المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 08 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april08.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

وفاة السيدة وطفا نجم_ام طوني/كامل تفاصيل أمكنة وأوقات الجنازة والدفن وتقبل التعازي

الرب اعطى والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً

http://eliasbejjaninews.com/archives/63693

الموت حق وهو انتقال من موت إلى حياة

نتقدم بأحر التعازي القلبية والصادقة من عائلة السيدة وطفا نجم/ام طوني/طالبين لهم جميعاً نعمة الصبر ولروح فقيدتم الغالية الراحة الأبدية والسكنة في جنة الخلد إلى جانب البررة .

انتقلت إلى رحمته تعالى اليوم في كندا/مدينة ماسيسوكا /السيدة الفاضلة وطفا نجم/إم طوني/ على اثر مرض عضال وعن عمر 71 سنة

لمعرفة التفاصيل كاملة عن مواعيد وأمكنة وتقبل العازي والدفن والصلاة على جثمان الفقيدة اضغط على رابط سكوت فيونرل هوم في اسفل وهي باللغة الإنكليزية

https://www.arbormemorial.ca/scott-mississauga/obituaries/mrs-watfa-najm/17619/Events

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بظل احتلال الملالي للبنان عبثاً يحاول البناؤون

الياس بجاني/الانتخابات في كسروان-جبيل: عمى بصر وبصيرة وأبواب واسعة

الياس بجاني/ثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري وجهود السعودية ال 14 آذارية: فالج لا تعالج

الياس بجاني/لبنان هو لبنان بهويته اللبنانية، وبقومه اللبناني المتعدد الاثنيات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

14 قتيلاً بحادث سير بين حافلة فريق للهوكي وشاحنة في كندا

برسم المرشحين الأبرياء وغير الأبرياء وما أكثرهم/خليل حلو/فايسبوك

ريفي: كيف للمستقبل ان يواجه حزب الله وقد سلمه 17 وزيرا ووافق على قانون انتخاب مفصل على قياس الحزب؟

خليل وفنيانوس قاطعا مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي افتتحه الحريري في باريس

وصول شعلة النور المقدس إلى كاتدرائية مار جاورجيوس

تكليف شرعي... لجعجع

بري رشحه للنيابة تحضيرا للرئاسة

الثنائي الشيعي يرفض المداورة في الحقائب الوزارية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 7/4/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاءات خاصة لبن سلمان في فرنسا قبل المحطات الرسمية والحريري بينها وموقف ولي العهد عن بقاء الاسد رسائل مشفّرة لاحياء الحلف العربي!

حنين: منح "الاقامة الدائمة" مقابل تملك وحدة سكنية يتفاعل ولا قانونية للمصطلح والطرح غير منطقي

الكتائب والقوات: تحالف "المعارضتين" انتخابيا يحدد قواعد مواجهة سياسية "متوازنة" بعد 6 أيار؟

كسروان-جبيل: روكز ليس ميشال عون/يارا هندي /الكلمة اون لاين

كم مقعد سيحصد المجتمع المدني في انتخابات أيار؟

اوتوستراد من طهران إلى بيروت

نجاح غير متوقع للبنان في مؤتمر باريس... وماكرون يعتبره «نقطة بداية»والحريري عرض رؤية شاملة لحكومته من أجل النمو والاستقرار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ألمانيا: مقتل أربعة في عملية دهس

ترامب وولي عهد أبو ظبي بحثا في التصدي لنفوذ إيران واتفقا على السعي لوحدة الخليج

نائب رئيس البرلمان الإيراني أكد أن سبب الاحتجاجات صراع أجنحة الحكم وطالب بقيود على نجاد وآية الله حيدري يدعو إلى الاعتذار عن إهانة سكان الأهواز العرب

عشاء يجمع ترمب وماكرون في منزل الرئيس جورج واشنطن

ماكرون يدعو بوتين إلى الضغط على دمشق لـ«وقف التصعيد»

نشر مئات الجنود على حدود تكساس وأريزونا مع المكسيك

قتلى وجرحى بغارات على دوما... واستمرار تجميد اتفاق الإجلاء

 واشنطن تسعى لتسوية المسائل المتعلقة بدعم حلفائها بسوريا بعد انسحابها

 ارتفاع قتلى الغارات على دوما إلى 40 مدنياً بالتزامن مع هجوم بري على القطاع الجنوبي الغربي والشرقي للمدينة

الخلافات الفنية تفشل مفاوضات «سد النهضة» بالخرطوم ومتحدث الخارجية المصرية لـ {الشرق الأوسط}: مباحثات الخرطوم اتسمت بالصراحة والمُكاشفة

8 قتلى وألف جريح في «مسيرات العودة 2» في قطاع غزة وإسرائيل قالت إنها كانت أكثر هدوءاً من المسيرة السابقة وسجّلت عدم حصول محاولات لاختراق السياج الحدودي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الهوية الضائعة وفائض الوعود/الدكتورة رندا ماروني

انتخابات مغشوشة تمهّد لحرب أهلية/منى فياض/النهار

الكوميديا الانتخابية في لبنان/راجح الخوري/الشرق الأوسط

التلفزيونات تتغيّر والسياسيون: سبحان الانتخابات/جوليان الحاج/مدى الصوت

كلا ليس الهدف استرجاع حقوقٍ للمسيحيين/شفيق نعمه/مدى الصوت

أحجام القوى الانتخابية في كسروان – جبيل … وتذكّروا أن تحاسبوني/إيلي بدران/الصوت

التشكيك في نيّات محمد بن سلمان/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

لولا ونيكولا/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هل يحل أول رئيس وزراء مسلم مشكلات إثيوبيا/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

أميركا ـ سوريا... الانسحاب لا يفيد/إميل أمين/الشرق الأوسط

ما يجب فعله بشأن إيران/سيد أحمد غزالي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

شبعنا حكي أعلنت مرشحيها وبرنامجها الانتخابي من مرجعيون: لا نترشح استعراضا وليس لدينا أوهام

باسيل افتتح مؤتمر الطاقة الاغترابية في باريس في حضور الحريري ولومير والكلمات شددت على ضرورة الإصلاح قبل قبل العمل

الحريري في مؤتمر الطاقة الاغترابية: من المستحيل الاستمرار من دون إصلاحات وتحديث للقوانين

أمين السيد من بعلبك: تعاوننا مع حركة أمل ليس موجها ضد أحد ونحن نعتز بكل الحلفاء الاستراتجيين وخاصة التيار الوطني

نواف الموسوي: اذا لم نغلق مسارب الهدر ومكامن الفساد فإن ما يوضع في السلة سوف يتسرب منها

الراعي: تخيفنا جدا المادة 50 في الموازنة فهل هي مقدمة لاكتساب الجنسة وللتوطين خلافا للدستور

سليمان استقبل جعجع و"التغيير الأكيد": لجعل 7 ايار يوما لبداية التغيير الأكيد /رئيس القوات: نتحدث عن تغيير أكيد وأثبتنا ذلك من خلال نوابنا ووزرائنا

سامي الجميل جال بين كسروان وجبيل: نواجه اليوم شرا أكبر من السلاح

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي01/من21حتى30/يا إخوَتِي، فَٱلحَياةُ لي هِيَ المَسِيح، والمَوْتُ رِبْحٌ لِي. ولكِنْ، إِذا كانَتِ الحَيَاةُ في الجَسَدِ تُهِيِّئُ لِي عَمَلاً مُثْمِرًا، فلا أَدْرِي مَاذَا أَخْتَار. والأَمْرَانِ يتَجَاذَبَانِنِي: أَشْتَهِي أَنْ أَرْحَلَ وأَكُونَ مَعَ المَسِيح، وهذَا أَفْضَلُ بِكَثِير. لكِنَّ بَقائِي في الجَسَدِ أَشَدُّ ضَرُورَةً مِنْ أَجْلِكُم. وبِهذهِ الثِّقَةِ أَعْلَمُ أَنِّي سَأَبْقى وأُقِيمُ مَعَكُم جَمِيعًا، مِن أَجْلِ تَقَدُّمِكُم وفَرَحِكُم في الإِيْمَان، لِكَي يَزدَادَ ٱفْتِخَارُكُم بي في المَسِيحِ يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِي إِلَيْكُم مَرَّةً أُخْرَى. فَسِيرُوا إِذًا سِيرَةً جَدِيرَةً بإِنْجِيلِ المَسِيح، حَتَّى إِذَا جِئْتُ ورَأَيْتُكُم، أَو كُنْتُ غائِبًا أَسْمَعُ عَنْكُم أَنَّكُم ثَابِتُونَ في رُوحٍ واحِد، مُنَاضِلِينَ معًا بِنَفْسٍ واحِدَةٍ في سَبيلِ الإِيْمَانِ بِالإِنْجِيل. لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم، ولَكُم على خَلاصِكُم. وذَلِكَ هُوَ مِنَ الله. فقَدْ وُهِبَ لَكُم مِن أَجْلِ المَسِيح، لا أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا مِنْ أَجْلِهِ، مُجَاهِدِينَ الجِهَادَ عَيْنَهُ الَّذي رأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وتَسْمَعُونَ الآنَ أَنِّي لا أَزَالُ أُجاهِدُهُ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

بظل احتلال الملالي للبنان عبثاً يحاول البناؤون

الياس بجاني/07 نيسان/18

بظل احتلال إيران وذراعها العسكرية (حزب الله) للبنان لا مؤتمر سيدر ولا غيره من الحلول الترقيعية ستكون هي الحل..وفي نفس السياق ما دام تخاذل واستسلام الطبقتين السياسية والحاكمة قائماً فعبثاً يحاول البناؤون..االحلول الحقيقية والفاعلة تبدأ بانهاء الإحتلال وليس بظله وتحت مظلته وغب فرماناته..شو فهمنا!!

 

الانتخابات في كسروان-جبيل: عمى بصر وبصيرة وأبواب واسعة

الياس بجاني/06 نيسان/18

ولأن الإناء ينضح بما فيه فإن لا مبدئية ولا سيادية وانتهازية وضعية المرشيحين كافة في كسروان-جبيل تظهّر للعلن اسخريوتية الطاقم السياسي الماروني الحزبي وغير الحزبي اللاسيادي واللا استقلالي، كما العجز الفاضح والأنانية في أبشع صورها

 

ثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري وجهود السعودية ال 14 آذارية: فالج لا تعالج

كم مرة علينا ان نلدغ من جحور هؤلاء الثلاثة

http://eliasbejjaninews.com/archives/63690

الياس بجاني/05 نيسان/18

عملياً جنبلاط وجعجع والحريري صادروا ثورة الأرز سنة 2005 وتاجروا بها وفرطوها وخانوا شهدائها كل على طريقته وغب اجندته السلطوية والتجارية.. وبالتالي جمعهم من قبل السعودية أمس هو عبثي وهو بالواقع المعاش كمن يحاول احياء الأموات..إن وضعية هؤلاء الثلاثة ال 14 آذارية هو فالج لا تعالج

 

لبنان هو لبنان بهويته اللبنانية، وبقومه اللبناني المتعدد الاثنيات

الياس بجاني/04 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63658

لا مضرة في أن يفاخر أي لبناني باثنيته وأصوله، ولكن مستغرب جداً أن يفاخر اللبناني بغير قومية وبغير هوية بلده ويعطي لبيروت أو لغيرها من المدن اللبنانية هوية غير لبنانية.

للتذكير .. فلا الأرمني ولا السرياني ولا الكردي ولا القبطي ولا الماروني il عرباً وقوميون عرب.. . وبيروت أم الشرائع هي مدينة هويتها لبنانية منذ أن عرفها التاريخ.

صحيح أن الطائف قد فرًّضَ على الدولة اللبنانية الانتماء والهوية العربية، ولكن النصوص هي غير النفوس، وأسس التعايش في لبنان لا تقوم بين شرائحه على خلفية نصوص فرضتها بالقوة حرب أهلية نتج عنها غالب ومغلوب.

المطلوب وعي واقع البلد الديموغرافي والإثني في حال حقيقةً أرادت شرائحه المتعددة الاثنيات والحضارات والمذاهب أن تحي التعايش قولاً ونصوصاً، ممارسة واحتراماً للغير، ومحافظةً على تميز وطنها، وطن الأرز عن باقي دول الجوار.

ليت أهلنا الذين يفاخرون بغير هويتهم اللبنانية، وخصوصاً من مواقع المسؤولية، يلتفتون إلى لبنانهم ولبنانيتهم وشلوح الأرز، فهي وحدها تحمي وجودهم، وتحافظ على جذورهم، وتصون حضاراتهم، وتؤمِّن لهم ممارسة حرية شعائرهم المذهبية، وتضمن استمرارية تميزهم العرقي والكرامات.

يكفي الرعاة والقادة والسياسيين عندنا لحساً للمبارد وجلداً للذات، فلبنانهم هذا الذي عصى منذ سبعة آلاف سنة على قوى الشر والظلامية لا يمكن أن يتكنى إلا باسمه، وهو لا هوية له إلا هويته اللبنانية المميزة، وهو قائم بحد ذاته ومتكامل. كان منذ البدء وسيبقى حتى المنتهى.

جميلة هي الهوية العربية ولكن لأصحابها، ولا عقدة عندنا منها ولا مشكل لنا معها، تماماً كالفرنسية والإنكليزية واليابانية والكندية والأميركية وغيرها الكثير من الهويات التي هي أيضاً ممتازة وجميلة ولكن للشعوب التي تتكنى بها وتصونها عن قناعة وحب وإيمان.

حان الوقت يا سادة يا محترمين أن ترسي سفنكم على بر ما، وأن ترحموا أناسكم وتكفوا عن اللعب على التناقضات والقفز فوق التاريخ.

فخورون نحن بكل شرائح شعبنا الذين هم من أصول عربية وفينيقية ومردية وآرامية ويهودية وفارسية وأرمنية وسريانية وكردية وتركية وإفرنجية وشركسية، وغيرها الكثير، إلا أن فخرنا الأكبر هو أننا لبنانيون نعيش في كنف لبنان، نشرب من مائه، نتنفس من هوائه، ونحمل هويته اللبنانية التي هي أقدس ما نجل.

وطننا هو لبنان الإنسان والدولة والكيان والحقوق.

الوطن السيد المستقل بحدوده المعترف بها دولياً، وطن الـ10452 كلم مربع.

إننا قوم لبنانيون، أي أن قوميتنا لبنانية، ولكن نحن من أعراق واثنيات وحضارات وأصقاع متنوعة.

أما ولاؤنا فهو للبنان ولبنانيون نحن أولاً وكل شيء آخر يأتي في المراتب الثانوية. نحترم كل هويات الغير ونأمل من الغير احترام هويتنا.

لا نفرض هويتنا على غيرنا ولا نرضي أن يفرض غيرنا هويته علينا.

تاجر المغرضون عندنا وفي دول الجوار بما فيه الكفاية برايات العروبة.

قد أعيوها وأنهكوا قواها وأفرغوها من محتواها الانساني والحضاري والحقوقي.

يحاولون دائما تبديل جلودهم على حساب مصلحة لبنان وشعبه والهوية.

فليرحموا الإنسان اللبناني الذي أدهش العالم بلبنانيته والعلم وبتوقه للحرية والديمقراطية.

كفى استهانة بالمواطن وبذكائه والتعامل معه بفوقية واستغباء.

أن الثقافة في عصرنا هي انفتاح كوني والعلم أيضاً كما التكنولوجيا.

أما الحضارة الحالية في وطننا الأم، وفي بلاد الجوار، وغيرها من البلدان، فهي مزيج وعصارة لما سبقها من حضارات من ضمنها الحضارة العربية.

إن العالم اليوم قرية صغير بعد أن سقطت كل الحدود والسدود ومعها سقطت العصبيات القومية والطروحات الإيديولوجية ومبدأ الفوقية ورفض الآخر.

لم يعد يحتمل شعب لبنان طروحات ديماغوجية، واديولوجيات وهمية، وقادة ورعاة تحركهم عقليات ومفاهيم تعيش خارج عصرها في أقبية حقبات الأزمنة الغابرة.

لبنان هو لبنان بهويته اللبنانية، بقومه اللبناني المتعدد الاثنيات، ,بتميزه، ,برسالته الحضارية وخصوصيته الرائعة، ونقطة على السطر.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

14 قتيلاً بحادث سير بين حافلة فريق للهوكي وشاحنة في كندا

السبت - 21 رجب 1439 هـ - 07 أبريل 2018 مـ/مونتريـال: «الشرق الأوسط أونلاين»/أعلنت الشرطة في كندا مقتل 14 شخصا إثر حادث تصادم حافلة تقل فريق ناشيئن للهوكي وشاحنة أمس (الجمعة). وكان فريق (هبمولت برونكوس) مسافرا على الطريق السريع رقم 35 شمال تيسدال في مقاطعة ساسكاتشيوان، بحسب (بي.بي.سي). وقالت الشرطة إن 28 شخصا كانوا على متن الحافلة، وقتل 14 من بينهم السائق، بينما نُقل الـ 14 شخصا الآخرين إلى المستشفى، وثلاثة منهم في حالة حرجة. وكتب رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو «لا أستطيع تخيل ما يمر به آباؤهم، قلبي ينفطر على المتضررين من هذه المأساة الرهيبة في فريق همبولت وخارجه». ووقع الاصطدام بين الحافلة والشاحنة في نحو الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي (23:00 بتوقيت غرينتش). وكان همبولت برونكوس، الذي يلعب في دوري ساسكاتشوان للهوكي، في طريقه للعب مباراة ضد نيباوين هوكس. وتتراوح أعمال اللاعبين بين 16 و21 عاما. وقال تيد مونرو، مفتش الشرطة الكندية، إن جهود الإنقاذ جارية وإنها أنشأت مركزاً للمعلومات ولدعم العائلات في كنيسة نيباوين بالمنطقة. وتابع: «صلواتنا مع عائلاتهم».

 

برسم المرشحين الأبرياء وغير الأبرياء وما أكثرهم

خليل حلو/فايسبوك/07 نيسان/18

الفساد الذي تريدون مكافحته إذا صرتم نواباً هو وليد سيطرة الدويلة على الدولة. في ظل الدويلة التي تتمتع بحق الفيتو على الشاردة والواردة في كافة القرارات الوزارية والمراسيم التطبيقية والقوانين، لن يصل إلى المناصب العليا في الدولة إلا من يرضى بهذه الدويلة والدليل الأكبر هو التسوية الرئاسية ومن بعدها التسوية الحكومية. بخصوص هذه الأخيرة لا يجب أن تنطلي حيلة الخطابات الرنانة ضد الدويلة لبعض الوزراء الذين يتعاملون مع هذه الدويلة مثل السمن والعسل. هاتين التسويتين هما أكبر دليل ... الدويلة لن ترضى بمن يريد فعلاً مكافحة الفساد السياسي والمالي لأن ثمن هذين الفسادين هو القبول والرضوخ للدويلة والعكس صحيح. الناخبون طبعاً على تماس يومي مع الفساد والنهب والرشاوى في دوائر الدولة لذلك يتحدث المرشحون لهؤلاء الناخبين بوعود تجليس الإعوجاج ومكافحة الفاسدين ومن هؤلاء المرشحين من هو مشارك إيجاباً أو سلباً بهذا الفساد ومنهم من يكاد يصل إلى السذاجة السياسية وآخرون يدغدغون مشاعر الناخبين وهم عالمون أنهم لن يفعلوا أي شيء أو لن يستطيعوا فعل أي شيء بخصوص الفساد المستشري. أيها الناخبون إبحثوا عن المرشحين الصادقين والنزيهين والذين لهم المصداقية والخبرة ولو كانوا خصومكم السياسيين، إبحثوا عن الأفعال والماضي والتاريخ والسجل القضائي للمرشحين ولإنجازاتهم في الحياة ولا تقرأوا برامج فقد قرأنا الكثير منها منذ العام 2005 ... . عاشت ثورة الأخلاق. عاش ثوار الأخلاق. عاش لبنان.

 

ريفي: كيف للمستقبل ان يواجه حزب الله وقد سلمه 17 وزيرا ووافق على قانون انتخاب مفصل على قياس الحزب؟

السبت 07 نيسان 2018 /وطنية - غرد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي عبر "تويتر"، قائلا: "كيف ل"تيار المستقبل" أن يواجه "حزب الله" في السلطة، وقد سلمه 17 وزيرا إضافة لإنتخاب حليفهم رئيسا للجمهورية والموافقة على قانون إنتخاب مفصل على قياس الحزب؟". ‏اضاف:"نحن لا زلنا على الثوابت التي دفع شهداءنا دماءهم من أجلها والناس ستحاسب في صناديق الإقتراع.  هم يعلمون إن كان أشرف ريفي يستطيع أن ينافس ميقاتي والحريري والصفدي وإن كان قد دفع أموالأً لحشد المؤيدين في المهرجانات". وتابع:"‏من يراجع خطاباتي يتبين له أن هجومي الأساسي هو على إيران و"حزب الله" وحلفائهم أما إنتقادي ل"تيار المستقبل" فهو دفاع عن النفس . على من يتهمني بالخيانة أن يضع حداً لإتهاماته فنحن لسنا أزلاماً بل رجالٌ لها كرامات".

 

خليل وفنيانوس قاطعا مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي افتتحه الحريري في باريس

السبت 07 نيسان 2018 /وطنية - قاطع وزير المالية علي حسن خليل ووزير الطاقة يوسف فنيانوس مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي افتتحه رئيس الحكومة سعد الحريري في باريس. وعن سبب المقاطعة، قال خليل: "نحن هنا لحدث يهم كل البلد هو مؤتمر سيدر اما معركتنا الانتخابية فنخوضها في لبنان. وانتخابات المغتربين نديرها بطاقتنا وليس بطاقات الدولة". بدوره، قال الوزير فنيانوس: "نحن ضد المؤتمرات التي تستخدم لنفوذ اشخاص او تيارات سياسية في الانتخابات كما اننا ضد استغلال المغتربين في المعركة الانتخابية".

 

وصول شعلة النور المقدس إلى كاتدرائية مار جاورجيوس

السبت 07 نيسان 2018 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام حلا ماضي، ان الشعلة النور المقدس وصلت الى كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، حيث كان في استقبالها متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة وحشود غفيرة من المؤمنين.

 

تكليف شرعي... لجعجع

الكلمة اون لاين/07 نيسان/18/وصف أحد مرشحي اللائحة، التي تضم تحالف القوات اللبنانية والوزير ميشال فرعون والنائب نديم الجميل والمرشح جان تالوزيان المدعوم من المصرفي انطون السحناوي طلب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من محازبيه القواتيين اعطاء الصوت التفضيلي للمرشح عماد واكيم، بأن هذا الكلام هو بمثابة تكليف شرعي لا سيما أن للقوات ثلاثة مرشحين قواتيين على اللائحة. وجاء طلب جعجع بحصر الصوت التفصيلي بواكيم ليفاجئهم.

 

بري رشحه للنيابة تحضيرا للرئاسة

الكلمة اون لاين/07 نيسان/18/تفيد معطيات بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري يقف بشكل أساس خلف ترشيح النائب والوزير السابق جان عبيد على لائحة الرئيس نجيب ميقاتي، مع العلم أن إحتمال إنضمام عبيد الى لائحة "المستقبل" كان واردا في بدايات التفاوض قبل أشهر.

ويكشف مقرّبون من عين التينة أن تصميم بري على ترشيح عبيد يكشف عن خطة واضحة لايصال الأخير بشكل مضمون الى الندوة البرلمانية وفرضه مرشحا جديا الى الانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

الثنائي الشيعي يرفض المداورة في الحقائب الوزارية

بيروت – “السياسة” /07 نيسان/18/يبدو أن معركة تشكيل الحكومة الجديدة، بدأت منذ الآن وقبل حصول الانتخابات النيابية في مايو المقبل، حيث أنه ووفقاً للمعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، فإن الثنائي الشيعي، “أمل” و”حزب الله”، بعث برسالة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي تُرجَّح عودته إلى رئاسة حكومة ما بعد الانتخابات النيابية، أنه يرفض المداورة في الحقائب الوزارية مهما كلّف الأمر، في إشارة واضحة إلى رفض الثنائي التخلي عن وزارة المال، لضمان توقيع الطائفة الشيعية إلى جانب توقيعي رئيسي الجمهورية والحكومة. وتشير المعلومات، إلى أن “حزب الله” يدعم وبقوة مطلب حركة “أمل” في هذا الموضوع، وأنه يتمسك هو الآخر بأن يكون شيعي على رأس وزارة المال، وأنه لن يساعد على تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات، إذا لم يتسلّم هذه الوزارة وزير شيعي، في حين أشارت المعلومات كذلك، إلى أن الحزب يريد توزير حصة وازنة من المحسوبين على النظام السوري في الحكومة الجديدة، ولو على حساب حصته الحزبية، بعدما سعى جاهداً إلى ترشيح عدد كبير من رموز الوصاية السورية على لوائحه الانتخابية ولوائح حلفائه. إلى ذلك، بدا أن الأمور ذاهبة إلى الأسوأ بين رئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، بعد الانتقادات الحادة التي وجهها جنبلاط لمؤتمر “سيدر”، حيث لفت إلى أن “توصيات مؤتمر البلح عفواً الأرز في باريس جميلة جداً، لكن الأساس هو الإصلاح”، سائلاً “هل تستطيع الإدارة السياسية للدولة اللبنانية أن تقوم بهذا الإصلاح المنشود، أم أن وحش الفساد المتغلغل في كل مكان ليبتلع وعود المؤتمر وأسسه؟”. كما وأن خلاف الحريري وجنبلاط بشأن لائحة البقاع الغربي الانتخابية، بعد رفض الأول ترشيح النائب أنطوان سعد، لا يزال يتفاعل بين الرجلين، دون أن تنجح الوساطات في تطويقه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 7/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

السبت المقدس والنور فاض في كنيسة القيامة في بيت لحم، وشعلته يحضرها بعد قليل وفد لبناني زار عمان قبل ساعتين ونصف الساعة، في طائرة أقلته من مطار رفيق الحريري الدولي الذي ستصل الشعلة إليه مع الوفد بعد نصف ساعة من الآن، على أن تنقل مباشرة الى كنيسة مارجورجيوس في وسط بيروت.

وفي السياسة، ارتياح لدى معظم المراجع والقيادات اللبنانية لنتائج مؤتمر "سيدر" في بارس، فيما لم يشارك عدد من أعضاء الوفد اللبناني من الوزراء في مؤتمر الطاقة الإغترابية في أوروبا، والذي انعقد اليوم في العاصمة الفرنسية. وقال الوزراء الذين لم يشاركوا إن المعركة الانتخابية يخوضونها في لبنان وهم في باريس لحضور مؤتمر سيدر، بينما قالت أوساط الوزير جبران باسيل إن هؤلاء لم يكونوا في الأساس مدعوين.

وحضر المؤتمر الإغترابي الرئيس سعد الحريري الذي أبدى ارتياحه لحصيلة مؤتمر "سيدر"، الذي اعتبر باسيل أن نتائجه دليل ثقة بلبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بين مؤتمر "سيدر" كحدث يهم كل لبنان، وما حققه من نتائج جاءت ترجمة لثمرة التعاون والجهد الذي بذل بين مجلس النواب والحكومة مؤخرا، ومؤتمر الطاقة الاغترابية وما يطرح حوله من علامات استفهام حول التوقيت على مسافة شهر من الاستحقاق النيابي، سجل حضور كامل الأوصاف الوزارية ونجاح للتوافق السياسي في الأول، فيما قاطع الوزيران علي حسن خليل ويوسف فنيانوس الثاني، لأن المعركة الانتخابية تخاض في لبنان، وانتخابات المغتربين تدار بطاقات القوى السياسية وليس بطاقات الدولة وعبر استغلال الاغتراب في مؤتمرات تستخدم لنفوذ أشخاص أو تيارات.

ومن الاغتراب إلى التغريبة، في فلسطين تمددت جمعة العودة الثانية، رافعة جثامين عشرة شهداء في تشييع خرجت خلفه كل غزة. فيما كانت الولايات المتحدة الأميركية تجدد مناصرة العدو الاسرائيلي، عبر إجهاض تبني مجلس الأمن لبيان يطالب اسرائيل باحترام القانون الدولي وحق المدنيين الفلسطينيين في التظاهر السلمي، بالرغم من دعم باقي أعضاء المجلس، عل سبت النور يعيد البصيرة لمن أغمض عينيه عن الحق الفلسطيني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في سبت النور الذي يسبق عيد القيامة عند الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، رحلات جوية من العديد من الدول لإحضار النار المقدسة للتبرك بها وسط إحتفالات حاشدة. ومن المنتظر أن تصل الشعلة إلى مطار رفيق الحريري الدولي بعد نصف ساعة من الآن، ويتم نقلها إلى كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، حيث يستقبلها متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة.

وفي ظل الإحتفالات التي تسبق عيد الفصح، بقي لبنان الرسمي منشغلا بتداعيات النجاح الذي حققه مؤتمر "سيدر" في باريس. وفي هذا السياق أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن التزام فرنسا بالمؤتمر كان كبيرا، معتبرا أن الأهم من المؤتمر وما حققه من مبالغ، هو الإصلاح الحقيقي ومحاربة الفساد. أضاف إن البلد لا يمكنه أن يستمر بالطريقة نفسها التي نعمل فيها حاليا، داعيا الى إتخاذ قرارات جريئة لكي نحسن طريقة العمل في البلد. الرئيس الحريري وفي كلمة خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطاقة الاغترابية في باريس، دعا اللبنانيين المنتشرين في العالم للخروج من الطائفية والمذهبية.

إقليميا، وبعد تعثر الاتفاق بين روسيا والمعارضة السورية لاخراج مقاتلي "جيش الاسلام"، صعدت قوات النظام قصفها ل"دوما" بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا، حاصدة عشرات القتلى والجرحى.

أما دوليا، فبرزت مساء الأنباء عن عملية دهس حشد من المواطنين في مدينة مونستر الالمانية، ما أدى إلى مقتل أربعة اشخاص، واصابة العشرات، وفق وزارة الداخلية الالمانية، في وقت لم تستبعد الشرطة الالمانية فرضية العمل الارهابي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

قبل ان يثمر الأرز الفرنسي على أرض الوطن اللبناني مشاريع ومخططات، كانت القروض الممنوحة تذكر اللبنانيين بمحنة الخوالي من السنوات، التي أوصلت الدين العام إلى ما يفوق الستة والثمانين مليار دولار.

وفيما تعد الحكومة مليارات الدين الجديد، وتعد اللبنانيين بمشاريع لم يظهر من هيكلتها شيء إلى الآن، سوى خطابات انتخابية واستثمارات سياسية، رفع العالم من شروطه بل قيوده ضد لبنان، ورماه بالقروض حاجبا عنه الهبات التي لم تتعد التسعمئة مليون دولار من أصل أحد عشر مليارا.

فرحة حكومية بما أسمته الانجاز الجديد، لم تعد به من بلاد الاغتراب، فشتتته على منابر الخلاف الجديد باسم المغتربين، فغربت نفسها عن أوليات أهلها المنتظرين لرؤى وحلول اقتصادية جذرية، فيما بعضها ما زال عند حدوده الانتخابية.

أما اللبناني فغير معفي من الاستحقاق، فكلما عرف كيف يملأ الصناديق الانتخابية بوجهة الأصوات، أمن الصناديق الاقتصادية من الهدر والفساد، وليس صعبا استعادة سلسلة مؤتمرات باريس لبضع سنوات إلى الوراء.

إلى الوراء أراد مسلحو "دوما" أخذ الوضع الأمني في دمشق، قصفوا شوارعها وأحياءها موقعين العشرات من مدنييها بين شهيد وجريح، خارقين الاتفاق الذي كرس تهدئة لاخلاء الغوطة من المسلحين، فرد الجيش السوري بحملة ضد الناكثين كعادتهم بكل اتفاق من انصار ما يسمى "جيش الاسلام" وغيرهم، حملة اريد منها حماية المدنيين واقتلاع شوكة الارهاب نهائيا من الخاصرة الدمشقية.

أما الحاضرة الفلسطينية فما زالت تعد قرابين العودة عند حدود غزة، حيث ارتفع عداد الشهداء مع ارتقاء عدد من الجرحى المصابين بالأمس برصاص الحقد الصهيوني في جمعة العودة الثانية، على ان الوعد الفلسطيني بالعودة إلى جمعة جديدة تقرب المسير على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

... وفي اليوم الثاني على مؤتمر "سيدر واحد"، تبلورت الوقائع وتأكد المؤكد، فالـ 12 مليار دولار التي حصل عليها لبنان في المؤتمر هي بمعظمها على شكل قروض، أي ان الحكومة اللبنانية التي ذهبت إلى باريس وهي رازحة تحت دين يبلغ 80 مليار دولار، ستعود من العاصمة الفرنسية بدين يفوق التسعين مليار دولار. ومع ذلك يتحدث المسؤولون اللبنانيون عن انتصار وعن نجاح غير مسبوق وعن دعم غير مشروط من المجتمع الدولي، علما بأن هذا الدعم هو لبلد يعاني ويتوجع ويئن وليس لمسؤولين يستغلون كل مقدرات البلد لتحقيق مصالحهم الخاصة، كما ان هذا الدعم ليس خصوصا لمسؤولين يدفعون في اتجاه تنظيم مؤتمر دولي قبل شهر من الانتخابات النيابية، بحيث بدا المؤتمر وكأنه لتحقيق غايات انتخابية لا أكثر ولا أقل.

إشكالية أخرى يطرحها مؤتمر "سيدر واحد"، وتتعلق بالشروط التي وضعتها الدول المانحة لتصبح وعودها بالقروض حقيقة وواقعا. فالدول والمؤسسات اشترطت على لبنان تحقيق اصلاحات بنيوية حتى لا تذهب قروضها هباء، تماما كما ذهبت قروض وهبات مؤتمرات باريس. وطبعا الحكومة اللبنانية تعهدت بتطبيق هذه الاصلاحات، ولكن هل تستطيع حكومة لن تعيش أكثر من شهر بعد اليوم، إذ ستتحول حكومة تصريف أعمال بعد الانتخابات، هل تستطيع مثل هذه الحكومة ان تتعهد باصلاحات؟، وفي الأبعد هل الاصلاح في لبنان ممكن بوجود طبقة سياسية لا يعيش معظم أفرادها إلا على الفساد والافساد وعلى الرشاوى والعمولات والصفقات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كبة وتبولة ونوستالجيا. ألم تكن هذه الكلمات الثلاث تختصر علاقة لبنان الرسمي بأبنائه المنتشرين في أصقاع الأرض حتى أمس القريب؟.

هذا هو السؤال الذي ينبغي على كل لبناني ان يطرحه على نفسه هذا المساء، بعد المشهد الغريب العجيب الذي شاهده في باريس اليوم. فمن جهة، وغداة نجاح مؤتمر "سيدر"، مؤتمر كبير للطاقات الاغترابية اللبنانية في أوروبا، استمرارا لتقليد، درجت عليه وزارة الخارجية منذ تولاها وزيرها الحالي، الذي حضر كعادته المؤتمر، لكن هذه المرة إلى جانب رئيس الحكومة ووزير الاقتصاد الفرنسي.

أما من جهة أخرى، فهجوم غير مفهوم، واتهامات غير مبررة، ومحاولة فاشلة، لنقل خلافات الداخل وتبايناته المشروعة ربما، إلى خارج، لا تزال نظرته إلى لبنان، وطنه الأم، نقية صادقة طاهرة، على عكس نوايا البعض.

من كبة وتبولة ونوستالجيا، إلى مؤتمرات تجوب القارات، وتواصل لا ينقطع، وجولات خارجية لا تستثني بلدا ولو فيه لبناني واحد، إلى مشاريع وتقديمات وتطبيقات لا تعد أو تحصى، وصولا إلى قانون استعادة الجنسية والعمل الدائم لتفعيل تنفيذه، بلوغا إلى اقرار حق اللبنانيين بالمشاركة في العملية الانتخابية النيابية من الخارج في نص القانون، وتحويله أمرا واقعا اعتبارا من السابع والعشرين والتاسع والعشرين من الجاري، في 232 مركز اقتراع ضمن 40 دولة، وانتهاء إلى انتخاب نواب يمثلون لبنانيي القارات الست اعتبارا من سنة 2022.

الكبة مهمة والتبولة أساسية، وكذلك النوستالجيا. أما الأقوال التي باتت أفعالا، فلا يقدم فيها ولا يؤخر تسريب من هنا وتصريح من هناك، تماما كما لا يقدم أو يؤخر، تقدير مسؤول "منتهي الصلاحية" لشعبية رمز كبير ومحبة الناس له، وتقييم شخص تجاوز الexpiry date السياسية بأشواط زمنية، لشريحة وطنية لبنانية منتشرة من شمال الوطن إلى جنوبه، فضلا عن بلدان الانتشار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أمس، استجمعت الحكومة طاقتها في باريس، فجمعت أحد عشر مليار دولار ونصف مليار، اليوم فجر وزراء طاقاتهم فنشروا غسيل خلافات الداخل على سطوح باريس.

مؤتمر الطاقة الإغترابية لقارة أوروبا، بدا وكأنه امتداد لمؤتمر الطاقة في ابيدجان لجهة الصراع على الإغتراب. في كلمة الوزير باسيل في افتتاح مؤتمر الطاقة الإغترابية، غمز من قناة حركة "أمل" وتحديدا من مديرية المغتربين، فقال: "أزعجهم اليوم ان لا وصاية على الانتشار وان لا وصاية لا من وزارة ولا من مديرية ولا يمكن لأحد بعد الآن أن يمنعنا عنكم أو يمنعكم عنا".

تأييد وزير الخارجية جاء من رئيس الحكومة الذي قال: "أشكر جبران"، ومن وزير العدل سليم جريصاتي الذي اعتبر ان من يقاطع الانتشار اللبناني يقاطع ضعفي لبنان ويقطِّع اوصال الجسد الواحد".

جاء هذا الهجوم المضاد بعدما قاطع الوزيران علي حسن خليل ويوسف فنيانوس المؤتمر، فوزير المال قال: "نحن هنا في باريس لحدث يهم كل البلد هو مؤتمر سيدر، أما معركتنا الانتخابية فنخوضها في لبنان، وانتخابات المغتربين نديرها بطاقتنا وليس بطاقات الدولة". أما الوزير فنيانوس فقال إنه ضد المؤتمرات التي تستخدم لنفوذ تيارات سياسية، كما اننا ضد استغلال المغتربين في المعركة الانتخابية.

هكذا، الجمعة السياسية أمس، إنقلبت اليوم إلى شرذمة، وأعادت إلى الأذهان الإشتباك الكلامي واشتباك الشارع بين "التيار" وحركة "أمل".

على مستور مؤتمر "سيدر"، تراوحت الانطباعات بين مرحب ومتخوف، التخوف مزدوج: فمن جهة هناك التخوف من عدم قدرة لبنان على الالتزام بتنفيذ شروط الدول المساعدة، وفي مقدِّم الشروط الإصلاح، وهو البند الذي استعصى على كل الحكومات بما فيها حكومة اليوم، والتخوف الثاني من اقتراب الدين من عتبة المئة مليار دولار، بعدما بلغ مع ديون "سيدر" تسعين مليارا.

واليوم واصل النائب وليد جنبلاط حملته على مؤتمر "سيدر"، فبعدما وصفه أمس بأنه مؤتمر البلح، قال عنه اليوم: "ان مؤتمر الأرز في باريس قدم هدية جميلة للبنان مشروطة بالاصلاح. فهل سنقوم بالمطلوب ام ينتهي المؤتمر كما انتهى غيره في جوارير الوعود والفساد والنسيان؟".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لم يدم التوافق السياسي للمنتشرين السياسيين في باريس، أكثر من اثنتي عشرة ساعة أنتجت أحد عشر مليار دولار، وبعدها "انفخت الدف وتفرق العشاق". جبران باسيل يرافقه رئيس الحكومة وغصن الانتشار، استحدثوا مؤتمرا للطاقة الاغترابية بمحصول انتخابي، ووزير المال علي حسن خليل وتوأم روحه السياسي وزير الأشغال يوسف فنيانوس، قررا المقاطعة وتسجيل موقف يؤكدان فيه أنهما في مهمة مالية محددة فمعركتنا الانتخابية نخوضها في لبنان، وانتخابات المغتربين نديرها بطاقتنا لا بطاقات الدولة. لكن مصادر الوزير باسيل ردت على التسرب الوزاري، فأكدت أنه لم تجر دعوة الوزراء مسبقا ومن رغب حضر، أي إن الوزيرين لم يكونا مدعوين في الأساس لكي يقاطعا المؤتمر.

وعند هذا الحد، سقط أول الرهانات التي اعتد بها رئيس الحكومة سعد الحريري بالأمس، والتي عولت على التوافق السياسي للجذب المالي.

ولما كان الرهان على التلاحم السياسي مفقودا، فإن المقامرة الكبرى ستكون في الرهان على الإصلاح، تلك العبارة التي شدد عليها وزير مال واقتصاد فرنسا برونو لومير، فدعا إلى اعتماد الشفافية في تقديم العروض والمشاريع وتحسين آلية العمل عبر إجراء إصلاحات.

وألهمت تلك العبارة الرئيس سعد الحريري الذي اعتلى منبر الطاقة، وأعاد انتشار الإصلاح بالثلاث قائلا: الاهم بالنسبة إلي في هذا المؤتمر هو الإصلاح ثم الإصلاح ثم الاصلاح، ولا يمكننا أن نستمر بالطريقة نفسها التي نعمل فيها حاليا. وسرعان ما صار الإصلاح كالنار في هشيم ال"تويتر"، فغرد النائب وليد جنبلاط قائلا إن مؤتمر الأرز في باريس قدم هدية جميلة للبنان مشروطة بالإصلاح، وسأل هل سنقوم بالمطلوب أم ينتهي المؤتمر كما انتهى غيره في جوارير الوعود والفساد.

فمن الوزير الفرنسي إلى الحريري شخصيا فزعيم المنطقة وليد جنبلاط، وردا على هواجسكم نلفت عنايتكم إلى تجارب سابقة تؤكد بما لا يقبل الشك أن المبالغ التي رصدت في "سيدر واحد" ستؤول إلى مغارة علي بابا وبعضكم فيها الحرامي، وما دمتم قد كلفتم مجلس الانماء والإعمار الإشراف على تنفيذ المشاريع الممولة من الأحد عشر مليارا "فعينوا خير"، "وقعت واستلقاها"، وهو المجلس المختص بالإصلاح الزراعي لناحية توزيع المشاريع حصصا على القامات النافذة والمتعهدين الملتزمين البيوتات السياسية، هو عينه مجلس نبيل الجسر وياسر بري، فهل بإمكان العهد القوي البدء بالإصلاح من هنا؟.

فالاحد عشر مليارا معرضة لتكرار تجربة الأحد عشر مليارا، لأن الزمن هو نفسه ولم تبدله انتخابات ولم تتغير الذهنيات، مع اختلاف أن ما كان يسرق خلسة صار في العلن وفوق الطاولة، لا بل فوق لجان الرقابة والتفتيش المختصة، حيث لا مكان للشفافية واستدراج العروض وشورى الدولة وغيرها من الهيئات والمجالس.

والمانحون، وبينهم وزير مال فرنسا، يطالبونكم اليوم بالشفافية واعتماد آلية، غدا هل تجرأون، إذا وافتكم الجرأة؟، فأقرب اختبار هو جلسة الكهرباء بعد الأعياد، إذ إن عليكم الاحتكام إلى رأي لجنة المناقصات في ملف تلزيم البواخر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاءات خاصة لبن سلمان في فرنسا قبل المحطات الرسمية والحريري بينها وموقف ولي العهد عن بقاء الاسد رسائل مشفّرة لاحياء الحلف العربي!

 المركزية/06 نيسان/18/مع ان الزيارة الرسمية الاولى لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لباريس لن تبدأ الا يوم الاثنين المقبل بحسب ما اعلن بيان صدر منذ يومين عن قصر الاليزيه، محددا جدول مواعيد لقاءاتها باجتماعات مع رئيس الحكومة إدوار فيليب، ووزيري الخارجية جان إيف لودريان والدفاع فلورانس بارلي، ورئيس معهد العالم العربي الوزير السابق جاك لانغ، قبل ان يتوّج محادثاته باجتماع موسّع يضمه، الثلثاء  الى الرئيس ايمانويل ماكرون في الإليزيه، فإن المسؤول السعودي الرفيع سيعقد وفق ما تكشف مصادر عربية في باريس لـ" المركزية" سلسلة لقاءات خاصة فور وصوله الى فرنسا في 8 الجاري ستكون للبنان حصته منها. وتتحدث في السياق عن لقاء بعيد من الاعلام قد يجمعه بالرئيس سعد الحريري، يخصص الحيز الاوسع منه لشؤون عمل خاصة بين الجانبين الا انه لن يخلو حكما من السياسة كما تتوقع لاسيما ان بن سلمان سيكون  قد عاد للتو من واشنطن التي مكث فيها مدة طويلة، واجرى من الاجتماعات والاتصالات ما يكفي لتكوين صورة عن الخطة الاميركية الاستراتيجية التي ترسمها ادارة الرئيس دونالد ترامب لمنطقة الشرق الاوسط الآتية اليها رياح التغيير الحتمية، في مرحلة لم تعد بعيدة والارجح اعتبارا من شهر ايار المقبل بمحطتي بت مصير الاتفاق النووي مع ايران ووضع الحجر الاساس للسفارة الاميركية في القدس، استنادا الى اكثر من موقف صدر في هذا الاتجاه، لعل ابرزه اعلان البيت الابيض العزم على سحب القوات الاميركية من سوريا بعد القضاء على تنظيم "داعش" الارهابي، الامر الذي استفز المملكة وحمل بن سلمان على الطلب من واشنطن اعادة النظر بقرارها متمنيا عدم تسليم سوريا لايران خصوصا ان الاسد باق في السلطة كما قال. والى الانسحاب الاميركي الذي تستبعد المصادر دخوله حيز التنفيذ قبل الاتفاق النهائي على الحل السوري بين واشنطن وموسكو، والمرجح ان ترسم خطوطه العريضة في الاجتماع المرتقب بين الرئيسين ترامب وفلاديمير بوتين الجاري العمل على التحضير له، كما اعلن البيت الابيض اليوم ، تضيف المصادر سلسلة اشارات صدرت من العرب والخليجيين توحي ببدء الاستعداد لهذا التغيير من بينها كلام بن سلمان عن مصالح مشتركة مع اسرائيل ضد ايران، اذ قال في حوار مع مجلة "ذي اتلانتيك" الأمريكية، "إذا كان هناك سلام، سيكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي، ودول مثل مصر والأردن، فإسرائيل تملك اقتصادا كبيرا مقارنة بحجمها، وهذا الاقتصاد متنام، وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها معها". كما تضع في الخانة نفسها حركة الاجتماعات الرئاسية على المستوى الدولي حيث يشكل لقاء ترامب- بوتين اساسها الى جانب زيارة الرئيس ماكرون الى واشنطن نهاية الجاري، ثم الى موسكو للتشاور في خريطة الطريق المرسومة للتسويات السياسية في المنطقة بدءا من سوريا، بعدما افرزته لقاءات "ثلاثي استانا " قبل ايام وما تم الاتفاق عليه في انقرة وما ظهر من تباين في الرؤية للوضع السوري لا سيما بين تركيا وايران.

وتأتي جولة ماكرون في اتجاه كل من واشنطن وموسكو بعد الاطلاع من ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب وكبار المسؤولين في الادارة الاميركية، وتنسيق الموقف الفرنسي – السعودي في شأن التسوية السياسية. وتقول المصادر هنا، ان تحريك جبهة غزة، المعروف ان طهران تقف خلفه، ما هو الا الرد على الالتقاء الاميركي – السعودي ، في حين ان موقف بن سلمان ازاء بقاء الاسد في السلطة قد يحمل في خباياه رسائل مشفّرة الى الرئيس السوري نفسه للإنضمام الى المحور السعودي واعادة احياء الحلف العربي الذي كان قائما ايام والده الرئيس الراحل حافظ الاسد في وجه المدّ الفارسي.

 

حنين: منح "الاقامة الدائمة" مقابل تملك وحدة سكنية يتفاعل ولا قانونية للمصطلح والطرح غير منطقي

المركزية/06 نيسان/18/أثار القانون الذي جاء في المادة 50 من موازنة 2018 ردود فعل متباينة، اذ نصّ على منح كل عربي أو أجنبي إقامة دائمة له ولزوجته ولأولاده القصّر في حال تملك وحدة سكنية يتجاوز سعرها 500 ألف دولار في بيروت و 330 ألف دولار خارجها.

وفي السياق، اعتبر النائب السابق صلاح حنين ان مع نسبة اللاجئين والنازحين الى لبنان لا تبدو هناك حاجة لاستقدام أجانب جدد تطبيقا لطرح تملك الاجنبي شقة في لبنان يخوّل صاحبها الحصول على اقامة دائمة، موضحا عبر "المركزية" ان هذا الموضوع يحتاج دراسة عميقة حول فلسفة الطرح الذي يجب ان يكون مشروعا سياسيا عاما، لافتا الى ان من الناحية القانونية لا وجود لمصطلح اقامة دائمة، ففي كل بلدان العالم تكون الاقامة لفترة محددة يتم تجديدها حسب شروط الدولة. وقال " مبدأ الاقامة الدائمة خطأ، اذ ان الدولة هي التي تحدد مدّة الاقامة، اذا تبين ان للاشخاص الاهلية اللازمة للحصول عليها"، وسأل "هل ينقص لبنان أجانب جدد يقطنون فيه، وهو يعاني بين الفلسطينيين والسوريين؟". وقال" أين المغزى من فلسفة الموضوع؟ موضحا ان الطرح ليس منطقيا، وليس في محله في الوقت الراهن، اذ تغيب عنه دراسة وافرة تبين التوجه العام من معرفة نتائجه، لافتا الى ان البرتغال سارت على نمط شبيه من أجل تشجيع الاستثمارات من خلال بيع شقق بأسعار باهظة، كدليل الى حاجة البلد الى مشاريع استثمارية جديدة تحقق نموا اقتصاديا في مرحلة معينة". وأشار الى ان لبنان يضم أعدادا كبيرة من الاجانب فهل هو بحاجة الى استقدام أجانب جدد يحصلون على اقامات شرعية وقانونية ويكونون عبئا عليه ان في البنى التحتية او في فرص العمل، موضحا ان فلسفة الامر تبدو بعيدة من اي اعتبارات اقتصادية او اجتماعية او سياسية او غيرها. ولفت الى ان ما يعانيه لبنان يستدعي الابتعاد عن هذا الطرح لما له من تأثيرات سلبية على المجتمع ونهضة الدولة.

 

الكتائب والقوات: تحالف "المعارضتين" انتخابيا يحدد قواعد مواجهة سياسية "متوازنة" بعد 6 أيار؟

المركزية/06 نيسان/18/ جذب بيت الكتائب المركزي في الصيفي الأنظار إليه في خلال اللقاء الذي جمع رئيس الحزب النائب سامي الجميل بأعضاء لائحة "نبض الجمهورية القوية" التي تشكلت بعد تحالف الصيفي مع القوات اللبنانية وعدد من المستقلين لخوض منازلات دائرة الشمال الثالثة، التي تجمع أقضية زغرتا وبشري والكورة والبترون. إلى جانب النتائج الانتخابية التي قد يحققها أطراف هذا التحالف في خضم معركة سارع كثيرون إلى وصمها بطابع مسيحي وآخر رئاسي، تكمن أهمية التحالف الانتخابي على خط الصيفي- معراب في جوانب عدة غابت عن البدل على مسافة شهر من استحقاق أيار المنتظر.

وفي السياق، تلفت مصادر سياسية عبر "المركزية" إلى أن الالتقاء في دائرة الشمال الثالثة، أتى بعد توصل الكتائب والقوات إلى نسج تفاهم انتخابي في زحلة وبيروت الأولى (الأشرفية- الرميل – الصيفي- المدور)، وهو خيار فرضته أولا رمزية الرئيس الشهيد بشير الجميل على هاتين الدائرتين. ذلك أن الأشرفية شهدت إنطلاقته السياسية كما اغتياله المدوي في 14 أيلول 1982. وما بين المحطتين، خاض الرئيس الشهيد إحدى أكبر معاركه العسكرية في عروس البقاع في 2 نيسان 1981. انطلاقا من هذه الصورة، تؤكد المصادر أن التحالف الانتخابي في هاتين الدائرتين لا يعني أن رئيس الكتائب تخلى عن تموضعه المعارض للسلطة الحالية، بل مد جسورا انتظرتها قاعدته الشعبية طويلا مع الحزب الأقرب إليه، علما أن الطرفين خاضا جنبا إلى جنب كبريات المعارك التي وصفت يوما بالسيادية تحت راية تحالف 14 آذار، الذي أجهز عليه تفاهم 2016 الرئاسي. أما في ما يخص الدائرة الشمالية المسيحية، فلا يخفي كثيرون الوقع المفاجئ الذي أحدثه التقارب ذي الطابع الانتخابي بين الكتائب والقوات فيها، مع ما يمكن أن يعنيه ذلك من تعزيز فرص الطرفين في تحقيق الفوز "البتروني" أولا" في مواجهة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يخوض المعركة من مسقط رأسه للمرة الثالثة على التوالي. غير أن المصادر تلفت الانتباه إلى أهمية الهدف السياسي الكامن خلف التقارب بين القوات والكتائب، والذي أعطى نائب المتن إشارة قوية إليه في الكلمة التي ألقاها بعد اللقاء الذي جمعه بأعضاء لائحة "نبض الجمهورية القوية"، حيث تمنى الجميل "من كل الحلفاء والشركاء أن نكون سويا في معركة كبيرة لاسترداد سيادة الدولة ومواجهة السلطة". وفي معرض تشريح هذا الكلام تلفت المصادر إلى أن كلام الجميل تزامن مع إطلالة تلفزيونية لرئيس القوات سمير جعجع لم يتوان في خلالها عن توجيه سهام انتقاد قاس إلى "شريكه المسيحي" العوني، لا سيما في ملف الكهرباء، وهو ما استدعى ردا من الوزير المعني سيزار أبي خليل. وتعتبر المصادر أن بين سطور الموقفين رسائل واضحة يوجهها ركنا معارضتي "الداخل" و"الخارج" إلى أركان الحكم والحكومة عن استعدادهما لجولة جديدة من المعارك في مواجهة الأخطاء، علما أنهما خاضا فصلا منها منفردين. على أن المصادر لا تفوت فرصة التنبيه إلى أن التقاء خطابي الجميل وجعجع لا يعني بالضرورة عودة تامة للمياه إلى مجاريها في المرحلة المقبلة، وإن كان الرجلان مصرين على الوقوف في وجه حزب الله وسلاحه، بما من شأنه أن يعيد إلى الحياة السياسية بعضا من توازن أفقدتها إياه التسوية الرئاسية.

 

كسروان-جبيل: روكز ليس ميشال عون

يارا هندي /الكلمة اون لاين/07 نيسان/18

لكل الدوائر الاننتخابية خصوصياتها، لكن حين يكون نائب كسروان "السابق" ميشال عون هو رئيس الجمهورية يصبح الحديث عن وريث "فخامته" ومصير زملائه على اللائحة والضحايا المحتملين أمرا بالغ الخصوصية والأهمية. تعيش كسروان- جبيل حماوة الانتخابات النيابية كما غيرها من المناطق. صور المرشحين منتشرة كالفطر، والشعارات غبّ الطلب. لكن بالتأكيد، ليس بالشعارات وحدها سيدخل نواب دائرة جبل لبنان الأولى الخمسة مجلس النواب! تتنافس في كسروان جبيل خمس لوائح هي حسب ترتيب تسجيلها في وزارة الداخلية: لائحة "التضامن الوطني" المدعومة من "حزب الله"، لائحة "التغيير الاكيد" المدعومة من "القوات اللبنانية"، لائحة "عنا القرار" والتي تجمع تحالف الوزري السابق فريد الخازن "الكتائب" وفارس سعيد وجييلبرت زوين، لائحة "كلنا وطني" وهي تضمّ تحالف المجتمع المدني والمستقلين، لائحة "لبنان القوي" المدعومة من "التيار الوطني الحر".

لا يعتبر عدد اللوائح كبيرا جدا مقارنة ببعض الدوائر لكن الصورة غامضة الى درجة أن كل الاحتمالات متاحة بما في ذلك مفاجآت من العيار الثقيل، فـ "الحرب" بالتأكيد هي على مقعديّ كسروان الرابع والخامس، فيما يلفّ الغموض مصير المقعد الشيعي الذي تختصر معركة "حزب الله" الكسروانية به.

ليس هذا ما تقوله أوساط لائحة العميد شامل روكز و"التيار الوطني الحر" التي تجزم بأن الصورة تكاد تكون واضحة والتنافس ينحصر على مقعد واحد "في جبيل بين سعيد وزياد حواط إذا، سنفوز بالمقعد الماروني (سيمون ابي رميا) والأرجح المقعد الشيعي.

في كسروان المسألة لا تحتمل أنصاف الحلول. هي معركة "التيار" بإمتياز. هناك مرشحان حزبيان وسقوط أي منهما هو نكسة للحزب ولجبران باسيل ولرئيس الجمهورية. وبالتالي، نحن نسعى لخمسة حواصل في الدائرة كلها تتابع الاوساط ، وربما خمسة مع الكسر. نجاح شامل روكز وروجيه عازار هو نجاح مباشر للعهد، بالنظر أيضا للصداقة العتيقة بين عون وعازار يبدو واضحا ان نعمه إفرام، وفق الاوساط نفسها، "في منطقة الامان، ويبقى مقعدان حيث يتوقع تأمين فريد هيكل الخازن لحاصل إنتخابي يؤهّله للفوز، فيما ستدور معركة حقيقية لتأمين فوز إما منصور البون أو زياد بارود، أو "تسلّل" المقعد الخامس في كسروان الى لائحة خارج "التيار"، وذلك في حال تأمين لائحة فريد هيكل الخازن لحاصل وكسور، فيما يتوقع أن يقتصر فوز "القوات" فقط على مرشحها في جبيل زياد حواط . فائض القوة لدى بعض العونيين في توقّع نتائج فرز صناديق الاقتراع، تدحضه بعض العقبات الحقيقية، فللائحة غير متجانسة تماما، والتنافر بين أعضائها واضح، وكلام الصالونات شاهد على ذلك، كما أن شامل روكز ليس ميشال عون، وهو يواجه مشاكل داخلية حزبية ضمن "التيار" الذي يستحيل ضبطه تحت سقف واحد أو أمر حزبي.  صحيح ان اللوائح الأخرى، تحديدا لائحة "القوات" ولائحة فريد هيكل وفارس سعيد، يقتصر بريقها على بعض الأسماء المحدّدة فيها، فيما البقية تبدو كـ "كمالة" عدد، إلا أن بريق أسماء "لائحة العهد" لا يعطيها بالضرورة إمتياز "قشّ" العدد الاكبر من المقاعد. بعد ثماني سنوات من آخر إنتخابات نيابية لا أحد قادر على رصد المزاج الكسرواني بدقة حتى لو لا يزال "التيار الوطني الحر" القوة الأكبر في القضاء. لكن لائحته تضمّ رؤوسا كبيرة، كل واحد منها يتصرّف على أساس أنه رافعة "لائحة العهد"، وهذا تماما ما لم يختبره ميشال عون لا عام 2005 ولا عام 2009!

 

كم مقعد سيحصد المجتمع المدني في انتخابات أيار؟

ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/7 نيسان 2018

مما لا شك فيه ان قانون الانتخاب الجديد، ترك بصمات واضحة على التشرذم الذي تعيشه الحركة السياسية في لبنان، لاسيما لناحية "اختلاط حابل الترشيحات بنابل التحالفات" حيث بدت الخارطة مشوهة، ويصعب على الناخبين المحايدين متابعة ما يجري، وبالتالي تحديد موقف من هذه اللائحة او تلك، لأن الخليط السياسي والحزبي الذي تحتويه بعض هذه اللوائح، لا يمكن استيعابه بسهولة. والابرز من كل ذلك، كان الانقسام الذي أصاب المجموعات التي تنضوي تحت شعارات جديدة، واستفادت من اخفاقات الحكومة في حل مشكلة النفايات إبان العام 2017 على وجه التحديد، اقصد مجموعات "الحراك المدني".

اصاب الانقسام بعض الناشطين من "الحراك المدني" والذين كانوا يطمحون لإحداث تغييرات بنيوية في طبيعة النظام السياسي اللبناني، وهؤلاء يضمرون رغبة باستبدال الطاقم السياسي الحالي بطاقم سياسي آخر، يحارب الاختلال الموجود في مؤسسات الدولة، وعلى وجه الخصوص، محاربة الهدر والفساد، وإزاحة كل من أخفق في اداء دوره، او فشل في حل المشكلات التي تواجه اللبنانيين، لاسيما مشكلة عدم تأمين التيار الكهربائي وارتفاع كلفته، ومشكلة النفايات، ومشكلة المياه، ومشكلة الاختناق المروري وغيرها الكثير.

عند انتهاء مهلة اقفال اللوائح في 26/3/2018، تبين ان المرشحين المحسوبين على "الحراك المدني" ـ كما يحلوا لهم تسمية أنفسهم ـ دخلوا في لوائح متعددة ومتناقضة غالبا، والبعض منهم انضم الى لوائح محسوبة على بعض قوى "السلطة"، كما ان البعض الآخر جاهد لكي يدخل الى جنات اللوائح القوية المدعومة من احزاب يناصبونها العداء. في اغلبية الدوائر الانتخابية الـ 15، كان "للحراك المدني" اكثر من لائحة، تواجه بعضها البعض، لأنها تأكل من معجن واحد، كما ان بعض افراد هذه اللوائح، استقوى بانتمائه العائلي، او المناطقي لحشد المؤيدين، إبان مرحلة إعلان اللوائح.

بل ان بعضهم وصل الى حد ركوب موجة المبالغة في بعض المطالب الشعبوية، وهي بطبيعتها تتناقض مع أهداف "الحراك" الذي اعلن: ان احد اهم اهدافه الحفاظ على المالية العامة.

ويمكن إعطاء مثال على ذلك في الشعارات التي رفعها بعض الضباط المتقاعدين المرشحين على لوائح "الحراك". ففي دائرة بيروت الثانية ـ على سبيل المثال ـ هناك 3 لوائح محسوبة على "الحراك المدني" وهي تواجه بعضها البعض، وكانت بالامس القريب تنادي بشعارات موحدة ضد "السلطة" مما ترك انطباع لدى الرأي العام: ان الاهداف الاساسية لبعض افراد الحراك هو الوصول الى مواقع السلطة، أكثر مما هو إحداث التغيير المنشود.

واللافت في تجربة لوائح "الحراك المدني" ان اعضاءها من المرشحين يهاجمون بعضهم البعض على خلفية مصادر التمويل، وعلى خلفية الحسابات الشخصية غير السوية بين بعضهم البعض.

ويمكن تسجيل تصريح المرشحة السابقة على لائحة "حزب 7" المحسوب على صفوف الحراك راغدة درغام، والتي انسحبت من السباق كمثال، حيث قالت: "ان المجتمع المدني لا يقتصر على الذين نزلوا الى الشارع للاحتجاج على الاخفاق في ملف النفايات فقط، في إشارة واضحة الى حالة الانفراد التي يتصرف وفقها بعض قادة الحراك". قدمت لوائح "الحراك المدني" من خلال تعددها، هدايا مجانية للقوى السياسية والحزبية، وتكاد اللوائح القوية، لا تشعر بتأثير هذا الحراك، ولم يبد حتى الآن ان هذه اللوائح تشكل اي خطر على مرشحي الاحزاب الكبيرة.

كما ان التوقعات التي تصدر عن بعض الخبراء في العملية الانتخابية، لم تشر الى اي احتمال لأي خرق قد يحصل من قبل مرشحي الحراك.

 

اوتوستراد من طهران إلى بيروت

"القدس العربي/07 نيسان 2018/أبرمت إيران اتفاقا مزدوجا مع النظامين السوري والعراقي يقضي بإنشاء أوتوستراد من طهران يمر بكامل الأراضي العراقية ويجتازها وصولا إلى دمشق، وقد يستكمل ليصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، على أن تنفذ المشروع شركات إيرانية، الأمر الذي رأى فيه البعض تتويجا للتدخل الإيراني في سوريا، وتحقيقا لجزء من المكاسب التي حصدتها طهران جراء تدخلها المسلح منذ عام 2012 في سوريا، بهدف الحفاظ على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين وصف معارضون سوريون المشروع بأنه استثمار خبيث أوصل طهران إلى مكاسب واطماع قديمة خططت لها منذ عقود.

وحسب مصادر إعلامية موالية للنظام فإن "السلطات في كل من ايران والعراق وسوريا وقعت على مشروع إنشاء أوتوستراد ينطلق من طهران العاصمة الإيرانية ويمر بأراضيها ثم أراضي العراق ويجتاز كامل الأراضي العراقية، ثم يجتاز الأراضي السورية وصولا إلى العاصمة السورية دمشق، بمسافة 1700 كلم على ان تقوم شركة إيرانية بتنفيذ المشروع، ونص الاتفاق على ان يتولى حراسة الأوتوستراد كل من الجيش الإيراني والعراقي والسوري، إضافة إلى شرطة إيران وشرطة العراق وشرطة سوريا فضلا عن تواجد سيارات الشرطة السريعة التي سيقام لها بين 150 مركزا إلى 300 مركز على جانبي الطريق".

وسائل الاعلام السورية الموالية قالت إن الخطة الزمنية للمشروع ستستغرق عامين، بتكلفة غير معلنة على ان يتم تحصيلها خلال 5 سنوات، وسيؤدّي هذا الأوتوستراد إلى نقل البضائع من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط وقد يستمر نحو العاصمة اللبنانية بيروت لتصل الشاحنات الإيرانية إلى المرافئ اللبنانية والعراقية وكذلك السورية. واعتبر المصدر المشروع بمثابة شريان السياحة مرجحا زيارة ما بين 8 ملايين إلى 12 مليون سائح إيراني إضافة للسواح العراقيين إلى لبنان وسوريا سنويا. وامام هذا التطور رجح مصدر عسكري مطلع، لـ"القدس العربي"، أن يكون النظام السوري وإيران قد عقدا صفقة مع الروس تضمن لموسكو السيطرة على آبار نفطية في دير الزور، مقابل مد طريق بري يصل العاصمة الإيرانية بالسورية، وأوضح المتحدث بأن ميليشيات "الحشد الشعبي" من العراقيين والافغان والايرانيين، قد حشدوا منذ أشهر طويلة في مناطق مثلث ظاظا الاستراتيجي الواقع على أوتوستراد بغداد – دمشق الدولي، الذي يربط بين سوريا والعراق والأردن، وذلك تمهيدا لهذه الاتفاقية التي ستقضي بفتح طريق بري يربط إيران بلبنان، عقب السيطرة على بلدة السبع بيار وظاظا في البادية السورية. ووصف المحلل السياسي جاسم الرمضان، لـ"القدس العربي"، الاتفاق بالتاريخي وقال إن "كسرى قد انهزم ولم تهزم أهداف الفرس، فقد عمل الحكام الإيرانيون منذ استلامهم السلطة 1979 على إنشاء ميليشيات مسلحة في العالم العربي، ثم أسس النظام الإيراني حزب الله اللبناني، جنبا إلى جنب مع مرتزقة الشيعة العراقيين، حيث سخروا لهذا اقتصادا ضخما من نفط وصناعة، خدمة للمشروع وتدخلت ايران في أغلب الدول العربية والإسلامية بدءا من محيطها الجغرافي وانتهاء بحدود روسيا، بهدف إحياء الامبراطورية الفارسية، وافتتحت حسينيات في أغلب تلك الدول والعربية ضمنا، وتابعت افتتاح المشافي التي كانت بمثابة مراكز مخابراتية للتجسس على الدول من حيث المكونات الاثنية والحالة الاجتماعية والاقتصادية، ومنطلقا لأي منفذ تستطيع من خلاله اختراق تلك المجتمعات".

وأضاف المتحدث، ومنذ عام 2015 بعد اغتيال رفيق الحريري وخوف بشار الأسد من الانتقام منه ومن حزب الله اللبناني لجأ إلى إيران التي وفرت له الحماية، ثم تغلغلت في كل مفاصل الدولة عسكريا وسياسيا واقتصاديا والأهم من ذلك كان التغلغل الاجتماعي.

ومع انطلاق الثورة السورية عاد بشار الأسد مجددا إلى ايران التي كانت تنتظر الفرصة المواتية لزحفها باتجاه سوريا بعد ان أكملت احتلال العراق فتدخلت في الحرب وحققت نتائج إيجابية بالنسبة لها، منها تجنيس عدد كبير من الإيرانيين والأفغان والعراقيين الشيعة في سوريا، ثم أصدر النظام السوري مرسوما وخص هذه الفئة بمزيد من عمليات التوطين، واعلنها بشار الاسد صراحة امام موالين له حين قال إن سوريا لمن يدافع عنها، وبهذا تكون إيران قد تمددت من طهران إلى بغداد ودمشق وصولا إلى بيروت التي سيطرت إيران على قرارها السياسي عبر حزب الله الذي يمتلك الثلث المعطل في البرمان، وليس آخرا فقد وظفت ايران كل ما سبق وتم الاتفاق على انشاء طريق من طهران يمر ببغداد وصولا إلى دمشق وبيروت.

 

نجاح غير متوقع للبنان في مؤتمر باريس... وماكرون يعتبره «نقطة بداية»والحريري عرض رؤية شاملة لحكومته من أجل النمو والاستقرار

السبت - 21 رجب 1439 هـ - 07 أبريل 2018/باريس: ميشال أبو نجم/حصد لبنان نجاحاً تخطى ما كان يتوقعه في مؤتمر دعم التنمية والاستثمارات «سيدر» الذي التأم أمس، في باريس بحضور 37 دولة و14 مؤسسة مالية إقليمية ودولية كانت على موعد في العاصمة الفرنسية. المؤتمر نظمته فرنسا وأدار أعماله تباعاً وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان، وكانت الكلمة النهائية للرئيس إيمانويل ماكرون الذي لعب دوراً محورياً من أجل إنجازه. وعُقد اجتماع في مقر وزارة الخارجية ضم ماكرون ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بحضور وزراء الخارجية والمال من الطرفين.

وفي الكلمة الختامية للمؤتمر شدد الرئيس الفرنسي على الدوافع الكامنة وراء التعبئة الفرنسية والمرتبطة بالوضع الإقليمي وحاجة لبنان إلى الدعم على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية وعلى الحاجة إلى التضامن مع لبنان، كما أنه يتعين على كل الأطراف الإقليمية والدولية أن تساعد لبنان الذي اعتبره نموذجاً من الواجب المحافظة عليه. لكن ماكرون أكد ضرورة «المتابعة الدقيقة» لنتائج المؤتمر الذي سيكون فاقد المعنى «إن لم تحصل تحولات جذرية» في لبنان، في إشارة إلى الإصلاحات التي تم التركيز عليها طيلة أمس، ومن كل الجهات. وقال ماكرون: «إذا ساعدنا لبنان فسنساعد المنطقة وبالتالي نكون بصدد مساعدة أنفسنا». ولذا «يجب ألا يكون المؤتمر نقطة نهائية بل نقطة بداية وانطلاقة جديدة» في مواكبة لبنان.

المؤتمر الذي أُعلن عنه للمرة الأولى في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، قام على معادلة واضحة عاد المشاركون إلى التذكير بها بدءاً بوزير الخارجية جان إيف لو دريان، ثم زميله وزير الاقتصاد، وقوامها أن المساعدات للبنان يجب أن تقابلها رزمة إصلاحات واسعة حقيقية وجدية. وقال لو دريان إن الأعمال التحضيرية للمؤتمر بيّنت أمرين: الأول، أن لبنان بحاجة إلى استثمارات مهمة لإعادة تأهيل بناه التحتية الأساسية من أجل توفير الخدمات الضرورية لجميع مواطنيه. وفي المقابل «حاجة لبنان الملحة إلى القيام بمروحة إصلاحات واسعة لاقتصاده بنيوياً وقطاعياً». وخلاصة لو دريان أن «استقرار لبنان من الناحية الاقتصادية يستند إذن إلى عمل مزدوج: فمن جهة، المطلوب من لبنان الإصلاحات، ومن جهة ثانية يتعين على الأسرة الدولية توفير الدعم للبنان».

يضاف إلى ذلك أن المجتمعين لم يمنحوا لبنان «صكاً على بياض» بل برز تمسك بإنشاء «آلية متابعة» يكون غرضها التأكد من تنفيذ البلدان والمؤسسات المالية «المانحة» وعودها خصوصاً «مواكبة» الإصلاحات اللبنانية والاستثمارات والمشاريع التي يتعين تنفيذها. وخلاصة المؤتمر، الذي اختُتم عصر أمس، أن لبنان حصل على وعود قروض وهبات تصل إلى 11,5 مليار دولار وهو ما يحقق الطموحات اللبنانية لتمويل المرحلة الأولى من خطته. وجاءت أهم المساهمات من البنك الدولي (4 مليارات دولار لخمس سنوات)، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (1.1 مليار يورو لست سنوات)، والصندوق العربي للتنمية (500 مليون دولار يمكن أن تصل إلى مليار دولار إذا كانت الإصلاحات جدية). وقدمت الكويت (الدولة وصندوق التنمية) 680 مليون دولار على شكل قروض. وقد غلبت القروض الميّسرة على الهبات التي وصلت إلى 800 مليون دولار وشكّلت الأساسي من الالتزامات والوعود التي حصل عليها لبنان. وسيكون من مهمات «آلية المتابعة» إدامة التواصل مع الهيئات «المانحة» للتأكد من تنفيذ التزاماتها.

وفي كلمته الافتتاحية، لاحقاً بعد الظهر، قرع الحريري ناقوس الخطر عارضاً للتحديات الكبرى التي يواجهها لبنان، وما أصاب اقتصاده في السنوات السبع الماضية التي انقضت على الحرب في سوريا. ومن الأرقام التي ذكرها الحريري أن النمو الاقتصادي هبط إلى 1% (مقابل 8% قبل الحرب)، بينما خسائر لبنان وصلت إلى 15 مليار دولار حتى عام 2015. وانخفضت الصادرات بنسبة الثلث وزادت الديون والبطالة ومعهما الفقر. وكل ذلك معطوف على الضغوط على البنية التحتية. وخلاصة الحريري أن لبنان لن يكون قادراً بإمكاناته الذاتية على مواجهة جميع التحديات مع وجود أكثر من مليون نازح سوري. وبعد أن عرض الحريري الخطوات «الإيجابية» التي قطعها لبنان منذ انتخاب الرئيس ميشال عون، رأى أن التدابير التي اتخذتها حكومته في الأشهر الأخيرة «ضرورية وليست كافية» عارضاً ما تنوي الحكومة القيام به في إطار «رؤية شاملة من أجل الاستقرار والنمو، التي تدور على 4 محاور: زيادة الاستثمارات في البنى التحتية والعمل على تنفيذ البرنامج الاستثماري، وخفض عجز الميزانية قياساً بالناتج الإجمالي بنسبة 5% خلال 5 سنوات، وتنفيذ إصلاحات هيكلية يفترض أن تشمل محاربة الفساد وتحسين جباية الضرائب وإعادة هيكلة القطاع العام وترشيد الجمارك والتحول الرقمي وتوفير بيئة اقتصادية أفضل من غير إهمال العدالة الاجتماعية، وأخيراً تطوير استراتيجية لتنويع القطاعات الإنتاجية وزيادة الصادرات». وخلاصة الحريري أن لبنان «لا يستطيع أن ينجح في هذه الجهود منفرداً، وهو بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي لأنه تحمل الكثير عنه، وعلى الأخير مسؤوليات تجاه لبنان». وختم متوجهاً إلى الوفود بقوله: «أطلب منكم الاعتماد على التطورات الإيجابية الأخيرة لتعزيز استقرار لبنان»، مضيفاً: «أقول لكم بصراحة إن الأمر لا يتعلق باستقرار لبنان وحده بل باستقرار المنطقة وبالتالي استقرار عالمنا جميعاً».

بيد أن لو دريان لم يحصر اهتمامه بالجوانب الاقتصادية وحدها بل حرص على التذكير بـ«واجبات» لبنان الأخرى، مشيراً إلى الخلاصات التي توصل إليها مؤتمر «مجموعة الدعم الدولية للبنان» الذي التأم في باريس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأولاها مطالبة اللبنانيين بـ«احترام سياسة النأي بالنفس» عن النزاعات الإقليمية، وأيضا تأكيد مبدأ أن الدولة اللبنانية «لها وحدها حق امتلاك السلاح وفقاً للقرار الدولي رقم 1701». كذلك أشار لو دريان إلى «دعوة» المؤتمر كل الدول المؤثرة على الوضع في لبنان لـ«احترام سيادة لبنان والابتعاد عن كل ما يُضعف مؤسساته الوطنية». وقارن الوزير الفرنسي القول بالفعل مستبقاً الجميع بالإعلان عن أن فرنسا ستقدم مساعدات للبنان قيمتها 550 مليون يورو تنقسم إلى 400 مليون قروضاً و150 مليون يورو هبات. وكانت اللبنة الأولى من مبلغ الـ10 مليارات دولار التي ينشدها لبنان لتمويل المرحلة الأولى من مشاريعه الاستثمارية الطموحة. ولإبراز «معنى» الدعم الفرنسي قال لو دريان إن لبنان «يبقى مثلاً للتعددية والتسامح والانفتاح الذي نحتاج إليه في شرق أوسط تهزه الأزمات وتدميه الحروب الأهلية». وفي باب «التحديات» اللبنانية، أشار لو دريان إلى محاربة الإرهاب وأزمة النازحين. وما قاله وزير الخارجية الفرنسي عاد وأكده بعد الظهر وزير الاقتصاد برونو لومير الذي شدد على أن «الاستراتيجية الجديدة تقوم على الإصلاحات والاستثمارات بالتوازي». وإذ أثنى الوزير الفرنسي على «الإشارات الإيجابية» التي أرسلتها الحكومة اللبنانية، حرص على التركيز على «التحديات الهائلة» التي يواجهها لبنان والتي أصبحت معروفة طولاً وعرضاً ليخلص إلى دعوة «كل شركاء لبنان» إلى تحمل مسؤولياتهم. وقناعة لومير أن لبنان بدأ «عهداً جديداً» في تعاطيه مع المؤتمرات الدولية شعاره وجود إرادة دولية إيجابية تجاه لبنان مقابل ممارسات لبنانية جديدة وإصلاحات مطلوبة. ولعل أفضل دليل على ذلك، وفق أطراف حضرت الجلسات المغلقة، أن عدداً من الدول أصر من جهة على رغبته في أن ينضم إلى «آلية المتابعة» بينها هولندا التي وصلت مساعدتها إلى 200 مليون دولار قرضاً لأربع سنوات. و«اختار» البعض الآخر عدداً من القطاعات التي أبدى رغبته في الاستثمار فيها بعد إشباعه المشاريع درساً وتمحيصاً. وجاء لبنان بوفد موسع برئاسة الحريري وعضوية وزراء الخارجية والمال والأشغال العامة والطاقة والعديد من الخبراء ووفد إعلامي كبير. وعقد الرئيس ماكرون اجتماعاً مغلقاً مع الحريري قبل إلقاء كلمته الختامية. ورغم أن المؤتمر أُعلن وزارياً، فإن الوزراء الذين حضروا هم الفرنسيون واللبنانيون، إضافة إلى وزيرة هولندية، بينما مثّلت غالبية الدول الحاضرة بسفرائها في فرنسا أو بممثلين عن وزارة الخارجية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ألمانيا: مقتل أربعة في عملية دهس

برلين – وكالات/07 نيسان/18/أعلنت الشرطة الألمانية في مدينة مونستر، أمس، عن مقتل منفذ هجوم الدهس الذي استهدف حشداً من الأشخاص في المدينة وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 30 آخرين. ونقل موقع “آر بي” الإخباري الألماني، عن مصادر لم يسمها قولها، إن سيارة مسرعة صدمت عدداً من المارة في مدينة مونستر بولاية شمال الراين ويستفاليا؛ ما أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 30 آخرين، من دون توضيح مدى خطورة الإصابات.  وبينما لم تحدد الشرطة دوافع الحادث، ذكر الموقع أن الدلائل الأولية تشير إلى أنه “هجوم إرهابي”. من جهتها، نقلت مجلة “دير شبيغل” عن مصادر قولها، إن “سائق السيارة أطلق الرصاص على نفسه في موقع الحادث وتوفي”. وأضافت إن “الشرطة تعتقد بأن الحادث هجوم لم تعرف دوافعه بعد”. وكانت الشرطة دعت في وقت سابق، المواطنين إلى تجنب المنطقة التي وقعت بها حادثة الدهس، مشيرة إلى أن هناك انتشار واسع لأفرادها. وأضافت “برجاء تجنب المنطقة المحيطة بالمطعم ونحن متواجدون في المكان”.

 

ترامب وولي عهد أبو ظبي بحثا في التصدي لنفوذ إيران واتفقا على السعي لوحدة الخليج

واشنطن – وكالات/07 نيسان/18/بحث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، العلاقات الثنائية بين دول الخليج، ونفوذ إيران الإقليمي. وذكر بيان للبيت الأبيض، أنه وخلال اتصال هاتفي بين الجانبين، أول من أمس، أعرب ترامب عن شكره لولي عهد أبو ظبي، على “الشراكة الستراتيجية وقيادته القوية في تسليط الضوء على السبل المتاحة لدول مجلس التعاون الخليجي، للتصدي بشكل افضل لأنشطة ايران المزعزعة لاستقرار المنطقة، وكذلك سبل إلحاق الهزيمة بالارهابيين والمتطرفين”، مؤكدا أهمية لعب مجلس التعاون الخليجي دورًا قياديًا في مواجهة إيران. وتابع أن الطرفين اتفقا على ضرورة اتخاذ مزيد من الخطوات لتعزيز التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفا أن ترامب عبر عن سعادته باستضافة الشيخ محمد بن زايد، في البيت الأبيض، في أقرب وقت. وأوضح أن “الرئيس وولي العهد يتطلعان إلى الاجتماع في البيت الأبيض، لمواصلة النقاش حول سبل تعزيز الشراكة الستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة”، مشيرا إلى أن ترامب وبن زايد ناقشا هاتفيا “التطورات الإقليمية وفرص تعزيز التعاون في عدد من القضايا الأمنية والاقتصادية”. وأضاف “اتفق الزعيمان على أن كل دول مجلس التعاون الخليجي، يمكنها ويجب أن تفعل المزيد لزيادة التنسيق مع بعضها ومع الولايات المتحدة، لضمان السلام والازدهار لشعوب المنطقة”.وأشار إلى أن الرجُلين “اتفقا على أهمية وجود مجلس تعاون خليجي موحد، والسعي من أجل الوحدة بين دول الخليج”. إلى ذلك، اختتمت فعاليات التمرين العسكري المشترك “نمر الصحراء 5، بين القوات البرية الإماراتية والماليزية في أبوظبي. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، أمس، أن التمرين حقق نجاحا كبيرا مما يعكس اهتمام وحرص القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، على رفع مستوى القدرات والكفاءة القتالية وفق ستراتيجية واضحة المعالم للمساهمة في تطوير مهارات وقدرات القوات البرية. على صعيد متصل، بحث وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري، محمد سعيد العصار، مع وفد رفيع من وزارة الدفاع الإماراتية، في القاهرة، أوجه التعاون المشترك. وخلال لقاءه، رئيس الإدارة التنفيذية للصناعات وتطوير القدرات الدفاعية بالإمارات والوفد المرافق له، إسحاق البلوشي، أكد العصار اهتمام وزارته بالتعاون مع الجانب الإماراتي في تبادل الخبرات وتكنولوجيا التصنيع والمعلومات الفنية في مجالات التصنيع المختلفة بين الجانبين. من جانبه، أعرب البلوشي عن تطلعه للتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي، مؤكدا أهمية الدور الذى تقوم به مصر لمواجهة التطرف والإرهاب.

 

نائب رئيس البرلمان الإيراني أكد أن سبب الاحتجاجات صراع أجنحة الحكم وطالب بقيود على نجاد وآية الله حيدري يدعو إلى الاعتذار عن إهانة سكان الأهواز العرب

طهران – وكالات/07 نيسان/18/طالب الداعية الإيراني آية الله محسن حيدري، التلفزيون الرسمي في البلاد بالاعتذار من المواطنين العرب، عما وصفه بـ”إهانتهم”. وشدد الداعية، وهو خطيب صلاة الجمعة في مدينة الأهواز، مركز محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، التي يشكل العرب نصف سكانها، على ضرورة أن يقدّم رئيس هيئة التلفزيون الإيراني عبد العلي علي عسكري الاعتذار للسكان العرب عن بث القناة الثانية الرسمية الأسبوع الماضي شريطا مصورا للأطفال، يتجاهل الزي العربي بين أزياء سكان البلاد. وأعرب الداعية، أثناء صلاة الجمعة، عن أسفه من تحول بعض وسائل الإعلام الإيرانية إلى “مراكز لنفوذ الأعداء باستهداف القوميات الإيرانية”، مشيراً إلى المشكلات التي تواجهها المحافظة في مجال توفير مياه الشرب، نتيجة لقرار الحكومة بخصوص نقل المياه منها إلى محافظات أخرى. وأسفر بث التلفزيون الإيراني لشريط الأطفال المصور، الذي تجاهل الزي العربي في البلاد، عن تنظيم احتجاجات في مناطق ذات غالبية عربية بإيران، حسب وسائل إعلام غربية، بينما نفى قائد الشرطة الإيرانية العميد حسين أشتري وقوع أي حوادث في المحافظة، حسب وكالة “أسوشيتد برس”. من جهة أخرى، عزا نائب رئيس البرلمان الإيراني علي مطهري، الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في البلاد والتي تتواصل بين الفينة والأخرى بأشكال مختلفة، إلى صراع الأجنحة على السلطة، إضافة إلى المشكلات الاقتصادية والأزمات المعيشية. وقال مطهري وهو نائب مستقل، في مقابلة مع وكالة أنباء “إيسنا” للطلبة الإيرانيين، أمس، إن النزاع على السلطة وسقوط ثقة الشعب بالتيارات السياسية، وأجنحة النظام المتصارعة هي أهم الأسباب الرئيسية في اندلاع الاحتجاجات. وأشار إلى أن الاحتجاجات انطلقت من قبل المعارضين للحكومة، مضيفاً “أرادوا توجيه ضربة للحكومة، إلا أن الاحتجاجات خرجت عن السيطرة ووصلت إلى نقطة مختلفة”. وأضاف إن الرئيس حسن روحاني تراجع عن شعاراته الانتخابية، والوعود التي قطعها للشعب الإيراني خصوصاً ما يتعلق بالحريات والإفراج عن زعماء المعارضة الداخلية، ورفع الحظر الإعلامي عنهم. ولفت إلى أن “هناك انتقادات توجه لحكومة روحاني خصوصاً من جانب قيادات التيار الإصلاحي والمعتدلين، بسبب عدم قدرتها على حل مشكلات البلاد، الأمر الذي أدى إلى إحباط في نفوس بعض مؤيديه”. ودعا مطهري، إلى إخضاع الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، إلى نفس القيود المفروضة على الرئيس الأسبق محمد خاتمي. وأضاف “الشعب يتساءل عن سبب وجود اختلاف كبير في الموقف مع خاتمي وأحمدي نجاد. ازدواج المعايير هذا غير مقبول”. وتطرق إلى التحقيقات مع نجاد بتهم تتعلق بالفساد، مشدداً على وجوب أن ينظر القضاء بتلك الادعاءات في أقرب وقت. وأول من أمس، حذر حزب “نهضة الحرية” الإيراني المحظور، مما وصفه بخطر انهيار النظام وتفكك البلاد، داعيا إلى الاستماع لمطالب الشعب بدل قمع الاحتجاجات بالعنف.

 

عشاء يجمع ترمب وماكرون في منزل الرئيس جورج واشنطن

السبت - 21 رجب 1439 هـ - 07 أبريل 2018 مـ/واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريغيت على مائدة عشاء في ماونت فيرنون، وذلك في منزل تاريخي يعود للرئيس جورج واشنطن، وذلك بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى الولايات المتحدة في أواخر أبريل. وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن العشاء في المنزل الذي كان يملكه أول رئيس أميركي سيكون «تذكيرا رائع بموقع فرنسا الفريد كحليفة أميركا الأولى». وفي اليوم الذي يلي «العشاء الخاص» المقرر في 23 أبريل (نيسان)، من المتوقع أن يستقبل ترمب ماكرون في البيت الأبيض في أول زيارة دولة لرئيس أجنبي إلى الولايات المتحدة منذ انتخاب ترمب رئيساً. وفي 25 أبريل (نيسان)، يلقي ماكرون كلمة في الكونغرس الأميركي بمجلسيه. وكان ماكرون الذي تربطه علاقات جيدة بترمب، استقبل الرئيس الأميركي في باريس في يوليو (تموز) الماضي. وقد تناول الرئيسان وزوجتاهما العشاء في الطابق الثاني من برج إيفل. ويقع ماونت فيرنون الذي يفتح أبوابه للعموم، في ولاية فيرجينيا، على بعد 20 كيلومتراً جنوب العاصمة الفيدرالية. وفي 2007، شارك الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في اجتماع عمل في ماونت فيرنون مع نظيره في حينها جورج بوش.

 

ماكرون يدعو بوتين إلى الضغط على دمشق لـ«وقف التصعيد»

السبت - 21 رجب 1439 هـ - 07 أبريل 2018 مـ/باريس - موسكو: «الشرق الأوسط»/طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدداً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ممارسة ضغوط على دمشق لوقف «التصعيد العسكري» في سوريا، من أجل حماية المدنيين، بحسب بيان لقصر الإليزيه. وأشار «الإليزيه» إلى أن ماكرون، وفي اتصال هاتفي مع بوتين، «حض روسيا على ممارسة تأثيرها بشكل كلي على النظام السوري» من أجل «وقف التصعيد العسكري الذي لوحظ خلال الأشهر الأخيرة»، وذلك بهدف «السماح بحماية المدنيين، واستئناف مفاوضات ذات مصداقية حول عملية الانتقال السياسي الشاملة، ومنع عودة (داعش) إلى المنطقة». من جهته، أفاد المركز الصحافي للكرملين بأن الرئيس بوتين ونظيره الفرنسي بحثا هاتفياً التطورات الأخيرة في الغوطة الشرقية. وجاء في البيان: «أثناء مناقشة الأوضاع في الغوطة الشرقية أولى الجانبان اهتمامهما بالعملية التي لا سابق لها لإنقاذ المدنيين وإخراج المسلحين الذين لم يرغبوا في نزع السلاح». وأطلع بوتين، ماكرون، على نتائج قمة أنقرة للدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران. وأضاف البيان: «أبلغ بوتين، ماكرون، بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في قمة زعماء روسيا وإيران وتركيا التي جرت في 4 أبريل (نيسان) الحالي في أنقرة، حول مواصلة العمل بهدف ضمان التطبيع الطويل الأجل للأوضاع في سوريا، وتعزيز سيادتها ووحدتها واستقلالها ووحدة أراضيها». وأضاف: «تمت الإشارة إلى ضرورة تحريك عملية التسوية السياسية عن طريق تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وكذلك أهمية التشكيل السريع للجنة الدستورية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة». وتابع البيان أن الجانب الروسي أشار إلى الأهمية المبدئية لتوحيد جهود المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في الأراضي السورية كلها، وفق القرار الدولي رقم 2401. وعبر الرئيسان عن استعدادهما لمواصلة المشاورات الفرنسية الروسية حول أهم محاور التسوية السورية. وذكر الكرملين أن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين جرت بمبادرة من الجانب الفرنسي. إلى ذلك، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن «جبهة النصرة» و«الجيش السوري الحر» يواصلان الإعداد لتنفيذ استفزازات كيماوية بجنوب البلاد، وقد أوصلا التجهيزات اللازمة لتصوير الهجمات على فيديو. وقال مركز «تنسيق المصالحة في سوريا» التابع لوزارة الدفاع الروسية، في بيان الجمعة: «بحسب المعلومات التي أفاد بها مسلحو (جيش أحرار العشائر) الذين سلموا أنفسهم للقوات الحكومية، فإن التشكيلات المسلحة غير الشرعية الناشطة في جنوب سوريا تعمل على إعداد عدد من الاستفزازات، بما في ذلك استخدام مواد سامة». وبيَّن «مركز المصالحة الروسي» أن «قادة تنظيمي (جبهة النصرة) و(الجيش السوري الحر)، اللذين يعملان معاً، وضعوا خططاً لتفجير ذخائر كيماوية محلية الصنع، فيها مواد كيماوية تحتوي على غاز الكلور، في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرتهما، بما فيها منطقة درعا البلد». وتابع: «يعتزم المسلحون تصوير آثار هجماتهم الكيميائية التمثيلية على كاميرات لنشر التسجيلات لاحقاً واتهام الحكومة السورية والجيش بقتل مدنيين، من جهة، وتبرير أفعالهم الخاصة لهم الرامية إلى تقويض نظام وقف إطلاق النار في محافظة درعا، من جهة أخرى»، وفق البيان.

 

نشر مئات الجنود على حدود تكساس وأريزونا مع المكسيك

السبت - 21 رجب 1439 هـ - 07 أبريل 2018 مـ/واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/أعلن حاكم ولاية أريزونا الواقعة في جنوب غربي الولايات المتحدة أن الولاية سترسل 150 عضوا من الحرس الوطني الأسبوع المقبل لحماية الحدود الأميركية مع المكسيك. وأفاد الحاكم الجمهوري دوغ دوسي عبر «تويتر» أن الولاية تعمل «بشكل وثيق مع الحرس الجمهوري ووزارة الدفاع ووزارة الأمن الداخلي على خطط لنشر نحو 150 من أعضاء الحرس الوطني على الحدود الأسبوع المقبل». وغردت دائرة تكساس العسكرية أيضا مساء أمس (الجمعة) مشيرة إلى أنها تستعد لنشر عناصر على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. وأفاد متحدث باسم الحرس الوطني أن 250 فردا سيتم إرسالهم للقيام بدوريات في المنطقة خلال الـ72 ساعة القادمة. ووعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس بإرسال «بين ألفين وأربعة آلاف» عنصر من الحرس الوطني إلى الحدود مع المكسيك لمؤازرة حرس الحدود في ضبط الأمن ووقف تسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة. وتجري وزارة الأمن الداخلي محادثات مع حكام الولايات الأميركية الأربع التي تقع على الحدود مع المكسيك، والتي تضم أيضاً كاليفورنيا ونيومكسيكو وتكساس. ويشي هذا التصريح بأن انتشار هذه القوة العسكرية على الحدود قد يستمر فترة طويلة لأن ترمب نفسه أقر بأن البيت الأبيض ما زال «يدرس» كلفة بناء الجدار على الحدود الأميركية المكسيكية. وكانت مسألة تمويل الجدار الذي تقدر كلفته بـ18 مليار دولار أدت إلى مواجهة بين الجمهوريين والديمقراطيين خلال مناقشة الميزانية العامة في الكونغرس. ولم يخصص سوى عشر نفقاته المقدرة.

 

قتلى وجرحى بغارات على دوما... واستمرار تجميد اتفاق الإجلاء

السبت - 21 رجب 1439 هـ - 07 أبريل 2018 مـ /بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»/قتل وجرح عشرات المدنيين في غارات لطيران النظام السوري على مدينة دوما، آخر جيب للمعارضة قرب دمشق، في وقت ترددت أنباء عن «انقسامات» داخل المعارضة إزاء اتفاق مع النظام برعاية روسية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «12 غارة استهدفت عدة مواقع في مدينة دوما وأسفرت عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة 25 آخرين بجروح». من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن طائرات النظام شنت غارات ردا على «قصف بالقذائف» على «ممر الوافدين وضاحية الأسد السكنية» في حرستا، مشيرة إلى وقوع إصابات بين المدنيين. ووقعت الغارات غداة تعليق عمليات إخراج المقاتلين من دوما بسبب انقسامات داخلية في صفوف «جيش الإسلام» البالغ عديده نحو عشرة آلاف مقاتل يسيطرون على دوما، إذ يرفض جناحه المتشدد اتفاق الإجلاء. ودخلت نحو عشرين حافلة استأجرها النظام إلى دوما، لكنها عادت أدراجها وتوقفت مع حافلات أخرى عند أطراف المدينة، وفقا لمراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. ولم يدل «جيش الإسلام» بأي تعليق علنا على موضوع الاتفاق الذي أعلنه الإعلام الرسمي السوري. وقد خرج حوالي أربعة آلاف من مقاتليه وأفراد عائلاتهم منذ الاثنين إلى شمال سوريا غير أن الفصيل يلزم الصمت حول عمليات الإجلاء. وقال عبد الرحمن: «تمّ تعليق الاتفاق القديم، وهناك مباحثات بين الروس وجيش الإسلام من أجل التوصل إلى تسوية جديدة». وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أنّ «سحب الحافلات من داخل مدينة دوما» يهدف إلى «الابتعاد عن الخلافات الداخلية وتركهم لحل خلافاتهم بأنفسهم». وأكدت «سانا» أن «اتفاق إخلاء مدينة دوما» لم يتوقف، مشيرة إلى أن «الحافلات تقف قرب حاجز الجيش بانتظار العودة لاستكمال إخراج مقاتلي جيش الإسلام». وأعلنت روسيا مساء الأحد التوصل إلى اتفاق «مبدئي على انسحاب مقاتلي جيش الإسلام» من مدينة دوما، لكن لم يصدر عن جيش الإسلام أي تأكيد رسمي في شأنه. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن: «تمّ تعليق الاتفاق القديم، وهناك مباحثات بين الروس وجيش الإسلام من أجل التوصل إلى تسوية جديدة». وأضاف: «تبيّن أنه من أصل العشرة آلاف مقاتل لدى جيش الإسلام، أكثر من أربعة آلاف يرفضون الخروج بتاتا».

وإثر هجوم جوي عنيف بدأته في 18 فبراير (شباط) ترافق لاحقا مع عملية برية وتسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني، ضيّقت القوات الحكومية تدريجاً الخناق على الفصائل المعارضة، وقسّمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، وافق فصيلا حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن على إجلاء مقاتليهما بموجب اتفاق مع روسيا. وجرى خلال أيام إجلاء عشرات آلاف المقاتلين والمدنيين إلى شمال غربي سوريا. وعززت القوات الحكومية انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات تمهيداً لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام.

وتعرض جيش الإسلام لضغوط داخلية من سكان دوما الذين طالبوا باتفاق يحمي المدينة من أي عمل عسكري. وقال أحد سكان دوما لوكالة الصحافة الفرنسية: «ليس هناك أمر واضح، ننتظر نتيجة المفاوضات». وأضاف: «هناك أشخاص يريدون الخروج وآخرون يفضلون البقاء. هناك محلات فتحت أبوابها». وتابع: «لم يعد السكان قادرين على البقاء في الأقبية. النظام أعاد الحافلات اليوم (...) ثم حلّق الطيران الحربي في أجواء المدينة ليثير الرعب في قلوب الناس». وقد أكّد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في دمشق تحليق طائرات حربية سورية.

وقالت نجاح علي (60 عاما): «أنا أنتظر منذ ثلاثة أيام هنا. آتي في الصباح وأذهب مساءً. لقد اختطفت ابنتي وزوجها منذ خمس سنوات، ولدي أبناؤهم الثلاثة أرعاهم. لا أمل بخروجهم. الآن وقد رأيت أنّ الباصات خرجت فاضية (فارغة)، خاب أملي».

وقالت أم رضا (36 عاما): «كنت أتمنى خروج المسلحين من أجل إطلاق سراح أخي وأولاد عمي (...) لقد تدمرت معنوياتي (...) لا أعلم عنهم شيئا منذ أن خُطفوا». وخلال السنوات الماضية، صعدت قوات النظام سياسة الحصار والإجلاء. وعلى غرار الغوطة الشرقية، شهدت مناطق عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجمات عنيفة.

إلى ذلك، أسقطت مروحيات تابعة للنظام منشورات إلى أهالي دوما تضمنت «ضمانات» روسية. وجاء في رسالة روسية إلى أهالي دوما، أن «جيش الإسلام توصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بوساطة روسية لاعتماد الحل السلمي لعودة الاستقرار إلى المدينة» بحيث «تمَّ السماح لجميع المسلحين الراغبين بمغادرة المدينة مع أسلحتهم، وإمكانية الذهاب إلى مدينة جرابلس مع أفراد عائلاتهم بضمانات الحماية الروسية، مع دعوة جميع المدنيين للبقاء في مدينتهم وبناء حياتهم الآمنة»، إضافة إلى أن «الحكومة السورية ستقوم بتقديم كل الخدمات لإعادة تأهيل البنية التحتية في دوما كما كانت سابقاً».

وشملت التطمينات أيضاً قيام مؤسسات الحكومة بـ«عقد لقاء مع الفعاليات الأهلية لحل موضوع إعادة تفعيل جميع الوثائق التي تمَّ الحصول عليها خلال سنوات الحرب، وذلك بشكل قانوني»، إضافة إلى «منح الطلاب في جميع مراحلهم الدراسية الحق بمتابعة التعليم في المنشآت التعليمية الحكومية بعد تجاوزهم اختبارات بسيطة». وكان مقررا أن يسمح من يوم أمس لـ«الأشخاص المسلحين الذين يسلمون أسلحتهم في نقطة التسجيل المحددة للشرطة العسكرية الروسية، بتسوية أوضاعهم في أقصر وقت وبضمانة سورية روسية، وأن هذا يشمل أيضاً السكان المدنيين»، إضافة إلى أنه «سيمنح الشبان الذين بلغوا سن خدمة العلم فترة تأجيل من ستة إلى عشرة أشهر». وقالت مصادر إن الرسالة شملت أيضا «قيام وزارة الداخلية من خلال مراكز الشرطة بضمانة الشرطة العسكرية الروسية، بتأمين الحماية لمدينة دوما خلال فترة إعادة تأهيل المدينة» على «أن يتم تأمين الحركة التجارية الحرة إلى المدنيين، وكذلك حركة وسائط النقل».

 

 واشنطن تسعى لتسوية المسائل المتعلقة بدعم حلفائها بسوريا بعد انسحابها

السبت - 21 رجب 1439 هـ - 07 أبريل 2018 مـ/واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن العسكريين الأميركيين يتحدثون إلى شركائهم الأكراد وغيرهم في سوريا لتسوية القضايا المتعلقة بدعم واشنطن لهم بعد انسحاب الولايات المتحدة من هذا البلد. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن الأسبوع الماضي أنه يريد سحب قوات بلاده من سوريا «في وقت قريب جدا». وقال البيت الأبيض في بيان الأربعاء إن «المهمة العسكرية» للقضاء على تنظيم داعش في سوريا شارفت على الانتهاء، لكن من دون أن يشير إلى أي جدول زمني محتمل لانسحاب القوات الأميركية من هذا البلد. لكن أوضح بعد ذلك أن المهمة الأميركية رهن بالقضاء نهائيا على التنظيم الإرهابي في سوريا وبـ«نقل» المسؤوليات التي تتولاها القوات الأميركية حاليا إلى (القوات المحلية)، التي ستواصل الولايات المتحدة تدريبها، لضمان أن داعش «لن يعود للظهور مجددا».

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس بأن المهمة العسكرية الأميركية في سوريا لم تتغير وأن العسكريين الأميركيين باقون في هذا البلد في الوقت الحاضر. وإحدى القضايا التي تشغل واشنطن مصير آلاف السوريين الأكراد الذين قاتلوا تنظيم داعش لسنوات بتدريب ومعدات ودعم جوي أميركي. وردا على سؤال عما إذا كان الجيش الأميركي ملتزما دعم المقاتلين الأكراد، قال ماتيس «نجري مشاورات مع حلفائنا وشركائنا الآن وسنعمل على ذلك». وتخلى العديد من الأكراد عن محاربة داعش في محافظة دير الزور شرقي سوريا ليتمكنوا من التصدي للهجوم التركي في عفرين شمالا.

 

 ارتفاع قتلى الغارات على دوما إلى 40 مدنياً بالتزامن مع هجوم بري على القطاع الجنوبي الغربي والشرقي للمدينة

السبت - 21 رجب 1439 هـ - 07 أبريل 2018 مـ/بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد القتلى إلى 40 مدنيا على الأقل إثر تصاعد الغارات الجوية على دوما، آخر جيب للمعارضة قرب العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى انتهاء الهدوء المستمر منذ عشرة أيام. ووصف رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لوكالة الأنباء الألمانية، القصف بأنه «هستيري» وتحدث عن مئات الغارات على دوما. وأضاف أن الغارات الجوية والقصف تزامنا مع هجوم بري نفذته قوات النظام السوري على القطاع الجنوبي الغربي والشرقي من دوما. ووصف الناشط براء عبد الرحمن الوضع الإنساني داخل دوما بأنه «مأساوي»، موضحا أن العديد من الجرحى يموتون بسبب نقص الرعاية الطبية حيث لا يوجد سوى عدد قليل من الأطباء في المنطقة. وأفاد المرصد أن عدة قذائف سقطت على العاصمة السورية دمشق، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 20 آخرين في أحياء برزة وساحة العباسيين والمزة. من جانبه، نفى محمد علوش، مسؤول في «جيش الإسلام»، أن تكون الجماعة قد قصفت أي منطقة داخل العاصمة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه تم تعليق عمليات الإجلاء من بلدة دوما التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية مساء الخميس، بعد أيام قليلة من مغادرة مئات من مقاتلي المعارضة وأقاربهم إلى مناطق في شمال سوريا.

 

الخلافات الفنية تفشل مفاوضات «سد النهضة» بالخرطوم ومتحدث الخارجية المصرية لـ {الشرق الأوسط}: مباحثات الخرطوم اتسمت بالصراحة والمُكاشفة

السبت - 21 رجب 1439 هـ - 07 أبريل 2018 /الخرطوم: أحمد يونس القاهرة: سوسن أبو حسين/كما توقع المراقبون، فشلت اللجنة الوزارية الثلاثية المصرية - السودانية - الإثيوبية، التي عقدت جولة مفاوضات «سد النهضة» بالعاصمة السودانية الخرطوم نهار أول من أمس (الخميس)، وتواصلت أعمالها حتى صبيحة الجمعة، في التوصل إلى اتفاق على قرار مشترك بشأن القضايا الخلافية المطروحة على الاجتماع. فبعد 18 ساعة من المفاوضات المستمرة، خرج وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور بادي التعب ليقول: «فشلنا في أن نتفق، رغم توفر الصبر والأناة والإرادة»، وجاء ما اقتضبه غندور في الصباح الباكر من يوم الجمعة تلخيصاً «يائساً» لإخفاق جهوده طيلة النهار وآناء الليل والفجر، في «ماراثون التفاوض» الذي كانت تشي مقدماته بفشله. وقال غندور للصحافيين، إن الاجتماع «فشل» في الوصول إلى توافق والخروج بقرار مشترك متفق عليه، وأضاف: «جلسنا منذ الصباح، وناقشنا كثيراً من القضايا، لكنا في النهاية لم نستطع الوصول إلى توافق للخروج بقرار مشترك». النتيجة التي أعلنها غندور، كانت بائنة منذ البداية للصحافيين الذين صبروا طويلاً بانتظار وصول الأطراف إلى «شيء ما» يرضي نهم وسائطهم للمعلومات والأخبار. المتفاوضون أحاطوا ما يجري بالداخل بسياج متين من الكتمان والسرية غير المعهودة في مثل تلك المفاوضات، ولم تفلح وسيلة واحدة في الحصول على «تسريب» يرضي هذا النهم. ورغم عدم إعلان «أجندة محددة» فقد تفاوضت الدول الثلاث - بشكل أساسي على عدد سنوات ملء بحيرة سد النهضة الإثيوبي، وتشغيل السد وإدارته، وتطمين مخاوف دول المصب، ومصر على وجه الخصوص، من عدم تأثر حصتها المائية في مياه النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، تأتي 80 في المائة منها من نهر النيل الأزرق الذي ينبع في الهضبة الإثيوبية.

الاجتماع الذي قال عنه غندور إنه عقد بإرادة قوية كان يحوم حول القضايا التي اختلفت عليها الأطراف في القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأدت لتجميد المفاوضات حتى فكت عقدتها قمة الرؤساء الثلاثة في أديس أبابا يناير (كانون الثاني) الماضي.

من جهته، قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية، إن «مباحثات الخرطوم حول سد النهضة اتسمت بالصراحة الكاملة والمُكاشفة، وتناولت كل الموضوعات العالقة، بهدف تنفيذ التوجهات خلال اجتماع القادة الثلاثة على هامش القمة الأفريقية الأخيرة، بضرورة التوصل إلى حلول لتجاوز التعثر في المسار الفني». وأضاف أبو زيد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، أنه «على الرغم من استمرار مباحثات الخرطوم إلى أكثر من 16 ساعة، فإن الأطراف لم تتوصل إلى توافق في الموضوعات محل البحث».

ودخلت مصر جولة جديدة من المفاوضات الثلاثية حول «سد النهضة»، حين التقى وزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات بكل من مصر والسودان وإثيوبيا في الخرطوم الأربعاء والخميس الماضيين. وكانت مصر والسودان تجاوزا توترات شابت العلاقات بين البلدين، قبل عدة أشهر، من بينها الخلاف حول الموقف من «سد النهضة» الإثيوبي على نهر النيل. وكشف أبو زيد أنه كانت هناك تفاهمات حول عدد من النقاط، وفى أحيان أخرى اقتضى الأمر مزيداً من النقاش، مضيفاً: «ما يقلقنا في مصر، هو استمرار التأخر في إطلاق الدراسات التي من شأنها أن تحدد حجم الأضرار المتوقعة من السد على دولتي المصب وكيفية تجنبها، وبالتالي لا بد أن يكون واضحاً لدى الجميع أن اتفاق إعلان المبادئ الموقع في عام 2015 يعتبر الإطار القانوني الوحيد الذي يحكم العلاقة التعاونية بين الدول الثلاث»، لافتاً إلى أنه يتعين تنفيذ جميع بنوده، وفى مقدمتها البند الخاص باستكمال الدراسات والاسترشاد بنتائجها في التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد. ويتضمن اتفاق المبادئ الذي وقعه قادة الدول الثلاث في مارس (آذار) 2015، 10 مبادئ أساسية؛ تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية، والتعاون على أساس التفاهم والمنفعة المشتركة، وتفهم الاحتياجات المائية لدول المنبع والمصب، وعدم التسبب في ضرر لأي من الدول الثلاث. وأشار المتحدث الرسمي للخارجية المصرية إلى أنه من المهم أن نشير إلى التكليف الصادر من القادة الثلاثة لمصر والسودان وإثيوبيا؛ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس عمر البشير، ورئيس وزراء إثيوبيا السابق هايلي مريم ديسالين، بضرورة التوصل إلى حلول لتجاوز التعثر في المسار الفني خلال 30 يوماً، وقد بدأت تلك المدة باجتماع 5 أبريل (نيسان) (الحالي) في الخرطوم، ومن ثم من المفترض أن تعقد اجتماعات أخرى، لضمان تنفيذ اتفاق المبادئ الذي وقع في 2015 باعتباره الإطار القانوني الوحيد. وكان سامح شكري، وزير الخارجية المصري، قد أكد في مؤتمر صحافي عقب مباحثات الخرطوم: «بحثنا كل الموضوعات المتعلقة وكيفية تنفيذ التعليمات التي صدرت عن الزعماء الثلاثة فيما يتعلق بإيجاد وسيلة للخروج من التعثر الذي ينتاب المسار الفني في مفاوضات سد النهضة من خلال المشاورات الثلاثة لوزراء الخارجية والري ومديري أجهزة المخابرات العامة». على صعيد متصل، ذكرت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط»، أن اجتماع الخرطوم ناقش كل التفاصيل المتعلقة بسد النهضة، لكن بقيت المسائل الفنية مُعلقة ولم يتم التوافق حولها، لذا تم تركها لوزراء الري، وإذا كانت لهم حاجة إلى معلومات استخباراتية أو تشاور مع وزراء الخارجية، ستتم العودة إلى اجتماع مرة أخرى. وأكدت المصادر أن «هناك رغبة صادقة للخروج بقرار مشترك تنفيذاً لتوجيهات قادة الدول الثلاث خلال الاجتماع الذي تم في أديس أبابا، لكن يبدو أن القضايا الخلافية تحتاج إلى صبر، وسوف يترك الأمر لبعض الوقت ولاجتماع اللجان الفنية ووزراء الري»، مضيفاً أن هناك حرصاً على عدم ذكر نقاط الخلاف في وسائل الإعلام لأسباب، من بينها، أن المباحثات مستمرة، ويمكن حلها في أي وقت. وتشير التكهنات إلى أن الخلاف ظل باقياً في مربع مدة وسعة خزان السد، حيث تصر إثيوبيا على ارتفاع المنسوب إلى 74 مليار متر مكعب، وكذلك مدة التخزين، وهو الأمر الذي يضر بمصالح مصر وحصتها في مياه النيل، وقد تواجه فقراً وشحاً في المياه غير مسبوق.

وتتخوّف مصر من تأثير سلبي محتمل لسد النهضة على تدفق حصتها السنوية من نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب) مصدر المياه الرئيسي في البلاد. ومنذ نحو 3 سنوات دخلت في مفاوضات مع إثيوبيا والسودان، غير أنها تعثرت مراراً جراء خلافات حول سعة تخزين السد وعدد سنوات عملية ملء المياه. ولم تستبعد المصادر نفسها، عقد قمة ثلاثية محتملة مرة أخرى، لكن في القاهرة بين الرئيسين السيسي والبشير ورئيس الوزراء الإثيوبي الجديد آبي أحمد، لكنها أوضحت أن «اجتماع وزراء الري والفنيين له الأولوية لحل المسائل العالقة».

 

8 قتلى وألف جريح في «مسيرات العودة 2» في قطاع غزة وإسرائيل قالت إنها كانت أكثر هدوءاً من المسيرة السابقة وسجّلت عدم حصول محاولات لاختراق السياج الحدودي

الجمعة - 20 رجب 1439 هـ - 06 أبريل 2018 ]/غزة - تل أبيب: «الشرق الأوسط»/قُتل 8 فلسطينيين وأُصيب أكثر من ألف آخرين، أمس (الجمعة)، خلال مواجهات عنيفة اندلعت على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة في الجمعة الثانية من «مسيرات العودة الكبرى» المقرر أن تتواصل حتى 15 مايو (أيار) المقبل الذي يصادف الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية. وأشارت إسرائيل إلى أن «مسيرات العودة» في نسختها الثانية أمس، كانت أكثر هدوءاً من النسخة الأولى التي سقط فيها 17 قتيلاً فلسطينياً، وسجّلت عدم حصول محاولات لاختراق السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية.

وقالت وزارة الصحة بغزة، إن أحد القتلى الذين سقطوا أمس، يدعى ثائر رابعة (30 عاماً)، وهو من سكان بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وقد قضى متأثراً بجروح خطيرة أُصيب بها قبل نحو أسبوع، بينما قُتل 5 آخرون خلال مواجهات مباشرة على حدود القطاع، وهم أسامة قديح (38 عاماً) شرق خان يونس، ومجدي شبات (22 عاماً) من بيت حانون، وحسين ماضي (16 عاماً) من سكان مدينة غزة، وإبراهيم العر (19 عاماً) وصدقي أبو عطيوي (45 عاماً) وكلاهما من مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة. أما القتيل السابع فهو محمد صالح (33 عاماً) من مدينة رفح، وقد توفي متأثراً بجروح أُصيب بها في مواجهات شرق رفح، أمس. وليلا اعلن مقتل علاء الدين الزاملي (17 عاماً) من مدينة رفح. وأشارت الوزارة إلى أن عدد الإصابات وصل إلى أكثر من ألف مواطن فلسطيني، منهم 40 طفلاً و8 سيدات، موضحة أن من بين الجرحى أكثر من 20 في حال خطيرة.

وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ بدء اندلاع المواجهات يوم الجمعة الماضي إلى 28، من بينهم اثنان تحتجز قوات الاحتلال الإسرائيلي جثمانيهما. كما أصيب أكثر من 2800 فلسطيني بجروح متفاوتة في مسيرتَي العودة الأولى والثانية.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال تعمّد في أكثر من مرة استهداف الطواقم الطبية على الحدود بإطلاق النار تجاهها وإلقاء قنابل الغاز، مشيرة إلى إصابة مسعف برصاصة شرق مدينة رفح. وأصيب 3 صحافيين بجروح متفاوتة خلال تغطيتهم للأحداث، بينهم المصوّر ياسر مرتجى الذي أُصيب برصاصتين في منطقة البطن شرق مدينة خان يونس. وشارك في المظاهرات التي أطلق عليها بعض الناشطين اسم «جمعة الكاوتشوك» (الإطارات) على طول الحدود من رفح جنوباً إلى بيت حانون شمالاً، نحو 25 ألف فلسطيني من بينهم أطفال ونساء، بينما أقدم محتجون على إشعال آلاف إطارات السيارات في مناطق المواجهة الخمس على الحدود، بهدف حجب الرؤية عن الجنود الإسرائيليين المتمركزين على سواتر ترابية لقنص المتظاهرين الذين يقتربون من السياج الأمني الفاصل بين القطاع وإسرائيل. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه لم تسجَّل أي محاولات لاختراق الحدود لكن كانت هناك محاولات عدة للإضرار بالسياج الأمني من قبل بعض المتظاهرين الذين ألقوا زجاجات حارقة وقنابل محلية الصنع. وأشار إلى أن قوات الجيش منعت عمليات تسلل واستخدمت وسائل مختلفة لتفريق المتظاهرين من بينها مدافع الماء والمروحيات الضخمة لإزالة الدخان الناجم عن إشعال الإطارات، إلى جانب إطلاق النار وفق التعليمات التي عُممت على الجنود.

واعتبر الناطق أن حدة المواجهات، أمس، كانت أقل بكثير مما كانت عليه الجمعة السابقة، محمِّلاً حركة «حماس» المسؤولية عن كل ما يجري على الحدود مع القطاع. وجال عدد من قيادات حركة «حماس» منهم يحيى السنوار، قائد الحركة في غزة، على «خيام العودة» على الحدود، أمس، وردد في كلمة له شعار الرئيس الراحل ياسر عرفات «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، وسط ترديد شعارات مماثلة من عشرات الشبان المتظاهرين. وأضاف السنوار: «غزة حرة، وستعيد القضية الفلسطينية لمربعها الأول»، معتبراً أن مسيرات العودة حالة وطنية من المستوى الأول، ويجب الحفاظ عليها بأعلى درجة ممكنة».

ونظمت الفصائل الفلسطينية في خيام العودة حفلاً تأبينياً للضحايا الذين سقطوا يوم الجمعة الماضي، مؤكدة استمرار المسيرات السلمية على الحدود حتى تحقيق أهدافها في تأكيد حق الفلسطينيين بالعودة ورفض كل محاولات فرض أي حلول سياسية هدفها تصفية القضية الفلسطينية، إلى جانب رفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. وفي إسرائيل، أعلن جيش الاحتلال أنه يردّ «باعتدال وحزم» على المسيرات الفلسطينية، فمن جهة سيسعى إلى تخفيض عدد القتلى بتقليل حالات استخدام الرصاص الحي، ومن جهة ثانية سيمنع بالقوة أي محاولة لتجاوز الشريط الحدودي بأي ثمن. وأحضرت طواقم من وسائل الإعلام الأجنبية لتغطي الحدث من وجهة نظرها. وأحضرت خراطيم مياه ومروحيات هوائية لمنع الدخان الكثيف عن جنودها.

ودفعت قوات الاحتلال، منذ ساعات الفجر، بتعزيزاتٍ عسكرية ضخمة، وبمزيد من الدبابات والمدرعات وجنود القناصة على طول السياج الحدودي في المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة، لمهاجمة الفعاليات السلمية. وأكدت مصادر إسرائيلية، وصول الدخان الكثيف المتصاعد من الإطارات المطاطية المشتعلة إلى البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «لن نسمح بإلحاق الضرر بالبنية التحتية الأمنية، وسنتصرف ضد مثيري الشغب العنيفين». وأعلن الجيش عن «غلاف غزة» منطقة عسكرية مغلقة، ووجه إرشادات إلى سكان البلدات والتعاونيات لاتباعها في حال تصاعدت الأحداث. ونشر جيش الاحتلال مراوح ضخمة قرب السياج الفاصل لمنع دخان الإطارات من الوصول إليهم ومحاولة تغيير اتجاه الرياح، إلى جانب إطلاقه عدة طائرات حربية في الأجواء لإطلاق قنابل الغاز على المدنيين السلميين. وكان وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد جدد تهديداته بقمع مسيرة العودة، وباستهداف المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة. وقال إن الحكومة الإسرائيلية وضعت قواعد أساسية وواضحة في مواجهة مسيرة العودة ولا تعتزم تغييرها، مهدداً كل من يقترب من الحدود بأنه يعرّض حياته للخطر. وأشار إلى أن جيش الاحتلال مستعدّ لأي سيناريو محتمَل، مهدداً بأنه في حال حاول الفلسطينيون إثارة الاستفزازات والإضرار بـ«سيادة إسرائيل»، أو إذا حاولوا انتهاك «أمن إسرائيل»، ستكون هناك استجابة قوية وقوية جداً وحازمة من جانب الجيش. ووزعت وزارة الخارجية الأميركية بياناً لممثل الولايات المتحدة في مفاوضات السلام، جيسون غرينبلات، دعا فيه الفلسطينيين إلى التهدئة وعدم الاقتراب من السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية، في وقت قالت الناطقة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ليز ثروسيل، إن لجوء إسرائيل إلى استخدام الأسلحة النارية وما يؤديه ذلك إلى الموت يشكل قتلاً عمداً، وهو انتهاك جسيم لاتفاقية جنيف الرابعة. وأعربت ثروسيل، في بيان، عن قلقها تجاه احتمال وقوع المزيد من أعمال العنف خلال مظاهرات أمس والأسابيع المقبلة، في ضوء عمليات القتل المؤسفة التي وقعت حتى الآن، خلال المسيرات في غزة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الهوية الضائعة وفائض الوعود

الدكتورة رندا ماروني/07 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63740

نرى اليوم مع مروحة التحالفات التي تشهدها تركيب اللوائح الإنتخابية إنحدارا قيميا وأخلاقيا عنوانه إستغلال الفرص والمصالح الآناية ونحرا للبنان الهوية الراسخة وللسيادة والإستقلال، فبعد أن خيضت إنتخابات 2009 بعناوين سيادية واضحة وبفريق متماسك وبدعم شعبي كبير لتحصد أكثرية المقاعد في الندوة البرلمانية، لتظهر صلابة إرادة الشعب اللبناني بأغلبيته الساحقة بالتشبث بهويته الوطنية السيدة الحرة والمستقلة عن أية تبعية ولتظهر الثبات في خياراته التحررية مهما كثرت التضحيات، تشهد إنتخابات اليوم الضياع والتخبط في العناوين السيادية وتلاشيا للهوية السياسية.

فإذا كانت الهوية السياسية لدى غالبية الشعب اللبناني والتي ترجمتها ساحة 14 آذار، قلب لبنان النابض بالحياة، غير قابلة للمساومة أو المتاجرة بها، إلا أنها وفي جعبة الأغلبية الساحقة من الزعماء السياسيين عملة قابلة للصرف في سوق الحسابات والمصالح الخاصة، وإذا كانت مسؤولية بعض اليوضاسيين تفوق مسؤولية البعض الآخر منهم، في شرذمة ثورة الأرز وحركة 14 آذار التحررية، إلا أنهم جميعا وقعوا في الخطيئة وتنكروا لنبض الساحة الحي أبدا.

فمن الحلف الرباعي، إلى وثيقة مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، إلى التغيير الإستراتيجي في سياسة تيار المستقبل وتبني ترشيح سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة، إلى أوعى خيك، وإلى بعض الطامحين ببعض المكاسب من هنا وهناك، إضافة إلى ما تخلل هذه الفترة من إستهداف لحركة 14 آذار من قبل بعض الراغبين بالوصول إلى سدة الرئاسة وقعوا في الخطيئة، وتنكروا لنبض الساحة واليوم شكلت اللوائح البعض منها فائق الوقاحة والبعض الآخر أعاد العناوين السيادية، نخص هؤلاء بالذكر وبالتساؤل، هل هي عودة إلى الثوابت أم لضرورات المعركة الإنتخابية؟ الإعتراف بالخطأ فضيلة ولم نسمع إعترافا، والأخطاء المستمرة تستدعي التنحي وفرز قيادات جديدة.

عناوين لوائح طنانة رنانة تغزو العقول وتستدعي الناخبين لإختيارها، الصفة الجامعة لأغلبها فقدان الهوية السياسية السيادية اللبنانية، يدور مضمونها في فلك التحالفات مع حزب الله وحلفائه، فلوائح لبنان القوي الذي يعدنا به التيار الوطني الحر هي في الواقع من أقوى اللوائح المجردة لبنان من هويته الحضارية ومضامينه الدستورية من خلال المروحة الواسعة للتحالفات مع حلفاء النظام السوري بلبنان، أما ما يسمى بالمجتمع المدني أو بالأحرى من ينسب نفسه للمجتمع المدني هو في الحقيقة في أغلبيته الساحقة ما عدا القليل من الشخصيات المعروفين والمعدودين لا يحمل أهدافا سيادية ولا هوية سياسية، ومن خلال طرحه لمشروع لبنان الدائرة الواحدة على قاعدة النسبية يتناغم مع المشروع السياسي لحزب الله، كما أنه في خطابه الإنتخابي لا يقرب السلاح الغير شرعي لا من قريب أو من بعيد، أما من يطرحون لوائح بعناوين سيادية في مكان، ويتحالفون مع غير سيادين في مكان آخر، أو من يطرحون لوائح بعناوين سيادية وفي الأمس القريب تنكروا لها قد ينالون تأييدا إنما ليس لإنجازاتهم الرائعة إنما لفقدان البديل وشتان ما بين الإثنان.

فالهوية السياسية السيادية اللبنانية ضائعة في أغلبية التشكيلات المطروحة عمليا لأنه في الواقع لا يكفي طرح العناوين السيادية لنيل السيادة إنما هي ممارسة وقد وضع المواطن ثقة سابقة في إنتخابات 2009 ولم يحصد نتائج إلا معاكسة لما كان مطروحا له، وعلى من يريد المشاركة في العملية الإنتخابية اليوم التي لا تقرب إلى الأصول الديمقراطية بشيء والتي تستدعي المقاطعة لا المشاركة، عليه التأني في إختيار الأقل ضررا وبعد مراجعة متأنية للتجارب السابقة.

هوية ضائعة

وفائض وعود

كائنات مسخة

بحسنها تجود

منشورة معلقة

صعودا سجود

طرقات مزروعة

كواكب قرود

أموال تهدر

ورقا مرصود

بميزانية ضخمة

وشهادة شهود

تصور الكهل

طفل مولود

وتقدم القديم

بأبهى البنود

هوية ضائعة

وفائض وعود

كائنات مسخة

بحسنها تجود

والطرقات مزروعة

كواكب قرود.

 

انتخابات مغشوشة تمهّد لحرب أهلية

منى فياض/النهار/07 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63734

انها المرة الأولى التي أعودُ فيها الى لبنان من دون ان أشعر بالفرح لأني أعود الى بيتي والى وطني. والمسألة هنا لا تتعلق فقط بمعرفتك أنك ستجد حال الوطن على ما تركتها، أو أسوأ، من فوضى وابتذال وتفكك تفاقمها خطابات غرائزية مذهبية تثير العصبيات من هنا، ومنفلتة من عقال المنطق والمسؤولية من هناك. تدخل في مزايدات إنتخابية وتريد البقاء في الحكم تحت شعار محاربة الفساد الذي تغرق فيه الى أذنيها.

سبب الانقباض أعمق، لمعرفتك ان هذا الوضع المزري لا يطال لبنان وحده بل تتخبط فيه جميع البلدان العربية بأشكال متفاوتة ومختلفة وأن بعضها يمتاز عن بعضها الآخر فقط بنجاتها من عنف الحروب المباشرة دون ان تكون بمعزل عن عنف الارهاب اوالعنف الاجتماعي. والأنكى من كل ذلك ان لا أمل لديك بتغير الاوضاع في المدى المنظور.

في لبنان الذي تمتع بنظام ديموقراطي تعددي وكان شوكة في عيون الأنظمة المستبدة وملجأ للمضطهدين، لم يعرفْ ولم يستطع أن يحفظ العدالة الاجتماعية المأمولة ولم يقم بالإصلاح المطلوب للتوصل الى تقاسم متوازن للسلطة. ما أفقده قدرته في الحفاظ على سيادته واستقلاله في موقعه الجيوسياسي المحاط بدول معادية – ولو على درجات متفاوتة – إما لاختلاف أنظمتها (سوريا) وإما لأنها عدوة محتلة (اسرائيل).

كان يمكن لهذه الانتخابات ان تشكل فرصة، ليس للحل المثالي المأمول، لكن على الأقل لكي يتسنى للشعب اللبناني ان يحدث تغييراً في الطبقة السياسية، التي أوصلت البلد الى التفكك والانهيار خلال الثلاثين سنة الماضية. ما قد يساعده على حفظ سيادته ومقومات وجوده في الحد الأدنى على الأقل.

لكن كيف يمكن ذلك في ظل قانون لقيط هبط فجأة بقدرة قادر بعد سنوات من التخبط وعدم التوافق بين اركان السلطة المستقرة على توازنات مصلحية سياسية ومالية!

قانون هجين ابتدع النسبية المذهبية، بعدما قطّع أوصال الدوائر وأعاد لصقها دون منطق أو معيار سوى مصلحة البعض للوصول الى المجلس وحفظ البعض الآخر لحصصهم ومقاعدهم. اما الصوت التفضيلي فلقد قسم اللائحة نفسها وجعل الكتلة توزع اصواتها على لوائح متعارضة مختلفة! وأجبر الناخب على اختيار مرشحه المفضل وخصمه في الوقت نفسه؟

كما ألغى وظيفة النائب المشرع وفضّل "النائب المشتري لمقعده" بفضل القانون الذي قونن شراء الأصوات.

ناهيك عن المعارضة التي تحوّلت معارضات لا تعد ولا تحصى. فمن جهة المعارضة التي سميت "مدنية" (نقيض العسكرية ليس أكثر) تفككت ذاتياً بسبب ضيق افق اصحابها وغياب التقاليد السياسية الديموقراطية التي تسمح بعمل سياسي جدّي ومؤطر. فلا أحزاب سياسية ولا نقابات فعلية ومجتمع مدني لا يعرف أهدافه ولا ما يجمعه أو يفرقه.

من جهة اخرى، طبقة سياسية لغّمت المعارضة بمعارضات وهمية تزايد على المطالب المحقة وتميّعها. والهدف تقسيم المقسم وقطع الطريق على إنجاح أي معارض حقيقي. والجميع يحارب الفساد وندرة بينهم تربط بين الفساد وفقدان السيادة.

كنت من أكثر المشجعين للائحة معارضة موحدة تحت شعار بسيط جامع تعتمد ممثلين مختارين عنها على مستوى لبنان. لكن تبين انه مجرد حلم استباقي؛ أجهض من قبل الايغو المتضخم والمصالح المتضاربة وعدم نضح الرؤية السياسية ولا المستوى الفكري او الممارسة الديموقراطية.

ثم كيف يمكن الوثوق بنزاهة انتخابات تجري بإشراف المرشحين انفسهم الموجودين في السلطة، سواء التنفيذية او التشريعية؟ في أي بلد يكون فيه اعضاء الحكومة والمسؤولين عن نزاهة الانتخابات مرشحين ايضا؟ في أي بلد تستخدم المقار الرسمية للدعاية والتحفيز الانتخابي؟ في أي بلد (مفلس على حد خطاب المسؤولين) يسمح بصرف الملايين من الدولارات كدعاية انتخابية؟

سبق أن تمنّى عليّ بعض الأصدقاء والأحبّة أن أترشح في هذه الانتخابات، وعدا عن انها مسؤولية مضاعفة تحتاج الى فرق عمل جدية غير متوفرة فعلاً، فهي محفوفة بمخاطر الفشل في مواجهة حيتان السلطة من دون استعداد كافٍ للصمود في وجههم في غياب جمهور حقيقي وازن من المواطنين المستعدين للدعم (غير الكلامي) لهكذا اشخاص، اضافة الى تمويلهم؟

الظروف لا تسمح لمثلي بأن يأمل بالنجاح مع الحفاظ على الاستقلالية والحرية المطلوبتين. ظروف الناخبين لم تنضج بعد.

فما الذي يمكن ان ننتظره ممن قبلَ أن يقبض ثمن صوته الانتخابي؟ وماذا ينتظر هو في المقابل ممن اشتراه سوى أن يبيعَه ليسترجع أمواله التي بذلها!

وبعد ان استمعت بالصدفة الى حديث الدكتور جورج يزبك على اذاعة "صوت لبنان" واشارته الى البلد الذي لا يحتاج الى نواب على شاكلة الموجود بل الى نائب: "زبال يكنس اوساخهم و سنكري يصلح ما افسدوه و كندرجي وعتال و... و... و...".

قلتُ في نفسي حتى ولو نجح أمثال هؤلاء ودخلوا الندوة البرلمانية، فلن يستطيعوا شيئاً في هذا المسلخ النيابي.

انها بلاد لم تتمرس بعد على العمل السياسي "السياسي" حقاً. ولم تتشكّل بعد كتلة وازنة من اللبنانيين الافراد المستقلين والاحرار فكرياً وسياسياً مؤهلين للممارسة الديموقراطية الحقة.

وسنظلُ في قاعة الانتظار، حتى يتبلورَ رأي عام حقيقي وأكثري وحتى يشعر الناخب بأنه هو المسؤول عن تغيير الطبقة السياسية واختيار مرشحيه. والا فعلى لبنان السلام.

وفي مثل هذه الاوضاع، من الافضل مقاطعة الانتخابات كي لا نعطي شرعية لانتخابات مغشوشة وغير نزيهة.

انها انتخابات مزورة تمهد الطريق لتفسخ البلد ولبيعه لمتمولين ومرتزقة ما يمهد لحرب أهلية جديدة. لأنها سبق ان فجّرت الصراع بين مختلف مكونات المجتمع، سواء السياسية او الاجتماعية او المدنية، وادخلت الى جانب قوة السلاح قوة الرأسمال.

فأي خير سننتظره منها؟

 

الكوميديا الانتخابية في لبنان!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/07 نيسان/18

في ساحات بيروت والمدن اللبنانية لم يبقَ مكان ليغطي عليه عصفور أو يمامة، فقد اكتسحت الشعارات واللافتات الانتخابية الأمكنة في فيض هائل من وعود المنّ الوطني والسلوى السياسية، لن تلبث أن تهبط على هذا الشعب البائس المتعطش إلى كل اهتمام تقريباً!

قد يصاب الزائر الغريب بالذهول وهو يقرأ محتويات هذه الشعارات واللافتات من منطلق أنها تُجمع كلها تقريباً، على تقبيح الواقع القائم في البلاد، وتعد بحال أفضل وبحلول تريد أن تنتشل اللبنانيين من الجحيم الذي فيه يعانون إلى الجنة التي بها يحلمون.

قليل من التأمل في الدافع السيكولوجي الذي كان وراء هذا الطوفان من الشعارات البراقة المرفوعة والوعود الذهبية، يكفي لنذهب إلى الاستنتاج أن الوضع في حاله الراهنة والسابقة، كارثي لجهة قطاعات التربية والصحة والاقتصاد والبطالة والغلاء والحركات المطلبية الشعبية والبيئة والكهرباء والماء الملوث والفساد المتوحش الذي ينخر في دوائر الدولة والسمسرات والخوات والغش والمحاصصات والتوظيف الكيفي والتلزيمات المشبوهة والفواتير الملغومة والمليارات التي تصرف على جمعيات وهمية، بينها على سبيل المثال لا الحصر مبلغ مائتي مليون دولار على «تحسين نسل الجواد العربي»، وصدّق أو لا تصدّق!

طبعاً لا مغالاة في كل هذا، لكن المفارقة مفارقتان تقريباً؛ أولاً لأن الشعارات واللافتات المرفوعة تجمع على أنها ستنتشل لبنان واللبنانيين من هذه الحال المأسوية، وثانياً وهو الأهم أنها لا تطرح أسئلة واضحة وصريحة تحدد المسؤولية والمسؤولين الذين أوصلوا البلاد إلى هذه الحال، وعند هذا الحد قد تصبح الفاجعة قاتلة تماماً، عندما يتذكر المواطن اللبناني أن الذين يرفعون شعارات الخلاص من الأزمة والوعود بالجنة والخلاص، ليسوا في الواقع، في معظمهم (كي لا نقع في التعميم)، سوى أولئك الذين عكفوا في الأعوام الماضية على إيصال الأوضاع إلى ما هي عليه من التردي والانهيار!

حتى لو تجاوزنا هذا الواقع المؤسف وحاولنا فعلاً أن ندخل إلى خلفيات العملية الانتخابية، ولن أقول جوهر هذه العملية، لأنها مُفرّغة تقريباً من الجوهر، فسنجد أمرين مفجعين تماماً:

الأول، أن المقترع اللبناني لم يستمع إلى مناقشة واحدة أو إلى مناظرة بين مجموعة من المتنافسين حول برامج تمثيله في هذه الدائرة الانتخابية أو تلك، ولم يتسنَ للناس معرفة ماذا يحمل هذا من أفكار وبرامج وماذا أعد منافسه من معالجات وحلول، وليس في تاريخ أي انتخابات تعطي وكالة عامة لمدة أربعة أعوام، مثل هذا التجاهل أو التغاضي عن تقديم امتحانات شفوية أمام الناخبين لجهة المشكلات القائمة والحلول الموعودة لحلها.

كل ما يجري هو مبارزة في البكاء على الواقع الذي وصل إليه الوضع في لبنان، لكن من دون توفير المناديل ولو لمسح الدموع كي لا نتحدث عن معالجة المشكلات وإنهاء المآسي التي تتراكم.

والمشكلة أن أكثر من خمسين في المائة من المرشحين الذين يرفعون شعاراتهم الانتخابية على خلفيات اتهامية للواقع والماضي هم أنفسهم أو من أبناء أو أنسباء أو إخوة أو أنصار أو أقارب أو ورثة الذين كانوا يمثلون الناس في الندوة النيابية سابقاً، فإذا كان هذا الواقع الكارثي وكل هذا السوء والاهتراء هما نتيجة نيابة الذين صنعوا هذا الواقع وحافظوا عليه لمدة تسعة أعوام على الأقل تمديداً وتعطيلاً، فهل أن ورثتهم سيكونون أفضل منهم وقد درسوا في مدرسة سياسية واحدة وتتلمذوا على أن النيابة هي للجاه لا لخدمة الناس والمجتمع؟

الأمر الثاني يبدو الآن أكثر فظاظة وبشاعة، وهو يتصل بالطرق الغريبة والعجيبة التي تفرضها التحالفات وتشكيل اللوائح الانتخابية، التي وصلت إلى ما يشبه لعبة البارولي أي المراهنات على سباقات الخيل، بمعنى إلقاء كل الشعارات والقيم والوعود في سلة المهملات، والانكباب على شيء واحد وهو الماكينات الحاسبة، بمعنى تعالوا نضع السياسة في الخرج ونتفق على أن الأرقام سيدة اللعبة، فهي التي تقرر في النهاية، بمعنى أن التحالف مع هذا الخصم هنا في هذه الدائرة يفيدنا ويفيده، والتنافس معه في تلك الدائرة لا مفر منه.

لا قواعد ولا سياسات ولا وبرامج ولا أهداف موحدة، مجرد عمليات حسابية، جمع وطرح وقسمة، والهدف واحد محاولة الحصول على مقعد هنا أو هناك. الذين يغرقون في الملاكمة الانتخابية في هذه الدائرة البيروتية، يتبادلون الأصوات والقبلات في تكتل الدائرة الجنوبية مثلاً، وهكذا صارت العملية الانتخابية بورصة أو ردهة لتبادل الأصوات أو على الأغلب «سوق أوقية» كتلك التي كانت قائمة في بيروت في الماضي!

يغرق لبنان كما لم يحصل من قبل في طوفان من الخطب والوعود الكلامية الفارغة أملتها طبيعة القانون الانتخابي النسبي والمعقّد والعويص، الذي عندما أرسل نصه أحد الوزراء السابقين إلى 280 سياسياً بينهم نواب ووزراء وجاءته الأجوبة فاجعة، ذلك أن معظمهم لم يفهمه كاملاً، وما يزيد من التعقيد هذا الفيض الهائل من القوائم الانتخابية، ففي بعض الدوائر تجد أكثر من ثماني لوائح متنافسة، وهو ما أدى إلى ظهور ما يمكن تسميته «الصوت الذهبي» أي «الصوت التفضيلي» الذي يعطي للمقترع أن يختار واحداً من اللائحة على أساس القضاء فيعطيه صوته!

وانطلاقاً من هذا، ظهر بازار الصوت التفضيلي، ولقد شاهدت الأسبوع الماضي إعلاناً صريحاً يقول: «الصوت التفضيلي بألف دولار»، ما سيفتح باب رزق جديداً على الهامش الانتخابي!

في العمق ليست هذه انتخابات تصحح التمثيل العام الأعوج في لبنان.. قطعاً لا، هذه فوضى تمثيلية اختلط فيها الحابل بالنابل في عمليات حسابية بليدة لا علاقة لها بالسياسة أو المسؤولية. الوزير السابق رشيد درباس كتب مقالاً قال فيه إن «الذي صاغ نصوص القانون الانتخابي الجديد يستشفي في أحد المصحات النفسية»، وطبعاً ليس في هذا أي مبالغة! بيان الرئيس حسين الحسيني لم يكن استقالة من خوض الانتخابات، بل بيان اتهامي عنيف موجه إلى مساراتها التي سمّاها «استنياباً»، داعياً إلى مواجهة الغابة الأوليغارشية السياسية التي تشوّه عملية التمثيل العام قانوناً وسلوكاً، وخصوصاً عندما شكا من سطوة المال وسلاح «حزب الله» والأبواق والنعرات الطائفية والمذهبية والتدخل الأجنبي السوري تحديداً، واستخدام مؤسسات الحكم والإدارات والأجهزة الرسمية والأملاك العامة الخاصة والشخصية أو الحزبية في العملية الانتخابية… الهزلية!

حتى مجموعات المجتمع المدني تمزقت على الحدّ القاطع لهذا القانون العجيب!

 

التلفزيونات تتغيّر والسياسيون: سبحان الانتخابات!

جوليان الحاج/مدى الصوت/07 نيسان/18

وأخيراً… وين الزلغوطة؟ المحطات التلفزيونية بدأت تفهم اللعبة الإعلامية “الجديدة”، والسياسيون أيضاً. أتى الاستيعاب متأخّراً جداً بعدما أكل العصر الرقمي كل المواد التلفزيونية، لكن على الأقلّ أتى. لافت ما حملته التلفزيونات من مواد جديدة الإطار في الشهر الماضي. الفضل للانتخابات بطبيعة الحال، فالجميع يعرض عضلاته في الأفكار – وسرقتها  ونقلها أحياناً – والانتاج المربح الذي يعلّي الرايتنغ ويتصدّر هاشتاغات تويتر ويملأ جيوب أصحاب التلفزيونات. ثلاثة برامج تستحقّ التركيز عليها: سيّد نفسه مع سمر أبو خليل على الجديد، لوين واصلين مع ديما صادق على الـLBCI ودقّ الجرس على الـMTV. العبرة أنه، وأخيراً، عَبَرت برامجنا إلى مرحلة كسر صورة السياسي النمطية، فكنّا لا نراه إلّا أمام طاولة زجاجية مكتمل الأناقة، اليوم صرنا نتابعه يمزح ويأكل ويتنقّل مثل الناس. لم يحصل ذلك لأن السياسيين فهموا أن الإعلام بات يتّجه نحو أسلوب السرد القصصي ومفهوم “الرحلة” في نقل المعلومة، بل لأن مستشاريهم اعتقدوا بأن أفكاراً كهذه تقرّب السياسي من الناس وتزيد أصواته في صناديق الاقتراع وفرصه لتأمين كراسٍ في المجلس الكبير. البرنامج الأول استطاع أن يأخذنا في “رحلة” لنشعر بأننا نمضي نهارنا مع الضيف وسمر التي تحاول الخروج من عباءة المحاورة السياسية لتصبح صديقة تفهم بالسياسة، رغم بعض المبالغة أحياناً.

برنامج ديما صادق لا يحمل جديداً وفكرته مسروقة، حاله حال برامج كثيرة تُعرض على كل الشاشات اللبنانية، لكن قالبه جديد بالنسبة إلى السوق هنا ويتّبع أسلوباً إعلامياً عصرياً وإن تأخّر ست سنوات عن البرنامج الأصلي Comedians in Cars Getting Coffee. دقّ الجرس يعتبر أيضاً مختلفاً عمّا نرى على شاشاتنا الصغيرة رغم انتقادات كثيرة لمحتواه. هو نسخة – مدفوعة الثمن، الحمدلله – عن برنامج Au tableau الذي بُثّ قبل انتخابات فرنسا الرئاسية السنة الماضية. يكفي أن تشاهد خمس دقائق من النسخة الفرنسية فتلحظ ضعف الإنتاج اللبناني. البرنامج الذي يفترض أن يكون الأكثر عفويةً على الإطلاق فيه كل شيء سوى العفوية. ناهيك بفكرة تعريض الأطفال لأفكار ومواضيع قد تدفعهم إلى القلق. الواضح أن البرنامج لا ينمّي عند التلاميذ روح المساءلة والنقمة على الطبقة السياسية الحالية، وهذا ما يحتاجون إليه، بل على النقيض. دقّ الجرس يغرق الأطفال في زواريب سياسية تافهة تستحقّ النسيان. في أي حال، هذه البرامج إيجابية للصناعة التلفزيونية، علّها تبقى بعد ٦ أيّار. أذكر قبل أشهر قليلة كنّا نعمل على إنتاج برنامج سياسي يقدّم شيئاً من الترفيه وكان هاجس فريق العمل الأكبر أننا لن نجد ضيوفاً يقبلون بالظهور في هذا القالب، لكن اليوم … سبحان الانتخابات التي تغيّر! درب المحتوى التلفزيوني الذي ينافس ما نراه في بلدان أخرى لا يزال طويلاً، فأين مناظرات الانتخابات التي لا يجرؤ السياسيون على خوضها؟ ولماذا لا نشاهد المرشحين يقرأون أوقح التغريدات التي يرسلها الناس إليهم (Mean Tweets)؟ أندم أحياناً لأني أضيّع وقتي في مراقبة ما تعرضه الشاشات الصغيرة، حين كل التركيز صار على الشاشات الأصغر من الصغيرة، وهذه أوّل انتخابات نعايشها في عصر الديجيتال. والكلام على أداء المرشّحين في العالم الافتراضي كثير كثير.

*جوليان الحاج

صحافي منتج “مالتيميديا”

 

كلا ليس الهدف استرجاع حقوقٍ للمسيحيين

شفيق نعمه/مدى الصوت/07 نيسان/18

خاضت القوى المسيحية “الرئيسية” معارك أين منها داحس والغبراء لتغيير قانون الانتخابات السابق (قانون الستين) بغية تحسين التمثيل النيابي للمسيحييين ورفع عدد نوّابهم الذين يصلون الى المجلس بالصوت المسيحي بنسبة حوالي 40 او 50%.

وكانت هذه القوى تجتمع وتتناقش تحت رعاية بكركي التي طوّبت أعضاء الرباعي المسيحي (التيار الوطني والقوات والكتائب والمردة) قوى “عظمى” مارونية!

ولكن هذه القوى العظمى أدت عدم احتراف مذهلاً في انتاج مشاريع ومقترحات مفيدة حول قانون أساسي وعضوي مثل قانون الانتخابات، فتداولت رزمة من مشاريع القوانين الانتخابية التي يصحّ وصف بعضها بأنه “هستيري” أو عنصري، وبعضها الآخر بالسوريالي وبعضها الأخير كان أشبه بالباتش وورك أو ما يسمّى بالعامية “خزّق لزّق”…

ولكي لا نظلم أحداً، يجب الإقرار بأنّ قانون الانتخابات النيابية أمر معقّد لأنّه مطلوب أن يتحلّى بمزية عجيبية، وهي صون مناصفة مثالية افتراضية في مقاعد مجلس النواب، بينما الديموغرافيا في مكان آخر تماماً.

لذلك ربما تجلّت الصعوبات والعقد مضافة إلى مظاهر الخفة وعدم الاحتراف في كمية المشاريع والاقتراحات المتبادلة عشوائياً بين جميع القوى اللبنانية بشأن قانون الانتخابات المقترح، إضافة إلى عدد اللجان الثنائية والثلاثية والرباعية والحقوقية والمتخصصة وغيرها التي “بلّت يدها” في الموضوع.

إلى أن كان ما كان بسحر ساحر، فصدر قانون عجيب مسخ يزاوج بين مبادئ متناقضة متنافية، مثل التصويت النسبي في الدائرة الكبرى والأكثري في الصغرى. لكن ذلك لم يمنع بعض عشّاق الاحتفاليات والمظاهر الشكلية والأبهة من التفاخر بأبوّة القانون الجديد والتهليل له وتوزيع “المغلي” فرحاً وابتهاجاً بولادته!

ارتاحت الرعية المسيحية عامّةً والمارونية خاصّةً وانفرجت أسارير سيد بكركي لالتقاء أبنائه جميعاً تقريباً على مسألة ما وربّما للمرة الأولى في العقدين الأخيرين. لكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً لأنّه سرعان ما تبيّن أنّ همّ القوى المسيحية “الرئيسية” ليس زيادة عدد النواب المسيحيين المنتخبين بالصوت المسيحي، بل زيادة عدد نوّابهم هم شخصياً لا أكثر ولا أقل، وعلى حساب المسيحيين الآخرين من أحزاب “صغرى” ومن مستقلّين، وليس على حساب الأحزاب والجهات الأخرى غير المسيحية.

وكذا انتقل الصراع إلى الأروقة المسيحية الداخلية وخاصّة إلى الدهاليز المارونية على حفنة من المقاعد سنرى بعد 6 أيار القادم أنّها لن تتجاوز في أفضل الأحوال نصف المقاعد الـ 64 الممنوحة للمسيحيين بموجب الدستور.

وتناست القوى “العظمى” المارونية اعتراضاتها ومطالباتها بحقوق المسيحيين التي لطالما اعتبرتها مهدورة على يد مخابرات النظام السوري وأعوانه في الداخل، لتركّز جامّ جهدها على “الحوربة” الأخوية الداخلية وتناتش فلس الأرملة المسيحية، بينما الحصّة الكبرى من الحقوق المسيحية ستبقى مسفوحة ومضاعة لأن لا من يطالب بها ولا من يكترث.

فلو كانت القوى المسيحية التي استماتت لاختزال الساحة وتمثيل المسيحيين صادقة فعلاً وحريصة على حقوق هؤلاء لكانت، في أقلّ تعديل، انتظمت، على غرار الثنائي الشيعي، في تفاهم مسيحي عريض ومسبق يسمح لها فعلاً بأن تسترجع المقاعد التي تعتبر أن القوى الطائفية الأخرى تسلب منهم. ولكان أولى بقادة هذه القوى أن يتفاهموا على صيغة لا يلغي فيها أحدٌ أحداً منهم، لا بل يتوزّع اللاعبون المسيحيون الكبار الأدوار ويتكاملون في المناطق كافة، بحيث يُعطَى كل فريق حقه وحجمه الفعلي ويتضامنون فيما بينهم لتحسين شروط كلّ منهم حيث يجدر به أن ينافس على انتزاع حقوق المسيحيين، أي في الموقع حيث هو لا غيره، وبدعم من نظرائه المسيحيين، يمثّل القوة السياسية الأكبر والأنسب لمواجهة القوى الطائفية الأخرى التي “تتغطرس” على مقاعد المسيحيين.

خلاصة القول أن القوى المسيحية “العظمى” لا تكترث فعلياً بما تعتبره مقاعد مسيحية “مسلوبة” نتيجة سياسات وممارسات للنظام السوري وحلفائه إبّان الاحتلال، بقدر ما يهمّها الحؤول دون وصول الأحزاب “الصغرى” والجهات المستقلّة الأخرى، من طائفتها ذاتها، إلى تلك المقاعد!

هذا كلّ المطلوب في ظلّ المنطق الإلغائي الاختزالي الذي لا يزال مسيطراً ومستمرّاً.

شفيق نعمه/محامٍ ودكتور في القانون

 

أحجام القوى الانتخابية في كسروان – جبيل … وتذكّروا أن تحاسبوني

إيلي بدران/الصوت/07 نيسان/18

تفاجئ نتائج استطلاعات للرأي في دائرة كسروان جبيل بأرقام ونسب يفاخر بها أصحاب شركات إحصاء. أرقام ونسب متلاعب بها للمساهمة في دفع المواطنين إلى الاقتراع للوائح ، وحجب أصواتهم عن لوائح.

من ضروب الإعلانات الانتخابية غير المرئية، على سبيل المثال، الترويج في وسائل إعلام أن لائحة "التيار الوطني الحر" في دائرة كسروان – جبيل ستحصل حكماً على 4 أو 5 مقاعد، والإيحاء أن لائحة "حزب الله" لن تنال الحاصل الانتخابي، إيحاء مرده إلى محاولة عدم استفزاز القواعد الناخبة للاقتراع ضد الحزب. وكذلك تصوير لائحة حزب "القوات" ومرشحه زياد حواط أميراً للمرشحين في جبيل محاولة لإضعاف صورة الأمين العام لـ"قوى 14 آذار سابقاً الدكتور فارس سعيد. كما أن الغاية من اعتبار أن لائحة النائب السابق فريد هيكل الخازن والكتائب في كسروان سوف تؤمن حاصلاً انتاخبياً واحداً هدفه اضعاف صورة الكتائبيين في كسروان.

هل صارت الغاية من عمل  شركات الإحصاء إضعاف المعارضة واعطاء دفع للوائح السلطة إعلاميا؟

قبل الحكم، هنا عرض لواقع الانتخابات النيابية في دائرة كسروان – جبيل وفق تقاطع لمعلومات خاصة من معظم الماكينات الانتخابية في الدائرة :

قدرة "التيار الوطني الحر" في كسروان – بدون احتساب أصوات الشيعة والموالين للثنائي الشيعي في القضاء – انخفضت من 30 الفاً في انتخابات عام 2009 الى 18 ألفاً في انتخابات العام 2018 ، وستقسم الأصوات بين المرشحين شامل روكز وروجيه عازار. غير ان نقطة القوة في لائحة العهد أن المرشح نعمة افرام تمكن من استقطاب عدد لا يستهان به من اصوات الممتعضين العونيين، مما يرفع حاصل اللائحة إلى 25 ألف صوت، تُضاف إليهم شعبية النائب السابق منصور البون التي تقدرها كل اللوائح بنحو 6 آلاف صوت، إلى نحو ألف صوت للوزير السابق زياد بارود، مما يعطي لائحة "التيار الوطني الحر" قرابة 32 الف صوت. نتيجة تقارب النتيجة  التي نالها عام 2009.

في جبيل نال "التيار الوطني الحر" عام 2009 نال التيار نحو 28 ألف صوت، بين 18 الف صوت لمسيحيين و10 آلاف صوت لمواطنين شيعة،. واليوم رغم كل الجهود التي تبذلها ماكينة "التيار الوطني الحر" في قضاء جبيل يصعب أن تنال أكثر من 17 الف صوت مقسمة على النائبين وليد خوري وسيمون ابي رميا، مع أرجحية فوز وليد خوري بغالبيتها لأسباب تستلزم شرحاً لاحقاً.

ويتبين من جمع عدد أصوات لائحة "التيار الوطني الحر" في قضاءي كسروان- الفتوح وجبيل أنها ستنال بأفضل الظروف 50 الف صوت اي 3.33 حواصل انتخابية، في حال اقترع نحو 120 الف ناخب وفق المتوقع.

لائحة حزب "القوات اللبنانية" في الدائرة عصبها الحزبيون وشخصيات مستقلة على اللائحة لا خبرة انتخابية لها وحضورها السياسي خجول. وبالتالي تؤكد ماكينة "القوات" أن مرشحها في كسروان السيد شوقي الدكاش سيحصل على 6 آلاف صوت تفضيلي، والواقع أنها لن تحصل على أكثر من 5 آلاف صوت وأن المرشحين الآخرين مجتمعين يمكن أن يؤمنوا له ألف صوت إضافي.

أما في قضاء جبيل فالاختلاف واضح بين الواقع وأمنيات شركات الإحصاء.  فهذه تعطي مع ماكينة "القوات" المرشح زياد حواط 14 ألف صوت تفضيلي، بينما الواقع يؤكد عدم تخطيه نصف هذا العدد. صحيح ان زياد حواط  كان رئيساً لبلدية جبيل لكنه لن يحصل من داخل المدينة على اكثر من 1700 صوت، علماً أنها الركن الانتخابي الذي يرتكز عليه حواط ومن خلفه حزب "القوات" ليتمكنا من تأمين حاصل انتخابي يتيم. من هذا المنطلق يمكن فهم إصرار بعض شركات الإحصاء على رفع قدرة حواط وحظوظه في استقطاب الأصوات.

بناء على هذه المعطيات المستقاة من الماكينات الانتخابية للأحزاب والمرشحين، ومن ضمنها ماكينة "القوات"، يمكن القول إن لائحة هذا الحزب في كسروان جبيل قد لا تتمكن من تأمين حاصل انتخابي واحد لإيصال شوقي الدكاش أو زياد حواط إلى البرلمان.

أما المرشح النائب السابق فريد هيكل الخازن، فالجميع يتذكر نتائج استطلاعات كانت تعطيه  قبل بضعة أشهر الموقع الأول في كسروان بعدد الاصوات التفضيلية، طبعا عندما كانت مصالح أصحاب شركات الإحصاء تلك  تقتضي ذلك. (وبما أنني ابن قضاء كسروان، وحاسبوني على ما أكتب بعد الانتخابات) الواقع أن النائب السابق فريد هيكل الخازن سوف يحصل على 9 آلاف صوت تفضيلي على أقل تقدير ويحل تالياً بين المراتب الثلاثة الأولى في القضاء ( يستند ترتيبه على طريقة توزيع أصوات "التيار الوطني الحر"). ومن جهته سينال مرشح حزب الكتائب الدكتور شاكر سلامة نحو 5 آلاف صوت تفضيلي، وكل من النائبين جيلبرت زوين ويوسف خليل على ألفي صوت، والإعلامية يولاند الخوري على نحو 400، لتحصل اللائحة في كسروان على 18 ألف صوت تفضيلي .

وفي قضاء جبيل سوف يحصل النائب السابق فارس سعيد على 12 ألف صوت تفضيلي، من ضمنها أصوات الكتائبيين في القضاء. وبذلك تؤمن اللائحة حاصلين انتخابيين.

وعلى نقيض للتوقعات الشائعة، سوف تحصل لائحة "حزب الله" على حاصل انتخابي يؤمن فوز مرشحها حسين زعيتر للأسباب التالية:

أولا: لو كان الحزب الذي يحكم لبنان اليوم غير قادر على تأمين الحاصل لكان رشح شخصية حزبية من الصف الثاني ،وليس زعيتر المسؤول في الحزب عن دائرة جبل لبنان والشمال.

ثانيا: للحزب قدرة على استقطاب 11500 صوت تفضيلي من أصل 12500 شيعي سيقترعون في هذه الدائرة، وبالتالي سيقدر على تأمين 3500 صوت للحاصل، وهذه المسألة  درسها الحزب وهو متأكد من تأمينها من خلال وسائل عدة:

وعد من الحزب السوري القومي الاجتماعي بالاقتراع للائحة الحزب، ويبلغ عدد مناصريه في كسروان – جبيل نحو 1500 .

قدرة المرشحين المسيحيين في لائحة الحزب على تأمين 2000 صوت مجتمعين.

الضغط الذي بدأ يمارسه الحزب على موظفي القطاع العام وإغداق الوعود عليهم بالترقيات وغيرها.

الطلب من صغار المخبرين والعاملين مباشرة أو مداورة مع الأجهزة الامنية للاقتراع للائحة الحزب.

الجمعيات والمؤسسات التي يدعمها "حزب الله" في المنطقة، من "حماة الديار" و"سرايا المقاومة" التي دربها الحزب ونظمها في دائرة كسروان، خصوصا بعد أحداث "الثلثاء الأسود".

الخلاصة: إذا صحّت التوقعات ولم تتمكن لائحة "القوات" من تأمين حاصل انتخابي فسيفوز مرشح "حزب الله" بالمقعد الشيعي، و"التيار الوطني الحر" بـ 4 مقاعد نيابية، ولائحة المعارضة بثلاثة مقاعد (سعَيد والخازن وسلامة). إلا اذا دخل عامل المال بقوة أكبر أكثر وانتشرت آفة شراء الذمم والأصوات. عند ذلك لا حول ولا قوة.

إيلي بدران/صحافي وعضو في حزب الكتائب اللبنانية

 

التشكيك في نيّات محمد بن سلمان

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/07 نيسان/18

«هل على العالم أن يشتري (يصدق) ما يبيعه لهم؟» هذا عنوان غلاف مجلة «التايم» الذي خصصته بصورة جادة وحادة وغامضة الملامح لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. العنوان بإيحاءاته وصورته الغامضة، يمكن أن يُفسر بأنه: متشكك أو «مستصعب»، وفي الحالتين يعترف بأهمية التبدلات التي تحدث في السعودية التي يقودها ولي العهد والحملة التي ترافقها. عن زيارة الأمير محمد بن سلمان، تقول المجلة إن أميركا لم تعرف شيئاً مثلها منذ زيارة نيكيتا خروتشوف، الزعيم السوفياتي في عام 1959 الذي دار الولايات المتحدة في 13 يوماً. الأمير يُنهي اليوم 3 أسابيع من رحلته المكثفة هنا، وينتقل منها إلى أوروبا. وتصف المجلة رحلته بأنها هجمة علاقات عامة، مشيرة إلى أنه زار 6 ولايات، ضمنها مقاطعة كولومبيا، والتقى 4 رؤساء أميركيين، واجتمع مع 5 صحف وعدد لا يُحصى من قيادات الإعلام الأميركي. الحقيقة لقاءات الإعلام هي أقل نشاطات برنامج الزيارة، الذي أعطى زمناً أطول لاجتماعات شركات الصناعة العملاقة مثل «بوينغ»، وشركات الطاقة بما فيها الشمسية، والتقنية المعلوماتية مثل «غوغل» و«فيسبوك»، والخدمية من «أمازون» إلى «أوبر»، وصناعات الترفيه والسلاح، عدا عن يومين خصصت بداية الرحلة مع القيادات السياسية في الحكومة والكونغرس.

ومقارنة «التايم» بين زيارة الأمير محمد بن سلمان وزيارة خروتشوف التاريخية قد تكون محقة في أهميتها، على اعتبار أن مشروع الضيف السعودي يمس المنطقة ونحو مليار مسلم في أنحاء العالم، ويهدف إلى إعادة ترتيب العلاقة مع الغرب، ومع المسلمين، وبين بعضهم بعضاً. لكنها مجحفة في الإيحاء بأنها تخفي خلفها مشروعاً سعودياً سيئاً! ما احتمالات أن يوجد ما يخفيه في عباءته من خلال لقاءاته بقادة السياسة والفكر والصناعة؟

أن يقنعهم بأنه يقود المملكة؟ الحقيقة المحسومة أنه يقودها في إطار منصبه، وليس في حاجة إلى دعمهم أو موافقتهم. أن يحاول إقناع الغرب بمشروعه بالتغيير الاجتماعي؟ ليس منطقياً هذا التصور، والغرب هو من كان ينتقد السعودية لأنها لا تتطور ولا تتغير! أن يبيع الغرب بمواجهة إيران؟ كانت مواجهة إيران ولا تزال نفس الخط السياسي في واشنطن. أن يقنع شركات أميركا بالاستثمار في السعودية؟ هذا التصور الوحيد الصحيح، ونحن نعرف أن قادة السوق في أميركا لن يقتنعوا بناءً على وعود أو خطب حماسية، بل على أفكار واقعية وبرامج عمل والتزامات موثقة. خروتشوف كان زعيماً لدولة تنافس الولايات المتحدة على كل مكان على كوكب الأرض، وتعاديها فكرياً وسياسياً، وهذا لا ينطبق على السعودية في أي شيء! الجانب الآخر في موضوع مجلة «التايم»، بعد التشكيك في النيّات، هو التشكيك في قدرته على تنفيذ هذه المشاريع الطموحة، سواء الفكرية السياسية والدينية، أو التغيير الاجتماعي، أو التصنيعية. وهذه مسائل تُترك للزمن للحكم عليها وعليه. وكل مؤشراتها على الأرض تَعِد بالتنفيذ، وتبرهن على أنها أكثر من مجرد بنات أفكار أو وعود إعلامية دعائية. قيادة المرأة للسيارة مثلاً، شكك كثيرون في جديتها وتنفيذها. ومنذ أن صدر الأمر الملكي قبل بضعة أشهر، والذي بقي على تنفيذه نحو أسبوع، هناك نشاط محموم على الأرض خلال الفترة الفاصلة الماضية لتجهيز ترتيبات الانتقال من الصفر، تُبنى قوة شرطة نسائية، وتؤسس مدارس تعليم قيادة للنساء وتُكتب التشريعات المكملة. وهذا الأسلوب ينطبق على مشاريع الصناعة والخدمات والسياحة والفنون. التشكيك في قدرة السعودية، وولي عهدها، على تنفيذ أفكاره ووعوده، يمكن أن نقرأه بشكل إيجابي وتشجيعي، ضخمة ومهمة، وإن نُفِّذت بنجاح، فإنها تستحق اعتراف العالم بها. تشكيك «التايم» نتركه للوقت.

 

لولا ونيكولا

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/07 نيسان/18

في تصرف القضاء الآن رئيسان سابقان لاثنتين من أهم دول العالم: نيكولا ساركوزي - فرنسا، ولويز إيناسيو لولا دا سيلفا - البرازيل، كبرى دول أميركا اللاتينية. لم يصدر حكم في قضايا الرشوة والفساد التي اتهم بها ساركوزي حتى الآن، لكن المحكمة العليا في البرازيل أيدت حكماً بالسجن 12 عاماً على لولا البالغ 72 عاماً. تاريخ الرئاسات في البرازيل مضطرب ومشوش: مراحل من الحكم العسكري، ورئيس يطلق النار على صدغه، ومن ثم استقرار ديمقراطي. في هذه المرحلة، انتخب الرجل الذي لم يتعلم القراءة قبل العاشرة من العمر، وعاش مشرداً في الشوارع وعاملاً في المصانع، قبل أن يدخل العمل السياسي ويصبح الرئيس الأكثر شعبية في تاريخ بلاده. ماذا يريد المشرد السابق أكثر من مجد الرئاسة؟ المال. وفي بلد مثل البرازيل، الفساد ليس إهانة، أو هكذا كان يُظن. بعد انتهاء ولايته، انتخبت مكانه ابنة مهاجر بلغاري تدعى ديلما روسيف، لكنها لم تكمل ولايتها. لاحقتها تهم الفساد، فاستقالت. وخلفها نائب الرئيس ميشال تامر، من أصل لبناني، وأثيرت حوله تهم الفساد، لكنه نجا حتى الآن. كان في البرازيل مهرجانان، المهرجان الشهير في الريو، حيث يخرج الوطن إلى الشارع للرقص، ومهرجان الفساد. الثاني يحاول القضاء أن يضع حداً له الآن. لولا إلى السجن يمسح دمعة حرى تساوي كل ما غرف وما لم يغرف؛ سوف يفكر السياسيون مرتين بعد اليوم قبل أن يخلطوا بين أموال الناس ومالهم، خصوصاً إذا كانوا قادمين باسم الفقراء ومشردي الشوارع. في فرنسا، انتخب ابن مهاجر مجري يدعى نيكولا ساركوزي رئيساً للدولة، خلفاً للويس الرابع عشر ونابليون الأول وديغول. ماذا يريد أكثر من هذا المجد؟ المال. لكنه طلبه من مصدر فاضح، أو بالأحرى: قَبِله. القضاء يحقق، لكنه لم يقرر بعد؛ مسألة طويلة ومعقدة وسوف تكون مؤلمة جداً.. للجميع. عندما أوقفت الشرطة، الشهر الماضي، أول رئيس سابق في تاريخ فرنسا بتهمة قبض المال من معمر القذافي لمعركته الانتخابية، نشرت صحيفة «الموند»، صوت المحترمين، تحقيقاً من ثلاث صفحات عن قصة ساركوزي والملايين التي تلقاها من القذافي. حتى بالنسبة لمعارضي ساركوزي، سوف يكون هذا المسلسل القضائي والإعلامي مؤلماً ومريراً. يزيد في الإهانة ما يصرح به معاونو القذافي السابقون حول الرشوة، من دون أن يقعوا تحت طائلة قانونية، أو أن يتحسبوا لأقوالهم. من البرازيل إلى فرنسا، سوف يتعظ السياسيون. في المرات المقبلة، سوف يكونون أكثر حذراً.

 

هل يحل أول رئيس وزراء مسلم مشكلات إثيوبيا؟

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/07 نيسان/18

انتخب الائتلاف الحاكم في إثيوبيا الدكتور آبي أحمد علي رئيساً جديداً للائتلاف، وأصبح رئيساً للحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء هايلي مريام ديسالين. بذلك يكون الدكتور آبي أحمد المنحدر من شعب الأورومو أول رئيس وزراء مسلم لإثيوبيا، بلاد التنوع والتعدد في الأرض والتاريخ والبشر، بها أكثر من ثمانين عرقاً ولغة. أرضها تفيض بالثروات الطبيعية، الماء هو روح إثيوبيا وجسدها، منها وعبرها يتدفق نهر النيل الأزرق. هي بلاد الماء بها اثنا عشر نهراً، و22 بحيرة. أهل إثيوبيا مثل أرضها، شعوب متعددة، متنوعة الأعراق واللغات والأديان. هي حروف في ألواح التاريخ البشري، عاشت حقب الخلق والإبداع والحروب، الحل والترحال، الثرواث والمجاعات. بقي التاريخ قدراً تحمله البلاد في عنقها وهي تتنقل من عصر إلى آخر ومن حاكم إلى من يليه، الفرد الذي يقبض على مقدرات البلاد ويفرض ما يراه في كل جوانب الحياة.

بعد سقوط الإمبراطورية التي أسسها هيلا سلاسي سنة 1975 على يد مجموعة من الضباط وبروز المقدم منغيستو هيلا مريام قائداً للانقلاب وتحويله البلاد إلى النهج الماركسي اللينيني، دخلت إثيوبيا حالة جديدة من الاستبداد والعنف. حلم الضابط الشاب بدولة تحكمها قوة شيوعية تمكنه من البقاء في الحكم في خضم التناقضات التي كانت جزءاً من تكوين إثيوبيا. أمم منغيستو كل شيء في البلاد وفرض الأحكام العرفية ومنع التجول لساعات طويلة يومياً. عُلقت صور ماركس وإنجلز ولينين في أكبر ميدان بالعاصمة أديس أبابا، وأدمن الزعيم إلقاء الخطب الطويلة التي تستمر ساعات وساعات بذلك الميدان. هيمن الجوع والخوف والمرض على كل أنحاء البلاد. الحروب التي لم تتوقف مع الصومال أرهقت البلاد. انحاز منغيستو إلى الاتحاد السوفياتي الحليف القديم لزياد بري رئيس الصومال حينئذ، لكن موسكو فضلت مد اليد إلى منغيستو والقطيعة مع زياد بري الذي ارتمى في الحضن الأميركي.

التقيت المقدم منغيستو مراراً، تحدثت معه مطولاً، يتلبس إهاب المفكر الذي له وصفة شاملة لحل جميع مشكلات بلاده ومشكلات القارة الأفريقية. عدوه الأول والأكبر هو الصومال. كنت مبعوثاً للقيادة الليبية بشرق أفريقيا، الصومال هو الحاضر الذي لا يغيب عن أي لقاء معه. الحل في رأيه هو تقسيم الصومال ولا شيء غير ذلك. لقاؤنا الأخير غابت عنه أبجديات الدبلوماسية، فقد كان الرئيس يغرق في مزاج محبط. حركات التمرد ضده تتسع والمواجهات مع الصومال تنذر بالهزيمة رغم الدعم السوفياتي والكوري الشمالي والكوبي وكذلك الليبي واليمني الجنوبي. كرر حله الذي لم يتراجع عنه تقسيم الصومال - على أساس القبائل، أبلغته معارضة ليبيا القاطعة لذلك، فالصومال عضو في الجامعة العربية، أضف إلى ذلك أن إثيوبيا هي الكيان الذي يحمل في أحشائه فيروس التقسيم. في اليوم التالي أبلغتني الخارجية الإثيوبية أنني شخص غير مرغوب فيه وعليه مغادرة البلاد فوراً.

اتسعت حركة التمرد ضد نظام منغيستو، وتشكلت جبهة من مختلف المكونات العرقية شملت جميع المناطق تقريباً وانطلقت المقاومة وبدأت في تحقيق انتصارات متتالية ضد النظام الذي سقط سنة 1991 وهرب منغيستو إلى زيمبابوي. تشكل الائتلاف السياسي تحت اسم «الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية».

شعب الأورومو الذي يعد من أكبر المجموعات العرقية والدينية كان من الفصائل القوية التي أسهمت في إسقاط نظام منغيستو.

يقدر عدد شعب الأورومو بأربعين مليون نسمة ويمتد في الصومال وكينيا وإريتريا، وغالبيته من المسلمين وهو شعب يتصف بالجسارة والاستعداد للقتال عبر التاريخ.

دخل الإسلام مبكراً إلى إثيوبيا، حيث كانت أول هجرة للمسلمين في عهد النجاشي. شعب إثيوبيا يتكون من الجنسين، السامي ومنهم الأمهرة والتيجراي، وهناك من يقول إنه قدم من الجزيرة العربية، والعنصر الحامي ومنهم الأورومو والصومال. قاطع الأوروميون التعليم الحكومي الرسمي في عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي، فقد رأوا فيه منهجاً للتنصير، ولذلك سدَّت أمامهم أبواب العمل الحكومي. في عهد رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوي شهدت البلاد تطوراً سياسياً واقتصادياً وحققت نسبة عالية من النمو، أعيد تأهيل الإدارة الحكومية وواصلت إثيوبيا دورها المحوري في العمل الأفريقي حيث تحتضن مقر الاتحاد، لكن الغضب الناتج عن الإحساس بالتهميش من قبل قطاع واسع من بعض المكونات العرقية أسهم في تراكم الرفض والغضب الشعبي. زيناوي كان من أقلية التيجراي التي سيطرت على مفاصل الحكم والاقتصاد، وكان على رأس الغاضبين طائفة الأورومو لتهميشها في قطاع الخدمات والنشاط الاقتصادي، رغم أنها تشكل الأغلبية من السكان.

بعد رحيل رئيس الوزراء زيناوي خلفه هيلا مريام ديسالين الذي حاصرته موجات الغضب والعنف من كل أنحاء البلاد، فرض حالة الطوارئ وزج الآلاف في السجون، واجه موجة الاحتجاج بقوة مفرطة أدت إلى قتل المئات؛ كثير منهم ينحدرون من طائفة الأورومو. رغم معدل التنمية العالي الذي حققته البلاد غاب السلم الاجتماعي وارتفعت حالة الخوف من امتداد حركة الشباب في الصومال إلى الداخل الإثيوبي. التوتر الدائم على الحدود مع إريتريا أضاف حالة من الاستنفار العسكري المكلف اقتصادياً وكذلك الوضع الأمني المتدهور في الصومال. إثيوبيا دولة حبيسة لا شواطئ لها، وتلك هي العقدة التي لا تفارق كل العهود والأنظمة التي حكمت البلاد، ما يجعلها تحت رحمة الجيران الذين يتحكمون في وارداتها وصادراتها. تلك هي حزمة المشكلات التي تنتظر رئيس الوزراء الجديد. قطاع كبير من الشعب الإثيوبي يضع على كاهل آبي أحمد علي أملاً ثقيلاً، فهو من أغلبية شعبية فاعلة تمتلك قوة الاحتجاج بل والعنف الرافض، وفي الوقت ذاته لها ما يؤهلها لتكون أداة الاستقرار ودفع عجلة السلام الاجتماعي والتنمية.

السؤال: هل يستطيع آبي أحمد حل مشكلات إثيوبيا؟

حجم الأمل كبير، فالرجل هناك شبه إجماع على وطنيته المجربة، فقد كان من أوائل المنضمين إلى حركة الثورة ضد نظام منغيستو هيلا مريام العسكري الذي أسقط سنة 1991 ولعب دوراً محورياً في تلك الحركة، ومكانته البارزة في طائفة الأورومو الكبيرة والفاعلة. وجوده على رأس الحكومة سيؤدي إلى «ترويض» هذه الطائفة المحورية في السلام الاجتماعي. ومن ناحية أخرى، فهو يمتلك المؤهلات العلمية التي تجعله قادراً على إخراج البلاد من مختنقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية، فهو يحمل درجة الدكتوراه وتولى عدداً من الوزارات ويتصف بالاعتدال والقدرة على التعامل مع جميع التيارات داخل الجبهة الحاكمة. أعلن في أول بيان له بعد تعيينه يوم الاثنين الماضي، أنه سيعمل على تطبيع العلاقات مع إريتريا، وهذا ملف أساسي في السياسة الخارجية الإثيوبية، وأكد الاستمرار في إنجاز بناء سد النهضة المشروع التنموي الواعد بالنسبة لبلاده.

الاستثمارات الأجنبية شريان فاعل في تحريك حركة التنمية وخلق فرص للعمل. الأمن هو أحد العوامل الأساسية الضامنة لذلك، ورئيس الحكومة الجديد من القادرين فعلاً على تحقيقه.

بلا شك فإن التحديات كبيرة أمام القادم الجديد، وأكبرها هو سقف الأمل الذي يرفعه الشعب الإثيوبي فوق رأس الرئيس وحكومته... لكن إثيوبيا بلد التاريخ والثروة والثورات له القدرة أن يلامس سقف الأمل.

 

أميركا ـ سوريا... الانسحاب لا يفيد

إميل أمين/الشرق الأوسط/07 نيسان/18

فيما يُشبِه الزوبعة، جاءت تصريحات الرئيس الأميركي بشأن انسحاب القوات الأميركية من سوريا. المفاجأة أن الإعلان مضى في طريق مغاير شكلاً وموضوعاً طولاً وعرضاً ومساحةً إجماليةً لخطوط الاستراتيجية العريضة التي صاغها رجالات مجلس الأمن القومي الأميركي نحو سوريا، وما يجري على أرضها في اتصاله مع بقية شؤون وشجون الخليج العربي وبقية منطقة الشرق الأوسط. ولعلّ علامة الاستفهام التي تشغل بال كثيرين حتى الساعة: هل يمكن أن يصدر هذا التصريح بشكل عشوائي عن الرئيس ترمب؟

واقع تحليل المشهد يقودنا إلى عدة سيناريوهات منها أن يكون التصريح قد صدر عنه بعفوية، وإن كان ذلك غير عملي، لا سيما في ضوء توقيع ترمب نفسه على الاستراتيجية الخاصة بسوريا، التي كلَّفَت جهداً عقلياً ومناورات ومناوشات فكرية واستخباراتية طويلة، ما يعني أن الحديث عنها لا يمكن أن يكون سهلاً ويسيراً على ذلك النحو. احتمال آخر هو أن يكون التصريح قد صدر بصورة ارتجالية من ترمب، وهو المعروف بشطحاته السياسية العريضة عبر «تويتر»، ومن قبل كتب أشياء مشابهة. فيما البعض يرى أن ترمب قد طرح فكرة الانسحاب ضمن إطار ما يُسمَّى «المزايدة السوقية»، بمعنى طرح سلعة غالية القيمة ومغازلة الراغبين في الشراء للحصول على أعلى سعر. على أن هناك رؤيةً أخرى قالت بها بعض وسائل الإعلام الأميركية ونفر من المحللين الثقات، وربما لم نتنبه لها في عالمنا العربي بنوع خاص، وهي اتجاه إدارة ترمب لتنفيذ ضربة عسكرية قوية لا تُصد ولا تُرد لإيران، وعليه، فإنه لا يريد أن تكون هناك على الأرض قوات أميركية تُعد صيداً سهلاً يقع في شباك الإيرانيين والميليشيات التابعة لهم داخل سوريا.

الطرح الأخير قد يكون من قبيل أسرار الدولة الأميركية العليا، وبوصف الرئيس ترمب قادماً من خارج المؤسسة السياسية والاستخباراتية، لذا فإن مقدرته على صيانة أسرار الأمن القومي تبقى ضعيفة، وإنه في أوهايو كاد يميط اللثام عن الأخطر الذي لم يأتِ بعد.

لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون في الانسحاب من سوريا منفعة للولايات المتحدة، بل على العكس من ذلك؛ إذ إن كل الأبواب التي سيخرج منها الجنود الأميركيون سيدخل منها في الحال أضدادهم آيديولوجيّاً ودوغمائياً... ماذا عن ذلك؟

بقراءة أكثر عمقاً سوف يمكن التراجع الأميركي من سوريا الدولة التي تعتبر بالنسبة لترمب وبقية أركانه، لا سيما من الصقور، دولة الإرهاب الأولى مناطقياً وعالمياً، ونعني بالصقور واحداً ينتظر تعيين مجلس الشيوخ مايك بومبيو، وزيراً للخارجية، والآخر سوف يتسلَّم مهام منصبه مستشاراً للأمن القومي خلال بضعة أيام جون بولتون. يعني الانسحاب أن تتمكن إيران من تحقيق حلمها الأكبر، أي الوصول إلى مياه البحر الأبيض المتوسط، عبر طريق سريع يبدأ من طهران، ويمر ببغداد إلى دمشق وصولاً إلى بيروت. إنه الدرب الذي يجعل من أحلام إيران ما يشبه الواقع الأليم، مع ما لذلك من تبعات واستحقاقات كارثية على الاستراتيجية الأميركية الأوسع لقيادة العالم وجعل القرن الحادي والعشرين قرناً أميركياً بامتياز. لم يلتفت ترمب إلى نصائح ثعلب السياسة الأميركي المعاصر هنري كيسنجر لسلفه باراك أوباما حين حذره من أن كل مربع قوة تفقده أميركا على الأرض تقوم روسيا - بوتين بملئه بخطوات واثقة، خطوات تختصم من نفوذ أميركا ومن ثقة حلفائها بها، الأمر الذي يمثل لها خسائر غير محدودة في الحال والاستقبال. ولعل الكارثة الأشد هولاً من جراء مثل ذلك الانسحاب الذي تحدث عنه ترمب هو أنه يفتح الباب واسعاً، ومن جديد، لعودة «داعش»، وربما تنظيمات ما بعد «داعش»، وهي خليط من آيديولوجيا «القاعدة» وتوحش الدواعش، بمعنى أن تضحى سوريا ومن جديد منصة للتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، ما يمكن ترجمته بأنه تهديد مباشر لأمن المواطنين الأميركيين سواء داخل الحدود الأميركية أو خارجها، وهو الأمر الذي لا يريده ترمب حكماً في الصحو أو المنام.

كثيراً جداً ما انتقد الرئيس ترمب سلفه أوباما ووجه كثيراً من الخطابات المعادية لسياساته الخارجية، وبلغ به الأمر أنه اتهمه ووزيرة خارجيته في ذلك الوقت هيلاري كلينتون بأنهما السبب في نشوء وارتقاء «داعش»، بسبب القرار المتهور الخاص بانسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011؛ فهل يملك ساكن البيت الأبيض اليوم أن يكرر الخطأ القاتل؟ أم أن ترمب يود أن يعزز نظريات المؤامرة عند البعض شرقاً وغرباً، وجلّها يربط بين «القاعدة» و«داعش» من جهة، وإرادة أميركية خفية في تحضير الجني لأهداف تتسق والخطوط والخيوط الأميركية العريضة حول العالم عامة وشرق أوسطياً خاصة.

أسوأ ما يمكن أن يصيب السياسة الأميركية الخارجية في تقديرها وتقييمها للقضايا الدولية أن تتحكم في رئيس البلاد عقلية أميركا (الكوربوراتية)، أي أميركا الشركات والرأسمالية التي تتعاطى بحسابات الأرقام الجافة الصماء، كالقول إن واشنطن أنفقت 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط، ولم تتحصل على أي مقابل، ولهذا يتطلع ترمب إلى إلغاء 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سوريا.  الخلاصة: الانسحاب لا يفيد... المواجهة الإيجابية هي الحل.

 

ما يجب فعله بشأن إيران

سيد أحمد غزالي/الشرق الأوسط/07 نيسان/18

بصفتي مواطناً جزائرياً لست خادماً لأي تيار سياسي أو حركة سياسية. والقضية التي أومن بها والتزم بها هي قضية الشعوب التي اختطفت رهينةً بيد أخطر نظام في العالم. هذه المسيرة التي أسلكها ليست مسيرة نظرية وفكرية؛ بل هي نابعة من قناعتي وتجربتي الشخصية. تجربتي في الجزائر مع إيران؛ سواء في عهد الشاه، أو حتى النظام الجديد المزعوم أنه «إسلامي»، إلى مرحلة قطع علاقاتنا معه. تعرّفت على الإيرانيين منذ عهد الشاه. كانت علاقاتنا مع إيران الشاه علاقات باردة... تعرفت عليهم في إطار «أوبك». وبعد الثورة كانت الجزائر ضد الحرب على إيران، وبقيت على الحياد في الحرب العراقية - الإيرانية. كما لعبت الجزائر دور الوسيط الصادق في حل قضية الرهائن الأميركيين بين إيران والولايات المتحدة. لكن رغم كل ذلك، فإننا علمنا بعدها بأن الإيرانيين يعملون من خلال شبكاتهم داخل الجزائر، ومن خلال ترويج زواج المتعة بدأوا باستقطاب وتجنيد الشباب الجزائريين. وأكثر من ذلك، قال لي بصلافة علي أكبر ولايتي، وزير خارجية إيران آنذاك: «إنكم سمحتم للسلفيين من السعودية بالعمل لترويج الوهابية في بلدكم، فاسمحوا لنا أيضاً بأن نقوم بالترويج للشيعة»!

بعد ذلك علمنا أنهم كانوا يدعمون الإرهابيين بالمال والتدريب ويؤيدونهم سياسياً... فقطعنا العلاقات. الرئيس بوضياف قرّر قطع العلاقات باقتراح من حكومتي، والتنفيذ جاء بعد اغتيال الرئيس بوضياف.

.... حتى تعرّفت على المقاومة الإيرانية. والفضل في ذلك يعود إلى الراحل كلود شيسون وزير خارجية فرنسا الذي كانت تربطني به علاقات حميمة وحتى عائلية؛ حيث عرّفني على منظمة «مجاهدي خلق» وأعطاني معلومات خاصة في هذا المجال. وبعد ذلك بدأت العلاقات. وما شاهدت فيهم كان في البداية قضيتهم العادلة، وثانياً نضالهم ضد نظام استراتيجيته زعزعة جميع البلدان الإسلامية، وليس لديً أدنى شك بأنه يعمل ويعيش عن طريق زعزعة البلدان الأخرى ودفع سائر الدول إلى عدم الاستقرار، ويريد أن يستغل الإسلام والشيعة ليس حباً للشيعة؛ بل من أجل السيطرة على جميع البلدان الإسلامية.

إيران الملالي تدّعي الإسلام، لكنها قتلت أكبر عدد من المسلمين من أي بلد آخر في العصر الحديث. ولا شك في أنه ليس هناك أي حل للبلدان العربية والإسلامية إلا باستئصال هذا الورم السرطاني الذي يعرّف نفسه بنظام ولاية الفقيه.

النظام الحاكم في إيران يرى نفسه وصياً على البلدان العربية والإسلامية، ويعمل من أجل التدخل السافر في هذه البلدان وتصدير الإرهاب والحروب الطائفية إليها بكل ما لديه من قوة وإمكانات. ومع الأسف الشديد سياسة الغرب أيضاً تؤيده في هذا المجال.

والسؤال الذي ينتابني دائماً هو: كيف أن البلدان التي كانت مركز الحضارات كالعراق وسوريا وإيران واليمن؛ البلدان التي أعدّها لؤلؤة الحضارة الإنسانية، أصبحت فريسة هذا النظام وممارساته الهدّامة؟ وحين ننظر إلى هذه البلدان نرى في كل واحد منها النظام الإيراني وراء كل المحن والحروب والدمار، كما كان في الجزائر في نهاية الثمانينات والتسعينات. نعم يجب على نخبنا التساؤل: كيف تحوّلت بلدان مثل إيران والعراق وسوريا واليمن التي تعد أهم مراكز الحضارة الإنسانية، مسرحاً للقتل والإرهاب والحروب والمآسي التي تقف خلفها إيران الملالي؟

لكنني أقول وعلى يقين إن هذا النظام سيسقط بيد أبناء الشعب الإيراني وحركة المقاومة الإيرانية أو حركة «مجاهدي خلق». هذه الحركة ليست حزباً تقليدياً أسّس من أجل الحكم؛ بل كان في البداية من أجل إسقاط ديكتاتورية الشاه، ومن ثم إسقاط حكم ديكتاتوري أخطر وأسوأ.

لا شكّ في أن أبناء الشعب الإيراني في انتفاضتهم الأخيرة استجابوا عملياً لهذه الحركة وأيدوا بشعاراتهم وبأفعالهم ما كانت الحركة تعمل من أجله منذ عقود.

النظام الحاكم في إيران، ومن أجل تمرير سياساته، يركّز على عنصرين أساسيين؛ مذهبي وقومي. الأول تركيزه على الشيعة في وجه السنّة، والثاني العنصر الإيراني والشوفينية الإيرانية في وجه العرب. ومن خلال الالتقاء بـ«مجاهدي خلق» يمكنكم سحب البساط من تحت أقدام نظام ولاية الفقيه في تركيزه على هذين العنصرين. وفي اعتقادي نحن العرب والمسلمين فقدنا الكثير بسبب عدم التقائنا بالشعب الإيراني ومن يمثّل هذا الشعب، وأقصد بالذات المقاومة الإيرانية. ونظام الملالي مع أنه كان ولا يزال يعمل ضد جميع البلدان العربية والإسلامية، فإنه صبّ جام غضبه على «مجاهدي خلق» قبل الكل؛ حيث أعدم منهم أكثر من مائة ألف سجين سياسي. وخلال فترة وجيزة في عام 1988 قام بارتكاب مجزرة بحق 30 ألفاً منهم. كما أن هذا النظام لم يدّخر أي محاولة للقضاء عليهم خلال العقدين الأخيرين. ومع الأسف الشديد؛ الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة، ساندت ودعمت نظام الملالي في هذه المحاولات؛ بوضعهم على قوائم الإرهاب الأميركية وفي الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية، وقصف قواعدهم في العراق من قبل الأميركان بتوسّط بريطاني، ونزع أسلحتهم، وهجوم الشرطة الفرنسية عليهم، وشن حرب نفسية شعواء ضدهم؛ و... لكن الغريب أنه في هذه المعركة الدائرة بين المقاومة والنظام ومسانديه، كان نواب البرلمانات والمثقفون والمفكرون والمحامون الطرف الوحيد الذي ساندهم، ومن كان لديه وازع إنساني. وبفعل هذا النوع من التعاضد، استطاعت حركة المقاومة الإيرانية التغلّب على المشكلات التي أشرت إلى بعض منها.

لكن هناك نقطة واحدة أريد التركيز عليها، وهي أن أعضاء «مجاهدي خلق» الذين كانوا ضيوفاً على العراق، وبعد مجيء نوري المالكي إلى الحكم هاجمتهم القوات العراقية عدة مرات وارتكبت بحقهم مجازر فاقت التصور في الهمجية. وقامت الهيئات الدولية من منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكذلك بعض الدول الغربية باستنكار وإدانة هذه المجازر. لا مجال للعتب؛ بل أقول إن هذه الحركة بفعل الفداء والتضحيات والصدق واستخدام الأسلوب الصحيح في النضال، أصبحت تمثّل بديلاً حقيقياً لنظام الإرهاب في إيران.

إذن حان الوقت لتأييد هذه الحركة للقضاء على مصدر الإرهاب وبناء إيران مسالمة صديقة وشقيقة.

- رئيس حكومة الجزائر الأسبق رئيس لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

شبعنا حكي أعلنت مرشحيها وبرنامجها الانتخابي من مرجعيون: لا نترشح استعراضا وليس لدينا أوهام

السبت 07 نيسان 2018 / وطنية - أعلنت لائحة "شبعنا حكي" مرشحيها وبرنامجها الانتخابية في دائرة الجنوب الثالثة (حاصبيا - مرجعيون - النبطية - بنت جبيل)، في حفل أقيم في قاعة فندق "دانا" في بلدة إبل السقي في مرجعيون، في حضور حشد من الفاعليات المناطقية إضافة إلى ممثل حزب "القوات اللبنانية" النائب جوزيف المعلوف. بدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم تعريف من فاروق يعقوب، تلاه عرض شريط فيديو، تضمن تعريفا بالمرشحين، وهم: المرشح عن المقعد الشيعي في بنت جبيل رئيس تحرير موقع "جنوبية" الصحافي علي الأمين، المرشح عن المقعد الشيعي في مرجعيون الصحافي عماد قميحة، المرشح عن المقعد الشيعي في النبطية المحامي رامي عليق، المرشح عن مقعد الروم الأرثوذوكس في حاصبيا - مرجعيون مسؤول قطاع الخليج في "القوات اللبنانية" سفير النوايا الحسنة في الأمم المتحدة فادي سلامة، المرشح عن المقعد الشيعي في النبطية الأسير المحرر أحمد اسماعيل.

الأمين

وأكد المرشح الأمين خلال تلاوة برنامج لائحة "شبعنا حكي" الانتخابي، أن "الجنوب اللبناني كان وما زال مدادا سخيا للعلماء والمصلحين والمقاومين ودعاة التغيير". وتوجه إلى أهل الجنوب بالقول: "يا أهلنا الأحباء في جنوب وطننا العزيز، لن نلقي عليكم، مطولات فارغة ولا خطابات كررتها قوى احتكرت تمثيلكم منذ العام 1992، من دون أن تسهم بأي تغيير أو تحسن لحال، وظنت هذه القوى مع طول الزمن أن هذا التمثيل هو ملك لها أو هبة إلهية ممنوحة من السماء، بل عمدت إلى الاستخفاف بالعقول وتوهين الإرادات وحتى تشويه مبادئ وقيم الديمقراطية، حين اعتبرت الاقتراع عبارة عن تقيد حرفي بفتوى شرعية لصالح مرشح معين، لا واجبا وطنيا وممارسة يمليها الضمير والقناعة الحرة". أضاف: "تمادى البعض منهم حين اعتبر الانتخابات بيعة أو تفويضا يكون فيها المنتخب معفيا من أية مسؤولية أمام ناخبيه، في حين أن التمثيل هو عقد أمانة بين النائب ومن يمثلهم، يملك معه أفراد المجتمع حق المطالبة والمحاسبة، بل حق العزل إذا قصَّر في مراعاة مصالح الناس، بل مارس أكثرهم إرهابا مباشرا ومبطنا، معنويا وفكريا وجسديا في بعض الأحيان، ضد كل مرشح مضاد، ولم يوفروا أية مفردة من قاموس الاتهام بالعمالة والخيانة. في حين أن الحياة الديمقراطية تستدعي المنافسة الحرة والقوية لكي تكون الانتخابات أكثر تعبيرا عن مزاج افراد المجتمع وميولهم. نريد منافسة شريفة ويريديون احتكارا إكراهيا وانتخابات شكلية، نريد ضميرا حيا يصوت ويحاسب ويريدون عبودية طوعية تخضع وتهلل وتصفق". وإذ شدد على أن "الترشح ليس لغرض كسر الاحتكار فحسب، بل لمواجهة سلوك أخذ يعمم نفسه بأدوات إعلامية ودعائية مكثفة وفتاكة"، أكد أن برنامجهم الانتخابي "بسيط وواضح كوضوح شخصية الجنوبيين وشفافيتهم". ولخص الأمين البرنامج الانتخابي بالنقاط التالية:

"أولا: نعدكم بأن يكون الجنوب في قلب اهتمامات الدولة، لتكون لنا دولة على قدر طموحاتنا وتطلعاتنا تتميز ب:

- دولة العدالة والتوازن في الإنماء.

- دولة اللامركزية الإدارية، التي تسهل حياة المواطن وتقلل من التعقيد في إدارة مصالحه.

- دولة القانون التي لا تميز أو تفاضل بين القوي والضعيف.

- دولة مقاومة ذات استراتيجة واضحة ومرجعية حصرية في مواجهة العدو، أو أي عدوان طارئ، لا دولة أحزاب وأجندات إقليمية وطموحات أيديولوجية.

- دولة مواطنة تشرك أبناءها في صناعة القرار، وتصون مصالحهم في الداخل والخارج بطريقة فاعلة.

- دولة المواطن أولا وأخيرا، لا دولة محسوبيات ومحاصصة.

- دولة الإنسان الحر والكريم، لا دولة الميليشيات المتناحرة والعصابات، التي تصادر حياتنا اليومية وتخطف رزقنا وتصادر مستقبلنا.

- دولة قوية تطبق القانون على الجميع من دون أية موانع أو غطاءات حزبية أو ميليشياوية.

- دولة سيدة قادرة حصرا على حماية أرضها في الداخل والخارج، وتملك صلاحية بسط نفوذها فوق كل شبر من أراضي الوطن.

- دولة موحدة ينحصر الولاء بها ولها، لا دولة مجزأة إلى دويلات وولاءات محلية ومتعددة.

- وأخيرا: دولة الشفافية والمحاسبة، الكفاءة والإنتاجية، التخطيط والمعايير العلمية.

ثانيا: تشجيع المبادرات المجتمعية، كجزء من تفعيل الحياة العامة، وتحويل البلدات الجنوبية إلى خلية نحل تنموية قائمة على مبادرات الشباب وما أكثرها. فلن نهمل المبادرات ولن نتصرف حزبيا أو فئويا.

هذا الهدف، بدأنا متابتعه وتنفيذه منذ أشهر، حيث شكلنا فريق عمل لهذا الغرض، وأجرينا دراسات لمشاريع إنمائية، بدأنا العمل على تجميع المبادرات والمشاريع، وكلها من أفكار شباب جنوبيين وسنعمل على تحقيقها كلها، على قدر ما تسمح به طاقة الدولة وطاقة المجتمع.

ثالثا: سنعمل على أن يكون ممثل الجنوب في البرلمان صدى لتطلعات الجنونيين وآمالهم وآلامهم. لا أن نزج تمثيلهم في معارك سياسية وإقليمية تضر بمصالحهم وتتسبب لهم بمزبد من العزلة عن محيطهم العربي والدولي.

رابعا: سنكون أول وأشرس المقاومين دفاعا عن أرضنا، ولكن وفق شرط سيادة الدولة، ووفق مشروع مقاومة وطنية غير مذهبية وغير مؤدلجة ومتحررة من أية إملاءات إقليمية.

خامسا: أيها الجنوبي العزيز، نعدك بأن نمد جسور التواصل مع العالم العربي والعالم، لتكون الهوية الجنوبية، كما اللبنانية مفتاحا للعمل والاستثمار، وليس وصمة أو تهمة تستدعي الملاحقة والحصار".

وأكد "سنكون كما عهدتمونا، لكم ومعكم، لأننا منكم، ومعاناتنا من معاناتكم. سنكون صوتكم الذي لم يسمع طوال عقود، لن ننجر إلى مصالح خاصة أو عابرة للحدود على حساب مصلحة الجنوبيين".

ورأى أنه "آن للجنوب أن يأخذ موقعه الفاعل والمنتج داخل جغرافيا الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان، وآن للارادة الجنوبية أن تتجلى وتفرض نفسها في التمثيل النيابي، وأن تحدث التغيير الذي طال انتظاره، وتكسر ركود الحياة ورتابة السياسة وحالة اللون الواحد، التي رسختها قوى الأمر الراكد، التي اتسعت الهوة بينها وبين مصالح الجنوبيين الحقيقية والفعلية، ولم تعد بمستوى تمثيل تطلعات الجنوبيين وحماية مصالحهم والتعبير عن ذهنياتهم".

وختم "من هنا، نعلن ترشحنا عن دائرة الجنوب الثالثة، نحن أعضاء لائحة "شبعنا حكي"، متضامنين على شرط الجنوب والتنوع، على شرط الوطن والدولة، على شرط الحوار والشراكة، مدركين بأن الترشح ليس نزهة ولا استعراضا، بل هو مسؤولية أمام المجتمع والوطن؛ ليس لدينا أوهام، لكن لدينا ثقة بأهلنا الجنوبيين، الذين يريدون منا أن نكون أقوياء، أقوياء في إرادة التغيير لحماية التنوع وحرية المبادرة، في استنهاض طاقات المجتمع، وفي بناء الوطن الذي يستحق أن يكون حاضنا لكل أبنائه ناهضا بهم، وناهضين به".

عليق

من جهته، توقف المرشح عليق عند "خطاب أهل السلطة الذي يتحدث عن مكافحة الفساد ووقف الهدر والاختلاسات"، لافتا إلى أنه "في موسم الانتخابات فقط يصبح الجميع مكافحا ومطالبا بمكافحة الفساد، وهذه القضية منطقة مشتركة في التفكير لننطلق منها، من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وصولا إلى معظم المرشحين والسياسيين"، معتبرا أن "هذا الخطاب هو اعتراف ضمني منهم بالتقصير خلال الفترة الفائتة". وقال: "القضية لم تعد من يفوز بالانتخابات ومن يخسر، فالأهم من سيصل الى المجلس النيابي، ومن تحدث عن عدم القبول بفاسدين على لائحته، فليعلم أن اللائحة المنافسة المدعومة من السلطة تضم أشخاصا أصبح اسمهم مرتبطا بملفات فساد على الصعيد الوطني بوجود أدلة وبراهين"، سائلا "على أي أساس تم ترشيحهم؟ وهل هذه الصورة الايجابية التي يتحدثون بها عن وقف الهدر ومكافحة الفاسدين؟". أضاف: "وعن وجود مرشح مدعوم من القوات اللبنانية على لائحتنا، فما هو الإشكال بالتحالف مع مواطنين كفوئين نشترك وإياهم بالفكرة والأهداف ونظافة الكف؟ أليس ذلك أشرف لنا من التحالف مع أشخاص يتبعون أجندات خارجية؟"، موضحا أن "فريق عمل "شبعنا حكي" يعمل من كل لبنان من دون وجود أي كوتا مناطقية، وهذا مثال عشوائي للتقارب بين جميع اللبنانيين".

وتابع: "إن برنامجنا الانتخابي أيها السادة، لا يقوم على تقديم الخدمات والرشاوى الانتخابية، لأن هذا ما نكافحه ونواجهه في ميادين عملنا، فلن نقبل أن "يسرقوا رغيف خبزك ثم يعطوك منه كسرة، ثم يطلبون منك أن تشكر كرمهم كما قال غسان كنفاني". وأردف: "إن ثقافة المقاومة، أيها السادة، لا ينبغي أن تكون محصورة بمقاومة العدو الإسرائيلي- مع تقديرنا لها- بل يجب أن تتضمن أيضا مقاومة الفساد والحرمان والفقر". وتوجه بالقول إلى كل ناخب جنوبي: "إن دقيقة واحدة وراء العازل قادرة على تغيير هذا الواقع الذي تعيشه. لذلك نطلب منكم اعطاءنا ثقتكم، ولتكن هذه الانتخابات هي انتفاضة الرأي العام على التبعية وعلى النهج السياسي، الذي استمر منذ 26 عاما".

سلامة

بدوره، اعتبر المرشح سلامة أن "أبناء الجنوب قدموا وما زالوا يقدمون التضحيات على مذابح المصالح الإقليمية. كفانا كأهل الجنوب وكأبناء هذه الأرض ندفع الأثمان لأجل الآخرين". وقال: "اليوم نحن صوتنا عال وواضح، نحن نريد العيش في أرضنا بكرامة دون وصاية. نريد نوابا على صورتنا ومثالنا، يمثلون طموحاتنا وأحلامنا ومبادئنا. لن نقبل أن نذوب، ولا أن يذوبنا أي أحد، نحن الأكثر حرصا على العيش المشترك وعلى التفاعل مع الجميع، ولكن لا نقبل أن يكون ذلك على حساب قرارنا ووجودنا. نحن اجتمعنا في هذه اللائحة مع أشخاص يشبهوننا، لسنا نحن من ننخرط في تحالفات بعكس قناعاتنا للوصول إلى المجلس النيابي بأي ثمن". أضاف "كفى فوقية وتصنيفا، أبناء الجنوب هم أشرف الناس، أبناء مرجعيون حاصبيا والنبطية وبنت جبيل هم أشرف الناس، أبناء كل قرية وكل بلدة في الجنوب، الذين يؤمنون مثلنا بالسيادة هم أشرف الناس". وتابع: "صادروا حقوقنا، قرانا وبلداتنا تحتاج للإنماء وللمشايع، كفى تقصيرا من الدولة في أيام الحرب وقبل الحرب، مطالبنا بسيطة نريد التعليم لأولادنا، نريد لجامعة البلمند، التي نملك رخصتها والتي قدم سيادة المطران كفوري مشكورا الأرض لتشييدها، والتي تم تعطيلها".وتوجه إلى أبناء الجنوب بالقول: "نعدكم أن نوابنا ووزراءنا، سيسخرون كل إمكانياتهم لتحقيق مطلب الجامعة، وسيعملون بكل شفافية في زمن الفساد، تماما كما عمل وزراء القوات بشهادة الخصم قبل الصديق". وختم "لن نقدم لكم وعودا واهية، سنقلل الوعود ونكثر العمل، سنعود إليكم كل عام مع إنجازات تحققت وسنطرح إنجازات جديد كي نبقى نتحمل المسؤولية.إجعلوا صوتكم يعلو في 6 أيار، كي يعود الحق وكي تعود الكرامة إلى الجنوب لأنه...صار بدا".

قميحة

من جهته، توقف المرشح قميحة عند "الانتقادات التي طالتهم بسبب تحالفهم مع حزب القوات اللبنانية"، مكررا إصراره على "شعار "كلن يعني كلن". وقال: "المصيبة في هذا البلد أن التحزب والانتماء الطائفي والمذهبي هو المعيار الأول والأخير في مقاربة كل الأزمات والمشاكل. وبتنا نرى أشرار القوم أخيارا، ونرى أخيار الأخرين أشرارا، فقط لأنهم آخرون، فابن المستقبل مثلا يرى النهب والفساد عند الشيعة، وابن أمل يرى الفساد عند السنيورة والحريري والتقدمي"، مؤكدا أن "المفسد والفاسد لا دين لهما ولا مذهب ولا عشيرة". وأشار إلى أن "المشاركة بالسلطة ليست تهمة أو خطيئة. الخطأ والخطيئة والتهمة والحرام والعيب، هو استغلال موقعك في السلطة لممارسة الفساد ومخالفة القوانين والانظمة". وختم "أداء القوات اللبنانية في الحكومة باعتراف خصومها قبل أصدقائها، هو أداء مشرف، لا تشوبه شائبة".

اسماعيل

وتوجه اسماعيل إلى الحضور بالقول: "اليوم نحن معكم لنجدد وفاءنا ووضوحنا ووجهتنا الطبيعية الحقيقية وتمايزنا، الذي نحمله منذ سنوات دون كلل أو ملل، ولنقول إننا نعرف طريقنا، وحتى يكون لدينا دولة المواطن والسيادة والحرية، بعد 26 عاما من الهيمنة على كل مقدرات البلد والعبث فيها من قوى الأمر الواقع، هذه القوى التي فرضت سلطتها تارة تحت شعارات دينية فئوية وتارة تحت شعار فلسطين، فيما كل يوم فلسطين تذبح وهم يفصلهم عنها مرمى حجر". أضاف: "نحن في الجنوب أكثر الناس حاجة إلى دولة القانون والمؤسسات، وبأمس الحاجة ليكون لدينا سيادة وجيش يحمي وشعب يبني. لكي يكون لدينا مجلس نواب يشرع ويراقب ويحاسب، ولا يكون النائب فقط ليقبض الملايين من الخزينة العامة ويتحول إلى متنفذ وكأنه فعلا خارج القانون". وتابع: "لكي يكون لدينا حكومة وطنية في يدها قرار الحرب والسلم، لكي يكون لدينا ديمقراطية فعلية لا ديمقراطية توافقية هدامة، لكي يكون لدينا أمن وأمان لا أمن بالتراضي أو أمن حزبي أو مذهبي، لكي يكون لدينا اقتصاد وإنماء للمواطن ولا للحجر فقط، لكي يكون لدينا تفاهمات ومصالحات وطنية حقيقية، لا تفاهمات ورقية بين أحزاب همها تبادل المصالح الضيقة". وأردف: "نريد أن تكون الحرية مقدسة فعلا لا قولا على كل مساحة الوطن. لا نريد عودة حكم العسكر مهما كان الثمن. نحن جنوبيون ونحن لبنانيو الانتماء والهوية والوطنية فقط لا غير، ليس لدينا ازدواجية الانتماء والولاء، وليس لدينا علما غير العلم اللبناني. نقول وصادقون نحن بقولنا، وجودنا معكم باق، وسيكبر هذا الصوت وهذا الوجود بينكم الآن وبعد الانتخابات، مهما كانت صورة النتائج إذ لا مجال لليأس ولا يمكن لأحد أن يجعلنا نعود إلى الوراء".

وختم "لهون بكفي، وطبيعي جدا أن نقول "شبعنا حكي" بعد 26 عاما، وكما قال الشهيد سمير قصير "الإحباط ليس قدرا".

 

باسيل افتتح مؤتمر الطاقة الاغترابية في باريس في حضور الحريري ولومير والكلمات شددت على ضرورة الإصلاح قبل قبل العمل

السبت 07 نيسان 2018 /وطنية - إفتتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمر الطاقة الاغترابية - أوروبا في The Westin Paris-Vendome في باريس، في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري، وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية إلياس بو صعب، رئيس مجلس إدارة شركة رينو- نيسان كارلوس غصن، رئيس مجلس إدارة بنك بيروت سليم صفير وعدد من الشخصيات السياسية، الديبلوماسية، الاقتصادية، القانونية، الثقافية والدينية وأطباء ومهندسين، إضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال وحشد من أبناء الحالية اللبنانية في أوروبا.

تكلم في الجلسة الافتتاحية الحريري وباسيل ولومير وغصن وصفير.

باسيل

وقال باسيل في كلمته: "إننا نلتقي بكم اليوم في مؤتمر الطاقة الإغترابية الأول لقارة أوروبا والثاني عشر في العالم، بعد مشاركتنا البارحة في مؤتمر "سيدر" لدعم الإقتصاد اللبناني، لكي نحمي ما تبقى من لبنانيين في لبنان ونمنع عنهم الهجرة إلى أصقاع الأرض (مؤتمر أثبت أن لبنان إستعاد ليس فقط ثقته بذاته بل إستعاد ثقة العالم به). هجرة إستنزفت طاقاتنا الشبابية وأفرغت لبنان من أبنائه الأصليين، ليتجرأ البعض بطرح إستبدال اللبنانيين بتوطين لاجئين من هنا وإدماج نازحين من هناك، ونحن بالمقابل نتجرأ بكل لبنانية على جمع اللبنانيين في الخارج وربطهم ببعضهم وبلبنان ونتجرأ على إعادتهم الى وطنهم جسدا، فكرا وروحا/ جنسية، لغة وإقتصادا/ إنتخابا أو سياحة/ زيارة أو إقامة دائمة، لا هم كيف، المهم أن تعودوا الى لبنانيتكم لينتصر لبناننا على أحاديتهم، وليكون لبنان وطنا نهائيا لكل أبنائه، لا تفرقة فيه بين مقيم ومقيم وبين مقيم ومنتشر سوى مدى إيمانه وإرتباطه بلبنان أولا وأخيرا".

أضاف: "يستكتر البعض علينا حتى أن نلتقي في مؤتمر نموله نحن من دون أي عبء على خزينة الدولة، ونحن نتخطى بلقائنا أي حزبية أو طائفية أو مناطقية، ونعلو إلى مستوى اللبنانية LIBANITY LIBANITE، رابطة إنتمائنا التي هي فوق أي إنتماء آخر. يستكترون علينا كثرة الزيارات واللقاءات ونستقللها لعلمنا بمدى تقصيرنا تجاهكم. يستكترون عليكم قانون إستعادة الجنسية ونستقلل نحن أعداد الممنوحين إياها، فنطلب تعديل القوانين وتسهيل الإجراءات. يستكترون عليكم حق الإقتراع، ويستعظمون أعداد المسجلين ونستقلل نحن أعدادهم ونطلب تمديد المهلة للتسجيل فيرفضون. يستكترون علينا إعطاء القروض المنخفضة الفوائد للمنتشرين ونستقلل أعداد المستفيدين فيفرحون. يستكترون علينا نواب انتشار ونستقلل أعدادهم فنطالب بزيادتهم فيؤجلون. يستكترون علينا جواز السفر الخاص بالإقتراع بألف ليرة لبنانية، ونستقلل مدة وحجم الممنوحين. يستكترون عليكم حقوقكم لتكونوا لبنانيين كاملي المواصفات ونستقلل عليكم ما إستعدتموه ونعاهدكم العمل لكي لا ينقصكم شيء من حقوق فتنتقص لبنانيتكم، بل نريدها زيادة تعويضا لما فاتكم".

وتابع: "أزعجهم اليوم أن لا وصاية على الإنتشار، فأنتم أحرار بجامعتكم أو تجمعكم ولا وصاية عليكم من وزارة أو مديرية بل أنتم أوصياء على لبنانيتكم وعلى إنتشاركم. أزعجهم اليوم أن لا وصاية على صوتكم فأنتم أحرار بالإقتراع في الخارج متحررين من عوامل وضغوط الداخل. أزعجهم اليوم أن طاقاتكم لا تسخر لأحد وأن إنتشاركم لا حدود له سوى العالم ولا حصر له في قارة أو فريق. أيها اللبنانيون، إلى أوروبا وباريس أرض التنور، حزم اللبناني أمتعته وأتى حاملا معه أحلامه لحياة أرقى، فكم من لبناني لم يجد فسحة لإبداعه في أرضه فكانت باريس بارقة أمل لتألقه. كم منكم باع والده أرضا أو رهن عقارا أو إستدان مالا ليرسل إبنته أو إبنه للتخصص في جامعات هذه القارة، على أمل أن يحقق عبره ما لم يستطع تحقيقه هو من نجاح. كم قصة نجاح لدينا هنا لنستمع إليها، كم من الأحلام قد تحقق ومن الآمال قد عرف اليقين، كم من أم تحملت فراق أبنائها، وكم من طالب عاش في غرفة وسهر الليالي وعاند الحياة وتحدى واقعه الإجتماعي ورفض الإستسلام. إني أرى أمامي الكثير من هؤلاء، ويمكنني أن أقول لكم أن وطنكم يعتز بكل واحد منكم تماما كإعتزاز كل أم من أمهاتكم. فأنتم الثروة الحقيقية ولا يمكن لأحد بعد الآن أن يمنعنا عنكم أو أن يمنعكم عنا، إنتهى زمن الغربة عن لبنان وحل زمن الإنتشار بإسم لبنان".

وقال: "علاقة لبنان بأوروبا علاقة تاريخية، فلبنان هو الحديقة الخلفية لأوروبا ومعبرها الى الشرق وأوروبا هي الحديقة الأمامية للبنان والمدخل له إلى الغرب. وقد إستقبلت توسكانا الأمير فخر الدين ومن ساحاتها إستوحى فن العمارة ونقله الى لبنان. وكانت فرنسا الأم الحنون التي إحتضنت الآلاف منا وحضنت مؤسسات لبنان. وكانت إنكلترا التي ما عادت تخص جزءا من اللبنانيين بل أصبحت تخصص لهم جميعا فرص النجاح المالي. وكانت ألمانيا التي أصبحت الملاذ الآمن لآلاف الهاربين من ويلات الميليشيات والإجتياحات. وكانت إسبانيا حب الحياة ومرسى الفينيقيين الذين أسسوا برشلونة. وكانت اوروبا الشرقية التي قاومت الهيمنات الأيديولوجية وإستقبلت طالبي العلم. وكانت اليونان وقبرص الإغريقيتان الجارتين اللتين لم نتحارب معهما يوما بل نعمل جاهدين معا للبناء والتطور. وكانت بلجيكا عاصمة الإتحاد ورمز التعددية منها إنطلقت الوحدة الأوروبية لتحقيق التوازن العالمي. وكانت سويسرا التي نحن طامحين لإعادة مجدها وإزدهارها إلى لبنان ليكون سويسرا الشرق مجددا".

أضاف: "نحن هنا اليوم بعيدا عن الهموم، في هم لبناني واحد وفي عرس لبناني جامع، لبنان الصيغة التي وضعها آباء الجمهورية والتي ناضلنا من أجل الحفاظ عليها، لبنان الرسالة التي أكد عليها يوما ذاك الطوباوي البولوني الذي حرر أوروبا من نير الطغيان بالمحبة والتسامح فقط. هذا هو دورنا في هذا الشرق المعقد أيديولوجيا أن نكون الرسالة، أن نكون المثال في التعايش، متآخين متساوين ومتناصفين، باقة من الزهر منسقة بحكمة إله سماوي، فإذا غاب لون عن الباقة فقدت بريقها وخف وهجها، لذلك نحن اليوم نبحث عن كل وردة منكم لتكتمل ألوان الباقة ونحافظ على لبنان الذي لا يعود لبنان من دون كل ألوانه. حافظوا على لبنانيتكم أينما كنتم وعلموها لأولادكم من بعدكم، فيكبرون لبنانيين أولا مندمجين حيث هم ثانيا. وحيث هم نقول لهم: عيش لبناني وإشرب لبناني وكول لبناني وسهار عاللبناني ونجاح متل اللبناني وكون سفير للبنان وين ما نوجدت ورفاع إسم لبنان بالعالي. حافظوا على لبنان في وجدانكم، ولا تنسوا أصلكم وافتخروا بلبنانيتكم كما نحن نفتخر بكم وكونوا على ثقة أننا سوف نلهث وراء حقوقكم وسوف نطاردكم حتى آخر نقطة من هذه المعمورة لنربطكم مع وطنكم الأم. فأنتم الغاية الأسمى لوزارتنا، ولا وطن من دونكم ولا هوية إلا معكم ولا إنتماء إلا بكم".

وختم: "أيها المنتشرون، نحن نستعمل معكم الدبلوماسية الإنتشارية وهي دبلوماسية فعالة نقالة في الزيارات ومؤتمرات الطاقة حيث نحن نذهب إليكم وأنتم تأتون إلينا مرة في السنة، وهذه السنة في 10، 11 و12 أيار لإحياء العيد الخامس للطاقة الإغترابية، هذه الطاقة التي أظهرت أن قوة الإنتشار اللبناني لا تخاف بل تخيف، حيث قال أحد الإسرائيليين: "أخاف وشوشة الإنتشار اللبناني أكثر مما أخاف قرقعة سلاح جميع الجيوش العربية متحدة"، لأصحاب هذه القوة نقول: نحن لن نقبل بعد اليوم بنعتكم بالمغتربين فأنتم لبنانيون منتشرون في العالم وأعلمكم أنني أعددت مشروع قانون لتعديل تسمية وزارة الخارجية والمغتربين لتصبح "وزارة الخارجية والمنتشرين والتعاون الدولي" وذلك للتأكيد على هويتكم اللبنانية وعلى إنتشاركم من خلالها وليس إغترابكم عنها، أنتم لبنانيون لبنانيون لبنانيون فمارسوا حقوقكم والتزموا بواجباتكم وتشبثوا بهويتكم، لبنان ينتظركم فاتحا يديه فهلموا اليه. اليوم أنتم مدعوون لأول مرة في تاريخ لبنان للمشاركة في الإنتخابات النيابية العامة وبرسم مصير البلد. أصبح حقكم أن تصوتوا وأضحى واجبكم أن تصوتوا لكي لا تخسروا هذا الحق بعدم ممارسته ولا تخسروا لبنانيتكم بعدم العيش فيها. صوتوا لمن تريدون ولكن صوتوا، لمن تسجل في الخارج، صوتوا بكثافة في الخارج ولمن لم يتسجل إذهبوا الى لبنان وصوتوا بكثافة هناك، لأن تصويتكم الكثيف باب لتحصيل المزيد من حقوقكم، وعدم تصويتكم هو وصفة لخسارة ما قد تحقق. وأنتم الناخبون غير المقيمين في لبنان لستم بإنعزاليين ولا يجب أن تكونوا، أو أن يفرض أحد عليكم ان تكونوا. كيف تختارون برنامج فريق أو مرشح إذا إنعزلتم عن أي تواصل معه، وعلى الماكينات الإنتخابية العمل ليل نهار للتواصل مع الناخبين، والمرشح الذي لا يتواصل معكم بأي وسيلة ويتهم غيره بالتواصل معكم لا يستحق صوتكم وهو يريد إفشال هذه العملية بالتأثير السلبي عليها بعدما بدأت تعيد لكم حقوقكم وتعيد للبنان توازنه. قوموا بواجبكم وإقترعوا وأثبتوا أنكم لبنانيون في كل المناسبات والأوقات".

الحريري

وشدد الحريري في كلمته، على "ضرورة التفاف اللبنانيين حول دولتهم والعمل على كل ما يحفظ الوطن من المخاطر"، وقال: "علينا أن نغير من طريقة التعاطي السابقة مع المنتشرين اللبنانيين في العالم، وأن نعمل ما في وسعنا لأن يكون التواصل في ما بيننا يرتكز على الشعور الوطني واهتمام الدولة بالمنتشرين أينما كانوا". أضاف: "أولا، أود أن أشكر الوزير جبران باسيل وكل من يعمل بمشروع الطاقة الاغترابية، لان جمع اللبنانيين من الامور المهمة التي يجب ان نقوم بها كحكومة ودولة. لطالما كانت الفكرة الاساسية حيال المغتربين اللبنانيين في الماضي هي كيفية الاستفادة منهم ماليا فقط ونقطة على السطر، وهذا اكبر خطأ لان التواصل بينهم وبين بلدهم الام هو الاهم. هذا التواصل يجب ان يكون مبنيا على الشعور الوطني بان هذا اللبناني ينتمي الى بلده، وان بلده يهتم به اينما كان، وفي حال حدث اي امر طارىء لا سمح الله، فعلى الدولة ان تساعد اللبناني وليس اي احد آخر".

وتابع: "يسرني اليوم انني اتحدث بعد مؤتمر "سيدر"، هذا المؤتمر الذي اعددنا له جميعا. صحيح انني انا عملت عليه، ولكن لا استطيع ان انكر ان فخامة الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري ايضا عملا من أجله، فجميعنا عمل ليل نهار لتحقيق هذا المؤتمر الحيوي للبنان ولاقتصاده ولتغيير طريقة عملنا. لا يمكن للبنان ان يستمر بطريقة العمل الحالية، ومن المستحيل ان نستمر من دون اصلاحات وبقوانين تجارية تعود الى الخمسينات والستينات من القرن الماضي. علينا ان نحدث قوانيننا بما يتلائم مع متغيرات الزمن، فمثلا عندنا في الجمهورية اللبنانية لا يوجد في النص القانوني وجود للكمبيوتر إذ ما زلنا نعتمد على الداكتيلو. يجب ان نغير كل هذه الامور، ونعمل جديا بعد الانتخابات لتغيير طريقة عملنا ايضا، وكما قال معالي وزير المال الفرنسي برونو لو مير، عن ان فرنسا لا يمكنها ان تستمر كما هي عليه، كذلك نحن لا يمكن ان نستمر من دون اتخاذ قرارات شجاعة كما في فرنسا. علينا ان نأخذ قرارات شجاعة بتغيير طريقة العمل. نحن نتكلم عن ضرورة خلق فرص عمل ولكن ماذا نفعل من اجل ذلك؟ بل على العكس نستمر في التوظيف في الدولة التي ليست هي الاساس في عملية التوظيف، بل القطاع الخاص. جميعنا يعلم ان الاصلاح الحقيقي ومحاربة الفساد هو ما يؤمن فعلا فرص العمل".

وأردف: "بالنسبة إلى مؤتمر "سيدر"، أشكر لفرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون العمل الدؤوب الذي قاموا به معنا، وكان التزامه في هذا المشروع كبيرا جدا واستطعنا ان نحصل المبالغ التي حصلناها أمس، ولكن الاهم بالنسبة إلي في هذا المؤتمر هو الاصلاح ثم الاصلاح ثم الاصلاح. نحن بالتأكيد لا يمكننا ان نستمر بالطريقة نفسها التي نعمل فيها حاليا، وهذا الموضوع يتطلب منا اتخاذ قرارات جريئة لكي نحسن طريقة العمل في البلد. يجب الا ننتظر في كل مرة الوصول الى مشكلة او انهيار اقتصادي ومن ثم نطلب اموالا من الدول. يجب أن نقوم بإصلاحات ومن ثم اذا كانت هناك فعلا أزمة اقتصادية خارجة من سيطرتنا، عندئذ نطلب عقد مؤتمرات. ما يحصل في لبنان اليوم خير دليل على ذلك. صحيح ان هناك مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان، ولكن لو كانت هناك اصلاحات من قبل، اؤكد لكم ان التأثير اقل بكثير مما هو عليه اليوم. ولو كانت لدينا كهرباء 24 على 24 ساعة وتعرفة مناسبة واتصالات وطرقات أفضل، لكانت الامور افضل، ولم نكن لنقع بهذه المصيبة".

وقال: "بالتأكيد ان مصيبة النازحين كبيرة جدا وكلفت لبنان لغاية الآن بحسب البنك الدولي لغاية العام 2015، حوالى 18 مليار دولار، ولكن لو كنا أجرينا هذه الاصلاحات، فان تأثير ذلك علينا كان اقل مما هو عليه اليوم. نحن كلبنانيين يجب ان نقوم بالاصلاحات اللازمة، وانتم كمنتشرين كما قال الوزير جبران باسيل وأنا أوافقه الرأي لانكم فعلا القوة الاساسية وسلاحنا السري كما يقال، يجب ان تبقوا موحدين، ولكن مشكلتنا في لبنان اننا نفرق فيما بيننا ولا شك في ان الخلافات السياسية في البلد ستستمر، ولكن يجب عليكم انتم ان تبقوا موحدين الى جانب لبنان. الخلافات السياسية يجب ألا يكون لديها أي تأثير على ما تقومون به انتم من اجل لبنان. ومن هذا المنطلق قد يكون لغيرنا انتشار أقوى ولكن الانتشار اللبناني أقوى بمليون مرة من اي انتشار في العالم وهذا فعل ايمان وحقيقة".

أضاف: "يجب ان نخرج من الحزبيات والطائفية والمذهبية وكل هذه الامور لان كل ذلك "لا يطعم خبزا". ما يحمي لبنان هو ان يبقى هذا البلد اولا، ويبقى لبنان هدفكم. وانتم يمكنكم ان تجبرونا على القيام بالاصلاحات، ويجب ان تحثونا وتهددونا بالاصلاح، إذ يجب علينا ان نحسن اداءنا، ولنفعل ذلك يجب ان نشعر بأن هناك من يقف وراءنا وهذه هي طبيعة السياسة بأي حال. دائما نبحث عن ايجاد اصوات من هنا وهناك، لذا عليكم ان تشترطوا علينا وتقولوا لنا، اذا اردتم اصواتنا عليكم القيام بالاصلاحات اولا، والا لن نمنحكم اصواتنا، واذا لم أقم أنا بالاصلاح فلا تصوتوا لي، وانا جدي في هذا الكلام".

وتابع: "أود أن أجدد شكري لفرنسا ولوزير المال السيد لو مير والرئيس ايمانويل ماكرون على انعقاد مؤتمر "سيدر" وعلى عمق هذه الصداقة والاخوة الحقيقية التي بدأت منذ زمن بعيد واستثمرها الوالد الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، ورأينا كم ان هذه العلاقة كانت لمصلحة لبنان وفرنسا معا. واليوم ترون ان الرئيس ماكرون ونحن نكمل هذه المسيرة، لما فيه مصلحة البلدين. أنا أفتخر بأشخاص مثل كارلوس غصن رفعوا رأس واسم لبنان عاليا في كل العالم، والسبب في نجاح كارلوس غصن هو أنه عمل وأصلح، فقد تسلم شركة كانت تعاني من مشاكل، ونحن لدينا بلد فيه مشاكل لا نستطيع ان نستمر بالعمل فيه من دون إصلاحات". وأردف: "السبب الاساسي وراء تمكننا من تحقيق هذه الانجازات في لبنان وخصوصا بعد انتخاب الرئيس ميشال عون هو التوافق الحاصل في البلد، فالخلافات السياسية الصغيرة ستستمر ولكننا متوافقون على كل الامور الاساسية، وبان مصلحة المواطن اللبناني تأتي قبل أي أمر آخر، وهذا أهم شيء ويجب علينا ان نحافظ على روحية هذا التوافق لان التجربة أثبتت انه كلما اختلفنا فيما بيننا، البلد يدفع ثمن ذلك".

وختم: "لا يمكن ان نختلف ولا يجب ان نختلف ولا شيء سيخلفنا، الا بعض الحساسيات الشخصية اكثر مما هي تتعلق بمصلحة البلد. أنا أشد على أيدي الرئيسين عون وبري وكل الافرقاء السياسيين في البلد، وخصوصا أننا كنا وصلنا في مرحلة سابقة لأن نخسر البلد، ولكن بسبب تعاون كل الافرقاء في الحكومة تمكنا من ايصال البلد الى مكان آمن يشعر من خلاله المواطن اللبناني بانه بدأ يستعيد ثقته بالبلد، ونحن سنستمر بهذه الروحية وبالعمل الدؤوب لنحقق أحلامكم وأحلام أولادنا".

لومير

من جهته، أكد لومير أن "فرنسا والرئيس ماكرون عازمان على دعم لبنان، وقد تجسد ذلك خلال مؤتمر سيدر". وقال: "إن لبنان دولة شقيقة وغالية على قلوبنا، وباب ومعبر لفرنسا إلى باقي دول العالم. أنتم بالنسبة إلينا بريق أمل للشرق الأوسط والأدنى حيث تتعايش فيهما الأديان والتقاليد. من هنا أهمية لبنان، لأنه يمثل بصيص أمل لما يمكن أن يؤول إليه الشرق الأوسط مستقبلا، وهذا الشرق يفترض أن يستعيد طريق التعايش والسلم". أضاف: "إن الشعب الفرنسي لا يحمل الشعب اللبناني في روحه، بل في قلبه أيضا. إننا نحترم ونقدر لبنان عاليا لاستضافته مئات النازحين، ونحن عازمون إلى جانب الرئيس الفرنسي على تقديم دعمنا للبنان، ولهذا السبب عقدنا مؤتمر سيدر. إن ما حققه هذا المؤتمر، إن من خلال عرض المشاريع، أو ما حصده ب 10 مليارات دولار يكفي للبدء بالمرحلة الأولى من الاستثمارات. لقد نجح هذا المؤتمر لأنه جرى تلاق بين عزم الرئيس ماكرون وقيمة المشروع، الذي حمله الحريري. وأنا أكيد إنه لو سلكنا طريق الماضي واكتفيتا بطريق المنح والهبات لما نجح هذا الأمر". ودعا وزير الاقتصاد والمال الفرنسي إلى "اعتماد الشفافية في تقديم العروض والمشاريع وتحسين آلية العمل عبر إجراء اصلاحات". وتحدث عن "كيفية اعتماد الحكومة الفرنسية استراتيجية اقتصادية لتحرير الطاقات ورفع القيود، التي تضر بالمؤسسات الصغيرة، وتحويل الاقتصاد من خلال خفض الضرائب على الشركات ورؤوس الأموال".

غصن

بدوره، قال غصن: "كلنا أوروبيون ونعيش في أوروبا، لكن نحن أيضا لبنانيون، ولم نختار مغادرة لبنان على الرغم من تعلقنا به"، مشيرا إلى أن "المناهج التربوية علمتنا أن نكون مواطنين في أي مكان لنتكيف مع الثقافات الأخرى. فرجال لبنان ونساؤه هم الثروة الأولى للبنان، واللبنانيون في أوروبا معروفون بروح الالتزام والريادة، وهذه الرغبة هي التي أوصلتهم إلى النجاح".

أضاف: "يمكننا أن ندعم القطاع التربوي من خلال تقديم المنح، وإقامة المدارس والجامعات، وأن نستثمر في الحاضنات أو في العقارات، ويمكننا أيضا أن نسوح في لبنان لتنمية اقنصادنا. وعلينا أن نسعى للاستفادة من الخبرات في البلدان الأخرى، كما يجب أن نترك النزاعات جانبا ولا نسمح لها أن تضرب البنى التحتية، وهكذا نصبح أقوياء".

صفير

وشكر صفير فرنسا "للدور الذي لعبته، بلاد حقوق الإنسان، مهد الإنسانية والتاريخ، الوطن المثال للكثير من الشعوب العطشى إلى الديموقراطية في العالم في دعم لبنان وحمايته". وقال: "أشكر الرئيس ماكرون لدعمه المستمر للبنان ولشعبه واستقراره ولحكومته الممثلة بشخص الوزير برنو لومير. كما أشكر رئيس الحكومة سعد الحريري لجهوده لتحقيق مؤتمرات الدعم للبنان، ولا ننسى الدور الديناميكي للوزير باسيل، الذي أشكره من موقعنا كشريك استراتيجي لمؤتمرات الطاقة الاغترابية، الذي اختار أن يكون في هذه المرة في قلب اوروبا". أضاف "بعد باريس 1-2-3 عقد أمس مؤتمر سيدر، وهو مبادرة أخرى من الرئيس ماكرون، ونأمل أن يسهم بإطلاق برنامج واسع للاستثمار بين بلدينا". وتابع: "نحن واثقون أن الدعم الدولي وحده غير كاف، فإذا لم تأخذ حكومتنا على عاتقها إيجاد الإصلاحات البنيوية اللازمة لتحفيز النمو وإيجاد الوظائف وضخ الثقة لدى المستثمرين والمؤسسات، فإن لبنان لن يتمكن من الخروج من حال اقتصاده غير المدعوم. وإذا لم يأخذ بلدنا على عاتقه تطوير البنى التحتية والقضاء على الفساد من جذوره، فإن كل الإرادات الطيبة الدولية لن تغير من واقع الأمر شيئا". وأردف: "إن هذه المقاربة محزنة خصوصا، وإن بعض الخبراء يصف لبنان بالمريض في حالة متقدمة تعينه على الاستمرار آلات الإنعاش. وفرنسا تأخذ على عاتقها هذه المرة هذه المسؤولية. وعلى لبنان أن يساعد نفسه، وإلا فإن سيدر لن يكون في مقدوره اجتراح المعجزات. وعلى لبنان أن يكافح الفساد المستشري والإدارة السيئة. ومن أجل أن يتمكن القطاع الخاص، الذي هو الأساس من إمكانية إفادة اقتصادنا من الفرص المتاحة، والتفاعل مع سيدر، على حكومتنا الإمساك بهذا الملف بتفاصيله من خلال استراتيجية عمل واضحة، شفافة وفعالة تطور المرافئ والمرافق وشبكة المواصلات والنقل العام والاتصالات. ولنتذكر دائما أن المعجزات لا وجود لها في الاقتصاد، وأن المناعة وحدها ليست كافية. فخطة الإنهاض المقدرة بأكثر من 16 مليار دولار قادرة على إعادة وضع لبنان على الخارطة الدولية".

وأوضح أن "وجود حوالى المليون ونصف المليون نازح سوري على أرضنا، تضاف إلى نصف مليون لاجئ فلسطيني، سببان يدفعان إلى القلق بشأن المستقبل، والإفادة من مؤتمر بروكسيل لدعم قوانا المسلحة فرصة يجب أن نستفيد منها"، معتبرا أن "حال لبنان كمثل حال طائرة تجتاز منطقة مطبات هوائية قاسية، ولن يمكنه الاستمرار هكذا. ومن الواجب إيجاد حل جذري وأساسي قادر على اجتثاث الفساد ومواجهة التحديات المالية والاقتصادية". وتوجه إلى اللبنانيين، بالقول: "وطننا بحاجةإليكم، ولا يستطيع الاستمرار في حال "الستاتيكو" والانقسام السياسي والمذهبي. فوحدتكما ليست أبدا تهديدا ولا تتعارض مع التعددية الطائفية لنا كلنا. صوتوا في الانتخابات المقبلة، فلصوتكم معنى وله تأثير.أنتم سفراؤنا ولبنان فخوربكم".

وكان سبق المؤتمر اجتماع لباسيل مع لومير وأبي خليل وغصن.

 

الحريري في مؤتمر الطاقة الاغترابية: من المستحيل الاستمرار من دون إصلاحات وتحديث للقوانين

السبت 07 نيسان 2018 /وطنية - شدد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على "ضرورة التفاف اللبنانيين حول دولتهم والعمل على كل ما يحفظ الوطن من المخاطر"، وقال: "علينا ان نغير من طريقة التعاطي السابقة مع المنتشرين اللبنانيين في العالم، وان نعمل ما في وسعنا لان يكون التواصل في ما بيننا يرتكز على الشعور الوطني واهتمام الدولة بالمنتشرين اينما كانوا". كلام الحريري جاء في كلمة ألقاها قبل ظهر اليوم خلال مشاركته في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي عقد في فندق "فاندوم" في باريس، وقال: "أولا، اود ان اشكر الوزير جبران باسيل وكل من يعمل بمشروع الطاقة الاغترابية لان جمع اللبنانيين من الامور المهمة التي يجب ان نقوم بها كحكومة ودولة. لطالما كانت الفكرة الاساسية حيال المغتربين اللبنانيين في الماضي هي كيفية الاستفادة منهم ماليا فقط ونقطة على السطر، وهذا اكبر خطأ لان التواصل بينهم وبين بلدهم الام هو الاهم. هذا التواصل يجب ان يكون مبنيا على الشعور الوطني بان هذا اللبناني ينتمي الى بلده، وان بلده يهتم به اينما كان، وفي حال حدث اي امر طارىء لا سمح الله، فعلى الدولة ان تساعد اللبناني وليس اي احد آخر". أضاف: "يسرني اليوم انني اتحدث بعد مؤتمر "سيدر"، هذا المؤتمر الذي اعددنا له جميعا. صحيح انني انا عملت عليه، ولكن لا استطيع ان انكر ان فخامة الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري ايضا عملا من أجله، فجميعنا عمل ليل نهار لتحقيق هذا المؤتمر الحيوي للبنان ولاقتصاده ولتغيير طريقة عملنا. لا يمكن للبنان ان يستمر بطريقة العمل الحالية، ومن المستحيل ان نستمر من دون اصلاحات وبقوانين تجارية تعود الى الخمسينات والستينات من القرن الماضي. علينا ان نحدث قوانيننا بما يتلائم مع متغيرات الزمن، فمثلا عندنا في الجمهورية اللبنانية لا يوجد في النص القانوني وجود للكمبيوتر إذ ما زلنا نعتمد على الداكتيلو. يجب ان نغير كل هذه الامور، ونعمل جديا بعد الانتخابات لتغيير طريقة عملنا ايضا، وكما قال معالي وزير المال الفرنسي برونو لو مير، عن ان فرنسا لا يمكنها ان تستمر كما هي عليه، كذلك نحن لا يمكن ان نستمر من دون اتخاذ قرارات شجاعة كما في فرنسا. علينا ان نأخذ قرارات شجاعة بتغيير طريقة العمل. نحن نتكلم عن ضرورة خلق فرص عمل ولكن ماذا نفعل من اجل ذلك؟ بل على العكس نستمر في التوظيف في الدولة التي ليست هي الاساس في عملية التوظيف، بل القطاع الخاص. جميعنا يعلم ان الاصلاح الحقيقي ومحاربة الفساد هو ما يؤمن فعلا فرص العمل". وتابع: "بالنسبة إلى مؤتمر "سيدر"، أشكر لفرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون العمل الدؤوب الذي قاموا به معنا، وكان التزامه في هذا المشروع كبيرا جدا واستعطنا ان نحصل المبالغ التي حصلناها أمس، ولكن الاهم بالنسبة إلي في هذا المؤتمر هو الاصلاح ثم الاصلاح ثم الاصلاح. نحن بالتأكيد لا يمكننا ان نستمر بالطريقة نفسها التي نعمل فيها حاليا، وهذا الموضوع يتطلب منا اتخاذ قرارات جريئة لكي نحسن طريقة العمل في البلد. يجب الا ننتظر في كل مرة الوصول الى مشكلة او انهيار اقتصادي ومن ثم نطلب اموالا من الدول. يجب أن نقوم بإصلاحات ومن ثم اذا كانت هناك فعلا أزمة اقتصادية خارجة من سيطرتنا، عندئذ نطلب عقد مؤتمرات. ما يحصل في لبنان اليوم خير دليل على ذلك. صحيح ان هناك مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان، ولكن لو كانت هناك اصلاحات من قبل، اؤكد لكم ان التأثير اقل بكثير مما هو عليه اليوم. ولو كانت لدينا كهرباء 24 على 24 ساعة وتعرفة مناسبة واتصالات وطرقات أفضل، لكانت الامور افضل، ولم نكن لنقع بهذه المصيبة".

وقال الحريري: "بالتأكيد ان مصيبة النازحين كبيرة جدا وكلفت لبنان لغاية الآن بحسب البنك الدولي لغاية العام 2015، حوالى 18 مليار دولار، ولكن لو كنا أجرينا هذه الاصلاحات، فان تأثير ذلك علينا كان اقل مما هو عليه اليوم. نحن كلبنانيين يجب ان نقوم بالاصلاحات اللازمة، وانتم كمنتشرين كما قال الوزير جبران باسيل وأنا أوافقه الرأي لانكم فعلا القوة الاساسية وسلاحنا السري كما يقال، يجب ان تبقوا موحدين، ولكن مشكلتنا في لبنان اننا نفرق فيما بيننا ولا شك في ان الخلافات السياسية في البلد ستستمر، ولكن يجب عليكم انتم ان تبقوا موحدين الى جانب لبنان. الخلافات السياسية يجب ألا يكون لديها أي تأثير على ما تقومون به انتم من اجل لبنان. ومن هذا المنطلق قد يكون لغيرنا انتشار أقوى ولكن الانتشار اللبناني أقوى بمليون مرة من اي انتشار في العالم وهذا فعل ايمان وحقيقة".

أضاف: "يجب ان نخرج من الحزبيات والطائفية والمذهبية وكل هذه الامور لان كل ذلك "لا يطعم خبزا". ما يحمي لبنان هو ان يبقى هذا البلد اولا، ويبقى لبنان هدفكم. وانتم يمكنكم ان تجبرونا على القيام بالاصلاحات، ويجب ان تحثونا وتهددونا بالاصلاح، إذ يجب علينا ان نحسن اداءنا، ولنفعل ذلك يجب ان نشعر بأن هناك من يقف وراءنا وهذه هي طبيعة السياسة بأي حال. دائما نبحث عن ايجاد اصوات من هنا وهناك، لذا عليكم ان تشترطوا علينا وتقولوا لنا، اذا اردتم اصواتنا عليكم القيام بالاصلاحات اولا، والا لن نمنحكم اصواتنا، واذا لم أقم أنا بالاصلاح فلا تصوتوا لي، وانا جدي في هذا الكلام".

وتابع: "أود أن أجدد شكري لفرنسا ولوزير المال السيد لو مير والرئيس ايمانويل ماكرون على انعقاد مؤتمر "سيدر" وعلى عمق هذه الصداقة والاخوة الحقيقية التي بدأت منذ زمن بعيد واستثمرها الوالد الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، ورأينا كم ان هذه العلاقة كانت لمصلحة لبنان وفرنسا معا. واليوم ترون ان الرئيس ماكرون ونحن نكمل هذه المسيرة، لما فيه مصلحة البلدين. أنا أفتخر بأشخاص مثل كارلوس غصن رفعوا رأس واسم لبنان عاليا في كل العالم، والسبب في نجاح كارلوس غصن هو أنه عمل وأصلح، فقد تسلم شركة كانت تعاني من مشاكل، ونحن لدينا بلد فيه مشاكل لا نستطيع ان نستمر بالعمل فيه من دون إصلاحات". وقال: "السبب الاساسي وراء تمكننا من تحقيق هذه الانجازات في لبنان وخصوصا بعد انتخاب الرئيس ميشال عون هو التوافق الحاصل في البلد، فالخلافات السياسية الصغيرة ستستمر ولكننا متوافقون على كل الامور الاساسية، وبان مصلحة المواطن اللبناني تأتي قبل أي أمر آخر، وهذا أهم شيء ويجب علينا ان نحافظ على روحية هذا التوافق لان التجربة أثبتت انه كلما اختلفنا فيما بيننا، البلد يدفع ثمن ذلك". وختم: "لا يمكن ان نختلف ولا يجب ان نختلف ولا شيء سيخلفنا، الا بعض الحساسيات الشخصية اكثر مما هي تتعلق بمصلحة البلد. أنا أشد على أيدي الرئيسين عون وبري وكل الافرقاء السياسيين في البلد، وخصوصا أننا كنا وصلنا في مرحلة سابقة لأن نخسر البلد، ولكن بسبب تعاون كل الافرقاء في الحكومة تمكنا من ايصال البلد الى مكان آمن يشعر من خلاله المواطن اللبناني بانه بدأ يستعيد ثقته بالبلد، ونحن سنستمر بهذه الروحية وبالعمل الدؤوب لنحقق أحلامكم وأحلام أولادنا".

 

أمين السيد من بعلبك: تعاوننا مع حركة أمل ليس موجها ضد أحد ونحن نعتز بكل الحلفاء الاستراتجيين وخاصة التيار الوطني

السبت 07 نيسان 2018/وطنية - الهرمل - أقامت مديرية العمل البلدي في "حزب الله"، في قاعة تموز في مدينة بعلبك، حفل اطلاق الخطط السنوية للاتحادات والمجالس البلدية "حصاد 2017- مسار 2018"، برعاية رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد ابراهيم امين السيد، وفي حضور زيري الزراعة غازي زعيتر والصناعة حسين الحاج حسن، النواب: نوار الساحلي، علي المقداد، الوليد سكرية واميل رحمة، مرشحي لائحة "الوفاء والأمل": يونس الرفاعي، ابراهيم الموسوي، الوزير السابق البير منصور، يونس الرفاعي وايهاب حمادة، وحشد من رؤوساء وأعضاء البلديات ومخاتير بلدات محافظة بعلبك- الهرمل، وفاعليات دينية واجتماعية وسياسية. بدأ الاحتفال بآيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني ونشيد "حزب الله"، ثم كلمة مدير العمل البلدي حسين النمر التي تطرق فيها الى "الإنجازات التي قامت بها البلديات والاتحادات والمديرية، بالتعاون مع نواب ووزراء حزب الله وحركة أمل في محافظة بعلبك الهرمل في السنوات الأخيرة، في مختلف المرافق الخدماتية والصحية والبيئية، بالاضافة الى المشاريع التي قدمها حزب الله للمحافظة من ميزانيته الخاصة باعتبارها واجب لاهالي المنطقة". بعد ذلك عرض فيلم مدته 14 دقيقة، عن انجازات التنمية في بعلبك- الهرمل، ومخططات مشاريع مستقبلية قيد التنفيذ أو قيد الدرس. ثم ألقى راعي الحفل السيد ابراهيم امين السيد، كلمة تحدث فيها عن "التعاون والتضامن على كل المستويات بين حزب الله وحركة أمل"، مؤكدا ان "هذا المسار ليس موجها ضد أحد الفرقاء والشركاء الآخرين في الوطن، مع اعتزاز الحزب بكل الحلفاء الاستراتجيين وخاصة التيار الوطني الحر". واعتبر ان "ما أنجز في بعلبك الهرمل مقارنة بالوقت، هو كبير، ولكن ما هو مطلوب بالنسبة لحاجات المنطقة أكثر". وختم بالقول: "الصوت هو بمثابة رصاصة ضد المشروع الذي يريد ان يستهدف المقاومة. والوجود امام صندوق الاقتراع في الانتخابات المقبلة، هو كما الوجود في أي جبهة في سوريا او العراق او اليمن".

 

نواف الموسوي: اذا لم نغلق مسارب الهدر ومكامن الفساد فإن ما يوضع في السلة سوف يتسرب منها

السبت 07 نيسان 2018 / وطنية - اشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي خلال الاحتفال الجماهيري الذي أقامه "حزب الله" بمناسبة ولادة الإمام علي في ساحة بلدة برج الشمالي، في حضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، الى ان "الشعب الفلسطيني يخوض اليوم معركة معلنة ضد أخطر مشروع على القضية الفلسطينية منذ نشأتها، حيث أنه يواجه ما يسمى صفقة القرن، أي المشروع الأميركي السعودي الصهيوني لتصفية قضية الفلسطينيين من خلال منعهم من العودة إلى أراضيهم، وتسليم القدس للصهاينة لتكون دولة كيانهم الغاصب، والإبقاء على المستوطنات في الضفة الغربية وغور الأردن، وإسكان الفلسطينيين بحكم محدود في معازل متفرقة غير متصلة، فضلا عن أن تتصل بقطاع غزة الذي هو سجن كبير محاصر من جميع الجهات".

اضاف: "إن الشعب الفلسطيني يقول إنه ضد صفقة القرن المتمثلة بصفقة "جاريد كوري كوشنر" و"محمد بن سلمان"، ويجب ألا يترك الشعب الفلسطيني لوحده في هذا النضال الذي يخوضه بكل جرأة واستعداد لتقديم التضحيات، لا سيما وأن جهادهم حجة علينا جميعا وعلى المسلمين بأسرهم وعلى الإنسانية التي تقيم شأنا لحقوق الإنسان، وكذلك حجة على العرب بأن يبادروا إلى نصرة الشعب الفلسطيني ودعمه، ونحن لم نغادر في أي لحظة من اللحظات موقع نصرة الفلسطينيين بانتماءاتهم كافة ومن غير انتماءات، ولسنا في صدد الحديث عن معتقلينا وشهدائنا الذين قضوا أو أسروا لأنهم كانوا يقدمون الخبرة إلى الفلسطينيين لكي يواجهوا المحتل الإسرائيلي بأفضل سبيل".

وتابع: "إننا كنا وسنبقى مع الشعب الفلسطيني الذي يبدي إرادة غير مسبوقة في تحدي أعدائه ومواجهة محتليه، وبالتالي يجب أن نسمع الأصوات العربية وأصوات الشباب العربي، وهذا الصمت العربي المطبق إزاء المجزرة التي يتعرض لها الفلسطينيون، هو أمر معيب بحق العرب جميعا وشبابهم في الدرجة الأولى، فاللبنانيون في الجنوب والبقاع والضاحية لم يقصروا يوما في تأدية واجبهم تجاه أشقائهم الفلسطينيين، ولكن من موريتانيا إلى المغرب إلى تونس إلى مصر إلى كل دولة عربية، أين الشباب العربي يقف إلى جانب الشباب الفلسطيني الذي يقاوم بكل شيء وبدمه وبجسده، حتى يظهر علينا أحد الخليجيين من هنا أو هناك على وسائل الإعلام يديرها مال ابن سلمان ليتهم الشعب الفلسطيني بأنه باع أرضه، فعندما هجر الفلسطينيون من أرضهم، كان الصهاينة يملكون 3% من أراضي فلسطين التي باعتها عائلات غير فلسطينية إلى المستوطنين الصهاينة".

واشار الى ان "هذا الصمت يمرر المشروع الأخطر ضد العرب، ألا وهو مشروع تحويل إسرائيل إلى دولة يهودية صافية، أي تهجير فلسطينيي 48، وقد وافق بن سلمان على ذلك، كما وافق على بيع القدس وعلى كل متعلقات القضية الفلسطينية، وأن الصمت على الانخراط السعودي في التسوية، سيصيب العرب بجائحة التقسيم الذي لن يبقيِ كياناتهم في معزل عن التصدع والتشقق والانهيار، فما حصل في سوريا ومنعنا من تقسيمها وإسقاطها، هو مشروع مدبر لكل دولة عربية، والطريق إلى المواجهة هو بإسقاط مشروع بن سلمان، ولطالما كان الخنجر السعودي في خاصرة المقاومين العرب من قبل وبعد عبد الناصر".

وقال الموسوي: "اليوم نحن اللبنانيين تابعنا هذا المؤتمر الذي عقد في باريس لدعم الإصلاحات اللبنانية والتنمية في لبنان، وبالتالي فإن أي قرض لا يمكن أن يمر إلا بعد نقاشه في اللجان النيابية المختصة وبعد إقراره في المجلس النيابي، وسنكون نحن وحلفاؤنا في المجلس واللجان حريصين على الحؤول دون تفاقم الدين العام، وبالتالي تفاقم خدمة الدين والعجز بالموازنة، فهل ينتبه من يعدنا بقروض بـ10 مليارات دولار أو أكثر إلى الأعباء المالية التي سيتحملها المكلف اللبناني جراء الاستدانة الجديدة، ونحن لن نسارع إلى الحكم، ولكننا نقول إن هذه القروض يجب أن تدرس في المجلس النيابي، ولكن الأمر المحقق أننا إذا لم نغلق مسارب الهدر ومكامن الفساد، فإن ما يوضع في السلة سوف يتسرب منها، ومن هنا فإن أي محاولة لتصويب الاقتصاد اللبناني، يجب أن تمر حكما مع تصفية الفساد في المؤسسات اللبنانية، الذي ينبغي أن يمر من خلال تفعيل الهيئات الرقابية من حيث عدد أفرادها أو ملاكاتها بصورة عامة، وتفعيل دورها، وهنا نلفت النظر إلى أن إدارة المناقصات العمومية لا تقوم بدورها إلا على 5% من المشاريع التي تنفذها الدولة اللبنانية، وأن 95% من المشاريع تنفذ من غير طريق إدارة المناقصات العمومية، بل عن طريق الاتفاقات بالتراضي أو ما إلى ذلك أو تقاسم وتحاصص، فكيف ستلزم هذه الـ10 مليارات، ومن الذي سيشرف على عملية التنفيذ، وهل سيكون للتفتيش المركزي دور في مراقبة الأشغال التي تتم، فهذه واحدة من المشاكل الأساسية، أن الأشغال التي تسلم إلى الدولة في معظمها غير مشمولة بعمل التفتيش المركزي الذي لا يتورع بعض المدراء والوزراء عن طرد موظفين إذا دخلوا على منشأة ما، وهذا قد حصل، فإذا أردنا أن نوقف الفساد، فعلى الهيئات الرقابية أن تعمل، ومن هنا كانت دعوة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في البرنامج الانتخابي إلى أن تمر الصفقات من خلال إدارة المناقصات العمومية".

وشدد على ان "التوظيف الاستنسابي والانتخابي يجب ان يتوقف، وأن يكون المعبر إلى الوظيفة العامة هو مجلس الخدمة المدنية الذي يختار على أساس الكفاءة، من هنا فإن الوعود بالمليارات لا يكفي بحد ذاته لإنقاذ لبنان إن لم تقم المؤسسات اللبنانية الرسمية بإعادة تأهيل ذاتي على النحو الذي يغلق العيوب التي فيها، وكذلك يجب أن يتفعل ديوان المحاسبة أيضا، ويجب أن يكون صوته واضحا، فمنذ العام 2012 ونحن لم نر أي تقرير لديوان المحاسبة، وبالتالي نحن نقول إنه عندما نضع كل الثقل على الهيئات الرقابية، فإننا سنطالبها بتحمل دورها، ولا يتذرع أي مسؤول في هيئة رقابية أنه يخاف من ملاحقة الفساد مما قد تجره عليه ملاحقة من أعمال انتقامية من جانب مسؤولين في السلطة، وإذا كان غير قادر على مواجهة التحديات، فعليه أن يقدم استقالته ويرحل". ودعا الموسوي موظفي الهيئات الرقابية الى أن "يقدموا استقالاتهم وألا يستمروا في مواقعهم إذا لم يكونوا شجعانا في مواجهة الفساد، ونحن نعرف أن أحد الموظفين الكبار في هيئة رقابية أساسية عندما اعترض على صفقة، جاءه اتصال من مجهول معروف يقول له بأن حقك رصاصة واحدة، فهذا الوضع يجب أن يتغير، ونحن سنكون إلى جانب الهيئات الرقابية، وسندافع عنها، وسنحميها، ولكن عليها أن تقوم بمهمتها، لأننا نرى أن من في الهيئات الرقابية يجب أن يكون بطلا استشهاديا".

 

الراعي: تخيفنا جدا المادة 50 في الموازنة فهل هي مقدمة لاكتساب الجنسة وللتوطين خلافا للدستور

السبت 07 نيسان 2018 /وطنية - قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: "تخيفنا جدا، وكل الشعب اللبناني، المادة الخمسون التي أضيفت بسحر ساحر على موازنة العام 2018. وهي أن "كل عربي أو أجنبي يشتري وحدة سكنية في لبنان، يمنح إقامة دائمة له ولزوجته ولأولاده القاصرين..."، سائلا "أهذه مقدمة لاكتساب الجنسية، وللتوطين خلافا للدستور؟". وشكر الدول التي شاركت في مؤتمر "سيدر" وأقرت مساعدات، آملا الالتزام اللبناني "بالإصلاحات المالية والهيكلية والكهربائية المطلوبة وفي البنى التحتية". ورأى انه "بات من الضرورة بمكان وضع آلية رقابة دولية مباشرة، تقودها فرنسا، من أجل حسن تثمير القروض والهبات". جاء ذلك في عظة ألقاها الراعي خلال رسامة المطرانين سيمون فضول لأبرشية سيدة البشارة ايبادان- نيجيريا، ورفيق الورشا نائبا بطريركيا، عند السادسة من ساء اليوم، في بازيليك سيدة لبنان في حاريصا، واستهلها بالقول: "اختار الرب يسوع على رأس الرسل، أساقفة العهد الجديد، سمعان بن يونا، لفضيلتين اساسيتين: إيمانه الذي أعلنه في قيصرية فيلبس، فبدل اسمه إلى بطرس جاعلا إياه صخرة إيمان سيبني عليها كنيسته؛ وحبه الشديد الذي أعلنه على شاطئ بحيرة طبريه. وإذ سأله ثلاثا: "يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء؟ إنما أراد سماع تأكيد حبه. فأجاب من صميم القلب: نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك! فقال له: إرع خرافي!" (يو 21: 15). السؤال نفسه يطرحه الرب يسوع على كل واحد منكما، أيها الأسقفان الجديدان العزيزان سيمون توفيق فضول، ويوحنا- رفيق جميل الورشا. وأنتما تجيبان في قرارة نفسيكما وبصدق كلي: "نعم، يا رب". في سلمكما رعاية شعب الله باسمه وبشخصه".

أضاف: "إننا نشكر معكما ربنا يسوع المسيح، "راعي الرعاة العظيم" (1 بط 5: 4) على دعوته لاتباعه، وإشراككما بكهنوته ونبوءته وملوكيته، مثلما دعا وأشرك الرسل الأطهار. فتبعتماه أولا في الدعوة الكهنوتية والرسالة بإيمان وحب وأمانة، تظللكما محبة الآب وعنايته، ويصوركما حلول الروح القدس بتجدد دائم على صورة الميسح الكاهن الأزلي، حتى بلغتما اليوم بنعمة مجانية من الله إلى ملء الكهنوت بالأسقفية. فاختاركما الروح القدس بانتخاب من سينودس أساقفة كنيستنا المقدس، وقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الانتخاب، ومنحكما الشركة الكنسية. وهكذا تتقبلان من المسيح الرسالة المثلثة: التعليم لإعلان الإنجيل، وخدمة الأسرار لتقديس النفوس، والإدارة لرعاية شعب الله". وتابع: "ونشكر الله معكما على العائلتين المسيحيتين المارونيتين اللتين تربيتما فيهما على الإيمان والصلاة والفرح في تلبية الدعوة إلى اتباع المسيح؛ وعلى المعاهد الإكليريكية واللاهوتية التي فيها نلتما العلوم المقدسة، وعلى المسؤوليات في الرعايا والأبرشية والكنيسة التي تمرستما فيها على الخدمة الراعوية والإدارية والتعليمية. "يا رب، أنت تعلم أني أحبك" (يو 21: 15). هذا هو جواب القلب تعطيانه أمام رهبة الحضور الإلهي والكنيسة الحاضرة، وبين يدي سلطانة الرسل وأم الكنيسة، أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان. وترجوان أن تعلمكما محبة يسوع، والطريق إلى قلبه.

فتعبيرا عن هذا الجواب، اخترت أيها الأخ الحبيب الأسقف سيمون شعارا لأسقفيتك كلمة آشعيا النبي: "ها أنا يا رب، أرسلني!" (آش 6: 8). بهذا الاستعداد تذهب مطرانا للأبرشية الجديدة، أبرشية سيدة البشاره ايبادان- نيجيريا التي تشمل رقعتها بلدان إفريقيا الغربية والوسطى، من بعد أن كانت اكسرخوسية، وأنت راعيها كإكسرخوس على مدى ثلاث سنوات. وقد ثبت الرعايا فيها، وأنشأت جديدة، ونظمتها، وشكلت لها جسما كهنوتيا أبرشيا من أبرشية جبيل ونيابة صربا البطريركية وأبرشية أنطلياس ومن إفريقيا نفسها، ورهبانيا من الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة في السنغال وشاطئ العاج. فأضحت مجهزة العناصر لتصبح أبرشية قائمة بذاتها، كما أرادها سينودس كنيستنا المقدس وأقرها قداسة البابا. وها أنت تواصل في الوقت عينه رسالتك كزائر رسولي على موارنة إفريقيا الجنوبية، حيث يؤمن خدمة أبنائنا الموارنة الآباء المرسلون اللبنانيون، مشكورين".

واستطرد: "إن ما حباك الله به من غيرة كهنوتية، وروح رئاسي، وجهوزية للخدمة السخية والمتفانية، ومواهب الروح، وعلم، وخبرة، يؤهلك تماما للرسالة الأسقفية في القارة الإفريقية. فليكن شعارك "ها أنا يا رب، أرسلني"، رفيق دربك اليومي، مهما كثرت المصاعب والمحن والمعاكسات والتعب. واسمع دائما صوت الرب يهمس في قلبك، كما لبولس الرسول: "تكفيك نعمتي" (1 كور 12: 9)". ثم توجه إلى "الأخ الحبيب، الأسقف يوحنا-رفيق"، قائلا "باختيارك اسم "يوحنا" الرسول، الحبيب على قلب يسوع، ليضاف إلى اسمك، اتخذت أيضا شعارا لخدمتك الأسقفية كلمته: "ذاك الذي كان منذ البدء، والذي شاهدناه وسمعناه، به نخبركم، ليكون فرحنا بكم كاملا"(1 يو 1: 1-4). أنت لم تختر صدفة هذه الكلمة من يوحنا، بل لأنك اختبرتها وعشتها في حياتك الكهنوتية. فقد شاهدت الرب يسوع- الكلمة في تأملات قلبك، وفي سر الكنيسة، وفي الإنسان المتألم جسديا وروحيا ومعنويا؛ وسمعته في أعماق نفسك وقبلت كلامه كحبة حنطة في الأرض الطيبة، فأعطت فيك ثمارها، إيمانا ومحبة وتواضعا وفرحا، ولسانا دافئا وكلمة بناءة، وحكمة وفطنة؛ وأخبرت به بمثل حياتك ومواعظك وخدمتك المتفانية؛ فزرعت الفرح في القلوب حيثما كنت وحللت".

وتابع قائلا له: "هكذا عرفناك طيلة السبع سنوات من التعاون في الكرسي البطريركي، كأمين سر للبطريركية ورئيس قلمها. وهكذا عرفوك في معهدنا الماروني في روما حيث أكملت اختصاصك باللاهوت الأدبي، وفي الرعايا التي خدمتها في نيابة جونيه البطريركية، وفي رئاسة دير مار ضومط- العقيبة وخدمة رعيته، وفي الجامعات التي علمت فيها. وها أنت اليوم، بدفع مضاعف من نعمة الأسقفية، تعيش شعارك، في رسالتك الجديدة كمعاون ونائب بطريركي إلى جانب البطريرك. أنت ستكون في الكرسي البطريركي وجها مشرقا تعلن منه الحقيقة الحرة من الأشخاص والمصالح والألوان السياسية. يوحنا الحبيب نفسه يختم رسالته التي منها أخذت شعارك، ويكتب: "أيها الإخوة، نحن نعرف أننا من الله وأن ابن الله جاء وأعطانا فهما لنعرف به الحقيقة. نحن في الحقيقة إذ نحن في ابنه يسوع المسيح" (1 يو 5: 19-20)". وأردف: "هذه هي رسالة الكرسي البطريركي أن يقول الحقيقة المنزهة عن أية مصلحة دنيوية، وتقولها من أجل الإنسان والشعب والوطن. فلفظة "اسقف" تعني السهران على المدينة، فكيف إن كان بطريركا أي أبا ورأسا؟". وتطرق إلى التطورات السياسية والاقتصادية والتربوية، قائلا "بالأمس كان افتتاح مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد في لبنان كعنصر أساسي للاستقرار. مشكورة الدول التي شاركت وأقرت مساعدات. ومشكور الرئيس الفرنسي ماكرون الذي دعا ونظم. نأمل أن تصرف القروض الميسرة والهبات في مشاريع انتاجية من أجل التخفيف من الدين العام والعجز وإيجاد فرص عمل، وأن تلتزم الدولة اللبنانية بالإصلاحات المالية والهيكلية والكهربائية المطلوبة وفي البنى التحتية، من أجل الحصول على هذا الدعم. وبما أن الفساد ضارب بشكل مخيف ومتأصل في النفوس، بات من الضرورة بمكان وضع آلية رقابة دولية مباشرة، تقودها فرنسا، من أجل حسن تثمير القروض والهبات".

أضاف: "وفي إطار خدمة الحقيقة، لا بد من إلقاء الضوء مجددا على الصعوبات التي تمر فيها المدرسة الخاصة بنتيجة تداعيات القانون 46/2017، وتنذر بإقفال العديد من المدارس الخاصة، إذا لم تتحمل الدولة كلفة الدرجات الست الاستثنائية المرهقة للمدرسة والأهل، وإذا استمر العديد من أهالي الطلاب في إحجامهم عن دفع الأقساط الحالية المتوجبة عليهم، ومن دون وجه حق. ما يعني أن المدرسة ستتوقف عن دفع رواتب المعلمين والموظفين الشهرية فيعانون هم وعائلاتهم من الضائقة المالية، وتضطر بالتالي إلى إقفال أبوابها نهائيا فتتفاقم الأزمة الاجتماعية، ويقضى على العام الدراسي، ثم على التعليم النوعي والتربية في لبنان، أعني على ثروته الوطنية. في كل هذه الأمور يتحمل المجلس النيابي والحكومة مسؤولية كل هذا الخراب. فمن يشرع ملزم بالتمويل".

وتابع: "ومن أجل قول الحقيقة أيضا، تخيفنا جدا، وكل الشعب اللبناني، المادة الخمسون التي أضيفت بسحر ساحر على موازنة العام 2018. وهي أن "كل عربي أو أجنبي يشتري وحدة سكنية في لبنان، يمنح إقامة دائمة له ولزوجته ولأولاده القاصرين..." أهذه مقدمة لاكتساب الجنسية، وللتوطين خلافا للدستور؟، لماذا هذا السخاء في بيع أرض لبنان ومنح الإقامة والجنسية؟، ثم من هم الأشخاص والشركات الذين يمتلكون هذه الشقق؟، وهل وراء هذا الترغيب المضر بالوطن صفقات مالية وسياسية؟ ولمن؟. فيا ليت المسؤولين عندنا يرسمون بالأحرى سياسة سكنية بمشاريع تمكن المواطن اللبناني العادي الحصول على مسكن بشروط ميسرة، والبقاء على أرض الوطن! اجل! ان الكرسي البطريركي مؤتمن على قول مثل هذه الحقيقة وسواها، لانه يخاطب الضمائر". وختم قائلا للأسقفين الجديدين "في رسامتكما الأسقفية، رمزان يدلان على جوهر الأسقفية: الرمزالأول: وضع اليد. هو الرب نفسه يضع يده المقدسة ويمتلك كل واحد منكما، ويقول له: "أنت تحت حماية يدي وقلبي. اتبعني و لا تخف! أنا معك. لن أتركك. فلا تتركني!". ويكتمل وضع اليد بالإنجيل المفتوح فوق رأسيكما ليكون لكما القوة والطريق في الرسالة؛وبنقل نعمة القربان إلى رأسيكما فيحل الروح القدس عليكما بمواهبه السبع. والرمز الثاني، مسحة يديكما والرأس بالميرون، علامة للسلطان الأسقفي الذي يمنحكما إياه الروح القدس مع القوة والشجاعة والحكمة. فالرأس أداة التفكير والتخطيط، واليد أداة العمل والقدرة. المسيح الرأس يجعلكما رأسا وسط الجماعة، ويمسح أيديكما لتكونا يديه للبركة والعطاء، وللخدمة والرسالة. بهذين المفهومين تجيبان الرب يسوع مثل سمعان- بطرس: "نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك حبا شديدا". وهو بالثقة الكبيرة يجيب: "إرع خرافي!" لمجد الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

سليمان استقبل جعجع و"التغيير الأكيد": لجعل 7 ايار يوما لبداية التغيير الأكيد /رئيس القوات: نتحدث عن تغيير أكيد وأثبتنا ذلك من خلال نوابنا ووزرائنا

 المركزية/06 نيسان/18/استقبل الرئيس ميشال سليمان، في دارته في عمشيت، رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حضور اعضاء لائحة "التغيير الأكيد" في دائرة كسروان الفتوح- جبيل المشكلة من تحالف المستقلين وحزبي "القوات اللبنانية" و"الوطنيين الأحرار".

تخلل اللقاء خلوة بين سليمان وجعجع دامت أكثر من نصف ساعة، ثم انضم اليهما اعضاء اللائحة، حيث تمت مناقشة الأوضاع العامة في البلاد.

وبعد الإجتماع عقد مؤتمر صحافي مشترك تم خلاله "التأكيد على النقاط التالية:

1- وجوب تحييد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية، إقرار إستراتيجية دفاعية لمرحلة إنتقالية تمهيدا لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، تعديل معاهدة الأخوة والتنسيق مع سوريا بما يتطابق مع سيادة الدولة اللبنانية.

2- تحقيق إستقلالية القضاء، إقرار اللامركزية الإدارية، فصل النيابة عن الوزارة وإيجاد الحلول للإشكالات الدستورية.

3- التشديد على تصحيح التمثيل في لبنان وبخاصة في دائرة كسروان الفتوح- جبيل التي لم يساهم نوابها على مدار 13 عاما في العملية الإنمائية على مختلف المستويات. ويكفي الاشارة إلى إفراغ هذه الدائرة إعتبارا من عام 2017 تدريجيا من الحقائب الوزارية الست التي أسندت إلى أبنائها خلال الولاية الرئاسية السابقة ومواقع المسؤوليات الرئيسية في الإدارة العامة، في المجلس الدستوري، في القضاء وهيئات الرقابة، في السلك الدبلوماسي، في الداخلية، في مديرية رئاسة الجمهورية، في التربية، في الأمن، في الضمان الإجتماعي، في مجلس الانماء والاعمار، في الصليب الأحمر، في كازينو لبنان والأجهزة الأمنية وغيرها الكثير والاستعاضة عنها بالتعيينات الاستنسابية والتشكيلات التعسفية والتوظيفات السياسية قبيل الانتخابات".

وشكر سليمان لجعجع تلبيته الدعوة إلى هذا اللقاء، ونوه ب"ثبات موقف حزب القوات اللبنانية والإنسجام مع مبادئه في نسج تحالفاته الإنتخابية". كما طلب "من المرشحين الذين سيحالفهم الفوز، متابعة تنفيذ المشاريع الإنمائية التي انطلقت في الدائرة خلال الولاية الرئاسية السابقة بعد حرمان طويل وشملت قطاعات الصحة، التربية والتعليم العالي والرياضة، السدود والمياه، شبكات الصرف الصحي، طرق المواصلات الرئيسية والمتفرعة، المرافئ ومختلف قطاعات البنى التحتية".

وتوجه الى "المواطنين على مساحة لبنان وفي كسروان الفتوح- جبيل خصوصا"، داعيا اياهم الى "ان يجعلوا السابع من ايار المقبل يوما لبداية التغيير الأكيد الذي سينطلق ليس فقط من دائرة كسروان الفتوح- جبيل بل من كل لبنان التواق الى ان يكون كما اراده الأباء المؤسسون وطنا للاشعاع والحرف والنور وللحوار بين الحضارات والاديان وصلة وصل بين الشرق والغرب وحاضرا برسالته ودوره في كل ما فيه خير العرب والانسانية جمعاء".

جعجع

ثم تحدث جعجع، فقال: "احببت ان اكون موجودا في هذا اللقاء لان له رمزية معينة، عندما نقول فخامة الرئيس سليمان يعني اننا نتحدث عن اعلان بعبدا على المستوى الوطني، والرمزية الثانية اننا نتحدث اليوم من عمشيت ومن بلاد جبيل وكل واحدة من هذه العوامل لها رمزية تهمنا كثيرا في ما يتعلق بالعمل السياسي. وان لائحة "التغيير الاكيد" في كسروان الفتوح- جبيل، غير انها تحمل معاني مثل اعلان بعبدا، تذكرنا جميعا بالحلف الثلاثي القديم وبأيام الكرامة الوطنية الفعلية. كثر في يومنا الحاضر يتحدثون بالكرامة الوطنية الفعلية ولكن علينا النظر جيدا الى من يعمل لأجلها، فاذا قام احدهم بزيارات غير شرعية الى الجنوب والحدود، هل يتحدث بالكرامة الوطنية الفعلية أم لا؟ ومن يتساهل او يغطي او يؤيد سلاحا غير شرعي موجود، فهل يستطيع ان يتحدث بالكرامة الوطنية الفعلية؟ لا يستطيع احد التساهل مع امور وطنية مشابهة، وفي الوقت ذاته يعود ويتكلم عن كرامة وطنية فعلية".

أضاف: "نحن نتحدث عن تغيير اكيد، ليس بالكلام انما اثبتنا ذلك، لدينا نواب ووزراء وجدنا انه على قدر ما اعطاهم الناس استطاعوا ان يحدثوا الفرق، ما نطرحه الان اننا نطلب منكم اكثر حتى نستطيع ان ننجز لكم اكثر، والتغيير بالنسبة لنا ليس طرحا ولا شعارا انما مارسناه ولمسناه لمس اليد، والجميع لمسه لمس اليد، فليقل احد ان نواب القوات في المجلس النيابي وحلفاءهم لم يحدثوا فرقا او أن وزراء القوات وحلفاءهم في مجلس الوزراء لم يحدثوا فرقا، اذا اردنا فرقا اكبر نحتاج الى كتلة اكبر، والكتلة الاكبر بيدكم انتم".

ودعا "كل المواطنين وبالاخص في عمشيت وفي جبيل وفي كسروان الفتوح وفي كل ضيعة"، الى "التصويت للائحة التغيير الاكيد، لان التغيير لا يحصل بالتمني بل عندما تأتي بأشخاص يغيرون، واثبت اعضاء هذه اللائحة والاحزاب المشاركة فيها انهم قادرون على التغيير. عندما انتخب زياد حواط رئيسا للبلدية لم يكن كما غيره من رؤوساء البلديات، انما غير، والقوات دخلت الى الحكومة ولم تكن كغيرها انما غيرت، اذا اردنا التغيير علينا انتخاب لائحة التغيير الاكيد لائحة كسروان الفتوح- جبيل، لائحة شوقي الدكاش وزياد حواط والحلفاء والشخصيات المستقلة الموجودة معنا، وهناك امر آخر توفقنا عنده وهو ان هذه اللائحة تضم عنصرا نسائيا هو السيدة باتريسيا الياس، وليست اي عنصر نسائي انما هي تناضل منذ سنوات طويلة من اجل حقوق المرأة ليس بالمعنى الضيق للكلمة انما حقوق المجتمع بالمعنى الواسع للكلمة".

وختم جعجع شاكرا سليمان "على استضافتنا وعلى وجود اللائحة في دارتكم، واتمنى تأييدكم وتأييد كل من يؤيدكم، لكي نعود ليس فقط لاحياء اعلان بعبدا بل تحويله الى خطوات عملية مدروسة".

سليمان

ثم تحدث سليمان فشكر جعجع على تلبيته الدعوة ونوه ب"ثبات موقف حزب القوات اللبنانية والإنسجام مع مبادئه في نسج تحالفاته الإنتخابية". كما طلب "من المرشحين الذين سيحالفهم الفوز، متابعة تنفيذ المشاريع الإنمائية التي انطلقت في الدائرة خلال الولاية الرئاسية السابقة بعد حرمان طويل وشملت قطاعات الصحة، التربية والتعليم العالي والرياضة، السدود والمياه، شبكات الصرف الصحي، طرق المواصلات الرئيسية والمتفرعة، المرافئ ومختلف قطاعات البنى التحتية".

وقال: "هذه اللائحة تتألف من ابناء جبيل الفتوح- كسروان، من 24 قيراطا ولا زغل فيها على الاطلاق، وتشكل تحالفا بين قوى سيادية اي الاستقلاليون من حزب القوات اللبنانية وحزب الوطنيين الاحرار، وبعد تسع سنوات من التمديد للمجلس النيابي ومن تعطيل مجلس الوزراء، وبعد تعطيل لسنتين ونصف السنة والفراغ في رئاسة الجمهورية، نحن نستعد لاجراء الانتخابات في السادس من ايار المقبل وفق قانون مشوه ونتائجه ظهرت من خلال تركيب اللوائح، التي ليس لمعظمها أي توجه سياسي أو سيادي وهذا امر مستهجن، والكثير من اللوائح تتألف من تناقضات، فهناك احزاب لديها ارتباطات خارجية واخرى لديها عقائد تتعدى الوطن اللبناني مع احزاب لبنانية صافية، وهذا الامر لا يمكن تبريره على انه تحالف انتخابي فقط، وهناك تحالف مع افراد لا يهمهم العمل النيابي والشأن العام انما كل ما يهمهم الحصانة المكتسبة وحماية مصالحهم الشخصية، وللأسف يطلق عليها في بعض الصحف انها لوائح زواج المتعة او سفاح القربى، واذا كانت تسميتها كذلك كيف ستكون نتائجها لاحقا".

أضاف: ان النتائج السيئة نتيجة اعتماد هذا القانون هي في البيانات الانتخابية التي تصدر، وهي واهية وفارغة وتدغدغ مشاعر الناس ببعض الامور مع وعود بشؤون حياتية مثل المياه والكهرباء والنفط. هذه الامور لا احد يمنن المواطن بها لان تحقيقها واجب، ولكن ما يجب قوله ان كل ذلك عناوين لا تتحقق اذا لم يكن هناك دولة تمتلك كامل القرار للبت بالامور. نحن نذهب الى مؤتمرات وبالامس ذهبوا الى مؤتمرات، ولكن ما يقال لهم في هذه المؤتمرات على الدوام، ان الدولة هي الاساس وانه يجب انجاز استراتيجية دفاعية والنأي بالنفس وفقا لما نص عليه اعلان بعبدا وتحييد لبنان وعدم التدخل في الصراعات الاقليمية، هذا قيل بوضوح وبالنص في روما2 وبالامس في باريس عندما ربطوا شروط روما2 بشروط سيدر ومن خلال متابعة التقديمات، لا بد من التنويه بالحصول على 11،5 مليار دولار، انما سيتابعون هذه التقديمات، وعليهم ان يوحوا بالثقة للعالم الخارجي".

ونوه ب"توجهات القوات اللبنانية ومواقفها الثابتة التي لم تتغير، وهذا ليس غريبا لان البوصلة الوطنية للقوات ما زالت في الاتجاه الصحيح، لا سيما بوصلة السيادة وتعزيز دور الدولة من خلال نواب القوات اللبنانية ووزرائها وادائهم المميز والجيد بحيث الكل يجمع ان افضل اداء وزاري هو اداء وزراء القوات اللبنانية".

وأكد انه اتفق مع جعجع "على كيفية التنسيق للمستقبل ومع الاطراف السيادية حتى نستطيع فعلا حماية لبنان، هذه الثروة الكبيرة التي تحتاج الى حماية في ظل الاطماع الكبيرة بها".

واعتبر ان "الغرابة الاكبر في هذا القانون الانتخابي هي شعارات اللوائح، شعارات وهمية وواهية وغير واقعية، بدءا من حقوق المسيحيين. كيف نستعيد حقوق المسيحيين، هل بدل المناصفة يصبح لديهم 70 في المئة، او نعطيهم مراكز اقوى، ام فقط على اساس قم لاجلس مكانك؟ المسيحيون الحقيقيون هل هم المنتمون الى جهة سياسية محددة، والآخرون ليسوا بمسيحيين؟ اذا كان هذا هو المقياس، فمعنى ذلك انه ليس في لبنان من مسيحيين اكثر من عشرة في المئة. هذا مرفوض لان المسيحية هي حضارة، وميشال شيحا اب الدستور عندما تحدث عن التمثيل النيابي تحت قبة البرلمان قال ان البرلمان اللبناني ليس فقط ممثلين عن الشعب بل هو لتفاعل حضارات الاديان الموجودة في لبنان والممثلة تحت قبة البرلمان، وصيغتنا مبنية على ذلك وليس على المسيحية السياسية او الاسلام السياسي. حقوق المسيحيين لا تتحقق الا بوجود الدولة وقوتها وبتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والحياد مطلب قديم في لبنان وهو مطلب مسيحي واحيانا كان مطلبا اسلاميا. وافقنا على تحييد لبنان بالحوار ووافق عليه الجميع في اعلان بعبدا والان يتنكرون لذلك، وفي ما خص تطبيق الاستراتيجية يجب ان ينتهي السلاح غير الشرعي في سنتين او 3 على ابعد تقدير، وان تضع الدولة يدها على الامر منذ الان بحيث يصبح القرار في استخدام هذا السلاح بيدها وحدها، وسبق ان قدمت ورقة للاستراتيجية الدفاعية وبمجرد ان قدمتها رفض اعلان بعبدا بعدما وافقوا عليه وابلغ الى الدول الكبرى والامم المتحدة وجامعة الدول العربية".

وتابع متحدثا عن شعارات اللوائح واصفا اياها ب"شعارات بدعة، ومنها ما يتناول حقوق كسروان الفتوح- جبيل، فهذه المنطقة اعطت الوطن وكانت في صلب القرار الوطني قبلي انا، هي التي اعطت الرئيس فؤاد شهاب والبطريرك صفير وطانيوس شاهين وعامية لحفد وعددا من قادة الجيش ورئيسين للجمهورية وموظفين في كل المجالات. ولكن اود التوجه بسؤال بسيط، في السنوات ال13 الماضية من الوزير الذي سموه من جبيل؟ والان يعتبرون حقوق جبيل مفقودة، هذا لم يحصل، انما هناك ستة وزراء عينوا في خلال رئاستي للجمهورية وانا من سميتهم، نتمنى ان يسموا الان وزراء من جبيل. ان الحرف انطلق من جبيل ولا يزايدن أحد علينا لان في جبيل وكسروان الفتوح كفاءات كبيرة ووطنية وولاء كبير، لذلك يتشرف من يعين وزيرا من جبيل، واطلب من القوات اللبنانية ان تعين وزيرا من المنطقة".

وأكد ان "الحكم استمرارية والانماء تراكم"، وسأل "ما هي المشاريع التي قدمت لجبيل؟ في اول جلسة حكومة كانوا يسحبون مشاريع مخصصة لجبيل الى مناطق أخرى، وطلبت كل المشاريع التي بدأت من العام 1926 وهي طريق ميفوق وطريق القديسين التي بدأ بها المرحوم الاب لويس خليفة من عمشيت ولم يصرف لها المال في العام 2011 وافتتح التنفيذ الوزير غازي العريضي وبدأ التنفيذ من البترون".

وبعدما عدد "المشاريع المهمة التي وضعت للمنطقة وبوشر تنفيذها في عهده والتي لم يوضع اي مشروع جديد غيرها"، ومعددا كذلك "المخالفات الدستورية التي لا تحصى من اقرار موازنة بلا قطع حساب الى قانون انتخاب مشوه"، توجه سليمان الى "المواطنين على مساحة لبنان وفي كسروان الفتوح- جبيل خصوصا"، داعيا اياهم الى "أن يجعلوا السابع من ايار المقبل يوما لبداية التغيير الأكيد الذي سينطلق ليس فقط من دائرة كسروان الفتوح- جبيل بل من كل لبنان التواق الى أن يكون كما اراده الآباء المؤسسون وطنا للاشعاع والحرف والنور وللحوار بين الحضارات والاديان وصلة وصل بين الشرق والغرب وحاضرا برسالته ودوره في كل ما فيه خير العرب والانسانية جمعاء".

الحواط

وكانت كلمة للمرشح عن المقعد الماروني في قضاء جبيل زياد الحواط، قال فيها: "زرنا فخامة الرئيس سليمان في حضور الدكتور جعجع لكي نؤكد على المواقف الوطنية السيادية التي هي اساس العمل الوطني والتشريعي، والبلد اصبح بحاجة الى ديناميكية جديدة في التعامل الوطني والسيادي والانمائي، ونحن تختلف لائحتنا عن كل اللوائح بأنها منسجمة في الخطاب الوطني والسيادي وبمشروعها لانماء كسراونا الفتوح- جبيل، وبالتالي انماء لبنان. هذا حمل كبير والمشاريع التي انطلقت في خلال عهد الرئيس سليمان سوف تستمر بالتعاون مع كتلتنا الجديدة، وكلما تكاتفت الايادي وتضامن الشباب مع بعضهم البعض نستطيع تحقيق انجازات كبيرة، وأعد اللبنانيين اولا والجبيليين والكسروانيين ثانيا بأن هناك طريقة جديدة في التعاطي في الامور المصيرية الوطنية وفي امورهم الحياتية اليومية، طريقة تؤمن الاستمرارية وتؤمن المواجهة لاي مشروع لا يشبه اللبنانيين وتطلعاتهم، والسادس من ايار هو يوم مفصلي وتاريخي وثورة حقيقية بين الحق والباطل وبين الناس الذين يريدون وطنا يعيشون فيه بكرامتهم وبين الناس الذين سلموا خياراتهم للخارج".

بعد ذلك لبى جعجع واعضاء اللائحة دعوة سليمان الى مأدبة غداء أقامها على شرفهم.

 

سامي الجميل جال بين كسروان وجبيل: نواجه اليوم شرا أكبر من السلاح

المركزية/06 نيسان/18/أكد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أن رهانه "في 6 أيار هو على الناس والرأي العام والأوادم"، مشددا على أن "هذا الرهان سيربح لأن الشعب اللبناني قاوم ولم يركع ولن يتخلى عن سيادته واستقلاله وهو يعرف كيف يحاسب ويكافئ".

كلام الجميل، جاء خلال مهرجان انتخابي، أقيم في إقليم جبيل الكتائبي، حيث لفت إلى أن "هذه الانتخابات هي استفتاء، حول ما إذا كنا سنترك السلطة، التي باعت سيادة لبنان من دون محاسبة"، مؤكدا "نحن نعمل من أجل لبنان، من دون مساومة ومن دون حسابات".

وشدد على أن "حزب الكتائب المتجذر في هذه الأرض الجبيلية لديه مسؤولية اتجاه كل الشهداء، الذين سقطوا دفاعا عن لبنان واتجاه كل الأبطال، الذين دافعوا عن هذه المنطقة ووقفوا في أصعب الظروف".

وتوجه إلى رئيس إقليم جبيل رستم صعيبي، بالقول: "لدينا واجب وهو أصبح على أكتاف الرفيق رستم، مسؤوليتك كبيرة ونحن إلى جانبك. أحيي أيضا رفيقنا جورج حداد، الذي قام بعمل كبير في الإقليم وسلم المشعل، الذي ينتقل في الكتائب من رفيق إلى آخر، وكلما سقط شهيد هناك من يحمل العلم ويكمل"، مضيفا: "نحن في الكتائب نعمل من أجل لبنان من دون مساومة وحسابات، ونتمنى لك كل التوفيق باسم كل الكتائبيين وسنكون الى جانبك في كل مسيرتك".

وإذ رحب ب"جميع المرشحين على لائحة كسروان وجبيل"، قال: " الدكتور شاكر سلامة مرشح حزب الكتائب في هذه الدائرة، الدكتور فارس سعيد، الذي نتشارك معه في أمر مهم، وهو أننا لم نزح عن الخط وبقي صوتنا عاليا نرفض الاستسلام وتسليم البلد".

أضاف: "عندما قرر الجميع الاستسلام بقينا واقفين، وعندما كنا نأخذ المواقف النابعة من نضالنا ومبادئنا، لم نكن بوارد أن نتخلى عن كل ما ناضلنا من أجله، واستشهد من أجله شهداؤنا، وعلى رأسهم بشير وبيار الجميل وأنطوان غانم وكل شهداء ثورة الأرز، بقينا واقفين ووضعنا يدنا بيد بعض، لخوض الانتخابات جنبا إلى جنب، ووضعنا يدنا بيد الشرفاء، كالاخ مصطفى الحسيني، الذي هو لبناني عريق، والسيدة يولاند خوري، التي قررت خوض المعركة إلى جانبنا"، شاكرا "كل رؤساء البلديات والفاعليات على حضورهم".

وأكد أن "المعركة الانتخابية أساسية بالنسبة لنا، ولديها معان كثيرة. ككتائبيين ومعارضة وقوى سياسية وقفت بأصعب ظرف بتاريخ لبنان، المعركة ليست صعبة، لأن التحدي صعب، أو أن هناك حربا أو سلاحا، ففي السابق وقفنا بوجه قوى عسكرية، ولم نخف بل واجهنا وربحنا وحافظنا على لبنان والحرية وسيادة البلد واستقلاله".

وقال: "إننا اليوم نواجه شرا أكبر من السلاح، نواجه عقلية، نواجه نهجا، ونواجه قوى سياسية، أقنعت الشعب اللبناني المقاوم والمناضل، الذي وقف بأصعب الظروف وقاوم في المغاور والوديان والجبال على مدى التاريخ، بروحية جديدة وعقلية جديدة، عقلية لا تشبهنا ولا تاريخنا ولا مقاومتنا. وأصبح الشاطر في لبنان، هو الذي يكذب بشكل أفضل، والذي يسرق بحجم أكبر، والذي يركب على ظهر الناس ليصل، والذي يكذب، والذي ينقل البارودة من كتف إلى آخر، ويغير خطابه من دون أن يشعر أحد، ومن يتذاكى على الناس. أصبح الشاطر الذي يحصل على أموال أكثر، كيف ولماذا؟ المهم أن الوسيلة تبرر النتيجة".

أضاف: "بعدما رأيت التقلبات وتصرفات الأحزاب السياسية والمقاعد على اللوائح، التي أصبحت في المزاد العلني، وكيف تستخدم السلطة لتركيع الناس وإخضاعهم، وبعدما رأيت أن الكلام في جهة والتصرفات في جهة أخرى، سألت نفسي هل الحياة السياسية مازالت تشبهنا، وهل يستحق أن نعمل في السياسة إذا أصبحت تجارة؟".

وتابع: "هناك من يقرر من هو رئيس الجمهورية وقانون الانتخابات، وتوزيع المقاعد الوزارية وغيره. أمام كل هذا المشهد، سألنا أنفسنا، هل ما زالت هناك حياة سياسية في لبنان؟ هل أصبحت بيعا وشراء؟ هل أصبح الشعب تابعا يباع ويشترى، ولم يعد لديه رأي عام يحاسب؟ هل وصل الشعب لمكان أن نبيع السيادة والاستقلال والقيام بتحالفات فوق الطبيعة؟. يتحدثون عن الفساد ويتحالفون مع الفاسدين، يتحدثون عن الإصلاح ويبيعون المقاعد في المزاد العلني"، سائلا: "هل الحياة السياسية استغلال للسلطة؟ ووصل الأمر برئيس الحكومة، إلى أن يقوم بزيارة انتخابية بالهيليكوبتر، ووزير الخارجية بجولة على حساب الدولة".

وأردف: "كل هذه الأسئلة جعلتني أفكر كثيرا، ووصلت في النهاية إلى أن تذكرت الأبطال الشهداء، تذكرت بيار وبشير وغيث وأنطوان، وكل اسم محفور على صخرة شهداء الكتائب في كل ضيعة في لبنان. تذكرت النضال والنفي والسجن. تذكرت كل رفيق تركت الشظية أو الرصاصة أثرا في جسده. تذكرت كل أب مقهور لا يريد أن يبيع ضميره. تذكرت كل أم وشاب يريدون العيش في هذا البلد. تذكرت كل شخص ألتقي به يوميا وهم أوادم، ولا يريدون أن يضطروا لأن يصبحوا كغيرهم لكي يعيشوا في لبنان، عندها فهمت واستوعبت أن في لبنان اليوم لبنانين، ولبنان مقسوم بين اثنين: لبنان الزعران ولبنان الأوادم".

وقال: "كما في الحياة السياسية، هناك أوادم وهناك من هو مستعد لبيع البلد من أجل مصالحه الخاصة. هذه الانتخابات هي استفتاء، هل سنترك الناس التي تبيع وتشتري من دون محاسبة، هل نترك هذه السلطة، التي باعت سيادة لبنان من دون محاسبة؟ كل مسؤول قرر أن يخضع أمام السلاح ومنطق القوة والفساد هل نحاسبه أم نكافئه؟ هذا هو السؤال الذي سيجيب عنه اللبنانيون في 6 أيار. هل أداء السلطة والاستهتار بالناس وحقوقهم والمالية العامة والبيئة، هل سيذهب من دون محاسبة أم هناك رأي عام في لبنان؟ هذا السؤال الذي نطرحه في 6 أيار؟".

وأكد أنه "إذا لم تحصل محاسبة في 6 أيار، فهؤلاء المسؤولون سيستمرون بالتصرف بالطريقة نفسها، لأنهم سيعتبرون أن ليس هناك محاسبة، سيكذبون ويغيرون من دون محاسبة، سيبيعون سيادة لبنان واستقلاله وتسليم قرار البلد للسلاح، ولا أحد سيحاسبهم".

وشدد على أن "الانتخابات مفصلية وعلى الشعب أن يقول لكل مسؤول إن لكل أداء وقرار وتنازل هناك محاسبة"، لافتا "هذه الرسالة التي سنوجهها في 6 أيار. يجب أن يفهموا أن في لبنان محاسبة، وليست كل الناس مثل بعضها".

وقال: "اليوم أخذنا رهانا، وهو رهان على الناس والرأي العام والأوادم في هذا البلد، وهذا الرهان سيربح في 6 ايار، لأن الشعب اللبناني طيب ومقاوم، ولن يركع ولن يتخلى عن بلده وسيادته واستقلاله، ويعرف كيف يحاسب ويكافئ. أما كل من يعتبر نفسه فوق المحاسبة وأن بإمكانه استخدام أموال الدولة وخدماتها، وكل من يجند الوزارات كوزارة الخارجية، التي تستخدم أجهزة الدولة للانتخابات وإعطاء أولوية لحزب على الآخرين، ومن يستخدم وزارات أخرى لتهديد الناس بمصالحهم، ومن فتح في بعض المراكز الأساسية في الدولة: مدع عام يستدعي رؤساء بلدية ويهددهم بالقضاء وإذا لم يمشوا معه سيرون ما سيحصل معهم".

أضاف: "كانوا يتحدثون عن المكتب الثاني، رحم الله فؤاد شهاب، أنتم تهدمون البلد وتستخدمون السلطة لتركيع الناس. أنتم تشبهون ماضي هذا البلد وأياما ولت، أيام السوريين الذين كنتم تعتبرون أنفسكم أنكم تقفون ضدهم. أما نحن فسنكمل بقول كلمة الحق وسنخوض معركة في كل دائرة، ونطلب من الناس أن تصوت حسب ضميرها. عندما نصبح خلف العازل على كل لبناني أن يحكم ضميره ويعاقب ويحاسب ويكافئ".

وختم "من يعتبر أن بامكانه تركيعنا أو محاصرتنا أو عزلنا، فأعتقد أنه فهم أنه مخطئ، ونحن ككتائب نخوض المعركة ب12 مرشحا، إلى جانب الأقرب إلينا في كل منطقة بلبنان، وسنعمل ونربح والانتصار سيكون انتصار شهدائنا والأوادم ولبنان السيد الحر المستقل".

صعيبي

وكانت كلمة لرئيس إقليم جبيل رستم صعيبي، الذي قال: "لا تاريخ يعلو على تاريخ الكتائب، فمن حمل هذا التاريخ ويناضل في هذا الحاضر المرير حكما له المستقبل، والمستقبل للكتائب اللبنانية".

أضاف: "عندما ارتأت القيادة الكتائبية أن أكون رئيسا لإقليم جبيل، أعترف أنني لأول مرة ترددت لسبب بسيط، وهو لكي لا أخلط العمل الإنمائي والعمل السياسي بالكتائب، لكن بسبب ردة الفعل ومشروع الجميل، تأكدت أن هذه الخطوة هي في الاتجاه الصحيح، وأنا أمامكم في مهمة أعتبرها واجب ودين، وتنص على زرع بذور القيم، التي اختفت من حياتنا منذ قرابة 30 عاما، إنها القيم التي فقدناها في مسيرة وطن".

وتابع: "أمامنا في الإقليم خطوات، نريد شيبنا وشبابنا، نريد مزيدا من الجرأة والحركة في وطن تجمد من الخوف الاقتصادي، ومن السلاح ومن قول الحقيقة، مهمتنا الأساسية نزع الخوف من القلوب وزرع الإيمان في النفوس".

وأردف: "إن ما قامت به القيادة الحالية على رأسها الجميل في الانتخابات النيابية، دروس من الحزب الإنساني، فقد رشح الحزبي لا المتمول، وفعل كل ما يفرضه المنطق والأهم احترام الحزبيين والمناطق".

وأكد "سنربح قلوبا كثيرة ورجالا كثرا، فالمقاعد لا تصنع الرجال، بل الرجال هم من يصنعون المقاعد، وسنحفر في صخور الإنسانية وسندق الأبواب ونمد الأيادي ونزيل الحواجز في جبيل، وكل من يحمل السلاح على الأراضي اللبنانية غير القوى الشرعية هو عدو قيام الدولة، فالسلاح رجولة عندما يكون للدفاع عن الأرض والعرض لا لفرض القوة".

وختم "اليوم الكتائب ستتبع طريقا مختلفا يواكب العصر، ولا يمكن أن نخوض انتخابات 2018 كانتخابات 2000، تحضروا للآتي بعقول منفتحة وقلوب لا تخشى التغيير، فالتحدي هو أن نغير لا أن نتغير. أعاهدكم بأن أقوم بما يمليه عليه ضميري، وأن أقول الحقيقة ولكن أعدكم أننا لن نكون وحدنا".

ساحل علما

وبعد جبيل، توجه رئيس "الكتائب" إلى قسم ساحل علما الكتائبي، حيث التقى الكتائبيين والأصدقاء، في حضور المرشح شاكر سلامة ورئيس الأقليم بشير مراد.

الجميل

وقال الجميل: "ناضلنا معا وسنربح معا. ربينا في هذا الحزب على خطى أبطال أعطوا حياتهم من أجلنا، ونحن اليوم سنترجم كل العمل والعطاء والنضال، الذي قدمناه لحماية هذا البلد".

أضاف:"نريد أن نقدم نائبا كتائبيا عن كسروان. نحن اليوم نخوض معركة كبيرة وأساسية مضمونها مستقبل بلدنا وشبابنا، لأن هناك أناس تحكم هذا البلد تشتري وتبيع فينا، هم يعتقدون أنهم بإمكانهم الإفساد وأخذ البلد إلى مزيد من الديون التي سندفعها. السؤال هل هناك رقيب في هذا البلد أم لا؟ نحن اليوم في كسروان، التي فيها رأي عام وأحرار وهي ستقول كلمتها في هذه الانتخابات".

وزختم "سنقف بوجه القطار، الذي يأخذ البلد نحو المهوار. نحن نرفض أن يبيع التجار ويشترون فينا، نحن بجانب الأوادم، نواجه هذه المعركة دفاعا عن كرامة الشعب اللبناني. نحن لا نشترى ولا نباع".

جونيه

وكان رئيس "الكتائب" استهل زيارته، بجولة على مهرجان الزهور في جونيه، ترافقه زوجته كارين، نائب رئيس الحزب الدكتور سليم الصايغ، مرشح الكتائب في كسروان شاكر سلامة، المرشحة عن المقعد الماروني في دائرة جبل لبنان الأولى يولاند خوري، رئيس إقليم كسروان الكتائبي بشير مراد وعدد من الحزبيين، وتحدث النائب الجميل إلى أصحاب المحال والعارضين في المنطقة واستمع إلى أحوالهم".

كما زار الجميل مكتب الطلاب والشباب في إقليم كسروان الفتوح، وألقى كلمة توجه فيها إلى الشباب، قائلا: "سنعمل في كل ضيعة وزاوية وسندخل إلى المجلس وسنكمل مقاومتنا ونضالنا. سنخوض المعركة الانتخابية من أجل إدخال أكبر عدد من الأوادم إلى مجلس النواب، نريدهم أن يعرفوا ما معنى الكتائب في كسروان ونريد لكسروان أن تنبض كتائب لبنانية"

ويتابع رئيس "الكتائب" جولته فيزور قسم ساحل علما وقسم حياطة، حيث يلتقي الأهالي والحزبيين، على أن يتابع جولته غدا في كسروان جردا وساحلا، فيزور زوق مصبح، جعيتا، رعشين، وطى الجوز وحراجل.