المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april28.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الإنسان الواقع في التجربة

الياس بجاني/الاعتداء على أحرار لبنان/جريدة السياسة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية/المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية

الياس بجاني/رابط مقالتي الجديدة المنشورة يوم أول أمس في جريدة السياسة: الاعتداء على أحرار لبنان/جريدة السياسة

الياس بجاني/المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية والأنقى والأصدق

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو من صوت لبنان مقابلة مع الباحث والمحلل السياسي الياس الزغبي

الياس الزغبي: رفع صوت المسؤولين ضد المجتمع الدولي لا يحل مشكلة النزوح بل الضغط على النظام

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع د.انطوان سعد

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع المرشح مازن سكاف عن دائرة المتن الشمالي

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع أستاذ العلاقات الدولة الدكتور سامي نادر

الأمين يطالب رئيس الجمهورية بحماية مرشحي الاعتراض وحرية الناخب جنوباً

على هذه الارقام.. اقفلت صناديق الإقتراع في الدول العربية

رئيس بلدية القاع: الى متى المعاناة والذل لننال حقوقنا في الكهرباء والمياه ومن المسؤول؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 27 نيسان 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 27/4/2018

مسيحيو الشرق.. البحر أمامكم والحرب وراءكم

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا تقدير موقف رقم 191

باسيل أبلغ نصرالله أنه و”التيار” عائدون تحت جناح “حزب الله” بعد الإنتخابات؟

تسليم نصرالله مفتاح كسروان دعامة لحلف الأقليات

آخر ابتكارات "الرشاوى" الانتخابية

هل يقبض "حزب الله" على برلمان 2018 في لبنان؟

الحرب المدمّرة في لبنان قادمة.. 2006 الى الواجهة وتطوّر مرتقب

قيصر معوض يعلن انسحابه من لائحة "نبض الجمهورية القوية"

الكتلة النيابية المقبلة.. أي مشهد ستصنع بعد 7 أيار؟

غالب غانم: قرار مهم لـ "الدستوري" في شأن الـ 49 وتعطيل الموازنة لمـــــدة شهر لم يكن كارثياً

لبنان الثاني إقليميّاً في التحويلات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: إيران جنّدت 80 ألف مقاتل شيعي في سوريا 

ترامب: إيران لن تمتلك أسلحة نووية

بومبيو يدعو إلى إصلاح «عيوب النووي» الإيراني

ترحيب دولي بالقمة «التاريخية» بين الكوريتين

الكوريتان تتفقان على إعلان نهاية الحرب ونزع السلاح النووي

مجلس الشيوخ يوافق على تعيين بومبيو وزيراً للخارجية

مستشار خامنئي يهدد بخطوات انتقامية إذا انتهى {الاتفاق النووي}

ماكرون يتوقع انسحاب ترمب... وماتيس ينفي التوصل إلى قرار... و«الحرس الثوري» يطالب بالخروج من اتفاقية حظر الانتشار

حفتر يعود إلى بنغازي... والاحتفالات تعم شرق البلاد وسلامة يبحث مع فيديريكا موغيريني التطورات السياسية في ليبيا

قانون يفتح الباب أمام التغيير الديموغرافي في سوريا

أبي نصر في هجوم على مؤتمر بروكسل: التوطين آت والحريـري مطالب بالتوضيح

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هكذا يقرأ «حزب الله» «أُمَّ معاركه» الشيعية في بعلبك  الهرمل/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

المطران مطر لـ«الجمهورية»: الإلغاء مرفوض مسيحياً... «ومَن اشتراكَ باعَك»/ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية

لماذا اختار المجلس الدستوري إغتيال «فارس الموازنة» وحيداً/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

المغتربون يقترعون... فهل يبدّلون نتائج الداخل/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

الإنتخابات دخلت مرحلة الخطر.. والمسيحيون نادمون/هيام القصيفي/الأخبار

الحيوية الديمقراطية بين لبنان المغترب ولبنان المقيم/الهام فريحة/الأنوار

فساد الانتخابات/حنا صالح/الشرق الأوسط

بين سراب نظرية الإنصهار وواقع الفدرالية/ألفرد رياشي/موقع اليوم الثالث

يا ليتنا كنا معكم/مكرم رباح/الراي الكويتية

شيعة السفارة" تردّ على "شيعة إيران"/"ليبانون ديبايت"/نهلا ناصر الدين

هيستيريا حزب الله وتراجيديا شكسبير/مالك العثامنة/الحرة

اتفاق ترمب وكيم يحمل بعض الأمل/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

خطيئة أوباما... وتكاليف التراجع/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

المنجدون/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إيران ليست مشكلة الخليجيين/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الدروس الأفغانية للسوريين/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون جال في الخارجية على مراكز مراقبة الإقتراع خارج لبنان وحيا المقترعين: إنه لإنجاز أن نصل بأرقى تنظيم للانتخابات في العالم في 40 دولة

حمادة: أفتخر بأن ملف البواخر لم يمر

الراعي في عشاء الرابطة المارونية: عون ماروني لكنه يعمل من اجل كل اللبنانيين ومؤتمن على إستقلال لبنان وسيادته وسلامة أراضيه

الراعي في احتفال اليوبيل المئوي الثاني لدير مار ضومط للراهبات الانطونيات: لا يمكن الاتكال على الأسرة الدولية لتأمين عودة النازحين

40 عاما من حفظ السلام لليونيفيل في جنوب لبنان بمعرض للصور روميرو ماري: لن نرتاح حتى تحقيق السلام في لبنان

جعجع: نواجه خطرا فعليا بسقوط الدولة إن استمرينا بإدارتها على الشكل الراهن وحجم كتلة "القوات" يؤثر على تشكيل الحكومة ونهج إدارة الدولة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد

إنجيل القدّيس لوقا10/من38حتى42/"فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا. وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ. أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!». فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا». رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من01حتى07/إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم

"يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ رَسُولِ المَسيِحِ يَسُوعَ بِمَشِيئَةِ ٱلله، ومِنْ طِيمُوتَاوُسَ الأَخ، إِلى كَنِيسَةِ ٱللهِ الَّتي في قُورِنْتُس، وإِلى جَمِيعِ القِدِّيسِينَ الَّذِينَ في أَخَائِيَةَ كُلِّهَا: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ ٱللهِ أَبِينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح! تَبَارَكَ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَرَاحِمِ وإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَة! هُوَ الَّذي يُعَزِّينَا في كُلِّ ضِيقِنَا، لِنَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُم في كُلِّ ضِيق، بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي يُعَزِّينَا ٱللهُ بِهَا. فَكَمَا تَفِيضُ عَلَيْنَا آلامُ المَسِيح، كَذلِكَ تَفِيضُ أَيْضًا بِالمَسِيحِ تَعْزِيَتُنَا. إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم، وهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تُعِينَكُم عَلى ٱحْتِمَالِ تِلْكَ الآلامِ عَيْنِهَا الَّتي نتَأَلَّمُهَا نَحْنُ. إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الإنسان الواقع في التجربة

الياس بجاني/27 نيسان/18

عندما تتخدر وتموت الضمائر ويفقد الإنسان احترامه لنفسه وتصبح كرامته للمساومة والأخطر يفقد إيمانه وخور رجاؤه ويمتهن ثقافة الأبواب الواسعة..هذا المخلوق الشارد كائن من كان يقع في التجربة ويصبح عبداً لغرائز التي هي الشيطان والموت في آن..هكذا بشر اسخريوتيين هم مرضى وبحاجة للصلاة..صلي من أجل توبتهم ومن اجل خروجهم من غياهب التجربة والإبليسية

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية/27 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة/

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9/

 

الياس بجاني: في أسفل رابط مقالتي الجديدة المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/الاعتداء على أحرار لبنان/جريدة السياسة/25 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

 

المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية والأنقى والأصدق

الياس بجاني/25 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64128

مما لا شك فيه وعملاً بالوقائع والمواقف وشهادة للحق والحقيقة فإن المعارضة الشيعية في لبنان بكافة أطيافها هي الأكثر صدقاً وجرأة وشفافية وتصميماً ووطنية.

ودون أي لف أو دوران وبصراحة متناهية فإن المعارضات الشيعية هي الوحيدة الصادقة 100% في تصديها السلمي والحضاري والدستوري لإحتلال إيران للبنان ولإرهاب وإجرام وهرطقات ذراعها الميليشياوية، حزب الله، وللمشروع الملالوي التوسعي والاستعماري والإمبراطوري.

نعم هي الأنقى من كل لوثات "الأنا" القاتلة التي تتحكم بممارسات وألسنة وتقلبات مواقف 14 آذاريين منافقين من أحزاب وسياسيين وإعلاميين ورجال دين هم من المذاهب اللبنانية ويوالون ويعارضون موسمياً وغب أولويات أجنداتهم الشخصية والسلطوية والنفعية.

نعم وألف نعم فإن المعارضات الشيعية هي الأشراف، وهي الوحيدة المتحررة من كل أورام سرطانيات الطاقم السياسي اللبناني العفن والنتن بغالبيته العظمى...

وهنا نعني تحديداً كل شركات الأحزاب والسياسيين الذين سرقوا ثورة الأرز وعهروها ومن ثم فرطوا تجمع 14 آذار السيادي..

فرطوا 14 آذار بوقاحة ابليسية ودخلوا بجحود ومكر وبرضاهم وعن سابق تصور وتصميم في أقفاص الصفقة الخطيئة تحت رايات نفاق الاستقرار، والواقعية وأولويات الملفات المعيشية وبحجج كاذبة في مقدمها هرطقات وخزعبلات من مثل

أن حزب الله من النسيج اللبناني،

وأنه حرر الجنوب،

وإنه انتصر في حرب 2006،

وأن سلاحه وحروبه وإيرانيته وإرهابه هي كلها ملفات دولية وإقليمية واللبنانيون عاجزون عن مواجهتها.

وأن بالإمكان التعاطي مع معضلة سلاحه عن طريق الحوار في حين أن ذميتهم وتقيتهم أوصلتهم لخطيئة التعامي الكلي عن مفاعيل القرارين الدوليين 1559 و1701.

أعطوا حزب الله رئاسة الجمهورية، والوزارة، والقانون الانتخابي، وارتضوا مقابل دخولهم جنة الحكم ولو برتبة تابعين للحزب ولفرماناته الإستراتجية، ارتضوا أن يساكنوا سلاحه ويتعايشوا مع احتلاله وهيمنته.

إن ال 14 آذاريين الحاليين والسابقين على حد سواء واسترضاءً للثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل) ابعدوا المعارضين الشيعة بالكامل عن تجمع 14 آذار، وأيضاً عن كل التجمعات التي أقاموها ولم يستمروا بأي واحدة منها خوفاً على كراسيهم ومصالحهم والنفوذ.

ابعدوا الوزير السابق محمد بيضون، والأستاذ كامل الأسعد، ومعهما كل المعارضين الشيعة الشرفاء من رجال دين وإعلاميين وسياسيين وناشطين عن كل تجمعاتهم وتحالفاتهم حتى لا يُغضبوا الرئيس نبيه بري تحديداً، وهؤلاء ال 14 آذاريين الذميين لا يزالون على موقفهم الجبان والذمي هذا حتى تاريخ اليوم.

على سبيل المثال لا الحصر، فإنه يوم اجبر مفتي صور العلامة علي الأمين بالقوة من قبل الثنائية الشيعية على مغادرة المدينة وتم عزله من منصبه وكان يومها رئيس الحكومة السنيورة لم يهب لمساعدته أحد وحرم حتى من معاشه...

عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإنه كان ولا يزال الهم الأول لأصحاب شركات الأحزاب كافة من الذين تلحفوا مؤقتاً بعباءة 14 آذار، أن يؤمنوا مصالحهم ويسترضوا الرئيس بري بشكل خاص.

اليوم وبعد أن نشرت جريدة الأخبار التابعة 100% لحزب الله صورة جامعة للعشرات من المعارضين الشيعة الشرفاء وهددتهم بالقتل وذلك بنعتهم زوراً بأنهم شيعة السفارات... نسأل لماذا لم يتحرك القضاء للقيام بواجبه؟

وفي هذا السياق الإستقلالي جاء الإعتداء السافر من حزب الله على الإعلامي السيادي علي الأمين وذلك لكونه معارض جدي وصادق لإحتلال حزب الله وللمشروع التوسعي الإيراني.

في الخلاصة فإن المعارضة الوحيدة الصادقة والشريفة والجريئة في مواجهة حزب الله والهيمنة الإيرانية في لبنان هي المعارضات الشيعية كافة ومنهم الشيخ صبحي الطفيلي والأستاذ أحمد الأسعد والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون والصورة التي نشرها جريدة الأخبار هي لمعظم هؤلاء السياديين والشرفاء بامتياز.

تحية من القلب لكل المعارضات الشيعية اللبنانية وهي بإذن الله ولأنها صادقة سوف تكون الخميرة التي ستخمر كل عجين وطني الحبيب لبنان وتعيد له الاستقلال والسيادة والحريات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو من صوت لبنان مقابلة مع الباحث والمحلل السياسي الياس الزغبي: المادة 49 التي اجازت الإقامة الدائمة لمن يشتري شقة في لبنان خطيرة جداً ولبنان غير قادر على تحمل نتائجها

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

 http://eliasbejjaninews.com/archives/64180

فيديو من صوت لبنان مقابلة مع الباحث والمحلل السياسي الياس الزغبي/27 نيسان/18

 

الياس الزغبي: رفع صوت المسؤولين ضد المجتمع الدولي لا يحل مشكلة النزوح بل الضغط على النظام

وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح أن "رفع صوت المسؤولين ضد بيان بروكسيل عن النازحين السوريين يسجل موقفا لكنه لا يؤدي إلى حل".

وقال: "إن توجيه الاتهام الاعلامي إلى المجتمع الدولي بالسعي إلى التوطين لا يسهل العودة، فحل المشكلة يكمن في وسيلتين هما توحيد الموقف اللبناني الذي بدا مشتتا ويستبطن شكا بين أطراف السلطة وتسهيل عودة النازحين إلى المناطق السورية المستقرة والواسعة بحسب ما يكرره بعض المسؤولين".

أضاف :" هذه العودة ممكنة بدون استغلالها لربط لبنان بالنظام. فكما أن عشرات آلاف اللبنانيين عادوا إلى لبنان بعد الحرب بدون الربط والتنسيق مع دول هجرتهم في العالم العربي والغرب، هكذا يجب أن يعود السوريون إلى وطنهم بصورة تلقائية".

وختم الزغبي:" المسألة تعود إلى رفض النظام عودتهم بحجة معارضتهم له. وهنا المأزق الذي لا يحله رفع عقيرة الرئاسات وحلفاء النظام ضد العالم، بل الضغط الموضوعي على الحليف، والكف عن وضع المسؤولية في غير مكانها".

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع د.انطوان سعد/27 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة/

https://www.youtube.com/watch?v=yf116fhFcdg

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع المرشح مازن سكاف عن دائرة المتن الشمالي/27 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة/

https://www.youtube.com/watch?v=Uohv11BDB0Q

 

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع أستاذ العلاقات الدولة الدكتور سامي نادر/27 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة/

https://www.youtube.com/watch?v=WdWcejZmaOA

 

الأمين يطالب رئيس الجمهورية بحماية مرشحي الاعتراض وحرية الناخب جنوباً

جنوبية/27 نيسان/18/تداعى عدد من النشطاء والإعلاميين إلى وقفة تضامنية مع الصحافي علي الأمين المرشح عن المقعد الشيعي في بنت جبيل على لائحة “شبعنا حكي”، اليوم عند الساعة الخامسة عصراً في ساحة رياض الصلح. وكان للأمين كلمة جاء فيها “ما جرى من اعتداء سافر ضد حقي في رفع صورة لي في بلدتي يثبت حقيقة ان العملية الانتخابية يجري انتهاكها بشكل صارخ وفج، واعتراضي ليس على ما نالني وهو غير مقبول بل اعتراضي على ضرب ديمقراطية العملية الانتخابية وحق المرشح المعارض بالتحرك اسوة بمرشحي حزب الله والسلطة عموما، وحق الناخب بالاقتراع بحرية من دون ضغوط امنية”. وتوجه الأمين الى الرئيس ميشال عون باعتباره حامي الدستور بالعمل على حماية العملية الانتخابية وتأمين شروط الحماية لمرشحي المعارضة في الجنوب.

 

على هذه الارقام.. اقفلت صناديق الإقتراع في الدول العربية

المركزية/27 نيسان/18/انتهت المرحلة الاولى من عملية اقتراع اللبنانيين في الخارج، حيث اقفلت عند الساعة 11:00 من مساء اليوم صناديق الاقتراع في الدول العربية الست: الامارات وقطر والسعودية والكويت وعمان ومصر.

وبدأت عملية إحصاء الظروف.

وعند الحادية عشرة سجل اقفال آخر  مراكز الاقتراع في الانتخابات النيابية في دولة مصر.

وكانت قد أقفلت في وقت سابق اقلام الاقتراع في كل من السعودية والكويت وقطر.

وقد بلغت نسبة الاقتراع في قطر 76.5 في المئة حيث اقترع 1402 مغترب لبناني مسجل من اصل 1832

في حين بلغت نسبة الاقتراع في الكويت 69 في المئة مع اقتراع 1298 شخصا.

وأقفلت صناديق الإقتراع في مسقط في سلطنة عمان على نسبة مشاركة بلغت 74.6 بالمئة، حيث اقترع 221 ناخبا من اصل 296 مسجلين على لوائح الشطب.

كما أقفلت صناديق الاقتراع في دولة الإمارات، ووصلت نسبة الإقتراع إلى 60.5 بالمئة، وحصلت جبيل والمتن وبعبدا على أعلى النسب.

وفي السعودية أقفلت صناديق الاقتراع على نسبة مشاركة بلغت 62,4 % اذ اقترع 1989 من اصل 3131 مسجلين على لوائح الشطب من بينهم 1195 في الرياض.

وفي القاهرة  اقترع 131 ناخبا من اصل 257 اي ما نسبته 51 %.

تجدر الإشارة إلى أنّ عملية إقتراع اللبنانيين انطلقت صباح اليوم في 6 دول عربية،  وبلغ مجموع الناخبين المسجلين في هذه البلدان على لوائح الشطب، والّذين اقترعوا في السفارات اللبنانية، 12615 مواطناً لبنانياً مغترباً.

 

رئيس بلدية القاع: الى متى المعاناة والذل لننال حقوقنا في الكهرباء والمياه ومن المسؤول؟

الجمعة 27 نيسان 2018 /وطنية - الهرمل - قال رئيس بلدية القاع بشير مطر في بيان: "اتصلت بشركة الkva لأبلغها عن عطل طرأ على الشبكة في بلدة القاع يوم أمس، فأفادتني الشركة ان تصليح هذا العطل هو من اختصاص شركة الكهرباء وعمال وموظفي هذه الشركة ينفذون اضرابا عن العمل. في السابق كنا عندما نتصل لتصليح بعض الاعطال وهي كثيرة كثيرة، كان الجواب ان عمال ال kva ينفذون اضرابا واعتصاما ولا يعملون، وكأن الاهالي يدفعون الثمن بمزيد من العتمة وبارتفاع فاتورة المولد وشحا بالمياه كون محطات مياهنا تعمل على الكهرباء". وسأل: "الى متى هذه المعاناة وهذا العذاب وهذا الذل لننال حقوقنا في الكهرباء والمياه ومن المسؤول؟ ما ذنبنا بكل هذه المعمعة؟". وقال: "طرحنا في السابق ان تتعاون البلديات مع شركة الكهرباء لتأمين فريق طوارىء لتصليح الاعطال في حالات الاضراب او العجز ولم نجد آذانا صاغية. نريد الكهرباء والمياه حالا، نريد حقوقنا التي ندفع اموالنا مقابلها. ومن له أذنان صاغياتان فليسمع".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 27 نيسان 2018

النهار

تبيّن أن مستودع الناطور للحوم الذي أُقفل أمس كان قد أُقفل تكراراً في 2013 و2014 و2015 من دون اعلان ‏الأسباب التي أدت الى إعادة فتحه.

يبدي مرشّح في البقاع الغربي استياءه من شريك له على اللائحة يحاول أن يشتري الأصوات التفضيلية في القرى ‏المحسوبة على الأول وحرمانه منها....

اتصل مرجع روحي بمرشحين في دائرة بيروت الأولى متمنياً عليهما اعتماد خطاب عقلاني وهادئ بعيداً عن تبادل ‏التهم والشتائم...

البناء

كواليس

اعتبرت مصادر عسكرية تتابع الوضع في سورية أن كلام وزير الخارجية الأميركية المعين مايك بومبيو أمام ‏الكونغرس عن مشاركات أوروبية وإقليمية إلى جانب القوات الأميركية التزام إنشائي غير قابل للتحقيق. فمجيء ‏القوات الفرنسية محظور بسبب التحذيرات التركية والمشاركة الخليجية ستواجه مشكلتي القدرة التي تمنعها حرب ‏اليمن والموقف التركي الحذر من أي حضور خليجي منافس، إضافة لما سيطالها من عمليات سورية ومن حلفاء إيران ‏أما التسليم لتركيا فسيواجه برفض كردي، ولذلك تعتقد المصادر أن واشنطن لا تملك استراتيجية واضحة لمستقبل ‏وجودها في سورية وتنتظر مفاوضاتها مع موسكو.

‎ ‎خفايا

أكدت أوساط سياسية أن قانون العفو العام دونه عقبات من شأنها تجميد صدوره لأجل غير محدود إفساحاً في المجال ‏لمعالجة قضايا شائكة مستبعَدٌ حلها قريباً، وأبرزها يتعلق بمسألة الذين فرّوا إلى الكيان "الإسرائيلي" إبّان تحرير ‏الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الصهيوني عام 2000 ولا سيما أولاد وأحفاد هؤلاء الذين عاشوا وما زالوا منذ ‏ولادتهم في الكيان الغاصب.

اللواء

لم يؤدِ لقاء عقده زعيم وسطي مع حركة سياسية إلى تفاهم، وعلى الأخص في الحقل الاقتراعي.

لا يزال فريق حزبي مطمئناً إلى إمكانية وصفت بأنها أكثر من مقبولة لفوز مرشحه في دائرة إشكالية.

عززت مواقف أخيرة، شبه رسمية، اتجاهات إيجابية لمصلحة فريق سياسي معروف، لا سيما لجهة النازحين.

الجمهورية

بدأت تُسمع أصوات في إحدى الدوائر الانتخابية تدعو الى محاسبة من وصفته بـ "يوضاس الذي لم يكتفِ بالخيانة ‏وإنما راح يتورّط بتوزيع الرشاوى".

لاحظت مصادر نيابية جنوبية أن السلطة تتحكم بها بعض القوى السياسية التي تنجز الصفقات عبر مؤسسات الدولة ‏وأينما حلت حلّ الفساد.

عبّر مرجع حزبي عن تخوّف من عدم إقبال منتشرين من طائفة معيّنة للإقتراع في بلاد الإغتراب تحسُّباً لأي ملاحقة ‏دولية

وصفت أوساط سياسية متابعة لحركة أحد التيارات على الأرض بالوصول إلى "مصلّبيّة ما في عليها بوليس والسير ‏واقف والسيارات فايتة ببعضا".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 27/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

المرحلة الأولى من انتخابات المنتشرين انتهت في ست دول عربية وبعد غد في دول أجنبية والتجرية هي الأولى من نوعها في لبنان الذي يتحضر لإنتخابات المقيمين أحد الأسبوع المقبل وسط تحركات كثيفة للمرشحين وقد برزت جولة الرئيس سعد الحريري شمالا فيما برزت الزيارة التفقدية لرئيس الجمهورية الى غرفة المتابعة الإنتخابية في الخارجية.

وعلى صعيد الوضع في الخارج بدأ رئيس الدبلوماسية الأميركية مايك بومبيو أول تحرك له بعد اثنتي عشرة ساعة من اعتماده في منصبه رسميا وهو أمضى وقته هذا اليوم في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل واجتمع الى وزير الخارجية التركي الذي أعلن أن قوات بلاده ستشارك القوات الأميركية في معركة منبج السورية.

في غضون ذلك قال المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة إن إيران جندت 80 ألف مقاتل في سوريا، مضيفا أن إسرائيل لن ترضى بذلك ووصف المستشار الإيراني الأول في الأمم المتحدة التصريحات الإسرائيلية بأنها تلفيق واضح.

إذا انتخابات المنتشرين اللبنانيين تمت في مرحلتها الأولى فكيف بدت أولى الخطوات التطبيقية لقانون النسبية الجديد؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

لبنان المنتشر لم يعد بدءا من اليوم لا مغتربا ولا مغربا هذا اللبنان الحي في قلوب ابنائه الذين ابعدهم الجوع يوما والظلم يوما وضيق فرص الحياة اياما لم ينسوه ابدا وصار هو يعيش فيهم بدلا من ان يعيشوا فيه فحنوا عليه ورفدوه بكل المستلزمات المادية والدبلوماسية والاقتصادية ولا زالوا.

هؤلاء استردوا من لبنان الدولة اليوم دينا مستحقا من خلال اشراكهم بالقرار عبر حصولهم على حق الانتخاب، واليوم اقترعوا وفي العام 2022 سينتخبون وينتخبون.

الاقتراع الذي بدأ في الدول العربية اثبت فعاليته تقنيا ساعد في ذلك قلة عدد المسجلين بالاقتراع والاقبال المتوسط على الصناديق، ورغم بعض الشوائب والاخطاء البسيطة الا انها لم تكن من النوع غير المألوف.

لكن الاعتراضات التي هي من طابع سياسي فطبيعي ان يصعب حلها لانها جزء من عدة المعركة في ما الجميع يستعد لخوض النزال الكبير في السادس من ايار.

الMTV عبر مراسليها واكبت الحدث من عدة دول عربية وهي ستكون معكم من اوروبا ومن اميركا وكندا والبرازل واستراليا الاحد.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

ما خلا دولة الكويت العريقة بالتجربة البرلمانية، فإن عددا من الدول العربية يخوض انتخابات نيابية للمرة الأولى لكن من بوابة السفارات اللبنانية وقنصلياتها وقد نجح لبنان في انتشاره وفي نشره هواء ديمقراطيا وتم اختبار عملية الاقتراع النسبي على المغتبربين تمهيدا لإجرائها في السادس من أيار على مستوى لبنان ويعود ريع هذه العملية الى الصندوق الأبيض لوزير الخارجية جبران باسيل المقاتل على جبهة المغتربين شرقا وغربا الذي يحسب له انتشاره من مجلس النواب حيث أقر حق الانتخاب إلى دول الاغتراب فالتسجيل والتنظيم حصد باسيل ولبنان اليوم ثمرة جهد السنين وثبت حقا للبنانيين بدل شحن بعضهم في كل دورة انتخابية على جناح اللوائح السياسية والتعامل معهم على أنهم أعداد للذهاب والإياب وما أنجزه لبنان اليوم لن يقاس بالأعداد الضئيلة المسجلة للاقتراع ولا بنسبة المشاركة إنما بتحقيق الفكرة والإصرار على إتمامها وتخطي صعوباتها.

عملية إقتراع اللبنانيين كانت قد انطلقت في ست دول عربية، هي الإمارات وسلطنة عمان ومصر والسعودية وقطر والكويت على أن تغلق صناديق الاقتراع عند الساعة الحادية عشرة مساء أما عدد المسجلين على لوائح الشطب فلم يبلغ سوى 12615 مواطنا لبنانيا مغتربا لكن الصناديق التي تحمل أصوات اللبنانين لن تشحن عبر الـ"دي.أتش.أل" اليوم الى بيروت، لكون الشركة لا تقدم خدمات يوم الجمعة وهذا قد يشكل قلقا لدى المندوبين لكون الصناديق سوف تبات ليلتها في احضان الغربة وللاطمئنان عليها. سنبدا تباعا في جولة مع المراسلين المنتشرين في الخارج وفي بيروت من الكويت رامز القاضي من السعودية حسان الرفاعي من قطر راشيل كرم ومن دبي حليمة طبيعة وفي بيروت: من الخارجية دارين دعبوس من مركز التيار في ميرنا الشالوحي رواند ابو خزام وغدي بو موسى من ماكينة القوات في معراب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الانتخابات النيابية انطلقت باكورتها اليوم بشقها الاغترابي العربي لتستأنف بشقها الاجنبي بعد غد الاحد قبل ان يحل يوم المنازلة الكبرى داخل لبنان في السادس من ايار، اليوم الانتخابي اللبناني في الدول العربية الست مصر والسعودية والامارات وقطر والكويت وسلطنة عمان تتواصل وقائعه بثلاثة منذ الصباح وتشير اخر النسب الى نسبة الاقبال على صناديق الاقتراع بلغت حتى الان اكثر من 54 بالمئة، علما ان الناخبين الذي سجلوا اسماءهم في الدول الست بلغ عددهم 12 الفا.

وفي ما يتصل بالانتخابات اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري على ضرورة الذهاب الى انتخابات نظيفة خالية من اي شوائب لا في يوم الاقتراع ولا في فترة التحضير للانتخابات. وابدى استياءه البالغ مما يحصل من ارتكابات ان لجهة دفع المال وشراء الاصوات التي يلجأ اليه البعض على المكشوف وبلا خجل او حياء او لجهة رشاوى التوظيف العشوائي التي تزايدت اخيرا او في الخطاب الخطير المستخدم من بعض الاطراف. واكد الرئيس بري ان مثل هذه الارتكابات وكذلك الخطاب الطائفي والمذهبي جريمة ترتكب بحق البلد ولا يجوز ابدا ان نؤسس لمخاطر كبرى من شانها تدفيع لبنان واللبنانيين اثمانا باهظة فحذار العبث بلبنان وباستقراره وبتوازناته.

رئيس المجلس التقى اليوم المدير العام للامن العام عباس ابراهيم الذي علق للNBN على بيان بروكسل بالقول: "لن ازيد ولن انقص اي كلمة على بياني رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وابصم عليها بالعشرة".

فلسطينيا، يوم جمعة خامسا من مسيرة العودة الكبرى تفجر اليوم وخصوصا عند حدود قطاع غزة مع الاراضي المحتلة، ثلاثة شهداء وحوالى 400 جريح حصيلة غير نهائية قدمها الفلسطينيون في يوم الشباب الثائر خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي عند السياج الحدودي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

من المحيط الى الخليج هكذا كانت حدود لبنان الديمقراطي اليوم، اما الاحد فحدوده ستكون العالم، انجاز انتظره اللبنانيون منذ ما قبل الاستقلال منذ ايام الرئيس ايوب ثابت على اقل تقدير 75 عاما مضت اتى رؤساء ورحلوا شكلت عشرات الحكومات وانتخبت عشرات المجالس النيابية ومضت.

لبشارة الخوري يسجل الاستقلال، ولكميل شمعون تسجل مواجهة مشروع الوحدة لفؤاد شهاب بناء المؤسسات لشارل حلو وسليمان فرنجيه والياس سركيس محاولة رأب الصدع لبشير الجميل ورينيه معوض الشهادة لامين الجميل العيش في التناقضات والتعايش معها لالياس الهراوي الثالث عشر من تشرين لاميل لحود تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي.

لميشال سليمان التردد واللاقرار اما لعهد الرئيس ميشال عون الذي لا يزال في بدايته فالى دحر الارهاب وادخال النسبية الى القاموس الانتخابي سيسجل التاريخ وباحرف من ذهب ان المنتشرين اللبنانيين اقترعوا للمرة الاولى وان مشاركتهم في الحياة السياسية اللبنانية لم تعد حبرا على ورق وان الحلم صار حقيقة.

وسيسجل التاريخ ايضا ان الخطوة ترجمتها حكومة يراسها سعد الحريري ووزير داخليتها وسيسجل ايضا بكل موضوعية ان المستحيل صار ممكنا في ايام تولي جبران باسيل وزارة خارجية والمنتشرين اللبنانيين.

ومن هذه الوزارة بالذات محور التهجمات والانجازات بداية النشرة.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

رد صارخ ومدو اطلقته عاصمة الشمال على كل الادعاءات والفبركات والمزاعم. ففي مستهل جولة شمالية بدأت من طرابلس، كان اليوم الطويل لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

بحر من البشر كان في الاستقبال في ساحات المدينة وازقتها واسواقها القديمة: في المينا والبداوي والتبانة والقبة وباب الرمل.

اهل الوفاء تقاطروا بالالاف في كل ساحة من ساحات طرابلس فانشدوا وغنوا ونثروا الارز ابتهاجا بوصول الرئيس الحريري الى مدينتهم فبايعوه ليتوجه اليهم بالقول أنتم أوفى الناس وأصدق الناس مؤكدا ان طرابلس يجب أن تبقى حرة لاهلها.

وقال الرئيس الحريري ان تيار المستقبل هو التيار السياسي الوحيد الذي يجمع عليه كل اللبنانيين.

اضاف الحريري: نحن لطالما أردنا أن نجمع كل اللبنانيين أن نجمع معنا كل الأوفياء الصادقين أن نجمع أهالي طرابلس على عمل الخير للنهوض بهذا الوطن.

واكد ان مدينة طرابلس التي قامت حين استشهد رفيق الحريري، ستظهر في السادس من أيار ما هو لونها بالنسبة لمسيرة رفيق الحريري وسعد الحريري.

وامام مفتي طرابلس وعلماء ومشايخ دار الفتوى اكد الرئيس الحريري ان التحدي في المنطقة كبير لمواجهة من يريدون أخذ شبابنا إلى مكان لا يريده اهل الدين الحنيف دين الاعتدال والمحبة والسلام.

جولة الرئيس الحريري التي تخللتها دعوة لاهالي طرابلس للاقتراع بكثافة تزامنت مع انطلاق العملية الانتخابية للمغتربين في ست دول عربية هي المملكة العربية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة ومصر وسلطنة عمان.

اقتراع المغتربين، الذي يجري لاول مرة في تاريخ لبنان، واكبته وزارة الخارجية منذ ساعات الصباح الاولى.

كما زار رئيس الجمهورية ميشال عون وزارة الخارجية مطلعا على سير العملية الانتخابية؛ مشيدا بالتقنية المتبعة. كما عقد اجتماعا في غرفة العمليات ضم وزيري الخارجية جبران باسيل والداخلية نهاد المشنوق.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لبنان ينتخب، بدءا من صناديق الخارج.. اول خطوة فعلية انهت عملية حجب حق الاقتراع عن اللبنانيين لتسع سنوات، ففتحت الصناديق لاول مرة خارج الحدود في ست دول عربية، في خطْوة حياها رئيس الجمهورية ولفت الى اهميتها الوطنية والتقنية..

تجربة لم تخل من تفاوت التقييم لها بين انها فتح جديد لوصل الاغتراب اللبناني بالحياة الوطنية، واعتبار البعض الآخر انها فلكلورية تخضع لاستنسابية اختيار المراكز والتوزيع في ظل عدم قدرة المغترب على امتلاك حرية التصويت..

لكن بلا ادنى شك ان للعملية ايجابية على بعض الدول العربية، انها ادخلت الى اراضي تلك الدول صناديق الاقتراع، وعرفت مجتمعاتها وسلطاتها على شيء اسمه انتخابات..

اقفلت صناديق الاقتراع او تكاد عن نسبة متفاوتة بين دولة واخرى، وفتحت ابواب الاسئلة وبعض الشكاوى، عن تجربة جديدة ببعديها: فهي اول انتخابات لبنانية في الخارج، واول مرحلة من العملية الانتخابية وفق قانون النسبية، فكانت الايجابية نسبية، مع شكر اللبنانيين للجهد التقني الذي بذلته الوزارات المعنية، على امل ان تتم الاستفادة من بعض الملاحظات للحظها في انتخابات الاحد المقبل في الدول الغربية، وفي السادس من ايار يوم الذروة الانتخابية..

في فلسطين وعلى طريق الخامس عشر من ايار يوم مسيرة العودة، مشى الفلسطينيون اليوم في جمعة الشباب الثائر.. شباب تخطى السياج الاسرائيلي عند حدود غزة، غير آبه بالجنود الصهاينة المتمركزين بحالة قتالية، والذين اردوا ثلاثة شبان فلسطينيين شهداء، واصابوا المئات بجراح متفاوتة..

وعلى طريق المتغيرات الدولية مشت اليوم الكوريتان الشمالية والجنوبية، فالتقى الزعيمان في قمة تاريخية، بعد ان عبر كيم جونغ أون الى الجارة الجنوبية، وعاد برفقة نظيره مون جاي إن الى منطقة وقف الاشتباك بين الدولتين ليتحدثان بمنطق هو الاول من نوعه بين توأمي شبه الجزيرة الكورية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

يمكن تأريخ ال27 من نيسان من عام 2018 هو علامة فارقة في تاريخ الانتخابات النيابية انها المرة الاولى التي يجري فيها اقتراع المغتربين في الدول التي يقيمون فيها. المرحلة الاولى كانت اليوم في ست دول عربية على ان تكون المرحلة الثانية بعد غد الاحد في الدول الاوروبية والاميركية والافريقية واستراليا. في الاجمال يمكن القول ان سير العملية الانتخابية مر بسلاسة على الرغم من انها المرة الاولى فلم تسجل اي شوائب نافرة باستثناء بعض الشوائب الهامشية. وفي دلالة على اهمية ما جرى اليوم تفقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مبنى وزارة الخارجية لمواكبة العملية الانتخابية حيث انشأت غرقة عمليات تابع تفاصيلها وزير الخارجية جبران باسيل كما زارها وزير الداخلية نهاد المشنوق.

في الموازاة كان الرئيس سعد الحريري يباشر جولة في الشمال استهلها في طرابلس ويمكث في الشمال حتى الاحد، وقد جاءت بداية هذه الجولة على وقع اشكال بين تيار المستقبل واحد مرشحي اللواء اشرف ريفي انتهى الى منع مناصري الاخير من فتح مكتب انتخابي.

الانهماك الكلي بالانتخابات والاعداد ليوم السادس من أيار لم يحجب الضوء عن مقررات مؤتمر بروكسل والمخاوف من ما تضمنته هذه المقررات لجهة العودة الطوعية للنازحين السوريين وغير ذلك من التسهيلات وقد استدعى الموقف اللبناني من رئيس الجمهورية ومن رئيس مجلس النواب و من وزير الخارجية ردا توضيحيا من الاتحاد الاوروبي.

 

مسيحيو الشرق.. البحر أمامكم والحرب وراءكم

العرب/28 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64186

تقف منطقة الشرق الأوسط على حافة حرب طائفية شاملة ومدمرة. وقد بات الالتفات للأقليات وخاصة المسيحيين واستيعابهم في المعادلة السياسية والمجتمعية ضرورة.

شركاء الوطن يبكون وطنهم

لندن - بالكثير من الإعجاب، تابع العالم كله كيف قامت الثورات الشبابية العربية التي تحلت بالشجاعة بإزاحة “أنظمة فاسدة”. وعدت ثورات “الربيع” هذه بالنظام الديمقراطي التعددي ما أعطى آمالا للأقليات الدينية العربية، كي تستعيد مكانتها ودورها في بناء نهضة دولها. لكن سرعان ما تبدد الحلم بعد وصول جماعات الإسلام السياسي إلى السلطة في أكثر من بلد عربي فأصبحت هذه الأقليات -خاصة الأقلية المسيحية- تحلم بالعودة إلى ما كان عليه حالها في ظل الأنظمة الاستبدادية مع تنامي مؤشرات اجتماعية تهدد بحروب طائفية.

دور تاريخي لا يشقع

رغم أن المسيحية ولدت في المشرق إلا أن المسيحيين في العالم الإسلامي باتوا مجموعة مهمشة وملاحقة.

وقد أدى الربيع العربي إلى وصول متزامن لتيارات إسلامية إلى مقاعد السلطة ونحو مراكز الحكم، وليس ذلك أمرا جديدا فقد تعايش المسيحيون العرب مع “الدولة الإسلامية” في مراحلها المختلفة، ولكن الذي جد حاليا هو تلك الأصولية الدينية التي برزت على السطح على نحو غير مسبوق، وكأنها تعلن عن مرحلة جديدة في الشراكة بين المسلمين و”أهل الكتاب” فيما يتصل بالسياسة والحكم في هذا العصر. وبات عدد المسيحيين المقيمين في الدول العربية يتراجع بشكل يثير الكثير من المخاوف. وفي الأراضي الفلسطينية، مهد المسيحية، تشير التقديرات إلى وجود 49 ألف مسيحي فقط، أي ما يعادل 1.2 بالمئة من إجمالي السكان. ويعيش نصف هؤلاء في محافظة بيت لحم، وفي مهد المسيح يعيش حوالي 6500 مسيحي فقط. ويذكر أن عدد المسيحيين في مدينة القدس بحسب إحصاء 1922 كان يساوي 3 أضعاف عدد المسلمين. أما في سوريا فلم يبق من المسيحيين العرب إلا 1.2 مليون مسيحي. وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت عام 2016 أن عدد السكان المسيحيين في سوريا انخفض مليونا واحدا منذ بداية الأزمة في البلاد عام 2011. وقال قسطنطين دولغوف، مفوض الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون “انخفض عدد المسيحيين في سوريا منذ بداية النزاع المسلح هناك من 2.2 مليون إنسان إلى 1.2”. وكان عدد المسيحيين عام 1950 يقدر بحوالي 5 ملايين، حيث كانوا يشكلون نسبة 60 بالمئة من عدد السكان. الأمر ذاته في العراق، فبعد أن كانت أعداد المسيحيين العراقيين تقدر بثلاثة ملايين في نهاية القرن العشرين صار عددهم في العراق اليوم لا يزيد عن نصف مليون، وإذا استمر فرارهم للنجاة بأنفسهم فإن الدراسات تتوقع نهاية وجودهم في العراق خلال السنوات العشر القادمة.

أما الأقباط الذين كانوا يشكلون 25 بالمئة من سكان مصر فقد أصبحوا الآن يشكلون أكثر من 10 بالمئة (حوالي 10 ملايين). وفي الأردن تشير الإحصائيات إلى أن عددهم حاليا يقارب المئتين وخمسين ألف نسمة. وحتى في لبنان، الذي كان المسيحيون فيه يشكلون أغلبية قبل نحو قرن من الزمان، تحول المسيحيون إلى أقلية، بسبب الهجرة إلى الخارج وارتفاع معدلات الإنجاب لدى المسلمين. والآن بات المسيحيون في لبنان يشكلون حوالي 30 أو 35 بالمئة من مجموع السكان. وفي المحصلة لم يبق من المسيحيين في العالم العربي إلا ما بين اثني عشر مليون نسمة وخمسة عشر مليون نسمة من أصل ثلاث مئة وخمسين مليون عربي تقريباً، وهؤلاء قد تنخفض أعدادهم -كما تشير الدراسات- إلى نحو 6 ملايين سنة 2025. وفي إصداره الأخير بعنوان “مستقبل الأديان في العالم” في 2015، توقع مركز بيو للأبحاث بواشنطن استمرار تراجع الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليبلغ 3 بالمئة فقط في 2050، إذا استمرت معدلات النمو والهجرة على النحو الحالي.

معاناة المسيحيين تفاقمت في السنوات الأخيرة، بالتزامن مع صعود تيار الإسلام السياسي

لقد لعب المسيحيون العرب دورا بارزا في إطار مشروع النهضة العربية منذ نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ناهيك عن دورهم في الحركات الوطنية الدستورية، والاستقلالية، ثم في إطار حركات التحرر الوطني العربية. كما كان للمسيحيين العرب حضور مؤثر في بناء دولة ما بعد الاستقلال. لكن من تناقضات التعامل مع الواقع الديني في البلاد العربية أن أغلبها لا تزال تتستر على أعداد المتدينين بأديانها والتابعين لطوائفها بدعوى الحفاظ على “الوحدة الوطنية”.

لقد عانى المسيحيون العرب طوال سنوات كثيرة خيارات محدودة، فإما أن يكونوا في صف النظام الحاكم الذي يعارض تيارات الإسلام السياسي المتشدد، وإما أن ينضموا إلى الحركات المدنية التي لا تتمتع بأي تأثير يذكر.

وقد أصبح شغل مسيحي لمنصب رئيس دولة أو رئيس حكومة أو حتى وزير، كما كان معروفاً في النصف الثاني من القرن العشرين، أمراً لا يمكن تصوره في الوقت الراهن.

وتظل أبرز القضايا المطروحة على الساحة السياسية في البلاد العربية تلك القضية الخاصة بإمكانية إقامة حزب على أساس ديني من ناحية الأحزاب المسيحية. ويبقى لبنان استثناء إذ يوجد به حزبان أساسيان مبنيان على أسس دينية هما حزب الكتائب اللبناني وحزب القوات اللبنانية.

ويقول الأنبا داميان أسقف الطائفة القبطية في ألمانيا “في زمن (الرئيس الأسبق حسني) مبارك لم يكن القانون يحمينا، إلا أن مكرمة الرئيس أعادت لنا جزءا من حقوقنا. اليوم لا توجد أي جهة للحوار ولا رحمة، بل على العكس، فإن الكثير من الأقباط يشعر بأنه غير محمي في وطنه”.

وفي الحالة اللبنانية يقول المؤرخ اللبناني عبدالرؤوف سنو إن “الكثير من المسيحيين يشعرون بأن أيديولوجيا حزب الله المتطرفة تشكل تهديداً بالنسبة لهم”. كما أن حزب الله ينظر إلى آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على أنه القائد الديني والسياسي للعالم الإسلامي. لكن الخطر لا يأتي فقط من الأغلبية الشيعية في لبنان، بل من التصعيد في الجارة سوريا أيضاً، الذيً يقلق الجالية المسيحية. هذا ما يدفع بالمسيحيين إلى التفكير في الهجرة، ليس في لبنان وحده، بل في عدد من دول الربيع العربي أيضاً.

الإنكار لا ينفع

تزايدت معاناة العرب المسيحيين في السنوات العشر الأخيرة، بالتزامن مع تفاقم أزمة اللاجئين والنازحين السوريين والعراقيين من جحيم الحروب في الشرق الأوسط، لتزيد من عبء المعاناة على كاهل الأنظمة العربية، التي كثيراً ما كانت تنكر وجود أي مشكلات سياسية أو طائفية.

وزادت هموم المسيحيين العرب بعد ثورات الربيع العربي وصعود تيار الإسلام السياسي وإقدامه على تصفية الحسابات ودخوله في خصومة تاريخية مع شركاء الوطن. ومع فشل الباحثين والمهتمين في الكشف عن أسباب بزوغ هذا النوع من النزاعات فور إسقاط الأنظمة المستبدة سياسياً، لا يزال الكثيرون يبررون ما يحدث للمسيحيين العرب ويشيرون إلى أنه “حوادث فردية”، وهناك من يمنح الأعذار لهذه التيارات. وهناك من لا يزال ينكر فقدان العراق أكثر من مليون ونصف المليون مسيحي هاجروا بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، بعد أن كان المأمول اشتراك العراقيين بمختلف اتجاهاتهم في بناء دولة ديمقراطية حقيقية. وهناك مَن ينكر تراجع الوجود المسيحي في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011 في ظل تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية.  وهناك مَن يقلّل من حرق 67 كنيسة في أقل من شهر في مصر بعد فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية.ويقول خبراء إن الحل لن يكون إلا من خلال دولة مدنية دستورية وطنية حديثة تؤمن بالتعددية والدفاع عن الموروث الثقافي والحضاري الذي أسهم فيه العرب المسيحيون عبر قرون، وإلا سيكون الشرق مُفرَّغاً من مواطنيه وحضارته وتنوّعه!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا تقدير موقف رقم 191

27 نيسان/18

في السياسة

* بعد "أزمة 4 تشرين" وتدخل فرنسا مع المملكة العربية السعودية لفك "إحتجاز" الرئيس الحريري، سمعنا بـ"أهميّة" النازح السوري في لبنان!

* قيل آنذاك أن "النازح السوري" شكل دافعاً أساسياً لتدخّل فرنسا في الحفاظ على الاستقرار!

* لماذا؟

* لأن في لبنان مليون ونصف نازح سينتقل القسم الاكبر منهم إلى البحر ومنه إلى أوروبا إذا اهتز الاستقرار!

* وتباهى من "تدخّل" مع الفرنسيين والألمان والأميركيين إنه استخدم ورقة النازح السوري من أجل إقناع الغرب بضرورة الحفاظ على "التسوية"، وبالتالي ضرورة عودة الرئيس الحريري عن استقالته!

* وتحوّل آنذاك النازح السوري من عبئٍ يشكو منه الجميع إلى "مادة" أساسية للحفاظ على "الاستقرار"!

* اليوم، عاد النازح السوري إلى مرتبة العبئ بعد "مؤتمر بروكسل" المليء بالإلتباسات اللغوية والملغومة!

* وتحرّك الرئيسان عون وبرّي إنقاذاً للبنان!

* سنسمع في الايام القادمة مزيداً من الأصوات المطالبة بفتح حوار مع الأسد بهدف عودة النازحين!

تقديرنا

* اعتمدوا!..

* هل النازح السوري عامل استقرار أو عامل توتّر؟!

* يؤكد "تقدير موقف" أن لبنان لا يستطيع تحمّل مليون ونصف سوري على أرضه!

* إنما ما نرفضه هو التعامل العنصري مع هؤلاء!

* وما نرفضه ايضاً هو رميهم بين "أنياب الاسد" من دون ضمانات دولية!

* ونقول للرئيس الحريري: إتّقِ شرّ من أحسنت إليه!

 

باسيل أبلغ نصرالله أنه و”التيار” عائدون تحت جناح “حزب الله” بعد الإنتخابات؟

الأنباء الكويتية/28 نيسان/18/يقول مصدر بارز في “8 آذار” معلقا على كلام الوزير جبران باسيل في جولته الجنوبية، إن الأخير أبلغ أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله في اجتماعهما الأخير، أن “التيار الوطني الحر”، وهو شخصيا، ملتزمون التزاما تاما بالتحالف مع المقاومة ، وأن مرحلة ما بعد الإنتخابات ستشهد ورشة سياسية وإعلامية للملمة ما نتج عن الخطاب الإنتخابي من تصدعات وحتى جروح بين الحليفين. وأضاف المصدر، وفق صحيفة “الأنباء” الكويتية: ما هو مؤكد أن “التيار” سينضوي من جديد تحت جناح “حزب الل”ه على الصعيد الاستراتيجي والإقليمي، وصولا الى الخطاب الداخلي في مرحلة ما بعد 6 أيار.

 

تسليم نصرالله مفتاح كسروان دعامة لحلف الأقليات

نورا الحمصي/جنوبية/27 أبريل، 2018

قضية تسليم مفتاح كسروان إلى مرشح حزب الله حسين زعيتر لم تهدأ بعد رفض رئيس إتحاد بلديات كسروان – الفتوح جوان حبيش تلبية إستدعاء وزير الداخلية نهاد المشنوق.

تفاعلت قضية تسليم رئيس إتحاد بلديات كسروان – الفتوح جوان حبيش، مفتاح كسروان إلى مرشح حزب الله حسين زعيتر، إذ طلب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكّاوي استدعاء حبيش لسؤاله عن ظروف تقديم المجسّم المفتاح، وعمّا إذا كان صدر قرار عن مجلس الاتحاد بهذا الخصوص. من جهته أسف حبيش في بيان إلى” عودة وزير الداخلية نهاد المشنوق فتح موضوع تسليم مفتاح كسروان إلى السيد حسن نصرالله إعلامياً على حسابه “تويتر” الخاص لنشاطه الشخصي والسياسي والإنتخابي عوضاً عن إبقائه في مساره الإداري الصحيح اللائق”، مضيفاً أن” ما حدث هو خطأ من رئيس بلدية المعيصرة”. هذا وأكد حبيش في بيانه ايضا أنه” لن يلبي هذا الإستدعاء “لا بالشكل ولا بالمضمون”.

وللاستيضاح حول هذه القضية اتصلت “جنوبية” بالنائب السابق فارس سعيّد الذي أكد أن” تحديد مسؤولية تسليم رئيس إتحاد بلديات كسروان – الفتوح جوان حبيش هو إنتقاص رؤية، لأن التسوية التي أدت إلى إنتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون بشروط حزب الله وتشكيل حكومة بشروط حزب الله وقانون إنتخابي بشروط حزب الله هوالذي أدى إلى أن يكون هناك تيار مسيحي يقتنع بأن تحالف الاقليات هو الذي يضمن حمايته”. وأشار إلى أن” أمين عام حزب الله تسلّم مفتاح بعبدا وبالتالي هو ما أدّى الى تسلّمه مفتاح كسروان – جبيل بعد بعبدا”. وفي سؤال حول إستدعاء حبيش علمأ أنه تم تسليم في الماضي مفتاح مدينة صور إلى البطريرك بشارة بطرس الراعي فأكد حبيش” أن البطريرك الراعي هو شخصية دينية بينما السيد حسن نصرالله هو شخصية سياسية مباشرة”. وشدد سعيّد أن” تسليم مفتاح صور إلى البطريرك لا يشبه بأي شكل تسليم نصرالله مفتاح كسروان، بإعتبار أن تسليم الاخير مفتاح كسروان هي خطوة من قبل فريق من اللبنانيين الذي يعتبر بأن ضمانته هي من خلال تقاربه من حزب الله وليس من خلال القانون والدولة”. وختم النائب السابق فارس سعيّد أن” هذا الفريق إنتقل من مرتبة المواطن في لبنان إلى مرتبة الرعايا، وهو باحث عن ضمانة له ويجد في هذه المرحلة أن ضمانته يشكلها حزب الله”.

هذا وأكد عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب نعمة الله أبي نصر على حياده مما يجري وبأنه لم يتعاط بهذا الموضوع.، معتبراً أن حبيش أوضح الأمر وموقفه في البيان الذي صدر عنه. وأشار النائب نعمة الله أبي نصر في الختام إلى أنهم” في جبيل وكسروان يعيشون كعائلة واحدة منذ مئات السنين ولا يميزون بين المسلم والميسحي”.

 

آخر ابتكارات "الرشاوى" الانتخابية

باسكال بطرس/جنوبية/الجمعة 27/04/2018

مع اقتراب يوم السادس من أيار المقبل، تتكدّس الشكاوى في شأن مخالفاتٍ بالجُملة ترافق سير العملية الانتخابية، وسط فلتان في انتشار ظاهرة الرشى المتنوّعة؛ فضلا عن التدخّل المباشر من موظفين رفيعي المستوى في إدارات الدولة بالحملات الانتخابية، من دون أي ضوابط. ما دفع برئيسة اتحاد المقعدين اللبنانيين سيلفانا اللقيس إلى الاستقالة من هيئة الاشراف على الانتخابات، وسط عجز الهيئة عن ضبط الفساد المستشري على المستويات كلها. وفي زمن الأصوات التفضيلية، حيث تكمن المنافسة حتى بين أعضاء اللائحة الواحدة، باتت المعركة الانتخابية حكراً على الأثرياء، على حساب من يعجز عن دفع ملايين الدولارات لتمويل حملته وشراء أصوات انتخابية؛ وحكراً على المرشحين من أهل السلطة الذين لا يتوانون في استعمال السلطة والتوظيفات في إدارات الدولة مقابل مصادرة إرادة المواطنين، أو حتى تهديد موظف بتطييره من عمله في حال لم ينتخب مرشحاً معيناً. وهذا الواقع ينسحب على مختلف الدوائر الانتخابية، علماً أنّ المجتمع اللبناني ليس موحّداً حتى الآن حول رفضها ونبذها. ففي وقت يشدد البعض على أن "الكرامة لا تشترى أو تباع"، يعتبر البعض الآخر أنّ "من واجب المرشحين مساعدة الناس في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد".

في هذا السياق، يؤكد المواطن ميشال ت. لـ"المدن"، أنّ "مندوباً في إحدى الماكينات الانتخابية في دائرة زحلة عرض عليّ مبلغ ألف دولار، مقابل أن أصوّت للمرشّح الذي يعمل لأجله، وذلك من دون حجز هويتي، بل قال إنه يحتاج إلى صورة عنها فقط". وفيما يؤكد رفضه الاستجابة لهكذا عرض، قام بتسجيل الحديث بينه وبين المندوب لتوثيق الشكوى التي ينوي التقدّم بها أمام هيئة الاشراف على الانتخابات. وفي دائرة الشمال الثالثة، وتحديداً في قضاء البترون، يؤكد عدد من أهالي بلدة راسنحاش لـ"المدن"، أنّ "حزب القوات اللبنانية عرض عليهم مبلغ ألف دولار أميركي مقابل صوتهم الانتخابي، بعدما كان يدفع في البداية 200 دولار". في دائرة الشمال الثانية، وتحديداً في طرابلس، ارتفع المال الانتخابي لدرجة وصل معها سعر الصوت، وفق ما يؤكده المرشح نعمة محفوض، إلى 500 دولار، لافتاً إلى أن "70% من المواطنين في دائرة الشمال الثانية هم من الفقراء والفلاحين والموظفين والعسكر".

أما في كسروان- جبيل، فمعركة شراء الأصوات التفضيلية فتحت على مصراعيها على يد رجل أعمال مرشح. وتقدر مصادر كسروانية لـ"المدن" المبلغ الذي صرفه حتى اليوم بملايين الدولارات. وكان المرشّح العميد شامل روكز قد تحدّث في أكثر من مناسبة، عن مال سياسي يدفع في المنطقة، مطالباً هيئة الإشراف على الانتخابات بمراقبة المرشحين. وفي بيروت الأولى، باتت الشكاوى عن الرشى الانتخابية أمام القضاء بعد إخبار تقدّم به النائب المرشح سيرج طورسركيسيان، مستنكراً "ما يحصل من شراء الذمم بشكل واسع ومفضوح، لأن قانون الانتخاب النسبي وضعناه ليساوي بين الجميع في الحظوظ للوصول إلى الندوة البرلمانية"، ومشدداً على أن "غياب المساواة بين المرشحين، في ظل دفع الأموال".

وهنا يسأل البعض عن مدى نزاهة هذه الانتخابات وشفافيتها واذا ما كانت الحكومة التي ستشرف عليها ستكون حيادية، خصوصاً أن أكثر من نصف أعضائها مرشحون للنيابة بدءا من رئيسها سعد الحريري وصولاً الى وزير الداخلية المعني الأول بالعملية الانتخابية نهاد المشنوق؛ وذلك وسط معلومات عن استغلال هؤلاء المرشحين مواقعهم الرسمية وممارسة أسلوب الترغيب والترهيب، فضلاً عن إغراء المواطنين بخدمات ووعود بالتوظيفات وببتّ قضايا عالقة لبعضهم أمام المحاكم، لدفع المواطنين للتصويت لهم. في هذا الاطار، تقدّم المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة الجنوب الثانية رياض الأسعد بشكوى في شأن تجاوزات وتدخلات المدير العام للريجي ناصيف سقلاوي، الذي يدير حملة حركة أمل في صور.

إلى الشوف، حيث اتّهم رئيس حزب التوحيد وئام وهاب رئيس الحكومة سعد الحريري ومنافسه الانتخابي وزير المهجرين ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان، "باستغلال وزارته في الانتخابات، واعتماد سياسة إعداد شيكات بقيمة 30 مليون دولار وتوزيعها على الأزلام والمحاسيب والمفاتيح الانتخابية، متهما الوزير ارسلان باتبّاع سياسة التفريق بين الناس والتي لطالما انتقدها، بدلا من أن يعطي المستحقات للجميع بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية". من جهة أخرى، ارتفعت شكاوى عدد من المرشحين في كل من دائرتي الشمال الثانية والثالثة، وآخرهم المرشح عن المقعد السني في طرابلس توفيق سلطان، بسبب تدخّل محافظ الشمال رمزي نهرا في الانتخابات "عبر تسخير الأجهزة لفريق دون آخر". الرشى الانتخابية ليست بجديدة على الحياة الانتخابية اللبنانية، ولكن الفارق الوحيد هذه المرة هو أنّ المرشح الراشي لن يتمكن من التأكد ممّا إذا كان الناخب الذي رشاه، قد التنزم بالتصويت له. فالعازل ووجود الورقة المطبوعة سلفاً يحرران الناخب، إلى حد ما، من أي ضغوط أو ترهيب أو ترغيب. لذلك، عمدت أحزاب وتيارات سياسية ومرشحون إلى شراء نظارات وأقلام مجهزة بآلات تصوير تسمح للناخب بتصوير ورقة الاقتراع قبل وضعها في الصندوق، لتأكيد التزامه مع من ضغط عليه أو اشترى صوته. وهو ما كشفه النائب بطرس حرب، مطالباً وزارة الداخلية بـ"منع واضعي هذه النظارات وحاملي هذه الأقلام من إدخالها إلى مكان الاقتراع، للحؤول دون تزوير نتائج الانتخابات وتعطيل العملية الانتخابية التي يفترض أن تعبّر عن رأي الناس الحر في اختيار ممثليهم". فهل من يصغي؟

 

هل يقبض "حزب الله" على برلمان 2018 في لبنان؟

موقع القناة الثالثة والعشرون/27 نيسان/18

يتهيّب لبنان «مايو» الآتي... ربما يكون الشهر الأخطر والأكثر إثارة في تحديد اتجاهات الريح. انتخاباتٌ «ما فوق عادية» في لبنان والعراق، وتحضيراتٌ لمثلها في تركيا (في يونيو). اتضاح الخيط الأبيض من الأسود في مصير الاتفاق النووي مع إيران في ضوء القرار المرتقب لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. مآل العالم وأزراره النووية على الطاولة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. شرق أوسط آخر مع نقل السفارة الاميركية الى القدس. اقتراب المواجهة المؤجلة بين إيران واسرائيل من الساعة صفر. أسئلةٌ معلّقة عن دور «حزب الله» في حربٍ يتفادها مع تل أبيب المرتابة من حبلٍ يلتفّ حول عنقها.

وتربط بيروت الأحزمة في ملاقاة هذا الـ «مايو» الأشبه بـ«صندوق باندورا»، فالمنطقة بأسرها كأنها على موعدٍ مع عبورِ «مثلث برمودا» في اللحظة التي يغرق لبنان في «هستيريا» انتخابية تزداد تَأجُّجاً مع العدّ التنازلي للاستحقاق «الانعطافي» في السادس من الشهر المقبل... فقانون الانتخاب «الملغوم» يشي بأنّ برلمان 2018 سيكون في قبضةِ «حزب الله» وسراياه في بدايةٍ لتحول «سلحفاتي»، وصفه البعض بأنه بطيء وعلى طريقة استدارة الفيلة في بلادٍ لا مكان فيها لـ... الانقلابات. فبيروت المصابة اليوم بـ«خفوت سياسي» يجتاحها هيجانٌ انتخابي في الشارع وعلى الشاشات، وطوفانٌ من صور المرشحين على الجدران وفي الساحات وكلامٌ «فوق السطوح» وتحت الحزام، وحملاتٌ دعائية للوائحِ «الحابل بالنابل»، وهجائية مفتوحة للقانون العجيب - الغريب، ومهرجاناتُ صراخٍ و«نبش قبور»، وأسلحة محرّمة من رصاص سياسي ورصاص حي، وسوء هضمٍ لتحالفاتِ كيفما كان، وسيلٌ من اعتداءات وانتهاكات وتجاوزات.

ومع انتهاء عاصفة الانتخابات الهوجاء في السادس من مايو، سيصحو الواقع اللبناني على وقائع جديدة تطلّ من صناديق الاقتراع وإعلان نتائج الفرز في اليوم التالي... ولأن الشيء بالشيء يُذكر فإن السابع من مايو 2018 في لبنان سيكون شبيهاً بما حل في السابع من مايو 2008 حين كسر «حزب الله» وبالقوة العسكرية قواعد اللعبة باقتحامه بيروت وبعض الجبل لانتزاع «الثلث المعطل» في السلطة التنفيذية، وهو نجح اليوم في إدارة اللعبة على النحو الذي يمكّنه من انتزاع «الثلث المعطل» في السلطة التشريعية.

سرّ هذا التحول الذي سيتصاعد دخانة من صناديق الاقتراع يعود إلى قانون الانتخاب الجديد، الذي يستحقّ أرفع جائزة في أقذع الأوصاف التي رُمي بها... قانون الخناجر المسمومة، قانون الغدر والطعن بالظهر، قانون قابيل وهابيل وما شابه، فهو يقوم على النسبية لأول مرة في تاريخ لبنان الذي قُسم إلى دوائر صغرى (15 دائرة) تعزيزاً للتصويت الطائفي – المذهبي، واعتمد «الصوت التفضيلي» على مستوى القضاء (في لبنان 26 قضاء) وشطر العاصمة بيروت إلى نصفين على نحوٍ شبه طائفي. لم يكن هذا القانون القائم على النسبية مجرد حصيلة لعملية توافق سياسية، بل شكل الركن الثالث في التسوية السياسية وشرطاً ملزماً لها، تلك التسوية التي أفضت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وعودة الرئيس سعد الحريري الى السرايا الحكومية. ولم يعد سراً ان «حزب الله» أدار مركب التفاوض في شأن القانون الجديد من الخلف وقايض الآخرين على ما قال انها «ضمانات» من داخل الصيغة التي اعتُمدت عبر هندسة على طريقة «حياكة السجاد»، فوُلد القانون الحالي «هجيناً» وكأنه «تهريبة». إذ سارعت غالبية القوى إما الى نفض اليد منه وإما الى المطالبة بتعديلات عليه. ومن يدقق في التوقعات التي ستفضي اليها الانتخابات بعد عشرة أيام يكتشف أن «حزب الله» يقترب من اصطياد ثلاثة عصافير أرادها من اقتياد الجميع الى الصناديق وفق القانون الذي نجح بإمراره، وهي: القبض على الحصة الشيعية كاملة (27 نائباً) في البرلمان بالتكافل والتضامن مع شريكه في «الثنائية» رئيس البرلمان نبيه بري، والإمساك بالثلث المعطل (43 نائباً) عبر تكتل برلماني يضم ما يشبه «سرايا المقاومة» من نواب غير شيعة موالين له، وإمكان تشكيله أكثرية (65 نائباً) بالتعاون مع حليفه المسيحي في «تفاهم مار مخايل»، أي «التيار الوطني الحر».

 

الحرب المدمّرة في لبنان قادمة.. 2006 الى الواجهة وتطوّر مرتقب

موقع القناة الثالثة والعشرون/27 نيسان/18/تحدّث محلّل شؤون الاستراتيجية في مجلّة "ناشونال انترست" دانيال سوبيلمان عن "الحرب الكبيرة القادمة في الشرق الأوسط". ولفت الكاتب إلى أنّ حربًا مدمّرة جديدة تلوح بالأفق بين لبنان وإسرائيل، وهناك الكثير من المراقبين يعتقدون أنّ الحرب ستقع لا محالة، فيما يقول البعض إنّ الجانبين اللبناني والإسرائيلي على حافّة مواجهة مدمّرة. وقال إنّ "التصعيد بين إيران وإسرائيل قد يقود تلقائيًا إلى حرب جديدة بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان". وأشار الكاتب الى أنّ "الحرب التي وقعت في تموز 2006، لم يكن "حزب الله" ولا إسرائيل يرغبان بنشوبها، والإحتمال بوقوع حرب جديدة مؤكّد، وتساءل إن كان موعدها في العام 2019". وذكّر أنّ إسرائيل كانت اعتبرت منذ أشهر أنّ مصانع الصواريخ الإيرانية على الأراضي اللبنانية هو خط أحمر، وسيتم مواجهتها بردّ عسكري صارم، مضيفًا أنّه لا شكّ بأنّ إسرائيل و"حزب الله" استخدما الإستقرار الذي عمّ الحدود خلال 12 عامًا، من أجل تحضير قواتهما العسكرية للحرب القادمة. ولفت الى أنّ لبنان يتأثّر منذ عقود بما يحصل في سوريا. وعندما تحدّث الكاتب عن أنّ الأنظار تتجه الى الإنتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 6 أيار، لفت الى أنّ هناك تطوّرًا مرتقبًا. وأشار إلى أنّ الحوار الوطني سيعاد من جديد بعد 12 عامًا، ويتضمّن الاستراتيجية الدفاعية التي ستطرح على طاولة البحث بعد الانتخابات النيابية. وهذا يعني أنّ دور "حزب الله" العسكري، والذي يملك قرار الحرب والسلم، سيكون بدائرة النقاش. مشيرًا الى أنّ حوارًا مشابهًا عُقد في العام 2006، ولكن بظروف مختلفة. وبعدها وقعت حربان، الأولى مع إسرائيل والثانية يخوضها حزب الله في سوريا، والذي يملك الآن ترسانة عسكرية، تضمّ 150 ألف صاروخ. وكان محلّلون إسرائيليون وضباط في الجيش قالوا خلال السنوات السابقة إنّ أي حرب قد تقع بسبب سوء حسابات بين لبنان وإسرائيل، وفقًا للكاتب. وختم الكاتب الذي دعا الى تجنّب الحرب، بالقول إنّ الوقت مناسب الآن للمجتمع الدولي ليزيد تدخّله في لبنان، مضيفًا إنّ النزاع الأخير الذي وقع بين لبنان وإسرائيل بسبب حقول الغاز، مثّل فرصة للمجتمع الدولي لمنع تطوّر الصراع.

 

قيصر معوض يعلن انسحابه من لائحة "نبض الجمهورية القوية"

الوكالة الوطنية للاعلام/27 نيسان 2018//أعلن النائب السابق والمرشح في دائرة الشمال الثالثة في زغرتا، الكورة، بشري والبترون، على لائحة "نبض الجمهوربة القوية" الدكتور قيصر معوض، في مؤتمر صحافي عقده في منزله في زغرتا، انسحابه من "حلبة سباق الانتخابات النيابية".

وقال عوض: "جاء تأليف لائحة "نبض الجمهورية القوية" تلبية لرغبة واسعة في أوساط أهلنا لتوحيد القوى المؤمنة بالخط السيادي وبدولة قوية تحفظ حق المواطن بالعيش بحرية وكرامة. وكانت هذه اللائحة ثمرة جهود مضنية كنت في عداد الساعين لها لتوحيد لائحتين: لائحة القوات اللبنانية ولائحة الكتائب - اليسار الديموقراطي والمستقلين. لاقت هذه التشكيلة حماسا كبيرا مع إعلان ولادتها وعقدت عليها الآمال. ورفعت حظوظها في الحصول على أربعة حواصل وما فوق". وأضاف: "بعد تسجيل هذه اللائحة، اعترضتها صعوبات في العلاقات لم تجد حلا لها، سواء في الوعود التي أطلقت قبل التأليف او في التنسيق العملي على الأرض. لذا أجد نفسي أمام خيار الإنسحاب من المشاركة مع لائحة أجد لنفسي فيها أصدقاء وحلفاء وأتقاسم معهم الكثير من القناعات المشتركة. لكن التعامل في منطقة زغرتا طغت عليه الانانية المفرطة عند البعض حتى أضاع البوصلة و لم نعد نعرف الصديق والحليف من الخصم السياسي. و هنا بدأ يتكون لدي شعور أن النجاح في زغرتا لم يعد أو يكن من أولويات اللائحة، وان التصويت يهدف فقط الى تثبيت أحجام ورفع الحاصل الإنتخابي. هذا بالإضافة الى الأجواء العامة في هذه الإنتخابات، حيث هناك مزاد شبه علني لشراء الضمائر واستباحة مقدرات الدولة لخدمة بعض أطراف السلطة". وختم: "وإذ أشكر الزملاء الذين تمتعوا بالشفافية الكاملة، أتوجه بالتقدير الى كل من وقف الى جانبي من أهلنا وآزرني، متمنيا للجميع أن يشكل هذا الإستحقاق كوة ولو بسيطة في تركيز مفاهيم ديموقراطية جديدة تدخل نسمة أمل في تغيير ينتظره اللبنانيون جميعا. وأتوجه بصورة خاصة الى كل مواطن من منطقتنا، ان حقك مقدس في ممارسة العمل السياسي لكن بعيدا من العصبيات والتشنجات التي تمنع التحاور وتعزلنا في ذواتنا العائلية او الحزبية".

 

الكتلة النيابية المقبلة.. أي مشهد ستصنع بعد 7 أيار؟

"الأنباء الكويتية" - 27 نيسان 2018/تتصرف معظم القوى والأحزاب السياسية كما لو أن الانتخابات النيابية صارت "وراء ظهرها" بعدما استنفدت طاقتها على التعبئة والحشد، وبعدما باتت النتائج شبه محسومة وتبين أنها لا تدخل تغييرا جذريا أو كبيرا على الخارطة النيابية وميزان القوى السياسي، فيما التغيير ملموس في الوجوه وفي ضخ دم شبابي جديد. في الواقع، بدأ البحث السياسي في مرحلة ما بعد الانتخابات الحافلة باستحقاقات متلاحقة. وإذا كان انتخاب رئيس جديد للمجلس لا يطرح أي مشكلة والأمر محسوم للرئيس نبيه بري، فإن تشكيل الحكومة الجديدة يواجه صعوبات وتعقيدات، وحيث سينشأ "صراع أحجام وحصص" وتجاذب وتناتش للحقائب السيادية والخدماتية، مع العلم أن التحدي الأساسي للعهد يكمن في إعلان سريع للحكومة وعدم الوقوع في "أزمة تأليف" ومرحلة انتقالية لأشهر، وهذا مؤشر أساسي للمرحلة المقبلة ويعتد به المجتمع الدولي.

وفي الاستحقاقات أيضا موضوع الاستراتيجية الدفاعية الذي سيعاد فتحه بعد الحكومة من خلال حوار وطني وللمرة الأولى برعاية وبرئاسة الرئيس ميشال عون، الأكثر قدرة على التفاهم مع حزب الله بحكم علاقة التحالف والثقة بينهما.

واحدة من المسائل الأساسية المطروحة في مرحلة ما بعد الانتخابات، وهي موضع متابعة من الآن وتقصي للحقائق والوقائع، هي مسألة التحالفات التي ستترجم عمليا في تكتلات نيابية أو في جبهات سياسية، حيث إن التغيير الأبرز سيكون على صعيد الاصطفافات السياسية والفرز الجديد للقوى والأحزاب والشخصيات وكيفية توزعها وفق خارطة نيابية سياسية جديدة بعد انتهاء مرحلة ٨ و١٤ آذار.

وثمة عاملان أساسيان يدخلان ويؤثران في عملية التوزع والاصطفاف الجديدين:

٭ الأول له صلة بالتطورات السياسية التي حصلت في فترة ما قبل الانتخابات وأرخت بظلالها على المشهد السياسي العام وأبرزها: الخلاف الذي ازداد تعمقا ورسوخا بين بري وباسيل، والتحالف الذي ازداد تعمقا ورسوخا بين الحريري وباسيل وتحول الى ثنائية في الحكم موازية للثنائية الشيعية، وكل ما تفرع عن هذين التطورين من تفسخات وتصدعات للعلاقات والتفاهمات بين جنبلاط والحريري وبين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وبين التيار وحزب الله الذي يراقب "الثنائي الصاعد"، وأيضا التصعيد الحاصل في موقف الحريري لأسباب انتخابية وأيضا لأسباب أخرى، ويشير إلى أن قواعد اللعبة التي طبقت في الربع الأول من العهد وعلى أساس "التسوية الرئاسية"، ستطرأ عليها تعديلات موازية للتغييرات الحاصلة على صعيد الاصطفافات والمحاور.

٭ الثاني له علاقة بانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة التي تدخل من الآن في صلب الحسابات وتركيب التحالفات والتكتلات الجديدة التي تبرز منها اثنان "أطلا برأسهما" حتى الآن:

- تكتل لبنان القوي الذي سيرأسه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ويحل محل تكتل الإصلاح والتغيير، وسيكون في عداده نواب التيار الوطني الحر، والنواب الحلفاء الذين يدعمون العهد ويفصلون في علاقتهم بين رئيس الجمهورية و"رئيس التيار"، ويفصلون في العلاقة مع باسيل بين المسائل الداخلية المتوافق عليها والمسائل الاستراتيجية التي تظل موضع تباين.

وهذا التكتل النيابي يمكن أن تكمله جبهة سياسية أوسع وأشمل تضم القوى والأحزاب والشخصيات غير الممثلة في المجلس الجديد.

- تكتل لبنان الحر الموحد الذي تشكل كتلة فرنجية نواته الصلبة، ويضم حلفاء ومؤيدي فرنجية في الشمال وخارجه، أي النواب الذين سينجحون في الوصول الى البرلمان مثل وئام وهاب (الشوف)، فريد هيكل الخازن (كسروان)، وربما ميريام سكاف (زحلة)، وهذا التكتل يدور في فلك جبهة أوسع وأشمل يقودها "الثنائي الشيعي".  خارج هذين التكتلين الكبيرين، هناك "كتلة المستقبل" التي تظل ثقلا نيابيا ولكن مع حجم أصغر مما هي عليه حاليا، وكتلة القوات اللبنانية التي ستسجل، وربما وحدها، زيادة في حجمها النيابي، وكتلة جنبلاط التي ستتقلص قليلا، وكتلة ميقاتي التي ستكون من أبرز الكتل الجديدة.

بعد انتخابات العام ٢٠٠٩، كان الانقسام السياسي عموديا بين فريقي ٨ و١٤ آذار، وكانت اللعبة تدور بشكل عام بين حزب الله وحلفائه والمستقبل وحلفائه.

بعد انتخابات ٢٠١٨، الانقسام السياسي سيكون أفقيا واللعبة السياسية ستتغير حكما بعد وصول الرئيس عون الى قصر بعبدا وتحول التيار الوطني الحر الى "الحزب الحاكم"، وعودة الحريري و"المستقبل" الى رئاسة الحكومة والحكم.

وستدور بين ثنائيتين: الثنائي الشيعي ("حزب الله" - "أمل") و"الثنائي السلطوي" (الحريري باسيل). وأما أفق هذه المرحلة فيمتد الى رئاسة الجمهورية المقبلة.

 

غالب غانم: قرار مهم لـ "الدستوري" في شأن الـ 49 وتعطيل الموازنة لمـــــدة شهر لم يكن كارثياً

المركزية/27 نيسان/18/اعتبر رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق القاضي غالب غانم ان القرار الذي اصدره المجلس الدستوري في شأن تجميد المادة 49 من قانون الموازنة العام للعام 2018 يشكل ممارسة طبيعية لمهامه الدستورية ضمن المهلة القانونية التي نص عليها نظامه معتبرا ان البت بدستورية قانون من هذا النوع لا يمكن تسجيله على خانة الإنتصارات السياسية  ما دام انتصر للحق والقانون والدستور. وأشار غانم، في حديث إذاعي، إلى أن المادة 49 التي ادرجت في متن قانون الموازنة لا علاقة لها بهذه الموازنة العامة.  والدليل يكمن في ردات الفعل السلبية التي تركتها عند الناس وعلى كل المستويات. فموضوع تملك الأجانب دقيق وخطير وكان على من ادرجه على متن الموازنة ان يقدر ردات الفعل الوطنية. فالرفض لهذه المادة لم يكن مسيحيا بقدر ما كان رفضا وطنيا ومن مختلف الشرائح اللبنانية. وعن تناول الطعن امام المجلس الدستوري موضوع تجاوز قطع الحساب الخاص بها ، نبه غانم إلى ان تجاوز هذا البند قبل اقرار الموازنة يشكل خرقا  للدستور ومخالفة كبيرة لا يمكن تبريرها وان المجلس الدستوري سينظر في هذا الامر . وعن حصر المجلس الدستوري قراره الأولي بتجميد المادة 49 دون غيرها من البنود التي تناولها الطعن لفت الى ان تعطيل الموازنة بالكامل ولمدة شهر لم يكن امرا كارثيا، ففي امكان الدولة ان  توفر مصاريفها وفق القاعدة الإثني عشرية  التي اعتمدت لسنوات قبل البت بموازنة العام 2017 وموازنة العام الجاري. وعبر غانم عن ثقته بان المجلس الدستوري، بما يجمع من خبرات، سيكون له قرار مهم للغاية للفصل النهائي بين ما هو سياسي وما هو دستوري، مستغربا الحديث عن تعيين مجلس دستوري جديد لإستحالة الخطوة على ابواب الإنتخابات النيابية وما هو منتظر من طعون دستورية يمكن ان تتكدس في اعقاب الإنتخابات لأسباب تتصل بطبيعة الصراع في هذه الإنتخابات ولما يحوي القانون  من التباسات وتفسيرات متناقضة وهو سمح بكل اشكال  الطعون حتى بين اعضاء اللائحة الواحدة وليس بين المتنافسين فحسب. وعن النقاش الدائر حول دور وصلاحيات اعضاء هيئة الإشراف على الإنتخابات لفت غانم الى ان صلاحيات الهيئة لم تعطها القدرة على الحسم في المخالفات المرتكبة وانها تقوم بدورها كاملا وفق ما اعطاها اياه نظامها داعيا الى ضرورة اعادة النظر فيها من اجل  اعطائها القدرة على ان تكون اكثر فاعلية.

 

لبنان الثاني إقليميّاً في التحويلات

جريدة الجمهورية/السبت 28 نيسان2018

ارتفاع حجم التحويلات الى المنطقة

 احتلّ لبنان المرتبة الثانية في المنطقة لجهة تحويلات المغتربين في العام ٢٠١٧ ، كذلك تبوّأ لبنان المركز الثاني إقليمياً من حيث مساهمة تحويلات المغتربين في الناتج المحلّي الإجمالي للعام ٢٠١٧، والتي تُقدَّر بـ ١٥,١ في المئة.

توقَّع «موجَز الهجرة والتطوير رقم ٢٩» الصادر عن البنك الدولي أن تستمرّ تحويلات المغتربين حول العالم بالإرتفاع خلال العامين القادمين، وإن بوتيرةٍ أدنى تدريجيّاً.

وقدَّر البنك الدولي الزيادة في تحويلات المغتربين في العالم بنسبة ٧٫٠% خلال العام ٢٠١٧ إلى ٦١٣ مليار دولار، متوقِّعاً أن ترتفع هذه التحويلات بنسبة ٤٫٦% في العام ٢٠١٨ إلى ٦٤٢ مليار دولار وبنسبة ٣٫٩% في العام ٢٠١٩ إلى ٦٦٧ مليار دولار.

وقد عزا البنك الدولي نظرته المستقبليّة هذه إلى الحركة الإقتصاديّة الصلبة في كلٍّ من الولايات المتّحدة الأميركيّة، والإتّحاد الأوروبّي، والإتّحاد الروسي، ترافقاً مع إرتفاع أسعار النفط عالميّاً وتزايد قوّة اليورو والروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي.

في المقابل، لَفَتَ التقرير إلى سلسلةٍ من التحدّيات التي قد تعرقل تحويلات المغتربين حول العالم خلال الفترة المقبلة، منها بروز سياساتٍ إغترابيّةٍ حازمة في الكثير من البلدان المرسِلة للتحويلات، إضافة إلى معوقاتٍ هيكليّةٍ أخرى مثل الضوابط التشريعيّة الصارمة المفروضة على شركات تحويل الأموال.

من منظارٍ آخر، من المرجَّح أن تحصد الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسّط حصّة الأسد (نحو ٧٥٫٥٥%) من تحويلات المغتربين العالميّة المتوقَّعة للعام ٢٠١٨ كما كان الحال منذ العام ٢٠١٠ على الأقلّ.

وفي التفاصيل، إرتقب التقرير أن تتمركز غالبيّة التحويلات إلى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسّط في منطقتَي شرق آسيا والمحيط الهادئ (١٣٥ مليار دولار) وجنوب آسيا (١٢٠ مليار دولار). في هذا الإطار، يبدو أنّ تحويلات المغتربين إلى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسّط تتّبع نمطاً مماثلا للتحويلات الماليّة العالميّة، بحيث نَمَت بنسبة ٨٫٥% خلال العام ٢٠١٧ إلى ٤٦٦ مليار دولار، ومن المتوقَّع أن ترتفع بنسبة ٤٫١% في العام ٢٠١٨ إلى ٤٨٥ مليار دولار وبنسبة ٣٫٧% في العام ٢٠١٩ إلى ٥٠٣ مليار دولار.

أمّا على صعيدٍ إقليميٍّ، فقد قدَّر البنك الدولي أنّ التحويلات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد زادت بنسبة ٩٫٣% في العام ٢٠١٧ إلى ٥٣ مليار دولار، وأنّها سترتفع بنسبة ٤٫٤% في العام ٢٠١٨ إلى ٥٦ مليار دولار، ومن ثمّ بنسبة ٣٫٣% في العام ٢٠١٩ إلى ٥٧ مليار دولار.

لذا، قد تشكِّل التحويلات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي ١١٫٥٥% من حجم التحويلات إلى الدول الناشئة و ٨٫٧٢

من حجم تحويلات المغتربين العالميّة في العام ٢٠١٨. يعود ذلك بالأخصّ، بحسب التقرير، إلى الإنتعاش المتوقَّع في النموّ الإقتصادي في دول الخليج في ظلّ بعض التحسّن في الماليّة العامّة، وزيادة الإستثمارات في البنى التحتيّة، وتبنّي إصلاحاتٍ لتنويع إقتصادات الدول المعنيّة بدل من إرتكازها على قطاع النفط. محلّيّاً، قدَّر البنك الدولي حجم تحويلات المغتربين إلى لبنان بـ٨ مليارات دولار للعام ٢٠١٧ (مقارنة بتقديراتٍ سابقة لتحويلاتٍ بقيمة ٧٫٣ مليار دولار عن العام ٢٠١٦)، ليحلّ بذلك في المركز الثاني إقليميّاً من حيث حجم التحويلات الوافدة، مسبوقاً فقط من مصر (٢٠٫٠ مليار دولار).

كذلك تبوّأ لبنان المركز الثاني على صعيد المنطقة من حيث مساهمة تحويلات المغتربين في الناتج المحلّي الإجمالي للعام ٢٠١٧ ، والتي تُقدَّر ب ١٥٫١% (مقارنة بتقديراتٍ سابقة بنسبة ١٤٫١% عن العام ٢٠١٦)، مسبوقةً من الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة (١٥٫٣%). وقد أضاف البنك الدولي أنّ متوسّط تكلفة إرسال الأموال إلى لبنان من الولايات المتّحدة، وألمانيا، وأستراليا، والمملكة المتّحدة لا تزال الأغلى بين نظرائه الإقليميّين، على الرغم من أنّها تراجعت بعض الشيء خلال الفصول القليلة المنصرمة. (تقرير بنك الاعتماد اللبناني)

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: إيران جنّدت 80 ألف مقاتل شيعي في سوريا 

الجمهورية/27 نيسان/18/ازمة سوريالتعزيز العمليات الاميركية... باريس تُرسل "قوات خاصة" الى سوريا!إسرائيل: إيران جنّدت 80 ألف مقاتل شيعي في سورياليبرمان: سنُدمّر "المواقع الايرانية" في سوريا... وسنضرب طهران!

كشف مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة اليوم الخميس، ان إيران جنّدت أكثر من 80 ألف مقاتل شيعي في سوريا، مشيراً الى قاعدة تدريب تبعد نحو 8 كيلومترات عن دمشق.وأضاف داني دانون لمجلس الأمن الدولي، وهو يرفع خريطة، أن إيران أنشأت قاعدة تدريب قرب دمشق. وتابع: "ما تستطيعون رؤيته هنا، هو مركز إيران المركزي للحشد والتجنيد في سوريا. هناك ما يفوق 80 ألف مسلّح شيعي في سوريا تحت السيطرة الإيرانية". وأردف: "في هذه القاعدة التي تبعد ما يزيد قليلاً عن 5 أميال عن دمشق، يتدربون للقيام بأعمال إرهابية في سوريا وأنحاء المنطقة"

 

ترامب: إيران لن تمتلك أسلحة نووية

الحياة/27 نيسان/18/قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الجمعة)، إن إيران لن تمتلك أسلحة نووية، لكنه امتنع عن التعليق على ما إذا كان قد يفكر في استخدام القوة ضدها، في حين قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل غير كاف لاحتواء طموحات طهران. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع مركل: «أنا لا أتحدث عما إن كنت سأستخدم القوة العسكرية أم لا... لكنني أستطيع أن أقول لكم هذا.. لن يمتلكوا أسلحة نووية. أستطيع أن أقول لكم هذا، حسنا؟ لن يحصلوا على أسلحة نووية. يمكنكم أن تعولوا على هذا». وفي شأن القمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، قال ترامب إن هناك موقعين أو ثلاثة مواقع محل بحث لعقد الاجتماع وتعهد أنه لن يسمح بأن «يتلاعب» به نظيره الكوري الشمالي. وأضاف للصحافيين إنه سينسحب من الاجتماع إذا اتضح أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على حل لن يحدث. من جهتها، اعتبرت مركل أن الاتفاق الموقع مع إيران حول ملفها النووي غير كاف لاحتواء طموحات طهران. وقالت مركل: «نعتبر الاتفاق النووي الإيراني مرحلة أولى ساهمت في إبطاء أنشطتهم على هذا الصعيد بصورة خاصة (...) لكننا نعتقد أيضاً من وجهة نظر ألمانية أن هذا غير كاف لضمان كبح طموحات إيران واحتوائها».

 

بومبيو يدعو إلى إصلاح «عيوب النووي» الإيراني

الحياة/27 نيسان/18/جدد حلف شمال الأطلسي تأكيد أهمية الاتفاق النووي المبرم مع إيران ووجوب معالجة مشكلات تدخلاتها وصواريخها الباليستية التي تمثل تهديداً مباشراً لأمن الحلفاء. لكن الانقسامات تواصلت في ملفين رئيسيين، هما زيادة الإنفاق العسكري في شكل كبير، وهو مطلب للرئيس دونالد ترامب ترفضه ألمانيا تحديداً، وسبل الموازنة بين الرد على موسكو بحزم مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام الحوار. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع وزراء خارجية الحلف في بروكسيل أمس، إن الرئيس دونالد ترامب لم يتخذ حتى الآن قراراً في شأن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، لكن من المستبعد أن يبقى فيه من دون تغييرات جوهرية. وأضاف: «الفريق يعمل، وأثق في أننا سنجري كثيراً من المحادثات لتحقيق ما أعلنه الرئيس». واستطرد: «ما لم يتم إجراء إصلاحات ملموسة، ومن دون التغلب على عيوب الاتفاق، من المستبعد أن يبقى (ترامب) فيه». وانتقد بومبيو المانيا لقلة انفاقها على القطاعات الدفاعية، وقال إنها لا تقوم بما يكفي للوفاء بالتزاماتها المالية تجاه الحلف. وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي رحبوا بنظيرهم الأميركي الذي وصل إلى مقر الـ «ناتو» بعد 12 ساعة ونصف الساعة على مصادقة الكونغرس على تعيينه. وقال الأمين للحلف ينس ستولتنبرغ في اللقاء الثنائي مع بومبيو، إن حضوره «إشارة قوية إلى أهمية الناتو بالنسبة إلى الولايات المتحدة». ورد بومبيو بأنه صعد إلى الطائرة ما إن أدى القسم في واشنطن ظهر الخميس، واصفاً «دور الحلف ببالغ الأهمية».

وشارك الوزير الأميركي في نقاشات وزراء الخارجية حول أزمة العلاقات الصعبة بين الغرب وروسيا، وأزمة الملف النووي الإيراني وتداعيات تدخلات طهران في أزمات المنطقة، وحاجة الدول العربية مثل تونس والأردن والعراق إلى الدعم الغربي من أجل تعزيز قدراتها الذاتية في حفظ استقرارها ومكافحة الإرهاب. وكانت بروكسيل أول محطة في زيارة تقود بومبيو إلى السعودية والأردن وإسرائيل. وجدد شمال الأطلسي تأكيد أهمية الاتفاق النووي الإيراني. وقال الأمين العام للحلف رداً على سؤال لـ «الحياة»، إن الاتفاق النووي يفرض سلسلة من القيود التي تحولُ دون تزود إيران السلاح النووي»، مشدداً على وجوب تنفيذه بالكامل. في الوقت ذاته، عبّر الحلفاء عن «القلق من نشاطات إيران التي تزعزع استقرار المنطقة من خلال دعم مجموعات إرهابية وتهديد الملاحة البحرية». وأعرب ستولتنبرغ عن «قلق الحلفاء الخاص من برنامج إيران تطوير الصواريخ الباليستية. وهذه المشكلة ليست جزءاً من الاتفاق النووي، وتجب معالجتها خارجه».

وتحدث وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرس لـ «الحياة»، عن «موقف حازم مشترك بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي في شأن وجوب اقتناع إيران بأننا لا نقبل بعض الأدوار الإقليمية. ويجب على طهران التحفظ عن تصعيد التوتر وإذكاء النزاعات في المنطقة مثلما تفعل في بلدان عدة».

كما بحث الوزراء أزمة العلاقات الصعبة بين الحلف وروسيا. واتهم ستولتنبرغ موسكو بمحاولات الترهيب وزعزعة استقرار الدول الحليفة، ومنها نشاطات القرصنة الإلكترونية والدعاية واستخدام الأسلحة الكيماوية في سالسبوري (لندن). وأكد أهمية «تعزيز قدرات الردع الأطلسية، والحاجة إلى تطوير أدوات قوية لمواجهة التهديدات الهجينة»، التي تستخدم فيها وسائل عسكرية ومدنية. لكن ارتفاع التوتر مع روسيا دعا الحلف إلى الإبقاء أيضاً على قنوات التواصل مفتوحة حول شفافية تحرك القوات والمناورات. وقال ستولتنبرغ إن الحلف سيبقى منفتحاً تجاه «الحوار الجاد» مع موسكو.

وكان القائد الأعلى للحلفاء في أوروبا الجنرال كورتيس سكاباروتي التقى رئيس هيئة أركان روسيا الجنرال فاليري غيراسيموف الأسبوع الماضي. ولم يتوصل الجانبان بعد إلى تحديد موعد لاستئناف اجتماعات مجلس الحلف وروسيا على مستوى السفراء.

كما اتفق الوزراء على إطلاق الحلف مهمة تدريب الضباط العراقيين في تموز (يوليو) المقبل لمناسبة انعقاد اجتماع القمة الأطلسية في بروكسيل. وذكر ستولتنبرغ أن «المئات من الخبراء سيتولون تدريب المدربين العراقيين وإنشاء أكاديميات عسكرية عراقية ستُمكن من نقل خبرات الحلف إلى آلاف الضباط». كما وافق الوزراء على تقديم حزمة مساعدات إضافية إلى كل من الأردن وتونس. وقال ستولتنبرغ إن الحلف قدم دعماً مميزاً «تمثل في تدريب القوات الخاصة والاستخبارات وتفكيك المتفجرات... والبحث مع كلا البلدين خيارات التدريب في مجالات حماية الحدود ونزع الألغام وإصلاح القطاع الأمني». وأوضح أن «الحلف يهدف إلى المساعدة على إدارة الأزمات في المنطقة»، مضيفاً أن «تقوية الشركاء يتيح الوقاية من تكرر الأزمات». وتزامنت محادثات بومبيو في مقر الـ «ناتو» مع القمة التاريخية بين زعيمي الكوريتين. وأعرب الحلف عن «دعمه القوي إيجاد حل سياسي للتوتر في المنطقة»، فيما أشار ستولتنبرغ إلى «أهمية تأثير العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية»، والتي قد تكون أقنعت الأطراف المعنية بالمبادرة بهذه «الخطوة الأولى». في واشنطن، شدد ترامب على وجوب ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، وقال بعد لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ان «على دول الشرق الأوسط تكثيف إسهاماتها في قتال» تنظيم «داعش». وأعرب عن أمله بأن تكون القمة التي سيعقدها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قريباً «مثمرة»، مستدركاً أن ممارسة الولايات المتحدة أقصى درجة من الضغط على بيونغيانغ سيستمر حتى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة. اما ميركل، فأكدت ضرورة «كبح نفوذ إيران واحتوائه»، مشيرة الى ان ألمانيا ستنفق عام 2018 ما نسبته 1.3 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على موازنة الدفاع، مستجيبة بذلك لطلب من الرئيس الأميركي. ولم تستبعد التفاوض على اتفاق ثنائي للتجارة مع أميركا.

 

ترحيب دولي بالقمة «التاريخية» بين الكوريتين

بكين - طوكيو: «الشرق الأوسط/27 نيسان/18»/أشادت الصين، اليوم (الجمعة)، بالقمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن وحيّت «شجاعتهما» معتبرة أن المصافحة بينهما عند الخط العسكري الفاصل بين البلدين تشكل «لحظة تاريخية». وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هيوا تشونين بأن «الصين تشيد بالخطوة التاريخية التي قام بها الزعيمان ونحيي شجاعتهما وقراراتهما السياسية»، و«نأمل أن تكون هناك نتائج إيجابية». من جهته، رحب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بالقمة داعياً بيونغ يانغ إلى القيام بـ«أعمال ملموسة» فيما يتعلق بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وغيرها من المسائل. وقال آبي للصحافيين في طوكيو: «أجرى الرئيس مون جاي - إن والزعيم كيم جونغ أون اليوم محادثات جدية بشأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي. أريد أن أرحب بذلك التحرك الإيجابي نحو حل شامل للمسائل المختلفة المتعلقة بكوريا الشمالية». وأضاف: «نأمل بشدة أن تقوم كوريا الشمالية بأعمال ملموسة خلال هذا الاجتماع والقمة (المرتقبة) بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية». أما الكرملين، فقد أشاد بالقمة معتبراً أنها «أخبار إيجابية جدّاً». وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريح صحافي: «إنها أخبار إيجابية جدّاً»، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «شدد مرات عدة على أن تسوية دائمة وثابتة للوضع في شبه الجزيرة الكورية لا يمكن أن تقوم إلا على أساس حوار مباشر، واليوم نلاحظ أن حواراً مباشراً قد أطلق». ومن ناحيته، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم بلقاء الزعيمين الكوريين، لكنه أبدى قدراً من التشكك في طول مدة صمود الدبلوماسية الإيجابية.

وكتب ترمب على «تويتر»: «بعد عام غاضب شهد إطلاق صواريخ وتجارب نووية، ينعقد الآن اجتماع تاريخي بين كوريا الشمالية والجنوبية. أشياء طيبة تحدث، لكن الزمن وحده هو الذي سيتحدث عن النتائج». وكان البيت الأبيض قد قال أمس (الخميس) إنه يأمل في أن تقود القمة بين الكوريتين إلى «مستقبل من السلام». وقال البيت الأبيض في بيان: «نأمل أن تحقق المحادثات تقدماً نحو مستقبل من السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية بكاملها».وأضاف: «الولايات المتحدة تُقدّر التنسيق الوثيق مع حليفتنا، جمهورية كوريا، وتتطلّع إلى مواصلة المناقشات القوية استعداداً للاجتماع المقرر بين الرئيس دونالد ترمب وكيم جونغ - أون في الأسابيع المقبلة». وتابع بيان البيت الأبيض: «بمناسبة الاجتماع التاريخي لرئيس جمهورية كوريا مون جاي - إن مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون، نتمنى الحظ الموفق للشعب الكوري».

 

الكوريتان تتفقان على إعلان نهاية الحرب ونزع السلاح النووي

سيول: «الشرق الأوسط/27 نيسان/18»/أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي - إن التزامهما نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة في أعقاب قمة تاريخية اليوم (الجمعة).وأفاد الزعيمان في بيان مشترك بأن «كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية تؤكدان هدفهما المشترك بأن تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية من خلال القيام بنزع تام لهذه الأسلحة». وأشار بدوره الزعيم الكوري الشمالي إلى أنه «لا يوجد سبب يجعلنا نقاتل بعضنا البعض... نحن أمة واحدة». وأعرب عن استعداده لتفكيك البرنامج النووي لبلاده بالكامل. وصرح كيم في كلمته خلال القمة: «لقد استغرقنا وقتا طويلا حتى تجتمع الكوريتين معا، وتمسك كل منهما بيد الأخرى. لقد انتظرنا طويلا من أجل حدوث هذه اللحظة». وتابع: «بينما أقف هنا اليوم، أستطيع أن أرى أن الكوريتين الجنوبية والشمالية هما نفس الشعب، ونفس الدم ولا يمكن فصلهما». وأكدت الكوريتان ضمن البيان المشترك الذي أوردته وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، على مواصلة الحد من التسلح تدريجيا مع بناء الثقة وخفض التوترات العسكرية، وأضاف البيان: «سنعلن نهاية الحرب الكورية هذا العام وسنغير اتفاق وقف إطلاق النار إلى اتفاقية سلام». وشمل الإعلان تعهدات بالحد من التسلح ووقف «الأعمال العدائية» وتحويل الحدود المحصنة بين البلدين إلى «منطقة سلام»، والسعي من أجل إجراء محادثات متعددة الأطراف مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة. وأصبح كيم أول زعيم لكوريا الشمالية تطأ قدماه الجنوب منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 بعد أن صافح مون فوق حاجز خرساني قصير يرسم الحدود بين البلدين في قرية بانمونجوم التي تعرف بقرية الهدنة. كما أعلن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي عن نيته زيارة عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ في الخريف المقبل.

 

مجلس الشيوخ يوافق على تعيين بومبيو وزيراً للخارجية

واشنطن: الشرق الأوسط/27 نيسان/18»/وافق مجلس الشيوخ الأميركي، أمس، على تعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) مايك بومبيو وزيرا للخارجية، خلال جلسة يغادر بعدها مباشرة للمشاركة في اجتماع لحلف شمال الأطلسي ببروكسل، ثم يزور السعودية والأردن وإسرائيل في نهاية الأسبوع.

وبعدما وافقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بصعوبة على تعيينه، ثبته المجلس كاملا بـ57 صوتا مقابل 42، وجاء تثبيته في التوقيت المناسب ليتمكن من رئاسة وفد الولايات المتحدة لمحادثات وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي التي تجري في بروكسل خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولتنظيم قمة مرتقبة خلال الأشهر المقبلة بين ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ - أون. ويأتي كذلك قبل موعد 12 مايو (أيار) الذي ستعلن واشنطن فيه موقفها من الاتفاق النووي الإيراني. وكانت طائرة وزير الخارجية بانتظار بومبيو على المدرج في قاعدة أندروز الجوية خلال جلسة تثبيته، لتقله إلى بروكسل مباشرة بعدها، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. ويحل بومبيو بذلك محل ريكس تيلرسون الذي أقاله ترمب في مارس (آذار) بعد عام من التوترات والاضطرابات داخل وزارة الخارجية. وإذا كان تيلرسون اعتبر صوتا معتدلا في إدارة ترمب، فإن بومبيو يصنف في خانة «الصقور»، وسيشكل مع مستشار الأمن القومي الجديد لدى البيت الأبيض جون بولتن ثنائيا يدعم مواقف ترمب على الساحة الدولية.

 

مستشار خامنئي يهدد بخطوات انتقامية إذا انتهى {الاتفاق النووي}

ماكرون يتوقع انسحاب ترمب... وماتيس ينفي التوصل إلى قرار... و«الحرس الثوري» يطالب بالخروج من اتفاقية حظر الانتشار

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/27 نيسان/18/هدد مستشار خامنئي في الشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أمس، بالرد بخطوات انتقامية في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، مشدداً على أن بلاده ليست مستعدة لقبول اتفاق النووي لن يجلب إليها منافع، في حين أبلغ وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس مجلس الشيوخ أمس بعدم توصل واشنطن بعد إلى قرار بشأن الاتفاق النووي. وقال ولايتي، إن «استرضاء ترمب يفقد الاتفاق النووي خاصيته»، موضحاً «إذا خرق الأميركيون الاتفاق، ليس من الواضح أن تلتزم إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي وإذا خرجت أميركا من الاتفاق النووي فمن المؤكد ستخرج إيران».

وانتقد ولايتي على هامش مؤتمر لكبار المسؤولين، مواقف الدول الأوروبية بشدة، وقال: «إذا أراد الأوروبيون أن يشككوا من جانب بقوة الاتفاق النووي، ويعودوا من جانب آخر إلى العقوبات الدولية التي ألغيت في الاتفاق النووي تحت ذريعة الصواريخ الإيرانية أو حضورها الإقليمي، فإن الاتفاق النووي يفقد خاصيته فيما يتعلق بالمصالح الإيرانية». وطالب بتنفيذ نص الاتفاق «عملياً»، مشدداً على أن عدم تحقق ذلك يفتح يد إيران للقيام بإجراء انتقامي. وصرح: «يقولون إن الأوروبيين تمكنوا من الاتفاق مع أميركا لبقاء ترمب في الاتفاق النووي، لكن هذا البقاء إذا كان على حساب بقاء العقوبات تحت عناوين أخرى فلن تقبل به إيران».

وحول ما إذا تحاول الإدارة الأميركية تسعى وراء امتيازات، أعرب ولايتي عن اعتقاده أن الطرفين الأوروبي والأميركي «يتقاسمان الأدوار خلف الستار، الفرنسيون يقولون يجب ألا تملك إيران برنامجاً صاروخياً والبريطانيون يحتجون على حضور إيران الإقليمي».

وقال ولايتي رداً على الموقف المشترك بين أوروبا وأميركا إزاء دور طهران، إنه «يحق لأي بلد أن يكون في منطقة وغرب آسيا منطقتنا». وأشار ولايتي ضمناً إلى وقف موسكو إلى جانب إيران في مجلس الأمن في حال تحرك جديد ضدها في مجلس الأمن عندما لفت إلى الفيتو الروسي ضد قرار بريطاني نهاية فبراير (شباط) الماضي يدين تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية إيرانية الصنع.

وفي أول تعليق بعد تحرك الأيام القليلة الماضية، انتقد المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، مواقف الرئيس الأميركي، من دون الإشارة إلى الاتفاق النووي، وقال إن «الأمة الإيرانية قاومت بنجاح محاولات البلطجة من جانب أميركا وقوى أخرى متغطرسة على مدى أربعة عقود وسنواصل المقاومة... على كل الدول الإسلامية أن تتحد ضد أميركا وغيرها من الأعداء». من جانبه، دعا سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام والقيادي في «الحرس الثوري» محسن رضايي، إلى أن تؤخذ تهديدات وزير الخارجية محمد جواد ظريف وأمين عام مجلس الأمن القومي علي شمخاني على محمل الجد، مشيراً إلى أبرز تلك التهديدات، وهي خروج إيران من اتفاقية حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل. وقال رضايي: «دفعنا ثمناً كبيراً في الاتفاق النووي، ولا نريد أن يبقى من دون جديد وندفع ثمناً جديداً. خروجنا من الاتفاق النووي وفق نصه القانوني».

أتى ذلك في حين أبدى مراقبون إيرانيون مخاوفهم من التهديد الإيراني، محذرين المسؤولين من تبعات تلك التصريحات. وفسر التهديد الإيراني بأنه إشارة مباشرة إلى توجه إيران إلى برامج تطوير أسلحة نووية. والتهديد يناقض مزاعم سابقة لكبار المسؤولين الإيرانيين حول فتوى من المرشد الإيراني «تحرّم إنتاج أسلحة دمار شامل». واتهم رضايي الأميركيين بعرقلة بلاده في الاتفاق النووي، مضيفاً إن «الأوروبيين تعاونوا في البداية بشكل جيد، لكن العراقيل الأميركية منعت الاستثمار»، مشيراً إلى أن «الأميركيين اتصلوا ببنوك أوروبية، وحذروا القطاع الخاص الأوروبي من الاستثمار في إيران».

بموازاة ذلك، قال نائب قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، أمس، إن قواته طالبت بأن يتحدث المسؤولون الإيرانيون بـ«قوة أكثر»، وكشف عن أن «الحرس الثوري» اقترح على السياسيين خروج إيران من الاتفاق النووي واتفاقية حذر الانتشار النووي، واستئناف النشاط النووي بشكل غير محدود، وهدد في الوقت نفسه بمحو إسرائيل. ولمح سلامي مرة أخرى إلى تهديدات سابقة حول استهداف القوات الأميركية، وقال إننا «تعرفنا على المصالح المصيرية للأعداء. لدينا قدرات دفاعية وهجومية وأثبتنا قوتها ببعض الاختبارات العسكرية». رغم ذلك، ذكر سلامي، أن قواته «أبعدت سيناريو الحرب إلى درجة لم يعد الرئيس الأميركي يتحدث عن حرب عسكرية». ولفت سلامي إلى المخاوف الدولية من نشاط إيران الإقليمي بقوله «نتحكم بأعدائنا الذين يبنون قوة في العراق والبحرين وسوريا ولبنان واليمن، والعدو مبعثر والنظام الإيراني أقوى». وتابع في الصدد نفسه: «إذا لم نطارد الأعداء في سوريا والعراق لكان تمركزهم على أرضنا». وأضاف إن بلاده «تخوض حرباً»، لافتاً إلى أن «اليد الأعلى لنا في الحرب؛ لأننا كشفنا خطوط قلق الأعداء، ونحرق أي قاعدة نريد من الأعداء».

دولياً، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في جلسة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أمس، إنه لم يتم التوصل بعد إلى قرار بشأن ما إذا كانت واشنطن ستنسحب من الاتفاق النووي الإيراني. وقلل ماتيس من شأن مخاوف تتعلق بما إذا كان لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي أن يقوض المحاولات للتوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية لتفكيك برنامجها للأسلحة النووية. وتابع قائلاً: «أعتقد أننا بحاجة للتركيز على ما هو الأفضل لصالح استقرار منطقة الشرق الأوسط والتهديد الذي تمثله إيران». قبل ذلك بساعات، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليلة الأربعاء في مؤتمر صحافي اختتم به زيارته إلى واشنطن، إنه يتوقع أن يقرر نظيره الأميركي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران؛ وذلك استناداً إلى التصريحات الصادرة عن ترمب. رغم ذلك، أكد أنه لا يعلم ما القرار الذي سيتخذه ترمب في 12 مايو (أيار). موضحاً «لا أعلم القرار الأميركي، لكن التحليل العقلاني لكل تصريحات الرئيس ترمب لا يقودني للاعتقاد أنه سيفعل كل شيء للبقاء في الاتفاق» وفق وكالة «رويترز». وجاء تصريح ماكرون بعد ساعات من خطابه أمام الكونغرس الأميركي، قال فيه، إن إيران لن تتمكن من امتلاك قنبلة نووية، وطالب إدارة ترمب بألا تغادر الاتفاق النووي، لافتاً إلى أنه من الممكن ألا يكون كاملاً، لكن من الأفضل يبقى ما دام لم يكن له بديل أفضل». وتابع: «إن الاتفاق لا يعالج مخاوفنا». ومن المفترض أن تتوجه اليوم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى واشنطن بعد يومين على ختام زيارة ماكرون. ويتوقع أن يتصدر الاتفاق النووي جدول أعمال زيارة ميركل التي تستغرق 24 ساعة.

وقال مسؤول ألماني كبير، أمس، إن المقترحات التي قدمها ماكرون بشأن الاتفاق النووي الإيراني تستند إلى الاتفاق الدولي القائم، لكنها ستضيف إليه بعض العناصر الجديدة. وقال المسؤول قبل أن تتوجه ميركل إلى واشنطن، إن «الفكرة من اقتراح ماكرون هو أن يظل الاتفاق بشكله القائم مع وضع العناصر الإضافية في الصدارة». مضيفاً: «من وجهة نظرنا ينبغي الحفاظ على هذا الاتفاق». بدورها، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أمس، إن بلادها لا ترى أي مجال لإدخال تعديلات على الاتفاق النووي مع إيران.

وأضافت إن موسكو تشعر بالقلق الشديد من تصريحات رئيسي فرنسا والولايات المتحدة بشأن الاتفاق. ونقلت وكالات أنباء عن زاخاروفا قولها، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيبحث الاتفاق النووي الإيراني على هامش لقائه مع نظيريه التركي والإيراني في موسكو بعد غدٍ لمناقشة الوضع في سوريا. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن زاخاروفا قولها «بطبيعة الحال سيكون هناك تبادل لوجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية الراهنة بما في ذلك الوضع الذي يزداد خطورة، المحيط بتنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة بشأن برنامج إيران النووي».

 

حفتر يعود إلى بنغازي... والاحتفالات تعم شرق البلاد وسلامة يبحث مع فيديريكا موغيريني التطورات السياسية في ليبيا

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/27 نيسان/18/وسط احتفال رسمي وشعبي في شرق ليبيا، وصل المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، إلى مطار «بنينا» في بنغازي، مساء أمس، قادماً من القاهرة، بعد غياب دام ثلاثة أسابيع للعلاج في باريس، فيما سادت حالة استنفار واسعة في البلاد.

وتوافدت مبكراً على بنغازي أمس وفود من أعيان وحكماء ومشايخ المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى أعضاء من مجلس النواب، ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في استقبال حفتر، الذي واكبت رحلة علاجه في فرنسا «إشاعات»، ساهمت في ترويجها وسائل إعلام محسوبة على جماعة «الإخوان» المسلمين، بأنه فارق الحياة. وبدأت منذ ليلة أول من أمس (الأربعاء) الاحتفالات الشعبية تعم مدن شرق ليبيا، عبر مسيرات الحافلات، وتوافد المواطنين على الميادين، حاملين لافتات الترحيب، وصور المشير، الذي أجرى في القاهرة محادثات مع مسؤولين مصريين قبل انتقاله إلى بلاده، مساء أمس. وفي شارع العشرين ببنغازي انتشرت لافتات دُونت عليها عبارات الترحيب بالمشير، فضلاً عن لافتات للنادي الأهلي الليبي، تحمل الأسلوب نفسه، في وقت تسيد هاشتاغ «هلا بالمشير» مواقع التوصل الاجتماعي. ووقفت مشايخ وحكماء قبيلة الفرجاني، التي ينتمي إليها المشير، في مقدمة صفوف المهنئين بعودته، بالإضافة إلى قيادات عسكرية رفيعة، فيما دوت الأعيرة النارية في سماء المدينة فرحاً بعودته. وكان حفتر (74 عاماً) قد غادر مساء أمس القاهرة، الذي وصلها قبل يومين، متوجها على رأس وفد بطائرة خاصة إلى بنغازي. ونقلت مصادر مطلعة، قالت الوكالة الألمانية إنها شاركت في وداع حفتر بمطار القاهرة، إن الوفد المرافق للمشير ضم ستة أشخاص، من بينهم طبيب لمتابعة حالته الصحية، حيث وصل داخل سيارة عادية وليست سيارة إسعاف، مما يؤكد استقرار حالته الصحية.

والتقى القائد العام للقوات المسلحة خلال زيارته لمصر عددا من كبار المسؤولين والشخصيات، واستعرض دعم علاقات التعاون بين مصر وليبيا، وآخر التطورات على الساحة الليبية. وسرت في الـ14 من الشهر الحالي «إشاعة» عن وفاة القائد العام للجيش الوطني، داخل مستشفى بالعاصمة الفرنسية باريس، ما تسبب في إحداث بلبلة في الأوساط الليبية والعربية. وفور شيوع خبر وفاة حفتر (قبل النفي) سارعت بورصة الترشيحات للدفع برئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية الحاكم العسكري لدرنة، بن جواد الفريق عبد الرزاق الناظوري ليخلفه، وذهب سياسيون ليبيون إلى أنه الأوفر حظاً نظراً لقربه من الرجل، إلى جانب «قدرته على قيادة قوات الجيش الليبي في محاور القتال»، كما أنه على علاقة قوية مع بعض القوى الإقليمية والدولية. ويمثل حفتر قيمة كبيرة ورقماً صعباً لدى مواطني شرق ليبيا، لكنه يُعد عقبة في طريق «الإسلاميين»، وخاصة في غرب البلاد منذ عودته من منفاه في لانغلي بالولايات المتحدة، عقب اندلاع ثورة 17 فبراير (شباط) عام 2011. ورغم التصريحات الرسمية، التي تحدثت أمس عن تمتع حفتر بصحة جيدة، فقد أصرّ مفتي ليبيا السابق صادق الغرياني، المدرج على «قوائم الإرهاب»، أن المشير حفتر فارق الحياة، ما أثار حفيظة وسخرية كثير من الليبيين، وقال الغرياني: «يا أهلنا في الشرق.. ويا من تتنافسون على المنصب.. اعتبروا... هل استطاع (حفتر) أن يدفع عنه الموت الذي جاءه على عجل، ولم ينتظره حتى أن يوصي بمن يخلفه». من جهته، قال الدكتور محمد عامر العباني، عضو مجلس النواب، إن «محبي حفتر أمضوا أياماً تتقاذفهم الشائعات المغرضة، وغير الصادقة، والمليئة بالشحن الإعلامي والدس المشؤوم من إصابة (قاهر الإرهاب)، بشتى الأمراض... إلى الموت السريري». وأضاف العباني في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «عودة القائد العام معافى، ومُكذب لكل الأبواق بعدم الرد عليها، يثبت بذلك أنه رجل استراتيجيات، ولا ينجر لردود الأفعال». وانتهى العباني قائلا: «هنيئاً لليبيا برجالها وأبطالها، ولتخسأ خفافيش الظلام والأبواق المأجورة». وينتظر حفتر معركة كبيرة لـ«تحرير» مدينة درنة (شمال شرقي ليبيا) من الجماعات المتطرفة، وهو الأمر الذي أكده أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش، بقوله إن الجيش الليبي شن ثلاث غارات جوية على الجماعات الإرهابية في درنة، مشيرا إلى أن الإرهابيين في درنة سيقدمون للمحاكمة حال اعتقالهم. وأوضح المسماري في تصريح صحافي أن «التنظيمات الإرهابية تستخدم عربات مفخخة لا تميز بين صديق وعدو، وموعد تحرير درنة من التنظيمات الإرهابية بات قريباً جداً». وسبق للمسماري القول إن المحادثات التي أجراها المشير حفتر بالقاهرة منذ منتصف الأسبوع الماضي مع كبار المسؤولين، تتعلق بتحرير درنة، وشدد على أن «مصر وليبيا في خندق واحد ضد الإرهاب». ويتوقع أن يشارك حفتر في الاحتفالات التي ستقام بمناسبة انطلاق «عملية الكرامة»، التي أعلنت في يوليو (تموز) 2014. وقد اتخذ من منطقة الرجمة شرق بنغازي مركزا لقيادته، وبعد عام عيّن مجلس النواب في طبرق خليفة حفتر قائداً عاماً للجيش الليبي، قبل أن يرقيه إلى رتبة مشير. في سياق آخر، ناقش غسان سلامة، المبعوث الأممي لدى ليبيا مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، أمس التطورات السياسية في ليبيا. وقالت بعثة الأمم المتحدة على صفحتها عبر «فيسبوك» إن سلامة عبر خلال اللقاء الذي جرى في بروكسل عن شكره لدعم الاتحاد الأوروبي لأنشطة الأمم المتحدة في المساعدة الإنسانية والعملية الانتخابية في ليبيا. ويأمل سلامة في مساعدة ليبيا على إجراء انتخابات قبل نهاية العام الحالي، ضمن خطته، التي أعلنها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي في نيويورك.

وطرد حفتر «المتشددين الإسلاميين» خارج بنغازي نهاية العام الماضي، وفي سبتمبر 2016 تمكنت قواته من السيطرة على منطقة الهلال النفطي، التي تضم أهم موانئ النفط في البلاد، بعد اقتتال مع قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

 

قانون يفتح الباب أمام التغيير الديموغرافي في سوريا

العرب/28 نيسان/18/قانون 10 يسمح للحكومة السورية بوضع اليد على أملاك اللاجئين في الخارج، وموظفو الإدارة المحلية يحددون مصير "أملاك الغائبين".

لا وقت لإنقاذ ممتلكاتهم

دمشق - تحاول الحكومة السورية تهيئة الأجواء لوضع يدها على أراض ومنازل في محيط المدن السورية ضمن خطة وضع “هيكل تنظيمي” جديد لهذه المناطق، تسمح للمسؤولين السوريين بوضع اليد على ممتلكات لاجئين أو نازحين إذا ما لم يقدموا وثائق تثبت ملكيتهم لهذه العقارات خلال شهر أبريل الجاري. ووافق مجلس الشعب السوري على مرسوم بالقانون رقم 10 لعام 2018، وصادق عليه الرئيس السوري بشار الأسد في الثاني من أبريل الجاري، مانحا حرية أكبر للحكومة في التصرف بأراض زراعية ومنازل بنيت بطريقة عشوائية عليها، إذ لم يتقدم أقرباؤهم حتى الدرجة الرابعة بوثائق تثبت ملكيتهم لها، خلال ثلاثين يوما فقط من تاريخ صدور القانون. ويختص “الهيكل التنظيمي” الذي يتبناه القانون بالأراضي الزراعية والمباني المخالفة التي بنيت عليها خارج المدن، ولا تتناول مواده الـ63 الوضع العمراني للمدن المنظمة أصلا.

أنور البني: الهدف الأساسي للتهجير القسري للسوريين يدور في فلك الاستيلاء على الأرض بشكل دائم

وإذا ما لم يتمكن مالك الأرض أو العقار من تقديم ما يثبت ملكيته خلال الفترة المسموح بها، فسيتولى موظفو وزارة الإدارة المحلية، التي يديرها حسين مخلوف أحد أقارب الأسد، التصرف في مصير هذه الأراضي وفقا لقرار موقع من مخلوف.

ويشمل القانون كل الأراضي والمحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري والخارجة عنها. لكن معارضين سوريين يقولون إن بعض المناطق هجرها سكانها بشكل كامل، وهو ما يجعل احتمال وجود أقارب من أي درجة شبه معدوم. كما يستغرق وقت استخراج توكيل خارجي بالنسبة للمغتربين والمهجرين من أربعة إلى خمسة أشهر، وهو ما يجعل مهلة الشهر التي حددها القانون غير كافية، بالإضافة إلى شرط الحصول على موافقات أمنية للطرفين. ولن يفكر ملايين المهجرين السوريين في الدول المجاورة في إجراءات عمل توكيلات قانونية لعدم وجود سفارات سورية في تركيا أو الأردن، وكذلك معظم دول الاتحاد الأوروبي. ويشعر الأسد بثقة زائدة بعدما تمكن من تحقيق تقدم واسع النطاق، بغطاء جوي روسي وبدعم من قبل ميليشيات ممولة من إيران، في مناطق استراتيجية عدة، كان آخرها غوطة دمشق الشرقية. وصاحب هذا التقدم العسكري عقد اتفاقات مع المعارضة، التي تشمل تهجير المقاتلين والسكان المدنيين إلى مناطق لا تشكل وقتيا أهمية بالنسبة إلى النظام. ويخشى معارضون من أن تكون حملة التهجير القسري من بعض المناطق السورية مقدمة لاستيلاء مقاتلين مدعومين من قبل إيران على أراضي ومنازل المهجرين، ضمن استراتيجية أوسع تتبنى تغييرا ديموغرافيا، خصوصا في دمشق ومحيطها.

وسيساعد “القانون 10 كثيرا على تنفيذ هذه الرؤية على المدى البعيد، ضمن خطط إعادة إعمار سوريا. ويقول أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، إن “المرسوم الأخير هو جزء من المنظومة القانونية التي يعتمد عليها النظام للاستفادة القصوى من التهجير”.

وأكد البني لـ”العرب” أن “الهدف الأساسي للتهجير القسري للسوريين يدور في فلك الاستيلاء على الأرض بشكل دائم”. وأضاف “النظام يريد إيجاد سوريا المنسجمة مع مواقفه التي لطالما تحدث عنها رأس النظام في خطاباته”. وسرعان ما أثار القانون الجديد غضبا أوروبيا كبيرا، خصوصا في ألمانيا التي استقبلت أكبر عدد من اللاجئين السوريين على الإطلاق. وتخشى الدول الأوروبية من أن يؤدي القانون الجديد إلى استيلاء الحكومة السورية على أراضي وبيوت السوريين، في ما يشبه آلية التحكم بـ”أملاك الغائبين” التي تنتهجها إسرائيل بحق ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. ونقلت صحيفة “ذود دويتشه”، الجمعة، عن وزارة الخارجية الألمانية قولها إن “الحكومة الألمانية محبطة وقلقة بشكل كبير من محاولات نظام الأسد عبر قوانين مريبة التشكيك في حقوق الملكية للسوريين الفارين”. وتابعت “تعتزم الحكومة التشاور مع شركائها في الاتحاد الأوروبي لبحث كيفية التصدي لهذه الخطط الغادرة، إذ يحاول الأسد تغيير الوضع في سوريا بشكل جذري في مصلحة النظام ومؤيديه، على نحو يصعب عودة اللاجئين السوريين مجددا”. ويقول معارضون سوريون إن النظام بدأ بالسماح لعائلات المقاتلين في الجيش بالتوجه نحو الغوطة الشرقية لاستملاك عقارات باعتبارها “غنيمة حرب”، في وقت تسعى فيه إيران لتوطين عائلات الميليشيات التابعة لها في الغوطة الغربية، حيث تخطط لإقامة مشاريع إعمار في مدينة داريا.

 

أبي نصر في هجوم على مؤتمر بروكسل: التوطين آت والحريـري مطالب بالتوضيح!

المركزية/27 نيسان/18/أكد النائب نعمة الله أبي نصر أن "بعد بيان مؤتمر بروكسل الصادر عن الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لم نعد نحتاج إلى أي دليل إلى وجود مؤامرة لتوطين النازحين السوريين في لبنان بالتدرج. واعتبر أبي نصر، في بيان، أن "الدعوة إلى دمج اللاجئين السوريين في المجتمع اللبناني وإعطائهم حق العمل وخيار العودة إلى سوريا أو البقاء في لبنان. كل ذلك ما هو إلا توطين متدرج للسوريين كما حصل مع الفلسطينيين منذ سنة 1948". وأشار إلى أن "الموقف المريب لرئيس الحكومة سعد الحريري والوفد المرافق له في بروكسل يجعلنا نتساءل عما إذا كانت هناك صفقة سياسية على حساب لبنان يتولى تخريجها الفريق السياسي نفسه الذي فتح الحدود للنازحين من دون ضوابط، واستقبلهم في البقاع واتهمنا يومها بالعنصرية حين حذرنا من مخاطر النزوح والتوطين في بلد فيه أعلى نسبة كثافة سكانية؟"، لافتا إلى أن "هذا الفريق نفسه ملزم بتوضيح موقفه وإلا يكون متآمرا على لبنان كما تآمر في مطلع التسعينات من خلال مرسوم التجنيس المخالف للدستور ولكل القوانين والأعراف الذي أحدث خللا ديموغرافيا مقصودا في لبنان بتجنيس مئات الآلاف من السوريين وغيرهم لصالح هذه الطائفة على حساب تلك لأسباب سياسية معروفة". ونبه إلى أن "ما كنا نحذر منه لم يكن وهما وتوجيه الإتهامات لنا بالعنصرية كان جزءا من المؤامرة لإسكات الصوت المدافع عن الهوية الوطنية. وقد وضع بيان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الإصبع على الجرح وكذلك فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري". وختم أبي نصر: "إننا نؤيد الدعوة لفتح الحوار مع الحكومة السورية لتأمين عودة النازحين إلى بلادهم وخصوصا أن أكثر من 90% من مساحتها أصبح آمنا. إن أي تساهل في هذا الموضوع قد يؤدي إلى نتائج وخيمة أخطر من تلك التي أحدثها الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هكذا يقرأ «حزب الله» «أُمَّ معاركه» الشيعية في بعلبك  الهرمل

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/السبت 28 نيسان 2018

 الكلمة المتلفزة الأخيرة للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في الموسم الانتخابي سيوجّهها في 29 من الشهر الجاري الى الناخبين الشيعة في دائرة بعلبك ـ الهرمل، ويُتوقع أن تتّسم بنبرة عالية، بهدف شدّ العصب الانتخابي لديهم لأعلى نسبة ممكنة.

تسود داخل الحزب قراءةٌ سياسية حول رؤيته للمعركة الانتخابية في بعلبك ـ الهرمل، وهي بكل الاعتبارات تبدو لافتة لجهة مدى أهمّيتها بالنسبة اليه. وفي صلب هذه القراءة، توجد مقاربة متكاملة تركّز على اعتقاد الحزب بأنّ «الحربَ الناعمة» الخارجية ضده، تتّسم بأنها تسعى بعناد عبر تبنّيها مروحة عقوبات، الى خلق حالة إرباك في العلاقة بين الحزب وقاعدته الاجتماعية توصّلاً الى زعزعة تحالفها معه. وخصوصية منطقة بعلبك ـ الهرمل ضمن هذا الهدف، تكمن في أنها تشكّل النقطة الرخوة داخل ديموغرافيا قاعدة الحزب الشيعية، ولا يعود ذلك لكون ابناء بعلبك - الهرمل، اقلَّ وفاءً في دعمهم من بقية ابناء مناطق الشيعة الاخرى، بل لأنّ ظروف هذه المنطقة صعبة وتركيبتها الاجتماعية حساسة ومعقّدة وسجلّها راهناً كما بالأمس، مليء بنتائج انعكاسات مشكلات تقصير الدولة في حقها. لكنّ الحزب يعتبر أنّ الاصوات التي تُحمّله مسؤولية استمرار التقصير في حق بعلبك ـ الهرمل، ليست مُحِقة.

فالحزب ـ ودائماً بحسب قراءته عينها- موجود في هذه المنطقة منذ العام 1981، بدايةً عبر الحرس الثوري الإيراني ولاحقاً بنحوٍ مباشر. وطوال هذه الفترة قدّم الحرس والحزب كثيراً لأبنائها بغية جعلهم قادرين على تجاوز ضائقتهم، وذلك على مستوى التدفئة ومُنَح التعليم وتعويض مواسمهم الزراعية التي غالباً ما تواجه مشكلاتِ جفافٍ وسوءَ تخطيط على مستوى تصريف إنتاجها. ويستنكف الحزب عن التصريح بهذه الوقائع في حوارته مع ابناء بعلبك - الهرمل، حتى لا يتّهموه بأنه يمنّنهم، على رغم أنّ بعض قياديّيه يطرح حالياً ضرورة التذكير بها لرفع الحيف عن «حزب الله».

والواقع أنّ رؤية الحزب لموقع بعلبك - الهرمل كنقطة رخوة دخل داخل بيئته الاجتماعية تستهدفها «الحرب الناعمة» الخارجية ضده، جعل قيادته، وفي مقدّمها السيد نصرالله، توليها عناية خاصة لحالة الاعتراض الاجتماعي فيها، في مناسبة استحقاق الانتخابات النيابية.

ويعتبر الحزب أنه يخوض «امّ المعارك» في بعلبك - الهرمل لإثبات أنّ مشروعه محصّنٌ داخل قلعته الشيعية الاجتماعية وليس فيها ثغرات.

ويتعامل الحزب مع أرقام الاقتراع الشيعي في بعلبك - الهرمل بصفتها «اصواتاً ثمينة» سياسياً، وذات مدلولات اجتماعية استثنائية، وستؤشر نسبُها المتوزّعة ضده أو معه في صناديق الاقتراع الى مدى قدرته على التعامل بنجاح مستقبلاً مع مخططات خارجية مقرَّرة، وهي قيد التنفيذ، تريد إستهدافه من خلال تناقضات موجودة داخل بيئته.

وضمن هذه الرؤية لبعلبك ـ الهرمل التي باتت تختزن صوت الناخب الثمين للحزب، بالاضافة الى تعريفها كخزان بشري للمقاومة، يحرص الحزب على التعامل بتقنية «الجوهرجي» مع كل تفصيل انتخابي فيها.

فبداية كان نظر بارتياح الى خطوة انسحاب الرئيس حسين الحسيني من السباق الانتخابي ضده، فالأخير يمتلك ميزتين مزعجتين للحزب، أولهما حجمه الانتخابي الشيعي المقدّر بـ 4500 صوت، والثانية قدرته على توحيد جزءٍ غير قليل من الاعتراض الشيعي المقدّر بعشرين الف صوت، والمشتّت بجزءٍ منه، فيما القسم الآخر الأكبر منه لا يترجَم في صناديق الاقتراع. وفي المستوى نفسه، ولكن المشوب بالانزعاج قارَب الحزبُ خطوة ترشيح يحيى شمص على لائحة تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية». فموقع شمص داخلها يدشّن رحلة تفاعل بين الشيعة المستقلّين في هذه المنطقة وبين قوى سياسية لديها كتل نيابية على مستوى لبنان، ولديها على الاقل حاصل انتخابي، ولو غير شيعي، في بعلبك - الهرمل.

سيضيف المستقلّون الشيعة الى لائحة «المستقبل» ستة آلاف صوت، من أصل اصوات الشيعة المعترضين والمشتّتين المقدّرين بعشرين ألفاً، والموزّعين في خريطة اجتماعية متناثرة، تتكوّن من «دفرسوارات» داخل كبريات عشائر المنطقة: آل جعفر 6000 صوت، آل ناصر الدين المجتمعين سكنيّاً والمتفرّقين الى اتّجاهاتٍ سياسية 6000 صوت. وآل شمص 4000 صوت ربعهم يتوقع اقتراعهم ليحيى شمص. أخطر سيناريو كان يواجه الحزب خلال بداية المعركة الانتخابية في هذه الدائرة هو توحّد بعض هذه العشائر وراء لائحة خاصة بهم، حيث إنّ قدرتهم على حشد عشرة آلاف ناخب ستكون كفيلةً بإحداث تغيير في المعادلة السائدة. عدا ذلك فإنّ الحزبَ ينازل خصومَه الشيعة من العشائر متفرّقين، ولكنّ هؤلاء سيتركون في صناديق الاقتراع رسالةً مزعجة للحزب، وهي أنّ كل لائحة في بعلبك ـ الهرمل، بغض النظر عن هويّتها السياسية، يكون فيها ستة مرشحين شيعة قادرة على تحصيل 6 آلاف صوت.

ومع بلوغ مسار معركة بعلبك ـ الهرمل ربع الساعة الأخير، فإنّ الحزب اصبح معنيّاً أكثر بتأكيد قوّته في هذه الدائرة:

فمن جهة أولى سيتم اختبارُ مدى قدرة اطلالة نصرالله المتلفزة لمخاطبة ناخبي بعلبك - الهرمل على تحقيق خطة تنفيذ تسونامي تصويت شيعي فيها، يرفع نسبة اقتراعهم من 52 في المئة (120 ألف صوت) الى نسبة استثنائية - وخالية بنظر البعض- تربو على 71 الى 76 في المئة (150 الف مقترع شيعي). وفي هذه الحال يمكن الحزب حصد 9 من 10 مقاعد. أمر آخرسيكون محلَّ اختبار، وهو نسبة المقترعين الذين يمكن الحزبُ التحكّم بأصواتهم التفضيلية. وبحسب تسريباتٍ ذات صلة بهذه النقطة، فإنّ نسبة 40 في المئة من المقترعين للحزب في كل لبنان، هم خارج سلطته التفضيلية.

وبتطبيق هذه النسبة على ارقام بعلبك ـ الهرمل، يظهر أنّ من اصل 120 ألف مقترع شيعي فيها (حسب نسبة التصويت 52 في المئة) تبلغ حصة الحزب نحو 100 ألف صوت، منهم 60 ألف صوت يديرها بـ»التكليف الشرعي»، أما الثلاثون ألفاً المتبقية فهي للمناصرين ولا تخضع لتطبيقات هندسته لتوزيع الصوت التفضيلي. وقبل أيام بدت هذه الجزئية مهمة، جراء نقاش دار حول مَن سيحتلّ المرتبة الاولى في لائحة الحزب: حسين الحاج حسن أم اللواء جميل السيد؟. ليس مستساغاً لدى الحزب - لأيّ اعتبار- أن يكون أوّلَ الناجحين على لائحته شخصية لا تنتمي حزبياً اليه، علماً أنّ بعض الاستطلاعات لحظت تقدّم اللواء السيد مستفيداً من إمكانية أن ينال اصواتاً تفضيلية من المقترعين الـ 40 في المئة المناصرين للحزب. اضافة الى رفده بأصواتِ شيعة القصير اللبنانيين الذين حتى اللحظة هناك تباين حول تقديرهم: 4 آلاف صوت حسب تقديرات مستقلّة، و7 آلاف صوت حسب ماكينة الحزب.

 

المطران مطر لـ«الجمهورية»: الإلغاء مرفوض مسيحياً... «ومَن اشتراكَ باعَك»

ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية/السبت 28 نيسان 2018

 أسبوع يفصلنا عن الاستحقاق النيابي، وسط غليان النفوس والتهافت على شراء الأصوات وتراشُق الاتّهامات، يجلس رئيس أساقفة بيروت المارونية بولس مطر في مكتبه في الطابق الرابع في أبرشية بيروت المارونية في الأشرفية، ولا تبدو الفرحة مكتملةً في عينيه، فإذا نظرَ إلى الجزء الملآن من الكوب ابتسَم، قائلاً: «نحمد الله أنّنا مقبلون على الانتخابات النيابية بعد سنوات من الانتظار»، وإذا نظر إلى الجزء الفارغ من الكوب، غابَ الامتنانُ عن ملامح وجهِه، مردّداً: «ما نعيشه غيرُ منطقي، مجرّد تسويات آنيّة لضمان الوصول»، مؤكّداً «أنّ إلغاءَ الآخر مبدأ مرفوض تماماً».

الأيقونات عن يمينه وعَلم لبنان عن شماله، بهدوئه المعهود يُتابع راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر تفاصيلَ رعيتِه بأفراحها وأحزانها، فيما صلاتُه جامعة «على نيّة كلّ اللبنانيين المقيمين والمغتربين»، وفق ما عبّر عنه في حديث لـ«الجمهورية».

تسويات آنيّة

يولي مطر أهمّيةً كبيرة للاستحقاق النيابي المقبل عليه لبنان، ولكن في حساباته أنّ الأهمّ: «بعد تمرير الاستحقاق النيابي، التوجّه متى توافرَت الإمكانيات للبحث لتعديله، نظراً إلى أنه بدأت تتكشّف معالمُ شوائبِه، وأنه حتى الآن ليس الأفضلَ لجهة تشكيل اللوائح». وتابع موضحاً: «يفترض القانون النسبي أن تتشكّل اللوائح من حزبٍ واحد، ولكن في لبنان ضمن الـ 15 دائرة يختلف تعاطي الأحزاب فيما بينها بحسب ظروفها وحساباتها، فما نراه مجرّد تسويات آنيّة لضمان الوصول، وهذا ما يُعيق عملية تطوير الأفكار وتنفيذ المشاريع في ما بعد»، مشيراً إلى أنّ «الصوت التفضيلي حوَّل مرشّحي اللائحة الواحدة إلى أخصام في ما بينهم».

الإلغاء مبدأ مرفوض

ولا يَعتبر مطر أنّ تنافس 77 لائحة «مؤشّر صحّي لوجود الديموقراطية»، منتقداً الآليّة التي رافقت عملية تشكيل اللوائح، قائلاً: «تُفرَض لوائح على المواطنين لا رأيَ لهم فيها ولم تُشكّل على أساس حزبي، ولا على أساس برنامج أو مشروع متكامل يَجمع أعضاءَها». وأضاف: «لا شكّ في أنّ مبدأ الانتخابات محكوم برابحٍ وخاسر، ولكنّ البعض تعمَّد إلغاءَ الآخَر، فهذا مبدأ مرفوض تماماً». وأسفَ مطر «لتحوُّلِ لبنان تدريجاً إلى بلد التسويات، فكِل «مين طِلع ع بالو ترشّح»، من يُحاسب من؟». وأضاف: «النوّاب الجُدد غير معروفين، وحتى بعض النوّاب الحاليين لم نشعر بمرورهم في الندوة البرلمانية».

أين البرامج الانتخابية؟

«سيّدنا» ليس ملِمّاً في شؤون أبرشيته فقط، إنّما في شجون أبناء الوطن برُمّتهم، فيخرج عن هدوئه وفي صوته وجعُ المواطنين، سائلاً: «هل مِن بين المرشحين مَن وجَد حلاً لمسألة النفايات؟ هل مَن أزاحَ عن كاهل الأهالي عبءَ الأقساط؟ هل من فكَّر في الدين العام؟ ماذا عن الكهرباء التي تلعب بأعصاب المواطنين؟ هل من فكّرَ بهم ضِمن البرامج الانتخابية؟ نتلمّس إصراراً على الوصول إلى السلطة بأيّ وسيلة والاستحواذِ على أكبر عددٍ مِن النواب للمضيّ قدُماً في السيطرة على الوضع، من دون أفكار وبرامج فعلية ومشاريع للوطن».

وينتقد مطر «هجمة المرشّحين»، قائلاً: «لا شكّ في أنّ الترشيح حرّ، ولكنّ الناس في حاجة لمعرفة إلى أين سيقودهم هؤلاء المرشّحون، فالمجلس النيابي في الأساس دورُه التشريع، ومِن بين 128 نائباً أغلبُهم باتوا رجالَ أعمال، قلّةٌ أطبّاءُ ومحامون، ومشرّعون، «بالكاد نجد 10 أو 15 شخصاً يفهمون بالتشريع، معقول !». وتابع مستطرداً: «فلنُحصِ كم نائباً أصدر كتاباً أو أعدَّ دراسةً اقتصادية أو رَسم استراتيجية للمنطقة. إذا كانوا غيرَ مستعدّين للمسؤولية المقبلين عليها، «لوَين جايين؟»...».

هذا الكعك من ذاك العجين!

سرعان ما يتّسع بؤبؤا «سيّدنا» استغراباً من عملية بيعِ الأصوات وشرائها تزامُناً مع احتدام المعارك الانتخابية، فيقول: «أتعجّب لوجود أشخاص إلى هذا الحد يمكن شراؤهم، وكيف هناك من يشترون؟ هذا مؤسف، في بلدان العالم لا نصادفه، فالديموقراطية في الخارج تختلف عمّا نُعاصره في لبنان». ويضيف: «نحن لا نريد أن نَلعنَ الظلام بل أن نضيء شمعةً، ولكن لا شيء يبرّر عملية شراء الأصوات. وكلّ من باع صوتَه، فليسأل نفسَه هل حُلّت مشكلتُه؟».

ويتابع مطر مستذكراً ما تعلّمه من البطريرك مار نصرالله بطرس صفير: «تعلّمنا منه عبارة «من اشتراكَ باعك»، أي كلّ مَن يشتري أصوات الناخبين اليوم بـ 200 أو 500 دولار سيبيعها بأرخص، وبيعُ الأصوات يعكس ذروةَ التخلف والمرض لدى أصحاب الإرادة الضعيفة». ويضيف: «لا يبِع أحدٌ ضميرَه، على كلّ مواطن أن يسجّل موقفاً، تذكّروا أنّ هذا الكعك من ذاك العجين، فمن يحاول شراء صوتك لا يملك إرادة التغيير وستبقى تعيش بسببه في دوّامة مفرَغة».

«رؤوس مِش لازم تسقط!»

لا يرى مطر أنّ المعارك الانتخابية تتركّز في الأقضية أو المناطق المسيحية فقط، فيقول: «المعارك الانتخابية على الجهات كافة، على سبيل المثال، لدى إخواننا السُنّة صراع في الشمال، في طرابلس، وبيروت الثانية، وصراع في عكّار، والبقاع الغربي، وصيدا، وعلى المستوى الدرزي وغيرهم». وأضاف: «ربّما المعارك تأخذ طابعاً آخَر لدى المسيحيين لأنّهم اعتادوا على الحرّيات وعلى غياب الأحادية المسيحية، ولكن للأسف يمارسون أكثرَ مِن اللزوم «تكسيرَ بعضهم البعض»، وهناك خوفٌ من سقوط رؤوسٍ مِش لازم تسقط ووصولِ أشخاص «منُن خَرج».

ويتوجّه مطر إلى كلّ مسيحي بالقول: «لا تُرتَهنوا لأحد، فالمسيحي رَجل وحدة وتوحيد. للأسف أنّ المسيحيين يُضحّون في قضايا كبيرة فقط لمجرّد ضمانِ وصولهم، لذا أتمنّى عليهم أن يكونوا مِقدامين، ولا معنى لإلغاء الآخر. فالأب العظيم ميشال حايك كان يقول لنا: «الغالب اليوم هو المغلوب غداً»، لذا إعملوا على أسسٍ، على برامج، وليس من منطلق الغالب والمغلوب أو «طاحِن ومطحون، الدِني مِش هيك بتكون»، الديمقراطية أكثرية رأي وليست أكثرية طوائف». داعياً الجميعَ إلى الاقتراع: «التصويت واجب، حتى لو وضَع المرء ورقةً بيضاء، لا بدّ مِن تسجيلِ فِعلِ حضور، بوسعِه الاعتراضُ على أشخاص، ولكنْ مِن غير المنطق أن يُلازمَ منزله ويغفلَ عن مسؤوليته تجاه وطنِه».

وللمرشّحين يتوجّه مطر بالقول: «مَن يَعجز عن خدمة وطنِه وأبنائه «شو جايي يعمِل؟»، لبنان رسالة حوار ومنارة للشرق، المتطرّفون الذين لا يقبَلون أيَّ لقاء مع الآخر «شو جايين يَعملو؟»». وأضاف: «سبقَ وقال البابا يوحنا بولس الثاني: لبنان رسالة؛ فمن سيحمل هذه الرسالة؟ شعب لبنان برُمّتِه بمسؤوليه ووساكِنيه».

عودوا إلى الديمقراطية

وبعيداً من المعارك الانتخابية وضراوتِها، وحيالَ ما تشهده المنطقة من معارك، يرى مطر أنّ «المصيبة الأكبر هي في الصراع السنّي الشيعي في المنطقة، والذي يكاد يَطغي على ثروات العرب والمسلمين ضدّ بعضهم، ويتيحُ للدول الكبرى أن تستفيد مِن الوضع لتبيعَ السلاح، سواءٌ روسيا، أو أميركا أو أوروبا، هذا عوَضاً عن محاولة إرساء مبدأ الصلح بين الناس». لذا دعا اللبنانيين لينظروا «إلى ميزةِ بلدِهم التي تضمّ السنّي والشيعي والمسيحي، ويحافظوا على وطنِهم وقيَمه وحرّياته وديمقراطيته، من دون الارتهان لأيّ قوى، بل أن يتّحدوا ليؤثّروا في منطقتهم».

 

لماذا اختار المجلس الدستوري إغتيال «فارس الموازنة» وحيداً؟ 

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 28 نيسان2018

إنّ حصر المجلس الدستوري قراره الأخير تجميد المادة 49 من قانون الموازنة، لا يعني أنه سيتجاهل مضمون الطعن بالمواد المخالفة الأخرى. فهو بذلك تجاوز قطوعاً كبيراً أراده له البعض لو جَمّد العمل بالفصل الرابع من الموازنة، لِما سيعكسه من هزّة كبيرة في قطاعات واسعة وتأليب للرأي العام على أصحاب الطعن. ولذلك، فقد حصر مهمته بـ»اغتيال فارس الموازنة». فكيف ولماذا؟ لم يكن مستغرباً أن يقابل اللبنانيون، من مختلف المواقع الرسمية والحزبية والسياسية، القرار الذي اتخذه المجلس الدستوري بتجميد العمل بالمادة 49 من قانون الموازنة تمهيداً للنظر بالطعن الشامل والواسع الذي تقدّم به 10 نواب بغية تعديل وإعادة النظر وإلغاء مواد من قانون الموازنة العامة لسنة 2018. كما لم يكن مستغرباً أن يطلّ أحد النواب للتشكيك بأهمية قرار المجلس مُقلّلاً من أهميته بعدما «اغتال» ما يسمّى «فارس قانون الموازنة»، متجاوزاً مواقف المرجعيات الكبرى حتى تلك التي حرمت صفة الدفاع عن مادة «غليظة» تمّ «تهريبها» في متن قانون الموازنة لغايات «مشبوهة» لم يستسغها أحد. فموقف رئيس الجمهورية بعد أقل من ساعة على تسجيل طلب الطعن الذي تقدّم به النواب العشرة امام المجلس الثلثاء الماضي، بتجميد مبادرته في اتجاه المجلس النيابي، كان ينبغي ان ينعكس وقفاً لكل المواقف التي تدافع عن «المادة 49» في شكلها ومضمونها وتوقيتها والمخاطر المُحتملة والناجمة منها، ولا سيما منها تلك التي صدرت من «أهل بيت الرئيس» وتيّاره، بعدما أنهى بالتكافل والتضامن مع رئيس مجلس النواب مفاعيل الرسالة التي وجّهها إليه لتفسير هذه المادة نظراً الى حجم الملاحظات التي تناولتها، وهي التي تتصل بمنح الأجانب من عرب وغربيين إقامة دائمة مقابل تَملّك شقة في لبنان بشروط مختلفة بين العاصمة، وأي منطقة لبنانية أخرى.

وتأسيساً على هذه المعادلة البسيطة، لا يخفي خبراء دستوريون ومراقبون الجهود التي بذلها بعض أهل السلطة لدفع المجلس الدستوري الى اتخاذ خطوة اكبر من تلك التي أقدمَ عليها. ليس من اجل التجاوب مع مضمون الطعن الدستوري والترحيب به، ولا تأييداً لِما جاء فيه من ملاحظات دقيقة ومكتملة فَنّدت المخاطر المحيطة بالخطوة، بل لِجَر البلد الى أزمة حقيقية في مرحلة تواجه فيها المنطقة ولبنان أخطر المخططات الجاري تنفيذها لإعادة النظر في تركيبتها الديموغرافية التي تحاكي الاعتراف المُتنامي بـ«يهودية» الدولة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعمليات «الفرز المذهبية» التي تعيشها سوريا وإعادة النظر في تركيبتها العشائرية والقومية بنحو لم يعد خافياً على كثيرين في العالم والمنطقة.

وعليه، فقد كشف خبراء ومراقبون انّ هناك من حاول استدراج المجلس الدستوري في اجتماعه الثلثاء الماضي الذي خصّص للنظر في الطعن شكلاً وتوقيتاً في مرحلة أولى من دون المضمون وقبوله شكلاً او رفضه، الى التوسّع اكثر ممّا طلبه الطاعنون عندما بادرَ البعض الى المطالبة بتجميد العمل بـ«الفصل الرابع من الموازنة كاملاً». وهو ما يؤدي الى شَل البلد ووقف العمل بالموازنة وكل ما قالت به من تقديمات، عدا عن إعادة تصويب الصرف المالي ووقف العمل بالقاعدة الإثني عشرية وسياسة نقل الإعتمادات من بند الى آخر، وما يرافقها من هدر وصعوبة في مراقبة حركة الإنفاق.

كان هذا البعض ـ في رأي الخبراء والمراقبين أنفسهم ـ يريد من اقتراحه «المتقدّم» على مضمون الطعن الإطاحة بما تحقق في القانون العتيد من مطالب القضاة الذين شَلّوا السلك القضائي قبل إعادة تصويب وتصحيح ما أصاب «صندوق التعاضد»، وما يتمتعون به من امتيازات أخرى مختلفة كانت قد سحبت منهم. والمَس بحقوق ومكاسب موظفي القطاع العام والمؤسسات العامة والهيئات المستقلة والجامعة اللبنانية والبلديات الذين ينتظرون الموازنة لنَيل فروق سلسلة الرتب والرواتب المجمّدة منذ أواخر آب الماضي.

وأمام هذا السيناريو المُربك بكل مظاهره، والذي يتماشى مع رغبة «من يريد حرق البلد لإشعال سيجارته»، والذي قاد الى جلسة مناقشات حامية وَردت في أذهان بعض الأعضاء السيناريوهات السلبية المحتملة. وتحديداً ما يمكن ان يؤدي إليه تجميد العمل بكل هذه القضايا الحياتية التي تمسّ يوميات اللبنانيين من المدنيين والعسكريين والقضاة وغيرهم في القطاعات المختلفة، ولو لمدة شهر تاريخ البَت النهائي بالطعن الدستوري.

وزِد على ذلك ما هو متوقّع من النتائج السلبية المُترتّبة على تأجيل تنفيذها او تجميدها والبلبلة المُحتملة في الوزارات والمؤسسات العامة التي بدأت بتطبيق الدوام الجديد قبل اسبوع، وتحديداً منذ تاريخ نشر القانون العتيد في «الجريدة الرسمية».

وعليه، فقد بلغت المناقشات مرحلة تحديد المستفيد من هذه الخطوة الكبيرة، فلم يوجد سوى قلة ممّن تَولّوا الدفاع ومعهم بعض المقترحين من ممثلي الهيئات الإقتصادية عن مادة شكّلت «حصان الموازنة» أمام المجتمع الدولي عشيّة مؤتمر «سيدر واحد».

وبعدها، ردّ أصحاب الرأي الآخر بنظرية متكاملة لحظوا فيها مخاطر المَس بأمن الدولة والانتظام العام في الإدارة، فكان الإنقلاب في المواقف الذي أدى الى إعادة تصويب النقاش في اتجاه المادة 49 التي يمكن ان يتسبّب تنفيذها بأضرار فادحة تلحق بمصالح الدولة ومواردها المالية قبل ان تلحق بالناس الراغبين الاستفادة منها. فلربما كان هناك من ينتظرها للإسراع بخطوات التملّك المشبوه في بعض المشاريع العقارية الكبرى بغية الحصول على الإقامات السنوية الدائمة.

وزاد من الإصرار على حَصر البحث بـ«اغتيال» هذه المادة لوحدها في اعتبارها كانت مادة الرسالة الرئاسية الى مجلس النواب قبل طَيّها، والهادفة الى إعادة النظر فيها تعديلاً او تأكيداً لمضمونها، فكان القرار بالإجماع بتطييرها. فهي في رأي الخبراء الدستوريين مادة «غريبة» عن جسم الموازنة تمّ «دَسها» في القانون في أسوأ توقيت. فالبلد قد دخل مدار الإنتخابات النيابية، وتحديداً في المربّع الأخير لها. وبعدما تمّ التوصّل في ربع الساعة الأخير من الاجتماع على تجميد المادة 49، وحرصاً على الإجماع الذي يدفع اليه رئيس المجلس ومجموعة كبيرة من اعضائه، فقد تحقق الإجماع على الخطوة باغتيال «حصان الموازنة». وتراجع البعض عن تحفظات محدودة كانت لديهم، وسمّي المقرر ليضع تقريره في مهلة الأيام العشرة المقبلة وبوشِر البحث في الموعد المقبل، فاقترح أحدهم الثالث من ايار موعداً للبحث في التقرير، ولما كان اليوم عشيّة فتح صناديق الإقتراع تمّ التفاهم على موعد الثامن من الشهر عينه. وعليه، يتطلّع المراقبون من الآن الى ذلك الموعد لعلّ الإجتماع المرتقب للمجلس سيشهد على مناقشة التقرير المرفوع أمامهم والبَت به. وخصوصاً إذا جاء القرار «مُبكلاً» مدعماً بكل شروط الإنتقال من مرحلة الإقتراح الى مرحلة القرار، فتطوى الصفحة نهائياً وبالسرعة القصوى التي تستدعي تفرّغ أعضاء المجلس بعدها للطعون النيابية المتوقعة بالعشرات، نتيجة لِما في قانون الانتخاب الجديد من ثغرات ولِما يَشوب الإنتخابات من مخالفات مادية وسياسية واستغلال نفوذ وخروج على المألوف، بعدما تمّ توثيق مئات المخالفات لدى هيئة الإشراف على الإنتخابات وماكينات حزبية متضررة منذ الآن.

 

المغتربون يقترعون... فهل يبدّلون نتائج الداخل؟

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/السبت 28 نيسان2018 

كان المغتربون في الدول العربية، أمام تجربة مهمّة، ولكن ليس في الإمكان التغاضي عن تجاوزاتٍ رافقَتها. الجولة الانتخابية التي جرت في سِتّ دول عربية هي؛ السعودية، مصر، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، قطر وسلطنة عمان، رافقتها ملاحظات كثيرة حول عملية تسجيل المغتربين، وقد شكا مرشّحون من أنّهم لم يتمكّنوا من التواصل مع ناخبيهم، لعدمِ قدرتِهم على الاستحصال على «داتا» الناخبين في الخارج. أكّدت الأمينة العامة لهيئة مراقبة ديمقراطية الانتخاب (لادي) السيّدة يارا نصّار أنّ الهئية ومن خلال 50 مراقباً من أعضائها ينتشرون في الدول العربية والاجنبية كما في غرفة العمليات المشتركة في وزارتي الداخلية والخارجية كان لها تقارير كثيرة سطرتها الهيئة:

1 - كيفية استحصال بعض الوزارات على الداتا وتسريبها؟

2 - وزراء مرشحون داخل السلطة يستغلّون السلطة ويستعملون الداتا لصالحهم

3 - عدم تمكّن بعض الناخبين من التأكّد من تصحيح القوائم

4 - عدم تشجيع الناخبين على التسجيل في الخارج في بعض الماكينات الانتخابية، بل حثّهم على المجيء إلى لبنان وتقديم تذاكر سفر لهم للضغط عليهم.

5 - طبعُ القوائم باللغة العربية فقط، بينما البعض من المنتشرين اللبنانيين لا يُحسن القراءة والكتابة بالعربية.

ملاحظات على أداء الوزراء المرشحين

تقول نصّار أنْ لا شيء يَمنع ترشُّح الوزراء، إنّها ديموقراطية الانتخابات. لكن يجب ان يكون هناك فصلٌ بين الترشيح الى الانتخابات وإدارة الانتخابات. وبما أنّ هناك 17 وزيراً مرشحين على الانتخابات، بمن فيهم رئيس الحكومة، يجب عليهم أقله خلال الحملة الانتخابية الحدُّ من نشاطهم الذي يمكن احتسابُه من ضِمن التسويق للحملة الانتخابية لأنّ تكافؤ الفرص ينعدم بين المرشحين. وبالرغم من أنّ القانون لا يمنعهم لكنّ هناك معايير لديمقراطية الانتخابات وتكافؤ الفرص، لذلك هناك نقطة استفهام حول إدارة الانتخابات.

ومِن مخالفات معايير تطبيق ديموقراطية الانتخابات:

• وزارة الداخلية - الموقع الرسمي للوزارة - تسويق للمهرجانات الانتخابية.

• وزارة الخارجية - مؤتمرات الطاقة الاغترابية أثناء الحملة الانتخابية.

• 17 وزيراً مرشّحاً وهم متواجدون في وزارات حسّاسة، سواء في إدارة الانتخابات أو في وزارات خدماتية.

تجدر الإشارة الى أنّ 82.970 ناخباً سيّصوّتون في بلاد الانتشار مِن أصل الـ 92 الفاً تسجّلوا، أمّا البلدان التي لم يسجّل فيها اكثر من 200 ناخب فلم تُفتتَح فيها أقلام اقتراع، لذلك على المقيمين فيها الراغبين بالاقتراع التوجه الى لبنان للمشاركة في هذه العملية، ومِن هذه البلدان سوريا والنروج. أمّا البلدان الخمسة الأولى التي كان فيها أعلى نسبة تسجيل فهي:

أستراليا تسجّل فيها أكثر من 11826 ناخباً، علماً أنّها تُعتبر واجهةً للاحزاب.

كندا: 11400، الولايات المتحدة: 9999 ، بالإضافة الى المانيا وفرنسا. بالإشارة إلى أنّ مجموع اقلام الاقتراع في اميركا وكندا وصَلت الى 31 مركزاً و61 قلم اقتراع موزّعة في كلّ أميركا.

زيارة رئيس الجمهورية

ترى الأمينة العامة لجمعية هيئة مراقبة ديمقراطية الانتخابات أن لا شيء يمنع رئيس الجمهورية من أن يكون لديه رأيٌ سياسي داعم لطرفٍ انتخابي او آخر، إنما المشكلة ان يستعمل الرئيس وجوده أو ما يمثّله من سلطة أو قصر بعبدا أو مقدّرات الرئاسة لدعم مرشّح أو آخر، «لا نرى كهيئة أنه يَستعمل مقدّراته حتى الآن، إنّما كموقف سياسي نقِرّ بأننا نلحظ دعمَه لطرف سياسي معيّن، وتحديداً لتياره السياسي، إنما بالنسبة لنا هو رَجل سياسي يتعاطى السياسة، وزيارته الى الخارجية اليوم يمكن وضعُها في أطرٍ عدة.

هيئة مستقلة

يُجمع أغلبية الفرقاء والهيئات الرقابية على ضرورة أن تكون إدارة الانتخابات بيدِ هيئةٍ مستقلة للإشراف عليها، حتى إنّ وزير الداخلية أعلنَ امس من وزارة الخارجية تفضيلَه اعتماد هيئة مستقلّة للإشراف على الانتخابات... ومِن الجدير الإقرار بأنّ تسجيل 92 ألف ناخب في الظروف الحاليّة هو عدد جيّد، كذلك نسبة الاقتراع الاغترابي، مع الإشارة إلى أهمّية قانون استعادة الجنسية الذي سيؤدّي تنفيذه إلى مضاعفة نسبة الاقتراع في الانتخابات المقبلة إذا ما صَدقت الآمال والأحلام...

 

الإنتخابات دخلت مرحلة الخطر.. والمسيحيون نادمون

هيام القصيفي/الأخبار/27 نيسان 2018

تحفل كواليس القوى السياسية المسيحية عشية الانتخابات النيابية بمراجعات لقانون الانتخاب وحيثياته وثغراته. عيوب القانون وصياغة التحالفات، تعيدها الى مرحلة قانون الدوحة، حين هلّلت له، ومن ثم انقلبت عليه.

تتكشف يوماً بعد آخر عورات قانون الانتخاب الذي أجمعت القوى السياسية على إقراره، وفي مقدمها الأحزاب والتيارات المسيحية. هي تماماً فرحتهم به، كما فرحتهم وتهليلهم، ولا سيما التيار الوطني الحر، حين عادوا من الدوحة في عام 2008 حاملين معهم قانوناً للانتخاب، اعتقدوا انه هو الذي يعيد الى المسيحيين حقوقهم، ويسترجع التوازن في السلطة ويحقق العدالة للمسيحيين واللبنانيين. لكن سرعان ما انقلب المسيحيون أنفسهم على اتفاق الدوحة، وبدأوا بالاجتماعات لسنّ قانون جديد، لمدة تسع سنوات، حتى وافقوا على قانون الانتخاب الحالي بعنوان النسبية، لكن مع تفاصيل وشوائب وعيوب بدأت تظهر تباعاً.

ما تشهده كواليس الانتخابات، عشية اليوم الاول من العملية الانتخابية للمغتربين والمقيمين خارج لبنان، وقبل ايام من موعد الاستحقاق في لبنان، يكاد يشبه ما حصل بعد الدوحة، إذ بات الجميع على يقين بأن ثمة إشكالات كبيرة ستنكشف أيضاً يوم الانتخاب أكثر فأكثر، وستكون السبب في أن بعض المسيحيين سيعضّون أصابعهم مرة أخرى ندماً على موافقتهم على هذا القانون. إلا إذا كانت المكابرة أيضاً ستحتّم عليهم ألا يعترفوا بالاخطاء التي ارتكبت، وبأن القانون لم يضمن حسن التمثيل ولا التوازن، متعهدين بالعمل على أن تكون التعديلات عليه في سلّم الاولويات.

تبعاً لذلك، كيف يخوض المسيحيون اليوم معركة الانتخابات وفق القانون الجديد؟ معركة القوى المسيحية اليوم، معركة مسيحية صرف، أي إنها بين القوى المسيحية نفسها، لا بينها وبين خصومها السياسيين والحزبيين. وبما أنه لاعنوان سياسياً لها، فهي تنحصر بين جزين وزغرتا، بالمعنى الجغرافي والسياسي، مروراً ببعدا والمتن وكسروان وجبيل وأقضية دائرة الشمال الثالثة (البترون والكورة وزغرتا وبشري). وتركز هذه القوى اهتمامها، وإن كانت تقدمت بترشيحات لمقاعد مسيحية في ما تعتبره "الأطراف"، على الفوز بالمقاعد المسيحية في المناطق ذات الغالبية المسيحية، فانقلب خوضها المعركة لتحصيل أكبر عدد ممكن من هذه المقاعد لسحبها بعضهم من بعض، من أجل الفوز بأكبر كتلة تجعلها تتحكم في المرحلة المقبلة.

ما يحصل في المتن والشوف وعاليه وبيروت الاولى وصولاً الى الشمال الثالثة، يكاد يكون نفسه. ولعل الخرق شبه الوحيد يتمثل في معركة القوات اللبنانية في بعلبك الهرمل، في مواجهة حزب الله. ما خلا ذلك، تسويات مع القوى السياسية الأكثرية في الدوائر المختلطة جنوباً وشمالاً، فيما تسبّبت الخطب حول هذه المقاعد وضرورة "استرجاعها" بخضة سياسية، زادت من الخلافات القائمة بين التيار الوطني الحر والرئيس نبيه بري، من دون أن يكون لها أي مردود انتخابي إيجابي. والأدهى ما يحصل من صراعات داخل القوى السياسية نفسها، لترجيح فوز مرشحين حزبيين، مثال جزين وما يحصل من تقاسم مقاعد بين التيار وحركة امل والنائبة بهية الحريري، يجعل التيار نفسه يخوض المعركة بين مرشحيه، كما يحصل الامر نفسه في بعبدا وعكار. وهذا الامر سيكون له انعكاس مباشر على وضعه الداخلي بعد الانتخابات، لا سيما بعد انكشاف حجم الخلافات الداخلية بين المرشحين.

هنا، قد تكون القوات أكثر تحكّماً بإدارة عملية الاقتراع والاصوات التفضيلية، بعدما تحكّمت بطريقة الترشيحات، وإن كان سُجّل عليها تعثرها في إدارة التحالفات في معركة المتن وبعبدا كما باقي الدوائر.

وهذا التنافس الحاد بين القوى المسيحية، لم ينحصر داخل لبنان بطبيعة الحال، وهو سيكون حاضراً بقوة في انتخابات غير المقيمين، وستظهر نتائج انتخاباتهم حجم تأثير التنافس الحزبي والاصطفاف السياسي، على الذين يقيمون بعيداً عن السيطرة المباشرة للاحزاب وخدمات السلطة والنافذين فيها، وتأثير أدواتها السياسية والامنية. عملياً، بدأت ثغرات القانون، وتطبيقاته العملانية، تشكل هاجساً حقيقياً أمام القوى السياسية، لا سيما أن الحسابات الانتخابية لا تشبه من قريب أو بعيد، تلك التي كانت تتم مع اعتماد القانون الاكثري. وهنا تقع الاشكالية التي جعلت كثيرين يعيدون حساباتهم في الدقائق الاخيرة. فإذا كانت التحالفات وضعت القوى المذكورة أمام استحقاقات وتحديات، استغرقت منها وقتاً، كي تنفذ منها بتحالفات هجينة وعشوائية احياناً، حتى داخل البيئة المسيحية ذاتها، فإن آلية تنفيذ القانون وطريقة الاقتراع، وتوزيع الاصوات التفضيلية والصراع الجاري حولها بطريقة علنية، ستجعل من يوم الانتخاب يوماً مشهوداً لهذه القوى، لا سيما أن حسبات جدية بدأت تعطي انطباعات لقوى نافذة تخالف توقعاتها الانتخابية، والكلام عن تشكيل قوة كبيرة ضاغطة لن يكون أمراً سهلاً. ما يدور في الكواليس من حسابات وتوقعات، يشي جدياً بأن المعركة الانتخابية دخلت في مرحلة حساسة وخطرة، بناءً على أعداد الناخبين والمقترعين والاصوات التفضيلية وحجم المشاركة في لبنان والخارج. وهذه المرة لا يمكن لأي طرف أن يضع اللوم على الآخرين، لأنهم جميعاً تبنّوا هذا القانون ودافعوا عنه. فالتهليل له شيء، وما بعد 7 أيار شيء آخر.

 

الحيوية الديمقراطية بين لبنان المغترب ولبنان المقيم

الهام فريحة/الأنوار/27 نيسان/18

أيًّا تكن الإعتبارات والملاحظات، فإنَّ مشهد اللبنانيين المنتشرين يقترعون في الإمارات والكويت والسعودية ومصر، هو مشهدٌ رائعٌ يعبِّر عن الحيوية اللبنانية على رغم كل الظروف. وهذا المشهد سيكتمل غداً الأحد مع اقتراع المغتربين في الدول الأوروبية والأميركية وأوستراليا. لبنان على طريق التقدم الإنتخابي والديمقراطي على رغم كل العثرات. صحيحٌ أنَّ الذين تسجلوا ويحقُّ لهم التصويت بلغوا 82 ألفاً، وهي نسبة قليلة جداً قياساً على عدد الناخبين، لكنَّها مؤشرٌ إلى أنَّ المغترب اللبناني بدأ يعرف طريقه إلى "ديمقراطية وطنه الأول". أما "أمهات المعارك" فستكون داخلية، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وعناوينها معروفة بحسب كل دائرة، أما الجامع المشترك بين كل هذه الدوائر فهو معارك بلوغ الحاصل وتجميع أكبر عدد ممكن من الأصوات التفضيلية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، في دائرة الشوف – عاليه حيث هناك ثلاثة عشر مقعداً، كل المؤشرات والمعطيات تشير إلى أنَّ اللائحة المشتركة لتيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط والقوات اللبنانية، تستطيع أن تؤمّن ما يضمن لها نصف المقاعد زائد واحد، خصوصاً لجهة المقعد الماروني التفضيلي للمحامي ناجي البستاني. فيما تحصل اللائحتان المتنافستان على المقاعد الأخرى، أما سائر اللوائح فلا إمكانية لها لبلوغ عتبة الحاصل. في دائرة بعبدا حيث هناك ستة مقاعد، اللائحة الأولى تحصل على أربعة مقاعد، فيما اللائحة الثانية تحصد مقعدين. وفي دائرة كسروان – جبيل هناك ثمانية مقاعد: اللائحة الأولى يُتوقَّع أن تنال أربعة مقاعد ومقعدان من اللائحة الثانية، وقد تُحدث لائحة ثالثة مفاجأة فتنال حاصلاً وتحجز لها مقعداً أو أكثر، وهذه المفاجأة ستُحدثها لائحة الوزير السابق جان لوي قرداحي. في المتن الشمالي الذي بقي دائرة واحدة، هناك ثمانية مقاعد: لائحة التيار الوطني الحر يُتوقَّع أن تحصل على أربعة حواصل بينها للوزير السابق الياس بو صعب، فيما اللائحة الثانية تحصل على حاصل واحد أو أكثر لتبقى مفاجأة متوقعة في اللائحة الثالثة. في دائرة البقاع الغربي، هناك معركة حقيقية يخوضها تيار المستقبل في مواجهة لوائح ليست بسيطة، ومن المقاعد الستة المخصَّصة لتلك الدائرة، يُتوقَّع أن يحصل تيار المستقبل على أربعة حواصل في مقابل حاصلين للائحة الأخرى. أما في دائرة صيدا - جزين حيث هناك خمسة مقاعد، فإنَّ النائب بهية الحريري تبدو في واجهة هذه الدائرة والإنتخابات فيها، فيما المعارك الأساسية على مقاعد جزين. مجدداً، إنها الحيوية الإنتخابية التي لم يعد بمقدور أحد أن يقف في وجهها، فالديمقراطية اللبنانية بألف خير رغم كل الشوائب، واللبنانيون المغتربون برهنوا عن حسٍّ وطنيٍّ رفيع، أما المقيمون ففي الإنتظار إلى اليوم الكبير في السادس من أيار.

 

فساد الانتخابات

حنا صالح/الشرق الأوسط/27 نيسان/18

لم تعد الانتخابات التي ستتم في لبنان هي الحدث، بل التجاوزات التي لا عد ولا حصر لها هي ما يشغل الناس. بعض ما يجري كالاعتداء الآثم على الكاتب المرشح علي الأمين من قبل جلاوزة «حزب الله»، بعد حفلة تخوين لكل منافسي «الحزب» المذكور، والتخوين تجاوز خطاب الثنائية الشيعية، أعاد كثيرين للتفكير: هل المطلوب من المواطنين الاقتراع بحرية، أم البصم على تسمية نواب الدويلة؟ خصوصاً أن هذا الأمر الفضيحة؛ الاعتداء على الأمين وما حدث قبله من استهدافات، لم يستوقف أي جهة رسمية، حتى المسماة «الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات»!!

وحتى لا تكون «ديمقراطية» تحالف المحاصصة الحاكم بكل أطرافه وسيلة شرعنة الأمر الواقع، جاءت الاستقالة المدوية للسيدة سيلفانا اللقيس، الممثلة الوحيدة للمجتمع المدني في الهيئة العليا للانتخابات، لتؤكد المؤكد، وهو تحيز السلطة وأجهزتها بشكل فاضح، و«على عينك يا تاجر». تدخلات رسمية من أعلى المواقع في الترشيح وتركيب اللوائح. صفقات تزكم الأنوف: وزير مرشح يتهم وزيراً سابقاً منافساً بأنه سطا على 100 مليون دولار من المال العام. الحدث عادي لا اهتمام. وتستمر الحملات واستغلال النفوذ. هواء الإعلام مفتوح لكبار المتمولين والإعلان بات حكراً لهم، والأمكنة العامة تمت استباحتها من جانب النافذين وهم كُثر، وكل جهة لديها مؤسسات الإحصاء التي توزع النتائج، وتعلن الفائزين من اليوم وقبل موعد الاقتراع. والضغوط متعددة ومبتكرة للتأثير على الناخب كوسائل الرشوة، حيث كل ما لا يمكن تخيله مباح. السباق للفوز بعضوية المجلس النيابي انطلق، والتوقعات بأن يفوز بالعضوية نحو 40 في المائة من كبار الأثرياء الذين خصصوا مئات الملايين من الدولارات ليس سراً، فيما أكثر الباقين هم من جماعة «أمرك سيدنا»، ويغيب حتى الحد الأدنى ممن يمكن أن يوصفوا بمشرعين يحملون مصالح وهم الناس والبلد. والأخطر من كل ذلك أنَّ انتخابات من هذا النوع، ستضع البلد أمام أحاديات وثنائيات مذهبية، وواقعياً ستهدد نتيجة برلمانيات الـ2018 كلَّ التعددية التي كانت بالمبدأ من ميزات النظام البرلماني اللبناني الذي يجري وأده عبر انتخابات وصفتها الاستقالة بأنها فاسدة.

سيلفانا اللقيس اتهمت في استقالتها، وزارة الداخلية، بممارسات تتعارض مع نزاهة الانتخابات. وقالت إن «النزاهة والشفافية ليست مجرد حديث عابر، بل مسؤولية، وأن ما تفعله الوزارة، وما قامت به حتى الآن، أدى لأن تحُلّ مكان اللجنة (المستقلة)». وكشفت الاستقالة التي جاءت قبل أقل من أسبوعين من موعد الاقتراع، أن اللجنة ككل تقف أمام حائط مسدود من مخالفات خطيرة. مخالفات يقوم بها كبار القوم يتقدمهم 17 وزيراً أعضاء في الحكومة الحالية هم من المرشحين للانتخابات، ويتوزعون على أبرز اللوائح، ما يعني أن المتاح أمام الهيئة «المستقلة» هو مراقبة الأطراف غير المنتمية لتحالف المحاصصة الحاكم!! وبينهم لوائح غير مكتملة رفض أطرافها التسليم بواقع مر مفروض.

ما قالته السيدة اللقيس يعرف بعضه المواطن العادي، لكنها المرة الأولى التي يقف فيها شخص يحمل على أكتافه همَّ المشاركة بإنجاز انتخابات نزيهة وشفافة تنسجم وما ينص عليه الدستور، ليقول للمقترعين ولكل الناس: «لا أريد أن أكون شاهد زور». وقد أوضحت اللقيس أن الهيئة حاولت أن تصلح الأمر من الداخل، ولم تنجح، وكشفت أن السلطات لم توفر الموارد الضرورية، المالية والبشرية، كي تقوم الهيئة بمهامها... وقالت «هناك مسٌ مباشرٌ باستقلالية الهيئة وصلاحياتها بداعي التنسيق مع وزارة الداخلية». ودون شك لم تهدف الاستقالة المدوية إلى تدمير هيئة الإشراف، بل رمت أولاً لتصويب مسارها، لكن ردة فعل وزارة الداخلية جاءت لتشي بأن المكتوب مكتوب، وأنه بعد كل هذا التمديد لبرلمان العام 2009، وبعد هذا القانون الهجين الذي أفرغ النسبية من مضمونها الحقيقي، عندما قسّم لبنان دوائر غير متساوية، ووضع حاصلاً للتمثيل يلغي الأطراف الصغيرة، وبعد ذلك عبر اعتماد بدعة الصوت التفضيلي ما أطلق عواصف التجييش الطائفي والمذهبي، ولأنه أدخل الأكثرية في صلبه، فتح الباب على مصراعيه أمام أنواع من الرشوة التي لم تعرفها انتخابات سابقة، فيقول مرشح عن مدينة زحلة إن الانتخابات تحولت إلى مزادٍ علني (...)، ويجمع الكثير من المراقبين المستقلين على القول: إن البلد في مرحلة المقعد النيابي الأغلى ثمناً، وفوق كل ذلك فإنه يمكن تلخيص الموقف الرسمي بعبارة واحدة: هذه هي الانتخابات ودبروا رؤوسكم!!

الاستقالة ليست بالأمر البسيط، إنها أشبه بطعن بالعملية الانتخابية قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع، فهي البيان الرسمي المسؤول الذي يؤكد تجاوز القانون لجهة عدم وجود إشراف على الانتخابات. بهذا المعنى تكون الاستقالة قد فتحت الباب على مصراعيه للطعن الشامل بكل العملية الانتخابية، وبداية الطعن ضد كل وزير يُعاد انتخابه، لأن ما قيل مضبطة اتهامات تبدأ بغياب النزاهة واستغلال النفوذ وتسخير كل الإمكانات الرسمية خدمة لتحالف أهل السلطة، وإن كان يلاحظ أنه بين طرف وبين آخر هناك فروقات بسيطة، لكنها لا تغير كثيراً في الصورة العامة.

السؤال الذي يطرح نفسه هل فعلاً هناك في موقع القرار كُثر ممن يريدون اليوم إجراء انتخابات لا هاجس منها إلاّ تكريس المحاصصة الطائفية، ومنع البلد من منحه مجرد فرصة للبحث الحقيقي في كيفية الخروج من أزماته، وأنهم يعيقون إنجاز انتخابات تكون مناسبة للتأكيد بالفعل على الديمقراطية التي تُتيح إدخال دمٍ جديد حقيقي إلى الندوة النيابية، وإشعار الناس بوجود نسبة كبيرة من الممثلين الحقيقيين لهم، وأي عقل هو أو عقول تصر على أخذ البلد أكثر فأكثر إلى الهاوية، وألا يوجد من يتعظ من المغزى الكبير للاستقالة المدوية لفرملة هذه الاندفاعة التي وَسمت الانتخابات بأنها فاسدة، وأن الناس سيكونون في السابع من أيار اليوم التالي للانتخابات أمام الدوامة نفسها؟

 

بين سراب نظرية الإنصهار وواقع الفدرالية

ألفرد رياشي/موقع اليوم الثالث/27 نيسان/18

يعمد بعض المنظّرين للتسويق لنظرية "الانصهار" في بوتقة واحدة وينادون بإلغاء "الطائفية السياسية" من النصوص، متناسين الغاءها اولاً من النفوس الامر الذي سيسفر حتماً للتغليب والسيطرة العددية لفئات من طوائف معينة على فئات من طوائف اخرى، وهو مقترح اما ينم عن سذاجة لدى البعض، او يعبّر عن قمة الخبث السياسي لدى البعض الاخر... كما يذهب اخرون بطرح نظرية ان يتم التغيير عبر المناهج التعليمية والتربوية ومواكبتها بحملات توعية تتم عبر الوسائل الاعلامية... ولكن يبقى السؤال؟ هل نجح هذا الاسلوب في اي بقعة من العالم؟ والجواب، قطعاً لا. فمن تجارب سوريا والعراق منبع نظرية البعث والعروبة والتي انتهت بالحروب والانتهاكات الطائفية، الى يوغسلافيا ونظرية الانصهار مع الماريشال تيتو والتي انتهت بسقوط اكثر من مئة الف قتيل في حرب طائفية ضروس على مشارف القرن الواحد والعشرين، الى الاتحاد السوفياتي ونظريات ماركس ولينين وتروتسكي والتي انتهت بعودة الروس الى وجدانهم الارثوذكسي، الى غيرها من الامثال التي كان جميعها مصيره الفشل الذريع... حتى ان القسم الاكبر من مسوقي هذه النظريات، ومنهم من ينتمي الى احزاب عقائدية مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الشيوعي، حزب البعث وغيره لم يتمكنوا من تطبيق نظرية "الانصهار" ضمن "بيئتهم المجتمعية"، لا من خلال الزواج المختلط (تبقى النسب ضمن المعدل العام)، ولا من خلال السكن والعيش في مناطق لا تنتمي الى هويتهم المجتمعية"... اما ما هو التوصيف المناسب للطوائف، فهي كيان وهوية مجتمعية وجماعية وجدت وتطورت منذ مئات السنين وقبيل تأسيس ووجود لبنان...

لذلك لا يمكن بان نلغيها بكل بساطة "بشحطة قلم" والا كان نجح السويسريون بالغاء الثقافات وصهرها في بوتقة واحدة، كما البلجيك او الهنود او الكنديين او سكان جزيرة سانت كيت ونيڤيس والتي لا تتعدى مساحتها المائتان وستون كيلومتر مربع، وغيرها من الدول صاحبة الوجه التعددي والنظام الفدرالي...

لذلك وبعيداً عن التكاذب او السراب، يبقى الحل الحتمي عبر تبني النظام الفدرالي فقط لا غير...

*الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية

 

يا ليتنا كنا معكم

مكرم رباح/الراي الكويتية/27 نيسان/18

ينظر العديد من الناس إلى بروز ظاهرة «ويكيليكس» سنة 2006، بنوع من الإيجابية كون تلك الوثائق والمراسلات المخترقة تكشف إلى العامة طريقة عمل الحكومات، وتعري الإدارات المتعاقبة أمام الرأي العام الدولي. رغم صحة هذه النظرية من حيث المبدأ، فقد تعامل العديد من الصحافيين في عالمنا العربي مع تلك الوثائق كسلاح للتخوين وللتشهير بالشخصيات التي تختلف في نظرتها عن ما يسمى خط الممانعة المعادي للغرب والتابع لمحور إيران وأخواتها.

لعل الوثائق التي بادرت بنشرها إحدى الصحف اللبنانية تحت عنوان «الإمارات ليكس» من الأمثلة على سوء استعمال الحق في الحصول على المعلومات لخدمة مشروع سياسي يقدس قمع الحريات والحقوق الفردية.

دأبت تلك الجريدة المدعومة بـ «أموال قدسية نظيفة»، على نشر وثائق في السابق تظهر ارتباط العديد من الشخصيات الشيعية المناهضة لـ «حزب الله» والنظام السوري بالسفارة الأميركية في لبنان، واصمة إياهم بـ «شيعة السفارة»، كصفة بمثابة هدر لدمهم، لتعاملهم مع قوى الاستكبار.

أما في الأيام المنصرمة، نشرت الصحيفة مجموعة من المراسلات الديبلوماسية بين سفارة الإمارات في لبنان ووزارة الخارجية، تضمنت تقريراً مزعوماً أعده أحد الديبلوماسيين لواقع الانتخابات النيابية وبالتحديد للشخصيات الشيعية التي ترفض المشروع الإيراني المتمثل بـ «حزب الله».

ينصح كاتب التقرير المزعوم دولته بدعم تلك الشخصيات الشيعية مالياً وسياسياً في الانتخابات لمنع «حزب الله» من السيطرة المطلقة على شيعة لبنان. ورغم أنّ التقرير لا يتضمن أي ذكر أنّ هذه الشخصيات طلبت معونة مالية، قامت الصحيفة بعنونة المقال على الصفحة الأولى «كيف تمول الإمارات حملاتهم الانتخابية» في إدانة واضحة لتقاضيهم المزعوم للمال لمقارعة «المقاومة».

أتت لائحة العملاء المفترضة والتقرير المرتبط بها، في الواقع، بعكس ما أرادته الصحيفة، فكان كمدح في معرض ذم. كون كل الشخصيات، التي تجمعني بالعديد منهم صداقة شخصية وعلاقة فكرية ثقافية، هم مناصرون لفكرة الدولة القوية، وعداؤهم للحزب ومنظومته لا يأتي على خلفية رفضهم للمقاومة الوطنية بل لاحتكار ولاية الفقيه لها. فأغلب الذين ذُكرت أسماؤهم انتموا وناضلوا ضمن أحزاب وطنية وقومية أسست للمقاومة العسكرية والفكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، قبل سنوات من دخول الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان وقيامه بالحصول على الامتياز الحصري للمقاومة من نظام حافظ الأسد.

ليس من قبيل المصادفة أن ينشر هذا التقرير بعد أيّام من تعرض عصابة من مناصري «حزب الله»، للسيد علي الأمين أحد الشخصيات التي ذكرها التقرير، وهو سليل عائلة من العلماء العامليين منهم المرجع السيد محسن الأمين. ففي نهار الأحد تعرض الصحافي الناشط والمرشح بوجه لائحة «حزب الله» وحركة أمل في الجنوب، للضرب المبرح أثناء تعليقه لصورة انتخابية في بلدته شقرا.

محاولة التعدي تخرج من إطار المناكفات الانتخابية التي تأتي عادة في سياق أو نتيجة الشحن الانتخابي. فركل وإهانة شخص ينتمي إلى أهل البيت رسالة واضحة بأن لا بردة النبي ولا عمامة أجداده السوداء قادرة على حمايته، وتباعاً فإن مصير أي شيعي يقترع بعكس «خط المقاومة» سيواجه بالمصير ذاته وعلى يد أهل قريته. أما الرسالة الواضحة الأخرى بأن الحزب وبعكس ما يدعي مناصروه لا يزال عاجزاً عن التحكم بكل البيئة الشيعية ورغم الموارد المالية الضخمة من إيران واستعمال الحزب لموارد الدولة اللبنانية، لا تزال أصوات هؤلاء العملاء ومقالاتهم وظهورهم الإعلامي يشكل تحدياً واضحاً للسردية المروج لها من قبل أتباع التشيع الشعوبي. أما الأهم في ملحمة شيعة السفارة، بأنها تذكير بأنّ تناسي أهمية سيادة الدولة، وخطورة وجود تنظيم مسلح محلي يشارك في الصراع الإقليمي على مستقبل لبنان الاقتصادي والسياسي، وأن سياسة المهادنة والاحتواء، لا تفضي إلا للمزيد من التسلط من حزب لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح.

ولعل الأهم، أنّ معارضي «حزب الله» هؤلاء- بعلمانيتهم وشيعيتهم العربية التنويرية- يطرحون مشروعاً ثقافياً مضاداً للمشروع الذي تسلل إلى الأوساط الشيعية اللبنانية لدرجة جعلت من متلقي هذه الثقافة الهجينة يظنون، مخطئين، بأنهم يقلدون دين أجدادهم.

لن تكون المرة الأولى ولا الأخيرة التي تقوم فيها تلك الأبواق بالتشهير بكل الرافضين للمشروع الإيراني أو أي مشروع آخر يهدف إلى تقويض الدولة، وفي كل الأحوال، في المرة القادمة، كما في هذه المواجهة، أجد نفسي أقول لأصدقائي الشجعان والغيارى على كل مكونات الوطن «يا ليتنا كنا معكم...».

* كاتب وباحث لبناني

 

شيعة السفارة" تردّ على "شيعة إيران"

"ليبانون ديبايت"/نهلا ناصر الدين/27 نيسان/18

"شيعة السفارة" مصطلح أطلقه للمرة الأولى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في أيار 2015، ضد أبناء مِلّته من المعارضين. واتسع بيكار هذا المصطلح ليشمل كل شيعي عُرف بمواقفه المناهضة لسياسة الحزب الأصفر، وساهمت بنشره وسائل إعلام محسوبة على محور الممانعة، ليصبح بعدها تهمة جاهزة تطفو على سطح المشهد السياسي الشيعي عند الحاجة. واليوم دعت الحاجة الانتخابية، الصحيفة المحلية التي أخذت على عاتقها حمل ملف الشيعة المعارضين لإعادة تسليط الضوء من جديد على هؤلاء، ونشرت سلسلة مقالات تقول فيها إن الإمارات تدرس تمويل مرشحي "شيعة السفارة". وتدعي أن مصدر هذه المعلومات "برقيات سرية صادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت يطالب فيها القنصل حمدان سيد الهاشمي بلاده بمساعدة قائمة من الشخصيات المعارضة المرشحة للانتخابات النيابية في لبنان لتمويل حملاتها الانتخابية".

ومن الأسماء المستهدفة 28 شخصية وهي كل من "غالب ياغي، حارث سليمان، منى فياض، هدى الحسيني، مصطفى فحص، علي الأمين، محمد بركات، عماد قميحة، هادي الأمين، حسان الزين، ثائر غندور، وضاح شرارة، عمر حرقوص، أحمد اسماعيل، منيف فرج، لقمان سليم، مالك مروة، نديم قطيش، زياد ماجد، سعود المولى، فاروق يعقوب، عباس الجوهري، صبحي الطفيلي، محمد عبد الحميد بيضون، ابراهيم شمس الدين، صلاح الحركة، أحمد الأسعد، عقاب صقر".

علما أن من بين هذه الأسماء شخصيات غير مرشحة للانتخابات النيابية، وأخرى غير معنيّة بأي نشاط سياسي، وبعضها ترك لبنان بمن فيه وهاجر بحثاً عن عيشٍ كريم.

واللافت، أنه بعد لجوء إحدى هذه الشخصيات المستهدفة، (الكاتب والصحفي حسان الزين) لإعلان الإضراب عن الطعام حتى اعتذار الصحيفة منه، فعلت ذلك في اليوم التالي بقلم رئيس تحريرها، ما يضع إشارات استفهام على مصداقية ما نُشر ويُنشر في هذه الجريدة.

على الطرف الآخر، لجأ خلال الأيام الماضية بعض المعارضين الشيعة إلى إعداد لائحة مضادة من 28 اسم تحت عنوان "شيعة إيران" كرد على الأسماء التي نشرتهم الصحيفة. جاء فيها أسماء شخصيات دينية وسياسية وإعلامية محسوبة على إيران. وتضم كل من "نصر الله، نعيم قاسم، نبيل قاووق، نواف الموسوي، وفيق صفا، محمد رعد، علي عمار، حسن فضل الله، محمد فنيش، علي فياض، حسين الحاج حسن، حسين الموسوي، جميل السيد، نوار الساحلي، بلال فرحات، ابراهيم الأمين، زينب عواضة، علي المقداد، حسين زعيتر، أمين شري، حسين جشي، غسان جواد، ميسم رزق، رضوان مرتضى، ناصر قنديل، رفيق نصر الله، حبيب فياض، ومنار الصباغ".

في هذا السياق، يرد المحلل السياسي الصحفي علي الأمين على هذه الادعاءات، ويؤكد لـ"ليبانون ديبايت" أن مصطلح "شيعة السفارة" استُهلك واستنفذ وفقد معناه لأن غاياته كُشفت. ويستغرب الأمين رمي الاتهامات بهذه الطريقة ضد كل من يعارض حزب الله في الطائفة الشيعية، "بينما واقع الحال هو العكس، والمصطلح يعبر عنهم أكثر كونهم يتقاضون الأموال من دولة خارجية هي إيران وبإقرار صريح وعلني منهم".

ويرى أن تكرار استخدام المصطلح "تعبير عن إفلاسهم، ومنطقهم الضعيف، إذ إنهم غير قادرين على مواجهة خصمهم بالكلام السياسي". ويضع ما نُشر في إطار التشويه والتحريض على القتل وهدر الدم، و"يُفترض إن كان لا يزال هناك قضاء وأجهزة، متابعة هذا الملف ومحاسبة المحرضين".

أما الجامع المشترك بين الشخصيات المتهمة، يقول الأمين "كلهم يطالبون بوجود دولة لبنانية تفرض سلطتها على كامل أراضيها، ويطالبون أن يكون الجيش هو الأقوى، وبالمساواة تحت سقف القانون، وجميعها عناوين يشعر حزب الله والممانعة أنها استهداف لهم لأنهم فوق القانون ولديهم سلاح غير شرعي ويتجاوزون الحدود من دون محاسبة، ويطالبون بشكل صريح بدور فاعل لإيران في لبنان والمنطقة".

بدوره، يلفت رئيس اللقاء "العلمائي اللبناني" عباس جوهري، في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" أن حزب الله يقوم "باستهداف واضح لكل النشطاء وأصحاب الرأي والمعارضين لنهجه وممارسته في الملفات الداخلية وخصوصا الملف الاقتصادي والاجتماعي ومشاركة حزب الله بالإرضاء على نهب المال العام ومديونية الدولة".

وأضاف أنهم "كانوا شهود زور خلال كل هذه الحقبة منذ 26 سنة حتى اليوم، ولأنهم يخافون من الحساب وكلمة الحق، أسهل ما عليهم اتهام من يريد المحاسبة والمساءلة بانتمائهم ووطنيتهم، ولم تفلح كل العناوين المقدسة التي استعملوها بالتستر عن تواطؤهم مع الفساد في الدولة، ولذلك لجأوا للتشكيك بالآخرين واتهامهم بما هم فيه". ويرد الجوهري على ما نُشر بالقول "هم شيعة دولة خارجية تسمى إيران ونحن شيعة لبنان وشيعة المواطن اللبناني، نحن مواطنون أولا قبل الانتماء المذهبي ومهتمين بتأمين حد أدنى من الحياة السياسية في لبنان وإصلاح مؤسسات الدولة المهترئة".

ويربط الجوهري إعادة تسليط الضوء على "شيعة السفارة" بالمعركة الانتخابية "التي يريدون فيها تشويه كل من يعارضهم"، ويتحدى الدول العربية وغيرها "أن تثبت أن المعارضين الشيعة تقاضوا فلساً واحداً من أية دولة خارجية عربية أو اجنبية".

 

هيستيريا حزب الله وتراجيديا شكسبير

مالك العثامنة/الحرة/27 نيسان/18

تتقن جماعة "حزب الله" اللبناني قواعد التسويق بأحدث نظرياته، فيقومون دوما بتسويق فكرة "المقاومة" كمنهج مرتبط عضويا بهم إلى حد احتكاره بعصبية منفردة وفريدة من نوعها. وقد أدرك خبراء التسويق السياسي في "حزب الله" أن فكرة المقاومة يمكن ترويجها كسلعة مرغوبة في سوق الخطابات العربي المتخم بالشعارات والمتأزم في الأساس بمفهوم النزاع العربي ـ الإسرائيلي. فكانت تلك الفكرة في احتكار المقاومة الطلاء الذهبي الذي غطى كل خفايا وعوالم "حزب الله" من طائفية وتسلط وعصبوية وخروج عن الدولة واضطهاد شعبي للمعارضين، وتغول الحزب في الساحة اللبنانية، لا في السياسة فقط بل في الجغرافيا التي يسيطرون عليها، فانتهوا إلى اعتبار تلك الجغرافيا ملكا حصريا للحزب بكل ما تحويه من أرواح وممتلكات، وتمت مصادرة الحرية باسم المقاومة اللامع! هذا الطلاء الذهبي الذي يعيدنا إلى ذلك المقطع الشكسبيري المذهل من مسرحية "هنري الرابع" حين يقول سيد المسرح الإنكليزي: "غلف الخطيئة بغطاء من الذهب، فتتكسر عليها رماح العدالة الصلبة"!"حزب الله" الذي يستخدم المقاومة طلاء من الذهب لم يستطع أن يمارس هوايته بتخوين الأمين "فالرجل مقاوم حقيقي" في مجال الحريات. لكن على أبواب انتخابات نيابية قريبة في لبنان، يحدث أن يفقد الحزب أعصابه فيخدش بمخالبه ذاتها غطاء الذهب فيتكشف بعض ما هو تحته من خطايا وكوارث. وهذا ما حدث مثلا في الاعتداء السافر والمخزي يوم الأحد الماضي في حق الكاتب والسياسي المستقل رئيس تحرير موقع "جنوبية" اللبناني علي الأمين، الذي قرر الترشح مستقلا وخارج مدارات "حزب الله" في جغرافيا يعتقد هذا الحزب واهما أنها ملكه بالمطلق.

علي الأمين، الكاتب اللبناني الحر باستقلاليته دفع ثمن تلك الاستقلالية من "حزب الله" وهو كاتب ينادي بالحرية والعلمانية وقانون الدولة والمؤسسات وهذه كلها كافية ليكفره "حزب الله".

"حزب الله" الذي يستخدم المقاومة طلاء من الذهب لم يستطع أن يمارس هوايته بتخوين الأمين "فالرجل مقاوم حقيقي" في مجال الحريات، فاختار الحزب سياسة البلطجة.

ومع تلك الانتخابات، تزداد هستيريا "حزب الله" اتساعا، ولأن علي الأمين ليس المعارضة الوحيدة في حلق هذا الحزب المقاوم لكل من يخالفه، فإن كتائب حزب الله الإعلامية ممثلة بجريدة الأخبار اللبنانية "المثيرة للدهشة في منهجيتها الصحفية المسرحية" نشرت تقريرا نسبت مصدره وعلى لسان رئيس تحريرها في اليوم التالي لنشره إلى وثائق "ويكيليكس" كأن في تلك النسبة ما يكفي لحشر المصداقية. وفي التقرير المنشور بالنص بعد مقدمة من الصحيفة تزعم أنه من وثائق مسربة صادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت باسم "قائمة بأسماء الشخصيات الشيعية المعارضة لثنائية حزب الله وحركة أمل". ويحتوي التقرير أيضا على أسماء شخصيات لبنانية "شيعية"، تدعي الصحيفة أن تلك الذوات يتم تمويلها من دولة الإمارات لتخوض الانتخابات وتكسر سيطرة حزب الله في مناطق النفوذ الانتخابي!

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية تزداد هستيريا "حزب الله" اتساعا

لا أعرف عن الإمارات، ومن الغباء أن أدعي بغير معرفة أن الوثيقة مزورة، وهذا شأن دولة الإمارات في النهاية، لكن أكاد أجزم أن كل سفارة في العالم في أي عاصمة في العالم ترسل تقارير مشابهة عن شخصيات تتعامل معها سياسيا، ولو افترضنا تسريبا مشابها مثلا من السفارة السورية في بيروت طوال سنوات طويلة مضت، فلن نستغرب أن يكون هناك أسماء لبنانية "صديقة" لدمشق وربما من بينها هيئة تحرير الأخبار اللبنانية، مع قوائم بالهدايا والأعطيات "تقديرا لتلك الصداقة الحميمة". في القائمة التي استعرضت أسماءها ذوات لبنانية أقرأ لهم باهتمام وتقدير وقد التقيت معهم "وجدانيا" على نفس الخط الفكري بالحرية ودولة المؤسسات والقانون والعلمانية كعنوان لنهضة الدول العربية. ومن هؤلاء الدكتورة منى فياض التي لم أعرف "ولا يهمني أن أعرف" أنها شيعية وأتابع مقالاتها في الحرة كزميلة تحمل فكرا مستقلا وليبراليا، هو بالتأكيد سيضعها في موقف الخصم أمام "حزب الله" فتلك أفكار تخدش طلاء الذهب وتكشف خطايا "حزب الله" أمام رماح العدالة.

مختصر القول، موجع أن نصل في الصحافة العربية إلى هذا الحد من الانحدار في التخندق، والموجع أكثر ما يحدث في بعض الصحافة اللبنانية التي احتفظ بأرشيف زمنها الذهبي كمرجعية تاريخية ومعرفية ومدرسة لي في عالم الإعلام العربي. وموجع أن يتحول المشروع الحلم للراحل الكبير جوزيف سماحة مؤسس "جريدة الأخبار" وعرابها كصحيفة مشاكسة تحيي روح الصحافة الحرة، إلى بوق إعلامي ومسرح أراجوزي لا يليق بكل هذا التاريخ! لكنها طلاءات الذهب القشرية، في زمن عربي متخم بالخطايا.

 

اتفاق ترمب وكيم يحمل بعض الأمل

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/27 نيسان/18

جاء إعلان زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، السبت، عن أن بلاده ستتوقف عن إجراء اختبارات لأسلحة نووية وصواريخ باليستية عابرة للقارات، بمثابة مؤشر على أن كيم على استعداد لعقد اتفاق مع الرئيس دونالد ترمب، وأنه يدرك جيداً كيف يمكن إبرام اتفاق مع ترمب.

لا شك أن هذه مناورات دقيقة للغاية يتابعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقيادات إيران عن قرب.

وحتى من قبل دخول الولايات المتحدة فعلياً في اتفاق مع كوريا الشمالية، يحمل مجرد استعداد الأخيرة للدخول في محادثات مؤشراً على تفوق البراغماتية على المبادئ. ربما تدافع الولايات المتحدة عن قيم بعينها، لكن تظل لهذه القيم أولوية متأخرة عن مصالحها.

وفيما يتعلق بكوريا الشمالية على وجه الخصوص، تتسم المصالح بأهمية أساسية؛ القضاء على التهديد النووي لكوريا الشمالية تجاه الأراضي الأميركية، وتخفيف حدة التوتر داخل شبه الجزيرة الكورية، حيث توجد كوريا الجنوبية، الحليف القوي للولايات المتحدة. ومع أن حكم عائلة كيم قضى على أعداد أكبر بكثير من الكوريين عما أباده حكم آل الأسد في سوريا من السوريين، ومع أن الولايات المتحدة ليست لديها حتى علاقات دبلوماسية مع نظام كوريا الشمالية، ومع أن والد كيم وجدَّه أثبتا مراراً وتكراراً أنهما لا يلتزمان بالقواعد الغربية في اللعبة السياسية، لا تزال الولايات المتحدة على استعداد للدخول في محادثات مع كوريا الشمالية.

في الواقع، بمجرد تجاهل الدوافع الآيديولوجية، تبقى هناك ثلاثة أسباب جعلت من المحادثات بين ترمب وكيم أمراً ممكناً: رغبة رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، في تعزيز الروابط مع الشطر الكوري الشمالي، وقدرة كيم على تأكيد انتصاره (فعلى كل حال، لم تكن الولايات المتحدة لتجلس على طاولة التفاوض لولا اختباراته الصاروخية الناجحة)، وكذلك قدرة ترمب على التأكيد على انتصاره (يمكنه القول إنه أجبر كيم على التفاوض من خلال التهديد بـ«النار والغضب»، ثم تشديد العقوبات الاقتصادية).

حتى الآن، لم يتضح تماماً بعد ما إذا كانت هذه الظروف كافية. من جانبه، بمقدور كيم المبالغة في التشدد بموقفه، عبر المطالبة بأن تقلص واشنطن بصورة كبيرة من وجودها العسكري في كوريا الجنوبية. في المقابل، ربما يتشبث ترمب بنزع تسليح نووي كامل من جانب كوريا الشمالية، بدلاً عن محاولة فرض تجميد على برنامج الأسلحة لديها تحت رقابة دولية. أما نتيجة المحادثات بين الطرفين، فسوف تعتمد على قدرة المفاوضين من كلا الجانبين على الاستمرار في طرح حجة مقنعة تفيد بانتصارهم.

والتساؤل هنا: ماذا لو أن مزيجاً مشابهاً من الظروف من الممكن أن يدفع الولايات المتحدة وروسيا على الطريق نحو عقد اتفاق ينهي العودة التي نشهدها هذه الأيام لأجواء الحرب الباردة؟ في الواقع، التوصل لمثل هذا الاتفاق مع روسيا يستلزم تناول قضية أوكرانيا (لكن ليس بالضرورة سوريا)، وإقرار قواعد واضحة للتعاون «السيبري»، والالتزام بعدم تدخل أي من الطرفين في الانتخابات الخاصة بالطرف الآخر، وفرض قيود على الدفاعات المضادة للصواريخ وسبل اختراقها. إذا بدأ ترمب وبوتين الحديث حول هذه القضايا، فسيتمكن بوتين من الترويج لفكرة أنه انتصر، وأن الغرب أنصَتَ أخيراً لتهديداته باستخدام أسلحة فائقة وأدرك أنه ليس بإمكانه الاستمرار في تجاهل روسيا باعتبارها قوة إقليمية آخذة في الأفول. أيضاً، سيكون باستطاعة ترمب التشدق بفكرة أنه حقق انتصاراً في أعقاب استهدافه روسيا بعقوبات أشد صرامة عن تلك التي فرضها سلفه، والوقوف في وجه بوتين بصورة عامة، مع الحرص في الوقت ذاته على ترك إمكانية التوصل لاتفاق بين الجانبين قائمة. ومع ذلك، يبقى التوقيت غير مناسب. ويكمن العنصر الناقص هنا في وجود نظير أوكراني على استعداد لتنفيذ الجزء السياسي من «اتفاق مينسك»، واستعادة الأجزاء التي اقتطعها عملاء روسيا من الأراضي الأوكرانية بصورة هادئة قدر الإمكان.

من جانبه، يعاني الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو من قيود شديدة، في وقت يسعى فيه لتعزيز نفوذه استعداداً لإعادة انتخابه عام 2019. والمؤكد أن الأوكرانيين لن يقدموا على انتخاب أي شخص يبدو متساهلاً بأي صورة كانت إزاء روسيا، خصوصاً أن النزاع بين البلدين حديث للغاية، على خلاف الحال مع الحرب الكورية. ومن دون وجود «أحد الحمائم» على الصعيد السياسي المحلي، تبقى الولايات المتحدة هي الأخرى مقيدة للغاية، نظراً لأنه حتى ترمب نفسه ليس باستطاعته الظهور بمظهر من يساعد على تفكيك روسيا لدولة مجاورة. وعلى الصعيد الواقعي، من بين العناصر الغائبة أيضاً كونغرس أميركي يبدي انفتاحه على فكرة التوصل لاتفاق، خصوصاً أنه ليس هناك رأسمال سياسي يمكن جنيه الآن من وراء الظهور بمظهر المتسامح تجاه روسيا. من زاوية ما، يبدو بوتين في موقف أسوأ من كيم، رغم أن العلاقات الروسية - الأميركية، حتى مع وجودها عند أسوأ نقطة لها منذ عقود، لا تزال أفضل من العلاقات الأميركية - الكورية الشمالية.

يقف الرئيس الروسي اليوم أسيراً لنجاحه النسبي داخل أوكرانيا، ما يحتم عليه أن يستمر في موقفه الراهن كي يبدو منتصراً. وبالمثل، فإنه ليس باستطاعته التخلي عن دعمه للأسد في سوريا. ومن هنا، صدر إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، عن أن روسيا ستمد الأسد بمنظومة دفاع جوي طراز «إس - 300». وعليه، فإن بوتين بحاجة إلى طرف ثالث لرأب الصدع القائم بينه وبين ترمب، لكن حتى هذه اللحظة ليس ثمة وجود لمثل هذا الطرف. وبالتالي، يجد بوتين نفسه مجبراً على التظاهر بأنه لا يرغب في التوصل لاتفاق، رغم أن غالبية الروس، بما في ذلك كثيرون داخل الكرملين، كانوا سيشعرون بسعادة وارتياح حال إنجاز مثل هذا الاتفاق. وماذا عن إيران وإمكانية إبرام اتفاق جديد معها، مع التركيز هذه المرة على كبح جماح أطماعها الإقليمية؟ بإمكان الولايات المتحدة ترك إيران تحتفظ بنفوذها داخل سوريا ولبنان مقابل الاعتراف بإسرائيل والتوقف عن دعم المتمردين الحوثيين في اليمن. بعد ذلك، لن يصبح التدخل الروسي في سوريا قضية مهمة، ولن يكون من الضروري عقد محادثات منفصلة مع بوتين حول الأمر، وذلك لأن بوتين وحلفاءه الإيرانيين سينجزون مهمتهم ببساطة في بلاد لا ترغب الولايات المتحدة في خوض حرب برية بها؛ سواء كان مَن بداخل البيت الأبيض ديمقراطياً أو جمهورياً.

ويستلزم الوصول لهذا الاتفاق، تمتع الإيرانيين بالقدرة على ادعاء تحقيق انتصار، الأمر الذي سيفعلونه حقاً، نظراً لأن الاتفاق يعني الاعتراف بهم عاملاً مشروعاً داخل الشرق الأوسط ويتيح لهم الوصول إلى فرص اقتصادية أفضل.

أيضاً، سيتمكن ترمب من التفاخر بأن ضغوطه على طهران أتت ثمارها. إلا أنه ستكون هناك حاجة لحليف حيوي للولايات المتحدة بالمنطقة يبدي توجهات أكثر تسامحاً بكثير إزاء إيران عما عليه الحال اليوم.

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

خطيئة أوباما... وتكاليف التراجع

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/27 نيسان/18

كان لا بد أن يصل الاتفاق النووي مع إيران إلى المأزق الذي يواجهه الآن، الذي أصبح معه مهدداً بالانهيار وبعودة الأزمة مع طهران إلى نقطة الصفر. كثيرة هي العوامل التي جعلت هذا الاتفاق فاقداً التوازن منذ توقيعه، أهمها أنه أعطى إيران أكثر مما تستحق، وأخذ من الدول الغربية الأربع التي وقعت عليه (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) أكثر مما كان عليها أن تعطي. ولأنه بدأ بشكل غير متوازن، بحيث خرجت إيران منه معتبرة نفسها الطرف المنتصر، كان مصيره، مثل مصير أي اتفاق لا يلبي مصلحة كل أطرافه، هو السقوط، عندما تتغير الظروف التي سهلت التوصل إليه.

في الحالة الإيرانية، كانت تلك الظروف واضحة. النظام الإيراني كان يواجه قبل ثلاث سنوات، عندما تم التوصل إلى الاتفاق مع الدول الست (5+1)، أزمة سياسية واقتصادية عميقة، من جهة بسبب الصراع الداخلي بين جناح الرئيس حسن روحاني الذي أراد إثبات «شرعيته» في وجه المتشددين، عن طريق إقناع هذا الجناح بقدرة روحاني على الحصول على مباركة غربية للنظام الإيراني في مقابل التجميد الشكلي لأنشطة التجارب النووية، ومن الجهة الأخرى بسبب انعكاس العقوبات، التي كانت قاسية، على الحياة اليومية للإيرانيين وعلى مصادر دخلهم، وخصوصاً بين أولئك الذين لا يملكون القدرة على الاستفادة من مكرمات «الحرس الثوري»، الذي يدير شبكة واسعة من المصالح الاقتصادية. وبلغ هذا التدهور الاقتصادي حداً صار معه مصير النظام نفسه على المحك، فأخذ قادته يوهمون قواعدهم بأن خطة الدول الغربية تسعى إلى التضييق على حياة الإيرانيين في إطار الحرب على النظام بهدف إسقاطه، وأن الخيار الوحيد في وجه هذه الخطة هو المواجهة و... الصبر. ولأن الرهان على المواجهة والصبر لم يعد مضمون النتائج، كان لا بد أن يسمح قادة إيران، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، بالتوصل إلى تسوية خارجية لإنقاذ النظام، خصوصاً بعدما أثبتت تجربة الانتخابات الرئاسية علم 2009 أن صمت الإيرانيين إلى ما لا نهاية تحت شعارات «الممانعة» و«مواجهة الأعداء»، لم يعد مضموناً.

هذا في حالة إيران. أما على الجانب الآخر، فقد التقت مصلحة طهران مع الرغبة التي سيطرت على تفكير إدارة باراك أوباما آنذاك في تحقيق انتصار خارجي، مع قرب نهاية ولايته. كان مشروع أوباما يقوم على إسقاط الأسوار التي كانت تقوم بين الولايات المتحدة وأعدائها التقليديين، بأي طريقة كانت. إيران وكوبا كانتا على رأس لائحة المستفيدين من ذلك «الانفتاح الأوبامي». وهكذا، ففي الفترة التي كان يجري فيها التفاوض على الملف الإيراني، بوساطات سرية إقليمية، كانت اتصالات سرية مماثلة تجري بين الطرفين الأميركي والكوبي، كانت كندا إحدى محطاتها، وبنتيجتها تم التوصل إلى عدد من الاتفاقيات التي وصفت بالتاريخية، من بينها رفع كوبا عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب، ووقف القيود على سفر مواطني البلدين، وإعادة فتح السفارتين، والسماح للمصارف الأميركية بمعاودة أعمالها في كوبا. وتم تتويج تحسن تلك العلاقات بالزيارة التي قام بها أوباما إلى هافانا في مارس (آذار) 2016، وكانت الزيارة الأولى لرئيس أميركي إلى العاصمة الكوبية منذ عام 1928.

أما بالنسبة إلى الاتفاق مع إيران، فقد وضع أوباما نصب عينيه ضرورة تحقيق ذلك، واعتبره إنجازاً شخصياً تورثه إدارته للإدارات اللاحقة. ومع أن هذا الاتفاق الذي توصل إليه المفاوضون الستة مع إيران كان اتفاقاً مطلوباً ومرحباً به من حيث المبدأ من دول المنطقة ومن معظم دول العالم، باعتبار أنه يحد من مخاطر امتلاك نظام متشدد وطائفي كالنظام الإيراني للسلاح النووي، إلا أن التحفظات على ذلك الاتفاق كانت تتمحور منذ البداية حول ضرورة الاستفادة من تلك الفرصة، وهي حاجة طهران إلى رفع العزلة السياسية والاقتصادية العالمية عنها، من أجل ربط الاتفاق مع إيران بإلزامها الحد من تدخلها في شؤون الدول الخليجية والعربية المجاورة، والتوقف عن تسليح الميليشيات التابعة لها والملتزمة مذهبياً مع نظامها، والتي تعمل على نشر الاضطرابات والهيمنة على الأنظمة والحكومات في عدد من دول المنطقة، حتى بلغ الأمر بالقادة الإيرانيين حد المفاخرة بسيطرتهم على أربع عواصم عربية!

لم تثر تلك الملاحظات على الاتفاق التي وصلت إلى آذان الرئيس باراك أوباما والمسؤولين في إدارته أي اهتمام. ليس فقط لأنه كان قد حسم قراره بشأن التوصل إلى ذلك الاتفاق، بل كذلك لأن نظرته السلبية إلى العلاقات مع الدول العربية الحليفة التقليدية للولايات المتحدة، منعته من النظر بواقعية إلى الخطر الذي تمثله إيران على مصالح تلك الدول، وإلى الترابط الوثيق بين ذلك الخطر والأضرار التي يلحقها المشروع الإيراني بالمصالح الأميركية نفسها، كما يتأكد من التهديد الذي يلحق بهذه المصالح في أي موقع تسيطر طهران عليه.

وهكذا صرنا أمام الوضع الصعب والمعقد الذي نواجهه الآن: إدارة أميركية جديدة ترى الثغرات في الاتفاق النووي مع إيران، وتسعى إلى تصحيحها، في حين لا تملك وحدها القدرة على إلغاء الاتفاق أو تعديله؛ لأنها أحد الأطراف الموقّعة عليه، في حين ترى الأطراف الأخرى (وفي مقدمتها بالطبع روسيا والصين)، فضلاً عن إيران، أنه اتفاق غير قابل للتعديل أو الإلغاء من طرف واحد. وتصر إيران على أن إلغاءه من جانب الولايات المتحدة سوف يدفع طهران إلى استئناف عملية تخصيب اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي في مفاعلاتها النووية. كما هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني أميركا بعواقب «قاسية» إذا انسحبت من الاتفاق، وكذلك فعل وزير خارجيته محمد جواد ظريف؛ ما يؤكد القناعة السائدة بأن تمسك إيران بالاتفاق النووي سببه أنه يخدم مصالحها ويوفر لها الغطاء الذي تحتاج إليه للاستمرار في أنشطتها في المنطقة، في ظل غض نظر غربي وعالمي عما تقوم به.

في مناخ كهذا سوف يكون مستبعداً أن يقبل الرئيس دونالد ترمب بالإبقاء على الالتزام الأميركي بالاتفاق مع إيران كما هو. والأرجح، كما ظهر من التصريحات التي أطلقها هو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة الأخير إلى الولايات المتحدة، أن الاتجاه هو إلى وضع اتفاق مكمل يأخذ في الاعتبار الثغرات الموجودة في الاتفاق الحالي، وأهمها أربع نقاط: 1 – ضرورة السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة كل المواقع الإيرانية، بما فيها المواقع العسكرية التي تمنعهم إيران من زيارتها حالياً. 2 – ضرورة أن يشمل الاتفاق إنتاج إيران وتطويرها للصواريخ الباليستية. 3 – عدم تحديد الفترة التي تُمنع إيران فيها من القيام بأي نشاط نووي. 4 - ربط الاتفاق بالتزام إيران عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة، وحل الميليشيات التي تنشط في هذه الدول برعاية وتمويل إيراني، وهو ما أطلق عليه ماكرون عبارة: احتواء نشاطات إيران الإقليمية.

بالطبع، لا يتوهم أحد أن إدخال هذه التعديلات على الاتفاق مع إيران سوف يكون سهلاً؛ أولاً لأن إيران سترفضها، وثانياً لأن طهران ستحظى بدعم روسيا والصين، الرافضتين للتعديلات، في حين يمكن أن تتبنى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل موقف الرئيس الفرنسي الذي يميل إلى إرضاء ترمب من خلال إقناعه بالموافقة على الالتزام بالاتفاق بعد تعديله. لن تكون المرحلة المقبلة سهلة في التعاطي الدولي والإقليمي مع إيران بعد 12 مايو (أيار)، الموعد الذي سيتخذ فيه ترمب قراره بشأن الاتفاق الإيراني. الصعوبة تأتي من ضرورة التوفيق بين تجنيب المنطقة مخاطر امتلاك إيران سلاحاً نووياً، وضبط توسعها الإقليمي الذي وفر «اتفاق أوباما» الغطاء له. في النتيجة، كان يمكن تجنب الصعوبات التي تواجه المنطقة وأميركا والعالم في تعاملها مع المأزق الحالي لو تم تدارك الثغرات عند وضع الاتفاق، في وقت كانت إيران أشد حاجة إليه وأكثر ضعفاً مما هي عليه الآن.

 

المنجدون

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 نيسان/18

احتفلت «المكتبة الشرقية»، إحدى أعرق دور النشر في لبنان، بمرور 110 سنوات على إصدار «المنجد»، القاموس اللغوي الشهير. ولا تزال «الشرقية» من الدور القليلة جداً في العالم العربي المهتمة باللغة وشؤونها. وقبل أسابيع احتفلت مصر بمرور عام على وفاة اللغوي الباهر فاروق شوشة من دون أن يبين له وريث. وكان شوشة على مدى نصف قرن، قد أقام «جامعة مفتوحة» في إذاعتي القاهرة والبي بي سي العربية، تعلمت منها الأجيال حب اللغة بدل مدارس التعقيد والتنفير. ولعبت البي بي سي، التي كانت تدعى قبلاً «الشرق الأدنى»، دوراً كبيراً في هذا الطريق. وكانت الناس تُطرب لبرنامج «قَول على قول»: للشاعر والعلامة الفلسطيني سعيد الكرمي أكثر مما تطرب لخمسين مغنياً. كانت اللغة هاجساً، فأصبحت في بعض المناهج عالة تهرَّب منها الطلاب، كما كتب الأستاذ أحمد الصراف في «القبس» نقلاً عن مدرّس فلسطيني خبير. لقد مضى زمن البحث والتجدد من أجل الابتكار من داخل اللغة بدل الانحراف نحو التبسيط والتنجيم. وفي القرن التاسع عشر وأوائل العشرين، توصّل اللغويون اللبنانيون وحدهم إلى إضافة مجموعة كبيرة من المفردات التي لا نعرف أنهم مَن ابتكرها دون المس في الأصول. ومن الكلمات التي وضعها أحمد فارس الشدياق: الجريدة والحافلة والمنطاد والمؤتمر والمطعم والموَصّل البرقي (التلغراف). ووضع الشيخ خليل اليازجي ألفاظاً منها الجواز والردهة والقفاز، ووضع نجيب الحداد الصحافة، والمعلم شاكر شقير المنظرة، والدكتور خليل سعادة: «آداب السلوك»، والدكتور بشارة زلزل: «البطريق للسمين من الطير، وليس فقط لـPenguin الظريف المشية، المتباهي البطن، والمضحك في انتصاب قامته».

ومع بدايات القرن العشرين وضع عبد الله البستاني «الآنسة» و«الداهية»، كما أورد الشاعر واللغوي أمين نخلة، لكنني لست واثقاً من ذلك. فعمرو بن العاص، في زمنه، كان يلقب «داهية العرب». وفي الفترة نفسها، وضع الدكتور يعقوب صروف «المصح» و«التلفزة» والصلب (للفولاذ)، ووضع سعيد الشرتوني «العاديات» للأشياء القديمة، والقطار للسكة الحديد والقاطرة للحافلة التي تبحر العربان. ووضع سليمان البستاني «الملحمة» للقوال من القصائد القصصية. واستخدم الدكتور أمين باشا معلوف النفط (للبترول). ولعل أشهر وأهم هؤلاء السادة كان الشيخ إبراهيم اليازجي، ومن الألفاظ التي وضعها: المجلة، والبيئة، والإربة والحساء، والدراجة، والحاكي، واللولب، والشعار، والمقصلة، والمقصف، والحوذي... وهلم جراً...

 

إيران ليست مشكلة الخليجيين

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/27 نيسان/18

يتم تصوير النزاع السرمدي مع إيران على أنه خلاف سياسي بين النظام الإيراني وحكومات دول الخليج، وكذلك مع إسرائيل. ولا أحد يشكك في التاريخ الطويل من الخلاف، جذوره وحوادثه، إنما ضحايا نظام ولاية الفقيه والحرس الثوري، أيضاً، دولاً وحكومات، أبعد من الخليج. غالبية الشعب اللبناني عانت زمناً، أكثر من أي دولة عربية، من هيمنة إيران وممارساتها، بما فيها الاحتلال السوري الذي استمر ضمن تحالف بين طهران ودمشق. «حزب الله» مجرد مركز شرطة إيراني في لبنان يقوم بتنفيذ «الواجب» الذي أسس ومول من أجله. والسوريون هم أكثر شعب دفع الثمن بالدم من نتيجة نظام طهران، ما يزيد على نصف مليون قتيل وأكثر من عشرة ملايين مشرد في أنحاء العالم. ما كان لهذه المأساة المخيفة أن تحدث لولا تدخل إيران في الحرب. وكذلك العراقيون. بعد الغزو الأميركي بعام نشط التدخل الإيراني على جبهتين، من خلال دعم «المقاومة» المسلحة السنية، ورعاية التنظيمات الإرهابية التي تجلب من سوريا إلى غرب العراق، ومن خلال جماعات شيعية مسلحة في الوسط والجنوب. وفشل العراقيين المستمر يعود جزئياً إلى مشروع الحرس الثوري الإيراني في أضعاف السلطة المركزية ودعم القوى السياسية والتنظيمات المسلحة الرافضة لمبدأ سيادة المركز. شعب اليمن آخر ضحايا التدخل الإيراني. فقد نجح في إسقاط حكومة صنعاء من خلال جماعة مسلحة جلبت من شمال البلاد لتحكم بالسلاح والآيديولوجيا للمتطرفة. وبطبيعة الحال لا نستطيع أن ننسى أن أكثر المتضررين من النظام الإيراني هم الإيرانيون، أكثر من سبعين مليون شخص يعيشون في بلد مغلق يدار من ميليشيات ثورية منذ قيام ثورة الخميني الدينية.

وبالتالي يمكن أن نعتبر وضع الدول الخليجية نسبياً أفضل حتى بوجود جيوب متمردة في البحرين السعودية والكويت، لأنها صغيرة نسبياً. لبنان سيكون من أول المستفيدين، استقراره واطمئنان مواطنيه والأجانب ستجعله مركزاً اقتصادياً، إن جُرّد «حزب الله» من سلاحه، كنتيجة طبيعية لقطع نفوذ إيران. والوضع في سوريا قابل للإصلاح فقط بإخراج قاسم سليماني وميليشياته، وفرض حل سياسي مدعوم إقليمياً ودولياً. وبطبيعة الحال، فإن العراق بوصفها دولة نفطية غنية، كل ما يحتاج إليه ترك مؤسساته التشريعية والتنفيذية تعمل من دون تدخلات من طهران. وحرب اليمن ستتوقف في ساعة واحدة عند إنهاء نفوذ إيران مع المتمردين الحوثيين. وغزة ضحية هيمنة إيران، ستصبِح مثل رام الله، قطاعاً يصلح للحياة الآدمية وهذا أقل المأمول في حال إيقاف نفوذ إيران الإقليمي. المنطقة كلها ستنعم بسلام نسبي كبير. وهذا التصور ليس محض تخيل مبني على تمنيات، بل هو الواقع الذي كان سائداً قبل قيام الثورة الإيرانية.

في هذا الإطار، فإن سعي المجتمع الدولي لتغيير سلوك النظام الإيراني، وليس فقط تقليم مشروعه النووي العسكري، مشروع مهم للمنطقة، والعالم بأجمعه. وحتى لا نبيع الوهم فإن الاحتمال ضعيف بأن يصل المفاوضون إلى هذه المرحلة إلا في حال صممت الحكومة الأميركية وساندتها بعض حكومات المنطقة وأوروبا. الضغط على نظام إيران قادر على تغيير سلوكه إن أراد البقاء، وهو الآن يعاني كثيراً وإن لم يصرخ عالياً. فالمظاهرات تقلصت لكنها لم تتوقف، أصبحت أكثر تنظيماً وأخطر عليه من المظاهرات العفوية السابقة، وهي تأخذ طابعاً يعبر عن حالة الرفض للقيود الاجتماعية واحتجاجات ضد أسلوب الإدارة الحكومية في أنحاء البلاد. وبشكل عام النظام في إيران استهلك نفسه، وكلما زاد ممارسات القمع، زاد الرفض والاحتجاجات ضده. مع استمرار الضغط الشعبي الداخلي على النظام، وفي حال بدأ الضغط الدولي عليه فإن تغيير سلوك النظام ممكن، وإن قاوم فسيتغير النظام كله.

 

الدروس الأفغانية للسوريين

أمير طاهري/الشرق الأوسط/27 نيسان/18

«مع هزيمة قوى الشر الإرهابية، صارت الأوضاع مستقرة (....)، وباتت الحكومة الشرعية مسيطرة على البلاد».

ألا يبدو ذلك مألوفاً بلا مفاجآت؟

ذلك هو الشعار الذي تواصل الآلة الإعلامية الرسمية الروسية تكراره من دون كلل بالإشارة إلى سوريا: لقد انتصر بشار الأسد!

وكان أول ظهور للبيان السابق في عام 1983 في أفغانستان بعد مرور ثلاث سنوات من غزو الجيش الأحمر السوفياتي البلاد؛ للحيلولة دون سقوط «الحكومة الشرعية» التي هيمنت عليها القوى الشيوعية المحلية آنذاك.

ومن ذلك الحين، وبما أن التاريخ لا يكرر نفسه على عكس المثل الدارج، فإنه لا ينبغي على أحدنا الاستنتاج بأن سوريا اليوم هي أفغانستان الأمس.

تبلغ مساحة أفغانستان ثلاثة أضعاف مساحة سوريا، وهي ذات تضاريس أكثر وعورة وصعوبة بالنسبة للعمليات العسكرية. وفي أثناء الغزو السوفياتي للبلاد في ثمانينات القرن الماضي، كان تعداد الشعب الأفغاني وقتذاك يقارب تعداد الشعب السوري اليوم، مع فارق واحد أن القوات المناهضة للشيوعية يمكنها الاستناد إلى الاحتياطي الديموغرافي الهائل في الأجزاء ذات الأغلبية البشتونية في باكستان. كذلك، وبصرف النظر تماماً عما يتصوره الرئيس فلاديمير بوتين، فإن روسيا اليوم ليست مثل الاتحاد السوفياتي السابق، لا لشيء إلا لأنه منذ سقوط الإمبراطورية السوفياتية، ذاق جيلان من المواطنين الروس طعم الحرية للمرة الأولى. ومع الأخذ بعين الاعتبار تلك المحاذير، تبقى الحقيقة القائمة أن التجربة الأفغانية لديها ما تلقنه للروس عندما يحاول بوتين تحقيق حلمه البائس ببسط هيمنته على أوروبا الشرقية، وأواسط آسيا، ومنطقة الشرق الأوسط.

وخلال الحرب الأفغانية التي دامت 10 سنوات، أرسل الاتحاد السوفياتي ما يزيد على 600 ألف جندي إلى تلك الحرب، بالإضافة إلى جيش قوامه 55 ألف جندي تسيطر عليه كابل، وميليشيات أفغانية أوزبكية يبلغ عددها نحو 20 ألف مقاتل. ونظراً لحرصهم على عدم المجازفة بالأغلبية العرقية الروسية، طلب قادة الكرملين توفير القوة البشرية من الجمهوريات السوفياتية الأخرى. وتم تجنيد المرتزقة من أوزبكستان، وكازاخستان، وتركمانستان. وجاءت كوادر الضباط من أوكرانيا ودول البلطيق.

أما اليوم، فيمكن للرئيس الروسي الاعتماد على جيش بشار الأسد البالغ 80 ألف مقاتل، إلى جانب تشكيلة متنوعة من الميليشيات والمرتزقة. إلى جانب 30 ألفاً من الجنود الإيرانيين والميليشيات التي جندتها طهران من لبنان، وأفغانستان، وباكستان.

ومع ذلك، لا تبسط روسيا القدر نفسه من السيطرة على حلفائها في سوريا اليوم، مثل ما كان الاتحاد السوفياتي يصنع مع حلفاء الثمانينات في أفغانستان من قبل.

لقد حصدت الحرب الأفغانية حياة ما يقرب من 16 ألفاً من الجنود السوفيات، بالإضافة إلى 55 ألفاً من الجرحى والمعاقين. وشارك أكثر من مليون مواطن سوفياتي في تلك الحرب التي استمرت قرابة عقد من الزمان، وهو ما يمثل أكبر عدد من المحاربين القدامى في الإمبراطورية السوفياتية منذ الحرب العالمية الثانية. وبمرور الوقت صاروا يُعرفون باسم «أفغانتسي – أو الزمرة الأفغانية»، الذين يوفرون المدد لتجنيد العصابات الإجرامية، والمتمردين العرقيين، ومهربي السوق السوداء. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ظهر الكثير من عناصر «أفغانتسي» في أوطانهم الأصلية مجدداً، ولا سيما في أوكرانيا ودول البلطيق لقيادة الحركات الوطنية الشعبوية المناهضة لروسيا.

وليست هناك أرقام رسمية يمكن الاستناد إليها حول تكاليف المغامرة الأفغانية. غير أن الأرقام شبه الرسمية تتراوح بين 300 و400 مليار دولار. وعلى النقيض من الاعتقاد السائد أن الإمبراطورية السوفياتية لم تنهار جراء الحرب في أفغانستان، بل كان الأمر، على النحو الذي وصفه يفغيني بريماكوف ذات مرة؛ إذ قال: «إن العقلية التي دفعتنا إلى التدخل في أفغانستان، هي التي تسببت في انهيار الإمبراطورية السوفياتية». وقال بريماكوف: «لقد ذهبنا إلى أفغانستان لأننا اعتقدنا أن قواعد القوة الكلاسيكية غير منطبقة على الاتحاد السوفياتي. فلقد كان من المفترض للاتحاد السوفياتي أن يشكل حالة خاصة من التاريخ ولا تنسحب عليه قوانين التاريخ بحال».

فهل يرتكب بوتين الخطأ القديم نفسه؟

مع عقلية ضابط الاستخبارات السوفياتي التي تهيمن على تفكيره، يعتقد البعض أنه ربما يرى الأمور بالطريقة نفسها التي كان زعماء الاتحاد السوفياتي يزنون بها الأمور خلال العقود الأخيرة من عمر الإمبراطورية. وذلك هو السبب في أنه ينشئ الزمرة «السورية» من خلال دعم الحكومة المركزية القائمة على الأقلية الحاكمة ضد رغبات السواد الأعظم من الشعب السوري. كما أنه يرتكب الخطأ نفسه الذي وقع فيه أغلب القادة السوفيات القدامى في أفغانستان، عبر رؤية الحرب من الزاوية العسكرية المحضة.

ورغم ذلك، فإن المنظور العسكري البحت للحرب، أي القتال الفعلي للقوات، يمثل نزراً يسيراً، رغم أهميته الفائقة، من أي حرب كانت ضمن سياق هو أكبر وأوسع بكثير.

وبحلول عام 1988، ومن الزاوية العسكرية المحضة، كان الاتحاد السوفياتي قد انتصر في الحرب الأفغانية، وانحاز آخر جيب للمقاومة، تحت قيادة أحمد شاه مسعود، إلى وادي بنشير الأفغاني. والأفضل من ذلك، توصل مسعود إلى اتفاق للهدنة مع الجيش الأحمر. ورغم ذلك، عندما التقينا معه في مخبئه خلال أحلك أيام المقاومة الأفغانية، أعرب عن براعة غير عادية في تحليل الأمور عبر الإصرار على أن الحرب لا تنتهي أبداً من جانب واحد معلناً النصر، لكن يتعيّن على الجانب الآخر الاعتراف بالهزيمة، وأنه ليست لديه نية قط لأن يُقدِم على فعل ذلك.

وبالتالي، كان إعلان النصر في سوريا من جانب فلاديمير بوتين، والذي ردده الأسد كالببغاء المطيع، يبدو مثل الدمية المضحكة، وتضخميه بواسطة الآلة الدعائية الهائلة في الكرملين في الغرب. وهو ليس أفضل حالاً من ادعاءات مماثلة مقدمة من جانب شيوخ الكرملين الذين أصابهم الهرم ووكلاءهم المطيعين في كابل في ثمانينات القرن الماضي. ولا تعتبر التجربة السوفياتية في أفغانستان هي المثال الوحيد للانتصار في الحرب من الناحية العسكرية المحضة، مع الخسارة السياسية الأكيدة.

فلقد كانت هناك تجربة مماثلة للفرنسيين في عام 1962 في الجزائر، وتجربة أميركية أخرى في فيتنام عام 1974. وفي كلتا الحالتين، خسر الخاسر لأنه اعتمد أجندة أهداف سياسية يستحيل تحقيقها على أرض الواقع: وهي محاولة فرض حكم الأقلية على الأغلبية الرافضة.

وتجربة بوتين السورية أكثر نزعاً إلى اليأس من تجربة السوفيات في أفغانستان، وتجربة الفرنسيين في الجزائر، وتجربة الأميركيين في فيتنام. إذ إنه في وضعية أسوأ من الناحية الاقتصادية، في الوقت الذي تضطر فيه روسيا إلى التعامل مع انخفاض أسعار الطاقة عالمياً مع تشديد العقوبات الاقتصادية الدولية. ومن حيث القوة البشرية، فهو لا يمكنه الاعتماد على الحدود البعيدة للإمبراطورية، في حين أن الغالبية من الشعب الروسي مترددة في الامتثال. وعلى الصعيد العسكري، فإن القوة الروسية متبعثرة للغاية مع انتشار ما يزيد على 100 ألف مقاتل روسي بين داغستان، والشيشان، وشبه جزيرة القرم، وجنوب أوسيتيا، وأبخازيا، ومولدوفا، ودونيتسك. كما تحتفظ موسكو أيضاً بالآلاف من الجنود في قواعد عسكرية في طاجيكستان وأرمينيا لإظهار القوة العسكرية في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى. ومع ذلك، وفي هذه الأماكن، يواجه الحكام الموالون لموسكو المعارضة الشديدة الموالية للغرب، والتي تشمل مطالبها إغلاق القواعد العسكرية الروسية في بلادهم. وأثناء كتابة هذا المقال، تواجه عاصمة أرمينيا الانتفاضة المسلحة ضد محاولات العناصر الموالية لموسكو تنصيب سيرغي ساركسيان، حليف بوتين، على رأس الحكومة في البلاد.

يقترح بعض النقاد من العواصم الغربية، أنه ينبغي السماح لروسيا بالبقاء عالقة في المستنقع السوري الآسن لأطول فترة ممكنة؛ حتى لا تتسبب في إلحاق الأذى بأي أماكن أخرى حول العالم. وعلى مدى عقد الثمانينات من القرن الماضي، وفي أعقاب الدرس القاسي الذي تلقته في أفغانستان، لم تلحق الإمبراطورية السوفياتية أي أضرار بأي دولة أخرى في العالم حتى انهيار الاتحاد تماماً. ومن المفارقات، وحتى يتمكن من مغادرة الفخ السوري يحتاج الرئيس بوتين إلى مساعدة ليس فقط من القوى الغربية، وإنما من غالبية الشعب السوري نفسه. وهذا، رغم كل شيء، سوف يستلزم تقديم رأس بشار الأسد على طبق من ذهب كما صنع السوفيات من قبل مع الرئيس الأفغاني الأسبق محمد نجيب الله في كابل. ورداً على سؤال حول نجيب الله في عام 1989، قال ألكسندر يافكوفليف، فيلسوف المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي: «نجيب؟ مَـن تقصد بنجيب هذا؟ أوه، ذلك الرجل!»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون جال في الخارجية على مراكز مراقبة الإقتراع خارج لبنان وحيا المقترعين: إنه لإنجاز أن نصل بأرقى تنظيم للانتخابات في العالم في 40 دولة

الجمعة 27 نيسان 2018/وطنية - حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المنتشرين اللبنانيين في الدول العربية، الذين شاركوا في عملية الاقتراع التي تحصل لأول مرة في تاريخ لبنان، وشدد على ان كلمة مستحيل مستحيلة بالنسبة الى اللبنانيين".

واشاد رئيس الجمهورية ب"التقنية المتبعة في وزارة الخارجية لمراقبة سير العملية الانتخابية للناخبين اللبنانيين في ست دول عربية"، مشيرا الى "اهمية وصول لبنان الى هذا المستوى من التقنية الرائدة والشفافية في مواكبة الانتخابات في الخارج".

أما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، فاعتبر ان "ما يحصل اليوم، يشعرنا بعودة 14 مليون لبناني مغترب الى وطنهم الأم، وبهذه الطريقة يلتقي لبنان المقيم ويلتحم مع لبنان المنتشر، ويصدق المغتربون ان دولتهم تهتم بهم بالفعل وتحرص على اعطائهم حقوقهم في المساهمة في تحديد صورة مستقبل لبنان". كلام الرئيس عون والوزير باسيل، جاء في خلال زيارة قام بها رئيس الجمهورية عند الثالثة بعد ظهر اليوم، لمقر وزارة الخارجية والمغتربين في الاشرفية، حيث كان في استقباله الوزير باسيل والامين العام للوزارة السفير هاني شميطلي ومديرة المراسم في الخارجية السفيرة نجلا رياشي عساكر وكبار الموظفين، وتوجهوا الى مكتب الوزير باسيل، حيث عقد اجتماع اطلع في خلاله الرئيس عون على سير انتخابات اللبنانيين في الدول العربية التي بدأت في السابعة صباح اليوم وتستمر حتى العاشرة ليلا. بعد ذلك، انتقل الرئيس عون والوزير باسيل والسفيران الى غرفة العمليات في الوزارة، حيث استمع رئيس الجمهورية من العاملين والمتطوعين الى آلية التواصل بمراكز الاقتراع في البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدول العربية. وعلى الاثر، انتقل الرئيس عون الى القاعة الرئيسية التي جهزت خصيصا بشاشة عملاقة لمتابعة سير العملية الانتخابية في ست دول عربية، داخل اقلام الاقتراع في السفارات والقنصليات اللبنانية، حيث ظهرت مباشرة عمليات الاقتراع في المراكز المخصصة. وفي هذه الاثناء، وصل الى مقر وزارة الخارجية وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق آتيا مباشرة من "مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت". وتابع الجميع ما كانت تنقله الكاميرات مباشرة عما يحصل داخل 32 قلم اقتراع موزعين على الدول العربية الست.

شميطلي

وتحدث السفير شميطلي، فأشار الى ان "ما يحصل اليوم هو نتاج عمل دؤوب بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، لتأمين اعلى درجات الشفافية والمهنية والتقنية، من خلال النقل المباشر في مراكز الاقتراع". واوضح انه "لم تسجل اي اشكالات، وتمت معالجة بعض الشوائب التي حصلت بشكل سريع وفوري من دون التأثير على مجريات العملية الانتخابية". وحيا "جهود الذين عملوا لتحقيق هذا الانجاز بالتنسيق مع وزارة الداخلية".

باسيل

ورحب الوزير باسيل في كلمة له برئيس الجمهورية "في احد منازله من مؤسسات الدولة اللبنانية"، وقال: "ان وزارة الخارجية سعيدة لاستضافتكم في هذا النهار التاريخي للبنان. وعند وصولي عند السادسة صباحا الى الوزارة حيث كان اول ناخب لبناني في الخارج يقترع، شاهدت من خلاله 14 مليون لبناني غادروا لبنان على مدى 150 سنة يعودون الى هذا البلد في اللحظة نفسها. لاننا شعرنا انه بهذه الطريقة يلتقي لبنان المقيم ويلتحم مع لبنان المنتشر، ويصدق المغتربون ان دولتهم تهتم بهم بالفعل وتحرص على اعطائهم حقوقهم في المساهمة في تحديد صورة مستقبل لبنان". اضاف: "هم سيصنعون معنا التغيير في لبنان، لذلك فإن لكل صوت منهم قيمته الكبيرة. لقد وصلت نسبة الاقتراع حتى الآن الى 33 في المئة من عدد الناخبين المسجلين، وندعو الباقين الى التوجه الى مراكز الاقتراع". وتابع: "اثبت اللبنانيون في الخارج انهم لا يزالون يؤمنون بلبنان، وان الديموقراطية التي يمارسونها هي التي ستحدد لبنان المستقبل. هناك واجب عليهم لممارسة حقهم الذي وفرنا لهم امكانية القيام به، ونأمل ان تزيد النسبة بشكل كبير". واعتبر أن "ما يحصل اليوم بمثابة سابقة في تاريخ لبنان، وهو امر بالغ الاهمية بالمعنى السياسي، ويفتح المجال امام اشراك اكبر للمنتشرين اللبنانيين في استعادة هويتهم وحقوقهم السياسية ومشاركتهم الاقتصادية في البلد وهي سلسلة متكاملة مترابطة". ورأى أن "ما نشاهده من نقل مباشر يحصل للمرة الاولى في لبنان، وربما في العالم، ويمكن من مراقبة كل العملية الانتخابية في اي وقت من قبل وزارة الخارجية او الداخلية او المراقبين الدوليين، يؤمن حصانة اكبر للناخب كي يقوم بواجبه بحرية. نحن نعمل اليوم لصالح وزارة الداخلية كونها مسؤولة عن ادارة العملية الانتخابية، واضفنا اللمسة الدبلوماسية والتقنية، ما يدحض اي مقولة بعدم قدرتنا على اجراء عملية انتخابية في لبنان، اذ اننا ربطنا العملية الانتخابية في 40 دولة في العالم بلبنان بكلفة زهيدة. وبالتالي، يمكننا اصدار بطاقة ممغنطة وان نوفر للناخب كل الطمأنينة والحماية التي يريدها للانتخاب. ان كل ما يجري، حصل بدعمكم، يا فخامة الرئيس، ونحن ندرك حرصكم على المنتشرين في الخارج وهذا انجاز جديد يسجل لعهدكم".

رئيس الجمهورية

ثم تحدث الرئيس عون، فحيا المنتشرين على "اقبالهم على الاقتراع بعدما كانوا تسجلوا في البعثات الدبلوماسية والقنصلية"، وقال: "لا شك ان من يزور وزارة الخارجية اليوم، يمكنه أن يلاحظ التقنية المحترفة التي تستعمل لمتابعة مجرى الانتخابات. إنه لأنجاز، حتى على المستوى العلمي، أن نصل في لبنان إلى تنظيم الانتخابات التي تحصل في 40 دولة بهذه التقنية. في كل لحظة يمكننا أن نعرف من الذي يصوت، وما هي نسبة الاقتراع بمجرد النظر إلى الشاشة. وهذه عملية من الارقى في العالم في مجال تنظيم الانتخابات". ووجه الرئيس عون "التهنئة لواضعي الفكرة ومنفذيها على الأرض، وفي 40 دولة، وقريبا في العالم بأسره. شكرا لعملكم، ومن كان مثلكم، فإن كلمة مستحيل مستحيلة لديه". بعد ذلك، انتقل الرئيس عون والوزيران باسيل والمشنوق والسفيران شميطلي وعساكر، الى مكتب وزير الخارجية، حيث عقد اجتماع تم في خلاله عرض نسب الاقتراع وملاحظات رؤساء البعثات.

المشنوق

واشار الوزير المشنوق الى انه خلال وجوده في باريس حيث حضر اجتماعا امنيا دوليا، زار السفارة اللبنانية واطلع على التحضيرات الجارية لاتمام العملية الانتخابية في مرحلتها الثانية في الدول الاوروبية واميركا وافريقيا، واصفا اياها "بالممتازة".

وبعد انتهاء الاجتماع، غادر الرئيس عون وزارة الخارجية بعدما جدد تهنئته للوزير باسيل وفريق العمل على "نجاح المرحلة الاولى من الانتخابات".

 

حمادة: أفتخر بأن ملف البواخر لم يمر

الجمعة 27 نيسان 2018 /وطنية - قال وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة في حديث الى إذاعة صوت لبنان 100,3-100,5، تعليقا على اقفال موضوع البواخر، عقب جلسة مجلس الوزراء امس، "افتخر باننا في آخر جلسات هذه الحكومة الصعبة لم يمر ملف البواخر". واوضح انه " لم يتخذ اي قرار نهائي بشأن ملف الكهرباء في كل بنوده ورحل الى الحكومة والمجلس المقبلين". واكد ان طرح هذا الملف هو "عملية انتخابية من جهة ولها روائح فضائحية من جهة ثانية"، مشددا على ان " الجميع، بمن فيهم ارباب عملية البواخر، اقتنعوا ان الرأي العام اللبناني لا يتحمل بأن عهد التيار الوطني الحر في وزارة الطاقة الذي استمر 11 عاما، لم يتوصل الى حل للكهرباء سوى البواخر". واضاف:"يريدون احادية القرار. ونسأل أين مجلس ادارة الكهرباء الجديد المسؤول الذي يطالب المجلس النيابي بتشكيله منذ 10 سنوات؟".

واشار حمادة الى ان "وزير الطاقة لم يأخذ برأي اي من مجلس الادارة او ادارة المناقصات او حتى مجلس الشورى الدولة".

 

الراعي في عشاء الرابطة المارونية: عون ماروني لكنه يعمل من اجل كل اللبنانيين ومؤتمن على إستقلال لبنان وسيادته وسلامة أراضيه

الجمعة 27 نيسان 2018 /وطنية - أقامت الرابطة المارونية عشاءها السنوي، في صالة السفراء في كازينو لبنان، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، وحضور النائب إيلي عون ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب باسم الشاب ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، السفير الفرنسي برونو فوشيه، النائبين نعمة الله أبي نصر وزياد أسود، غسان عميرة ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، العميد الركن أنطوان فرنسيس ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي شارل عربيد، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الوزير السابق زياد بارود، النائب السابق فريد هيكل الخازن، نقيب المحررين الياس عون، العميد مروان سليلاتي ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العميد جوزف تومية ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، العميد ساسين مرعب ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور إيفان سانتوس، رئيس مجلس الادارة المدير العام للمؤسسة العامة للاسكان روني لحود، رئيس أساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر، رئيس الرابطة المارونية النقيب أنطوان قليموس والأعضاء، رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربية، المطران بولس عبد الساتر، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة كلودين عون روكز، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا، المرشح عن المقعد الماروني في دائرة كسروان جبيل العميد المتقاعد شامل روكز، رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان الاب طوني خضرا، المستشار في السفارة الروسية ديمتري ليبيديف، المدير العام لشركة الفا مروان حايك، نقيب المقاولين مارون الحلو وفاعليات حزبية وإجتماعية ونقابية وتربوية.

قليموس

إستهل الحفل الذي قدمه فادي جرجس، بالنشيد الوطني ونشيد الرابطة، ثم ألقى قليموس كلمة جاء فيها:"يحل العشاء التقليدي الذي تنظمه الرابطة المارونية كل عام، ولبنان على عتبة إستحقاقات مصيرية قد يتوقف عليها مستقبله في طالع الأيام، إنتخابات نيابية تجري على أساس قانون جديد لا يمكن الحكم عليه قبل صدور النتائج، وتحليل ما سيحدثه من تحولات على الأرض، ومعرفة الوجوه التي سيحملها إلى المجلس النيابي، وضع إقتصادي ومالي بالغ الخطورة والتعقيد، يهدد بالإنهيار الشامل إذا لم يجر تداركه بتدابير جذرية تبقى على مرارة مذاقها، أرحم من الأورام الخبيثة التي تتوثب لسلب ما تبقى في جسم الوطن المنهك من قدرة على إعادة النهوض، فساد مستشر ينهش إدارات الدولة ويستنزف ضرع الخزانة العامة نسمع كلاما كثيرا عن مكافحته، لكننا نصدم بإستمراره ثابتا وإصراره على الإطلالة بألف وجه وصيغة، وكأنه بات قدر لبنان هجرة دائمة للأدمغة والطاقات تقود المجتمع إلى شيخوخة محتمة".

أضاف:"ليست صورة سوداوية ما أطرح، لكن واقعية، ومن منطلق مسؤوليتي في الرابطة المارونية وهي رابطة الموارنة جميعا، بما تضم من هامات وقامات، وتزخر من إمكانات وطاقات، أرى أن الواجب يدفعني إلى الإضاءة على هذه الأخطار لا الإستسلام لها، والرضوخ لتداعياتها المحتملة والإنصياع لمشيئة المسببين لها، بل للتفكير في كيفية الخروج منها والحد من الأضرار المتفاقمة والعمل على تطويقها قبل فوات الآوان". وتابع :"لقد تعب اللبنانيون عموما، والمسيحيون خصوصا، من عيش حالة القلق الدائم على المصير والهوية، بدلا من عيش حال الإسترخاء وإنتظار مستقبل مشرق لهم ولأولادهم. ففي حالة القلق، علينا أن نفرق بين القلق المكبل الآسر، وبين القلق المثمر والقلق المستهلك، بين القلق الإيجابي والقلق السلبي، بين قلق المرتعد وقلق القائد". ورأى "ان التطور الحقيقي القادر على صنع المستقبل المشرق، يحتاج أولا إلى الإيمان بقضية ومثل أعلى، وإلى زعيم ملهم وملهم، وإلى كوادر قدوة في الدينامية وروح المبادرة وحسن المسؤولية وتجانس القول والفعل لديهم"، لافتا "الى أن التاريخ صراع إرادات، لكن ليس الإرادات المعلقة في الهواء أو العائمة في فراغ، بل الإرادات الواعية الفاعلة".

وقال:"من الواجب علينا الإبقاء على روح المجابهة حية لدينا، لأن تحديات الحياة والعصر والزمن الذي نعيشه تتطلب الإستجابة أحيانا لروح المجازفة المحسوبة، لا التسليم بالأمر الواقع. فالحق الذي لا تدعمه قوة مآله إلى زوال، وأن القوة غير المستندة إلى الحق مصيرها إلى التلاشي مهما طال الزمن، لذا علينا بناء القوة الوطنية والإرتقاء بها إلى أصالة الحق بحيث تستطيع حمايته والدفاع عنه في التصدي لجميع التحديات".واعلن:"إلى جانب كونها أول من دق ناقوس الخطر بالنسبة لتداعيات النزوح السوري ورصدها للخلل اللاحق في حقوق المسيحيين في إدارات الدولة، ومواجهة الإفتئات على هذه الحقوق، قدمت الرابطة المارونية من خلال حس المسؤولية لديها تجاه من تمثل، وتجاه المجتمع اللبناني بمجمله مشروع قانون إنتخابي، يحسن التمثيل بالمطلق ويحصن التمثيل المسيحي ويفعله، ويرفع بعض الغبن الذي حل به جراء القوانين المتعاقبة، إلا أن الأفرقاء والسياسيين لم يروا فيه مصلحتهم، فكان القانون الذي نحن بصدده، والذي تنافس البعض على أبوته، فيما تهرب البعض الآخر من هذه الأبوة، إلا أننا، ومن أجل نقل الوضع السياسي من مرحلة الجمود قبلنا به، على أمل أن يخرجنا من بعض القلق، وأن يحقق بعض التغيير في الطبقة السياسية". وقال :"على هذا الأساس، نناشد الناخب اللبناني عموما والمسيحي خصوصا والماروني تحديدا، أن يعي المسؤولية التاريخية التي يحملها هذا الإستحقاق، فإما حياة متجددة أو تعفن قاتل، وعهدنا أننا أبناء الحياة لا حدود لطموحنا، ولا سدود دون إبداعنا. فلنجتهد ليحمل هذا الإستحقاق تحريرا لإرادتنا من أي قيد هامشي أو نزوة عابرة، وصولا إلى ما تطمح إليه نفوسنا الكبيرة من تغيير نوعي، يؤسس للوطن القوي المشرق بعقول أبنائه والشامخ بأرزه".

اضاف :"أما بالنسبة إلى المرشحين لهذه الإنتخابات، فإننا على يقين بأنهم مدركون للمسؤوليات الجسام التي تنتظرهم في ما لو وصلوا إلى الندوة النيابية التي اشتاقت للمحاسبة والتشريع المواكب لحاجات الوطن. ولي ملء الثقة بنية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وإرادته في تذليل الصعاب، وإزالة المعوقات التي تحول حتى الساعة دون قيام دولة القانون والمؤسسات التركة ثقيلة والعمل شاق"، مؤكدا ان "تعاون أركان الدولة جميعا واجب، والإبتعاد عن التجاذبات والمناورات من الأولويات التي توفر المناخات المطلوبة لمسيرة الإصلاح الجذري لإعادة الأمل والثقة إلى اللبنانيين جميعا، وان أي تأخير على هذا الصعيد سيؤدي إلى إنهيار هيكل الوطن على رؤوس أبنائه جميعا دون إستثناء أو تمييز، وعندها سنبكي كلنا لبنان الذي لم نعرف أن نحافظ عليه كما يحافظ البررة على أوطانهم".

وقال:"اما الوضع الماروني، واستطرادا المسيحي الذي تتربص به الأخطار وتحوطه التحديات من كل صوب، لا بد من التصدي له بما يستحق من عناية وإهتمام، وهو مسؤولية الكنيسة اولا بكل مؤسساتها وهيئاتها والرابطة منها، وكذلك مسؤولية كل الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية والفكرية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية. والمطلوب اليوم، قبل الغد، المبادرة إلى مؤتمر دائم تحشد له كل الإمكانات من أجل بحث كيفية صون الوجود المسيحي في لبنان وتجذيره، والآليات المفضية إلى هذا الغرض وطنيا اجتماعيا تربويا إقتصاديا لصوغ إستراتيجية واضحة، قابلة للتطبيق والحياة، وان الرابطة المارونية جاهزة للمساعدة على تحقيق مثل هذا الأمر".

واكد قليموس "إلتزام الرابطة المارونية برئاسة الجمهورية رمز الشرعية اللبنانية وصمام وحدة الوطن أرضا وشعبا، كما تعلن الرابطة إيمانها ببكركي التي أعطيت مجد لبنان، وهي مرجعية مسيحيي الشرق قاطبة، وليس الموارنة فحسب، وتقف إلى جانب سيدها البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على خط المواجهة لدرء ما يتهدد وجودنا من مخاطر، وتثمن ما يقوم به في الداخل والخارج لمواجهة الصعاب ونقل الوطن إلى منطقة الأمان سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا".

وختم متوجها إلى اللبنانيين والمسيحيين والموارنة:"نحن في زمن القيامة وهي آتية".

الراعي

وتحدث البطريرك الراعي عن الموارنة والرابطة المارونية والمسؤوليات، موجها التحية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي ينتمي إلى الطائفة المارونية بموجب الميثاق الوطني والدستور، لكنه رئيس الدولة وكل لبنان وكل الشعب اللبناني"، مشيرا الى انه "ماروني، لكنه ليس من أجل الموارنة، بل من أجل كل اللبنانيين، وهو مؤتمن على إستقلال كل لبنان ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه". وقال:"رئيس الجمهورية ماروني بإتفاق اللبنانيين، لأنه سليل الموارنة الذين بنوا تاريخهم على أرض لبنان، فتماهى تاريخهم بتاريخ هذا الوطن، سقوه بدمائهم وعرق جبينهم، ولم يشاؤه يوما وطنا لهم بل أرادوه للجميع، وما زالوا على هذه الإرادة لكنهم لن يقبلوا لا اليوم ولا أمس ولا غدا، بأن تحتكره أو تتحكم به وبمصيره ودولته وشعبه أية فئة أو طائفة دون سواها. وعندما تكون محاولات من هذا النوع يضعف لبنان في كيانه ومؤسساته وإقتصاده".

وأكد "أنه لا ولاء عند الموارنة إلا للبنان أرضا وشعبا وتراثا وقيما، فهم مؤتمنون عليه أكثر من سواهم، فقد أعطي لهم لعنايتهم ومسؤوليتهم كما كتب شارل مالك في 15 آب 1980 والتاريخ شاهد، هنا تندرج مسؤولية الرابطة المارونية التي تجمعنا في هذه المناسبة وهي مدعوةالى أن تعمل جاهدة من أجل شد أواصر وحدة الموارنة كإنطلاقة من أجل بناء الوحدة الوطنية كاملة، فتعيش إسمها كرابطة، ما يقتضي أن تكون محررة من كل لون سياسي لكي تكون مع الجميع وللجميع وهكذا تتناغم مع نهج الكرسي البطريركي،أن تدافع بكل قواها عن أرض لبنان لإعادة النظر بقانون تمليك الأجانب والمحافظة على كل شبر من أرض لبنان للبنانيين، أن تدافع عن هوية لبنان وثقافته وحضارته برفض التفريط بالإقامة والجنسية والتوطين، لا يكافأ من الأسرة الدولية، لبنان المضيف للاخوة الفلسطينيين والسوريين بحمل كل العبء الإقتصادي والأمني والثقافي والإجتماعي، فيما الأسرة الدولية تغسل أيديها وتمعن في إشعال نار الحروب والمتاجرة بأسلحتهم وتجربة قدراتها بشعوب هذه المنطقة، ولا توجد على الشفاه كلمة سلام". وقال :"نحن مدعوون لنطالب لهذه الأرض المشرقية بالسلام وهو من حقها، فالحرب ليست طريقا إلى السلام، ولم تكن يوما طريقا إليه.يجب أن تبذل الرابطة المارونية كل الجهود لحماية العيش المشترك المسيحي الإسلامي بالإحترام المتبادل والتعاون المخلص، والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة وإحترام الحضور في المناطق، وتجنب كل ما يثير الحساسيات ويفقد الثقة ويزعزع النوايا، وأن تناضل الرابطة من أجل المحافظة على المال العام ومكافحة الفساد المستشري الذي يعبث بمال الخزينة سرقة ورشوة وهدرا وعمولات وتقاسم أرباح في المشاريع العامة".

وختم:"أجل، هذا هو دور الرابطة المارونية وهي مدعوة لهذا الدور وإلا فقدت مبرر وجودها". بعدها طلب البطريرك الراعي من إدارة الكازينو، أن تسمع المشاركين في الصالة أغنية ياابني للفنان الراحل وديع الصافي.

 

الراعي في احتفال اليوبيل المئوي الثاني لدير مار ضومط للراهبات الانطونيات: لا يمكن الاتكال على الأسرة الدولية لتأمين عودة النازحين

الجمعة 27 نيسان 2018 /وطنية - أقامت رئيسة وجماعة دير مار ضومط للراهبات الانطونيات في رومية احتفالا بمناسبة اليوبيل المئوي الثاني للدير، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره على مسرح "نديم خلف" للراهبات الانطونيات في المدرسة الانطونية - روميه.

حضر الاحتفال ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، الرئيسة العامة لجمعية الراهبات الأنطونيات الأم جوديت هارون، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأباتي مارون أبو جودة، المطرانان سمير مظلوم وسمعان عطالله، القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس بلدية روميه عادل بو حبيب، وزراء ونواب حاليون وسابقون ولفيف الرهبان والراهبات وفاعليات رسمية وسياسية وعسكرية وقضائية وتربوية.

هارون

بعد النشيد الوطني ونشيد المدرسة، ألقت الرئيسة العامة الأم هارون كلمة لخصت فيها "قصة دير مار ضومط للراهبات الانطونيات في بلدة روميه على مدى مئتي سنة"، وقالت: "إنه دير ومدرسة، نسك ورسالة، صلاة وعمل، عبادة وخدمة، صمت وكلمة، حياة مستترة مع المسيح، وجماعة رهبانية على أهبة الاقلاع. إن قصة ديرنا لا تكتب بمداد وكلمات بشرية، بل تصاغ وتنسج من صلوات الراهبات وساعات التأمل والسجود أمام القربان الاقدس ومن المشاركة الخاشعة في الاحتفال بالليتورجيا المارونية - المارونية اليومية والترانيم البهية".

وشكرت الام هارون للبطريرك الراعي "مبادرته في فتح ملف دعوى تطويب وتقديس الام بالروح للراهبات الانطونيات ايزابيل خوري".

كما شكرت "أساقفة سينودس الكنيسة المارونية، خصوصا المطران بولس مطر لمتابعة هذا الملف".

ندوة عن الكتاب

وعقدت ندوة عن كتاب "دير مار ضومط" استهلت بكلمة لرئيسة مدرسة مار ضومط الأخت باسمة خوري قالت فيها: "إن كتاب دير ما ضومط هو شهادة حية لكنيسة ديرية عاشت في الخفاء ولشباب وصبايا كرسوا حياتهم لله بالصلاة والخدمة". ولفتت إلى أن "الكتاب يتألف من 3 أقسام يمكن إدراجها تحت عنوان حياة نبوية في دير ورسالة تربوية"، وقالت: "يبرز القسم الاول نشأة الحياة الرهبانية كقوة نبوية تميزت عن منطق العالم ومفاهيمه، ويتناول القسم الثاني رسالة التعليم التي اضطلعت بها جماعة الراهبات في الدير. أما القسم الثالث فيضيء على تاريخ المكتب التربوي لجمعية الراهبات الانطونيات، الذي اخذ من مباني الدير مركزا له". أضافت: "ندعو السياسيين إلى أن يقتدوا بكلمة الله ونهج الراهبات ليجدوا الحلول للمدارس الكاثوليكية، بدلا من جرنا الى الفشل القانوني والاداري الذي يسود اليوم ويهدد مصير مدارسنا".

راجح

وتحدث رئيس دير مار الياس - أنطلياس الأباتي أنطوان راجح عن "صلة الرهبان الانطونيين بالراهبات الانطونيات، ووهب الرهبان دير ما ضومط للراهبات"، مؤكدا أن "انطلاقة الراهبات المستقلة لم تطفىء ود التلاقي والتكامل، ولم تدع الى التغرب والتجاهل، ولا قطعت تواصل الرابط الاخوي، ولا أبهتت بهاء الشهادة الانطونية التي لطالما أشيد بحميد صنيعها".

أضاف: "إن وهب الراهبات هذا الدير بممتلكاته الواسعة الموقوفة أو المكتسبة بعرق الجبين وسواه من الأديرة والأملاك المشحونة بمآثر الأنطونيين يشهد على وحدة الحال الأنطونية التي ملأت كنيستنا المارونية كرامة. لقد تخلى الرهبان عن نفيس رخصته مشاعر الاخوة المسؤولة. وفي المقابل، سرعان ما ضاعفت الراهبات هذه الوزنات، فأثبتن جدارتهن وأدرن شؤونهن بالكثير من الحكمة والنضج والكفاءة والحشمة بالحفاظ على حرمتهن وتراثهن، كما على فعالية رسالتهن، فباتت مراكزهن تضاهي اليوم، بل وقبل اليوم، كبريات الجمعيات الرهبانية في لبنان والشرق".

ناصيف

من جهته، اعتبر الصحافي نقولا ناصيف أن "كتاب تاريخ دير ومدرسة مار ضومط ليس سيرة دير ومدرسة، وليس أيضا تأريخا للرهبانية الانطونية والراهبات الانطونيات مقدار، ما هو مسار رسالة راكمتها البشارة المسيحية كي تنتقل من حقبة إلى اخرى، لكن أيضا من رسالة إلى أخرى"، وقال: "بعد قرن ونصف من بنائه، يرسم الدير لنفسه علامة جديدة هي التحول العميق في المهمة الانطونية والتجديد الذي رافق رسالة الكنيسة، فاتحة هذا التجديد مدرسة مار ضومط، ثم مدارس ومعاهد على مر العقود التالية منذ عام 1932".

الراعي

وألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "يسعدني أن أشارك في هذا الاحتفال باليوبيل المئوي الثاني (1818-2018) لدير مار ضومط للراهبات الأنطونيات هنا في روميه العزيزة، فأهنئ الجمعية بشخص رئيستها العامة الأم جوديت هارون ومجلس المدبرات، وأشكر رئيسة الدير والمدبرة العامة الأخت باسمه خوري على الدعوة لرعاية هذا الاحتفال. وأهنئها باليوبيل مع جمهور راهبات الدير والثانوية، بل مع جميع الراهبات الأنطونيات، وهو ديرهن الأم فمنه انطلقن سنة 1818، مع الآباء الأنطونيين أولا الذين أحييهم بشخص قدس الرئيس العام الأباتي مارون أبو جوده ومجلس المدبرين. ثم سنة 1932، انطلقت الرهبانية متجددة مع خادمة الله الأم إيزابيل خوري، التي نرافق دعوى تطويبها بالصلاة، كي يظهر الله قداستها، وتعلنها الكنيسة على مذابحها، فكانت غاية تجديد الجمعية، على يدها، تجددا عميقا في الحياة الروحية والديرية أولا، ثم التزاما في حقل الرسالة لخدمة الكنيسة والمجتمع، مع قراءة مستمرة لعلامات الأزمنة. وفي المناسبة، تصدرن كتاب "تاريخ دير ومدرسة مار ضومط، مسيرة شكر وشغف ورجاء"، باعتناء الأخت باسمة، والأستاذ الياس كرباج، والآنسة مدلين الحاج، مشكورين على هذا الانجاز الذي يحيي ذكريات مسيرة المئتي سنة".

أضاف: "الحياة الروحية في وسط الجماعة هي نمو في تقديس الذات، والتفاتة حب للأمور الصغيرة، كما نجدها في الإنجيل من مثل: نفاد الخمر في عرس قانا، ضياع خروف بين 99، الفلس الذي قدمته الأرملة في الهيكل، جلب زيت مع المصابيح في آنية في حال تأخر مجيء العروس، السؤال عن كمية الخبز في يد التلاميذ لإطعام الجماهير، تهيئة الجمر والسمك والخبز على شاطئ بحيرة طبرية بعد الرجوع من الصيد العجيب. بهذه الالتفاتة إلى تفاصيل وحاجات صغيرة، يتكون البعد الإنساني والجماعي في كل شخص، وتبنى الشركة في المحبة، ويعاش فرح الإنجيل، واختبار المسيح القائم في وسط الجماعة. من قلب الحياة الروحية في الجماعة، تنطلق الرسالة لإشراك الآخرين في هذا الفرح وهذا الاختبار، وفي جمال الشركة التي تعكس صورة الثالوث القدوس، على مثال العائلة المقدسة في الناصرة، "حيث كانوا كلهم قلبا واحدا ونفسا واحدة" (أعمال 2: 1). هذه الحياة الجماعية النابعة من الصلاة والقداس اليومي عاشتها الأم المجددة إيزابيل، واعتبرتها الأساس للعمل الرسولي الذي هو، بالنسبة إليها، تجسيد لإرادة الله التي يكشفها للراهبة في هذه الصلاة - الصلة بينها وبين من تكرست له".

وتابع: "هكذا، من دير مار ضومط انطلق العمل الرسولي، وكانت بداية أول مدرسة فيه منذ خمس وثمانين سنة. وإذا بالدير والمدرسة ينموان مثل "حبة الخردل التي تصبح شجرة تعشعش فيها طيور السماء" (مر 4: 30-32)، فتفرع عنهما ثلاثة وثلاثون ديرا ومؤسسة رسولية، منها ستة وعشرون على ارض لبنان، وسبعة في بلدان الانتشار والاراضي المقدسة. يذكرنا قداسة البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي الاخير "افرحوا وابتهجوا"، حول "الدعوة الى القداسة في عالم اليوم"، أننا "في ممارسة رسالتنا ونشاطنا، على تنوع مساحتهما، نبني مع المسيح ملكوت المحبة والعدالة والسلام الشامل، واننا لا نستطيع النمو في القداسة من دون الالتزام، جسدا وروحا، في اعطاء الاحسن لعالمنا. ليس من علامات الصحة الروحية أن نحب الصمت هربا من التفاعل مع الآخرين، وان نبحث عن السلام والهدوء تجنبا للعمل، وأن نخلد الى الصلاة احتقارا للخدمة، غير اننا مدعوون إلى التأمل حتى في وسط العمل، وإلى النمو في القداسة عبر القيام برسالتنا الخاصة بمسؤولية وسخاء" (راجع الفقرتين 25-26). وأكد البابا بندكتوس السادس عشر ان القداسة ليست سوى المحبة المعاشة بملئها".

وأردف: "بهذه الروحانية، كانت انطلاقة الراهبات الانطونيات إلى عملهن الرسولي المتنوع في لبنان وخارجه، فأعطين التربية حقها، كما هو ظاهر في ثانوية مار ضومط هنا وفي مدارس الجمعية الاخرى، بفضل القرار بتأمين جودة التعليم، وتوفير التربية على القيم الروحية والاخلاقية والاجتماعية والوطنية لاجيالنا الطالعة، في مبان لائقة وبوسائل تربوية ومختبرات تتماشى مع التقدم العلمي، بهدف تخريج طلاب على أعلى مستوى من العلم، ومسيحيين ملتزمين، ومواطنين نشيطين محبين لوطنهم. من اجل تعميم هذا التعليم وهذه التربية، انشأت جمعية الراهبات في هذا الدير المكتب التربوي بغية تنشئة الكوادر الادارية والتعليمية تنشئة دائمة، وتعزيز التربية الروحية والتعليم المسيحي، ورصد التطلعات المستقبلية، ووسائل التعليم الفضلى".

وقال: "ولكن في المقابل نرى أن الدولة اللبنانية، عن قصد أو عن غير قصد، بنية متعمدة أو عن إهمال، تعمل على هدم المدرسة الخاصة، ومن بينها المدرسة الكاثوليكية، وبالتالي النظام التربوي في لبنان والتعليم النوعي، بإصدارها القانون 46/2017 وتطبيقه على المدارس الخاصة، وإرهاقها به مع أهالي التلامذة، وتنصلها من واجب دعم هذه المدارس التي هي ذات منفعة عامة، مثل المدارس الرسمية، بينما تدعم الدولة هذه الاخيرة بفرض ضرائب على المواطنين وتأتي كلفة الطالب في المدرسة الرسمية اعلى منها في المدرسة الخاصة، ما يعني هدر مال الدولة من دون حساب".

وسأل: "هل يعلم اهالي الطلاب، ان مجموع الزيادات على رواتب ال17 ألف معلم ومعلمة، بين داخلين في الملاك ومتعاقدين، في المدارس الكاثوليكية، التي تفرضها الدرجات الست الاستثنائية، والملحق 17 من السلسلة، يبلغ 117،529،320،000 ل.ل. ما يوازي 118،352،880 دولارا اميركيا، بحسب دراسة علمية دقيقة أجرتها الأمانة العامة لمدارسنا الكاثوليكية؟ اي مدرسة تستطيع تحمل المبالغ الخاصة بها من دون زيادة اقساطها؟ وكيف ستساعد العائلات المتعثرة؟".

وقال: "أصبح من واجب أهل التلامذة الوقوف الى جانب مدرستهم لمطالبة الدولة بواجبها الدستوري، كما في سائر البلدان، بتحمل العبء المفروض منها على عاتقهم، لا على عاتق مدرستهم. واذا لم تساعد الدولة أهالي تلامذتها ستقفل ابوابها، ويتشرد تلامذتها، ويزج معلموها وموظفوها في عالم البطالة. فهل يعلم أهالي التلامذة ان وزارة التربية طلبت أمس في مؤتمر بروكسل الخاص دعم مستقبل سوريا والجوار بملغ 364 مليون دولار سنويا لتأمين التعليم للنازحين السوريين؟ أليس بمقدورها تأمين 118 مليون دولار لتعليم الطلاب اللبنانيين في المدارس الكاثوليكية، وهو مبلغ أقل بكثير من نصف المطلوب لتعليم النازحين السورين؟ ماذا لو بقي السوريون في لبنان، كما تبين من إرادة الأسرة الدولية التي انكشفت بالأمس في مؤتمر بروكسيل، حيث الحديث عن أن الظروف الراهنة في سوريا تمنع عودتهم، وعن عودتهم الطوعية والموقتة، وعن انخراطهم في المجتمع اللبناني وسوق العمل، وعن حمايتهم المستمرة في مواجهة خطر الطرد والعودة القسرية، وعن تحسين وضعهم القانوني"؟.

أضاف: "نؤكد ونتبنى بيان كل من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب، بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية، في هذا الخصوص، فنفهم تماما أنه لا يمكن الاتكال على الأسرة الدولية لتأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. هذا حقهم وواجبهم، بحكم المواطنة والمسؤولية عن تراثهم وثقافتهم وحضارتهم ووطنهم".

وسأل: "أليس أهل التلاميذ اللبنانيين أولى بمال الدولة من الذين يمعنون في الفساد بسرقته وهدره والصفقات والرشى، وبالتهرب من الضرائب، وبالعمولات على المشاريع، وكل ذلك باعتراف المسؤولين أنفسهم؟ ويقولون: إن الخزينة فارغة. أجل، لأنها أفرغت في الجيوب، حتى بات ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى الفقر المعروف عالميا، وباتت البطالة تتآكل ثلث شبابنا وقوانا الحية".

وختم الراعي: "مع هذا كله، سنظل نطالب المسؤولين في لبنان، ونهز ضمائرهم، وننبههم للكارثة الاجتماعية الآتية. وفيما هم يربطون الاصلاح بالبرلمان الجديد الآتي في 6 أيار المقبل، لعله يأتينا برجالات دولة حقيقيين غير عاديين، فنحن نضع رجاءنا الحقيقي في المسيح القائم من الموت، الذي إليه نرفع صلاتنا لينشلنا بقدرته من الظلمة التي تتخبط فيها بلادنا وشعبنا. وصلاتنا تسبيح وشكر وتمجيد للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

تسليم الدرع

بعد ذلك، سلمت الأخت خوري درع اليوبيل إلى كل من البطريرك الراعي وممثل رئيس الجمهورية والام هارون والاباتي ابو جودة ورئيس بلدية روميه وآخرين.

وتخلل الحفل عرض وثائقي عن تاريخ الدير وفقرات غنائية قدمها تلامذة المدرسة التابعة للدير وتوزيع الكتاب على الحضور.

 

40 عاما من حفظ السلام لليونيفيل في جنوب لبنان بمعرض للصور روميرو ماري: لن نرتاح حتى تحقيق السلام في لبنان

الجمعة 27 نيسان 2018 /وطنية - مرجعيون - أتمت قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان هذا الشهر 40 عاما من مهمة حفظ السلام. واحتفلت بهذه المناسبة من خلال افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية اولا في مدينة صور الساحلية واليوم في مرجعيون.  كانت هذه المناسبة فرصة للإشادة بدور عشرات الآلاف من قوات حفظ السلام في اليونيفيل والمجتمعات المحلية الذين "عملوا جنبا الى جنب من أجل السلام في جنوب لبنان مدى الأربعة عقود الماضية"، والاضاءة على الضحايا البشرية التي سقطت نتيجة الصراعات ولإظهار "قيمة تعزيز الاستقرار والسلام". افتتح قائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل" الجنرال فرانسيسكو خافيير روميرو ماري معرض الصور في مرجعيون، في حضور رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وممثلين للجيش. وسيكون هذا المعرض مفتوحا للعموم حتى 27 نيسان. وتعرض فيه لوحات ورسومات ملونة لأطفال من 25 مدرسة في جنوب لبنان.  وأعرب نائب رئيس بلدية مرجعيون سري غلمية عن امتنانه بالقول: "نحن ممتنون لليونيفيل على كل الأعمال التي قامت بها حتى الآن ولإقامتها معرض الصور في بلدتنا". وتحدث الجنرال روميرو ماري عن "الدعم اللامتناهي من أهالي البلدة والجيش اللبناني لقوات "اليونيفيل" لمساعدتها على تنفيذ مهماتها في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة"، وقال: "نحن ملتزمون للغاية قضية السلام، ولن نرتاح حتى تحقيق السلام في لبنان". وتقديرا لقوات "اليونيفيل"، أنشد طلاب من مدارس عدة في المنطقة من بينها المدرسة الرسمية في القليعة والمدرسة الارثوذكسية في جديدة مرجعيون الأناشيد الوطنية والأغنية الاسبانية "Que Viva Espana" لجنود حفظ السلام.

 

جعجع: نواجه خطرا فعليا بسقوط الدولة إن استمرينا بإدارتها على الشكل الراهن وحجم كتلة "القوات" يؤثر على تشكيل الحكومة ونهج إدارة الدولة

الجمعة 27 نيسان 2018/وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الأسلحة الإنتخابية متوفرة لدينا على جميع أنواعها بسبب الحرمان الذي يعانيه لبنان، وفي الفترة الأخيرة أصبح لدينا أمل كبير بالتغيير بعد تجربتنا الوزارية لذلك نضع ثقلنا في هذه الإنتخابات من أجل استكمال ما بدأناه". وقال: "لدينا في لبنان مشاكل عديدة وكبيرة وإحداها استراتيجي، لن أتطرق إليه اليوم، إلى جانب المشاكل الأخرى الداخلية التي يمكن معالجتها، ونحن نواجه خطرا فعليا بسقوط الدولة ان استمرينا بإدارتها بالشكل الذي نقوم به في الوقت الراهن".

وشدد جعجع على أنه يتمنى "لو يعود "حزب الله" إلى لبنان إلا أنه في ظل الإختلافات العقائدية الكبيرة الموجودة بيننا فلا حول ولا قوة إلا بالإختلاف"، مشيرا إلى أنه "على مدى السنة المنصرمة كان وزراء "القوات" يلتقون مع وزراء "حزب الله" في مواجهة الفساد في بعض الملفات كل من موقعه ومن دون أي تنسيق مسبق". وقال جعجع في حديث لقناة "الجديد": "كلي أمل وثقة في أنه من الممكن حل مسألة الفساد، فهذه ليست كأزمة الشرق الأوسط التي لا يمكننا حلها داخليا، متمنيا على الجميع اعتماد قاعدة بسيطة وهي في أن ننتخب من رأيناهم بأم العين يعملون بشكل مستقيم ولا شبهة فساد عليهم ولو أنه يمكن لأي شخص أو جهة إطلاق الإتهامات العشوائية بالفساد إلا أن المعطيات الحقيقية توضع في رسم الناس".

وتابع: "إن كان الجميع يريدون محاربة الفساد، فمن يصنع هذا الفساد يا ترى؟ وهل اشتكى أحد من أداء وزراء "القوات" أو قيل إنهم شاركوا في صفقة ما؟ وبالرغم من هذا هناك إنزعاج من أدائهم النظيف داخل الحكومة لذا جرت محاولات لعزلنا على خلفية أن الآخرين يفضلون ان نكون في الحكومة بشكل رمزي لا فعلي". وشدد جعجع على "الحرص على العيش المشترك وعدم التكلم بأي خطاب طائفي أو تفريقي في أي منطقة من المناطق"، وقال: "الدليل في الجبل حيث لم نكن مرتاحين للتركيبة الإنتخابية لكننا تعالينا وفضلنا الحفاظ على الجو الوطني السائد هناك باعتبار أنه يجب طرح إقتراحات تفيد المواطن لا تزيد من منطق التجييش الطائفي فللناس هموم كبيرة يجب الإلتفات لها ومن هذا المنطلق لم نوافق على الموازنة التي "صار بدا" إصلاحات". وعن قانون الإنتخاب، أشار جعجع الى انه "إذا لم يكن لهذا القانون أي حسنة سوى أنه أمن صحة التمثيل عبر النسبية فهذا يكفينا، فهل من أحد كان يتخيل أن نخوض معركة إنتخابية في بعبك - الهرمل؟ كما أننا كقوى "14 آذار" حصدنا قرابة الـ49% من الأصوات في جبيل وكسروان في الإنتخابات المنصرمة وخسرنا كل شيء إلا أن الوضع مختلف تماما في ظل هذا القانون الإنتخابي".

وتطرق الى الجولات على الدوائر الإنتخابية، قال جعجع: "سنقوم في الدوائر التي لا نشارك فيها بشكل مباشر بدعم بعض الأصدقاء باشتثناء دائرة صور - الزاهراني التي سنقاطع فيها الإنتخابات. أما في دائرة الشمال - 3 فوضعنا جيد ولا يمكننا ادعاء البطولات هناك إذ إننا ننطلق من حاصل إنتخابي كبير"، مشيرا إلى أن "هناك تطوران كبيران يحدثان في هذه الدائرة وهو أنها المرة الأولى في التاريخ التي سيكون هناك نائب إن شاء الله من قرى قضاء بشري من جهة، ومن جهة أخرى هذه المرة الأولى التي يكون لنا مرشح قواتي في زغرتا".

وردا على سؤال، رأى جعجع أن "ميشال معوض يبقى ميشال معوض إلا أن للعهد "رهجته" وهناك فرق كبير بين التحالف معه ومع حزب عادي باعتبار أن للعهد قدرة أكبر على تأمين الخدمات إلا أنني لا أعرف كيف سيتمكن من التوفيق بين مواقفه السياسية وانضمامه إلى كتلة العهد".

اما عن دائرة بعلبك الهرمل، قال جعجع: "لو كان من الممكن إسقاط الدكتور أنطوان حبشي بكم صغير من الأصوات لكان "حزب الله" كرس قدرا من الأصوات من أجل إسقاطه إلا أن الوضع الراهن حتم على "حزب الله" أن يقوم بحساب دقيق في هذه المعركة إذ إن تكريس الحزب 20000 صوت على سبيل المثال من أجل إسقاط حبشي سيفتح المجال بخرق المقاعد الشيعية بعدة مقاعد".

وطمأن جعجع الى أن "الوضع في هذه الدائرة جيد وهناك عامل مهم يجب إحتسابه وهو الشخصيات الشيعية التي نتحالف معها والتي لديها ايضا كما كبيرا من الأصوات لذلك هذه معركة إنتخابية بكل ما للكلمة من معنى. فإسقاط أنطوان حبشي ليس بالأمر السهل كشرب المياه، وفي هذا الإطار أريد أن أنوه بالدور الذي يلعبه النائب السابق ربيعة كيروز وعلى كل الجهد الذي يقوم به في هذه المعركة الإنتخابية بالإضافة إلى كل عائلات هذه المنطقة، فمعركة بعلبك - الهرمل معركة إنمائية وسياسية بالدرجة الأولى كما أنها أعادت الحيوية إلى تلك المنطقة التي كان يشعر أهلها بالتهميش".

وردا على سؤال قال جعجع: "اليوم توافق الذكرى 13 لخروج الجيش السوري من لبنان ومن الممكن أن يخرج قريبا من سوريا. والنظام السوري غير موجود اليوم في سوريا فأي نظام هو ذاك الذي مصدر الأوامر على أرضه هم الروس والإيرانيين وإذا ما انسحبوا يسقط؟".

من جهة أخرى، شدد جعجع على انه لا يوافق من يعتبر أن "اتفاق معراب فشل على خلفية أن كل شيء في هذه الدنيا لديه حد أقصى وحد أدنى وما أنتجه هذا التفاهم اليوم هو الحد الأدنى عبر إنهاء الشغور الرئاسي وختم الجرح المسيحي النازف منذ عقود". وقال: "لو عاد بنا الزمن إلى الوراء لكنت كررت ما قمت به باعتبار أن يوم تفاهم معراب كان يوما مجيدا بالرغم من الحد الأدنى الذي أنتجه".

اضاف جعجع: "التحالفات في زحلة معروفة باعتبار أن هناك لائحة لـ"حزب الله" وبالطبع تريد إعادة النفوذ الأسدي إلى لبنان إلا أن من يهاجمون جورج عقيص مدعين أن والده كان في الحزب القومي فهم يحاولون ذر الرماد في العيون لمجرد أنهم لم يجدوا أي أمر آخر لمهاجمته وما لم أفهمه في هذه المسألة هو ما العلاقة بينه وبين انتماء والده السياسي فهو قواتي ومنذ فترة طويلة".

وشدد على أن "حجم كتلة "القوات" يمكن أن يؤثر على قدرتنا على التأثير بتشكيل الحكومة ومنها على نهج إدارة الدولة حيث يجب ألا ننسى أنها المرة الأولى التي يسمح لـ"القوات" ان تخوض المعركة الانتخابية على مستوى الوطن". اما عن العلاقة مع الرئيس سعد الحريري فجدد جعجع التأكيد أن "العلاقة عادية وليست كما كانت ايام "14 آذار" إلا أنها ليست سيئة"، مشيرا إلى أن "التباعد في الانتخابات ليس معيارا بل قد تقتضي المصلحة الانتخابية أحيانا ان نكون على لائحتين مختلفتين وخلافنا يتمحور حول نقطتين وهي الحد الفاصل بين الواقعية السياسية والقبول بالوضع الراهن من جهة وإدارة الدولة من جهة ثانية".

وقال: "إن جميع التحالفات السياسية تمر بمراحل سهلة وصعبة وهذا يحصل في كل دول العالم و"8 آذار" تمر كـ"14 آذار" في صعوبات ودائرة الشوف عاليه اكبر دليل على ذلك".

وردا على سؤال عما إذا كان نواب "القوات" سيقترعون لصالح الرئيس نبيه بري، قال جعجع: "عند الوصول لانتخاب رئيس مجلس النواب العتيد "بوقتا منصلي عليا" إلا أننا نود لو يكون لنا رئيس مجلس نواب ذكي بقدر الرئيس بري ولكن أقرب إلينا في السياسة".