المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 12 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april12.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سَتَأتي في الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَوقَاتٌ صَعْبَة، فيَكُونُ النَّاسُ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِم، مُحِبِّينَ لِلمَال، مُدَّعِين، مُتَكَبِّرِين، مُجَدِّفِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بحثت عن سياسي أو صاحب شركة حزب في وطن الأرز اثق به واحترمه ففشلت!!

الياس بجاني/أحزاب لبنان الوكلاء للخارج والشركات هي وراء كل مصائب لبنان

الياس بجاني/الخضوع للإحتلال الإيراني معمم على الطبقة السياسية بشقيها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو حلقة “على المحك” من تلفزيون الميادين/شارك فيها نوفل ضو،، محمد مراد، وسام مطر، أحمد موصللي

ذكرى غياب سمير فرنجية الأولى: من موقع صوت المدي والفايسبوك مقالات وكلمات في ذكرى غياب سمير فرنجية الأولى لكل من ايلي الحاج وسناء الجاك وسمير عبد الملك وباديا هاني فحص ورضوان السيّد ونوفل ضو والياس الزغبي

في ذكرى رحيل سمير فرنجية/نوفل ضو

في ذكراه/الياس الزغبي

العميد المتقاعد خليل حلو/ماذا يفعل مسؤولونا الكرام ..أين هم بربـّـكم؟ أين هم؟ … أم يرون ولا يبصرون ويسمعون ولا يفهمون؟

العميد المتقاعد خليل حلو

حزب الله يجلي عناصره من قاعدة التيفور في سوريا

ماذا قال باسيل لمعاريف الإسرائيلية؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 11نيسان 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 11/4/2018

في الاستراتيجية الدفاعية الموعودة/خليل حلو/مدى الصوت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

التجمع اللبناني": المقتلة السورية بلغت مرحلة مخيفة والمنطقة على حافة الانفجار وحرائقها تهدد لبنان

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 179

نديم الجميل: الكتائب والقوات يمثلان الفكر المقاوم للتسلط والهيمنة

قائد الجيش واصل زيارته للكويت والتقى اميرها ومسؤولين عسكريين

المطران مظلوم: ندعو الرئيس عون الى سحب البند 50 من الموازنة

اعتصام لاهالي الموقوفين الاسلاميين في طرابلس

"التيار المستقل": نخشى ارهاق الخزينة بالقروض

موقف لافت لجيلبير شاغوري من المواجهة الإنتخابية بين باسيل وفرنجية!

موقف لافت لجيلبير شاغوري من المواجهة الإنتخابية بين باسيل وفرنجية!

لهذه الأسباب استحضر حزب الله شاحنة الأسلحة

حزب الله ينشئ في آثار صور مكاناً لمهرجانه: مخالفة؟

أموال وزارة المهجرين.. لشراء الأصوات؟

القطبة المخفية في تصعيد إرسلان ضد جنبلاط

من "المملكة".. "رسالة" إلى الحريري وجعجع؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: الأسد نفسه سيختفي عن خريطة العالم إذا حاولت إيران المساس بإسرائيل

الصواريخ تتأهّب وفرنسا والسعودية تحيّدان لبنان

وزير 'إسرائيلي': حان وقت اغتيال بشار الأسد

ترامب سيفعلها".. بين اللحظة والأخرى

روسيا استخدمت حق الفيتو ضد مشروع قرار اميركي لانشاء آلية تحقيق حول استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا

تفاصيل 'مرعبة' عن الضربة الأميركية: ستدوم لأيام.. وترامب يريد ما هو أكبر من التوماهوك!

إسرائيل: سنزيل الأسد ونظامه عن الخريطة

ما حقيقة نقل الأسد وعائلته إلى طهران؟

ماذا قال محمد بن سلمان عن زوجته في لقاء ماكرون

الضربة الأميركية المحتملة قد تسرّع الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»وسط تقارير عن تعزيزات في جنوب لبنان وسحب مئات المقاتلين من سوريا

أميركا تحشد عسكرياً لـ«معاقبة» الأسد وتطلب دعم فرنسا وبريطانيا واتصالات هاتفية بين ترمب وماي وماكرون

موسكو تحذر من تصعيد يهدد بمواجهة مع واشنطن وطائرات روسية تحلق فوق مدمرة أميركية في البحر المتوسط

قلق دولي من نزوح 700 ألف سوري منذ بداية العام

تأجيل عودة نازحي بيت جن إلى سوريا للمرة الثالثة وترجيح تعثّرها بسبب انشغال النظام بدوما

ماكرون ومحمد بن سلمان يشددان على الحد من مشروع إيران التوسعي والرئيس الفرنسي يجتمع بولي العهد في الإليزيه... وتوقيع اتفاقيات ثقافية وعسكرية

محمد بن زايد يصل إلى القاهرة في زيارة تستغرق يومين وانطلاق فعاليات تدريب بحري مصري ـ إماراتي

مصر وقبرص تبحثان التحديات التركية أمام التنقيب عن «غاز المتوسط»

انطلاق الاجتماعات التحضيرية لقمة الظهران والجامعة تأمل بـ{استعادة الحد الأدنى من التضامن العربي}

ماكرون يستقبل محمد السادس في الإليزيه

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نعيم عون: جبران كَسَر ظهر العهد/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

المتن.. إن حكى/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

أبي خليل: «القوات» تدميريّة ولن تأخُذ «الطاقة» حاصباني: يُعرقل نفسه وإنجازاته خسائر/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

ماذا لو طارت الإنتخابات النيابية/كلير شكر/جريدة الجمهورية

السلفي» والمال والسلطة في بورصة الصوت التفضيلي/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

معركة الكورة... مَن الأقوى بين المرشحين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

"النأي" والإصلاح.. وما بعد الانتخابات/إيلي القصيفي

يقترعون للمرّة الأولى.. فلمن ستذهب أصواتهم/دموع الأسمر/الديار

رحلة في عالم سمير فرنجية في ذكراه الأولى/موقع مدى الصوت

عفواً يا بيك… للضرورةِ أحكام/سناء الجاك/مدى الصوت

وفي الليلة الظلماء يُفتقد "البَيك"/سمير عبد الملك/مدى الصوت

كان بَيكاً أحمر وكان أبي شيخاً أحمر/باديا هاني فحص/مدى الصوت

سمير فرنجية في الذاكرة/رضوان السيّد/مدى الصوت

المادة ٥٠ لغز موازنة ٢٠١٨ المُخيف ... هل تُمهّد للتوطين/هلال رميتي/لبنان الجديد

الرئيس الحريري وتحديات الإنتخابات 1/الهام فريحة/الأنوار

إيران تواجه تمرداً من داخل المساجد/جينيف عبدو/الشرق الأوسط

تغيير مسار السياسة الأميركية في سوريا/إيلي ليك/الشرق الأوسط

بشار بريء... وليبرمان أيضاً/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

لاءات تجاوزتها سنوات/بكر عويضة/الشرق الأوسط

الموسيقى يا صاحبة الجلالة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

خيارات إيران في سوريا بعد غارات إسرائيل/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون لزواره: الدولة ستكافح كل مظاهر الفساد في الانتخابات ونضع امكاناتنا بتصرف البعثة الاوروبية لتسهيل مهمتها

القصر الجمهوري فتح ابوابه في زمن الفصح لوفود طلابية وجمعيات وبمبادرة بيئية للتوعية على قضية الصم

الراعي اطلع مع ستريدا جعجع ووفد على استكمال التحضيرات لمشروع تنفيذ طريق وادي قاديشا

الحريري: مؤتمر سيدر شراكة بين لبنان والمجتمع الدولي لاستقرار البلد وتحقيق نمو مستدام ومواجهة تداعيات أزمة النازحين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

سَتَأتي في الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَوقَاتٌ صَعْبَة، فيَكُونُ النَّاسُ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِم، مُحِبِّينَ لِلمَال، مُدَّعِين، مُتَكَبِّرِين، مُجَدِّفِين

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى 03/من01حتى09/"يا إخوَتِي، إِنَّهَا سَتَأْتي في الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَوقَاتٌ صَعْبَة، فيَكُونُ النَّاسُ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِم، مُحِبِّينَ لِلمَال، مُدَّعِين، مُتَكَبِّرِين، مُجَدِّفِين، عَاقِّينَ لِلوالِدِين، نَاكِرِينَ لِلجَمِيل، مُنْتَهِكِينَ لِلحُرُمَات، بِلا حَنَان، بلا وَفَاء، مُفْتِنِين، نَهِمِين، شَرِسِين، مُبْغِضِينَ لِلصَّلاح، خَائِنِين، وَقِحِين، عُمْيَانا بِالكِبْرِيَاء، مُحِبِّينَ لِلَّذَّةِ أَكْثَرَ مِنْ حُبِّهِم لله، مُتَمَسِّكِينَ بِمَظْهَرِ التَّقْوَى، نَاكِرِينَ قُوَّتَهَا: هؤُلاءِ النَّاسُ أَعْرِضْ عَنْهُم! فَمِنْهُم مَنْ يَتَسَلَّلُونَ إِلى البُيُوت، ويُغْوُونَ نِسَاءً ضَعيفَاتٍ، مُثْقَلاتٍ بِالْخَطايَا، مُنْقَادَاتٍ لِشَهَواتٍ شَتَّى، يتَعَلَّمْنَ دَائِمًا ولا يُمْكِنُهُنَّ البُلُوغَ إِلى مَعرِفَةِ الحَقِّ أَبَدًا. وكَمَا أَنَّ يَنِّيسَ ويَمْبَرِيسَ قَاوَمَا مُوسى، كَذلِكَ هؤُلاءِ يُقاوِمُونَ الْحَقَّ. إِنَّهُم أُنَاسٌ فَاسِدُو العَقْل، غيرُ أَهْلٍ لِلإِيْمَان. لكِنَّهُم لَنْ يَتَمَادَوا أَكْثَر، لأَنَّ حَمَاقَتَهُم سَتَنْكَشِفُ لِلجَميعِ كَمَا ٱنْكَشَفَتْ حَمَاقَةُ يَنِّيسَ ويَمْبَرِيس."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

بحثت عن سياسي أو صاحب شركة حزب في وطن الأرز اثق به واحترمه ففشلت!!

الياس بجاني/11 نيسان/18

هل في لبنان سياسي أو رئيس شركة حزب واحد كفه نظيف وضميره حي وصادق وشفاق وثابت على مواقفه ولا يستغل موقعه على حساب الوطن والمواطن والسيادة؟

قيل لي أنه في زمن المّحل والبؤس هكذا نوعية مفقودة والدجالون هم في الواجهة..علماً أن الخمائر الطيبة كثيرة ولكنها مقموعة.. زمن دجل ودجالون..

 

أحزاب لبنان الوكلاء للخارج والشركات هي وراء كل مصائب لبنان

الياس بجاني/10نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63786

لا أمل ولا رجاء ولا مستقبل للبنان في ظل الأحزاب الحالية وجشع وتلون وأنانية واكروباتية أصحابها والوكلاء..

الاستثناءات بالتأكيد موجودة ولكنها قليلة جداً وإن كان بنسب متفاوتة.

فإنه وعملاً بالمعايير الغربية لمفهوم وأعمال وتنظيم الأحزاب ومبدأ تبادل السلطات والمسؤوليات والنفوذ والمواقع بداخلها..

فإن أحزاب لبنان هي إما شركات عائلية تمارس التجارة بأبشع طرقها والجشع والغرائزية..

أو وكلاء ومجرد وكلاء للخارج..

هي شركات ووكلاء لا علاقة لمعظمها لا بالوطن ولا بالمواطن ولا بالدستور ولا بالسياسة بمفهومها الغربي والحضاري والخدماتي والديمقراطي…

أحزاب لبنان هي باختصار شركات تجارية ووكالات للخارج هدفها الربح وفقط الربح و خدمة من يمولها ويؤمن لها وجودها والأدوار.

وبضاعتها للأسف هي الشعب اللبناني والوطن بهويته وكيانه وتاريخه وسيادته واستقلاله.

عملياً وفيما يخص العقل والمنطق يصعب اعتبار من هم في هذه الأحزاب بسوادهم الأعظم أشخاص أحرار في فكرهم والقرار والمواقف والرؤية والبصر والبصيرة..

كلام صادم وقاسي ولكنه الحقيقة وهي حقيقة للأسف مرة ومدمرة في نتائجها والحواصل..

لكنها الحقيقة التي على كل لبناني عاقل أن يراها ويعترف بها لأن من لا يعترف بعلته..علته تقتله.

ترى هل من حزب واحد في لبنان يتم انتخاب صاحبه بحرية وديمقراطية ولا يتم تعنيه من قبل مرجعيته الخارجية أو يتم توريثه؟

علينا ان نعترف بشجاعة على أن المنتمون للأحزاب اللبنانية هم في الواقع المعاش وبأفضل الأحول وبأغلبيتهم مجرد موظفون لا قرار ولا قول لهم في أي شأن، هم عملياً ينفذون ولا يقررون..

وفي الغالب هم فرّق مدجنة من الهوبرجية والزلم والأتباع …

في الخلاصة، فإن الأحزاب اللبنانية بهيكلياتها وتنظيمها ونهج عملها ورزم أهدافها والممارسات، وفي عقلية أصحابها والنرسيسية..

هي المصيبة، وهي الكارثة، وهي العائق لإقامة دولة القانون والمواطن والحريات.

من هنا فإنه لا يمكن لهذه الأحزاب الشركات أن تكون الحل…لأنها هي وراء كل الكوارث ووراء كل حقبات الإحتلال بما فيها الحقبة الحالية.

بالتأكيد الأمل موجود ولكن الحل في لبنان بعيد وصعب المنال ويكمن بداية في حل هذه الأحزاب وإرسال أصحابها إلى بيوتهم والتوقف عن تقديسهم والتأليه..

ومن ثم وتدريجياً العمل الجاد والمضني والطويل الأمد على إنتاج طاقم سياسي وأحزاب حرة بمفاهيم وطنية وغير تجارية وغير قبلية..

لبنان بحاجة لطاقم سياسي خلاق جديد ومؤمن ويخاف الله ويوم حسابه الأخير ويعمل على خدمة لبنان واللبنانيين وليس العكس.

يبقى إن الوضعية العامة الغريبة والعجيبة والهجينة التي تظهرها الانتخابات النيابية حالياً تبين حتى للعمي والأطفال ما جنته الأحزاب وما تسببت به من ضياع وفقدان للبوصلة وتعهير كل مفاهيم السياسة الشريفة ووتقزيم وتسفيه العمل الوطني النظيف والخلاق.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

الخضوع للإحتلال الإيراني معمم على الطبقة السياسية بشقيها

الياس بجاني/08 نيسان/18

يعيش لبنان في ظل طاقم سياسي طروادي مستسلم للإحتلال الإيراني بشقيه، الأول هو الأدوات والصنوج والمرتزقة من جهة، ومن جهة أخرى المعارضون الصوريون المتلحفين بجبن وخبث بعباءة سقف هرطقتي الواقعية  وربط النزاع.. المعارضون الحقيقيون قلة وهم في حالة حصار كاملة..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو حلقة “على المحك” من تلفزيون الميادين/شارك فيها نوفل ضو،، محمد مراد، وسام مطر، أحمد موصللي

11 نيسان/18

الحلقة تناولت بالعمق الانتخابات اللبنانية وحاضرها وماضيها وتعقيداتها والوضع في سوريا بالعمق

الياس بجاني/من المهم جداً أن يشاهد الحلقة كل سيادي وحر لبناني ليتابع منطق وحجج الإعلامي نوفل ضو التثقيفية والسيادية والمنطقية بامتياز والتي تعري كل الأحزاب والسياسيين الذين شاركوا في الصفقة الخطيئة والمستمرون بنتيجتها في بيع لبنان وكرامته وسيادته والتعايش مع المحتل الإيراني مقابل منافع مصلحية وسلطوية وتحديداً أولئك الذين خانوا ثورة الأرز وفرطوا تجمع 14 آذار وقبلوا بذل الأمر الواقع وحيدوا سلاح ودويلات حزب الله وحروبه.

لمشاهد الحلقة اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://eliasbejjaninews.com/archives/63805

 

ذكرى غياب سمير فرنجية الأولى

11 نيسان/18

 من موقع صوت المدي والفايسبوك مقالات وكلمات في ذكرى غياب سمير فرنجية الأولى لكل من ايلي الحاج وسناء الجاك وسمير عبد الملك وباديا هاني فحص ورضوان السيّد ونوفل ضو والياس الزغبي
http://eliasbejjaninews.com/archives/63809

 

في ذكرى رحيل سمير فرنجية

نوفل ضو/11 نيسان/18

في ذكرى رحيل سمير فرنجية أستعيد فصلا من فصول واقع لبنان المرير: لا مكان للفكر في الحياة السياسية اللبنانية. مفكرون وفلاسفة سياسيون يعيشون على هامش القرار ، وأميون، متهورون، مجانين، فاسدون يتربعون على كراسي تحديد مصير لبنان!

إنه عصر الإنحطاط السياسي!

رحم الله سمير فرنجيه ورحمنا!

 

في ذكراه

الياس الزغبي/فايسبوك/11 نيسان/18

التقينا قبل ١٤ شهراً

وكان اللقاء الأخير

هو إلى مقعد نقّال وأنا إلى آخر،

يدفعنا ممرّضون من طبقة التصوير إلى المصعد الرحب

في مستشفى الجامعة الأميركية، نحو غرف الاستشفاء.

فوجئنا نحن الإثنين باللقاء الصدفة، وكان حوارٌ بالإيماء ودهشة العيون والوجه الشاحب والصوت الخافت.

سألني بإشارة من يده الحرة من قيد الأمصال عمّا أشكو، فأشرت بيدي الحرة إلى ظهري.

سألته عن الجديد في وضعه الصحي، فأشار إلى صدره، وهو يعلم، كما أعلم، أن المشكلة في الرأس، وربّما خانه وهن يده في الإشارة إلى أعلى... أو ربّما اختزل من حيث لا يدري تلك العلاقة الخلّاقة بين قلبه وعقله.

حوار إيميائي لم يستغرق أكثر من دقيقة، افترقنا بعده: أنا في اليوم التالي إلى تلك العملية الجراحية في العمود الفقري، وهو إلى عزلته العليلة قبل الرحيل...

سمير فرنجيه، قلب وعقل استثنائيان... لن يتكرّرا.

 

العميد المتقاعد خليل حلو/ماذا يفعل مسؤولونا الكرام ..أين هم بربـّـكم؟ أين هم؟ … أم يرون ولا يبصرون ويسمعون ولا يفهمون؟

العميد المتقاعد خليل حلو/فايسبوك/11 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63820

أتسائل في هذه اللحظات الهامة جداً لا بل التاريخية حيث القوى العظمى والقوى الإقليمية تتصادم من حولنا وربما على أرضنا ماذا يفعل مسؤولونا الكرام محاولاً إيجاد الجواب بكل موضوعية:

1. فخامة رئيس الجمهورية: هل يحاول الإتصال بنظرائه في كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية وقطر وإيران وتركيا لمحاولة معرفة ما يجري فعلاً ومحاولة تجنيب لبنان التداعيات الهائلة لما سيحدث؟ هل سيدعو المجلس الأعلى للدفاع للإجتماع؟

2. دولة رئيس مجلس الوزراء: كان مع الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي بالأمس. لا بد أنه يعرف أكثر من غيره ماذا يجري ... هل يحاول احتساب أين مصلحة لبنان كدولة؟ ... طبعاً الوقوف على الحياد لا يجدي نفعاً عندما تتصارع الديناصورات ... فأين سيقف بوضوح ويتحمل مسؤولياته مع وزرائه الذين يجب عليه جمعهم الآن؟

3. معالي وزير الخارجية: هل يحاول الإتصال بسفراء الدول الكبرى والإقليمية التي يعلو صوتها في هذه المرحلة؟ أم هو مهتم أكثر بالإنتخابات وملفات الغاز والنفط والكهرباء وبواخر الكهرباء؟

4. وزير الدفاع: هل يحاول قراءة المعاهدات العسكرية التي وقعها لبنان؟ واي منها يجب الإستفادة منها الآن؟ هل يحاول الإستفسار من العسكريين عن الإحتمالات والخيارات المتاحة واتخاذ القرار المناسب الذي يجنب لبنان صواريخ التوماهوك وقنابل ال1000 كيلو؟

5. رؤساء الأحزاب: هل يحاولون وضع خلافاتهم جانباً لرص الصفوف في مواجهة الأخطار أم يفضـّـلون أن يلمـّـوا زبائن على ظهر بعضهم البعض عن طريق إثارة المشاعر السلبية وجمع المخاتير والمفاتيح ورؤساء الأوقاف والنوادي؟

أين هم بربـّـكم؟ أين هم؟ ... أم يرون ولا يبصرون ويسمعون ولا يفهمون؟

عاش الشعب اللبناني

عاش لبنان

 

حزب الله يجلي عناصره من قاعدة التيفور في سوريا

موقع القناة الثالة والعشرون/11 نيسان/18/ذكر ناشطون سوريون معارضون أن عشرات العناصر من كتيبة الرضوان التابعة لحزب الله وصلوا أمس الثلاثاء برفقة عائلاتهم إلى مدينة يبرود بالقلمون الغربي بريف دمشق. وأوضح الناشطون أن عناصر حزب الله كانوا قد قدموا من ريف حمص بعد إخلاء النظام السوري لمطار التيفور العسكري بشكل شبه كامل. وكان مسلحو "كتيبة الراضون" يتواجدون في مواقع عسكرية لحزب الله بمحيط المطار وقرب مدينة القصير بريف حمص. من جانب آخر، أعلن يوجين سيريبرينيكوف النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس الاتحادي الروسي أن موسكو سترد فوراً على أي ضربة أميركية قد يتعرض فيها عسكريون روس في سوريا للأذى. وأضاف أن القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس تتمتعان بأنظمة حماية عالية الكفاءة. وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أميركي يقضي بإنشاء آلية تحقيق بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك بعد الاعتداءات التي وقعت السبت الماضي في مدينة دوما السورية قرب دمشق. ووافقت 12 دولة على مشروع القرار الأميركي، في حين عارضته روسيا وبوليفيا، وامتنعت الصين عن التصويت. وكان مشروع القرار يدعو إلى إنشاء آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة على أن تعمل لمدة سنة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وهذا الفيتو هو الثاني عشر الذي تستخدمه روسيا في مجلس الأمن بشأن الملف السوري منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011. وفي سياق متصل، دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية (يوروكونترول) شركات الطيران إلى توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال شن ضربات جوية في سوريا خلال 72 ساعة. وذكرت يوروكونترول أن من الممكن استخدام صواريخ جو-أرض أو صواريخ كروز أو كليهما معها خلال تلك الفترة وأن هناك احتمالا لتعرض أجهزة الملاحة اللاسلكية للتشويش على فترات متقطعة.

 

ماذا قال باسيل لمعاريف الإسرائيلية؟

المدن - لبنان | الإثنين 09/04/2018 /نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، الاثنين في 9 نيسان 2018، أن وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل قال في تصريح خاص لمراسلها في باريس جيدوان كوتز إن "خطر وقوع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحزب الله قد تقلص"، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر سيدر 1، الذي عقد يومي الجمعة والسبت الماضيين. أضاف باسيل لمعاريف أن "الحكومة اللبنانية نجحت في القضاء على الارهاب". وكانت تصريحات باسيل بشأن عدم رفض وجود إسرائيل، في نهاية العام 2017  لقناة "الميادين"، قد أثارت استنكاراً واسعاً في لبنان. لاحقاً، أكد المكتب الإعلامي لوزير الخارجية أنه لم يدل بأي تصريح لأي صحيفة خلال انعقاد مؤتمر سيدر في باريس. وسبق لإذاعة كان الإسرائيلية أن ادعت أنها حصلت على تصريح من رئيس الحكومة سعد الحريري يقول فيه أن لا خطر حالياً من اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر دافوس، في كانون الثاني 2018. وهو ما نفاه المكتب الإعلامي للحريري آنذاك.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 11نيسان 2018

النهار

سجّل إقبال كبير على "العمارة" لمعايدة النائب ميشال المر بالفصح ما لفت أنظار المراقبين في لوائح أخرى سجّلوا ‏أجواء استياء وترقّب.

رغم قرار وقف التوظيف فإن جدول أعمال مجلس الوزراء يتضمّن بنوداً عدّة تقضي بالتعاقد الوظيفي مع العشرات ‏وفي قطاعات مختلفة.

يتنقل عدد من الوزراء بالسيارات الرسميّة للقيام بحملاتهم الانتخابيّة على حساب الخزينة العامّة.

الأخبار

الكهرباء من جديد

يعقد مجلس الوزراء جلسة صباح غدٍ الخميس، وعلى جدول أعمالها بنود تحت عنوان "شؤون ماليّة"، تقضي غالبيتها ‏بنقل اعتمادات من احتياطي الموازنة إلى موازنات الوزارات. واللافت في جدول الأعمال هو البند الرقم 27 المدرج ‏تحت عنوان "عرض وزارة الطاقة والمياه للإجراءات المتوجب اتخاذها بأسرع وقت ممكن لإنقاذ قطاع الكهرباء". ‏ومن المتوقع أن يثير هذا البند الكثير من النقاش في الجلسة، لجهة رفض عدد كبير من الوزراء اقتراح استئجار بواخر ‏لإنتاج الطاقة من دون خضوع هذا المشروع لإجراءات إدارة المناقصات.

الحريري إلى الجنوب نهاية الأسبوع

أبلغ الرئيس سعد الحريري مناصريه في دائرة الجنوب الثالثة أن زيارته المرتقبة لقرى العرقوب في نهاية الأسبوع ‏الحالي ستكون بصفته رئيساً للحكومة وليس زعيماً لتيار المستقبل. وبناءً عليه، ستشمل زيارته عدداً من بلدات ‏العرقوب وبلدة الخيام، فضلاً عن أن المحطة الاولى ستكون في دارة النائب طلال أرسلان في حاصبيا.

زياد الحواط... أولوية جعجع

يتصل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، شخصياً، بعددٍ من المخاتير في قضاء جبيل، طالباً منهم تحشيد ‏الأصوات لصالح مُرشح "القوات" زياد الحواط، في وقت أنّ جعجع، الذي غاب عن لقاء عائلة طوق البشرّاوية قبل ‏أيام، لا يُفوّت مناسبةً جُبيلية إلا ويُشارك فيها للغاية نفسها.

باسيل يخشى التسميم!

قبل أيامٍ، زار الوزير جبران باسيل بلدة داعل (حيث أغلب الناخبين من الطائفة الشيعية) في قضاء البترون. زيارة ‏‏"غير دبلوماسية" من وزير الخارجية اللبنانية. فأثناء إعداد القهوة لباسيل، دخل مرافقوه إلى المطبخ لمراقبة ‏إعدادها. ويقول بعض الحاضرين إنّ المرافقين فرضوا على مُعدّي القهوة تذوّقها قبل أن يتم تقديمها لباسيل. اعتبر ‏المستضيفون هذا التصرّف "اتهاماً" لهم بأنّهم يريدون التسبّب في أذية معاليه، وقد أثار استياءهم، علماً بأنّ داعل ‏أعطت باسيل خلال دورة ال 2009 النيابية ما نسبته 99 % من الأصوات (92 صوتاً من أصل 93). مصادر مُقرّبة ‏من المُرشح في قضاء البترون أكدّت أنّ دخول المرافقين إلى المطبخ لم يكن بتعليمات من الوزير، وقد فُسّر ما ‏حصل على غير حقيقته.

"الثأر" لداعل أتى في بلدة راشكيدا البترونية، التي زارها باسيل بعد جولته في داعل. خالف أبناء راشكيدا (حصل ‏فيها باسيل في انتخابات ال 2009 على 332 صوتاً من أصل 347، أي ما نسبته 96 %)، أصول الضيافة مع ‏باسيل. فخلال ساعة، تقريباً، أمضاها باسيل في قاعة الزهراء في البلدة، "حُجبت" القهوة عن باسيل، ردّاً على ‏استفزاز مرافقيه لأهالي داعل. وذلك على العكس من الاستقبال المُميّز الذي حظي به النائب بطرس حرب، الذي ‏غادر القاعة قبل وصول باسيل. وكان باسيل قد انزعج من وجود أشخاص رفعوا رايات حركة أمل في راشكيدا، ‏ووضعوا صور رئيس مجلس النواب نبيه برّي على مداخل البلدة. وقد سمع باسيل كلاماً من الأهالي: "بلدتنا كانت ‏وفية معك، أنت من لم يكن وفياً".

عتب الأهالي في داعل وراشكيدا على باسيل ليس سياسياً، بل سببه طريقة التعامل معهم من قبل رئيس التيار ‏الوطني الحرّ. يقول مسؤول في فريق 8آذار إنّ باسيل "لا يُقيم وزناً للسكان هناك، لا خدماتياً ولا سياسياً، ‏لاعتباره أنّ أبناء داعل وراشكيدا سيُنفّذون في النهاية ما تطلبه منهم قيادتا حزب الله وحركة أمل". لا يُمكن باسيل ‏الرهان كثيراً على ذلك في الدورة الحالية، أولاً "لأنّ القرار لم يُحسم بعد لأي لائحة ستذهب الأصوات. وثانياً، ‏لأنه حتى ولو قرّر حزب الله منح أصواته في البترون لباسيل، فإن أنصار حركة أمل سيختارون لائحة تيار ‏المردة".

صور الزهراني معاً" تزور خليل الخليل!

ارتدّت زيارة لائحة "صور الزهراني معاً" للسفير السابق خليل كاظم الخليل سلباً على اللائحة وجمهورها ‏وشعار التغيير الذي ترفعه. وعُلم أن بعض داعمي اللائحة اعترضوا على مدّ اليد إلى عائلة لها تاريخها "الحافل" ‏في حقبتي الحرب الأهلية والاحتلال الاسرائيلي، فيما بدا المتحمّسون للزيارة مراهنين على إمكان تجيير هذه ‏العائلة أصواتها لمصلحة لائحة الاعتراض.

البناء

قالت مصادر أممية إن كلام السفيرين الروسي والسوري في مجلس الأمن غيّر المعادلات الكبرى حول سورية ‏بالتركيز على صدمتين كبيرتين لا يمكن تجاهلهما الأولى تأكيدات الخبراء الروس أن لا أثر لهجمة كيميائية في دوما ‏ولا مصابين، والثانية الاستعداد لتأمين وصول سريع لبعثة تحقيق أممية إلى دوما وتوفير شروط تحرّكها وحصولها ‏على كل ما يلزم لوضع تقرير محايد وموضوعي. وأن الارتباك الناتج عن هذا العرض بدا واضحاً في مواقف باريس ‏وواشنطن.

الجمهورية

فوجىء أحد الوزراء بحكم قضائي يُبطل قراراً إتخذه بحق أحد المديرين العامين على خلفية رأي لهذا المدير يعترض ‏على صفقة تُثار حولها شبهات.

أدى خلاف مالي بين رئيسة لائحة ونائب سابق إلى سقوط التحالف بين الطرفين واندلاع حرب كلامية تشهد عليها ‏كواليسهما.

حاول مرشحو لائحة أساسية في كسروان تركيب ماكينات إنتخابية في القرى لكنهم فشلوا بسبب الخلافات.

اللواء

يردّد أحد المراجع أنه مرتاح لاقتناع جهة حزبية كبيرة بوجهة نظره في ما خصَّ الابتعاد عن منطق المقاطعة.

تفاجئ الاستطلاعات رؤساء الكتل الكبرى بأن النتائج ستقلّل من حجم طموحاتهم

تطغى الإشكالات بين الماكينات الانتخابية، على الأحاديث في الشارع البيروتي، من زاوية الاستياء مما يجري.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 11/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حال رعب في المنطقة من جراء الكباش الاميركي-الروسي في سوريا وربما في شرق البحر الابيض المتوسط بأسلحة البحر والجو دون إسقاط البر من الحسبان.

هذه الحال إقتضت تعديل مواعيد رحلات طائرات الميدل إيست في الاثنتين والسبعين ساعة المقبلة فيما سرت أقاويل عن ظهور بارجة حربية روسية قبالة الساحل اللبناني.

وكان الرئيس الاميركي حذر روسيا من أن جيوشه آتية ورد الكرملين بأن الجيش الروسي جاهز للرد فيما اعلن ولايتي ان طهران ستقف الى جانب دمشق ضد العدوان الاجنبي.

وبينما الأنظار متجهة الى سوريا سمع صوتا(2) إنفجارين في الرياض وقد أعلن الحوثيون إستهداف وزارة الدفاع السعودية وأهداف اخرى في الرياض بضربات باليستية.

البداية من الملف السوري. وزير الدفاع الاميركي يعلن ان الجيش الأميركي مستعد لتقديم خيارات بشأن ضربات جوية على سوريا إذا كان ذلك مناسبا ووفق ما يقرره الرئيس فيما كشف نائب روسي ان موسكو على اتصال مباشر مع الجيش الأميركي في ما يتعلق بسوريا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

العقاب الاميركي الاوروبي لبشار الكيميائي لا يزال كلاميا، والواضح ان العائق الذي يؤخر العمل العسكري المحتمل ليس سوريا بل روسيا، فإصرار موسكو على الوقوف متراسا بين الصواريخ الاميركية ونظام الاسد جعل ترامب يتريث، العناد الروسي وضع واشنطن امام خيار صعب وحيد هو الحرب الشاملة مع كل ما يستدرجه هذا المسمى من تداعيات لا تريد التورط فيها. والاسئلة التي تطرح نفسها الان هي، هل يتحمل الفيل الاميركي ان يتحول فأرا ويتراجع امام موسكو؟ وما قصة الصواريخ فائقة الذكاء التي لا تصاب ولا يشوش عليها التي هدد بها ترامب؟ وهل تبقى هذه الصواريخ من دون رد؟ ام ان قبة باط روسية لضربة محدودة واردة الحصول تفاديا للاعظم؟ والفرضية الاخيرة تبررها معلومات عن ان الاتصالات لم تنقطع بين موسكو وواشنطن.

في اي حال الشرق الاوسط ان افضى التهويل الى ضربة محدودة ام الى حرب ام انتهى الى لا شيء سيدخل مرحلة عالية التوتر قد تجعل من الحرب متنفسا للموتورين في غياب الحلول العقلانية وما حصل من اجهاضات متبادلة للمشاريع الاميركية والروسية في مجلس الامن خير دليل على الافاق المغلقة، لبنان في الاثناء يبحر عكس التيار، الرئيس سعد الحريري يسعى بعد سيدر الى عزل البلاد عن نار الاقليم بالتوجه نحو الانماء والاعمار وتحصين الواقع الامني بوضع اقتصادي واعد، لكن الخطاب الانتخابي المتوتر والتراشقات السياسية العنيفة يشوشان على هذا التوجه.

في السياق الانتخابي لا يزال الاشراف على تصويت المغتربين يثير الغبار وقد جدد الوزير المشنوق التأكيد ان التدابير المتخذة تضمن نزاهة الاقتراع.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

هي الحرب إذا خيار غبي بصواريخ ذكية عبر إعلان إفتراضي. هل قام دونالد ترامب بتغريدة ناقصة فعلق البنتاعون على تغريدة خارج سرب المؤسسات بلا تعليق؟

الأكيد أن الأميركي الأصيل بات يحتاج إلى دخول المعركة بنفسه وصواريخه بعدما هزم الوكلاء في الميدان السوري، والأكيد أيضا أن المواجهة العسكرية الروسية – الأميركية منسوبها أعلى من أي وقت مضى.

ترامب دعا موسكو للإستعداد فردت على الدعوة بأقوى منها: قادرون على رد فعال وسريع على امل أن لا تعطيها واشنطن سببا لإستخدام كل الإمكانات الروسية في الرد. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رأى ان الوضع في العالم مثير للقلق آملا أن يسود المنطق السليم.

أما دمشق التي كانت واثقة من براءتها من الاتهام الكيميائي فرحبت بأي لجنة تحقيق حيادية أو غير مرتهنة ولم تستغرب التصعيد الأميركي الأرعن عبر استخدام فبركات وأكاذيب لاستهدافها معتبرة أن ذلك ليس غريبا على النظام الأميركي الذي عمل كقوات جوية لداعش.

هذه الإنعاكسات الخطيرة حذر منها رئيس مجلس النواب نبيه بري معتبرا أن نتائجها ستكون مدمرة لمستقبل العرب واستقرار أوطانهم وأنها وإذا وقعت ستكون ممولة من جيوبهم. الرئيس بري رأى أن الرهان إزاء هذا المشهد الذي يرقص فيه الجميع على حافة هاوية الحرب أن تنتصر إرادة الخير على إرادة الشر المستطير.

انتخابيا شدد رئيس المجلس أمام زواره في المصيلح أن النسبية الفضلى التي تؤمن الشراكة الحقيقية تكون وفقا للبنان دائرة انتخابية واحدة وإذ سجل أن الإيجابية في القانون الانتخابي الحالي هي الانتقال من مرحلة الأكثري إلى النسبي رأى أن هذا القانون في صيغته الراهنة خطير جدا على لبنان. وأكد الرئيس بري على ضرورة وجود وزارة للتخطيط في المرحلة المقبلة كمدخل حقيقي لتحقيق الإصلاح ومكافحة الفساد.

على طاولة مجلس الوزراء عادت الكهرباء عبر تقرير شامل علمت الـ NBN أنه مكون من مئة صفحة تم توزيعها على الوزراء تحت عنوان: خطة إنقاذ القطاع واعتماد البواخر كملحق مع بنود إضافية على جدول الأعمال.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

اعتلت صواريخ دونالد ترامب منصة التويتر واستعدت للانطلاق إلى سوريا في أجواء مفتوحة وبتحكم مروري جوي سهل عليها دخول المجال والتغريدة الحاملة للطائرات عبرت أولا الأجواء الإقليمية الروسية وتوجهت إليها بالقول: استعدي يا روسيا، لأن الصواريخ قادمة، وستكون جميلة وجديدة وذكية لكن موسكو ردت بأن الصواريخ الذكية يجب أن توجه إلى الإرهابيين لا الى الحكومات الشرعية على أن هدير الطائرات الحربية فوق سوريا لا يزال يخضع للعناية المركزة داخل البنتاغون ولفتت في هذا الاطار إشارة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الى أن الجيش مستعد لتقديم خيارات بشأن ضربات جوية على سوريا إذا كان ذلك مناسبا ووفق ما يقرره الرئيس والإشارة الأبعد تشكيكا كانت عبر إعلان ماتيس أن أميركا ما زالت تقيم المعلومات بخصوص الهجوم الكيميائي في دوما وفي سياق عرضها للخبر استخدمت وكالة رويترز عبارة الهجوم الكيميائي المزعوم ولحظت أن ماتيس أبدى نهجا حذرا بعد ساعات من تهديد ترامب بشن ضربات صاروخية وتكررت عبارة اليكميائي المزعوم في بيان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تعقد اجتماعا طارئا اليوم ما يعني أن أيا من الأطراف المعنية لم يجزمْ لتاريخه بمسؤولية النظام عن ارتكاب هذه الجريمة لكن الولايات المتحدة غالبا ما تتخطى الأحكام لا بل تصدرها وتبني خياراتها على أساسها وعبر التاريخ هذا ما فعلتْه في العراق وأفغانسان ولبنان.

الزمن تغير والعادات الأميركية الإسرائيلية لم تتغير، اليوم روجت كذبة دوما وصدقتها وبنت الحرب على فرضيتها وهي انتهجت الطريقة عينها عندما غزت العراق ودمرته عام الفين وثلاثة بذريعة أن بغداد تهدد العالم بأسلحة دمار شامل ثبت أنها لا تملك منها شيئا، وأن صدام حسين متواطىء مع أسامة بن لادن وقاعدته، علما أن لاشيء كان يجمع بين الرجلين. وبذرائع من هذا النوع بررت غزوها لأفغانستان عام ألفين وواحد لتدمير القاعدة وبن لادن الذي لم يتمكن منه الاميركيون سوى بعد عشر سنين في باكستان. وهكذا فعلت إسرائيل عام اثنين وثمانين عندما بررت اجتياحها لبنان بإطلاق النار على سفيرها في لندن شلومو ارغوف في عملية ملتبسة أما الحادث الأقرب زمنا فقد تولته بريطانيا الدولة المسيرة سياسيا على هوى أميركا حيث قلدتها في ملف تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته في مدينة ساليزبري البريطانية وسارعت قبل انتهاء التحقيق الى اتهام روسيا من دون تقديم الدليل. غير أن في بريطانيا حزبا معارضا يقف للحكومة بالمرصاد إذ طالب جيريمي كوربين زعيم حزب العمال بأن تكون للبرلمان كلمة بشأن أي عمل عسكري ترغب رئيسة مجلس الوزراء تيريزا ماي في اتخاذه ردا على ما يعتقد أنه هجوم كيميائي في سوريا ورأى أنه لا يمكن أن تجازف بريطانيا بتصعيد الوضع أكثر مما وصل إليه أمام هذه الصورة لا يمكن توقع ما سيقدم عليه دونالد ترامب الذي سبق أن هدد كوريا الشمالية ثم غازلها فاضطرابه من الرأس إلى الرئاسة قد يدميه بقرار عسكري متهور هو يمتلك القنابل الذكيه لكن حاملها غبي إذ إن ضرباته المتوقعة في سوريا لن تغير في المعادلة على الأرض فسوريا النظام أصبحت أكثر نظاما وسيطرتها العسكرية باتت أكثر قبضة واشنطن اليوم لم تعد وحيدة في صنع القرار الدولي ولروسيا التي تنافس لاستعادة دورها العالمي وجود عسكري قوي في سوريا ولديها حلفاء أقوياء وتاليا، الساحة السورية ليست خالية مثلما كان العراق أو أفغانستان.

وفي حال حصولها فالمرجح أن تكون الضربات الأميركية محدودة. لبنان بدوره أخلى الساحة الجوية للعبور وأعلن وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس الخطوط الجوية الوقائية وهذا البلد الذي حكمته معادلة المصير والمسار غير مساره الجوي وذلك بعدما أرسلت الوكالة الأوروبية للسلامة الجوية تحذيرا دعت فيه شركات الطيران الى توخي الحذر من سلوك مسار الخطوط الجوية السورية والمسار القبرصي القريب من تركيا خوفا من صواريخ قد تنطلق من قواعد بحرية أو صواريخ جوية بعيدة المدى وحدها بواخر الكهرباء ظلت في مأمن من هذا الخطر ورست من جديد على ميناء مجلس الوزراء غدا مع تحذير مغلف بتهويل على جدول أعمال مجلس الوزراء إذ أعلنت الحكومة في هذا الجدول النفير العام من خلال القول إنها ستبحث الاجراءات الواجب اتخاذها لإنقاذ الكهرباء هذا عنوان ليس إلا لإنقاذ المتأزمين انتخابيا لأن الإجراءات السريعة الواجب اتخاذها سوف تصطدم بخطوط التوتر العالي ومد خيوط التوزيع الذي يستلزم سنة ونصف السنة لإنجازها وهذا الاستعجال سوف يكلف الدولة والناس ثمانمئة مليون دولار ومن شأنه أن يطيح الأحد عشر مليار دولار المحصلة من سيدر واحد لكون أحد شروط المؤتمر الدولي كان الشفافية عبر اعتماد آلية المناقصات فهل يقف الوزراء المعترضون موقف المتفرج كيف سيتصرف وزراء القوات وهل بدأ ضرب اليد على الطاولة وأين سيذهب وزراء حزب الله بالوعد الصادق للأمين العام السيد حسن نصرالله في مكافحة الفساد غدا أول الاختبارات فمن سيجرؤ ؟

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

ترامب يلوح بصواريخه اللطيفة الجديدة الذكية، ويطلق أوصافا قاسية في حق نظيره السوري. أما بوتين، فيصف الوضع بالفوضى الدولية، ويرى أنه مثير للقلق، لكنه ينادي في الوقت عينه بالعودة إلى المنطق السليم، وتغليب لغة العقل.

وفي ما بين الإثنين، شعب يئن من الألم... ضحايا بمئات الآلاف... معوقون... مشردون... ونازحون مشتتون في كل أصقاع الأرض.

هكذا أقفل المشهد الإقليمي-الدولي اليوم. فهل يقرن الرئيس الأميركي أقواله بأفعال؟ هل ينفذ ضربته الموعودة؟ أم يحجم في اللحظة الأخيرة؟ وفي حال نفذ، ما حجم التصعيد؟ وماذا سيكون عليه الموقف الروسي حينذاك؟

أسئلة كثيرة تشغل البال، والأجوبة عليها مجهولة، مع أن الاحتمالات كالعادة، ثلاثة: إما ضربة، أو لا ضربة، أو ميني-ضربة.

لكن، في كل الأحوال، وفيما اتخذت تدابير احترازية للملاحة الجوية تحسبا لأي طارئ، مع التشديد على أن لا داعي للذعر، يبقى هم لبنان الأول، النأي عن نار المحيط، وتكريس الاستقرار الأمني والسياسي، وإجراء الاستحقاق النيابي المنتظرة منذ تسع سنوات. وفي هذا الإطار، التحضيرات مستمرة، رسميا وشعبيا، وعلى مستوى الماكينات. مع الإشارة إلى ان قصر بعبدا، الذي أكد سيده اليوم مكافحة كل مظاهر الفساد في الانتخابات، يشهد غدا جلسة لمجلس الوزراء يطرح خلالها بشكل حاسم على الأرجح ملف الكهرباء... وعند الامتحان يكرم الطرف السياسي المعني، أو يهان ثم يحاسب...

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

في السماء السورية ترسم من جديد خريطة المنطقة وحدودها السياسية والميدانية.. وعلى وقع صراخ الرئيس الاميركي المأزوم، تجري وزارة حربه تقييما لما اسمته الهجوم الكيميائي في دوما، مبدية الاستعداد لتقديم خيارات بشأن ضربات جوية على سوريا وفق ما يقرره ترامب..

ولان العالم لم يعد تحت احادية القرار، ولان المنطقة المرسومة لسنوات بكل اشكال التضحيات لا ترهبها عنتريات فاتها الوقت، توقف الرد على ترامب عند حدود كلام السفير الروسي في لبنان الكساندر زسبيكين للمنار، من ان الجيش الروسي سينفذ امر الرئيس بوتين بمجابهة الصواريخ الاميركية التي ستستهدف سوريا، وسيرد على مكان اطلاقها..

وما بعد، تقييم روسي للوضع في العالم بأنه مثير للقلق بحسب الرئيس فلاديمير بوتن الذي أمل ان يسود المنطق السليم..

وحتى يسلم العالم من جنون ترامب واحقاد اتباعه، يكمل الجيش السوري وحلفاؤه حربهم ضد الارهاب التكفيري، ويؤكدون مواصلة المهمة وان تدخل الاصيل، فيما اصل الفكرة أن الاميركي والاسرائيلي والسعودي وبعض الاوروبي يعرفون في تقدير الاوضاع ان الامور لا تحتمل مغامرات، وان الشعيرات التي فصلت المنطقة عن الحرب يوم ضرب الاميركي مطار الشعيرات السوري دعما لداعش قبل نحو عام، هي اقل الآن..

وفي لبنان، تحذير من الرئيس نبيه بري حول الانعكاسات الخطيرة التي قد تنجم عن اي عمل عسكري قد يستهدف سوريا، معتبرا ان اي حرب ان وقعت ستكون ممولة من جيوب العرب، ونتائجها ستكون سلبية ومدمرة حتما لمستقبل اوطانهم..

اوطان باعوها في مزاد الصفقات، واغرقوها في رمال الاشقاء، حيث واصل اليمنيون اليوم الرد على العدوان السعودي الاميركي، راسمين جديد المعادلات، فكلما قصفوا لنا منشأة سنستهدف المنشأة السعودية المقابلة لها أكد الجيش اليمني، وقبل ان يعلن حاكم السعودية محمد بن سلمان ان قواته مستعدة للمشاركة بالضربة الاميركية على سوريا، كان عليه السعي لحماية وزارة دفاعه من الصواريخ اليمنية التي جالت مجددا في سماء الرياض ..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

إيقاع التهديدات الاميركية المتصاعد بضربة عسكرية لنظام الاسد لا يزال يهز المنطقة ويدفع إلى حال من الانتظار والترقب لساعة الصفر ولحجم الضربة ومكانها.

فعلى خلفية الهجوم الكيماوي الذي شنه نظام الاسد وأدى إلى مجزرة في دوما، غرد الرئيس الاميركي دونالد ترامب اليوم، مؤكدا ان الصواريخ قادمة “فاستعدي يا روسيا” واصفا الصواريخ بأنها جديدة وذكية. وتوجه إلى الروس بالقول لا يجب عليكم أن تكونوا شركاء مع حيوان قاتل بالغاز.

سبق تغريدة ترامب معلومات عن اتفاق بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي على توجيه ضربة عسكرية لنظام الاسد قبل نهاية الأسبوع الحالي.

وفي رد روسي على تغريدة ترامب ان الصواريخ الذكية ينبغي أن توجه صوب الإرهابيين.

السجال الاميركي الروسي ترافق مع معلومات من مصادر متعددة بأن قوات الاسد تخلي مطارات رئيسية وقواعد عسكرية في سوريا وان عناصر حزب الله أخلوا مواقعهم قرب مطار “ال تي فور” والقصير وغادروا إلى مدينة يبرود بالقلمون الغربي بريف دمشق.

لبنانيا وبعد تحذير الوكالة الاوروبية للسلامة الجوية شركات الطيران الى توخي الحذر في شرق المتوسط لإحتمال شن ضربات جوية في سورية، أعلن وزير الاشغال يوسف فنيانوس عن اتخاذ اجراء احترازي بتعديل خطوط مسار الطيران حتى منتصف ليل الجمعة.

داخليا ايضا وبعد عودته من باريس حيث اجتمع الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والى ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مؤتمرا صحافيا اوضح فيه نتائج مؤتمر سدر مؤكدا انه بداية لعملية تحديث اقتصادنا واعادة تأهيل بنيتنا التحتية وتحقيق النمو.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

انه الجنون في سوريا، وهدير طبول الحرب يكاد يسمع هناك.

الضربة العسكرية انتقاما لهجوم دوما، الذي يعتقد ان السلاح الكيميائي استخدم خلاله، اصبحت حتمية، حسب واشنطن وباريس ولندن وموسكو وانقرة وتل ابيب وحتى دمشق، يبقى ان يعرف نوعها، حجمها، هوية المشاركين فيها والاهم تداعيتها.

حتى الساعة كل المعطيات، على الاقل الاميركية منها، تشير الى قرب وقوع هذه الضربة، فالاساطيل الاميركية والفرنسية تكاد تلامس الشواطئ السورية، والطائرات الحربية الاميركية تحلق فوق فرنسا متجهة الى الشرق الاوسط والرئيس الامريكي دونالد ترامب، دعا موسكو للاستعداد لصواريخ اسماها جميلة وذكية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكتفى بالقول ان ما يحصل في العالم مقلق، بينما قال الكرملين: الهجموم الكيماوي المختلق لا يمكن ان يكون ذريعة لعمل عسكري، اما ايران فاكدت وقوفها الى جانب سوريا ضد ما اسمته العدوان.

بين وحشية الكيميائي، ومهزلة جمال الصواريخ الذكية والقلق المقترن بالتشكيك يقف السوريون المدنيون عاجزين، يترقبون اصوات طائرات وصواريخ وصواريخ مضادة، قد تضع حدا لحياتهم، فيما يتمترس العالم كله وراء مصالحه، وكل اهتمامه يتمحور حول الاتي: هل يصمد النظام بعد هذه الضربة اذا جاءت محدودة، ام يسقط النظام اذا كانت الضربة شاملة؟

السوريون يصحون خائفين وينامون خائفين، فهل من خوف في ضمائر العالم يوقف مجزرة عمرها سبعة اعوام؟

 

في الاستراتيجية الدفاعية الموعودة

خليل حلو/مدى الصوت/11 نيسان/18

http://alsawt.org/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9/

لفتتني لافتة لأحد المرشحين المحسوبين على العهد كتب فيها أن الإستراتيجية الدفاعية آتية.

لن أدخل هنا في  تحديدٍ لمن عرقل وضع هذه الإستراتيجية منذ بداية الحديث عنها، لكنني أود أن أنعش ذاكرة المرشحين والناخبين بأن لبنان دولة مؤسسات، وأنتم يا سادة البلاد ساهمتم في تهشيم هذه المؤسسات التي يعود عمر بعضها إلى 90 عاماً. أيها السادة لدينا دستور وقوانين منها قانون الدفاع الوطني، والنصوص الواردة فيها تختصر بما يلي:

– مجلس الوزراء يضع الإستراتيجية الدفاعية وليس طاولات الحوار. مع الإشارة إلى أن كل الأحزاب تقريباً موجودة في مجلس الوزراء الحالي، والأرجح في مجلس الوزراء المقبل ولا حاجة إلى طاولات حوار لهذه الغاية.

– المجلس الأعلى للدفاع هو الذي يحول الإستراتيجية الدفاعية إلى خطة دفاعية ويكلف الوزارات المختصة بالتنفيذ، ولا سيما وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والمال والإقتصاد.

وزير الدفاع يكلف المجلس العسكري وقيادة الجيش بتنفيذ الشق العسكري من الخطة الدفاعية، وقيادة الجيش تعرف ما يجب فعله بهذا الخصوص.

– لا وجود لشركاء للدولة اللبنانية في أي خطة دفاعية وفقاً للدستور والقوانين.

صحيح أن هناك قوى أمر واقع موجودة ولا يمكن تجاهلها، ولكن لا يجوز في أي شكل إشراكها في الإستراتيجية الدفاعية، لأن هذه القوى لن تأتمر لا الآن ولا غداً لا بمجلس الوزراء ولا بالمجلس الأعلى للدفاع ولا بقيادة الجيش. ولكن هذه القوى تحظى بثقة جزء لا يستهان به من الشعب اللبناني، لذلك يجب أن تتمحور أهداف الإستراتيجية الدفاعية على إعادة الثقة بالمؤسسات الدفاعية والأمنية اللبنانية لدى المواطنين كافة،  وفقاً لما يلي:

1 – تنفيذ خطة تطوير الجيش الملحوظة في أركان القيادة من خلال تنفيذ قانون تسليح الجيش الصادر منذ العام 2012 وقيمته 900 مليون دولار، ومن خلال هبات الدول الصديقة والمساعدات المقررة في مؤتمر روما- 2.

2-  تكليف قيادة الجيش وفقاً لقانون الدفاع الوطني بحماية الحدود الشمالية والشرقية والجنوبية والبحرية كما تراه مناسباً، وهي قادرة على ذلك من دون أدنى شك، وقدرات الجيش تتطور نحو الأفضل، مع تطبيق القرارات الدولية كافة، لا سيما قرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701 وإتفاقية الهدنة مع إسرائيل الموقعة العام 1949.

3-  تكليف الوزارات المختصة، وفقاً للخطة الدفاعية، بتحويل أفضلياتها الإنمائية إلى المناطق الحدودية الشمالية والشرقية والجنوبية، علماً أن قسماً من المناطق الجنوبية حظي بإنماء أفضل من بقية المناطق خلال العقود السابقة. الهدف من ذلك إشعار مواطني تلك المناطق بأنهم ينتمون إلى دولة لبنان.

4- الإستحصال من قوى الأمر الواقع على روزنامة زمنية واضحة لتسليم الجيش، وحده من دون سواه، المناطق والمراكز الخارجة عن سيادة الدولة وسلطتها، وأيضاً تسليم الأسلحة على غرار ما فعلت قوى الأمر الواقع السابقة في تسعينيات القرن الماضي، على ألا يتعدى هذا الجدول خمس سنوات.

5- قوى الأمر الواقع هذه ممثلة خير تمثيل في مجلس النواب ومجلس الوزراء ومؤسسات الدولة كافة، مما يعطيها ثقة بعدم تهميشها مستقبلاً.

هذا كفيل بإعادة الثقة بين  كل شرائح الشعب والدولة ووضع بناء الدولة على السكة الصحيحة. أما الحديث عن طاولات حوار لوضع إستراتيجية دفاعية فيوحي أنه لا يتعدى الحديث الإنتخابي، أو أنه كلام لا غد له وكانت الغية منه إزالة الألغام أمام مؤتمر "سيدر" الباريسي.

**خليل حلو/عميد متقاعد في الجيش اللبناني

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"التجمع اللبناني": المقتلة السورية بلغت مرحلة مخيفة والمنطقة على حافة الانفجار وحرائقها تهدد لبنان

النهار/11 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63822

أصدر "التجمع اللبناني" بياناً حول التطورات الأخيرة في سوريا ولبنان والمنطقة، ومما جاء فيه أن "استخدام السلاح الكيميائي ضد أبناء الغوطة أدى مرة جديدة إلى إعادة تسليط الضوء على المأساة السورية الرهيبة. لقد بلغت وحشية النظام حدودها القصوى أمام أنظار العالم الذي يتململ عند كل مذبحة، لكنه لا يتخذ موقفاً جذرياً لوقف نهر الدم المتدفق منذ سنوات".  وقال البيان إن "الحكومة الروسية تقف بتعسف إلى جانب الأسد وتبذل جهوداً كبيرة من أجل عدم إدانته في مجلس الأمن الدولي وهي استخدمت اليوم حق الفيتو للمرة 12 وتمضي تدافع عن الجريمة بإنكارها. إن سياسة عدم المساءلة التي تهيمن على العلاقات الدولية تتناقض كلياً مع شرعة حقوق الانسان وتهدد كل المنطقة والتوازن الدولي بأفدح الأخطار". ورأى "التجمع اللبناني" أنه صار واضحاً أن "التقارب الروسي – الايراني – التركي إنما يتم على حساب الشعب السوري في الأساس وعلى حساب كل الشعوب العربية، وهذا ما نراه واضحاً في مذابح الغوطة الشرقية وفي استخدام الأسلحة الكيميائية غداة قمة أنقرة، قمة "المنتصرين" على الشعب السوري. إن إصرار روسيا على بقاء بشار الأسد في السلطة إنما يعني تجديد رخصة النظام بالقتل والابادة والاقتلاع والتدمير"، وشدد على أنه "لا يمكن وقف المذبحة المستمرة من دون إنزال العقاب بالقتلة وإدانة التغاضي عن النهج التوسعي لحكام طهران، ومن دون رؤية الأبعاد الخطيرة للإحتلال التركي في الشمال السوري"، حيث "تستمر المقتلة ومعها يتردد المعطيات عن عدم رغبة العدو الاسرائيلي إيجاد بديل للنظام السوري ما يزيد الأمور تعقيداً ليس في سوريا فقط وإنما في لبنان أيضاً. فكلما تعمقت الأزمة في سوريا تم دفع لبنان إلى وسط الحرائق. فسياسة "النأي بالنفس" ليست أكثر من حبر على ورق، حيث أن "حزب الله" الطرف الفاعل والمؤثر، صار جزءاً أساسياً من المقتلة المستمرة وهذا ما سوف يترك آثاره على لبنان الحاضر والمستقبل". لبنانياً شدد البيان على اللوائح الانتخابية المختلفة التي تحفل بـ"العديد من ودائع النظام السوري، المعروفة منها والمستترة، حيث يجري تهيئتها لتلعب دورها المقبل في البرلمان لصالح إعادة ربط لبنان بعجلة النظام السوري ومحاولة العودة بنا إلى زمن الإحتلال السيى الذكر. كما أن بعض شرائح الطبقة الحاكمة التي كان المواطن يعول عليها سابقاً، للدفاع عن الدولة في وجه تغول الدويلة، أثبتت استخفافها بمصالح البلد وناسه ودوره وأعطت الأفضلية لمصالحها الخاصة"، حيث تغيب المستجدات الخطيرة عن "خطاب كُثر ممن يدّعون أنهم يمثلون قوى المعارضة المدنية". ورأى "التجمع اللبناني" تصعيداً في خطاب أنصار الدويلة الإقصائي، في محاولة مستمرة لربط لبنان بسياسات محور الممانعة التي تعزله عن محيطه العربي، وتدفعه للوقوف في مواجهة المجتمع الدولي الذي لا يزال يبدي حرصاً شديداً على تجنيبه حرائق المنطقة". وحذّر البيان" من خطورة تدهور الأوضاع العسكرية في المنطقة، وهذا ما تشي به الكثير من المعطيات، مما قد يدفع بالانتخابات نحو المجهول ويعطي الطبقة السياسية فرصة تمديد جديد".

 

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 179

11 نيسان/18

في ما فوق السياسة

سمير بيك..

اليوم الذكرى الأولى لغيابه.

ترك هذا العالم الفاني وعبر إلى العالم الأبدي حاملاً معه همّ لبنان وهمّ إعادة تجديد معنى لبنان بعد أن دمرّت الحرب الأهلية كل شي!

عمِل على إعادة ترتيب نظام القيم بين اللبنانيين، وعلّم "احترام الآخر المختلف كما هو"!

أعاد تكوين الوحدة الوطنية حتى وصل إلى 14 آذار 2005!

كان خوفه بمحلٌه ليل 14-15 آذار، عندما سأل نفسه: "هل القوى السياسية ترتقي إلى حد مسؤولية الحدث؟"

صنع مدرسة فكرية أخلاقية سياسية وطنية ينتمي اليها "تقدير موقف"!

في غيابه ربح..

لم يرَ ما جرى وما يجري!

لم يرَ تكريس عودة اللبنانيين إلى داخل مربعاتهم الطائفية بعد أن نسفوا أركان وحدتهم!

لم يرَ انهيار نظام القيم، في انتخاباتٍ تحوّلت إلى بيعٍ وشراء مقاعد وكراسي!

لم يرَ بقاء الأسد وانهيار الثورة السورية ونقل سفارة اميركا الى القدس واجتياح ايران للمجلسين النيابيين اللبناني والعراقي وتراجع المشروع العربي بالهوية والثقافة والحضور السياسي!

إنما..سمير بيك علّمتنا الأمل و ... سنلتقي!

 

نديم الجميل: الكتائب والقوات يمثلان الفكر المقاوم للتسلط والهيمنة

الأربعاء 11 نيسان 2018 /وطنية - أكد النائب نديم الجميل، عبر حوار مفتوح أجري معه، أنه على "استعداد لأية مناظرة عامة عبر وسائل الاعلام مع مرشحين يخوضون الانتخابات بمواجهته، شرط أن تتمثل فيها كل اللوائح التي تخوض الانتخابات في دائرة بيروت الأولى". وقال: "رغم أن تجمع 14 آذار خذل الجزء الكبير من جمهوره، فأنا متمسك بفكر ومبادىء 14 آذار الذي يطالب بسيادة كاملة للدولة على أراضيها، وقيام دولة قوية وعادلة لا يتحكم فيها السلاح غير الشرعي ولا يشوبها الفساد والمحسوبيات"، موضحا أن "المشكلة تكمن في أن بعض الأطراف يعتبر أن كرامته غير مؤمنة إلا عبر السلاح وهذا ما خلق عدم توازن داخل المجتمع اللبناني". اضاف: "نريد أن يشعر المواطنون أنهم متساوون بالحقوق والواجبات. وإذا كنت لا أؤيد الفكر السياسي لـ"حزب الله" التابع لولاية الفقيه، فهذا لا يعني أبدا أنني ضد الطائفة الشيعية الكريمة التي قدمت الكثير للبنان وفيها طاقات جبارة، و"حزب الله" هو جزء من هذه الطائفة التي تمثل شريحة واسعة من المجتمع اللبناني. وبالتالي، أنا مستعد أن أكون الضمانة لحقوق المواطنين الشيعة شرط ألا يتحكم السلاح غير الشرعي بقرارات الدولة المصيرية". وأوضح أن "الكتائب والقوات يمثلان تطلعات مشتركة في العديد من الأمور الوطنية والمصيرية ويمثلان بالتالي الفكر المقاوم للتسلط والهيمنة على مقدرات الوطن". وختم: على لبنان أن ينتقل الى العمل الحزبي المنظم، لأنه عبر العمل الحزبي، تتشارك مع الغير الأفكار والتطلعات والمشاريع، ومن هذا المنطلق يهمني بعد 6 أيار أن تتشارك كتلتا الكتائب والقوات في تكوين جبهة متينة تمثل تطلعات وآمال شريحة كبيرة من اللبنانيين".

 

قائد الجيش واصل زيارته للكويت والتقى اميرها ومسؤولين عسكريين

الأربعاء 11 نيسان 2018/وطنية - واصل قائد الجيش العماد جوزاف عون زيارته لدولة الكويت، فالتقى قبل ظهر اليوم أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ووجه شكره إلى الكويت "دولة وشعبا على دعمها المستمر للبنان ولجيشه". كما عقد العماد عون اجتماعا مع رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الفريق الركن محمد الخضر، بحضور نائبه الفريق الركن الشيخ عبد الله نواف الأحمد الصباح وعدد من أعضاء مجلس الدفاع العسكري وكبار الضباط في الجيش الكويتي، تخلله بحث في "علاقات التعاون بين جيشي البلدين وسبل تفعيلها في المراحل المقبلة، خصوصا في مجالات التدريب المشترك وتبادل الخبرات والتقنيات العسكرية".

 

المطران مظلوم: ندعو الرئيس عون الى سحب البند 50 من الموازنة

المركزية/11 نيسان/18/شدّد النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم على أن بكركي تعيد التذكير دائماً بالمفاهيم الأساسية التي يجب الإلتزام بها لا سيما لجهة منع التوطين في لبنان.

وفي معرض تعليقه على البند 50 من قانون الموازنة العامة للعام 2018، اكد مظلوم، في حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، انه لا يجوز تمرير مثل هذه الأمور في الموازنة، خصوصاً وأن القرار المتعلق بالإقامة مقابل شراء شقة هو قرار سيادي، ويفترض ان يصوّت عليه أكثرية أعضاء مجلس النواب.

وإذ سأل ما الهدف من وراء إقرار هذا البند، قال المطران مظلوم: لو كان تطبيق القوانين في لبنان يحصل بشكل دقيق وتام لما كنّا لنخاف. مضيفا انه لو أعطيت اليوم الإقامة لـ 50 ألف شخص كم سيبلغ عددهم بعد 20 سنة؟ وانتقد المطران مظلوم الإستفراد الحاصل في السلطة او في اتخاذ القرارات، لافتاً الى أن البعض لا يسأل عن رأي الآخرين. داعيا الى الغاء هذا البند من الموازنة، لانها ليست المكان المناسب لمثل هذه البنود، خصوصاً وأنه يفتح الباب على دهاليز لا نعلم كيف ستتطوّر الأمور من خلالها. ودعا المطران مظلوم رئيس الجمهورية الى إعادة هذا القانون الى مجلس النواب من أجل سحب البند 50 منه، مشدداً على ضرورة العمل بجدّية على توضيح الأمور، ثم عدم الخلط بين القضايا المطروحة، محذّراً من التمريرات التي “ما إلها عازة”، على غرار ما حصل لجهة تمرير مرسوم التجنيس، حيث ارتفع عدد المجنّسين من 400 ألف الى ما يقارب المليون ونصف المليون.

وسأل: أين هم هؤلاء المجنّسون، وما هي الأعمال التي يقومون بها، وهل هناك مَن يعلم عنهم شيئاً؟ على الرغم من القرار الصادر عن القضاء بإلغاء هذه الجنسية لا سيما لمن كانوا في السجون.

 

اعتصام لاهالي الموقوفين الاسلاميين في طرابلس

المركزية/11 نيسان/18/نفذ أهالي الموقوفين الإسلاميين اعتصاما في ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس عمدوا خلاله إلى قطع الطرقات المؤدية إلى الساحة، وذلك بعد الاخبار التي تحدثت عن ان العفو العام تأجل إلى ما بعد الانتخابات النيابية. وقد إنتشرت وحدات من قوى الأمن الداخلي في الساحة وعند المفارق الأساسية المؤدية إلى المحلة وعمدت إلى تنظيم السير وتحويل حركة المرور إلى الطرقات البديلة داخل المدينة .

 

"التيار المستقل": نخشى ارهاق الخزينة بالقروض

المركزية/11 نيسان/18/عقد المكتب السياسي للتيار المستقل اجتماعه الأسبوعي برئاسة اللواء عصام ابو جمرة، في مكتب التيار في بعبدا، وتم البحث في المادة 50 من موازنة العام 2018 و"آثارها الكارثية على الوضع الديمغرافي في لبنان". وشجب المجتمعون، في بيان، "بشدة هذه المؤامرة الخبيثة من قبل من مرقوها بدم بارد بمشروع قانون الموازنة، وهي تخالف الفقرة ط من مقدمة الدستور لا توطين، وترتقي الى وصفها بالخيانة العظمى لما تحدثه من تغيير ديمغرافي بتوطين من يتملك منزلا من مليوني نازح على ارض لبنان"، مطالبين "بالغاء فوري لهذه المادة لوقف تداعياتها الكارثية على لبنان". وتطرقوا "الى نتائج مؤتمر سادر، فابدوا خشيتهم من أن ترهق القروض الممنوحة للبنان الخزينة العامة دون فائدة تذكر، طالما أنها جاءت مشروطة باصلاحات موعودة كسابقاتها التي لم يتحقق منها شيء نظرا لحجم الفساد المستشري على كافة الاصعدة". واعتبروا "ان فعلة الفساد، ليست على مستوى الطبقة الشعبية الكادحة الفقيرة التي لا حول ولا قوة لها، بل هي على مستوى الحكام والقادة الذين يتقاسمون مغانم الصفقات واحيانا يتقاتلون على توزيعها، فيتراشقون التهم بالسمسرات علنا دون خجل او حسيب معطلين الاجهزة الرقابية كافة.فهذه وزارة الفساد وبعدها هيئة مراقبة الانتخابات، التي رغم كلام الشعب ووسائل الاعلام عن عمليات الرشاوى الانتخابية وشراء المقاعد وتدخل بعض مسؤولي السلطة الحاكمة بمجريات العملية الانتخابية لصالحهم، لم تضبط اية مخالفة تذكر". وشدد المجتمعون "على ضبط عملية انتخاب المغتربين، لا سيما اثناء الاقتراع وخلال عملية فرز الصناديق ونقلها بالطائرات الى لبنان، الى حين اصدار النتائج النهائية"، واكدوا "ضرورة مطالبة الدول الكبرى، عبر هيئة الامم المتحدة، بالعمل لحقن الدماء ووقف التدمير بتجنب حرب عالمية ثالثة في المنطقة خاصة في سوريا وجوارها بعد كل ما حدث فيها منذ سنوات عدة".

 

موقف لافت لجيلبير شاغوري من المواجهة الإنتخابية بين باسيل وفرنجية!

جانين ملاح/الكلمة اونلاين/11/04/2018/صحيح ان المسافة الزمنية التي تفصلنا عن موعد الاستحقاق النيابي تسجّل 25 يوما، ولكن في الواقع الانتخابات بدأت داخل البيوتات السياسية في زغرتا قبل هذه المدة بكثير تحضيرا لمعركة أقلّ ما يُقال عنها انها من اشرس المعارك الانتخابية. ولعلّ المنازلة في هذه الدائرة التي يشكّل فيها الناخبون المسيحيون النسبة الأكبر، إذ يبلغ عدد مختلف المذاهب المسيحية نحو 221000 ناخب من أصل 246000 ناخب، ستكون على المقعد الماروني الثالث طالما ان طوني سليمان فرنجية، ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض هما الثابتان في هذه المعادلة الانتخابية وسيكون الفوز من نصيبهما حتما. الاول، ابن البيك ذات الحضور القوي يضاف اليه قوة تيار المردة في القضاء ذات المقاعد الثلاث المارونية التي يشغلها حاليا نوابه سليمان فرنجية، وسليم كرم، واسطفان دويهي، الى جانب التأييد التي تلقاه اللائحة من رجل الاعمال جيلبير الشاغوري ذات الارضية المؤثرة على مجرى الانتخابات ونتائجها خصوصا وان اوساط قريبة منه كشفت لموقعنا بان الشاغوري مؤيد لسليمان فرنجية ويبذل جهده وامكانياته في سبيل انجاح لائحة المردة في الشمال وانه يفتخر ويجاهر بها. والآخر اي معوض ذات الرقم الصعب في زغرتا والوضع الماكن والمريح على لائحة جمعته مع التيار الوطني الحر وتضم اضافة اليه كلا من الوزير بيار رفول والنائب السابق جواد بولس. وفي هذا الاطار، تفيد المعطيات بان تيار المستقبل الذي يمون على الاصوات السنية، قد يوزّع اصواته بين التيار الوطني والمردة فيما تشير اوساطه الى انه سيجيّر كافة اصواته الى لائحة باسيل، أما حزب الله ووفق المعطيات للكلمة اونلاين فانه سيوزع أصواته ايضا بين التيار والمردة، وهنا نكون امام حالتين:

-اما ان يفوز الدويهي عن لائحة المردة خصوصا وانه كما بات واضحا ان المردة يميل للاخير سيما بعد العشاء الانتخابي الذي جمع قبل أيام قليلة الدويهي وطوني فرنجية مع تغييب كامل للنائب سليم كرم المفترض أنه على اللائحة معهما.

-اما الفوز يكون من نصيب الوزير العوني رفول خصوصا اذا ما صبت اصوات الشيعة اليه، اذ ان مجموع أصوات المسلمين في هذه الدائرة يفوق 25000 صوت بين سني وشيعي.

 

جعجع: ليس من حق أي طرف تعريض الشعب اللبناني بأكمله للخطر العلاقة الشخصية مع الحريري لا يشوبها شائبة والخلاف بيننا سياسي

الخميس 12 نيسان 2018/وطنية - أعرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع عن حبه لروسيا وللشعب الروسي، "لكن هناك بعض القضايا التي تطرحها روسيا غير القابلة للفهم كالرد على الرئيس الأميركي بوجوب توجيه صواريخه نحو الإرهاب"، سائلا: "ما هو الإرهاب الأكبر من أن يتم توجيه الصواريخ الكيميائية باتجاه المدنيين"؟.واشار جعجع في حديث الى برنامج "بموضوعية" عبر الـ"mtv" الى "ان الحرب هذه المرة مجهولة من بدايتها حتى نهايتها"، لافتا الى ان "الغرب لديه حساسية مفرطة على استعمال الأسلحة الكيميائية إلا أن الأمر يطال السياسة الأميركيّة الجديدة والتوسع الإيراني في المنطقة"، وقال: "ما يهمنا في هذا الأمر هو الوضعية اللبنانية ومن الطبيعي أن نلتفت بالدرجة الأولى إلى ما هو تحت مسؤوليتنا وأتمنى على الرئيس ميشال عون أن يدعو مجلس الدفاع الأعلى للانعقاد للتباحث بالتطورات الأخيرة لأن الوضع لا يتحمل طروحات خنفشارية كوحدة المسار والمصير ويجب أن نعتمد سياسة النأي بالنفس".

واعتبر جعجع ان "الإمرة اليوم للجيش اللبناني ويجب ألا يتصرف أي طرف خارج هذه الإمرة لأنه ليس من حق أي طرف تعريض شعب بأكمله للخطر والحكومة اللبنانية التي تمثل الجميع هي التي تتخذ القرار والجميع عليه الإلتزام بقراراتها"، مشيرا الى "أن هذا الأمر لا يسمح لنا تعريض الشعب للخطر في حين أن الآخرين يمكن أن يكون قلبهم عند النظام السوري وأيضا لا يبيح لهم تعريض الشعب للخطر".

وتابع جعجع: "ما يحصل مؤخرا في السعودية الحوثيون ليسوا مصدره وإنما من وراءهم في ظل وجود ولي العهد السعودي الذي يفتح له الملك مجالا للعمل والتحرك، والتعرض للسعودية في هذه الفترة ليس في مكانه، والغرب لديه حساسية مفرطة على استعمال الأسلحة الكيميائية إلا أن الأمر هذه المرة يتعدى هذا الامر ويطال السياسة الأميركية الجديدة والتوسع الإيراني في المنطقة، لا أريد الدفاع عن قانون الإنتخابات لمجرد الدفاع عنه في حين أن البعض في السنوات الآخيرة يميلون إلى مهاجمة كل الأمور وفي هذه القضية كان المطروح إما هذا القانون أو الإبقاء على قانون الستين وعلى الجميع أن يدرك أن في السياسة ليس كل شيء ممكن". وأردف: "أجمع الفرقاء على هذا القانون اما في ما خص المحاصصة في القانون فنتائج الإنتخابات ستصدر وسيرى الجميع أن هذا الأمر غير صحيح، كنا مع إبقاء الشوف وعاليه دائرة واحدة انسجاما مع المطلب الدرزي في هذا الإطار، لاننا يجب أن نترك الناس تتنفس في لبنان، فيما في الشمال الدوائر فُرزت بطريقة بعيدة كل البعد عن المحاصصة، ويجب ألا يتنكر الجميع لما كلنا ساهمنا فيه لأنه لو لم يؤمن لهذا القانون أكثرية نيابية لما كان تم إقراره فجميع الكتل ساهموا في إقراره فيما اليوم الجميع ينتقدونه، وأنا أسأل في أي زمن كنا لنحلم بمعركة إنتخابية في بعلبك - الهرمل أو حاصبيا - مرجعيون؟".

وسأل جعجع: "هل كان لأحد أن يتخيل خوض المسيحيين معركة إنتخابية في بعلبك - الهرمل؟ البديل عن هذا القانون كان إما الإبقاء على قانون الستين أو الذهاب باتجاه النسبية الكاملة التي نرفضها بغض النظر عن علاقة المودة التي نكنها للرئيس نبيه بري" لقد تم إقرار بند اللوائح المغلقة من أجل أن تتم التحالفات على الأسس السياسية إلا ان بعض الأفرقاء لم يحترموا هذا الأمر وفضلوا تشكيل اللوائح على أساس جمع أكبر قدر ممكن من المقاعد النيابية".

وأكد جعجع ان "العلاقة الشخصية مع الرئيس سعد الحريري لا يشوبها أي شائبة ولكن الخلاف سياسي على أساس الحدود التي يجب أن تصل إليها "الواقعية السياسية"، لأن بنظر "القوات" يجب أن لا نترك الأمور تسيب تحت ذريعة"، معتبرا ان "لا مانع من اللقاء مع الرئيس الحريري على الصعيد الشخصي إلا أن المطلوب اليوم هو التفاهم السياسي المبني على أمرين هما "أين تنتهي الواقعية السياسية" و"كيفية ادارة الدولة".

وحول تفاهم معراب، أكد جعجع ان المصالحة مع "التيار الوطني الحر" إن لم تؤد سوى لانهاء حقبة الخلاف وسد الفراغ في الرئاسة الأولى فهذا أمر جيد، واليوم المشكلة هي في مفهوم الشراكة عند الوزير جبران باسيل، "وفي هذا الإطار أريد التطرق إلى أمر حصل في الأسابيع المنصرمة وتدل على اختلاف المناخ بين "فوق وتحت"، هناك مرسوم لمشروع الصرف الصحي في منطقة بشري الممول من قبل وكالة التنمية الفرنسية ولم يتم إدراج البند على جدول أعمال الحكومة الأمر الذي امتعض منه الفرنسيون ولتدارك الأمر اتصلت بالدكتور شقير في قصر بعبدا وأبلغني أن المرسوم ينقصه توقيع وزير الطاقة من أجل إدراجه من خارج جدول الأعمال في مهلة تقلّ عن 24 ساعة وعندها قلت لشقير أن يحاول قدر الإمكان القيام بذلك، وتفاجأت في اليوم التالي بأن المرسوم وقع من قبل وزير الطاقة وطرح في الجلسة من خارج جدول الأعمال فاتصلت بالرئيس عون وشكرته، الأمر الذي أشعرني ان الرئيس لا يزال في جو التفاهم الأول وهذا ما سأحاول البناء عليه في المستقبل". وأشار جعجع الى ان العلاقة طبيعية مع "تيار المردة" إلا ان الطروحات السياسية تبعدنا عن بعضنا البعض رغما عنا، واستراتيجيا نحن أقرب لـ"التيار الوطني الحر" من "المردة"، "وأنا أحترم المستقلين إلا أننا إذا ما أردنا النهوض بالبلاد فنحن بحاجة إلى كتلة نيابية وازنة".

 

لهذه الأسباب استحضر حزب الله شاحنة الأسلحة

منير الربيع /المدن/الأربعاء 11/04/2018

هل سيطالب حزب الله بالحصول على وزارات وازنة من بينها وزارة سيادية؟

استحضر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، محطات من حرب تموز 2006، للتدليل على ما واجهه الحزب في تلك الفترة من صعوبات في التعاطي مع الحكومة اللبنانية. استعرض نصرالله الضغوط التي تعرّض لها الحزب في أكثر من مرحلة، فاستذكر حادثة إيقاف شاحنة محملة بالصواريخ من قبل الجيش اللبناني، كانت هذه الحادثة من جملة حوادث ذكرها نصرالله عما تعرّض له حزب الله من مؤامرات، وفق وصفه. وكأن المراد من قول ذلك هو هدف آخر بعيد المدى. اتهم نصرالله رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة باعطاء أوامر للجيش بإيقاف هذه الشاحنة ومصادرتها. لكن السنيورة ردّ على نصر الله بالقول إن "الحقيقة فاتت السيد نصرالله مرة جديدة وخانته الذاكرة ونحن نذكره ببيان قيادة الجيش اللبناني الصادر آنذاك في 12 آب 2006 وكان العدوان الإسرائيلي ما زال مستمراً على لبنان والذي جاء في نصه: "تؤكد قيادة الجيش أنها لم تتلق أمراً من رئيس الحكومة بمصادرة سلاح المقاومة الذي ينقل إلى الجنوب".

الردّ استدعى رداً من رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا على السنيورة، الذي قال: "حين اتصلت خلال حرب تموز بقائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان لأسأله عن شاحنة السلاح جاءني رده لا تحرجني الموضوع عند السنيورة"، سائلاً: "من منكما يقول الحقيقة؟". توسّع السجال ليشمل الرئيس السابق ميشال سليمان، الذي كان حينها قائداً للجيش، مؤكداً أنه لم يتلق في حينه، أي أمر من السنيورة بتوقيف شاحنات السلاح. واعتبر أنّ تفاهماً كان تمّ في تلك الفترة بين الجيش والحزب على أهمية التنسيق في موضوع نقل شحنات الأسلحة عبر الداخل اللبناني. وهذا الأمر لم يتم عند توقيف الشاحنة المذكورة".

توحي استعادة هذا السجال، بأن هناك خلفيات سياسية لها، ليس لأنها على أبواب الانتخابات النيابية فحسب، بل هي مرتبطة على ما يبدو بمرحلة ما بعد الانتخابات. وتعتبر مصادر متابعة أن نصرالله أراد فتح معركة المشاركة الفاعلة في السلطة. وهذا دليل على انتقال الحزب إلى مرحلة جديدة، يجري الإعداد لإطلاقها بعد الانتخابات. وسيتم خلالها تغليب الشق الداخلي على الشق الخارجي. وهذا سيكون وفق المتغيرات الإقليمية.

وفق التقديرات، فإن الحزب يستعد للخروج من سوريا، ويريد أن يعزز دوره في لبنان. للإجابة عما قدّمه من تضحيات في سوريا، يذهب حزب الله إلى مرحلة تعزيز دوره في الشأن الداخلي. ما يستدعي زيادة فعالية المشاركة في مجلس النواب والحكومة. واستحضار هذا السجال هو تبرير زيادة دوره في الحياة السياسية الداخلية. في العام 2006، خلال حرب تموز، كان حزب الله يواجه وضعاً صعباً مع الحكومة وفي سياق المفاوضات مع الأمم المتحدة ومع المجتمع الدولي. نتيجة هذه المعاناة، اتخذ حزب الله قراراً أساسياً هو أنه بعد الحرب سيذهب إلى المطالبة بالثلث الضامن، وتعزيز وضعيته في السلطة. وقبلها، تحديداً بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اتخذ حزب الله قراراً بالمشاركة في الحكومة، لأن بعد الانسحاب السوري من لبنان، فقد الحزب أي غطاء سياسي، فاضطر إلى تأمين هذا الغطاء لنفسه. وقبل ذلك، اتخذ قرار المشاركة في مجلس النواب في العام 1992، كان قبلها قد أقر اتفاق الطائف، وقبله كانت قد انتهت الحرب العراقية الإيرانية. حينها كان حزب الله يجري مفاوضات داخلية في شأن الدخول في النظام اللبناني، أو استمرار مقاطعته، حسم النقاش بشأن ضرورة الدخول في التركيبة اللبنانية والحصول على غطاء شرعي من المجلس النيابي. اليوم، يعتبر حزب الله أن المنطقة والبلد سيذهبان إلى مرحلة جديدة، وأن هناك وضعاً جديداً بعد الانتخابات النيابية. وهذه ستكون مرتبطة بوقف مسار الحرب في سوريا، وإرساء تسوية في العراق. لذلك، هو يريد التعويض عن دوره الإقليمي بزيادة دوره الداخلي. ولذلك، فإن حزب الله سيكون أمام تحدٍّ جديد من نوعه، بشأن زيادة فعالية دوره في القرار الداخلي.

هذا كله يستدعي استحضار ما حصل في المرحلة الماضية. والهدف من ذلك هو تبرير الدخول في السياق الداخلي، على أن يكون ذلك أحد أكثر عناصر تحفيز القاعدة على المشاركة بفاعلية في الانتخابات، وتحضيرها إلى ما سيطرحه الحزب لاحقاً، لا سيما في موضوع الفساد، الذي سيشكّل عنواناً أساسياً لدخول حزب الله في التفاصيل اللبنانية اليومية، وربما ستكون عنواناً لمطالبته بالحصول على وزارات وازنة من بينها وزارة سيادية.

 

حزب الله ينشئ في آثار صور مكاناً لمهرجانه: مخالفة؟

صفاء عيّاد/المدن/الأربعاء 11/04/2018

بدأ حزب الله الإعداد لمهرجان انتخابي، سينظمه السبت في 21 نيسان 2018، في مدينة صور مقابل مجمع الإمام الحسين، وهو سيتضمن كلمة للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. وقد بدأت فرق الحزب عملها داخل الباحة برصف الأرض بالباصكورس وتزفيت المدخل، تمهيداً لنشر الكراسي المخصصة للجمهور وإنشاء منصة لخطاب نصرالله. ووفق معلومات "المدن"، فإن المكان الذي أختير للمهرجان يقع ضمن المنطقة الأثرية لمدينة صور أو ما يعرف بـ"الأراضي الحساسة المحاذية للمواقع الأثرية". وهو يتبع لأملاك خزينة الدولة.

فهل يرتكب حزب الله مخالفة مماثلة للمخالفة التي ارتكبها عند اعلانه لائحة الأمل والوفاء في بعلبك- الهرمل، المدعومة منه ومن حركة أمل، داخل قلعة بعلبك؟ ورغم موجة الاعتراض التي تعرض لها في حينها، يستمر حزب الله في استعمال المرافق العامة وأملاك الدولة لأغراض انتخابية، متحدياً قانون الانتخاب، ويثبت مقولة جماهيره "نحن الدولة". تشير مصادر مديرية الأثار في مدينة صور، في حديث إلى "المدن"، إلى أن لا سلطة للمديرية العامة للآثار أو وزارة الثقافة على العقار، الذي سينظم حزب الله مهرجانه فيه. فالعقار 1110 محاذ لآثارات المدينة، ويتبع للدولة اللبنانية، ومعنية به بلدية صور.

في المقابل، يؤكد رئيس بلدية صور حسن دبوق أن هذا العقار مخصص لإنشاء موقف سيارات من ضمن مشروع الإرث الثقافي في مدينة صور، كونه محاذياً لعقارات صور الأثرية، وهو عقار يتبع لخزينة الدولة ولا يحق للبلدية التصرف به. "وليس لدينا صفة قانونية لمنع أو السماح بأي احتفال لأي طرف كان". لكنه، لا ينكر أنه اعتاد التنسيق مع حزب الله، خصوصاً في المسائل التنظيمية أثناء المهرجانات والمناسبات الدينية. ويؤكد المسؤول الإعلامي لمنطقة صور في حزب الله كلام دبوق، لـ"المدن"، أنهم حصلوا على إذن شفهي "ضوء أخضر" من رئيس البلدية، من أجل المباشرة بالعمل. ويشير إلى أنهم قدموا خدمة للبلدية من خلال تأهيل المكان، الذي كان متروكاً ومهملاً، ويُستعمل مكباً للردميات. وقد بدا المسؤول الإعلامي مربكاً بالاجابة عن سؤال يتعلق بمخالفة الحزب قانون الانتخاب، الذي يمنع استخدام المرافق العامة وأملاك الدولة في الحملات الانتخابية، محاولاً تحويل الكرة مجدداً إلى البلدية. ويشدد على أن حزب الله لا يقبل المس بأي تراث ثقافي في لبنان، خصوصاً في مدينة صور. ويؤكد أن الأعمال المنجزة ليست إنشائية ولا تؤثر على طبيعة الأرض، ويمكن لأي طرف سياسي استخدامها عند الانتهاء من الاحتفال. وتكشف الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (LADE) أن مراقبيها في منطقة صور يقومون بتوثيق الحادثة، ودراسة إمكانية ضمها إلى تقارير المخالفات لرفعها إلى هيئة الإشراف على الانتخابات. وتؤكد لادي أن أي مكان يُعتبر ذا منفعة عامة أو مرفقاً عاماً أو تابع للدولة، يُمنع استخدامه لأي مهرجان انتخابي، وفقاً للمادة 77 من قانون الانتخاب، خصوصاً أن حزب الله يقوم بتعبيد الطريق إلى مكان المهرجان. وهذا ما يعد خرقاً لقانون الانتخاب أيضاً. وتعتبر لادي أن مسؤولية التقيد بالقانون لا تقع على عاتق الهيئة فحسب، بل على المرشحين الذين لا يمتثلون له. وغياب المحاسبة من السلطات المشرفة على الانتخابات يدفع إلى مزيد من المخالفات مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي.

 

أموال وزارة المهجرين.. لشراء الأصوات؟

باسكال بطرس/المدن/الأربعاء 11/04/2018

فيما باشرت وزارة المهجّرين سداد المستحقات المتوجّبة عليها من الاعتمادات المتوفرة في الصندوق المركزي للمهجّرين، التي تتعدّى السبعة وأربعين مليار ليرة لبنانية، استوقف توزيع هذه الأموال الوزير السابق وئام وهاب، الذي وجّه اتهاماً مباشراً لكل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المهجرين طلال ارسلان بـ"توزيع شيكات بقيمة 30 مليون دولار على الأزلام والمحاسيب والمفاتيح الانتخابية". لا يخفى على أحد أن صندوق المهجرين يرتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء الذي يمارس سلطة الوصاية عليه. ويهدف الصندوق إلى تمويل مشاريع عودة وإسكان المهجرين في المناطق اللبنانية وتحصين أوضاعهم الاجتماعية والإقتصادية، وذلك من خلال إنشاء أو ترميم المساكن، أو منح المساعدات والقروض العينية أو المالية التي تؤدي إلى تحقيق هذه الغاية. ومنذ تسلمه الوزارة في الحكومة الحالية، وضع ارسلان على رأس قائمة أهدافه إنهاء هذا الملف القائم منذ انتهاء الحرب اللبنانية، تمهيداً إلى إغلاق الوزارة التي طرح حولها العديد من علامات الاستفهام على مدى السنوات السابقة، نظراً إلى المبالغ الطائلة التي صرفت عبرها من دون الوصول إلى النتيجة المرجوة، رغم مرور نحو 27 عاماً على انتهاء هذه الحرب، علماً أن الوزارة كانت قد استحدثت في العام 1993. وفي هذا السياق، سبق لارسلان أن أعلن في نهاية العام 2017، إنجاز مشروع قانون الغاء الوزارة، تم تسجيله في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، تمهيداً لطرحه على الوزراء وإحالته إلى المجلس النيابي، بحيث أن الغاء الوزارة، التي أنشئت بقانون، يتطلب إقرار قانون آخر في البرلمان. وتلفت مصادر مطّلعة لـ"المدن" إلى أنه في 9 كانون الثاني 2018، أرسل ارسلان إلى رئاسة مجلس الوزراء كتاباً يحمل الرقم 4/2/ص يطالب فيه بدفع التعويضات للمستحقين وفق الجداول المعدة مسبقاً باستنسابية من قبله وليس وفق جداول الصندوق. وترى المصادر أن "التأخير في انهاء هذا الملف ساهم في ترتيب أعباء إضافية، لاسيما أن التعويضات التي كانت تدفع سابقاً بقيمة 5 ملايين ليرة لبنانية، لم تعد تكفي مع ارتفاع الأسعار". وتشير إلى أن المشروع الذي أعده أرسلان مقسم على 4 مراحل، هي: المصالحات، تحسين شروط العودة، الإعمار والترميم المنجز. الجدير ذكره اليوم أنه من بين الأمور التي سيجري الدفع على أساسها هي استكمال اخلاءات في الضاحية الجنوبية، ومصالحات في قضاء الشوف وعاليه لمعالجة كامل بنود المصالحة بما فيها البنى التحتية. فضلاً عن بند يتعلق بترميم واعادة إعمار دور عبادة في طرابلس. وبينما كانت الشيكات توقع، أصدرت الوزارة بياناً اعتبرت فيه أن الاموال المذكورة أتت بعد موافقة مجلس الوزراء مجتمعاً برئاسة رئيس الجمهورية، وأن الوزير قد أصدر جداول لأصحاب الحقوق من دون أي استنسابية.

وفي ما خص التعويضات لدور العبادة، رأت الوزارة أنها مكان للتلاقي ورمز لعودة المهجر. إذ تأتي بناءً على طلب وتنسيق تام مع المرجعيات الدينية. ولفتت إلى أنه بخصوص التعويضات في منطقة الشمال، يكفي القيام بزيارة واحدة لأحياء القبة والتبانة وجبل محسن لمشاهدة حجم الاضرار في المنازل التي كانت وما زالت حتى تاريخه متضررة. أما بالنسبة إلى تعويضات اقليم الخروب، فأوضحت الوزارة أن ثمة عدداً كبيراً من القرى قد أنجزت ملفاتها ودفعت وأقفلت بالكامل. أما القرى الأخرى فهي بانتظار الاعتمادات اللازمة. إلى ذلك، امتنعت أوساط رئيس الحكومة عن التعليق على الاتهامات، معتبرة أن الرد يصدر من مجلس الوزراء. وسألت: هل يخطط ارسلان لتنفيذ ما وعد به في بداية عهده، فيلغي وزارة المهجرين والصندوق التابع لها في الأيام القليلة المتبقية من ولايته؟

 

القطبة المخفية في تصعيد إرسلان ضد جنبلاط

منير الربيع/المدن/الأربعاء 11/04/2018

غالباً ما يشهد خط خلدة- المختارة سجالات حادة، لكنها كانت تنتهي بتهدئة وتسوية أي خلاف. تبرر حماوة المعركة الانتخابية فتح معارك إعلامية وسياسية، وهذا ما بادر إلى فتحه النائب طلال إرسلان ضد النائب وليد جنبلاط، عبر توجيه رسالة علنية قاسية له، مسقطاً في ذلك كل قواعد الاشتباك بينهما.

اتهم إرسلان جنبلاط بأنه يستمد قوته من خلال "التزعم على مجتمع ضعيف يحتاج إليك في كل شيء بالترغيب أو الترهيب". أضاف: "نحن نقرأ في كتابين مختلفين جداً وفي قاموسين لا يلتقيان في مقارباتنا للأمور"، مذكّراً بأنه دعا جنبلاط ليكون أول من يبادر إلى "عقد اجتماع درزي في لبنان للبحث الجدّي في مستقبل وجودنا في هذا البلد"، موضحاً أنه لم يلمس لديه "جدية في الأمر أو أخذت منك جواباً مقنعاً". واتهمه بأنه "يدّعي ويصور نفسه ضحية عند كل استحقاق"، فيخترع "خصوماً وهميين ليشد بهم العصب المهترئ حتى أوصل نفسه إلى مكان لا يحسد عليه".

اكتفى جنبلاط برد ساخر على طريقته. فهو لا يريد توسيع دائرة السجال، لأن المعركة "ما بتحرز". وقال: "أما وأنني على مشارف الخروج من المسرح أتمنى له التوفيق مع هذه الكوكبة من الدرر السندسية والقامات النرجسية. أنتم كما قال جبران في النور المظلم، ونحن في العتمة المنيرة".

المشكلة لدى إرسلان واضحة، وفق ما تعتبر مصادر متابعة. فهو يريد أن يترأس كتلة نيابية، لكنه غير قادر على ذلك، ومشكلته ليست مع جنبلاط، بقدر ما هي مع خياراته وحلفائه. هكذا، يختصر الإشتراكيون المعركة التي أراد إرسلان فتحها، ويعتبرون أنه اتهم جنبلاط بما ابتلي به هو. فهو من يصوّر نفسه بأنه ضحية ومحاصر، ويذهب إلى فتح معارك وهمية، فيما جنبلاط كان ليناً وحريصاً على التعاون معه، وترك له مقعداً شاغراً، وكان مستعداً لمنحه مقعداً آخر وربما أكثر، لكن إرسلان رفض. وتسري مقولة في جبل لبنان بأنه لو أن جنبلاط لم يترك مقعداً لإرسلان لما وصل إلى المجلس النيابي.

ولا يبدو أن القصة ابنة زمانها. إذ لدى إرسلان حسابات دفينة، وفق ما يعتبر الإشتراكيون. وهو كان يعتبر أن القانون الجديد سيمثل فرصة له ليصبح رئيساً لكتلة نيابية، لكن آماله خابت مجدداً. واللافت هنا أن هجوم إرسلان على جنبلاط يأتي في توقيت تدعي فيه المختارة تعرضها لمحاولات حصار، وبإعادة إنتاج الوصاية السورية في جبل لبنان، من خلال بعض الترشيحات والتحالفات. وهذا ما يقود الإشتراكيين إلى اعتبار أن إرسلان ارتضى لنفسه أن يكون رأس حربة في مواجهة جنبلاط وإزعاجه، بدلاً من الذهاب إلى التحالف معه. ما يدّل على أن حسابات إرسلان تتخطى الشوف وعاليه وترتبط بتوجهات سورية، خصوصاً أن هؤلاء لن يوفروا أي فرصة لاستهداف جنبلاط.

تعود الحسابات إلى العام 2000. حينها، عملت الوصاية السورية على إرضاء جنبلاط بدمج الشوف وعاليه معاً، لكن على الأرض جرت محاولات لمحاصرته عبر الترشيحات والتحالفات. فقاد المحور المناهض لجنبلاط حملة شرسة ضده، تخللها ضخ تقديرات بأنه لن يحصل سوى على عدد قليل من النواب. لكن الرد جاء في صناديق الاقتراع. اليوم، ثمة تكرار لتلك التجربة يتلمسه الإشتراكيون، سواء أكان بالترشيحات كإعادة علي الحاج إلى الواجهة، أو في السياسة التي ينتهجها الوزير جبران باسيل.

تقول المصادر إن مشكلة إرسلان أنه كان يريد كتلة، لكن حساباته هي التي منعته من تحقيق ذلك. فمنذ سنوات كان يصرّ على ترشيح مروان أبو فاضل ومروان خيرالدين. وخلال المفاوضات بين الطرفين، طالب إرسلان جنبلاط بترشيح مروان خيرالدين وضمان نجاحه، فأجاب جنبلاط بأن ليس لديه مشكلة، لكن الأمر يعود إلى الرئيس نبيه بري، المتمسك بالنائب أنور الخليل في حاصبيا. حينها، كان جواب بري بأن على خيرالدين التوافق مع خاله، أي مع أنور الخليل في شأن من يريد الترشح، وبعدها لا مشكلة لدى رئيس حركة أمل. لكن بري طلب، إذا جرى التوافق على خيرالدين، أن يكون في كتلة التنمية والتحرير، لأن أمين سرّ الكتلة هو النائب الدرزي. فرفض إرسلان ذلك.

في ما بعد حاول إرسلان طرح ترشيح خيرالدين في دائرة بيروت الثانية. فاعتبر جنبلاط أن الحريري هو صاحب الكلمة في بيروت، وهناك تحالف بين الإشتراكي والمستقبل في هذه الدائرة. لكن، إذا استطاع إرسلان اقناع الحريري بذلك، فلا مشكلة. لكن، إرسلان لم يوفق في مسعاه. فعاد وطالب بمقعد في بعبدا، لكن الجو الدرزي والإشتراكي في هذه الدائرة ممتعض منذ 9 سنوات، على خلفية فوز النائب فادي الأعور، الذي يعتبرون أنه لا يمثلهم. وفي هذه الدائرة هناك 13 ألف صوت درزي للإشتراكي مقابل نحو 1500 صوت للحزب الديمقراطي. بالتالي، ليس من العدل التنازل عن هذا المقعد.

بالإنتقال إلى عاليه، وقبل إعلان اللائحة وإنهاء صيغة التحالفات، أرسل جنبلاط النائب غازي العريضي إلى إرسلان للتشاور، وقدّم له عرضاً بأن يشكلا لائحة تحالفية بينهما، تضم مروان أبو فاضل عن المقعد الأورثوذكسي. فأجاب إرسلان بأنه أبرم تحالفاً مع التيار الوطني الحر. حينها، لم يكن تحالف الإشتراكي قد حسم مع القوات نهائياً، لكن بعد هذا الجواب، ذهب جنبلاط إلى التحالف مع القوات، مع الإصرار على ترك مقعد شاغر لإرسلان. عليه، يعتبر الإشتراكيون أن إرسلان ذهب ضحية حساباته، وهذه الاستفاقة المتأخرة هي التي دفعته إلى استخدام لغة التصعيد ضد جنبلاط.

 

من "المملكة".. "رسالة" إلى الحريري وجعجع؟

"الأنباء الكويتية" - 11 نيسان 2018/رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق د. مصطفى علوش أن "المملكة العربية السعودية ترغب مشكورة في رؤية قيادات قوى 14 آذار في صورة سياسية موحدة، كما كانت عليه خلال السنوات الماضية، إلا أن حركة موفد الديوان الملكي نزار العلولا وما تلاها من خطوات عملية، توحي بالحاجة إلى المزيد". ولفت علوش، لـ"الأنباء"، الى أن "السعودية أرادت من خلال حركة العلولا، القول لكل من الرئيس سعد الحريري وسمير جعجع والنائب وليد جنبلاط انه لا مستقبل للبنان، لاسيما على المستوى السيادي، ما لم تتوحدوا سياسيا وتعيدوا تفعيل ثورة الأرز وإطلاق قطارها باتجاه تحقيق حلم اللبنانيين بدولة حقيقية"، معربا عن يقينه بأن "السعودية وانطلاقا من حرصها على مستقبل لبنان وعلى الشرعية اللبنانية وعلى انتمائه العربي، لن تتخلى عن مبادرتها في إعادة توحيد قوى 14 آذار على أمل أن تتوجها بعد الانتخابات النيابية بخطوات عملية وأكثر فاعلية".

وتعليقا على استياء نائب حزب الله نواف الموسوي من تسمية شارع في بيروت باسم خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لفت علوش الى أن "اعتراض الموسوي ليس سوى مرآة لامتعاض إيران من تكريم لبنان للملك سلمان بمسعى من الرئيس الحريري، وذلك انطلاقا من الكراهية التي يكنها مع حزبه والنظام الإيراني للسعودية وأيضا انطلاقا من اعتبار الموسوي أن لبنان يتبنى علنا توجهات لا تتماهى مع التوجهات الإيرانية في المنطقة العربية"، قائلا للموسوي: "العيب كل العيب يكمن فعليا في عدم تكريم لبنان للقادة السعوديين بعد كل الدعم التي قدمته المملكة للدولة اللبنانية شعبا وحكومة ومؤسسات دستورية وعسكرية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل: الأسد نفسه سيختفي عن خريطة العالم إذا حاولت إيران المساس بإسرائيل

وكالات/11 نيسان/18/أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن نظام الاسد والاسد نفسه سيختفي عن خريطة العالم إن حاولت إيران المساس بها وبمصالحها من داخل سوريا. وأكدت المصادر ان نظام الاسد سيدفع ثمن أي هجوم تقوم به إيران على إسرائيل من داخل الاراضي السورية.

هذا وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية ان رئيس النظام السوري بشار الأسد غادر قصره الرئاسي صباح الأربعاء برفقة قافلة عسكرية روسية خوفاً من التعرض لقصف أميركي. وكان قد قال وزير الإسكان الإسرائيلي أن الوقت قد حان من أجل إغتيال بشار الاسد.

 

الصواريخ تتأهّب وفرنسا والسعودية تحيّدان لبنان

الصوت/نقلاً عن سبوتنيك/11 نيسان/18/تعاظمت في الساعات الماضية التحضيرات لعمل عسكري أميركي ضخم في سوريا، وتقاطعت معلومات لدى "الصوت" مصدرها واشنطن على أن الغاية منها هي إضعاف إيران وإجبار الرئيس بشار الأسد على التفاوض مع معارضي والإقدام على تنازلات كان يصرّ على رفضها، وذلك تحت طائلة المضي في ضغط عسكري سوف يكون ثقيلاً على النظام وحلفائه من الإيرانيين في شكل خاص. وبعد فيتو روسي ضدّ مشروع قرار قدمته الولايات إلى مجلس الأمن، وجّهت موسكو تحذيرات مباشرة إلى الأميركيين عبر قنوات مختلفة، من بينها القنوات العسكرية، فضلاً عن الديبلوماسية، من مغبّة الاقدام على عمل عسكري ضدّ النظام السوري، باعتبار أنّه "سيكون رداً على أمر لم يحصل"، في إشارة إلى اتّهام الولايات المتحدة للنظام باستخدام مواد سامة في قصفه على مدينة دوما في 7 نيسان الجاري. إلا أن مراقبين أكدوا أن الروس لن يكونوا في وارد خوض حرب مع القوى العظمى الأخرى من أجل حماية قوات إيران والنظام السوري. وتأهّبت مدمّرتان أميركيتان في شرق البحر الأبيض المتوسطة للقصف على سوريا بصواريخ "كروز " التي دمّرت السنة الماضية مطار الشعيرات وأمكنة أخرى بنحو 60 صاروخاً. وتحدّثت معلومات عن توجه إلى قصف أكثر من منشأة واحة هذه المرة، وعن عمليات عسكرية لا تقتصر على يوم واحد. و بدا الموقف الاميركي قوياً بدعم غير مشروط من بريطانيا وفرنسا، وحتّى ألمانيا أبدت حماستها لعمل عسكري ضدّ نظام الأسد. وانضمّت إلى المؤيّدين السعودية التي أعلن ولي عهدها الأمير محمد بن سليمان الاستعداد للمشاركة في العملية المرتقبة. وأكّد المتابعون من واشنطن أن روسيا لن تقدم على أي رد فعل، تماما كما فعلت عندما تعرّضت قوات النظام وحلفائه الإيرانيين لغارات إسرائيلية أخيراً. ورأوا أن الغاية السياسية من العمليات ستكون إجبار الأسد على تقديم تنازلات والتفاوض مع معارضيه من موقع أضعف. كما لفتوا إلى أن الوجود العسكري الروسي والتركي في سوريا لا يزعج واشنطن، إنما الأمر يختلف مع الإيرانيين. وسادت خشية أن ينجرّ لبنان غصباً عنه إلى أتون الحرب إذا تدخلت فيها إسرائيل، على أساس أنّها فرصة للتخلص من إيران على حدودها الشمالية، وإذا  لم يستطع "حزب الله" كبح نفسه ، إلا أن نتائج لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمير محمد بن سلمان أوحت أن لبنان أصبح في منأى عن الخطر الشديد. وتلفت في هذا السياق كلمة الرئيس ترامب إلى مؤتمر "سيدر" التي اعتبر فيها الانتخابات النيابية في لبنان فرصة تاريخية". وقال المتابعون من واشنطن إنّ إيران والنظام في سوريا هم الطرف الأضعف، ملاحظين أن ترامب قرّر التصرف على أساس أنّه يمتلك القوة العسكرية الأعظم في العالم، وعلى الجميع من كوريا الشمالية إلى إيران التكيّف مع هذا الواقع.

 

وزير 'إسرائيلي': حان وقت اغتيال بشار الأسد

موقع القناة الثالة والعشرون/11 نيسان/18/قال وزير الإسكان في الكيان الاسرائيلي، يواف غالانت، إنه حان الوقت لتصفية الرئيس السوري بشار الأسد، مدعيا إلى أنه "لم يعد له مكان بهذا العالم"، حسب زعمه. ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن وزير الإسكان قوله خلال مؤتمر خارج القدس، قائلا إن "نظام الأسد نفذ عمليات قتل جماعي وحرق آلاف الجثث بعد إعدامها، وفقا لتسريبات الخارجية الأميركية"! وزعم غالانت أن ما ارتكبته الحكومة السورية "تجاوز للخطوط الحمراء، بارتكاب مذابح جماعية وهجمات كيماوية بشكل مباشر، كان آخرها حرق الجثث، وهذا الأمر لم نشهده منذ 70 عاما" في إشارة "للمحرقة النازية"، على حد قوله. ونسي الوزير الصهيوني مقام به نظامه المحتل على مدى اكثر من 70 سنة من احتلال فلسطين، نسي دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا 1 و2 وعدوانه المتكرر على غزة والفجائع التي ارتكبها؟! يذكر ان الدول العربية التي ستجتمع مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في العاصمة السعودية، ستطرح حسب تسريبات اعلامية موثقة، التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل فقط الحد من بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة!

 

ترامب سيفعلها".. بين اللحظة والأخرى

"الجمهورية" - 11 نيسان 2018/بين التطوّرات الخطيرة في الوضع السوري واحتمالات توجيه ضربة عسكرية أميركية غربية للنظام وحلفائه، وبين «الفيتو» الروسي الجيّد الذي أحبَط مشروع القرار الأميركي ـ الغربي الذي كان سيمهّد لهذه الضربة، ما يجعل المنطقة على فوهة بركان يمكن أن ينفجر في اي وقت، بهتَ المشهد الداخلي المحيط باستحقاق الانتخابات النيابية ويتفرّع منه تقصّي نتائج مؤتمر «سيدر» وسُبل ترجمته عملياً.  فقد تصدّرت التطوّرات الدولية في شأن الأزمة السورية واجهة الأحداث السياسية، في ظلّ تصعيد اميركي وبريطاني وفرنسي ضد روسيا، وتصعيد أميركي غير مسبوق ضد سوريا ترافَقَ مع بدء الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه للأمن القومي دراسة سيناريوهات ضربةٍ عسكرية محتملة فيها، بعد اتّهامها باستخدام الأسلحة الكيمياوية في «دوما»، وهو اتّهام ردّت عليه دمشق بتوجيه دعوة رسمية لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية الى التحقيق في هذا الاستخدام.

وحملت الساعات الماضية جملة معطيات تؤشر إلى خطورة الوضع واقترابه من العمل العسكري، ولعلّ أبرزها:

• إلغاء ترامب جولته على أميركا اللاتينية، وذلك بغية الإشراف على الضربة الأميركية في سوريا ومتابعة التطوّرات حول العالم، على حدّ ما أعلنت المتحدثة باسمِ الرئاسة الاميركية سارة ساندرز، في وقتٍ ذكر مسؤول أميركي أنّ ترامب «يَعقد اجتماعات مكثّفة، وأنّ القرار في شأن الرد على هجوم «دوما» قد يتّخَذ في أيّ لحظة».

• إعلان رئاسة الوزراء البريطانية في بيان أنّ ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي اتفقوا على أنّ المجتمع الدولي «عليه الرد من أجل منعِ استخدام الأسلحة الكيمياوية حول العالم». وقال بيان للبيت الأبيض إنّ ترامب وماي «لن يَسمحا» بمواصلة الهجمات الكيمياوية في سوريا.

• الحرب الديبلوماسية في مجلس الأمن بين روسيا والولايات المتحدة بعد مطالبة واشنطن التصويتَ على مشروع قرار لتشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤول عن الهجمات الكيماوية في «دوما»، الأمر الذي ترفضه موسكو التي أبلغت إلى مجلس الأمن أنّها ستطرح مسوّدتَي قرارَين في شأن سوريا للتصويت، لأنّها لا تتفق مع النص الأميركي.

• إعلان صحيفة Stars and Stripes الأميركية، أنّ مجموعة ضاربة من الأسطول الحربي الأميركي، وعلى رأسها حاملة الطائرات «هاري ترومان»، تتّجه إلى البحر الأبيض المتوسط. وأوضَحت هذه الصحيفة أنّ المجموعة الضاربة ستنطلق اليوم من قاعدة «نورفولك» البحرية (بولاية فرجينيا) في اتّجاه أوروبا والشرق الأوسط.

• إعلان صحيفة «وول ستريت جورنال» أنّ مدمّرة أميركية أُخرى قد تدخل البحر المتوسط في الأيام القريبة المقبلة، وذلك بالإضافة إلى المدمّرة «USS Donald Cook» الموجودة حالياً فيه. ونَقلت هذه الصحيفة عن مسؤولين أميركيين في مجال الدفاع قولهم: «توجد شرق البحرِ المتوسط مدمّرة «USS Donald Cook» الصاروخية، ويمكنها المشاركة في أيّ ضربة على سوريا. ومن المفروض أن تصل مدمّرة «USS Porter» إلى هذه المنطقة بعد أيام عدة».

من جهتها نَقلت صحيفة «Washington Examiner» عن مصدر في البنتاغون أنّ المدمّرة «USS Donald Cook» غادرت الاثنين ميناء قبرص وأبحرَت في اتجاه سوريا، مشيرةً إلى أنّ السفينة مزوّدة 60 صاروخاً مجنّحاً من طراز «توماهوك».

• إعلان مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، عن استدعاء سفير إسرائيل في موسكو غاري كورين إلى مقرّ وزارة الخارجية للبحث في الأوضاع المتدهورة في الشرق الأوسط. وقال بوغدانوف إنه سيُجري محادثات مع كورين، وأضاف: «نحن دعوناه فقط للحديث عن سوريا. الوضع هناك متحرّك ويتطوّر سريعاً». • إستمرار تهديدات إسرائيل ضد إيران، حيث جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التأكيد أنّها «لن تسمح لإيران بترسيخ أقدامها في سوريا، مهما بلغَ الثمن، ولا يوجد لنا خيار آخر». وقال خلال زيارته قاعدةً عسكرية في الجولان السوري المحتلّ: «قبولنا ببقاء الايرانيين هناك كالقبول بالسماح لهم بشَدِّ الخناق حول رقابنا». وأكّد أنه لا يَعرف من قصَف القاعدة الجوّية السورية «تي فور».

 

روسيا استخدمت حق الفيتو ضد مشروع قرار اميركي لانشاء آلية تحقيق حول استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا

الثلاثاء 10 نيسان 2018 /وطنية - استخدمت روسيا حق الفيتو اليوم، في مجلس الامن ضد مشروع قرار اميركي، يقضي بانشاء آلية تحقيق حول استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك بعد الاعتداءات التي وقعت السبت الماضي في مدينة دوما السورية قرب دمشق. ووافقت 12 دولة على مشروع القرار الاميركي، في حين عارضته روسيا وبوليفيا، وامتنعت الصين عن التصويت. وكان مشروع القرار يدعو الى انشاء آلية تحقيق مستقلة تابعة للامم المتحدة على ان تعمل لمدة سنة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. وقال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبنزيا "غير صحيح القول ان طلباتنا قد اخذت بعين الاعتبار، استخدمنا الفيتو للدفاع عن القانون الدولي وعدم زج مجلس الامن في مغامرات". وقالت السفيرة الاميركية نيكي هايلي "ان مشروع قرارنا كان يضمن استقلالية آلية التحقيق". أما السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر فقال ان "فرنسا ستبذل كل ما هو ممكن لتجنب الافلات من العقاب"، مضيفا "ان نظام دمشق لم يتخل ابدا عن استخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، وفرنسا لن توافق على اي آلية شكلية او منقوصة، واستقلاليتها غير مضمونة".

 

تفاصيل 'مرعبة' عن الضربة الأميركية: ستدوم لأيام.. وترامب يريد ما هو أكبر من التوماهوك!

موقع القناة الثالة والعشرون/11 نيسان/18/نشر موقع "ديبكا" الاستخباراتي تقريراً تناول فيه الضربة الأميركية المحتملة في سوريا، محذراً من أنّها ستمتد لأيام، ومؤكداً أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الهام" بشأن سوريا يتوقّف على حشده القوتيْن الجوية والبحرية الكافيتيْن وضمانه مشاركة حلفائه، وعلى رأسهم المملكة المتحدة وفرنسا. ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها إنّ المدمرة الأميركية "دونالد كوك" التي أبحرت من لارنكا في اتجاه شرق المتوسط يوم الإثنين الفائت هي الوحيدة المتوفرة بشكل فوري لتنفيذ الضربة، موضحاً أنّ السفينة الحربية الأميركية "أيو جيما" التي زارت حيفا الشهر الفائت تبحر حالياً في بحر العرب، ما يعني أنّها تبعد أياماً عن سواحل المنطقة من جهة، وأنّ حاملة الطائرات "هاري ترومان" ستبحر من الولايات المتحدة باتجاه الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، أي أنّها لن تصل إلى المتوسط قبل الأسبوع المقبل، من جهة ثانية. وكشف الموقع أنّ إدارة ترامب تتفاوض مع بريطانيا وفرنسا وغيرهما من حلفائها، بمن فيهم الحكومات العربية، للمشاركة في العملية الأميركية، ناقلاً عن مصادر في واشنطن قولها إنّ ترامب يرغب في تنفيذ عملية كبيرة في سوريا تدوم لأيام عدة، وتنتج هجوماً منسقاً مع حلفائه على الوجود الإيراني العسكري في سوريا. وبما أنّ الهدف واسع النطاق الذي يرغب ترامب في تحقيقه مرتبط بالوجود الإيراني في سوريا، اعتبر الموقع أنّه يعطي حلفاء الولايات المتحدة فرصة للإعادة النظر بمواقفهم بالمشاركة في العملية. في السياق نفسه، قال الموقع إنّ ترامب أخبر رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي ما يلي: "أنت مدينة لي لأنني دعمتك ضد روسيا في مسألة تسميم الجاسوس (سيرغي سكريبال)، لذا ادعميني الآن في تحميل روسيا وإيران مسؤولية الهجوم الكيميائي في سوريا". وتابع الموقع بالشرح أنّ بريطانيا تمتلك قاعدة جوية في قبرص وأنّ حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" تخضع حالياً لعمليات صيانة داخل فرنسا، وأنّ الطيارين الفرنسيين بدأوا في 6 الجاري تدريبات عسكرية مشتركة على متن حاملة الطائرات الأميركية "جورج بوش" في غرب الأطلسي، ما يعني أنّ مسألة إحضارهم إلى سواحل المتوسط تتطلّب تنسيقاً معقداً من شأنه أن يستغرق وقتاً طويلاً. وفي الختام، ذكّر الموقع بأنّ ترامب وعد بالتوصل إلى قرار بشأن العملية السورية بحلول يوم غد الخميس، محذراً من أنّه يدرس ضربة أكبر من ضربة "التوماهوك" التي استهدفت مطار الشعيرات في سوريا في نيسان الفائت بعد مجزرة خان شيخون، ومتوقعاً أن تكون الضربة هذه المرة طويلة وأن تدوم للنصف الثاني من شهر نيسان الجاري.

 

إسرائيل: سنزيل الأسد ونظامه عن الخريطة

موقع القناة الثالة والعشرون/11 نيسان/18/أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن نظام الأسد والأسد نفسه سيختفي عن خريطة العالم إذا حاولت إيران المساس بإسرائيل ومصالحها من داخل الأراضي السورية. ولفتت المصادر إلى أن الأسد ونظامه سيدفعون ثمن أي هجوم إيراني على إسرائيل من داخل الأراضي السورية. وقال وزير الإسكان الإسرائيلي في وقت لاحق: “حان وقت اغتيال بشار الأسد

 

ما حقيقة نقل الأسد وعائلته إلى طهران؟

موقع القناة الثالة والعشرون/11 نيسان/18/نقلت وكالة أنباء نوفوستي عن مصدر مطلع قوله إن الرئيس السوري بشار الأسد وأسرته لا يزالون في سوريا، وإن الأنباء عن إجلائهم إلى طهران كاذبة. وكان عدد من وسائل الإعلام الشرق أوسطية تداول في وقت سابق أنباء عن إجلاء الأسد وأسرته إلى طهران على خلفية احتمال قيام الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بعمليات عسكرية ضد سوريا. وشدد المصدر المطلع للوكالة بهذا الشأن على أن: "هذه الأنباء غير صحيحة تماما".

 

ماذا قال محمد بن سلمان عن زوجته في لقاء ماكرون

موقع القناة الثالة والعشرون/11 نيسان/18/قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إن زوجته وأبناءه يفضلون العيش بشكل بسيط، بعيدًا عن الأضواء والضغط السياسي، في رد على سؤال حول سبب غياب زوجته عن الزيارة التي يقوم بها لباريس هذه الأيام. وخلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الثلاثاء، سألت إحدى الصحفيات الأمير محمد بن سلمان: “هل يمكنك أن تفسر لنا لماذا لم تكن زوجتك برفقتك، وهل يمكن أن نراها معك في زيارة قادمة لفرنسا؟”. ورد الأمير: “في الواقع لدي زوجة وأربعة أبناء، وهم حريصون جدًا بأن حياتهم الطبيعية والبسيطة لا تتأثر بسبب موقعي ومنصبي اليوم، وأنا أريد أن أحافظ على أن أبنائي يعيشون بحياة طبيعية جدًا بعيدًا عن الأضواء، وبعيدًا عن الضغط السياسي والاهتمام الأكثر من اللازم، أريدهم أن يعيشوا بشكل طبيعي جدًا، وأيضًا زوجتي تريد هذا الشيء، وأنا أحترم هذا الشيء لزوجتي ولأبنائي، هذا هو السبب الرئيس بالنسبة لي”.

 

الضربة الأميركية المحتملة قد تسرّع الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»وسط تقارير عن تعزيزات في جنوب لبنان وسحب مئات المقاتلين من سوريا

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/11 نيسان/18

تترقب الساحة اللبنانية تطورات الأحداث السورية والاتجاه الذي ستسلكه إذا ما نفّذت الولايات المتحدة الأميركية تهديداتها بتوجيه ضربات عسكرية إلى مواقع استراتيجية تابعة للنظام السوري، رداً على استخدام الأخير الأسلحة الكيماوية ضدّ المدنيين في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وترصد انعكاساتها على لبنان، خصوصاً أن القوات الإيرانية ومقاتلي «حزب الله» جزء أساسي من «بنك الأهداف» الأميركي في سوريا. وتتجه الأنظار إلى جنوب لبنان فور وقوع الضربة العسكرية الأميركية المحتملة في سوريا، والتلويح الأميركي بأن الردّ لن يكون محدوداً هذه المرّة على غرار قصف مطار الشعيرات العسكري قبل عام، بل سيكون أقوى وأوسع، وهذا ما يمنح «حزب الله» هامش تحرّك أكبر للقيام بعملية ضد إسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان، مع ربط هذا الاحتمال بمعلومات تتحدث عن تعزيز الحزب لمواقعه جنوب نهر الليطاني، الواقعة تحت حماية القرار 1701 وقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل).

وما دامت احتمالات نشوء مواجهة عسكرية قائمة أكثر من أي وقت مضى، فقد رأى مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية، سامي نادر، أن «الخطورة تمكن في أن تداعيات ما قد يحصل في سوريا على لبنان باتت أكبر من السابق، لأن المواجهة الأميركية أصبحت مواجهة مع إيران، وما دام (حزب الله) جزءاً من المنظومة العسكرية الإيرانية، فإن ذلك سيعرّض استقرار لبنان الهشّ للخطر». ويبدو أن استخدام الكيماوي في دوما فتح الباب أمام جميع الدول للتدخل الواسع في سوريا، خصوصاً إسرائيل، إذ أكد نادر لـ«الشرق الأوسط»، أن إسرائيل «معنية الآن بالتطورات السورية أكثر من ذي قبل، وهي تستفيد من الحشد الدولي ضدّ نظام الأسد». ورأى أن «ما يعني تل أبيب هو وقف التمدد الإيراني وعدم السماح بالجسر البري، ووجود صواريخ إيرانية في سوريا ولبنان تهدد الأمن القومي للدولة العبرية، وعدم السماح لطهران ببناء قواعد بحرية في المتوسّط». وباعتقاد نادر فإن «همّ إسرائيل ليس رحيل بشار الأسد عن الحكم، بقدر ما يعنيها رحيل إيران عن سوريا وتقليص نفوذها في لبنان، وبالتالي فإن (حزب الله) سيكون رأس حربة الردّ على الضربات الغربية في سوريا انطلاقاً من جنوب لبنان».

وتتقاطع احتمالات المواجهة، مع توعد إيران بأن قصف إسرائيل لمطار «تيفور» في ريف حمص، الذي أدى إلى مقتل إيرانيين لن يمرّ من دون ردّ، وما يُحكى عن تعزيزات لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، والدفع بالمئات من مقاتليه الذين سحبهم من سوريا إلى الحدود مع إسرائيل، وربط ذلك كلّه بتهديدات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت، الذي أكد أن «الحرب المدمرة ستأتي على (حزب الله)». وقوله إن هذه الحرب في حال اندلاعها «لن تكون مثل سابقاتها، وإن كل ما يقع تحت استخدام (حزب الله) في لبنان سيدمَّر، من بيروت وحتى آخر نقطة في الجنوب».

وفي ظلّ عدم استبعاد أي خيار دراماتيكي، اعتبر النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، أن الأمر «يتوقّف على حجم الضربة الأميركية الفرنسية في سوريا». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «إذا اقتصر الأمر على ضرب المطارات العسكرية والمواقع التابعة للنظام فحسب، فإن احتمالات الحرب ليست سريعة، لكن إذا استهدفت القوات الإيرانية، فإن (حزب الله) سيكون أداةً إيرانيةً لفتح حرب مع إسرائيل». وقال بيضون، وهو سياسي شيعي مناهض لـ«حزب الله»، إن «المعلومات والوقائع تشير إلى أن الأميركيين والإسرائيليين عازمون على إنهاء كل المواقع الإيرانية في سوريا، لكن طهران التي خسرت في الحرب السورية 45 مليار دولار، وآلاف الجنود والضباط من جيشها وميليشياتها، لن تقبل بإنهاء دورها في سوريا». وأضاف: «كنت أتوقع أن تنفجر الحرب بين (حزب الله) وإسرائيل عام 2019، لكن الأمور تبدو متسارعة، وعلينا ترقب ماهية الضربة الأميركية وحدودها». وشدد بيضون على أن الحرب «متوقفة على عزم الغرب طرد إيران من سوريا، وهو ما يدفعها إلى إشعال حرب انطلاقاً من جنوب لبنان». وفي ظلّ هذه العوامل، عبّر سامي نادر عن خشيته من «انتقال المواجهة من سوريا إلى لبنان وبشكل تصاعدي». وقال: «إذا لم ينجح لبنان في تحييد نفسه ووضع سياسة النأي بالنفس موضع التنفيذ ستكون العواقب وخيمة». واعتبر أنه «مع وجود سلاح غير شرعي (سلاح حزب الله) لا يمكن للبنان أن يحيّد نفسه عن التطورات المقبلة على سوريا»، مذكّراً بأن إسرائيل «منذ سنة تقريباً لا تكف عن بث تقارير عن احتمال تنفيذ عملية عسكرية في لبنان». وأضاف نادر أن «الخطير في الأمر أن الضربة الإسرائيلية على مطار تيفور، أتت متزامنة مع التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، ما يرجّح الدخول في مواجهة واسعة لن يكون لبنان بمنأى عنها».

 

أميركا تحشد عسكرياً لـ«معاقبة» الأسد وتطلب دعم فرنسا وبريطانيا واتصالات هاتفية بين ترمب وماي وماكرون

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/11 نيسان/18/تصاعدت حدة التوتر مع الخيارات التي ستقدم عليها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرد على الهجوم الكيماوي على دوما في غوطة دمشق. وألغى ترمب خططا للسفر إلى أميركا الجنوبية في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، للبقاء ومتابعة الرد الأميركي ضد النظام السوري. وأعلن أيضا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلغاء خطط للسفر إلى ولايات بالحدود الجنوبية الأميركية. وأعلنت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض إلغاء رحلة الرئيس ترمب إلى أميركا اللاتينية وعدم مشاركته في القمة الثامنة للأميركتين التي تعقد في مدينة ليما ببيرو، وإلغاء رحلته المقررة إلى كل من باجوتا وكولومبيا. وأشارت ساندرز إلى أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس سينوب عن الرئيس في حضور القمة، وأن السبب وراء إلغاء الرحلة هو رغبة الرئيس ترمب في متابعة الرد الأميركي ضد سوريا، والإشراف على التطورات في جميع أنحاء العالم.

وتجنب الرئيس ترمب الخوض في ماهية الخطوات التي ستتخذها الإدارة الأميركية، وقال إنه يتفهم أهمية معالجة هذا الوضع، وأيضا التأكد من وقف تمويل الإرهاب. من جانبه، قال الكولونيل باتريك رايدر المتحدث باسم الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إن القادة العسكريين قدموا للرئيس ترمب مساء الاثنين عددا من الخيارات «العسكرية» للرد على قيام نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم الأخير ضد المدنيين السوريين. وقال: «دورنا هو إمداد الرئيس بالخيارات المختلفة، وفي ضوء هذا الحادث المروع نحن ننظر في خيارات عسكرية محتملة وقدمناها للرئيس».

ووصف الكولونيل رايدر التقارير وصور المدنيين المصابين جراء الهجوم بالكيماوي بأنها مروعة، وشدد على أن الخيار العسكري هو أقرب الخيارات المؤكدة التي تنظر فيها الإدارة الأميركية؛ لكنه رفض التصريح بمزيد من التفاصيل؛ مشيرا إلى أنه يتعين الانتظار حتى يصدر الرئيس ترمب تصريحاته حول الرد الأميركي على سوريا. وتدور تسريبات حول اتجاه الإدارة الأميركية لاستهداف مطارات وقواعد عسكرية سورية، تعتقد واشنطن أنها القواعد المستخدمة في شن الهجمات الكيماوية. وكان الرئيس ترمب قد صرح للصحافيين مساء الاثنين، بأن الولايات المتحدة سترد بقوة على الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدنية دوما؛ لكنه رفض مناقشة توقيت هذا الرد، وقال قبل اجتماع مع كبار القادة العسكريين في البيت الأبيض مساء الاثنين: «سنقوم اليوم باتخاذ قرار وستسمعون القرار، ولا يمكننا أن ندع الفظائع التي شهدناها جميعا، لا يمكننا أن نسمح بذلك». وأضاف ترمب: «لدينا الكثير من الخيارات العسكرية، وسنخبركم قريبا جدا».

وأمضى ترمب أقل من ساعة مع القادة العسكريين، وحينما وجه الصحافيون أسئلة لمستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون الذي شارك في الاجتماع جالسا على يسار ترمب، أجاب: «ما الذي يمكن أن يحدث بشكل خاطئ؟». وقد شارك في الاجتماع كل من وزير الدفاع جيمس ماتيس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد. ورفض المسؤولون بالبيت الأبيض بشدة التلميح إلى الخطوات التي ستتخذها إدارة ترمب، وأشار مسؤول عسكري بالبنتاغون إلى أن الجيش الأميركي في وضع يسمح له بتنفيذ أي أمر يصدره الرئيس ترمب بالهجوم، مشيرا إلى أن المدمرة البحرية «دونالد كوك» تتخذ موقعها في شرق البحر المتوسط. وتعد المدمرة البحرية «دونالد كوك» من أبرز القطع البحرية الأميركية المحملة بصواريخ «توماهوك» وهي الصواريخ نفسها التي استخدمت في الهجوم الأميركي ضد سوريا، في أبريل (نيسان) الماضي، في أعقاب الهجوم الكيماوي على خان شيخون.

وأشار مسؤولون بالبيت الأبيض إلى أن الرئيس ترمب يواصل التشاور مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول التنسيق في الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. كما ناقش ترمب في اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الوضع في سوريا، واتفقا على عدم السماح باستمرار الهجمات بالأسلحة الكيماوية. وأعلنت الخارجية الأميركية عن اتصالات بين جون سوليفان القائم بأعمال وزير الخارجية، مع بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني، واتفق الجانبان على أن الهجوم على مدينة دوما يحمل بصمات مشابهة لهجمات أسلحة كيماوية سابقة، أقدم على شنها نظام بشار الأسد في السابق.

ومنذ مساء السبت الماضي، جرت اتصالات ومشاورات مكثفة ما بين واشنطن وكل من باريس ولندن، وتدور المناقشات - وفق مصادر موثقة - حول إمكانية اشتراك الحلفاء الأوروبيين في ضربة عسكرية ضد سوريا، وفي حال إقدام الولايات المتحدة على ضربة عسكرية بشكل سريع فإن الشريك الأكثر احتمالا سيكون فرنسا؛ حيث يستدعي الأمر حصول بريطانيا على موافقة البرلمان للاشتراك في ضربة عسكرية مع الولايات المتحدة.

ونصح مايكل أيزنشتات مدير برنامج الدراسات العسكرية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إدارة الرئيس ترمب، بتوجيه ضربة عسكرية رادعة تقصف الوحدات البرية والجوية السورية، وليس فقط الأهداف المتعلقة بالأسلحة الكيماوية، إضافة إلى السعي لضرب تحالف بشار الأسد مع إيران وروسيا، أي تجنب تصرف يجمعهم معا، والنظر إلى تحرك يؤدي إلى تباعدهم. وقال أيزنشتات: «يجب أن يكون الهدف هو تهدئة الوضع من خلال ردع نظام الأسد، وتركيز الضربات الأميركية على الأصول العسكرية لنظام الأسد، وتجنب أهداف روسية داخل سوريا، مع دعم الضربات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا».

ويضيف أيزنشتات: «ضربة واحدة لا تكفي؛ لأنه من المرجح أن يستمر الأسد في تحدي المجتمع الدولي وتخطي الخط الأحمر، لذا ضربات إضافية ستكون ضرورية لردعه، كما ينبغي أن تستهدف الضربات الأميركية البنية الأساسية للأسلحة الكيماوية، وتركز على القدرات العسكرية التقليدية للنظام السوري؛ لأن الأسلحة الكيماوية قد قتلت عدة آلاف، فيما قتلت الأسلحة التقليدية أكثر من مائة ألف مدني». وشدد مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية بمعهد واشنطن، على ضرورة أن تستهدف الضربة الأميركية المحتملة وحدات أرضية، مثل الفرقة الرابعة المدرعة، والحرس الجمهوري، وقوة النمر، إلى جانب الوحدات الجوية التي تلقي البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، بما يؤدي إلى عرقلة جهود النظام عسكرياً، أكثر من ضربات تركز فقط على القدرات لشن هجمات كيماوية. وأضاف: «الضربات الأميركية إذا قضت على وحدات الأسد الجوية والبرية، فإن ذلك سيزيد من العبء على روسيا وإيران وفيلق القدس الإيراني والميليشيات الشيعية الأخرى، بما يرفع تكلفة مساندتهم للأسد. يجب أيضا ضرب أهداف رمزية مثل القصر الرئاسي، ويجب ألا تضع الولايات المتحدة خطوطاً حمراء إضافية، ما لم تكن راغبة في تطبيقها، ويجب أن تكون مستعدة للرد على أي محاولات أخرى لاختبار حدود الولايات المتحدة، نظراً لأن عدم الاستجابة لن يؤدي إلا إلى دعوة مزيد من التحديات». إلى ذلك، قالت رئاسة الوزراء البريطانية، إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي اتفقت مع ترمب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، على أن العالم يجب أن يرد على الهجوم المزعوم بأسلحة كيماوية في سوريا. واتفقت ماي التي أجرت اتصالين منفصلين مع الرئيسين الأميركي والفرنسي، على أن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا «مستهجن تماما»، وإذا تأكد ذلك، فإنه يمثل دلالة أخرى على الوحشية المروعة التي يبديها نظام بشار الأسد. وقالت متحدثة باسم مكتب ماي بعد الاتصالين الهاتفيين: «اتفقوا على ضرورة أن يرد المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحظر العالمي لاستخدام الأسلحة الكيماوية».

 

موسكو تحذر من تصعيد يهدد بمواجهة مع واشنطن وطائرات روسية تحلق فوق مدمرة أميركية في البحر المتوسط

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/11 نيسان/18/حذرت وزارة الخارجية الروسية من «عواقب وخيمة» يمكن أن تسفر عن أي تدخل عسكري خارجي في سوريا. وقالت إن الاعتداء على بلد توجد فيه قوات روسية بطلب من الحكومة الشرعية «غير مقبول على الإطلاق»، في وقت أعلنت فيه موسكو إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن في مواجهة المشروع الغربي. وصعدت موسكو من لهجتها التحذيرية على خلفية التهديدات الأميركية بشن هجوم على سوريا، ووصفت الخارجية الروسية «المزاعم عن هجوم كيماوي» جديد في غوطة دمشق الشرقية بأنها «استفزازات سبق أن حذرت روسيا منها»، مضيفة أنها تهدف إلى حماية المتشددين وتبرير ضربات محتملة على سوريا من الخارج. وصعدت الخارجية الروسية في بيان حملتها على فرق الإغاثة ومنظمات حقوقية أكدت وقوع الهجوم، وقالت إن «الخوذ البيضاء وما تسمى منظمات حقوقية تتخذ من بريطانيا والولايات المتحدة مقرا لها، تلفق تقارير عن هجوم كيماوي جديد، وهي سبق أن ضُبطت متلبسة في التواطؤ مع الإرهابيين». وحذر البيان من أن «أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سوريا، حيث يوجد العسكريون الروس بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقا، وسوف يؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية». تزامن ذلك مع تنبيه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى ضرورة «ألا تصل الأمور في سوريا إلى مستوى التهديد باندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة». وكشف بوغدانوف أن الخارجية الروسية استدعت أمس سفير إسرائيل لدى روسيا لـ«بحث الأوضاع المتدهورة في الشرق الأوسط». وشكلت تلك أول إشارة إلى شرخ أصاب العلاقة الروسية – الإسرائيلية بعد الهجوم على مطار تيفور، رغم أن بوغدانوف سعى إلى التخفيف من أهمية الاستدعاء، وقال للصحافيين: «دعوناه فقط للحديث عن سوريا. الوضع هناك متحرك ويتطور بسرعة، نحن مهتمون دائما بمثل هذا الحوار النشط؛ لأن ديناميكيات الأحداث عالية جدا في الشرق الأوسط، وتتطلب تقييمات وتوقعات مشتركة مستمرة لمنع مزيد من التصعيد». وأكد بوغدانوف أن موسكو «لا تزال تجري اتصالات عملية مع واشنطن بخصوص سوريا»، مؤكدا أن الطرف الروسي يأمل في أن تنتصر العقلانية في الولايات المتحدة. تزامن ذلك مع دخول الكرملين على خط الانتقادات القوية لـ«مواقف الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى من تطورات الأحداث في سوريا». وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف، إن «المواقف الغربية غير بناءة، وتظهر مرة أخرى أن الغرب لا يهتم بالحقائق، ويسعى دائما إلى إصدار أحكام مسبقة». وأعرب عن أسفه لأن واشنطن وحليفاتها «لا تتحدث عن ضرورة إجراء تحقيق مستقل». مؤكدا أن هذه المواقف تقلص بشكل ملموس فرص إنجاح الجهود الدبلوماسية؛ لكنه نبه في المقابل إلى أن موسكو «لا تعتزم التخلي عن مساعيها في هذا الاتجاه».

تزامنت التطورات مع نقل وسائل إعلام روسية تفاصيل عن اقتراب سفن عسكرية أميركية من شواطئ سوريا. ونقلت وكالات روسية أن بين السفن مدمرة يمكنها حمل 60 صاروخا من طراز «توماهوك» قالت إنها اقتربت إلى مسافة 100 كيلومتر من طرطوس؛ حيث توجد القاعدة العسكرية الروسية.

ولفتت إلى أن أربع مقاتلات روسية حامت في أجواء المنطقة التي تحركت فيها المدمرة الأميركية، لكن ناطقا باسم البنتاغون نفى في وقت لاحق أمس صحة المعطيات عن تحرك طائرات روسية لمراقبة المدمرة. في الأثناء استعدت موسكو أمس لجلسة نارية جديدة في مجلس الأمن، وأعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف، أن بلاده أعدت مشروع قرار إلى مجلس الأمن ينص على إرسال خبراء إلى مدينة دوما السورية للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية. وأكد لافروف أن «روسيا لن تقبل باستنتاجات خبراء تم التوصل إليها من بعد»؛ موضحا أنه وفقا لميثاق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، يتعين عليها «إجراء تحقيق في المكان المشتبه بوقوع حوادث فيه وأخذ عينات لدراستها في مختبرات بشكل يضمن الشفافية» وقال إن مشروع القرار الروسي خلافا للمشروع الغربي المقدم يهدف إلى ضمان تنفيذ هذه الآلية. وأفاد مصدر دبلوماسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» بأن الفارق الجوهري بين المشروعين هو إصرار المشروع الروسي على أن يكون الخبراء الموفدون إلى سوريا من المنظمة الدولية لحظر السلاح الكيماوي، في رفض لإعادة إحياء الآلية المشتركة «التي أثبتت فشلها» في إشارة إلى قيام موسكو بتعطيل التمديد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للآلية المشتركة التي تضم خبراء من الأمم المتحدة مع خبراء المنظمة الدولية. وكانت موسكو اتهمتها بأنها «مسيسة» وبأن نشاطها لم يكن مهنيا.  ولفت المصدر إلى فارق جوهري آخر عن المشروع الغربي الذي يستند إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يعني أنه يجيز استخدام القوة في حال عدم استجابة أحد الأطراف لمتطلبات التحقيق الدولي. في حين أن المشروع الروسي الذي وصفه بأنه «متوازن» يرفض توجيه إدانة مسبقا إلى أي طرف، ويرى أنه لا يمكن القبول باستخدام قرار دولي لتبرير التدخل العسكري الخارجي في سوريا.

 

قلق دولي من نزوح 700 ألف سوري منذ بداية العام

بيروت - لندن:/الشرق الأوسط/11 نيسان/18/قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا إن نحو 700 ألف سوري اضطروا للنزوح من منازلهم هذا العام بسبب القتال في عدة مناطق بالبلاد. وذكر بانوس مومسيس منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية في بيان: «إنني قلق للغاية بشأن النزوح الضخم المتواصل لما يربو على 700 ألف سوري منذ بداية العام نتيجة الأعمال القتالية المستمرة في البلاد». ونزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب عمليات عسكرية في محافظة إدلب شمال البلاد علاوة على 133 ألفا من الغوطة الشرقية الواقعة قرب دمشق ولا يزال العنف مستمرا في جنوب دمشق وبمحافظة حمص وفي شمال شرقي وجنوب سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات الحافلات وصلت إلى شمال غربي سوريا وعلى متنها مقاتلو المعارضة الذين وافقوا على تسليم مدينة دوما قرب دمشق بعدما تعرضت لهجوم يشتبه بأنه كان بالأسلحة الكيماوية.

ويأتي إجلاء مقاتلي المعارضة وأسرهم فيما يستعد مجلس الأمن الدولي للانعقاد في وقت لاحق اليوم لمناقشة الهجوم الذي يعتقد أنه تم بأسلحة كيماوية في دوما مطلع الأسبوع. ووجه مقاتلو معارضة أصابع الاتهام للحكومة السورية التي تنفي أي دور لها في الأمر كما تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتحرك سريعا ردا على الهجوم. وبدأت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة تحقيقا. وتقول روسيا أكبر حليف للحكومة السورية إن التقارير التي أفادت بوقوع هجوم كيماوي ملفقة. وبدأ مئات آخرون في مغادرة دوما اليوم الثلاثاء، وقالت صحيفة «الوطن» الموالية للنظام إنه من المتوقع مغادرة نحو 40 ألف مقاتل وأسرهم في المجمل، فيما عبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن قلقها من «تصاعد مد النزوح من جديد». ويعني الاتفاق أن النظام استعاد السيطرة على كل الغوطة الشرقية التي كانت أكبر معقل للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 67 حافلة تقل مئات المقاتلين وأسرهم ومدنيين آخرين رفضوا العودة إلى حكم الأسد وصلت إلى مناطق للمعارضة قرب حلب اليوم الثلاثاء. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن 3600 مسلح وأسرهم غادروا دوما خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأطلقت «جيش الإسلام» سراح عشرات الأسرى بموجب الاتفاق. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد بعد ساعات من تقارير جماعات إغاثة طبية عن هجوم كيماوي محتمل، إذ قالت إن عشرات الأشخاص قتلوا في المدينة بعد يوم من استئناف الحكومة قصفها العنيف للمنطقة المكتظة بالسكان.

وخرج آلاف المقاتلين من جماعات معارضة مسلحة أخرى برفقة عشرات الآلاف من المدنيين في طريقهم إلى شمال غربي سوريا بعد اتفاقات تسليم مدن أخرى رئيسية بالغوطة. وقالت مفوضية اللاجئين إن نحو 130 ألف شخص هربوا من الغوطة الشرقية على مدى الأسابيع الأربعة الأخيرة.

وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيتشيتش خلال إفادة صحافية: «قلقنا تحديدا من الوضع في دوما... حيث لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين». وذكرت المفوضية أن نحو 45 ألف نازح يقيمون في ثمانية ملاجئ قرب دمشق بينما غادر العدد ذاته تقريبا تلك الملاجئ بعد عمليات فحص. وقال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الفرق الطبية في الملاجئ أبلغت عن وجود أمراض جلدية ومشاكل في التنفس بين الأطفال.

 

تأجيل عودة نازحي بيت جن إلى سوريا للمرة الثالثة وترجيح تعثّرها بسبب انشغال النظام بدوما

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/11 نيسان/18/لا يزال نازحو بيت جن السورية، في منطقة شبعا اللبنانية، ينتظرون منذ 10 أيام موعد عودتهم الذي تأجّل للمرة الثالثة على التوالي. وفيما لم تتضّح الأسباب الحقيقية وراء هذا التأجيل، خصوصاً أن عشرات العائلات سبق أن أرسلت أغراضها وأمتعتها إلى سوريا تمهيداً للمغادرة، تشير بعض المعلومات إلى أن تعثّر السير بهذه العملية يعود لانشغال النظام السوري، الذي كان سيرسل باصات خضراء لنقل النازحين من المنطقة الحدودية، بقضية دوما في الغوطة الشرقية.

وفي حين اكتفت مصادر الأمن العام اللبناني بالقول إن هناك بعض الإجراءات اللوجيستية التي لم يتم الانتهاء منها، قال رئيس بلدية شبعا، محمد صعب، لـ«الشرق الأوسط»: «لا معلومات لدينا حول أسباب التأجيل، لكن العائلات تعيش في وضع دقيق، خصوصاً أن معظم الذين سجّلوا أسماءهم للمغادرة أرسلوا أغراضهم، وتركوا منازلهم التي كانوا يستأجرونها، وباتوا يسكنون عند أقربائهم بانتظار تحديد الموعد النهائي، الذي كان بداية قبل نحو أسبوعين، ثم تأجل مرتين، كان آخرهما أول من أمس»، ولفت إلى أن البلدية لا تملك الإجابة الواضحة عن سبب التأخير، لكن بعض المعلومات التي يتناقلها النازحون تشير إلى أن التعثّر هو نتيجة انشغال النظام بقضية دوما في الغوطة الشرقية. كذلك نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر في بلدية شبعا قولها إن «الموظفة في لجنة العودة السورية، التي كانت تتواصل مع النازحين لتأمين عودتهم، غابت عن السمع يوم أول من أمس، وبالتالي تعذرت عملية العودة للمرة الثالثة».

وعزت مصادر معنية بملف النازحين للوكالة تأجيل العودة إلى بيت جن، التي خضعت للمصالحة مع النظام قبل 4 أشهر، إلى «انشغال الحكومة السورية بملف دوما وتشعباته، وما سبقه ورافقه من أحداث»، معتبرة أن «استعادة قوات النظام لبلدة بيت جن ليست كافية لعودة النازحين، فالبنى التحتية فيها غير مجهزة، كما أن البلدات السورية المحيطة بها غير مستقرة أمنياً، ومنها جباتة الخشب التي لا تزال تشهد وجوداً لـ(داعش) و(جبهة النصرة)»، مشيرة إلى أن «الوضع الأمني ينبئ بمتغيرات غير محسوبة». وتتابع مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان عملية العودة المتوقعة لنازحي بيت جن، من دون تدخّل مباشر منها في الإجراءات، بحيث يقتصر دورها على الاطلاع على أوضاعهم وحمايتهم، مع تأكيدها على موقفها الثابت من أنّ الأوضاع في سوريا غير مناسبة في الوقت الحالي للعودة، بحسب ما تقول المتحدثة باسم المفوضية ليزا بو خالد لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة في الوقت عينه إلى أن فرق المفوضية تتناقش مع اللاجئين والسلطات المعنية لتقييم قراراتهم، والظروف التي ستتم فيها هذه العودة، مع احترامها لخيارهم عند اتخاذه بشكل فردي. ولفتت بو خالد إلى أهمية توفير المعلومات اللازمة للاجئين حول الأوضاع والظروف التي سينتقلون إليها، حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارهم، خصوصاً أن اللقاءات مع بعض منهم لم تعكس هذا الأمر.

وكان نحو 550 شخصاً، من أصل 6 آلاف لاجئ يعيشون في شبعا، قد سجّلوا أسماءهم للمغادرة، بحسب ما قاله رئيس بلدية بيت جن السابق، هيثم حمودي، لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، مشيراً إلى حصولهم على تطمينات من النظام بأنه لم تعد هناك أي خطورة على جميع المواطنين، على أن تتم تسوية أوضاع كل المطلوبين قبل تاريخ 8 - 1 - 2018، وسيتم منح الشباب المطلوبين للخدمة 6 أشهر للالتحاق. وفي حين لفت إلى أن معظم المسجلين هم من أبناء مزرعة بيت جن الذين بإمكانهم العودة إلى بيوتهم، ويعتمدون على بعض الموارد الزراعية لتأمين لقمة عيشهم، قال إن معظم من فضّل البقاء في شبعا هم من عائلات بيت جن التي هدّمت منازلها أو باتت غير قابلة للسكن. ويبلغ عدد العائلات المتحدرة من بيت جن نحو 140 عائلة، من أصل 380، وما يقارب 5 آلاف لاجئ هربوا إلى شبعا والعرقوب المجاورة من مناطق سوريا عدة، منها حمص وإدلب ودرعا.

 

ماكرون ومحمد بن سلمان يشددان على الحد من مشروع إيران التوسعي والرئيس الفرنسي يجتمع بولي العهد في الإليزيه... وتوقيع اتفاقيات ثقافية وعسكرية

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/11 نيسان/18/شدد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، على أن المشروع الإيراني التوسعي يعتبر من المشاريع الهدامة في منطقة الشرق الأوسط الذي ينطلق من آيديولوجية توسعية تدعم الإرهاب وتمويل الميليشيات الإرهابية مثل حزب الله والحوثيين ورعاية قادة تنظيمات مثل «القاعدة»، مشيراً إلى أن ابن أسامة بن لادن ما زال موجودا في إيران ويتزعم «القاعدة» خلفا لوالده، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن إيران لم تستثمر الأموال التي استردتها بعد الاتفاق النووي لازدهار الشعب الإيراني أو التنمية، بل عملت على نشر الآيديولوجيا المتطرفة، مضيفاً أن إيران حصلت بفضل الاتفاق النووي على 150 مليار دولار لم تستخدم دولارا واحدا منها لإطلاق مشروع أو فتح شارع بل خصصت لدعم الإرهاب. فضلا عن ذلك، فإن إيران تحتاج اليوم لسنة أو لسنتين للحصول على القنبلة النووية.

وأضاف الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه أمس، أن بلاده قد تشارك في ضربات محتملة ضد النظام السوري رداً على الهجوم الكيماوي. وقال رداً على سؤال حول إمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة في سوريا: «إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين». أما الرئيس الفرنسي الذي تبدو حكومته مائلة جدا للقيام بعمل عسكري ضد النظام السوري بسبب الهجوم الكيماوي على مدينة دوما يوم السبت الماضي، فقد أكد أنه إذا قررت باريس القيام بضربات عسكرية، فإنها ستستهدف «القدرات الكيماوية للنظام». وسارع ماكرون إلى «طمأنة» روسيا وإيران بتأكيد على أن مواقعهما وقواتهما في سوريا لن تستهدفا، وقال ماكرون: «خلال الأيام المقبلة، سنعلن قراراتنا... والقرارات التي قد نتخذها لن تهدف في أي من الأحوال ضرب حلفاء النظام أو مهاجمة أي كان، بل سنستهدف القدرات الكيماوية التي يملكها النظام»، مؤكدا أن فرنسا «لا ترغب في أي تصعيد». إلا أنه قبل الوصول إلى المرحلة العسكرية التي لا تبدو بعيدة، فإن باريس مستمرة في عملها الدبلوماسي في مجلس الأمن الدولي، وكذلك تسعى لتحسين الوضع الإنساني عن طريق توفير المخارج الآمنة من الغوطة وإيصال المساعدات.

وأعرب ماكرون عن «سعادته» بلقاء ولي العهد السعودي الذي نقل إليه دعوة لزيارة الرياض من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقبلها، ووعد بتلبيتها قبل نهاية العام الجاري. وأفاض ماكرون في التأكيد على الإرادة المشتركة لفرنسا والسعودية من أجل «بناء شراكة طويلة المدى» يعمل الوزراء والمسؤولون على تحديدها، وتأخذ بعين الاعتبار «التحديات الجديدة» التي يواجهها البلدان. وإشارة إلى حديث ماكرون فإن إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الجديدة» التي كان يأمل الإليزيه إطلاقها بمناسبة الزيارة سوف يتم الاستمرار في العمل على تحضيرها لتكون جاهزة قبل نهاية العام، إذ أوضح ماكرون أن الشراكة مع السعودية تركز على 4 محاور حاليا، أهمها الحرب على الإرهاب، إذ أشار إلى أن الرياض سترسل وفدا رفيع المستوى للمشاركة في مؤتمر تجفيف منابع الإرهاب الذي ستنظمه باريس في 25 و26 الجاري. لكن هذا المحور يعني أيضا العمل المشترك، وفق ماكرون على تعزيز الاستقرار في المنطقة، وخصوصا في الدول «الأساسية»، ذاكرا منها سوريا والعراق ولبنان. وفيما يخص البلد الأخير، أفاد ماكرون بأنه دعا رئيس الوزراء اللبناني إلى العشاء الرسمي «بناء على طلب» ولي العهد.

فيما شدد الأمير محمد بن سلمان على أن الشراكة السعودية - الفرنسية مهمة للغاية خاصة في هذا الوقت، مشيرا إلى أن السعودية لم تستغل سوى 10 في المائة من إمكانياتها، وقال: «هدفنا هو أن نكون منطقة محورية بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وفق رؤية 2030».

وبدوره قال ماكرون إنه يؤيد ما قاله ولي العهد السعودي بخصوص إيران، وأضاف: «نريد أن نستكمل الاتفاق النووي مع إيران ليشمل حظر الصواريخ»، مبينا أنه «لن نسمح بأي تهديدات للسعودية، ونقف مع السعودية، ونتبادل المعلومات لمواجهة خطر الصواريخ الحوثية». وتابع ماكرون: «نشترك مع السعودية في ضرورة التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة». وفي الملف اليمني، كشف ماكرون أن باريس ستدعو إلى مؤتمر دولي حول اليمن بحلول الصيف القادم «لاستعراض ما يجري، وما يجب القيام به، ما سيسمح باتخاذ مبادرات إنسانية جديدة حيال اليمن»، فيما فند الأمير محمد بن سلمان الدعاوى التي تتهم قوات التحالف بعدم احترام القانون الإنساني والتسبب بالمجاعة وسقوط مدنيين ضحايا، إذ أشار إلى أن قوات الشرعية لا تبعد عن صنعاء إلا مسافة 20 كلم، وهي قادرة على اجتياحها متى أرادت لكنها لا تقوم بذلك مخافة تضرر المدنيين. واعتبر أن «الأخطاء» ترتكب في كل حرب أو نزاع، لكن المهم هو التساؤل عما إذا كان مقصودا أم لا؟، مشيرا إلى أن السعودية تعمل مع أصدقائها على تطوير آليات التخطيط والاشتباك لتدارك الأخطاء، كما أن السعودية تعتبر من أكبر الداعمين والمانحين لليمن. ومن جانبه، دافع ماكرون عن مبيعات الأسلحة للسعودية، مؤكدا أن حكومته تحترم المعايير الدولية وتقرر المبيعات كل حالة على حدة. وفي السياق الدفاعي، أشار ماكرون إلى عمل البلدين على أمن البحر الأحمر، وعلى دعم الحرب على الإرهاب في الصومال. يشار إلى أن السعودية قدمت 100 مليون دولار لدعم القوة الأفريقية المشتركة، وقبلت كذلك في دعم البرامج الإنمائية. وقال الأمير محمد بن سلمان إن هذه الدول «هشة» بوجه الإرهاب، وبالتالي وجبت مساعدتها. وفي نهاية المؤتمر، أشاد الرئيس الفرنسي بالأمير محمد بن سلمان «القائد الشاب»، معبرا عن قناعته العميقة وأمله في أن ينجح بمشروعه الإصلاحي والتحديثي، ومؤكداً وقوف فرنسا إلى جانبه. وكان واضحا في المؤتمر الصحافي أن ماكرون وولي العهد أصبحت لديهما رؤى متقاربة، وأن علاقة قوية قامت بينهما، وسعى ماكرون إلى أن تكون أيضا شخصية.

وكان الرئيس الفرنسي قد استقبل الأمير محمد بن سلمان في قصر الإليزيه أمس، وترأسا اجتماع مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودية الفرنسية بحضور وفدي البلدين، واستعرضا العلاقات السعودية الفرنسية، والشراكة الاستراتيجية، ومواصلة تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات. ونقل ولي العهد السعودي تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الفرنسي، فيما حمله ماكرون نقل تحياته لخادم الحرمين الشريفين. وتم خلال الاجتماع استعراض العلاقات السعودية الفرنسية، والشراكة الاستراتيجية ومواصلة تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، كما جرى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة من أجل أمن واستقرار المنطقة. بعد ذلك، جرى التوقيع على اتفاقية تعاون تتعلق بتطوير المواقع التراثية والتاريخية في محافظة العلا، بما يعزز التحول المستدام للمحافظة، وقّعها من الجانب السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومن الجانب الفرنسي وزير الخارجية جان إيف لودريان. ونيابة عن الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وقّع عادل بن أحمد الجبير، وزير الخارجية السعودي، ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان بروتوكول تعاون في مجال السياحة بين الهيئة و«وزارة أوروبا والشؤون الخارجية» الفرنسية، وذلك ضمن النشاطات المصاحبة لزيارة ولي العهد السعودي إلى باريس. ويهدف البروتوكول إلى تبادل الخبرات في مجال إدارة الوجهات السياحية وتطوير الموارد البشرية العاملة في القطاع السياحي وتطوير المنتجات السياحية، بالإضافة إلى تصنيف الفنادق، والسياحة الثقافية، والبيئة والأعمال والأنشطة البحرية.

كما وقّع الوزير الجبير، بروتوكولاً آخر مع وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين في مجال التراث، يهدف إلى تبادل الخبرات في المجال التراثي وإدارة المواقع التاريخية ونقل المعارف والخبرات في مجال تنظيم المعارض وإدارة المتاحف، كما يهدف إلى تطوير الأشغال الحرفية والصناعات التقليدية وتدريب العاملين في مجال التراث وتنظيم الدورات التدريبية المشتركة. كما أبرمت السعودية وفرنسا، عددا من المذكرات والاتفاقيات للتعاون في المجال الدفاعي بين البلدين لتطوير القوات المسلحة السعودية، ونقل وتوطين التقنية وفقا لـ«رؤية السعودية 2030»، وتوفير التدريب وخلق فرص وظيفية في البلدين، واستكمال الإجراءات اللازمة لدعم القوة المشتركة لدول الساحل الأفريقي لمحاربة التنظيمات الإرهابية.

جاء ذلك بعد لقاء الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، مساء أول من أمس، في باريس بوزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي. وشهد اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية ومجالات التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، وسبل تطويرها، خاصة في الجانب الدفاعي والعسكري، والفرص الواعدة وفق «رؤية السعودية 2030»، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة بشأنها، بما فيها جهود محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف. وأمس، حفل نشاط الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بعدد من اللقاءات مع المسؤولين الفرنسيين، حيث التقى في مقر إقامته في باريس، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لامير، يرافقه عدد من رجال الأعمال الفرنسيين. وتناول لقاء العمل، الحديث حول تعزيز الشراكة، وفرص الاستثمار، بما فيها استقطاب استثمارات واعدة تعزز من توطين التقنية وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية. وكان ولي العهد قد اجتمع مساء أول من أمس، مع المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) أودري أزولاي، واستعرض الاجتماع المبادرات السعودية في الجانب الثقافي، والتعاون المتواصل مع اليونيسكو وفرص تطويره بما يتوافق مع «رؤية السعودية 2030». كما التقى ولي العهد، أمس في باريس، عدداً من نواب الجمعية الوطنية الفرنسية، وبحث الجانبان، روابط التنسيق بين البلدين الصديقين، في عدد من المجالات المشتركة وبحث جملة من المسائل ذات الاهتمام المتبادل. واستقبل الأمير محمد بن سلمان أمس في مقر إقامته في باريس، بعضاً من القيادات الدينية في الجمهورية الفرنسية، وجرى خلال اللقاء، التأكيد على أهمية المشتركات الإنسانية بين أتباع الأديان لتعزيز القيم الإيجابية للتعايش والتسامح. وحضر جميع اللقاءات أعضاء من الوفد الرسمي لولي العهد السعودي.

 

محمد بن زايد يصل إلى القاهرة في زيارة تستغرق يومين وانطلاق فعاليات تدريب بحري مصري ـ إماراتي

القاهرة/الشرق الأوسط/11 نيسان/18/وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى القاهرة، أمس، في زيارة تستغرق يومين استقبله خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومن المقرر أن يتناول لقاء السيسي بن زايد تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وسبل تطويرها، بالإضافة إلى آخر المستجدات على صعيد القضايا الإقليمية والملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك. وبالتزامن مع الزيارة، انطلقت أمس فعاليات التدريب البحري المصري الإماراتي المشترك (خليفة 3)، الذي يستمر لعدة أيام بقاعدة البحر الأحمر، بمشاركة عناصر القوات البحرية وعناصر القوات الجوية لكل من مصر والإمارات بالمياه الإقليمية المصرية. وقال المتحدث العسكري المصري، إن التدريب يأتي في ظل استمرار تنمية وتعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والإمارات، وحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تبادل الخبرات مع الدول الشقيقة والصديقة لتنمية مهارات القادة والضباط للحفاظ على الكفاءة القتالية وتوحيد المفاهيم العملياتية. يشارك في التدريب كثير من الوحدات والقطع البحرية، منها الفرقاطة الفاتح وسفينة الإمداد البحري سجم حلايب، وعدد من لنشات الصواريخ وصائدة الألغام تفارين، وعدد من القطع البحرية الإماراتية. تضمنت المرحلة الرئيسية تنفيذ كثير من الأنشطة الرئيسية تخللها عدة محاضرات تشمل التخطيط والإعداد لمراحل التدريب المختلفة وتنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية بغرض حماية خطوط المواصلات البحرية وإدارة أعمال القتال المختلفة، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، بالإضافة إلى تدريب أطقم الوحدات البحرية المشاركة على مواجهة التهديدات البحرية المحتملة.

ويأتي التدريب في ضوء علاقات التعاون العسكري بين البحريتين المصرية والإماراتية، وتعظيم الاستفادة من القدرات الثنائية لكلا الجانبين، لتبادل الخبرات في أسلوب تأمين مسارح العمليات البحرية ضد العدائيات المختلفة.

 

مصر وقبرص تبحثان التحديات التركية أمام التنقيب عن «غاز المتوسط»

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/11 نيسان/18/حظيت أزمة التجاذبات التركية - القبرصية بشأن التنقيب عن الغاز في مياه البحر المتوسط والتي اشتعلت قبل شهرين، بأولوية على جدول مباحثات وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس. وقالت الخارجية المصرية، في بيان أمس، إن الوزيرين، عقدا لقاءً ثنائياً في القاهرة، أمس، عرض خلال خريستودوليديس، على شكري: «التحديات الأمنية التي تواجه بلاده في التنقيب عن الغاز في مياهها الإقليمية»، وتطرقا إلى «تعزيز التعاون في مجال الطاقة، فضلا عن متابعة مشروعات التعاون الثنائي في مجالات الزراعة والتعليم والتصنيع». وانتقد خريستودوليديس، بحسب الخارجية المصرية: «ما تقوم به تركيا من أفعال غير قانونية في المنطقة الاقتصادية، والتي تدحض حقوق الدول في المنطقة وليس قبرص فقط، معبرا عن شكره لمصر على دعمها القوى لقبرص في كل المنتديات الدولية والإقليمية». وكانت أزمة ثلاثية أطرافها مصر وقبرص وتركيا، ظهرت إلى العلن في فبراير (شباط) الماضي، بعد إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عدم اعتراف بلاده بقانونية اتفاق وقعته مصر وقبرص في عام 2013 بشأن تقاسم مكامن الغاز المشتركة بين البلدين في شرق المتوسط، وأكد «اعتزام أنقرة بدء عمليات البحث عن مصادر الطاقة في المنطقة».

وفيما بدا رداً على التصريحات التركية بعد الاعتراف بقانونية الاتفاق المصري - القبرصي، قال خريستودوليديس، أمس، إن «هناك إطارا قانونيا للتعاون بين البلدين، وبحثنا تطويره في مجال الطاقة ووجدنا اهتماما من الشركات القبرصية للاستثمار في مصر». وزاد: «التقيت وزير الخارجية المصري، في روما منذ أسابيع وأكدنا على إرادتنا القوية في استمرار العلاقات المشتركة، وهناك اهتمام كبير لتطويره والتعاون يقوم على روابط استراتيجية عامة بين البلدين». وسبق للخارجية المصرية التأكيد قبل شهرين على أن «اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها، وهي تتسق وقواعد القانون الدولي، وقد تم إيداعها بصفتها اتفاقية دولية في الأمم المتحدة». محذرة من أن «أي محاولة للمساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في تلك المنطقة تعتبر مرفوضة، وسيتم التصدي لها». من جهته أكد شكري «التزام مصر بالإطار التعاوني القائم بين شمال وجنوب المتوسط، وكذلك تمسكها بالمرجعيات التعاقدية المنبثقة عن مسار التعاون الأوروبي - المتوسطي منذ تدشين عملية برشلونة عام 1995 بمساراتها السياسية والاقتصادية والتي راعت منذ بدايتها خصوصية علاقات التعاون بين ضفتي المتوسط لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق المصالح المتبادلة». وأعرب وزير الخارجية المصري، عن تطلع القاهرة إلى زيارة الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس؛ وذلك في إطار فعاليات (أسبوع إحياء الجذور) للجاليات المصرية اليونانية والقبرصية المقرر عقده بالإسكندرية وشرم الشيخ في الفترة من 30 أبريل (نيسان) الحالي إلى 6 مايو (أيار) المقبل. وفي المقابل، أكد وزير الخارجية القبرصي حرصه على «إتمام الزيارة في هذا التوقيت كأول وزير أوروبي يزور مصر عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية لتهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي بفوزه، ونقل تهنئة الرئيس القبرصي»، ومتوقعاً أن «تشهد العلاقات الثنائية المزيد من التقدم والتطوير خلال المرحلة المقبلة، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي التي تجمع مصر وقبرص واليونان والتي تعد أول آلية للتعاون الثلاثي يتم تأسيسها في المنطقة». وأظهرت نتائج أعمال البحث والتنقيب خلال السنوات الثلاث الماضية حقولا هائلة للغاز، بينها حقل ظهر، الذي تصفه الحكومة المصرية بالأكبر حول العالم، والذي يقع داخل حدود البلاد البحرية في مياه المتوسط، وينتج 350 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، وتقدر احتياطياته بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز. وكان الجيش المصري، أصدر عدة بيانات عسكرية، ضمن سلسلة بياناته بشأن العملية الشاملة سيناء 2018 شدد فيها على أن نطاق عملياته يتضمن «التعامل مع جميع التهديدات والعدائيات لمياهنا الإقليمية»، وكذلك حماية «الأهداف الاقتصادية في البحر».

 

انطلاق الاجتماعات التحضيرية لقمة الظهران والجامعة تأمل بـ{استعادة الحد الأدنى من التضامن العربي}

الرياض: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/11 نيسان/18/انطلقت في الرياض أمس الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية برئاسة السعودية، التي ستلتئم في الظهران بشرق السعودية، حيث أقرت جدول الأعمال ومسودة مشروعات القرارات التي سيتم رفعها إلى جلسة وزراء الخارجية العرب، التي من المقرر انعقادها صباح غد الخميس. وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن بعض الملفات السياسية طالها إضافات وتعديلات، فيما سيتم رفع المختلف عليه لحسمه خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب، التي من بينها الملف السوري، حيث طلبت مصر وضع إدانة في مشروع القرار للوجود التركي في مدينة عفرين، وهو ما رفضته قطر والسودان، الذين طرحوا صيغة بديلة وهي التعبير عن القلق، بينما طالب البعض أن تكون الإدانة لكل المتدخلين في الشأن السوري، وعليه تم ترحيل هذا الموضوع لاجتماع وزراء الخارجية.

وناقش اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين بالدول الأعضاء بالجامعة، خلال اجتماع أمس، بالرياض، على مدى جلستي عمل، اعتماد مشروع جدول أعمال القمة العربية ومناقشة بنوده، بالإضافة إلى مشروعات القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول أعمال القمة. ومن المقرر أن يعقد كبار المسؤولين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي اجتماعا اليوم (الأربعاء) لإعداد الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي ستطرح على مشروع جدول أعمال القمة تمهيدا لرفعها إلى الاجتماع التحضيري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري يوم الخميس. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مدينة الظهران سوف تشهد مشاركة القادة والملوك والرؤساء العرب في ختام فعاليات تمرين الصداقة بين الدول العربية، الذي تشارك فيه قوات بحرية عربية لأول مرة. وهو تمرين عسكري يتم كل عام، وسبق أن تم عقده في منطقة حفر الباطن العام الماضي.

إلى ذلك، قال السفير حسام زكي مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، التي جرت في الرياض، أمس، اتسمت بالمرونة والموضوعية والإيجابية، مشيرا إلى أنه تم إعداد القرارات التي سيتم طرحها على اجتماعات وزراء الخارجية غدا (الخميس) للمناقشة، ومن ثم رفعها بصورتها النهائية إلى القمة حتى ينظر فيها القادة العرب. وأضاف زكي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الموضوعات المطروحة على القمة ليست جديدة باعتبارها قمة دورية عادية، ومن ثم إدراج القضايا المعتادة نفسها، وسيكون ملف فلسطين في القلب منها، فضلا عن باقي القضايا السياسية التي ينشغل بها جميع العرب»، معربا عن أمله في أن تسهم قمة الدمام في استعادة الحد الأدنى من التضامن العربي لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها. وردا على سؤال عما إذا كانت القرارات التي تم إعدادها قد أضيف إليها آليات عمل جديدة لتنفيذها، أوضح زكي أن «القرارات تعبر عن ثوابت المواقف العربية في التعامل والحل كمرجعية، وسبق أن اتخذت القرارات نفسها في القمم السابقة وهي تعبر عن المواقف العربية». وحول الموقف الأميركي الخاص بملف السلام واستئناف المفاوضات، قال إن هناك صياغات مواقف محددة في التعامل مع المواقف الأميركية، وخاصة القرار الذي صدم الجميع، الخاص بنقل مقر السفارة الأميركية إلى القدس، ولكن بخلاف ذلك كان هناك عدد من الصياغات التي نتعامل بها مع هذه المواقف بشكل موضوعي. وحول الأوضاع المتفجرة حاليا في دوما وعفرين بسوريا، وإمكانية اتخاذ قرارات لمعالجة التصعيد الراهن، أوضح زكي أن كلمة معالجة تفترض أن هناك دورا عربيا يؤثر في الأحداث على الأرض، وحقيقة الأمر - وكما هو معروف - للأسف، الذي يؤثر القوى غير العربية الموجودة على الأرض سواء كانت إيران أو تركيا أو روسيا وأميركا، وكل واحدة من هذه القوى تبحث عن مصالحها وتحقيق أهدافها، أما الجانب العربي فيطالب بالتمسك بالمسار السياسي باعتباره المخرج الوحيد من هذا المستنقع والنفق المظلم الذي يسيطر على سوريا. وعما إذا كان يتوقع نيات أميركية بتوجيه ضربات عسكرية إلى سوريا بهدف مكافحة الإرهاب، قال زكي إن هناك مطالبات عربية في هذا الشأن، ولكن لا نستطيع استباق موقف القادة العرب وسوف ننتظر انعقاد القمة ونرى الاتجاه العام وما الذي يمكن أن نخرج به.

 

ماكرون يستقبل محمد السادس في الإليزيه

الشرق الأوسط/11 نيسان/18/أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس مباحثات على انفراد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه في باريس أمس. وحظي استقبال ماكرون للعاهل المغربي باهتمام واسع في المغرب باعتباره أول نشاط رسمي للملك محمد السادس بعد فترة النقاهة التي اجتازها مند خضوعه لعملية جراحية قبل أسابيع في باريس. ويأتي لقاء العاهل المغربي مع الرئيس الفرنسي في وقت يعرف فيه المغرب حالة تعبئة قصوى بسبب التطورات في الصحراء على خلفية سعي جبهة «بوليساريو» إلى نقل مقار من تندوف بالأراضي الجزائرية إلى المنطقة العازلة خلف الجدار الدفاعي المغربي. وفي هذا السياق، يكتسي اللقاء أهمية خاصة لكون فرنسا عضواً دائماً في مجلس الأمن الذي يرعى العملية السياسية لحل نزاع الصحراء. ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول آخر تطورات الصحراء  ويصدر قراراً بشأنه قبل نهاية الشهر الحالي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نعيم عون: جبران كَسَر ظهر العهد!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الخميس 12 نيسان 2018

مسار الكذب والخداع بدأ منذ اعتماد آلية الترشيحات الحزبية داخل «التيار»

 بعكس كافة الأحزاب السياسية يعلو الصوت المعارض داخل «التيار الوطني الحر» بشكل نافر يصعب ضبطه. تُرجم ذلك، في السنوات الماضية، إما بتقديم استقالات أو صدور قرارات بالفصل، أو استدعاءات متكرّرة الى مجلس التحكيم، وصولاً الى ترشيحات إنتخابية على لوائح خصوم «التيار» فيما بعض «المغامرين» لا يزال يضع البطاقة الحزبية في جيبه!

يُجمِع هؤلاء، أنّ من خلال ترشيحاتهم أو انفصالهم عن الجسم الحزبي، على أنهم يوجّهون رسالة إعتراضية مباشرة واضحة العنوان: رفض ممارسات الوزير جبران باسيل. وبالتأكيد، انّ السياسة التي اتّبعها رئيس «التيار» في انتقاء حلفائه على اللوائح تزيد، برأيهم، في طين الخصومة بلّة!

نعيم عون، أحد قادة المعارضة في «التيار»، وإبن شقيق رئيس الجمهورية، يرى أنه «من خلال تحالفات «التيار» في المناطق هناك ثلاثة أو أربعة مرشحين فقط متناغمون مع سياسة ومبادئ «التيار». أما باقي المرشحين فهم على تناقض أخلاقي ومبدئي مع هذه المبادئ بسبب «سجلّهم» المشبوه وصولاً الى إيديولوجيّتهم».

باعتقاد عون، «كان يمكن لـ«التيار» أن يحصد العدد نفسه من النواب، نائب بالزائد أو بالناقص، من دون هذه «السَعدنة» في التحالفات والكذب والرياء السياسي، خصوصاً أنّ كلنا نعلم أنّ لبنان ليس بلد «الأعداد» بل بلد التوازنات والتفاهمات، بدليل أنّ «التيار» حصد أكبر كتلة مسيحية عام 2005 وبقي خارج الحكومة حتى العام 2008، والرئيس سعد الحريري «القوي في بيئته» «طار» من رئاسة الحكومة خلال اجتماعه مع زعيم أكبر دولة عظمى في العالم في البيت الأبيض بفعل هذه التوازنات»!

ويؤكّد عون «أنّ مسار الكذب والخداع بدأ منذ اعتماد آلية الترشيحات الحزبية داخل «التيار»، التي لم تُحترم غالبية نتائجها، وصولاً الى التحالفات «الشاذة» التي نشهدها اليوم باستبدال محازبين وكادرات بـ«طارئين» على النسيج العوني».

في مفهوم القيادي المعارض، «أنّ المصلحة المجرّدة من المبادئ لا تصنّف براغماتية سياسية، إذ إنّ مكيافيل نفسه أقرّ بضرورة الحفاظ على المبادئ في قيادة الشعوب. لا أحدَ قادر على «أن يشتري» شعباً بأكمله».

نعيم عون الذي آثر الصمت منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، يفصل بين العهد وأداء باسيل، مؤكّداً «أنّ باسيل يدمّر الإرث السياسي والوطني لميشال عون والمسار الذي انتهجه قد تكفّل بالإطاحة بكل ما بناه عون منذ 2006، وذلك عبر ضرب سلّة التفاهمات الاستراتيجية التي أُنجزت لحماية لبنان وتحصين الوحدة الوطنية والمسيحية، وأبرزها التفاهم مع «حزب الله» والتفاهمات المسيحية-المسيحية، وذلك بسبب سياسة الجشع وإعلاء المصلحة الشخصية والآنية على المصلحة العامة، كما أنّ باسيل إعتمد منذ بداية التفاوض حول الانتخابات خيارات إنعكست على التماسك الداخلي لـ«التيار».

والحكم على مسار «التيار» يختصره عون بالآتي: «تراجع عن المبادئ، تراجع في الشعبية، تراجع في «نوعية» الكادرات والقيادات الحزبية، والأهمّ والأخطر هو ضرب مستقبل «التيار»، داعياً كل أبناء الحزب «أن يعوا أنّ تيارهم في دائرة الخطر، ولا أحد ينقذه إلّا إرادتهم، والعودة الى أسس ومبادئ «التيار» وليس في تحويله الى سوق نخاسة، ومناضليه الى «بضاعة» في سوق العرض والطلب».

ويرى القيادي العوني المعارض أنّ ترشيحات بعض المنتسبين الى «التيار» خلافاً لرأي القيادة هي لتسجيل موقف وردّة فعل على الواقع القائم». وفي ما يتعلّق بترشيح القيادي السابق زياد عبس في دائرة بيروت الأولى أكد عون أنه «داعمٌ لترشيحه وترشيح أمثاله»، مع إشارته الى «أنّ العديد من المنضوين في لوائح المجتمع المدني اليوم كانوا بغالبيتهم داعمين للتيار بين 2005 و2009».

على خط آخر، لا يرى عون في جولات باسيل الخارجية في بلاد الاغتراب «سوى دعاية وإستعراضات سياسية، فالسبب الأساس لهجرة المسيحيين هو الوضع الاقتصادي والفساد المستشري»، قائلاً «أوقفوا هذه الممارسات الفاسدة وانهضوا بالوضع الاقتصادي على أسس سليمة لا تُغرِق البلد بمزيد من الديون. والمغتربون، المسيحيون خصوصاً، سيعودون عندها الى وطنهم من دون دعوة»!

ولدى سؤاله عن أداء جبران باسيل والانقسام السياسي حيال هذا الأداء أجاب «الشخص لا يعنيني، إنما الممارسات هي ممارسات فاسِدة وقد كَسَر جبران باسيل «ظهر» العهد. على رجل الدولة أن يحترم القوانين ويطبّقها بحذافيرها وهي كفيلة بكشف الأخطاء والممارسات الشاذة»، لافتاً الى أنّ «المعطيات بين يديّ رئيس الجمهورية قد تكون ناقصة بشأن صفقة البواخر، وهو بمطلق الأحوال همّه طبعاً أن ينهي هذه المأساة الوطنية بأقلّ كلفة ممكنة».

وغداة إنعقاد مؤتمر «باريس 4» يؤكّد عون «أنّ المؤتمر مَنح لبنان وعوداً بدون إلتزامات بل وعوداً مشروطة بإصلاحات»، معيداً التذكير بأنّ «البلد في حالة إقتصادية كارثية.

هناك 29% من اللبنانيين تحت خط الفقر، 37% عاطلون عن العمل، الدين العام يشكّل 205% من الناتج المحلي الاجمالي، إذا ما أضفنا ديون البنك المركزي على ديون الحكومة، تقريباً ثلث الموازنة خدمة دين وثلث أجور... عناوين الاصلاح معروفة، لكنّ المسار المتّبع خصوصاً من قبل رئيس «التيار» يساهم في تكريس واقع الانحدار صوب مزيد من الأزمات».

وعشيّة ذكرى 13 نيسان يشير عون الى «عبثية ما يحصل، كأننا لم نتعلّم شيئاً»، ويضرب مثالاً على ذلك «ما يحصل في قضاء جبيل من تجييش للغرائز الطائفية ورغبة بايقاظ الشياطين النائمة، وهذا ما سيرتدّ سلباً على اللبنانيين والمسيحيين بشكل خاص الذين قد يشعرون بفائض قوة في بعض الأقضية، لكنهم يواجهون مشكلات في أقضية أخرى، فيما المطلوب تحصين الوحدة الوطنية وعدم اللعب على وتر الغرائز».

ويختم عون قائلاً «إنّ «التيار» هو تيار شعب بكل تلاوينه، وقد عاد مؤسّسه الى «بيت الشعب»، والشعب يرفض هذه الممارسات. نحن في «التيار» لم نتعوّد السكوت عن الحق، فكيف إذا كان حقنا. لم نسكت تحت الضغوط والمنفى، ولن نسكت اليوم، ولن نكون شهود زور».

 

المتن.. إن حكى!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الخميس 12 نيسان 2018

عندما يُؤتى على ذِكر المتن، ولو عَرَضاً، يَحضر اسم ميشال المر كمرادفٍ له، لا بل كعنوان لهذه المنطقة وما تعنيه. هذه هي حقيقة المتن، سواء أقرَّ بها البعض أو نكروها، ذلك أنّ ما بين هذه المنطقة المسمّاة عروس جبل لبنان، وبين «أبو الياس»، حكاية طويلة، تحكي عن علاقة تاريخية متجذّرة في وجدان المتنيّين، وأقوى من كلّ الحالات العابرة. في زمنِ الانتخابات؛ زمنِ انكشاف الوجوه، وذوبان المبادئ، والجحود ونكران الجميل، وسقوط الشعارات في قعر المصالح الضيّقة وحسابات السمسرات وأصحاب الصفقات، يقف المتن اليوم، على مفترق طريقين يوصِلان إلى هدفين متناقضين لا يلتقيان:

- الهدف الأوّل، تدفع في اتّجاهه عقلية فوقية، ذاكرتُها مثقوبة، تنظر إلى المتن وأهلِه من فوق، وتُقارب هذه المنطقة كقالبِ جبنةٍ يؤكَل في لحظة جوع، كما هو حال بعضِ الراكبين الجُدد على ظهرها وعلى أكتافها، الذين يمارسون في حقّها عنصريةً سياسية لا سابقَ لها في تاريخ لبنان، ويريدون في انتخابات أيار أن يحوّلوا ربيع المتن إلى خريف يُغيّر وجهَها، ويُسقِط كلَّ أوراقها البيضاء، باستيراد مَن يمثّلها، من عالم النسيان، ومِن موقعه على هامش المشهد، ومِن خلف الصفقات والشبهات لقاءَ حفنةٍ من الدولارات، ليبتلعَها الفجَع الانتخابي والشهوة إلى السلطة والتحكّم والاستئثار.

- أمّا الثاني، فيَدفع إليه تاريخ المتن، الذي إنْ حكى، سينطق بحقيقة أنّ الجانب الأساس من هذا التاريخ وما شهده من محطات على مدى سنوات طويلة، كتِب بحِبر ميشال المر.

هذا التاريخ، الذي يُراد محوُه من قبَل بعضِ المصابين بالنشوة السياسية، يَشهد على مجموعة محطات ووقائع وعناصر تكاملَ فيها البعد الوطني، مع البعد الشخصي والعائلي، مع البعد المتني، مع البعد الخدماتي، مع البعد المسيحي الأرثوذكسي، هذه العناصر مجتمعةً جَعلت من ميشال المر أحدَ أبرزِ الظواهر اللبنانية التي حَفرت عميقاً في الحياة السياسية، إلى حدّ أنّها حازت يوماً على لقب «صانع العهود» وكاتِم أسرارِها والعالِم بخباياها، وبما لها وما عليها. هذا ما يَعترف به الخصمُ قبل الصديق والحليف.

والتي حَفرت عميقاً أيضاً في الحياة المتنية، ورسّخت فيها قاعدةً شعبية صلبة ومتماسكة، لم تتمكّن كلُّ التقلّبات التي ضربت الطقس السياسي والانتخابي طوال العقود الماضية، وخصوصاً في ما سُمّي في الماضي «زمن الهيمنة»، وكذلك «زمن التسونامي»، مِن أن تطيح بهذه الظاهرة، أو بشكل أدقّ، بهذه الزعامة، وتقطع جذورَها وتفكّ ارتباطها بالناس. ولعلّ سرّ هذا التجذّر في علاقة ميشال المر بالمواطن المتني، أنه لم يكن غريباً عن نبضِ الناس، ولم يكن موسمياً في العلاقة معهم، ولم تمنعه النيابة أو الوزارة من العمل الشعبي والتواصل اليومي مع أبسط هموم الناس وأولوياتهم، وما أكثرَها.

ليس سراً، أو مبالغة الإقرارُ بأنّ «أبو الياس»، وكما أتقَن الفنَّ الخدماتي، أتقنَ أيضاً الفنَّ السياسيّ، بكثير من الحنكة والحِرفية وحسنِ التطبيق، واستطاع أن يجعل من كلمة «آل المر»، كلمةً لها وزنُها سواء في عالم السياسة وغير السياسة، وأثبتَ في محطات سياسية حسّاسة وحرجة أنه زعامة عصيّة على الكسر، وَفّرت لها قاعدتُها الشعبية الحصنَ المانع لكلّ محاولات شطبِها من عالم السياسة وإخراجِها من الحديقة المتنية. وفي أحلكِ الظروف وأقسى المحطات صَمد وكاد أن يدفع حياته ثمناً، ولم يتراجع، بل سامح القاتلَ وغَفر وطوى صفحة مَن كمنَ له وحاوَل الغدر به.

تاريخ ميشال المر يشهد على أرثوذكسيته الصلبة، التي لطالما سعى إلى إلغاء تصنيفِها كطائفةٍ مظلومة، بل إلى إحداثِ نقلةٍ نوعية في حضورها السياسي والديني والمعنوي والمشرقي، وتأكيدِ موقعِها كواحدةٍ من المكوّنات الأساسية في المجتمع اللبناني، وبالتالي منعِ أيِّ محاولات لمصادرتها وإلحاقِها أو تذويبِها أو الانتقالِ بها إلى المقاعد الخلفية ضِمن أكثرياتٍ وهمية، نسَجتها تحالفاتٌ منفعية أو مالية، على ما هو حاصلٌ في هذه الفترة.

في زمنِ الانتخابات الراهن، ما أشبَه اليومَ بالأمس؛ عقليةُ ضربِ العائلات والبيوت السياسية تُحاول أن تسود مِن جديد، وتُحاول أن تجتاح المتنَ بالكسر والخلعِ لكلّ الحرُمات والمحرّمات دون أيّ اعتبارٍ للمواطن المتني؛ عقليةٌ يتشاركها منَ افترَض ميشال المر يوماً أنه وفيّ، وها هو يقابل وفاءَه له بالزرع المالح، ومَن كان المر صديقَه وقتَ ضِيقه حينما اعتبَر نفسَه «محشوراً» ومهمّشاً، وها هو يردّ الجميل بنكرانه، ومن كان «أبو الياس» سندَه ومانعاً لسقوطه حينما اعتبَر نفسَه مهدداً وآيلاً للسقوط، وها هو يردّ بالطعنِ في الظهر.

على أنّ ذروة هذا الطعن تبدَّت في محاولات شطبِه، عبر مجموعةٍ مِن الظواهر، منها اللعب على الوقت ومحاولة تضييقِ هامش تشكيلِ لائحته الانتخابية، وكذلك الضغط على المحسوبين عليه من موظفين ورؤساء بلديات، وتوجيه ماكينات الضغط السياسية والأمنية عليهم وتهديدُهم وتخويفهم بفتح ملفاتٍ وبالويل والثبور وعظائم الأمور، ومنها أيضاً الثمن الغالي الذي دُفِع بملايين الدولارات، للإطاحة بأحد النواب الأساسيين والمعروف بتاريخه النضالي الطويل في التيار الوطني الحر، واستبدالُه بشخصية تحيطُها شبهات والكثيرُ مِن علامات الاستفهام. كلّ هذا، يؤشّر إلى طرفٍ سياسي يعاني من معدةٍ خاوية يريد أن يملأها كيف ما كان، ويدلّ كم أنّ هذا الطرف السياسي «مستقتِل» لإزاحة ميشال المر، على افتراضٍ غبيّ بأنّ كلّ المسيرة التاريخية للرَجل تُعادل مقعداً نيابياً، وإزاحتَه من النيابة تعني إخراجَه من الحياة السياسية والمتنية وإقفالَ بيتِه! المتن يتذكّر، أنّ ميشال المر صَمد في كلّ المحطات السابقة، وواجَه الرياح السياسية العاتية واستمرّ، فلطالما كان المتنيّون أوفياء مع هذا الرجل، الذي لم يتركهم في اللحظات الصعبة، لا في السياسة ولا في الخدمة، ولا بالإحساس بنبضِهم اليومي وبوجعهم. والخصمُ قبل الصديق يعرف أنّ المتن هو أحد أكثرِ الأقضية في لبنان نموّاً وحضوراً اقتصادياً، والأكثر بُعداً عن ظواهر الفوضى التي تجتاح أكثرَ المناطق اللبنانية، والمتنيّون يعرفون أنّ بصمات ميشال المر حاضرة في قلب هذه الخصوصية، ويرَون بأمّ العين ما تركته هذه الزعامة من أثرٍ وحضور وفعالية، وبالتأكيد إنّهم سيكونون أوفياء.

 

أبي خليل: «القوات» تدميريّة ولن تأخُذ «الطاقة» حاصباني: يُعرقل نفسه وإنجازاته خسائر

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الخميس 12 نيسان2018

 تمتد خطوط التوتر العالي فوق جلسة مجلس الوزاء اليوم، مع عودة ملف الكهرباء الى جدول الأعمال من بوابة معمل دير عمار المُعلق، وسط تضارب في مقاربة هذا الملف الشائك بين ثنائي «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، وقوى أخرى فرّقتها السياسة ولكن جمعها رفض خيار البواخر الذي يتحمّس له البرتقاليون. وليس معروفاً ما إذا كانت الحكومة التي عجزت طوال الفترة الماضية عن معالجة فضيحة الكهرباء المتمادية ستتمكن في ربع الساعة الاخير، قبل الانتخابات، من استبدال العجز بالمعجزة، خصوصاً مع تدلّي الاسلاك السياسية والانتخابية من أعمدة الكهرباء

ويقول وزير الطاقة سيزار ابي خليل لـ»الجمهورية» إنه رفع الى مجلس الوزراء تقريراً مفصّلاً حول التدابير المطلوبة لمعالجة ازمة الكهرباء جذرياً، مشيراً الى انّ التقرير يتضمن 13 إجراء، تشكل في مجموعها سلة متكاملة للحل النهائي استناداً الى ورقة سياسة قطاع الكهرباء، بدءاً من مسألة معمل دير عمار وصولاً الى التعديلات المطلوبة على قانون الكهرباء 462 مروراً بكل الجوانب المتصلة بهذا القطاع، علماً انّ كل إجراء مقترح أرفقته بالمستندات الضرورية، وقد احتاج الامين العام لمجلس الوزراء، فيلفل، الى وقت وجهد لتأمين 30 نسخة عن هذا التقرير بغية توزيعها على جميع الوزراء».

ويضيف: «إذا أخذوا بالتدابير المقترحة يكون الحل شاملاً، وإذا أخذوا بنصفها يصبح جزئياً، أما الاعتراض عليها كلياً فيعني انّ هناك من لا يريد انتظام الكهرباء لغايات مريبة».

ويلفت ابي خليل الانتباه الى انه سيطلب من مجلس الوزراء «حسم أمره واتخاذ القرارات النهائية لمعالجة واقع الكهرباء»، ويقول: «سأدعو جميع الأفرقاء الى ان يتحملوا مسؤولياتهم ويتوقفوا عن سياسة المزايدات، على رغم معرفتي بصعوبة الاستجابة لهذا الطلب في الموسم الانتخابي». ويشدّد على انّ «من واجب الحكومة ان تستمر في العمل واتخاذ القرارات حتى آخر دقيقة من المهلة الدستورية»، معتبراً «انّ الاستحقاق الانتخابي لا يمكن ان يبرّر أي تقاعس حكومي».

ولدى سؤاله إذا كان يتمسّك في التقرير المرفوع الى الحكومة باقتراح البواخر؟ يجيب ابي خليل: «لقد شيطنوا البواخر، علماً انها ليست هاجسي أصلاً، بل انّ أولويتي هي تأمين الكهرباء، ولا يهمني إذا اتت براً او جواً او بحراً... نحن نحتاج الى زيادة مقدارها 850 ميغاوات، وعليهم ان يحسموا خيار الاستحصال عليها، سواء عبر معامل على البر او في البحر او عبر الاستجرار من سوريا، مع الاشارة الى انني فَنّدت في تقريري الاحتمالات وكلفة كل منها». ويتهم ابي خليل البعض بافتعال هَمروجة مصطنعة حول طريقة مقاربة «التيار الوطني الحر» لملف الكهرباء، «إمّا للتغطية على إخفاقهم في وزاراتهم، وإمّا لحسابات انتخابية صغيرة». وعمّا إذا كان من الممكن ان تؤول حقيبة «الطاقة» الى حزب «القوات اللبنانية» في الحكومة المرتقب تشكيلها بعد الانتخابات، خصوصاً انّ رئيسه سمير جعجع متحمّس لذلك، يعتبر ابي خليل انه «من المستحيلات ان تُناط وزارة الطاقة بـ»القوات اللبنانية» في اي وقت»، مشيراً الى «انّ الأداء الوزاري لـ»القوات» عموماً، وأداءها التعطيلي والتدميري في قطاع الكهرباء خصوصاً، لا يؤهلها لتولّي هذه الحقيبة، إضافة الى انها لم تحقق أصلاً أي إنجاز في وزاراتها يسمح لها بالحصول على وزارة «الطاقة».

رد «القوات»

كيف ترد «القوات» على موقف «التيار»؟

يقول وزير الصحة غسان حاصباني لـ»الجمهورية»: «انّ الانجازات الوزارية للقوات اللبنانية واضحة بعد نحو 500 يوم فقط على دخولنا الى الحكومة، في حين أمضى غيرنا 8 سنوات في السلطة، وهذه الانجازات يلمسها الرأي العام ويعترف بها حتى خصومنا ممّن يشيدون بأدائنا الوزاري على رغم من اختلافهم السياسي معنا. وبالتالي، فإنّ هذا الامر محسوم وغير قابل للنقاش». ويضيف: «في المقابل، ماذا حقق التيار؟ وما هو إنجازه في الكهرباء؟ حين تسلّموا وزارة الطاقة عام 2010 كانت الخسائر المتراكمة الى جانب كلفة الهدر في قطاع الكهرباء تراوح بين 13 و14 مليار دولار، امّا عام 2017 فقد وصل ارتفاع هذه الخسائر الى حدود 28 مليار دولار». ويشدّد حاصباني على وجوب «الكَفّ عن زَج ملف الكهرباء في الحسابات الانتخابية، وعدم استسهال توجيه الاتهامات لكسب بعض الاصوات الاضافية»، لافتاً الانتباه الى «انّ موقف «القوات» ثابت قبل الانتخابات وعشيّتها، وهو تأمين الكهرباء بأقل كلفة وأفضل شروط»، مُستغرباً «تَحسّس وزير الطاقة من ملاحظاتنا التي لا تستهدف شخصاً او فئة وإنما ترمي الى ضمان التقيّد بالقوانين المرعية الإجراء».

ويرى حاصباني انه «يحقّ لكل وزير ان يناقش اي ملف يُعرض على طاولة الحكومة، وهذا يندرج في صميم واجباته، ونحن لا نريد تلقين وزير الطاقة ما الذي يجب ان يفعله، ولكن الأساس بالنسبة الينا هو ان يخضع كل قرار يصدر عن الحكومة للقوانين والاصول، وهذا هو جوهر طرحنا الداعي الى إجراء مناقصة شفّافة وتنافسية، وفق معايير ادارة المناقصات، لاستئجار بواخر الكهرباء، لا أكثر ولا أقل». ويتساءل حاصباني: «لماذا يركزون على الطاقة المؤقتة ولا يولون الطاقة الدائمة الاهتمام اللازم؟ ولماذا تأخر الوزير ابي خليل في إتمام ما هو مطلوب منه لتأهيل الشركات المعنية بملف المعامل الدائمة علماً انه كان ينبغي الانتهاء من التحضيرات في مطلع عام 2017؟». ويستهجن «إصرار وزير الطاقة على إطلاق النار في اتجاه «القوات»، مشيراً الى «انّ التدقيق في التفاصيل يبيّن انّ من يعرقل وزير الطاقة هو سيزار ابي خليل نفسه وليس غيره».

ورداً على تأكيد ابي خليل أنّ حقيبة «الطاقة» لن تؤول الى «القوات» مستقبلاً، يؤكد حاصباني «انّ توزيع الحقائب ليس من شأن وزير الطاقة، بل يتم من خلال التشاور بين رئيس الحكومة المكلّف والقوى السياسية المعنية».

 

ماذا لو طارت الإنتخابات النيابية! 

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الخميس 12 نيسان2018

ماذا لو طارت الانتخابات النيابية بفعل التطورات الإقليمية؟ ماذا لو كانت الأحداث العسكرية أقسى من مقاومة لبنان وقدرته على النأي بنفسه عن النيران المشتعلة من حوله؟

سيناريو جديّ، كان لفترة مضت خيالياً هوليودياً، وإذ به بلحظة متغيّرات دولية يصير احتمالاً قابلاً للنقاش. مما لا شكّ فيه، أنّ مجرّد قطع الطريق على صناديق الاقتراع ومنعها من احتضان الأوراق المطبوعة سلفاً ورؤية النور بعد أكثر من تسع سنوات على «الظلمة»، قد يثير عاصفةً من الفوضى الدستورية.

ليس في مقدور أحد أن يرسم المسار القانوني لهذا الاحتمال، خصوصاً إذا خرج أحدُ المتضرّرين للطعن بأيِّ اجتهادٍ قانوني قد تلجأ إليه السلطة. هل سيتقدّم أحد «الفدائيين» بمشروع مكرَّر معجَّل يتيح التمديد مرة ثالثة لمجلس النواب؟ هل من الممكن تعليق الاستحقاق بحجّة الظروف الاستثنائية؟ لا يهم. طالما أنّ المتحمّسين للتمديد لم يفقدوا الأمل وقد يستغلوا الفرصة للدفع باتّجاه «المحظور» وإقفال الصناديق البلاستيكية بالشمع الأحمر.

حتى الآن، يمكن للبنان، بلد العجائب والغرائب أن يستوعب صدمةً كهذه ولو أنّها ستعيده ألف عام الى الوراء وتعرّي سلطاته الدستورية من آخر أوراق توتها، ولكنّ الأهم من ذلك، مَن سيضمن توازنَ مجلس نواب ومساره المستقبلي نام نصفُ أعضائه على أنهم تقاعدوا نيابياً، أو على وشك، أو تمرّدوا على كتلهم أو صاروا من المنبوذين؟

عملياً، وفق دراسة أعدّتها «الدولية للمعلومات»، من المرتقب أن يغادر برلمان 2009 مع فرز نتائج انتخابات 2018، أكثر من نصف وجوهه، وقد تصل النسبة الى 60% أي نحو 75 نائباً. والأسباب كثيرة، منها، طبيعة القانون الانتخابي والنظام السبي الذي فرض قواعد جديدة لعلّ أهمّها الحاجة إلى «نجوم» مناطقيّين، ودخول جيل جديد من الورثة السياسيين دفعة واحدة، والتغيير الذي لجأ إليه بعض الأحزاب ما سبب بوقوع «ضحايا» على الطريق... وهناك ساعون الى الوزارة فضحوا باللوحة الزرقاء، وهناك مَن أطاحت بهم لعبة الأرقام والإحصاءات...

المهم أنّ أكثر من نصف البرلمان كان معرّضاً إرادياً أو قسرياً ليصير من حملة لقب «النائب السابق». والأهم من ذلك، هؤلاء الذين أُخرجوا عنوةً من مقاعدهم وتمّ «نبذُهم» كونهم لا يشكّلون «قيمة مضافة» الى لوائحهم الأم فالتحقوا بلوائح بديلة.

على طول الخريطة الانتخابية، الأمثلة لا تُعدّ وتُحصى عن نواب أُجلسوا في منازلهم، ولعلّ رئيس «تيار المستقبل» هو أكثر مَن استخدم «سكينه» لـ«يقبع» أسماء كانت متجذّرة في بيته الأزرق، بينما قاومت قلّة من المُبعدين «تيار النسبية»، فقفزت الى ضفّة أخرى علّها تجد طوق النجاة في لوائح صدرها أكثر رحابة.

السؤال المحوري: كيف سيردّ هؤلاء «الكف» فيما لو أبقتهم الظروف على مقاعدهم وحالت دون انتخاب أسلاف لهم؟ هل سيعودون إلى «بيت الطاعة» أم أنّ طلاقاً مارونياً وقع بينهم وبين مرجعيتهم السياسية؟ كيف سيكون توازن مجلس النواب بعد التمديد لو وقع؟ هل من الممكن أن يتلاقى هؤلاء في تكتلات وسطية تحمي نفسها من «حيتان» الكتل الكبيرة؟ هل بات توزان 2009 معرّضاً للنسف؟ إلى جانب معضلة النواب «الضائعين»، ثمّة معضلة أخرى تطال مصير التحالفات السياسية. من الواضح أنّ بركان النسبية لم يوفر التحالفات السياسية من حممه. حتى لو تحجّجت القوى السياسية بغاية الانتخابات التي برّرت وسائل مسمّمة للتفاهمات السياسية، فإنّ الضرر وقع وفق تأكيد أكثر من معني. علاقة سعد الحريري بسمير جعجع لا يمكن لها أن تعود إلى سابق عهدها، فيما سامي الجميل بات «مشرّداً» من دون حليف قوي. أما ما بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» فصارت العلاقة تحتمل الكثير من الاجتهاد...

 

السلفي» والمال والسلطة في بورصة الصوت التفضيلي؟!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 12 نيسان 2018

 لا يخفي الخبراء في الانتخابات النيابية التطوّر الذي تحقق في أداء بعض السياسيين وما قاد اليه من تقلّبات بسرعة موازية للفترة القصيرة التي أُنجزت فيها التحضيرات بين اللحظة الحاسمة بتأكيد إجراء الانتخابات وموعد فتح الصناديق. وعليه، فما هي الأخطاء التي انتهى اليها الإفراط في المال الانتخابي واستخدام أدوات السلطة، كما الدعسات الديبلوماسية الناقصة ومسلسل صور «السلفي»؟ ومَن؟ وما الذي تغير؟

لا يتوقف الخبراء عند نتائج استطلاعات الرأي بأرقامها ونسبها بمعزل عن المزاج الشعبي الذي يرصده الجميع ولا يمكن تجاوزه أو إخفاؤه بسهولة، خصوصاً لدى القادر على الإلتفات واقعياً الى التقلبات التي يعيشها المجتمع والتحوّلات الشعبية التي ينظر اليها بالعينين وينصت لها بالأذنين معاً.

فقد ثبت في اكثر من مناسبة ولدى اكثر من ماكينة انتخابية أنّ إدارة البعض للعملية الانتخابية بالصيغ التي فرضها قانون الانتخاب الجديد قد شكّلت تحوّلاً ملحوظاً في أكثر من منحى. وتبدّلت أمور كثيرة منذ أن دخلت البلاد اولى المهل الدستورية التي عبرت في أجواء عزّزت الاقتناعَ لدى القاصي والداني باستحالة تأجيل هذا الاستحقاق الدستوري. فكل التحضيرات الإدارية واللوجستية والسياسية التي نصّ عليها القانون أُنجزت بالحدّ الأدنى المطلوب في كثير منها وإن لم ترصد نتائج الإستطلاعات شموليّتها. فهي، والى التبدّلات في بعض الدوائر الإنتخابية، بقيت فيها دوائر اخرى على موازين القوى نفسها، والتمديد بمحطاته الثلاث من انتخابات 2009 الى الآن لم يغيّر أيّاً منها على رغم التغييرات في شكل القانون وآلياته والنتائج التي يمكن أن يقود اليها.

لقد اعتقد البعض عند فحص نتائج بعض الإستطلاعات الجديدة الدقيقة التي أجرتها شركات ومؤسسات موثوقة أنها انتهت الى ما أرادته رغبات طالبيها ومصالح مسدّدي كلفتها المادية، فيما رصدت إحصائيات أخرى تبدّلاً جدّياً في مزاج الناخبين في كثير من الدوائر الانتخابية، فانفرجت أساريرُ كثيرين واكفهرّت وجوهٌ أُخرى مستغربة التحوّلات التي شهدتها دوائر عدة مختلطة ومشتركة ولا سيما منها تلك التي تجمع سُنّة ومسيحيين، وأُخرى من لون مسيحي أو سُنّي غالب نتيجة عوامل عدة لم تتأثر بها الدوائر التي تديرها الثنائية الشيعية وتنتعش فيها.

ولقراءة هذه التحوّلات من النواحي السياسية والنفسية لا يخفى على المراقبين ما طرأ من تعزيز لسيطرة الثنائي الشيعي على المزاج الشعبي في دوائره نتيجة أكثر من عامل رصدتها الماكينات الانتخابية بما جمعته من معلوماتٍ واستطلاعات رأي وما برز من دلائل. ولعلّ أبرزها موجات التهديدات الاسرائيلية التي أعطت انطباعاً شعبياً تلاقت نتائجه مع إشارات واتّهامات قادة الثنائي الشيعي الذين برّروا الهجمة على المقاومة من «أصدقاء» المنظمات الإرهابية من «داعش» الى «النصرة» من جهة وما تريده إسرائيل من جهة أخرى، عدا عن الأخطاء التي ارتكبتها دعساتٌ ديبلوماسية ناقصة جاءت في أسوأ توقيت ومناسبة في اأثر من دائرة إنتخابية ذات غالبية شيعية أو مشتركة.

وفي الوقت الذي عزّزت هذه الزيارات التشنّج الشيعي الى جانب الثنائي فقد جاءت بالعكس في دوائر مختلفة أخرى. ومن هنا، ومن هذه الزاوية بالذات ظهرت التبدّلات في مزاج الشارعين المسيحي عموماً والإسلامي السنّي تحديداً. ومردّ ذلك الى كثير من الأخطاء التي ارتكبها اهل الحكم والسلطة من القادة المسيحيين في مكان ما، والتي بُنيت على تحالفات هجينة مادّياً ومسيئة معنوياً وسياسياً، في موازاة ما حققته القيادات السنّية التي يتقدّمها رئيس الحكومة سعد الحريري وهو في الطريق الى استعادة تمثيله شبه الأحادي للشارع السنّي.

وليس أسهل عند البحث عن هذه التبدّلات في الجانبين المسيحي والسنّي، من رصد ما تركته أخطاء القادة المسيحيين في السلطة وطريقة شبك التحالفات بين «التيار الوطني الحر» وأطراف أُخرى لم تجمعه بهم يوماً أيُّ مبادئ أو مواقف استراتيجية أو تكتية عدا عن عامل المال الذي أنهى مفاعيل المشورة الحزبية التي أُجريت لاختيار مرشحيه، فأنهى مشوار البعض منهم الى ساحة النجمة ببدائل لم تجمعه بها أيّ وسيلة قبل أن يكون المال سبباً في إسقاط الرؤوس التي استبدُلت بأُخرى بنحو غير منطقي يخالف كل الوعود السابقة والمبادئ التي رُفعت قبل بلوغ الاستحقاق وفيه وصولاً الى خوض غمار الاستحقاق الإنتخابي.

ومن دون الدخول في كثير من التفاصيل فقد عبّرت استطلاعاتٌ جديدة عن تقلّبات كبيرة على الساحتين المسيحية والسنّية ستغيّر في كل المعادلات السابقة. فغيّرت من أنواع ومواقع الضحايا وفق توازنات جديدة غيّرت كثيراً من مواقع القوة في اكثر من دائرة إنتخابية.

فتطويق تحرّكات بعض القادة السياسيين و»حرب الإلغاء» الجديدة في المتن مثلاً انعكست استعادة عطف لم يتوقّعها مَن بادر الى استخدام مواقع النفوذ في الأمن والسياسة والإدارة في مواجهة أصدقاء سابقين. كما مسلسل اللقاءآت في الصيفي ومعراب التي جمعت من سُمّوا حديثاً بـ «الإخوة - التوأم» بدلاً من «الإخوة - الأعدقاء» فتُرجمت على الفور معادلات شعبية جديدة في اكثر من دائرة. كما في زحلة و»الشمال الثالثة» وجزين وبيروت الأولى، كذلك في كسروان ـ جبيل.

ويعترف كثيرون أنّ كل هذه التبدّلات لا تُقاس بحجم ما بدّلته سلسلة صور السلفي للحريري التي شهدتها باريس عقب مؤتمر «سيدر 1» والتي كانت أولاها مع وليّ العهد السعودي وملك المغرب قبل أن تصدر النسخة الثانية منها في الإليزيه اول امس بين الحريري والرئيس الفرنسي ووليّ العهد السعودي والتي ستظهر مفاعيلها بقوة في الأيام المقبلة على الساحة السنّية ليس على مستوى الحواصل الإنتخابية فحسب، وإنما على مستوى الأصوات التفضيلية وإنّ غداً لناظره قريب.

 

معركة الكورة... مَن الأقوى بين المرشحين؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الخميس 12 نيسان2018

يعيش قضاء الكورة أياماً حاسمة قبل يوم 6 أيار، خصوصاً أنّ هذا القضاء يشكّل فسيفساء لأحزاب وشخصيات عدّة، تتصارع فيما بينها. تحتلّ الكورة موقعاً يتوسّط أقضية البترون وبشري وزغرتا، لتشكّل معها دائرة الشمال الثالثة التي تضم 10 مقاعد مسيحيّة.

وتُعتبر الكورة القضاء الوحيد في لبنان الذي يضمّ 3 نواب أرثوذكس، ويبلغ عدد الناخبين 61 ألف ناخب، يتوزعون كالآتي: 8.5 آلاف ناخب سنّي، 1200 ناخب شيعي، 500 ناخب علوي، و50 ألف ناخب مسيحي.

إقترع في قضاء الكورة عام 2009 نحو 27 ألف صوت، وفي الإنتخابات الفرعية عام 2012 التي فاز فيها مرشح «القوات» فادي كرم إقترع نحو 24 ألف صوت.

ويتنافس في دائرة الشمال الثالثة 4 لوائح، وبالتالي فإنّ الإنتخابات في الكورة ستخاض على هذا الأساس، أما اللوائح المتنافسة كورانياً فهي:

لائحة «الشمال القوي» التي تضمّ تحالف «التيار الوطني الحرّ» وتيار «المستقبل» وحركة «الإستقلال» وقد رشّحت في الكورة كلاً من النائب نقولا غصن، والمرشحَين جورج عطالله وغريتا صعب.

لائحة «معاً للشمال ولبنان» التي تتألف من تحالف تيار «المردة» والحزب «السوري القومي الإجتماعي» والنائب بطرس حرب، ورشحت كلاً من النائبَين السابقين سليم سعادة وفايز غصن، وعبدالله الزاخم.

لائحة «نبض الجمهورية القوي» والتي تتألف من تحالف «القوات» و«الكتائب» واليسار الديموقراطي» وتضمّ في الكورة كلاً من النائب فادي كرم، ومرشح الكتائب ألبير إندراوس، ومرشح «اليسار» جورج منصور.

لائحة المجتمع المدني «كلنا وطني» وتضمّ في الكورة المرشحَين سليم غنطوس وفدوى ناصيف. وتتأثر النتائج في دائرة الشمال الثالثة بما سيجرى في الكورة، ولذلك لا بدّ من النظر الى وضعية القوى الموجودة وأحجامها التقريبية.

«القوات»

تعطي «القوات اللبنانية» أهميةً استثنائية لمنطقة الكورة خصوصاً أنها تشكل بوابة بشري، وقد بدأ العمل القواتي منذ عام 2005 مع النائب الراحل فريد حبيب واستمرّ مع النائب الحالي فادي كرم الذي يُعتبر من النواب القليلين جداً الذين يسكنون في منطقتهم، والناجحين برلمانياً وإعلامياً وخدماتياً.

وساعدت عوامل عدة «القوات» لتصبح القوة الأولى في الكورة، ولعلّ أبرزها العمل المتراكم في المنطقة، واتّجاه الكورة الى خط القومية اللبنانية. وسقطت مقولة أنّ نقطة قوة «القوات» في القضاء هي حضورها في البلدات المارونية مثل دربعشتار، عين عكرين، بزيزا، رشدبين وغيرها. فقد حافظت على وجودها في هذه البلدات لكنها اصبحت قوة صعبة في بلدات أرثوذكسية كبرى مثل كفرعقا، كوسبا، بصرما، دده، بشمزين، كفرحزير. كما أنّ النائب كرم من بلدة اميون وقد نجح في تحقيق خرق شعبي في قلعة الحزب «السوري القومي» باعتراف الخصوم، وقد يراوح عدد الأصوات التفضيلية التي سيحصدها بين 8 و10 آلاف صوت.

«القومي»

ويبدو جلياً، أنّ الصراع في الكورة بين خطّي «القوات» و«السوري القومي» مستمرّ، وقد أثّرت الخلافات بين القوميين على الترشيحات في حماستهم، وقد حسم الحزب خياره باعتماد النائب السابق سليم سعادة، ويطمح «القومي» للعودة الى المجلس، وتُعتبر أميون مركز قوته، اضافة الى وجود مهم في بلدات القويطع.

لم يعد القومي القوة الأساسية في الكورة لكنّ التقديرات تشير الى انه قد تراوح أصواته التفضيلية بين 5 و6 آلاف صوت.

«ألمردة»

يستغل تيار «المردة» هذه الإنتخابات من أجل العودة النيابية الى الكورة، فقد كان ممثلاً قبل إنتخابات 2005 بالنائب السابق فايز غصن، لكنّ التغيّرات السياسية أدّت الى خروجه من الندوة النيابية.

ويعتمد غصن بشكل أساسي على رصيده الخدماتي ورصيد رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي حلّ أولاً في الكورة في إنتخابات 2005، لكنّ مشكلة غصن الأساس هي أنّ مرشح «القومي» قد يسبقه في الأصوات التفضيلية. ويقدّر البعض قوة «المردة» بين 3 و 5 آلاف صوت.

«التيار الوطني الحرّ»

ويحاول «التيار الوطني الحرّ» التأسيس لحالة شعبية في الكورة، وقدّ رشح عام 2009 المحامي جورج عطالله، وأعاد ترشيحه في الإنتخابات الحالية، ويسعى الى تكوين حيثية، على رغم أنه من بلدة كفرعقا التي تُعتبر الخزان البشري لـ«القوات» أرثوذكسياً.

وعلى الرغم من التحالف مع الحزب «السوري القومي» في دوائر عدّة، إلّا أنّ التحالف مع «التيار» في الكورة قد فشل لأنّ الأرضية لم تسمح بذلك، وظلّ التباعد بينهما حتى في الفترات السابقة.

وتقدَّر قوة «التيار» بين 3 و 4 آلاف صوت في القضاء.

«المستقبل» وغصن

يُعتبر النائب نقولا غصن من الزعامات التقليدية في الكورة، خصوصاً انه نجل زعيم الكورة النائب الراحل فؤاد غصن، إبن بلدة كوسبا، العاصمة السياسية للقضاء.

يقدّر البلوك الخاص بغصن بنحو 1500 صوت، تُضاف إليها أصوات تيار «المستقبل» التي تقدّر بأكثر من 3 آلاف صوت إضافة الى أصوات نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ما يجعله من أوفر المرشحين حظاً.

الكتائب و«اليسار الديموقراطي»

عرف حزب الكتائب في فترة ما قبل الحرب تمدّداً في الكورة وخصوصاً في البلدات المارونية، لكن بعد مجزرة إهدن عام 1978 تهجّر الكتائبيون من الكورة، من ثمّ حضر حزب «القوات اللبنانية» بقوة في المنطقة. ويحاول الكتائب من خلال مرشحه ألبير إنداوس تحقيق خرق ما، لكنّ إندراوس هو إبن بلدة كفرعقا التي تتمتع فيها «القوات» بشعبية كبيرة، ما يُعتبر ثغرة، وينطبق عليه ما ينطبق على عطالله. بدوره، يحاول «اليسار الديموقراطي» الذي شكّل جزءاً مهماً من «14 آذار» التواجد في الكورة، خصوصاً أنّ البيئة الكورانية كانت مؤاتية للأفكار اليسارية، لكنّ التغيّرات السياسية أدّت الى تراجع الأحزاب اليسارية.

وتقدّر قوّة الكتائب «اليسار» بما يزيد عن الألف صوت.

النتيجة

في المحصلة، لا يمكن حسم النتيجة من الآن، لأنّ هذه الأرقام قد تتصاعد خصوصاً إذا إرتفعت نسبة التصويت.

في المقابل، فإنّ الحاصل الإنتخابي العام سيؤثر على توزيع النواب في الكورة وبقية أقضية الدائرة، وقد تفوز أيُّ لائحة بمقعدين في حال لم تستطع أخذ نواب في أقضية أخرى وكل ذلك رهنٌ بعملية جمع الأصوات التفضيلية وقسمتها على اللوائح، وبذلك تُعرف النتيجة.

 

"النأي" والإصلاح.. وما بعد الانتخابات

إيلي القصيفي//11 نيسان/18/

منذ زمن بعيد لم يكن لبنان محط اهتمام دولي مثل ما هو اليوم، وهو ما عبّر عنه انعقاد مؤتمر «سيدر» في باريس بمشاركة 48 دولة ومنظمة. فالمؤتمر الذي انعقد بهدف «دعم التنمية والإصلاحات في لبنان» وخلص إلى تقديم قروض للبنان بقيمة 10،2 مليارات دولار فضلاً عن هبات بقيمة 860 مليون دولار، لم يكن اقتصادياً بحت، بل هو سياسي أيضاً، إذ يندرج ضمن عملية سياسية انطلقت مع التسوية التي قضت بانتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، ووصلت اليوم إلى أعتاب إجراء انتخابات تشريعية هي الأولى بعد 9 سنوات على آخر انتخابات نيابية في ربيع العام 2009.

بهذا المعنى لا يمكن الفصل بين المسار الإقتصادي الذي اطلقه «سيدر» والمسار السياسي اللبناني ومحطته الأساسية راهناً الانتخابات التشريعية في أيار المقبل. هذا التزاوج يشكّل حتماً معطى رئيسياً لا يمكن أي مقاربة جدّية لمؤتمر باريس ونتائجه أن تغفله وتسقطه من حسبانها. فـ «إعراب الدولة والمنظمات الشريكة (في المؤتمر) عن سعادتها للعمل مع الحكومة التي سيتّم تشكيلها بعد الانتخابات (...)»، مؤشر واضح إلى مواكبة «المجتمع الدولي» للعملية السياسية في بيروت ورهانه عليها لضمان الاستقرار السياسي والأمني في لبنان في محيط ملتهب ومتفجر منذ سنوات. وقد أتى وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لـ «سيدر» بأنّه «إنطلاقة جديدة» للبنان، ليعبّر عن تمسّك المجتمع الدولي بحماية لبنان من أي انهيار اقتصادي أو/و سياسي يحولّه ساحة إضافية للحرب في المنطقة.

من البديهي أنّ هذا الهدف الدولي تجاه لبنان لا يمكن تحقيقه من دون جهد لبناني ذاتي يتمثّل بقدرة القوى السياسية، موالاة ومعارضة، على إدارة اللعبة السياسية إدراة تتحسّس «الصعوبات البنيوية» التي يواجهها لبنان، والتي جاء «سيدر» كمحاولة لتداركها ومنع تفاقمها، وهي محاولة لا يمكن أن تنجح من دون إصلاحات حقيقية في الدولة والإقتصاد والمجتمع اللبناني، وهو ما عبّر عنه الرئيس الحريري في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الطاقة الإغترابية في باريس بقوله: «لا يمكن للبنان أن يستمر بطريقة العمل الحالية (...) من المستحيل أن نستمر من دون إصلاحات»، وصولاً إلى دعوته المغتربين وبطبيعة الحال المقيمين في لبنان، إلى «الإشتراط علينا، والقول لنا إذا أردتم أصواتنا فعليكم القيام بإصلاحات وإلّا فلن نصّوت لكم»، مضيفاً: «إذا لم أقم أنا بالإصلاح فلا تصوّتوا لي».

كلام الحريري وإن كان يعبّر عن تعهّد شخصي من قبله بالقيام بالإصلاح والسعي إليه، فإنّه في الوقت نفسه بمثابة إنذار إلى الطبقة السياسية برمتها ينبّهها إلى دقّة الوضع الإقتصادي والمالي الذي يعيشه لبنان والذي إذا ما استمرّ على ما هو عليه فهو ينذر بعواقب وخيمة على الدولة والمجتمع في لبنان.

والحال هذه، لم يعد ممكناً مقاربة الانتخابات التشريعية المقبلة من دون الأخذ في الاعتبار الوقائع الإقتصادية الضاغطة والحاجة الملحّة إلى إصلاحات حقيقية تجنّب الغرق أكثر فأكثر في مستنقعات الفساد في وقت يشهد الإقتصاد تراجعاً لمعدلات النمو وزيادرة للبطالة، فضلاً عن الأعباء والمسؤوليات التي يرتّبها النزوح السوري، ليس في حدّ ذاته بالضرورة، وإنمّا أيضاً في سوء إدارته وتنظيمه منذ البداية.

فإذا كان العنوان السياسي لهذه الإنتخابات أقلّ وضوحاً من الانتخابات السابقة التي حصلت في أوج الانقسام بين 8 و14 آذار، فإنّ متطلبات مجابهة التحدّيات الإقتصادية والمالية تجعل هذه الإنتخابات بمثابة امتحان للطبقة السياسية اللبنانية وقياس لجديّتها في تحمّل المسؤولية الوطنية، لا سيّما وأنّ لبنان بات في شكل من الأشكال، تحت الرقابة أو الاهتمام الدولي المباشر، كما أوحى البيان الختامي لمؤتمر «سيدر» بقوله إنّه «من المهم للغاية وضع آلية متينة لمتابعة أعمال هذا المؤتمر ولضمان تنفيذ الإلتزامات والإصلاحات والوعود».

من هنا يأخذ إلحاح الرئيس الحريري على الإصلاح بعداً سياسياً، بمعنى انّه يجعل من الإصلاح معطى أساسياً في اللعبة السياسية لا يمكن لأي طرف، سواء في السلطة أو خارجها، أن يتجاوزه أو يستخف به ويسقطه من جدول أعماله. ذلك بموازاة احتفاظ مسألة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة براهنيتها، وقد دعا البيان الختامي لـ «سيدر» السلطات اللبنانية إلى «تعزيز سياسة موثوق بها للنأي بالنفس»!

 

يقترعون للمرّة الأولى.. فلمن ستذهب أصواتهم؟

دموع الأسمر/الديار/11 نيسان 2018

تسع سنوات مضت على الاستحقاق النيابي الاخير، واليوم تنطلق الماكينات الانتخابية لاختبار جديد، مع وجوه اعتادت المكاتب الانتخابية على ملامحهم، لكن ماذا عن الاجيال الصاعدة التي ستقترع لاول مرة؟  تعلق الاوساط الطرابلسية على الاستحقاق الانتخابي بالقول ان هذه الانتخابات سيشارك فيها نسبة كبيرة من الشبان والشابات الذين لم يقترعوا سابقا في اي استحقاق نيابي، وعددهم برأي الاوساط لا يستهان فيه، وابرز التساؤلات لمن سيقترع هؤلاء؟ هل خياراتهم كعائلاتهم، ام ان هؤلاء لهم انتماءات وخيارات سياسية وحزبية بعيدة عن معتقدات وافكار عائلاتهم؟

قبل عقدين من الزمن كانت العائلات الطرابلسية تفرض على اولادها وبناتها الاقتراع لخياراتهم، او الالتزام بقرار عميد العائلة، فتعقد الاجتماعات العائلية للتشاور بالاسماء ليخرج الاجتماع بلائحة واحدة يلتزم فيها كل افراد العائلة. ترى الاوساط المتابعة ان هذه الاعراف باتت من الماضي وهذه الانتخابات اليوم تجري في زمن التحولات والتكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي التي برزت من خلالها مشاركات واسعة عبر تدوين الاخبار والتعليقات وكتابة اراء متنوعة فكريا وسياسيا. هذه التطورات الانفتاحية باتت علامة فارقة لكل مواطن شغوف بمواكبة التطورات والاحداث المحلية والاقليمية ودفعت الى ولادة افكار مستنيرة تحلل وتفكر وتعلق، لذلك ترى الاوساط ان زمن الانتخابات السابقة ولى واليوم يشارك معظم المواطنين في صناعة القرار لذلك فان زمن الوصاية العائلية انتهى. كذلك تكشف الاوساط ان الخيارات السياسية اختلفت في المنزل الواحد بين الاشقاء، حيث ينتمي شقيق الى جهة سياسية معينة وشقيقه الى جهة سياسية اخرى. لذلك يتوقع ان ترتفع حماوة الانتخابات نتيجة التباينات في وجهات النظر السياسية اضافة الى الانقسام السياسي الحاد في المدينة. وتسأل الاوساط عن اختيارات الاجيال الصاعدة الانتخابية؟ برأي خبراء وهيئات ناشطة في المجتمع المدني ان هذه الشريحة من المقترعين الجدد من الشبان والشابات يشكلون حالة انتخابية لا يستهان بها، ويتوقع ان تكون نسبة الاقتراع بينهم كبيرة خصوصا انها المشاركة الاولى لهم في الاقتراع وهذه الفئات الشبابية ستكون اختياراتها غير تقليدية بمعنى ان معظمهم يطالبون بالتغيير ووصول وجوه جديدة الى الندوة البرلمانية. وتكشف الاوساط انه في الوقت عينه هناك اتجاه لاعداد كبيرة من الطرابلسيين الى مقاطعة الانتخابات حيث ترى في مشاركتها او عدمه سيان. وهذه النسبة في حال التزمت بعدم الاقتراع اضافة الى نسبة كبيرة من الطرابلسيين تعيش في بلاد الاغتراب وحتى الساعة فئة قليلة ستشارك في الاقتراع اما عبر سفاراتها او من خلال زيارة عائلية قصيرة. لذلك ترى الاوساط الطرابلسية ان معظم المرشحين يرغبون بنسبة اقتراع لا تزيد عن 25% حتى لا يتجاوز الحاصل الانتخابي 15 الف صوت وانه كلما انخفضت نسبة الاقتراع كلما باتت حظوظ بعض اللوائح متوفرة وممكنة بحيث لا يقتصر حينها الفوز على مرشحين من لوائح ثلاث او اربع بل عندئذ سيكون الفوز بالمقاعد الـ11 موزعة بين اللوائح الثماني واشارت مصادر الى ان مقاطعة شرائح للانتخابات من شأنه ان يرفع حظوظ لوائح لم تكن في حسبان القوى والتيارات السياسية وستكون نتائجها مفاجئة للجميع.

 

رحلة في عالم سمير فرنجية في ذكراه الأولى

موقع مدى الصوت/11 نيسان/18

سنةٌ مرّت على رحيل سمير فرنجية كأنّها يوم أمس الذي عَبَر. لا يزال حاضراً في قلب القضية اللبنانية وقضايا المنطقة العربية لأنّه كان يرى إلى أبعد بكثير من اللحظة الحاضرة. ربّما لتأثيرٍ فيه من دراساته الفلسفية وفهمٍ لحركة التاريخ ومعادلاته كان يشدُّه على الدوام إلى ما بعد. كل ما يعيش لبنان اليوم من ارتكابات سياسية وخيبات من قادة خذلوا أنفسهم وشعبهم، أخبر عنه سمير فرنجية قبل سنتين وثلاث وأكثر.

كان يرى ما لا نراه ربّما لأنه كان أيضاً مستعجلاً الزمن البطيء في هذه البقعة من العالم، ولكن السائر في اتجاه استطاع "البيك الأحمر" تحديده بسهولة، مستنداً إلى ثقافة واسعة وفكر ثاقب رؤيوي وجرأة وقدرة على التحليل قلّ نظيرها عند اللبنانيين، فلم يعرفوا حق المعرفة الرجل الذي كان بينهم. لو عرفوا لَرَجوه أن يشرّف الرعية والبلاد بحكمته وأخلاقياته العالية، ولما قبلوا بخيانة قيم إنسانية ووطنية ومنجزات حققوها بوحدتهم وكان يدعوهم إلى التشبث بها، ليلتحقوا بقبائلهم الأولى، بعدما كانوا غادروها ذات 14 آذار  .

تكريماً لذكراه الأولى، اليوم 11 نيسان، مجموعة مقالات لبعض من أصدقائه وعارفيه.

 ومن مقدّمة كتاب "سيرة سمير فرنجية" قيد الإعداد، (يحرّره رفيقه الباحث محمد حسين شمس الدين، بإشراف لجنة تضمّ المطران يوسف بشارة والسيدة آن موراني فرنجية وآخرين)، كتب شمس الدين لـ الصوت" تحت عنوان "مدخل إلى قراءة السيرة"، ما يأتي:

لا يساورنا شكٌّ في أن سمير فرنجية، الذي ما تخلّفَ أحدٌ يوماً عن مناداته "يا بيك!"، هو نموذجٌ للشخصية السياسية العصامية، التي صنعت نفسها بنفسها، من دون أن تكون عالةً على أي رصيدٍ آخر، مهما كان هذا الرصيدُ وفيراً ومُغرياً، كما هو رصيد حميد فرنجية في تاريخ دولة الاستقلال اللبناني. لكنَّ هذه الشخصية، وفي الوقت ذاته، لم تكن منقطعةً عن منظومةِ قيمٍ وأفكار ومفاهيم، ساهمت هي في جلاء بعضها وإعادة الاعتبار إليه، كما ساهمت في إضافات إبداعية إلى تلك المنظومة، لا سيما بخصوص ىمعنى لبنان ورسالته، أو "اللبنانية المتجدّدة"، في عالم عربي يبحث جاهداً عن طريقةٍ للعيش معاً متساوين ومختلفين:" متساوين في كرامتنا الإنسانية، ومختلفين- أي متنوّعين- في انتماءاتنا الدينية والعرقية والثقافية، ومتضامنين في سعينا المشترك نحو مستقبلٍ أفضل لجميعنا". كلّ مَن قَرأ سمير فرنجية كاتباً، أو عايشه إنساناً، يلاحظ وجودَ هذه المعادلة بقوة في وعيه وسلوكه، كما يُلاحظ تكرار التذكير بها في نداءاته، وما أكثرها! "ما حملني على أن أكون هنا أو هناك هو السبب ذاتُه:

رفضُ الغُبن في الشراكة اللبنانية. وفي الحالين أنا فخورٌ بما فعلت"

مع إدراك هذه الشخصية أهمية مساهماتها الفكرية والسياسية، إلا أنها ما ابتُليت يوماً بانتفاخ الميغالومانيا ( العُظام)، ولا وقعت في حماقة القول: التاريخ يبدأ من عندي! لطالما سخر سميرٌ علناً من أمثال هؤلاء العُظاميين الحمقى الذين تكاثروا في العقود الأخيرة من تاريخ لبنان، وما زالت سبَّابات بعضهم المرفوعة تخدش حياءَ أهل الحياء.

بيدَ أنَّ شخصية سمير فرنجية السياسي والإنسان، في مسيرته الطويلة المتعرّجة- ورغم تمتُّع هذه الشخصية بوافر المودّة والاحترام والمهابة في نفوس مُحبّذيه ومخالفيه على السواء- كانت موضوع انطباعات وأحكامٍ متباينة:

فهو في نظر البعض متمرِّدٌ على بيئته الاجتماعية إلى حدّ الفِصال، بما في ذلك البيئة العائلية المباشرة، بينما هو في نظر آخرين لم يقطع مع تلك البيئة، وظلّ على الدوام سميراً الزغرتاوي و"ابن البيت"، على طريقته.

وبحسب انطباعٍ قديم ظلَّ مقيماً لدى البعض، هو ذلك اليساريُّ المسكونُ برغبةٍ جامحة في التغيير الثوري، والذي لم يُمانع ذات يوم في اعتبار العنف "قابٍلةَ التاريخ". إلّا أنه أصبح في نظر الأكثرين تلك الشخصية التي سرعان ما استوت على وسطيةٍ واعتدال، وعلى اقتناع صلب بمفاهيم النسبيَّة والتسوية و"الثورة الهادئة"، وعلى كراهية مطلقة للعنف.

هو الذي بدا "مُسلِماً" قُبيل الحرب وأثناءَها ( في صفوف "الحركة الوطنية" و"المقاومة الفلسطينية")، ثم بدا كأنه عاد "مسيحياً" بعد الحرب (خصوصاً في صفوف "قرنة شهوان" ومقاومة الوصاية السورية). وفي الحالين لم يكن موقفه مقبولاً لدى المتطرّفين في الجانبين. أما هو فيقول بكل بساطة: "ما حملني على أن أكون هنا أو هناك هو السبب ذاتُه: رفضُ الغُبن في الشراكة اللبنانية. وفي الحالين أنا فخورٌ بما فعلت".

هو، من جهة، ذاك السياسيُّ المحترف الذي لم يتردّد في تغيير المواقف والمواقع عند المتغيّرات والضرورات. ولكنه من جهة ثانية ذاك المبدئيُّ العنيد الذي لا يتردّد في إدارة الظّهر لكل الحسابات السياسية، لا سيما حسابات "البازارات"، عند محكّ المفاضلة بين استقامةٍ أخلاقية ومنفعةٍ شخصيَّة.

هو المشدودُ بقوّةٍ وشَغَفٍ إلى عوالم الثقافة والفكر، حتى ليراه البعضُ غيرَ مخلوقٍ للسياسة. ولكنه في الوقت نفسه حاضرٌ بقوة عند المفاصل الأساسية لحركة الواقع على الأرض. وقد تجده في تفاصيل التفاصيل!

قد يراه البعض متباطئاً أو متردداً في الذهاب إلى نهاياتِ بعض المشاريع، ولكنًّ الجميع يُقرّون بأنه ولّادةَ أفكارٍ ومبادرات لا تهدأ ولا تستكين.

هو "بائع أحلام"، على ما يراه كثيرون. ولكنه في الوقت نفسه صانعُ سياسات ومهندسً مشروعات، على ما يُقرُّ العارفون.

هو مُنّبّه قومه إلى عُمقِ التردّي في واقع الحال، كما إلى كارثية المآل برؤيةٍ استباقية. ولكنه في الوقت ذاته الصوتُ الأقوى الذي يرى إمكانية الخلاص ويدلُّ على نوافذ الأمل. ولا يَثنيه عن ذلك، أو يُحبٍطُه، إن كان صوتاً صارخاً في بَرّيَّة.

هو لا يستخدم لغةَ الدين ولا يبيع خبز الطائفية، حتى لَيَضعه الأكثرون خارجَ هذا الفضاء كلّه، وحتى خارجَ الإيمان الديني، بينما تراه قِلّةٌ – ربما قليلةٌ جداً- في صميم الإيمان غير القابلِ للاختزال في مِلّةٍ بعينها، وفي صميم الاقتناع بأنّ "السبت إنما خُلِق من أجل الإنسان".

هو مدافعُ بحميَّةٍ وشجاعة عمَّا يراه حقاً وصواباً، حتى ليبدو كأنه من جماعة المُطلَقات واليقينيات في الفكر والسياسة. غير أنّه، وخلافاً لكل الإطلاقيين التّماميين، يٌسائل اقتناعاته ويراجعها باستمرار، ويهزاُ من أولئك الذين يزعمون أنهم امتلكوا الحقيقة مرةً واحدةً وإلى الأبد.

هو الشيء وخٍلافُه، وكنّه ما كان يوماً الشيءَ ونقيضه!

توحي شخصية سمير فرنجية كلّ هذه المفارقات، وغيرها مما قد يبدو للبعض "تناقضات" – وما هو بذلك – ولفهم هذه الصورة المتعدّدة اللون والخط والمساحة، على تداخُلٍ وتشابُكٍ في ما بينها، لا بدّ من النظر إليها باعتبارها كُلّاً محتماً ومتكاملاً Un tout، ومن زوايا مختلفة، وعَبَر مساراتٍ هي بنتُ أزمنتُها والأمكنة.

وبعبارة أخرى، لا بدّ من قراءة مُجمل الصورة وسَيرورتها وصيرورتها، مع محاولة استبيانِ خطٍّ واصلٍ وجامعٍ في ما بين أجزائها. نقول بـ"استبيان" هذا الخطّ، أي استكشافه وليس اختراعه، لأننا نعتقد بوجوده ونراه. كذلك نعتقد أن المفتاح المركزي لمثل هذه القراءة هو التعاملُ مع شخصية سمير فرنجية بوصفها "شخصيّة مركّبة" غيرَ بسيطةٍ ولا مختزلةٍ في بُعدٍ واحد. ولعلّنا، بهذه المعايير وعلى هذه القاعدة نكونُ الأقرب إلى ما انحاز إليه سميرٌ على الدوام، وهو قولُه بـ"الهوية المركَّبة، والمجتمع التعدّدي الموحَّد، حيث الآخرُ جزءٌ من تعريف الذات: يُكوِّننا مثلما نًكوِّنه".

 

عفواً يا بيك… للضرورةِ أحكام

سناء الجاك/مدى الصوت/11 نيسان/18

في كتابه "رحلة إلى أقاصي العنف" يتحدّث سمير فرنجية عن ثورة هادئة يحتاج إليها لبنان ليخرج من الهيمنة السورية التي لم تحترم اتفاق الطائف، وذلك للتمييز بين ثورات الأمس التي أدت كلها إلى العنف وتلك التي ستأتي، ويفترض أن تبنى على احترام القانون.

هنا بيت القصيد "سمير بيك": احترام القانون. لكن عندما جاءت الثورة الهادئة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحسبنا أن الفرصة الذهبية آن أوانها، جاءت ناقصة، وبقي القانون ينتهك ويُهدر دمه جراء فائض القوة والسلاح وفائض الفساد وغياب المساءلة.

وعندما فقدت الأمل، سمير بيك، في محاولة إصلاح هذه الثورة لتثمر عبوراً إلى الدولة ومصالحة ومسامحة بين اللبنانيين وتنقية ذاكرة، رحت إلى حلم تشكيل شبكة أمان تؤدي الى حماية البلاد من غابة العنف، ومن مصادرة أي قرار وطني لمصلحة جبهة بشعة تتباهى بممانعة أهم إنجازاتها أنها تقتل وتهجر أينما استطاعت، سعيا الى تغيير ديموغرافي يعيد أمجاد الإمبراطورية الفارسية. مؤسف أنّك رحلت وتركت لنا الحلم المبني على نبذ العنف. مؤسف أنّك رحلت وتركتنا نسأل: هل ينفع الهدوء سمير بيك في جحيم كل هذا الموت حولنا؟ هل ينفع الحلم ولبنان صودرت سيادته مقابل الاستقرار، ورضي من استثمر في روحية "14 آذار" ليعود الى الساحة السياسية أن يتحوّل حجر شطرنج يتحرك على رقعة ضيقة تتيح له تحصيل مصالح خاصة على حساب لبنان الدولة والمؤسسات؟ مؤسف أن تتكرّس "ثقافة الموت" حولنا في سعي لنسف أي أمل في "العيش معاً". يموت المئات في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها وغيرها. ويتحوّل موتهم في مجازر وجرائم ضد الإنسانية وجهة نظر. المهم أن يبقى محور الممانعة وإن على جثث الأطفال. المهم أن يصل النفوذ الإيراني الى البحر المتوسط. لو لم ترحل، سمير بيك، هل كان سيتغيّر أي مشهد من المشاهد اللبنانية والإقليمية التي تعكس عنفاً استثنائياً، لا شيء يحول دون وصولها الى عقر دارنا عندما يسقط القرار الدولي بتحييد استقرار لبنان حتى تاريخه؟ لكنّك رحلت ولم تيأس، لذا نحن أيضاً لن نيأس حتى لا نخونك. لا تستحقّ هذا منّا. سنتفاءل كرمى لحضورك الطاغي على الغياب، ونسخر كما سخرت من كلّ هؤلاء الذين لا يجيدون "ثقافة الحياة" التي تعتمد احترام القانون، وسنقاوم سياسة التخويف التي يستخدمها تجار السياسة وفُجَّارُها ليخرج لبنان من اسطبلات الغرائزية المذهبية التي يريدون اعتقالنا فيها من خلال أساليبهم ومؤامراتهم. سنقاوم زمن الاحتلال الإيراني الذي يسعى سماسرته ليشرّعنوه من خلال قانون الانتخابات الحالي.

عفواً يا بيك قد يرتفع صوتنا أكثر ممّا تريد ثورتك الهادئة والراقية، لكنَّ للضرورة أحكاماً.

 

وفي الليلة الظلماء يُفتقد "البَيك"

سمير عبد الملك/مدى الصوت/11 نيسان/18

صديقي "البيك"، كتير اشتقتلك.

بالرغم من مرور سنة على غيابك، صورتك لا تفارقني، وضحكتك لا تزال تتردّد أمامي.

كم نحن بحاجة إلى وجودك بيننا لتُتابع زرع الأمل في نفوسنا التي أرهقتها الشدائد والهزائم والتحديات.

ورفاق الدرب الطويل تفرّقوا، ولم يعد هناك من يعمل على "توسيع مساحات التلاقي " ورأب الصدع.

لم يعد هناك من "ضابط إيقاع" يُرشد مَن يضّل الطريق، ويُقدّم النصح لمن خانته الذاكرة، ويضيء عقل من أعمته المصالح الصغيرة.

ومجتمعنا يتحوّل تدريجيّاً مجتمعاً مادياً، تأكل فيه السمكة الكبيرة السمكة الصغيرة الضعيفة والمهمشة والفقيرة، وبات أكثر من 30 في المئة من أهلنا يعيشون تحت خط الفقر، وضُرب سُلّم القِيم، وباتت الدولة مسخّرة لخدمة طبقة سياسية مع زبانيتها.

ولم يعد أحد يعمل على "بناء ذاكرتنا الوطنية" بوجه من يريد تشويه تاريخنا وبناء ذاكرة انتقائية تمهيدا لقتل معنوياتنا وزرع اليأس في نفوسنا من إمكانية التغيير، مما ينعكس سلبا بخاصة على أجيالنا الشابة التي أصبحت، بعدما سُدت بوجهها سبل المستقبل، فريسة للهجرة المدمِّرة.

وزاد الطين بّلة، اعتماد قانون انتخابات هجين، يُفّرق ولا يُوَحّد، ويجعل أعضاء اللائحة الواحدة أعداءً، فاختلط الحابل بالنابل، واختلف الأخ مع أخيه، والابن مع والده، ناهيك بأولاد العم مع العم والأصهرة والاقارب… كلّ ذلك لمصلحة عقل شرير يُدير هذه "اللعبة" بجدارة وحنكة وكفاءة، بينما يكتفي "الآخرون" بمحاولة تكبير أحجامهم لترجمتها لاحقا بما "سيوزّع" عليهم من حصص وزارية.

بالرغم من هذه الصورة القاتمة، تبقى مجموعة من الأصحاب الأوفياء، تُتابع ما زرعناه معاً، كما تابعَ تلامذة المسيح رسالته ونشروها في أرجاء المعمورة. وهي لا تزال تلتقي في المكان والزمان نفسيهما، بضيافة الأب ريشار وبمباركة المطران يوسف، حيث تستعيد أهمّ المحطات التي عشناها معاً والتي طَبعت حياتنا الوطنية، تمهيداً لإصدارها قريباً في كتاب. هذه اللقاءات من أجمل اللحظات التي نُمضيها وأنت الغائب الحاضر دائماً بيننا… نُعاهدك يا صديقي البيك، أن نبقى أمينين على ثوابتنا الوطنية والأخلاقية، عاملين على نشرها وزرع الأمل في النفوس الضعيفة، متابعين رسالة وطننا الإنسانية بين دول العالم، عملاً بقول قداسة البابا مار يوحنا بولس الثاني"إن لبنان هو أكثر من وطن، إنّه رسالة… في الحرية والمحبة والعيش المشترك".

 

كان بَيكاً أحمر وكان أبي شيخاً أحمر

باديا هاني فحص/مدى الصوت//11 نيسان/18

أذكر أن رجلاً ضئيل الجسم، يتكلّم همساً، كان يأتي كثيراً لزيارتنا، وكان أبي كلّما ودّعه وأقفل الباب خلفه، يقول: "أشكر الله كلّ ساعة أنّه وضع سمير في طريقي".

سلك أبي في حياته طرقاً كثيرة، قاده بعضها إلى زواريب مزدحمة، رغم ظلمتها، ثم عاد منها وحيداً، مستوحشاً، باحثاً عن الضوء. وكان سمير فرنجية، قد سلك بدوره طرقاً مشابهة، فالتقيا وهما عائدان من رحلتيهما، وأقاما على تقاطعات وجسور وساحات رحبة، على شرط الانفتاح والتجاوز والقبول المتبادل.

كان سمير فرنجية بَيكاً أحمر وكان أبي شيخاً أحمر، لم يكن اللون الذي يحمل صبغة الثورة، يناسب خلفيتيهما كثيراً، أبداً. لم تعتد أبواب الثورات الحمراء أن تدقّها يد الإقطاع، سواء كان سياسياً أم دينياً. لكن الصديقين قلبا الموازين، كانا استثنائين، وظلا كذلك، حتى عندما استبدلا الأحمر بالأبيض، الذي يشبه قلبيهما وتاريخاً من الدعوة إلى السلام ونبذ العنف، صنعاه معاً، وتركاه لنا قنديلاً لا يجفّ زيته، يقتبس نوره من شجرة مباركة، زيتونة، لا شرقية ولا غربية.

سمير فرنجية في ذاكرتي هو النعمة، التي كان أبي المؤمن جدّاً يشكر الله على وجودها "وبالشكرِ تدومُ النِعَم". وهو المتفرّدُ والمختلفُ والآخر، الذي يُشبهنا كلَّنا ولا يُشبه سوى نفسه. وهو السفينة التي اجتمع على متنها كل الفرادى، إذ لم يكن التشابه غايتها، ورست على بَرّ المشتركات والتعددية والاعتدال والوسطية في كلّ شيء، حتّى في الدِّين.

سنةٌ مرّت على رحيلِ سمير فرنجية، آية الشكر التي طالما قرأناها، علَّها تدومُ علينا نعمةُ وجودِه، خانتنا، كما خانتنا "آيات" أخرى كنّا نظنّها تعاويذ، فإذا هي خيباتٌ وخيانات.

سنةٌ مرّت على رحيل سمير فرنجية، شجرة الخسارة وصلت إلى عند ربها، والأرض تحتها تمتدّ، بوراً، قاحلة، عطشى، لا ماء يرويها، ولا سواعد تقلب ترابها، فتُخرج منه التبرَ والحبرَ والحَب والحُب.

سنةٌ مرّت على رحيل سمير فرنجية، والزواريب تزداد زحمتها كلّما ازدادت عتمتها، ساحات اللقاء تتقلّص مساحاتها، والطرق تتقطّع بنا بدل أن تتقاطع، والجسور صارت لعبة شدّ بين طرفين، أطراف.

على هذه الأرض مَرَّ يوماً سمير فرنجية، منذ سنة يسكن سمير فرنجية في مكان ما في السماء، يُطلّ علينا كما الشهب، يضيء لمحاً ثم يختفي.

 

سمير فرنجية في الذاكرة

رضوان السيّد/مدى الصوت//11 نيسان/18

قال لي سمير فرنجية على أثر مغادرة الدكتور سمير جعجع صفوف "14 آذار" في اتّجاه الجنرال ميشال عون: منذ العام 2010 على أبعد تقدير ثبت لدى كل المسيحيين العاملين في السياسات المحلية إحساس بالخطر من الجنرال عون فصاروا رهائنه. فقد استطاع جذب العامة المسيحية إليه، وبعض رجال الأعمال. وهو عميق الاقتناع بتحالف الأقليات، ولذلك تحالف مع "حزب الله" وتصالح مع النظام السوري. ولذلك يشعر مسيحيون كثيرون بالأمن وحفظ المصالح وبقاء شيء لهم في المستقبل. هذا وعيٌ انتشر وسيطر، ولذلك اندفع الوجهاء والسياسيون في اتجاهه ومنهم الدكتور جعجع.

وقلت له: ولكن ماذا سعد الحريري ؟ فقال: حتى الآن خدم عون الحريري بحملته الشعواء على السُنّة وعليه، ولذلك ما تناقصت شعبية الحريري لدى السُنَّة بل ازدادت، إنما لا نعرف متى تتسلل إلى عقله الباطن فكرة أنه لن يكون رئيساً للحكومة إذا ظلَّ عون وظلَّ السيد حسن نصرالله مصرّين على حرمانه إيّاها، إن لم يتنازل لهم في رئاسة الجمهورية، ثم في أعمال الحكومة التي سيتولى رئاستها إذا وافق على عون رئيساً للجمهورية!

صَدَقَت توقعات "البيك" في هذا المفصل كما صدقت في عشرات المفاصل المحلية والدولية خلال أكثر من أربعين عاماً. وأنا أتحدّث عنه هنا كمحلّل سياسي، لكنّه كان في الحقيقة سياسياً حتى العظم. وكان كل الوقت صاحب مبادرات. وكنت أظنه في البداية وحتى "قرنة شهوان" مُبدعاً في المعارضة والمصادمة السياسية وحسب. لكنّه في "لجنة الحوار الدائم" وفي "قرنة شهوان" وفي "14 آذار" برز صاحبَ مبادراتٍ ومشروعات، ويملكُ خطاباً يستطيع تكييفه بحسب محدِّثه، وقدرته على الفهم والاستيعاب. ما كان خطيب جمهور، لكنه كان ذا شخصية ساحرة عند المثقفين وعند الجمهور. والذين يحبّون من الشباب السُنَّة علاقتي الحالية بالدكتور فارس سعَيد صديق سمير، كانوا يقولون لي ذلك عن علاقتي بسمير فرنجية وطارق متري.

الشخصية الساحرة لـ"سمير بَيك" كان قوامها الثقافة الرفيعة، والأخلاق الرفيعة، والمسالمة التي لا حدود لها، والإيمان الذي لا حدود له بأنَّ الحوار المفتوح سبيل فريد للتوصل إلى توافق أو إضراب ودي وغير مؤذٍ للطرفين أو الأطراف التي تدخل في المحاورة.

سمير بيك وطني لبناني، لكن وطنيته غير شكل. وهو عربي عروبي، لكن عروبته غير شكل.ومنذ بداية الحرب الأهلية يسكن "عندنا" أو في ما صار يُعرف ببيروت الغربية، لكنَّ علاقته بالمسلمين سُنّةً وشيعةً ودروزاً غير شكل. فبقدر ما كان سمير فرنجية أليفاً كان متميّزاً. وما شعرتُ منذ التقيته للمرّة الأولى عام 1977 في جريدة "السفير" أنه يُشبه أياً من القومجيين الذين كانت تعج بهم ساحاتنا، أما هو فكان يشعر أنّه يستطيع العيش معهم أكثر مما يستطيع ذلك لدى أهل "اليمين"، وكان يستعمل ذلك المصطلح ضاحكاً!

ولا مرّة شعرت أن سمير بيك يخاف المسلمين، جمهوراً كانوا أم أفراداً، ومسلّحين أو غير مسلّحين. وفي الوقت نفسه ما ضعُفَ أبداً إيمانه ببكركي، وبخاصة ذلك الودّ العميق الذي ساد بينه وبين البطريرك نصرالله صفير والمطران يوسف بشارة. وفي سنوات التسعينات أُغرم مثلنا جميعاً بشخصية الشيخ محمد مهدي شمس الدين الساحرة. يمضي عامٌ على وفاة سمير بيك بعد مرضٍ عُضالٍ وطويل، لكنّنا لا نلتقي إلا على ذكره. وقد قرأت كتبه أكثر من مرة، وأشعر بالحنين إليه كلّما رأيت زوجته أو ابنه… أو فارس سعَيد. رحمه الله، ورحم أمواتنا الأحياء، ولا غَفَر لأحيائنا الأموات.

 

المادة ٥٠ لغز موازنة ٢٠١٨ المُخيف ... هل تُمهّد للتوطين ؟

هلال رميتي/لبنان الجديد/11 نيسان 2018

هذه المادة ستُثير المزيد من الجدل في القادم من الأيام ، ولن تمرّ مرور الكرام من دون تقديم إيضاحات إضافية وربما ضمانات

 مع إقرار قانون الموازنة العامة في لبنان للعام ٢٠١٨  على عجل بعد الإستجابة لضغوطات خارجية كانت متعلّقة بمقررات مؤتمري روما وسيدر ١ ، بدأت تطفو إلى السطح هواجس في أوساط المكوّن المسيحي خصوصا من لغز المادة ٥٠ في القانون .

وأول من أثار هذه الهواجس هو البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي وصفها بأنها مادة تّمهد للتوطين في لبنان .

كذلك وصفها رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل بأنها " توطين مقنّع " ، وتساءل عن سر تصويت جميع الكتل النيابية للموازنة دون لحظ هذه المادة .

والمادة ٥٠ من موازنة ٢٠١٨ تعمد إلى منح كل عربي أو أجنبي يشتري وحدة سكنية في لبنان ، إقامة دائمة له ولزوجته وأولاده القاصرين في البلد ، على أن لا تقل قيمة تلك الوحدة السكنية عن ٧٥٠ مليون ل.ل. في العاصمة بيروت ، و ٥٠٠ مليون ل.ل. في باقي المناطق اللبنانية .

والسبب الأساسي للهاجس الكنسي المسيحي بالدرجة الأولى من هذه المادة هو أن حوالي نصف سكان لبنان من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين ، ما سيؤثّر على التوازن الديمغرافي في البلد المختّل أصلا ويهدّد التواجد المسيحي ويطيح بالمكتسبات التي حقّقوها عبر حقبات زمنية مختلفة منذ تأسيس الكيان اللبناني . وترفض أوساط الكنيسة وضع القضية في إطار جذب الإستثمارات الخارجية ، فالأولوية هي الحفاظ على التوازنات الداخلية لا بيع البلد كما عبّرت .

بالمقابل ، يرى المدافعون عن المادة ٥٠ أنها عامل جذب للإستثمارات الخارجية التي ستُحرّك القطاع العقاري الراكد حاليا ، ما ينعكس زيادة في الإنتاجية وإرتفاع في معدلات النمو الإقتصادي .

إقرأ أيضا : بانوراما لبنان الجديد: الراعي يحذر من التوطين والمعركة الإنتخابية تشتد

ويستشهد هؤلاء بالتجربة القبرصية التي قامت بنفس الخطوة عندما كانت تعيش نفس أوضاع لبنان ، حيث أمّن لها هذا الإجراء حوالي ال ٤ مليارات دولار خلال آخر ٥ سنوات وأنجزت نموا إقتصاديا طموحا.

وبحسب هؤلاء ، فإن أكثر من نصف اللاجئين السوريين هم من الطبقة الفقيرة ، وبالتالي لا يملكون هذا المبلغ من المال لشراء وحدات سكنية .

أما على خط اللجوء الفلسطيني ، فإن القانون أصلا في لبنان يمنعهم من حق التملك ، وبالتالي لن تشملهم المادة ٥٠.

ويبدو من آراء المدافعين عن المادة ، أن توجهاتهم متركزة على الجانب النفعي الإقتصادي لهذا الإجراء ، فهم يَرَوْن فيها عاملا تحفيزيا للأجانب للقدوم إلى لبنان والإستثمار فيه ، ويضعونها في خانة التسهيلات لعملهم ، بعد تراجع الطلب على العقارات في الداخل اللبناني.

لكن الجانب المسيحي يرى الموضوع من منظار كياني وإستراتيجي ، فالمادة قد تؤسِّس لقوانين مستقبلية تتساهل مع الأجنبي أو العربي وقد تعطيه لاحقا الجنسية ولا تكتفي بالإقامة الدائمة .

وترفض الكنيسة وضعها أمام خيارين : إما إفلاس البلد أو بيعه عبر هذه المادة ، وترى أن هناك دائما بدائل عملية تحفظ التوازنات الداخلية وتؤمن النهوض الإقتصادي .

ويبدو أن هذه المادة ستُثير المزيد من الجدل في القادم من الأيام ، ولن تمرّ مرور الكرام من دون تقديم إيضاحات إضافية وربما ضمانات .

 

الرئيس الحريري وتحديات الإنتخابات 1

الهام فريحة/الأنوار/11 نيسان/18

سؤال واحد بحجم الإنتخابات النيابية التي ستجري في السادس من أيار المقبل، السؤال هو:

ما هو حجم الكتلة النيابية التي سيدخل بها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى "مجلس 2018"؟

خلفية هذا السؤال هي التالية:

أولاً، الرئيس الحريري عائد إلى السرايا الحكومية على رأس حكومة ما بعد الإنتخابات، وبالتالي لا بد من معرفة "القوة النيابية" العائد بها.

ثانياً، الرئيس الحريري هو الزعيم الأول الذي "تجرَّأ" على تغيير معظم نواب كتلته سواء في بيروت أو خارجها، وعملية تغيير المرشحين تحتاج إلى ثقة عالية بالنفس وإلى ثبات محبة الناس، وإلى اعتماد التغيير فعلاً لا شعاراً، وكل ذلك في ظروف سياسية أحياناً غير ملائمة وأحياناً أخرى غير مستقرة.

فالرئيس فؤاد السنيورة لم يترشح، وهو رئيس كتلة المستقبل النيابية، وكذلك فعل معظم نواب بيروت، كالنواب محمد قباني وعمار حوري ونبيل دو فريج وعاطف مجدلاني، وانسحب الأمر على بعض نواب عكار وطرابلس المنيه الضنيه، كالنواب خالد ضاهر ومعين المرعبي وأحمد فتفت، أو زحلة كالنائب عقاب صقر.

باستطاعة الرئيس سعد الحريري أن يقف "واثق الخطوة" ليقول:

مَن مِن الزعماء اللبنانيين قام بهذا التغيير الشامل تقريباً في نوابه ومرشحيه؟

الرئيس الحريري قام بهذه الخطوة مع علمه انها غير شعبية وانها تأتي في ظل قانون يتيح للائحة التي تحصل على الحاصل أن تتأهل للفرز الثاني ويكون لديها أمل بالفوز بمقعد أو أكثر.

صحيح أن لائحة الرئيس الحريري في بيروت قوية، لكنها تواجه ثماني لوائح، بعضها مكتمل وبعضها غير مكتمل، معظم هذه اللوائح تفتش عن الحصول على الحاصل الإنتخابي لتستطيع أن تنافس في دورة الفرز الثانية بين اللوائح التي بلغت الحاصل، هنا الموضوع ليس تقنياً فحسب بل هو سياسي بامتياز لأنه مرتبط بالكتلة التي ستدخل إلى مجلس النواب، ممثِّلةً لبيروت، وما هو مدى الإنسجام بين هؤلاء النواب.

تسعة لوائح فيهم 83 مرشحاً، وعلى أبناء بيروت أن يختاروا أحد عشر مرشحاً من لوائح ليس فيها سوى لائحتين مكتملتين بينهما لائحة الرئيس الحريري.

إنها معركة كبيرة، والتحدي فيها ليس قليلاً، لكن من مؤشرات المعركة يبدو أن اللوائح الأخرى، وليست لائحة الحريري، هي التي تحسب ألف حساب.

وما ينطبق على العاصمة، ينطبق على طرابلس، اللافت في معركة عاصمة الشمال انها بدأت بمؤشر إيجابي لافت تمثَّل في انسحاب أحد أقطاب عاصمة الشمال من المعركة هو النائب والوزير السابق محمد الصفدي، وقد أعلن الصفدي تأييده للرئيس سعد الحريري، وتشير المعلومات من طرابلس ان هذا التأييد لم يكن كلامياً فحسب، بل إن الماكينة الإنتخابية للوزير الصفدي تعمل لمصلحة الرئيس الحريري وكتلته.

الإنتخابات وفق القانون النسبي ليست نزهة، وأول مَن يدرِك هذه الحقيقة هو الرئيس سعد الحريري الذي يخوض هذا التحدي للمرة الثالثة، بعد انتخابات 2005 وانتخابات 2009، وفق القانون الأكثري، لكن القانون النسبي هو تحدي التحديات.

الرئيس سعد الحريري لا يهدأ، ما كاد يعود من باريس، بعد مؤتمر "سيدر"، حتى عاد الى باريس، فكان لقاء أمس في الاليزيه حيث انضم الى اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

اللقاء مع بن سلمان هو الثاني إذ كان التقاه أول من أمس الاثنين أيضا. انها الحركة من أجل لبنان ومن أجل تجديد الديموقراطية فيه التي ستنبثق من صناديق الاقتراع.

وفي ملف الانتخابات... للبحث صلة...

 

إيران تواجه تمرداً من داخل المساجد

جينيف عبدو/الشرق الأوسط/11 نيسان/18

من غير المثير للدهشة ألا يحتل خبر إلقاء القبض على رجل دين إيراني بارز - رغم أن إلقاء القبض عليه تسبب في اشتعال مظاهرات داخل إيران ودول عربية - الصدارة بوسائل الإعلام الغربية، وذلك لأن النظام الإيراني ببساطة يقدم على عمليات إلقاء قبض عشوائية طوال الوقت. ومع ذلك، تبقى هذه حالة مختلفة؛ في الواقع يعيد الجدال الذي دار حول احتجاز آية الله حسين شيرازي هذا الشهر، إشعال نقاش مهم حول ما إذا كان المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، ينبغي له ادعاء امتلاك سلطة دينية تمنحه حق حكم البلاد على نحو مطلق. ورغم أن ثمة جدالاً مستمراً داخل المذهب الشيعي من الإسلام منذ إقرار الخميني إطاراً مؤسسياً لنظام الحكم الديني، أو ما عرف بمبدأ «ولاية الفقيه»، فإن حالة من السخط إزاء هذا الأمر في تنام مستمر الآن. الملاحظ أن ثمة اعتقاداً متنامياً عبر الأوساط الشيعية بأن تركيز جميع السلطات في يد شخص واحد أمر يتنافى مع التقاليد الشيعية، وأن منصب المرشد الأعلى ينبغي إصلاحه أو حله تماماً.

كانت تطورات الأحداث قد بلغت ذروتها في 6 مارس (آذار) الحالي قرب مدينة قم، عندما احتجزت مجموعة ذكرت تقارير أنها تنتمي إلى «الحرس الثوري الإسلامي» آية الله شيرازي. يذكر أن رجل الدين ووالده صاحب النفوذ الواسع، آية الله العظمى صديق شيرازي، يعدّان من الخصوم الرافضين بشدة حكم خامنئي. وأفادت تقارير بأن شيرازي الابن وصف المرشد الأعلى بأنه «فرعون» خلال واحدة من المحاضرات التي ألقاها في الفترة الأخيرة، الأمر الذي شكل ذريعة لإلقاء القبض عليه.

وسرعان ما اندلعت مظاهرات اعتراضاً على هذا الإجراء لم تقتصر على إيران فحسب. وبعد تنديد رجال دين شيعة في الكويت والعراق بهذا الإجراء، وقعت اضطرابات في مدن كربلاء والنجف والبصرة. كما احتشد متظاهرون في لندن خارج أبواب السفارة الإيرانية، وألقي القبض على 4 بعدما تسلقوا أسوار السفارة وأنزلوا العلم الإيراني. ومع أنه لم تكن أي من هذه المظاهرات ضخمة (تراوحت أعداد المشاركين فيها بين العشرات وبضع مئات) فإنها تظل لافتة للاهتمام. يذكر أن عائلة شيرازي، التي عمل أفرادها رجال دين منذ القرن التاسع عشر، تشكل مدرسة نافذة من الفكر الشيعي. كما يتميز آية الله العظمى شيرازي بحضور واسع عبر شبكة الإنترنت، ويلقي محاضرات بالفارسية والعربية مزودة بترجمة إنجليزية تجري إذاعتها عبر 18 قناة تلفزيونية و3 محطات راديو عبر مختلف أرجاء العالم الإسلامي. وتفضل بعض الأسماء البارزة في المدرسة الشيرازية فصل المسجد عن الدولة، الذي يشكل تقليداً شيعياً قائماً منذ أمد بعيد. علاوة على ذلك، فإن ثمة آخرين لا يعارضون «ولاية الفقيه» من حيث المبدأ، لكنهم يعارضون ما يعدّونه تلويثاً أدخله الخميني وخامنئي على الفكرة من خلال تركيز جميع مقاليد السيطرة على الدولة في يد مرشد أعلى تستحيل فعلياً تنحيته عن الحكم. كما يعارض كثير من رجال الدين الآخرين في قم، مركز المدارس الدينية داخل إيران، الحكم الديني الذي يمارسه المرشد الأعلى وذلك بناءً على اعتبارات دينية، رغم عدم انتمائهم إلى المدرسة الشيرازية على وجه التحديد. عندما عملت مراسلة لـ«الغارديان» في تسعينات القرن الماضي، أجريت مقابلات مع رجال دين إيرانيين أخبروني بأنهم يعتقدون بأنه ينبغي عدم منح سلطات مطلقة لإنسان حي. وقالوا إن المرشد الأعلى لا يمكنه تمثيل الله على الأرض. وكان نظام طهران من جانبه عاقداً العزم على إبقاء هذا التمرد طي الكتمان لدرجة أنه منعني من السفر إلى قم.

بيد أنه اليوم وبعد مرور 4 عقود على اندلاع الثورة الإسلامية، خرج المارد أخيراً من القمقم. وكان من شأن اتساع رقعة السخط داخل المجتمع الإيراني تمكين الشيرازيين وقيادات دينية أخرى من التعبير عن آرائهم علانية. وفي العراق أيضاً تبدي قيادات دينية في النجف رفضها الشديد لحكم المرشد ويسعون إلى تقليص النفوذ الإيراني داخل بلادهم. وخلال الفترة السابقة للانتخابات الوطنية العراقية المقررة في مايو (أيار) المقبل، تشكل أحزاب دينية شيعية تحالفات مع سنّة وقوميين على أمل تقليل أعداد الموالين لإيران في البرلمان المقبل، وأن يتحرر رئيس الوزراء المقبل بدرجة أكبر من سطوة طهران.

وتدحض هذه التطورات فكرة أن الشيعة جميعاً في سلة واحدة. يذكر أن محكمة دينية إيرانية أصدرت بادئ الأمر حكماً على رجل الدين الابن بالسجن 120 عاماً، في الوقت الذي اتهم فيه النائب العام المتشدد محمد جعفر منتظري أنصار رجل الدين داخل إيران بأنهم «مجموعة تتمركز في قم نشطت داخل إيران لسنوات». ومع هذا، اتضح تهافت هذه الرؤية يوماً بعد آخر مع اتساع رقعة المظاهرات. واليوم، ثمة تقارير غير مؤكدة تفيد بأن السلطات الإيرانية أطلقت سراح شيرازي الابن في 18 قبل ثلاثة أسابيع، بعد أسابيع من إلقاء القبض عليه. وإذا صح ذلك، فإن هذا يشير إلى شعور متنام لدى الجمهورية الإسلامية بالخطر والخوف من إثارة غضب رجال الدين الذين يستمد منهم النظام شرعيته. يذكر أن شيرازي ليس أول رجل دين بارز يشكك في السلطة المقدسة المزعومة للمرشد الأعلى. عام 1999 أجريت مقابلة مع آية الله حسين علي منتظري الذي قضى سنوات كثيرة قيد الإقامة الجبرية قبل وفاته عام 2009، وقد شرح كثيراً من الآراء التي يعتنقها اليوم كثير من رجال الدين المشاركين في حركة التمرد الحالية، وقال: «لا يملك المرشد الأعلى سلطة العمل على نحو انفرادي أو استبدادي. ولا يمكنه أبداً أن يصبح فوق القانون، ويجب ألا يتدخل في جميع الشؤون، خصوصاً تلك الواقعة خارج دائرة خبرته، مثل القضايا الاقتصادية المعقدة، والسياسة الخارجية، والعلاقات الدولية». ومع هذا؛ نجد أنه على امتداد نحو 30 عاماً قضاها بمنصب المرشد الأعلى، فعل خامنئي كل ما سبق. اليوم ومع اقتراب نهاية حكمه، ثمة تأييد متزايد في صفوف رجال الدين الشيعة البارزين لدفن منصبه معه.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

تغيير مسار السياسة الأميركية في سوريا

إيلي ليك/الشرق الأوسط/11 نيسان/18

إن كان الماضي هو استهلال لأي شيء، فينبغي أن نتوقع ضربة أميركية مرتقبة في أقرب وقت ممكن ضد المطارات السورية. وقبل أكثر من عام بقليل، هاجمت القوات الحكومية السورية قوات المعارضة بالأسلحة الكيماوية. وأدان الرئيس دونالد ترمب الجريمة البشعة، وفي 7 أبريل (نيسان) 2017 أمر الرئيس الأميركي بإطلاق 59 صاروخاً من طراز توماهوك كروز على مطار الشعيرات الحربي السوري، وهو الذي انطلقت منه الهجمات الكيماوية المذكورة. ولقد أخبر نظيره الصيني بالأمر أثناء احتفالية لطيفة في ناديه الخاص بولاية فلوريدا.

ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه في عطلة نهاية الأسبوع. إذ يبدو أن النظام السوري قد هاجم شعبه مرة أخرى بالأسلحة الكيماوية. وهذه المرة في الغوطة الشرقية، وهي من ضواحي العاصمة دمشق. ومرة أخرى كان رد الرئيس ترمب تغريدة غاضبة للغاية، ووصف الرئيس السوري «بالحيوان»، وحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الإيرانية المسؤولية عن تلك الهجمات بسبب الدعم والتأييد الذي يقدمانه لنظام بشار الأسد. ومن شأن ذلك كله أن يقوّض من دعوات ترمب المبسطة والخاصة بالانسحاب الأميركي النهائي من سوريا. فإن أنفذ الرئيس ترمب تهديده ضد بشار الأسد، وروسيا، وإيران بشأن الاستخدام الأخير للأسلحة الكيماوية، فسوف يوسع من نطاق المهمة الأميركية لما وراء محاربة «داعش». (وهم يقاتلون «داعش» أيضاً، بل ويدعون أن المعارضة السورية بأسرها هم من الجهاديين الموتورين).

لذلك، وبدلا من وجود رادع حقيقي للهجمات الكيماوية في المستقبل، كل ما علينا توقعه ليس إلا تدابير مقتضية. وربما تتعرض إحدى القواعد الحكومية للتدمير، ولكن سياسة ترمب الخطيرة ستبقى كما هي ما لم يقم بتغيير مسارها على الحقيقة.

لقد أطلق ترمب العنان للقوات الخاصة الأميركية، والقاذفات الأميركية، والحلفاء الأميركيين (أي الأكراد بصفة رئيسية) لتدمير مواقع تنظيم داعش في سوريا. وهي من الإجراءات الجيدة واستعراض كبير للقوة لما قد بدأه الرئيس الأسبق باراك أوباما على نحو خجول في عام 2014. لكن ترمب كان حريصاً على عدم المساس بالخطط الخبيثة للتحالف الروسي الإيراني السوري الذي يحاول تعزيز الدولة التي انهارت بالفعل منذ عام 2011 ولا تزال الخسائر الإنسانية تشيع حالة من الهول في العقل البشري. ولا يتعلق الأمر بفظائع الهجمات بالغازات الكيماوية فحسب.

وكما ظهر من الصور التي صدرت أواخر العام الماضي من وكالة الصحافة الفرنسية الإخبارية، تضور الأطفال الرضع جوعاً حتى الموت في حصار حلب.

وهناك أيضا تهجير المواطنين السوريين. فأكثر من نصف سكان البلاد صاروا بلا مأوى بسبب هذه الحرب. كما اقترح الديكتاتور السوري مؤخراً قانوناً جديداً يسمح للحكومة بالاستيلاء على المنازل المهجورة في البلاد. وقال معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لقوة الطوارئ السورية، أن من شأن هذا القانون أن يسمح للحكومة السورية بمكافأة الرعاة الإيرانيين المحسنين على النظام السوري بالمنازل التي أجبرت الميليشيات الإيرانية أصحابها على الهرب منها. ومن شأن كل ذلك أن يجبر الأمم المتحضرة على التوحد سويا وإيقاف هذه الفظائع. ولكن هناك مسؤولية خاصة ملقاة على عاتق الولايات المتحدة في هذه اللحظة الحرجة. على الرغم من مكاسب الأسد برعاية روسيا وإيران في سوريا خلال العامين الماضيين، فإن الحرب لم تنته بعد. على سبيل المثال، فإن الأراضي الواقعة إلى شرق نهر الفرات، والتي نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها من الأكراد في تحريرها من تنظيم داعش ليست خاضعة لسيطرة قوات الأسد حتى الآن.

وهنا، يمكن للولايات المتحدة منح هذه المدن والبلدات المحررة حديثا نوعا من الملاذ الآمن. وهناك سابقة للقيام بذلك على أي حال. فعلى غرار دونالد ترمب، قرر الرئيس الأسبق جورج إتش دبليو بوش أنه غير مهتم بنيل أي دور في محاولة تحرير العراق بعد طرد جيش صدام حسين من الكويت في عام 1991 وبعد أن فسر صدام حسين هذه السياسة بأنها بمثابة الضوء الأخضر لمعاقبة الأكراد في شمال العراق، غير الرئيس بوش من اتجاه سياسته عندما كانت العائلات الكردية تفر إلى الجبال من بطش صدام حسين. أنشأ الرئيس بوش منطقة حظر الطيران، وبدأت الولايات المتحدة في حماية هذه الأقلية العراقية في الفترة بين حربي الخليج الأولى والثانية. أمام الرئيس ترمب الآن فرصة مماثلة لتغيير مسار سياسته أيضا. فليس عليه الالتزام بإعادة بناء سوريا بأسرها. ولكن على أقل تقدير، يمكنه أن يفي بالدين الأميركي لأولئك الأكراد السوريين الذين عاونوه في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، ومحاربة الأعداء على الأرض هناك، حتى لا يضطر الجنود الأميركيون إلى محاربة الكثيرين منهم هنا (اقتباسا لإحدى عبارات الرئيس بوش الشهيرة). ومن شأن ذلك أن يستلزم وضع سياسة تهدف على الأقل إلى حماية شرق سوريا من الآلة الحربية المجنونة لبشار الأسد وجيشه. والبديل عن ذلك لن يكون سوى الكارثة والخزي والعار. فإن نكث الرئيس ترمب فعلا بوعده بالخروج من سوريا، ربما في وقت مبكر مثل أكتوبر (تشرين الأول)، فسوف يترك السكان الذين تم تحريرهم من «داعش» يتعرضون للتشريد. وسوف يساعد إيران على استكمال الجسر البري الذي تصبو إليه حتى البحر الأبيض المتوسط. ولسوف يكون مضحياً بالدماء والأموال الأميركية لتأمين تحقيق الأهداف الاستراتيجية لأعداء الولايات المتحدة. وإنه الإرث الذي من شأنه أن يُلحق العار والمهانة بأي رئيس في أي مكان.

*بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

بشار بريء... وليبرمان أيضاً!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/11 نيسان/18

لغة النظام الأسدي وروسيا البوتينية التي تحميه، أنه لا دليل على أن السلاح الكيماوي الذي فتك بأهالي دوما، من صنيع قوات بشار، وأن ذلك «فبركة» غربية؛ حسناً إذن يجب علينا تصديق كلام وزير الدفاع الإسرائيلي حول الهجوم على قاعدة «التيفور» الجوية التابعة للنظام الأسدي قرب حمص.

أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي، نفى أن تكون طائرات الجيش الإسرائيلي هي من أغارت على هذا المطار العسكري، الذي يوجد به عشرات من خبراء الحرس الثوري الإيراني، قتل منهم لوحدهم فقط، حتى الآن، سبعة. ليبرمان في تصريح له من موقع عسكري إسرائيلي قرب الجولان، قال: «لا أعرف من كان في سوريا ولا أعرف من هاجم التيفور». طبعاً هو غير صادق، كما أصوات النظام الأسدي وألسنة الدولة الروسية البوتينية تجاه جريمة دوما الكيماوية. مندوب سوريا، سوريا الأسد، لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، علّق بجلسة مجلس الأمن المخصصة للهجوم الكيماوي الفظيع على أهالي دوما، بطريقة مستفزة متحذلقة. مستعرضاً مهاراته اللغوية ونزعاته «الشرلوك هولمزية» في التحقيق والتحري عن حقيقة القنابل الكيماوية على دوما. شاطره المنطق المستفز نفسه، المندوب الروسي في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، معتبراً أن الهجوم الكيماوي في دوما «عملية مفبركة». ثم ناقض نفسه، فأثبت أن هناك سلاحاً الكيماوياً، وإن برّأ ثوب النظام الأسدي منه، فأشار المندوب الروسي إلى أن العسكريين السوريين عثروا، يوم 8 أبريل (نيسان)، خلال تفقدهم إحدى البلدات قرب مدينة دوما، على مصنع لتنظيم «جيش الإسلام» خاص بإنتاج الأسلحة الكيماوية!

كأن الهجوم الكيماوي شيمة غريبة على النظام الأسدي، حتى يبادر حماته الروس للنفي الأرثوذكسي القاطع. من فعل هذه الشنائع بالسلاح الكيماوي من قبل؟ خذ لديك مثلاً:

أغسطس (آب) 2013: هجوم غوطة دمشق، ومقتل 1400 شخص. وهو الهجوم الذي أعلن فيه الآفل أوباما خطه الأحمر الشهير، وصدر تحقيق الأمم المتحدة متهما الحكومة السورية بالهجوم الكيماوي هذا. أبريل (نيسان) 2017: الهجوم الكيماوي الشهير على بلدة خان شيخون، وهو ما لقي معارضة دولية عارمة، وكررت البروباغندا الروسية الأمر نفسه: اتهام خصوم الأسد بها. كل هذا، وغيره، فعل من؟ هل يعني هذا أن «داعش» و«النصرة» لا «يستبيحان» القتل بالكيماوي!؟ بلى، لكن الثابت، أن النظام الأسدي هو من يملك الترسانة الكيماوية والبيولوجية، وهو القادر على حملها وقصفها من الجو... هو لا غيره. أما إذا أراد إعلام الأسد وروسيا أن نصدقه بنفيه، فلا يرفض أن نصدق نفي إسرائيل معرفتها بمن هو خلف هجمات «التيفور»!

 

لاءات تجاوزتها سنوات

بكر عويضة/الشرق الأوسط/11 نيسان/18

بين مؤتمر القمة العربية في الخرطوم (29 - 8 - 1967) وبين هذا اليوم، سنوات تتجاوز نصف القرن. كما هو ثابت وموّثق، منذ استئناف قمم الزعماء العرب بالقاهرة (13 - 1 - 1964) بعد توقف أعقب انتهاء قمة بيروت (13 - 11 - 1956)، بقيت فلسطين البند الأول، من حيث الأهمية. وهي لم تزل كذلك، رغم تراجع أولويتها أمام تدافع ما استجد من أولويات على غير صعيد عربي وآخر دولي، خلال العقود الثلاثة الماضية، وتحديداً منذ صعود ما عُرف بالمد الخميني، ثم اشتعال أوار «قادسية صدام»، وتابعتها «أم المعارك». مجرد ذكر الاسمين، يدفع على الفور إلى سطح الذاكرة التاريخية، أن كلاً منهما، صدام حسين والخميني، تنافسا، مع غيرهما ممن انتهجوا نهجيهما، لجهة أي منهم يعطي قدسية تحرير القدس أولوية أولى في خطابه السياسي. يعرف كل ذي علم محدود بوقائع ما تبع هزيمة معارك الستة أيام الكارثية، أن الاسم الذي أعطي يومذاك لاجتماع الزعماء العرب في العاصمة السودانية كان «قمة اللاءات الثلاث». افترض صُنّاع التجييش العاطفي للشعوب أن رفع ثلاث لاءات في مواجهة اجتياح جيش إسرائيل حدود ثلاث دول عربية، ونجاح «الكيان الهزيل» - وفق تعابير إعلام ذلك الزمن - في احتلال أراضٍ شاسعة حجماً، ومتنوعة مناخياً، ومعتبرة استراتيجياً، تقع ضمن سيادة كل من مصر، وسوريا، والأردن، كافٍ لامتصاص صدمة أسوأ الهزائم العربية، حتى أنها أُعطيت، بحق، صفة «النكبة الثانية»، إلحاقاً بسابقتها، نكبة حرب 1948 المنتهية بهزيمة جيوش عربية وضياع فلسطين.

إثر تلك الهزيمة النكراء صعد تيار افترض أن احتلال الأرض ليس هو المشكل، إذ يظل «الصمود» في المواجهة و«التصدي» لوجود إسرائيل ذاته هما الأهم، ما دام أن نُظم ذلك النهج بقيت قائمة. كل من سبح ضمن ذلك التيار الجارف اعتبر أن أي تحليل موضوعي لأسباب الهزيمة، أو كلام عقلاني بشأن مستقبل التعامل مع ما تقرر على أرض الواقع، إنما يعبّر عن ضعف واستسلام لإرادة المُحتل. أقنع المنتمون لذلك التيار أنفسهم، وكنتُ بينهم، أن تجنب ذلك الهوان، يوجب أن يكون الرد هو لاءات قمة الخرطوم الثلاث: «لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات معها». اللافت أني، بعدما شاب شعر الرأس وانحسر شباب العمر، فبدأت التفكير من منظور مختلف، انتبهت أولاً إلى خطأ منطقي في ترتيب تلك اللاءات الثلاث. منطقياً، يبدأ المتحاربون بمفاوضات توصل لاعتراف متبادل يليه سلام شامل. الأمر معكوس تماماً، إذن، منذ بدايته.

شخصيات بارزة في ساحات العمل السياسي، ونجوم في فضاء الإعلام العربي، تزعموا تيار اللاءات الثلاث. في مقدم هؤلاء برز الصحافي - السياسي محمد حسنين هيكل. سوف أظل أستحضر الغضب الذي احتل وجه الأستاذ هيكل إذ أبدأ حواراً معه لمجلة «التضامن» في جناحه الفاخر بفندق «كلاريدجز» اللندني، بسؤاله عن الهزيمة، فإذا به ينتفض متسائلاً: أتعتبرها هزيمة؟ أجبت: نعم هي كذلك، وإلا ماذا تكون؟ أجاب سيد مقال الجمعة الأسبوعي «بصراحة» لم تخل من تنميق يبدّل الحقائق: كلا، ما حصل ليس سوى «نكسة». ذلك التبديل في مسميات ما يحصل على أرض الواقع العربي، لم يزل صاحب دور فاعل في التلاعب بعقول جماهير يعجب شرائح معتبرة بينها أن ترى في المرآة ما تتمنى، وليس ما تعكس الوقائع من حقائق. مثال على ذلك السؤال التالي: لماذا ما فتئ غضب مُنّظرين في الجانب الفلسطيني، يموج في تغاضب أقرانهم العرب، كلما صدر طرح عقلاني بشأن أي حل سلمي محتمل مع إسرائيل؟ مبرر السؤال هو أن القيادة الفلسطينية المُعترف بها دولياً، تقبل السلام مع دولة إسرائيل، وتعترف بها، وجلست إلى طاولة المفاوضات معها بغية التوصل للسلام الشامل. نعم، إسرائيل الدولة، من جانبها، باختلاف توجهات ساستها، راوغت وما التزمت بأي تقدم حقيقي على طريق السلام العادل. لكن ذلك ليس مبرراً للتجمّد أمام لاءات تجاوزتها سنوات ما بعدها. بالتأكيد، سوف يتساءل البعض: هل يعني ذلك أن أرض فلسطين المطوّبة باسم أجداد كل لاجئ أقتِلع من بيته، صارت هي أيضاً قضية تجاوزها الزمن؟ كلا، بالتأكيد. الحقوق المشروعة تبقى قائمة ما بقي الدهر، ما دام أنها لم تُؤد لأصحابها وفق موازين العدل. ذوو العقل الراجح، يعرفون ذلك، ويسلكون الطريق الأصح بقصد الوصول إليه وإن طال السفر.

 

الموسيقى يا صاحبة الجلالة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 نيسان/18

التشريفات، أو البروتوكول، سهلة ومعقدة معاً. فالمفروض أن قوانينها واضحة، وأحكامها متفق عليها، لكن أحياناً قد تؤدي إلى إشكالات، وربما أزمات. أغرب ما قرأت في هذا الشأن هو ما وصفه الدكتور بطرس غالي بأنه «أغرب عشاء رسمي في حياته».

العام 1995 دعت الدنمارك والأمم المتحدة إلى قمة عالمية للتنمية في كوبنهاغن. وأقامت الملكة مرغريتا عشاءً لرؤساء الدول. وقد أجلس إلى يمينها الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، الرئيس الأكبر أقدمية. وقبالته جلس رئيس جيبوتي حسن جوليد، ثم السيدة سوهارتو قرينة الرئيس الإندونيسي، وإلى جانبها سوهارتو نفسه الذي انتخب لأول مرة العام 1968، ثم المستشار الألماني هلموت كول الذي كان في سنته الثالثة عشرة في السلطة، وكان يومها رئيساً للاتحاد الأوروبي أيضاً، ثم زوجة الأمين العام، وإلى جانبها الرئيس الكونغولي سيسي سيكو. ماذا تتوقع أن يحدث في مثل هذه الحالات؟ كل شيء إلا الذي حدث. فبعد أن اتخذ كل مدعو مقعده، تطلع كاسترو إلى المستشار الألماني هلموت كول، وقال له بازدراء: «وأنت، ما الذي يجعلك تجلس بيننا؟»، فوجئ كول وتلعثم. زعيم دولة مثل كوبا يعترض على المساواة مع زعيم دولة مثل ألمانيا واتحاد مثل أوروبا، ولم يجد ما يقول سوى «لعلها الأقدمية». ولكن كاسترو أجاب: «إنك لم تصبح مستشاراً إلا منذ سنوات قليلة». تدخل غالي محاولاً إنقاذ الموقف، فمال على أذن الملكة مرغريتا، وقال لها: «الموسيقى يا صاحبة الجلالة». ارتفع صوت الموسيقى عالياً، فغطى على جميع الأحاديث، لكن ما إن هدأ حتى خاطب كاسترو، كول، قائلاً: «إنك تأكل كثيراً وعليك أن تراقب غذاءك» لم أكن أدرك يا مستر كاسترو أنك تآمرت إلى هذه الدرجة فأصبحت تهتم لأمور الأوزان. وتساءل كاسترو متكلفاً الابتسام: «هل لك أن تشرح لي سر المعجزة الألمانية؟»، فأجاب الزعيم الألماني «أجل، أجل، إنه العمل ثم العمل، وليس الكلام». ومعروف أن الزعيم الكوبي كان يلقي خطباً تدوم أربعاً إلى ست ساعات. لم يعرف كول ماذا يفعل. هل يترك العشاء فتتضايق الملكة، أم يبقى ويحتمل مضايقات كاسترو. وعندما احتدم النقاش مرة أخرى مال بطرس على أذن الملكة هامساً: «المزيد من الموسيقى يا صاحبة الجلالة».

 

خيارات إيران في سوريا بعد غارات إسرائيل

أمير طاهري/الشرق الأوسط/11 نيسان/18

بعد انقضاء سبع سنوات على التورط في الحرب السورية، والمساعدة في إطالة أمدها، قد تحاول إيران الآن إعادة التفكير من جديد في الاستراتيجية التي تمخضت عن تداعيات غير مقصودة، وعواقب غير مرغوبة ولا محمودة.

ولا تتسم الدعوات إلى مراجعة السياسات الإيرانية حيال سوريا بالحماسة أو الإلحاح، لكنها نابعة من أكثر من جهة داخل وخارج المؤسسة الإيرانية الرسمية. وقد دعا عضو مجلس الشورى الإسلامي محمود صادقي إلى «تقييم تداعيات مشاركتنا في سوريا» على علاقات إيران مع الدول الأخرى، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط. والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت إيران، من خلال مساندة الرئيس السوري بشار الأسد، قد تسببت في إزعاج، وربما إغضاب، الدول العربية والإسلامية الأخرى. والأسوأ من ذلك أن يكون التورط الإيراني في سوريا قد أسفر عن تمكين الولايات المتحدة، التي تصفها إيران على الدوام بـ«الشيطان الأكبر»، من حشد الحلفاء على الصعيد الإقليمي، وتشكيل كتلة صلبة قوية لمجابهة التصرفات الإيرانية.

وكتب الدبلوماسي الإيراني المتقاعد موسوي خلخلي، في دورية «إيران دبلومات» التي يشرف على نشرها أحد المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي، داعياً ومؤيداً «إعادة النظر مجدداً في سياساتنا حيال المنطقة، وعلى وجه الخصوص في سوريا». ومن دون الإشارة إلى ضرورة إبعاد الأسد عن المشهد السياسي، فإنه يحض على انتهاج مقاربة المكاسب والخسائر في تلك السياسة التي حصدت أرواح ما يزيد على ألفين من المواطنين الإيرانيين، وكبدت خزانة البلاد ما يربو على 20 ملياراً من الدولارات حتى الآن.

ومن إحدى القضايا التي تحظى بتركيز المحللين الإيرانيين الوجودُ الروسي الكبير، وصياغة موسكو لأبرز النقاط على جدول الأعمال في سوريا؛ الأمر الذي يدفع إلى تهميش وانزواء الدور الإيراني إلى خلفية الأحداث. ويرجع ذلك بالأساس، لولا وجود نظام بشار الأسد والموالين له، إلى افتقار إيران لقاعدة الدعم والتأييد الحقيقية في الداخل السوري. وقال المحلل علي نوباري: «إن قاعدة التأييد الوحيدة التي نملكها هناك هي بشار الأسد ذاته؛ ولقد صار خاضعاً الآن للهيمنة الروسية الكاملة».

وإلى جانب زمرة بشار الأسد، تحظى روسيا بقدر لا بأس به من الدعم الحقيقي بين الأقليات المسيحية والدرزية في البلاد، التي تعتبر فلاديمير بوتين حامياً قوياً لها في مواجهة حكم الأغلبية السنية المسلمة. وإيران، رغم كل شيء، ولسبب واضح للغاية، لم تحرز أي تقدم يُذكر بين أوساط المسيحيين السوريين حتى الآن، في حين أن طائفة الدروز تساورها الشكوك العميقة إزاء نيات إيران في نشر المذهب الشيعي المعتمد رسمياً لديها بين ربوع الشرق الأوسط، ورؤيتها للدروز أنهم مجتمع ديني يتسم بالغلو والتمرد وصعوبة المراس.

وقد اقترح علي بروجردي، وهو من كبار رجال المذهب الشيعي في إيران، انضواء كل من طوائف الدروز والنصيرية (العلويين)، وغيرهم من الطوائف الموصوفة لديهم بـ«الغلاة»، تحت مظلة «الجبهة الفاطمية» واسعة النطاق، التي تقودها إيران كخطوة أولى في سبيل الانضمام إلى التيار الشيعي الكبير. وستكون المعاهد الدينية (الحوزات العلمية) في مدن قُم ومشهد على أتم الاستعداد لإرسال البعثات لمساعدة «الغلاة» السوريين في الانضمام مجدداً لمناهج البحث والتطوير اللاهوتي الإيراني. وفي واقع الأمر، شرعت إيران في الترويج لمثل هذه الأفكار قبل اندلاع الصراع السوري، حيث أنشأت طهران 14 مركزاً ثقافياً في مختلف أرجاء سوريا، للعمل على إعداد الدعاة السوريين، ونشر نسخة آية الله روح الله الخميني من الإسلام الشيعي هناك. ورغم ذلك، وبحلول عام 2013، أغلقت هذه المراكز كافة خشية تعرضها للهجمات الإرهابية، وتمت إعادة كل الموظفين فيها مرة أخرى إلى إيران.

وأعلن مكتب التقارب الإسلامي، وهو جزء من شبكة السيطرة التي يشرف عليها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عن خطة جديدة لإعادة افتتاح أحد المراكز الثقافية الإيرانية في دمشق. وكان من شأن رئيس المكتب، آية الله محسن آراكي، الملا الإيراني الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، أن يترأس وفداً يضم 40 من الدعاة الشيعة في هذه المهمة. ومع ذلك، أرجأت هذه الخطة، والسبب الظاهر يرجع إلى المخاوف الأمنية على أعضاء الوفد، ولكن واقع الأمر يفيد بأن زعماء الطائفتين العلوية والدرزية في البلاد قد أعربوا عن تحفظاتهم الجادة والقوية إزاء هذه المهمة لدى الرئيس بشار الأسد. وليس المخطط الإيراني بشأن التحول الجماعي السوري إلى النسخة الشيعية من الإسلام هو ما تم إرجاؤه فحسب خلال الفترة الماضية. فمع اضطلاع روسيا بدور قيادي أكبر في سوريا، وتركيا التي توسع من وجودها العسكري الكبير داخل البلاد، كان لزاماً على إيران تقليص طموحاتها التوسعية الأخرى في ذلك البلد الذي مزقته الحرب الأهلية تمزيقاً.

وخلال العام الماضي، كشفت طهران النقاب عن خطة لبناء طريق سريع بطول 1800 كيلومتر، يربط مدينة قُم الإيرانية المقدسة بالعاصمة اللبنانية بيروت، ويمر عبر الأراضي العراقية والسورية، في فترة زمنية تقدر بعامين للانتهاء من المشروع الذي يهدف إلى منح الجمهورية الإسلامية منفذاً، تشتد الحاجة إليه، على البحر الأبيض المتوسط.

وأشادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بالجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، المسؤول الأول عن ملف «تصدير» الثورة الإيرانية إلى الخارج، باعتباره الزعيم العظيم الذي جعل من إيران قوة إقليمية وبحر متوسطية كبيرة للمرة الأولى منذ القرن السابع الميلادي.

غير أن وكالة أنباء «فارس»، التابعة للحرس الثوري الإيراني، كشفت خلال الأسبوع الماضي عن أن المشروع المذكور ليس إلا خيالاً محضاً، وأفادت بأنه لا يعلم من أحد مَن سوف يبني هذا الطريق الطويل، وأنه لم يتم تخصيص أية مبالغ مالية من ميزانية البلاد حتى لإجراء الدراسات الأولية بشأنه.

وفي عام 2013، تفاخر الجنرال سليماني بأن قواته، التي تجند بين صفوفها مقاتلين من «حزب الله» اللبناني، إلى جانب مرتزقة آخرين من أفغانستان والعراق وباكستان، قد بسطت سيطرتها على أرخبيل من الأراضي في أواسط سوريا، بين شرقها وغربها، وبالتالي يمكن تأمين الوجود الإيراني المتاخم على الأرض هناك.

ورغم ذلك أيضاً، تم التخلي عن كل أجزاء هذا الأرخبيل المذكور تحت ضغوط متصاعدة من جانب قوات المعارضة المناوئة لحكم بشار الأسد، التي تسعى لمتابعة أجندات متباينة على أرض الصراع.

وقال المحلل حميد زمردي، الباحث في الشؤون العسكرية الإيرانية، معقباً: «تحتاج إيران، إثر افتقارها الشديد للقوة الجوية المؤثرة، إلى وجود بري قوي وراسخ. وكانت الفكرة الأولية تدور حول توفير إيران والأسد للقوات البرية على الأرض، في ظل الحماية الجوية من سلاح الجو الروسي».

ومع ذلك، لم تسفر هذه الفكرة عن أي نتيجة تُذكر، مع رفض الرئيس بوتين لذلك الدور الذي كانت طهران ترغب في تكليف القوات الجوية الروسية به. وأردف زمردي قائلاً: «يعتقد بوتين أنه قد انتصر فعلاً في الحرب السورية بفضل سلاح الجو الروسي؛ ويمنحه معتقده هذا كل الحق في تحديد كيفية توزيع غنائم هذه الحرب». ومع تلاشي الحلم الإيراني بإنشاء طريق إلى لبنان يلامس الحدود الإسرائيلية، يحاول الرئيس بوتين إقناع خامنئي بالتخلي عن قطعتين من الأراضي السورية، لا تزالان تحت سيطرة القوات الإيرانية والمرتزقة اللبنانيين، على الحدود مع إسرائيل ولبنان. وفي هذين الموقعين المذكورين، شنت إسرائيل بالفعل ثلاث غارات جوية خلال العام الماضي، أو نحوها، الأمر الذي عزز من رسالة بوتين إلى خامنئي بأنه يتعين على إيران نقل وجودها البري إلى منطقة «نزع التصعيد»، التي خُصصت لها في دير الزور على مقربة من الحدود العراقية السورية، وبعيداً كل البعد عن المثلث السوري - اللبناني - الإسرائيلي المضطرب. قد يكون من السابق لأوانه الخلوص إلى أن إيران شرعت فعلياً في دراسة مختلف الخيارات المتاحة أمامها في سوريا، بيد أن هناك أمراً واحداً واضحاً للغاية، ألا وهو أن شريحة متنامية من القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية باتت على قناعة مفادها أن الصفقة الإيرانية داخل سوريا هي من أسوأ الصفقات، وأنه يلزم القيادة الإيرانية الآن إعادة النظر في خياراتها هناك. ورغم ما تقدم، وفي حين أن دخول الحرب هو من السهولة بمكان، فإن الخروج منها أمر بالغ الصعوبة، ولا سيما عندما تُغيم الخرافات الدينية والمشاعر الثورية الرومانتيكية على الرؤية السياسية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون لزواره: الدولة ستكافح كل مظاهر الفساد في الانتخابات ونضع امكاناتنا بتصرف البعثة الاوروبية لتسهيل مهمتها

الأربعاء 11 نيسان 2018/وطنية - رحب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ب"تجاوب الاتحاد الاوروبي مع الدعوة التي وجهها اليه لبنان لتكليف بعثة منه مراقبة الانتخابات النيابية التي ستجري في 6 ايار المقبل". وابلغ الرئيس عون رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات ايلينا فالنسيانو، التي استقبلها مع افراد البعثة قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن، ان "لبنان يتطلع الى ان تكون الانتخابات النيابية تعبيرا دقيقا عن توق اللبنانيين الى ممارسة الديموقراطية وتحديد خياراتهم بقناعة وحرية، لا سيما وان القانون النسبي الذي يطبق للمرة الاولى في لبنان، هو من ضمن الاصلاحات السياسية المهمة التي تصلح التمثيل الشعبي من جهة، وتعطي للناخب اللبناني حرية اختيار ممثليه من جهة اخرى".واكد ان "الدولة ستكافح كل مظاهر الفساد خلال الانتخابات، علما ان هذا الامر يتطلب تعاونا بين الاجهزة الامنية والقضائية من جهة، والمواطن من جهة اخرى"، واضعا امكانات الدولة "بتصرف البعثة لتسهيل مهمتها واعداد تقارير بالتعاون مع الجهات اللبنانية المختصة".

فالنسيانو

بدورها، شكرت فالنسيانو الرئيس عون على استقباله وعلى "الدعم الذي قدمه لعمل البعثة"، منوهة ب"الدور الذي لعبه رئيس الجمهورية لاقرار قانون النسبية للمرة الاولى في تاريخ لبنان". واشارت الى ان البعثة "باشرت مهمتها في لبنان وستبقى حتى نهاية الانتخابات، لرفع تقارير عن سير العملية الانتخابية، على ان تقدم تقريرا نهائيا بعد انجازها". وقالت: "ان مئات المندوبين سينتشرون في مراكز الاقتراع داخل لبنان بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، للاطلاع وتلقي الشكاوى عند الضرورة. كذلك سينشر الاتحاد الاوروبي مراقبين في السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية في اوروبا، لمتابعة عملية الانتخاب التي ستجري هناك للمغتربين اللبنانيين الذين سجلوا اسماءهم للاقتراع". واكدت ان "عمل البعثة سوف يشمل ايضا، متابعة الطعون التي يمكن ان تقدم الى المجلس الدستوري بعد انتهاء العملية الانتخابية".

تويني

الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات، تابع فيها الاوضاع الداخلية والتطورات الاقليمية والوضع في القدس والضفة الغربية.

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، الذي اطلعه على "التطورات المتعلقة باللقاءات الجارية مع الحكومة العراقية، استكمالا للزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عون لبغداد قبل مدة، لا سيما لجهة ديون التجار اللبنانيين في العراق وما استجد عليها من اجراءات، والمراسلات التي تمت بين الحكومة اللبنانية ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزيري الاقتصاد والمالية، في شأن موجودات المصارف اللبنانية في البنك المركزي في اربيل وسبل استرجاعها، اضافة الى ديون الصناعيين والتجار اللبنانيين لدى الدولة العراقية ما قبل 2003 وما بعدها". كما تطرق البحث الى "مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين". ولفت الوزير تويني الى انه سلم الرئيس عون "ملفا شاملا حول هذه المسائل ليكون على بينة من تطورها".

حماس

والاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في قطاع غزة، كانت محور بحث بين الرئيس عون ووفد من حركة "حماس" برئاسة عضو المكتب السياسي رئيس مكتب العلاقات العربية والاسلامية في الحركة عزت الرشق، الذي نقل الى رئيس الجمهورية رسالة شفهية من الرئيس اسماعيل هنية حول الوضع في قطاع غزة.

خوري

واستقبل الرئيس عون الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري الذي اطلعه على عمل الامانة العامة.

 

القصر الجمهوري فتح ابوابه في زمن الفصح لوفود طلابية وجمعيات وبمبادرة بيئية للتوعية على قضية الصم

الأربعاء 11 نيسان 2018 /وطنية - فتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، ابواب قصر بعبدا اليوم، لمناسبة عيد الفصح المجيد وبمبادرة بيئية هادفة للتوعية على قضية الصم الانسانية، امام وفود طلابية وجمعيات من مختلف المناطق اللبنانية، ضمن برنامج بعنوان لتحكي_الطبيعة_ونسمعها"، يركز على سبل المحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث، وما تعود به عملية اعادة تدوير النفايات بشكل خاص من فائدة اقتصادية، وذلك من خلال عدد من النشاطات التثقيفية والترفيهية، شارك فيها الطلاب وهدفت الى شراء سماعة اذن خاصة لمساعدة الصم.

وشارك في اليوم الاول من البرنامج الذي اقيم بالتعاون مع "جمعية الاصغاء" و"l'atelier du miel"، وخصص على مدى ثلاثة ايام للفئات العمرية 6-10 سنوات، طلاب من مؤسسة الاب اندويخ، مدرسة سيدة الصخور - عجلتون، العائلة المقدسة - مار انطونيوس - رياق، الليسيه الكبرى - شحيم، مدرسة الرؤى - طرابلس، الجمعية اللبنانية للصم والبكم "LSBD"، الليسيه سان نيقولا عين المير جزين، مدرسة سيدة لورد لراهبات العائلة المقدسة ومتوسطة الهلالية - بعبدا.

جولة في القصر

وكان الطلاب بدأوا بالوصول تباعا الى القصر الجمهوري عند الساعة التاسعة صباحا، حيث قاموا بجولة فيه شملت قاعتي الاعلام ومجلس الوزراء، مستمعين الى شروحات عنهما، كما جلسوا في الاخيرة على المقاعد المخصصة للوزراء حيث عاشوا تجربتهم.

نشاط تثقيفي

بعد ذلك، انتقل الطلاب على دفعات الى حديقة القصر التي لبست زينة من وحي المناسبة، حيث اقيمت نشاطات للتعريف على كيفية فرز وتكبيس وتصنيع النفايات وفنون تدويرها، وعلى صناعة العسل والمراحل التي يمر بها، وكيفية تدوير الادوات التي تستخدم فيها.

ورفعت في الحديقة لافتتان كتب على كل منهما: "انا اصم بس بلعب مع كل الاولاد مش بس مع الصم"، "انا اصم بحب وبنحب وبحبكن كلكن"، "انا اصم بدل ما تقول عني حرام تعا تعرف علي بتلاقيني متلك"، "انا اصم وطموحي متلكن اكبر واتعلم بالجامعة الشي يلي بحبو".

تعلم النشيد الوطني بالاشارات

وبعد استراحة قصيرة لكل فريق، تناول في خلالها الطلاب وجبات الغداء في قاعة 25 ايار، وقام مدرسون من "جمعية الاصغاء" بتعليمهم النشيد الوطني بالاشارات، وقد فاجأتهم رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية مساعدة رئيس الجمهورية السيدة كلودين عون روكز بحضورها، فعبروا عن فرحتهم بلقائها وباتاحة الفرصة لهم لزيارة القصر الجمهوري في اطار برنامج هادف.

لقاء الرئيس عون

وعند الثانية عشرة والنصف، ولدى انتقال الطلاب الى البهو الداخلي للقصر، قطع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجتماعاته للقائهم والترحيب بهم، حيث تم التقاط الصور التذكارية.

وقد عبر الطلاب عن ايمانهم ب"قيادة الرئيس عون البلاد الى بر الامان"، متمنين له "دوام الصحة والعطاء"، معربين عن "عميق المحبة التي يكنونها له، ان بالكلام او بلغة الاشارة"، التي بادلهم رئيس الجمهورية التعبير عن محبته لهم بها.

نشاط ترفيهي

ثم انتقل الطلاب الى قاعة 25 ايار، حيث قدم عرض مسرحي غنائي شاركوا فيه رقصا وغناء. بعدها انتقلوا الى الحديقة الخارجية للقصر، حيث اقيمت نشاطات من وحي عيد الفصح، هدفت الى تجميع 500 الف غطاء عبوة مياه بهدف شراء سماعة لطفل اصم، قبل ان يحضروا عرضا موسيقيا اقيم للمناسبة.

وفي نهاية البرنامج الذي يشكل احدى الحلقات المتتابعة التي يفتح فيها القصر الجمهوري ابوابه امام وفود طلابية باهداف تعليمية وتثقيفية في مناسبات مختلفة، وزعت على الطلاب لوازم يمكن اعادة تدويرها ليستخدموها في صناعة قطع فنية من ابتكارهم، على ان يصوروها وينشروها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مع ذكر هاشتاغ "لتحكي_الطبيعة_ونسمعها".

 

الراعي اطلع مع ستريدا جعجع ووفد على استكمال التحضيرات لمشروع تنفيذ طريق وادي قاديشا

الأربعاء 11 نيسان 2018/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في حضور النائب البطريركي على جبة بشري المطران جوزف نفاع، وفدا ضم النائبة ستريدا جعجع، ممثل وزير الثقافة روجيه خوري، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، مدير وادي قاديشا رولان حداد، ممثل "دار الهندسة شاعر ومشاركوه" نديم سلامة، واعضاء لجنة وادي قاديشا، واطلع منهم على استكمال التحضير لمشروع تأهيل وتنفيذ طريق وادي قاديشا. واطلع الوفد الراعي على الدراسة النهائية التي اعدتها دار الهندسة شاعر ومشاركوه لتأهيل طريق وادي قاديشا التي شارك في وضعها 15 مهندسا موزعين على عشر اقسام، والتي استغرق اعدادها مدة شهرين.  كما ابلغه ان المرحلة الثانية تمثل بتسليم الدراسة الى وزارة الاشغال العامة لاجراء مناقصة لتلزيم الاعمال بحسب دفتر الشروط المعد من قبل وزارة الاشغال والمديرية العامة للاثار في وزارة الثقافة بالتنسيق مع جمعية "ادارة وادي قاديشا".

من جهته، بارك الراعي "جميع الذين عملوا وسعوا الانجاز هذه الدراسة على اهمية الاسراع لتنفيذ المشروع وجعل الوادي واحة روحية وسياحية لجميع زواره".

مخلوف

وبعد اللقاء قال مخلوف: "للاسف هناك مرشحون في منطقة بشري، ينسبون لأنفسهم مشاريع تطلبت منا سنوات حتى أصبحت جاهزة للتنفيذ. بالنسبة الى مشروع طريق وادي قاديشا، فقد بدأنا بالتحضير له منذ سنة 2012، مع المديرية العامة للاثار والاونيسكو ومع البطريركية المارونية، واستمزجنا آراء منظمات دولية لديها خبرات في المواقع المصنفة على لائحة التراث العالمي، وعلى سبيل المثال منظمتا ICOMOS وICCROM". وذكر بأنه "سنة 2015 عقد مؤتمر في بكركي برعاية غبطة ابينا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة الوزارات المختصة وعلى رأسها معالي وزير الثقافة في حينه الاستاذ ريمون عريجي الذي أدى دورا مهما على صعيد وادي قاديشا. كذلك حضر المؤتمر نائبا جبة بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز، وعدد كبير من الجمعيات البيئية ورؤساء اتحادات البلديات ومكتب الاونيسكو، وتم التوافق يومها على انشاء مؤسسة خاصة لادارة وادي قاديشا من اجل العمل للمحافظة على تصنيفه على لائحة التراث العالمي، ومساعدة أهله على البقاء متجذرين فيه. وبالفعل فقد تأسست جمعية ادارة وادي قاديشا في أواخر 2016، وقامت بتعيين مدير تنفيذي للوادي ليتابع شؤونه وقضايا اهله من ضمن الاطر المطلوبة من الاونيسكو. وبعد جهود حثيثة من النائبة ستريدا جعجع بالتعاون مع وزيري الثقافة الدكتور غطاس الخوري والاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، أقر مجلس الوزراء مشروع تنفيذ واعادة تأهيل طريق الوادي وحجزت اعتماداته". وتابع: "خلال العام المنصرم انهى دار الهندسة شاعر ومشاركوه الدراسات المطلوبة، وقد قمنا باطلاع غبطته عليها اليوم قبل ان تسلك طريقها للتنفيذ، عبر مناقصة ستجريها وزارة الاشغال العامة والنقل بالتنسيق مع مديرية الآثار في وزارة الثقافة. وإضافة الى مشروع الطريق، فقد تمكنت النائبة ستريدا جعجع مشكورة، وبجهد شخصي، من تأمين التمويل اللازم من اجل اعادة تأهيل وترميم عدد من المواقع الاثرية الدينية والتراثية التي تقع ضمن نطاق بلدية حدشيت". وأشار الى أن جعجع "في صدد التحضير لعدد من المشاريع بالتنسيق مع سفارات اجنبية وجامعات تصب كلها في مصلحة أهالي الوادي وفي مصلحة الحفاظ على هذا المعلم المميز على لائحة التراث العالمي".

 

الحريري: مؤتمر سيدر شراكة بين لبنان والمجتمع الدولي لاستقرار البلد وتحقيق نمو مستدام ومواجهة تداعيات أزمة النازحين

الأربعاء 11 نيسان 2018 /وطنية - وصف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مؤتمر "سيدر" بأنه "شراكة بين لبنان والمجتمع الدولي لاستقرار لبنان وتحقيق نمو مستدام وإيجاد فرص عمل للشباب، وشراكة لمواجهة تداعيات أزمة النازحين السوريين ولحماية النموذج اللبناني للسلم الأهلي والعيش المشترك".

وقال: "لولا التوافق السياسي والخطوات العملية التي اتخذناها ماكان لمؤتمر "سيدر" أن يحقق نجاحا، وهذا التوافق كفيل بتنفيذ نتائج المؤتمر ميدانيا على الأرض". وشدد على أن "الإصلاح ضروري وواجب علينا أن نقوم به كلبنانيين، بغض النظر إن كان هناك مؤتمر "سيدر" أم لا، لأنه من المستحيل أن نكمل هكذا بدون إصلاحات. والتوافق السياسي السائد يؤكد أن هذه الإصلاحات ممكنة، وهي لمصلحة الوطن والمواطن". وأكد أن كل ما يقوم به في الداخل، بالتعاون مع رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون مجلس النواب نبيه بري، وكل الرحلات التي يقوم بها إلى الخارج، هو "لتحييد لبنان عن أي مشاكل تأتينا من الخارج، ولتثبيت الأمن والاستقرار"، واصفا كل ما يثار من كلام حول توطين السوريين أو الفلسطينيين بأنه "غير صحيح على الإطلاق ويتنافى مع الدستور والقانون". كلام الحريري جاء خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم في السراي الحكومي، في حضور نقيب الصحافة عوني الكعكي وفاعليات اقتصادية وإعلامية، تحدث خلاله عن نتائج مؤتمر "سيدر" وأبعاده. واستهله بالقول: "أردت اليوم أن أعرض أمامكم ما حصل في مؤتمر CEDRE بباريس. CEDRE جزء من مسار بدأ بروما ويستكمل في بروكسيل بعد حوالي الأسبوعين. العنوان واحد، هو استقرار لبنان، الأمني، الاقتصادي، الاجتماعي ومواجهة تداعيات أزمة النازحين السوريين. وCEDRE هو شراكة ما بين لبنان والمجتمع الدولي: شراكة لاستقرار لبنان، شراكة لتحقيق نمو مستدام، شراكة لإيجاد فرص عمل للشباب وشراكة لحماية النموذج اللبناني للسلم الأهلي والعيش المشترك. CEDRE هو بداية لعملية تحديث اقتصادنا، بداية لإعادة تأهيل بنيتنا التحتية، بداية لإطلاق امكانات القطاع الخاص وبداية لتحقيق النمو المستدام. أود أن أكرر شكري لفرنسا والرئيس ماكرون، وشكري لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. لولا التوافق السياسي، والتوافق على الاستعدادات، والخطوات العملية التي اتخذناها، ما كان المؤتمر في باريس ليحقق نجاحا.

في باريس، قدمت باسم الحكومة اللبنانية رؤيتنا الشاملة من أجل الاستقرار والنمو وفرص العمل. هذه الرؤية قائمة على أربع ركائز متكاملة:

أولا: برنامج انفاق استثماري بالبنى التحتية.

ثانيا: إصلاح مالي بمعدل واحد بالمئة سنويا.

ثالثا: إصلاحات هيكلية لتحديث الإدارة ومكافحة الفساد وتحديث التشريعات لعمل القطاع الخاص، وإصلاحات قطاعية لتحقيق الفائدة القصوى من الإستثمارات بالقطاعات.

رابعا: استراتيجية لتطوير القطاعات الإنتاجية وزيادة حجم الصادرات".

أضاف: "لقد حقق لبنان انجازا كبيرا في مؤتمر باريس. المجتمع الدولي تجاوب مع رؤيتنا، وحصلنا على منح وقروض ميسرة بحوالي 11,5 مليار دولار، ثلثها من البنك الدولي، وثلثها من دول الاتحاد الاوروبي ومؤسساته التمويلية وثلثها الباقي من الدول العربية وصناديقها التنموية.

غالبية القروض الميسرة، هي قروض ميسرة جدا، بفائدة لا تتعدى الواحد والنص بالمئة، مع فترات سماح تتراوح بين 7 و10 سنين، وآجال تتعدى الـ 25 سنة.

هذه القروض لن تستعمل إلا لتنفيذ مشاريع بنى تحتية، لبنان بأمس الحاجة إليها. ومن دون هذه القروض الميسرة، سيكون لبنان مضطرا للاستدانة بفائدة تتعدى الـ 7 بالمئة من الأسواق.

المستفيد من مشاريع البنية التحتية التي ستتنفذ هم اللبنانيين واللبنانيات. وفرص العمل من هذه المشاريع ستكون بالدرجة الأولى للبنانيين واللبنانيات، سواء مهندسين، وفنيين وإداريين. أما العمالة غير اللبنانية التي يمكن الاستعانة بها، فهي عمالة يدوية، تخضع للقوانين اللبنانية، ولطبيعة كل مشروع.

المشاريع ممولة من البنك الدولي والصناديق العربية والأوروبية، وستكون خاضعة لرقابة هذه المؤسسات، والمناقصات والتلزيمات ستكون وفقا لقوانينها وإجراءاتها".

وأشار الى أن الـ 11,5 مليار دولار التي تم التزامها في مؤتمر باريس، "تغطي الحاجات التمويلية للمرحلة الأولى من برنامج الإنفاق الإستثماري، وأكثر قليلا.

ولا يزال المجال مفتوحا لمساهمة دول جديدة كالصين واليابان وكوريا الجنوبية، ونحن نتابع اتصالاتنا في هذا المجال.

اليوم، أصبحنا في مرحلة العمل والتنفيذ، وورشة العمل ستبدأ. وهناك آلية سيتم إطلاقها لمتابعة الالتزامات المالية الدولية من CEDRE، ولمتابعة تنفيذ الرؤية الشاملة التي قدمها لبنان، بما فيها الإصلاحات المالية والهيكلية والقطاعية. وغدا، سأطلع مجلس الوزراء على نتائج المؤتمر".

حوار

سئل: هل يشكل مؤتمر "سيدر" دينا إضافيا على الدولة اللبنانية؟ وما هي الضمانات لتنفيذ الإصلاحات التي تعهدت بها الحكومة، خصوصا أن الحكومة الحالية لن تبقى لتنفذ هذه الإصلاحات؟

أجاب: "موضوع الدين الإضافي أثير كثيرا. وقد وضعنا في "سيدر" كل المشاريع التي نحن مضطرون لتنفيذها من كهرباء ومياه وطرقات وصرف صحي وشبكات للصرف الصحي، هذه المشاريع، وبغض النظر عن مؤتمر "سيدر" نحن مجبرون على تنفيذها. وإذا افترضنا أن هذا المؤتمر لم يكن موجودا، ولنأخذ مثالا الاستدانة بمبلغ مليار دولار لتنفيذ مشاريع كالمياه والطرقات، إذا استدنا هذا المبلغ من السوق لتنفيذ هذه المشاريع الحيوية والأساسية في حياة المواطن اللبناني، ستكون فائدة الاستدانة 7 و8%، وبسندات ممتدة بين 5 و7 و10 سنوات، أي أن المليار دولار سنسدده إلى البنوك المحلية بعد عشر سنوات ويصبح مليارا و70 مليون دولار.

ما قمنا به في "سيدر" أننا عرضنا هذه المشاريع وحصلنا على قروض من منظمات ودول بفائدة 1.5% فقط، وبفترات سماح بين 7 و10 سنين ندفع فيها فقط قيمة الفائدة، وبعد العشر سنوات، وعلى مدة عشرين سنة، ندفع قيمة القرض. وأنتم تعرفون جيدا أن المليار الذي نقترضه اليوم، تصبح قيمته بعد ثلاثين سنة هي الثلث. ففعليا، نحن نوفر على الدولة الكثير من الفوائد التي يفترض أن ندفعها إذا كنا سنستدين من الداخل".

وتابع: "لتبسيط الأمور أقول إذا أردت أن أنفذ كل مشاريع مؤتمر "سيدر" بدين محلي بقيمة 11 مليار دولار سأنتهي بأن أدفع 20 مليار إن لم يكن أكثر، أما في "سيدر" نوفر على الدولة اللبنانية على مدة ثلاثين سنة ثلث هذا الدين.

أما في موضوع الإصلاحات، فإن الجميع لاحظ أننا في هذه الحكومة أنجزنا الكثير، من موازنات وقانون انتخاب وتعيينات وغيرها. ولا أظن أن هناك في البلد لديه أي شك في أن لبنان غير قادر على البقاء بالطريقة التي يعمل على أساسها. الإصلاح واجب ليس من أجل المجتمع الدولي، بل واجب علينا نحن كلبنانيين بأن نقوم به، بغض النظر إن كان هناك "سيدر" أو لم يكن. أنا أعتقد أنه ليس هناك أي فريق سياسي لديه مشكلة للقيام بالإصلاحات في مسائل كالفساد أو الحكومة الألكترونية أو الكهرباء أو المياه أو الطرقات، بل أرى أن الجميع طامح لإجراء هذه الإصلاحات.

ما كان يحصل في السابق هو فقدان التوافق السياسي، أما اليوم فإن التوافق السياسي الذي أراه يؤكد لي أن هذه الإصلاحات ممكنة جدا ومن شبه المؤكد تحقيقها في هذا النوع من التوافق. وأنا كسعد الحريري، واجبي الأساسي أن أؤكد على أن هذا التوافق الذي تمكن من إخراج البلد من العديد من مشاكله السياسية والأمنية، لذلك لدي الثقة في هذا المجال.

وفي كل الأحوال، هناك انتخابات ستحصل، والحكومة في النهاية استمرارية، وإذا ربحنا أو خسرنا فإن هذه الإصلاحات يجب أن تتحقق، ونحن من حددها وليس المجتمع الدولي. يجب ألا يكون لدينا أي شك. هم ينصحوننا ما يجب أن نقوم به، ولكن علينا نحن أن نقوم بالإصلاحات لمصلحة المواطن اللبناني وجيبة المواطن اللبناني".

سئل: كررت في باريس عبارة الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح، في وقت أن تنفيذ المشاريع التي يشرف عليها مجلس الإنماء والإعمار. فكيف تضمنون شفافية تنفيذ هذه المشاريع في ظل فكرة سائدة بأن المجلس مبني على محاصصة سياسية؟

أجاب: "نحن قصدنا أن تكون هناك لجنة متابعة منبثقة من الدول والمنظمات التي حضرت لمؤتمر "سيدر"، لأننا نعرف أنه لدينا مشكلة في موضوع الفساد وغيره. لذلك أخضعنا أنفسنا لنريح الجميع، ولكي نقول للمجتمع المدني وللجميع أننا نقوم بكل ما يلزم لكي لا يكون هناك فساد. لذلك، فإن لجنة المتابعة التي ستكون من قبل المنظمات والدول ستكون هي الأساس الذي يتابع هذا الموضوع.

في المقابل، هناك من يقول أن هناك وصاية اقتصادية. الحقيقة أننا نقوم بما أنتم تريدونه، نقوم بما يخرج البلد من هذه الحالة، ونحن نعترف أن هناك فساد، لذلك، ولكي نخرج من هذه المشكلة، ألزمنا أنفسنا بلجنة من هذه الدول لتتابع كيفية التلزيم وإجراء الدراسات وغير ذلك مما يحتاجه إنجاز كل مشروع".

سئل: من يكفل اليوم أن يستمر ضخ الـ11 مليار دولار في لبنان بظل الأجواء القائمة في المنطقة؟ هل لديكم ما يكفي من ضمانات دولية لاستمرار الاستقرار في لبنان؟ وماذا بشأن الدعم العربي الذي يبدو أنه لم يكن على المستوى المطلوب مقارنة بالمؤتمرات السابقة؟

أجاب: "لا شك أن هناك مشكلة في المنطقة، وهذا ما كنت دائما أقوله، وكل العمل الذي أقوم به هو لكي أحيد لبنان، مع الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري عن أي مشاكل قد تأتينا من الخارج. وهذا عمل مستدام وسنبقى نقوم بذلك كل يوم من أجل إرساء الاستقرار وتحييد لبنان من أي مشاكل في المنطقة.

في هذا الوقت، ما هو واجبنا؟ هل أن نتفرج أم ننهض بالبلد؟ كل الاجتماعات والمؤتمرات الدولية التي شاركت فيها من روما إلى باريس إلى تواجدي بالأمس في باريس، تتمحور كله حول الاستقرار والأمن في لبنان وتحييد البلد عن أي مشاكل في المنطقة. وهذا هو أساس كل الحركة التي نقوم بها. أنا لدي ثقة إن شاء الله بأن لبنان لن يصاب بأي من هذه المشاكل.

وفي الوقت نفسه، علينا أن نقوم بالبلد ولا نبقى متفرجين، لأن ذلك يشكل أكبر جريمة يمكن أن تدمر لبنان، لذلك علينا أن نطور اقتصادنا ويكون هناك نموا اقتصاديا كبيرا في البلد لكي نوجد فرص عمل للشباب والشابات.

أما في موضوع الدعم العربي، ولكي أكون صريحا، في كل الاجتماعات التي أجريناها تحضيرا لمؤتمر "سيدر" كنا نضع الدعم العربي بنسبة ثلث الدعم الدولي، وهذا ماحصلنا عليه، بل على العكس أرى أن الدعم العربي كان جيدا جدا في مرحلة الجميع يعرف فيها وضع الاقتصاد العربي المصاب. فأن ما حصلنا عليه من الأموال التي كنا نخطط للحصول عليها من الدول العربية الشقيقة والصديقة في "سيدر" هو أمر جيد جدا".

سئل: العديد من مشاريع "سيدر" كانت مقدمة أمام مؤتمرات باريس 1 و2 و3 ولم تنفذ كما يجب. هل الحكومة ستطلع الرأي العام بشكل مباشر وشفاف على كافة الإجراءات الإصلاحية والعملية؟ وهل هذا المؤتمر هو لإغراء الحكومة لإبقاء النازحين في لبنان، طالما هناك ضمانات لتوظيف عمال غير لبنانيين؟

أجاب: "في موضوع الإصلاح، أكرر أنه ستكون هناك شفافية مع الشعب اللبناني ولن نخبئ أي إصلاح، لأنه سيكون لمصلحة المواطن اللبناني، وهو محاربة الفساد وإيجاد إدارة تستيطع أن تدير هذه المشاريع بشكل أفضل وتفعيل الهيئات القانونية لتحريك الاقتصاد، سواء في الكهرباء أو الاتصالات أو الطيران المدني أو كل الهيئات التي أقمناها. كما أن محاربة الفساد يجب أن تقوم على إصلاحات. لذلك ستكون هناك شفافية كبيرة جدا من قبل الحكومة في الإجراءات الإصلاحية إن شاء الله.

أما في موضوع النازحين، فإني إريد أن أكون صريحا للغاية في هذا الموضوع. أول حل للنازحين بالنسبة إلينا هو أن يعودوا إلى بلادهم، وليس هناك أي حل آخر. ولكن إلى حينه، ما ذا أفعل؟ هل أتفرج على ما يحصل في البلد دون أن أقوم بأي شيء؟ ألا يفترض أن أوجد نموا؟ ماذا أقول للشباب والشابات الذين يجلسون اليوم في بيتوهم من دون فرص عمل؟ مؤتمر باريس هو أيضا لخلق فرص عمل للشباب والشابات واللبنانيين. يقال أن هناك بعض الوظائف ستذهب لعمالة اللاجئين السوريين، ولكنكم تعرفون جيدا جدا أن لبنان كان في كل مراحل الازدهار التي شهدها في الأعوام 1995 و1996 و2010 وغيرها، كانت لديه عمالة سوريا من ضمن القوانين اللبنانية. كانوا يعملون في الزراعة والبناء والطرقات، هذه العمالة موجودة ضمن قوانيننا اللبنانية ومسموح أن يعملوا في هذه المجالات. نحن لم نقل أننا سنسمح للسوريين العمل في الطب أو الهندسة أو غيرها من المجالات. هذه العمالة نحن بحاجة إليها لكي نقوم بهذه المشاريع، ويمكن أن تكون سورية أو غير سورية، وإذا كانت سورية فلتكن. نحن لا نختبئ خلف إصبعنا. حتى في العام 2004، كان هناك في لبنان بين 600 و800 ألف سوري يعمل في لبنان في الزراعة والبناء. وهذه كانت حاجة للبنان. ولكن بالتأكيد، فرص العمل الأساسية ستكون كلها للبنانيين فقط لا غير".

سئل: هناك خوف داخلي من تجربة سابقة أدت إلى تراكم ديون من باريس 1 و2 و3 على لبنان لأنه لم يكن يمتلك رؤية مالية أو اقتصادية واضحة. واليوم من الواضح في الموازنة اللبنانية غياب الرؤية المالية والاقتصادية الواضحة للبنان، بحيث أن الأموال ستأتي من الخارج وترمى في الداخل دون أي مخطط. وهناك فريق سياسي يطالب بمناقشة المشاريع كل على حدا. هل تمتلك الحكومة هذه الرؤية وهذا السلوك لصرف هذه الأموال بطريقة ممنهجة؟

أجاب: "كل فريق سياسي له الحق بأن يطالب بما يريد، ولا شك أننا حين كنا نحضر لمؤتمر "سيدر" كنا نخطط لإصلاح مالي. حين نقول أننا نريد أن نخفض كل سنة 1% من عجز الموازنة، فإنا هذا يعني أننا نعمل على تخفيض كل هذه الديون، ولكي نصل إلى مكان يمكننا من أن نحافظ على أنفسنا ماليا. وفي موضوع المشاريع ، ليست لدي أي مشكلة في خلاله أن أناقش أي مشروع بمنطق أن هذا المشروع مفيد للبلد. أما المنطق السياسي الذي كان متبعا في السابق، فهو مرفوض بالنسبة إلي.

في رأيي أنه ليس هناك أي فريق لم يطلع على المشاريع التي عرضت في "سيدر". تبقى مناقشة هذه المشاريع شأن ضروري أكان في مجلس الوزراء أو مجلس النواب، وهذا حق ولا مانع لدينا.

ولكن ما أقوله دائما أن مؤتمرات باريس ليست هي من راكمت الديون لدينا، بل ما راكم الديون أننا فشلنا في الإصلاحات، وفشلنا لأننا أنفقنا 30 مليار دولار على الكهرباء. وحين قلنا أننا سنخفض كل سنة 1% على مدى 5 سنين، أي 5% بالمجموع، فإننا إذا أزلنا فقط الملياري دولار من الموازنة وأجرينا الإصلاحات في الكهرباء فإن هذا يشكل وحده 4%، ونكون بذلك قد قمنا بإنجاز كبير جدا من الإصلاحات الواجب علينا القيام بها.

لذلك، لا أظن أن هناك فريق ضد هذه الإصلاحات. بالمقابل، كل فريق له الحق بمناقشة هذه المشاريع، ولكن إذا كنا سنناقش بالسياسة فإنه شأن آخر، أما إذا كنا سنناقش بشكل علمي وبما يخدم مصلحة البلد وكيف نحسن تنفيذ هذه المشاريع دون أي فساد فأهلا وسهلا بأي نقاش يكون لمصلحة البلد".

سئل: من سمات الاصلاح الهيكلي اللجوء الى الخصخصة والشراكة، فإلى اي مدى يمكن التوصل الى توافق سياسي في هذين الموضوعين؟

اجاب: "للقطاع الخاص دور كبير جدا، ونحن أقررنا قانون الشراكة بين القطاعين الخاص والعام وهذا امر اساسي بالنسبة الينا.

وبحسب دراستنا لمشروع "سيدر" هناك 30% من هذه المشاريع يجب ان تكون في اطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وحول التشكيك اذا كان هذا الامر سيحصل ام لا، فارى ان هناك من ينظر الى الامور من الناحية السلبية ، و هذه الحكومة اثبتت بشكل كبير جدا ان باستطاعتنا ان ننجز اي امر اذا امتلكنا الارادة لانجاز هذه الامور وخاصة ما يتعلق منها بالاصلاحات.

فمثلا، في ما يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب، ناقشت الحكومات السابقة هذا الموضوع كثيرا وكانت الخلافات دائما تتمحور حول الاصلاحات والزيادات، ولكن هذه الحكومة بكل مكوناتها تمكنت من اقرار سلسلة الرتب مع اصلاحات جدية في الادارة اللبنانية.

باستطاعتنا نحن ان ننجز كل هذه الاصلاحات بكل شفافية وان نمنع الفساد في البلد. هذا الكلام تم التطرق اليه في السابق وهذا صحيح.العملية لن تكون سهلة ولكن مهمتي كسعد الحريري وكرئيس للحكومة ان احافظ على هذا التوافق، وان اسهر على تنفيذ هذا المشروع بحذافيره. والرئيسان ميشال عون ونبيه بري هم اكثر الحريصين على انجاز كل الاصلاحات التي تضمنها في مؤتمر "سيدر".

سئل: هل ستتمكن الحكومة من تنفيذ الشروط الموضوعة للحصول على القروض ولا سيما تخفيض العجز في الموازنة 5% على خمس سنوات؟ وهل ستراكم ضرائب او ديونا اضافية على المواطن اللبناني؟

اجاب: "من واجبنا ان نخفض ال5% لانه بصراحة لا يمكننا ان نستمر ماليا بهذه الطريقة، وهذا الرقم أتى من صندوق النقد ردا على سؤال طرح عن افضل طريقة يجب ان نعمل من خلالها، وهو نصحنا بأن نعمد الى خفض نسبة العجز 1% كل سنة. فلا أحد يمكنه ان يجبرنا على اجراء الاصلاحات، ولكن الإصلاحات التي ضمنها مؤتمر "سيدر" هي لمصلحة المواطن اللبناني. لا شيء يخيفني في هذا الموضوع، بل على العكس، ما يشجعنا اليوم هو ان تكون هناك لجنة متابعة لتتأكد من ان الالتزامات بهذه المشاريع وتنفيذها يتم بشكل شفاف وسريع. أما بالنسبة الى الضرائب، فسبق أن قلنا انه اذا خفضنا نسبة 4% نكون قد وصلنا الى حيث نريد، وإذا قمنا بكل هذه الاصلاحات وتمكنا من توفير كل هذه الاموال عندها لا نكون مضطرين للقيام بأي امر. المهم هو ان نقوم بهذه الاصلاحات لمصلحة المواطن اللبناني، وآخر ما سنلجأ له هو الضرائب واهم شيء بالنسبة لنا فيما يتعلق بالضرائب هو القيام بإصلاح ضريبي، لأنه من غير الطبيعي ان يدفع المواطن عشرات الضرائب لتسيير اموره ، وهذا الامر كنا نعمل عليه مع الوزير علي حسن خليل لنحقق الإصلاح ضريبي ، وعلينا تحديث كل قوانيننا، في التجارة والنقل وغيرها".

سئل: قال السيد حسن نصرالله انه لا يعرف ما حدث في "سيدر"، وحذر من سوء استخدام المال، وهناك من ذهب ابعد من ذلك بالقول ان "سيدر" هو مؤامرة للبدء بنهاية "حزب الله" عن طريق وضع لبنان تحت الوصاية الدولية. كما ان هناك قلقا لدى المواطنين من امكان حدوث عدوان على لبنان يطيح نتائج مؤتمر "سيدر" والانتخابات. بعد لقائك الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي في فرنسا ما هو سبب زيارتك؟ وهل هناك فعلا عدوان سيحصل على لبنان؟

اجاب: "السبب هو استقرار لبنان وحمايته وتحييده، كل ما اقوم به منذ البداية يصب في هذا الاطار. انا لجأت الى هذا التوافق لانه الوحيد الذي يحمي لبنان، ولجأنا الى كل هذه المؤتمرات لحماية لبنان. ووجودي في باريس كان من اجل حماية لبنان واستقراره، وهذا هو السبب الاساسي لذهابي الى باريس، وليس هناك من أمر آخر.

أما في ما يتعلق بموضوع المؤامرة، فدعونا نخرج من هذا الموضوع ونتكلم عن مصلحة المواطن اللبناني، لا مؤامرة ولا غيرها. هناك مشاريع والناس بحاجة الى كهرباء ومياه وطرقات وصرف صحي، والشباب اللبناني يحتاج الى فرص عمل. المال الذي سيدخل ضمن هذه المشاريع سيحرك الاقتصاد الوطني ويحدث نموا في البلد. هذا الامر الاساسي لدينا، لا توجد لا مؤامرات ولا غيرها. الاساس بالنسبة لنا هم الشباب والشابات اللبنانيين الذين يحتاجون الى فرص عمل، واذا كانت لدى اي كان حلول اخرى في هذا الموضوع فليطرحها. انا لم اضع مشروعا من تلقاء ذاتي، بل شاركت فيه الجميع، وكل الكتل السياسية شاركت في وضعه. الخلافات حول مؤتمر سيدر تتمحور حول اولوية المشاريع. فمشروع سيدر يشمل كل المناطق في لبنان وخاصة الاكثر فقرا، وال11 مليارا في المشروع هي المرحلة الاولى منه وهناك مرحلتان ثانية وثالثة. لذلك علينا ان ننجز الاصلاحات وهذا اهم امر بالنسبة الي وبغض النظر عن "سيدر" لا يمكن ان نستمر بقانون تجارة يعود الى الخمسينات، كذلك لا تزال لدينا قوانين لا تلحظ وجود الكمبيوترات او الحواسيب في الجمهورية اللبنانية وهي تنص على الدكتيلو! هناك اصلاحات حقيقية علينا القيام بها، يجب ان نتمكن من الوصول الى حكومة الكترونية، لكي يتمكن المواطن من انجاز معاملاته ودفع ما يترتب عليه بسهولة، لا ان يتنقل من دائرة الى اخرى ويتوسط لدى فرقاء سياسيين من اجل ذلك. نريد ان نخرج من المحسوبيات السياسية، وننجز هذه الاصلاحات لمصلحة المواطن اللبناني، وقد نواجه عوائق في الادارة لانجاز هذا الموضوع لكن يجب ان لا نخضع لها".

سئل: لماذا تم إيقاف خط الائتمان الاصلي المقدر بمليار دولار من المملكة العربية السعودية؟

اجاب: "كان يمكن للمملكة ألا تدفع، ولكن المليار دولار الذي وضع هو من اجل تنفيذ المشاريع التي يتضمنها "سيدر"، ومن الجيد انها اتت في اطار "سيدر" لانها ستترافق مع اصلاحات وشفافية في البلد من اجل تنفيذ هذه المشاريع.

وهنا اود ان اعود الى ما طرح في بداية المؤتمر حول مجلس الانماء والاعمار، فهذا المجلس يقوم بكل الجهود المطلوبة منه ، ولكن علينا نحن في البلد ان ننجز تعيينات كبيرة ونتخذ قرارات كبيرة لتسهيل تنفيذ المشاريع، واذا ظننا انه باستطاعتنا تنفيذ هذه المشاريع من خلال الادارة الموجودة اليوم فنكون على خطأ، اذ يجب علينا ان ندعم كل المؤسسات والوزارات التي تنفذ هذه المشاريع بأشخاص كفؤين يكون باستطاعتهم ان يقوموا بهذا العمل بعيدا عن الفساد".

سئل: هناك سجال في البلد حول المادة 50 في قانون الموازنة المتعلقة بقانون تملك الأجانب ما فتح الباب امام الكلام عن وجود مؤامرة للتوطين ما حقيقة الامر وما هو موقف الحكومة؟

اجاب: "في هذا الموضوع، أود أن أعطيكم أرقاما. يبلغ عدد سكان قطر مليونين و600 الف، 82% منهم مقيمون وفي الامارات يبلغ عدد السكان تسعة ملايين و600 ألف منهم مليون ونصف مواطن اماراتي.

القانون والدستور اللبناني يمنع اي شكل من أشكال التوطين. واود ان اسال ازاء هذه الاسطوانة التي نسمعها دائما في البلد حول توطين الفلسطينيين، فليقولوا لي اين ومتى وطنا الفلسطينيين خلال كل السنوات التي مرت؟ السورييون هم لاجئون هنا في لبنان، لقد فروا من حرب ضروس تدور في سوريا ، ومن سلاح كيميائي يرمى عليهم.هؤلاء لديهم ارزاق واملاك وسيعودون الى ارضهم. دعونا نتوقف عن التلاعب بهذا النوع من السياسة التحريضية التي لا دخل لها باي امر منصوص عليه في دستورنا. دستورنا اوضح من الشمس في هذا الموضوع، وما نريده من المادة خمسين هو جلب الاستثمار الى البلد ولنشجع الناس على المجيء الى البلد وهذا يسري على كل المواطنين في العالم وليس فقط مواطني الدول العربية.

وعندما نعطي اقامة لشخص ما، يعني ذلك ان نسمح له بان يفتح حسابا في المصرف و ينفذ مشاريع في لبنان، في حال وجود اتفاقيات ضريبية بين بلدينا، بدل ان يدفع ضرائب قد تصل الى 40 او 50 % في اوروبا. انظروا الى قبرص ، انظروا الى ايطاليا حيث يمكن للمرء ان يدفع 100 الف يورو ويعيش هناك دون ان يدفع ضريبة، الى اين نريد الوصول من خلال هذا الحديث؟ وهذا النوع من التحريض؟ فلنتوقف عن المزايدة في موضوع التوطين، هل اننا بحاجة الى فحص دم في هذا الموضوع؟ لم نوطن يوما الفلسطينيين ولن نوطن السوريين، فلماذا هذا الكلام التحريضي؟ هذا كلام انتخابي يقوله اشخاص يريدون ان يفوزوا بالانتخابات فيقولون هذا النوع من الكلام.هذه كذبة لم تعد تنطلي على احد وهي مردودة على الذي طرحها".

سئل: وصف النائب وليد جنبلاط مؤتمر "سيدر" بمؤتمر البلح، ثم عاد وحذف هذه التغريدة، فبماذا تردون؟

اجاب: "لقد حذف التغريدة، وهذا جوابي عن سؤالك. لقد حذف تغريدته، كما ان الحزب التقدمي الاشتراكي اصدر بيانا طويلا تناول فيه ايجابيات مؤتمر "سيدر".

سئل: السيد حسن نصرالله دعا قبل ذهابكم الى مؤتمر "سيدر" الى مناقشة الامور بالتفصيل في ما يتعلق بالدين او غيره، فهل تمت مناقشة هذه المواضيع قبل الذهاب الى باريس؟

اجاب: "تم النقاش مع كل الافرقاء السياسيين في كل المشاريع، البعض منهم طالبوا باستبدال الاولوية في بعض المشاريع انطلاقا من منطلق مناطقي، وهو حق في السياسة لا مشكلة لدينا فيه. ولكن المشاريع التي قدمناها الى "سيدر" تشمل كل المناطق اللبنانية، واذا ارادوا مناقشة كل مشروع على حدة فلا مانع لدي اذا كانت هذه المناقشة ستكون علمية وتصب في مصلحة المواطن اللبناني ومنع الفساد. ولكن اذا كنا سنناقش هذه المواضيع من منطلق سياسي فعندها سأمانع لأنه بالنسبة الي توفير فرص عمل للشباب اللبناني هو الاساس، واذا كان لدى اي شخص أخر، اي اقتراح فليتفضل به. نحن طالبنا من أجلكم انتم ، لان السؤال دائما ياتي من المجتمع المدني ومن الاعلام حول سبل التاكد من كيفية صرف الاموال، عندها اتفقنا مع الدول المانحة على تشكيل لجنة لتتابع هذه المشاريع بكل تفاصيلها".

سئل: الاصلاح السياسي شق مهم من أجل تنفيذ ما طلبه المجتمع الدولي، الى أي حد تعتقدون أن في استطاعة لبنان تنفيذ هذه الاصلاحات في ظل معارضة "حزب الله" لمؤتمر "سيدر"؟ والى اي حد لبنان قادر على خفض العجز من 8 الى 5 % في ظل استشراء الفساد ومزاريب الهدر واولها ملف الكهرباء؟

اجاب: "لذلك اقرينا بضرورة اجراء اصلاحات في الكهرباء وفي غيرها. والهدر لا يقتصر فقط على الكهرباء، بل يشمل المياه ايضا، فلا يفترض بنا ان نعاني من شح في المياه وان لا يكون هناك مياه في بيروت. يجب ان تكون هناك ادارة للمياه في لبنان، لذلك اقرينا في مجلس النواب قانون المياه. كل هذه الامور التي نقوم بها هي لوضع حد للهدر.

عندما نوفر ملياري دولار ونقوم باصلاح في الكهرباء، نكون بذلك قد وفرنا 4%، وهذا ما نصبو اليه.

اما في ما يتعلق بحزب الله، فالحزب لم يعارض المؤتمر، بل تحفظ وقال انه يريد مناقشة المشاريع وهذا حقه، لم لا؟"

سئل: التأخير في المشاريع امر وارد، هل هناك بنود جزائية وضعتها الدول المانحة من اجل التنفيذ؟ ومتى سيبدأ المواطن اللبناني بتلمس ايجابيات المؤتمر؟

اجاب: "هناك جزء من هذه المشاريع يجري العمل عليها والتفاوض حولها مع البنك الدولي والصناديق المعنية، وهم مستعدون لتأمين الاموال لها بأسرع وقت ممكن. أما بالنسبة الى الاصلاحات التي يجب ان نقوم بها، فهناك جزء قمنا به كاقرار الموازنة في وقتها مثلا، اضافة الى التعيينات التي انجزناها في الكهرباء والاتصالات والطيران المدني، فضلا عن تعيينات اخرى يجب ان نقوم بها، وهي تشكل جزءا من الاصلاحات التي يجب ان تحصل.

هناك انتخابات، وبعدها يجب ان تشكل حكومة بأسرع وقت ممكن وان تكون هناك استمرارية لمشروع "سيدر". بالنسبة الى لبنود الجزائية، لا بنود جزائية، ولكن اذا لم نعمل بشكل صحيح ولم ننجز الاصلاحات فنكون بذلك نحن من يلحق الضرر باللبنانيين. لقد اثبت لنا المجتمع الدولي ان لبنان مهم، واتمنى على جميع الافرقاء اللبنانيين ان يعوا اهمية لبنان".

سئل: الى ماذا استندتم في تقديراتكم حول توفير 900 الف فرصة؟

اجاب: "استندنا الى ايام العمل التي احتسبناها لكل المشاريع. نحن لم نقدم المشاريع عشوائيا بل درسناها مع البنك الدولي الذي اعطانا الجدوى الاقتصادية لكل مشروع ادرجناه في مؤتمر "سيدر" . كما انه في بعض الاحيان قال ان لا جدوى لبعض المشاريع وانه علينا ان ندرسها اكثر لتنفيذها بجدوى اقتصادية اكبر.

ليس سعد الحريري ودار والهندسة ومجلس الانماء والاعمار هم من وضعوا المشاريع وطالبوا بتمويلها. الامور لم تجر بهذه الطريقة بل عقدت اجتماعات اسبوعية دورية مع البنك الدولي وصندوق النقد والهيئات الدولية تم خلالها التركيز على المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية. وعندما درسنا ساعات العمل وتكلفة المشاريع بالعمالة ، من مهندسين وعمال في مختلف القطاعات، اكتشفنا ان هذا المشروع بحاحة الى 150 مليون يوم عمل لتنفيذ " سيدر" واذا ترجمنا هذا الامر بالساعات وبفرص العمل فسيتم ايجاد حوالي 90 الف فرصة عمل كل عام".

سئل: ما هي الخطوات التي ستتخذها الحكومات المقبلة لخفض خدمة الدين، لا سيما أن الأموال التي ستحصلون عليها لن يتم ضخها مباشرة في الاقتصاد؟ وثانيا، ماذا بشأن لقائكم مع ولي العهد السعودي وهل تناقشتم في موضوع توجيه ضربة لسوريا؟

أجاب: "الطريقة الأسرع لتحقيق هذا النمو هو من خلال مشاريع البنى التحتية، علينا أن ندعم اقتصادنا لكي يزدهر وعندها ينخفض العجز. وعلينا أن نوقف هذا النقاش حول الكهرباء، فعندما نتوقف عن دفع الملياري دولار كدعم لقطاع الكهرباء، فإن هذا يعني أن العجز سينخفض بنسبة 4 أو 5% على مدى الأربع أو خمس سنوات. لذلك بالنسبة إلي النمو هو الحل وهو مهم جدا لإجمالي الناتج المحلي ولخفض الدين بنسبة 1% سنويا. كما أن النمو مهم جدا لخلق فرص عمل جديدة تحفز بدورها الاقتصاد والدورة الاقتصادية.

من جهة أخرى، اجتمعت مع ولي العهد السعودي وتناولنا معا طعام العشاء، وكان لقاء رائعا وممتازا للبنان، وهو يتطلع لرؤية لبنان مزدهرا مجددا، ولذلك شاركت المملكة في مؤتمر "سيدر"، وسوف نرى بعض الاتفاقيات التي سيتم توقيعها مع السعودية والإمارات العربية المتحدة في قطاعات اقتصادية مختلفة بينها قطاع السياحة والخدمات. وأتمنى إن شاء الله أن نعمل في الأسابيع المقبلة على هذه الاتفاقيات.

أما على المستوى السياسي، فإن وجودي في فرنسا ولقائي الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد الأمير محمد بن سلمان فهو لتعزيز الاستقرار الذي نحن بحاجة إليه في لبنان، ولا سيما بعد ما حصل في الأشهر الماضية".

سئل: يبدو أن هناك صراعا إيرانيا-إسرائيليا، فهل هناك خوف من استخدام لبنان في هذا الصراع؟ كذلك، يحكى عن ضربة ستوجه لسوريا، وقد اجتمعت بالأمس مع الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي اللذين لا يعارضان هذه الضربة، فما موقفك كرئيس حكومة لبنان؟

أجاب: "ماذا يمكن أن يكون موقفي؟ أنا ضد استخدام الكيميائي بحق المواطنين والشعوب. نحن لدينا موقف واضح وصريح في البلد وهو النأي بالنفس، وهذا هو موقفنا كحكومة وهو ما نتمسك به. للدول قرارتها السياسية السيادية، وهم أحرار بالتصرف بالطريقة التي يرونها مناسبة لمصلحة بلدهم والمنطقة. وبما أننا نتخذ موقف النأي بالنفس، فإن وظيفتي الأساسية كرئيس لحكومة لبنان هي حماية البلد من تداعيات أي أمر قد يحصل في المنطقة. وكيف سأحمي لبنان إن لم أتحدث مع المجتمع الدولي؟ وكيف أحمي لبنان إن لم أقم بمنطقة عازلة في السياسة أو الأمن أو الاقتصاد. هذا ما أسعى للقيام به طوال هذه المرحلة".

أجاب: "الكهرباء من المشاريع الأساسية لنا. ولكن كل المشاريع في المرحلة الأولى هي من الأولوية. الطرقات أولوية، وكذلك الكهرباء والمياه والشبكات.

وأود أن أقول أمرا أخيرا عن "سيدر". في السابق حين كنا نريد أن ننفذ أي مشروع، كشبكات الصرف الصحي على سبيل المثال، كنا نذهب إلى صندوق ما، ونحصل أموال لمحطة تكرير. وبعدما نحصل على الأموال لكن المحطة لا يمكنها أن تعمل من دون شبكات. فيذهب مجلس الإنماء والإعمار أو الوزارة المختصة ليحصل على أموال وقروض ميسرة من عدة دول ومنظمات. ننتهي من المحطة فتبقى هذه الأخيرة دون عمل، ثم نحصل على الأموال للشبكة وننتظر عامين آخرين لنشبك الشبكة ثم ندخل في المشاكل السياسية.

أما اليوم، لنقل إن هناك مشروعا لمحطة تكرير أولى وثانية وثالثة مع شبكة المياه. ميزة "سيدر" أننا سنحصل على التمويل لكل المشروع من الألف إلى الياء، ربما من عدة صناديق لكن المشروع ينفذ بشكل واحد ومتكامل، بدلا أن نسعى من هنا وهناك لتحصيل هذه الأموال.

وأخيرا، أقول: البعض تساءل لماذا حصل هذا المؤتمر الآن؟ والبعض قال إن هذا الأمر انتخابي. ما أريدكم أن تعرفوه أننا نعمل على هذا المؤتمر منذ عام، وعلى مدى هذه الفترة كنا نعمل مع المنظمات الدولية والدول، وخصوصا مع فرنسا لنحدد كيف سنسير في هذا المشروع وكيف سنقوم بهذا المؤتمر. وأعتقد أنه استخفاف بعقول الناس أن خمسين دولة شاركت في المؤتمر، وضعت في أجندتها أن سعد الحريري لديه انتخابات في 6 أيار. علينا أن نخاطب العقل اللبناني بكلام منطقي. أنا أرى أنه من المعيب أن نسمع هذا الكلام. لقد أعددنا خارطة طريق قبل عام حول كيفية الوصول إلى هنا، كيف ننجز مؤتمر روما ومؤتمر ISG، وقد عملنا على هذه المؤتمرات كلها قبل عام. لذلك حين تقول الدول أنها قادرة على عقد هذا المؤتمر في هذا التاريخ، فإن الانتخابات النيابية لا دخل لها. ولنكن واضحين أيضا مع الناس، من المؤسف والمعيب أن البعض يتحدث بهذا المنطق في مرحلة يحاول العالم كله أن يلملم نفسه ليرى كيف يمكن أن يدعم اقتصاد لبنان ويعزز استقرار اللبنانيين ويوفر استقرارا أمنيا في المشاريع التي طرحها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية. نحن نعمل بهذا المنطق ومشروعنا واضح جدا. مشروع هذه الحكومة هو استعادة الثقة من المواطن اللبناني. هناك عمل كبير جدا لا بد من القيام به لاستعادة هذه الثقة، لا شك لدي في ذلك، علينا أن نعمل أكثر في مكافحة الفساد والهدر، وأنا أعد الناس بأن نعمل أكثر، وبإذن الله سننجح لأنه لدينا الإرادة. ولا أحد يقول لي أننا غير قادرين على إنجاز كل ذلك، فلا ينقصنا العقل ولا الإرادة والخبرات. ينقصنا فقط أن نقتنع بأن علينا تغيير طريقة عملنا في البلد. هذه أمور أساسية يجب أن نعمل عليها. وأحد إنجازات هذه الحكومة المجلس الاقتصادي الاجتماعي الذي كان متوقفا منذ سنين. الآن علينا أن نعمل ونوجد فرص عمل".