المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 آب/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.august01.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَصَلَبْتُمُوهُ بِأَيْدِي ٱلكُفَّارِ وقَتَلْتُمُوه. لكِنَّ ٱللهَ أَقَامَهُ نَاقِضًا أَهْوَالَ ٱلمَوْت

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/يلي من ايدو الله يزيدو

الياس بجاني/داعش هي فرق إرهابية إيرانية وسورية وتركية والغرب شريك متضامن

الياس بجاني/سيادياً، نواب شركة حزب جعجع التجارية ال 15 متل قللتون

الياس بجاني/يتناحرون ع الحصص والوزارات بعد أن استسلموا وخضعوا لواقع احتلال حزب الله

الياس بجاني/مشهدية التميمي التمجيدية والأوهام

الياس بجاني/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم السياسي العفن

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الكاتب  السياسي سام منسى من تلفزيون المر تتناول التطورات الأخيرة في سوريا والمواقف الدولية منها استاتجياً وتأثرها على لبنان

سورية: تفاهم أم رضوخ واستسلام/سام منسى/الحياة

ساركوزي يلتقي عون وسليمان والحريري يولم على شرفه

رسالة إلى حسن عبد الكريم نصر الله/حسن سعيد مشيمش

مقدمات النشرات المسائية ليوم الثلاثاء في 31/7/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 31 تموز 2018

المخابرات العراقية توقف شبكة احتيالية تبتز المصارف اللبنانية بنشر أخبار غير صحيحة ومعلومات ملفّقة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

خمسمائة فلسطيني معتقل يعلن النظام السوري عن موتهم/د .فادي شامية/جنوبية

الحريري يرفض نصيحة موسكو بالتطبيع مع دمشق

الحريري لن يقبل بـ"ليّ ذراع" جنبلاط...

بعد اقفال الكنيسة: "باب اللّه ما بيتسكّر" في جديتا

 بعد كسر الجليد.. "لقاء الخير" بين بري وباسيل!

علوش ردا على وهاب: من اعتاد الخضوع للشخصيات الشريرة يعتبر أنه طبيعي

نديم الجميل: هل توقفت عملية التأليف على وزير بالزائد او بالناقص؟

الراعي واشقاؤه وعائلة شقيقته شكروا كل من شاركهم الاسى والصلاة لراحة نفسها

تلويح باسيل بحكومة أكثرية {غير قابل للتطبيق}... والحريري يدرس العودة إلى السراي

النائب أبو الحسن: نخشى من مراوحة قاتلة في الملف الحكومي وقال إن العُقدة الأساسية هي تمسّك باسيل بـ«الثلث المعطّل

روكز بعد اجتماع تكتل لبنان القوي: التأليف بيد الرئيس المكلف وكل ما يتم تداوله بعيد من الواقع

كتلة المستقبل: دعم الرئيس الحريري في جهوده لتأليف حكومة وفاق وطني تتمثل فيها المكونات الفاعلة للشراكة الوطنية

التيار المستقل: لا لانغماس بعض القوى في وضع فيتوات على البعض الآخر في موضوع التأليف

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة تكشف أدلة جديدة على دور إيران في تسليح الحوثيين والجيش اليمني سيطر على مواقع شرقي صنعاء

الجيش السوري على حدود الجولان المحتل… من الأردن إلى لبنان

موسكو تطمئن إسرائيل: لا قوات إيرانية على حدودكم مع سورية

جلسة استثنائية للكنيست حول قانون «الدولة اليهودية»

محكمة تركية ترفض الإفراج عن القس الأميركي المحتجز

روحاني: موقف واشنطن غير قانوني والكرة في ملعب أوروبا

«طالبان» تفقد السيطرة على 3 مناطق أفغانية

أول عضو بفريق ترمب الانتخابي يواجه تهماً بالتهرب الضريبي والاحتيال المالي

القيادة المركزية الأميركية: مستعدون لمواجهة أي هجوم يستهدف الملاحة في باب المندب

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون أيضاً غير مستعجل/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

خطة إعادة اللاجئين الروسية... فارغة/رندة تقي الدين/الحياة

تموضُع مقابل تموضُع/كلير شكر/جريدة الجمهورية

ما زال لبنان مشلولاً بسبب الفوضى السياسية/جورج مالبرونو/لو فيغارو/جريدة الجمهورية

هل نضجت عودة «حزب الله» من سوريا/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

في الذكرى الأولى لـ«فجر الجرود» هل من خفايا؟ وماذا يقول قائدُها/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

الانتخابات النيابية في منطقة البترون: ماضياً وحاضراً/نبيل يوسف/موقع مدى الصوت

دبلوماسية «فنجان قهوة» لطمأنة النفوس/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

ما وراء تعافي النظام السوري/نديم قطيش/الشرق الأوسط

ملفات السعودية الخارجية (3) الرياض أمام ابتزاز لبنان/فارس بن حزام/العربية

لا ديمومة وطن من دون جيش/الهام فريحة/الأنوار

الفتنة وحرب تطويع الجنوب السوري/علي الأمين/العرب

حول السجال بين سجون اسرائيل وسجون النظام السوري/حازم الأمين/الدرج

'داعش' الأسد/ حسين عبد الحسين/الحرة

هل انتهت حرب سوريا/مينا العريبي/الشرق الأوسط

«داعش» لا يزال أداة للنظام السوري/لينا الخطيب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون يترأس غدا احتفال عيد الجيش ويسلم السيوف لضباط دورة فجر الجرود: لا شيء يعوض خسارة الاستشهاد سوى متابعة النضال في سبيل الوطن

باسيل من عين التينة : لقاء خير وتكلمنا في مواضيع كثيرة مفيدة للبلد

الحريري : لست مع حكومة اكثرية وعلينا جميعا ان نتحمل مسؤولية الامور في البلد

الراعي التقى جمالي وسفير أرمينا ورئيس تيار المردة فرنجية: تشكيل الحكومة دونه عقبات والدولة بحاجة الى "نفضة"

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
فَصَلَبْتُمُوهُ بِأَيْدِي ٱلكُفَّارِ وقَتَلْتُمُوه. لكِنَّ ٱللهَ أَقَامَهُ نَاقِضًا أَهْوَالَ ٱلمَوْت

الزوادة الإيمانية/سفر أعمال الرسل02/من22حتى28/"يا إِخْوَتي، قالَ بُطرُس: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِسْرَائِيلِيُّون، إِسْمَعُوا هذَا ٱلكَلام: إِنَّ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيّ، ذَاكَ ٱلرَّجُلَ الَّذِي أَيَّدَهُ ٱللهُ مِنْ أَجْلِكُم بٱلأَعْمَالِ ٱلقَدِيرَةِ وٱلعَجَائِبِ وٱلآيَاتِ، ٱلَّتِي أَجْرَاهَا عَلى يَدِهِ بَيْنَكُم، كَمَا تَعْلَمُون، هُوَ ٱلَّذي أُسْلِمَ، بِمَشِيئَةِ ٱللهِ ٱلمَحْتُومَةِ وعِلْمِهِ ٱلسَّابِق، فَصَلَبْتُمُوهُ بِأَيْدِي ٱلكُفَّارِ وقَتَلْتُمُوه. لكِنَّ ٱللهَ أَقَامَهُ نَاقِضًا أَهْوَالَ ٱلمَوْت، ومَا كَانَ في وُسْعِ ٱلمَوْتِ أَنْ يَضْبِطَهُ؛ لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيه: كُنْتُ أَرَى ٱلرَّبَّ أَمَامِي في كُلِّ حِين، فَهُوَ عَنْ يَمِينِي كَي لا أَتَزَعْزَع. لِذَلِكَ يَبْتَهِجُ قَلبِي، ويَتَهَلَّلُ لِسَانِي، وجَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلى ٱلرَّجَاء. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي في ٱلجَحِيم، ولَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ ٱلحَيَاة، وسَتَمْلأُنِي بَهْجَةً بِرُؤْيَةِ وَجْهِكَ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

يلي من ايدو الله يزيدو

الياس بجاني/31 تموز/18

لا اخلاق في السياسة بل اقوياء وضعفاء واللذين فرطوا 14 آذار وقفزوا فوق دماء الشهداء وزحفوا وتلحفو بصفقة الخطيئة هم ضعفاء ومستسلمون.

 

داعش هي فرق إرهابية إيرانية وسورية وتركية والغرب شريك متضامن

الياس بجاني/31 تموز/18

ببساطة متناهية لا وجود لكيان مستقل وقائم بحد ذاته يسمى داعش، بل مجموعات مخابراتية ارهابية وأصولية وجاهلية ومسلحة تابعة إما للمخابرات السورية أو الإيرانية أو التركية تعمل تحت أمرة وبإشراف رعاتها هؤلاء وتنفذ أوامرهم..

وما تم في منطقة السويداء السورية من مجازر وحشية بحق سكانها الدروز بهدف إخضاعهم كان عمالاً خسيساً وإرهابياً مخطط له ومنظم وممول من نظام الأسد ومخابراته نفذه مسلحون تابعين للأسد سموهم داعش..

والمهزلة هنا تكمن في أن دول الغرب ومعها إسرائيل وخصوصاً روسيا تماشي هذه المسرحيات الشيطانية والدموية وغالباً ما تشارك فيها وتغطيها وتبررها...

كما أن إسرائيل ليست بعيدة عن كل ما يخطط وينفذ مباشرة أو مواربة..

والضحية دائما هي الشعوب في لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج ومصر وغزة واليمن بشكل خاص.

جدير ذكره هنا أن حزب الله والحوثيون هم دواعش 100% ولكن بمسميات مختلفة ليس إلا وهم  ويؤون نفس المهمات الإيرانية والسورية والتركية وحتى الإسرائيلية.

في الخلاصة فإن المراد غربياً وإسرائيلياً هو إبقاء دول الشرق الأوسط كافة في حالة من الفوضى والاضطراب والتقاتل..

والمحزن هنا أن القيمين من سياسيين ومسؤولين ورجال دين في معظم هذه الدول يماشون هذه المخططات ويعملون برضاهم كأدوات تنفيذية لها في حين الشعوب مغلوب على أمرها وفي حالة ضياع كاملة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سيادياً، نواب شركة حزب جعجع التجارية ال 15 متل قللتون

الياس بجاني/30 تموز/18

لا مفعول سيادي ولا استقلالي ولا بشيري ل 15 نائب شركة قوات جعجع التجارية بإمتياز لأنهم غلال حصاد صفقة التسوية الخطيئة التي داكشت الكراسي بالسيادة..وكفى خداع للذات وكفى غنمية وعمى بصر وبصيرة. يبقى أن من يقفز فوق دماء الشهداء هو غير جدير بالثقة كون فاقد الشيء لا يعطيه

 

يتناحرون ع الحصص والوزارات بعد أن استسلموا وخضعوا لواقع احتلال حزب الله

الياس بجاني/30 تموز/18

بعد فرط 14 آذار ودخول سارقيها الثنائي "س س" صفقة التسوية الخطيئة ومداكشتهما الكراسي بالسيادة أصبح الطاقم السياسي كله راضياً باحتلال حزب الله ومستسلماً له ويتناحر فقط ع الحصص والوزارات وتحت مظلة وفرمانات المحتل.

 

مشهدية التميمي التمجيدية والأوهام

الياس بجاني/29 تموز/18

الشعوب العربية وشرائح كبيرة من شعبنا اللبناني تعشق التلهي بأحلام اليقظة والتغني بانتصارات وأمجاد وأبطال هم مجرد أوهام ومشهدية التميمي التمجيدية اليوم خير مثال.

 

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم السياسي العفن

الياس بجاني/28 تموز/18

نظام لبنان قائم على الطائفية أي تقاسم السلطة بين الطوائف علماً أن لا دين رسمي للدولة. هذا النظام هو تعايشي وحضاري وهو ما يميز لبنان عن كل انظمة دول الشرق الأوسط الدكتاتورية والدينية والقمعية والجهادية. يبقى أن الطاقم السياسي اللبناني الجاهل والفريسي وخصوصاً الشق المسيحي منه هو منافق وذمي ولا يهمه غير تأمين مصالحه الخاصة. العلة ليست في النظام ولا في الدستور بل هي في نوعية الطاقم السياسي العفن المستغل لكل شيء على حساب الوطن والمواطن.. ومن المحزن أن شرائح كثيرة من شعبنا هي أغنام تسير خلف السياسيين بغباء وجهل وقلة إيمان..واخطر هذه القطعان هم المنطوون داخل الأحزاب الشركات وهنا لا استثناء واحد لا مسيحي ولا مسلم..كلهم سواسة في العهر والنفاق والذمية والكذب والنفاق.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع الكاتب  السياسي سام منسى من تلفزيون المر تتناول التطورات الأخيرة في سوريا والمواقف الدولية منها استاتجياً وتأثرها على لبنان/على السياديين في لبنان خلق جبهة وطنية معارضة

اضغط هنا لمشاهدة مقابلة الكاتب السياسي سام منسى/31 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66418/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86/

 

سورية: تفاهم أم رضوخ واستسلام؟

سام منسى/الحياة/نشرت في 25 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66418/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86/

يتردد كثيراً تعبير «المعادلة الروسية - الأميركية - الإسرائيلية» أو «التفاهم الروسي - الأميركي- الإسرائيلي»، لا سيما بعد تشجيع للنظام السوري ليحسم معركة الجنوب على وقع ضمانات روسية بإبعاد إيران وميليشياتها مسافة 80 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل.

إن سيطرة النظام على جنوب سورية نتيجة هذه المعادلة، يؤشر إلى بداية نهاية الحرب في سورية بعد سيطرة النظام على المدن الرئيسة من حلب في الشمال إلى درعا في الجنوب.

قد تعتبر معركة الجنوب في الشكل والمنحى الذي أخذته، أهم محطة في الحرب الدائرة منذ العام 2011، تفوق أهميتها سقوط مدينة حلب. فمعركة الجنوب والمواقف الدولية والإقليمية منها، أظهرت وقائع عدة بعضها كان معلوماً والبعض الآخر كامناً، لعل أهمها ما صدر عن واشنطن وتل أبيب من مواقف حول الشأن السوري بعامة والنظام بخاصة.

إلا أن ما سمي بالمعادلة أو التفاهم المذكور، يحتاج مزيداً من التمعن في فحواه كما التروي في التعويل على نتائجه لجهة نهاية الحرب السورية، بالشكل الذي سوف ترسو عليه التسوية، إذا صح أن ما يجري اليوم هو تفاهم وتسوية تحفظان مصالح الأطراف المعنية وليس استسلاماً لطرف أمام آخر، أدى إلى فرض عودة «النظام السوري» بواسطة القوة المفرطة. إن الحديث عن وجود «تفاهم» أو «معادلة» وراء حسم معركة الجنوب في سورية، تحول دونه وقائع عدة أبرزها ما يأتي:

أولاً: لا يمكن التسليم والبناء فقط على المواقف الإسرائيلية المعلنة. فالقول إن إسرائيل مرتاحة وراضية عن الوجود الروسي في شكله الراهن منذ البداية ليس بديهياً. إن مراجعة دقيقة لمواقف خبراء وسياسيين وأكاديميين إسرائيليين، تشير إلى أن موسكو لم تنسق مع تل أبيب انخراطها العسكري في الحرب، وأن إسرائيل واجهت هذا التطور الأمني كأمر واقع، وحاولت منذ اليوم الأول العمل على احتوائه والتعايش معه والإفادة منه قدر المستطاع. إن الزيارات الثماني التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى موسكو خير دليل على التباين بين الدولتين على أكثر من صعيد، ولو كان ثمة تفاهم وتنسيق بينهما لما احتاج الأمر إلى هذا العدد من الزيارات في خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً.

في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن منسوب الثقة لدى المسؤولين في إسرائيل منخفض تقليدياً حتى مع الحلفاء، فكيف الحال أزاء دور روسي ملتبس متحالف مع إيران في سورية كما في أكثر من ملف في المنطقة، على رغم أن روسيا تحاول إظهار دورها على أنه دور الوسيط « النزيه» الممسك بمفاصل اللعبة الدائرة بين إيران وإسرائيل.

من جهة ثانية، تدرك إسرائيل دور النظام السوري في زمن الأب والابن معاً، في تعزيز نفوذ إيران في لبنان منذ ثمانينات القرن الماضي، وفي سورية لا سيما مع تولي الابن سدة الرئاسة. اليوم، باتت إسرائيل التي تواجه ترسانة صواريخ حزب الله في لبنان، أمام جبهة جديدة في سورية لعلها أخطر وأكثر شراسة.

أمام هذا الواقع، يصعب على المراقب أن يفسر أو حتى يفهم عدم وعي إسرائيل لمسؤولية نظام الأسد في تمكين إيران من التمدد في لبنان وسورية، والمراهنة مجدداً على قدرته في إبعاد إيران وميليشياتها عن الحدود بين البلدين والمحافظة على الهدوء الذي تميزت به منذ العام 1974، إلا إذا تبنينا نظرية المؤامرة التي تقول بوجود تفاهم بين إسرائيل وإيران وتقاطع مصالح، وأن خشية إسرائيل من الوجود الإيراني ما هي إلا غطاء لسياسات خفية مختلفة.

أخيراً، ما يدعم التشكيك بوجود تفاهم وبفعاليته على المديين المتوسط والبعيد، هو أن تكون إسرائيل قد رضخت للأمر الواقع وقبلت بضمانات روسية غير مدعومة بقدرة موسكو على لجم إيران في سورية أو رغبتها في ذلك، لأن تل أبيب، على رغم تفوقها العسكري الأكيد في الإقليم، عاجزة عن القيام بعملية عسكرية كبيرة ضد الوجود الإيراني في سورية ولبنان، لا سيما في ظل تشكيكها بتلقي دعم أميركي وغربي جدي لعملية كهذه، وسط وجود عسكري روسي في سورية لا يستهان به.

تعي إسرائيل حجم التردد الأميركي في مواجهة روسيا وإيران في سورية، ما يحدّ من قدرتها العسكرية على الحسم، فاقتصرت تدخلاتها على الضربات الجوية التي قامت وتقوم بها ضد إيران وميليشياتها في سورية مع إدراكها أن إيران قادرة على امتصاص أثر هذه الضربات.

في المقابل يستحيل على إيران أن تفرط باستثمارها السياسي والعسكري وحتى الاقتصادي- الاجتماعي في كل من سورية ولبنان، لأن ثمن خروجها أو انكسارها في سورية قد تصل كلفته إلى حد سقوط النظام في طهران.

إضافة إلى ما سبق، سينتج عن هذه المعادلة اشتباكات محدودة متواصلة يصعب في بعض الأحيان السيطرة عليها، وقد تتفلت إلى حد اندلاع نزاع كبير أو حرب إقليمية واسعة.

ثانياً: مثلما يصعب التعويل على مواقف إسرائيل ونواياها وقدرة روسيا كما بيّنا أعلاه، يصعب كذلك البناء على مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسياساته المتبدلة والمزاجية.

إن الأشهر الـ19 من ولاية الرئيس الأميركي لم تبدد الشكوك حول تراجع واشنطن أزاء قضايا المنطقة وتخليها عن سورية. فقراءة الموقف الأميركي من الحرب السورية تؤكد مرة جديدة أن ترامب لن يكون أقل تردداً حيالها أو أكثر حزماً.

السياسة الأميركية قبل قمة هلسنكي (والتي جاءت مخزية وغير مسبوقة لجهة أداء الرئيس الأميركي) وخلالها وبعدها، حسمت التسليم ببقاء نظام الأسد وأقرت بالهيمنة الروسية على سورية، على أمل أن تتمكن موسكو من تحجيم الدور الإيراني فيها والحؤول دون تهديد أمن إسرائيل. ولعل هذه النتيجة عززت المخاوف الإسرائيلية من التردد الأميركي المستمر منذ عهد باراك أوباما، إنما بأداء مختلف على طريقة ترامب.

أظهرت قمة هلسنكي ثلاثة مشاهد أكثر خطورة من سياسة التردد والانكفاء الأميركية، الأول هو الفصام بين الرئيس الأميركي وإدارته وخلافه الحاد مع الديموقراطيين كما مع رموز من الحزب الجمهوري، والثاني غياب أي سياسة أميركية تجاه المنطقة لا سيما سورية، والثالث عدم امتلاك الرئيس الأميركي ولو ملامح استراتيجية لمواجهة ممارسات روسيا المسيئة للولايات المتحدة، كما في أكثر من منطقة في العالم.

أخيراً ولتكتمل هذه المراجعة، لا بدّ من افتراض وجود تفاهم روسي- أميركي- إسرائيلي حول سورية والمنطقة ونجاح هذا التفاهم. والسؤال الذي يطرح هنا هو حول مستقبل دول المشرق العربي في ظل تسليمها للمحور الروسي- الإيراني واستمرار الانكفاء الأميركي والغربي عنها، ونقول دول المشرق العربي لأن دول الخليج العربي لها خصوصيتها وهمومها، كما أن شمال أفريقيا لديه ما يشغله أيضاً.

أي مستقبل ينتظر دول المشرق لا سيما سورية والعراق ولبنان، والتي تواجه معضلتين متلازمتين هما عودة النازحين والمهجرين وإعادة الإعمار التي من دونها لا عودة متاحة للنازحين؟

السؤال الأكثر إلحاحاً في ظل التخلي الغربي واستمراره، هو من يتولى إعادة الإعمار، وما هو الإعمار المقصود؟ هل يقتصر على البنى التحتية من مياه وكهرباء وطرقات ومدارس ومستشفيات؟ أم أن إعادة الإعمار المطلوب هو بالمعنى الواسع أي الإعمار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي؟ وسواء كان هذا او ذاك، أي نموذج ينتظر هذه الدول؟

إذا تحدثنا عن إعادة البناء السياسي، ما سوف يتراءى لنا اولاً هو النموذج الذي شهدناه على مدى سنوات الحرب في سورية، وعماده القمع والاعتقال والتدمير الممنهج والتهجير، والتسويات المبنية على الاستسلام وإعادة إحياء الاستبداد.

أما إذا تحدثنا عن إعادة الإعمار الاقتصادي، فسوف تظهر أمامنا أوليغارشية روسية وأخرى إيرانية متحالفة مع رأس مال محلي متوحش وفاسد مستعد لكل السيناريوات السياسية والاقتصادية، كما الصفقات والرشى والسمسرات.

هذا لا يعني أن الغرب منزه عن الفساد والفاسدين، لكن على رغم ما عانينا ونعاني من التخلي الغربي عن القيم والأخلاق في أدائه ومواقفه وممارساته، يبقى دور المؤسسات فيه محورياً، والرأي العام قادراً على المحاسبة والقضاء فعالاً، وتداول السلطة محترماً.

إن الغرب لا يزال يمارس سياسة النعامة ويستسهل اعتماد تلفيق تسويات النزاعات وتلزيمها، عله ينجو بنفسه من تداعياتها. هذه السياسة كانت وراء الكثير من مشكلات المنطقة، ولن تؤدي مستقبلاً إلا إلى مزيد من مكونات النزاعات الأكثر خطورة مما هي عليه اليوم. بالمحصلة النهائية، في وجود تفاهم أو عدمه، مستقبل المنطقة قاتم ينقلها من الاستبداد الخفي والفساد المتخفي إلى الاستبداد المعلن والفساد العلني على مرأى المجتمع الدولي ومسمعه.

 

ساركوزي يلتقي عون وسليمان والحريري يولم على شرفه

بيروت: /الشرق الأوسط/31 تموز/18/»التقى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس السابق ميشال سليمان. وكان ساركوزي، الذي وصل إلى لبنان مساء أول من أمس برفقة زوجته كارلا بروني التي أحيت حفلاً مساء أمس في بيت الدين، قد التقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط خلال مأدبة عشاء أقامها الحريري على شرفه. وفي حين لم يدل الرئيس الفرنسي السابق بأي تصريح، لفت بيان صادر عن مكتب سليمان، إلى أن الأخير استعرض مع ساركوزي الأوضاع الدولية والعلاقات التاريخية الأخوية بين فرنسا ولبنان، منوها بـ«الدور الإيجابي له ودعمه للبنان طيلة فترة ولايته الرئاسية، كما فعل الرؤساء الذين تعاقبوا قبله وبعده تأكيدا على مبدأ استمرارية الحكم وتراكم الإيجابيات والإنجازات، واحتراما لعمل المؤسسات».

 

رسالة إلى حسن عبد الكريم نصر الله .

حسن سعيد مشيمش/31 تموز/18

حسن نصر الله : كل خطاباتك نفايات سامَّة إنْ لم تجعل نهر الغدير في مُجَمَّع حي السلم البائس صالحاً للشرب، وإنْ لم تجعل مُجَمَّع حي السلم الأبئس الأفقر في كوكب الأرض منطقة صالحة ليسكنها بشر وذلك بإنشاء الطرقات فيها والبُنية التحتية والحدائق والأرصفة.

كل صراخك على المنابر رياء وتمثيل إنْ لم تقاوم لأجل أكثر من 300 ألف مواطن لبناني شيعي يعيشون في حي الليلكي، وحي الرمل العالي في برج البراجنة ، وحي بئر حسن، وحي الأوزاعي ، وحي الشويفات لكي تكون هذه الأحياء مناطق صالحة لكي يعيش بها الناس كبشر.

كل صياحك على شاشة التلفزيون خداع ونفاق إن لم تقاوم لأجل تنظيف نهر الليطاني الذي لَوَّثَتْهُ معامل حزبك وبلدياتك وكساراتك ومجارير البلدات التي تحكمها سلطات مجالس بلدياتك!!! هذا النهر الذي كنا نشرب منه ونسبح فيه في عهد الإحتلال الإسرائيلي!!!!.

حسن نصر الله : كل عبساتك وحركات يدك ولمزات إصبعك تُخفي خلفها أوسخ أشكال النفاق والدجل إن لم تقاوم دفاعا عن حقوق نحو 300 ألف فلسطيني لاجئين في وطننا لبنان يعيشون في مناطق تُبْكي أهل السماء والأرض لبؤسها!!!

كل كلامك تقيؤ سام إن لم تقاوم دفاعا عن حق الشعب اللبناني حتى يكون عنده كهرباء وماء 24 على 24.

أنت أكذب خلق الله بعدما صرتَ أجرم خلق الله بالحرب السورية إنْ حاولت الزعم بأنك لا تملك القدرة على أداء هذه الواجبات لتبرر لنفسك وحزبك بحجج كاذبة ماكرة خادعة منافقة إبليسية .

شعبنا يرزح تحت دين تجاوز 80 مليار دولار وعددنا لا يتجاوز 5 مليون لبناني ودولتنا ثالث أفسد دولة بالعالم ماليا نتيجة الإختلاس والسلب والنهب من مواردها وصناديقها ووزاراتها ومع كل ذلك تَجْتَرُّ علينا بين أسبوع وآخر قولك السخيف البشع بأنك هزمت إسرائيل وأميركا والكون أنت والطاغوت بشار أسد!? فتستغبي عقول الهمج الرعاع أتباع ولاية السفيه!?

يا أغبى خلق الله هل نسيتَ ما قال الإمام علي عليه السلام

{ الفقر هو الموت الأكبر } { والله لو تَمَثَّلَ إليَّ الفقر رجلاً لمزقته إرباً}

فالموساد ، والسي آي إي ، والكي جي بي ، واستخبارات الدنيا تُعَشْعِشُ في مناطقك البائسة الفقيرة ولها جنود مُجَنَّدَة وصلت لغرفة نومك وأنت تعلم ذلك لكنها لا تريد قتلك لأن بقاءك حاجة لمصالحها ومشاريعها في لبنان وبلدان العرب التي دمرتها وسحقتها بغبائك وليس بالضرورة أن تكون عميلا لتخدم العدو يكفي أن تكون غبياً لتخدمه أفضل مما يخدمه العميل.

الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجىء سياسي في فرنسا هجر وطنه إليها خوفا من بطش الفرعون حسن نصر الله كما هجر أنبياء الله أوطانهم خوفا من طواغيتها.

 

مقدمات النشرات المسائية ليوم الثلاثاء في 31/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

مراوحة تشكيل الحكومة تشل الوضع السياسي، وتنعكس بقوة على الوضع الاقتصادي، إلا أن السياسة النقدية التي ينتهجها حاكم مصرف لبنان حافظت على الاستقرار النقدي مثلما يحافظ الجيش والقوى الشرعية على الاستقرار الأمني.

وإذا كانت سلامة النقد رحمة، فإن تردي الوضع السياسي نقمة، وطباخ الحكومة الرئيس سعد الحريري يشكو من خفوت النار تحت الطبخة وأحيانا من اشتعالها بقوة حارقة، وكان لافتا قوله على هامش اجتماع كتلة المستقبل عصرا: أنا نلت 113 صوتا في الاستشارات وأرفض حكومة الأكثرية، والمعيار الوحيد هو معيار الشراكة الوطنية.

وفي المطبخ السياسي أيضا لقاء لافت بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل الذي زاره برفقة نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي.

وقد سألت أوساط سياسية عن المدى الذي يمكن ان يصل إليه الرئيس بري إذا طلبت منه القيادات كافة ذلك، خصوصا وان زيارة الوزير باسيل لا يمكن ان تحل المشكلة التي يشكو منها الرئيس الحريري في قول باسيل بالتعاون والمطالبة في الوقت نفسه، بعدم إعطاء القوات اللبنانية الحجم والحقائب التي تطلبها، وايضا معارضة تمسك الزعيم وليد جنبلاط بالوزراء الدروز الثلاثة.

وسألت هذه الاوساط ايضا عن المرحلة التي ستؤول إليها الأوضاع إذا ما اعتكف الرئيس الحريري او سافر في إجازة طويلة مما يعني بقاء التكليف وعدم انتاج الحكومة الجديدة وتعثر اعمال حكومة التصريف.

وتخلص الاوساط نفسُها الى تأكيد أهمية تضافر الجهود وتقديم جميع الأطراف التنازلات لضمان قيام حكومة الجميع، وإن كان الفرزلي قد وصفها بحكومة الأكثرية أي الاكثرية الفاعلة ومعها من حضر.

وفي ظل تردي الوضع السياسي، إشتعلت التغريدات حول موضوعين، الأول، زيارات دمشق، والثاني وضع الكهرباء ووزيرها.

في أي حال، لقاء الرئيس بري والوزير باسيل لم يعط أي انطلاق جديد في مسار تشكيل الحكومة حتى الآن، ويرتقب كلام رئيس المجلس في لقاء الاربعاء غدا.

اللقاء في عين التينة اليوم وصفه باسيل بلقاء الخير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

في الأول من آب، يطفئ لبنان غدا شمعة عامه الأول منتصرا على الإرهاب في الجرود.

في عيد الجيش يكرم أهل التضحية بالوفاء لشهادتهم عبر شرف تسمية دورة الضباط على إسم فجر الجرود، الدولة تحضر في العيد والسيوف توزع على الضباط الخريجين، فيما لم تخرج الحكومة العتيدة إلى النور ولم يبزغ فجرها.

لا جديد سجل حكوميا ولا تقدم حصل، الكلام خلص والصدق خلص وحتى الكذب خلص "وشوفي بعد ما بعرف" وفق ما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، على أي حال فإن التأليف الحكومي حضر اليوم طبقا أساسيا على مائدة لقاء الرئيس بري مع نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في عين التينة إلى جانب أطباق أخرى كالنزوح وغيره في إطار التواصل بين مكونين أساسيين.

باسيل تحدث بعد اللقاء عن فن اللقاء الذي هو دائما أفضل من إستراتيجيات الصراع مع التسليم بالديمقراطية التي تحكم لبنان وتقتضي شروط التمثيل والعيش السياسي اللذين يتم من خلالهما تشارك الحكم بميثاقية وطنية كاملة أساسها التفاهم الوطني، وشدد باسيل على أن البحث تطرق إلى كل ما هو خير للبنان مختصرا هذا اللقاء بكلمة واحدة، الخير.

من الديمان رفع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الصلوات لكي يوفق رئيس مجلس النواب نبيه بري في مساعيه للوصول إلى الحلول المطلوبة فيما كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يلتقي وزير المال علي حسن خليل. الحريري عبر عن موقفه الحكومي بالقول حصدت مئة واثني عشر صوتا في الإستشارات النيابية لا لأنجز حكومة أكثرية بل حكومة وفاق والمشاورات حصلت باتجاه حكومة وفاق مؤكدا أن المعيار الوحيد هو معيار الشراكة الوطنية والأساس أن كل واحد يستوعب الآخر والمشاكل التي تواجه التشكيل.

في إطار محاولات إستهداف القطاع المصرفي في لبنان كمقدمة لضرب الإستقرار، نجح الأمن العام اللبناني في تسجيل إنجاز جديد بالتعاون مع الإستخبارات العراقية عبر توقيف شبكة مؤلفة من عراقيين تقوم بتزوير وثائق حول أرصدة مفترضة بملايين الدولارات ونشر أخبار ملفقة بغرض إبتزار عدد من المصارف اللبنانية وفق ما كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

الحدث الأبرز اليوم، اللقاء اللافت، لكن غير المفاجئ، بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس التكتل الأكبر في المجلس جبران باسيل.

وبحسب معلومات الـOTV، فأجواء اللقاء كانت ممتازة، وهي تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون.

وإذا كان اللقاء خلا وفق المعلومات من أي بحث في الماضي، وظل بعيدا عن منطق العتاب، فقد برز خلاله حرص شديد أعرب عنه الرئيس بري على دعم العهد ونجاحه، لا بل إصرار من جانبه على العمل على إنجاح العهد.

حكوميا، اعتبر بري خلال اللقاء أن تخريب تشكيل الحكومة هو تخريب للعهد، اذ ان الاستهداف واضح. وفي هذا المجال، برز تطابق في وجهتي النظر بين الجانبين، حيث كان اتفاق على ضرورة اعتماد معايير واضحة لحكومة وحدة وطنية. أما بالنسبة الى لقاء الحريري – باسيل، فتشير المعلومات إلى استعداد باسيل لتلبية الدعوة متى أتتْه من رئيس الحكومة المكلف، لأن العلاقة جيدة بينهما والاتصالات قائمة أصلا.

تشريعيا، تخلل اللقاءْ بحث في التعاون في مجلس النواب، على عتبة مرحلة تشريعية مهمة، وفي هذا السياق، أعرب باسيل عن حرصه على نجاح العمل التشريعي، خصوصا ان تكتل لبنان القوي سيكون له دور فاعل في طرح القوانين واقرارها.

وتخلل اللقاء أيضا بحث في ملفات المنطقة، ومن ضمنها ملف النازحين السورييين وضرورة تسريع عودتهم الى سوريا...

هذا في الشأن السياسي التفصيلي. أما في الشأن الوطني العام، فلقاء الأب وأبنائه بين القائد الأعلى للقوات المسلحة وأبناء وعائلات شهداء الجيش. ورئيس الجمهورية يؤكد أن "لا شيء يعوض خسارة الاستشهاد سوى متابعة النضال في سبيل الوطن الذي حلم به شهداؤنا واستشهدوا من أجله".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

داعش يلفظ أنفاسه الاخيرة في الجنوب السوري بالضربة القاضية.. ليتقدم الجيش والحلفاء خطوة اضافية الى الامام. يبدو أنها واحدة من الخطوات الاخيرة لاعلان نصر استراتيجي تاريخي جديد هذه المرة في سوريا، ليضاف الى سجل عابق بالانتصارات، ولتسقط بالتالي صورة بغيظة عن ارهاب تلحف بالدين، وليزال قناع مقيت تلطت خلفه أنظمة ودول.

ومع سقوط ناتو الجماعات الارهابية، البيت البيضاوي يستعد لتفقيس ناتو عربي بنية الوقوف بوجه محور المقاومة والممانعة في المنطقة.

فهل بامكان الادارة الاميركية شد عصب دول وأنظمة تعاني الانقسام والضعف والاهتراء، وتفتقد الى الكثير من مقومات الناتو الاوروبي الذي هو قيد التضعضع؟ فوجه الشبه الوحيد بينهما ربما يختصره ما قاله دونالد ترامب للاوروبيين” عليكم أن تدفعوا المزيد من الاموال ثمنا للحماية الاميركية”.

فما الذي سيسمعه العرب وخاصة مملكات النفط يا ترى؟ عليكم أن تدفعوا ما تبقى لديكم من أموال، قد يهمس الاميركي في آذانهم، مع أنه في عهد ترامب انتهى زمن الهمس، فالتغريدات والتصريحات جلية لا تحتمل اللبس. فهل هو تحالف جديد أم شركة ابتزاز؟

في لبنان، الامن العام والمخابرات العراقية ينجحان بتوقيف شبكة تعمل على ابتزاز القطاع المصرفي؟

ومديره العام يؤكد للمنار ان الامن العام أنقذ هذا القطاع من عصابة خطرة. فمتى يتوقف المبتزون في ملف تشكيل الحكومة؟ اليوم سجل ارتفاع في أسهم التفاؤل، عززته زيارة الوزير جبران باسيل الى عين التينة.

مصادر التيار الوطني الحر وصفت لقاء بري باسيل بالممتاز ، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون. فرئيس مجلس النواب حريص على دعم العهد ، ورئيس تكتل لبنان القوي يؤكد على انجاح العمل التشريعي، والاثنان متفقان على ضرورة اعتماد معايير واضحة لحكومة وحدة وطنية.

وتبقى الوحدة الوطنية مصانة بثلاثية الشعب والمقاومة والجيش الذي يحتفل غدا بعيده الاول بعد تحرير الجرود من الارهاب التكفيري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لا حروب التويتر تنفع، ولا التهويل عبر التلفزيونات، ولا المقالات والتحليلات.

فالمعيار الوحيد لتشكيل الحكومة؛ هو ما نص عليه الدستور؛ لناحية صلاحيات الرئيس المكلف الواضحة والصريحة وما يقال خلاف ذلك؛ يبقى في باب الاجتهاد السياسي؛ دون أي مفاعيل قانونية أو دستورية.

أما العلاقة مع أي دولة أخرى؛ فهي من صلاحية مجلس الوزراء ورئيسه؛ الذي هو الناطق الرسمي باسم الحكومة، وأي سباق نحو نظام الأسد الذي لن تنعشه كل ضخات الاوكسيجين الخارجية، وأي زيارة تبقى شخصية لا قيمة لها وهي هرطقات سياسية عفى عليها الزمن. وهو ما لاحظه الرئيس سعد الحريري فغرد قائلا بعض السياسيين في لبنان راكضين يروحو عسوريا قبل النازحين يا سبحان الله.

الرئيس الحريري قال: من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك “فساعتها بتشوفولكم حدا تاني غيري”. واذ رفض الحريري تشكيل حكومة اكثرية؛ جدد تمسكه بحكومة وفاق وطني؛ انطلاقا من معيار الشراكة الوطنية.

وفيما لفت الانتباه زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري واعقبها زيارة الوزير علي حسن خليل الى بيت الوسط ، نقل عن رئيس الجمهورية ميشال عون تاكيده على حتمية تأليف الحكومة في وقت قريب، لان البلد لا يتحمل اي تأجيل في ظل تطورات اقليمية حاسمة وتدخل روسي فاعل لحل مشكلة النازحين السوريين ،كذلك تطبيق نتائج مؤتمر “سيدر” الذي يشترط ايضا قيام حكومة جديدة ترعى خطة اقتصادية لتطبيق آلية صرف المساعدات المالية التي اقرها.

واليوم سجل عودة السجالات بتوتر كهربائي عال بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونواب التيار الوطني الحر على خلفية دعوة جنبلاط الى اقالة وزير الطاقة ومعلمه على حد تعبيره.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

بين آخر كانون الثاني وآخر تموز مسافة ستة أشهر، وبين محمرش وعين التينة مسافة أميال اجتازها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ليضيف مصطلحا جديدا إلى طريقة التعاطي اللبنانية - اللبنانية، وهي " المعايشة "...

من "البلطجة" من محمرش، وهي الصفة التي أطلقها باسيل على بري، إلى الرد عليها بعد ثلاثة أشهر "بالبرغتة"، وهي الصفة التي أطلقها بري على باسيل...

بنيت جدران القطيعة بين رأس السلطة التشريعية ورئيس تكتل لبنان القوي، اليوم، وبحضور العراب إيلي الفرزلي، عاد باسيل إلى عين التينة، وهذه العودة لها عدة صفات: باسيل النائب وباسيل رئيس تكتل لبنان القوي وباسيل رئيس التيار الوطني الحر وباسيل المعاون السياسي لرئيس الجمهورية...

هذا اللقاء هو أكثر من كسر جليد، وربما يستفاد من دفعه لأعطاء جرعة لتشكيل الحكومة...

كان منتظرا في بيت الوسط لكنه ظهر في عين التينة، فهل تستكمل الإنعطافة ويظهر باسيل في بيت الوسط أم أن الزيارة للرئيس المكلف لها حسابات أخرى؟

لكن الذي ظهر في بيت الوسط كان المعاون السياسي للرئيس بري علي حسن خليل الذي جاءت زيارته للرئيس المكلف عقب زيارة باسيل لعين التينة، ولفت كلام الحريري بأنه يرفض حكومة الأكثرية ويتمسك بحكومة الوحدة الوطنية، ما يعني ان حكومة الأكثرية طرحت فجاء رفضها سريعا.

وفي مقابل تفكيك اللغم بين بري وباسيل، انفجرت بين جنبلاط وباسيل.

رئيس الاشتراكي علق على إقالة وزير الكهرباء العراقي فأسقطه على الواقع اللبناني بالقول: "في العراق وبعد اسابيع من الاحتجاج أقيل وزير الطاقة الذي هدر 40 مليار دولار. البنك الدولي ينصح لبنان بالتخلي عن البوارج العثمانية وبناء معامل .أليست هذه فرصة ايضا لاقالة الوزير الحالي ومعلمه لحل عقدة الوزارة والكهرباء معا"؟

الرد على باسيل جاء من وزير الطاقة سيزار ابي خليل الذي اتهم جنبلاط بالهدر منذ العام 1990.

كلام جنبلاط إمعان في المواجهة مع باسيل، فالمطالبة بالإقالة لا تستقيم لأن الحكومة مستقيلة أصلا وليس بالإمكان إقالة من هو مستقيل، لكن هذا يعني ان عملية التشكيل مازالت في مرحلة الإشتباك على رغم مرور شهرين وأسبوع على التكليف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

مساعي تأليف الحكومة تواصل انحرافها عن نقطة التفاؤل العابرة التي تلت لقاء الرئيسين عون والحريري عندما قيل انهما اتفقا على الاطار وعلى توزيعة المقاعد، فبعد استقرارها فترة قصيرة عند سجال المعايير التي يجب ان يشكل على اساسها الحريري الحكومة حصلت زيارة مفاجئة قام بها الوزير باسيل الى الرئيس بري بمعية نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي ووساطته، غاية الوزارة كسر الحصار عن الوزير باسيل، فإن نجحت يجري السعي للحصول على دعم بري لتبني طروحات التيار الحر التي تبدأ بتحجيم القوات وجنبلاط وزرك الحريري لتنتهي بتشكيل حكومة اكثرية ان دعت الحاجة وسط تصور بأن ما يوافق عليه الرئيس بري يبصم عليه حزب الله.

حركة الوزير باسيل تشكل بداية الترجمة العملية للمواقف التي أطلقها الرئيس عون أمام زواره، ولموقع الانتشار حيث طالب عون الرئيس المكلف بأن يجزم امره في هذين اليومين ويضع حدا للغنج السياسي الذي يمارسه من لا يود الاقرار بحجمه الحقيقي بعد الانتخابات مسميا القوات والاشتراكي وملمحا صراحة الى اقتناعه بتأليف حكومة اكثرية، وفي غمز مباشر من قناة الرئيس الحريري الرافض للتنسيق مع سوريا قال عون ان منطق الاشياء يقودنا الى ضرورة ارساء علاقات طبيعية بيننا وبين سوريا، كل هذا حتم ردا لاءات ثلاث من الرئيس الحريري، تزامنا اشتعلت تويتريا بين الرئيس الحريري وقياديين في تياره والوزير وهاب على خلفية انتقاد الحريري من يسابقون النازحين الى حضن النظام السوري، توازيا كان سجال عنيف بين رئيس الاشتراكي ووزير الطاقة على خلفية ما وصفه جنبلاط بالبوارج العثمانية لتوليد الكهرباء، كل هذا يجري عشية عيد الجيش الذي يحتفل بتخريج دفعة ضباط من فجر الجرود.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حلة دامت سبعة اشهر ذهابا من دون إياب.. "تلبطجت" فيها العلاقة "وتبرغتت" الى أن "تفرزلت" وأمسك نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بيد رئيس التيار القوي جبران باسيل وأسرى به نحو لقاء صلح مع الرئيس نبيه بري ويحكى أن الاجتماع بين الجبهتين وعلى مدى ساعة وربع الساعة لم يأت على ذكر الماضي ومآسي ألفاظه وظل "بلا عتاب" ولم يتدرج الاجتماع الى تصنيف المقبول أو الجيد أو الجيد جدا لا بل وصفتْه مصادر عين التينة دفعة واحدة بالممتاز أما ملفاته فكانت من هنا حكوميا إلى إيران فسوريا وجالت على تخوم المنطقة وصولا الى عمق مياه بحر النفط والغاز ومآرب إسرائيل ووعظ باسيل بعد اللقاء في فن المعايشة التي هي أبعد من التعايش متحدثا عن لقاء خير للبلد حمل وزير المال علي حسن خليل سر الاجتماع الى الرئيس سعد الحريري الذي لم تتحْ له فرصة لقاء رئيس التيار القوي لا بل إن فكره كان يقلب في الطرح الذي نزل عليه رئاسيا حيال حكومة الأكثرية وهو قال بعد اجتماع كتلة المستقبل إنه يرفض حكومة الأكثرية وإنه رئيس جاء بمئة واثني عشر صوتا ينجز حكومة وفاق وطني وأبلغ الحريري كتلته والصحافيين استحالة زيارته لسوريا حتى ولو انقلبت كل المعادلة في المنطقة وهذا النفي أعقب كلاما منسوبا إلى زوار رئيس الجمهورية نقله موقع الانتشار يقول فيه عون إن الواقع اللبناني والمصلحة الوطنية لا بد أن يبدلا في رأي الرئيس الحريري إذ بماذا سيجيب - على سبيل المثال - آلاف التجار والمزارعين الذين يودون شحن بضائعهم عبر معبر "نصيب" السوري الذي يستلزم التباحث بشأنه مع دمشق وإذا كان رئيس الجمهورية توقع تغييرا في رأي الحريري فإن الوزير السابق وئام وهاب رد على الرئيس المكلف بتغريدة حادة تضرب على جرح الاحتجاز قائلا: ""يا دولة الرئيس الحريري إلي بيروح عا سوريا بيروح وبيرجع مرفوع الراس وما بيحتجزوه" وعاجله بالمثل الخليجي: "الشام شامك لو الدهر ضامك يا ريتك بتحفظو" والتغريدات اتخذت شكل المحاسبة على محور الاشتراكي التيار إذ تقمص الزعيم وليد جنبلاط دور حيدر العْبادي في العراق وتراءى له تنفيذ العقوبة في بيروت بعد إقالة وزير الطاقة العراقي الذي اهدر اربعين مليار دولار احب زعيم الجبل تطبيق التجربة على سيزار ابي خليل ومعلمه كما قال وذلك لحل عقدة الوزارة والكهرباء معا فرد وزير الطاقة بعبارات تتهم جنبلاط "بقلة الشئمة" تحت هذا الوابل من المواجهات فإن البلد لا يقوم به أي نوع من أنواع الحكومات.. وبالكاد تليق به حكومة المحرقة.. واعتبار كل ما تقدم من مسؤولين وقيادات في تصنيف "العوادم" فبعد أن فرض المسؤولون على المواطنين واقع العيش مع النفايات.. تدخل البلاد في سياسة المحارق.. هذا الخطر القاتل الذي تدافع لإبعاده نائبة واحدة هي بولا يعقوبيان.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 31 تموز 2018

النهار

أندية بيروتيّة رياضيّة عريقة مُهدّدة بالافلاس وعدم المشاركة في بطولات مقبلة في حال عدم توافر مموّلين بعد ‏استنكاف جهات سياسيّة وحزبية عن الدعم.

علّق نائب قديم على زملائه الجدد بأنّهم يسألون تكراراً عن المنح والاعفاءات التي يمكن أن تتوافر لهم زيادة على ‏رواتبهم.

ينقل من الديمان استياء البطريرك الماروني مما آلت إليه أحوال المصالحة المسيحيّة وتلاشي اتفاق معراب الذي تمّ ‏انتظاره طويلاً.

البناء

كواليس

توقعت مصادر تركية إعلامية تنتمي لليسار المساند حديثاً للرئيس رجب أردوغان أنّ الاستعدادات داخل المؤسسة ‏الحاكمة تشير إلى أنّ روزنامة التفاهم مع الدولة السورية يجري إعدادها، وأنّ خطة لفتح طريق حماة حلب الدولي ‏وتسليمه للجيش السوري وإخراج المسلحين من عمق عشرين كلم من أطرافه تتمّ مناقشتها بين ضباط روس وضباط ‏أتراك، وربما تبصر النور للتنفيذ نهاية الشهر القادم، وصولاً للمعبر الحدودي بين سورية وتركيا الذي سيتمّ فتحه ‏بمشاركة مراقبين روس وفقاً للخطة...

الجمهورية

لوحظ أن نائباً بقاعياً وجّه انتقاداً إلى مؤسسة حيوية اللافت أنّ رئيسها كان مرشحاً للإنتخابات النيابية إلى جانب النائب ‏المعني.

لاحظت أوساط إقتصادية أن جهة ممولة تُعطي لبنان مهلة ستتراجع عن التمويل لصالح دولة أخرى ما لم يتم التقيد ‏ببرامجها وقد نقلت هذه الجهة كلاماً واضحاً لوزير المال.

تعرّض أحد المسؤولين وهو يشغل منصباً مرموقاً لتوبيخ من رئيس اللجنة النيابية التي ينتمي إليها، بسبب فضيحة ‏كشفت اخيراً.

اللواء

قال خبير اقتصادي في مجلس خاص أن لبنان من بين دول عدّة في العالم الثالث في ميزان المراقبة الدولية.

لم يحسم نائب بيروتي أعيد انتخابه، موقفه السياسي، وينتظر صدور مراسيم التأليف، ليحدّد خياراته.

باستثناء تيّار موالٍ، تواجه كتل نيابية مأزق اختيار الوزراء، عندما تدق ساعة التأليف؟

المستقبل

يقال إن ديبلوماسياً معتمداً في بيروت يشير إلى أن هناك ضغطاً دولياً على لبنان من أجل الاستعجال في تشكيل ‏الحكومة من دون أن يكون هناك أيّ تدخل في التفاصيل.

 

المخابرات العراقية توقف شبكة احتيالية تبتز المصارف اللبنانية بنشر أخبار غير صحيحة ومعلومات ملفّقة

بيروت ـ” السياسة/31 تموز/18/تمكن جهاز المخابرات العراقي وبالتنسيق مع المديرية العامة للأمن العام من كشف شبكة احتيال يقوم أفرادها بنشر أخبار غير صحيحة ومعلومات ملفّقة لغرض ابتزاز عدد من المصارف اللبنانية مدّعين ملكيّتهم لمستندات عن أرصدة لهم بملايين الدولارات الأميركية في تلك المصارف. وقال جهاز المخابرات العراقية في بيان، أمس، أنه “في نطاق التنسيق والعمل المشترك بين جمهورية العراق وجمهورية لبنان الشقيق في المجالات المختلفة سيما الملفات والقضايا الأمنية، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي وبالتنسيق مع المديرية العامة للأمن العام اللبناني من كشف شبكة احتيال يقوم افرادها بنشر أخبار غير صحيحة ومعلومات ملفقة لغرض ابتزاز عدد من المصارف اللبنانية مدعين ملكيتهم لمستندات عن أرصدة لهم بملايين الدولارات الاميركية في تلك المصارف”. وقدم أفراد الشبكة دعاوى ضد بعض المصارف وآخرها محاولة الاحتيال على “بنك عودة” أحد المصارف اللبنانية المعروفة، حيث ثبت أن المستندات المقدمة من قبلهم مزورة، فضلا عن بثهم ونشرهم اخبارا ملفقة عن تلك المصارف.وقد تم توقيف عدد من افراد هذه العصابة. وأشار البيان، إلى أن “العمل جار على ضبط وتوقيف الاخرين وذلك استمرارا للجهود المتعلقة بحماية اقتصاد البلدين، والحفاظ على علاقتهما الثنائية المتميزة”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

خمسمائة فلسطيني معتقل يعلن النظام السوري عن موتهم

د .فادي شامية/جنوبية/31 تموز/18

في سعيه لإقفال ملف المعتقلين؛ أكثر من 500 فلسطيني معتقلين منذ الاعوام الاولى للثورة؛ يعلن النظام السوري عن وفاتهم في سجونه. لم تصدر أي من الفصائل الفلسطينية ولا غير الفلسطينية بيانا عن “المجزرة الأكبر في تاريخ الاعتقال الفلسطيني”؛ كأن قتل الفلسطيني في السجون الصهيونية مدان وقتله في السجون الأسدية غير مدان. عندما يحدثك إنسان عن “قضية العرب والمسلمين الأولى”؛ اسأله اولا عن موقفه من “الطاغوت”. إن سقط في الامتحان؛ فكلامه عن فلسطين مجرد ثرثرة.

 

الحريري يرفض نصيحة موسكو بالتطبيع مع دمشق

العرب/31 تموز/18/بيروت - قالت مصادر لبنانية مطلعة إن التغريدة التي أطلقها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منتقدا الزيارات التي يقوم بها سياسيون لبنانيون إلى دمشق تعبر عن معطيات امتلكها في الأيام الأخيرة تفسر العراقيل التي وضعت فجأة أمام تشكيل حكومته. وكتب الحريري في تغريدة على تويتر، الثلاثاء “بعض السياسيين في لبنان راكضين يروحوا ع سوريا قبل النازحين، يا سبحان الله، مدري ليش”. ورغم أن الحريري لم يكشف عن هوية المهرولين إلا أن السياق يتكامل مع الضغوط اللبنانية الداخلية التي تمارس عليه للقبول بتطبيع العلاقات السياسية بين بيروت والنظام السوري والتي سبق أن عبر عنها وزير الخارجية جبران باسيل. فيما أفادت معلومات عن دعوة ستوجهها دمشق للرئيس ميشال عون لزيارة سوريا. وكان وزير الصناعة المنتمي إلى حزب الله حسين الحاج حسن قد زار العاصمة السورية الأسبوع الماضي، فيما أعلن أن وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر المنتمي إلى حركة أمل بزعامة نبيه بري، ووزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس المنتمي إلى تيار المردة بزعامة سليمان فرنجية سيزوران دمشق خلال أيام. وكانت الأنباء تحدثت مؤخرا عن أن بيروت مهتمة بتحسين ظروف تصدير منتجاتها برا من خلال السماح للشاحنات اللبنانية بعبور معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية. إلا أن معلومات واردة من دمشق أفادت أن النظام السوري لن يسمح بذلك إلا من خلال طلب رسمي يُقدم من قبل الحكومة اللبنانية إلى الحكومة السورية. وكان الوفد الروسي الذي زار بيروت برئاسة ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين، قد طلب إعادة التواصل السياسي بين بيروت ودمشق لتسهيل تنفيذ المبادرة التي أطلقتها موسكو لإعادة اللاجئين السوريين.وقد رفض الحريري التطبيع السياسي مع الحكومة السورية على أن يجري التواصل وفق رؤيته على مستويات الأجهزة الأمنية والعسكرية. وينقل عن مصدر قريب من تيار المستقبل أن الحريري لن يخضع لهذا الابتزاز كشرط لتسهيل تشكيل حكومته، فيما أكدت مصادر خاصة أن تشبث الحريري بموقفه في شأن طبيعة العلاقة مع دمشق يستند على موقف إقليمي غربي يرفض حتى الآن إعطاء شرعية للنظام السوري على الرغم من الجهود التسويقية التي قام بها الرئيس الروسي أثناء لقائه مع نظيره الأميركي في هلسنكي في 16 من الشهر الماضي. وقالت المصادر إن السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه والذي قيل إنه يبذل جهودا وراء الكواليس للحث على تشكيل الحكومة اللبنانية كرر موقف بلاده في ردها على مقترح روسي في مجلس الأمن يدعو إلى رفع العقوبات عن نظام الأسد أنها (فرنسا) لن تشارك في رفع العقوبات ما لم تش

 

الحريري لن يقبل بـ"ليّ ذراع" جنبلاط...

"الأنباء الكويتية/31 تموز 2018/لاحظ مصدر سياسي، لـ"الأنباء"، أن "الوزير جبران باسيل يتصرف بصيغة "القرار لي"، متسائلاً: "الى متى يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري تجهيل المعرقل، وعدم تسمية الأشياء بأسمائها، وبالتالي تخدير الناس، بالتفاؤلات اللفظية؟". وأضاف المصدر أن "القرار الدولي والعربي واضح لجهة تسريع تشكيل الحكومة والحريري قدم التسهيلات الممكنة، الا انه لا يقبل "ليّ ذراع" رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط بأي وسيلة". وفي رأي المصادر أن "تصريحات جنبلاط حول مجزرة السويداء ألبت من يعنيهم الأمر عليه، خصوصا لاتهامه النظام السوري بالوقوف خلف الهجوم، مع تغاضي الطائرات الحربية المتعددة الهوية والتي كانت تحوم في اجواء المنطقة يثبت ان الهجوم الدامي مرتبط برفض الشبان الدروز التطوع في جيش النظام، رغم المؤشرات الروسية التي عملت على ذلك".

 

بعد اقفال الكنيسة: "باب اللّه ما بيتسكّر" في جديتا

"ليبانون ديبايت31 تموز 2018/نفّذ عدد من أهالي بلدة جديتا، على وقع قرع الأجراس تحرّكاً سلميّاً من أمام كنيسة القديس جاورجيوس تضامناً مع كاهن الرعيّة الأب بولس حداد، مطالبين مطرانيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الارثوذكس بإعادة فتح أبواب الكنيسة للمُصلّين.وعلّق الأهالي لافتة كبيرة أمام مدخل الكنيسة كُتب عليها "باب اللّه ما بيتسكّر". وكانت المطرانيّة اصدرت يوم أمس قراراً اداريّاً عُلّق على باب الكنيسة، قضى بإقفالها حتى إشعار آخر، وذلك بعد التداول مع اللجنة الاستشارية الإكليريكيّة في مسألة رعيّة جديتا، وبعد اجتماعات عدة مع مختلف الأطراف لمدّة تتجاوز السبعة أشهر من دون التوصّل الى "حلول سلاميّة". وفصّل القرار الإداري الصادر عن المطرانيّة السبب مشيراً إلى أنّ "انقساماً حصل في الرعيّة حول شخص الكاهن الخوري بولس حداد، وبعد محاولات عدة وطويلة لرأب الصدع، بين خادم الرعيّة وبعض ابنائها، وبعدما انقسمت الرعيّة الى طرفين متناحرين بسبب هذه المسألة، واشتداد الخصام بين أبناء الرعية الواحدة ممّا ينافي روح الإنجيل ووصايا الرب، وبما أنّ عدداً من أبناء الرعية قدّموا شكاوى ضدّ الكاهن، وبما أنّ الشكاوى المقدّمة وإن كانت خارج الآداب والأخلاق الكنسيّة، وبما أنّ الخوري بولس حداد طلب اللجوء الى المجلس التأديبي الإكليريكيّ لتبيان الحقيقة في هذه المسألة، وبما أنّ هذا الامر يتطلّب التحقيق والمحاكمة، فسيُصار بناءً على طلب الكاهن إحالة المسألة الى المجلس التأديبي الاكليريكيّ البدائي في الأبرشيّة لتبيان الحقيقة. وبما أنّ التشنّج والتحديات صارت تشوّش حياة هذه الرعيّة حتى داخل جدران بيت الرب، وحرصاً على عدم تمادي الشرّ والغوغاء والسجس في الرعيّة، تقرّر اقفال الكنيسة حتى اشعار آخر".

 

 بعد كسر الجليد.. "لقاء الخير" بين بري وباسيل!

"ليبانون ديبايت31 تموز 2018/استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل. في السياق، أفادت معلومات الـ"otv"، أن "لقاء باسيل بري يأتي في اطار اعادة العلاقات لطبيعتها بعدما كان الجليد قد كسر بتواجد نواب التكتل بلقاء الاربعاء النيابي". وأضافت أنه "من الطبيعي ان يحصل لقاء وتعاون بين رئيس مجلس النواب ورئيس اكبر تكتل نيابي". ولفتت المعلومات إلى أن "اللقاء سيؤسس لمرحلة تعاون جدي وكبير". وبعد اللقاء، اشار باسيل الى ان "احوج ما نحن بحاجة اليه في البلد ان نتلاقى مع بعض كلبنانيين كي نؤمن مستقبل افضل للبلد"، لافتاً إلى اننا "بحثنا الكثير من المواضيع المفيدة للبلد من تأليف الحكومة الى موضوع النازحين". واصفاً اللقاء بـ"الخير".

 

علوش ردا على وهاب: من اعتاد الخضوع للشخصيات الشريرة يعتبر أنه طبيعي

الثلاثاء 31 تموز 2018 /وطنية - رد عضو المكتب السياسي مصطفى علوش، على الوزير السابق وئام وهاب، قائلا: "سمعت بالتعليق المتذاكي من قبل وئام وهاب حول زيارة سورية والإيحاءات والمقرنات التي لا تصح إلا للنكد".  أضاف: "الواقع المؤكد هو أن من اعتاد الخضوع للشخصيات التافهة والشريرة مثل حكام دمشق، يعتبر أن الخضوع هو طبيعي ولا حرج به ولا أظن أن الناس يمكن أن تنسى آلاف اللبنانيين الذين ذهبوا إلى غياهب السجون في سورية ولم يعد منهم من يخبر".  وختم بالقول: "ولا أظن أن الناس يمكن أن تنسى مئات آلاف السوريين الذين سحقتهم وخنقتهم آلة الشر للنظام الذي يرفع رأسه به وهاب وأمثاله من عبدة الأصنام".

 

نديم الجميل: هل توقفت عملية التأليف على وزير بالزائد او بالناقص؟

الثلاثاء 31 تموز 2018 /وطنية - رأى النائب نديم الجميل، في مداخلة اذاعية عبر "صوت لبنان 100,5"، "ان التعامل مع ملف تأليف الحكومة يتم كتوزيع للحصص لا كمسؤولية مشتركة على السياسيين لحكم البلد"، لافتا الى "ان المواطنين لا يرغبون بالبقاء في البلد فيما المسؤولون يتلهون بتقسيم الجبنة". واعتبر الجميل، ان "الحكومة معرقلة، وجزء من هذه العرقلة سببها ان الاتفاق الرئاسي الذي أتى برئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري قد سقط، ويتم البحث اليوم باتفاق آخر لم يتبلور بعد"، مشيرا الى ان "العرقلة متعددة العناوين من العقدة الدرزية الى القواتية الى المعيار الواحد".

وقال: "ليس المهم من يعرقل تأليف الحكومة انما المهم من سيحكم هذا البلد"، متسائلا: "هل سيبقى هناك بلد بعد سنة ونصف اذا بقي السياسيون متمسكون بهذا المنطق؟"، واصفا هذا المنطق "بالخاطئ، ونحن على ابواب سنة دراسية جديدة". اضاف: "هل توقفت عملية تأليف الحكومة، لا بل عملية حكم البلد، على وزير بالزائد او بالناقص؟". وعن ملف النفايات ومعمل التفكك الحراري في المدور الذي كان قد تقدم الجميل ونواب آخرين بكتاب حوله الى رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني، قال الجميل: "الشرط الاول لمعمل التفكك الحراري للنفايات هو المراقب الذي يجب ان يكون مستقلا، والشرط الثاني ان يكون هناك مختبر مستقل يقوم بالتدقيق بنوعية الهواء والسموم". واوضح انه لمس تجاوبا من رئيس بلدية بيروت، ولكن في المقابل لمس نوعا من "السلق والعجلة"، وقال: "هذا الامر يضر بالملفات، فنحن نفضل ان نؤخر اسبوعا او اسبوعين او شهرا لنحل المشاكل الاساسية، على ان نبدأ بالاصلاح فيما المشاكل لا تزال عالقة".

 

الراعي واشقاؤه وعائلة شقيقته شكروا كل من شاركهم الاسى والصلاة لراحة نفسها

الثلاثاء 31 تموز 2018 /وطنية - شكر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واشقاؤه وعائلة شقيقتهم المرحومة فرحة يوسف الراعي "كل الذين شاركوهم الأسى والصلاة لراحة نفسها، سواء بحضورهم أم بالاتصال أم بالكتابة". وخصوا بالشكر "فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء المكلف وممثليهم، وأصحاب القداسة والغبطة البطاركة وأصحاب السماحة مفتي الجمهورية ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وشيخ عقل الموحدين الدروز، واصحاب السيادة السفير البابوي والمطارنة، وقدس الرؤساء والرئيسات العامين، ومعالي الوزراء وسعادة النواب والسفراء والقناصل والهيئات القضائية، وقائد الجيش وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية والمديرين العامين، والكهنة والرهبان والراهبات. يسألون الله أن يحفظهم بعنايته في الصحة والخير والعمر الطويل".

 

تلويح باسيل بحكومة أكثرية {غير قابل للتطبيق}... والحريري يدرس العودة إلى السراي

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط أونلاين/31 تموز/18/أتى تلويح وزير الخارجية جبران باسيل بالذهاب إلى حكومة أكثرية دليلاً على أنه تسليم بدخول مسار تشكيل الحكومة مرحلة الجمود الحذر، وهو ما رأت فيه مختلف الأطراف كلاماً غير قابل للتطبيق. وكشفت مصادر مطلعة على موقف الحريري لـ«الشرق الأوسط» أن الأخير يدرس جدياً خطوة العودة إلى السراي الحكومي للقيام بمهامه كرئيس حكومة تصريف أعمال، بعدما كان قد انتقل إلى منزله المعروف ببيت الوسط عند انتهاء ولاية الحكومة السابقة وبداية ولاية البرلمان الجديد. وإذا كان خيار الحريري المرتقب يعكس تشاؤماً حيال إمكانية إحداث خرق على خط التأليف في وقت قريب من جهة، والتأكيد على صلاحياته من جهة ثانية، فإن رسالة باسيل كانت واضحة، بأنها موجهة إلى من هم على خلاف معه حيال توزيع الحصص الوزارية، وتحديداً «حزب القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، على خلفية ما بات يعرف بـ«العقدتين المسيحية والدرزية». فالمعلومات المتداولة تفيد بأن باسيل يرفض منح الأول أكثر من 3 وزارات، ويرفض حصر التمثيل الحكومي الدرزي بـ«اللقاء الديمقراطي»، غير أن الأفرقاء المعنيين يجمعون على أن باسيل غير قادر على الذهاب بهذا الخيار، لأسباب عدّة، أهمها أن تشكيل الحكومة ليس من مهمته ولا من صلاحياته، وأن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لطالما أكد على أنه يعمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما عادت وأكدته مصادر مطلعة على موقفه لـ«الشرق الأوسط». وفي الإطار نفسه، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر سياسية مطلعة قولها إن «الحريري لن يرضخ للضغوط، وسيواصل مساعيه للتأليف ضمن 3 ثوابت: لا معيار إلا الدستور، لا أثلاث معطلة، ولا حكومة أكثرية بل وحدة وطنية». واجتمعت مصادر «الاشتراكي» و«القوات» على وضع كلام باسيل في خانة «غير القابل للتطبيق»، ولا يعدو كونه محاولة لرفع السقف، وتعدي على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف، فيما أبدى وزير التربية النائب في «اللقاء الديمقراطي» مروان حمادة، في حديث إذاعي «تشاؤماً حيال ولادة قريبة للحكومة». وقالت مصادر «الاشتراكي» لـ«الشرق الأوسط»: «كلام وزير الخارجية لا مكان له في النقاش ولا في الدستور، أمس دعوا إلى وحدة المعايير وانقلبوا عليها، واليوم مرة يقولون تشكيل الحكومة من مهمة الرئيس المكلف، ثم يأتون ليهددوا بحكومة أكثرية»، وتضيف: «يتصرفون وكأنهم في موقع القرار، في وقت نحن فيه أمام دستور واضح حيال صلاحية كل من رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية في تأليف الحكومة».

من جهتها، تسأل مصادر «القوات»: «عندما يقول باسيل لا تدفعونا لتشكيل حكومة أكثرية، هل هو قادر على تطبيق هذا الأمر؟»، وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أن كلام باسيل يهدف إلى محاولة استبعاد (القوات) و(الاشتراكي)، لكنه في الواقع ليس لديه أي خيار إلا الالتزام بأي قرار يتخذه الحريري، الذي لطالما أكد أنه مع تشكيل حكومة وطنية». وتعتبر المصادر أنه لا مجال للذهاب بحكومة أكثرية، انطلاقاً من أن الانتخابات النيابية لم تجر على قاعدة أكثرية وأقلية، أو موالاة ومعارضة للعهد. ومن هنا، تؤكد أن تلويح وزير الخارجية ليس إلا من باب رفع السقف، وتحدٍ وتعدٍ على صلاحيات رئيس الحكومة.

وفي تعليق على التصعيد الكلامي من جانب باسيل، قالت أوساط نيابية في «التيار الوطني الحر» لـ«المركزية»: «نحن نريد ونصر على أن تكون الحكومة العتيدة حكومة وحدة وطنية، يتمثل فيها الجميع، تماماً كما الرئيس الحريري»، وسألت: «لكن إلى أي مدى نستطيع الصبر والانتظار؟ خصوصاً أن الأمور بدأت تأخذ وقتاً غير مقبول مطبوع بالمماطلة. لذلك، لا نستطيع الاستمرار في السير بمطالب غير منطقية». وبعد ساعات على تلويح باسيل بحكومة أكثرية، دعا أمس كل من «حزب الله» و«التيار»، على لسان وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائب إلياس بو صعب، الحريري لتوحيد معايير التأليف، وهو ما ردّت عليه مصادر «الاشتراكي» بالقول: «لطالما كنا دعونا إلى توحيد المعايير، ولا نزال، لكن المشكلة تكمن في أن (التيار) يضع المعايير ليستفيد منها، ومن ثم ينقلب عليها، وهذا ما أثبتته التجارب منذ بداية العهد لغاية اليوم، ومثال ذلك مقاربته لحصة الدروز في الحكومة»، موضحة: «كانوا يدعون إلى تمثيل الأقوى في طائفته، وعندما وصلوا إلى رئيس (الاشتراكي) بدلوا مواقفهم». وقد عبّر وزير الصناعة حسين الحاج حسن عن أمله في أن «تتشكل الحكومة سريعاً، بعد أن يأخذ المعنيون بتشكيلها بمبدأ التناسب والنسبية وحسن التمثيل، تبعاً لنتائج الانتخابات النيابية، وما أفرزته من أحجام للكتل النيابية والسياسية، وليقتنع الجميع بأن احترام النسب في التمثيل هو مساعد أساسي في تذليل العقبات وتشكيل الحكومة». من جهته، دعا النائب في «تكتل لبنان القوي»، إلياس بو صعب، إلى «الإسراع في تشكيل الحكومة»، مشيراً إلى أن «المسؤولية الأولى هي عند رئيس الحكومة المكلف لأنه وفق الدستور، فإن رئيس الحكومة يُنتظر منه ولا يَنتظر، لذا عليه أن يبذل الجهد ليكون المعيار الواضح هو أساس تشكيل الحكومة».

 

النائب أبو الحسن: نخشى من مراوحة قاتلة في الملف الحكومي وقال إن العُقدة الأساسية هي تمسّك باسيل بـ«الثلث المعطّل»

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/31 تموز/18/أكد النائب في كتلة «اللقاء الديمقراطي» هادي أبو الحسن أن الملف الحكومي لا يزال في دائرة المراوحة، وعبّر عن خشيته أن تتحول إلى «مراوحة قاتلة نتيجة الأزمات والأعباء التي يتحملها المواطن، أضف أن البلد يأخذ منحى خطيراً على الصعيد الاقتصادي، بينما بعض القوى السياسية لا تتحمل مسؤولياتها وتصر على الاستئثار بالسلطة من خلال تمسكها بالثلث المعطل»، مشدداً على أنه «لا يمكن بناء بلد بمنطق الإقصاء والتعطيل والاستئثار». واعتبر أبو الحسن في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أن «ما يتم تداوله لجهة عُقد مسيحية أو درزية أو سواها، إنما هي عُقد مفتعلة للتغطية على العُقدة الأساسية المتمثلة في سعي (التيار الوطني الحر) بشخص رئيسه الوزير جبران باسيل، للحصول على الثلث المعطل وبالتالي على حق النقض، الفيتو». وقال: «ما دام الرئيس المكلف هو الذي يشكل الحكومة ويعرض التشكيلة على رئيس الجمهورية ليتفقا ويوقّعا عليها، لماذا انتظار رئيس حزب أسبوعاً كاملاً حتى يعود من سفره ويدلي برأيه في التشكيلة؟». وأشار إلى أن «هناك فريقاً سياسياً يعطل التشكيل بانتظار أن تصرخ القوى الأخرى وتتنازل عن حقوقها، بينما المطلوب أن يسمع هذا الفريق صراخ الشعب اللبناني وأنينه وليس أي صراخ آخر». وأضاف: «نحن كلقاء ديمقراطي وحزب تقدمي اشتراكي، غير معنيين بالمحاصصة، فهذا منطق لا نؤيده البتة، لكن ما نرفضه ويرفضه الشعب اللبناني أن يكون هناك من يتعدى على حقوقنا، ونرى أن من واجبنا تجاه من انتخبونا وحمّلونا الأمانة، التمسك بالحد الأدنى من هذه الحقوق». وتساءل أبو الحسن: «ما دمنا للأسف في بلد بنظام طائفي وتركيبة مذهبية، وما دمنا بنظرهم نمثل حيثية مذهبية معينة، لماذا يتدخل جبران باسيل بشؤوننا؟». وقال: «هو يتحدث عن عُقدة درزية وأخرى مسيحية كما عن عُقدة سنية، باعتباره يسعى للحصول على وزير من حصة كل فريق كي يصل عدد وزرائه إلى 11 وبالتالي يحظى بالثلث المعطل. اللعبة باتت مكشوفة ولم يعد ينفع استغباء اللبنانيين».

ورأى أبو الحسن أن «حل الإشكالية الحكومية سهل جداً، ومعقَّد في آن، تبعاً لمقاربة «التيار الوطني الحر» للملف، نافياً أن تكون هناك عُقد خارجية تحول دون تشكيل الحكومة، مضيفاً: «إذا كان هناك من يعتقد عكس ذلك فليتحدَّ هذه القوى ويسهِّل عملية التشكيل». وتطرق أبو الحسن إلى ملف النازحين السوريين، فأكد أن الحزب «التقدمي الاشتراكي» يؤيد ويطالب بالعودة الطوعية والآمنة للنازحين، «وفي حال بقيت الظروف على ما هي عليه الآن، لا نعتقد أن العودة ستكون آمنة، إلا في حال توفر الضمانات المطلوبة سواء أكانت روسية أو أممية»، مشدداً على أن حزبه يتعاطى مع الملف من «وجهة نظر إنسانية محضة، فلا يوجد شخص لبناني وطني قد يعارض العودة في حال توفُّر شرطي العودة الطوعية وسلامة العائدين». وأضاف: «القانون رقم 10 الذي أقره النظام السوري ذو أبعاد متعددة، ويعزز الفرز الديموغرافي، وهدفه وضع العوائق أمام عودة النازحين، وبالتالي نحن نؤيد أي شيء يخالف بأهدافه مضمون وأهداف هذا القانون». ورداً على سؤال عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة السويداء وبالتحديد الهجوم الذي شنه تنظيم «داعش»، اعتبر أبو الحسن أن «المؤامرة على أبناء جبل العرب مستمرة، وهناك خوف عليهم، لذلك نستمر في المطالبة بضمانات لتأمين حمايتهم». وقال: «هناك محاولة لإخضاعهم وتدجينهم وتأطيرهم في جيش النظام السوري كي يُستفاد منهم في وقت لاحق في العمليات العسكرية المرتقب أن يشنها النظام شمال سوريا، وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به». وختم بالقول: «لهذا طالب رئيس الحزب وليد جنبلاط أن تكون موسكو الطرف الضامن سياسياً وأمنياً لتأمين الحماية اللازمة لدروز سوريا».

 

روكز بعد اجتماع تكتل لبنان القوي: التأليف بيد الرئيس المكلف وكل ما يتم تداوله بعيد من الواقع

الثلاثاء 31 تموز 2018 /وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، في مركز الاجتماعات والمؤتمرات في سن الفيل. بعد الإجتماع تحدث النائب العميد شامل روكز، فقال: " تمحور الإجتماع اليوم حول أربعة مواضيع: الموضوع الأساسي هو موضوع الحكومة وقلنا في الإجتماع إن هناك معايير لتأليف الحكومة، وإن التأليف هو بيد الرئيس المكلف وكل ما يتم تداوله في الإعلام من هنا أو من هناك هو بعيد من الواقع الذي نوجد فيه. رئيس الحكومة يشكل الحكومة، وقد طالبنا باعتماد معايير مشتركة نتيجة الإنتخابات النيابية التي جرت هذا العام".

أضاف: "ثم ناقش التكتل موضوع التشريع. نتمنى خصوصا في هذه الفترة في غياب الحكومة، لا سيما وأن دورات تشريعية متتالية تعقد، أن يكون هناك تشريع بصورة دائمة، وأن يكون المجلس سيد نفسه مع مجالات واسعة للتشريع، لا سيما وأن اقتراحات قوانين ومشاريع قوانين عديدة تطرح، وأن هناك مشاريع قوانين ترقد في جوارير المجلس، فغياب الحكومة ينبغي أن يشكل فرصة للمجلس النيابي لكي يشرع وينطلق بالتشريعات لأن الناس والبلد بحاجة لتشريعات، ولحركة تنموية ترتكز خصوصا الى التشريعات النيابية". وتابع: "النقطة الثالثة البالغة الأهمية التي ناقشها التكتل هي مسألة الإسكان، فوضع الإسكان الحالي في البلد بالغ الصعوبة، خصوصا بعد توقف قروض مصرف لبنان والتي تدعم مؤسسة الإسكان وصناديق الإسكان الموجودة في الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة والى ما هنالك. لهذا لدينا اقتراح قانون معجل مكرر لأننا كشعب لبناني نحتاج اليه كثيرا في هذه اللحظة التاريخية وفي خضم هذه الأزمة الإقتصادية، فالإسكان هو الذي يحرك الدورة الإقتصادية في البلد، خصوصا لتحريك الصناعة والتجارة من جهة ومن جهة ثانية قطاع العقارات الذي يشهد جمودا ونعرف حجم الإفلاسات في البلد، ومن جهة ثالثة أن يكون هناك مجال للحرف فنحو ستين قطاعا في البلد مجمدة نتيجة أزمة الإسكان". وقال: "نعرف حجم العراقيل في القضايا الإجتماعية من خلال العسكريين أو ذوي الدخل المحدود، ولأن هذه المسألة هامة وأساسية سوف نقدم هذا القانون الى مجلس النواب، علما أن هناك اقتراحات قوانين قدمت من قبل ولكننا نلتقي معها في المجلس النيابي ونتمنى إقراره في أسرع وقت ممكن، تمهيدا لأن يصبح اقتراح القانون بمتناول الحكومة اللبنانية، بحيث ينقل قرض الإسكان من المصرف المركزي الى الحكومة اللبنانية ووزارة المالية ليكون أكثر فعالية في المستقبل".وأشار روكز الى أن "الإجتماع طرح مشاريع عديدة للتنمية في كسروان وسائر المناطق اللبنانية لتتم متابعتها من قبل أعضاء التكتل بصورة دائمة". من جهة أخرى، وعشية عيد الجيش هنأ النائب روكز الجيش اللبناني باسم تكتل " لبنان القوي" وباسمه، بعيده، متمنيا له "المزيد من التقدم والقوة والمناعة" وقال: "أتمنى على الشعب اللبناني كما هو متكاتف اليوم حول الجيش اللبناني أن يتكاتف حوله أكثر في المستقبل لأنه يجسد خشبة الخلاص الأساسية في البلد".

وختم متوجها الى الجيش اللبناني أفرادا وضباطا وقيادة: "أعاده له عليكم وعلى عيالكم بكل خير وبركة".

 

كتلة المستقبل: دعم الرئيس الحريري في جهوده لتأليف حكومة وفاق وطني تتمثل فيها المكونات الفاعلة للشراكة الوطنية

الثلاثاء 31 تموز 2018 /وطنية - ترأس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عند الخامسة والنصف من عصر اليوم في "بيت الوسط" اجتماعا لكتلة المستقبل النيابية، جرى خلاله استعراض آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة.

وفي نهاية الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا تلته النائب ديما جمالي وقالت: "استمعت الكتلة من الرئيس سعد الحريري لمستجدات تأليف الحكومة، وخلاصة المشاورات التي شهدها الأسبوع الماضي مع مختلف الأطراف السياسية وأكدت في هذا المجال على الآتي:

1- دعم الرئيس سعد الحريري في جهوده لتأليف حكومة وفاق وطني تتمثل فيها المكونات الفاعلة للشراكة الوطنية في المجلس النيابي، وذلك بما يتلاءم مع أوسع نطاق ممكن لما أسفرت عنه نتائج الاستشارات النيابية الملزمة.

2- إن التزام مقتضيات الدستور في تأليف الحكومة هو الذي يحكم المسار الذي اختاره الرئيس المكلف، والذي يتقدم على ما عداه من آراء واقتراحات ومحاولات لإسقاط أي أعراف جديدة على عملية التأليف.

وتلفت الكتلة انتباه كل المعنيين في هذا الشأن إلى أن المعيار الوحيد الذي يتمسك به الرئيس المكلف ويعمل بمقتضاه هو المعيار الذي نص عليه الدستور، ومعيار المصلحة الوطنية التي توجب الخروج من دوامة الحصص والشروع بإطلاق عجلة العمل الحكومي في أسرع وقت.

3- تعتبر الكتلة أن الضرر الذي يصيب البلاد جراء التأخير في تشكيل الحكومة أسوأ بما لا يقاس من أي ضرر يمكن أن يشعر به هذا الفريق السياسي أو ذاك، من خسارة مقعد حكومي أو حقيبة وزارية، وأن الوقت الذي يهدر في التجاذب السياسي والإعلامي هو وقت يمكن أن ندفع جميعا ثمنه غاليا في المستقبل القريب، إذا لم تتضافر الجهود لتأمين الظروف الوطنية المناسبة لولادة الحكومة.

4- تشدد الكتلة على اعتبار التنسيق والتوافق بين فخامة رئيس الجمهورية وبين الرئيس المكلف القاعدة الأساس في عملية تشكيل الحكومة، وهي تجدد ثقتها بقدرة الرئيسين على بلوغ الهدف المطلوب في هذا السبيل، وتؤكد دعمها الكامل لتمسك الرئيس سعد الحريري بالخيارات السياسية والوطنية التي أرساها مع الرئيس العماد ميشال عون، وتشكلت في ضوئها عملية النهوض بالدولة ومؤسساتها الدستورية.

ثانيا: توجهت الكتلة بالتهنئة إلى الجيش اللبناني في عيده، قيادة وضباطا ورتباء وأفراد، وحيت تضحياتهم وتفانيهم في سبيل حماية الوطن وسيادته، مؤكدة أن المؤسسة العسكرية هي الضامن لجميع اللبنانيين وسياج كل الأراضي اللبنانية، وهي ركيزة أساسية للدولة وبوتقة ينصهر فيها جميع أبناء الوطن من كل المناطق والطوائف والمذاهب.

ثالثا: استمعت الكتلة لموقف نواب عكار من مسألة انشاء فرع للجامعة اللبنانية في عكار واللغط حول اقتراح مزعوم بنقلها من الأرض المخصصة لها في تل الزراعة العبدة إلى مكان آخر. وأكدت الكتلة أن إنشاء الفرع الذي تم بجهود الرئيس سعد الحريري وقرار من مجلس الوزراء في العام الماضي، لن يخضع لأي تبديل، كما أن اثارة اللغط حول الموقع لن تتمكن من عرقلة مشروع فرع الجامعة اللبنانية، الذي يطالب به عن حق كل أبناء عكار منذ مدة، والذي سيكون لكل عكار وكل الشمال ايضا من دون أي تمييز بين المناطق والطوائف.

أخيرا، باركت الكتلة للمناضلة الفلسطينية الشابة عهد التميمي، خروجها إلى الحرية، وحيت فيها روح الصمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي وممارساته، وأعلنت تضامنها مع جميع المناضلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال، ومع نضال الشعب الفلسطيني تحت الإحتلال وفي الشتات، من أجل حقه في دولة فلسطينية مستقلة، تكون عاصمتها القدس، بإذن الله".

 

التيار المستقل: لا لانغماس بعض القوى في وضع فيتوات على البعض الآخر في موضوع التأليف

الثلاثاء 31 تموز 2018/وطنية - عقد "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة اللواء عصام أبو جمرة وأصدر بيانا قرر فيه "عدم الحديث عن الزبالة وما ينتج عنها من اضرار صحية للبنانيين، وعن الكهرباء وغلاء بواخرها الفاحش بالمقارنة مع معامل الكهرباء التي انشئت في دولة مصر من باب "فالج لا تعالج" فالمسؤول الاول عنها هو هو منذ عشر سنوات وما يزال". وناقش المجتمعون "ما تم التداول به عبر وسائل الاعلام حول تأليف الحكومة فدانوا انغماس بعض القوى في معارك وضع فيتوات على البعض الاخر تحت عناوين فارغة: كالثلث المعطل ونسب الاحجام العددية وبنفس الوقت ينادون بالحكومة الجامعة الوفاقية دون التركيز على اختصاص وكفاءة المرشحين لتكون حكومة منتجة". وسألوا: "بعد شهرين من تشاور رئيس الحكومة المكلف غير الملزم مع كل النواب وكل رؤساء الكتل النيابية وفقا لنص المادة 62 من الدستور، لماذا وكيف يطلب رئيس الجمهورية بعده من الرئيس المكلف التفاهم مع رئيس التيار الوطني الحر التابع له، فاعتبروا ذلك انحيازا لمصلحة قوى سياسية تابعة للرئيس إن لم يكن احراجا للاخراج". وعن العلاقة بين لبنان وسوريا اعتبروا أن "موقف الرئيس الحريري بهذه العلاقة واضح بسكوته ويبقى اتهامه ذرا للرماد في العيون طالما أن التنسيق قائم بين الدولتين على مستوى عال، من زيارة وزير شؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول المتكررة الى دمشق، الى زيارات الوزيرين الحاج حسن وزعيتر ومفاوضات المدير العام للامن العام مع الاجهزة المعنية لحلحلة المشاكل وابرزها كان نقل داعش بالاوتوبيسات المكيفة الى داخل سوريا ما يقطع الشك باليقين، فضلا عن التنسيق القائم بين اللجان المشتركة لكل من الدولتين والسفارات التابعة لها. فهل الهدف من انتقاد الرئيس الحريري ايضا هو احراجه لاخراجه؟". وختم البيان: "اخيرا لا آخرا أمل المجتمعون أن يحسن المسؤولون صرف مساعد الملياري دولار الاخيرة التي قدمها البنك الدولي مشكورا، على مشاريع منتجة فلا يلتهمها الفساد المستشري أسوة بما سبقها".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة تكشف أدلة جديدة على دور إيران في تسليح الحوثيين والجيش اليمني سيطر على مواقع شرقي صنعاء

عدن وعواصم – وكالات/31 تموز/18/ أكد تقرير للأمم المتحدة، أمس، أن المتمردين الحوثيين مازالوا يتزودون بصواريخ بالستية وطائرات بلا طيار، لديها خصائص مماثلة للأسلحة المصنعة في إيران. وذكرت لجنة خبراء في التقرير السري المقدّم إلى مجلس الأمن، إنها «تواصل الاعتقاد بأن صواريخ بالستية قصيرة المدى وأسلحة أخرى، تم إرسالها من إيران إلى اليمن بعد فرض الحظر على الأسلحة في العام 2015. وجاء في التقرير الذي يقع في 125 صفحة، أن «أسلحة استخدمها الحوثيون وتم تحليلها في الاونة الاخيرة، بما في ذلك صواريخ وطائرات بلا طيار، تُظهر خصائص مماثلة لأنظمة أسلحة معروف أنها تُصنع في إيران”، مفيدا أنه خلال جولاته الأخيرة في السعودية، تمكن فريق الخبراء من تفحص حطام عشرة صواريخ وعثر على كتابات تشير إلى أصلها الإيراني، ومضيفا أنه «يبدو أنه على الرغم من الحظر المفروض على الأسلحة، لا يزال الحوثيون يحصلون على صواريخ بالستية وطائرات بلا طيار من اجل مواصلة، وعلى الارجح تكثيف حملتهم ضد أهداف في السعودية”. وبحسب لجنة الخبراء فإن «من المحتمل جدا ان تكون الصواريخ صُنعت خارج اليمن، وشُحِنت أجزاؤها الى الداخل اليمني حيث اعاد الحوثيون تجميعها”. وفي رسالة وجهتها إلى الخبراء، زعمت إيران إنّ هذه الصواريخ هي عبارة عن نسخة مُطوّرة محلّيًا من صواريخ «سكود”، وإنها كانت جزء من الترسانة اليمنية قبل اندلاع النزاع في اليمن.في غضون ذلك، أكدت الولايات المتحدة وسلطنة عمان، أهمية استمرار الدعم لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية هيذر نويرت في بيان، أن وزيري الخارجية الاميركي مايك بومبيو والعماني يوسف بن علوي، شددا على هامش اجتماع الوزراء الأول حول الحريات الدينية، على حاجة الأطراف كافة، «لإظهار ضبط النفس من أجل تجنب المزيد من التصعيد في العمليات العدائية”. من جانبها، رحبت الحكومة اليمنية بمقترح غريفيث، بشأن انسحاب المليشيا الحوثية من مدينة وميناء الحديدة ومينائي رأس عيسى والصليف. وأكد وزير الخارجية خالد اليماني خلال لقائه مع المبعوث الإيطالي إلى اليمن جيان فرانكو بتروزيلا، أن حكومته دعمت جهود المبعوث الأممي، وأوقف الجيش اليمني والتحالف العربي العمليات العسكرية لمدة 45 يوما، لإعطاء الفرصة الكافية له لتحقيق نتائج إيجابية على الأرض في محادثاته مع الميليشيات الحوثية، موضحا أن الميليشيات استمرت في المراوغة. بدوره، طرح رئيس اللجنة الثورية العليا للمتمردين، محمد الحوثي، مبادرة لوقف العمليات العسكرية البحرية، يطالب فيها التحالف العربي بوقف عملياته في البحر لمدة محدودة قابلة للتمديد.ميدانيا، سيطر الجيش الوطني اليمني على مواقع عسكرية جديدة، شرقي العاصمة صنعاء، حيث حرر سلسلة جبال البياض الستراتيجية، من قبضة مليشيات الحوثي، في مديرية نهم. وحرر الجيش مواقع جديدة في مديرية كتاف البقع بمحافظة صعدة، حيث حرر مناطق وادي الخراشب ووادي السوائل، وصولا إلى تحرير سلسلة جبال الرصيفات المطلة على مناطق السائلة وعلى وداي آل بو جبارة بمحافظة صعدة، كما تمكنت قوات الجيش من تحرير منطقة الطير، وهي أعلى المرتفعات الجبلية بمديرية كتاف. من جانبها، قصفت طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن، تجمعات لمسلحي ميليشات الحوثي في إحدى المزارع شرقي مدينة الحسينية بمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة. ومع استمرار تدفق التعزيزات التابعة لقوات المقاومة، كثفت ميليشيات الحوثي من انتشارها الأمني في شوارع مدينة الحديدة.

 

الجيش السوري على حدود الجولان المحتل… من الأردن إلى لبنان

دمشق، عواصم- وكالات/31 تموز/18/ توشك قوات الحكومة السورية على بسط سيطرتها على كامل الشريط الحدودي مع إسرائيل، من حدود الأردن (جنوب غرب)، إلى الحدود اللبنانية في الشمال الغربي، بعدما أحكمت قبضتها على قرى هضبة الجولان السورية، وانتزعت كامل بلدات حوض اليرموك التي كان يتخذها فصيل “جيش خالد” المبايع لتنظيم “داعش” الإرهابي معقلاً حصيناً وأخيراً في الريف المتداخل بين محافظتي درعا والقنيطرة. ووفقاً لمعلومات متطابقة نشرها “المرصد السوري” المعارض ووسائل إعلام سورية وأخرى مقرّبة من دمشق، فإن فصيل “جيش خالد” الإرهابي “يسيطر حالياً على ثلاث قرى صغيرة، تشكل أقل من واحد في المئة فقط من المنطقة التي كان تحت سيطرته سابقاً في حوض اليرموك”، فيما يواصل الجيش السوري بسط سيطرته على كامل المنطقة الحدودية مع هضبة الجولان السورية المحتلة، بعدما رفع العلم الوطني أمس في مدينة نوى وناحية المسيفرة، “وسط تجمع شعبي حاشد، احتفالاً بإنهاء الوجود الإرهابي فيهما”، بحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”، والإعلام الحربي التابع لـ”حزب الله” اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات الدولة السورية. ومساءً، بثت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لـ”حزب الله”، أن “الجيش السوري وحلفاءه سيطروا بالكامل على حوض اليرموك”. وكان مدير “المرصد” رامي عبدالرحمن أفاد صباحاً أن “القوات الحكومية الزاحفة سيطرت على كل المناطق، باستثناء ثلاث قرى مازال يسيطر عليها مقاتلو فصيل (جيش خالد بن الوليد) المرتبط بتنظيم (داعش)”. وفيما تتابع وحدات الجيش السوري مطاردتها عشرات من إرهابيي تنظيم “داعش”، انكفأوا إلى “جيب محدود في أقصى حوض اليرموك”، تدور مفاوضات بين القوات السورية وإرهابيي التنظيم المحاصرين، تتضمن “نقل نحو مئة مقاتل مع أفراد من عائلاتهم إلى البادية السورية، مقابل إطلاق 30 امرأة وطفلاً خطفهم التنظيم من محافظة السويداء الأسبوع الماضي”، حسبما أفاد “المرصد”.

إلى ذلك، أظهر التلفزيون السوري، مساء أمس، وصول عدد من الحافلات إلى ممر قرية أوفانيا في محافظة القنيطرة، “لإخراج الإرهابيين الرافضين للتسوية مع عائلاتهم من بلدة جباتا الخشب والقرى التابعة لها إلى شمال سورية”، بموجب اتفاق أقرَّ في 20 يوليو ونصّ على خروج رافضي التسوية من محافظة القنيطرة إلى إدلب، وتسوية أوضاع الراغبين في البقاء بمناطقهم، وعودة الجيش السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل العام 2011. سياسياً، اختتمت في مدينة سوتشي الروسية، أمس، محادثات الجولة العاشرة من عملية أستانا. وأعلنت روسيا أن الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا (روسيا وإيران وتركيا)، أكدت تمسكها بسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، ومواصلة مكافحة الإرهاب فيها. وقال ألكسندر لافرينتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، إن الدول الثلاثة الضامنة أكدت “العمل على تعزيز الثقة بين المعارضة والحكومة السورية (…) وقررت استمرار المشاورات مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وأكدت ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين”. وجاء في البيان الختامي لاجتماع سوتشي، الذي تلاه لافرينتييف: “إن جميع الأطراف اتفقوا على تحديد مفهوم مكافحة الإرهاب في سورية، من أجل القضاء على تنظيم (داعش)، و(جبهة النصرة)، وجميع الكيانات الموالية لتنظيم (القاعدة) وفقا لتعريف مجلس الأمن الدولي”. وأضاف: “تؤكد جميع الأطراف إصرارها على الوقوف ضد الدعوات والأجندات الانفصالية التي تقوّض السيادة السورية، وكذلك الأمن القومي للدول المجاورة”. ودعا البيان “المجتمع الدولي، خصوصاً الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى إعادة هيكلة وتأهيل البنى التحتية (السورية)، بما في ذلك المنشآت الاجتماعية والاقتصادية، وحماية التراث التاريخي”. وكان دي ميستورا قدّم صباحاً لممثلي الدول الضامنة قائمة “غير نهائية” للجنة السورية لصياغة دستور جديد. ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر من الوفد الإيراني، أن المبعوث الأممي “ناقش مع ممثلي الدولة الضامنة طرق تعيين ممثلين عن الحكومة والمعارضة، وكذلك المجتمع المدني في اللجنة الدستورية”.

 

موسكو تطمئن إسرائيل: لا قوات إيرانية على حدودكم مع سورية

القدس- وكالات/31 تموز/18/ طمأن السفير الروسي لدى إسرائيل أناتولي فيكتوروف الدولة العبرية إلى أن السيطرة على الحدود السورية مع إسرائيل “ستكون للجيش النظامي السوري فقط”، ولن تتواجد هناك تشكيلات أجنبية، “خصوصاً إيرانية أو حليفة لها”. لكنه أكد، في المقابل، أن طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو المتكرر بضرورة إخراج القوات الإيرانية وحلفائها من سورية هو طلب “غير واقعي”. وأكد السفير الروسي، على أثير القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، وجود اتفاق حول عدم انتشار قوات على حدود إسرائيل من الجانب السوري غير قوات الجيش النظامي. وقال: “الأولوية هي ضمان أمن إسرائيل، وهذه ليست كلمات فارغة بالنسبة إلى السياسة الخارجية الروسية”. وأضاف “يجب ألا تكون هناك قوات غير سورية في المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد”. لكن السفير فيكتوروف وصف مطلب إسرائيل بسحب القوات الإيرانية من جميع الأراضي السورية بأنه “غير واقعي” في الظروف الحالية. وقال: “الإيرانيون يقومون بدور مهم جداً جداً في إطار جهودنا المشتركة للقضاء على الإرهابيين في سورية، لذلك فإننا نعتبر أن الطلب الإسرائيلي بطرد القوات الأجنبية من سورية، في المرحلة الحالية، أمر غير واقعي (…) الوجود الإيراني في سورية مشروع تماماً، طبقاً لمبادئ الأمم المتحدة”. ورداً على سؤال عن إمكان قيام موسكو بطرد الإيرانيين من سورية، قال السفير الروسي “كلا، لا يمكنننا أن نجبرهم على ذلك”. وعن موقف بلاده من الغارات الجوية التي تنسب لإسرائيل في سورية وتستهدف مواقع إيرانية أو أهدافاً لحلفاء طهران، مثل “حزب الله”، قال السفير الروسي: “نحن لا نوافق على كل استخدام للقوة من قبل الحكومة الإسرائيلية (…) لكننا لا نستطيع إقناع إسرائيل بالتصرف بهذه الطريقة أو تلك. ليس لروسيا أن تعطي الحرية لإسرائيل للقيام بهذا الأمر أو ذاك”.

 

جلسة استثنائية للكنيست حول قانون «الدولة اليهودية»

القدس: «الشرق الأوسط أونلاين/31 تموز/18/أعلن البرلمان الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء) أنه سيعقد جلسة استثنائية حول قانون «الدولة اليهودية» المثير للجدل في الثامن من أغسطس (آب) المقبل. وكان 52 نائبا من المعارضة (من أصل 120 في المجلس) دعوا إلى عقد الجلسة بعد أن أنهى البرلمان دورته الصيفية الخميس الماضي. ويؤكد القانون الذي أقره البرلمان الإسرائيلي بدعم من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في التاسع عشر من يوليو (تموز) أن إقامة «بلدات يهودية جزء من المصلحة الوطنية»، ويمنح اليهود الحق «الحصري» لتقرير المصير في إسرائيل. كما يعتبر العبرية اللغة الرسمية الوحيدة لإسرائيل بينما لن يكون للعربية أكثر من وضع «خاص» لم يحدد بعد. وهذا القانون جزء من القوانين الأساسية التي هي بمثابة دستور في إسرائيل. وستركز النقاشات خلال الجلسة الاستثنائية على «قانون الجنسية ومساسه بقيم المساواة الديمقراطية»، بحسب نواب المعارضة. ويمكن أن تتم الدعوة إلى انعقاد الكنيست خارج دوراته المعتادة إذا تقدم بالطلب ما لا يقل عن 25 نائبا لكن الجلسة لا تتضمن تصويتا. واستبعد آفي ديشتر مقرر القانون والنائب من حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو الثلاثاء للإذاعة العسكرية أي تعديل في النص الذي ندد النواب العرب الإسرائيليون معتبرين أنه «عنصري» وزعماء الدروز. ويمثل العرب الإسرائيليون 17.5 في المائة من سكان إسرائيل البالغ عددهم نحو ثمانية ملايين. وصرح ديشتر: «لا أرى مبررا لتعديل هذا القانون الأساسي من أجل أخذ الدروز في الاعتبار». وكان هذا النائب أيد التصويت على قانون عادي منفصل يحدد وضع هؤلاء. وتقول وسائل الإعلام إن الرئيس رؤوفين ريفلين الذي يتمتع بسلطات رمزية أكد أمس (الاثنين) خلال لقاء مع نواب عرب إسرائيليين أنه يعتزم توقيع نص القانون بالعربية للتعبير عن معارضته. لكن متحدثة باسمه رفضت تأكيد ذلك لدى سؤالها من قبل وكالة الصحافة الفرنسية. وشدد ديشتر من جهته على ضرورة أن يوقع الرئيس نص القانون بالعبرية اللغة الرسمية في البلاد. وأضاف أن ريفلين «حر بإضافة إشارة باللغة العربية إذا شاء». وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «إسرائيل ديموكراسي» أن 46 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون القانون من بينهم 52.3 في المائة من اليهود. وشمل الاستطلاع عينة تمثيلية من 600 شخص بهامش خطأ بلغ 4.1 في المائة.

وكان نتنياهو أعلن الأحد أن قوانين تم إقرارها سابقا تضمن المساواة لغير اليهود.

 

محكمة تركية ترفض الإفراج عن القس الأميركي المحتجز

أنقرة: الشرق الأوسط أونلاين/31 تموز/18/رفضت محكمة تركية اليوم (الثلاثاء) رفع الإقامة الجبرية عن قس أميركي متهم بأنشطة «إرهابية»، في محاكمة تسببت بتوتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، حسبما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» الحكومية. وكان محامي القس آندرو برانسون طلب أمس الإفراج عن الأخير والسماح له بمغادرة الأراضي التركية، لكن محكمة في أزمير (غرب) رفضت هذا الطلب اليوم بحسب الوكالة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دعا نظيره التركي رجب طيب إردوغان، إلى التحرك للإفراج عن القس الأميركي آندرو برانسون المحبوس في تركيا لاتهامات تتعلق بالإرهاب والتجسس. وكتب ترمب على حسابه في «تويتر»: «من العار ألا تفرج تركيا عن قس أميركي محترم هو آندرو برانسون من السجن. إنه محتجز رهينة منذ وقت طويل». وأضاف أنه يتعين على إردوغان «فعل شيء للإفراج عن هذا الزوج والأب المسيحي الرائع. لم يرتكب أي خطأ». وصعّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القضية، محذراً الولايات المتحدة من أن فرض العقوبات لن يجبر أنقرة على «التراجع» بعد أن هدد الرئيس دونالد ترمب بمعاقبة تركيا في حال لم تطلق سراح القس الأميركي. وعبر أول تصريحات للرئيس التركي يوم الأحد الماضي، منذ توتر العلاقات في أعقاب تهديد ترمب باتخاذ تدابير ما لم يطلق سراح القس آندرو برانسون قال إردوغان: «لا يمكنكم أن تجعلوا تركيا تتراجع من خلال فرض عقوبات». وأضاف: «على الولايات المتحدة ألا تنسى أنها يمكن أن تخسر شريكا قويا ومخلصا مثل تركيا ما لم تغير موقفها». وتوترت العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي في أعقاب سجن القس برانسون، الذي كان يشرف على كنيسة بروتستانتية في مدينة أزمير المطلة على بحر إيجة. وسجن لسنتين تقريبا بتهمة الإرهاب، لكنه وضع قيد الإقامة الجبرية يوم الأربعاء الماضي. ورد ترمب على قرار المحكمة مطالبا بإطلاق سراحه فورا ومحذرا من أن الولايات المتحدة ستفرض «عقوبات شديدة على تركيا لاعتقالها الطويل لبرانسون». وكانت العلاقات قد توترت بين الدولتين على خلفية عدد من القضايا، منها دعم واشنطن لفصيل كردي سوري تعتبره تركيا مجموعة إرهابية، وعدم قيامها بتسليم الداعية فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا.

 

روحاني: موقف واشنطن غير قانوني والكرة في ملعب أوروبا

لندن: الشرق الأوسط أونلاين/31 تموز/18/تواصل واشنطن وطهران "مباراة" الملف النووي وتقاذف كرة المفاوضات بشأنه، وفي أبرز المستجدات تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني عبر موقعه الرسمي اليوم الثلاثاء أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي "غير قانوني" وأن الكرة أصبحت "في ملعب أوروبا" في ما يتعلق بالمحافظة على العلاقات مع طهران. وقال إن "الجمهورية الإسلامية لم تسع قط لإحداث توترات في المنطقة ولا ترغب في أي مشاكل في الممرات المائية العالمية، لكنها لن تتخلى بسهولة عن حقها في تصدير النفط". وحدّدت طهران اليوم شروطاً جديدة للتفاوض لخّصها مستشار لروحاني بقوله إن أي محادثات مع الولايات المتحدة يجب ان تبدأ بخفض التصعيد والعودة الى الاتفاق النووي. وكتب حميد ابو طالبي على "تويتر": "من يؤمنون بالحوار وسيلة لحل الخلافات عليهم أن يلتزموا أداتها. فاحترام الشعب الايراني وخفض التصرفات العدائية وعودة اميركا إلى الاتفاق النووي من شأنها تمهيد الطريق غير المعبّد".

وكان أبو طالبي يرد بذلك على تصريح للرئيس الاميركي دونالد ترمب أمس الاثنين أعرب فيه عن استعداده للقاء المسؤولين الايرانيين "متى ارادوا ذلك"، ومن دون شروط مسبقة. وقال: "أعتقد انهم يريدون لقائي. انا مستعد للقائهم متى ارادوا"، وذلك خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض بعد أقل من اسبوع على تبادله تهديدات مع نظيره الايراني. وأكد ابو طالبي ان ايران أبدت انفتاحا إزاء الحوار في الماضي، خصوصا خلال الاتصال الهاتفي بين روحاني والرئيس الاميركي السابق باراك اوباما في العام 2013. وكتب ان الاتصال آنذاك كان "مرتكزا على الإيمان بإمكان السير في طريق بناء الثقة عبر التزام أداة الحوار. الاتفاق النووي كان ثمرة لالتزام الحوار، فلا بد من القبول به". في سياق متصل، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "ارنا" عن نائب رئيس البرلمان علي مطهري قوله: "لو لم ينسحب ترمب من الاتفاق النووي ويفرض عقوبات على إيران لما كانت هناك أي مشكلة في المفاوضات مع أميركا. لكن التفاوض مع الأميركيين سيكون إذلالا الآن". ويعقب هذا الموقف قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي أمس الاثنين ردا على ترمب ان المحادثات مع الادارة الاميركية الحالية مستحيلة "نظرا إلى الاجراءات العدائية التي قامت بها أميركا ضد إيران".

وكانت الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي في مايو (أيار) وتستعد لاعادة فرض عقوباتها على ايران على مرحلتين في اغسطس (آب) وفي نوفمبر (تشرين الثاني). ويقول ترمب انه يريد اتفاقا جديدا يذهب أبعد من الاتفاق الحالي. بدوره، حدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأساس لإجراء محادثات مباشرة مع إيران بقوله: "إذا أظهر الإيرانيون التزامًا لإجراء تغييرات جوهرية في طريقة تعاملهم مع شعبهم، والحد من سلوكهم الخبيث، ووافقوا على أنه من المفيد الدخول في اتفاق نووي يمنع فعليًا الانتشار، عندئذ في هذه الحالة فإن الرئيس مستعد للجلوس لمحادثات معهم". وأضاف لمحطة "سي.ان.بي.سي" التلفزيونية: "الرئيس يريد الاجتماع مع اشخاص لحل المشكلات". من جهة أخرى، أكد قائد القوات البحرية الإيرانية الأميرال حسين خانزادي أن بقاء مضيق هرمز مفتوحا مرهون بتأمين المصالح الإيرانية ووفاء المجتمع الدولي بتعهداته حيال إيران. ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عنه قوله في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء إن "أي إجراءات حظر تفرض على إيران بصورة ظالمة ستؤثر بالتأكيد على نشاط مضيق هرمز. وعلى الجميع أن يعرفوا أن نتيجة قرار ما على الصعيد الدولي لن تؤثر على دولة واحدة فقط، بل ستؤثر على الآخرين". وتزايدت التهديدات المرتبطة بالمضيق بعد تحذيرات إيرانية من إغلاقه أمام شحنات النفط إذا ما مضت واشنطن في إجبار الدول على وقف شراء النفط الإيراني في إطار الضغط الذي تمارسه على طهران منذ إعلان ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي. وأكد خانزادي في الوقت نفسه أن بلاده حريصة على عمل المضيق وحفظ أمنه باعتباره "جزءا من مصالح الجمهورية الإسلامية". وكان أمن مضيقي هرمز وباب المندب موضع تهديدات متبادلة بين واشنطن وطهران. وقد أكدت القيادة المركزية الأميركية استعدادها لمواجهة أي هجوم يستهدف الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، وحماية الحركة التجارية للسفن الناقلة للنفط، وذلك في رد على استهداف ميليشيات الحوثي الناقلة السعودية الاسبوع الماضي، أثناء عبورها باب المندب. وقال النقيب بيل أوروبان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية لمجلة "فورين بيلوسي" إن القوات الأميركية لا تزال يقظة ومستعدة للعمل مع شركائها للحفاظ على التدفق الحر للتجارة في جميع أنحاء المنطقة. ومعلوم أن ترمب كان قد هدد روحاني برد قاسٍ إذا ما نفذ ما توعّد به من شن "حرب مضائق"، وتوجّه إليه ب تغريدة قال فيها: "لا تهدد أبدا الولايات المتحدة مرة أخرى وإلا ستتكبد عواقب لم يشهد مثيلها سوى قلة عبر التاريخ، نحن لم نعد البلد الذي سيقف أمام كلماتك التي تتوعد بالعنف والموت كن حذرا”.

 

«طالبان» تفقد السيطرة على 3 مناطق أفغانية

كابل: الشرق الأوسط أونلاين/31 تموز/18/أعلنت وكالة التفتيش العامة الأميركية الخاصة بإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) في تقرير نشر اليوم (الثلاثاء)، أن مقاتلي طالبان فقدوا السيطرة على مناطق في أفغانستان للمرة الأولى منذ عام 2016. وأضافت الوكالة التي أنشأها الكونغرس الأميركي، أن «طالبان» تسيطر على 56 من أكثر من 400 منطقة في أنحاء البلاد حتى منتصف مايو (أيار)، مقابل 59 منطقة في يناير (كانون الثاني). وابتداء من منتصف مايو، سيطرت الحكومة الأفغانية على 3.‏56 في المائة من جميع المناطق، وهو ما يشير إلى عدم حدوث أي تغيير منذ الربع الماضي، ولكنه مثّل انخفاضا طفيفا عن نسبة 57 في المائة التي تم تسجيلها في مايو 2017. بحسب ما ذكرته الهيئة. وفي إقليم أوروزجان، تسيطر «طالبان» على أربعة من المناطق الست وعلى 53 في المائة من سكانها. وفي قندوز، يسيطر المسلحون على خمس مناطق من أصل سبعة، و62 في المائة من السكان. كما تستمر سيطرة «طالبان» المشددة في إقليم هلمند، حيث تسيطر على تسع من بين 14 منطقة. كما أبرز التقرير العدد الكبير من الخسائر العسكرية الأفغانية، فقد فقدت القوات الحكومية نحو 8500 شخص منذ أبريل (نيسان) 2017 حتى منتصف مايو من العام الحالي، بمتوسط 23 شخصا في اليوم.

 

أول عضو بفريق ترمب الانتخابي يواجه تهماً بالتهرب الضريبي والاحتيال المالي

واشنطن: الشرق الأوسط أونلاين/31 تموز/18/أصبح بول مانافورت الرئيس السابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانتخابية، اليوم (الثلاثاء)، أول عضو في فريقه الانتخابي الذي يواجه محاكمة بتهم انبثقت من التحقيق بالتدخل الروسي في انتخابات 2016. ونفى مانافورت (69 عاما) 18 تهمة موجهة إليه بالاحتيال على البنوك والتهرب الضريبي تتعلق بنشاطات ضغط لصالح حكومة أوكرانيا السابقة التي كانت مدعومة من روسيا. ووجهت التهم من قبل المحقق الخاص روبرت مولر، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الذي يحقق في تدخل روسيا في انتخابات الرئاسية، إلا أن التهم لا تتعلق بفترة عمل مانافورت رئيسا لحملة ترمب. ويبدأ اختيار لجنة المحلفين المؤلفة من 12 عضوا في قضية «الولايات المتحدة ضد مانافورت» عند الساعة 10.00 صباحا (14.00 ت غ) اليوم أمام القاضي ت.س. ايليس في ألكسندريا في فيرجينيا. ويتوقع أن تستمر المحاكمة نحو ثلاثة أسابيع. وعمل مانافورت، المستشار السياسي الجمهوري المخضرم، رئيسا لحملة ترمب الانتخابية لثلاثة أشهر في 2016 قبل أن يجبر على الاستقالة وسط تساؤلات حول عمله في أوكرانيا. كما أنه يلاحق بخمس تهم من بينها الكذب في بياناته الضريبية وعدم الإبلاغ عن حسابات بنكية يمتلكها في قبرص وغيرها من الدول بهدف إخفاء ملايين الدولارات التي حققها من دخل من نشاطات قام بها لصالح رئيس أوكرانيا السابق الموالي لروسيا فكتور يانوكوفيتش. إضافة إلى أنه متهم بعدم إبلاغ «جهاز العائدات الداخلي» بوجود حسابات في بنوك خارجية، وبالاحتيال على البنوك تتعلق بقروض بملايين الدولارات حصل عليها من عدة بنوك. وتعتزم النيابة إحضار نحو 30 شاهدا خلال المحاكمة، ومن بينهم شريك مانافورت السابق في الأعمال ريتشارد غيتس الذي يتعاون مع الحكومة بعد اعترافه بتهم أقل وطأة في فبراير (شباط) الماضي. وحصل خمسة شهود على حصانة من الملاحقة القضائية مقابل الإدلاء بشهاداتهم ضد مانافورت. ووجه مولر التهم لـ32 شخصا حتى الآن لعلاقتهم بتحقيقه فيما إذا كان أفراد من حملة ترمب الانتخابية تواطأوا مع روسيا لهزم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ورغم أن غيتس وآخرين ومن بينهم مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، اعترفوا بالتهم الموجهة لهم، رفض مانافورت عقد اتفاق. ويقول خبراء قانونيون إن مانافورت ربما كان يأمل في تبرئته أو ربما كان يأمل في عفو رئاسي. وقال جوناثان تيرلي أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن إن الأمور ليست في صالح مانافورت، موضحا لوكالة الصحافة الفرنسية أن «هذه قضية معقدة بشكل استثنائي بالنسبة للدفاع». وأضاف أنه «يكفي مولر ضمان إدانة واحدة فقط بتهمة واحدة ضد مانافورت لكي يتمكن من وضعه خلف القضبان لمدة عشر سنوات.. ولان عمره 69 عاما فإن ذلك يشغله بلا شك». وقال تيرلي إنه يعتقد أنه «من غير المرجح أن يتعاطف المحلفون مع بول مانافورت» الذي توضح وثائق المحكمة إنفاقه الكبير وأسلوب حياته الباذخ. وتابع: «سيرون شخصا أنفق نصف مليون دولار فقط على تنسيق الحدائق.. وإضافة إلى ذلك فستطلق الحكومة عليه رصاصة الرحمة» من خلال شهادة غيتس، شريك مانافورت التجاري السابق. وقال تيرلي إن مانافورت ربما «يلعب استراتيجية العفو.. فقد حافظ على ولائه.. ويشعر أنه ليس لديه ما يخسره إذا حوكم واحتفظ بفرصه للحصول على عفو». وأضاف: «إذا تعاون مع مولر فإن فرص العفو ستنخفض بشكل كبير». وأمضى مانافورت الشهر السابق في سجن في ألكسندريا على مشارف واشنطن بعد أن ألغى قاض فيدرالي إقامته الجبرية وكفالته البالغة 10 ملايين دولار، بسبب ما قال إنه تلاعب في شهادات الشهود في قضية أخرى. ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في العاصمة الأميركية في سبتمبر (أيلول) في تهم مختلفة وجهها مولر بتهم التآمر وغسل الأموال وعدم تسجيله كعميل لحكومة أجنبية. ورد ترمب على سجن مانافورت في يونيو (حزيران) بوصفه بأنه «غير عادل». وكتب في تغريدة في 15 يونيو: «يا له من حكم قاس على بول مانافورت الذي مثل رونالد ريغان وبوب دول وغيرهما من كبار الشخصيات السياسية والحملات.. لم أكن اعلم أن مانافورت رئيس عصابة».

 

القيادة المركزية الأميركية: مستعدون لمواجهة أي هجوم يستهدف الملاحة في باب المندب

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/31 تموز/18/أكدت الولايات المتحدة دعمها لمساعي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، كما عبرت عن إدانتها لمحاولات تهديد الملاحة في البحر الأحمر في أعقاب الهجوم الحوثي الأخير على ناقلة نفط سعودية.

وقال مصدر رفيع المستوى في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة تدعم مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن لإنهاء الأزمة، كما أنها تحث جميع الأطراف على العمل مع غريفيث من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يحقق السلام والازدهار والأمن لليمن. وأشار المصدر من جهة أخرى إلى أن واشنطن تدين بشدة أي عمل يهدد حرية الملاحة، إذ إنها قلقة من التقارير التي تحدثت عن شن الحوثيين هجوماً على ناقلة النفط السعودية، مؤكداً أن هذه الهجمات على النقل البحري المدني لا تؤدي إلا إلى تفاقم النزاع وتتسبب في تدهور الحالة الإنسانية السيئة في اليمن. كما أكد تأييد واشنطن لإعلان الرياض وقف شحنات النفط مؤقتاً عبر مضيق باب المندب نتيجة الهجوم الأخير. وقال المصدر «إننا قلقون بشأن النتائج البيئية الكارثية المحتملة إذا استمرت الهجمات على السفن، لا سيما تلك التي تحمل النفط». بدورها، أكدت القيادة المركزية الأميركية استعدادها لمواجهة أي هجوم يستهدف الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، وحماية الحركة التجارية للسفن الناقلة للنفط، وذلك في رد على استهداف ميليشيات الحوثي الناقلة السعودية الأربعاء الماضي، أثناء عبورها مضيق باب المندب، ما استدعى السلطات السعودية لإيقاف حركة السفن والناقلات التجارية للنفط مؤقتاً حتى يتم تأمين حركة الملاحة البحرية في المنطقة. وقال النقيب بيل أوروبان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية لمجلة «فورين بيلوسي» إن الولايات المتحدة على علم بالهجوم الحوثي على ناقلة النفط السعودية عند مضيق باب المندب، مؤكداً أن القوات الأميركية لا تزال يقظة ومستعدة للعمل مع شركائها للحفاظ على التدفق الحر للتجارة في جميع أنحاء المنطقة.

بدوره، أرجع دبلوماسي أميركي سابق، فضّل عدم ذكر اسمه، سبب الاعتداء على ناقلة النفط السعودية من قبل ميليشيات الحوثي إلى التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، إذ إن الحادثة الأخيرة والرد السعودي، مرتبطان، برأيه، بالصراع الإقليمي بين السعودية وإيران، وكذلك التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن، والتي تعد أكثر من علاقتها الفعلية بوقف شحنات النفط، متوقعاً ارتفاع أسعار النفط الخام بعد الهجوم الأخير. كما توقع لجوء السعودية في المستقبل إلى شحن النفط عبر الأنابيب في البحر الأحمر التي تصل إلى البحر الأبيض المتوسط لتجنب العبور من باب المندب. وقال خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» إن إيران تسعى إلى إيجاد طرق للرد على جهود الولايات المتحدة للحد من صادراتها النفطية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في ربيع العام الحالي، كما أن نقاط العبور الدولية مثل باب المندب ومضيق هرمز الأكثر أهمية في الخليج، تعد أهدافاً أساسية داعية إلى استخدامها للضغط على أميركا وحلفائها. وأضاف: «جددت طهران هذا الشهر تهديدها الدائم بإغلاق مضيق هرمز إذا تضررت صادراتها النفطية من العقوبات الأميركية، وكرر الرئيس الإيراني حسن روحاني هذا التهديد بأن المعركة مع إيران تعد أم المعارك، ومن هذا المنطلق لا يمكننا تفسير الحدث الأخير إلا أنه اعتداء إيراني على حلفاء أميركا». وأشار إلى أن التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز ليست جديدة، إذ انخرطت إيران في ثمانينيات القرن الماضي أثناء حربها مع العراق إلى استخدام ما يسمى بـ«حرب النواقل» في الخليج، وتم جرّ البحرية الأميركية إلى ذلك».

من جهته، اعتبر الدكتور حسين إبش الباحث السياسي في معهد الخليج للدراسات والأبحاث بواشنطن، أن المجتمع الدولي يدين الاعتداء على ناقلة النفط السعودية، وتوقع أن تعتبر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتداء ضمن تكثيف جهود إيران السلبية في المنطقة على واشنطن وحلفاؤها. وأضاف إبش لـ«الشرق الأوسط» أن إيران و«حزب الله» تدخلا كثيراً في دعم الميليشيات الحوثية في الحرب اليمنية. ولفت إلى أن الميليشيات الحوثية قد تلجأ بعض الأحيان إلى التصرف بمفردها في شن الهجمات دون الرجوع إلى طهران، وقد تفعل العكس في أحيان أخرى، لكن في نهاية المطاف فإن النظام الإيراني متورط بدعمه الحوثيين. وأضاف: «من المستحسن أن تتحد الرياض وواشنطن وغيرهما من الأطراف الأخرى، في تكثيف الحماية البحرية من أجل الحفاظ على حرية الحركة وسلامة الملاحة في البحر الأحمر ومياه الخليج، خاصة في نقاط الاختناق الرئيسية مثل باب المندب ومضيق هرمز، كما أن تهديد إيران الأخير بإغلاق المضيق يعد مثالا جيدا على نوع من الفوضى البحرية التي تعتقد طهران أنها يمكن أن تخدم مصالحها». وخلص إلى القول: «أعتقد أن من الممكن تخفيف هذا التهديد أو مجابهته أمنياً عبر حركة تعاونية بحرية واسعة النطاق وبقوة، وإذا لم يفعلوا ذلك، سيكون الندم كبيراً خلال الأيام القادمة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عون أيضاً غير مستعجل 

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 01 آب 2018

توحي أوساط في «التيار الوطني الحر» بعدم الرضى على أداء الرئيس سعد الحريري الذي يعطي الفرصة، في رأيها، لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليتمترسا خلف موقفه، وبالتالي سيؤدّي هذا التمترس الى تأخير تأليف الحكومة.

هل يعني هذا الموقف فتح معركة مع الحريري؟ ليس معركة بالمعنى المعلن تقول الأوساط، لكن أيضاً لم يعد هناك مفرّ من وضع الأمور في نصابها، فالحكومة ربما تكون حكومة السنوات الأربع المقبلة، ولذلك يشدّد رئيس الجمهورية ميشال عون على أن تكون حكومة تساهم في إنجاح عهده وليس في إحباطه من بداية الطريق. وتضيف هذه الاوساط: «بدأنا نلمس جدّياً أنّ هناك اتّجاهاً لإحباط العهد ومحاربته انطلاقاً من تأليف الحكومة، وعون يعرف انّ الحريري ليس في نيّته المشاركة في إحباط العهد، لكنّ المسار الذي يتّبعه يؤدّي عملياً الى هذه النتائج». وتقول: «يلعبون لعبة إمساك العهد في المكان الذي يوجعه، أي عدم تأليف الحكومة، لكنهم لا يعرفون أنّ عون قادر على الانتظار أكثر منهم، فهو الآن السلطة الحقيقية التي تمتلك التوقيع الساري المفعول، فلا الرئيس المكلّف يمتلك السلطة، لأنّ صلاحيّاته كرئيس مكلّف أقل من صلاحيات أيّ وزير في الحكومة المستقيلة حتى لو انتقل الى السراي الحكومي لتصريف الأعمال، ولا رئيس المجلس النيابي يمتلك السلطة في ظلّ مجلس نيابي من دون حكومة، وعلى هذا تمنّى عون على رئيس مجلس النواب نبيه بري أن لا يذهب الى عقد جلسة عامة للمجلس لأنها تشكل سابقة دستورية.

وتشير الاوساط الى «أنّ قدرة عون على الاختيار بين حكومة سيّئة والانتظار لتأليف حكومة متوازنة هي قدرة غير محدودة، لأنه الآن السلطة الوحيدة التي تعمل بكل قدراتها الدستورية، فيما المواقع الأخرى تدفع ثمن الانتظار، فلا ننصحهم بأن يلعبوا ورقة الانتظار حتى النهاية».

وتذكّر هذه الأوساط بتأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فيومها لم يعتبر عون أنه حقق إنجازاً على رغم من أنه نال عشرة وزراء، وقال أمام محازبي التيار: «عندما نمتلك توقيعاً من ثلاثة تواقيع (رئاسة الجمهورية أو الحكومة أو وزارة المال) نكون قد امتلكنا حضوراً حقيقياً في الدولة»، واليوم، تضيف الأوساط، بات توقيع عون هو التوقيع الأقوى والمنطلق الى تسيير عمل الدولة، وإذا كان الرئيس المكلّف يؤلف الحكومة فإنّ توقيع رئيس الجمهورية هو الذي يستولدها، فدوره وصلاحياته وفقاً لاتفاق الطائف الذي يتمسّك به، يُملي عليه أن لا يخرج مرسوم التأليف من قصر بعبدا إلّا إذا كانت الحكومة جزءاً من نجاح العهد، فيما يشبه دور الرئيس المكلّف دور المقرّر في المجلس الدستوري، فهو الذي يتسلّم المهمة ويطبخ التشكيلة الوزارية، اما صلاحية إصدار القرار، أي ولادة الحكومة فهي لدى المجلس (اي لدى رئيس الجمهورية تبعاً للتشبيه).

يعتبر عون، كما تقول الاوساط، أنّ التسوية الرئاسية قائمة، ويترك للرئيس الحريري أن يضع حّداً لها إذا أراد، لكنه مستمرّ في تلقّي الاقتراحات، من دون الاعتراف بالمكاسب المضخّمة التي يريد كل من جنبلاط وجعجع تحقيقها على حساب العهد. وعن جنبلاط، تقول الأوساط نفسها، أنه «لا يمتلك كل التمثيل الدرزي ولو كان الامر كذلك لخسر النائب طلال ارسلان في الانتخابات». وتضيف: «إذا كان جنبلاط يريد تعزيز زعامته الحصرية في الطائفة الدرزية، فليس الرئيس عون مسؤولاً أو مكلّفاً تحقيق رغباته، وعليه أن يعرف أنّ أسلوب تأليف الحكومات وتوازناتها في التسعينات قد تغيّر، فهناك الآن رئيس جمهورية لا تمرّ الحكومة إلّا بتوقيعه الذي سيستعمل مفاعيله الدستورية كاملة، وعليه أن يعرف أنّ هناك توازنات جديدة، كذلك على «القوات اللبنانية» التي نقضت «اتّفاق معراب» أن تتذكر أنها نالت اربعة وزراء في الحكومة السابقة خلافاً لمعايير التأليف، فلتفكّر بتسوية خارج توقعاتها المتفائلة بنيل حقيبة سيادية أو موقع نائب رئيس الحكومة». وتختم بالقول: «مَن ينتظر يرَ».

 

خطة إعادة اللاجئين الروسية... فارغة

رندة تقي الدين/الحياة/31 تموز/18

شهد لبنان مغادرة عدد قليل من النازحين السوريين الى أماكن في سورية، في إطار تعهّد فلاديمير بوتين لنظيره الأميركي دونالد ترامب في قمة هلسنكي. وقد هلّل بعض اللبنانيين لهذه المبادرة الروسية التي هي من دون أي خطة وأي ضمانات. فروسيا التي ساهمت في قتل الشعب السوري وتهجيره لحماية بشار الأسد، تدّعي أنها الآن تخطط لعودة من هجرتهم من المدنيين. ووزير خارجية لبنان الذي يسيء معاملة أعضاء اللجنة العليا للاجئين في لبنان، مستعجل لإعادتهم كيفما كان لأنهم يمثلون قضية شعبوية يستفيد منها، فيتباهى بأنه وراء إعادتهم مهما كان شكل عودتهم .

في صفوف هؤلاء النازحين، هناك عدد من المعارضين للنظام، وهم قد يعودون ويُقتلون ويُعذبون. والبعض الآخر يتم إجباره على التجنيد في الجيش النظامي للاستمرار في قتل إخوانه.

الخطة الروسية التي قررها بوتين بضوء أخضر من رئيس أميركي لا يبالي بمصير اللاجئين ولا بمستقبل سورية، في مثابة كذبة سياسية لا ترتكز على خطوات منظمة لا بالنسبة الى عدد النازحين العائدين ولا بالنسبة الى سلامتهم ولا بالنسبة الى ضمان الأماكن التي يعودون إليها. فطالما تتصرف روسيا من دون اللجنة العليا للاجئين التي تعاني من تصرفات السيد باسيل، الصهر الحاكم، تبقى عودتهم مجازفة. فهم يعودون بإشراف روسي كما القاتل الذي قتل القتيل ومشى في جنازته، بدلاً من أن يعودوا تحت إشراف اللجنة العليا للاجئين وضماناتها. وكيف تكون الثقة بروسيا المتواطئة مع نظام مجرم لإعادة نساء وأطفال ورجال شرّدتهم ودمرت بيوتهم بالطائرات والبراميل؟ والمبادرة الروسية في إعادة اللاجئين غير معروف فحواها. كيف ومن وأي عدد ستعيد... والى أي مناطق؟! أما اللبنانيون الموالون للنظام السوري، فأصبحوا مستعجلين للهرولة لزيارة الأسد وجماعته لأنهم في شوق ليده الملطخة بدماء أبناء بلده وبلدهم لبنان. فها هو الآن يحاول مجدداً عبر وكلائه في لبنان، النيل من زعيم دروز لبنان وليد جنبلاط، ومحاولة تهميشه لأنه زعيم حقيقي للدروز في لبنان، وقد أظهرت الانتخابات، على رغم قانون فصّله «حزب الله» مع حليفه الماروني، أن جنبلاط هو فعلاً قائدهم شاء أو أبى الأسد وجماعته. وما جرى من مجزرة في السويداء تحت مجهر الروس والإسرائيليين، ليس إلا جريمة نظامية سورية لدفع اهلها الى التجنيد، لأن الأسد محتاج الى التجنيد حتى ولو أنه أصبح دمية في يد روسيا وإيران. والآن وبعد قمة هلسنكي حيث حصلت روسيا على توقيع أميركي بأنها المسوؤلة عن مستقبل سورية، طالما تضمن أمن إسرائيل في غياب الولايات المتحدة من المنطقة، من يثق في إعادة إعمار سورية تحت المظلة الروسية - الإيرانية؟ ورفاق بشار الأسد اللبنانيون وشركاؤه في الفساد سيهرولون من أجل ذلك، في حين أن بعض الدول الأخرى ستضع شروطاً بإصلاحات سياسية، وإلا كيف يعاد إعمار بلد في ظل سلطة من دمره؟

التحرك الروسي لإعادة عدد من النازحين السوريين قد يثير ارتياح عدد كبير من اللبنانيين الذين يعانون من عبء اللاجئين، لكنه غير مطمئن، لأنه لم ينظّم وفق خطة مقنعة وآمنة. مشكلة اللاجئين السوريين في لبنان تستخدم أينما كان وكيفما كان. حتى أن نقص الكهرباء هو وفق المسوؤلين عن الملف، بسبب اللاجئين وليس بسبب فشلهم خلال سبع أو ثماني سنوات شغلوا وزارة الطاقة وأهدروا الوقت والأموال ولم ينجحوا في تأمين الحاجات الأساسية من الكهرباء للمواطن اللبناني. لا أحد يشك في أن الوجود السوري في لبنان مشكلة اجتماعية لها تداعيات كبرى وخطيرة، لكن المبادرة الروسية لإعادتهم تبدو كأنها ارتجال من بوتين الذي يريد القول لترامب أنه يقدم على شيء ما، لا يبشر بأي حل فعلي وحقيقي للمحنة السورية.

 

تموضُع مقابل تموضُع؟

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الأربعاء 01 آب 2018

 يكفي رصد الابتسامات التي توسّطت الصورة الرسمية التي التقطت للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في حضور نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، لكي يُبنى على الشيء مقتضاه. والمقتضى هنا بَدا جلياً: عودة المياه إلى مجاريها بين الرجلين، وخلفهما فريقان أشعلا مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية والمنابر السياسية بسجالات وتباينات، كادت أن تتفوّق على خلافاتهما مع الخصوم. قدّمت عدسات المصورين دليلاً موثّقاً على أنّ اللقاء المنتظر كان أكثر من إيجابي، متوّجاً مساراً انقلابياً في العلاقة الثنائية، يفترض أن يحملها من ضفة الخصومة تحت سقف التحالف الاستراتيجي، إلى ضفّة التنسيق والتفاهم ولكن من دون أن تلامس عتبة التحالف. اللقاء في حدّ ذاته يعتبر حدثاً ذا أهمية في شريط العلاقة الثنائية، بعد قطيعة فرضت حوار الواسطة بينهما، وتدخّل طرف ثالث لإعادة ترتيب الوضع وترميم الجسور. فيما الأسباب الموجبة مهّدت الطريق أمام جلوس الرجلين وجهاً لوجه. علاقة صار عمرها أكثر من 13 عاماً لكنها لم تنتظم يوماً في إطار محدد على رغم من كلّ المحاولات. سكنها المدّ والجزر، فكانت أقرب إلى مسلسل اشتباكات ومناكفات متنقّل من ملف إلى آخر.

وها هو عهد الرئيس ميشال عون يقترب من عامة الثاني بينما التوتر كان لا يزال متحكّماً بمفاصل العلاقة بين الرئاسة الثانية و«التيار الوطني الحر»، بينما يعد الفريق العوني نفسه، وعلى رأسه باسيل في أن تكون الحكومة العتيدة أكثر من استثنائية في إنتاجيتها، لكي تنال صفة «حكومة العهد» حسب ما وعد عون بعد استلامه السلطة. إذ انّ رفد الحكومة المنتظرة بمقويات غير تقليدية يستدعي حكماً تخطي حاجز الخلافات مع بري، والقفز نحو تفاهم شامل معه يسهل عمل السلطة التنفيذية ويتيح لها تحقيق الانجازات. ويبدو أنّ الطريق لتحقيق هذا الهدف صار معبّداً، كما يقول نواب عونيون اطلعوا على تفاصيل «اللقاء الثلاثي» في عين التينة، مشيرين إلى أنّ الأجواء التي سادته كانت أكثر من إيجابية تَشي بمرحلة من التنسيق بين الفريقين على المستويين، النيابي والحكومي. وفق المعلومات فإنّ البحث تركّز على ثلاثة ملفات أساسية: التأليف الحكومي، التشريع، والنازحين. وقبل ذلك كله، يتحدث العونيون عن «دعم صريح وواضح أبداه بري للعهد لكي تكون انطلاقة حكومته الثانية ناجحة وقوية، ولكي تتمكن حكومته من القيام بمشاريع حيوية ترضي تطلّعات المواطنين». يؤكد هؤلاء «أنّ نجاح العهد يعني نجاح القوى المشاركة في التركيبة السلطوية، وهذا الأمر يسمح بالتلاقي بينها عند خطوط مشتركة». ولهذا يتحدثون عن «مرحلة تعاون جدي بين تكتل «لبنان القوي» وحركة «أمل»، يفترض أن تظهر تجلياتها على المستويين الحكومي والتشريعي من خلال التنسيق الدائم والدوري وتفعيل مشاركة «التكتل» في «لقاء الأربعاء» النيابي.

وفي التفصيل الحكومي العالق حتى اللحظة على حبل العقد، لمس باسيل كما يشير العونيون تفهّماً لوجهة نظر «التيار الوطني الحر» إزاء الملف الحكومي خصوصاً لجهة مطالبه. وقد سارع تكتل «لبنان القوي» إلى ملاقاة مَيل بري إلى فتح مجلس النواب أبوابه للتشريع، ولو في ظل حكومة تصريف أعمال. اذ اعتبر «التكتل» أنّ «غياب الحكومة ينبغي أن يشكل فرصة للمجلس النيابي لكي يشرّع وينطلق في التشريعات، لأنّ الناس والبلد في حاجة الى تشريعات وحركة تنموية ترتكز خصوصاً الى التشريعات النيابية». وفق القريبين من بري، اللقاء ليس عابراً، لكن لا يعني أبداً انتظام العلاقة في قالب تنظيمي، فالمسألة لم تطرح أبداً في الجلسة. أمّا بالنسبة الى دعم العهد، فإنّ التواصل بين عون وبري في أحسن حالاته، والتفاهم بينهما على أعلى مستوى. وفي الشأن الحكومي، أكد بري أهمية الحوار وتأليف حكومة وحدة وطنية تحترم تمثيل كل المكونات، ومن البديهي أن يوافق على كلام باسيل حين يقول له إنّ «التيار» لا يسعى أبداً إلى مصادرة حصة أي فريق. الأهمّ من ذلك، تتزامن أعمال ترميم الجسور بين باسيل وعين التنية مع تدهور علاقة باسيل مع الرئيس المكلف سعد الحريري. الأمر لا يتصل هنا بالعقد الحكومية فقط، وإنما بمقاربة رئيس تيار «المستقبل» المستجدة حيث أعاد صَوغ قواعد علاقته مع «التيار الوطني الحر» وفقاً لتلك المستجدة مع المملكة العربية السعودية. ويبدو أنّ هذا التموضع قد فرض على باسيل تموضعاً معاكساً. وكان باسيل قال بعد لقائه بري: «اننا الآن وفي كل المراحل التي نمرّ بها أحوج الى أن نتلاقى كلبنانيين بعضنا مع بعض. وبالتأكيد فقد تكلّمنا في كثير من المواضيع المفيدة للبلد، والتي إن شاء الله تساعدنا في كل المجالات، من تأليف الحكومة، الى حل مشكلات لبنان السياسية، الى موضوع النازحين والى كل ما يأتي بالخير على هذا البلد. نختصر هذا اللقاء بالخير».

 

ما زال لبنان مشلولاً بسبب الفوضى السياسية

جورج مالبرونو/لو فيغارو/جريدة الجمهورية/الأربعاء 01 آب 2018

في حين أنّ غالبية اللاجئين السوريين لا يريدون العودة إلى ديارهم، تبقى الفصائل السياسية غير قادرة على الاتفاق بشأن تشكيل الحكومة. بعد مرور حوالى ثلاثة أشهر على الانتخابات النيابية، لا يزال لبنان من دون حكومة. والمفاوضات بين الفصائل السياسية مستمرّة. ويقول خبير أجنبي في بيروت «إنّ الوضع لن ينحلّ سريعاً. فيرفض كل فريق التنازل: يَلتفّ الدروز وراء وليد جنبلاط، وبعض المسيحيين مع سمير جعجع والبعض الآخر حول جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون». إنّ تطبيع الحياة السياسية والتنظيمية الذي طال انتظاره تعمل عليه الشخصيات نفسها. فعلى الرغم من تراجع شعبيته، والذي تبيّن أثناء انتخابات شهر أيار، لا يزال سعد الحريري (السني) رئيساً للوزراء. أمّا نبيه بري الذي من المستحيل عزله (الشيعي) فيتكمّش لمدة 26 عاماً برئاسة البرلمان، وفي عمر الـ83 يَشغُل المسيحي ميشال عون كرسي رئاسة الجمهورية.

توترات مع السوريين

هذا التمديد للطاقم السياسي يؤجّج نار الغضب في قلوب الشعب الذي يدين بشدّة أكثر فأكثر عدم كفاءة قادته. من غياب الدولة إلى انقطاع التيار الكهربائي والفساد الدائم: أسباب الغضب لا تنقص. وتقول زينب متذمّرة، وهي من سكّان بيروت، عبر اتصال هاتفي: «نحن نعاني دائماً من انقطاع الكهرباء لثلاث ساعات يوميّاً. كما أنّنا في منزلي يمكننا أن نتحمّل نفقة مولّد يُكلّفنا 100 دولار شهريّاً. وهذا أمر لا يمكن لجميع العائلات تحمّله». وأمام عجز الدولة عن تأمين الخدمات الأساسية للسكان، نجح، في زحلة، في وسط البلاد، مهندس مُبدع في توفير الكهرباء 24 ساعة في اليوم للسكان، بعد أن تغلّب على «عصابة المولدات» التي تغتني بسبب هذا العجز. وتعترف زينب: «يتساءل الكثيرون اليوم في بيروت ما الذي ننتظره للقيام بالأمر نفسه؟». ومن ناحيتهم، يعبّر الأزواج الشباب عن غضبهم تجاه الإغلاق المفاجئ لمصرف الإسكان الذي كان يمنح قروضاً بأسعار فائدة مناسبة للحصول على ملكية المنازل. كما أنّ وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في بلد تسكنه 4 ملايين نسمة يزيد أيضاً من حدّة التوترات. وترى الباحثة بيرينيس خطار أنّ «بعض اللبنانيين قد أدركوا أنّه مع المساعدات المقدّمة من المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة إلى مخيمات اللاجئين السوريين، لا سيّما في سهل البقاع، يعيش بعض النازحين أفضل من اللبنانيين أنفسهم». إنّ الرئيس عون، حليف «حزب الله» الشيعي الذي يدافع عن سلطة بشار الأسد في سوريا، مصمّم على تنظيم عودة أكبر عدد من النازحين السوريين، من دون انتظار موافقة الأمم المتحدة التي تتردّد في دعمها هذه العملية قبل إيجاد تسوية سياسية للحرب في سوريا.

أزمة سياسية

في شهر نيسان، حصل بلد الأرز على 11 مليار دولار تحت شكل قروض وهبات، خلال مؤتمر دولي نظّمته فرنسا. ولكن من دون إصلاحات هيكلية وقطاعية، ستتردّد الجهات المانحة الدولية في تحقيق وعودها. وفي حين أنّ التوترات تتصاعد في سوريا بين «حزب الله» الموالي لإيران وإسرائيل، أعربت الأمم المتحدة مؤخراً عن قلقها من الجمود السياسي في لبنان، ودعت هذا البلد لتشكيل «سريع» للحكومة. وأمام هذا الفراغ الدستوري، تعمل الأجهزة الأمنية بكل طاقتها، كما بيّنت الاعتقالات المتكررة للناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي. ففي منتصف شهر تموز، اعتُقل 6 ناشطين لفترة قصيرة من قبل مكتب مكافحة الجرائم الإلكترونية، كان قد حمّل أحدهم الرئيس عون مسؤولية تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وسخر آخران من «أعجوبة» أحد قدّيسي الكنيسة المارونية. وأمام زيادة هذه التدابير القمعية، نظّم المئات من المواطنين الاسبوع الماضي اعتصاماً في وسط مدينة بيروت، إحتجاجاً على «التدهور غير المسبوق لحرية التعبير والمستوى العام للحريات».

 

هل نضجت عودة «حزب الله» من سوريا؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 01 آب 2018

 لم تُعرف حتى الآن القرارات السرّية المتعلقة بسوريا وسواها، التي اتّخذها الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في قمّة هلسنكي. ويتردّد أنّ استياءً يسود عدداً من الدوائر في واشنطن، بسبب عدم قدرتها على خرق الجدار الفولاذي الذي أراد الرئيسان إحاطة القرارات به. وثمّة اعتقاد لدى بعضها أنّ بوتين هو المستفيد الأوّل من هذه السرّية، لأنّ القمّة انتهت بالاعتراف بموقع قوي لروسيا في الملفّ السوري. يتقاطع عدد من المحللين السياسيين على أنّ عمق الاتفاق في هلسنكي هو المقايضة الآتية: تنسحب الولايات المتحدة من سوريا، وفي المقابل ينسحب الإيرانيون والقوى الحليفة لهم، وأبرزها «حزب الله»، ويتمّ التسليم بنفوذ الرئيس بشّار الأسد على الرقعة الأوسع من سوريا، بما فيها المنطقة الجنوبية المحاذية لإسرائيل. وتكون موسكو هي القوة الدولية الراعية للتسوية بجوانبها العسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية، وهي تضمن استمرارَ نظام الأسد، بموافقة إقليمية ودولية شاملة، أي عربية وإسرائيلية وتركية وأوروبية وأميركية، وتستخدم رصيدها لإقناع إيران بالتزام ضوابط التسوية المقترحة. وفق بعض المصادر، سينفّذ الأميركيون انسحاباً لقواتهم من مناطق انتشارهم في الشمال الشرقي، وسيتولّى زمام الأمور هناك جيش الأسد، شرط خروج إيران والقوى الحليفة من سوريا. وما يُطلَب في الشمال ينطبق أيضاً على الجنوب، حيث إنّ الإسرائيليين يشترطون منع أيَّ حضور عسكري لإيران وحلفائها في المناطق المحاذية أو الواقعة ضمن هامش الصواريخ الإيرانية، ويطالبون بإعادة الوضع إلى ما كان عليه منذ ما قبل الحرب السورية، أي تسليم الأسد زمام المنطقة.

ففي ظلّ هذا النظام، شهدت المنطقة حالاً دائمة من الهدوء النموذجي منذ توقيع اتفاق فصل القوات عام 1974. ويطالب الإسرائيليون اليوم بإعادة الاعتبار إلى هذا الاتفاق.

إذاً، إذا انطلق الحلّ الروسي - الأميركي فسيكون الإيرانيون وحلفاؤهم أمام استحقاق حتمي بين خيارين:

1- مواجهة التسوية الأميركية - الروسية، المغطّاة إقليمياً ودولياً، ومحاولة إحباطها وتثبيت المعادلات القائمة حالياً.

2- الانحناء أمام العاصفة لإمرارها بالحدّ الأدنى من الخسائر في الظرف الصعب. ويعني ذلك عملياً الدخول في مساومة مع الحليف الروسي لعلّه يضمن لطهران مستوى معيّناً من المصالح في اللعبة. ففي النهاية، بقاء الأسد هو هدف إيراني استراتيجي، مثلما هو هدف روسي.

والإيرانيون وحلفاؤهم بذلوا التضحيات الكبرى منذ بداية الحرب لمنع انهزام الأسد. ولذلك هم يريدون أن يكون لهم ولحلفائهم موقع متقدّم في التسوية السورية المقبلة. والأهمّ هو أن يبقى نظام الأسد جسر عبور لهم من طهران فبغداد إلى بيروت.

الأرجح أنّ العقل الإيراني البراغماتي يدرك جيداً أنّ من الصعب إسقاط تسوية أميركية - روسية، تحظى برضى إسرائيل، إذا لم تستطع طهران إقناع أحد القوى الثلاث أو إغراءها للتخلّي عن هذه التسوية. والمقصود هنا إغراء روسيا طبعاً، لأنّ إغراء الولايات المتحدة أو إسرائيل يتطلب دفع أثمان غالية جداً يصعب على إيران تقديمها.

إذاً، سيختار الإيرانيون مفاوضة روسيا من موقع الحليف، بل الشريك. وعلى الأرجح، سيجد بوتين أنّ من مصلحته الاحتفاظ بثقة طهران والتحالف معها. وسيحاول الحفاظ على مقدار معيّن من الدور والمصالح الإيرانية في التسوية الآتية، في ظلّ نظام الأسد. لكنّ هذا المقدار مضبوط بالسقف الذي تسمح به الولايات المتحدة وتوافق عليه إسرائيل. وكان لافتاً «تطمين» السفير الروسي في إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، إلى أنّ «السيطرة على الحدود السورية مع إسرائيل ستكون فقط للجيش النظامي السوري ولن تكون هناك تشكيلات خاصة لإيران أو لحلفائها»… مع تأكيده، في المقابل، أنّ «من غير الواقعي أن تطلب إسرائيل سحبَ القوات الإيرانية من كل سوريا في الظروف الحالية». وهذه الإشارة الأخيرة تعني أنّ الروس ليسوا مستعدّين لمواجهة مع إيران في سوريا، وإن كانوا راغبين في الوفاء بتعهّداتهم للأميركيين. وتُساور الإيرانيين شكوك في أنّ روسيا أبرمت اتفاقاً، بعيداً من الأضواء، مع تركيا لإبعادهم عن الشمال السوري. وهذا ما أثار حفيظتهم. ولذلك، هم تشدّدوا في ما يتعلق بوجودهم العسكري هناك، ووجود حلفائهم ومنهم «حزب الله»، ورفضوا الطلب الروسي الانسحاب من مواقع مهمّة في الشمال والوسط. ويحافظ الإيرانيون وحلفاؤهم على نحو 30 ألف رجل يتوزّعون في بعض أرياف حمص وباديتها وبعض أرياف حماه وحلب ودمشق والقلمون ومناطق الجنوب. ويحاول بوتين من جهته إغراء إيران وتعويضَها خروجَها من سوريا، بعروض مالية ضخمة. وهو أبلغ الى مستشار المرشد الأعلى، علي أكبر ولايتي، خلال زيارته موسكو قبل أسبوعين، أنّ روسيا مستعدة للاستثمار في قطاع النفط والغاز الإيراني بنحو 50 مليار دولار.

وأراد بوتين تطمين طهران الى أنّ روسيا ستحلّ محلّ الشركات الأوروبية التي أعلنت خروجها من إيران، خوفاً من العقوبات الأميركية. ويمكن أن تضاف الاستثمارات الروسية إلى اتّفاقات نفطية وقّعها بوتين مع الإيرانيين، خلال زيارته طهران العام الفائت، وقيمتها نحو 30 مليار دولار.

إذاً، تبدو مهمّة الرئيس الروسي دقيقة. فهو يريد أن يبرهن للأميركيين والإسرائيليين والقوى العربية الداعمة للتسوية أنه قادر على حلّ أزمة الانتشار العسكري الإيراني في سوريا، لكنه لا يريد أن يخسر ثقة الحلفاء الإيرانيين فيه. وعند هذه النقطة تدور المساومة بين موسكو وطهران، تحت أنظار الآخرين جميعاً. فحتى ترامب يفضّل حلّ الأزمة مع الإيرانيين في سوريا بالحدّ الأدنى من التوتر، حرصاً على مناخ التسوية.

هل تنجح «تسوية هلسنكي» بشقّها السوري فتُبدِّل المعطيات الشرق أوسطية جذرياً؟

البعض لا يلغي المفاجآت السلبية من حساباته، ويقول: «لا تنسوا أنّ إيران و»حزب الله» يلعبان «صولد» عند الحاجة. وقد يعمدان إلى التصرّف على طريقة «عليّ وعلى أعدائي» إذا شعرا بأنهما مقبلان على خسارة». لكنّ غالبية المحلّلين السياسيين يستبعدون هذا الاحتمال ويقولون: «لا أحد يحترف البراغماتية كإيران و»حزب الله». وفي اللحظة المناسبة سينحني الإيرانيون للعاصفة لكي تمرّ وتخلط الأوراق مجدداً. وليس مستبعَداً أن يضع «حزب الله» فكرة انسحابه العسكري من سوريا على الطاولة، خياراً محتمَلاً أو ثانياً (Plan B). فالمهمّة العسكرية الأساسية التي من أجلها ذهب «الحزب» إلى سوريا، أي منع سقوط الأسد ومناطقه، تحققت تماماً، وكانت أكلافها عالية على «الحزب». وتبقى اليوم مهمة إثبات الحضور، أي تثمير المهمة سياسياً. وهذا أمر آخر، وقد لا يجد الإيرانيون و«الحزب» مانعاً في أن يتحقّق بوسائل أخرى. الملف السوري يقترب من تطورات مفصَلية. ومفاوضات سوتشي في اليومين الأخيرين ربما تؤسس لتسوية قابلة للحياة، بمشاركة الروس والإيرانيين والأتراك. وبعدها سيتّضح الاتّجاه: هل ستخرج إيران وحلفاؤها من سوريا، وفي طليعتهم «حزب الله» خلال الأشهر القليلة المقبلة، أي قبل نهاية السنة؟ وبأيّ شروط؟ في 2006، رفع «الحزب» راية النصر على إسرائيل وقَطَف الثمار سياسياً في الداخل. فأيُّ ثمار قد يقطفها من عودته منتصراً في الحرب السورية؟ وتالياً، ما التردّدات السياسية لقرار «الحزب» في الداخل اللبناني، بدءاً بملفّ الحكومة الموضوع على النار؟

 

في الذكرى الأولى لـ«فجر الجرود» هل من خفايا؟ وماذا يقول قائدُها؟

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 01 آب

من واشنطن مكان مهمّته الجديدة، يهنّئ قائد معركة «فجر الجرود» العميد فادي داود اللبنانيين في الذكرى الأولى للمعركة ويردّ على سائليه عمّا إذا كان يُفضّل إحياءَ الذكرى والعيد مع الضباط في لبنان للتكريم، «أوَليس تكريماً تسمية دورة متخرّجي الكلية الحربية اليومَ الأول من آب 2018 بإسم «فجر الجرود»؟

العميد داود الذي قاد معركة «فجر الجرود» في جرود بعلبك، عُيّن ملحقاً عسكرياً ديبلوماسياً لدى الأمم المتحدة وهو منصب مُحدَث اختيرَ له نظراً لخبراته العسكرية والقتالية على مدى نحو 40 عاماً.

يشعر داود بالفخر لأنّ المعركة حقّقت أهدافها الثلاثة، وهي:

1- هزيمة «داعش» في لبنان.

2- كشف مصير المخطوفين العسكريين الشهداء.

3- تحرير جرود رأس بعلبك والقاع وإعادتها الى سلطة الدولة.

يشعر داود بالعزة «ليس لأنها المرة الأولى التي يقاتل فيها الجيش اللبناني على حدوده، بل لأنها المرة الأولى التي يقاتل فيها على حدوده ويحرّرها بسواعد جنوده وحدها، وهذه المعركة ستسجّل في تاريخ الجيش اللبناني شاء مَن شاء وأبى مَن أبى».

• ما هو الجديد الذي أتيتم به ولم تأتِ به جيوش غيركم؟

ـ «إنّ أعتى الجيوش عتاداً وعدداً لم تتمكّن من القضاء على تنظيم «داعش»، وقد لا يملك جيشنا مقوّمات العتاد والعدد، إنما لم تملك الجيوش الأخرى عزمه وعنفوانه ووطنيّته. فالمعركة لم تكن عسكرية فقط، لقد استعان فيها الضبّاط بقلوبهم وإيمانهم وتضافرت جهود اللبنانيين جميعاً في تحقيق النصر، وأنا واثق من أنّ دعاء الأمهات ودعم الشعب اللبناني كان لهما أيضاً الأثر الكبير في تحقيق النصر». ويضيف: «إذا استذكرنا منذ سنة كيف كرّمنا لبنان بكامله بعفوية صافية بعد عودة العسكر نلمس مدى محبتهم للجيش. فقد كرّم لبنان بكامله انتصارنا، إنما تكريمُنا في البقاع كان له وقع مميَّز وقد كان على قلوبنا الأجمل. فكُرّمنا في بعلبك ودير الأحمر وراس بعلبك والقاع وعرسال واللبوة وغوسطا وفي جبيل «بلدتي الحبيبة» وعيدمون، وعكار خزّان الجيش اللبناني.

واليوم ما هو شعورك بعد عام وفي ظلّ التطوّرات الأخيرة، وهل تشعر بشيء من الأسى؟

ـ لا أشعر بأسى، بل أشعر بحزن على فراق الشهداء الذين سيخلّدهم تاريخ لبنان، كذلك أشعر بالأسى على مناطق الأطراف التي يشكّل فيها الفقر والإهمال أرضاً خصبة يمكن للإرهابيين استغلالها والبناء عليها. وأشعر بالأسى أيضاً على التنافر السياسي الذي يقزّم إنجازات دفعَ فيها العسكر اللبناني دماءً طاهرة لتحقيقها.

• هل من خفايا لم تُعلن؟

ـ يَتّسم العمل العسكري بالسرّية وليس بالخفاء، أما إذا كانت هناك أسرار فهي أسرار دولة، وأسرار الدولة تُكشف بعد سنين ينصّ عليها القانون، منها 10 سنوات ومنها 20 ومنها أكثر. لكن ما يمكن الكشفُ عنه أنّ معركة «فجر الجرود» كانت قراراً شجاعاً، هذا القرار الشجاع لم تتكشّف خلفية شجاعته ولا أستطيع وصفَ حجم المعاناة والترقّب والصعوبة عند اتّخاذ قرار بدء المعركة، وكم كان هناك معنيّون ونافذون ومسؤولون أرادوا تجنّبَ المعركة ليس حبّاً بالارهابيين، بل خوفاً من بدء الجيش مهمّة لا تُعرف نهايتُها، وخوفاً من عدم قدرة الجيش على الحسم السريع. كذلك أستطيع الكشفَ عن شعور الضبّاط الذين كانوا يترقبون بشغف وحماسة إعلان قائد الجيش قرار بدء المعركة، فقد كان الجميع متحمّسين للقتال. ولطالما ردّد الضباط أمامي أنّ العسكر جاهزون للقتال ومتحمّسون لإنقاذ رفاقهم المختطفين لدى «داعش» وكشف مصيرهم.

• ماذا عن الخوف؟ هل لمستَ خوفاً لدى العسكر؟

ـ الخوف هو أهون المخاطر التي نواجهها في المعركة، فهو غير موجود في حسابات العسكر وقاموسهم، خصوصاً عند الهجوم، حيثُ لا يترَدَّد أيٌّ من العسكريين في خوض الغمار. المخاوف قد تكون مخاوف من فشل المهمة أو عدم التوفيق في تحقيق الهدف أو من حجم الخسائر التي ستُدفع، وليس الخوف الجسدي. ومن أهم النقاط التي خفق لها قلبي اضطراباً:

1 - النهار الأول من المعركة، على رغم أنني كنتُ واثقاً من تحقيق النصر. لكن في لحظة من اللحظات خفق قلبي على الثمن الذي من الممكن أن ندفعه عندما اشتبكت إحدى مجموعاتنا المتقدمة وتعرّضت لإصابات عرقلت نسبة السرعة المفترَضة لتقدّمها، أو بالأحرى تباطؤ تقدّم قوانا. إنما لم أظهر علناً هذا القلق بالطبع، لثقتي الكاملة بأنّ الضباط والعسكريين الذين كانوا في تلك المهمة سيتجاوزون العرقلة لأنهم «قَدّها».

أمّا الخفقة الثانية لقلبي فكانت في المرحلة الاخيرة للمعركة والتي كانت من أخطر المراحل في كل العملية، لكنّ العدوّ انسحب مع بدء الرمايات التمهيدية التي بدأت صباح الأحد الاخير لساعة الصفر تمهيداً للإنطلاق الساعة الخامسة في تحرير آخر نقطتين من الحدود اللبنانية «حليمة قارة»، وهي جبل علوّه 2400 متر، ووادي مرطبيّا، وكنّا نحضّر للمهاجمة من آخر موقع حرّرناه وهو على علوّ 1700 متر، وكانت المهمة على درجة عالية من الخطورة لأنّ النقطة مرتفعة، فهم يتمركزون في الأعالي وجنودنا مضطرّون للصعود مع آليّاتهم من الأسفل.

ورغم أنّ صيانة الآليات جيدة إنما هي قديمة العهد وسرعة سيرها محدودة في السهل، فكيف لو اتّجهت صعوداً وهي محمّلة سلاحاً وذخيرة، وتتنقّل من موقع الى موقع في طرق مكشوفة!! فحتى لو كانت الجرّافات تفتح الطريق وتسهّل سير الآليّات إنما تبقى الصعوبة واضحة في سير المهمة. وقد كانت تلك الحسابات من بين الأمور التي حَسبتُ جيداً وبدقة طريقة التعاطي معها، وكنتُ واثقاً من عزيمة العسكريين، وأصَبْت.

أبو جورج وأبو علي

عن خفايا المعركة يُخبر أيضاً العميد داود عن ضابط شارَك في المعركة، وأثناء المهمّة وعند تواصلِه معه عبر الجهاز الحربي قال له: سيّدي العميد، أرجو منك الاعتناءَ بعائلتي إذا استشهدت، ووصيّتي أن تقول لزوجتي التي ستلِد في غيابي بأن تطلِق على ابني اسمَ جورج، لأنّني نذرتُه على اسمِ القدّيس مار جرجس فأجبته: «أنت مَن ستقول لها ذلك عند اللقاء وسنَفرح معاً بالنصر وبالمولود يا أبو جورج»، وهكذا كان.

أمّا «أبو علي» فقد كان ابنُه حديثَ الولادة قبَيل المعركة وكان متحمّساً لرؤيته، فأكّدت له أنه سيَراه قريباً»... ويتابع داود أنه كان على تواصلٍ دائم مع الضبّاط كافة، لافتاً إلى أنّ أبو علي زفّ إليه أمس خبرَ ولادة شقيقةٍ لعلي كان قد «وصّى عليها» بُعَيد المعركة.

• كم عدد المعارك التي خضتها؟

ـ خضتُ معارك عدة منها الضنّية والميّة وميّة وجبل الاربعين، ومعارك كثيرة أخرى، إنّما تبقى المعارك التي ذكرتُها هي الأدقّ والأصعب التي خطّت مسيرتي العسكرية، وأنا فخور بكلّ لحظاتها المؤلمة والمفرحة.

ويضيف: معركة «فجر الجرود» لديها ميزة يمكن تسميتُها «ميزة الجيوش الحديثة»، وهذه الميزة هي التي دفعَت شعوبَ العالم والدول الحديثة للالتفاتِ إلى الجيش اللبناني وإطلاقِ الشهادات وهي « JOINT FORCES FOR «JOINT WORK» أي تجميع القوى للعمل المشترَك وهو نظامٌ لأوَّل مرّة ينفّذه الجيش اللبناني على هذا المستوى. وقد شارَك في المعركة تجميع عملياتي من قوى تقليدية وقوّات خاصة وقوات تدخُّل وأسلحة دعم صاروخي ومدفعي ومساندة هندسية وطبّية ومخابراتية، بالإضافة إلى سلاح الطيران.

• هل يمكن لـ«داعش» العودة إلى لبنان برأيك بعد هذه المعركة؟

ـ في لبنان ليست هناك مجتمعات داعمة للفكر التكفيري كتنظيم «داعش» الذي ما زلنا نشهد على فصوله في الجوار. وهذا التنظيم أسوةً بغيره من التنظيمات الإرهابية يعمل على 3 مستويات: تكتياً وعملانياً واستراتيجيّاً.

فتكتياً وعملانياً انتهى وجوده في لبنان بعد المعركة وزال خطرُه من أن يمتدّ من رأس بعلبك أو جرد القاع ويستحوذ منفَذاً على البحر ويعلن إمارته في شمال لبنان ليصِلها بجنوب سوريا. أمّا على المستوى الاستراتيجي فَفِكرُ «داعش» ليس ابنَ ساعتِه، إنّما له خلفيته وأيديولوجيته الممتدة والمتجذّرة في التفكير الإرهابي، والحلّ هو بتعليم الشعوب الفقيرة وتطوير البلدان النامية وتثقيفها. أمّا في لبنان فإنّ «داعش» هو حالة عبرت.

• ماذا تردّ على وصف البعض المعركة بأنها «معركة وهمية»؟

ـ وهل الشهداء وهم؟ وهل مَن سقط استُشهد أثناء النزهة أم أثناء القتال وفي ساحة المعركة؟ أمّا إذا كان عدد الشهداء المنخفض نسبةً إلى هول المعركة هو سبب هذا التساؤل، فمرَدُّ ذلك إلى نجاح التخطيط والتحضير وليس العكس. زِد أنّ عدد الشهداء كان مرتفعاً في نظرنا، لأنّ سقوط شهيد واحد بالنسبة إلى المؤسسة العسكرية هو في حدّ ذاته خسارة كبيرة وليس عدداً منخفضاً. كما أنّ القيادة الناجحة للعملية تقضي بتدمير العدوّ بأسلحتنا المتفوّقة، حيث يكون بعدها دورُ جندي المشاة الراجل القاضي بتنظيف الهدف. وهذا ما فعلناه بحسنِ إدارة نيران الجوّ والمدافع والصواريخ والدبّابات والمضادّات، فكان النصر بأقلّ عددٍ ممكن من الشهداء. وتجدر الإشارة إلى أنّ المساعدة اقتصَرت فقط على الوسائط والإمكانات العسكرية، إنّما أحدٌ لم يضع يدَه معنا أو يشاركنا في المعركة، لا أميركا ولا غيرها.

• ما هي طبيعة عملِك اليوم في أميركا؟

ـ إنتقلتُ الى العمل الديبلوماسي، وهناك خيط رفيع بين الديبلوماسية والعمل الأمني، أمّا مركزي الحالي فهو مكمّل ديبلوماسياً لعملي العسكري، وأستخدِمه لأعزّز مكانة لبنان وموقعَه وموقفه في الدوائر الديبلوماسية والعالمية في الأمم المتّحدة.

• هل تركت العسكر؟

ـ نعم تركتُ العسكر. إنّما التجربة التي بنيتها في مسيرتي العسكرية وحسن قراءة الأمور تُستغلّ ديبلوماسياً، خصوصاً أنّ مِن أهمّ الأمور التي أعمل عليها اليوم هو ملفّ قوات «اليونيفيل»، والكلّ يَعلم حجم الحضور الإسرائيلي النافذ في المحافل الدولية. ولذلك نحن دائماً بالمرصاد بتوجيهاتٍ من القيادة التي تزوّدني دائماً بآخِر الأحداث وبالتطوّرات، فأعمل على حلحلة العقد بالاتصال المباشر بالمعنيين لتصويب المسار، وأنقل وجهاتِ نظر القيادة إلى قيادة قوات الأمم المتحدة واستقطاب ما أمكنَ مِن مساعدات للجيش وتوضيح ما التبَس أمرُه من إشكاليات.

• ما هي مهمّتك اليوم؟

ـ أنا ممثّل الجيش اللبناني في الأمم المتحدة، والمنصب لم يكن موجوداً، وإذا اعتبر البعض أنّ المنصب مكافأة، فأنا أقول إنّ الرَجل العسكري لا يسعى إلى مكافآت، ومكافأتي نظرة رفاقي لي، وصحيح أنّني سعيد بالمهمّة لأنّني رسول الجيش الى الخارج، لكنّني كنتُ سأبدو سعيداً أكثر في ميدان المعركة، فأمنيتي إنهاءُ مسيرتي العسكرية هناك في الميدان، وهو المكان الأحبّ إلى قلبي.

 

الانتخابات النيابية في منطقة البترون: ماضياً وحاضراً

نبيل يوسف/موقع مدى الصوت/31 تموز/18

انتخابات العام 1972

دخل لبنان إعتباراً من آب 1970 عهداً جديداً مع انتخاب الرئيس سليمان فرنجية، وانتهاء العهد الشهابي بعد 12 سنة من الحكم المتواصل، وبدأت محاربة الرموز الشهابية، خاصة ضباط المكتب الثاني في الجيش.

أطل العام 1972 والاستعدادات جارية لإجراء الانتخابات النيابية: هذه الانتخابات التي يريدها الرئيس فرنجية مدخلاً لتحديث الحياة السياسية في لبنان. فيما شكك بعض خصوم العهد بنوايا رئيس الجمهورية، معتبرين أنه يطمح من خلالها إلى إعادة تركيب المجلس النيابي بشكل تكون فيه الأكثرية في أعضائه من الموالين للعهد، بعدما كان المجلس السابق يكاد يكون شبه متوازنٍ ما بين نواب النهج من جهة ونواب الحلف ونواب الوسط.

لم تشذ منطقة البترون عن باقي المناطق اللبنانية، فاعتباراً من مطلع العام بدأ الجميع الاستعداد

شهدت هذه المعركة عدة تطورات جديدة، أبرزها:

1 – دخول نجل رئيس الجمهورية النائب طوني فرنجية الذي انتخب خلفاً لوالده على خط إنتخابات البترون، فالعهد في بداياته والمطلوب كتلة نيابية داعمة له، ومن الطبيعي أن يكون ركيزتها نواب الشمال، ولا سيما النواب المسيحيين.

من هنا كان التوجه لدى طوني فرنجية بدايةً لدعم لائحة مشتركة تضم جورج سعاده ويوسف ضو، فآل فرنجية أصبحوا في الحكم ويوسف ضو حليفهم الرئيسي في منطقة البترون، ومن ثم جورج سعاده لعب دوراً رئيسياً في إقناع الشيخ بيار الجميل والمكتب السياسي الكتائبي بتأييد الرئيس سليمان فرنجية خلال معركة الانتخابات الرئاسية.

2 – عودة النائب السابق مانويل يونس للترشح بعد إبتعاد لسنوات، وفي 3 شباط 1972 صرّح لصحيفة لسان الحال أن الظروف أصبحت ملائمة للعمل فعاد للترشح في البترون بعد استنكاف دورة عام 1968 وكان بعد إنتخاب الرئيس سليمان فرنجية ترأس وفداً كبيراً من تنورين زار إهدن مهنئا

وكان يومها تشكل وفدان من تنورين لتهنئة الرئيس فرنجية: الأول برئاسة النائب السابق جان حرب وضم أنصاره، والثاني الذي ترأسه الدكتور مانويل يونس وضم أنصار العائلات المناهضة لآل حرب

3 – سعي العديد من المرشحين، لكسب تأييد النائب طوني فرنجية وإبداء إستعدادهم للانضواء في الكتلة النيابية الداعمة لرئيس الجمهورية.

4 – الاستنفار الكبير لدى آل حرب بعد خروجهم من مجلس النواب للمرة الأولى بعد 4 دورات متتالية.

في هذا الوقت، كانت المساعي مستمرة لمحاولة إنقاذ الحلف الثلاثي، خاصة المسعى الذي قام به نائب رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب السابق كاظم الخليل مع العميد ريمون اده الذي استمر في فرض شروطه على باقي أركان الحلف

استمرت الأجواء ضبابية ما انعكس على حركة المرشحين المحتملين للحلف، في الوقت الذي راح البعض يتحدث عن طلاق نهائي بين العميد ريمون اده ووركني الحلف: الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل.

يومها اعتبرت دائرة البترون من أهم العقد التي تواجه عودة الحلف الثلاثي، واستبعاد عودة الحلف الثلاثي سيؤدي حتماً إلى قيام تحالف ثنائي بين حزبي الكتائب اللبنانية والوطنيين والأحرار. ما يستتبع إمكانية قيام تحالف بين سايد عقل الكتلوي والدكتور مانويل يونس.

يبدو أن مساعي إعادة إحياء الحلف الثلاثي لم تصل إلى نتيجة، فقرر حزبا الكتائب والأحرار السير معاً، وفي 2 آذار 1972 أصدرا بياناً مشتركاً حول الانتخابات أعلنا فيه اتفاقهما التام على مواجهة الانتخابات النيابية المقبلة بلوائح موحدة تجمع بين مرشحيهما وبين سائر القوى الراغبة في التعاون معهما، ودعوا الجميع إلى الحوار والتحالف، معتبرين حلفهما مفتوحاً لمن يرغب.

في نفس النهار، أعلن الرئيس كميل شمعون الدفعة الأولى من المرشحين المدعومين من قبله، ومن بينهم الشيخ بطرس حرب عن دائرة البترون، جازماً أن بطرس حرب هو مرشح حزب الوطنيين الأحرار الوحيد في منطقة البترون، وإن لم يكن منتسباً إلى الحزب فهو حليف رئيسي له، على اعتبار أن عمه المرحوم جان حرب من مؤسسي الحزب وأبرز قيادييه حتى وفاته

يشير بعض المتابعين إلى أن الرئيس كميل شمعون كان يشعر بعقدة ذنب تجاه حليفه جان حرب، معتبراً أنه في مكان ما ساهم عام 1968 بسقوطه، بحيث أنه لم يسع جدياً لسحب المرشحين المنفردين في منطقة البترون أمين فريد خوري وسليم نجم المحسوبين عليه، معتبراً وقتها معركة جان حرب مضمونة النتائج فدفع حليفه ثمن تشتت أصوات مناصريه. لذلك قرر عام 1972 منذ البداية إقفال الطريق على أي مرشح يطلب دعمه معلناً الدعم الكامل لترشيح بطرس حرب وفاءً لعمه جان ولأن عائلته أجمعت عليه

في هذا الوقت كان حزب الكتائب ثبت ترشيح الدكتور جورج سعاده عن مقعد البترون، بعد أن كانت ظهرت عدة ترشيحات كتائبية أبرزهم عضو المكتب السياسي الكتائبي ابن تنورين صلاح مطر، لكنهم عادوا وانسحبوا بعد صدور قرار المكتب السياسي الكتائبي.

في المقابل، راح سايد عقل ينسج تحالفاته بعيداً عن أجواء تحالف الكتائب والأحرار وبدأ التقارب بينه وبين مانويل يونس وإن لم يكن أصبح جدياً، وكان العميد ريمون إده أوغل في ابتعاده عن حليفيه في الحلف الثلاثي، وباشر طريقه في معارضة العهد.

في 8 آذار 1972 صدر المرسوم رقم 2909 بدعوة الهيئات الناخبة إلى انتخابات عامة في 16 و23 و30 نيسان. وتحدد موعد دوائر محافظة الشمال نهار الأحد في 16 نيسان. وبدأت المفاوضات الجدية لتأليف اللوائح، ومحورها كالعادة تحالف الساحل مع الجرد.

التعاون ما بين الكتائب وآل حرب

1 – منذ البداية أقفل آل حرب باب التعاون مع سايد عقل نظراً لترسبات انتخابات العام 1968 وما رافقها من إتهامات بتشطيب الشيخ جان حرب من قبل أنصار النائب سايد عقل بهدف ضمان نجاح مرشحهم، ومن ثم العلاقة ما بين الرئيس كميل شمعون والعميد ريمون إده يسودها فتور واضح

2 – فيما خص التحالف ما بين بطرس حرب وجورج سعاده ورغم إعلان الرئيس شمعون والشيخ بيار الجميل تحالفهما على مستوى لبنان، كان لدى المفاتيح الانتخابية المؤيدة للطرفين صعوبة في تأييد هذا التحالف والعمل لإنجاحه، سيما وهناك خصومة انتخابية تاريخية بين الطرفين.

3 – في هذه الأجواء أدرك المتابعون للعمليات الانتخابية أن الاستنفار لدى آل حرب أصبح في أقسى درجاته، فلا مجال لخسارتهم هذه الدورة التي تعني نهايتهم سياسياً وبترونياً: أخبر لاحقاً المرحوم أنطوان يوسف حرب مدير قصر الأونيسكو والقيادي في الحزب الشيوعي اللبناني أنه عام 1970 تعرف في الجامعة اللبنانية في بيروت على الحزب الشيوعي اللبناني ونشط في صفوفه وأسس في بلدة شكا حيث تقيم العائلة خلية للحزب، "وكان وقتها يريد تغيير العالم"، وقبل أيام من موعد الاقتراع عام 1972 قرر الحزب الشيوعي اللبناني دعم لائحة عقل – يونس في البترون، لكن والده جمعهم وكان صريحاً معهم وقاسياً بوجوب انتخاب لائحة حرب – سعاده مهما كلف الأمر قائلاً: إذا منسقط هالمرة أنا بموت فقع دغري.

تابع: لم أتجرأ يومها على مخالفة قرار العائلة فانتخبت بطرس حرب وسايد عقل، لأنه لا يمكن أن انتخب مرشح حزب الكتائب، وبالتالي لا يمكن أيضاً أن انتخب مانويل يونس في تلك الأجواء، وختم كلامه مؤكداً أن الروابط العائلية في القرى اللبنانية كانت وقتها أقوى من الروابط الحزبية

4 – لا يمكن مواجهة تحالف عقل – يونس ب 3 مرشحين (سعاده وحرب وضو)، وبالتالي لا بد أولاً من جمع طوني فرنجية وبطرس حرب لتشكيل لائحة مواجهة.

أول من سعى بعقد هذا اللقاء وديع بك شعيا من بلدة بزعون في قضاء بشري وكليم ديب الجلبوط محتسب مالية البترون وهو من بلدة الخيام الجنوبية ومن أبرز أركان الحملات الانتخابية للرئيس كامل الأسعد الذي كان طلب منه الاستقالة يومها للترشح عن مقعد الروم الأرثوذكس في دائرة مرجعيون – حاصبيا، لكنه دعم ترشيح قريبه النائب رائف سمارة، وكانا صديقان للرئيس فرنجية والمرحوم جان حرب.

كما نشط في هذا الاتجاه القاضي إميل روحانا صقر خال الشيخ بطرس حرب الذي انتخب في تلك الدورة نائباً على منطقة جبيل متحالفاً مع العميد ريمون إده، وكانت تربطه صداقة وطيدة بالرئيس سليمان فرنجية.

نجحت المساعي والتقى طوني فرنجية وبطرس حرب، وتداولا في الانتخابات النيابية، وكان أول لقاء إنتخابي يجمع الطرفين منذ بدأت العائلتان العمل السياسي.

أسفر اللقاء عن تفاهم على الاجتماع مجدداً والتنسيق في العملية الانتخابية، وبعد سلسلة إجتماعات واتصالات شارك فيها إضافة إلى الطرفين كل من: الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل وجورج سعاده ويوسف ضو، تقرر قيام لائحة تضم جورج سعاده وبطرس حرب، بعد أن ينسحب لهما يوسف ضو، بما يضمن لها الفوز، خاصة وأن جميع الاحصاءات أكدت تقارب الأرقام بين المرشحين بما لا يتجاوز بضع عشرات فقط.

ايجابيات هذا التحالف:

1 – الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل متحالفان على مستوى لبنان، ولم يختلفا سوى في دائرة عاليه وخسرا بأصوات قليلة، وبالتالي لا يمكن إلا أن يكونا متحالفين في دائرة البترون

2 – لن يستطيع حزب الكتائب في هذه الدورة محاربة آل حرب مستعملاً أدوات الدورة السابقة، فما بين 1968 و 1972 تغير الكثير فجان حرب توفي وآل حرب يطلون على منطقة البترون بشاب دون الثلاثين من عمره محامٍ فلم تعد المعركة بين أجيال، وأيضاً إنتهى العهد الشهابي الذي حارب جان حرب طوال 12 عاماً، وهناك عهد جديد يطل وحزب الوطنيين الأحرار من أبرز داعميه، فبالتالي لم يعد ممكناً محاربة آل حرب بأنهم لا يستطيعون خدمة المنطقة. فكان التحالف مناسباً للكتائبيين.

3 – فيما خص النائب طوني فرنجية الذي كان يميل إلى دعم آل ضو فأدرك أنه لن يستطيع الاستمرار في المعركة بيوسف ضو وجورج سعاده وقد تخرق اللائحة، وهو لم يكن يرغب بأن يخرقها سايد عقل ممثل العميد ريمون إده الذي بدأ ينحو باتجاه المعارضة.

4 – أما يوسف ضو فكان همه قطع الطريق على مرشح آل عقل خصومه التاريخيين، ولا يمكن مواجهتهم إلا بدعم لائحة الكتائب – حرب.

5 – أدرك آل حرب الذين كانوا إكتوا من نتائج الدورة السابقة، أنهم لن يستطيعوا مواجهة آل فرنجية وهم في أول عهدهم الرئاسي، وبالتالي من مصلحتهم قيام تحالف أو أقله تعاون بين الطرفين.

من هنا كان تحالف الكتائب – حرب مناسباً للجميع: لحزبي الكتائب والأحرار ولآل فرنجية ولآل ضو ولآل حرب.

قبل إعلان التحالف برز إعتراض المحامي جورج يوسف ضو الرافض إنسحاب والده من المعركة، معتبراً أن هذا الانسحاب سيؤثر على مسيرة آل ضو السياسية، وهدد بالترشح، ولكن بعد تدخل النائب طوني فرنجية إقتنع وعاد وشارك في قيادة المعركة الانتخابية للائحة سعاده – حرب.

التعاون بين سايد عقل ومانويل يونس.

1 – عاد مانويل يونس الى الساحة البترونية بعد انكفاء 4 سنوات، وأعاد تجميع العائلات التنورية المناهضة لآل حرب كما أعاد استنهاض مناصريه في القرى البترونية وانضم اليهم الشهابيون في المنطقة، وحتماً سيدعمه اليساريون بسبب الخلاف التاريخي بينهم وبين حزبي الكتائب والأحرار، وكانت علاقته جيدة بالرئيس فرنجية وإن يشوبها بعض الفتور مع النائب طوتي فرنجية، فأصبحت حظوظ نجاحه مرتفعة جداً

2 – بعد مواقف العميد ريمون اده المعارضة لعودة الحلف الثلاثي أصبح واضحاً أن على النائب سايد عقل نسج تحالفه بعيداً عن جورج سعاده وبطرس حرب، وكان النائب عقل يعول على حيادية النائب طوني فرنجية في المعركة الانتخابية معتبراً أنه أكثر من عمل على اقناع العميد ريمون اده وحزب الكتلة الوطنية بدعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية للانتخابات الرئاسية عام 1970

دائماً كان النائب سايد عقل يخبر أن العميد ريمون اده حذره عام 1970 من وصول الوزير سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، بحيث سيدعم آل ضو نظراً للحلف التاريخي بين العائلتين، ولن يقف حتى موقفاً حيادياً في البترون.

3 – القواعد الموالية لآل عقل ويونس والحلفاء يريحهم هذا التحالف وامكانية التشطيب شبه معدومة خاصة اذا واجهتهم لائحة مؤلفة من جورج سعاده وبطرس حرب.

من هنا أصبح واضحاً أن تحالفاً سينشأ بين عقل ويونس     

في الأسبوع الأخير من شهر آذار بدأت المعركة الانتخابية تصبح أكثر سخونة بعد أن أصبح في الساحة المرشحون الجديون فقط، وأصبح من المؤكد أن المعركة الحاسمة ستكون بين لائحتين:

الأولى تضم جورج سعاده وبطرس حرب

الثانية تضم سايد عقل ومانويل يونس

وإن لم تعلن أي لائحة رسمياً بعد، بل أصبح من شبه المؤكد أن التحالف الانتخابي سيصبح على هذه الصيغة. على الرغم من وجود عدة مرشحين آخرين جديين أيضاً.

في اليوم الأخير من آذار تكرس التحالف نهائياً بين جورج سعاده وبطرس حرب في مأدبة الغداء التي أقامها على شرفهما الدكتور حسيب مسلم في بلدة دوما، وبدأت المفاتيح الانتخابية لكليهما تعمل معاً بصورة مشتركة.

السبت الأول من نيسان التقى العميد ريمون اده النائب سايد عقل والدكتور مانويل يونس واتفقوا على السير معاً لتحقيق الفوز في البترون.

عند إقفال باب الترشيح منتصف ليل السبت 1 والأحد 2 نيسان 1972 كانت بورصة الترشيحات استقرت على 7 مرشحين هم: جورج سعاده، سايد عقل، مانويل يونس، بطرس حرب، وسيم حرب، اميل نجم، خليل طربيه وكان جان مرعب حرب قدم ترشيحه، لكنه عاد وسحبه قبل نهاية المهلة القانونية.

فيما خص المرشحين الجديين ونقاط قوة وضعف كل منهم يتبين التالي:

– جورج سعاده: يدخل الانتخابات قوياً، مستمداً قوته من قوة حزبه المتنامية في منطقة البترون، ومن الخدمات التي قدمها لأبناء منطقته خلال 4 سنوات نيابية كانت جيدة جداً، ومن ثم هو يحوز على دعم كامل من قبل أركان العهد الجديد، نظراً للدور الذي لعبه خلال معركة الانتخابات الرئاسية.

– سايد عقل: يدخل الانتخابات مستنداً إلى قوته الشعبية خاصة في ساحل البترون، وإلى الخدمات التي قدمها لأبناء منطقة البترون خلال 4 سنوات نيابية، وإلى دعم العميد ريمون اده والأحزاب اليسارية المعارضة تلقائياً للمرشح الكتائبي.

– مانويل يونس: يدخل الانتخابات مستمداً قوته من تحالف العائلات التنورية المناهضة تقليدياً لآل حرب، ومن شبكة علاقات قوية كان نسجها في القرى البترونية، ومن علاقة جيدة مع الرئيس سليمان فرنجية.

– بطرس حرب: يستمد قوته من إجماع عائلته حوله، وهي التي تدخل المعركة في أقصى إستعداد لها، ومن علاقته الجيدة جداً مع الرئيس كميل شمعون.

– إميل نجم: يستمد قوته من شبكة العلاقات التي بناها مع أخوته في القرى البترونية، ومن ناخبي العائلة البجانية المنتشرين في عدة قرى بترونية.

وسيم حرب: يستمد قوته من أصوات الأحزاب والقوى اليسارية المؤيدة له، ومن بعض أصوات عائلته.

– خليل طربيه: يستمد قوته من عائلته وبعض العائلات التنورية الأخرى المناهضة لآل حرب، ومن علاقته بالعميد ريمون إده.

سرعان ما تشكلت 3 لوائح بصورة نهائية هي:

– اللائحة الأولى ضمت: سايد عقل ومانويل يونس.

– اللائحة الثانية ضمت: جورج سعادة وبطرس حرب.

– اللائحة الثالثة ضمت: اميل نجم ووسيم حرب المعترض على قرار عائلته بترشيح إبن عمه بطرس حرب.

– بقي مرشح منفرد هو الدكتور خليل طربيه.

اللائحة الثالثة والمرشح المنفرد.

بعد أن أعلنت لائحة سعاده – حرب ولائحة عقل – يونس، ظهرت لائحة ثالثة مؤلفة من وسيم حرب واميل نجم وبقي خليل طربيه منفرداً.

لماذا تشكلت اللائحة الثالثة؟

1 – رفض الدكتور وسيم حرب قرار عائلته ترشيح ابن عمه بطرس معتبراً أنه الأحق بالترشح فهو ابن الشيخ أنطون ولوالده دين على العائلة فهو من كان يقود معارك أخوته شارل وجان الانتخابية، وتوفي وعليه ديون مالية بسبب السياسة، فلا بد أن يكون للعائلة بعض الوفاء للشيخ أنطون من خلال دعم ترشح ابنه.

في المقابل تكوكب آل حرب حول الشيخ بطرس لعدة أسباب أهمها قربه من عمه في سنواته الأخيرة، ومن ثم لم تكن وقتها أفكار الشيخ وسيم التحديثية أو اليسارية مقبولة في المجتمع البتروني المحافظ، كما أن الاشاعات التي رافقت ترشح الشيخ وسيم حول يساريته أثرت كثيراً عليه.

2 – بعد غياب الدكتور سليم نجم تسلم شقيقه المحامي اميل زمام القيادة، وسعى ليكون المرشح المدعوم من العهد والرئيس شمعون، لكن حسابات المعركة الانتخابية لم تطابق تطلعاته، ورغم المساعي معه للانسحاب أصر على اكمال المعركة معتبراً بانسحابه ستتشتت أصوات مؤيديه.

هكذا ولدت اللائحة الثالثة، التي من البداية تأكد أن لا أمل جدي بنجاحها، وأكثر ما ستفعله سحب أصوات من اللائحتين الرئيستين.

3 – فيما خص الدكتور خليل طربيه، فقد سعى ليكون حليف النائب سايد عقل متكلاً على علاقته الجيدة بالعميد ريمون اده والخدمات التي قدمها لمناصري الكتلة الوطنية من أبناء منطقة جبيل من خلال المستشفى التي يملكها في جبيل، ولكن عميد الكتلة الوطنية قرر دعم ترشيح مانويل يونس معتبراً امكانية نجاح لائحة عقل – يونس متوفرة أكثر، ورغم كل المحاولات معه للانسحاب ودعم اللائحة الموجهة لآل حرب قرر الدكتور طربيه الاستمرار بالمعركة رغم ادراكه باستحالة الفوز.

اليساريون في منطقة البترون.

شهدت تلك الفترة مداً يسارياً مقبولاً في منطقة البترون، فأصبح للأحزاب اليسارية تواجد في بعض القرى لا سيما غير المارونية.

منذ البداية حسم اليساريون موقفهم بمواجهة مرشح حزب الكنائب وحليفه كائناً من يكون، وحتى أنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي كانوا يصوتون دائماً لمرشح آل حرب لم يصوتوا هذه الدورة للشيخ بطرس بسبب تحالفه مع جورج سعاده.

بعد ظهور اللائحة الثالثة توزعت الأصوات اليسارية ما بين مانويل يونس بالدرجة الأولى ووسيم حرب بالدرجة الثانية وسايد عقل بالدرجة الثالثة ولم يصوتوا لصالح اميل نجم 

راح نهار الاقتراع يقترب وبدأ حبس الأنفاس.

أجمعت تحاليل الصحف التي صدرت قبل نهار الاقتراع على أن المعركة في منطقة البترون لن تحسم قبل الدقائق الأخيرة من عمليات الفرز، واعتبرت أن باب المفاجآت مفتوح على مصراعيه نظراً لتقارب قوة المرشحين ومن يدعمهم، ونصحت المؤيدين بتأجيل أفراحهم المسبقة حتى لا يتفاجأوا بالنتيجة النهائية.

باكراً جداً بدأ النهار الإنتخابي، وكأن بلدات منطقة البترون لم تنم، ومنذ الصباح لازم القائمقام ابراهيم الزغبي مكتبه متابعاً مع المسؤولين الإداريين والأمنيين سير المعركة، وكان الجميع متخوفاً من حصول أمر ما نظراً لتقارب قوة المرشحين حيث كانت المعركة تحسب على الصوت الواحد، فيما تحولت ساحة مدينة البترون، حيث مكاتب المرشحين إلى كاراج ضخم تصب فيه مئات السيارات القادمة من مختلف المناطق اللبنانية حاملة الناخبين ليجري توزيعهم على بلداتهم وقراهم.

أجمعت الصحف على أن الإقبال كان منذ الصباح شديداً جداً، والتنظيم الذي فرضته السلطات هذه المرة كان مريحاً بشهادة جميع المرشحين، فاستطاع الجميع ممارسة حق الاقتراع في جو مثالي من الحرية، وأشارت الصحف إلى أن لصبايا منطقة البترون دور مهم في إدارة المعركة وقد حلت البعض منهن مكان الرجال في إدارة المكاتب وتوجيه المندوبين. كما أجمعت على أن الغموض سيد الموقف، فأجمعت آراء جميع المرشحين على إبداء التفاؤل بالنجاح.  

لم تعكر هذا النهار سوى حادثة صغيرة جرت بين موكب العميد ريمون اده الذي كان يجول بين قرى منطقة البترون دعماً لمرشحه سايد عقل، ومؤيدين للمرشح خليل طربيه عند مفترق بلدة دوما في جرد البترون ما أدى إلى إطلاق بعض الطلقات على موكب العميد اده الذي تابع تجواله

في تحقيق مندوبة صحيفة لسان الحال فريال أبو رجيلي المكلفة تغطية العملية الانتخابية في منطقة البترون، نشرته نهار الثلاثاء 18 نيسان 1972. أنها التقت العميد ريمون اده خلال جولاته في قرى المنطقة في بلدة سلعاتا، وكان عائداً من بلدة شكا وسألته عن رأيه في العملية الانتخابية فأوضح لها أنها المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات بدون أن يحدث فيها توقيف أي شخص من قبل الجيش وقوات الأمن، "لأن قوات الأمن أصبحت لكل لبنان كما كنت أقول وأشدد في السابق"، واعتبر أن هذه هي الصفة المميزة لانتخابات هذا العام. وتابع: أما الملاحظة الوحيدة التي يمكن أن تقال فهي قضية شراء الأصوات وهذا يتعلق بطبيعة المرشح والناخب وهذه هي عادة قديمة ربما تعود إلى النفسية التجارية التي كانت تسود أيام الفينيقيين ولا يمكن التخلص منها بسهولة

عند الساعة 5 عصراً أقفلت الصناديق، وبحسب لوائح الشطب في دائرة منطقة البترون الانتخابية 33654 ناخب موزعين على 108 أقلام، اقترع منهم 17958 وبدأ حبس الأنفاس.

ظلت الأرقام متقاربة جداً بين المرشحين الأربعة (سعاده وعقل ويونس وحرب) حتى منتصف الليل، ومع وصول صناديق الجرد لم تكن النتيجة حسمت، فكانت الأرقام تحسب على الصوت الواحد.

قبل منتصف الليل بقليل بدأت الاشاعات تنتشر بين المتجمهرين أمام السراي ومكاتب المرشحين، لكن دون تأكيد أي خبر.

ما زاد من حال البلبة خروج مانويل يونس من السراي وقوله أنه سقط وحليفه نجح، ما خلق جواً من القلق لدى اللائحة المنافسة التي اعتبر أنصارها أن أحد مرشحيها خسر، وقد تحصل احتكاكات بين المتواجدين، لكن سرعان ما تبين أن كلام الدكتور يونس هو تقديري نظراً لتقارب الأرقام وتأخره هو قليلاً عن المرشحين الثلاثة.

أخيراً. أعلنت النتيجة بفوز لائحة سعادة – حرب. ونال المرشحون الأصوات التالية:

بطرس حرب 8425 صوتاً

جورج سعاده 7600 صوتاً

سايد عقل 7382 صوتا

مانويل يونس 6524 صوتاً

اميل نجم 2590 صوتاً

وسيم حرب 1379 صوتاً

خليل طربيه 1034 صوتا.

عاد جورج سعاده نائباً مرة ثانية، فيما عاد المقعد النيابي إلى آل حرب.

أجمع معظم المحللين السياسيين على اعتبار انتخابات 1972 النيابية، من أنزه الانتخابات التي عرفها لبنان، والأفضل تنظيماً والأكثر تنافسية وحرية منذ الاستقلال، فقد دخل مجلس النواب 39 وجهاً جديداً من أصل 99 نائباً، ما اعتبر أعلى نسبة من المداورة منذ العام 1943، وجاءت هذه الوجوه النيابية الجديدة من كل الطوائف والمواقع السياسية.

قد تكون مدة ولاية هذا المجلس النيابي من أطول المجالس النيابية عمراً، ليس في لبنان فقط بل جميع دول العالم الديمقراطية، فاستمرت ولايته أكثر من 20 عاماً: من عام 1972 ولغاية 15 تشرين الأول 1992 وشهد أحداثاً تاريخية أبرزها:

– إندلاع الحرب اللبنانية عام 1975 التي لم تتوقف سوى أواخر عام 1990

– إنتخب هذا المجلس 5 رؤساء للجمهورية هم: الياس سركيس في 8 أيار 1976 وبشير الجميل في 23 آب 1982 وأمين الجميل في 21 أيلول 1982 ورينيه معوض في 5 تشرين الثاني 1989 والياس الهراوي في 24 تشرين الثاني 1989.

– إضطراره عام 1976 في عز إشتعال الحرب لمغادرة مقره التاريخي في ساحة النجمة إلى قصر منصور الواقع عند خط التماس الذي رسم بين شطري بيروت، واستمر النواب في مقرهم الجديد حتى إنتهاء الحرب اللبنانية

– أقر إتفاقية 17 أيار سنة 1983 وعاد وألغاها سنة 1987

– ألغى إتفاقية القاهرة سنة 1987

– أقر معاهدة الأخوّة والتنسيق والتعاون مع سوريا سنة 1991.

نبيل يوسف/كاتب وباحث

 

دبلوماسية «فنجان قهوة» لطمأنة النفوس

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/31 تموز/18

في الوقت الذي يتعثر فيه السعي لتشكيل الحكومة، ويزداد بالتالي التعسير في استيلادها، وتتكاثر الهواجس لدى اللبنانيين، وبالذات نصفهم الذي لم يقترع لأحد من قوافل المرشحين للانتخابات النيابية، احتجاجاً على واقع الحال، واستهجاناً بأن لا أحد خاض السباق الانتخابي من أجل الناس، في الوقت نفسه تسجل الدبلوماسية السعودية من الخطوات التطمينية ما من شأنه زرْع الأمل بتبديد مشاعر الإحباط. وتأخذ هذه الخطوات بالقول الطيِّب: «تفاءلوا بالخير تجدوه». ولقد سجلت الدبلوماسية السعودية التطمينية خطواتها بكثير من الكياسة، وبالأكثر من التحمل، على مدى سنتيْن تبعتا الاستحقاق الرئاسي، وتم إنجاز ما بدا مستعصي الإنجاز، وبات الجنرال ميشال عون الرئيس الرابع في حقبة «اتفاق الطائف»، بعد الرؤساء: إلياس الهراوي، وإميل لحود، وميشال سليمان، والحادي عشر في حقبة لبنان المستقل، بدءاً بالأول الشيخ بشارة الخوري، فالرؤساء: كميل شمعون، وفؤاد شهاب، وشارل حلو، وسليمان فرنجية، وإلياس سركيس، وأمين الجميل... مع ملاحظة أن العدد سيصل إلى ثلاثة عشر، لو لم يتم اغتيال بشير الجميل مباشرة بعدما أقسم اليمين، ورينيه معوض، بعدما بدا أن انتخابه سينقل لبنان من البغضاء إلى التوافق.

ولم تكن حفاوة الدبلوماسية السعودية بأمين الريحاني، أحد رموز النخبة من جلساء الملك عبد العزيز، وبكثير من المناسبات والزيارات ارتبطت بشخص مَن يمثلها في لبنان وليد بخاري القائم بالأعمال، شملت معالم وحالات في كل لبنان، من شماله إلى جنوبه إلى بعلبكه إلى أرزه وجبله، كانت في معظمها تكتسب الطابع الثقافي والتراثي والروحاني، سوى رسالة ود تضاف إلى خطوات قام بها تصريحاً وشعراً ونثراً، السفير عبد العزيز خوجة، وأثراها السفير الدكتور علي عواض عسيري، ضمن معادلة صاحب التجربة الدبلوماسية ذات النكهة العسكرية. وحتى عندما قام وليد بخاري بزيارة غير مسبوقة من جانب دبلوماسي عربي أو أجنبي لمتحف ثالث رؤساء لبنان الجنرال فؤاد شهاب، فإنه بهذه الزيارة كان يرمز إلى ما قاله لاحقاً الأسبوع الماضي، وخلال زيارة غير مسبوقة أيضاً إلى «بيت بيروت» الذي كان لبضع سنوات رمزاً «حدود ملتهِبة» بين بيروت الشرقية وبيروت الغربية، في زمن الحرب التي لا أعادها الله، وسبق أن جسَّدها المخرج السعودي المتألق عبد الله المحيسن في شريط توثيقي بتسمية «اغتيال مدينة»، حظي بتقدير وجوائز في مهرجانات سينمائية عربية ودولية. وكما ذلك الشريط كان حزناً على لبنان وصرخة لعودته معافى بعد المبادرة العلاجية المتمثلة بـ«اتفاق الطائف»، فإن «دبلوماسية فنجان قهوة»، التي باتت مثل دبلوماسيات هدفها التنبيه والتوفيق وتقديم الخير على الشر، من بينها «دبلوماسية كرة اليد» الأميركية – الصينية، تتواصل وتأخذ في كل مرة ملامح جديدة.

وفي حال سمعْنا أن «فنجان قهوة 4» أو الذي بعده تمثَّل بجولة بخارية على أبطال الاستقلال اللبناني في مناسبة عيده الماسي، ووضْع أكاليل على نُصب الاستقلالي الأول بشارة الخوري، ورفاق المسيرة الاستقلالية الذي من حُسْن حظ لبنان الناشد الطمأنينة والاستقرار أنهم يمثلون كل طوائفه، وعلى قاعدة «لا صوت يعلو على صوت الحفاظ على الاستقلال» فإننا لن نستغرب ذلك؛ لأن جوهر الدبلوماسية التوفيقية هو تقديم كل ما يفيد تقديمه للبنان، كي يبقى في منأى عن دائرة المخاطر. وذلك يكون أولاً في تكريس استقلاله، بدءاً باستحضار أدوار أداها أهل الاستقلال الذين غادروا تاركين الوديعة لمَن يجب أن يحافظ عليها ويصغي إلى مَن ينبه إلى محاذير التفريط فيها. وتاريخياً كانت المملكة العربية السعودية، ومنذ عهد الملك عبد العزيز، المنبِّه، وهي العين التي تراقب، والصدر الرحب الذي يتسع للجميع. والذي قاله وليد بخاري في زيارة الرمز للخراب البيروتي: «اليوم ونحن نرى ثقوب ندوب الحرب كما هي في جدران (بيت بيروت)، نوجه رسالة إلى العالم بأنه لا يهمنا في المملكة العربية السعودية سوى أن يبقى لبنان سيداً حراً مستقلاً آمناً مزدهراً...»، هو الذي، إذا جاز التحديد، إشارة إلى كل من هو لبيب بأمل الفهم والتفهم. كما، وهذا في تقديرنا، ما كان يعنيه عندما أدرج في الدبلوماسية السعودية التطمينية المتعددة الأوجه، ومنها «دبلوماسية فنجان قهوة» وزيارة متحف فؤاد شهاب، وغرْس نصبة أرز في حديقة مبنى السفارة، وتفقُّد الرئيس التسعيني الدكتور سليم الحص، وفي جمْع الشمل في «بيت بيروت» الباقية ثقوب جدرانه على ما هي عليه، ليس من باب التزخرف، وإنما للتذكير بأمل أن تنفع الذكرى، فيطوي المتحاصصون صفحة الشراهة، ويرتضون تشكيل حكومة تضع لبنان، المثخنة مهابته بجراح بعض بني قومه، على طريق خشية الله. وعندها تتلاشى الهواجس والمخاوف. وسقى الله التشاور السعودي – اللبناني الذي بداية رونقه في زمن الملك عبد العزيز والشيخ بشارة الخوري. وللإضاءة عليه حديث آخر.

 

ما وراء تعافي النظام السوري

نديم قطيش/الشرق الأوسط/31 تموز/18

فاضح وفاقع هذا التزامن بين تعافي نظام بشار الأسد في سوريا ومحاولات توسعة تحكمه لتشمل لبنان.

قد يبدو من باب التمرين الذهني وحسب، التفكير في احتمال عودة سوريا الأسد إلى لبنان. فالكلام المهيمن هو عن عودة السوريين إلى سوريا.

وقد يبدو مجرد تفكير الأسد في العودة، تمريناً ذهنياً من قِبَله لا وقائع تسنده على الأرض، وسيحاجج البعض بضعف النظام، أو بضمانات روسية هنا وهناك، تضع حدوداً لدور سوريا الأسد وتبقيه خارج لبنان.

شيء من التجاهل ومن النكران يغطي التعامل مع هذا الاحتمال من دون أن يأخذ أحد علماً حتى بمحاولات الأسد التهيئة لعودته إلى بيروت.

في مثل هذه الحالات، يستحسن الرجوع إلى قواعد العلاقة بين البلدين، وأولها أن الأسد لا يحكم سوريا إلا بمقدار تحكمه بلبنان. لا يوجد من يعرف هذه الحقيقة أكثر من بشار الأسد نفسه، الذي ما إن ارتد إلى الداخل حتى صار في مواجهة مشكلاته السورية الحقيقية المباشرة، أكان في علاقات مكونات النظام بعضها ببعض أم في علاقة النظام بشعبه... وسرعان ما انفجرت سوريا بين يديه.

اليوم بشار الأسد، المُعاد إلى الحياة السياسية، برعاية روسية أميركية إسرائيلية إيرانية عربية، يعرف أنه لا عافية حقيقية بلا لبنان. هي شهوة حارقة تفضحها، كما دائماً تصريحات أدواته في هذا الوطن الصغير.

بالتوازي مع إعلانات الوفاة في «مسالخ» آل الأسد، والتي تصل إلى أهالي السوريين القتلى كعلامة على شهوة الانتقام وعودة النظام إلى افتتاح عصر الرعب، يتهيأ الأسد لافتتاح عصر الرعب اللبناني.

من بشائر هذا الموسم، إطلالة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان، الشديد الولاء لآل الأسد، في حديث تلفزيوني اتهم فيه النائب السابق وليد جنبلاط بأنه «متآمر على سوريا وعلى الدروز في سوريا» وأنه «مستمر في ألاعيبه ضد سوريا وينفذ أجندات خارجية»، جازماً أن «القرار الدرزي في سوريا واضح، وهو الانتماء الوطني والقومي للدولة السورية». ولكم أن تتخيلوا حجم السخرية في استخدام مفردة «الدولة» بهذا المقدار من الافتعال في تصريح أرسلان!!

جنبلاط خصم معلن لسوريا، والهجوم عليه معروف الدوافع، لكنه يكتسب في هذا التوقيت معنى خاصاً لكونه يستعيد عبر أدوات لبنانية لغة تخوين وتأديب بالتوازي مع تخوين وتأديب السوريين في الداخل عبر شهادات وفاة أبنائهم وذويهم.

الرسائل السورية إلى الداخل اللبناني تزداد دراماتيكية، حين تطال هذه المرة رئيس مجلس النواب نبيه بري. بدأت الرسائل السورية لبري بتغريدات للواء جميل السيد، انتقد فيها رئيس المجلس بحجة تقصيره في تنمية البقاع والاهتمام بالبيئة الشيعية فيه، مما أثار موجتي ارتباك واشتباك كبيرتين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتصريحات السياسية. كان سبق الهجوم المباشر على بري هجوم غير مباشر عليه من اللواء السيد نفسه بعد أن بدا بري منحازاً إلى عرض دولي مقدم للبنان بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية بينه وبين إسرائيل لا سيما في منطقة مزارع شبعا التي ظلت الذريعة التي تبرر استمرار سلاح حزب الله بعد انسحاب إسرائيل عام 2000.

غرد السيد أنه «إذا قبل لبنان بوساطة أميركية لترسيم الحدود براً وبحراً بين لبنان وإسرائيل بما فيها مزارع شبعا، فسيعني حكماً أنه يشكك في حدوده الدولية مع إسرائيل. فحدود مزارع شبعا هي بين لبنان وسوريا، لا بين لبنان وإسرائيل، من لا يملك يريد أن يفاوضك على ما تملك، كل وساطة في هذا، هي فخ».

لم تفت هذه الرسائل السورية ثعلب السياسة اللبنانية منذ الطائف والذي لم يزُر سوريا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري منذ عام 2005 إلا مرة يتيمة.

بخلاف كل موقفه منذ بداية الأزمة السورية أطلق بري موقفين؛ أولهما باتجاه «حزب الله» اعتبر فيه أن «حزب الله» في سوريا «موجود في بلده»، وهو المتهم بأنه لم يغطِ علناً قتال «حزب الله» في سوريا بل كان يعبر عن مخاوف حقيقية من هذه المغامرة في كل مجالسه الخاصة. أما الموقف الثاني فحيال سوريا اعتبر فيه أن «الحديث عن عدم التنسيق مع سوريا مسخرة يجب أن تنتهي»، أي أنه يقول للأسد على طريقته إن رسائل الاعتراض السورية وصلت، وإنه جاهز ربما للتأقلم مع المرحلة السورية الجديدة في لبنان.

السهام السورية عبر جميل السيد أصابت الجيش اللبناني أيضاً، فيما كان قائده في زيارة عمل وتنسيق في الولايات المتحد،. بل أصابته في دوره على الجغرافيا الاستراتيجية التي إن فكر الأسد في الإطلالة، فسيطل منها أولاً وهي البقاع. صوب السيد على الجيش وقائده ومدير مخابراته وضباطه موجهاً اتهامات بالتقصير في فرض الأمن في البقاع الشمالي والتورط مع مطلوبين بقبض رشى وما شاكل. الأخطر أنه في ظل تجدد الهجمات السياسية على أركان اللعبة اللبنانية كجنبلاط وبري، هو الهجوم على الجيش فيما يتولى البعض، طمعاً في صلاحية هنا أو استرداد حق هناك، تعطيل تشكيل الحكومة وفتح لبنان على احتمالات الفراغ القاتل والانهيار... تصير إذّاك عودة الأسد مطلباً وليس هاجساً.

 

ملفات السعودية الخارجية (3) الرياض أمام ابتزاز لبنان

فارس بن حزام/العربية/31 تموز/18

أكثر ما أصاب الصورة السعودية في لبنان، أن قدمت في الوعي الشعبي على هيئة ماكينة صرف مالي لمن يعلن تأييدها. ذاك أن جانباً واسعاً من السياسة اللبنانية انتهج سلوك الابتزاز السياسي طوال العقود الماضية. فالابتزاز، عبر اعتماد سياسة المحاور، لعبة أتقنها سياسيون لبنانيون وتوارثوها في علاقتهم مع دول غير حدودية؛ مع عبد الناصر والقذافي وصدام ودول الخليج.

ففي الحرب الأهلية الطويلة سعت أطراف كثيرة إلى استغلال النفوذ السعودي لإدارة معاركها وتبرير تحولاتها. ربما كان الرئيس بشير الجميل، خلال عامه الأخير، الأكثر موضوعية في صياغة العلاقة، ورفعها إلى حدود دولتين، وليس طائفة ودولة، بينما يبدو وريثه الدكتور سمير جعجع محشوراً داخل أسوار الطائفة. وقبل عام ١٩٧٥م، عندما اندلعت الحرب الأهلية، لم يكن لسوريا نفوذ عهد الأسد، ولا شأناً صريحاً لإيران في بلاد الأرز. واليوم يقف لبنان على أعتاب مرحلة مشابهة، فسوريا لديها الجديد وهو الانشغال تماماً ببقاء بشار أو رحيله، حتى وإن أعاد رجال نظام البعث انتشارهم بعد الانتخابات. والحال مثله مع إيران في رحلة العقوبات وتبعاتها، وأصوات الشيعة العرب بدت مسموعة، وشعبية حزب الله إلى تراجع. وليست الحال أجمل في الصورة عند الفلسطينيين آنذاك؛ ميليشيا عالية التسليح. الفارق الآخر أن ليس في عهدنا ديكتاتوريات ذات أحلام توسعية مثل ناصر مصر وقذافي ليبيا وصدام العراق. إنها فرصة صوت الاعتدال، وتتقدمه السعودية مع دول عربية أخرى. وذلك لن يتأتى طالما ركن رافضو إيران وسوريا الأسد إلى غيرهم لخوض معاركهم، فلا الرياض ولا غيرها في وارد خوض معارك اللبنانيين في الداخل. فليس من مصلحة السعودية الاستجابة إلى الاستدراج نحو التفاصيل السياسية الصغيرة، كما كان مطبقاً المرحلة المنصرمة، بحيث تنشغل بالصغائر على حساب العناوين الكبيرة المرجوة من الجميع، إذ أثبتت التجارب السابقة أن الاستدراج كمين وقعت فيه كثير من الدول، وقادها الفخ إلى الابتزاز السياسي.

المؤكد أن الدولة الواعية تبحث عن الجديد في مستقبلها، برهان على رجال يصدقون صناعة الجديد الفاعل والحقيقي في مقومات دولة، أما الجديد في لبنان فهي الصورة القديمة ذاتها. كيف لك أن تسمي ألاعيبك البالية في السياسة جديداً؟ بل كيف لبعض الأصوات أن تقول مرحلة حديثة؟

والرسالة السعودية اليوم أن الدبلوماسية التقليدية تبدلت، ولم تعد قائمة على المال مقابل المواقف المؤقتة. ومع ذلك، هنالك فرصة لخلق مستقبل آمن للبنان، ولن يتحقق بحل خارجي فقط، فلا ينتظر اللبنانيون يداً تضرب عن دونهم، فتعيد الأمن وتحقق العدل.

 

لا ديمومة وطن من دون جيش

الهام فريحة/الأنوار/01 آب/18

اليوم الأول من آب، إنه عيد الجيش، إنه عيد المؤسسة الوحيدة ربما التي تلقى إجماعاً وطنياً على دورها. والمسألة ليست مسألة رهان أو خيار، بل مسألة قناعة قائمة على معطيات من أنه لا يقوم شيء في البلد ما لم يكن هناك جيش يعمل لكل لبنان واللبنانيين ويلتف حوله كل اللبنانيين من دون استثناء، وهكذا يتحقق الإستقرار وينعم المواطنون بالأمن والطمأنينة في منطقة لا تعيش إلا على الإضطرابات والقلاقل والحروب. اليوم عيد الجيش، والمؤسسة العسكرية تُعطي كل شيء: إنَّها المؤسسة التي تعطي من دماء أبنائها. والمؤسسة التي ينتشر ضباطها وعناصرها على امتداد بقعة الأرض اللبنانية، وحيثما يحل الجيش اللبناني يحل الإرتياح في نفوس اللبنانيين. لم يكن للحرب اللبنانية أن تندلع لو لم ينجح المتآمرون في ضرب الجيش، فسقطت مناعة الوطن. ولم يكن للحرب أن تتوقف لو لم تكن هناك إرادة داخلية معطوفة على اقتناع خارجي بأنَّ لا قيام للوطن وللمؤسسات إلا من خلال أولوية قيام الجيش. هل بالإمكان تصور بلد على حدوده الجنوبية عدو غاشم يعمل على إسقاط استقراره ليلاً ونهاراً، وعند الشمال والشرق حربٌ ومحاولات من تنظيمات إرهابية لزرع التوترات فيه؟ وفي الداخل محاولات مستميتة من إرهابيين لضرب الإستقرار؟ لنتصور كلَّ هذا المشهد من دون جيش لبناني. تعرض الجيش لأكثر من تحدٍّ فكان بالمرصاد لكلِّ التحديات: إقتلع حالة أحمد الأسير من صيدا ومحيطها. قام بعملية "فجر الجرود" التي قضت على التنظيمات الإرهابية والتي زرعت الرعب في نفوس المواطنين وفي القرى والبلدات. أنهى حروب طرابلس وحالات التوتر التي سبقتها وأعقبتها. وأكثر من ذلك: لم يكن ممكناً إجراء الإنتخابات النيابية والبلدية لو لم يكن هناك جيش لبناني ضامن لهذين الإستحقاقين الكبيرين. إنطلاقاً من كلِّ هذه المعطيات، كان موقف حازم وحاسم لقائد الجيش العماد جوزيف عون في أمر اليوم اعتبر فيه "أنَّ الإستقرار الأمني الداخلي الذي ينعم به بلدنا قد أرخى ظلالاً من الإرتياح والطمأنينة، وجعل لبنان واحة آمنة ومستقرة رغم دقة الأوضاع الإقتصادية والسياسية التي نمرُّ بها. هذا الواقع يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة إنطلاقاً من أنَّ الأمن والإستقرار هما أساس كل أزدهار، لذلك لا بد من العمل الدؤوب وبذل المزيد من الجهود لحماية وطننا والإسهام في نهوضه وازدهاره". لا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل إنَّ المطلوب تفعيل كل الجهود من أجل أن يكون الجيش في حالة جهوزية كاملة وفي حال اكتفاء: فالموازنات يُفترض أن تتيح له أن يكون على أعلى درجات الأهبة، وهي موازنات يفترض أن تكون شفافة. والدورات العسكرية ودورات الإختصاص يجب أن تتواصل ليبقى الجيش مواكباً لكل تطورات العلوم العسكرية. كما يفترض بالسلطة السياسية أن تواكب المؤتمرات التي انعقدت من أجل دعم الجيش، وهذا يستلزم الإسراع في تشكيل الحكومة ليصار إلى ترجمة مقررات المؤتمرات. تبقى كلمة أخيرة: لا ديمومة وطن من دون جيش.

 

الفتنة وحرب تطويع الجنوب السوري

علي الأمين/العرب/31 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66411/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

عندما دخل الجيش السوري إلى مناطق الجنوب السوري خلال الأسابيع الماضية، كان ينجز عملية الدخول بعدما اتفقت القوى الدولية والإقليمية المؤثرة ضمن اتفاق خفض التوتر الشهير في الجنوب السوري، على انتشار الجيش النظامي وإنهاء دور قوى المعارضة السورية المسلحة، وكانت على رأس هذه القوى الدولية واشنطن وموسكو وتل أبيب. وقد أدّى هذا الاتفاق الذي عكس توجها صريحا لواشنطن بإنهاء دور قوى المعارضة السورية، إلى تمكين الجيش السوري بإشراف موسكو من الدخول إلى درعا وغيرها من المناطق في سهل حوران والأرياف، وحتى القنيطرة على حدود الجولان، وتمّ ذلك إما بخوض معارك عنيفة كما حصل في درعا وأريافها، وإما عبر اتفاقات أدّت إلى تقديم الروس ضمانات لمن بقي من المقاتلين لم تحترم، وإما بخروج المقاتلين إلى مناطق الشمال السوري ولا سيما إلى مدينة إدلب.

دخل الجيش السوري والذي يتوزع على فرق عدة تسيطر روسيا على جزء أساسي منها، فيما تتحكم طهران بجزء آخر منه إلى جانب الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، وواكبت هذه الفرق مجموعات ميليشيوية تعد بالعشرات وتعتمد على دعم مالي من إيران ومن النظام، والأهم أنّها تقوم في مجملها بمهمات السلب والنهب والعمليات القذرة التي يأبى الجيش النظامي القيام بها. بعد دخول الجيش السوري إلى درعا وإلى غيرها من البلدات والقرى التي كانت تحت سيطرة المعارضة منذ بدء الثورة وحتى الأمس القريب، قامت تلك الميليشيات بتنفيذ عمليات نهب واسعة وتنفيذ جرائم ضد المدنيين، بعدما كانت قوى المعارضة قد سلمت سلاحها إلى الجيش السوري بإشراف روسي، ويروي بعض أبناء درعا تفاصيل عن عمليات مريعة تعرضوا لها من قبل الميليشيات. إذ أكد هؤلاء أنّ النظام كان قد تقصّد إطلاق يد الميليشيات التابعة له في السويداء لارتكاب عمليات خطف وقتل ونهب العشرات من الحواضر والقرى في درعا وريفها، وبحسب هذه المصادر فإنّ ما فعلته هذه الميليشيات أنّها نقلت أثاث البيوت وكل ما وقعت عليه قواتها من المقتنيات، إلى مدينة السويداء، وعمدت إلى عرضه وبيعه بشكل علني في أسواق المدينة بطريقة علنية ومستفزة لأبناء درعا وأريافها ومنهم من كان قد نزح منذ سنوات إلى هذه المدينة.

إطلاق يد ميليشيات درزية لتنفيذ مثل هذه العمليات القذرة في درعا وريفها وفي سهل حوران، لم يكن عفويا، بل تقصد النظام وداعموه ذلك كل في سياق حساباته. فالنظام السوري الذي تفنن في لعبة إثارة المخاوف لدى الأقليات والعمل على خلق وتعميق الشروخ الطائفية والمذهبية، كان يعاني من السيطرة والتحكم على الدروز في منطقة السويداء، وكان من داخل الطائفة الدرزية من نجح في منع النظام من إلزام الشباب الدروز بالانخراط في الجيش السوري، وظلّ الشباب الدرزيّ، على وجه العموم، نائيا بنفسه عن الانخراط في الحروب التي تم خوضها ضد المعارضة السورية على امتداد الأرض السورية.

لكن ذلك لا يمنع من القول إنّ بعض الفئات الدرزية التي راهنت على النظام، عملت على استقطاب المقاتلين من خلال إيجاد أطر ميليشيوية وعسكرية لعب جزء منها دورا في استفزاز محيطه من خلال استغلال سقوط مناطق الجنوب في يد النظام، عبر تنفيذ عمليات انتقامية أراد النظام أن تنفذها مجموعات درزية بغاية إثارة الفتنة، واستثمارها لإعادة تقديم نفسه كحام للأكثرية السنية في درعا والجنوب السوري وحام أيضا للدروز في السويداء. تعميق الشرخ بين السويداء ذات الغالبية الدرزية وبين محيطها السني، أمر كفيل بجعل البيئة الاجتماعية في الجنوب السوري في حالة هلع من شريكها في الوطن، ومدفوعة  نحو مصدر حماية لا يبدو أنه متوفر سوى لدى إسرائيل وروسيا

ويجب الإشارة هنا إلى أنّ الطبيعة العشائرية في درعا ومحيطها تجعلها بخلاف مدن سورية أخرى أكثر التصاقا بقيم عشائرية وقبلية وبالثأر. ومن جانب آخر لم تكن روسيا عاجزة عن ضبط الميليشيات القادمة من السويداء نحو درعا، بل لم تمنعها وغضت الطرف عن ارتكاباتها، ولعل دعوة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط روسيا إلى حماية أبناء السويداء، انطوت خاصة مع تكراره لهذه الدعوة، على أنّ روسيا تتحمل مسؤولية على هذا الصعيد، لأن جنبلاط يدرك أنّ الدروز في السويداء هم عرضة لتنازع إيراني-إسرائيلي. فإيران نجحت في استقطاب بعض الميليشيات الدرزية، وإسرائيل تريد ضمن الاتفاق مع روسيا إبعاد النفوذ الإيراني عن حدودها، وهي تستثمر إلى حدّ بعيد علاقاتها مع بعض دروز إسرائيل في تقديم نفسها كطرف قادر على حماية الدروز في سوريا أيضا. الغاية الروسية والإسرائيلية ضمنا في الجنوب السوري هي إبعاد النفوذ الإيراني، وإنهاء كل ما يمكن أن يربط إيران بأهل السويداء، وجعل العلاقة مع إيران مكلفة لهم.

من هنا تأتي الجريمة التي ارتكبها تنظيم داعش في قرى جبل العرب وفي محيط السويداء، لتلبي مصالح إسرائيلية وروسية في الدرجة الأولى، وللنظام الذي يريد أن يفرض وجوده اجتماعيا كطرف لا يمكن أن يضمن الناس بالحدّ الأدنى من أمنهم وأمانهم بمعزل عنه.

تنظيم داعش نفذ جريمته بقتل نحو ثلاثمئة مدني وعسكري من بينهم النساء والأطفال الدروز في جريمة بشعة، يؤكد بعض أبناء درعا أنّ بعض الذين شاركوا في تنفيذ هذه الجريمة، هم من الضباط والجنود في الجيش السوري ومن الذين يقاتلون في صفوفه في مناطق سورية خارج الجنوب السوري، ويضيف هؤلاء أنّ بعض أهالي هؤلاء تعرضوا لاعتداءات من بعض أتباع النظام في السويداء، وهم نفذوا جريمتهم هذه بعلم مسبق من النظام السوري وحتى من القوات الروسية، وتنظيم داعش لم يكن إلا الستارة التي لا بد منها لإلصاق الجريمة بتنظيم يمكن أن تلصق به كل الجرائم. جريمة السويداء البشعة هي أعقد من أن تكون نتاج تنظيم داعش، يسميها البعض عملية ثأر وانتقام ضد ما ارتكب في درعا وريفها، دفع ثمنها مدنيون أبرياء بالدرجة الأولى، وهي في نفس الوقت عملية مدروسة ومقررة منذ أن دفع النظام السوري وحلفاؤه بميليشيات من السويداء لارتكاب جرائم ضد “الدرعاويين”، مدركا أنّه سيدير عملية انتقامية بطريقة غير مباشرة ضد السويداء، فيما إسرائيل من جانبها وبتنسيق ضمني مع روسيا، تستهدف من خلال ما جرى إنهاء العلاقة بين بعض الدروز وإيران. تعميق الشرخ بين السويداء ذات الغالبية الدرزية وبين محيطها السني، أمر كفيل بجعل البيئة الاجتماعية في الجنوب السوري والتي انطلقت منها الثورة في حالة هلع من شريكها في الوطن، ومدفوعة بحكم غريزة البقاء والحماية، نحو مصدر حماية لا يبدو أنّه متوفر سوى لدى إسرائيل وروسيا، وما بينهما النظام الذي حظي انتشاره في الجنوب برعاية روسية - إسرائيلية شرطها، الذي لم يكتمل بعد، التطهر من إيران والتي بدورها لن توفر ما لديها من قوة ونفوذ في سوريا في سبيل حماية وجودها ودورها ومصالحها. جريمة السويداء وما سبقها من جرائم في الجنوب السوري هي أدوات المواجهة المتاحة تحت سقف التفاهم الأميركي الروسي حول سوريا.

 

حول السجال بين سجون اسرائيل وسجون النظام السوري

حازم الأمين/الدرج/31 تموز/18/

بصراحة، لا أرى أي ضرورة أو فائدة في المقارنة بين سجون إسرائيل وسجون الأسد. إسرائيل دولة عدوان واحتلال واستيطان وجريمة منظّمة، وهي فوق ذلك دولة إحتقار للقانون الدولي ومُحصّنة في كل انتهاكاتها بعشرات الفيتوات التي استخدمتها واشنطن لحمايتها على مدى عقود… وهي لهذه الأسباب – ولغيرها، في ما خصّ قضاءها وجهازها الأمني وتطوّر بعض ثقافات مجتمعها – لا تعنّف أكثر المعتقلين أو المساجين لديها بعد انتهاء فترات التحقيق معهم، خاصة إن كان الإعلام مُهتمّاً بأمره.

أما دولة الأسد، فهي دولة التوحّش القصوى، ودولة الاغتصاب والتعذيب والإبادة الانتقائية، ودولة النهب والانحطاط البشري في أبشع ملامحه. وهي فوق ذلك تستوحي من إسرائيل بعض جرائمها… تماماً كما استوحت من النازيّين القتل بوصفه صناعةً وإدارة بيروقراطية. وباتت كإسرائيل محصّنة بفيتوات روسية…، بما يحميها حتى الآن من الملاحقة على المستوى الدولي…”.

هذا ما كتبه زياد ماجد، الاستاذ في الجامعة الأميركية في باريس في سياق ما أثير حول مصادفة وقعت لا أحد له يد فيها، وهي تزامن افراج السلطات الاسرائيلية عن عهد التميمي بعد تسعة أشهر من سجنها بتهمة صفع جندي اسرائيلي، مع ابلاغ سلطات النظام في دمشق أهالي معتقلين لديها بموت أبنائهم في السجون. وهذه المصادفة أثارت الكثير من السجالات في السوشيل ميديا وغيرها من المنابر.

وفي نفس اليوم نقل الكاتب بكر صدقي على صفحته على فيسبوك نقلا عن صديق:

“شحطو اختي من قلب الآداب بجامعة دمشق كرمال خالي المطلوب وشافت الويل والعذاب كرمال يبتزو خالي. خالي سمع هيك صاير ببنت اختو سلّم حلو, فكرنا خلص حيطلعوا اختي. رجعولنا ياها جثة وكان صدرها مقطوش بسكين ومنعونا نعملها عزا, مو بس هيك، اجبرونا ندفع أجرة سيارة الاسعاف اللي نقلتها من المشفى للبيت, وبأقل من جمعة رجعوا خالي بنفس الطريقة.

ماما راحت بنتها واخوها, غير البقيانين اللي راحو من عيلتها, انا صرت بالسويد, بس امي لجأت لحدود اسرائيل بعد الهجمة الاخيرة على درعا, اليوم كنت عم احكي هالقصة بالمدرسة, في مترجم لبناني بيشتغل هون قلي: إمك خاينة”!

الأمر محرج فعلاً، فهل من حقٍ أوضح من الحق الفلسطيني؟ وهل من ضحية أكثر نموذجية من عهد التميمي؟ للأسف، نعم! يحي الشربجي ضحية أكثر نموذجية من عهد التميمي، والمقارنة تحضر بقوة، لأن فلسطين المغتصبة تحاذي سوريا المغتصبة، ولأن اليوم الذي أفرجت فيه اسرائيل عن طفلة حُكمت عنوة وفي لحظة اختلالٍ للعدالة، هو اليوم الذي أبلغت فيه حكومة النظام السوري أهل يحي الشربجي بأن إبنهم مات في السجن وأن لا جثة له لكي يدفنوها. 

والحال أنه من الصعب أن لا تحضر المقارنة، وأن لا يحسد السوريون الفلسطينيين على جلادهم، ذاك أن الفارق بينٌ وجليٌ بين القسوتين وبين الجلادين. الفارق بين ابتسامة عهد التميمي المحتفلة بحريتها بعد الافراج عنها وبين جثة يحي الشربجي التي أكلها الجلاد ولم تُسلم لأصحابها. والفارق يكبر كلما فكرنا بتفادي المقارنة، ذاك أن هذه الدعوة تنطوي على قسوة على النفس لطالما سعت هذه الأخيرة إلى تفاديها عبر إجراء هذه المقارنة، فلمكلومين مثل أهل يحي أن يشعروا بأن ظلم جلاد إبنهم يفوق ظلم عدوٍ قديم وأبدي لطالما اعتقدوا أن لا ظلم يفوق ظلمه.

نعم الفارق كبير، ولا يمكن تفادي المقارنة، وهي تحضر هنا في غير سياق سجال الممانعة وأهلها وثقافتها، انما تحضر في سياق جوهري أكثر، ذاك أن محتل داريا لم يبقِ مجالاً لمقارنته بمحتل الضفة، ولن يساعد تفادي المقارنة على إقناعنا بأن “دولة العدوان والاحتلال والجريمة المنظمة” تتساوى في الظلم مع ” دولة التوحّش القصوى، ودولة الاغتصاب والتعذيب والإبادة الانتقائية، ودولة النهب والانحطاط البشري في أبشع ملامحه”.

والحال أننا نخاف ونتردد كلما لاح جلاد يفوق جلادنا الأصلي بوحشيته وبرغبته في انتزاع كراماتنا قبل أن ينزع أرواحنا. نتردد لأن الواحد منا يمت بقرابة ما إلى جلاده الخاص، ونحن اذ صرفنا مخزوننا من المعرفة في محاولات فهم الجلاد الغريب، فوجئنا بأن جلادنا الخاص يفوقه بربرية.

الأمر محرج فعلاً، فهل من حقٍ أوضح من الحق الفلسطيني؟ وهل من ضحية أكثر نموذجية من عهد التميمي؟ للأسف، نعم! يحي الشربجي ضحية أكثر نموذجية من عهد التميمي، والمقارنة تحضر بقوة، لأن فلسطين المغتصبة تحاذي سوريا المغتصبة، ولأن اليوم الذي أفرجت فيه اسرائيل عن طفلة حُكمت عنوة وفي لحظة اختلالٍ للعدالة، هو اليوم الذي أبلغت فيه حكومة النظام السوري أهل يحي الشربجي بأن إبنهم مات في السجن وأن لا جثة له لكي يدفنوها. 

حان الوقت لبحث سوء التفاهم هذا. حان الوقت لكي نقف أمام المرآة ونقول أننا أنجبنا جلاداً أبشع من ذلك الجلاد الذي أرسله العالم إلينا لكي يحتل بلدنا ويُنشىء على أنقاضه بلداً غريباً.

ثم أن سوء التفاهم هذا أضيفت إليه أسباب أخرى لكي يُفصح عن وجوهٍ أخرى له، ففلسطين، القضية التي لم يجار عدالتها عدالة إلى حين افتتاح زمن المجزرة في سوريا ربط أصحاب قضيتها سوء تفاهم هائل مع القضية السورية، ذاك أن ثمة من هؤلاء من ورث عن الاسرائيليين مقولة “فرادة المحرقة” وفرادة القضية، فأصابه تفوق جلاد السوريين على جلاده بنوع من النكران، وأضيف إلى ذلك الموقف المخزي لمنظمة التحرير الفلسطينية من القضية السورية وتذبذب موقف حماس وصمتها ثم التحاقها مؤخراً بركب تحالف الممانعين الذي انقض على رقاب السوريين وعلى مدنهم وبلداتهم.

ومن المفارقات السورية الفادحة في علاقتها مع القضية الفلسطينية أن سجون النظام تأوي بحسب منظمات حقوق الانسان، بين ما تأويه، أكثر من 15 ألف لاجىء فلسطيني، وهو رقم اذا ما قيس بنسبة عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يفوق بأضعاف ما تضمه السجون الاسرائيلية من فلسطينيين.

هذه المقارنة من الصعب تفاديها أيضاً. لكن وفي غمرة استعراض المرء هذا السجال، يجب أن لا يفوته مساهمة اللواء جميل السيد فيها، ففي سياق احتفاله بالإفراج عن عهد التميمي كتب السيد العبارة التالية: “عهد أعيري تنورتك لبعض العرب”، فأصاب اللواء هنا عهد وفلسطين وما ترمز إليه “التنورة” من قيم جندرية يتمناها السيد لأعدائه.    

 

'داعش' الأسد

 حسين عبد الحسين/الحرة/31 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66426/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF/

لم تعد خديعة نظام الأسد في رعايته الإرهاب وردعه في الوقت نفسه تنطلي على أحد. هي منظومة عمرها أكثر من أربعة عقود، استخدمها نظام الأسد للتغلب على خصوم الداخل وابتزاز خصوم الخارج.

لـ"تحرير فلسطين"، رعى الأسد الأب، حافظ، تنظيمات فلسطينية على أنواعها، كان هدفها المعلن "تحرير فلسطين" فيما هدفها الفعلي إيقاع الأذى بخصوم الأسد، مثل الرئيسين الراحلين الفلسطيني ياسر عرفات والعراقي صدام حسين، فضلا عن زعماء الخليج.

يسعى الأسد لإخضاع دروز سورية، وتجنيد شبابهم، في الحملة التي يعد لها للسيطرة على محافظة إدلب الشمالية

خارج دنيا العرب، رعى الأسد عمليات ضد أهداف غربية وإسرائيلية لابتزاز العالم والحصول على امتيازات ديبلوماسية ومالية، مقابل توقف الهجمات الإرهابية. مثلا، أفرج الأسد عن رهائن غربيين في بيروت، وفي وقت لاحق كبح جماح عمليات "حزب الله" اللبناني ضد إسرائيل (حسب كتاب مبعوث السلام السابق دينيس روس) مقابل مكاسب من واشنطن، وكان يأمر هذ الحزب بتصعيد هجماته يوم كان العالم يتلكأ عن الوقوف على مطالب دمشق.

ومثل الأسد الأب، وجد ولده بشار فرصة سانحة في "الحرب العالمية على الإرهاب" لممارسة عملية الابتزاز التي أتقنها نظام أبيه. شرع الأسد أبواب دمشق أمام الإرهابيين من حول العالم، فراحوا يصلون مطارها ببطاقات سفر بلا عودة، وينتقلون تحت عيون استخبارات الأسد الساهرة إلى العراق للقيام بأعمال إجرامية أودت بحياة آلاف العراقيين والجنود الأميركيين. لم يمتثل الأسد للقرار الدولي والإقليمي الداعم للاستقرار في العراق، فثابر على إرسال الإرهابيين إلى بغداد للقيام بعمليات تفجير، ما دفع رئيس حكومة العراق السابق نوري المالكي إلى تقديم شكوى لدى لأمم المتحدة، طالب فيها بإنشاء محكمة دولية لملاحقة الأسد ونظامه بتهمة الوقوف خلف جرائم إرهابية في العراق.

إرهابيو العراق هؤلاء لم يكونوا غريبين عن الأسد ونظامه الذي أتقن عمليات التهريب عبر الحدود السورية ـ العراقية والتلاعب على الحظر الدولي الذي كان مفروضا على صدام حسين. بعد سقوط نظام صدام، استضاف الأسد هؤلاء البعثيين، ورعى قنواتهم الإعلامية وخطابهم التحريضي. وبسبب تزامن اندلاع الثورة العراقية ضد المالكي مع ثورة سورية ضد الأسد، قام الأخير بدعم مشروع إعادة إنعاش التطرف الإسلامي غرب العراق وشرق سورية، فشن العالم حربه الضروس للقضاء على الإرهاب المتجدد.

على أن أمورا عديدة كانت لافتة في الإرهاب الداعشي، فهو إرهاب اقتسم والأسد إنتاج محطات كهرباء، وبعض النفط. وعلى رغم إصرار الأسد أن من يحاربهم في عموم سورية هم من الإرهابيين، انتهت معظم المعارك بتسويات قدم بموجبها الأسد باصاته لنقل الإرهابيين المزعومين من منطقة إلى أخرى.

آخر خدمات النقل التي قدمها الأسد للإرهابيين كانت نقله مقاتلي تنظيم "داعش" في مناطق جنوب سورية. بعد ذلك، أرسل الأسد وفده للتفاوض والأقلية الدرزية التي تسكن محافظة السويداء الجنوبية. والدروز أقلية تتمتع بوعي استراتيجي تاريخي وتتبنى مواقف حيادية ما أمكن عبر التاريخ، ما عدا القتال للدفاع عن الأرض. فالحفاظ على الأرض، حسب التقليد الدرزي، يتقدم على مغامرات الزعامة، كالتي خاضها موارنة لبنان في الماضي ويخوضها علويو سورية اليوم وهي معارك تتطلب الكثير من الدماء وتفضي إلى انتقام وثأر مع الآخرين.

في السويداء، طلب الأسد التحاق خمسين ألفا من الشباب الدروز ممن كانوا تخلفوا عن الخدمة الإجبارية لرفضهم المشاركة في قتل مجموعات سورية أخرى شريكة في الوطن. جدد الدروز رفضهم الالتحاق بجيش الأسد، فما كان من الأخير إلا أن سحب السلاح من تنظيم درزي أو أكثر كانوا يؤيدونه (لمعرفته أن هؤلاء سيدافعون ما أمكنهم عن كل الدروز). كما سحب الأسد قواته من شرق السويداء. وفي ليلة ظلماء، قطع الأسد الكهرباء خارج "أوقات التقنين"، ما سمح لمقاتلي "داعش" بالتسلل إلى مناطق الدروز، حيث شنوا هجوما قتلوا فيه 250 درزيا، وهو رقم كبير قياسا إلى عديد هذه الأقلية، واختطفوا عشرة من الدرزيات أو أكثر.

كتاب الابتزاز الذي يستخدمه طغاة العالم هو نفسه. أما العالم الحر، فعليه أن يعي ماهية هذه الألاعيب، وأن يهب لنجدة ضحايا الطغاة

اعتقل الدروز حفنة من "الدواعش"، وعلقوهم شنقا في ساحات قراهم، ودافعوا عن أنفسهم ببأس، وراح بعض إخوانهم في المذهب من دروز لبنان يستعدون للانضمام إليهم والقتال في صفوفهم، على رغم حاجة الطرفين الماسة للسلاح.

يسعى الأسد لإخضاع دروز سورية، وتجنيد شبابهم، في الحملة التي يعد لها للسيطرة على محافظة إدلب الشمالية، وهو لذلك أرسل "داعش" على السويداء، فإما يتعرض الدروز للإبادة، أو يوافقون على "حماية الأسد" لهم بما في ذلك الانضمام لماكينة القتل التابعة للنظام السوري. ومثلما يستخدم الأسد "داعش" ضد الدروز، فهو قام بالتغاضي عن الهجمات التي نظمها "حزب الله" وإيران من الجنوب السوري ضد إسرائيل، فإما تتمسك إسرائيل بالأسد حتى تتخلص من هجمات الحزب، أو يشعل الأسد المزيد من النيران في سورية ومحيطها حتى يستجديه العالم لإخمادها.

كتاب الابتزاز الذي يستخدمه طغاة العالم هو نفسه. أما العالم الحر، فعليه أن يعي ماهية هذه الألاعيب، وأن يهب لنجدة ضحايا الطغاة، إن كانوا مسيحيي العراق أو دروز سورية، كما السنة على جانبي الحدود العراقية السورية. هذه المجموعات لا تطلب من الأميركيين التضحية بأبنائهم للدفاع عنها، بل ما تطلبه هو السلاح حتى تدافع عن أنفسها. وطالما أن سياسة واشنطن هي تأكيد عدم عودة "داعش"، فلا بد للولايات المتحدة أن تدرك أن الأسد فشل في حماية السويداء، التي لن يحميها إلا أهلها، ما يستوجب تسليحهم.

 

هل انتهت حرب سوريا؟

مينا العريبي/الشرق الأوسط/31 تموز/18

على الرغم من استمرار المعارك في مناطق عدة من سوريا، وتهجير نحو نصف شعبها، والقصف الإسرائيلي المتكرر لأراضيها وانتهاك سيادتها، يتحدث البعض وكأن الحرب في سوريا قد انتهت. نعم هناك تطورات عدة لا يمكن نكرانها، مثل إعادة النظام السوري سيطرته على مدن مثل درعا وحلب بدعم إيراني - روسي، بالإضافة إلى تراجع وضع المعارضة السورية، قلبت الموازين العسكرية لمصلحة النظام السوري. كما أن قدرة النظام وداعميه الأجانب على استعادة المناطق المجاورة للعاصمة أعاد الاستقرار إلى معقل الحكم وساعد على إضفاء أجواء استقرار سطحية يشير إليها من يزور دمشق هذه الأيام. ولكن الحرب الأهلية تأخذ أشكالاً مختلفة، غير الحروب التقليدية بين الدول. وتشتيت المعارضة وإخماد شعلتها لا يعني بالطبع انتهاء الصراعات الداخلية التي يمكن إشعالها في أي لحظة - كما رأينا مع مصاب السويداء الأسبوع الماضي بهجمة أدت إلى مقتل 200 ضحية في يوم واحد.

بالطبع، انتهاء الحرب في سوريا واستقرارها أمر مرغوب تحقيقه من أجل شعبها ومن أجل المنطقة برمتها. ولكن يجب التوقف قبل إعلان أن الحرب منتهية وبكل تأكيد يجب عدم التسرع بإعلان «الفائز» من هذه المأساة.

لم تنتهِ الحرب بعد ولكنها دخلت مرحلة جديدة، مرحلة لا توجد فيها معارضة متفق عليها يمكن التفاوض معها وترتيب المرحلة المقبلة، بل تشتت المعارضة، بينما لم يعد النظام السوري سيد قراره بل يعتمد على داعمين خارجيين لحسم أي موقف. تكاثر الجهات المسلحة وتشرذم أصحاب القرار في سوريا يصعب من العملية السياسية التي لا يمكن التقدم من دونها. وضع خريطة طريق للخروج من الأزمة وإعادة بناء الدولة السورية يتطلب إقراراً حقيقياً من النظام السوري بعملية مصالحة وترميم للمجتمع. ولكن في الواقع، النظام يعتبر أنه كسب عسكرياً. ولا يوجد من يرده. فإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تخلت عن مطلب رحيل بشار الأسد وباتت تركز فقط على محاربة «داعش».

من غير المعلوم ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي في قمة هلسنكي - الأمر الذي ما زال يشغل الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية. ولكن بات من الواضح أن واشنطن تركت الأمر إلى موسكو، القرار الذي يعود نسبياً لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما. أما الدول الأوروبية فهي اليوم منشغلة فقط بسبل إعادة اللاجئين السوريين أو على الأقل منع تدفق المزيد منهم إلى أراضيها. أما تركيا فقد باتت شريكة مع إيران وروسيا في تقرير مناطق نفوذ داخل سوريا وتبحث عن مصالحها. والدول العربية التي كانت تعتبر سوريا من أهم قضاياها تراجع موقفها منذ أن باتت المناقشات الدولية حول سوريا في آستانة تتم بغياب أي صوت عربي. القصف الإسرائيلي شبه الأسبوعي على سوريا يبرهن على عدم اكتراث نظام الأسد بالسيادة، بل الحرص أولاً وأخيراً على البقاء في السلطة، مهما كان الثمن.

النظام السوري ينتهز هذه المرحلة ويريد تصفية حسابات وملفات عدة لمصلحته. قرار إصدار شهادات وفاة - فاقت الألف في يوم واحد - لمعتقلين في سجون النظام يؤشر على أن السلطات الأمنية لا تخشى من محاسبة. قبل سنتين كان الحديث كثيراً عن محاكمة المسؤول عن جرائم حرب - وقتل المعتقلين من دون محاكمة جريمة واضحة - ولكن اليوم يشعر النظام بأنه قادر على التصرف من دون محاسبة، ولذا يصدر شهادات الوفاة ويحاول إغلاق ملفات المعتقلين والمفقودين وطي تلك المرحلة الشائكة. إلا أن هذه الأمور لا تحسم بإصدار شهادة وفاة. ولا يمكن التوقع أن الملايين من السوريين الذين فقدوا أحبابهم أو منازلهم أن يتخلوا عن حقوقهم بهذه البساطة. لذا فإن العمل على إنهاء الحرب يعتمد على عملية سياسية تضع أرضية لإعادة السيادة السورية وتضع آلية للحكم.

ما زال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا يعمل على صياغة دستور جديد لسوريا بمشاركة 3 فئات؛ النظام والمعارضة وفئات المجتمع المدني. ولكنّ هناك أطرافاً لا تنضوي تحت هذه التسميات الثلاث، مثل قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل الأكراد ولا تعتبر جزءاً من النظام أو جزءاً من المعارضة، ومع حملها للسلاح يصعب اعتبارها جزءاً من المجتمع المدني. صياغة الدستور ليست بالأمر السهل في أي ظرف وخاصة مع ظروف سوريا وتعقيداتها. لكن يبدو أن الأطراف الخارجية المؤثرة متفقة على جعلها نقطة انطلاق العملية السياسية.

من جهة أخرى، تعقد لقاءات في عواصم أوروبية وفي دوائر البنك الدولي حول إعادة إعمار سوريا. لا شك أن إعادة الإعمار أمر مهم ومطلوب، ولكن من المبكر الحديث عنه من دون عملية سياسية تصون ما يمكن إعماره. اجتماع بروكسل العام الماضي شمل 70 دولة ومؤسسة تعهدت بالمساهمة في إعادة الإعمار، ولكن الإعمار لن يحدث من دون النظام السوري وهو يطمح لجعل إعادة الإعمار فرصة لإثراء رجال الأعمال والمرتزقة. يقدر البنك الدولي أن التكلفة قد تصل إلى مائتي مليار دولار - ولكن هذه ليست أموالاً تستثمر من أجل السوريين، بل يخشى أن تتحول هذه الأموال لتدعم عجلة اقتصاد الحرب التي تمول المسلحين والمستفيدين من القتال. أبدت روسيا وإيران عدم رغبتهما في تحمل عبء المشاريع المطلوبة لإعمار البلاد، وتنظر روسيا إلى دول عربية وأوروبية للمساهمة، إلا أن القصف الجوي الذي أدى إلى هدم الآلاف من المنازل والمباني السورية كان من قبل النظام وداعمه الروسي. فمن غير المعقول أن تتحمل مسؤوليتها المالية دول أخرى. ملف إعادة الإعمار، مثل ملف إعادة اللاجئين، يمكن تداوله ومناقشته وعقد مؤتمرات حوله. ولكن في النهاية لا جدوى حقيقية منه دون إنهاء الحرب - ووضع آلية لإعادة السيادة السورية حقيقة. إن كان هناك من يروج بين الشك واليقين أن نظام الأسد قد كسب الحرب، فإن هناك من يعلم بألم أن سوريا قد خسرتها يقيناً.

 

«داعش» لا يزال أداة للنظام السوري

لينا الخطيب/الشرق الأوسط/31 تموز/18

لقد فاجأ هجوم «داعش» على السويداء في جنوب سوريا، كثيرين، حيث جاء في وقت هُزم فيه التنظيم الإرهابي إلى حد كبير في العراق وسوريا. لا تزال لدى «داعش» جيوب نفوذ في الجنوب السوري، لكن روسيا والنظام السوري عرضا حملتهما العسكرية المستمرة في المنطقة، والتي انطلقت أولاً إلى الغوطة الشرقية ثم اليرموك وتركز الآن على درعا، على أنها استهداف لـ«داعش» وإرهابيين آخرين. في الواقع، تهدف الحملة إلى استعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. إن الخطاب الذي يستخدمه النظام وروسيا لتبرير حملتهما أمر مألوف لم يتغير منذ بداية النزاع، حيث كان النظام قد أعلن دوماً أن كل المعارضة إرهابية.

التركيز الرئيسي في التغطية الإعلامية وبين صانعي السياسات في الغرب في أعقاب الهجمات في السويداء، هو على «داعش». هناك مخاوف من أن «داعش» لم يهزم بالكامل، وأنه لا يزال قادراً على القيام بهجمات إرهابية، حتى في الغرب. فقط القليل منهم ركزوا على دور النظام في المجزرة في السويداء. لكن التكتيكات التي يستخدمها النظام في الحملة في جنوب سوريا توضح أن مجزرة «داعش» التي قتلت أكثر من مائتي مدني في السويداء، تتعلق بالنظام أكثر من «داعش».

إقليم السويداء هو بالطبع موطن لطائفة الأقلية الدرزية في سوريا. انقسمت هذه الأقلية في مقاربتها للثورة السورية في أوائل تلك الأيام، حيث انحاز بعض «شيوخ العقال» إلى النظام على أساس الحفاظ على الحماية للمجتمع الدرزي، بينما اتخذ آخرون، من ضمنهم «شيوخ الكرامة»، موقفاً أكثر حذراً، داعين المجتمع لأن ينأى بنفسه عن الصراع السوري.

حاكى المزاج السائد في السويداء نداءات «شيوخ الكرامة»، خصوصاً بعد اغتيال النظام شخصاً من شخصياتهم الرئيسية؛ الشيخ وحيد البلعوس، في عام 2015. وحفز الاغتيال بقية «شيوخ الكرامة» على دعوة المجتمع الدرزي لحمل السلاح من أجل الحماية الذاتية، ولكن ليس للمشاركة في الحرب. لقد اتخذ المجتمع الدرزي موقفاً مستقلاً إلى حد كبير في الصراع السوري، حيث أدار بنفسه شؤونه الأمنية والاقتصادية وأمور توفير الخدمات، مثل توصيل النفط والمواد الغذائية، ولم ينخرط في أي جماعة معارضة. كما رفض الرجال من المجتمع الالتزام بالتجنيد في الجيش السوري لأنهم أرادوا البقاء في السويداء للدفاع عن منطقتهم.

كان لدى النظام أولويات غير السويداء في معركته مع المعارضة، وهذا ترك المنطقة هادئة نسبياً مقارنة بالمناطق الأخرى في سوريا، إضافة إلى أن منطقة خفض التصعيد الفعلية التي كانت قائمة في جنوب سوريا ساهمت في الشعور بالاستقرار الحذر في المنطقة. لكن النظام لم يتجاهل السويداء.

عندما بدأت الميليشيات الموالية للنظام بالقتال إلى جانب النظام في الجنوب، قامت بوضع نقاط تفتيش عند مدخل السويداء. هذه الحواجز شاركت في ابتزاز سكان السويداء وترويع الذين يحاولون الدخول أو المغادرة، بينما أقام النظام نقاط تفتيش خاصة به على مشارف المنطقة، بعيداً عن نقاط التفتيش التابعة للميليشيات. وبهذا سمح النظام للميليشيات بالانخراط في ترويع سكان السويداء من أجل معاقبتهم بسبب عدم امتثالهم للنظام.

عندما بدأ النظام حملته في الغوطة الشرقية واليرموك، أكد أهالي السويداء رفضهم المشاركة فيها، بما في ذلك رفض المشاركة في أعمال السلب والنهب واسعة النطاق التي مارسها الجيش السوري والميليشيات الموالية للنظام بعد الاستيلاء على المنطقتين. وأدى ذلك إلى غضب النظام، الذي وضع أعينه على استعادة أكبر عدد ممكن من المناطق في الجنوب ذي الموقع الاستراتيجي لاقترابه من دمشق.

في جزء من حملتهما في حوض اليرموك، قام النظام، بمساعدة روسيا، بإجلاء أعضاء من «داعش» إلى الصحراء الشرقية على حدود العراق وسوريا. من هذه الصحراء تقدم مقاتلو «داعش» إلى السويداء لتنفيذ المجزرة. وعلى الرغم من أن «داعش» قد هاجم بعض حواجز النظام في طريقه إلى السويداء، فإن القوات الموالية للنظام تجاهلت «داعش» إلى حد كبير بينما كان يمضي في هجومه. ولذلك خلص كثير من سكان السويداء إلى أن هجوم «داعش» على السويداء كان شكلاً آخر من أشكال العقاب من قبل النظام.

هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام «داعش» بطريقة غير مباشرة وسيلةً لمعاقبة خصومه. في عام 2015، غض النظام الطرف عندما تقدم تنظيم «داعش» من الشرق إلى الجنوب وبدأ بمهاجمة الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر. وهي أيضاً ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام «داعش» لمعاقبة السويداء... في عام 2014، عندما كان تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» يتقدمان نحو السويداء، قام جهاز استخبارات النظام بتمرير معلومات حول السويداء إلى «داعش»، مما ساعد الأخير على احتلال بادية السويداء. كما حاول النظام الاستيلاء على أسلحة «شيوخ الكرامة» الثقيلة خلال فترة تقدم «داعش»؛ الأمر الذي تصدى له الشيخ البلعوس، مما مهد الطريق لاغتياله في عام 2015. قد يكون «داعش» فقد الأراضي التي كان يسيطر عليها، لكنه أبعد ما يكون عن طمسه... إنه يتحول إلى استخدام الهجمات الانتهازية كتلك التي وقعت في السويداء لإظهار أنه لا يزال قادراً. وقد شوهد هذا بالفعل في حرب العصابات التي يشترك فيها «داعش» في دير الزور وحمص في الأشهر القليلة الماضية، حيث تخلى عن محاولة استعادة الأراضي، وبدلاً من ذلك يهاجم نقاط التفتيش الخاصة بالنظام والمعارضة كلما استطاع. على الرغم من مثل هذه الهجمات على أهداف النظام، فإنه من مصلحة النظام أن تحدث هجمات «داعش» لأن هذا يعطي تقدمه للمناطق التي يريد السيطرة عليها غطاء مكافحة الإرهاب. يوضح الوضع في السويداء إلى أي مدى يرغب النظام في السعي لتحقيق أهدافه على حساب أرواح المدنيين السوريين. كما يؤكد على فائدة «داعش» بوصفه أداة للنظام، حتى لو كان ذلك يعني التضحية ببعض أفراد النظام بين الحين والآخر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون يترأس غدا احتفال عيد الجيش ويسلم السيوف لضباط دورة فجر الجرود: لا شيء يعوض خسارة الاستشهاد سوى متابعة النضال في سبيل الوطن

الثلاثاء 31 تموز 2018 /وطنية - يترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في التاسعة من قبل ظهر غد الاربعاء، الاحتفال الذي دعت اليه قيادة الجيش لمناسبة الاول من آب في الكلية الحربية في الفياضية حيث يسلم رئيس الجمهورية السيوف لضباط "دورة فجر الجرود"، في حضور اركان الدولة وشخصيات رسمية وسياسية وديبلوماسية وعسكرية واهالي الضباط المتخرجين. ومن المقرر ان يلقي الرئيس عون كلمة يتحدث فيها عن المناسبة ويتناول التطورات السياسية، ولا سيما مسار تشكيل الحكومة الجديدة وموقف لبنان من العديد من القضايا الراهنة.

وعشية الاول من آب، اكد الرئيس عون ان "لا شيء يعوض خسارة الاستشهاد سوى متابعة النضال في سبيل الوطن الذي حلم به شهداؤنا واستشهدوا من أجله"، مشيرا الى أن وعده لهم حين كان في المنفى، أن لا يترك النضال إلا كي يعود الى الوطن ويؤمن لابنائهم حياة كريمة يسودها الامان في لبنان حر، سيد، مستقل". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، في حضور مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، وفدا ضم افرادا من عائلات الشهداء العسكريين، حيث القى النائب ادغار معلوف نجل العميد الطيار الشهيد بول معلوف كلمة باسم الوفد، فشكر رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى على استقبالهما لمجموعة من ابناء شهداء الجيش عشية الاول من آب، وتوجه اليهما بالتهنئة، مؤكدا أن "الجميع يعلم مدى حرص الرئيس عون، كقائد أعلى للقوات المسلحة، على ابناء شهداء الجيش". وقال:" نحن نشعر بالامان، لأننا نعلم حرصكم الكبير على المؤسسة العسكرية، وعلى اولاد الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم فداء للوطن".

حياة صدقة

ثم القت السيدة حياة صدقة زوجة الشهيد الرائد الطيار جورج صدقة، وأم الشهيد الملازم اول الطيار هادي صدقة كلمة قالت فيها: "في 31 تموز من كل عام، يبرز شعار "لن ننساهم ابدا". ففي هذا اليوم يستذكر كل لبنان شهداء الجيش الذين ضحوا بحياتهم دفاعا عن لبنان وعن قضية الجيش الوطنية التي آمنوا بها. نحن عائلات العسكريين الذين استشهدوا في مواجهة الجيش السوري والميليشيات والعدو الاسرائيلي، وفي مواجهة الارهاب وغدره، كي يبقى لبنان سيدا حرا مستقلا، نفتخر بكل واحد منهم، وندرك جيدا ان دمهم لم يذهب سدى، وان فخامتكم تحملونهم في قلبكم وفكركم ووجدانكم".

وتابعت: "فخامة الرئيس، ان العهد الذي يربطكم بشهدائنا، ووعدكم بتحقيق لبنان القوي، ووجودكم على رأس الدولة اللبنانية، عزز فينا الامل بأننا واولادنا سنعيش في بلد ترسمون مستقبله، قوي على قدر تطلعاتنا وطموحاتنا، البلد الذي من اجله قدم شهداؤنا أغلى ما لديهم وتركوه امانة بين يديكم، انتم الاب الذي يحضن ويجمع. لدينا ملء الثقة بجيشنا القوي، وبقائده الذي وضع في سلم اولوياته الشهداء وعائلاتهم والحرص على المؤسسة العسكرية ورعايته لجميع عناصرها".

وختمت: "فخامة الرئيس، الشكر الكبير لكم على أبوتكم المعنوية لاولادنا، ونحن ندعو لكم ونؤكد اننا كلنا ثقة في ان لبنان بعهدكم سيكون لبنان القوي".

الطفل سلوم

وألقى الطفل كريس سلوم، ابن الشهيد المقدم ابراهيم سلوم كلمة باسم ابناء الشهداء قال فيها: "إن كل لبنان يذكر اليوم شهداء الجيش، يذكر آباءنا الذين فقدناهم وهم يرتدون البزة العسكرية ويقول عنهم اللبنانيون انهم ابطال كونهم قدموا دماءهم من اجل ان نعيش بأمان وسلام، ولكي يبقى لبنان".

اضاف: "فخامة الرئيس، كنتم قائدا للجيش، لذلك انتم اكثر من تفهمون ما نشعر به، ولا شك انكم حزنتم على خسارة الشهداء وتذكرونهم بشكل دائم، ولن تنسوا حتما، يا فخامة الرئيس، اولاد هؤلاء الشهداء الذين حرموا من حنان الوالد وهم في طور النمو. انتم باعتراف الجميع "بي الكل"، ونحن نفتخر بكم ونعلم مقدار محبتكم للجيش ومحبتكم لنا، ونحن بدورنا نبادلكم المحبة".

عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معبرا عن سعادته لاستقباله واللبنانية الاولى له اليوم في قصر بعبدا، وقال: "ألتقي بكم اليوم وقد عادت بي الذاكرة الى مكان آخر، حيث استذكر والد كل واحد منكم كان قد استشهد خلال القتال او خلال القيام بعمليات ومهمات أمنية في الداخل او على الحدود، وأؤكد أن هذا الدم سقط كي يحفظ الوطن". أضاف: "لقد سئلت عندما كنت في المنفى عن سبب استمراري بممارسة العمل السياسي، فيما نسي الناس نداء يا شعب لبنان العظيم، فأكدت حينها ردا على السؤال أن شعب لبنان عظيم، ولكن ظروفه اصبحت سيئة، وأنا كنت وقعت عقدا لا استطيع الغاءه من طرف واحد، لأن الشريك الثاني قد رحل. فهم شهداؤنا وكان وعدي لهم أنني لن أترك النضال إلا كي أعود الى الوطن وأؤمن لابنائهم حياة كريمة، يسودها الامان، في لبنان حر، سيد، مستقل، حتى لو تركني العالم كله سأبقى اناضل منفردا. وهذا كان قسما بالنسبة لي، وقد واصلت النضال الى حين عودتي الى لبنان".

وقال: "نحن جاهزون لمساعدة ابناء الشهداء وتقديم لهم كل ما يحتاجونه"، مشيرا الى أنه "حتى الذين استشهدوا في 13 تشرين 1990، لم يتم منحهم في الاساس لقب شهداء الجيش، ولكننا لم نوفر جهدا حتى اعتبروا شهداء. وأكد أن "لا شيء يعوّض خسارة الاستشهاد سوى متابعة النضال في سبيل الوطن الذي حلم به شهداؤنا واستشهدوا من أجله. فهؤلاء هم الابطال". وختم الرئيس عون متوجها الى ابناء الشهداء بالقول: "نحبكم، والمحبة هي أهم ما يمكن أن نقدمه لكم، واعتبروني بمثابة والدكم".

جولة في القصر

وبعد انتهاء اللقاء والتقاط الصور التذكارية، صافح الرئيس عون واللبنانية الاولى ابناء الشهداء، الذين قاموا برفقة السيدة عون بجولة في ارجاء القصر الجمهوري، رافعين علمي لبنان والجيش. وخلال الجولة التي شملت قاعتي الاعلام ومجلس الوزراء، حيث استمع الوفد الى شروحات عنهما، ألقى عدد من ابناء الشهداء كلمات توجهوا فيها بالتهنئة الى اللبنانية الاولى لمناسبة عيد الجيش، معبرين عن سعادتهم لزيارتهم قصر بعبدا، وأكدوا من جهة ثانية تعلقهم بلبنان وثقتهم بالمؤسسة العسكرية وايمانهم الراسخ بدور الجيش في حماية الوطن".

ثم دار حوار بين الدكتور شقير والنائب معلوف، وابناء الشهداء الذين تركزت اسئلتهم حول دور كل وزارة وعملها، خصوصا تلك التي يتعلق منها بالصناعة والبيئة والكهرباء.

وديع الخازن

وكان الرئيس عون عرض الاوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية، ولا سيما منها مسار تشكيل الحكومة، مع رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن، الذي أوضح بعد اللقاء انه تداول مع رئيس الجمهورية في الاستحقاق الحكومي والوضع الاقتصادي والمالي".

واضاف: "اكد لي فخامته حتمية تأليف الحكومة في وقت قريب، لان البلد لا يتحمل اي تأجيل في ظل تطورات اقليمية حاسمة وتدخل روسي فاعل لحل مشكلة النازحين السوريين التي تشكل اولوية مطلقة عنده لما لها من انعكاسات سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، خصوصا وان الامر لا يتعلق بموضوع النازحين وحسب، بل هو مرتبط بمؤتمر "سيدر" الذي يشترط ايضا قيام حكومة جديدة ترعى خطة اقتصادية لتطبيق آلية صرف المساعدات المالية التي اقرها المؤتمر لاعادة العافية الى دورة الحياة في البلاد، والشروع بحملة تطهير شاملة في قطاعات الدولة لمكافحة الفساد والنزف المتواصل في الادارات العامة تمهيدا لمرحلة النهوض والانقاذ. وأتى اعلان البنك الدولي امس عن محفظة للبنان قيمتها مليارا دولار دليل ثقة اضافية بلبنان". وقال الخازن: "ازددت قناعة بأن فخامة الرئيس لن يتهاون في الوعد الذي قطعه على نفسه ومواطنيه للاقلاع بحكومة تعمل وتنتج وتنجز لانه يعول على حكومة العهد هذه بعدما مهد لها بحكومة جامعة وانتخابات نسبية. وكان الرأي متفقا على ان المعوقات الحالية هي من باب رفع السقوف التي تسبق عادة الاتفاق على ما فيه المصلحة العليا في البلاد".

الاعور

سياسيا ايضا، استقبل الرئيس عون النائب السابق فادي الاعور والشيخ سلمان يحيى والشيخ محمود يحيى، وعرض معهم شؤونا عامة.

الياس الخازن

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون السفير المعين في الفاتيكان النائب السابق فريد الياس الخازن، وعرض معه الاوضاع العامة والعلاقات بين لبنان والكرسي الرسولي.

جبور

كذلك عرض الرئيس عون مع سفيرة لبنان في الصين ميليا جبور العلاقات اللبنانية- الصينية وسبل تطويرها في المجالات كافة، لا سيما من الناحيتين الاقتصادية والسياحية.

صايغ

وفي قصر بعبدا، نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور ريمون صايغ والمحامي شارل غفري، اللذين تداولا مع رئيس الجمهورية في شؤون نقابية واوضاع الاطباء في لبنان وحاجاتهم.

 

باسيل من عين التينة : لقاء خير وتكلمنا في مواضيع كثيرة مفيدة للبلد

الثلاثاء 31 تموز 2018/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.

وقال باسيل بعد الزيارة :"اود ان اختصر هذا اللقاء بكلام صدر عن قداسة البابا وقرأناه الان مع دولة الرئيس بري عن فن اللقاء الذي هو دائما أفضل من استراتيجيات الصراع، واعتقد اننا الان احوج له في البلد في كل المراحل التي نمر بها بأن نتلاقى مع بعضنا كلبنانيين لكي نستطيع ان نؤمن مستقبلا أفضل لهذا البلد . طالما اننا قادمون من مؤتمر في واشنطن نظرنا فيه ليس فقط عن الحرية الدينية بل على فن المعايشة التي تكلم عنها ايضا قداسة البابا ، والتي هي ابعد من التعايش وأبعد من العيش الواحد، والذي يقتضي ان نسلم بديموقراطية تحكمنا في هذا البلد تقتضي شروط التمثيل والعيش السياسي الذي نتشارك فيه الحكم بميثاقية وطنية كاملة التي أساسها التفاهم الوطني. اننا نضع هذا اللقاء في هذا الاطار، وبالتأكيد فقد تكلمنا في كثير من المواضيع المفيدة للبلد والتي ان شاءالله تساعدنا في كل المجالات، من تأليف الحكومة، الى حل مشاكل لبنان السياسية، الى موضوع النازحين والى كل ما يأتي بالخير على هذا البلد .نختصر هذا اللقاء بالخير ونودعكم".

 

الحريري : لست مع حكومة اكثرية وعلينا جميعا ان نتحمل مسؤولية الامور في البلد

الثلاثاء 31 تموز 2018/وطنية - غرد رئيس الحكومة المكلف سعدالحريري عبر تويتر فقال:" أنا لست مع حكومة أكثرية، فالإجماع الذي حصلنا عليه والتسوية التي قمنا بها، هما فقط لكي يكون كل الأفرقاء في الحكومة، ونتحمل جميعا مسؤولية الأمور في البلد. أما غير ذلك، فيكون تفريطا بأمر فعال مكننا من إنجاز انتخابات وقانون انتخاب ومؤتمرات كسيدر وروما" .

 

الراعي التقى جمالي وسفير أرمينا ورئيس تيار المردة فرنجية: تشكيل الحكومة دونه عقبات والدولة بحاجة الى "نفضة"

الثلاثاء 31 تموز 2018 /وطنية - الديمان - إستهل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لقاءاته، في الصرح البطريركي الصيفي، في الديمان، بإستقباله صباحا عضو كتلة المستقبل النائبة ديما رشيد جمالي التي قالت بعد اللقاء: "أن الزيارة كانت للترحيب بغبطة البطريرك في ربوع الشمال"، وهذا أمر طبيعي كونها نائبة عن الشمال وقلبها على الشمال، لافتة الى "حس البطريرك الوطني وإنفتاحه على الآخر". كما كان حديث عن الأوضاع العامة في البلاد ولا سيما تمنياتها بتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن.

وللمناسبة، دعا البطريرك الراعي القوى السياسية كافة للتعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري من أجل تسهيل تأليف الحكومة.

واستقبل الراعي سفير أرمينيا صموئيل ميكريشيان، ثم الكولونيل بطرس الهاشم والعقيد هنري منصور.

كما إلتقى سفيرة لبنان في تشيلي جمان خداج.

سليمان فرنجية

وظهرا، إلتقى الراعي رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية ترافقه عقيلته ريما والمونسنيور إسطفان فرنجية، في حضور المطران جوزيف نفاع. وبعد اللقاء قال فرنجية: "الزيارة تقليدية للترحيب بغبطته في الديمان ولتقديم التعزية بوفاة شقيقته، وكانت مناسبة عرضنا خلالها للوضع الراهن الضاغط على البلاد اقتصاديا وسياسيا، ولمسنا حرص غبطته على معالجة الأمور وأولها تشكيل الحكومة بعد مضي ثلاثة أشهر على إجراء الإنتخابات النيابية في وقت ليس فيه من بوادر للحل". وأمل "أن يوفق الرئيس نبيه بري بمساعيه في هذا الإطار للوصول الى الحل المطلوب"، لافتا الى انه "دائما يتجه الى التفاؤل، انما التجارب التي مرت على البلد والتي تمر اليوم لا تبشر بالتفاؤل بل تبشر بالتفاؤل الحذر، لأن هناك أمورا نتفاءل بها إنما نواجه عقبات تقف في وجه هذا التفاؤل". ورأى فرنجية "ان تشكيل الحكومة كما يعلم الجميع يواجه عقبات، وكل يرمي المسؤولية على غيره، في وقت يحتاج فيه البلد الى إيجابية وليس الى منافسة سلبية نعيشها منذ سنوات حيث يلجأ الجميع الى السلبية للحصول على مطالبه فيما آن الأوان للتوجه نحو المنافسة الإيجابية". ولفت الى "ان التعب اصاب البلد والشعب والإقتصاد ولا يجوز أن نتغنى ببعض الإنجازات فيما هناك عجز في الخزينة وتراكم في الدين العام والشعب يعاني، ويجب معالجة هذه الأمور لتحقيق الإنجاز المطلوب، ولكن البعض يعتبر أن الشكليات والبديهيات كالموازنة وزياردة التغذية بالكهرباء ساعة واحدة وغيرها إنجاز فيما الإنجاز الحقيقي هو بإراحة المواطن وهذا ما نتمناه". وعن الوضع الإقتصادي وخطورته قال فرنجية: "أن هذا الوضع خطير ولكنه ليس وليد الساعة بل هو مستمر منذ سنوات إنما هناك تلط بأقنعة مختلفة أحيانا تكون الحكومة وأحيانا الإنتخابات النيابية وأحيانا تسيير أعمال الدولة فيما معالجة الوضع الإقتصادي تحتاج الى دولة ومقوماتها و"نفضة" وعندما يصبح هناك رجال دولة حقيقيين بالإمكان الوصول الى شيء، ولكن طالما نعالج الأمور بالطريقة الكلاسيكية القديمة والتي لم تنجح حتى الساعة لن نصل الى نتيجة.وكان في استقبال فرنجية، عند مدخل الصرح، النائب البطريركي على الجبة وزغرتا اهدن المطران جوزف نفاع والمسؤول الاعلامي المحامي وليد غياض وسكرتير البطريرك الاب بول مطر حيث انتقل بعدها الجميع الى صالون الجناح البطريركي ومنه الى الشرفة المطلة على وادي قنوبين.

واستبقى البطريرك الراعي فرنجية وصحبه الى مائدة الغداء.