المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april29.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من01حتى07/إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الإنسان الواقع في التجربة

الياس بجاني/الاعتداء على أحرار لبنان/جريدة السياسة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة  في جريدة السياسة الكويتية/المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية

الياس بجاني/رابط مقالتي الجديدة المنشورة في جريدة السياسة: الاعتداء على أحرار لبنان/جريدة السياسة

الياس بجاني/المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية والأنقى والأصدق

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سفير خليجي فبرك "الامارات ليكس"

حديثي اليوم موجه للجيل الجديد/خليل حلو

آخر ألاعيب رياض سلامة في بنك "التمويل"/تعيين "حَرَكي" آخر محلّ المطلوب حسن فرّان/إيلي الحاج/الصوت

تحذيرات من تخريب العلاقات اللبنانية – الخليجية

لبنان: 70 ألفاً بـ 33 دولة يصوتون اليوم في المرحلة الثانية من الانتخابات

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 28042018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 28/4/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فارس سعيد : كيف تجرأت !؟؟

هل يُمكن تغيير نظام إيران؟

الشيخ حسن مشيمش/ لبنان الجديد

مخالفات فاضحة في كسروان قد تطيح بالانتخابات : بلدية القليعات تجند طاقاتها البشرية والمالية في خدمة لائحة العهد

باسيل أبلغ نصرالله: "عائدون" بعد 6 أيار

قرار باخلاء سبيل موقوف تعرض للديانات السماوية والزامه حفظ آية قرانية

سفارة قطر: ما نشره موقع الاخبار عن السفير المري محض افتراء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المرجع الإيراني جواد آملي: إذا ثار الشعب مرة ثانية سيلقي بنا في البحر

وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان: لا نريد حرباً في غزة ولبنان ولا يوجد سلام حقيقي في الشرق الأوسط

قمة تاريخية لـ«عهد جديد من السلام» في شبه الجزيرة الكورية والقمة تتناول نزع السلاح النووي واقامة سلام دائم

ترحيب دولي بالقمة التاريخية

حراك دولي ضاغط على أذرع إيران في اليمن/صالح البيضاني/صحافي يمني/العرب

ترمب وميركل يتعهدان بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي والمستشارة الألمانية تعترف بعيوب الاتفاق النووي لكنها تتمسك به كخطوة يمكن البناء عليها

بومبيو يستبعد بقاء الولايات المتحدة في اتفاق إيران النووي ويشارك في لقاء حلف «الناتو» في أول مهمة له منذ أن أصبح وزيراً للخارجية

رؤساء برلمانات الاتحاد من أجل المتوسط في القاهرة اليوم لمكافحة الإرهاب وسجن 21 من عناصر «الإخوان» في الإسكندرية للتحريض على العنف

تركيا تترقب إعلان غل موقفه من منافسة إردوغان وأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يسعون لمنع اقتناء أنقرة «إف 35»

رئيس رومانيا يطالب رئيسة الوزراء بالاستقالة بعد زيارتها لإسرائيل

مفوضية حقوق الإنسان تندد بالاستخدام «المفرط» للقوة في غزة

روسيا وإيران وتركيا تتفق على استمرار عملية السلام في سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سياسة الإنصهار في آخر إصدار/الدكتورة رندا ماروني

خياران ايرانيان ... احلاهما مر/خيرالله خيرالله/العرب

 على مقعد العميد إدّه في بيت حوّاط جلس سمير جعجع وابتسم بحث في الخلفيات الإجتماعية والسياسية لانتخابات جبيل/ إيلي الحاج/الصوت

علي الأمين واللائحة وإعلامنا/حازم صاغية/الحياة

جدل ليلة انتخاب بترونية/حرب وباسيل متقدّمان وسعد وسعادة يتنافسان/جهاد جرجس/الصوت

هذه معاني تذكير جميل السيد بـ'صرماية' حافظ الأسد/منير الربيع/المدن

فارس سعيْد: التحدّي الأكبر بعد التسوية بقاء المعارضة في إطار عابر للطوائف/رلى موفّق/اللواء

برّي رئيساً دائماً: استثناءٌ يصنع القاعدة/نقولا ناصيف/الأخبار

المركزي» يعدّل هندساته المالية: تنامي الحاجة للدولارات/محمد وهبة/الأخبار

عون «متخوف جداً» من مفردات بروكسل/داود رمال/الأخبار

دائرة بيروت الأولى “أمّ المعارك” والنتائج ستكون متقاربة/فرح عبجي/النهار

فرصة ترمب وماكرون وميركل في الأزمة الإيرانية/إيلي ليك/الشرق الأوسط

إيران وإسرائيل واحتمالات الحرب/د. شملان يوسف العيسى

إيران واستحقاقات الخطة الرديفة/إميل أمين/الشرق الأوسط

كوريا الشمالية وإيران... الصراع خارج الحلبة/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

الساحر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حماس... خطأ المقاطعة وخطيئة المؤتمرات الموازية/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

الخطوة المنطقية التالية تجاه التكامل الأوروبي/فردناندو غوغليانو/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون هنأ رئيسي الكوريتين بالقمة التي جمعتهما: خطوة تاريخية في سبيل تحقيق السلام

زوق مصبح والصليب الأحمر الدولي ودعا الشهيد حنا لحود ورئيس الجمهورية منحه وسام الاستحقاق الرئاسي الفضي

باسيل دعا في رسالة الى غوتيريس وموغيريني لسحب بيان مؤتمر بروكسل: لبنان قدم الكثير للنازحين فبادلوه بالأفعال وليس ببيانات تقوضه وتقوده للمجهول

رعد: المنافسة في الاستحقاق الانتخابي دليل عافية وحسن نيتنا لا يلاقيها كل الناس

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من01حتى07/إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم

“يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ رَسُولِ المَسيِحِ يَسُوعَ بِمَشِيئَةِ ٱلله، ومِنْ طِيمُوتَاوُسَ الأَخ، إِلى كَنِيسَةِ ٱللهِ الَّتي في قُورِنْتُس، وإِلى جَمِيعِ القِدِّيسِينَ الَّذِينَ في أَخَائِيَةَ كُلِّهَا: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ ٱللهِ أَبِينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح! تَبَارَكَ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَرَاحِمِ وإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَة! هُوَ الَّذي يُعَزِّينَا في كُلِّ ضِيقِنَا، لِنَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُم في كُلِّ ضِيق، بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي يُعَزِّينَا ٱللهُ بِهَا. فَكَمَا تَفِيضُ عَلَيْنَا آلامُ المَسِيح، كَذلِكَ تَفِيضُ أَيْضًا بِالمَسِيحِ تَعْزِيَتُنَا. إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم، وهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تُعِينَكُم عَلى ٱحْتِمَالِ تِلْكَ الآلامِ عَيْنِهَا الَّتي نتَأَلَّمُهَا نَحْنُ. إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الإنسان الواقع في التجربة

الياس بجاني/27 نيسان/18

عندما تتخدر وتموت الضمائر ويفقد الإنسان احترامه لنفسه وتصبح كرامته للمساومة والأخطر يفقد إيمانه وخور رجاؤه ويمتهن ثقافة الأبواب الواسعة..هذا المخلوق الشارد كائن من كان يقع في التجربة ويصبح عبداً لغرائز التي هي الشيطان والموت في آن..هكذا بشر اسخريوتيين هم مرضى وبحاجة للصلاة..صلي من أجل توبتهم ومن اجل خروجهم من غياهب التجربة والإبليسية

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية

المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية/27 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة/

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9/

 

الياس بجاني: في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/الاعتداء على أحرار لبنان/جريدة السياسة/25 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

 

المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية والأنقى والأصدق

الياس بجاني/25 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64128

مما لا شك فيه وعملاً بالوقائع والمواقف وشهادة للحق والحقيقة فإن المعارضة الشيعية في لبنان بكافة أطيافها هي الأكثر صدقاً وجرأة وشفافية وتصميماً ووطنية.

ودون أي لف أو دوران وبصراحة متناهية فإن المعارضات الشيعية هي الوحيدة الصادقة 100% في تصديها السلمي والحضاري والدستوري لإحتلال إيران للبنان ولإرهاب وإجرام وهرطقات ذراعها الميليشياوية، حزب الله، وللمشروع الملالوي التوسعي والاستعماري والإمبراطوري.

نعم هي الأنقى من كل لوثات "الأنا" القاتلة التي تتحكم بممارسات وألسنة وتقلبات مواقف 14 آذاريين منافقين من أحزاب وسياسيين وإعلاميين ورجال دين هم من المذاهب اللبنانية ويوالون ويعارضون موسمياً وغب أولويات أجنداتهم الشخصية والسلطوية والنفعية.

نعم وألف نعم فإن المعارضات الشيعية هي الأشراف، وهي الوحيدة المتحررة من كل أورام سرطانيات الطاقم السياسي اللبناني العفن والنتن بغالبيته العظمى...

وهنا نعني تحديداً كل شركات الأحزاب والسياسيين الذين سرقوا ثورة الأرز وعهروها ومن ثم فرطوا تجمع 14 آذار السيادي..

فرطوا 14 آذار بوقاحة ابليسية ودخلوا بجحود ومكر وبرضاهم وعن سابق تصور وتصميم في أقفاص الصفقة الخطيئة تحت رايات نفاق الاستقرار، والواقعية وأولويات الملفات المعيشية وبحجج كاذبة في مقدمها هرطقات وخزعبلات من مثل

أن حزب الله من النسيج اللبناني،

وأنه حرر الجنوب،

وإنه انتصر في حرب 2006،

وأن سلاحه وحروبه وإيرانيته وإرهابه هي كلها ملفات دولية وإقليمية واللبنانيون عاجزون عن مواجهتها.

وأن بالإمكان التعاطي مع معضلة سلاحه عن طريق الحوار في حين أن ذميتهم وتقيتهم أوصلتهم لخطيئة التعامي الكلي عن مفاعيل القرارين الدوليين 1559 و1701.

أعطوا حزب الله رئاسة الجمهورية، والوزارة، والقانون الانتخابي، وارتضوا مقابل دخولهم جنة الحكم ولو برتبة تابعين للحزب ولفرماناته الإستراتجية، ارتضوا أن يساكنوا سلاحه ويتعايشوا مع احتلاله وهيمنته.

إن ال 14 آذاريين الحاليين والسابقين على حد سواء واسترضاءً للثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل) ابعدوا المعارضين الشيعة بالكامل عن تجمع 14 آذار، وأيضاً عن كل التجمعات التي أقاموها ولم يستمروا بأي واحدة منها خوفاً على كراسيهم ومصالحهم والنفوذ.

ابعدوا الوزير السابق محمد بيضون، والأستاذ كامل الأسعد، ومعهما كل المعارضين الشيعة الشرفاء من رجال دين وإعلاميين وسياسيين وناشطين عن كل تجمعاتهم وتحالفاتهم حتى لا يُغضبوا الرئيس نبيه بري تحديداً، وهؤلاء ال 14 آذاريين الذميين لا يزالون على موقفهم الجبان والذمي هذا حتى تاريخ اليوم.

على سبيل المثال لا الحصر، فإنه يوم اجبر مفتي صور العلامة علي الأمين بالقوة من قبل الثنائية الشيعية على مغادرة المدينة وتم عزله من منصبه وكان يومها رئيس الحكومة السنيورة لم يهب لمساعدته أحد وحرم حتى من معاشه...

عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإنه كان ولا يزال الهم الأول لأصحاب شركات الأحزاب كافة من الذين تلحفوا مؤقتاً بعباءة 14 آذار، أن يؤمنوا مصالحهم ويسترضوا الرئيس بري بشكل خاص.

اليوم وبعد أن نشرت جريدة الأخبار التابعة 100% لحزب الله صورة جامعة للعشرات من المعارضين الشيعة الشرفاء وهددتهم بالقتل وذلك بنعتهم زوراً بأنهم شيعة السفارات... نسأل لماذا لم يتحرك القضاء للقيام بواجبه؟

وفي هذا السياق الإستقلالي جاء الإعتداء السافر من حزب الله على الإعلامي السيادي علي الأمين وذلك لكونه معارض جدي وصادق لإحتلال حزب الله وللمشروع التوسعي الإيراني.

في الخلاصة فإن المعارضة الوحيدة الصادقة والشريفة والجريئة في مواجهة حزب الله والهيمنة الإيرانية في لبنان هي المعارضات الشيعية كافة ومنهم الشيخ صبحي الطفيلي والأستاذ أحمد الأسعد والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون والصورة التي نشرها جريدة الأخبار هي لمعظم هؤلاء السياديين والشرفاء بامتياز.

تحية من القلب لكل المعارضات الشيعية اللبنانية وهي بإذن الله ولأنها صادقة سوف تكون الخميرة التي ستخمر كل عجين وطني الحبيب لبنان وتعيد له الاستقلال والسيادة والحريات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سفير خليجي فبرك "الامارات ليكس"

ليبانون ديبايت/28 نيسان/18/علم "ليبانون ديبايت" من مصادر مطلعة أن السفير القطري في لبنان علي بن حمد المري هو المسؤول المباشر وراء فبركة "الامارات ليكس" التي تقوم بنشره جريدة الاخبار، وذلك بهدف الانتقام من دولة الامارات على خلفية الازمة الخليجية.

وتفيد المعلومات أن ما قام به السفير القطري سوف يكون محط متابعة في الاسابيع القادمة مع الجهات المختصة. علماً أن العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والحكومية التي طالتها "الامارات ليكس" قامت بنفي المعلومات.

 

حديثي اليوم موجه للجيل الجديد

خليل حلو/28 نيسان/18

أولادنا الكرام، وللمرة الأولى أستعمل هذه الكلمة بعدما أكرمني خالقي ب62 سنة من الوجود في هذه الدنيا. أنا انتمي إلى جيل عاش كل مراحل الحروب اللبنانية منذ العام 1975 حتى اليوم. كل يوم يمر ويزداد تعلقي بلبنان وبأهلي وأصدقائي ومعارفي وأكثر ما يزداد تعلقي به هو أرض لبنان التي بُذلت الدماء الغزيرة لأجلها. كل يوم يمر وأندم على بعض أفعالي وفي المقابل أزداد فخراً بأخرى. كل يوم يمر واشكر ربي أنه منحني فرصة المصالحة مع الكثيرين من الذين تواجهت معهم في ساحات المعارك حيث قمنا سوياً بتنقية الذاكرة. أكثر ما يؤلمني اليوم هو هذه الهوّة التي تفرّق بين الأجيال الجديدة وجيلنا وبين من كان لاعباً وشاهداً ومن لم يكن مهما كان جيله، حيث يلقى الللوم علينا، نحن اللاعبون والشهود، وكأننا كنـّـا نحن السبب الذي أوصل لبنان إلى ما هو عيه اليوم من سيئات. المؤلم أننا أصبحنا نعرف وبقدر كبير من يكذب (أكثرية من في الحكم ومن ينافسهم خارج الحكم يكذبون حتى الذين يدّعون العفـّة ممن لم يجرَّبوا بعد من اللاعبين الجدد) وأصبحنا نميز أكثر من لا يكذب وهم قلـّـة ترفض أكثرية الناس تصديقهم. في حملاتهم الإنتخابية يوهمونكم أنهم يحملون الحلول لكافة المشاكل وأنهم أطهار، وهم في ذلك ... يكذبون ويتوهمون ويوهمون. آخرون من الناشطين الجدد والغير الجدد يتوهمون أنهم البداية والنهاية l'alpha et l'oméga وأن كل الذين سبقوهم هم فاشلون وأن العصا السحرية في يدهم، مع أن البعض العصا بيده منذ سنوات طويلة ولم تكن سحرية على الإطلاق. أيها السادة الكرام، الفساد والكذب هما مشكلتان جوهريتان ولكن هل هما الوحيدتان؟ الوضع الإقليمي ينعكس بقوة علينا، هل سمعتم خطاباً انتخابياً واحداً يتناوله؟ سيادة الدولة منتهكة، هل سمعتم من أحد أنها أولوية؟ كلهم دون استثناء لم يتناولوا السيادة في بادئ الأمر ثم تناولوها مؤخراً من باب رفع العتب ... هل تظنون أن استرجاع السيادة يتم بإيجاد فرص عمل؟ أم أن استرجاع السيادة ينتج عنه فرص عمل؟ هل تظنون ان مكافحة الفساد يعيد السيادة؟ أم أن استرجاع السيادة يعطي زخماً لمكافحة الفساد؟ هل إنكار التضحيات يطمس وينسي التاريخ؟ أم أن قراءة التاريخ بموضوعية وأخذ العبر منه وتنقية الذاكرة يؤدون إلى تفادي تضحيات جديدة؟ ... أيها السادة الكرام الإنتماءات الحزبية الضيقة والقبلية والعشائرية والهوّة بين الأجيال وبين من تفرّج عن بعيد ومن كان لاعباً وشاهداً لن تصحح الخلل ... قليل من الوعي رجاءً يوفر الكثير.

عاش لبنان

 

آخر ألاعيب رياض سلامة في بنك "التمويل"/تعيين "حَرَكي" آخر محلّ المطلوب حسن فرّان

 إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"/28 نيسان/18 

http://alsawt.org/%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D8%A3%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A8-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%88%D9%8A%D9%84/

علمت جريدة "الصوت" الإلكترونية أن اللجنة المصرفية العليا، التي تعدّ بمثابة محكمة عليا للمصارف يترأسها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، قررت تنحية مجلس إدارة "بنك التمويل" التابع للمصرف المركزي، باعتباره من ممتلكات "بنك إنترا"، وتعيين مدير مؤقت يتولى أعمال مجلس الإدارة، هو السيد نديم رحّال. وأدرج مراقبون هذه الخطوة في إطار التغيير الشكلي  والألاعيب البهلوانية التي يمارسها حاكم المصرف المركزي للالتفاف على متطلبات التزام قوانين العقوبات الأميركية. فيقيل ويعيّن كلاعب كشاتبين ليضيع متابعي قضايا مصرفية حساسة، من دون أن يعالج مصادر الخطر التي لا تزال تهدد القطاع، ولا سيما  خطر إلغاء التسهيلات المعطاة للبنوك المراسلة من السلطات المالية في نيويورك، مما يمكن أن ينعكس سلباً على العمل المصرفي في لبنان. اللجنة المصرفية العليا اجتمعت من الحادية عشرة، قبل ظهر اليوم الخميس 26 نيسان، حتى الأولى بعد الظهر، وقررت بنتيجة تنسيق واضح بين سلامة ورئيس هيئة الرقابة على المصارف سمير حمود تعيين رحّال، القريب من حركة "أمل" على غرار رئيس مجلس الإدارة السابق حسن فرّان، والذي تسبب بإحراجات للحركة ورئيسها الرئيس نبيه بري، وبمتاعب جمّة للمصرف دفعت المصرف المركزي إلى وضعه تحت المراقبة إثر صدور مذكرة توقيف قضائية بحق فرّان في آب 2017. 

وكان فرّان  تورّط في أعمال مصرفية مشبوهة، لا سيما مع سياسيين عراقيين من أياد علاوي الى نوري المالكي على ما كشف مسؤولون عراقيون تحدثوا عن تهريب أموال ضخمة وضخها في "بنك التمويل"، مما أدى إلى انكشافه دولياً واضطرار حاكم المركزي إلى التحرك.

وذكرت مصادر لـ"الصوت" أن نديم رحّال هو شقيق علي رحّال عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" ونجل العميد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي فايز رحّال. وأضافت أن ثلاثة من أعضاء اللجنة المصرفية العليا تحفظوا عن تعيينه مديراً موقتاً للمصرف لأنه لا يطابق المواصفات المطلوبة، مما دفع رئيس هيئة الرقابة سمير حمّود إلى اتخاذ قرار تعيينه على عاتقه. ولم تُسجّل التحفظات في محضر الجلسة، مما يشكل سابقة.

 

تحذيرات من تخريب العلاقات اللبنانية – الخليجية

بيروت -“السياسة/28 نيسان/18/حذرت مصادر ديبلوماسية خليجية في بيروت عبر “السياسة”، من محاولات تخريب تقوم بها جهات متضررة من عودة الوئام إلى العلاقات اللبنانية – الخليجية، من خلال ما يتم نشره زوراً في صحيفة “الأخبار” بحق سفير دولة الإمارات لدى لبنان حمد الشامسي، مشيرة إلى أن “المطبخ” الذي يقف وراء الاتهامات الملفقة ضد الإمارات وسفيرها في بيروت، لا يريد للعلاقات اللبنانية – الإماراتية واللبنانية – السعودية أن تتطور وتتعزز، ومشددة على أنه سيتم كشف كل المحرضين والملفقين، والتشهير بهم.

ونفى المكتب الاعلامي للسفارة الإماراتية في بيروت في بيان، ما أوردته “الأخبار” أخيراً، من أخبار نسبتها للشامسي ولسفير الإمارات لدى الولايات المتحدة.وأكد أن “ما ذكر لم يحصل لا بالشكل ولا بالمضمون، وأن الكلام المنسوب ليس له أي أساس من الصحة جملة وتفصيلاً”.

وأعرب عن أسفه لـ “محاولات التشويه المتعمدة لمواقف الإمارات الواضحة من خلال هذه الأخبار الكاذبة ومحاولات تعليبها وترويجها”.

 

لبنان: 70 ألفاً بـ 33 دولة يصوتون اليوم في المرحلة الثانية من الانتخابات

بيروت – “السياسة والوكالات /28 نيسان/18/: يستكمل المغتربون اللبنانيون اليوم الأحد المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية حيث ستفتح مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين الموجودين في الدول الغربية، وذلك بعدما اقترع أول من أمس اللبنانيون المنتشرون في ست دول عربية، هي السعودية، والإمارات، وقطر، والكويت، ومصر، وسلطنة عُمان. وفي هذا الإطار، تفتح اليوم صناديق الإقتراع في 33 دولة تضم 200 مركز اقتراع،انطلاقاً من الساحل الشرقي لأستراليا، وتنتهي العملية الانتخابية في الثامنة من صباح الأثنين بتوقيت بيروت في الساحل الغربي للولايات المتحدة. وتواكب وزارة الخارجية والمغتربين عملية الإنتخاب من مختلف مراكز الإقتراع من خلال غرفة عمليات جهزتها خصيصا لهذا الغرض، ويبلغ عدد المسجلين على اللوائح في الدول الغربية والموزعين بين استراليا وافريقيا وأميركا وأوروبا 70289 ناخباً. ويبلغ العدد الإجمالي للمغتربين اللبنانيين الذين سجلوا أسماءهم للمشاركة في الانتخابات 82900 لبناني موزعين على 39 دولة، مع العلم، أن عدد الذين يحملون الجنسية اللبنانية ويعيشون خارج لبنان يفوق المليون، ويحق لثلثيهم الانتخاب، أما عدد اللبنانيين المتحدرين من أصول لبنانية في الخارج فيُقدر، وفق خبراء، بما بين 8 و12 مليونا، لكن معظمهم لا يقومون بالإجراءات الإدارية لاستصدار أوراق هوياتهم اللبنانية. وتتصدر أستراليا قائمة البلدان لناحية عدد اللبنانيين الذين سجلوا أسماءهم، البالغ 11820، كما سجل 8362 شخصاً أسماءهم في فرنسا. ويمكن للبنانيين في الخارج، الاقتراع في 232 قلماً موزعة على 116 مركزاً، معظمها في السفارات والبعثات الديبلوماسية اللبنانية.

وفي الوقت الذي تستكمل اليوم انتخابات المغتربين في بلاد الانتشار، ارتفعت الجهوزية اللوجستية لدى المكونات السياسية، تحضيرا ليوم 6 مايو الموعود، حيث المنازلة المنتظرة، بين القوى المتنافسة وفق قانون النسبية الجديد، على وقع تصاعد الحمى الانتخابية، حيث بلغ التجييش الطائفي ذروته، مع احتدام الصراع على أصوات الناخبين حتى داخل اللائحة الواحدة.

وواصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري جولته الانتخابية في الشمال، فزار أمس، منطقة المنية يرافقه مرشح “تيار المستقبل” عثمان علم الدين، واستقبلته عند مدخل المدينة فرقة من الخيالة، وأقيم له استقبال حاشد من جانب الأهالي في المنطقة وكان في مقدمهم رئيس البلدية ظافر زريقة.

وللمناسبة، قال الحريري “المنية مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سنكمل المشوار مع الناس الطيبين الشرفاء، هناك من يحاول تغيير هوية المنية، نقول له هوية المنية واضح اسمها ومسيرتها وصوتها في الانتخابات، فهي مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن يقول إنه مع مسيرة رفيق الحريري ويكون في لائحة أخرى لا يمثل الرئيس الشهيد او سعد الحريري، مرشحنا عثمان علم الدين وسيكون الصوت التفضيلي له، وفي السادس من مايو ستكون “زي ما هي” وسألتقي بكم مجددا مساء في المهرجان”.وعلى طول الطريق الرئيسية في المنية، أوقف موكب الحريري مرات عدة من المواطنين الذين احتشدوا على جوانب الطريق مرددين الهتافات المؤيدة والداعمة له، مطلقين المفرقعات النارية ترحيبا بزيارته المدينة، وقال لهم: “أنتم الاوفياء الطيبين، وأجمل شيء هو الوفاء في هذه المدينة، مدينة الشهيد رفيق الحريري”. ثم انتقل الحريري إلى بلدة بحنين حيث كان في استقباله رئيس البلدية مصطفى وهبي، واقيم تجمع شعبي كبير في وسط البلدة من الأهالي الذين قاموا بنثر الأرز وإطلاق الهتافات المؤيدة له والاسهم النارية ترحيبا بزيارته. وقال الحريري للمواطنين: “هناك محاولة لنزع هوية المنية وتبديل اسم رفيق الحريري بوضع اسم آخر، ونحن سيكون لنا الرد عليهم في 6 مايو وسننزل في كل لبنان وسنريهم من هو تيار المستقبل ومن هو سعد الحريري”.

وقال الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري إن “الاستحقاق بدأ بالاغتراب، أي أن عقارب الساعة بدأت بالعد التنازلي بين من سيختار لائحة حرة مستقلة، ومن سيختار لائحة يعطيها حسن نصرالله وبشار الأسد توجيهات، سعد الحريري وتيار المستقبل لا يركعان إلا لربهم سبحانه وتعالى”.

من جهته، غرّد عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” نوفل ضو على “تويتر” بالقول: “لا أفهم كيف يمكن لمن يريد احتواء التمدد الايراني في المنطقة والحد من نفوذ ايران في اليمن والعراق وسورية ولبنان من الاميركيين والاوروبيين والعرب أن يمضي قدما في دعم صفقة التسوية الرئاسية والحكومية وامتداداتها النيابية من خلال نتائج الانتخابات المرتقبة!”. في المقابل، أكد نائب “حزب الله” محمد رعد، أن “المنافسة في الاستحقاق الانتخابي دليل عافية، ولكن حسن نيتنا لا يلاقيها كل الناس، فهناك أناس يمارسون الحقد ويستخدمون كل من يستطيعون استخدامهم لنفث أحقادهم والتحريض وتحقيق مشروعهم ومشاريع الآخرين”.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 28042018

النهار

ليس على قدّها

كشف مرشّح بعدما أعلن انسحابه من السباق الانتخابي انها معركة أموال وهو ليس على قدّها.

شيخ الأزهر

علم أن زيارة لشيخ الأزهر أحمد الطيّب إلى لبنان لا تزال قائمة بعدما كانت مرتقبة في وقت سابق، وستحصل بعد شهر رمضان على أن تكتسب أهميّة كبيرة في العلاقات بين الطوائف.

"قنص" لوائح

تبيّن أن لوائح انتخابيّة أُلّفت لا للفوز بل لأخذ أصوات من طريق لوائح أخرى.

الجمهورية

إعتبر نائب في تكتل بارز أن أحد الوزراء المرشحين الى الإنتخابات النيابية إستغلّ مركزه وسخّر كل مقدرات الدولة لكَسب الأصوات من داخل لبنان وخارجه.

فيما شكا وزير سيادي من الكلفة الإعلانية العالية وعدم ظهوره في الإعلام تبيّن أنه ظهر في ثلاثة برامج حوارية كلفتها أكثر من مليون دولار.

لاحظت أوساط متابعة للعملية الإنتخابية في الخارج أنه لم يُفتح أي قلم في إحدى الدول العربية لأن عدد المسجّلين للإقتراع لم يبلغ 200 شخص.

البناء

خفايا

نبّهت أوساط سياسية من استخدام قوى حزبية، بعض المجموعات الإرهابية من جنسيات غير لبنانية لإحداث بلبلة أمنية قرب مدينة كبيرة تحتدم فيها المنافسة الانتخابية، وتظهر لائحة أحد الأقطاب الوطنية تقدّماً على لائحة القوى المُشار إليها، بحيث ترسخ هذا القطب كفاعلية سياسية وشعبية أساسية في المدينة خلال المرحلة المقبلة وأفول نجم القوى التي سيطرت على المدينة منذ حوالى ثلاثة عقود.

كواليس

تساءلت مصادر دبلوماسية في دولة عظمى معنية بالأزمة الكورية عما إذا كان بمستطاع واشنطن معاكسة وجود تيار واسع شعبياً في كوريا الجنوبية واليابان راغب في التطبيع مع كوريا الشمالية بعدما عاش مناخات الرعب النووي، ويرى مبادرتها فرصة يجب ألا تضيع ويفرض حضوره على حكوماته بقوة، وقالت إنّ هذا المدّ الشعبي السلمي يجب اعتباره أحد عناصر صناعة المسار التفاوضي مع كوريا الشمالية.

اللواء

غمز

يلاحظ الخبراء الانتخابيون أن اقتراع المغتربين هو قضية، كأنها تخص فقط التيار الوطني الحر وأطرافاً مسيحية أخرى!

لغز

ارتفعت كلفة الإطلالات التلفزيونية إلى معدلات غير مسبوقة، مع إغراء الشاشة، وضعف الاستخدام الشعبي لتطبيقات التواصل.

همس

تمكّن مسؤول كبير من تجاوز نقطة خلافية مع مرجع آخر، ذات حساسية دولية وإقليمية.

المستقبل

يقال

إنّ أوساطاً سياسية ترصد مدى انسحاب التحالفات الانتخابية القائمة إلى مرحلة ما بعد الانتخابات، والشكل الذي ستتخذه العلاقات بين الأفرقاء في المجلس النيابي الجديد في ضوء خارطة التحالفات المرتقبة وما إذا كانت ستشمل كل الملفات أم كل ملف على حدة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 28/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تضج المناطق اللبنانية بتحركات المرشحين ومهرجانات الاستنهاض، والدعوات الى كثافة الاقتراع أحد الاسبوع المقبل.

وبرزت مواقف للرئيس نبيه بري من الجنوب، والرئيس سعد الحريري من الشمال، والنائب وليد جنبلاط من الجبل وتحديدا من إقليم الخروب.

وفي الخارج سجل الآتي: سقوط شظايا صواريخ حوثية- يمنية على جازان السعودية. إجتماع وزراء الخارجية الروسي والتركي والايراني في موسكو. بدء وزير الخارجية الأميركي الجديد جولة في الشرق الأوسط.

نبدأ من مواقف الرئيس بري وفيها انتقال للقانون الجديد الذي ستجري على أساسه الانتخاب، والتأكيد على أهمية الوصول إلى قانون على أساس لبنان دائرة واحدة أو خمس دوائر على اساس نسبي. وقد وجه الرئيس بري من المصيلح كلمته الى المشاركين في المهرجان الحاشد في صور، بأنه سيكشف قريبا عن سبب عدم حضوره المهرجان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في سيدة البحار كان هناك من يصنع التاريخ ويكتبه مرة جديدة، وآخرون من المارين بين الكلمات يقرأونه عل وعسى أن يتعلموا.

بعد الأرجوان، غمر محيط الأخضر مجددا صور البرية والبحرية معا، أن هنا نجتمع من أجل الإنسان ولبنان.

موج حركي لا يتوقف عن فعل الثورة كي لا ينتهي، أخذ رسم وإسم صر من الفينيقية، وترجمه بالجنوبية اللبنانية الأصيلة، صخرة لا تكسرها الصعاب مهما عظمت.

على عهد القسم ربان السفينة نبيه، تسلم الدفة من صاحب القامة والسبحة والعمامة، وأدارها بأمانة ومطرقة وضمانة نحو بر حفظ الوطن، فكانت شبكة أمان وشراع من قماش المقاومة في لبنان نحو فاتحة دستور الكتاب وبخط أمل: لبنان ذلك الوطن النهائي لجميع أبنائه وما بدلت تبديلا.

صوته يصدح في رجع لصدى قسم موسى الصدر، نقسم بالله العظيم لن يبقى محروم واحد، ومستمرون في بناء مجتمع المقاومة للعدو الإسرائيلي عند حدود الوطن وللارهاب على أطراف المجتمع وللفساد والطائفية في قلب الدولة، وبعد، وبعد، والله على ما نقول شهيد.

رئيس مجلس النواب نبيه بري بدأ في صور خطابه من قبلة فلسطين، عبر الإعلان عن خارطة طريق لكتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة بمواجهة أي مشروع يتصل بالتوطين مقابل حفنة من الدولارات، والتمسك بحق العودة.

نبيه بري اللبناني جدا قالها بشكل واضح وصريح: لن نسمح بإضعاف الحاضنة الشعبية للمقاومة. وإلى من يحاول أكل الناس "عونطة" من السواح الإنتخابيين وممن "يبرغتون" في دائرة الجنوب الثانية اليوم، فكان الرد والترديد لما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون من رفض من يعتمد الخطاب الطائفي والمذهبي: فهل يسمع الأقربون والأبعدون هذا الكلام، اما أن سياسة أذن من طين وأخرى من عجين هي السائدة؟.

إنتخابيا، دعا الرئيس بري إلى تحييد الأجهزة الأمنية الوطنية عن التدخل بالعملية الإنتخابية، وإلى رفع الحاصل الإنتخابي تأكيدا لوحدة الصف بين الثنائي الوطني: حركة "أمل" و"حزب الله" لنبذ كل محاولات الإثارة والشغب الإنتخابي ومحاولة الإيقاع بين الحلفاء.

بعد إنجاز الإنتخابات النيابية في الخارج بشقها العربي، التحضيرات مستمرة في باقي دول العالم لإتمام النسخة الثانية من العملية، والتي يقترع خلالها ما يزيد عن الثمانين بالمئة من المغتربين المسجلين والبالغ عددهم حوالي 82,900 ناخب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

كما في طرابلس أمس، كذلك في المنية والضنية اليوم، وغدا في عكار. وكما حل عليهم ابنا وابا كانوا له اهلا وسهلا، وحاصروا موكبه بالورود وأصوات الحب وحناجر الأمل، وحوطوه بالأحضان فغمرهم بالقبلات والمحبة.

مشهد تجاوز السياسة ففاضت المشاعر الجميلة على جانبي طرق المنية والضنية، كما فاضت بالأمس من أحياء طرابلس الرسائل إلى من يريدون محاصرة "المستقبل" من خلال تعدد لوائح لا هدف لها سوى محاربة سعد الحريري.

فبعد الجنوب والبقاع واقليم الخروب وطرابلس، أمس واليوم كان صوت الشمال عاليا، وقال اسما واحدا: سعد الحريري. قالها عاليا، ليسمع من لا يسمع: سعد الحريري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بين محطتين انتخابيتين اغترابيتين، يقيم لبنان الخطوة الأولى، ويقيم على أساسها استعداد الغد، لتفتح صناديق الاقتراع في بلدان غربية، بعد ان كانت التجربة في البلاد العربية هادئة دون ان تخلو من اعتراضات وملاحظات.

والملاحظ ان المحطات السابقة للسادس من أيار قد رفعت الحماوة السياسية، وأظهرت الاشكالات في الحملات الانتخابية داخل اللائحة الواحدة، كما كشفت الصور المباشرة تحت السماء الزرقاء من غير منطقة.

أما منطق الوحدة الذي يجمع الثنائي الوطني في لوائح "الأمل والوفاء"، فإنه عصي على كل المشاغبين، ولن يستطيع أحد من اضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة، كما أكد الرئيس نبيه بري خلال تجديده القسم في صور.

الرئيس الذي ردد مع موج بحر صور الحافظ لقسم الامام الصدر، اننا عصيون على كل احتلال، وطنيون عروبيون حد الامتلاء، وجهتنا القدس وقبلتنا الوحدة التي لا نحيد عنها، حذر من الخطابات الطائفية وحيتان والمال، مرددا مع الرئيس ميشال عون: الفظوا وانبذوا من يؤجج المشاعر الطائفية والعصبيات، لانه يتلاعب باستقرار الوطن.

الرئيس بري هاجم من أسماهم بالسواح الانتخابيين، داعيا من جهة أخرى إلى تحييد الأجهزة الأمنية عن المستنقعات الانتخابية، مؤكدا التمسك بالثلاثية الماسية: الجيش والشعب والمقاومة، لحماية لبنان وردع أي عدوان.

في اليمن العصي على أهل العدوان، شيع الرئيس الشهيد صالح الصماد تحت غارات العدوان السعودي- الأميركي، مرفوعا على أكف الجماهير المليونية التي احتشدت في ساحة السبعين في صنعاء، غير آبهة بكل آلة القتل التي أحاطت مكان التشييع بصواريخها، ما أدى الى وقوع شهيدين وعدد من الجرحى، ورد عليها اليمنيون بقبضات العز التي لا زالت تذل العدوان واهله.

وباسم الشعب العزيز، تحدث قائد "انصار الله" السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مؤكدا ان جريمة اغتيال الرئيس الصماد لن تمر دون عقاب، داعيا أهل العدوان إلى الاستعداد لمرحلة جديدة من رد اليمنيين على جرائمهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

شمس الانتخابات لا تغيب عن لبنان، أبناؤنا المنتشرون في أصقاع العالم يعطون للبنان المقيم المتقوقع، الخائف، المتعثر، المتصاغر، بعدا كونيا، ربما وعبر الانتخابات في دول الانتشار يفترض بالدولة اعادة اكتشاف طاقاتها ولبنانييها، فتغير ذهنيتها التاريخية المريضة التي تتعامل بها معهم، فيصغر ديننا الوطني إلى حجم ثروة اللبناني الواحد، ويكبر لبنان بطاقاته وقيمه وقدرات منتشريه، ليضاهي أكبر الدول قوة ومناعة، ويبطل ان يكون حجر داما يتقلب مصيره بين أيدي الاقوياء والمستقوين.

بالأمس انتخب اللبنانيون في دنيا العرب، والأحد تنتقل صناديق الاقتراع إلى الأميركيتين واستراليا وافريقيا، حيث يقترع لبنانيو الخارج قبل ان يعود تسونامي الانتخابات ليلفح لبنان في السادس من أيار.

مساء وصلت غلة الأصوات في الصناديق عبر مطار بيروت، ومنه إلى مصرف لبنان، بمواكبة أمنية، حيث سيتم حفظ الذهب الانتخابي في خزنات المركزي، بعيدا من أيدي العابثين.

وكانت وزارة الخارجية ووزارة الداخلية رفضتا كل ما قيل عن عبث حصل أو قد يحصل في العملية الانتخابية، وفي نتائج الاقتراع التي تتضمنها الصناديق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مهما قيل وقال في اقتراع المغتربين، فالانجاز تخطى الابتزاز وأصوات النشاز. يكفي وزير الخارجية نصرا انه انجاز غير مسبوق لوزارته وفريق عمله. ويكفي اللبنانيين المغتربين والمنتشرين فخرا انهم ينتخبون للمرة الأولى في تاريخ لبنان وفي عهد الرئيس عون.

لن ينسى اللبنانيون المنتشرون ان جذورهم ضاربة في هذه الأرض، وسيعرف اللبنانيون المقيمون ان اجنحتهم في الاغتراب ستحمل الأرزة إلى أربع رياح الأرض. حاول أيوب تابت رئيس الدولة اللبنانية اشراك المغتربين في الانتخابات العام 1943، وحورب وجوبه وقامت القيامة في وجهه، فاضطر إلى تقديم استقالته، وخلفه بترو طراد الذي فهم الرسالة فطوى الصفحة وأغلق الباب ورمى المفتاح. يومها لم يكن عدد اللبنانيين المغتربين في العالم يتخطى ال 200 ألف.

بعد خمسة وسبعين عاما حقق ميشال عون ما عجز عنه رؤساء الدولة في الانتداب ورؤساء الجمهورية بعد الاستقلال. اليوم يبلغ عدد المتحدرين والمنتشرين والمغتربين 15 مليونا في كل قارات العالم، وهو عدد قد يعتبره البعض مبالغا فيه لكنه صحيح. وصحيح ان غالبيتهم باتت من الجيلين الرابع والخامس، وانهم اندمجوا في بلدانهم ومجتمعاتهم، لكن الصح ان كثيرين منهم يرغبون في أكثر من سماع حكايات الأجداد والرواد عن الوطن الأم، وانهم- مسلمون ومسيحيون- لا يريدون ان يطويهم النسيان وان يختفوا كما تختفي الساقية في رمال الصحراء، بل ان يكونوا صوتا لارث ومنارة لحضارة، لا موتا لتاريخ وذوبانا لرسالة حملها اسلافهم قبل كريستوف كولومب واميركو فيسبوتشي الى الاميركيتين، وقبل الرومان وادريان الى اوروبا وابعد نقطة فيها.

يكفي هذا العهد انه قرن القول بالفعل، الأمل بالعمل، الحلم بالواقع. أما جوقة الناعقين والمرائين فينطبق عليهم تنبيه الكتاب المقدس: وفي مجلس المستهزئين لا تجلس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بين مغدوشة وصور، عشرات الكيلومترات وعشرون دقيقة بالسيارة. لكن حين يكون الرئيس نبيه بري في صور والوزير جبران باسيل في مغدوشة، فإن المسافة تصبح بعيدة جدا.

بين صور ومغدوشة قصف متبادل بين الرئيس بري والوزير باسيل، يأتي استكمالا للنفور بين الشخصين والشخصيتين.

التصعيد بلغ بالرئيس بري أن يتحدث عن أن أحدهم "يبرغت"، وهذا الفعل يأتي من إسم "برغوت"، وتقول الجملة: "هناك من يحاول اليوم أن يسلك طريق تدمير فكرة ورسالة وتجربة لبنان عبر سياح انتخابيين، أحدهم "يبرغت" اليوم في دائرتنا ويتكلمون عن حرية تلة مغدوشة ونسيوا من حررها".

في المقابل يقول الوزير باسيل: "اذا كانوا يريدون منعنا عن مقعد نيابي فلا يمكنهم منعنا من التعبير عن رأينا ونقول من الجنوب الفساد لا يعيش مع التحرير والمقاومة".

هكذا، الرئيس بري يعتبر ان الوزير باسيل "يبرغت"، والوزير باسيل يعتبر ان الفساد لا يعيش مع التحرر والمقاومة.

هذا التصعيد له ما بعده، فماذا ستكون عليه العلاقة بين "التيار الوطني الحر" والثنائي الشيعي بعد الإنتخابات؟. وقد يقول قائل: "لكن حزب الله متحالف مع التيار الوطني الحر، لكن ماذا لو وصل الخلاف بين الرئيس بري والتيار الوطني الحر إلى حد يحرِج حزب الله، فكيف سيتم رسم الخارطة الحكومية بعد الإنتخابات؟".

ومن التحدي المتبادل في الجنوب، إلى التحدي الذي يخوضه الرئيس سعد الحريري في الشمال في يومه الثاني، وليعلن: "سلاح الإنتصار في الإنتخابات هو الزحف إلى صناديق الإقتراع".

بعيدا قليلا من التحديات الداخلية، أصوات الناخبين في الدول العربية إلى بيروت لتحط في المصرف المركزي تمهيدا لفرزها يوم السادس من أيار، مع الفرز العام.

وفي الإنتظار تفتح غدا صناديق الإقتراع في المغتربات الأميركية والأوروبية والاوسترالية والأفريقية، لتختتم أبرز تجربة انتخابية هي الأولى في تاريخ لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل أن تنطلق المرحلة الثانية من انتخابات المغتربين، اندلعت حروب المنتشرين اللبنانين، ووصلت صناديقهم بال"دي اتش ال" المحلي من صور الى مغدوشة، ومن برجا الى بيت الوسط فمركز التيار، ومن دير عمار الى من يهمه الأمر في الشمال.

لكن أكثر الرسائل احتداما ومن حبر سري، خطها الرئيس نبيه بري من بحر صور الى تلال مغدوشة حيث يجول الوزير جبران باسيل. وإذ أعلن بري أنه لن يبقى ساكتا بعد اليوم على من يحاولون خلع أبواب الوطن، انتقد باسيل من دون تسمية، وقال إن هناك من يسعى لتقسيمنا طوائف حيث فشلت إسرائيل ويسلك طريق تدمير لبنان، متحدثا عن سياح انتخابيين أحدهم "يبرغت" اليوم في دائرتنا. يتكلمون عن تلة مغدوشة ونسوا من حررها، ويتكلمون عن المشاركة ودائرة جبيل خير شهيد على مزاعمهم بالمشاركة.

ورفض بري محاولة البعض اكل الناس "أونطا"، مهاجما بعنف الجولات الطائفية التي تحاول أن تؤلب الناس تحت مزاعم الظلم وتلبية المطالب. واستند رئيس المجلس الى كلام قاله رئيس الجمهورية قبل يومين عندما دعا الى أن نلفظ وننبذ من يؤجج المشاعر الطائفية والعصبيات، وسأل "هل يسمع الأقربون؟".

والأقربون كانوا يجولون ويؤكدون التفاهم مع "حزب الله" وطنيا وسياسيا، إذا قال وزير الخارجية من دائرة الجنوب الأولى إن التيار لم يتقبل مد اليد على مقعد واحد من مقاعد جزين. وأضاف: "جزين العماد عون ما بينمد الايد عليها"، ولن نسلم جزين لغير أهلها ولا للذي أهانها وجعلها في كعب الإنماء من 1990 لغاية 2008.

والامانة التي تسلمها باسيل من جزين، رفضها وليد جنبلاط في المغتربين، وقال ل"الجديد" إن انتخابات المغتربين لم تكن بأمانة وزير الخارجية إنما بأمانة الدولة.

يؤسس كل هذا المشهد لتحالفات أكثر صعوبة ستنشأ بعد الانتخابات. وإذا كانت الحروب اليوم غير طويلة الأمد وستنتهي في السابع من أيار، فإن ما ينتظر اللبنانيين والرئيس القوي هو بعد الانتخابات، حيث سيتبين أن المساكنة السياسية أصبحت مستعصية وتعلوها عناوين كبيرة في طليعتها: تأليف الحكومة، انتخاب رئيس مجلس النواب، ترسيخ زعامة الرئيس القوي الذي قال يوما إن عهدي الفعلي يبدأ بعد الانتخابات.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فارس سعيد : كيف تجرأت !؟؟

موقع ” الجريدة نيوز “/28 نيسان/18

كان جريئا للغاية فارس سعيد في استضافته ومواجهته جمع محترف من أهل الصحافة والاعلام بحضور أكثر من ألف شاهد من مواطني كسروان وجبيل وحسب الشواهد المؤكدة أن سعيد رفض تحضير أي سؤال مع أي صحافي من الحاضرين تاركا الحرية القصوى في ” استباحة ” ساحته وخطابه السياسي وصولا الى الممنوع الذي لم يتجرا أي مرشح ليس في هذه الدائرة فحسب انما على امتداد الوطن على خوض غماره . سر الرجل وهو لم يعد سرا أن عامل الثقة لديه وبنفسه وجمهوره تخطى المستوى المعهود في السياسة اللبنانية : اسألوا ما تشاؤؤن واعملوا على حشري في أية زاوية تختارون ولكم مني كل الترحيب والترحاب وكلما زاد منسوب الحشرية لدى الاعلاميين كلما زادت ابتسامته مع أجوبة مبكلة ومقنعة وتصفيق من قبل السائل نفسه وبالتالي كان لقاء على المكشوف أمام الناس والملايين من خلال النقل المباشر لكل بيت ومنزل حتى بات استحقاق الجدارة لديه في منزلة كل حي وقرية ومدينة ، وللنائب السابق الدكتور فارس سعيد كاريزما خاصة من خلال ضحكته المعهودة حتى ولو طالته السهام الى داخل المنزل عن مصاريف حملته الانتخابية وهل من يؤمن الأموال له من جهة ما … يكون الجواب بالدلالة نحو عقيلته الواقفة في اّخر صف من المقاعد ومنها يتلقى الدعم والمؤازرة يعني من أهل البيت ومن القوت الذاتي لمنزله الذي ليس ملكا له !!!

في المضامين بدا سعيد شارحا وموضحا باسهاب لأي سؤال من صحافيين لم يكونوا يوما في صفه ومن وسائل اعلام تناصبه العداء واستطاع بواسطة أسلوبه السهل- السلس انما المقنع أن يذهب الى المباشر في مواجهة سيل من  الأسئلة حول علاقته المتوترة مع حزب الله ومسألة ترشيح الشيخ حسين زعيتر بأجوبة فاقت ما كنا نعمد الى تحضيره له من عوائق وشباك فخرج منها دون زلات بل اعتمد مبدأ الصراحة بعيدا عن المراوغة وهذا ما أبدع به حتى اّخر الوقت وتحدث بالوقائع عن رفضه للتسوية الرئاسية وعلاقته بالرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية وفريد هيكل الخازن والكتائب والتيار الوطني الحر وحزب الله والرئيس السنيورة وزيارة البطريرك الراعي الى السعودية  وعمد الى عملية تفنيد للفوراق بالشواهد الحية التي حالت دون السير بها مع تقديمه فائق الاحترام لكل من تم ذكره .. وحسب المسار الذي سرده بالشواهد كان سعيد وفق الاعلامين والاّلاف من الناس المحتشدين على حق فيما أقدم عليه وها هي النتائج تظهر رويدا رويدا لصالح ما كان يحذر منه بالابتعاد عن الفخ المنصوب للوطن والناس ولكن كان الوقوع فيه قد هلّ هلاله وما من معتذر أو موضح للبشر في لبنان حتى الساعة !!

سعيد هو مرشح كما خلقتني يا رب لا لباس متجدد من الجار ولا لسان مستعار وبعيدا عن سوق الأسعار يحمل جعبته السياسية الوطنية كما يبدو وحيدا ووحده يلبس زناره وشرواله الجبلي فيما العامة من عميان السياسة والرؤية نحو المستقبل تتوسط ربطات العنق رقابهم وكأنهم في مأتم مستدام لا قيامة منه.

شكرا فارس سعيد على الجرأة وعلى وسع رحابة الصدر بديلا عن ضيق النفس والتنفس نحو الحرية وان كانت بأثمان فالرجال تصنعهم وتصهرهم قوة الارادة والاقدام والأهم من كل هذا : كيف تجرأت وأصحاب الجرأة خافوا وتراجعوا منذ أجيال وبقيت وحيدا في ميدان ملؤه الدس والنميمة ون كانت للجرأة من مبيت أو منزل لها بعد اليوم فهي عند أعتاب والديك أنطون سعيد ونهاد جرمانوس ووفق ميزان الرجال الرجال الأشداء أهل الموارنة وأصلهم وفصلهم لن يكون للجرأة باب ولا شباك تخرج منهما فهي ستولد من رحم الأقوياء وتبقى عندك وان رحلت يوما ما فالسلام …. لكنها باقية ما دام التنفس باقيا … كل الحكاية أنه فارس .

 

هل يُمكن تغيير نظام إيران؟

الشيخ حسن مشيمش/ لبنان الجديد/28 نيسان 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/64198

 لا قيمة شرعية ولا عقلية ولا أخلاقية مطلقًا لأية انتخابات سياسية تجري في ايران في ظل هذه المجالس الثلاثة التي أفرغت الإنتخابات من محتواها

مستحيل أن يخرج الشعب الإيراني من ظلمات حكم "الولي الفقيه" من دون إصلاحات دستورية وأوجب ما يجب إصلاحه في الدستور هو إلغاء مجلس صيانة الدستور الذي يملك أعلى سلطة في إيران والذي صنعه "الولي الفقيه" من 12 عضوا جميعهم بالتعيين المباشر وبالتعيين غير المباشر.

وبوجوب إلغاء مجلس تشخيص مصلحة النظام المعين من طرف "الولي الفقيه"أيضًا.

وبوجوب إلغاء مجلس الخبراء المعينين من "الولي الفقيه" أيضًا بصورة غير مباشرة ويدرك ذلك من يملك مثقال ذرة من عقل لو قرأ كيف يتم تصنيع هذه المجالس الثلاث.

ولا قيمة شرعية ولا عقلية ولا أخلاقية مطلقًا لأية انتخابات سياسية تجري في ايران في ظل هذه المجالس الثلاثة التي أفرغت الإنتخابات من محتواها ومعناها ومسماها والتي جردت السلطة السياسية من صلاحياتها الطبيعية البديهية والتي أقفلت الطريق على آلاف المنافسين السياسيين لتمنعهم من الوصول إلى سلطة النيابة أو سلطة البلدية أو سلطة الرئاسة.

منذ نحو 30 سنة والمعارضة الإيرانية ضد "ولاية الفقيه" تقول بمنطق واضح وضوح الشمس بصحته وصوابه إن الدستور أخذ شرعيته من إنتخابات وإستفتاء جيل 1980 وهذا الجيل أكثريته صار تحت التراب جيل الأباء والأجداد ونحن جيل اليوم من حقنا المقدس أن نختار دستورنا كما اختار أجدادنا وآباؤنا دستورهم لنعيش على ضوء دستورنا كما عاشوا على ضوء دستورهم.

لكن لا حياة لمن تناديه وهو "الولي الفقيه" نتيجة إصابته بمرض جنون العظمة الذي دفعه ودفع "الخميني" سلفه لكي يدعيان أنهما يملكان ولاية الرسول (ص) وآل الرسول (ص) أي ولاية الله!

أقنع "الخامنئي" نفسه أنه هو بمنزلة الإمام علي وكل من أراد عزله وإقالته فهو من جماعة الخوارج والبغاة على قداسة ولايته! لذلك لن يقبل بالمطالب المُحِقَّة والمشروعة للمعارضة الإيرانية إلا بعد أن تغرق إيران ببحر من الدماء ديدنه بذلك كديدن كل حكام العالم الإسلامي في الغابر والحاضر.

"الولي الفقيه" بثوب الإسلام والتشيع يمارس البراغماتية بكل وضوح ففي العراق وأفغانستان يتحالف مع أميركا وفي سوريا يتحالف مع روسيا لأجل أن يبقى محتكراً السلطة وبصلاحيات مطلقة ويذهب للغرب وأميركا لإبرام معهم الصفقات والتسويات كلما شعر بخطر سقوط نظامه مقابل بقاء حركة المعارضة الإيرانية ضده موضوعة على لائحة الإرهاب لِشَلِّ نشاطها في العالم  والمعارضة الإيرانية في وجه ولاية الفقيه تم وضعها على لائحة الإرهاب منذ نحو 30 سنة  كثمرة من ثمرات هذه الصفقات والتسويات بين "الولي الفقيه" وأميركا وأوروبا!

إن أية منظمة سياسية توضع على لائحة الإرهاب ستتعرض للشلل بحركتها نتيجة انعدام المال بيدها بسبب وضعها على لائحة الإرهاب.

إن قوى المعارضة الإيرانية ضد "ولاية الفقيه" منذ 30 سنة وهي تطالب بإصلاحات دستورية لإخراج الدولة من سطوة إستبداد الأجهزة الأمنية القمعية التابعة لـ "ولاية الفقيه" ولم تتمكن من إصلاح حرف في الدستور علمًا أن قوى المعارضة السياسية الإيرانية ضد "ولاية الفقيه" حازت على أغلبية أصوات الشعب الإيراني بكل الإنتخابات التي جرت بصورة مسرحية هزلية رغم التضييق عليها وتشديد طوق القمع على رقبتها.

*الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا

 

مخالفات فاضحة في كسروان قد تطيح بالانتخابات : بلدية القليعات تجند طاقاتها البشرية والمالية في خدمة لائحة العهد !!

المستقل/السبت 28 أبريل 2018 /مخالفات فاضحة في كسروان قد تطيح بالانتخابات : بلدية القليعات تجند طاقاتها البشرية والمالية في خدمة لائحة العهد !! خاص Almostakel.org : علم موقعنا أن بلدية القليعات ” نزلت بتثقلها ” دعما للائحة التيار العوني في كسروان، ولاجل هذا الغرض وضعت كل امكاناتها البشرية واللوجستية والمالية في خدمة التيار . وبناء لتعليمات مجلس بلديتها قامت آلياتها الكبيرة يوم السبت 28 نيسان وعالمكشوف كما تظهره الصور المنشورة في الخبر بتعليق اليافطات العائدة لمهرجانها التي تعد له اللائحة في 3 ايار في كسروان بحضور رئيس التيار جبران باسيل ولتعليق أعلام التيار في ارجاء بلدة القليعات  ، وقد اقدم المهندس الناشط  سيمون صفير برصد هذه الاليات والتقاط صور توثق المخالفات الفاصحة للبلدية ولقانون الانتخاب واختار امرين اولهما التقاط ” سلفي ” مع المخالفات الفاضحة وثانيهما ارسال هذه الصور شخصيا لوزير الداخلية نهاد المشنوق على هاتفه الخاص لاثبات المخالفات وعدم نزاهة الانتخابات وعدم حياد السلطة ولا البلديات ولا الوزير نفسه في هذه الانتخابات قبل أن يخصص المهندس صفير موقعنا بهذه الصور لنشرها واظهار تلك ” الحيادية ” و ” النزاهة ” و ” التزام المسافة عينها تجاه الجميع فيها واضعا هذه الصور التي لا تحمل أي تأويل بعهدة المجلس الدستوري وهيئات الاشراف على العملية الانتخابية والوزارات المعنية كما رئيس الجمهورية ما يشكل اكبر واقوى وسائل الاثبات بغية الطعن بهذه العملية برمتها .فهل يكون المهندس صفير ابرز المتسببين بالاطاحة بانتخابات 6 أيار ؟!

 

باسيل أبلغ نصرالله: "عائدون" بعد 6 أيار

"الأنباء الكويتية" - 28 نيسان 2018/قال مصدر بارز في 8 آذار، لـ"الأنباء" معلقاً على كلام الوزير جبران باسيل في جولته الجنوبية، إن "الأخير أبلغ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اجتماعهما الأخير أن التيار الوطني الحر وهو شخصياً ملتزمون التزاماً تاماً بالتحالف مع "المقاومة"، وأن مرحلة ما بعد الانتخابات ستشهد ورشة سياسية وإعلامية للملمة ما نتج عن الخطاب الانتخابي من تصدعات وحتى جروح بين الحليفين".  وما هو مؤكد أن التيار سينضوي من جديد تحت جناح حزب الله على الصعيد الاستراتيجي والإقليمي، وصولا الى الخطاب الداخلي في مرحلة ما بعد 6 أيار.

 

قرار باخلاء سبيل موقوف تعرض للديانات السماوية والزامه حفظ آية قرانية

السبت 28 نيسان 2018 /وطنية - أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان نديم الناشف أمس قرارا بإخلاء سبيل الموقوف ع.غ مشروطا بإلزامه حفظ آية من القرآن الكريم من سورة مريم وأمهله الى الاثنين المقبل للمثول أمامه من جديد على أن يكون قد حفظ الآية المذكورة.

ويأتي هذا القرار على خلفية إشكال وقع بين عدد من الشبان في منطقة الرميلة أقدم خلاله ع.غ على تحقير العزة الالهية والتعرض للديانات السماوية ما تم اعتباره جرما بإثارة النعرات الطائفية.

 

سفارة قطر: ما نشره موقع الاخبار عن السفير المري محض افتراء

السبت 28 نيسان 2018 / وطنية - رد المكتب الاعلامي في سفارة دولة قطر في لبنان، في بيان اليوم، على "الخبر المفبرك الذي نشره أحد المواقع بعنوان "سفير خليجي فبرك الإمارات ليكس" ويتضمن تجريحا واتهاما واضحا وقدحا وذما لشخص سعادة السفير علي بن حمد المري، سفير دولة قطر في بيروت بالوقوف خلف ما تنشره جريدة "الأخبار". وقال: "ينفي المكتب الإعلامي في السفارة نفيا قاطعا ما ورد في الخبر المذكور، ويؤكد أنه عار من الصحة جملة وتفصيلا وهو محض افتراء وكذب وتشويش على العلاقات القطرية - اللبنانية، وأن السفير المري لا ولن يرد على مثل هذه الفبركات".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المرجع الإيراني جواد آملي: إذا ثار الشعب مرة ثانية سيلقي بنا في البحر

جنوبية/28 نيسان/18/آملي يحذر المسؤولين الايرانيين/حذّر ابرز المراجع الشيعية في إيران جوادي آملي، من خطورة انتفاضة الشعب الإيراني بسبب سوء الأوضاع المتردية في ايران. فقال “إذا انتفض الشعب فلن يكون لرجال الدين والمسؤولين مكان للهروب إليه، وسيلقيهم الثائرون في البحر”. وطالب آملي “بضرورة تكاتف الجميع للعمل على حل المشاكل والمظالم التي تواجه الشعب الإيراني”. وأضاف”الكثير من المسؤولين هربوا قبل أن ينتفض الشعب الإيراني إلى الخارج، ولكن نحن ليس لدينا أي مكان نهرب إليه، وهذه المظالم الموجودة على الشعب الإيراني غير مقبولة، لماذا يجب على الشعب الإيراني أن يكون جائعا رغم وفرة الموارد الاقتصادية العديدة الموجودة؟”. وقال آملي، إن “الفقر والبطالة كسرا ظهر الشعب الإيراني، فشعبنا ليس لديه أية طاقة لتحمل المزيد من المشاكل الاقتصادية الموجودة في البلاد، وأصبح الشعب الإيراني مقعدا ويتحرك كالمشلول على كرسي متحرك”.

 

وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان: لا نريد حرباً في غزة ولبنان ولا يوجد سلام حقيقي في الشرق الأوسط

واشنطن: معاذ العمري/«الشرق الأوسط»/28 نيسان/18

قال أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي، في واشنطن، أمس، إن إسرائيل لا ترغب في القتال في غزة أو لبنان مجدداً، كما أنها لن تتورط في الحرب السورية، معتبراً أن هذا النهج الإسرائيلي الذي تسعى إليه حالياً، رغم تهديداته للنظام الإيراني بعدم السماح لهم بالحصول على سلاح نووي، أو بناء قاعدة عسكرية في سوريا تهدد أمن إسرائيل. وأكد ليبرمان، خلال ندوة سياسية حول الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط، احتضنها معهد واشنطن للأبحاث السياسية في العاصمة الأميركية واشنطن، صباح أمس، أن إسرائيل تسعى إلى حل شامل مع العالم العربي من أجل تسوية القضية الفلسطينية، بيد أنه شدد على أنه «لا يوجد سلام، ولا عملية سلام»، مبرزاً أن النزاع الحقيقي «ليس بين إسرائيل وبين الفلسطينيين، بل بين إسرائيل وبين العالم العربي، والفلسطينيون لا يملكون وحدهم القدرة على توقيع اتفاق، إذ لا توجد سلطة فلسطينية في الوقت الحالي، بل فصائل مختلفة على الأرض في أماكن مختلفة، وليس من الواضح أنه بموجب ميثاق السلطة الفلسطينية يملك الرئيس عباس سلطة توقيع اتفاق مع إسرائيل. السلام في الشرق الأوسط شيء غير واقعي حقاً، إنه وهم، وأكبر مشكلة في الشرق الأوسط ليست إسرائيل، بل مجتمعها العربي». وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي على أن بلاده لا تريد خوض حرب جديدة في غزة أو لبنان، ولا التورط في الحرب السورية، بل تريد العيش بسلام، موضحاً أن هدف إسرائيل في الوقت الحالي تطوير الأمن والاقتصاد والمجتمع. كما أوضح ليبرمان أن إسرائيل أثبتت رغبتها في تحقيق سلام حقيقي، مع التضحية من أجل ذلك، «إلا أن (حماس) في غزة غير مستعدة لتحويل حتى دولار واحد من الصواريخ والأنفاق لمساعدة سكان غزة».

وفيما يخص الشأن الإيراني، قال ليبرمان إن إسرائيل «لن تسمح لطهران والنظام الإيراني بامتلاك السلاح النووي، أو بناء قواعد عسكرية أو طائرات حربية في سوريا تهدد الأمن الإسرائيلي، ونحن نأمل أن يكون لدى إيران الذكاء اللازم بما فيه الكفاية لعدم استفزازنا، وخلق صراع جديد. ليست لدينا طموحات لإيذاء إيران».

وأضاف موضحاً: «أعتقد أن الغرب فقد إرادته السياسية وتصميمه... والاتفاق مع الإيرانيين أمر لا أستطيع فهمه... وفي نهاية المطاف فإن لدى إسرائيل حليفاً استراتيجياً واحداً فقط هو الولايات المتحدة، وليس من اختصاصنا إذا بقيت القوات الأميركية في سوريا أو لا، ولن نسمح لإيران بتأسيس قاعدة أمامية في سوريا ضد إسرائيل». وأكد ليبرمان، الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير البنية التحتية والنقل والحلفاء الاستراتيجيين، أن إيران «تواجه مشاكل اقتصادية ومالية حقيقية، لكن طهران لا تزال تنفق ملياري دولار كل عام لدعم الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء المنطقة».

 

قمة تاريخية لـ«عهد جديد من السلام» في شبه الجزيرة الكورية والقمة تتناول نزع السلاح النووي واقامة سلام دائم

سيول: «الشرق الأوسط»/28 نيسان/18/ستحدد قمة أمس التاريخية لشبه الجزيرة الكورية شكل اللقاء المرتقب بين زعيم الدولة الشيوعية لكوريا الشمالية، والرئيس الأميركي دونالد ترمب المتوقعة في مايو (أيار) أو مطلع يونيو (حزيران) المقبلين. وخلال أول قمة بين الكوريتين، الشمالية والجنوبية، منذ أكثر من عقد وقّع الزعيمان، الكوري الشمالي كيم جونغ أون والكوري الجنوبي مون جيه- إعلاناً يتضمن الموافقة على العمل من أجل «نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية». وجاء في البيان المشترك للقمة أن البلدين اتفقا على مواصلة المحادثات الدولية «بهدف إعلان نهاية الحرب الكورية». وأعلنا أنهما سيعملان على التوصل إلى اتفاق لتحقيق سلام «دائم» و«راسخ» في شبه الجزيرة. وشمل الإعلان تعهدات بالحد من التسلح ووقف «الأعمال العدائية»، وتحويل الحدود المحصنة بين البلدين إلى «منطقة سلام»، والسعي من أجل إجراء محادثات متعددة الأطراف مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة. وبدأت القمة بتبادل الابتسام والتصافح بالأيدي في المنطقة منزوعة السلاح عند خط ترسيم الحدود العسكرية شديدة التحصين بين البلدين. وفي لفتة عفوية، دعا كيم، الرئيس الكوري الجنوبي لعبور الخط إلى الشمال لفترة وجيزة قبل أن يعود الاثنان مرة أخرى إلى الجانب الكوري الجنوبي من الحدود. وأعرب كل من كيم ومون اللذين تبادلا الحديث وهما جالسان وجهاً لوجه على مائدة بيضاوية أُعدت خصيصاً للمحادثات، عن أملهما في أن تسفر القمة عن نتائج إيجابية ملموسة. وكان الزعيمان قد زرعا في وقت سابق أمس، شجرةً، وكشفا عن حَجَر كُتب عليه «زرع السلام والازدهار»، ثم سارا قليلاً بجانب الحدود وجلسا على مقعدين على ممشى خشبي. وقال مون: «الربيع قد يكون وصل إلى شبه الجزيرة الكورية»، عندما بدأ محادثات القمة مع ضيفه الشمالي. ووصف مون قرار كيم بعبور خط ترسيم الحدود التاريخي بأنها خطوة «شجاعة» و«رمز للسلام». ورد كيم الذي ارتدى بدلته السوداء التقليدية، على مون «كنت متحمساً للقاء في هذا المكان التاريخي، وإنه لأمر مؤثر بالفعل أن تأتي كل هذه المسافة إلى خط ترسيم الحدود للترحيب بي بنفسك». ورافقت كيم شقيقته ومستشارته المقربة كيم يو جونغ، وكذلك المسؤول الكوري الشمالي عن العلاقات بين الكوريتين. أما مون، فكان بجانبه رئيس استخباراته ومدير مكتبه. وقال كيم في أثناء جلوسه بجانب شقيقته كيم يو جونغ إن هذا الاجتماع «يمكن أن يعوّض الوقت الضائع». وكتب كيم باللغة الكورية في دفتر الزوار ببيت السلام في كوريا الجنوبية قبل بدء المحادثات: «تاريخ جديد يبدأ الآن. عهد من السلام». وتناقضت مشاهد مون وكيم وهما يمزحان ويسيران معاً مع لقطات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية العام الماضي وأكبر تجربة نووية أجراها الشمال والتي أدت إلى عقوبات دولية واسعة ومخاوف من نشوب صراع في شبه الجزيرة الكورية. وأصبح كيم أول زعيم لكوريا الشمالية تطأ قدماه الجنوب منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، بعد أن صافح مون فوق حاجز خرساني قصير يرسم الحدود بين البلدين في قرية بانمونجوم التي تُعرف بقرية الهدنة. وأخفقت قمتان سابقتان بين زعيم الشمال ورئيس الجنوب، كانتا في بيونغ يانغ في عامي 2000 و2007، في وقف برامج الأسلحة الكورية الشمالية أو تحسين العلاقات بشكل دائم. وقالت كوريا الجنوبية إن قمة الجمعة سوف تتعامل مع «قضية نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وإقامة سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية وإحراز تقدم على صعيد العلاقات بين الكوريتين».

وقال كيم قبل أن يبدأ هو ومون وكبار مساعديهما المحادثات: «إننا اليوم عند خط بداية، حيث يُسطَّر تاريخ جديد من السلام والرخاء والعلاقات بين الكوريتين». وأضاف مسؤول كوري جنوبي أن كيم أخبر مون في جلستهما الخاصة بأنه جاء إلى القمة لإنهاء تاريخ من الصراع، ومزح الزعيم الكوري الشمالي مع رئيس الجنوب قائلاً إنه يأسف لإيقاظه بسبب تجارب إطلاق الصواريخ التي كان يجريها في الصباح الباكر. وتصاعدت التوترات في المنطقة خلال العام الماضي بعدما أطلقت كوريا الشمالية سلسلة من الصواريخ الباليستية وأجرت اختباراً نووياً، كما تبادل كيم وترمب سلسلة من التهديدات والإهانات. ولكن في بداية هذا العام، بدأ كيم برنامجاً غير متوقع من التواصل الدبلوماسي، شمل تمثيل كوريا الشمالية في دورة الأولمبياد الشتوية في كوريا الجنوبية. وقبل أيام من القمة أعلن كيم تعليق التجارب النووية والصاروخية بعيدة المدى، وتفكيك موقع التجارب النووية الوحيد المعروف في كوريا الشمالية.

ويلي هذه القمة لقاء مرتقب بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن «كيم جونغ أون سيتباحث بصراحة كبيرة مع مون جاي حول كل المشكلات التي تعترض تحسين العلاقات بين الكوريتين والتوصل إلى السلام والازدهار وإعادة التوحيد». إلا أن الوكالة لم تأتِ على ذكر نزع الأسلحة النووية. وفي الوقت الذي كانت فيه تلفزيونات العالم تبث لقطات المصافحة التاريخية علّق التلفزيون الكوري الشمالي البث للحظات.

وطالب ترمب الشطر الشمالي بالتخلي عن أسلحته النووية، كما تطالب واشنطن بأن يكون نزع السلاح النووي تاماً ويمكن التحقق منه ولا رجوع فيه. لكنّ سكرتير الرئاسة الكورية الجنوبية إيم جونغ- سيوك، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، حذّر من أن الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق، وقال: «التوصل إلى اتفاق حول نزع السلاح النووي في وقت حققت فيه برامج كوريا الشمالية النووية والباليستية تقدماً كبيراً، سيكون مختلفاً في طبيعته عن اتفاقات نزع السلاح المبرمة في التسعينات وبداية العقد الأول من الألفية». وتابع: «هذا ما يجعل هذه القمة صعبة بشكل خاص»، مضيفاً: «الأمر الأكثر حساسية سيكون رؤية مدى قدرة الزعيمين على الاتفاق حول إرادة نزع السلاح النووي» في شبه الجزيرة الكورية وكيف «سيُدوّن ذلك على الورق». وتطالب بيونغ يانغ بضمانات لم تحددها حول أمنها قبل التباحث في ترسانتها.

وعندما توجَّه كيم إلى بكين في مارس (آذار) الماضي، في أول زيارة له للخارج منذ توليه السلطة، نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة أن المسألة يمكن حلها إذا اتخذت سيول وواشنطن «إجراءات تدريجية ومتناسقة بهدف تحقيق السلام». وفي الماضي كان مبدأ «نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية» يعني بالنسبة إلى الشمال رحيل الجنود الأميركيين البالغ عددهم 28500، المنتشرين في الجنوب، وإزالة المظلة النووية الأميركية، وكلاهما أمران مستبعدان بالنسبة إلى واشنطن.

«إعلان بانمونجوم»

اتفقت الكوريتان على:

> عقد المحادثات والمفاوضات في كل مجال، فضلاً عن محادثات رفيعة المستوى، في أسرع وقت ممكن، لوضع التدابير الإيجابية من أجل الالتزام بالمسائل المتفق عليها في لقاء القمة.

> إنشاء مكتب الاتصال المشترك بينهما الذي يوجد فيه مسؤولو البلدين في منطقة كيسونج الحدودية بكوريا الشمالية للمشاورة الوثيقة بين السلطات وضمان التبادل المدني.

> عقد لقاءات لمّ شمل الأسر المشتتة والأقارب بمناسبة عيد الاستقلال الموافق يوم 15 أغسطس (آب) المقبل.

> وقف جميع الأعمال العدائية التي تعد مصدراً للتوترات العسكرية والصراعات براً وبحراً وجواً، ووقف بث الدعاية عبر مكبرات الصوت وإرسال المنشورات الدعائية وغيرها من الأعمال العدائية اعتباراً من اليوم الأول من شهر مايو المقبل، وجعل المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين منطقة سلام حقيقية.

> اتخاذ تدابير عملية لمنع النزاعات العسكرية العرضية وضمان أنشطة الصيد الآمنة من خلال جعل منطقة خط الحدود الشمالية في البحر الغربي منطقة سلام.

> عقد محادثات عسكرية بما فيها اجتماع وزيري الدفاع، لمناقشة وحل المشكلات العسكرية التي يثيرها الجانبان من دون تأخير، وعقد محادثات على مستوى ضابط عام أولاً في غضون شهر مايو المقبل.

> الاتفاق على عدم الاعتداء والالتزام به بعدم استخدام أي نوع من الأعمال العسكرية بينهما، وعلى تحقيق تقليص الأسلحة بصورة تدريجية متى ما تم القضاء على التوتر العسكري وبناء الثقة المتبادلة بينهما من الناحية العسكرية.

> عقد المحادثات الثلاثية بين الكوريتين والولايات المتحدة الأميركية أو المحادثات الرباعية بين الكوريتين والولايات المتحدة والصين للإعلان عن إنهاء الحرب في هذا العام الذي يصادف مرور 65 عاماً على عقد اتفاقية الهدنة وبناء نظام السلام المستدام والمتين.

> سعيهما للحصول على تأييد وتعاون المجتمع الدولي نحو تحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.

> إجراء التشاور وتقوية الثقة بينهما مع مناقشة القضايا التي تهم الأمة الكورية عدة مرات عبر محادثات دورية ومكالمات هاتفية مباشرة، وتطوير العلاقات بين الكوريتين بصورة مستدامة والسلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية وتوسيع التيار الملائم نحو الوحدة».

 

ترحيب دولي بالقمة التاريخية

واشنطن - طوكيو - بكين - موسكو: «الشرق الأوسط»/28 نيسان/18/رحّب العديد من قادة العالم وحكوماته بالقمة التاريخية واعتبروها خطوة أولى باتجاه السلام،، خصوصاً من الدول المعنية مباشرة بالأزمة الكورية، محذّرين في الوقت نفسه من أن التحديات لا تزال كبيرة. طوكيو رحبت بحذر بالخطوة وطالبت بأن تقوم بيونغ يانغ قريباً بالتخلي بالكامل عن برنامجها النووي. وكانت اليابان من أكثر الدول التي شعرت بتهديدات التجارب النووية لكوريا الشمالية بسبب القرب الجغرافي وعلاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن. وأعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في مؤتمر صحافي قائلاً: «أجرى الرئيس مون جاي – إن، والزعيم كيم جونغ أون، اليوم، محادثات جدية بشأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي. أريد أن أرحب بذلك التحرك الإيجابي نحو حل شامل للمسائل المختلفة المتعلقة بكوريا الشمالية». وتابع آبي، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية من طوكيو: «نأمل بشدة بأن تقوم كوريا الشمالية بأعمال ملموسة خلال هذا الاجتماع والقمة (المرتقبة) بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية». وقال رئيس الوزراء الياباني «سنواصل مراقبة التحركات المستقبلية لكوريا الشمالية». وأضاف آبي: «بالإجمال، آمل بمواصلة التعاون الوثيق بين اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية نحو حل شامل لعمليات الخطف، والمسائل النووية والصاروخية، ونحو محادثات القمة الأميركية - الكورية الشمالية». وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر «تويتر»: «بعد سنة عاصفة من إطلاق الصواريخ وإجراء التجارب النووية، يجري الآن لقاء تاريخي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية». وأضاف: «أمور جيدة تحصل لكنها لن تتضح إلا بعد مرور بعض الوقت»، ومن المقرر أن يعقد الرئيس الأميركي قمة مع الزعيم الكوري الشمالي خلال أسابيع. وفي تغريدة ثانية كتب ترمب: «الحرب الكورية إلى خواتيمها! إن الولايات المتحدة يجب أن تشعر مع كامل شعبها العظيم بفخر كبير لما يحصل حالياً في كوريا».

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هيوا تشونين، في مؤتمر صحافي، أن الصين «تشيد بالخطوة التاريخية التي قام بها الزعيمان وتحيّي شجاعتهما وقراراتهما السياسية»، و«تأمل أن تكون هناك نتائج إيجابية». وتابعت المتحدثة: «نأمل أن يغتنما هذه الفرصة لفتح مرحلة جديدة من الاستقرار الطويل الأمد في شبه الجزيرة». واستشهدت المتحدثة الصينية بقصيدة تقول: «نبقى إخوة بعد كل التقلبات، لنتخلَّ عن أحقادنا القديمة، لنلتقِ مبتسمين مجدداً». وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «إنها أخبار إيجابية جداً». وتابع المتحدث دميتري بيسكوف: «نشهد اليوم حصول هذا الحوار المباشر (و) يطرح ذلك احتمالات معينة». وقال أيضاً: «إرادة التوصل إلى اتفاق موجودة لدى الطرفين، بما في ذلك القضية الأهم، إرادة إطلاق حوار ومتابعته. هذه حقيقة إيجابية». وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف: «إنها خطوة أولى، مشجعة، لكن يجب أن ندرك أنه لا يزال أمامنا عمل دؤوب». وفي اجتماع الحلف الأطلسي قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: «أنا متفائل جداً إزاء ما حصل. بالنظر إلى تاريخ كوريا الشمالية وسعيها لامتلاك السلاح النووي، لا أعتقد أن أحداً سيفرط في التفاؤل، لكن من الواضح أنه خبر جيد جداً أن يلتقي الجانبان».

 

حراك دولي ضاغط على أذرع إيران في اليمن

صالح البيضاني/صحافي يمني/العرب/29 نيسان/18

استهداف القيادات لإجبار الحوثيين على الانخراط الجدي في الحل السياسي بدل المماطلة والهروب إلى الأمام.

تطويق إيران على رأس أولويات بومبيو

صنعاء - تظهر زيارة وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو إلى الرياض أن تطويق التهديد الإيراني لأمن المنطقة سيكون أولوية للدبلوماسية الأميركية في المرحلة المقبلة، وأن من ملامح ذلك الضغط على أذرع إيران خاصة في اليمن، وهو ما عكسه تزامن الزيارة مع تصعيد نوعي من القوى اليمنية المدعومة من التحالف العربي لعملياتها في عدة جبهات، وخاصة استهداف قيادات حوثية نوعية لإجبار الجماعة على القبول بانتقال سياسي جدي بدل المماطلة والهروب إلى الأمام.

وصعد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من وتيرة الاستهداف لقيادات ومراكز الجماعة الحوثية في صنعاء بالتزامن مع التحركات السياسية الدولية في المنطقة.

نجيب غلاب: رفض الحوثيين الحل السياسي يقتضي مضاعفة الضغط العسكري والأمني

نجيب غلاب: رفض الحوثيين الحل السياسي يقتضي مضاعفة الضغط العسكري والأمني

ونقلت مصادر إعلامية من صنعاء تعرض عدد من المؤسسات الأمنية والعسكرية الخاضعة لسلطة الحوثيين لسلسلة من الغارات الجوية، مساء الجمعة وصبيحة السبت، يعتقد أنها استهدفت قيادات أمنية بارزة. واستهدفت الغارات الجوية للتحالف وفقا لمصادر محلية في صنعاء مباني تابعة لوزارة الداخلية في شمال العاصمة، أثناء عقد اجتماعات ضمت قيادات حوثية، عشية الإعداد لتشييع جنازة رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، الذي قتل في غارة للتحالف، الخميس، قبل الماضي في الحديدة.

وأرجعت أوساط يمنية أسباب التحول النوعي في عمليات التحالف العربي إلى عدة أسباب من بينها تفهم المجتمع الدولي لضرورة حسم المعركة في اليمن وكسر الميليشيات الحوثية تمهيدا للانخراط في أي عملية سلام، وهو الأمر الذي ساهمت في تعزيزه زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن وعدد من العواصم الغربية الأخرى.

وتوقعت المصادر عودة التنسيق العسكري والتقني الأميركي مع التحالف في ما يتعلق بملف الحرب في اليمن والذي تقلص إلى درجة غير مسبوقة عقب إقدام الإدارة الأميركية السابقة على سحب عدد من مستشاريها وخبرائها العسكريين العاملين في مقر قيادة التحالف العربي.

ولفتت المصادر إلى بروز تحولات مهمة على صعيد التقنيات العسكرية التي استخدمها التحالف العربي في قصف موكب الصماد وهو ما زاد في إرباك قيادات أنصارالله، حيث كشف التسجيل الذي بثه التحالف العربي لعملية تتبع ورصد الموكب عن تطور تقني مهم على ارتباط وثيق بخدمات الأقمار الاصطناعية العسكرية التي يبدو أن بعضها بات تحت تصرف التحالف، مع ظهور مؤشرات على استخدام طائرات من دون طيار للمرة الأولى.

ولفتت المصادر إلى دخول عامل إضافي على خط المواجهات سيفاقم خسائر الحوثيين على مستوى القيادات، بعد انضمام أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى خارطة الحرب ضد الحوثيين بقيادة العميد طارق صالح ومشاركة الآلاف من ضباط وجنود الحرس الجمهوري السابق، وهو ما يوفر مصادر جديدة للمعلومات من داخل مناطق الحوثيين، يمكن أن تساهم في زيادة دقة الهجمات الجوية للتحالف وتقليل الأخطاء. وربط مراقبون سياسيون بين زيارة وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو للمنطقة في مستهل جولة ستشمل الرياض، وبين زيادة فاعلية العمليات العسكرية للتحالف في اليمن، معتبرين أن الموقف الأميركي والغربي عموما سيشهد تحولا محوريا في ما يتعلق بالموقف من الميليشيات الحوثية باعتبارها إحدى أذرع إيران في المنطقة.

ونقل الموقع الرسمي لوزارة الخارجية اليمنية عن منسق ملف مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية نيثن سيلز، في لقاء مع وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي بباريس، الإشارة إلى موقف الرئيس دونالد ترامب عن كون إيران سبب جميع المشكلات والقلاقل في المنطقة، وأن “واشنطن تدرك أن إيران وأذرعها في المنطقة تدعم ميليشيا الحوثي بشتى الطرق”.

وأكد المحلل السياسي اليمني ووكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب في تصريح لـ”العرب”، أن رفض الحوثيين الحل السياسي وإصرارهم على الاستمرار في الحرب يقتضيان مضاعفة الضغط العسكري والأمني، بالتضافر مع وجود عناصر جديدة في إدارة المعركة تتمثل في دخول المقاومة الوطنية لمعارك الساحل الغربي وهو الذي أثر على جبهة الساحل الغربي بشكل إيجابي وربما يقود إلى تحرير ميناء الحديدة. ونوّه غلاب في تصريحه لـ”العرب” إلى تحول مهم في المشهد العسكري والأمني مصدره الشبكات المؤيدة لانتفاضة الثاني من ديسمبر 2017 التي قادها الرئيس اليمني الراحل، حيث أصبح اليوم جزء منها متغلغلا داخل بنية الحوثيين وهو ما ساعد على اختراق الجماعة.

 

ترمب وميركل يتعهدان بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي والمستشارة الألمانية تعترف بعيوب الاتفاق النووي لكنها تتمسك به كخطوة يمكن البناء عليها

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/28 نيسان/18/أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، موقفاً متقارباً حول الاتفاق النووي الإيراني باعتباره لا يعالج عيوباً كثيرة تتعلق بأنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ودعم الإرهاب، وقدرتها على استئناف برنامجها بعد عدة سنوات. واتفق الزعيمان على تأكيد ضمان عدم حصول النظام الإيراني على سلاح نووي، لكنهما لم يشيرا إلى أي خطوات نحو كيفية التعامل مع الاتفاق مع اقتراب الموعد النهائي لتجديد تعليق العقوبات على إيران بحلول 12 مايو (أيار) المقبل.

وبعدما كسب الرئيس ترمب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، إلى جانبه حول الاتفاق النووي مع إيران، وعرض الأخير التفاوض حول «اتفاق جديد» مع طهران يعالج المخاوف الأميركية، جاء أمس دور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي اعتبرت في مؤتمر صحافي مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض، أن الاتفاق النووي ليس كافياً لكبح جماح إيران. وقالت المستشارة الألمانية: «نعتبر الاتفاق النووي الإيراني مرحلة أولى ساهمت في إبطاء أنشطتهم على هذا الصعيد بصورة خاصة... لكننا نعتقد أيضاً من وجهة نظر ألمانية أن هذا غير كافٍ لضمان كبح طموحات إيران واحتوائها».

بدوره، قال الرئيس الأميركي إنه وميركل اتفقا «على مواجهة سلوك إيران المتطرف في سوريا». وأضاف ترمب أنه تم بحث سبل منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وأشار كذلك إلى أن الاتفاق النووي لم يعد كافياً، متعهداً بألا تحصل طهران على سلاح نووي. وكرر اتهامه للنظام الإيراني بنشر الفوضى في المنطقة.

وقال ترمب، خلال المؤتمر الصحافي، مساء أمس: «ناقشنا الوضع في إيران والفوضى، وسفك الدماء الذي يخلقها هذا النظام، وكيفية التأكد من ألا يحصل النظام الإيراني على سلاح نووي، وخطر التجارب الصاروخية الباليستية، وناقشنا ما يقوم به النظام الإيراني من مساندة للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، فأيّ مشكلة في الشرق الأوسط وراءها إيران، ولا نريد أن تستفيد إيران من النجاحات في مكافحة (داعش) في سوريا».

وقالت ميركل: «لقد ناقشنا محاولات إيران للحصول على سلاح نووي ونتفق (مع واشنطن) أن الاتفاق النووي ليس كافياً، وأن الطموحات الإيرانية يجب تطويقها». وقالت أيضاً: «واضح أن إيران تريد فرض نفوذها في كل من لبنان وسوريا، وعلينا التأكد من تطويق نفوذ إيران، وننهي نزيف الدم في سوريا ونتوصل إلى حل سياسي». وأضافت: «لكن الاتفاق النووي يعد خطوة لإبطاء أنشطة إيران».

وفي إجابتها على أسئلة الصحافيين حول تفاصيل ما دار من نقاشات بينها وبين الرئيس ترمب حول الاتفاق النووي قالت ميركل باقتضاب: «أنا أوضحت موقفي، وأعتقد أن الاتفاق ليس كاملاً ولا يحل كل المشكلات لكنه خطوة يمكن البناء عليها، وسنعمل مع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لإيجاد حل».

وتركزت النقاشات الأميركية الألمانية بشكل أكبر على التجارة وعلى جهود ألمانيا لزيادة نسبة إنفاقها على الدفاع من الناتج القومي الإجمالي. وشكا الرئيس الأميركي من ارتفاع العجز التجاري الأميركي مع ألمانيا، وقال: «لا بد من الحصول على علاقات تجارية عادلة، فلدينا عجز تجاري لصالح أوروبا وصل إلى 151 مليار دولار، ولم تتعامل منظمة التجارة العالمية بشكل جيد مع الولايات المتحدة وعلينا تحقيق العدالة في التجارة». كما أشار ترمب إلى «التكلفة العالية» التي تتحملها بلاده في ميزانية الناتو لحماية أوروبا. وقال: «سنجعل الأمر أكثر عدالة وأنا لا ألوم ألمانيا أو أوروبا وإنما ألوم الرؤساء الذين سبقوني الذين سمحوا بذلك». وبينما تعهدت المستشارة الألمانية بزيادة إنفاق بلادها العسكري إلى نسبة 1.3% من الناتج القومي الإجمالي خلال عام 2019، قالت: «لم نصل إلى الهدف المنشود بعد (نسبة 2%) لكننا نسير في الطريق، ولدينا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة ونريد تجارة حرة تتوافق مع معايير منظمة التجارة العالمية، وندرك أنه لسنوات لم تنجح المنظمة في التوصل لاتفاقات دولية، لذا تم إبرام اتفاقات ثنائية، والرئيس ترمب ليس راضياً عن العجز التجاري، لكننا نقول: إن مئات الآلاف من السيارات الألمانية التي يتم تصديرها إلى السوق الأميركية تخلق فرص عمل للأميركيين».

ورحب الرئيس ترمب بضيفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مشيراً إلى تحسن العلاقات بشكل كبير، وكيفية تلافي أخطاء الماضي وأخطاء الإدارات الأميركية السابقة. وتطرق ترمب في المؤتمر الصحافي، إلى احتمال مشاركته في افتتاح السفارة الأميركية بالقدس بعد 3 أسابيع، مشيراً إلى أن المبلغ الذي كان مقترحاً لبناء السفارة الأميركية بلغ مليار دولار، وأنه تمكن من استغلال الموقع الحالي للسفارة الأميركية واستكمال البناء بمبلغ ما بين 300 ألف و400 ألف دولار فقط. وتفاخر ترمب بأنه نفّذ الوعد الأميركي بينما عجز الرؤساء الأميركيون السابقون عن تنفيذه.

وتطرقت أسئلة الصحافيين إلى المحادثات حول نزع الصبغة النووية من شبه الجزيرة الكورية، ولقاء الزعيمين الكوريين، ووجه ترمب التهنئة إلى كل من كوريا الجنوبية والشمالية على الاتفاق الذي تم التوصل إليه، وقال: «إننا نبحث عن مستقبل مستقر لكل القارة وللعالم، ولتحقيق ذلك لن نكرر أخطاء الإدارات الأميركية السابقة، وسنستمر في فرض أقصى الضغوط». ورفض ترمب التصريح عما إذا كان تحدث بشكل مباشر مع كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية. وأشار إلى مناقشات بين الجانبين حول اختيار مكان لانعقاد القمة الأميركية مع كوريا الشمالية. وقال: «العلاقات تغيّرت عما كانت عليه في الشهور السابقة، ونحن نتفاوض على مكانين لعقد القمة». بينما أثنت ميركل على العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب على كوريا الشمالية بما مهّد الطريق للقاء مع زعيم كوريا الشمالية، وقالت: «علينا أن نكون يقظين للتأكد من نزع الصبغة النووية لكوريا الشمالية».

وقد امتلأت الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض، مساء أمس (الجمعة)، بعدد كبير من الصحافيين إضافة إلى المسؤولين الأميركيين والألمان، حيث جلس مايك بنس نائب الرئيس، وجون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي، وسارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض، في الصف الأول إلى جوار السفير الأميركي الجديد لدى ألمانيا ريتشارد جرينال الذي حصل على تأكيد تعيينه من مجلس الشيوخ، أول من أمس (الخميس). وخلاف لقاء ترمب وميركل العام الماضي حينما تجاهل الرئيس الأميركي طلب الصحافيين بتصافح الأيدي مع ميركل، بدا واضحاً في لقاء أمس، محاولات التقارب وإضفاء الدفء على اللقاء بينهما. وقد استقبل ترمب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ظهر أمس (الجمعة)، أمام الجناح الغربي للبيت الأبيض وصافحها وقبّلها، مضفياً على بداية اللقاء بعض الود والدفء الذي كان يبدو مفقوداً في لقائه معها العام الماضي. وتأتي زيارة ميركل بعد زيارة دولية لثلاثة أيام قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بداية الأسبوع.

وقبل الاجتماع غرّد ترمب قائلاً: «نتطلع إلى الاجتماع مع المستشارة الألمانية أنجيلا اليوم، وهناك الكثير للمناقشة والقليل من الوقت»، وأضاف: «سيكون الاجتماع جيداً لكل من بلدَينا». ووصف مسؤول بالبيت الأبيض ألمانيا بأنها أحد أقرب شركاء الولايات المتحدة. وقال للصحافيين إن «واشنطن مستعدة للعمل مع حكومة المستشارة ميركل الجديدة». وتحتل قضية التجارة أولوية كبيرة في محادثات ترمب وميركل، بعد إعلان الرئيس ترمب فرض تعريفة أميركية على منتجات الصلب والألمنيوم الأوروبية تسري مع بداية مايو المقبل، حينما تنتهي صلاحية الإعفاءات الجمركية على الواردات الأوروبية.

وأشار مسؤولون ألمان إلى أن ميركل ستحاول التفاوض على حزمة واسعة من الإعفاءات الجمركية، بينما أشار مسؤول أميركي بالبيت الأبيض إلى أن واشنطن قلقة بشأن العجز التجاري مع ألمانيا وتعده يشكّل مخاطر على الاستقرار الاقتصادي العالمي. وقال للصحافيين، أمس، قبل المؤتمر الصحافي المشترك، إن «إدارة ترمب ترغب في إزالة الحواجز التجارية حتى نتمكن من تسريع المنافسة ونريد العمل مع برلين حول الممارسات التجارية العالمية غير العادلة لأنها توثر على اقتصاداتنا».

 

بومبيو يستبعد بقاء الولايات المتحدة في اتفاق إيران النووي ويشارك في لقاء حلف «الناتو» في أول مهمة له منذ أن أصبح وزيراً للخارجية

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/28 نيسان/18/استبعد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن يبقى الرئيس دونالد ترمب في اتفاق إيران النووي. وقال إنه لم يتخذ حتى الآن قراراً بشأن الانسحاب من الاتفاق، لكن من المستبعد أن يبقى فيه دون تغييرات جوهرية. وقال بومبيو في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي: «لم يتم اتخاذ قرار، الفريق يعمل، وأثق بأننا سنُجري كثيراً من المحادثات لتحقيق ما أعلنه الرئيس». وأضاف، في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز»: «ما لم يتم إجراء إصلاحات ملموسة، ومن دون التغلب على عيوب الاتفاق، من المستبعد أن يبقى (ترمب) في ذلك الاتفاق».

وبدأ وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو، خلال يومه الأول في منصبه أمس (الجمعة)، محادثات مع شركاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مهمة للدفاع عن أحد أهم مرتكزات سياسة رئيسه دونالد ترمب ألا وهي مطالبة الدول الأعضاء في الحلف بدفع مستحقاتهم.

بومبيو وصل إلى بروكسل، لحضور اجتماع لوزراء خارجية «الناتو» بعد أقل من يوم من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب توليه مهام منصبه الجديد. وكان بومبيو، وهو أحد صقور السياسة الخارجية، وتولى منصب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، قد غادر بلاده، في أول زيارة خارجية له كوزير للخارجية، بعد تأكيد تعيينه بساعات فقط. وقال بومبيو للأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ، لدى وصوله إلى مقر الحلف: «لقد جئت على الفور. لقد أديت اليمين الدستورية بعد ظهر أمس (الخميس)، وقفزت على متن طائرة وجئت على الفور إلى هنا». وأضاف بومبيو: «هناك سبب وجيه لذلك. العمل، الذي يتم القيام به هنا اليوم، لا يقدَّر بثمن». ورحب ستولتنبرغ ببومبيو، قائلاً إن زيارته كانت شاهداً «على أهمية الحلف والأهمية التي يوليها للحلف». وأضاف ستولتنبرغ: «أتطلع كثيراً للعمل معك لمواصلة تكيّف الناتو مع بيئة أمنية، أكثر إلحاحاً»، مؤكداً أن خبرات بومبيو الطويلة وتجربته تؤهله للمنصب المهم الذي تسلمه. وتطرق حوار ستولتنبرغ مع بومبيو إلى عدة موضوعات منها التعامل مع التهديدات الروسية وتعزيز عمل الحلف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك الملف الإيراني.

كما عقد بومبيو لقاءات ثنائية مع وزراء آخرين منهم التركي مولود تشاووش أوغلو. وحذّر بومبيو من «جدية المخاوف الأميركية» خلال اجتماع مع نظيره التركي في بروكسل بشأن قرار أنقرة شراء بطاريات صواريخ أرض - جو روسية من طراز «إس - 400» التي لا تتوافق مع دفاعات حلف شمال الأطلسي. وقال مسؤول أميركي كبير عقب اجتماع بين بومبيو ووزير الخارجية التركي: «سلط الوزير الضوء على جدية المخاوف الأميركية... إذا مضوا قدماً». وأضاف: «طلب من تشاووش أوغلو أن يدرس عن كثب أنظمة حلف شمال الأطلسي القابلة للتوافق».

ووقّعت تركيا اتفاقاً مع روسيا للحصول على صواريخ «إس – 400»، أفادت تقارير بأنها بقيمة 2.5 مليار دولار في أواخر ديسمبر (كانون الأول)، ضمن خطط أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية في الداخل والصراعات على الجانب الآخر من الحدود في سوريا والعراق.

وأكد وزراء خارجية دول الحلف، التمسك بسياساتهم ومواقفهم في التعامل مع ملف العلاقات مع روسيا. وجاء ذلك في تصريحات الوزراء لـ«الشرق الأوسط» على هامش الاجتماع في بروكسل، أمس، وأيضاً في المؤتمر الصحافي للأمين العام ستولتنبرغ، عقب انتهاء الجلسة الصباحية، التي كانت مقررة للنظر في ملفات تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعلاقات مع موسكو. وقال ستولتنبرغ: «يجب أن نستمر في إظهار التضامن للتعامل مع ما تقوم به روسيا وفي نفس الوقت تتواصل التحضيرات لإجراء حوار مع موسكو».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال وزير الخارجية البلجيكية ديديه رايندرس: «يجب أن نستمر في سياستنا تجاه روسيا ومواقفنا الصارمة خصوصاً في الملفات الخلافية ومنها الوضع في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، واستخدام غاز سام في اعتداء على الأراضي البريطانية، وأيضاً تطورات الوضع في سوريا. ويشدد الحلف على ضرورة الحفاظ على موقف موحد والتحرك بشكل منسق تجاه روسيا»، ملمحاً إلى أن الرد الأطلسي السريع والفعال والموحد على حادثة تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال على الأراضي البريطانية، والذي اتُّهمت به روسيا من قبل الغرب، يقدم دليلاً واضحاً على نجاعة هذا النهج. ويعمل مسؤولو الحلف على التحضير لاجتماع لمجلس الحلف في وقت لاحق من هذا العام. ووصف ستولتنبرغ العلاقة الأطلسية – الروسية، بـ«غير المسبوقة»، حيث قال: «نحن لسنا في حرب باردة، ولكن روسيا ليست الشريك الذي أملنا رؤيته بعد انتهاء هذه الحرب»، على حد تعبيره.

 

رؤساء برلمانات الاتحاد من أجل المتوسط في القاهرة اليوم لمكافحة الإرهاب وسجن 21 من عناصر «الإخوان» في الإسكندرية للتحريض على العنف

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/28 نيسان/18/تستضيف العاصمة المصرية القاهرة اليوم (السبت) أعمال القمة الخامسة لرؤساء البرلمانات في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، والجلسة العامة الرابعة عشرة للجمعية، لبحث مكافحة الإرهاب في المنطقة الأورومتوسطية، وذلك على مدار يومين بمقر مجلس النواب (البرلمان). وتكثف مصر من جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتواصل قوات الجيش والشرطة المصرية جهودها في العملية الشاملة «سيناء 2018» ضد العناصر الإرهابية في سيناء وفي مقدمتها تنظيم «ولاية سيناء» الذي بايع تنظيم داعش الإرهابي عام 2014.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام، إن «ما حققته بلاده خلال السنوات القليلة الماضية على طريق بسط الأمن وترسيخ الاستقرار إنجاز يشهد به العالم»، لافتاً إلى أن «الحفاظ على أمن وطن كبير بحجم مصر في منطقة صعبة وعالم مضطرب وسط أمثلة كثيرة من حولنا لغياب الأمن والانقسام الطائفي والسياسي وإراقة الدماء وانهيار الدولة، لهو - بلا شك - أمر يستوجب التوقف أمامه باعتباره شاهدا على تفرد وصلابة هذا الشعب وقدرة قواته المسلحة ومؤسسات دولته».

وتناقش القمة الخامسة مكافحة الإرهاب في المنطقة الأورومتوسطية، يعقبها اعتماد الإعلان الصادر عنها، ويلقي على عبد العال رئيس مجلس النواب المصري كلمة في افتتاح الفعاليات، كما يلقي كل من شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وأنطونيو تاياني رئيس البرلمان الأوروبي، وروبرتو فلكو رئيس مجلس النواب الإيطالي، كلمات خلال الفعاليات. وتشهد القمة انعقاد اللجان النوعية التابعة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وتشمل، لجنة الشؤون السياسية والأمن وحقوق الإنسان، ولجنة المرأة في البلدان الأورومتوسطية، واللجنة الاقتصادية، ولجنة الطاقة والمياه والبيئة، بالإضافة إلى اجتماعات مجموعة العمل المعنية بالتمويل وتعديل اللائحة، فضلاً عن لجنة تحسين نوعية الحياة، التبادل بين الجمعيات المدنية والثقافة. في غضون ذلك، قضت محكمة جنايات الإسكندرية، بالسجن 10 سنوات لـ10 من أعضاء جماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، لاتهامهم بالتحريض على العنف والانضمام لجماعة محظورة، والتجمهر والتظاهر والتحريض ضد مؤسسات الدولة، كما قضت المحكمة نفسها بحبس 11 متهماً من جماعة «الإخوان» بالسجن 6 سنوات، عقب اتهامهم بالتحريض على العنف والانضمام لجماعة محظورة، والتجمهر والتظاهر والتحريض ضد مؤسسات الدولة بقسم الرمل أول.

وعلى صعيد ذي صلة، تواصل محكمة جنايات القاهرة، محاكمة محمد بديع مرشد «الإخوان» و738 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ«فض اعتصام رابعة العدوية»، لاستكمال سماع مرافعات الدفاع. وكانت قوات الأمن فضت اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس (آب) 2013، بعد اعتصام استمر 47 يوماً اعتراضاً على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان» في يوليو (تموز) 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وتضم قائمة المتهمين في القضية عددا من كبار قيادات الجماعة من بينهم، عصام العريان، ومحمد البلتاجي، وباسم عودة، وعبد الرحمن البر، وصفوت حجازي، وأسامة ياسين، ووجدي غنيم، وعاصم عبد الماجد، وعصام سلطان، إضافة إلى طارق الزمر. وقررت النيابة إحالة المتهمين للمحاكمة في أغسطس 2015، ووجهت لهم تهم ارتكاب جرائم «التجمهر واستعراض القوة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والإتلاف العمدي وحيازة مواد في حكم المفرقعات وأسلحة نارية بغير ترخيص».

 

تركيا تترقب إعلان غل موقفه من منافسة إردوغان وأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي يسعون لمنع اقتناء أنقرة «إف 35»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/28 نيسان/18/يترقب الشارع التركي إعلان الرئيس السابق عبد الله غل اليوم (السبت) موقفه من الترشح لانتخابات الرئاسة، منافسا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحسم التكهنات وحالة الجدل الكبيرة حول هذا الموضوع. بينما طمأن إردوغان قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي ستجري في 24 يونيو (حزيران) المقبل ستكون بمثابة ميلاد جديد للحزب. وقال إردوغان: «لا تقلقوا أبدا»، مضيفا في كلمة خلال اجتماع موسع مع رؤساء فروع حزبه في العاصمة أنقرة أمس (الجمعة): «ستشهد السلطة التنفيذية في المرحلة القادمة فاعلية أكثر، وستتمتع السلطة التشريعية بمكانة مرموقة، والسلطة القضائية ستعمل باستقلالية أكثر». وتابع: «نرى الانتخابات المبكرة وسيلة للتشاور مع شعبنا، وتذكيره بإنجازاتنا، وإطلاعه على خططنا القادمة»، قائلا إن بعض أحزاب المعارضة «يستنفرون جميع قواهم ليس من أجل تولي السلطة في تركيا وإدارتها، إنما لإظهار عدائهم لشخصي ولحزب العدالة والتنمية. لكنني أعلنها من هنا: لن تفلحوا هذه المرة أيضا». وتعهد الرئيس التركي ببذل مزيد من الجهود خلال الفترة المقلبة من أجل مزيد من الحريات، والديمقراطية، وحقوق واسعة، ورفاهية، واستقرار، وأمن، واستثمارات للبلاد، كما تعهد إردوغان بتطوير وبناء وتنمية جميع المحافظات التركية الإحدى والثمانين. وأضاف أننا سننفذ كثيرا من المشروعات في مجال البنية التحتية خلال الفترة المقبلة، كما أنجزنا خلال السنوات الـ15 الماضية في حكومات حزب العدالة والتنمية، وتحقيق أهداف الرؤية المئوية لتأسيس الجمهورية التركية 2023، ونهدف إلى رفع متوسط دخل الفرد إلى 25 ألف دولار سنويا بدلا من 11 ألفا الآن. ويترقب الشارع التركي إعلان الرئيس التركي السابق عبد الله غل، الذي يعد في حالة ترشحه للانتخابات الرئاسية أقوى منافس لإردوغان، موقفه من الترشح للرئاسة في مؤتمر صحافي، قال إنه سيعقده اليوم السبت، للإفصاح عن موقفه من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة.

ووصف غل، في تصريح للصحافيين، عقب أداء صلاة الجمعة أمس في أحد مساجد إسطنبول، انتخابات يونيو المقبل بأنها «استثنائية»، قائلا: «هناك نقاشات مكثفة حول الانتخابات المبكرة في تركيا، وهذا الأمر طبيعي للغاية»، مشيرا إلى أنه سيعلن اليوم (السبت) وجهة نظره وما سيقوم به بشكل مفصل بشأن الانتخابات القادمة، لأنه «ليس من اللائق أن يتحدث في هذا الأمر أمام المسجد».

في سياق متصل، التقى الرئيس رجب طيب إردوغان مصطفى دستجي رئيس حزب الوحدة الكبرى (اليميني) أمس لمناقشة انضمام حزبه إلى «تحالف الشعب»، الذي يضم حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية المعارض.

والتقى دستجي، الأسبوع الماضي، كلا من ماهر أونال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية ومصطفى أليتاش مسؤول ملف الانتخابات في الحزب، وأوضح أن حزبه سيشارك في تحالف الشعب مع حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية»، وسبق ذلك إعلان دعمه لإردوغان في الترشح للرئاسة. وكان الحزب أيد التعديلات الدستورية التي قادت إلى النظام الرئاسي في تركيا في استفتاء 16 أبريل (نيسان) 2017. إلى ذلك، تحدثت مصادر قريبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم عن تغييرات واسعة محتملة في صفوف الحزب قبل وعقب الانتخابات المبكرة في يونيو ستطال مواقف بعض الشخصيات البارزة في الحزب. وقالت المصادر إن بعض الأسماء البارزة ستودع الحزب في حين سيتم تكليف آخرين بمهام خارج البرلمان بينما سيستمر البعض نوابا، وتعيين البعض مستشارين بالقصر الرئاسي وآخرين ولاة.

ومن بين من سيغادرون البرلمان ولن يتم ترشيحهم في الانتخابات، كل من رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان ونائب رئيس الوزراء السابق محمد مؤذن أوغلو ورئيس البرلمان الحالي إسماعيل كهرمان ووزير الداخلية الأسبق بشير أتالاي، وفقا لرغباتهم.

وذكرت صحيفة «حرييت» التركية أمس أنه من المرجح تعيين رئيس الوزراء بينالي يلدريم نائبا لرئيس الجمهورية، حيث سيلغى منصب رئيس الوزراء، في حين سيكون بعض الوزراء الآخرين جزءاً من كادر مكتب الرئيس (إردوغان). ويمكن بعد فترة أن يخوض بعض هؤلاء الانتخابات المحلية في مارس (آذار) 2019، حيث سيتم استبدال غالبية مشرعي الحزب الحاكم بالبرلمان. وبحسب مصادر من داخل اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم، يدرس الحزب إجراء تغييرات على نظامه الداخلي الذي يمنع النواب من الترشح لأكثر من ثلاث فترات متتالية، وذلك في أعقاب نقاشات دارت في المجلس التنفيذي المركزي.

في سياق آخر، نفى مستشار وزارة الدفاع التركية للصناعات العسكرية إسماعيل دمير أن يكون ثمة أساس للربط بين الحصول على منظومة الدفاع الصاروخية الروسية(إس - 400) وتوريد مقاتلات «إف - 35» الأميركية. وكان وايس ميتشيل مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية والأوروآسيوية، حذر في تصريح له الأسبوع الماضي من أن شراء تركيا منظومات «إس - 400» الروسية قد يؤدي إلى فرض عقوبات على أنقرة، وفقا لقانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات وقد يؤثر سلبيا على اقتناء أنقرة مقاتلات (إف 35). وتسعى مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي تضم جمهوريين وديمقراطيين، لمنع توريد المقاتلات الأميركية الحديثة لتركيا بسبب اعتقال القس الأميريكي أندرو برونسون في تركيا بدعوى ارتباطه بالداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا منذ 1999، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب فاشلة ضد إردوغان في 15 يوليو (تموز) 2016.

وذكر دمير أن الاتفاق مع روسيا حول توريد «إس - 400» ينفَّذ كما تقرر، وأن أنقرة تنتظر بدء توريدات هذه المنظومات في يوليو 2019. وأنّ بلاده ليست مهتمة بالتهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة، وأنها دولة ذات سيادة ويمكنها عقد صفقات مع الجهة التي تراها مناسبة، ولن تنتظر إذناً من أحد.

 

رئيس رومانيا يطالب رئيسة الوزراء بالاستقالة بعد زيارتها لإسرائيل

بوخارست: «الشرق الأوسط»/28 نيسان/18/طلب رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس أمس الجمعة من رئيسة الوزراء فيوريكا دانتشيلا الاستقالة، بعد أن زارت إسرائيل، وبعد موافقة الحكومة على مذكرة سرية لنقل سفارة البلاد إلى القدس، دون استشارته في الأمرين. وقال يوهانيس في بيان إن «السيدة دانتشيلا لا تتصرف بشكل يناسب منصب رئيس وزراء رومانيا، وهذا بدوره يجعل الحكومة نقطة ضعف لدى رومانيا. لذلك أطلب علنا استقالتها». وكانت حكومة رومانيا قد أيدت نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، مما دفع يوهانيس، الذي لديه القول الفصل في الأمر، إلى التحذير من أن هذا قد يمثل انتهاكا للقانون الدولي. وبموجب دستور البلاد، فإن القرار النهائي لنقل السفارة بيد الرئيس، الذي قال إنه لم يستشر في الأمر. وكانت دانتشيلا قد قامت بزيارة دولة إلى إسرائيل هذا الأسبوع دون أن تستشير الرئيس أيضا قبل السفر. من جهة ثانية، أعلنت السلطات المصرية أمس أنها ستفتح معبر رفح، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة، للسفر في الاتجاهين استثنائيا، وذلك لمدة ثلاثة أيام متصلة اعتبارا من اليوم (السبت) وحتى بعد غد الاثنين. وصرح مصدر أمني مسؤول بأنه سيتم فتح المعبر بشكل استثنائي لعبور الحالات الإنسانية من المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات. وكانت السلطات المصرية قد سمحت أول من أمس بإدخال جثة الناشط الفلسطيني فادي البطش من حركة حماس عبر معبر رفح، بعد أن اغتاله مجهولون في ماليزيا يوم السبت الماضي. يشار إلى أن السلطات المصرية أغلقت معبر رفح البري إلى أجل غير مسمى، عقب العمليات الإرهابية، التي شهدتها سيناء منذ نحو خمسة أعوام تقريبا، ولا يتم فتح المعبر إلا استثنائيا فقط لدخول المرضى والطلاب والحجاج أيضا على فترات متباعدة.

 

مفوضية حقوق الإنسان تندد بالاستخدام «المفرط» للقوة في غزة

جنيف - تل أبيب: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/28 نيسان/18/حثت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس، إسرائيل، على منع قواتها من الاستخدام «المفرط» للقوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، طالبة معاقبة المسؤولين عن مثل هذه الأفعال. وقال المفوض السامي زيد رعد الحسين، في بيان، أمس، «نشهد في كل أسبوع حالات استخدام القوة المميتة ضد متظاهرين عُزّل»، مشيراً إلى مقتل 42 شخصاً، من بينهم أربعة فتيان، وإصابة نحو 5500 آخرين بجروح. وتابع رعد الحسين موضحاً: «من الصعب تصور أن حرق الإطارات، أو رمي الحجارة، أو حتى قنابل المولوتوف من مسافات بعيدة على قوات أمن محصنة بشكل كبير في مواقع دفاعية، قد تشكل مثل هذا التهديد»، مشدداً على أن «عمليات القتل الناجمة عن الاستخدام غير القانوني للقوة في سياق مناطق محتلة، كما هو الحال في غزة، تعدّ أعمال قتل متعمدة، وتشكل انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة». وأضاف المفوض السامي: «يقع على عاتق كل دولة التزام أساسي بموجب قانون حقوق الإنسان في ضمان التحقيق في جميع الخسائر في الأرواح، والإصابات الخطيرة، ومحاسبة المسؤولين عنها بموجب القانون الجنائي، ويجب أن يؤدي أي تحقيق في الأحداث الأخيرة في غزة إلى هذا الغرض». إلا أنه أشار إلى أنه و«لسوء الحظ، يبدو في سياق هذا الصراع الدائم وغير المتكافئ، أن التحقيقات الجادة تحدث عندما يتم جمع الأدلة المصورة بشكل مستقل. في حين يبدو أن هناك جهوداً ضئيلة، أو انعداماً للجهود، في تطبيق سيادة القانون في العديد من عمليات القتل المزعومة لمدنيين غير مسلحين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، حينما تجري بعيداً عن عدسات الكاميرات». كما انتقد رعد الحسين إسرائيل «لإخفاقها» المستمر في محاسبة ومقاضاة أفراد قواتها الأمنية، لأن ذلك «يشجعهم» على استخدام القوة المميتة ضد «بشر غير مسلحين حتى عندما لا يشكلون تهديداً». وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد وثقت اعتداءات لجنود إسرائيليين على ثلاثة أسرى بالضرب المبرح، وذلك خلال عملية اعتقالهم والتحقيق معهم في مراكز التوقيف الإسرائيلية في سجني عوفر ومجدو. وأوضحت الهيئة، في بيان لها، أمس، أن جنود الاحتلال اعتدوا على المعتقل أكرم الأطرش (23 عاماً) من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم، بالضرب المبرح في كافة أنحاء جسده بعد مداهمة منزله ليلاً، واقتيد بعدها إلى معتقل عوفر للتحقيق معه. وأشارت إلى أن الأسير الأطرش أصيب منذ ستة أشهر برصاص قوات الاحتلال، وأنه لا يزال يعاني من وجود شظايا بعدة أماكن في جسده، ما يتسبب له في آلام حادة في صدره ورئته اليسرى ومعدته وكتفه، وقد تم منذ فترة إخضاعه لفحوصات في مشفى هداسا عين كارم، لكن جرت إعادته على الفور من دون تقديم علاج حقيقي لحالته الصحية.

 

روسيا وإيران وتركيا تتفق على استمرار عملية السلام في سوريا

العرب/29 نيسان/18/الهجوم الكيمياوي المفترض أحدث تصدعا في وحدة روسيا وإيران وتركيا، فغايات وأهداف كل منها مختلفة خاصة الطموحات المتباينة بين موسكو وطهران.

تحالف غير ثابت

موسكو - أنهى وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، السبت، اجتماعا لهم في موسكو استغرق بضع ساعات سادته أجواء توافق، وشددوا على أهمية محادثات أستانة للدفع نحو تسوية سياسية للنزاع في سوريا. وعقد وزراء الخارجية الروسي سيرجي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف اجتماعات ثنائية وثلاثية في موسكو، وأكدوا في مؤتمر صحافي مشترك في نهاية هذه المحادثات على توافق وجهات نظرهم من الأزمة السورية. وترعى روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري، وتركيا الداعمة لفصائل معارضة سورية، محادثات أستانة التي أتاحت خصوصا إقامة أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا التي أوقع النزاع فيها أكثر من 350 ألف قتيل منذ العام 2011. وقال لافروف إن “الحوار السياسي في أستانة حقق نتائج” أكثر من المسارات التفاوضية الأخرى، مؤكدا أن محادثات أستانة “تقف بثبات على قدميها” بفضل التعاون “الفريد” بين الدول الثلاث. وأضاف الوزير الروسي، “إن منتقدي محادثات أستانة قد تكون لهم أهدافهم الخاصة، مثل محاولة القول للعالم بأنهم يتحكمون بكل القضايا في العالم، لكن ولحسن الحظ فإن هذا العصر قد ولى”. وأكد الوزراء الثلاثة على التقارب في مواقفهم، مع العلم أن المساعي لحل النزاع تراوح مكانها نتيجة تضارب مصالح موسكو وأنقرة وطهران حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وشدد لافروف على أنه “لدى تركيا وروسيا وإيران، رغم البعض من الاختلافات، حرص مشترك على مساعدة السوريين”. وتعود القمة الأخيرة بين الدول الثلاث إلى مطلع أبريل في أنقرة عندما تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان التعاون من أجل التوصل إلى “وقف دائم لإطلاق النار” في سوريا. إلا أن الوحدة التي أبدتها الدول الثلاث في أنقرة تزعزعت بعد الهجوم الكيمياوي المفترض المنسوب إلى النظام السوري على دوما قرب دمشق والضربات التي شنتها واشنطن وباريس ولندن ردا على ذلك. فقد رحبت تركيا بالغارات معتبرة أنها رد “ملائم” بينما دافعت روسيا وإيران عن النظام السوري. إلا أن لافروف انتقد ضمنا دمشق، السبت، لمنعها دخول مساعدات إنسانية أرسلتها الأمم المتحدة إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وقال إن موسكو تطالب النظام السوري بالمزيد من “الليونة”. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت قبل انعقاد اللقاء الثلاثي أن المحادثات ستركز على الأوضاع الإنسانية في سوريا. وقالت المتحدثة الروسية ماريا زاخاروفا إن “تأمين المساعدات إلى الشعب السوري لا يمكن أن يكون مشروطا بهدف سياسي”. وقال لافروف لدى بدء اللقاء مع نظيره التركي الذي استهلت به القمة إن “وتيرة لقاءاتنا تدل على الأهمية التي سيعطيها فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان لعلاقاتنا”.

من جهته رحب مولود جاويش أوغلو بـ”أجواء الثقة بين بلدينا التي تسمح بتسوية قضايا إقليمية”. ويقول المحلل الروسي الكسندر شوميلين إن الهجوم الكيمياوي المفترض “أحدث تصدعا في الوحدة بين الدول الثلاث”، مضيفا أن “”غايات وأهداف كل منها مختلفة”، مشيرا خصوصا إلى الطموحات المتباينة بين موسكو وطهران. وتابع شوميلين أن “إيران بحاجة إلى موطئ قدم في سوريا لتهديد إسرائيل”، إلا أن ذلك “يطرح مشكلة لروسيا التي تريد فقط ضمان الاستقرار في المنطقة والرحيل”، متسائلا “كم من الوقت يمكن أن تظل هذه الدول معا، هذا السؤال الذي لا يملك أحد إجابة عليه”.

أما أليكسي مالاشنكو مسؤول معهد الحوار بين الحضارات فاعتبر أن الدول الثلاث تشكل “تحالفا غير ثابت”، بمواقف لا يمكن التوفيق بينها قائلا “تركيا لديها موقف واضح جدا فهي ضد بشار الأسد ومن المستحيل التوصل إلى اتفاق حول هذه المسألة”. وشددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني في بروكسل، الأربعاء، على أن “روسيا وإيران تمارسان ضغوطا على سوريا حتى توافق على الجلوس إلى طاولة المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة”، معتبرة أن “من مصلحة موسكو وطهران المساهمة في حل سياسي”. ولا تُعقد آمال كبيرة على تحقيق تقدم ملموس من أجل التوصل إلى تسوية سياسية فالاجتماع سيخصص للتنسيق بين الدول والحفاظ على اتصال بينها أكثر منه لاقتراح حلول فعلية. وختم مالاشنتكو “باستثناء إعلان النوايا لن نتوقع شيئا من الاجتماع، البعض سينتقد الولايات المتحدة والبعض الآخر سيدافع عن الأسد بينما سيتناول آخرون المشكلات في شمال سوريا ومسألة الأكراد”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سياسة الإنصهار في آخر إصدار

الدكتورة رندا ماروني/28 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64216

التاريخ يعلم الدروس إلا في العقول الشمولية التي ترفض الآخر أن يكون إلا على صورتها ومثالها وتطلعاتها وأهدافها، فسياسات الإنصهار المبرمج ما زالت مستمرة بالقوة تارة وباللين والخداع تارة أخرى، نموذج متبع لتحقيق الأهداف المرجوة بإصرار.

ففي آخر إصدار تهمة جاهزة ل28 شخصية شيعية معارضة لسياسة حزب الله مبنية حسب إدعائها على برقيات سرية مسربة صادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت يطلب فيها القنصل حمدان سيد الهاشمي بلاده بمساعدة لائحة من الأسماء المرشحة للإنتخابات النيابية في لبنان لتمويل حملاتها الإنتخابية، إتهام أتى مبرزا الميزة الأساسية لسياسة الإنصهار المتبعة، فالتهم جاهزة غب الطلب وحسب الحاجة إليها، فهل هناك حاجة ألح من الحاجة الإنتخابية اليوم؟

فإذا كان حزب الله ومن خلفه إيران تسعى إلى صهر المجتمع اللبناني في بوتقة سياساتها وتطلعاتها في لبنان فكيف لها أن تتقبل النقد والانتقاد من داخل النسيج الشيعي نفسه؟

فها هي صورة هاشم السلمان ما زالت شاخصة في الأذهان كعنوان رافض لتحول الطائفة الشيعية إلى مجرد فصيل داخل الحرس الثوري الإيراني، وعنوان رافض أن يتحول جنوب لبنان إلى الحدود الجنوبية لإيران، وكعنوان رافض أن يتحول شباب لبنان إلى مقاتلين في خدمة المشروع الإيراني، فدماءه هدرت لتسطر صراعا مستمرا بين شيعة إيران وشيعة لبنان وبين شيعة إيران وكل لبناني حر لا يدين بالإنتماء إلا للبنان السيد الحر المستقل.

وكان قد سبق آخر إصدار لسياسة الإنصهار إعتداء بالضرب على الصحافي علي الأمين الذي تجرأ ومارس حقه في منازلة السلطة إنتخابيا بطريقة حضارية فكان الرد بالشتم والضرب والتهديد وممارسة البلطجة.

أما لقب شيعة السفارة القديم الجديد والذي بدأ إستخدامه من قبل السيد حسن نصرالله منذ العام 2015 لترهيب أي شيعي معارض شمل اليوم 28 شخصية شيعية محددة بالصور والأسماء، ما هو إلا تهديد علني وتهمة جاهزة تستوجب الملاحقة والتصفية بكل أشكالها.

إن سياسة الإنصهار الممارسة داخل الطائفة الشيعية تصدرت أيضا لتطويع المجتمع اللبناني وحصر تطلعاته وأهدافه في بوتقة تطلعات وأهداف إيران في لبنان، فتهم العمالة لاسرائيل التي كانت تطلق للتعريف عن أي لبناني مخالف لسياسة حزب الله توسعت لتشمل مفهوم التعامل مع الإرهاب والإرهابيين وها هم اليوم الذين يخوضون المعركة الإنتخابية في دائرة بعلبك الهرمل متهمون بأنهم حلفاء للإرهاب ومساندين لهم.

لقد كان للمحتل على مر تاريخه عملا منظما في سياسة الصهر والإنصهار والتلقين الأيديولوجي وعمل فيها جاهدا مقتنعا بنتائجها البناءة، فجعل لها إعدادا خاصا متقن الدراسة، محترف الصياغة، ملون العناوين، أعمى البصيرة، فاق غروره وتناسى المعطيات الواقعية، رسم الهدف وسار طريقه بعجلات الترغيب والترهيب، والقتل والإنكار، حتى بعد خروجه لم يتوان يوما عن سياسة وضع اليد عند كل مفترق أو حدث أو إستحقاق من خلال أدواته، فبصمته لا تزال حاضرة بكل شاردة وواردة، ولم تهمد يوما همته في محاولة إستعادة عصره الذهبي، بالرغم من جميع المشاكل التي يعيشها داخل حدوده، فنظرته التوسعية المتوارثة من المؤسس ما زالت تشكل هدفا من أهدافه.

هذه السياسة الإنصهارية التلقينية التي أثبتت فشلها في الداخل السوري وخارجه، والتي إستمرت في لبنان طيلة فترة الإحتلال، ما زال هناك من يتمسك بإعتمادها وتمريرها على حساب حق الشعب اللبناني بدولة يحكمها الدستور وسيدها القانون، فمنذ العام 1970 ومع وصول حافظ الأسد إلى سدة الرئاسة جعل من أولوياته الإعداد المحكم للخطاب الأيديولوجي وتزينيه بعبارات طنانة ورنانة يخفي في ظلها ما يحيكه من أهداف ومخططات ومنافع معتقدا أنه بهذه الطريقة سيلغي تاريخ شعب وسيفتك بالذاكرة الجماعية وسينتج مواطن خاضع مبرمج لا يستجيب إلا لصوت مرهبه، مستخدما كل الأساليب التوتاليتارية التي إستوحاها من النظام الهتلري، ولم يكن ولي العهد بأفضل حالا بل مكملا لما رسمه جهابظة الفكر الإنصهاري التلقيني المبرمج للعقول والمخون للمعارض والقامع للفكر والعبد لأسلوبه الواثق والمصاغ بالغباء المتعالي، إلى أن إنقلب السحر على الساحر وأثبتت التجربة أنها سياسة فاشلة لا يتبعها سوى فاشلون، حيث لم ينفع هذا التاريخ الطويل من التلقين الأيديولوجي والتدجين وغسل الادمغة، فإنهار العمل الشاق الذي إستمر لسنوات طويلة عند أول فرصة أتاحت للشعب برفع صوته والمطالبة بإسترجاع حقه في تقرير مصيره وتصويب خياراته وتحديد أهدافه، وما حصل في الحرب داخل سوريا كما في لبنان أثبت وبالدليل القاطع بأن الشعوب وتاريخها لا تلغيها أهواء مهووسي سلطة ولا مشاريع منزلة طارئة على أهدافها ومبتغاها الكامن في موروثاتها.

فهل سيتعظ هولاء من تجارب الماضي، أم أن التاريخ لا مفعول له في العقول الشمولية المستمرة في إتباع سياسات الإنصهار إصدار بعد إصدار

سياسات إنصهار

إصدار بعد إصدار

أخماس أسداس

أسباع وأعشار

لا تكل لا تمل

تواظب بإفتخار

ترسم المسرحيات

توزع الأدوار

سوداوية العقول

فاقدة الإبصار

سياساتها مبرمجة

إستعلائها إستكبار

بالقوة تارة

وباللين أخرى

وغرابة الأطوار

بروجها خيال

رمالها إندثار

أفكارها أسفار

خراب ودمار

أخماس أسداس

أسباع وأعشار

لا تكل ولا تمل

تواظب بإفتخار

برسم سياسات

ملئها إنصهار

إصدار يصدر

يليه إصدار.

 

خياران ايرانيان ... احلاهما مر

خيرالله خيرالله/العرب/29 نيسان/18

ما كان مفترضا طرحه في موازاة الملف النووي الإيراني صار مطروحا الآن. ما الهدف من الصواريخ الباليستية الإيرانية؟ ماذا تفعل إيران في لبنان غير تدمير مؤسسات الدولة… أو ما بقي منها؟ ماذا تفعل إيران في العراق؟

يمكن تلخيص تيجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لواشنطن بفكرة بسيطة. تواجه إيران خيارين أحلاهما مرّ. هناك خيار الرئيس دونالد ترامب، القاضي بإلغاء الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني الذي أمكن التوصّل إليه صيف العام 2015 بدفع من الرئيس باراك أوباما وغطاء من إدارته. لم يقرّر ترامب بعد ما الذي سيفعله، لكنّ ميله الشخصي إلى إلغاء الاتفاق.

هناك أيضا خيار ماكرون والأوروبيين عموما والقاضي بإيجاد ملحق للاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني. يعتبر مثل هذا الملحق سدّا للثغرات التي سمحت لإيران باستغلال المفاوضات في شأن ملفّها النووي من أجل تحقيق مكاسب على الصعيد الإقليمي في خدمة مشروع توسّعي لا هدف له سوى تحقيق اختراقات في الداخل العربي وصولا إلى اليمن.

لم يكن الملفّ النووي الإيراني أولوية لدول الإقليم في أيّ يوم من الأيّام. وحدها إسرائيل أرادت استغلال الملفّ للقول إنّها دولة مهدّدة وإنّها ضحية تهديدات يومية تطلقها طهران.

في الواقع، ساعد الملفّ النووي الإيراني إسرائيل في ابتزاز الإدارة الأميركية من جهة وإيجاد غطاء لإرهاب الدولة الذي تمارسه والمتمثل في استمرار احتلالها للأرض الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية من جهة أخرى.

على الصعيد الدولي، كانت إدارة باراك أوباما الطرف الوحيد الذي أخذ الملفّ النووي الإيراني على محمل الجدّ. اختزل أوباما، الذي ربط بين أهل السنّة والإرهاب، كلّ مشاكل المنطقة وأزماتها بالملفّ النووي الإيراني. تغاضى عن كلّ التصرّفات الإيرانية، بما في ذلك الدخول كطرف مباشر في الحرب على الشعب السوري. فعل كلّ ذلك، مستبيحا دم السوريين، من أجل تفادي أي حاجز يمكن أن يؤخر الوصول إلى اتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني.

كان أوباما يمتلك أيديولوجيا خاصة به تقوم على أن إيران دولة ديمقراطية متجاهلا كلّ الجرائم التي يرتكبها النظام في حقّ الإيرانيين. كان مطلوبا من الرئيس الأميركي السابق توفير كلّ ما من شأنه استرضاء النظام الإيراني وذلك كي يضمن استمرار المفاوضات الهادفة للوصول إلى اتفاق في شأن الملفّ النووي ونجاحها. وهذا ما تحقق في صيف العام 2015.

كان الاتفاق بين إيران ومجموعة الخمسة زائدا واحدا، أي الدول التي تمتلك عضوية دائمة في مجلس الأمن زائد ألمانيا. لكنّه كان عمليا اتفاقا بين الولايات المتحدة وإيران. جاء الاتفاق نتيجة مفاوضات سرّية بين الجانبين بدأت باكرا في سلطنة عمان وانتقلت إلى عواصم أوروبية.

وضعت هذه المفاوضات الأسس لما يمكن عليه الاتفاق. تلت ذلك سلسلة اجتماعات علنية بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أظهر قدرة عالية على تسويق الأوهام لدى كيري نفسه.

لم يكن جون كيري سياسيا ساذجا انطلت عليه ألاعيب ظريف وخزعبلاته فحسب، بل كان يعرف أيضا أن أوباما محاط في البيت الأبيض بمجموعة من المستشارين الإيرانيي الهوى. من بين هؤلاء كانت فاليري جاريت المولودة في إيران والتي كانت من أقرب الناس إلى أوباما وزوجته.

في السنة 2018، بات على إيران أن تختار بين ما إذا كانت دولة طبيعية أم لا. لم يعد الموضوع موضوع الملفّ النووي الذي استخدمته طويلا من أجل تحقيق مكاسب في واشنطن وخدمة إسرائيل في الوقت ذاته

ما تغيّر في عهد دونالد ترامب أن الإدارة الأميركية بدأت تعي أبعاد الخطر الذي يشكله المشروع التوسّعي الإيراني. هناك موقف واضح للرئيس الأميركي من الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني الذي يصفه ترامب بأنّه “أسوأ الاتفاقات” التي عقدتها الولايات المتّحدة.

لكنّ المهمّ في الأمر أن الإدارة الأميركية بدأت تتحدث عن السلوك الإيراني بشكل عام وعن تاريخ العلاقات بين واشنطن وطهران منذ حصول الثورة الشعبية التي أطاحت بالشاه في العام 1979. استعادت الإدارة الأميركية كلّ الأحداث التي توالت منذ أقام آية الله الخميني “الجمهورية الإسلامية” بدءا باحتجاز الدبلوماسيين في السفارة الأميركية في طهران في تشرين الثاني – نوفمبر 1979 لمدّة 444 يوما.

استعادت أيضا تفجير مقرّ المارينز قرب مطار بيروت في الثالث والعشرين من تشرين الأوّل – أكتوبر 1983. كذلك، استعادت خطف مواطنين أميركيين وغربيين في لبنان واحتجازهم فترات طويلة.

ليست الإدارة الأميركية التي استفاقت. استفاقت فرنسا وبريطانيا وحتّى ألمانيا التي لم تخف يوما انحيازها لإيران ورغبتها في تغليب مصالحها التجارية على أيّ اعتبارات أخرى.

كانت الاستفاقتان الأميركية والأوروبية وراء قيام وضع جديد. لم يعد مطروحا مصير الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني. المطروح ما العمل بالصواريخ الباليستية الإيرانية التي صار الحوثيون يطلقونها من الأراضي اليمنية في اتجاه المملكة العربية السعودية. فوق ذلك كلّه، ما العمل بالميليشيات المذهبية الإيرانية المنتشرة في كلّ المنطقة والتي تعتبر الوجه الشيعي لتنظيم “داعش” السنّي؟

هناك مشكلة حقيقية اسمها السلوك الإيراني. هل مسموح لإيران إقامة وجود دائم في سوريا، بعد الوجود الذي أقامته في لبنان في ظلّ علاقة غير محدّدة المعالم بين طهران وموسكو؟

في السنة 2018، بات على إيران أن تختار بين ما إذا كانت دولة طبيعية أم لا. لم يعد الموضوع موضوع الملفّ النووي الذي استخدمته طويلا من أجل تحقيق مكاسب في واشنطن وخدمة إسرائيل في الوقت ذاته. بفضل الملفّ النووي الإيراني والتصريحات التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون بين حين وآخر، استطاعت إسرائيل تمرير أشياء كثيرة وصولا إلى مرحلة بات فيها اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لها أمرا أكثر من عادي.

ما كان مفترضا طرحه في موازاة الملفّ النووي الإيراني صار مطروحا الآن. ما الهدف من الصواريخ الباليستية الإيرانية؟ ماذا تفعل إيران في لبنان غير تدمير مؤسسات الدولة… أو ما بقي منها؟ ماذا تفعل إيران في العراق الذي تعرّض لعمليات تطهير ذات طابع مذهبي؟ ترافقت عمليات التطهير هذه مع تدمير ممنهج للمدن العراقية آخرها الموصل.

باتت إيران تقف أمام خيارين، خصوصا أنّ المطروح هل العالم مستعدّ للاعتراف بها قوّة إقليمية مهيمنة لديها طموحاتها في الخليج والشرق الأوسط بعد حدثين في غاية الأهمّية هما الاحتلال الأميركي للعراق في 2003 وملء الفراغ الأمني الذي خلفه الانسحاب العسكري السوري من لبنان.

نعم، هناك خياران أحلاهما مرّ أمام إيران. لكن أمام إيران خيار ثالث أيضا هو الخيار المستحيل. أي أن تكون إيران دولة طبيعية. لكنّ من الصعب على نظام إيراني يقتات من تصدير أزماته إلى خارج البلد ورهانه الأوّل والأخير على إثارة الغرائز المذهبية أن يعيش في ظروف طبيعية. سيتوجب عليه عندئذ الانصراف إلى معالجة الوضع الداخلي والاستجابة لمطالب الإيرانيين الذين يعيشون في معظمهم تحت خطّ الفقر. هذا من رابع المستحيلات… هذا ما يمكن أن يؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة في ضوء الوضع الذي وجد النظام الإيراني نفسه فيه.

 

 على مقعد العميد إدّه في بيت حوّاط جلس سمير جعجع وابتسم بحث في الخلفيات الإجتماعية والسياسية لانتخابات جبيل

 إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"/28 نيسان/18 

http://alsawt.org/%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%82%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A5%D8%AF%D9%91%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%AD%D9%88%D9%91%D8%A7%D8%B7-%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%B3%D9%85/

كان يحلو لحليم حوّاط، الوجيه الراحل المحبوب في مدينته جبيل ووالد المرشح للنيابة زياد حوّاط، أن يُشير لزائره إلى مقعد طراز لويس الخامس عشر في صدر بيته الأثري ذي العقد المصلّب العالي السقف، والذي ورثه عن والده نسيب حوّاط، قائلاً إن العميد ريمون إده كان يدير انتخابات قضاء جبيل النيابية جالساً على هذا المقعد. لم يكن يُبالغ فالعلاقة الوطيدة التي جمعت نسيب حوّاط وعميد الكتلة الوطنية الراحل  ترقى إلى زمن والده  إميل إده.

توكّل الرئيس السابق للجمهورية بصفته محامياً بعد إعلان استقلال لبنان في 1943 عن حَوّاط، "الوِرديان" الذي كان يتنقل على دابة بين القرى الفقيرة مكلفاً بوكالة حصرية من سلطات الانتداب الفرنسي بتخمين أسعار التبغ المزروع في بلاد جبيل، يشتري المواسم من المزارعين  بالثمن الذي يحدده لتصنع منها شركة "الريجي" الفرنسية سجائر "غولواز" و"جيتان" ويمنع عمليات التهريب، لكن الظرف تغيّر ومن أول القرارات التي اتخذتها حكومة رياض الصلح بعد الاستقلال إلغاء الوكالات الحصرية (المونوبول) لتخمين محصول التبغ وشرائه وبيعه من الدولة، فارتفعت شكوى المتضررين وفي طليعتهم نسيب حوّاط مطالبين بتعويضات، وتوجّهوا إلى البطريرك نسيب عريضة في كرسيه بكركي. رآها مؤسس حزب الكتلة الوطنية لاحقاً مناسبة لدخول السياسة اللبنانية مجددا،ً بعد خروج من باب معارضته إعلان الاستقلال في الشكل الذي حصل فيه، وكان صاحب أحد أهم مكاتب المحاماة في لبنان فحمل هذه القضية إلى القضاء وربحها ورفض تقاضي أتعابه من الموكلين. يروي الرواة أن نسيب حوّاط في جبيل، وكميل عقل في البترون، وفارس أبي نصر في كسروان، صاروا بعد تلك الواقعة من أشد أنصار الكتلة الوطنية. وسيدخل البرلمان لاحقاً كميل عقل ونجله سايد البرلمان، وبعدهما نجل أبي نصر النائب نعمة الله الذي تحوّلت عائلته عائلته مع الرياح الدستورية بعد 1943. أما آل حوّاط فارتضوا أن يكونوا مفتاحاً انتخابياً رئيسياً للرئيس إده ونجله العميد يأتي إلى منزلهم ويجلس على مقعده الأثير ويدير الانتخابات.

… وكانوا يعيّرون الكتلويين بأن إميل إده ونجله العميد ريمون من بيروت

 نفوسهما في عين المريسة وليسا من بلاد جبيل

والكتلة في جبيل كما في بيروت وبقية أنحاء المتصرفية السابقة، البترون وزغرتا وزحلة وكسروان والمتنين وجزين، لم تكن حزباً متراصاً منظماً على غرار الأحزاب الناشئة شبه العسكرية، كالحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الكتائب اللبنانية اللذين درجا وانتشرا في أوساط الشبيبة تلك الأيام. بدأت الكتلة في 1943 كتلة برلمانية وتحولت حزباً سياسياً معارضاً  في 1946 وبقيت حتى غياب الحزب الطوعي (والمشرّف) بقرار من حفيد الرئيس المؤسس العميد كارلوس إده، أقرب إلى كتلة انتخابية تنشط في أزمنة الاستحقاقات النيابية وتهدأ بعدها، على صورة ما هي الأحزاب في فرنسا وأوروبا اليوم. إلا أن عصب الكتلوية كان قوياً لا سيما في بلاد جبيل، وقاوم حتى الرمق الأخير في باريس عهوداً تقلبت على قصور الرئاسة، من القنطاري إلى بعبدا مروراً بزوق مكايل وسن الفيل . بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب وشارل حلو وسليمان فرنجية والياس سركيس وأمين الجميّل ومن جاءوا بعدهم لم يروا من الكتلة وعميدها غير المعارضة بلا كلل ولا ملل. وعندما انفجر لبنان بتناقضاته وجاءت الحرب في 1975  عارضت الكتلة الوطنية بسلاح الموقف، الأحزاب المسيحية التي حملت السلاح الفعلي في وجه تحالف فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" والقوى والأحزاب اليسارية والإسلامية، كما في وجه الجيش السوري الذي ارتدى لبوس "قوات الردع العربية". رجل المبدأ والعناد العميد ريمون إده لعلّه لا يزال من قبره في رأس النبع يندّد بموافقة لبنان الرسمي على "اتفاقية القاهرة" ويُحمِّل مَن وافقوا تبعة كل ما تلى موافقتهم تلك من كوارث وأهوال. مات الرئيس شارل حلو في منزله في الكسليك في كانون الثاني 2001 بعد أشهر من رحيل العميد، وهو يردّد لمن يزوره: "ظلمني ريمون إده. ظلمني ريمون إده وغسان تويني".الاثنان كانا معارضة لا ترحم للرجل الذي كانت تليق به من تلك الأيام رئاسة سويسرا أو النروج.

لو كان نسيب حوّاط المتحدث وليس ابنه حليم لكان أشار إلى المقعد نفسه في منزله الأثري قائلاً إن الرئيس إميل إده أدار انتخابات قضاء جبيل سنة 1947 جالساً على هذا المقعد. الانتخابات التي جرت يوم 25 أيار وسُمّيت "انتخابات التزوير" لأن الرئيس بشارة الخوري أسقط فيها معظم الزعماء مانعاَ إياهم من دخول البرلمان وكان يضم 55 مقعداً. خسر إميل إده أمام مرشح العهد الدستوري، الطبيب شهيد الخوري، والد النائب والوزير السابق ناظم الخوري. وكان للأطباء موقع متقدم في المجتمع الجبيلي ذلك الزمن. وكان لبنان مقسوماَ بين دستوريين وكتلويين كما سينقسم لاحقاً بين قوى 8 آذار وقوى 14 آذار قبل انهيارها. في الدورة السابقة قبل الاستقلال بأشهر عام 1943 كان الرئيسان إده والخوري تنافسا على المقعد الماروني الوحيد آنذاك في جبيل وأقضية جبل لبنان دائرة واحدة، وفاز إده بفارق 3 أصوات فقط وبعد "بالوتاج" لتعادل الأصوات بينهما. وكان التنافس على استقطاب المؤيدين تلك الأيام يتميز بحماسة بالغة في القرى ويمر عبر شعراء زجل وقوّالين يؤدون أدوار وسائل الإعلام اليوم، يتبارون في نظم قصائد و"رَدّات" تنال من خصم وتشيد بمنافسه. ردّد الدستوريون في 1943 : "سَرج الخيل بميدان خيل/ فيه استهتار وتحدي/ ما في رجال ببلاد جبيل تَ جابو إميل إده"، و"فليحيَ الشيخ بشارة والكتلة الدستورية/ وكيفما مال بلاد جبيل/ بِتميل الجمهورية". وكانوا يعيّرون الكتلويين بأن إميل إده ونجله العميد ريمون من بيروت، نفوسهما من عين المريسة وليسا من بلاد جبيل، ولا بيت لهما يستقبلان فيه الناس في القرية الجبيلية التي يحملان اسمها، في المقابل كان الدستوريون يزعمون أن الشيخ بشارة من سقي رشميا، قرية تعلو عمشيت، حين أنه حقيقةً من رشميا في قضاء عاليه. ومراراً كانت الأهازيج الحماسية تمتزج بالرصاص ودم جرحى وضحايا.

توفي إميل إده في 29 أيلول 1949 بعدما كان تعهد مقاطعة عهد بشارة الخوري المُمدَّد له. ويقيم مؤيدون للكتلة على اعتقاد بأن انفجار أصبع ديناميت عشية وفاة الرئيس إده في حديقة منزله في صوفر كان السبب وراء إصابته بنوبة قلبية قاتلة بعد ساعات.  ورث المعارضة والكتلة نجله العميد ريمون وأحبه الكتلويون، بل تعلقوا به وجعلوه أسطورتهم رمزاً لنظافة الكف والجرأة والترفع والوطنية والتعلق بالقانون ومرشحاً دائماً لرئاسة الجمهورية. والحق يُقال إن الكتلويين تكلفوا تضحيات كبيرة بلغت حد الأرواح من جراء تشبثهم بعميدهم في جبيل، وإلى درجة أن النائبة الراحلة نهاد سعَيد دشنت بعد انتخابها في 1996  طرقاً في القضاء إلى قرى كان أهلها يرفضون تعبيدها بالإسفلت كي لا يربحوا جميل أحد في الدولة في انتظار عودة العميد ( قرية الجلَيسة مثالاً. أَمَلُ الكتلويين في عودة عميدهم فارساً على ظهر حصان كان بدأ يتضاءل بعد عشرين سنة على توجهه إلى المنفى الإختياري باريس، وسيفارقهم يوم مفارقته الحياة في 10 أيار 2000).

معارك معارك انتخابية بين إده وبين سعَيد وأرملته الشابة

بدءاً من 1953 أخذ ريمون إده يخوض معاركه الانتخابية في جبيل، ودَوماً من منزل حوّاط. ربح تلك الدورة وبعدها في 1957 . صار للقضاء ثلاثة نواب في 1960، مارونيان وشيعي، وفاز العميد إده مع جبرايل جرمانوس وأحمد أسبر وردد الكتلويون فرحين: " غابي وإسبِر والعميد/ نوابك يا بلاد جبيل".  لكنه في 1964 خسر ولائحته أمام لائحة الطبيب الدستوري أنطون سعَيد، والطبيب شهيد الخوري والسيد علي الحسيني. كان أنطون سعَيد أول جراح في القضاء، وابن أول طبيب في بلاد جبيل وبعلبك، الدكتور فارس سعيد الجدّ الذي تخرج في كلّية الطبَ في جامعة القديس يوسف العام 1909. لكن النائب أنطون سعيد توفي بعد سنة من انتخابه بنوبة قلبية مفاجئة بعمر 40 سنة وكان على وشك تعيينه وزيراً للصحة العامة. وشهد القضاء انتخابات طاحنة بين أرملته "الست نهاد" وبين العميد إده بعدما رفض عرضاَ من كمال جنبلاط بترك المقعد لأرملة النائب سعيد، ورفضت هي عرضاً من البطريرك بولس المعوشي بالتراجع والتفرغ لرعاية عائلتها الكبيرة، وكانت شابة بعمر 32 سنة وأماً لستة أولاد. في النتيجة فاز العميد وعاد إلى البرلمان بـ 10476صوتاً في مقابل 9544 لـ"الِستّ"، وارتفعت أصوات تتحدث عن تزوير أو ضغوط لمصلحته مارسها جهاز الأمن العام واستدعت استقالة حكومة الحاج حسين الحسيني. في السنة التالية 1966 توفي النائب الدكتور شهيد الخوري وخلفه على المقعد العميد المتقاعد في الدرك نجيب الخوري، والد النائب الحالي وليد الخوري بعد معركة رشح فيها العميد إده الدكتور أنطوان الشامي، صهر نسيب حوّاط، وزوج عمّة المرشح الحالي رئيس البلدية المستقيل زياد. انتخابات 1968  خاضها ريمون إده ركناً في "الحلف الثلاثي" الذي كسر الشهابيين في جبل لبنان. خسرت نهاد سعيد بفارق عشرات الأصوات فقط، وأفلت من "محدلة الحلف" في جبيل حليفها ابن عمشيت الدكتور نجيب الخوري. في 1972 رشح حزب الكتائب اللبنانية رئيس إقليم جبيل الراحل غيث خوري فنال نحو 2200 صوت شكلت الفارق بين أصوات إده الذي فاز ونهاد سعيد.

دفع كتلويو بلاد جبيل غالياَ في الحرب التي اندلعت سنة 1975 ثمن ولائهم للعميد ريمون إده والكتلة الوطنية. تكفي إشارة إلى الحوادث الدامية في مدينة جبيل وبلدة جاج الجردية بين كتائبيين وكتلويين، فضلاً عن تعرض العميد إده لمحاولة اغتيال على طريق نهر ابرهيم بينما كان عائداً من التعزية بالضحايا، مما ولّد مرارة في صفوف أنصاره لا تزال آثارها في نفوس بعضهم، وربما تستلزم التفاتة من الكنيسة اليوم لتنظيم نوع من "مؤتمر مصالحة وتنقية ذاكرة واعتذار" إذا لزم الأمر.

تلك الأيام كان خصوم العميد ريمون إده السياسيون، آل سعَيد، يعملون على حماية العيش الواحد، المسيحي الشيعي في المنطقة، جامعين ممثلي الأحزاب والعائلات والقرى على تركها في منأى عن نار المواجهات الطائفية التي أشعلت كل البلاد. وفي انتخابات 1992 قاطع العميد ريمون إده و"السِتّ نهاد" الانتخابات مع المقاطعين . وكانا التقيا وتصالحا في باريس. وفازت السيدة مهى أسعد والعميد المتقاعد ميشال خوري والدكتور محمود عوّاد بعشرات الأصوات، لكن الرئيس رفيق الحريري تمكن من كسر قرار المقاطعة المسيحية في انتخابات 1996 وبلغ عدد المرشحين 48 وفازت "الست نهاد" مع النائب السابق إميل نوفل والدكتور عواد.

يجدر التوقف ملياً عند ما حدث في انتخابات 1996 في بيت نسيب حوّاط. كان المفترض تلك السنة أن يفوز بالنيابة الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان حوّاط، لكن عميد الحزب تصدى له من باريس بقوة عشية الاقتراع بأقسى العبارات فانكفأ عن تأييده أنصار الحزب، أو من تبقى منهم لأن كثيرين منهم تحوّلوا في ولائهم إلى "التيار الوطني الحر"، وليس إلى أحزاب أخرى. قصتهم مع الأحزاب الأخرى طويلة. في 2005  اقترب آل حوّاط من الجنرال ميشال عون الذي فكّر بدعم ترشيح المحامي جان لانتخابات تلك السنة. وكاد أن يتخذ هذا القرار في 2009 مستبدلاً به الدكتور وليد خوري. أفلتت تلك الفرصة من منزل نسيب حوّاط.

أصوات الشيعة  في جبيل كانت تصبّ ضد إدّه وصارت تصبّ ضد سعَيد

كان الدكتور فارس سعَيد فاز في انتخابات السنة 2000 مع النائب السابق ناظم الخوري والنائب الحالي عباس الهاشم. وفي 2005 كان "تسونامي" الجنرال ميشال عون وفاز العميد المتقاعد شامل موظايا ووليد الخوري في وجه تحالف سعَيد – العميد كارلوس إده . في انتخابات 2009 التي ظلَّلها انقسام لبنان بين 8 و14 آذار فاز النواب الحاليون سيمون أبي رميا ووليد خوري والهاشم. تبيّن على نحو قاطع بعد تلك الانتخابات أن خريطة توزع الأصوات واتجاهاتها طائفياً في جبيل تغيّرت تماماً على نحو ما تغيّر لبنان. كان العميد ريمون إده يشكو عند كل استحقاق نيابي أن غالبية أصوات الشيعة في القضاء تصُبّ عند خصومه المحليين آل سعَيد. بتأثير "حزب الله" صارت تصبَ كتلة واحدة ضد الدكتور فارس الذي نال نحو 22 ألف صوت في انتخابات دورة 2009، ونال كُلٌّ من منافسَيه نحو 28 آلف صوت، مستفيدّين من  نحو 8 آلاف صوت للشيعة صبّوها للائحة "التيار الوطني الحر".

 زياد حوّاط الذي خالف وَصيّة والده الراحل حليم ليجلس إلى طاولة "القوات"

كان طبيب القلب سعَيد حليفاً في انتخابات 2009 لعميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده الذي ترشح عن دائرة كسروان – الفتوح في إطار تحالف "قوى 14 آذار"، ونال أرقاماً عالية جعلته يقترب من الفوز، رغم أنه لا يعرف أحداً تقريباً في تلك الدائرة ولم يكن قد تمكن تماماً بعد من العربية المحكية . خرج كارلوس إده بعِبَر أليمة من تلك الانتخابات. عندما يكون في بيروت يجلس في منزل جده الرئيس إميل إده التاريخي في الصنائع، واذي كان مقراً  لرئاسة الجمهورية، كما يفعل على الأرجح زياد حوّاط في منزل جَدّهِ نسيب حواط في جبيل. يعرض العميد كارلوس لزائره بحرقة انطباعات سلبية كَوَّنها عن اللبنانيين وطرق تفكيرهم، أنانياتهم وحساباتهم الصغيرة في القضايا السياسية. عن سعي كثيرين من المتحمسين سابقاً لعمه الراحل ريمون إده وخطه الوطني إلى النيابة والوزارة والوجاهة بأي ثمن وطريقة.عن خيباته الكبيرة بزعماء هذه البلاد وحرصه على إبقاء اسم "الكتلة الوطنية" مشرِّفاً منزَّهاً عن التلوث بأوساخ السياسة والزحف إلى المراكز والإستفادات، على أنواعها.

زياد حواط على نقيض "العميد كارلوس" المنكفئ والمتشائم، وعمه المحامي جان الذي بلغ الثمانين وكبُر معه أبناء جيله. رجل أعمال شاب، وسيم وغني، متحمس ومتفائل تسبقه ابتسامته، منغمس في الاحتكاك اليومي بالناس، ويُحسن تماماً استخدام الميديا ولعبة التعامل مع وسائل الإعلام والإعلاميين والصحافيين وشركات الإعلان، أسرار الكاميرات وما خلفها. كان صعوده صاروخياً إلى رئاسة بلدية جبيل وحقق فيها إنجازات يٌشهد لها. ساعده ولا شك أن شقيقه المهندس نبيل هو صهر قائد الجيش ورئيس الجمهورية لاحقاً العماد ميشال سليمان، واسم عائلته حوّاط ودورها في المدينة الأثرية يعود أصول أهلها جميعاً – مع استثناءات- إلى

القرى الجبلية التي تطل عليها. لكنه في قفزته الأخيرة محاولاً الوصول إلى مقعد نيابي انتقل إلى دور لاعب "صولد وأكبر" تِحفُّ برِهانه الأخطار. من جهة تخلى عن رئاسة بلدية مدينة تُعدّ الأهمّ تاريخياً على حوض البحر الأبيض المتوسط، بعدما وفّرت له صورة زاهية في أذهان اللبنانيين، وحزم أمره ليعلن أنه مرشح حزب "القوات اللبنانية" في انتخابات 2018 ، ومراهناً على قبول نسبة لا بأس بها من أهالي بلاد جبيل، والكتلويين خصوصاً، بانتخاب مرشح لحزب غير "الكتلة الوطنية"،  لحزب لطالما كان في عيونهم ميليشيا انشقت عن حزب الكتائب الذي يتفوق على "القوات" بعدد بطاقات الانتساب في منطقة جبيل، ولكن ليس بحماسة المحازبين وفاعليتهم الانتخابية، على الأرجح بسبب ترهلٍ أصاب الحزب القديم لمرور الزمن.

جعجع وجبيل علاقة صعبة تاريخياً

كانت سنحت لرئيس حزب "القوات" سمير جعجع فرصة للنفاذ إلى المجتمع الجبيلي بعد "انتفاضة 12 آذار 1985"، بل "انتفاضة 15 كانون الثاني 1986" التي صارَ بعدها حاكماً فعلياً مدى أكثر من سنتين لما كان في الحرب "المنطقة الشرقية". نظر إليه الجبيليون لا سيما البيئة الكتلوية التي ينتمي إليها زياد حوّاط على أنه مختلف عن المسؤولين الحزبيين – العسكريين غيره تلك الأيام، ولاحظ بعض مثقفي  تلك البيئة في لقاءات وجعجع أنه "غير كتائبي" في تفكيره وأقرب إلى نوع من "اشتراكية مسيحية ثوروية". لكنهم فوجئوا لاحقاً ومعهم بعض من كان يحاولون التقريب بين "القواتية" و"الكتلوية" بخطاب لجعجع خلال احتفال قوّاتي أقيم في المرفأ القديم، حمل فيه بشدة على العميد ريمون إده وآرائه ونظرياته ومواقفه. خطاب حَمَل "سُعاة الخير" على الأسف، فما هكذا يُخاطَب الجبيليون.

تلى ذلك الخطاب بعد الحرب، العام 1992، اشتباك كلامي بأسلوبين مختلفين بين العميد و"الحكيم" الذي أوعز بحملة شعارات نارية ضد ريمون إده على كل جدران "الشرقية"، بدل أن يرُدّ في بيان على بيان وزّعه العميد من باريس، وحمل فيه بشدة على جعجع و"القوات"، والكتائب كالعادة، إنما بلهجة أقسى ما يكون، محمّلاً "الحكيم" المسؤولية عن كل مساوئ الحرب وفظائعها.

يروي فادي الشاماتي، قائد منطقة جبيل العسكرية في "القوات" قبل حلّ "" المقاومة اللبنانية" المسلّحة" أن "الحكيم" استدعاه ذلك اليوم باتصال هاتفي من مكتبه، أيقظه عند الأولى فجراً، ورفض اقتراح  الشاماتي الإنتظار إلى الصباح كي تفتح المتاجر ويتمكن مع رفاقه من شراء كميات كبيرة من قناني سبراي البويا تكفي لتنفيذ المهمة. قال له "الليلة الليلة". ويكمل الشاماتي، الذي اعتزل النشاط السياسي بعد خروج جعجع من السجن، وتفرّغ للتأمل الروحي والصلاة والعمل في دير سيدة إيليج:"تلك الليلة، أيقظنا أصحاب متاجر ومستودعات من معارفنا وطلبنا أن يفتحوها، واشترينا كل كميات قناني سبراي البويا ومن كل الألوان. أعتقد "قطعناها" من السوق في "الشرقية". وعلى كل الجدران من كفرشيما إلى المدفون ، وخصوصاً في جبيل، كتبنا "ريمون إده عميل" و"ريمون إده خائن"وعبارات من هذا النوع (…) يا إلهي كم كنّا متحمّسين!".

سيبقى صعباً فهم سبب اندفاعة جزء كبير من الكتلويين في بلاد جبيل وراء الجنرال عون، سواء خلال حربي "التحرير" و"الإلغاء" أو بعدهما مع نشوء "التيار الوطني الحر"، من دون الرجوع إلى مرحلة اضطرارهم للتعايش مع ما اعتبروه "الأمر الواقع" الكتائبي- الأحراري ثم "القوّاتي"، في حين حافظت المجموعة التي كانت مناوئة للكتلة الوطنية أي الدستوريين (أو "الشهابيين") على تماسكها في وجه الهجمة العونية ووقوفها مع "14 آذار" ومرشحيها. قد يكون السبب الأبرز تلاشي حضور "الكتلة الوطنية" في الأذهان لقدمها تاريخياً، وغياب عميدها السابق الراحل الطويل في فرنسا بعيداً عن عامة الجبيليين وعيونهم. صحيح أن شخصيات جبيلية عدة  كانت تسافر إلى باريس وتلتقيه وتبحث معه في الأوضاع، إلا أن قلة مختارة لا تكفي لتغذية علاقة مع قاعدة شعبية واسعة. يعود إلى البال مشهد استقبال العميد ريمون إده عائداً في نعش بحشد شعبي، أنقذ صورته وفد كبير من الحزب التقدمي الاشتراكي وأهالي الجبل وتقدمه النائب وليد جنبلاط.

مستنداً إلى نشوء جيل شاب يحوطه ولا يذكر أجواء مضت قبل ثلاثة عقود أو أربعة، وأيضاً إلى رؤية للمستقبل لا ترى مناصاً بفعل التطور التاريخي من اللجوء إلى أحزاب كبيرة للنفاذ إلى قلب الحركة السياسية في لبنان، حسم زياد حوّاط أمره وتقدم باستقالته من رئاسة بلدية جبيل. سيعلّق بعضهم "النيابة أحلى" غامزاً من شعار حملته الإنتخابية للبلدية، وسيأسف لقراره النائب جنبلاط بتغريدة على "تويتر". الأهم أن ينسى هو وينسى الناس عبارة دأب على تردادها كلما سأله أحدهم عن نيته الترشح للنيابة على لائحة "القوات"والانضمام إلى كتلتها النيابية: "بَيّي (الراحل حليم) وَصَّاني ما إقعد على طاولِة حَدا". وقد يكون عذره معه فالسياسة في لبنان تقتضي القدرة على تغيير الموقف حسب الظروف. تبقى مشكلة عدم اقتناع عمه المحامي جان حوّاط بجلوس ابن أخيه إلى طاولة "القوات" خلافاً لوصيَّة شقيقه الراحل، وإصراره على الترشح بنفسه مما خلق "إشكالية" لرئيس البلدية السابق ذات طابع أدبي وعائلي.

"الَّلفِي" من بنشعي إلى معراب

ولعلَّ نموذج النجاح في المجتمع اللبناني، أي صورة الرجل الذي يتقدّم إلى صَف المقاعد الأولى في قريته ومنطقته ويجتذب كاميرات التلفزيونات بأي وسيلة، وبصرف النظر عن أي اعتبار  مقدّمة لصرف النفوذ لاحقاً، هو المسؤول عن بعض تهوّر يبديه زياد في سلوكه عندما يقارب السياسة. وبالطبع يلعب دوره افتقاد حوّاط الشاب إلى خبرة في السياسة يتيحها للشباب انتسابهم إلى أحزاب، أياً تكن طبيعة هذه الأحزاب وعقيدتها. من هذه الزاوية وحدها يمكن فهم ما رواه رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه – ليس من دون استغراب- لأكثر من شخصية جبيلية، وقبل أن يتبيّن نزوع حوّاط إلى الترشح للنيابة وعلى لائحة "القوات"، أن "رئيس بلديتكم صار  مِدّة من أهل البيت، عندما رشّحني الرئيس سعد الحريري للرئاسة. صار "يِلفي" علينا وابني طوني اعتبره صديقاً. بعد ذلك اختفى، وهذا وجه الضيف". ("اللَفي" كلمة عامية تُستخدم في القرى اللبنانية لوصف زيارة عاشق لفتاة يحبها في بيت أهلها بقصد الزواج. و"بعد ذلك" يعني بعدما تبيّن أن العماد ميشال عون هو الذي سيفوز بالرئاسة وليس فرنجيه).

يصعب تخيّل الخط السياسي الذي كان سيسلكه زياد حوّاط لو رَسَت طابة الرئاسة على فرنجيه وليس على عون. صحيح أن جعجع كان بادر قبل ترشيح الحريري لفرنجيه إلى فتح خط اتصال مع رئيس "المردة"، من أجل استكشاف إمكانات التفاهم معه على برنامج ورؤية مشتركة إلى الحكم، ولم تتوصل الإتصالات إلى نتيجة إيجابية، لكنَّ المسألة طبيعية: رئيس حزب يحاور رئيس حزب بطريقة غير مباشرة حول مسائل يختلفان في النظرة إليها. الفارق مع مقاربة حوّاط لبيت سليمان فرنجيه أنها كانت من باب الصداقة والاستلطاف المتبادل لا غير. فرنجيه لا يلوم جعجع لأنه لم يؤيد ترشيحه، فهذه سياسة. يستغرب فقط فِعلة زياد لأنها تقع في النطاق الشخصي. وعندما روى الرواية لم يكن يدرك أن زياد كان"يَلفِي" في تلك المرحلة على معراب.

إلا أن ثمة رأياً سائداً في جبيل فحواه أن الرجل الذي حسم أمره فعلاً وحمل حوّاط على الاستقالة من رئاسة البلدية هو سمير جعجع الذي ضرب "ضربة معلّم"، سواء أفاز زياد بالنيابة أم لا، باعتبار أن الغاية هي نفاذ حزب "القوات" إلى مجتمع قضاء جبيل من باب عريض، بعدما ثبت أن كوادر حزبه لن يستطيعوا أداء هذه المهمة. كما أن صديق جعجع و"القواتيين" الدكتور فارس سعَيد لا يزيد عدد كتلة نواب الحزب أو ينقصه سواء أربِح الإنتخابات أم خسرها. في كل الأحوال يجلس سعَيد بجانب جعجع عندما يلتقي وإياه على الهدف السياسي، وليس إلى طاولته على الدوام ويلتزم التوجيهات، على غرار ما سيذهب إليه حوّاط بناء على انتسابه سِرّاً  إلى "القوات" وتسلمه بطاقته الحزبية، فضلاً عن ورقة موقّعة باسمه في معراب. وفي جولات سمير جعجع لدعم المرشحين على لوائح حزبه، لعلّه زار منزل حوّاط وجلس على المقعد الذي كان يجلس عليه العميد إده وابتسم. ما أجمل الإنتقام مثلجاً! وفي كل الأحوال وأياً تكن النتيجة سوف يستطيع القول إن كل الأصوات التي نالها حوّاط هي أصوات "قوات" في شكل أو آخر، وستكون أمامه سنوات ليجعل حزبه الأقوى في قضاء جبيل بعدما بدا عصياً عليه لأسباب كتلوية، وكتائبية لاحقاً، خلافاً لقضاء البترون المجاور.

معركة سعَيد مع الكبار: عون والحريري ونصرالله وجعجع

فارس سعَيد: السقف العالي.

تبقى عقبة اسمها فارس سعَيد، وقد راودت رئيس "القوات" في شأنه أفصح عنها لبعض الأصدقاء المشتركين، وسبق أن راودته في عز قوة "تحالف قوى 14 آذار"، قبل انتخابات 2009 هو والرئيس ميشال سليمان، وبعض المحيطين بالرئيس سعد الحريري آنذاك، وهي انسحاب فارس سعَيد لتسهيل نجاح مرشح آخر، الوزير ناظم الخوري سابقاً وزياد حوّاط حالياً، أو ترشحه في كسروان- الفتوح.  فكرة ثبت أنها من رابع المستحيلات. يحسُب سعَيد أنه سيَخرق في جبيل بين لوائح العونيين و"حزب الله" وأصدقائه "القوات" سابقاً، رغم أن الذين يسعون إلى إسقاطه ليسوا هيّنين أبداً، جمعتهم "الصفقة الرئاسية" من الأقصى إلى الأقصى. ميشال عون وسعد الحريري وحسن نصرالله وسمير جعجع الشركاء في حكم لبنان كلهم ضده. يلعب مع الكبار وليس مع مرشحين محليين في جبيل، ويبني  على خط سياسي وطني عالي السقف في معارضته لسلاح "حزب الله" وسلوك العهد. سقف  لا يستطيع الوصول إليه سمير جعجع الطامح إلى انتخابه رئيساً للجمهورية، بما يفرض عليه التزام حدود معينة في تعاطيه و"حزب الله" والعهد على السواء. كما يتّكل سعَيد على عوامل محلية في قضاء جبيل واعتبارات متشابكة تلعب لمصلحته، منها أنه مستقل حر القرار ومعارضٌ بلا هوادة وبلا سؤال عن منفعته الشخصية، على غرار ما كانه العميد الراحل ريمون إده. ليست مصادفة أو من غير معنى عميق تناقل الكتلويين في جبيل هذه الأيام عبارة قالتها قبل رحيلها "الست نهاد"، تعليقاً على المواقف السياسية المعارِضة على الدوام، والتي يُعلنها عالياً بصوته الأبحّ كصوتها ابنها فارس:"ضلّيت عارض ريمون إده أربعين سنة حتى فرَّخ ريمون إدّه عندي بالبيت!".

*المعلومات الواردة في هذه المقالة- البحث تستند إلى أحاديث مع الرئيس الراحل شارل حلو والنائبة الراحلة نهاد سعَيد والراحل حليم حوّاط والعميد كارلوس إده والدكتور فارس سعَيد والسيد زياد حَوّاط، وشخصيات أخرى كتلوية وجبيلية. 

 

علي الأمين واللائحة وإعلامنا

حازم صاغية/الحياة/28 نيسان/18

بعد ثلاثة أيّام على الاعتداء عليه، ربّما توقّع علي الأمين أن يصله اعتذار من «حزب الله». هذا لم يحصل. ما حصل أنّ جريدة «الأخبار» ضمّت اسم الزميل والمرشّح المعتدى عليه إلى قائمة أسماء أخرى وصفتها بأنّها مستقاة من برقيّات سفارة دولة الإمارات العربيّة في بيروت. اللائحة شملت أسماء كتّاب ومثقّفين وصحافيّين وجامعيّين وسياسيّين وناشطين لا يجمع بينهم إلاّ القليل. يجمع بينهم أنّهم وُلدوا شيعةً وأنّهم يعارضون «حزب الله». جريدة «الأخبار» عثرت على قاسم مشترك ثالث هو أنّ الإمارات «تدرس» تمويلهم في الانتخابات اللبنانيّة.

اللائحة المذكورة لا تقول شيئاً لكنّها توحي بأشياء. والإيحاء، كما نعلم، مُستمسَك خطير عند السلطات التي تعتمد الترميز والغمز واللمز والوشاية.

أصحاب الأسماء تمّ ترفيعهم من «شيعة سفارة» واحدة إلى «شيعة سفارات» عدّة، أي من جواسيس إلى جواسيس مزدوجين ومُتربَلين. الترفيع هنا يشبه رفع الرأس بما يقرّبه من حبل المشنقة: إذاً الاعتداء على علي الأمين كان مبرّراً! إذاً لا بأس باعتداءات مشابهة على رفاقه في اللائحة! تجربة زياد عيتاني لم تعلّم شيئاً. ولن تعلّم. والحال أنّ الإعلام لا بدّ أن يتأثّر بالتحلّل الذي يصيب مجتمعاً من المجتمعات. قد يتصدّى للتحلّل، وقد يسدّ أنفه ويتوهّم صون نفسه بالنأي بعيداً، وقد يغطس في الوحل... فيزيده توحيلاً. والوحل يتّخذ صيغة التشهير أساساً: الشخصيّ منه والبورنوغرافيّ والاجتماعيّ، ولكنْ أيضاً السياسيّ. هذه ليست أوجهاً منفصلة. إنّها أوجه مختلفة لشيء واحد. لثقافة وقيم لا يعني أصحابَها الاشتراكُ مع سواهم في دورة حياة وفي وطن ومجتمع وفي سويّة أخلاقيّة. الصورة المثلى عن الاجتماع تُشتَقّ، والحال هذه، من الحرب الأهليّة التي تتناسل حرب زواريب وعائلات وبيوت مصحوبة بتهديدات وخطف وتهريب سلاح ومخدّرات. هذا ما لا تقوى عليه إلاّ رثاثةٌ أنتجها تراكم التحلّل وما يفرزه من سقاطات يصعب اندراجها في معنى اجتماعيّ محدّد.

التشهير ينتهي غالباً بتوصية أو بدعوة لتأديب «الفأر» المُشهَّر به: يُستنجَد بالسلطة الدينيّة أو العائليّة أو السياسيّة أو الأمنيّة لردع هذا الكائن «النافر» و «الشاذّ». وفي التشهير ينعدم التمييز بين المهن. يحصل ارتداد إلى ما قبل تقسيم العمل كإنجاز تاريخيّ: بالسكاكين يُكتب وبالعبوات يُفكَّر وبالرصاص يقال القول. من يملك المواصفات هذه يغدو صحافيّاً، وكاتباً أيضاً. ولبنان المتحلّل لا يكاد يخرج من تشهير حتّى يدخل في آخر، والنفاق قاطرة التشهير: «التمويل الإماراتيّ» يروّج له طرف يتباهى بولائه لحزب تموّله إيران، والحزب يتفاخر بذلك.»الحرص على الديموقراطيّة» يعلنه مَن لا يطيقون معارضة «حزب الله»، ولا يحتملون صوتاً غير صوتهم داخل الطائفة الشيعيّة. هم مع حرّيّات الفضاء العامّ لكنّهم لا يطيقونه حين يتّسع لصورة علي الأمين. الاختلاف معهم وعنهم يُدفَع إلى حدود الدم. ومن النفاق أيضاً أن يبدو مُسوّغ الاحتلال في سوريّة تحرّريّاً في لبنان، وأن يكون المتحمّس للعلمانيّة و»تغيير الإنسان» متمسّحاً بحزب دينيّ وطائفيّ في آن واحد.لا شكّ أنّ التهافت وضعف الحجّة من مزايا هذه «المدرسة». ذاك أنّ عبارة أو عبارتين موروثتين عن الأجداد، حول «الوطنيّ» و «العميل»، لا تزنان شيئاً في عالم شديد التعقيد في واقعه وفي أفكاره. لكنّ ضعف الحجّة وصخبها، بوصفهما تعطيلاً للنقاش، هما حاجة المتكتّم عن شيء، عن جرائم كبرى شهدها العام 2005 وكان لا بدّ من محوها بحرب هي جريمة أكبر. وليس بلا دلالة أن تترافق الولادة نفسها مع الحاجة إلى تطبيع الجريمة وجعلها طريقة حياة.

لقد فوّت أصحاب هذا الكلام فرصة الدفاع عن «المقاومة» بما يجعلها شيئاً محترماً. أضيفت إلى قلّة الهيبة قلّة هيبة أخرى.

 

جدل ليلة انتخاب بترونية/حرب وباسيل متقدّمان وسعد وسعادة يتنافسان

جهاد جرجس/الصوت"/28 نيسان/18

http://alsawt.org/%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9/

جلس رجل قارب الستين من عمره يراقب مناقشة احتدمت بين شبّان في مقهى قريته البترونيّة. مناقشة لم تخلُ من منطقٍ وتفاهات وإهانات في مزيج يعكس عصر الانحطاط.

سأله أحد الشبّان عن رأيه فقال: "أعجب لمناقشتكم الحادة، وآباؤكم كانوا في حزب واحد وقاتلوا معاً سنوات الحرب، ولم يقو زمن الانقسامات على أخُوّة سلاحهم".

صمت الشبان برهة قبل أن يعودوا إلى تبادل الاتهامات بالخيانة التي فضحتها مشاريع الترشيحات الرئاسيّة المتفرّدة. حذّرهم أكثر من شخص من أن هذه الانقسامات ستجعل مرشحيهما فادي سعد وسامر سعادة يخسران الانتخابات لمصلحة جبران باسيل وبطرس حرب، لكن الجدل البيزنطي لم يتوقّف. فـ"لقوات" وعدت سامر، بحسب الكتائبيّين، بأن دوره سيكون هذه المرّة، بعدما رحّله الحل الحريريّ إلى طرابلس سابقاَ. وعلى الأضعف الانسحاب للأقوى، بحسب "القوّاتيّين"، الّذين يرون أن الكتائب شاخت، والبقاء للفرع وليس للأصل.

تعب الرجل من الجدل الصارخ في بريّة الصراع على المقاعد، فتنحّى جانباَ واتصل بأصدقائه المطلعين على دراسات وإحصاءات للماكينات الانتخابية فأفادته مصادر بطرس حرب بأن فوزه محسوم إلى جانب جبران باسيل، لأن ألفاَ ومئتين من مناصري "تيّار المردة" الّذين صوّتوا في السابق لباسيل، سيقترعون لحَرب هذه المرّة، بالإضافة إلى شيعة حركة "أمل" وقسم من سُنّة المنطقة الّذين لن يلتزموا كليّاَ تعليمات سعد الحريري، ما يعوّض تأخّر حرب ساحلاً ويمهّد لتقدّمه جرداً.

أمّا وسطاً، حيث معقل الكتائب و"القوّات"، فالانقسام سائد بين سعد وسعادة، بما يعادل سبعة آلاف صوت للأوّل وثلاثة آلاف للثاني. وفي محصّلة نهائيّة يفوز بطرس حرب بحوالي تسعة آلاف صوت تفضيلي، وجبران باسيل بثمانية آلاف.

قيادي "قوّاتي" أكّد للرجل أن هذه الأرقام ليست بعيدة من الواقع وأن المعركة متقاربة جداً.

مصدر قريب من النائب سامر سعادة قال إن المعركة متقاربة، لكن الأرقام المتداولة بين الماكينات هي نتاج الهستيريا الانتخابيّة، وإذا جمعناها فستتخطى بكثير مجموع المقترعين، والهدف منها شدّ عصب المناصرين ورفع معنويّاتهم. لكن المؤكّد أن جبران باسيل زاد على رصيده الانتخابي ما لا يقل عن ألف صوت على حساب جميع منافسيه بواسطة الخدمات الشخصيّة بحكم وجوده في الوزارات المتعاقبة. عاد الرجل إلى منتدى الشبّان الّذين لا يتعبون لكنّه لم يطلعهم على فحوى اتصالاته، وراح يتأمّل مشهداً جديداً من الجدل قاطعه أحد الشبّان الجامعيّين العاطلين من العمل بالقول إنّه يسعى إلى الهجرة، فساد صمت ثقيل.

*جهاد جرجس/كاتب صحافي

 

هذه معاني تذكير جميل السيد بـ'صرماية' حافظ الأسد

منير الربيع/المدن/28 نيسان/18

في أحد المهرجانات الانتخابية للواء جميل السيد، يهتف الجمع بشعارات غابت عن الساحة ولم ينسها اللبنانيون. يتحلّق الجمهور حول السيد هاتفين لرئيس النظام السوري بشار الأسد. يهتفون "لقائدهم" بشعارات ضاعت تحت ركام سوريا، لكنها في لبنان لا تزال حية كـ"قائدنا للأبد بشار حافظ الأسد"، وشعار حزب البعث العربي الاشتراكي الشهير، "أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة". هذه الشعارات انتهت في سوريا، حتى بعثيو النظام تخلّوا عنها لمصلحة "الأسد أو نحرق البلد". لكن، في لبنان، ثمة نوستالجيا سياسية للعودة إلى الحقبة السورية.

في المهرجان نفسه، يتوجه السيد إلى الجمع باستذكار حادثة بينه وبين الراحل حافظ الأسد والرئيس السابق اميل لحود. توضح الحادثة متابعة الأسد أحد الملفات اللبنانية، ويمنح توجيهاته للسيد بأن من يعارض توجيهاته في هذا المشروع، يجب وضع "صرماية في فمه". يضحك السيد، ويضحك الجمع. لكن عملياً، هذه الحادثة تعبّر عن ثقافة "البوط العسكري" التي اجتاحت مخيلة المؤيدين في السنوات الماضية. وبمجرد استعادة هذه المشاهد في مهرجانات السيد الانتخابية، يمكن حدس بعض معالم المرحلة المقبلة.

كانت الترشيحات إلى الانتخابات توحي بأن النظام السوري بدأ التفكير بفي العودة إلى لبنان. لبنان سليب من يد النظام، ويجب استرجاعه، وليس دخوله مجدداً سوى تأكيد تجديد النظام السوري مناعته، ولاستعادة دوره. ويبدو أن الأمور تتوسع إلى أكثر من ترشيحات ورفع شعارات. عملية ترحيل نحو 500 لاجئ سوري من شبعا إلى بيت جن قبل أيام، تشير إلى التنسيق اللبناني السوري، وإلى عودة العلاقات. والآن، يجري التنسيق لإعادة نحو 1500 لاجئ في نهاية شهر أيار، وسط انتقادات دولية، وصمت لبناني رسمي.

لا يقوم المجتمع الدولي بأي نشاط لمنع التنسيق بين لبنان والنظام السوري، ولا يوفر ما يجب توفيره لرفع الأعباء عما يتحمّله لبنان من جراء أزمة اللجوء. وكأن هذا الاهمال يدفع اللبنانيين إلى التنسيق مع النظام السوري بشكل موارب. بيان بروكسل الذي اعترض عليه لبنان، لا يمكن وضعه في سياق مختلف. وهو ترك اللبنانيين والسوريين إلى مصيرهم، ومنح اللبنانيين رفع شعار منع التوطين، لدفع السوريين إلى العودة إلى حضن النظام. وهذا باب آخر قد ينفد منه النظام إلى قلب لبنان.

الباب الثالث، يتجدد من خلال قطاع الكهرباء، بحيث مرّ في الجلسة الماضية للحكومة موافقة على استجرار الطاقة من سوريا. وهذا أيضاً يستدعي تنسيقاً وتواصلاً مباشراً مع النظام في دمشق. وليس المجال هنا للدخول في تقييم وضع الكهرباء، بل الهدف هو المقاربة السياسية التي تشير إلى وجود عوامل جديدة لاستعادة العلاقات اللبنانية السورية. وسط صمت مطبق من مدّعي رفض التواصل والعلاقات مع النظام الذي هجّر شعبه وقتله.

عملياً، ليست عودة النظام السوري بقدرته الذاتية، بل هي تمثّل استدعاء من جانب حزب الله ليعود النظام إلى لبنان. ليس للنظام قدرة على العودة بالمعنى الأمني والعسكري والسياسي الكامل. الهدف الاستراتيجي لحزب الله هو إعادة النظام بشكل معين إلى الداخل للاستثمار بهذه العودة. فمثلاً، ترشح جميل السيد وحيداً لا يوفر له نجاحاً، بينما ترشحه على لوائح حزب الله باسم النظام السوري، هو ما يوفر له النجاح. وهذا ما يفسّر بعض تدخلات النظام في العملية الانتخابية، سواء أكان باستقبال السفير السوري وفوداً مؤدية وتوجيهها بشأن الانتخاب، أم عبر متابعة الأسد والمقربين منه مسار الترشيحات وإدارة المعارك الانتخابية. هي لعبة إنقلاب الأدوار. فسابقاً أدخل النظام السوري الإيرانيين إلى لبنان، واليوم يعمل حزب الله والإيرانيون لإعادة النظام السوري كي يصبح النفوذ السوري في لبنان خاضعاً للوصاية الإيرانية. الدخول السوري ليس دخولاً مستقلاً، بل هو دخول برعاية حزب الله وخاضع لإشراف الإيرانيين. ليس هناك ندية إيرانية- سورية في لبنان. في المقارنة، هي تماماً كما هي الحال بين جميل السيد وحزب الله، كذلك بين النفوذ السوري والنفوذ الإيراني. فليس بإمكان "سوريا الأسد" فعل أي شيء في لبنان، من دون الدعم الإيراني. وهذه العودة تمثّل نفوذاً إيرانياً، على عكس ما كان الوضع قبل الإنسحاب السوري في العام 2005. والهدف من ذلك استمالة إيران النظام السوري، ورهانها الثابت على بشار الأسد في سوريا، وحده دونه غيره. وطالما هو سيبقى موضوع جذب قابل للمساومة مع أي طرف دولي، فلا بد لطهران من منحه أوراقاً تعزز دوره، لكنها تبقيه أسيرها.

الهدف الإيراني الآخر، هو أن طهران لا تريد تحمّل كل الأعباء اللبنانية. الكلام عن العودة السورية، يهدف إلى توفير مطية أخرى لإيران، قادرة على تحمّل مسؤوليات معينة، أو تلقى عليه الاتهامات والمشاكل والقلاقل. ليس هناك مصلحة لإيران وحزب الله بأن يكونا وحيدين في واجهة الأحداث اللبنانية. فالدخول السوري سيكون عاملاً في تقاسم تبادل الاتهامات. تماماً كما حال الوزير السابق ميشال سماحة، بحيث ألقيت التهمة على النظام السوري. وهذا قد يتكرر لاحقاً في عند أي حادث، فبدلاً من اتهام الحزب يجري اتهام النظام السوري.

لم يكن مستبعداً سعي النظام السوري للعودة إلى لبنان، لكن المفاجئ الخطر، هو في دور خصوم النظام، الذين يكتفون بالاستفادة من هذه المشهديات للتجييش الانتخابي فحسب، مقابل غياب أي اهتمام جدّي بما يجري الإعداد له. ولو كان الاهتمام فعلياً، لكانت كل القوى التي تتضرر من عودة النظام إلى لبنان، مجتمعة مع بعضها البعض، وعلى كلمة سواء. لكن ما يظهر هو تفرّق هذه القوى، مقابل استمرار تنسيق أبرزها، كتيار المستقبل مع التيار الوطني الحر، حزب الله وحركة أمل، وتيار المردة. وهذا يعني أن المواجهة الجدية مع النظام السوري وحلفائه قد توقفت. هذا التراجع يدلّ على استسلام خصوم النظام السوري، وعدم مواجهة الأمر، وتركه معلّقاً وفق الرؤية الشهيرة على حبال التطورات الإقليمية، بأن هذه المسألة تحلّ في الإقليم. وهذا يمثّل تناقضاً مع شعارات رفعها هؤلاء سابقاً، بأن مواقفهم السياسية وتحركاتهم الشعبية هي التي أدت إلى إخراج النظام من لبنان، واستدرجت الموقف الدولي والإقليمي إلى ذلك.

 

فارس سعيْد: التحدّي الأكبر بعد التسوية بقاء المعارضة في إطار عابر للطوائف

قراءة بين المرشّح والسياسي من تفاصيل الاعتراض إلى حدود المسؤولية في مآل 14 آذار

رلى موفّق/اللواء/28 نيسان/18

التسوية سلّمت «حزب الله» صكاً أخضر سيسجله في المجلس بعد 6 أيار

قطار الانتخابات النيابية انطلق أمس مع اقتراع المغتربين الذي يحصل للمرة الأولى في تاريخ لبنان، بانتظار «اليوم الكبير» في السادس من أيّار المقبل. فالانتخابات تكتسب هذه المرة أهمية كبرى لكونها تأسيسية، على غرار ما كانت عليه أول انتخابات بعد «اتفاق الطائف»، وفق توصيف فارس سعيد منسّق الأمانة العامة لقوى «الرابع عشر من آذار»، المرشح عن دائرة كسروان - جبيل، معقل الموارنة، التي سلّمت بالأمس مفتاحها إلى أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله، في خطوة تحمل في طيّاتها الكثير من تحوّلات ضربت عمق المجتمع المسيحي الناظر إلى «حزب الله» على أنه «الضمانة»، وأنه كلما اقترب منه يكون اقترب أكثر من «الضمانة»، ذلك أن شريحة من المسيحيين تختزن هذه القناعة، وقد سلّمت الحزب «مفتاح البلد» على قاعدة تحالف الأقليات في وجه الغالبية السنية، غير أن اللعب على التناقضات الإسلامية - الإسلامية هو  سلوك قاتل، وأقصر طريق إلى مونتريال بالنسبة إلى المسيحيين، فيما الضمانة الوحيدة هي الدولة اللبنانية.

سعيد الذي وقف لنحو ساعتين أمام جمهور من منطقته فاق الألف، في رحاب بلاد جبيل، ليُجيب على أسئلة صحافيين من أصدقاء وخصوم له في السياسة، في حوار أطلق عليه اسم «حوار الجرأة»، وكان كذلك، قدّم مكاشفة عن محطات حسّاسة شهدها لبنان منذ العام 2005، لكن الأهم أنه رسم معالم المرحلة المقبلة. فكما كان دور «برلمان 1992» تشريع كل المعاهدات والقوانين التي آلت إلى إمساك النظام السوري بمفاصل الدولة في لبنان، فإن «برلمان 2018» ستكون وظيفته تشريع الأمر الواقع الذي سيفرضه «حزب الله».

يُلخّص المشهد السياسي الراهن على الشكل التالي: ثنائي وليد جنبلاط - نبيه بري يتطلع إلى الحريري ويراه يذهب بعيداً  بتفاهمه مع جبران باسيل، ويدعوه للعودة إلى «اتفاق كليمنصو». باسيل يُحاول التمايز بشكل محسوب عن «حزب الله»، ربما ينجح في تقديم أوراق اعتماه لدى دوائر القرار العربية والخارجية بشكل يؤهله لمعركة رئاسة الجمهورية. الحريري يحاول التقرّب من «التيار الوطني الحر» لعله يكسب ودّ «حزب الله» من دون أن يدفع ثمن التقارب مع «الحزب». «القوات اللبنانية» تحاول تعويض خسارتها الودّ مع الحليف المسلم المتمثل بالحريري وعدم ربحها ودّ نصرالله، بالسعي إلى التقارب مع جنبلاط للعودة إلى إنتاج ثنائية درزية - مارونية في الجبل، لم يعد لها مكان في التركيبة اللبنانية.

معارضة سعيد للتسوية تنطلق من أنها تمّت بمبادرة وشروط «حزب الله»، رئيساً وحكومة وقانون انتخاب، وهي عملياً سلّمته البلد بشكل ديموقراطي وسلميّ، وأعطته «صكاً أخضر» سيسجله في مجلس النواب بعد الانتخابات، وحينها سيُشكل «الحزب» لبنان ليس على قاعدة «اتفاق الطائف» أو الدستور، بل على قاعدة موازين القوى الجديدة. تلك التسوية أدّت، من وجهة نظره، إلى اغتيال سياسي للرئيس سعد الحريري، آملاً أن يكون مخطئاً، لكنه يعتبر أن هذا الاغتيال السياسي سيظهر أكثر فأكثر بعد 7 أيار، لا بل إن المرحلة المقبلة ستكشف أن كلفة هذه التسوية على لبنان هي أكبر من مردودها الإيجابي الذي جرى على قاعدة التسليم بجزء من السيادة لمصلحة الاستقرار، بحيث أضحى لبنان واللبنانيون رهينة لـ«حزب الله» تحت عنوان الواقعية السياسية واختلال موازين القوى.

أما الرهان على تحالف «المستقبل - التيار الوطني الحر» من موقع أن عون الرئيس انتقل إلى موقع وسطي، فهو ليس في محله، إذ أنه على اقتناع تام بأن العلاقة السياسية التي تربط «التيار» و«حزب الله» هي علاقة استراتيجية. ولا ينزعج «الحزب» من علاقة «التيار» و«المستقبل»، وحين يبدأ التقارب يزعجه، سيضع عندها حدوداً له.

الحوار انساق بشكل تلاقي إلى الحديث عن العلاقة مع الحريري، ومدى مسؤوليته عمّا حدث في الرابع من تشرين الثاني. يروي سعيد أنه منذ انتخاب عون، بدأ يشعر بأن النقمة السنيّة تزداد على الحريري تحت شعار أنه يُسلّم أوراقه لفريق واحد من اللبنانيين، كما أن انتخاب  رئيس الجمهورية أتى بعد تشريع «الحشد الشعبي» في العراق بقانون في البرلمان وسقوط حلب، وأنه إزاء الشعور بحالة الاحتقان السنيّ الممتد من العراق إلى سوريا فلبنان، تخوّف من إعادة إنتاج كل الحالات الاعتراضية داخل البيئة السنيّة اللبنانية. فكان أن ناقش مع النخب السنيّة ارتدادات وتداعيات تسليم البلد إلى «حزب الله». يتجنّب سعيد كشف مضمون الرسالة التي سُلّمت إلى الحريري في شباط 2017 موقعة منه ومن رضوان السيّد ونهاد المشنوق، التي تتخوّف من أن استمرار المسار التنازلي  سيؤدي إلى اختلال كامل للتوازن لمصلحة «حزب الله». يقفز عن السؤال حول الرسالة ليروي تفاصيل لقائه الحريري بعد عودته من واشنطن وبعد «حرب الجرود» ومصارحته إياه بأنه ورضوان السيّد وآخرين بصدد تشكيل حالة معارضة وطنية ضد التسوية وليس ضده، وكيف أن الحريري لم يكن سعيداً.

طبيب القلب، الذي ترك المهنة الأحبّ إليه لشغفه بالسياسة، يُجاهر بأنه لو كان بيده إسقاط التسوية لما تأخر، لكنه لم يكن على علم أو دراية بما حصل في 4 تشرين، ولا كان جزءاً من المخططين أو المشاركين. خطوط الاتصال مقطوعة مع صديقه في بيت الوسط. لا يعلم ما هي اعتبارات إعادة احتضان المملكة له، لكن ما يعلمه أن الحريري خارج المملكة هو سمكة خارج المياه.

وحين يصل إلى معرض النقد الذاتي، لا يوارب في القول إنه يتحمّل جزءاً من مسؤولية فرط «14 آذار» لكنه يأمل من القيادات الأخرى أن تتحلّى بالشجاعة في تحمل مسؤوليتها التاريخية أيضاً. على أن النقذ الذاتي الأهم هو الذي أتى في معرض ردّه على سؤال عن حالة الابتعاد بينه وبين الشارع الشيعي، إذ أنه ليس بمقدوره اليوم الحصول على صوت شيعي من جبيل إلى النجف إلى شيعة باكستان. بجرأة يعترف أنه وكل «14 آذار» فشلوا في الفصل بين التعاطي مع الشيعة والتعاطي مع «حزب الله». المقاربة الخاطئة تُشكّل سبباً رئيسياً، ولكن ما يخفّف من مقدار الخطأ سبب آخر يعود إلى أن «حزب الله» يرفع شعار «أنا الشيعة والشيعة أنا» ولم يترك مجالاً لأن يكون هناك حد أدنى من مساحة الحرية داخل الطائفة يستطيع من خلالها أحد  معارض أن يعبّر عن نفسه، وإنْ فعل يصبح إما عميلاً وإما من «شيعة السفارات»، والأمثلة حيّة وآخرها المرشح الصحافي علي الأمين الذي تعرض للضرب في بلدته وهو من عائلة «سيّاد». غير أن سعيد يرى أن هناك حاجة إلى إعادة  النظر في مقاربته لهذه المسالة لوضع حدود تفصل الطائفة من جهة و«حزب الله» من جهة أخرى، لكنه في آن يرى أن الشيعة أنفسهم لا بد من أن يساعدوا من طرفهم أيضاً، ذلك أن التجربة أثبتت أن اختزال الطوائف بحزب أو حزبين يُربح الحزب لوحده في حالة الربح، ويُخسره والطائفة عند الخسارة.

في المكاشفة، تبدو آفاق المعارضة بعد التسوية هي التحدي الأكبر. الأهم هو بقاء نواة معارضة. ما يسعى إليه هو العمل مع من يشبهونه سواء داخل المجلس أو خارجه من أحزاب وتيارات و شخصيات للوصول إلى إطار وطني لبناني عابر للطوائف أولويته للدولة ولقوة التوازن التي يرتكز عليها لبنان وليس لموازين القوى التي هي متقلبة ورجراجة. يسود الاعتقاد أنه بعد الانتخابات قد تتبدّل الجغرافيا السياسية في داخل الوسط المسيحي. «الكتائب» خارج التسوية، و«القوات» بدأ صدرها يضيق، وإذا خرجت من التسوية قد يكون هناك مجال لالتقاء سياسي معها مجدداً، لكن ما هو جازم به أنه لن يعود إلى مربع مذهبي مسيحي بل سيكون في إطار وطني قوامه الشراكة المسيحية - الإسلامية لأنها وحدها القادرة على لعب دور الحماية للبنان وعلى إنجاز الكثير.

 

برّي رئيساً دائماً: استثناءٌ يصنع القاعدة

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 28 نيسان 2018

برّي رئيساً دائماً: استثناءٌ يصنع القاعدة

ليس ثمة ما هو معروف ومحسوم وقاطع سلفاً منذ ما قبل انتخابات 6 ايار بكثير ـــ وإن هو موعده بعدها ـــ سوى مسألة واحدة: نبيه برّي رئيساً للبرلمان المنتخب

لا ريب في ان رئيس المجلس نبيه برّي صاحب الولاية الاطول في لبنان، وبين العرب، وقد يكون في العالم. لكنه ليس وحده صاحب الولاية الطويلة. عمره على رأس السلطة الاشتراعية، 26 عاماً حتى الآن، يساوي اكثر من ثلث عمر استقلال لبنان منذ عام 1943. لم يسبق لرئيس للجمهورية او الحكومة او مجلس النواب ان استمر سنين طويلة كهذه بلا انقطاع، من غير ان يجبه منافساً او يفكر احد في مرشح سواه، او تقول طائفته انها لا تريده. لم تقل ذلك ايضاً الطوائف الاخرى.

ما هو مأثور ان بطريرك الموارنة، في الغالب، صاحب الولاية الاطول على رأس سلطة في لبنان. باستثناء الياس الحويك الذي دامت حبريته 33 عاماً، فإن اياً من البطاركة المتعاقبين لم يستمروا اكثر من 25 عاماً على مرّ القرن المنصرم: انطون عريضة (23 عاماً) وبولس المعوشي (20 عاماً) وانطون خريش (11 سنة) ونصرالله صفير (25 عاماً). في ظل الاستثناء حتى، لم يعمّر رئيس للجمهورية اكثر من تسع سنوات ـــ طويلة في الاصل ـــ على رأس ولاية ثلثاها دستوري والثلث الثالث ملتوٍ بفعل التجديد تارة والتمديد طوراً، كبشارة الخوري والياس هراوي واميل لحود. لم يكن رؤساء الحكومات اقل حماسة الى الولاية الطويلة، وقد راودت رفيق الحريري فكرة غير مسبوقة ـــ غير واقعية لرئيس للحكومة ينبثق تعيينه من مجلس النواب ـــ بمناداته بتكريس ولاية ثابتة مستقرة لرئيس الحكومة في نص دستوري، اسوة باستقرار ولايتي رئيسي الجمهورية والمجلس. مع ذلك عُدَّ الرئيس الراحل صاحب الولاية الاطول في حياة سياسية هي الاقصر بين اسلافه لم تدم اكثر من 13 عاماً، بترؤسه الحكومة في عشر سنوات منها.

الا ان وجود نبيه برّي على رأس خمسة برلمانات متعاقبة (1992 ـــ 2018) استثناءٌ يصنع قاعدة جديدة، يصحّ معها القول حقاً ان الزيت يمكن ان يختلط بالماء، بيد ان الزيت يبقى زيتاً والماء يبقى ماء. شأن ان يكون الرجل حكَمَاً وخصماً في آن. يُؤخذ بإفتائه، ويسعه في الوقت نفسه رفع المتاريس.

رئيس للبرلمان ورئيس لحزب، طرف وحكم في آن

منذ بدء تطبيق اتفاق الطائف مروراً بعقدين ونصف عقد من الزمن، اضحى نبيه برّي اشبه بقوس ارتكاز يدور من حوله النظام برمته. يتغيّر الآخرون جميعاً ويشارك هو في تغييرهم، لكنهم يظلون يدورون بازاء هذا القوس. حجج وفيرة على مرّ السنين المنصرمة راحت تبرّر ضرورة ان يبقى في منصبه، كما لو انه حاجة للجميع: مرة هو «الشعبي» الاكثر تمثيلاً سياسياً لطائفته رغم وجود حزب الله الى جانبه. مرة هو الحليف الاكثر وثوقاً به من سوريا في وقت كان كل مَن في السلطة حينذاك في صلب التحالف معها. مرة انه الاقدر عبر البرلمان على انتظام السلطات الدستورية والحؤول دون خروجها على الخيارات الاستراتيجية في شقيها الداخلي والخارجي. مرة هو المفاوض الشيعي الوحيد في ادارة توازنات اللعبة الداخلية قبالة الياس هراوي ورفيق الحريري. مرة هو المحاور الوحيد الصالح مع الخارج بازاء ما كان يُنعت به حزب الله قبل التحرير شأن ما بعد عام 2000. مرة هو حامل سر دمشق الذي كان يحتاج الحلفاء اليه. مرة هو ناظم لعبة المشاركة في السلطة ابان الترويكا وفي كل التعيينات مذ رسم زيحاً بين ان يأخذ الجميع او لا احد يأخذ. عبّرت عنها عبارته منذ ما قبل ترؤس المجلس واستمرت بعده: «مَن يحضر السوق يبيع ويشتري».

كان ذلك قبل اجلاء سوريا جيشها عن لبنان عام 2005. منذ ذلك العام لم يتغيّر الدور وأُضيف اليه: مرة هو الشيعي الوحيد الذي يتحدّث معه الغرب ولا يسعه الا ان يعرّج عليه. مرة هو الشيعي غير الايراني. مرة هو داعية التصالح الإيراني ـــ السعودي. مرة هو الضامن الفعلي لدور حزب الله في السلطة وشريكه الحقيقي عند الاحتكام الى السلاح لمنع ايذاء المقاومة او التعرّض لسلاحها، ولا يتردد في ان يكون الشريك الحقيقي في 7 ايار 2008 وفي الوقت نفسه نافذة على التسوية السياسية الحتمية التي تلته. مرة هو ابواب الحوار الوطني عندما تكون موصدة بين الجميع وترأس طاولتها مرتين. لكنه ايضاً موصِد ابواب البرلمان ـــ حينما يقال انه يحمل مفاتحيه ـــ عندما يختل انتظام علاقة السلطات بعضها ببعض. وضع بذلك معايير غير مسبوقة اقربها اثنتان على الاقل: عندما رفض مثول حكومة فؤاد السنيورة امام المجلس بعد استقالة وزرائها الشيعة مجرّداً اياها من شرعيتها الدستورية فأضحت سابقة، وعندما قال بـ«التوافقية». مفتي الجمهورية كذلك عندما يُدعى الى تخريج تسويات تتوخى غض النظر قليلاً ـــ او كثيراً ـــ عن القوانين والدستور في سبيل انتظام الاستقرار وتوازن يرضي الجميع.

منذ انتخابه في المرة الاولى، الى اليوم، مغازي شتى كثرت دلالاتها على مرّ السنوات التالية:

اولاها، انه اول رئيس للبرلمان في تاريخ لبنان يأتي اليه، وهو طرف رئيسي في الحرب اللبنانية شارك في معظم فصولها، على نحو مكمّل لانتخاب اول رئيس للجمهورية منخرط في الحرب هو بشير الجميل عام 1982 ثم من بعده شقيقه امين الجميّل. بذلك سجّل تعاقب هؤلاء سابقة لم يعد يُنظر اليها على انها احد محرّمات تقاليد الحياة السياسية اللبنانية في ما مضى: ان تكون على رأس السلطة شخصية محايدة، غير ضالعة في اقتتال اهلي. منذ السابقة عام 1982، مروراً بتكريسها عام 1992، بات وجود شخصية حزبية منبثقة من شارع شعبي امراً واجباً كي ينتظم التوازن السياسي الداخلي.

رغم انه اضحى رئيساً للسلطة الاشتراعية، لم يتخلَّ يوماً عن الموقع الاصل، رئيساً لحركة امل منذ عام 1980، وفي الوقت نفسه صاحب خيارات تجعله طرفاً منخرطاً في معادلة الخلافات والانقسامات السياسية، مقدار ما هو رئيس لبرلمان يضم الافرقاء المتنافرين، ويحاول استيعاب تناقضات الخارج في الداخل.

ثانيها، رغم الاجماع على دوره بعد كل مرة يصير الى انتخابه رئيساً للمجلس، لم يكن الانتخاب نفسه يحظى بالضرورة بالاجماع. امر رافق دورات الانتخاب الخمس تقريباً، واقترن دائماً بواقع المرحلة. في اول انتخاب له في 20 تشرين الاول 1992 نال 105 اصوات من 125 مقترعاً بينما حصل منافسه محمد يوسف بيضون على 14 صوتاً الى 5 اوراق بيض وورقة واحدة ملغاة. كانت تلك المرة الاولى والاخيرة يواجه تنافساً ـــ وإن غير متكافئ ـــ في مرحلة صعود الدور السوري السياسي والعسكري في لبنان، في اول انتخابات نيابية عامة بعد 22 عاماً من الانقطاع. على ان الانتخاب التالي أُجري في ظل استقرار المعادلة السياسية ـــ وقد اضحى رفيق الحريري في صلبها بترشحه للمرة الاولى للنيابة ـــ فحاز نبيه برّي 122 صوتاً من 126 مقترعاً في جلسة 22 تشرين الاول 1996 الى 4 اوراق بيض. في انتخاب 17 تشرين الاول 2000 نال 124 صوتاً من 126 مقترعاً الى ورقتين بيضاوين. على ان الانتخابين التاليين حضرا في ذروة شرخ وطني بين قوى 8 و14 آذار، وكان رئيس المجلس رأس حربة في الفريق الاول، في مرحلة لم تقتصر على اغتيال رفيق الحريري، بل كان الطرف الآخر من خيطها المشدود استهداف سلاح حزب الله من خلال القرار 1559 الذي رفعته قوى 14 آذار شعاراً مكمّلاً لاستثمار الاغتيال. في انتخاب 28 حزيران 2005 نال 90 صوتاً من 128 مقترعاً الى 37 ورقة بيضاء وورقة لباسم السبع. تكرّر الرقم نفسه بعد اربع سنوات في ظل استمرار الانقسام، في انتخاب 25 حزيران 2009 بنيله 90 صوتاً من 127 مقترعاً الى 28 ورقة بيضاء و3 اوراق ملغاة و3 اخرى لعباس هاشم وورقة لعقاب صقر وورقة لغازي يوسف وورقة لصبري حمادة. بذلك لم يعتد الرجل على الاجماع على انتخابه، الا ان اليوم التالي لهذا التصويت مختلف تماماً.

وقد لا يكون من باب المصادفة ان انتخابي عامي 2005 و2009 استقرا على التصويت له بـ90 صوتاً، في مقابل كمّ من اوراق بيض او اقتراع لسواه ما بين 37 و38 صوتاً. في المرتين استبق انتخاب رئيس المجلس تعمّد اصوات في قوى 14 آذار، وتيار المستقبل، راحت تقول ببديل من نبيه برّي الى حدّ ذهاب سعد الحريري الى السيد حسن نصرالله يطلب منه التخلي عن تأييده بأي مرشح آخر يختاره بنفسه، بما في ذلك نائب في حزب الله. كان الجواب قاطعاً: وحده مرشح الطائفة الشيعية.

ثالثها، بعيد انتخابه للمرة الاولى رئيساً للمجلس، سمع اللبنانيون والنواب الجدد والقدامى عبارة غير مألوفة، اذ قال في مستهل خطابه «باسم الله»، قبل ان تدرج لاحقاً. قيل يومذاك ان الرجل اتى الى المنصب مع طائفته وحزبه ومفرداتهما وانظمتهما. ثم كانت الصدمة الثانية عام 1994 حينما دعا الى تأليف الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، قبل ان يتراجع عن نص ملزم اورده الدستور، اذ اكتشف ان المسلمين كالمسيحيين ضدها. مذذاك بدأ الرجل ـــ وقد نُظر الى انتخابه عام 1992 على انه انقلاب على موازين القوى الداخلية ـــ يتكيّف مع القاعدة الجوهرية للنظام، ثم لا يلبث ان يسهر هو بالذات عليها: في احايين كثيرة موازين القوى وعلاقات الطوائف بعضها ببعض هي التي تسيّر النظام، لا النصوص والصلاحيات ولا الدستور حتى. استقرار هذه العلاقات في صلب الاستقرارين السياسي والامني. اذذاك بات نبيه برّي في غير الصورة التي طبعت دوره طوال عقد الثمانينات.

كسر شوكة رفيق الحريري عندما رفض منحه صلاحيات اشتراعية

هو الرجل الذي نادى في عهد امين الجميّل بالحسم العسكري، وبتقصير ولاية رئيس الجمهورية وكان وزيراً في حكومته. الذي اشتبك مع الافرقاء جميعاً تقريباً في صدامات الحرب: وليد جنبلاط والقوات اللبنانية وحزب الله والشارع السنّي في بيروت والفلسطينيين والجيش حتى. الرجل ايضاً الذي كسر شوكة رفيق الحريري منذ اليوم الاول لترؤسه اولى حكوماته عندما رفض منحه صلاحيات اشتراعية، وناوأ التمديد للياس هراوي عام 1995. الرجل نفسه يمسي الآن ملاذ وليد جنبلاط ويحتضن سعد الحريري على وفرة «النقار» ـــ والعبارة له ـــ مع والده الراحل. الذي ينقز من فؤاد السنيورة، ولا تستغني القوات اللبنانية عن التقرّب منه. يصادق امين الجميّل، ولا ينسى مرة بعد اخرى ان يذكّر بدوره في إسقاط 17 ايار فاتحة تقويض حكم الرئيس. هو ايضاً رئيس المجلس الوحيد الذي وقف في طريق انتخاب رئيس للجمهورية هو ميشال عون وجهر بالتصويت ضده، بعدما اعتاد اسلافه على المباهاة باضطلاعهم بادوار ساهمت في انتخاب رؤساء.

وقد يكون، في قرارة نفسه، «اقترف» خطأين تاريخيين من دون ان يجهر بهما لكنهما علّماه حتماً: عندما دافع عن انتخاب اميل لحود عام 1995 ثم تحمّس لانتخابه عام 1998، قبل ان يكتشف غداة جلسة 15 تشرين الاول، في اول لقاء بالرئيس المنتخب، الصدمة حينما اخطره اميل لحود انه لا يقرأ الجرائد ولا يهتم بها. ردّه المقتضب: اوف. هو ايضاً وراء اقتراف ثان حينما برّر الاحتكام الى المادة 74 لانتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية عام 2008، مفتتحاً سابقة تيقن لاحقاً ان كلفتها باهظة.

الولاية الأطول قياساً بالأسلاف

ليس نبيه برّي الوحيد صاحب الولاية الطويلة قياساً باسلافه: صبري حمادة 14 سنة متقطعة مع بشارة الخوري وفؤاد شهاب وشارل حلو، كامل الاسعد 16 سنة بينها 14 سنة متواصلة مع سليمان فرنجيه، عادل عسيران 5 سنوات متواصلة مع كميل شمعون، حسين الحسيني 8 سنوات بلا انقطاع في عز سني الحرب والانقسام. حتى اتفاق الطائف كانت الولاية سنة، من ثم اصبحت من عمر المجلس، فانتخب في خمسة برلمانات متعاقبة طوال 26 عاماً، وصولاً الى سادسها الوشيك غداة السادس من أيار 2018.

من ملف : انتخابات 2018: نصف بيروت لخصوم الحريري

 

«المركزي» يعدّل هندساته المالية: تنامي الحاجة للدولارات

محمد وهبة/الأخبار/السبت 28 نيسان 2018

لم يتوقف مصرف لبنان عن التوسّع في تنفيذ هندسات مالية يستهدف منها امتصاص الدولارات من السوق وإعادة تكوين احتياطاته بالعملات الأجنبية، رغم كل الانتقادات التي وجهت سابقاً إلى هذه الهندسات، سواء من أطراف محلية أو من صندوق النقد الدولي

يستشعر العاملون في السوق المالية أن «شيئاً ما يجري» دفع مصرف لبنان إلى تزخيم وتيرة امتصاص الدولارات من المصارف، وضغط على أسعار سندات اليوروبوندز التي شهدت انخفاضاً إلى مستويات أدنى من تلك المسجلة في عزّ أزمة احتجاز الرئيس سعد الحريري في تشرين الثاني 2017. ما هي النتائج المتوقعة من النسخة الأحدث من هندسات مصرف لبنان المالية؟ وما هي تداعيات انخفاض أسعار السندات على المصارف؟ قبل بضعة أيام، بدأ عدد من المصرفيين بالتداول في النسخة الأخيرة من الهندسات المالية التي ينفذها مصرف لبنان. يقول مصرفي مطلع، إن مصرف لبنان يعرض على المصارف شراء الدولارات مقابل توظيف مبالغ مالية بالليرة في شريحتين من شهادات الإيداع. الشريحة الأولى تستحق بعد 10 سنوات، والعائد عليها يبلغ 11.7 في المئة، والشريحة الثانية تستحق بعد ثلاثين سنة، والعائد عليها يبلغ 13.4 في المئة.

هذا المنتج الأحدث من منتجات الهندسات المالية يعكس تنامي حاجة مصرف لبنان للدولارات، ولا سيما أن فاعلية الهندسات السابقة لم تعد كبيرة، ما اضطره إلى أن يعدّل في تركيبة المنتج السابق القائم، على أن توظّف المصارف دولاراتها عند مصرف لبنان بعائد يصل إلى 6% في المئة، على أن يمدها، في المقابل، بسيولة مصرفية بالليرة كلفتها تصل إلى 2 في المئة، ولديها الخيار في توظيفها عبر شراء سندات خزينة بآجال تصل إلى 7 سنوات، وبفائدة تصل إلى 7 في المئة، أو توظيفها بشهادات إيداع أيضاً. في المجمل، هذه العملية كانت تمنح المصارف عوائد تصل إلى 12 في المئة، أما المنتج الجديد فهو يرفع هذه العوائد ويتجنّب استحقاقات التوظيفات لديه بالدولار.

انخفاض بعض سندات اليوروبوندز 12 في المئة يرتّب خسائر على المصارف اللبنانية

هذه الوتيرة الجديدة من الهندسات، تركت انطباعات مختلفة في السوق. فقد رأى أحد المصرفيين «أنها تأتي في سياق طبيعي، نظراً لكون مصرف لبنان بحاجة دائمة إلى الدولارات»، وأن الوضع السياسي قبل الانتخابات النيابية «يتطلب أيضاً تعزيز موجودات المصرف المركزي بالعملات الأجنبية لمواجهة أي طارئ سياسي قد يؤثّر في السوق المالية». هناك رأي مصرفي آخر يستغرب أن يكون مصرف لبنان لديه حاجات كبيرة تضغط عليه إلى درجة تعديل المنتج بهذه الطريقة، ولا سيما أن حاكمه رياض سلامة، كان قد أعلن في اللقاء الشهري الاخير مع جمعية المصارف أنه سيُدرج شهادات الإيداع بالدولار في الخارج، أي إنه سيسمح للمصارف بأن تبيعها وتشتريها في السوق الدولية، أو أن ترهنها للاستدانة.  اللجوء إلى هذه الهندسات ورفع أسعار الفوائد على توظيفات المصارف لدى مصرف لبنان، يعكس قلقاً ما ينتاب مصرف لبنان، ولا سيما أنه في الأسبوعين الأولين من الشهر الجاري، ارتفعت الموجودات بالعملات الأجنبية لديه بقيمة 300 مليون دولار، فيما ارتفعت محفظة السندات لديه بقيمة 700 مليون دولار. وتعزّزت الهواجس من خطوات مصرف لبنان مع تلقي سندات اليوروبوندز ضربة قوية خلال الأيام الماضية. فبسبب ارتفاع أسعار الفوائد على السندات الأميركية، وتخلّي المستثمرين في الخارج عن السندات الصادرة عن دول تصنّف في خانة الأسواق الناشئة، سجّلت سندات اليوروبوندز اللبنانية المتداولة في الخارج، ولا سيما تلك التي تحمل أجل استحقاق طويل الأمد، انخفاضاً في السعر بلغ أمس 87 دولاراً، أي بتراجع نسبته 12 في المئة مقارنةً بسعر الإصدار، فيما هناك سندات أخرى انخفض سعرها إلى 90 دولاراً. وبحسب المصادر، ليست هناك أسباب محلية لانخفاض الأسعار، إلا أنه يرتّب على المصارف التي تحمل هذه السندات خسائر عليها أن تغطّيها بمؤونات. فالمصارف اللبنانية تحمل نحو 18 مليار دولار سندات يوروبوندز، جزء منها مدرج في ميزانياتها للتجارة بأسعار متحركة، وبموجب المعيار المحاسبي الدولي IFRS9 بات على المصارف أن تأخذ مؤونات لتغطية أي خسائر ناتجة من تحرّك الأسعار نزولاً. وكان يمكن المصارف أن تعوّض هذه الخسائر مباشرة من خلال شراء السندات بالسعر المنخفض، إلا أنه تبيّن أن ليس لدى المصارف سيولة كافية لعمليات من هذا النوع بعدما امتصّ مصرف لبنان وجفّف السوق من الدولارات، وهو يعمل على امتصاص المزيد، فيما تفضّل المصارف أن توظّف الأموال في الأدوات المالية التي يصدرها مصرف لبنان لأنها تحقق عوائد أعلى.

 

عون «متخوف جداً» من مفردات بروكسل

داود رمال/الأخبار/السبت 28 نيسان 2018

لم تنتهِ بعد تداعيات مؤتمر «دعم مستقبل سوريا» في عاصمة الاتحاد الأوروبي. «الصدمة» التي زنّرت مشاركة الوفد الرسمي اللبناني هناك برئاسة سعد الحريري، تتوالى فصولاً

ما حصل في مستهل جلسة مجلس الوزراء، أول من أمس، عندما أنهى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مداخلته وأعطى الكلام لرئيس الحكومة سعد الحريري، يطرح الكثير من علامات الاستفهام. فقد فضّل رئيس الوفد اللبناني، العائد من بروكسل، الاعتصام بجواب الصمت عن السؤال الرئاسي عن نتائج مؤتمر النزوح، وطلب الحريري الخوض مباشرة في مناقشة وإقرار جدول الأعمال «نظراً لكثرة البنود ولارتباطي بمواعيد سابقة».

لقد درجت العادة أنه في مستهل كل جلسة يُوضَع الوزراء في المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية والزيارات الخارجية والمؤتمرات التي يشارك فيها لبنان، ويوضَعون أيضاً في الحركة السياسية الداخلية، ومنها الشخصيات والوفود التي تزور لبنان. لكن مفاجأة جلسة الخميس الماضي تمثلت بأن رئيس الحكومة الذي كان من المفترض أن يضع الوزراء في نتائج مؤتمر بروكسل واللقاءات التي عقدها هناك قبل بدء أعمال المؤتمر، قرر أن يتجاهل المؤتمر ولقاءاته هناك.

هل لهذا الصمت من تفسير؟

لا يجد المعنيون جواباً مباشراً من الحريري الذي من البديهي أن يكون قد أطلع رئيس الجمهورية في الخلوة الثنائية التي سبقت الجلسة على ما دار في مؤتمر بروكسل. المفارقة أن عون، من موقعه الدستوري، قرر قلب الطاولة بإعلان رفضه للبيان الصادر عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي «في نقاط محددة، هي العودة الطوعية والعودة المؤقتة وإرادة البقاء والانخراط في سوق العمل، وكل ما يتناقض وسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها، وهذا الموقف مهّد له وزير الخارجية جبران باسيل، في مؤتمر صحافي أعلن فيه الإجراءات والخطوات التي ستتخذ لبنانياً، في مواجهة هذا البيان، متعمداً الإطلالة من منبر القصر الجمهوري لرمزية الموقع الدستوري وخطورة ما يحاك ضد لبنان» على حد تعبير مصادر رئاسية مواكبة.

عون باشر دبلوماسية رئاسية لصدّ محاولة تطويق لبنان بمشاريع ومسميات مرفوضة

يميّز المعنيون بين البيان الصادر عن مؤتمر بروكسل والبيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، «فالأول شارك لبنان في صياغته، وصارع محاولاً عدم تثبيت وقائع تُشتمّ منها رائحة التوطين. أما في الثاني، فلم يشارك لبنان، لكونه لم يصدر عن المؤتمر ولم يناقش به أو يعرض عليه، ولا على الوفد اللبناني، وصدر بعد انتهاء المؤتمر باسم كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو غير ملزم للبنان أو للدول المشاركة في المؤتمر، ورغم ذلك كان الرفض الرسمي اللبناني على أعلى مستوى، أي رئيس الجمهورية الذي هو رئيس كل المؤسسات، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، باسمه وباسم المجلس النيابي كسلطة تشريعية».

لا يستبعد المعنيون أنفسهم أن يكون صمت الحريري هو في معرض تثبيت موقفي رئيس الجمهورية بوصفه مُعبّراً عن الموقف اللبناني الجامع أولاً، ورئيس المجلس النيابي الذي تحدث باسمه وباسم المجلس ثانياً، وما دام الحريري رئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس، يكون ملزماً ببيان بري، وهذا الأمر يعني أنه التوافق رئاسياً على الموقف، وفق أسلوب تدوير الزوايا لبنانياً».

ويكشف المعنيون أن أول توضيح ورد بنحو غير مباشر إلى لبنان كان «حول العودة المؤقتة، إذ هناك التباس لأن المقصود، حسب التفسير الأولي، هم السوريون النازحون داخل سوريا، أي الفقرة 16 من البيان التي تتحدث عن الداخل السوري، إلا أن هذا لا يبدد التخوف اللبناني، لأن رئيس الجمهورية أسمع كل من التقاهم بعد صدور البيان الأوروبي – الأممي أنه متخوف جداً من العبارات الواردة فيه، لذلك بعد بيان عون طُلبَت إيضاحات من الاتحاد الأوروبي ومن الأمم المتحدة، هي عبارة عن أسئلة محددة يريد لبنان إجابات محددة عنها، وهي:

 ماذا تقصدون بـــ«العودة الطوعية»؟

 ماذا تقصدون بـــ«العودة المؤقتة»؟

 ماذا تقصدون بـــ«إرادة البقاء»؟

 ماذا تقصدون بـــ«الانخراط في سوق العمل»؟

 لماذا عرقلة عمليات العودة للنازحين السوريين الراغبين في العودة إلى المناطق الآمنة وتخويفهم بالوضع الأمني في سوريا؟

مع الإشارة إلى أن لبنان سيمارس حقه السيادي المطلق، برفض كل ما يتناقض وسيادة الدولة اللبنانية ودستورها وقوانينها، وإذا لم تصل التفسيرات والأجوبة الشافية سيتدرّج في الموقف، باعتباره دولة عضواً في الأمم المتحدة ومن واضعي ميثاقها.

ويكشف المعنيون عن أن رئيس الجمهورية «باشر دبلوماسية رئاسية لصد محاولة تطويق لبنان بمشاريع ومسميات يرفضها جملة وتفصيلاً، وهو أبلغ، أمس، سفير بريطانيا في لبنان هوغو شورتر «أن رفض لبنان لعدد من العبارات التي وردت في البيان المشترك الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بعد اجتماع بروكسل، يعود إلى أن هذه العبارات ملتبسة وتتناقض مع توجهات الدولة اللبنانية التي تتمسك بالعودة الآمنة للنازحين السوريين إلى بلادهم، ولا سيما إلى المناطق المستقرة أمنياً، وتلك التي لم تعد تشهد قتالاً، وهي كثيرة على امتداد الأراضي السورية».

وشدد «على أن لبنان لم يطرد يوماً نازحين سوريين من أرضه، وهو الذي استضافهم منذ عام 2011 ووفر لهم الرعاية الاجتماعية والتربوية والصحية والإنسانية والأمنية، لكنه في المقابل يسهّل ويشجع الراغبين منهم في العودة إلى بلدهم، خلافاً لما تقوم به جهات دولية تحذرهم من هذه العودة وتعرقل تحقيق رغباتهم»، مؤكداً «أن لبنان الذي يثمّن إيجاباً جهود الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في مساعدته في مجالات عدة، وكان آخرها في مؤتمري «سيدر» و»روما 2»، فوجئ ببعض ما جاء في البيان، الأمر الذي يستوجب توضيحاً، ولا سيما في ما خص توفير فرص العمل للنازحين السوريين و»اندماجهم» في المجتمعات التي نزحوا إليها، علماً أن نسبة البطالة في لبنان ترتفع يوماً بعد يوم، وقد بلغت حالياً نسبة 46 في المئة في صفوف الشباب اللبناني».

 

دائرة بيروت الأولى “أمّ المعارك” والنتائج ستكون متقاربة

فرح عبجي/النهار/28 نيسان/18

شيء ما تغير في دائرة بيروت الأولى بعد 9 أعوام على انتخابات 2009. فالأشرفية والرميل والصيفي والمدور التي أُفرِغ بعض أحيائها من سكانها الحقيقيين بسبب توسع حيتان المال لتغيير طبيعتها الديموغرافية، لن يتنازل أهلها، الساكنون منهم والمهجرون، عن صوتهم التفضيلي ولن يفعلوا. ومن يظن أنه يعرف سلفاً نتيجة صناديق الاقتراع فهو واهم. فالأصوات التي صبّت في الانتخابات البلدية ضد اتفاق الاحزاب المسيحية مع مَن أهمل بيروت في قسمها الشرقي، ستكافئ من فهم الرسالة وستحاسب مجدداً من لم يفهم بعد.

الدائرة الأولى العصية على الاحتلالات العسكرية والديموغرافية جاهزة بـ “أسلحتها التفضيلية” للمعركة المرتقبة بعد بضعة أيام. فمن شارع الحكمة إلى كرم الزيتون فشارع بيت الكتائب في الرميل مروراً بشارع مار مخايل وحي معمل البيرة (سابقاً) وشارع النادي الأرمني في البدوي، وصولاً إلى حي جميل في المدور وشارع الجميزة، الصور المطبوعة في القلوب والعقول ستنال “التفضيلي” وليس بعض تلك المنتشرة على الأبنية والشوارع. فابن الدائرة الأولى يعلم جيدأ من وقف إلى جانبه في قانون الإيجارات، ويعلم جيداً من وقف إلى جانبه في أزمة النفايات، ويعلم جيداً من عمل من أجله في الأعوام السابقة ومن تقاعس.

معارك شرسة وفق الخريطة السياسية للتحالفات، ثمة معركة كاثوليكية شرسة على أرض أرثوذكسية صلبة وبصوت ماروني وأرمني وسرياني تفضيلي. يتنافس على المقعد الماروني النائب الحالي نديم الجميل ابن الرئيس الشهيد بشير الجميل والامين العام للاتحاد من أجل لبنان مسعود الأشقر. وحتى الساعة لم تحسم الاستطلاعات الانتخابية المقعد لأحد الطرفين.

المقعد الكاثوليكي يشهد معركة كبرى بين النائب والوزير الحالي ميشال فرعون والوزير السابق نقولا الصحناوي الذي فشل في الانتخابات السابقة. ولعل شدة المنافسة بين الطرفين تعكسها المشادّات الكلامية التي صدرت عن الطرفين بعد رفع صورة لفرعون عن أحد الأبنية في الأشرفية ووصلت إلى حد نبش القبور.

المقعد الأرثوذكسي الذي تشغله حالياً النائبة نايلة تويني تتنافس عليه شقيقتها ميشيل تويني بلائحة ألّفتها في وجه مرشحَين قويين هما عماد واكيم عن حزب “القوات اللبنانية” وزياد عبس عن تحالف وطني. معظم الاستطلاعات تبرز تقدم واكيم ولا تستهين بعمل عبس ولا بعمل ميشيل تويني على الارض.

أما المقاعد الأرمنية فهي أيضاً تشهد معركة غير مسبوقة. فهناك مرشحو الطاشناق هاكوب ترزيان، ألكسندر ابراهام ماطوسيان وسيرج أغوب جوخاداريان. يواجههم مرشحون من لائحة “القوات” والكتائب في طليعتهم العميد المتقاعد جان طالوزيان ولائحتا “كلنا وطني” و”نحنا بيروت”. كذلك لا يستهان بالجهد الذي تبذله الاعلامية بوليت هاغوبيان في تأمين مقعد لها في هذه الدائرة. ويشكو معظم المرشحين من الرشى الانتخابية التي تقدم الى الناخبين الأرمن في هذه الدائرة.

إلى مقعد الأقليات، حيث ينحصر التنافس عليه فعلياً بين مرشح “القوات” رياض عاقل ومرشح “التيار” انطوان بانو. ويعمل كل من الفريقين على تأمين اكبر عدد ممكن من الاصوات التفضيلية لمصلحته. إلا أن أنصار لائحة “كلنا وطني” يعتبرون ان المرشحة عن مقعد الأقليات جمانة سلوم حداد قادرة على الخرق.

قراءة بالأرقام وفق الخبير الانتخابي كمال فغالي، فإن هذه النتائج غير محسومة للمرشحين، إنما هي شبه محسومة على صعيد التوزيع بين اللوائح المتنافسة. وأوضح فغالي أن “هذه الدائرة عندما أعطيت استقلالية الصوت المسيحي فيها في العام 2009، ارتفعت نسبة التصويت من 12000 تقريباً إلى 35000، أي أصبحت نسبة التصويت 32% من اصوات المسجلين على لوائح الشطب. وعلى رغم ارتفاعها، إلا أنها تبقى قليلة. ومن المتوقع أن ترتفع نسبة المشاركة في هذه الانتخابات إلى 50000 ناخب”. وأضاف ان “الانتخابات البلدية عكست صورة الصوت المسيحي في هذه الدائرة، خصوصاً بعد تصويت 65% من المسيحيين غير الأرمن للائحتي بيروت مدينتي وشربل نحاس”. وعن خريطة توزيع المقاعد المرشحة للفوز، رأى فغالي أن “لائحة التيار والطاشناق والمستقبل ستحصد بين 4 إلى 5 مقاعد (2 طاشناق، 1 “تيار” و1 “مستقبل”)، ولائحة “القوات” والكتائب ستحصد مقعدين إلى ثلاثة، والمجتمع المدني من مقعد إلى اثنين. والنتائج ستكون متقاربة بسبب العتبة الصغيرة المطلوبة في حال كانت المشاركة خفيفة”. وأوضح أنه “من الصعوبة جداً معرفة من سيربح لأن هناك على الاقل مرشحين قويين يتنافسان على المقعد نفسه. وعلى سبيل المثال الصحناوي في مواجهة فرعون وعبس في مقابل واكيم وليس هناك مقعد محسوم”. وعن الصوت التفضيلي العوني قال فغالي إنه “في العام 2009 حصلت لائحة التيار – الطاشناق على 19000 صوت، لكن هذه الأصوات انخفضت خصوصاً بعد خروج عبس من التيار، والأصوات المتبقية ستقسم على بانو والصحناوي وأشقر”.

وفق ما تقدم، فان بيروت الأولى مقبلة على معركة شرسة شعارها الاول الحاصل الانتخابي وركنها الصوت التفضيلي الذهبي.

 

فرصة ترمب وماكرون وميركل في الأزمة الإيرانية

إيلي ليك/الشرق الأوسط/28 نيسان/18

أولئك الذين يريدون القضاء على الاتفاق النووي الإيراني، وأولئك الذين يبغون إصلاحه، قد يتغاضون سوياً عن وجود خيار ثالث قوي: ألا وهو إبقاء الاتفاق النووي طي النسيان.

ويعتبر 12 مايو (أيار) هو الميعاد النهائي المحدد للرئيس دونالد ترمب لاتخاذ القرار ما إذا كان سوف يجدد فرض العقوبات القاسية على إيران، والتي تم رفعها بموجب الاتفاق الذي كان يهدف إلى توفير الشفافية وفرض القيود المؤقتة على تطوير البرنامج النووي الإيراني.

ومن شأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ممارسة بعض الضغوط على الرئيس الأميركي بشأن الانتظار. ومن جانبه انطلق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى شبكة «سي بي إس» الإخبارية الأميركية للتهديد بأن إيران لديها خيارات «غير سارة» إذا ما جدد الرئيس ترمب فرض العقوبات. حتى جون أوليفر مذيع محطة «إتش بي أو» في أحد برامجها المتأخرة قد دخل على الخط؛ إذ سوف يخصص برنامجه الإعلانات على شبكة «فوكس» خلال الأسبوع الحالي لدعوة الرئيس الأميركي إلى الالتزام بالاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما. وكان مايك بومبيو وزير الخارجية قد صرح مؤخراً قبل تثبيته في منصبه من قبل الكونغرس، بأن خياره المفضل هو تعزيز، وليس إنهاء، الاتفاق النووي.

وهذا الاتفاق مهم من دون شك. غير أن هناك مسائل أخرى أكثر إلحاحاً من مصير الاتفاق النووي الإيراني - ومن بينها مصير النظام الحاكم في طهران. وينبغي لأي اعتبار يتعلق بإلغاء أو إبقاء الاتفاق النووي أن يشمل كيفية تأثير هذه الإجراءات على النظام الإيراني والمقاومة الإيرانية الداخلية المؤيدة للديمقراطية.

وهي من القصص السهلة التي يجب عدم تفويتها، ولكن منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما اندلعت الاحتجاجات في طول إيران وعرضها، واجهت الزمرة الحاكمة من رجال الدين في إيران سلسلة من الأزمات التي شكلت أبرز الأخطار وأكبرها على شرعية النظام الحاكم منذ اندلاع الثورة الإسلامية في البلاد في عام 1979.

ودعونا نبدأ بأزمة العملة. هناك بالفعل تهافت على المصارف الإيرانية. ولقد فقد الريال الإيراني ثلث قيمته الفعلية في عام 2018 الحالي في مقابل الدولار الأميركي. والدولار الأميركي الواحد يساوي نحو 60 ألف ريال إيراني في السوق السوداء الإيرانية اليوم. مع مقارنة ذلك عندما تسلم الرئيس حسن روحاني مقاليد الحكم في البلاد عام 2013 عندما كان الدولار الأميركي الواحد يساوي 36 ألف ريال إيراني فقط. ولقد كان ذلك قبل أن يعرض الرئيس السابق باراك أوباما أي تخفيف للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وعندما كان الاحتياطي النقدي ينفد بوتيرة سريعة للغاية من بين أيادي الحكومة الإيرانية.

وهناك أيضاً الأزمة البيئية في إيران. وذكرت وكالة «رويترز» الإخبارية الشهر الماضي، أن الكثير من الاحتجاجات قد اندلعت في البلاد بسبب الجفاف المستمر والاستجابة الحكومية الفاشلة للتصدي لهذه الأزمة. وكان المزارعون الإيرانيون يُطردون من أراضيهم. وشرع النظام الحاكم في اعتقال نشطاء البيئة في البلاد. وتبث الدولة الإعلانات التجارية مدفوعة الأجر التي تحث المواطنين على ترشيد استهلاك مياه الشرب.

وأخيراً، هناك أزمة في السياسة الخارجية. فقد كانت إحدى محفزات الجولة الأولى من الاحتجاجات الإيرانية في ديسمبر ويناير (كانون الثاني) الماضيين تسريباً للميزانية الرسمية في إيران، والتي أظهرت أن مليارات الدولارات قد تم تخصيصها لصالح الجيش الإيراني والحرس الثوري، الذي يباشر شن الحروب الدموية في سوريا واليمن، في حين أن معدلات البطالة الإيرانية بين الشباب مستمرة في الارتفاع والتفاقم. وذلك هو السبب في أن الكثير من المتظاهرين يرفعون اليوم شعارات تحض إيران على التركيز على مشكلاتها الداخلية بدلاً من زرع الاضطرابات والقلاقل في الخارج.

كل هذه العوامل أثارت نيران الاحتجاجات التي بدأت قبل خمسة أشهر تقريباً في إيران. كما أنها تفسر أيضاً سبب عجز النظام الحاكم في إيران عن تهدئة الاحتجاجات على نحو ما صنع في عام 2009، في أعقاب الانتخابات الرئاسية المزورة هناك، من خلال اعتقال النخبة الحضرية التي خرجت إلى الشوارع للاحتجاج، ثم اختفائها تماماً.

ولكن هذه المرة اندلعت الاحتجاجات بين مختلف طبقات وشرائح المجتمع الإيراني. ويشير علي رضا نادر، الخبير السابق في الشأن الإيراني لدى مؤسسة «راند»، إلى أن بعض المطلعين السابقين على مجريات الأمور مثل الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد يتوقعون انهيار النظام الحاكم الحالي في إيران. وأسفر صراعه الانتخابي في عام 2009 عن انفجار الانتفاضة الإيرانية قبل الأخيرة.

ولقد ترجم رضا نادر، عبر حسابه في «تويتر»، الأسبوع الماضي كلمات محمود أحمدي نجاد إلى أنصاره والتي سجلتها الخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية في اجتماع حاشد مؤخراً. وقال إن النظام الحالي يتصرف كما لو أنهم باقون في الحكم إلى الأبد. ليس لديهم فكرة عما يحدث من حولهم، ولا أرض راسخة تحت أقدامهم. والأحداث الجارية في إيران سوف تغير وجه العالم بأسره قريباً.

ولقد أخبرني رضا نادر هذا الأسبوع أنه لا يعتقد أن محمود أحمدي نجاد قد تغيرت معتقداته. بدلاً من ذلك، يتخذ لنفسه موضعاً جديداً لأنه يعلم تماماً أنه سوف تندلع اضطرابات عارمة وهو لا يريد أن يكون الرجل الذي يذهب كبش فداء الأحداث.

وهو ليس بمفرده في ذلك؛ إذ كتبت جينيف عبده إلى وكالة «بلومبيرغ» الإخبارية الشهر الماضي تقول إن هناك نقاشاً مهماً واعتراضاً قوياً على اعتقال آية الله حسين شيرازي، الملا البارز الذي تحدى السلطة المطلقة للمرشد الإيراني علي خامنئي. وكما ذكرت في مقال آخر الشهر الحالي، أن المحامية الإيرانية في مجال حقوق الإنسان، شيرين عبادي، التي فازت بجائزة نوبل، تدعو إلى جانب نشطاء آخرين إلى تغيير أصلي في نظام إيران الحاكم من خلال الاستفتاء الشعبي الذي يخضع لمراقبة الأمم المتحدة، والذي من شأنه أن يقضي على منصب المرشد الأعلى تماماً.

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

إيران وإسرائيل واحتمالات الحرب

د. شملان يوسف العيسى/الشرق الأوسط/28 نيسان/18

تصاعدت التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب؛ فقد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طهران من أن قوات بلاده جاهزة للرد، وستجعل من يريد قتل الإسرائيليين يدفع ثمناً باهظاً. ومن جهة أخرى، نصح وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان «كل من هم على الحدود الشمالية بأن يفكروا جيداً في أفعالهم، لأنه ليس مفضلاً أن يختبروا الجيش الإسرائيلي». الإيرانيون بدورهم يتوعدون بالرد على الهجوم على قاعدة «تي فور»، وهدد نائب رئيس الحرس الثوري العميد حسين سلامي تل أبيب، مؤكداً أن الحرب المقبلة لن تكون كحرب لبنان صيف 2006، مشدداً على أنه «لن يكون أمام الصهاينة سوى الهرب والسقوط في البحر. القوات المسلحة الإيرانية أيديها على الزناد وصواريخها جاهزة للإطلاق». بعيداً عن المزايدات السياسية والإعلامية بين الطرفين، ما احتمالات اندلاع الحرب في المنطقة؟ المحللون السياسيون الإسرائيليون أجمعوا على أنه في حال تزويد روسيا النظام السوري بالمنظومة المضادة للطيران المتطورة «إس 300»، فإن تل أبيب قد تستهدفها لمنع أي تغيير في التوازن العسكري لمصلحة النظام السوري، وأكد رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السابق أن إسرائيل ستقصف هذه المنظومة في حال بيعها للنظام السوري.

أما إيران فستكون الخاسر الأكبر في حال اندلاع الحرب لاعتبارات كثيرة؛ أهمها:

أن إيران تتصور أنها الدولة الوحيدة التي لديها مصالح في سوريا. وسوريا بحكم موقعها تعد الركيزة الأساسية لنشر نفوذ طهران في المنطقة، لذلك ركزت على هذا الموقع الاستراتيجي واستثمرت فيه مالياً وعسكرياً وسياسياً... لكن مشكلة طهران في سوريا تكمن في وجود أكثر من قوة إقليمية؛ فتركيا، جارة سوريا الكبيرة، لها مصالح مهمة في سوريا، ولديها ملايين اللاجئين السوريين، وقد بادرت تركيا باحتلال بعض مناطق الأكراد في شمال سوريا لضمان أمنها واستقرارها.

طهران تناست أن هنالك دولة عظمى؛ وهي روسيا الاتحادية التي لديها قواعد ومصالح في سوريا، فليس من مصلحة روسيا اندلاع حرب جديدة، خصوصاً أنها تعرف مسبقاً أن إيران ستخسر جولة الحرب، لذلك بادرت روسيا باستدعاء الجنرال سليماني إلى موسكو والطلب منه تهدئة الأمور على الجبهة السورية وألا تغامر إيران بحرب ضد إسرائيل.

تردت الأوضاع الاقتصادية في إيران وانخفضت عملتها التومان إلى الحضيض؛ حيث أصبح الدولار الأميركي الواحد يعادل 6 آلاف تومان، بينما كان سعر الدولار قبل اندلاع الثورة الإيرانية فقط 6 تومانات.

هذا الوضع الاقتصادي المتردي دفع بالمواطنين الإيرانيين للتظاهر باستمرار. طهران تدفع مليارات الدولارات سنوياً ثمناً لتمددها في أكثر من بلد عربي وتحديداً لبنان وسوريا والعراق واليمن، وداخل بعض التنظيمات المؤدلجة في الخليج. فليس من المعقول أن تستمر طهران في هدر كل هذه الأموال على نشر النفوذ الإيراني في دول الجوار العربي في الوقت الذي تزداد فيه معاناة الشعب الإيراني، والأهم من ذلك وجود معارضة قوية للوجود الإيراني؛ وتحديداً في العراق ولبنان. والأمر الذي علينا التأكيد عليه هو أن تمدد إيران في سوريا وحربها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد، اعتمدا على وجود قيادات عسكرية إيرانية صغيرة وعلى وكلاء إيران في المنطقة مثل ميليشيا «حزب الله» اللبناني و ميليشيا «حزب الله» العراقي والميليشيات العراقية المختلفة، وميليشيات أفغانية... هذه الميليشيات ستكون في المواجهة عندما تندلع بوادر الحرب بين إسرائيل وطهران.

السؤال: هل تستطيع هذه الميليشيات مواجهة الصواريخ والطيران المكثف؟ لذلك مع اندلاع أي حرب سيكون الخاسر الأكبر الشيعة العرب وقواتهم في سوريا، فليس من مصلحة طهران اندلاع الحرب.

وأخيراً علينا نحن العرب أن نقر ونعترف بأن السبب الرئيسي لتمدد إيران في منطقتنا العربية هو عدم الانتباه للتمدد الإيراني إلا مؤخراً، إضافة إلى أن عدم التصدي لادعاءات إيران الزائفة والتي اتخذتها ذريعة لتصدير آيديولوجيتها إلى البلدان العربية، وعدم ترسيخ مفهوم المواطنة الحقيقية، سمحا لإيران بأن تتدخل في شؤوننا المحلية، وتنشر الفوضى والقلاقل في المنطقة.  كما لا ننسى أن إيران زودت بعض الأحزاب والميليشيات الشيعية بزعم الدفاع عن قضايا الشيعة في بعض الأقطار العربية. مطلوب منا اليوم التصدي لمزاعم إيران تلك والتحرك لتعزيز مفهوم المواطنة... في النهاية نحن جميعنا عرب، وعلينا معاملة الجميع كمواطنين شرفاء في بلداننا حتى لا نسمح للغير بالتدخل في شؤونا المحلية.

 

إيران واستحقاقات الخطة الرديفة

إميل أمين/الشرق الأوسط/28 نيسان/18

يبدو أن السهم نفذ بالفعل ولن يوقفه شيء، ويكاد ما سيعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب نهار الثاني عشر من مايو (أيار) المقبل بادياً للعيان، والعهدة هنا على الراوي، الضيف الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أظهرت زيارته الأخيرة إلى واشنطن أعلى مستوى شاهدناه من الانسجام، والكيمياء النفسية المتوافقة بين ترمب ورئيس دولة أجنبية. مضى ماكرون إلى واشنطن وفي جعبته محاولة جدية لإثناء الرئيس الأميركي عن قراره المتوقع بإلغاء الاتفاق النووي مع طهران، غير أنه وفي أقل من ثلاثة أيام، كان الرجل يعدل ويبدل من موقفه لصالح رؤية ترمب، وإن جعل من نقاشاتهما ما يشبه الاتفاق الرديف مع إيران.

يجزم ماكرون بأنه لا يعرف مقدماً نية ترمب؛ لكنه يقطع بأن القراءة العقلية لتصريحات ساكن البيت الأبيض تشي بأنه سوف ينسحب حكماً عما قليل، وأن الطرح البديل تجرى كتابته بالحبر السري في أروقة الدولة الأميركية العميقة.

المقدمات تقود إلى النتائج فلسفياً ومنطقياً، وحينما يستعلن جون بولتون مستشاراً لأمن أميركا القومي في عهد ترمب، فيما يحتل مايك بومبيو القادم من دهاليز الاستخبارات الأميركية مقعد وزير الخارجية، فليعلم الناظر أن الصيف القائظ يقترب من طهران.

تكاد خطوط وخيوط الاتفاق الرديف واضحة للعيان، وتبدأ من عند الاحتفاظ بالاتفاقية الحالية، وصولاً إلى اتفاق رديف مكمل، من ثلاث دعائم: وضوح في الرؤية لما بعد 2025، سيما أن الاتفاق الحالي المعيب يكاد يكون مهلة لطهران، يحق لها بعدها استئناف السير الوئيد نحو الحصول على السلاح النووي، ولترمب في هذه الجزئية ألف حق، الأمر الذي تتجاوزه المسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، حين تتحدث عن الموقف من الاتفاقية مع إيران، وكأن قنابل إيران النووية القادمة لا محالة على رؤوس صواريخها الباليستية الماضية قدماً، وتعرف طريقها جيداً للعواصم الأوروبية الأقرب، مسألة لا تعني الأوروبيين الذين باتوا متجاهلين لماضيهم القريب في النصف الأول من القرن العشرين.

الركيزة الثانية تتصل ببرنامج إيران الصاروخي، وقد أعلن الإيرانيون موقفهم منه، حين زارهم وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان مؤخراً، إذ طالبوه بمبادلة تدخل ضمن سياقات مسرح العبث لصمويل بيكيت: «سنتخلى عن برنامج صواريخنا الباليستية، عندما تترك أوروبا وأميركا من وراء ظهرانيهما صواريخهما النووية عابرة القارات». الجزئية الثالثة المرشحة لأن تحتل موقعها وموضعها في رؤية ترمب – ماكرون، تتصل بالتدخلات الإيرانية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، ودور «صانع المشكلات وناسج العقد» منذ عام 1979. وهو دور مرشح لأن تتصاعد آثاره السلبية وكوارثه الجيوبوليتيكية، في المدى المنظور، وليس البعيد، وعلى غير المصدِّق أن يراجع تصريحات مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قبل شهر واحد تقريباً حين أعلن عن أن «الغرب ليس له الحق في مناقشة أنشطة إيران الإقليمية»، وأن «المنطقة تنتمي لإيران، وليس لأوروبا أو الولايات المتحدة»، وكأن تلك الرقعة الجغرافية من الأرض هي إرث موروث للإيرانيين، يفعلون فيه ما يشاءون متى أرادوا.

البند الثالث من الاتفاق الرديف يكاد يكون عقدة الرواية كما يقال، فهو الورقة الرابحة التي تراهن عليها إيران، ربما بأكثر من برنامجها النووي وصورايخها الباليستية، وبخاصة أنه يتصل برؤاها العقائدية أكثر ما يرتبط بتوجهاتها السياسية أو الآيديولوجية.

قبل بضعة أيام استمع العالم إلى علي فدوي، قائد القوة البحرية في الحرس الثوري، وهو يناقش قضية خوض عناصر الحرس الثوري معارك على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الإيرانية، معتبراً أن هذا موقف إيراني ثابت وضروري لنشر الفكر الثوري الإيراني إلى الجوار. وباختصار غير مخل، لم تعد مهمة الحرس الثوري الإيراني الأساسية حماية الأمن القومي الإيراني، إنما نشر الفكر الإسلامي الشيعي عبر الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بأسرهما.

يعن للكاتب والباحث والمراقب التساؤل: «هل خفيت كل تلك النقاط الجوهرية على باراك أوباما، الذي أسرع في توقيع الاتفاقية سيئة السمعة هذه؟ وإذا كان الأمر قد غاب عن أعين الأميركيين، فكيف للأوروبيين التمسك بالوضع القائم دون تطلع لاتفاق رديف قادم يصحح أخطاء الماضي؟

الموقف الأوروبي يمكن تفسيره في الحال بأنه محاولة لتجنب حرب جديدة في الشرق الأوسط، قالها ماكرون صراحة: «سياساتنا تجاه إيران يجب ألا تدفعنا إلى حرب في الشرق الأوسط»، وربما يأخذ المرء بعين الاعتبار مخاوف الأوروبيين من موجات جديدة من اللاجئين حال اضطربت الأوضاع ثانية، وقد يقول قائل: كفى ما خبرناه الأعوام الثلاثة المنصرمة. غير أن الاستقبال يؤكد أن الثمن الذي ستدفعه الأجيال الأوروبية القادمة من تهديدات أمنية عبر ترسانة صاروخية نووية إيرانية قريبة جغرافياً وديموغرافياً، أمر ربما سيجعلهم من المترحمين على عصر النازية لأدولف هتلر وصحبه، سيما فاشية بنيتو موسوليني.

أما إذا كانت أوروبا تراهن على منافع اقتصادية عبر تعاملاتها مع إيران، فعندها يمكن القطع بأن البراغماتية المالية أذلت أعناق الأوروبيين، إذ تتنكر لقيمها التنويرية، وفي مقدمتها حق الأمم والشعوب في الحرية والاستقرار، والعدالة والمساواة، وشتان الفارق بين هذه وبين رؤى الملالي وأهدافهم التوسعية.

الطريق إلى الاتفاق الرديف لن يكون معبداً، فإيران تستعد بقوة لتفعيل لغتها الخشنة، ربما كخيار شمشموني، حال القارعة، ما يعني أن الشرق الأوسط ربما يشهد صيفاً على صفيح مشتعل، وليس ساخناً فقط.

 

كوريا الشمالية وإيران... الصراع خارج الحلبة

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/28 نيسان/18

الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، دخل التاريخ من باب خاص. صنعه لنفسه بنفسه. بعد رحلة طويلة من التهديد والوعيد، رفقة تجارب نووية وصاروخية، جعل الدنيا تقف على حافة خطر مرعب، قام بانعطافة مسرحية، وقدم لعالم السياسة خريطة جديدة هو من صنع حبرها وأقلامها وورقها. ورث الرجل عن جده وأبيه القنابل الذرية والصواريخ، وورث معها أيضاً شحنات العداوة ولغة الحرب والصدام. جارته الشقيقة العدوة كوريا الجنوبية حبست أنفاسها، وشاركها في ذلك اليابان العدو التاريخي لكوريا، وربما الهدف الأول أو الثاني لسلاح كيم إيل أون. دأب الرئيس الأميركي على وصفه بالديكتاتور، وأطلق نحوه قذائف التهديد والوعيد.

قفز إلى حضن الشقيق العدو في سيول بمبادرات إنسانية «أسرية»، حيث قامت شقيقته بدور العراب العائلي، وتبادل الطرفان الحديث ليس بلغتهما الواحدة فقط، بل بالفن والرسائل الاجتماعية. القفزة الأكبر كانت مبادرة اللقاء بالعدو الأول والأكبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب. غادر الرجلان حلبة الصراع وخلعا لباسها، لم يتأخر الرئيس الأميركي في قلب صفحة اللغة، وأصبح الغريم رجلاً محترماً ومُقدَّراً على لسان ترمب.

السياسة كيمياء، لها معاملها وموادها وموازينها. لقد كان للعقوبات الدولية حضور ثقيل في ذلك المعمل. بعد انضمام الصين - شريان الاقتصاد الكوري الشمالي - إلى تطبيق العقوبات، لم تعد بيونغ يانغ قادرة على مواصلة الحركة والسير في أدغال الصدام المميت.

الديكتاتور هو من يفتل الحبال لذاته وشعبه، يقيد بها أطرافه وعقله، ثم يهوي في حفرة الضعف والاستسلام. لقد زرت كوريا الشمالية أكثر من مرة، وقابلت الرجل الثاني الذي رحل الزعماء قبله وبقي في الكرسي الدائم على يمين الجديد. الكلمات مصنوعة في ماكينة الآيديولوجيا - الحزب. والجوع هو الحاكم الحقيقي للبلاد. حصلت كوريا الشمالية على قرض من ليبيا قامت بتسديده عن طريق عمال ترسلهم وتدفع أجورهم مباشرة للحكومة الكورية. لكن الجهات الليبية دأبت على تقديم مساعدة عينية لهؤلاء العمال.

الأسباب التي دفعت الرئيس كيم يونغ أون إلى تغيير أوراق وحبر وأقلام خرائطه كثيرة. العقوبات الدولية الثقيلة التي انضمت إليها الصين وروسيا، أدّت إلى أنيميا اقتصادية ووهن في اللحم والعظم. أصبحت الحياة تقترب من العذاب الشامل لكل الناس. التطور الاقتصادي الهائل الذي تندفع فيه الجارة الجنوبية والقوة الناعمة التي غزت أسواق العالم له انعكاس على الدائرة السياسية، بل والعائلية للزعيم كيم. السؤال، هل سيكتفي الزعيم بالخروج من لعبة القوة النووية والصاروخية وحرب الكلمات المتفجرة المهددة، وينتقل إلى إعادة إنتاج نظامه الاقتصادي وتوظيف قدراته العلمية والتقنية لتحقيق نقلة اقتصادية عبر التعاون مع جارته الجنوبية وجذب الاستثمارات اليابانية والصينية وحتى الأميركية؟ ونحن نتحدث عن كوريا الشمالية، يشدنا الصدى إلى إيران، حيث المشتركات بين النظامين بها الكثير من التشابه والاختلاف أيضاً.

إيران استثمرت الكثير في الأسلحة، وبخاصة الصاروخية، ولم تخف عملها الحثيث على تطوير قدراتها النووية، وصدامها الطويل مع الولايات المتحدة. الاختلاف بين الدولتين، هو أن كوريا الشمالية لم تقم بشحن آيديولوجيتها إلى خارج حدودها عبر صناديق المال والسلاح، ولم تقم بتأسيس قوى تابعة لها خارج حدودها. وحتى تهديداتها الصوتية العالية كانت تعبيراً عن الخوف من الآخر أكثر مما هي تهديد عملياتي له، وتحديداً أميركا. النزول من حلبة الصراع بالنسبة لكوريا الشمالية كان أكثر سهولة عبر سلم شقيقتها الجار الجنوبي، هي السلم الذي مثل درجات النزول بقمة مباشرة بين قيادتي البلدين، وأخرى مرتقبة بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي. الحالة الإيرانية في غاية التركيب والتعقيد. في الداخل نسيج القوة السياسية والعسكرية والروحية متعدد ومتناقض رغم السلطة المطلقة لمرشد الثورة خامنئي. المحافظون لهم قوتهم ومصالحهم، والإصلاحيون بينهم من هو في كراسي السلطة وآخرون في الإقامة الجبرية. الوضع الداخلي وبخاصة الاقتصادي يدفع فيه الناس ثمن التوسع العسكري والآيديولوجي خارج الحدود. وكلما فتحت المبادرات السياسية كوة للخروج إلى آفاق جديدة تولت الطموحات العابرة للحدود غلقها. اليوم أُعيد فتح ملف قديم متجدد، وهو الاتفاق الخاص بموضوع القدرات النووية الإيرانية. ذاك الملف الذي جرت تسويته بعد مشوار طويل ومرهق من المفاوضات المعقدة بين الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا وإيران. الرئيس الأميركي يصف ذلك الاتفاق بالكارثي، ويصرّ على مراجعته وتعديله، وإلا ستنسحب منه الولايات المتحدة. الدول الأوروبية التي شاركت في صياغة ذلك الاتفاق بقيادة فرنسا تبذل جهداً مكثفاً لإقناع ترمب بالاستمرار في الاتفاق، وذلك لا يمنع الحديث مستقبلاً في ملف الصواريخ الإيرانية. الأصوات التي ترتفع في طهران تهدد وتتوعد. الرفض الكامل لمراجعة الاتفاق حول برنامج إيران النووي، بل التهديد بالانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وكذلك البروتوكول الإضافي الذي يقضي بالتفتيش المفاجئ على المركبات النووية الإيرانية. القادمون الجدد إلى الإدارة الأميركية يذهبون إلى أبعد من موضوعي الاتفاق النووي وبرنامج الصواريخ الإيرانية، يصرون على فتح ملفات إضافية مع إيران، وعلى رأسها الإرهاب والتدخلات الإيرانية في المنطقة، وحقوق الإنسان في إيران. الدول الأوروبية المعنية لا يجمعها موقف موحد، لكنها تجنح للمعالجات الدبلوماسية التي تكبح الصدام العسكري بين إيران وأميركا. لا شك أن أوروبا حليف للولايات المتحدة ولا تقبل بالسلوك الإيراني في سوريا، واليمن، ولبنان، والعراق، وإذا قررت الولايات المتحدة فرض المزيد من العقوبات على إيران بديلاً للصدام العسكري معها فستكون مع أميركا في نهاية المطاف. طهران ترفع سقف لغتها وأفعالها؛ مما يجعل نزولها من حلبة الصدام في غاية الصعوبة، إن لم نقل من المستحيل. فقد استثمرت الكثير في أدغال مغامراتها خارج حدودها، وتأسست قوة سياسية وعسكرية وآيديولوجية في الداخل تعيش على ذاك الاستثمار. في المقابل، الرئيس دونالد ترمب جعل من مواجهة مشروعات إيران العسكرية والسياسة جزءاً من برنامجه الانتخابي، والولايات المتحدة مقبلة على الانتخابات النصفية للكونغرس، وهذا يجعل خيارات التراجع أمامه محدودة. فرنسا هي السلم المتاح لإيران للنزول من حلبة الصدام؛ فقد قام وزير خارجيتها لودريان بزيارة طهران حاملاً معه مشروعاً شاملاً للتفاهم مع الولايات المتحدة، لكنه قوبل برفض كامل، ولم يتردد الرئيس الفرنسي ماكرون أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن في الحديث مع الرئيس والكونغرس الأميركي عن الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، والتحرك نحو الملفات الأخرى، لكن طهران سدَّت أذنيها ورفعت صوتها. التاريخ حكم قاسٍ. استدرج الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان الاتحاد السوفياتي إلى حلبة سباق التسلح، ونجح في إرهاقه ثم تفكيكه. السياسة مواسم مثل الزراعة، لا أحد يستطيع أن يزرع القمح في الصيف.

 

الساحر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/28 نيسان/18

كل أربع سنين، تمتلئ شرفات المباني في لبنان بأعلام مختلفة من دول العالم: البرازيل، ألمانيا، هولندا، وغيرها من دول الفئة الرابحة في كرة القدم. ولا يُرفع علم أي دولة أخرى في أي مناسبة أخرى: لا إذا فاض موسم البن في البرازيل، ولا إذا فاضت الموازنة في ألمانيا، ولا إذا تضاعف موسم القرنفل في هولندا.

لاعبو كرة القدم هم أبطال هذا العصر؛ لأنهم يثيرون مشاعر وإعجاب الملايين. وكما كان يحدث في روما القديمة في مصارعة الرجال والأسود، فتختلف الجماهير بين بعضها البعض، هكذا تتحزب جماهير العصر للفرق، وتتشاجر، وأحياناً تحوّل الملاعب إلى حلبات.

محمد صلاح أثار من المشاعر والعواطف حول مصر، أكثر مما فعل نجيب محفوظ يوم حاز «نوبل» الآداب، أو مما فعل مجدي يعقوب يوم أصبح أشهر وأهم طبيب قلب في العالم. وسوف يكون دخله قريباً أعلى من دخل حملة «نوبل» مجتمعين في كل الحقول: طب وآداب وفيزياء، وسائر الجوائز السنوية الأخرى.

يروى في الغرب أن أعداد الراغبين في اعتناق الإسلام قد ارتفع كثيراً في الآونة الأخيرة، بسبب صورة محمد صلاح في النفوس. فقد أطل على العالم ساحراً كرته أمام الشاشات، بعد فترة طويلة من مشاهد إحراق الشبان في الأقفاص. ورفض العالم يومها أن يصدق، وقيل إنه منظر دعائي أعدته «داعش»، وسوف تظهر حقيقته قريباً؛ لكن حقيقته كانت ذلك الاستفزاز البشري غير المسبوق. محمد صلاح ليس مصارعاً أو ملاكماً؛ بل بطل يهزم منافسيه من دون عنف: يفوز عليهم بالجري، ويتفوق عليهم بالصمود البدني، ويربح عليهم بمهارة التلاعب. وكيفما جرى وفاز وسحر ملايين المشاهدين، ظهرت على جبينه ألوان علم مصر.

حينما يكون محمد صلاح يكون فوز وفرح واعتزاز. تضاعف حجم الأرجنتين مرات كثيرة حين نزل مارادونا إلى الملاعب. الثروة الوحيدة في البرازيل التي لا يلحقها الفساد هي فائض المنتخب. كل ثانية كرة على تلفزيونات العالم في حجم موسم الحمضيات في فلوريدا.

العالم يتجه نحو الرياضات التي فيها حماس ودماء حارة، من دون أن يكون فيها أذى ودماء سائلة. تعبِّر الناس عن فرحها، وتفرّج عن كدرها، وتتحمس لأبطالها، من دون أن يُصاب هؤلاء بالرعاش كما حدث لمحمد علي كلاي. محمد علي كلاي كانت أهميته في قلبه كإنسان، لا في قبضته كملاكم. لا أنوف تهطم في مباريات محمد صلاح، ولا شفاه تدمى. والمناصرون يكفيهم أن تدخل الكرة في الشبكة المعادية.

 

حماس... خطأ المقاطعة وخطيئة المؤتمرات الموازية

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/28 نيسان/18

رغم السجالات الحادة التي يشتعل بها الشارع الفلسطيني بخصوص عقد المجلس الوطني، فإن من يبدو لي خاسراً أكبر في هذا المجال، هو حركة حماس التي أعلنت مقاطعتها للمجلس، مهمشة بذلك عدداً كبيراً من الأعضاء الذين ينتمون إليها، بحيث لو شاركت لكانت الكتلة المعارضة الأقوى داخل المجلس، وبوسعها، والحالة هكذا، أن تستظل بشرعية تؤمن لها بعض حماية سياسية في الوقت الذي يتردى فيه حكمها لغزة. ومن أجل مضاعفة الخسارة لم تتوقف حماس عند المقاطعة، بل ذهبت إلى دائرة خطر من شأن الإيغال فيها تقويض أهم إنجاز وطني فلسطيني، هو الاعتراف الشامل بالتمثيل الفلسطيني الذي تجسده منظمة التحرير. دائرة الخطر هذه هي تصريح بعض قادة حماس بأنهم سيعملون على عقد مؤتمرات موازية للمجلس الوطني، وكلمة موازية هنا هي التعبير المخفف عن «المنازعة على الشرعية». وإذا كانت مقاطعة حماس للمجلس لقيت بعض التفهم من أفراد وتشكيلات اتخذت موقفها ولكن بدوافع مختلفة، فإنها لم ولن تجد متفهماً واحداً لحكاية الموازيات مهما كانت تسميتها. في الفترة السابقة التي همش فيها أهل المنظمة مكانتها ودورها، نشط كثيرون وبدعم من حماس لعقد مؤتمرات شعبية في كثير من العواصم.

كان المشاركون في هذه المؤتمرات يعدون بالآلاف، إذ كان التمويل سخياً في هذا الاتجاه، غير أن اللافت الذي يستحق البناء عليه، أن المؤتمرات الموازية هذه وجدت نفسها بأمس الحاجة لنفي التهم عنها، وذلك بالمبالغة في التعبير عن الالتزام بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وإنهم ما عقدوا مؤتمراتهم هذه إلا من أجل إصلاحها وتكريس مكانتها كإطار وطني جامع لكل أطياف الشعب الفلسطيني ومكوناته، مع تركيز استثنائي على الفلسطينيين المقيمين خارج الوطن، وهم قد يكونون أكثر عدداً من المقيمين في داخله.

ولقد تعاطفت مع مبدأ حتمية إصلاح المنظمة قبل أن تموت، وأيّدت فكرة الإصلاح ليس على طريقة القائمين الآن رسمياً على رأس المنظمة، وهي طريقة بائسة قوامها لا إصلاح إلا إذا مات عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية بما يهدد النصاب، لذلك أتوجه بلوم شديد لحركة حماس ولكل من سيقاطع، لأن تجربة الإصلاح بدعوات من خارج الوطن، وإن كانت شرعية بل وضرورية، إلا أن فاعليتها تكون أقل بكثير مما لو مورس الإصلاح من داخل المؤسسة الشرعية، أي من داخل مؤسسات منظمة التحرير، فما الذي ممكن أن تخسره حماس لو شاركت، خصوصاً أنها لن تشارك من موقع هامشي، فرغم الصعوبات التي تعاني منها بفعل حكمها غير الرشيد لغزة، فإنها تمتلك أوراقاً لو استخدمت في محلها لربح الفلسطينيون جميعاً، إذا ما توخيت الدقة فأقول لكان الوضع الفلسطيني بإجماله بما في ذلك وضع حماس أفضل بكثير مما هو عليه الآن، ولو عرفت حماس أن منظمة التحرير كإطار وكشرعية وكمهمات، هي حاجة فلسطينية وإقليمية ودولية وليست مجرد اجتهاد فلسطيني، لقاتلت من أجل دخولها وتطوير نفوذها من داخلها، فمن هو ذلك الذي يقبل أو حتى يتفهم مقاطعة حماس ويدعم هذه المقاطعة، فحتى أقرب حلفائها وداعميها من العرب والمسلمين، إن اتفقوا معها في أمر المقاومة، فإنهم يختلفون معها جذرياً في أمر المنظمة، لو وعت ذلك جيداً لأرسلت أعضاءها الكثيرين إلى المجلس، وأنشأت تحالفات مع قوى وشخصيات من داخله، وأثّرت بصورة فعالة في مساره ومخرجاته. لقد شاركت حماس في لقاءات فلسطينية أقل مستوى من المجلس الوطني، وحين تقاطع المستوى الأعلى تكون في أقل تقدير قد أخطأت الحسابات والتكتيكات.

 

الخطوة المنطقية التالية تجاه التكامل الأوروبي

فردناندو غوغليانو/الشرق الأوسط/28 نيسان/18

تعهد قادة منطقة اليورو العام الماضي باتخاذ خطوات لاستكمال تأسيس الاتحاد الأوروبي المالي. وتشترك 19 دولة في عملة واحدة وبنك مركزي واحد، لكنهم لا يزالون يفتقدون جميع الآليات التي تمكنهم من التعامل مع الاختلالات والصدمات الكبيرة. وفي الوقت الذي تتطلع فيه الدول الأعضاء إلى زيادة التحويلات وإلى شبكة أمان موحدة للبنوك، يشعر آخرون بالقلق من تقديم الدعم للمتباطئين ومن تشجيع المخاطر المعنوية. وينظر لنهاية يونيو (حزيران) المقبل باعتباره الفرصة الأخيرة لـ«المجلس الأوروبي» للاتفاق على أجندة إصلاحات. وسيشرع الساسة لاحقاً في حشد قواهم قبل انتخابات «البرلمان الأوروبي» في الربيع المقبل. ومع ظهور القوى الأوروبية المتشككة في جدوى العملة الأوروبية الموحدة، سيكون لغالبية الأحزاب شهية ضعيفة للتفاوض بشأن الإصلاحات المؤسساتية في المرحلة السابقة للانتخابات.

ولن يقول القادة الساسة ما يمكن اعتباره نجاحاً في يونيو المقبل، لكنني سأجادل في أن الاختبار الحقيقي هو ما إذا كانت منطقة اليورو ستوافق على خريطة طريق للتأمين المشترك على الودائع؛ لأن من شأن ذلك أن يظهر أن الحكومات الأوروبية تتطلع إلى المضي قدماً في دعمها لبعضها بعضاً في وقت الأزمات. لقد وُضع مقترح تأسيس نظام تأمين مشترك في جدول أعمال الاتحاد الأوروبي منذ وافق قادة الاتحاد الأوروبي على نقل مسؤولية السياسات المصرفية من مستوى الدول إلى مستوى الاتحاد الأوروبي عام 2012. ويستند هذا المشروع، الذي يشار إليه باسم «الاتحاد البنكي الأوروبي»، إلى ثلاث دعائم أساسية، هي: الإشراف المشترك للبنوك الكبرى، وتحديد إطار لتقليص عمليات الإقراض الفاشلة، وعمل محفظة أوروبية مالية لضمان الودائع حتى 100 ألف يورو (122 ألف دولار أميركي). ورغم أن منطقة اليورو قد اتخذت أول خطوتين، فقد بدا أن الخطوة الثالثة بعيدة المنال. فألمانيا، وغيرها من الدول منخفضة الديون مثل هولندا، تخشى تعرض الدول الأضعف في الاتحاد الأوروبي للاضطرابات في قطاعها المصرفي. لكن تلك المخاوف ليست في محلها، فلألمانيا وهولندا تاريخ حديث مليء بالأزمات المصرفية. وسوف يفيدهما التأمين المشترك على الودائع مثلما يفيد إيطاليا وإسبانيا، وسوف تساهم شبكة الأمان المشتركة في طمأنة جميع المودعين على أنهم سيستردون أموالهم في الأزمات؛ مما يساعد على تقليص مخاطر عمل البنك في دول الاتحاد الأوروبي كافة.

وحتى الآن، فإن الدول الرافضة هذا المقترح تبدو غير مقتنعة بهذا الجدل. وقد تقدمت المفوضية الأوروبية بمقترح طموح لـ«نظام التأمين على الودائع الأوروبية»، لكنها سرعان ما خففته بدرجة كبيرة بهدف الوصول إلى حالة إجماع.

ويناقش القادة طرقاً أخرى لتعزيز قدرات الاتحاد المالي قبيل انعقاد القمة المقبلة. وهناك اتجاه لمساندة «صندوق القرارات» الذي يعد أحد أعمدة الاتحاد المصرفي التابع للاتحاد الأوروبي، والذي يهدف إلى مساعدة البنوك التي تمر بأزمات. وسيكون رأسمال البنك 55 مليار يورو سيصلها تدريجاً. وسيكون من نتائج تلك مساندة «صندوق القرارات»، مثلاً، الحصول على المال من صندوق «آلية الاستقرار الأوروبي» الأكبر والمسؤول عن إنقاذ منطقة اليورو مالياً. وحينئذ سيكون للاتحاد الأوروبي سلطة التعامل مع البنوك الكبرى التي تمر بأزمات (وإن كان في حالة البنوك الكبرى مثل «دويتش بنك» هناك قلق من تأثير الفشل على بقية النظام المالي). هناك فكرة أخرى تتمثل في تحويل صندوق «آلية الاستقرار الأوروبي» إلى مؤسسة أكثر مرونة قادرة على تمويل الدول من دون إخضاعها لتعديلات مالية أو لمنظومة كاملة من الإصلاحات الهيكلية.

في الحقيقة، لن يتسبب أيٌّ من المقترحين بإنجاح أو إفشال القمة. فأي تغييرات في صندوق «آلية الاستقرار الأوروبي» لن تكون أكثر من إعادة تسمية، وقد وافق القادة بالفعل على فكرة تعزيز صندوق «آلية الاستقرار الأوروبي» منذ وقت طويل. وعلى أي حال، فإن دورها في جلب المزيد من المخاطر المشتركة بين الحكومات سيكون محدوداً؛ لأن الصندوق سيتدخل فقط في حال تكبد المساهمون والمستثمرون خسائر كبيرة، وذلك من خلال عملية يطلق عليها «المشاركة في تحمل الأعباء». إن خريطة الطريق للتأمين على الودائع المشتركة تمثل العلامة التي يحتاج إليها المستثمرون للاقتناع بأن «منطقة اليورو» جادة بشأن الاندماج الكامل. لن يحدث ذلك دفعة واحدة، فبحسب ماريو كونتنو، رئيس مجموعة وزراء المالية بدول الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الربيع الحالي الذي عُقد في واشنطن الأسبوع الماضي، فإن التأمين على الودائع يمكن أن يفعّل مبدئياً إلى جانب صناديق الدول من خلال آلية للتأمين المشترك. وسوف يستدعى المال الأوروبي فقط عندما تنضب الأموال في صناديق الدول. ومن الممكن أيضاً تقليل المخاطر الناجمة عن إساءة الدول لاستخدام شبكة الأمان.

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون هنأ رئيسي الكوريتين بالقمة التي جمعتهما: خطوة تاريخية في سبيل تحقيق السلام

السبت 28 نيسان 2018 /وطنية - أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى كل من رئيسي جمهورية كوريا الجنوبية مون جاي إن وكوريا الشمالية كيم يونغ أون، مهنئا ب"الخطوة التاريخية التي تحققت من خلال القمة، التي جمعتهما والمواقف التي صدرت عنهما خلالها".

وتمنى عون أن "تستكمل هذه الخطوة بمزيد من العمل للوصول إلى السلام الدائم المنشود في الكوريتين، وإلى نزع كل أنواع أسلحة الدمار الشامل وغير التقليدية، وأن تكون نموذجا يحتذى في العلاقات بين الدول، لجهة تغليب لغة السلام والوئام على ما عداها".

 

زوق مصبح والصليب الأحمر الدولي ودعا الشهيد حنا لحود ورئيس الجمهورية منحه وسام الاستحقاق الرئاسي الفضي

السبت 28 نيسان 2018/وطنية - ودعت بلدة زوق مصبح، بعد ظهر اليوم، شهيد الصليب الأحمر الدولي حنا لحود في مأتم مهيب، ترأسه النائب البطريركي العام على نيابة صربا المطران بولس روحانا وعاونه راعي أبرشية صيدا للموارنة المطران مارون عمار، راعي أبرشية بعلبك للموارنة المطران سمعان عطالله ولفيف من الكهنة في كنيسة مار شربل ادونيس. وشارك في مراسم الدفن إلى جانب عائلة لحود وزوجته، ممثل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب نعمة أبي نصر، ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العقيد فؤاد الزغبي، سفير اليمن في لبنان عبدالله عبد الكريم الدعيس، ممثل رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب شانت جنجيان، ممثل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل غسان عطالله، ممثل النائب جورج عدوان أندريه السرنوق، رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي، مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف دومينيك شيلهارد، الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتاني، إضافة إلى مسؤولين من الصليب الأحمر اللبناني ومن اللجنة الدولية وحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، رئيس وأعضاء بلدية الزوق ومخاتيرها، وحشد من أصدقاء لحود من لبنان والدول التي خدم فيها.

بعد الإنجيل المقدس ألقى المطران روحانا عظة، نقل فيها تعازي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي للعائلة والأصدقاء، وتوقف فيها عند "دعوة ورسالة الشهيد لحود الذي قضى في مدينة تعز اليمنية، أثناء تأديته الواجب الإنساني"، مشيدا ب"الخصال والصفات الحميدة، التي كان يتمتع بها الراحل، الذي كان شاهدا حيا في تونس والجزائر والعراق وغينيا وموريتانيا واليمن للمبادئ الإنسانية، التي يقوم عليها الصليب الأحمر".

كلمات

وبعد انتهاء المراسم، وقبل توجه العائلة إلى مسقط رأس الشهيد في بريح، ألقى مارك نحاس كلمة باسم "أصدقاء حنا لحود"، وألقى كلمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني، والزعبي باسم الصليب الأحمر اللبناني، وكلمة العائلة ألقاها شقيقه فؤاد؟، ونوهت الكلمات ب"صفات حنا لحود الذي كان بطل الإنسانية والملتزم بقضاياها، وأن حياته كانت كلها اندفاعا وخدمة وتفانيا، وأنه يمثل صلابة الأرز وعنفوان الجبل ووجه لبنان الرسالة، وكان الشاب الطموح والجدي، الثابت والمملوء فرحا". وقدم خوري باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الاستحقاق الرئاسي الفضي للشهيد لحود "تقديرا لشهادته لأجل لبنان والإنسانية جمعاء"، كذلك قدم مدير العمليات في الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميدالية الشرف من قبل اللجنة "تقديرا للجهود الكبيرة في الأعمال الإنسانية".

 

باسيل دعا في رسالة الى غوتيريس وموغيريني لسحب بيان مؤتمر بروكسل: لبنان قدم الكثير للنازحين فبادلوه بالأفعال وليس ببيانات تقوضه وتقوده للمجهول

السبت 28 نيسان 2018 /وطنية - وجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسالة الى كل من الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أكد فيها أن "لبنان متمسك بالحل السياسي في سوريا ولكنه يرفض ربط العودة بهذا الحل الذي قد يطول، أو ربطها بعملية إعادة الإعمار". واذ شدد على أن البيان المشترك الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بروكسل يوم 25/4/2018 بعد إنتهاء أعمال مؤتمر بروكسل 2 لدعم مستقبل سوريا والمنطقة "تعارض مع سياسة لبنان العامة المتعلقة بالنازحين السوريين"، أعرب عن استنكاره "أسلوب الترهيب والتخويف المعتمد في البيان والذي يمارسه مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان عبر زرع الخوف والتردد في نفوس النازحين الذين يرغبون في العودة إلى بلادهم".

ودعا الى "سحب هذا البيان ولنعمل سويا لإعادة صياغة رؤية مشتركة لحل أزمة النازحين السوريين، مبنية على العودة التي أصبحت بمتناول اليد".

وجاء في نص الرسالة: "أوجه اليكم هذه الرسالة، وذلك على أثر صدور البيان المشترك عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بروكسل يوم 25/4/2018 بعد إنتهاء أعمال مؤتمر بروكسل 2 لدعم مستقبل سوريا والمنطقة.

يرزح لبنان تحت عبء نزوح اكثر من مليون ونصف نازح سوري، وذلك منذ اكثر من سبع سنوات، وقد كبد هذا النزوح الاقتصاد اللبناني خسائر تقدر بأكثر من 18 مليار دولار، وتتحمل بناه التحتية التي لا تلبي متطلبات شعبه اصلا، ضغطا كبيرا جراء استعمالها من قبل هؤلاء النازحين، يضاف اليهم حوالي 500,000 لاجئ فلسطيني. كل هذا انطلاقا من موجبي الأخوة والإنسانية بشكل أساسي، ناهيك عن اننا عضو مؤسس في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ونلتزم بمبادئهما ونحترم ونطبق شرعة حقوق الإنسان التي تشكل جزءا لا يتجزأ من دستورنا، بالرغم من عدم توقيعنا على اتفاقية جنيف لعام 1951.

نتج عن عملية النزوح تبعات ضخمة على الصعد السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الصحية، التنموية، التربوية، البيئية والأمنية وأهمها على الإطلاق تبعات خطيرة تهدد النسيج الاجتماعي اللبناني والهوية اللبنانية.

تضمن البيان المشترك عدة نقاط اثارت فينا الكثير من الريبة والشك بنوايا المجتمع الدولي تجاه لبنان ورؤيته لحل أزمة النازحين السوريين فيه، فالذهاب الى مؤتمر دولي مهم كمؤتمر بروكسل 2 يستوجب إعادة صياغة كاملة للمبدأ الاساسي الذي قام عليه المؤتمر، فعوضا عن التباحث في كيفية مساعدة هؤلاء النازحين لتأسيس حياة بديلة والبقاء في لبنان، كان الأولى ان نتباحث في كيفية دعم المجتمع الدولي لعملية عودة هؤلاء النازحين الى بلدهم ومدنهم وقراهم، عودة اردناها ان تكون آمنة وكريمة، تتماهى مع الواقع الميداني في سورياالذي تغير بشكل ايجابي خلال الاشهر الماضية، اذ ان مدنا كحلب وحمص والعاصمة دمشق، ناهيك عن معظم المحافظات اصبحت آمنة بشكل كبير والحياة اليومية فيها طبيعية.

بالتالي لا يمكن لبيان صادر عن اهم تجمعين دوليين ان يغفل هذه الوقائع وذلك خوفا من عودة النازحين السوريين إلى بلدهم واضطرارهم الى المغادرة مجددا واللجوء الى الغرب أو لأغراض سياسية أخرى لا تمت بالمصلحة اللبنانية ولا يمكن للمجتمع الدولي ان ينام مطمئنا بينما لبنان يرزح تحت هذا الثقل فقط لمخاوف في نفوس البعض. ان البيان المشترك تعارض مع سياسة لبنان العامة المتعلقة بالنازحين السوريين واستعمل مصطلحات جديدة غير متفق عليها وغير مقبولة لبنانيا كمفهوم "العودة الطوعية" و"العودة المؤقتة" و"خيار البقاء" و"الاقامة الشرعية" وغيرها من المفاهيم التي تشجع السوريين على البقاء في لبنان وتمويل بقائهم عوضا عن وضع خطة وتمويلها لعودتهم الكريمة والآمنة والتدريجية إلى سوريا، فلبنان يتحفظ على هذه التعابير في اي موقع يتواجد فيه النازح السوري.

كما استنكر اسلوب الترهيب والتخويف المعتمد في البيان والذي يمارسه مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان عبر زرع الخوف والتردد في نفوس النازحين الذين يرغبون في العودة إلى بلادهم واستعادة حياتهم الطبيعية، فبدلا من تشجيعهم وتسهيل عودتهم يعملون على ترهيبهم بهدف ابقائهم في لبنان، ناهيك عن فرض شروط مستحيلة على طالبي اعادة التوطين في بلدان ثالثة غير لبنان. يهمني ان أوكد لكم على مواقفي السابقة والرافضة رفضا قاطعا ونهائيا لمبادئ "التوطين" و"الاندماج" "والانخراط في سوق العمل" الواردة في البيان، فالشباب اللبناني يعاني من البطالة وعدم توفر فرص العمل، مما يدفعه الى الهجرة، فكيف لوطن يعاني من هجرة ابنائه ان يؤمن العمل لهذا الكم من النازحين. من منطلق الحرص على استقرار لبنان ومصلحة المواطنين السوريين يتوجب على جميع الأطراف الدولية والأممية البدء بالتحضير والإعداد والتمهيد لعودة النازحين السوريين الآمنة والكريمة إلى المناطق الآمنة والمستقرة في الداخل السوري، وهو الحل المستدام والوحيد لأزمة النزوح، مع الالتزام بمبدأ عدم الاعادة القسرية. أعيد التأكيد ان لبنان متمسك بالحل السياسي في سوريا ولكنه يرفض ربط العودة بهذا الحل الذي قد يطول، أو ربطها بعملية إعادة الإعمار، مع الإشارة الى ان فئات كبيرة من النازحين تريد العودة إلى مناطق مستقرة أمنيا وفيها مقومات العيش الأساسية، وفي حال ربط إعادة الإعمار بالحل السياسي فإنكم تمنعون هؤلاء من ممارسة حقهم باختيار العودة وتنفيذها.

بناء على ما تقدم، أدعوكم الى سحب هذا البيان ولنعمل سويا لإعادة صياغة رؤية مشتركة لحل أزمة النازحين السوريين، مبنية على العودة التي أصبحت بمتناول اليد، عودة تتناسب مع المعايير الدولية التي تحافظ من جهة على مصالح لبنان وتحمي من جهة أخرى النازحين من ويلات الحروب والنزاعات، فلبنان قدم الكثير وفتح ذراعيه لإغاثة هؤلاء النازحين وحمايتهم، فبادلوه الجميل بالأفعال وليس ببيانات تقوضه وتقوده إلى المجهول. انني ارى نفسي مضطرا الى التفكير بإتخاذ إجراءات بحق المنظمات التي تصر على اعتماد سياسات ومواقف وبيانات تمس بسيادة لبنان وقوانينه وتهدد سلمه الأهلي".

 

رعد: المنافسة في الاستحقاق الانتخابي دليل عافية وحسن نيتنا لا يلاقيها كل الناس

السبت 28 نيسان 2018 /وطنية - رعى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الاحتفال الذي نظمته بلدية مدينة النبطية، بمناسبة ذكرى ولادة الإمام المهدي، بالتعاون مع كشافة الإمام المهدي لافتتاح مهرجان "بقية الله" الذي يتضمن نشاطات فنية وموسيقية وفكرية وألعابا ومسرحا على مدى اسبوع، في موقف فخرالدين - مدينة النبطية، بحضور ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر، رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل، اعضاء المجلس البلدي لمدينة النبطية، مخاتير المنطقة وشخصيات وفاعليات ومواطنين. بعد ايات بينات من الذكر الحكيم، كانت كلمة بلدية النبطية القاها عضو المجلس البلدي محمد حسن عماد جابر رحب فيها بالحضور، شاكرا لكشافة المهدي انشطتهم في مدينة النبطية. واعتبر رعد في كلمته ان "خيارنا هو خيار المقاومة وشرعنتها وتأمين العيش الكريم لأهلنا واقامة الدولة القوية والعادلة التي تنصف الناس". وأكد ان "المنافسة في الاستحقاق الانتخابي هو دليل عافية، ولكن حسن نيتنا لا يلاقيها كل الناس، فهناك اناس يمارسون الحقد ويستخدمون كل من يستطيعون استخدامهم من اجل ان ينفثوا احقادهم ويحرضوا ويحققوا مشروعهم ومشاريع الاخرين على مصلحة شعبنا ورؤيته".