالحزب إنما الأخير أجزم عدم إنخراطه في هذا الإطار”.

وفيما يقال عن أن الحزب ليس لديه مانع بأن يتم إسناد حقيبة سيادية للقوات أو منصب رئيس مجلس الوزراء فهذا الأمر ليس مؤكدا، مع لحاظ مسألة أساسية أن الحزب لن يكون معترضا إذا ما كان هناك إجماع في البلاد على أمر معين”. ختاما، رأى عبد الساتر أن” الحزب قد يعارض ضمنا إسناد حقائب سيادية للقوات لها علاقة به وبالمقاومة كالخارجية أو العدل”، وحول ما أشيع عن لسان الرئيس نبيه بري والوزير علي حسن خليل في هذا الإطار، قال “هذا لا يعني بالضرورة أن يكون الأمر قد حسم بهذا الإتجاه بقدر ما هي إشارة إيجابية لتسهيل مهمة الرئيس المكلف”.

 

ما يقبل به جنبلاط وجعجع وما يرفضانه: أين الحريري؟

منير الربيع/المدن/الأربعاء 15/08/2018

ما زالت عملية تشكيل الحكومة تراوح. الأجواء الايجابية التي جرى ضخّها، لها هدف واحد هو محاولة تذليل العقبات من طريق رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري للخروج من بعض الأطر التي وضع نفسه فيها. المعادلات لا تقتصر على الحصص والحقائب. هذه كلها تشكّل مداخل لكسر طرف لمصلحة آخر. عملية تشكيل الحكومة بعد هذا القانون الانتخابي وما أنتجه، لها حسابات مختلفة جداً. لا يمكن لأي من القوى الموافقة على اعتماد الآليات السابقة في التشكيل. لا يمكن للقوات أن تنكسر، ولا يمكن لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن يتراجع، لأن المسألة قضية حياة أو موت.

فمثلاً، إذا ما قبل جنبلاط توزير النائب طلال ارسلان، يكون ضمناً قد وافقة على معادلة أنه الرقم واحد درزياً ولكن في المقابل، يعترف بأن هناك وجوداً لحيثية درزية ثانية هي رقم اثنان يجب أن تتمثل. وهذا سيؤثر سلباً في ثلاث نقاط، أولاً يكون جنبلاط قد تجاوز نتائج الانتخابات، وكرّس ارسلان حليفاً لرئيس الجمهورية ميشال عون في حكومة عمرها أربع سنوات. وبذلك يتمتع العهد بغطاء وشرعية درزية، بمعزل عن موقف الاشتراكي. ثانياً، إن وجود درزي له حيثية في الحكومة سيؤثر سلباً على انتقال مقاليد الزعامة إلى تيمور جنبلاط، بحيث سيكون هناك من ينافسه خدماتياً وإنمائياً وحتى سياسياً. وسيؤدي ذلك إلى القبول باستهداف زعامة المختارة، من خلال تدخّل قوى أخرى فيها في مصائر لطالما كانت هي تقررها. وثالثاً، إن الموافقة على توزير ارسلان تعني أن جنبلاط قد رضي بكسر موقفه، وتلقى ضربة قوية من الوزير جبران باسيل. ما سيحرمه على المدى البعيد ورقة الميثاقية داخل مجلس الوزراء. بالتالي، أي استهداف له في ما يعتبره الرجل محاولات حثيثة لتطويقه وعزله، سينجح بوجود ارسلان، لأن سحب وزيرين درزيين وبقاء وزير ثالث داخل الحكومة، يجعل أي موقف اعتراضي لجنبلاط بلا أي مفاعيل. بالنسبة إلى القوات اللبنانية، المسألة هي حياة أو موت. أصبح ثابتاً أن باسيل فتح معركة رئاسة الجمهورية، وفرضُ شروطه في عملية التشكيل سيعني دخوله بقوة إلى الحكومة، بعد كسر موقف القوات، وفرض شروطه عليها. وهذه تعني أنه دخل بحجم مقرر، وأصبح في حكم كاسح الألغام أمامه إلى المعركة الرئاسية المقبلة. صحيح أن القوات بعد الحراك الأخير قدّمت بعض التسهيلات كقبولها بأربع وزارات، لكنها متمسكة بالحقيبة السيادية. وهذه يرفض باسيل أن يتنازل عنها من حصة تياره أو رئيس الجمهورية. ما يشير إلى أن الأمور لا تزال على حالها. على الرغم من وجد حراك جدّي لاحراز تقدّم ما. لكن الحراك الأخير، قد رمى الكرة مجدداً في ملعب الرئيس المكلف، وما سيقرره بشأن المسودة التي قد يطرحها في الأيام المقبلة. فإذا ما أرضت القوات والاشتراكي لن يوافق عليها رئيس الجمهورية، وإذا ما جاءت وفق تصوّر الرئيس وباسيل، سيرفضها الاشتراكي. وهنا تبقى الكرة لدى الحريري الذي سيعود إليه خيار السير بها من عدمه. وتشير مصادر متابعة إلى أن الحريري يتعرّض لعملية إغراء وضغط في آن معاً من قبل التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، لاستعادته من حضن رئيس حزب القوات سمير جعجع وجنبلاط والموقف المنسجم مع التطلعات السعودية. وهناك من يتخوف من أن يعود الحريري ويرضخ لاغراءات عون وباسيل وضغوطهما، لا سيما أن التسوية معهما لم تنته. ويقول بعض المتخوفين إن الحريري يريد تشكيل حكومة وهذا همّه الأساسي. ويعتبرون أن قلبه مع عون وليس مع جعجع، لأن التسوية أفضت إلى تركيب جملة تسويات وتغيرات على الساحة، جعلته عنصراً أساسياً مقرراً برعاية عون ورضى حزب الله. وهذان الطرفان بالنسبة إليه هما من يستطيع الحفاظ عليه رئيساً للحكومة. وما يقرأه الحريري كذلك، يقرأه المتخوفون بصيغة أخرى، بأن هناك قراراً سورياً بإدخاله ضعيفاً، وتكون تركيبة الحكومة راجحة لمصلحة حزب الله ورئيس الجمهورية. ولكن، إذا ما نجحت حملة الضغط والاغراء، سيكون الحريري قد أدار ظهره مجدداً للسعودية بحسب هؤلاء. ما يعني أن الأمر سيذهب في اتجاه تطورات مختلفة، خصوصاً أن الرئيس المكلف لا يزال يخضع للاختبارات، وللتعاطي السعودي معه على القطعة. ويستدل هؤلاء إلى ما جرى من لبس في مسألة تأشيرات الحج، باعتباره إشارة سعودية تحذيرية للحريري.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

محامي نزار زكّا: زيارة مدير الأمن اللبناني حرّكت المياه الراكدة في قضيته

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/14 آب/18/

عادت قضية اللبناني نزار زكّا، المعتقل في إيران، إلى الواجهة، من خلال زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى طهران، ولقائه زكّا في السجن الذي يقبع فيه منذ ثلاث سنوات، وضخّت هذه الزيارة جرعة أمل لدى الدولة اللبنانية وعائلة السجين، بإمكان البحث في قضيته مع الجانب الإيراني الذي أقفل كل خطوط الاتصال المتعلّقة به خلال السنوات الثلاث الماضية، فيما رأت مصادر مطلعة، أن زيارة اللواء إبراهيم «فتحت كوّة في جدار هذا الملف، وحرّكت مياهه الراكدة، لكن من المبكر الحديث عن نتائج إيجابية، بانتظار مزيد من اللقاءات والمشاورات مع الإيرانيين».

وكان المدير العام للأمن العام عاد الأسبوع الماضي من طهران، بعد زيارة وصفت بـ«الخاصة» استمرّت أياماً عدة، التقى خلالها مسؤولين إيرانيين، وتمكن من مقابلة زكّا في سجنه، والتقطت لهما بعض الصور، حيث اطلع إبراهيم على أوضاعه، ووصف صحته بالجيدة.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن «زيارة اللواء إبراهيم لطهران ولقاءه زكّا فتحت قناة تواصل مع الجانب الإيراني، وأسست لمفاوضات لبنانية ــ إيرانية بشأنه»، مشيرة إلى أن «لقاء اللواء إبراهيم بهذا الشاب، يأتي في سياق اهتمام الدولة اللبنانية بقضيته، خصوصاً أن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، سبق لهما وأثارا قضيته مع مسؤولين إيرانيين خلال زياراتهم لبيروت».

ويشغل نزار زكا، ابن بلدة القلمون (شمال لبنان) الحامل الجنسية الأميركية أيضاً، منصب رئيس السياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات (WITSA)، وكان لبى في 18 سبتمبر (أيلول) 2015 دعوة للمشاركة في مؤتمر بطهران دعته إليه نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شاهيندوخت مولافردي، غير أنه ألقي القبض عليه، وهو في طريقه إلى المطار قبل عودته إلى لبنان. وأعلنت وسائل إعلام إيرانية لاحقاً، أنه معتقل لدى الحرس الثوري الإيراني، وأن الأخير يتهمه بـ«إقامة علاقات مع الجيش وجهاز المخابرات الأميركيين»، قبل أن تصدر محكمة إيرانية حكماً بسجنه 10 سنوات، وغرامة قدرها 4.2 مليون دولار بجرم «التعامل مع دول معادية».

من جهته، اعتبر المحامي ماجد دمشقية وكيل الدفاع عن زكّا، أن زيارة اللواء إبراهيم لموكله في سجنه «أعطت انطباعاً جيداً، وأسست لتواصل مع السلطات الإيرانية لإيجاد مخرج لوضعه، والتمهيد لإطلاق سراحه». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا معلومات قاطعة عن وعد إيراني بإطلاق سراحه، لكن ثمة ما يؤشر إلى ليونة في هذا الملف قد تفضي إلى نتائج إيجابية». وكشف المحامي دمشقية أن «عائلة زكا طلبت موعداً للقاء اللواء عباس إبراهيم للاطلاع منه على وضع ابنها، وتلمس إيجابيات لقائه به، إلا أن اللواء إبراهيم لم يحدد موعداً للقاء العائلة حتى الآن».

ويعرف عن نزار زكّا، المقيم في واشنطن، مناصرته لحرية الإنترنت، ويواجه حكماً يتألف من 60 صفحة صدر عن محكمة غير علنية برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي. ولم يتمكن فريق الدفاع عنه من الاطلاع على تفاصيل الحكم حتى الآن. وأكد المحامي دمشقية أن عائلة نزار زكّا وفريق الدفاع عنه «يقدرون ظروف مدير الأمن العام كمسؤول أمني، وحقّه في عدم البوح بتفاصيل زيارته لطهران، وما إذا كانت قضية زكّا هي الملف الرئيسي في جدول لقاءاته بالمسؤولين الإيرانيين أم لا». وشدد المحامي دمشقية على أن «الاستمرار في اعتقال نزار زكّا والحكم عليه بعقوبة مشددة، باتت قضية وطنية، من واجب الدولة ومسؤوليها الاهتمام بها حتى تصل إلى نهايتها السعيدة، خصوصاً أن الحكم لا يستند إلى أدلة واضحة وقاطعة تثبت صحة التهم المنسوبة إليه».

بدوره عبّر زياد زكّا، شقيق نزار عن تفاؤله والعائلة بمبادرة اللواء عبّاس إبراهيم، ودخوله على القضية، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن إبراهيم «لم يدخل ملف تفاوض في أي قضية إلا وصل به إلى خواتيم سعيدة»، آملاً في «لقاء قريب من اللواء إبراهيم للبحث عه في هذه القضية». وقال: «بحسب آخر المعلومات التي وردتنا، بدأ الوضع الصحي والنفسي لشقيقي نزار بالتحسن، خصوصاً أنه بدأ يتناول الطعام والأدوية بشكل منتظم بعد إضرابه عن الطعام».

 

137 نازحاً سورياً من شبعا والبقاع غادروا لبنان... وباسيل لبحث خطة العودة في موسكو

بيروت/الشرق الأوسط/14 آب/18/غادرت يوم أمس دفعة جديدة من اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا، في وقت يبحث فيه جورج شعبان، مستشار الشؤون الروسية لدى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في موسكو، الخطة الروسية لعودة النازحين، وهي التي ستكون محور زيارة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى روسيا أيضاً، الأسبوع المقبل. وقال مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية لوكالة «سبوتنيك» الروسية إن «الوزير باسيل سيقوم بزيارة لموسكو في العشرين من الشهر الحالي، حيث سيجري محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف». ومن المتوقع، بحسب المصدر، أن تتمحور المحادثات بين باسيل ولافروف حول المبادرة التي طرحتها روسيا الشهر الماضي، بشأن تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وبدء الخطوات العملية في هذا الإطار، من خلال تشكيل مراكز لوجيستية مشتركة مع دول الجوار، ومن بينها لبنان.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرنتييف، قد قام بزيارة للبنان، على رأس وفد دبلوماسي وعسكري روسي، التقى خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين لشرح تفاصيل المبادرة الروسية بشأن عودة اللاجئين السوريين، وسبل التنسيق المشترك مع الدول المعنية بهذا الملف.

وأمس، أعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان لها، أنه «وفي إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلداتهم، قامت المديرية العامة للأمن العام، اعتباراً من صباح اليوم (أمس)، وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وحضور مندوبيها، بتأمين العودة الطوعية لـ137 نازحاً سورياً من منطقتي شبعا والبقاع الأوسط، عبر مركز المصنع الحدودي باتجاه الأراضي السورية».

وقد واكبت دوريات من المديرية العامة للأمن العام «النازحين الذين انطلقوا بواسطة باصات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية، اعتباراً من منطقة شبعا والبقاع الأوسط، عبر معبر مركز المصنع، حتى نقطة جديدة يابوس الحدودية». ومن جهة أخرى، أفاد التلفزيون السوري، ظهراً، بأنه «تم إنجاز جميع الترتيبات في نقطة جديدة يابوس الحدودية لاستقبال مئات المهجرين العائدين من لبنان إلى منازلهم في ريف دمشق»، وأضاف أن «سبع حافلات دخلت عبر ممر جديدة يابوس إلى نقطة المصنع»، مشيراً إلى أن العودة ستتم أيضاً عبر معبر الزهراني، إضافة إلى معبر جديدة يابوس. وصباحاً، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن 8 حافلات سورية وصلت إلى بلدة شبعا لنقل النازحين من شبعا وقرى العرقوب والبقاع الغربي إلى قراهم في الجانب السوري، وعملت على نقل النازحين الذين شكروا قبيل صعودهم الحافلات أهالي قرى العرقوب على استضافتهم طوال هذه الفترة، والقوى الأمنية اللبنانية والأمن العام على اهتمامهم وحرصهم على عودتهم إلى قراهم. ومنذ أشهر، يسجّل بين فترة وأخرى عودة مئات النازحين السوريين على دفعات، برعاية الأمن العام الذي قال مديره العام، عباس إبراهيم، إنه من الصعب إحصاء كل أعداد اللاجئين السوريين الذين يغادرون، أو غادروا، لبنان، خصوصاً أن بعضهم يختار العودة بطريقة فردية، مشيراً في حديث له لـ«مجلة الأمن العام»، الأسبوع الماضي، إلى أن «حركة العبور اليومية على الحدود، من وإلى سوريا، لا تسمح بمثل هذا الإحصاء الدقيق، وما أستطيع قوله أننا نظمنا إلى اليوم عودة ما يقارب 5 آلاف منهم». وقد خصّص الأمن العام، منذ السابع من شهر أغسطس (آب) الحالي، 17 مركزاً لاستقبال طلبات النازحين الراغبين في العودة الطوعية إلى وطنهم على الأراضي اللبنانية، على أن يُصار إلى تسوية أوضاع المغادرين مجاناً فور مغادرتهم، بحسب ما سبق له أن أعلن. وعبّر إبراهيم عن اعتقاده أن عدد النازحين الموجودين في لبنان يقارب مليون و40 ألفاً، مرجحاً أن يكون عدد كبير منهم قد غادر لبنان، وقصدوا دولاً أخرى، أو رجعوا إلى سوريا، موضحاً: «في الحالين، هناك عدد كبير لا يستهان به. وما أعتقده أن رحلات العودة للنازحين إلى سوريا بدأت وبطريقة جدية جداً». ولفت في هذا الإطار إلى أن المبادرة الروسية بشأن عودة النازحين السوريين إلى ديارهم باتت «في طور الترجمة العملية»، مؤكداً أن هذه العودة لا بد أن تمرّ عبر الأمن العام، ومن خلال التنسيق مع السلطات السورية.

 

عون يتعهد برفع الحرمان عن منطقة عكار

بيروت/الشرق الأوسط/14 آب/18/تعهد رئيس الجمهورية ميشال عون برفع الحرمان عن منطقة عكار، في شمال لبنان عبر مشاريع إنمائية واجتماعية. وجاء موقف عون خلال استقباله نواب عكار أسعد درغام، ومصطفى سليمان، ووهبي قاطيشا، وهادي حبيش وطارق المرعبي، وعدد من رؤساء اتحادات البلديات في المحافظة الذين عرضوا لرئيس الجمهورية أبرز مطالب المنطقة، ومنها «تأهيل البنى التحتية وصيانة الطرق وتحسين واقع الاستشفاء في المنطقة، من خلال تطوير المستشفى الحكومي وعدد من مستوصفات القرى الصغيرة، إضافة إلى تشييد مستشفى عسكري».وطالب الوفد بـ«الاهتمام بالنواحي التربوية والجامعية وبفتح مطار رينيه معوض أمام الملاحة المدنية، وتأمين التيار الكهربائي بشكل أفضل وتنفيذ مشاريع المياه، وإنجاز المراسيم الخاصة بمحافظة عكار، واستحداث مراكز للوزارات فيها، وتطبيق اللامركزية الإدارية، وتطوير القطاع الزراعي، وتأمين أماكن لأبناء المنطقة في الوظائف العامة والقوى الأمنية كافة». وقال بيان صدر عن الرئاسة اللبنانية إن الرئيس أبدى تجاوبا مع مطالب الوفد، مؤكدا أن «منطقة عكار غالية على قلوب جميع اللبنانيين، لأنها خزان المؤسسة العسكرية من جهة، ولأن أهلها قدموا التضحيات الكثيرة في سبيل سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه». وتعهد بأنه سيرعى «رفع الحرمان عن عكار من خلال الاهتمام بمشاريعها الإنمائية والاجتماعية، شأني في ذلك، شأن رعايتي لكل المناطق اللبنانية، انطلاقا من الإنماء المتوازن الذي التزمت العمل على تحقيقه في خطاب القسم».

 

تنازل «القوات» لم يترجم حلاً لتشكيل الحكومة... و«العقدة الدرزية» على حالها

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/14 آب/18/تراوح عملية تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة في مكانها، بعد سقوط أجواء التفاؤل التي طغت مؤخرا، فالعقدتان المسيحية والدرزية تدوران في فلك الخلاف على توزيع الحصص. «الحزب الاشتراكي» متمترس خلف مطالبه التي يؤكد أنها محقة ويسانده بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مقابل تمسك «التيار الوطني الحر» بتوزير رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان. في المقابل، وعلى المقلب المسيحي، تكثر الصيغ المتداولة لكن يبقى المؤكد أنه لا اتفاق لغاية الآن على حل يرضي «حزب القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر». إذ وبعدما أبلغ الأول الحريري استعداده للتنازل بالحصول على أربع وزارات على أن تكون إحداها سيادية، لم يكن رد وزير الخارجية جبران باسيل مختلفا عن موقفه السابق، وهو أن الحقيبتين السياديتين من حق رئيس الجمهورية وأكبر تكتل مسيحي ومن يريد أن يمنح «القوات» «سيادية» فليمنحها من حصته. ليعود بعدها «التيار» ويروّج لقبول «القوات» بوزارة «بمثابة السيادية» أو أربع وزارات خدماتية، بحسب ما أعلن أمس نائب «التيار» ماريو عون، وهو الأمر الذي ينفيه مصدر قيادي قواتي نفيا قاطعا. ويوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» بالقول: تنازلنا عن خمسة وزراء بقبول الأربعة، بينها سيادية، وهذا أكثر ما يمكن أن نتنازل عنه، لكن أي محاولات للالتفاف على هذا الموضوع غير مقبولة، مضيفا: «ما نطالب به الآن هو أن تتوزع الحقائب السيادية المسيحية مناصفة على أكبر كتلتين مسيحيتين أي «التيار» و«القوات»، وتكون نيابة رئيس الحكومة من حصة رئيس الجمهورية. وبغض النظر عن تملّص باسيل من توقيعه في «اتفاق معراب»، فنعتبر أن هذا التوزيع عين المنطق وقد وقّع عليه رئيس التيار بحضور رئيس الجمهورية وموافقته قبل إعلان ترشيحه من معراب». وكان النائب عون قد صرح في حديث إذاعي، بأن «الحلحلة في العقدة المسيحية لا تعني التوصل إلى حل»، لافتا إلى أن «القوات» تنازل عن الحقيبة السيادية مقابل الحصول على أربع وزارات خدماتية وازنة، ومذكرا بما سبق أن أعلن، أن حزبه أبدى استعداده للتراجع عن مطلب حصة من أحدى عشر وزيرا للتيار ورئيس الجمهورية إلى عشرة وزراء، جازما بأن «الأمر المتفق عليه بين كل الكتل السياسية أنه لا وجود للثلث المعطل في الحكومة العتيدة».

ووضع عون «الانتقادات المتبادلة التي توجهها القوات للوزير جبران باسيل في إطار الكلام السياسي والسقف العالي، بهدف الضغط للحصول على تنازلات للقوات من قبل التيار، وهو الأمر الذي لن يحصل».

وعلى خط «العقدة الدرزية» اعتبر وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة: «إن العقدة الوحيدة هي ضغط سوري، على بعض الأطراف في الحكومة لدفع رئيس «اللقاء الديمقراطي» وليد جنبلاط، إلى إدخال النائب طلال أرسلان إلى الحكومة. وأكد في حديث إذاعي: «إن الاشتراكي لن يقبل باستبدال أي اسم درزي بأي شخص من طائفة أخرى وكذلك النائب أرسلان»، معتبرا أن «التقدمي الاشتراكي غير معني مباشر بالثلث الضامن». ورأى أنه «يمكن تشكيل الحكومة قريبا في حال تم التسليم بمنح حصرية التمثيل الدرزي للحزب التقدمي ومنح حقيبة سيادية ضمن حصة القوات اللبنانية».

وشدد حمادة على أنه «لا يمكن لأحد أن يتخطى حقائق نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة»، مشيرا إلى «أن هناك من يسعى إلى زعزعة المناخ الدرزي الموحد، للعودة إلى الهيمنة على القرار الدرزي».

في المقابل، رأى النائب عون في هذا المطلب «أن سقف الطروحات لا يزال مرتفعا من قبل الوزير وليد جنبلاط»، لافتا إلى أن «البحث سيكون مكثفا للوصول إلى قواسم مشتركة لحل هذه العقدة»، ومعربا عن «تمسك التيار حتى الآن بالنائب طلال أرسلان».

وفي ظل حراك المشاورات الأخير واللقاءات التي عقدت بين أكثر من طرف، حمّل النائب في «القوات» وهبه قاطيشا، باسيل، مسؤولية عرقلة تأليف الحكومة من دون أن يسميه، وقال في حديث إذاعي: «حسبما رشح عن الاجتماعات الأخيرة مع أصحاب العقد، نحن لا نشكل أي عقدة بل نسهل لرئيس الحكومة المكلف. وليس هناك أي شيء عملي أو نهائي، سوى أن اللقاء محاولة لحل العقدة، ومعروف أنها ليست عند (القوات اللبنانية) ولا عند الحزب التقدمي الاشتراكي ولا عند (تيار المستقبل)، إنما صاحب العقدة هو من يحاول تطبيق نظام الحزب الواحد تيمنا بالنظام السوري والنظام العراقي السابق. وهذا لا يمكن أن يطبق في لبنان، فالبلد لا يحكم إلا بالتوازن والتوافق، ومن أجل ذلك العقدة مستمرة». وأكد أن «تأخر تشكيل الحكومة لا يتعلق بتقلبات المنطقة، فالمنطقة تعيش تقلبات كبيرة جدا، لذلك أنا لا أعتبر أن المسؤولية داخلية وليست خارجية أو إقليمية، لكنها، في معظمها داخلية ولأطماع شخصية».

 

حواط: لبنان أسير طموحات باسيل

"الأنباء الكويتية" - 14 آب 2018/أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد حواط أن "أحداً لا يريد أن يكون الرئيس المكلف اسير اي من الفرقاء اللبنانيين، لا بل نريده حرا في خياراته عملا بالنص الدستوري الذي يخوله وحده تأليف الحكومة دون اي تدخلات محلية وخارجية، وبنتائج الانتخابات النيابية التي أعطت القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي ما اعطته من حجم نيابي وازن"، مشيراً بالتالي الى أن "الكلام عن وقوع الرئيس سعد الحريري في الأسر من قبل حزبي القوات والاشتراكي مبني على اوهام ومرفوض بالمطلق، ويندرج في سياق عرقلة التأليف المنظمة والمبرمجة سلفا من اجل الحصول على غالبية الحقائب في الحكومة العتيدة بهدف السطو على موقع القرار". ولفت حواط، لـ "الأنباء"، الى أن "مواقف وزير الخارجية جبران باسيل وطموحاته الشخصية والحزبية هي التي تأسر لبنان سياسيا وتستدرج الخارج للتدخل في تشكيل الحكومة، في حين ان القوات اللبنانية قدمت الكثير من التنازلات لتسهيل مهمة الرئيس الحريري، وهي بالأساس مطمئنة لحسن ادارته لعملية تشكيل الحكومة ولحكمته في كيفية التعاطي مع نتائج الانتخابات النيابية"، مشيرا بالتالي الى أن "محاولات رمي كرة التعطيل سواء في ملعب الرئيس الحريري او في ملعب "القوات اللبنانية" ام في الملعب الجنبلاطي ما عادت تنطلي على احد، فالقاصي والداني يعلم مكان العرقلة ومصادر فرض الشروط التعجيزية". هذا، وأكد حواط أن "اللعبة اصبحت مكشوفة والمعرقلين معروفون بالاسماء والانتماءات، فالجهة التي تضع الشروط التعجيزية من خارج التمثيل الحقيقي هي التي تعرقل مسار الرئيس المكلف وتمنع ولادة الحكومة"، معتبرا بالتالي أن "المطلوب وبإلحاح هو التحلي بالتواضع ووقف اللعب على حافة الهاوية والتعاون مع الرئيس الحريري لايصال التشكيلة الحكومية الى خواتيم سعيدة، خصوصا أن الجميع يدرك مخاطر انعكاس ازمة التأليف على الوضع الاقتصادي وعلى اللبنانيين.. كل اللبنانيين". وعن كلام رئيس الجمهورية المُسرّب عبر احدى الصحف المحلية بأن "تفاهم معراب سقط" والتي لم تنفه دوائر بعبدا، أكد حواط أن "القوات" أم الصبي، وهي بالتالي حريصة على استمرار التفاهم وعلى المصالحة المسيحية ـ المسيحية"، مؤكدا أنه "أياً تكن ابعاد وخلفيات هذه التسريبات فإن القرار القواتي واضح لا لبس فيه لأن لا عودة الى الوراء، الى زمن النزاعات والخلافات غير المحسوبة"، مؤكدا ـ ردا على سؤال ـ أن "المستفيدين من سقوط تفاهم معراب هم المتضررون من الحجم النيابي الجديد للقوات اللبنانية، متمنيا بقاء رئيس الجمهورية ضمير لبنان وعلى مسافة واحدة من جميع اللبنانيين".

 

علي خضر طليس في قضية حساب عبير منصور : لن أمثل أمام جهاز بات أداة بيد التنظيمات لإسكات المعترضين

 لبنان الجديد/14 آب/18/تلقيت اليوم اتصالاً من جماعة جرائم المعلوماتية يطالبونني فيه بالحضور اليهم كمتهم بتشغيل احد الحسابات التي تنتقد حزب الله (عبير منصور)، مهددين بإحالة الموضوع الى القضاء المختص.  لذا يهمني أن أقول ما يلي : انا علي نجل الشهيد العالم الشيخ خضر طليس لن أمثل أمام جهاز بات أداة بيد التنظيمات والاحزاب لاسكات صوت المعترضين على الفساد!!! وليحيلوا القضية الى القضاء وهناك نقول ما عندنا ولسنا فوق القانون. وأقول للجميع أن من قتل والدي الشهيد بسبب مواقفه الحرة ودفاعه عن المستضعفين ها هو اليوم يريد اذلالنا بيد الاجهزة الامنية لأننا أبينا أن نسكت على الظلم، وهيهات أن نذل. للمعلوماتية وكل اجهزة الدولة نسأل :  أين اصبح التحقيق في قضية والدي الشهيد التي احيلت الى المجلس العدلي وتم تجميدها بطلب من المتهمين؟! لماذا لا تتابعون ملفات الفساد وفضائح المسؤولين الوقحة امام الناس اجمعين؟! لماذا ترضى اجهزة الدولة ان تكون ادوات بيد زعيم هنا ومسؤول حزبي هناك؟! أقول للجميع ان لدينا من المعلومات ما يكفي لقلب الطاولة على من يمكر بنا ولسنا وحيدين في ساحة الكلمة الحرة بل ان خلفنا آلاف مؤلفة ممن ضاقوا بالفساد ذرعا. لن نكثر الكلام ونحن اصحاب الافعال، فانتظروا منا الكثير، والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ...

 

بئس المقاومة التي يتصدى للدفاع عن قضاياها علي كيكي ومن شاكله !!!

 لبنان الجديد/14 آب/18/من نكد الدهر على الحرّ الأبيّ أن يصبح ملاحقاً تترصده اجهزة الدولة الأمنية لأنه خرج من قمقم العبودية وقرّر أن يهز عروش الطغاة ويكشف بعضا من فساد الذين تستروا بجلباب الدين وشعارات القضية، فيما اصحاب الأقلام الصفراء الحاقدة ولاعقو الاحذية ممن ينشدون فتات النفوذ على ابواب مسؤولي الحزب يسرحون ويمرحون، بل أنهم يحميهم مشغلوهم لكي يبقوا ابواقا يطلقون نعيقهم متى شاء ارباب النعمة. لمدعي العمل الاعلامي ومن خلفهم ومن أمامهم نقول : بلى، مذ ادركنا أن هيكل المقاومة قد نخره الفساد وباتت القضية المقدسة بأيدي الصبية والمنتفعين والمستزلمين كان لا بدّ أن نطلق الصرخة لعلّ من ادعى نيته محاربة الفساد واطلق وعوده يتحرك فينقذ ما يمكن انقاذه. ولكننا بدلا من ذلك كنا نتعرض لاعتى الهجمات من جيش الكتروني جاهل مسخر لاسكات كل ذي رأي حرّ، فاتهمنا بالعمالة والتبعية للسفارات وغيرها من تهم تبرع الانظمة القمعية في سحبها من قواميس الاستبداد  ...

نعم، نقولها على الملأ .... "عبير منصور" هي رمز لكل حرّ أبيّ حريص على اهله وأمته لا تأخذه في الله لومة لائم. "عبير منصور" هي حساب ينطق باسم تجمع من أبناء شهداء المقاومة من النبي شيت الى بريتال فبعلبك وكل البقاع. ولولا تراب نعال آبائنا القادة لما كانت مقاومة ليدافع عنها كل ذي قلم حقير وصوت انكر من صوت الحمير!!! وقريبا سنكشف عن أنفسنا لنقول للجميع أننا ما عدنا نرضى عما يحصل من تدنيس لخط المقاومة الطاهر، وأننا سنكشف كل فاسد مهما علا شأنه، ولن يسكتنا جهاز امنيّ معلوماتي يتحرك بأمر من وفيق صفا، وما كان لأحد أن يستفزنا او يخيفنا او أن يحرجنا ليخرجنا. بل نشكر كل من ادعى على الصفحة ليزيدها شهرة عسى ان يصل صداها الى كل حر في لبنان. سنبقى صوت الحق حتى يستفيق سيد المقاومة من غيبوبته ويضع حدا لكل هذا الفساد الذي يعرفه القاصي والداني، ونحن لم نكشف اسرارا حين نشرنا بعض ما عندنا، لان الفساد بات كعين الشمس وسرعان ما تنتشر رائحته. وللجميع نقول أن المقاومة الآن في مواجهة بعض من أبناء شهدائها فليخرجوا ما لديهم انا مخرِجون. وأبشروا بمزيد من كشف الفساد ولعلنا اليوم سنبدأ بالجد بعد اللعب، والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وكلامنا مع الاسياد لا مع العبيد، اليس الصبح بقريب؟

( تجمع ابناء شهداء المقاومة الاسلامية ).

 

الخارجية: لا نوافق على كلام غراندي المعارض لعودة النازحين السوريين الى بلادهم

الثلاثاء 14 آب 2018 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، أنها "لا توافق على كلام السيد فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين الذي يعارض عودة النازحين السوريين الى بلادهم في الظروف الحالية، لأنها على العكس من ذلك تعتبر أن العودة الجزئية والممرحلة هي ممكنة وظروفها متوافرة". وإذ ثمنت الوزارة "كلام السيد غراندي حول استعداد الامم المتحدة مساعدة من يريد العودة"، طالبت "مفوضية اللاجئين منذ فترة بوضع برنامج لهذه العودة". وأملت الخارجية ان "تساعد زيارة السيد غراندي لسوريا على تحقيق ذلك"، داعية اياه إلى "تقييم الوضع الأمني بطريقة موضوعية والاعتماد على التقارير الأمنية الواردة من معظم الأجهزة الأمنية العالمية والتي تقاطعت بمعظمها على أن الوضع الأمني في سوريا أصبح مستقرا في الكثير من المدن والمحافظات السورية. إن شروط عودة النازحين السوريين الآمنة والكريمة قد توافرت اكثر من أي وقت مضى، والخارجية اللبنانية تتطلع إلى العمل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لوضع ملف عودة النازحين على طريق الحل النهائي والمستدام".

 

نديم الجميل: هل تخلت الدولة عن مسؤولياتها الأمنية في مطار رفيق الحريري؟

الثلاثاء 14 آب 2018 /وطنية - أسف النائب نديم الجميل في تصريح، لما "تم التداول به إعلاميا عن تراخيص يمنحها جهاز أمن المطار للجنة الامنية التابعة لحزب الله للدخول الى المناطق المحرمة أمنيا في مطار بيروت"، وقال: "مرت 24 ساعة على نشر وثيقة رسمية تؤكد السماح لحزب الله بالدخول الى المناطق المحرمة امنيا في المطار، ولم نسمع من المعنيين في الحكومة اي توضيح او موقف او تدبير يضع حدا لهذا الخرق الأمني الفاضح". أضاف: "لقد جاءت هذه الوثيقة الرسمية لتؤكد معلومات يتم التداول بها منذ سنوات عن اختراق امني كبير من جانب حزب الله لمطار بيروت وغيره من المرافق الحيوية الحدودية البحرية والبرية". وسأل الجميل: "ما هو موقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مما يجري؟ وما هو موقف وزراء الدفاع والداخلية والاشغال المعنيين بمطار بيروت وسلامة المسافرين اللبنانيين والاجانب وأمنهم؟ وما هو موقف الدولة اللبنانية من هذا الخرق الأمني الذي يثير مخاوف الرعايا العرب والاجانب ويؤدي الى استمرار التحذيرات من السفر الى لبنان؟".وختم: "إنه فعلا لأمر معيب ومستغرب ومستهجن أن تمر هذه الوثيقة من دون أي تدبير او ردة فعل رسمية، وهو دليل جديد على تخلي الحكومة عن مسؤولياتها الامنية وتجييرها لحزب الله الذي يعمل بتواطؤ رسمي على التحكم بحركة المسافرين والشحن من دون أي حسيب أو رقيب". لذلك مثل ما قلنا للسياسيين " هدوا أحصنتكم" أريد أن أقول للناس يا ناس أطيلوا بالكم قليلا علينا، أطيلوا بالكم على أنفسكم، اهدءوا، هناك من يتربص بنا يا ناس، من يتربص بهذه البيئة المقاومة، بهذا الجمهور من أجل أن نتقاتل على الكهرباء وعلى الماء، لا أقول الكهرباء والماء ليسوا مهمين، بل مهمين، والإنماء مهم والوضع المعيشي مهم، لكن الطريق الذي يعالج هذه الأمور، الطريق أن نتعاون، أن نتفاهم، أن نتكامل، أن يكون كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير يد بيد في مجلس النواب ووزارئنا يد بيد في الحكومة، هذا يعمل إنماء، ليس التشنج والتوتر والتشاتم هو الذي يوصل لإنماء. هذه البيئة إن شاء الله التي كانت عنصرا حاسما في صنع الانتصار في 14 آب أيضا في كل الاستحقاقات المقبلة على لبنان وعلى منطقتنا ستكون بوحدتها وانسجامها وتعاطفها وتآخيها وتعاونها عنصرا حاسما في حسم كل المعارك الآتية. عهدنا لكل شهدائنا الأعزاء وفي مقدمهم قائد النصر في هذه المعركة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية وكل الإخوة الشهداء، لن أقول أسماء، لأنه كتبت قائمة اليوم وكانت طويلة وأخاف أن أنسى أحد وأذكر أحد، لكل شهدائنا الأبرار ولقادتنا الأوائل، للشهيد السيد عباس، للشيخ راغب، لسماحة الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر، لكل الذين يعلقون الآمال على جهادنا، على مسيرتنا، على ثباتنا، نقول لهم في يوم الانتصار نجدد لكم عهدنا ووعدنا ووفاءنا، لن يكون بعدكم وبدمائكم إلا زمن الانتصا

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا تدفع ثمن رفضها للعقوبات الأميركية على ايران

هيلدا المعدراني/جنوبية/14 أغسطس، 2018

كيف يدفع اردوغان ثمن تحديه العقوبات الاميركية على ايران ؟ وما هي العوامل المؤثرة في تطور الازمة بين انقرة وواشنطن، وكيف ينظر الخبراء الى مستقبل العلاقة بين الثنائي الاطلسي الاميركي ـ التركي؟

في اول رد له على العقوبات الاميركية اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم مقاطعة بلاده انوعا من المنتجات الاميركية ردا على اجراءات واشنطن ضد انقرة بسبب محاكمة القس الأميركي اندرو متهم بدعم المحاولة الانقلابية الفاشلة قبل عامين، في حين يؤكد مراقبون ان الازمة اعمق وابعد بين البلدين تتصل بتقارب تركي ـ روسي من جهة وعدم التزام انقرة بالعقوبات على ايران، ويبدو الموقف العراقي على لسان رئيس الوزراء حيدر العبادي اكثر اتزانا في هذا الاطار، وهو اذ رفض مبدأ العقوبات مؤكدا انها “خطأ جوهري واستراتيجي” ولكنه اكد بالمقابل ان “بغداد سوف تلتزم بالعقوبات حماية للشعب العراقي”.

الخبير في العلاقات الدولية الخارجية الدكتور خالد العزي اشار في حديث لـ”جنوبية” ان “المشكلة مع تركيا هي مشكلة اقتصادية تحمل في طياتها ابعادا سياسية، فهناك قرار سياسي في الادارة الاميركية موجه ضد حكم اردوغان، وحزمة العقوبات التي فرضتها واشنطن مؤخرا على انقرة مرتبطة بالموقف الاميركي من مجمل قضايا تتعلق بأنقرة” مؤكدا ان “الخلاف سياسي محض، وهو يرتبط بشكل كبير بالتقارب بين تركيا وروسيا اولا، اما الخلاف الثاني هو الرفض القاطع من انقرة للعقوبات على ايران سابقا، اذ ان هناك شراكة اقتصادية مكّنت تركيا من الاستفادة من العقوبات كثغرة لتبني اقتصادا متينا، ولكن اليوم في ظل القرار الحازم على طهران يتوجب على تركيا الالتزام بتلك العقوبات وهي توصف بالعقوبات ذات “الانياب” وذلك لفرض شروطها على طهران، وبطبيعة الحال ستخسر تركيا من هذه العقوبات لذلك لم يعط اردوغان اي ضوء اخضر للالتزام بتلك العقوبات”.

من جهة اخرى اشار العزي، الى “محاولة ترامب تهميش دور اردوغان في الشمال السوري، بعد تطور علاقته مع الروس وسيطرته على مناطق اقتصادية من خلال ورقة الاكراد، اما الخلاف الواضح الذي شهدناه هو مطالبة اردوغان بتسليم فتح الله غولن وتحميل واشنطن مسؤولية الانقلاب الفاشل في وجه اردوغان، واتهام المخابرات الاميركية بالضلوع فيه، ثم برزت قضية القس الاميركي المحتجز منذ سنتين في انقرة والاخيرة لا تفتح مجال للقيام بعملية مبادلة”. واضاف “تخضع بذلك واشنطن لشروط انقرة وبالتالي ستغض النظر عن عدم الالتزام التركي بالعقوبات ولكن ذلك لم يعجب واشنطن فأرسلت تطالب بالقس الاميركي وكان ان رفضت انقرة فتفجر الخلاف الذي اتخذته الادارة الاميركية سببا لتفجير المواقف، وقد جاءت العقوبات الاميركية الجديدة على انقرة لتكون رسالة قوية من واشنطن لأنقرة لإعادة حساباتها ودراسة مواقفها وبالتالي الالتزام بدفتر الشروط الاميركي او الذهاب الى اقصى حد في تلك العقوبات”.

ولفت العزي الان” واشنطن لا تريد افلاس تركيا بل تريد تليين مواقفها السياسية لتقديمها تنازلات من خلال هز اقتصادها وتأليب الشارع التركي ضد الرئيس اردوغان”.

اين تتجه تركيا وهل ستذعن للضغوطات الاميركية بعد وصول اقتصادها الى حافة الانهيار؟

الخبير في الشأن التركي الدكتور محمد نور الدين اكد لـ”جنوبية” ان ” العلاقات التركية – الايرانية ثابتة ولا تتغير وهي جيدة لناحية العلاقات الدبلوماسية والرسمية وايضا لناحية التبادل التجاري، لذلك فإن تركيا لم ولن تلتزم بالعقوبات الاميركية على طهران، خاصة وانها غير صادرة عن مجلس الامن” مضيفا” تركيا لم تلتزم سابقا بتلك العقوبات في ذروتها، وهي كانت غربية واميركية على حد سواء”. برأيي نور الدين فإن ” حجم صمود وثبات الموقف التركي مرتبط بعدة مسائل، كما ان الاقتصاد التركي صلب وقوي، وهذا تتضافر جهودا داخلية وخارجية لمواجهة المخطط الاميركي الذي يهدف الى تطويع وتركيع تركيا وفي هذا الاطار، اللافت الحملة التي قام بها اردوغان في مواجهة معارضيه في الداخل ومنهم بنوك ومستثمرين وبعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي واتهمهم بانهم شركاء بالحرب التي يراد من خلالها اذلال واضعاف تركيا” مشيرا الى “وجود قوى خارجية تحذر من انعكاسات الوضع التركي المأزوم عليها مثل المانيا، خاصة ان تركيا تعد من اقتصادات الدول العشرين الاوائل في العالم، كما ان حجم التبادل مع المصارف المركزية هو كبير جدا ايضا”. واكد نور الدين انه” من المبكر الحديث حاليا عن تأثر الحكم في تركيا بتراجع الاوضاع الاقتصادية، ولا نزال في مرحلة شد الحبال وجس النبض” مضيفا” اعتقد انه لا يزال هناك مكانا لإعادة احياء الحوار والمفاوضات لو بشكل محدود، فوزير الخارجية الاميركي اجتمع بالأمس مع السفير التركي في واشنطن للبحث في الازمة العالقة بين بلديهما”. وختم نور الدين “هناك مؤشرات ايجابية ومنها سلبية ومتناقضة منها توقيع ترامب على قرار تجميد تسليم طائرات F35 لتركيا، في حين ان تركيا لم تتخذ حتى الان مواقف سلبية باتجاه واشنطن بل هي تدعو للحوار في محاولة منها لاستيعاب وامتصاص الموقف الاميركي”.

 

لافروف في أنقرة لإنجاز «تفاهمات» إدلب واللاجئين والعقوبات الأميركية تعزز تقارب روسيا مع تركيا وإيران

موسكو: رائد جبر/الشرق الوسط/14 آب/18/يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم محادثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، تهدف إلى بلورة موقف مشترك حول سبل تسوية الوضع في إدلب، وسط توقعات وسائل إعلام روسية باقتراب الطرفين من التوصل إلى تفاهمات في هذا الشأن، وإشارات إلى أن العقوبات الأميركية ضد كل من روسيا وتركيا وإيران وفرت دافعا إضافيا لدى الأطراف الثلاثة لتعزيز التعاون. ولم تعلن الخارجية الروسية تفاصيل عن الملفات المطروحة للبحث على طاولة الجانبين، واكتفت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا بالإشارة إلى أن التركيز سينصب على «التعاون في سوريا» بالإضافة إلى عدد من الملفات الثنائية؛ أبرزها «الحرب التجارية التي نشبت بين أنقرة وواشنطن». ونقلت وكالة «نوفوستي» الحكومية عن مصدر مطلع أن ملفي «الوضع في إدلب» و«المبادرة الروسية لدفع مسألة إعادة اللاجئين» سيكونان على رأس لائحة الاهتمام خلال المناقشات. بالإضافة إلى التحضير للقمة التي تجمع زعماء تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا في تركيا في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، والتي ينتظر أن تركز على بلورة موقف مشترك حيال آليات تسوية الملف السوري عبر مساعي توسيع «مسار آستانة» وانضمام قوى إقليمية ودولية إليه. ولم تستبعد أوساط روسية أن تكون موسكو وأنقرة «اقتربتا من التوصل إلى تفاهمات حول آليات تسوية الوضع في إدلب» بشكل يضمن «استكمال عملية الفرز للفصائل السورية المعارضة وعزل القوى المتشددة التي ترفض إلقاء السلاح والانخراط في المصالحات» وفقا لتقرير نشرته صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا». وكان لافتا أن الصحيفة نقلت عن مصادر روسية أن «سياسة العقوبات الأميركية التي وجهت ضد كل من روسيا وتركيا وإيران لعبت دورا حاسما في سعي الأطراف الثلاثة إلى تعزيز التقارب فيما بينها، مما ينعكس على تطورات الموقف في سوريا وعلى الوضع الإقليمي عموما».

ونشطت موسكو اتصالاتها خلال الأيام الأخيرة مع الطرفين، وأجرى الرئيس فلاديمير بوتين مكالمات هاتفية الأسبوع الماضي مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب إردوغان. قبل أن يعقد بوتين وروحاني جلسة محادثات ثنائية على هامش قمة بلدان حوض قزوين التي انعقدت في كازاخستان قبل يومين تركز النقاش خلالها على «جملة من المسائل الملحة وعلى رأسها الوضع في سوريا» وفقا لبيان الكرملين الذي نقل عبارة بوتين خلال اللقاء حول السعي إلى «تعزيز التعاون في ملف قزوين، ولدينا تعاون كبير في تسوية أزمات حادة جدا، بما في ذلك الأزمة السورية». على صعيد آخر، أعلن في موسكو أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، سيزور العاصمة الروسية الأسبوع المقبل لبحث ملف اللاجئين السوريين في لبنان، في إطار المبادرة الروسية لتسهيل عمليات عودة اللاجئين إلى بلادهم. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر أن «الوزير باسيل سيقوم بزيارة موسكو في 20 أغسطس (آب) الحالي، لبحث هذا الملف مع نظيره الروسي». وينتظر وفقا للمصدر، أن تتمحور المحادثات حول بدء الخطوات العملية لتشكيل مراكز لوجيستية مشتركة مع دول الجوار، ومن بينها لبنان. وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرنتييف، قام بزيارة للبنان، على رأس وفد دبلوماسي وعسكري روسي، التقى خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين لشرح تفاصيل المبادرة الروسية بشأن عودة اللاجئين السوريين، وسبل التنسيق المشترك مع الدول المعنية بهذا الملف. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت لاحق أن نحو 900 ألف لاجئ سوري مستعدون للعودة إلى بلادهم «في أقرب وقت» من دون أن توضح الآلية التي تم اعتمادها لتحديد عدد الراغبين بالعودة. ميدانيا، أعلنت الوزارة الأحد إسقاط طائرتين مسيرتين جديدتين قالت إنهما استهدفتا قاعدة حميميم الروسية قرب اللاذقية. وأفاد بيان عسكري بأن الطائرتين انطلقتا من منطقة خفض التصعيد في إدلب، موضحا أن «الدفاعات الجوية في حميميم رصدت خلال الساعات الـ24 الماضية طائرتين مسيرتين أثناء اقترابهما من القاعدة ودمرتهما عن بعد، من دون وقوع أي خسائر في الأرواح والمعدات». علما بأن قاعدة «حميميم» كانت أعلنت في اليوم السابق إسقاط طائرة مماثلة تم توجيهها من إدلب. وكانت موسكو حذرت الأسبوع الماضي مما وصفته بأنه «ازدياد كبير في حالات توجيه طائرات مسيرة لمهاجمة قاعدة حميميم».

 

المركزي التركي يطرح إجراءات لوقف «انهيار الليرة» بعد تهاويها لأدنى مستوى والدولار يتخطى 7 ليرات... و«تأمين الديون» بأعلى مستوياته منذ الأزمة العالمية

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الوسط/14 آب/18/طرح البنك المركزي التركي حزمة إجراءات في مسعى لوقف انهيار الليرة، التي تراجعت إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخها مع تطور الأزمة مع الولايات المتحدة بسبب استمرار محاكمة القس أندرو برانسون في تركيا بتهم تتعلق بدعم الإرهاب والتجسس. بينما ارتفعت تكلفة التأمين على الديون التركية إلى أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية. وشملت إجراءات البنك المركزي التركي، التي أعلن عنها في بيان أمس (الاثنين)، تخفيض نسب متطلبات احتياطي الليرة 250 نقطة أساس لجميع فترات الاستحقاق، واعتماد استخدام اليورو كعملة لمقابلة احتياطات الليرة، إلى جانب الدولار. كما أعلن البنك عن تخفيض نسب الاحتياطي لمتطلبات «الفوركس» غير الأساسية، بمقدار 400 نقطة أساس لاستحقاقات عام وحتى ثلاثة أعوام. وأكد البنك أن الإجراءات المتخذة ستوفر للنظام المالي والمصرفي في البلاد، نحو 10 مليارات ليرة، و6 مليارات دولار، و3 مليارات دولار من الذهب. وقال البنك إنه سيراقب عن كثب عمل الأسواق وتطور الأسعار، وسيتخذ كل التدابير الضرورية لضمان الاستقرار المالي عند الحاجة. وتعهد بتوفير السيولة التي تحتاجها البنوك.

وتراهن السلطات التركية على الإجراءات الجديدة لأجل تحقيق انتعاش طفيف في الليرة أمام الدولار، وسط استياء واسع في الشارع من الانهيار المتواصل. وضرب زلزال عنيف الليرة التركية، مساء أول من أمس، لتهبط إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار منذ عام 2001. وتسجل 7.24 ليرة مقابل الدولار في أحدث حلقة من مسلسل انهيارها، فيما يعزوه خبراء إلى سياسات الرئيس رجب طيب إردوغان، بشكل رئيسي. وفي ذات الوقت، ارتفعت تكلفة التأمين على الديون التركية إلى أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية التي وقعت في عام 2008، مع التراجع الحاد في قيمة الليرة في أسواق العملات العالمية. وقفزت عقود مبادلة الائتمان التركية لأجل خمس سنوات 78 نقطة أساس، إلى 529 نقطة أساس، حسبما أظهرت بيانات من «آي.إتش.إس ماركت». وعقود مبادلة الائتمان هي أداة أساسية يستخدمها المستثمرون للتأمين ضد الاضطرابات المالية.

وتراجعت الليرة التركية إلى هذا المستوى، الذي وصف بـ«الكارثي»، بسبب مخاوف المستثمرين المتعلقة بمحاولة إردوغان التدخل في الشأن الاقتصادي، وتفاقم الأزمة بين أنقرة وواشنطن. وجاء هذا الانحدار، بعد هبوط عنيف يوم الجمعة الماضي، إذ فقدت 20 في المائة من قيمتها دفعة واحدة أمام الدولار.

وقال وزير الخزانة والمالية التركي، برات البيراق، إن الوزارة بدأت تطبيق خطة عملها لمواجهة تقلبات سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار.

وأشار في تغريدات على «تويتر»، فجر أمس، إلى إعداد الوزارة خطة عمل بشأن شركات القطاع الحقيقي الأكثر تأثرا بتقلبات سعر الصرف، بما فيها الشركات الصغيرة والمتوسطة. وقال إن الوزارة ستتخذ التدابير الضرورية بسرعة، بالتعاون مع المصارف وهيئة التنظيم والرقابة المصرفية التركية.

وشدد على أن المؤسسات المعنية ستقوم بالخطوات اللازمة لإزالة الضغط عن الأسواق، وفند شائعات وضع اليد على الودائع في المصارف، وتحويل العملات الأجنبية في حسابات المواطنين إلى الليرة، وحذر من أنه ستتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يطلقون ويروجون لمثل هذه الأكاذيب.

ولفت البيراق، إلى أن الانضباط في الميزانية يشكل أهم ركائز المقاربة الاقتصادية الجديدة للبلاد. وشدد على أن الحكومة ستركز على 3 أسئلة عند تقييم الاستثمارات والنفقات، وهي: «هل يتم تحقيق إنتاج تكنولوجي أو ذي قيمة مضافة عالية؟ هل تزيد الصادرات؟ وهل ينخفض العجز في الحساب الجاري؟».

وكان البيراق، الذي توجه إلى الكويت أمس في مسعى للحصول على استثمارات لدعم البلاد في هذه المرحلة، قال الليلة قبل الماضية إن مؤسسات البلاد ستتخذ التدابير الضرورية اعتبارا من الاثنين لتخفيف الضغط عن الأسواق.

ولم ترتفع الليرة في تعاملات أمس رغم ذلك واستمر تداولها عند حدود 6.93 ليرة مقابل الدولار بارتفاع طفيف عن المعدل الذي هبطت إليه الليلة قبل الماضية وهو 7.24 ليرة للدولار.

في الوقت نفسه، تراجع اليورو قرب أقل مستوى في 13 شهرا أمس الاثنين، إذ أدى هبوط الليرة التركية إلى انخفاض حاد لراند جنوب أفريقيا وعزز الطلب على العملات التي تعد ملاذات آمنة مثل الدولار الأميركي والين والياباني. ووفقا لـ«رويترز» بعد أن سجلت الليرة مستوى قياسيا منخفضا عند 7.24 مقابل الدولار في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، لقيت العملة التركية بعض الدعم بعد تصريحات وزير المالية التركي برات البيراق بأن الحكومة أعدت خطة عمل اقتصادية لتهدئة مخاوف المستثمرين، بينما ذكرت الهيئة المعنية بالرقابة على البنوك أنها قيدت صفقات المبادلة. كما ضعف الراند جنوب الأفريقي والبيزو المكسيكي مقابل الدولار الأميركي، إذ أدت أزمة الليرة إلى اضطراب عملات أسواق ناشئة أخرى.

إلى ذلك، توقعت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية أنه رغم تمسك الرئيس التركي إردوغان بموقفه في ظل الانخفاض الحاد الذي تشهده الليرة التركية أمام الدولار، إلا أنه سيرضخ للمطالب الأميركية في نهاية المطاف وسيضطر للإفراج عن القس برانسون، لأن الاقتصاد التركي لن يتحمل العقوبات الاقتصادية التي فرضها ترمب الأسبوع الماضي، والتي ستؤدي إلى خروج المستثمرين الأجانب من السوق التركية بقوة. وسجلت الليرة التركية انخفاضا قياسيا وسط توقعات لوصولها إلى 10 ليرات للدولار مع تفاقم المخاوف بشأن نفوذ إردوغان على السياسة النقدية وتدهور العلاقات مع واشنطن لتتحول إلى حالة التخبط في السوق نالت أيضا من أسهم بنوك أوروبية كبيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع عمَّق القلق حيال الانكشاف على تركيا ولا سيما بخصوص ما إذا كانت الشركات المثقلة بالديون ستستطيع سداد القروض المصرفية التي جمعتها باليورو والدولار بعد سنوات من الاقتراض الخارجي لتمويل طفرة عقارية تحت حكم إردوغان.

ورأت الصحيفة أن إردوغان قد يحاول التوجه إلى روسيا وقطر والصين للبحث عن دعم لتركيا، الأمر الذي سيضعف أكثر العلاقة بين الغرب وأحد أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) ذي الأهمية الاستراتيجية الكبيرة. واستشهدت بمقال كتبه إردوغان السبت لصحيفة نيويورك تايمز يحذر فيه واشنطن ويحضها على الكف عن النظر إلى تركيا كشريك أقل شأنا؛ وإلا فإنها ستواجه «حقيقة أن لتركيا بدائل» أخرى.

 

 إردوغان يعلن أن تركيا ستقاطع الأجهزة الإلكترونية الأميركية ورجال أعمال يطلقون نداء استغاثة لإنقاذ الليرة

إسطنبول/الشرق الأوسط/14 آب/18/يبدو جلياً أن الأزمة السياسية – الاقتصادية بين تركيا والولايات المتحدة تتجه إلى مزيد من التصعيد، وفي أحدث فصولها إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء) أن بلاده ستقاطع الأجهزة الإلكترونية الأميركية ردا على عقوبات فرضتها واشنطن على أنقرة على خلفية قضية القس الأميركي أندرو برانسون المحتجز في تركيا. وقال إردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة: "سنقاطع المنتجات الإلكترونية الأميركية. إن كان لديهم الآيفون، فهناك في المقابل سامسونغ، كما لدينا فينوس وفيستل" في إشارة إلى أجهزة إلكترونية تصنّع في كوريا الجنوبية وتركيا. وكرّر أن الحكومة تتخذ الإجراءات الضرورية في ما يتعلق بالاقتصاد، في ظل انخفاض الليرة. وشدد الرئيس التركي على أن من المهم التمسك بموقف سياسي قوي، معتبراً أن تحويل الليرة إلى عملة أجنبية يعني الاستسلام للعدو. وعوّضت الليرة التركية اليوم بعضا من خسائرها أمام الدولار الأميركي غداة إعلان المصرف المركزي التركي اتخاذ "كل التدابير الضرورية" في محاولة لتهدئة الأسواق. وجرى تداولها عند 6,49 ليرة مقابل الدولار و7,41 ليرة مقابل اليورو، بعدما بلغت أمس (الإثنين) 7,24 ليرة للدولار و8,12 لليورو. في غضون ذلك، أصدر رجال أعمال أتراك اليوم نداء استغاثة توجهوا فيه إلى المسؤولين مطالبين بسياسة نقدية أكثر تشددا لإعادة الليرة إلى وضعها الطبيعي، بعد وصولها إلى أدنى مستوى لها منذ 17 عاما أمام الدولار. ورأى مصدرو البيان أن هناك ضرورة ماسة لخريطة طريق واضحة وصريحة لمعالجة التضخم الاقتصادي، مشيرين إلى أنه يجب "حل النزاع الأميركي التركي من خلال الأعراف الدبلوماسية".

وفي إطار المساعي لفتح كوّة في جدار الأزمة مع واشنطن، أفادت وكالة "الأناضول" التركية بأن السفير التركي في واشنطن سردار قليج التقى أمس مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في البيت الأبيض وبحث معه في قضية القس برانسون ومجمل العلاقات الثنائية.

 

 هل تضع الأزمة التركية الأسواق الناشئة «على خط النار»؟

لندن/الشرق الأوسط/14 آب/18/على مدار 15 عاما، كانت الأسواق الناشئة تشق طريقها إلى قلب النظام الدولي، ومنذ الأزمة المالية العالمية تجاهلت البنوك المهمة استراتيجيا في الولايات المتحدة وأوروبا إشارات التحذير بأن التمويل العالمي المتعثر سيكون في نهاية المطاف ملفا حساسا بالنسبة للدول المتقدمة والغنية.

ونبعت أهمية تركيا من كونها إحدى الدول التي سعت لشق طريقها للانتعاش في ظل ركود عالمي على مدار العقد الماضي. وفي الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تعاني فيه من الركود، اقترضت الأسواق الناشئة بشكل كبير بالدولار عندما كانت أسعار الفائدة الأميركية عند مستويات منخفضة للغاية، وكانت النتيجة هي النمو المدفوع بالائتمان «والذي بدا هشا الآن» في معظم الدول الناشئة، لتنقلب الأمور ضد كل هذه الدول بتكلفة ديون مرتفعة للغاية مع ارتفاع قيمة الدولار أمام عملاتها المحلية. وتركيا تعد دولة كبيرة نسبيا بتعداد سكان 80 مليون نسمة، ويبلغ اقتصادها أربعة أضعاف مجاوراتها اليونان، غير أن أهميتها الجيوسياسية تمتد إلى ما هو أبعد كونها أحد أعضاء «الناتو»، نظرا لحقيقة أنها دولة تمتد ما بين أوروبا وآسيا، فكان ينظر إليها تقليديا على أنها جزء من الدفاع ضد التوسع الروسي، غير أنها موطن حاليا لثلاثة ملايين لاجئ سوري.

ويهاب المستثمرون حاليا من «تسونامي» بيع لعملات الأسواق الناشئة ومنها الليرة التركية، فما تحتاجه تركيا والدول المجاورة الآن إجراءات اقتصادية وليس تحركات دبلوماسية، لأن الفشل في حل المشكلات سيكون مكلفا للغاية خلال الأيام القليلة المقبلة. وانخفضت الليرة التركية خمس نقاط مئوية مقابل الدولار الأسبوع الماضي وحده، ولكن حتى قبل الأزمة الحالية؛ كانت الليرة الأسوأ أداء بين العملات هذا العام، حيث انخفضت بنسبة 50 في المائة تقريبا مقابل الدولار في الأشهر الـ12 الماضية. وتأثرت العملة التركية بالقضايا التي يواجهها اقتصاد البلاد، كالعجز في الحساب الجاري مقترنا بمستويات عالية من الديون في القطاع الخاص وتمويل أجنبي كبير في النظام المصرفي، فضلا عن ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 15.9 في المائة في يوليو (تموز) الماضي، وهو أكثر من خمسة أضعاف متوسط المعدل للدول الغنية، وارتفع الاقتراض الحكومي بالعملات الأجنبية لمستويات خطيرة خلال الشهور الأولى من العام الجاري. غير أن هناك مخاوف من حدوث انهيار في قطاعات التشييد والبناء بعد سنوات من النمو المحموم، تاركة للبنوك ديونا متزايدة. وتركت المشكلة المحلية آثارا على الأسواق العالمية، لتشهد الأسواق الأوروبية انخفاضا حادا، حيث يخشى المستثمرون تأثيرات العدوى خاصة البنوك التي تتعامل في الليرة بدءا من الجمعة الماضي. من جهته، يعتقد صندوق النقد أن تركيا لديها مستوى قليل من الاحتياطيات الكافية مما يجعلها عرضة لهجمات المضاربة. ورجح خبراء أن تتجه أنقرة لمساعدات من المجتمع الدولي، فضلا عن القلق بين أوساط المتعاملين والمستثمرين من التدخل السياسي في «استقلالية» قرارات البنك المركزي، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عين صهره كوزير مالية.

وجاء انخفاض العملة الحالي لصالح محبي السفر والعطلات في فترة الصيف في تركيا. وأفادت الوحدة الاقتصادية لصحيفة «الإيكونوميست» البريطانية أن البنوك الغربية ستعاني من خسائر تراجع الليرة التركية قريبا، بسبب تداخل العلاقات المصرفية بين البنوك الأوروبية والأميركية مع نظيرتها التركية، غير أن الشركات التركية ستكافح لسداد الديون بالعملات الأجنبية. «وأدى الانخفاض الحاد لليرة التركية إلى تضاعف قيمة العملة المحلية المطلوبة لتسديد الديون الخارجية منذ بداية العام»، وفقا للوحدة الاقتصادية للإيكونومست. وانخفضت العملات الناشئة في العالم أمام الدولار في أعقاب أزمة الليرة التركية، لينخفض الراند الجنوب أفريقي إلى أدنى مستوى له منذ عامين، والروبل الروسي لأدنى مستوى له منذ أوائل عام 2016. ومع ارتفاع الدولار، يخشى المستثمرون أن تعاني الاقتصادات النامية من خروج رؤوس الأموال، الأمر الذي قد يخلق أزمات جديدة في العملات. ويحذر نيل ويلسون خبير الأسواق الناشئة في موقع markets.com في تصريحات من قوة الدولار وتأثيرها على الأشواق الناشئة، مفسرا الأمر «بتجارة أحادية الاتجاه» كون الدولار الرابح الأكبر في خسارة العملات الناشئة. موضحا أن ارتفاع الدولار ما زال في بدايته، وهو الأمر الذي سيضيف مزيدا من «التقلب» على عملات الأسواق الناشئة.

 

انهيار العملة التركية يلقي بظلاله على أسواق أوروبا

لندن/الشرق الأوسط/14 آب/18/انخفضت الليرة التركية أمس إلى مستويات جديدة أمام اليورو والدولار مما أدى إلى انخفاض الأسواق خشية امتداد الأزمة التركية إلى الاقتصاد العالمي. وأدى انهيار الليرة إلى عمليات بيع واسعة في البورصات الأوروبية وبورصة نيويورك أواخر الأسبوع الماضي، شملت الأصول التي تعد ملاذا آمنا وهي الين الياباني والفرنك السويسري. وقال كونور كامبيل، المحلل في «سبريديكس»، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المستثمرين ما زالوا خائفين (الاثنين) بسبب تدهور الليرة، والمخاوف من امتداد الأزمة المالية في ذلك البلد إلى دول أوروبا». وانخفضت الأسهم الأوروبية واليورو أمس بسبب مخاوف من التأثيرات على البنوك الأوروبية، ومن بينها بنك «بي بي في إيه» الإسباني، وبنك «يونيكريديت» الإيطالي، و«بي إن بي باريبا» الفرنسي. وصرحت أغاثا ديماريس، المحللة المتخصصة في الشؤون التركية في «إيكونوميست إنتلجانس يونيت» لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى الآن، كان تأثير انهيار الليرة محدوداً في أوروبا وباقي العالم... ولكن خلال أشهر قليلة ستشعر البنوك الغربية التي ترتبط بشكل قوي مع تركيا بتأثير الأزمة، لأن الشركات التركية ستجد صعوبة في سداد ديونها بالعملة الأجنبية». وأوضحت أن «الانخفاض الشديد في قيمة الليرة ضاعف قيمة سداد الديون الخارجية بالعملة المحلية منذ بداية العام».

وخسرت الليرة نحو 16 في المائة من قيمتها مقابل الدولار يوم الجمعة الماضي، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مضاعفة الرسوم على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم التركيين. واندلعت الأزمة لعدة أسباب؛ من بينها تعثر الاقتصاد، وأيضا تحدي البنك المركزي دعوات السوق لرفع أسعار الفائدة، والتوتر مع الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على تركيا بسبب احتجازها رجل دين أميركياً. ويخشى المستثمرون حالياً من أي تأثيرات اقتصادية محتملة. ورغم تحركات «المركزي» أمس، فإن الأسواق تفاجأت بأن البنك لم يقدم وعداً واضحاً بشأن رفع أسعار الفائدة الذي يرى كثير من خبراء الاقتصاد أنه ضروري. وفي أوروبا انخفض مؤشر «فوتسي المعياري» لأسهم 100 شركة بنسبة 0.6 في المائة في تعاملات منتصف نهار الاثنين، بينما انخفض مؤشر «كاك الفرنسي» لأسهم 40 شركة بمعدل 0.4 في المائة. وسجل مؤشر «داكس» في بورصة فرنكفورت انخفاضا بنسبة 0.6 في المائة بعد انخفاض أسهم شركة «باير» بنسبة 12 في المائة. وفي سوق المعادن الثمينة، سجلت أسعار الذهب أقل مستوى في 17 شهرا أمس ليخسر المعدن الأصفر لصالح سندات الخزانة الأميركية والدولار القوي مع بحث مستثمرين عن ملاذ آمن مع اضطراب الأسواق المالية بسبب انهيار الليرة التركية. وغالبا ما يلجأ المستثمرون للذهب وسيلة لحفظ قيمة أصولهم في أوقات الضبابية السياسية والاقتصادية ولمواجهة التضخم. ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.8 في المائة إلى 1201.54 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 10.53 بتوقيت غرينيتش، وهو أقل مستوى منذ مارس (آذار) 2017. وانخفض الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.83 في المائة إلى 1208.60 دولار للأوقية. وتتجه أسعار البلاتين لأقل مستوى في 10 سنوات دون مستوى 800 دولار للأوقية الذي سجله المعدن في الشهر الماضي بسبب وفرة في المعروض. وهبطت الفضة 0.3 في المائة إلى 15.23 دولار للأوقية، في حين خسر البلاديوم 1.87 في المائة ليصل إلى 894.25 دولار للأوقية.

 

خامنئي يحمّل روحاني مسؤولية الأزمة: لا حرب مع واشنطن ولا مفاوضات

طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب/الحياة/ 14 أغسطس 2018 /حمّل المرشد علي خامنئي حكومة الرئيس حسن روحاني مسؤولية الأزمة المالية والمعيشية التي تعصف بإيران، ورفض اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقد قمة تجمعه بروحاني، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده لن تخوض حرباً مع الولايات المتحدة ولن تفاوضها. وبعد ساعات على إعلان وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي صنع جيل جديد من صاروخ باليستي قصير المدى، شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أن بلاده «لن تتفاوض على برنامجها الصاروخي الدفاعي، إذ لا يهدد أحداً». وأكد أن طهران «لن تبدّل سياساتها في المنطقة، نتيجة العقوبات والتهديدات الأميركية». وكان لافتاً أن لعيا جنيدي، نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية، اعتبرت أن على واشنطن أن تدفع لطهران أكثر من 110 بلايين دولار. وأشارت إلى أن «أفراداً وشركات تضرّروا من الخطوات الأميركية العدائية في العقود الماضية، قدّموا شكاوى امام محاكم إيرانية وصدرت أحكام لمصلحتهم». وتطرّقت إلى أحكام اصدرها القضاء في الولايات المتحدة لمصلحة أميركيين «يزعمون انهم ضحية لإرهاب إيراني، وتبلغ 80 بليون دولار»، مشيرة إلى إمكان إجراء «مقايضة» في التعويضات «إذا كانت هناك مفاوضات جدية وإرادة قوية لدى الجانبين». وشهدت ايران أخيراً تظاهرات وإضرابات، احتجاجاً على انهيار الريال الإيراني وتدهور الوضع المعيشي والفساد، لا سيّما بعد إعادة إدارة ترامب فرض عقوبات على طهران، اثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015. لكن خامنئي لفت إلى أن «خبراء اقتصاديين ومسؤولين يعتقدون بأن سبب المشكلة ليس خارجياً، بل هو داخلي»، وأضاف: «أكثر من العقوبات، هذه الأزمة سببها سوء الإدارة والسياسات التنفيذية في البلاد. سوء الإدارة الاقتصادية (للحكومة) يفرض ضغوطاً على الإيرانيين. لا أسمّيها خيانة، لكنه خطأ فادح في الإدارة». واستدرك: «لا يعني ذلك أن لا تأثير للعقوبات، لكن العامل الرئيس يكمن في كيفية تعاملنا معها. إذا تحسن أداؤنا وبات أكثر حكمة وفاعلية وفي وقته المناسب، لن يكون للعقوبات سوى تأثير ضئيل جداً، ويمكننا مقاومتها والتغلّب عليها». وتطرّق إلى انهيار الريال، قائلاً: «نتيجة سوء إدارة بعضهم، ذهبت أموال إلى أشخاص أساؤوا استخدامها. يجب إغلاق طرق الفساد ومعاقبة الفاسدين بحزم». لكنه انتقد مَن دعوا إلى استقالة روحاني، معتبراً أنهم «يقعون في شرك العدو». وأضاف: «على الحكومة البقاء في السلطة وأداء مهماتها في شكل قوي لتسوية المشكلات». وتطرّق خامنئي إلى الولايات المتحدة، قائلاً: «يتحدث مسؤولون أميركيون في شكل سافر عنا. إلى جانب العقوبات، يتحدثون عن مفاوضات ويبالغون في احتمال نشوب حرب مع إيران، ليخيفوا الجبناء. دعوني أقول بضع كلمات للشعب: لن تكون هناك حرب ولن نتفاوض مع الولايات المتحدة. لم نبدأ حروباً إطلاقاً وهم لن يواجهوا إيران عسكرياً». ووصف اقتراح ترامب عقد قمة تجمعه بروحاني بأنه «لعبة خطرة»، وتابع: «أحظرّ أي محادثات مع أميركا (التي) لا تفي تعهداتها. انسحابها من الاتفاق النووي برهان واضح على أن الوثوق بها ليس ممكناً، وهي لا تمنح سوى وعود جوفاء، كي ترضي الطرف الآخر وتقنعه بتقديم تنازلات». إلى ذلك، تعهد رئيس القضاء صادق لاريجاني «اتخاذ تدابير سريعة وحازمة لمعاقبة جميع الخونة الذين يسايرون الأعداء في تقويض الطاقات الاقتصادية لإيران والمسّ بثقة شعبها وأمله بالمستقبل».

 

العبادي يحمل بعنف على «عصابات» موالية لإيران

بغداد – حسن داود/الحياة/14 أغسطس 2018 /رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انتقادات خصومه الموالين لإيران، وقال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي: «لا نتراجع عن حقوق شعبنا (...) يريدون ان يضغطوا علينا حتى نقدم مصالح عصابات على مصالح الشعب العراقي، هذا ليس ممكناً».

وتعرض العبادي لحملة انتقادات واسعة خصوصاً من الاحزاب العراقية الموالية لايران وبينها «منظمة بدر» و»عصائب أهل الحق» اثر تأكيده التزام العقوبات الأميركية على إيران. وقال أمس: «نقاتل من اجل مصلحة العراقيين، في الوقت ذاته لا نريد الاساءة الى دول الجوار ولا نريد ان نصبح جزءاً من حملة ظالمة لا نرضى بها، ولكن في مسألة الدولار ليس لدينا خيار آخر سوى الالتزام». على صعيد آخر، أكدت مصادر استخباراتية عراقية أن زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي أصيب بجروح بليغة جعلته بحكم الميت سريرياً بعد ضربات نفذها طيران الجيش العراقي في حزيران (يونيو) الماضي داخل الأراضي السورية. وقالت المصادر إن «طيران القوة الجوية العراقية استهدف في حزيران اجتماعاً لقياديي تنظيم داعش في الأراضي السورية. وتبين لاحقاً أن البغدادي أصيب في تلك الضربة ولم يعد يمارس دوره، الأمر الذي دفع بعض قياديي داعش غير العراقيين إلى ترشيح أبو عثمان التونسي لتولي القيادة».

وأشارت إلى أن «خلافات حادة وانقسامات تعتبر سابقة يشهدها التنظيم، نتيجة موقف قادته من العراقيين الرافضين ترشيح التونسي». وكانت العمليات المشتركة أعلنت في حزيران تنفيذ مقاتلات سلاح الجو العراقي ضربات استهدفت مواقع التنظيم المتشدد وأسفرت عن قتل عدد من قياديي «داعش».

عقدة تشكيل الحكومة

وعلى صعيد المفاوضات بين القوى العراقية لتشكيل الحكومة، ما زالت هذه القوى تراوح مكانها، وتضغط شروط الزعيم الديني مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات على الأحزاب الشيعية حول معايير اختيار رئيس وزراء مستقل وكذلك تهديده بعدم المشاركة في الحكومة. وقال مصدر مطلع لـ «الحياة» إن «الأحزاب الشيعية مرتبكة في مفاوضات تشكيل الحكومة بعد تهديد الصدر بالانسحاب منها في حال عدم تنفيذ شروطه التي تبدو من وجهة نظر بقية الأحزاب غير قابلة للتطبيق وأبرزها اختيار رئيس وزراء مستقل وحكومة من التكنوقراط». وأضاف أن «المفاوضات بين الأحزاب الشيعية تستمر على مسارين، الأول يقوده الصدر وزعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم و ائتلاف الوطنية بزعامة أياد علاوي، وانضم اليهم أخيراً رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد إعلان التزام حكومته العقوبات الأميركية على إيران، ما أثار استياء ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي والفتح بزعامة هادي العامري المقربين من ايران، واللذين يعملان على مفاوضات لتشكيل الكتلة الأكبر». وأشار المصدر إلى أن الانقسام داخل الأحزاب الشيعية دفع نحو انقسامات بين القوى السنية والكردية، بعد محاولة الطرفين الشيعيين (الصدر – المالكي) استمالة أحزاب سنية وكردية للتوصل إلى تشكيل كتلة تضم نصف مقاعد البرلمان زائداً واحداً (164 مقعداً). وزاد أن «تحالف القوى العراقية (السني) بزعامة جمال الكربولي عرض الانضمام إلى القوى الشيعية مقابل قبولها ترشيح رئيس البرلمان من هذا التحالف، فيما عرضت أحزاب كردية شروطاً تتباين بين الموافقة على حسم ملف كركوك ومنصب رئاسة الجمهورية في مقابل الانضمام إلى الطرف الشيعي الذي يقبل بها».

 

الأردن يكشف تفاصيل جديدة بشأن «خلية السلط» ويؤكد «استمرار المعركة ضد الإرهاب»

مدير الدرك الأردني: الخلية تنتمي للفكر التكفيري... والعملية تعدّ من أسرع العمليات في العالم

عمان: محمد الدعمة/الشرق الأوسط/14 آب/18/كشف وزير الداخلية الأردني سمير مبيضين أن التحقيقات السرية الجارية حاليا مع العصابة الإرهابية التي تم ضبطها في مدينة السلط 27 كلم أوصلت الأجهزة الأمنية إلى عبوات ناسفة ومواد حامضية تم دفنها في إحدى مناطق السلط وتم تفجيرها في نفس المكان. وقال مبيضين في مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس (الاثنين) مع وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، والمدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، ومدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود أنه كان هناك مخطط لعمليات إرهابية ضد نقاط أمنية وتجمعات شعبية دون إعطاء أي تفاصيل. وأضاف أنه فور تنفيذ عملية الفحيص الإرهابية تم جمع المعلومات والخيوط خلال أقل من 12 ساعة وأن الإرهابيين فجروا مبنى السلط لحظة دخول فريق مكافحة الإرهاب لاقتحامه.

وبين مبيضين أنه تم ضبط مواد متفجرة مدفونة، وعبوات ناسفة في إحدى مناطق السلط، تم تفجيرها في مكان دفنها لخطورتها من قبل الأجهزة المعنية.

وقال مبيضين بأن جنسية الإرهابيين أردنية ولم يكونوا ينتمون لتنظيم معين، لكنهم يحملون الفكر التكفيري ويؤيدون تنظيم داعش الإرهابي وليسوا عائدين من سوريا وهم يقيمون على أرض المملكة.

وأكد أن التوسع بالحديث عن التحقيقات لا يخدم القضية وفور عملية تفجير الفحيص يوم الجمعة الماضي جرى التعامل بشكل سريع مع الجريمة. وكان حادث تفجير الفحيص أودى بحياة عنصر من قوات الدرك وستة جرحى.

وأشار إلى أنه: «فور كشف خيوط الجريمة تمت المداهمة في مدينة السلط حيث قمنا بتوجيه نداءات للإرهابيين إلا أنهم رفضوا الاستجابة وقاموا بإطلاق النار بكثافة مما دفع قوة أمنية لاقتحام المبنى نتج عنه استشهاد الرائد معاذ الدماني، محمد أحمد عزام، محمد خالد الهياجنة، هشام عقرباوي وعشرة جرحى من الأجهزة الأمنية إضافة إلى مقتل ثلاثة إرهابيين وإلقاء القبض على خمسة من الخلية الإرهابي مشيرا إلى أنه تم اعتقال عدد من الأشخاص، ولا تزال التحقيقات قائمة معهم. وأكد المبيضين أن محاربة الإرهاب مستمرة، وتعتبر جزءاً مهماً من استراتيجية الدولة الأردنية ولا عودة عنها. وأضاف «نحن معنيون بمكافحته بشتى الوسائل، وما جرى من سقوط شهداء لن يزيد الأردن إلا منعة وقوة ولن يزيد القوات المسلحة والأجهزة إلا إصرارا على محاربة الإرهاب». وأوضح أن الأردن عانى من الإرهاب في أكثر من مرحلة وقدم الضحايا، وتابع: «شبابنا الذين قدمهم الأردن يوم أمس ليسوا أول الشهداء ولا آخرهم».

من جانبها قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطقة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات خلال المؤتمر الصحافي بأن العناصر الإرهابية لا تؤمن بالإنسانية ونحن كإعلاميين جزء من معركة التنوير. وأضافت أن معركتنا مع الإرهاب مستمرة ومفتوحة وعملية السلط واحدة منها ونحن نخوضها كدولة.

وقالت غنيمات شهدنا الكثير من الإشاعات والأخبار المغلوطة وتسريبات لا إنسانية من نشر صور وأسماء الشهداء ومعلومات تضر بسير التحقيقات مشيرة إلى من واجبها كوزيرة للإعلام تقديم المعلومة وأن تبدد الإشاعات ونفندها.

من جانبه كشف مدير عام قوات الدرك الأردنية اللواء الركن حسين الحواتمة أن سبب «الاستعجال» في تنفيذ عملية السلط وإنجازها بشكل سريع هو «منع جريمة كبرى بحق الأمن الوطني الأردني». وقال الحواتمة في المؤتمر الصحافي «العملية لم تكن سهلة، وهي من العمليات المعقدة»، موضحاً أن الوقت كان عاملاً ضاغطاً لمنع حدوث عملية أخرى تضر بأمن الوطن. وشدد الحواتمة على أنه كان «لا بد من العمل تحت أي ظرف ومهما كانت النتائج»، حيث إن عامل الوقت كان مهما جداً بعد النتائج التي توصلت إليها دائرة المخابرات العامة التي قامت ببحث استخباراتي حثيث.

وأوضح «تبيّن أن الخلية أو أتباعها ستقوم بعمليات ستضر بالأمن الوطني الأردني وستؤدي إلى وقوع الكثير من الإصابات، لذلك كان مهماً الجزء المفقود من المعلومات التي هي بحوزة هؤلاء الإرهابيين، ولذلك كان لا بد من تنفيذ العملية بشكل سريع، مهما كان الثمن والتضحيات».

وأشار الحواتمة أنه «لو لم يكن هذا العامل موجوداً ومهماً، لكان معنا الوقت لعمل طوق أمني ونستخدم القنص لإجبار الإرهابيين على الخروج والانتهاء من العملية بقنصهم واحدا تلو الآخر». وأكد الحواتمة على أن التركيز كان منصباً على أن لا يطال المدنيين أي أذى، وقال «كان هنالك الاعتبار الأول أن لا تكون هنالك إصابات بين المدنيين، وعقيدتنا كالأجهزة الأمنية أنه إذا كان لا بد من وقوع إصابات فتكون فينا ليس في المواطنين فنحن مسؤولون عن حمايتهم وحماية أمن واستقرار الوطن». وحول طبيعة الخلية الإرهابية التي نفذت عملية الفحيص والسلط وانتماءاتها، أشار اللواء الحواتمة إلى أنها «خلية نشأت حديثاً ومنتسبة للفكر التكفيري». وأضاف الحواتمة في رده على سؤال حول إن كان أعضاء الخلية مرصودين لدى الأجهزة الأمنية من قبل، «لم يكن لدى الأجهزة معلومات كثيرة حول الإرهابيين لدخولهم حديثاً إلى مثل هذه التنظيمات والأفكار التكفيرية».

وأشار إلى أن مثل هؤلاء «يكونون مندفعين ومتسرعين لتنفيذ أهدافهم» بسبب دخولهم بشكل مفاجئ إلى مثل هذه التنظيمات، معتقداً أن هؤلاء التكفيريين يرون كل الأردن وكل موظف هدفاً لهم. وشدد الحواتمة على أن عملية السلط تعدّ من أسرع العمليات في العالم، من ناحية التعاطي مع عملية إرهابية ومنع عمليات أخرى كانت قد تضر بأمن الوطن والمواطنين. وفي تفاصيل العملية، عاد الحواتمة إلى حادثة الفحيص، وقال إنه وفي مساء يوم الجمعة الساعة الرابعة تسلمت دورية مشتركة من قوات الأمن العام والدرك واجبها كنقطة غلق في محيط مهرجان الفحيص حيث تبعد كيلومترا واحدا عن المهرجان.

وأشار إلى أنه عند الساعة 7:15 مساء انفجرت عبوة مزروعة مسبقاً مكان الدورية، ما أدى إلى استشهاد الرقيب علي عدنان قوقزة وإصابة 6 من طاقم الدورية 4 من الدرك و2 من الأمن العام. وأفاد الحواتمة أنه وعند الساعة 9:15 دقيقة قامت قوات الدرك بالإعلان عن الانفجار واستشهاد الرقيب، وقال «تركنا سبب الانفجار إلى المخابرات والأمن العام حيث يحتاج الكشف عن السبب إلى جهد تحقيق فني ومختبرات وأدلة للوقوف عليه». وتبرأ مدير الدرك مما نشر في حينه حول أن سبب الانفجار ناجم عن قنبلة غاز، وقال «كل ما صدر وتحدث عنه البعض أنه قنبلة غاز لم يصدر عن الأجهزة الأمنية، بل تحدثوا بالنيابة عن أنفسهم ونحن انتظرنا نتائج التحقيقات لأننا نعمل بشكل مدروس». وقال «يوم السبت بعد الانتهاء من مسرح العملية الإرهابية والتأكد من مخرجات التحقيق صدر بيان عن وزارة الداخلية يوضح ما خلصت إليه التحقيقات من معلومات، وبدأت عملية استخباراتية حثيثة قادت إلى الوصول لمكان الخلية الإرهابية المشتبه بارتكابها بالجريمة حيث كانت في بناية سكنية مكونة من 4 طوابق بنقب الدبور بالسلط». وأضاف «عند الساعة 5 مساء السبت بدأت عملية من قوة أمنية مشتركة لإلقاء القبض على الإرهابيين وقامت القوة بإخلاء المدنيين من الطوابق العليا الثلاثة ومداهمة المطلوبين الذين بادروا بإطلاق النار بشكل كثيف تجاه القوة الأمنية وعلى إثر ذلك قام الإرهابيون بتفجير المنزل - المفخخ من قبلهم مسبقاً - الأمر الذي تسبب بانهيار الجزء الخلفي من المبنى واستشهاد 4 من القوة الأمنية. وأشار إلى أنه عند الساعة 5:30 مساءً السبت، وصلت تعزيزات أمنية حيث كانت الخطة أن يقوم فريق مشترك بالعملية الأمنية وتكون هنالك قوة احتياطية قريبة وجاهزة للتدخل عند الضرورة. وحول سقوط ضحايا، أثناء الدخول إلى المبنى قال «في تقديرات قائد القوة أن يدخل على مراحل وهذا عمل طبيعي يتم في العالم، حيث دخل وكانت المنطقة الأولى نظيفة وكان العمل ضمن تقسيم مراحل».

 

تضارب في المعلومات حول وفاة البغدادي سريرياً

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/14 آب/18/في حين أعلنت مصادر استخباراتية عراقية أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي «ميت سريرياً»، فقد تضاربت آراء الخبراء والمعنيين بشؤون الجماعات المسلحة والقضايا الأمنية حول دقة مثل هذه المعلومات. وكان مصدر استخباراتي عراقي أعلن أمس في تصريح صحافي أن «القوة الجوية العراقية استهدف في شهر يونيو (حزيران) الماضي اجتماعا لقيادات (داعش) الإرهابي في الأراضي السورية، استناداً لمعلومات استخباراتية دقيقة، ما أسفر عن مقتل عدد منهم وإصابة آخرين». وأضاف المصدر أنه «تبين في ما بعد إصابة البغدادي بجروح بليغة جراء تلك الضربة، جعلته بحكم الميت سريرياً ولا يستطيع ممارسة مهامه، الأمر الذي دفع بعض قيادات (داعش) غير العراقيين إلى ترشيح المدعو أبو عثمان التونسي لتولي القيادة خلفا للبغدادي». وأشار المصدر إلى أن «ترشيح التونسي تسبب بخلافات حادة وانقسامات غير مسبوقة في صفوف (داعش)، نتيجة لموقف قادته من العراقيين الرافض لترشيح التونسي». وفي الوقت الذي أكد فيه الخبير المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المعلومات التي وردت على لسان المصادر الاستخباراتية بشأن موت البغدادي سريريا غير دقيقة»، فإن الخبير الأمني فاضل أبو رغيف وفي تصريح مماثل أكد أن «البغدادي تعرض إلى ضربة قد تكون مميتة في أحد المناطق السورية من قبل خلية (الصقور)»، مبينا أن «اختفاءه طوال الشهور الماضية رغم كثرة الكلام في وسائل الإعلام يوضح إلى حد كبير مصداقية المعلومة وهي مقتل البغدادي وليس فقط موته سريريا». ويوضح أبو رغيف أن «هناك دلائل وإشارات تؤكد ذلك أيضا من بينها أن عمليات التأبين داخل التنظيم لا تذيل بتوقيع البغدادي؛ بل من قبل هيئة مخولة، فضلا عن أن وكالات التنظيم مثل (أعماق) وغيرها كانت قد أعلنت عن حداد لمدة 3 أيام في وقتها حيث كانت تكتفي بقراءة القرآن فقط». غير أن الهاشمي الذي يشكك في مصداقية هذه المعلومات يرى أن «البغدادي آخر رجل تبقى من الأعضاء المؤسسين لتنظيم داعش» موضحا أنه «من بين 43 من القادة الرئيسيين، البغدادي هو الوحيد الباقي على قيد الحياة». ويؤكد الهاشمي أنه «جرى تحديد مكان البغدادي ويعتقد أنه يتنقل حاليا في منطقة البادية التي تقع شمال نهر الفرات في العراق وسوريا». ويضيف الهاشمي أن «ما يؤكد بقاءه على قيد الحياة هي اعترافات أبو زيد العراقي وصدام الجمل وأبو يوسف الشعيطي المعتقلين حاليا». وفي سياق الجهود الهادفة إلى الحد من أنشطة تنظيم «داعش» في العراق، أصدرت محكمة جنايات نينوى حكما بالإعدام بحق مدان ارتكب عدة عمليات في المحافظة بينها اغتيالات ضد القوات الأمنية. وقال القاضي عبد الستار بيرقدار، المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى، في بيان له، إن «الهيئة الأولى في محكمة جنايات نينوى نظرت قضية متهم أدين بالانتماء لتنظيم (داعش) الإرهابي وقضت بإعدامه بعد ثبوت ارتكابه أعمالا إجرامية». وأضاف بيرقدار أن «المدان قام باغتيال عدد من أفراد الشرطة والجيش بأسلحة كاتمة للصوت مع زرع عبوات ناسفة في منطقة باب البيض ومنطقة قبر البنت ومنطقة البورصة ومنطقة وادي حجر في نينوى». وأشار إلى أن «المجرم قام بإعدام عدد من المدنيين في منطقة باب الحديد وشارع غازي ومنطقة السجن في مدينة الموصل واشترك بما يسمى (غزوات) ضد القوات الأمنية المشتركة». وبين المتحدث الرسمي أن «حكم الإعدام صدر وفقاً لأحكام المادة (الرابعة/ 1) من قانون مكافحة الإرهاب».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«معراب»: عون طلب نيابة الرئاسة ونتمسّك بـ«السياديّة»

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 15 آب 2018

في الصورة الجديدة لأزمة الحكومة ملامح انفراج لن يتحقّق إلاّ اذا اتّفق المتنازعون على الأحجام، على أسقاط الحقائب على الأعداد المبتوتة. صيغة «العشرات الثلاث» بات متّفقاً عليها بين الجميع، وفرضت على «التيّار الوطنيّ الحرّ»، الذي كان يطمح لنيل 11 وزيراً من ضمن حصّة تشمل وزراء رئيس الجمهورية، وحكومة الجميع أصبحت أيضاً أمراً واقعاً، فلا حكومة أكثريّة كما هدّد «التيّار»، بل استعادة مشهد الحكومة الحالية. في الاستعداد للنزاع على الحقائب، بدا واضحاً أنّ «المهندس» الرئيس نبيه برّي، نجح في الوصول الى نصف المسافة في العقدتين المسيحية والدرزية، ففي الأولى نال موقفاً قواتيّاً بالقبول بـ4 وزارات، وفي العقدة الدرزية لم يعد برّي بحاجة للنوم على ورقة اتفاق مطويّة مع النائب جنبلاط، تقضي بقبوله بتوزير اسم درزي يرضى عنه، وفي هذا الحال سيكون النائب طلال إرسلان الشهيد السياسيّ للحكومة الجديدة، كما سيكون الوزير جبران باسيل المصاب الأوّل، وسيحقّق جنبلاط انتصاراً واضحاً.

على خطّ «القوات اللبنانية»، انحصرت الخيارات بـ3: إمّا القبول بـ4 وزارات تتضمن موقع نائب رئيس الحكومة وهو ما بات مستبعداً، أو القبول بـ4 وزارات مع حقيبة سيادية، وهذا بات قابلاً للبحث والتفاوض، أو الدخول الى الحلّ المطروح، وهو نيل 4 حقائب لا تتضمّن قطعاً حقيبة دولة، وهذا حلّ يستلزم البدء بورشة خلط حقائب، يُعرف كيف تبدأ ولكن لا يُعرف كيف تنتهي، في ظلّ تحوّل الحقائب ممالك بسندات ملكية للأطراف، كوزارات الأشغال والطاقة والتربية والصحة، علماً انّ «القوات» تضع عينها على الأبرز من هذه الحقائب، اذا ما اضطرّت الى القبول بالتخلي عن الحقيبة الوزارية السيادية، كما انّها لم تعد تعتبر انّ وزارة الصحذة تشكّل إغراءً لها، بعد ان استنفد الوزير غسان حاصباني خططه لها. للوهلة الأولى، يظهر انّ خارطة طريق قد وُضعت لتأليف الحكومة، وانّ جُلجلة النزاع على الحقائب بدأت بعد ان انتهى توزيع الأعداد. وتقول أوساط «القوات اللبنانية» في هذا الاطار أنّ «من السابق لأوانه الكلام عن تخلي القوات عن الحقيبة السيادية، وتكشف أن الدكتور سمير جعجع سيطلّ تلفزيونياً الأسبوع المقبل بعد تردّد، ليشرح كلّ مسار المفاوضات حول تأليف الحكومة». وأضافت: «نتعرض لمغالطات مقصودة يسوقها الوزير باسيل، ونتوقع منه دائماً مفاجآت تساهم في تعطيل تأليف الحكومة، فليس صحيحاً انّ «القوات» جمّدت مطالبتها بموقع نائب رئيس الحكومة مصادفة، بل فعلت ذلك بناء على طلب الرئيس ميشال عون من الدكتور جعجع شخصيّاً، كذلك ليس صحيحاً أن «القوات» انتقلت الى البحث في حجمها الوزاري متجاوزة الحقيبة السيادية، فنحن نطالب بحقيبة سيادية، ولم يعد ما لدينا لنقدّمه لتسهيل تأليف الحكومة، فكلما أعطينا إشارة إيجابية، ينسفها الوزير باسيل ويطالب بالمزيد». وترى هذه الاوساط أنّه «بات واضحاً الان من هو الطرف المُعطّل، وعلى هذا الطرف أن يعرف ان لا حكومة من دون «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، وهذا التزام أبلغه الرئيس سعد الحريري الى الطرفين، وهو على تنسيق تام مع الرئيس نبيه برّي، الذي يرفض قطعاً أيّ حكومة أكثرية». وقالت الأوساط نفسها أيضا: «يكفي التذرّع بنقض «اتّفاق معراب» للانقلاب عليه، وليقرأ الوزير باسيل مجدداً الصفحة الأخيرة منه التي تنصّ على تأليف لجنة مشتركة من «القوات» و«التيار» لدعم العهد، وليجيب على السؤال عن سبب رفضه تأليف هذه اللجنة، وعندها تتحدّد المسؤوليات». في المقابل تشير أوساط «التيار الوطني الحر» الى انّ لا جديد بعد لقاء الحريري باسيل، وتقول: «في ما يتعلق بحصة التيار فإنّ التواصل يكون مع باسيل وليس مع رئيس الجمهورية الذي ينتظر من الرئيس المكلف التشكيلة الوزارية». وتؤكد ان «لا تراجع عن توزير النائب طلال إرسلان الذي يتم التعاطي مع مشاركته في الحكومة على قاعدة الافتئات على تمثيله الشعبي والنيابي، ففي وقت لا يناقش أحد في إعطاء وزارة لتيار «المردة» فيما هو يمثل 3 مقاعد نيابية مسيحية من أصل 64، يمنع على إرسلان ان يتمثّل فيما هو يشكل 1 على 8 من المقاعد الدرزية وهذا أمر غير مقبول». ودعت هذه الأوساط «القوات اللبنانية» الى الكفّ عن ازدواجية الخطاب مرة بالاستناد الى الارقام المئويّة للتمثيل المسيحي التي أعلنها باسيل، ومرّات بدعوته الى عدم التدخل في تأليف الحكومة. وشددت على أن المعايير التي طرحها عون لتأليف الحكومة ستطبّق ولن يوقّع الرئيس ايّ تشكيلة وزارية تخالف هذه المعايير.

 

«كلمة السرّ» في لعبة الكبار

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 14 آب 2018

لم تبلغ التحركات والاتصالات التي جرت حتى الآن لإنجاز الاستحقاق الحكومي خواتيمها المرجوّة، اذ يبدو انّه لا تزال أمام هذا الاستحقاق أشواط طويلة من النقاش داخلياً وخارجياً، عليه أن يجتازها حتى يُكتب له هذا الإنجاز بولادة الحكومة المرجوّة.

يعكس المناخ السائد في أوساط العاملين على خط تأليف الحكومة انّ العقد التي تعوقه لم تحل بعد، ولاسيّما منها العقدة المسيحية التي يُشاع أنّها حُلّت، أو أوشكت على الحل، ويرشح مما يهمس به بعض المعنيين أن الحلّ المنشود للأزمة الحكومية لم يتبلور بعد، وانّ «كلمة السر» في «لعبة الكبار» لم تأتِهم بعد، في الوقت الذي بدأ كثيرون من أصحاب الشأن يحزمون حقائبهم للسفر الى الخارج في إجازات طويلة، ما يعني ان لا ولادة حكومية متوقعة خلال ما تبقى من آب الجاري والشهر المقبل. ومن العوامل المانعة للولادة الحكومية، انّ بعض الأفرقاء المعنيين يربطون جدّياً واستراتيجياً مصير هذا الاستحقاق الدستوري بآخر هو استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية الذي لم يحن أوانه بعد، وهو نهاية تشرين الاول من العام 2022، الأمر الذي دفع بعض القوى السياسية الى رفع الصوت معارضة لهذا الربط غير الواقعي بين هذين الاستحقاقين الدستوريين المتباعدين طويلاً زمنياً. مع العلم انّ البعض بدأ يميل الى تصديق ما راج أخيراً من مقولات وإشاعات تتحدث عن سيناريو يقول بـ»استقالة» رئيس الجمهورية في وقت ليس ببعيد ليتمّ انتخاب خلف له يكون من صفوف «التيار الوطني الحر»؟ على انّ المعنيين بالتأليف بدأوا منذ الأسبوع الماضي التعويل جدّياً على حركة المؤازرة التي بدأها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في اتجاه مواطن التعقيد، لعلّها تفكفك عقد التأليف هنا وهناك، لما له من دالة على غالبية الافرقاء السياسيين المُقرّر تمثيلهم في الحكومة. وقد أظهرت الاتصالات والتحركات التي جرت في هذا المضمار انّ برّي نجح في فكفكة بعض العقد على أمل تفكيك ما تبقى في قابل الايام. ويروي البعض في هذا المجال انّ رئيس مجلس النواب تمكّن من إنجاز مرحلة مهمّة في مسار التأليف الحكومي تتمثل في حلّ عُقد عدّة منها:

ـ أولاً، تمثيل «القوات اللبنانية» بحيث تعطى 4 وزارات بحقائب كاملة من دون ان تكون بينها حقيبة من الحقائب المسماة «سيادية» ولا منصب نائب رئيس الحكومة.

ـ ثانياً، لا ثلث وزارياً معطلاً يُعطى لأيّ فريق من الافرقاء في الحكومة، وبالتالي فإنّ حصة «التيار الوطني الحر» ستكون 10 وزراء وليس 11 وزيراً كما يطالب، ومن ضمن هذه الـ10 حصة رئيس الجمهورية. فيما حصة «القوات» ستكون 4 وزراء، وحصّة تيار «المردة» وزيراً واحداً، ما يعني انّ حصة التمثيل المسيحي في الحكومة قد حُسمت.

امّا موضوع التمثيل الدرزي العالق بين تمسك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بأن تكون الحصة الوزارية البالغة 3 وزراء له ولفريقه كونه نال تأييد الغالبية الدرزية الساحقة في الانتخابات النيابية، وبين مطالبة رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان بتوزيره او تمثيله بشخصية درزية يسمّيها. وينقل عن برّي قوله عندما سئل عن مدى استعداده للتدخل لحلّ هذه العقدة الدرزية، أن احداً لم يطلب منه هذا التدخل، و«أن الأمر يتطلب أولاً أن يجتمع الرئيس المكلّف سعد الحريري مع جنبلاط لهذه الغاية وبعدها اذا طلب مني التدخل سأتدخل». ويتردد في بعض الاوساط السياسية المهتمة بالاستحقاق الحكومي انّ التوجه لدى «التيار الوطني الحر» ينحو الى إسناد وزارة الخارجية والمغتربين لأحد النواب الارثوذكس في «التيار» وكذلك إسناد وزارة الدفاع الوطني الى احد النواب الموارنة في «التيار» أيضاً.

اما في ما يتعلق بتمثيل من يسمّون سُنّة المعارضة في الحكومة فقد بدا أنّ «حزب الله» ما يزال يتمسك به ويعتبره مسألة استراتيجية، ويبدو انّه سيُعالج، على الارجح، بتوزير النائب فيصل كرامي ضمن حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مقابل إعطاء الحريري مقعداً وزارياً مسيحياً يعيّن فيه أحد النواب المسيحيين في تيار «المستقبل». ولكن على الرغم من هذه المعطيات التي يغلب فيها التفاؤل على التشاؤم، فإنّ بعض صانعيها يعترفون في مجالسهم الخاصة بأنّ لا اختراق جدياً تحقق حتى الآن ويبعث على توقع ولادة الحكومة قريباً، ويقول بعض هؤلاء الصنّاع: «هذا ما أنجزناه حتى الآن ولكن علينا ان نتعامل مع بقية العقد بجدية اكبر، حتى يتسنى لنا الدخول في مرحلة اسقاط الحقائب الوزارية على القوى السياسية التي ستشارك في الحكومة ومن ثم الانتقال الى إسقاط الاسماء على هذه الحقائب، ولكن لا يزال دون هذين الامرين الكثير من التعقيدات نتيجة مطالب هذا الفريق أو ذاك بـ»الحقائب الدسمة»، لاعتقاد الجميع انّ الحكومة العتيدة ستعيش حتى الموسم الانتخابي المقبل في أيار 2022.

 

الإقتصاد اللبناني يتفاعل مع «الإنهيار» التركي

ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية/الأربعاء 15 آب 2018

تسارعت الاحداث الاقتصادية في تركيا في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد تراجع عملتها وانتشار القلق حيال ما قد يحدث لاحقا. ونظرا الى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين لبنان وتركيا، يبرز السؤال اذا ما كانت الاحداث التركية ستنعكس على الاقتصاد اللبناني.

جزم الخبير المصرفي جو سرّوع ان لا انهيار اقتصاديا في تركيا في الوقت الحالي. وقال لـ«الجمهورية» ان سرعة هبوط العملة التركية انعكس على حركة التصدير خصوصا ان تركيا بلد مصدّر، وبات عليها ان تصدّر مرتين ونصف المرة أكثر من ذي قبل، مقابل المبلغ نفسه. هذا الوضع غير المسبوق في تركيا جعل البلد والاقتصاد والقطاع المصرفي تحت المراقبة الدولية، بحيث ان كل الدول اليوم تراقب كيف يتطور الوضع الاقتصادي في هذا البلد. الاوروبيون الذين لم يعترفوا بها بعد ضمن الاتحاد الاوروبي أبدوا قلقهم من الاوضاع خصوصا في ما يتعلق بمصارفهم، سيما وان هناك 3 دول اوروبية مكشوفة اكثر من غيرها على تركيا: هي فرنسا واسبانيا وايطاليا. ولا شك ان الوضع العام في تركيا مقلق. اما بالنسبة الى لبنان، فهناك علاقات تجارية مع تركيا، وهناك مصارف لبنانية، بالاضافة الى مصارف لبنانية تتعامل مع المصارف التركية، وقد يكون هناك استثمارات أو اعتمادات تجارية او ودائع... لكن الملاحظ ان هناك تراجعا في اسعار اسهم المصارف التي هي على علاقة بتركيا بنسب معينة، حتى ان انكشاف الخليج على تركيا اثّر على الاسواق المالية. اضاف: نتيجة التآكل في رأسمال المصارف، واستمرار الحالة الاقتصادية على تراجعها قد يدفع هذا الوضع وكالات التصنيف الى اعادة تقييم تركيا، وقد تكون النتيجة اقل من «درجة الاستثمار»، وبالتالي فان الجهات التي تربطها علاقة تجارية مع تركيا أو مكشوفة عليها يجب ان تتحوّط. بدورها، تراقب المصارف اللبنانية الاوضاع هناك وتطورها لتبني على الشيء مقتضاه من حيث التحوط ووضع رؤية مستقبلية.

الا ان سروع استبعد ان يكون هناك استثمارات طويلة الامد للمصارف اللبنانية في تركيا، لكنه أكد ان البنك المركزي يراقب هذه التطورات عبر جمعية المصارف لتجنّب اي تأثير لهذه الأزمة، عدا عن ان المصارف اللبنانية تلتزم المعايير الدولية وفق معايير بازل.

صناعة

شرح نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش انه النسبة الى حركة التصدير الخجولة من لبنان الى تركيا، فإن تركيا ستكون متضررة نتيجة تراجع قيمة عملتها، أما بالنسبة الى الاستيراد من تركيا، فالامر يصب لصالح اللبنانيين خصوصا وان رواتب القطاع العام لا تزال بالعملة التركية. أضاف: صحيح ان تركيا بلد صناعي بامتياز لكن غالبية المواد الاولية الضرورية للتصنيع تستورد من الخارج وبالتالي يُدفع ثمنها بالعملة الصعبة. ولفت الى ان نسبة 40 في المئة من سعر اي منتج يشكل ثمن المواد الاولية، وفي حال كانت تشتري هذه المواد من الخارج فسيكون سعرها بالدولار. اما بالنسبة الى الـ 60 في المئة المتبقية فهي تشكل نسبة الربح وسعر اليد العاملة وهي ستكون منافسة لبقية الاسعار لأنها ستبقى بالعملة التركية، الا في حال جرى رفع الرواتب او جرى تحويلها الى الدولار. وبالتالي، فإن التصدير ليس لصالحنا انما الاستيراد من تركيا يصبّ لصالحنا. أما بالنسبة الى انعكاس ذلك على القطاع الصناعي، فأشار بكداش الى ان تراجع سعر العملة في تركيا سيخلق مشكلة للقطاع، لأن أسعار البضاعة المستوردة سيكون سعرها اقل مما كانت عليه، خصوصا تلك المصنعة كليا في تركيا اي ان موادها الاولية منتجة في تركيا، بما سيضرّ بالصناعة اللبنانية.

تجارة

من جهته، اعتبر رئيس جمعية تجارة الالبسة المستوردة محمد سالم، ان الضرر الحاصل في تركيا سينعكس ضررا على لبنان. واوضح ان الاموال مكدسة في المصارف اللبنانية ولا أحد يشتري أو يستثمر لأنه يفضل الحصول على فائدة مرتفعة من المصارف. أضاف: ان التاجر الذي يشتري البضاعة من تركيا بنصف ثمنها لن يتمكّن من بيعها بنصف ثمنها في لبنان وبالتالي لن يتأثر المستهلك، انما سيكون التاجر رابحاً، لكن في الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها في لبنان فإن التاجر والمستهلك متضرران على السواء، ملاحظا ان التراجع في الحركة التجارية اليوم وصل الى حدود 70 الى 80 في المئة.

 

الإرهاب والجغرافيا الجديدة: تمدد «القاعدة» و«داعش»

يوسف الديني/الشرق الأوسط/14 آب/18

واحدة من أزمات التناول الإعلامي لمعضلة الإرهاب أنه يخضع لمعايير «النجومية»، لذلك عادة لا يتم التسليط إلا على الأحداث المرتبطة بأحداث غير اعتيادية متعلقة بعدد الضحايا أو نوعية المدينة السياحية، وحتى مدى وحشية أو غرائبية التنفيذ بعد أن أدخل تنظيم داعش مفهوم التوحش القائم على الذهاب إلى أقاصي وتخوم العنف، إدراكاً منه أن ذلك المستبشع سيكون على رأس نشرات الأخبار والتحليلات وبرامج الرصد.

قبل فترة وجيزة جرت أحداث إرهابية في بلدان غير اعتيادية، طاجكستان حيث قتل غربيون من هواة السفر بالدراجات، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته، وما حدث في بلاد الطاجيك الصاعدة في عدد وحجم التعاطف والانتماء إلى تنظيم داعش، يتكرر بشكل أسبوعي تقريباً في دول أفريقية كثيرة لا يسلط عليها الضوء، كما هي الحال أيضاً في قرى ومقاطعات في جنوب الفلبين، وبعض مناطق إندونيسيا، وعادة تستهدف تلك العمليات أجهزة الأمن والسكان الأصليين.

هذه الحوادث بمجموعها إذا أضفنا إليها استهداف الأردن أخيراً، تدل على استراتيجية جديدة للتنظيمات الإرهابية، فهي من جهة تستثمر بعد التضييق عليها بمناطق التوتر والأزمات الاعتيادية؛ العراق وسوريا وليبيا، بنسبة أقل في جغرافيا جديدة، كما أنها أعادت النسبة الأكبر من المقاتلين المهاجرين من الأجانب والعرب إلى بلدانهم الأصلية وحثتهم على مواصلة القتال والجهاد حتى تفتح جبهات جديدة يمكن عبرها تكوين مجتمعات قابلة للديمومة تتحول بفعل الإهمال الدولي وتقاطر المقاتلين إلى ولايات خلافة عند «داعش» ومشروع دولة إسلامية مزعومة عند القاعدة، ولا يعدم هؤلاء المقاتلون التضحويون في سبيل خلافة الدم اجتراح وسائل جديدة من الاغتيال بالدراجات النارية والقتل بالسكاكين إن عدموا الأسلحة النارية، كما حدث أيضاً في طاجكستان أيضاً في الفترة الماضية.

وأمس، قال تقرير مركز «ستراتفور»، إنه «يبدو أن الهجوم الذي تم التخطيط له، وتنفيذه بشكل سيئ، هو عمل (جهاديين) غير مدربين». وأشار التقرير إلى أن الهجوم كان بالسكاكين، وقال إن الإرهابيين المدربين يهاجمون، عادة، بأسلحة نارية ومتفجرات، إذا لم يرتكبوا عمليات انتحارية. وأضاف التقرير أن هذا يعني أن «داعش» يجد في طاجكستان «أرضاً خصبة».

تنظيم القاعدة بدوره ينشط بشكل كبير في شمال وغرب أفريقيا، خصوصاً دول مجموعة الساحل بما فيها تونس والجزائر بحكم الصلة التاريخية لهذه البلدان بالقاعدة، مستغلاً انتكاسة تنظيم داعش... واستراتيجية القاعدة بحسب الحوادث المسجلة أخيراً في تلك المناطق قائمة على إنشاء اقتصادات حرب بديلة تقوم على اختطاف وتبادل الرهائن وبيع السلاح وغسل الأموال وتهريب المهاجرين، وتحويلات كبيرة من جمعيات خيرية غير مرخصة.

اللافت أيضاً أن الصراع بين «داعش» والقاعدة على الشرعية اليوم على أشده؛ يشتغل تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا على تركيز خطابه للمناصرين بإعادة ترسيم تنظيم داعش تنظيماً خارجياً يضم ثلة من الجهلة والغلاة والخوارج، الذين لا يشكلون الطليعة المجاهدة لتنظيم القاعدة، وهو ما يدل على أن القاعدة أدركت أخيراً أن صمتها في مناطق التوتر في العراق وسوريا كلفها كثيراً من الانشقاقات والانضمام إلى تنظيم داعش، فالقاعدة تجتهد في الحفاظ على قواعدها في شمال أفريقيا من اختراق تنظيم داعش الأكثر قدرة على استقطاب أجيال جديدة بحكم فاعليته واستراتيجية التوحش، التي تلائم المتعطشين للدم والقيام بعمليات انتحارية من زاوية اليأس والخلاص النفسي الذي يغلب على الشبان الصغار بحكم حجم الدعاية الضخمة لـ«داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى سهولة اختراقهم بسبب اضطراب سلم القيم في هذه المراحل العمرية الحرجة، ومن هنا نفهم أيضاً حرص القاعدة على تقديم قيادات شابة كحمزة بن لادن بديلاً رمزياً للظواهري الذي يتفرغ في استثمار علاقات القوية والقديمة بالمجموعات الجهادية الأكبر سناً لإقناعها بضرورة الانضمام إلى القاعدة، والاندماج في قلب التنظيم العالمي واستهداف الشركات الأجنبية، خصوصاً الفرنسية في شمال أفريقيا للتأكيد على رسالته في الحرب الشاملة على «الصليبيين» أكثر من استهداف الأنظمة المحلية.

الأكيد أن قدرة تنظيمات الإرهاب على تجديد هياكلها واستراتيجياتها، رغم ثبات شعاراتها وأهدافها المعلنة يقودنا إلى معضلة الحرب على الإرهاب وليس التطرف، هذه الحرب مع كل التقدير لنجاحاتها فإنها ما زالت تستهدف الأفراد لا الأفكار.

 

تدهور الليرة التركية وتأزم الاقتصاد

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/14 آب/18

وصل سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأميركي حتى لحظة كتابة هذا المقال إلى 6.88 ليرة، ما يعادل خسارة 50 في المائة من قيمتها منذ بداية العام الحالي. انخفاض هائل ومثير للقلق، ليس فقط لتركيا، ولكن أيضا لكل المستثمرين خاصة في القطاع المصرفي والقطاع الخاص عموماً الذي تشكل ديونه 30 في المائة من إجمالي الناتج القومي. وسعر الليرة التركية الذي أصبح حديث المجالس الفعلية والافتراضية، متصدرا النشرات الإخبارية الاقتصادية، هو الوميض الذي لفت انتباه المتابعين للخطر المحيط بالاقتصاد التركي، لكن الحقيقة أن الوميض تسبقه مراحل من التراجع في المعايير الاقتصادية لاستقرار السوق، أهمها ارتفاع العجز التجاري، وزيادة نسبة التضخم، والنظرة السلبية لوكالات التصنيف الائتماني للمصارف التركية.

هذه البيانات هي ما يعرض كل يوم لمتابعة ما يجري في السوق التركية وانعكاس ذلك على الأسواق الأخرى وبخاصة الناشئة. لكن السؤال الذي يدور في أذهان الناس، هو ما الذي حصل حتى يتدهور الوضع الاقتصادي في تركيا إلى درجة غير مسبوقة منذ 8 سنوات، أي منذ الطفرة الاقتصادية التي جاء بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. تركيا تمر بأزمة صعبة، لكن المسؤولين يحاولون تصدير أسبابها، والتحجج بمؤامرات تحاك لهم من الخارج، وهذا هو لب الأزمة وليست الهزة الاقتصادية. غير دقيق ما يحاول الساسة الأتراك الترويج له بأن الخلافات مع الولايات المتحدة الأميركية حول موضوع تبادل تسليم القس الأميركي برانسون، والمعارض التركي فتح الله غولن، هو أحد الأسباب الضاغطة على الليرة، أو حتى قرار إدارة دونالد ترمب مضاعفة الرسوم على الألمونيوم، ورفع رسوم الصلب إلى 20 في المائة. هذه العوامل وإن كانت مؤثرة لكنها لا تهوي بالليرة بهذا التسارع. كما أن هذه الرواية تتعارض مع تراتبية الأحداث، فالعملة التركية شهدت الانخفاض مع بداية العام، قبل الإجراءات الأميركية وقبل أن تثار قصة القس. الادعاءات الأخرى التي يروج لها بعض رموز السلطة في تركيا أن المؤامرة يقف خلفها دولتان عربيتان إسلاميتان، هذا بحسب تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ولم يفسر لنا كيف يمكن للاقتصاد التركي الضخم ذي القاعدة المتينة، كما يحلو للرئيس إردوغان أن يتباهى، أن يقع فريسة سهلة لما يقول إنها مضاربات على سعر الصرف.

كل هذه المبررات غير مقنعة. الأسباب الحقيقية داخلية بحتة، وكيفية معالجة القيادة التركية للأزمة نثرت الملح على الجرح.

منذ عام مضى، بدأنا نسمع تحذيرات حول الوضع الاقتصادي في تركيا، ومطالبات بخروج المستثمرين خاصة العرب، نتيجة للنظرة التشاؤمية والمؤشرات التي لا تنبئ بخير. البنك المركزي التركي كان متوجساً من الرئيس إردوغان الذي صرح غير مرة بأنه سيتولى السياسة النقدية في البلاد، وسيتحكم فيها حالما يتم انتخابه وفق النظام الرئاسي الذي يحكم قبضته على كل أركان الدولة. حالة مشابهة للنظام الشيوعي الذي تحكم في مفاصل الاقتصاد حتى انهارت الدول التي خضعت لهذا الحجر؛ التدخل السياسي في النظام الاقتصادي. وهذا ما يفسر مبادرة إردوغان بتقديم موعد الانتخابات إلى يونيو (حزيران) الماضي، بدلا من نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. ويمكن تخيل أين ستؤول نتيجة الانتخابات لو لم يبكر بها الرئيس ومرت البلاد بالحالة الراهنة، بالتأكيد كان حظه سيتعثر وفرصه في الفوز ستتضاءل، ومثلما كان الاقتصاد دائما نقطة قوة له سيصبح حجر عثرة.

مع تهديد إردوغان للنظام الاقتصادي بالسيطرة، والتحكم في اختيار محافظ البنك المركزي ومدة توليه، ثم تعيين صهره وزيرا للمالية، بات الوضع مقلقاً للأتراك، وللمستثمرين. ومن السذاجة أن يقرأ البعض موقف إردوغان وإصراره على عدم رفع سعر الفائدة لتلافي مزيد من التضخم، على أنه حرص من الحزب الإسلامي الذي يترأسه من رفع نسبة الربا! هذه سطحية بليغة. رفض إردوغان منذ بداية العام نصيحة البنك المركزي بضرورة رفع سعر الفائدة، لكنه امتنع بإصرار معزيا ذلك إلى أن سعر الفائدة هو المتسبب في التضخم. بدأت الليرة بالانهيار التدريجي، حتى اضطر إلى الموافقة على رفع الفائدة 375 نقطة أساس، لكنه تأخر كثيراً بحيث لم يترك هذا الإجراء أثرا يذكر على مسار الليرة الهابط. وما يزيد من سوء الوضع أن إردوغان وفريقه لم يتحلوا بالجراءة الكافية لتحمل المسؤولية، مثلما آثروا أن ينسبوا الفضل لهم في الحالة الاقتصادية الجيدة سابقا، حتى إن الرئيس أطلق تهديدات مباشرة للتجار ورجال الأعمال بأن مسؤولية صمود الشعب ليست على عاتقه وحده، بل عليهم المساهمة فيها وإلا.... سيضطر لتنفيذ الخطة بـ«والخطة ج». أما ماهية الخطط البديلة المبطنة في التهديد فبعضهم يرجح أن يضع الرئيس يده على ودائع الأتراك في البنوك، بعد أن استجداهم ببيع العملة الأجنبية والذهب مقابل الليرة التركية. ظاهرة شعبوية بامتياز، الهتاف باسم الشعب والقومية أمام الجموع من أجل تمرير أجندات شخصية. لا شك أن الأزمة في تركيا كبيرة، لكنها بنيوية، من داخل البنية الاقتصادية، والسياسة النقدية الداخلية، ولأن الاقتصاد التركي اعتمد على قروض دولية، يُخشى من عجزها على سداد ديونها، مما يعني مزيدا من التأزم، وتأثيرا سلبيا سينعكس على المستثمرين الأجانب وبخاصة في القطاع المصرفي الذي تمتلك فيه دولا خليجية مثل قطر حصصا كبيرة، وهذا ما يفسر انخفاض البورصة القطرية، وسيلحق بها كل من له حصة في السوق المريضة.

 

إردوغان في مواجهة ترمب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 آب/18

لم تقف دولة ضد الولايات المتحدة إلا وخسرت، وإن طال الزمن. هذه حقيقة في معظم الحالات، وأقوى أسلحة الأميركيين ليست عسكرية بل اقتصادية. وتركيا ليست أقوى من ألمانيا ولا الصين، البلدين اللذين فضلا عدم مواجهة إدارة ترمب، واختارا التفاوض وتقديم تنازلات، والابتعاد عن التصعيد والحرب الكلامية. ما هي المشكلة؟ واشنطن تتوقع جملة مطالب من تركيا، أهمها وقف المتاجرة مع إيران، وأقلها شأناً إطلاق سراح قِس أميركي تتهمه تركيا بالتجسس. في حصار إيران، هناك ثلاث دول رئيسية مجتمعة أو منفردة يمكن أن تلعب دور الموازن للنظام في طهران، باكستان وتركيا والسعودية. الثلاث ترتبط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، إلا أن تركيا هي الممر الرئيسي للتجارة الإيرانية. وتركيا دولة مهمة في المنظومة الغربية، الدولة الإسلامية الوحيدة في حلف الناتو ومهمة في أي مواجهة مقبلة مع روسيا مع تصاعد الخلاف الروسي الأميركي وربما عودة الحرب الباردة. ترمب يريد من تركيا إما أن تلعب دورها الطبيعي كحليف أو لا. لن تقبل واشنطن من تركيا أن تشتري أسلحة دفاعية استراتيجية من روسيا، والانفتاح تجارياً على إيران وفي نفس الوقت تجلس معها في حلف الناتو وتعتبر نفسها دولة حليفة. إنما للتأزم في العلاقات بين واشنطن وأنقرة حدود ضمن العلاقة الاستراتيجية بين العاصمتين. رغم الضجيج الذي صاحبها فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض «عقوبات» محدودة على تركيا، رمزية بهدف الضغط على الرئيس إردوغان. جمّد حسابات بنكية لوزيرين تركيين، وفرض رسوماً على سلعتين تركيتين فقط. طبعاً آثار هاتين الخطوتين هائلة على تركيا، خسفت بالليرة ودبَّ الذعر في سوقها، والسبب بالدرجة الأولى سياسي، حيث غلب التشاؤم على العلاقة ومستقبلها. في واجهة الأزمة شيخ تركي وقس أميركي. إردوغان يتهم حكومة ترمب بأنها تعطي اللجوء لزعيم المعارضة، غولن، وهي معارضة قضي عليها في عمليات التصفية التي أعقبت محاولة الانقلاب. وترمب يربط رفع العقوبات بإطلاق سراح القس الأميركي المعتقل في تركيا. في نظري، لا غولن ولا القس المشكلة وإن كانا العذر المطروح في الإعلام. فالخلاف يتصاعد منذ فترة ويشمل قضايا مختلفة، من بينها الخلاف داخل سوريا، والعلاقة مع روسيا، وضد علاقة أنقرة القوية تجارياً مع إيران. وهذا السبب تحديداً قد يكون أخطر أسباب التأزيم مع ترمب الأكثر إصراراً على خنق إيران تجارياً، الأمر الذي لا يرضي تركيا الشريك التجاري الرئيسي للإيرانيين. ترمب ليس متعجلاً ولا متهوراً رغم الأضرار الضخمة التي تسبب بها قراره مضاعفة الرسوم على صادرات تركيا من الحديد والألمونيوم. الحقيقة أن ترمب أظهر تقديراً خاصاً لإردوغان ضد رغبة السياسيين الأميركيين الآخرين. فقد تدخل وضغط على حكومة إسرائيل فأطلقت سراح سيدة تركية اتهمت بأنها كانت تمول حركة حماس، وأفرج عن حراس إردوغان الذين اتهموا بضرب المتظاهرين في واشنطن. وترمب كان من أول الرؤساء في العالم الذين هاتفوا إردوغان وهنؤوه بفوزه بالرئاسة. وهناك علاقة جيدة بين البلدين تبعد فرضية المؤامرة التي تحدث عنها إردوغان.

تركيا ليست دولة ثورية مثل إيران، وقيمة تركيا من اقتصادها وليس من حرسها الثوري ونشاطاتها الإرهابية مثل إيران. وقيمة تركيا أيضاً بسبب وجودها ضمن منظومة الغرب السياسية والعسكرية.

هل تجرؤ الحكومة التركية على المواجهة مع الولايات المتحدة؟ أمر مستبعد. فتركيا دولة تفاخر بأنها ناجحة اقتصاديا، واقتصادها يقوم على التجارة مع الغرب وليس مع إيران أو العرب. وتركيا لا تستطيع أن تتحدى العقوبات الاقتصادية على إيران، فقد فعلت ذلك في فترة رئاسة باراك أوباما، لكن إدارة ترمب أرسلت الكثير من التحذيرات إلى كل الدول المتعاملة مع إيران بأنها ستعاقبها. أيضاً، لا يستحق موضوع هامشي، مثل اعتقال القس، وسبق أن أطلق سراحه ووضع في منزل تحت الإقامة الجبرية في أزمير التركية، أن يكون سبباً في تخريب الاقتصاد التركي. ترمب يستخدم القس ورقة في لعبة الضغط، لأنه يعلم إن أطلقت تركيا سراحه فسيكون له الفضل وإن لم تطلق سراحه فسيستخدمه ورقة انتخابية لصالحه بأنه وقف إلى جانبه، ويعاقب تركيا على اعتقالها له. أما تركيا فإنها الخاسر على الجانبين، إذا تركت المشكلة مفتوحة.

 

التأثير الطويل المدى للعقوبات الأميركية على إيران

لينا الخطيب/الشرق الأوسط/14 آب/18

في الأسبوع الماضي، انقضى الموعد الأول الذي قدمته الولايات المتحدة لإعادة فرض العقوبات على إيران. على الرغم من أن إعادة تطبيق العقوبات لن تُترجم إلى انهيار في الاقتصاد الإيراني على المدى القصير، فمن المرجح أن تجد إيران نفسها تحت ضغط مالي كبير على المدى الطويل.

لقد أعطى إعلان الولايات المتحدة في مايو (أيار)، أنها تنسحب من الاتفاقية النووية مع إيران، ثلاث مهل زمنية لإعادة فرض العقوبات الأميركية. كان الأولى في السادس من أغسطس (آب)، والثانية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، والموعد النهائي هو 180 يوماً منذ إعلان الانسحاب الأميركي من الاتفاقية النووية. يمكن أن يُنظر إلى اختيار الولايات المتحدة إعطاء إيران إخطاراً نهائياً مدته ستة أشهر لإعادة تطبيق المجموعة الكاملة من العقوبات على أنه وسيلة للولايات المتحدة لمنح إيران فرصة لتعديل سلوكها. ولكن مع اهتمام إيران بصورتها الذاتية تقريباً بقدر ما تهتم بسياساتها الفعلية، فهي لن تقبل أن يُنظر إلى أنها تنحني أمام الضغط الأميركي. كان رد الفعل الرسمي من إيران على إعادة فرض العقوبات في 6 أغسطس هو تصويرها كحالة «حرب نفسية» من قبل الولايات المتحدة. تستهدف هذه المجموعة الأولى من العقوبات قدرة إيران على شراء الأوراق النقدية الأميركية وإجراء المعاملات بالريال الإيراني، وتجارتها في المعادن الثمينة وغيرها من المعادن بالإضافة إلى قطاعي السيارات والطيران. وكان رد الرئيس روحاني اتهام إدارة ترمب بإعادة فرض العقوبات لمناشدة الناخبين المحليين الأميركيين في الانتخابات النصفية المقبلة في نوفمبر. وقال أيضاً إن هذا الإجراء العقابي من جانب الولايات المتحدة هو محاولة لتقسيم الشعب الإيراني.

المفارقة في رد روحاني أنه موجّه إلى جمهوره المحلي أكثر من الجمهور الدولي. إن تصريحه بأن إيران «دائماً إلى جانب الدبلوماسية والمحادثات... لكن المحادثات تحتاج إلى الصدق» يهدف مباشرةً إلى مخاطبة الجمهور الإيراني ليوضح أن الولايات المتحدة لم تكن صادقة أبداً عندما توسطت في الاتفاق النووي بينما كانت إيران ملتزمة بشروط الاتفاق.

في الفترة التي سبقت المهلة المحددة في 6 أغسطس، أكد الرئيس ترمب أن الولايات المتحدة ما زالت «منفتحة على التوصل إلى اتفاق أكثر شمولية يتناول المجموعة الكاملة من الأنشطة الخبيثة للنظام، بما في ذلك برنامج القذائف التسيارية ودعمه للإرهاب». وكان رد روحاني هو اتهام الولايات المتحدة بإدارة ظهرها للدبلوماسية، قائلاً إن «المفاوضات مع العقوبات ليست منطقية». ومع ذلك، مع عدم اعتراف إيران أبداً بأن تصرفاتها في أماكن مثل سوريا واليمن تصل إلى مستوى الإرهاب، فإنه من المستحيل أن نتصور سيناريو تقبل فيه إيران وصفها بأنها راعية للإرهاب. لذا فمن المرجح أنه في الوقت الذي تنتهي فيه المهلة النهائية التي تبلغ 180 يوماً، لن يتم تحقيق أي تقدم بين الولايات المتحدة وإيران.

تمتد مجموعتا الجزاءات التاليتان لتشمل المؤسسات المالية والنفطية الإيرانية وفي ما بعد الأفراد الذين كانوا مدرجين في قائمة العقوبات الأميركية قبل الاتفاق النووي. وهذا من شأنه أن يعيد إيران إلى الضغوط الاقتصادية التي كانت قد تحمّلتها قبل أن يتم التوصل إلى الاتفاق النووي. تظهر الأرقام الصادرة عن البنك المركزي لجمهورية إيران الإسلامية أن إنتاج البلاد من النفط انخفض بشكل حاد عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات في عام 2012، والتي تبعها حظر الاتحاد الأوروبي على الواردات النفطية، حيث انخفض بنحو 10 ملايين برميل. بعد أن تم رفع العقوبات الأميركية في عام 2016، تعافى إنتاج إيران من النفط إلى مستوياته قبل عام 2012. كما عانى الناتج المحلي الإجمالي لإيران نتيجة للعقوبات، ودخل في حالة ركود في عام 2012 و2013 و2015، حيث تعافى فقط مع رفع العقوبات في عام 2016، الأمر الذي أخذ النمو الاقتصادي الإيراني إلى مستوى أعلى من أي نمو في العقد السابق. وهذا يعني أن الانخفاض المستقبلي في الناتج المحلي الإجمالي سيشعر محلياً بقسوة أكبر من ذي قبل.

أعلن الاتحاد الأوروبي عن تطبيق «قانون عرقلة» مماثل لذاك الذي كان قد وضعه خلال فترة العقوبات الأميركية على كوبا، من أجل حماية الشركات الأوروبية من العقوبات الأميركية في تعاملاتها مع إيران. ومع ذلك، على الرغم من هذا الإجراء من قبل أوروبا، كان أداء الاقتصاد الكوبي ضعيفاً عندما كانت العقوبات الأميركية سارية المفعول. ولذا من غير المحتمل أن يكون قانون العرقلة الأوروبي كافياً لطمأنة الشركات متعددة الجنسيات حول إدارة الأعمال مع إيران. وقد انخفض سعر الريال بالفعل، وبدأ بعض الشركات الدولية في الانسحاب من صفقات إيران حتى قبل إعلان الولايات المتحدة عن انسحابها من الاتفاق النووي في مايو (أيار). روحاني على حق في ربط إعادة فرض العقوبات بتقسيم المجتمع في إيران. كانت التوقعات المحلية عالية بعد توقيع الاتفاقية النووية، مع توقع اتفاقيات التجارة والاستثمار الدولية التي كانت ستخلق فرص عمل وتحسن الاقتصاد بشكل كبير. هذه التوقعات لم يتم تلبيتها بالكامل في حين كانت الاتفاقية النووية قائمة، واليوم أصبح من المؤكد أنها لن تتحقق على الإطلاق ما دامت العقوبات الأميركية نشطة.

وتشهد إيران سلسلة من الاحتجاجات حول التظلمات الاقتصادية، ومع وجود مزيد من العقوبات في الأفق، من المرجح أن تصبح هذه التظلمات أسوأ. في المستقبل، هذا يعني دقّ إسفين ليس فقط بين الشرائح الضعيفة من المجتمع والحكومة، ولكن أيضاً بين الحكومة وطبقة رجال الأعمال النافذين في إيران الذين ستكون خيبة أملهم أكبر من غيرهم. طبعاً لا يزال لدى إيران شركاء تجاريون دوليون نشطون مثل الصين والهند، الذين من المحتمل أن يستمروا في دعمها كما فعلوا قبل عام 2012. ولكن مع ارتفاع توقعات الشعب الإيراني إلى مستوى جديد مع الاتفاق النووي، فإنه من غير المحتمل أن يكون الدعم الهندي والصيني للاقتصاد الإيراني كافياً لإشباع الشهية المحلية. وبهذا ستكون إيران قادرة على ركوب موجة العقوبات على المدى القصير والمتوسط، لكن التوقعات طويلة الأجل للازدهار الاقتصادي تبدو قاتمة.

 

هل ينجو «الناتو» من تقلبات العصر؟

مينا العريبي/الشرق الأوسط/14 آب/18

يواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحديات جسيمة – ليس من خارجه بل من أعماقه نفسها. العضوان اللذان يتمتعان بأكبر جيشين في الحلف – الولايات المتحدة وتركيا – يشكلان تهديداً لمبادئ الحلف وسبل التعاون بين أعضائه. من جهته، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات لاذعة للحلف وأعضائه خلال حملته الانتخابية، وبعد توليه مقاليد الحكم وأدلى بتصريحات نارية أكثر من مرة يهاجم فيها الحلف. مطالبته أعضاء الحلف الآخرين بزيادة إنفاقهم في القطاع العسكري ليس جديداً وهو مطلب أميركي منذ سنوات، ولكن انتقاده للحلف وعدم اكتراثه لأمن دول شرق أوروبا على خلفية علاقته الحميمة بروسيا تثير القلق داخل الحلف. أما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فقد هدد مبدأً أساسياً بين أعضاء «الناتو» وهو عدم اقحام السياسة في القوات المسلحة. وقد أحكم إردوغان سيطرته على القوات المسلحة بتسمية حليفه ياسر غولار قائداً للقوات المسلحة الشهر الماضي، وذلك بعد أن أقال 200 من الضباط، وقدمهم للمحاكمة ضمن حملة الاعتقالات والتصفيات التي تلت محاولة الانقلاب الفاشلة ضده صيف 2016. وخلال الإسبوعين الماضيين طرأ تغيير آخر على الحلف وهو الخلاف العلني والمتصاعد بين ترمب وإردوغان، مما أدى إلى فرض عقوبات متبادلة في إطار تصعيد سياسي نادر بين عضوين في الحلف.

وعلى الرغم من أن العلاقات بين البلدين لم تنقطع، إلا أن فرض العقوبات وإعلان كل طرف عدم ثقته بالآخر، يزيدان من الضغوطات على الحلف.

كل من ترمب وإردوغان لا يؤمنان بالعمل الجماعي وخاصة في ما يخص السياسة الخارجية. أما إردوغان، فقد خاطر باقحام «الناتو» في مواجهة عسكرية مع موسكو أكثر من مرة على الحدود السورية، بينما اليوم بات ينسق معها وطهران حول مناطق نفوذ كل منهم في سوريا.

يمثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاملاً مهماً يؤثر على «الناتو» من خارجه. ليس هناك شك في أن بوتين يعتبر «الناتو» خصماً، إن لم يكن عدواً. ومنذ أن تولى الحكم وهو يسعى لتحجيم الحلف ومنع توسعه. وفي عام 2008، حضر بوتين قمة «الناتو» في بوخارست ليشدد على أن بلاده لن تقبل بتوسع الحلف شرقاً. كانت كلمة بوتين الشهيرة واضحة: لن يقبل بتمدد الحلف، خاصة أنه يعتبره أكثر من حلف عسكري، بل يعتبره حلفاً سياسياً أقيم لمواجهة التوسع الروسي خلال العهد السوفياتي. وكان تحذير بوتين قبل عقد من الزمن واضحاً، ولكن غالبية قادة «الناتو» اختاروا حينها تجاهله إذ لم تكن روسيا جمعت قواها بعد. وعندما ألقى بوتين خطابه في القمة، خرج عدد غير قليل من قادة دول الحلف من القاعة، الأمر الذي اعتبره بوتين حينها إهانة له. لكن الأمور تغيرت وبوتين أصبح من أقوى الزعماء، ويسعى اليوم إلى توسيع نفوذه، في دول البلقان من جهة وفي آسيا الوسطى من جهة أخرى. اتفاق بحر قزوين الذي اشرف بوتين على إبرامه هذا الأسبوع دليل آخر على توسع النفوذ الروسي، والذي قال بوتين إنه من الممكن أن يمثل حلفاً عسكرياً بين الدول الأعضاء، التي تضم بالإضافة إلى روسيا، كلا من إيران وكازخستان وإذربيجان وتركمانستان.

التصدع الذي يشهده «الناتو» ليس فريداً بل يرمز لمرحلة مضطربة مع خروج العالم من مرحلة «ما بعد الحرب الباردة» إلى مرحلة أكثر تعقيداً. الاضطرابات في «الناتو» تأتي في وقت تظهر تحالفات جديدة، مثل دول بحر قزوين، لتعكس الوقائع الجديدة للعقد الثاني من القرن الواحد والعشرين. تتزايد الدول والمؤسسات التي تحتل موقعاً مؤثراً في العالم، بأهداف ومصالح متفاوتة، بينما تتراجع أخرى. في وقت تتصاعد المنافسة على المصادر الطبيعية ومواقع النفوذ، تتصدع الآليات القديمة.

على سبيل المثال، الدول الأوروبية التي لطالما شكلت قلب حلف «الناتو» وتمثل ثقله الجغرافي، بدأت تنظر إلى إمكانية إنشاء قوة دفاعية مشتركة لأعضاء الاتحاد الأوروبي. وفي حال قام مثل هذا التنظيم العسكري، سيغطي على دور الناتو في القارة الأوروبية.

يأتي هذا التطور على أثر القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي وبحث المنظمة عن آليات أخرى لتقوية أواصر التعاون بين الدول الـ27 المتبقية. كما أن الانغلاق الأميركي يدفع الدول الأوروبية، مثل غيرها من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، بالبحث عن ترتيبات مختلفة لضمان أمنها القومي والإقليمي.

لا شك أن المؤسسات الدولية التي شكلت النظام العالمي المتعارف عليه بعد الحرب العالمية الثانية تمر بتقلبات. ومع انتهاء الحرب الباردة وتراجع الولايات المتحدة كالقوة العظمى الرئيسة في العالم، لا بد من إعادة النظر في هذه المؤسسات التي تشكل عنصراً مهماً في النظام العالمي. إلا أنه من غير الواضح الآن ماذا سيحل محلها، مما يجعل دولاً أعضاء تتمسك بما لديها من تحالفات. ولهذا، في المرحلة الراهنة، يبدو أن الناتو قادر على استيعاب هذه المشاكل، لأنه يبقى الحلف العسكري الأكبر في العالم والذي استطاع أن يبقي على مبادئه حتى خلال فترات الخلاف، مثل ما حدث بين الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا في حرب 2003 في العراق. وعندما يحتفل الحلف بعامه الـ70 في أبريل (نيسان) المقبل، سيكون أمام قادة الدول الأعضاء خيارين – إما الاتفاق على مستقبل مشترك يتطلب التعاون الموثوق أو الاتفاق على مصالح عسكرية دفاعية محدودة لا ترقى إلى تحالف متين مبني على توسيع أواصر التعاون. لا يوجد هناك خيار حقيقي ثالث – إلا أن يعني ذلك انهيار الحلف.

 

أزمة تركيا تتفاعل: هل ينجو الإقتصاد من الأسوأ؟

طوني رزق/جريدة الجمهورية/الأربعاء 15 آب 2018

فشل نموذج الحكم الجديد في تركيا في إقناع الأسواق الدولية بمستقبل الاقتصاد التركي، وبالتوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمة مع الولايات المتحدة، ما تسبّب في تدهور الليرة التركية بشكل غير مسبوق. اعتمدت تركيا بعد الثمانينات اقتصاد السوق الحر المتكامل مع الاقتصادات العالمية. وسجل الاقتصاد التركي نموا قويا بفضل الإصلاحات التي تحققت والتقدم في محادثات الانضمام الى الاتحاد الأوروبي . فارتفعت حصة الفرد من الدخل ثلاث مرات في العام 2010، مما جعل تركيا واحدة من أهم وأكبر الاقتصادات الناشئة في العالم. خلال الأزمة المالية العالمية في 2008 التي نجح الاقتصاد التركي في تجاوزها، كان أداؤه مبهرا للغاية. وسجل واحدة من أعلى معدلات النمو في العالم بين 2009 و2013 بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رجب طيب أردوغان. لكن، وبعدما اتخذت تركيا نهجا تصادميا مع العديد من المؤسسات والدول الغربية خسرت حظوظ الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كونها تخلّت عن الإصلاحات الديمقراطية، مما شوّه صورتها في الخارج الى حد كبير. وفقدت تركيا فرصة كبيرة خلال العقد الماضي، عندما فضلت النمو الاقتصادي القصير المدى، من خلال المبالغة في التركيز على القطاع العقاري، وإنفاق مليارات الدولارات على مشاريع بناء ونقل كبيرة، وخصخصة عشرات المصانع وإغلاق مشروعات أخرى، مما لم يؤد سوى إلى تحسين الإنتاجية بشكل محدود فقط. وكانت نقطة التحول الأكبر عند استبدال نظام الحكم، لتصبح تركيا تحت حكم نظام رئاسي يقوده أردوغان، الذي فاز بولاية رئاسية جديدة عقب انتخابات 24 حزيران، في وقت وجد فيه الغرب تأسيسا لفكرة «نظام الرجل الواحد».

وهنا تكمن المشكلة، اذ اصبحت الآلة الحكومية شديدة المركزية، مما أثار الكثير من الشكوك حول عملها، وما إذا كانت ستنجح في حل المشاكل الاقتصادية والأمنية والسياسية الراهنة. حتى الان، يبدو أن النموذج الجديد فشل في إقناع الأسواق الدولية بشأن مستقبل الاقتصاد التركي، والوصول إلى حلول دبلوماسية عاجلة للأزمة القائمة مع الولايات المتحدة، وقد تسبّب هذا الفشل في تدهور الليرة التركية، وتراجعها بشكل غير مسبوق. ويرى خبراء الاقتصاد، أن عامل الثقة أساسي في تعزيز أداء العملة، مما كان سيجعل أي ضربة خارجية مثل الرسوم التي فرضها ترامب ذات تأثير محدود. والدليل على ذلك أن اليورو واليوان لم يشهدا سقوطا حرا عقب فرض الرسوم الجمركية الأميركية، ولكن الليرة التركية سقطت وتراجعت بشكل حاد بعد ساعات قليلة من خطاب أردوغان.

ومنذ مطلع هذا العام، فقدت الليرة 40% من قيمتها، بينما ارتفعت تكلفة التأمين على الديون التركية إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2009، في ظل تدافع شديد لبيع الليرة والسندات السيادية والمصرفية التركية، الأمر الذي جعلها تتجاوز تكلفة ديون اليونان التي شهدت أسوأ أزمة مديونية بعد الأزمة المالية العالمية.

وبحسب بيانات البنك الدولي للتسويات، وصلت ديون تركيا للبنوك الأجنبية إلى 224 مليار دولار، وبلغ العجز خلال الربع الأول من هذا العام الى مستوى قياسي، حيث وصل إلى 96% على أساس سنوي، بحسب بيانات البنك المركزي التركي. ويرى المستثمرون أن الاقتصاد التركي، الذي يبلغ حجمه 900 مليار دولار، كان يتجه نحو الهاوية، حتى قبل قرار الرئيس الأميركي بمضاعفة الرسوم على صادرات تركية. فسياسة «النمو بأي ثمن» التي كانت تتبعها تركيا، جعلت شركات البلد مثقلة بديون بلغت مئات المليارات من الدولارات، وزادت معدل التضخم إلى 15%، وسجلت عجزًا في الحساب الجاري تمت تغطيته برفع قيمة الاستدانة.

اسواق العملات  

تعافى اليورو امس من خسائر تكبّدها في وقت سابق ترتبط بانهيار الليرة التركية، لكن انكشاف بنوك أوروبية على تركيا سيظل يسبّب اضطرابا للعملة الموحدة. وعوّضت الليرة التركية بعض خسائرها، ليجري تداولها عند 6.60 ليرة للدولار مرتفعة نحو خمسة بالمئة، بعد أن تهاوت الى أدنى مستوى على الإطلاق عند 7.24 ليرة للدولار يوم الاثنين. وتلقت العملة الدعم من أنباء عن مؤتمر سيعقده وزير المالية التركي سعيا لطمأنة المستثمرين القلقين من سيطرة أردوغان على الاقتصاد. وجرى تداول اليورو دون تغيير يذكر عند 1.1406 دولار، بعد أن هبط الى أدنى مستوى في 13 شهرا عند 1.1365 دولار الاثنين. وخسر اليورو منذ بداية الشهر 2.4 بالمئة. وواصلت عملات الأسواق الناشئة الانخفاض مع تراجع الراند الجنوب أفريقي 1.6 بالمئة والروبل الروسي 1.5 بالمئة والبيزو المكسيكي واحدا بالمئة. وتحوّل المتعاملون نحو العملات التي تعد ملاذا آمنا مثل الين والفرنك السويسري، مما يبرز استمرار مخاوف السوق في شأن تركيا.

بورصة بيروت

جرى امس تداول 89407 سهما في البورصة المحلية قيمتها 0.77 مليون دولار مع غلبة الاتجاه الانخفاضي لأسعار الاسهم المتداولة وذلك من خلال 57 عملية بيع و شراء لسبعة انواع من الاسهم. وارتفع سهم واحد وتراجعت خمسة اسهم واستقر سهم اخر. وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.69% الى 10.090 دولار اميركي.

1) اسهم شركة سوليدير الفئة أ التي تراجعت 317% الى 6.72 دولار مع تبادل 40498 سهما.

2) شهادات بنك بلوم التي تراجعت 2.02% الى 9.70 دولار مع تبادل 20000 سهم.

3 ) شهادات بنك عودة التي استقرت على 5.20 دولار مع تبادل 11000 سهم.

5) اسهم بنك بلوم التي تراجعت 1% الى 9.85 دولار مع تبادل 10000 سهم.

6) اسهم شركة سوليدير الفئة أ التي تراجعت 2.62% الى 6.68 دولار مع تبادل 6809 سهما».

الاسهم العالمية

ارتفعت الأسهم الأوروبية امس بعد مبيعات كثيفة استمرت يومين، مع انحسار قلق المستثمرين قليلا من انتقال عدوى أزمة عملة في تركيا، بفضل تطمينات متكررة من البنك المركزي والحكومة. وارتفعت الليرة التركية بعد أن تعهد البنك المركزي يوم الاثنين بتوفير السيولة عقب تهاوي العملة الذي أحدث اضطرابا في الأسواق العالمية. كما تلقى المستثمرون بارتياح نبأ اعتزام وزير المالية التركي براءت ألبيرق عقد مؤتمر عبر الهاتف مع مستثمرين من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط يوم الخميس في أول مؤتمر له منذ توليه منصبه قبل شهرين تقريبا. وكان القطاع المالي هو المحرك الرئيسي للسوق مع ارتفاع مؤشر أسهم بنوك منطقة اليورو 0.8 بالمئة، مما ساعد في دفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي للصعود 0.4 بالمئة. وكانت البنوك هي الأكثر تضررا من المخاوف المرتبطة بتركيا، وهو ما دفع مؤشرها لأدنى مستوى في 21 شهرا. ارتفع المؤشر نيكي في بورصة طوكيو للأوراق المالية من أدنى مستوى في خمسة أسابيع، في الوقت الذي استفادت منه الشركات المصدّرة من توقف موجة ارتفاع الين الذي يعتبر ملاذا آمنا بعد تعاف جزئي لليرة التركية. وارتفع المؤشر نيكي القياسي 1.2 بالمئة ليغلق عند 22122.46 نقطة بعدما انخفض في اليوم السابق إلى 21851.32 نقطة وهو أدنى مستوياته منذ 11 تموز.

الذهب

ارتفعت أسعار الذهب من أدنى مستوياتها في 18 شهرا الذي بلغته في الجلسة السابقة، مع نزول المعدن دون مستوى نفسي مهم مما أثار إقبالا على الشراء، بينما بدّد الدولار مكاسبه بعدما صعد الى أعلى مستوى في 13 شهرا. وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1195.51 دولارا للأونصة. وفي الجلسة السابقة، بلغ المعدن أدنى مستوى له منذ 30 كانون الثاني 2017 عند 1191.35 دولارا للأونصة. وصعد الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.3 بالمئة إلى 1202.50 دولار للأونصة. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين في المعاملات الفورية 0.9 بالمئة إلى 804.80 دولار للأونصة، بعدما لامس أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع عند 791.50 دولارا.

النفط

تراجعت أسعار النفط امس الاثنين مع تصاعد التوترات التجارية والمخاوف الاقتصادية في الأسواق الناشئة مما قوّض آفاق نمو الطلب على الوقود، لكن العقوبات الأميركية على إيران ما زالت تشير إلى تقلّص المعروض. وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت في عقود شهر أقرب استحقاق 72.57 دولارا للبرميل، بانخفاض 24 سنتا أو 0.3 بالمئة عن الإغلاق السابق. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 67.43 دولارا للبرميل، متراجعا 20 سنتا أو 0.3 بالمئة عن التسوية السابقة. وقال تجار إن آفاق الطلب على النفط تضعف بسبب النزاعات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب المشكلة الاقتصادية في تركيا، والتي ربما تمتد إلى الأسواق الناشئة.

 

لماذا استهداف الكنائس؟

حمد الماجد/الشرق الأوسط/14 آب/18

ما الذي حمل شاباً عشرينياً داعشياً على المحاولة الانتحارية الفاشلة لتفجير كنيسة السيدة العذراء بمنطقة مسطرد، بشبرا الخيمة، ومحاولة قتل أكبر عدد من المسيحيين المحتفلين بمناسبة دينية، التي انتهت بانفجار الحزام الناسف في جسده ومقتله فوراً؟ لا أجد تفسيراً منطقياً للدواعش الذين يستهدفون الكنائس والحسينيات، إلا الرغبة في أن يقدح واحد من هذه التفجيرات شرارة طائفية خطيرة تسبب شرخاً مجتمعياً لحاجة في نفس «داعش» قضاها، ومن يستقرئ حال الحركات الإرهابية، كـ«القاعدة» في أفغانستان، وحركة الشباب في الصومال، و«داعش» في العراق وسوريا، والحوادث الإرهابية في الدول الغربية، يلاحظ أنها اهتزت وربت، وأنبتت نفوذاً وانتشاراً واستقطاباً للشباب، في أجواء الفوضى والاحتراب الداخلي، والعكس بالعكس، فالاستقرار يخنقها، والتفاهم يكتمها، والتناغم الوطني يقتلها. لم يبقَ من دولة «داعش» المزعومة الإرهابية الغريبة المريبة في تخوم العراق وروابي الشام إلا جيوب عصابات متهالكة متناحرة، وليس أجدى للتنظيم والحال هذه من إيقاظ عناصره النائمة في الدول المحورية، كمصر والسعودية ودول عربية أخرى؛ «داعش» يريد بأي ثمن أن يخلق الفوضى ليستنشق الحياة، وينشر الفوضى ليضمن له الاستمرار، وليس ثمة أسهل من ارتداء حزام ناسف، ثم التوجه لكنيسة أو حسينية لتفجيرها. وحين تنعدم الوسائل التقليدية في تنفيذ خطط الإرهاب، تبتكر العقول وسائل جديدة، كالشاحنات، لإحداث أكبر مجزرة. حوادث التفجير الإرهابية هذه يجب أن تُستثمر في شن حملة «مرشدة» من العلماء وطلبة العلم والمهتمين بالشأن الإسلامي لتنقيح «الخطاب الديني» مما علق به من تشوهات تسربلت بلبوس الدين، فالنظرة إلى أتباع الملل والنحل الأخرى ما برحت تغذيها أدبيات مشوهة، ولغة تبعث كراهية «الغير»، وربما الإساءة إليهم، فقط بسبب الانتماء الديني والمذهبي، وهو ما تضافرت النصوص الشرعية على بطلانه والتحذير منه، مثل الدعاء على عموم التابعين لملة مغايرة أو نحلة مخالفة (بتجفيف الأنهار، وتيتيم الأطفال، وترميل النساء، وانتشار الأوباء، وأن يحصيهم عدداً، ويقتلهم بدداً، ولا يغادر منهم أحداً)، مما يخالف «رحمة للعالمين»، التي ترتكز عليها رسالة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم. ولا أقصد أن مثل هذا الدعاء يؤدي إلى التحول مباشرة لإرهابي يفجر أماكن العبادة للديانات والمذاهب المختلفة، ويفتك بالمنتمين لها، ولكنه يهيئ بيئة خصبة تجعل المتأثر بها لا يرى في الإساءة لأتباع هذه الديانات جريمة كبرى تستحق التنديد بلغة صريحة لا تحتمل حروف الاستدراك، «لكن» وأخواتها، وقد حدث في بلد عربي أن وجه جندي في المطافئ سؤالاً صادماً مؤسفاً له دلالاته وأبعاده الخطيرة إلى عالم شرعي؛ يقول سؤاله: هل يجوز أن أتلكأ وأتباطأ في التحرك لإطفاء حريق اندلع في بيت ينتمي أهله لمذهب يخالف مذهبنا؟ وستتوالى حوادث الإرهاب من «داعش» وغيرها ما لم تتم المعالجة الصادقة المخلصة، من جذورها السياسية والدينية والفكرية والاجتماعية والأمنية، بعيداً عن تصفية الحسابات الفئوية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تسلم رسالة من نظيره البرازيلي أملت توسيع الشراكة: علاقاتنا تاريخية كالوت: مستعدون لدعم الجيش وزيارة تامر الى بيروت مبدئيا في ت2 المقبل

الثلاثاء 14 آب 2018 /وطنية - وصف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العلاقات بين لبنان والبرازيل بانها "تاريخية لان ما يجمع بين بلدينا هو الرابط الانساني الذي يبقى امتن واعمق من اي رابط آخر". وفيما اعرب الرئيس عون عن اعتزازه بالانجازات التي حققها المنتشرون اللبنانيون والمتحدرون من اصل لبناني في القارات كافة ولاسيما في دول اميركا اللاتينية والبرازيل خصوصا،أكد "استمرار العمل على تعزيز التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، "وما مؤتمرات الطاقة الاغترابية التي نظمتها وزارة الخارجية والمغتربين مؤخرا، الا الدليل على هذه الرغبة والتي اقترنت عمليا باقرار قانون استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني وهناك عدد لا يستهان به من البرازيليين - اللبنانيين قد استفادوا من هذا القانون ونأمل ان يستفيد المزيد ايضا".

الوزير البرازيلي

مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وزير الدولة

للشؤون الاستراتيجية في رئاسة جمهورية البرازيل السيد حسين كالوت والوفد المرافق، في حضور السفير البرازيلي في لبنان السيد جورج جيرالدو قادري، والذي نقل الى رئيس الجمهورية رسالة خطية من نظيره البرازيلي ميشال تامر تضمنت تحياته وتمنياته للرئيس عون بالتوفيق والنجاح في قيادة مسيرة لبنان.

العلاقات التاريخية

وعرض الرئيس تامر في رسالته للعلاقات التاريخية التي تربط بين لبنان والبرازيل "والتي آمل ان تزداد عمقا من خلال توسيع الشراكة التي تجمعنا". واضاف: "انا واثق انه من خلال خبرتكم وتجربتكم، سوف ينمي لبنان قدراته ويضمن تعزيز الديمقراطية والاستقرار والهناء لشعبه".

تحيات رئاسية

بدوره، رحب الرئيس عون بالموفد الرئاسي البرازيلي وحمله تحياته الى الرئيس تامر، شاكرا للبرازيل مساهمتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" التي طلب لبنان التمديد لها وفق الشروط والمهام نفسها المحددة في القرار 1701.

وأشار الرئيس عون الى سعادته بالترحيب بالرئيس تامر في لبنان تلبية للدعوة التي كان وجهها اليه، لافتا الى وجود سلسلة اتفاقات تعاون بين البلدين، ومنها اتفاقية للتعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والبرازيلي.

كذلك، لفت الرئيس عون ضيفه الى "ان لبنان وقع مذكرة التفاهم لاقامة منطقة حرة مع دول "المركوسور Mercosur" وينتظر موافقة الدول المعنية لانضمامه الى هذه المنطقة".

واوضح رئيس الجمهورية "ان خط الطيران المباشر بين بيروت ومدريد الذي افتتح مع بداية شهر حزيران الماضي كان له الاثر الايجابي على حركة المسافرين من دول اميركا اللاتينية واليها"، آملا ان يصار الى فتح خط مباشر بين البرازيل ولبنان".

وكان وزير الدولة كالوت شكر الرئيس عون على الاستقبال الذي خصه به لبنان وهو الذي يتحدر من اصل لبناني، لافتا الى اهمية العلاقات اللبنانية - البرازيلية ورغبة الرئيس البرازيلي ميشال تامر بتعزيزها في المجالات كافة، مشيرا الى الموعد المبدئي لزيارته الى بيروت خلال النصف الثاني من شهر تشرين الثاني المقبل.

دعم الجيش

واعرب عن استعداد بلاده لدعم الجيش اللبناني سواء من خلال زيادة دورات التدريب للضباط والعسكريين او من خلال تقديم المساعدات وتبادل الخبرات والمعلومات. واكد "استمرار البرازيل في المشاركة في القوة البحرية التابعة ل "اليونيفيل" مع الاستعداد لزيادة عديد القوة البرازيلية اذا ما دعت الحاجة".

 

الحريري قبيل ترؤسه اجتماع كتلة المستقبل: عدم تشكيل الحكومة حتى الآن فشل لبناني بحت

الثلاثاء 14 آب 2018 /وطنية - أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن "عدم تشكيل الحكومة حتى الآن هو فشل لبناني بحت"، نافيا أن "يكون للعامل الإقليمي أي تأثير على مسار التشكيل". وقال في دردشة مع الصحافيين قبيل ترؤسه اجتماع كتلة "المستقبل" النيابية الأسبوعي في "بيت الوسط": "نحن دولة لديها مشاكل اقتصادية، ومحاطة بأزمات إقليمية، ويجب علينا أن نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن، على أن تكون حكومة وفاق وطني جامعة، يشارك فيها الجميع بحسب اتفاقنا السياسي معهم. وإذا اعتقد أحد الأفرقاء أنه سيدخل إلى الحكومة بهدف التعطيل على فريق آخر، فيكون ذلك أكبر خطأ يرتكبه، وهذا يعيدنا إلى حكومات سابقة شكلت على أساس أنها حكومات وحدة وطنية ولكنها بالفعل لم تكن كذلك". أضاف: "الأساس في العمل الحكومي أن يكون قائما على التعاون بين كل الأحزاب لكي ننهض بالبلد، وإلا سنخلق مشكلا داخل مجلس الوزراء. لا شك أن بعض الأطراف ما يزالون متمسكين بشروطهم، لكننا اليوم نشهد تنازلات طفيفة من كل الأطراف، وربما لا زلنا بحاجة إلى القليل من الوقت للتوصل إلى صيغة نهائية. هناك بعض التقدم في موضوع الحقائب والأعداد، والأمر بحاجة إلى القليل من الوقت"، مؤكدا أنه سيزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عندما يكون لديه شيء ملموس". وعن مطالب القوات في الحكومة قال: "حزب القوات صريح في مطالبه، هو يريد إما منصب نائب رئيس الحكومة وإما حقيبة سيادية، وقد رفض الحزب عرض أربع وزارات أساسية. وموضوع الحقيبة السيادية يحتاج إلى بعض الوقت الإضافي، والجميع يعمل على حلحلة العقد، لكن المشكلة تبقى أن كل فريق وضع كل مطالبه في الإعلام ولا يقبل التراجع"، نافيا أن "يكون الوزير جبران باسيل قد طلب منه إعطاء القوات حقيبة سيادية من حصته". وردا على سؤال حول الجهة المعترضة على منح القوات حقيبة سيادية، قال الحريري: "لا أحب أن أضع الملامة على أي حزب أو تيار أو تكتل، لكن الجميع يعرف ما هي المشاكل والعقبات، والمطلوب أن نجد المخرج الذي يجعل من الجميع رابحا من تشكيل الحكومة. أما إذا أوحت تركيبة الحكومة بأن هناك خاسرا ورابحا، فإن ذلك سيشكل عقبة في عملها. أنا أريد أن أشكل حكومة يشعر فيه الجميع أنه حصل على الحصة التي يستحقها".وعن التصعيد الكلامي بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، قال: "وليد جنبلاط مكون سياسي أساسي في البلد، ولا يمكننا إنكار وجوده. هو ربح الانتخابات في مناطقه، وعلى جميع الأطراف أن يهدأوا، فبماذا يفيد هذا الكلام طالما أننا شركاء في الوطن. إذا كنا مختلفين في السياسة على مشاريع تنموية فهذا أمر مشروع، أما غير ذلك من كلام فبماذا يفيد؟ هو لا يقدم ولا يؤخر". وعن مطالبة البعض تضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري كشرط لتشكيل الحكومة قال: "عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة". وأما بشأن موضوع تأشيرات الحج، فأوضح الرئيس الحريري أنه "كان هناك مطلب لبناني بزيادة عدد التأشيرات المخصصة للبنانيين، وهذا قد تحقق"، مؤكدا أن "العلاقة مع المملكة العربية السعودية مميزة وممتازة، وهي حريصة على أن نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن".

 

كتلة المستقبل نبهت الى موجبات الالتزام بقرار النأي بالنفس عن الخلافات العربية: مطمئنون للمسار المعتمد من الحريري لتشكيل الحكومة

الثلاثاء 14 آب 2018 /وطنية - ترأس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط" اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية، جرى خلاله استعراض الأوضاع العامة والتطورات. وفي نهاية الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب محمد القرعاوي اشار فيه الى انه "بعد التداول في المستجدات والأمور المدرجة في جدول الأعمال، وضع الرئيس الحريري الكتلة في أجواء الاتصالات التي أجراها الأسبوع الماضي مع الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، والمشاورات المستمرة مع سائر الاطراف السياسية المعنية بتسهيل تأليف الحكومة".

وعبرت الكتلة عن "اطمئنانها للمسار الذي يعتمده الرئيس الحريري، توصلا الى صيغة حكومية تحقق قواعد المشاركة المطلوبة للمرحلة الراهنة، وهي تراهن على ترجمة المناخات الايجابية التي لمسها خلال لقاءاته الأخيرة، بخطوات عملية تحقق الخرق المطلوب، وتجنب العودة الى المراوحة في تصعيد المواقف وتبادل الاطراف تحميل تبعات التأجيل والتعقيد على بعضها الآخر". وتوقفت الكتلة "عند تصاعد حملات التذمر من انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المناطق، وعند التجاذب القائم حول تجارة المولدات الكهربائية، ودورها في الحلول مكان الدولة لتأمين خدمة أساسية هي من أولويات عمل مؤسسة كهرباء لبنان دون غيرها من البدائل غير القانونية". وأكدت ان "تذمر المواطنين اللبنانيين من التقصير في معالجة هذه المعضلة المزمنة، يحمل الدولة ومؤسسة الكهرباء تحديدا، مسؤولية التصدي للخلل المتواصل، بمثل ما يحمل كافة القوى السياسية مسؤولية التضامن على الخروج من نفق التأليف الحكومي، والمباشرة في إطلاق ورشة عمل حقيقية، تتخطى سلوكيات المرحلة الماضية والخلاف المستدام حول جنس الملائكة، وفي الحلول المطلوبة لازمة الكهرباء". واشارت الى ان "الدوران في البحث عن حلول لازمات الخدمات المعروفة لن يجدي نفعا. وما يسري على الكهرباء في هذا الشأن يسري على أزمات المياه والصرف الصحي والنفايات وغيرها، وهي كلُها في خانة الأزمات التي تدمر البيئة في لبنان، على صورة ما نراه على مجرى الليطاني والاعتداء المتواصل على الآبار الارتوازية والمحميات الطبيعية. وان كتلة المستقبل النيابية، لا تجد مخرجا من حال الدوران المتواصل في الأزمات الاجتماعية والإنمائية، سوى خوض التحدي في إطلاق الإصلاح المنشود، ومكافحة مكامن الهدر والفساد من خلال ورشة تشريعية، تتكامل مع النتائج التي انتهت إليها مؤتمرات دعم لبنان، ومع المشروع الاستثماري الواعد الذي يحقق للبنان نقلة نوعية في مجال تطوير الخدمات وتحسينها، ويمنع سقوط بلدنا في ما تسقط فيه دول عدة.والخطوة الأولى في هذا المجال تكون بتسهيل تأليف الحكومة ومشاركة الرئيس المكلف سعيه لتحقيق هذا الهدف". ونبهت الكتلة الى "موجبات الالتزام بقرار النأي بالنفس عن الخلافات العربية، وعدم استجرار الأزمات الخارجية والمحيطة الى الداخل اللبناني، وما ينشأ عنها من سلبيات على علاقة لبنان بأشقائه العرب. وإن الحملات التي تستهدف بعض الدول الشقيقة لا تصب في مصلحة لبنان من قريب أو بعيد، بل هي تشكل عاملا إضافيا من عوامل تعريض مصالح لبنان واللبنانيين للضرر، وتساهم في زج مواقفنا وقضايانا الداخلية في محاور واصطفافات إقليمية نحن في غنى عنها، وان حماية التوافق الوطني على سياسة النأي بالنفس، هو السبيل المطلوب لحماية الاستقرار السياسي، والابتعاد عن سياسات التورط في صراعات الآخرين".

 

بري ترأس اجتماع التنمية والتحرير واستقبل لازاريني الخليل: الكتلة عرضت تطورات تشكيل الحكومة واكدت الوقوف الى جانب الجامعة اللبنانية

الثلاثاء 14 آب 2018 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، بعد ظهر اليوم، في عين التينة، الاجتماع الدوري الاسبوعي لكتلة "التنمية والتحرير" وجرت مناقشة للعديد من المواضيع بدءا من موضوع تشكيل الحكومة وانتهاء بالعديد من الامور الخدماتية والانمائية. حضر الاجتماع وزير المال علي حسن خليل والنواب السادة: ابراهيم عازار، انور الخليل، ميشال موسى، ايوب حميد، ياسين جابر، قاسم هاشم، علي بزي، علي خريس ومحمد خواجة. بعد الاجتماع تلا امين عام الكتلة النائب انور الخليل البيان الاتي: "ترأس دولة الرئيس نبيه بري الاجتماع الدوري الاسبوعي لكتلة التنمية والتحرير. تناولت في مستهل اجتماعها التطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة وطلب الرئيس المكلف المساعدة من الرئيس بري في تشكيلها والاتصالات بهذا الصدد". اضاف: "وجهت الكتلة في مستهل اجتماعها التحية للشعب اللبناني والجيش والمقاومة بذكرى الانتصار بحرب تموز، ودعت الى الانتهاء من التعويضات على الوحدات السكنية والمؤسسات التجارية. وتوقفت عند مطالب مزارعي الزيتون، واكدت وجوب الاسراع في دفع التعويضات، واوكلت متابعة هذا الامر الى معالي وزير المال وإلي شخصيا". وتابع: "ركزت الكتلة على الوقوف الى جانب الجامعة اللبنانية لمواجهة الهجمة الجارية للنيل من سمعتها ودورها التربوي والوطني. وطلب الرئيس بري من اعضاء الكتلة الانتهاء في خلال ايام من اعداد قانون القنب الهندي (الحشيشة). وبحثت الكتلة في قضايا تتعلق بالتعديلات على قانون الانتخابات، وقررت وضع الاقتراحات على جدول اعمال الجلسة القادمة لها. كما بحثت بوجه خاص مواضيع تتعلق بالبطالة وتوزيع الكهرباء، خصوصا في منطقة النبطية". وختم: "تقدم دولة الرئيس بري والكتلة من اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بالتهاني بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك. كما تقدم واعضاء الكتلة بالتهاني ايضا من اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء".

لازاريني

وكان الرئيس بري استقبل المنسق المقيم لانشطة الامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني وعرض معه الاوضاع في لبنان وعددا من المشاريع المتعلقة بنشاط المنظمة الدولية.

شقير وشديد

واستقبل ايضا المدير العام للقصر الجمهوري انطوان شقير ومدير عام فرع المراسم والعلاقات العامة في القصر نبيل شديد.

 

السفارة السورية: لا صلة للمفتي حسون بتغريدات منسوبة اليه تسيء الى العلاقات مع لبنان

الثلاثاء 14 آب 2018 /وطنية - صدر عن السفارة السورية في بيروت البيان الآتي: "نشر حساب يسمى "احمد بدر الدين حسون" على موقع التواصل الاجتماعي TWITTER تغريدات منسوبة الى سماحة الشيخ الدكتور احمد بدر الدين حسون، مفتي الجمهورية العربية السورية، تسيء الى طبيعة العلاقات الاخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان. إن سفارة الجمهورية العربية السورية في بيروت، وبعد اتصالها بسماحة المفتي حسون، تنفي اي صلة لسماحته بالحساب المذكور، وان ما نسب اليه عار من الصحة جملة وتفصيلا، وتستغل السفارة هذه المناسبة لتعرب عن نهجها الدائم بعمل كل ما من شأنه تعزيز أواصر الاخوة التي تجمع بلدينا الشقيقين، آملين من جميع الحريصين على الامن والاستقرار في بلدينا الابتعاد عن كل ما يسهم في التشويش وزرع بذور الفتنة والشقاق".

 

التيار المستقل: الفشل في تشكيل الحكومة سببه أطماع المعنيين كما ونوعا

الثلاثاء 14 آب 2018 /وطنية - عقد المكتب السياسي ل"التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة اللواء عصام أبو جمرة. وأوضح المجتمعون في بيان أنهم ناقشوا أزمة الكهرباء "التي ما زال اللبنانيون يرزحون تحت غيابها، ومحاولة هذه السلطة تغطية عجزها منذ سنين باستئجار البواخر التركية بأسعار باهظة غير معقولة، بدل بناء المعامل الكبرى اللازمة بالتعاون مع المتمولين اللبنانيين لتلبية الحاجة لكل لبنان 24/24 ولامد طويل، كما فعلت دولة مصر". ورأى أن "هذه السلطة تحاول الآن استكمال الاستعاضة عن المولدات الكبرى بقوننة استعمال المولدات الخاصة الصغيرة بفرض تركيب مليون عداد للمشتركين بأسعار باهظة ايضا، والذي يعتبر تشريعا لها ولمخالفاتها المتمثلة بدخانها واصواتها، وبالتعديات على كهرباء الدولة عبر استخدام الشبكات العامة لخطوطها والتعديات على ممتلكات المواطنين الخاصة وتكريس عدم جواز ازالتها قضائيا، اضافة الى أثمان هذه العدادات مع ما يشاع عن صفقاتها المشينة. وهكذا يكون قد انتهى دور الدولة اللبنانية بانتاج الكهرباء، بخصصة انتاج القسم الاكبر بالبواخر التركية وخصخصة الباقي بتشريع انتاج المولدات الصغرى. والعقبى لانتهاء دور الدولة بخصخصة انتاج النفايات وتصريفها". أما على صعيد تأليف الحكومة، فدان المجتمعون "الفشل في تشكيلها منذ ما يقارب الشهرين ونصف الشهر، بسبب اطماع المعنيين كما ونوعا بحقائب يعتبرونها دسمة، اضافة الى محاولة التدخل في التأليف من خارج الحدود بعدما تحرر لبنان منذ العام 2005". وتساءلوا: "لماذا حتى الان لم يتم ترشيح أي من اصحاب الاختصاص الكفوئين من الشخصيات المعروفة امثال فؤاد بطرس وحبيب ابو شهلا لمنصب وزاري، بدل من ساءت سيرتهم وتم التطاول عليهم في الحكومات السابقة لسوء تصرفهم وعدم تقديمهم ما فيه الخير لمصلحة لبنان وشعبه؟" وأضافوا: "أين أضحى التنقيب عن النفط في مياهنا؟ وماذا قدمت حتى اليوم لجنة التنقيب عنه من مشاريع وخطط واجراءات على الارض لمباشرة استخراجه توصلا الى بدء سد عجز الخزينة، فيما رواتب أعضائها الخيالية وآلاف غيرهم من الموظفين تسبب الهدر بعجز فاضح للدولة؟" وتمنى المجتمعون "ان تعود الجمهورية الاسلامية الى حدودها بالتوافق مع الحاضنة الدولية وبقية القوى الاقليمية كي لا تتطور الامور الى الاسوأ وتتحول خسائرها المالية الى خسائر بشرية وبنى تحتية مرهقة".

 

نص خطاب السيد نصرالله

نصرالله خلال الاحتفال بالذكرى السنوية 12 لانتصار تموز 2006:حزب الله اقوى من الجيش الاسرائيلي ولن يفيد الرهان على التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة

الأربعاء 15 آب 2018 ا

وطنية - القى الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمة في مهرجان الانتصار الذي أقامه حزب الله لمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة للانتصار التاريخي في 14 آب 2006 في ساحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية وقال فيها:"أيها الأخوة والأخوات، مبارك لكم هذا اليوم، يوم انتصاركم التاريخي والإلهي، الذي من الله سبحانه وتعالى به عليكم وعلى لبنان وعلى شعوب منطقتنا وعلى أمتنا ليسجل نصرا قويا غير الكثير من المعادلات.

في البداية الشكر لله تعالى، الذي آوانا ونصرنا وأيدنا ومن علينا بنعمه التي لا تعد ولا تحصى. والشكر والتحية إلى كل الذين صنعوا هذا الانتصار وشاركوا في صنعه وايجاده من رجال المقاومة والجيش والقوى الأمنية وفصائل المقاومة المختلفة، من الشهداء والجرحى والأسرى وعائلاتهم، من المهجرين والصامدين والصابرين والمضحين، إلى الرؤساء الحاليين والسابقين، إلى القيادات الدينية والسياسية والعسكرية والأمنية والأحزاب والقوى والتيارات والهيئات والجمعيات ووسائل الإعلام وكل الناس الطيبين في لبنان وعلى امتداد العالم العربي والإسلامي وفي كل مكان من العالم. ويبقى الشكر الخاص إلى الذين وقفوا معنا بقوة خلال تلك الحرب، إلى الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية العربية السورية في وقفتهما التاريخية إلى جانبنا.

أيها الإخوة والأخوات - الآن الشكر قرأناه بسرعة والعناوين شاملة إن شاء الله حتى لا ندخل في التفاصيل - نحتفل اليوم بهذه الذكرى العزيزة - 12 سنة مضت على هذا الإنتصار- ونصر على الإحتفال بهذه المناسبة، كما سنحتفل بعد أيام إن شاء الله في مدينة الهرمل في الذكرى السنوية الأولى لعيد التحرير الثاني على الإرهاب وعلى الجماعات التكفيرية ونحن كما انتصرنا في حرب تموز أود أن أقول لكم ما كان يجري منذ سبع سنوات إلى اليوم هي حرب تموز كبرى على مستوى المنطقة تريد أن تحقق نفس الأهداف ونفس المشروع ونفس الآمال التي سعت إليها حرب تموز 2006، وكما خرجنا من حرب تموز 2006 منتصرين سنخرج قريبا إن شاء الله من هذه الحرب الكبرى على منطقتنا وعلى محور المقاومة في منطقتنا منتصرين لنحتفل بهذا الانتصار الإلهي التاريخي العظيم القادم قريبا جدا.

عندما نصر على هذا الإحتفال لتأكيد الإنجاز، لتكريم من صنعوا الإنجاز من المجاهدين والشهداء والمضحين وقادتهم والشعب الوفي والأبي والمخلص، لترسيخ هذا الإنتصار في الوجدان وفي الثقافة وفي الوعي، لفتح الآفاق، لإعطاء الأمل المتجدد في مواجهة موجات التيئيس والتوهيم وتثبيط العزائم والدعوات إلى الاستسلام، ولأخذ العبر والدروس وتعزيز عناصر القوة.

باعتبار أنه سأتلكم اليوم وبعد عدة أيام سأتكلم، فأنا سأتكلم عن حرب تموز والوضع الإقليمي بعنوان واحد مع بعضهم - هناك جزء إن شاء الله أكمله بالهرمل - وبالوضع الداخلي سأحكي كلمتين وأكمله بالهرمل.

إذا عدنا إلى 2006 الكل يتذكر أن أهداف الحرب هي تحقيق المشروع الأميركي في ذلك الوقت الذي كان يقوده جورج بوش وإدارة جورج بوش بعد احتلالهم لأفغانستان والعراق ووصولهم إلى الحدود مع سوريا والحدود مع الجمهورية الإسلامية وكان هناك مشروع كبير في المنطقة ووضعت له أهداف. حرب تموز كانت أساس في هذا المشروع، وعندما فشلت فشل معها ذاك المشروع، طبعا بعد ذلك هم عادوا وجلسوا ودرسوا وحسبوا جيدا وذهبوا إلى خطة جديدة، دعونا نقول أنه كان هناك خطة للمشروع الأميركي، مشروع الهيمنة الأميركية الذي يكرس إسرائيل عنصرا أساسيا وقائدا ومحورا في الشرق الأوسط الجديد، تلك الخطة سقطت عندما انتصرنا في حرب تموز وانتصرت المقاومة في غزة وصمدت سوريا وصمدت إيران فجاءوا إلى خطة جديدة وهو ما كنا نواجهه وما زلنا نواجهه خلال السنوات القليلة الماضية.

بالعودة إلى الخطة في 2006، وهنا نحن لا نتكلم تحليل صحافي، نتكلم عن أمور حصلت معنا وطلبت منا، كان الهدف في تلك الحرب - للتذكير - القضاء على المقاومة، سحق المقاومة، إما عسكريا أو من خلال فرض الاستسلام عليها وهذا ما طلب منا في الأيام الأولى لبدء الحرب، سلموا سلاحكم، كل سلاحكم لتقف الحرب، لكن لم تكن القضية فقط سلموا سلاحكم، اقبلوا بقوات متعددة الجنسيات، ليس قوات طوارئ دولية ولا قوات تابعة للأمم المتحدة، قوات تابعة للإدارة الأميركية مباشرة كتلك التي احتلت العراق عام 2003، اقبلوا بقوات متعددة الجنسيات على الحدود اللبنانية مع فلسطين، وقوات متعددة الجنسيات على الحدود اللبنانية مع سوريا، وقوات متعددة الجنسيات في مطار بيروت وفي ميناء بيروت، يعني اقبلوا باحتلال جديد اسمه القوات المتعددة الجنسيات وسلموا الأسيرين بلا قيد ولا شرط. لو سقط لبنان كان المشروع يفترض أن يكملوا في نفس العام على سوريا، يعني في عام 2006، وعلى المقاومة الفلسطينية في غزة، لكن صمود لبنان أجل الحرب على غزة سنتين، وأجل عزل إيران ومحاصرتها لضربها وإنهاء هذا المحور وإلى الأبد، هذا 2006. الصمود في لبنان أسقط هذه الأهداف وأسقط هذه الخطة وأجل تحقيق طموحات أميركا وإسرائيل في منطقتنا لسنوات، لندخل في معركة جديدة، وأوجد تحولات مهمة جدا، ليس فقط أفشل الأهداف، بل أوجد تحولات مهمة جدا، عززت من قوة المقاومة في لبنان وفي غزة وفي فلسطين وفي سوريا وفي إيران وفي العراق وفي المنطقة.

حسنا، حصل هذا الانتصار لم يمن أحد علينا بهذا الانتصار، لم يكن صنيعة لا مجلس الأمن الدولي ولا الأمم المتحدة ولا منظمة المؤتمر الإسلامي ولا جامعة الدول العربية ولا الأنظمة العربية، وإنما كان فضلا من الله سبحانه وتعالى وتضحيات شعبنا وصبره وصموده وبقاءه في أرضه وعودته إلى أرضه ودماء شهدائه وشجاعة مجاهديه ومقاتليه وثبات الموقف السياسي.

ذهبنا إلى المرحلة الجديدة، لن أبقى بال2006 لننتقل للوضع الحالي.

اليوم على مدى سبع سنوات عجاف أدخلوا المنطقة في حرب، في حروب لكن كلها لتحقق نفس الأهداف السابقة ومحورها إسرائيل وهدفها إسرائيل وتقوية إسرائيل، تثبيت إسرائيل، تكريس إسرائيل قائدا لهذه المنطقة.

لذلك اسمحوا لي أن أتحدث عن الوضع الإقليمي من بوابة إسرائيل اليوم هم أين ونحن أين ولا بأس لو استغرق هذا الموضوع بعض الوقت، إننا نخوض معركة على الوعي ونخوض معركة على الإرادة ونخوض معركة على الأمل.اليوم عنوان المعركة الحقيقي في السنوات الأخيرة وهذه السنة والسنوات الآتية هي على هذه العناوين.

لكن عندما ندخل إلى لبنان من بوابة الصراع مع إسرائيل، إلى سورية، إلى فلسطين، إلى غزة، إلى المنطقة، من هذه البوابة لأنه كان من أجل إسرائيل وفي خدمتها.

لن أتحدث عن قبل سبع سنوات، سأتحدث عن الآن بعد سبع سنوات أيضا سبع سنوات من الصمود والمقاومة والثبات والتضحيات والدماء.

مشروعهم أين؟ أين هم وأين نحن؟ ومحور المقاومة في أي موقع وفي أي حال.

نبدأ أولا:

إسرائيل مع لبنان، إسرائيل مع لبنان من 2006 إلى اليوم 2018، واضح أن إسرائيل مردوعة. هذه إسرائيل التي طوال عمرها تأتي إلى لبنان لأتفه الأسباب، يخرج الطيران يقصف بالجنوب، بالبقاع، بالشمال، بالجبل، حتى في قلب العاصمة. كلكم تتذكرون قبل ال82 وبعد ال82، هذا الآن لا يحصل، ليس كرم أخلاق من الإسرائيلي، هذه معادلات المقاومة.

إسرائيل اليوم من ال2006 إلى اليوم تعيد بناء حالها على ضوء الهزيمة وتداعيات الهزيمة، أعادوا النظر بالعقائد القتالية، بالاستراتيجيات العسكرية كلما يأتي رئيس أركان جديد يكتب استراتيجية جديدة للجيش الإسرائيلي وإعادة هيكليات، وإعادة تشكيل قوى وإعادة النظر بالتجهيزات وبالأسلحة، ومناورات من ال2006 حتى الأمس. أمس بالشمال كانوا يجرون مناورات، لماذا؟ لماذا كل هذه المناورات وإعادة النظر؟ لأنهم يعتبرون أن في لبنان قوة حقيقية تشكل لهم قلقا، وبأدبياتهم تشكل لهم تهديدا كبيرا أو تهديدا مركزيا يعملون عليها.

متى كانت إسرائيل تتعاطى مع لبنان بهذه الطريقة؟ تختبئ خلف الجدار، خلف الجدران مع لبنان، تعمل وتعبر عن مخاوفها على الجبهة الداخلية.

الإسرائيلي اليوم بكل خططه، هذا ليس كلاما سريا بل موجود بوسائل الإعلام أيضا، يحسب من الآن حساب الكهرباء والغاز والنفط ومحطات الغاز وحساب المستعمرات وحساب العمق لأنه يعرف أن في مقابله عدو جدي، وعدو قوي، وعدو مقتدر، وسأختم بجملة منهم.

مراقبة قوة المقاومة، من ال2006 هم يراقبوننا، يجمعوا عنا معلومات، وعن سلاحنا، وعديدنا، ودوراتنا وخبراتنا. وعندما ذهبنا إلى سورية كانوا يواكبوننا بسورية، وتراكم التجارب والخبرات لنا في سورية، وبموضوع لبنان هم لديهم حسابات، حسابات جدية وكبيرة جدا.

إلى أن وصل الأمر، طول عمره ما في إجراءات دفاعية في شمال فلسطين، إذا مطلوب اجراءات دفاعية، ففي جنوب لبنان لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني خطط دفاعية في شمال فلسطين لمواجهة مشروع تحرير الجليل، ومناورات على هذه الخطط في كل سنة، وإجراءات ميدانية، وتثبت من الإجراءات الميدانية.

إلى ان وصل الأمر أنه قبل أيام وعلى ضوء المناورات في الشمال يقول ضابط كبير وهذه الصحف الإسرائيلية مش من عندي يقول ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي ما يلي: أن حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي لأنه يملك كذا وكذا وكذا.

طبعا أنا لا اوافقه على هذا التقييم نحن لا نعتبر حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي ولكن هذا يعبر عن نظرة الإسرائيلي لهذه المقاومة التي أراد سحقها في حرب تموز 2006.

هي اليوم في 2018 كما كنت أقول لكم دائما في كل سنة كنت أردد هذا الكلام والآن اسمحوا لي ان أردد هذا الكلام، والإسرائيلي، والمهم أن العدو يعرف مصداقية هذا الكلام بقوة، نعم المقاومة اليوم في لبنان فيما تمتلك من سلاح ومن عتاد ومن إمكانات ومن عديد ومن كادر ومن قدرة ومن خبرات ومن تجارب وأيضا من إيمان، ومن عزم، ومن شجاعة، ومن إرادة هي أقوى من أي زمان مضى منذ انطلاقتها في هذه المنطقة.

الإسرائيلي، نعم يستطيع أن يهدد كل يوم، تذكرون بعد انتهاء حرب تموز بأسابيع قليلة كان يهدد لبنان بالحرب الانتقامية القادمة سريعا، وإبدءوا بالعد معي، أين الحرب التي هدد بها الإسرائيلي وقال هو أعاد ترميم نفسه وسيخرج إلى الحرب مجددا على لبنان كان يهدد عام 2007، انتهت ال2007، 2008، 2009، 2010، 2011، 2012، اكمل لل2018، 12 سنة وهو يهدد بالخروج إلى الحرب ولكن في نفس الوقت الذي يهدد فيه بالخروج إلى الحرب يتحدث عن إزدياد قوة المقاومة وتعاظم قدراتها، إلى أن يقول أحد ضباطه هي أقوى جيش في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي.

أنا أريد أن أقول له نعم نحن لسنا أقوى جيش في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي، هذا دعوه جانبا لأنه ليس دقيقا ولا نريد فتح مشكل مع أحد من جيوش المنطقة. لكن اسمحوا لي أن أقول لهذا الضابط الإسرائيلي الكبير: حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي، والمقاومة في لبنان أقوى من الجيش الإسرائيلي، لأن المسألة لم تكن في يوم من الأيام لا بال2000 ولا عام 2006 مسألة عدد وعدة وعديد وإمكانات وسلاح وصواريخ.

نحن اليوم أقوى إيمانا بحقنا من إيمانكم بقضيتكم الباطلة، نحن اليوم أشد إيمانا وتوكلا وثقة بوعده بالنصر للمجاهدين الصابرين الصادقيين.

وهذا الصدق وهذا الإيمان وهذا الصبر، هو اليوم موجود أكثر من أي وقت مضى بسبب تراكم التجارب.

عندما يقول أمير المؤمنين عليه السلام في كلمة "الحرب سجال، فيوم لنا من عدونا ويوم لعدونا منا، حتى إذا رأى الله صدقنا أنزل علينا النصر وبعدونا الكبت".

لم يقول حتى إذا رأى الله سلاحنا أو صواريخنا أو عتادنا أو عديدنا، حتى إذا رأى الله صدقنا، هذا الصدق وهذا الإخلاص وهذا الإيمان الذي قاتل به شعب المقاومة ورجال المقاومة وعوائل المقاومة في 2006 هو اليوم آكاد وأقوى وأشد، ولذلك لا، أنت حساباتك خطأ، نحن لسنا أقوى من بقية الجيوش ولكننا أقوى منكم.

ثانيا، هذه إسرائيل ولبنان، إسرائيل وسورية أرادوا إسقاط سورية لو سقطت المقاومة في لبنان 2006، لأنه لو سقطت المقاومة في لبنان 2006 سيأتوا بقوات متعددة الجنسيات إلى لبنان. الإسرائيلي إذا دخل لا يمكنه البقاء يأتوا بالأمريكان والفرنسيين والإنجليز والإيطاليين، وكذا يقومون في لبنان، يقفلون الحدود ما بين لبنان وسورية، يحاصرون سورية من أجل إسقاطها؟ لم يحدث. جاءت هذه السنوات السبع لإسقاط سورية، بطريقة أخرى هي هذه الحرب الكونية التي شنت على سورية، لكن سأتحدث من زاوية إسرائيل في سورية، إسرائيل شريك كامل في المشروع، مشروع الحرب على سورية من ال2011 جزء من القرار، جزء من الخطة الأمريكية السعودية الغربية على الأرض التي أمنت كل الدعم اللازم للجماعات المسلحة في جنوب سورية، كل الدعم اللوجستي والصحي والسلاح، ومواد غذائية ومعلومات وصولا إلى التدخل العسكري المحسوب لنصرة هذه الجماعات، وكلنا نذكر خلال سبع سنوات تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين كانوا يقولون أن الرئيس الأسد سيسقط بعد ثلاثة أشهر، وخمسة أشهر وأن مصلحة إسرائيل هي ذهاب هذا النظام.

الآن هناك من يتفلسف بالخليج وهنا، أن إسرائيل لم تكن تقول هذا. لا، عودوا للأرشيف، انظروا من سبع سنوات لم يبق مسؤول في الكيان الغاصب إلا وتحدث بلغة الرهان على إسقاط الرئيس الأسد وإسقاط النظام في سورية واستبداله بهؤلاء المعارضة السورية التي ذهبت إلى الكيان الغاصب وقدمت التزامات وتحدثت معه كصديق. وكان يأمل الإسرائيلي أن تصبح دمشق عاصمة صديقة أو حليفة ولا تبقى عاصمة عدوة، وهذا كله معروف.

بنت إسرائيل آمالا كبيرة خلال السبع سنوات الماضية من الحرب على سورية. بنت آمال سقوط النظام ومجيء نظام يسرع إلى التسوية معها. بنت آمال تدمير الجيش السوري بحيث لا تقوم له قائمة في المستقبل. بنت آمالا ان تسارع المعارضة السورية التي افترضوا أنها ستستلم السلطة، إلى التسوية معها. بنوا آمالا أن هؤلاء السوريين بين هلالين من سموا نفسهم معارضة سيتخلون عن الجولان في تسوية قادمة.

وبنت آمالا ان العالم سيعطيها الجولان ويعترف لها بالجولان نتيجة التطورات في سورية سواء طالت الحرب أو سقط النظام، لكن ماذا اليوم؟

نحن نتحدث اليوم عن آمالهم التي عملوا لها لسبع سنوات، لكنها ذهبت اليوم أدراج الرياح، لا العالم اليوم جاهز لإعطائهم الجولان، ربما ترامب وعدهم بالإعتراف، لكن هذا المجتمع الدولي والعالم اليوم يقف بالصف يريد ترتيب العلاقة مع القيادة السورية ومع الدولة السورية، من يقفون بالصف لمعلوماتكم من أجهزة المخابرات الأمنية في العالم أكثر ممن يقفون من الدبلوماسيين، لأن العالم اليوم كله خائف من عودة عشرات الألاف الذين جاءوا بهم إلى العراق وإلى سورية من دول العالم من عودتهم إلى دولهم. ماذا سيفعلون هناك؟

لذلك هم يحتاجون إلى سورية وإلى التعاون الأمني مع سورية.

هذا العالم لن يعطي، لن يعترف لإسرائيل بالجولان في خطوة منفردة، ولا يلحق بترامب في هذا الموضوع. كان لديهم آمال بسقوط الدولة، لم تسقط الدولة. كان لديهم آمال بانهيار الجيش السوري. أمس ليبرمان ما الذي كان يقوله؟ هو وليس انا من أقول له، هو يقول "يبدو ان الجيش السوري سيعود جيشا قويا وكبيرا أكثر من أي زمن مضى، وقد اكتسب خلال السبع سنوات تجاربا عظيمة جدا، والكل يعلم ان المعارك التي خضيت في سوريا تحتاج الى عقول كبيرة وايرادات كبيرة وامكانات هائلة.

اكثر من هذا، كان هناك الجيش السوري في سوريا والشعب السوري، وهذا لا يستخف به ابدا، لكن زاد عليهم اليوم ايران وحزب الله.

هذا فشل لاسرائيل، ومشكلة لاسرائيل، ولذلك نتنياهو كل يوم في سوريا هو سلم ببقاء النظام والقيادة والجيش في سوريا، ولكن معركته التي يخوضها الأن هي معركة (الشحادة) السياسية وهي ان لا تبقى ايران في سوريا ولا يبقى حزب الله في سوريا، وانا قرأت بعض الصحف والمحللين يقولون انني سأعلن في خطابي انسحاب حزب الله من سوريا وانا اريد ان اسألهم اين تعيشون؟ واذا كان هناك من يعطيكم معلومات فهو يسخر منكم.

اليوم اصبحت هذه هي المشكلة، كيف نخرج ايران وحزب الله من سوريا؟ واريد ان اذكر لكم الوقاحة، اسرائيل المهزومة في سوريا هي تريد ان تفرض الشروط وهي لديها مطالبات.

انت خسرت ، انت انهزمت ، انت فشلت ورهانك سقط وآمالك ذهبت ادراج الرياح وتأتي لتضع شروطا ؟

هذه الشروط على من؟ على القيادة السورية المنتصرة؟ على ايران؟ على حزب الله؟ على محور المقاومة؟ هذه هي اسرائيل في موضوع سوريا.

اسرائيل في فلسطين

اسرائيل هنا فشلت وهنا قلقت وهنا تشحد وهنا خائفة.

مثلا بالعودة الى لبنان، خلف الكواليس أريد ان تعلمو ان هناك الكثير من الضغوط الدولية على لبنان من اجل تسوية موضوع الحدود البرية والبحرية ولكن لمصلحة من؟ لمصلحة لبنان؟ ابدا.

هم يريدون تسوية موضوع الحدود البرية والبحرية لمصلحة اسرائيل، وعندما نتكلم عن الحدود البحرية يعني النفط والغاز ايضا. لكن هذا الزمن انتهى. أن تأتي اسرائيل وتفرض شروطها على لبنان او على سوريا، حتى لو كانت اميركا وغيرها يقف خلفها.

هذا ليس كلاما انفعاليا وليس كلاما عاطفيا بل هذا كلام ثبتته الوقائع خلال عشرات السنين من المواجهات والصمود والتضحيات والدماء.

لنذهب الى غزة

رغم الحرب المدمرة ورغم الحصار الشديد، الامريكي والاسرائيلي وحلفاؤهم كانوا يتوقعون ان تخرج غزة وتستلم مقابل الدواء والغذاء والماء والكهرباء، وتسلم لهم بكل شيء، صفقة القرن وغير صفقة القرن وتقبل بأي تسوية ولوعلى حساب الحقوق الفلسطينية.

غزة لم تخضع ولم تستلم ولم توقع رغم خذلان العالم بل اعادت تثبيت معادلات المقاومة، القصف بالقصف والدم بالدم، والنار بالنار.

لذلك اليوم اسرائيل، الذين يقولون انها قوية لنقبل معها ما تريد هي ايضا مقابل غزة في مأزق.

في نقاشات حكومة العدو المصغرة، الوزراء يتشاجرون ويلقون الشتائم بحق بعضهم لانهم ضائعين بخياراتهم تجاه غزة ، غزة المحاصرة والمجوعة والمتروكة من العالم، اسرائيل هذه التي تقولون انها اقوى جيش في الشرق الاوسط هي الأن تقف حائرة.

منهم من يقول لنعمل تهدئة حتى لو نريد اعطاء امتيازات لاهل غزة، لاننا لا نستطيع الذهاب نحو الحرب، يرد عليه الأخر اذا قمنا بالذهاب الى تهدئة واعطيناهم امتيازات من الممكن ان يصبحوا مثل لبنان، والمقاومة تزداد قوة سنة بعد سنة. ومن ثم يأتي آخر ويقول يجب أن نشن حربا مدمرة على غزة، فيرد عليه الآخر قائلا هل حسبتم ردة الفعل وقمنا بحروب في السابق ولم نصل الى نتيجة، ضياع ومأزق. لماذا؟؟

لان غزة صامدة، وعلى قلب رجل واحد بمعزل عن الخلافات الموجودة، غزة تقدم التضحيات في كل يوم جمعة. هذا في مقابل غزة ،وهذا يؤكد محدودية القدرة الاسرائيلية بالرغم من امتلاكه جيش واقوى أسلحة جو في المنطقة. هذا لا يعني ان يفعل مايشاء ويفعل ما يريده ونحن خائفين ونحن صفر ونحن نمسح وخارج المعادلة. ابدا ليس هكذا.

مع مجيء ترامب الى السلطة في اميركا ومحمد بن سلمان الى السلطة في السعودية وعلى فرضية ان المنطقة ذاهبة الى الانهيار، ومحور المقاومة ذاهب الى الزوال، وضعوا مسودة صفقة القرن التي نعلمها جميعا وافضل ما يمكن ان تحلم به اسرائيل في يوم من الايام هو تتحق هذه الصفقة لانها تعطيها كل القدس بشكل نهائي وابدي ولا يوجد شيء فوق الارض او تحت الارض ولا شرقية ولا غربية، وتشطب اللاجئين وتطبع وجودها في المنطقة ويعطى للفلسطيني دولة ليست بدولة على مساحات صغيرة وضيقة.

البعض خلال عامين كان يريد ان يفرض على شعوب منطقتنا ان صفقة القرن هذه قدر لا مفر منه ولا يمكنكم الا القبول. من قال هذا؟

عندما كانوا يقومون بصفقات ومسودات حلول، كانوا يأتون الى شعوب المنطقة او حركات المقاومة ويقولون لهم هذا قدر لا مفر منه ولا مهرب، ولكن الحقيقة ليست كذلك.

اليوم على ضوء التطورات التي حصلت، حتى اليوم هناك رأي يقول ان صفقة القرن انتهت وفشلت ونحن ننتظر نعيها. انا لا أريد ان اقول ذلك بل الأمر يحتاج الى المزيد من التأمل والى المزيد من الدراسة والانتظار ولكن ما استطيع ان اقوله لكم ان صفقة القرن هذه، التي اتى بها ترامب بكل جبروته ويريد ان يسخر لها دولة مهمة في العالم العربي والاسلامي اسمها السعودية ودول أخرى، هذه الصفقة تواجه مشاكل حقيقية وهناك احتمال قوي جدا اذا كرسنا المعادلات التي تحدثنا عنها دائما ان تسقط هذه الصفقة اكثر من اي وقت مضى.

ما الدليل؟

اولا: رفض الشعب الفلسطيني بالاجماع لصفقة القرن، اذ لا يوجد اي فصيل فلسطيني ولا سلطة ولا حتى شعب ولا مقاومة او جهة في فلسطين تؤيد هذه الصفقة.

ثانيا: لا يوجد في فلسطين رجل او قائد او ممثل عن الشعب الفلسطيني يمكن ان يتحمل توقيع على صفقة تعطي القدس عاصمة ابدية للصهاينة. ابدا وهم اعلنوا هذا، والصفقة بدون توقيع فلسطيني لا تسير، ومن الممكن انهم كانوا يراهنون انهم يضغطون على الفلسطينيين بترهيب الفلسطينيين وتجويع الفلسطينيين او بترغيب الفلسطينيين ببعض الاموال والمشاريع يمكن ان يبادر احد ما الى التوقيع على صفقة من هذا النوع.

ثالثا: صمود محور المقاومة، وصمود ايران وانتصار العراق على الحركات الداعشية الوهابية الممولة امريكيا وسعوديا ،انتصار سوريا وصمود اليمن فضلا عن الوضع القائم في لبنان هذا له تأثيراته.

انت ذاهب لإبرام صفقة على اساس انه لا يوجد محور مقاومة او دول مقاومة هذا ما كانت تفترضه قبل بضع سنين لكن الواقع اليوم يقول غير ذلك.

رابعا: ازمات اميركا نفسها التي تريد أن تفرض اليوم صفقة القرن على شعوب وحكومات المنطقة، مشاكلها حتى مع حلفائها، الاوروبيين وتركيا فضلا عن روسيا والصين وايضا من اهم العوامل التي تدفع صفقة القرن الى الفشل هو تراجع المحور الاقليمي الذي تقوده السعودية في المنطقة، لماذا ؟ وانا اتكلم حقائق ومعلومات ميدانية وفي الاعلام، لماذا؟ لان هذا المحور الاقليمي بسوريا فشل وانتهى ولكن تبقى ادلب فاذا بقيت نتكلم عنها يوم الأحد في الهرمل.

وفشل هذا المحور في العراق، وفشل هذا المحور بدفع العالم لمحاصرة ايران وفرض العقوبات على ايران مع ترامب، وفشل هذا المحور بحربه على اليمن. اليوم، اسمحولي ان اقول من الضاحية في لبنان الى ضحيان في صعدة اليمن، ايها الأهل الاأعزاء والكرام والشرفاء خصوصا أهالي الأطفال الذين استشهدوا: اعلموا يقينا ان الذي قتلكم هو الذي قتل اطفالنا في الضاحية، في قانا. ان الذي سفك دماء نسائكم واطفالكم هو الذي سفك دمائنا في لبنان، السلاح ذاته والمحور ذاته والجهات ذاتها، والإرادة ذاتها، والقرار ذاته، والهدف ذاته، وكما انتصرت دماء اطفالنا ونسائنا في لبنان فستنصر دماء اطفالكم في اليمن لان خلف هذه الدماء هناك حق ولان خلف هذه الدماء يوجد رجال وخلفها قادة لن يتسامحوا مع هؤلاء المجرمين القتلة وعدمي الشعور والاخلاق والشرف.

عندما يذهب هذا المحور الى هذا المستوى من القتل الذريع في اليمن، فهذه رسالة واضحة أنه فشل عسكريا ولكنه يريد ان ينتقم من هذا الشعب الذي الحق به هذه الهزيمة.

ازمات داخلية وازمات خارجية عند السعودية، في مجلس التعاون والآن الأزمة المعلنة مع قطر، ويوجد أزمات خفية ايضا في مجلس التعاون، مع كندا مشكلة صغيرة، ونحن لا نعلم اذا العلاقات ساءت من أجل هذه المشكلة أم لأجل ترامب. الحكاية لا بد من التأمل بها.

الكنديون قالوا للسعودية عن حقوق الانسان والمعتقلين السياسيين قامت الدنيا وهذا تدخل بالشأن الداخلي واستدعوا السفير واوقفوا البعثات الطلابية، لماذا؟ لان هذا تدخل بالشؤون الداخلية في السعودية. والسعودية تتدخل وتقاتل وتدعم مقاتلين في سوريا وتتدخل في العراق وتتدخل في ايران وتعلن حربا شعواء في وضح النهار على الشعب اليمني، وتتدخل في الشأن اللبناني بالتفاصيل والكل يتذكر انها احتجزت في يوم من الأيام رئيس حكومة لبنان القانوني والدستوري. هي يحق لها التدخل ولكن اذا احد في العالم يريد ان يقول لها انتبه على حرية الانسان وهؤلاء معتقلين سياسيين، سينزل غضب السماوات

وحتى مع التركي هناك مشكلة كبيرة لأن التركي مقتنع ان السعودية والامارات كانتا متورطتين في عملية الانقلاب السابقة وحتى في العالم الاسلامي ولكي اكمل المشهد ولتعلموا اين ستصبح صفقة القرن. في ماليزيا كان هناك رئيس حكومة ماليزي هو من جماعة السعودية وهو آداة سعودية وقدمو له اموالا هائلة وعمل في خدمتهم لسنوات طويلة وهذا سقط في الانتخابات والأن هو خلف القضبان بتهمة الفساد المالي، وجاءت حكومة مختلفة في موقفها من السعودية، من الحرب على اليمن، من العقوبات على إيران، من العلاقة مع إيران، من الإدارة الأميركية، من القضية الفلسطينية، من موضوع القدس، هؤلاء الان في الحكومة الماليزية، لديهم موقف مختلف، وفي باكستان، الدولة التي أنفقت فيها السعودية أيضا مليارات الدولارات، رئيس الحكومة السابق الذي هو أداة سعودية أيضا خلف القطبان بتهمة الفساد المالي، وستشكل إذا لم يحصل إنقلاب عليهم، ستشكل حكومة وطنية منصفة، لها موقف مختلف أيضا في موضوع القدس وفلسطين وغزة واليمن وو,

إيران، وأميركا، حسنا، هذا هو المشهد، هذا محور يتراجع، فلا يأتي أحد ليكتب "ويأكل رأسنا" بعض الفضائيات التي تتعاطى في الكذب اليومي، اكذب، اكذب، اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس، هذا المشهد الأقليمي، هذا محور يتراجع، صورة السعودية اليوم في العالم العربي وفي العالم الإسلامي، الصورة التي أنفقت من أجلها مليارات الدولارات لتقدمها كمملكة الخير، اليوم هي في ذهن العالم هي مملكة ماذا؟! مملكة الذين بعثوا هذه الحركات الداعشية التكفيرية التي دمرت العالم العربي والإسلامي والتي إرتكبت أبشع المجازر في العالم العربي والإسلامي والتي تهدد أمن العالم، صورتهم بعد حرب اليمن، ماذا؟! حصار وكوليرا وتجويع، ويخرجون من حين لأخر ليقولوا لك بأنهم يساعدون في موضوع الكوليرا! فلتفتح طريق لكي تستطيع الناس أن تخرج لتعالج نفسها، على كل وصولا الى تأييدها لصفقة القرن.

الأن يقال بأنها تراجعت، ممتاز، لماذا تراجعت؟! لأنها أدركت أن هذه الصفقة هي خطوة إنتحارية، حسنا، بعد بالموضوع الإقليمي، كلمتين، إسرائيل وأزماتها الداخلية، فساد رئيس الوزراء، غياب القادة التاريخيين، الصراعات القائمة بين الاحزاب، حالة القلق، عدم الثقة بالمستقبل، كل هذا الجو الذي يحصل لتطمين هؤلاء للبقاء في هذه الأرض التي إغتصبوها وصولا الى موضوع قانون القومية، لا يوجد وقت لنعلق عليه ونتكلم فيه، ولكن هذا سيكون له إرتدادات كبيرة حتى على هذا الكيان. على ضوء هذه الحقائق نحن نبني اليوم موقفنا، الذي حصل في الـ2006 والذي حصل على 7 سنوات كان هدفه أن تأتي أميركا لتسيطر على هذه المنطقة، وتثبت موقع إسرائيل النهائي وتفرض التسوية، اليوم 2018 أنا أقول لكم هذا فشل أو على طريق الفشل النهائي إن شاء الله، حسنا، ما العبرة التي سنأخذها من هذا كله؟ الأن سوف أتي الى العبرة، يبقى لديهم شيء واحد، هم يعرفون أن الحروب لن تؤدي الى نتيجة، أمس سماحة الإمام القائد حفظه الله حتى وهو يتكلم عن موضوع أميركا قال لا يوجد حرب، الحروب أميركا تعرف وإسرائيل تعرف وهذا المحور أيضا يعرف أن هذه الحروب لن تؤدي إلى نتيجة، وأنهم سيهزمون في كل الحروب إذا فكروا أن يقدموا عليها لأنهم هزموا في الحروب القائمة وما زالوا يهزمون، التحالف الأميركي السعودي ومعه دول والذي يفشل في اليمن، في مقابل شعب اليمن الذي لديه إمكانات متواضعة ولكن رجال ونساء عظماء.

هذا التحالف يعرف أنه أيضا فشل في العراق، وفشل في سورية وفشل في لبنان ولن ينجح في أي مكان. من فوائد ما وصلنا اليه الأن، دعوا الحروب جانبا، ولا يهددنا أحد بالحروب، ولا يخوفنا أحد من الحروب، وعلى كل إذا كان من يريد أن يشن الحرب أهلا وسهلا به، نحن لا نخاف من الحرب ولا نقلق من الحرب، وجاهزون لها وسننتصر فيها إن شاء الله، هذا محسوم، لذلك خيارالحروب يبدو أنه خيار مؤجل، الى أين سيذهبوا؟ الى أمرين، الأولى توصل الى ثانية، الأولى هي العقوبات، إيران هي اليوم في محور المقاومة، هي قاعدة القوى الأساسية، إيران وقفت مع الشعب العراقي في مواجهة داعش، وداعش كان في العراق مشروع أميركي سعودي وإيران وقفت مع سورية في مواجهة كل الجماعات التكفيرية، التي كانت تقاتل في ظل مشروع أميركي سعودي، وإيران وقفت مع لبنان في حرب تموز وقبله وبعده، وإيران وقفت مع فلسطين ومع غزة وما زالت تقف، وإيران موقفها واضح مما يجري في اليمن ومما يجري في المنطقة، إذا فلنذهب لنستهدف إيران، مع إيران لا يمكنهم أن يشنوا حربا، حسنا، فلنذهب الى العقوبات، العقوبات على أمل أن الناس تتوتر، وتنهار العملة وتصل الأمور الى وضع إجتماعي صعب، ووضع إقتصادي صعب، نفتعل الاضطربات داخل إيران، ندفع الشعب الإيراني لإسقاط النظام، ونقدم أنفسنا منقذين ومخلصين، وإذا ضغطنا على إيران وحاصرناها، كل المحور يضعف, الذي يستند إلى إيران ويعتمد على إيران وتدعمه إيران، ونضع إلى جانب إيران نضع حزب الله على لائحة العقوبات، ونضع مسؤولين سوريين وعراقيين على لائحة العقوبات وما شاكل، حتى نحاصرهم ماليا وإقتصاديا وإلخ.. عندها سيضعفون ويتراجعون وتهن عزائمهم، والأمر الأخر، أن ندفع بإتجاه الإضطرابات الداخلية، في إيران في العراق في سورية في لبنان وفي أماكن أخرى.

في لبنان أحب أن أقول بين هلالين لأنه سأعود إليه في الوضع الداخلي، ليس كل الذين يكتبون على مواقع التواصل الإجتماعي ويظهرون على وسائل الإعلام ويطالبون حزب الله بالموضوع الإقتصادي والإنمائي والمالي والخدماتي ليس كلهم نواياهم صحيحة وصادقة، هناك أناس لديها نوايا مختلفة هناك أناس تحاول أن تحملك مسؤولية هذا الوضع الذي أنت ليس مسؤولا عنه، أو إذا مسؤول عنه بنسبة معينة، فقط من أجل أن تفتعل الإضطرابات في بيئتنا وفي داخل مجتمعنا، إذا، الرهان الباقي عند ترامب وعند الإسرائيلي وكل من معهم هو رهان العقوبات، حسنا، بهذا الرهان لأن ما يحضر له في الإعلام كبير، الصورة التي تتقدم هي صورة غير واقعية، وفي 14 آب في ذكرى الانتصار، أنا واجبي أن أوضح هذا الموضوع لكم ولكل المستمعين والمشاهدين أينما كانوا، إيران هذه التي يفرض عليها ترامب العقوبات الإقتصادية ومن موقع العارف والمعلومات الدقيقة والمعطيات أقول لكم بأنهم يبنون أحلامهم وإستراتيجياتهم ومشاريعهم أن هذه الإيران سوف تتجه بإتجاه الإضطرابات وسقوط النظام، هذا وهم، هذا خيال، هذا ليس له أي مكان في الحقيقة. أريد أن أذكركم سنة 1979 عندما أنتصرت الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني قدس سره، قال العالم الغربي والمستكبر هذا النظام سيسقط بعد 6 أشهر، صمد 6 أشهر، رغم العقوبات والحصار العالمي، ثم قالوا، سيسقط بعد سنة وصمد، ثم قالوا سيسقط بعد سنتين وصمد، ثم فرضوا عليه حرب الـ8 سنوات، وكل العالم كان مع صدام حسين، إلا بعض الدول، سورية ودول أخرى قليلة، كل العالم، حتى الذين نحن وهم حلفاء في سورية، يعني حتى الإتحاد السوفياتي كان مع صدام حسين، حتى الصين كانت مع صدام حسين، يعني العالم كله كان مع صدام حسين، وقاتلت إيران 8 سنوات بصدرها العاري ويدها العزلاء، لكن بإيمان وإرادة شعبها، إيران تواجه العقوبات منذ إنتصار الثورة الإسلامية في 1979، نعم هو يشدد العقوبات، لكن العقوبات قائمة منذ 1979 وإيران بقيت، وستحتفل بـ 40 سنة بمضي 40 سنة على إنتصار ثورتها الإسلامية رغم كل مؤامرات العالم والمحيط الذي يحيط بإيران، أقول لكم أيها الأخوة والأخوات يا من تعتقدون وتؤمنون بالموضع الحقيقي بالجمهورية الإسلامية في إيران في معادلات المنطقة وفي مصير المنطقة وفي مستقبل المنطقة، الجمهورية الإسلامية في إيران اليوم في منطقتنا هي أقوى من أي زمن مضى بل هي القوة الأولى، ولن يستطيعوا أن يمسوا قوتها وحضورها بسوء. نظام الجمهورية الإسلامية في إيران هو نظام قوي ومستحكم وثابت وراسخ ويحميه شعبه، هؤلاء الذين يرتبون هذه الأمال ويشاهدون هذه المنامات هؤلاء لا يعرفون الشعب الإيراني ولن يعرفوه خلال أربعين سنة ولا خلال مئة سنة، ولا يعرفون سماحة السيد القائد، ولا يعرفون المسؤولين في الجمهورية الإسلامية في إيران، ما زالوا جهلة، وما زالوا أغبياء وما زالوا حمقى، وكل خطواتهم في السابق ما كانت تؤدي في ضعف إيران، بل كانت إيران تزداد قوة، كل الحماقات التي إرتكبتها الإدارات الأميركية، ومعها أدواتها الإقليمية إتجاه إيران أو في المنطقة أدت إلى أن تزداد إيران قوة في إيران، وأدت إلى أن تزداد قوة في المنطقة، وهذا بحث يطول ولكن شواهده واضحة عندكم، بالنسة لنا أيضا، بالنسبة لكل محورنا في هذه المنطقة، العقوبات أنا لا أقول أنها لا تؤثر، بالتأكيد أنها تؤثر، ليس صحيحا أن نكابر، لكن العقوبات لن تمس إرادتنا ولا عزمتنا ولا تصميمنا ولن تمس قوتنا أيضا، إفرضوا العقوبات التي تريدوها، نحن لدينا اليوم من القوة، لأن اليوم بدأ يقال أن الموضوع المالي لحزب الله ما هو تأثيره؟! لدينا من القوة ولدينا من البنية التحتيتة ولدينا من الكادر البشري ولدينا من الإمكانات ما يجعلنا نعبر كل هذه المصاعب إن شاء الله.

حسنا، على ضوء كل هذا الذي عرضته أختم قبل الدخول بكلمتين الى الوضع اللبناني لأقول العبرة من كل هذا، العبرة من كل هذا مما مضى ومما هو قائم ومما هو آت، ما أريد أن أقوله في 14 آب 2018 بعد مضي 12 سنة على حرب تموز 2006 أيها الناس، أيها الشرفاء، يا أكرم الناس وأشرف الناس وأنبل الناس ويا شعوب المقاومة ويا جمهور المقاومة، كنا أقوياء وأصبحنا أقوى، فلا يأتي من يقنعنا أننا نحن ضعفاء، لا يتصور أحد إذا أدخلنا بأزمة صغيرة هنا وإشكالية هناك، وكتب القليل من التفاهات الثقافات أنه يستطيع أن يمس بروحنا وبعزمنا وبإرادتنا وبإستراتجيتنا، وأميركا هذه التي فشلت وفشلت وفشلت في مشاريعها وفي خطتها أقول لكم اليوم هي أعجز من أن تشن حروبا كتلك التي شنتها في الماضي، وإسرائيل هذه هي أعجز من أن تشن حروبا كالتي شنتها في الماضي ونحن اليوم مع الإنتصار في العراق مع إقتراب الإنتصار في سورية من أيامه أو أسابيعه أو شهوره النهائية، مع الصمود في اليمن الأسطوري، مع كل التحولات وثبات القيادة والشعب في إيران على الموقف وعلى الأصول وعلى الثوابت وعلى المبادىء، نحن اليوم أقوى من أي زمن مضى، وقادرون على صنع المزيد من الإنتصارات ومن التحولات بعون الله سبحانه وتعالى، بالموضوع اللبناني كلمتين، لأنه إن شاء الله في الهرمل أتكلم أكثر بالموضوع الداخلي، لأنني في الأصل قسمتهم هكذا.

أولا، في موضوع الحكومة تعرفون أنه مضى أسابيع من وكيف وما المشكلة، نحن نأمل أن يؤدي الحوار إلى تشكيل الحكومة، نحن نصر على الحوار، على تواصل القيادات السياسية، نؤكد على تجنب الشارع، نؤكد على الحرص الشديد على الأمن والأمان في لبنان، الذي هو اليوم أغلى ما نملك في لبنان. أنظروا الى كل المحيط، أنطروا الى العالم، لكن هذا البلد اليوم أمن ومطمئن وسالم من الناحية الأمنية، لدينا الكثير من المشاكل، لكن نعمة الأمن، كان يقال نعمتان مجهولتان الصحة والأمان، اليوم نحن - الآن عندنا مشكلة بالصحة - لكن نعمة الأمان نعمة كبيرة وعظيمة ويجب أن نحرص عليها جميعا، وبالتالي اتركوا الشارع جانبا ولنذهب إلى حوار جدي تكمل العالم حواراتها حتى نصل إلى نتيجة.

حسنا، بهذه النقطة سابقا قلت وأعيد إذا يوجد أحد يراهن - إذا حقا يوجد أحد، في الخارج أو في الداخل اللبناني - يراهن على متغيرات إقليمية ستؤثر على تشكيل الحكومة هو مشتبه، الآن نحن محورنا هو الذي ينتصر في المنطقة ومن أول الطريق كنا متواضعين بطلباتنا وما زلنا متواضعين. إذا هناك أحد منتظر محور آخر ويتوقع له أن ينتصر فلينتظر لن يحصل على نتيجة، لكن هذا الانتظار وهذه الرهانات إذا ثبت أنها صحيحة عندها نحن سنعيد النظر بطلباتنا وبتواضعنا ويحق لنا عندها كمحور منتصر في المنطقة أن يكون لنا طلبات مختلفة وشروط مختلفة. لذلك مصلحة من يؤجل بانتظار تطورات إقليمية - لا أقول الخارج يتدخل أو لا - لكن إذا هناك أحد في الداخل يؤجل في انتظار مصلحة تطورات إقليمية أنا أقول هذا لن يخدم مصلحتك حتى في تشكيل الحكومة، لا في الحجم ولا في العدد ولا في الحقائب.

حسنا، بناء على كلام سمعناه اليوم أنا أيضا أحب أن أنصح القيادات السياسية في لبنان الذين نحن وهم مختلفين من الموقف في سوريا، أحب أن أنصحهم أن لا يلزموا أنفسهم بمواقف وإملاءات قد يضطرون نتيجة الظروف والتطورات والمصالح وضغط المصالح أن يتراجعوا عن هذه المواقف، ليس هناك داع أن يلزموا أنفسهم، فليطيلوا بالهم قليلا ينظروا الأمور إلى أين؟ سوريا إلى أين؟ معبر نصيب إلى أين؟ حدود سوريا والمنطقة إلى أين؟ إدلب إلى أين؟ تركيا والمشكلة مع أميركا والتقارب مع إيران وروسيا إلى أين؟ يطيلوا بالهم قليلا، "يهدوا حصانهم"، ولا يلزموا أنفسهم حتى لا يحشروا أنفسهم، لأن هذه المنطقة كلها، بالنهاية نحن لبنان لسنا جزيرة معزولة ولا يمكننا أن نعيش بمعزل عن كل ما يجري في منطقتنا. حسنا، هذه النقطة الأولى التي لها علاقة بالحكومة.

النقطة الثانية - بالدقائق الباقية - هناك موضوع ملف الفساد ومحاربة الفساد لأنه أيضا خلال الأسابيع الماضية كان هناك كلاما قليلا أو ملاحظات، أنا أحب أن أؤكد أن هذا المشروع لم يكن كلاما انتخابيا، هذا مشروع جدي، نحن شكلنا ملف ونضع رؤية وخطة ونجمع ملفات ومعطيات ومعلومات، ولكن ساعة الانطلاق هي عندما تشكل الحكومة، لأنه حتى اليوم إذا نريد أن نقدم اقتراحات قوانين لمجلس النواب ما زال البلد عالقا إذا يمكننا أن نشرع في ظل حكومة مستقيلة - حكومة تصريف أعمال - أو لا يمكننا أن نشرع وتشريع الضرورة ومع وضد وإلى آخره؟!... المفصل عندما يبدأ الحساب بيننا وبين التزاماتنا ووعودنا هو عندما تشكل الحكومة، يصبح هناك حكومة قادرة أن تأخذ قرارات وهناك مجلس نيابي وقتها لن يكون هناك نقاش أنه يستطيع أن يشرع.

النقطة الثانية بهذا الملف، أنه نحن سنعمل من خلال رؤية، نحن عندنا هدف اسمه تخفيف الفساد أو إلغاء الفساد ووقف الهدر المالي، هذا هو الهدف، ونحن نريد أن نقوم بالخطوات التي تخدم هذا الهدف، لدينا منهج ولدينا رؤية، نحن لا نريد أن ننتقم من أحد ولا نريد أن نصفي حساب مع أحد ولا نريد أن نفتح مشكل مع أحد، نحن نريد أن نحقق هذا الهدف، وبالتالي نعمل من خلال رؤية واضحة مثل ما عملنا في المقاومة، عندنا استراتيجيات واضحة وتكتيكات واضحة قد نعلن عنها وقد لا نعلن عنها، لكن نمشي على هدى ونتعاون، نحن اتفقنا مع حلفائنا أنه نريد أن نتعاون ويجب أن ندرس سوية وأن نمشي سوية بهذا الملف الكبير الذي هو مصلحة وطنية حقيقية وقلنا سنعمل معركة وطنية ولذلك بهذه النقطة لا أحد يستعجل علينا ويحكم علينا، واحد. اثنين، إذا أحد هو مفترض طريقة أو أسلوب معين بمكافحة الفساد هو مفترضه بذهنه لا يستطيع أن يفرضه علينا، نحن مثل ما عملنا في المقاومة برؤيتنا وبمنهجنا وبوسيلتنا ويتكتيكاتنا، بهذا الملف - طبعا أيضا بالتعاون مع حلفائنا - سنسير ضمن رؤية وضمن منهج. البعض يفترض أنه والله مع فلان هناك مشكلة أو في الضيعة الفلانية هناك مشكلة أين حزب الله أعلن مكافحة الفساد!؟ إذا كان الناس يثقون بنا وبعقلنا وبوعدنا فليتركونا نعمل بعقلنا ونوفي بوعدنا ونتعاون مع كل المخلصين في البلد لتحقيق هذا الأمر.

النقطة الثالثة بالموضوع الداخلي اللبناني، الذي له علاقة بالملفات الخدماتية والإنمائية والجو الموجود في البلد وعلى كل تفصيل يحصل مشكل كبير، أريد أن أقول ملاحظة في هذا الملف، انظروا يا إخوان وهذا الكلام ليس فقط لكم بل لكل الشعب اللبناني، لكل المناطق اللبنانية ولكل الحريصين على الإنماء والخدمات في لبنان، الذي يتصور أن الذهاب إلى صراع سياسي أو صراع داخلي هذا يعمل خدمات وإنماء ويحل مشاكل معيشية هو مشتبه، يصبح البلد في مكان آخر، الذي يتصور أنه بالشتائم وباللعنات والإتهامات وبتحطيم كل شيء هذا يعمل إنماء، هذا لا يعمل إنماء ،هذا يأخذ إلى المزيد من العدوات والبغضاء والمشاكل وهذا يخرب البلد. إذا كنا نريد إنماء في هذا البلد نحتاج إلى تعاون وتكامل ونحتاج إلى أن تتكلم الناس مع بعضها أكثر وتتحمل بعضها أكثر وتشد كتف على كتف مع بعضها أكثر حتى نستطيع أن نعمل إنماء وخدمات.

هناك أسلوب يفكر فيه بعض الناس أو بعض الأشخاص هذا لا يوصل إلى الإنماء، هذا يأخذ البلد إلى الهاوية، نحن لا نريد أن نأخذ البلد إلى الهاوية، لا يجوز لنا لا أخلاقيا ولا وطنيا ولا شرعيا ولا دينيا ولا أخويا، أبدا. في موضوع الإنماء الشخص يجب أن يعمل بالطريقة الذي يأكل العنب، إذا تريد أن تقتل الناطور هذا العنب الموجود في لبنان يذهب مع الناطور، نذبح بعضنا تحت عنوان نريد أن نأكل العنب. لذلك الأمر يحتاج إلى مقاربة مختلفة، هذا لا يتنافى مع الضغط، أنه الناس تضغط على المسؤولين وعلى القوى السياسية، هذا لا يتنافى مع الانتقاد، حتى لا يخرج أحد ويقول السيد اليوم يستغل انتصار 14 آب يريد أن يسكتنا، لا، كل من يريد أن ينتقد يمكنه أن ينتقد، لكن عندما ننتقد مرة نطالب بموضوعية وننتقد بموضوعية، نقدم اقتراحات وأفكار بموضوعية، لكن عندما فقط نختلف على موضوع واحد - سأحكي بشفافية ووضوح تام، وهناك كثير من الناس سينزعجون من كلامي الليلة- مثل موضوع الباخرة التي جاءت إلى الزهراني - هذا النقاش الذي حصل - حسنا، يا أخي حصل خلاف بالرأي، لكن لماذا العالم "بدها تفلت على بعضها" بهذه الطريقة، لماذا نخاطب بعضنا بهذه الطريقة؟ لماذا نسيء لبعضنا بهذه الطريقة؟ لماذا نهين بعضنا بهذه الطريقة؟ هذا يأتي بالكهرباء؟! هذا يعمل إنماء؟! أو هذا يخرب بيئتنا ومجتمعنا وبلدنا!؟ أنا مع الانتقاد، مع انتقاد حزب الله قبل غير حزب الله وطالبوا ليس هناك مشكلة، لكن هناك سوق مفتوح في البلد خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام يشغل بطريقة لا يبقى هناك حرمات لأحد ولا يبقى هناك كرامات لأحد لا للكبير ولا للصغير، في الماضي كان هناك بعض الصحف والتلفزيون وبعض الوسائل الإعلامية ممكن واحد أن يعمل حوار معهم ويحصل هناك ضبط للوضع، لكن اليوم كل شخص جالس في منزله عنده وسيلة إعلام اسمها مواقع التواصل الاجتماعي والله أعلم أي جيش الكتروني داخل على الخط، الجيش الالكتروني الإسرائيلي أو الجيش الالكتروني التابع للدولة الفلانية بالخليج أو الأميركي أو "CIA" ويشتغلوا بنا، ونحن نركض وراءهم. تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي البلد كله يهب، تغريدة واحدة، نحتاج إلى عقل، نحتاج إلى هدوء، نحتاج إلى مسؤولية وإلى ضبط أعصاب وأن لا ننساق وراء الحملات.

بكل الأحوال، نحن في الموضوع الإنمائي، الآن على ضوء الذي حصل في الجنوب حصل اتفاق بيننا وبين إخواننا في قيادة حركة أمل باعتبار أن هذه النقطة شغل فيها أنها خلاف بين حزب الله وحركة أمل مع أنه لم يكن خلاف حزب الله وحركة أمل، كان هناك خلاف بوجهة النظر لكن بالنهاية الذي لا نتفق عليه نجد له حلا، لكن مواقع التواصل الاجتماعي والجو الإعلامي الذي عمل أخذ الأمور إلى مكان آخر. اتفقنا أن حتى في الملفات الإنمائية التفصيلية نجلس ونتفاهم ونتعاون ولا نفتح باب للذين يريدون أن يخربوا هذه العلاقة.

الذي يريد إنماء في لبنان يريد تعاون كل القوى السياسية في لبنان - اسمحوا لي هنا أن أعمل خطاب مناطقي قليلا - لأهل الجنوب ولأهل الضاحية ولأهل البقاع، باعتبار أن أمل وحزب الله يمثلون بنسبة كبيرة تلك المناطق، الذي يريد إنماء يريد تعاون أمل وحزب الله، الذي يريد أن يأخذ إلى صراع أمل وحزب الله ذلك معناه أنه لا يريد إنماء ولا يريد كهرباء ولا يريد ماء ولا يريد مدرسة ولا يريد مجلس إنماء بعلبك - الهرمل ولا يريد حل للمشاكل المعيشية، هذا سيأخذنا إلى مكان آخر، إلى مكان آخر - فلأكون صريح معكم - نحن لن نذهب إليه، احفظوهم جيدا، وهذا خطاب لكل القاعدين خلف مواقع التواصل الاجتماعي ولكل المتربصين في الخارج وأنا أعني ما أقول وبقوة، لن نذهب إلى هذا المكان، حركة أمل وحزب الله أخذوا قرارا تاريخيا أن يكونوا سويا ويكملوا سويا ويضحوا سويا ويواجهوا المشاكل سويا، بـ 14 آب أريد أن أذكر أن موقف الرؤساء والتيارات والأحزاب والمناطق اللبنانية كان أساسي ولكن الموقف الذي أوجد الانتصار وبني عليه كل الموقف الوطني هو التلاحم الوجودي بين حزب الله وحركة أمل، من يمكن أن يتجاهل أو يتناسى الدور المركزي في تلك الحرب وفي تلك المعركة لدولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، من يستطيع أن يتجاهل هذا الموضوع؟ من يستطيع أن يتناساه؟ إذا اليوم نتحدث عن انتصار المقاومة في 14 آب أو انتصار محور المقاومة في المنطقة.