المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april16.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حَتَّى لَو نَحْنُ بَشَّرنَاكُم، أَو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّمَاء، بِخِلافِ مَا بَشَّرنَاكُم بِهِ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/صفقة التسوية الخطيئة مستمرة بين حزب الله وجعجع وباسيل والحريري

الياس بجاني/إسرائيل ودول الغرب والمسرحيات العسكرية والإعلامية

الياس بجاني/تمخَّضَ الجبلُ فولد فأراً

الياس بجاني/اصلاح وتعتير وصفقات خطايا وكل شيء معروض للبيع مقابل الكراسي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تغريدات لنوفل ضو

الياس الزغبي: للاتفاق على معنى واحد لسياسة النأي بالنفس

جبران خليل جبران الأديب العربي الأشهر في الصين منذ 80 سنة احتفت به في ذكرى وفاته

رئيس الجمهورية عاد إلى بيروت

اول ضربة أميركية.. قاعدة رئيسية لـ"حزب الله" قُصفت؟

باسيل يهدد أهالي رميش: لا تقرعوا أبواب وزاراتنا في حال لم تصوتوا للوائحنا!

فرنجية يصف باسيل وجعجع بالـ«خازوقين»

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/4/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ثلاثة قتلى في انفجار لغم تركه المسلحون في جرود عرسال والأهالي يطالبون الحكومة بوضع خرائط للألغام لتجنّب خطرها

التحالفات الانتخابية تعمّق الخلافات بين «المستقبل» و«الاشتراكي»

سوريا "تُحرج" لبنان في القمّة العربيّة

هكذا علّقت "القوات" على الضربة الأميركية على سوريا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: نظام إيران يسعى لإشعال الفتن الطائفية والسيطرة

دفاعات التحالف تعترض صاروخين حوثيين غرب اليمن

إسرائيل تعلن «تعطيلها» نفقاً على الحدود مع غزة

رفض مشروع قرار روسي في مجلس الأمن لإدانة الضربات وبعثة «حظر السلاح الكيماوي» تخطط لزيارة دوما... ومسؤول أميركي يؤكد استعمال النظام للسارين والكلور

بوتين يدين الضربات ويحذر من تداعياتها على العلاقات الدولية وموسكو تحدثت عن استهداف مطارات... ولمحت إلى تسليم دمشق «إس 300»

باريس تعيد الصدقية لـ«الخط الأحمر» وتأمل بالعودة إلى المسار السياسي

درع الخليج» المشترك... تعزيز فرضيات مكافحة إرهاب الدول والميليشيات وخادم الحرمين يرعى غداً ختام التمرين بحضور قيادات عربية

عريقات ينتقد غياب تحقيق دولي في غزة وانفجار دراجة يخلف 4 قتلى من «الجهاد»... وإسرائيل تنفي مسؤوليتها

أزمات الكهرباء والمياه والرواتب تضاعف مآسي سكان غزة وشكاوى من قرارات «عقابية» فرضتها السلطة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ضَـربةٌ على الكَماليّات/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

خسروا الإنتخابات/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

الماكينة العونية: المناورة الإنتخابية لا تكفي/كلير شكر/جريدة الجمهورية

يوم اتصل "أبو عمّار" بشمعون وباع الأحرار والكتائب باخرة سلاح والكلاشينكوف تقلّب بين لبنان وسوريا في تجارات وسياسات وغرائب/عمر حرقوص/مدى الصوت

بعد الضربة ... ومع استبعاد الحرب الى الإنتخابات دُر!Mission Accomplished/الهام فريحة/الأنوار

هم ليسوا عملاء/الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد

فن الصفقة بين ترامب وبوتين وتداعيات الضربة في سوريا/راغدة درغام

105 ضربات بينها 56 «توماهوك»/ معاذ العمري/الشرق الأوسط

رسالة أميركية ذات معنى قبل القمة العربية/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

وإذ به منتصراً/حازم الامين/الحياة

ماذا بعد الضربة المحدودة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

السيناريوهات المستقبلية للأزمة في سوريا/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

سوريا: الجريمة الأساسية لا تزال قائمة/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

رسالة إلى الروس قبل الأسد/خالد الدخيل/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى الملك السعودي على هامش القمة العربية

رئيس الجمهورية ألقى كلمة لبنان في مؤتمر القمة العربية: هناك ملامح سياسة ترسم للمنطقة تنال منا جميعا هل ننتظر حدوثها أم نقوم بعمل وقائي؟

الرئيس عون شارك في اخذ الصورة التذكارية للقادة العرب

بري: الانتخابات المقبلة فصل تاريخي في حياة لبنان واستفتاء على استمرارنا في بناء موقع للمقاومة والعيش المشترك

الراعي كرر ضرورة الغاء المادة 49 المتعلقة بتملك الاجانب ممثل وزير التربية: نواصل العمل لفرز موازنات المدارس

نص خطاب السيد نصرالله لليوم

نصرالله: نلتقي جميعا يوم 6 أيار لنعبر في صناديق الاقتراع عن قناعاتنا وخياراتنا السياسية

 

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

حَتَّى لَو نَحْنُ بَشَّرنَاكُم، أَو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّمَاء، بِخِلافِ مَا بَشَّرنَاكُم بِهِ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية10/من10حتى10/"يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ الَّذي هُوَ رَسُولٌ لا مِن قِبَلِ النَّاس، ولا بِمَشيئَةِ إِنسَان، بَلْ بيَسُوعَ المَسِيحِ واللهِ الآبِ الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَموَات، ومِنْ جَمِيعِ الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعي، إِلى كَنَائِسِ غَلاطِيَة: أَلنِّعمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي بَذَلَ نَفسَهُ عَن خَطايَانَا، لِيُنقِذَنَا مِنَ الدَّهرِ الحَاضِرِ الشِّرِّير، وَفْقًا لِمَشِيئَةِ إِلهِنَا وَأَبينَا، الَّذي لَهُ المَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين! آمين. إِنِّي لَمُتَعَجِّبٌ مِن أَنَّكُم تتَحَوَّلُونَ بِمِثْلِ هذِهِ السُّرْعَةِ عنِ الَّذي دَعَاكُم بِنِعْمَةِ المَسِيح، وَتَتْبَعُونَ إِنْجِيلاً آخَر. ولَيْسَ هُنَاكَ إِنْجِيلٌ آخَر، إِنَّمَا هُنَاكَ أُنَاسٌ يُبَلْبِلُونَكُم، ويُريدُونَ تَحْرِيفَ إِنْجيلِ المَسِيح. ولكِن، حَتَّى لَو نَحْنُ بَشَّرنَاكُم، أَو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّمَاء، بِخِلافِ مَا بَشَّرنَاكُم بِهِ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا! وكَمَا قُلْنَا مِن قَبْلُ، أَقُولُ الآنَ أَيضًا: إِنْ بَشَّرَكُم أَحَدٌ بِخِلافِ مَا قَبِلْتُم، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا! أَتُرَانِي الآنَ أَسْتَعْطِفُ النَّاسَ أَمِ الله؟ أَمْ تُرَانِي أَسْعَى إِلى إِرضَاءِ النَّاس؟ فلَوْ كُنْتُ ما أَزَالُ أُرضِي النَّاس، لَمَا كُنْتُ عَبْدًا لِلمَسِيح!".

 

"تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

صفقة التسوية الخطيئة مستمرة بين حزب الله وجعجع وباسيل والحريري

الياس بجاني/15 نيسان/18

لأن الرأي العام بمعظمه مش "بغل" فليس خافياً على الأحرار والسياديين بأن الحريري هو حليف حزب الله كما تيار باسيل وربعه وكذلك من تحت الطاولة قوات شركة جعجع التجارية وذلك من خلال الصفقة الخطيئة وحبال ذل ربط النزاع وكذبتي الإستقرار والواقعية وبالتالي فإن كل شعارات العداء لحزب الله هي عدة شغل انتخابية نفاقية وتمويهية وخادعة.

 

انتصارات قادة محور الممانعة كذب ودجل وأوهام

الياس بجاني/15 نيسان/18

قادة محور ممانعة الكذب والإرهاب التابعين للملالي ينامون على انتصارات ويحلمون بها ويستقيظون عليها.انتصارات اوهام يخدرون بها عقول وبصر وبصائر ناسهم.

 

إسرائيل ودول الغرب والمسرحيات العسكرية والإعلامية

الياس بجاني/14 نيسان/18

كلما واجه حزب الله ورطة يهب اعلام إسرائيل لنجدته بتضخيم قدراته التدميرية ونشر تقارير عن صواريخه وانفاقه، وكلما ضعف الأسد يهب الغرب لضرب مواقع سورية عسكرية بأنماط مسرحية لا تقدم ولا تؤخر..إن ما يجري فعلاً هو مهزلة وتخلي كلي عن الشعب السوري لمصلحة التمدد الإيراني ولمشروع الملالي..

 

تمخَّضَ الجبلُ فولد فأراً

الياس بجاني/14 نيسان/18

الضربة الأميركية قبل قليل ل 3 مواقع في سوريا هي مجرد مسرحية ستقوي الأسد وتزيد من صراخ السيد ومن وقاحة وتمدد النظام الإيراني. بلاها كان أفضل!!

 

اصلاح وتعتير وصفقات خطايا وكل شيء معروض للبيع مقابل الكراسي

الياس بجاني/13 نيسان/18

اصلاح وتعتير، وصفقات خطايا، وحبال ربط نزاع مذلة، ومساكنة مع المحتل تحت هرطقة الإستقرار، ومداكشة كراسي بسيادة وواقعية خادعة، وكل شيء عند الثنائية المسيحية معروض للبيع .. في ورقة تفاهم مار مخايل قدسوا وأبدوا سلاح حزب الله، وفي تحفة قانون تملك الأجانب الطروادي والإقامة الدائمة جماعة الصفقة كلون يعرضون لبنان للبيع.. وبكرا شوا مع الشاردين والإسخريوتيين ؟

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تغريدات لنوفل ضو

15 نيسان/18

*قبل ٥ سنوات وقعت قبرص في ازمة مالية اقتصادية افلست في خلالها مصارف وشركات وافراد كثر وانهارت اسعار العقارات! اليوم بعد ٥ سنوات عادت الدورة الاقتصادية الى طبيعتها: نمو سنوي ٤.٥ ٪، اسعار العقارات عادت ترتفع، شركة الطيران القبرصية عادت للعمل، شركة جديدة اخرى ولدت. دولة تستحق الحياة

*تصح مقاربة الضربة العسكرية الاميركية - الفرنسية - البريطانية على سوريا صباح اليوم بالمناورة العسكرية او بالتدريب بالذخيرة الحية لاختبار قدرات منظومات الاسلحة المستخدمة من المعنيين هجوما ودفاعا... ولجس نبض ردات الفعل السياسية والدبلوماسية والاعلامية استعدادا للمواجهة الحقيقية

 

الياس الزغبي: للاتفاق على معنى واحد لسياسة النأي بالنفس

الأحد 15 نيسان 2018 /وطنية - دعا عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح أركان الدولة إلى "الاتفاق على معنى واحد لسياسة النأي بالنفس، فلا تصدر عنهم مواقف متمايزة وأحيانا متناقضة من التطورات السورية". وقال: "لا يجوز أن يكون النأي بالنفس سببا للسكوت عن قتل الأطفال بالكيميائي لئلا يفقد لبنان روحه ومعناه، كما لا يجوز انتقاد التدخل الغربي في سوريا والسكوت عن التدخل الآخر من روسيا وإيران وحزب الله وسواهم". وأضاف: "لا يستطيع لبنان الاستمرار بحلمين في سرير واحد وتصريحين متباعدين على طائرة واحدة متجهة إلى القمة العربية".

الياس الزغبي/لا يجوز تشويه موقف "النأي بالنفس"إلى درجة الامتناع عن استنكار قتل الأطفال بالكيميائي. إذا كان "النأي" يعني إلغاء الحس الانساني ... فألف دمعة على معنى لبنان.

 

جبران خليل جبران الأديب العربي الأشهر في الصين منذ 80 سنة احتفت به في ذكرى وفاته

بيروت: سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/15 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63892

من المفارقات اللافتة أن الصينيين احتفوا هذه السنة - وفي الذكرى الـ87 لوفاته - بالأديب اللبناني جبران خليل جبران، وتبادلوا في بينهم عباراته، وتشاركوا على وسائل التواصل الاجتماعي أشهر مقولاته، فيما لم ينتبه اللبنانيون أنفسهم إلى التاريخ الذي صادف العاشر من الشهر الحالي.

وما لا يعرفه العرب أن للصينيين ولعاً بجبران وأدبه منذ ما يقارب 80 سنة. وهو الكاتب العربي الأشهر لديهم، ويحبون نفحته الإنسانية، ولا يعتبرونه شرقياً أو غريباً، وإنما هو أديب قادر على أن يخاطب الناس بصرف النظر عن انتماءاتهم وجنسياتهم، وهذا مصدر قوته لديهم.

وجبران هو الأديب العربي الحديث الأول الذي عرفه الصينيون بفضل الترجمة المبكرة والممتازة التي قام بها الأديب الكبير ماو دون، أول رئيس لاتحاد الكتاب ولاتحاد الأدباء والفنانين قبل تأسيس الصين الجديدة، حيث نقل خمسة مقاطع من كتاب «السابق» مباشرة بعد صدوره بالإنجليزية بثلاث سنوات فقط، أي عام 1923، ونشرت في مجلة «الأدب» الأسبوعية، ومن ثم صدرت في كتاب. ومن حينها قام أدباء ومستشرقون بترجمات لنصوص ومقاطع من كتب لجبران، كما ترجم كتابه «المجنون» كاملاً وصدر عام 1929. ويقال إن الصينيين لم يعرفوا قبل جبران من الأدب العربي سوى كتاب «ألف ليلة وليلة». واقتصرت علاقة الصينيين باللغة العربية على ترجمة معاني سور قصيرة مختارة من القرآن الكريم، التي ابتدأت منذ أواسط القرن الثامن عشر حتى عشرينات القرن العشرين، وأفضل تلك الترجمات التي قام بها محمد مكين (1906 - 1978) الأستاذ السابق بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة بكين، ونشرت ترجمته الكاملة للقرآن في بكين سنة 1981، كما نشرت هذه الترجمة مع النص العربي للقرآن الكريم سنة 1986 في المملكة العربية السعودية. وإضافة إلى القرآن الذي كان حاجة دينية لملايين المسلمين الصينيين، كانت ترجمة لقصيدة «البردة» التي قام بها شرف الدين البوصيري من أسبق الأعمال الأدبية العربية المترجمة إلى اللغة الصينية، ويرجع الفضل في ذلك إلى العلامة الصيني المسلم المشهور ما ده شين يوسف روح الدين، الذي أتمّ ترجمتها سنة 1867، ونشرت بعد وفاته، سنة 1890.

لكن في مجال الأدب البحت لم يصل إلى الصين غير جبران، ومما ساهم بشكل أساسي في هذه المعرفة المبكرة جداً به وقبل غيره من الأدباء العرب، إضافة إلى طبيعة نصوصه هو أنه كتب بالإنجليزية وقرأه أساتذة وأكاديميون صينيون عملوا في أميركا، ونقلوا أعماله إلى لغتهم. وفي كل الأحوال لم يذع صيت جبران بشكل واسع إلا بعد ترجمة كتابه «النبي» بمبادرة من الأديبة الصينية بينغ شين بعد أن قرأته وسحرتها «حكمته العجيبة التي تفوح بالنفحات الشرقية والأسلوب الشاعري الجذاب». ثم ترجمت «ملح وزبد» عام 1936، وأسدت بالفعل خدمة جليلة للعلاقات اللبنانية - الصينية، لا بل للعالم العربي أجمع وعلاقته بالصين. وكتبت المستعربة ليلى، وهي نائبة رئيس جمعية البحوث في الأدب العربي بالصين تقول إن كلمة «لبنان» تجعل الصيني يتذكر «أحداث الانفجارات والاغتيالات التي يسمع عنها كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة. ولكن المثقفين الصينيين، أو أكثرهم، يعرفون أيضاً أن هناك لبناناً آخر، غير لبنان السياسات والأحزاب والصراعات، هو لبنان الحضارة الباهرة، ولبنان الشعب القدير، ولبنان الطبيعة الجذابة، يعرفون ذلك عن طريق إنسان لبناني هو جبران خليل جبران». وتقديراً لدور مترجمة كتاب «النبي» إلى الصينية وما لعبته من دور، أصدر رئيس الجمهورية اللبنانية عام 1997 إلياس الهراوي مرسوماً رئاسياً برقم 6146 منحت بموجبه السيدة بينغ شين البالغة من العمر 97 سنة وسام الأرز الوطني برتبة فارس تقديراً لجهودها في تعريف جبران إلى القُرَّاء الصينيين.

وعلى ذمة لين فنغ مين نائب رئيس الجمعية الصينية لدراسات الأدب العربي، فإنه في أحد الأعوام، وصلت أعمال جبران خليل جبران لأن تصبح الأكثر مبيعاً على الإطلاق في المكتبات الصينية بين الكتب المترجمة عن لغات أجنبية. وحتى وإن لم يكن هذا القول دقيقاً أو أكيداً فهو مؤشر على مدى الشهرة التي حصدها جبران في بلاد التنانين، في الوقت ذلك الذي كانت لا تزال فيه العلاقة مع الأدب العربي ضئيلة جداً. وقد تفوق جبران من حيث الانتشار، ليس فقط على الأدباء العرب، وإنما أيضاً على كل الأدباء المترجمين إلى الصينية.

ومع طفرة الانفتاح في الثمانينات وفورة الترجمات التي اشتغلت عليها الصين، بدا أن أعمال جبران تكتسب وهجاً جديداً، وفي عام 1984 تمت إحياء الذكرى المئوية لكاتب «النبي»، وبالمناسبة صدر لجبران كتابان بالصينية، أحدهما ضم الترجمة الكاملة لكل من «دمعة وابتسامة» و«المواكب»، إضافة إلى بعض المقالات في «العواصف» و«البدائع والطرائف»، أما الكتاب الآخر فهو «الأجنحة المتكسرة: مختارات من أعمال جبران» الذي جمع معظم قصص جبران العربية وبعض أشعاره النثرية.

وفي ذكرى ميلاده المائة والثلاثين أقامت الصين، وتحديداً في جامعة بكين، مؤتمراً خصص لجبران وأدبه وعلاقة الصينيين بنصوصه ترجمة وقراءة واستلهاماً، بمشاركة أدباء وأكاديميين كبار ومستعربين أجلاء. وليس غريباً بعد كل ذلك أن نعرف أن جبران حظي بمكانة ليس فقط بين القراء، وإنما على المستوى الأكاديمي كذلك، حيث أوسع دراسة وتشريحاً، وأعدت حول أدبه ما يقارب السبعين أطروحة أكاديمية.

وربما من طريف الصدف أن تتحول مدرسة جبران الابتدائية التي كانت تحمل اسم «كوينزي» في بوسطن (أقام فيها بين عامي 1895 و1898) التي جلس على مقاعدها الدراسية، بمرور الوقت إلى «الجمعية الخيرية الصينية»، حيث احتلت المبنى، وحافظت على الكثير من تفاصيله بما في ذلك الألواح السوداء، في محاولة للحفاظ على آثار صرح أكاديمي بقي يستقبل خليطاً من الطلاب المهاجرين لمدة قرن ونصف القرن، إذ شيد المبنى عام 1847، ولم يكن جبران إلا أحد تلامذته الكثر. وأحيطت المدرسة في تلك الفترة من نهاية القرن التاسع عشر بأحياء يقطنها قادمون إلى أميركا من أصقاع مختلفة من العالم، فيما أصبحت اليوم حياً صينياً (تشاينا تاون)، كما هي الأحياء الصينية في المدن الغربية الكبرى. هكذا تبدو علاقة جبران الطويلة مع الصين، وكأنما تتوثق بفعل عبقريته الفذة تارة، وبفعل مصادفات ومفارقات خارجة عن إرادته تارة أخرى.

 

رئيس الجمهورية عاد إلى بيروت

الأحد 15 نيسان 2018 /وطنية - عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوفد المرافق، إلى بيروت، بعد ترؤسه وفد لبنان إلى أعمال القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين في الظهران في المملكة العربية السعودية.

 

اول ضربة أميركية.. قاعدة رئيسية لـ"حزب الله" قُصفت؟

16 نيسان 2018/استهدفت إحدى الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر اليوم السبت على النظام السوري، موقعاً لـ"حزب الله" في القصير، وفقًا لما نقله باحث أميركي في مجال مكافحة الإرهاب عن مصادر محلية. وكتب تشارلز ليستر على حسابه على "تويتر" أن "الضربة استهدفت قاعدة رئيسية لحزب الله في القصير القريبة جداً من الحدود السورية اللبنانية". واعتبر ليستر أن هذا يشكل تطورا مهما، مرجحاً أن "تكون أول ضربة أميركية على حزب الله في المطلق، ورسالة قوية لإيران".

 

باسيل يهدد أهالي رميش: لا تقرعوا أبواب وزاراتنا في حال لم تصوتوا للوائحنا!

جنوبية/15 نيسان/18/رد رئيس بلدية رميش فادي مخول على التصاريح التي صدرت مؤخراً عن وزير الخارجية جبران باسيل، قائلاً: “نحن نعيش في بلدتنا بكامل كرامتنا ونحافظ على احسن العلاقات مع محيطنا ونحصل على حقوقنا وغير مهددين بلقمة عيشنا كما ذكر باسيل ونأسف للكلام الذي صدر على لسان معاليه خلال زيارته لبلدتنا حيث توجه لنا مهدداً بعدم قرع ابواب وزاراته لمتابعة اي طلب في حال كانت اصواتنا في الصناديق لصالح اللوائح المنافسة للائحة ‘الجنوب يستحق” والتي يدعمها التيار الوطني الحر”.

 

فرنجية يصف باسيل وجعجع بالـ«خازوقين»

جنوبية/15 نيسان/18/حلّ النائب سليمان فرنجية ضيفاً على قناة الـ”الجديد” في حلقة خاصة سمّيت بـ”سليمان عنا”، وفرنجية  وعنده سؤله من يختار لرئاسة الجمهورية بين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أجاب:

“بين باسيل وجعجع للرئاسة اختار باسيل اكيد، لكن لماذا تخيروني بين “خازوقين””

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 15/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان في الظهران، وعبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يرافقه رئيس الحكومة سعد الحريري، يعطي قمة العرب وصفة التضامن وإطلاق مبادرة للم الشمل والحوار، من أجل درء الأخطار وتلافي الإنهيار وسلوك الطريق للوصول الى حلول.

ورئيس المجلس النيابي نبيه بري من لبنان، يعطي وصفة إعادة بناء الثقة في العلاقات العربية بين الجوار المسلم، خصوصا بين السعودية وإيران. وفي الوقت نفسه في مهرجان اللقاء السنوي للإغتراب، يدعو بري اللبنانيين المنتشرين، إلى الإقبال على الإنتخابات ووضع صوتهم الأبيض في الصندوق الأسود.

والسيد حسن نصرالله، عبر احتفال مشغرة- البقاع الغربي، يتناول التطورات في المنطقة، خصوصا ما حصل في الأيام السبعة الأخيرة، معتبرا أن تهمة السلاح الكيماوي لسوريا كاذبة. السيد نصرالله يلفت في الوقت نفسه، في هذا الاحتفال بعنوان "يوم الوفاء للشهداء"، الى أن هدف الاحتفال هو التعبير عن تأييد "حزب الله" للائحة "الغد الأفضل" في البقاع الغربي- راشيا، مشددا على أن حضور الحزب في البرلمان والحكومة، ضمانة حقيقية للمقاومة والمعادلة الذهبية.

وعلى ما يبدو، فإن الإنتخابات النيابية المحددة في السادس من أيار المقبل، باتت مادة دائمة على المائدة السياسية اليومية، وتوازي تطورات المنطقة وملف فلسطين، لا بل تفوقها حضورا وحرارة.

في أي حال، الرئيس عون في القمة العربية التاسعة والعشرين في الظهران في السعودية، ينبه الى ملامح سلبية سياسية للمنطقة، وقد تنال من الجميع، فهل ننتظرها من دون أن نطلق مبادرة رائدة تلم الشمل وتعتمد الحوار؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

من لبنان الذي صدر الحرف إلى كل العالم، أطل الأستاذ مخاطبا الإغتراب من دون تأشيرة، وبأبجدية الديمقراطية بمواجهة الطائفية في الزمن الانتخابي. مسقطا جدران وهم كل اللاعبين على وتر الحساسيات الطائفية، من برلين إلى مساحة القارتين الأوروبية والافريقية وكل العالم، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري المغتربين إلى ان يخافوا على الانتخابات وليس منها، وأن يصوتوا بلا تردد وخوف رغم الضغوط، في استفتاء حول نموذج العيش المشترك والمقاومة على مختلف الصعد: من مقاومة العدو الإسرائيلي إلى مقاومة الإرهاب والفساد والفئوية والحرمان.

ومن منطلق مأسسة الاغتراب الذي عمل رئيس المجلس على بلورته، شدد الرئيس بري على إطلاق فعاليات وزارة المغتربين ووضع كل الوزارات في خدمة الاغتراب، لأن حجم لبنان المغترب يحتاج إلى حكومة تعنى بشؤونه وتوظف طاقاته، غامزا من قناة الجاهلين للفرق بين المغتربين والمنتشرين من بائعي الماء في حارة السقايين.

ورأى الرئيس بري أن الوطن ينظر إلى الاغتراب كصوت أبيض في الصندوق الأسود، داعيا إلى التصويت للوائح "الأمل والوفاء"، وعدم الإصغاء لأصوات الطائفيين والتصويت لهم.

وأطل رئيس مجلس النواب على الوقائع الشرق أوسطية، التي وصلت إلى الذروة وفشلت في تحقيق أهدافها بتقسيم المقسم، ولا سيما بعد العدوان الثلاثي على سوريا، مطالبا القمة العربية ألا تخرج بأوراق مطبوعة، بل بعمل أساسه بناء الثقة بين الدول ولا سيما بين السعودية وإيران، بناء على ما سمعه من حديث عن حل سياسي في اليمن.

وقائع الحدث السوري، كان للحديث عنه تتمة في إطلالة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي رأى أن محدودية الضربة الأميركية هو لعلم واشنطن أن الذهاب لحرب واسعة مع محور المقاومة، لن يمر وسوف يفجر المنطقة برمتها. ولفت السيد نصرالله إلى أن العدوان الثلاثي سيعرقل الحل السياسي وقد ينسف جنيف.

أما في السعودية فقمة عربية، هي نسخة طبق الأصل عن كل القمم التي سبقتها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

إيران وإسرائيل كانتا في صلب أعمال القمة العربية في مدينة الظهران السعودية، والتي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تسمية "قمة القدس".

إيران، حضرت من خلال سلوكها و تدخلاتها في شؤون الدول العربية. وقد دعا الملك سلمان إلى موقف أممي ضد سلوكها في المنطقة العربية.

أما إسرائيل، فمن خلال إحتلالها وغطرستها، في ظل تأكيد خادم الحرمين الشريفين أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك، مستنكرا قرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس. وكشف الملك السعودي عن تقديم 50 مليون دولار لوكالة الأونروا، و150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس.

وعلى هامش القمة، أجرى الوفد اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، سلسلة لقاءات شملت ملكي السعودية والاردن، والرئيس المصري. وقد دعا عون في كلمة له إلى مبادرة إنقاذ من التشرذم تنطلق من أرض المملكة، وتعتمد الحوار سبيلا لحل المشاكل. ولفت الى أن التجربة اللبنانية قد أثبتت أن الحوار هو الحل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من بين صخر ميدون وبقاعها الذي لم تغربه السنون، وعلى درب دماء شهدائها الذين كتبوا على صفحات التاريخ "انظروا دماءنا وتابعوا الطريق"، مشت حشود البقاع الغربي وراشيا إلى مهرجان الوفاء للشهداء. ولكي يكون الغد أفضل، مع أهل الأمل والوفاء، أطل سيد المقاومة بلغة الوحدة والتعايش الوطني لا التحريض الانتخابي، داعيا إلى الحفاظ على التنوع الذي يميز هذه المنطقة، والتمسك بمزيجها الاجتماعي وتاريخها النضالي الذي كان لابنائها فيه بصمات بوجه العدو الصهيوني، ودفاعا عن كل لبنان. وللذين يدفعون بأهل البقاع الغربي تحريضا ضد سوريا، دعا السيد نصرالله أهل البقاع للرد عليهم بعدم الرهان على اي متغير في سوريا، وانتخاب لائحة "الغد الأفضل" الأقدر على وصل ما انقطع مع السوريين.

السوريون المسجلون بجيشهم ودفاعاته الجوية بطولة بوجه العدوان الثلاثي، أسقطوا عددا كبيرا من صواريخ العدوان ومنعوا أخرى من الوصول إلى أهدافها، كما أكد الأمين العام ل"حزب الله". السيد نصرالله رأى ان تعجيل الضربة الأميركية، هو استباق لعمل لجنة التحقيق الدولية حول الكيميائي، وان العسكر الأميركي فرض على ترامب تضييقها إلى حد كبير لعلمه ان عدوانا كبيرا سيفجر المنطقة. أما خلاصة ما جرى فإحباط عند المسلحين والاسرائيليين، والدول الاقليمية الداعمة للعدوان، وتعقيد للحل السياسي وتأزيم للعلاقات الدولية ومسار جنيف إن لم يؤد إلى نسفه، كما قال السيد نصرالله.

وفي قول الرئيس نبيه بري اليوم، رسالة للاغتراب اللبناني للمشاركة في الانتخابات والحفاظ على ديمقراطية لبنان، داعيا إياهم للانتخاب للوائح "الأمل والوفاء"، وعدم الاصغاء للطائفيين أو اعطائهم أصواتهم.

وفي المنطقة، صوت ادعى القربى لفلسطين بعد ان باعها بسوق الصفقات، فأسمى القمة العربية المجتمعة في الظهران السعودية بقمة فلسطين، واغدقوا عليها دعما لقدسها مئة وخمسين مليون دولار، بعد ان وهبوا من هودها أي الأميركي أكثر من خمسمئة مليار دولار، واعطوا الصهاينة الحق باقامة دولتهم على أرضهم في فلسطين، كما زعم الحاكم بأمرهم محمد بن سلمان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في مدينة الظهران، مقر شركة "أرامكو" النفطية، وعلى بعد حوالى 250 كيلوا مترا من ايران، انعقدت القمة العربية التاسعة والعشرون. المكان يحمل دلالات كبيرة، وخصوصا انه يأتي بعد أيام قليلة على استهداف ايران الأراضي السعودية، رمزية المكان تظهرت أكثر في الكلمة التي ألقاها العاهل السعودي في افتتاح القمة، حيث دان بشدة الأعمال الارهابية التي تقوم بها ايران في المنقطة العربية، مجددا رفض تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية.

في المقابل، لا شيء يدل على ان القمة العربية ستشكل تحولا حقيقيا وعمليا، في مسار العمل العربي المحكوم بقوة البيانات الختامية وضعف الاجراءات العملية.

لبنانيا، اللغط الذي أثير على بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمتعلق بإمكان عدم مشاركة الوزير باسيل في القمة، تبدد مع وصوله صباح اليوم إلى السعودية، بعدما استكمل جولة جنوبية. واللافت ان لقاء جمع العاهل السعودي بالرئيس عون في حضور الرئيس الحريري والوزير باسيل، ما يؤكد ان كل ما أشيع وتردد عن ان السعودية ضغطت لعدم مشاركة باسيل في القمة، هو كلام لا صحة له.

في المقابل كان الرئيس بري ينتقد اداء وزارة المغتربين، ولو من دون ان يسمي الوزير باسيل، إذ اعتبر ان لا أحد من المسؤولين في السلطة يعرف معنى الاغتراب ومعاناته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لقاء بين الرئيس العماد ميشال عون والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. الخبر بحدِّ ذاته صار العنوان. ليس لأن التواصل اللبناني- السعودي حدث استثنائي، أو تطور مفاجئ، أو خارج على الطبيعة، بل لأن اجتماع اليوم، يضع حدا نهائيا، بالشكل والمضمون، لمرحلة قيل فيها الكثير، إبان أزمة رئيس الحكومة سعد الحريري.

ومن أرض المملكة العربية السعودية، التي استضافت قمة عربية في ظروف معروفة، رفع الرئيس اللبناني مجددا الصوت. صرخ ميشال عون في برية الصراعات العربية، داعيا إلى اطلاق مبادرة عملية رائدة تلم الشمل، وتعتمد الحوار سبيلا لحل المشاكل. وأعرب رئيس الجمهورية عن تخوفه من ملامح سياسية ترسم للمنطقة، وتنال من الجميع، وسأل: هل ننتظر حدوثها، أم نقوم بعمل وقائي؟.

أما القضية الفلسطينية، فشدد الرئيس عون على أنها أساس اللااستقرار، محذرا من ضياع القدس، وداعيا إلى البناء على المبادرة العربية للسلام.

أما في الشأن السوري، حيث الحل السياسي واجب، فلا يجوز لدول الجوار السوري وحدها ان تتحمل عبء أزمة النزوح.

هذا في الظهران. أما في لبنان، فعين على المنحى الإيجابي الذي سلكته العلاقات اللبنانية- السعودية، وعين على الديموقراطية العائدة بعد واحد وعشرين يوما، على أرض الوطن، وقبله بأيام في بلدان الانتشار.

الحملات مستمرة، والتحضيرات قائمة. وفي هذا الاطار، لفتت اليوم، مناورة كبيرة قام بها "التيار الوطني الحر" في مكاتبه المنتشرة على مساحة الوطن، لتكون الرسالة واضحة لمن يعنيه الأمر من الخصوم المتأهبين للانقضاض على العهد: جاهزون للانتصار في السادس من أيار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الحماوة الإنتخابية في لبنان، طغت على لهيب صواريخ الضربة الأميركية- البريطانية- الفرنسية على سوريا، كذلك على حدث القمة العربية في السعودية.

في سوريا ضربة الخمسين دقيقة انتهت عند الأهداف التي حققتها، والبارز اليوم ان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بدأت عملها في دوما للتفتيش عن آثار كيميائية.

في القمة العربية، لفتت كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي رأى أن مشكلة النزوج السوري هي مشكلة تعنينا جميعا، ولا يجوز ان تتحمل عبئها دول الجوار السوري بحكم سهولة الانتقال والوصول إليها.

أما في لبنان فالإستعدادات للإنتخابات على نار حامية جدا، وتشوبها المماحكات إلى حد تبادل الحروب الكلامية. ما برز اليوم كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في المؤتمر السنوي للمغتربين، حيث خاطب عبر الشاشة مغتربين في برلين وأبيدجان، غامزا من قناة وزير الخارجية جبران باسيل، فقال لهم: "هم يعرفونكم كطائفيين لا كلبنانيين وتجار لا كادحين".

بري أعادة التذكير بوزارة المغتربين، مطالبا بإرسال مراقبين الى مراكز الاقتراع في الخارج.

أما السيد حسن نصرالله فكان تجييشه اليوم في اتجاه البقاع الغربي، وغلب على كلمته الطابع الإقليمي.

في سياق آخر، ما زالت المادة 49 من الموازنة محط تعليقات، والبارز اليوم الانتقاد القاسي لها من بكركي، حيث أعلن البطريرك الراعي انه ينبغي الغاء هذه المادة التي أدرجت لمنح إقامة في لبنان لكل عربي وأجنبي يشتري شقة، وضمن شروط، ويستفيد من هذه الإقامة هو وزوجته وأولاده القاصرون، مع ما يستتبع هذه الإقامة من حقوق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

إضرب ثم حقق. هي قاعدة سار عليها عدوان أميركا وبريطانيا وفرنسا على سوريا. فبعد يومين على الضربة العسكرية المثلثة، تبدأ لجنة التحقيق الأممية مهماتها في دوما غدا. وتدخل الحكومة البريطانية إلى مساءلة البرلمان، مع تأكيدات من شبيه دونالد ترامب بنسخته البريطانية بوريس جونسون، أن لندن لا يسعها الجزم بأن الأسد يمتلك أسلحة كيميائية، لكن زعيم المعارضة جيريمي كوربين الذي ينتظر تيريزا ماي على أبواب البرلمان، توجه إلى رئيسة الوزراء ووزير الخارجية بسؤال واحد: أين السند القانوني؟، أين دليلكم؟.

والدليل المضاد كان عند نصرالله، وبشهادة رجال يصدقون، نقلوا إليه المشهد من قلب مسرح العدوان. وقال الأمين العام ل"حزب الله" على ضفاف خطاب انتخابي، إن الأميركيين استعجلوا عدوانهم قبل وصول المحققين، لكونهم يدركون فصول المسرحية. وإذ سجل نصرالله الأداء الممتاز لقوات الدفاع الجوية السورية، أكد بالوجه العسكري الشرعي أن هذه الدفاعات تمكنت من إسقاط صواريخ عدة ومنعها من أهدافها. وأخذ الأمين العام ل"حزب الله" بالتقييم الإسرائيلي والذي يؤكد أن الصواريخ جميلة نعم، لكن نتيجتها صفر. وتوقف نصرالله عند الخلاف السياسي العسكري في أميركا، حيث إن العسكر يعرف جيدا أن الذهاب إلى مواجهة واسعة ضد النظام وحلفائه لا يمكن أن ينتهي هنا، وأن عدوانا واسعا سوف يلهب ويفجر المنطقة، لذلك اشتغلوا بعقل لم يستند إلى رغبات ترامب وبولتون وبعض دول الخليج، وهذا اعتراف بدورنا على مستوى إلحاق الأذى والهزيمة بالمعتدين.

وكل الصواريخ التي ضربت سوريا لم تحلق فوق القمة العربية، والتي نزحت بسبب الصواريخ اليمنية من الرياض إلى الظهران، كما أعلن خادم الحرمين الشريفين رئيس القمة العربية لهذه الدورة الملك سلمان بن عبد العزيز. غابت دمشق شكلا ومضمونا عن فاعليات القمة، وحضرت القدس بدفع أردني قاده الملك عبدالله الثاني. غير أن هذا الحضور الفلسطيني على جدول القمة العربية، طغى عليه المنحى المالي، فيما يحتاج أبناء الضفة والقطاع ومدينة القدس إلى دعم عربي سياسي وموقف يؤازر تظاهراتهم كل جمعة غضب، من اليوم وحتى موعد التظاهرات الكبرى منتصف أيار، تاريخ نقل السفارة الأميركية.

وبلغة العواصم المقررة إعلاميا، تتحول قناة "الجديد" اليوم إلى عاصمة الصحافة التي تزورها السياسة، وعلى شعار "سليمان عنا" يدخل زعيم تيار "المردة" الحوار من دون نقاش، يتحدث في العام والخاص في السياسة "جدا عن أب"، بصراحة تتعهد الفخامة، سيقول سليمان فرنجية ما له وما علينا، ويحدد مواقفه من الحليف إلى "المنتشر"، من المعركة الانتخابية في أيار إلى الجهاد الأكبر صوب بعبدا، يخوض فرنجية تجربة التحرير، حرا بكلام لم يخضع للرقابة المسبقة أو اللاحقة، ونقدمه عدا، ولكم تبعاته نقدا. "سليمان عنا"، تابعوه الليلة التاسعة والنصف مساء مع فوج الصحافة في قناة "الجديد" والزميل جورج صليبي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ثلاثة قتلى في انفجار لغم تركه المسلحون في جرود عرسال والأهالي يطالبون الحكومة بوضع خرائط للألغام لتجنّب خطرها

بيروت: ««الشرق الأوسط/15 نيسان/18»/لا تزال مخلفات المجموعات المسلّحة في جرود عرسال، في البقاع الشمالي، تحصد المزيد من الضحايا، وهو الأمر الذي أدّى إلى إطلاق أهالي المنطقة صرخة استغاثة طالبين من الجيش اللبناني وضع خريطة للألغام ما يمكنّهم من القيام بأعمالهم بعيدا عن خطرها.

وشيّعت عرسال يوم أمس ثلاثة من أبنائها هم محمد عبد الرحمن الحجيري ونجله أحمد ويوسف عودة الذين سقطوا جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات المجموعات المسلحة بينما كانوا يستقلون سيارة «بيك آب» للوصول إلى مزرعة الطروش التي تشكّل مورد رزق بالنسبة إليهم، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام». وقد حضر الآلاف من أهالي البلدة التشييع مطالبين الدولة بـ«وضع حد لهذه الألغام» التي حصدت خمسة قتلى من أهالي عرسال منذ خروج المسلحين نتيجة عملية «فجر الجرود» التي قام بها الجيش اللبناني، إضافة إلى عدد من الجرحى، وناشدوا الجيش اللبناني «وضع خريطة للجرود تحدد مكان وجود الألغام في المزارع التي تشكل مصدر رزق للعائلات التي لا تستطيع الاستغناء عن مزارع المواشي والبساتين المثمرة». مع العلم أن أهالي المنطقة عانوا طوال سنوات احتلال المسلحين لمزارعهم والجرود ويتطلعون للعودة إلى أرضهم واستثمارها لتأمين لقمة عيشهم وعيش أولادهم.

 

التحالفات الانتخابية تعمّق الخلافات بين «المستقبل» و«الاشتراكي»

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/15 نيسان/18

كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية المقررة في السادس من مايو (أيار) المقبل، اتسعت رقعة الخلاف بين تيار «المستقبل»، بقيادة رئيس الحكومة سعد الحريري، والحزب التقدمي الاشتراكي، برئاسة النائب وليد جنبلاط، على خلفية المعركة الانتخابية التي تهدد تحالفهما الاستراتيجي، وتطرح علامات استفهام عن مصير هذا التحالف في مرحلة ما بعد الانتخابات، رغم تأكيدهما أن ما يحصل مجرد خلاف ظرفي لن يطيح بعلاقتهما التاريخية ونضالهما المشترك. واللافت أن اتفاق الطرفين مبكراً على خوض الانتخابات بلوائح مشتركة في دائرتي بيروت الثانية والشوف - عاليه لم يؤسس لتحالف وثيق بينهما في دائرة البقاع الغربي، فتشكلت لائحتهما على مضض، بفعل إصرار الحريري على استبعاد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد، وفرض مرشح «المستقبل» غسان سكاف مكانه، الأمر الذي لاقى انتقاداً لاذعاً من جنبلاط وقيادات حزبه، قبل أن تأتي زيارة الحريري إلى الجنوب يوم أول من أمس لدعم مرشحه عن المقعد السني في دائرة الجنوب الثالثة، عماد الخطيب، ضمن لائحة تحالف «رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني»، الوزير طلال أرسلان، و«التيار الوطني الحر»، في مواجهة لائحة الحزب الاشتراكي وحركة «أمل» وباقي الأحزاب الموالية للنظام السوري.

غير أن جولة الرئيس سعد الحريري، التي شملت محطات عدة في «دائرة الجنوب الثالثة» عقدت الأزمة مع الحزب الاشتراكي وجنبلاط تحديداً، خصوصاً بعد الاستقبال الحاشد الذي أقامه الوزير طلال أرسلان لرئيس الحكومة في السرايا الشهابية في حاصبيا، وإصراره على أن يزور الحريري خلوات البياضة للموحدين الدروز، حيث لاقى استقبالاً شعبياً كبيراً، يتقدمه الشيخ غالب الشوفي، من أتباع الشيخ نصر الدين الغريب، الذي سماه أرسلان شيخ عقل للطائفة الدرزية، مقابل شيخ العقل نعيم حسن القريب جداً من رئيس الحزب الاشتراكي. وفي حين أبدى جنبلاط استياءه من الزيارة بطريقة مبطنة، بقوله: «لم أهتم بما حصل بسبب انشغالي بمناسبة أخرى»، عبّر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور عن بلوغ الأزمة مرحلة متقدمة، حيث قال إن «للبيوت أبوابها»، معتبراً أن «باب حاصبيا هو النائب وليد جنبلاط، أما النوافذ الأخرى أو المداخل الضيقة فلا تعبر عن حاصبيا»، في إشارة إلى أرسلان، موضحاً أن الحزب التقدمي الاشتراكي «آثر أن يبقى بعيداً عن هذه الزيارة التي تهدف لإعلان تحالف هجين سينقضي في السادس من مايو (أيار) ليلاً». وأثارت مواقف جنبلاط وأبو فاعور استياءً في أوساط «المستقبل»، الذي يرى أن الزعيم الدرزي يبني علاقته بالآخرين وفق مصالحه. وأوضح عضو المكتب السياسي في «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش أن التباين بين الطرفين ليس وليد هذه المرحلة الراهنة، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كانت العلاقة تذهب إلى بعض التأزم. وفي كل الأحوال، كانت لجنبلاط بعض الشحطات، سواء بالكلام أو التصرفات».

وقال علوش: «علاقة جنبلاط مع تيار (المستقبل) تقوم على قاعدة (المونة) و(الغنج والدلال)، وما فعله مع رفيق الحريري لا يزال يفعله مع سعد الحريري، وكلّنا نذكر كيف خرج من (14 آذار) في عام 2009 بعد الانتخابات، والتحق بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي في عام 2011»، معتبراً أن جنبلاط «يتبع سياسة إما أحصل منكم على كل شيء لأبرم تسويات أو أفتح معكم معركة». ورغم حدة السجال، فإن الخلاف يبقى مضبوطاً بسقف ما تقتضيه المعركة الانتخابية، بحسب تقدير مصطفى علوش الذي رأى أن الحزب الاشتراكي «يسعى من خلال التصعيد إلى الحصول على أكبر حصة من النواب والوزراء، كما تفعل كل الأحزاب والتيارات الأخرى». ورأى أنه «عندما يشعر النائب جنبلاط بالحاجة لفتح علاقة مفيدة له مع أي طرف كان، يفتحها»، معتبراً أنه «لا شيء اسمه افتراق نهائي في السياسة، حتى مع ألد الأعداء، فكيف مع حليف مثل وليد جنبلاط».

ولم يصل التوتر القائم بين الطرفين إلى الانقلاب على تحالفاتهما في الدوائر المشار إليها، ما يوحي بأن الخلاف ظرفي وقابل للتسوية سريعاً، وهذا ما عبر عنه قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي، حيث قال لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حصل أخيراً، سواء خلال تشكيل لائحة البقاع الغربي أو ما رافق زيارة الرئيس الحريري إلى حاصبيا، لا ينسجم مع روحية التحالف الاستراتيجي بيننا»، لكنه أكد أن «التباينات لن تؤدي إلى نسف علاقاتنا التاريخية، أياً كانت الدوافع والأسباب»، معتبراً أنه «مهما كانت طبيعة الأزمة وخلفياتها، فهي لن تفك تحالفنا الاستراتيجي».

 

سوريا "تُحرج" لبنان في القمّة العربيّة

موقع القناة الثالة والعشرون/15 نيسان/18

بقي لبنان غارقاً في الحملات الانتخابية على رغم الضربة الأميركية الفرنسية البريطانية للمواقع الكيميائية في سوريا، كما أعلنت واشنطن والدول الثلاث. إلا أن هذا لم يمنع صدور مروحة من ردود الفعل التي وضعت مبدأ النأي بالنفس عن حروب المنطقة على المحك قبل 24 ساعة من انعقاد القمة العربية في الظهران في المملكة العربية السعودية. وتعترف مصادر أكثر من جهة رسمية وسياسية، وفق "الحياة"، بأن الموقف من التطورات العسكرية في سوريا يزيد إحراج لبنان في ظل توجه أكثرية الدول العربية، لا سيما الخليجية، نحو التناغم مع القرار الغربي في ردع النظام السوري ورفض الدعم الإيراني والروسي له في مواجهة المعارضة السورية، مقابل اعتراض أو تحفظ عدد من الدول العربية عن الضربة التي نفذتها الدول الغربية الثلاث. وإزاء السؤال عما سيكون عليه الموقف الرسمي في القمة، قال مصدر آخر إن لبنان لا يملك سوى السعي إلى تحييد نفسه عن التناقضات العربية وعن تفاعلات الضربة، على رغم الموقف المبدئي الذي  أصدره رئيس الجمهورية ميشال عون أمس معتبراً أن «ما حصل لا يساهم في الحل السياسي للأزمة السورية». وإذ رأى مراقبون فيه انتقاداً مبطناً للضربة، اعتبروا أن إشارته إلى «التدخلات الخارجية التي زادت الأزمة تعقيداً»، يمكن أن ينطبق أيضاً على التدخلين الإيراني والروسي بموازاة اعتماد مبدأ معارضة ضرب أي دولة عربية. ولاحظت أوساط رسمية أن موقف عون قد يكون شبيهاً بالموقف الأردني.  وفي ظل الاتفاق على النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، بدا واضحاً أن تفسير هذا المبدأ يخضع مرة جديدة للتفسيرات المتعارضة، فجاءت الإدانات للضربة من قوى 8 آذار الحليفة لسورية وإيران، التي تعتقد بأن لا نأي بالنفس حيال القصف الغربي للمواقع السورية، مقابل تريث قوى 14 آذار السابقة، المتضامنة مع المعارضة السورية ضد النظام، باستثناء بيان «تيار المستقبل». وواكب مغادرة عون ورئيس الحكومة سعد الحريري بيروت بعد ظهر أمس إلى الظهران يرافقهما وزيرا الداخلية نهاد المشنوق والاقتصاد رائد خوري، (ينضم إليهم وزير الخارجية جبران باسيل اليوم)، الكثير من الأسئلة حول كيفية توحيد الموقف اللبناني وإخراجه، عند طرح هذه التطورات على الزعماء العرب، سواء بالشق المتعلق بالضربة وباستخدام النظام الكيميائي الذي يدينه لبنان مبدئياً، أم حيال البند المتعلق بالتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وخصوصاً اليمن وسوريا.

وقالت مصادر رسمية إن الموقف اللبناني النهائي سيتحدد في ضوء النقاشات التي جرت وستجري، وسط ترقب كيفية التوفيق بين ما صدر حتى الآن من مواقف لبنانية، وبين الحرص على مواصلة تحسين العلاقات مع الدول العربية والخليجية. ولفتت أوساط سياسية معنية إلى أن تلاحق الأحداث وضع الجانب اللبناني في موقع دقيق، لكنها رأت أن المخارج التي تستند إلى النأي بالنفس وبغطاء عربي، متاحة.

 

هكذا علّقت "القوات" على الضربة الأميركية على سوريا

"السياسة الكويتية" - 15 نيسان 2018/اعتبرت مصادر رفيعة في حزب «القوات اللبنانية» أن «للضربة الأميركية على سوريا، بعدين، الأول له طبيعة عسكرية للقول للنظام السوري ومن خلفه، أن هناك أسلحة ممنوع استخدامها، وأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، وبالتالي تذكير الجميع بهذه الخطوط القائمة على مستوى استخدام بعض الأسلحة، أما البعد الثاني وهو الأهم، أي البعد السياسي، بمعنى أن الولايات المتحدة تريد أن تقول إن المبادرة النهائية والأساسية على مستوى أي تسوية في المنطقة، هي مبادرة أميركية بامتياز وليست روسيا، ولا يمكن لموسكو أن تتجاوز الولايات المتحدة في سورية باعتبار أن أي حل في سوريا لن يكون على طريقة القضم التدريجي الذي كان قائماً من خلال محاولة السيطرة على الأرض، من أجل فرض أمر واقع، خلافاً للإرادة السورية والعربية والدولية». وقالت المصادر لـ»السياسة»، إن الضربة جاءت في هذا التوقيت «من أجل أن ترسم حدود الروس على مستوى الشرق الأوسط وعلى المستوى السوري بشكل محدد، وكذلك الأمر جاءت لتقول إنه لا يمكن لأي تسوية أن تكون على طريقة الأمر الواقع، وهذا يفرض أن تأخذ أي تسوية بعين الاعتبار الأهداف الأميركية والسعودية، ولا يمكن تهريب أي تسوية معينة». وشددت على أن «ما بعد هذه الضربة، ستكون روسيا وكل الأطراف المعنية بالملف السوري أخذت درساً أساسياً بأن لا سلام في سوريا ولا تسوية فيها، عن طريق فرض أمر واقع، أي أن الضربة الأميركية أرادت القول، إن هذا النظام لا يمكن أن يمثل مستقبل سورية، وأن الأسد لا يمكن أن يكون من ضمن سورية، لأنه عندما يتبلور أي حل سيكون هو خارج التسوية، وأيضاً لا يمكن للولايات المتحدة أن تتخلى عن تحالفاتها الطبيعية، وفي طليعتها مع السعودية في سوريا». وإذ أكدت أن «الضربة الأميركية لن تقود إلى أي مواجهة عسكرية لاحقة مع الروس أو الإيرانيين الذين يدركون جيداً، أنه ليس بمقدورهم مواجهة الإرادة الأميركية العالمية وفي سورية بشكل خاص»، فإنها شددت على أن «الانتخابات النيابية في لبنان ستجري في موعدها، لأن الحرب السورية لن تتمدد إلى لبنان». في المقابل، دان «حزب الله» ما وصفه «العدوان الثلاثي الأميركي – البريطاني – الفرنسي على سورية»، معتبراً أنه «انتهاك صارخ للسيادة السورية وكرامة الشعب السوري وسائر شعوب المنطقة، وهو استكمال واضح للعدوان الصهيوني الأخير على سوريا ويمثل تأييداً صريحاً ومباشراً لعصابات الإجرام والقتل والإرهاب «التي طالما رعاها ومولها ووفر لها أسباب الدعم المادي والسياسي والإعلامي، وتدخل لنصرتها كلما انهزمت أمام أبطال الجيش العربي السوري في الميدان».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: نظام إيران يسعى لإشعال الفتن الطائفية والسيطرة

الأحد 29 رجب 1439هـ - 15 أبريل 2018م/دبي - العربية.نت/قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في المؤتمر الصحافي الختامي للقمة العربية في #الظهران، إن #قمة_القدس دعت إلى حل سلمي في سوريا على أساس بيان جنيف 1، وأشار إلى أن نشاطات قطر مرفوضة ويجب أن تتوقف عن حالة النكران التي تعيشها. وأكد وزير الخارجية السعودي أن النظام الإيراني يسعى لإشعال الفتن الطائفية والسيطرة. وأضاف الجبير أن القمة دانت تصرفات ميليشيات الحوثي الإرهابية واستهدافها المملكة العربية #السعودية واليمنيين. ودانت أيضا دعم إيران للحوثيين، وتدخلات طهران في شؤون الدول العربية. وطالبت القمة إيران بالانسحاب من الدول العربية واحترام حسن الجوار. كذلك دعت القمة، بحسب الجبير، إلى دعم الاستراتيجيات لصيانة الأمن القومي العربي. ونوه الجبير إلى أنه تم الاتفاق في القمة على فكرة الملك_سلمان بعقد قمة عربية ثقافية مستقبلا. وأشار الجبير إلى وجود نية لاستضافة بيروت للقمة العربية الاقتصادية في 2019. وقال الجبير نشاطات قطر مرفوضة ويجب أن تتوقف عن حالة النكران التي تعيشها، وعليها أن تتوقف عن دعم المتطرفين والحل يعود إلى الدوحة. وأكد الجبير أن تونس ستستضيف القمة العربية العادية المقبلة. وقال إن استضافة قمة القدس في الظهران لا علاقة لها بالتحديات الإقليمية. من جانبه، قال أحمد أبو الغيط، أمين الجامعة العربية، إن القمة العربية ترفض القرار الأميركي حول القدس وتؤكد موقفها التاريخي. وأكد أن قمة القدس طالبت بتطبيق القانون الدولي على مستخدمي السلاح الكيمياوي. وأضاف أبوالغيط أن الدول العربية متفقة على مطالبة إيران بالكف عن تدخلاتها. وأعلن أمين الجامعة العربية أن الرئيس الفرنسي، ماكرون، بعث برسالة للقمة العربية.

 

دفاعات التحالف تعترض صاروخين حوثيين غرب اليمن

الاثنين 30 رجب 1439هـ - 16 أبريل 2018م/اليمن- إسلام سيف/اعترضت منظومة الدفاع الجوية للتحالف العربي، مساء الاحد، صاروخين باليستيين أطلقتهما ميليشيات الحوثي الانقلابية، باتجاه مدينة المخا الساحلية غرب اليمن. وذكرت مصادر ميدانية ان دفاعات التحالف اعترضت صاروخين باليستيين فوق سماء مدينة المخا، ودمرتهما دون تسجيل اي اضرار بشرية او مادية. ولم يتم التحقق من مكان اطلاق الميليشيات لهذه الصواريخ. وكثفت ميليشيات الحوثي في الفترة الاخيرة من اطلاق صواريخ باليستية، باتجاه المحافظات اليمنية المحررة، والاراضي السعودية، مع هزائمها الميدانية المتوالية وتضييق الخناق عليها في كافة الجبهات، لكن الدفاعات الجوية للتحالف تعترضها في كل مرة، كما تخفق الميليشيت في إطلاق بعضها. وتتهم الحكومة الشرعية والتحالف العربي، ايران بتزويد ميليشيات الحوثي بهذا النوع من الصواريخ الباليستية، التي لم تكن موجودة ضمن العتاد العسكري للجيش اليمني الذي نهبته الميليشيات، وهو ما يؤكده تقرير لجنة فريق الخبراء التابع للامم المتحدة والمعني بالعقوبات في اليمن.

 

إسرائيل تعلن «تعطيلها» نفقاً على الحدود مع غزة

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 نيسان/18/ذكر الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، أنه عطّل نفقاً لحركة حماس يعبر قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية بعد أسبوعين على التوتر على طول الحدود مع القطاع المحاصر. وقال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان إنه أطول وأعمق نفق تكتشفه إسرائيل على الحدود.

وصرح المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس، للصحافيين، بأن النفق يخترق حدود بلاده لعدة أمتار إلا أنه ليس له مخرج. وهو يرتبط بالعديد من الأنفاق الأخرى في قطاع غزة وكان يمكن استخدامه لشن هجمات، على حد قوله. وقال الجيش إنه عطل النفق بملئه بمادة تجعله غير قابل للاستخدام. وقال كونريكوس: «لقد ملأنا النفق بمادة تجعله غير قابل للاستخدام لفترة طويلة من الوقت»، موضحاً أنه لم يتم تفجيره. وأضاف: «حسب تقييمنا الأوّلي، فإن هذا النفق يمتد لعدة كيلومترات داخل غزة، ويبدأ من جباليا شمال القطاع ويتجه نحو بلدة نحال عوز» في إسرائيل. وأشار إلى أنه خامس نفق في غزة تدّمره إسرائيل في الأشهر الأخيرة، وقد دمرته إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع.ويأتي ذلك عقب احتجاجات على طول الحدود بين غزة وإسرائيل منذ 30 مارس (آذار)، أدت إلى صدامات قُتل خلالها 34 فلسطينياً وجُرح المئات برصاص الجنود الإسرائيليين.

 

رفض مشروع قرار روسي في مجلس الأمن لإدانة الضربات وبعثة «حظر السلاح الكيماوي» تخطط لزيارة دوما... ومسؤول أميركي يؤكد استعمال النظام للسارين والكلور

نيويورك - لندن: «الشرق الأوسط/15 نيسان/18»/فشلت روسيا السبت في الحصول على دعم مجلس الأمن الدولي لإدانة الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على البرنامج الكيماوي السوري، ردا على هجوم كيماوي شنته قوات النظام على دوما، في وقت يتوقع أن يقوم وفد من مفتشي «منظمة حظر السلاح الكيماوي» بزيارة دوما. وكان مشروع القرار الروسي في هذا الصدد بتأييد ثلاثة أصوات فقط، أي أقل بكثير من الأصوات التسعة المطلوبة لتبني مشروع القرار. وصوتت ثماني دول أعضاء في المجلس ضد المشروع بينما امتنعت أربع دول عن التصويت.

وكان مشروع القرار يهدف إلى إدانة «العدوان» على سوريا، ويطالب الحلفاء الثلاثة بعدم شن أي ضربات إضافية. وطالب سفير روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا الغرب بـ«الإنهاء الفوري لتحركاته ضد سوريا والامتناع عنها في المستقبل». وقال: «أنتم تضعون أنفسكم فوق القانون الدولي، بل وتحاولون إعادة كتابة القانون الدولي». ودعمت كل من الصين وبوليفيا مشروع القرار الروسي، بينما عارضته الدول الحليفة الثلاث والسويد وهولندا وبولندا والكويت وساحل العاج، وامتنعت كل من بيرو وكازاخستان وإثيوبيا وغينيا الاستوائية عن التصويت. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه طلب من المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا العودة إلى نيويورك بالسرعة الممكنة لوضع خطة مستقبلية للوضع في سوريا. وفي كلمة أمام المجلس دعا غوتيريش جميع الدول إلى احترام القانون الدولي، محذرا من أن «سوريا اليوم تمثل أخطر تهديد للسلام والأمن العالميين».

إلى ذلك، حاول مفتشون عن الأسلحة الكيماوية السبت الوصول إلى موقع يشتبه أنه شهد هجوما بغاز سام في مدينة دوما السورية بعد ساعات من شن دول غربية ضربات جوية ردا على ذلك الهجوم. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في بيان إن بعثة لتقصي الحقائق «ستواصل انتشارها في الجهورية العربية السورية للوقوف على الحقائق فيما يتعلق بمزاعم استخدام أسلحة كيماوية في دوما». وأطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أكثر من مائة صاروخ على سوريا في وقت مبكر من صباح اليوم السبت في أول تدخل عسكري غربي منسق ضد حكومة دمشق. وتقول الدول الثلاث إن الضربات عقاب على قتل عشرات الأشخاص الكثير منهم نساء وأطفال بذخيرة سامة محظورة. وأدانت دمشق وحليفتها روسيا التحرك الغربي خاصة بسبب رفضه الانتظار لحين ظهور نتائج بعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها المنظمة في أعقاب الواقعة التي حدثت في السابع من أبريل (نيسان). وقال عمال إنقاذ إن العشرات قتلوا في الهجوم. وتقول واشنطن إنها تأكدت من استخدام غاز الكلور فيه ولديها اشتباه غير مؤكد بعد في استخدام محتمل أيضا لغاز أعصاب. وتنفي دمشق وموسكو المسؤولية عن أي هجوم مماثل.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن الفريق سيزور الموقع لفترة وجيزة إذا سمحت الأوضاع الأمنية. وأضافت أن الفريق سيعمل بالتعاون مع إدارة السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة لضمان تأمينه. ووافقت دمشق على التخلي عن ترسانتها من الأسلحة الكيماوية في 2013 والانصياع لعمليات تفتيش من المنظمة. وكان من المفترض أن تكون الحكومة السورية قد دمرت كل مخزوناتها من غازات الأعصاب أما فيما يخص غاز الكلور فكان من المسموح لها استخدامه في أغراض مدنية لكن ليس لأغراض عسكرية. وسيحاول فريق المنظمة تحديد ما إذا كانت أسلحة كيماوية استخدمت، لكن لن تقع على عاتقه مهمة تحديد الجهة التي استخدمتها. وعلى الرغم من أن الاتفاق الروسي - الأميركي نص على القضاء الكامل على برنامج الأسلحة الكيماوية السوري بعد قتل المئات بغاز السارين في الغوطة في 21 أغسطس (آب) من عام 2013 لم تتمكن المنظمة من التأكد من أن كل منشآت التصنيع والتخزين والأبحاث دمرت. ومن بين المواقع التي قيل إنها استهدفت خلال الليل مركز الدراسات والبحوث العلمية وهو منشأة لعبت دورا رئيسيا في برنامج سوريا للأسلحة الكيماوية منذ السبعينات. وأثار مفتشون من المنظمة تساؤلات عن ذلك المركز منذ 2013 عندما وافقت دمشق على التخلي عن أسلحتها الكيماوية لتجنب ضربات أميركية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. لكن مصادر قالت لـ«رويترز» إن سوريا لم تتمكن من تفسير الكثير من النتائج التي توصل إليها مفتشون بما يشمل وجود مواقع غير معلنة للبحث والتطوير ووجود كيماويات محظورة وذخيرة مفقودة. إلى ذلك، قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية للصحافيين السبت إن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على سوريا استهدفت مواقع تحتوي على مواد كان من الممكن استخدامها لإنتاج أسلحة كيماوية مثل غاز السارين. وقال المسؤول إن الأدلة تبين أن كلا من السارين والكلور استخدما في أحدث هجوم كيماوي وقع في سوريا مما دفع الولايات المتحدة لشن الضربات.

 

بوتين يدين الضربات ويحذر من تداعياتها على العلاقات الدولية وموسكو تحدثت عن استهداف مطارات... ولمحت إلى تسليم دمشق «إس 300»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/15 نيسان/18/لم تخرج الضربات الثلاثية على منشآت عسكرية وعلمية في سوريا عن حدود التوقعات التي برزت في موسكو، خلال اليومين الماضيين، لجهة انتظار «ضربة محدودة تهدف إلى حفظ ماء الوجه»، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات السورية نجحت في اعتراض 71 صاروخاً من أصل 103 أطلقت على 7 أهداف أساسية، وقالت إن الصواريخ التي أصابت أهدافها «لم تحدث أضراراً». ودان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «العدوان على بلد مستقل»، وحذر من تداعياته على النظام الدولي، وأعلن عن دعوة بلاده مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لبحث التطور الذي قامت به واشنطن وحلفاؤها، موضحاً أن القصف الذي نفذته واشنطن وحلفاؤها يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ووصفه بأنه «عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة، تقف في طليعة الدول التي تكافح الإرهاب»، وزاد أن الولايات المتحدة «تعمق من خلال تصرفاتها الأزمة الإنسانية في سوريا وتقدم خدمة للإرهابيين، كما أنها تنذر بموجة جديدة من الهجرة من سوريا والمنطقة ككل». وحذر بوتين من أن التصعيد «يؤثر بشكل مدمر على منظومة العلاقات الدولية بأسرها»، مشيراً إلى أن «التاريخ سيضع النقاط على الحروف، كما سبق له وسجل لواشنطن حملها الثقيل إثر ارتكابها مجازر بحق يوغوسلافيا والعراق وليبيا». وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنها أطلعت بوتين على تطورات الموقف «لحظة بلحظة». وفي إيجاز صحافي، عرض رئيس غرفة العمليات في رئاسة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي خرائط تظهر المواقع التي استهدفتها الضربة الثلاثية، وتحدث عن إفشال الهجوم. وقال إن الأطراف الثلاثة أطلقت 103 صواريخ، بينها صواريخ مجنحة من طراز «توما هوك» التي أطلقت من سفن حربية، وقنابل موجهة أطلقت من الجو، بالإضافة إلى صواريخ جو - أرض، وزاد أنه شاركت في الهجوم طائرات أميركية من طرازات «B - 1B»، و«F - 15»، و«F - 16»، معززة بطائرات «تورنادو» البريطانية فوق البحر المتوسط، وسفينتا «لابون» و«مونتيري» الأميركيتان من البحر الأحمر. وقال المسؤول العسكري إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 71 صاروخاً منها.

وكان لافتاً تأكيد المتحدث العسكري على أن غالبية المطارات التي استهدفتها الضربة لم تصب بأي أضرار، لأن كل الصواريخ الموجهة إليها أسقطت قبل بلوغها أهدافها. ووفقاً لبيان رودسكوي، فإن المطار الدولي في دمشق استهدف بـ4 صواريخ، ومطار ضمير العسكري بـ12 صاروخاً، ومطار بلي العسكري جنوب شرقي دمشق بـ18 صاروخاً، ومطار شعيرات العسكري بـ12 صاروخاً. وقال إن كل هذه الصواريخ أسقطت ولم تصب أهدافها. بينما أشار إلى استهداف مطار المزة بـ9 صواريخ تم إسقاط 5 منها، ومطار حمص بـ16 صاروخاً تم تدمير 13 منها من دون أن تقع أضرار جدية في الموقع. ولفت إلى تعرض مركزين للبحث العلمي في منطقتي برزة وجمرايا للقصف بـ30 صاروخاً، قال إنه تم إسقاط 7 منها. وأشاد المسؤول العسكري بقدرات الدفاع الجوي السوري، التي قال إن موسكو عملت خلال العامين الماضيين على إعادة تأهيلها، ولفت إلى أن دمشق استخدمت لصد الهجوم أنظمة صاروخية من طرازات «إس - 125» و«إس - 200» و«بوك» و«كفادرات» و«أوسا» وكلها روسية المنشأ. وفي تطور سيكون له أهمية خاصة، أعلن رودسكوي أن موسكو امتنعت في السابق عن تزويد دمشق بأنظمة صاروخية متطورة من طراز «إس 300» استجابة لطلب غربي، وزاد: «بعد هذا الحدث قد نعمل على تسليمها ليس فقط لسوريا بل وإلى بلدان أخرى أيضاً». وتعهد بالعمل على «تعزيز الدفاعات السورية أكثر».

كما لفتت عبارته إلى أن المواقع التي أصيبت «لم تكن تعمل وكانت مدمرة أصلاً». وذكر رودسكوي أن «منظومات الدفاع الجوي الروسية في سوريا كانت مشغلة وفي حالة تأهب، إلا أنها لم تستخدم»، موضحاً أن أياً من الصواريخ لم يخترق نطاق مسؤولية الدفاعات الجوية الروسية، التي تحمي القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس. وفي وقت لاحق قالت وزارة الدفاع الروسية إن «الطيران الفرنسي لم يشارك في العدوان على سوريا»، خلافاً لتأكيد باريس ولندن وواشنطن. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن القصف «لم يكن رداً على الهجمة الكيماوية المزعومة، بل رد فعل على نجاحات الجيش السوري في تحرير أراضي بلاده من الإرهاب الدولي». في غضون ذلك، اعتبرت الخارجية الروسية أن الضربة الثلاثية «محاولة جديدة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد»، وزادت في بيان أن الضربة الغربية جاءت في وقت تواصل دمشق تحقيق انتصارات على الإرهاب، وهدفت إلى عرقلة تقدم القوات الحكومية ضد مواقع سيطرة «داعش» و«جبهة النصرة». وزادت أن «العدوان جرى برغم كل الجهود المبذولة في مجلس الأمن، وهذا انتهاك واضح للقانون الدولي ومحاولة لتهميش دور المجلس»، محذرةً من تداعيات محتملة على استقرار منظومة العلاقات الدولية.

وفي وقت لاحق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بوتين طلب من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تقديم أدلة على الهجوم الكيماوي في الغوطة، موضحاً أن موسكو لم تحصل على أدلة، في إشارة إلى نشر باريس تقريراً يؤكد مسؤولية دمشق عن هجوم الغوطة. وزاد لافروف أن الضربة تزامنت مع بدء المحققين من منظمة حظر السلاح الكيماوي نشاطهم في دوما ما يلقي بظلال على جدية الغرب في مساعي معرفة الحقيقة. وزاد أن اتفاقاً تم التوصل إليه مع باريس لإرسال خبراء إلى دوما في غوطة دمشق، معرباً عن أسفٍ لأن وزارة الدفاع الفرنسية لم تتواصل مع نظيرتها الروسية في هذا الشأن.

وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، رأت أن «صمت باريس تجاه الأسلحة الكيماوية المزعومة في سوريا أمر لا يمكن تفسيره». وزادت أنها اطلعت على «التقرير السري الفرنسي الذي جاء فيه أن دمشق تقوم منذ 2013 بتطوير برامج سرية لإنتاج الأسلحة الكيماوية». وتساءلت زاخاروفا: «من غير الواضح، أين كان الممثلون الرسميون لوزارتي الخارجية والدفاع الفرنسيتين وممثلة الرئيس الفرنسي؟». لكن اللافت أنه رغم اللهجة القوية لموسكو، برزت تصريحات لمسؤولين روس تؤكد على الاستعداد لمواصلة التعاون مع واشنطن، وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف إن «موسكو وواشنطن في حال نزاع حول سوريا، لكن هذا لا ينفي استعدادنا للتعاون مع واشنطن، وضرورة فتح قنوات اتصال لاستئناف التنسيق في عدد من الملفات الحيوية». كما لفتت تعليقات دبلوماسيين وبرلمانيين روس إلى أن موسكو ترى في «محدودية الضربة» إشارة إلى أن الغرب لا يريد تصعيد المواجهة مع موسكو، وقال نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية لدى مجلس «الدوما» الروسي إليكسي تشابا إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا «كانت مرغمة على ضرب سوريا، حفاظاً على ماء وجهها». وقال إن البلدان الثلاثة «حشرت نفسها في طريق مسدودة بعد إطلاقها تصريحات مدوية مشبعة بالتهديد والاتهامات ضد الحكومة السورية. وكانوا مضطرين ليقوموا بعمل محدد كي لا يضيعوا نهائياً ماء وجوههم» وليس لأنهم يرغبون في توسيع المواجهة مع موسكو.

 

باريس تعيد الصدقية لـ«الخط الأحمر» وتأمل بالعودة إلى المسار السياسي

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/15 نيسان/18/لم تبخل باريس في توفير الوسائل والقدرات العسكرية للمشاركة مع الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في الضربات الليلية التي استهدفت 3 مواقع سورية ليل الجمعة السبت. وبحسب المعلومات التي توافرت من وزارة الدفاع، فإن باريس أشركت 9 طائرات قتالية، وهي 4 طائرات من طراز «رافال» و5 طائرات من طراز «ميراج - 5»، إضافة إلى طائرتي استطلاع من طراز «أواكس»، وكلها انطلقت من مطارات موجودة على الأراضي الفرنسية، وأهمها مطار سان ديزيه.

وعبأت الأركان 5 فرقاطات متعددة المهام في مياه المتوسط الشرقي، بينها 3 من بين الأحدث الذي تملكه (فرقاطة لحرب الغواصات، وثانية للدفاع الجوي، وثالثة للتموين)، إضافة إلى السفن المصاحبة. لكن الجانب الفرنسي، رغم الحشد العسكري الكبير، اكتفى بإطلاق 12 صاروخاً من أصل أكثر من 100 صاروخ أطلقها الحلفاء الثلاثة في عمليتهم ضد المواقع السوري. غير أن الأهم أن هذه العملية وفرت لقيادة الأركان الفرنسية تجربة آخر ما أخرجته الصناعات العسكرية من الصواريخ البحرية التي يزيد مداها على ألف كلم، وأطلق منها 3، وهي المرة الأولى التي يجرب فيها هذا الصاروخ في وضعية حرب حقيقية. ووجهت باريس صواريخها نحو الموقعين القريبين من مدينة حمص. وبحسب وزارة الدفاع، فإن أحدهما مخصص لإنتاج المواد الكيماوية السامة، والثاني لتخزينها. كل هذا الحشد كان المقصود منه تحقيق هدفين متلازمين: الأول إبراز الدور الفرنسي، والثاني تمكين الرئيس إيمانويل ماكرون من تحقيق الأهداف التي أراد الوصول إليها من خلال هذه المشاركة. ورغم أن ماكرون لم ينجح في تحقيق إجماع داخلي حول مساهمة باريس في الضربات العسكرية، فإنه رغم ذلك حقق كثيراً من أهدافه.

وبحسب مصادر سياسية فرنسية، فإن ماكرون أظهر أولاً أنه «وفى بوعده»، عندما رسم «الخط الأحمر» الكيماوي في مؤتمر صحافي في قصر فرساي، وإلى جانبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولو امتنع عن المشاركة لخسر الكثير من مصداقيته. فضلاً عن ذلك، فإن الضربات العسكرية وجهت رسالة واضحة للنظام السوري، وأعادت المصداقية لـ«الخط الأحمر». يضاف إلى ذلك أن ماكرون نجح في التحول إلى «قائد عسكري»، وهي تجربته الأولى في هذا المجال. فرئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوت المسلحة، وهو الآمر الناهي في العمليات العسكرية، وهو لم «يتهرب» من تحمله المسؤولية.

بيد أن ماكرون، بعيداً عن الجوانب الشخصية، نجح في أن يبقي الرد على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي محصوراً بما يتعلق بهذا السلاح وحده، بعكس ما كانت توحي به تغريدات الرئيس ترمب، الذي كان يريد بداية «تلقين» درس للنظام ولحلفائه من الروس والإيرانيين. فمنذ الثلاثاء، أعلن ماكرون أن الضربات هدفها فقط «الإمكانيات الكيماوية» للنظام، وليس مراكز القيادة والتحكم أو المستويات السياسية. وأكد ماكرون أنه «لا يريد التصعيد»، والمقصود به مع روسيا. ورغم المشاركة الفرنسية، فقد أعلن وزير الخارجية جان إيف لو دريان أمس أن الزيارة المرتقبة لماكرون إلى روسيا أواخر مايو (أيار) المقبل «لم تلغَ حتى الآن». والواضح أن ماكرون أراد أن يبقي باب التواصل مع بوتين مفتوحاً، الأمر الذي يعكسه الاتصال الهاتفي بين الرئيسين أول من أمس، وتأكيد قصر الإليزيه على الحاجة لتواصل الحوار مع الطرف الروسي. ولا تستبعد المصادر السياسية أن يكون ماكرون قد لعب دوراً رئيسياً في حصر الأهداف العسكرية المستهدفة، وبالتالي منع التصعيد مع روسيا وإقناعها بعدم الرد، وتأكيد عدم استهداف مواقعها وقواعدها على الأراضي السورية، وهو ما أقرت به القيادة العسكرية الروسية.

من هنا، أهمية ما قالته وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، التي أعلنت، في بيان قرأته على الصحافة في قصر الإليزيه وإلى جانبها لو دريان، أن موسكو «اطلعت» على العملية قبل حدوثها، وهو ما نفاه رئيس الأركان الأميركي الجنرال دانفورد. وهذا التضارب يبين على الأرجح شيئاً يشبه «توزيع الأدوار» بين واشنطن وباريس. وفي أي حال، فإن الجانب الفرنسي سعى أيضاً لطمأنة روسيا من خلال التأكيد على أن الضربات العسكرية لن تكرر. وقال لو دريان، في حديث للقناة الإخبارية «بي إف إم»، رداً على سؤال عما إذا كان ما حصل الليلة الماضية مرحلة أولى يمكن أن تتبعها مراحل: «ليست هناك مرحلة أولى. هناك مرحلة واحدة فقط»، لكنه اغتنم الفرصة لتوجيه رسالة تحذيرية للنظام السوري بقوله: «إذا تم اجتياز الخط الأحمر مرة أخرى، فستكون عندها ضربات جديدة»، بيد أنه استدرك معلناً أن النظام «فد فهم الدرس»، وأن الإنشاءات التي استهدفت تم تدميرها.

وتعتبر باريس أن ما حصل في الساعات الأخيرة يتخطى «الحالة السورية»، لأنه يتناول مصير معاهدة حظر استخدام السلاح الكيماوي، وأن غياب ردة الفعل كان سيترك الباب مشرعاً أمام من يشاء اللجوء إلى هذا السلاح. وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه أن فرنسا «لا تقبل الاعتياد على استخدام الكيماوي، لأنه يشكل خطراً مباشراً على الشعب السوري، وعلى أمننا الجماعي». وتريد باريس العودة إلى مجلس الأمن الدولي من أجل إقامة «آلية دولية تكون مهمتها تحديد المسؤوليات (لدى أي استخدام للكيماوي)، ومنع الإفلات من العقاب، والتزام اليقظة إزاء أية رغبة للنظام السوري للعودة إلى هذا السلاح».

ويوم أمس، سعى كبار المسؤولين (رئيس الجمهورية ووزيري الخارجية والدفاع) إلى تبرير المشاركة الفرنسية، والتأكيد على أنها «شرعية» و«قانونية»، رغم أن استهداف سوريا لم يحصل على ضوء أخضر من مجلس الأمن، وأنه جرى يوم وصول بعثة منظمة حظر استخدام السلاح النووي. ولذا، فإن الخارجية عمدت إلى نشر وثيقة مكثفة تبين فيها أن النظام استخدم حقيقة هذا السلاح يوم السبت الماضي في مدينة دوما. وجزم ماكرون بأن «الوقائع ومسؤولية النظام السوري ليست موضع شك»، قاطعاً الطريق في ذلك على أي جدل داخلي، أو تشكيك بشرعية ما قامت به القوات الفرنسية.

ولا تعتبر باريس أن الضربات العسكرية هدفاً بذاتها، أو أنها ستكشف الأهداف الأخرى التي تسعى إليها، والتي عددها بيان الإليزيه، وكذلك فصلها وزير الخارجية، حيث تريد باريس الانتهاء من مكافحة «داعش»، وتوفير الفرصة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، خصوصاً إطلاق «آلية جماعية» من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع، وأخيراً العمل من أجل استقرار المنطقة. وقد وعد ماكرون بالعمل على ذلك في الأسابيع المقبلة، في إشارة مبطنة لزيارته للولايات المتحدة الأميركية بعد أقل من 10 أيام، ثم إلى مدينة بطرسبرغ الشهر المقبل للقاء بوتين. ويأمل الرئيس الفرنسي في أن الدفع بقوات بلاده إلى المشاركة سيعطيه «وزناً»، من أجل أن تكون لفرنسا كلمتها عند البحث عن صورة الحل في سوريا.

لكن رغم التعبير عن كل هذه النيات، وطمأنة الطبقة السياسية بأن البرلمان سيناقش قريباً المشاركة العسكرية الفرنسية، فإن ماكرون لم ينجح في توفير إجماع وطني على ما قرره، وجاءت الانتقادات من أقصى اليمين وأقصى اليسار، وأحياناً من اليمني الكلاسيكي. فقد أدلى الرئيس السابق فرنسوا هولاند بدلوه، معتبراً أن ما حصل «غير كاف»، واعتبرت مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف المرشحة الرئاسية السابقة، أن باريس «أضاعت فرصة للظهور على المسرح الدولي كقوة مستقلة متمسكة بالتوازن». وما لم تقله لوبان صراحة، جهر به النائب وزعيم تيار اليسار المتشدد جان لوك ميلونشون، الذي اتهم ماكرون بـ«التبعية لترمب ولأميركا». وقال النائب أدريان كواتننس، من حزب المتمردين الذي يقوده ميلونشون، إنه «لا يمكن (الدعوة) لاحترام القانون الدولي، بينما ننتهكه نحن أنفسنا»، في إشارة لغياب تفويض من مجلس الأمن للعمل العسكري. وقال برونو روتاييو، رئيس مجموعة حزب «الجمهوريون» في مجلس الشيوخ، إن «صوت فرنسا لا يكون مسموعاً إلا عندما يكون متفرداً، وعندما تدعو إلى الحوار». وصوب روتاييو على ماكرون لأنه «نسي أمثولات الماضي وإخفاقات فرنسا في الشرق الأوسط».

 

درع الخليج» المشترك... تعزيز فرضيات مكافحة إرهاب الدول والميليشيات وخادم الحرمين يرعى غداً ختام التمرين بحضور قيادات عربية

الدمام: عبيد السهيمي/الشرق الأوسط/15 نيسان/18/يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، غداً الاثنين، فعاليات ختام تمرين «درع الخليج المشترك 1»، بحضور عدد من قادة الدول العربية المشاركة في التمرين.

ونُفذ التمرين، الذي يعد أضخم التمارين العسكرية في المنطقة على الإطلاق، سواء من حيث عدد القوات والدول المشاركة، أو من ناحية تنوع خبراتها ونوعية أسلحتها، عدةَ سيناريوهات محتملة استهدفت رفع الجاهزية العسكرية للدول المشاركة، وتحديث الآليات والتدابير المشتركة للأجهزة الأمنية والعسكرية، وتعزيز التنسيق والتعاون والتكامل العسكري والأمني المشترك. ومثَّل التحرك، الذي أجرته القوات المشاركة فور وصولها، أكبر تحرك عسكري من نوعه في العالم، قبل أن تنفذ القيادات المشاركة تمرين القيادة المشتركة، ثم تنفيذ جميع القوات المشاركة للتمارين الحية بالذخيرة الحية. وشاركت في التمرين، إلى جانب القوات المسلحة السعودية، قوات برية وبحرية وجوية ودفاع جوي. ويعد تمرين «درع الخليج المشترك 1»، الأكبر من نوعه في المنطقة، سواء من حيث عدد الدول المشاركة، أو نوعية العتاد العسكري النوعي المتطور، والتقنيات المستخدمة في التمرين التي تعد من أحدث النظم العسكرية العالمية، وحظي بمشاركة أربع دول تصنف بأنها ضمن أقوى عشرة جيوش في العالم. وأكد مسؤول عسكري رفيع في تمرين «درع الخليج المشترك 1» أمس، أنه تم تنفيذ تكتيكات على نوعين من الحروب، النظامية وغير النظامية التي يكون طرفها ميليشيا أو عصابة إرهابية في آن واحد، مضيفاً أنها أول مرة يجري تنفيذ ذلك في تمرين عسكري.

وقال العميد عبد الله السبيعي، المتحدث الرسمي لـ«درع الخليج المشترك 1»، إن القوات نفذت، وبالتوازي، تكتيكات عن الحروب النظامية مثل الإنزال على الشواطئ، أو المواجهات في عرض البحر من قوات نظامية معادية، كما نفذت أيضاً تكتيكات عن الحروب غير النظامية تقودها ميليشيا أو جماعات إرهابية تحتل قرى أو مواقع، وتتحصن فيها، حيث نفذت القوات المشاركة فرضيات متعددة عن حروب المدن. وقال المتحدث إن التهديدات التي تواجهها المنطقة متنوعة، سواء كانت تهديدات من جيوش نظامية، أو من الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تشكل أكبر المخاطر المهددة لأمن واستقرار المنطقة.

ونفذت القوات في مناوراتها الأخيرة، أمس، جملة تكتيكات على مختلف أنواع الحروب في ميدان الصامت إلى شمال شرقي المنطقة الشرقية، وشدد السبيعي على أن التمرين لا يوجه أي رسالة إلى أي دولة، وله رسالة واحدة وهي أنه تمرين خير وأمن وسلام، واعتبره تمريناً اعتيادياً تشارك فيه عدة دول، وقال: «هذه التمارين متعارف عليها بين الدول لتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم، خصوصاً الدول التي تكون على قدر كبير من الاحترافية والتدريب العسكري»، مضيفاً أن القوات السعودية، وبمشاركة دول أخرى، نفذت تمارين في مناطق أخرى مثل تمرين «رعد الشمال» الذي استضافته المنطقة الشمالية، والآن ينفذ تمرين «درع الخليج المشترك» في المنطقة الشرقية، كما سيتم تنفيذ تمارين أخرى في مناطق أخرى. واعتبر المتحدث باسم التمرين مشاركة قوات متعددة، بينها قوات من أربعة جيوش تتربع على صدارة أقوى 10 جيوش في العالم، أمراً مهماً، لأن هذه القوات على مستوى عال من الخبرة الفعالية الميدانية في المواجهات، مما ينقل هذه الخبرة إلى القوات المسلحة السعودية، والعمل معها وتنسيق المهام والإجراءات. وشدد أن القوات المسلحة السعودية تتبع نهجاً تدريبياً يتدرج من الفردي إلى الجماعي إلى المختلط، حتى تصل التمارين التي تنفذها إلى صورتها النهائية، سواءً كان جماعياً أو مختلطاً أو بمشاركة دولية. وأوضح المتحدث أن التمرين مجدول منذ عام ونصف العام تقريباً، وأن قيادات القوات المشاركة قطعت مراحل مهمة من التنسيق للتمرين قبل حضور القوات المشاركة لميدان التدريب، لافتاً إلى مشاركة فروع القوات المسلحة السعودية كافة، بالإضافة إلى مشاركة وزارة الداخلية عبر «حرس الحدود»، فضلاً عن مشاركة وزارة الحرس الوطني في التمرين بفعالية.

وأشار العميد السبيعي إلى رسم التمرين منهجية في التصدي للأعمال العدائية التي تتطلب لمواجهتها تخطيطاً وتنسيقاً دولياً، كما يوفر التمرين للقوات المشاركة توحيد الإجراءات لخلق التجانس بين مختلف القوات بمختلف مرجعياتها، من أجل القيادة والسيطرة، وتوحيد الأوامر، وبناء جسر إمدادات لوجيستية قادر على الاستمرار والصمود، كما تم ربط القيادات ببعضها البعض لتنسيق العمليات الميدانية التي تحاكي الواقع بشكل كبير للتغلب على الاختلاف بين حشد ضخم من القوات يمثل 24 بلداً تشكل دولاً عربية وإسلامية وصديقة.

 

عريقات ينتقد غياب تحقيق دولي في غزة وانفجار دراجة يخلف 4 قتلى من «الجهاد»... وإسرائيل تنفي مسؤوليتها

رام الله: «»الشرق الأوسط/15 نيسان/18/انتقد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، غياب تحقيق دولي في استهداف الفلسطينيين العزل على حدود قطاع غزة للجمعة الثالثة على التوالي، متسائلاً: «ما الذي تنتظر دول العالم للتحرك؟».

وطالب عريقات بالإسراع في «فتح تحقيق دولي بجرائم ومجازر قوات الاحتلال، ووقف عدوانها المنظم والمتواصل على أبناء شعبنا المدنيين العزّل»، مشدداً على «أن كل لحظة تمر دون حساب أو عقاب لسلطة الاحتلال سيدفع ثمنها حياة ودماء أبنائنا الأبرياء». واستغرب في السياق ذاته انتظار دول العالم رغم كل جرائم القتل والإصابات على حدود قطاع غزة. محملاً مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي مسؤولية الحفاظ على حياة الشعب الفلسطيني وأمنه. واتهم عريقات قوات الاحتلال باستهداف الأطفال والنساء والمدنيين، وتعمد استهداف الصحافة الدولية والفلسطينية «لمنع كشف الوجه الحقيقي للاحتلال وفضح جرائمه»، إضافة إلى استهداف «المسعفين والأطر الطبية، وذلك في خرق صارخ للقانون والشرعية الدولية». كما ذكّر عريقات بإصابة أكثر من تسعة من الكوادر الصحافية بالرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع في الجمعة الأخيرة، مشدداً على أن ذلك «يتطلب من المنظمات الدولية والحقوقية الدفع بفتح تحقيق في جرائم الاحتلال بحق الصحافيين، وتأمين الحماية الدولية العاجلة لهم ولجميع أبناء شعبنا». وفي هذا السياق، حيا عريقات «أبناء الشعب الفلسطيني المناضل والصامد؛ على بسالته في مواجهة رصاص الاحتلال بصدور عارية»، مؤكداً «أن شعبنا سيواصل نضاله السلمي المشروع حتى إنهاء الاحتلال الاستعماري عن أرضه، وتجسيد سيادة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق العودة». وجاء حديث عريقات بعدما قتلت إسرائيل 35 فلسطينياً منذ بدء مسيرات العودة على حدود قطاع غزة نهاية مارس (آذار) الماضي، وجرحت نحو 4 آلاف، بينهم أكثر من 1500 بالرصاص الحي. واتهم الفلسطينيون إسرائيل بتعمد استهداف المدنيين العزل، لكن إسرائيل قالت إنها تستهدف، الذين يحاولون تنفيذ هجمات عبر الأسلاك الشائكة.

في الجمعة الأخيرة، سجلت اعتداءات إسرائيلية أكبر ضد عدد من الصحافيين وطواقم طبية. ولذلك؛ طالبت حركة فتح المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى الوقوف بجدية أمام مسؤولياتهم إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتعمدة بحق الصحافيين وطواقم الإسعاف، «في استمرار واضح ومقصود لسياسة الاستهداف المتعمد لطمس الحقيقة ومحاولة إخفاء آثار الجريمة».

واتهمت الحركة في بيان قوات الاحتلال بأنها «تقوم بعمليات قتل احترازي، وقتل من أجل الترهيب، وإطلاق نار بشكل عشوائي لإشاعة الرعب بين المتظاهرين السلميين، وإعاقة عمل الطواقم الطبية، وبالتالي تحقيق المراد من وراء هذه الإعمال الإجرامية، إضافة لمنع إبراز حقيقة ما يجري من الوصول لدول العالم، وذلك من خلال إعاقة عمل الصحافيين، وفي المقابل تواصل محاولات طمس الحقائق من خلال الدعاية الكاذبة، التي تقوم بها من الجانب الآخر للحدود، واصطحاب وفود صحافية لتغطية ما يجري من وجهة نظر الجنود القناصة».

وطالبت الحركة بضرورة حماية الصحافيين والطواقم الطبية من تلك الجرائم، وضمان سلامتهم في أرض الميدان، بما يكفل قيامهم بواجباتهم في إنقاذ حياة المتظاهرين السلميين ونشر الحقيقة للعالم. وفي هذا السياق، أكدت أن إصابة ثلاثة صحافيين أول من أمس بالرصاص الحي، وهم يحاولون تغطية أخبار الأحداث شرق قطاع غزة، إلى جانب جريمة قتل الصحافي ياسر مرتجى الأسبوع الماضي، وإصابة 14 من المسعفين والطواقم الطبية، هو دليل آخر على حجم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الأعزل وهو يعبر عن تطلعاته الوطنية، وتمسكه بحقوقه غير القابلة للتصرف التي ضمنها له القانون الدولي. وجاءت المطالبات بتحقيق دولي وحماية في وقت قتل فيه 4 فلسطينيين أمس إثر انفجار دراجة نارية محلية. واتهم الفلسطينيون منذ البداية إسرائيل بقصف مدفعي على دراجة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأعلن الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، أن «أربع جثث وصلت إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار شرق رفح، بينهم 2 أشلاء». في حين قالت وسائل إعلام رسمية ومحلية، إن المدفعية الإسرائيلية استهدفت «توك توك»، كان يقل مجموعة من الشبان يحملون إطارات سيارات، وإصابته بشكل مباشر. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، نفى ذلك. وقال، إن «الانفجار الداخلي في رفح أزال القناع عن مسيرة العودة، حيث نشطاء (الجهاد الإسلامي) الذين تعرضوا لحادث عمل قتلوا بالقرب من مكان المسيرة، واستخدموا نفس الوسائل المستخدمة أسبوعياً». وأضاف أدرعي موضحاً «مرّة أخرى ألقوا المسؤولية على الجيش عن انفجار داخلي. ومرّة أخرى أربعة نشطاء إرهابيين تابعين للمنظمة المدعومة والموَجَّهة من قِبل إيران في منطقة المظاهرات العنيفة في رفح مع نفس الوسائل التي يستخدمونها كل أسبوع. أخبروني كيف تتماشى مظاهرة سلمية مع خلية مخربين تتعرض لحادث عمل؟ لقد تمت إزالة القناع مرة أخرى، الحديث عن مظاهرة تُعتبر غطاءً لعمليات إرهابية». ولاحقاً، نعت «سرايا القدس»، التابعة لـ«الجهاد الإسلامي»، الشبان الأربعة. وقالت في بيان «إنهم استشهدوا أثناء الإعداد والتجهيز شرق مدينة رفح»، وهم أمجد حسني محمد القطروس (18 عاماً)، وعائد صالح أحمد الحمايدة (23 عاماً)، وهشام محمد عطوة عبد العال (22 عاماً)، وهاشم عبد الفتاح عثمان كلاب (18 عاما).

 

أزمات الكهرباء والمياه والرواتب تضاعف مآسي سكان غزة وشكاوى من قرارات «عقابية» فرضتها السلطة

غزة: «»الشرق الأوسط/15 نيسان/18/يحاول سكان قطاع غزة استعادة جانب من حياتهم، رغم استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وتشديد الحصار على القطاع. لكن ذلك يبدو مهمة صعبة في ظل الأزمات التي يفرَض عليهم مواجهتها كل يوم، نتيجة السياسات الخارجية، إلى جانب الخلافات الداخلية الناجمة عن النزاع بين حركتي «فتح» و«حماس»، وفشل أي تقدم في ملف المصالحة. وخلال السنوات الأخيرة بدأ السكان يعانون من أزمات ثابتة وقارة، لكن وطأتها تشتد من حين إلى آخر، وباتت في الشهرين الأخيرين من أقسى الأزمات التي تواجهها جل الأسر، وذلك بسبب تراجع الخدمات المتعلقة بأدنى مقومات الحياة، وفي مقدمتها انقطاع للكهرباء والمياه، وتدهور الحياة الاقتصادية العامة والخاصة. فقد أعلنت شركة الكهرباء في قطاع غزة منذ أيام توقف محطة الكهرباء عن العمل، ما فاقم من معاناة السكان، وبخاصة مع انقطاع الخطوط المصرية، والاكتفاء بما توفره خطوط الكهرباء الإسرائيلية؛ وهو ما أثر بدوره على الكثير من الخدمات المتعلقة بالكهرباء، كوصول المياه لمنازل المواطنين، ومعاناتهم الشديدة في الحصول عليها دون صعوبات. يقول نضال أبو عويلي، وهو رب أسرة تتكون من أشخاص عدة، إن الكهرباء تصل بيته لأربع ساعات فقط خلال كل 18 ساعة فصل. في حين أن المياه تأتي يوماً بعد آخر لثلاث ساعات فقط، وتكون في حاجة للكهرباء كي تستطيع المولدات الصغيرة ضخها ورفعها إلى البراميل الموجودة على أسطح المنازل. مشيراً إلى أن زوجته تضطر كجل المواطنين إلى الاستيقاظ في منتصف الليل وفي ساعات الفجر الأولى لإنهاء أعمال منزلها في حال عودة الكهرباء للمنطقة في مثل هذه الساعات المتأخرة.

وتسارع النساء في غزة لاستغلال وصول الكهرباء لقضاء حاجيات منازلهن. وفي هذا الصدد، تقول أميرة أبو سلطا،ن إنها تضطر في كثير من الأحيان إلى انتظار عودة التيار الكهربائي حتى ساعات الفجر، وتظل دون نوم لإنهاء أعمالها المنزلية. مشيرة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن السكان «يعانون من عدم توفر المياه في منازلهم، مع استمرار أزمة الكهرباء. وهذه الأزمة تسببت لي في متاعب كبيرة بسبب عدم قدرتي على الغسيل وتنظيف أواني الطعام وغسل المنزل، الذي باتت تنبعث منه روائح كريهة لتركه أياماً عدة من دون غسل بسبب عدم توفر المياه».

ولم تكن خدمات الكهرباء قبل إعلان توقف المحطة أفضل حالاً، حيث كانت تصل إمدادات الكهرباء للسكان أربع ساعات وصل مقابل 12 فصلاً، مع زيادة في ساعات الليل لتصل أحياناً إلى 6 أو 8 ساعات وصل بسبب تخفيف الأحمال. وفي هذا الصدد، يقول ساهر عبد الله، إن فصل 12 ساعة مع أفضلية الليل تعتبر بالنسبة لجل المواطنين أفضل بحكم قدرة السكان على تعبئة خزانات المياه. وتتزامن هذه الظروف الصعبة مع معاناة أخرى جديدة تزيد من تعقيد الأوضاع الحياتية لجل المواطنين، وذلك بسبب فرض السلطة الفلسطينية قرارات يصفها السكان بـ«العقابية» بحقهم، نتيجة عدم صرف رواتب الموظفين ومستحقات مالية لأسر الشهداء والجرحى والأسرى، وأصحاب الحالات الإنسانية والاجتماعية الصعبة. يقول الموظف عدنان الغوراني، إن حرمان الموظفين من رواتبهم سيعني أن القطاع سيدخل في مرحلة موت سريري، وأن الأوضاع الاقتصادية ستكون صعبة جداً بالنسبة جميع سكان القطاع. وبخاصة أن جل الأسر في انتظار مسؤوليات كبيرة مع اقتراب شهر رمضان وعيد الفطر، وغيرها من المناسبات، التي تتطلب الكثير من الأموال الباهظة، إلى جانب تكاليف الحياة اليومية، وفي مقدمتها إيجار المنازل والاستعداد للدخول المدرسي بعد عطلة الصيف. وتشهد أسواق القطاع حالة من الركود الكبير في ظل عدم قدرة المواطنين على شراء البضائع، واحتياجات منازلهم الأساسية. يقول التاجر ياسر أبو شرخ «المواطنون يعزفون عن شراء احتياجات منازلهم بسبب فقدانهم مصادر الدخل. ونحن نعرف أن موظفي السلطة يعيلون عائلات كبيرة؛ ولذلك فإن عدم صرف رواتبهم يعني تأزم وضع هذه العائلات بشدة». وحسب إحصائيات رسمية، فإن عدد الموظفين الفلسطينيين من قطاع غزة، المسجلين في ديوان الموظفين العام، يبلغ نحو 60 ألفاً، وهؤلاء الموظفون يعيلون نحو 800 ألف فرد في القطاع. ويتلقى الآلاف من أسر الشهداء والجرحى والأسرى والمحررين في قطاع غزة رواتب من السلطة الفلسطينية بشكل شهري. إلا أنها لم تصرف، إلى جانب «شيكات الشؤون» التي يتم صرفها كل ثلاثة أشهر، والتي ما زالت متأخرة منذ نحو خمسة أشهر عن مستحقيها من أصحاب الحالات الإنسانية الصعبة، والبالغ عددهم أكثر من 1200 أسرة، تضم ما لا يقل عن سبعة أفراد. ومنذ أكثر من عام، بدأت السلطة تخصم ما بين 30 و50 في المائة من رواتب موظفيها في غزة دون الضفة. وقد طالبت فصائل فلسطينية وهيئات حقوقية السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني بضرورة سرعة صرف رواتب الموظفين في غزة. محذرة من كارثة حقيقية ستحدق بالسكان، الذين يعتمدون بشكل كبير على تلك الرواتب في ظروفهم المعيشية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ضَـربةٌ على الكَماليّات

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 نيسان2018 

نَـفّذ التحالفُ الثلاثيُّ (أميركا وفرنسا وبريطانيا) هجومَه غيرَ المباغِت على سوريا قبلَ صدورِ تقريرِ لَجنةِ تَقصّي الحقائقِ التابعةِ لمنظمّةِ حَظرِ الأسلحةِ الكيمائيّةِ ومن دونِ تفويضٍ من مجلسِ الأمنِ الدوليّ. استَند التحالفُ إلى تحقيقاتِه الخاصّةِ وكَـلَّف ذاتَه.

وإذا كان هذا التصرّفُ يَـخرُج عن القوانينِ الدوليّةِ ويُبرِّرُ غدًا لأيِّ دولةٍ قويّةٍ أنْ تقومَ بالمِثل، فجريمةُ استعمالِ الكيمائيِّ تُشرِّعُ الهجومَ السريعَ لأنَّ انتظارَ نتائجِ التقريرِ وقرارِ مجلسِ الأمن، كان ليُـؤجّلَ الضربةَ إلى القرنِ الثاني والعشرين. وأصلاً باتت سوريا مَشاعًا لدولٍ وتنظيماتٍ عدّة: مِن تركيا إلى إيران إلى روسيا إلى الولاياتِ المتّحدةِ إلى «حزبِ الله» إلى «القاعدةِ» إلى «داعش»، ما عدا الداخلين والخارجين «ترانزيت».

كلُّ الأطرافِ المعنيّين بحربِ سوريا تَـمنّوا أنْ تكونَ الضربةُ لمصلحتِهم: تركيا تَـمَـنَّـتَها على النظامِ، الأكرادُ على القوّاتِ التركيّة، الإسرائيليّون على القوّاتِ الإيرانيّة و»حزبِ الله»، والخليجيّون أخيرًا تَـمنَّوها على الجميع. أما التحالفُ الثلاثيُّ، فلم يَـخْتَر أيَّ طرفٍ، اختار مادةً: الكيمياء. إنَّها غارةٌ أكاديميّة: الفيزياءُ ضِدَّ الكيمياء. بعد هذه الضربةِ التقنيّةِ والأنيقة، التي ألغت الإنسحاب الاميركي من سوريا، تأكّدَ الرئيسُ الأسد، مرّةً أخرى، أنّه بمنأى عنِ السقوطِ في المرحلةِ الحاليّة على الأقلّ. فالضربةُ، وإنِ استهدَفَت جُغرافيًّا عُمقَ النظامِ (منطقةُ دمشق وحمص)، حَـيَّدت النظامَ واكتفَت بضربِ «كَماليّاتِه»: السلاحُ الكيميائيّ. يَـخشى الغربُ إسقاطَ «صَدّام حسين» سوريا وإضافةَ فراغٍ إلى فراغ.

لكنَّ الضربةَ طالَت هيْبةَ روسيا التي تَربَّعت على عرشِ سوريا وتوعَّدت بالردِّ ولم تَفِ، وأَظهَرت أنَّ التحالفَ الثلاثيَّ يحتفظ بحقِّ التدخّلِ برّيًا وجوّيًا وبحريًّا في سوريا برغم الوجودِ العسكريِّ الروسيّ والإيرانيّ الواسِع. إنّها أوّلُ نكسةٍ للرئيس بوتين إثرَ انتخابِه لولايةٍ جديدةٍ وبعدَ ارتفاعِ حِدّةِ المواجهةِ بين موسكو من جهةٍ وواشنطن وأوروبا من جهةٍ أخرى. واكتمَلَت النكسةُ في سوريا بعُزلةٍ روسيا في مجلس الأمن الدوليّ. لكنْ مَن يدري؟ قد يَقبِضُ بوتين ثمنَ تمريرِ الضربةِ الثلاثيّةِ على سوريا في مكانٍ آخَر. بلادُ التسوياتِ بين الكبارِ واسعةٌ.

لم يُعطِ التحالفُ الثلاثيُّ لعمليّتِه العسكريّةِ بُعدًا سياسيًّا، بل «أخلاقيًّا»، ما يُرجِّحُ أنّها مَوضِعيّةٌ ما لَـم يَعقُـبْها ردُّ فعلٍ روسيٍّ أو إيرانيٍّ مباشَرٍ أو بالوكالة. غيرَ أنَّ أيَّ ردِّ فعلٍ روسيٍّ سيؤدّي إلى مواجَهةٍ أميركيّةٍ ـ روسيّةٍ لا يَتمنّاها الطرفان، وأيَّ ردِّ فعلٍ إيرانيٍّ سيؤدّي إلى مواجَهةٍ إسرائيليّةٍـ إيرانيّةٍ متوقَّعة. وأساسًا، إن الهدفَ الرئيسَ للغربِ وإسرائيل في سوريا اليومَ هو الوجودُ الإيرانيُّ وليس النظامَ السوريَّ، فالأخيرُ باتَ حالةً محليّةً سوريّة، بينما الأوّلُ مشكلةٌ إقليميّةٌ ودوليّة.

إنَّ بروزَ محورٍ دوليٍّ عسكريٍّ أميركيٍّ ـــ فرنسيٍّ ـــ بريطانيّ يُشكِّل بحدِّ ذاتِه تطوّرًا استراتيجيًّا في مسارِ صراعاتِ الشرقِ الأوسط والنزاعاتِ الدوليّةِ الأُخرى. ابتداءً منَ اليومِ نَشأت قوّةٌ ضاربةٌ ومتجانِسةٌ ومتفاهمةٌ تُعوِّضُ عن انقسامِ حلفِ شمالِ الأطلسي وعن تردّدِ التحالفِ الدوليِّ ضِدَّ الارهاب. ومع ذلك، سَمحَت حكومةُ لبنان أنْ تُدينَ العمليّةَ الثلاثيّةَ فيما لَـم يَجِفّ بَعدُ حِبرُ الـــ 11 مليار دولارٍ في «مؤتمر سيدر».

الجديرُ بالمحورِ الثلاثيِّ أنْ يَتحوّلَ طاقةً لحلِّ الأزمات لا أن يكونَ قوّةَ تدخلٍّ سريعٍ من دونِ تأثيرٍ سياسيّ. فما جَرى في سوريا، على أهميّتِه الرمزيّةِ، لم يُعدِّل موازينَ القِوى العسكريّة، ولم يُـحدِث بالتالي تغييرًا ـــ بَعدُ ـــ في المشهدِ السياسيّ. إن غيابَ البعدِ الاستراتيجيِّ أبقى الضربةَ على سوريا في إطارٍ عِقابيّ، لا بل عقّدَ المفاوضاتِ الجاريةَ بين الأطرافِ السوريّين إن في أَستانا وسوتشي أو في جنيف. ما حدثَ يُذكِّر بعمليةِ «ثعلَبِ الصحراء» (Desert Fox) التي أَمرَ بها الرئيسُ بيل كلينتون سنةَ 1998 ضِدَّ نظامِ صدّام حسين: قصفٌ قويٌّ دامَ سبعةَ أيامٍ وبَقيَ صدّام بعدَه خمسَ سنوات.

فقدانُ البعدِ السياسيِّ للضربةِ لا يكشِفُ غيابَ استراتيجيّةٍ غربيّةٍ متكامِلةٍ تجاهَ الأزمةِ السوريّة فقط، بل عدمَ وجودِ بديلٍ جِدّيٍ لنظامِ الأسد حاليًّا. فالمرحلةُ التي كانت القِوى الديموقراطيّةُ المعارِضةُ بديلاً وَلَّت بعدَ أشهرٍ من بَدءِ الأحداثِ في سوريا سنةَ 2011. أما اليوم، فلا يوجدُ بديلٌ ديموقراطيٌّ أو ديكتاتوريٌّ، معتدِلٌ أو متطرّفٌ، إسلاميٌّ أو عَلمانيٌّ قادرًا على حكمِ سوريا أو جُزءٍ منها قبلَ حصولِ تسويةٍ دستوريّةٍ جامعة.

صحيحٌ أنَّ استعمالَ السلاحِ الكيميائيِّ يَستحقُّ الردَّ السريعَ، لكنَّ الردَّ للردِّ هو عملٌ استعراضيٌّ لم يُعِدْ نازحًا سوريًّا واحِدًا. وما أدلُّ على استعراضيّةِ الضربةِ وعُقمِها سوى أمرين: الأول، تنافسُ كلٍّ من ترامب وماكرون وماي على التباهي النرجَسيِّ بتفوُّقِ طائراتِـهم وصواريخِهم وكأنَّ الانتصارَ في الحربِ هو بعودةِ الطائراتِ سالمةً وبدقّةِ إصابةِ الأهدافِ وليس بوضعِ حدٍّ للحربِ وإقامةِ السلام. والآخرُ أنَّ كلَّ الضرباتِ السابقةِ ضِدَّ النظامِ السوريِّ، منذ سنةِ 2013، بسببِ استخدامِه السلاحِ الكيميائيّ، لم تَردَعْه عن تكرارِ استعمالِه قبلَ أيامٍ سنةَ 2018. فالنظامُ السوريُّ مستعدٌّ أنْ يَدفعَ ثمنَ استعادةِ دوما والغُوطة وضمانِ أمنِ دمشق قصفًا أميركيًّا فرنسيًّا بريطانيَّا محدودًا. إنّه ثمنٌ رخيص. ما بدا مؤخرًا هو أنَّ العالمَ يعتبرُ سقوطَ الضحايا بالأسلحةِ التقليديّةِ مسموحًا وشرعيًّا، بينما سقوطُها بالأسلحةِ الكيميائيّةِ ممنوعٌ وحَرام. هذه قِمّةُ الخبث.

الأزمةُ السوريّةُ تستدعي الخروجَ من منطقِ الضرباتِ العِقابيّةِ إلى منطقِ توفيرِ الظروفِ العسكريّةِ والسياسيّةِ لولادةِ حلولٍ عادلة. وحبّذا لو يُوظِّفُ التحالفُ الثلاثيُّ ضربتَه الأخيرةَ في خلقِ ديناميّةٍ تفاوضيّةٍ جديدةٍ في مؤتمرِ جنيف قبلَ أنْ تَتدهورَ الأوضاعُ في سوريا وتتعدّى الحدود.

 

خسروا الإنتخابات!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 نيسان2018

عشرون يوماً بالتمام والكمال تفصل عن الانتخابات النيابية في السادس من أيار. وفي هذا اليوم الموعود، وعلى حدِّ ما يقول المثل الشعبي «رح يذوب الثلج ويبيّن المرج»، وسينزل كثيرون من أعلى الشجرة التي تسلّقوها على أكتاف الدجل والشعارات، وسينزلون الى الأرض، وعندها ستنفّس حتماً، كل البالونات الحرارية والسياسية التي نفخت بعض الرؤوس الحامية، لتبدأ معها مرحلةُ «حكّ الركاب» وطقطقة الأصابع وتقديم جردة الحساب في يوم الحساب أمام الجمهور الذي جرى تعليقُه على أوهام كاذبة.

بالتأكيد إنّ حساب حقل بعض القوى السياسية، سيتطابق مع حساب بيدرها، وتلك هي النتيجة الطبيعية والموضوعية لمَن أدرك مسبَقاً أنّ الحقلَ معرّض دائماً لكثير من الاحتمالات والمفاجآت، وكان منسجماً مع نفسه ومع جمهوره وعرف قدره وتوقف عنده، وتعاطى بواقعية مع الاستحقاق الانتخابي من دون أن ينفخ حجمه أو مساحته السياسية والجغرافية بالهواء الفارغ، أو يُظهر كغيره فجعاً على المقاعد وشهوةً الى السلطة يغذّيها بمحاولة ابتلاع مقاعد غيره.

وبالتأكيد إنّ حسابَ هذا الحقل لن يتطابق أبداً مع حساب بيدر بعض القوى السياسية التي قدّمت نفسها، وما تزال، على أنها الأكثر حضوراً وتمثيلاً في لبنان وخلف البحار والمحيطات. ومن هذا الموقع ، مضافاً اليه الفجع والشهوة، هدمت كل جسورها الداخلية، أو صدّعتها، ودخلت في اشتباكات على كل الجبهات، ولم تعطِ وزناً أو قيمة حتى لمَن هم مِن جلدتها، وأدخلت فريقها السياسي في سوء تفاهم، أو خصام أو افتراق مع كل الناس، ولم تترك للصلح «مطرحاً» حتى مع أقرب الحلفاء!

قيل عن القانون الانتخابي الجديد إنه مختلف جذرياً عن القوانين الانتخابية السابقة، ليس لاعتماده النظام النسبي والصوت التفضيلي، بل لأنه القانون الوحيد الذي لا تُعرف نتائجُه مسبقاً، وهي مقولة لا تبدو واقعية، لأنّ النتائج بصورتها شبه النهائية لانتخابات السادس من أيار، باتت معروفةً بنسبة تزيد عن تسعين في المئة، ويتّفق على ذلك كلّ منجّمي الأرقام والاحصاءات، وكذلك الماكينات الانتخابية الحزبية وغير الحزبية، بحيث إنّ الحجم النيابي لكل طرف بات محسوماً من الآن.

ماذا في الوقائع والنتائج المفترضة؟

الواضح في الوقائع التحضيرية لانتخابات السادس من أيار، إختلاف الأداء والهدف بين فريق سياسي وآخر:

• فريق يسعى الى الحدِّ من خسائره كتيار المستقبل أولاً، يليه الحزب التقدمي الاشتراكي.

فريق يسعى لئلّا يكون حضورُه في المجلس النيابي رمزياً وأقل من نصف العدد القليل الذي يتمثل فيه أصلاً في المجلس، كحزب الكتائب.

• فريق يسعى الى تجنّب خسارة كل شيء، والى الإبقاء على حضوره الخجول والمحدود في المجلس، وذلك بخلع قميص تحالفاته القديمة، وبالانتقال من ضفة الى ضفة كطلال أرسلان وعلاقته الانتخابية المستجدّة مع تيار المسقبل.

• فريق يسعى الى إظهار حضوره كما هو بحجمه التمثيلي الحقيقي المعبّر بصدق، وليس بادّعاء، عن رأي الشريحة الحزبية وكذلك عن رأي وتوجّهات البيئة الشعبية والجماهيرية التي يسبح فيها هذا الحزب، كحزب «القوات اللبنانية» والثنائي الشيعي وتيار المردة.

• فريق يتفيّأ بالظلّ الرئاسي، يسعى لأن يُظهر نفسَه الطرف الأكثر تمثيل، وأن يحتلّ المركز الأول في مجلس النواب ومن خلاله في الحكومة، عبر كتلة نيابية هي الأكبر في المجلس يحسب حسابها وتكون لها كلمتها الأولى والعليا في كل الاستحقاقات، كالتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، الذي يراهن على الوصول الى كتلة نيابية برتقالية تصل الى الثلاثين نائباً، مراهناً بذلك على تراجع كتلة تيار المستقبل وخسارتها أكثر من ثلث عدد أعضائها الذي ثبتت عليه منذ العام 2005 ووصل الى 35 نائباً.

النتائج التي باتت شبه معلومة، ويتفق عليها منجّمو الأرقام والاحصاءات والاستطلاعات، تُظهر الآتي:

• الثنائي الشيعي، يربح كل المقاعد الشيعية الـ27، يُضاف اليها بين 19 و 23 نائباً من الحلفاء.

تيار المستقبل، بين 22 و24 مقعداً ( في المجلس الحالي يحتل 35 مقعداً).

الحزب التقدمي الاشتراكي، بين 7 و9 مقاعد (في المجلس الحالي يحتلّ 11 مقعداً).

• القوات اللبنانية، بين 11 و14 مقعداً ( في المجلس الحالي يحتلّ 8 مقاعد).

الكتائب: بين مقعد ومقعدين ( في المجلس الحالي يحتلّ 5 مقاعد).

• التيار الوطني الحر بين 15 و18 مقعداً (في المجلس الحالي يحتل 20 مقعداً) يضاف الى ذلك بين مقعدَين وثلاثة مقاعد للطاشناق.

يَظهر من هذه النتائج، أنّ طرفين هما الأكثر حظاً في انتخابات 6 أيار، وهما «القوات اللبنانية» والثنائي الشيعي اللذان ترتفع حصتهما في المجلس بشكل واضح، مع الإشارة البالغة للدلالة هنا، التي تفرزها هذه النتائج المتوقعة، وهي أنّ الثلث المعطل في المجلس النيابي الجديد بات في يد الثنائي الشيعي وحلفائه الأقربين منه «من ضمن الخط» بما يزيد عن 46 نائباً، وهذا معناه في يد هذا الثلث لفت الباب الرئاسي أمام بعض الوجوه، وإقفاله نهائياً أمام وجوه أخرى.

وأما في المقابل، فإنّ التراجع يظهر جلياً لدى التيار الوطني الحر، وتيار المستقبل والحزب التقدمي وحزب الكتائب.

واذا كان ثمّة تسليم بهذا التراجع الموجع من قبل المستقبل والتقدمي والكتائب، إلّا انه قد يكون مُكلفاً واكثرَ من موجع لدى التيار الوطني الحر. بالنظر الى حجم الطموحات التي علّقها على استحقاق 6 أيار. والى حجم الاندفاعة الكبرى التي انطلقت فيها قيادة التيار برئاسة باسيل وقدّمت الرقم الأعلى للمرشحين في هذا الاستحقاق وفاقت في ذلك كل القوى الأخرى.

هنا يحضر سؤال: إن صحّت هذه النتائج الافتراضية القريبة من الواقع، فماذا سيكون موقف التيار برئاسة باسيل؟

وماذا سيقول لكوادره وناشطيه الذين تحفّظوا على أداء القيادة الانتخابي وطريقة اختيار مرشحي التيار ونوعيّتهم؟

وماذا سيقول لجمهوره الذي أغرقه بالوعود وزرع فيه الأحلام الجميلة؟

وكيف سيبرّر لهذا الجمهور فشله في تحقيق النصر الانتخابي الموعود، وفي تخطّي حصته النيابية الحالية ولو بمقعد زيادة؟

وكيف سيبرّر لهذا الجمهور إن تمكّن بعد كل هذا الضجيج الذي رافق ترشيحاته وتشكيله لوائحه الانتخابية، أن يزيد حصته النيابية الحالية بمقعد أو اثنين فقط؟

والأهم من كل ذلك، ماذا سيقول التيار بقيادة باسيل لكوادره ونشطائه وجمهوره في ما لو تراجع عن حصته النيابية الحالية ولو بمقعد واحد؟

وقبل كل تلك الاسئلة سؤال في الجوهر: امام هذه النتائج الموجعة، هل سينفع الندم السياسي، وهل سيجرؤ أحد على توجيه الاصبع الى المسبّب بهذا الوجع؟ أم أنّ المسألة ستنتهي بوعدٍ تُطلقه قيادة التيار بالذهاب الى وقفة مع الذات وإجراء مراجعة نقدية لأدائها وما قامت به وما حصل، للاستفادة من الأخطاء وكان الله يحب المحسنين. يبقى سؤال في السياسة: كيف سيعيد التيار بقيادة باسيل إعادة بناء الجسور التي هدمها مع غالبية القوى السياسية، وهل ينفع ترميم مع ما تهدّم وانهار؟

 

الماكينة العونية: المناورة الإنتخابية لا تكفي! 

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 نيسان 2018

تقصّد «التيار الوطني الحر» استعراضَ عضلاته التنظيمية من خلال فلش صور المناورة التي نفّذتها الماكينة الانتخابية المركزية، على جدران مواقع التواصل الاجتماعي، من باب شدّ عصب جمهوره وإظهار جهوزيّته، واستعداد محرّكه الانتخابي، والأهم من ذلك التصدّي للتسريبات التي تنال من «هيبته» وقدرته على مواجهة الاستحقاق بجسم موحَّد متين... وإلّا لكان أبقى على خبر المناورة قيد الكتمان كونها بالأساس عملاً داخلياً لا يخصّ إلّا أصحابه.

الأكيد أنّ «التيار» بحاجة الى خطوة تجريبية مماثلة كونه يخوض كغيره من الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية، الاستحقاقَ النيابي وفق قانون جديد استدعى قواعدَ غيرَ مألوفة لم يعرفها الجمهور من قبل، وتحديداً لناحية الاقتراع، ولم تتآلف الماكينات معها خصوصاً في طريقة احتساب الأصوات وفرز النتائج.

والأكيد أيضاً أنّ «التيار» يحتاج الى مجهود مضاعف- قد لا يتمكّن من تحقيقه- لإقناع ناسه بأنه يسيطر على الوضع تماماً وبأنّه لن يواجه الإرباك أمام صناديق الاقتراع، نتيجة الضياع في صفوف ماكيناته المناطقية الموزّعة على معظم الدوائر الانتخابية بسبب الإشكالات الداخلية.

ولكن ما هو غير مؤكَّد، هو أن يتمكّن «التيار» من خوض الانتخابات بدقة متناهية تجعل من توقعاته قبل السادس من أيار متطابقة مع نتائج «اليوم الكبير»، وذلك بسبب «الحروب» المشتعلة بين الأخوة على الأصوات التفضيلية التي قد تحول دون «قسمة الحق» بين «رفاق الصفّ البرتقالي»، والضياع الذي تعاني منه الماكينة الانتخابية بفعل رزمة عوامل، أبرزها سطوة بعض المرشحين على الماكينة المناطقية، وتراجع حركة التطوّع والخلافات بين المرشحين العونيين.

يقول أحد المطلعين على الشأن العوني إنّ المعضلة الأبرز التي تواجه «التيار» في هذا الاستحقاق، هي تراجع حركة التطوّع في صفوفه من جانب غير ملتزمين حزبياً، وهؤلاء كانوا يتسابقون قوافل.. قوافل قاصدين المقرّ العام في ميرنا الشالوحي عارضين المساعدة. إذ بلغ حجم هذه الكتلة في العام 2009 نحو 18 ألف متطوّع وضعوا أنفسهم في تصرّف «التيار» الذي لم يكن بعد قد عبر الى ضفّة الحزب.

وفي المعلومات أيضاً، يتبيّن أنّ أكثر من 9000 شخص شاركوا في المناورة الانتخابية التي أجريت قبل أسبوعين من استحقاق العام 2009 توزعوا بين «ناخبين» و«منخّبين» و«مندوبين» و«موظفي» أقلام اقتراع.

وأما راهناً فيُلاحظ تراجع عدد المتحمّسين للعمل التطوّعي حيث تحاول القيادة تغطية هذا النقص من خلال مخصصات سيتمّ دفعها للمشاركين في الماكينة الانتخابية. وقد ألمح رئيس «التيار» جبران باسيل الى هذا الأمر خلال الاجتماع الأخير الذي عقده أمام مرشحي الحزب وضمّ حزبيين وأصدقاء، الى أنّ الحزب يعاني من نقص سيولة كونه يرفض التمويل الخارجي ولذا ذكّر من تخلّف عن دفع مستحقاته للماكينة الانتخابية بضرورة تسديد ما عليه، كي تتمكّن من القيام بعملها.

أما الإخفاق الثاني الذي يخشى بعض العونيين من وقوع قيادته في مطبّه، فيتمثل بالتقديرات المبالغ فيها في تحديد نتائج «التيار» يوم السادس من أيار، ما قد يصيب المشاركين في عمل الماكينة بصدمة سلبية تؤدّي الى تعليق نشاطها يوم الاستحقاق.

يقول أحد الحزبيّين ممَّن يتمتعون بخبرةٍ انتخابية إنّ الإفراط بالتفاؤل أمام الرأي العام شيء، وأمام العاملين في الماكينة الانتخابية شيء آخر. إذ لا يمكن تكبير حجم «التيار» بشكلٍ منافٍ للواقع، كما يحصل مثلاً حين تعِد الماكينة نفسَها بحجزِ خمسة مقاعد في دائرة كسروان- جبيل بينما إحصاءات الغير تعطي «التيار» أربعة مقاعد فقط، ذلك لأنّ المبالغة قد تدفع الى إحباط الناس يوم الاستحقاق لا سيما ممَّن يطّلعون على الأرقام، أو حتى انهيار الماكينة إذا لم تأتِ النتائج على مستوى التوقعات. وقد شهدت الدورة الأخيرة من الانتخابات مشهداً مماثلاً.

أما مكمن الخلل الثالث وهو الأخطر، فيتجلّى في الفوضى التنظيمية التي يسبّبها التنافس على الصوت التفضيلي. إذ ثمّة مرشحون يتحكّمون بماكينة دائرتهم الأمر الذي يحرم بقية المرشحين الحزبيين من ترف الأصوات التفضيلية ويسبّب الإشكالات. ونموذج النائب ابراهيم كنعان والوزير السابق الياس بو صعب الذي انضمّ أخيراً الى نادي «المسيطرين» على الماكينة، أفضل تعبير... ما قد يعرّض المرشح الثالث ادي معلوف للخطر كونه الحلقة الأضعف بين «رفيقيه»، لمصلحة النائب السابق غسان الأشقر.

وفي بعبدا مثلاً، الأرقام تعطي «التيار» حاصلين اثنين، لكنه لم يُخرج نفسه من مستنقع الخلافات بين ثلاثة مرشحين: النائب الان عون يضمن «تحليقه» بنسبة الأصوات التفضيلية، فيما التنافس بين النائبين حكمت ديب وناجي غاريوس يتخطّى الحدود. لكنّ السؤال: كيف ستوزّع الماكينة أصواتها بين الثلاثة؟ على أيّ أساس أو معيار؟

أما في جبيل، فالخلافات الداخلية المتراكمة تدفع ببعض العونيين الملتزمين الى العمل لمصلحة النائب وليد خوري على حساب النائب الحزبي سيمون أبي رميا.

من المرجّح أنّ قيادة «التيار» تعي كل هذه المعوقات وتعمل على معالجتها. ولعلّ أبرز ما حاولت تجربته في المناورة الانتخابية هو التقنية الجديدة التي ستدخلها الى مراكز الاقتراع، بواسطة مندوبين مزوّدين بلوحات إلكترونية (أيباد)، بمعدل مندوب في كل غرفة، سيتولّون رصدَ المقترعين الذين سبق وأُدخلت أسماؤهم الى البرنامج الى جانب انتمائهم الانتخابي، فيُصار في لحظتها الى رصد نتيجة فورية لكل قلم مع اقتراع كل ناخب.

كما تعمل على حلّ إشكالية خلل التوازن بين قدرات المرشحين الحزبيين الاستقطابية للأصوات التفضيلية. إذ يقول أحد المطّلعين إنّ الخطة التي بدأ العمل بها تقوم على أساس دراسة الوحدات الصغيرة في القرى والبلدات من خلال معرفة مَن هو المرشح الأقوى فيها والمرشح الأضعف، ليُصار بعد ذلك الى إقناع مَن هم خارج سيطرة «الأقوياء» لتحويل بعض الأصوات التفضيلية لمصلحة المرشحين الضعيفين.

ومع ذلك، «الممانعة» في كثير من المطارح قد تحول دون هذا الأمر. بحيث لا يتردّد بعض العونيين المتنيين مثلاً في المجاهرة علناً بأنهم سيصوّتون للنائب غسان مخيبر حتى لو كان من غير حملة البطاقات البرتقالية، لأنه بالنسبة لهؤلاء يشكل حالةً منسجمةً معهم وأكثرَ قرباً اليهم من غيره.

 

يوم اتصل "أبو عمّار" بشمعون وباع الأحرار والكتائب باخرة سلاح والكلاشينكوف تقلّب بين لبنان وسوريا في تجارات وسياسات وغرائب

 عمر حرقوص/مدى الصوت/16 نيسان/18

لم تكن البنادق كثيرة أول الحرب الأهلية في لبنان قبل اثنين وأربعين عاماً. لم تكن متنوعة بهذا الشكل كما هي الآن. ومن كانوا يحملون السلاح من غير الجيش اللبناني لم يكونوا قليلي العدد، ولكن أسلحتهم لم تكن بقوة  أسلحة هذه الأيام وحداثتها.

كان السلاح اللبناني أول الحرب يتكون من ثلاث قطع رئيسية هي "السيمونوف" و"الدكتريوف" و"الكلاشينكوف"، وكلها أسلحة من زمن الحرب العالمية الثانية أو بعدها بقليل. كانت قلة من الناس تحمل خلال العامين الأولين للحرب بنادق "الكلاشينكوف" لندرتها. وكذلك لعدم وجود تجار يستطيعون الحصول على كميات كبيرة منها. ولكن في السنوات اللاحقة للجولات الأولى للحرب اختفت بدقية "السيمونوف" ومعها "الدكتريوف"، ليحل "الكلاشينكوف" أولاً ومعه رشاش "بي كي أم" ذت "الشرشور" الطويل والطلقات السريعة جداً، والذي يستعمل للمجموعات الصغيرة لسهولة نقله. بعد سنوات قليلة من بداية الحرب اختفى رشاش "الدوشكا" الروسي، وهو سلاح متوسط من عيار  12,7 ملم، خرج من معادلة الحرب الأهلية وحل مكانه رشاش 12،7 الأميركي الذي يعتبر أسرع في الرماية.

في بدايات الحرب الأهلية وصلت سفينة تنقل سلاحاً من تشيكوسلوفاكيا إلى "منظمة التحرير الفلسطينية"، كان ذلك أواخر العام 1976. كانت القوات السورية تطيح مواقع "القوات المشتركة" لـ"الحركة الوطنية اللبنانية" و"المقاومة الفلسطينية" من البقاع إلى ضهر البيدر وصوفر وبحمدون بعد معارك عنيفة.

في تلك اللحظة من الحرب لم يكن هناك من مجال لاستعمال هذا السلاح حسبما يقول الراوي، المنطقة الجغرافية التي تسيطر عليها "منظمة التحرير" وحلفاؤها من "الحركة الوطنية" صارت أصغر، والسلاح الموجود صار زائداً عن المطلوب للاستعمال. وأمام التقدم الذي يحرزه الجيش السوري لا مجال لتفريغ السفينة في مناطق "الغربية"، لأنها قد تقع لاحقاً بيد الجيش السوري ويبيعها ضباطه في السوق السوداء.

ولذلك اتصل قائد "منظمة التحرير" ياسر عرفات (أبو عمار) يومها بعدوه وعدو المحور الوطني والإسلامي العروبي رئيس الجمهورية السابق كميل شمعون وهو قائد في "الجبهة اللبنانية" ورئيس حزب الوطنيين الأحرار، عارضاً عليه وعلى رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل شراء السلاح الموجود في الباخرة بسعر جيد نسبة إلى سعر السوق. فاشترى محور "الجبهة اللبنانية" السلاح من "محور العروبة"، واستطاعت "منظمة التحرير" أن تحسن وضعها المالي بينما تجهز محور "الشرقية" أكثر بسلاح من بلاد التشيك، والرفاق في المنظومة الإشتراكية.

قصة تجارة السلاح بين هذين العدوين ليست الوحيدة التي مرت بها الحرب اللبنانية أو حروب أخرى، فالسوق كانت مفتوحة، والتجار الكُثُر من كل المناطق والأحزاب، هم الوحيدون القادرون على عبور خطوط التماس في أسوأ الظروف.

في الأعوام الأخيرة وبعد اشتعال الحرب الأهلية في سوريا بين مقاتلي المعارضة والنظام والمتطرفين، تحولت تجارة السلاح سوقاً كبيرة جداً تبادل فيها الباعة اللبنانيون مع تجار من سوريا أسلحة بمليارات الدولارت وفي شكل غريب جداً مقارنةً بأي حرب أخرى. فسعر الكلاشينكوف انتقل من 50 دولاراً للقطعة الواحدة مع جعبة وثلاثة مماشط وتسعين طلقة إلى ثلاثة آلاف دولار، وهبط السعر لاحقاً إلى ألفين وخمسمئة دولار ليعود ويهبط لاحقاً إلى حدود الألف دولار.

أشهر تجارة عاشها هذا السوق في بداية الحرب السورية هي بيع ابن أحد القادة الحزبيين المعادين للثورة في سوريا 800 قطعة كلاشينكوف صينية الصنع إلى أحد التجار بسعر 1500 دولار أميركي للقطعة، وكانت البنادق ذات رقم متسلسل. في إحدى معارك حمص استطاعت "قوات الأسد" الحصول على ثلاث بنادق بعد مقتل حامليها. اتصلت دمشق بالصين التي ردت أن السلاح مباع لإحدى الدول الحليفة، التي ردت أيضاً أن السلاح موجود في مستودعات حزب لبناني حليف!

تبدلت الأسلحة وتغيرت السياسات وانقلب الحلفاء وانتهت حروب واشتعلت أختها، ولكن بقي سلاح وحيد في الحرب والسلم سيداً للمعارك وهو "الكلاشينكوف" والأسباب عديدة، لكثرة أعداده وسهولة استخدامه في الفك والتركيب لتنظيفه، وسعره الرخيص. أفضله هو الروسي الموصوم بدائرة وسطها الرقم 11. وسبب تميزه يتعلق بتحمله الغبار والرمال فلا "يروكب" وكذلك تحمله حماوة الإطلاق، ممَّا يُمَكِّن المقاتل من استعماله لوقت أطول.

في الحرب غَنَّى المقاتلون للسلاح، ولكن الحنين الأكبر كان لصوت "الكلاشينكوف" في المعارك، "كلاشينكوف خلِّلي رصاصك بالعالي، مافي خوف ما في خوف".

 

بعد الضربة ... ومع استبعاد الحرب الى الإنتخابات دُر!Mission Accomplished

الهام فريحة/الأنوار/16 نيسان/18

كلمتان من تغريدة كانتا كافيتين للتأكد ان سقف التهديد الأميركي هو ضربة وليس حربًا... لقد غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول: "ضربة منفذة بشكل مثالي، شكرًا لفرنسا والمملكة المتحدة على حكمتهما وقوة جيشهما، ما كان من الممكن تحقيق نتيجة أفضل. المهمة أنجزت".

مئة وخمسة صواريخ أنجزت المهمة، أصابت عدة أهداف في سوريا، ووضعت حدًا لتكهنات كثيرة حول طبيعة رد واشنطن وباريس ولندن على الهجوم الكيماوي في دوما.

هل تقف الضربة عند هذا الحد؟ يبدو حتى الآن ان هذا هو سقفها، فالسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي أكدت الإستعداد لاستهداف النظام السوري مجددًا في حال تكرار استخدامه السلاح الكيماوي.

الضربة كانت سريعة الى حد كبير واستغرقت قرابة الساعة، من الساعة الرابعة من فجر السبت الى الخامسة تقريبًا. الحصة الكبيرة فيها كانت للولايات المتحدة الأميركية ثم لبريطانيا ثم لفرنسا، وجديدها انها المرة الاولى التي تستخدم فيها أنظمة صواريخ ذكية لم تُختبر من قبل، وينطبق هذا الأمر على فرنسا أكثر مما ينطبق على الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

تحالف هذه الدول الثلاث أنجزَ مهمته من خلال ضرب ثلاثة مواقع "تعتبر عناصر أساسية في البنية التحتية لانتاج الأسلحة الكيماوية" وأهمية هذه الغارات انها أعادت فرض "الخط الأحمر" أمام استخدام "الكيماوي".

المتحدثة باسم "البنتاغون" دانا وايت أكدت على انجاز المهمة فقالت: "نحن لا نسعى الى نزاع في سوريا، ولكننا لا يمكن أن نسمح بهذه الإنتهاكات الجسيمة للقانون الدولي... وقد ضربنا كل الأهداف بنجاح... والضربات مبررة ومشروعة ومناسبة".

السؤال الدائم: من هنا الى أين؟ وما هي انعكاسات هذه التطورات على الوضع اللبناني وعلى المواعيد والإستحقاقات الدولية.

بعد الضربة، يبدو ان العودة الى قنوات التفاوض ستكون هي الأرجح، فالضربة حلّت محل الحرب، وردّات الفعل لم تكن إلاّ بنت ساعتها. هذا يعني على المستوى اللبناني أن لا إرجاء للإستحقاقات الآتية ولا سيما منها استحقاق الإنتخابات النيابية التي هي على مسافة ثلاثة اسابيع من اليوم.

بالتوازي مع هذا الإستحقاق، لبنان أمام جملة استحقاقات لعل في طليعتها ترجمة مقررات سيدر لجهة تحويل الوعود الى مشاريع قوانين للبدء بإنجازها، لكن كل ذلك لن يحدث قبل الإنتخابات النيابية وقبل تشكيل حكومة جديدة أي ما بعد شهر أيار المقبل... إن كل الاستحقاقات المرتقبة لن تجد ترجمة لها قبل أواخر الشهر المقبل لتُقلِع المؤسسات من جديد بعد تجديد الحياة الديموقراطية. اللبناني موزَّع الإنشغال بين ضربة وقعت وحرب لن تقع وبين تحضيرات عاصفة للانتخابات النيابية، على الأرجح ان حظوظ اجرائها قد حُسِمَت. فإلى الإنتخابات دُر.

 

هم ليسوا عملاء !

الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد/15 نيسان/18

الإسلاميون شيعة وسُنَّة قلوبهم قاسية كالحجارة ورؤوسهم يابسة كالخشب وأدمغتهم ثكنات عقائدية ومستوطنات فقهية وثقافية دينية تحتل عقولهم

يجوز للخميني ولقادة حزب الدعوة الشيعي العراقي الديني المذهبي ولشخصيات دينية شيعية عراقية من آل بحر العلوم وآل الخوئي  وآل ، وآل ، إلخ ، ويجوز لكثير من قادة الحركات والأحزاب الدينية الإسلامية السنية أن تلجأ إلى بريطانيا وفرنسا وأميركا وألمانيا والسويد وسويسرا  لتحصل على حق اللجوء السياسي فيها وبعد حصولها على وثيقة اللجوء تنشط وبحرية كاملة في ممارسة الدعوة  إلى فتاواها ومعتقداتها ، ولا تخجل ولا تستحي من الإفصاح جهراً عن قناعتها في أن الديمقراطية كُفْرٌ وإلحاد على حَدِّ زعمها  !

 تُفْصِحُ عن ذلك في خُطَبِها على منابر مساجدها ومراكزها المنتشرة بكثرة في عواصم وَمُدُنِ هذه الدول القائمة على مبادئ الديمقراطية !

يجوز لها اللجوء السياسي في هذه الدول لكن حينما يلجأ إليها رجل مسلم شيعي أو سني  كاتب أو محاضر أو عالم دين يؤمن بوجوب إصلاح الفكر الديني كمدخل حتمي وضروري لإصلاح الفكر السياسي في بلدان المسلمين البائسة بكل جوانبها وحينما ينتقد سطراً  من سطور فقهاء المسلمين - ( شيعة وسُنَّة ) -  ليكشف به عن مخاطر بعض فتاواهم  وعن شرور  بعض معتقداتهم التي تتعارض مع مبادئ  الديمقراطية ، ومع مبادئ حقوق الإنسان ، ومع أوضح معاني العدالة  بمفهومها الإنساني ( لا بمفهومها الديني الشيعي أو السني )  فسرعان ما تتحرك حوزات الشيعة والسنة وأحزابهم الدينية  وتنظيماتهم الدينية وشيوخهم وسادتهم وخطباء مساجدهم بتوصيف هذا اللاجئ الناقد المُصلح  بالعميل لصالح استخبارات بريطانيا أو فرنسا أو إسرائيل وأنه عميل مُسْتَأْجَر لها يتقاضى مِنْحَةً ماليةً منها مقابل كل سطر يكتبه ضد فقه فقهاء المسلمين ومعتقداتهم !

وسرعان ما يُعَطِّل فقهاء المسلمين شيعة وسُنَّة كل خلافاتهم مع  إبليس وشياطين الإنس والجن ومع حُكَّامهم  المستبدين وليطلبوا منهم العون والإعانة واستخدام قوة الدولة وسلطاتها لأجل اغتيال هذا الناقد المُصلح  أو سجنه أو إلحاق الأذى به بأي صورة من صور توحشهم  وإجرامهم  !

إنَّ  أتباع (ولاية الفقيه ) يقولون إن الشيخ حسن سعيد مشيمش عميل لدولة فرنسا التي لجأ إليها  -   بينما  الخميني كان من جنس الملائكة عندما لجأ إلى فرنسا نفسها وذاتها هارباً من شاه إيران !

الإسلاميون شيعة وسُنَّة قلوبهم قاسية كالحجارة ورؤوسهم يابسة كالخشب وأدمغتهم ثكنات عقائدية ومستوطنات فقهية وثقافية دينية تحتل عقولهم وتقودهم في طريق يُشَكِّلون به خطراً ما بعده خطر  على كل ما أنجزته مجتمعات الإنسانية من دساتير ، وأنظمة ، وحقوق ، ومؤسسات ، وقوانين إنسانية تصنع وصنعت أعظم نوع من أنواع العدالة والحرية والكرامة .

 

فن الصفقة بين ترامب وبوتين وتداعيات الضربة في سوريا

راغدة درغام/15 نيسان/18

تسابقت الصفقة مع الضربة منذ ان أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتزامه القيام بعمل عسكري ضد النظام في دمشق عقاباً على استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما. هكذا كان وضع الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما عام ٢٠١٣ عندما بدأ العد العكسي إلى ضربة ثم تراجع في الساعة الأخيرة ضمن صفقة مع روسيا نصت على تجريد سوريا من ترسانة الأسلحة الكيماوية. صفقة اوباما التي دمغته بصفة القائد المتردد الذي تراجع عن خطٍ أحمر رسمه باتت كابوساً يؤرق ترامب الذي يعتز بعنفوانه وبرفضه التراجع. لكن ترامب يتباهى تكراراً بفن الصفقة وهو سينكر ويتنكّر لصفات التراجع والتردد اذا ما توصّل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى صفقة تتساهل التأقلم. كثير ما يقال ان مع اقتراب التوتر من حافة الهاوية، تنضج احتمالات الصفقة الكبرى التي تعيد رسم العلاقات بين الأطراف المتنازعة. المتنازعان الأساسيان الحقيقيان في العد العكسي الجاري إلى مواجهة عسكرية محتملة هما الولايات المتحدة وروسيا. ولأن كلاهما غير راغب أبداً بالإنخراط مباشرة عسكرياً مع الآخر، ان عناصر الصفقة المتاحة بينهما تتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد كما بايران وبتركيا ، بالدرجة الاولى، ثم باوكرانيا والعلاقات الروسية - الأوروبية.  

هناك إنقسام داخل البيت الأبيض وإنفصام داخل دونالد ترامب ازاء روسيا. جزء من إدارته ومستشاريه واصدقائه يصر على ضرورة تجنب المواجهة مع روسيا بأي ثمن كان وهو يعتبر التواجد العسكري، الأميركي والروسي، بهذا القدر من الإقتراب الجغرافي في البقعة السورية خطراً داكناً من الضروري معالجته. اصحاب هذا الرأي هم من الذين نصحوا دونالد ترامب بإعلان اعتزامه الانسحاب من سوريا "قريباً" منذ اسبوعين. هؤلاء لا ينظرون إلى روسيا بأنها العدو الأول أو التحدي الأكبر للولايات المتحدة الأميركية اذ انهم يصنّفون الصين في مرتبة  التحدي الأولى على المدى البعيد، وعلى المدى القريب ان التحدي  يتمثل بايران وتركيا. هؤلاء هم الفريق الذي يشير إلى ان الساحة السورية تشكل خطر اندلاع حرب أميركية - روسية بسبب تواجد القوات الأميركية والروسية بهذا القرب من بعضها البعض لأول مرة منذ الحرب العالمية. هؤلاء لا يبالون بالصفقة ولا يريدون الضربة. بأكثر من العمليات العسكرية المحدودة التي اتخذتها واشنطن ولندن وباريس حتى الآن.

المعسكر الآخر من الصقور التقليديين يعتبر ان اللغة الوحيدة التي تفهمها القيادة الروسية هي الحزم وشد العضلات والتهديد بالقوة العسكرية. انهم ينصحون الرئيس الأميركي بإتخاذ كل الإستعدادات العسكرية لإبراز الجدية الأميركية في القيادة الصارمة ولفرض أميركا كقوة عظمى تقود من موقع القوة، عكس ما فعله وخلّفه باراك اوباما من تلطيخ للعظمة والسمعة الأميركية. هؤلاء لا يؤمنون بما يسمى "القوة الناعمة" مع فلاديمير بوتين، وهم يعتبرون ان روسيا أفرطت بالثقة بنفسها وحان وقت لجمها. انهم يعتقدون ان أمام الحزم والمزيد من العمليات العسكرية بتحريك الاساطيل وتحديد المواقع والأهداف الإضافية، لن يختار بوتين المواجهة وانما سيتراجع عن احتضان بشار الأسد وعن تمكين إيران وتركيا في سوريا.

الأمر عائد الآن إلى فلاديمير بوتين بقدر ما هو عائد إلى دونالد ترامب، اما لجهة الصفقة أو لجهة  توسيع الضربة. إذا رفض بوتين اعطاء ترامب دوافع التخلي عن المزيد من العمليات العسكرية، سيحرص الطرفان على حصر النزاع المسلح خارج المواجهة المباشرة الأميركية - الروسية. الخطر يكمن في ارتكاب أخطاء غير متعمّدة قد تجرّ إلى ما لا يرغب به أي منهما. المبارزة شيء، والتأهب الدائم شيء آخر. جزء مهم من المشكلة والخطورة يكمن في شخصية الرجلين. فكلاهما نرجسي وعنيد ومتعجرف ومصاب بالغرور فيما جيوشهما على قرب خطير من بعضها في الساحة السورية.

بالتأكيد، ان التنسيق جارٍ بين القيادات العسكرية الأميركية والروسية بصورة مكثفة علماً انه جارٍ منذ بداية تواجد القوات الأميركية والروسية في الساحة السورية. والأرجح ان حديثاً سياسياً يجري بسرية فيما الحرب الديبلوماسية تُشَن في الأمم المتحدة حيث تقبّل السفيرة الأميركية نيكي هايلي وجنتي السفير الروسي فاسيلي نبنزيا قبل ان تجلس في مقعدها في مجلس الأمن لتشتمه وكامل سلالة القيادة والقرارات الروسية.

مشاريع القرارات في مجلس الأمن حاولت إمتصاص التشنج خارجه لشراء الوقت، شأنها في ذلك شأن اعلان منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ارسال فريق إلى سوريا لتقصي الحقائق. الرئيس الأميركي لم يُؤجل إتخاذ اجراءات عسكرية إلى حين عودة بعثة حظر الأسلحة من دوما ووجه عملياته العسكرية إلى مناطق بعيدة عن تلك التي يتواجد فيها الفريق الدولي. استهدفت مواقع سورية حيوية . انما تردد أيضاً ان العمليات العسكرية الأميركية استهدفت مواقع إيرانية داخل سوريا، وان رسائل لاحقة سيتم ارسالها أيضاً إلى تركيا في سوريا.

فرط العقد الروسي - الإيراني - التركي هو غاية اميركية، انما إستراتيجية ما بعد فرط العقد غير واضحة، وكذلك المقايضات التي تقدمها واشنطن إلى موسكو لتحقيق هذه الغاية. المؤشرات الحالية تفيد ان التهديد بالقوة العسكرية هو فحوى المقايضة الأميركية لروسيا، مع التلميح بان واشنطن تضع علاقاتها البعيدة المدى مع موسكو في مرتبة الرغبة بالتعاون والتفاهم - شرط عزل روسيا لكل من إيران وتركيا.

فلاديمير بوتين يمتلك مفاتيح عزل إيران وتركيا في سوريا ويملك كذلك مفتاح مصير بشار الأسد. إذا كان يعتقد ان في وسعه الإحتفاظ بكل ما لديه - الأسد وايران وتركيا - وفوقها سوريا، الأرجح ان المزيد من التصعيد والمواجهة في الأفق لأن واشنطن لن ترضى.

الرهان على اعتباطية دونالد ترامب ليس حكيماً سيما إذا استنتجت القراءة الروسية ان الرئيس الأميركي لن يجرأ على المغامرة في سوريا خوفاً من روسيا. فإذا كان لدونالد ترامب ان يتجنب سمعة كتلك التي دفعت سلفه باراك اوباما، عليه ان يحصل على أكثر من تعهد روسي بإزالة الأسلحة الكيماوية السورية.

دونالد ترامب  أثبت أنه ليس مستعداً لأن يوصف بالرئيس المتردد والضعيف الذي يتراجع في الساعة الأخيرة بعد التوعّد والتصعيد - كما في حال باراك اوباما. ما يحتاجه ما بعد الضربة الأولية يدخل في خانة مقومات الصفقة الكبرى ومكوناتها هي تفاهمات أميركية - روسية حول الأسد وايران وتركيا. تداعيات الضربات العسكرية الإضافية التي يتوعد بها دونالد ترامب بدورها ستصب في خانة الأسد وايران وتركيا. فالكرة في ملعب فلاديمير بوتين، بتكتيك من دونالد ترامب. اما الإستراتيجية الكبرى فهي في حالة زئبقية.

 

105 ضربات بينها 56 «توماهوك»

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/15 نيسان/18

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) نجاح العمليات العسكرية التي ضربت 3 مواقع في سوريا، أول من أمس، مبينةً أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها على المواقع الثلاثة بلغ 105 صواريخ، وذلك بالتشارك بين القوات العسكرية الثلاث الأميركية، والبريطانية، والفرنسية.

وأوضح الجنرال كينيث ماكينزي مدير هيئة الأركان المشتركة، خلال المؤتمر الصحافي أمس، أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها الساعة الرابعة فجراً بتوقيت دمشق 14 أبريل (نيسان)، و9 مساءً بتوقيت واشنطن 13 أبريل (نسيان)، على المواقع العسكرية السورية الثلاثة بلغت 105 صواريخ، موضحاً أن تلك المواقع الثلاثة هي مركز دراسات كيماوية في البرزة، ومنشأة لخزن الأسلحة الكيماوية غربي حمص، وموقع لخزن معدات الأسلحة الكيماوية وموقع قيادة قرب حمص أيضاً. وأفاد ماكينزي بأن «الضربات العسكرية تنوعت بين 76 صاروخاً منها 56 (توماهوك) عبر الغواصات والسفن الأميركية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، و19 صاروخاً عبر الطائرات، والبقية عبر حاملة الطائرات والقذائف البريطانية والفرنسية»، مؤكداً أن «تلك الضربات لم تُلحق أي أضرار بالمدنيين، وأن الدفاعات الجوية لسوريا لم تكن فعالة، ولم يتم إسقاط أي صاروخ من صواريخنا من قبل قوات الدفاع الجوي السوري كما أشاع الإعلام السوري التابع للنظام هذه الإشاعات». وأضاف: «الدفاعات الجوية السورية أطلقت 40 صاروخاً من دون أن تؤثر على عملياتنا، ولا توجد مؤشرات على استخدام أنظمة دفاع روسية ضد الصواريخ التي أطلقتها سوريا، والاتصالات بيننا وبين القوات الروسية في الميدان مستمرة منعاً لحدوث أي تصادمات، ولمن لم يتم إخبارهم على المواقع التي سيتم ضربها، والهدف هو تقويض قدرة الأسد على إنتاج الأسلحة الكيماوية». وزاد الجنرال ماكينزي أن القذائف التي ضربت المواقع الثلاثة السورية تم تسليمها من السلاح الجوي البريطاني، والفرنسي، وكذلك الأميركي، وتمت الاستعانة بالسفن والبارجات الأميركية في الرصيف بالبحر الأحمر، والخليج العربي الشمالي، والبحر المتوسط، إذ تم إطلاق صواريخ «توماهوك» من البحر الأحمر والخليج العربي الشمالي، وصواريخ «هيغنز» و«توماهوك 23» من شرق البحر الأبيض المتوسط، وكذلك الطائرات «ميراج» الفرنسية بثلاثة إصدارات عسكرية مشتركة، كما أطلقت يوهان 6 مجموعات «توماهوك» في الهواء، وأطلقت قاذفتان عسكريتان 19 قذيفة، فيما استخدم الحلفاء البريطانيون طائرات التورنادو والتايفون، و«LUUNCHED 8».

بدورها، قالت دانا وايت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الدفاع، إن الهجمات التي نفّذتها القوات الأميركية العسكرية مبرَّرة وشرعية وحظيت بدعم من الكونغرس، وستعيد تلك الضربات برنامج تطوير الأسلحة الكيماوية السورية عدة أعوام إلى الوراء، مطالبةً النظام الروسي الذي يتشارك العمليات العسكرية في سوريا مع نظام الأسد، بتدمير النظام السوري للسلاح الكيماوي وعدم استخدامه مجدداً. وأكدت وايت حصول الولايات المتحدة الأميركية على أدلة ثابتة وقاطعة على استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ضد الأبرياء في دوما، وعلى ضوء ذلك تم ضرب الأهداف المحددة بدقة، لافتة إلى أن تلك الضربات رسالة قوية لنظام الأسد، كما ستواصل واشنطن عملها في سوريا بمحاربة «داعش» في سوريا. وأضافت: «ما سيأتي لاحقاً يعتمد على قرار الأسد وخطواته، والدعم الروسي الذي يقف معه، إذ لا بد عليه من تدمير السلاح الكيماوي وعدم استخدامه، وهذه الضربات هي لإنقاذ الأبرياء في سوريا، وما تتفق عليه قيمنا التي نؤمن بها بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية، ولا يمكن التسامح مع أي شخص يتعمد استخدام السلاح الكيماوي، ولن نقف بسلبية بينما يتجاهل الأسد المدعوم من روسيا وإيران هذه القيم، ويتجاوز القانون الدولي». ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، وفقاً لمسؤولين عسكريين، أن الصواريخ التي تم إطلاقها هي صواريخ «كروز» وقنابل «بي 1». وبيّن المسؤولون أن صواريخ «كروز» المستخدمة محمولة جواً، ويمكن إطلاقها خلال تحليق الطائرات، ولا يشترط أن تُطلق من داخل المجال الجوي لسوريا باعتبار مداها الواسع. وأشار المسؤولون العسكريون إلى أنه تمت الاستعانة أيضاً بصواريخ «توماهوك كروز» التي تُطلق بحرياً، والتي تتميز بأنها قادرة على حمل رؤوس حربية بقوة 1000 باوند، وتتميز بقدرتها على التحليق على مستويات منخفضة من الأرض لتفادي رصد الرادارات لها، مشيرين إلى إمكانية إطلاقها من مسافة 1250 إلى 2500 كيلومتر، وتصل سرعتها إلى 880 كيلومتراً بالساعة. ويبلغ عدد القوات العسكرية الفاعلة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأميركية حول العالم نحو 200 ألف عسكري، موزعين على 150 دولة في العالم، وذلك وفقاً لإحصائيات وزارة الدفاع الأميركية، وفي سوريا فقط يبلغ عدد الجنود الأميركيين على أرض الميدان 2000 جندي.

 

رسالة أميركية ذات معنى قبل القمة العربية

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/15 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63897

قبل أن ينجلي ركام الضربة الأميركية التي نُفذت بدعم بريطاني وفرنسي على مواقع داخل سوريا، كانت التساؤلات تتمحور حول أمرين اثنين: حجم الضربة، والغاية الحقيقية منها. ولكن ما لا يمكن تجاهله أيضاً توقيت هذه الضربة قبل ساعات معدودات من انعقاد القمة العربية التاسعة والعشرين في الظهران بالمملكة العربية السعودية. الواقع أنه ما كان ممكناً أن تكون الأجواء المحيطة بالقمة أكثر اضطراباً، على عدة مستويات. في الخليج وشبه الجزيرة هناك ملف قطر والدعم الإيراني للانقلاب الحوثي في اليمن. وعلى مستوى الشرق الأوسط ككل هناك الصورة الأكبر لتقاطع المخطّطات وتضاربها - وأحياناً تكاملها - على حساب شعوب المنطقة. ودولياً تعود ملامح «الحرب الباردة»، ولو بشيء من الخجل تارة، والابتزاز المتبادل تارة أخرى، وتهرب حتى الديمقراطيات الغربية بمؤسساتها السياسية والحزبية العريقة إلى التطرّف والشعبوية... وصولاً إلى العنصرية.

ملف قطر لا يشكل أكثر من تفصيل بالنسبة لأمن الخليج ككل، غير أن ملف التدخل الإيراني خليجياً بلغ حقاً مرحلة غير مقبولة، بعدما تراكم وتفاقم لسنوات نتيجة لتعمد الإدارة الأميركية السابقة التغاضي عن طموح طهران، وتأخّر تنبّه أطراف يمنية وأخرى عربية لانعكاسات هذا الطموح في الداخل اليمني. فالمناطق الحوثية المتمردة على قرارات الشرعية والمبادرات الخليجية، ناهيك من مخرجات الحوار الوطني اليمني، هي اليوم منصّات إيرانية لإطلاق صواريخ ونشر التأجيج المذهبي في منطقة حسّاسة من العالم العربي. ولا ينفصل الدور المسند إلى الحوثيين عن أدوار أخرى مماثلة وزعتها طهران على أتباعها، ودعمتها بالمال والسلاح والتدريب والإعلام، ونجحت حتى الآن في فرض هؤلاء الأتباع أرقاماً صعبة على المعادلة السياسية في غير بلد عربي.

وهنا، لا بد من مقاربة المشهد العربي ككل. ومما يؤسف له أن لا تراجع في حالة الانقسام، سواءً بالنسبة للملف الفلسطيني، أو الملف السوري، أو مكافحة التطرّف والإرهاب، أو احتواء التدخلات الإقليمية في المشرق العربي... وهذه تدخلات ما كان ممكناً أن تحدث لولا وجود احترام حقوق الإنسان والمواطنة السليمة في أسفل قائمة الأولويات. بل إن جزءاً من الإشكالية هو أن ثمة أطرافاً عربية ترى أن احترام حقوق الإنسان والمواطنة السليمة يتعارض مع مكافحة التطرف والإرهاب. وبالتالي، تدخل «نفقاً مظلماً» من التناقضات التي تنسف حقوق الإنسان من جهة، وتخدم المتطرفين - وبالتحديد، الجماعات التي ترفع شعارات إسلامية متشددة - بإعطائها صدقية لا تستحقها.

هنا أيضاً تتقدم عند بعض العرب القوالب على الجوهر، والشعارات الطنانة الفارغة على الأسس التي ينبغي أن يقوم عليها التعايش الكفيل بتحصين الكيانات العربية من الداخل. ومن ثم، فإن هشاشة الداخل لا بد من أن تشجع أطماع الخارج، وهذا ما نراه راهناً في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.

قبل بضعة عقود قال مفكر فلسطيني مهاجر إن ابتعاد الفلسطينيين عن مفهوم الدولة المنفتحة المتسامحة والديمقراطية هو في صميم مصلحة اليمين الإسرائيلي. ورأى أن ظاهرة مثل «حماس» - من دون علمها - تريح هذا اليمين، سواءً على صعيد جهود التعبئة الداخلية، أو صعيد كسب التعاطف في الخارج. وفي حسابات هذا اليمين أن الجنوح نحو التشدّد الديني والتشدّد المضاد في الأراضي المحتلة يبرّر من حيث لا يدري الخطاب الاستيطاني بحجج توراتية. ومن ثَم يحوّل قضية إنسانية لا جدال في عدالتها إلى صراع لا ينتهي بين ديانتين تختلط معه الصورة بين الظالم والمظلوم .

في سوريا، الوضع ليس أقل سوءاً منه في الأراضي الفلسطينية، غير أن المقاربة العربية له غدت أكثر التباساً وغموضاً، بعد ظهور تعقيدات في المشهد العام بعضها مخطط له. ذلك أنه عندما بدأ نظام بشار الأسد التصدّي للمظاهرات الشعبية السلمية، كان هناك شبه إجماع عربي على الوقوف مع الشعب. وانعكس هذا بشعور أنظمة عربية مؤيدة لنظام دمشق بالحرج إزاء مناصرته علانية. وبالفعل، في البداية، اتخذت جامعة الدول العربية عدة إجراءات مبدئية وشجاعة، بينها تعليق عضوية سوريا وسحب السفراء، ولم تقف في صف النظام إلا الدول التي تهيمن عليها إيران ودول قليلة أخرى لاعتبارات مختلفة. بل حتى روسيا، التي انكشف لاحقاً موقفها الحقيقي، ادعت حينذاك أنها لا تدعم نظام دمشق لكنها تسعى إلى تسوية سلمية.

هنا، اختار نظام دمشق الهروب إلى الأمام، مصعّداً القمع الدموي والابتزاز بورقة التطرف والإرهاب. وبالتوازي، بدأ الانحسار التدريجي للأصوات العاقلة والمستقلة في قوى المعارضة والثورة السورية إثر تعمّد جهات عربية وإقليمية تهميشها وإبعادها تدريجياً لمصلحة جماعات متشدّدة محسوبة عليها. وجرى تبرير ذلك بالتصدّي للتدخل الإيراني الميداني، أولاً عبر «حزب الله» اللبناني، ولاحقاً عبر الميليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية والباكستانية المقاتلة تحت رايات طائفية صارخة. من جهة أخرى، إخفاقات بعض تجارب «الربيع العربي»، وتغيّر نظرات كثيرين إلى جدواه ومنافعه بعد الذي حدث في ليبيا واليمن، وتعجّل الإسلام السياسي التمكين في مصر، أيضاً كانت عوامل أعطت دفعة لآلة الأسد القمعية لكي تمضي أبعد في مجازرها، واستثمارها في «التغيير الديموغرافي». ودولياً، كسب نظام دمشق وداعموه الكثير عام 2013 بسقوط «الخطوط الحمراء» الوهمية التي كان أعلنها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وبدا واضحاً مع هذا التطوّر الخطير أن أوباما كان أحرص على التفاهم مع «ملالي» طهران، وإطلاق يدها في الشرق الأوسط، من اكتراثه بمصير السوريين.

بالأمس، شاهدنا في سوريا مجدداً رد فعل مختلفاً من إدارة دونالد ترمب، خلف أوباما، مع أنه كان أكثر من رسالة وأقل من ضربة. وأمام القمة العربية أن تقرأ هذه الرسالة جيداً مع أنها موجهة في المقام الأول إلى موسكو.

التحصين الداخلي يجب أن يكون رأس الأولويات إزاء تغيّر المعطيات والمعادلات، وسقوط العديد من الأوهام عند تعريف الحلفاء والخصوم. وهذا التحصين لا بد أن ينطلق من الوعي بطبيعة الأخطار المحيطة بالمنطقة وكياناتها، وإدراك «ديناميكيات» اللعبة السياسية والمصالح الضيقة والكبرى المرتبطة بها، وحبذا حدوث ذلك قبل ضياع الفرصة الأخيرة.

 

وإذ به منتصراً

 حازم الامين/الحياة/16 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63895

أعلن النظام السوري عقب الضربة الغربية الأخيرة التي تعرضت لها مواقعه «النصر»، من دون أن يُعلن على من انتصر. والضربة طبعاً لم تكن لها قيمة ميدانية، وهي كانت أشبه برسالة ناعمة. لكن منطق «النصر» يشتغل بآلية أخرى لا علاقة لها بما جرى، ذاك أن وظيفته استنهاض عصبية من حول النظام تقيه مما تسرب من أوهام حول هشاشته. النظام السوري لم ينتصر على التحالف الغربي الذي وجه إليه الضربة العسكرية. ولم ينتصر على الإسرائيليين بطبيعة الحال. لقد أعلن انتصاره في حرب أخرى، حاجته إلى النصر فيها كبيرة. النظام عاد وانتصر على الناس الذين قصفهم بالكيماوي. أميركا وحلفاؤها غير معنيين بما أعلنه النظام. الرسالة التي وجهوها عبر غاراتهم جاءت في سياق آخر تماماً. فقد أرادت كل من واشنطن ولندن وباريس أن تقول لموسكو إن سورية ليست منطقة نفوذ روسي بالمطلق وإن لبوتين شركاء في النفوذ ويحق لهم توجيه ضربات للنظام ساعة يشاؤون. وها هم يفعلونها. الصراع في سورية لا يعنيهم في سياقه السوري. هم انتصروا أيضاً. حققوا المهمة بدقة، وموسكو اعترفت لهم بحقهم في الرد.

بشار الأسد انتصر بعد الغارات، والتحالف الغربي انتصر أيضاً، وكانت موسكو وطهران قد سبقتا الجميع إلى «النصر». ثمة مهزوم واحد في هذه المعادلة. أهل دوما الذين قالت العواصم الغربية إنها معنية بمعاقبة من قصفهم بالكيماوي، وقال النظام إنه انتصر عليهم.

«النصر» ضروري في معادلة العلاقة القاتلة بين النظام وبين الجماعات الأهلية من حوله. هو كيمياء هذه العلاقة، وهو مؤشرها ووجهتها. فأن يتوهم السوريون أن النظام الذي يقتلهم مهزوم أو غير منتصر، فإن الأخير سيفقد القدرة على حكمهم وعلى قتلهم. خرافة النصر يُعد لها قبل وقوع الحرب عادة، ذاك أنها أهم من الحرب نفسها، وأهم من نتائجها، وهذه معادلة ليست جديدة. فعقب نكسة العام 1967 تعلم العرب وأنظمتهم بالدرجة الأولى أن لا قيمة للحروب إلا بإعلان النصر بعدها. النكسة كانت الهزيمة الأخيرة، وبعدها رحنا نُسجل نصراً تلو الآخر، و «عدونا» حائر بنا. لقد دمرنا وأنهك اقتصادنا وقتل منا أضعاف ما قتلنا منه، وها نحن نعلن انتصارنا. الأعداء يفركون عيونهم غير مصدقين! كيف يمكن هزم هؤلاء؟

القصة هي في مكانٍ آخر تماماً. العدو غير معني بـ «نصرنا»، ونحن إذ انتصرنا في حربنا معه، لم ننتصر عليه. هذه هي المعادلة. هو حقق أهدافه من الحرب، ونحن حققنا أهدافنا. عليه إذاً أن يعترف لنا بهذا «النصر». ومع تقدم الأيام شعر العدو بأن نصرنا لا يضيره، فراح يعترف لنا به. حصل هذا تماماً في لبنان في حرب العام 2006. فإسرائيل حققت أهدافاً في هذه الحرب لم تحققها طوال مرحلة حروبها في لبنان. هدنة على الحدود هي الأطول منذ تأسيس إسرائيل، و15 ألف جندي دولي يحرسون حدودها، ودمار هائل في المدن والبلدات اللبنانية، ومقابل كل قتيل إسرائيلي في هذه الحرب سقط أكثر من عشرة لبنانيين. وبعدها أعلن حزب الله «النصر». وحينها تيقنت تل أبيب من أنها غير معنية بهذا الإعلان، وتعاملت معه بصفته حدثاً خارج الحدود، ولم تكن مخطئة، ذاك أن حزب الله نقل بعد ذلك جهوده بعيداً عن حدودها. انتصر عليها وغادر إلى بيروت وبعدها إلى دمشق. فها من «نصر» جميل أكثر من هذا «النصر»؟

اليوم أعلن بشار الأسد الـ «نصر». الدول صاحبة الضربة، غير معنية على ما يبدو بإعلانه. لقد نفذت العواصم الغربية غاراتها على مواقع النظام في سياق مهمة أخرى ليست على الإطلاق حماية أهل دوما من غاز الكلور. رسالة إلى موسكو، وأخرى إلى تل أبيب، وتأديب النظام ليس بسبب قتله أهل دوما، فهو يفعل ذلك كل يوم، إنما على تجرُّئِه على قتلهم بأدوات لا يليق بالمجتمع الدولي السكوت عنها. لقد قالوا له اقتلهم بالأدوات «الحلال»، وهو اليوم بصفته منتصراً سيفعل ذلك موقعه المُعزز هذا.

سيموت أهل دوما من الآن وصاعداً موتاً حلالاً، وهذا ما سيُخفف من الأعباء التي تُرهق ضمير هذا الكون المعذب.

 

ماذا بعد الضربة المحدودة؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/15 نيسان/18

دارت شائعة قبيل القصف الأميركي البريطاني الفرنسي أول البارحة، تقول إن النظام السوري والحكومة الروسية عرضتا إخراج إيران وميليشياتها من سوريا، ضمن تسوية مقترحة، مقابل الامتناع عن الهجوم والانخراط في عملية سياسية جديدة. لو افترضنا أن عرضاً كهذا وضع على الطاولة هل يكون مقبولاً؟

بالتأكيد، هو أفضل من ضربة محدودة، لكن المشكلة أن الأطراف الثلاثة تعودت على تسويق الأكاذيب. حتى الروس، فقدوا مصداقيتهم نتيجة دعمهم لمزاعم دمشق وطهران. وفي هجوم السلاح الكيماوي على دوما، عادوا إلى نسج الحكايات القديمة نفسها بأن المعارضة هي من نفذت الهجوم على نفسها، وأن على الأمم المتحدة أن تجري تحقيقات ميدانية، يريدون بها إضاعة الوقت وتمييع الأزمة. بلا مصداقية لا يمكن الانخراط مع محور الشر في حلول أو مشاريع سياسية، والأرجح أنها مجرد أدوية مخدرة. فالنظام السوري نجا من العقوبات العسكرية عليه عندما اقترح الروس في سبتمبر (أيلول) 2013 بأن يسلم مخزونه من السلاح الكيماوي لمفتشي الأمم المتحدة. جرى نقلها وادعى أن هذا كل ما في حوزته، لنكتشف الآن أن مخابئه فيها المزيد.

الجانب الأكثر خطورة من التزييف أن النظام مستعد لأن يذهب إلى أقصى حد دونما اعتبار لعواقب الأمور. هذه شخصية النظام ومواصفاته القديمة التي ظن العالم أنه ربما تغير، ولان مع ظروف الحرب الأهلية. من الواضح أن عقلية الإبادة والانتقام تتسيد في دمشق وطهران، وإلا ما كانت هناك مبررات قاهرة اضطرتهم لاستخدام غاز الكلور وغاز الأعصاب السارين ضد المدنيين في دوما. دور جنرالات الحرس الثوري مهم في هذه الحرب، فهي تدير العديد من المعارك السورية في السنوات الثلاث الأخيرة، ولها سمعة تسبقها في الوحشية، واشتهرت بأنها مع ميليشياتها تقوم بعمليات انتقام مروعة.

نعود للحديث عن الأيام المقبلة، على اعتبار أن الرد العسكري ضد استخدام السلاح الكيماوي قد نفذ وانتهى غرضه، وهو لم يضعف النظام ولا قواته. أراد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يوصل رسالة، أنه يعني ما يقول به وقد وصلت الرسالة، ماذا بعد ذلك؟ نحن أمام قضيتين متشابكتين، عقوبات أميركية ضد إيران معركة لم تبدأ بعد، والثانية رغبة في التوصل إلى إنهاء الحرب الأهلية السورية سواء سلماً أو غيره، أو حل بالتوافق مع النظام أو بخلق واقع جديد على الأرض من محميات عسكرية، مثل المشروع الأميركي في شرق سوريا بمنطقة ترصد وتنطلق منها القوات عند الحاجة لمحاربة داعش وغيره. العقوبات الأميركية ضد إيران قطعاً ستضعف النظام في طهران، وستخلق مناخاً أفضل للحل في سوريا، وتخفف من قبضة إيران على العراق ولبنان. من دون العقوبات ستستمر طهران في إثارة القلاقل في المنطقة، وقد تكون سوريا هي كعب أخيل لنظام ولاية الفقيه، الذي صار يشعر بأنه القوة التي لا تقهر هناك. ومن علامات الثقة المفرطة أنه حوّل سوريا إلى دولة مواجهات ضد الأكراد وإسرائيل، ومنها يهدد أمن لبنان والعراق. سوريا وفق المشروع الإيراني ستتحول إلى دولة ميليشيات، كلها تابعة لإيران، وسيستخدمها الحرس الثوري كقاعدة انطلاق للمناطق المجاورة. هل يمكن أن نصدق أن النظام في دمشق قادر على إخراج الحرس الثوري وميليشياته من سوريا؟ صعب جداً. الفوضى تجعل سوريا مصدر قلاقل يناسب تماماً إيران وروسيا اللتين تبحثان عن المزيد من الأوراق لتكونا طرفا في قضايا المنطقة، وفي إشعال المعارك وإطفائها.

 

السيناريوهات المستقبلية للأزمة في سوريا

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/15 نيسان/18

لا صوت أعلى من طبول الحرب حين تدق، فالحرب لا تجامل أحداً، ولا تثق بأحدٍ، إنها التعبير الأكثر صرامة عن احتدام الصراعات وتعارُض الإرادات واختلال موازين القوى، في المنطقة والعالم. مع استمرار الحرب الباردة وحروبها المتعددة حول العالم، علا صوت طبول الحرب مع إيران في عام 1979 حين استحوذ الخميني في ثورة أصولية راديكالية على السلطة في إيران، وتغنّى به وله مثقفون وكتّاب كبارٌ في المنطقة والعالم، وصوّروه مخلصاً مجيداً، وثائراً حراً، وولياً فقيهاً كما أراد هو. يفتخر نظام الولي الفقيه اليوم بسيطرته على أربع عواصم عربية، بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، ولم يساعده أحدٌ على ذلك مثلما ساعدته أخطاء سياسية من أقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة، في 2003 حين احتلت العراق بالقوة العسكرية دون امتلاك أي خطة استراتيجية لما بعد ذلك، وهو ما لامتها عليه المملكة العربية السعودية طويلاً، وكان يجب أن يقتصر اللوم على فترة قصيرة ولكنه امتد لسنواتٍ طوالٍ، وتلك قصة يطول شرحها.

الأوضاع تتغير، والتاريخ يمضي، ومواقف المتصارعين تتطور، فقبل فترة قصيرة جداً، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدد ويتوعد، وهو فخورٌ بنفسه وبحلفائه، فلديه قواعد عسكرية في سوريا، وهو متحالفٌ مع إيران وتركيا، وبالتالي مع كل الجماعات المتطرفة، واستعرض خلال حملته الانتخابية أسلحة جديدة لروسيا بمسميات برّاقة، وقد بدا منتشياً بإعادة روسيا للخريطة السياسية الدولية بعدما منحه باراك أوباما كل السبل الممكنة ليظهر كقوة كبرى على المشهد الدولي دون أي وعي أو رؤية سوى الانسحابية والانعزالية.

كان بوتين يتصرف باعتبار أن الحرب في سوريا هي حربٌ إقليمية باردة يمكنه السيطرة عليها بسهولة من خلال حربٍ ساخنة سريعة، ولكن الأمور لم تجر حسب تقديره، ومع الإقرار بأن ثمة اختلافات كبيرة جداً ولا يمكن السيطرة عليها في الداخل السوري وتجاذباته الإقليمية فإنه قد منح حلفاءه ثقة عمياء في قوة روسيا العسكرية والسياسية والاقتصادية، فهل هو كذلك في الواقع؟ هل الإيحاء الذي منحه لحلفائه له ما يبرره على الأرض؟ وهل روسيا فعلاً تمتلك قدرات الاتحاد السوفياتي السابق؟ الجواب بكل سهولة هو لا، قوة روسيا العسكرية معروفة ولا تحتاج إلى إيراد أدلة، فهي دولة نووية كبرى ودولة عسكرية كبرى كذلك، ولكنها لا تقارن بحالٍ من الأحوال بالقوة العسكرية الأميركية، فضلاً عن أن تواجه تحالفاً فيه مع أميركا فرنسا وبريطانيا والعديد من الحلفاء حول العالم، هذا عسكرياً، أما اقتصادياً فحجم روسيا الاقتصادي حجم جيد ولكنه لا يقارن باقتصادات الدول الكبرى وبخاصة أميركا والدول الغربية، والمقارنة ليست في صالح روسيا على الإطلاق. من هنا يأتي السؤال، مَن قرر التصعيد في سوريا؟ مَن قرر استخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً في دوما الأسبوع الماضي؟ ثمة جدلٌ قائمٌ حول ذلك، وكل المعلومات والكلمات في مجلس الأمن تشير إلى نظام بشار الأسد بقوة، والمهم هنا هو أن الدول الغربية قد استنفرت قواتها وسلاحها للرد على ما تعتبره استفزازاً متجاوزاً للحدود، وقد بدأت لهجة موسكو في الاتجاه إلى الهدوء، فبعيداً عن الشعارات لا توجد أي مقارنة من حيث القوة بين أميركا وروسيا، فضلاً عن تحالفٍ واسعٍ يتم التحضير له لإعادة التوازنات الدولية إلى نصابها الصحيح.

هذا التصعيد الدولي الكبير في سوريا يستوجب استحضار ثلاثة أمورٍ: الأول، التغييرات الكبرى في توازنات القوى في المنطقة، والدور السعودي الداخل بقوة على المشهد الإقليمي والدولي، في الملفات كافة، في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وغيرها، ضمن مواجهة كبرى للمشروع الإيراني والمشروع التركي، وخلق قوة سياسية عربية فاعلة، بالإضافة إلى الدول الأربع المقاطعة لقطر والحرب الحقيقية التي تقودها السعودية ضد التطرف والإرهاب، وإتقان السعودية لبناء التحالفات الواسعة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً مع الدول العربية والدول المسلمة ودول العالم أجمع.

والثاني، أن أخطاء التصعيد دولياً صبّت جميعاً في مصلحة أميركا والدول الغربية المساندة لها، وحلفائها حول العالم، فما يحدث تجاه كوريا الشمالية وتنازلاتها غير المسبوقة يحدث مثله تجاه إيران وتصميم أميركا على إخضاعها، وإعادتها إلى الخضوع للقانون الدولي، فمراحل إعادة التوازنات الدولية إلى نصابها كانت على طول التاريخ تحتاج إلى قادة يتسمون بالشجاعة وقوة القرار السياسي ويكون لها ضحايا ممن استفادوا من مرحلة الاختلال في تلك التوازنات، وهو ما يمكن لأي متابعٍ مشاهدته في ما يجري اليوم من أحداث.

والثالث، أن الماضي لا يمكن أن يواجه المستقبل، والدول الساعية للتعبير عن المستقبل والتركيز عليه تختلف تماماً عن الدول الماضوية المؤدلجة التي تسعى لاسترجاعه واستغلاله وتوظيفه، فروسيا تريد العودة لحقبة الاتحاد السوفياتي، وإيران تريد الرجوع لآيديولوجيا متطرفة تعود للماضي وتعيد تفسيره واستغلاله، أي نسخة الإسلام السياسي الشيعية التي اقتبسها الخميني من الإسلام السياسي السني في نسخة الإخوان المسلمين وقام بتبيئتها في الخطاب الشيعي وأطلق عليها لقب ولاية الفقيه، وتركيا تسعى لاستعادة الماضي العثماني سيئ الذكر، وتجتهد لربط المسلمين بفكرة الخلافة العثمانية ضمن خطابٍ متناقضٍ ينطلق من العلمانية الأتاتوركية التي تمثل شرعية الدولة التركية المعاصرة لتبشر بالعودة إلى الخلافة التي هدمتها الدولة التركية نفسها.

لم تكن السياسة يوماً من الأيام أمراً سهلاً، بل أحد ثوابتها هو التعقيد والتشابك، ولكنها في مثل هذه اللحظات المهمة التي يحبس فيها العالم أنفاسه تحتاج إلى مهاراتٍ وقراراتٍ وتوازنات تقيس كل شيء بأدق المقاييس، ومن ذلك المشهد السوري، فتراكم الأخطاء لا يعني صحتها، وتكرار الجرائم لا يعني تطبيعها وحصد مكاسب آنيّة لا يعني استمرارها، ومن هنا فإن الأزمة السورية بحاجة إلى إعادة خلقٍ كبرى للتوازنات لا في المنطقة فحسب بل – كذلك - على المستوى الدولي. ويبقى سؤال مهمٌ: ما السيناريوهات المستقبلية للأزمة في سوريا؟ وهي سيناريوهات متعددة، أحدها، هو سيناريو روسيا وإيران وتركيا، وهو تسليم سوريا لإيران كملحقٍ صغيرٍ لخدمة مشروعها الإرهابي، والثاني، هو تسليم سوريا للجماعات المتطرفة والإرهابية التي أضاعت القضية السورية وأفقدتها عدالتها وهي مدعومة من قطر، والأفضل أن يكون هنالك سيناريو يعيد لسوريا وحدتها واستقلالها وحقوق شعبها دون الوقوع في أيٍّ من المحاذير التي تؤدي إلى الخيارين الأولين.

أخيراً، فلا أحد يحب الحرب ولكنها في بعض الأحيان تكون ضرورة لا خياراً.

 

سوريا: الجريمة الأساسية لا تزال قائمة!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/15 نيسان/18

اللغة العربية غنية وساحرة وآسرة، وفيها من القدرات والإمكانيات لتسخير المعاني والمفاهيم بشكل مدهش. وكما قيل، صدقاً وحقاً، في الأثر إن من البيان لسحراً؛ ولا مشهد يحظى بهذا الوصف مثل المشهد الإعلامي السياسي العربي. ولا أحد لديه القدرة على التفنن باللعب بالكلمات والألفاظ وتوظيفها لتهييج الرأي العام. الحديث الآن عن الاعتداء الغاشم من قوى الشر على سوريا، وأن الاعتداء بمثابة انتهاك صارخ لشرف الأمة وعرضها؛ كلام كبير جداً، ويكاد المتلقي يصدق هذا الكلام لولا أنه يدرك تماماً أنه غير مقصود، وأن قائله وأنصاره اقترفوا الجريمة تلو الأخرى ضد شعبهم وشعوب المنطقة. أو ليس القوى القومية الثورجية هي ذاتها التي كانت تهلل وتطبل وتتراقص على أنغام التدخل العسكري الناصري في اليمن، وبعد ذلك الاحتلال السوري للبنان، وتهديد نظام البعث بالتدخل العسكري ضد الأردن، ومجازره ضد القوى الفلسطينية في لبنان، والغزو الصدامي للكويت، وتبعات ذلك التي لا نزال تعاني منها؟! لم تنطق هذه الألسنة بالانتقاد ولا الشجب ولا الامتعاض. بشار الأسد، وأبوه من قبله، تفننا في اغتيال وتهجير واعتقال الشعب السوري؛ كل ذلك دون عقاب صريح من المجتمع الدولي، بل تحت حماية صريحة منه، ولم «يتحرك» هذا المجتمع إلا بـ«ضربات» مسرحية معدة ومنسقة سلفاً، وتم فيها كسر عنصر المفاجأة والمباغتة، ففقدت عنصر الفاعلية، وبالتالي لم يكن هناك أي ضرر للنظام، وعلى العكس استغلها إعلامه ليروج لانتصاره، كما فعل من قبله صدام حسين في «أم المعارك»، والإرهابي حسن نصر الله في «النصر الإلهي»، ليكتفي الخطاب الإعلامي المقاوم باستحداث مصطلحات خالدة، مثل: العلوج البرغش والحشرات والجرذان، لوصف كل المعترضين على جرائم الأنظمة بحق شعوبهم.

الحقيقة المرة التي لا يرغب في مواجهتها القومجية العرب أن سوريا تتعرض للإبادة اليوم على أيدي النظام السوري؛ النظام الطائفي الأقلوي البغيض، الذي سن في العالم سنة الجمهورية الوراثية داخل الطائفة والعائلة الواحدة، وأتى بحماية غير عربية وطائفية من إيران وميليشياتها الإرهابية في المنطقة، وعلى رأسها تنظيم «حزب الله»، ولم يكن ذلك وليد اللحظة، فالنظام أعلن انسلاخه عن الإجماع العربي الذي أيد العراق في حربه ضد إيران، وكان النظام السوري الوحيد الذي أيد إيران، وطبعاً عرف بعد ذلك السبب، وهو الطائفية المشتركة التي تبينت تبعاتها لاحقاً.

ارتكب النظام مجموعة من الجرائم ضد شعبه وشعوب المنطقة يسيل لها الجبين، وكل ذلك يحصل وسط الصمت العربي المطبق (وكذلك المجتمع الدولي الذي أدار وجهه عن جرائم الأسد، ومنح له الخط الأخضر لاحتلال لبنان بالكامل، مقابل المشاركة في قوات تحرير الكويت ومؤتمر مدريد للسلام). وبدأت أطماع النظام تزداد، وأصبح يغتال الشخصيات السورية واللبنانية والفلسطينية التي تغرد خارج سربه، الواحد تلو الآخر كأسراب الحمام المتساقطة. كل ذلك وسط مباركة عربية صامتة. الصواريخ التي ضربت بعض مواقع جيش الأسد في سوريا لم تكن أشد إيلاماً من مذابح الأسد في حماة أو تدمر ودير الزور وحمص وحبل وجسر الشغور وغيرها. المشهد السوري «الحالي» لا يمكن الحكم عليه وحده دون مراجعة كاملة لجرائم نظام مارس بحق شعبه كل الجرائم المتخيلة التي تفوق الوصف والشرح. قتل السوري على يد نظامه، والسكوت عن ذلك لمدة تزيد على أربعة عقود هي الجريمة العار التي يتحملها كل العرب، فلا يمكن أن يكتب النصر لنظام هزم شعبه وأذله وأهانه وقتله وشرده وجرحه ونكل به بكل الوسائل. عندما تدرك هذه الحقيقة، ويتم الخلاص من هذا السرطان، وقتها تكون لسوريا الكرامة والعزة، لأن المواطن فيها يكون قد تحرر.

 

رسالة إلى الروس قبل الأسد

خالد الدخيل/الحياة/15 نيسان 2018

كما كان متوقعاً لم تكن الضربة العسكرية لمواقع النظام السوري أكثر من ذلك: ضربة محدودة في حجمها العسكري، وفي هدفها السياسي. ليس لها هدف سوري أبعد من استهداف البنية التحتية للسلاح الكيماوي للنظام. وليست جزءاً من استراتيجية سياسية تجاه الوضع السوري. لا علاقة مباشرة لها بالشعب السوري وتضحياته. ولا حتى بالرئيس السوري الذي يقال أنه قبيل الضربة ترك القصر الرئاسي إلى قاعدة حميميم الروسية ليحتمي بها.

كما يُلاحظ تتردد كثيراً في الساعات الأخيرة صفة السوري. لكن سورية، بعد سبع سنوات من الحرب الأهلية، لم تعد أكثر من ساحة للصراع بين الكبار والصغار. كل فعل هناك، وكل خطوة، وكل ضربة لأهداف لا علاقة لغالبيتها بسورية، ولا بمصالح الشعب السوري. حتى الضربة الأخيرة استخدمت سورية كساحة، لكن هدفها هو روسيا وما تفعله في سورية وخارج سورية. هكذا، أرادها الأسد وحلفاؤه الإيرانيون. الشعب يدفع ثمن ذلك من حياته وحقوقه واستقراره، بل ومن دمه. الرئيس الأسد نفسه لم يعد أكثر من حجر شطرنج، أو ورقة تفاوضية تتناقلها أيدي الروس والإيرانيين. الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصفه بالحيوان والطاغية ومجرم الحرب. وكذلك تفعل رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي. لكن كل منهما يبتعد من استهدافه مباشرة. كأن الغرب يتعامل أيضاً مع الأسد كورقة تفاوضية مع الروس. هناك من يحاول حمايته من القتل أو السقوط. لكن لا أحد يعرف كيف سيكون مصيره النهائي.

في مثل هذا المشهد الفانتازي، من الطبيعي أن هدف الضربة العسكرية للدول الثلاث لم يكن تحجيم القدرات العسكرية لنظام الأسد. فهذه القدرات لم تعد عنصراً وازناً في التوازنات التي تتحكم في المشهد السوري. وهي قدرات فشلت في كل حال في حماية الرئيس ونظامه قبل دخول الروس. أيضاً، لم يكن هدف الضربة حماية الشعب السوري من النظام وحلفائه. لو كان هذا هو الهدف، أو أحد الأهداف، لأعلنت الدول الثلاث موقفاً سياسياً واضحاً لوقف نزف الدم السوري بسلاح كيماوي أو سواه، ومن ضرورة مغادرة الميليشيات الأجنبية كشرط لأي حل سياسي للأزمة السورية. ولو كانت مصلحة الشعب السوري من أهداف الضربة لجعلت الدول الثلاث من رحيل الأسد شرطاً آخر للحل السياسي. على عكس كل ذلك تلتزم الدول الثلاث قبل وبعد الضربة بالصمت حيال شكل الحل السياسي وشروطه، أو مصير الأسد.

ينحصر هدف الضربة العسكرية داخل إطار التجاذب الغربي الروسي، وتحديداً الأميركي - الروسي. وهو تجاذب يحاول كل طرف تفادي انزلاقه إلى مواجهة مباشرة. هذا ما قاله الرئيس ترامب، ورئيسة الوزراء تيريزا ماي في خطاب كل منهما لشعبيهما عن الضربة. كانت ماي مباشرة عندما قالت أن الهدف ليس تغيير النظام في سورية. ماذا عن رئيس النظام؟ لم تقل شيئاً عن ذلك. تركت الباب مفتوحاً. ماذا عن قتل السوريين على مدى أكثر من سبع سنوات الآن بأسلحة غير كيماوية؟ التزمت الصمت حيال ذلك أيضاً. ماذا عن وجود الميليشيات الأجنبية في سورية؟ صمت ثالث لا يقل صمماً للآذان.

إذا كان الهدف ليس حماية الشعب السوري من رئيسه، ولا من الحلفاء الأجانب لهذا الرئيس، وليس وقف القتل الجماعي بغير أسلحة كيماوية، وليس إعلان موقف واضح من الميليشيات الأجنبية، فما هو الهدف في هذه الحال؟ هذا ما أجاب عنه دونالد ترامب في خطابه. يقول: «في عام 2013، وعد الرئيس الروسي بوتين وحكومته بأنهما سيضمنان تدمير كل الأسلحة الكيماوية السورية. ومن ثم، فإن هجمات الأسد الكيماوية الأخيرة، وردنا عليها هذا المساء، هما نتيجة مباشرة لفشل روسيا في الوفاء بما وعدت به». بعبارة أخرى، ضربة البارحة العسكرية هي رسالة مباشرة إلى فلاديمير بوتين. فالأخير خدع الأميركيين (بحسب ترامب) في اتفاق تدمير ترسانة السلاح الكيماوي السورية الذي أبرمه مع الرئيس الأميركي آنذاك، باراك أوباما. لم يكتفِ بوتين بذلك، بل أرسل غازاً ساماً إلى بريطانيا الشهر الماضي لقتل عميل روسي مزدوج. وهو ما يعني أن الرئيس الروسي يتحدى الغرب في شكل سافر ليس فقط في سورية، ولا في أوكرانيا، بل حتى في قلب أوروبا الغربية. وهو ما استدعى أن تكون الضربة - الرسالة جماعية متزامنة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وإلا فحجم الضربة، ومحدودية أهدافها لا يستدعي مشاركة ثلاث دول عظمى، إحداها الدولة الأعظم.

حرصت الدول الثلاث على عدم الاقتراب في ضربتها من المواقع الروسية تفادياً لأي رد فعل روسي. وقد استجابت روسيا لذلك تماماً، إذ لم يتجاوز رد فعل موسكو حدود التنديد اللفظي لما أسمته العدوان الغربي. أما النظام السوري فقد رفع عقيرته بأسلوب بليد في وصفه الضربة بـ «العدوان الثلاثي»، وذلك في محاولة بائسة لاستدعاء ما حصل لمصر عام 1956. مأساة هذا النظام ورئيسه ليست مع التاريخ وحسب، بل مع سورية، ومع نفسه قبل أي شيء آخر. قبل الضربة الأخيرة، هناك الضربات الإسرائيلية لمواقع سورية وإيرانية بين الحين والآخر. الأجواء السورية باتت مستباحة وفق ضوابط تضعها روسيا وليس النظام. وهذا النظام هو المسؤول الأول عما آلت إليه حال سورية. عادت كرة أخرى ساحة لتجاذبات وصراعات إقليمية ودولية لا قبل للنظام، ولا لسورية بها. بدلاً من توظيف الموقع الاستراتيجي لسورية من أجل سورية وأهل سورية، جعل الأسد من ذلك منصة لقوى أجنبية روسية وإيرانية وميليشيات مذهبية. لم يدرك حتى اللحظة أنه بهذا بدد رصيد سورية الاستراتيجي ليصبح رصيداً للآخرين. ومعه، بدد الإرث الذي ائتمنه عليه أبوه. كم كتب عن دور حافظ الأسد في إنقاذ سورية من كونها ساحة للعب الآخرين إلى لاعب في ساحات الآخرين. وكم سيكتب عن دور بشار الأسد الكارثي في النكوص بسورية إلى ما كانت عليه؟ المدهش أن الرئيس السوري لا يزال مع ذلك يسيطر عليه وهْم أنه انتصر على الثورة. لذلك، يقول أنه ليس في حاجة إلى استخدام الكيماوي. ما يعني أنه استخدمه عام 2013 عندما كان على حافة السقوط. أي إن أرواح الناس وحقهم في الحياة ليست معياراً يردعه عن استخدام هذا السلاح، وإنما أطماعه ومصالحه وتحالفاته الأجنبية. لا غرابة وحال الرئيس ونظامه على هذا النحو أن انتهى الأمر بسورية إلى ما انتهت إليه. تقصف بمئات الصواريخ في ليلة واحدة لإيصال رسالة إلى بوتين وليس حتى إلى الأسد!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى الملك السعودي على هامش القمة العربية

الأحد 15 نيسان 2018 /وطنية - التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على هامش القمة العربية في الظهران، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل. وعرض معه العلاقات بين لبنان والسعودية وسبل تطويرها،اضافة إلى المداولات الجارية في القمة.

 

رئيس الجمهورية ألقى كلمة لبنان في مؤتمر القمة العربية: هناك ملامح سياسة ترسم للمنطقة تنال منا جميعا هل ننتظر حدوثها أم نقوم بعمل وقائي؟

الأحد 15 نيسان 2018 /وطنية - أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تخوفه من وجود ملامح سياسة ترسم لمنطقتنا ستنال منا جميعا في حال نجاحها، وتساءل: "هل ننتظر حدوثها لنعالج النتائج أم نقوم بعمل وقائي لنمنع وقوعها؟". واعتبر في كلمة القاها بعد ظهر اليوم أمام القادة العرب في القمة العربية المنعقدة في مدينة الظهران السعودية، ان الحرب الدولية على أرضنا لم تعد بالوكالة، وكل مجريات الأحداث تشير الى أنها تتجه لتصبح بالأصالة، وهي إذا ما اندلعت فعلا فستقضي على ما تبقى من استقرار واقتصاد وحجر وبشر في أوطاننا. ورأى إزاء ذلك أن الحاجة إلى مبادرة إنقاذ من التشرذم الذي نعيش أصبحت أكثر من ضرورة، متسائلا: "هل تنطلق من أرض المملكة مبادرة عملية رائدة تلم الشمل وتعتمد الحوار سبيلا لحل المشاكل؟". واذ لفت الرئيس عون الى أن التجربة اللبنانية قد أثبتت أن الحوار هو الحل، رأى امكان أن تعمم هذه التجربة لتكون نموذجا للدول العربية التي تعاني من صراعات الداخل. وفي الملف الفلسطيني، شدد رئيس الجمهورية على أن قضية فلسطين هي أساس اللا استقرار في الشرق الأوسط، معتبرا أن "التغاضي الدولي، حتى لا نقول التواطؤ الدولي، عن كل ما قامت وتقوم به إسرائيل، من تدمير وتهجير وسلب حقوق على مدى عقود هو لب المشكلة". وإذ حذر من أن القدس توشك أن تضيع رسميا، خلافا لكل القوانين وقرارات مجلس الأمن، سأل: "هل سنسمح للقدس أن تضيع؟"، مشيرا إلى إن المبادرة العربية للسلام التي انبثقت عن اجتماع القمة في بيروت لا تزال المرجعية الوحيدة التي تحظى بإجماع الأشقاء العرب وهو إجماع يمكن البناء عليه لاستئناف المساعي التي تؤدي الى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية". وفي الشق اللبناني، لفت الرئيس عون إلى ان لبنان تلقى العدد الأكبر من موجات النزوح السوري الى ارضه بحكم الجغرافيا والجوار، الى حد يفوق قدراته على الاستيعاب والمعالجة، معتبرا أن هذه المشكلة تعنينا جميعا، ولا يجوز أن تتحمل عبئها فقط دول الجوار السوري. وفي ما يلي، نص كلمة رئيس الجمهورية:

"أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والمعالي،

أتوجه بداية بالتهنئة الى خادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، على ترؤسه القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين، وأتمنى له التوفيق في هذه المسؤولية الجسيمة، خصوصا في المرحلة الدقيقة التي يمر بها وطننا العربي.

كما أعبر عن تقديري لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وأثني على ما بذله من جهود في رئاسته للقمة العربية السابقة.

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والمعالي،

التقينا منذ قرابة السنة في القمة العربية في الأردن وكانت النار تشتعل في العديد من دول وطننا العربي، والتقينا أيضا في اسطمبول في القمة الإسلامية على وجه السرعة لأن خطرا وجوديا دق أبواب القدس، وها نحن نلتقي اليوم من جديد في القمة العربية التاسعة والعشرين، ومن البديهي أن يكون أول سؤال نطرحه على أنفسنا عما إذا كانت اجتماعاتنا السابقة قد أدت الى بعض الحلول، وكيف هو مآل الأوضاع في أمتنا، وماذا تحقق خلال العام المنصرم.

نار الحروب لا تزال مستعرة، وخطر اندلاع حرب دولية على أرض سوريا يتصاعد، واللا استقرار يخيم على معظم دول المنطقة، والإرهاب يتنقل من بلد لآخر مصطادا الضحايا، والعديد من أبناء شعوبنا هجروا أوطانهم وتشردوا في العالم بحثا عن أمن أو لقمة عيش، كما تشرد قبلهم أبناء فلسطين.

أما لبنان الذي نال نصيبه من الإرهاب، وإن يكن قد تغلب عليه، فإنه لا يزال يحمل تبعات الأزمات المتلاحقة حوله، من الأزمة الاقتصادية العالمية الى الحروب التي طوقته، وصولا الى أزمة النزوح التي قصمت ظهره، وجعلته يغرق بأعداد النازحين، وينوء تحت هذا الحمل الكبير اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا؛ فلبنان بحكم الجغرافيا والجوار تلقى العدد الأكبر من موجات النزوح الى حد يفوق قدراته على الاستيعاب والمعالجة؛ فلا مساحته ولا كثافته السكانية ولا بنيته التحتية ولا سوق العمل فيه ولا وضعه الأمني قادرة أن تتأقلم مع هذا الدفق السكاني. وهنا أتوجه الى كل الإخوة المجتمعين لأقول إن مشكلة النزوح السوري هي مشكلة تعنينا جميعا، ولا يجوز أن تتحمل عبئها فقط دول الجوار السوري، بحكم سهولة الانتقال والوصول إليها.

ايها الاخوة، إن قضية فلسطين تمثل الموقع المتقدم في قلب التطورات، وهي أساس اللا استقرار في الشرق الأوسط. والتغاضي الدولي، حتى لا نقول التواطؤ الدولي، عن كل ما قامت وتقوم به إسرائيل، من تدمير وتهجير وسلب حقوق على مدى عقود هو لب المشكلة. والاعتداءات الاسرائيلية على السيادة اللبنانية تتواصل من دون رادع، وأيضا خرقها للقرار 1701، واستخدامها الأجواء اللبنانية لضرب الداخل السوري، بالإضافة الى تهديداتها المتواصلة بإشعال الحرب.

كذلك في فلسطين، حيث تعتدي اسرائيل وتمعن في التهجير وسلب الحقوق من دون أي إدانة فعلية تردعها. والقضية الفلسطينية، تتآكل وتقضم؛ فمقاومة الاحتلال تتزايد، ولكن الدعم العربي لها ينحسر يوما بعد يوم، والقدس توشك أن تضيع رسميا، بعد وضع اليد عليها على الرغم من الإرادة الدولية الجامعة، وخلافا لكل القوانين وقرارات مجلس الأمن.

إن المبادرة العربية للسلام التي انبثقت عن اجتماع القمة في بيروت لا تزال المرجعية الوحيدة التي تحظى بإجماع الأشقاء العرب وهو إجماع يمكن البناء عليه لاستئناف المساعي التي تؤدي الى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، حل يحفظ الأرض والهوية، إذ من دونهما لا يقوم وطن ولا شعب.

أيها الإخوة، هذه المرة أيضا لم آت ناصحا ولا واعظا، ولكن الحل الذي خشيت في العام الماضي أن يفرض علينا، وأن نذهب فرق عملة فيه، بدأ يفرض فعلا، والقدس أول بداياته؛ فهل سنسمح للقدس أن تضيع؟، هل سنقبل بالتهجير الجديد ونقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى قدسنا وفيها مسجدنا وكنيستنا تصبح عاصمة لإسرائيل؟، هل نتهرب من المواجهة ونرمي المسؤولية على الغير، لاسيما وأن في الأفق ملامح سياسة ترسم لمنطقتنا وهي، إن نجحت، ستنال منا جميعا، فهل ننتظر حدوثها لنعالج النتائج أم نقوم بعمل وقائي لنمنع وقوعها؟.

ان الحرب الدولية على أرضنا لم تعد بالوكالة، وكل مجريات الأحداث تشير الى أنها تتجه لتصبح بالأصالة، وهي إذا ما اندلعت فعلا فستقضي على ما تبقى من استقرار واقتصاد وحجر وبشر في أوطاننا، فهل سنسمح أن تكون أرضنا مسرحا لحروب الآخرين؟، هل سنقف مكتوفي الأيدي ونترك أوطاننا تدمر وشعوبنا تذبح؟. إن السياسة في مفهومها الكبير هي التلاقي مع الحدث والتأثير فيه، لا محاولة اللحاق به وتحمل نتائجه وتبعاته، والكلام لم يعد مجديا إن لم يقترن بالعمل والتنفيذ؛ فنحن في سباق مع الوقت، وكل تأخير يرتب علينا خسائر جديدة ويزيدنا ضعفا، ولا يمكن لأي موقف لنا أن يكون فاعلا ويؤثر في مجريات الأحداث ما لم يكن محصنا بوحدتنا الفعلية، وما لم نكن جميعا داعمين له بالقول والفعل، لذلك فإن الحاجة الى مبادرة إنقاذ من التشرذم الذي نعيش أصبحت أكثر من ضرورة.

ايها الاخوة، نحن اليوم على أرض المملكة، ومن يقدر على جمع العائلة أكثر من كبارها؟، فهل تنطلق من هنا مبادرة عملية رائدة تلم الشمل وتعتمد الحوار سبيلا لحل المشاكل، وتجعل من المادة الثامنة من ميثاق جامعتنا عهدا ملزما يفرض على كل دولة منا أن تحترم فعلا نظام الحكم في الدول العربية الاخرى ولا تقوم بأي عمل يرمي الى تغييره؟، إذ بعد العاصفة التي ضربت منطقتنا، لا بد من إرساء رؤية مستقبلية عنوانها المصارحة والتضامن الحقيقي الذي لا خلاص لنا من دونه.

إن المجتمع اللبناني هو نقيض العنصرية والأحادية، وهو نموذج لعيش الوحدة ضمن التعددية والتنوع، والتجربة اللبنانية قد أثبتت أن الحوار هو الحل؛ فعلى الرغم من كل الاختلافات السياسية والتصاريح النارية ظلت وحدتنا الوطنية هي السقف. وعلى الرغم من كل الغليان حولنا ظل لبنان قادرا على منع انتقال الشرارة اليه، ذلك ان اللبنانيين تعلموا من تجارب الماضي وصاروا يعرفون جيدا أن الحرب الداخلية لا تحل مشكلة، وأن لا رابح فيها بل الجميع خاسرون، والحل لا يكون إلا باللقاء والمصارحة والحوار واحترام مخاوف الآخر وهواجسه وأخذها بالاعتبار. وهذه التجربة يمكن أن تعمم لتكون نموذجا للدول العربية التي تعاني من صراعات الداخل؛ فالإنسان لا يهزم إلا من داخله، وكذلك الأوطان. واذا ما كانت هناك من أخطار محدقة، فاتحادنا أو على الأقل تعاوننا قادر أن يحمينا، ولنضع نصب اعيننا مستقبل الأجيال المقبلة، مستقبل أولادنا وأحفادنا، فهم غد أمتنا وأملها، فلنعمل جاهدين كي لا يعيشوا ما عشناه وهذه مسؤوليتنا. ولدينا كل المقومات والمعطيات لنخرق هذا الواقع المؤلم ونطل على غد مشرق مزدهر ومستقر وأكثر عدالة، فنكون وطنا عربيا كبيرا يغتني بتعدديته ويقوى بمكوناته وتنوعه، بدل أن نبقى أوطانا مبعثرة يسود في ما بينها الشك والحذر ويسهل استفرادها وضربها.

أيها الإخوة، الأخطار كثيرة، والتحديات كبيرة، ومسؤوليتنا جسيمة، ويبقى أن نختار ما بين المواجهة والرضوخ.

والسلام عليكم" . ثم توجه الرئيس عون الى رئيس القمة والقادة العرب قائلا: "يسعدني ان تستضيف الجمهورية اللبنانية اعمال الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في العام المقبل في بيروت، فتحلون في ربوع وطنكم الثاني وبين اهلكم الذين يستعدون لاستقبالكم بكل حفاوة وترحيب كما درجت العادة. ان لبنان الذي كان من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية يتطلع دائما الى ان تكون ارضه مساحة تلاق وتضامن ووحدة يتعزز فيها العمل العربي المشترك لما فيه مصلحة دولنا وشعوبنا الشقيقة. وعلى امل اللقاء بكم في بيروت العام المقبل، اتمنى لكم دوام النجاح والتوفيق ولدولكم الشقيقة التقدم والازدهار".

وكان رئيس الجمهورية قد وصل عند الثانية من بعد ظهر اليوم الى مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي حيث تنعقد القمة، واستقبله عند المدخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وبعدما صافحه، انضم الى قادة الدول العربية لالتقاط الصورة التذكارية، قبل الدخول الى قاعة القمة التي افتتحت اعمالها قرابة الثانية والنصف من بعد الظهر.

 

الرئيس عون شارك في اخذ الصورة التذكارية للقادة العرب

الأحد 15 نيسان 2018 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام الى الظهران داود رمال ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شارك في أخذ الصورة التذكارية للقادة العرب قبل انعقاد القمة العربية.

 

بري: الانتخابات المقبلة فصل تاريخي في حياة لبنان واستفتاء على استمرارنا في بناء موقع للمقاومة والعيش المشترك

الأحد 15 نيسان 2018 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، المغتربين والمقيمين، الى المشاركة الكثيفة في الإنتخابات "من أجل المشاركة في صناعة نظامنا البرلماني الديمقراطي". وشدد على "رفع نسبة المقترعين للوائح الأمل والوفاء لبناء مجتمع المقاومة للعدو الإسرائيلي وللإرهاب وللطائفية والفئوية وللفساد والرشوة، ولدعم استقلالية القضاء، ولإستمرار الإستدانة على المستقبل، ولمقاومة حرمان اللبنانيين من وطنهم". وقال: "لا تصغوا لأصوات الطائفيين ولا تعطوهم أصواتكم وبذلك وحده نحفظ لبنان".

أضاف "إن الإستحقاق الإنتخابي يجب أن يشكل فرصة حقيقية لإطلاق أدوار الدولة ولوقف إحتفالات التكاذب الوطني وبيع الماء بحارات السقايين، وبيع الأحلام للبنان المقيم والمغترب وتقسيم اللبنانيين تحت مزاعم الطوائف والمناطق، مثل هؤلاء ليس في تاريخهم سوى اللعب على وتر الحساسيات الطائفية والمذهبية التي طالما دمرت لبنان. وتوجه بري للمغتربين قائلا "إنكم لبنان الحقيقي مهما حاول بعض الصاغة التقليد والتزييف".

وأضاف "لا تخافوا من الإنتخابات بل خافوا عليها. صوتوا بلا تردد وبلا خوف. أنا أعلم الضغوط عليكم فالإستهداف هو المقاومة أولا وثانيا وثالثا وحتى النهاية".

وفي الشأن الإقليمي أشار الى "الإنتصارات التي حققتها مقاومة شعوبنا على الإرهاب في لبنان والعراق وسوريا"، متوقعا استكمالها في مصر وعلى مساحة المغرب العربي". وقال: "أولا وآخرا سوريا الواحدة الموحدة، إنها حلقة النصر وواسطة العقد وهي قلعة العروبة".

وعن القمة العربية قال: "لا نريد قرارات مطبوعة تؤخذ من قمة الى قمة كما درجت العادة كأنها عقد إيجار لا يقرأه لا المالك ولا المستأجر، بل نريد قمة عربية تبحث في بناء الثقة في العلاقات العربية مع الجوار المسلم وخصوصا بين السعودية وإيران".

جاء ذلك في الكلمة التي وجهها بري من دارته من المصيلح اليوم الى اللبنانيين المغتربين والمقيمين في اللقاء الإغترابي اللبناني السنوي الذي تنظمه "حركة أمل" في بلدان الإغتراب.

وفي ما يلي نص الكلمة: "ايها اللبنانيون المحرومون من ارضكم وفي ارضكم، يا من تنتشرون على مدار الشمس. السلام عليكم عوائل وافراد امهات واخوات واباء وسفراء وعلماء واخوة وبعد. في مقدمة هذا اللقاء لن احاكي لبنان المقيم فحسب، رغم أن لي على منابره الكثير من احاديث القلب الى القلب مع كل فئاته وجهاته، مع شيوخه ونسائه ورجاله وشبابه، وسيكون لي قريبا لقاء معه من خلال زهرة شطآنه في مدينة صور. اليوم سأحشد عاطفتي في المقدمة الى دنيا الانتشار، فأنا عندما اتخذت قراري بالوقوف في غرفة الاعتراف امامكم وانا لم اكن الا مسؤولا امامكم لا عنكم، فأنا في هذه اللحظة لا اتوزع بالمفرق على المغتربات او على منابر الجاليات، وانما اقف في هذه القاعة على منبر ادهم خنجر الذي وقف حياته للناس واستشهد في سبيل المقاومة ضد الإنتداب، لاتوجه اليكم بالجملة وبعضكم على صداقة شخصية معي، وقد جايلني واغلبكم من معارفي وبعضكم مثل اخواني وأخواتي".

وقال: "انتبهت الى ان مشاركتكم في الانتخابات التشريعية القادمة كفاتحة للمشاركة الدائمة لم تكن كثيفة، بل ترددتم في التسجيل لدى البعثات الدبلوماسية، ولكن ترددكم وعدم اهتمامكم كان رد فعل على الاقصاء التاريخي لفعل الاغتراب وتهميشه. في كل الحالات انتبهت واستدعي انتباهكم الآن الى ان وطنكم الام بكل جهاته وتوجيهاته إعتبر مما حصل وانتبه اليكم ليس كقوة مالية فحسب وكقرش ابيض في اليوم الاسود، بل كقوة بشرية انتخابية تحتاج اليها كل فئاته وتحالفاتها، وبات الوطن المقيم ينظر اليكم كصوت ابيض في الصندوق الاسود، وخصوصا انكم كنتم خلال كل المراحل الصعبة من حياة الوطن الملتصقين بذاكرة الارض والتراب وقلوب المقيمين".

وتابع: "لا احد من المسؤولين في السلطة يعرف الاغتراب ومعاناته ومتطلباته مثلي، فنحن وانتم كلنا على مساحة المعمورة، لا احد يعرف الغربة مثلنا، يعرف الحرمان من الوطن مثلنا، وكيف نكون مدججين بالشوق الى كل شيء في الوطن، بحره وبره، ناسه وشجره وطيره، مدنه وبلداته وقراه، دساكره وحاراته، شوقنا اليه ونحن في ذات عصر وذات صباح او ذات مساء والى المسافة التي تفصل اشواقنا عن كل ذرة تراب، والى الوقت كيف ينسج خيوطا من الريح حولنا وكيف نعيش على الشجن ونتعمد بالحزن. هم يعرفونكم كطائفيين لا كلبنانيين. هم يعرفونكم كتجار لا يعرفونكم ككادحين. الحقيقة حتى الآن لا يعرفونكم أنكم لبنان الحقيقي مهما حاول بعض الصاغة التقليد والتزييف".

وقال: "اتذكر خلال زيارتي الجميلة للبرازيل انني دخلت عالما لبنانيا بشريا متسعا، اكبر بأضعاف مضاعفة من المسجلين على لوائح قيود النفوس في لبنان، واكتشفت ان الجيل الثالث منهم يكاد يكون بلا ذاكرة لبنانية ولا يعرف شيئا عن الوطن الام تاريخ وجغرافيا هذا الوطن وقد انفكت عرى علاقته به، في حين ان نفس الاجيال من اصل لبناني تحتل واحدا على عشرة من هيكلة الدولة من رئاسة الجمهورية الآن الى رئاسة مجلس النواب انذاك وحكام الولايات الى نحو خمسة وخمسين من اعضاء المجلسين النيابي والتشريعي، عدا عن نواب الولايات، وهذا الامر سحب نفسه برلمانيا على تسعة عشر بلدا في قارات العالم أجمع. إنني اعرف ان اللبنانيين قوة برلمانية ضاغطة ومذهلة، وقوة عمل وانتاج اللبنانيين على مساحة العالم كبيرة جدا وان هناك شخصيات اغترابية توازي قوتها المالية حجم ديون لبنان. لذلك فإنني وانتم تعرفون كل لغات الارض وتقاليدها وقوانينها وتعلمتم الديموقراطية في ارجائها كنهج حياة، استدعي حضوركم القوي على مساحة القارة الحلم افريقيا، من ساحل العاج ونيجيريا والسنغال والكونغو وكوتونو الى آخر أفريقيا، اتوجه اليكم وعلى مساحة شمسها وشعوبها ودولها على مساحة انهر محبتنا لها وهي التي فتحت لنا قلبها ولاتزال ، القارة المسلوبة المسروقة المستلبة من دول الاستعمار التي كنتم معها ولاتزالون لكم في اقطارها واجهة الاعمال التي وفرت لكم الحياة الكريمة ولها المزيد من التنمية وزيادة التجارة. واتوجه للغاية نفسها الى خلف البحار في استراليا وكندا والولايات المتحدة خصوصا في دير بورن- ميشيغن، الى تلك البلاد خلف البحار التي استقبلت ابناءنا وصاروا فيها مرشحين وناخبين في مجالسها المركزية والمحلية والتربوية وقضاة ورجال اعمال وعمالا مهرة وساسة لأقول لكم لا تخافوا من الإنتخابات خافوا على الإنتخابات صوتوا بلا تردد وبلا خوف. أنا أعلم الضغوط التي عليكم والإستهداف هو للمقاومة أولا وثانيا وثالثا وحتى النهاية، ولكن صوتوا رغم كل ذلك، واتوجه الى اخوتي المغتربين في امريكا اللاتينية الذين شاركوا الاوطان المضيفة في صناعة استقلالها مستدعيا مشاركتكم في بناء وصنع مستقبل لبنان غدا".

أضاف: "اتوجه اليوم الى جميع الاهل الاعزاء الذين يحتشدون في اوروبا التي نتشاطأ مع الكثير من دولها على البحر المتوسط وتقيم مع شعوبها في جوار بعضنا البعض، نمتلك احاسيس مشتركة تجاه الامس واليوم والغد، اتوجه اليكم في اوروبا مجد الكلمة والنغم، القارة المتجدده التي وقعت في سحر هذا الشرق طيلة عهود، وكتبت منذ مطالع الالفية الثانية التاريخ الحديث للعالم ولم تسقط في وحل الدم بل أسقطت جدار برلين، جدار الفصل الذي كان يقطع المانيا بل اوروبا الى اثنتين، عسى ان يكون اسقاطه أمثولة لنا في الشرق غدا في اسقاط جدار الفصل العنصري الذي اقامته اسرائيل ويقطع أوصال فلسطين. اتوجه الآن الآن الى المانيا التي استقبلت مليون لاجئ من إخواننا السوريين بكل انسانية واخلاق وتعاملت وتتعامل مع حالتهم المؤقتة حتى استعادة سوريا لاستقرارها بكل نبل ولطافة، ولا تقيم السدود وترفع اسلاك الحدود في وجوههم. اتوجه الى المانيا التي فتحت منذ منتصف السبعينات ذراعيها امام عشرات الاف اللبنانيين ومنحتهم فرص العمل والتعلم، وقد كسبوا الفرصة وتخرجوا في كل وجوه المهن الحرة كاسماء كبيرة في عالم الطب والهندسة والقانون والعلوم، وكعمال اختصاص في كل المجالات وتعلموا على الديموقراطية وممارسة الانتخابات وشاركوا في حياة الدولة والمجتمع. اتوجه الى المانيا، الى برلين التي استحالت مختبرا لتعايش الاديان والاثنيات والاعراق واحترام الفرد وحقوقه، الى ذكرى وذاكرتنا التي تستلهم عميد الاغتراب هناك الحاج ابو ايمن (غازي)، الى جاليتنا التي نتشارك معها ملح ورغيف الموقف المتصل بأنبل استحقاق يتمثل بإجراء الانتخابات التشريعيه التي يفتح قانونها الجديد الباب لمشاركتكم في التصويت ولو اننا كنا نريده اشمل وأعم. انكم انتم المعنيون بأن تكونوا طليعة الصوت الانتخابي الذي سيقترع للامل والوفاء، للامل بلبنان الوطن والدولة والقانون، والوفاء للارض التي استهلكت محتليها، لجيشنا وشعبنا ومقاومته، لشهداء لبنان وجرحاه ولناسه الصامدين الرابطين والمرابطين في الارض والحدود".

واستطرد: "ايها الاعزاء في لبنان المقيم وعلى مساحة عالم لبنان المنتشر، اتوجه اليكم واستدعي فعالياتكم وهمتكم من اجل المشاركة في صناعة نظامنا البرلماني الديموقراطي، ونحن اذ نتشارك للمرة الاولى سويا في صناعة المستقبل، فإننا لا ننكر ان تمثيل الاغتراب ومشاركته سيكونان منقوصين هذه المرة، ولكنهما سيشكلان فاتحة لعلاقة ثابتة للبنان المغترب مع لبنان المقيم من خلال قانون الانتخابات الذي نأمل ان يكون اكثر شمولا وتمثيلا ذات يوم، وان ينتخب الاغتراب ممثليه الذين يتابعون شؤونه ويعرفون متطلباته اكثر من معالجة الاسباب الموجبة لهذه القضية او تلك، وان يتوجهوا مع كل لبنان المقيم للانتخاب- الاستفتاء عبر رفع نسبة المقترعين للمقاومة، لخطنا ونهجنا، للوائح الامل والوفاء واللوائح المشتركة لتحالفاتنا والتي تعبر عنها الى جانب لوائح الامل والوفاء للبنان، لوائح وحدة بيروت، معا للشمال، الغد الافضل، لكل الناس، الوفاء الوطني والمصالحة، وحتى يمكننا سويا الاحتفاظ بقوة الدفاع والردع التي تعبر عنها المقاومة الى جانب الجيش ومن خلفهما الشعب وحتى يمكننا سويا:

اولا: بناء مجتمع المقاومة للعدو الاسرائيلي الذي هدد ولايزال حدودنا الجنوبية البرية والبحرية وينتهك حرمة اجوائنا ولاطماعه بمياهنا وثرواتنا البحرية والبرية.

إننا في هذا اليوم نستذكر احدى مجازر العدو الكبرى ضد الانسانية والتي ارتكبت في مثل يوم غد السادس عشر من نيسان 1996 في قانا، عبر استهداف كرة النار الاسرائيلية للمدنيين والأطفال والشيوخ الذين احتموا في مقر لقوات اليونيفيل تحت علم الامم المتحدة فوقعت عليهم قذائف الغضب المنثارية الاسرائيلية.

ثانيا: مجتمعنا المقاوم للارهاب على حدودنا الشرقية والشمالية وعلى حدود مجتمعنا خصوصا بعد النصر الذي حققه لبنان في عملية فجر الجرود.

ثالثا: مجتمع المقاومة للطائفية والفئوية والتنكر لانجازات شعبنا التي تفتح الباب لصناعة النظام البرلماني الديموقراطي. المعركة الآن أيها الإخوة هي معركة بين الطائفية والديمقراطية.

رابعا: مجتمع المقاومة للفساد والرشوة ودعم استقلالية القضاء ورفع الغطاء السياسي والطائفي والمذهبي عن كل مرتكب او مسيء، وضمان حماية المال العام ونشر امن بيئي واجتماعي وزيادة الضمانات الاجتماعية والائتمانات.

خامسا: مجتمع المقاومة لاستمرار الاستدانة على المستقبل ولرهن مستقبل اولادنا وخدمة الدين العام.

سادسا: مجتمع المقاومة لحرمان اللبنانيين في وطنهم سيما في البقاع وعكار بإنشاء مجالس مخصصة وإدارات لشراء منتوجاتهم وتعميم الأمن والإنماء معا. كفى لإعتبار الأطراف ملحقات بالجبل الأشم ونسيان السهول التي أطعمت روما ذات يوم وكانت أهراءاتها ذات يوم واقول لأهلنا في البقاع وعكار لن يكون الآتي كمثل السابق بالتعاطي وخاصة في ما يتعلق بموضوع العفو".

وتابع: "انني ادعوكم، مقيمين ومغتربين، الى الاقتراع لمرشحي اللوائح التي تعبر عنها تحالفاتنا وانتخاب البرنامج الوطني الذي سبق لنا واعلناه بتاريخ التاسع عشر من شباط والذي تضمن التزام العمل لتحقيق اوسع تمثيل للاغتراب والمرأة والشباب، والعمل لخفض معدلات الفقر وتوليد الكثير من فرص العمل، ورفع التدخلات والوسطات والاتوات عن كل ما يتصل بالوظائف العامة، والعفو عن المطلوبين وفق شروط اشرنا اليها ووقف جرائم الثأر ورفع تهديد المخدرات لمستقبل ابنائنا، وزيادة المساحات الزراعية والمروية ودعم الاعمال والصناعات الحرفية، مؤكدين على التزامنا العمل لدعم جيشنا واجهزتنا الامنية بالعديد والعتاد واستمرار توجهنا العمل للوصول الى تنفيذ القرار 1701 وترسيم حدودنا البحرية وتحرير ثرواتنا على امتداد برنا وبحرنا، والعمل على الصعيد الاغترابي من اجل:

1- اطلاق فعاليات وزارة المغتربين حسب الاسباب الموجبة التي دعت الى انشائها وتفعيل عمل بقية الوزارات مع بلدان الاغتراب، بما يشعر المغتربين وكأن هناك حكومة اغتراب كاملة تعمل لاستعادتهم الى لبنان ولاعادة لبنانهم اليهم بدءا بتحويل المنتشرين الى مغتربين، الحمدلله لا يعرفون الفرق بين المنتشرين والمغتربين. وإزاء تمنع وزارة الداخلية البدء منذ الآن بارسال مراقبين لمساعدة السلك الدبلوماسي الموجود في الخارج والمشكور لما قام به وبالسماح لمديرية المغتربين بإرسال ملحقين اغترابيين للإشراف على إنتخاباتهم وعدم الإكتفاء بالمكاتب المفتوحة.

2- تعزيز النظام البرلماني الديموقراطي عبر توسيع قاعدة مشاركة الناخبين والمرشحين من بلاد الاغتراب.

3- استعادة الابناء والاحفاد للجنسية اللبنانية التي فقدوها خلال المراحل الماضية بسبب الاهمال او بسبب عدم قدرة وامكانية البعثات الدبلوماسية اللبنانية على الاحاطة بكل قضايا الاغتراب والاعداد الكبيرة لابناء العائلة اللبنانية المنتشرة.

4- اعادة تكليف قنصل اغترابي في البلدان التي تضم جاليات لبنانية للاهتمام بالشؤون الخاصة بالمغتربين وسجلاتهم وقيودهم وقضاياهم.

5- انشاء المدارس اللبنانية ودعمها واقامة العلاقة بين المناهج الدراسية فيها مع المناهج التعليمية اللبنانية وخصوصا اللغة العربية وانشاء تفاهمات وبروتوكولات تعاون بين الجامعة اللبنانية الوطنية والجامعات في بلدان الانتشار.

6- انشاء خطوط النقل الجوي لشركة الطيران الوطنية وتعزيزها بما يوسع ويفتح خط الاتصال بين لبنان وبلدان الانتشار.

7- انشاء الدولة للجنة قانونية من المحامين الدوليين لمتابعة القضايا المتصلة بما يتعرض له اللبنانيون وتحويلاتهم واعمالهم، الامر الذي ينعكس على الاقتصاد الوطني اللبناني وعلى العلاقات العائلية والبلدية وحتى على التسجيل الإنتخابي. الآن اذا أراد أي مغترب أن يرسل مبلغ 4 أو 5 أو 10 آلاف دولار لعائلته يخضع للتحقيق، وبعد أن كان لبنان يستفيد بمبلغ 7.8 مليار دولار كل عام أصبح المبلغ الآن أقل من ذلك بكثير.

8- دعم اعادة تنشيط الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وتفعيلها، وانشاء مجالس وطنية وفروع ومؤسسات رجال اعمال لها في كل انحاء العالم.

9- دعم حضور الاغتراب ليس في المجلس الاقتصادي الاجتماعي فحسب بل في المجلس الاعلى للتربية وكافة المجالس الوطنية.

10- الحصول على كشوفات بأسماء السيدات والسادة اللبنانيين الاختصاصيين في مختلف مناحي الحياة وذلك من اجل تحديد مساهماتهم في صياغة السياسات العامة وتدريب الموظفين في مجال الاختصاصات الوطنية".

وقال: "إننا اذ نتابع نشاطكم على مساحة العالم الذي غامرتم اليه، فإننا نطلب اليكم تأكيد فعاليتكم واشعار من تخلف عن المشاركة في هذه الانتخابات بالتقصير عن اداء واجب وطني أن يعوض بحضوره الى لبنان يوم الإنتخاب لممارسة هذا الحق. ان الاستحقاق الانتخابي يجب ان يشكل فرصة حقيقية لاطلاق ادوار الدولة ولوقف احتفالات التكاذب الوطني وبيع الماء في حارات السقايين على ما يقول المثل المصري، وبيع الاحلام للبنان المقيم والمغترب وتقسيم اللبنانيين تحت مزاعم الطوائف والمناطق، مثل هؤلاء ليس في تاريخهم سوى اللعب على وتر الحساسيات الطائفية والمذهبية التي طالما دمرت لبنان منذ العام 1860 مرورا بالعام 1958 وصولا الى العام 1975، ومع ذلك لا أحد يتعلم ولا أحد يحفظ الدرس. بصراحة اقول لكم ان لبنانكم يحتاج الى إيمانكم به بعد الله وطنا لكل ابنائه، يلتزم الخطة الوطنية لحقوق الانسان واتفاق الطائف والاصلاحات الاقتصادية والنصائح الدولية والهندسة المالية لمعالجة ازماتنا الاجتماعية، والخلاص من المديونية المالية الهائلة التي جعلت بلدنا منذ عهود سابقه يستدين على مستقبل ابنائنا المقيمين والمغتربين ويقع في خدمة الدين العام".

أضاف: "إنني في هذه الايام المباركة التي شهدت الصوم الكبير واعياد الفصح وميلاد امير البيان صاحب نهج البلاغة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ومن اجل ان تستمر مواسم الاعياد والافراح في ديارنا عامرة، ادعوكم الى مشاركتنا في كل لبنان، خصوصا الجنوب الواعد والبقاع الراعد والضاحية الشموس ولؤلؤة المتوسط بيروت والشمال وساحل ووسط وجرود جبيل وكسروان وجميع انحاء الجبل الاشم وتوأم الجنوب البقاع الغربي- ادعوكم الى التزام لوائح الامل والوفاء وتحالفاتنا. وأحذر من ان الوقائع الشرق اوسطية الراهنة قد وصلت الى الذروة وهي فشلت في تحقيق اهداف مخططها لتقسيم المقسم الآن سيما بعد الإعتداء الآثم فجر أمس وقبله ما سبقه اعتداء آخر من اسرائيل مستعملين الأجواء اللبنانية بقصف مطار تيفور حيث سقط عدد من الشهداء من الأخوة الإيرانيين الذين يحاربون الإرهاب والتقسيم في سوريا، وهو الامر الذي حققته مقاومة شعوبنا للفوضى والارهاب على حدود لبنان ومساحة العراق وسوريا، ونتوقع هذا العام استكمال اعلان الانتصارات على الارهاب في عموم مصر خصوصا جبهة سيناء وعلى مساحة المغرب العربي خصوصا ليبيا والجزائر، وأولا وآخرا سوريا الواحدة الموحدة، إنها حلقة النصر وواسطة العقد وهي قلعة العروبة. كما لا بد لي ان انوه بالانتصار على محاولات الفتنة التي لاتزال تحاول جر اذيالها في عالمنا العربي والاسلامي".

وجدد القول بأن "استمرار الدفع بسياق التسلح مع الجوار المسلم هو سرقة لثروات شعوبنا وخدمة لاحتكارات السلاح والتحشيد والتلويح بالمزيد من القوة، هو خدمة لاحتكارات النفط والتهويل بالحرب الاقليمية هو امر لن يرسي معادلات جديدة ومراهنة على نتائج لن تتحقق وهو ما اثبتته الوقائع المتصلة بايام جمعة الغضب منذ التوقيع المشؤوم قبل ثلاثة اشهر على نقل السفارة الاميركية الى القدس ودماء مئات الفلسطينيين من الشهداء والجرحى على خلفية يوم الارض التي اكدت على اصالة الشعب الفلسطيني وتمسكه بحق العودة. ونقول ان ما يجب ان يكون مؤكدا هو ان السلام والامن الدوليين في منطقة الشرق الاوسط لن يتحققا بالهرب الى الامام من استحقاق السلام العادل والشامل واخذ بيد المنطقة من الواقع الخطأ الى الخطيئة ومحاولة تغيير هوية الاعداء. ان هذه المنطقة ستبقى مصابة بلعنة فلسطين حتى ارساء الحل العادل والشامل وتنفيذ القرارات الدولية 242 و338 واستكمال تنفيذ القرارين 425 و1701 وبالتأكيد تحقيق اماني الشعب الفلسطيني".

كذلك جدد الدعوة "مرة أخرى وبالرغم من كل الظروف الحاصلة وبالرغم من كل ظروف التشنج، الى إعادة بناء الثقة وقمة عربية تنعقد اليوم وهي الآن على مشارف أن تصدر قراراتها الختامية، لا أريد قرارات مطبوعة تؤخذ من قمة الى قمة كما درجت العادة كأنها عقد إيجار لا يقرأه لا المالك ولا المستأجر. أقول أريد قمة عربية، هذه القمة العربية التي تنعقد الآن في الظهران عليها برأيي المتواضع أن تبحث في بناء الثقة في العلاقات العربية مع الجوار المسلم وخصوصا بين السعودية وإيران، نعم بين السعودية وإيران خصوصا أنني سمعت اليوم عن الحل السياسي في اليمن وعن شن حرب اقليمية ودولية موحدة ومنسقة ومشتركة ضد الارهاب وتجفيف موارده ومصادره، لان الحرب بالمفرق على الارهاب ستنتقل من مكان الى آخر والحرب المشتركة التي ندعو الى تعميمها هي الدواء الناجز لهذا الارهاب السرطان".

وختم بري: "موعدنا معكم في صناديق الاقتراع اعتبارا من السابع والعشرين من نيسان في الدول الشقيقة والتاسع والعشرين منه في الدول الصديقة، لتأكيد مشاركتكم في الانتخابات وانتخاب لبنان وطنا نهائيا على صورة الامام الصدر، واعادة بناء ثقة العالم بقيامة بلدنا ووحدته وخياراتنا، وانتخاب لوائحنا واختيار صوتكم التفضيلي من بين مرشحي لوائحنا. هذه الانتخابات تمثل فصلا تاريخيا في حياة لبنان حياة الدولة فيه، وهي تمثل لون الامل الابيض في علمكم وبداية نهاية حياة التوتر والقلق على الحاضر والمستقبل من الطروحات الطائفية. ان هذا الاستحقاق الانتخابي هو استفتاء على استمرارنا في بناء موقع وموقف انموذج للمقاومة والعيش المشترك وليس التعايش والتكاذب. ان هذه الانتخابات تأتي وقد تمكن لبنان شعبه وجيشه ومقاومته من هزيمة المحتل وتحرير اغلب ارضه، ونحن مع تمسكنا بهذه القاعدة الذهبية الثلاثية ما زلنا نراهن في الوقت نفسه على مؤسسات الامم المتحدة لنستكمل بسط سيادتنا حتى حدودنا الدولية البرية، وترسيم حدودنا البحرية وتحرير ثرواتنا الطبيعية المخزونة في عمق البحر والبر واعلموا أن لا تنازل عن كوب ماء واحد من بحرنا. ان هذه الانتخابات يجب ان تكون محطة لتأكيد رفع الوصاية والهيمنة عن وطننا وتهديدنا وابتزازنا واعتبار لبنان مجرد تابع سياسي. ان صوتكم هو سلاحكم الديموقراطي في الدفاع عن لبنان وحفظ سيادته الوطنية، فلا تصغوا لأصوات الطائفيين ولا تعطونهم أصواتكم، بذلك وحده نحفظ لبنان".

 

الراعي كرر ضرورة الغاء المادة 49 المتعلقة بتملك الاجانب ممثل وزير التربية: نواصل العمل لفرز موازنات المدارس

الأحد 15 نيسان 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي "كابيلا القيامة" عاونه فيه المطارنة حنا علوان، بولس عبد الساتر وعاد أبي كرم، أمين سر البطريرك الأب بول مطر، في حضور ممثل وزير التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، ممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور جورج قزي، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، عضو المؤسسة المارونية للانتشار سركيس سركيس، رئيسة حزب الخضر ندى زعرور، جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن، باتريك الفخري، المهندس جان ابو جودة، وفد من عائلة المرحومة ماغي الأشقر، حشد من الفاعليات السياسية والتربوية والدينية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "سار معهما يسوع وشرح الكتب فوفاه عند كسر الخبز"، قال فيها: "1. الرب يسوع القائم من الموت حاضر أبدًا في الكنيسة بكلامه وبسر جسده ودمه في القربان، تحت شكلي الخبز والخمر. وهو حاضر في حياة كل إنسان، ليقطع معه الطريق بلوغًا إلى معرفة الحق،وإلى الخلاص. هكذا جرى مع التلميذين اللذين كانا ذاهبين، بعد ظهر أحد القيامة، من أورشليم إلى عماوس، على بعد ثلاث ساعات سيرًا على الأقدام. ففيما كانا يسيران مكتئبين لما جرى ليسوع من آلام وحكم بالصلب، ومتحيرين من خبر قيامته، راح يسوع يسير معهما، ويشرح ما جاء في الكتب المقدسة بشأنه. ولكنهما لم يعرفا أنه يسوع إلا عندما دخل البيت معهما "وأخذ الخبز، وبارك، وكسر، وناولهما".

إنه سر الإفخارستيا المعروف "بكسر الخبز" في الكنيسة الناشئة (أع 2: 46). من حضوره الكامل فيه، ما زال هذا "المسافر الإلهي" يرافقنا في طريق تساؤلاتنا وهواجسنا وإحباطنا، كي يدخلنا بتفسيره الكتب المقدسة إلى فهم أسرار الله. ثم على ضوء النور الساطع من "الخبز الحي النازل من السماء" (يو 6: 51) نعرف حقيقة المسيح، كالتلميذين، ونختبر فرحه المالئ قلوبنا. فلا نستطيع الاحتفاظ بهذا الفرح، بل نسارع في نقله إلى غيرنا. فالإفخارستيا هي مصدر الرسالة وقوتها.

2. إنأيقونةتلميذي عماوس هيقداس يسوع الأول بعد قيامته، ففيه أقسامه الثلاثة- كما في قداسنا - : الكلمة والذبيحة والمناولة، وفيه ثمرته أي الرسالة. فالكلمة هي الرب يسوع الذي كلم التلميذين مفسرًا لهما الكتب المقدسة ؛ والذبيحةهي الرب نفسه الذي بارك الخبز وكسره؛ والمناولة هي قبول جسد الرب ودمه من يده. أما الرسالة فهي الشهادة لسر المسيح، ونقل فرح قيامته إلى الرسل الأحد عشر. فلتبق هذه الأيقونة حاضرة في مخيلتنا في كل مر نشارك في ليتورجيا الأحد.

3. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذا القداس الإلهي الذي هو، الآن وهنا، قداس الرب يسوع إياه الذي أقامه منذ ألفي سنة، وأسسه مع سر الكهنوت من أجل استمرارية ذبيحة الفداء ووليمة جسده ودمه، على يد كهنة العهد الجديد. ففي قداس الأحد، كما وفي أي يوم آخر، المسيح نفسه يسير مع جماعة المؤمنين، ومع كل مؤمن ومؤمنة، يصغي إلينا ويخاطب قلوبنا بكلام الحياة؛ يقدم ذبيحة ذاته فدىً عن خطايانا؛ يهبنا جسده ودمه طعامًا روحيًا للحياة الجديدة؛ ثميرسلنا لنشهد بالأفعال والمبادرات والمواقف لمحبته،ولننقل فرحه إلى القلوب.

4. يطيب لي أن أرحب بكم جميعًا، وأحيي بنوع خاص جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن، والهيئات التعليمية في المدارس الرسمية، ولجان الأهل، وكل الشخصيات والهيئات الرسمية الحاضرة، وفي مقدمتهمممثل معالي وزير التربية والتعليم العالي. وإننا نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نية هذه الجمعية والمدارس الرسمية، سائلين الله أن يبارك الأُسر التربوية فيها، ونصلي من أجل ازدهار هذه المدارس ونموها.

ونحيي بيننا عائلة المرحومة ماغي الأشقر أرملة فيلسوف لبنان الشهيد كمال يوسف الحاج وقد ودعناها مع أولادها وشقيقتها وأولاد المرحومين أشقائها منذ أسبوعين. نصلي لراحة نفسها وعزاء اسرتها. ونحيي شقيقة المرحومة الأخت لويز-ماري مقدسي، من جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، وقد ودعناها معها ومع الراهبات والأنسباء منذ شهرين ونصف. نصلي لراحة نفسها وعزاء شقيقتها واخواتها الراهبات.

5. في هذا اللقاء مع جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن، أود أن أثني على ما تقوم به من نشاط من أجل تعزيز المدرسة الرسمية. إن الكنيسة معنية للغاية بهذا النشاط. فالتعليم الرسمي يوفر التعليم للجميع، ويجعله إلزاميًا ومجانيًا في آنٍ معًا. لكنالكنيسة تتألم لما تراه من تعثر في المدرسة الرسمية، ومن هدر للطاقات البشرية والمالية فيها. فتطالب الدولة والمجتمعبدعمها وتأمين التعليم النوعي فيها، وجعلها في منافسة شريفة مع المدرسة الخاصة. وهذا يضمن للوالدين حرية اختيار المدرسة لأولادهم. هذا ما طالب بهالمجمع البطريركي الماروني (2002 - 2006) في نصه السادس عشر حول "التعليم العام والتقني" .

مشكورة جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية على التعاون مع مدراء المدارس، للوقوف على حاجاتها لجهة التعليم والتربية، والأبنية والتجهيزات والتوزيع الجغرافي وتطبيق المناهج التعليمية والتربوية الجديدة ، وعلى المساعدة المالية والمعنوية التي تقدمها.

6. إنا في المناسبة نعود لنؤكد أن المدرسة الخاصة، مثل الرسمية، ذات منفعة عامة. ما يستوجب على الدولة تقديمالمساعدة المالية للتخفيف، لا عن المدرسة، بل عن أهالي الطلاب الذين يصرفون الغالي من مالهم ومقتنياتهم في سبيل تعليم أولادهم. غير أنه من حقهم، كمواطنين يؤدون للدولة ما يتوجب عليهم من ضرائب ورسوم، الحصول على مساعدة مالية منها أسوة بأهالي تلامذة المدرسة الرسمية. وهكذا تتأمن لهم حقًا حرية اختيار المدرسة لأولادهم. إذا لم تتحمل الدولة جزءًا من الأعباء المالية التي فرضتها على المدارس الخاصة بالقانون 46 الصادر عن مجلس النواب في 17 آب 2017، فإنها ترهق أهل التلامذة بزيادات على الأقساط مرتفعة، وهم غير قادرين عليها. الأمر الذي سيؤدي حتما إلى إقفال العديد من المدارس الخاصة، وإلى تشتيت التلامذة وحرمان أهلهم من مدرستهم، ورمي مئات من المعلمين والموظفين في حالة البطالة. وهذا ما نبهنا إليه أكثر من مرة وننبه. إن ضحية قانون 46 هم أهالي التلامذة لا المدرسة. وقد بدأ عدد من المدارس الكاثوليكية يعلمنا خطيا بإقفال أبوابها في السنة المدرسية المقبلة.

ومعلوم أن جميع الدول تدعم ماليًا أهالي التلامذة للتخفيف من أقساط المدارس الخاصة. ففرنسا مثلا تتولى دفع رواتب المعلمين، وألمانيا تدفع للمدرسة الخاصة كلفة التلميذ في المدرسة الرسمية، فتطرحه من قسطها. هذه المساعدة ليست منة من الدولة بل واجب عليها، ينبغي أن يدخل في موازنتها السنوية.

7. عندما عرف التلميذان يسوع عند كسر الخبز قاما على الفور ورجعا ليلاً وبمسيرة ثلاث ساعات إلى أورشليم لكي ينقلا خبر القيامة والفرح. هذا يعني أن سر القربان لا يؤمن القوة الداخلية وحسب، بل أيضًا القوة الجسدية والعزم. إنها قوة كينونية تنبعث من الرب يسوع الحاضر في القربان إلى المؤمن والمؤمنة، وتنتشر في المجتمع والحياة العامة، وتصبح ثقافة حياة. وهي ثقافة فرح العطاء من دون حساب، وثقافة زرع الفرح في القلوب، وانتزاع الغم والقلق والإحباط منها.

كثيرة هي هموم اللبنانيين وحاجاتهم، ويعبرون عنها في تظاهرات وإضرابات ونداءات، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد العمالي العام الذي احييه بيننا. إننا معهم نناشد المسؤولين السياسيين تحمل مسؤوليتهم التاريخية قبل الإنهيار الإجتماعي الكامل. فلا يمكن أن تستمر الهوة السحيقة بينهم وبين الشعب. وفيما يثني اللبنانيون على وضع موازنة 2018 التي ضبطت الانفاق المتفلت، مع إصلاحات لازمة ومطلوبة، من أجل انتظام مالية الدولة، فإنهم يبقون متخوفين من نتائج المادة التاسعة والأربعين التي أدرجت في الموازنة بشأن منح إقامة في لبنان لكل عربي وأجنبي يشتري شقة، وضمن شروط، ويستفيد من هذه الإقامة هو وزوجته وأولاده القاصرون، مع ما يستتبع هذه الإقامة من حقوق، والكل على حساب الشعب اللبناني. فينبغي إلغاء هذه المادة وتعديل قانون تملك الأجانب وتعليق العمل به، لأن عدد هؤلاء بات يفوق حاليا نصف شعب لبنان، والأوضاع الراهنة لا تسمح بمنح أية إقامة أو تمليك أو تجنيس أو توطين.

8. بعد أسبوعين، يتقدم اللبنانيون من صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في المجلس النيابي وبالتالي في الحكومة والإدارات العامة. فليتذكروا ما تنص عليه مقدمة الدستور أن "الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية" (د). لذا ندعو الجميع إلى ممارسة حقهم الدستوري، ويدلوا بصوتهم الحر، والمحرر من كل خوف أو ترهيب أو إكراه أو وعيد أو إغراء، ويختاروا أمام الله والضمير من هو الأصلح لخير الوطن والشعب، ومن هو المميز بتجرده وثقافته وأخلاقيته، استنادا إلى خبرتهم معه واختبارهم له، لا إلى مجرد وعوده الكلامية الإنتخابية. فلبنان يمر في حالة غير عادية، ولذلك يستدعي رجالات دولة غير عاديين.

9. في الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان وبلدان المنطقة، مع ما نسمع من تهديدات بحروب، في كل هذه الظلمات لا يسعنا إلا أن نقول للمسيح فادي الإنسان ومخلص العالم، نور القلوب والضمائر: "أمكث معنا، فقد خيم الظلام" (لو 24: 29)، لكي ننعم بفرح وجوده، ونجدد قوانا الجسدية والروحية والمعنوية، ونواصل رسالتنا في نشر ملكوت المحبة والعدالة والأخوة والسلام، وفي زرع الفرح في القلوب، لمجد الثالوث القدوس، الإله الواحد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

وفي نهاية القداس قدمت جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية درعا تذكارية لكل من الراعي ووزير التربية، ثم وزعت شهادات تقدير للمدارس والثانويات الرسمية في المتن.

ممثل وزير التربية

ثم القى ممثل وزير التربية كلمة قال فيها: "لقاؤنا اليوم غني بالمعاني والدلالات ومثقل بالرموز والتطلعات، ويحمل رسائل عديدة في كل اتجاه، فان إقامته في الصرح البطريركي في بكركي دليل على ان الملف التربوي بكل أبعاده هو قضية وطنية ومحورية لدى صاحب الغبطة، وان التربية هي قضية أساسية في تكوين الاجتماع اللبناني المتنوع، وإعداد المواطن اللبناني الذي يحترم الآخر ويبني معه وطنا حرا سيدا ومستقبلا. ويسعدني ان أكون الى جانبكم اليوم ممثلا معالي وزير التربية والتعليم العالي الاستاذ مروان حمادة الذي كلفني ان أنقل إليكم تحياته القلبية ومحبته وتقديره لمواقفكم التربوية والوطنية. ان وجود جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن وتأسيسها بمباركة من الصرح وسيده، وتكريم اداراتها وأساتذتها ولجان الأهل فيها، يحمل دلالة ورسالة بان البطريركية المارونية معنية بالمدرسة الرسمية كما هي معنية بالمدرسة الخاصة، وانها تندرج كلها ضمن تكريس مكانة اولى لقضية التعليم والتربية".

وتابع: "انها ايها الأحباء قضية بناء الانسان اللبناني الذي أثبتت محطات تاريخ لبنان، انه الثروة الوحيدة التي نعول عليها من أجل الاستمرار والبناء والاستقرار والإشعاع والإبداع. وقد سجلت جمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن نجاحات ونشاطات عملية وميدانية أثبتت من خلالها احتضان المجتمع للمدرسة الرسمية، كما أظهرت إرادة المسؤولين من بلديات وأفراد ومجتمع مدني وروحي بان هذه المدرسة تشكل خيارا صحيحا الى جانب المدرسة الخاصة يمكنها ان تتولى إعداد الموارد البشرية بحسب المعايير المطلوبة لجهة النوعية والجودة والمستوى، بدعم من القوى الفاعلة في المجتمع ومساندتها".

اضاف: "ان دور لجان الأهل في المدارس الرسمية هو دور محوري وأساسي في مواكبة ادارة المدرسة وقيامها بمهامها واقتراح تطويرها وتحسينها ورفع مستواها وتحسين أدائها ونوعية التعليم فيها. واذا كان ملف النازحين قد أثقل على ادارة الوزارة وعلى المدارس الرسمية واداراتها ومعلميها وتلامذتها، فانه يشكل ثقلا كبيرا على الدولة اللبنانية بكل وزاراتها ومؤسساتها وعلى الشعب اللبناني وعلى سوق العمل.

من هنا فانه الى جانب اعتزازنا بما نقدمه من خدمة التعليم الجيد للنازحين بدعم دولي، فاننا نتطلع الى دور أكبر للمجتمع الدولي لكي يعمل على إعادة النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا والتي لا تشهد نزاعات وحروبا. لقد تشاركنا الرأي يا صاحب الغبطة في موضوع المدارس الخاصة وحجم الأقساط المدرسية نظرا لمقتضيات السلسلة ومعاودة لجنة الطوارىء التربوية الاجتماع والنقاش في اقتراحنا الرأي الى جدولة الحقوق بهدف الحفاظ على قدرة المؤسسات على الاستمرار وعدم تثقيل كواهل الأهل بمبالغ إضافية فورية على الأقساط المدرسية والحفاظ على أفراد الهيئة التعليمية في أعمالهم. انني أقدر جهودكم يا صاحب الغبطة في صون الوحدة اللبنانية الشاملة خصوصا واننا في خضم فترة الانتخابات النيابية في ظل قانون جديد وآمل من المجلس النيابي الجديد ومن الحكومة العتيدة في ان تحذو حذوكم وان تضع قضية التربية في مقدمة القضايا الوطنية لكي يتمكن لبنان الجديد الذي يحضر نفسه للاحتفال بالمئوية الاولى لتأسيسه، من الاخلاص لرسالته وتجسيد أحلام البطريرك الحويك الذي طالب بتحقيق لبنان الكبير الذي يتسع للجميع من أبنائه من دون استثناء. مبروك لجمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن هذه الجدية في النشاط والإنجاز وانني أهنىء المديرين والأساتذة وجميع العاملين في هذه المدارس على جهودهم ونجاحاتهم وأتمنى ان تنقل عدوى تأسيس جمعيات داعمة للمدارس الرسمية الى كل مكان من لبنان لكي تتالق مدارسنا ونقدم ارقى أنواع التعليم بكل ثقة وجدارة".

وختم: "اننا نواصل العمل مع المؤسسات التربوية الخاصة ومع المعلمين والأهل لفرز موازنات المدارس وحصر المشكلة حيث هي فعلا وتقسيم المدارس الى مجموعات بحسب أوضاع كل مدرسة لكي تصبح الصورة أكثر وضوحا من أجل مقاربات جدية وجديدة للحلول.

شكرا لكم يا صاحب الغبطة على رعايتكم ومحبتكم وشكرا لجمعية أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن والتهنئة للمديرين والاساتذة ولجان الأهل على هذا التناغم والتكاتف من أجل المصلحة العامة ورفع مستوى المدرسة الرسمية وأدائها التربوي والوطني".

يشوعي

وألقت السيدة راغدة يشوعي كلمة ترحيب باسم المدارس الرسمية في المتن، ثم عرضت لبعض الإنجازات التي حققتها الجمعية خلال ثلاث سنوات من إجراء مسح ميداني شامل لكل المدارس الرسمية، إضافة الى حملة الترميم للبنى التحتية وتنظيم لقاءات جمعت مديري مدارس الساحل ومجالس الأهل الذي من شأنه التنسيق على مختلف الأصعدة، وإقامة دورات تدريبية ل175 استاذا مع المدراس بالتنسيق مع جامعة القديس يوسف حول مخاطر سوء استعمال التواصل الإجتماعي، وتكريم ل20 تلميذا من الأوائل الفائزين في الإمتحانات الرسمية.

كما، قدمت بعض الإقتراحات التي من شأنها إعلاء المدارس الرسمية كشراء الأبنية التي تشغلها هذه المدارس بدلا من دفع الإيجار، الإسراع في تجهيز ثانوية انطلياس الرسمية الذي انتهى إنشاؤها منذ أكثر من سنتين، المباشرة ببناء ثانوية جديدة في مزرعة يشوع حيث ان الإعتمادات اللازمة متوفرة للبناء منذ سنتين من قبل الUN، التركيز على التعيين وفق الإختصاص والجدارة، التشديد على اللغتين الفرنسية والإنكليزية تماشيا مع الإنفتاح العالمي والتطور العلمي أسوة بالمدارس الخاصة، ضرورة الإهتمام بالفنون الرياضية على أنواعها عبر تأهيل هذه المدارس بالأمكنة الخاصة والسماح بإنشاء لجان الأهل في المدارس المهنية الرسمية أسوة بباقي المدارس والثانويات الرسمية.

وقالت: "في المقابل نحن كجمعية مختصة بالشأن التربوي الرسمي في المتن: "1- سنسعى الى التركيز على تعاون جمعيتنا مع مجالس الأهل في المدارس والثانويات الرسمية في سبيل تنفيذ كل حاجات المدارس الإنشائية والرياضية والفنية.

2- سنطلق حملة توعية على أهمية البيئة في المدرسة ومحيطها.

3- تعزيزا للشراكة التربوية، ستسعى جمعيتنا الى دعم لجان الأهل من أجل إنشاء هيئات تنسيق مناطقية وفق ما ينص عليه نظام مجالس الأهل في المادة 33 منه. وأخيرا نوجه الشكر باسم الجمعية وباسم لجان الأهل لكل المرجعيات الروحية التي تأخذ على عاتقها تأمين التعليم الديني لأولادنا في المدارس الرسمية".

وختمت: "بعد عرض الإنجازات والإقتراحات نعدكم اليوم بأننا مستمرون في المتابعة والتنفيذ والتواصل مع جميع المعنيين بالمدرسة الرسمية الى أرقى المستويات لمتابعة النهوض ولتستمر دوما صرحا وطنيا يرسخ الروح الوطنية والإنسانية. عشتم،عاشت المدرسة الرسمية لتصبح الخيار الأول في كل لبنان".

استقبالات

واستقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الآلهية، كما التقى رئيس أساقفة نيويورك الكاردينال تيموتي دولين وعرض معه للعلاقة بين كنيسة نيويورك والكنيسة المارونية، وبخاصة القضايا الاجتماعية ومساعدة النازحين واللاجئين إضافة الى سبل التعاون ولا سيما في المجال التربوي.

 

نص خطاب السيد نصرالله لليوم

نصرالله: نلتقي جميعا يوم 6 أيار لنعبر في صناديق الاقتراع عن قناعاتنا وخياراتنا السياسية

الأحد 15 نيسان 2018

وطنية - أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عصر اليوم عبر الشاشة، متحدثا في مهرجان انتخابي أقامه الحزب في بلدة مشغرة في البقاع الغربي، دعما للائحة "الغد الأفضل" في راشيا والبقاع الغربي، وحضره حشد من المناصرين ومرشحي اللوائح المؤيدة، وممثلو أحزاب: "الاتحاد"، "التيار الوطني الحر"، "السوري القومي الاجتماعي" وحركة "النضال اللبناني العربي".

بداية، آيات من القرآن الكريم، فالنشيد الوطني، ثم نشيد "حزب الله" عزفته الفرقة الكشفية للامام المهدي، ثم أناشيد من وحي المناسبة.

نصر الله

ثم أطل نصر الله ملقيا كلمة هنأ في مستهلها الحضور ب"مناسبتين دينيتين عزيزتين، ذكرى المبعث النبوي الشريف وذكرى الإسراء والمعراج".

وقال: "في مهرجاننا واحتفالنا الانتخابي هذا، أود أن أتكلم أولا في الشأن الانتخابي في ما يتعلق بمنطقة أو دائرة البقاع الغربي - راشيا، وكلمة أخرى في التعليق والتوقف قليلا عند الأحداث، التي حصلت في منطقتنا فجر يوم السبت، من عدوان ثلاثي على سوريا، وفهم هذا العدوان وتداعياته".

أضاف: "أولا: الهدف من هذا الاحتفال هو التعبير عن تأيدينا السياسي والمعنوي والشعبي للائحة الغد الأفضل في دائرة البقاع الغربي - راشيا، رئيسا وأعضاء، التي تتكون من قوى سياسية وشخصيات سياسية محترمة وعزيزة وصديقة ومنسجمة. في الشأن الانتخابي، إسمحوا لي أن أبدا من الخاص لأتكلم أولا مع حزب الله، ومن ثم إلى العام أي الدائرة الانتخابية.

عادة أي حزب أو تيار أو جماعة أو جهة أو حركة في الموسم الانتخابي، تقيم مهرجانا انتخابيا للائحة من مرشحيها أو للائحة فيها أحد من مرشحيها المباشرين، يعني الذين ينتمون إلى حزبها، إلى تنظيمها، إلى تشكيلها. اليوم الذي نفعله أمر غير متعارف عليه في لبنان، أن حزب الله يقيم مهرجانا انتخابيا دعما للائحة الغد الأفضل، التي لا يوجد له فيها بحسب الظاهر، أي مرشح من حزبه، تشكيله، تنظيمه، ويأتي كل هؤلاء الناس والجمهور ليعبر عن تأييده ومساندته وحضوره. نحن نقيم هذا المهرجان الانتخابي الداعم للائحة الغد الافضل والتي يوجد فيها بروحها وقلبها وفي كل فرد من أفرادها الأمل والوفاء.

نقيم هذا المهرجان أولا، للتعبير عن وفائنا لأصدقائنا وإخواننا وحلفائنا، للتعبير عن محبتنا لهم، وللتعبير عن تأييدنا لهم، وللقول لهم إنه يهمنا إنجاحهم فردا فردا، وإننا نؤمن بأن وصولهم إلى المجلس النيابي يشكل مصلحة وطنية تتعدى الأحزاب والتنظيمات والطوائف والمذاهب والجغرافية المناطقية وإن نجاحهم بتأييدكم جميعا فيه قوة لكل المؤمنين بالمقاومة والداعمين لها والمتمسكين بالمعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، لحماية لبنان.

ثانيا: لأننا نعتبر أنفسنا ممثيلن في اللائحة حتى على المستوى الخاص والمباشر، لأننا عندما اتفقنا في قيادتي حركة أمل وحزب الله مع الأخ دولة الرئيس الأخ نبيه بري، اتفقنا على كل الدوائر وفي الدوائر، التي يكون المرشح المتفق عليه من حركة أمل، كما هو الحال في دائرة البقاع الغربي راشيا، كما هو الحال في دائرة الزهراني فإن مرشح حركة أمل هو في الحقيقة مرشح حركة أمل وحزب الله، وفي الدوائر التي يكون المرشح فيها من حزب الله كما في دائرتي زحلة وجبيل، فإن المرشح هو لحزب الله وحركة أمل، وقواعد حزب الله وحركة أمل معنية بأن تتعاطى وتتعامل مع هؤلاء المرشحين على هذا الأساس، وعلى هذه القاعدة، ولذلك ليس من الجديد في هذا الاحتفال، الذي يعني لائحة الغد الأفضل أن أقول إن حزب الله أيضا مسمى، وممثل في هذه اللائحة عبر الأخ العزيز الحاج أبو جعفر نصر الله هو يمثل حركة أمل ويمثل حزب الله على حد سواء".

وتابع: "أيضا في الخاص أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لجميع إخواني وأخواتي في حزب الله في البقاع الغربي وراشيا، سواء في التنظيم أو في الجمهور، وأعبر لهم عن امتناني الشخصي وعن امتنان قيادة حزب الله الكبير لموقفهم المسؤول دائما، لإخلاصهم، لصدقهم، لتحملهم المميز للمسؤولية في كل المسائل وكل القضايا وكل الملفات وخصوصا في ملف الانتخابات. وهذه ليست المرة الأولى، في الانتخابات الماضية أيضا كذلك بشكل طبيعي كل جماعة، كل حزب، كل تنظيم، كل حركة يطمح في دائرة انتخابية معينة أن يكون المرشح، الذي يمثله في دائرته من أبناء تنظيمه، من جماعته الخاصة، المباشرة، وهذا الأمر طبيعي وعندما لا يكون المرشح من أبناء التنظيم المباشر، وإنما يكون أخ في تنظيم آخر، وهو واحد معنا في الروح والروح الساكنة في جسدين أو صديق أو حليف، بطبيعة الحال قد تواجه قاعدة هذا الحزب شيئا من البرودة أو من الهمة الضعيفة، أما نحن فنشهد كما في الانتخابات السابقة، نشهد لإخواننا وأخواتنا في البقاع الغربي، أنهم لم يتصرفو يوما بخلفية حزبية ولا بعصبية حزبية، وإنما كانوا دائما ينطلقون من روح المقاومة وثقافة المقاومة ومسؤولية المقاومة، والمسؤولية الوطنية التي قدموا خلالها أعز وأغلى أحبائهم شهداء".

وأردف: "أنا أعرف كما في السباق، في الانتخابات السابقة، أعرف اليوم، ماكينة حزب الله الانتخابية في البقاع الغربي - راشيا وهمتكم العالية وحماستكم وإخلاصكم، وأنا أود في المقابل أيضا، أن أؤكد لكم أنه إن شاء الله بعد الفوز في هذه الانتخابات وهذا وعد مني شخصيا، ووعد من أبو جعفر أنكم ستجدون أن الأخ أبو جعفر سيمثلكم خير تمثيل كما يمثل إخوانكم وأخواتكم في حركة أمل، وستجدونه أفضل تمثيل لخياركم ولمنطقتكم ولمطالبكم ولأهدافكم إن شاء الله. وهذا هو أملنا أيضا، في وفاء كل هذه اللائحة، رئيسا وأعضاء الذين نعرفهم عن قرب ونعلق عليهم الكثير من الآمال التي تعلقونها أنتم عليهم".

وختم هذا المحور بالقول: "هذا في الخاص الذي يرتبط بحزب الله مباشرة ولذلك إن شاء الله، ما نتوقعه من ماكينة حزب الله الانتخابية ومن كل الإخوة والأخوات في حزب الله تنظيما وجمهورا، نتوقعه منكم الحضور الأقوى والأكبر والأهم في السادس من أيار عند صناديق الانتخاب والاقتراع، وهذا أملنا الكبير بكم دائما".

وقال: "أنتقل إلى العام، أولا: في العام أهل البقاع الغربي وراشيا هم جزء أساسي من المقاومة ومن معركة المقاومة دفاعا عن منطقتهم المباشرة، وسأتكلم بها لاحقا، ودفاعا عن وطنهم، ودفاعا عن قضيتهم المقدسة. كانوا جزءا أساسيا في المقاومة وما زالوا وسيبقون إن شاء الله. دليل هذا الالتزام الصادق والوفي والمتين في المقاومة هو شهداء أهل البقاع الغربي، جرحاهم وعوائل شهدائهم ، معتقليهم الذين دخلوا الى السجون، عملياتهم التي كانت تملأ وتجتاح كل مواقع الاحتلال والعملاء المحيطة بكم والتي يمكن أن تشاهدوها.

أنتم قدمتم عددا كبيرا من الشهداء، الرجال والنساء، والصغار والكبار، سواء في عمليات المقاومة الهجومية أو الدفاعية، أو في تحمل العدوان الإسرائيلي والقصف الإسرائيلي اليومي، المدفعي والجوي، أو في تحمل المجازر كما حصل في عدد من الحروب التي حصلت. والملفت في شهداء البقاع الغربي أنه إذا قلنا في التسميات التنظيمية، نقول قطاع، الإخوان في حركة أمل يقولون منطقة، أما نحن فنقول قطاع البقاع الغربي، أما في التسمية العسكرية فنقول محور البقاع الغربي. الملفت أنه إما لا يوجد أو قليلا ما نجد قطاعا أو محورا قدم من الشهداء القادة، الذين تحملوا المسؤوليات المتنوعة والعديدة، وقاتلوا لسنوات في صفوف هذه المقاومة ثم قضوا شهداء. في شخصية هؤلاء القادة الشهداء وفي عددهم أيضا، يعني لو أخذنا أي قطاع وقسمناه إلى قطاع، قطاعا، قطاعا، إلى محور، محورا، محورا، وأسمينا الشهداء القادة من هذا القطاع أو من هذا القطاع أو من هذا القطاع، سوف نجد هنا ميزة في البقاع الغربي، بعدد الشهداء القادة الذين تقدموا الخطوط الأمامية وكانوا في الخطوط الأمامية واستشهدوا في الخطوط الأمامية، وهذه ميزة ثانية، يعني أن قادة لم يستشهدوا وهم قاعدون في غرف العمليات، بل قادة استشهدوا في الخط الأمامي، في المواقع الأمامية وفي المواجهات المباشرة في الأعم الأغلب.

الشهداء القادة: الحاج أبو حسن محمد بجيجي، الشهيد القائد رضا الشاعر، الشهيد القائد نصار نصار، الشهيد القائد حسين مرعي، الشهيد القائد أبو علي أحمد شهلا، الشهيد القائد السيد حسن هاشم والشهيد القائد سمير ملحم، وكان آخر الشهداء الذي لم يترك ساحة يجب أن يكون موجودا فيها إلا وتواجد، وختم شهادته في نصرته للشعب العراقي المظلوم في مواجهة عدوان داعش المتوحشة في العراق الحاج الأخ إبراهيم الحاج المعروف بالحاج سلمان. هذا العدد من القادة الشهداء، وأعتذر إذا نسيت أحدا، يمكن أن أكون نسيت أحدا أعتذر من عائلته، كل الشهداء في البقاع الغربي كانوا في الحقيقة عنوانا لهذه المعركة، ولرجالكم وأبطالكم وشهدائكم، كل شهدائكم وجرحاكم ومجاهديكم أيام لا تنسى وتضحيات جسام، تشهد عليها جميع المواقع من تومات نيحا إلى أبو راشد والجبور إلى جوسي إلى الأحمدية وبئر الضهر والديدبة والشهبا و...و...وصولا إلى المواجهة البطولية الاستشهادية، التي خاضها مجاهدوكم في بلدة ميدون وما زال رجال هذه المنطقة في المقاومة موجودين في كل مكان يجب أن نكون موجودين فيه، ولذلك قدموا الشهداء خلال كل هذه السنوات الأخيرة في بلداتها وفي مدنها وفي قراها.

إنطلاقا من هذه الموقعية المميزة للبقاع الغربي وراشيا، في تاريخ المقاومة وحاضرها، نقول إن الموقف الطبيعي هو مع هذه اللائحة في الانتخابات، ونرجع إلى الانتخابات، استنادا إلى كل ما ذكرته في يوم الأحد الماضي في مهرجان النبطية، حتى لا أعيد الآن، أنا أفترض أن الإخوة والأخوات نسبيا تابعوا هذا الخطاب أو عرفوا خلاصته، حتى لا أعيد أؤكد لكم أن الحضور القوي في المجلس النيابي، وأن الحضور القوي في الحكومة، وأن الحضور القوي في مؤسسات الدولة، هو ضمانة حقيقية للمقاومة وللمعادلة الذهبية، وللحفاظ على هذه المعادلة. المقاومة كما هي بحاجة إلى قدراتها التسليحية المباشرة، كما هي بحاجة إلى بيئتها الشعبية الحاضنة، هي بحاجة دائما إلى الظهر الآمن، إلى من يحمي ظهرها، إلى من يمنع من يتواطأ عليها أو يطعن ظهرها بالسيوف والخناجر، ومن هنا يأتي موضوع وموقف المقاومة في هذه الانتخابات وفي هذه الدائرة بالتحديد.

ثانيا: بالتعاون والتضامن بين رئيس وأعضاء هذه اللائحة، وبالتحديد بين حركة أمل وحزب الله، سيكون كل الفائزين في خدمة أهل هذه المنطقة، على المستوى الخدماتي وعلى المستوى الإنمائي وعلى مستوى رفع الصوت والتمثيل ونقل المطالب ومتابعة الاحتياجات، هناك إنجازات حصلت في الفترة الماضية، الأخوة المرشحون تحدثوا عنها في مناسبات عديدة، وهم أيضا مطلعون على حاجات هذه المنطقة وعلى أولوياتها، ولذلك، أنا لا أعود إلى تكرار هذه المسائل كما أفعل في بقية المهرجانات. هناك حاجات على المستوى الوطني، النواب الفائزون من هذه الدائرة سيكونون جزءا من حملة الهم الوطني. عندما نتكلم عن الهم الوطني، يعني بالموضوع الاقتصادي لأن هذا لا يتفكك إلى دوائر ومناطق، وبالموضوع المعيشي وبموضوع البنية التحتية، التي توصل البلد ببعضه بعضا، وبموضوع البطالة وبموضوع الفقر، هذه ملفات وطنية، تنحل وتتجزأ وتنعكس في الدوائر والمناطق الجغرافية، وهناك حاجات على مستوى كل منطقة ترتبط بخصوصياتها.

السادة المرشحون إن شاء الله بعد فوزهم سيحملون الهم الوطني ويحملون هم هذه المنطقة، لكن بالتحديد أنا أختار عادة قضية معينة، بالتحديد أعتقد أن موضوع الليطاني، نهر الليطاني ومشروع الليطاني وبحيرة القرعون ونظافة هذا النهر ونقائه وصفائه، والحفاظ على هذه الثروة المائية التي هي من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى علينا، والتي يتطلع إليها العدو من خلف الحدود ومن خلف الحواجز، ثم تهدر من بين أيدينا، هذه يجب أن تكون أولوية مطلقة. البقاع الغربي وراشيا وكل منطقة هي مستفيدة بالدرجة الأولى من خيرات هذا النهر، من بقائه صافيا ونقيا ومتدفقا حيا سواء على مستوى الشرب أو على المستوى الزراعي أو على المستوى الاقتصادي، أو على المستوى السياحي، "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، هذه مسؤولية، طبعا السادة النواب سيتحملونها، في موازنة 2017 -2018 وبجهد مشترك ومتكامل بين كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، وبالتعاون مع نواب آخرين، تمت الموافقة على ميزانيات لمشروع الليطاني، هذا الأمر يحتاج بالتأكيد في الأشهر والسنوات المقبلة إلى متابعة أكيدة، وهناك بلدات أيضا ما زالت تعاني في موضوع الماء وتحتاج إلى بدائل مائية، هذه يجب أن تكون من أولويات العمل.

ثالثا: أيضا في ما يتصل بأهل البقاع الغربي وراشيا، سكان هذه المنطقة، من خصوصيات أيضا هذه المنطقة، هو هذا التنوع وهذه اللوحة الجميلة المتشكلة من انتماءاتهم الدينية، في المنطقة مسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة ودروزا ويعيشون معا منذ مئات السنين، الذي يرجع إلى التاريخ نعم منذ مئات السنين، هذه الوجودات هي وجودات أصيلة، هذه وجودات أصيلة، ولها تاريخها، شخصياتها وعلماؤها وزعماؤها وعائلاتها وقواها السياسية وبيوتاتها، ما هي مصلحة سكان هذه المنطقة وأهل هذه المنطقة، أريد أن أتكلم من ثلاث زوايا:

الزاوية الأولى: المصلحة الوجودية، يعني مصلحتهم في بقائهم في أرضهم، ومصلحتهم في بقائهم في قراهم ومدنهم وبلداتهم وحقولهم ومزارعهم، هذه أسميها المصلحة الوجودية. هذه المصلحة الوجودية من الذي يهددها؟ ومن الذي يقف ويشكل خطرا عليها؟ العدو الإسرائيلي، العدو الإسرائيلي الذي لديه مشروعه واعتداءاته وأطماعه وطموحاته، وكلنا يعرف أن منطقة البقاع الغربي وراشيا كما الجنوب هي جزء من أطماع العدو، وكان دائما هكذا، والليطاني أحد التعابير الخاصة في هذا الشأن. لكن هناك خصوصية أخرى للبقاع الغربي وراشيا في موضوع المواجهة مع العدو الإسرائيلي، وهي خصوصية جغرافيا المكان، رأيتم في اجتياح 82 هو أتى ودخل، يعني أول شيء يريد أن يأتي ليدخل عندما يفكر بأي إجتياح يجب أن يدخل حاصبيا وراشيا والبقاع الغربي لسببين أو لأحد سببين، إما للالتفاف على دمشق، مضبوط، إما للالتفاف من الأرض اللبنانية على دمشق، أو للالتفاف على بيروت، من خلال الوصول عبر السهل إلى ضهر البيدر. إذا، هذه خصوصية جغرافية، راشيا وحاصبيا في الجغرافيا، هذا الوادي وهذا السهل في أي عدوان إسرائيلي يريد أن يلتف على دمشق أو يلتف على بيروت، طبعا هذا الأمر صار بعيدا لكن يبقى قائما، لا نستطيع أن نشطبه كليا من المعادلة، أنا أقول لكم بكل صدق العدو الإسرائيلي بعد كل تجارب المقاومة في لبنان، هو أجبن من أن يفكر بأن يأتي بدباباته ورجاله إلى راشيا والبقاع الغربي أو إلى الجنوب.

بعد مجازر الميركافا وبعد ما جرى عليه قبل العام 2000 وفي العام 2000 وفي العام 2006، وبعد كل هذا التطور في إمكانات المقاومة، في إرادتها وفي عقلها وفي فهمها وفي تجاربها، هو أجبن وأضعف من ذلك، لكن يجب دائما أن نبني على أسوأ الاحتمالات.

إذا ، نحن في منطقة محاذية، البقاع الغربي وراشيا ميزتهم مثل الجنوب تماما، الآن الجنوب له تقسيم اسمه محافظات وإدارة، لكن في مواجهة العدو وفي مواجهة العدوان وفي مواجهة الاحتلال، في مواجهة حرب 82 وفي 2006 خلال سنوات المقاومة، الجنوب والبقاع الغربي وراشيا كانا جبهة واحدة، هذا شأن، ضمانتنا فيه من؟ حماية هذه المنطقة كجزء من حماية لبنان. الحقيقة هي المعادلة الذهبية، لا يوجد خيار آخر. إذا نريد أن نتكلم بالمنطق، بالعقل، بالمصلحة، بعيدا عن التعصب، نعم لا يوجد خيار آخر. الآن غدا نرى إذا أعادوا فتح الاستراتيجية الدفاعية لنرى إن كان هناك أفكار جديدة على ضوء كل التجارب أو "دق الماي هي ماي والدي دي والطبيب الله". لكن كل التجارب التي عشناها من 2006 وقبل 2006 إلى اليوم تؤكد أن هذا النوع من المعادلة، كما حصل في سوريا، كما حصل في العراق، مثل ما يحصل في أماكن أخرى، هذا الانسجام بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والشعب الذي يحتضن الجيش والمقاومة هو الرد الاستراتيجي الوحيد المتاح أمام شعوبنا وأوطاننا في مواجهة التفوق العسكري والمادي، الذي يملكه أعداؤنا من أميركا وإسرائيل وغيره.

ولذلك أنا أقول لسكان هذه المنطقة - الخطاب ليس للحاضرين فقط في المهرجان، لا لكل سكان المنطقة - إلى متى يستمر البعض في البقاع الغربي وراشيا بالتحريض على المقاومة. الآن ليس لديهم شيء ليقولوه، أنا رأيت خطاب اللائحة الأخرى، لائحة تيار المستقبل، حاولت أن أفهم شيئا في السياسة، أفهم شيئا بالاستراتيجي، أفهم شيئا بالوطني، رأيت واحد يقول لك "طويلة على رقبتهم"، واحد يقول لك " قاعدين على قلبهم"، تحريض - الآن آتي لموضوع سوريا بعد قليل - إلى متى، هل مصلحة أهل البقاع الغربي مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة ودروزا، مصلحتهم استمرار التحريض على المقاومة وهي التي تشكل ضمانة لبقائهم ووجودهم، ولبقائهم العزيز ووجودهم الكريم، والمقاومة عندما تفعل ذلك لا تمنن أحدا ولا تربح جميلة من أحد ولا تطلب شكرا من أحد، هذا البعد الأول. نعم، في التأكيد على هذا الخيار هنا يأتي أهمية لائحة الغد الأفضل.

البعد الثاني: هو البعد السوري، معروف أن، الآن الحدود فصلت وإلا غالبا أهل البقاع الغربي، أهل البقاع الأوسط، أهل بعلبك - الهرمل، أهل الشمال نفس الشيء، لكن الآن فلنتكلم هنا. أهل البقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط عموما علاقاتهم الاجتماعية، علاقاتهم الاقتصادية، علاقاتهم التجارية، ذهابهم إيابهم هم وسوريا، هم ودمشق وريف دمشق، يعني هناك تواصل دائم، وهذا كان جزءا من حياة المنطقة ، هذا جزء أساسي من حياة المنطقة، من حياتها الاقتصادية ومن حياتها الاجتماعية والعائلية، وجزء أيضا من أمنها لأنه كان لا يمكن تفكيكه.

حسنا، قبل سبع سنوات نتيجة التطورات والأحداث التي حصلت في المنطقة انقسم الناس هنا وذهبوا في خيارات، هناك فريق سياسي موجود في البقاع الغربي - راشيا أخذ خيارا معاديا لسوريا وخطابات ومواقف وتحريضا وحتى دخول في الموضوع الأمني أو العسكري بشكل أو بآخر - لا أريد الدخول بهذا التفصيل - وإنما أريد أن أقول اليوم لأهلنا في البقاع الغربي وراشيا كما لأهلنا في البقاع الأوسط، إن شاء الله نقولها بعد عدة أيام، أقول لهم، إذا هناك أحد ما زال يراهن أو يبني على خياراته السابقة يجب أن تعيدوا النظر أنتم، يجب أن تتأملوا، يجب أن تفكروا، يعني بموسم الانتخابات ليس فقط شعارات وخطب رنانة وخطب حماسية، أيضا يجب أن نحكي بالعقل ونحكي بالمنطق ونحكي بمسؤولية.

إذا هناك أحد ما زال يراهن أن الوضع في سوريا سينهار أو سيسقط أو سيتبدل لمصلحة أميركا أو لمصلحة إسرائيل أو لمصلحة هذه الدولة الإقليمية أو تلك الدولة الإقليمية- اليوم لن أدخل في الأسماء - فهو واهم، وينتظر سرابا، هذا الموضوع اقبلوه مني كواحد موجود على الأرض وفي الميدان وفي المتابعة التفصيلية، استراتيجيا وتكتيكيا، هذا الأمر انتهى، هذا الأمر في مراحله الأخيرة. ولذلك مصلحة أهل البقاع الغربي وراشيا بكل انتماءاتهم، بكل طوائفهم ومذاهبهم، مصلحتهم الحياتية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية هو أن يعودوا إلى التعايش مع هذا المحيط، أقصد السوري، في الحد الأدنى التوقف عن هذا التحريض والتوقف عن الخيارات الخاطئة والبائسة، هذا لن يؤدي إلى نتجية، لن يؤدي إلا إلى الخسارة.

أيضا أعود في البعد الثاني وأقول لكم، إن لائحة الغد الأفضل التي اتهمت قبل أيام في البقاع الغربي وراشيا، عندما هجموا عليها، أن هذه تمثل سوريا، لا أحد يمثل سوريا في هذه الانتخابات، لا أحد يمثل سوريا، وسوريا لم تسم أحدا في هذه الانتخابات، لا لائحة ولا غير لائحة، ولكن نعم لأن هذه اللائحة فيها حلفاء سوريا وأصدقاء سوريا وأصحاب البصيرة، الذين كان لديهم الوعي الكافي لفهم ما يجري في سوريا وفي المنطقة وحفظوا خط الصداقة والود مع سوريا لذلك بطبيعة الحال هذه اللائحة من خلال نوابها، الذين سيفوزون ومن خلال قواها السياسية وشخصياتها هي الأقدر على وصل من قطع لتحقق مصالح أهل البقاع الغربي وراشيا.

البعد الثالث: بعد داخلي، مسألة العيش الواحد، العيش المشترك في هذه المنطقة، دائما كنا نقول، واليوم أريد أن أؤكد ونحن في عز المنافسة الانتخابية وما زلنا وكنا في عز المنافسة السياسية، بل الخصام السياسي، لأقول لكم أيها الإخوة والأخوات، مصلحة سكان هذه المنطقة أن يعيشوا معا، أن يتواصلوا، أن يتلاقوا، أن لا يتقاطعوا، أن لا يتباعدوا، أن لا يسمحوا بتحويل أي صراع سياسي إلى صراع طائفي، الضعيف سياسيا هو الذي يحول صراعه السياسي إلى طائفي، لأنه ليس لديه حجة ولا منطق ولا دليل فيذهب إلى العصبية الطائفية، دائما التاريخ هكذا، أي قيادة، أي تيار، أي حركة، أي حزب، أي جماعة، عندما يكون لديها مشروع سياسي واضح وقضية سياسية واضحة ومنطق قوي هي لا تحتاج لاستثارة العصبيات، أما الضعيف الهزيل الذي لا منطق له ولا مصداقية له هو الذي يلجأ إلى استثارة العصبيات المذهبية والطائفية، وأنا أقول لكم خذوها قاعدة، نحن أو غيرنا، في اليوم الذي تجدون فيه أحدا زعيما أو رئيسا أو نائبا أو حزبا أو جماعة يتكلم اللغة ويستثير العصبيات المذهبية والطائفية، اعرفوا أنه ضعيف ويلجأ إلى أسلحة الشيطان.

مصلحة أهل هذه المنطقة أن يعيشوا معا، حتى لو هناك خلاف سياسي، لماذا يجب أن نتباغض؟! الروح يجب أن تكون روح تلاق وليس روح تباعد وليس روح تباغض، الناس بقيت تجلس مع بعض وتعزي بعض وتشارك في أفراح وأحزان بعض وتشتري من بعض وتبيع لبعض وتزور بعض، لا يتحول سكان المنطقة كما يحاول البعض أن يحول، أن هناك قرى شيعية منعزلة، قرى مسيحية منعزلة، قرى درزية منعزلة، قرى سنية منعزلة، هذا خطأ، هذه خطيئة، هذا خطر. أيضا اللائحة هنا تشكل هذا النسيج وتعبر عن هذا النسيج، وتعبر عن روح التواصل هذا".

وختم هذا المحور بالقول: "هذا في الشأن الانتخابي وفي ما يعني دائرة البقاع الغربي، اسمحوا لي في بقية الوقت المتاح أن أعلق على ما جرى في منطقتنا وأختم".

وقال: "طبعا خلال الأيام القليلة الماضية وأمام تهديدات الرئيس ترامب و تغريداته، العالم كله كان يعيش حالة قلق كما قلنا يوم الجمعة، والمنطقة أيضا. قبل فجر السبت في العالم وفي المنطقة كان هناك قلق، لماذا أيضا في العالم؟ في العالم لأنه لم يكن أحد يعلم ما حجم الضربة وحجم العدوان وإلى أي مدى يمكن أن تؤدي إلى صدام أميركي روسي وهذا لا يبقى في سوريا بل يمكن أن يمتد على مساحة العالم. في كل الأحوال، كان هناك مستوى كبير من القلق في العالم وفي المنطقة، وكان أيضا هناك مستوى كبير من الآمال والأحلام لإسرائيل، لبعض الدول الإقليمية وللجماعات الإرهابية التكفيرية المسلحة في سوريا التي فشلت وخسرت الحرب خلال سبع سنوات، آمال طويلة وعريضة. في كل الأحوال، ذكرت سابقا أننا أمام مثال ومصداق جديد وتجربة جديدة للادارة الأميركية، للاستكبار الأميركي الذي ينصف فيه نفسه محققا، ولا يحقق بطبيعة الحال هو فقط اسمه محقق، ومدعي عام وقاضي يصدر الأحكام وجلاد ينفذ الأحكام".

أضاف: "حسنا، لماذا أسرع فجر السبت، أحد الأسباب المهمة أنه السبت - أي أمس - يصل الجزء الأول من وفد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والأحد اليوم، يصل الجزء الثاني ويذهبون إلى دمشق، كان من المفترض السبت والأحد أن يدخل وفد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابع للأمم المتحدة أن يدخل إلى دوما ويفحص التربة والمكان والأشخاص، الذين ادعوا أنهم أصيبوا بالكيماوي ويقدم تقريره، ولأن ترامب يعلم بأن ما جرى في دوما هو مسرحية حقيقية، ولأن رئيس فرنسا يعلم أن هذه مسرحية، وغريب أن الفرنسيين اليوم اعترفوا بأن أدلتهم هي مواقع التواصل الاجتماعي والأفلام، التي شاهدوها على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنهم يعرفون أن هذه مسرحية عجلوا بالعدوان قبل أن يصل وفد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما، هذه طبعا يتوقف عليها كثيرا، ولم ينتظروا لا مجلس أمن ولا غير مجلس الأمن وهذا شاهد آخر على مستوى الغطرسة الأميركية والطغيان والاستبداد والاستكبار الأميركي. طبعا أتحدث عن الأميركي، لن أتحدث عن الفرنسي والإنكليزي، لأن هذين الاثنين هما تابعان للأميركان، هم في هذا العدوان كانا تابعين، لم يكونا أصحاب قرار مستقل، جيء بهم من أجل التلوين، تلوينة، حتى لا يقال أميركا، يجب أن يقال الغرب، يجب أن يقال إن هناك جزءا مهما من المجتمع الدولي، وإلا حجم الأهداف وعددها التي ضربت يوم السبت لا يحتاج إلى أميركا وفرنسا وبريطانيا، هذا تلوين، لذلك فليكون كلامي عن الأميركان".

وتابع: "حسنا، حصل العدوان، كلنا أيضا كنا ننتظر هذا العدوان وكنا نفترض كل الاحتمالات، قلت كل الاحتمالات، الذي ظهر، لذلك أنا يوم الجمعة لم أعد أرجح فرضيات لأنه مثل ما يقولون بالأمثلة: الذي اليوم حقه "مدري أديه" بعد يومين يصبح ببلاش. الموضوع واضح، ننتظر بضع أيام ويظهر، لكن طبعا نحن كنا نتعاطى في سوريا وفي محور المقاومة، سوريا وإيران وحركات المقاومة، حزب الله زائد الحليف الروسي أنه كل الفرضيات كل الاحتمالات واردة، لأنه هذا ترامب لا تعرف ما هو القرار، الذي يأخذه في نهاية المطاف. حسنا، انتهى الأمر إلى العدوان الثلاثي، الذي حصل فجر السبت، ضرب مجموعة محددة من الأهداف، ثلاثة أهداف ليس أكثر، أربعة أهداف إن شقت نفسها، حتى يوجد هدف قيل إنه هدف لم تصل إليه الصواريخ، إما لأنه تم إسقاطها، أو لأنه لم يكن هدفا. لا نريد أن ندخل في هذا النقاش، فحصل العدوان على مجموعة محددة من الأهداف، هم أعطوها عنوانا ليس له صلة بالسلاح الكيميائي، وأعود إليها بعد قليل، طبعا هنا يجب أن يسجل الأداء الممتاز والمميز لقوات الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري، هذه حقيقة".

وأردف: "الآن هناك أناس يريدون أن يزهدوا بهذا الموضوع، لكن أنا أقول لكم نقلا عن إخوانكم، شباب حزب الله في سوريا، عن شهود عيان، يصدقون في القول، نعم لقد تمكنت الدفاعات الجوية السورية من إسقاط عدد كبير من الصواريخ ومنعها من الوصول إلى أهدافها، وهذا إنجاز عسكري كبير ومهم جدا، وقبل أن تسقط الصواريخ أو لا تسقط نفس بقاء هؤلاء الضباط والجنود السوريين، نفس بقائهم على أسلحتهم، على منصاتهم، تحت هذا العدوان الجوي، الذي استمر لمدة ساعة تقريبا، هو عبارة عن مستوى الشجاعة والانضباط وروحية الفداء والاقدام والتحدي، التي يتحلى بها ضباط وجنود الجيش العربي السوري، الذي يحاول البعض دائما أن يمس بمعنوياته، وبمستوى إرادته، ونحن نشيد بهذا الأداء، وبهذه الروحية، وبهذه الشجاعة. إذا انتهى المشهد، جزء من الصواريخ تم إسقاطها، بعض الأهداف قصفت، وبعض هذه الأهداف كانت خالية، يمكن كلها كانت خالية، وبعض هذه الأهداف كانت قد قصفت سابقا، يعني ليس فقط خالية وإنما كانت قد قصفت سابقا، وانتهى الأمر. حسنا، نقف لنقول كلمتين أمام هذا الحدث، لو أخذنا سريعا كل الأهداف المفترضة، التي حكي عنها والأهداف المفترضة، التي تكلمت عنها وسائل الاعلام الأميركية والفرنسية والبريطانية والعربية، وخصوصا الخليجية، وحتى الآمال والطموحات التي بنيت على هذا العدوان، لنرى ما هي الأهداف المفترضة، ولنرى هل تحقق نصر مثلما حاولوا أن يقولوا أم أن هناك فصلا:

أولا: التهويل من أجل الخضوع والابتزاز وتقديم التنازلات، هذا لم يحصل، لا قبل الضربة ولا بعد الضربة، إذا كان هذا الهدف، هذا الهدف لم يتحقق.

ثانيا: إرعاب وكسر معنويات السوريين وحلفائهم، الشعب السوري، القيادة السورية، الجيش السوري، يعني أن نأتي لنضربكم، لنطبشكم، لنكسركم، بالتالي نهز من معنوياتكم، أو نحطم معنوياتكم، النتيجة ماذا كانت؟ اليوم الشعب السوري والجيش السوري والقيادة السورية، بعد النظر إلى نتائج الضربة معنوياتهم أعلى وأكبر وأشد، ثقتهم بأنفسهم، ثقتهم بقائدهم، بجيشهم، بضباطهم، بجنودهم، بسلاحهم، أقوى من أي وقت مضى.

ثالثا: إذا كان الهدف هو رفع معنويات الجماعات الإرهابية، الجماعات المسلحة لتقدم بعد الضربة مثلا أو بعد الهجوم، وهذا كان يحضر له بشكل جدي، لأكثر من جبهة، لتقدم على الهجوم سواء في الجنوب في منطقة درعا أو باتجاه تدمر من قاعدة التنف أو على خط التماس في دير الزور والبوكمال أو في شمال حماة أو إدلب أو غرب حلب، النتيجة ماذا كانت؟ لا يوجد معنويات بل بالعكس إحباط، المزيد من الإحباط. أنا كنت كل الوقت أتابع من قبل الضربة إلى بعد انتهائها، الإعلام والميدان، كل التفاصيل، ورأيت خيبة الأمل التي عبر عنها قيادات الجماعات المسلحة وقيادات ما يسمى بالمعارضة السورية المقيمون بالفنادق وفي الخارج، كانوا محبطين، هذه هي النتيجة؟ حسنا، وهذا كان حال أيضا بعض الدول.

رابعا: إذا كان الهدف تغيير المعادلة لمصلحة اسرائيل، أو تغيير المعادلة لمصلحة بعض الدول الإقليمية، هذا خابت آماله. تعبير موجز قاله الإسرائيلون، أنا أنقله لكم، إن تهديدات ترامب وصواريخه الجميلة، يعني الإسرائيليون ينكتون عليه، الصواريخ الجميلة والجديدة الذكية شاهدناها كصواريخ جميلة، ولكن نتيجتها صفر، هذا التقييم الإسرائيلي، الذي كان يبني على أنه سيأتي الطيران الأميركي والفرنسي والبريطاني ليدمر سلاح الجو السوري والدفاع الجوي ويضرب المراكز أو الأماكن التي يوجد فيها الحرس الثوري وحزب الله وبقية الحلفاء، هكذا كان يراهن الإسرائيلي وهكذا كانت تراهن بعض الدول الإقليمية".

وقال: "إذا كان الهدف ضرب البنية التحتية، هذا لم يحصل. ضرب بنية القوات، هذا لم يحصل. إذا كان الهدف ـ سأترك الكيماوي لآخر ملاحظة ـ الضغط على سوريا وعلى حلفائها للتعجيل بالحل السياسي، أنا أعتقد أن ما حصل فجر السبت سيعقد الحل السياسي، أكتفي فقط بهذه الكلمة، سيعقد الحل السياسي، سيأزم العلاقات الدولية وأزمها، وسيعقد مسار جنيف إن لم يؤد إلى نسف مسار جينيف، يعني خلاف الهدف. آخر شيء، إلى ماذا انتهوا؟ قالوا، كلا، نحن ليس هدفنا ضرب النظام ولا ضرب الجيش ولا نريد أن ننتقم، نحن نريد أن نضرب البنية التحتية للسلاح الكيماوي في سوريا. يا أخي لا يوجد بنية تحتية، يا أخي هذا تحصيل حاصل، هذه أوهام، هذه اتهامات باطلة، وأنا أقول لكم هذا الاتهام سيبقى عند كل انتصار آتي يمكن أن نشاهد مسرحية كيماوي وعدوانا من هذا النوع، لا نستبعد ذلك في المستقبل.

مثل قصة السلاح النووي الإيراني، وكالة الطاقة الدولية الذرية تشهد بأن إيران لا تعمل من أجل إنتاج سلاح نووي، سماحة الإمام الخامنئي دام ظله كل يوم يخطب ـ وهو لديه مصداقيته الدينية والسياسية ـ ويقول نحن نعتقد أن إنتاج سلاح نووي هو حرام. كل المعطيات والمؤشرات والأدلة تؤكد أن إيران لم تسع ولن تسعى إلى امتلاك أو إنتاج سلاح نووي، وهم ليس لديهم أي دليل ومع ذلك إيران تحاصر وتعاقب في العالم وفي مجلس الأمن وفي الإدارة الأميركية نتيجة اتهام باطل، وهذا الاتهام اليوم في سوريا أيضا سوف يبقى يلاحق النظام والجيش والدولة والقدرة السورية على المواجهة. إذا هذا هدف، هذا تحصيل حاصل، هذه "خالصة"، لأنه لا يوجد شيء، أنت قادم لتضرب الهواء".

أضاف: "النقطة الأهم التي أريد أن أصل إليها في الخاتمة هي محدودية الضربة، لماذا محدودية الضربة؟ مع العلم أننا نعلم ونقطع ونجزم أن دولا خليجية كانت على مدار الأيام والساعات الماضية تمارس أعلى تحريض للادارة الأميركية وتعرض أموالا طائلة من أجل القيام بعملية عسكرية ضخمة في سوريا، ضرب الجيش وضرب سلاح الجو وضرب وزارة الدفاع وقصر الرئيس وغيرهم، مع أننا نعلم ـ يعني لماذا محدودية ضربها ـ مع أننا نعلم أن اللوبي الصهويني في الولايات المتحدة الأميركية كان يعمل في الليل وفي النهار لتكون ضربة قاسية وأقسى ما يمكن، ويمكن أن تغير المعادلات في الصراع في سوريا".

وتابع: "لماذا لم تذهب القيادة الأميركية إلى عملية واسعة واكتفت فقط بضربة محدودة؟ لسبب النقاش والجدال الذي كان قائما بين السياسين والمستشارين وبين وزارة الدفاع والبنتاغون فقط - انتبهوا إلى هذه النقطة لأهميتها وسنختم ـ ما هي النقطة بالتحديد؟ أن العسكر الأميركي يعرف جيدا أن الذهاب إلى مواجهة واسعة وعملية كبيرة ضد النظام والجيش وقوى الحلفاء الموجودة في سوريا لا يمكن أن تنتهي ولا يمكن أن تمر. وزارة الدفاع وقادة الجيوش الأميركية هم مسؤولون عن أمن ضباطهم وجنودهم وقواعدهم في المنطقة، وهم يعرفون جيدا أن عدوانا واسعا من هذا النوع سوف يلهب المنطقة كلها، وسوف يفجر المنطقة كلها، ولذلك كانوا يعملون بعقل، والنتيجة كانت هي الحدود التي قبل بها البنتاغون ووزارة الدفاع والعسكر، وإلا لو ترك الأمر لترامب وبولتن وبعض دول الخليج وإسرائيل واللوبيات العاملة في الولايات المتحدة الأميركية لكنا أمام عدوان مختلف. إلى أين أريد أن أصل؟ أريد أن أصل إلى نتيجة تقول، هذا اعتراف عسكري أمني أميركي حقيقي بقوة محور المقاومة وقدرته على المواجهة، في الحد الأدنى على إلحاق الأذى الشديد بكل من يفكر بالعدوان على هذه المنطقة، إن لم أقل بإلحاق الهزيمة كما حصل في كل المعارك السابقة".

وأردف: "هذه التجربة التي حصلت فجر السبت بنتائجها يجب أن تزيدنا ثقة بقوتنا، بوجودنا، بمحورنا، بقدرتنا على التصدي والمواجهة، وبمحدودية خيارات العدو، وإن كان يملك إمكانيات هائلة، ممكن للانسان أن يملك إمكانات هائلة ولكن خياراته تكون خيارات محدودة. تجاوزنا هذا المقطع ولكن هذه الحرب لم تنته، هذه المعركة لم تنته، وإن كان مسارها هو مسار الانتصار".

وختم "أيها الإخوة والأخوات إن شاء الله نعود ونلتقي جميعا يوم السادس من أيار، لنعبر في صناديق الاقتراع عن قناعاتنا، عن خياراتنا السياسية، عن أمانينا، عن طموحاتنا، لنختار ممثلينا في المجلس النيابي، الذين سيحملون هذه الأهداف كما يحملها وحملها الشهداء بدمائهم، والجرحى بجراحهم، وعوائل الشهداء بتضحياتهم، وكل المقاومين المقاتلين، الذين ما زالوا يحملون دمائهم على الأكف. أنتم أهل الوفاء للشهداء، أهل الوفاء للوعد، أهل الوفاء للنصر، وأهل الوفاء للمقاومة".