المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april26.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الاعتداء على أحرار لبنان/جريدة السياسة

الياس بجاني/المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية والأنقى والأصدق

الياس بجاني/ذكرى الابادة بحق الشعب الارمني

الياس بجاني/من لم يسلم من أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية نسخة من مفاتيح سيادة لبنان لحزب الله ولنظام الأسد فليرمي خوان حبيش بانتقاد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان من قناة الحدث يتناول من خلالها اتهامات جريدة الأخبار أحرار وشرفاء الطائفة الشيعية بتبعيتهم للسفارات ونعتهم ب "شيعة السفارة

ابراهيم الأمين يعتذر ويتراجع: ما نشرناه عن المعارضين الشيعة اختلقه مخبر وهو غير حقيقي

استجواب 7 من «حزب الله» بجرم الاعتداء على المرشح المعارض علي الأمين

الطفيلي يتصل بالأمين مستنكراً الاعتداء عليه

استدعاء رئيس إتحاد بلديات كسروان الفتوح لسؤاله عن ظروف تقديم المجسّم المفتاح

راي عام مستنير/خليل الحلو/فايسبوك

إقامة الأجانب» معرّضة للإبطال بعد استجابة عون لضغوط الراعي..طلب التريث إلى حين البت بطعن الجميّل

الأسد يستقبل مرشحين لبنانيين ويدخل على خط الانتخابات

باسيل فرض ما بين 5 و10 ملايين دولار لقاء انضمام المقتدرين إلى لوائحه ولوائح انتخابية تُموّل بالتبرعات وأخرى تستقطب أثرياء الاغتراب

الإعدام لجاسوس لبناني في الجزائر

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 25 نيسان 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 25/4/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 189

تحجيم الدور الإيراني ثمن بقاء ترامب في الإتفاق النووي

10 في البرلمان الجديد مثل سامي الجميّل ودوري شمعون… كثير/إيلي الحاج/موقع مدى الصوت

اشتموا علي الأمين لأنه السبب/الشيخ عباس حايك/لبنان الجديد

خرافة دولة العدل الإلهي العالمية/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

مَن كان الخصم بوجه السيد الأمين/زهير كركي/جنوبية

شيعة البراميل… والسفارة/علي الرز /جنوبية

وزير مكافحة الفساد غارقٌ في الفساد.. مثلُ البوم والغراب/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

هكذا سيُفاجئ "حزب الله" باسيل في كسروان – جبيل

عن المقاعد التي سيخسرها "حزب الله" في بعلبك - الهرمل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

16 قتيلاً في هجوم على كنيسة بوسط نيجيريا

العثور على "رسالة مشفرة" لمنفذ حادث الدهس في تورونتو

هذا ما يريده ترمب وماكرون في اتفاق إيراني جديد

روحاني مهاجما ترامب: كيف لمطور عقاري أن يقرر بالشؤون الدولية

موغيريني تدعو الى "الحفاظ" على الاتفاق النووي الايراني

روسيا ترى أنه «لا بديل» للاتفاق النووي «بصيغته الحالية»

ترمب يتوعد إيران بـ«ثمن باهظ» وماكرون يتحدث عن «اتفاق جديد»

الرئيس الأميركي: لن نسمح للإيرانيين بالوصول إلى المتوسط عبر سوريا... الرئيس الفرنسي: نريد اتفاقاً يعالج المخاوف من الصواريخ الباليستية

دي ميستورا: المكاسب العسكرية لن تنعكس سياسياً

موسكو تعتزم تسليم دمشق أنظمة دفاع جوي جديدة «قريباً» وإسرائيل هددت بتدمير بطاريات صواريخ «إس 300» حال استخدمت ضدها في سوريا

الجبير: النظام القطري سيسقط إذا سُحبت الحماية الأميركية

وفاة صحافي فلسطيني متأثراً بإصابته خلال احتجاجات غزة

الجيش الإسرائيلي يضاعف دورياته على الحدود مع قطاع غزة وتزايد عمليات التسلل والعبور منذ مطلع السنة الحالية يقلق الاحتلال

الكويت تمهل السفير الفلبيني أسبوعاً لمغادرة أراضيها واستدعت سفيرها في مانيلا للتشاور

الجيش المصري يعلن ارتفاع عدد الضحايا بعملية سيناء لـ35

حكاية مومياء} تربك إيران/جثة محنطة عُثر عليها في جنوب العاصمة يُعتقد أنها لرضا شاه مؤسس الحكم البهلوي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الطعن الدستوري «طوى» الرسالة الرئاسية/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

صدام سياسي عنيف يلوح في الأفق/جوني منير/جريدة الجمهورية

باسيل و عن «عفاريت» الطائرة/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

هل تُخرَق «الأمل والوفاء» في الجنوب الثالثة/علي داود/جريدة الجمهورية

عندما يأتي جنبلاط إلى شعار ناجي البستاني: الشوف للجميع/نقولا ناصيف/الأخبار

مسلمون ومسيحيون وقرون وسطى/من الأرشيف: الشدياق يوسف "رامي" فاضل/النهار

هؤلاء شيعة لبنان/عقل العويط/النهار

عن “لائحة الشرف” الشيعية – الوطنية/طوني أبي نجم/IMLebanon Team

علي الأمين: الجنوب لكل أبنائه وأرضه ليست ملكا لأحد/النهار

الإمارات ـــ ليكس: مستمرون/ابراهيم الأمين/الأخبار

المزاج الجيد ومحاولات الإحتفاظ به/الهام فريحة/الأنوار

الغموض الروسي هل يلجم حرب إسرائيل على الإيرانيين/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

ماكرون وميركل… فرصة ايران الاخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي/سلوى فاضل/جنوبية

 كندا تنقلب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

القضاء على الصماد خطوة من خطوات/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

«التعاون الإسلامي» منظمة جبلت على مواجهة التحديات/د. يوسف بن أحمد العثيمين/الشرق الأوسط

ما بعد القمة العربية/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

 بغداد ـ بيروت وقطار الرياض السريع/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

الإنكار التركي لإبادة الأرمن يغذي سياسات أنقرة العدوانية/العرب/26

تركيا.. التحايل على التاريخ في الذكرى السنوية لإبادة الأرمن/العرب/26

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لا تقترعوا لمن يدفع وتذكروا ان الاعمال الخيرية ليست موسمية تدفع في الانتخاب

الحريري التقى في بروكسيل وزراء الخارجية السعودي والالماني وليختنشاتين وساترفيلد

الحريري من بروكسيل: لبنان بقي مخيما كبيرا للاجئين وندعوكم لمساعدته على مواجهة تحديات الأزمة غير المسبوقة للنازحين السوريين

باسيل: بيان الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة يتعارض مع موقفنا الكياني الوجودي المتعلق بالنازحين السوريين

الخارجية اللبنانية رحبت بقرار كوريا الديمقراطية: لتضافر الجهود الدولية للوصول الى عالم خال من الأسلحة النووية والكيميائية

وزيرة التنمية البريطانية في مؤتمر بروكسل: نشيد بتضحية وإنسانية لبنان العميقة في استضافة أعلى نسبة من اللاجئين في العالم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي02/من12حتى19/يا إخوَتِي، إِعْمَلُوا لِخَلاصِكُم بِخَوْفٍ ورِعْدَة، كَمَا أَطَعْتُمْ دَائِمًا، لا في حُضُورِي فَحَسْب، بَلْ بِالأَحرى وبِالأَكْثَرِ الآنَ في غِيَابِي. فَٱللهُ هُوَ الَّذي يَجْعَلُكُم تُرِيدُونَ وتَعْمَلُونَ بِحَسَبِ مَرْضَاتِهِ. إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم، وأَبْنَاءً للهِ لا عَيْبَ فيكُم، وَسْطَ جِيْلٍ مُعْوَجٍّ ومُنْحَرِف، تُضِيئُونَ فيهِ كالنَّيِّراتِ في العَالَم، مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الحَيَاة، لٱفْتِخَارِي في يَومِ المَسِيح، بِأَنِّي مَا سَعَيْتُ ولا تَعِبْتُ بَاطِلاً. لو أَنَّ دَمِي يُرَاقُ على ذَبِيحَةِ إِيْمانِكُم وخِدْمَتِهِ، لَكُنْتُ أَفْرَحُ وأَبْتَهِجُ مَعَكُم جَمِيعًا. فَٱفْرَحُوا أَنْتُم أَيْضًا وٱبْتَهِجُوا مَعِي. وأَرجُو في الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيكُم طِيمُوتَاوُسَ عاجِلاً، لِتَطِيبَ نَفْسِي أَنَا أَيْضًا، مَتَى ٱطَّلَعْتُ على أَحْوالِكُم.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: في أسفل رابط مقالتي الجديدة المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/الاعتداء على أحرار لبنان/جريدة السياسة/25 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

 

المعارضون الشيعة في لبنان هم المعارضة الحقيقية والأنقى والأصدق

الياس بجاني/25 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64128

مما لا شك فيه وعملاً بالوقائع والمواقف وشهادة للحق والحقيقة فإن المعارضة الشيعية في لبنان بكافة أطيافها هي الأكثر صدقاً وجرأة وشفافية وتصميماً ووطنية.

ودون أي لف أو دوران وبصراحة متناهية فإن المعارضات الشيعية هي الوحيدة الصادقة 100% في تصديها السلمي والحضاري والدستوري لإحتلال إيران للبنان ولإرهاب وإجرام وهرطقات ذراعها الميليشياوية، حزب الله، وللمشروع الملالوي التوسعي والاستعماري والإمبراطوري.

نعم هي الأنقى من كل لوثات "الأنا" القاتلة التي تتحكم بممارسات وألسنة وتقلبات مواقف 14 آذاريين منافقين من أحزاب وسياسيين وإعلاميين ورجال دين هم من المذاهب اللبنانية ويوالون ويعارضون موسمياً وغب أولويات أجنداتهم الشخصية والسلطوية والنفعية.

نعم وألف نعم فإن المعارضات الشيعية هي الأشراف، وهي الوحيدة المتحررة من كل أورام سرطانيات الطاقم السياسي اللبناني العفن والنتن بغالبيته العظمى...

وهنا نعني تحديداً كل شركات الأحزاب والسياسيين الذين سرقوا ثورة الأرز وعهروها ومن ثم فرطوا تجمع 14 آذار السيادي..

فرطوا 14 آذار بوقاحة ابليسية ودخلوا بجحود ومكر وبرضاهم وعن سابق تصور وتصميم في أقفاص الصفقة الخطيئة تحت رايات نفاق الاستقرار، والواقعية وأولويات الملفات المعيشية وبحجج كاذبة في مقدمها هرطقات وخزعبلات من مثل

أن حزب الله من النسيج اللبناني،

وأنه حرر الجنوب،

وإنه انتصر في حرب 2006،

وأن سلاحه وحروبه وإيرانيته وإرهابه هي كلها ملفات دولية وإقليمية واللبنانيون عاجزون عن مواجهتها.

وأن بالإمكان التعاطي مع معضلة سلاحه عن طريق الحوار في حين أن ذميتهم وتقيتهم أوصلتهم لخطيئة التعامي الكلي عن مفاعيل القرارين الدوليين 1559 و1701.

أعطوا حزب الله رئاسة الجمهورية، والوزارة، والقانون الانتخابي، وارتضوا مقابل دخولهم جنة الحكم ولو برتبة تابعين للحزب ولفرماناته الإستراتجية، ارتضوا أن يساكنوا سلاحه ويتعايشوا مع احتلاله وهيمنته.

إن ال 14 آذاريين الحاليين والسابقين على حد سواء واسترضاءً للثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل) ابعدوا المعارضين الشيعة بالكامل عن تجمع 14 آذار، وأيضاً عن كل التجمعات التي أقاموها ولم يستمروا بأي واحدة منها خوفاً على كراسيهم ومصالحهم والنفوذ.

ابعدوا الوزير السابق محمد بيضون، والأستاذ كامل الأسعد، ومعهما كل المعارضين الشيعة الشرفاء من رجال دين وإعلاميين وسياسيين وناشطين عن كل تجمعاتهم وتحالفاتهم حتى لا يُغضبوا الرئيس نبيه بري تحديداً، وهؤلاء ال 14 آذاريين الذميين لا يزالون على موقفهم الجبان والذمي هذا حتى تاريخ اليوم.

على سبيل المثال لا الحصر، فإنه يوم اجبر مفتي صور العلامة علي الأمين بالقوة من قبل الثنائية الشيعية على مغادرة المدينة وتم عزله من منصبه وكان يومها رئيس الحكومة السنيورة لم يهب لمساعدته أحد وحرم حتى من معاشه...

عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإنه كان ولا يزال الهم الأول لأصحاب شركات الأحزاب كافة من الذين تلحفوا مؤقتاً بعباءة 14 آذار، أن يؤمنوا مصالحهم ويسترضوا الرئيس بري بشكل خاص.

اليوم وبعد أن نشرت جريدة الأخبار التابعة 100% لحزب الله صورة جامعة للعشرات من المعارضين الشيعة الشرفاء وهددتهم بالقتل وذلك بنعتهم زوراً بأنهم شيعة السفارات... نسأل لماذا لم يتحرك القضاء للقيام بواجبه؟

وفي هذا السياق الإستقلالي جاء الإعتداء السافر من حزب الله على الإعلامي السيادي علي الأمين وذلك لكونه معارض جدي وصادق لإحتلال حزب الله وللمشروع التوسعي الإيراني.

في الخلاصة فإن المعارضة الوحيدة الصادقة والشريفة والجريئة في مواجهة حزب الله والهيمنة الإيرانية في لبنان هي المعارضات الشيعية كافة ومنهم الشيخ صبحي الطفيلي والأستاذ أحمد الأسعد والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون والصورة التي نشرها جريدة الأخبار هي لمعظم هؤلاء السياديين والشرفاء بامتياز.

تحية من القلب لكل المعارضات الشيعية اللبنانية وهي بإذن الله ولأنها صادقة سوف تكون الخميرة التي ستخمر كل عجين وطني الحبيب لبنان وتعيد له الاستقلال والسيادة والحريات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com

ذكرى الابادة بحق الشعب الارمني
الياس بجاني/24 نيسان/18
في ذكرى الابادة بحق الشعب الارمني نصلي بخشوع من أجل شهدائه الأبرار ونحيي بإكبار هذا الشعب المؤمن والعنيد في التمسك بحقه وبمعتقده الديني وبحريته وبهويته وبتاريخه المشرّف..ومن المؤكد فإن الحق لا يموت ما دام ورائه مطالب.

من لم يسلم من أصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارية نسخة من مفاتيح سيادة لبنان لحزب الله ولنظام الأسد فليرمي خوان حبيش بانتقاد
الياس بجاني/23 نيسان/18
http://eliasbejjaninews.com/archives/64079
بداية لا بد من التأكيد وطبقاً للمعايير السيادية والاستقلالية والوجودية والإيمانية كافة على لا لبنانية ولا مارونية ولا دستورية التصرف الوقح والمستنكر الذي ما قام به رئيس بلدية جونية السيد خوان حبيش لجهة تسليمه علناً وفي احتفال شعبي مفتاح اتحاد بلديات كسروان والفتوح كهدية للسيد حسن نصرالله من خلال مرشح حزب الله في كسروان-جبيل الشيخ حسن زعيتر.. ولكن في لبنان المحتل لم تترك الطبقة السياسية ومنذ العام 1976 شائنة أو معصية وطنية وأخلاقية ودستورية إلا واقترفتها بوقاحة وجحود ونرسيسية فاقعة...وهنا لا استثناءات وإن كانت الخطايا تتفاوت بأحجامها والأساليب.
*ألم يكن اتفاق القاهرة تسليماً لكل مفاتيح لبنان للفلسطينيين؟
*ألم يكن الاستسلام من خلال اتفاق الطائف تسليماً لكل مفاتيح اتفاقات وعهود ومواثيق الاستقلال التي على قواعدها انتهي الانتداب الفرنسي؟
*ألم يكن قانون التجنيس الظالم والمذهبي سنة 1994 كسراً لكل مفاتيح التوازن والتعايش؟
*ألم تكن ولا تزال هرطقة الثلاثية الملالوية: "الجيش والشعب والمقاومة" هي تسليماً لكل مفاتيح السيادة والاستقلال للمحتل الإيراني؟
*وأليس الخضوع لكذبة تحرير الجنوب سنة 2000 ونفاق ملف مزارع شبعا تسليماً لمفاتيح الحق والحقيقة لحزب الله والرضوخ لإرهابه؟
*وماذا عن أوهام وخزعبلات انتصارات حزب الله في الحرب مع إسرائيل سنة 2006؟ أفلم تكن تسليماً لمفاتيح الدولة كلها لحزب الله؟
*وماذا عن تخلي أصحاب شركات أحزاب 14 آذار عن دماء شهداء ثورة الأرز وقبولهم المهين بمساكنة سلاح ودويلة وحروب وهيمنة وإرهاب الاحتلال الملالوي ورفعهم شعارات دجل وخداع الواقعية والاستقرار وأوليات الملفات المعيشية والاعتراف بعجزهم مواجهة المحتل الإيراني ومداكشتهم السيادة بالكراسي ودخولهم المذل في صفقة التسوية الخطيئة..ألم تكن كل هذه الأخطاء والخطايا تسليماً لمفاتيح لبنان كافة للمحتل الإيراني؟
*وهل يا ترى ألم يسلم لبنان وكل مفاتيحه للمحتل الإيراني كل من يتجابن عن المطالبة الواضحة والصريحة والعلنية بتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701 ويتلطي خلف ما يسمى زوراً ونفاقاً الإستراتجية الدفاعية، والحوار الودي والمحلي مع حزب الله، والحلول والأطروحات الأخرى الترقيعية والذمية من مثل أن حزب الله لبناني ومن النسيج اللبناني.
*ألم يسلم مفاتيح لبنان الدستور وكل القرارات الدولية الخاصة بلبنان كل من يتحالف في الانتخابات النيابية المسرحية أكان
في كسروان-جبيل أو في غيرهما من الدوائر الانتخابية مع قتلة الرئيس بشير الجميل ورموز النظام الأسدي ومع التابعين غنمياً لحزب الله والمهللين لثلاثيته المدمرة والمؤيدين لحروبه والمباركين لاحتلاله للبنان؟
*وماذا عن السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الذين تخلوا عن أهلنا الفارين قسراً إلى إسرائيل وقبلوا حفاظاً على مصالحهم السلطوية بوسمهم بالعمالة والخيانة؟ أليست مواقفهم تسليماً لمفاتيح العدل والحق والقيم لحزب الله؟
*وماذا نسمي مواقف جحود وكفر الذين نكروا وتنكروا لوجود مغيبين ومعتقلين ومخطوفين في السجون السورية؟ وهل ممارساتهم الشيطانية هذه ليست تسليماً لرزم من المفاتيح لحزب الله ولنظام الأسد.
*وألم تكن قمة تسليم المفاتيح، كل المفاتيح في ورقة "تفاهم مار مخايل"؟
وتطول القائمة وتطول...

باختصار أكثر من مفيد فإن الطبقة السياسية وتحديداً كل أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية الذين فرطوا 14 آذار وداكشوا الكراسي بالسيادة ومعهم كوكبة السياسيين النرسيسيين التجار اللذين يدعون أنهم هم من حماة السيادية والدستور والاستقلال.. فإن هؤلاء كلهم سبقوا بأشواط خوان حبيش في تسليم المفتاح الكسرواني للسيد نصرالله..
فيديو هرطقة تسليم السيد خوان حبيش مفتاح اتحاد بلديات كسروان – الفتوح لممثل السيد نصرالله الشيخ حسين زعيتر
اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة الفيديو
https://youtu.be/vUXUnQKb0Ss
في أسفل مقتطفات من أقوال وتصاريح للسيد حسن نصرالله، وهي من مصادر مختلفة. هي موثقة وتحكي مشروعه ورؤيته للبنان وكلها لم تتغير ولم تتبدل في جوهرها كون كل ممارسات حزب الله وخطاب قادته يؤكدون صحتها.
*السيد حسن نصرالله: "إن المشروع التوحيدي الأول والوحيد في هذا الكون هو مشروع الدولة الدولة الإسلامية. مشروع الدولة الإسلامية توحيدي أكثر مما يتصور هؤلاء الناس، وليس مشروعاً تقسيمياً. نعم، لو كنا نتحدث عن كانتون شيعي في الضاحية الجنوبية لكان مشروعاً تقسيمياً. أما نحن فنتحدث عن دولة إسلامية. ونحن حتى لو أقام بعض الناس كانتونات فإننا لن نسامح من سيقيم كانتوناً مسيحياً في المنطقة الشرقية، وفي جبيل وكسروان، لأن هذه مناطق المسلمين وقد جاءها المسيحيون غزاة. جاءت بهم الإمبراطورية البيزنطية ليكونوا شوكة في خاصرة الأمة".
اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع لكلام السيد نصرالله كما هو وارد في النص في أعلى
https://www.youtube.com/watch?v=-R4rUd2EoVM

1- "لا نؤمن بوطن اسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير." (النهار/أيلول 1986).
2- "إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسلمون." (السفير/12 تموز 1987).
3- "دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه وهذا ما يجب أن نعمل له وان نفهمه تكليفاً شرعياً واضحاً، وأن نعمل له في لبنان وفي غير لبنان، لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم." (العهد/23 حزيران 1989).
4- "الدنيا، في فكر الحزب فانية محدودة . نحن قوم ينمو ويكبر بالدمار، ودماؤنا نقدمها قرباناً، وهدفنا تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود". (السفير3 تموز عام 1991).
5- "إن حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال. هذه الأمة وجدت أن الحق لا يعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكمية العدل الإلهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العمر والزمان (السفير/16 أيلول 1986 )
6- "قتال إسرائيل ليس هدفا بل وسيلة للوصول إلى الله، والأفق السياسي والمبدأ الاستراتيجي يقوم على إزالة إسرائيل من الوجود... لهذا علينا أن نبني مجتمع المقاومة ونهيئ أنفسنا للحرب الحقيقية وأن نبني الجيش العظيم الذي دعا إليه الإمام الخميني (النهار/6 أيار 1989).
7- "سيصل منهج ياسر عرفات السياسي إلى حائط مسدود، وسيأتي يوم يصبح فيه قتال إسرائيل وإبادتها الثابت الوحيد، وعلى أساس هذا التطور فإن المنطقة لا تسير نحو التسوية (مجلة "الوحدة الإسلامية/شباط 1989) ".
8- "نحن لا نطمح إلى تدمير المجتمع المسيحي بل إلى تدمير المؤسسات التي تحكمنا باسم أميركا وإسرائيل." (النهار/نيسان 1989 )
9- "سنستمر في المقاومة من أجل العزة والكرامة ومن أجل الإسلام." (الديار/شباط 1989).
10- "القتال تكليف شرعي في مقاومة إسرائيل" (السفير1987)
11- "القتال هو طريق الأمة، فلا يجوز أن يحسب حساب لعديد الشهداء، وبذلك نصنع المستقبل." (النهار/1987).
12- "كلنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة." (النهار/9 آذار 1987).
13- "نحن نعيش في كربلاء مستمرة". (النهار 14 تشرين الأول 1987).
14- "تعلمنا من شهدائنا أن لا ننتظر الحلول والاتفاقات بل أن نسعى للتحرك بحمل البندقية وأخذ القرار من قيادتنا الشرعية المتمثلة بالإمام الخميني." الذي لولاه لما كان السادس من شباط (الانتفاضة على السلطة اللبنانية على عهد الرئيس الأسبق أمين الجميّل." (الحقيقة/10 شباط 1986)، و(السفير/9 شباط 1986).
15- "الأولوية في صراع حزب الله محكومة بأساسين: تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود، وحفظ الثورة الإسلامية في إيران." (السفير/16 حزيران 1986).
16- "إن من لا يعرف إمام عصره مات ميتة جاهلية... لأن الإمام الخميني جسّد في شخصه أمة واستطاع أن يجعل من كل رجل أمة وهذا ما لا يستطيعه إلا الأنبياء." (السفير/تموز 1986).
17- "إن الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤوليتنا جميعا وليست مسؤولية الشعب الإيراني المسلم وحده، وعلى المسلمين أن يخدموها ويساعدوها لأنها قلب الإسلام النابض وقرآن الله الناطق." (العهد/ 23 حزيران 1989).
18- "القدس هي قضية كل مسلم، تحريرها واجب شرعي، ومن يتخلف عن هذا الخط ليس بمسلم. إنها واجب شرعي كالصلاة والصوم، تاركها تارك للصلاة والصوم." (النهار/ أيار1989).
19- "يجب أن نبقي جبهة الجنوب مفتوحة للمقاومة حتى لو سدّت كل الجبهات العربية." (السفير/آب 1987).
20- "مشروعنا هو إقامة مجتمع المقاومة والحرب في لبنان. (السفير/تشرين الثاني 1987).
21- "نحن لسنا قادرين الآن على إقامة حكم الإسلام، لكن هذا لا يعني تأجيل فكرنا ومشروعنا إلى المستقبل. نحن نطرح هذا الشعار لكي يخرج المسلمون من مرحلة الخجل ... ونحن لا نملك اليوم مقومات حكم في لبنان والمنطقة، لكن علينا أن نعمل لنحقق هذا. ومن أهم الوسائل تحويل لبنان مجتمع حرب." (السفير/نيسان 1986).
22- "على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي." (النهار/ نيسان 1988)".
في الخلاصة، ترى هل بعد كل هذا الكلام الواضح للسيد نصرالله يعود هناك أي شك في مشروع حزب الله الإيراني الهادف إلى ضرب الكيان اللبناني وعدم الاعتراف بنهائيته وإقامة دولة ولاية الفقيه مكانه!!
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://eliasbejjaninews.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان من قناة الحدث يتناول من خلالها اتهامات جريدة الأخبار أحرار وشرفاء الطائفة الشيعية بتبعيتهم للسفارات ونعتهم ب "شيعة السفارة"/25 نيسان/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=e43V55NIBSU

 

ابراهيم الأمين يعتذر ويتراجع: ما نشرناه عن المعارضين الشيعة اختلقه مخبر وهو غير حقيقي

خاص جنوبية 25 أبريل، 2018

أعلنت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أنّها حصلت على مجموعة من الوثائق السرية مصدرها السفارة الإماراتية.

تحت عنوان “الإمارات تدرس تمويل مرشحي «المعارضين الشيعة»، نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، يوم الإثنين 24 نيسان 2018، برقية من ضمن “البرقيات السرية الصادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت” والتي أشارت الصحيفة أنّها قد حصلت عليها من مصادرها الخاصة.

وتضمنت البرقية التي أعدها القنصل الإماراتي حمدان سيد الهامشي، والتي نشرت ضمن سلسلة “الإمارات – ليكس” قائمة بأسماء الشخصيات الشيعية المعارضة للثنائية الشيعية والتي ترشح بعضها للانتخابات النيابية في مواجهة حزب الله وحركة أمل.

وبحسب البرقية التي نشرتها الصحيفة كاملة فإنّ القنصل الإماراتي قد شدد في رسالته التي بعث بها إلى «مكتب مساعد الوزير للشؤون الأمنية والعسكرية» في الإمارات، على الأسماء التي تحتاج تمويلاً في حملاتها الانتخابية، فيما الأسماء الواردة فهي:

غالب ياغي، حارث سليمان، منى فياض، هدى الحسيني، مصطفى فحص، علي الأمين، محمد بركات، عماد قميحة، هادي الأمين، حسان الزين، ثائر غندور، وضاح شرارة، عمر حرقوص، أحمد اسماعيل، منيف فرج، لقمان سليم، مالك مروة، نديم قطيش، زياد ماجد، سعود المولى، فاروق يعقوب، عباس الجوهري، صبحي الطفيلي، محمد عبد الحميد بيضون، ابراهيم شمس الدين، صلاح الحركة، أحمد الأسعد، عقاب صقر. إلا أنّ اللافت، أنّ رئيس تحرير جريدة “الأخبار” ابراهيم الأمين، كان له مقال ثانٍ يوم الثلاثاء 25 نيسان 2018، اعتذر فيه وتراجع عمّا ورد في مقال “يوم الإثنين” بحق الصحافي حسان الزين الذي كان قد أعلن عبر صفحته الخاصة فيسبوك أنّه سيبدأ إضراباً مفتوحاً عن الطعام في حال لم تعتذر جريدة “الأخبار” عن الاساءة التي نالت منه.

الأمين، وفي معرض اعتذار من الزين كتب:

“على أن ردود الفعل على ما نشر حملت في جانب منها ما يمكن وصفه بالاستغلال المباشر في سياق حسابات لا علاقة لـ«الاخبار» بها. ويجب في هذا السياق، التوقف عند ما جرى مع الزميل حسان الزين، وهو زميل سبق أن عمل معنا في «الأخبار». ولكون حسان قد تعرض لإساءة أولى من قبل السفارة نفسها، التي أوردت اسمه في سياق يستند على الأرجح إلى تقرير مخبر، فإن ما ورد لا يمكن البتة الأخذ به كحقيقة. ونحن نجزم بأن حسان لا علاقة له بالسفارات، وليس من الصحافيين المرتشين بائعي ضميرهم الوطني، أو المنحازين إلى هكذا خيارات بمعزل عن موقفه المعارض أو المناهض لهذا أو ذاك.

وإذا وجد حسان الزين أن «الأخبار» أساءت إليه، فهذا اعتذار منا. كذلك يجب على الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، عدم شمله، كما آخرون، بمجموعة اللاهثين خلف أموال السفارات. وفي النهاية، من الأجدى بجميع من يعتقد أن الوثيقة التي نشرتها «الأخبار» أمس أساءت إليه، المبادرة إلى ملاحقة سفارة الإمارات العربية المتحدة على ما قامت به، وعلى أمنييها والعسس العامل في خدمتها”. ما قاله الصحافي ابراهيم الأمين، في معرض تبرئته للصحافي حسان الزين، يؤكد أنّ ما ورد بحق الشيعة المعارضين ما هو إلا توصية من أحد العاملين في السفارة لا علاقة للأسماء المذكورة فيها، هذا إذا صدقت جريدة الأخبار بأنّها حصلت على الوثائق من داخل السفارة. وكلام ابراهيم الأمين يؤكد عدم ثقته هو شخصياً بالملف الذي ينشره ولكنه نجح في إقناع عدد كبير من القراء به ما يعتبر مقدمة لهدر دمائهم. في سياق آخر، فإنّه وفي “تفنيد” لما ورد في مقال الإثنين، فإنّ مضمون الوثيقة المسربة يؤكد أنّ الشيعة المعارضين لا ناقة لهم ولا جمل بما جاء في برقية السفارة، فأي منهم بحسب ما جاء في نص “الأخبار” لم يتلقَ أي فلسٍ، مما يعني أنّ العنوان الذي تمّ ربطه بالبرقية حمل الكثير من التحوير والتضليل، لجهة أنّه أوحى بتنسيق لم يحصل بين المعارضين الشيعة وبين السفارة الإماراتية!

إذاً، اسناد ورود اسم الصحافي حسان الزين في برقية السفارة إلى “مخبر” لا يمكن الوثوق به، بحسب ما أكّد ناشر الأخبار في عدد اليوم، يعني أنّ سائر الأسماء الواردة أيضاً هي ضحية فبركة المخبر نفسها، هذا إن أردنا تجنب اتهام الأخبار” بأنّها من فبرك ومن اختلق!

 

استجواب 7 من «حزب الله» بجرم الاعتداء على المرشح المعارض علي الأمين

بيروت: «الشرق الأوسط»/25 نيسان/18/أفادت معلومات صحافية بأنه تم التحقيق خلال الساعات الماضية مع 7 أشخاص من حزب الله بجرم الاعتداء على الصحافي المعارض للحزب علي الأمين، خلال تعليقه صوراً في جنوب لبنان لدعم حملته الانتخابية يوم الأحد الماضي. وأشار موقع «جنوبية» الذي يرأس تحريره الأمين، إلى أنّه وبناء على الشكوى المقدمة من قبله ضد من ارتكبوا بحقه فعل الاعتداء بالضرب، تم استدعاء سبعة أشخاص من بلدة شقرا ينتمون لحزب الله، إلى مخفر تبنين للتحقيق معهم بناء على إشارة من النائب العام في النبطية غادة أبو علوان. وبعد التحقيق معهم وتقديم المتهمين لرواية مختلفة، تقرر عدم توقيفهم وإبقائهم قيد التحقيق. وأشار الموقع الإخباري إلى أن «تدخلات وضغوطات مورست من قبل قيادة حزب الله، وبالتحديد مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في الحزب وفيق صفا، للإفراج عن المتهمين السبعة». وعقد الأمين، الذي يخوض الانتخابات بوجه حزب الله في دائرة الجنوب الثالثة، أمس، وأعضاء لائحة «شبعنا حكي»، مؤتمرا صحافيا جدد التنبيه فيه من «الاستبداد الذي يكمم الأفواه، ويقمع الحريات، ويتصرف على هواه ومزاجه، يجعلنا نشعر أننا في عصر شريعة الغاب، حيث لا دولة ولا قانون ولا رادع»، معتبراً أن «هذا الاستبداد الذي يتذرع باسم الدين حيناً، فيصور خصومه أنصاراً ليزيد وابن زياد، وباسم المقاومة حيناً آخر، فيصور من يخالفه ولو في الرأي عميلاً وخائناً، فيسوغ لنفسه وأتباعه هدر كرامته وسمعته وعرضه وربما دمه». وشدد الأمين على أن «المقاومة ما كانت يوماً ملكاً لأحد ولا حكراً على أحد، هي واجب لبى الأكثر نداءه، كلٌ من موقعه وقدراته»، وقال: «واجهنا الاحتلال الأسود، بأجسادنا وأرواحنا وأقلامنا وعقولنا، لننعم بالحرية والمساواة. لم نواجه الاحتلال لنستعيض عنه باستبداد وظلم آخر، لم نقاوم ليساء استعمال شعار المقاومة، ويتم توظيفها في مواضع تسيء إلى أخلاقيتها وقيمها السامية، لم نواجه إسرائيل لنفرض على الجنوبيين سلطة الأمر الواقع ونعمم مظاهر اللادولة أو الدولة داخل الدولة، لم نحرر الأرض لنسجن الإنسان ونصادر منه الحق في التعبير بل الحق في الرقص والفرح والابتهاج». وأكد أن ترشحه للانتخابات لم يأت بإطار «الحرب على المقاومة، بل استعادة لأخلاقياتها السامية، لنقول إن ترشحنا هو فعل مقاومة بحد ذاته، لأنه يعمد إلى ترسيخ قيم الحرية لا التبعية، المواطنية لا الولاء المطلق وثقافة البيعة المعممة والاتباع الأعمى، لأننا نريد دولة وقانوناً يمنع البلطجة والقانون الممارس وراء وداخل القانون الرسمي، ويحد من السلطة التي تمارس عملها في الخفاء والعتمة وراء سلطة الدولة الشرعية».  وأضاف: «أضع ما حصل برسم الجنوبيين الأحرار، لهم أن يقرروا أي حياة يريدون وأي نمط عيش يحبون أن يسلكوا، وأي قيم يودون اتباعها وأي وطن يوالون، وإلى أي هوية ينتمون. نحن ترشحنا لندخل في الدولة لا الدويلة، في الوطن لا أن نعيش في العصبية الضيقة والمضخمة، في الشراكة لا منطق الغلبة، في القانون لا لغة البلطجة، في الهوية العربية لا الهويات المستوردة والغريبة علينا، في الديمقراطية التي تحترم رأي المواطن وقراره لا التي تحاصر خياراته وتشعره بالذنب والخطيئة».

 

الطفيلي يتصل بالأمين مستنكراً الاعتداء عليه

جنوبية/25 نيسان/18/تلقى المرشح علي الامين اتصالا من سماحة الشيخ صبحي الطفيلي مطمئنا وادان الاعتداء الذي تعرض له الأمين وندد بالسلوك الهمجي الذي مورس ضده. وكان الطفيلي صرح لجريدة الانباء الكويتية معتبرا أن الاعتداء على المرشح والصحافي على الأمين نجل سماحة العلامة السيد محمد حسن الأمين، عمل جبان ومدان ومشين وظالم، وهو أحد أوجه القمع والترهيب للصوت المعارض الشريف ومطالبا كل لبناني شريف الوقوف بوجه هيمنة السلاح وآلة الفساد في الدولة والإفساد للحياة الديموقراطية.

 

استدعاء رئيس إتحاد بلديات كسروان الفتوح لسؤاله عن ظروف تقديم المجسّم المفتاح

جنوبية/25 نيسان/18/طلب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكّاوي “استدعاء رئيس إتحاد بلديات كسروان الفتوح رئيس بلدية جونيه جوان حبيش، على خلفية تقديمه مفتاحَ كسروان إلى المرشح في جبيل حسين زعيتر، لسؤاله عن ظروف تقديم المجسّم المفتاح، وعمّا إذا كان صدر قرار عن مجلس الاتحاد بهذا الخصوص”. وفي السياق ذاته، أكد المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية أن “لا صحة فيما تتداوله وسائل الاعلام أنه هناك علاقة للنعرات الطائفية بالأمر”.

 

راي عام مستنير

خليل الحلو/فايسبوك/25 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64128

1) بعد مقال جريدة الأخبار الذي نشر صور وأسماء 28 شخصية شيعية لبنانية مشهود لهم بوطنيتهم وشجاعتهم متهماً إياهم أنهم شيعة سفارات الا يستحق المرشحون من بينهم مثل صلاح حركة وعلي الأمين وغالب ياغي وغيرهم أن ننتخبهم بأصواتنا التفضيلية بكثافة؟ لكسر المونوبول القائم منذ عقدين

2) الا يستحق مقال جريدة الأخبار تحركاً للنيابة العامة لما يمكنه أن يكون آداة تحريض على استباحة دماء الأشخاص المذكورين فيه؟ بعدما رايناها تتحرك لأقل من ذلك بكثير؟

3) مرشحون في دائرة عكار (من أصدقائي) يفيدون منذ مدة عن تجنيد جماعة السلطة لطاقاتهم القصوى في محافظة عكار ومنها اتصالات برجال الدين وتسخير امكانيات الدولة لصالح مرشحي السلطة لدرجة أن أحد المرشحين المعارضين ترحـّـم على أيام رستم غزالة وغازي كنعان.

4) أيها اللبنانيون: منذ مئة عام ولبنان الدولة صامد أمام العواصف بالرغم من كل شيء. ألا تظنون أن لبنان يستحق أن يبقى وأن يصحح فيه الخلل من فساد واقتصاد؟ ألا يستحق أن يستعيد سيادته المنقوصة؟ ... لا تدعوا هويته تتغير في هذه الإنتخابات! لا تنتخبوا المستسلمين والدجالين والكذوبين والفاسدين والدونكيشوتيين والفاشلين ... إنهم كثر! بل يجب أن يكون تصويتكم مركزاً على من يستطيع الفوز على المهيمنين على كافة مفاصل الدولة. عاش لبنان!

 

إقامة الأجانب» معرّضة للإبطال بعد استجابة عون لضغوط الراعي..طلب التريث إلى حين البت بطعن الجميّل

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/25 نيسان/18

استجاب الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أمس لموجة الاعتراض المتنامية تجاه المادة 49 من قانون الموازنة المتعلقة بمنح إقامة لكل عربي أو أجنبي يشتري وحدة سكنية في لبنان، إذ وجه رسالة إلى مجلس النواب تمنى فيها إعادة النظر في المادة قبل أن يتفق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على التريث في البت بها، ريثما يبت المجلس الدستوري بالطعن الذي تقدم به عشرة نواب وفي مقدمهم رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، أمام المجلس بقانون موازنة 2018. وأثارت المادة 49 من قانون الموازنة اعتراضا، سرعان ما اتسع ليشمل البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أعلن عن مخاوف اللبنانيين من نتائج المادة مطالباً بإلغائها، «وتعديل قانون تملك الأجانب وتعليق العمل به، لأن عدد هؤلاء بات يفوق حاليا نصف شعب لبنان، والأوضاع الراهنة لا تسمح بمنح أي إقامة أو تمليك أو تجنيس أو توطين». ورغم محاولة رئيس لجنة المال والموازنة في البرلمان إبراهيم كنعان في وقت سابق، محاصرة الجدل الذي أحيا المخاوف من توطين النازحين السوريين في لبنان، بقوله إن «إقامة الأجنبي في لبنان لا تكسبه الجنسية اللبنانية، ولو بقي ألف عام»، إلا أن البطريرك الراعي بقي متمسكاً بموقفه، وهو ما بدا أنه شكل ضغطاً كبيراً لإعادة النظر فيها. وتحرك الرئيس عون أمس لاحتواء الجدل، حين وجه رسالة إلى مجلس النواب بواسطة رئيس مجلس النواب نبيه بري، متمنيا إعادة النظر بمضمون المادة 49 من قانون الموازنة المتعلقة بمنح إقامة لكل عربي أو أجنبي يشتري وحدة سكنية في لبنان. لكن هذا الطلب، تزامن مع تقديم النائب سامي الجميل، بعد جمعه عشرة تواقيع من نواب، بطعن بقانون موازنة 2018 والمادة 49 منه أمام المجلس الدستوري. وعليه، أعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية بعد ظهر أمس أنه «على أثر الطعن»، تم التشاور بين الرئيسين عون وبري بالواقع المستجد «وتوافقا على التريث في إعطاء المجرى الدستوري للرسالة الرئاسية» الموجهة لبري، وذلك «ريثما يبت المجلس الدستوري بالطعن المقدّم ليبنى بعد ذلك على الشيء مقتضاه». ويسعى الجميل إلى أبطال القانون، ذلك أنه بمجرد قبول المجلس الدستوري للدعوى بالشكل، سيتم، قانوناً، وقف تنفيذ القانون وتجميده أو تجميد مواد فيه إلى حين صدور الحكم النهائي، إما بتحصين القانون المنشور في الجريدة الرسمية، وإما بإبطاله.

وقال الجميل من المجلس الدستوري إن «الهدف من الطعن هو وقف الخطأ الذي ارتكب بحق البلد وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح على الصعيد المالي في لبنان»، لافتا إلى أن «المخالفات في قانون الموازنة عديدة، أولا مخالفة الفقرة ط من مقدمة الدستور والمادة 83 فيما يتعلق بالمادة 49 من الموازنة والتي هي تشريع لإقامة الأجانب وخصوصا اللاجئين». وأكد أن «المجلس الدستوري أمام فرصة للتصحيح ونحن نؤمن بالمؤسسات الدستورية وأن المواجهة يجب أن تكون هنا». وأشار إلى أن البطريرك الراعي «رفض هذه المادة ورئيس الجمهورية تحفّظ عنها، ونحن نكمل عملنا كما وعدنا اللبنانيين ونوقف ضرر هذه المادة من اليوم». وأوضح الوزير الأسبق سليم الصايغ المقرب من رئيس حزب «الكتائب» أن «قانون الموازنة يتضمن عدة انتهاكات دستورية، لكن الأهم هو البعد الذي أخذته المادة 49، ولا يمكن أن تمر لأنها تمس بالهوية اللبنانية وقضية الاستملاكات»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المادة التي تحتاج إلى نقاش أوسع، ولا يمكن أن تمر في قانون الموازنة، «مرت تحت ضغط إقرار الموازنة التي استعجل البرلمان إقرارها قبل مؤتمر سيدر، بالنظر إلى أن لبنان تعهد بإصلاحات لقاء الحصول على الدعم الدولي في المؤتمر» الذي عقد في باريس.

وقال الصايغ: «لا نعتبر هذه المادة جزءاً من الإصلاحات المطلوبة، بل مرت في تزامن انتهازي يثير الشبهات». وأكد أن المجتمع الدولي «لم يطلب من اللبنانيين ما يتعلق بإقامة السوريين في لبنان»، مشدداً على أن الاتصالات التي أجراها «الكتائب» مع دول مؤثرة أكدت أن المجتمع الدولي لم يطلبها من لبنان «لكن كان هناك تشاطر من قبل المسؤولين اللبنانيين للاستفادة من الظرف لتنشيط قطاع العقارات في مقاربة مصلحية مادية». وقال إن الطعن بها يأتي من واقع أن «منح الإقامة في بلد دقيق التوازنات وسلم أهلي هش واستقرار بحاجة لمظلة دولية، يأخذ إبعاداً وجودية في لبنان وليس مادية أو تجارية».

واعتبر الصايغ أن الطعن به ورسالة عون لرئيس البرلمان لإعادة النظر بالقانون «تمثل أكبر إحقاق للحق ونزع كل تشويه وتحوير للكلام وتزييف المشهد»، في إشارة إلى مقاربات سابقة اعتبرت الجدل حول المادة انتخابياً، مشيراً إلى ضغوط مارسها البطريرك الراعي لإلغاء المادة، مضيفاً: «وُضع البطريرك بأجواء مختلفة لتداعيات المادة، وكانت محاولة لتصوير الأمور بشكل مغاير للحقيقة، لكن عندما طلب الوثائق واطلع على الحيثيات، وهو مرجع قانوني كبير، انتفض»، مشدداً على أنه «لا أحد يؤثر على موقف البطريرك». وقال الصايغ إن المادة «يترتب عليها خطر من توطين مقنع تحت الأمر الواقع»، موضحاً أنه «توطين اجتماعي واقتصادي بحكم الأمر الواقع».

 

الأسد يستقبل مرشحين لبنانيين ويدخل على خط الانتخابات

المركزية/25 نيسان/18/بعيدا من الاضواء او في العلن، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد في الايام والاسابيع الماضية عددا من المرشحين الى الانتخابات النيابية اللبنانية، مِن الذين لا يخفون لا دعمهم للنظام السوري ولا علاقة الصداقة والمودّة التي تربطهم برئيسه، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية". في الموازاة، يتحرّك السفير السوري علي عبد الكريم علي "انتخابيا" أيضا لكن على الاراضي اللبنانية، وقد التقى في الساعات الماضية مشايخ جبل محسن، حيث جرى التداول في الانتخابات شمالا، وافادت معلومات صحافية ان الوفد تبلّغ قرارا بدعم المرشح محمود شحادة من لائحة "قرار الشعب"، بعد استبعاده عن لائحة الوزير فيصل كرامي. الأسد يحاول العودة الى الساحة الداخلية من بوابة الانتخابات، تقول المصادر، وقد زرع أكثر من مرشح يدين بالولاء المباشر له على لوائح كثيرة في أكثر من منطقة. الفريق "السيادي" من جهته، على بيّنة من هذا الواقع. فرئيس الحكومة سعد الحريري اشار من الشمال، إلى وجود لوائح انتخابية للأسد و"حزب الله"، وتابع "دعوهم يعرفون جميعا، من هم في لوائح بشار والحزب مباشرة أو بالواسطة". واذ حذر "من يريد تسليم قرار طرابلس والشمال إلى جماعات الممانعة وعاد به الحنين إلى زمن الوصاية، من أنّ زمن الاستيلاء على قرار الشمال والاستقواء بالمخابرات والسلاح لن يعود"، سأل ايضا "هل بشار الأسد يعمل على تشكيل بعض اللوائح الإنتخابية في لبنان و"حزب الله يستلم" له المهمة؟

وفي انتظار ان يقول اللبنانيون في 6 ايار كلمتهم في شأن "مخططات" الرئيس السوري القديمة – الجديدة بضمّ لبنان الى نطاق نفوذه، تشير المصادر الى ان الاسد يحاول توجيه رسائل الى بيروت وعواصم المنطقة والعالم، على حد سواء من خلال العمل على اعادة تعزيز "حضوره" في لبنان من بوابّة الانتخابات:

فهو يريد أن يقول للقوى المحلية والخارجية، إن "صوته" لا يزال مسموعا في لبنان ولا يزال قادرا على التأثير في اللعبة المحلية عبر حلفائه، ومن يظن ان دوره انكفأ واهم. وبحسب المصادر، سيلعب "حزب الله" دورا في ايصال المرشحين المحسوبين على سوريا، الى الندوة البرلمانية. أما الاسد، الذي لم ولن ينسى الدور الذي لعبه "الحزب" في السنوات الماضية في دعم نظامه ومساعدته على الصمود في وجه الثورة التي قامت ضده، فسيردّ الجميل للضاحية، عبر الطلب من المرشحين – أصدقائه، الانضمام الى كتلة "الوفاء للمقاومة"، فتصبح أقوى وأفعل في البرلمان.

الى ذلك، يريد الأسد في هذه المرحلة المفصلية، وبالتزامن مع تحقيقه تقدما عسكريا ميدانيا في سوريا، آخر فصوله في الغوطة الشرقية، أن يبعث رسالةً الى الشرق والغرب، يقول فيها "اننا أقوياء ونظامنا لا يفرض سيطرته على أراضيه فحسب، بل هو أيضا صاحب نفوذ في لبنان"، وبالتالي عليكم التفاوض معنا"!

وهنا، لا يغيب عن بال الرئيس السوري موقف ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، ومواقف مسؤولين غربيين آخرين، ألمحوا فيها الى ان الاسد باق في السلطة. فالاخير، وفق المصادر، يحاول أن يستفيد من هذا الواقع، لإعادة تثبيت رجليه ليس في سوريا فقط انما في لبنان. ويريد استخدام الاخير واستحقاقه النيابي، صندوقَ بريد يظهر من خلاله للعالم انه استعاد دوره الاقليمي، وعليه لا مفرّ من الحوار معه".

الأسد يبحث، انطلاقا من بيروت، عن "اعتراف" عربي وغربي متجدد بنظامه، فقده على مرّ السنوات الماضية، فهل ينجح؟

 

باسيل فرض ما بين 5 و10 ملايين دولار لقاء انضمام المقتدرين إلى لوائحه ولوائح انتخابية تُموّل بالتبرعات وأخرى تستقطب أثرياء الاغتراب

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/25 نيسان/18

لم تعد المعضلة الانتخابية بالنسبة للأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية، مقتصرة على اختيار المرشحين من محازبين وحلفاء، بقدر ما باتت تكمن في تأمين التمويل المالي للوائح الانتخابية، في ظلّ عاملين أساسيين، الأول هو السقف المالي المرتفع الذي فرضه القانون الجديد، والثاني غياب التمويل الخارجي لمعظم الأحزاب كما كان يحصل في السابق، باستثناء «حزب الله» الذي يعترف بتدفّق أمواله من إيران بشكلٍ دائم ومستمرّ. هذا الواقع الجديد أتاح لرجال الأعمال والأثرياء الدخول إلى جنّة اللوائح الرئيسية، أو ما يعرف بـ«لوائح السلطة»، التي تتوق لاستقطاب هؤلاء المتولين طمعاً بمساهمتهم في تمويل مصاريفها الانتخابية، في حين أن اللوائح التي لا تتمتّع بثقل سياسي لا تستهوي الأثرياء، لأنها لا تؤمن حاصلاً انتخابياً لهم، يمنحهم فرصة الوصول إلى الندوة البرلمانية، وتتقاطع مع قدرتهم على شراء بضع آلاف الأصوات التفضيلية بمبالغ مرتفعة، طالما أن القانون وفّر لهم تغطية إنفاق عالٍ لا ينعم به مرشحو اللوائح الأخرى. وإذا كان لدى بعض المرشحين أو رؤساء اللوائح اكتفاء ذاتي لدعم حملاتهم بقدرات ذاتية، مثل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في طرابلس، ورجل الأعمال فؤاد مخزومي في بيروت الثانية، فإن الأحزاب الكبرى تعاني معضلة حقيقية، مثل التيار الوطني الحرّ الذي يخوض معركته بلوائح في كلّ لبنان، ويعتبر أن «المعركة موجعة على الصعيد المالي بسبب أكلافها العالية». ويؤكد الوزير الأسبق ماريو عون المرشّح على لائحة التيار في دائرة الشوف -عاليه، أن الحملات الانتخابية «تصرف من اللحم الحيّ، ومن جيوب المرشحين أنفسهم»، نافياً «أي تمويل خارجي للتيار في هذا الاستحقاق».

وأشار عون إلى أن تياره «جمع بعض الأموال قبل الانتخابات، من خلال العشاء السنوي الذي يقيمه، والمناسبات والندوات التي تحصل فيها تبرعات يوظّف التيار إيراداتها في الانتخابات». وقال القيادي في «الوطني الحرّ»، إن التيار «طلب من كلّ مرشّح تأمين مبلغ معين، يصرف المرشّح نصفه على حملته الخاصة، مثل فتح المكاتب الانتخابية وتعيين مندوبين وتأمين سيارات لنقل الناخبين إلى صناديق الاقتراع، والنصف الآخر يذهب للماكينة الانتخابية في التيار، التي تتولى طبع الصور والترويج للمرشحين عبر دعايات انتخابية، في الإعلام وعبر اللوحات الإعلانية في الطرقات»، مشيراً إلى أن بعض المرشحين لديهم أصدقاء ومعارف شخصيون، وربما تأتيهم تبرعات خاصّة». هذه المعلومات ناقضتها مصادر معارضة للتيار، حيث كشفت لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس التيار الوزير جبران باسيل «فرض مبالغ عالية تتراوح بين 5 و10 ملايين دولار، سددها المرشحون الأثرياء لقاء انضمامهم إلى لوائحه». وأعطت المصادر مثالاً على ذلك مرشحين في الشوف، وفي زحلة، وفي المتن، وفي كسروان، وفي البقاع الغربي وغيرها. بدوره اعترف ماريو عون بـ«وجود مرشحين متمولين في بعض لوائح التيار»، لكن لفت إلى أن هؤلاء «يمولون حملاتهم الشخصية، وبالتأكيد لديهم القدرة على صرف مبالغ أكبر بكثير مما يصرفها زملاؤهم في نفس اللائحة»، مؤكداً أن «لا صحة لما يروّح عن تقاضي التيار خمسة ملايين دولار أو أكثر من كلّ متموّل، نظير قبول ترشيحه على لوائح التيار».

أما حزب «القوات اللبنانية» فيدير حملاته الانتخابية بمصادر تمويل خاصّة، ويؤكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور لـ«الشرق الأوسط»، أن حزبه «بدأ التحضير لهذه الانتخابات، منذ أبرمت التسوية السياسية وجرى انتخاب رئيس للجمهورية، والتأكد من أن الانتخابات باتت حتمية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا قطاع اغترابي نشيط جداً، وهو يشكّل المتنفس المالي، وهذا القطاع ينظر إلى الانتخابات كمسألة حيوية تستدعي تمويلاً كبيراً، وقد بدأ هذا القطاع مساهماته واستنفار كل طاقاته لدعم الحزب مادياً ومعنوياً ولوجيستياً لإنجاح هذا الاستحقاق».

وسبق لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن قام بجولة خارجية على عدد من الدول الخليجية والغربية، والتقى بالجاليات الموالية للحزب وحثّهم على المشاركة بفاعلية في الانتخابات. وأضاف شارل جبور: «لدينا جسم اغترابي فاعل جداً، وتمكنّا خلال سنتين أن نؤمن سقفاً مالياً مقبولاً يتناسب مع حملتنا الانتخابية التي تقتصر على محطة تلفزيونية واحدة (MTV)، وصور ولوحات إعلانية محددة، ونحن نتحرّك ضمن هذا السقف المضبوط إلى أقصى الحدود»، معتبراً أن «المغتربين المساهمين بتمويل حملة القوات هم محازبون ومناضلون يؤمنون بقضيتنا ومشروعنا السياسي، وهم العمود الفقري للقوات اللبنانية، ويعتبرون تبرّعهم واجبا نضاليا». ويبدو أن وضع «القوات» يتطابق مع وضع حركة «أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ شدد قيادي في «أمل» على أن «مصادر تمويل الحركة يأتي عبر تبرّعات داخلية وخارجية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «كلفة الانتخابات محدودة وشبه ثابتة، وليس لدينا برنامج إعلانات مكثّف كباقي الأحزاب، وهذا ما يخفف عن كاهل القائمة جزءاً كبيراً من الأكلاف»، مشيراً إلى وجود «عدد كبير من المرشحين على لوائح (أمل) ليسوا محازبين إنما حلفاء وأصدقاء، مثل النائب ياسين جابر في النبطية، وأنور الخليل في حاصبيا - مرجعيون، والنواب قاسم هاشم وأسعد حردان وميشال موسى، وكلّ عضو في لوائح (أمل) ساهم بجزء كبير من مصاريف الحملة، وقدّم مبلغاً مقطوعاً إلى الماكينة الانتخابية». وأكد القيادي الذي رفض ذكر اسمه، على وجود «مئات الأصدقاء في الداخل والخارج من المؤيدين سياسيا لـ(أمل)، وأصدقاء للرئيس نبيه بري، خصوصاً من أبناء الجالية اللبنانية في أفريقيا»، نافياً «تلقي الحركة مال سياسي من أي دول خارجية». ويعتمد تيّار «المستقبل» على تمويل حملات لوائحه بقدراته الذاتية، ومن إيرادات المؤسسات التابعة للتيار، ومن رئيس الحكومة سعد الحريري شخصياً، وفق ما أكد مسؤول في ماكينة «المستقبل» الانتخابية لـ«الشرق الأوسط»، الذي أشار إلى أن التيار «قلّص نفقاته الانتخابية إلى حدّ كبير مقارنة مع الدورات الماضية»، مشيراً إلى أن «كلّ المرشحين يساهمون بمصاريف حملاتهم الانتخابية، مثل الدعاية الانتخابية والمكاتب وأجور المندوبين»، معترفاً بأن «مساهمات المرشحين الأثرياء على لوائح التيار، لا تتعدى سقف الإنفاق المعقول، بمعنى أن لا أحد يدفع الأموال لشراء الأصوات، لأن المؤمن بتيار (المستقبل) سينتخب مرشحيه».

 

الإعدام لجاسوس لبناني في الجزائر

موقع القناة الثالثة والعشرون/25 نيسان/18/قضت محكمة الجنايات الجزائرية بعدد من الأحكام من بينها عقوبة الإعدام والحبس لمدة 10 سنوات بحق خلية تجسس مكونة من 7 أفراد بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية فقد "أصدرت المحكمة حكما بالإعدام في حق المتهم الرئيسي (أ.د.ف) من جنسية ليبيرية ولبناني الأصل بتهمة "التجسس لصالح قوة أجنبية (إسرائيل) وتكوين جماعة اجرامية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المساس بأمن الجزائر و تهديدها". ويحمل المتهمون الست الآخرون جنسيات أفريقية مختلفة حيث تمت إدانتهم ب 10 سنوات سجن نافذة لكل واحد منهم على نفس التهم ودفع غرامة تقدر بمليون دينار جزائري أي ما يعادل 8,742 دولار أميركي

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 25 نيسان 2018

النهار

سجل غياب المرشحين بشكل كبير عن بكركي التي أبلغت الجميع رغبتها في عدم التحوّل منبراً لهم وأنها على مسافة ‏واحدة من الجميع.

تردّد أن أسعار الأصوات بلغت حداً قياسياً في دائرة البقاع الأولى بعدما بلغ التنافس مرحلة متقدمة بين متمولين.

يلاحظ أن معظم الوزراء ولا سيما المرشحين منهم لا يحضرون الى وزاراتهم هذه الايام والبعض منهم ممن لم يحالفهم ‏الحظ لدخول اللوائح يقضي معظم أوقاته خارج لبنان.

البناء

خفايا

بالرغم من تصريحات قيادات حزبية في قوى 14 آذار بضرورة تهدئه الأجواء الانتخابية المستعرة في صفوف ‏مناصريها، ما زال عدد من مناطق انتشار تلك الأحزاب يشهد توترات واحتكاكات بين المناصرين لها ومناصري ‏خصومهم، ويسقط فيها عدد من الجرحى، الأمر الذي أثار مخاوف أوساط سياسية من استمرار هذه الحالة وتطوّرها ‏إلى ما هو أكثر من مجرد احتكاكات محدودة.

كواليس

توقعت مصادر خليجية أن يكون حادث الطائرة بدون طيار التي حلّقت فوق القصور الملكية في الرياض وما رافقه من ‏إطلاق نار في محيط القصور، والحديث عن إخلاء الملك وولي عهده منها جزءاً من محاولة يمنية للثأر من اغتيال ‏القيادي اليمني صالح الصماد قبل الإعلان عن الاغتيال، لكن عدم بلوغ العملية أهدافها فرض الإعلان المتأخر يوم ‏الإثنين، بينما بدا أن كل الكلام السعودي عن عمل استخباري دقيق ينفيه عدم التجرؤ على إعلان المسؤولية إلا بعد ‏إعلان صنعاء نعي الصماد، ما يعني أن القصف الجوي تمّ لموكب مجهول الهوية وليس لشخصية تمّ تتبعها استخبارياً.

الجمهورية

لاحظت أوساط حزبية أن أحد المرشحين في دوائر جبل لبنان يشهد هجوماً شرساً من أحد أحزاب السلطة لإسقاطه ‏ومنعه من خلق زعامة تهدّد سيطرة هذا الحزب الأحادية.

حصل لقاء في أنطلياس لمرشح تابع لأحد التيارات وفي المحصلة خرج المجتمعون بإنطباع عن مرشح آخر نال ‏تأييدهم.

يقول نائب بيروتي إن الوضع الإقتصادي والمالي الذي سيتظهّر بعد الإنتخابات، سيطغى بسرعة على النتائج التي ‏ستتمخّض عنها تلك الإنتخابات مهما حملت من مفاجآت.

اللواء

يجزم مصدر ديبلوماسي أن نسبة تصويت المغتربين ستكون مفاجئة، لجهة العدد الذي سيشارك وكيفية توزيع ‏أصواته..

نصح رئيس تيّار سياسي بالتقليل من اندفاعته التي تبدو معادية لحليف "استراتيجي" بدأ يتذمر منه..

يلتقي رئيس حزب وسطي، في منزل نائب في كتلته محازبين وجمهوراً "إقليمياً" السبت المقبل بعيداً عن ‏المهرجانات..

المستقبل

قيل إنّ جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد غداً في قصر بعبدا ستشهد إقرار سلّة تعيينات إدارية وديبلوماسية بالإضافة إلى ‏الموافقة على إصدار وزارة المالية سندات خزينة بالعملات الأجنبية.

الأخبار

توفيق سلطان يراجع المشنوق

علمت "الأخبار" أن المرشح عن المقعد السني في طرابلس على لائحة العزم توفيق سلطان، راجع، أمس، وزير ‏الداخلية نهاد المشنوق، بخصوص استمرار رئيس قسم محافظة لبنان الشمالي لقمان الكردي، بتأدية مهماته في ‏المحافظة، على عكس ما قيل بأنه سيحال على التفتيش اليوم، بدليل أنه شارك في لقاء عقده محافظ الشمال رمزي ‏نهرا، أمس، في مكتبه مع فريق عمل البعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات النيابية. وعلم أن المشنوق أجاب سلطان ‏بأنه سيطلب، في المرحلة الأولى، توجيه تأنيب إلى الكردي وفق الأصول الإدارية.

مجلس الوزراء يستكمل "إنقاذ الكهرباء"

يستكمل مجلس الوزراء، في جلسة يوم غد، في قصر بعبدا، مناقشة ملف الكهرباء، الذي وصل في الجلسة ما قبل ‏الماضية إلى حائط مسدود، على خلفية الخلاف الذي انفجر بين الوزيرين علي حسن خليل وجبران باسيل بشأن ‏قضية معمل دير عمار. علماً أن وزارة الطاقة كانت قد عرضت خطة تسوية مع الشركة المتعهدة للمعمل، تقضي ‏بدفع 150 مليون دولار لها.

وبند دير عمار كان البند الأول من 13 بنداً عرضتها الوزارة في تقرير "للإجراءات الواجب اتخاذها بأسرع وقت ‏ممكن لإنقاذ قطاع الكهرباء".

"التيار" لم يدفع بعد!

علمت "الأخبار" أن شركات إعلانات أعدّت كتاباً بعثت به إلى قيادة التيار الوطني الحر، مطالبة بدفع بدل ‏الإعلانات الانتخابية، لافتة إلى أنها لم تقبض قرشاً واحداً من التيار، رغم مضي أكثر من شهر على بدء حملته ‏على الطرقات.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 25/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد حوالى نصف ساعة كلمة الى اللبنانيين حول الإستحقاق الإنتخابي النيابي. وتأتي هذه الخطوة وسط أجواء إنتخابية عابقة وتحركات كثيفة لماكينات المرشحين الذين تتوالى مواقفهم حول برامج عملهم والأوضاع على اختلافها.

وثمة لهجة موجودة لدى كل المرشحين تتضمن وعودا بالعمل من أجل الناس في البرلمان الجديد، غير أن القانون الذي ستجري على أساسه الإنتخابات لا يولد تنافسا على أساس حزبين كما هو الحال في الدول الكبرى ليحكم الرابح ويراقب الخاسر، اذ ان التنافس المسيطر محليا في هذه الأثناء يدخل الى كل حي في المدن والقرى ويدور في حالات كثيرة بين الأقارب. والإنتخابات معركة أهلية لكن على اساس ديمقراطي.

وفي رأي أوساط سياسية أن المطلوب بعد السادس من أيار وتشكيل الحكومة الجديدة الشروع في إعداد قانون انتخاب عادل وواضح ولمرة واحدة في البلد الذي يتحضر لما بعد حروب المنطقة.

واليوم خطف مؤتمر بروكسل الأجواء إذ أنه لسوريا والمنطقة ولإحتواء أعباء النازحين. وفي هذا الإطار خاطب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري المشاركين في المؤتمر أن المطلوب عودة النازحين السوريين الى بلدهم بعدما غصت بهم الربوع اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

مع بدء العد العكسي لانطلاق عملية اقتراع المغتربين في السابع والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الحالي يتحدث رئيس الجمهورية ميشال عون بعد نصف ساعة من الان الى اللبنانيين عن اهمية هذه الخطوة كما يتناول اهمية التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب في وقت كان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يخاطب المجتمع الدولي في مؤتمر “بروكسل 2” محذرا من الصعوبات التي يواجهها لبنان.

وقال الحريري إن الحقيقة المرة هي أنه رغم الجهود المشتركة بين لبنان والمجتمع الدولي فإن الظروف قد تدهورت ويبقى لبنان مخيما كبيرا للاجئين، مؤكدا أن احتمالات عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي فيه حقيقية وكذلك إمكانية تطرف الشباب اللبنانيين والسوريين العاطلين عن العمل.

قضية اللاجئين الى جانب الاوضاع الاقليمية لم تكن بعيدة عن سلسلة اللقاءات التي عقدها الرئيس الحريري على هامش المؤتمر.

وخلال المصافحة بينه وبين وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف، ذكره الرئيس الحريري بقضية اللبناني المعتقل في ايران نزار زكا مجددا المطالبة باطلاق سراحه.

وفي المواقف من التطورات الاقليمية تأكيد للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على ضرورة احتواء أنشطة إيران في سوريا واليمن والعراق ولبنان. وقد شدد في كلمة امام الكونغرس الاميركي على منع إيران من امتلاك اي سلاح نووي داعيا الى احتواء نفوذ ايران وأنشطتها الباليستية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

استنفرت الدولة جهاز انتخاباتها في الخارج إيذانا بفتح صناديق الاقتراع يومي الجمعة والاحد المقبلين وسيتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بكلمة متلفزة الى اللبنانيين المنتشرين تحفيزا على الاقتراع فيما أبرق الرئيس سعد الحريري إليهم عبر مواقع التواصل وسأل المغتربين أي لون للبنان تريدون؟ أما وزير الداخلية نهاد المشنوق فقد تفقد قنصلية لبنان في فرنسا بحضور السفير ذي الخصر المتحرك رامي عدوان وأعلن المشنوق أنه لن يتهاون تجاه أي مخالفة أو ثغرة لها علاقة بتطبيق القانون لا في الداخل ولا في الخارج. ومن باريس كشف وزير الداخلية أنه أصدر تعميما اليوم بحق موظفين في الدولة بينهم رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش فاستدعاه محافظ جبل لبنان لسؤاله عن المخالفة في تقديم مجسم مفتاح كسروان إلى مرشح للانتخابات ولكن وفي حال ظهور من سيطالب بتطبيق القانون بمفعول رجعي فإن دائرة بيروت الثانية وستدعمها الأولى من حقها التقدم بطلب استرجاع مفتاح مدينة بيروت الذي منحه الرئيس الشهيد رفيق الحريري لغازي كنعان عام ألفين واثنين وهو مطلب كل البيروتيين في استعادة مفتاح مدينتهم وما على ورثة الشهيد سوى التواصل مع ورثة الفقيد عبر وسيط ثالث أو من خلال الشاهد الذي ما زال حيا عبد المنعم العريس رئيس بلدية بيروت الذي تفوه بعبارات لا تنسى عن اللواء أبو يعرب قائلا له في ذلك الزمان إن هذه المدينة احبتك لما تمثل ونيابة عن اهلها نقدم لكم مفتاحها عنوان وفاء وتقدير وهكذا تكون المحاسبة واستعادة الحق.. فعلى الأقل يبقى رئيس بلدية كسروان موظفا بلديا لبنانيا أهدى مفتاحا للبناني آخر ولم يودعه عند أي وصيٍ أو محتل. وفي الحروب المؤدية إلى السادس من أيار أعلن النائب نواف الموسوي للجديد أن معركة حزب الله الان هي تحرير القرار اللبناني من الهيمنة السعودية وبعد ذلك فلنتنافس محليا.. فإما نهج المقاومة وإما نهج محمد بن سلمان وما يطلبه حزب الله عبر الانتخابات ينتزعه دونالد ترامب عدا ونقدا من كل دول الخليج لا من السعودية فحسب وهو قال بوضوح إن واشنطن أنفقت سبعة تريليونات دولار في ثمانية عشر عاما في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية أن تدفع في مقابل ذلك نريد أن ترسل دول أخرى جنودها إلى سوريا لأن القوات الأميركية أنجزت كثيرا في سوريا وستعود إلى الوطن قريبا جدا. وفيما كان ترامب يطالب دول الخليج الغنية مجددا بدفع فاتورة البقاء الأميركي في المنطقة ارتسمت ابتسامة ساخرة على الوجه الطفولي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يريد بقاء الاميركيين في سوريا ليس محبة بالسوريين إنما لقطع الطريق مام أي تمدد إيراني لملء الفراغ الأميركي. لكن ترامب الواثق بنفسه وبإذعان بعض الزعماء العرب له اكد وبلغة الآمر أن دول الخليج ستدفع الاموال بل ايضا سترسل قوات الى سوريا للتورط في حروب مدمرة عربية عربية أو عربية إيرانية أو عربية تركية، كلنا في غنى عنها ولم يخرج اللقاء بين ترامب وماكرون من دون تبادل الاكاذيب وكل ادعى أنه حارب داعش.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الصورة غير مشرقة ... حقيقة أن لبنان أصبح مخيما كبيرا، إستدعت من رئيس الحكومة سعد الحريري ان ينتقل من بيروت إلى بروكسيل ليبق هذه البحصة... في بروكسيل لا خطابات إنتخابية ولا عواطف تقتضيها صناديق 6 أيار، بل حقيقة مجردة من أي شوائب إنتخابية...

قالها الرئيس الحريري من بروكسيل، وهي حقيقة معروفة في لبنان، فهل سيكون هاجس "المخيم الكبير" هو عنوان مرحلة ما بعد 6 أيار؟

اللافت في مضمون هذا الكلام أنه جاء في توقيت داخلي يتعلق بالطعن بقانون الموازنة وبالمادة 49 منها، وفي هذا السياق، يعقد المجلس الدستوري جلسة عند العاشرة من قبل ظهر غد للنظر في الطعن، فهل هي مصادفة ان يبحث مؤتمر بروكسيل في "المخيم الكبير" في لبنان، فيما المجلس الدستوري يبحث في مادة في الموازنة تعطي إقامة لغير اللبنانيين ممن يتملكون شقة بنصف مليون دولار في العاصمة وبثلاثمئة ألف دولار خارج العاصمة...

هذان الملفان الكبيران باتا في حجمهما بحجم الإنتخابات النيابية، التي أغرقت البلد في الصور والشعارات والمهرجانات، من دون ان يتلفت كثير من النواب الذين يعيشون آخر أيامهم النيابية، ومعظم المرشحين الذين يستعدون لدخول جنة ساحة النجمة، إلى هذه الملفات الكبيرة والخطيرة، ففي مساء السادس من أيار تفتح الصناديق وتفتح معها مرحلة جديدة، فمن يتابع دقائقها وهواجسها؟

في انتظار الأجوبة، مجلس الوزراء يجتمع غدا، وعلى جدول أعماله بند الكهرباء الذي يتضمن البواخر، فهل يكون هذا البند بندا تفجيريا او يستوعبه التصويت او الترحيل؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

في موسم الانتخابات تكثر الغرابات، وتبرر التجاوزات واستغلال المناصب، وكذا الازدواجية بممارسة الصلاحيات. ويصبح القانون مطاطا وفق الرغبات السياسية او الحاجات الانتخابية، فما يحرم على عمر مسموح لزيد..

وما يزيد الامور ضبابية الاجهزة المفترض انها رقابية، وازاحت رقابها عن مهماتها، فيما الهمة لوزارة الداخلية وقراراتها الاستنسابية. فمفتاح رمزي فتح شهية الوزير بقرارات انتخابية للمساءلة والمحاسبة تحت عنوان عدم تدخل رؤساء البلديات بالانتخابات. فماذا عن وزارة الداخلية، وبعض فرقها ومواقعها الرسمية المسخرة خدمة للحملة الانتخابية للوزير؟ ويسأل سائل، الا يجوز في حالات التحريض، فرض الصمت قبل الخامس من ايار؟

اليوم يتوجه رئيس الجمهورية الى اللبنانيين المقيمين والمغتربين برسالة الانتخابات، عشية السابع والعشرين من نيسان يوم الاختبار الاول لجهوزية الدولة مع النسبي رغم ما يحمله اقتراع الخارج من تفاوتات حملها منشأ القانون، ولا بد ان تصحح في الانتخابات المقبلة.

في القاء النظرة على الاقليم، اليمن يفاجئ الاعداء بتماسكه بعد اغتيال الرئيس الصماد، ومن حيث انهى الشهيد مهمته اتت الرسالة مدوية من الحديدة ضد مخططات العدوان تعبيرا عن جهوزية الشعب اليمني لصد اي هجوم عليها وعلى مينائها الحيوي. اما الرئيس مهدي المشاط فبوحدة اليمن اقسم اليمين، مبديا تعمقا في اصول القيادة واستعدادا لمواصلة مسيرة الصمود والمقاومة حتى يكتب الله الانتصار.

في سوريا، خلى القلمون الشرقي من الارهابيين، ودخلت مساحة جديدة من محيط العاصمة في جغرافيا الانتصارات ليبقى مصير البقع الاخرى محط مراقبة وتدبر اما بالسلاح او باستسلام المسلحين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

صوت الرئيس الحريري كان عاليا في بروكسل حيث عقد مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة، اذ حض المجتمع الدولي على مساعدة لبنان ماديا ليتمكن من مواجهة العبء الثقيل للنزوح السوري محذرا من ان الضيق الكبير سيولد انفجارا لن تقتصر تداعياته على لبنان.

موقف رئيس الحكومة يختصر بالاتي، لا يمكن ان يدعم العالم القوى الامنية في روما والبنى التحتية في سيدر ويحرم لبنان مما يحتاجه ماليا للنازحين والا فإن كل منظومة الدعم المذكورة ستتهاوى تحت ثقل هذه القضية.

صافرة التحذير في بروكسل يقابلها رئيس الجمهورية بعد قليل بصافرة الانطلاق للانتخابات النيابية من بوابة الانتشار، هذا الانجاز الاعجاز الذي يتمثل في تمكين المنتشرين في العالم من المشاركة في الاستحقاق رغم تشوهات قانون الانتخاب ورغم العلل التي تشوب اليات اقتراعهم، في سياق دستوري اخر يجتمع المجلس الدستوري الخميس لدرس الطعن بالمادة 49 وليس بعيدا منه يجتمع مجلس الوزراء وفي جعبته من خارج جدول الاعمال ملف الكهرباء وتوأمه المتفجر بواخر الطاقة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

هي ساعات تفصل لبنان عن الدخول في المدار الإنتخابي من الباب الإغترابي في مرحلة أولى في البلدان العربية على أن تليها الأحد المقبل في الدول الغربية.

هيئة الإشراف على الإنتخابات الموكلة القبض على مسار العملية قبضت اليوم مخصصاتها المالية بعد أن وقع وزير المال علي حسن خليل وبشكل إستثنائي على كامل المبلغ المستحق لها وقد أتى توقيع الوزير إستثنائيا لعدم وجود نظام مالي وإداري للهيئة باعتبار أنها هيئة مستقلة غير خاضعة للداخلية ولعدم وجود إطار قانوني تعود إليه وزارة المال في صرف رواتبها اي أنها تفتقد لتوقيع المراقب المالي على الملف لأن الإحالة لم تأت من وزارة الداخلية.

إنتخابيا وجه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية أصابع الإتهام إلى من يسخر الدولة لمصلحته لافتا إلى ان من يستخدم سياسة الترهيب والترغيب سيسقط عندما تسقط الهيبة. وسأل فرنجية: ماذا فعل المدافعون اليوم عن المسيحيين بالمسيحيين.

وغدا يعود البند المتفجر إلى طاولة مجلس الوزراء والمتعلق بعرض وزارة الطاقة والمياه للإجراءات المتوجب إتخاذها باسرع وقت ممكن لإنقاذ قطاع الكهرباء وهو البند الذي رفعت على اساسه جلسة بعبدا من أسبوعين على خلاف كبير بين وزير المال والخارجية فيما خص ملف معمل دير عمار وعلمت الـNBN أن الاتصالات جرت حول هذا الملف قبل الجلسة ما يعني أنه سيطرح مجددا من باب إقتراح رئيس الحكومة إحالته إلى BOT وسيفتح النقاش على البنود الأخرى ولا سيما منها المتعلق بخطة البواخر من دون معرفة الأهواء التي ستعكسها الجلسة في ظل الأحتدام السياسي والإنتخابي.

في بروكسل حضر لبنان مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة وقدم رئيس الحكومة سعد الحريري ورقة عمل بوجوب أن تمول خطة لبنان للإستجابة للأزمة بشكل مناسب عبر زيادة الدعم للدول المضيفة للنازحين على الأقل إلى مئة مليون دولار سنويا وتأمين 125 مليون دولار على شكل منح خلال السنوات الخمس المقبلة لدعم تطوير نظام الحماية الإجتماعية اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

من مخيم يستضيف مشردين مضطهدين الى بؤرة تأوي ارهابيين ويسرح فيها مسلحون ويمرحون، هي الاشكالية عينها في لبنان من نكبة فلسطين عام 1948 الى مأساة سوريا سنة 2011.

دول الاقليم تستفيد او تتناحر او تستفيد ثم تتناحر ام قوى الداخل فترفع السقوف وتراهن ثم تعود لتلملم ذيول الخيبة بعد حين بعدما يكون الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب والنتيجة عدا مئات الالاف من اللاجئين الفلسطينيين مليوم ونصف المليون نازح سوري على ارض لبنان.

المجتمع الدولي يعقد المؤتمرات ويطلق التصريحات لكنه في المحصلة يتفرج، فغير الكلام ماذا فعل الخارج لمساعدة لبنان في ازمة النزوح؟ وباستثناء الحؤول دون اقرار خطة العمل لعودة النازحين او ورقة باسيل في مجلس الوزراء، ماذا فعل بعض الداخل؟ اجوبة لم تجد لها جوابا اليوم في مؤتمر بروكسل تماما كما في اي مؤتمر سابق.

هذا في ملف النزوح اما في الشأن الانتخابي وفي ما تنجز التحضيرات الاخيرة لاقتراع المنتشرين في الخارج للمرة الاولى في تاريخ لبنان فالكلمة هذا المساء ليست هنا، الكلمة اليوم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يطل في تمام الساعة الثامنة برسالة من قصر بعبدا الى اللبنانيين.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 189

25 نيسان/18

في السياسة

في زمن "قرنة شهوان" كانت "النكتة": "كل من يطالب بخروج الجيش السوري من لبنان يخدم مصالح اسرائيل"!

حينها، أصبح البطريرك صفير وإلى جانبه المطران يوسف بشارة وكل "قرنة شهوان" يخدمون مصالح اسرائيل!

ثم انتقلت "التهمة" إلى كل "14 آذار" بكل تلاوينها الاسلامية والمسيحية وما بينهما!

اليوم، "نكتة" جديدة - "شيعة السفارات"!

كل من يعارض سلوك الثنائي الشيعي (أمل - "حزب الله") هو على Payroll إحدى سفارات الخليج أو السفارة الاميركية!

ألا يعرف أحدٌ أن من طالب في الماضي بخروج سوريا ليس عميلاً؟!

ألا يعرف أحدٌ أن كل من عارض ويعارض "الثنائي الذهبي" ليس عميلاً؟!

بلى، يعرفون جيداً أن ليس هناك من عملاء!

لماذا يصرّون إذاً على وصفهم بالعملاء؟!

لأنها أسهل و"أرخص" تهمة من أجل محاولة ردعهم!

النتيجة – مزيد من الشجاعة والإيمان والوطنية!

تقديرنا

"خيطوا بغير هالمسلّة"!

 

تحجيم الدور الإيراني ثمن بقاء ترامب في الإتفاق النووي

  علي شريفي/لبنان الجديد/25 نيسان 2018

 مشكلة الرئيس ترامب ليس مع الإتفاق النووي بقدر ما هي مع توسع دور إيران في الشرق الأوسط

 حاول الرئيس الفرنسي ايمانوئيل مكرون خلال زيارته الى واشنطن يوم الأمس إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالبقاء في الاتفاق النووي واعدًا إياه ببذل الجهود لتحجيم دور إيران في الشرق الأوسط ومشروعها الصاروخي الباليستي. تصريحات الرئيس الأميركي عقيب لقاء نظيره الفرنسي تركت بصيص أمل لبقاء بلاده في الاتفاق النووي بالرغم من انه هدّد إيران بأن الرد الأميركي على استئناف إيران أنشطتها السابقة سيكون قاسيًا.  وقد تناولت الصحف الإيرانية موضوع الصراع على الاتفاق النووي من منظورين مختلفين. صحيفة كيهان المتشددة تهجمت على وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي اعترف خلال خطابه بمجلس العلاقات الخارجية الأميركية بأن إيران والسعودية دمرتا المنطقة خلال صراعهما الاقليمي مؤكدًا على استعداد بلاده لإيقاف دوامة العنف والدمار في المنطقة واعتبرت الصحيفة ان اعتراف ظريف هذا بالدور الايراني في زعزعة أمن المنطقة تبعث على الأسف.  يبدو أن إيران على لسان وزير خارجيتها أعطت ضوءًا اخضرًا للولايات المتحدة التي تطالب بتحجيم دور إيران العسكري في المنطقة ولكنها تشترط انحسار دورها بانحسار دور المملكة العربية السعودية. كتب الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي في مقال نشرته صحيفة شرق الإصلاحية أن السبب الحقيقي لحرص الولايات المتحدة للوصول إلى الإتفاق النووي لم يكن الخوف من أنشطة إيران النووية الإيرانية بل كان يكمن في أن إسرائيل كانت تعتبر ان الهدف من أنشطة إيران النووية هو تدمير إسرائيل، ويستنتج مجلسي أن الاتفاق النووي لن يعطي ثماره إلا عندما تتحقق الغاية من الاتفاق النووي وهو أمن إسرائيل. ويقصد مجلسي القول بأنه طالما تشعر اسرائيل بأن إيران تهدد أمنها عبر سوريا ولبنان فإن إيران لن تجني ثمار الاتفاق النووي. إن مشكلة الرئيس ترامب ليس مع الإتفاق النووي بقدر ما هي مع توسع دور إيران في الشرق الاوسط وتحولها الى مصدر أساسي لقلق حليفتي الولايات المتحدة أي اسرائيل والمملكة السعودية ولن تتخلى الولايات المتحدة عن حليفتيها إسرائيل والسعودية.

 

10 في البرلمان الجديد مثل سامي الجميّل ودوري شمعون… كثير؟

إيلي الحاج/موقع مدى الصوت/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

اللبنانيون مَلُوا التغني بالنزاهة والإصلاح والتغيير وممارسة النقيض

http://eliasbejjaninews.com/archives/64136

يحتاج لبنان في البرلمان المقبل إلى نواب مثل سامي الجميّل. إلى عشرة مثله، على الأقل لتقديم طعون تعرقل سير قطار الحكم والحكومة وركاب "التسوية – الصفقة الرئاسية" نحو طعن لبنان ومصالح أبنائه عند كل محطة.

عشرة. ولو استفاق أبناء هذه البلاد من حِقن التخدير التي يمارسها عليهم القادة- الزعماء المتفقون في ما بينهم، لما كانوا يقبلون بأقل من أكثرية نيابية على صورة سامي الجميّل ورفاقه في آخر "لائحة شرف" سجلت اسمها في تاريخ المجلس الراحل، وقبل أسبوعين من انتخابات 6 أيار التي يتوعّد "حزب الله"ضمناً  بتغيير هوية لبنان بعدها.

عشرة مثل سامي الجميّل ودوري شمعون أيضاً، الذي لم يتخذ يوماً خلال نيابته عن الشوف موقفاً واحداً غير وطني ولا يقدم مصلحة اللبنانيين على أي مصلحة. ولكن ما العمل والناس أسرى حاجاتهم وأوهامهم ممثلة بقادة لم يتورّعوا عن إمرار البند 49 من الموازنة العامة، بذريعة السعي إلى تحريك القطاع العقاري المعطّل حالياً من خلال جذب الموسرين غير اللبنانيين إلى الشراء، وإغرائهم بإقامات دائمة في هذه البلاد تعطيهم بعد 10 سنوات الحق في طلب الجنسية اللبنانية، في حين يوقف المصرف المركزي والبنوك تسهيلات القروض لشباب لبنان والفوائد المخفوضة، حتى يصير من سابع المستحيلات على شاب أو صبية الحصول على شقة. وفيما الإيجارات نار والرواتب، حتى للمتعلمين وحملة الدكتوراه والكفاءات على أنواعها في كل القطاعات، هزيلة لا تكفي للمصروفات العادية اليومية. هذا إذا كان حظ الشاب أو الصبية يفلق الصخر وتمكن/ تمكنت من الحصول على فرصة عمل.

ليس في هذا الموقف أي رائحة عنصرية. على النقيض فيه رفض للتمييز بين الأغنياء غير اللبنانيين والقادرين على شراء الشقق الغالية في بيروت وخارجها، وبين الفقراء إذا كانوا سوريين أو عراقيين أو من جنسيات أخرى. بدل التمييز الطبقي هذا والذي لا يشبه لبنان ضد اللاجئين السوريين وغيرهم، على الطبقة الحاكمة أن تنصرف إلى وضع سياسة واحدة للدولة من أجل التعامل مع قضية اللاجئين السوريين الذين يبدو أن حل قضية بلادهم سوف تطول لسنوات إضافية لا أحد يعرف مداها، ولا يستطيع لبنان مواصلة التهرب من تحمل واجباته الإنسانية على الأقل حيالهم، وفي الوقت نفسه لا يستطيع إلى الأبد ترك الحبل فالتاً على الغارب، لتصير أرضه أرض شقاء وصراع على اللقمة بين فقراء لبنانيين وفقراء سوريين.

لبنان لا يتحمل عمليات تهريب قوانين في الشكل الذي اعتمد لإقرار قانون الموازنة العامة ونشره تحت وطأة الحاجة إلى تلبية متطلبات مؤتمر "سيدر – 1". وكان حرياً بمن سعوا  بكل قوتهم في تركيب اللوائح الإنتخابية والتحالفات، إلى تقليص عدد النواب الكتائبيين وأصدقائهم وحلفائهم ومن يشبهونهم، إلى التصدي بأنفسهم للمادة 49 من قانون الموازنة والتي تمس بالتوازن والهوية اللبنانيتين، بدل الوقوف موقف المتفرج والتغني بالنزاهة والوطنية ومكافحة الفساد والإصلاح والتغيير وسوى ذلك من عناوين صارت ممجوجة، يرفعونها ولا يطبقونها. وإلا فلماذا لم يتحرّكوا في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب وبعد إقرار القانون ليفعلوا شيئاً. لماذا لم نسمع منهم غير عبارات التضليل والكذب وأقله المرواغة كما فعل – على سبيل المثال- رئيس لجنة المال النائب ابرهيم كنعان زاعماً أن الإقامات موقتة، ولم يُذكر في القانون أنها موقتة. كنعان الحريص على صورته حدّ الهوس، إلى درجة ارتكاب "فاول" كل يوم أكبر من اليوم الذي سبق.

وماذا عن الرؤساء الذين حاولوا أن يلحقوا حالهم، بعدما ثبت لهم أن النائبين سامي الجميّل ودوري شمعون وثمانية من رفاقهم النواب الكتائبيين وغير الحزبيين، استطاعوا أن يجمعوا أنفسهم وذهبوا إلى الطعن أمام المجلس الدستوري؟

ألم يكن الأفضل التدقيق قليلاً، وعدم إقرار القانون ونشره في الجريدة الرسمية ليصبح ساري المفعول، قبل أن يهرولوا إلى سحب تواقيعهم وموافقاتهم، فقط من أجل قطع الطريق على رئيس الكتائب ورئيس الأحرار ورفاقهم، خشية أن "يقطفوها قبل الإنتخابات"؟

وماذا عن قطع الحساب في الموازنة؟ ما عاد "التيار الوطني الحر"، صاحب "الإبراء المستحيل" يريد أن يعرف كيف صُرفت المليارات من الدولارات قبل وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية؟ هل يعتبرالتيار المذكور أن وصول عون يمحو كل الموبقات السابقة واللاحقة؟

http://alsawt.org/10-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%AB%D9%84-%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%91%D9%84-%D9%88/

 

اشتموا علي الأمين لأنه السبب!

الشيخ عباس حايك/لبنان الجديد/25 نيسان 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/64128

 اشتموه فهو من سلبكم أنهاركم وتينكم وزيتونكم وعنبكم ومالكم ووظائفكم وأقساط مدارسكم وضرائبكم وما هو غالٍ عندكم

 من ساءه سببٌ، أو هاله عجبٌ، فلي ثمانون عاماً لا أرى عجباً، الدهر كالدهر والأيام واحدةٌ والناس كالناس والدنيا لمن غلبا.. (المعرِّي)..

هكذا هي الدنيا، وهكذا هي الأيام، ومن ظنَّ بأنَّ الدنيا قد أسلست لها قَيَادَها وقدَّمت له أعنتها فهو واهمٌ، لأنه من عادة الدهر أن يطعن بالكرام، بيوت كريمة، عاملية جنوبية، هي بيوت الكرام والأدب والعلم والجهاد والمقاومة، التي ننحني معها إجلالاً وإكباراً وإحتراماً لعطاءاتها ودمائها، وأمام دماء المقاومين والمجاهدين فلتسقط كل الكلمات والشعارات، وتنحني الرؤوس أمام بذل الأرواح في سبيل الأرض والعرض والشرف والكرامة، هكذا تربينا وتعلمنا وليس منَّة من أحد، إنه دين وأخلاق وتربية ووفاء.. ما قبل الفتح شيئٌ أمام التحدي والتصدي والبطولة والجهاد والتضحية، وما بعد الفتح دخل الكثيرون أفواجاً وأفواجاً، وأمواجاً أمواجاً، وأزواجاً وفُرادى، كأنهم نحلُ من أجل الكسب، اشتموه فهو من سلبكم أنهاركم وتينكم وزيتونكم وعنبكم ومالكم ووظائفكم وأقساط مدارسكم وضرائبكم وما هو غالٍ عندكم، اشتموا كل معارض لسياسة الوجع والفقر والبطالة والفاقة والعوز، فهو الذي يذلكم على أبواب المستشفيات والمدارس والدوائر الرسمية والحكومية، فليشتم كل من يمارس حقه ولا يعتدي على حق أحد، لأنه هو السبب في كل ما جرى لكم، ومن يقول غير ذلك فقد كذب، فمن لمالكم نهب، ومن لمتاعكم سلب، هو الذي أخذ منكم من كل ما هبَّ ودبَّ، ولتقرؤوا في كل صلواتكم ودعائكم تبت يداه كما تبَّت يدا أبي لهب وتبّ، اشتموه لأنه هو الذي علمكم أن السكوت على الضيم هو سكوتٌ من ذهب، اشتموه هو الذي أتعبكم في لياليكم ونهاراتكم حتى أرهقكم التعب، نعم إنه هو السبب، وهو العجب، وهو الذي ضيع طريق القدس والنقب، هو الذي دمر الأقصى وقبة القِبب، نعم إنه خائن من كسب، ما دام الواحد يجلس في فراشه ويريد أن يسقطه ويسقط كل قلمٍ من رصاص وحبر ودم، فلتسقطوه بالضجيج والصخب...  وأختم بقولٍ لأمير الكلام والبلاغة والأدب، "كثرةُ الوفاق نفاق، وكثرةُ الخلاف شقاق"... (الإمام علي عليه السلام).

 

خرافة دولة العدل الإلهي العالمية

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/25 نيسان/18 

http://eliasbejjaninews.com/archives/64131

هل صحيح أنك لا تؤمن بفكرة دولة العدل الإلهي العالمية التي سيحكمها الإمام المهدي وربما يكون حسن نصر الله معاونا له في ملف الشرق الأوسط؟

فكرة خرافية أسطورية اخترعها مخيال الدماغ الديني المقلد الشيعي والسني والمسيحي واليهودي، لأنها تتعارض مع عدد من الآيات القرآنية التي يؤكد الله تعالى فيها بوضوح بقاء الصراع واستمراره بين الظالمين والمظلمومين حتى ينفجر كوكب الأرض وتقوم القيامة وتتعارض مع حال العدل العظيم القائم داخل المجتمعات الأوروبية والغربية ومع حال مجتمعات مرت في التاريخ الإنساني ذاقت حلاوة الدولة العادلة.

دماغ خرافي مجتهد بالهذيان والسباحة في بحر الأوهام ذلك الدماغ الذي يعتقد بأن دولة العدل لا يُقيمها سوى نبي أو وصي نبي!؟

دماغ خرافي من يعتقد بأن إقامة الدولة العادلة أمر متوقف على وجود نبي أو وصي نبي إنها فكرة من سلالة الأفكار الأفيونية.

أزمة أزماتنا بذلك الدماغ الديني والمذهبي الطائفي الذي يبرر الظم والإستبداد والسلب والإستئثار والتمييز العنصري والتوريث المالي والسياسي الذي يمارسه فقهاؤنا، وشيوخنا، وسادتنا وكبراؤنا وأحزابنا الدينية والمذهبية بقولهم لنا كلما اعترضنا عليهم وانتقدنا واستنكرنا:

هذا القدر من العدالة المقدور عليه بغيبة الإمام المهدي لأن فقهاءنا وأحزابنا الدينية المذهبية ليسوا بمعصومين كالإمام المهدي الذي سيظهر بين ليلة وأخرى ليملأ الأرض كلها وجميعها قسطا وعدلا بعدما مُلِئْت ظلما وجورا؟!

وبهذا المنطق المعتمد عند المؤمنين المقلدين الدينيين ينتعش الفساد والمفسدين فلا يترك مؤسسة من مؤسسات الدولة إلا وخاضعة للرشوى والإهمال والكسل والجمود، ولا يترك شيئا في أرض الدولة وهوائها وبحرها وأنهارها وفضائها وينابيعها وزراعاتها إلا ويملؤه التلوث والسموم والفساد بكل أشكاله.

بهذا المنطق الذي يبرر الظلم والفساد تنتعش الأرصدة المالية في بنوك فقهائنا وأحزابنا الدينية المذهبية لتوريثها للأولاد والأحفاد والأصهرة وليعيشوا بها عيشة الأباطرة والأكاسرة والأمراء والملوك متظاهرين أمام الساذجين السطحيين من مقلديهم وأتباعهم بصورة الزاهدين العابدين الساجدين البكائين من شدة خشيتهم من رب العالمين.

 

مَن كان الخصم بوجه السيد الأمين؟

زهير كركي/جنوبية/25 نيسان/18

هل وصلنا إلى طريق مسدود في الكلمة الحرة؟!

علي الأمين كاتب وصحافي سياسي، حرٌّ بمعتقداته وبآرائه، حرٌّ بتحليلاته السياسية وِفق ما هو يرى. أختلفتم أو توافقتم معه شأنه شأن الجميع. أهاجمَ “حزب الله” أم لم يفعل، أندّد بتصرفاتهم أم لم يفعل، له حريته كما لكم وكما لغيره من الزملاء. هل وصلنا إلى طريق مسدودة في أفق الكلمة الحرة؟

عاملان يضرّان بسمعة “الحزب” نتجا عن حادثة التعدي على المرشح الجنوبي السيد الأمين أمس في بلدته “شقرا”. الأول فيما لو كان المعتدون عناصر من الحزب فتلك مصيبة، لأن أسلوب التهجم على مرشح منافس لا يعطيهم الحق في احتكار الترشح، والثاني وهو المصيبة الأكبر فيما لم يكونوا من الحزب المذكور، لأن في ذلك هشاشة لمجتمع هم، أي الحزب، يسيطرون على أمن هذه المناطق ما يفسر عدم قدرتهم على حفظه في ظل غياب الدولة، وهنا يعلو النداء المُطالب ببسط شرعية الدولة على أراضيها كافة. ففي كلا الحالتين الضربات التي تلقاها الأمين ستكون موجعة لحزب الله ولمجتمعه المقاوم، وستنعكس سلباً على الرأي العام كون الحزب لم ينفِ في اليوم الأول للحادثة علاقته بالأمر، وبالتالي رسخ إمكانية انتساب المعتدين إليه. لا يضرّ بكم التعاون بشرف مع الأخصام، فهم ليسوا بأعدائكم، ولا يضرّ بكم مساعدة المنافسين على ممارسة حقهم في الترشح والإعلان عنه بالطرق والوسائل التي أنتم تعتمدونها.

في حلبات المصارعة يتصافح المنافسان ويتقيدا بقوانين اللعبة، ويكون الحَكَم سيد القرار، وفي النهاية يتصافح الغالب والمغلوب مجدّداً من دون إهمال دور الحَكَم. فأين كان الحَكَم في هذه الجولة؟؟؟ نسأل الحزب أن يوضح لنا مَن غيّب الحَكَم ومَن كان الخصم بوجه السيد الأمين؟؟

 

شيعة البراميل… والسفارة!

علي الرز /جنوبية/25 نيسان/18/ إذا كنتَ شيعياً لبنانياً ولم تسلّم عقلَك لآيات الله ووكلائهم المحلّيين.

عْتَ قبْضتكَ وهَتَفْتَ. وإذا كنتَ شيعياً رافضاً للدم السوري على يديْك. ورافضاً لموجات الموت العابِرة من قرى وبلدات لبنان الى قرى وبلدات سورية تارةً بحجةِ حماية الحدود وطوراً بحجةِ حماية المَراقد ومراتٍ تحت شعار “زينب لن تُسبى مرتين”. ورافضاً ان تصبح “برميلاً” محمَّلاً بالمتفجرات يلقيه الديكتاتور المدعوم من محور الممانعة على آلاف الأبرياء. ورافضاً المشاركة في لعبةٍ شيطانيةٍ خبيثةٍ تنقل الصراع في سورية من تغيير دولة الخلافة البعْثية الى بعْث دولة الخلافة. ورافضاً توزيع الحلويات والغناء والدبكة على أنغام السارين والكلور. وإذا كنتَ شيعياً كارِهاً لرهن الحدود اللبنانية بورقة التفاوض النووية الإيرانية. وإذا كنتَ شيعياً ناقماً على الشحن الطائفي المُمَنْهَج في لبنان وتشجيع الآخرين على التطرف مذهبياً لا وطنياً، وترسيخِ تركيبةِ حُكْمٍ فيها من الفتنة وروح الانقسام الشيء الكثير. وإذا كنتَ شيعياً متمسّكاً فقط بمشروع الدولة التي لا سلاح غير سلاحها ولا قرار غير قرارها. وإذا كنتَ شيعياً غير منخرطٍ في حفلة الشتائم ضدّ دول الخليج وحملة تطفيش اللبنانيين منها. … إذا كنتَ ذلك كله، فأنت من شيعة السفارة. مبروكٌ وستستلم جائزتك من هذه الصحيفة او تلك، وستوضع صورتك مع تعليقٍ يعكس حجْم “الفضيحة” التي ارتكبْتَها او ارتَكَبَتْكَ لا فرق. وسيكون وسام التحريض علامةً فارقة على صدرك كي لا يخطئ الوجهةَ مَن يصوّب عليك لتصويب مسيرتك وإعادتك الى جادة “أشرف الناس”.

 

وزير مكافحة الفساد غارقٌ في الفساد.. مثلُ البوم والغراب

 د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/24 نيسان 2018

معالي وزير مكافحة الفساد لم يتمكّن بعد ثمانية عشر شهراً من تكوين ملفٍ واحد لمكافحة الفساد ومُتابعته

أولاً: وزير مكافحة الفساد مُلاحق بتهمة الفساد

وزير مكافحة الفساد نقولا تويني يتلقّى صفعة قضائية بإقامة دعوى بحقّه من تحالف "مُتّحدون"، تتعلّق بجُرم هدر أموال عامة وتبديدها، وصرف النفوذ وإساءة استعمال السلطة والإخلال بالواجبات الوظيفية.

العهدُ "القوي" والقادم من تيار الإصلاح والتّغيير يبتدع وزارة خاصّة بمكافحة الفساد، ذلك أنّ الفساد مُستشرٍ، ولا يمكن التغاضي عنه، وعليه لا بُدّ من تخصيص وزارة خاصة به لاجتثاثه من جذوره، ويُعيّن في سبيل ذلك وزيراً مُختصّاً، لتُخصّص له ميزانية خاصة.

ومع ذلك، فهذا الوحش الغامض "الفساد"، استشرى أكثر فأكثر مع صفقات التيار الوطني الحرّ والمستقبل، وانتشرت روائحها في وزارتي الطاقة والمواصلات، مع التّلزيمات والتّنفيعات في سائر الوزارات، ومع ذلك فإنّ معالي وزير مكافحة الفساد لم يتمكّن بعد ثمانية عشر شهراً من تكوين ملفٍ واحد لمكافحة الفساد ومُتابعته، ثمّ قام بتبديد ميزانية الوزارة ، ليتبيّن لجماعة "متحدون" أنّها وزارة وهمية، يقوم راعيها بتبديد المال العام والاخلال بالواجبات الوظيفية، فيغرق وزير مكافحة الفساد بالفساد عينه، وعلى مذهب أبي نواس:

وداوني بالتي كانت هي الدّاءُ .

ثانياً: مثلُ البوم والغراب..

قال الغراب: زعموا أنّ جماعةً من الطير لم يكن لها ملكٌ. فأجمعت أمرها أن يُملّكن عليهنّ ملك البوم، فبينما هي في مجمعها، إذ وقع لها غراب، فقالت: لو جاءنا هذا الغراب لاستشرناهُ في أمرنا؛ فلم يلبثن دون أن جاءهُنّ الغراب، فاستشرنهُ، فقال: لو أنّ الطّير بادت من الأقاليم، وفُقد الطّاووس والبطُّ والنّعامُ والحمامُ من العالم لما اضطررتُنّ إلى أن تُملّكن عليكُنّ البوم التي هي أقبحُ الطّير منظراً، وأسوؤها خُلُقاً، وأقلُّها عقلاً، وأشدُّها غضباً، وأبعدُها من كلّ رحمةٍ؛ مع عماها وما بها من العشا بالنهار؛ وأشدُّ من ذلك وأقبحُ أمورها سفهُها وسوءُ أخلاقها.

سقاالله أيام لم يكن عندنا وزير لمكافحة الفساد، كانوا يقولون : إلحق البوم يدلُّك على الخراب، وبتنا نقول: إلحق وزير مكافحة الفساد،يُعلّمك فنونه.

 

هكذا سيُفاجئ "حزب الله" باسيل في كسروان – جبيل

"الأنباء الكويتية" - 25 نيسان 2018/يرفض قيادي في "حزب الله"، بحسب "الأنباء"، الإشارة الى أن العلاقة بين الوزير جبران باسيل و"حزب الله" قد انكسرت، من دون أن ينكر نها "تعرضت لرضوض خفيفة ولكن بالإمكان حلها بعد ٦ أيار". إلا أن تغني القيادي الحزبي بباسيل لا يعني أنه يقبل بخسارة مرشحه في جبيل الشيخ حسين زعيتر، هو واثق تماماً من أن "الحاصل الانتخابي لزعيتر بات مؤمنا 100%، وسيتفاجأ باسيل وكل لبنان بحجم الدعم والتأييد المسيحي له". وحسب تأكيداته، فإن "مسألة إيصال زعيتر للبرلمان هي تكليف شرعي من السيد حسن نصرالله وهو يتابع شخصياً هذا الملف".

 

عن المقاعد التي سيخسرها "حزب الله" في بعلبك - الهرمل

"الأنباء الكويتية" - 25 نيسان 2018/رأى الأمين العام السابق ل‍ـ"حزب الله" المعارض بشدة للسياسة الإيرانية في لبنان والعالم العربي الشيخ صبحي الطفيلي، أن "التزوير في الانتخابات النيابية معروف منذ أن عرف لبنان صناديق الاقتراع، وأن للتزوير مكانا في قوانين الدولة، كما في أخلاق الساسة، ويُصرف للنائب ميزانية خاصة من الدولة لرشوة الناس، وله حصة في خدماتها، ووظائفها توزع على المحازبين، وينفق الكثير من المال على أبواب أقلام الاقتراع، كما يعتبر البعض الانتخابات النيابية في بعض القرى، وليمة غداء للموظفين ورجال الدرك، وتبدل أحيانا الصناديق في لحظة ظلام أو غفلة مراقب، ولسلاح الأمر الواقع دور فعال في طرد مندوبي اللوائح المنافسة، وقد يساعده في بعض المناطق الأخرى سلاح الدولة، وعلى المواطن أن يكون يقظا جيدا لعله يقلل من حجم التزوير المنتظر". وأضاف: "نعم الخوف من التزوير كبير وكبير للغاية".وعن احتمال خسارة حزب الله للمقعدين السني والماروني في البقاع الشمالي، لفت الطفيلي، لـ "الأنباء"، الى أن "خسارة حزب الله للمقعدين السني والمسيحي في البقاع الشمالي ليست خسارة، فالخسارة الحقيقية له تكمن بخسارته مقعدا شيعيا لأنها ستكون خسارة كبرى من جمهوره"، معتبراً بالتالي أن الأقرب عنده (أي الطفيلي) أن يخسر حزب الله ثلاثة مقاعد يجب أن يكون أحدها شيعي، والا يكون حلفاء المعارضة من السنة والمسيحيين قد غدروا بالمنطقة". وردا على سؤال لفت الطفيلي الى أن "الإصلاح والتغيير بعد الانتخابات النيابية لن يكون كبيرا، وستبقى الهيمنة لزعماء الفساد في لبنان، لكن إن صدق أدعياء التغيير في مواقفهم ووعودهم، نأمل أن تتحرك عجلة التغيير الحقيقي مع انتخابات العام 2022".

وعن انتخابات رئاسة المجلس النيابي، لفت الطفيلي الى أن "الرئيس الحالي للمجلس نبيه بري هو الأوفر حظا، ومع هذا أعتقد أنه يجب أن تنافس أسماء جديدة تغييرية لإخراج المجلس من صفوف المحاور المذهبية، وليصبح كل اللبنانيين دون استثناء، ومنطلقا رئيسيا فاعلا لبناء دولة القانون". وختم الطفيلي معتبرا أن "الاعتداء على المرشح والصحافي على الأمين نجل سماحة العلامة السيد محمد حسن الأمين، عمل جبان ومدان ومشين وظالم، وهو أحد أوجه القمع والترهيب للصوت المعارض الشريف"، مطالبا "كل لبناني شريف الوقوف بوجه هيمنة السلاح وآلة الفساد في الدولة والإفساد للحياة الديموقراطية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

16 قتيلاً في هجوم على كنيسة بوسط نيجيريا

لاغوس: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 نيسان/18/ذكرت الشرطة النيجيرية أن رعاة مسلحين ببنادق قتلوا 16 شخصاً أمس (الثلاثاء) في هجوم على كنيسة في ولاية بوسط نيجيريا يعصف بها العنف الطائفي. ولقي مئات الأشخاص حتفهم في اشتباكات هذا العام بين رعاة ومزارعين بوسط نيجيريا في تفجر للعنف يضع ضغوطاً على الرئيس محمد بخاري قبل أقل من عام على انتخابات يريد التنافس فيها. وتثير الاشتباكات الدامية، التي لها صلة بالحقوق في الرعي والأراضي الخصبة الآخذة في التقلص، تساؤلات بشأن قدرة الحكومة على الحفاظ على الأمن في البلاد. وقال موسى يامو، المتحدث باسم الشرطة في ولاية بينو، إن الهجوم وقع في نحو الساعة السادسة صباحا (05:00 بتوقيت غرينتش) في قرية أيار مبالوم التابعة لمنطقة جوير الشرقية. وأضاف: «تأكد مقتل 16 شخصا بينهم قسّان». وقتل نحو 73 شخصا في ولايات وسط نيجيريا، التي تعرف باسم الحزام الأوسط، في الأيام القليلة الأولى من 2018. ووصف بخاري (75 عاما) عمليات القتل الحديثة بأنها «شائنة». وهو حاكم عسكري سابق تعهد بتحسين الأمن عندما تولى السلطة في مايو (أيار) 2015. وقال في بيان: «انتهاك دار عبادة وقتل قساوسة ومصلين ليس فحسب (عملا) خسيسا وشريرا وشيطانيا، وإنما يستهدف بوضوح تأجيج الصراع الديني والانزلاق بمجتمعاتنا إلى إراقة دماء لا نهاية لها». وأعلن بخاري في وقت سابق هذا الشهر أنه سيترشح لفترة ثانية. وتشمل منطقة الحزام الأوسط عددا من الولايات المتأرجحة التي قد تلعب دوراً كبيراً في تحديد فرص بخاري الانتخابية.

 

العثور على "رسالة مشفرة" لمنفذ حادث الدهس في تورونتو

سكاي نيوز"/الأربعاء 25 نيسان 2018 /قالت الشرطة الكندية إن الشاب الذي دهس عمدا حشدا من الناس بسيارة فان على أحد الأرصفة بمدينة تورونتو ترك "رسالة مشفرة" على فيسبوك قبل الهجوم. وقتل عشرة أشخاص في الهجوم الذي يعد أدمى حادث قتل جماعي في تاريخ كندا خلال عقود.

ووجهت للمشتبه به أليك ميناسيان (25 عاما) عشر تهم بالقتل و13 تهمة بالشروع في القتل في الحادث الذي يحمل بصمات هجمات فتاكة بمركبات نفذها مؤيدون لتنظيم داعش. لكن رئيس الوزراء جاستن ترودو قال إنه لا يوجد ما يدعو للاشتباه في وجود صلة للحادث بالأمن القومي. وظهر اليوم أحد المؤشرات عن دافعه المحتمل بعد تأكيد فيسبوك أن ميناسيان ذكر في منشور قبل الحادث عبارة "تمرد عازف عن الزواج"، في إشارة إلى حركة فضفاضة على وسائل التواصل الاجتماعي لرجال ينحون باللائمة على النساء في عزوفهم عن الزواج والجنس. وعبر الرجل في التدوينة عن إعجابه برجل قتل ستة طلاب جامعيين قبل أن يقتل نفسه في كاليفورنيا عام 2014. وقال غراهام غيبسون المسؤول بالشرطة في مؤتمر صحفي إن معظم الضحايا نساء تتراوح أعمارهن بين العشرينيات والثمانينيات. ورفض غيبسون الرد على سؤال عما إذا كانت معاداة المرأة هي الدافع في الهجوم وقال "سيكون هذا جزءا من تحقيقاتنا".

ورغم أن الواقعة تشبه هجمات مميتة بسيارات نفذها أنصار لتنظيم داعش في الولايات المتحدة وأوروبا فقد قال مسؤولون اتحاديون إنها لا تمثل خطرا أكبر على الأمن القومي. وقال قائد شرطة تورونتو مارك ساندرز إن المشتبه به في الحادث لم يكن معروفا لدى الشرطة ولا تزال دوافعه مجهولة. وسبب الهجوم صدمة في الشوارع الهادئة للمدينة وهي مقصد سياحي كبير. وسجلت المدينة التي يسكنها 2.8 مليون نسمة 61 جريمة قتل العام الماضي.

 

هذا ما يريده ترمب وماكرون في اتفاق إيراني جديد

العربية.نت - صالح حميد/25 نيسان/18/كشف الرئيس الفرنسي، إيمانويل_ماكرون، خلال زيارته للولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي، دونالد_ترمب، عن فحوى الاتفاق الدولي الجديد الذي تريده أوروبا مع إيران وقال إنه يتضمن أربعة محاور. وبحسب ما كشف ماكرون خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع ترمب ،الثلاثاء، يتضمن الاتفاق الجديد أربعة محاور:

أولاً، منع أي نشاط نووي إيراني بحلول عام 2025. وقد تحقق ذلك بسبب وجود الاتفاق المبرم بين طهران والقوى الدولية الست عام 2015 مما يعني الحفاظ على الاتفاق الحالي.

ثانياً، ضمان عدم امتلاك إيران لأنشطة نووية على المدى الطويل وهذا ما يتطلب اتفاقا جديدا حيث إن الاتفاق الحالي يسمح لإيران العودة إلى نشاطاتها بمجرد انتهاء اتفاق 2015.

أما المحور الثالث فيتمثل في وقف نشاطات الصواريخ الباليستية الإيرانية في المنطقة وهو مطلب إقليمي ودولي موحد.

والمحور الرابع هو توفير شروط لحل سياسي من أجل احتواء إيران في المنطقة ونفوذها ودورها المخرب في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

وأُعلن، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي ترمب والرئيس الفرنسي ماكرون تحدثا عن اتفاق جديد محتمل حول البرنامج النووي الإيراني.

غير أن المصادر الأميركية تفيد أن ترمب يريد شروطا إضافية للاتفاق الجديد لكي يتم فتح المجال أمام تعديل #الاتفاق_النووي الحالي بدل إلغائه، بالإضافة إلى التعديلات التقنية التي طالب بها سابقا.

وتضمنت الشروط الإضافية تعهدات من إيران بوقف انتهاكات حقوق الإنسان وإيقاف الهجمات والتهديدات الإلكترونية وتجميد الأنشطة الاقتصادية للحرس الثوري.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن مسؤولين أميركيين إن ترمب يشترط تمديد الاتفاق النووي بتنفيذ هذه المطالب، بالإضافة إلى المطالب السابقة المتمثلة بوقف إيران إنتاج وتطوير واختبار الصواريخ البالستية، وسحب قوات الحرس الثوري من دول المنطقة، وإمكانية تفتيش جميع المواقع النووية في إيران من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعديل بند " sunset ( الغروب) " الذي ينص على أن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يستأنف مرة أخرى بعد 10 أعوام أي في العام 2025.

وكان الرئيس الأميركي منح مهلة 120 يوما للحلفاء الأوروبيين لمراجعة الاتفاق مع إيران، مهددا بالخروج من الاتفاق إذا لم يتم إصلاحه بنهاية المهلة.

ويأتي الحديث عن إبرام اتفاق جديد في وقت تقول فيه إيران إنها ستنسحب من الاتفاق في حال خروج أميركا منه، كما تهدد بالعودة الفورية لتخصيب اليورانيوم والخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي.

وفي ظل التهديدات المتبادلة، يبدو أن مصير الاتفاق النووي بات في مهب الريح خاصة وأن المتشددين في إيران يصرون على الخروج منه لأنهم يرون أن إيران قدمت تنازلات مقابل عدم رفع العقوبات عنها كليا

 

روحاني مهاجما ترامب: كيف لمطور عقاري أن يقرر بالشؤون الدولية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— /25 نيسان/18/انتقد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأربعاء، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واصفا الأخير بأنه لا يملك خبرة في السياسة أو القانون أو الاتفاقات الدولية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية على لسان روحاني قوله: "انت (ترامب) تاجر وتبني الابراج، كيف تريد الحكم علي القضايا العالمية،" لافتا على ان "أميركا تسعي إلى تهديد الشعب الايراني، وأن مشكلتنا الرئيسية هي المواجهة مع صانعي السياسات الذين لا يفهمون أبعاد خطابهم وقرارهم."وأضاف: "عندما تعلن صراحة ’أعطونا المال لتبقى قواتنا المسلحة في سوريا‘ إنها علامة علي أنك مرتزق،" لافتا على أنه "لا حاجة لتواجد القوات الامريكية في دول المنطقة، شعوب المنطقة قادرة علي حماية أمنها واننا مستعدون لحمايتها." وأردف الرئيس الإيراني قائلا: "المنطقة ستنعم بالأمن في حال انسحاب اميركا.. أميركا احتلت العراق ودمرت افغانستان، وجعلت الارهابيين يهيمنون على المنطقة وزودت السعودية بأنواع الاسلحة."

 

موغيريني تدعو الى "الحفاظ" على الاتفاق النووي الايراني

أ ف ب/25 نيسان/18/ اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاربعاء ان الاتفاق النووي الموقع مع ايران "يعمل جيدا ويجب الحفاظ عليه" بعدما دعا الرئيسان الاميركي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون الى اتفاق جديد مع طهران. وقالت موغيريني عند وصولها للمشاركة في مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل "بالنسبة لما سيحصل في المستقبل سنرى حينذاك، لكن هناك اتفاق قائم الان يعمل جيدا، ويجب الحفاظ عليه".

 

روسيا ترى أنه «لا بديل» للاتفاق النووي «بصيغته الحالية»

موسكو: الشرق الأوسط/25 نيسان/18»/أكدت روسيا اليوم (الأربعاء) أن الاتفاق النووي الإيراني «لا بديل له»، ردا على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي دونالد ترمب للعمل على اتفاق جديد مع طهران. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «نؤيد الإبقاء على الاتفاق بوضعه الحالي ونرى أنه في الوقت الراهن لا بديل له». وأضاف: «السؤال المطروح: هل من الممكن في الوضع الحالي تكرار مثل هذا العمل الناجح؟». ويأتي ذلك بينما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه مستعد للعمل مع واشنطن على اتفاق نووي جديد مع إيران، بعد أن كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصف قبل ساعات الاتفاق الذي أبرم في يوليو (تموز) 2015، بأنه «كارثة». وصرّح ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع ترمب «يمكنني أن أقول إننا أجرينا محادثات صريحة جدا حول هذا (الموضوع)، فقط نحن الاثنين»، مضيفاً: «نأمل اعتبارا من الآن العمل على اتفاق جديد مع إيران». من جانبها، سارعت إيران الأربعاء إلى رفض الدعوة لللعمل على اتفاق نووي جديد، حيث شكك الرئيس حسن روحاني في خطاب ألقاه في تبريز (شمال ايران) في شرعية مساعي التوصل إلى اتفاق جديد. وقال روحاني: «يقول إلى جانب رئيس دولة أوروبية : "نريد ان نقرر بشأن اتفاق تم التوصل إليه بين سبعة أطراف"، للقيام بماذا؟ وبأي حق؟» في إشارة ضمنية إلى خطاب الرئيسين ترمب وماكرون. وأضاف الرئيس الإيراني «عليكم أن توضحوا كيف سيسير الاتفاق في السنوات المقبلة. قولوا لنا من فضلكم أولا ماذا فعلتهم في السنتين الماضيتين»مشيرا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد بانتظام أن طهران تفي بتعهداتها التي قطعتها في فيينا حول برنامجها النووي بهدف تقديم ضمانات بانها لا تسعى الى امتلاك السلاح النووي.

 

ترمب يتوعد إيران بـ«ثمن باهظ» وماكرون يتحدث عن «اتفاق جديد»

الرئيس الأميركي: لن نسمح للإيرانيين بالوصول إلى المتوسط عبر سوريا... الرئيس الفرنسي: نريد اتفاقاً يعالج المخاوف من الصواريخ الباليستية

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/25 نيسان/18/ربط الرئيسان دونالد ترمب وإيمانويل ماكرون في شكل صريح، أمس، بين الاتفاق النووي مع إيران وسلوكها الإقليمي، من اليمن إلى سوريا وصولاً إلى لبنان. وفي مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض، تحدث الرئيس الفرنسي، للمرة الأولى، عن خطة لصوغ «اتفاق جديد» مع إيران يعالج أيضاً المخاوف من صواريخها الباليستية ونفوذها الخبيث في المنطقة، في وقت هدد الرئيس الأميركي طهران بدفع «ثمن باهظ» إذا استأنفت برنامجها النووي. ولم يقدم ترمب إشارة واضحة حول ما إذا كان سينسحب من الاتفاق النووي مع إيران بحلول 12 مايو (أيار) المقبل، مبقياً الغموض محيطاً بقراره النهائي في هذا الشأن. وفي المؤتمر الصحافي المشترك للرئيسين الأميركي والفرنسي في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض مساء أمس الثلاثاء، قال ترمب إن «الولايات المتحدة وفرنسا اتفقتا على أن إيران لا يُمكن السماح لها بأن تطوّر سلاحاً نووياً، وأن هذا النظام (الإيراني) عليه أن ينهي دعمه للإرهاب. في كل مكان تذهب إليه في الشرق الأوسط تجد آثار إيران وراء المشكلات». وشكر ترمب ماكرون أيضاً على الدور الفرنسي في الحملة ضد «داعش»، قائلاً إنه «في الوقت الذي نُخرج قتلة (داعش) من سوريا، من الأساسي أن تتقدم الدول المسؤولة في الشرق الأوسط بمساهمتها لمنع إيران من الاستفادة من حملتنا ضد (داعش)».

أما ماكرون فقال إن ترمب أعلن خلال حملته الانتخابية موقفه الصريح من الاتفاق النووي الإيراني، مضيفاً أنه أجرى حواراً ثنائياً صريحاً في هذا الشأن مع الرئيس الأميركي. وقال إن ترمب يجادل بأن الاتفاق الموقع عام 2015 هو «اتفاق سيئ»، في حين أنه هو يقول منذ شهور إن «الاتفاق ليس كافياً» لكنه يسمح «ببعض التحكم بنشاطاتهم (الإيرانيين) النووية» حتى عام 2025. وأضاف: «لذلك فنحن من الآن نود أن نعمل على اتفاق جديد مع إيران. ما نحتاج إليه هو... تغطية أربعة محاور: أولاً، منع أي نشاط نووي لإيران حتى عام 2025. ثانياً، (ضمان) أنه على المدى الطويل لن يكون هناك نشاط نووي إيراني، ثالثاً، أن نضع حداً لنشاطات إيران الباليستية، ورابعاً أن نخلق الظروف لحل سياسي بهدف احتواء (سلوك) إيران في المنطقة، في اليمن، وفي سوريا، وفي لبنان».

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة باراك أوباما السابقة مع مجموعة «خمسة زائد واحد» عام 2015 لم تكن صفقة مرضية ولكن «الآن علينا العمل على اتفاق جديد مع إيران». وأضاف: «فرنسا ليست ساذجة حينما يتعلق الأمر بإيران، لكنا أيضا نحترم الشعب الإيراني، وإضافة هذه العناصر ستكون الركيزة الأولى... أنا لا أقول إننا نتحرك من صفقة إلى أخرى وإنما يمكن أن نضيف إليها». وأشار إلى أنه يريد العمل مع الولايات المتحدة والقادة الإيرانيين وقادة المنطقة من أجل التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. وقال: «هذا هو الطريق الوحيد للتوصل إلى السلام ولا نريد تكرار أخطاء الماضي». وأوضح أن جوهر محادثاته مع ترمب تركز على تمهيد الطريق لـ«اتفاق جديد».

وأشار ماكرون إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا والعمل مع التحالف الدولي ضد «داعش» لتحقيق النصر واستعادة السلام وضمان ألا تقع سوريا في «الأيدي الخطأ» مع تبني حل سياسي شامل.

أما ترمب فكرر أنه يريد إعادة الجنود الأميركيين من سوريا «في أقرب وقت»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه اتفق مع نظيره الفرنسي على أنه لا يريد إعطاء إيران «نافذة على البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا». وشدد على أنه حينما تم إبرام الاتفاق مع إيران كان لا بد من مناقشة الوضع السوري وإبرام اتفاق يتضمن معالجة المخاوف في اليمن وسوريا والعراق ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، وهو ما لم يحصل. وأشاد ترمب بمشاركة فرنسا في الضربة الأخيرة ضد سوريا، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يقف متحداً ضد استخدام الأسلحة الكيماوية وضد انتشار الأسلحة النووية، متعهداً بالاستمرار في الضغط على كوريا الشمالية وفرض أقصى العقوبات عليها حتى تتخلص من جميع أسلحتها النووية، وشدد الرئيس الأميركي على أنه لن يتم السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية.

وأمضى الرئيسان وقتاً طويلاً في النقاشات المغلقة، ما أدى إلى تأخر المؤتمر الصحافي المشترك لهما لأكثر من ساعة. وقد ازدحمت الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض بعدد كبير من الصحافيين، واصطف الإعلام الأميركية والفرنسية على جانبي الغرفة. وقبل دخول الرئيسين دخل نائب الرئيس مايك بنس وزوجته ومستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير التجارة ويلبر ورس ووزير الخزانة ستيف منوشن وستيف ميللر المستشار السياسي للرئيس ومليان كونواي ثم دخلت السيدة الأولى ميلانيا ترمب والسيدة الأولى لفرنسا بريجيت ماكرون إلى الغرفة.

وقد أشاد الرئيس ترمب بقوة التحالف ما بين بلاده وفرنسا خلال استقباله الرئيس الفرنسي في البيت الأبيض. وأقيم حفل استقبال رسمي لماكرون وزوجته بريجيت حيث اصطف جنود الشرف في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض وأطلقت 21 طلقة للترحيب بالضيف. واحتشد كثير من الفرنسيين حاملين الأعلام الفرنسية للترحيب برئيسهم. ومن المقرر أن يكون الرئيس ترمب قد أقام ليلة أمس عشاء دولة للرئيس الفرنسي. وقد تم دعوة 150 مدعواً فقط لحفل العشاء الذي أشرفت السيدة الأولى ميلانيا على ترتيباته.

وقبل عقد المحادثات الثنائية المغلقة أبدى ترمب موقفاً متشدداً من إيران والاتفاق النووي، واصفاً الصفقة بأنها «سيئة وسخيفة». وقال: «سنتحدث عن إيران والاتفاق النووي وسنناقش اتفاق باريس للمناخ والجميع يعرف موقفي من الاتفاق النووي الإيراني، لقد كانت صفقة مروعة وكان يجب ألا يتم إبرامها أبداً، هذا جنون أن نعطي إيران 150 مليار دولار من الأموال وأعطينا 1.8 مليار دولار من الأموال السائلة، وهذه الصفقة كان لا ينبغي أبدا إبرامها وسنتحدث في هذا الأمر». وأضاف ترمب بعد أن تحولت لهجته إلى التحذير: «أي نوع من الصفقات هذه التي لا تتعامل مع تجارب إيران للصواريخ الباليستية، أي نوع من الصفقات لا تتعامل مع أنشطة إيران في أماكن مثل اليمن أو سوريا. إذا نظرنا إلى أي مكان أو مشكلة في الشرق الأوسط فسنجد أن إيران وراء هذه المشكلة. إنها خلف كل مشكلة في الشرق الأوسط ولن نسمح بحدوث أشياء معينة». وأضاف أن «الصفقة الإيرانية كارثة. إنهم يختبرون الصواريخ».

وفي رده على سؤال عما إذا كان سينسحب من الاتفاق النووي، أجاب ترمب: «سنتحدث (مع الرئيس الفرنسي) في هذا الأمر وسنرى». وحول تحذيرات إيران باستئناف برنامجها النووي إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، قال الرئيس ترمب بحدة: «لن يكون من السهل عليهم إعادة تشغيله، ولن يقوموا بإعادة تشغيل أي شيء، وإذا استأنفوا برنامجهم النووي فسيكونون في مشكلة أكبر عن أي وقت مضى». وأشار إلى أن وزير الخارجية السابق جون كيري لم يرد أن يتعامل مع قضايا خارج البرنامج النووي كجزء من الصفقة لأن ذلك سيكون معقداً للغاية. وقال: «لم يكن يريد مناقشة الأمر لأنه معقد للغاية. هذه ليست طريقة للقيام بالأمر». وتحدث ماكرون بالفرنسية قائلا إن «صفقة إيران قضية مهمة لكن علينا أن ننظر للأمر في صورة أوسع نطاقاً وهي الآن في المنطقة كلها». وأضاف: «ما نريد القيام به هو احتواء نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف ماكرون: «لدينا كثير للتحدث عنه، علاقاتنا الثنائية والقضايا الدولية الأخرى وبالنسبة لإيران فسننظر إليها في سياق إقليمي أوسع ولدينا سوريا والوضع بالمنطقة بأكملها، ولدينا هدف مشترك هو تحقيق الاستقرار، والتأكد من عدم وجود تصعيد وعدم انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، ونحتاج الآن إلى إيجاد الطريق الصحيح للأمام».

وبعد اجتماع ثنائي مغلق، عقد الرئيس ترمب وضيفه ماكرون اجتماعاً مع كبار المستشارين في غرفة مجلس الوزراء، ولمح ترمب إلى مكانية التفاوض على اتفاقات جانبية. ومن دون أن يوضح أي شيء قال إنه منفتح على القيام «بشيء ما» بشأن الصفقة الإيرانية إذا تم ذلك «بشكل قوي». وأشار الرئيس الأميركي إلى أن محادثاته مع نظيره الفرنسي كانت جيدة للغاية حول إيران. وقال: «نحن قريبون إلى حد ما من فهم بعضنا لقد مضى اجتماعنا الثنائي بشكل جيد للغاية».

وتحدث ترمب حول كوريا الشمالية والاتفاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وقال: «تحدثنا عن إيران وسوريا وموضوعات كثيرة وأعتقد أن لدينا حلولاً لكثير منها». وأشار إلى أنه تلقى استجابة جيدة من جانب كوريا الشمالية و«أنهم يرغبون في عقد الاجتماع في أقرب وقت ممكن». وقال في معرض حديثه عن الزعيم الكوري الشمالي: «لقد كان كيم جونغ أون منفتحاً للغاية وهذا شيء جيد وسنرى أين سينتهي كل ذلك أنا مستعد لمغادرة المائدة لكن أعتقد أن لدينا الفرصة للقيام بشيء مميز للغاية».

وتحدث ترمب عن التجارة مع فرنسا والاتحاد الأوروبي معتبراً أنها «قضية معقدة» بسبب قيام الاتحاد الأوروبي بوضع «عوائق تجارية» مع ارتفاع العجز التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد إلى 151 مليون دولار لمصلحة الأوروبيين، مشيرا إلى أن هذا الأمر «غير عادل». كما تحدث عن «نافتا» والتجارة مع المكسيك والصين. فيما تحدث ماكرون بالإنجليزية مشيرا إلى التحديات العالمية المشتركة حول التجارة بما في ذلك تجارة الصلب والعلاقات التجارية والتحديات المتعلقة بتغير المناخ. وشدد الرئيس الفرنسي على وجود أرضية وقواسم مشتركة مع نظيره الأميركي واصفا النقاش بينهما بأنه كان مباشراً ومثمراً للغاية.

يذكر أن هذا هو اللقاء السادس بين الرئيسين الفرنسي والأميركي وأبرز اجتماع كان رحلة ترمب إلى باريس في الاحتفال بيوم الباستيل في 14 يوليو (تموز) الماضي. ومنذ مجيء ماكرون للسلطة في فرنسا كان للرئيسين نحو 20 مكالمة هاتفية.

 

دي ميستورا: المكاسب العسكرية لن تنعكس سياسياً

لندن - بروكسل: «الشرق الأوسط»/25 نيسان/18/قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن «المكاسب العسكرية» التي تحققها قوات النظام السوري «لن تجلب أي تغيير سياسي»، محذراً من حصول «كارثة إنسانية» في إدلب شمال غربي البلاد. وقال دي ميستورا، في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: «نرى أنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية... لم تؤدِّ المكاسب العسكرية والمكاسب على الأرض والتصعيد العسكري إلى حل سياسي ولم تجلب أي تغيير... ما حدث هو العكس». من جانبها، قالت موغيريني إن هناك «حاجة إلى العودة للعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة... لبدء مفاوضات سلمية حقيقية وذات معنى والتي تعد السبيل الوحيد كي تنهض هذه البلاد». وقال دي ميستورا في اجتماع للمانحين في بروكسل، إن إدلب قد تواجه نفس مصير حلب التي سيطر عليها النظام في هجوم بدعم من روسيا أواخر 2016، والغوطة الشرقية التي استعادها مطلع الشهر الحالي. وصرح: «كنا ولا نزال قلقين إزاء الجانب الإنساني في إدلب، لأنها التحدي الكبير الجديد مع 2,5 مليون شخص». وأضاف: «بالطبع لن تصدقوا أن جميعهم إرهابيون، ففيهم النساء والأطفال والمدنيون (...) لذا، نأمل أن تكون هذه مناسبة لضمان ألا تتحول إدلب إلى حلب جديدة أو الغوطة الشرقية الجديدة لأن الأبعاد مختلفة هنا تماماً». وبدأ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أمس (الثلاثاء)، مؤتمراً يستمر يومين لقطع وعود جديدة بالتبرع للمساعدات الإنسانية لسوريا وإحياء عملية جنيف للسلام المتعثرة مع دخول النزاع السوري عامه الثامن. وقال دي ميستورا إن الخلوة التي دعا إليها مجلس الأمن في مزرعة معزولة على الطرف الجنوبي للسويد في مسعى لتخطي الانقسامات العميقة بشأن كيفية إنهاء الحرب في سوريا، خفضت «درجة الحرارة»، لكنها فشلت في التوصل إلى حل سياسي. وقال: «بعد أسبوعين من اللقاءات المكثفة والمتوترة للغاية كانت هناك ضرورة مرة أخرى لخفض درجة الحرارة». وأضاف: «لكن هل أثمر ذلك عن حل الانقسام في مجلس الأمن إزاء سوريا أو تجنبه؟ لا. إنها أكبر مشكلة تواجهها الأمم المتحدة». وأضاف: «هل انخفضت درجة الحرارة وساد الفهم بأن هناك قضايا مشتركة نواجهها جميعاً؟ نعم».ودعت موغيريني وميستورا روسيا وإيران وتركيا -القوى الثلاث المشاركة في ما يسمى «عملية آستانة للسلام في سوريا»- إلى بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقالت موغيريني، وزيرة خارجية إيطاليا السابقة، في مؤتمر صحافي: «الرسالة الرئيسية هي أن سوريا ليست رقعة شطرنج، وليست لعبة جيوسياسية». وتابعت: «أعتقد أن عليهم (الدول الثلاث المشاركة في آستانة) ليس فقط مسؤولية، بل إن لهم كذلك مصلحة في إنجاح وقف إطلاق النار».

 

موسكو تعتزم تسليم دمشق أنظمة دفاع جوي جديدة «قريباً» وإسرائيل هددت بتدمير بطاريات صواريخ «إس 300» حال استخدمت ضدها في سوريا

الشرق الأوسط أونلاين»/25 نيسان/18/نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها اليوم (الأربعاء) إن موسكو تعتزم تسليم أنظمة دفاعات جوية جديدة لسوريا في المستقبل القريب. وأضافت الوزارة أنها ستفحص صاروخ «توماهوك» الأميركي الذي حصلت عليه القوات السورية بعد الهجوم الأخير، من أجل تطوير الصواريخ الروسية. يأتي ذلك غداة تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بقصف وتدمير منظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع المتطورة من نوع «إس300» التي تزمع روسيا تزويد النظام السوري بها، في حال استخدمت ضد الطيران الحربي الإسرائيلي.

وقال ليبرمان في حديث إلى موقع «واينت» لصحيفة «يديعوت أحرونوت» في شريط فيديو تعليقا على عزم روسيا تزويد القوات السورية بمنظومات «إس300» المضادة للطيران: «من المهم بالنسبة لنا ألا تستخدم الأسلحة الدفاعية التي يسلمها الروس إلى دمشق ضدنا، وإذا أطلقوا النيران على طائراتنا فسندمرهم».

وجاء كلام ليبرمان في أعقاب قيام صحيفة «كومرسانت» الروسية المعروفة بجديتها، بنقل حديث عن مصادر عسكرية ودبلوماسية روسية مفاده: «إذا هاجمت إسرائيل منظومات الدفاع (إس300) فستكون النتائج كارثية على جميع الأطراف». وبحسب صحيفة «كومرسانت»، فإن بطاريات الصواريخ هذه ستسلم إلى القوات السورية «مجانا وقريبا جدا». وهذه الأنظمة روسية الصنع قادرة على اعتراض طائرات أو صواريخ، مما قد يعقد توجيه ضربات جوية فوق الأراضي السورية. وأكدت الصحيفة الروسية أن الصواريخ من نوع «إس300» موجودة حاليا في قاعدة طرطوس، في حين أن صواريخ «إس400» الأكثر تطورا موجودة في قاعدة حميميم. وأضاف ليبرمان: «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكننا لن نسمح لإيران بأن تستخدم أنظمة أسلحة متطورة تستهدف إسرائيل، وإذا استهدفتنا بإطلاق نار فسنرد، ولا نبالي إذا كانت هناك (إس300) أو (إس700) أو أي شيء آخر».

وأكد ليبرمان أن وجود صواريخ «إس300» و«إس400» في سوريا «لن يقيد تحركات إسرائيل». كما أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي أن منظومات الصواريخ هذه «موجودة في سوريا بأيدي الجيش الروسي حاليا وهي لا تعمل ضدنا، ونحن في خط مفتوح مع الروس منذ سنوات، ونجحنا في منع أي احتكاك بيننا، أما من عمل ضدنا فهم السوريون، وقد دمرنا مواقعهم». وتابع ليبرمان: «من جانبنا ليست لدينا خطوط حمراء بالنسبة لأمننا وأمن مواطنينا، نحن نعمل بكل حرية عندما يتعلق الأمر بأمننا». وسبق أن أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي أن موسكو، بعد القصف الأميركي - البريطاني - الفرنسي الأخير ضد مواقع في سوريا «لم تعد تتحمل أي مسؤوليات أخلاقية إزاء الحلفاء الغربيين»، كانت تحول حتى الآن دون تزويد دمشق بمنظومات «إس300». ووقعت روسيا وسوريا اتفاقية عام 2010 لتسليم «إس300» إلى قوات النظام السوري. وقال بوتين في حديث صحافي العام الماضي: «لدينا عقد تسليم صواريخ (إس300) إلى سوريا، وقد سلمنا بعض مكوناتها، لكننا لم ننه العملية، وهي معلقة حاليا لعدم كسر توازن القوى».

 

الجبير: النظام القطري سيسقط إذا سُحبت الحماية الأميركية

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 نيسان/18»/قال عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، أمس، إنه «لو قامت أميركا بسحب الحماية الأميركية، المتمثلة بالقاعدة العسكرية، من قطر، فإن النظام سيسقط هناك خلال أقل من أسبوع». وأكد وزير الخارجية السعودي أنه «يجب على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات العسكرية الأميركية في سوريا، وأن تقوم بإرسال قواتها العسكرية إلى هناك، قبل أن يلغي الرئيس الأميركي الحماية الأميركية لدولة قطر، المتمثلة بوجود القاعدة العسكرية الأميركية على أراضيها». وجاءت تأكيدات الوزير الجبير بناء على تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في المؤتمر الصحافي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد مباحثات الزعيمين في البيت الأبيض أمس، حيث أكد وزير الخارجية السعودي على كلام الرئيس ترمب.

 

وفاة صحافي فلسطيني متأثراً بإصابته خلال احتجاجات غزة

غزة: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 نيسان/18/أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم (الأربعاء)، وفاة الصحافي أحمد أبو حسين، من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، متأثرا بجروح أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال تغطيته مسيرات العودة شرق جباليا، قبل أسبوعين تقريبا.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلا وزارة الصحة، فإن إصابة الصحافي أبو حسين كانت بالغة حيث تسببت بتلف في الدماغ، وتهتك بأعضاء جسده. وبوفاة الصحافي أبو حسين يرتفع عدد القتلى في غزة منذ 30 مارس (آذار) الماضي إلى 40 قتيلا.

 

الجيش الإسرائيلي يضاعف دورياته على الحدود مع قطاع غزة وتزايد عمليات التسلل والعبور منذ مطلع السنة الحالية يقلق الاحتلال

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/25 نيسان/18/أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، عن اعتقال ستة مواطنين فلسطينيين، تمكنوا خلال 24 ساعة من اجتياز السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وقال الناطق إن اثنين من المعتقلين كانا مسلحين بالقنابل والسكاكين، وإن قوات الجيش قامت بتحويل جميع المعتقلين إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وفي ضوء ذلك، تقرر نشر المزيد من الوحدات العسكرية على حدود قطاع غزة لاحتمالات التصعيد مع قرب ذكرى النكبة.

وأعربت مصادر عسكرية عن قلقها من التصعيد في عمليات وحوادث تسلل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى إسرائيل، خلال الأسابيع الماضية، إذ زاد عدد المتسللين في السنة الحالية عن مجموع عدد المتسللين في سنة 2016 (65 شخصا) و2017 (60 شخصا). وقالت: «إذا كان المتسللون في العامين الماضيين هم من طالبي العمل، فإن عددا كبيرا من المتسللين اليوم يأتون مسلحين ويسعون لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين. وهذا تطور جديد يحتاج إلى علاج من نوع خاص». وأضاف: «في الشهر الماضي تمكن فلسطينيان اثنان من التسلل والمشي 20 كيلومترا داخل الأراضي الإسرائيلية، حتى تم إلقاء القبض عليهما ومعهما سلاح. ولو استخدماه لكانا عملا كارثة». وتخشى المخابرات الإسرائيلية من أن يكونوا، في أحسن الحالات، مبعوثين من فصائل فلسطينية بهدف استكشاف جغرافية المنطقة واستعدادات الجيش الإسرائيلي للمجابهات المقبلة، وأن يكونوا، في أسوأ الحالات، يمثلون مجموعات انتحارية جديدة. ففي التدريبات التي تجري للشباب الفلسطيني في قطاع غزة، يكثر الحديث عن عمليات كهذه تتم بواسطة أفراد، في البر والبحر، أو بواسطة الطائرات المسيرة الانتحارية. يذكر أن عدة آليات عسكرية إسرائيلية توغلت، أمس الثلاثاء، لمسافة محدودة، شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. وقال شهود عيان، إن 4 جرافات عسكرية ضخمة من طراز «دي 9» توغلت لعشرات الأمتار بمحاذاة مخيم العودة شرق مخيم البريج وشرعت بأعمال تسوية وتجريف. وقام جنود الاحتلال بإقامة سياج جديد داخل أراضي القطاع، لمنع المتظاهرين من الاقتراب من السياج على الحدود، علما بأن الشبان الفلسطينيين نجحوا في إزالة أو تمزيق السياج الأمني أكثر من مرة خلال مسيرات العودة. من جهة ثانية، توجه مركز «عدالة» القانوني في إسرائيل ومركز «الميزان» لحقوق الإنسان في قطاع غزة، أمس، إلى المحكمة الإسرائيليّة العليا مطالبين بمنع الجيش الإسرائيلي من استخدام القنّاصة والرصاص الحي كوسيلة لتفريق المظاهرات في قطاع غزة. وكان استخدام القنّاصة والرصاص الحي قد أسفر، منذ بدء المسيرات، عن استشهاد 32 مواطنا غزيا من بينهم صحافي و4 أطفال، وإصابة 2882 غزيّا، من بينهم 523 طفلا و97 امرأة، مؤكدين أن 56 في المائة (2882 جريحًا) من إجمالي عدد الجرحى أصيبوا بعيارات ناريّة حيّة.

وجاء في الالتماس الذي قدّمته المحاميّة سهاد بشارة من مركز عدالة، أن الجيش الإسرائيلي ينتهك القانون الدوليّ، كما ينتهك مبادئ القانون الدستوري الإسرائيلي ساري المفعول على الجيش في هذه الحالة. وقد اعتبرت سياسة الاحتلال «غير قانونيّة بشكلٍ صارخ، في كل ما يتعلّق بأوامر إطلاق النار ضد المتظاهرين في قطاع غزة، كما أنّها لا تتأسس على مبدأ قدسيّة الحياة والحق بسلام الجسد، كما أنها لا تتأسس على أعراف القانون الدوليّ. هذه السياسة لا ترى أي قيمة لأجساد الناس. لذلك نرى أنّ 94 في المائة من القتلى أصيبوا في الجزء العلوي من أجسادهم، 53 في المائة من القتلى أصيبوا في منطقة الرأس، 22 في المائة في منطقة البطن، 19 في المائة في منطقة الصدر والظهر، و6 في المائة فقط في الأقدام». وأكّد الالتماس أن المظاهرات هي فعاليّات احتجاج مدنيّة غير مسلّحة لم تشكّل، في أي حالة كانت، أي تهديد على حياة إنسان آخر.

 

الكويت تمهل السفير الفلبيني أسبوعاً لمغادرة أراضيها واستدعت سفيرها في مانيلا للتشاور

الكويت: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 نيسان/18/طلبت الكويت اليوم (الأربعاء) من السفير الفلبيني مغادرة أراضيها في فترة أقصاها أسبوع واحد، واستدعت في المقابل سفيرها في مانيلا للتشاور، بعد أيام على تصرفات من السفارة الفلبينية اعتبرت تعدياً على قوانين البلاد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا). وكان وزير الخارجية الفلبيني، بيتر كايتانو، قدم اعتذاراً أمس، إلى «دولة الكويت حكومة وشعباً على الإساءة والتعدي على قوانينها بسبب تصرفات السفارة الفلبينية في البلاد». وقال كايتانو: «أقدم اعتذاري إلى نظيري الكويتي وإلى الحكومة الكويتية والشعب الكويتي والقيادة الكويتية إزاء أي إساءة بسبب بعض التصرفات التي قامت بها السفارة الفلبينية في الكويت». وأضاف أنه قدم توضيحا للموقف إلى سفير دولة الكويت في مانيلا، الذي تفهم ذلك، مؤكدا أنه سيرسل توضيحا مماثلا إلى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الصباح.وقال إن الجانب الفلبيني أكد للجانب الكويتي على التزامه باتباع القوانين الكويتية، مضيفا: «ونحن بالتأكيد نحترم سيادة الكويت وكرامة الدولة من خلال العمل في حدود قوانينها والقوانين الدولية». وأوضح أن «ما يمكن القيام به لتجنب تكرار ذلك مستقبلا هو وضع آلية للتعاون بين الجانبين، لضمان تقديم المساعدة لكل من يحتاج لها أو من لديه قضية».

وكانت وزارة الخارجية الكويتية قد استدعت سفير الفلبين لدى الكويت مرتين على أثر تصريحاته الصحافية، وتصرفات بعض العاملين في السفارة الفلبينية ونقلت له شجبها وإدانتها «هذه التصرفات التي تمثل تعديا وتجاوزا على سيادة دولة الكويت وقوانينها».وقال نائب وزير الخارجية، خالد الجارالله، إن الكويت طلبت من السفير تسليم أعضاء السفارة الذين قاموا بتهريب العمالة المنزلية. وشدد على أن الكويت أكدت للسفير حقها بالرد المناسب على تلك التصرفات في موازاة سعي وزارة الداخلية للقبض على الأشخاص المتبقين المتهمين بتهريب العمالة الفلبينية. وأعلنت وزارة الداخلية الكويتية، الأحد الماضي، ضبط شخصين من الجنسية الفلبينية، أثناء قيامهما باستدراج مجموعة من عاملات المنازل من الجنسية ذاتها. وقالت الوزارة إن المتهمين أقرا بارتكابهما هذه الجريمة وعدة جرائم مماثلة في مناطق مختلفة من البلاد، والقيام بالتواصل مع عاملات المنازل من الجنسية الفلبينية وتحريضهن على الهرب من منازل كفلائهن.

 

الجيش المصري يعلن ارتفاع عدد الضحايا بعملية سيناء لـ35

العربي الجديد/25 نيسان/18/أعلن الجيش المصري، اليوم الأربعاء، مقتل ثلاثة ضباط عسكريين و30 مسلحاً، وتوقيف 173 شخصا، خلال الأسبوع الماضي، في سيناء ضمن العملية العسكرية الشاملة بأنحاء البلاد. جاء ذلك في بيان عسكري متلفز، تضمن نتائج الأسبوع الأخير من عملية "المجابهة الشاملة"، التي انطلقت 9 فبراير/شباط الماضي تحت عنوان "سيناء 2018"، والذي أعلن فيه أنه تم "القضاء على أمير تنظيم إرهابي وسط سيناء، ناصر أبو زقول، إضافة إلى 4 أفراد شديدي الخطورة". وأشار البيان إلى "القضاء على 8 تكفيريين شمال ووسط سيناء، والقبض على 173 فردا آخرين". وأضاف أن "عناصر وزارة الداخلية تمكنت من القضاء على 17 فرداً تكفيرياً في دائرة قسم أول العريش خلال اختبائهم بإحدى المناطق السكنية المهجورة". فيما تشير الصور إلى أن القتلى مدنيون، بعد الاطلاع على لباسهم والهيئة التي قتلوا فيها، وأن لوزارة الداخلية سوابق في قتل معتقلين على أنهم "إرهابيون" في العريِش.

وبيّن أن ثلاثة ضباط قتلوا خلال الأسبوع الأخير، فيما أصيب ضابط صف وجندي خلال الاشتباك وتطهير البؤر الإرهابية، وفق قول البيان، وذلك يرفع عدد قتلى الجيش إلى 35 منذ بدء العملية العسكرية. ويشار إلى أن المصادر الطبية، أكدت "للعربي الجديد"، مقتل وإصابة 9 عسكريين قبل عدة أيام في هجومين عسكريين لتنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي، في مدينتي رفح والشيخ زويد. واستناداً إلى البيانات العسكرية السابقة، يرتفع عدد القتلى إلى 238 مسلحاً، و35 عسكرياً، وعدد الموقوفين إلى 4229 شخصاً منذ بدء العملية الشاملة. وبدأ الجيش المصري، عملية عسكرية واسعة النطاق في 9 فبراير/شباط الماضي، بهدف السيطرة الأمنية على محافظة شمال سيناء بالكامل، إلا أن هجمات تنظيم "ولاية سيناء" ما زالت متواصلة، والتي كان آخرها وأكثرها دموية قبل أقل من أسبوعين باستهداف معسكر للجيش بوسط سيناء، أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 45 عسكريا بينهم ضباط برتب رفيعة.

 

حكاية مومياء} تربك إيران/جثة محنطة عُثر عليها في جنوب العاصمة يُعتقد أنها لرضا شاه مؤسس الحكم البهلوي

لندن: عادل السالمي/«الشرق الأوسط أونلاين»/25 نيسان/18

أربكت حكاية مومياء مجهولة في جنوب طهران، المواطنين الإيرانيين عقب تكهنات بأنها قد تكون رفات مؤسس النظام السابق رضا شاه بهلوي، وذلك عشية ذكرى تتويجه ملكاً للبلاد في 24 أبريل (نيسان) 1925، مما أثار تساؤلات حول التوقيت. وبدأت الحكاية عندما نشر عمال قبل 3 أيام «سيلفي» مع مومياء عُثر عليها خلال أعمال البناء ضمن مشروع توسيع منطقة تجارية بجوار مقبرة تاريخية بمدينة ري جنوب طهران. وتم تداول صور ومقاطع في شبكات التواصل الاجتماعي تدّعي عودة الجثة المحنطة إلى رضا شاه بهلوي، ما سبّب جدلاً واسعاً بين الإيرانيين، نظراً إلى شواهد تؤكد الفرضيات المطروحة بأنه صاحب الجثة، فضلاً عن تزامن العثور على الجثة مع ذكرى تتويجه ملكاً على البلاد في 24 أبريل 1925، بعد أيام قليلة من الإطاحة بحكم الشيخ خزعل، آخر حكام الأحواز. وتُظهر الصور تشابهاً بين الجثة وبين آخر صور رضا شاه بهلوي قبل دفنه. وتداولت المواقع صورة جنازته بزيّ عسكري. وقال العمال إنهم عثروا على الجثة داخل حوض خرسانی وإلی جانبه أداوت مثل السيف. وتفاعل الإيرانيون بشكل مثير مع اختفاء المومياء المنسوبة إلى رضا شاه، وأطلقوا هاشتاغات أبرزها «أين رضا شاه؟»، و«يحيا رضا شاه» و«يخشون جثتك»، وأطلق أنصار النظام الحالي هاشتاغاً ساخراً تحت عنوان «رضا شاه الموميائي».

على ضوء ذلك، تباينت مواقف الجهات الرسمية بين التأكيد والنفي حول هوية الجثة. فبينما نفت وكالتا أنباء «فارس» و«تسنيم» التابعتان للحرس الثوري، العثور على جثة محنطة تعود لمؤسس السلالة البهلوية، عززت وكالتا أنباء «إيرنا» و«إيسنا» التابعتان للحكومة الإيرانية الشكوك حولها.

وقال آخر ولي عهد في إيران وحفيد رضا شاه، رضا بهلوي، في تغريدة عبر حسابه في «تويتر» إنه يتابع باهتمام التقارير حول العثور على جثة رضا شاه المحنطة. وأضاف: «ندرس القضية حالياً، وننتظر أن يتضح الأمر في الأيام المقبلة». وحذر الجهات المسؤولة في الوقت نفسه من أي «تعتيم وعدم شفافية» في هذا الخصوص. ونشر رجال دين في إيران دعوات إلى احترام الجثة وتسليمها لذوي الميت أو إعادة دفنه وفق التعاليم الإسلامية. وفتح العثور على المومياء جرح الحنين إلى فترة رضا شاه بهلوي، والذي عاد مؤخراً إلى الواجهة عندما خرج الإيرانيون، نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في مظاهرات احتجاجية ضد سوء الأوضاع الداخلية في أكثر من 80 مدينة إيرانية. وكانت قد شملت قائمة الهتافات الإشادة الضمنية برفاهية الإيرانيين المعيشية في فترة رضا شاه، نكايةً في النظام الحالي الذي يَعتبر مؤسسَ النظام البهلوي رمزاً للخيانة في البلاد. وأحيا الحراك الشعبي العفوي في إيران آمال معارضي النظام الحالي خارج البلاد، ومن بينهم أنصار نظام الشاه الذين يجتمعون تحت خيمة المجلس الوطني الإيراني الذي يترأسه ولي العهد الإيراني السابق رضا بهلوي.

واللافت أن الهتافات التي تترحم على فترة رضا شاه كانت من بين 3 هتافات في أول يوم للمظاهرات بمدينة مشهد التي تعد معقلاً للثوريين ومسقط رأس المرشد الحالي علي خامنئي.

وخلال الاحتجاجات كان رضا بلهوي قد نفى أي نية لإعادة إرث الأسرة الملكية، مشدداً على أنه يتطلع لقيام نظام ديمقراطي يقرر الإيرانيون شكله. وقبل أيام وجّه رضا بهلوي عدة رسائل إلى الإيرانيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، عن قرب انهيار النظام الإيراني مع عودة الاحتجاجات في عدة مناطق إيرانية. من جانبها، أفادت وكالة «إيسنا» أن منظمة الطب العدلي تنوي أخذ عينات «دي إن إيه» من جثة المومياء للتعرف على هوية صاحبها. وتباينت التقارير حول أوضاع الجثة. إذ نقل موقع «خبرأونلاين» أمس، أن أضراراً لحقت بالجثة. وقال مختص بمدينة ري التاريخية إن «المنطقة التي عُثر فيها على الجثة لم تدفن فيها أي جثة أخرى محنطة»، مشدداً على أنها تعود لمؤسس النظام البهلوي. وقال حسن خليل آبادي، رئيس لجنة التراث الثقافي والسياحة بمجلس مدينة طهران، إنه «من الممكن» أن تكون مومياء رضا شاه، معلناً وقف عمليات الحفر حتى التعرف على هوية المومياء، وفق ما نقلت عنه وكالة «إيرنا» الرسمية. وشدد المسؤول الإيراني على أن الجثة، بغض النظر عن هوية صاحبها، لها جانب تراثي بسبب التحنيط، وأنه يجب الحفاظ عليها، مضيفاً أن الرأي الأخير حول صاحب الجثة يعود إلى خبراء الآثار التاريخية والطب العدلي. في هذه الأثناء، أفادت صحيفة «شرق» في تقرير، أمس، عن الحادث، بأن العلاقات العامة في المقبرة تنفي العثور على مومياء واعتبرت الأخبار المتداول «إشاعة». وشغل رضا شاه منصب ملك إيران بين أبريل 1925 و1941، بعدما كان وزيراً للدفاع ورئيساً للوزراء لآخر ملوك السلالة القاجارية. ويصفه منتقدوه بأنه «ديكتاتور» إيران الأول بسبب شراسة طبعه العسكري. وكان رضا شاه أبرز ضحايا التحالفات الدولية في بداية الحرب العالمية الثانية عندما خُلع من منصبه بعد دخول قوات الائتلاف البريطاني والسوفياتي إلى إيران، ونُفي إلى جوهانسبورغ عاصمة أفريقيا الجنوبية، حيث عادت جثته من هناك إلى البلاد محنطة وملفوفة بالعلم الإيراني قبل أن ينظِّم نجله جنازة ملكية انتهت بدفنه في مقبرة ري.

ويُحسب لرضا شاه أنه من رواد التحديث في إيران وكلمة السر في تثبيت أركان الدولة الإيرانية ونقل مؤسساتها من العالم القديم إلى الجديد، وعلى رأسها تغيير النظام التعليمي بإدخال المناهج الغربية وتطوير الخدمات في عموم المدن الإيرانية الكبيرة قبل إصلاحات شاملة في بناء الجيش الإيراني والشرطة وأجهزة الأمن. إلى جانب ذلك فإن البلاد تدين لرضا شاه الذي رسم حدود الجغرافيا الحالية قبل أن يتحول اسم البلاد من فارس إلى إيران في 1935، وأعلن اللغة الفارسية والمذهب الشيعي أساساً لهوية «الأمة الإيرانية» على حساب الهويات والقوميات الأخرى.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها مدفن رضا شاه الجدل في إيران. إذ قبل نحو 40 عاماً وبعد أيام قليلة من ثورة فبرایر (شباط) 1979، نصّب الخميني، صادق خلخالي حاكماً للشرع، فقاد حملة اجتثاث إرث نظام البهلوي والمعارضين لنظام ولاية الفقيه، وقام لاحقاً بموجة اعتقالات وإعدامات واسعة. كما قاد خلخالي حشداً من الثوريين إلى جنوب طهران وهدم صرح رضا شاه قبل أن تتعدد الروايات حول مصير جثته. وكانت أسرته قد نفت قبل سنوات أن تكون نقلت جثته.

في هذا الصدد، قال الرئيس الإيراني حينذاك أبو الحسن بي صدر، في تصريح لخدمة «بي بي سي» باللغة الفارسية، أمس، إن هدم قبر رضا شاه حظي بتأييد الخميني بعد تقديمه احتجاجاً ضد خطوة خلخالي، وذلك ما اعتبره الخميني عداءً مع رجال الدين. وحول هدم صرح رضا شاه، أعرب خلخالي -في مذكراته- عن أسفه لعدم العثور على جثة رضا شاه لحرقها. وشغلت قضية قبور الرموز السياسية، الإيرانيين في السنوات الماضية. والحكاية الأكثر إثارة للجدل قيام السلطات الإيرانية بأكبر عملية توسع حول مرقد الخميني بعد مرقد الإمام الثامن لدى الشيعة في مدينة مشهد. ولم تُعرف الميزانية التي خُصصت للتوسع في مرقد الخميني.

والملاحَظ أن ردود الأفعال في شبكات التواصل الاجتماعي تشير إلى أن تنشيط الذاكرة الإيرانية وعودة صور هدم صرح رضا شاه بفأس الثوريين لم يهدأ على بُعد شهر من تجمع مئات الآلاف من أنصار الخميني لإحياء ذكرى وفاته، تحت سقف ضريحه الشهر المقبل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الطعن الدستوري «طوى» الرسالة الرئاسية ؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 26 نيسان

في خِضم الاستعدادت للانتخابات النيابية طغى الطعن الدستوري الذي تقدّم به عشرة نواب أمام المجلس الدستوري على ما عداه من أحداث، وتجاوَز ما حوَته «الرسالة الرئاسية» إلى مجلس النواب في شكلها ومضونها، بعدما تحوّلَ الطعن بالمادة 49 بنداً من سبعة بنود أخرى فاستوعبَها وجَعلها بلا معنى. وهو ما أدّى إلى التريّث في قراءتها ومناقشتها بعد تحديد المخالفات الأخرى المرتكَبة. وعليه، فما هو المنتظَر؟

على وقعِ التحضيرات التي يجريها لمقاربة الطعون النيابية المنتظرة بعد 6 أيار المقبل موعدِ إجراء الانتخابات النيابية يخصّص المجلس الدستوري اجتماعه، عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، للبحث في الطعن الذي تقدّمَ به رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ومعه رئيس حزب الوطنيين الأحرار وأعضاء كتلة نواب الكتائب وأربعة نواب آخرون من «اللقاء الديمقراطي» وتكتّل «الإصلاح والتغيير» و»المستقبل» من أجلِ الطعن «في دستورية قانون موازنة 2018» مع «طلبِ وقفِ التنفيذ».

ومِن المقرر دستورياً - وبحسب المواد 19 و20 و21 من نظام المجلس - أن يلتئمَ المجلس الدستوري اليوم للبتّ المبدئي بقبول الطعنِ في الشكل كما بالنسبة الى طلب البتّ بوقفِ تنفيذ بعض البنود المطعون بها «جزئياً أو كلّيا» لاستحالة وقفِ تنفيذ قانون الموازنة كاملاً.

وتسمية أحد أعضائه مقرّراً - بموجب المادة 31 من نظامه ـ يتولّى وضع التقرير الخاص بالطعن خلال مهلة الأيام العشرة المقبلة حداً أقصى ليلتئم المجلس بعدها وخلال خمسة ايام - عملاً بمضمون المادة 36 - وبدء البحث في مضمون التقرير في جلسات مناقشةٍ ومذاكرة تمهيداً لإصدار قراره النهائي في مهلة 15 يوما. وكل ذلك سيَجري في خلال شهر حدّاً أقصى يُحتسَب من تاريخ تقديم الطعن. وبحسب كلّ الآراء الدستورية فإنّ ما شابَ الموازنة من اخطاء وخروج على الدستور ليس قليلاً ولا من الصعب فهمُه. فهناك بنود كثيرة تجاوزَت من خلالها لجنة المال والموازنة ما يقول به الدستور، وكرّسَها مجلس النواب في جلسة تشريعية عامة عقِدت على أعتاب مؤتمر «سيدر 1» لتقديمها في المؤتمر خطوةً اصلاحية لا بدّ منها دون التروّي أو النظر الى ما احتوَت من مخالفات دستورية وقانونية هي التي أدّت الى الطعن امام المجلس الدستوري.

ولمّا تزامنت هذه الخطوة مع خطوة رئيس الجمهورية بتوجيه كتاب الى المجلس النيابي طالباً اليه تفسيرَ المادة 49 من قانون الموازنة الخاصة بمنحِ ايّ اجنبي «إقامة دائمة» لقاء تملّكِه عقاراً سكنياً وفق معايير مالية محدّدة إن جرى ذلك في بيروت أو في خارجها، فقد ادّى الطعن الى تجميد رئيس الجمهورية بالتكافل والتضامن مع رئيس مجلس النواب العملَ بالرسالة ومضمونِها في انتظار كلمةِ المجلس الدستوري الحاسمة.

وجاءَت خطوة رئيسَي الجمهورية والمجلس النيابي، لتزامنِ مبادرة رئيس الجمهورية والتقدّم بالطعن أمام المجلس الدستوري بفارق ساعات قليلة. فالرئيس ميشال عون الذي بعث في الثامنة صباح الثلاثاء برسالته الى المجلس النيابي تطبيقاً لنصٍّ دستوريّ يحدّد صلاحياته عملاً بالفقرة 10 من المادة 53 من الدستور، والفقرة 3 من المادة 145 من النظام الداخلي للمجلس النيابي، لم يكن على علمٍ مسبَق بالطعن الذي قدِّم إلى المجلس الدستوري ظهراً.

فاتّصل برئيس المجلس في الأولى بعد الظهر لمعالجة الموقف. وقد تمّ التوافق على تجميد الرسالة والخطوات التي تفرضها بعدما تجاوَز الطعن النيابي مضمونها وراح الى أبعد مما قالت به لجهة «إعادة النظر» في المادة 49 فحسب، بل ذهبَ بعيداً الى ما عداها من مواد من القانون نفسِه، فتقدَّم أمر النظر بها من قبَل المجلس الدستوري على كلّ ما يمكن أن يقوم به مجلس النواب.

فطلبُ الطعن أمام المجلس الدستوري تجاوَز المادة 49 إلى بنود أخرى في الشكل والمضمون، وأبرزُها:

أوّلاَ، في الشكل:

- طلب المستدعون اتّخاذ القرار فوراً بوقف تنفيذ مفعول القانون المطعون فيه جزئياً أو كلياً ريثما يُصار الى بتّ الطعن في الأساس. منعاً لأيّ ضرر قد يلحق بالتعديلات الضريبية في حال تمّ الرجوع عنها أو إلغاؤها أو تعديلها حفاظاً على حقوق المواطنين والمال العام ومنعاً للوقوع في حالة اللاستقرار القانوني التي تؤثر سلباً على الانتظام المالي للدولة.

ـ ثانياً، في المضمون:

- مخالفة القانون المطعون فيه لأحكام المادتين 32 و83 من الدستور اللبناني والفقرتين (ج) و (د) من مقدّمة الدستور لجهة احترام الموجبات والصلاحيات الدستورية لمجلس النواب.

- لجهة وجوب التقيّد بالمبادئ والأصول والقواعد الدستورية التي ترعى الموازنة ويقتضي إبطالَ الفصول الثانية والثالثة والرابعة في القانون المطعون به لمخالفته المادة 83 من الدستور لجهة احترام مبدأ سنوية الموازنة ولجهة عدم تضمينه أحكاماً لا تتعلق مباشرةً بتنفيذ الموازنة. وكذلك إبطال المادة 13 من الدستور لجهة احترام وحدة وشمول الموازنة ووجوب احترام القواعد والمبادئ التي نصّ عليها الدستور في وضع الموازنات.

- مخالفة القانون المطعون به لأحكام المادة 87 من الدستور والفقرة «هـ» من مقدّمته. لجهة وجوب احترام الأصول الدستورية وإعداد قطعِ الحساب والمصادقة عليه قبل المصادقة على الموازنة ونشرِها (المادة 87 من الدستور). كما لجهة وجوب احترام مبدأ الفصل بين السلطات وتوازياً مع عدم جواز تعطيل عمل السلطات الدستورية (الفقرة «هـ» من مقدّمة الدستور).

- مخالفة القانون المطعون فيه لأحكام المواد 81 و82 من الدستور اللبناني. وهو ما يقتضي إبطالَ بعض المواد من القانون المطعون فيه لجهة عدمِ جواز انتزاع صلاحيةٍ دستورية هي للمجلس النيابي ضِمن قانون الموازنة.

- في مخالفة المادة 49 من القانون المطعون فيه لأحكام الفقرة «ط» من مقدمة الدستور التي تقول «إنّ أرض لبنان لكلّ اللبنانيين ... ولا تَجزئة ولا تقسيم ولا توطين». كما المادة 83 منه، وبالنظر الى الغموض وافتقارها الى الوضوح. ولذلك وجبَ إبطال المادة 49 لمخالفتها كلَّ هذه الفقرات والمواد المشار اليها.

وأمام هذا الواقع الجديد الذي فرَضه الطعن أمام المجلس الدستوري ظهَر أنّ تجميد خطوة الرئيس في اتّجاه مجلس النواب منطقية وواقعية بعدما بات مضمون الرسالة دون أهمّيةِ ما أثارَه الطعن امام المجلس الدستوري. وهو أمرٌ سيقود ايضاً الى إظهار حجمِ التجاوزات التي ارتكبَتها لجنة المال والموازنة النيابية التي ادَّعت البتَّ بها في ايام قليلة.

وتجاهلت كثيراً من مقتضيات الوصول الى مرحلة إصدار الموازنة الجديدة بعدما تجاوَز اعضاؤها موضوع قطعِ الحساب والتعهّد السابق عند إقرار موازنة العام 2017 بالبتّ به قبل البحثِ في موازنة 2018. عدا محاولة اللجنة ومِن بعدها المجلس النيابي التعديلَ المقترح على قانون تملّكِ الأجانب وأصول إعطاء الإقامة لأيّ أجنبي على الأراضي اللبنانية تلبيةً للوبي اقتصادي ومالي كبير على حساب كلّ القوانين التي ترعى هذه العملية وخلافاً لمبدأ يَفهمه طلّاب المرحلة التكميلية بأن «لا تعديل أو إعادة نظر في أيّ قانون إلّا بقانون مماثل».

وعليه، سيكون أمام المجلس الدستوري فرصة لم تأتِ يوماً لإرساء قواعد التعاطي مع الموازنات العامة والمال العام والأسس الواجب اعتمادها. والبدء بتطبيق الإصلاحات التي تعهَّد بها لبنان أمام المجتمع الدولي ووقف المهاترات السياسية التي يدّعيها البعض في لجنة المال والموازنة ويعدّد فيها الإنجازات للتغطيةِ على مجموع التجاوزات.

 

صدام سياسي عنيف يلوح في الأفق

جوني منير/جريدة الجمهورية/الخميس 26 نيسان 2018

أيام معدودة وتسدل الستارة على الانتخابات النيابية، مع كل الحماوة التي رافقت الحملات الانتخابية والاخطاء والتجاوزات والانتهاكات الكثيرة التي تضمنتها، ما أعطى انطباعات واستنتاجات سلبية، لا بل قاتمة، عن أول تطبيق للقانون الجديد.

ولم تكن الانطباعات السلبية متعلقة فقط بطريقة تطبيق القانون او ادارة العملية الانتخابية، بل انّ التحالفات الانتخابية الهجينة وغموض العناوين والاهداف السياسية وغياب الوضوح في الوظائف المطلوبة في المجلس النيابي المقبل، كل ذلك أرخى ضبابية على المشهد الانتخابي. ولا شك في انّ محاكاة الاستحقاق الرئاسي المقبل شكلت عنواناً رئيساً لمعظم القوى المشاركة، ولو انها تحاشت وتَجنّبت الافصاح عنه والمجاهرة به.

صحيح انّ المجلس النيابي المقبل من المفترض ان تنتهي ولايته قبل دنو موعد الاستحقاق الرئاسي، إلّا انّ احتمالات ثلاثة قد تعطي المجلس النيابي المقبل حق انتخاب الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية، وهي:

أولاً - المفاجآت غير المحسوبة والتي لا تخضع لحسابات جامدة.

ثانياً - إحتمال استقالة رئيس الجمهورية لأسباب طارئة ومُلزمة يبقى تقديرها في يد الرئيس وحده، والذي قد يفضّل في مرحلة ما تأمين وصول خليفة له الى قصر بعبدا يشكّل امتداداً لسياسته كما كان قد صرّح لإحدى وسائل الاعلام الاجنبية منذ نحو سنة بأنه لا يفكر في التمديد، بل في تأمين وصول شخص يكون استكمالاً لنهجه.

ثالثاً - التمديد للمجلس النيابي المقبل وهذا احتمال مطروح كل لحظة في لبنان، خصوصاً انّ المجلس النيابي الحالي مَدّد لنفسه ثلاث مرات مُعلّلاً قراره بأسباب واهية وغير جدية، بالتأكيد فإنّ التمديد هنا مرتبط برضى القوى والكتل السياسية الاساسية على التوازنات النيابية التي ستفرزها صناديق الاقتراع.

صحيح انّ القوى المسيحية مهتمة مباشرة بالحسابات الرئاسية مع وجود ثلاث مرشحين موارنة مبدئياً، وهم: جبران باسيل وسمير جعجع وسليمان فرنجية، الّا انّ القوى الاساسية لم يكن اهتمامها أقل شأناً لأسباب عدة، أبرزها على الاطلاق المعادلة الجديدة التي رَسَت عليها عملية انتخاب رئيس للجمهورية.

إذ بعد 2005 بدأت قواعد اللعبة تتبدّل بحكم خروج الجيش السوري من لبنان، ووصل العماد ميشال سليمان نتيجة مزيج من الواقع الجديد المتفجّر في الداخل اللبناني والتأثير السوري الذي كان ما يزال كبيراً على لبنان، فتمّ اختيار قائد الجيش الذي كان ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية تحت مظلة إقليمية جديدة. وشكّلت هذه المرحلة فترة انتقالية.

ولكن مع العماد ميشال عون رَست قاعدة جديدة أعطت العامل الداخلي حيّزاً اساسياً وكبيراً سمحَ لعون بدخول قصر بعبدا. وهذه القاعدة الجديدة كانت حاضرة في طريقة ترتيب اللوائح الانتخابية ورسم معارك تحديد الاحجام. لكنّ الواقعية تفرض الإقرار بأنّ العامل الداخلي يفرض التوافق المسيحي ـ السني - الشيعي، وهنا بيت القصيد.

فسمير جعجع، الذي أظهرَت خريطة التحالفات استمرار الانقطاع بينه وبين «حزب الله»، يعوّل على علاقته الجيدة مع الرئيس نبيه بري وطرح مفهوم سياسي جديد بعد الانتخابات يزيل «فيتو» «حزب الله». كما انّ الهوة الواسعة التي باتت تفصله عن تيار «المستقبل» قابلة للمعالجة من خلال علاقته الوثيقة جداً بالسعودية.

فيما سليمان فرنجية، الذي يُحضِّر لتوسيع حضوره النيابي مباشرة او حتى عبر وجوه نيابية عدة من مختلف المناطق ستفاجىء الجميع، يبدو مطمئناً الى علاقته الممتازة مع الثنائي الشيعي، اضافة الى وليد جنبلاط، وهو قد يكون يراهن ايضاً على «الحرج» الذي قد يحوط بالرئيس سعد الحريري ويمنعه من التنكّر له. أضف الى ذلك العامل السوري، فالرئيس بشار الاسد يكاد يخرج من الحرب منتصراً، ما يعني انه في العام 2018 هو غيره في العام 2011 او 2012، وهو ما سيظهر في المجلس النيابي المقبل لجهة وصول نواب محسوبين عليه، أضف الى ذلك أنّ فرنجية هو أقرب المرشحين الرئاسيين اليه.

امّا جبران باسيل فهو نجح في حياكة علاقة وثيقة مع الحريري وفريقه، وقيل انّ الحريري ساعده في تقريب المسافة مع القيادة السعودية، وزيارته الاخيرة في إطار القمة العربية تحمل كثيراً من هذه المضامين. لكنّ العلاقة مع بري بقيت سيئة، وأضيف اليها كثير من اللغط في علاقته مع «حزب الله». باسيل الذي يدرك انّ احدى أهم نقاط قوته هي تبنّي رئيس الجمهورية له، كان قد خرج بأجواء إيجابية من لقاء المكاشفة الاخير الذي عقده مع الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. لكنّ علاقة «الحزب» بعون شيء وعلاقته بباسيل شيء آخر.

وخلال ترتيب التحالفات الانتخابية وتركيب اللوائح راقبَ «حزب الله» معاني وخلفيات الحركة الحاصلة من الزاوية السياسية، وعلى اساس انّ ما حصل لم يأت اعتباطياً. ولكن قبل كل ذلك لا بد من لملمة آثار المواجهات الانتخابية لتجاوز الاستحقاقات الآتية وسط العقبات الكبيرة الموجودة. فبعد صدور النتائج، سيحصل لقاء بين السيد نصرالله وباسيل وستكون خطوط التواصل عبر القنوات المعتمدة مفتوحة على مصراعيها بين قصر بعبدا والامين العام لـ «حزب الله». والهدف من ذلك وضع دروس الاستحقاق النيابي على طاولة التشريح، والعمل على وضع خطة لتدوير الزوايا وإيجاد عناوين تفاهم جديدة بين باسيل من جهة وكل من بري وسليمان فرنجية من جهة ثانية. إستحقاقا رئاسة مجلس النواب وتسمية رئيس للحكومة شبه محسومين، الاول لبري والثاني للحريري. لكن المشكلة الكبرى هي في طريقة تشكيل الحكومة الجديدة وفق مفهوم ملائم وركائز سياسية جديدة، بعدما أصبح التفاهم الذي ساهمَ في ولادة الحكومة الحالية في حكم المنتهية صلاحيته، كونه واكب تسوية انتخاب عون. امّا المرحلة الحالية فهي مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية وما قبل استحقاقات أخرى. ووفق الاجواء السائدة، فإنّه من الطبيعي تَوقّع حصول تأخير في ولادة الحكومة. لذلك، فإنّ مهمة تدوير الزوايا التي سيتولاها «حزب الله» تبدو ضرورية، ولو انها قد تكون غير كافية لوحدها.

فمثلاً ليس سرّاً انّ بري سيعارض حتى النهاية خيار باسيل الرئاسي طالما هو رئيس مجلس النواب، ولكن الجديد انّ «حزب الله» لن يختلف مع بري كما حصل مع خيار عون الرئاسي. والجديد الثاني انّ «حزب الله» متمسّك بتحالفه مع «التيار الوطني الحر» وهذا ما ردّده السيد نصرالله، ولكنه لن يحصر علاقته بالساحة المسيحية بفريق واحد من دون سواه، بل سيوسّع مروحة تحالفاته مع قوى وشخصيات أبدت رغبتها بهذه العلاقة.

بما معناه أنه سيُبادل التحية بالتحية، وهذا سيعني انّ الندوة النيابية ستشهد دخول قوى وشخصيات جديدة سيجري التعاون معها سواء على المستوى المسيحي او السني او الدرزي.

أهمّ العقبات التي ستقف في وجه تسريع ولادة الحكومة ستكون وزارة المال، إضافة الى تمثيل القوى والحصص والحقائب الاخرى.

وعلى رغم من «دَوشة» الحملات الانتخابية، تدور في الكواليس وبين بعض القوى صيَغ للحكومة الجديدة، بعضها يشير الى إسناد حقيبة وزارة الداخلية للطائفة الشيعية على ان يتولاها اللواء عباس ابراهيم، وكذلك ان تدخل السيدة ميراي عون الهاشم الى الحكومة وان تتولى وزارة الطاقة بدلاً من باسيل، عملاً بالقرار الحزبي القاضي بفصل النيابة عن الوزارة. والسلوك الجديد لـ»حزب الله» انه سيدخل بالتفصيل في الملفات الاقتصادية في الحكومة المقبلة، اي انه سيحاول ان يلعب دور الرقابة الكاملة، ولو انه لا يبدو متمسّكاً او مشترطاً لحقيبة معينة. هو سيكون داعماً لموقف بري اذا تمسّك بحقيبة وزارة المال، وهو ما يبدو واضحاً حتى الآن، وحيث انّ لبري تفسيره الخاص والكامل حول السعي الحاصل لانتزاع حقيبة المال منه وإيلائها الى فريق سياسي آخر. في اختصار، النزاع حول الحكومة المقبلة سيكون قاسياً والولادة لن تكون سريعة، وفي انتظار ذلك لا بد من قراءة الخريطة النيابية المقبلة لمجلس النواب.

 

باسيل و عن «عفاريت» الطائرة؟

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الخميس 26 نيسان2018

هل تُغيّر السموات مشيئة الأرض؟ هل تعصف الرياح المختلفة من جوّ إلى آخر بالصناديق المشحونة بالطائرات من بلاد الاغتراب إلى لبنان، حاملةً أصوات اللبنانيين المنتشرين؟ أسئلة عديدة وكثيرة تُطرَح حول هذه الثغرة في قانون الانتخاب، التي لم يتنبَّه إليها المُشترع. أمّا الشكوك بالنسبة للمعنيين والمتابعين فتكمن في ادّعاء الوزير جبران باسيل مُلكية إقرار اقتراع المغتربين، وكأنه ماركة مُسجّلة باسمه، إضافةً الى استغلاله القانونَ على قدر المسافات الشاسعة الفاصلة بين لبنان وبلاد الاغتراب. أمّا أيّ «لعبة عفريتية» فهي محطّ رصدِ كُثر.

إبتداءً من صباح الغد، وللمرّة الأولى، يمارس اللبنانيون المنتشرون في دول العالم حقّهم في الاقتراع واختيار نوابِ بلدهم الأم، الذي ينقصه تشريعات وقوانين ومشاريع كثيرة ومتنوّعة، علَّ وعسى يصبح دولةً قابلة للحياة، وحاضرةً لاسترداد أبنائها من الغربة.

صندوق الاقتراع الأوّل الذي سيُفتح غداً سيكون في القاهرة، ويُقفَل آخرُ قلم اقتراع في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الاميركية عند السادسة من صباح الاثنين المقبل.

الشحن والفرز

تَسجّلَ للمشاركة بالاقتراع 82970 ناخباً، توزّعوا على 40 بلداً في 6 قارات، وتبدأ عملية انتخاب اللبنانيين في الخارج غداً باقتراع المغتربين المسجّلين المقيمين في 6 دول عربية، على أن يقترع الأحد في 29 نيسان المقيمون المسجّلون في 24 دولة غربية، بدءاً من الساعة السابعة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً بحسب التوقيت المحلي لكلّ دولة. وبحسب القانون، يتمّ تعيين رئيس لكلّ مركز انتخابي يكون من السِلك الديبلوماسي أو الإداري أو قنصلاً فخرياً أو أيّ موظف في الإدارة المركزية أو البعثات، وتتألف الهيئات من ثلاثة أشخاص في كلّ قلم اقتراع. أمّا عملية الفرز للأصوات الانتخابية فلن تتمّ في الخارج، بل ستُنقل المغلفات عبر الحقيبة الديبلوماسية بعد ختمِها بالشمع الأحمر الى بيروت ويتمّ إيداعُها في مصرف لبنان تمهيداً لفرزها، تزامناً مع عمليات الفرز في لبنان.

تثير هذه الثغرة في القانون أسئلةً عدة، فـ«الله» وحده يَعلم ما قد يَدخل ويخرج منها. ولم تقتصر الإشارة إلى هذه «الهفوة» على أطراف محلية، بل لقد حدّدت رئيسة البعثة الاوروبية الموجودة في لبنان للإشراف على الانتخابات، «نقطة الضعفِ الوحيدة في عملية اقتراع المغتربين»، وقالت إنّ «المكان الوحيد الذي لا يمكن مراقبته هو انتقال الصناديق في الطائرة إلى لبنان». تعليقاً على «نقطة الضعف هذه»، سألَ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، متهكّماً، «هل كان مطلوباً وضع مراقبين في طائرات الشحن لنتأكّد من أن ليس هناك عفاريت في الطائرة ستعبَث بالصناديق؟»، وفي المقابل يَعتبر كثيرون أنّ «عفاريت» الكهرباء والغرَف السوداء والأجهزة... لن يعصى عليها التغلغُل في الطائرات أو الصناديق أو مكان الحفظ. القانون نصَّ على عملية الاقتراع، ولا يُمكن مناقشتُه فقد أصبح نافذاً، يقول مسؤول إداري سابق متابع لقانون الانتخاب واقتراع المغتربين، مشيراً إلى أنّ خشية الناس وبعض الأفرقاء السياسيين، سببُها الممارسة السياسية لبعض الأطراف المُختصة بهذا الموضوع. ويرى أنّ المشكلة سياسية أكثر منها تقنية، خصوصاً في ظلّ قانون الصوت التفضيلي، حيث يسعى كلّ مرشح إلى التقدّم على بقيةِ المرشّحين وإنْ بصوت واحد.

ويعتبر أنّ على حامل هذه المسؤولية أن يكون شفافاً ويثبتَ شفافيته في هذا الموضوع، مشدّداً على أنّ اقتراع المغتربين مسؤوولية وطنية وقانونية، ولا يُمكن لأحد أن يقوم بأيّ مخالفة بهذا الموضوع، لأنّها تُرتّب عليه مسؤولية كبيرة، أقلّها تزوير إرادة المقترعين.

وعن عدمِ لَحظِ المُشرّع لشفافية ومراقبة عملية نقلِ وشحنِ صناديق الاقتراع، يشير المسؤول إلى أنّ هذا القانون لم يُخلق طبيعياً بل بعملية قيصرية، لذلك خرَج مشوَّهاً بشوائب. وربّما لم يتنبَّه المشرّع لهذه النقطة (الشحن غير المُراقب عبر الطائرات) لأنّ جميع الأفرقاء «كانوا حابِّين بعضُن كتير». ويؤكّد «سنراقب هذه العملية»، وأسماء الناخبين المغتربين المسجّلة «موجودة عنّا»، كما أنّها «موجودة عندن» وعند وزارة الداخلية.

إدّعاء ملكية واستغلال القانون

يشكّل المسجّلون في الخارج 2.22 في المئة من عدد الناخبين الإجمالي البالغ 3.744.245، الذين يحقّ لهم الانتخاب في دورة العام 2018. وبلغَت نسبة المسيحيين من المسجلين 54.52 في المئة فيما بلغَت نسبة المسلمين 45.42 في المئة.

ويشكّل الموارنة النسبة الأكبر من المسجّلين، وبلغت 34.38 في المئة (28254 ناخباً)، فيما بلغت نسبة الشيعة 23.02 في المئة (19100 ناخب)، والسُنّة 16.54 في المئة (13724 ناخباً).

أمّا على صعيد الدوائر الانتخابية فاحتلّت المرتبة الأولى في التسجيل، دائرة الشمال الثالثة التي تضمّ أقضية: زغرتا - بشري - الكورة - البترون، بـ 12337 ناخباً، أي ما نسبته 14.87 في المئة. وحلّت في المرتبة الثانية دائرة الجنوب الثالثة التي تضمّ أقضية: النبطية - بنت جبيل - مرجعيون - حاصبيا بـ 8737 ناخباً، أي ما نسبتُه 10.53٪.

ووفقاً لتوزيع المسجّلين على المحافظات، حلّت محافظة جبل لبنان بالمرتبة الأولى بنسبة 25.70 في المئة، وحلّت في المرتبة الثانية محافظة الشمال بنسبة 20.74 في المئة. وعن «أسفار» وزير الخارجية والمغتربين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وامتعاض البعض من أنّها تمّت على حساب الدولة اللبنانية، إضافةً إلى اعتبارهم أنه استغلّ منصبَه كوزير خارجية وسخّرَه لمعركته الانتخابية التي يخوضها في دائرة الشمال الثالثة (الأكبر من حيث المغتربين المُسجلين)، فيما هذه «السفرات» غير متوافرة لمرشّحين آخرين، قال المسؤول الإداري إنّ باسيل قام بجولاته الانتخابية، وعملَ بشكلٍ جيّد، فحضّر له السفراء داتا البترون، وقام بالاتصال بشكلٍ شخصي بالناخبين. وترى مصادر نيابية أنّ المؤسف في موضوع اقتراع المغتربين أنّ هناك من يحاول وضعَ label وامتلاك هذا الإنجاز، وهذا الخطأ الكبير هو الذي يؤدي الى الشكوك والتشكيك»، مشدّدةً على أنّ اقتراع المغتربين، يَعني جميعَ الطوائف والأحزاب والمناطق، فللجميع أبناء ومؤيدون مغتربون مرتبطون بلبنان. ما يضرّ باقتراع المغتربين ادّعاءُ فريقٍ ملكيتَه، ومغالاتُه بالتدخّل فيه، ما يَزرع الريبة والشكوكَ عند الناس، بحسب المصادر. وتُشدّد على أنّ القانون الذي أتاح للمغتربين الاقتراع ليس الوزير جبران باسيل من أقرَّه بل المجلس النيابي وبإجماع نيابي، مشيرةً إلى أنّ باسيل هو أكثر مَن استغلّ هذا القانون من خلال السفرِ على حساب الدولة اللبنانية وعقدِ المؤتمرات والقيامِ بجولات تصبُّ في مصلحته كمرشّح.

 

هل تُخرَق «الأمل والوفاء» في الجنوب الثالثة؟

علي داود/جريدة الجمهورية/الخميس 26 نيسان 2018

أقلّ من 11 يوماً تفصلنا عن الانتخابات النيابية في ظلّ تزايدِ الحماوة والتنافس الانتخابي، واستخدامِ العدة الانتخابية وما يرافقها من كلام سياسي يصل أحياناً إلى النبرة والحدة في الخطاب السياسي، وهو ما يندرج في إطار اللوازم الانتخابية، ويبدو أنّ دائرة الجنوب الثالثة التي تتنافس فيها 6 لوائح ستشهد ارتفاعاً في المنافسة التي تنحصر على ما يبدو بين لائحتين أساسيتين وهما «الأمل والوفاء»، و»الجنوب يستحق».

وتضمّ «الأمل والوفاء» تحالفَ حركة «أمل» و«حزب الله» والحزب «القومي السوري»، والتقدّمي والبعث السوري، مقابل لائحة «الجنوب يستحق» المدعومة من تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» والحزب الديمقراطي اللبناني، وتجهَد الثانية لإحداثِ خرقين أو خرقٍ على حدِّ ما تُردّده مصادرُها، فيما تؤكّد «الأمل والوفاء» قدرتَها على منعِ هذا الخرق برفعِ الحاصل الانتخابي الى أعلى قممِه من خلال دعوتها للإقبال الكثيف على الاقتراع للّائحةِ ومرشحيها لمنعِ ما تسمّيه أيّ تسَلل إلى متانتها القوية.

ومهما يكن فإنّ التحضيرات والاستعدادات تجري في الدائرة وسط مراقبة دولية لها من قبَل بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات التي تجول على المرشحين وعلى بلدات الدائرة وتسجيل ملاحظاتها في كلّ الامور والنواحي وتركّز في استفساراتها إن كان هناك ضغوطات على الناخبين في عملية الاقتراع من أيّ جهة حزبية. وتُعتبر دائرة الجنوب الثالثة أكبرَ الدوائر الانتخابية من حيث عدد الناخبين، الذي يُقدَّر بأكثر من 460 ألف ناخب، والمخصّص لها 11 مقعداً في المجلس النيابي، وتضمّ أربعة أقضية: النبطية، مرجعيون، بنت جبيل، وحاصبيا.

ويؤكّد المعنيون بالعملية الانتخابية، على أنّ المعركة في الدائرة تكمن في الحاصل الانتخابي، الذي يقدَّر بـ 22000، فيما تتوقّع أوساطٌ مراقبة أن لا تكون هذه الدائرة خارج دائرة التجاذبات السياسية نظراً للتنوّع الطائفي والحزبي الذي تتميّز به، وهي بذلك قد تشهد تنافساً يَبلغ الذروةَ على بعض المقاعد، لا سيّما السنّي والأرثوذكسي، بدورها تصف أوساط «أمل» و«حزب الله» المعركة بـ»الهادئة نظراً للوقائع الميدانية التي تشير إلى أنّ القوّة الأساسية في هذه الدائرة تتمثّل بتحالف ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» الذي حصَد عام 2009 مع حلفائه المقاعدَ بأكملها».

من جهتها، تؤكّد مصادر لائحة «الأمل والوفاء» للناخبين الذين تلتقيهم في لقاءات منظمة يومياً، حاجتَها إلى كثافة اقتراعٍ في يوم الانتخاب، معتبرةً أن «لا حاجة ليشغلَ المنتخبون بالهم بالصوت التفضيلي بل أن يصوّتوا للّائحة، وإن نالت الحاصلَ الأعلى لا يعود هناك حاجة للبحث في الصوت التفضيلي»، مشيرةً إلى أنّ «المعركة شرسة في مرجعيون - حاصبيا وأنّ صوت أيّ ناخب يُعتبَر بصوتين: الأوّل تفضيلي والثاني للّائحة.

وتشدّد على عدم التصويت نهائياً للّائحة المنافسة لـ»عدم إنجاح عماد الخطيب أو شادي مسعد للخصومة السياسية معهما ولأنّ وصول أحدِهما وهو لا يحمل خيار أهالي الجنوب المقاوم»، على حدّ ما تُردّده مصادرُها الاعلامية، فـ»إنّ ذلك يعني أنّ خطاباً سياسياً آخر سيَشهده الجنوب لأربع سنوات وسيكون مختلفاً عن خطاب المقاومة، ولذلك فهي وإنْ كانت تخشى أيّ عملية خرق إلّا أنّها تسعى لسدّها من خلال رفع الحاصل الانتخابي».

بالمقابل، تؤكّد لائحة «الجنوب يستحق» المدعومة من «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» والحزب الديمقراطي اللبناني أنّها «قادرة على حصدِ 3 مقاعد، الأرثوذكسي شادي مسعد لخرق أسعد حردان في «الأمل والوفاء» عن قضاء مرجعيون حاصبيا، والسنّي عماد الخطيب، ولخرقِ قاسم هاشم في «الأمل والوفاء»، والدرزي وسام شروف لخرق أنور الخليل في «الأمل والوفاء» عن القضاء ذاته، أو على الأقلّ فهي مرتاحة لإحداث خرقٍ واحد قد يكون الخطيب على الأقل، وهي تسعى للوصول الى الحاصل الانتخابي».

هذا ويتنافس في هذه الدائرة 46 مرشّحاً يتوزّعون على ستّ لوائح:

1 - «لائحة الأمل والوفاء» وتضم: محمد حسن رعد، هاني حسن قبيسي، ياسين كامل جابر (شيعة/النبطية)، حسن فضل الله، أيوب حميّد، علي بزي (شيعة/بنت جبيل)، علي حسن خليل، علي رشيد فياض (شيعي)، قاسم هاشم (سنّي)، أنور الخليل (درزي)، أسعد حردان (روم أرثوذكس)/مرجعيون-حاصبيا.

2 - «لائحة الجنوب يستحق» وتتألف من: هشام محمود مفيد جابر، مصطفى علي بدر الدين، نديم عسيران (شيعة/النبطية)، محمّد مصطفى قدوح، حسين جهاد الشاعر (شيعة/بنت جبيل)، عماد الخطيب (مرشّح «تيار المستقبل، للمقعد السنّي)، شادي جرجس مسعد (مرشّح «الوطني الحر» للمقعد الأرثوذكسي)، وسام كمال شروف (مرشّح «الحزب الديمقراطي اللبناني» للمقعد الدرزي)، عباس محمد شرف الدين ومرهف أحمد رمضان (عن المقعدين الشيعيين)/ مرجعيون-حاصبيا.

3 - «لائحة شبِعنا حكي» وتتألف من: أحمد اسماعيل، رامي عليق (شيعة/النبطية)، علي الامين (شيعة/بنت جبيل)، عماد قميحة، (شيعي) وفادي سلامة (روم أرثوذكس)/مرجعيون-حاصبيا.

4 - «لائحة صوت واحد للتغيير» وتتألف من: علي حسين حاج علي (شيعي/النبطية)، عباس سرور، حسين بيضون، أحمد مراد (شيعة/بنت جبيل)، سعيد عيسى (سنّي)، غسان حديفة (درزي)، هلا أبو كسم (روم أرثوذكس)/مرجعيون-حاصبيا.

5 - «لائحة فينا نغيّر» وفيها: أحمد الأسعد (شيعي/النبطية)، محمد فرج، عبدالله السلمان (شيعة/بنت جبيل)، عبير رمضان، رباح بي حيدر (شيعة)، عدنان الخطيب (سنّي)، كنج علم الدين (درزي)، منح صعب (روم أرثوذكس) / مرجعيون-حاصبيا.

6 - «لائحة كلّنا وطني» وتضمّ: جميل بلوط (شيعي/النبطية)، ريما حميد، صلاح نور الدين (شيعة/بنت جبيل)، أكرم قيس (درزي)، وفادي أبو جمرة (روم أرثوذكس)/مرجعيون-حاصبيا.

وتتوزّع المقاعد الأحد عشر على الشكل التالي:

• 3 مقاعد شيعية في بنت جبيل

• 3 مقاعد شيعية في النبطية

• 5 مقاعد في مرجعيون - حاصبيا ( 2 للشيعة، 1 سنّي، 1 درزي، 1 روم أرثوذكس)

ويرى الباحث في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق علي ناصر الدين في حديث لـ«الجمهورية» أنّ المعركة في دائرة الجنوب الثالثة «هادئة». وفق حساباته، ستحصد «لائحة الأمل والوفاء» تسعة مقاعد حُكماً.

وهنا يُرجّح أن تصلَ لائحة «الجنوب يستحق» إلى الحاصل الانتخابي ليكون من نصيبها المقعد العاشر، لتنحصرَ المعركة على المقعد 11 والذي من المتوقّع أن يعود أيضاً لـ»لائحة الأمل والوفاء»، وفق ناصر الدين الذي يُشير إلى أنّ اللوائح الأربع المتبقية «شبِعنا حكي»، «صوت واحد للتغيير»، «فينا نغيّر»، و«كلنا وطني» هي خارج دائرة المنافسة.

كما يشدّد الباحث في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق على أنّ الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة يعَدّ من أكبر الحواصل الانتخابية على مستوى لبنان، فنسبة الاقتراع قد تتخطّى الخمسين بالمئة، وسط توقّعات بتوجّهِ نحو 240 ألف مقترع الى صناديق الاقتراع.

 

عندما يأتي جنبلاط إلى شعار ناجي البستاني: الشوف للجميع

نقولا ناصيف/الأخبار/الأربعاء 25 نيسان 2018

في الشوف ـ عاليه، الدائرة الاكبر عدداً بمقاعدها الـ13، يحدث ما هو اهم من انتخابات نيابية. وليد جنبلاط جديد ـ وإن على طريق اكتمال انتقال الزعامة الى نجله ـ يولد، او هكذا يظهر لئلا يُغالى كثيراً. يعود بالشوف الى ايام والده حينما كان يتسع للجميع

بعد انتخاب كميل شمعون رئيساً للجمهورية في 23 ايلول 1952، تحرّك موكبه الى المقر الصيفي للرئاسة في بيت الدين كي يستقبل هناك مهنئيه. لم يكن كمال جنبلاط، رفيقه في الجبهة الاشتراكية الوطنية التي اسقطت بشارة الخوري ورشحته لخلافته، بينهم. انتبه الرئيس الجديد الى غيابه مساء ذلك اليوم، فاوفد اليه غسان تويني وبيار اده «الشاهد الماروني» بحسب عبارة النائب الارثوذكسي. كان كمال جنبلاط يشكو من ألم في قدمه، ليس كافياً كي يمنعه من الذهاب الى بيت الدين والمشاركة في التهنئة. في المختارة، كانت اصوات الاسهم النارية والوانها تسطع فوق دير القمر، مسقط الرئيس. قال كمال جنبلاط لزائريه، وهو يتمشى في الباحة بعدما سألاه عن تغيّبه: لا اقدر. انظرا.

وتوجّه بهما صوب سماء دير القمر مضاءة، وقال: هل انتخبناه من اجل ان يأتي هؤلاء؟

ردّ غسان تويني بسؤال: هل تتوقع ان لا تطلق دير القمر سهماً نارياً واحداً بعد انتخاب زعيمها رئيساً؟

عقّب كمال جنبلاط: بسيطة اذا القصة سهم ناري فقط. لكن ماذا بعد؟ إنتظر قليلاً وسترى اكثر.

سأل مجدّداً: هل تعتبر انتخابه انتصاراً مارونياً؟

اجاب تويني: يمكن ان يكون كذلك. لكن ما يزعجك في ان يكون انتصاراً مارونياً؟

قال: لست منزعجاً. ما اخشاه ان يتصرّف جماعتنا في المقابل على نحو لا يقل عما يحصل هناك.

عندما عادا الى بيت الدين، اخبر غسان تويني وبيار اده الرئيس بتعذّر مجيئه بسبب ألم في القدم.

ردّ شمعون: معي خبر. يعرج من قدمه. أليس كذلك؟ ومن شيء آخر ايضاً. لا تخافا عليه.

في الغداة، زار كمال جنبلاط الرئيس في بيت الدين وتعشيا مع زوجتيهما، وامضيا ساعات على احدى شرفات القصر يناقشان المرحلة الجديدة. اختلفا مع طلوع الفجر على الحكومة الاولى وبرنامجها الاصلاحي، وتبنيها خطط الجبهة الاشتراكية الوطنية، ومحاكمة بشارة الخوري. مذذاك انفصلا، وتحوّلا تدريجاً الى اكثر من خصمين سياسيين في رقعة واحدة. بدوا اقرب الى عدوين يتنافسان على زعامة واحدة هي الشوف. الا ان اياً منهما لم يسعه الاستئثار بها في مرحلة اولى خلال ولاية كميل شمعون الذي اسقط ندّه في انتخابات 1957، ثم في عهد فؤاد شهاب الذي حمل كميل شمعون على نقل ترشحه الى المتن في انتخابات 1960 ثم اسقاطه في انتخابات 1964.

جنبلاط يزيل العقبات من طريق الابن بإعادة وصل ما انقطع

دامت زعامة الرجلين على الشوف، عالقة على العداء، طوال عقدين ونصف عقد من الزمن ختمها اغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط عام 1977.

حتى آخر انتخابات نيابية خاضاها عام 1972، كانا زعيمي الشوف. لكل منهما حصة مؤثرة في الناخبين الدروز والموارنة والسنّة. في اول انتخابات نيابية بعد الحرب عام 1992، كان قد اضحى للشوف زعيم واحد هو وليد جنبلاط. في ظل تحالفه مع سوريا، امسك جنبلاط بالارض بعد حرب الجبل عام 1983 وكانت شريكه في توجيه فوهات الدبابات، وامسك بالشارع ومقاعد البرلمان في مرحلة اتفاق الطائف. راح يأتي بالنواب الموارنة الثلاثة والنائب الكاثوليكي والنائبين السنّيين (ثم بالتفاهم مع رفيق الحريري لاحقاً).

في انتخابات 2005، بعد اغتيال الرئيس السابق للحكومة، وافق وليد جنبلاط على ضم مرشح القوات اللبنانية جورج عدوان وحده الى لائحته، في سياق ما عُدّ تحالف قوى 14 آذار واحتفظ بالمقعدين المارونيين الآخرين. في انتخابات 2009، وسّع البيكار قليلاً وضم الى لائحته جورج عدوان ودوري شمعون واحتفظ بالمقعد الماروني الثالث. في انتخابات 2018 الوشيكة، ثمة تحوّل غير مسبوق. لم يتخلَّ عن المقعدين المارونيين لجورج عدوان وغطاس خوري فحسب، بل تحالف مع مرشح ماروني ثالث غالباً ما خاض الانتخابات ضده في الشوف هو ناجي البستاني. وهي المرة الاولى ايضاً لا يكتفي وليد جنبلاط بالاستغناء عن المقاعد المارونية الثلاثة، وكانت في حسبانه في الحقبة السورية في منزلة المقعدين الدرزيين، بل راح يقارب علاقته بدائرة الشوف على نحو مغاير، اذ يترك المقاعد المارونية الى الموارنة، من غير ان ينبئه جورج عدوان ودوري شمعون في انتخابات 2005 و2009 ـ بأصواته هو في الاقتراع الاكثري ـ بأن اياً منهما زعيم ماروني صاعد في الشوف، او في احسن احوال «مشروع كميل شمعون صغير».

على مر السنين المنصرمة منذ انتهاء الحرب، ظل وحده حاكم الشوف مع توجس متدرّج صوب اقليم الخروب من تصاعد ارقام الناخبين السنّة ومقاسمة رفيق الحريري ثم نجله سعد له في احد المقعدين السنّيين. يذكر كثيرون ان وليد جنبلاط غالباً ما تذمّر من السوريين حينما كانوا يفرضون مرشحاً على لائحته كزاهر الخطيب، ثم يقبل على مضض بعد ان يجهر برفضه ويساوم. وحده تقريباً من سائر القيادات، فصّلت دمشق ثلاثة قوانين انتخاب وفق ما يرضيه، وبالذات ابقاء جبل لبنان الجنوبي اقضية مستقلة (1992 و1996) او دمج اثنين في واحد (بعبدا ـ عاليه 2000)، وصولاً الى اليوم يُصغى الى ارادته في ضم عاليه الى الشوف. نواب السنوات تلك ليسوا الا من صنعه هو.

ليست ثمة علاقة جمعت وليد جنبلاط بناجي البستاني، خلافاً لماض طويل بين البيتين. المطران اوغسطين البستاني الذي ينتمي اليه ناجي البستاني صديق تاريخي للمختارة منذ الست نظيرة مروراً بكمال جنبلاط، حتى وفاة الاسقف المهاب عام 1957. في عقدي الاربعينيات والخمسينيات، كان في صلب التنافس على زعامة الشوف مع كميل شمعون. صداقته للبيت الجنبلاطي احالته خصماً له. مع غياب المطران البستاني، استأثر كميل شمعون بالزعامة. على مر علاقته بالرئيس، لم يتردد اوغسطين البستاني، الواسع النفوذ، في ارسال اشارات سلبية اليه. اعتادا تبادل تقاليد موقعيهما: عندما يقرّر رئيس الجمهورية الانتقال الى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين ـ وفي البلدة دار المطرانية ـ اول ما يقوم به في الاحد الاول حضور القداس في كنيسة مار مارون في بيت الدين، ثم في الاحد الثاني يزور الاسقف الرئيس. تقليد اتبع منذ ايام بشارة الخوري.

حينما نشب خلاف بينهما عام 1954، تمارض اوغسطين البستاني وانتقل من دير القمر الى فيطرون، ومنع مساعده الخوري انطون خريش من ترؤس قداس يحضره رئيس الجمهورية. في حصيلة جهود مصالحتهما، تقرّر ان يزور كميل شمعون المطران في داره، من ثم يزوره اوغسطين البستاني. في نهار استقباله الرئيس، ذلك الاحد، تمارض الاسقف الثمانيني، فأُرغِم رئيس الجمهورية على الصعود 40 درجة الى جناحه كي يستقبله فيه، لا في صالون المطرانية. انتهى الامر بأن اطرى كميل شمعون مضيفه، وقد التقط علامة التسوية وارضائه.

انتقلت علاقة البيتين الى كمال جنبلاط واوغسطين البستاني بعد وفاة الست نظيرة عام 1951 حتى غياب الاسقف. من ثم استكملت بينه ونبيه البستاني المدّعي العام التمييزي (1961 ـ 1968). ما رواه القاضي الكبير ان مرة واحدة خالف القانون ارضاء لكمال جنبلاط. صدرت مذكرة قبض على نعمة الله بجاني احد انصار الزعيم الدرزي، فاختبأ في بيته في فرن الحطب في المصيطبة. بايعاز من مجيد ارسلان، رصد عناصر في الامن العام تحرّك المطلوب المختبىء. ما ان خرج من بيت كمال جنبلاط الى شارع مار الياس اوقفوه. خابر كمال جنبلاط نبيه البستاني طالباً تدخّله، فاستجاب: حضور المطلوب الى المحكمة، من ثم اطلاقه. كان تعليق نبيه البستاني يومذاك على هذا التصرّف: كانت المخالفة الوحيدة في حياتي القضائية. ما حدث اهانة لكمال جنبلاط من خلال القاء القبض على الرجل بالطريقة تلك. ليس من اللائق اهانة المقامات والكرامات.

مع ان هذا الجب في بساتنة دير القمر يقترعون لكمال جنبلاط، وضد كميل شمعون، ترشح ناجي البستاني للمرة الاولى عام 1972 منفرداً وخسر، في مواجهة لائحتي كماشتي الشوف في آخر انتخابات يخوضانها: كميل شمعون وكمال جنبلاط. لم تنتقل العلاقة في ما بعد الى وليد جنبلاط والابنين ناجي وزاهي. مع الاول، خلاف انتخابي مع ترشح ناجي البستاني مرتين ضده في انتخابات 1996 و2000 يرئس لائحة مكتملة بما فيها المقعدان الدرزيان، ومع الثاني، خلاف سياسي ناجم عن تناقض المواقع في خضم الحرب ومكانة زاهي البستاني الاول بين مساعدي بشير الجميّل صاحب الكلمة المسموعة والمؤثرة. اضف سبباً آخر مهماً وراء القطيعة هو ان وليد جنبلاط اتهم زاهي البستاني بمحاولة اغتياله في الاول من كانون الاول 1982 في شارع كليمنصو بوضع متفجرة له. سرعان ما تحقق من انه ليس هو، ووجّه اصابع الاتهام الى الياس حبيقة وميشال سماحة.

في مهرجان اعلان «لائحة المصالحة» في الشوف، 24 آذار 2018، برئاسة تيمور جنبلاط، ذكّر ناجي البستاني اباها الروحي، وليد جنبلاط، انه كان السبّاق الى هذا الشعار، عندما سمى لائحته هو في انتخابات 2000 «الشوف للجميع»، قائلاً له: ها انت الذي يأتي الى شعاري. المغزى نفسه للائحة اليوم. على مرّ دورتي 1996 و2000، بدا من الصعوبة بمكان له الفوز في ظل التصويت الاكثري.

جنبلاط يفضّل التعاون مع شخصيات مارونية مستقلة على ممثلي أحزاب

بيد ان الخيارات الجديدة للزعيم الدرزي، اليوم، تستحق المجازفة:

1 ـ تأمين انتقال الزعامة الى تيمور تدريجاً، بدءاً بمجلس النواب. تبعاً لذلك، رفض اقتراح مروان حمادة توريث ابنه كريم مقعده هو الآخر. وجهة نظر الزعيم الدرزي ان الطائفة لا تحتمل توريثين في آن. الاولوية لتيمور. وطلب من مروان حمادة الترشح مجدّداً، آخذاً في الحسبان ان ترشيح كريم حمادة من شأنه تعريض اللائحة للاختراق في المقعد الدرزي الثاني.

2 ـ يحرص على ايصال نجله قوياً الى البرلمان، وتالياً تقدّمه على سائر رفاق اللائحة من خلال الاصوات التفضيلية بين يدي الاب، وتقدّر بنحو 28 الف صوت درزي من 36 الفاً. هذا الكمّ من الاصوات لا يسعه منحه لمرشحي الشوف جميعاً لتسهيل انابتهم كما في ظل التصويت الاكثري. يعطي تيمور اولاً، ثم مروان حمادة الفي صوت لضمان فوزه، ثم نعمة طعمة مرشحه المسيحي الوحيد نحو ثلاثة آلاف صوت. لا يريد وليد جنبلاط لتيمور تكرار سابقة 2000 عندما تقّدم عليه مروان حمادة بأصواته 51441 في مقابل 50723 له، فاذا ذاك رأس اللائحة.

3 ـ يرغب في ازالة العراقيل والعقبات، اضف خصوصاً الخصومات السياسية، من طريق نجله في طريق صعوده السياسي. في ذلك مغزى اطلاق حركة الوارث: بعدما تحوّل الى مرجعية في المختارة يستقبل ويلبي حاجات طالبيها، ويمشي وراءه وزراء الحزب ونوابه لدى زياراته المسؤولين والقيادات كما لو ان علاقات والده كلها انتقلت اليه مع رئيس المجلس نبيه برّي ورئيس الحكومة سعد الحريري وسواهما، ها هو الاب يخرجه من مآزقه السياسية وخصوصاً في العلاقة مع الخصوم كحزب الله في مرحلة تطبيع شامل، في معزل عن موقفه من الحرب السورية ورئيس نظامها. ليس سرّاً ان حزب الله لم يحيّد في مواجهته تيار المستقبل في كل الدوائر الانتخابية التي يشتركان فيها، سوى في الشوف ـ عاليه التي للتيار مرشحون في لائحة تيمور جنبلاط.

4 ـ بكثير من الواقعية، ينظر جنبلاط الى الشوف على انها دائرة تتسع للجميع، مع انه اقرب الى التعاون مع شخصيات مارونية مستقلة ذات حضور تمثيلي وشعبي، اكثر منها ممثلي احزاب قلما يؤمن بجدوى التعاون معها. الا ان هذه برهنت له حتى الآن، بعد اخفاق تجربتي جورج عدوان ودوري شمعون، ان احداً منهما لا يصلح لبعث الثنائية المارونية ـ الدرزية التي مثلها كميل شمعون وكمال جنبلاط. على ان التيار الوطني يطمح هذه المرة ـ بعدما نافس مرشحوه وليد جنبلاط في دورتي 2005 و2009 وفشلوا ـ الى التحوّل قطباً جديداً في المعادلة الجديدة. الواقع ان الاصوات التفضيلية المسيحية، وخصوصاً المارونية، هي صاحبة الفضل في الانابة.

 

مسلمون ومسيحيون وقرون وسطى

من الأرشيف: الشدياق يوسف "رامي" فاضل/النهار/24 نيسان 2017

يذهبُ الرأي بالعديد من المستشرقين إلى اعتبار أن الإسلام يعيش قرونه الوسطى في هذا الزمن، ويذهب الرأي بنا إلى اعتبار الشرق بكامل أديانه يَقبَعُ في هذه القرون. ذلك لأنَّ الظواهر "القروسطيّة" لا تقتصر على الإسلام في هذا الشرق إنَّما تتعدّاها إلى المسيحيّة واليهوديّة وإن بنسبٍ متفاوتة، في حين أنَّ #الإسلام الغربي أو العالم الإسلامي خارج الشرق لا يعرف هذه الظواهر إلا بقدر ما يتفاعل مع الإسلام الشرقيّ، ويمكننا أيضًا ملاحظة الفروقات العميقة بين المسيحيّة الشرقيّة وبين شقيقتها الغربيّة، فالمسائل التي تشغل المسحيين في الشرق باتت محسومة عند المسيحيين في الغرب منذ أمدٍ بعيد.

وما يجعلنا نميل إلى هذا الرأي –طبعًا من دون أن نُعمِّم- هو تشابه الظروف والأسباب الحاليّة في شرقنا مع الظروف والأسباب الّتي أدَّت إلى ظهور قرون الظلام في #أوروبّا، من الأخطار الوجوديّة والشعور المتنامي بالخوف على الهويّة إلى انحدار الخطاب الثقافي الواسع على حساب الخطاب الشموليّ الضيّق، مرورًا بالحالة "الذميّة الجديدة" التي جعلت العديد من المسيحيين يتبنّون سياسات الأنظمة بشكلٍ راديكاليٍّ عاطفيّ.

 كلّ هذه الأسباب وغيرها ساهمت بتغييب النقد من العقل المسيحيّ المشرقي، مما ساهم في الوقوع في أزمات عديدة على صعيد الإيمان والممارسة الدينيّة لدى أتباع الديانة المسيحيّة بكافّة كنائسها وطبعًا ليس بكافّة مؤمنيها.

ومِن الأزمات الكبيرة التي يواجهها العديد من المؤمنين المسيحيين اليوم هي "أزمة القداسة" مع كافّة الأزمات المرتبطة بها. ففي الوقت الذي تستعيد فيه السلفيّة الإسلاميّة "أقوال السلف الصالح" وتضعها بمصّاف "القرآن الكريم" وتطالع الآيات القرآنيّة بمعزل عن أسباب النزول وعن الظروف التاريخيّة والثقافيّة التي كُتبَت بها هذه الآية، نَرى العديد من التيّارات الروحيّة المسيحيّة تحذو حذو السلفيّة الإسلاميّة وتتسلّح بالحرفيّة في وضع كلام القدّيسين بمصاف الإنجيل المقدَّس وفي تفسير الإنجيل بشكلٍ جامدٍ دون أدنى محاولة لتأوين خبرات القدّيسين وكلامهم، أو لفهم الإنجيل المقدَّس بطريقةٍ حيّة تؤكِّدُ على حياة هذا الكتاب وعلى عمل الروح القدس في الكنيسة.

الشعارات الانتخابية: إفراط في الوهم وإتقان للتفاهة

وترتبط هذه الأزمة بنظرة البعض للقداسة وللقدّيسين. فالقداسة في المفهوم المسيحيّ هي الدعوة التي وجّهها الربّ يسوع المسيح إلى كلّ إنسان لكي يتشبَّه به ولكي يسعى بشكلٍ دائمٍ إلى الكمال ضمن رحابة الإنسانيّة التي نعيش بها، وضمن هذه الرحابة يمكن لكلّ البشر أن يعيشوا حياة القداسة كلّ بحسب مواهبه وبحسب شخصيته وبحسب فرادته. وقد عبَّر البابا القديس يوحنّا بولس الثاني عن هذه الحقيقة عندما قال أنَّ طرق القداسة هي بعدد جميع البشر!

إذن فالقداسة لا تستوجب من المؤمن المسيحيّ أن يسلك سلوكًا واحدًا أو أن يتمتّع بالمواهب عينها التي تمتّع بها القدّيسون قبله، كأن ينخرط في السلك الكهنوتيّ أو الرهبانيّ أو أن يحاول تقليد مار شربل أو القدّيسة فيرونيكا جولياني أو غيرهما، يكفي أن يقتدي بالمسيح وأن يقتدي بالقديسين كما هم اقتدوا بالمسيح. وبطبيعة الحال فالقداسة لا تتطلّب من المؤمن أن يكون من أصحاب الذكاء الخارق أو الصحّة السليمة، ففي المسيحيّة يمكن لمن يحمل الإعاقة الجسديّة أو العقلية أن يبلغ إلى مجد القداسة. وحين تُعلن الكنيسة القدّيسين فهي لا تجعل من كتاباتهم الكلام المنزَل ولا تفرضه على المؤمنين، كما لا تعصم سلوكهم أو سيرتهم من النقص البشريّ. فالقديس بطبيعة الحال هو أحد الأشخاص الذين عاشوا النقص البشريّ، واختبروا النعمة الإلهيّة في حياتهم. بالتالي يتحتَّم على المؤمن المسيحيّ أن يتمتع بموهبة التمييز، وأن يبني علاقته الشخصيّة مع الله قبل أن يغوص في أساليب التَديُّن.

بالعودة إلى السلفيّة المسيحيّة نجد أن سلوكها يتطابق مع ما أسماه الأب رمزي جريج "التديُّن الطبيعيّ" حيث يصبح القدّيس بمثابة الرجل الخارق المعصوم بسلوكه وكتاباته، وتُصبِح الممارسة الدينيّة مرتكزة على علاقة "العرض والطلب" بين الإنسان والله، فتغيب العلاقة بين الله والإنسان عن هذه الممارسة، على حساب تأدية الفروض الدينيّة من الصلوات والتساعيات والنذورات والتمسُّك الأعمى بحرفيّة النصوص على حساب خير النفوس. ولعلّ هذا السلوك يؤدّي إلى ظاهرة "التكفير" التي تكلَّم عنها الأب جورج مسّوح في مقاله السابق على هذه الصفحة، حيثُ يعمد من يعتنق "التديُّن الطبيعيّ" إلى تكفير كلّ من يخالفه الرأي وإلى إرساله للنار الأبديّة حيث البكاء وصريف الأسنان.

كلّ هذه الظواهر تُشير إلى الخوف الكبير الذي يجتاح كنائسنا ما دفع بالعديد من بَنيها إلى البحث عن الضمانات الوجوديّة من خلال التطرُّف الديني بالشكل السلفيّ الذي نراه في مجتمعاتنا. وكأن البعض يريد أن يخلق له الأوهام والأساطير التي تعطيه الآمال الكاذبة في الإنتصار! فكم من رسالةٍ وُضِعت على لسان القدّيس_شربل تقول بأن الله سيحمي لبنان من كلّ الأخطار وسيجعل الجيش ينتصر على جميع الأعداء؟ وكأن الله يُفضِّلُ لبنان على العراق وسوريا وفلسطين! بالإضافة إلى التجارة الدينيّة بالخوف التي تتجلّى في تخدير المؤمنين بمختلف أنواع الأبنجة المعنويّة والدينيّة!

أمام هذه الظواهر حسبنا أن نتشبّه بالمسيح الذي بحسب إنجيل القدّيس متّى رفض أن يشرب الخلّ الممزوج بالمرارة الذي كان يُستَعمَل لتخدير المحكومين بالصلب، ما يؤدّي إلى إفقادهم وعيهم وتخفيف آلامهم! فمسيحنا رفض أن يسمح لوسائل التخدير بأن تشيح بنظره عن أبيه وعن الحقيقة رغم آلامه الكبيرة و رغم إقباله على الموت! فالدعوة اليوم لأبناء الكنيسة الشرقيّة هي بالحفاظ على الوعي حتّى اللحظات الأخيرة. ورغم كلّ الصعوبات وكلّ الموت فإن من يُبقي نَظَره على الحقيقة، فالحقيقة ستقيمه حتّى وَلو تجرَّع كأسَ الموت بكامله!

 

هؤلاء شيعة لبنان

عقل العويط/النهار/25 نيسان 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/64133

http://eliasbejjaninews.com/archives/64128

المواطنون الذين وصفتهم إحدى المؤسسات الإعلامية بأنهم "شيعة السفارة"، ونشرت لهم صورة جماعية، هؤلاء المواطنون هم لبنانيون.

هم مواطنون لبنانيون. وفقط. ولا غير.

وهم - إذا أرادوا وقبلوا بالتسمية - هم فقط شيعة لبنان. وفقط. ولا غير.

إنهم - إذا أرادوا وقبلوا بالتسمية - شيعة الإنسان الحر في لبنان.

مواضيع ذات صلة

رسالة مفتوحة إلى علي الأمين

وعليه، فمن المخجل والمهين للكرامة الانسانية، وللكرامة الوطنية، على السواء، أن يوصفوا بسوى كونهم مواطنين لبنانيين.

الدولة وحدها معنية بوصفهم.

الدولة، دولة القانون والدستور.

وحدها دولة الجمهورية اللبنانية مسؤولة عن الوصف، لا "دولة" أي كان، مهما كبر نفوذه، واشتدت سطوته، وثقلت يده على عنق الدولة اللبنانية.

ليس لاحد، او لجهة، او لطرف، او لسفارة موازية ومضادة، وأياً يكن إمكاناته وأسبابه، أن يجعل هؤلاء المواطنين تحت رحمة هذا الوصف الجهنمي القاتل.

المسألة هذه، ليست فحسب مسألة مثيرة للخجل والمهانة.

إنها مصادرة للدولة التي هي وحدها تصف مواطنيها، وتطلق مؤسساتها عليهم الألقاب والأوصاف التي ينص عليها القانون والدستور.

إنها دعوة إلى القتل.

إنها دعوة إلى تشويه السمعة.

إنها دعوة إلى تغيير السجلات العدلية لهؤلاء، من خلال الحلول محل الدولة.

وهذا شأن خطير للغاية.

مؤمناً بحق التعبير والاختلاف، وبحق النقد، والحرية الاعلامية، وإلى آخر الحدود "الاخلاقية"، أدعو إلى التزام حدود الكرامة الإنسانية وحدود الحق الاعلامي، وحدود القانون، وأن لا يسمح أي كان لنفسه بمثل هذا التطاول على السمعة والشهرة، ويمثل هذا التهديد الموضوعي للحياة، في غمرة تأجيج الغرائز الطائفية والترهيب الأمني والحزبي والديني - الطائفي- المذهبي السائد.

لا يجوز لأحد أن يسمح لنفسه بمثل هذا التشويه المنهجي، وبممارسة مثل هذا التخريب المقصود لحياة هؤلاء المواطنين، في نظرتهم إلى انفسهم، وفي نظرة الناس إليهم.

لسنا في عهد مكارثي.

حتى الآن، لم يصبح لبنان بدولته ومؤسساته وأحزابه وناسه و"سلاحه"، تحت جزمة الديكتاتوريات والإرهابات والاستبدادات، لكي نسلم بهذا الأمر الواقع.

حتى الآن، لم نسلم بأننا لقمة سائغة في أفواه مصاري الفتاوى والملوك والتكفيريين والمحاكم الدينية على أنواعها (المسيحية المسلمة السنية الشيعية والى آخره).

رئيس الجمهورية مدعو بشخصه، بوصفه حامي الدستور، وراعي المواطنين، إلى أن يرفع الضيم عن هؤلاء.

وزير العدل، وزير الداخلية، وزير الإعلام (من أيضاً؟!)، الجميع، ولا استثناء، هؤلاء مسؤولون عن سمعة المواطنين، وعن أمنهم وأمانهم.

ضعوا حداً لهذه المقتلة. فهؤلاء هم شيعة لبنان. وفقط. ولا غير.

 https://www.annahar.com/article/795765-%D9%87%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86

 

عن “لائحة الشرف” الشيعية – الوطنية

طوني أبي نجم/IMLebanon Team/25 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64128

شكراً جريدة “الأخبار”!

نعم شكراً جريدة “الأخبار” لأنها كشفت وأعلنت عن لائحة الشخصيات الشيعية الوطنية في لبنان، هذه الشخصيات التي تخوض شرف مواجهة “حزب الله” ومشروعه من قلب البيئة الشيعية. “الأخبار” أرادتها لائحة “هدر الدماء” ربما… لكنها تحوّلت لائحة شرف وطني لأبطال يقاومون بالحق، بالكلمة وبالإيمان بلبنان وحريته وديمقراطيته وتعدديته وانتمائه العربي لا الفارسي. كثر في لبنان يواجهون “حزب الله” سياسياً ويقاومونه بالفكر من طوائف متعددة، لكن أبطال “لائحة الشرف” باتوا أشبه بـ”فدائيين” حقيقيين يواجهون مشروع أدلجة كل البيئية الشيعية لمحاولة إلحاقها بمشروع ولاية الفقيه.

أما بالنسبة إلى الاتهامات السخيفة بأن هؤلاء الأبطال يحصلون على دعم مادي من دول عربية أو خليجية وفي طليعتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فيا ليتهم يحصلون فعلاً على هذا الدعم لكان بإمكانهم تحسين ظروف مواجهتهم لمشروع “حزب الله”. يا ليت الدول العربية والخليجية تدعم بالفعل كل من يواجه مشروع “حزب الله” في لبنان، أو على الأقل يا ليت هذه الدول تدعم هؤلاء الرجال ولو بجزء يسير مما تدعم به إيران أبواقها وصحفها الصفراء في لبنان، لكم كانت المواجهة أسهل وأفضل! إلى أسماء لائحة الشرف الشيعية – الوطنية ألف تحية مني أنا اللبناني – الماروني، شريكهم بكل فخر في مواجهة مشروع “حزب الله” والمصرّ على مشروعي: لبنان أولاً بدولة سيدة، حرة، مستقلة وحدها تحمي اللبنانيين على مساحة الـ10452 كيلومتر مربع وتحمي حدود الوطن وثرواته، ولا كبيرة لكل السلاح غير الشرعي وكل الميليشيات بدءًا من “حزب الله” تحديداً.

ألف التحية إلى: غالب ياغي، حارث سليمان، منى فياض، هدى الحسيني، مصطفى فحص، علي الأمين، محمد بركات، هادي الأمين، عماد قميحة، حسان الزين، ثائر غندور، وضاح شرارة، عمر حرقوص، أحمد اسماعيل، منيف فرج، لقمان سليم، مالك مروة، نديم قطيش، ابراهيم شمس الدين، صالح الحركة، زياد ماجد، سعود المولى، فاروق يعقوب، عباس الجوهري، صبحي الطفيلي، محمد بيضون، أحمد الأسعد وعقاب صقر. وتحية إلى كل لبناني – شيعي حرّ سقط اسمه سهواً في جريدة “الأخبار”، لأن الأحرار في الطائفة الشيعية اللبنانية أكثر بكثير من أن يوضعوا على لائحة في جريدة صفراء!

قد نختلف حول تفاصيل كثيرة، لا همّ فنحن متمسكون بنظامنا الديمقراطي الذي يكفل حق الاختلاف، لكننا حتماً نتفق على مواجهة المشروع الأسود لنظام الملالي في لبنان.

 

علي الأمين: الجنوب لكل أبنائه وأرضه ليست ملكا لأحد

النهار/24 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64124

عقد المرشح على لائحة "شبعنا حكي" علي الامين، مؤتمرا صحافيا في المكتب الانتخابي للائحة في النبطية الفوقا، في حضور مرشحي اللائحة ومسؤول الجنوب في حركة "اليسار الديموقراطي" خليل ريمان.

وقال الأمين: "نلتقي اليوم في أرض الجنوب، أرض عاملة، التي ما عرف أهلها إلا العيش بكرامة وحرية، وما عرف عن أحدهم انحناؤه لأحد إلا انحناءة الصلاة لرب العالمين، وما استطاع محتل أو غاصب أو مستبد أن يسكت ترانيم الحرية على ألسنة أهلها، أو يميت في قلوبهم عشق الحياة الذي نما بعرق الشمس وبريق سنابل القمح وتمايل شتول التبغ.

ما حدث قبل أيام بات معروفا للجميع، رغم التشويش والتشويه الذي صدر من الجهة المعتدية في نقل الحدث، حتى كاد المعتدي أن يكون مظلوما، والمعتدى عليه ظالما ومتعديا.

 المحكمة العسكرية ردت طلب تخلية سبيل محمود بزي المتهم بقتل ضابطين ايرلندين

لست هنا لأعرض ظلامتي. أن أضرب وأهان لأجل قضية أعتبرها نبيلة، قضية الإنسان الحر الكريم، هو شرف لي ووسام أعلقه على جبيني ما حييت. لكن أنا هنا لأبين ما كنا قد نبهنا إليه في السابق، من أن الاستبداد الذي يكمم الأفواه، ويقمع الحريات، ويتصرف على هواه ومزاجه، يجعلنا نشعر بأننا في عصر شريعة الغاب، حيث لا دولة ولا قانون ولا رادع. هذا الاستبداد الذي يتذرع باسم الدين حينا، فيصور خصومه أنصارا ليزيد وابن زياد، وباسم المقاومة حينا آخر، فيصور من يخالفه ولو في الرأي عميلا وخائنا، فيسوغ لنفسه وأتباعه هدر كرامته وسمعته وعرضه وربما دمه.

نحن مدينون لكل من قاوم ويقاوم إسرائيل، خصوصا الشهداء منهم، مهما كانت تياراتهم وانتماءاتهم، سواء أكانوا شيوعيين أم من حزب الله أم حركة أمل أم يساريين، هؤلاء جميعا ذاكراتنا ومصدر افتخارنا. فالمقاومة ما كانت يوما ملكا لأحد ولا حكرا على أحد، هي واجب لبى الأكثر نداءه، كل من موقعه وقدراته، فكان التحرير وكانت الكرامة والعزة التي توزعت على الجميع بالتساوي، من دون أن يكون لأحد حصة فيها أكثر من أحد".

وأضاف: "واجهنا الاحتلال الأسود بأجسادنا وأرواحنا وأقلامنا وعقولنا، لننعم بالحرية والمساواة، ونستعيد أفق الاختلاف والتنوع، ويسود القانون والنظام ومرجعية الدولة، لنشعر بأننا جزء من وطن أكبر، وجزء من مجتمع أوسع، نشاركه قيمه وهويته وهمومه وتطلعاته. لم نواجه الاحتلال لنستعيض عنه باستبداد وظلم آخر، لم نقاوم ليساء استعمال شعار المقاومة، ويتم توظيفها في مواضع تسيء إلى أخلاقيتها وقيمها السامية، لم نواجه إسرائيل لنفرض على الجنوبيين سلطة الأمر الواقع ونعمم مظاهر اللادولة أو الدولة داخل الدولة، لم نحرر الأرض لنسجن الإنسان ونصادر منه الحق في التعبير بل الحق في الرقص والفرح والابتهاج".

وتابع: "لم يأت ترشيحنا حربا للمقاومة، بل استعادة لأخلاقياتها السامية، بل نقول إن ترشحنا هو فعل مقاومة بحد ذاته، لأنه يعمد إلى ترسيخ قيم الحرية لا التبعية، المواطنية لا الولاء المطلق وثقافة البيعة المعممة والاتباع الأعمى، لأنه يريد دولة وقانونا يمنع البلطجة والقانون الممارس وراء وداخل القانون الرسمي، ويحد من السلطة التي تمارس عملها في الخفاء والعتمة وراء سلطة الدولة الشرعية. مثلما قاومنا الإحتلال بشراسة، نقاوم اليوم الظلم والاستبداد والمصادرة والقمع، وإلا نكون حققنا لإسرائيل ما تريد وما تتمنى أن يسود في ربوعنا وبلادنا. أجمل هدية نقدمها لإسرائيل أن تصادر منا طاقة التعبير الحر، وتقتل فينا ملكة التفكير الخلاق، وتخنق فينا حب الحياة وفرحها".

وختم الأمين: "أضع ما حصل برسم الجنوبيين الأحرار، لهم أن يقرروا أي حياة يريدون وأي نمط عيش يحبون أن يسلكوا، وأي قيم يودون اتباعها وأي وطن يوالون، وإلى أي هوية ينتمون. نحن ترشحنا لندخل في الدولة لا الدويلة، في الوطن لا أن نعيش في العصبية الضيقة والمضخمة، في الشراكة لا منطق الغلبة، في القانون لا لغة البلطجة، في الهوية العربية لا الهويات المستوردة والغريبة علينا، في الديموقراطية التي تحترم رأي المواطن وقراره لا التي تحاصر خياراته وتشعره بالذنب والخطيئة.

الجنوب لكل أبنائه، وأرضه وساحاته العامة ليست حكرا على أحد أو ملكا لأحد، هو للأقل من أهله مثلما هو للأكثر، هو لمحازبيه وغير محازبيه، هو لمسيحييه ومسلميه مهما تنوعت مذاهبهم ونحلهم، هو فسيفساء ثقافات وتنوع إرادات وحضارة اختلاف وتعدد، لكن تحت سقف واحد هو سقف الدولة والقانون وعلى أساس الهوية الواحدة الجامعة، هوية الوطن المعتز بلغته وإرثه لا هوية الإغتراب عنه أو القطيعة مع ذاكرته والعزلة عن محيطه".

 

 الإمارات ـــ ليكس: مستمرون!

 ابراهيم الأمين/الأخبار/الأربعاء 25 نيسان 2018

لم تكن صدفة، أن تحصل «الأخبار»، دون غيرها من الصحف العربية، على حق رسمي بنشر وثائق سرّبها موقع «ويكيليكس» تخصّ نشاط وزارتَي الخارجية في الولايات المتحدة والسعودية في السنوات الماضية.

ببساطة، المسألة لا تتعلق فقط بسقف الموقف النقدي لـ«الأخبار»، بل بأنها تتحمل المسؤولية المهنية والأخلاقية حيال ما تنشر. وقد يكون من المفيد تذكير القرّاء بأن نشرنا بعض وثائق «ويكيليكس» الصادرة عن فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، تسبّب بإحراج كبير لقيادة المقاومة، ما اضطرّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى الخروج، آنذاك، في إطلالة تلفزيونية لينفي علاقة الحزب بـ«الأخبار»، ما عدّه كثيرون يومها رسالة قاسية ضد الصحيفة. وهو كان يعبر عن عتب كبير من السيد نصر الله شخصياً كون ما نشر فهم على غير مقصده وتسبب بتوتر يؤذي بيئة المقاومة.

للعلم فقط، فإن «الأخبار» التي تهتم لعلاقتها مع جمهورها، لا تخفي انحيازها الكامل الى جانب المقاومة وخياراتها في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن، وكان بمقدور «الأخبار» يومها التنازل مهنياً، لمنع حصول هذا الإشكال.

الإشارة الى هذا الأمر هدفها توضيح أن التعامل مع الوثائق المسربة لا يتم باستنسابية. والقاعدة واضحة: إما النشر أو عدمه، لأن محاولة اللعب بالوثائق أو تحويرها أو الاقتطاع منها، ليس عملا مهنياً أصلاً، وتتعارض مع مبدأ الكشف الكامل عن المعلومات. وكل ذلك، لا يتم بحيادية. بمعنى أن «الأخبار» لا تنشر كل ما يأتيها، بل تنشر ما لا يتعارض مع سياستها.

«الأخبار» لا تريد الإساءة إلى حسان الزين، وهو حتماً ليس من صنف المرتشين وبائعي ضميرهم الوطني

ما نشرناه أمس من وثيقة إماراتية تتضمّن موقفاً دبلوماسياً ـــ أمنياً في السفارة الإماراتية في بيروت من عدد من الشخصيات المعارضة لتحالف حركة أمل ـــ حزب الله، يندرج في هذا السياق. وقد أوضحنا، في المقدمة التي نشرت مع الوثيقة، أن النص كتبه المسؤول الإماراتي، وقلنا إن الهدف، على ما هو مدرج في البرقية، إعداد قائمة بتلك الشخصيات، «بمن فيها المرشحة للانتخابات النيابية في لبنان على لوائح معارضة لتلك الثنائية والتي تحتاج إلى تمويل في حملاتها الانتخابية» (وهذا النص وارد حرفياً في البرقية الإماراتية). وقلنا إن البرقية «تُظهر خفّة الدبلوماسية الإماراتية في اختيار الأسماء وجمع المعلومات وعدم تدقيقها». بناءً عليه، فان «الأخبار» ليست مسؤولة عن المحتوى، وإذا كان البعض يعتبر مجرد النشر جريمة، فهذا خط مهني لن نحيد عنه، مع التزامنا المعايير المهنية التي تخص هذا النوع من العمل.

على أن ردود الفعل على ما نشر حملت في جانب منها ما يمكن وصفه بالاستغلال المباشر في سياق حسابات لا علاقة لـ«الاخبار» بها. ويجب في هذا السياق، التوقف عند ما جرى مع الزميل حسان الزين، وهو زميل سبق أن عمل معنا في «الأخبار». ولكون حسان قد تعرض لإساءة أولى من قبل السفارة نفسها، التي أوردت اسمه في سياق يستند على الأرجح إلى تقرير مخبر، فإن ما ورد لا يمكن البتة الأخذ به كحقيقة. ونحن نجزم بأن حسان لا علاقة له بالسفارات، وليس من الصحافيين المرتشين بائعي ضميرهم الوطني، أو المنحازين إلى هكذا خيارات بمعزل عن موقفه المعارض أو المناهض لهذا أو ذاك.

وإذا وجد حسان الزين أن «الأخبار» أساءت إليه، فهذا اعتذار منا. كذلك يجب على الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، عدم شمله، كما آخرون، بمجموعة اللاهثين خلف أموال السفارات. وفي النهاية، من الأجدى بجميع من يعتقد أن الوثيقة التي نشرتها «الأخبار» أمس أساءت إليه، المبادرة إلى ملاحقة سفارة الإمارات العربية المتحدة على ما قامت به، وعلى أمنييها والعسس العامل في خدمتها.

تبقى إشارة أخيرة إلى أن كل أنواع التهويل لن تنفع في منع «الأخبار» من نشر كل الوثائق التي تفضح العاملين على تخريب بلادنا والنيل من مقاومتنا وإثارة الفتنة بين أهلنا.

 

المزاج الجيد ومحاولات الإحتفاظ به

الهام فريحة/الأنوار/26 نيسان/18

جميلٌ أن نعرف معنى العطاء والأجمل أن نُعطي.

لم يحقِّق العظماء والعباقرة أشياء عظيمة لو لم يحركها هدف عظيم.

* * *

إنَّ العطاء من منطق ضعف هو مجرد نوع من التسول.

لم يحدث أن أصيب أحدهم بالفقر جرّاء العطاء.

* * *

نادراً ما تساعد الظروف العظماء من الناس.

كم من العظماء والقادة ماتوا في قمصان شهداء وتغنّى بهم شعراء وطارت بشهرتهم الرسائل، وكانوا في نهاية المطاف عبارة عن لصوص.

ما نحتاج إليه حقاً، المزيد من العطاء لمن هم في حاجة إلينا.

* * *

من لا يحب، لا يعرف القراءة، ولا الكتابة، ولا الصلاة، ولا الفرح، ولا العطاء.

لا تقل أبداً أنك لا تملك الوقت الكافي، فإنَّ جميع العظماء كان يومهم 24 ساعة ولم يزد.

* * *

إن العظماء الذين عرفناهم في حياتنا هم أشخاص عرفوا الهزيمة، عرفوا المعاناة، عرفوا المصاعب وعرفوا الخسارة، لكن في الوقت نفسه عرفوا الطريقة التي يتعاملون فيها مع كلِّ ذلك.

في فترات الثورات هناك ألوف الصعاليك الذين يحاولون دخول التاريخ، لكن المشكلة أنَّ التاريخ ليس له إلا باب واحد لدخول العظماء.

* * *

إبتعد عن كل ما يسبب لك خسارة مزاجك الجيد.

الطريقة المؤكَّدة كَي تبقَى فقيراً أن تَكون نزيهاً.

التاريخ خرافات يصدقها الناس.

الجنود ينتصرون في المعارك، والقادة يقطفون الثمار.

عماد القوة في الدنيا إثنان: السيف والقلم، أما السيف فإلى حين، وأما القلم فإلى كل حين، السيف مع الأيام مكروه ومغلوب.

 

الغموض الروسي هل يلجم حرب إسرائيل على الإيرانيين؟

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/26 نيسان/18

لا حديث في اللقاءات الدولية إلا عن حرب إسرائيلية - إيرانية في سورية. ولا أحد يسأل هل تقع أو لماذا، بل متى وكيف؟ يتحدّث الإسرائيليون عنها منذ أكثر من عام، وفي كل مرّة يقولون إن كل تأخير يزيد خسائرهم البشرية المتوقّعة، وقد تأخّروا كثيراً عن المواعيد المحتملة التي حدّدوها، الى أن أصبحوا اليوم متعجّلين. كانت خططهم تقتصر على سورية، إذ لا يريدون تغيير الوضع المعقول بالنسبة اليهم في جنوب لبنان، وقد أجابهم «حزب الله» بأنه لا يتوقّع تصعيداً معهم ولا يريده، لكن تصوراتهم الأخيرة للعمليات لم تعد تستبعد امتدادها الى لبنان، إذ إنهم ردّدوا باستمرار أنهم لا يستطيعون التعايش مع ترسانة صواريخ متضخّمة على حدودهم الشمالية. كانوا هدّدوا في السابق بأنهم لن يوفروا أي طرف سوري أو لبناني، باعتبار أن الإيرانيين هم الذين ربطوا الجبهتَين في خطة دفاعية واحدة، ومع ذلك لا تتجاهل إسرائيل أن لها مصلحة في عدم دفع النظام السوري الى الانهيار ولا تريد استفزاز الروس الى هذا الحدّ، كما أنها لا تستطيع في الوقت نفسه التعرّض للجيش اللبناني بسبب ضغوط دولية تبدو حتى الآن فاعلة.

في تقويم إسرائيلي - أميركي أجري في واشنطن بعد مضي ثلاثة أيام على الضربات الثلاثية في سورية لم يعترض أحد من ممثلي الأجهزة كافة على أن تلك الضربات التي اقتصرت على استهداف منشآت السلاح الكيماوي لم تغيّر شيئاً في المعطيات الإشكالية في سورية. فروسيا دفعت بتصلّبها الى أقصاه، وبدل أن تستجيب الدعوات الى تفعيل مسار الحل السياسي ركّزت على ضرورة تصحيح العلاقات الدولية (تحديداً بينها وبين الولايات المتحدة) قبل أي شيء آخر، وبدت في المقابل أكثر تمسّكاً بالتحالف مع إيران، ثم أنها على رغم نفيها حسمت تردّدها وزوّدت نظام بشار الأسد منظومة صواريخ «اس 300» تم تمويه إنزالها من باخرة الى ميناء طرطوس تحت غيمة دخانية. وما لم تتلقَّ موسكو مبادرةً ما من واشنطن فمن المستبعد أن تغيّر مواقفها التصعيدية التي أثارت فيها فجأة مسألة التقسيم.

أكثر من مصدر نقل أن الاجتماع الطويل في واشنطن خلص الى ضوء أخضر لإسرائيل كي تهاجم الإيرانيين، مع كل الدعم الأميركي بما فيه القنابل الضخمة لاختراق الأنفاق وتدميرها، لكن من دون مشاركة أميركية مباشرة، إلا اذا اقتضتها الظروف. وقد عُرضت خلاله المعلومات الاستخبارية عن الاستعدادات الميدانية الإيرانية، خصوصاً بعدما ساهمت مواجهات العاشر من شباط (فبراير) الماضي والضربات الثلاثية والغارات على مطار الـ «تي فور» والهجوم الالكتروني الافتراضي في كشف خريطة الدفاعات ووسائلها. كذلك عُرضت نتائج الاتصالات الإيرانية (علي شمخاني في موسكو، علي أكبر ولايتي في دمشق، قاسم سليماني في دمشق وبيروت، وزير الدفاع أمير حاتمي في بغداد، وإحياء «التحالف الرباعي» الذي يشمل روسيا والعراق والنظام السوري). هذه المعطيات أبقت أسئلة كثيرة مفتوحة لدى الأميركيين والإسرائيليين عن النتيجة المتوقعة للحرب، وبالأخص عن موقف روسيا، فقد تكون لديها مفاجآت عسكرية ما لم يتم التنسيق معها، فهي قد تترك المواجهة تتفجّر لتستخلص مصلحتها منها أو ربما تستخدمها لإطلاق مساومات، مع الدول الغربية من جهة، وحتى مع الإيرانيين من جهة أخرى.

يمكن أن يكون التلميح الروسي الى تقسيم سورية مجرّد تكتيكٍ في سياق التحضيرات النفسية للحرب أو عرضٍ مسبق، لتجنّب مواجهة تخشى موسكو أيضاً أن تخرج عن سيطرتها. ومع أن الحديث عن التقسيم لم يعد ليدين أيّاً من الدول المتدخّلة أو يفضحها أو يُخجِلها، إلا أن روسيا وضعته في سياق حملتها التضليلية المكثّفة، منذ استخدام السلاح الكيماوي في دُوما، لتوجّه الاتهام الى الولايات المتحدة بالعمل على التقسيم. وفيما قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن موسكو «تراقب المحاولات الهادفة الى تقسيم سورية وتدميرها»، أضاف نائبه سيرغي ريابكوف في اليوم نفسه: «إننا لا نعرف كيف ستتطوّر الأوضاع في ما يتعلّق ببقاء سورية دولة موحّدة وما إذا كان بالإمكان الحفاظ على وحدة أراضيها»، وكان ريابكوف هو أول مسؤول روسي يقترح (أواخر شباط/ فبراير 2016) «إنشاء جمهورية فيديرالية» في سورية. أما الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا فشرحت أن لدى موسكو معلومات تشير الى «عزم المعارضة إقامة منطقة حكم ذاتي في جنوب سورية بدعم أميركي»، وأنها تتلقّى شحنات مشبوهة عبر الحدود الأردنية على أساس أنها مساعدات إنسانية أميركية». وكان مندوب روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا دعا الى جلسة خاصة للبحث في الوضع الإنساني في الرقّة، وبالأخص لاتهام أميركا بـ «الاستيلاء على الرقّة» .

كانت واشنطن أكّدت رسمياً أنها تعتزم تنظيم إدارة منطقة شمال شرقي سورية وتعزيز التنمية فيها بإعادة إعمارها، لكن الرئيس دونالد ترامب جمّد الـ200 مليون دولار التي قيل إنها خصصت لذلك الهدف. وعدا أن أميركا رعت توقيع اتفاق «منطقة خفض التصعيد» في جنوب غربي سورية، لم يُذكر أي سعي لها الى «منطقة حكم ذاتي»، لكن معارك الغوطة الشرقية والمناوشات المستمرة في حمص وحماة ومعركة عفرين وغموض الوضع بالنسبة الى إدلب أسقطت عملياً منظومة «مناطق خفض التصعيد» بسبب عدم ثبات التزامها من جانب النظام والدول الثلاث الضامنة (روسيا وإيران وتركيا)، وبالتالي قد تكون فصائل «الجبهة الجنوبية» طرحت توسيع منطقة سيطرتها استباقاً لأي هجوم عليها، خصوصاً أن طائرات تابعة للنظام قصفتها أخيراً لتغطية حشود برّية للإيرانيين. وربما يدعم الأميركيون مشروع المعارضة لهدف آخر يتعلّق بحماية خطوط التواصل مع قاعدة التنف وقوات «جيش مغاوير الثورة» (بقيادة المقدّم مهنّد الطلّاع) التي يُعتقد أن لها دوراً يُفترض أن يظهر قريباً في دير الزور.

تكمن المفارقة في أن الإلحاح الروسي على الضلوع الأميركي في التقسيم جاء متزامناً مع تصاعد الجدل في واشنطن على الضربات الثلاثية وتزايد الانتقادات لعدم وجود استراتيجية أميركية بالنسبة الى سورية. لكن التقويم العام للأداء الروسي لا يفيد بأنه أبلى بلاءً حسناً في الحفاظ على وحدة سورية واستبعاد شبح التقسيم، بل إنه على العكس سجّل قبل تدخله وبعده سلسلة مناورات أدت في محصّلتها الى إحباط الحل السياسي، سواء بمحاولات دؤوبة لإقصاء المعارضة ثم لتعديل تركيبة وفدها المفاوض، أو بمنع إحراز أي تقدّم في المفاوضات وعدم الضغط على النظام للانخراط في تفاوض جدّي وهادف، أو بالجنوح أخيراً الى الحسم العسكري لتمكين النظام والإيرانيين من استعادة السيطرة بل حتى تولّي الروس الاتصالات مع الفصائل والمساهمة في الخطط الإيرانية - الأسدية لتهجير مزيد من السكان المدنيين. ولا شك في أن عرقلة الحل السياسي شكّلت تمويهاً مبرمجاً لبلورة انتظام المتدخّلين جميعاً في عملية التقسيم.

أما بالنسبة الى الأسد وإيران، فقد كان التقسيم على أجندتهما منذ بدايات الأزمة وقد عملا على تطبيقه بالاجتياحات والمجازر واقتلاع السكان من بيوتهم ومواطنهم ثم توزيعهم بين الداخل والخارج. وفيما ضمن الأسد دويلته الساحلية التي تهيمن عليها ميليشيات طائفته وحصل على ضمانات دولية مبكرة لعدم اجتياحها أو التعرّض لها، يبدو مكوثه في دمشق بعد 2015 من متطلّبات اللعبة الدولية ودواعي تحصين تلك الدويلة، إذ إنه يمثّل «الدولة» والمؤسسات شكلياً، وهو ما يحتاجه روسيا وإيران كتغطية «شرعية» لمزاولة الاحتلال عملياً. ولا شك في أن الإيرانيين كانوا ولا يزالون الأسرع استثماراً في التقسيم الأكثر استفادة من اقتلاع السكان و «أملاك الغائبين» عبر المستوطنات التي أقاموها من دون أي اعتبار للنظام ويديرون بعضاً منها وفقاً لنموذج الكيبوتزات الإسرائيلية. والأهم أنهم الوحيدون الذين يملكون استراتيجية واضحة المعالم، خلافاً للروس والأميركيين وأبعد مما يمكن أن يذهب إليه الأتراك، والأكيد أنهم الوحيدون الذين استطاعوا توظيف وجودهم الاحتلالي في خدمة أهدافهم السياسية والعسكرية، بمعزل عما يمكن أن يكون مآلها مستقبلاً.

* كاتب وصحافي لبناني

 

ماكرون وميركل… فرصة ايران الاخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي

سلوى فاضل/جنوبية/25 نيسان/18

بين اعادة النظر الاميركية بالاتفاق النووي مع ايران، وبين سعي الاوروبيين الى الاستمرار بالعمل به، ماذا سيحصل؟ كيف يفسر كل من طارق ابراهيم، وكامل وزنة الموضوع؟

أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن أمله أن يتمكن ايمانويل ماكرون وانجيلا ميركل من اقناع الرئيس الاميركي دونالد ترامب بضرورة الابقاء على الاتفاق النووي، قائلا ان احترام الاتفاق النووي سوف يكون لصالح المجتمع الدّولي.

يرى المحلل السياسي طارق ابراهيم، انه “بتقديري ان دونالد ترامب يبتز ايمانويل ماكرون، وألمانيا، والاتحاد الاوروبي. وابتزازه هذا واضح من انصياعه الكامل في سوريا، والا ما من تفسير لتورط ماكرون في سوريا سوى ذلك”.

فـ”مستفز جدا امر مشاركة فرنسا في الحرب السورية، هذا الانبطاح هو مسار تعجب واستهجان حتى من المعارضة السورية نفسها، فماكرون بحاجة لدعم كونه موظفا في اهم شركة مالية في العالم”.

ويتابع ابراهيم: “أقول ان التوجه عند ماكرون اثار تساؤلا حول الثمن، والبعض يقول انه في الاتفاق النووي الايراني، ويعرف الجميع وتحديدا الفرنسيين وخاصة الشركات، ومنها شركة توتال التي هي أهم زبون في استثمار النفط. صحيح ان مجلس الامن رفع العقوبات عن ايران، لكنه لم يستطع عقد اتفاقات مع الاوروبيين لان الضغط الاميركي والشركاء الاميركيين منعوهم. اذن يمكن لترامب ان يعرقل الاتفاق، خاصة بوجود قانون “داماتو”.

اما بالنسبة لألمانيا، يقول ابراهيم “فأهم شريك لإيران هم الألمان على مدى التاريخ، فالشيعة لا يملكون أي حليف في العالم سوى الألمان، لذا العلاقات الايرانية- الالمانية ممتازة، خاصة ان المرجعية الشيعية تتلقى الدعم من الألمان، وهي علاقات قائمة على الاقتصاديات”.

وبحسب ابراهيم “الجميع يعتبرون ان السوق الايراني سوقا واعدا. فالسوق الايراني يمتلك قوة حيّة والعلاقات الاقتصادية الايرانية الالمانية جيدة جدا. ويرتاح الالمان والاوروبيين في تعاملهم مع الايرانيين. وترامب لا يمكنه التخلي عن مصالح شركائه الاوروبيين، ولا يمكن التخلي عن الاتفاق النووي ايضا. فالاميركي يريد تحسين شروط الاتفاق، أي ان يصوب على الصواريخ الباليستية. ففي زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان الاخيرة الى طهران رجع خائبا، لانه لم يتمكن من اقناع الايرانيين من توقيف صنع الصواريخ الباليستية، حيث اعتبرتها ايران مسألة سيادية. ولأجل ذلك، الاوروبيون يقفون بين مصالحهم في إيران وبين تحالفهم بالاكراه مع ترامب”. بالمحصلة، يستنتج الاستاذ طارق ابراهيم انه “من المتوقع، كما اسلفنا، ان يأخذ ترامب بمصالح الغرب، أي الا يلغي الاتفاق النووي الايراني، وان يظل واقفا عند مسألة تعديل الشروط. وقد يربط عدم تجميد اي اتفاق بقرار ايران وقف تصنيع الصواريخ الباليستية. والايرانيون لن يعطوا وعدا في هذا الاطار. ويقول الاميركيون أخذنا وعدا بعدم تصنيع النووي خلال عهد باراك اوباما، وقد نأخذ وعدا بعدم تصنيع البالستي في عهد دونالد ترامب”.

بالمقابل يرى، الدكتور كامل وزنة، الخبير الاقتصادي، انه “بالمختصر، أولا، هناك القرار الفرنسي- الاوروبي بمحاولة اقناع الجانب الاميركي ان إيران ملتزمة بالاتفاق النووي.

«G7» تتصدى لسلوك روسيا «الشرير»! وثانيا، ان الاتفاق النووي يحفظ المنطقة لان الخروج منه يعني ان الدبلوماسية العالمية فقدت مصداقيتها، خاصة ان أيّ اتفاق أممي يجب ان يكون له مصداقية وحفظ. وان أي تفلت في المنطقة قد يدفع الى تفلت نووي، مما يشكل خطرا على المنطقة. ثالثا، ان المنطقة بحاجة الى فسحة أمل، خاصة ان منطقة الشرق الاوسط تتخبط بالحروب والعنف، وليس هناك من داع لاشعالها بمزيد من الاشكالات، اضافة الى الدعم الاقتصادي. فاذا خرجت ايران من الاتفاق، فسيؤدي ذلك الى ارتفاع اسعار النفط، مما سيؤدي الى انهيارات اقتصادية على المستوى العالمي. فأي ارتفاع في اسعار النفط سيرفع الضرائب الاقتصادية العالمية، وأي انسحاب سيؤدي الى بلبلة والى ارتفاع اسعار النفط”. ويختم، الدكتور كامل وزنة “بالمحصلة، المنطقة بحاجة الى خيار سياسي، وعلى الجميع الجلوس لايقاف حمام الدم في المنطقة، وكل ما هو جديّ! في الحفاظ على الأمن والسلام، يحب ان يفتح الطريق امام السلام”.

 

 كندا تنقلب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 نيسان/18

قال جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا، بعد مجزرة الدهس في تورونتو، «نريد للكنديين أن يمشوا بأمان في ديارهم». تأملتُ على الخريطة موقع الدهس قرب شارع يونغ، الموازي للشانزليزيه، أو فيفث أفنيو نيويورك، فتذكرت يوم كنت أمشي فيه الساعة الثانية بعد منتصف الليل من دون أن يخطر لي خوف أو قلق. كانت كندا، خصوصاً بالمقارنة مع جارتها الأميركية الكبرى، ساحة من الأمان والطمأنينة. تدخل الحدود من هذه الناحية فتشعر أنك تدخل بيت أبي سفيان، وتعبرها من الناحية الأخرى، فتشعر أنك تدخل عالماً صعباً وطاغياً ومختلف الإيقاع. لكن كندا ما لبثت أن تعرضت للتغير والاختراق مثل النصف الأكبر من أميركا الشمالية. تكاثر المهاجرون ومعهم عاداتهم ومشاكلهم ونظرتهم إلى القانون والحياة. صينيون، وإيطاليون، وهنود، وأفغان، وعرب، وأفارقة. لم يكونوا يعرفون شيئاً عن هذا المجتمع العادل والمتساوي والعائش بالقانون. حملوا معهم عادات غريبة وخلافات وعنفاً وتسامحاً مع الارتكاب والمخالفة والاعتداء والتحايل على مال الدولة. وأرغموا كندا على تغيير قوانين الاستقبال، لكنها أبقتْ قوانينها الداخلية على رفعتها. ولم تستطع كندا، مثلها مثل أي بلد آخر، أن تسد الأبواب في وجه الأوبئة الآتية من الخارج. وهذا النوع الجديد من الدهس بالشاحنات والباصات والفانات والسيارات، لم يعد وقفاً على العاطلين العرب في برلين ونيس وأستراليا. فالعدوى القاتلة سرعان ما تعبر الحدود مثل الهواء الأصفر. والعقل المجرم ليس في جينة واحدة، أو فئة واحدة من الناس. لكن الأهم في مثل هذه الحالات المدمرة، هو عقل المسؤولين والقادة. يجب أن نقرأ نص البيان الذي ألقاه جاستن ترودو بعد المجزرة: لا كلمة حادة، لا كلمة نابية، لا فلتان أعصاب، ولا هيجان ثيران. هو عليه أن يتصرف كزعيم للبلاد، وليس كزعيم للسوقة. وعليه أن يؤاسي شعبه، ويؤاسيه في مصابه، ويطمئنه، وليس أن يحرضه ويزرع في نفسه الرعب. والحمد لله أن جزار تورونتو ليس ذا «ملامح شرق أوسطية»، ولا هو «عاطل عن العمل يتعاطى المخدرات». ونوصي هؤلاء السادة بكندا، فقد استقبلت من العرب أكثر من غيرها. وعندما رفض دونالد ترمب استقبال 40 ألف لاجئ سوري، تطوع ترودو لاستقبالهم. المرة الأخيرة التي ذهبت فيها إلى كندا تعرضت في مطار أوتاوا لمعاملة غير كندية على الإطلاق من ضابط يدعى منزيس. لكنني تفهمت الأمر، فالاسم شرق أوسطي ولو لم تكن الملامح كذلك. وأدركت كم تغيرت كندا عن أول زيارة العام 1974، لكنني لن أذهب إلى كندا المستر منزيس مرة أخرى.

 

القضاء على الصماد خطوة من خطوات

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/25 نيسان/18

صالح الصماد، رئيس دولة الحوثيين، وقائدهم العسكري الأعلى، أو «الرئيس» كما نعته «المرشد الأعلى» للحوثيين، عبد الملك، راثياً له وثلة من مرافقيه، قتل إثر غارات دقيقة لطيران التحالف لدعم الشرعية، في شارع من شوارع مدينة الحديدة. حيث معركة حاسمة لتحرير الميناء الأهمّ باليمن. الصماد هو الشخص الثاني في سلسلة القيادة للجماعة الحوثية الانقلابية، رغم الحديث الأخير عن خلافات له مع قادة الجناح الأمني والعسكري للحوثيين، محمد علي ومهدي المشاط، خليفة الصماد الجديد، وهو، أعني المشاط، من صقور وحمقى الجماعة، الصماد بالنسبة له، الأحنف بن قيس حلماً وأناة! فيما نشر الصماد، قد ولد 1973 في بني معاذ بمديرية سحار محافظة صعدة. تلقى تعليماً دينياً على يد «الوالد» بدر الدين الحوثي، لذا هو من رفاق حسين، المؤسس الفعلي للجماعة. برز اسم الصماد للعلن أواخر عام 2005 خلال حرب الحوثية الثالثة، ورد اسمه ضمن قائمة تضم 55 مطلوباً من الحوثيين أعلنتها الداخلية اليمنية عام 2009. ترأس صالح الصماد أول وفد علني للحوثيين يزور إيران مارس (آذار) 2015 بعد استكمال انقلاب الميليشيات فيما سمي الإعلان الدستوري، وقع خلال زيارته إيران اتفاقيات كثيرة لدعم الحوثيين، وفتح رحلات مباشرة للطيران الإيراني. الصماد يعتبر من الرموز غير الهاشمية «السادة» الزيود على الطريقة الجارودية الحوثية «المتخيمنة» فهو من الجناح القبلي، كما خليفته «الحليم جدا» مهدي المشاط، والمعلوم أن الهاشميين من العائلات المعروفة في الجبال الزيدية، خاصة من صعدة، هم من يمسك بمفاصل القرار العسكري والأمني، وهم أنصار فكرة التنظيم الموازي للدولة، حتى والدولة تحت يدهم مع قائدهم أو رئيس جمهوريتهم، صالح الصماد، في مفارقة عجيبة كاشفة! الضربة موجعة، لكنها ليست قاصمة ماحقة، نحتاج إلى كثير من الزخم المماثل، ليس من خلال قتل قادة الجماعة الإرهابية، بل من خلال تكثيف العمل العسكري العام، وأيضاً الإسراع بتوحيد «كل» القوى العاملة تحت مظلة التحالف. وتفويت الفرصة على الدعايات اليسارية الغربية المتعاطفة مع الروايات الحوثية. النصر صبر ساعة.

 

«التعاون الإسلامي» منظمة جبلت على مواجهة التحديات

د. يوسف بن أحمد العثيمين/الشرق الأوسط/25 نيسان/18

ليس غريباً على منظمة التعاون الإسلامي التي وُلدت من رحم المأساة، أن تعمل على مجابهة الأزمات، فهي المنظمة التي خرجت إلى الحياة من رحم مأساة حريق المسجد الأقصى لتنهض بدور معاصر وعملي يستند إلى القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية ويعلي من شأن الخصوصية الإسلامية، باعتبارها ثقافة جامعة تنشأ على الاعتدال والوسطية والتعايش وقبول الآخر. وبعدما جرى تأسيس المنظمة في عام 1969 على يد المغفور لهما بإذن الله، الملك فيصل بن عبد العزيز، والملك الحسن الثاني، جمعت في ركابها ملياراً ونصف مليار مسلم في 57 دولة من أربع قارات، وأصبحت بذلك من أكبر المنظمات الدولية في العالم، يرفدها أكثر من ست وعشرين منظمة متفرعة ومنتمية ومتخصصة تغطي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والرياضية. لقد مرّ على تأسيس المنظمة قرابة نصف قرن، كانت فيه ولا تزال البيت الجامع لشعوب تنوعت ثقافاتها وتشابكت مصائرها. وقد تطورت بصورة لافتة لتلبي احتياجات العالم الإسلامي وارتقت بسرعة إلى مستوى التحديات التي تشهدها الأمة الإسلامية. 48 عاماً فصلت بين قمة مؤتمر تأسيس المنظمة في 25 سبتمبر (أيلول) 1969. في أعقاب الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك، وقمة إسطنبول الاستثنائية التي التأمت على جراح القدس الشريف في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2017، بعد إعلان الرئيس الأميركي عزمه نقل سفارة بلاده إليها، لتعيد المنظمة تأكيدها دائماً على أنها الصوت الجامع للأمة الإسلامية، وملاذها في وقت النكبات، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الإسلامية المحورية؛ القدس.

فلقد قامت منظمة التعاون الإسلامي من أجل استنهاض همم دول العالم الإسلامي المترامي الأطراف، آخذة في الحسبان عددها الكبير وتقاطع المصالح وتباينها في بعض الأحيان، فضلاً عن نطاق المنظمة الواسع الذي يضم مجموعات إقليمية متداخلة في آسيا وأفريقيا والمنطقة العربية، ما أضفى عليها زخماً إيجابياً في بعض الأحيان، ولا ننكر أن هذه المساحة الشاسعة قد فرضت فتوراً في أحيان أخرى على المستوى السياسي. وكما يضفي اسم (منظمة التعاون الإسلامي) قوة وثقلا من حيث مجموع دولها الأعضاء، التي تشكل مجتمعة أكثر من ربع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، فإن تنوع الأنظمة السياسية لهذه الدول والفلسفات التي تقوم عليها، وضع المنظمة أمام تحدٍّ كبير تمثل في إعادة تقديم الإسلام للعالم باعتباره قاسماً مشتركاً بين هذه الدول، وشغل العالم الشاغل خاصة بعد أن اختطف الإرهاب والتطرف - منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وحتى ظهور تنظيم داعش الإرهابي - الإسلامَ وأصبغاه زورا على أعمالهما الإرهابية المتوحشة. ومن هذا المنطلق وأمام هذا الاستحقاق والواجب الديني والإنساني فإن دوراً كبيراً منوطاً بمنظمة التعاون الإسلامي يلزمها بتسخير منبرها الجامع لإيجاد خطاب معتدل ومعاصر يواجه خطر الإرهاب والتطرف الديني.

وكما وقف العالم الإسلامي وربما العالم كله مصدوماً أمام ظاهرة الإرهاب التي امتهنتها مجموعات مضللة تحيط بها كثير من الشكوك لتؤسس ما زعمت أنها دولة «الخلافة» بكل إسقاطاتها السلبية التي شوهت صورة المجتمع المسلم، فإن هذه الظاهرة من ناحية أخرى أفرزت ردود فعل أشدها عدوانية ما يعرف بالإسلاموفوبيا التي تعتبر من دون شك ظلاً قاتماً لشبح الإرهاب والتطرف. لقد وجدت المنظمة نفسها بوصفها الجهة الدولية الوحيدة المنوط بها تقديم الحلول لهاتين المشكلتين معا، لتجلّي صورة الإسلام الحقيقية من جهة، ولتدافع عن حقوق الأقليات الإسلامية من جهة أخرى.

وفي هذا الظرف الشائك، فإن منظمة التعاون الإسلامي، وبالتفويض الذي حصلت عليه، واستناداً لميثاقها وقرارات قممها والاجتماعات الوزارية التي تعقدها بشكل دوري، قد اضطلعت بدورها، انطلاقاً من كون تلك الظاهرتين المتقابلتين همّاً واحداً للدول الأعضاء والمسلمين حول العالم، وبفضل الله ثم بالخبرات المتراكمة والصلاحيات الداعمة لعمل الأمانة العامة على مدى عقدين من الزمن تقريباً، أصبحت المنظمة متخصصة في مجالها وتحظى بثقة جميع الأطراف. وبتحليل دقيق لمجريات الأوضاع، لم يشهد العالم الإسلامي في تاريخه، حاجة ملحة إلى منظمة جامعة تترجم إرادته وسعيه لأخذ مكانته الحقيقية في العالم كما هو حاصل اليوم، حيث تدفع الأزمات السياسية، والحروب الأهلية، وتغوّل الجماعات المتطرفة في عدد من دولها الأعضاء، نحو ضرورة إيجاد حلول جماعية لهذه الفوضى.فالمنظمة ليست رفاهية يمكن الاستغناء عنها أو خياراً يمكن تأجيله، بقدر ما تُعد فرصة لا يمكن تفويتها ويجب توظيفها خاصة أن العالم الإسلامي يُوصف دوليا بالأكثر تعرضاً للكوارث الطبيعية، وما تسفر عنه هذه الكوارث من ازدياد أعداد اللاجئين والمشردين، وتفشي حالة الفقر.

ومع ذلك، فإننا في منظمة التعاون الإسلامي، نؤمن بأهمية شراكتنا في هذا العالم، وتقوم سياساتنا على قناعة مطلقة بأنه ما من حلول للنزاعات التي تشهدها مناطق مختلفة في العالم الإسلامي، أو خلاص لتلك الكوارث من دون تعاون الجميع، فالمنظمة لا يمكن أن تعمل وحدها، والتجارب التي خاضتها في كثير من دولها، تؤكد أن الجهد الحقيقي الذي يمكن أن يتوجه الإنجاز، هو ذلك الذي يستمد قوته من الإجماع الدولي، والدعم الإنساني لرسالة المنظمة السامية. لقد مرّ العالم الإسلامي في منحنيات خطيرة، أكدت لنا على الدوام أن منظمة التعاون الإسلامي هي مؤشر عملي على قدرة دولنا الأعضاء على الاستجابة والتحرك. ومن دون التغاضي عن بعض الإخفاقات، فإن صورة النجاح التي تلخصها المنظمة على مدى عقود، وضرورة تكوينها تؤكد دائما صواب النظرة الثاقبة التي دفعت بقادة المنظمة إلى إعلانها والحرص على بقائها ودعمها، وقد دللت التطورات الأخيرة في العالم الإسلامي على هذه الحقيقة، لنعود إلى ما قلناه سابقا من أن المنظمة وُلدت من رحم الأزمات ونهضت كي تواجهها. واليوم، وبقدر حجم الآمال المعقودة على منظمة التعاون الإسلامي، والحاجة الملّحة لجهودها في رأب الصدع ورصّ الصفوف وإذابة التباينات بين دولها، فإن المسؤولية الملقاة على عاتق أعضائها تزيد وتتضاعف، الأمر الذي يتطلب من هذه الدول المزيد من الدعم والثقة في دور منظمتهم الذي وإن بدا بعيداً في بعض الأحيان، فإنه يظل لازماً ومستعجلاً وحثيثاً، وهو جهد يمكن أن يضطلع بدور كبير في خدمة أمتنا الإسلامية طالما ترجمت المنظمة إرادة دولها وسعيها لذلك بعيداً عن المصالح الآنية وقريباً أكثر من شعار المنظمة في تعزيز (العمل الإسلامي المشترك) فعلاً لا قولاً.

ويبقى أن نطرح سؤالاً جامعاً ومصيرياً: هل فعلاً نحتاج إلى منظمة التعاون الإسلامي؟ يكمن الجواب في السؤال نفسه، حين نعي ثقل المنظمة ومكانتها والمساحة الشاسعة التي تحظى بها على الخريطة العالمية، فضلاً عن أهمية القضايا التي تعالجها والتي تستوجب إجماعاً إسلامياً من أجل حلها، لأن أي حلول أخرى بديلة ستكون مؤقتة وغير مستدامة.

- أمين عام منظمة التعاون الإسلامي

 

ما بعد القمة العربية!

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/25 نيسان/18

إذا كان هناك درس نتعلمه من انعقاد القمة العربية في الدمام مؤخراً، فهو أن الواقع الدولي والإقليمي بكل ما فيه من تعقيدات وتركيبات يفرض على الدول العربية أن تجعل علاقاتها بعضها ببعض لها الأولوية، من أجل تحقيق مصالحها الوطنية. هذا الاستنتاج لا يعني الغربة عن الأوضاع العالمية بما فيها دول عظمى وأخرى كبرى لها علاقات مركبة بعضها مع بعض ومع الدول العربية، ولا الغربة عن الأوضاع الإقليمية أياً ما كان فيها من خصومة أو عداء أو تعاون مع هذه الدولة العربية أو تلك. لا توجد هنا رغبة الخوض في صميم العلاقات الثنائية بين كل دولة عربية من ناحية، وبقية دول العالم من ناحية أخرى خصوصاً مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وكلتاهما متورطة في إقليمنا العربي إلى الدرجة التي صارت فيها طرفاً إقليمياً له مصالح كونية. ما جرى من مباحثات، وما تم إلقاؤه من كلمات، وما صدر عن القمة من بيانات شكّل الحد الأدنى من التوافق العربي، كما كان في النهاية عاكساً لما هو معروف بالمواقف الثابتة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والجزر الإماراتية، وغيرها من الموضوعات التي يتبدل فيها مكان انعقاد القمم ولكن الموقف منها لا يتغير. منتج القمة العربية في النهاية هو خاص بالعرب وحدهم، ربما تتعاطف دولة هنا أو هناك معه، ولكن لا أحد يقترب من الاتفاق. من الممكن المزايدة بالطبع كما هو حادث من إيران بصدد القضية الفلسطينية، ولكن المناقصة هي الأمر الشائع بين دول العالم. في كل الأحوال، المزايدة أو المناقصة، فإنه لا يتبنى أحد وجهة النظر العربية سوى العرب وحدهم، ومن عداهم يختلفون بدرجة أو بأخرى. ومن الناحية العملية فإن الواقع الإقليمي يشهد بأن روسيا وتركيا وإيران قد شكلت تكتلاً يخص التعامل مع الأزمة السورية رغم أن إيران لها الوصاية على النظام السوري، أما تركيا فتعاديه، ولكن ثلاثتهم يديرون أمورهم بحيث يحصل كل طرف على ما يريده من مصالح. روسيا حصلت على مرفأ المياه الدافئة في طرسوس، كما أنها ضمنت نظاماً موالياً في دمشق على مدى الزمن المنظور. تركيا من ناحيتها أمّنت شمال سوريا لصالحها ووضعت الأكراد تحت التهديد المستمر، وأضافت عمقاً إقليمياً داخل الأراضي السورية ينفع كمنطقة عازلة. إيران نفذت إلى القلب السوري والتحمت قواتها الثورية مع قوات «حزب الله»، وكلتاهما شكّلت شبكة حماية للنظام السوري مقابل وضع نافذة في مواجهة إسرائيل تلوح لها أو تهددها. من الناحية العملية أيضاً فإن العلاقات بين روسيا وأميركا تمر بمرحلة توتر شبّهها البعض بالحرب الباردة القديمة، في ذات الوقت فإن واشنطن مترددة بين تصعيد التدخل، أو الانسحاب من سوريا على أمل أن تحل الدول العربية مكانها في المهمة.

تفاصيل ما يحدث تذهب إلى ما هو أكثر من مساحة هذا المقال، ولكن الخلاصة هو ما أشرنا إليه سابقاً، وهو أنه لا يوجد لدى العرب سوى العرب الآخرين. مثل هذا عادةً ما يلقى استخفافاً من النظارة، لأن السوابق العربية فيها ما يدفع إلى الشك في إمكانات التعاون الاستراتيجي العربي، وما يمكن أن يشكله من مصداقية. هذه المرة الأوضاع ضاغطة إلى الدرجة التي لا يمكن تجاهلها، وهناك اتجاهان يمكن تنميتهما بحيث ينتهيان إلى تغيير توازنات القوى في المنطقة لصالح الدول العربية. أولهما أنه إذا كان هناك القليل الذي يمكن عمله بالنسبة إلى قضايا عربية مثل القضية الفلسطينية اللهم إلا إذا حاولنا أكثر في اتجاه المصالحة بين التيارات السياسية، فإن هناك الكثير الذي يمكن عمله في إطار تنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الدول العربية. توسيع السوق العربية يحمي العرب من نوبات الحمائية التي تغشى الدول الغربية؛ كما أن التكنولوجيات الحديثة تخلق مجالاً حيوياً عربياً يشاهد إشاراته مَن يطّلع على شبكات التواصل الاجتماعي، ويراجع المشاهدة على شبكات الراديو والتلفزيون. وثانيهما له طبيعة استراتيجية، وهو أن التجمع الرباعي بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين لا بد له أن يتعمق ويتسع سياسياً وعسكرياً، وإذا كان مستحباً رفض التورط في عمليات عسكرية لا يضع العرب محدداتها، فإن الموقف السياسي في ما يتعلق بالأزمة السورية ينبغي أن يقوم على الوقف الفوري لإطلاق النار بين كل الأطراف، والأهم انسحاب القوات الأجنبية كافة من الأراضي السورية. الأمن في سوريا لا بد أن يكون مهمة دولية يتحملها المجتمع الدولي مع النظام القائم لمواجهة الإرهاب والإرهابيين، وإعداد البلاد لوضع الدستور الحاكم وإجراء الانتخابات الحرة. في هذه الحالة يمكن للدول العربية أن تسهم في الإطار الدولي، وهي حالة يمكن تطبيقها، بالإضافة إلى سوريا، في دول عربية أخرى مزّقتها الحرب الأهلية.

المنهج العربي في جوهره يبحث عن السلام، والمبادرة العربية هي مفتاح حل القضية الفلسطينية وترجمتها هو أنه لا يوجد لدى العرب قضية فلسطينية فقط، وإنما قضية إسرائيلية أيضاً، ولا يمكن حل كلتيهما إلا في إطار إقليمي. فالمبادرة لا تنص فقط على انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة لكي تقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية؛ وإنما أيضاً على إقامة العلاقات الدولية المعتادة بين جميع الدول العربية والدولة العبرية. هنا فإن الفلسطينيين لا يمكنهم الحصول على دولتهم المستقلة ما لم يستوفوا شروط الدولة وفي المقدمة منها أن تكون السلطة السياسية هي المستحوذة والمحتكرة لما يسمى الاستخدام الشرعي للقوة. هي وحدها التي بيدها سلطة قرار الحرب والسلام، وليس شيعاً وأحزاباً كلٌّ منها يدّعي لنفسه القدسية والسلطة المطلقة في ما يخص مصير الشعب الفلسطيني. كذلك فإن إسرائيل لا يمكنها أن تحصل على السلام مع الدول العربية جميعاً، ما لم تكن على استعداد للعيش في سلام مع جيرانها. تجربة السلام مع مصر والأردن لم تنهِ فكرة الحرب فقط في العلاقات الإسرائيلية مع جارتيها، بل إنها فتحت الباب لعلاقات اقتصادية وأمنية مفيدة للطرفين العربي والإسرائيلي. وفي الوقت الراهن فإن هناك آفاقاً من الاكتشافات الحيوية الجديدة للتعاون في مجالات النفط والغاز والممرات البحرية وخطوط الأنابيب وموانئ التصدير لم تتيسر لإسرائيل في أي وقت مضى. هناك الكثير الذي يمكن تقديمه من جانب التحالف الرباعي القائم، وما يمكن أن يضاف إليه من امتداد خصوصاً مع الأردن، وهو الذي يمكنه وضع الحيوية على المواقف العربية المختلفة من أزمات المنطقة. وإذا كان القادة يلتقون ويتواصلون، والدبلوماسيون يتباحثون طوال الوقت، وأكثر من ذلك، فإن المناورات العسكرية المشتركة الجارية متعددة ثنائياً وجماعياً، فإن أدوات الحركة للتعامل مع قضايا التعاون الاقتصادي وقضايا الإقليم الشائكة تكون ممكنة وتدفع بالموقف العربي إلى الأمام. المهم ألا يكون الموقف وارداً فقط في البيانات الختامية، وإنما أن يكون كلمات يصدِّقها العمل، وربما ساعتها سوف يستمع العالم إلينا ويصغي.

 

 بغداد ـ بيروت وقطار الرياض السريع

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/25 نيسان/18

لم تقف الجغرافيا عائقاً يمنع تلازم الأحداث وترابطها بين العراق ولبنان، فقد كانا مسرحاً لأحداث كبرى توالت عليهما، منذ بداية النصف الثاني من القرن الماضي وإلى الآن، ومثلت سوريا الحيّز الجغرافي الذي شكل حلقة الوصل والفصل بينهما، فهي الممر العراقي الوحيد إلى لبنان، فيما يخضع الأخير لضريبة المكان التي خيّرته بين العزلة البرية والممر السوري الوحيد الذي حوله رهينة لحسابات سوريا الإقليمية وموقفها من علاقاته العربية خصوصاً مع العراق والسعودية، وهما الدولتان النفطيتان اللتان عملتا باكراً على نقل منتجهما النفطي إلى أوروبا عبر السواحل اللبنانية، فأنشأت السعودية خط التابلاين (خط أنابيب عبر البلاد العربية) الذي يصل إلى مصفاة الزهراني جنوب لبنان، فيما أنشأت شركة نفط العراق أنبوب كركوك - طرابلس في شمال لبنان، وهذا ما يفسر الاهتمام العراقي - السعودي المبكر بلبنان، تقابله رغبة سورية دائمة بممارسة الهيمنة السياسية على لبنان والتدخل في شؤون العراق، وأتاحت لها الفرصة التي اكتسبتها بعد إعلان الوحدة مع مصر، وشكلا معاً الجمهورية العربية المتحدة سنة 1958 في لعب دور مركزي مؤثر على لبنان والعراق، وفي سنة 1979، شكلت الثورة الإيرانية فرصة دمشق الذهبية لممارسة دور أكبر في الاستحواذ على لبنان وفي عزل العراق، بعد أن نسجت مع نظام ولاية الفقيه تحالفاً عقائدياً أتاح لطهران ممراً برياً آمناً إلى بيروت عبر بغداد ودمشق. لقد أثرت أحداث عام 1958 في لبنان والعراق على العلاقة بينهما وعلى استقرارهما السياسي وموقعهما في خريطة التحالفات الإقليمية والعربية، ففي أقل من 24 ساعة على سقوط النظام الملكي في العراق في 14 يوليو (تموز)، طلب الرئيس اللبناني الراحل كميل شيمعون الحماية من الرئيس أيزنهاور، الذي أمر قوات المارينز بالتدخل لصالح القوات الشرعية بوجه من اعتبروا حينها متمردين على السلطة والمدعومين من القاهرة التي كانت تمارس ضغطاً سياسياً على بيروت القريبة من حلف بغداد حينها، من أجل قطع علاقاتها السياسية مع الدول الغربية التي شاركت في العدوان الثلاثي على مصر، وقد مهد التدخل الناصري في شؤون لبنان الطريق أمام الحضور السوري في الأزمة اللبنانية الذي تحول مع وصول البعث للسلطة إلى حاجز جيوسياسي يفصل لبنان عن محيطه العربي.

أعاد التدخل الأميركي في العراق سنة 2003 الربط السياسي بين البلدين، وتحت تأثير الوضع العراقي الجديد أصدر مجلس الأمن الدولي القرار الأممي 1995 سنة 2004 القاضي بانسحاب جميع الجيوش الأجنبية من لبنان، والذي أجبر نظام الأسد على الانسحاب من لبنان في أبريل (نيسان) 2005، فسارعت طهران إلى ملء فراغ البعث في لبنان والعراق، وبعد 15 عاماً من الاستحواذ الإيراني على العراق ولبنان، تواجه طهران انتخابات لبنانية وعراقية في شهر مايو (أيار) المقبل، ستحمل نتائجها تغيرات عميقة في التركيبة السياسية وستؤثر مباشرة على تشكيل الحكومة في بغداد وبيروت.

قبل موعد الانتخابات منحت الدول العربية الإقليمية والغربية العبادي والحريري فرصة للإصلاح الاقتصادي وتحسين البنية التحتية في بلديهما، عبر مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق، ومؤتمر باريس لدعم لبنان، لكن الدول المانحة وضعت شروطاً على الحريري والعبادي ستصطدم بعوائق داخلية وتدخلات إقليمية ستؤثر في تسويات تشكيل الحكومة بعد الانتخابات التشريعية في البلدين، ففي الوقت الذي يستغل فيه الحريري ضعفه أمام قوة حزب الله لكي يحافظ على التسوية السياسية ما بعد الانتخابات، التي تمنحه بالتأكيد رئاسة الوزراء، يستعد حيدر العبادي القوي لفرض شروطه على التسوية الحكومية والالتفاف على قوى محلية تستقوي بالخارج وتعمل على منعه من الاستفادة من قوته الانتخابية، التي ستمنحه القدرة على المناورة أثناء تشكيل الحكومة ضمن ضوابط سياسية جديدة تعكس قدرة الداخل العراقي على مواجهة شروط الخارج. من خلال انفتاحها على العراق وتمسكها بدورها التاريخي في لبنان، لفتت الرياض الانتباه للروابط التاريخية بين العراق ولبنان، وفي مرحلة عملها على ملء الفراغ العربي، بدأ حضورها المتصاعد في الساحتين العراقية واللبنانية يشكل قلقاً لطهران التي تراقب تشكل داخل عراقي جديد يتقاطع مع الرياض في إطار نظام المصالح المشتركة، فيما لم يعد ممكناً فصل مستقبل التسوية في لبنان عن تحجيم الدور الإيراني في المنطقة، فتمسك الرياض بمقررات «جنيف1» للحل في سوريا من شأنه أن يعيد وصل ما قطعه البعث بين العراق وسوريا ولبنان وإعادة ربطهم بطريق الحجاز الجديدة. بعد 12 مايو لن تكون الطريق من بيروت إلى بغداد خاضعة فقط للسيطرة الإيرانية، فقطار المصالح العراقي - السعودي انطلق وطريقه من بغداد إلى بيروت أو من الرياض إلى بيروت بات من ضروريات المجال الحيوي السعودي ومتطلباته الجيوستراتيجية.

 

الإنكار التركي لإبادة الأرمن يغذي سياسات أنقرة العدوانية

العرب/26 نيسان/18/رفض أردوغان الاعتراف بأخطاء الماضي يشرع لأخطاء أكثر خطورة، وتركيا تركض نحو نظام استبدادي.

الإنكار جريمة في الماضي.. وجريمة ضد الكرامة الإنسانية اليوم

يريفان - إن القضايا الرئيسة التي ينبغي على الأتراك مواجهتها تتمثل في عدم قدرتنا أو رفضنا الاعتراف بالعنف الذي ارتكبناه، وبشكل خاص، المذابح والإبادة الجماعية التي ارتُكبت ضد المواطنين المسيحيين من الأرمن والآشوريين واليونانيين.. بهكذا إقرار افتتح المؤرخ التركي تانير أكشم كلمته أمام البرلمان السويدي، الثلاثاء، أدلاها خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية للإبادة الجماعية للأرمن، التي وقعت في عام 1915، ونقلها موقع أحوال التركية. يعتقد المؤرخ التركي أن مكافحة الأتراك من أجل إقامة نظام يحترم حقوق الإنسان يرجع إلى معضلة أساسية تتمثل في رفض النظام مواجهة الجرائم التي ارتكبت في الماضي، مشيرا إلى أن التحديات غير مقصورة على الشؤون الداخلية لتركيا، لكن تمتد أيضا إلى المنطقة الأوسع. ويرى أن العمليات العسكرية في سوريا والحرب مع الأكراد من مظاهر هذا العجز عن مواجهة الماضي. وتساءل أكشم “لماذا ينبغي علينا أن نواجه تاريخنا؟ ولماذا يجب علينا إحياء ذكرى وتذكر الجرائم التي وقعت في الماضي؟ يقدّم المؤرخ أسباب أساسية ومترابطة في نفس الوقت للإجابة على هذين السؤالين، ويرى أنه “إذا لم يستطع الأتراك القيام بتصفية حساب صادقة لجرائمهم، والدخول في حوار جاد مع الأرمن واليونانيين والآشوريين، والإنصات إلى تواريخ هذه المجتمعات ذات الألم العميق، فإن مجموعات الضحايا لن تشعر أبدا بأي إجراء من الثقة بالنسبة للأتراك. والسبيل الوحيد أمام الأتراك لتحقيق التعايش السلمي في بلدهم، ومع جيرانهم، هو أن تعترف الحكومة التركية وشعبها (بمن في ذلك الأتراك والأكراد والعلويين والسنّة..) بصدق بالأخطاء التاريخية، وقبول مسؤولية أعمالهم. ودون المواجهة الصادقة وقبول هذا التاريخ المؤلم، فلن يكون هناك بناء مستقبل مشترك على الإطلاق.

أحيا الأرمن الذكرى السنوية لضحايا المجازر التي وقعت بين 1915 و1917 في عهد السلطنة العثمانية، الثلاثاء، في أحداث يصفها الأرمن بـ”الإبادة” ويحمّلون تركيا المسؤولية عنها. لكن النظام التركي يصر على رفضه الاعتراف بجرائم الماضي متجاهلا الكرامة الإنسانية للشعوب وشروط العيش المشترك، ويكشف هذا الإنكار مواصلة سياسته العدوانية محليا وإقليميا بحجة الدفاع عن أمن بلاده القومي

 أما السبب وراء “لماذا يجب علينا مواجهة التاريخ؟” فيجيب عنه أكشم قائلا “نحن نتذكّر الماضي ونحيي ذكرى الأعمال الوحشية الجماعية، لأن هذا يعدّ أحد المتطلبات الأساسية للمجتمع الديمقراطي. ولإقامة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، فمن الضروري في البداية مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان”.

ويتابع “الاعتراف بالمظالم التاريخية ضروري لإقامة بيئة ديمقراطية يمكنها تقدير قيمة حقوق الإنسان. ويترك إنكار الأخطاء التاريخية الباب مفتوحا على مصراعيه لخطر محتمل يتمثّل في تكرار نفس الجرائم ونفس الأخطاء مرة أخرى”.ويرى أكشم أنه “بإنكار تركيا للمذابح والجرائم، فإنها ترسل رسالة بأنها سترتكب نفس الجرائم مرة أخرى، إذا ما تعرّضت للتهديد. ولهذا السبب، فليس من قبيل المبالغة الادّعاء بأن تركيا تمثّل تهديدا محتملا على المنطقة بأكملها”.

توجه أيديولوجي خاطئ

يفسّر المؤرخ التركي نقطتي سوء فهم رئيستين في ما يتعلق بإنكار الإبادة الجماعية، وبشكل خاص، الإنكار التركي لارتكاب هذه الإبادة. أولا: يعتبر الإنكار في الغالب توجّها أيديولوجيا خاطئا، لكنه متسامح تجاه الأعمال الوحشية الجماعية. وتتعلق النقطة الثانية لسوء الفهم بالنقطة الأولى، وتفترض أن إنكار المواجهة يكون عن تشكيل موقف “أخلاقي” تجاه جريمة واحدة تظل منسية في صفحات التاريخ. وأي ارتباط مع الحاضر يتمّ فصله بجدران بصورة فعّالة. وهذان التصوّران الخاطئان ما هما إلا نتيجة منطقية لما أطلق عليه المؤرخ التركي “تقسيما مؤقتا” وتحديدا: الميل إلى وضع الماضي والحاضر في صندوقين مختلفين، وتجاهل الترابط بينهما. ويمثّل قطع العلاقات بين الإنكار والمشاكل السياسية المعاصرة إشكالية كبرى. فالإنكار ليس فقط عن توجّه أيديولوجي نحو الماضي، ولا يقتصر طلب الاعتراف بالجرائم التاريخية على قناعة أخلاقية ماضية. بل هو عبارة عن هيكل لا يمكنه أن يحذف ببساطة الأعمال الوحشية التي ارتكبت في الماضي. والهيكل الإنكاري أنتج ويواصل إنتاج سياسات في عصرنا الحالي. في هذا الصدد قارن المؤرخ الإنكار التركي بنظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. ويرى أن النظام، وعقلية، ومؤسسات نظام التمييز العنصري تأسست جميعها على الاختلافات العرقية، ولإنكار الإبادة الجماعية الأرمينية نفس الجذور.

ويلاحظ أكشم أنه “تم اختلاقه بناء على التمييز واستبعاد الأقليات العرقية – الدينية وعلى اعتبار أن المطالب الديمقراطية لهذه الجماعات تمثّل تهديدا للأمن القومي يجب القضاء عليه”. ويرى أن “إنكار هذه الحقيقة أساس الفكرة التركية للأمن، والتي لم تتأسس فقط على إنكار الجرائم، بل على إدراك أن الترويج للمطالب الديمقراطية الأساسية، مثل المساواة أمام القانون والإصلاح الاجتماعي وحرية التعبير تمثّل جميعها تهديدا للأمن القومي”.

وحسب المؤرخ تكمُن المفارقة هنا في “أن إنكار الإبادة الجماعية وتجريم المطالب بمجتمع أكثر ديمقراطية وعدالة بسبب الأمن القومي هي العراقيل الحقيقية في طريق الديمقراطية”. ويؤدي الرد التركي العنيف على مطالب حقوق الإنسان إلى نتائج عكسية. وفي الحقيقة، فقد أدّى هذا الردّ مباشرة إلى حدوث مشاكل أمنية حقيقة.

سياسة قمعية متواصلة

كان “تحقق النبوءة ” هذا هو السبب الجذري للإبادة الجماعية للأرمن، وشكّل المشكلة الكردية حاليا حسب تعبير المؤرخ التركي. وبدلا من حلّ المشاكل الكردية عن طريق البحث عن حلول يمكن أن تؤدّي إلى مجتمع أكثر ديمقراطية، فقد بعث الإنكار ذو الطابع المؤسسي نفس الفكرة الأمنية، وأعلن أنّ المطالب الكردية تمثّل مشكلة أمنية أساسية للأمة. وتعتبر هذه هي القصة القصيرة لغزو الجيش التركي لسوريا.

تانير أكشم: بإنكار تركيا للجرائم، فإنها ترسل رسالة بأنها سترتكب نفس الجرائم مرة أخرى

تانير أكشم: بإنكار تركيا للجرائم، فإنها ترسل رسالة بأنها سترتكب نفس الجرائم مرة أخرى

 لذلك يرى أكشم أن “الصورة واضحة جدا: فعن طريق إنكار ما حدث في عام 1915، أعادت تركيا إنتاج المؤسسات، والعلاقات الاجتماعية، والعقلية التي خلقت أحداث عام 1915 في المقام الأول”.

ويضيف “الإنكار ليس ببساطة دفاعا عن نظام قديم (الإمبراطورية العثمانية). إن الإنكار يغذّي أيضا سياسات العدوان المتواصل داخل تركيا وخارجها اليوم”. لافتا إلى أن “عرض الترابط القوي بين إنكار تركيا للإبادة الجماعية للأرمن والسياسات المحلية والإقليمية لتركيا حاليا ليس صعبا”.

يشرح ذلك قائلا “دون الخوض في تفاصيل التطورات المظلمة المستمرة في تركيا اليوم، وبشكل خاص منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في يوليو عام 2016، اسمحوا لي أن أُعبّر عن الوضع الراهن بالأرقام”.

يقول أكشم “يوجد حاليا أكثر من عشرة من نواب البرلمان، وقرابة 150 صحافيا في السجن، كما أُجبر حوالي أربعة آلاف أكاديمي على الاستقالة من مناصبهم، وتم تدمير مدن كردية وحرقها وتسويتها بالأرض”.

وبالإضافة إلى هذه الحقائق، فإن تركيا تعاني من هجرة جماعية للنخبة المثقفة في البلاد، وربما تكون الأكبر في تاريخ البلاد. لذلك يحذّر المؤرخ من أن “تركيا تركض نحو نظام استبدادي، إن لم تكن قد أصبحت تحت هذا النظام بالفعل”.

واستخدمت الحكومة التركية محاولة الانقلاب كذريعة لقمع المعارضة الديمقراطية، وحجة الحكومة الرئيسة في دعم هذه السياسات هي أنّ طلب المزيد من الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، يمثّلان تهديدا على الأمن القومي وينبغي قمعهما قبل انتشارهما.

ويمثّل العدوان على سوريا جزءا آخر من سياسة الأمن القومي التركي هذه. وقامت تركيا بغزو سوريا عندما أدركت أن المطالب الكردية من أجل بناء ديمقراطي في سوريا أو في تركيا تمثّل تهديدا للأمن القومي.

وكان ضياء كوك ألب، أحد الأيديولوجيين في حزب تركيا الفتاة وأحد مهندسي السياسات العثمانية المتأخرة، قد وصف العدوان العثماني على الشرق خلال الحرب العالمية الأولى وشبهه بأنه “تفاحة حمراء”.

وتمثل “التفاحة الحمراء” معتقدا يعود تاريخه إلى تقاليد تركية قديمة، وتهدف إلى انعكاس الهيمنة التركية على العالم. وعند الحديث عن المعارك والانتصار، فإن الأتراك العثمانيين يشبهون انتصارهم بأنهم وصلوا إلى “التفاحة الحمراء”.

وأصبحت “التفاحة الحمراء” ترمز إلى فكرة القومية التركية، وتوحيد جميع الشعوب التركية.

ومعرفة هذه الأسطورة حاسمة لفهم الإبادة الجماعية للأرمن. ويكشف هذا بشكل كبير عن إشارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى هذا الرمز الأسطوري قُبَيل شنّ عملية عفرين 2018 في سوريا.

وفي كلمة ألقاها في 22 يناير الماضي، رد أردوغان على سؤال “إلى أين نذهب؟” قائلا “نحو التفاحة الحمراء.. نعم، نحو التفاحة الحمراء”. ويعتقد المؤرخ التركي في ختام كلمته أنّ “الصورة واضحة، اليوم، طالما أن تركيا تواصل اعتبار أنّ مواجهة الظلم التاريخي بأمانة والاعتراف بارتكاب أخطاء يمثّلان تهديدا للأمن القومي، وترفض قبول ماضيها لأسباب تتعلق بالأمن القومي، فإن نتيجة ذلك هي حدوث المزيد من المشاكل الأمنية”.

 

تركيا.. التحايل على التاريخ في الذكرى السنوية لإبادة الأرمن

العرب/26 نيسان/18/إحياء ذكرى الإبادة لا يزال يشكل معضلة دبلوماسية وسط عدم وجود توافق دولي على مساعي أرمينيا اعتبار المجازر "إبادة".

التاريخ التركي ملطخ بدماء الأرمن

يريفان - تستمر تركيا في محاولاتها للتحايل على التاريخ، والتملص من المسؤولية التاريخية عن جرائم الإبادة الجماعية بحق الأرمن بين 1915 – 1917، والتي راح ضحيتها 1.5 مليون أرمني، بحسب الأرقام التي يعلن عنها الأرمن.

ورغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحدث عن ضرورة معالجة الملف وتناوله بعيدا عن الصراعات والمصالح السياسية، وحل القضية عبر منظور “الذاكرة العادلة”، الذي يعني التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وأن يتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، إلا أنّه يتخذ تلك الدعوات كمحاولات للتحايل على التاريخ، لا للكشف عن الحقائق، بحسب ما يقول بعض الأرمن وبحسب ما نقله تقرير موقع أحوال التركية في ذكرى إبادة الأرمن.

وأحيت أرمينيا الثلاثاء ذكرى “إبادة الأرمن” وسط مراسم مؤثرة جداً للبلاد، ويتدفق الأرمن من جميع الفئات وهم يحملون الزهور لضحايا المجازر التي وقعت بين 1915 و1917 في عهد السلطنة العثمانية.

ولا يزال إحياء ذكرى الإبادة يشكل معضلة دبلوماسية وسط عدم وجود توافق دولي على مساعي أرمينيا اعتبار المجازر “إبادة”. وقد رفضت تركيا التي يدين غالبية سكانها بالإسلام، والتي قامت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية، وصف المجازر بحق الأرمن المسيحيين بأنها إبادة.

وتقر أنقرة أن نحو 500 ألف شخص قتلوا في تلك المجازر، إلا أنها تقول إن معظمهم قتل بسبب القتال والمجاعة خلال الحرب العالمية الأولى عندما انتفض الأرمن ضد الحكام العثمانيين، ووقفوا إلى جانب الجنود الروس الغزاة. كما تصر تركيا على الزعم بأن ما وقع من مجازر فظيعة وإبادة جماعية كارثية بحقّ الأرمن في الرابع والعشرين من أبريل 1915، وما تلاها في الأحداث التي وقعت بين عامي 1915 و1917، لم يكن إبادة جماعية، وتصف تلك الأحداث بالمأساة لكلا الطرفين.

كما تحرص تركيا على تكرار “أن ما حدث كان ‘تهجيرا احترازيا’ ضمن أراضي الدولة العثمانية؛ بسبب عمالة عصابات أرمينية للجيش الروسي”. وقد نقلت وكالة الأناضول الرسمية التركية تقريرا سعت فيه إلى تبرئة الدولة العثمانية تماما من أي مجازر مقترفة بحق الأرمن، وأن دولا غربية ترفض الإفصاح عن ذلك، لأسباب سياسية ودينية وعرقية.

أردوغان تحدث عن ضرورة معالجة الملف وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة"، الذي يعني التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، إلا أنّه يتخذ تلك الدعوات كمحاولات للتحايل على التاريخ، لا للكشف عن الحقائق

أشارت الأناضول في تقريرها إلى أن الأرمن يدعون بأن هذه الأحداث أسفرت عن مقتل ما بين مليون إلى مليون ونصف شخص، وفق معلومات متضاربة. كما أشارت إلى أن أرمينيا، بحسب باحثين، تعمل على ابتزاز تركيا اقتصاديا وسياسيا، لذا دائماً تفتح هذا الملف إعلاميا.

استعانت الوكالة بفرضية واردة في كتاب “الاحتكام إلى التاريخ”، للبناني ماجد الدرويش، الذي يحاول تفنيد وقائع أحداث 1915، وتبرئة تركيا والإشارة إلى روسيا كمحرض أساسي.

وتنقل الأناضول عن الدرويش قوله إن “شرارة هذه الأحداث بدأت في القرن التاسع عشر، عندما احتل الروس شمال منطقة الأناضول ودخل معهم أرمن، فسلّم الروس الحكم المحلي للأرمن، وارتكبوا مجازر شنيعة بحق الأكراد والأتراك معا”.

ولفت الدرويش إلى أن “هذه المجازر سبقتها مجازر أخرى بحق المسلمين في اليونان والقوقاز ومناطق أخرى، هاجر منها المسلمون عندما احتلها الجيش الروسي”.

ويزعم الدرويش أنه نقل نظريته عن الباحث الأميركي، جاستون ماكارثي، صاحب كتاب “الطرد والإبادة”، الذي يصفه بأنه مبني على “تقارير قناصل أجنبية في الدولة العثمانية، كانوا ينقلون أخبار مجازر الروس وأعوانهم الأرمن بحق المسلمين على مدار 100 سنة (1821 حتى 1922) في بلاد القوقاز”.

ويلفت الدرويش إلى “مسألة مهمة تتعلق بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث نادى أكثر من مرة (مقابل رفض الطرف الأرميني) بتشكيل لجنة محايدة لدراسة الوثائق المتعلقة بهذه القضية، سواء كانت في الأرشيف العثماني أو البريطاني أو الأرميني أو الأميركي، والقرار الذي تخرج به هذه اللجنة هو مستعد لقبوله”. وزعمت الأناضول أن الأرمن يطلقون عادة، عبر جماعات ضغط في مختلف دول العالم، دعوات إلى “تجريم” تركيا، وتحميلها مسؤولية مزاعم تعرض أرمن الأناضول لعملية “إبادة وتهجير” على يد الدولة العثمانية، إبان الحرب العالمية الأولى (1914– 1918).

كما نقلت الوكالة خبراً ذكرت فيه أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أرسل رسالة إلى البطريركية الأرمينية بإسطنبول قال فيها “إن بلاده تتشارك مع مواطنيها الأرمن أوجاع الماضي، مشددا بالقول إن تقاسمنا تلك الأوجاع مؤشر على الموقف الوجداني والأخلاقي للشعب التركي”.

وفي محاولاتها لتفنيد الوقائع والوثائق التاريخية المتعلقة بإبادة الأرمن في تركيا، نقلت وكالة الأناضول مقابلة مع مدير مركز أبحاث العلاقات التركية الأرمينية في جامعة سقاريا؛ خلوق سلفي، أشار فيها إلى “وجود العديد من الأكاديميين في الجامعات الأميركية والأوروبية، يسعون حاليا إلى إقناع الرأي العام العالمي بأنّ مزاعم الأرمن حول وقوع مجازر بحقهم عام 1915، قد حدثت بالفعل”. وأضاف سلفي أنّ أرمينيا واللوبيات الأرمينية حول العالم، تتعاون مع القوى التي تعادي تركيا، من أجل إقناع الرأي العام العالمي حول أحقية مزاعمهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: لا تقترعوا لمن يدفع وتذكروا ان الاعمال الخيرية ليست موسمية تدفع في الانتخاب

وكالات/الأربعاء 25 نيسان 2018 /أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في رسالة وجهها مساء اليوم الى اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، عشية انطلاق الانتخابات النيابية في مرحلتها الأولى في الدول العربية ودول الانتشار، ان "الانتخاب واجب وطني، وهو فعل وجود"، كما انه "الطريق الوحيد للتغيير ضمن الديمقراطية"، معتبرا ان "الحرية مسؤولية، وكذلك الاختيار". ودعا المواطنين الى التحرر من "وسائل الضغط والاغراء التي تفسد الضمائر"، والى عدم الاقتراع "لمن يدفع ويسخى بالمكرمات"، لأن "من يشتريكم يبيعكم، ومن يبيع المواطن ليس صعبا عليه ان يبيع الوطن".

وتوجه الرئيس عون الى الناخبين، فحثهم على نبذ "من يؤجج المشاعر الطائفية والعصبيات لأنه يتلاعب باستقرار الوطن"، والى المرشحين بضرورة "مخاطبة عقول الناخبين لا غرائزهم، فالشحن الطائفي هو اول خطوة على طريق الفتنة".

وخص رئيس الجمهورية في رسالته الشباب اللبناني بدعوتهم الى عدم البقاء على الحياد او اللامبالاة، و"المشاركة الكثيفة في الاستحقاق الانتخابي". اما اللبنانيون المنتشرون، فحثهم على "التمسك بالحق الذي اتاحه لهم القانون الانتخابي الجديد بالاقتراع حيث هم"، داعيا الى ان تكون مشاركتهم "تعبيرا عن مدى ارتباطهم بالوطن الأم". وإذ لفت رئيس الجمهورية الى "صحة التمثيل وفعاليته اللتين يؤمنهما القانون الانتخابي الجديد"، اعتبر "الصراع الذي نشأ بين اعضاء اللائحة الواحدة للحصول على الصوت التفضيلي لا يعود الى القانون ولكن الى المرشحين"، نتيجة "نقص في التعاون بين افراد اللائحة الواحدة".

نص الرسالة

وفي ما يلي نص رسالة رئيس الجمهورية التي وجهها في الثامنة مساء اليوم، عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة:

"ايتها اللبنانيات، أيها اللبنانيون، مقيمين ومغتربين، انتم مدعوون بعد أيام للانتخاب، وقد مرت تسعة أعوام على الانتخابات الأخيرة، شهد خلالها لبنان أحداثا جمة طغى عليها الإرهاب الذي ضرب الشرق الاوسط، وخرج منها وطننا، بقوته سليما معافى، واستتب فيه الأمن والاستقرار. وكان من الطبيعي بعد الانتخابات الرئاسية ان نقوم بصياغة قانون جديد للانتخابات النيابية، كما التزمت في خطاب القسم، يؤمن التمثيل الصحيح لجميع مكونات الشعب اللبناني بأكثرياته وأقلياته، ويعطي أيضا، وللمرة الأولى، الانتشار حق التصويت من حيث هو موجود. بالإضافة إلى فعالية التمثيل التي يؤمنها هذا القانون، فإنه يحدد الخيار السياسي بواسطة اللائحة المغلقة، وعبر هذا الخيار يسمح بالتقدير الشخصي للمرشحين ضمن اللائحة المختارة بإعطاء الصوت التفضيلي لمن يعتبره الناخب المرشح الأفضل".

أضاف: "أما السلبية التي توافق عليها جميع المراقبين تقريبا فهي الصراع الذي نشأ بين أعضاء اللائحة الواحدة للحصول على الصوت التفضيلي، وهذا الواقع لا يعود إلى القانون ولكن الى المرشحين، فالقانون هو الإطار الذي يؤمن للناخب حرية الخيار. أما الصراع فهو يعود لنقص في التعاون بين أفراد اللائحة الواحدة، أو لعدم اعتيادهم بعد على التنافس الإيجابي ضمنها. سلبية أخرى، ظهرت مؤخرا وهي في تدني الخطاب السياسي، والأخطر هو في جنوحه نحو إثارة العصبيات".

وتابع: "أيها المرشحون، ان الطموح السياسي مشروع وحق لكل من يجد لديه الكفاءة والإمكانية لممارسة الشأن العام، ومخاطبة الناس لإقناعهم بتبنيكم أيضا حق لكم، ولكن تحاشوا مخاطبة الغرائز، وابتعدوا عن التجييش الطائفي والمذهبي والتحريض لشد العصب، خاطبوا عقول الناخبين لا غرائزهم، فالشحن الطائفي هو أول خطوة على طريق الفتنة، فلا توقظوها من أجل مقعد نيابي".

وأردف: "أيها المواطنون، في مطلق الاحوال تبقى المسؤولية الاولى عليكم أنتم، فالحرية مسؤولية، وكذلك الاختيار، تحرروا من وسائل الضغط والإغراء التي تفسد الضمائر، فالساتر موجود لهذه الغاية، ووراءه يقف الإنسان حرا. وليكن اقتراعكم منحا لثقة وتكليفا حقيقيا تليه محاسبة حقيقية، فدوركم لا ينتهي عند صناديق الاقتراع، بل يبدأ من هناك، ونجاح الحكم يستلزم شراكة حقيقية بين الشعب وممثليه ويتطلب محاسبة فعلية لهم في حال أخطأوا ولم يكونوا على قدر ثقتكم، فلا تتخلوا عن دوركم، الذي يحصنه القانون الانتخابي الجديد ويجعله أكثر فعالية".

وقال رئيس الجمهورية: "هناك قيم في الحياة تمنح مجانا، كالحب والثقة وحرية الضمير، لا تشرى ولا تباع، وإذا فقدت مجانيتها وتحولت سلعة للبيع، اصبح الحب دعارة وكذلك الثقة والضمير. وليكن منحكم الصوت في الانتخابات مجانا، وتعبيرا عن ثقتكم بمن تقترعون له، فلا تقترعوا لمن دفع او عرض عليكم المال لأن من يشتريكم يبيعكم، ومن يبيع المواطن ليس صعبا عليه أن يبيع الوطن. لا تقترعوا لمن يدفع لأنه لن يمكنكم مساءلته ومحاسبته إن أخطأ مستقبلا. لا تقترعوا لمن يدفع ويسخى بالمكرمات، وتذكروا أن الأعمال الخيرية ليست موسمية ترفع فقط في الاستحقاق الانتخابي. لا تقترعوا لمن باع ويبيع السيادة عند كل مناسبة. لا تقترعوا لمن حول حقوقكم الى خدمات يحتكرها بيده ليبتزكم بها عند الحاجة، ولا تشهدوا زورا ولا تقبلوا بغير الحقيقة لتحتفظوا بنظافة الضمير. ولا تصدقوا من يغدق عليكم الوعود التي تجافي الواقع والقدرة لأنه لن ينفذ ما وعد به، وتذكروا أن الوعود الانتخابية لا تلزم الا من يصدقها".

أضاف: "حاذروا من يقيم حملته الانتخابية على سلبيات غيره وليس لديه سوى التجريح والافتراء وإطلاق الشائعات مضمونا لخطابه السياسي، من دون أن يكون لديه أي مشروع فعلي يقدمه لكم. حاذروا أيضا، لا بل الفظوا وانبذوا من يؤجج المشاعر الطائفية والعصبيات لأنه يتلاعب باستقرار الوطن، تذكروا مسيرة المرشحين، بماضيهم وحاضرهم، فكروا بمستقبلكم ومستقبل أولادكم، قدموا مصلحة الوطن الكبرى على المصالح الأخرى الصغيرة، حكموا ضميركم، ثم اختاروا، وضعوا الورقة في الصندوق".

وتابع: "أيها الشباب، ومنكم من يقترع للمرة الاولى، انتم لبنان الآتي، فلا تكونوا على الحياد، لا تكونوا غير مبالين بما يحصل حولكم، فالتغيير المنشود لن يحصل إلا من خلالكم، ومهما أردتم الابتعاد عن السياسة فإن السياسة تفرض نفسها عليكم وتؤثر في مجريات حياتكم، فكونوا فاعلين ومقررين فيها حتى لا يقتصر دوركم على تلقي النتائج وتحمل عبء التبعات. والانتخابات هي الخطوة الاولى لرفع صوتكم فشاركوا بكثافة ليكون مسموعا".

وقال الرئيس عون: "أيها اللبنانيون المنتشرون في دنيا الاغتراب، انتم العمق اللبناني في العالم، وللمرة الأولى يقر في لبنان قانون انتخابي يمنحكم حق المشاركة في الانتخابات من حيث أنتم موجودون، فتمسكوا بهذا الحق، ولتكن مشاركتكم تعبيرا عن مدى تعلقكم وارتباطكم بالوطن الأم، وعن إرادتكم الصادقة بالمساهمة في إحداث التغيير فيه". أضاف: "أيها اللبنانيون، أول خطوة على طريق تفكك المجتمعات هي في التخلي عن القيم، وفي التغاضي عن الخطأ والقبول به. والخشية على مجتمعنا أن يصبح الفساد عادة نتأقلم معها، والرشوة مبررة ومقبولة، والكذب مباحا ومعللا. والأمل، كل الأمل، أن تكونوا على قدر المسؤولية، فتختاروا وفقا للقيم التي نشأنا عليها، وبضمير نقي وإرادة حرة". وختم: "إن الديمقراطية تصلح نفسها، والعملية الانتخابية هي السبيل لذلك. وقد صار اليوم لكل صوت من أصواتكم قيمته وفعاليته، ويبقى أن تمارسوا أنتم حقكم في الاختيار ولا تتنازلوا عنه، فالانتخاب واجب وطني، وهو الطريق الوحيد للتغيير ضمن الديمقراطية. هو فعل وجود أيها اللبنانيون، فلا تمحوا أنفسكم. عشتم وعاش لبنان". 

 

الحريري التقى في بروكسيل وزراء الخارجية السعودي والالماني وليختنشاتين وساترفيلد

الأربعاء 25 نيسان 2018 /وطنية - التقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قبل ظهر اليوم في مبنى أوروبا في مقر المفوضية الأوروبية، على هامش مشاركته في مؤتمر "دعم مستقبل سوريا" المنعقد في بروكسيل، وبعد التقاط الصورة التذكارية لرؤساء الوفود المشاركين في المؤتمر، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وبحث معه في الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين.

ثم التقى وزيرة الخارجية والتربية والثقافة في إمارة ليختنشاتين أورليا فريك وعرض معها آخر المستجدات والعلاقات الثنائية.

والتقى الرئيس الحريري مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دافيد ساترفيلد، في حضور نادر الحريري، وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات بين البلدين.

كما التقى مساعد وزير خارجية ألمانيا هيكو ماس، في حضور مستشار الرئيس الحريري لشؤون النازحين الدكتور نديم المنلا، وبحث معه في أوضاع النازحين السوريين في لبنان.

 

الحريري من بروكسيل: لبنان بقي مخيما كبيرا للاجئين وندعوكم لمساعدته على مواجهة تحديات الأزمة غير المسبوقة للنازحين السوريين

الأربعاء 25 نيسان 2018 /وطنية - ألقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، صباح اليوم خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" المنعقد في بروكسيل، الكلمة الآتية:  "تستمر مأساة الشعب السوري للسنة الثامنة، ويستمر لبنان في إظهار حسن ضيافة وكرم وتضامن استثنائيين مع النازحين السوريين، في وقت تستنزف وتنهك قدرات المجتمعات المضيفة والبنى التحتية والخدمات الحكومية. كما تعلمون جميعا، سيجري لبنان انتخابات نيابية بعد أسبوعين، وقد قمت بجولات مكثفة في البلد وشاهدت بشكل مباشر الظروف القاسية للنازحين السوريين وكذلك للمجتمعات المضيفة.

وبناء على ما شاهدته، هل يمكنني القول صراحة أننا اليوم أفضل حالا مما كنا عليه في العام الماضي؟ الجواب هو ببساطة: لا. إن الحقيقة المرة هي أنه رغم جهودنا المشتركة، فإن الظروف قد تدهورت ويبقى لبنان مخيما كبيرا للاجئين. لقد عدت للتو من عرسال، القرية التي تقع في البقاع والتي تستضيف أكثر من 120 ألف نازح، والتي كنت قد أخبرتكم عنها العام الماضي. عبد الله، المزارع من عرسال الذي استقبل في منزله عائلة سورية كبيرة منذ ثماني سنوات، ساءت ظروفه وكذلك ظروف العائلة السورية التي يستضيفها.  لقد ازدادت التوترات بين النازحين السوريين والمجتمعات المضيفة في الآونة الأخيرة، ويعود ذلك من جهة إلى التنافس على الموارد وفرص العمل الشحيحة، ومن جهة أخرى لأن المجتمعات المضيفة قد رأت أن ظروفها الاقتصادية والاجتماعية قد ازدادت سوءا نتيجة الأزمة. خلال العام الماضي، ورغم كل هذه التحديات التي واجهناها، استمرينا بالتمسك بالالتزامات التي تعهدنا بها في مؤتمر بروكسل الأول. فقد تنازلت الحكومة اللبنانية عن رسوم الإقامة للاجئين، ما سمح لهم بتجديد إقاماتهم بشكل قانوني وتخفيف العبء المالي عنهم. كما اعتمدت الحكومة تدابير مهمة لتسهيل تسجيل ولادات أطفال النازحين المولودين في لبنان. وسهلت الحكومة أيضا تسجيل الزواج في حال كان أحد الزوجين لديه إقامة قانونية. ومؤخرا، فإن الأطفال النازحين الذين بلغوا الـ15 سنة من عمرهم في لبنان، والذين لا يحملون هويات جوازات سفر سورية، بات بإمكانهم تقديم مستخرج مدني لتأمين الإقامة الشرعية. لقد تم إحراز تقدم مهم في قطاع التعليم، حيث شهدنا زيادة بنسبة 13% في العدد الإجمالي للأطفال النازحين المسجلين في التعليم الرسمي الذي يبلغ 221 ألف ولد مسجل في المدارس الرسمية و68 ألفا في المدارس الخاصة والمدعومة و93 ألفا مسجلين في برامج التعليم غير الرسمي.

الى ذلك، أحرزت وزارة الصحة العامة، وبالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين، تقدما كبيرا لضمان توفير الرعاية الصحية بأسعار معقولة للنازحين. والأهم أننا نجحنا خلال العام الماضي في تحقيق الاستقرار في البلد، في وقت بقينا نستضيف مليون ونصف مليون نازح. وقد استطعنا تحقيق ذلك بدعم من أصدقائنا في المجتمع الدولي الذين أعادوا التأكيد في مناسبات مختلفة على التزامهم باستقرار لبنان وأمنه. وفي الخامس من كانون الأول الماضي، التزمت الحكومة اللبنانية بكافة مكوناتها بسياسة النأي بالنفس. وتم الترحيب بهذه السياسة خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي عقد في باريس، حيث أكد المجتمع الدولي التزامه باستقرار لبنان السياسي والاقتصادي وبأمنه وبناء مؤسساته. إلى ذلك، أظهر الشركاء الدوليون في مؤتمر روما 2 دعما والتزاما ومساهمة قوية في تعزيز الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، بما يؤكد دور لبنان كلاعب مهم في استقرار المنطقة.

لقد عدنا للتو من باريس، حيث قدمت الحكومة اللبنانية رؤية شاملة للاستقرار والنمو المستدام الطويل الأجل وخلق فرص العمل، استنادا على النقاط الأساسية التي قدمتها لكم في مؤتمر بروكسل 1. إن نجاح مؤتمر "سيدر" يؤكد التزام شركائنا الدوليين باستقرار لبنان الاقتصادي وازدهاره. وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأشكر أصدقاءنا في المجتمع الدولي على دعمهم السخي وتأمين الأموال الكافية لتمويل المرحلة الأولى من برنامج الإنفاق الاستثماري للحكومة.

على الرغم من كل التقدم والإنجازات التي حصلت خلال السنوات الماضية، لا يزال لبنان يواجه تحديات، ولا تزال الاحتياجات كبيرة والموارد نادرة. ورغم كل الجهود التي نبذلها، فإن احتمالات عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان حقيقية وكذلك إمكانية تطرف الشباب اللبنانيين والسوريين العاطلين عن العمل. وقد تؤدي الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة إلى زيادة الاستياء الاجتماعي، ما قد يؤدي إلى اضطرابات وعنف وتهديد للاستقرار السياسي والأمني، ما سيعطي حافزا للنازحين للبحث عن ملاذ آمن في مكان آخر.

إنه من الأهمية بمكان أن نستمر في العمل معا لعكس الاتجاهات السلبية، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو مشاريع التنمية التي من شأنها المساعدة على تحسين سبل عيش النازحين والمجتمعات المضيفة. كيف يمكننا القيام بذلك؟ دعوني اشرح أولوياتنا:

أولا: يجب أن تمول خطة لبنان للاستجابة للأزمة بشكل مناسب. إن مساهمات الجهات المانحة في برنامج خطة لبنان للاستجابة للأزمة للعام 2017 بلغت 1.2 مليار دولار أميركي، ما يمثل 45 بالمئة من مطلب لبنان الأساسي البالغ 2.7 مليار دولار أميركي. ويشكل طلبنا 6 في المئة من الكلفة التي قد تتحملها الدول الأوروبية لو استضافت مليون ونصف نازح، والإنفاق يشكل 3 في المئة. لا تزال الاحتياجات كبيرة، خاصة في قطاعي الصحة والمعيشة. ومطلبنا للعام 2018 هو أيضا حوالي 2.7 مليار دولار، مع انفاق بلغ حتى الآن 11% فقط.

ثانيا: يجب ضمان التزامات متعددة السنوات لتأمين استدامة مشاريع على عدة سنوات مثل "الوصول إلى جميع الأطفال بالتعليم RACE II".

ثالثا: يجب زيادة الدعم المقدم للمجتمعات المضيفة على الأقل إلى 100 مليون دولار سنويا، لتمويل مشاريع البنى التحتية الصغيرة، خاصة في مجال إدارة المياه والنفايات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومراكز التنمية الاجتماعية ومشاريع تنمية البلديات المحلية.

رابعا: دعم تطوير نظام الحماية الاجتماعية اللبناني، لا سيما توسيع وزيادة نطاق البرنامج الوطني لاستهداف الفقر، من خلال تأمين 125 مليون دولار أميركي على شكل منح خلال السنوات الخمس المقبلة.

خامسا: دعم الإطار الاستراتيجي الوطني للتعليم والتدريب التقني والمهني (TVET) الذي طورته الحكومة اللبنانية بدعم من اليونيسف ومنظمة العمل الدولية، تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة، من أجل تعزيز نظام يمنح الشباب والعاملين الكفاءات والمهارات التي يحتاجونها للحصول على عمل لائق والسماح للشركات بتوظيف القوى العاملة التي تحتاجها لنموها. أخيرا، أطلب دعمكم لإعادة إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين. هذا المخيم يذكرنا أن لبنان كان في طليعة الحرب ضد الإرهاب منذ البداية. وقد أطلقنا، بدعم من العديد منكم، إعادة بناء المخيم، ولكن لا تزال هناك فجوة تمويلية بقيمة 100 مليون دولار. وأنا أناشدكم اليوم أن تدعمونا لإنجاز العمل الذي بدأناه معا. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأكرر تقديري العميق وتقدير الحكومة اللبنانية لجميع الشركاء والحكومات الدوليين وممثلي المجتمع المدني على دعمهم المستمر والقيم، الذي يهدف إلى مساعدة لبنان على مواجهة التحديات المرتبطة بالأزمة الشديدة وغير المسبوقة للنازحين السوريين. كما أن الحكومة اللبنانية ممتنة لكل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لعقد مؤتمر بروكسل 2، للتأكيد على عدم نسيان البلدان المضيفة في خضم الصراع السوري الذي طال أمده. ليس لدينا خيار آخر سوى التعاون ومواصلة العمل معا، للتعامل مع تداعيات الأزمة السورية على لبنان.

مرة أخرى أدعوكم لدعم لبنان في هذه المهمة الشاقة. إنها مسؤولية جماعية. ونأمل ونصلي من أجل التوصل إلى تسوية سريعة لمأساة الشعب السوري".

 

باسيل: بيان الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة يتعارض مع موقفنا الكياني الوجودي المتعلق بالنازحين السوريين

الأربعاء 25 نيسان 2018 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل البيان التالي: "ردا على ما ورد في البيان الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والذي يتعارض مع سياسة لبنان العامة المتعلقة بالنازحين السوريين، يستهجن الوزير باسيل اللغة المعتمدة التي تدرج من جهة مفاهيم ومصطلحات جديدة غير متفق عليها وغير مقبولة لبنانيا كمفهوم "العودة المؤقتة" و"العودة الطوعية" أو "خيار البقاء"، ومن جهة اخرى التي تتهم الدول المضيفة بطرد النازحين قسرا، وهو امر لم يتم اطلاقا من قبل لبنان. كما يستنكر الوزير باسيل أسلوب الترهيب والتخويف المعتمد في التخاطب الدولي مع لبنان على الرغم من اعتراضه العلني سابقا على هذا المنحى الذي يغض النظر عمدا عن تحسن الوضع الأمني في سوريا. يهم الوزير باسيل أن يؤكد على مواقفه السابقة والرافضة رفضا قاطعا ونهائيا لمبدأ التوطين او "الاندماج" و"الانخراط في سوق العمل" الوارد في البيان، ويعتبر العودة الآمنة والكريمة إلى المناطق المستقرة داخل سوريا هي الحل الوحيد والمستدام لأزمة النازحين، كما ويؤكد رفضه ربط العودة بالحل السياسي للصراع في سوريا الذي قد يطول ،وذلك مع تأكيده على احترام لبنان لمبدأ عدم الإعادة القسرية. كما يرى ان اللهجة المتبعة في البيان تدفع الى التشكيك ببعض النوايا الدولية والى التمسك اكثر بموقف لبنان الرافض لأي مبدأ يتعارض مع دستوره ويهدد هويته".

 

الخارجية اللبنانية رحبت بقرار كوريا الديمقراطية: لتضافر الجهود الدولية للوصول الى عالم خال من الأسلحة النووية والكيميائية

الأربعاء 25 نيسان 2018 /وطنية - رحبت وزارة الخارجية والمغتربين بقرار جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تعليق إجراء أي تجارب نووية أو صاروخية، كما وإغلاق أحد مواقع التجارب النووية فيها. ورأت في بيان، أن "هذا القرار يؤسس لحوار مثمر بين كل أفرقاء الأزمة الكورية، وصولا للحل السلمي لها، وهو في مصلحة رخاء شبه الجزيرة الكورية وازدهاره". كما ودعت الوزارة الى "تضافر الجهود الدولية من أجل الوصول الى عالم خال من الأسلحة النووية والكيميائية، حماية للامن والسلم الدوليين، وهي تشجب إستمرار إسرائيل في تطوير أسلحتها النووية وتشدد من جديد على ضرورة العمل لكي يكون الشرق الأوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل".

 

وزيرة التنمية البريطانية في مؤتمر بروكسل: نشيد بتضحية وإنسانية لبنان العميقة في استضافة أعلى نسبة من اللاجئين في العالم

الأربعاء 25 نيسان 2018 /وطنية - وزعت السفارة البريطانية في بيروت بيانا ضمنته نص كلمة وزيرة التنمية الدولية بيني موردنت في مؤتمر بروكسل و لقاء وزير الشرق الاوسط اليسترت بيرت مع وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة على هامش المؤتمر جاء فيه:

"تتجه الأنظار مرة أخرى عالميا نحو الأزمة السورية في مؤتمر بروكسيل - بعد أقل من شهر على عقد مؤتمر سيدر - وهو فرصة أخرى للمملكة المتحدة من حيث تعزيز التزامنا القوي لدعم لبنان والمجتمعات المضيفة واللاجئين السوريين، للتعامل مع الأزمة السورية المستمرة".

وأشادت وزيرة التنمية الدولية بيني موردنت في كلمة خلال المؤتمر حول "دعم مستقبل سورية والمنطقة"، بتضحية وإنسانية لبنان العميقة في استضافة أعلى نسبة من اللاجئين في العالم، وحثت الدول المانحة على رصد المزيد من المساعدات على مدى عدة سنوات". وأعلنت عن 450 مليون جنيه استرليني من الدعم التنموي والإنساني لعام 2018 في سوريا والمنطقة حيث سيبلغ حجم المساعدات حتى اليوم 2.46 مليار جنيه استرليني للأزمة السورية، وهي أكبر استجابة للمملكة المتحدة لأزمة انسانية واحدة".

وشكرت موردنت "لبنان وشعبه على كرمهم في إستضافة عدد كبير من اللاجئين".

وقالت في كلمتها كرئيس مشارك في الجلسة حول استثمار رأس المال البشري في المنطقة، قالت: "إن التقدم الذي أحرزناه منذ انعقاد مؤتمر لندن حول سوريا عام 2016 لضمان حصول كل طفل في المنطقة على تعليم نوعي هو مصدر الأمل وإن في أكثر الظروف تحديا في لبنان تضاعف قطاع التعليم العام منذ بداية الأزمة ونتيجة ذلك هناك أكثر من 365,000 تلميذ سوري يتلقى تعليما، ولكن هناك حوالي 690.000 طفل في المنطقة دون أي نوع من التعليم. ويجب العمل سويا للوصول إليهم لتفادي ضياع جيل، حاليا، تشهد المنطقة أعلى نسبة من بطالة الشباب وأقل نسبة من مشاركة المرأة في سوق العمل".

اضافت: "بمساعدة الدول المضيفة على الاستثمار وتحسين أنظمة التعليم يمكننا مساعدة الشبان والشابات على تحويل اقتصاداتهم وتحفيز النمو الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة، يجب عندها التأكد أن جهودنا ستشمل أيضا اللاجئين ومن هم أكثر ضعفا بمن فيهم الأطفال، والبنات وذوو الحاجات الخاصة العاملون وغير المسجلين. يجب ضمان حصول كل طفل في المنطقة على فرص متساوية لتعليم نوعي وفرصة لتحقيق إمكاناتهم لنتمكن من خلق اقتصادات الغد ومستقبل مليء بالسلام والازدهار".

بيرت

وعلى هامش المؤتمر التقى وزير الشرق الأوسط أليستير بيرت وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده والوفد المرافق. وقد شكر بيرت "كرم لبنان في استمراره استضافة اللاجئين"، مشيرا الى أن "دعم المملكة المتحدة للبنان في إصلاحات التعليم النوعي في ما يخص التعليم والتعلم والدمج سيستمر لكي يحقق كل طفل في لبنان إمكاناته". اضاف: "ان مؤتمر "دعم مستقبل سورية والمنطقة" أعطى الزخم لمؤتمر سيدر حيث سيؤدي عمل الحكومة اللبنانية في تنفيذ الإصلاحات والموافقة السريعة على مشاريع البنى التحتية الممولة، الى جذب المزيد من الاستثمارات الدولية في القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز إيجاد الوظائف وتقديم الخدمات العامة لصالح الجميع في لبنان. الهبة التي قدمتها المملكة المتحدة للبنان في مؤتمر سيدر، والتي بلغت 40 مليون جنيه استرليني، ستخلق فرص عمل وتحسن البنى التحتية من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية، وتبين دعم المملكة المتحدة للاصلاحات الاقتصادية الطموحة للحكومة اللبنانية. كما ستوفر المملكة المتحدة للبنان 20£مليون جنيه من الهبات الإضافية إثر إحراز الحكومة اللبنانية المزيد من التقدم في تنفيذ الإصلاحات الرئيسية لمشاريع البنى التحتية وتعافي الاقتصاد".