المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april22.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

نوصي أَلاَّ يُعَلِّمُوا تَعْلِيْمًا مُخَالِفًا، ولا يُصْغُوا إِلى خُرَافَاتٍ وأَنْسَابٍ لا آخِرَ لَهَا، تُثِيرُ المُجَادَلاتِ أَكْثَرَ مِمَّا تَخْدُمُ تَدْبِيرَ اللهِ في الإِيْمَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لا وجود لمرشحين سياديين 100% في الانتخابات اللبنانية

الياس بجاني/مسرحية الإنتخابات والكومبارس المحلي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نوفل إلى ابراهيم كنعان النص واضح عن اقامة طيلة مدة الملكية! متن التزوير

مسؤول في حزب الله: الرد الايراني على اسرائيل حتمي وقريباً جداً

سببان يُضعفان لائحة "حزب الله" في كسروان - جبيل

من نصرالله إلى أبناء بعلبك - الهرمل.. في هذا الموعد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/4/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 21 نيسان 2018

السفارة الأميركية: الجنرال فوتيل جدد خلال لقاءاته في لبنان الالتزام بالشراكة اللبنانية الأميركية ودعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان

اسْتَوْقَفَتْني في حياة الأمِسِ مَقالَةُ رندة تقي الدين «مَصادِرُ فَرَنْسِيَّة تَعْتَبِرُ "حِزْبَ اللَّـهِ" مُتَعَقِّلاً وتَتَوَقَّعُ فَصْلًا بَيْنَ "حِزْبَيْن"».

لقمان سليم/نقلا عن موقعه: "عبث وتولى"

نص قانون اميركي جديد لنزع سلاح “حزب الله”

بعد استهداف قوافل أسلحة لطهران وزرع فايروسات في برنامجها النووي/“التايمز”: حرب بين إيران وإسرائيل ستغير الشرق الأوسط

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النسبية مع الصوت التفضيلي.. هكذا قلبَت المشهد الإنتخابي

بعد الإنتخابات.. إلى أين تتجه علاقة "التيار" - "حزب الله"؟

محور الممانعة» يلجأ لأصوات المجنسين السوريين لتحسين فرص مرشحيه في الانتخابات المقبلة

جدل حول حياد «هيئة الإشراف على الانتخابات» في لبنان

لبنان يهدد بإعادة «تقييم» عمل المفوضية الدولية بعد تشكيكها في العودة «الطوعية» للاجئين السوريين

النائب بطرس حرب يتهم أحزاباً بمحاولة مراقبة تصويت ناخبيها

النائب نعمة طعمة أشاد بنتائج «قمة القدس» والاحتضان السعودي للبنان وتحذير «الوطني الحر» من «نكء» جراح الحرب الأهلية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«الحرس الثوري» يهدد بفتح جبهتين ضد إسرائيل... ونتنياهو يتعهد «الرد بأي ثمن»...تصعيد في التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل

إغراء أمريكي للسعودية مقابل إرسال قوات إلى سوريا.. ما هو؟

قطر تنفق أكثر من 35 مليار دولار على مخاوفها الأمنية

دي ميستورا يأمل في «تقليص التوتر» واستئناف قريب للحوار

أسبوع على الضربات الثلاثية في سوريا ... توتر دبلوماسي وغموض «التفتيش»

موسكو قلقة من «هندسة جيوسياسية» وتقسيم سوريا

غارات على جنوب دمشق... وتهجير من القلمون الشرقي

خلاف روسي ـ إسرائيلي حول تسليم «إس 300» إلى دمشق ولافروف يؤكد نية بلاده تسليم المنظومة بعد القصف الثلاثي... ومسؤول سابق في تل أبيب يهدد بتدميرها

بدء محاكمة ثلاثة أشقاء سوريين بتهمة الإرهاب في ألمانيا

الجيش المصري: ماضون للقضاء على الإرهاب ومحاولات زعزعة الاستقرار ودراسة تفند عنف «داعش سيناء» المُستمد من أفكار سيد قطب

فرنسا تطرد إماماً جزائرياً بتهمة التطرف

معلومات عن استعداد حفتر لمغادرة باريس... ومخاوف من اشتباكات في طرابلس ونقل 5 آلاف جندي إلى درنة لتحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية

3 مرشحين أمام إردوغان... وأكشينار تمثل «تحدياً جدياً» له وأنقرة تتهم أثينا بأنها باتت «ملاذاً» لأعدائها

اتفاقية تعاون بين رابطة العالم الإسلامي والفاتيكان لتحقيق الأهداف المشتركة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تضيعوا العنوان كي لا تصبح السيادة نهائيا في خبر كان ويحتل هتلر الميدان/الدكتورة رندا ماروني

العلاقة ليست على ما يُرام بين بعبدا وحاكم المصرف المركزي/قضية "المصرف التجاري السوري اللبناني" تُثقل على سلامة/إيلي الحاج/موقع مدى الصوت

بيان اللقيس "جرس انذار"... أيها اللبنانيّون، انتخاباتكم "مغشوشة"/هالة حمصي/النهار

ما زلتُ أسمع الصوت الرفيع للبطريرك "الضعيف" عند تنصيبه/أنطوان سلامة/مدى الصوت

التيار الوطني الحر والانتخابات: التحالفات المتناقضة والمشروع المستقبلي/قاسم قصير

 صيف حار بين إسرائيل وإيران/روبرت فورد/الشرق الأوسط

أميركا وروسيا والصين... مناكفة استراتيجية/هال براندز/الشرق الأوسط

بكى بين يديه الرجال/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

سوريا... تقتيل وتشريد/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

شرف الأسرة الدولية والوحل السوري/راجح الخوري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة

بري استقبل رؤساء مجالس بلدية واختيارية: الجنوب صخرة للوحدة الوطنية و6 أيار سيكون عرسا للديمقراطية وليس مأتما لها

رئيس الجمهورية معزيا بالمسعف حنا لحود: بذل نفسه وحياته في سبيل انقاذ الآخرين اينما كانوا

الخارجية عزت بالشهيد حنا لحود: نعمل على إعادة جثمانه إلى لبنان

لجنة متابعة قضية خطف مطراني حلب: لإبقاء هذه القضية حية في الاجتماعات والأذهان والقلوب

الراعي للبنانيين في قطر: لا تخافوا من مشاريع تبدأون بها وانطلقوا ولو بفلس الارملة

الراعي زار مؤسسة قطر والمكتبة الوطنية ومتحف الشيخ فيصل: ان لم تقترن الثقافة بالقيم يصبح العلم وسيلة للدمار وهذا ما نشهده اليوم

نصرالله للمشاركين في مهرجان صور: نحن بحاجة إلى كل أصواتكم وأعظم حضوركم فأنتم لا تنتخبون فقط لائحة الأمل والوفاء بل رئيس مجلس النواب المقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

نوصي أَلاَّ يُعَلِّمُوا تَعْلِيْمًا مُخَالِفًا، ولا يُصْغُوا إِلى خُرَافَاتٍ وأَنْسَابٍ لا آخِرَ لَهَا، تُثِيرُ المُجَادَلاتِ أَكْثَرَ مِمَّا تَخْدُمُ تَدْبِيرَ اللهِ في الإِيْمَان

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس01/من01حتى08/يا إخوَتِي، مِنْ بولُسَ رَسُولِ المَسِيحِ يَسُوع، بِأَمْرِ اللهِ مُخَلِّصِنَا، والمَسِيحِ يَسُوعَ رَجَائِنَا، إِلى طِيمُوتَاوُسَ ٱلٱبْنِ الحَقِيقِيِّ في الإِيْمَان: أَلنِّعْمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآب، والمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا‍‍! نَاشَدْتُكَ، وأَنَا مُنْطَلِقٌ إِلى مَقْدُونِيَة، أَنْ تُقِيمَ في أَفَسُس، لِتُوصِيَ بَعضًا مِنَ النَّاس أَلاَّ يُعَلِّمُوا تَعْلِيْمًا مُخَالِفًا، ولا يُصْغُوا إِلى خُرَافَاتٍ وأَنْسَابٍ لا آخِرَ لَهَا، تُثِيرُ المُجَادَلاتِ أَكْثَرَ مِمَّا تَخْدُمُ تَدْبِيرَ اللهِ في الإِيْمَان. أَمَّا غَايَةُ هذِهِ الوَصِيَّةِ فإِنَّمَا هِيَ المَحَبَّةُ بقَلْبٍ طَاهِر، وضَمِيرٍ صَالِح، وإِيْمَانٍ لا رِيَاءَ فيه. وقَد زَاغَ عَنْهَا بَعضُهُم، فَٱنْحَرَفُوا إِلى الكَلامِ البَاطِل، وأَرادُوا أَنْ يَكُونُوا مُعَلِّمِي الشَّرِيعَة، وهُم لا يُدْرِكُونَ ما يَقُولُونَ ولا مَا يُؤَكِّدُون. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ صَالِحَةٌ لِمَنْ يَعْمَلُ بِمُقْتَضَاهَا،."

 

"تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

لا وجود لمرشحين سياديين 100% في الانتخابات اللبنانية

الياس بجاني/21 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64024

من بقي من السياديين في الساحة كمرشحين في الانتخابات النيابية اللبنانية هم قلة قليلة، وحتى معظم هؤلاء للأسف قد ساوموا بغباء ونرسيسية على المبادئ وتخلوا عنها.

وبالتالي لا يوجد عملياً وفعلاً مرشحين سياديين 100% في هذه الانتخابات المسرحية بامتياز.

فمن هو شريك في صفقة التسوية وعضو في الحكومة هو هجر السيادة مقابل الكرسي ولا يمكن وضعه في خانة السياديين لأن من يتلون ويتاجر بدماء الشهداء تحت شعارات التسوية والاستقرار والتعايش مع المحتل هو تاجر منافق وليس سيادياً..

وفي نفس السياق التحايلي والمصلحي فإن من يدعي المعارضة ومن يتحالف مع رموز الاحتلال فهو متلون ولا يجب الوثوق به..

أما الفريق المدعي زوراً السيادية والذي يتلحف بعباءة حزب الله ويتاجر بشعارات المقاومة والممانعة فهو بجحود وباكراً جداً ترك كل ما هو واقع تحت خانتي الاستقلال السيادة ومنذ العام 2005 فضل "الأنا" القاتلة على الوطن والمواطن وهمه كان ولا يزال لوثة السلطة والفجع المالي ولا شيء غير ذلك.

ودون لف ودوران فإن كل مرشح للانتخابات لا يتبنى علناً تنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701، ويعتبر أن حزب الله هو من النسيج اللبناني، وأن احتلاله وسلاحه شأن داخلي، ومقاربتهما تتم من خلال الحوار معه تحت أي مسمى أو مضمون هو عدو للسيادة والاستقلال والهوية والكيان.

كما أن حلفاء حزب الله وحلفاء هؤلاء من فوق الطاولة ومن تحتها ومنهم ال 14 آذاريين الإسخريوتيين الشاردين أصبحوا في الانتخابات وعلى المكشوف تجاراً بضاعتهم المواطن ولقمة عيشه وأمنه والسيادة والكيان والقرارات الدولية ودماء الشهداء.

وفي ظل الاحتلال الإيراني للبنان وخنوع أصحاب شركات أحزاب تجار السيادة ال 14 آذاريين ومداكشتهم الكراسي بالسيادة طغت الطفيليات السياسية على الانتخابات وعهرتها وسفهتها، علماً أن العهر السياسي والسلطوي اخطر بمليون مرة من عهر الجسد الغرائزي..

ومما هو مؤكد فإن العاهر السياسي هو أخطر من رئيس الشياطين لوسيفورس نفسه بمائة مليون مرة.

وطني الحبيب يعيش للأسف زمن عهر وبؤس ومحل ويهيمن على قراره تجار وكتبة وفريسيين.

يبقى انه ليت ربع السياسة والمتمولين والمسؤولين ورجال الدين الذين يسرقون شعبنا ويرهنون بلدنا ويبيعونه للغرباء،

ليتهم يدركون أن الأغنياء والأباطرة يموتون أيضاً كباقي البشر وأنهم لا يأخذون معهم أي شيء من ثروات الأرض عندما يسترد الخالق نعمة ووديعة الحياة منهم..

لأن الإنسان جبل من التراب وإلى التراب يعود..

نحن فعلاً نشفق على هؤلاء المنافقين والكتبة والفريسيين والإسخريوتيين الذين باعوا لبنان وتنكروا لدماء الشهداء وينافقون ويغشون شعبنا بعد أن أدمنوا تغيير وتبديل الأقنعة..

ونسأل هل هؤلاء الجاحدين واعين ومدركين كيف سيواجهون قاضي السماء في حساب اليوم الأخير؟

نذكرهم بأن نار جهنم ودودها سيكونون بانتظارهم حيث البكاء وصرير الأسنان.

وحيث لا ينفع الندم.

وحيث لا قيمة ولا وجود لكل ثروات الأرض الترابية من سلطة ومال ونفوذ وعزوة.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

مسرحية الإنتخابات والكومبارس المحلي

الياس بجاني/20 نيسان/18

الانتخابات ومن خلال معظم المرشحين هي مسرحية خداع من تأليف وإخراج إيراني وتمثيل كومبارس محلي وسوف تنتهي بهيمنة فارسية على المجلس.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نوفل إلى ابراهيم كنعان النص واضح عن اقامة طيلة مدة الملكية! متن التزوير

21 نيسان/18

صورة الصفحة ٢٠٢ من الجريدة الرسمية التي نشرت قانون الموازنة! سعادة الاستاذ ابراهيم كنعان:اين كلمة موقتة التي ما زلت تؤكد زورا انها موجودة؟من يكذب؟من يزور؟ الى متى اصرارك على استغباء الناس؟الى متى استمرارك في اهانة عقول اللبنانيين؟ النص واضح عن اقامة طيلة مدة الملكية! متن التزوير!

 

مسؤول في حزب الله: الرد الايراني على اسرائيل حتمي وقريباً جداً

القناة الثالثة والعشرون/21 نيسان/18/عندما أعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أن ما قبل استهداف مطار تيفور في سوريا ليس كما بعده وأن قواعد الاشتباك ستتغير استراتيجياً مع العدو الاسرائيلي، لم يكن هذا الكلام في اطار الحرب النفسية على الاسرائيلي وهي لعبة اتقنها الحزب بامتياز في مسيرة المقاومة الطويلة للعدو الصهيوني. ان كلام نصرالله لا لبس فيه : الرد حتمي ومباشر. يقول مسؤول بارز في حزب الله أن طوال ثماني سنـوات من الصراع في سوريا لم يحصل اي تماس مباشر بين الاسرائيلي والايراني بل كانت الاشتباكات تحصل في الواسطة عبر طرف ثالث او ما يعرف «بحرب البـروكسي». يضيف المسؤول أن الاسرائيلي كان يؤدي دور الجهاز الاستخباراتي للجماعات الارهابية المسلحة، فيعطيهم على سبيل المثال صوراً من الجو عن تحركات ارتال الدبابات للنظام وحلفائه كي تقـوم هذه الجمـاعـات بنصب الكمائن. أو تقوم الطائرات الحربية الاسرائيلية بقصف مواقع الجيش السوري تمهيداً لهجوم الجماعات المضادة للنظام. كذلك الامر لحزب الله ووجـوده في الداخـل السوري، اذ ان اسرائيل ونتيجة معادلة الردع والرد بالمثل التي كرسها حزب الله في السنوات الاخيرة، لم تقم بضرب معسكراتنا هنالك، كونها تعلم أن الرد سيكون مماثلاً عبر ضرب معسكراتها، بل كانت تتدخل وتقصف قوافل وشاحنات تحت مسمى منع حزب الله من نقل سلاح كاسر للتوازن... وما الى هنالك. غير أن قصف مطار تيفور واستهداف الايرانيين الموجـودين هنالك مباشرةً يعني ان اسرائيل خلعت قفازاتها ودخلت في مرحلة الاشتباك المباشر مع الوجود الايراني في سوريـا الذي يطغى عليه الطابع الاستـشاري.

تعتبر اسرائيل أن الوجود الايراني مع حلفائه من حزب الله وغيره على حدود شمال فلسطين المحتلة خطر حقيقي وداهم لها، وأن ايجاد منطقة «بافر زون» على حدودها الشمالية تهديد بالغ الخطورة لامنها القومي، ولذلك يقول المسؤول ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً وصولاً لاجتماعهما الاخير بان اسرائيل ترفض تعاظم الوجود الايراني على حدودها الشمالية من جهة سوريا، غير ان بوتين كان جوابه ان الامر لا يعني روسيا وهي لن تتدخل في هذه المسألة. وفي هذا الاطار، كان واضحاً في خطابات المسؤولين الاسرائيليين أنهم سيتحركون وقد يفعلون شيئاً لايصال رسالة الى ايران بأنهم لن يقبلوا وجوداً ايرانياً دائماً في سوريا وخصوصاً جنوب سوريا. وفي هذه الخانة قد تقع عملية استهداف مطار تيفور العسكري. وهنا يؤكد المسؤول في حزب الله ان الرد الايراني على الاعتداء الاسرائيلي حتمي واكيد وفي القريب العاجل. أما عن السناريوهات المطروحة فيعتبر المسؤول ان الهجوم قد يكون عملية تسلل او قصف صاروخي او ربما طائرات من دون طيار تدخل اجواء فلسطين المحتلة وتستهدف المصالح العسكرية الاسرائيلية. اذن الرد الايراني حتمي وحاصل لا محالة والسؤال ما اذا كانت اسرائيل ستكتفي بمبدأ ضربة مقابل ضربة ام ان الصراع سيمتد والعمليات الانتقامية ستتوالى؟ وهل القصف الاسرائيلي لمطار تيفور رسالة ام بدء مسار جديد بالاشتباك المباشر مع الايرانيين في سوريا؟... اسئلة سيجاوبنا عنها الوقت والاحداث.

 

سببان يُضعفان لائحة "حزب الله" في كسروان - جبيل

"الأنباء الكويتية" - 21 نيسان 2018/أشارت مصادر مطلعة، لـ"الأنباء"، الى أن "نقاط الضعف التي تعاني منها لائحة "التضامن الوطني" تنقسم إلى شقين: أولاً: الاعتراض على ترشيح الشيخ حسين زعيتر، وتركيز خصومه على كونه من البقاع. يتفرع من هذه النقطة، وفرة عدد المرشحين عن المقعد الشيعي في جبيل.ثانيا: غياب الأسماء اللامعة عن لائحة التضامن، وصعوبة تسويقها في الشارع الكسرواني الجبيلي، لاسيما مع ارتفاع حدة الانتقادات إلى المرشحين بأنهم "كمالة عدد" للائحة حزب الله. ماذا عن الجمهور الناقم على سياسة التيار العوني؟ تؤكد مصادر لائحة "التضامن" "أنه "لا نعمل على سحب الناخبين المؤيدين للتيار الوطني الحر، ولكن هناك من كان إلى جانبه في الماضي أو متضرر من سياسته قرر التصويت لنا. وأضافت: " نتائج صناديق الاقتراع في البلدات ذات الطابع المسيحي ستفاجئ الجميع".

 

من نصرالله إلى أبناء بعلبك - الهرمل.. في هذا الموعد

"الأنباء الكويتية" -  21 نيسان 2018/أشارت مصادر مقربة من "حزب الله"، لـ"الأنباء"، الى أن "الكلمة المرتقبة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والتي ستخصص لأبناء منطقة بعلبك - الهرمل على اختلاف انتماءاتهم السياسية والدينية، يرجح أن يكون توقيتها قبل الانتخابات بأيام قليلة وستكون حاسمة، وستجيب عن تساؤلات وهواجس المعترضين، وسوف تشكل نقطة تحول جذرية في العديد من القضايا والملفات. وتقول المصادر إن "الأغلبية الساحقة من ناخبي الطائفة الشيعية سيصوّتون للائحة "الأمل والوفاء"، حيث تشكل الكتلة الناخبة الشيعية "العمود الفقري في منطقة بعلبك - الهرمل.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تطورات متسارعة على خطين: الاول اقليمي والثاني محلي. اقليميا، في سوريا، مقاتلو المعارضة بدأوا الانسحاب من جيب يقع شمال شرقي دمشق اليوم السبت، وسيذهبون إلى شمال البلاد لتستعيد دمشق بهذا الانسحاب السيطرة على جيب القلمون الشرقي الذي يبعد عنها مسافة 40 كيلومترا. فيما منظمة حظر الأسلحة الكيمائية أعلنت ان مفتشي الوكالة اخذوا عينات من موقع الهجوم الكيماوي المفترض في دوما.

أما في لبنان، فالمواقف الانتخابية في تصاعد، في الوقت الفاصل عن اليوم التاريخي في السادس من أيار. وتبرز الدعوات للمشاركة الكثيفة في الانتخابات، وعمت المهرجانات الانتخابية كل المناطق، اذ دعا الرئيس سعد الحريري بعد جولة في قرى البقاع، إلى انتخاب مشروع رفيق الحريري، فيما أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله من صور، الجهوزية لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، ولكنه سأل: لماذا لا تقبلون بمناقشة الملف الاقتصادي ووضع رؤية اقتصادية كاملة؟. أما رئيس "التيار الوطني الحر" فوعد بعد جولة له في عكار، برفع الغبن عن هذه المناطق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

السادس من أيار يزحف سريعا. خمسة عشر يوما فقط تفصل اللبنانيين عن موعد انتخابهم مجلس نوابهم الجديد. خمسة عشر يوما تبلغ خلالها الحماوة الانتخابية والسياسية والاعلامية درجات مرتفعة تستخدم فيها كل الأسلحة المشروعة. لكن ثمة وسائل غير مشروعة أيضا، يستخدمها البعض لحصد رصيد انتخابي يعبد الطريق أمامه نحو مرتبة سعادة النائب.

الرياح الإنتخابية مهما اشتدت، يجب ألا تجعل أي مرشح أو طرف سياسي يخرج عن الطور الوطني. موقف وطني عاقل أطلقه الرئيس نبيه بري، على مرأى ومسمع حشد من رؤساء الإتحادات والمجالس البلدية والإختيارية لأقضية النبطية وحاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل وقرى العرقوب.

وتأسيسا على هذا الموقف، تحذير للذين يقومون بالسياحة الإنتخابية وينفخون في أبواقِ الفتنة بلغة غريبة عن أدبيات اللبنانيين عموما والجنوبيين خصوصا. فالجنوب هو صخرة للوحدة الوطنية والعيش المشترك وأي رياح طائفية موسمية لن تمر، ومن يحمل فيروسات مذهبية، قال له الرئيس بري: إزرعها في مكان آخر.

هو قال أيضا إن هؤلاء لن ينجحوا في تحويل السادس من آيار إلى مأتم للديمقراطية، إنما سيكون عرسا لها.

الإستفاقة المتأخرة للبعض حول ما يدعونه حقوقا للمسيحيين في الجنوب، استغربها الرئيس بري الذي ذكر بأنه كان عام 1992 أول من طالب بأن يكون لمسيحيي الجنوب أكثر من مقعد نيابي، لكن هناك من رفض ذلك. وعليه تمنى رئيس المجلس النيابي على هؤلاء، الا يتحدثوا في هذا الأمر، فمن بيته من زجاج عليه ألا يرشق الآخرين بالحجارة.

أمام الحشد البلدي والإختياري، أكد الرئيس بري المؤكد مرة أخرى: التحالف بين حركة "أمل" و"حزب الله" هو تحالف وطني من أجل لبنان وحمايته من العدوانية الإسرائيلية.

ومن جديد أيضا، تأكيد على هذا التحالف من جانب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي وصفه بالتجربة النموذجية، ودعا في إطلالة خلال مهرجان أقامه الحزب في مدينة صور، دعا الجنوبيين إلى أن تكون كلمتهم في صناديق الإقتراع رسالة لكل اللبنانيين والعالم بأننا لن نترك المقاومة. وأكد أن مرشح "حزب الله" هو مرشح حركة "أمل" ومرشح الحركة هو مرشح الحزب، فكيف إذا كان الأخ الأكبر دولة الرئيس نبيه بري الذي يمثل ضمانة وطنية وضمانة للوحدة الوطنية والحوار ولحماية ظهر المقاومة.

وشدد السيد نصرالله على أن الرئيس بري سيكون رئيس مجلس النواب في المرحلة المقبلة. ولفت انتباه الذين يرفعون أصواتهم، إلى أنه بعد السادس من آيار ثمة سابع من أيار تظهر فيه حاجة الجميع للجميع ولحكومة وحدة وطنية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لا تزال المهرجانات الانتخابية تعم البلاد، لينطلق الكلام السياسي في أكثر من منطقة. والبارز اليوم جولة رئيس مجلس الوزرء سعد الحريري التي بدأها بزيارة مقر أزهر البقاع، لينتقل بعدها إلى الصويري فمكسة، ثم توقف عند مفرق بلدة البيرة- عزة. كما زار كامد اللوز وجب جنين، وسط احتفالات ولقاءات حاشدة، ليفتتح الحريري قاعة قب الياس في مجمع الفاروق الإسلامي.

وفي المهرجان المركزي الحاشد في مجدل عنجر، أكد الرئيس الحريري أن المعركة في الانتخابات هي معركة بين خطين ومسارين. مسار دولة القانون والمؤسسات، ومسار الهيمنة على قرار الدولة والمؤسسات. مسار حماية البلد من حروب المنطقة، ومسار توريط البلد بحروب المنطقة، داعيا أهل البقاع إلى النزول بكثافة في يوم الانتخاب. وقال: إذا كان المطلوب من أهالي البقاع الغربي والبقاع الأوسط، أن يقلبوا الطاولة على مخطط العودة لزمن الوصاية السورية، فليس أمامهم سوى، صندوق الاقتراع في 6 أيار.

وبعدما حيا أهل مجدل عنجر، بوابة لبنان الشرقية، أكد ان أهل المجدل وأهل كل البقاع، هم أهل الاعتدال الذين أفشلوا كل المؤامرات التي حاولت أن تلصق بهم وبنا جميعا، تهمة التطرف.

وبعيدا عن الشأن الانتخابي، خطف الموت اليوم شابا لبنانيا خلال مهمة انسانية في اليمن. وفي التفاصيل ان الشاب حنا لحود، وبعدما تغلب على مرض السرطان منذ عامين، سقط برصاص الغدر الذي استهدف فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن. وفيما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن حزنها البالغ بسبب مقتل حنا، دان المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، الهجوم الذي وصفه بالوحشي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كموج بحرها كان أهلها والجوار، صور المبحرة في تاريخنا حد الوصول إلى أوائل الحرف، وحبر النصر، وكل ألوان المقاومة. من صور وقراها والزهراني وبساتين زهرها كان الوفاء لاهل الوفاء، من العمة السوداء الى القلوب البيضاء، من السيد عبد الحسين شرف الدين والسيد موسى الصدر، الى السيد حسن نصرالله، وما بينهم المقاومون المقاومون، الذين اذلوا كل احتلال، وثبتوا للوطن- كل الوطن- اجمل المعادلات.

من نيسان المعطر بنجيع قانا والمنصوري والنبطية وسحمر وعشرات القرى والبلدات التي هزمت المحتل ذات عدوان صهيوني على لبنان، اطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بوعد حفظ الدماء وكل التضحيات، بالمقاومة، الضمانة الوطنية التي لا يمكن ان يتخلى شعبها عنها على الاطلاق. فمقاومتنا ليست للبيع، قال السيد نصرالله، وهي تعني وجودنا وعزتنا وكرامتنا، وهي الأمل والوفاء التي ستلاقيها صناديق الاقتراع.

وإلى ما بعد صناديق الاقتراع فلنتطلع، قال السيد نصرالله، فكل القوى السياسية ستجد نفسها أمام واقع ان لبنان بحاجة إلى الجميع ولا يمكن لأحد ان يشطب أحدا.

وبدل الشعارات الانتخابية والخطابات المذهبية الخطيرة، فلتكن استراتيجية اقتصادية واضحة حتى لا يذهب البلد إلى الهاوية، حذر السيد نصرالله، لأن دولة الفساد لا يمكن ان تستمر بل ستنهار. أما الموقف المستمر والذي لا يحتاج الى نقاش، ان الرئيس نبيه بري هو رئيس مجلس النواب القادم، فهو الضمانة الوطنية، وضمانة المقاومة وضمانة التواصل والحوار.

وفي الجوار، قبل ان يشيع الفلسطينيون شهداء الأمس، أخبرتهم السلطات الماليزية انها توصلت تحقيقاتها الأولية إلى ان الشهيد الفلسطيني فادي البطش قتل على أيدي مخابرات خارجية معادية للقضية الفلسطينية في كوالالامبور، لغز لم يكن صعبا على المقاومة حله، فاتهمت الموساد الاسرائيلي باغتيال مهندس الطاقة البديلة.

وفي اليمن، اغتيل أحد مهندسي المهمة الانسانية اللبناني حنا لحود المنضوي ضمن فرق الصليب الأحمر الدولي، والذي قضى برصاصات الجماعات المسلحة التابعة للعدوان السعودي- الأميركي في مدينة تعز، فنعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من بذل نفسه وحياته في سبيل إنقاذ حياة الآخرين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أسبوعان كاملان يفصلان لبنان عن الاستحقاق الانتخابي، لذا فإن حركة القيادات والمرشحين تتكثف في كل المناطق. الرئيس سعد الحريري زار اليوم البقاع، ويستكمل زيارته غدا. أما الوزير باسيل فجال في قرى عكار، على ان يجول غدا في المتن الشمالي.

في المقابل، كان للرئيس نبيه بري موقف لافت انتقد فيه الوزير باسيل من دون ان يسميه، فأكد للذين يقومون بسياحة انتخابية ان الجنوب بكل قراه هو صخرة للوحدة الوطنية.

على صعيد آخر، الاستعدادات متواصلة رسميا للمشاركة في مؤتمر بروكسيل. هدف الحكومة اللبنانية من المؤتمر واضح، تأمين مساعدات مهمة من الدول المانحة، ليتمكن لبنان من الصمود أمام التحديات التي يطرحها النزوح السوري في لبنان. لكن تحقيق الهدف اللبناني لن يكون سهلا وخصوصا بعد التوتر الذي برز على خط العلاقة بين وزارة الخارجية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

اقليميا، فيما الأجواء الأميركية توحي ان الرئيس الأميركي سيخرج من الاتفاق النووي في 12 أيار المقبل، هدد الرئيس الايراني بردود فعل متوقعة وغير متوقعة، في حال انسحبت أميركا من الاتفاق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مع "القوات اللبنانية"، لن تعود عقارب الساعة الى الوراء. لن تعود إلى مرحلة الحرب، ولا حتى إلى المرحلة الممتدة بين عامي 2005 و2015. فبغض النظر عمن أخطأ في الخيار السياسي ومن أصاب، ومن قتل ومن قاتل، فالحرب انتهت. ولا لزوم حتى لأن تذكر، لأنها حتما لن تعاد.

وبغض النظر أيضا عمن فكر صح في مرحلة ما بعد الوصاية، ومن فضل الغلط، من كرس التفاهم في الداخل ومن دخل في رهان، خاسر كالعادة، على الخارج. ومهما تكن خلفيات المواقف الملتبسة منذ اندلاع ثورات الربيع الموهوم، من "داعش" و"النصرة" في المحيط وعلى الحدود، ومن "دواعش" الداخل الذين نبتوا في أكثر من بؤرة، ومنها عبرا.

بغض النظر عن كل ذلك، كان الثاني من حزيران، تاريخ طبع عام 2015، وفصل- من الرابية- التاريخ السياسي لمسيحيي لبنان الى ما قبل، وما بعد. قبل أن يستكمل في الثامن عشر من كانون الثاني من العام التالي، اتفاقا سياسيا ترجم رئاسيا ثم حكوميا.

إلى ما قبل النوايا والاتفاق، لن تعود عقارب الساعة. أما عقارب اللسع السياسي، فلم تتوقف منذ تشكيل الحكومة. على أرض لبنان كله، لا جهة سياسية فاسدة إلا "التيار الوطني الحر". وفي شعب لبنان كله، لا شريحة تؤيد الفساد في السياسة، إلا العونيين.

طبعا، كررت "القوات" ان الأمر غير صحيح. لكن الأمر عند الرأي العام، كان أكثر من انطباع. لماذا لم تهاجم "القوات" منذ تشكيل الحكومة، إلا التيار؟، لماذا لم تكشف ما رأته مخالفات، وما اعتبرته خروجا على القانون، إلا في الوزارات التي تسلمها التيار؟، وهل من لبناني يصدق، ان فريقا وطنيا كان منفيا، وخاض نضالا طويلا عريضا، توج بانتخاب رمزه رأسا للدولة، مستعد للتفريط بكل تاريخه وحاضره، وحتى المستقبل، بممارسات فاسدة، كما تروج "القوات"؟.

حتى نصدقكم، تجرأوا على الاشارة إلى وزير مخالف واحد خارج وزراء التيار، يقول العونيون، ومعهم كل اللبنانيين. حتى نتفهم ما تقولون، سموا جهة سياسية واحدة تخرج على القانون، غير التيار. فإذا تجرأتم حيث لم يجرؤ الآخرون، بالحق هذه المرة، ومن أجل حياة الدولة لا في سبيل افنائها عن بكرة أبيها، كما في ذات يوم أسود، عندها، وعندها فقط، قد نتقبل اتهاماتكم اليومية، و"يخرط" في عقلنا انكم فعلا دعاة شفافية لا بروباغندا. وبناة دولة، لا متوسلو دعاية سياسية أضرتكم في السابق، ولن تنفعكم اليوم.

المصالحة المسيحية خط أحمر، طبعا. والأمر غير خاضع لمجرد النقاش. لكن الكرامة أيضا خط أحمر. كرامة الجميع من دون تفرقة او تمييز.

اليوم، لن نقول أكثر. وفي كل يوم، لن ننبش الأحقاد ولن نفتح أي دفتر قديم. فالمصالحة ستبقى الخط الأحمر، لكن طبعا ليس الخط الأحمر الوحيد. فشرط النوايا الحسنة، ان تكون متبادلة، وان تبقى كذلك تماما كالحب، وبكل محبة.

محبة حملت حنا لحود إلى اليمن. ومن هناك، كانت اليوم بداية، لا نهاية. فالشهيد حي أبدا في ضمير صاحب كل ضمير حي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أيتها الإنتخابات، كم من الوعود ترتكب باسمك؟. حتى السادس من أيار، تزخر المنابر بالأطنان منها: بقاعا وشمالا وجنوبا. الرئيس سعد الحريري حمل معه مؤتمر "سيدر" إلى البقاع، و"فلشه" أمام الذين استقبلوه، طرقا، وبنى تحتية، وغيرها وغيرها من الخدمات.

الوزير جبران باسيل حمل معه إلى عكار أوتوسترادات وطرقا وفروعا للجامعة اللبنانية.

وبين الحريري وباسيل، وبين البقاع وعكار، وزراء آخرون يجولون في طول البلاد وعرضها، يستعطون الأصوات في مقابل وعود ما بعد الإنتخابات، في أكبر عملية استحضار للنفوذ، ومحاولة صرفه في صناديق الإقتراع.

لكن "الشكوى لله"، فلا من يراقب ولا من يحاسب. هيئة الإشراف على الإنتخابات التي يفترض فيها أن تراقب، باتت في حاجة إلى إنعاش بعد قنبلة الإستقالة التي شهدتها، والوزراء المعنيون بالعملية الإنتخابية منهمكون بمعاركهم بصفتهم مرشحين: لا صوت عندهم يعلو "الصوت التفضيلي".

وكما ان الجولات لا تخلو من المواجهات، الرئيس نبيه بري رد اليوم على ما قاله الوزير جبران باسيل في جولته الجنوبية، من دون ان يسميه، "فاستغرب الإستفاقة المتأخرة عند البعض على ما يدعون به، تحت ذريعة تحصيل حقوق المسيحيين في التمثيل النيابي في الجنوب، مؤكدا أنه عام 1992 كان أول من طالب بأن يكون لمسيحيي الجنوب وخصوصا في المناطق الحدودية أكثر من مقعد نيابي.

لم يكتف الرئيس بري بهذا الكلام، بل رفع منسوب التصعيد موجها خطابه مباشرة فقال: "ليعلم الجميع وخصوصا أولئك الذين يقومون بسياحة إنتخابية وينفخون في أبواق الفتنة، ان الجنوب بكل قراه، هو صخرة للوحدة الوطنية".

وفيما رئيس الحكومة يغدق الوعود، وغيره من الوزراء، كان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله يقول إن الذين تولوا الملف المالي والملف الإقتصادي فشلوا، منبها من أن المسار الذي يسير فيه البلد هو مسار خطير.

بين وعود براقة، وتشخيص مخيف للواقع، إنه "الإنفصام الإنتخابي" الذي من المتوقع ان يستمر صعودا، وصولا إلى السادس من أيار. وحتى ذلك التاريخ يبقى حياد السلطة أثرا بعد عين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من عاصمة جبل عامل، صور المتكئة على زمنين: آثار الرومان وخطوات رجال هذا الزمان، جاء كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ليقدم كشف حساب بالمال والأعمال وفق معادلة هذا إنجازي فآتوني بإنجازكم.

فقبل ثلاثة عقود انصرف "حزب الله" إلى المقاومة، وتولى "المستقبل" الدفة الاقتصادية. نجح "حزب الله" في واجباته الوطنية، فيما أورثنا "المستقبل" ديونا للأجيال. وتبعا لهذه المساءلة قال نصرالله: نحن حررنا أرضنا واستعدنا أسرانا وحمينا بلدنا وثبتنا معادلة ردع مع العدو وإنجاز التحرير، والأمن والأمان والسلام واضح لكل ذي عينين، ولم يمر في تاريخ جبل عامل مرحلة كهذه مع عزة وكرامة وفائض قوة، فأين إنجازكم يا تيار "المستقبل"؟، الملف الاقتصادي أين هو، مع ديون بلغت ثمانين مليارا فيما قطاعاتنا الصناعية والزراعية في أسوأ حالها؟.

وأعلن نصرالله الجاهزية لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية، التي قال إننا لم نهرب منها يوما. لكنه في المقابل سأل: لماذا لا تقبلون مناقشة الإستراتجية الاقتصادية؟، و"إذا ما نعمل هيك البلد رايح عالهاوبة، فالفساد يضرب مؤسسات الدولة فوق وتحت". واستغرب نصرالله أن يطرح البعض في شعاراته الانتخابية مواجهة المشروع الفارسي والحفاظ على الهوية العربية، فيما هو غارق في الفساد الداخلي والأمراض الطائفية. يريدون مناقشة سلاح المقاومة، فيما يتقاسمون الانهار ومربعات النفط طائفيا.

وعلى ضفة مستهدفة بالخطاب، كان الرئيس سعد الحريري يعتلي منصة مجدل عنجر مبللا بالمطر، ومنتقدا إعلان نصرالله استعداده للنزول شخصيا إلى الأرض من أجل الفوز في الانتخابات. وهو خير مناصريه بين التصويت لمشروع رفيق الحريري والجماعة التي وقفت في وجه رفيق الحريري. وهاجم رئيس الحكومة ما سماه لوائح أصدقاء بشار في البقاع، منتقدا التكليف الحزبي للانتخاب وإعادة وصل ما انقطع مع النظام السوري، وفتح فروع جديدة للاستخبارات السورية في عنجر.

وربطا بعنجر ورموزها، فتحت بشري دفاتر ذاك الزمان، إذ كشف المرشح روي عيسى الخوري أن النائب السابق نادر سكر اصطحب غازي كنعان إلى غدارس في انتخابات عام 1992.

وبعد، فإن الايام الفاصلة عن فتح صناديق الاقتراع، قد تفتح صناديق مرحلة تشارك فيها الجميع وأصبحت اليوم مادة للاتهام.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 21 نيسان 2018

النهار

تعكف جهة حزبيّة على مراقبة عمليّة تعيين قناصل فخريّين في الخارج وإعداد ملف حول انتماءات هؤلاء ومصالحهم الاقتصاديّة في الدول حيث تم تعيينهم للتأكّد من المكاسب التي يمكن أن يحقّقوها لأنفسهم وللجهة السياسيّة التي تدعمهم.

يُشيد النائب وليد جنبلاط في مجالسه بدور "القوات اللبنانية" التي وفق قوله "تفهم خصوصيّة الجبل والمصالحة وتبقى الوحيدة من الأطراف المسيحيّة إلى جانب المختارة".

أبلغ وزراء إلى المعنيّين أنّهم يُعارضون التصويت في الحكومة حسماً للخلاف في موضوع الكهرباء.

الجمهورية

إضطر مسؤول كبير إلى تعديل برنامج إنتخابي كان يُحضِّر له في إحدى البلدات بعد توتر بين مناصريه ومناصري إحدى اللوائح وكاد يتطوّر إلى إطلاق نار، فاستُعيض عن المهرجان بلقاء في أحد منازل مناصريه وسط إجراءات أمنية مشددة.

تبيّن لأوساط سياسية متابعة أن التحقيقات في قروض الإسكان لحظت مساهمين كباراً آخذوا قروضاَ لشراء شقق مدعومة.

أرسل زعيم سياسي رسالة شفوية مع صديق مشترك إلى مسؤول كبير دخل في حلف إنتخابي مع أحد وزراء الطائفة التي ينتمي إليها الزعيم المذكور مفادها، "أحببت أن أهنّئك على هذا الإنجاز…وحتى تكمل المسألة معك أنصحك أن تبلّ هذا الوزير وتشرب ميّتو".

اللواء

حذَّر خبير انتخابي من بدء الترويج لنتائج الاقتراع، على نحو دعائي، وبما يشبه "الحرب النفسية".ربطت مصادر دبلوماسية في بيروت بين الأزمة بين موسكو ودولة أوروبية كبرى، وتأثير ذلك على دوامة الأسلحة الكيماوية. تخوفت مصادر وزارية واسعة الاطلاع من وضع مقررات مؤتمر "سيدر" على الطاولة الأمر الذي قد يسبّب اضطرابات واسعة في البلاد!

 

السفارة الأميركية: الجنرال فوتيل جدد خلال لقاءاته في لبنان الالتزام بالشراكة اللبنانية الأميركية ودعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان

السبت 21 نيسان 2018/وطنية - أصدرت السفارة الأميركية بيانا حول زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، للبنان، لفتت فيه إلى ان فوتيل اجتمع "برئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ترافقه السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد"، وانه جدد خلال خلال اجتماعاته "التزام حكومة الولايات المتحدة الشراكة اللبنانية- الأميركية ودعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان"

 

اسْتَوْقَفَتْني في حياة الأمِسِ مَقالَةُ رندة تقي الدين «مَصادِرُ فَرَنْسِيَّة تَعْتَبِرُ "حِزْبَ اللَّـهِ" مُتَعَقِّلاً وتَتَوَقَّعُ فَصْلًا بَيْنَ "حِزْبَيْن"».

لقمان سليم/نقلا عن موقعه: "عبث وتولى"/21 نيسان/18

بالطَّبْعِ، لا يَعْنيني أنْ أُشْغِلَ بالي بِتَخْمينِ طَبيعَةِ هذه الـمَصادِرِ أو وَظيفَتِها في الهَرَمِيَّةِ الفَرَنْسِيَّةِ ذَلِكَ أنَّ تَوَقُّعَها، أو ما تُسَمّيهِ صاحِبَةُ المَقالَةِ تَوَقُّعًا، يَدُلُّ عَلَيْها بالسَّبابَة... هي تَنْتَمي، هذهِ الـمَصادِرُ، على وَجْهِ القَطْعِ واليقينِ، إلى الجيلِ الثّاني مِنْ فَصيلَةِ أُولَئِكَ الذين بَشَّروا، ذات حينٍ، بأنَّ حِزْبَ اللَّـهِ، شَأنَ سِواهُ مِنَ «الحَرَكاتٍ الثَّوْرِيَّةٍ» مُقْبِلٌ عاجِلًا أمْ آجِلًا على التَّخَلّي عَنِ الثَّورَةِ، وعلى تَدْجينِ نَفْسِهِ من خِلالِ الانْدِماجِ الطَّوْعِيِّ في «الدَّوْلَةِ» ومؤسَّساتِها... وخابَتْ بِشارَتُهُم...

بِخِلافِ الجيلِ الأوَّلِ ذاكَ الذي ثَبُتَ بِكَثيرٍ مِنَ الوجوهِ، وإنما بـ«الوَجْهِ السّوريِّ»، على نَحْوٍ خاصٍّ، فَسادُ رأيِهِ في احْتِمالاتِ تَطَوُّرِ حِزْبِ اللَّـه، يُسَلِّمُ الجيلُ الثّاني بأنَّ حِزْبَ اللَّـهِ لَيْسَ مُقْبِلًا على التَّخَلّي عَنِ «الثَّورَةِ» بَيْدَ أنَّ هذا التَّسْليمَ لا يَحولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ أنْ يَتَحَرّى لَهُ، لِحِزْبِ اللَّـهِ، أسْبابًا تَخْفيفيَّةً يُتَغاضَى مَعَها عَن اسْتيلائِهِ على لبنانَ، ومِنْ هذهِ الأسْبابِ التَّخْفيفيَّةِ البِناءُ على تَوَهُّماتٍ مِنْ قَبيلِ «أنْ يَتَحَوَّلَ "حِزْبُ اللَّـهِ" إلى "حِزْبِ اللَّـه" لبنانيٍّ و"حِزْبِ اللَّـه" سوريٍّ»، على ما يَأْتي في المَقالَةِ إيّاها ــ وكأنَّ اسْتيلاءَ حِزْبِ اللَّـهِ على لُبنانَ لَيْسَ الشَّرْطَ المَشْروطَ لِتَمَدُّدِهِ إلى سوريا ولِتَناسُلِهِ في سوريا وفي سِواها...

على غَيْرِ عَناءٍ يُذَكِّرُني هذا المَنْطِقُ بِكَلامٍ سَمِعْتُهُ، بأُذُنَـيَّ الاثْنَيْنِ، لأسابيعَ خَلَتْ، في دارَةٍ مُنيفَةٍ، في ضاحية بَهيجَةٍ مِنْ ضواحي بيروت، على لِسانِ صاحِبِ الدّارَةِ تِلْكَ: «في مَ الإصْرارُ على الضَّرْبِ عُرْضَ الحائِطِ بمنافِعِ السَّلامِ الإيراني (ݒاكسا إيرانيكا)؟».

أفْعَلُ، ويُغْريني التَّذَكُّرُ بأنْ تَذْهَبَ بِيَ مَذاهِبُ الظَّنِّ إلى أنَّ تَمَحُّلَ الأعْذارِ لِحِزْبِ اللَّـهِ عُمومًا، ولاسْتيلائِهِ على لبنانَ خُصوصًا، (جناح سياسيّ/جناح عَسْكَرِي، حِزْب اللَّـه لبنان/ حِزْب اللَّـه سوريا...) باتَ عِلْمًا لُدْنِيًّا شُيوخُهُ ديبلوماسِيُّونَ و«أجْهِزَةٌ» ودُعاتُهُ «مَصادِر»...

http://lokmanslim.com/ViewArticle/59/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D8%8C-21-%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%86-2018/ar#.Wtt_Yxpm4DY.facebook

 

نص قانون اميركي جديد لنزع سلاح “حزب الله”

نقلاً عن موقع القوات اللبنانية/21 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64043

تقدم عضوان في الكونغرس الاميركي يمثلان الحزبين الديمقراطي السيناتور توم سيوزي والجمهوري ادم كينزينغر بمشروع قانون جديد يدعى “قانون نزع سلاح حزب الله”  حمل الرقم 115 ابرز ما فيه: إصدار تحقيق استخباري مفصل عن قدرات “حزب الله” العسكرية والمالية والطرق التي يستخدمها لاستلام السلاح والأموال، تقييم عمل قوات حفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل) ووضع استراتيجية مشتركة وخطة زمنية بين الحكومة اللبنانية وقواتها المسلحة والأمم المتحدة والولايات المتحدة لنزع سلاح “حزب الله” تطبيقا للقرارات الدولية واتفاق الطائف.

والى اهمية القانون في حد ذاته وما تضمنه، بدت لافته اشارته في اكثر من بند الى قرارات مجلس الامن الدولي: 1701، 1559، 2373 ، وهي خطوة لا يقدم عليها عادة اعضاء الكونغرس في مشاريعهم في هذا المجال الا نادرا، وقد استعانوا بها ابان تقديم مشروع قانون محاسبة سوريا الذي انطلق من الكونغرس وانتهى قرارا في مجلس الامن حمل الرقم 1559. فهل ينتهي المشروع 115 حيث انتهى “محاسبة سوريا”؟

وفي ما يأتي تنشر “المركزية” نص قانون ” نزع سلاح “حزب الله”:

القسم الاول: تسمية القانون “قانون نزع سلاح “حزب الله”.

القسم الثاني: النتائج

1- صنفّت وزارة الخارجية “حزب الله” كمنظمة إرهابية في العام 1997.

2- يشكل “حزب الله” خطراً جسيماً وحاضراً على الولايات المتحدة ومصالحها وحلفائها من خلال تدخله المسلح في صراعات عدة ، أبرزها اليمن والعراق وسوريا.

3- تمت معاقبة “حزب الله” بموجب قانون منع التمويل الدولي لحزب الله عام 2015 الذي استتبع بأوامر تنفيذية عدة وأحكام قانونية لردع تمويل عمليات الحزب. الا ان القانون لم يتطرق الى ترسانة “حزب الله” المتنوعة والقاتلة والفاعلة ، ومشترياته ، وتوسعه المستمر.

4- يشكل نقل الأسلحة بشكل غير قانوني إلى حزب الله خطراً كبيرا على الشرق الأوسط وحلفاء الولايات المتحدة ، لأن هذه الأسلحة تؤثر مباشرة في حال عدم الاستقرار في منطقة مضطربة أساسا.

5- طبقاً لقائد سابق للقوات الجوية الإسرائيلية ، فقد هاجمت إسرائيل عشرات القوافل التي كانت تنقل السلاح إلى “حزب الله” وجماعات أخرى على جبهات إسرائيلية عدة ، بما في ذلك من سوريا، على مدى السنوات الخمس الماضية.

6- عملاً بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ، تتحمل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (المشار إليها فيما بعد بـ “اليونيفيل”) مسؤولية مساعدة القوات المسلحة اللبنانية في اتخاذ خطوات نحو إنشاء منطقة خالية من الأفراد المسلحين، وألاسلحة غير تلك التابعة للحكومة اللبنانية واليونيفيل.

7- بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي 1701 (2006) و 2373 (2017) و 1559 (2004) ، يجب حل ونزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتأمين حماية كامل حدود لبنان من خلال نشر قواته المسلحة باعتبارها الممثل المسلح  الشرعي الوحيد للدولة.

8- وفق ما ورد في العديد من التقارير التي تناقش تنفيذ الأمم المتحدة قرارات مجلس الأمن 1559 (2004)  و 1701 (2006) فان نزع سلاح حزب الله لم يحصل، كما لم تصبح حدود لبنان لاسيما الجنوبية، آمنة.

9- بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) ، يجب منع بيع أو توريد أي فرد داخل لبنان للأسلحة والمواد ذات الصلة.

10- في أيلول 2017 ، تم تمديد ولاية اليونيفيل بما يتيح لها اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع استخدام منطقة عملياتها في أنشطة معادية وتعزيز دورياتها وعمليات تفتيشها لعرقلة أنشطة حزب الله غير المشروعة.

11- عملاً بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 ، ومن دون امر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يُحظر استيراد أو تصدير أو إعادة تصدير ، إلى أو من وإلى إيران ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، أي مواد ذات صلة بالأسلحة أو الأسلحة نفسها.

القسم الثالث: سياسة الولايات المتحدة في شأن اليونيفيل وحزب الله.

تهدف سياسة الولايات المتحدة الى:

1- تعزيز جهود اليونيفيل لتجريد جنوب لبنان من السلاح وتحييد القدرات الصاروخية لحزب الله.

2- استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والتشريعية والاقتصادية المتاحة لكشف وردع النقل غير المشروع للأسلحة من إيران إلى حزب الله ، إقليمياً ودولياً .

3- تنفيذ حظر الأسلحة المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2231 وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 واتفاقات الطائف، ضمن قرارات دولية أخرى.

4- العمل مع الحكومة اللبنانية واليونيفيل والشركاء الإقليميين لوضع جدول زمني لتنفيذ استراتيجية تهدف إلى نزع سلاح حزب الله.

القسم الرابع: رؤية الكونغرس بخصوص التعاون الدولي في نزع سلاح حزب الله.

يرى الكونغرس أن على الولايات المتحدة أن تقدم على الاتي:

1- التعاون الوثيق مع حكومة إسرائيل في العمل على تقليص قدرات حزب الله وإيقاف النقل غير المشروع للأسلحة اليه وشرائه ؛

2- إشراك الحكومة اللبنانية في تأمين حدودها من الناحية التكتيكية ونزع سلاح جميع المليشيات في لبنان.

القسم الخامس: وضع تقرير استخباراتي تقديري عن حزب الله.

في موعد لا يتجاوز 90 يوما بعد سن هذا القانون ، يقوم مدير الاستخبارات الوطنية ، بالتشاور مع وزير الخارجية، بتكليف وإنتاج تقرير تقدير استخباراتي وطني عن حزب الله. يتضمن ما يلي:

1- احتساب كامل ترسانة حزب الله الصاروخية.

2- تقييم نجاح مهمة اليونيفيل.

3-  تقييم للقدرات التكتيكية لحزب الله ، بما في ذلك تلك المتعلقة بالدفاع.

4- وصف تفصيلي لمسارات الإمداد المستخدمة في الشراء غير المشروع للأسلحة لحزب الله.

5- تقدير للعمليات الدولية التي تدعم شبكة حزب الله.

6- تحديد تأثير تدخل حزب الله في الصراعات من خلال منطقة الشرق الأوسط.

7- تحديد الالية التي يعتمدها حزب الله في كيفية انفاق الأموال واستخدامها وادّخارها في مناطق عمل اليونيفيل.

 

بعد استهداف قوافل أسلحة لطهران وزرع فايروسات في برنامجها النووي/“التايمز”: حرب بين إيران وإسرائيل ستغير الشرق الأوسط

ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية في مقال تحت عنوان “خصومات تدفع بالشرق الأوسط إلى حربه المقبلة” أن الصراع السري بين إيران وإسرائيل بات الآن مفتوحا وعلنيا، ولا أحد يعرف أين سينتهي ما يسميه صراع “الجبابرة” في الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن الحرب الدائرة في سورية استمرت لثلاثين شهرا أكثر من الحرب العالمية الثانية ومازالت مستعرة في صراع غيّر طبيعة الحرب الحديثة وسيعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط، مضيفة إن هذه الحرب شهدت اختبار نحو 150 من أنظمة الأسلحة الروسية، وقد أعيد استخدام التكتيكات القتالية للقرن العشرين من القصف المكثف المعروف باسم “سجادة القنابل” إلى التسميم بغاز الكلور لاختبار مدى امكانية استخدامها في حروب اليوم، كما تجاوزت وسائل التواصل الاجتماعي الحدود الأخلاقية.

ولفتت إلى أن الأكاديميات العسكرية ومراكز الأبحاث تحلل تجربة المذبحة الجماعية تلك وتستخلص العبر منها، وأبرز الدروس المستخلصة ثلاثة، الأول هو أن معظم المشاركين في هذه الحرب بدأوا من دون خبرة وبشح في التمويل ومن دون كفاءة، ما أدى إلى زيادة الخسائر بين المدنيين والعسكريين، وبمرور الزمن تعلم معظم هؤلاء المقاتلين دروسا خاطئة وفشلوا في التأقلم لذا باتوا ورقة محترقة.

وأوضحت أن ما نراه من انخفاض في معدل الخسائر البشرية والإصابات ناجم فقط عن أن جماعات المراقبة توقفت عن عد الضحايا بعد أن تجاوز الرقم المقدر للقتلى نحو نصف مليون.

وأكدت أن الدرس الثاني يتمثل في أن الاستخدام الروسي للقوة منذ العام 2015 أدى إلى نتائج متسارعة ولكن أكثر قساوة مما تنتجه تكنيكات القتال الحربية المقيدة المعتمدة في الدول الديمقراطية، ما يعني أن المبادرة للانتصار بالحرب مُررت إلى الدولة القادرة على تجاهل التمييز بين المسلحين والمجتمعات المحلية التي تحتضنهم.  وأوضحت أن الدرس الثالث الأكثر أهمية هو أن حربا طويلة الأمد مثل تلك ستنتهي إلى قتال بين الأكثر كفاءة وبين الماكينات العسكرية التي عركتها الحروب وامتلكت الخبرة القتالية، مؤكدة أننا لن نرى استعراضا للقوة بين واشنطن وموسكو، إذ أن الرئيس دونالد ترامب لا يخفي نيته بسحب جنوده من سورية.  ورأت أن المواجهة ستكون بين إيران التي تدعم بشكل مباشر بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة وتقاتل من أجل تحقيق تفوق وهيمنة إقليمية، وإسرائيل التي تعد التوسع الإيراني تهديدا لوجودها.

واستذكرت أحداث المواجهات المباشرة بين الجانبين في سورية، ومن بينها إسقاط طائرة إيرانية مسلحة من دون طيار فوق إسرائيل في فبراير الماضي، وتحرك إسرائيل لضرب قاعدة إيرانية لتسيير طائرات من دون طيار “وقتل قائدها وضباطها في 9 أبريل الجاري.

وأضافت إن حربا خاصة تكشفت مع ما لا يقل عن 100 ضربة على قوافل أسلحة إيرانية، لم يعلن عنها، وزرع فايروسات في أنظمة كومبيوتر البرنامج النووي الإيراني وعمليات اغتيال لعلماء ذرة، وباتت معروفة بعد رفع الستارة عن الحرب السورية. ونقلت عن الباحث البرتغالي الخبير في مجال الجغرافيا السياسية برونو ماكايس، قوله عن احتفال جنرال صيني بالتدخل الروسي في أوكرانيا العام 2014، إنه أعطى الصين عشر سنوات إضافية للتهيؤ لمواجهتها الكونية مع الولايات المتحدة، حيث تحولت روسيا إلى العدو رقم واحد للولايات المتحدة وتنفست الصين الصعداء. واعتبرت أن شيئا مماثلا حدث في سورية أعطى إسرائيل وقتا إضافيا وحول الانتباه إلى الأسد، مخفيا اللحظة التي عليها فيها أن تحوّل حربها السرية مع طهران إلى مواجهة ضارية مكشوفة، لافتة إلى أن هذه الفسحة انتهت الآن، وباتت كل من إيران وإسرائيل في مواجهة مباشرة، ولكن لا أحد يعلم كيف ستدار؟.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النسبية مع الصوت التفضيلي.. هكذا قلبَت المشهد الإنتخابي

"الحياة"/21 نيسان 2018

لطالما اعتبر كثر من السياسيين الذين سبق أن وافقوا على قانون الانتخاب الجديد القائم على النسبية مع الصوت التفضيلي في الدائرة الصغرى، في 15 دائرة انتخابية، أنه "هجين وغير مفهوم ومركب بين النظامين الأكثري والنسبي".

هذه الأوصاف ظهرت بحدة أكثر في التحالفات التي صاغها السياسيون في التحالفات، بحيث برزت تناقضات ومفارقات لا تحصى بين دائرة وأخرى. ويبدو "التيار الوطني الحر" أوضح الأمثلة في هذا، لأنه أكثر الفرقاء الذين عقدوا اتفاقات هجينة في 15 دائرة، سواء كان المعيار سياسياً أو ظرفياً، إذ تفتقد تحالفاته الانسجام بين دائرة وأخرى. ويطمح رئيسه الوزير جبران باسيل إلى ضمان كتلة نيابية هدفها دعم العهد ليكون قوياً، بالتزامن مع طموحه إلى إعطاء مؤشر إلى أن تياره هو الأكثر تمثيلاً على الصعيد المسيحي لتكون له الكلمة الفصل في رسم ملامح رئيس الجمهورية عام 2022، تطبيقاً لمبدأ الرئاسة للأكثر تمثيلاً في طائفته، فهو تحالف مع "تيار المستقبل" وقوى أخرى في 4 دوائر هي بيروت الأولى (الأشرفية والمدور والصيفي والرميل) مع الطاشناق، والبقاع الأولى (زحلة)، والجنوب الثالثة (النبطية- بنت جبيل- مرجعيون حاصبيا) والشمال الثالثة (زغرتا- بشري- الكورة- البترون) حيث ينافس لوائح عدة فيها "الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"المردة" و"القوات اللبنانية"، ويواجه في الدوائر الأربع هذه قوى 8 آذار والثنائي الشيعي المتحالف معها سياسياً، بينما يتحالف مع الثنائي في 3 دوائر هي بيروت الثانية، "البقاع الغربي راشيا" وبعبدا، ويواجه فيها "المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".

"8 آذار" و "التيار"

ويتحالف "التيار الحر" مع قوى 8 آذار، مثل حزب "البعث" الموالي لسوريا، في البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل) ضد لائحة يدعمها الثنائي الشيعي وأخرى يدعمها "المستقبل"، ومع "القومي" والوزير طلال أرسلان في جبل لبنان الرابعة (الشوف- عاليه) ضد "المستقبل" و"الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" ولائحة أخرى تدعمها "الكتائب"، وفي جبل لبنان الثانية (المتن) مع "القومي" و"الطاشناق" ضد "لائحة تدعمها "القوات" وأخرى "الكتائب"... وهو تعاون مع خصوم سابقين له في جبل لبنان الأولى (كسروان- جبيل) من المستقلين ضد لوائح تضم "الثنائي الشيعي" و"القوات" و"الكتائب". ويتعاون مع قوى 8 آذار في دائرة الشمال الثالثة ضد "المستقبل" ولوائح أخرى في الشمال الثانية تضم الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير السابق أشرف ريفي، والوزير السابق فيصل كرامي. وأكثر المفارقات الغريبة كانت ائتلاف "التيار الوطني الحر" مع "الجماعة الإسلامية" في الجنوب الأولى (صيدا- جزين) ضد لائحة تضم "المستقبل" وأخرى يدعمها "الثنائي الشيعي". وكذلك الأمر في بيروت الثانية، حيث تتنافس لائحة زعيم "المستقبل" الرئيس سعد الحريري بالتعاون مع "الاشتراكي"، مع لوائح تتوزع بين التي يدعمها "الثنائي" ومعارضين لزعامة المستقبل في الوسط السني.

مع أن القانون يبرر للفرقاء التناقضات في التحالفات إذا كان هدف كل منها ضمان الحاصل الانتخابي في الحسابات الرقمية، فإن خريطة التحالفات الهجينة تقود إلى وقائع بارزة تعكس الحسابات السياسية، كالآتي:

- أن "التيار الحر" لم يتحالف مع أي حزب سياسي مسيحي في أي دائرة، ولا سيما "القوات" الذي يرتبط معه بورقة نيات وتفاهم معراب، وهذا يُرضي "حزب الله" على رغم دخوله في منافسة معه في الدوائر المذكورة أعلاه، فالحزب تفهّم تعاون "التيار" مع خصومه في بعض الدوائر، على رغم انزعاجه من خطاب رئيسه الوزير جبران باسيل ضد رئيس البرلمان نبيه بري وحركة "أمل"، لكنه مسرور لافتراق "التيار" عن "القوات" الذي يشكل خصماً سياسياً في القضايا الاستراتيجية. وبعض الأوساط يرى أن هذا كان مطلب الحزب من "التيار" بعد أن تحققت رئاسة العماد عون لرئاسة الجمهورية ووصل إلى المنصب بتأييد من سمير جعجع. وعلى رغم إصرار قياديين من الفريقين على استمرار مفاعيل المصالحة المسيحية، فإن الخلافات بين الحزبين أفضت إلى تبادل كل منهما اتهامات ينطبق عليها القول المأثور بأن ما يقوله كل منهما في حق الآخر "لم يقله مالك في الخمر"، لاسيما في ملف الكهرباء الذي شكل موضوع نزاع على مدى أكثر من سنة. كما أن الحزب مستعد لتجاوز امتعاضه من طريقة رفض تعاون "التيار" مع مرشحه في دائرة "كسروان - جبيل" الشيخ حسين زعيتر لمصلحة استمرار "العلاقة من الناحية السياسية والاستراتيجية ثابتة وراسخة على رغم الاختلاف في بعض الدوائر"، كما قال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم. ولا يخرج عن هذا التوجه تفهم "التيار" وجهة نظر الحزب حيال التطورات في سوريا، إذ جاء رد فعل الوزير باسيل أقرب إلى موقف الحزب منه إلى الفرقاء الآخرين الذين هاجموا استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي في دوما. يعزز هذا التوجه إكثار "التيار الحر" من تعاونه مع قوى في 8 آذار.

"المستقبل"

- أن "المستقبل" لم يلتق مع "حزب الله" في أي دائرة، وبالتالي مع "الثنائي الشيعي" (بحكم تحالف الحزب مع الرئيس بري في الدوائر كافة)، على رغم أن للحريري مقاربة مختلفة للعلاقة مع بري عن تلك التي تحكم تباعده الكبير عن الحزب في قضايا السلاح والتدخل في سورية واليمن ودول الخليج، فالبعد الإقليمي لهذا التباعد يفرض استبعاد أي تلاق انتخابي. لكن مرونة "المستقبل" في التحالف مع "التيار الحر" وفي التنافس معه في بعض الدوائر، بهدف التقليل من احتمالات تراجع عدد نوابه بفعل النسبية، لم تلغ توجهه نحو تكريس حلفه مع الرئيس عون، على رغم امتعاض بعض قادته من الحملات التي يقوم بها الوزير باسيل والتي تصيب برذاذها حلفاء وأصدقاء، مثل "الاشتراكي" في الجبل وبري في الجنوب.

وهذا يجعل "التيار الأزرق" في المرتبة الثانية بين القوى التي عقدت تحالفات هجينة نتيجة الحسابات الرقمية. هذا فضلاً عن أن تعاونه مع أرسلان في إحدى دوائر الجنوب أثار حفيظة حليفه الاشتراكي بحكم التباعد السياسي بينهما.

"حزب الله" و"الاشتراكي" و"القوات"

- أن أكثر الأحزاب انسجاماً في تحالفاته هو "حزب الله". ومقياسه هو ضمان كتلة نيابية حزبية وحليفة تؤمن حضوره، الحكومة والبرلمان، في المرحلة المقبلة، للدفاع عن المقاومة وضمان نفوذ الحزب في صنع القرار السياسي مع حلفائه، ومن ضمنهم "التيار الحر". وعلى رغم التعارضات التي حصلت مع بعض الحلفاء في قوى 8 آذار، مثل انزعاجه الشديد من عدم تجاوب الوزير أرسلان مع وساطته لمصالحته مع الوزير السابق وئام وهاب في "الشوف - عاليه"، ومن مطالبه في بيروت التي تسببت بخلاف مع الرئيس بري، فإن الحزب سيضمن بعد الانتخابات اصطفاف أرسلان إلى جانبه في القضايا الرئيسة، شأنه شأن القوى السنية المعارضة لـ "المستقبل"، فالكتلة الحزبية مع كتلة الحلفاء في جبل لبنان والشمال وبيروت ستلعب دوراً في موازين القوى أثناء تأليف الحكومة بعد الانتخابات، فضلاً عن تسمية رئيسها.

- الانسجام في التحالفات ينطبق أيضاً على "الاشتراكي"، الذي أبقى على أولوية تعاونه مع "المستقبل" و"القوات" والشخصيات المسيحية المستقلة الحليفة، على رغم التعارضات التي تظهر مع تيار الرئيس الحريري هنا وهناك. كما ينطبق على حزب "القوات اللبنانية"، فلم يتحالف مع الذين تتسع شقة الخلاف السياسي معهم، وسعى إلى التعاون مع "الكتائب" في بعض الدوائر وبذل جهداً لتوسيع رقعة التحالف مع "المستقبل" وما يسمى قوى 14 آذار السابقة، باستثناء رفضها استبعادها التحالف مع أحد قيادييها السابقين الدكتور فارس سعيد. كما أن "الكتائب" أبقت على قدر من الانسجام من موقع المعارضة للتركيبة الحاكمة الحالية، وكان لرموز المجتمع المدني نصيبها في الائتلافات التي صاغها الحزب.

 

بعد الإنتخابات.. إلى أين تتجه علاقة "التيار" - "حزب الله"؟

"الأنباء الكويتية" - 21 نيسان 2018

ترصد الأوساط السياسية والديبلوماسية في بيروت باهتمام "مسار" الأمور بين تيار المستقبل وحزب الله، و"مصير" العلاقة التحالفية بين حزب الله والتيار الوطني الحر اللذين باعدت الانتخابات بينهما بانتظار ما ستكون عليه الحال والعلاقة في مرحلة ما بعد الانتخابات. مصادر سياسية مطلعة ومواكبة لمجريات الأمور وتعكس أجواء حزب الله، تلخص هذا الموضوع في النقاط التالية:

١- يقيم حزب الله فصلا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

وفي حين يبدي ارتياحه ورضاه التام عن الرئيس عون وسياسته وأدائه وثباته ويعبر عن ثقة لا تتزعزع به، فإن لديه ملاحظات كثيرة على أداء باسيل ومواقفه وتعابيره والثقة به "اهتزت وتقلصت"، وإن مازالت موجودة ولم تسقط بالكامل وقابلة للترميم.

٢- حزب الله في موضوع الانتخابات النيابية متفهم لظروف العملية الانتخابية ومعادلاتها في ظل قانون جديد أعاد خلط أوراق التحالفات وقواعد اللعبة، ودفع كل طرف الى أن يتدبر أموره ويتصرف بما يتناسب ومصلحته وهدف الفوز، وبالتالي فإن حزب الله يتجاوز أخطاء حصلت في عقد تحالفات أو في طرق التعبئة الشعبية والجولات الانتخابية وانطوت أحيانا على استفزاز وتحريض، كما أن الحزب يتسامح إزاء الأخطاء التي ارتكبت في حقه كتلك التي حصلت في دائرة كسروان جبيل، حيث امتنع التيار الوطني الحر عن ضم مرشح الحزب حسين زعيتر الى لائحته، وإنما عمد الى ضم مرشح شيعي (ربيع عواد) في خطوة استفزازية للحزب الذي أراد من خوض الانتخابات في جبيل تفادي خلاف في هذه الدائرة بين التيار و«أمل".

وحصل خطأ أيضا في خوض التيار انتخابات بعلبك ـ الهرمل من موقع مضاد للحزب وإقدامه على ترشيح أحدهم (غادة عساف) عن أحد المقاعد الشيعية، وهو على علم بما تمثله هذه الدائرة من حساسية وخصوصية بالنسبة لحزب الله.

وبالإجمال، فإن حزب الله يعتبر ان في هذه الانتخابات تحديدا، الضرورات تبيح المحظورات، وأن ما يدور تحت سقف اللعبة الانتخابية مقبول ومبرر ويندرج في إطار "عدة الشغل وشد العصب واستقطاب الشارع".

ولكن يبقى أن ما حصل في الانتخابات ترك ندوبا في العلاقة بين الحزب والتيار وكشف عن شوائب وثغرات.

وكل ذلك يفترض أو يجب أن يكون موضع معالجة بعد الانتخابات.

٣- التطورات الانتخابية ليست هي موضع القلق ومصدره عند حزب الله، وإنما التطورات السياسية ذات الصلة بالوزير باسيل، والتي انكشفت وتأكدت في فترة المعركة الانتخابية وأبرزها:

- تعمق الخلاف بين باسيل والرئيس بري واشتداد وطأته الى درجة أنه بات يؤثر سلبا على عمل الحكومة وعلى أجواء العلاقات المسيحية ـ الشيعية، وتحديدا على مستوى القواعد الشعبية لدى التيار والحزب، هذه العلاقات المستندة منذ العام ٢٠٠٦ الى مفاعيل تفاهم مار مخايل "الآخذة في التآكل".

- تعمق التحالف بين باسيل والرئيس الحريري وترسخه في السلطة (في إدارة الدولة والتعيينات والمشاريع)، وتجاوزه حدود التحالف السلطوي لينحو في منحى "تحالف سياسي"، بدءا من الانتخابات التي تحالف الطرفان فيها من خلفية تحجيم الخصوم والخروج بأكبر كتلتين، وصولا الى مرحلة ما بعد الانتخابات، وحيث تم تجديد العقد الذي أبرم على أساس التسوية الرئاسية على أن تكون الترجمة العملية في الحكومة المقبلة.

هذا التحالف المتنامي بين باسيل والحريري لم يكن ليثير قلق حزب الله أو يشكل نقزة لديه لو لم يحصل هذا التطور الذي لم يصبح بعد تحولا في سياسة الحريري مع إعادة بناء علاقته الإقليمية التي أصبحت أفضل من قبل، وتماهيه مع محور دولي (أميركي ـ فرنسي) وعربي لا يرتاح له حزب الله.

فالحريري في ربيع ٢٠١٨ ليس الحريري في خريف ٢٠١٧، والتبدل الذي طرأ على وضعه وتموضعه يتضح ويأخذ مداه بعد الانتخابات، ليتأكد إذ ذاك ما إذا كان تحالف الحريري ـ باسيل سيتكرس تحالفا سياسيا ولتتضح خلفيات وأهداف المواقف النافرة التي أطلقها باسيل في الآونة الأخيرة والخطوط الخارجية الجانبية التي فتحها.

٤- ثمة تساؤلات وملاحظات وتحفظات لدى حزب الله في شأن بعض ما قاله وفعله الوزير باسيل أخيرا ولكنها لا ترقى الى مرتبة الشك بخياراته الاستراتيجية التي لم يطرأ عليها تبدل، ويستمر باسيل ملتزما بما أرساه الرئيس عون.

وبعد الانتخابات يعطي حزب الله أولوية لإعادة تركيز علاقته مع التيار الوطني الحر (وهذا ما بدأ في لقاء نصرالله باسيل الأخير) وتنظيم جبهة الحلفاء (بري ـ باسيل فرنجية ـ ارسلان)، وستكون الحكومة الجديدة اختبارا جديا وما إذا ستكون معركة أو عملية سياسية.

أما رئاسة الجمهورية المقبلة، فمازال الخوض فيها سابقا لأوانه ولكن ليس صحيحا أن الخيارات أمام حزب الله محصورة في إثنين" باسيل أو فرنجية"، وليس صحيحا أن الحزب حدد التزامه وقراره في أي اتجاه.

فما حصل مع العماد ميشال عون لا يتكرر مع سواه.

 

محور الممانعة» يلجأ لأصوات المجنسين السوريين لتحسين فرص مرشحيه في الانتخابات المقبلة

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/21 نيسان/18

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في السادس من مايو (أيار) المقبل، بدأت القوى السياسية تلعب بأوراقها الأخيرة في هذه المعركة لتحقيق فوز مرتجى، ووصولها إلى البرلمان بكتل وازنة، لتعزز موقعها في مرحلة ما بعد الانتخابات. ومن أبرز هذه الأوراق ورقة المجنسين السوريين، التي تجعل المرشحين الموالين للنظام السوري، وما يعرف بـ«محور الممانعة»، أكبر المستفيدين منها، خصوصاً أن هؤلاء المجنسين قادرون على التأثير على النتائج في عدد من المناطق، وإن بنسب متفاوتة.

وعشية الاستحقاق بدأ المعنيون باستقطاب أصوات المجنسين في إحصاء أعدادهم ورصد أماكن إقامتهم، لكنّ المجنسين السوريين المقيمين في لبنان، وبعضهم في منطقة جبل محسن في طرابلس وبلدات في عكّار ذات الغالبية العلوية، «ينتظرون كلمة السرّ من السفارة السورية في لبنان، كما ينتظر المجنسون المقيمون في الداخل السوري، تعليمات أجهزة المخابرات السورية التي تحدد لهم اللوائح المطلوب التصويت لها، قبل أن ينتقلوا إلى لبنان»، وفق ما أفاد مصدر علوي في جبل محسن، حيث أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأكثرية العلوية في طرابلس وعكّار توالي النظام السوري و(المقاومة) في لبنان (حزب الله)، وهي ستنتخب من يمثّل هذا النهج». وأوضح أنه «في غياب التمثيل الحقيقي للطائفة العلوية ونفي قيادتها (رفعت عيد الذي لجأ إلى سوريا بسبب ملاحقات قضائية بحقه، على خلفية معارك جبل محسن وباب التبانة ما بين 2011 و2014)، فإن أصواتنا ستصبّ لصالح الأقرب إلى خياراتنا، ونحن على تشاور مع حلفائنا في لبنان وفي سوريا»، مشيراً إلى أن كل المرشحين العلويين على لوائح طرابلس وعكّار لا يمثلون أبناء جبل محسن لأنهم في جبهة أخرى.

ويثير مرسوم التجنيس الذي صدر في العام 1994، بإيعاز من الوصاية السورية وشمل آلاف السوريين وغير السوريين، غضب المسيحيين الذين وجدوا فيه إخلالاً بالتوازن الديمغرافي، باعتبار أن 90 في المائة ممن شملهم المرسوم هم من السنة الذي كانوا يوالون النظام السوري وآلاف العلويين والشيعة، وعدد قليل من المسيحيين. عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر، الذي قدّم طعناً بمرسوم التجنيس، وعلّقه مجلس شورى الدولة، اعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مخاطر التجنيس العشوائي تظهر في كل استحقاق انتخابي». وأكد أن «هناك آلاف المجنسين السوريين لا يعرفون لبنان، ولا يأتون إليه إلا في الانتخابات، وكان يتم استقدامهم في الدورات السابقة بباصات كبيرة ليدلوا بأصواتهم ويقبضوا المال، أما الآن فهم يقبضون المال وينتخبون وفق الإيحاءات السياسية في آنٍ واحد»، مشيراً إلى «أصوات هؤلاء المجنسين في بعض المناطق تقلب التوازن رأساً على عقب، بحيث تجعل من الأقلية أكثرية ومن الأكثرية الحقيقية أقلية». لكن في الإحصاءات الرقمية، تبدو الصورة مختلفة، حيث رأى الباحث في «الشركة الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، أن الناخب المجنس «بات تأثيره محدوداً في الانتخابات بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، لأن معظمهم كان يخضع بالترغيب تارة، والترهيب تارة أخرى، لإرادة الوصاية السورية». لكنه كشف أن هناك نحو ستة آلاف مجنس يقيمون في الساحل السوري في طرطوس واللاذقية وأريافهما، ينتخبون في طرابلس وعكّار، وهؤلاء سيصوتون لمرشحين موالين للنظام السوري مثل لائحة وجيه البعريني في عكار، ومرشحين آخرين في طرابلس، بالإضافة إلى ألفي مجنس سوري يقيمون في دمشق وريفها الغربي، ينتخبون في دائرة زحلة (البقاع)»، مشيراً إلى أن «العلويين اللبنانيين والمجنسين الموالين للنظام السوري، لم يقولوا كلمتهم بعد، وهم رهن التعليمات التي تأتيهم من دمشق عبر سفارتها في بيروت».

من جهته، شرح النائب أبي نصر أبعاد مرسوم التجنيس وخطورته، لافتاً إلى أنه «ضرب التوازنات في البلد، وأخلّ بالديمغرافيا اللبنانية، عندما جرى تجنيس ربع مليون شخص بمرسوم فقط، خلافاً للمادة السادسة من الدستور، التي تنصّ على أن إعطاء الهوية اللبنانية واكتسابها وحفظها وفقدانها يحدد بقانون يصدر عن مجلس النواب»، مشيراً إلى أن «المرسوم أعطى الجنسية خلافاً للقانون لنحو 250 ألف شخص، والآن وبعد 24 سنة، بات عددهم أكثر من نصف مليون شخص». وفي تقدير الخبير الانتخابي محمد شمس الدين، فإن «تأثير المجنسين السوريين في العملية الانتخابية بات محدوداً». وقال إن «نحو 3500 مجنس سوري ينتخبون في عكار، يمكن أن يعززوا وضع لائحة البعريني، لكن لا يستطيعون قلب المعادلة، لأن القوة المطلقة للناخب السنّي الذي يميل بغالبيته لـ(تيار المستقبل)»، لافتاً إلى «إمكانية تغيير المعطيات في مدينة زحلة بأصوات نحو 2000 مجنس». وشدد على أن قضاء زحلة «يضم 50 ألف مجنس من الطائفة السنيّة، لكنّ هؤلاء لبنانيون، ويقيمون في لبنان منذ مائة عام، ولم يحصلوا على الجنسية أسوة بأبناء منطقتهم، وهؤلاء أخذوا حقهم في الجنسية»، مشيراً إلى أنهم «بغالبيتهم يؤيدون (تيار المستقبل) وينتخبون مرشحيه».

 

جدل حول حياد «هيئة الإشراف على الانتخابات» في لبنان

الشرق الأوسط/21 نيسان/18/أثارت استقالة عضو «هيئة الإشراف على الانتخابات» في لبنان سيلفانا اللقيس لأسباب متعلقة «بعدم قدرة الهيئة على القيام بعملها وفق القانون»، المزيد من التساؤلات حول الدور المفترض للهيئة بعدما كان عدد من الجمعيات قد تحدث عن العوائق نفسها. وفي حين ردّ وزير الداخلية والبلديات الذي يشرف على عمل «الهيئة» وطالته بعض الاتهامات بأنّه «لم ولن يتدخّل في عملها وأن وزارته ملتزمة الحياد الكامل»، رفض رئيس الهيئة القاضي نديم عبد الملك التعليق على هذه الاتهامات واستقالة اللقيس، واكتفى بالقول: «تفاجأنا بقرارها وسنعقد يوم الاثنين لقاء مع وسائل الإعلام لوضع الرأي العام في صورة تحضيراتها للانتخابات والرد على التساؤلات التي أثارتها بعض الجهات والأطراف السياسية حول دورها ومهمتها»، ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى لقاءات عقدتها «الهيئة» مع «الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات» و«جمعية لا فساد» تمت خلالها مناقشة كل الأمور واستمعنا إلى ملاحظاتهم واستمعوا إلى إرشاداتنا، خاصة أنهم بدورهم يخضعون لمراقبة الهيئة، واصفا الاجتماع بـ«المثمر والبناء». وأتت استقالة اللقيس، بعد يومين على تقرير «الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات» التي كانت قد أعلنت فيه عن انتهاكات عدّة من بينها ما اعتبرته «قراراً سياسياً ممنهجاً من جانب الحكومة اللبنانية بأقطابها كافّة، ممثلّة بوزير الداخلية والبلديات ووزير المالية، بإفشال عمل هيئة الإشراف على الانتخابات، بحيث تم حرمان الهيئة إمكاناتها المادية والبشرية، إذ كانت ميزانية الهيئة المالية قد تأخرت كثيراً وحالت دون مباشرة الهيئة عملها بجِد». وشرحت اللقيس، وهي الممثلة الوحيدة لهيئات المجتمع المدني في الهيئة، الأسباب التي دفعتها لتقديم استقالتها، رافضة أن تكون «شاهدة زور على عجز الهيئة عن أداء مهامها»، آملة أن يشكل هذا الانسحاب والاستهجان مدعاة لتصويب الأمور في اتجاه تعزيز استقلاليتها وإمكاناتها لجعلها قادرة على أداء دورها بشكل سليم، بما يعزز في نهاية المطاف نزاهة الانتخابات وحياديتها. غير أن وزير الداخلية نهاد المشنوق أكد على أنه «كان ولا يزال من أكثر الداعمين للهيئة وعملها وأهدافها، وأنه لم ولن يتدخل في عملها». وأوضح أن «تأخير صرف مخصّصاتها ليس مسؤولية وزير الداخلية بل عدم التزام الجهات الإدارية في الوزارات المعنية بدقّة التعامل مع هذا الملف، ووزارة الداخلية عملت إلى جانب الهيئة للدفع باتجاه صرف المخصّصات في أسرع وقت ممكن، مع الاعتراف بأنها لم توفّق دائماً في ذلك»، لافتاً إلى «قيام الوزارة بمهمة التثقيف حول قانون الانتخاب». وفي بيانها، عددت اللقيس الأسباب التي جعلتها تتخذ قرارها وأهمها: «عدم توفير الموارد الضرورية لتمكين الهيئة من القيام بمهامها، والمس المباشر باستقلاليتها وصلاحياتها بداعي التنسيق مع وزارة الداخلية، وتقليص صلاحياتها على نحو يخرجها عن الغاية التي انوجدت لأجلها». وأشارت إلى ما اعتبرته «مسّا مباشرا باستقلالية الهيئة وبصلاحياتها متّهمة وزارة الداخلية بوضع يدها على بعضها».

 

لبنان يهدد بإعادة «تقييم» عمل المفوضية الدولية بعد تشكيكها في العودة «الطوعية» للاجئين السوريين

بيروت: «/الشرق الأوسط/21 نيسان/18»/لوحت وزارة الخارجية اللبنانية بـ«إعادة تقييم عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» بعد بيان أصدرته المفوضية شككت فيه بالعودة الطوعية لنحو 500 لاجئ سوري غادروا لبنان منتصف الأسبوع، فيما اتهمت منظمة «هيومن رايتش ووتش» بلديات لبنانية بـ«إجبار مئات اللاجئين السوريين في لبنان على مغادرة أماكن سكنهم وطردهم من عدد من المدن والبلدات اللبنانية». واعترضت وزارة الخارجية اللبنانية على بيان «مفوضية شؤون اللاجئين» الذي اعتبرته غير مشجّع للعودة إلى سوريا، واستدعت ممثلة مكتب المفوضية في لبنان ميراي جيرار أمس لمقابلة السفير غادي الخوري، مدير الشؤون السياسية والقنصلية، على خلفية البيان الصادر عن المفوضية الخاص بعملية عودة نحو 500 نازح سوري من منطقة شبعا إلى بيت جن السورية. ولفت بيان للخارجية إلى أن «السفير الخوري أثار مسألة سلوك المفوضية لجهة إصدارها بيانا مخالفا للسياسة العامة اللبنانية المنسجمة بالكامل مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، التي تقضي بالعودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى بلدهم»، معتبرا أن «مضمون البيان يزرع الخوف والتردد في نفوس النازحين السوريين الذين قرروا طوعيا وبملء إرادتهم العودة إلى بلدهم، لكون الوضع الأمني في معظم مناطق سوريا بات يسمح بالعودة». وتم التشديد بحسب البيان: «على وجوب أن تتماهى البيانات الصادرة عن المفوضية مع مستجدات الوضع السوري وأولويات الحكومة اللبنانية وعلى وجوب الامتثال للأصول الدبلوماسية وتحفظ المفوضية عن إصدار بيانات تعرقل عملية العودة». وكانت المفوضية أعلنت أنها «لا تشارك في تنظيم عودة لاجئي بيت جن التي تمّت أول من أمس أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة، نظرا إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا»، مشيرة في الوقت عينه إلى أنها «تحترم القرارات الفردية للاجئين بالعودة إلى بلدهم الأصلي، عندما تتخذ دون ضغوط لا مبرر لها، وبعد تقييمهم المعلومات المتاحة لهم بعناية». وكانت الخارجية اللبنانية أصدرت ليل أول من أمس بيانا أسفت فيه على مضمون بيان «المفوضية» وحذّرت من محاولات التوطين، معتبرة أن «هذا الأمر يؤكد مخاوفنا من وجود سعي جدي للتوطين عبر زرع الخوف والتردد في قلوبهم وتعمّد عرقلة أي جهود جدية لعودتهم والتخفيف من معاناتهم وحل مشكلة من يستطيع الرجوع سياسيا وأمنيا إلى سوريا لكون العودة الآمنة والكريمة هي الحل الوحيد لأزمة النزوح. وحذّرت من أن «هذا الأداء الدولي المحبط يدفع الخارجية اللبنانية إلى إعادة تقييم عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في هذا الخصوص وفي هذه المرحلة خاصة، ويدفعنا لمساءلتها بحسب الأصول الدبلوماسية المتبعة خصوصاً في ظل الوضع الملتبس الذي يحيط بها». إلى ذلك، قالت «هيومن رايتس» في تقرير لها إن «13 بلدية في لبنان على الأقل أجلت قسراً 3664 لاجئاً سورياً على أقل تقدير من منازلهم وطردتهم من البلديات، على ما يبدو بسبب جنسيتهم أو دينهم»، مشيرة إلى أن 42 ألفاً آخرين يواجهون الخطر ذاته. وتحدثت المنظمة الدولية مع 57 لاجئاً، أفاد بعضهم باستخدام السلطات العنف لطردهم. وأدت عمليات الطرد وفق المنظمة إلى «خسارة اللاجئين مدخولهم وممتلكاتهم، كما عطلت تعليم أولادهم، ومنهم من تغيب عن المدارس لأشهر ومنهم من توقف تماماً عنها». واعتبرت المنظمة أن المسؤولين اللبنانيين يقدمون «أعذاراً واهية لتبرير عمليات الطرد على اعتبار أن اللاجئين لا يحترمون قوانين السكن»، مشيرة إلى أن «الإجراءات التي اتخذتها البلديات استهدفت المواطنين السوريين مباشرة وحصراً، دون المواطنين اللبنانيين». وأوردت «هيومن رايتس ووتش» أن «غالبية البلديات التي اتخذت تلك الإجراءات هي ذات غالبية مسيحية، أما معظم اللاجئين الذين شملتهم فهم من المسلمين».

 

النائب بطرس حرب يتهم أحزاباً بمحاولة مراقبة تصويت ناخبيها

بيروت: الشرق الأوسط/21 نيسان/18/اتهم النائب بطرس حرب بعض الأحزاب والتيارات بشراء نظارات وأقلام بهدف مراقبة الناخبين ومعرفة الجهة التي سيقترعون لصالحها، وطالب وزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إدخال هذه الأدوات إلى مراكز الاقتراع. وفي بيان له، قال حرب: «ثبُت في الآونة الأخيرة، أنّ أحزاباً وتيارات سياسية ومرشّحين قد عمدوا إلى شراء نظّارات وأقلام من صُنع الصّين مجهّزة بآلات تصوير تسمح للناخب بتصوير ورقة الاقتراع قبل وضعها في الصندوق، ما يشكّل دليلاً على التزامه مع من ضغط عليه أو مارس الرشوة معه واشترى صوته، علماً أنّ ثمن القلم هو 35 دولاراً، أمّا النظارات فـ28 دولاراً». واعتبر أنّ «هذا الأسلوب المهين يحرم الناخب حقّه في التعبير بحرية عن رأيه، ويعطّل عملية الانتخاب الحرّة»، مطالباً «وزارة الداخلية بمنع واضعي هذه النظارات وحاملي هذه الأقلام من إدخالها إلى مكان الاقتراع، للحؤول دون تسهيل عملية رشوة المغتربين أو ممارسة الضغط عليهم يوم الانتخاب»، لافتاً إلى أنّ «السماح باستخدامها داخل غرفة الاقتراع، أو السكوت عنها يسهم في تزوير نتائج الانتخابات وتعطيل العملية الانتخابية التي يُفترض أن تعبّر عن رأي الناس الحرّ في اختيار ممثّليهم».

 

النائب نعمة طعمة أشاد بنتائج «قمة القدس» والاحتضان السعودي للبنان وتحذير «الوطني الحر» من «نكء» جراح الحرب الأهلية

بيروت: وجدي العريضي/الشرق الأوسط/21 نيسان/18/حذر النائب اللبناني نعمة طعمة من محاولات البعض نكء جراح الحرب الأهلية في منطقة الجبل والشوف من أجل ما سماها «مكاسب انتخابية»، آملاً من خصوم لائحة جنبلاط و«القوات اللبنانية» أن «يعوا دقة المرحلة ولا يستفزوا مشاعر الناس التي تبقى بالنسبة لنا من الأولويات»، محذرا من أننا «لن نسمح بأي انتهاك لمصالحة الجبل (بين المسيحيين والدروز) التي هي خط أحمر والتباينات مشروعة ولكل خطه السياسي وتوجهاته» وعن الاستحقاق الانتخابي في لبنان ولا سيما في دائرة الشوف - عاليه، يقول طعمة: «الانتخابات النيابية محطة ديمقراطية علينا أن نحترم أراء الناس وتوجهاتهم وتطلعاتهم وبالتالي ما يهمني على الصعيد الشخصي، وذلك ما ينسحب على اللقاء الديمقراطي بشكل عام، أن نحصن مصالحة الجبل وتبقى متماسكة وراسخة وأن يبقى أهالي وعائلات المنطقة من مختلف الطوائف والمذاهب متحدين متوافقين محافظين على وجودهم وتقاليدهم ونسيجهم الاجتماعي، آملين أن يمر هذا الاستحقاق على خير وسلام، ولنا ملء الثقة بأهلنا من كل العائلات الشوفية». وحيال تنامي الخلافات بين اللوائح المتخاصمة في الجبل ولا سيما بين لائحة الحزب التقدمي الاشتراكي و«القوات اللبنانية» من جهة والوزير طلال أرسلان و«التيار الوطني الحرّ» من جهة أخرى، شدّد طعمة على أن «المناكفات الانتخابية ليست وليدة اليوم، بل ذلك تقليد لبناني يحصل في كلّ الاستحقاقات ومنذ مرحلة بعد الاستقلال، ولكن نتمنى أن تبقى الاختلافات في إطارها بعيدا عن أي إشكالات على الأرض، وكما أسلفت لن نسمح بأي انتهاك لمصالحة الجبل التي هي خط أحمر». وأكد طعمة أنه لم يكن يرغب في خوض الانتخابات النيابية المقبلة لكن عندما شعر أن مصالحة الجبل عرضة للاهتزاز بسبب المواقف السياسية الشعبوية والانتخابية للبعض قرر أن يترشح مجددا من أجل العمل مع كل المخلصين من أجل تثبت وترسيخ المصالحة والحفاظ عليها. من جهة أخرى أشاد طعمة بنتائج القمة العربية في الظهران، ولا سيما على الصعيد اللبناني، نظرا لما حظي به لبنان من دعم سعودي وعربي في هذه القمة. ورأى أن القمة وبمجرد انعقادها في المملكة العربية السعودية، فذلك دليل على أهمية هذا الحدث نظرا لموقع المملكة وعمقها العربي بحيث تحمل القضايا والهموم العربية ولا سيما القضية الفلسطينية وذلك ما يتبدى بوضوح من خلال هذا الدعم المطلق التي تقدمه الرياض لكل العرب وصولا إلى دورها التاريخي في الوقوف إلى جانب كل القضايا العربية المحقة وفي صلبها القضية الفلسطينية. ولفت النائب طعمة إلى أن «مقررات القمة كانت على حجم ما يجري في المنطقة وما تتعرض له الدول العربية من حملات وهجمات، إذ نرى السعودية دوما في طليعة المدافعين عن الحق العربي ولهذه الغاية أرى أن قمة الظهران كانت على قدر المسؤولية في مرحلة استثنائية وبالتالي أكدت مجدداً أنها من يحتضن العرب وقضاياهم وهمومهم وشؤونهم وشجونهم». وأشار النائب نعمة طعمة إلى أن لبنان كان له مكانة خاصة في قمة الظهران من خلال اللقاءات الجانبية التي حصلت على هامشها، وتحديدا لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتأكيد المملكة حرصها على لبنان وأمنه واستقراره وازدهاره.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«الحرس الثوري» يهدد بفتح جبهتين ضد إسرائيل... ونتنياهو يتعهد «الرد بأي ثمن»...تصعيد في التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل

تل أبيب: نظير مجلي«/الشرق الأوسط/21 نيسان/18»/تفاقم التراشق غير المسبوق للتهديدات بين إيران وإسرائيل، أمس، بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الاستعداد لمواجهة إيران بأي ثمن والرد الإيراني على لسان نائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي بفتح جبهتين من الغرب والشمال على الصعيدين الصاروخي والحرب البرية، مشيرا إلى أنه «لم يبق أمام إسرائيل سوى الهرب إلى البحر»، وهو ما أدى إلى ارتفاع حالة الاستنفار العسكري بين البلدين. وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيران، خلال جلسة احتفالية لحكومته بمناسبة بلوغ إسرائيل 70 عاما، أمس، وقال إن «الجيش جاهز للمهمة والشعب سيصمد ولن يردعنا الثمن». وأضاف: «إزاء التهديدات الإيرانية نؤكد أن جنودنا وأذرع الأمن المختلفة عندنا جاهزون لكل التطورات. سوف نقاتل من يحاول المساس بنا ولن يردعنا الثمن الذي سندفعه وسنجبي الثمن من أعدائنا، الجيش جاهز للمهمة والشعب سيصمد».

وقد جاء رد طهران من خلال تصريحات نائب قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، الذي هدد على هامش خطبة الجمعة في طهران بفتح جبهتين عبر حرب صاروخية وبرية من شمال وغرب إسرائيل في إشارة إلى شمال لبنان وقطاع غزة. وقال سلامي «جاهزون للضغط على زناد البنادق والصواريخ» وقال سلامي: «نقول للإسرائيليين إننا نعرفكم جديا. أنتم محاصرون من كل الجهات في فلسطين المحتلة، شمالا وغربا. لا يوجد مكان تهربون إليه... لا تحسبوا أن الحرب القادمة ستكون مثل حرب تموز (يوليو 2006)... لن يبقى مكان تهربون إليه إلا البحر».

ورأى مراقبون أن هذه التهديدات باتت جدية. وقد تفضي إلى صدام مباشر شديد الخطورة، إذ لا توجد قوى ثالثة تتوسط بينهما لتخفيض اللهيب حتى الآن. وردا على القيادي الإيراني قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمن: «لا تجربونا. نحن جاهزون ليس فقط للجبهة الشمالية بل لعدة جبهات معا». وأضاف: «نحن نسمع مثل هذه التهديدات الإيرانية منذ سنوات طوال ولا نتأثر. صحيح أننا لسنا معنيين بالحرب ولا نريد سوى الهدوء والأمن والأمان. إلا أنه في حال يبادر طرف ما إلى الحرب معنا فإن دمه سيكون في رأسه. من جهتنا لسنا قلقين، بل في غاية الهدوء. وفي الوقت نفسه جاهزون لكل شيء. وأقترح على من يسمعون التهديدات لنا من الشمال أن يفكروا مليا فيما يفعلون. ليس من مصلحتهم أبدا أن يجربوا خوض حرب مع الجيش الإسرائيلي».

وكان التدهور في الموقف بين إسرائيل وإيران قد بدأ قبل أسبوعين، عندما قصفت إسرائيل قاعدة جوية إيرانية في دمشق تعرف باسم «تي 4» وقتل من جرائها 14 شخصا، بينهم سبعة ضباط إيرانيين. وقد تعهدت إيران رسميا وعلنيا بالانتقام.

الاثنين الماضي، قال بهرام قاسمي، الناطق باسم الخارجية الإيرانية، إن «إسرائيل ستتلقى ضربة، آجلا أو عاجلا، على هذه العملية العدوانية. فقد انتهى الزمن الذي كنتم فيه تضربون وتهربون بلا حساب». وردت إسرائيل على التهديد، إذ قال مسؤول إسرائيلي أمني كبير إنه «في حال اندلعت مواجهة عسكرية مع إيران في سوريا، فإن إسرائيل ستسقط النظام السوري». ثم نشر الصحافي توك فريدمان في «نيويورك تايمز» تصريحا اعتبره «زلة لسان» من ضابط برتبة رفيعة في الجيش الإسرائيلي، قال خلاله بأن إسرائيل هي التي ضربت القاعدة الإيرانية وقتلت الضباط الإيرانيين. ثم نشرت أنه تم «بالخطأ استدعاء قوات الاحتياط في إسرائيل، وذلك نتيجة لخلل في الحاسوب». وحسب مسؤول إسرائيلي فإن «الخطأ» لم يكن خطأ وزلة اللسان لم تكن زلة لسان، إنما هي أمور تندرج في إطار الخطط الحربية.

مساء أول من أمس، خلال لقاء مع دبلوماسيين أجانب معتمدين لدى إسرائيل، طلب نتنياهو مناشدة دولهم تبني الخطاب المناهض لإيران، التي قال إنها «تشكل عدونا جميعاً، هي عدو لإسرائيل وللعالم العربي وللحضارة فهي تعلن على الملأ وتجاهر هذه الأيام وفي عام 2018 والقرن الواحد والعشرين بتدمير إسرائيل». وتابع نتنياهو «إنها تحيط بالشرق الأوسط برمته وتريد احتلاله، إنها تطلق صواريخها صوب الرياض بالسعودية، إنها تحتل لبنان وتحاول تأجيج الأجواء في غزة مجدداً، إنها موجودة في العراق وتحاول أن تتموضع عسكريا على الأراضي السورية، وذلك أمر يتوجب على كافة الدول المحبة للسلام أن تتصدى له وترفضه. فتكلموا ضد إيران». وبعدها جاء قول نتنياهو عن استعداده للمواجهة بأي ثمن. ويقول الخبير العسكري الإسرائيلي، أليكس فيشمان، إن تسلسل الأحداث خلال الأسبوع الأخير في إسرائيل، والذي شمل سلسلة من «الأخطاء»، لم يكن مجرد صدفة، بل هو استراتيجية تتبعها إسرائيل، هدفها الدخول لمواجهة عسكرية مع إيران على أرض سوريا. وأضاف فيشمان أنه بعد الأسبوع الأخير، بات «من الصعب التخلص من الانطباع الذي يقول إن أحدهم يحاول دفع الإيرانيين لفقد صوابهم، وأن الفكرة هي الخروج عن معادلة «ضربة مقابل ضربة»، وأن التوجه هو اتخاذ خطوة مدوية أكثر». وتابع: «كما يبدو فإن إسرائيل تسعى لمواجهة عسكرية في المرحلة الحالية، أي قبل أن تتمركز إيران نهائياً في سوريا، وأنها قد تسعى لاتخاذ خطوة من شأنها الدفع بالإيرانيين والنظام السوري للرد، وعندها سيكون الرد الإسرائيلي عنيفاً لدرجة تدمير مراكز القوة الإيرانية وتلك التابعة للنظام السوري، لمنع الانتشار العسكري الإيراني في سوريا، حتى لو كلف الأمر مواجهة عسكرية مباشرة». وأشار فيشمان إلى أن «الاستنتاج الإسرائيلي في هذه المرحلة هو أن الطرق الدبلوماسية والضربات العسكرية المحدودة التي تنفذها لم تعد تفي بالغرض، وأن عليهم اتخاذ خطوات جديدة، وهي إخماد النار بمزيد من النار، على أمل أن تتمكن إسرائيل من السيطرة على حجم اللهب طوال فترة الإخماد، وهذه السياسة تحتوي على مقدار كبير من المخاطرة». وتتوقع إسرائيل، حاليا، أن تتدخل روسيا في الموضوع وتقبل الخطوط الحمر التي تضعها وترفض بموجبها أي وجود عسكري إيراني في سوريا. وتقول إنه لا توجد لروسيا مصلحة في مواجهة بين إيران وإسرائيل في الوقت الحالي، إذ أن من شأنه أن يعلق وربما ينسف كل الاتفاقيات والتسويات التي توصلت إليها روسيا في سوريا حتى الآن.

 

إغراء أمريكي للسعودية مقابل إرسال قوات إلى سوريا.. ما هو؟

القناة الثالثة والعشرون/21 نيسان/18/أفادت مصادر في الإدارة الأمريكية لشبكة "سي إن إن" الإخبارية أمس الخميس، أن البيت الأبيض يدرس تقديم "مكافأة" للسعودية في حال وافقت الأخيرة على إرسال قوات عربية إلى سوريا. ونقلت الشبكة عن تلك المصادر (لم تسمها)، أن مجلس الأمن القومي يبحث منح الرياض صفة "حليف رئيسي خارج الناتو"، مقابل تشكيلها حلفا عسكريا عربيا يحل محل القوات الأمريكية في سوريا، إضافة إلى توفير التمويل الضروري لتنفيذ خطة واشنطن في المنطقة. وأوضحت أنه مع إبداء المملكة استعدادها لتنفيذ ذلك، "على الولايات المتحدة تقديم مقابل مرضٍ". وأشار تقرير "سي إن إن" إلى أن واشنطن في حال منحت السعودية تلك الصفة، ستعترف بالأخيرة حليفا عسكريا استراتيجيا على غرار إسرائيل والأردن وكوريا الجنوبية. ولم يصدر تعليق رسمي سعودي حول ما أوردته الشبكة الأمريكية بهذا الخصوص. وخلال الأسابيع الماضية، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة، عن رغبته في سحب قوات بلاده من سوريا، لكنه تراجع عن اتخاذ الخطوة سريعا بعد تحذيرات من وزارة الدفاع "البنتاغون" ومستشاري الأمن القومي. و كان قد أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إلى وجود نقاشات تجري حاليا مع واشنطن حول نوعية القوات التي يجب أن تتواجد شرقي سوريا، ومن أين ستأتي.

 

قطر تنفق أكثر من 35 مليار دولار على مخاوفها الأمنية

القناة الثالثة والعشرون/21 نيسان/18/ارتفعت وتيرة مخاوف نظام «الحمدين» الإرهابي الحاكم في قطر وهواجسه الأمنية بعد قرار الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بمقاطعة الدوحة بسبب دعمها للإرهاب وتدخلها في شؤون دول المنطقة الداخلية، وظلت قطر تواجه هذه المخاوف الأمنية، بتوقيع العديد من الاتفاقيات العسكرية وصفقات الأسلحة المليارية.  ووفقاً للأرقام المعلن عنها فإن 6 اتفاقيات عسكرية عقدتها قطر مع أمريكا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، كبدت حكومة الدوحة أكثر من 35 مليار دولار في 10 أشهر منذ يونيو الماضي وحتى الآن. وأعلنت وزارة الدفاع القطرية في بيان الخميس، عن توقيعها اتفاقية تشتري بموجبها منظومة دفاعية أمريكية. ووفقاً للبيان الذي نشره موقع «العين الإخبارية»، فإن الصفقة وُقّعت في العاصمة الأمريكية واشنطن مع شركة ريثيون المختصة في الصناعات الدفاعية. وقالت قناة «الجزيرة» القطرية؛ تعليقاً على الصفقة، «إن قيمة الاتفاقية تبلغ 2.5 مليار دولار أمريكي». يأتي ذلك بعد صفقات كبرى بمليارات الدولارات، نفذتها الدوحة مع شركات عالمية تعمل في تصنيع الأسلحة والأنظمة العسكرية. وتواجه المالية العامة في قطر، أزمة هبوط حادة، دفعت البنك المركزي إلى تسييل أصول واستثمارات قطرية في الخارج، وضخ الأموال في الصفقات العسكرية أو على شكل ودائع في البنوك المحلية. ونفذت قطر 6 صفقات تسلح منذ المقاطعة العربية في يونيو/‏حزيران الماضي، كان آخرها يوم الخميس. ووقعت الدوحة صفقة بقيمة 12 مليار دولار مع الولايات المتحدة لشراء طائرات «F15»، وصفقة بقيمة 5.9 مليار دولار لشراء سفن حربية من إيطاليا. كذلك، وقعت قطر خطاب نوايا لشراء 24 طائرة تايفون مع شركة بريطانية، وصفقة بقيمة 1.1 مليار دولار مع الولايات المتحدة لصيانة طائرات F15، و13.5 مليار دولار عقود قطرية لشراء 12 طائرة رافال الفرنسية.  وتستنزف هذه الصفقات العسكرية النقد الأجنبي في البلاد، الذي يشهد منذ المقاطعة العربية تخارجاً لافتاً للاستثمارات الأجنبية، من جانب القطاع الخاص «الأفراد والشركات».

 

دي ميستورا يأمل في «تقليص التوتر» واستئناف قريب للحوار

موسكو: «/الشرق الأوسط/21 نيسان/18»/دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى استئناف العمل لتنفيذ القرار الدولي 2254 وقال بأن بلاده تسعى لدفع «الشركاء إلى تنفيذ التزاماتهم حيال التسوية السياسية بدلا من ممارسة ألاعيب جيوسياسية»، فيما أعرب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن أمل بـ«خفض التوتر السياسي وليس فقط العسكري» حول سوريا، وأكد ضرورة المحافظة على مساري آستانة وجنيف لضمان تقليص التصعيد وإطلاق العملية السياسية. وأجرى دي ميستورا أمس، مباحثات في موسكو مع وزيري الدفاع سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف كل على حدة. وركز خلال المحادثات على الأهمية الخاصة لإطلاق حوار يهدف إلى تخفيف التوتر بعد «التطورات الخطرة التي حملها الأسبوع الماضي». وقال بأنه يسعى خلال جولته الحالية التي يختمها غدا في طهران إلى حث كل الأطراف على تقليص التصعيد الحاصل، والعودة لمواصلة العمل السياسي في جنيف. وقال بأن آليات مسار آستانة ما زالت تعمل بنجاح لضمان استقرار الوضع في مناطق خفض التوتر، مشددا على أهمية المحافظة على مواصلة الحوار في إطار مسار آستانة، مشيرا إلى أن اللقاءات التي جرت خلال الأسبوع الأخير بين عسكريين روس وأميركيين مهمة جدا ولا بد من استمرار هذا الحوار. وزاد دي ميستورا أنه يتطلع إلى سماع وجهات نظر موسكو حول الرؤية الروسية لآلية «مواصلة العمل في جنيف لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في لقاء سوتشي». وحمل لافروف بشدة على المواقف الغربية، وقال بأن موسكو «تسعى إلى دفع الشركاء الغربيين إلى التوقف عن ممارسة ألاعيب جيوسياسية والعودة لتنفيذ التزاماتهم حيال التسوية السورية» في إشارة إلى الضربة العسكرية الغربية والاتهامات لموسكو ودمشق في شأن ملف استخدام الكيماوي. ورأى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن الضربات الصاروخية الغربية على سوريا زادت الوضع تعقيدا وعرقلت عملية التسوية. وزاد أن «تلك الضربات شنت على سوريا في لحظة غير مناسبة، قبل يومين من إنهاء العملية في الغوطة الشرقية، وعندما كانت عملية تسوية الأوضاع غير قابلة للرجوع». وكان لافروف كشف قبل اللقاء تفاصيل عن اتصالات روسية – أميركية سبقت الضربة الغربية، في تراجع عن تأكيد روسي سابق بأن واشنطن لم تبلغ موسكو مسبقا بها. وقال لافروف في حديث لوكالة «نوفوستي» الرسمية بأن روسيا وبلدان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة: «أجرت اتصالات على المستوى العسكري» قبل شن الضربات على سوريا.

وشدد على أن روسيا حذرت واشنطن من أن استهداف بعض المناطق في سوريا سيكون تجاوزا لما وصفها «الخطوط الحمراء»، موضحا أنه قبل ظهور الخطط لقيام الثلاثي الغربي (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) بضرب سوريا «أعلن رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف بوضوح أننا سنرد فورا على إلحاق أي أضرار بالعسكريين الروس أثناء العمليات العسكرية للتحالف الدولي، لا سيما أننا سنعتبر أهدافا ليس الصواريخ نفسها فحسب، بل وحاملاتها». وأضاف أنه «جرت بعد ذلك اتصالات مكثفة بيننا على مستوى وزارة الدفاع وعلى مستوى الجنرالات وبين ممثلينا وقيادة التحالف الدولي. وأبلغناهم بمواقع نشر «خطوطنا الحمراء» بما في ذلك على الأرض. وتشير النتائج إلى أنه لم يجر تجاوز هذه الخطوط الحمراء. وفي رد مباشر على تأكيد عسكريين غربيين بأن الدفاعات الجوية لم تنجح في التصدي للضربات على سوريا، أعلن لافروف، أن الجيش الروسي سيقدم قريبا دليلا على إسقاط منظومة الدفاع الجوي السورية لبعض الصواريخ التي أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وأضاف أن لدى هيئة الأركان الروسية صورة واضحة للغاية لكل ما جرى، وراقبت كل الذي حدث مباشرة وبشكل حي، والإحصائيات التي قدمها العسكريون، نحن على استعداد لتحمل المسؤولية عنها. في إشارة إلى حديث رئاسة الأركان عن عدد الصواريخ التي أطلقت والصواريخ التي أسقطتها الدفاعات السورية. وأضاف وزير الخارجية الروسي أنه إذا ادعى أي طرف، أن جميع الصواريخ الـ105 قد حققت أهدافها، فليقدم إحصائياته. وتطرق لافروف إلى هجوم دوما الكيماوي وقال بأن لدى موسكو الكثير من الأدلة التي «تثبت ضلوع لندن في فبركة هذا الموضوع». وزاد أن مقطع الفيديو الذي استخدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كذريعة لشن «الهجوم المكثف» على مواقع تابعة للحكومة السورية يظهر بوضوح أن الأشخاص الذين زُعم أنهم يحاولون إنقاذ المتضررين جراء الهجوم الكيماوي، وهم في موقع الهجوم المزعوم، لا يستخدمون أي وسائل حماية شخصية، سوى أقنعة من الشاش لدى بعضهم.  وذكّر لافروف بأن هذا التسجيل المصور نُشر من قبل «الخوذ البيضاء»، مؤكدا أن هذه المنظمة تعمل حصرا في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات المسلحة، بما في ذلك «جبهة النصرة» الإرهابية، وليس سرا أنها تحظى بتمويل من بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية. وقال الوزير إن منظمة «الخوذ البيضاء» سبق أن شاركت في استفزاز مماثل قبل عام، فيما يتعلق بالهجوم الكيماوي المزعوم على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب. وفي وقت لاحق، حذر لافروف من «محاولات تهدف إلى تدمير سوريا وتقسيمها وإبقاء تواجد قوات أجنبية في أراضيها إلى الأبد، وشدد على رفض موسكو لها. وذكر لافروف، أثناء مؤتمر صحافي عقده مع نظيرته النمساوية كارين كنايسل، أن هذه المحاولات التي تأتي في إطار «الهندسة الجيوسياسية» تخالف الاتفاقات الدولية بخصوص تسوية الأزمة السورية، وأكد ضرورة حل الأزمة على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي وضمن إطار العملية السياسية التي يقودها السوريون. وشدد لافروف على أن موسكو تصر على زيارة بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مدينة دوما السورية، و«تأمل بأن تتغلب المهنية عند التحقيق في هذا الحادث». وأعرب عن استغرابه لأن «الزملاء الفرنسيين والأميركيين يوجهون اتهامات إلى روسيا بعرقلة دخول الخبراء بينما هم امتنعوا عن إرسال خبرائهم إلى سوريا برغم أننا صرحنا باستعدادنا واستعداد الحكومة السورية لاستقبالهم».

 

أسبوع على الضربات الثلاثية في سوريا ... توتر دبلوماسي وغموض «التفتيش»

بيروت - لندن: «/الشرق الأوسط/21 نيسان/18»/قبل أسبوع شنت ثلاث دول غربية ضربات ضد مواقع سورية رداً على هجوم كيماوي مفترض، في خطوة أثارت توتراً دبلوماسياً ولم تغير مسار النزاع، في وقت تُتهم دمشق بعرقلة مهمة بعثة تقصي الحقائق إلى دوما، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من بيروت.

واستبقت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في 14 أبريل (نيسان)، وصول محققي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى دمشق، وشنت ضربات ضد ثلاثة مواقع سورية بعدما تحدثت عن «أدلة» لديها ووجهت أصابع الاتهام لدمشق بالوقوف خلف الهجوم. ووقع الهجوم المفترض في السابع من أبريل في مدينة دوما، التي كانت تشكل وقتها آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق قبل سيطرة قوات النظام السوري عليها. وتسبب بحسب مسعفين وأطباء بمقتل أكثر من 40 شخصاً. ونُشرت في ذلك اليوم صور ومقاطع فيديو تظهر جثثاً متكدسة داخل غرفة يخرج من أفواه بعضها زبد أبيض. نفت دمشق وحليفتها موسكو الاتهامات الغربية، وتحدثت عن «مسرحيات وفبركات» لتبرير العمل العسكري. وبينما أشادت واشنطن بالضربات معتبرة أنها حققت «أفضل» نتيجة ممكنة وبعثت برسالة واضحة للنظام السوري لردعه عن استخدام الأسلحة الكيماوية مجدداً، قللت السلطات السورية من تداعياتها، خصوصاً أن المواقع المستهدفة كانت خالية بعدما أبلغت الدول الغربية روسيا بأمرها. وحذرت واشنطن من رد فعل مشابه في حال تكرر استخدام المواد الكيماوية. وقالت سفيرتها إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي: «إذا لم يفهمها الأسد، سيكون الأمر موجعاً».

واثر الضربات، بدأت الدول الغربية في التركيز على جهود التوصل إلى حل سياسي. واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً أنه سيكون للضربات تداعيات دبلوماسية كبيرة على صعيد المضي قدماً في الحل السياسي، فيما رأى مراقبون فيها محاولة لحجز مقعد على الطاولة السورية بعدما بقيت فرنسا وبريطانيا على الهامش لفترة طويلة. وأقر ماكرون بأن الضربات «لا تحل شيئا» بل تحافظ «على شرف الأسرة الدولية». ويوضح مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس لوكالة الصحافة الفرنسية أن «هذه الضربات لن تغير مسار الحرب الأهلية في سوريا». ويضيف: «قادة الدول الثلاث قالوا بوضوح إنهم لا يحاولون تغيير مسار الحرب، ولا يريدون تغيير ميزان القوى في سوريا»، مضيفا: «القضية بالنسبة لهم ليست بالأشخاص الذين يُقتلون، وإنما بالطريقة التي يقتلون بها». وفي شمال سوريا، قال أحمد (25 عاماً) وهو ميكانيكي تم إجلاؤه مع الآلاف من مدينة دوما: «الرد لم يكن مناسباً (...) كلهم خذلونا».

خلال السنوات الماضية، تسلمت روسيا زمام المبادرة العسكرية والسياسية في سوريا. وفي وقت كانت الدول الغربية تحاول مد الجسور معها وتدعو للمضي قدماً في الحل السياسي، وثقت روسيا علاقتها بتركيا الداعمة للمعارضة وإيران حليفة دمشق، اللذّين ترعى معهما منذ أكثر من عام محادثات سورية واتفاق مناطق خفض التوتر. وعرضت واشنطن وباريس ولندن مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يتناول للمرة الأولى الجوانب الكيميائية والإنسانية والسياسية للنزاع السوري، ويفرض على دمشق «وضع حد نهائي للبرنامج الكيميائي السوري».

إلا أن روسيا اعتبرت المبادرة «سابقة لأوانها». وبعد أسبوع من تبادل الاتهامات والتصعيد الكلامي في قاعات مجلس الأمن، سيبحث السفراء إلى الأمم المتحدة عن قاعدة مشتركة حول سوريا خلال خلوة لثلاثة أيام في مزرعة في جنوب السويد بدءاً من الجمعة. ويرى الكاتب السوري المعارض ياسين حاج صالح أن الدول الغربية تريد «استعادة هيبتها». ويقول تحولت سوريا «رمزاً للظلم فيما يبقى النظام في مأمن من دون احتمال أن يتعرض للمحاسبة». بعد ساعات من الضربات الغربية وبدعوة من الحكومة السورية، وصل فريق تقصي الحقائق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية السبت إلى دمشق، وينتظر منذ ذلك الحين زيارة دوما لبدء عمله الميداني. وعرضت الحكومة السورية على الفريق مقابلة «22 شاهد عيان يمكن إحضارهم إلى دمشق»، وفق ما أعلنت المنظمة. ويشدد خبراء على ضرورة وصول الفريق إلى مكان الحادث في أسرع وقت ممكن، خصوصاً أن هناك تأخيراً يتخطى كثيراً ما تحدده قواعد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أي بين 24 إلى 48 ساعة. وحذرت الدول الغربية من جهتها من التلاعب بالأدلة من قبل القوات السورية والروسية التي تنتشر منذ أسبوع في مدينة دوما. ويوضح خبراء لوكالة الصحافة الفرنسية أنه إذا كان من الصعب العثور على مادة الكلور بعد فترة قصيرة، فإن آثار غاز السارين تبقى «لأسابيع عدة وحتى أشهر»، سواء في أجسام الضحايا أو في الموقع المستهدف. وفي حال ذهابهم إلى دوما، سيتحقق الخبراء فيما إذا كان تم التلاعب بالأدلة. ويهدف عمل البعثة بالدرجة الأولى إلى تحديد ما إذا كان تم استخدام مواد كيميائية، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم. وبموجب اتفاق روسي - أميركي جنّب دمشق ضربة عسكرية أميركية في العام 2013 بعد مقتل المئات قرب دمشق جراء هجوم كيميائي، قادت المنظمة مهمة تدمير الترسانة الكيماوية السورية، وخولتها هذه المهمة الفوز بجائزة نوبل للسلام. وبعدما أعلنت في العام 2014 إزالة الأسلحة الكيماوية السورية المعلن عنها، عادت المنظمة لتؤكد استخدام غاز السارين في العام 2017 في هجوم كيماوي اتهم محققو الأمم المتحدة دمشق بتنفيذه في مدينة خان شيخون في شمال غربي البلاد. غداة الهجوم الكيماوي، وافق فصيل جيش الإسلام في مدينة دوما على الخروج منها، لتبدأ عملية إجلاء استمرت أياماً. وبعد ساعات من الضربات الغربية، أعلنت قوات النظام السبت استعادة كامل الغوطة الشرقية إثر خروج آخر المقاتلين المعارضين من مدينة دوما. وتسعى قوات النظام حالياً إلى ضمان أمن دمشق سواء عبر اتفاقات إجلاء جديدة لمدن وبلدات قليلة في محيطها أو عبر عملية عسكرية ضد تنظيم داعش الذي لا يزال يوجد في أحياء في جنوب العاصمة. ومن شأن طرد تنظيم داعش من جنوب دمشق، أن يتيح للجيش السوري السيطرة على كامل العاصمة للمرة الأولى منذ العام 2012.

 

موسكو قلقة من «هندسة جيوسياسية» وتقسيم سوريا

موسكو: «/الشرق الأوسط/21 نيسان/18»/نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية قوله، الجمعة، إن موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سوريا فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها. ونسبت الوكالة إلى ريابكوف قوله لتلفزيون «دويتشه فيله» أمس: «لا نعرف كيف سيتطور الوضع فيما يتعلق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سوريا دولة واحدة». من جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «وجود محاولات تهدف إلى تدمير سوريا وتقسيمها وإبقاء وجود قوات أجنبية في أراضيها إلى الأبد». وذكر لافروف، أثناء مؤتمر صحافي مع نظيرته النمساوية كارين كنايسل في موسكو، أن «هذه المحاولات التي تأتي في إطار الهندسة الجيوسياسية تخالف الاتفاقات الدولية بخصوص تسوية الأزمة السورية»، وأكد ضرورة حل الأزمة على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي وضمن إطار العملية السياسية التي يقودها السوريون. وبعد سيطرة قوات النظام السوري بدعم الجيش الروسي على غوطة دمشق، باتت تسيطر على أكثر من نصف مساحة سوريا، لكن «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية تسيطر على ثلث المساحة البالغة 185 ألف كيلومتر مربع، كما تسيطر فصائل معارضة تدعمها أميركا جنوب البلاد وفصائل سورية أخرى تدعمها تركيا على باقي المساحة السورية.

 

غارات على جنوب دمشق... وتهجير من القلمون الشرقي

بيروت - لندن: /الشرق الأوسط/21 نيسان/18/قصفت النظام السوري مخيم اليرموك للفلسطينيين والحجر الأسود جنوب دمشق وسط أنباء عن توصل لتسوية تتضمن تهجير معارضين ومتشددين وعائلاتهم إلى مناطق أخرى خارج العاصمة. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات أظهرت سحبا كثيفة من الدخان حول سلسلة من المباني، فيما سقطت قذائف مدفعية عليها، مما أدى إلى انهيار أحدها وسط سحابة من الغبار. وصاحب ذلك دوي إطلاق أعيرة نارية من مدافع آلية وصوت انفجارات بعيدة. ولم تفلح الضربات الجوية الأميركية والبريطانية والفرنسية السبت لمعاقبة الأسد على هجوم كيماوي مشتبه به في إبطاء تقدم قوات الحكومة السورية التي أصبحت حاليا في أقوى مواقفها منذ الشهور الأولى للحرب التي دخلت عامها الثامن. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية والقصف استهدفا مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومنطقة الحجر الأسود، وهما جزء من جيب صغير مقسم بين جماعات متشددة وجماعات مسلحة أخرى جنوب العاصمة. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة سحبا من الدخان الأسود حول إحدى المناطق فيما سمع دوي أعيرة نارية. ورأى شاهد من «رويترز» في وسط دمشق الضربات الجوية وهي تصيب المنطقة. ويسرع الأسد حملته لاستعادة ما تبقى من جيوب يحاصرها الجيش في أنحاء سوريا مما سيجرد مقاتلي المعارضة من أي أراض إلا في معاقلهم الرئيسية في شمال غربي وجنوب غربي البلاد. واتخذت الدول الغربية أول تحرك منسق ضد الأسد السبت لمعاقبته على هجوم كيماوي مشتبه به تقول إنه قتل عشرات خلال حملة للسيطرة على مدينة في الغوطة الشرقية قرب دمشق. لكن الضربات الجوية التي نفذت لمرة واحدة على ثلاثة أهداف بعيدا عن أي جبهة في القتال لم يكن لها تأثير يذكر على مجريات الحرب التي أزهقت أرواح 500 ألف شخص وشردت أكثر من نصف السوريين. ولا يزال المفتشون الدوليون التابعون لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذين وصلوا إلى دمشق قبل نحو أسبوع ينتظرون زيارة موقع الهجوم الكيماوي المشتبه به. وتنفي سوريا وحليفتها روسيا استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم على دوما. وتقول دول غربية إن الحكومة السورية التي تسيطر حاليا على دوما تمنع المفتشين من الوصول لموقع الهجوم وربما تطمس الأدلة هناك، وهو ما تنفيه دمشق وموسكو. وبدأ مقاتلو المعارضة الخميس الانسحاب من الضمير وهو جيب شمال شرقي دمشق بموجب اتفاق مع الحكومة. وقال مسلحون في جيب القلمون الشرقي القريب إنهم وافقوا أيضا على الانسحاب. ومن المتوقع أن يغادر آلاف المدنيين مع مقاتلي المعارضة إلى شمال سوريا قبل أن تعود المنطقتان إلى سيطرة الأسد بموجب اتفاقات على غرار ما حدث في مناطق أخرى بالبلاد مع تقدم قوات النظام. وبعد استعادة قوات النظام للغوطة الشرقية هذا الشهر في معركة ضارية بدأت في فبراير (شباط) واستسلام الضمير والقلمون الشرقي فلن يتبقى سوى جيب يقع جنوب دمشق خارج سيطرة الحكومة في المنطقة المحيطة بالعاصمة. وكان اليرموك أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا قبل الحرب. ورغم فرار معظم سكان المخيم فلا يزال هناك 12 ألفا يعيشون هناك وفي المناطق المحيطة تحت سيطرة جماعات متشددة أو مسلحة، حسبما تشير تقديرات الأمم المتحدة. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة في غوطة دمشق الغربية. وأشارت الوكالة، الجمعة، إلى استسلام الجماعات المسلحة المسيطرة على منطقة الحجر الأسود جنوب العاصمة. وذكرت الوكالة أن الاتفاق يقضي بخروج بعض المسلحين من المنطقة باتجاه البادية الشرقية، بينما سينسحب آخرون إلى محافظة إدلب، في حين ستتم تسوية أوضاع المسلحين الباقين. وأشارت الوكالة إلى أن مسلحي جماعات مسلحة أخرى تم تخييرهم بين الخروج النهائي أو البقاء في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب العاصمة وتسوية أوضاعهم.

 

خلاف روسي ـ إسرائيلي حول تسليم «إس 300» إلى دمشق ولافروف يؤكد نية بلاده تسليم المنظومة بعد القصف الثلاثي... ومسؤول سابق في تل أبيب يهدد بتدميرها

موسكو: رائد جبر- تل أبيب: نظير مجلي//الشرق الأوسط/21 نيسان/18/عَكَس تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجدداً أن بلاده تنوي تزويد دمشق بأنظمة صاروخية متطورة من طراز «إس 300»، أن القرار الروسي دخل مرحلة التنفيذ، وبات ينتظر فقط إعلاناً رسمياً قد يصدر عن الرئيس فلاديمير بوتين، بعدما وضع المستويان العسكري والدبلوماسي المقدمات اللازمة له، في وقت هدد مسؤول إسرائيلي سابق بقصف منظومات «إس 300» إذا سلمت إلى دمشق. وقال لافروف إن «العدوان الغربي على سوريا أخيراً أسقط الالتزام الأخلاقي الذي تعهدنا به قبل نحو 10 سنوات». وأوضح أن بلاده «راعت حينئذ البرهان الذي استخدمه الشركاء (الغربيون) بأن تصدير هذه الأسلحة إلى سوريا قد يؤدي إلى نسف الاستقرار في المنطقة، رغم أن منظومات «إس 300» سلاح دفاعي حصراً (...) وبعد الاعتداء الأخير لا نجد سبباً للتمسك بتلك التعهدات». يبدو هذا المبرر كافياً لإطلاق عملية تنفيذ العقد الموقع بين موسكو ودمشق منذ العام 2007، بعدما ماطلت موسكو طويلاً في تنفيذه استجابة لضغوط إسرائيلية وأميركية. في ذلك التوقيت تقريباً وقعت سوريا عدة عقود عسكرية مع روسيا للحصول على أنظمة دفاع جوية متعددة الأغراض، بينها نظام «إيغلا» المحمول، وصواريخ «تونغوسكا» و«ستريليتس» و«بوك» و«بانتسير»، بالإضافة إلى «إس 125»، وكلها عقود تم تنفيذها، بعضها قبل اندلاع الأزمة السورية في 2011، وبعضها نُفذ خلال السنوات الماضية، بينما تأجل تسليم «إس 300» طوال تلك الفترة. ورغم أن الإعلان عن عزم موسكو أخيراً تنفيذ العقد العتيد جاء كرد فعل على الضربة الغربية الأخيرة، وفي إطار تعهد المؤسسة العسكرية الروسية بمساعدة دمشق على إعادة تأهيل قدراتها الدفاعية، لكن هذا الإعلان يفتح على تطور غير مسبوق، فهو يهدد بتغيير موازين القوى إقليمياً، وبشكل يغضب إسرائيل التي توعدت أكثر من مرة بأنها ستضرب «إس 300» فور ظهوره لدى سوريا، ما يعني أن روسيا توجه رسائلها السياسية والعسكرية عبر هذا القرار ليس إلى الولايات المتحدة وحدها، بل تغامر بتوسيع الشرخ الحاصل حالياً مع تل أبيب بعدما حافظت طويلاً على توازن دقيق في علاقاتها معها من جانب، ومع طهران ودمشق من الجانب الآخر. اللافت أن تنفيذ القرار في حال اتخذ بصياغته النهائية لن يحتاج إلى وقت طويل، ولن تضطر موسكو إلى إرسال بطاريات جديدة من هذه الصواريخ إلى سوريا، لأنها موجودة أصلاً في هذا البلد منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2016، وهي فقط ستلجأ إلى إعادة نشرها في منشآت حيوية سورية مثل المطارات وغيرها بدلاً من تمركزها حالياً قرب قاعدتي حميميم وطرطوس الروسيتين. وكانت موسكو أعلنت في 6 أكتوبر 2016 أنها نشرت منظومة «إس 300» لمواجهة «التهديدات المتصاعدة من جانب واشنطن لشن عمليات عسكرية ضد مواقع في سوريا»، وعلقت في حينها وزارة الدفاع الروسية على انتقادات أميركية بأنها «لا تفهم سبب الاستياء الأميركي، ولماذا تبدو واشنطن قلقة من (إس 300)، بينما نشرت موسكو في وقت سابق (إس 400) الأكثر تطوراً».

قلق أميركي

لكن القلق الأميركي يبدو مبرراً، ليس فقط بسبب مراعاة واشنطن الموقف الإسرائيلي، ولكن لأن واشنطن تدرك أن دمج منظومتي «إس 300» و«إس 400» يشكل «مظلة دفاع جوية متينة وقادرة على التصدي لأي هجوم»، وفقاً للجنرال أندريه كارتابولوف الذي قاد القوات الروسية في سوريا حتى مارس (آذار) 2017، يقول الجنرال إن هذا الدمج مع الميزات التي تقوم بها المنظومات قصيرة المدى مثل «بانتسير» يؤدي إلى «إنشاء غطاء شامل يحمي سوريا بشكل فعال على صعيدي البر والبحر». لكنْ للقلق الأميركي كما يبدو أسباب أخرى، فوجود منظومة «إس 300» تحت الإشراف الروسي، وفي إطار مظلة جوية متكاملة أمر، وأن يتم تسليمها للجيش السوري أمر مختلف تماماً، وهو ما أظهرته تجربة الضربة الأخيرة، إذ على الرغم من التباين في تقديرات الشرق والغرب حول عدد الصواريخ التي تم إسقاطها، لكن حقيقة أن أنظمة الدفاع السورية تحركت لصد الهجوم تثير القلق وحدها إذ كان بمقدور «إس 300» أن تكون سلاحاً فعالاً لو امتلكها الجيش السوري سابقاً. وبهذا المعنى أيضاً، تعمدت وزارة الدفاع الروسية التذكير أكثر من مرة خلال العامين الماضيين بأن رادارات «إس 300» تحديداً «راقبت ورافقت كل الطلعات تقريباً التي قامت بها طائرات استطلاع أميركية في الأجواء السورية». يبدو أن المخاوف الأميركية المبكرة من وجود «إس 300» في سوريا سببها قناعة أميركية بأن موسكو أصلاً عندما أرسلت هذه المنظومة كانت تنوي تسليمها في المحصلة إلى دمشق، وأنها انتظرت فقط التوقيت الملائم الذي وفرته الضربة الأميركية الأخيرة. بهذا المعنى يأتي تأكيد قناة «زفيزدا» التابعة لوزارة الدفاع أمس، أن الإعلان عن تسليم دمشق هذه المنظومة «ستكون له أبعاد عسكرية وسياسية مهمة، وسيؤدي إلى قيام أطراف عدة في المنطقة بإجراء مراجعة لحساباتها» فهو (القرار) يؤكد أن موسكو بدأت تعمل عملياً لإعادة تأهيل القدرات العسكرية السورية، ووضع قواعد جديدة لعرقلة محاولات تكرار توجيه ضربات غير مكلفة إلى منشآت سورية. إلى ذلك، هدد الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال عاموس يادلين، بأن إسرائيل ستقصف منظومات الدفاع الجوي «إس 300» الروسية، في حال تم منحها للنظام السوري. وقال يادلين، الذي يشغل حالياً منصب مدير مركز أبحاث الأمن القومي، وتربطه علاقات قوية مع قيادات الجيش والأجهزة الأمنية في إسرائيل، إن نشر مضادات الصواريخ الروسية في سوريا «سيتم قريباً». وأضاف: «أعرف سلاح الجو جيداً، تم وضع الخطط للتعامل مع مثل هذا التهديد، بعد القضاء على هذا التهديد، وهذا بالضبط ما سنفعله، سنعود لنقطة البداية».

 

بدء محاكمة ثلاثة أشقاء سوريين بتهمة الإرهاب في ألمانيا

كولون (ألمانيا): ماجد لخطيب/الشرق الأوسط/21 نيسان/18/يمثل ثلاثة أشقاء سوريين أمام قاضي محكمة سيلله، في ولاية سكسونيا السفلى، بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية وارتكاب جرائم حرب. وتتهم النيابة العامة في سيلله، خلال المحكمة التي بدأت أمس (الجمعة)، الأشقاء الثلاثة بالانتماء إلى «جبهة النصرة» الناشطة في سوريا. كما تتهم المحكمة اثنين من الأشقاء الثلاثة بارتكاب جرائم حرب أثناء القتال إلى جانب «جبهة النصرة»، قبل تقديمهم طلبات اللجوء في ألمانيا سنة 2015. ويشير محضر الدعوى إلى أن الأشقاء الثلاثة نشطوا في صفوف «جبهة النصرة» بعد احتلال «الجبهة» لمدينة رأس العين، في الشمال السوري، التي تسكنها عائلة الأشقاء في سنة 2012. وفي حين عمل أكبرهم سناً «أحمد ك.» (51 سنة) مع أخيه الأصغر سلطان (42 سنة) على بيع المواد الغذائية والديزل لصالح «جبهة النصرة»، وفَّر الشقيق الثالث مصطفى سطح منزله لقناصة «الجبهة» في المدينة المحتلة. واشترك الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 39 و51 سنة، مع عناصر «الجبهة»، في اعتقال الموالين لنظام بشار الأسد، وفي اقتحام ونهب بيوتهم بعد طرد عوائلهم منها. وتم العثور لاحقاً على أجساد الموالين للأسد قتلى خارج المدينة. واستخدم «أحمد ك.» سيارته «البيك آب» في الدوران في الشوارع، ودعوة الأكراد إلى مغادرة المدينة أو التعرض للقتل. وحينما استعادت «وحدات حماية الشعب» الكردية، المدينة، من أيدي «جبهة النصرة» غادرها الأشقاء الثلاثة متخذين طريق تركيا والبلقان وصولاً إلى ألمانيا. ويعاقب القضاء الألماني بالسجن كلَّ من ينتمي إلى منظمة إرهابية أجنبية، كما يلاحق مرتكبي الجنايات خارج ألمانيا أيضاً بحسب القانون الدولي. ويتعامل القضاء الألماني مع «جبهة النصرة» كواجهة لتنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا. ومن المتوقع أن ترتفع عقوبة كل من الأشقاء الثلاثة إلى فترة سجن أقصاها عشر سنوات، إذا ثبتت عليهم تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي خارجي. وإذ أكدت محكمة سيلله انتماء الأشقاء الثلاثة لعائلة واحدة، لم تؤكد انتماء الشقيق الرابع إليها. وسبق للنيابة العامة في هامبورغ أن أعلنت انتحار الشقيق الرابع المفترض «عبد الله ك.» (40 سنة) في سجنه في أغسطس (آب) 2017 بعد اعتقال الأربعة في شمال ألمانيا في يونيو (حزيران) 2017، إلا أن التحقيق حول نشاطات الشقيق الرابع مستمر، بحسب بيان النيابة العامة. وعاش الأربعة في مدن هاربورغ وسيفيتال ولوبيك مع عائلاتهم. وذكر راديو الشمال (ن د ر) أن السلطات الألمانية فتحت التحقيق حول الأشقاء بعد تبليغات عن دور الأربعة في «جبهة النصرة» من لاجئين سوريين آخرين. وأشار الراديو إلى أن الأشخاص الذين بلغوا السلطان عن عائلة «ك.» كانوا أيضاً من سكان مدينة رأس العين. وينتظر أن يصبح هؤلاء المبلغون من شهود الإثبات الرئيسيين ضد الأشقاء الثلاثة. ويضيف راديو الشمال أن محكمة سيلله ستواجه صعوبات في تثبيت التهمة بحق الأشقاء الثلاثة لعدم وجود تسجيلات صوتية أو مرئية تدينهم. وهذا ما أكده محامي الدفاع عنهم ماركو نويمان، أمس الجمعة، حينما قال في مقابلة مع الراديو إن الاعتماد على شهادة السوريين القادمين من رأس العين لا تكفي لإدانة موكليه. جدير بالذكر أن المحكمة الاتحادية خصت سيلله بمحكمتين متخصصتين في قضايا الإرهاب. وسبق للمحكمة أن حكمت بالسجن لمدة 6 سنوات على المراهقة «صافية س.» التي طعنت شرطياً في عنقه في هانوفر قبل سنة ونصف السنة. كما تواصل سيلله محاكمة خمسة سوريين بتهمة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية، وبالعلاقة مع تنظيم «المسلمين الناطقين باللغة الألمانية» المحظور. ووصف بوريس بستورياس، وزير داخلية سكسونيا السفلى، اعتقال الأربعة في حينها بالضربة القاصمة لـ«الخطرين» في ألمانيا. وتصنف دائرة حماية الدستور (الأمن العامة) المتشددين المستعدين لممارسة العمليات الإرهابية في ألمانيا بقائمة «الخطرين». على صعيد الحرب ضد الإرهاب اليميني، أعلنت النيابة العامة فتح التحقيق مع النائب البرلماني يان نولته بتهمة العلاقة بتنظيم يميني متطرف. وهو نائب عن حزب «البديل لألمانيا» الشعبوي الذي حقق قفزة إلى البرلمان الألماني في الانتخابات العامة في نهاية العام الماضي. وتتهم النيابة العامة نولته بالعلاقة مع الضابط اليميني النازي «ماركو أ.» الذي خطط لسلسلة عمليات اغتيال ضد القادة السياسيين الألمان، بينهم رئيس الجمهورية السابق يواخيم غاوك. ويفترض أن النائب اليميني كان على صلة بـ«ماكسيميليان ت.» الذي ينتمي إلى الخلية السرية التي كونها «ماركو أ.» في الجيش. ومعروف أن «ماركو أ.» (28 سنة) تقمص شخصية لاجئ سوري، وتقدم بطلب اللجوء في بلده ألمانيا. وخطط مع ضابطين آخرين إلى عمليات تفجير واغتيال يجري لصقها باللاجئين السوريين.

 

الجيش المصري: ماضون للقضاء على الإرهاب ومحاولات زعزعة الاستقرار ودراسة تفند عنف «داعش سيناء» المُستمد من أفكار سيد قطب

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/21 نيسان/18»/قال الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إن «ما يجري من عمليات إرهابية (خسيسة) لن تثني أفرد القوات المسلحة عن أداء واجباتهم والزود عن وطنهم». وأبدى تقديره لعطاء القوات المسلحة وتضحياتهم من أجل ردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن، مؤكداً أنهم «يضربون أروع الأمثلة في التضحية والتفاني والإخلاص من أجل مصر». وأشار خلال زيارته أمس، المصابين جراء العمليات الإرهابية في سيناء من القوات المسلحة، والذين أصيبوا أثناء أدائهم مهامهم، ويخضعون للعلاج حالياً، إلى أن «مصر بشعبها وجيشها ماضية في طريقها نحو القضاء على كل المحاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في كل شبر من أرض مصر». وتشن قوات الجيش والشرطة عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ التاسع من فبراير (شباط) الماضي لتطهير المنطقة من «المتشددين» ومن العناصر الإجرامية أيضا... وتعرف العملية باسم عملية المجابهة الشاملة «سيناء 2018». وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الجيش والشرطة بـ«استخدام كل القوة» لاقتلاع الإرهاب من جذوره. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن هجوم مسلح شهدته شمال سيناء (السبت) الماضي، خلف ثمانية قتلى من أفراد الجيش وجرح 15 آخرين. من جانبهم، أبدى المصابون من القوات المسلحة خلال لقائهم وزير الدفاع، اعتزازهم بتلك الزيارة، وإصرارهم على العودة لتنفيذ مهامهم من أجل الحفاظ على الوطن وشعبه العظيم، مهما كلفهم ذلك من تضحيات. وتحولت محافظة شمال سيناء الحدودية إلى بؤرة إرهابية مشتعلة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان»، حيث تنتشر الجماعات المتشددة، وأبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» عام 2014 وأطلق على أفراده «ولاية سيناء». في غضون ذلك، قالت دراسة مصرية، إن «تبرير الجماعات التكفيرية للأعمال الإرهابية التي تُرتكب في مصر يرتكز بالأساس على ستة مفاهيم رئيسية، تشكل المسوغ الرئيسي لـ(شرعنة) الأعمال الإرهابية ضد البلاد». وأضافت الدراسة أن المفاهيم الستة، وظفها ما يطلق على نفسه تنظيم «ولاية سيناء» في إصداراته المرئية، التي صدرت عنه من أجل تبرير استخدامه للإرهاب واستقطاب مقاتلين وأتباع وموالين.

وقالت الدراسة، التي أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن «المفهوم الأول هو (الحاكمية)، وهو المفهوم المحدد لطبيعة العلاقة مع الدولة المصرية، ويعني لديهم الحكم بما أنزل الله كما يفهمه التنظيم، ومعاداة الديمقراطية والانتخابات والوقوف ضد جميع القوانين الوضعية، إذ يعتبر التنظيم أن التحاكم للقوانين الوضعية هو (الشرك) وعدم الإذعان لحاكمية الله، وهو في ذلك يستمد فهمه للحاكمية من أفكار سيد قطب، مُنظر جماعة (الإخوان) التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً». أما المفهوم الثاني فهو «الجهاد»، وهو الأكثر استخداماً لإضفاء شرعية التنظيم على العمليات الإرهابية التي يمارسها، ويستخدمه تنظيم «ولاية سيناء» باعتباره مرادفاً لاستخدام السلاح لقتال من يعتبرهم أعداءه وهم من وجهة نظر التنظيم «النظام السياسي والمسيحيون ورجال الجيش والشرطة»، ويستمد التنظيم هذا الفهم من أفكار أبي الأعلى المودودي، الذي رأى أن الجهاد «ذو طبيعة عنيفة أصيلة وتكوينية». وأضافت الدراسة المصرية أن «التكفير والردة» مفاهيم يسقطها التنظيم على المصريين غير التابعين أو المؤيدين له، ويستخدم التنظيم المفهومين مترابطين معا، ويحدد الفئات التي ارتدت من وجهة نظره الضعيفة... وهذا التوظيف للتكفير والردة، يتقاطع مع أفكار الخوارج بصورة رئيسية، الذين يعرفون بالغلو في التكفير، سواء كان التكفير بالكبائر - عند بعضهم -، أو التكفير لكل من خالفهم. أما «التوبة»، بحسب الدراسة، فهي المفهوم الرابع في خريطة المفاهيم لدى «ولاية سيناء» المزعوم، ويستخدم المفهوم بالأساس لاستمالة الفئات التي كفرها ووصفها بالمرتدة، ويلاحظ أنه في إصدار «صاعقات القلوب»، و«نور الشريعة»، و«ملة إبراهيم» حصر قبول التوبة من عموم المسلمين غير العاملين في المؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية والمتعاونين معهم... بينما وسع الاستتابة لتقبل من ضباط الجيش في إصدار «المجابهة الفاشلة»، حيث دعاهم التنظيم إلى «الهجرة والالتحاق بصفوف التنظيم دون قيد أو شرط»، معتبراً - على حد وصفه - أن الهجرة إليه تمحو ما قبلها. بينما «الحسبة» وهي المفهوم الخامس، تعتبر مرادفاً لفكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي طورها وفق ما جاء في فيديو «نور الشريعة» لمحاربة الأعمال - التي من وجهة نظره شركية - من خلال القتل، وينزل التنظيم المصطلح على أهالي سيناء. سادس المفاهيم، كما جاء في الدراسة هو «الولاء والبراء»، ويتعامل معه على أنه يعني وفق ما ورد في إصداره المرئي «قاتلوا المشركين كافة»، على أنه «محاولة الأحزاب التي تسمي نفسها إسلامية إرضاء المسيحيين»... وهذا التوظيف للولاء والبراء، يتقاطع مع أفكار أبو محمد المقدسي - المرجعية الشرعية الأبرز لأغلب التنظيمات الإرهابية - الذي يُعد كتابه «ملة إبراهيم» بمثابة المرجعية العقيدية والقتالية لشرائح واسعة من التيارات التي تتبنى العنف.

 

فرنسا تطرد إماماً جزائرياً بتهمة التطرف

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/21 نيسان/18»/لم يأت قرار وزارة الداخلية الفرنسية ترحيل الإمام الجزائري الهادي دودي الى بلده الأصلي (الجزائر) يوم أمس صدفة بل جاء في أوج النقاش المحتدم في البرلمان الفرنسي بشأن مشروع قانون حول الهجرة وحق اللجوء. ويثير المشروع المذكور جدلا واسعا واتهامات متبادلة، إذ يعتبره اليمين واليمين المتطرف من باب «ذر الرماد في العيون» بينما يراه اليسار واليسار المتطرف «قمعيا» ولا يراعي الحقوق الأساسية للاجئ أو المهاجر. وحتى تزداد الأمور تعقيدا، فإن نواب حزب الرئيس «الجمهورية الى الأمام» منقسمون بصدده وعمد المعارضون له الى تقديم 200 اقتراح تعديل للمشروع فيما تجاوزت التعديلات كافة الألف. وكما في كل مرة يطرح موضوع التطرف، يعود الإسلام والربط بينه وبين الراديكالية والإرهاب الى واجهة النقاش الحامي وتتكاثر المقترحات من اليمني واليسار وكأن فرنسا في فورة انتخابية دائمة.

وفي ظل الأجواء النيابية المتوترة ووسط تذمر اجتماعي وحركات إضرابية تطال الطلاب وقطاع النقل (السكك الحديد) وموظفي شركة الطيران الفرنسية والمتقاعدين والعاملين في القطاع الصحي وبعض موظفي القطاع العام، يأتي طرد الإمام الجزائري ليظهر ان الحكومة الفرنسية عازمة على التعامل بحزم مع كل ما تعتبره حضا على الكراهية والعنف. ففي 28 مارس (آذار)، عمدت السلطات الى طرد محمد تلاغي، إمام مسجد «الرحمة» القائم في مدينة تورسي (الواقعة في منطقة السين ومارن) بسبب ما اعتبرته «خطبا راديكالية» كان يقولها في المصلين أيام الجمعة والأعياد. وكان تلاغي قد وصل الى فرنسا طالبا في العام 1992 وبقي فيها وقد تم إغلاق المسجد المذكور في 2017 بموجب حالة الطوارئ التي كان معمولا بها حتى أوائل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه.

ولكن من هو الهادي الدودي الذي رحل أمس الى الجزائر؟

وصل الدودي الى فرنسا في العام 1981 وهو يبلغ من العمر 63 عاما وله سبعة أولاد. وتدعي وسائل إعلامية فرنسية أنه كان يعيش مع ثلاث نساء بينما القانون الفرنسي يمنع تعدد الزوجات. وكان الدودي إمام مسجد «السنة» في مدينة مرسيليا الساحلية المتوسطية. ولكن في حالة مسجد «الرحمة» في تورسي، عمدت مديرية الشرطة في منطقة «بوش دو رون» (أي منطقة مرسيليا ومحيطها) الى إغلاق مسجد «السنة» الواقع في الدائرة الثالثة من مدينة مرسيليا في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وعمدت المحكمة الإدارية الفرنسية الى المصادقة على الإغلاق مستندة الى تقارير إدراية وفرها جهاز المخابرات الداخلي الذي عاد الى مراقبة ومتابعة وتحليل الخطب التي كان يلقيها الدودي في مسجده والتي تبين أنها كانت بالغة التطرف والراديكالية. وحاول محامو الإمام الجزائري استنفاد كافة الإجراءات القانونية لمنع ترحيله مستعينين في المقام الأخير بالمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي عارضت بداية ترحيله. إلا أنها أعطت موافقتها أول من أمس ما مكن وزارة الداخلية من اتخاذ قرار ترحيله ووضعه موضع التنفيذ في اليوم التالي. وكان الدودي قيد التوقيف الإداري منذ يوم الثلاثاء الماضي. ومع تنفيذ الترحيل تكون آخر الحجج التي قدمها محاميه نبيل بودي قد تهاوت. ومما دفع به المحامي أن ترحيل الدودي الى الجزائر سوف يعرضه الى «معاملة غير انسانية او مهينة» التي قد تصل الى حد التعذيب. لم يوضع الدودي تحت رقابة المخابرات الداخلية بعد أن بدأـ فرنسا تتعرض، منذ أوائل العام 2015، الى عمليات إرهابية دامية أوقعت 142 قتيلا وأكثر من ألف جريح. ذلك أن مديرية الشرطة في مدينة مرسيليا بدأت الاهتمام بهذا الإمام وبخطبه منذ العام 2013. وما دفعها الى ذلك لم تكن فقط خطبه النارية بل إن عددا ممن كانوا يرتادون مسجد «السنة» ذهبوا الى سورية والعراق وللالتحاق بالتنظيمات الإرهابية. وكانت شرطة مرسيليا ترى فيه «مرجعا» للتطرف في فرنسا خصوصا على الانترنت وتشعر بالقلق ازاء نفوذه المتزايد. وبررت المديرية ذلك آنذاك بان خطب الامام تدعو الى «دحر الكفار والقضاء عليهم»، وتدعو الى قول الشهادة في الاماكن العامة لاخافة «الآخر». وقداستندت المديرية في ذلك الى مذكرة للاستخبارات تحلل 25 خطبة تلاها الامام بين يناير (كانون الثاني) 2013 وسبتمبر (ايلول) 2017 واستعادتها وزارة الداخلية بعدها لبدء اجراء قضائي في فبراير (شباط). وقالت لجنة الترحيل التي نظرت حالة الدودي إن «تحليل الايديولوجيا التي يروج لها يظهر انه ينفي الآخر في فرادته وانسانيته»، مضيفة ان تعريفه للاخر «يقتصر على جنسه وانتمائه لعرق او ديانة أو فئة من الناس وهو ما يمس المبادئ الاساسية للجمهور». إلا أن الامام نفى أي تحريض على الكراهية. كذلك، فإن محاميه اعترض امام لجنة الترحيل على الوثائق التي قدمتها الادارة الفرنسية وخصوصا تقرير الاستخبارات، معتبرا انها اقوال مبتورة و/ أو ترجمت بشكل سيئ. هكذا أقفل ملف الدودي وأظهرت وزارة الداخلية «حزما» في التعاطي مع كل ما تراه مغايرا لقواعد العيش المشترك ويبق الفرقة والبغضاء بين المواطنين. وفيما أعيد الإمام الجزائري الى موطنه الأصلي، فإن 100 إمام جزائري يستعدون للمجيء الى فرنسا بمناسبة شهر رمضان المبارك. وقد تم الاتفاق على ذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها وزير الداخلية وشؤون العبادة جيرار كولوكب الى الجزائر في 15 مارس (آذار) الماضي. ووقع الاتفاق مع وزير الشؤون الدينية محمد عيسى. بيد أن الاتفاق المذكور أثار حفيظة الكثيرين في فرنسا الذين يرون «تناقضا» بين الكلام الحكومي الرسمي الذي يدعو الى «فرنسة» الإسلام في فرنسا والتخلي عن استدعاء أئمة من الجزائر أو المغرب أو تركيا أو من بلدان مسلمة أخرى وبين ما وقع عليه الوزير كولومب.

 

معلومات عن استعداد حفتر لمغادرة باريس... ومخاوف من اشتباكات في طرابلس ونقل 5 آلاف جندي إلى درنة لتحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/21 نيسان/18/قال مقربون من المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، إنه يستعد للعودة إلى مقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي بشرق ليبيا، بعدما أوشك على استكمال علاجه في أحد متشفيات العاصمة الفرنسية باريس، إثر وعكة صحية طارئة ألمت به، وتزامن ذلك مع صدور تصريحات لمسؤولين أمنيين في العاصمة طرابلس تعكس مخاوف من اندلاع اشتباكات مجددا بين الميلشيات المتناحرة. وقال مصدر وثيق الصلة بحفتر لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من باريس: «إنه سيعود قريبا»، لكنه رفض التعليق على معلومات متداولة حول احتمال توقفه في العاصمة المصرية لبضع ساعات خلال رحلة عودته المرتقبة إلى ليبيا. لكن بعض المسؤولين العسكريين وبرلمانيين في شرق ليبيا قالوا إنه من المرجح عودة حفتر مباشرة من باريس إلى بنغازي، دون المرور أو التوقف في القاهرة. في السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي إن بلادها، التي تتابع حالة حفتر منذ دخوله إلى المستشفى، تلقت معلومات مختلطة حول صحته. وأضافت في مؤتمر صحافي أنه «لم يتم تأكيد المخاوف بشأن «حالته الحرجة»، التي عبرت عنها بعض وسائل الإعلام. ووفقا لاتصالاتنا في الوكالات الليبية الرسمية في شرق ليبيا، بما في ذلك كبار الضباط في الجيش الوطني الليبي، فالشائعات كان مبالغا فيها، ولم تتحقق التوقعات ذات الصلة». إلى ذلك، أعلن مكتب الإعلام والتوثيق لإدارة الآليات العسكرية، أنه تم الاستعداد لنقل 5 آلاف جندي تقريبا إلى ما وصفه بمكان مهم واستراتيجي، بناء على تعليمات المشير حفتر، وامتنعت الإدارة، في بيان نشرته على صفحتها عبر «فيسبوك» عن الإفصاح عن وجهة هذه القوات، مكتفية بالقول إنها ستعلن تفاصيله وأحداثه خلال الأيام المقبلة. ووزعت الإدارة لقطات مصورة لبدء التجهيزات والاستعدادات لنقل الجنود، فيما قال مسؤول عسكري، رفض تعريفه، إن هذه القوات في طريقها إلى مدينة درنة، التي يستعد الجيش الذي يحاصرها منذ عام 2015 لتحريرها من الجماعات الإرهابية، التي ما زالت تتحصن بداخلها. في المقابل، عبرت مصادر أمنية في العاصمة الليبية طرابلس عن مخاوف من اندلاع اشتباكات مجددا بين الميلشيات المتناحرة على السلطة والنفوذ في المدينة، مشيرة إلى أن هناك تحركات غير اعتيادية، وما وصفته بعملية «تحشيد متبادل» في بعض ضواحي العاصمة. وقال مسؤول أمني، طلب عدم تعريفه، إن ميلشيات «الكتيبة 33» المعروفة باسم «البقرة»، نسبة إلى قائدها بشير البقرة، تتأهب على ما يبدو لشن هجوم جديد على مواقع تابعة لقوة الردع الخاصة الموالية لحكومة السراج في طرابلس. ميدانيا، وفي تطور يبرز هشاشة الوضع الأمني، أصابت صواريخ المطار الرئيسي في العاصمة طرابلس قبل يومين، وألحقت أضرارا بطائرة كانت تستعد للإقلاع. ونتيجة لهذا القصف، أعلنت شركة الخطوط الجوية الليبية أنها قررت لأسباب تقنية إلغاء رحلتيها اليوم إلى تركيا عبر مطاري معيتيقة ومصراتة، مشيرة إلى خروج طائرة الشركة 320 عن الخدمة قبل أن تهيب بالمسافرين أخذ العلم بذلك. وقال متحدث من قوة الردع الخاصة إن صاروخا أصاب طائرة «إيرباص 320» في حين أصابت صواريخ أخرى قاعة الوصول بمطار معيتيقة، حيث أظهرت صور تلفيات بالمدرج وثقوبا في جناح وهيكل الطائرة.

وقالت قوة الردع، التي تدير المطار وتتبع حكومة السراج المعترف بها دوليا، إن الصواريخ أطلقها موالون لميلشيات يقودها بشير «البقرة»، وهي جماعة خاضت معها اشتباكات من قبل، وتتهمها بقصف معيتيقة بين الحين والآخر تحت جنح الظلام. لكن مجلس حكماء وأعيان تاجوراء اتهم في بيان له أول من أمس، قوة الردع بعدم استجابتها لجهود الوساطة، الرامية إلى حل الخلافات العالقة مع ميلشيات البقرة. وقال المجلس إن أسباب الخلاف ما زالت قائمة بين الكتيبة 33 والثوار والأهالي بالمنطقة المحيطة بالمطار، ومناطق أخرى حول سلوك قوة الردع الخاصة في أدائها لمهامها، ووجودها داخل مطار مدني، لافتا إلى اتهامات للقوة بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان داخل السجن المشرفة عليه، وعدم امتثالها للعمل وفق القانون. ومن جانبها، نفت الكتيبة 33 اتهامات قوة الردع لها باستهداف المطار، وقالت في بيان لها إن عناصرها تنفي نفيا قاطعا استهدافهم لمطار معيتيقة بقذائف الهاون، قبل أن تتهم في المقابل أيادي خفية بمحاولة زرع الفتنة. وكانت ميلشيات «البقرة» قد هاجمت المطار قبل نحو شهرين، وخاضت معارك شوارع ضد قوة الردع، ما أدى إلى مصرع 20 بينهم مدنيون. ومطار معيتيقة هو المطار الدولي الرئيسي والوحيد، الذي يعمل في طرابلس، علما بأن القتال العنيف، الذي اندلع عام 2014 تسبب في توقفه عن العمل.

 

3 مرشحين أمام إردوغان... وأكشينار تمثل «تحدياً جدياً» له وأنقرة تتهم أثينا بأنها باتت «ملاذاً» لأعدائها

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/21 نيسان/18/تشهد الساحة السياسية في تركيا حراكا مكثفا استعدادا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بشكل مفاجئ الأربعاء الماضي، أنها ستجرى في 24 يونيو (حزيران) المقبل. وبدأ البرلمان التركي أمس مناقشة المقترح المقدم من حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية المعارض، المتحالف معه انتخابيا، بشأن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتجرى في 24 يونيو المقبل بدلا عن موعدها السابق 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وذلك بعد أن أقرت اللجنة الدستورية بالبرلمان المقترح أول من أمس.

وتحدث رئيس الوزراء بن علي يلدريم خلال جلسة البرلمان لمناقشة المقترح أمس قائلا إن الانتخابات المبكرة هي ضرورة فرضتها الظروف الجيوسياسية المحيطة بتركيا وإن التاريخ سيكتب أن هذه الانتخابات أنقذت تركيا من كل ما كان يحاك لها، وأقول ذلك مع أن الانتخابات تعني أن مسيرتي السياسية انتهت حيث سأكون آخر رئيس وزراء في تاريخ الجمهورية التركية بعد تطبيق النظام الرئاسي بعد انتخابات يونيو. وأوصى يلدريم زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بأن يتمسك بما في يده بدلا عن أن ينتظر ويفقد كل شيء، في إشارة إلى اعتراضات كليتشدار أوغلو على إجراء الانتخابات في ظل حالة الطوارئ. في السياق ذاته، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن حزب العدالة والتنمية سيواصل جولاته واستعداداته للانتخابات المقبلة بكل عزم لافتا إلى أنه طاف ورئيس الوزراء بن علي يلدريم جميع ولايات تركيا معا باستثناء إسطنبول وإزمير وأنهما سيفعلان ذلك خلال فترة الإعداد للانتخابات.

في المقابل، اشتعل الحراك في صفوف المعارضة التركية التي باغتها موعد الانتخابات، رغم أنها كانت تتوقع اللجوء إلى هذا السيناريو، وعبرت ميرال أكشينار، رئيس الحزب الجيد المعارض، عن ثقتها بفوز حزبها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مؤكدة أن حزبها سيفوز في الانتخابات وسيخلص البلاد من الأزمات والمآزق التي تعاني منها. وكانت قد أعلنت عند تأسيس حزبها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أنها ستترشح للرئاسة.

وعن العقبات المحتملة التي قد تحول دون مشاركة الحزب الجيد في الانتخابات، قالت أكشينار مخاطبة الهيئة العليا للانتخابات: «لا يوجد لدينا أي نقص يمنعنا من خوض الانتخابات، ففي حال حاولتم وضع عقبات لن أكون أكشينار ما لم أقلب قمة السماء على رؤوسكم».

كان رئيس الهيئة العليا للانتخابات سعدي جوفين، ذكر في وقت سابق «أن المادة 36 من القانون التركي تنص على الشروط اللازمة لمشاركة الأحزاب، ونحن بعد تقديم الأوراق من جميع الأحزاب الراغبة بالمشاركة، نقوم بتقييم الشروط المستوفاة، وبعد ذلك نعلن الأحزاب التي ستشارك بناء على الشروط التي تستوفيها».

وقالت أكشينار إن حزبها سيعمل على جمع 100 ألف توقيع من الناخبين، لتستوفي الشروط المتعلقة بترشحها للرئاسة، وذلك في إطار القانون القاضي بضرورة جمع 100 ألف توقيع في حال لم يستوفِ الحزب الشروط التي ينص عليها القانون التركي، وأبرزها المادة التي تنص على أنّ الأحزاب السياسية لا تستطيع خوض الاستحقاقات الانتخابية إلّا بعد مرور 6 أشهر على المؤتمر العام الأول للحزب. وتأسس حزب أكشينار في 25 أكتوبر الماضي وكان من بين الأعضاء المؤسسين للحزب الجديد أربعة من نواب حزب الحركة القومية ونائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض. ويعتقد مراقبون أن أكشينار تمثل تحديا جديا لإردوغان لأنها تستمد شعبيتها من القاعدة الشعبية ذاتها، وهي فئة الناخبين المحافظين والمؤيدين لقطاع الأعمال والمتدينين والقوميين. كما يعتقد بأن معارضتها الشديدة لاعتماد النظام الرئاسي في البلاد أكسبتها المزيد من الشعبية حتى داخل أوساط حزب العدالة والتنمية الحاكم. وفي الإطار ذاته، أعلن نائبان من حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أمس، ترشحهما للرئاسة. وقال أوزتورك يلماز، نائب رئيس الحزب إنه يعتزم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المبكرة في حال عدم ترشح رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو، الذي كان أعلن من قبل أنه لن يترشح. ولفت يلماز، 47 عاما، النائب عن ولاية أردهان (شمال شرق) في مؤتمر صحافي بمقر البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة أمس إلى أهمية الاستراتيجية التي ستتبعها المعارضة التركية بشأن الانتخابات المزمع إجراؤها. وسبق لأوزتورك أن شغل منصب قنصل تركيا في الموصل واختطفه تنظيم داعش الإرهابي مع أعضاء القنصلية في عام 2014. واتهم الحكومة الشهر الماضي بأنها هي من سلمتهم إلى التنظيم الإرهابي. كما أعلنت نائبة إسطنبول عن حزب الشعب الجمهور ديدم إنجين ترشحها للرئاسة رافعة شعار إلغاء الطوارئ وإنهاء حكم العدالة والتنمية الذي استمر 16 عاما وأدى إلى حالة من الانسداد في البلاد. إلى ذلك قالت واشنطن إن لديها مخاوف من قدرة تركيا على إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل حالة الطوارئ المفروضة هناك. على صعيد آخر، استمر التصعيد في الحرب الكلامية بين أنقرة وأثينا، وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، إن أعداء تركيا يعتبرون اليونان «ملاذا آمنا» مشيرا إلى أن الموقف اليوناني تجاه الأفراد الذين ترى أنقرة أنهم من أنصار محاولة الانقلاب التي وقعت في منصف يوليو (تموز) عام 2016 يدمر العلاقات. وترفض أثينا تسليم 8 عسكريين أتراك فروا إليها ليلة محاولة الانقلاب بطائرة عسكرية وقالت المحاكم اليونانية والادعاء العام إن مخاوف من عدم تمتع هؤلاء بضمانات قانونية ومحاكمات عادلة. وقال إنه من غير المقبول أن تقوم اليونان بحماية من شاركوا في محاولة الانقلاب في ظل توتر العلاقات بين أنقرة وأثينا الجارتين والحليفتين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الشهور القليلة الماضية.وأصدرت المحكمة الإدارية العليا في اليونان أول من أمس، قرارا بالإفراج ضمن شرط الرقابة القضائية المؤقتة، عن سليمان أوزكايناكجي، وهو أحد الأتراك الفارين إلى اليونان. في سياق مواز صادق البرلمان الأوروبي، أول من أمس، على مشروع قرار يدعو الحكومة التركية إلى إخلاء سبيل عسكريين يونانيين محتجزين في تركيا، بسبب دخولهما أراضيها بطريقة غير شرعية. وأوقفت قوات حرس الحدود التركية أثناء قيامها بمهامها الدورية، العسكريين اليونانيين وهما الملازم أجيلوس ميترتوديس والرقيب ديميتروس، في منطقة «بازار كولا» الحدودية مع اليونان التابعة لمحافظة أدرنة. كما تصاعد التوتر الأسبوع الماضي عقب إقدام شبان يونانيين على رفع علم بلادهم في جزيرة كارداك (تعرف في اليونان باسم إيميا) المتنازع عليها بين الجانبين في بحر إيجة، حيث حذرت أنقرة من فرض الأمر الواقع في هذه الجزيرة.

 

اتفاقية تعاون بين رابطة العالم الإسلامي والفاتيكان لتحقيق الأهداف المشتركة

الشرق الأوسط/21 نيسان/18»/وقّعت رابطة العالم الإسلامي اتفاقية تعاون مع المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان، تهدف إلى تحقيق الأهداف المشتركة متضمنة إنشاء لجنة عمل دائمة بين المجلس البابوي والرابطة، بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان الكاردينال جان لويس توران. وتأتي هذه الاتفاقية تتويجاً للتعاون السابق بين رابطة العالم الإسلامي والمجلس البابوي، بعد زيارة أمين عام الرابطة للفاتيكان في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، ولقائه مع البابا فرنسيس والكاردينال توران، إضافة إلى الزيارة الأخيرة للكاردينال توران إلى السعودية بين 13 و20 من أبريل (نيسان) الجاري.وتضمنت الاتفاقية اتفاق الطرفين على إنشاء لجنة تنسيقيّة تلتقي سنوياً للتحضير للاجتماعات وتضم شخصين من كل طرف، على أن تلتئم اللجنة المشتركة مرّة كل عامين، ويكون مقر اجتماعاتها بالتناوب بين روما ومدينة تختارها رابطة العالم الإسلامي. كما نصت الاتفاقية على أن يصدر طرفا الاتفاق إعلاناً ختاميّاً في نهاية كل اجتماع للجنة العمل الدائمة، وأن تكون الجلسات الافتتاحية والختاميّة مفتوحة لوسائل الإعلام.

وأكدت المذكرة ضرورة الحوار في عالم أصبح أكثر تعدداً للأعراق والديانات والثقافات؛ والإيمان بالروابط الدينيّة والروحيّة الخاصّة القائمة بين المسيحيين والمسلمين، وضرورة إقامة علاقات احترام وسلام مُثمرة بينهم؛ إضافة إلى الدور المهمّ الذي يضطلع به المجلس البابوي في تعزيز علاقات بنّاءة مع المؤمنين من الديانات الأُخرى، والدور المتميّز لرابطة العالم الإسلامي على مستوى الشعوب الإسلاميّة، وفي مجال الحوار بين الأديان. وكان الأمين العام للرابطة قد استقبل في الرياض، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في دولة الفاتيكان، حيث جرى خلال اللقاء بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد رئيس المجلس البابوي بجهود الدكتور العيسى، منذ تعيينه على رأس رابطة العالم الإسلامي، في قيادة مبادرات لتعزيز العلاقات وبناء الجسور بشعور فياض من الانفتاح والحماس والتصميم، قائلاً: «ليس في نيتي هنا أن أقدم قائمة بمبادراتكم العديدة، إلا أنني على إدراك تام بما تقدمونه من أفضل الجهود لجعل منظمتكم وبرامجها، تعكس حقاً ما يعنيه اسمها، حلقة وصل، ليس بين المسلمين فحسب، بل مع المؤمنين بالديانات الأخرى، وبصفة خاصة المسيحيين لتحقيق الأهداف المشتركة». ونوه رئيس المجلس البابوي بأن توقيع الاتفاقية بين الرابطة والمجلس البابوي، خطوة ذات مغزى في رحلة الصداقة والتعاون الذي نعمل من أجله. وأضاف: «إن نفس العناية الإلهية التي قادت خطاكم إلى روما لمقابلة البابا فرانسيس والمجلس البابوي، هي التي جمعتنا اليوم في المملكة، مهبط الإسلام وبلد الحرمين الشريفين، أهم مكانين مقدسين بالنسبة إلى المسلمين. حيث القبلة التي يولّي المسلمون إليها وجوههم أينما كانوا، ويستديرون إليها ضارعين إلى الله. ونحوها يشد ملايين المسلمين رحالهم للحج والعمرة».وأوضح أن جميع الأديان تضم حكماء معتدلين، ويعتنقها أيضاً أصوليون متطرفون، حادوا عن جادّة الفهم السليم والحكيم لأديانهم؛ يلغون كل من لا يشاركهم رؤاهم، ويتحولون بسهولة إلى العنف والإرهاب باسم الدين، فيسيئون لأنفسهم ويدمرون الآخرين ويشوّهون صورة دينهم وإخوانهم المؤمنين، مؤكداً في هذا السياق أهمية التعاون ليسود العقل والفهم السليم. وتطرق الكاردينال توران، إلى دعوة الآخرين للأديان كضرورة دينية مدفوعة بالحب، مستشهداً بالأمر القرآني «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» التي تضع قاعدة أخلاقية يقبلها المسلمون والمسيحيون، مشدداً على أهمية استبعاد الفرض والتهديد والعنف والتوظيف اللاأخلاقي للعمل الإنساني أو غيره في هذا السياق. ولفت إلى ضرورة تحقيق مبدأ «المواطنة الكاملة» لجميع المواطنين، التي تعد عتبة لكل البلدان في عالم أصبح متشعب الأديان والثقافات بصفة متزايدة، واتّباع القاعدة الذهبية الموجودة في الإسلام والمسيحية والأديان الأخرى، «والتي تحفزنا على أن نعامل الناس كما نريد أن يعاملونا». وحض الزعماء الدينيون على تجنيب الأديان خدمة آيديولوجيات ضيقة، مع السعي لنشر التربية والوعي الديني السليم، والإيمان بالتعددية ورفض العدوانية والجهل والتهجم على أتباع الأديان الأخرى، واتخاذ الإرهاب عدواً دائماً مستمراً يرفض كل هذه المبادئ، ولا يمكن تبريره بدوافع دينية. وقال: «إن التهديد الذي يحيق بنا ليس صدام الحضارات، إنما هو مواجهة الجهل والراديكالية، أما ما يهدد الحياة كلياً فهو الجهل أولاً؛ لذا فإن الاجتماع والتحدث بعضنا إلى بعض، ومعرفة بعضنا بعضاً، والبناء معاً نحو الأهداف المشتركة، هي دعوة لمواجهة الآخر، وأيضاً اكتشاف أنفسنا». وجدد رئيس المجلس البابوي، الإشادة بالجهود التي تبذلها رابطة العالم الإسلامي لتعزيز العلاقات الإيجابية والبناءة مع أتباع الأديان الأخرى وبخاصة المسيحيين، مؤكداً دعم «الفاتيكان» وتشجيعها لهذ الجهود، نظراً إلى الأواصر التي تجمع المسلمين والمسيحيين والأهمية العددية للمنتمين إلى هاتين الديانتين، إضافة إلى تجاورهم المعيشي معاً في غالبية بلدان العالم. وختم بالقول: «علينا أن نختار بين علاقات سلمية وحميمة، أو -لا سمح الله- علاقات متأزمة. إن السلام في العالم يتوقف كثيراً على السلام بين المسيحيين والمسلمين».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا تضيعوا العنوان كي لا تصبح السيادة نهائيا في خبر كان ويحتل هتلر الميدان

الدكتورة رندا ماروني/21 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64045

تركز الحملات الإنتخابية على مشارف بدء المعركة على عنوان بارز يكاد أن يكون وحيدا في المنازلة الإنتخابية، ألا وهو مكافحة الفساد.

عنوان عريض يحمله كل المشاركين في السباق الإنتخابي الموصوف بسباق الأثرياء نظرا للسقف المالي العالي المسموح به قانونيا، ونظرا لكمية الأموال المنظورة ورقا وإعلانات تغزو الطرقات.

وبالرغم من هدر الأموال كصورة أولية لعملية فساد مقوننة، يجتمع المشاركون من كافة الإتجاهات على تراشق الإتهامات، تهم بالجملة بين أركان السلطة فيما بينهم بالفساد، وتهم تطال جميع من هم في السلطة دون إستثناء من قبل من أطلق على نفسه إسم المجتمع المدني، ليذكرنا بالحقبة الهتلرية نوعا ما، إنما أكيد في ظروف مجتمعية مختلفة حيث نال هتلر أكثرية في إنتخابات ديمقراطية وفي بيئة ديمقراطية كان الشعب في وضعية الزاهد بالحكم الموجود، فأتى هتلر ليعده بنموذج مختلف وكان ما كان، ليحول الديمقراطية إلى توتاليتارية.

 فهل إن زهد ويأس الشعب اللبناني من الطبقة السياسية الموجودة سيدفعه إلى تبني نموذج مختلف آخر عما هو موجود مهما كان هذا النموذج، أم إن الديمقراطية التعددية المنحرفة اليوم عن إلتزام الحد الأدنى في أصول الممارسة السياسية المفروض إتباعها ما زالت تشكل حصنا منيعا مانعا للغزوات؟

إن الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة اللبنانية هو أمر واقع اليوم بإعتراف أهل السلطة أنفسهم دون التبني أو الاعتراف بما تقترف أياديهم إنما بإلقاء اللوم دائما على الآخرين، وبعلم من المجتمع الدولي الذي يناشده أهل السلطة دائما تقديم المساعدات من خلال تنظيم المؤتمرات الداعمة، ويشكل مادة دسمة للمراشقة لمن يطرح نفسه بديلا عن السلطة الفاسدة التي أغرقت البلد بالديون وأهلكت المواطن بالضرائب وتآمرت عليه بالصفقات المالئة للجيوب وطمرته بالنفايات والتلوث البيئي.

إلا أن هذه المادة الدسمة المستخدمة في رشق السلطة الفاسدة وبالرغم من أهميتها وأحقيتها، هل تستطيع أن تختصر المشكلة الوجودية للدولة اللبنانية وأن تشكل خيارا بديلا مطروحا؟

لقد وعد حزب الله مناصريه على لسان قائده السيد حسن نصرالله بمحاربة الفساد بعد الإنتخابات البرلمانية القادمة، إلا أن الأسماء المتهمة من القاعدة المناصرة لحزب الله بممارسة الفساد والتي تعترض عليها هذه القاعدة، ما زالت هي التي تتصدر اللوائح المشكلة.

ما فعله حزب الله فعله أهل السلطة كل على طريقته كما يفعله من أطلق على نفسه إسم المجتمع المدني في غالبيته، إلا أن الجميع يتغاضى التطرق في خطابه الإنتخابي عن ذكر الفساد السياسي وأسبابه وكيفية معالجته، الذي هو أساس إصلاح البناء السياسي اللبناني والمفتاح الأول في عملية محاربة الفساد، فلا إصلاح مالي أو إقتصادي من دون إصلاح سياسي وفي ظل غياب أسس الدولة المتعارف عليها عالميا.

فإذا كان التغاضي عن الفساد السياسي وضرب أسس بناء الدولة من قبل أهل السلطة السياسية والطقم الحاكم معروف الأسباب والأهداف ألا وهو وضع اليد على أكبر قدر ممكن من المغانم والمنافع بالتآمر على الدولة مع المحتل، إلا أنه يشكل علامة إستفهام كبيرة على قسم وافر ممن أطلق على نفسه تسمية المجتمع المدني، حول الأهداف السياسية الحقيقية خاصة إن التغاضي عن الفساد السياسي لا يصب إلا في خدمة الفساد ولا يمكن تصنيفه في موقع آخر، فلا زالت المعركة سيادية والمنازلة وجودية، لا تضيعوا العنوان كي لا تصبح السيادة نهائيا في خبر كان ويحتل هتلر الميدان.

هتلر في الميدان

خارقا للكيان

مبدلا للقواعد

ينازل بإتقان

بكل الوسائل

عابرا للزمان

يصوب سهامه

يحدد المدان

يطلق إختبارا

وأدهى إمتحان

واصفا حرائق

نافخا دخان

يسأل يتسائل

كقارئ فنجان

يستهدف فسادا

ينغم ألحان

يستقطب السامع

ليفتن إفتتان

يصور وطنا

راقيا مصان

من الشوائب

ويطلق الرهان

مبدلا للقواعد

ينازل بإتقان

بكل الوسائل

عابرا للزمان

 

العلاقة ليست على ما يُرام بين بعبدا وحاكم المصرف المركزي/قضية "المصرف التجاري السوري اللبناني" تُثقل على سلامة

إيلي الحاج/موقع مدى الصوت/21 نيسان/18ي

أدت طريقة معالجة قضية "المصرف التجاري السوري اللبناني"  SLCB إلى تجمع غيوم داكنة في سماء العلاقة بين القصر الجمهوري وحاكمية المصرف المركزي بعدما تبيّن أن الحاكم رياض سلامة لم يتبع، للأسباب القاهرة المعروفة، أسلوب الشفافية في تلبية المطالب الدولية، الأميركية تحديداً، والمتعلقة بهذا المصرف الذي تعود ملكية أكثر من 99 في المئة من أسهمه إلى المصرف التجاري السوري الذي يعدّ بمثابة المصرف المركزي في سوريا، و"المصرف الشعبي السوري"، ومؤسسات أخرى سورية، رُغم أن عملية تبديل جرت قبل سنوات من أجل نقل جزء من الأسهم إلى أسماء لبنانيين قريبين من النظام السوري.

وما حصل بحسب المعلومات أن الحاكم سلامة أبلغ المعنيين بهذا الموضوع في الداخل ومن يتابعونه في الخارج بأنه أقدم على إجراء غير مسبوق تمثل بتعيين مراقب على أعمال هذا المصرف بعد إحالته في 27 آذار الماضي ( مع بنك التمويل) على الهيئة المصرفية العليا، التي يترأسها سلامة أيضاً، والمختصة بمحاكمة المصارف المخالفة.

وسرعان ما اعتبرت السلطات المالية الأميركية التي تطالب بقفل مصرف SLCB، بحسب معلومات خاصة لـ"الصوت"، أن خطوة حاكم المصرف المركزي هي بمثابة تهرب من الموضوع، إذ سبق أن عيّن مديراً مراقباً على المصرف المذكور العام 2012 ولم يكلّف نفسه زيارة مكاتب إدارة المصرف المذكور للاطلاع على ما يجري فيه، سوى مرة أو مرتين، مكتفياً من المهمة الموكلة إليه بقبض رواتبه، في مقابل نشاط كبير بذله صهر حاكم المصرف المركزي (سابقاً) المحامي شفيق أبي اللمع في الدفاع أمام المحافل القضائية الأوروبية والأميركية عن المصرف نفسه بصفته وكيله القانوني لقاء مبالغ ضخمة.  

وأثارت طريقة معالجة سلامة للموضوع في ظل تلويح السلطات الأميركية بإجراءات يُحتمل أن تؤثر سلباً على القطاع المصرفي برمته استياءً في بعبدا، حيث يحرص رئيس الجمهورية في شكل خاص على النأي بالمصارف اللبنانية عن أي أخطار، ويطلب إلى المسؤولين المعنيين وفي مقدمهم سلامة معالجات حقيقية وتحاشي إظهار لبنان في موقع الاستخفاف والتذاكي والتهرب من التعامل مع المشكلة.

وكان سلامة أوفد أكثر من مرة رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود إلى بعبدا حيث اجتمع مع الرئيس عون، وصرح مرة أنه وجده "ملمّاً بجميع القضايا" المتعلقة بالقطاع المصرفي، وطمأن حمود إلى أن هذا القطاع "في حال جيدة جداً ويحقق أرباحاً".

وذكرت مصادر مطلعة على هذا الملف لـ"الصوت" أن رئيس الجمهورية يرفض بقوة ترك أي ثغرة يُحتمل أن تهدد سلامة وضع القطاع المصرفي، ولا يريد أن يسجل التاريخ أن عهده عرف أي خضة فيه أو حدثاً دراماتيكياً على غرار عهد الرئيس الراحل شارل حلو الذي انهار خلاله "بنك إنترا" ومعه عدد من المصارف الصغيرة والمؤسسات التابعة له، أو على غرار ما شهده عهد الرئيس أمين الجميّل من انهيار لسعر صرف الليرة اللبنانية، حتى لو اضطره ذلك إلى إجراء تغييرات جذرية في المصرف المركزي، الذي تنتهي ولايات نواب حاكمه في أي حال بعد نحو 6 أشهر.

لكن المصادر سألت في الوقت نفسه عمّا يستطيع فعله أي حاكم للمصرف المركزي غير رياض سلامة في قضية بنك  SLCB وسواه من مصارف تُعتبر في أوضاع مشابهة لوضعه. وتلفت إلى أن التجاذب شديد بين السلطات المالية الأميركية التي تمارس ضغوطاً ثقيلة الوطأة على لبنان الرسمي من جهة، وبين النظام السوري وحلفائه، إيران و"حزب الله" في شكل خاص، والذين يرفعون شعار الممانعة ورفض ما يعتبرونه "الإملاءات الأميركية" من جهة أخرى. لتخلص المصادر إلى أن القضية سياسية تستلزم تفاهماً مفقوداً عليها بين القيادات السياسية، ومن دون هذا التفاهم لا يستطيع سلامة ولا غيره اجتراح حلول مختلفة عن المتبعة حالياً. ولا  فارق في هذا الشأن بين حاكم له حسابات سياسية، أو حاكم متطهّر من أي حساب سياسي.

ويحاذر مسؤولون لبنانيون الانزلاق في ظل هذا الكباش الكبير والخطير إلى وضع مسيء للقطاع الحسّاس والأساس، واضعين نصب أعينهم أن قراراً بسيطاً من السلطات المالية الأميركية برفع قيمة الغرامة ملايين الدولارات على المصارف الوسيطة في أميركا في حال مرور أي معاملة غير صحيحة أو نظيفة 100% عبر المصارف اللبنانية التي تتعامل معها، سوف يؤدي إلى "نقزة" عند المصارف المراسلة يمكن أن تدفعها إلى التخلي عن خوض المخاطرة الكبيرة هذه، الأمر الذي يتسبب في لبنان بإرباكات وارتدادات لا يمكن حصرها، لا سمح الله.

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

بيان اللقيس "جرس انذار"... أيها اللبنانيّون، انتخاباتكم "مغشوشة"!

هالة حمصي/النهار 21 نيسان 2018

مع أنه لا يشكل، من الناحية القانونية، إخباراً إلى النيابة العامة، إلا أنه "اكثر من ذلك بكثير". في بيان استقالة رئيسة اتحاد المقعدين اللبنانيين سيلفانا اللقيس من هيئة الاشراف على الانتخابات ـــ وهي الممثلة الوحيدة لهيئات المجتمع المدني في الهيئة ـــ "جرس إنذار يحذّر كلّ اللبنانيين من أن الانتخابات النيابية مغشوشة"، على قول المدير التنفيذي للمفكرة القانونية المحامي نزار صاغية لـ"النهار"، في وقت تنبه عضو الهيئة الإدارية للجمعية اللبنانية من اجل ديموقراطية الانتخابات الدكتورة ريما أدهمي إلى "ثغرة في القانون" المتعلق بالهيئة. "في غياب أي موارد بشرية أو مالية لها، من الطبيعي أن يتعرقل عملها".         

وقع استقالة اللقيس كبير، خصوصاً في أوساط المجتمع المدني. كلامها أبلغ تعبير عما تعانيه هيئة الاشراف على الانتخابات من "مسّ مباشر باستقلاليتها وصلاحياتها، وعدم توفير الموارد الضرورية لتمكينها من القيام بمهماتها". كلامها شهادة قوية برسم السلطة السياسية في البلد، وأن "جريمة ترتكب بحق الوطن". في التوقعات، لا شك في أن "بيان استقالتها سيُضَمّ إلى ملفات الطعن المقدمة إلى المجلس الدستوري، لما يشكله من دليل كبير على انه لم يكن هناك اشراف على الانتخابات". 

صاغية: ديكور فيه غش

سؤال اثرناه. هل يمكن اعتبار بيان استقالة اللقيس إخبارا إلى النيابة العامة؟ بالنسبة إلى صاغية، "هذا الكلام يقول للشعب اللبناني إن الانتخابات النيابية مغشوشة". في رأيه، ما اعلنته اللقيس "أكثر بكثير من كونه إخباراً. إنه صرخة، جرس إنذار يحذر من أن الانتخابات مغشوشة، وأن السلطة تستخدم مواردها وموارد الدولة لتوصل مرشحيها إلى النيابة، وأن الاشراف على الانتخابات ديكور يحتوي على غش، وأن لا إشراف حقيقياً على الانتخابات". كلام على رشاوى، "تجاوزات في الإنفاق المسموح به"، "تسخير وسائل الإعلام للمرشحين الأثرياء فقط"، "رؤساء ووزراء يستخدمون سلطاتهم لتعزيز قوة مرشحيهم". انتهاكات يعدّدها صاغية، و"هذا يؤدي إلى أن عملية الإشراف على الانتخابات ليست حقيقية". ويتدارك: "الإخبار يكون عندما نتكلم على جريمة جزائية. وهنا نتكلم على جريمة بحق الوطن. بموجب ما يحصل، لا يمنحون اللبنانيين إمكانات لاختيار ممثليهم، بحرية وديموقراطية".

"لوغو" المفكرة القانونية.

*هل يتطلب هذا الأمر تدخل القضاء؟

 ـــ المجلس الدستوري سينظر لاحقا في مدى صحة الانتخابات. إنه المرجع الحقيقي لهذه العملية. وسيكون كلام اللقيس موجوداً في أي ملف طعن سيتم تقديمه إلى المجلس. تأكدي أن أي مرشح سيتقدم بطعن سيضمّن ملفه بيان استقالة اللقيس، لكونه دليلاً كبيراً على أنه لم يكن هناك إشراف على الانتخابات، وأن العملية لم يكن موثوقاً بها. استخدام المال العام (لمصالح انتخابية) ودفع الرشاوى جريمة جزائية بذاتها. ومنع المعوقين من إمكان الانتخاب جريمة أيضاً، لأنه يتم منع لبناني من ممارسة حقه المدني في الانتخاب. وهذا الأمر تنص عليه المادة 329 من قانون العقوبات. هناك جرائم كثيرة يمكن النيابة العامة أن تتحرك بموجبها. ويتطلب الأمر أولاً تثبيت حصول الجرم. المفروض أن تتحقق النيابة العامة فوراً من صحة حصول هذه الجرائم. وإذا تولت هيئة الإشراف على الانتخاب هذه التحقيقات، فيتوجب أن تكون لديها الموارد الكافية كي تقوم بعملها، وفريق تستند إليه في عملها. غير أن ذلك ليس متوفراً لديها". "حماية المجلس الدستوري ودوره"، مسألة يشدد صاغية على أهميتها. "إذا سمعنا أي كلام على تغيير أعضاء في المجلس، هذه هي المعركة الحقيقية. لا نريد اليوم أن يحصل مسّ بالمجلس. وهذا ما يتوجب تحصينه. علينا ألا نضيّع الهدف. المجلس يحتاج إلى حماية وتحصين". ويتدارك: "بسقوط خط الدفاع الأول الذي هو هيئة الإشراف على الانتخابات ـــ وسمعنا جميعاً ما أخبرته اللقيس في هذا الشأن ـــ علينا أن نحاول حماية خط الدفاع الثاني الذي هو المجلس الدستوري، خصوصا انه سيكون مدعواً، من دون شك، إلى النظر في الطعون". وإزاء ما يتردد من كلام على دفع الرشاوى وحصول انتهاكات، يتمنى صاغية على "كل مواطن أن يبلغ النيابة العامة، لدى رؤيته دفع رشاوى في منطقته. علينا أن نساعد بعضنا بعضاً من أجل فضح الانتهاكات، لان ليس لدينا عملية إشراف على الانتخابات... مسؤولية المواطنين كبيرة في هذا الإطار".

أدهمي: هناك ثغرة قانونية

بيان اللقيس علامة فارقة مهمة في الانتخابات النيابية. في قراءة قانونية أخرى لكلامها وما تضمنه من معلومات ومؤشرات ومواقف، "لا يمكن اعتباره إخباراً إلى النيابة العامة عن جرم معين"، تشرح الدكتورة أدهمي. "اللقيس تتكلم على نوع من العرقلة لعمل الهيئة وطريقة التعامل معها في موضوع الكادر الإداري والشق المالي، وليس عن مخالفة معينة، فيما الإخبار يستوجب أن يكون حول جرم معين".

ريما أدهمي.

أياً يكن، فإن التوقعات تشير إلى أن بيان اللقيس سيكون له فعل على المدى البعيد. وتقول أدهمي: "المجلس الدستوري سيتصرف كقاضي تحقيق في أي طعن سيقدم إليه لاحقاً. وبالتالي، قد يطلب أي معلومات تتعلق بالحملة الانتخابية. فإذا ادعى أحد المرشحين، في طعنه، غياب الاستقلالية ووجود تحيز في عمل وزارة الداخلية أو أي شيء آخر، قد يستعين أيضاً باستقالة اللقيس ليظهر دليلاً على غياب الحيادية... والخ. في هذه الحالة، قد يجري المجلس تحقيقاته في هذا الشأن... وعلى هذا الأساس، يحدد الخلل ليصدر قراره". عن "خلل أساسي" تتكلم أيضاً. المسألة تتعلق بـ"ثغرة في القانون" المتعلق بالهيئة الوطنية للانتخابات. "ليس لديها كادر إداري دائم. وعند التأخر في تأمين الأموال اللازمة لها، تجد نفسها غير قادرة على التعاقد مع أشخاص يؤمنون حضورها الميداني. إذا لم يكن لديها فريق على الأرض يرصد لها المخالفات، فذلك يشكل إشكالية". وتتدارك: "عدم إعطائها الاستقلال التام، الإداري والمالي، يؤثر بالطبع على أدائها وعملها. في غياب أي موارد بشرية أو مالية لها، من الطبيعي أن يتعرقل عملها". 

 

ما زلتُ أسمع الصوت الرفيع للبطريرك "الضعيف" عند تنصيبه

أنطوان سلامة/مدى الصوت/21 نيسان/18

على الرغم من نفوري من التذكّر، إلا أنني أتذكّر دوماً.

لا أعرف لماذا أستعيد ذكرى تنصيب البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الباحة الداخلية في بكركي في 27 نيسان 1986 بعدما انتخبه المجمع الماروني في 17 منه.

طلبَ إليّ مدير "الوكالة الوطنية للإعلام" رفيق شلالا أنّ أنقل مباشرة الحدث من بكركي عبر أثير "إذاعة لبنان".

صعدتُ باكراً إلى الصرح بعدما أعددتُ ملفاً عن الحدث، أثمنُ ما فيه مقالة للأب ميشال حايك نشرها في" النهار" بعنوان "شاهد القيامة" كتبها قبل معرفته باسم البطريرك الجديد، مقالة شكلت سَنَدي في النقل المباشر خصوصا في أوقات الفراغ التي تخلو من أيّ دافع إلى التعليق، فأقرأ من تلك التحفة الأدبية ما طاب وسحَر. حين وصلتُ الى بكركي، دخلتُ باحتها الداخلية حيث الحدث الجلل. الساحة خالية إلا من عدسات المصورين ومن الكراسي المصفوفة بإتقانٍ "كنسيّ" حول منصة خشبية في وسطها الكرسي البطريركيّ والصليب. كانت التدابير الأمنية مشدّدة… والحدث الذي طغى على الحفل، شيوع خبر حضور وفد سوري رفيع المستوى يمثل الرئيس الراحل حافظ الأسد. قبل بدء الاحتفال الديني، رأيتُ المطران يوسف الخوري الذي أخفق في الانتخاب، يتمشى وحيداً شارداً، في الرواق البطريركي وهو يمجّ سيجاره الغليظ. صدمني المشهد، وكنتُ متحمسا لوصوله إلى سدة البطريركية، باعتباره "أصُوليّا" تحتاج المرحلة الخطرة إلى قيادته، ولمّا دقّ جرس بكركي إعلاناً لانتخاب صفير أصبتُ مع كثيرين في "المنطقة الشرقية" بإحباط، باعتبار أنّ البطريرك المنتخب" ضعيف" وستسحقه، وتسحقنا التطورات المتلاحقة بنار الحرب. دخل البطريرك صفير وسط الجموع الرسمية والشعبية ليجلس على كرسيه، بدا لي من النظرة الأولى "وديعاً" في مقارنة مع السيجار المنتصب بين أصبعي المطران الخوري. شدّتني المقارنة وأذهلتني، يتجمّد نظري في وجه البطريرك الجديد المنعتق من مكانه، في جوّ سريانيّ، خاشع وبسيط،على الرغم من أناقة التنظيم، يجلس كأنّه المنعزل في الوادي.

بدأتُ النقل المباشر وعيني على الرئيس أمين الجميل، أرصدُ تصرفه مع وزير الدولة للشؤون الخارجية السورية السيد عصام النائب، ولاحقتهما أثناء التهنئة بعد إقفال الهواء الإذاعي، وقد دار بينهما حوار سريع وبروتوكولي، فالتقيا ولم يجتمعا.

وما لا يُنسى عظة البطريرك. مَن يراجع تلك العظة يكتشف أن صفير منذ رَأَس الطائفة المارونية لم يحد عن طريقته في الوعظ، يبدأ بالروحانيات الإنجيلية قاطفاً العِبَر المثقلة من العهد القديم ومزاميره، وينهي بموقف سياسي كثيف.

ما زلتُ أسمع صوته الرفيع، يقرأ بلا خطأ، نصّه الواضح والمبطّن في آن معا، يتوجه الى "المتقاتلين ومَن وراءهم" مطالبا بإعلان نهاية الحرب "رحمةً بالناس"، ردّد سلسلة من "الكَفانا": كفانا ضحايا وفواجع وخراب، وليعد اللبنانيون صادقين إلى الحوار والتلاقي للخلاص.

كان البطريرك صفير سبّاقاً في دعوته الى بناء الدولة و"القضاء على الدويلات" وبهذه العبارة المدوّية "تعنونت" في اليوم التالي"النهار". هزّت عظة البطريرك وجداني. ورحتُ أتابعه … تبدّل الجميع حوله، والتاريخ شاهد، وبقي هو إيّاه، صوتاً في البرية. وما لا أنساه ما كتبه غسان تويني في افتتاحيته بعنوان:" دعوة بصوتين … إلى "مجد لبنان". كتب: "بطريرك جديد، يدعو إلى وقف الحرب، في يوم تنصيبه، من على منصة "مجد لبنان" الذي أعطي له ، كأنّه التحدي…".

*أنطوان سلامة/كاتب صحافي

 

التيار الوطني الحر والانتخابات: التحالفات المتناقضة والمشروع المستقبلي؟

 قاسم قصير/21 نيسان 2018

 أثارت التحالفات الانتخابية المتناقضة التي عقدها التيار الوطني الحر في كل المناطق اللبنانية، الكثير من علامات الاستفهام والأسئلة في الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية، وأدت هذه التحالفات إلى التشكيك بمصداقية المشروع السياسية المستقبلي الذي يطرحه التيار، والى البحث عن الأهداف التي تقف وراء السعي للجمع بين التيار ومعظم القوى السياسية والحزبية في الدوائر الانتخابية والتي كان يخوض معها صراعاً سياسياً أو حزبياً. فما الأسباب التي أدت بالتيار الوطني إلى إقامة مثل هذه التحالفات في مختلف الدوائر الانتخابية؟ وما هو المشروع السياسي المستقبلي الذي يطرحه التيار في مرحلة ما بعد الانتخابات؟ وهل صحيح أن معركة رئاسة الجمهورية وتشكيل أوسع كتلة نيابية هما الهدف الأساسي وراء هذه التحالفات المتناقضة؟

أجواء التيار الوطني

بدايةً، ما هي الأسباب التي أدت بالتيار الوطني الحر إلى إقامة تحالفات انتخابية مع قوى سياسية متنوعة في مختلف الدوائر الانتخابية؟

وقبل الاجابة عن هذا السؤال، لا بدّ من إعطاء نماذج مختصرة عن تحالفات التيار في بعض الدوائر:

1- في بيروت الثانية تحالف التيار مع (حزب الله) وحركة أمل وجمعية المشاريع (الأحباش).

2- في بعبدا مع حركة أمل والحزب الديمقراطي.

3- في صيدا مع الجماعة الإسلامية والدكتور عبد الرحمن البزري.

4- في الجنوب الثانية (صور - الزهراني) مع المهندس رياض الأسعد في مواجهة حركة أمل والحزب.

5- في الجنوب الثالثة (مرجعيون - حاصبيا، النبطية - بنت جبيل) مع الشخصيات المستقلة ضد لائحة الحزب والحركة.

6- في عكار تحالف مع الجماعة الإسلامية.

7- في الكورة - بشري - زغرتا - البترون مع ميشال معوض وبدعم من تيار المستقبل.

8- في البقاع الغربي دعم النائب السابق إيلي الفرزلي المتحالف مع حركة أمل والحزب وعبد الرحيم مراد وفيصل الداود.

9- في الشوف - عاليه تحالف مع الحزب الديمقراطي اللبناني واللواء علي الحاج والنائب السابق زاهر الخطيب في مواجهة الحزب التقدمي الاشتراكي - تيار المستقبل - والقوات.

حول هذه التحالفات المتناقضة يقول مصدر قيادي في التيار الوطني الحر: «إن تحالفاتنا الانتخابية اقتضتها الحسابات الانتخابية في كل دائرة على حده، فالهدف الأساسي للتحالفات تحصيل الحاصل الانتخابي وإيصال أكبر كتلة نيابية الى البرلمان المقبل، بغضّ النظر عن مدى التقارب أو التباعد السياسي مع القوى الأخرى». ويعتبر المصدر «ان هذا التنوع في التحالفات يؤكد قدرة التيار على التواصل مع جميع القوى الحزبية والسياسية، وان تحالفاته الأساسية (سواء مع الحزب أو تيار المستقبل أو القوات اللبنانية) لا تمنعه من اتخاذ خيارات انتخابية مناطقية قد تتناقض أحياناً مع المواقف السياسية».

ولا ينفي المصدر «ان يكون وراء هذه التحالفات تشكيل كتلة نيابية واسعة تدعم العهد الحالي برئاسة العماد ميشال عون وتشكل قوة سياسية ونيابية فاعلة في المرحلة المقبلة».

ورغم الانتقادات القاسية التي يوجهها المصدر القيادي لقانون الانتخابات الحالي والذي أدى إلى صراعات داخل الكتل واللوائح، فإنه يعتبر «ان أهمية هذا القانون انه سمح للناخب ان يكون له دور مؤثر في الانتخابات الحالية، وان المرشح اليوم أصبح بحاجة للاقتراب أكثر من الناخبين والحرص على التواصل معهم والاستماع لآرائهم وملاحظاتهم، وهذا القانون يحدِّد بشكل دقيق حجم القوى السياسية والحزبية في كل المناطق من خلال اعتماد النسبية التي تساهم في تطوير الواقع الانتخابي مستقبلاً».

أي مشروع مستقبلي؟ لكن ماذا عن المشروع السياسي المستقبلي للتيار الوطني الحر؟ وكيف ستكون تحالفاته السياسية والحزبية؟ وماذا عن العلاقة مع الحزب وحركة أمل وتيار المستقبل وبقية القوى الحزبية؟

يؤكد المصدر القيادي في التيار الوطني الحر «ان المشروع السياسي الأساسي للتيار في المرحلة المقبلة يتركز على تعزيز دور الدولة اللبنانية ومحاربة الفساد وتحقيق الاصلاح الشامل ودعم موقع رئاسة الجمهورية».

ولا ينفي المصدر «اهتمام التيار بالمطالبة بحقوق المسيحيين في الدولة في هذه المرحلة، لأن الواقع القائم اليوم هو واقع طائفي، وأن المطالبة بحقوق المسيحيين لا يتناقض مع الشعارات الوطنية التي يرفعها التيار».

وحول العلاقة مع (حزب الله) يؤكد المصدر «أن هذا التحالف قائم ومستمر حتى لو برزت بعض التباينات والخلافات أحياناً، وإن تبني الحزب للمعركة ضد الفساد سيساعد في ايجاد مساحات مشتركة بين الفريقين، لكن علينا ان نراقب كيف سينعكس ذلك على تحالفات الحزب ومواقفه».

ويتحدث المصدر بوضوح عن وجود تباين وخلافات مع حركة أمل والرئيس نبيه بري في بعض المواقف، ويشير الى أن معركة رئاسة المجلس النيابي لم تحسم حالياً، وان الموقف من ترشيح الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس سيتخذ بعد اجراء الانتخابات وكل الاحتمالات قائمة.

وحول العلاقة مع «تيار المستقبل»، يشير المصدر الى «أن التقارب الذي حصل من خلال التسوية التي تمت بين الرئيس العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري والتي أدت إلى الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، لا يزال قائماً، وهناك نقاط مشتركة عديدة بين الفريقين، ما قد يؤدي الى مزيد من التقارب في المرحلة المقبلة، ولا سيما من أجل تعزيز الاستقرار الداخلي والحصول على دعم إقليمي دولي للبنان». ويوضح المصدر أنه «بعد الانتخابات الرئاسية ووصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، دخلنا في مرحلة جديدة في لبنان، ونحن منفتحون على جميع القوى السياسية والحزبية، وما يهمنا في المرحلة المقبلة تعزيز الوضع الداخلي اللبناني والعمل لبناء الدولة وإبعاد لبنان عن صراعات المنطقة، وليس لنا مصلحة حالياً بفتح صراع حول العلاقة مع سوريا بانتظار حسم الأمور هناك». هذه الأجواء التي يتحدث عنها المصدر القيادي في التيار الوطني الحر تؤكد أننا سنكون في المرحلة المقبلة أمام أداء جديد للتيار وان خياراته السياسية ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات وان ما بعد الانتخابات ليس بالضرورة أن يكون مثل ما قبل الانتخابات. فهل يحقق التيار مشروعه السياسي الجديد أم يصطدم بالواقع اللبناني الداخلي والتطورات المتسارعة في المنطقة؟}

 

 صيف حار بين إسرائيل وإيران

روبرت فورد/الشرق الأوسط/21 نيسان/18

ثمة اتفاق واسع المجال بين المحللين السياسيين في واشنطن، الآن، على أن الحرب بين إسرائيل وإيران في سوريا باتت أمراً لا مفر منه. ولا يعرف أحد متى - على وجه التحديد - ستنشب هذه الحرب، لكن الموقف الراهن بين إسرائيل وإيران يتغير ويختلف بوتيرة سريعة. فقد صارت القوات الإيرانية داخل سوريا أكبر مما كانت عليه قبل 3 أو 4 سنوات من الآن، ويربطها تحالف واضح بالقوات الموالية لبشار الأسد وروسيا، الأمر الذي مكنها من الانتصار في الحرب الأهلية إلى حد كبير.

وبدلاً من البدء في سحب القوات، تعمل إيران على تعزيز مواقفها العسكرية بمختلف مجموعات الميليشيات العسكرية (العراقية واللبنانية والأفغانية والباكستانية) التي عمل «فيلق القدس»، التابع لقوات «الحرس الثوري» الإيراني، على تجنيدها وحشدها ونشرها في مختلف ميادين القتال السورية. وتنتشر هذه القوات في الجانب الغربي من البلاد، وهي مكلفة بتنفيذ هدفين اثنين؛ الأول، ضمان بقاء واستمرار بشار الأسد ونظام حكمه، مع انخفاض لهيب الحرب الأهلية على نحو تدريجي. والثاني، مواجهة إسرائيل إما لردعها عن مهاجمة إيران أو بغية شن هجوم عدائي ضدها، عندما يتناسب التوقيت لذلك مع خطط طهران.

وعندما كنت أتعهد بالملف السوري لصالح وزارة الخارجية الأميركية، عامي 2012 و2013، لم تكن حالة التوتر لدى الجانب الإسرائيلي مرتفعة بشأن الحرب الأهلية السورية. ولم تكن تُجرى أي اتصالات رفيعة المستوى بين واشنطن وتل أبيب بشأن الأزمة السورية، ولم تكن تُعقد أي اجتماعات خاصة بين الجانبين بشأن التخطيط العسكري أو الدبلوماسي. وكان الجانب الإسرائيلي يلتزم موقف المراقبة الصامتة، ويعتقد البعض أن الأسد ينبغي أن ينتصر، ويرى آخرون وجوب رحيله عن السلطة. ولم تكن الرغبة الإسرائيلية متقدة للتدخل في الحرب الأهلية الدموية هناك. وعوضاً عن ذلك، كان المسؤولون الإسرائيليون على ثقة في سلاح الجو الإسرائيلي، وقدرته على مجابهة أي تهديدات قد تنشأ عن الأوضاع داخل سوريا.

بيد أن التوجهات الإسرائيلية اختلفت كثيراً الآن، إذ أخبرني أحد ضباط الجيش الإسرائيلي، الذي يزور واشنطن حالياً، أن القوات الإيرانية تملك صواريخ أكثر دقة وأطول مدى من الصواريخ التي كانت بحوزة «حزب الله» اللبناني في عام 2006. ويساور الجانب الإسرائيلي القلق بشأن الهجمات الصاروخية الهائلة الآتية من سوريا ولبنان، التي قد تطغى على الدفاعات الإسرائيلية المضادة للصواريخ. كما يساورهم قلق مماثل من أنه في أي مواجهة برية، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى خوض حرب، ليس ضد «حزب الله» اللبناني فحسب وإنما ضد المقاتلين المحنكين من الميليشيات العراقية، وربما ضد «فيلق القدس» الإيراني ذاته. وقد قال الجانب الإسرائيلي إن تل أبيب لن تقبل بالوجود الدائم للقوات الإيرانية في سوريا، وستتخذ الإجراءات العسكرية اللازمة ضد هذا الوجود إذا لزم الأمر. كما أنهم يحذرون من أن الحرب المقبلة لن تشمل سوريا فقط، بل لبنان أيضاً.

إن الموقف يكون في غاية التوتر والخطورة عندما تقرر الدول الإعلام عن «الخطوط الحمراء»، بيد أن «الخطوط الحمراء» الإسرائيلية ليست واضحة بجلاء حتى الآن. فإن لم تقبل إسرائيل انتشار قوات «فيلق القدس» الإيراني داخل سوريا، فماذا عن لواء «الفاطميون» الأفغاني، أو «الزينبيون» الباكستاني، أو ميليشيات الدفاع الوطني السورية التي يشرف «فيلق القدس» على تنظيمها؟ وإن لم تقبل إسرائيل كذلك بالوجود العسكري الإيراني في قاعدة «تي 4»، بالقرب من تدمر السورية، فماذا عن الوجود العسكري الإيراني طويل الأمد في دمشق ومطارها الدولي، حيث يزعم الجانب الإسرائيلي أن هناك مصانع إيرانية جديدة تحت سطح الأرض تعمل على إنتاج الأسلحة؟ وإن لم تتقبل إسرائيل وجود هذه المصانع، فهل يشعرون بالارتياح حيال المصانع الإيرانية التي تعمل على تكرير الفوسفات في سوريا؟

ومما يضاف إلى ذلك أننا ما زلنا نجهل تماماً الخطوط الإيرانية الحمراء إزاء التصرفات الإسرائيلية في سوريا. وحتى الآن، تجنبت إيران تماماً الأعمال الانتقامية، في أعقاب الهجمات الجوية الإسرائيلية على قاعدة «تي 4»، في فبراير (شباط) الماضي، ومرة أخرى خلال الأسبوع الماضي. وإن كنا لا نعرف الخطوط الحمراء الإيرانية، فعلى أدنى تقدير يمكننا توقع أن تتحلى إيران بقدر من الصبر وضبط النفس لاختبار الخطوط الحمراء الإسرائيلية بكل عناية. ووفقاً لذلك، يجد الإسرائيليون أنفسهم في مواجهة معضلة جديدة، إذ كانوا يأملون أن تتمكن روسيا من إقناع إيران بتقليص وجودها العسكري في سوريا، ثم الانسحاب تماماً بعيداً عن الحدود الإسرائيلية. ولم يكن الجانب الروسي مستعداً أو قادراً على ممارسة هذا القدر من الضغوط على طهران. وبدلاً من ذلك، يبدو أن روسيا متقبلة - إن لم تكن مرحبة - بحالة من المناوشات المحدودة بين إسرائيل وإيران داخل سوريا، حيث تزيد هذه المناوشات من النفوذ الروسي لدى كل من إسرائيل وإيران، ولكن الجانب الروسي لا يرغب في خروج هذه المناوشات عن السيطرة بحال من الأحوال. كما أن هناك خطوطاً روسية حمراء أكيدة. وعلينا أن نتساءل عن مقدار ومدى سرعة الإجراءات الروسية الرامية إلى كبح الجماح الإسرائيلي أو الإيراني، إذا ما بلغت المواجهات بين هاتين الدولتين حد الصدام الصريح على المصالح الحيوية داخل سوريا.

وتشعر القيادة الإسرائيلية بحالة من الإحباط لأن الإدارة الأميركية لا تمد يد المساعدة ضد القوات الإيرانية في سوريا، إذ يرغب الرئيس دونالد ترمب في سحب القوات الأميركية من شرق سوريا، ويترك مستقبل البلاد تقرره الدول المعنية في المنطقة. ويزداد الإدراك الإسرائيلي لأن تل أبيب لا يمكنها التعويل على المساعدات العسكرية الأميركية المباشرة ضد الوجود العسكري الإيراني في غرب سوريا، وأنه إن أرادت إسرائيل تنفيذ مزيد من العمليات العسكرية، فعليها الانطلاق على هذا المسار منفردة. ويبدو أن إسرائيل معتادة على مثل هذه المواقف بطبيعة الحال.

ومن الجدير بالذكر أن بعض القادة والمحللين في إسرائيل يحذرون الشعب الإسرائيلي من الحرب المقبلة على الجبهة الشمالية، التي قد تكون طويلة، وقد تسفر عن سقوط كثير من الضحايا على الجانب الإسرائيلي من المواجهة.

أما إيران، في الأثناء ذاتها، فينطلق من أبواقها الإعلامية خطاب شديد اللهجة، كما هو معتاد، ولكن يبدو أنها غير راغبة تماماً في البدء بشن الحرب، لا سيما قبل انتخابات مايو (أيار) المقبل في لبنان، التي تعد ذات أهمية خاصة لـ«حزب الله». وبعد انقضاء الموسم الانتخابي في لبنان، رغم كل شيء، قد تنتهج إيران موقفاً أكثر عدائية، خصوصاً في عمليات الانتقام من الضربات الجوية الإسرائيلية الجديدة. ويبدو أنه سيكون صيفاً شديد الحرارة هذا العام.

- خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

أميركا وروسيا والصين... مناكفة استراتيجية

هال براندز/الشرق الأوسط/21 نيسان/18

يبدو أنه صدى التحالف الصيني - السوفياتي لحقبة خمسينات وستينات القرن الماضي عندما صرح وزير الدفاع الصيني الجديد وي فينغ خلال اجتماع في موسكو الشهر الحالي: «جاء الجانب الصيني ليظهر للجانب الأميركي عمق الروابط الوثيقة التي تربط بين الجيشين الصيني والروسي».

ولا يزال التحالف العسكري الكامل بين البلدين يحلق في آفاق المستقبل البعيد بطبيعة الحال، ومن اليسير وصف تصريحات الوزير الصيني بأنها ليست أكثر من السرديات البلاغية للاستهلاك الإعلامي. غير أن ذلك سيكون من قبيل الأخطاء الكبيرة، نظراً للسمة غير المستحبة التي ترافق السيد فينغ في عالم السياسة الراهن؛ ألا وهي حالة التناغم المتزايدة بين خصوم الولايات المتحدة على الصعيد الجيوسياسي. ولا يعد هذا التناغم جديدا علينا بحال؛ فلقد برزت حالات التعاون بين الدول المارقة وخصوم الولايات المتحدة أمثال كوريا الشمالية وسوريا وإيران بشأن مختلف القضايا من مبيعات الأسلحة وحتى الانتشار النووي عبر السنين. والأمر المتغير في الآونة الأخيرة هو ذلك التعاون الجديد والمتزايد بين كبار منافسي الولايات المتحدة، مع تعدد التهديدات التي تواجه النظام الدولي الحالي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

ولنبدأ بروسيا والصين. مع تكثيف الجهود البينية لدى هاتين الدولتين لتأكيد نفوذهما الجيوسياسي، الأمر الذي دفعهما إلى اعتماد عدد من القضايا المشتركة على عدة أصعدة. حيث وفرت الصين الغطاء الدبلوماسي إلى روسيا في مجلس الأمن في أعقاب الضم الروسي لشبه جزيرة القرم في عام 2014. رغم تردد بكين التقليدي في دعم الحركات الانفصالية خشية تشجيع مثل هذه القوى لدولة تايوان. كما عملت كل من موسكو وبكين معاً لمنع دعم الأمم المتحدة للتدخل ضد نظام بشار الأسد في سوريا، ولمعارضة المزيد من الانتشار العسكري الأميركي في شبه الجزيرة الكورية، مع السعي في الوقت نفسه إلى توثيق العلاقات الثنائية فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة، وصفقات الطاقة، وتطوير التكنولوجيا العسكرية.

ومن الأمور الواضحة للغاية أن البلدين قاما بإجراء المناورات البحرية المشتركة في بحر الصين الجنوبي، وبحر البلطيق، وبحر اليابان، أي المناطق التي تتجلى فيها التوترات الكبيرة بين كل من بكين وموسكو في مواجهة واشنطن بصورة خاصة. ويبدو أن التعاون بين موسكو بكين صار أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى منذ الانقسام الشهير بين ماو وخروشوف قبل أكثر من خمسين عاما. ولا يعد هذا التعاون بين خصمي الولايات المتحدة هو الوحيد الذي يجري في الآونة الراهنة. فهناك حالة من التنافس الجيوسياسي تجمع بين روسيا وإيران منذ أمد بعيد، ولكنهما تعملان الآن جنبا إلى جنب بغية تقويض النفوذ الأميركي في منطقة الشرق الأوسط. ولقد شكلت طهران وموسكو ما يُعرف بتحالف الوضع الراهن العسكري لضمان بقاء بشار الأسد في السلطة – وبالتالي المحافظة على نفوذهما في المنطقة، أو ربما زيادته – مع توفير الجانب الروسي للقوة الجوية وتوفير إيران (عبر الميليشيات العملية الخاضعة لسيطرة طهران) لقوات المواجهة البرية. وزادت وتيرة التنسيق بين المسؤولين الروس والإيرانيين ليس فقط في ميادين القتال وإنما في أعلى مستويات الحكومة لدى البلدين. وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أواخر عام 2017: «إن تعاوننا يمكنه أن يعزل أميركا». وفي الشهر الماضي، ذكرت وكالة بلومبيرغ الإخبارية أن نظام (إس إيه - 20سي) للدفاع الجوي الروسي الذي حصلت إيران عليه قد دخل حيز التشغيل الفعلي، الأمر الذي يمنح طهران ما وصفه مسؤولو الاستخبارات الأميركية بأنه «تحسين كبير في القدرات الدفاعية».

تعد هذه التحالفات جديرة بالملاحظة لحقيقة مفادها أن منافسي الولايات المتحدة لا يعتبرون، بأي حال من الأحوال، من الشركاء الطبيعيين. فلا تزال هناك حالة من التنافس المستمر بين روسيا والصين على النفوذ في آسيا الوسطى وغيرها من الأماكن؛ ومن شأن تعاظم القوة الصينية في هذه المنطقة أن يتحول في خاتمة المطاف إلى تهديد مباشر وكبير إلى روسيا – وهي الدولة التي تجمعها الحدود البرية الطويلة مع الصين – كما تفعل مع أي دولة أخرى. كما يمكن التوقع بحدوث بعض التوترات التي لا محيد عنها مع إيران، والتي تحاول أن تحتل وضعية القوة المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط، ومع روسيا التي تلقي بالمزيد من ثقلها السياسي والعسكري حول نفس المنطقة. ولكن، إن صح توصيف التعاون بين منافسي الولايات المتحدة بأنه انتهازي أكثر منه منهجي، فمن المثير للدهشة أن هذه البلدان تجد المزيد تلو المزيد من المناسبات التي يصب التعاون المشترك فيما بينها في خدمة مصالحها.

ويحدث هذا الأمر لسببين اثنين: أحدهما جيوسياسي والآخر آيديولوجي. والسبب الجيوسياسي يدور حول أن التيمة المشتركة التي تجمع بين روسيا والصين وإيران هي محاولتها المستميتة لإضعاف، بأسلوبها الخاص ولأغراضها الخاصة، النظام الدولي القائم على الهيمنة الأميركية وحلفائها وشركائها. ومع اعتبار المخاطر الكامنة والصعوبات الملازمة للاستيلاء على القوة القيادية والتحالف الاستراتيجي الضخم المرافق لها، فإن الثلاثي الدولي المذكور ينجذب بشكل طبيعي إلى الدول التي تتفق معه في معاداة ذلك النظام الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، وربما تساعد في اجتزاء أو التغلب على أطرافه البعيدة.

وقد يكون صحيحاً أنه على المدى البعيد، سوف يكون لدى روسيا ما تخشاه بالفعل من الصعود العدائي الصيني بأكثر مما تخشاه الآن من أوروبا الديمقراطية المتدهورة. لكن، وعلى المستقبل المنظور، تشترك كافة القوى الرجعية في حالة العداء الاستراتيجي المشترك.

أما السبب الآيديولوجي فيشير إلى أن هذه الدول تشترك في الالتزام بالحكم غير الليبرالي في العصر الليبرالي بصورة من الصور. ومن المسلم به، أننا لم نرجع إلى الوراء حتى حقبة الخمسينات، عندما كان الصراع الآيديولوجي بين واشنطن وموسكو يتخذ أبعاداً عالمية. كما لم تعد النزعة الماركسية - اللينينية تشكل جوهر العلاقة بين موسكو وبكين، كما كان الحال في عهد ستالين وماو. لكن روسيا والصين وإيران تعتمد كلها أنظمة حكم استبدادية (وفق الرؤية الغربية)، وترى أنفسها تناضل من أجل النفوذ وربما البقاء في العالم الذي تقوده القوى والقيم الديمقراطية الواضحة والبارزة. ومن ثم، فإن المقاومة الاستراتيجية والآيديولوجية لا تنفصم عراها بحال.

*بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

بكى بين يديه الرجال

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/21 نيسان/18

عَرفت الكاتبة لوتس عبد الكريم كبار مصر من خلال صداقات اجتماعية. ووضعت بعناية ومحبة سيَرهم وقصص حياتهم، إما كاملة، كما في قصة فريدة، ملكة مصر، أو مختصرة. ويضم كتابها الأخير «سري وأسرارهم» انطباعات شخصية عن مجموعة من الكتَّاب والفنانين والسياسيين الذين عرفتهم كأصدقاء، واستجوبتهم كصحافية، من محمد عبد الوهاب إلى بليغ حمدي، ومن الدكتور مصطفى محمود إلى الدكتور لويس عوض. الفصل الأكثر مفاجأة بالنسبة إليّ، كان مصطفى محمود. كنت أعرف عن فكره وعن أدبه وعن المسجد الذي بناه، ومستشفى المسجد، وعن زواره ومقلديه ومعجبيه. لم أكن أعرف أن هؤلاء يبكون بين يديه. من هم «هؤلاء»؟ رجال مثل محمد عبد الوهاب وإحسان عبد القدوس، وسيدات مثل لوتس عبد الكريم. أشخاص ضائعون، مُحبطون، حائرون، حزانى، كانوا يأتون إليه لكي يرسّخ إيمانهم. وعندما أصيبت الملكة فريدة بمرض، لم تقبل العلاج إلا في مستشفاه، لأن جميع العاملين فيه من المتطوعين.

نحن نعرف أن مصطفى محمود سحر مصر في برنامج «العلم والحياة»، لكن لوتس عبد الكريم تروي لنا أن مسجده تحول إلى ملاذ الفنانات اللواتي هجرن الشاشة والمسرح وانصرفن إلى الصلاة والعبادة، مثل مديحة كامل وعفاف شعيب وشادية. وقد تبرعت شادية بعمارة شاهقة في حي المهندسين لجمعية مصطفى محمود. كان محمد عبد الوهاب يحدث الطبيب الذي أصبح صحافياً عن أخطائه وهفواته ونقاط ضعفه، ويبكي مثل طفل، طالباً منه أن يعلمه كيف «يطلب من الله الغفران. ولم تكن هذه حال النجوم والكبار فقط، بل شباب مصر أيضاً، فقد كانوا يأتون إليه ليحدثهم في الفرح والجمال وأسباب السعادة في دنيا الخالق».

وعندما وضع كتابه «عظماء الدنيا والآخرة» بكى عبد الوهاب «لأنه من عظماء الدنيا، لكن مصطفى قال له إن «الله أعطى الفنان مساحة من المغفرة لأنه عاشق للجمال، والله خالق للجمال». تزوجت الدكتورة لوتس عبد الكريم من الوزير عبد الرحمن سالم العتيقي، أحد ألمع الشخصيات السياسية والفكرية في الكويت. وفي جوه الاجتماعي، وموداته العربية الكثيرة، التقت عدداً كبيراً من الشخصيات، وعرفت الحياة السياسية عن قرب. والآن تستعيد تلك المرحلة وأهلها كل أسبوع في «المصري اليوم»، ثم تعيد جمعها في كتب مرجعية وممتعة.

 

سوريا... تقتيل وتشريد

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/21 نيسان/18

نعم الشعب السوري العربي ليس قطيعاً من الخرفان ينتظرون الذبح بقلة حيلة، تلك الفكرة يجب أن تحارب وتقتل بأي ثمن كان، ويؤكد الواقع أنه شعب حي، حتى وكالات الأمم المتحدة أوقفت تسجيل عدد القتلى السوريين في هذه الحرب المدمرة، وهي التي تقع بين طلاب الحرية وحقوق الإنسان الطبيعية في الاختيار وفي القول، وبين ديكتاتورية قاهرة. منذ سنتين على الأقل أوقفت الوكالات الدولية المتخصصة تعداد القتلى السوريين، توقفت عام 2016 على أربعمائة ألف قتيل مؤكد قضوا تحت تدمير سلاح النظام السوري وبراميله المتفجرة وخلطته الكيماوية، وهي الأعداد المؤكدة التي ذبحها النظام وحلفاؤه في المدن والبلدات والقرى السورية، كما أوقف تعداد المُهجّرين والنازحين الذين شُتتوا الآن في كل مناطق الدنيا وأركانها، ويُعدون بالملايين. هل لمثل هذا النظام، بصرف النظر عن التفاصيل، أن يبقى وأن يعاد تأهيله؟ ذلك مضاد لمسيرة التاريخ، كما هو مضاد للمنطق، على الرغم من مرور سبعين عاماً من الاستقلال السوري عن فرنسا، الآن، فإن «حكم الأسد» العائلة، قد أخذ أكثر من نصف كل تلك المدة، وكأنها ملكت سوريا بشراً وأرضاً.. لم يقم نظام سياسي بربع ما قام به نظام الأسد من قتل وتدمير، وبقي على حاله. في المدى المتوسط سوف يسقط النظام؛ فقد خلّف الكثير من الكراهية العميقة والمقت لدى أوساط الشعب السوري بكل مكوناته، حتى من يخرج اليوم هاتفاً باسمه، وهم قلة، هؤلاء في داخل نفوسهم شبه يقين أنه من الممكن أن يصبحوا وأولادهم الضحية المقبلة. لقد انفتحت شهية الدم، وهي شهية ملعونة لا تتوقف عن طلب المزيد. يشارك النظام قوى كثيرة في تلك الشهية، الأولى هي الآلة الحربية الروسية.

روسيا ترغب في تحقيق أكثر من هدف؛ الأول هو استمرار أنظمة على شاكلتها، فتكون مرتاحة أكثر إن كان على الساحة العالمية أنظمة تشبهها. كما ترغب في أن يكون لها موطئ قدم في المياه الدافئة، الحلم القيصري القديم، يدفئ بها الشهية القومية الروسية التاريخية، وثالثاً يفرض وصايته في الشرق، التي فقدها في بعض مناطق أوروبا، وبذلك هو لا يرسل الطائرات والمدافع والجنود، بل وحتى المرتزقة الروس الذي تلفظهم «المافيات» من كل نوع، للقتال في الأرض السورية، بما يدفع لهم من مال، على أمل تكوين كتائب مرتزقة للبيع في أماكن أخرى من بؤر الصراع في العالم.

وفي الجانب الإيراني، يفضل نظام طهران أن يتوسع في العمق العربي، تحت شعارات شتى، ويجلب معه قوى شبه مرتزقة، تقاتل بسبب المال الذي يدفع لها، وبسبب التمكين في رقاب الناس لزعمائها الذين يلبسون لباس الدين. الحلال في كل ذلك هو دم الشعب السوري الذي يقتل كما النعاج أو أشد هواناً!

المفزع، أنه بعد إرسال الصواريخ من الدول الثلاث الكبرى في العالم احتجاجاً على ذلك القتل العشوائي بالكيماوي، تخرج لنا ألسنة النظام السوري ومحازيبه بمجموعة من المصفوفات المضللة، والمفارقة للمنطق، كاتهام الغير بالعمالة، في الوقت الذي يتحكم في سوريا اليوم كل من موسكو من جهة وطهران من جهة أخرى، ويوضع النظام السوري ليس في خانة العمالة، بل وفي خانة التبعية الذليلة المطلقة، وتسليم البلاد السورية لأجانب، يقبل كل ذلك فقط من أجل الاحتفاظ الشكلي بالحكم والرئاسة، التي لم تعد تعني حتى حروف كلماتها. كما يخرج سيل من التابعين للنظام في عملية واسعة لا تحترم حتى العقول، بالقول إن «النظام انتصر»، وإنه «أصبح أقوى مما كان»، بل يذهب التزييف في قول أحدهم علناً على التلفزيون، إن الأوامر صدرت أن «تُصد الصواريخ حتى بالمسدسات»! في إهانة مطلقة للعقل البشري السوي. في أي صراع بين إرادة الأغلبية، وإرادة الأقلية، تنتصر الأغلبية، مهما ظهر غير ذلك، ومهما طال الصراع، فالشعب السوري قاوم ويقاوم، وسوف يقاوم في السنوات المقبلة، ومن يعتقد أن تلك المقاومة قد ضعفت أو تراخت فهو واهم وغير مطلع على صيرورة تاريخ الشعوب في شرقها وغربها. حرص النظام السوري منذ أن تولى البعث (بالاسم) الحكم، على هيكلة وإعادة هيكلة الفضاء السياسي السوري على محور عائلة الأسد، التي حكمت أكثر من نصف عهد الاستقلال بكامله في أول ظاهرة توريث جمهورية على النطاق العربي! واستخدم في ذلك كل الأدوات غير السوية، منها الإخفاء القسري للمعارضين، وإلقاء الجثث في البحر (لا جثة لا جريمة)! والاغتيال في وضح النهار، كما حدث في بيروت عام 2005 في اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، بأدوات أثبتت المحكمة الدولية تورطها في الاغتيال، رغم كل السيناريوهات التضليلية التي رافقت الاغتيال، من أبو عدس حتى الموساد الإسرائيلي. الاتجاه الكلي الذي يذهب إليه العالم هو التحرر وإشاعة حقوق الإنسان وبناء الأوطان على أسس حديثة عادلة، بقاء النظام السوري، يعني بقاء سوريا في ذيل التطور العالمي، يعني استمرار الماضي، وهو أمر لم يعد قابلاً للتنفيذ، بل أصبح مستحيلاً بقاء وممارسة النظام الحالي، بصرف النظر عن مؤيديه واستخدامهم القوة الغاشمة لإشاعة الصمت السياسي للسوريين. على مقلب آخر، فقد ظهر للعالم أنه رغم محدودية «ما عرف بالضربة الثلاثية»؛ فإن تهديدات النظام الروسي والنظام الإيراني في المقاومة وإسقاط الصواريخ، بل وضرب مواقع إطلاقها، كل ذلك لم يتبلور، فقد كان لغواً واستهلاكاً ينثر للعوام، وقد ظهر أن النظام الروسي غير قابل أن يذهب إلى حرب مدمرة بسبب تحالفه مع الأسد. في القادم من الأيام قد يعود نظام الأسد إلى استخدام أسلحة محرّمة أو قتل على نطاق واسع؛ فهو يرغب في تحقيق «انتصار» على شعبه، وقد تعود الدول الكبرى إلى التهديد أو الفعل، وقد تعجز موسكو وطهران عن تبرير كل ذلك القتل لشعب عربي يرغب في التحرر من نظام قمعي. وبسحب كل من الثقة بالنظام وضعف اليقين بضرورة وجوده، وهما عاملان سيؤديان إلى سحب التأييد العلني أو الخفي من النظام، والتشكيك حتى من حلفائه في إمكانية استمراره، هذه حقيقة لا تخفى على الروس على الأقل، وإن تم إخفاؤها على الشعوب الإيرانية أو أزلامها حتى الآن! فالسوريون ليسوا أشباه شياه ليستمر قتلهم، وفي وقت ما سوف يقدم كل من أجرم في حقهم إلى العدالة.

آخر الكلام:تشهد المدن والبلدات والقرى السورية ما لم تشهده سدوم وعمورة من خراب!

 

شرف الأسرة الدولية والوحل السوري

راجح الخوري/الشرق الأوسط/21 نيسان/18

يوم الثلاثاء الماضي قال الرئيس إيمانويل ماكرون أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، إن الضربات العسكرية الأخيرة الأميركية والفرنسية والبريطانية على مواقع النظام السوري «لا تحلّ شيئاً، لكن الدول الثلاث تدخلت حفاظاً على شرف الأسرة الدولية؟».

هكذا بالحرف: شرف الأسرة الدولية، لكن يجب بالضرورة أن نضيف، وشرف الشرعية الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكن ذلك لا يمنع من طرح السؤال الموجع: ماذا بقي أصلاً من هذا الشرف، بعد سبعة أعوام من الحروب الكارثية، التي دمرت سوريا وسقط فيها ما يقرب من نصف مليون قتيل، وتهجّر أكثر من 12 مليون سوري، واستهلكت منذ عام 2011 بعثة المراقبين العرب ورئيسها السوداني محمد علي الدابي، ثم بعثة المراقبين الدوليين ورئيسها النرويجي روبرت مود، ثم المبعوث كوفي أنان، ومن بعده الأخضر الإبراهيمي، وأخيراً ستيفان دي ميستورا الضائع هو ومؤتمرات جنيف التسعة، بين مسلسلي آستانة وسوتشي؟

حفاظاً على شرف الأسرة الدولية، في وقت تقول السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، إن النظام السوري، استعمل قبل مذبحة دوما الأخيرة، السلاح الكيماوي 50 مرة، رغم التزام الرئيس فلاديمير بوتين بعد مذبحة الغوطتين في سبتمبر (أيلول) من عام 2013 بأن يسلّم النظام السوري ترسانته من الأسلحة الكيماوية الممنوعة دولياً، وفي وقت تشتبك مع زميلها الروسي فاسيلي نيبينزيا، بعدما استعملت روسيا حق النقض 12 مرة لتعطيل قرارات الشرعية الدولية في مجلس الأمن، منها ست مرات تتعلق باستعمال السلاح الكيماوي!

طبعاً، لا داعي إلى الإفاضة في الحديث عن شرف الأسرة الدولية الغارق في الوحول السورية وغيرها، لكن من الضروري أن نلاحظ أمرين؛ شكلياً ذا دلالات، وجوهرياً ذا تأكيدات:

الأول، هو ذلك العناق الحار بين نيكي هيلي وزميلها الروسي فاسيلي نيبينزيا، فور انتهاء جلسة مجلس الأمن، التي تبادلا فيها الاتهامات وحتى التهديدات إلى درجة عمقت المخاوف الدولية من انفجار الوضع العسكري بين الولايات المتحدة وروسيا، بعدما أعلن الرئيس دونالد ترمب رداً على التهديدات الروسية بإسقاط أي صاروخ يستهدف دمشق: «استعدي يا روسيا الصواريخ الأميركية قادمة وهي ذكية وجميلة وجديدة»، وهذا العناق يجد مبرراته والتفسيرات في التصريحات الأميركية والفرنسية والبريطانية بعد الضربة الثلاثية على ثلاثة مواقع كيماوية!

أما الآخر، وهو الجوهري، فهو ما كشفته هذه التبريرات والتفسيرات التي أكدت أن تنسيقاً عميقاً وتفصيلياً جرى بين موسكو وواشنطن وباريس ولندن، قبل ثلاثة أيام من العملية، حول الأهداف التي ستتعرض للقصف والتي جرى تفريغها وتحضيرها لاستيعاب الضربة، حيث لم يقع سوى ثلاثة جرحى كما أعلن!

في هذا السياق، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، إنه تم التنسيق مسبقاً مع الروس لتفادي التصادم في الأجواء السورية، وإنه تم قصف ثلاثة مواقع للأسلحة الكيماوية «وليس لدينا أي علم بأي ردٍ من دفاعات النظام الجوية»، وقد تم انتقاء الأهداف، على ما تشير الوقائع، بالتنسيق مع الروس وهي: مركز برزة للأبحاث العلمية قرب دمشق، ومخزن حيم شنشار لتخزين الأسلحة قرب حمص، ومخزن آخر لتخزين سلاح غاز السارين في حمص، وهنا يطرح الخبراء العسكريون سؤالاً لافتاً: لماذا لم يتم قصف موقع جمرايا المهم التابع لمركز البحوث الكيماوية، هل لأن الروس تأخروا في إخلائه كما يقّدر هؤلاء الخبراء؟

الموقف الفرنسي أكد عملية التنسيق مع روسيا عندما أعلنت باريس صراحة أنه تم إبلاغ الروس مسبقاً بالضربات، وأن موسكو بناءً عليه، لم تستخدم أنظمتها للدفاع الجوي لمواجهة الصواريخ الغربية، رغم كل ما كان قد أعلن عن استعدادات في مواقع «إس إس 300»، في حين حرصت الرئاسة الفرنسية على الإعلان أن الرئيس ماكرون الذي كان قد مد يد التعاون إلى موسكو قبل الضربات، لا يزال يعتزم القيام بزيارة مرتقبة إلى موسكو!

والمفارقة، أن «شرف الأسرة الدولية» الذي تحدث عنه ماكرون، ضاع وسط هذه الفوضى المنظمة، فليس من المبالغة القول إن الجميع خرجوا راضين؛ النظام السوري أثبت تماسكه، وتعمّد بث شريط للرئيس الأسد يدخل صباح اليوم الثاني بكامل قيافته إلى القصر الجمهوري حاملاً حقيبة اليد، لكن من دون مرافقين أو حراس، وموسكو لم تتردد في التباهي عندما أعلن رئيس العمليات سيرغي رودسكوي، أنه تم اعتراض 71 صاروخاً مجنحاً عبر منظومات الدفاع الجوي السورية القديمة السوفياتية الصنع، ولم تستعمل منظومة «إس إس 300» و«إس إس 400» من قاعدة حميميم، خلافاً لقول ماتيس إنه لم يطلق أي صاروخ دفاعي. أما ترمب فأشاد بالضربات على طريقة جورج بوش الابن بعد غزو العراق عام 2003: «المهمة أنجزت»!

المثير في الأمر هو الإجماع الذي ظهر في المواقف الأميركية والفرنسية والبريطانية بعد الضربة، والذي يكشف عن رهانات على إحياء مسار جنيف والعودة إلى المفاوضات السلمية، وعلى أن تقوم موسكو بالضغط على الأسد كي يقبل العودة إلى التفاوض، وفي هذا السياق أعلنت واشنطن أنها ستضغط من أجل إجراء محادثات برعاية الأمم المتحدة، وأنها تواصل العمل بقوة مع مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا، وكذلك مع موسكو من أجل السير قدماً في العملية السياسية «والتوصل إلى تسوية سياسية مع التركيز على أمرين؛ الإصلاح الدستوري، وانتخابات حرة وعادلة بإشراف الأمم المتحدة». هنا يغيب الحديث كلياً عن «عملية الانتقال السياسي» التي عطلت الحل منذ البداية في مؤتمر «جنيف1» عندما فخخ سيرغي لافروف النص الذي يشير إلى دور الأسد بعد الحل السياسي، وبدورها أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي مباشرة بعد الضربة الثلاثية، أن العملية العسكرية وحدها لا تكفي، والأمل الأفضل للشعب السوري يبقى الحل السياسي، أما بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني فقد كان واضحاً أكثر عندما قال في اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين: «إن العملية الثلاثية ليست محاولة لتغيير دفة الحرب أو لتغيير النظام، وسيستمر الضغط على الأسد من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات»، هذا في حين كان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، يعلن أن باريس تريد استعادة المبادرة لضمان الاتجاه نحو تسوية سلمية للأزمة السورية!

بعد كل هذا، هل كثير القول رداً على هذه المراهنات الغربية على العودة إلى تسوية سياسية «يا حصرماً رأيته …» ما لم تتم هذه التسوية عبر الشروط الروسية أولاً وشروط الأسد ثانياً، وحسابات الإيرانيين حول دمشق والأتراك في الشمال… وهو ما يمكن أن يدفع إلى القول: إن شرف الأسرة الدولية الذي يتمرغ في الوحول السورية منذ سبعة أعوام قد يتمرّغ سبع سنوات أخرى؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة

بيروت: «/الشرق الأوسط/21 نيسان/18»/جدد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، تأكيد أن «لبنان لن يكون بلداً معتدياً لكنه يرفض أي اعتداء على أراضيه». وبحث عون خلال استقباله قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل، التعاون القائم بين الجيشين اللبناني والأميركي والمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للمؤسسات الأمنية اللبنانية، خصوصاً الجيش. وخلال اللقاء الذي حضرته السفيرة الأميركية لدى لبنان، إليزابيث ريتشارد، والوفد الأميركي المرافق، شكر عون الجنرال فوتيل على «دور بلاده في مؤتمر (روما 2) الذي خُصص لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية»، مشيراً إلى أن «إسرائيل لا تزال تواصل انتهاكاتها البرية والبحرية، لا سيما على طول الحدود الجنوبية»، لافتاً إلى أن «الاتصالات ستُستأنف عبر اللجنة الثلاثية العسكرية في النصف الأول من الشهر المقبل لإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على الحدود الدولية للبنان». وكان الجنرال فوتيل قد نقل إلى الرئيس عون، في مستهل اللقاء، تحيات وزير الدفاع الأميركي ديفيد ماتيس، ثم قدم عرضاً للأوضاع العسكرية الراهنة في المنطقة، مجدداً دعم بلاده «للجيش والقوى المسلحة اللبنانية وضرورة تعزيز التعاون القائم بين الطرفين».

 

بري استقبل رؤساء مجالس بلدية واختيارية: الجنوب صخرة للوحدة الوطنية و6 أيار سيكون عرسا للديمقراطية وليس مأتما لها

السبت 21 نيسان 2018 /وطنية - استغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري، "الإستفاقة المتأخرة عند البعض حول ما يدعون به تحت ذريعة تحصيل حقوق المسيحيين في التمثيل النيابي في الجنوب"، مشيرا إلى أنه "في العام 1992 كان أول من طالب بأن يكون لمسيحيي الجنوب وخاصة في المناطق الحدودية أكثر من مقعد نيابي". جاء ذلك خلال استقبال بري أكثر من 400 رئيس مجلس بلدي واختياري يمثلون رؤساء اتحادات بلدية ورؤساء المجالس البلدية والاختيارية لأقضية: النبطية، حاصبيا، مرجعيون، وبنت جبيل وقرى العرقوب، وذلك في قاعة أدهم خنجر في دارته في المصيلح. وشدد على أن "الرياح الانتخابية مهما اشتدت يجب ان لا تجعل من أي مرشح ومن أي طرف سياسي ان تخرج عن الطور الوطني"، مردفا "لن نسمح لأحد وانتم معنا بأن يعبث بالوحدة الوطنية والعيش المشترك". أضاف: "ليعلم الجميع، وخاصة أولئك الذين يقومون بسياحة إنتخابية وينفخون في أبواق الفتنة، بأن الجنوب بكل قراه هو صخرة للوحدة الوطنية والعيش المشترك، وأي رياح طائفية موسمية لن تمر ومن يحمل فيروسات مذهبية نقول له ازرعها في مكان آخر لا الجنوب ولا لبنان يحتمل هذا المرض القاتل والمميت للجميع، الجنوب كان وسيبقى الرئة التي يتنفس منها كل لبنان وحدة ومنعة وعيشا واحدا ومقاومة لكل المشاريع الفئوية الضيقة".

وتابع: "لن ينجحوا في تحويل السادس من ايار الى مأتم للديموقراطية إنما سيكون عرسا لها".

واستغرب "الاستفاقة المتأخرة عند البعض حول ما يدعون به خصوصا تحت ذريعة تحصيل حقوق المسيحيين في التمثيل النيابي في الجنوب"، مشيرا إلى أنه في العام 1992 كان أول من طالب أن يكون لمسيحيي الجنوب وخاصة في المناطق الحدودية أكثر من مقعد نيابي "لكن هناك من رفض ذلك"، وأردف: "أتمنى أن لا يتحدثوا في هذا الأمر لأن من بيته من زجاج عليه أن لا يرشق الآخرين بالحجارة، علما أنني كنت مع تكريس هذا الحق وسأكون في مقدمة الداعين لتحقيقه، لكن عليهم أن لا ينسوا أن الدستور اللبناني ينص على أن النائب هو نائب عن الأمة جمعاء ويشرع باسم الأمة، هكذا كنا في كتلة التنمية وسنبقى كذلك". وردا على أسئلة عدد من رؤساء المجالس البلدية، أكد بري أن الهيئة العليا للإغاثة "سوف تباشر في استلام محاصيل الزيت خاصة من محاصيل منطقة حاصبيا ومنطقة العرقوب". كما شدد على أن "شتلة التبغ التي كانت عنوان للصمود ومقاومة الجنوبيين ومنها بلدة رميش وأخواتها، ستبقى محط عناية واهتمام الرئيس نبيه بري وكتلة التنمية والتحرير النيابية". وحول التحالف بين حركة "أمل" و"حزب الله"، جدد بري "التأكيد على أن هذا التحالف هو تحالف وطني وهو من أجل لبنان وتحصين وحمايته من العدوانية الإسرائيلية"، قائلا: "من لا يستطيع حماية حدوده سيجد نفسه يدافع عن حدود عاصمته، فلو كانت اسرائيل على حدود كسروان أنا كسرواني ولو كانت على حدود عكار أنا عكاري وعلى الجميع أن يعلم أن لبنان أصغر من أن يقسم، فلبنان كان وسيبقى وطنا نهائيا لجميع أبنائه".

 

رئيس الجمهورية معزيا بالمسعف حنا لحود: بذل نفسه وحياته في سبيل انقاذ الآخرين اينما كانوا

السبت 21 نيسان 2018 /وطنية - أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عن ألمه لاستشهاد المسعف اللبناني حنا لحود الذي يعمل مع البعثة الدولية للصليب الأحمر، غرب مدينة تعز اليمنية، والذي قضى برصاص مسلحين خلال قيامه بمهمة انسانية مع البعثة.

وقال رئيس الجمهورية في تغريدة على حسابه الخاص على تويتر: "ليس لأحد حب أعظم من هذا، وهو ان يبذل الانسان نفسه في سبيل احبائه. حنا لحود بذل نفسه وحياته في سبيل انقاذ الآخرين اينما كانوا. الرحمة لروحك الطيبة وكل العزاء لعائلتك ومحبيك".

 

الخارجية عزت بالشهيد حنا لحود: نعمل على إعادة جثمانه إلى لبنان

السبت 21 نيسان 2018 /وطنية - توجهت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، ب"أحر التعازي لعائلة الفقيد السيد حنا لحود الذي استشهد في مدينة تعز اليمنية، وذلك خلال تأديته لمهمة إنسانية خاصة باللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي"، وأعلنت انها تعمل بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر على إعادة جثمان الفقيد إلى لبنان.

 

لجنة متابعة قضية خطف مطراني حلب: لإبقاء هذه القضية حية في الاجتماعات والأذهان والقلوب

السبت 21 نيسان 2018 /وطنية - دعت اللجنة البطريركية التابعة لكنيسة السريان الأرثوذكس والمتابعة لقضية خطف مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم، جميع "صانعي السلام ودعاة الحرية وحقوق الإنسان، من رؤساء كنائس وملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات معنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالشأن السوري، الى متابعة هذه القضية وإبقائها حية في اجتماعاتهم وأذهانهم وقلوبهم"، وذلك في بيان جاء فيه: "مع مرور خمسة أعوام على اختطاف مطراني حلب متروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران بولس اليازجي ومتروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس المطران يوحنا إبراهيم، أصدرت اللجنة البطريركية المتابعة لقضية خطف المطرانين، والتابعة لكنيسة السريان الأرثوذكس، بيانا دعت فيه جميع صانعي السلام ودعاة الحرية وحقوق الإنسان، من رؤساء كنائس وملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات معنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالشأن السوري على متابعة هذه القضية وإبقائها حية في اجتمعاتهم وأذهانهم وقلوبهم".  "الإيمان العامل بالمحبة (غل 5: 6)، هذا هو الشعار الذي تبناه نيافة المطران الأسير مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، وقد كان مؤمنا به قولا وفعلا وفكرا. ولأننا أبناء الإيمان والرجاء والمحبة نسلم قضيتنا لمشيئة الرب ونستمر في متابعتنا لملف الاختطاف والاحتجاز القسري لمطراني حلب مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم ورفيق دربه المطران بولس يازجي، حيث مازالت الدلائل والمعطيات التي تتوافر لنا تباعا تدعم قضيتنا وتفاؤلنا بالخواتم الإيجابية المرجوة.

نحن واثقون بأن من اتكل على الله لا يخيب، وكلجنة بطريركية مكلفة بمتابعة الملف الصعب والشائك لاستعادة كرامتهما وحريتهما الإنسانية المسلوبة، نتعهد بالاستمرار والعمل بجدية ورباطة جأش وتفاؤل بالرغم من كل التحديات التي عانيناها ونعاني منها، وبالرغم من الصعوبات التي تواجهنا لغاية الوصول إلى الهدف الأهم ألا وهو الحرية لمطراني حلب. مع الذكرى الخامسة لاختطاف رمزين دينيين كانا من أهم الدعاة إلى السلام والعيش المشترك والوحدة الوطنية في شرقنا المتألم والمعذب، ندين ونستنكر كل أشكال الإرهاب والقتل والاختطاف والتغييب القسري كونها جرائم ضد الإنسانية في القانون الدولي، ونطالب صانعي السلام ودعاة الحرية وحقوق الإنسان في العالم أجمع من رؤساء الكنائس وملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات معنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالشأن السوري على متابعة هذه القضية وإبقائها حية في اجتماعاتهم وأذهانهم وقلوبهم إذ لا يكفي أن نتحرك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وننشر البيانات في كل مناسبة فقط، بل أن نستمر بالمطالبة فعليا والتحرك جديا، وأن نصلي بإيمان ورجاء وتفاؤل ومحبة لكي لا تبقى القضية طي النسيان. كما نشكر ونقدر الجهود والدعم والمساندة من قبل كل من عمل ويعمل للوصول إلى الخواتم السعيدة وإطلاق سراح المطرانين والكهنة والصحافي سمير كساب وجميع الأسرى والمحتجزين قسرا، كما نصلي أيضا من أجل عودة السلام والأمان لشرقنا العظيم وخاصة في سوريا الحبيبة".

 

الراعي للبنانيين في قطر: لا تخافوا من مشاريع تبدأون بها وانطلقوا ولو بفلس الارملة

السبت 21 نيسان 2018 /وطنية - قطر - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في ختام اليوم الثاني من زيارته الرعوية إلى قطر، أبناء الجالية اللبنانية في حفل يعود ريعه لبناء كنيسة مار شربل ومجمعها الرعوي في قطر، في حضور الوزير القطري حمد بن عزيز الكواري، مدير المراسم إبراهيم فخرو، النائب الرسولي كاميليو فالليني، سفير لبنان في قطر حسن نجم، كاهن الرعية المارونية الأب شربل مهنا وممثلين عن مختلف الكنائس الشرقية. وبعد النشيدين اللبناني والقطري، ألقى سمعان سمعان كلمة لجنة بناء الكنيسة شكر فيها البطريرك الراعي على "كامل الدعم والتشجيع الذي قدمه لفكرة بناء الكنيسة للقديس شربل في الدوحة وللبركة التي حلت منذ انطلاق الفكرة ولا تزال حتى هذا اليوم، وحضور سيدنا البطريك هو تشجيع لنا لأنه الراعي الصالح الذي لا يترك قطيعه لحظة". ووجه سمعان تحية للوزير عبد الله بن حمد العطية متمنيا له الصحة والشفاء العاجل، مشيرا إلى محبته للبنان وشعبه. بعدها تم عرض فيلم مصور تضمن صورا لمشروع بناء الكنيسة والمراحل التي تم تنفيذها حتى اليوم والتصميم اللبناني التقليدي للاديرة والكنائس الذي سيعتمد لبناء هذه الكنيسة ومجمعها وكان تركيز على أصحاب الأيادي البيضاء التي أعطت من دون حساب للانطلاق بالمشروع، بعدها قدم امير قطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني مساحة الأرض. وساهم مدير المراسم إبراهيم فخرو بتسهيل المعاملات من أجل إنشاء البناء وكانت دعوة لجميع المؤمنين ولو بفلس الأرملة للكنيسة. وقدم الحفل غادة عويس، ثم ألقى المطران فالليني كلمة شدد فيها "المحبة التي تجمع بين الناس والتي أوصلت إلى تطبيق هذا المشروع". وأضاف: "أحب ألا ننسى الخبرة التي نعيشها هذا المساء فنحن نختبر المحبة وكل واحد منا هو هيكل الله سواء كان مسيحيا أم غير مسيحي وكل إنسان خلق على صورة الله ومثاله واتمنى ان يكون كل واحد منا تلك الصورة التي تنشر الوحدة والمحبة والصداقة في المجتمع وصلاتي أن تساعد الكنيسة كل واحد منا أن يكون على صورة الله".

الراعي

بعدها قدمت لجنة بناء الكنيسة درعا تكريمية لكل من السفير البابوي والنائب الرسولي وسفير لبنان وللبطريرك الراعي الذي القى كلمة قال فيها: "القديس شربل يجمعنا، لقد جمعنا أربع مرات خلال 24 ساعة، بدءا من لقائنا في دارة سفير لبنان وكنا سعداء بحضوركم، أما اللقاء الثاني فكان في وضع حجر الأساس لكنيسة القديس شربل وهو علامة إيمان كبيرة جدا من قبل شعبنا، والمرة الثالثة كان القداس الذي احتفلنا به اليوم وكرمنا من خلاله القديس شربل وقدمنا الذبيحة الإلهية على نية لبنان وقطر والشرق الأوسط، وانتم الذين تعيشون في قطر بكرامة، وكأنكم في وطنكم بكل معنى الكلمة، انتم فخرنا ومار شربل سيكون معكم لتفعيل هذا الوجه الحلو للمشرق. أتى معكم إلى قطر وانتم هيأتم له الطريق ولو لم تكونوا هنا لما كان المشروع. أما اللقاء الرابع فهو هذا اللقاء على مائدة المحبة من أجل المشروع، لا تخافوا من مشاريع تبدأون بها. انطلقوا ولو بحصة صغيرة ولو بفلس الأرملة. لقد شيدت هناك أكبر الكنائس واجمل القاعات والمشاريع تماما كآية تكسير الخبز والسمكة هو يقول لا تخافوا لأنه يعطينا، لم يكن يعرف القديس شربل أحدا سوى الله وهذا كان كافيا لكي يصل إلى القداسة وهو من السماء فرح بكم".

 

الراعي زار مؤسسة قطر والمكتبة الوطنية ومتحف الشيخ فيصل: ان لم تقترن الثقافة بالقيم يصبح العلم وسيلة للدمار وهذا ما نشهده اليوم

السبت 21 نيسان 2018 /وطنية - استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم الثالث من زيارته الراعوية الى قطر، بزيارة المبنى المركزي لمؤسسة قطر، يرافقه المطرانان سمير مظلوم وبولس الصياح، مدير مكتبه وليد غياض، الأب شربل مهنا، سفير لبنان حسن نجم، السفير البابوي فراشيسكو باديلا، النائب الرسولي لشبه الجزيرة العربية المطران كاميليو بلين ومدير المركز الكاثوليكي الأب عبدو ابو كسم. واستمع الراعي الى عرض موثق حول إنشاء مبنى المؤسسة "ما يدل على مدى الاهتمام الحكومي بالتعليم والابحاث وتطويرها اضافة الى تنمية المجتمع، الأمر الذي ترجم بافتتاح فروع لجامعات عالمية في مؤسسة قطر التي تحضن اكثر من ستين جنسية من الطلاب من مختلف دول العالم". وكان تركيز على ان الحكومة "تصرف نحو 2,8 من الموازنة لتمويل الأبحاث وتطويرها لمواجهة التحديات في عالم اليوم على مختلف الاصعدة".

اما المحطة الثانية فكانت في المكتبة الوطنية، حيث كان في استقبال الراعي وزير الدولة حمد بن عبد العزيز الكواري، وكانت جولة في مختلف الأقسام الممتدة على مساحة 45 الف متر مربع، وهي مفتوحة على بعضها البعض وتتسع لنحو مليون و200 الف كتاب عدا الكتب الرقمية".

وردا على سؤال عن رأيه في المكتبة، قال البطريرك: "انه انجاز رائع، هذه هي المكتبة الوطنية بمجموعة الكتب الموجودة فيها والتي يفوق عددها المليون، اود ان اهنئ الدولة القطرية الممثلة معنا اليوم بحضور وزير الدولة حمد بن عبد العزيز الكواري، حبيب الكتاب وحبيب لبنان، ونقول اليوم من خلال سفيرنا في قطر السيد حسن نجم: تهانينا كبيرة لقطر على هذا الإنجاز. كما نهنئ سمو الامير تميم، ففي الحقيقة ان ما رأيناه اليوم من مؤسسة قطر عامة والمكتبة، نفاخر به جميعنا، ليس فقط في قطر، لانه ليس فقط لقطر انما لجميع أبناء العالم العربي. نحن نعتبر ان هذه المكتبة تخصنا جميعا، وتعبر عنا جميعا، وهي تدل ايضا على الانفتاح الكبير الذي قامت به دولة قطر على العالم. ما من شيء يعني العالم ويدع الشعوب تلتقي مع بعضها البعض الا الثقافة والعلم، وهذا ما نحن بحاجة اليه اليوم. لا تخافوا من الانسان المثقف، انما خافوا من الانسان الجاهل. ولكن في الوقت ذاته، اذا لم تقترن الثقافة بالقيم الروحية والأخلاقية، وان لم يكن هناك حضور لله في حياتنا يصبح العلم اكبر وسيلة للدمار والخراب. هذا امر نشهده اليوم من خلال الاسلحة المتطورة التي تقتل الآلاف من دون رحمة، مما يعني ان هذا العلم، اذا انحرف عن واقعه، اي واقع رباطه مع مصدر العلم وهو الله، يصبح خطيرا جدا".

أضاف: "أنا اؤمن بان هذه المكتبة ستكون لجميع الأجيال، لتقول لهم انه لا يمكننا ان نلتقي الا من خلال العلم والثقافة بشرط ارتباطهما بالقيم الروحية والأخلاقية، ويبقى الله هو مصدرها. نحن هنا لإعطاء هذه الشهادة لقطر ونهنئها على هذه الخطوة والتي اسمها مؤسسة قطر، ولا سيما هذه المكتبة العالمية فيها. لقد حققتم تقدما لافتا ومميزا، فمكتبتكم تميزت من كل النواحي وخصوصا من الناحية الهندسية بحيث هي تمثل مساحة واسعة مفتوحة على بعضها البعض لتعطي الرغبة في القراءة، ولتكون من دون حدود، وهي بذلك تؤكد ان العلم يبقى من دون حدود ايضا. ومن هنا نتمنى على وسائل الاعلام اللبنانية التي ترافقنا ان تخبر اللبنانيين الذين يضحون في سبيل العلم، ان في قطر هذه المكتبة العالمية الغنية، فليزوروها".

يشار الى ان الأميرة موزة كانت قد وقعت على الكتاب الاول في المكتبة في حفل الافتتاح الرسمي في 15 نيسان الحالي، فيما وقع الامير تميم بن حمد آل الخليفة على الكتاب الذي يحمل الرقم مليون. بدوره قدم الراعي كتابا بعنوان "جذور المسيحية" يحمل الرقم مليون وواحد.

ويذكر أن المكتبة المزودة بأحدث التقنيات التكنولوجية، تشمل قسما مخصصا للأطفال وآخر لذوي الاحتياجات الخاصة وستديو للموسيقى وشاشات تفاعلية وأقسام تعنى بالتاريخ والعلوم وغيرها، بالاضافة الى متحف يحتوي على 4000 آلاف مخطوطة وخرائط تشير الى موقع قطر على الخريطة العالمية مع بداية القرن التاسع عشر. أما آلية الاستعارة والرد، فتتم وفق تقنية متطورة لا تستوجب وجود موظف.

وعن التعاون بين لبنان وقطر، أجاب الراعي: "من المفروض ان يكون هناك تعاون"، سائلا الكواري عما اذا كان هذا التعاون موجودا حاليا، فرد الكواري: "ان التعاون موجود وإن شاء الله سيتطور، وستشكل زيارة غبطة البطريرك بشكل عام دافعا لهذا التعاون".

وتابع الراعي: "اللبنانيون منفتحون على العلم، واعتقد انه بإمكان شباب لبنان التعاون مع قطر للاستفادة من هذه المكتبة العظيمة". فرد الكواري: "قطر محبة للبنان ولكل شعبه، واؤكد ان هذه الزيارة سوف تشكل دافعا اضافيا لمزيد من العمل والعلاقات بين البلدين والشعبين، والتي هي بحد ذاتها موجودة ولكن كلانا يطمح للمزيد منها". أضاف الكواري ردا على سؤال حول رأيه بزيارة الراعي الى المكتبة الوطنية: "انه انجاز عظيم من قطر، ولكنه للعرب وللعالم، ومثل هذا الإنجازات سيكون لها صدى طويل المدى على الثقافة العربية وحوارها مع الثقافات الاخرى. هذه المكتبة هي من بين الاحدث في العالم الان، وهي بنت هذا العصر من تكنولوجيا وثورة رقمية". وعدد مزاياها لناحية تصميمها وما تحتويه من كتب بمختلف اللغات، وقال: "ان منظر المكتبة الشفاف يعبر عن الشفافية التي تعيشها قطر والشفافية التي يجب ان تتمتع بها المعرفة في كل مكان. تصميمها فريد، فتكاد ترى المكتبة بكاملها بنظرة واحدة حتى تلك الطوابق الموجودة تحت الارض. هذا امر مميز جدا ومن حقكم كلبنانيين ان تفتخروا بهذه المكتبة كما نفتخر نحن بها. انني سعيد بهذه الزيارة التاريخية لرجل كبير من رجالات الدين والثقافة والفكر، انه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وقد حرصت شخصيا على زيارته للمكتبة حيث وقع على آخر كتاب موجود فيها اليوم، وستكون هذه المكتبة اضافة نوعية للحياة الثقافية في قطر، هذه الحياة التي لها مركز مهم في بلادنا وهي قد جعلت من الدوحة عاصمة ثقافية في نشاط متواصل مع ما تتضمنه من متاحف ومؤسسة قطر واليوم المكتبة الوطنية التي ستشهد برامج ثقافية على مدى السنة، برامج تعكس دورها الفكري والحواري مع الثقافات الاخرى".

وعن رأيه بوضع الراعي لحجر أساس اول كنيسة مارونية في الدول العربية، قال الكواري: "سعداء بهذه الزيارة التي لها رمزية خاصة وتشكل دليلا على مدى تسامح دولة قطر وانفتاحها، ومدى الحرية الموجودة فيها كحرية ممارسة الأديان. وان الجالية اللبنانية في الحقيقة هي من اهم الجاليات التي تحظى باحترام القطريين. فنحن ننظر الى اللبنانيين على انهم اخوة، وبالتالي وجود كنيسة خاصة بالموارنة وبقية المسيحيين هو انجاز نفتخر به ونعتز، وقطر ترحب بزيارة هذا الرجل الكبير لها".

بعدها توجه البطريرك والوفد المرافق لزيارة متحف رئيس رابطة رجال الاعمال القطرية الشيخ فيصل بن قاسم بن فيصل آل ثاني، والذي كان في استقباله، وجال الجميع في اقسام المتحف الممتد على مساحة 200 الف متر مربع، واستمعوا الى شرح عن تاريخ موجوداته القديمة التي تنوعت بين مخطوطات وسيارات وسفن ومجوهرات، اضافة الى عرض للتراث التقليدي لقطر.

وقد افتتح الشيخ فيصل المتحف الخاص به في العام 1998 وهو يحتوي على موجودات فريدة ونادرة من العالم، بدأ بجمعها منذ 45 سنة من مختلف دول العالم. وتميز قسم من المتحف بعرض موجودات تخص مختلف الديانات ومن بينها المسيحية، ومنها الصلبان والأيقونات والاثاث الخاص بالكنائس وبدلات الكهنة، وهي تعود لقرون مضت. واشار فيصل الى ان الهدف من انشاء هذا المتحف "اتاحة الفرصة للجميع للتعرف على التاريخ بمختلف مراحله وقبول فكرة التطور لما فيه خير الانسان والإنسانية، فالحضارات والتاريخ لا يمكن تجاهلها والإ عشنا في الظلمة والجهل".

بدوره اثنى الراعي على "الجهد الذي بذله الشيخ فيصل لجمع هذه الموجودات النادرة التي تغني حاضر الشعوب لما تمدهم به من صورة عن تاريخ مضى وشهد تطورا على مراحل حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم".

 

نصرالله للمشاركين في مهرجان صور: نحن بحاجة إلى كل أصواتكم وأعظم حضوركم فأنتم لا تنتخبون فقط لائحة الأمل والوفاء بل رئيس مجلس النواب المقبل

السبت 21 نيسان 2018

 وطنية - أقام "حزب الله" عصر اليوم مهرجانا انتخابيا في صور، تحت عنوان "صوتي وفا لأهل الوفا"، تحدث فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وحضره حشد شعبي وسياسي ومرشحو دائرة صور- الزهراني.

بداية، آيات من القرآن الكريم، فالنشيد الوطني ثم نشيد "حزب الله"، ثم أدى المنشد علي العطار وفرقته أناشيد من وحي المناسبة.

ثم أطل نصرالله عبر الشاشة مستهلا خطابه بالترحيب بالحضور، قائلا لهم: "هذا الاحتفال له هدف واضح، هو التعبير عن التأييد والدعم الشعبي والسياسي للائحة الأمل والوفاء في قضائي صور والزهراني. في برنامجي يوجد ثلاثة مقاطع: كلمة في المقاومة، كلمة في هموم البلد، وأخيرا كلمة حول اللائحة والتصويت وعن الأخ الأكبر دولة الرئيس نبيه بري".

أضاف: "نلتقي هنا في مدينة صور، مدينة السيد عبد الحسين شرف الدين وساحة جهاده وخاتمة حياته الشريفة، ومدينة الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله بخير وأخويه، التي كانت ميدان انطلاقته الكبرى من صور إلى كل لبنان وإلى كل العالم. المدينة التي احتضنت أستاذنا وقائدنا وأميننا السيد عباس الموسوي في بداية شبابه، طالبا في معهد الدراسات الإسلامية، في الحوزة الدينية التي كان قد أسسها الإمام الصدر. وصور التي عاد إليها السيد عباس عاشقا وقضى فيها أغلى وأجمل سنين حياته في المقاومة قبل تسلمه الأمانة العامة وصولا لإلى الشهادة. عندما نلتقي في صور، يعني في مدينة التعايش الإسلامي - المسيحي. في مدينة العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين وبين الشيعة والسنة، التي كانت دائما عصية على الفتنة بالرغم من أن الفتنة ضربت كل أرجاء البلد".

واستطرد: "المدينة التي واكبت الصراع العربي الإسرائيلي منذ أيامه الأولى، مع الإمام شرف الدين ومواقفه التاريخية، والتي احتضنت وفتحت بيوتها وأبوابها للنازحين الفلسطينيين المهجرين من أرضهم عام 1948، خصوصا من شمال فلسطين المحتلة، الذين مازالوا يعيشون فيها وحولها في مخيمات اللجوء الفلسطيني، في إخوة وتلاحم وانسجام.

المدينة التي قاومت الاحتلال عام 1982، وكانت على أرضها فاتحة العمليات الاستشهادية، وكان ميدانها ساحة للاستشهاديين من أبناء الإمام الصدر والإمام شرف الدين، من رجال وشباب حركة أمل وحزب الله، من فاتح عصر الاستشهاديين الاستشهادي أحمد قصير الذي دمر مقر الحاكم العسكري الإسرئيلي في صور وأذل إسرائيل، وكسر هيبة جيشها، وفرض عليها أن تعلن الحداد العام، وأسس لكل الانتصار، الذي جاء فيما بعد إلى عملية الاستشهادي حسن قصير البطولية والنوعية، إلى العملية الاستشهادية في مدرسة الشجرة. وقاومت صور ومنطقتها كما كل الجنوب وفرضت على قوات الاحتلال أن تخرج وتنسحب مهزومة ذليلة بلا قيد وبلا شرط عام 1985 إلى الشريط الحدودي المحتل".

وأردف: "نلتقي هنا مع المقاومين والمجاهدين وعوائل الشهداء والجرحى والأسرى المحررين والصامدين في أرضهم والكادحين والكادين لعيالهم، مع المزارعين والصيادين والعاملين، الذين يصنعون حياتهم العزيزة بدم العروق وعرق الجبين، شاكرين الله تعالى على جميع نعمه. نجتمع هنا لنتحدث قليلا عن هموم المقاومة والوطن".

في النقطة الأولى، ما أسماه موضوع المقاومة، قال: "نلتقي في هذه الأيام وأمامنا ذكرى عدوان نيسان سنة 1996، الذي سماه العدو الإسرائيلي عناقيد العضب، هذا العدوان بدأ في 11 نيسان من أجل التذكير بتلك الأيام العظيمة. في 11 نيسان 1996 استمر العدوان 16 يوما، وكانت نهايته في 27 نيسان. في بداية العدوان، من أجل أن نذكر بالخير، بدأ العدوان بقصف مقر القيادة العسكرية لحزب الله في حارة حريك، الذي كان يقيم فيه آنذاك القائد العسكري للمقاومة في ذلك الوقت القائد الشهيد السيد مصطفى بدر الدين، وأخطأه الصاروخ، يعني قدر العدو الذي شن عدوانه عن سابق تصور وتصميم، قدر أن يبدأ عدوانه بقتل القائد العسكري للمقاومة منذ الساعة الأولى، ولكن شاء الله سبحانه وتعالى له النجاة، واستطاع أن يقود تلك المعركة بجدارة وكفاءة ولياقة مع إخوانه من القياديين في غرفة عمليات المقاومة ومع كل المجاهدين، الذين شاركوا في مواجهة العدوان في ذلك الوقت، في حزب الله، في حركة أمل، في العديد من القوى الوطنية والإسلامية، كان ما زال لديهم تواجد وسلاح ومقاتلين وبعض هذه القوى شاركت في ذلك الحين".

أضاف: "لجأ العدو نتيجة عجز الميدان كما في العادة إلى قصف المدنيين، لكن التطور في مواجهة عدوان نيسان من خلال الاستهداف الواسع لمستعمرات ومستوطنات المحتلين الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة، أجبر العدو على وقف العدوان بعد تدخل دولي ومفاوضات دولية، وصار يومها بما يسمى بتفاهم نيسان، وكان هذا إنجازا كبيرا جدا للمقاومة، لماذا؟ لأن تفاهم نيسان استطاع أن يكرس معادلة تحييد المدنيين والمنشآت المدنية. عندما كانت المقاومة تقوم بالعمليات في الجنوب أو في البقاع الغربي، كان الإسرائيلي يسارع إلى قصف القرى والبلدات والمدارس والحقول والمدنيين والناس للضغط على المقاومة. أهم إنجاز صار في تفاهم نيسان هو تحييد المدنيين اللبنانيين مقابل تحييد المستوطنات، مما أعطى هامشا واسعا للعمليات العسكرية. في ذلك الوقت قال رئيس أركان جيش العدو لقد حولنا تفاهم نيسان إلى كيس ملاكمة بين قبضات المقاتلين في جنوب لبنان. لأنه لم يكن لديه شيء إلا الرد على المدنيين. تفاهم نيسان حيد المدنيين، لأنه لو قصف المدنيين كانت المقاومة ستقصف المستعمرات الإسرائيلية. تفاهم نيسان فتح مجالا واسعا أمام المقاومة بقوة وأسس للانتصار الكبير عام 2000".

وتابع: "نتكلم عن هذه المقاومة، هذه المقاومة كانت حلم الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، وكانت مشروع الإمام موسى الصدر، الذي حققه وأسس له، وبعدها جاء أبناؤه في حركة أمل وفي حزب الله وطوروا هذا المشروع وحولوه إلى قوة حقيقية. عندما نعود قليلا إلى التاريخ ليس فقط لنحكي تاريخ، تاريخ الماضي القريب لنأخذ العبرة في الحاضر ونعرف إلى أين نسير وعلى أي أساس نسير. ودائما أنا أتمنى على كل النخب والعلماء والسياسيين والمثقفين والناس، ليحكوا لأولادهم وأحفادهم عن تلك المرحلة، خصوصا هذا الجيل الذي ما كان في تلك المرحلة مع صعوباتها وآلامها وقهرها وأحزانها وتضحياتها، تهجيرها ودمائها وشهدائها، هذا التذكير دائما مهم".

وأردف: "في عام 1949، يعني بعد إقامة الكيان الغاصب في فلسطين بعام واحد، اعتدت العصابات الصهيونية على الجنوب. في أناس عندهم شبهة يظنون أن الاعتداءات الإسرائيلية هي فقط عندما جاءت الفصائل الفلسطينية إلى لبنان، والتاريخ موجود من ال 49 حيث لم يكن هناك لا فصائل فلسطينية ولا مقاتلين فلسطينيين في لبنان. كان يوجد مهجرون فلسطينيون يفكرون أين يسكنون، والهجوم كان على البلدات اللبنانية سواء كانت مسلمة أم مسيحية. حصل عدوان على الجنوب، على عدد من قرى الجنوب، وارتكبت مجزرة مهولة في بلدة حولا (مجزرة تاريخية معروفة) ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، سكان المنطقة الحدودية لم يكن لديهم أي إمكانية للدفاع، إمكانات متواضعة، إذ كان يوجد بندقية من أيام زمان أو سيف، أما دفاع حقيقي أو مقاومة حقيقية فلا توجد أي إمكانات. الدولة غائبة".

وقال مخاطبا جمهوره: "إسمعوني جيدا، من هنا أريد أن أبدأ: الإمام شرف الدين يرسل رسالة إلى رئيس الجمهورية، وقتها كان رئيس الجمهورية بشارة الخوري، الإمام شرف الدين بعث له برسالة طويلة تكلم فيها عن موضوع الأمن والحرمان وتعاطي الوزارات وحقوق الجنوب وما شاكل، لكن سأخذ المقطع الذي فيه الأمن والحماية. ببلاغته المشهودة والمعروفة بالرسالة يقول الإمام شرف الدين للرئيس: وحسبنا الآن نكبة جبل عام في حدوده المتاحة، ودمائه المباحة، وقراه وقد طيح فيها نهبا، وأطفاله وقد تأودت رعبا. يعني الأطفال تعتاش على الرعب والخوف في القرى الحدودية وفي الجنوب، وقد استشرى به الفتك إلى ما هنالك من هلاك الحرث والزرع . هذا الجبل المرابط، جبل عامل يدفع جزية الدم لشذاذ الآفاق، يعني الصهاينة، الذين جيء بهم من كل أنحاء العالم إلى فلسطين، ممن لفظته الأرجاء ونبذته الأرض والسماء، هذا الجبل العريق تضرب عليه الذلة والمسكنة ممن ضربت عليهم الذلة والمسكنة في سحق التاريخ. هذا توصيف السيد شرف الدين في حال الجنوب وأهل الجنوب وأناس الجنوب والقرى الحدودية".

أضاف: "ماذا يطلب السيد؟ تفضلي يا دولة، تفضلي يا دولة، دائما كان مشروع أهل الجنوب أن "تفضلي يا دولة"، تفضل يا جيش لبناني، تفضلي يا قوى أمنية، نحن لا نريد أن نكون بديلا، (عندما قيل) هذا الكلام كنت لم أولد بعد، وأغلب الحاضرين في هذا المكان لم يكونوا قد خلقوا بعد، عندما كتب السيد عبد الحسين شرف الدين هذه الرسالة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك، تفضلي يا دولة إحمينا، إبعثوا لنا الجيش على الحدود، دعوا الجيش اللبناني هو الذي يحمي بنت جبيل ويحمي مرجعيون ويحمي رميش ويحمي حاصبيا ويحمي الخيام، تفضلوا ونحن نطالبكم بذلك. لكن لا حياة لمن تنادي، لا في الحماية ولا في ـ المصطلح الثاني، الذي استخدمه السيد شرف الدين ـ الرعاية، إهمال، حرمان. في حال كانوا يريدون أن يبنوا مدرسة كانوا ينتظرون عشر سنوات ليحصلوا ترخيص بناء مدرسة، لم يكن الجنوب يعني الدولة شيئا أصلا، كما هو حال البقاع، كما هو حال الشمال، يعني هذه الأطراف التي كانت محرومة وألحقت بلبنان الكبير عام 1920".

وتابع: "فيما بعد، جاء وشرفنا في بلادنا الإمام السيد موسى الصدر، واصل نفس الطريق، طريق الإمام شرف الدين، وفعله أكثر، وجعل فيه إبداع، وطرح فيه أهدافا وإستراتيجيات ووضوحا وحركة شعبية في كل المناطق من صور إلى كل الجنوب إلى كل لبنان. الإمام الصدر منذ الستينات منذ أول ما جاء في بداية الستينات إلى عام 1975، في هذه الخمسة عشر عاما، دائما كان يوجد اعتداءات إسرائيلية ومجازر إسرائيلية وقصف إسرائيلي وتهجير للناس من قراها الأمامية واعتداءات، وكان السيد الإمام الصدر دائما يقول للدولة، تفضلوا يا جماعة أرسلوا الجيش اللبناني، دعوه هو يحمي، دعوه هو يدافع. لطالما طالبهم، وهذه موجودة في خطبه تستطيعون أن تراجعوها جميعا من الستينات إلى عام 1975".

وأردف: "لماذا أقول عام 1975، سأقول لماذا؟ كان يقول لهم يا أخي تعالوا دعوا الجيش اللبناني يأتي ويدرب الشباب بالجنوب من كل الطوائف ليقاتلوا دفاعا عن قراهم وبلداتهم ونسائهم وأعراضهم وأطفالهم، لكن لا حياة لمن تنادي. وكان يطالب أن تأتي الدولة وتسلح الناس خصوصا في القرى الأمامية، تدربهم، تشكلهم، تنظمهم، تديرهم، تقاتل فيهم، وكان يقول لهم أنا بشيبتي وبسني وبعمري، أنا جاهز أن أكون أول واحد يلتحق بمعسكرات التدريب، وأول واحد يحمل السلاح، وأول واحد يقاتل دفاعا عن الجنوب، لكن لا حياة لمن تنادي. كم طالبهم تعالوا وأنشئوا لنا ملاجئ، في شمال فلسطين المحتلة كلها ملاجئ وغرف آمنة، غرفة آمنة لم يبن في الجنوب، أنشئوا لنا ملاجئ انشئوا لنا غرفا آمنة، أعطونا مقومات الصمود، فقط لنبقى في أرضنا، لا حياة لمن تنادي".

وإذ سأل "صحيح أم لا؟"، استطرد: "هذا تاريخ موجود موثق ولكل من يناقش اليوم بمشروع المقاومة وخلفيات مشروع المقاومة، أقول لهم إن الجنوب وأهل الجنوب بالتحديد ـ لانهم كانوا أكثر الناس عرضة للعدوان ـ انتظروا الدولة منذ عام 1948 ولم تأت إليهم. وانتظروا الجيش ليدافع عن كل الجنوب، أرسلت قوات متواضعة وأثبتت بسالة وبطولة وقدمت شهداء، لكن مجموعات متواضعة. عام 1975 إضطر الإمام الصدر الذهاب إلى البديل، البديل ما هو؟ المقاومة الشعبية المسلحة، التي تعتمد على شبابها وإمكاناتها وسلاحها ولا تعتمد على الدولة، لأن الدولة لا تريد أن ترسل الجيش، ولا تريد أن تدرب، ولا تريد أن تسلح، ولا تريد ان تتحمل المسؤولية، وأسس الإمام الصدر يومها أفواج المقاومة اللبنانية، التي اختصر اسمها فيما بعد وبات "أمل".

وقال: "وأنا أتذكر في ذلك الوقت كان عمري 15 سنة أو 16 سنة، أن كل جيلنا من هذا الشباب التحق، وذهبنا إلى معسكرات التدريب وبالخفاء. وبدأ يجمع المال من هنا ومن هناك ليسلح المقاومة، لتقاتل العدوان، وليس لتكون جزءا من أي قتال داخلي"، مردفا: "أريد أن أضرب لكم مثلا صغيرا لتعرفوا اليوم يا أهلنا في الجنوب ويا أهلنا في لبنان، نحن الآن في أي نعمة وفي أي قوة وفي أي موقع كان يحلم به الامام السيد موسى الصدر، في اعتبار أننا نتحدث في قضاء صور الزهراني نتكلم عن قريتنا. يومها في عام 1975 أو 1976 كنت بالضيعة، ضيعتنا البازورية، الشباب الذين التحقوا وقتها بحركة أمل وصل عددنا إلى 80 شابا، لكن كنا نريد السلاح، في حال أردنا أن نخرج إلى الخطوط الأمامية، في حال حصل عدوان".

أضاف: "كم إمكانات السلاح في ذلك الوقت عام 1976؟ بلد طويل عريض يوجد فيها 80 عضوا معهم كلشن واثنين سيمينوف ـ يلي بيتذكر السيمينوف ـ كلشن واحد واثنين سيمينوف، وذخيرة تكفي لساعة ونصف، وساعة نصف هذه مبالغة، يعني لم يكن هناك ذخيرة، لا يوجد صندوق ذخيرة في هذه المخازن. ويتذكر الشباب في ذلك الوقت عندما كان يتم طلب السلاح من الإمام الصدر، كان يقول إنه ليس لديه الفلوس وليس لديه السلاح، ونحاول أن نشتري، نحاول أن نجلب من سوريا، لكن في حال تتذكروا الكلشنات تبع القبضتين، كان يأتي الشاب ليدفع من جيبته. عندما نتحدث عن الشاب، يعني عمن نتحدث؟ يعني ليس أولاد الأغنياء، نتحدث عن الفقراء وعن المحرومين وعن المعدمين، المطلوب يدفع من جيبته ويصمد نصف ثمن البندقية وتتحمل الحركة النصف الثاني.

هذه كانت الإمكانات في 1975 و 1976. ثم انطلقت هذه المقاومة، وحصل اجتياح 1982، وتطورت هذه المقاومة وصار انتصار عام 2000 والدولة غائبة، لا يوجد دولة مع من تتحدث؟ من تخاطب؟ هل ترون في عام 2006 المقاومة هي التي جاءت بالجيش اللبناني إلى الحدود، فالدولة لم تكن جاهزة لترسل الجيش إلى الحدود. دائما كان يوجد نقاش، يوجد التباس عن وضع الجيش وغيره، دائما كان يوجد نقاش أنه كيف نتعاطى مع هذا الموضوع، بعد حرب 2006 أصبح وصول الجيش إلى الحدود مطلبا دوليا".

وتابع: "في اتفاقية 17 أيار والحكومة اللبنانية في ذلك العهد وافقت على اتفاقية 17 أيار، وافقوا على محدودية وصول الجيش إلى الجنوب، عدد الضباط والجنود، عدد الكتائب، نوعية السلاح، نوعية المدافع، ولكن بعد حرب تموز المجتمع الدولي أصبح يريد 15 ألف ضابط وجندي، واجلبوا دباباتكم وسلاحكم والذي تستطيعون جلبه، المقاومة هي التي جاءت بالجيش إلى الجنوب"، مستطردا: "من هنا لإلى أين أريد أن أصل؟ أريد أن أقول ما يلي: منذ البداية أولا، قادتنا من الإمام شرف الدين إلى الإمام الصدر إلى كل الذين تحملوا المسؤولية بعد ذلك، علماؤنا، أهلنا، دائما كان مشروعهم في جنوب لبنان أن تأتي الدولة لتتحمل مسؤولية الحماية والدفاع عن الأرض والعرض والناس والأهل والخيرات، ولكن الدولة هي التي تلكأت، وهي التي أدارت ظهرها، وهي التي لم تتحمل المسؤولية، والذي يجب أن يلام هي الدولة ومن تحمل المسؤوليات في الدولة، وليس من اشترى سلاحه من مال فقره وعوزه، ليدافع به عن أرضه وعن عرضه وعن أطفاله وعن نسائه".

وأردف: "ويطلع أن المقاومة في لبنان جريمة، نحن طلعنا يا ناسنا وأهلنا وأحباءنا عند بعض اللبنانيين وعند بعض الدول العربية وعند بعض ما يسمى بالمجتمع الدولي، طلعنا مجرمين مرتكبي جريمة، والله أعلم ماذا سيحكي التاريخ عنا. هذه هي مشكلة التاريخ في منطقتنا، في حال سألت الحاضرين وسألت نفسي يا أخي مثلا أدهم خنجر كان مقاوما أم كان لصا؟ صادق حمزة كان مقاوما أم كان لصا؟ ستسمع رأيين ونتكلم عن إناس قبل خمسين سنة أو ستين سنة. طلعت جريمتنا أننا حملنا السلاح لندافع عن وطننا، وأرضنا، وبلدنا، وشعبنا، وسيادة بلدنا، عندما تخلت الدولة عن أرضها وعن سيادتها وعن خيراتها وعن شعبها. لم يكن هناك خيار آخر، البديل عن لجوء أهلنا إلى المقاومة كان يعني الموت، كان يعني التهجير، كان يعني تسليم الأرض للصهاينة، كان يعني إقامة المستعمرات الإسرائيلية على أرض الجنوب والبقاع الغربي وراشيا، كان يعني الاحتلال الدائم والمستمر".

واستطرد: "هذه المقاومة التي كانت حلم الإمام شرف الدين وبداية الإمام الصدر، أصبحت اليوم قوة حقيقية، يحسب لها هذا العدو ألف حساب، دعوكم من التهديد ومن التهويل ومن الوعيد، هو يعرف بالظبط على ضوء التجربة في عناقيد الغضب وفي عدوان 1996 وفي عدوان 1993 وفي حرب تموز وعلى طول مسار المقاومة هو يعرف".

وقال: "أنا اليوم أقول للامام شرف الدين في مدينة صور، يا إمامنا وسيدنا لم تعد الذلة والمسكنة تضرب جبل عامل أبدا، ولن يأتي يوم من جديد تضرب فيه الذلة والمسكنة جبل عامل لأن الدماء والسواعد والأيادي والبنادق كلها تهتف هيهات منا الذلة. وأقول للامام السيد موسى الصدر إن المقاومة التي أسستها والتي أطلقتها والتي كنت تشتري من جيبك ومن جيوب فقرائها قطعة سلاح فردية لتقاتل الجيش، الذي لا يقهر، أصبحت يا سيدي وإمامي أصبحت هذه المقاومة تملك القدرة، والقوة، والرجال، والعقل، والتكنولوجيا، والخبرة، وأيضا تملك الصواريخ التي تستطيع أن تضرب أي هدف في كيان العدو".

أضاف: "هذه الانتصارات وهذه المقاومة، هي فعل تضحياتكم أنتم، تضحيات شهدائكم، جرحاكم، أسراكم، ثباتكم في أرضكم، تحملكم للقصف والعدوان والمجازر والصعوبات والمآسي، وصدقكم وإخلاصكم، وهي الضمانة، ليفهم العالم كله اللبنانيين وغير اللبنانيين، هذه الإنجازات وهذه الضمانة وهذه المقاومة لم تأت بالمجان ولم تأت بشم الهواء ولم تأت بالخطابات، جاءت بعظيم من التضحيات الجسام ولا يمكن أن نتخلى عنها، ولا يمكن أن يتخلى شعبها عنها، ولا يمكن أن يخلي شعبها ظهرها لحظة واحدة على الإطلاق، ليعرف العالم كله هذا الشيء".

وتابع: "من يناقشنا ومن يساومنا، مقاومتنا ليست للبيع، مقاومتنا ليست للتبادل، مقاومتنا تعني حياتنا، تعني بقاءنا، تعني وجودنا، تعني عزتنا، تعني كرامتنا وهي مسؤوليتكم في حمايتها وهذا ما فعلتموه في الماضي وهذا إن شاء الله ما ستفعلوه في السادس من أيار، عندما يأتي أهل الجنوب في كل القرى والبلدات والأحياء ومن كل الطوائف إلى صناديق الاقتراع، ليقترعوا لمن؟ للأمل والوفاء، للأمل والوفاء، للأمل بالمستقبل للأمل بالحرية والحفاظ على الكرامة، وللوفاء للشهداء، للجرحى، وللتضحيات للسيد عبد الحسين وللامام الصدر ولكل الذين مروا وسبقونا، وقدموا لنا هذه النتيجة العظيمة، ونحن ننتظركم يوم السادس من أيار، يوم السادس من أيار، تصويتكم وكلمتكم في صناديق الاقتراع، هي رسالة للبنانيين ولكل العالم أننا في قضاءي صور والزهراني وأننا في كل الجنوب لن نترك المقاومة، ولن نتخلى عنها، ولن نحني ظهرها".

وفي الجزء الثاني من كلمته حول ما أسماه "في هموم الوطن"، قال: "النقطة الاولى: خلال العقدين، يعني منذ التسعينيات، يعني من 1992، كان قد أصبح يوجد نوع من التسالم بالبلد، هناك قوى خليها تهتم بملف التحرير والمقاومة والدفاع عن لبنان، يعني أن تذهب لتقاتل وتستشهد. ويوجد قوى، وفي مقدمها تيار المستقبل، معنية بالملف الاقتصادي والمالي. وأنتم تفهمون بالقتال، إذهبوا وقاتلوا، وقال إنهم يفهمون بالاقتصاد والمال فهم سيحملون مسؤولية البلد، ويحصنونه ماليا ويطورونه الخ...وأعيد وأقول إن هذا لم يكن اتفاقا، بالحد الأدنى، نحن لم نكن طرفا في هذا الاتفاق، لكن عمليا صار هذا النوع من التسالم، والأمور سارت على هذا النحو، لأن هناك أناسا كانت أولويتهم المقاومة فذهبوا إلى المقاومة.

حسنا، القوى التي ذهبت إلى المقاومة تستطيع اليوم في 2018 أن تقول هذا إنجازي، فأروني إنجازكم. قوى المقاومة تستطيع أن تقول هذا إنجازي، نحن حررنا أرضنا، استعدنا البقاع الغربي وجزين وراشيا، وكل الجنوب، بقي لدينا تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، واستعدنا أسرانا وأيضا حمينا بلدنا، وأيضا ثبتنا معادلة ردع مع العدو. إنجاز التحرير واضح أمام كل ذي عين، كل ذي عينين، وأيضا الأمن والأمان في كل لبنان ولأهل الجنوب".

أضاف: "هذا الجنوب من 2000 إلى 2006 لدينا مقطع الحرب، لكن منذ انتهاء الحرب 2006 إلى اليوم 12 سنة، أمن وأمان وسلام وحياة، عيش واحد وعيش مشترك، والناس تخرج مع بعضها وتخرج ليلا، وتتنقل بين القرى الحدودية، وتعمر وتزرع وتفلح وتقوم بما تريده، لم يمر في تاريخ جبل عامل، الذي أصبح إسمه بعد عام 1920 جنوب لبنان لم يمر في تاريخه مرحلة مثل هذه ال 12 سنة أمنا وأمانا وسلاما واطمئنانا وسكينة وسلاما داخليا مع عزة وكرامة وقوة ومعنويات بل فائض قوة. حسنا هذا إنجاز المقاومة، وهذا الإنجاز أقيم مع كل الذي كان يحصل خلف الظهر، والذي تكلمت عنه في النبطية وليس هناك داع لأعيد".

وتابع متوجها إلى تيار "المستقبل": "حسنا، الملف الذي كان على عاتقكم الملف الاقتصادي، أين إنجازكم يا تيار المستقبل؟ على اعتبار السجال في البلد، هم يهجمون علينا، ولا يكلموننا في السياسة، يتكلمون في لغة ثانية، أنا أريد أن أتكلم لغة موضوعية علمية، وأسال، أين هو الملف الاقتصادي؟ دعونا نرى الإنجاز؟ اليوم لبنان على المستوى الاقتصادي الجميع يسلم أنه لدينا مشاكل عظيمة جدا، على المستوى المالي علينا ديون 80 مليار دولار، والقطاع الزراعي في أسوأ حال، والقطاع الصناعي في أسوأ حال. يكاد القطاعان الزراعي والصناعي أن يتآكلا.

حسنا، مشاكل لها أول وليس لها آخر في القضايا الحياتية والمعيشية والمالية، رغم أنه أنفق على البنى التحتية مليارات الدولارات، يظهر أن وضعها صعب، حسنا، أين الإنجاز؟ دلونا عليه؟ نحن جاهزون أن نعترف بالإنجاز إذا لمسناه".

وأردف: "أنا عندما أتكلم عن إنجاز المقاومة، لا أتكلم شعارات، أنا أقول هذا إنجاز المقاومة، هذا هو في صور العالم جالسة وآمنة ومطمئنة لا تخاف من طيران ولا قصف ولا أي شيء، هذا لم يكن ليصير فيما مضى. هذا إنجاز المقاومة. إذهبوا إلى الحدود تروا الناس كيف تعيش، كيف تعمر البيوت على الشريط الشائك لأنها لا تخاف. حسنا، آتوا لنا بالإنجاز الذي حققتموه في الملف الاقتصادي. أنا لا أتكلم في هذه النقطة للسجال، أتكلم في ذلك لتحمل المسؤوليات. يوجد أناس قالوا عندما أعلنت أنا البرنامج الانتخابي، قالوا إن المقاومة أو حزب الله بالتحديد، يحتكر قرار الحرب والسلم والآن يريد أن يتدخل بالقرار الاقتصادي.

لا أريد أن أتدخل بالقرار الاقتصادي، ولكن أريد أن أقول ما يلي، أثبتت التجربة أن الفريق الذي تولى الملف الاقتصادي المالي خلال عقود لم ينجز ولم ينجح وفشل، والدليل هذا الواقع الحقيقي والخارجي، لذا ما ندعو إليه أمام الوضع الصعب الذي يوجد فيه البلد، ما ندعو إليه الحكومة المقبلة، أن تقارب الملف الاقتصادي والمالي بطريقة مختلفة، أن ضعوا رؤية اقتصادية كاملة، لا تعملوا على الحبة، ولا تعملوا بالمفرق ولا تعملوا بالمشروع، وليس إمش معي لنصل إلى هذه الزاوية وبعد ذلك نفكر إلى أين نذهب وكيف سنكمل، لذلك طالبنا بوزارة تخطيط".

وتوجه إلى اللبنانيين: "يا أهلنا في كل لبنان إذا لم تقم الحكومة بوضع رؤية اقتصادية، كل يوم ماذا تسمع في البلد. نريد أن نناقشكم في سلاح المقاومة، نريد أن نناقش بالاستراتيجية الدفاعية. أول من دعا إلى نقاش الاستراتيجية الدفاعية هو دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، يعني أهل المقاومة، هم دعوا إلى نقاش الاستراتجية الدفاعية، ولم نهرب في أي يوم من نقاش الاستراتيجية الدفاعية. والآن أنا أقول لكم، وبعد الانتخابات، نحن جاهزون لنقاش الاستراتيجية الدفاعية، لكن لماذا أنتم لا تقبلون أن تناقشوا استراتجية اقتصادية، لماذا لا تقبلون أن يتم وضع رؤية واضحة؟ خطة كاملة لإخراج لبنان من المأزق الاقتصادي والمالي، وإذا لم يفعل هذا، البلد ذاهب إلى الهاوية.هذه أول نقطة".

وقال: "النقطة الثانية أيضا، في الهم الوطني، هو موضوع الفساد، فساد ضارب مؤسسات الدولة فوق وتحت. عندما أتكلم عن الاقتصاد أو الفساد أو النقطة التي تليها، يوجد اناس يهربون من المشاكل الحقيقية في البلد، يعمل لك عنوان المعركة الانتخابية مواجهة المشروع الفارسي، أين هو المشروع الفارسي؟ الحفاظ على الهوية العربية لبيروت، الهوية العربية للبنان، يا عمي أي هوية عربية! عن ماذا تتكلم! في أي بلد تعيش! منذ بضعة أيام اجتمعت جامعة الدول العربية، لم يشعر بهم أحد، لا عرب ولا عالم ولا دول، حستيوا فيهم شي؟! لماذا نريد أن نهرب إلى شعارات، تعالوا نواجه الحقائق، نتكلم عن الدولة القوية القادرة على تحمل المسؤولية، دولة مع فساد لا تستمر، دولة مع فساد سرعان ما تنهار".

أضاف: "مواجهة الفساد ليست بحاجة إلى خطط، خطته واضحة، عناوينه واضحة، كل النقاشات التي حصلت في الحكومة في لجنة المال والموازنة، وخطابات النواب في السنوات الماضية، قدمت أفكارا واقتراحات عملية، لكن تحتاج إلى حزم وقرار وصدق، بحاجة إلى توقف عن الجشع، وعن الطمع وعن نهب المال العام، فقط، لذلك نحن ندعو أيضا مع الحكومة الجديدة، القوى السياسية كلها التي تقول إنها تريد أن تحارب الفساد، أن تأحذ قرارا حازما في محاربة الفساد. الخطوات واضحة، وقف هدر المال العام، واضحة خطواته، تفضلوا إلى التنفيذ، والله لسنا بحاجة الى أن نقيم طاولة حوار لمحاربة الفساد، الوسائل واضحة وسهلة وبينة، وإنما تحتاج إلى رجال، إلى عزائم، إلى قرار. ولا يجوز للشعب اللبناني أن يسكت بعد اليوم ، لأن البلد إذا أكمل على هذا المنوال فهو ذاهب إلى الانهيار".

ولفت إلى النقطة الثالثة في الهم الوطني هي الأخيرة، وسينتقل بعدها إلى الحديث عن اللائحة، فقال: "الهم الوطني أيضا هو الموضوع الطائفي. أنظروا بالنهاية في لبنان، نظامنا نظام طائفي، ولا نريد أن ندخل الآن في لعبة إلغاء الطائفية الساسية، فيقال في المقابل العلمنة الكاملة، يعني هذا الموضوع أصبح واضحا، يعني لندع هذا الموضوع على جنب وإن كان طموحا لبنانيا مشروعا، ولكن يوجد مشكلة يواجهها اللبنانيون اليوم وتتكرس وتترسخ وصارت خطيرة جدا، وأنا أدعو ليس فقط للسجال وإنما أيضا للنقاش والحوار، فيما بين القوى السياسية اللبنانية لنجد حلا لهذا الموضوع، موضوع ماذا؟ كل شيء في البلد يتطيف، يعني أصبح يحسب طائفيا. في الماضي كانت الرئاسات والحكومة والمجلس النيابي والوظائف، جاء اتفاق الطائف قال وظائف الفئة الأولى وبقية الوظائف لا تصبح خاضعة للتوزيع الطائفي، لكن الآن الموضوع ليس فقط موضوع وظائف".

أضاف: "يا أهلنا يا شعبنا من كل الطوائف، نحن الآن إلى أين وصلنا؟ إلى أي حالة؟ في حالة المياه أصبحت طائفية، هذا النهر للشيعة، وهذا النهر للسنة وهذا النهر للمسيحيين وهذا النبع للدروز، وهذا نبع المياه للموارنة، وهذا للأرثوذوكس، وهكذا، المياه صارت طائفية، وبالتالي عندما تأتي لتقول يا أخي هناك نهر وطني، اسمه نهر الليطاني ينبع من البقاع ويصب في البحر الأبيض المتوسط ويستفيد منه ما شاء الله كل اللبنانيين بمختلف طوائفهم، يقال لك لا، هذا النهر أصبح للشيعة، نتعاطى معه على أنه نهر للشعية. غدا بلوكات النفط، التي كل الشعب اللبناني ينتظر اليوم، الذي يتم استخراج النفط والغاز لأنها هي الأمل الوحيد لسد ديون البلد وتحسين أوضاعه الاقتصادية والمعيشية، غدا أيضا سيصبح عندنا هذا البلوك شيعي، وهذا البلوك مسيحي وهذا البلوك سني، هكذا أم لا؟ يوجد سؤال كبير طرح في مرحلة من المراحل، أنا لا أتبنى هذا التشكيك، لأنه ليس واضحا عندي لكن يقال إنه حتى بالنسبة للنفط والبحث عن النفط في الأرض ليس في البحر، في بعض المناطق تم غض النظر عنه لأسباب طائفية لأن بئر النفط هذا سيخرج عند الطائفة الفلانية وليس عند الطائفة الفلانية".

وتابع: "بربكم هل يبنى بلد هكذا؟! أنتم الآن لا ترون مشكلة في البلد إلا سلاح المقاومة؟! ضعوه جانبا، أنتم تقولون إننا نريد أن نحل الأوضاع والمشكل الموجود في البلد، هذه ليست مشكلة حقيقية اليوم؟! المياه أصبحت طائفية والنفط أصبح طائفيا، والأسوأ من ذلك، النفايات، قبل سنة وسنتين عندما حصلت نقاشات في مجلس الوزراء، في اللجنة الوزارية المنبثقة وفي أماكن أخرى تعرفون أين وصلت اللغة؟! حتى في بعض وسائل الإعلام، أن هذه نفايات الطائفة الفلانية وهذه نفايات الطائفة الفلانية فلتذهب هي وتحل مشكلتها. لم يعد هناك رابط وطني".

وأردف: "إذا كنا نريد أن نقارب موضوع النفايات يجب أن نقاربه بخلفية طائفية، المكبات يجب أن توزع طائفيا، والمياه طائفية والنفط طائفيا، والقطاعات الإنتاجية أيضا. عندما نأتي مثلا إلى قطاع الزراعة، هذا القطاع شيعي، سني، مسلم، مسيحي، من هم أغلبية المزارعين الذين يستفيدوا إذا دعمنا هذا القطاع. حسنا، القطاع الصناعي ماذا؟ أغلبية الصناعيين أم أصحاب الشركات أم المصانع، مسيحيين، مسلمين، من أي طائفة؟ من أي مذهب؟ هل هناك بلد يبنى بهذه الطريقة؟! هل هناك اقتصاد يعالج بهذه الطريقة؟! الزراعة أصبحت طائفية والصناعة طائفية أيضا وكل شيء يصبح طائفيا. حسنا، من يأخذ البلد إلى هذه النقطة؟ هذا مفروض علينا من أميركا!؟ لا، هذا مفروض علينا من دول عربية!؟ لا، يعني لا نحمل كل شيء لغيرنا، هذا مفروض علينا من إسرائيل!؟ لا، هذا تصنعه زعاماتنا، تصنعه أحزابنا، تصنعه القيادات، التي لا يكون عندها مشروع وطني والتي تقتل نفسها من أجل الزعامة ولا يمكن أن تبني زعامتها إلا على أساس مذهبي وطائفي وإلا على أساس عصبية وطائفية. عندما نجد وزيرا بوزارته، من يخدم؟ أولاد طائفته فقط، والمناطق التي يسكن فيها أبناء طائفته، هل هذا وزير للبلد؟ ويعلن ذلك ويجاهر بذلك ولا يوجد مشكلة ولا أحد يسأله، لا رئيس ولا وزير ولا نواب ولا قضاء ولا أحد وعادية وشطارة أيضا. هذا مشكل كبير اليوم أيضا نحن ذاهبون إليه".

وأردف: "سأضرب مثلا وأكتفي به وأقول إن هذا يحتاج لنقاش، يحتاج لحل، يحتاج لمعالجة، يحتاج جلسة هادئة، لأنه نحن سنقول لا نريد طائفية بهذه المشاريع وسيتبين أنه لدينا موضوع الإنماء المتوازن، طبعا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار، عندنا موضوع الوفاق الوطني والمخاوف الوطنية أيضا يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، لكن المسار الذي يسير فيه البلد غير صحيح، خطير، ليس أنه لا يؤدي إلى نتيجة بل يؤدي إلى كارثة.

سأضرب مثلا أخيرا، الجامعة اللبنانية، الجامعة الرسمية، جامعة الفقراء - كما نسميها - وهي نقطة إجماع عندما تشاهدون برامج القوى السياسية كلها مجمعة على تقوية الجامعة اللبنانية الرسمية ودعمها ومساندتها وإلى آخره. حسنا، الجامعة بحاجة لأساتذة، الأساتذة لهم معايير توظيف، أي أستاذ خارج المعايير هو ضرب للجامعة ولمستواها العلمي والأكاديمي - هنا لا نتكلم فقط عن الجامعة في بيروت، بل عن فروع الجامعة في كل لبنان، هذا الشأن يعني كل الشباب اللبناني - حسنا، عندما تجري امتحانات أو تذهب للمواصفات حكما، سيكون هناك عدد أساتذة من طائفة أكثر من طائفة أخرى، ماذا يكون الحل، إإتوا بأساتذة من أجل أن يكون هناك توازن طائفي وتساهلوا بالمعايير ووو..حتى يكون هناك توازن طائفي، أين ستصبح هنا الجامعة؟؟ سيصبح مستواها متدنيا، لا تعطي نتجية، طلابها فاشلون، أساتذتها ليس عندهم الكفاءة المطلوبة فقط بسبب الإشكال الطائفي.

أنا لا أقول يجب حله كيف ما كان، أنا أقول موضوع يمكن أن يهدد الجامعة اللبنانية لا يحل بإدارة الظهر وإطلاق شعارات، يحل بأن تجلس العالم وتتحدث مع بعضها. حسنا، هناك بعض المؤسسات في البلد، من أجل أن يدخل الشخص وينجح يجب أن يأخذ 18 على 20 وهناك شخص من أجل أن ينجح يكفيه 7 على 20، هكذا تبني مؤسسة؟ صحيح، نحل مشكلة أخرى، لكن ماذا نفعل في المؤسسات؟ خصوصا المؤسسات الأكاديمية، مؤسسات تحتاج لكفاءة، مؤسسات تحتاج لمؤهلات؟ أنا الآن لا أقول صيغة معينة، أنا أقول إن هذه مشكلة حقيقية موجودة في البلد تحتاج لحل، وإلا غدا أيضا حتى الغابات والأحراش والحقول ستصبح طائفية أيضا".

وأكد "هذا أيضا من هموم البلد الأساسية، التي لا نستطيع أن ندير ظهرنا لها، يمكن أن نجد حلولا؟ نعم، يمكن أن نجد صيغا؟ نعم، لبنان أكثر بلد يعرف أن يدور الزوايا، يعرف أن يعمل تسويات داخلية. القوى السياسية والزعماء الموجودون فيه إذا أخذوا قرارا أن يعالجوا هذا النوع من المسائل يستطيعون أن يصلوا فيه إلى نتيجة، ولكن إذا استمرينا هكذا، لا يوجد دولة ولا يوجد مؤسسات ولا يوجد مؤسسات كفوءة ولا يوجد مؤسسات قادرة على خدمة الناس وعلى حماية الناس وعلى حماية البلد".

ودعا إلى "المزيد من الحوار والتواصل"، لافتا "عندي توصية أخيرة لبعض الرافعين خطاباتهم كثيرا زائدا عن اللزوم، فقط ينتبهوا أن هناك 7 أيار، في 7 أيار عندما تنتهي الانتخابات كل القوى السياسية بمعزل عن النتائج الانتخابية، سوف تجد نفسها أمام الواقع اللبناني، الذي يقول إن لبنان بحاجة إلى الجميع، لبنان بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية، لا يمكن شطب أحد، لا يمكن إلغاء أحد، لا يمكن تجاوز أحد، والجميع بحاجة إلى حوار منطقي موضوعي عاقل. لذلك دعونا جميعا في خطاباتنا السياسية ندع مكانا للنفسي والمعنوي، لنرمم أنفسنا، لنجلس مع بعضنا بعد 6 أيار".

وفي موضوع اللائحة، لائحة "الأمل والوفاء"، قال: "أريد أن أقول بداية كلام قلته في البقاع الغربي، أتوجه فيه - كلام خاص - إلى الأخوة والأخوات في حزب الله في قضاء الزهراني، مثل ما قلت في البقاع الغربي، عادة أي حزب أي حركة أي جماعة يفضلون أن يكون هناك مرشح منهم، من حزبهم، من تنظيمهم. حسنا، نحن وهذا أمر مشروع وطبيعي وهذه مشاعر طبيعية، يعني هذه ليست مستنكرة، أنه والله إذا جاء الشباب أو الأخوات أو الصبايا يا أخي فليكن عندنا مرشح، هذا أمر طبيعي جدا، لكن نحن في موضوع الترشيحات، في كل لبنان، خضنا تجربة ونخوض تجربة مثالية نموذجية، هي تجربة التفاهم والتحالف بين حركة أمل وحزب الله ونجلس ونتفاهم على كل شيء أساسي، يمكن بعض التفاصيل نختلف عليها، بالنهاية نحن لسنا حزبا واحدا ولكن خطا واحدا، روحا واحدة، لكن الجسد ممكن اليد تريد أن تفعل شيئا، العين تريد أن تفعل شيئا، الأذن تريد أن تفعل شيئا، يمكن كل جزء من الجسد يشد إلى مكان معين".

أضاف: "نتفاهم على القضايا الأساسية، بالترشيحات نجلس ونتفاهم، وبالتالي بطبيعة الحال هناك بعض الأماكن يكون المرشح فيها من حزب الله وهناك بعض الأماكن يكون المرشح فيها من حركة أمل، وهكذا وزعنا وتبنينا أن كل مرشح في دائرة إذا ليس هناك مرشح آخر من الفريق الثاني، من الأخ الثاني فيكون هذا المرشح لكلا الأخوين، لذلك مرشح البقاع الغربي من أمل هو مرشح حزب الله، مرشح حزب الله في زحلة هو مرشح حركة أمل، مرشح حزب الله في جبيل هو مرشح حركة أمل، وفي دائرة الزهراني أيضا مرشحو حركة أمل هم مرشحو حزب الله بالتحديد، فكيف إذا كان مرشح حركة أمل في قضاء الزهراني هو دولة الرئيس الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري؟ ماذا يكون التوصيف؟ هو مرشح حزب الله، مرشح حركة أمل، مرشح المقاومة وهو يمثلنا جميعا ليس فقط في قضاء الزهراني، يمثلنا في المقاومة، يمثلنا على المستوى الوطني، يمثلنا في التحديات الكبرى، يمثلنا في الاستحقاقات الكبرى، اليوم كما كنا نأتمنه في معركة المقاومة في 2006، الكل يعرف نحن أبلغنا كل الذين راجعونا في البلد، اليوم نحن نأتمنه على الحدود البحرية وعلى الحدود البرية، ونأتمنه في هذه المعركة بلا أي تردد. لذلك نعم نحن ممثلون".

وإذ شكر "الأخوة والأخوات في حزب الله في قضاء الزهراني ماكينتهم الانتخابية، التي تعمل بهمة عالية، على تعاونهم، على إخلاصهم، على تفانيهم"، راجيا أن "يواصلوا العمل بهذا الطريق، وهم تحركوا سابقا واليوم أيضا بهذه الخلفية"، قال: "يجب أن أضيف أمرا آخر يتعلق بهذه الدائرة بالتحديد، دائرة قضاء الزهراني، قضاء صور، وهي، أن من هذه اللائحة ورئيس هذه اللائحة، هو الذي سيكون إن شاء الله رئيس المجلس النيابي المقبل، هذا بالنسبة لنا هو ليس موضع نقاش، هو محسوم منذ زمن. في النبطية تحدثت عن دولة الرئيس نبيه بري كضمانة للمقاومة عندما يكشف البعض ظهرها، واليوم في صور أريد أن أقول إن الرئيس نبيه بري هو ضمانة وطنية على المستوى الداخلي وعلى المستوى الوطني، وكلنا يعرف دور هذا الإنسان القائد في 2005 و 2006 وقدرته الفائقة على جمع اللبنانيين المتناقضين المتصارعين، الذين يتهم بعضهم بعضا على طاولة الحوار 2006 والتي أنقذت البلد من حرب أهلية ومن فتنة هائلة، ولذلك بالنسبة إلينا هذا أمر محسوم".

أضاف: "إذا، أنتم في قضاءي صور والزهراني لا تنتخبون فقط لائحة الأمل والوفاء، أنتم تنتخبون أيضا رئيس مجلس النواب المقبل، الذي سيكون كما كان دائما ضمانة للمقاومة وضمانة للوطنية وضمانة للحوار وضمانة للوحدة الوطنية وضمانة للتواصل، وأيا تكن المشاكل والزكزكات والأشياء الموجودة في البلد، دولة الرئيس دائما أثبت أنه يملك الإبداع والقدرة على تجاوز هذه الأمور ولم المصالح الوطنية بالطريقة السلمية والحكيمة والمناسبة".

وختم مخاطبا جمهوره: "أنتم أهل الوفاء، أنتم الذين يتوقع منكم الوفاء، أنتم الذين ستثبتون وفاءكم إن شاء الله يوم السادس من أيار. لا تقولوا في هذه الدائرة المعركة محسومة، لا تقولوا ذلك بمعزل عن طبيعة المواجهة أو المنافسة الانتخابية في هذه الدائرة، لائحة الأمل والوفاء في هذه الدائرة، بحاجة إلى أعلى أصواتكم، إلى كل أصواتكم، إلى أعظم حضور يمكن أن تؤمنوه يوم السادس من أيار، لتقدموا المشهد ولتبعثوا الرسالة، رسالة الطمأنينة للصديق، رسالة تأكيد العيش الواحد، التعايش الإسلامي المسيحي والوحدة الإسلامية، طريق المقاومة، الخيارات الوطنية، الموقف مع الشعب الفلسطيني، مواجهة العدو، ورسالة للعدو أننا هنا في أرضنا أوفياء باقون أقوياء أعزاء وقادرون على مواجهة تهديداتك وعدوانك، ولن نسمح لك أن تمس بكرامتنا ولا بحبة من ترابنا ولا بكوب من ماء من بحرنا ولا بشيء من سيادتنا، نحن أهل الأرض، أهل المقاومة ورسالتنا في السادس من أيار، أننا سنبقى أهل الأرض وسنبقى أهل المقاومة لأننا أهل الوفاء".