المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 07 نيسان/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.april07.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

وفاة السيدة وطفا نجم_ام طوني/كامل تفاصيل أمكنة وأوقات الجنازة والدفن وتقبل التعازي

الرب اعطى والرب أخذ فليكن اسمه مباركاً

http://eliasbejjaninews.com/archives/63693

الموت حق وهو انتقال من موت إلى حياة

نتقدم بأحر التعازي القلبية والصادقة من عائلة السيدة وطفا نجم/ام طوني/طالبين لهم جميعاً نعمة الصبر ولروح فقيدتم الغالية الراحة الأبدية والسكنة في جنة الخلد إلى جانب البررة .

انتقلت إلى رحمته تعالى اليوم في كندا/مدينة ماسيسوكا /السيدة الفاضلة وطفا نجم/إم طوني/ على اثر مرض عضال وعن عمر 71 سنة

لمعرفة التفاصيل كاملة عن مواعيد وأمكنة وتقبل العازي والدفن والصلاة على جثمان الفقيدة اضغط على رابط سكوت فيونرل هوم في اسفل وهي باللغة الإنكليزية

https://www.arbormemorial.ca/scott-mississauga/obituaries/mrs-watfa-najm/17619/Events

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ

لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الانتخابات في كسروان-جبيل: عمى بصر وبصيرة وأبواب واسعة

الياس بجاني/ثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري وجهود السعودية ال 14 آذارية: فالج لا تعالج

الياس بجاني/لبنان هو لبنان بهويته اللبنانية، وبقومه اللبناني المتعدد الاثنيات

الياس بجاني/ذكرى حصار مدينة زحلة والبطولة والاستشهاد

الياس بجاني/عبيد في وطن الأرز لنظام الملالي يفاخرون بعبوديتهم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تهديد ريفي بالقتل من قبل إعلامي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 6/4/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم الجمعة 6 نيسان 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلاً عن تقدير موقف رقم 177

الإحتجاجات تتفاقم ضدّ.. "بيزنس" باسيل؟

جمهور "حزب الله" مستاء من "التيار": تخطّوا الحدود

حملات انتخابية تتصدرها شعارات «الأمن والاستقرار» تواجهها أخرى بـ«البيئة وفرص العمل»

معركة مبكرة على «الحقائب الوزارية» في حكومة ما بعد الانتخابات و«القوات»: تمسك «المستقبل» بالداخلية سيعني تلقائياً تمسك بري بالمالية

قائد القوات المسلحة الأندونيسية تفقد كتيبة بلاده في الجنوب

سفراء عرب جالوا في طرابلس وادوا صلاة الجمعة في مسجد المنصوري بمشاركة المرعبي والجسر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«هجوم مضاد» يمدد البقاء الأميركي في سوريا 6 أشهر وخياران أمام التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بعد انتهاء المهلة

تعليق إجلاء المهجرين من دوما... والنظام يريد «تسوية شاملة» لدمشق وفصائل القلمون ترفض الخروج من الجبال

أنقرة تقترب من السيطرة على تل رفعت

بلدان منظمة «شانغهاي» تقر برنامجاً مشتركاً واسعاً لمكافحة الإرهاب

السعودية: تدمير صاروخ باليستي فوق نجران أطلقه الحوثيون

موسكو: عقوبات أميركا "تستهدف شعبنا" وسنرد بقوة

القيادي إالإصلاحي الإيراني أبو الفضل قدياني: خامنئي كذاب كوزير إعلام هتلر

محادثات مكثفة بين الكوريتين تحضيراً لقمة 27 أبريل وكيم أبلغ شي برغبته في استئناف المحادثات السداسية

استعدادات فلسطينية على حدود غزة... وتأهب إسرائيلي لمسيرات حاشدة

ألمانيا تطلق سراح بوتشيمون وترفض تسليمه الى إسبانيا

لولا دا سيلفا على أبواب السجن في بلد يشهد استقطاباً سياسياً شديداً ويتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية... وحزبه اليساري يصر عليه كمرشح

 محمد بن سلمان ضيفاً على باريس الأحد وملفات مهمة يناقشها مع ماكرون ومصادر رئاسية فرنسية: الزيارة ستطلق شراكة استراتيجية جديدة أكثر عمقاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سيطرة أكبر على قرار الدولة بعد 6 أيار ولا حاجة لتشريع سلاح الأمر الواقع/إيلي الحاج/الصوت

حلف ثلاثي... قريباً/فؤاد ابو زيد /الديار

الخطاب السياسي اللبناني الهابط ومخاطره/السيد ياسر ابراهيم/لبنان الجديد

من الأمم المتّحدة… الى "قهوة القزاز"/عبد الحميد الأحدب/مدى الصوت

ما بعد القدس/نديم قطيش/الشرق الأوسط

رؤساء الجمهورية العربية السورية/وليد شقير/الحياة

«صفقة القرن»: دويلة في غزة عاصمتها «أبو ديس»/سليم نصار/الحياة

متاهة ما بعد الحرب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مؤتمر أنقرة... إنا غريبان ها هنا/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

سوريا... قمة بوتين ـ إردوغان والفرصة المفقودة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

عندما ترفض الأقليات الاختلاف/رضوان السيد/الشرق الأوسط

عن الخيار القومي في ذكرى تأسيس البعث/أكرم البني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البيان الختامي لمؤتمر سيدر: قروض بقيمة 10,2 مليار دولار وهبات بقيمة 860 مليون دولار

بري عرض مع الرياشي الإنتخابات والوضع الإعلامي واستقبل الخرافي ووفدا من المتقاعدين

الحريري: الاصلاحات جيدة ونريد ان ننفذها وليس ان نتكلم عنها فقط وزير الاقتصاد الفرنسي: ندعم المزاوجة بين الإصلاحات والاستثمارات في لبنان

السفارة البريطانية: 40 مليون جنيه استرليني للبنان لخلق فرص عمل وتحسين البنى التحتية

هوير: بنك الإستثمار الأوروبي يوفر 800 مليون يورو لإستثمارات الحكومة اللبنانية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ

إنجيل القدّيس متّى05/من13حتى17/"قالَ الربُّ يَسوع: «أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس. أَنْتُم نُورُ العَالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى جَبَل. ولا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلى المَنَارَة، فَيُضِيءُ لِكُلِّ مَنْ في البَيْت. هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات. لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل."

 

لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي01/من21حتى30/يا إخوَتِي، فَٱلحَياةُ لي هِيَ المَسِيح، والمَوْتُ رِبْحٌ لِي. ولكِنْ، إِذا كانَتِ الحَيَاةُ في الجَسَدِ تُهِيِّئُ لِي عَمَلاً مُثْمِرًا، فلا أَدْرِي مَاذَا أَخْتَار. والأَمْرَانِ يتَجَاذَبَانِنِي: أَشْتَهِي أَنْ أَرْحَلَ وأَكُونَ مَعَ المَسِيح، وهذَا أَفْضَلُ بِكَثِير. لكِنَّ بَقائِي في الجَسَدِ أَشَدُّ ضَرُورَةً مِنْ أَجْلِكُم. وبِهذهِ الثِّقَةِ أَعْلَمُ أَنِّي سَأَبْقى وأُقِيمُ مَعَكُم جَمِيعًا، مِن أَجْلِ تَقَدُّمِكُم وفَرَحِكُم في الإِيْمَان، لِكَي يَزدَادَ ٱفْتِخَارُكُم بي في المَسِيحِ يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِي إِلَيْكُم مَرَّةً أُخْرَى. فَسِيرُوا إِذًا سِيرَةً جَدِيرَةً بإِنْجِيلِ المَسِيح، حَتَّى إِذَا جِئْتُ ورَأَيْتُكُم، أَو كُنْتُ غائِبًا أَسْمَعُ عَنْكُم أَنَّكُم ثَابِتُونَ في رُوحٍ واحِد، مُنَاضِلِينَ معًا بِنَفْسٍ واحِدَةٍ في سَبيلِ الإِيْمَانِ بِالإِنْجِيل. لا تَخَافُوا في شَيءٍ مِنَ الَّذِينَ يُقَاوِمُونَكُم: إِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ لَهُم عَلى هَلاكِهِم، ولَكُم على خَلاصِكُم. وذَلِكَ هُوَ مِنَ الله. فقَدْ وُهِبَ لَكُم مِن أَجْلِ المَسِيح، لا أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَحَسْب، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا مِنْ أَجْلِهِ، مُجَاهِدِينَ الجِهَادَ عَيْنَهُ الَّذي رأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وتَسْمَعُونَ الآنَ أَنِّي لا أَزَالُ أُجاهِدُهُ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

الانتخابات في كسروان-جبيل: عمى بصر وبصيرة وأبواب واسعة

الياس بجاني/06 نيسان/18

ولأن الإناء ينضح بما فيه فإن لا مبدئية ولا سيادية وانتهازية وضعية المرشيحين كافة في كسروان-جبيل تظهّر للعلن اسخريوتية الطاقم السياسي الماروني الحزبي وغير الحزبي اللاسيادي واللا استقلالي، كما العجز الفاضح والأنانية في أبشع صورها

 

ثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري وجهود السعودية ال 14 آذارية: فالج لا تعالج

كم مرة علينا ان نلدغ من جحور هؤلاء الثلاثة

http://eliasbejjaninews.com/archives/63690

الياس بجاني/05 نيسان/18

عملياً جنبلاط وجعجع والحريري صادروا ثورة الأرز سنة 2005 وتاجروا بها وفرطوها وخانوا شهدائها كل على طريقته وغب اجندته السلطوية والتجارية.. وبالتالي جمعهم من قبل السعودية أمس هو عبثي وهو بالواقع المعاش كمن يحاول احياء الأموات..إن وضعية هؤلاء الثلاثة ال 14 آذارية هو فالج لا تعالج

 

لبنان هو لبنان بهويته اللبنانية، وبقومه اللبناني المتعدد الاثنيات

الياس بجاني/04 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63658

لا مضرة في أن يفاخر أي لبناني باثنيته وأصوله، ولكن مستغرب جداً أن يفاخر اللبناني بغير قومية وبغير هوية بلده ويعطي لبيروت أو لغيرها من المدن اللبنانية هوية غير لبنانية.

للتذكير .. فلا الأرمني ولا السرياني ولا الكردي ولا القبطي ولا الماروني il عرباً وقوميون عرب.. . وبيروت أم الشرائع هي مدينة هويتها لبنانية منذ أن عرفها التاريخ.

صحيح أن الطائف قد فرًّضَ على الدولة اللبنانية الانتماء والهوية العربية، ولكن النصوص هي غير النفوس، وأسس التعايش في لبنان لا تقوم بين شرائحه على خلفية نصوص فرضتها بالقوة حرب أهلية نتج عنها غالب ومغلوب.

المطلوب وعي واقع البلد الديموغرافي والإثني في حال حقيقةً أرادت شرائحه المتعددة الاثنيات والحضارات والمذاهب أن تحي التعايش قولاً ونصوصاً، ممارسة واحتراماً للغير، ومحافظةً على تميز وطنها، وطن الأرز عن باقي دول الجوار.

ليت أهلنا الذين يفاخرون بغير هويتهم اللبنانية، وخصوصاً من مواقع المسؤولية، يلتفتون إلى لبنانهم ولبنانيتهم وشلوح الأرز، فهي وحدها تحمي وجودهم، وتحافظ على جذورهم، وتصون حضاراتهم، وتؤمِّن لهم ممارسة حرية شعائرهم المذهبية، وتضمن استمرارية تميزهم العرقي والكرامات.

يكفي الرعاة والقادة والسياسيين عندنا لحساً للمبارد وجلداً للذات، فلبنانهم هذا الذي عصى منذ سبعة آلاف سنة على قوى الشر والظلامية لا يمكن أن يتكنى إلا باسمه، وهو لا هوية له إلا هويته اللبنانية المميزة، وهو قائم بحد ذاته ومتكامل. كان منذ البدء وسيبقى حتى المنتهى.

جميلة هي الهوية العربية ولكن لأصحابها، ولا عقدة عندنا منها ولا مشكل لنا معها، تماماً كالفرنسية والإنكليزية واليابانية والكندية والأميركية وغيرها الكثير من الهويات التي هي أيضاً ممتازة وجميلة ولكن للشعوب التي تتكنى بها وتصونها عن قناعة وحب وإيمان.

حان الوقت يا سادة يا محترمين أن ترسي سفنكم على بر ما، وأن ترحموا أناسكم وتكفوا عن اللعب على التناقضات والقفز فوق التاريخ.

فخورون نحن بكل شرائح شعبنا الذين هم من أصول عربية وفينيقية ومردية وآرامية ويهودية وفارسية وأرمنية وسريانية وكردية وتركية وإفرنجية وشركسية، وغيرها الكثير، إلا أن فخرنا الأكبر هو أننا لبنانيون نعيش في كنف لبنان، نشرب من مائه، نتنفس من هوائه، ونحمل هويته اللبنانية التي هي أقدس ما نجل.

وطننا هو لبنان الإنسان والدولة والكيان والحقوق.

الوطن السيد المستقل بحدوده المعترف بها دولياً، وطن الـ10452 كلم مربع.

إننا قوم لبنانيون، أي أن قوميتنا لبنانية، ولكن نحن من أعراق واثنيات وحضارات وأصقاع متنوعة.

أما ولاؤنا فهو للبنان ولبنانيون نحن أولاً وكل شيء آخر يأتي في المراتب الثانوية. نحترم كل هويات الغير ونأمل من الغير احترام هويتنا.

لا نفرض هويتنا على غيرنا ولا نرضي أن يفرض غيرنا هويته علينا.

تاجر المغرضون عندنا وفي دول الجوار بما فيه الكفاية برايات العروبة.

قد أعيوها وأنهكوا قواها وأفرغوها من محتواها الانساني والحضاري والحقوقي.

يحاولون دائما تبديل جلودهم على حساب مصلحة لبنان وشعبه والهوية.

فليرحموا الإنسان اللبناني الذي أدهش العالم بلبنانيته والعلم وبتوقه للحرية والديمقراطية.

كفى استهانة بالمواطن وبذكائه والتعامل معه بفوقية واستغباء.

أن الثقافة في عصرنا هي انفتاح كوني والعلم أيضاً كما التكنولوجيا.

أما الحضارة الحالية في وطننا الأم، وفي بلاد الجوار، وغيرها من البلدان، فهي مزيج وعصارة لما سبقها من حضارات من ضمنها الحضارة العربية.

إن العالم اليوم قرية صغير بعد أن سقطت كل الحدود والسدود ومعها سقطت العصبيات القومية والطروحات الإيديولوجية ومبدأ الفوقية ورفض الآخر.

لم يعد يحتمل شعب لبنان طروحات ديماغوجية، واديولوجيات وهمية، وقادة ورعاة تحركهم عقليات ومفاهيم تعيش خارج عصرها في أقبية حقبات الأزمنة الغابرة.

لبنان هو لبنان بهويته اللبنانية، بقومه اللبناني المتعدد الاثنيات، ,بتميزه، ,برسالته الحضارية وخصوصيته الرائعة، ونقطة على السطر.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

عبيد في وطن الأرز لنظام الملالي يفاخرون بعبوديتهم

الياس بجاني/03 نيسان/18

في ظل احتلال إيران للبنان بواسطة حزب الله الذي هو جيشها وذراعها العسكرية في كل الدول العربية يطل على اللبنانيين عبيد ومرتزقة يخوضون الانتخابات النيابية ليجاهرون بعبوديتهم للسيد نصرالله ولأسياده في إيران فيما المعبود هذا وحزبه وجماعة ما يسمى حلف الممانعة مستمرن في تفكيك الكيان اللبناني وفي تهجير اهلنا وفي إذلال وتدجين واستتباع الطبقة السياسية.

 

ذكرى حصار مدينة زحلة والبطولة والاستشهاد

الياس بجاني/02 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63610

الوطن الذي لا يكون أهله على استعداء دائم لتقديم أنفسهم قرابين على مذبحه يزول ويتحولوا هم إلى عبيد أذلاء.

أهل زحلة ومعهم كل أحرار لبنان تحت رايات المقاومة اللبنانية بقيادة شهيد وطن الأرز الشيخ بشير الجميل قالوا في 2 نيسان 1981 لا كبيرة صارخة ومدوية ومزلزلة للمحتل السوري ولم يخيفهم إرهابه وإجرامه وبربريته.

صمدوا ودافعوا عن زحلة بعنفوان وكبرياء وإيمان وقدموا مئات الشهداء.

ردوا الهجمة البعثية الهمجية ببطولة وبقيت زحلة ولا تزال حرة وأبية.

يقول القديس الرسول في رسالته إلى العبرانيين عن المسيح وموته الخلاصي: “كان عليه أن يذوق الموت بنعمة الله لخير الجميع”.

في التأمل بموت المسيح وغايته، يمكّننا قبوله وتجاوز أسبابه الظالمة، طمعا بغايته السامية، ويمكّننا على النحو نفسه أن نفهم موت شهدائنا في مدينة زحلة وفي كل لبناننا الغالي والحبيب ونقبله ونتخطى أسبابه الظالمة وصولا إلى غايته السامية، وهي غاية خلاصية”.

شهداء زحلة كالمسيح، كان عليهم أن يذوقوا الموت، وقد فعلوا ذلك لخيرنا جميعا،

استشهدوا من اجل أن نبقى وتبقى مدينة زحلة ويبقى لبنان،

فصحّ فيهم مثل حبة الحنطة الإنجيلي، والقيمة التي يموت من اجلها إنسان لا تموت بزوال جسده، بل تتضاعف”.

في مساء يوم 2 نيسان سنة 1981 توجه الشيخ بشير الجميل إلى المقاتلين في زحلة مفوضا إياهم الصلاحيات باستمرار المقاومة آو مغادرة المدينة، وقال:” لان الطريق لا تزال مفتوحة لبضع ساعات فقط، إذا غادرتم تحافظون على حياتكم ويصبح سقوط المدينة حقيقة محتمة وهذه تشكل نهاية ملحمة المقاومة، وإذا بقيتم ستجدون أنفسكم بلا ماء وبلا دواء وبلا طعام وبلا ذخيرة وستكون مهمتكم تنظيم المقاومة الداخلية والمحافظة على هوية البقاع اللبنانية وتعطون معنى لحربنا طيلة ست سنوات”. وأضاف:” إذا قررتم البقاء فاعلموا شيئا واحد، هو أن الأبطال يموتون ولا يستسلمون”، فرد الجميع سنبقى وولد الشعار وبقيت زحلة حرة وبقي لبنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تهديد ريفي بالقتل من قبل إعلامي

قالت مصادر اللواء أشرف ريفي لـ«الجمهورية»: «إنّ الإعلامي حسين مرتضى هدّد ريفي بالقتل، وحتى اللحظة لم يتحرّك القضاء لمساءلته حول التهديدات المصوّرة التي وجّهها، ويفترض بالنيابة العامة أن تتحرك تلقائياً في هذه القضية». وسألت المصادر: «أين هو وزير العدل؟ وأين هو القضاء؟ ولماذا لم يتحرّك بعد»؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 6/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اثنا عشر مليار دولار تقريبا، حصيلة مؤتمر "سيدر" لدعم الإقتصاد اللبناني.

المؤتمر انعقد برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والدور البارز في الجلسات كان لسيغريد كاغ الوزيرة الهولندية حاليا والخبيرة في الوضع اللبناني من خلال منصبها السابق في بيروت كمنسقة للأمم المتحدة.

المؤتمر انعقد بمشاركة أربعين دولة وعشرين منظمة، والبنك الدولي وحده تعهد بقروض ميسرة على مدى خمس سنوات بقيمة أربعة مليارات دولار. وبرز أيضا دور الصناديق الأوروبية والعربية. فيما تعهدت السعودية بالعمل على توفير مليار دولار كقروض في سياق المنحة التي كانت مقررة سابقا. وقدمت دولة قطر نصف مليار دولار كقروض على مدى خمس سنوات.

وقد لفت الرئس سعد الحريري إلى فاعلية استقرار لبنان في المجال الحيوي لإستقرار المنطقة. الرئيس الحريري ووفق بيان صدر عن مكتبه، أجرى اتصالا بكل من الرئيس العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري بادلهما التهاني بالنجاح الباهر الذي حققه مؤتمر "سيدر". وأكد الرئيس الحريري للرئيسن عون وبري أن هذا النجاح هو نجاح للتوافق السياسي في لبنان، ودليل جديد على ما يمكن أن يحققه هذا التوافق للبنانيين عندما تتوافر إرادة النهوض بلبنان ومصلحته.

وقبل الجلسة الختامية للمؤتمر، عقد الرئيس الفرنسي خلوة مع الرئيس الحريري، سبقها إجتماع بحضور وزراء لبنانيين وفرنسيين.

وقبل الإنتقال إلى باريس، نشير إلى تطورين في مكانين في الشرق الأوسط: ففي غزة أكثر من مئة جريح برصاص جنود الإحتلال أثناء التظاهر تحت عنوان العودة. وفي "دوما" في الغوطة الشرقية في دمشق، تجددت الغارات الجوية بعد توقف منذ أكثر من أسبوع أثناء التفاوض على مغادرة المسلحين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بين المليارات والإطارات، توزع الإهتمام اليوم. في باريس تظاهرة دولية لدعم الإستثمار في البنى التحتية اللبنانية، على شكل قروض ميسرة وهبات بلغت حصيلتها النهائية رقما تجاوز عتبة أحد عشرة مليار دولار.

أكثر من خمسين دولة وصناديق وهيئات مالية عربية ومالية، قررت الإلتزام بالدعم مقابل إلتزام الحكومة اللبنانية بالإصلاحات التي يجب أن تكون أولوية في ورشة ما بعد الإنتخابات، عبر التدقيق في كيفية الإنفاق ودراسة خصوصية وآليات كل قرض على حدة، ومن خلال مسار دستوري مؤسساتي يقفل مزاريب الهدر، ويكافح الفساد ويخفض نسبة العجز في الموازنة.

وفور إنتهاء المؤتمر، أجرى الرئيس سعد الحريري إتصالين هاتفين بكل من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري حيث بادلهما التهاني بنجاح مؤتمر "سيدر"، مؤكدا لهما أن هذا النجاح هو نجاح للتوافق السياسي اللبناني.

وفي شأن متصل، علقت مصادر متابعة للـ NBN على ما تحقق في باريس بالقول إنه ثمرة التعاون والجهد الذي بذل بين المجلس النيابي والحكومة مؤخرا، تحضيرا لمؤتمر "سيدر".

ومن المليارات اللبنانية إلى الإطارات الفلسطينية التي أشعلت جمعة العودة الثانية في فلسطين، فأعمت أبصار قناصة العدو وألويته المتأهبة لصد الهبة الفلسطينية/ ولونت السماء بالأسود عل هناك من يرى أن أصحاب الحق لن يتركوا حقهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

انطلاقة مضيئة وأساسية في مسار نهضة لبنان اقتصاديا وانمائيا، شكلها مؤتمر "سيدر" الذي انعقد في باريس اليوم، في تظاهرة دعم عربية ودولية، بمشاركة ممثلين عن 51 دولة والبنك وصندوق النقد الدوليين ومنظمات وهيئات مالية عربية وعالمية.

نجاح المؤتمر الذي تمثل بمجموع الالتزامات الذي بلغ 11 مليار و800 مليون دولار، اتبعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بكلمة في الجلسة الختامية، أظهر فيها عمق الاهتمام الفرنسي والدولي بلبنان، مؤكدا انه أصبح من الضروري وأكثر من أي وقت أن نحافظ على استقرار لبنان، وعلى التنوع المعروف عنه.

وقال ماكرون إن الأزمات الإقليمية حقيقية، وخيار لبنان في السنوات الأخيرة كان متابعة مسار منفرد، وهو مسار المحافظة على الإستقرار في إطار ديمقراطي متعدد، مشددا على أهمية التضامن مع لبنان، وأكد ان نجاح المؤتمر يعطي للبنان مسؤولية كبيرة جدا، مسؤولية المحافظة على هذا الكنز الذي هو لبنان مع ما يمثله ويشكله.

أما رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وفي كلمته الختامية، أكد على شراكة لبنانية جديدة مع المجتمع الدولي للحفاظ على استقراره، وشراكة أيضا للنمو وخلق الوظائف، مشيرا إلى أن مؤتمر "سيدر" لم ينته اليوم بل هو عملية بدأت لتطوير اقتصادنا.

الرئيس الحريري اتصل هاتفيا بكل من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري بادلهما خلالهما التهاني بالنجاح الباهر الذي حققه المؤتمر، وقال إن هذا النجاح هو للتوافق السياسي في لبنان.

المؤتمر كان قد افتتح بكلمتين لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان، ولرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي أكد ان لبنان البلد الصغير يواجه تحديات هائلة سياسية واقتصادية وأمنية، مقدما الرؤية الشاملة للحكومة من أجل الاستقرار والنمو وخلق فرص العمل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على طريق العودة، أكمل الفلسطينيون المسير، جمعة جديدة قدموا خلالها القرابين بأمل النصر الذي بات قريبا. أذنت القدس فلبت غزة النداء، ورفع شبابها أيديهم بالحجارة والدعاء، راجمين شياطين العصر الصهاينة ومعهم المتصهينين، مؤكدين ان أرضهم عصية على سوء الزمان، والصفقات المشبوهة من أي كان.

سيجوا غزة بالاطارات المشتعلة، فرأى المستوطنون من خلال دخانها في الأرض المحتلة مصيرهم المأزوم، وأكدوا ان الوعد الحقيقي القابل للتحقيق على الأرض الفلسطينية هو وعد المقاومة بالتحرير، لا وعود بلفور الجديدة المدافعة عما تسميه الحق الاسرائيلي بوطن قومي.

صوت غزة أحرج اليوم الخارجين على العباءة القومية والاسلامية، المرتمين بالأحضان الأميركية- الاسرائيلية، أملا بحكم يبحثون عنه بلا حكمة، ظنا ان الصفقات تحمي عروشا ومملكات، أو تمنع الفلسطينيين من احراق صور ولاتهم وملوكهم في غزة رفضا للتطبيع والتآمر.

وبين الهبات السعودية الممنوحة للأميركي بمليارات الدولارات، والقروض المحدودة المعطاة للبنان بكثير من المنة والشروط المتراكمة، يقف اللبنانيون عاجزين عن تفسير تلك الحسابات. لم تكن حسابات الحقل اللبناني مطابقة لنتائج البيدر الباريسي اليوم. وان تمكن لبنان من جمع مليارات جلها قروض لا هبات، فإن المأمول عند الموهوبين المتحكمين بالاقتصاد اللبناني منذ سنين، كان أكثر بكثير. وعلى كثرة تشعبات الأزمة الاقتصادية اللبنانية وتركيبها، فان الحل الذي يكاد يكون وحيدا، هو بقرارات الاصلاح الداخلية لا مؤتمرات الدعم الخارجية.

والخشية وان جمعت الاموال، أن تبقى العلة في الادارة أولا والتلزيمات دائما، كما حذر وزير الشباب والرياضة محمد فنيش ل"المنار"، فضلا عن ان من يريد مساعدة لبنان فليعطه هبات لا قروضا، خاصة انهم يتحملون مسؤولية تداعيات النزوح على بلدنا من خلال مساهمتهم بخلق الأزمة السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأموال والاصلاحات، تحت هذين العنوانين اللافتين انعقد مؤتمر "سيدر واحد" في باريس. الأموال تأمنت والحصيلة لامست عتبة 12 مليار دولار، علما ان الحكومة اللبنانية كانت تأمل ان يصل المبلغ إلى 17 مليارا. المبلغ المقدم للبنان أتى في معظمه على شرط قروض مشروطة، والشرط الأساس كما أوضح الرئيس الفرنسي في كلمته الختامية، تحقيق الحكومة اللبنانية اصلاحات بنيوية.

فهل يتحول هذا الأمر حقيقة، ونكون أمام اصلاحات حقيقية في الكهرباء والمياه والقضاء ومختلف بنى الدولة، أم اننا سنستعيد بشكل أو بآخر التجارب السابقة، فنفقد آخر أمل بتحقيق الاصلاح الجذري المطلوب على الصعيد الاقتصادي؟.

لكن الأمر لا يتعلق باصلاحات بنيوية في اطار الدولة اللبنانية فحسب، بل يشمل الاداء السياسي أيضا، وهو ما أشار اليه الرئيس ماكرون عندما أمل في تشكيل حكومة جديدة سريعا بعد الانتخابات، وكأنه يشير بذلك إلى المدة الطويلة التي كان يستلزمها اخيرا تشكيل الحكومات في لبنان. فهل القوى السياسية على استعداد لفتح صفحة جديدة في ما بينها، وأن تقدم المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة والحصص الوزارية؟.

على صعيد آخر، السباق الانتخابي مستمر وإن بهدوء، فالمواقف السياسية غابت بسبب العطلة الناتجة من الجمعة العظيمة عند الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، لكن الحراك الانتخابي استمر في المناطق، وينتظر ان تزداد المعارك الانتخابية حماوة اعتبارا من الأسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في يوم الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، يبقى الأمل بوحدة قريبة، ويتجدد الرجاء بقيامة آتية، كما على المستوى الايماني والروحي كذلك على الصعيد الوطني.

فإذا كانت القيامة الميثاقية قد تحققت عام 2016، بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة استعادة الثقة، وقيامة الجرود قد تحققت بدحر الارهاب سنة 2017، فقيامة التمثيل الصحيح قد باتت أمرا واقعا منذ إقرار قانون الانتخاب الجديد، وفي انتظار إتمام الاسحقاق النيابي في السابع والعشرين والتاسع والعشرين من نيسان الجاري في بلدان الانتشار، وبعد شهر واحد بالتمام والكمال، على أرض الوطن.

واذا كانت القيامة المالية قد بدأت بإقرار موازنتين متتاليتين عامي 2017 و2018، فالقيامة الاقتصادية لا بد آتية، بتصميم رئاسي وحكومي أكيد، ومواكبة مؤمنة من الخارج لناحية المشاركة والدعم، ومواكبة مؤمنة للداخل على صعيد انجاز الاصلاحات المطلوبة في أكثر من قطاع.

في يوم الجمعة العظيمة، القبر المظلم تفصيل. فالحجر لا بد أن يتدحرج، والحياة لا بد ان تجدد نفسها، بعد أن تغلب الموت بالموت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في أقل من إحدى عشرة ساعة، إستطاع لبنان جمع أحد عشر مليار دولار دينا. الدين يأتي بسرعة صاروخية، ولكن ماذا عن إيفاء الدين؟.

ذهب لبنان إلى باريس ودينه أكثر من ثمانين مليار دولار، ويعود لبنان من باريس ودينه أكثر من تسعين مليار دولار. هذه الإحدى عشرة مليار الجديدة من سيحركها في الداخل؟.

لن نتحدث عن هذه الحكومة، لأنه باق من عمرها ثلاثون يوما تماما، أما حكومة ما بعد الإنتخابات فلم تعرف هويتها بعد باستثناء رئيسها ربما.

تبقى الإدارة اللبنانية، فهل هذه هي الإدارة التي ستتصرف بمليارات الدين؟، هل هي هذه الادارة الغارقة في الفساد التي ستشكل الرافعة لعملية النهوض؟.

القروض مشروطة بالإصلاحات، ولكن من يراقب الإصلاحات؟. اتخذت الحكومة قرارا بوقف التوظيف، لكن التوظيف الإنتخابي يتم على قدم وساق من الوزراء، ولاسيما بعض وزراء الخدمات، والهيئات الرقابية غائبة أو مغيبة.

حين أعطيت زيادات سلسلة الرتب والرواتب، كان الأمر مشروطا ببدء الإصلاح، فأين أصبح هذا الإصلاح؟. جرى الحديث عن موازنة رشيقة، لكن الموازنة خلت من الإصلاحات.

ترحل الحكومة بعد شهر وقد حملت الشعب اللبناني أحد عشر مليار دولار دينا، تضاف إليها المليارات السبع من عجز الموازنة.

إنتهى "سيدر"، سيبدأ المؤتمرون بالعودة إلى بيروت، وبدأ المواطن يحتسب منذ الآن: ما هي الضرائب التي ستضاف إلى أعبائه لاستيفاء المليارات التي ستذهب إلى مشاريع بنى تحتية هالكة لا تدر أرباحا.

أسرع تعليق وأقسى تعليق على مؤتمر "سيدر" جاء في تغريدة للنائب وليد جنبلاط الذي قال: "ان توصيات مؤتمر البلح عفوا الأرز في باريس جميلة جدا، لكن الأساس هو الاصلاح".

في أي حال، لبنان الرسمي اعتبر ما حصل في باريس انتصارا، وقد اتصل الرئيس الحريري بالرئيسين عون وبري ووضعهما في أجواء هذا الإنتصار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لبنان الذي أضاع أحد عشر مليار دولار ذات حكم، نزل عليه اليوم أحد عشر مليارا، وفي جمعة عظيمة، أمطرت على بيروت من باريس، وتدفقت الدول لدعم وصفه الرئيس سعد الحريري بالممتاز، وسارع عقب انتهاء مؤتمر "سيدر واحد" إلى الاتصال بالرئيسين ميشال عون ونبيه بري، وأكد لهما أن ما جني في باريس هو ثمرة توافق سياسي في لبنان.

ووفق تقدير حاكم المصرف المركزي رياض سلامة ل"الجديد"، فإن ما حصل عليه لبنان اليوم ليس ديونا ستذهب إلى نفقات جارية، إنما لاستثمارات من شأنها أن تخلق نموا في البلد، وأن تفعل القطاع الخاص في المشاريع الاقتصادية. ورأى أن حضور المجتمع الدولي بكثافة في هذا المؤتمر، هو صورة عن الثقة الممنوحة لنا.

هذه الحفاوة توجها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أمل متابعة الإصلاحات بعد الانتخابات النيابية. وقال إن من الضرورة المحافظة على استقرار لبنان وتنوعه. وتحدث عن وجود أكثر من ثلاثة ملايين لاجىء يعيشون في لبنان بظروف صعبة، وهنا مربض الفرس، إذ إن اللاجئين والنازحين يشاركون لبنان في الأحد عشر مليار دولار بين قروض ميسرة، وأخرى مشروطة ودعم على الفائدة وهبات، بما يعني أنها تراكم للدين العام الذي لامس اليوم مئة مليار دولار.

أما بالنسبة إلى اللبنانين فقد وصلتهم المليارات عبر هواتفهم كأخبار عاجلة، وبعضهم لا يملك ثمن تسديد فاتورة هاتفه المثبت أو المسبق الدفع، لكنهم تأملوا خيرا بعافية البلد والتظاهرة الدولية التي اجتمعت على اسم لبنان ونهضة اقتصاده، وكل أملهم ألا تذهب هذه المليارات في السوق السياسية السوداء، ويجري السطو عليها من خلال مشاريع نفعية ولأصحاب الشأن. ومن هنا تبدو الحاجة ملحة الى الإشراف على التنفيذ، سواء من قبل الدول المانحة أو عبر العين الرئاسية الأولى.

ومع أن لا شيء سيضمن التزام السياسيين اللبنانين الشفافية والنزاهة، فإن يوم الأحد عشر مليار دولار يستحق نظرة ايجابية في انتظار التطبيق، وبتغريدة من النائب وليد جنبلاط فإن توصيات مؤتمر البلح جميلة جدا لكن الأساس هو الإصلاح.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم الجمعة 6 نيسان 2018

البناء:

خفايا

لفت خبير اقتصادي بارز إلى أنّ أهمية مؤتمر "سيدر 1" تكمن في مشاركة القطاع الخاص بأكثر من 40 في المئة من البرنامج، بما يوازي ما بين 6 الى 7 مليارات دولار، وذلك وفقاً لقانون الشراكة، الأمر الذي يشكل تحوّلاً غير مسبوق في اتجاه تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لا سيما في عدد من المشاريع الملحوظة في قطاعات الكهرباء والمياه والنقل والاتصالات والنفايات الصلبة… وبالتالي لن يكون هناك أيّ عبء على الموازنة العامة التي تعاني أصلاً من عجز كبير يعيق زيادة حجم الإنفاق الاستثماري.

كواليس

توقعت مصادر دبلوماسية أوروبية أمام دبلوماسي عربي مقيم في بروكسل استقالة وزير الخارجية البريطانية بعد تورّطه بإفادة كاذبة أمام مجلس العموم البريطاني تتصل بالتسميم الكيميائي للعميل الروسي سكريبال، ومفادها أن المنظمة الأممية لحظر السلاح الكيميائي أفادت بأن روسيا هي مصدر السمّ الكيميائي الذي أصاب سكريبال ليصدر عن المنظمة بعد يومين بيان ينفي الإفادة ويقول إن المنظمة حدّدت نوع السم ولم تحدد مصدره.

الاخبار:

o مرشّحو ريفي في بيروت: شيكات بلا رصيد!

تبيّن أن 3 من المرشحين على لائحة "المعارضة البيروتية" المدعومة من وزير العدل السابق أشرف ريفي، سبق أن واجهوا مشكلات قضائية بتهم تتعلّق بتحرير شيكات من دون رصيد. فعامر اسكندراني مدّعى عليه سابقاً بجرم تزوير واستعمال المزور وشيكات من دون رصيد وبسرقة خط هاتف عائد لإحدى ثكن الجيش في بيروت. كذلك فإن صفية ظاظا سبق أن ادُّعي عليها 6 مرات بجرم شيكات من دون رصيد، وهو الجرم نفسه الذي ادُّعي به على المرشح بشارة خيرالله أربع مرات!

o "الجمهورية" المعارضة الأولى للعهد

عُلم أن مالك جريدة "الجمهورية"، الوزير الأسبق إلياس المر، جمع أسرة تحرير الجريدة في الأسبوع الماضي، وأبلغهم بمشاريع تطوير الجريدة، وبأنها ستكون سياسياً الجريدة الأولى في صفوف معارضة عهد الرئيس ميشال عون، بعد الانتخابات النيابية. وأعطى المر انطباعاً إيجابياً عن علاقته بحزب الله ورؤيته لدور المقاومة.

o غانم يستضيف بري والحريري وميقاتي

مع طيّ صفحة برنامج "كلام الناس"، ينتظر أن يُطلّ الزميل مرسال غانم، في الأسبوع الأول من أيار المقبل، عبر شاشة "إم تي في"، ببرنامجه السياسي الجديد الذي لم يحسم اسمه حتى الآن، وسيكون بين ضيوفه الأوائل الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي. وعُلم أن معظم فريق "كلام الناس" في محطة "ال بي سي" قد انتقل مع غانم إلى الشاشة الجديدة، باستثناء الزميلة دانيال عبيد. وكلفت إدارة "ام تي في" فريقاً فرنسياً، وبكلفة تصل إلى حدود نصف مليون دولار، بإعداد هوية البرنامج الجديد مع ديكوره وكل التفاصيل التقنية.

أسرار الجمهورية:

تشهد بلدات عدة إشكالات بين العونيّين أنفسهم بسبب تعليق صوَر المرشحين كون جزء منهم غير راضٍ عن هذه الترشيحات.

تحصل إشكالات يومية بين مرشحَين في الحزب الواحد عن دائرة بيروت الأولى على الصوت التفضيلي.

قال أحد المستقيلين حديثاً من تيار سياسي: "ضحّينا في خدمة حلم، والحلم مش باقي مِنّو شي".

أسرار اللواء:

لا يُخفي نائب بارز ومرشح حالي أن أعضاء اللائحة الواحدة، يعمل كل بمفرده، للتسويق للصوت التفضيلي؟ تنشط دوائر على ترويج دعايات و"خبريات"، من شأنها أن تؤثر على الإستقرار العام. أبلغ مرجع كبير من يعنيه الأمر، أنه سيتابع شخصياً أعمال ومقررات وآليات تنفيذ مؤتمر "سيدر"..

المستقبل :

يقال:

إن عددا من وجهاء عشائر وعوائل بعلبك وضعوا الرسالة التي تداولها إعلام " حزب الله" باعتبارها موجهة من شعب المقاومة في المنطقة الى السيد حسن نصرالله في خانة امعان الحزب في سياسة تحويل الفرز الانتخابي الى فرز تخويني في دائرة بعلبك الهرمل يقسّم أبناءها بين " شعب مقاوم " و " شعب عميل"

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلاً عن تقدير موقف رقم 177

06 نيسان/18

في السياسة

· تؤكد المعلومات عن نيّة السيد حسن نصرالله الإنتقال إلى بعلبك لإدارة الشأن الإنتخابي مباشرة!

· هذا ما أكده أيضاً سماحته شخصياً بالصوت والصورة!

· ويقول الشيخ نعيم قاسم "هذه الانتخابات مهمة جداً ويترتب على نتائجها مستقبل سلاحنا"!

· بعض الكتّاب تحدثوا عن تدخل مباشر للحرس الثوري الايراني في تركيب لوائح الحزب!

· تكتسب معركة بعلبك - الهرمل أبعاداً وأبعاد، خاصة بعد تلبية سفراء الإمارات والمملكة دعوة أمام المسجد الأموي في بعلبك!

· تنعكس حركة بعلبك الانتخابية مباشرة على جبيل (جبل لبنان) نظراً لارتباط العائلات الشيعية والتواصل الجغرافي!

· ماذا يجري؟

· ما يحصل يؤكد ان "حزب الله" يخوض معركته آخذاً بعين الإعتبار أحداث المنطقة، ويقول من "يصوّت ضدي فهو حكماً ضد سلاح المقاومة"!

· أي يتعامل مع الانتخابات بـ"خشونة" لانه يدرك مخاطر نتائجها!

تقديرنا

· في الضيعة ليس هناك من "قبضاي"!

· في الضيعة هناك من يخاف!

· ستبرز الايام المقبلة أن جرأة المعارضين لـ "حزب الله" سواء داخل الطائفة أو خارجها كبيرة!

· ستبرز الايام المقبلة أن كل من استخدم الخصومة في التعاطي مع الناس فشِل والتجربة اللبنانية خير دليل!

· ستبرز الايام المقبلة أن مع انقلاب موازين القوى في المنطقة ستنقلب أيضاً في لبنان!

· بدل الخصومة في التعاطي،

· ينصح "تقدير موقف" بالعودة إلى لبنان!

· لبنان لا يحتملكم إذا بقيتم "ايرانيين"!

 

الإحتجاجات تتفاقم ضدّ.. "بيزنس" باسيل؟

"الجمهورية" - 6 نيسان 2018/على مسافة شهر من موعد إجراء الانتخابات النيابية في 6 أيار المقبل، ظلّ الداخل اللبناني منشغلاً بمتابعة التحضيرات لخوض هذا الاستحقاق، وما يرافقه من عملية بيع وشراء الاصوات والذمم يمارسها البعض على "عينك يا تاجر" بحيث بلغ سعر "الصوت التفضيلي" في بعض المناطق أرقاماً خيالية، وعمد بعض المرشحين الى رفع سعر المندوبين من 200 الى 500 دولار للمندوب الدائم، و700 دولار للمندوب المتجول. في هذا الوقت، اشتدّت حالة التململ والنقمة بين صفوف محازبي "التيار الوطني الحر" ومناصريه وارتفعت الشكوى "من المنحى الاستبدادي الذي يسلكه رئيسه الوزير جبران باسيل، في اعتبار أنّه يجوّف "التيار" من قيَمه ومبادئه ويُفرغه من مناضليه الحقيقيين الذين نهض "التيار" على اكتافهم، ويستبدلهم بجماعة "البيزنس" التي "لا يرتاح باسيل إلّا بالتعاطي معها"، على حدّ تعبيرهم. وإذ أشارت المعلومات لـ"الجمهورية" إلى استمرار عملية حجزِ المواقع للذين يخصّون باسيل ويعتبر انّهم يجلبون المليارات، لفتت الى انه فاحت رائحة لجوء رئيس "التيار" الى توظيف بعض اللبنانيين في شركات اجنبية لديها مشاريع في لبنان واقتطاعه حصة "حرزانة" من رواتبهم لمصلحته ويُبقي لهم على النذر اليسير. وقالت: "إنّ كلّ فرصة عمل متاحة امام باسيل يتركها لأبناء منطقة البترون خصوصا، ودائرته الانتخابية عموما خدمةً لمصلحته الانتخابية اوّلاً واخيرا".

 

جمهور "حزب الله" مستاء من "التيار": تخطّوا الحدود

"الأنباء الكويتية" - 6 نيسان 2018/تشكو قواعد "حزب الله"، وفق "الأنباء"، من أن تحالفات التيار الوطني الحر في بعض المناطق لاسيما دائرة الجنوب الثالثة (النبطية ـ بنت جبيل ـ مرجعيون ـ حاصبيا) وفي دائرة بعلبك ـ الهرمل، بلغت حدودا غير مقبولة في مواجهته، برغم أن الحزب وافق التيار على اختيار التحالفات واللوائح الانتخابية التي توافقه لتأمين أكبر عدد ممكن من المقاعد لمرشحيه.  لكن التمادي وصل الى حد تشكيل لائحة مع تيار المستقبل وبعض الخصوم الآخرين في المنطقة الجنوبية التي يعتبرها الحزب منطقة التماس مع إسرائيل، لاسيما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر، وأكثر من ذلك، حيث يراهن "المستقبل" على خرق لائحة حركة أمل و"حزب الله" و"الحزب السوري القومي الإجتماعي" في قضاء حاصبيا مرجعيون بالمرشح السني على الأقل إن لم يكن غيره أيضاً. وتعتبر قواعد "حزب الله" أن الأمر الخطير في هذه المسألة هو أنه في حال نجاح مرشح "المستقبل" السني، فقد يستخدم ذلك في السياسة الاستراتيجية ضد "حزب الله" وسلاحه، عبر استخدام النائب السني الفائز وجمهوره في التصدي لسلاح المقاومة في منطقة مزارع شبعا المحتلة، وهذا برأي قواعد الحزب خطأ استراتيجي وقع فيه "التيار الوطني الحر".

 

حملات انتخابية تتصدرها شعارات «الأمن والاستقرار» تواجهها أخرى بـ«البيئة وفرص العمل»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/06 نيسان/18/تخوض الأحزاب اللبنانية والقوى الممثلة في الحكومة والمجلس النيابي الآن، حملاتها الانتخابية بشعارات سياسية ومضامين مرتبطة بالأمن والاستقرار و«بناء الدولة القوية»، وتواجه بها القوى الأخرى في المعركة الانتخابية التي ترفع شعارات التنمية والبيئة وتحسين الوضع الاقتصادي وإيجاد فرص العمل، في وقت تتجنب كبرى الأحزاب تقديم وعود من هذه الناحية، على ضوء التعقيدات التي تشوب الاقتصاد اللبناني وطريقة إدارة الملفات. ويحمل المنافسون في الدوائر الانتخابية لأحزاب السلطة، ملفات الفساد والتقصير في تقديم الخدمات، لتواجه بها كبرى الأحزاب مثل «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، وغيرها من القوى الموجودة في الحكومة، وهو ما دفع الأخيرة للتأكيد بأن الحفاظ على الاستقرار أولوية تتصدر الملفات الحياتية الأخرى. وعبّر «تيار المستقبل»، أول من أمس، عن منحه الاستقرار أولوية في تجربته السياسية، إذ أعلن أمينه العام أحمد الحريري خلال جولة انتخابية في البقاع (شرق لبنان)، «أن هدف الرئيس سعد الحريري تحصين الاستقرار الأمني والمؤسساتي والحفاظ على اتفاق الطائف». وشدد الحريري على أن «تيار المستقبل يمثل الأكثرية الصامتة والمعتدلة في البلد، والتي يحاول معها حماية لبنان من النار المشتعلة في المنطقة». من جهته، دعا النائب نديم الجميل في خطاب له في الأشرفية، الناخبين للاختيار «بين الصح والخطأ، بين مرجعية الدستور ومرجعية ولاية الفقيه، بين سيادة الجيش وغابة الميليشيات المسلحة، بين القرارات الدولية 1559 و1701 وبين 7 مايو (أيار) جديد». في المقابل، يتبنى رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل خطاب المجتمع المدني، إذ أعلن بيان صدر عقب لقائه بالمرشح كميل دوري شيمعون، أن يوم السادس من سيكون فرصة حقيقية للناخب في لبنان عامة والشوف وعاليه بشكل خاص، ليختار ممثلين له يحملون معهم إلى الندوة البرلمانية نهجا جديدا في التعاطي مع الأزمات المزمنة التي يعاني منها لبنان، فيصوتون لمن أثبت أنه حريص على وضعهم الأمني والاقتصادي والمعيشي والبيئي ويحمل مشروعا واضحا لتحقيق أهدافه».

في المقابل، ورد في إعلان للائحة المجتمع المدني في المتن، على لسان المرشحة نادين موسى، «إننا للمرة الأولى في تاريخنا، نملك الإمكانية والقدرة لإيصال قضايانا وأولوياتنا إلى المجلس النيابي، ولمعالجة مشكلاتنا الحياتية والمعيشية والاقتصادية والتربوية والبيئية والصحية وغيرها».

وتكرس الأحزاب الممثلة في الحكومة، خطاب استراتيجيتها السياسية، لأنها «لا تستطيع أن تقدم وعوداً إضافية في مجال الإنماء، بعد أن بات الجمهور لديه قدرة على الوصول إلى لمعلومات»، وهو ما يدفعها لالتزام «خطاب الاستراتيجية السياسية»، ومن ضمنه «خطاب التخويف»، كما قال الباحث السياسي اللبناني الدكتور مكرم رباح. وأضاف رباح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الانتخابات النيابية لم تقم خلال التجارب السابقة إلا على فكرة تكريس زعيم وخيار سياسي، ولم تقم على خطة سياسية»، مشيراً إلى أن «المنافسين المدنيين للأحزاب التقليدية الآن، لا يمتلكون مشروعاً وخططاً غير مشروع إنتاج زعامة جديدة»، مضيفاً: «المجتمع المدني الآن، مثل أحزاب السلطة، لا يخوض الانتخابات على خطة سياسية واقتصادية مدروسة»، مستدلاً على العثرات في تجربة الانتخابات البلدية في «بيروت مدينتي». وأوضح رباح أن هذا الخطاب الانتخابي «طبيعي لأن الأحزاب هي التي تمثل السلطة الحالية في لبنان، وتدرك أن الخلل قائم في المحاصصات، وتطبق على أرض الواقع خططا مختلفة عن الخطط المرسومة»، مضيفاً: «انطلاقاً من هنا، لا يستطيعون الترويج لخطط ووعود بالتنمية، لأن الناس منفتحة وتستطيع الوصول للمعلومات التي قد تضع الأحزاب في موقف حرج». وأشار إلى أن الأفكار المطروحة في الخطاب الانتخابي «تقليدية ولا يمكن أن تغير في الواقع الإنمائي»، مؤكداً أن الاقتصاد فعلياً «لا يدار من الحكومة بل من مصرف لبنان».

 

معركة مبكرة على «الحقائب الوزارية» في حكومة ما بعد الانتخابات و«القوات»: تمسك «المستقبل» بالداخلية سيعني تلقائياً تمسك بري بالمالية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/06 نيسان/18

لم تنتظر القوى السياسية اللبنانية إنجاز الانتخابات النيابية لتفتح السجال حول تقاسم الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة، إذ بادر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى إطلاق هذه المعركة بالتوازي مع احتدام المعركة النيابية، معلنا أن حزبه يضع عينه على وزارة الطاقة التي يتولاها حاليا الوزير سيزار أبي خليل المحسوب على «التيار الوطني الحر». وخلال مقابلة تلفزيونية قال جعجع: «نحن نضع أعيننا على وزارة الطاقة في الحكومة المقبلة من أجل حل مشكلة الكهرباء؛ لأنه عندما تكون هناك مشكلة، فمن الطبيعي أن نكون بحاجة للقوات». وسارع الوزير المعني سيزار أبي خليل للرد على جعجع من دون أن يسميه، قائلا على صفحته على موقع «تويتر»: «لأن نجاحكم الباهر في وزاراتكم بيسمح لكم بهكذا طموح». واستغربت مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» فتح النقاش باكرا بموضوع تقاسم الحقائب الوزارية، واضعة ما يحصل بإطار «السجال الانتخابي الذي يهدف لتحسين كل فريق وضعيته أمام جمهوره»، معتبرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا شيء محسوم في هذا المجال، بانتظار صدور نتائج الانتخابات النيابية، وتبيان حجم كل فريق؛ لأنه على أساس هذه الأحجام يمكن بعدها تحديد عدد الحقائب التي ينالها كل فريق ونوعيتها». وأضافت المصادر: «لماذا حرق المراحل واستباق التطورات؟ فمن قال إن الحكومة التي ستشكل بعد الانتخابات حكومة تضم كل الفرقاء وأنه لن تكون هناك أكثرية تحكم ومعارضة تعارض؟ ماذا لو قرر الفريق الذي يطالب بوزارات محددة اليوم أن يكون بعد الانتخابات في صفوف المعارضة؟». في المقابل، أكدت مصادر قيادية في حزب «القوات اللبنانية» أن «طرح رئيس الحزب الحصول على وزارة الطاقة، لم يكن من باب التحدي أو الاستفزاز؛ بل بالعكس تماما، باعتبار أن هناك فرقاء يرددون باستمرار، أن هذه الوزارة محرقة، وبالتالي الدكتور جعجع يعلن استعداداه لتوليها من قبل القوات والمجازفة في هذا المجال»، لافتة إلى أنه «في حال أراد (التيار الوطني الحر) التمسك بهذه الوزارة لاستكمال مشروعه الذي يعمل عليه منذ سنوات، فالمطلوب عندها الأخذ برأي الأكثرية الحكومية التي تطالب بوجوب الالتزام بخريطة الطريق التي وضعتها إدارة المناقصات». وتشير المصادر القواتية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «صحيح أن البعض قد يعتبر من المبكر الحديث عن توزيع الحقائب؛ لكن عين كل القوى حاليا على الاستحقاق النيابي كما على الاستحقاقات التي ستليه بالوقت عينه، خاصة بعدما بتنا على مسافة 3 أسابيع من الانتخابات»، مشددة على أن حزب «القوات» يتطلع إلى استكمال الدور الرائد الذي يمارسه في الحكومة الحالية من خلال تأسيس مفهوم جديد لممارسة الشأن العام، وعلى مواصلة شراكته سواء مع الرئيس عون أم الرئيس الحريري». وتضيف: «أما فيما يتعلق بمبدأ المداورة بالوزارات، فنؤيده على أن يكون شاملا، فتمسك (المستقبل) بالداخلية سيعني تلقائيا تمسك بري بالمالية. بمعنى أنه لا يمكننا الطلب من حركة (أمل) التخلي عن وزارة المال إذا ظل رئيس الحكومة والوزير المشنوق متمسكين بالداخلية، وهو ما يبدو واضحا، والوزير باسيل متمسك بـ(الخارجية) على الأرجح». وكان السجال حول وزارة المالية أخذ مداه في الأشهر الماضية، على خلفية ما عُرف حينها بأزمة «مرسوم الضباط» وإصرار رئيس المجلس النيابي على وجوب أن يقترن توقيعا رئيسي الجمهورية والحكومة عليه بتوقيع وزير المال. وتم التداول حينها بأن الثنائي «حزب الله» – حركة «أمل» سيعلن تثبيت «المالية» من حصة الطائفة الشيعية: «تحقيقا للتوازن الطائفي» في توقيع المراسيم. إلا أن معلومات ترددت في ذلك الوقت عن «اتفاق بين الرئيس سعد الحريري والرئيس ميشال عون على ألا تكون وزارة المالية للشيعة بعد اليوم»، وهو ما لم يؤكده أي من الطرفين.

 

قائد القوات المسلحة الأندونيسية تفقد كتيبة بلاده في الجنوب

الجمعة 06 نيسان 2018/وطنية - مرجعيون - تفقد قائد القوات المسلحة الوطنية الأندونيسية الجنرال Hadi TJAHJANTO، كتيبة بلاده العاملة في إطار قوات اليونيفيل في الجنوب، وزار القاعدة الأندونيسية في عدشيت القصير، حيث ألقى كلمة توجه فيها إلى عناصر الكتيبة بالقول: "عليكم الالتزام بمهمتكم هنا للحفاظ على السلام في المنطقة". كما التقى فاعليات المنطقة وممثلين عن الجيش اللبناني، ثم توجه إلى مقر قوات اليونيفيل في الناقورة حيث تم منحه وسام الشرف.

 

سفراء عرب جالوا في طرابلس وادوا صلاة الجمعة في مسجد المنصوري بمشاركة المرعبي والجسر

الجمعة 06 نيسان 2018/وطنية - زار  سفراء:  الإمارات محمد الشامسي، مصر نزيه النجاري، تونس كريم بودالي، اليمن عبدالله الدعيس، المغرب محمد اكرين، العراق علي العامري، والقائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري، مدينة طرابلس، واستهلوا جولتهم باداء صلاة الجمعة في المسجد المنصوري الكبير بمشاركة الوزير معين المرعبي، النائب سمير الجسر، أمين الفتوى في الشمال الشيخ محمد طارق أمام، وأمين المال في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي بسام رحولي ورجل الأعمال كميل مراد. وكان في استقبالهم مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي أم المصلين، وفي خطبته تناول معاني الاسراء والمعراج "كاعظم معجزات نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وما تعرض له إبان الدعوة من أذى ومقاطعته من قبل قبائل العرب وكان يقابل كل ما يلقاه برباطة جأش وحكمة فما قابل السوء بمثله وبقي بصبر كامل واحتساب" وقال: "ان الإسراء جاء بعد مرحلة طويلة من الاضطهاد والسوء والمكر والأذى وان الإسراء إلى المسجد الأقصى من باب التطمين وايذانا بانتشار الإسلام وان الله حول الغيبيات إلى أمور حسية مكنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم من رؤيتها، وان الإسراء معجزة استوعبت معجزات". ولفت إلى ما خصه النبي الاكرم لبلاد الشام واليمن وتأكيده ان أرض الشام هي أرض المحشر سائلا الله أن يجلي هم الأقصى. كما توقف عند وجود سفراء دولنا العربية الذين يقومون بزيارة المدينة والتواصل مع أهلها خارجا عن إطار الرسميات مرحبا بهم، موضحا "أن الهدف ليس سياحيا وإنما الغاية التواصل مع اهلهم في طرابلس وان يقضوا أوقاتهم في أسواق المدينة". وشكر صنيع بلادهم مع لبنان ووقفاتهم التي سيسجلها التاريخ، مؤكدا "ان لبنان محمي بدعم إخوانه العرب، كما حمل السفراء رسالة حقهم فيها على الاهتمام بطرابلس وشؤونها". ثم انتقل السفراء العرب برفقة الوزير المرعبي ورحولي في جولة شملت قلعة طرابلس واسواقها الشعبية وخان الصابون وساحة النجمة ومنطقة الضم والفرز ومدينة الميناء.

الشامسي

السفير الشامسي قال: "نحن والزملاء السفراء العرب وبالتنسيق مع دولة الرئيس سعد الحريري يهمنا زيارة أهلنا في طرابلس ولقاء أعيان المدينة بصحبة معالي الوزير، وهذه الزيارة طبعا نعتبرها من أهم الزيارات لنكون على مقربة من جماعتنا وأهلنا ونحن لا نفرق بين اللبنانيين ولكن اليوم هو يوم الجمعة وهو يوم مبارك واحببنا أن نصلي في المسجد المنصوري الكبير". وردا على سؤال قال: بالنسبة للامارات لديها مشاريع موسمية للاخوة السوريين والمتضررين من اللبنانيين وان شاء الله نبدأ بعد أسبوعين بحملة رمضان 2018 وبالنسبة للمشاريع الإنمائية والتنموية طبعا مستمرة ولدينا مشاريع في مختلف المناطق اللبنانية والإمارات طبعا تحتل المركز الأول عالميا بالنسبة للمساعدات الإنسانية والخيرية على مستوى العالم، ولبنان أن شاء الله مستمرون في دعمه ويهمنا حكما استقرار لبنان الأمني والسياسي والاقتصادي".

المرعبي

من جهته قال الوزير المرعبي: "تشرفنا اليوم بوجود معالي الأخ الصديق وليد البخاري والدكتور الشامسي وأصحاب السعادة السفراء واليوم مدينة طرابلس في عيد وأصحاب السعادة في جولتهم يطلعون على الأسواق والمواقع التراثية وهي بمثابة تحفة من تحف العالم وزاياراتهم مرحب بها دائما بين أهلهم وفي مدينتهم وفي بلدهم لبنان وهذا دفع إضافي لطرابلس ولبنان بشكل عام أهلا بهم دائما".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«هجوم مضاد» يمدد البقاء الأميركي في سوريا 6 أشهر وخياران أمام التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بعد انتهاء المهلة

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/06 نيسان/18/أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترمب مهلة ستة أشهر قبل الانتخابات النصفية في الكونغرس لتحقيق «الانتصار الكامل» على تنظيم داعش شرق سوريا، وبدء الانسحاب التدرجي القوات الأميركية، في وقت يسعى جميع قادة المؤسسات الأميركية وحلفاء واشنطن في أوروبا والشرق الأوسط لتوفير حوافز للرئيس ترمب كي يعود إلى استراتيجية وزير الخارجية ريكس تيلرسون للبقاء «إلى أجل غير مسمي» لتحقيق جملة أهداف، بينها «عدم تسليم سوريا الى روسيا وايران» وعدم «سيناريو العراق» 2011.

وأكد مسؤولون غربيون لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن إرسال وزارة الدفاع (بنتاغون) قوات أميركية جديدة إلى شرق الفرات كان بموجب قرار من ترمب صدر نهاية العام، وضمن عمليات التبديل الدوري بين القوات التي يبلغ عددها نحو ألفين جندي ضمن التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، مشيرين إلى أن وصول مئات الجنود من التحالف إلى منبج لم يكن ضمن إرسال قوات جديدة، بل انتقال الجنود من شرق الفرات إلى شمال شرقي حلب لـ«تأكيد الرغبة بحماية الحلفاء وإرسال إشارة إلى أنقرة» التي تريد إرسال قواتها بعد عفرين وتل رفعت إلى منبج والضغط للوصول إلى اتفاق مع واشنطن يتضمن إخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية من منبج إلى شرق الفرات. وبحسب هؤلاء المسؤولين الغربيين الذين اطلعوا على نتائج اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي برئاسة ترمب الثلاثاء، فإن الرئيس الأميركي كرر أكثر من مرة رغبته في بدء سحب القوات الأميركية «في أسرع وقت ممكن» باعتبار أن مهمة القضاء على «داعش» شارفت على الانتهاء. وأكد المسؤولون ما نُشر في صحيفة «واشنطن بوست» ووسائل إعلام أميركية، من أن ترمب كرر مرات عدة أن أميركا دفعت سبعة تريليونات دولار أميركي خلال 17 سنة في الشرق الأوسط من دون عائدات، وأن الوقت حان كي يساهم الحلفاء الغربيون وفي المنطقة في تحمل كلفة الجهود العسكرية الأميركية والقيام بواجباتهم لـ«ملء الفراغ» بعد الانسحاب الأميركي. كما أشار ترمب، في الاجتماع، إلى أنه يريد الالتزام بوعوده الانتخابية بالتركيز على مصالح أميركية وسحب قواته من الشرق الأوسط. وبدا أن ترمب يريد حصول ذلك قبل الانتخابات النصفية في الكونغرس في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث تتم إعادة انتخاب أعضاء مجلس النواب (يضم 435 مقعداً)، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ (يضم 100 مقعد).

وقال مسؤول غربي لـ«الشرق الأوسط»، إن قادة وزارتي الدفاع والخارجية و«وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي إيه) ومستشار مجلس القومي «شنوا هجوماً مضاداً». كما ذكّر حاضرون في الاجتماع الرئيس ترمب بـ«احتمال» تكرار الخطأ ذاته الذي قام به الرئيس السابق باراك أوباما في 2011 عندما قرر سحب عشرة آلاف جندي أميركي من غرب العراق؛ ما أدى إلى عودة تنظيم «القاعدة» بثوب جديد عبر «داعش». وعلى عكس قول ترمب، أن «(داعش) شارف على الهزيمة»، أشار مسؤولون أميركيون إلى أن «داعش» لا يزال يسيطر على جيبين شرق سوريا بنحو ثلاثة آلاف عنصر: الأول، وادي الفرات. الآخر، قرب حدود العراق.  وفي الاجتماع شرح مسؤولون «الأبعاد الاستراتيجية للقرار الأميركي»، لافتين إلى أنه جرى التذكير أيضا بالاستراتيجية التي أعلنها وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون في بداية العام الحالي «التي أقرت بعد أشهر من المشاورات داخل المؤسسات الأميركية قبل أن يقرها ترمب نفسه». وإذ بدا أن ترمب «لم يعد معجباً» باستراتيجية تيلرسون الذي سيحل محله مدير «سي آي إيه» مايك بومبيو بعد موافقة الكونغرس، جرت الإشارة في اللقاء إلى أن «أهداف الاستراتيجية لا تزال صالحة» وتشمل خمسة أهداف: منع عودة «داعش»، تقليص نفوذ إيران بالسيطرة على منطقة على الطريق البري بين إيران والعراق وسوريا و«حزب الله»، الضغط مع روسيا لتحقيق انتقال سياسي، عودة اللاجئين من دول الجوار الحليفة لأميركا، منع استخدام السلاح الكيماوي.

وقيل في الاجتماع، إن الانسحاب الأميركي «يعني تسليم سوريا إلى روسيا، وفقدان أي ورقة ضغط، والتسليم بالوجود الإيراني في سوريا والعراق»، إضافة إلى قيام التحالف الثلاثي الروسي - التركي - الإيراني بـ«إقرار ترتيبات لملء الفراغ» وانعكاس ذلك على وجود القوات الأميركية في العراق.

عليه، قال المسؤول الغربي، أمس، إن الموقف الأميركي بعد اجتماع الثلاثاء يقع حالياً بين احتمالين: الأول، تمسك ترمب بموقفه بدفع الجيش الأميركي والتحالف لتحقيق هزيمة «داعش» في شكل كامل في آخر جيبين له ثم إعلان بدء الانسحاب عشية الانتخابات النصفية بداية نوفمبر المقبل مع إعطاء مهلة ستة أشهر للانسحاب التدرجي. الآخر، نجاح المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية، خصوصاً بعد تسلم جون بولتون منصبه مستشاراً للأمن القومي خلفاً لهاربرت ماكماستر في 9 الشهر الحالي، وتسلم بومبيو وزارة الخارجية، بإقناع ترمب بالبقاء شرق سوريا والتواصل مع الحلفاء في أوروبا والمنطقة لتوفير الدعم العسكري والمالي للمهمة الأميركية. وقال دبلوماسي غربي: «هناك احتمال أن تزيد أميركا جهودها، خصوصاً أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن تحقيق الأهداف الاستراتيجية الخمسة المعلنة يتطلب أضعاف عدد الجنود الأميركيين ومن الحلفاء»؛ الأمر الذي أعاد إلى طاولة البحث زيادة دعم فصائل عربية واحتمال إرسال قوات من الدول الغربية والعربية المنضوية في التحالف ضد «داعش» إلى شرق الفرات. هنا، أثار خبير مقرب من واشنطن فكرة ربط أميركا والتحالف بين ثلاثة جيوب في ثلاث زوايا تقع تحت النفوذ الأميركي: شرق نهر الفرات، حيث تقع قواعد عسكرية أميركية و«قوات سوريا الديمقراطية» في زاوية الحدود السورية - العراقية - التركية، معسكر التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية، هدنة الجنوب في زاوية الحدود السورية - الأردنية - الإسرائيلية. في موازاة ذلك، بدأت ملامح اتصالات للحصول على دعم مالي ولوجيستي لتقوية الإدارات المحلية وعوامل الاستقرار وإعادة البناء شرق سوريا، إضافة إلى البحث عن وسائل لاستثمار الغاز والنفط من شرق الفرات، خصوصاً أن خبراء يعتقدون أن مناطق حلفاء واشنطن تضم 90 في المائة من النفط السوري البالغ 360 ألف برميل يومياً و45 في المائة من الغاز ومحاصيل زراعية وسدود مائية وكهرباء؛ ما يعني احتمال «توفير إمكانية لاعتمادها اقتصادياً على مصادرها الخاصة». ويتوقع، بحسب المسؤولين، أن تشهد المرحلة المقبلة اتصالات داخل الإدارة الأميركية من جهة وبين واشنطن وحلفائها الغربيين وفي المنطقة من جهة أخرى؛ لمعرفة اتجاه الوجود الأميركي في سوريا بين «بدء الانسحاب بعد ستة أشهر» و«البقاء واحتمال تعزيز الوجود».

 

تعليق إجلاء المهجرين من دوما... والنظام يريد «تسوية شاملة» لدمشق وفصائل القلمون ترفض الخروج من الجبال

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/06 نيسان/18/أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عملية تحضير القافلة الرابعة، للمهجرين من دوما شرق دمشق نحو ريف حلب الشمالي الشرقي، جرى تعليقها بسبب خلافات جديدة، ظهرت في المنطقة، بين المتفاوضين. وأضاف «المرصد» أن المفاوضات تجري بين «جيش الإسلام» من جانب، وسلطات النظام والروس من جانب آخر، للتوصل إلى اتفاق جديد، يفضي إلى «تسوية جديدة»، حول دوما والقلمون الشرقي وريف دمشق الجنوبي وجنوب دمشق. واصطدمت المفاوضات حول مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية لدمشق، بقدرة الشمال السوري على استيعاب 100 ألف عسكري ومدني كان يُنوى نقلهم إلى الشمال، وهو ما دفع لتجديد المفاوضات التي تدور الآن حول مساعٍ من النظام والطرف الروسي لإعطاء مقاتلي «جيش الإسلام» ضمانات بعدم اقتيادهم للتجنيد الإجباري، لقاء بقائهم في دوما تحت حماية روسية. ورفض الروس مقترح فصائل «الجيش السوري الحر» في القلمون الشرقي للخروج إلى الجبال المحيطة بأسلحتهم الفردية، وسط إصرار من قوات النظام على ترحيلهم إلى محافظة إدلب في الشمال، في وقت فُتِحَت فيه نافذة للتفاوض بين وجهاء من ثلاث بلدات خاضعة لسيطرة المعارضة جنوب العاصمة، من النظام السوري، ضمن خطة لاستعادة السيطرة الكاملة على محيط العاصمة. وفيما وصلت القافلة الثالثة من مهجري دوما إلى مدينة الباب في شمال شرقي حلب، كشفت مصادر سورية معارضة مواكبة للمفاوضات عن تعقيدات جديدة ظهرت في عملية التفاوض، تتمثل في القدرة الاستيعابية في الشمال لاستقبال 9 آلاف مسلح يُنوى إخراجهم مع المدنيين، ليناهز العدد 100 ألف عسكري ومدني، قائلة إن هذه المعضلة «فتحت أفقاً جديداً للتفاوض مع الجانب الروسي لتقليص العدد، مقابل ضمانات تُعطى لقوات المعارضة للبقاء في دوما». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة نقاط قوة كثيرة لدى (جيش الإسلام) يستطيع أن يناور بها، ويفرض شروطه، بينها احتجاز عسكريين لقوات النظام في سجونه، إضافة إلى آخرين، في مقابل احتجاز النظام لمقاتلين من (جيش الإسلام)»، مشيرة إلى أن عملية الإفراج عن بعض السجناء أول من أمس «تمثل جزءاً من الاتفاقات».

وعن نقاط التفاوض الجديدة، قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن التفاوض الآن «يدور حول ضمانات يمكن أن تُعطى لمقاتلين تابعين لجيش الإسلام، مقابل بقائهم في المدينة والقبول بالاتفاق القائم على تسليم السلاح الثقيل، ودخول الشرطة الروسية، وإعادة مؤسسات الدولة إلى المدينة، على أن تتولى شرطة محلية تتألف من أبناء دوما الموجودين فيها ضبط الأمن». وشددت المصادر على أن «وجود تطمينات يمكن أن يقلص عدد الذين سيخرجون باتجاه الشمال؛ حيث لا توجد أمكنة يمكن أن تستوعب هذا العدد الكبير من المهجرين».

ولم يصدر أي تعليق من قبل «جيش الإسلام» على تلك المعلومات، رغم أن ناشطين في دوما، قالوا إن الفصيل المعارض «يحاول فرض شروطه، ويمتلك أوراقاً كثيرة يمكن أن يضغط فيها»، مشيرة إلى أن نقاط القوة، وبينها وجود عسكريين من النظام معتقلين لديه: «تعطيه هامشاً للقوة؛ بحيث لا يكون الاتفاق شبيهاً باتفاقات أخرى أفضت إلى تهجير الفصائل والمدنيين إلى الشمال». ووردت معلومات أمس عن محاولات من قبل النظام لإعطاء ضمانات، تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن اتفاق مزعوم يفيد بأن «الأشخاص المسلحين الذين يسلمون أسلحتهم في نقطة التسجيل المحددة للشرطة العسكرية الروسية، سيتمكنون من تسوية أوضاعهم في أقصر وقت وبضمانة سورية روسية»، كما «سيمنح الشبان الذين بلغوا سن خدمة العلم فترة تأجيل من ستة إلى عشرة أشهر»، إضافة إلى أن «وزارة الداخلية ستقوم من خلال مراكز الشرطة وبضمانة الشرطة العسكرية الروسية، بتأمين الحماية لمدينة دوما خلال فترة إعادة تأهيل المدينة». وفي ظل هذا الواقع، وصلت القافلة الثالثة من مهجري دوما أمس إلى مناطق سيطرة قوات عملية «درع الفرات»، حيث دخلت 13 حافلة تحمل على متنها نحو 650 شخصاً، كانوا خرجوا ليل أول من أمس من دوما، فيما تجري التحضيرات لنقل القافلة الرابعة من دوما، بعد دخول عدة حافلات، لنقل الرافضين لاتفاق «جيش الإسلام» مع الروس، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيراً إلى أن عدد الخارجين من دوما «بات يناهز 3 آلاف شخص».

بالموازاة، تسير المفاوضات على محور القلمون الشرقي بطريقة أبطأ، حيث يتبادل الطرفان شروط التوصل إلى تسوية. وقالت مصادر مواكبة للمفاوضات في القلمون الشرقي لـ«الشرق الأوسط»، إن التفاوض «لم ينته بعد، ولا يزال ضمن إطار المقترحات»، حيث «اقترح مقاتلو الجيش السوري الحر الخروج من البلدات إلى الجبال المحيطة، على بعد نحو 10 كيلومترات من البلدات، ليبقوا على مسافة قريبة من بلداتهم، وذلك بأسلحتهم الفردية»، لكن «الطرف الروسي رفض ذلك، كون النظام يضغط ليخرج رافضو التسوية باتجاه إدلب في الشمال».

وقالت المصادر نفسها، إن المقاتلين الراغبين في البقاء والقبول بالتسوية مع النظام «يطالبون بضمانات روسية، مثل دخول الشرطة الروسية إلى المناطق الحضرية، ومنع اعتقالات الناس واقتيادها إلى الأفرع الأمنية، ومنع إلزام الشبان بالخدمة العسكرية والتجنيد في صفوف قوات النظام»، لافتاً إلى أنها «شروط مقبولة لدى الروس؛ لكن التعقيدات لا تزال تتمحور حول وجهة الرافضين للتسوية». ومن المعروف أن بعض المقاتلين وصلوا إلى قرى القلمون الشرقي في الصيف الماضي، انطلاقاً من الجرود الحدودية بين لبنان وسوريا، ويتخوفون الذهاب إلى إدلب، حيث توجد ثارات بين هؤلاء المقاتلين وقوات «النصرة» التي خرجت باتجاه إدلب في أغسطس (آب) الماضي. وفي سياق متصل، أفادت شبكة «عنب بلدي» بمفاوضات بين ممثلي فصائل عسكرية معارضة وروسيا، لحسم ملف جنوب دمشق. ونقلت عن مصادر مطلعة من جنوب دمشق قولها إن المفاوضات مستمرة دون الوصول إلى أي اتفاق حتى اليوم. وتحدثت الشبكة عن اجتماع لممثلين عن بعض الفصائل مع جنرالات روس لمرتين. وتحدثت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري، أمس، عن توجه لإنهاء ملف بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، التي تسيطر عليها المعارضة جنوب دمشق، إلى جانب النقاط التي يسيطر عليها تنظيم داعش كملف منفصل.

 

أنقرة تقترب من السيطرة على تل رفعت

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/06 نيسان/18

أعلنت تركيا عزمها المضي قدما في عملياتها العسكرية شمال سوريا ورغبتها في التفاهم مع الولايات المتحدة في شأن منبج وشرق الفرات، ذلك بعد يوم واحد من القمة الثلاثية التركية - الروسية - الإيرانية التي عقدت أول من أمس في أنقرة لمناقشة التطورات في سوريا. وقال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ إن بلاده ستُطهّر منطقة تل رفعت بريف حلب الشمالي من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية. وأضاف بوزداغ، في مقابلة تلفزيونية أمس (الخميس)، أن «النهاية اقتربت بالنسبة إلى منطقة تل رفعت أيضاً» بعد السيطرة على عفرين في إطار عملية غصن الزيتون التي ينفذها الجيش التركي بدعم من فصائل من الجيش السوري الحر. وشدد بوزداغ على عدم سماح بلاده بالمساس بوحدة سوريا أو إجراء تغيير ديموغرافي فيها مبني على المذهبية قائلا إن «هذا أمر مهم للغاية» ولفت إلى أن قمة أنقرة الثلاثية، أظهرت موقفاً واضحاً جداً إزاء الذين يحلمون بتقسيم سوريا، وتأسيس إدارات مختلفة وأن موقف الدول الثلاث (تركيا وروسيا وإيران) كان بمثابة رسالة إلى التنظيمات الإرهابية وداعميهم معاً، وأشار إلى أن روسيا أظهرت دعمها لتركيا في مكافحة الإرهاب. وقال بوزداغ إنه «بعد تطهير تل رفعت من (الإرهاب)، ستتبعها منبج، ومناطق شرق الفرات، مضيفاً أن بلاده تريد التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن منبج ومناطق شرق الفرات، إلا أنها تواجه صعوبة في اتخاذ خطوة في هذا الصدد، بسبب وجود ضبابية، وتضارب في التصريحات من الجانب الأميركي ما بين الرئيس دونالد ترمب، وقيادة القوات المركزية، ووزارة الدفاع (البنتاغون).

ودعا بوزداغ الولايات المتحدة، مجددا، إلى الالتزام بتعهداتها التي قطعتها لتركيا بشأن إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من منبج وسحب أسلحتهم التي زودتهم بها. مؤكداً أن تنفيذ تلك التعهدات أهم من الأقوال بالنسبة لتركيا. وأشار إلى أن تركيا تتحاور مع الحكومة المركزية العراقية، بخصوص سنجار، وأن الجيش العراقي دخل سنجار، وأن بلاده تراقب الوضع هناك عن كثب، وتعارض استمرار وجود حزب العمال الكردستاني في المنطقة عبر تغيير اسمه. ولفت إلى أن تركيا تريد بشكل حقيقي تطهير منطقة سنجار، والمناطق الأخرى من عناصر العمال الكردستاني، وإذا ما قامت الحكومة العراقية بذلك فلن تبقى مشكلة بالنسبة لها، وإذا لم يتم تطهيرها فإن تركيا تمتلك القوة والإرادة لتطهير تلك المناطق من «الإرهابيين». من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين إن «عملية غصن الزيتون» ستستمر حتى تطهير كامل المنطقة من «الإرهابيين»، بما في ذلك مدينة تل رفعت شمال حلب. وأضاف كالين، في مؤتمر صحافي أمس في أنقرة أن «وجودنا في عفرين سيستمر إلى أن يستتب الأمن في المناطق الحدودية وداخل المدينة». وأشار إلى أن «روسيا تقول إنه لم يتبق تقريباً عناصر للوحدات الكردية في تل رفعت، وسنتأكد من ذلك عبر مصادرنا الخاصة». وبشأن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بخصوص سوريا، قال كالين: «عزمنا يتواصل على صعيد تحقيق المرحلة الانتقالية السياسية، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات مستقلة وشفافة وعادلة، في إطار هذا القرار».في سياق مواز، قال وزير شوؤن الاتحاد الأوروبي التركي، كبير المفاوضين الأتراك مع الاتحاد الأوروبي عمر تشيليك إنه إذا صحت الأنباء حول قيام القوات الفرنسية بتدريب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، فإن ذلك سيكون «دعماً لمنظمة إرهابية». وأشار تشيليك في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الفرنسية باريس، أمس عقب لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزيرة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو، إلى أن تركيا تشارك حليفتها فرنسا في الكثير من المواقف وفي مقدمتها الموقف حيال نظام بشار الأسد. وتابع: «نحن لا نريد أن نرى أي قوات حليفة وهي تُدرب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية»، ولفت إلى عثور قوات غصن الزيتون على أسلحة وذخائر تعود لحلفاء تركيا، في مخازن وأنفاق «الإرهابيين» في منطقة عفرين عقب تطهيرها.

 

بلدان منظمة «شانغهاي» تقر برنامجاً مشتركاً واسعاً لمكافحة الإرهاب

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/06 نيسان/18/أعلنت الهيئة الإقليمية لمكافحة الإرهاب في ختام اجتماعاتها في العاصمة الأوزبكية طشقند أمس، إقرار برنامج واسع لمكافحة الإرهاب بشكل مشترك، خلال الفترة بين عامي 2019 و2021. وشكل القرار أول تنفيذ عملي لانتقال المنظمة الإقليمية إلى وضع برامج مشتركة واسعة النطاق لمواجهة الإرهاب؛ خصوصا أن غالبية بلدان المنظمة تعاني من مشكلات جدية على هذا الصعيد. وقال رستم مامصديق، رئيس الهيئة التي تعد الذراع الأمنية لمنظمة «شانغهاي للتعاون»، إنه تم التوصل إلى اتفاق على الصياغة النهائية وبنود البرنامج المشترك، بعد مناقشات موسعة على مشروع الخطة التي قدمت إلى اجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية في بلدان المنظمة. وتضم منظمة «شانغهاي» بالإضافة إلى روسيا والصين والهند وباكستان، أربع جمهوريات سوفياتية سابقة في منطقة آسيا الوسطى، هي أوزبكستان وطاجكستان وقيرغيزستان وكازاخستان. وقال مامصديق إن بلدان المجموعة الإقليمية اتفقت على عدد من الخطوات المشتركة التي تسبق إطلاق المرحلة الأولى من البرنامج الأمني المشترك في عام 2019؛ إذ ينتظر أن تنفذ المجموعة مناورات مشتركة قبل نهاية العام تهدف إلى زيادة استعداد وتأهيل قوات حرس الحدود في بلدان المنظمة، لمواجهة تسلل الإرهابيين ونشاطهم؛ خصوصا في البلدات والمناطق المحاذية للحدود التي تشكل عادة في هذه البلدان معاقل رئيسة للتنقل وإعداد الكوادر والتجهيز لهجمات. ولفت مامصديق وهو يشغل منصب رئيس جهاز الأمن الوطني في قيرغيزستان، إلى أن الأطراف المجتمعة ناقشت بالتفصيل مشكلة ازدياد الأخطار الأمنية، والنشاط الإرهابي، وانطلقت من الحاجات الأمنية لبلدان المجموعة في صياغة البرنامج المشترك الذي يهدف إلى مواجهة التهديدات الإرهابية والمجموعات المتطرفة والحركات الانفصالية. ووقع المشاركون مذكرة تفاهم خاصة بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع الهياكل المعنية التابعة للأمم المتحدة. وكانت منظمة «شانغهاي للتعاون» تأسست عام 2001 في إطار تحرك روسي - صيني مع الأطراف الإقليمية لضمان الأمن والاستقرار في الفضاء الأوروآسيوي. وأسست المنظمة في عام 2004 ذراعا أمنية لها بعد تفاقم المخاطر الأمنية، وخصوصا التهديدات الإرهابية التي تنطلق من أفغانستان تجاه بلدان آسيا الوسطى. كما أسست في العام ذاته ذراعا عسكريا تجري مناورات مشتركة سنويا. وحصلت أفغانستان وإيران ومنغوليا وبيلاروسيا في وقت لاحق على عضوية بصفة مراقبة في المنظمة. بينما وقعت كل من تركيا وأذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال مذكرات شراكة. على صعيد آخر، اختتمت أمس في موسكو أعمال مؤتمر الأمن الدولي الذي تنظمه سنويا وزارة الدفاع الروسية. وشاركت وفود من 95 بلدا في أعمال الدورة الحالية، بينهم 30 وزيرا للدفاع و15 من رؤساء الأركان العامة، ونواب وزراء الدفاع، وممثلون عن ثماني منظمات دولية، و68 خبيرا دوليا في مجال الأمن. ورغم أن المؤتمر يناقش عادة ملفات الأمن الاستراتيجي وقضايا التسلح؛ لكن تركيزه انصب هذا العام على التهديدات الجديدة، وخصوصا ملف مكافحة الإرهاب، على خلفية الوضع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط. وأفاد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بأن «الجانب الروسي عرض في المؤتمر تجربته في محاربة تنظيم داعش، وتوقعاته لتطور الأوضاع في الشرق الأوسط».

 

السعودية: تدمير صاروخ باليستي فوق نجران أطلقه الحوثيون

الجمعة 20 رجب 1439هـ - 6 أبريل 2018م/العربية.نت - هاني الصفيان/‏‏أفاد مراسل "العربية"، الجمعة، أن قوات الدفاع الجوي السعودي دمرت صاروخاً باليستياً في سماء ⁧نجران، أطلقته ميليشيا الحوثي الانقلابية من اليمن. وعلى الساحة اليمنية، لقي العشرات من ميليشيات_الحوثي الانقلابية مصرعهم، الجمعة، في غارات للتحالف ومعارك ميدانية بمحافظةالبيضاء، وسط اليمن، فيما تم اعتقال 13 آخرين. وتمكنت قوات الجيش_اليمني بإسناد من طيران التحالف، من تحرير جبل مسعودة بمنطقة قانية شرق البيضاء. وأفاد مصدر عسكري، أن عشرات الميليشيات سقطوا بين قتيل وجريح فيما سلم 13 عنصرا أنفسهم بعد محاصرتهم في قمة الجبل. وفي سياق متصل، شنت مقاتلات التحالف، غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع ومخازن أسلحة للحوثيين في مناطق متفرقة بمحافظة البيضاء. وبحسب مصادر ميدانية، فإن الغارات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الميليشيا، بينهم القيادي الحوثي المدعو "أبو قصي". وتشهد منطقة قانية الواقعة بين محافظتي البيضاء ومارب، معارك عنيفة، حيث فتح الجيش اليمني جبهة جديدة باتجاه البيضاء من مأرب بموازاة جبهة أخرى من جهة شبوة لاستكمال تحرير محافظة البيضاء التي تتوسط بموقعها الاستراتيجي 8 محافظات يمنية، ومن شأن انتزاعها من قبضة ميليشيا الحوثي، تأمين المحافظات المحررة، والتقدم نحو ذمار وتطويق العاصمة صنعاء من جهة الجنوب، لتحريرها واستكمال إنهاء الانقلاب. وحقق الجيش اليمني بدعم من تحالف دعم الشرعية في اليمن، تقدما ميدانيا بالسيطرة على عدد من المواقع التي كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية بمنطقة قانية.

 

موسكو: عقوبات أميركا "تستهدف شعبنا" وسنرد بقوة

الجمعة 20 رجب 1439هـ - 6 أبريل 2018م/موسكو - فرانس برس/قالت موسكو اليوم الجمعة إنها سترد بقوة على العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على رجال أعمال وشركات ومسؤولين حكوميين من روسيا. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنه لا يمكن لأي ضغوط أن تدفع روسيا لتغيير نهجها وأن العقوبات ليس من شأنها سوى توحيد المجتمع الروسي. كما اعتبرت السفارة الروسية في #الولايات_المتحدة الجمعة أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على شخصيات روسية نافذة وشركات تجارية "تستهدف الشعب الروسي". وأفادت السفارة في بيان على صفحتها في موقع فيسبوك "قيل لنا إن هذه الإجراءات لا تستهدف الشعب الروسي، لكنها كذلك" في الواقع، معتبرة أن العقوبات تشكل "ضربة جديدة للعلاقات الروسية الأميركية". وفرضت واشنطن الجمعة عقوبات جديدة على سبعة من أفراد الطبقة الثرية النافذة في روسيا أو ما يعرف بفئة "الأوليغارش" و12 شركة يملكها أو يسيطر عليها هؤلاء إضافة إلى 17 مسؤولا روسيا رفيعا وشركة حكومية لتصدير الأسلحة. وأعقب التحرك إجراءات دبلوماسية انتقامية بين روسيا والدول الغربية بعد تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا الشهر الماضي. وأفادت الولايات المتحدة أن تحرك الجمعة اتخذ بموجب قانون أميركي تم تمريره لمعاقبة روسيا على خلفية اتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 والانخراط في هجمات عبر الإنترنت والتدخل في أوكرانيا وسوريا. وأفادت السفارة الروسية "نرى من خلال هذه العقوبات رغبة الولايات المتحدة في تقسيم المجتمع الروسي".وأضافت "لكنها لن تنجح حيث أن البلاد لطالما التفت حول زعيمها تحت الضغط الخارجي".

 

القيادي إالإصلاحي الإيراني أبو الفضل قدياني: خامنئي كذاب كوزير إعلام هتلر

الجمعة 20 رجب 1439هـ - 6 أبريل 2018م/العربية.نت - صالح حميد

شبّه القيادي الإصلاحي الإيراني، أبو الفضل قدياني، المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، بأنه كوزير إعلام نظام #هتلر النازي جوزيف غوبلز، الذي كان يعتقد بأنه "كل ما كذب بشكل أكبر ستبدو الأكاذيب أكثر واقعية".

وقال أبو الفضل قدياني، القيادي في منظمة "مجاهدي الثورة الإسلامية" وهي أحد تكتلات التيار الإصلاحي، إن البلاد أصبحت في عهد خامنئي، تنتهك فيها حرية التعبير والعقيدة ويسود القمع، بينما يزعم المرشد بأن هناك حرية وحق الاختيار ولا يتم التعرض للمنتقدين من قبل نظامه".

ونُشر مقال قدياني على موقع "كلمة" التابع لمير حسين موسوي، رئيس وزراء إيران السابق والقابع تحت الاقامة الجبرية بسبب قيادته الحركة الخضراء الاحتجاجية مهدي كروبي (رئيس البرلمان السابق)، ضد ما قالا إنه تزوير للانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009.

وتساءل هذا القيادي الإصلاحي: إنه إذا كان خامنئي وأجهزة الأمن والقضاء التي يسيطر عليها يدعون عدم وجود قمع، فمن أين جاءت القائمة الطويلة من السجناء بتهمة الدعاية ضد الدولة لمجرد انتقاداتهم لأداء النظام؟".

الطاغية لن يجري استفتاء

وطالب خامنئي بأنه "لو كان صادقا في ادعاءاته فليطرح الاستفتاء حول منصبه أو يسمح بانتخابات حرة لاختيار أعضاء مجلس خبراء القيادة يعكس التنوع السياسي في البلاد". وأضاف: "بطبيعة الحال، فإن الطاغية لن يفعل ذلك... هذه الأكاذيب من فم الطاغية تشير فقط إلى عدم وجود إمكانية لإصلاح النظام وعقم المشروع الإصلاحي الاستسلامي في البلاد". ورأى قدياني أن أسلوب خامنئي للحكم باحتكاره المطلق للسلطة كان ممكنا في حقبة الأنظمة الديكتاتورية في أوائل ومنتصف القرن العشرين، ولكن اليوم في ظل وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعية، أصبح الاستمرار بهذا الأسلوب مستحيلا".

الدائرة تضيق

كما أشار إلى أن "دائرة المقربين من الولي الفقيه تضيق يوما بعد يوم حيث إن القمع والاعتقالات طالت أنصار محمود أحمدي نجاد، الذي وصل إلى السلطة عام 2009 بتزوير الانتخابات من قبل الحرس الثوري وبأمر من خامنئي، ما أدى إلى انسداد الأجواء السياسية والاجتماعية والثقافية وإحلال الاستبداد"، بحسب قدياني.

منبع الفساد

يذكر أن هذه ثاني رسالة يوجهها قدياني إلى خامنئي حيث وصفه في الرسالة الأولى بـ"المستبد"، معتبرا أن "جذور ومنبع الفساد والكوارث" التي حلت بإيران طيلة العقود الأربعة الماضية هي "ولاية الفقيه المطلقة" التي "استعبدت الشعب وتحكمت بمصيره". وقال قدياني، قد أشار في تلك الرسالة 4 فبراير الماضي، إلى أنه "في عهد خامنئي، أصبحت أجهزة الاستبداد تتطاول على حقوق الشعب، والمؤسسات الفاسدة قد تسمنت، والأجهزة القمعية أصبحت منتشرة في كل مكان، وأبواق الدعاية زادت من ترويج الخرافات والأكاذيب". وحمل قدياني "مسؤولية الفساد وكل مصائب وكوارث البلد طيلة 30 عاما مضت من حكمه"، ورأى أن نظرية ولاية الفقيه لا تحظى بقبول معظم رجال الدين في الحوزة كما ثبت عمليا فشلها بعد تسليم مصير البلد لمدة أربعين عاما لولي فقيه فشل رغم هيمنته على كل الصلاحيات والسلطات والقوة المطلقة ولجأ إلى تكديس الثروة وتكميم أفواه المنتقدين والمعارضين بدل الإصلاح. وأشار القيادي الإصلاحي الإيراني إلى أن انتشار الظلم والفساد غير المسبوق في ظل الدولة الدينية في إيران، أدى إلى محاربة الدين والهروب ومن التدين بين الشباب وبالتالي "سقوط اعتبار الدين" نتيجة الاستبداد الديني الحاكم.

سم قاتل

وقد اعتبر هذا الناشط السياسي ولاية الفقيه "سماً قاتلاً لإيران وتدين شعبها"، مضيفا أن "وقت النقد الصريح لهذه النظرية وبصوت عال وبكل وضوح وأمانة وليس بالسر أو بلغة الإشارة قد حان". وأشاد أبو الفضل قدياني برسالة مهدي كروبي، الرئيس السابق للبرلمان الإيراني وأحد زعماء الحركة الخضراء المعارضة والخاضع للإقامة الجبرية منذ 7 سنوات، التي وجهها إلى المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، والتي قال فيها إن الاحتجاجات الشعبية الأخيرة جاءت بسبب الظلم والفساد وعدم تحمل خامنئي المسؤولية كمرشد للبلاد طيلة العقود الثلاثة الماضية.

ودعا قدياني الإصلاحيين الاقتداء بكروبي وعدم المساومة على حقوق الشعب، قائلا إن كروبي لم يغفل أن "ولاية الفقيه مصدر الكوارث والفساد".

 

محادثات مكثفة بين الكوريتين تحضيراً لقمة 27 أبريل وكيم أبلغ شي برغبته في استئناف المحادثات السداسية

سيول: »الشرق الأوسط/06 نيسان/18/أنهى مسؤولون من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، أمس، لقاء للتحضير للقمة النادرة المقرر عقدها بين زعيمي البلدين في 27 أبريل (نيسان) في الشطر الجنوبي من المنطقة المنزوعة السلاح بينهما.

وستكون القمة التي ستجمع الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الثالثة من نوعها فقط وستسبق لقاء تاريخيا مزمعا عقده بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار). وسيكون كيم في 27 أبريل أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ نهاية الحرب الكورية (1950 - 1953)، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقد عقدت القمتان السابقتان في 2000 و2007 في بيونغ يانغ. وتناول اجتماع أمس بصورة خاصة الأوجه البروتوكولية للقمة، والتدابير الأمنية التي ستحيطها، إضافة إلى التغطية الإعلامية، على ما أوضحت الرئاسة الكورية الجنوبية. وكان بين المواضيع المطروحة قضية عبور كيم الخط الفاصل سيرا أم بالسيارة. وقال كوون هيوك كي، أحد أعضاء الوفد الكوري الجنوبي للمحادثات المؤلف من خمسة أفراد: «أجرينا محادثات صادقة لمدة أربع ساعات متواصلة». ورغم أنه رفض الكشف عن تفاصيل، إلا أنه قال إن الجانبين سيلتقيان مجدداً لإجراء مزيد من المحادثات في موعد لم يحدد بعد.

وتعقد القمة في المبنى المعروف بـ«بيت السلام» في قرية بانمونجوم الحدودية الواقعة في المنطقة المنزوعة السلاح والتي تم فيها توقيع الهدنة في الحرب الكورية. كما يتوقع أن يناقش الطرفان احتمال نقل وقائع القمة في بث مباشر، ما سيشكل سابقة، في حين أن القمتين السابقتين صورتا، وبثت المشاهد لاحقا. وضم الوفد الكوري الجنوبي إلى الاجتماع أمس خمسة أعضاء برئاسة مسؤول كبير في جهاز الاستخبارات الوطني، في حين ترأس وفد الشمال كيم شانغ سون من لجنة شؤون الدولة الكورية الشمالية. على صعيد آخر، ذكرت صحيفة نيكي اليابانية، أمس، أن زعيم كوريا الشمالية أبلغ الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال محادثات في بكين الأسبوع الماضي أنه موافق على العودة إلى المحادثات السداسية بشأن برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية، كما ذكرت وكالة رويترز. ويبدو أن شهورا من الجفاء بين بكين وبيونغ يانغ تبددت فجأة خلال زيارة كيم التي أحيطت بالسرية، إذ تقول الصين إن كيم تعهد بنزع الأسلحة النووية. ونقلا عن عدة مصادر على صلة بالصين وكوريا الشمالية، قالت نيكي إن وثائق صدرت بعد اجتماع كيم وشي أفادت بأن كيم أبلغ مضيفه بموافقته على استئناف المحادثات السداسية التي عقدت آخر جولاتها عام 2009. وحينها أعلنت بيونغ يانغ انتهاء المحادثات التي كانت تنعقد بشكل متقطع، وأنحت باللائمة على «العدوان الأميركي». وكانت المحادثات تضم إلى جانب الكوريتين كلا من الولايات المتحدة وروسيا واليابان والصين.

وقالت المصادر إن من الممكن أيضا أن ينقل كيم رغبته في استئناف المحادثات إلى الرئيس ترمب خلال قمة مايو المرتقبة، لكن من غير الواضح إن كان ذلك يعني استئناف المحادثات فعليا.

في سياق منفصل، قال خبير أدلى بشهادته أمام محكمة ماليزية تنظر في قضية اغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي، أمس، إن المختبر الذي أجرى الفحوص على غاز الأعصاب المستخدَم على الأرجح لاغتياله ليس مدرجاً على قائمة المراكز المعتمدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وتَمثل امرأتان، هما الإندونيسية ستي عايشة، والفيتنامية دوان ثي هوونغ، أمام المحكمة بتهمة اغتيال كيم جونغ - نام في مطار كوالالمبور الدولي في 13 فبراير (شباط) العام الماضي. ويقول محامو الدفاع إنه طُلب من المرأتين المشاركة في ما اعتقدتا أنه برنامج مقالب تلفزيوني، لكنهما تعرضتا للخداع لتصبحا قاتلتين عن غير قصد في مخطط مدروس من جانب عملاء كوريين شماليين. ونفت الشابتان، وهما في العشرينات من العمر، أن تكونا قتلتا الأخ غير الشقيق للزعيم كيم جونغ أون بمسح غاز الأعصاب «في إكس» على وجهه، فيما كانت ينتظر رحلة إلى ماكاو.

وتواجه الشابتان عقوبة الإعدام شنقاً في حال الإدانة. وبطلب من محامي عايشة، غووي سون سنغ، قال خبير الأسلحة الكيميائية راجا سوبرامانيام أمام محكمة شاه عالم العليا إن المختبر الماليزي الذي أجرى الفحوص على غاز الأعصاب «في إكس» ليس من بين المراكز المعتمدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وعلى المختبرات أن تستوفي معايير محددة لتكون على قائمة المنظمة، وأن تشارك في فحوص مهارة، مرةً على الأقل في السنة. ولم يكن المختبر الماليزي مستوفياً لتلك الشروط، وهي عملية قال راجا إنها «طوعية». وقال غووي إنه لم يتم إرسال نماذج من غاز الأعصاب، الذي يُعدّ من أسلحة الدمار الشامل، إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية رغم طلبها ذلك. وأنهى المدعون العامون مداولاتهم، أمس، بعد 39 يوماً من الجلسات التي قدم فيها 34 شخصاً شهاداتهم. ومن غير المتوقع صدور الحكم في وقت قريب. وقال المدعي العام وان شهار الدين وان لادين، لوكالة الصحافة الفرنسية إن قضيتهم «لا لبس فيها»، ويتوقع أن تمثل الشابتان لتقديم دفاعهما. لكن غووي قلّل من ثقة الادعاء، وقال: «أين الأدلة الدامغة لقيام ستي (عايشة) بمسح أي شيء (على وجه كيم جونغ نام)؟ نحن واثقون من تبرئتها».

 

استعدادات فلسطينية على حدود غزة... وتأهب إسرائيلي لمسيرات حاشدة

غزة: «»الشرق الأوسط/06 نيسان/18/استشهد أمس فلسطينيان، أحدهما قصفته طائرة إسرائيلية من دون طيار، وآخر متأثرا بجروحه، فيما أصيب عشرة آخرون بجروح متفاوتة برصاص الجيش الإسرائيلي، في وقت تستعد فيه الفصائل الفلسطينية والشعب لمسيرات حاشدة، اليوم الجمعة، وسط حالة تأهب كبيرة من قبل الاحتلال لقمع المسيرات. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إن الشاب مجاهد نبيل الخضري (23 عاما) استشهد إثر استهدافه من قبل الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة، في ساعة مبكرة من فجر أمس. فيما قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إنه قتل مسلحا في تلك المنطقة عبر استهدافه من قبل طائرة مسيرة بعد اقترابه من السياج الأمني. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الشاب المستهدف ينتمي لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس؛ لكن الكتائب لم تصدر أي بيان يتبنى الشهيد. وفي وقت لاحق، أعلن عن استشهاد الشاب شادي حمدان الكاشف (34 عاما) من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، متأثرا بجراحه التي أصيب بها في مواجهات جرت الجمعة الماضي، وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ الجمعة الماضي إلى 21 شهيدا، من بينهم اثنان تحتجزهما إسرائيل، فيما أصيب أكثر من 1492 آخرين بجروح مختلفة، منهم 46 بحالة خطيرة، ومنهم 202 طفل، و40 سيدة.

كما أصيب ظهر أمس سبعة مواطنين بجروح متفاوتة جراء استهداف قوات الاحتلال تجمعات خيام العودة على الحدود الشرقية لمدينة غزة. فيما أصيب ثلاثة صيادين آخرين، إثر استهداف الزوارق الحربية الإسرائيلية مركب صيد قبالة سواحل غرب غزة. وجاءت هذه التطورات الميدانية وسط تجهيزات فلسطينية كبيرة استعدادا لما أطلق عليه اسم «جمعة الإطارات»، حيث تم تجميع مزيد من إطارات السيارات بهدف إشعال النيران فيها لمحاولة تشتيت انتباه الجنود الإسرائيليين، وخاصة القناصة منهم، والعمل على تشويش الرؤية لديهم لمنع «قنص» المتظاهرين. وأقامت الجهات المختصة في غزة مزيدا من السواتر الترابية التي تحجب الرؤية عن خيام العودة. فيما رفع شبان بعض أعلام الدول العربية والعالمية، تأكيدا على تضامن المجتمع الدولي مع تظاهرهم السلمي، ورفض عمليات القتل المتعمدة للشبان من قبل جنود الاحتلال. من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة تأهب في صفوف جنوده بهدف التصدي لمسيرات اليوم، حيث تم الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية على حدود القطاع، ومزيد من القوات التابعة لكتائب «جفعاتي» و«ناحال» و«غولاني» وسلاح المدفعية. كما أجرى وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تقييما أمنيا بحضور رئيس الأركان غازي آيزنكوت، وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش إيال زامير. وسبق ذلك أن أوضح ليبرمان في تصريحات للإذاعة العبرية أن «حماس» تمارس الاستفزاز على الحدود، بدل تحسين حياة السكان؛ مدعيا أن الذين يشاركون في المظاهرات يتلقون أموالا من الحركة التي دفعت ملايين الدولارات من أجل ذلك. وقال ليبرمان بهذا الخصوص: «لا يوجد أبرياء هناك»، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو محتمل. وتابع ليبرمان موضحا: «إذا حاول الفلسطينيون إثارة الاستفزازات والإضرار بسيادة إسرائيل، أو إذا حاولوا انتهاك أمن إسرائيل، فستكون هناك استجابة قوية، وقوية جدا، وحازمة، من جانب قواتنا».

وفي غضون ذلك ادعى مصدر أمني إسرائيلي أن حركة «حماس» تنوي التصعيد العسكري بشكل تدريجي على حدود قطاع غزة، وصولا إلى الرابع عشر من مايو (أيار) المقبل، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تصعيد قد يؤدي إلى جولة أخرى من القتال في القطاع.

من جهته، أعرب نيكولاي ميلادينوف، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، عن قلقه من الاستعدادات الجارية لمسيرة اليوم؛ داعيا كافة الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس، وعدم الاحتكاك على الحدود. وقال إنه «يجب السماح للمظاهرات والاحتجاجات بالمضي قدما بشكل سلمي، وعدم تعمد تعريض المدنيين، وخاصة الأطفال، للخطر أو تعمد استهدافهم بأي شكل من الأشكال». وفي سياق متصل، أعلنت حركة حماس أنها قدمت مبالغ مالية إلى أهالي شهداء وجرحى المسيرات، في إطار مسؤولياتها المجتمعية والوطنية في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني. حسبما قالت في بيان لها. موضحة أنها «ساندت عائلة كل شهيد بمبلغ 3000 دولار أميركي، وكل مصاب بجروح بليغة بمبلغ 500 دولار، وكل مصاب بجروح متوسطة بمبلغ 200 دولار، وذلك اعتمادا على تصنيف وزارة الصحة للجرحى». لكن إسرائيل اعتبرت أن ذلك يعد تشجيعا على عمليات القتل من قبل «حماس»، بهدف مواصلة المسيرات على الحدود. من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجراء تحقيق داخلي في ظروف قتل المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة؛ مشيرة إلى أن الجيش يحاول استباق أي محاولات لتشكيل أي لجان خارجية بهذا الصدد.

واتهمت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان قوات الاحتلال بتعمد استهداف المشاركين في المسيرات؛ محذرة من استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين. وقالت: «إن قوات الاحتلال استخدمت للمرة الأولى طائرات «الدرون» لإلقاء قنابل غاز ذات تركيز كبير على المتظاهرين السلميين بمسيرات العودة الكبرى، مؤكدة أن الاحتلال استخدم غازات سامة تجرب لأول مرة في قطاع غزة. كما ذكرت خلال مؤتمرها أن هدف الاحتلال هو قتل أكبر عدد من المتظاهرين السلميين عبر استخدام الرصاص الحي والغازات السامة بشكل كبير، وفي نطاق ضيق. وأكدت الهيئة أنها عملت على رصد وتوثيق كل الجرائم المرتكبة بحق المتظاهرين السلميين في مسيرة العودة الكبرى، لملاحقة قادة الاحتلال ومحاكمتهم أمام محكمة الجنايات الدولية، داعية الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم حرب بحق المتظاهرين. واعتبرت أن الإجراءات القمعية التي تنتهجها سلطات الاحتلال، تعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية، واتفاقيات حقوق الإنسان، لا سيما المادة (20) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة (21) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي كفلتا لكل شخص الحق في الاشتراك في الاجتماعات العامة والحق في التجمع السلمي.

 

ألمانيا تطلق سراح بوتشيمون وترفض تسليمه الى إسبانيا

برلين: «الشرق الأوسط/06 نيسان/18»/أمرت محكمة ألمانية، مساء أمس، بالإفراج عن الرئيس الكاتالوني السابق كارليس بوتشيمون مع إبقائه تحت رقابة قضائية، معتبرة أن تسليمه إلى إسبانيا لا يمكن أن يتم إلا بسبب تهم تتعلق باختلاس أموال عامة، وليس بتهمة العصيان كما تطلب مدريد.

وقالت محكمة شليسفيغ - هولشتاين حيث أودع بوتشيمون السجن، إن القانون الألماني لا يأخذ في الاعتبار تهمة «العصيان» الموجهة إليه من القضاء الإسباني في مذكرة التوقيف الأوروبية. وأضافت أن وحدها اتهامات اختلاس الأموال العامة المرتبطة بتنظيم استفتاء حول استقلال كاتالونيا في أكتوبر (تشرين الأول) يمكن أن تكون سببا لتسليمه إلى إسبانيا، لكنها لا تبرر بقاءه في السجن. وسمح القضاة لبوتشيمون بالخروج من السجن في حال استيفاء شروط عدة ومنها دفع مبلغ 75 ألف يورو (92 ألف دولار). ولم يتّضح بعد متى سيخرج بوتشيمون من سجن نيومونستر، حيث يقبع منذ اعتقاله في 25 مارس.

وقال محاميه تيل دانكل، لوكالة الأنباء الألمانية، إن شروط المحكمة ستلبى في أسرع وقت، لكن بوتشيمون لم يغادر السجن حتى يوم أمس. غير أن فريق الدفاع عن بوتشيمون أعرب عن «بالغ السرور لموكلنا»، إذ إن تهمة العصيان «الشائنة» تم إسقاطها. في غضون ذلك، عززت الشرطة تواجدها أمام المباني الحكومية في إقليم كاتالونيا ووفرت حماية خاصة للعديد من القادة السياسيين والقضاة وممثلي النيابة العامة مع اقتراب خروج المزيد من الاحتجاجات المنادية بالاستقلال، بحسب السلطات، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وتتزايد احتجاجات النشطاء في الإقليم المضطرب منذ فترة من خلال إغلاق الطرق والاشتباك مع الشرطة ما آثار المخاوف من التطرف. والثلاثاء تدخلت الشرطة الإسبانية لإعادة فتح الطريق السريع بين فرنسا وإسبانيا الذي أغلق ناشطون مؤيدون لاستقلال كاتالونيا الجانب الإسباني منه، احتجاجا على اعتقال بوتشيمون في ألمانيا.

 

لولا دا سيلفا على أبواب السجن في بلد يشهد استقطاباً سياسياً شديداً ويتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية... وحزبه اليساري يصر عليه كمرشح

برازيليا: «الشرق الأوسط/06 نيسان/18»/نظريا، لم يعد هناك ما يمنع دخول اليساري البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا السجن، الرئيس الأسبق الذي انتشل الملايين من براثن الفقر في أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية. وقال خبراء قانونيون، بعد رفض المحكمة العليا التماسا لإرجاء تنفيذ حكم بالحبس صادر بحقه إلى حين استنفاد الطعون فيه، إن ذلك لن يستغرق أكثر من بضعة أيام، وقد يحصل الثلاثاء المقبل، في قرار يحمل تداعيات سياسية كبيرة في بلد يشهد استقطابا سياسيا شديدا. ويكاد يكون من المستحيل له أن يسعى للترشح لفترة رئاسة ثالثة في انتخابات 7 أكتوبر (تشرين الأول، التي كان من المتوقع أن يفوز بها بسهولة. وقال محامو لولا دا سيلفا إنه لا يجوز سجنه قبل استنفاد جميع الطعون المحتملة ضد إدانته بالفساد. وقال المدعي العام البرازيلي راكيل دودج، إن البرازيل فقط لديها نظام يسمح للمدانين بالبقاء طلقاء حتى يتم تأكيد عقوباتهم من قبل جميع محاكم الاستئناف.

واستمرت مداولات المحكمة العليا التي بدأت بعد ظهر الأربعاء ونقلها التلفزيون في بث مباشر، 11 ساعة لتنتهي صباح أمس الخميس. ولم يكن القرار موضع إجماع على الإطلاق إذ لم يصدر إلا بستة أصوات مقابل خمسة. إلا أن قرار المحكمة العليا يشكل انتصارا كبيرا للادعاء العام في القضية المعروفة باسم «الغسل السريع» التي كشفت عن فضيحة فساد هائلة تطاول سياسيين من كل التوجهات. وأدين لولا دا سلفا، 72 عاما، بالفساد وغسل الأموال في يوليو (تموز). وأكدت محكمة في بورتو أليجري الحكم الصادر ضده في يناير (كانون الثاني) وزادت حكم السجن من تسع سنوات ونصف إلى 12 سنة وشهر واحد. ومن شأن التوقيف المرتقب للولا دا سيلفا الذي يتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية أن يعيد خلط الأوراق في أحد أكثر الاقتراعات صعوبة منذ عقود. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الوضع القانوني للولا دا سيلفا سيمنعه من خوض الانتخابات الرئاسية، والتي يتوقع أن يفوز بها بهامش كبير. وكان يأمل أن تسمح له المحكمة العليا بالبقاء خارج السجن إلى حين نفاد كل فرص الطعن المتاحة له. وينفي الرئيس السابق (2003 - 2010) بشكل قاطع الاتهامات، مشددا على عدم وجود أدلة ومنددا بمؤامرة تهدف إلى منعه من الترشح لولاية رئاسية ثالثة، بعد ثماني سنوات من خروجه من الحكم بمستوى شعبية قياسي. وبعد صدور قرار المحكمة أكد حزب العمال، الذي أسسه لولا في ثمانينات القرن الماضي، في تغريدة على تويتر أن «الشعب البرازيلي لديه الحق بالتصويت للولا، مرشح الأمل. سندافع عن ترشحه في الشوارع وفي جميع المحافل، حتى استنفاد جميع الوسائل».

وأعلنت رئيسة الحزب غليسي هوفمان، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية، أن «قرينة البراءة، هذا الحق الأساسي، (...) لم يؤخذ به اليوم للولا. أنه يوم حزين للديمقراطية وللبرازيل». كذلك تلقى الرئيس السابق دعم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي أكد عبر تويتر أنه شعر «بألم في الروح أمام هذا الظلم».

وحتى وإن بدا محاصرا جراء هذه القضية، لا يزال يُنظر إلى لولا دا سيلفا على أنه «قريب من الشعب» ويمتلك خزانا مهما من الأصوات، بخاصة في المناطق الفقيرة في شمال شرقي البلاد، حيث مسقط رأسه. إلا أن قسما آخر من الشعب يكرهه وقد رحب كثر بقرار المحكمة العليا.

ومساء الثلاثاء، عشية انعقاد جلسة المحكمة العليا، شهدت المدن الكبرى مظاهرات لعشرات آلاف الأشخاص للمطالبة بحبس الرئيس الأسبق. وأكد الحزب الاشتراكي الديمقراطي البرازيلي (وسط اليمين) في بيان أن «الرئيس السابق ليس فوق القانون. إن صدور قرار مخالف من شأنه إحباط المجتمع وسيشكل عودة إلى الوراء في المعركة ضد الإفلات من العقاب».وتصدر العناوين موقف آخر، أكثر إثارة للجدل. فقد أعلن قائد الجيش البرازيلي الجنرال إدواردو فياش بواش على تويتر أن العسكريين «يشاطرون شعور البرازيليين الذين يرفضون أي إفلات من العقاب». وإن كانت التغريدة لا تشير صراحة إلى لولا دا سلفا، إلا أنه يُفهم منها موقف الجيش في القضية، في بلد عانى من ديكتاتورية العسكر (1964 - 1985) قبل ثلاثين عاما. واعتبرت منظمة العفو الدولية أن إعلان الجنرال فياش بواش يشكل «إساءة كبيرة لاستقلالية السلطات وخطرا على الدولة الديمقراطية».

 

 محمد بن سلمان ضيفاً على باريس الأحد وملفات مهمة يناقشها مع ماكرون ومصادر رئاسية فرنسية: الزيارة ستطلق شراكة استراتيجية جديدة أكثر عمقاً

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/06 نيسان/18/يحل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السعودي، ضيفاً على فرنسا بعد غد (الأحد) في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها بصفته ولياً للعهد. ومن المنتظر أن تدوم الزيارة ثلاثة أيام تختتم [=بعشاء رسمي في قصر الإليزيه بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يلتقي ولي العهد للمرة الثانية بعد لقاء أول في الرياض في التاسع من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية، أمس، إن الزيارة ستكون فرصة من أجل إطلاق «شراكة استراتيجية جديدة» بين السعودية وفرنسا من شأنها دفع علاقاتهما إلى الأمام، خصوصاً أن الطرفين يرغبان في أن تندرج في إطار خطة «رؤية السعودية 2030»، وواضح من العناصر التي كشفت عنها الرئاسة الفرنسية، أن الرياض وباريس تتأهبان للدخول في «مرحلة جديدة» مختلفة عما عرفته علاقاتهما في السابق. وبكلام أوضح، فإن هذه العلاقة الجديدة لن تكون قائمة كما في السابق على العقود المبرمة في المجالات كافة، بل على كيفية انخراط فرنسا في تحقيق أهداف خطة التنمية والانفتاح التي أقرتها الرياض.

وستكون لولي العهد السعودي والرئيس ماكرون لقاءات عدة، كما أن الأمير محمد بن سلمان سوف يجتمع برئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب، وسيستقبل وزراء فرنسيين عدة، على رأسهم وزيرا الخارجية والدفاع. ومن المتوقع أن يزور ولي العهد مركزاً متقدماً للأعمال والشركات المجددة والأبحاث والمسمى «Station F» في باريس ومعهد العالم العربي، في حين يستضيف مقر وزارة الخارجية مؤتمراً اقتصادياً مهماً يرعاه الأمير محمد بن سلمان، ويشارك فيه رجال الأعمال من البلدين يوم الثلاثاء المقبل.

وذكرت المصادر الفرنسية، أن الشراكة الجديدة التي سيعلن عنها في العشاء الرسمي في قصر الإليزيه مساء الثلاثاء المقبل، تدور حول 3 محاور؛ أولها يتناول محور السياسة الخارجية والأمن، وثانيها محور التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والرقمية والطاقة، وثالثها محور العلاقات الجامعية والعلمية والصحة والتراث والسياحة. وأضافت تلك المصادر، أن اللقاءات التي تحتضنها باريس سيكون من أهدافها تحديد المشروعات التي تتمتع بالأولوية، وتندرج في الإطار العام لما يسعى البلدان لتحقيقه وفق «رؤية السعودية 2030».

وتؤكد باريس، التي تعتبر أن علاقاتها مع السعودية «بالغة الأهمية» وتتميز بكونها «استراتيجية منذ عقود»، أن زيارة ولي العهد، في شقها السياسي، ستوفر الفرصة للتداول في الملفات الدولية والأزمات الإقليمية والأمن والاستقرار في منطقة الخليج، والملفات المرتبطة بإيران (الاتفاق النووي، وبرنامج إيران الباليستي) وسياستها الإقليمية، والحرب في سوريا واليمن، فضلاً عن محاربة الإرهاب. ونوهت مصادر الإليزيه بالدعم الذي وفرته الرياض لمحاربة الإرهاب، وذلك في إطار القمة العربية الأفريقية المشتركة، حيث منحتها السعودية مائة مليون دولار.

وتعتبر المصادر الفرنسية، أن الاجتماعات التي سيعقدها الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس ماكرون ستوفر الفرصة للتعمق في بحث الملفات المشار إليها، وستكون استكمالاً لما بدآه الخريف الماضي. وتؤكد المصادر الرئاسية، أن باريس «تعي مصادر القلق والمشاغل السعودية» إزاء إيران بما في ذلك سقوط الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على السعودية، والتي ذكرت أن فرنسا نددت بها وأدانتها في كل مناسبة. وتضيف هذه المصادر، أن باريس وإن أعربت عن تمسكها بالاتفاق النووي المبرم مع إيران في صيف عام 2015، إلا أنها في الوقت عينه «تتشارك مع الولايات المتحدة والسعودية وبلدان أخرى» في المخاوف التي تثيرها إيران.

وخلال الأسابيع الماضية، أعربت باريس أكثر من مرة عن قلقها من نزعة التمدد الإيرانية ومن برامج طهران الباليستية والصاروخية. وما كان لافتاً أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية جان إيف لودريان إلى طهران لم تسفر عن أي تقدم في هذه الملفات كافة بسبب التشدد الإيراني، وبالتالي فإن وزير الخارجية عاد خالي الوفاض من مهمته في العاصمة الإيرانية. بيد أن باريس تقول، إنها مستمرة على نهجها الذي خطه الرئيس ماكرون منذ العام الماضي، وهو «الحديث إلى الجميع بمن فيهم إيران». وشددت المصادر الرئاسية على أن فرنسا «ساعية لتعميق الحوار السياسي» مع الرياض بخصوص المسائل كافة التي «تهم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم»، وهي «عازمة على أن تلعب دورها كاملاً».

أما في المحور الاقتصادي، فإن العبارة الأساس بالنسبة لفرنسا، هي الدخول في عصر جديد في العلاقة مع السعودية عنوانها الخروج من التركيز على العقود والنظر في «كيفية مساهمة وانخراط فرنسا في الرؤية الجديدة السياسية والاقتصادية والمجتمعية الجديدة» التي يريدها السعوديون، وبكلام آخر في «استراتيجية التنمية السعودية الجديدة» التي بالطبع ستكون تتماتها التوصل إلى عقود جديدة بين الطرفين من غير أن تكون هذه العقود هي الهدف.

وشددت مصادر الإليزيه على أن لباريس الكثير من الأوراق الرابحة التي تستطيع أن تقدمها في القطاعات التكنولوجية والطاقة المتجددة، كذلك الطاقة النووية المدنية والطاقة الشمسية، وكل ما يساعد الرياض على تنويع مصادرها من الطاقة. وأشارت الأوساط الرئاسية إلى زيارة الأمير محمد بن سلمان المتوقعة إلى موقع «Station F» يحظي بتقدير كبير؛ الأمر الذي يعزز تركيز السعودية على التحول من اقتصاد العقود والخدمات إلى اقتصاد منتج وحديث ومنفتح.

يبقى المحور الثالث، وهو التعاون في المجالات العلمية والثقافية والتراثية والسياحة والصحة، وغير ذلك من المجالات التي تعكس - وفق باريس - رغبة سعودية عميقة في التجديد والتنويع. وسيكون شعارها على الأرجح توقيع اتفاق أو مذكرة تفاهم بين باريس والرياض بمناسبة هذه الزيارة لتأهيل منطقة العلا وموقع مدائن صالح. وأشارت باريس إلى «الخبرات» التي تتمتع بها فرنسا في هذا المجال، حيث تتربع على الموقع الأول في اجتذاب السياح في العالم وهي معروفة بمواقعها التراثية والسياحية.

وأكدت باريس أهمية زيارة الأمير محمد بن سلمان، التي تعتبر أنها لا تقاس لا في مدتها الزمنية ولا في قيمة الاتفاقيات التي ستوقع، بل في أنها سوف تطلق عهداً جديداً من التعاون بين البلدين عنوانه «الشراكة الاستراتيجية الجديدة» التي ستؤسس لعلاقات أكثر عمقاً وفائدة لكل الأطراف.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سيطرة أكبر على قرار الدولة بعد 6 أيار ولا حاجة لتشريع سلاح الأمر الواقع

إيلي الحاج/الصوت/06 نيسان/18

سوف يفوز "حزب الله" بغالبية موصوفة في الانتخابات المقبلة أياً تكن أعداد النواب الذين سيستطيع إدخالهم تحت قبة البرلمان خصومه السابقون في "قوى 14 آذار"، الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع على سبيل المثال . فهؤلاء الخصوم السابقون تحوّلوا عملياً شركاء له في السلطة التي تتسع للجميع رغم تناقضات مصالحهم . وحتى لو لم يتغيّر شي ء بنتيجة الانتخابات، يكفي أن الرئيس الحريري تغيّر، وجعجع مثله. يجدر بالجميع تالياً التفكير في اليوم التالي، 7 أيار وما يليه، بعد أن يكون الحزب المذكور قد مكّن وضعه أكثر فعلياً، وأعطى تمدّده وإمساكه بالحكم شرعية أكبر.

يُرجح متابعون بدقة للوضع اللبناني في داخل البلاد وخارجها أن يترك "حزب الله" خصومه شركاء له في السلطة، كي يتفاوض من خلالهم ويتعاطى والمجتمعين الدولي والعربي. وبالتأكيد لن يعاملهم بمنطق الغالب والمغلوب.

ولكن هل يستخدم الحزب الوضع الجديد بعد الإنتخابات، من أجل ترسيخ الأمر الواقع الذي يفرضه على لبنان الرسمي والشعبي وإضفاء الشرعية على قواته العسكرية والأمنية؟

يتوقف الأمر على موازين القوى، ويجب العودة إلى الصيغ التي طرحها الحزب خلال جلسات الحوار الوطني  لمناقشة ما سُمّي بالاستراتيجيا الدفاعية، يقول المتابعون، وهذه تبيّن أن لا استراتيجية، كالتي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون ولا من يحزنون، خارج مثلث "شعب وجيش ومقاومة" الذي يصر الحزب على إدخاله كل بيان وزاري للحكومات، مباشرة أو مداورة.

أي كلام آخر على هذا الصعيد يبقى مجرد كلام تمويهي من غير تأثير، وبرسم الخارج عندما يتطرق موضوع سلاح الحزب غير الشرعي، وسواء صدر هذا الكلام عن حليف استراتيجي، مثل "التيار الوطني الحر"، أو عن قابلين بسلاح الأمر الواقع  على أساس أن "حزب الله" هو طرف لبناني في نهاية المطاف.

ويضيف المتابعون للتطورات من لبنان والخارج أن "حزب الله" لن يقبل بتحويل ميليشياته حرساً وطنياً أو ما يشبه الحرس، والصيغة الأقرب التي يمكن أن يرضى بها هي التي اعتمدت في العراق حيث شرّع البرلمان قوات "الحشد الشعبي" باعتبارها قوة موازية للجيش هناك، وذلك على غرار الهيكلية العسكرية للنظام الإيراني الذي يمسك بالجيش وميليشيات "الحرس الثوري". فالمهم أن تبقى قوات الحزب مستقلة وموازية للجيش وقرارها بيد قيادة الحزب من دون أي مشاركة فيه. ولكن بقدر ما يمسك الحزب بقرار الدولة وتصير دولته هو سوف يبدي على الأرجح مرونة أكبر، وإن في الشكل لا غير، حيال الاقتراحات والصيغ التي تتناول وضعه، ومن دون أي تغيير في الجوهر. وسوف ينتظر تطورات المنطقة، وبعضها  قد يكون خطيراً جداً على الحزب، وعلى لبنان تالياً إذا ترسخ الربط بين القصف الصاروخي على السعودية ومصادر الصواريخ في إيران وامتدادها إلى ضاحية بيروت الجنوبية، أو إذا غلبت في إسرائيل الدعوات إلى الحؤول بالقوة دون إمساك إيران عبر حلفائها بكل الحدود الشمالية لإسرائيل في سوريا ولبنان، خصوصاً أن مطلقي الدعوات إلى الحرب في إسرائيل يلهجون على الدوام بتعاظم قدرات الحزب القتالية ولا سيما الصاروخية وتحسن قدرته على التصويب بها، في وقت يعاني رئيس الحكومة بنياين نتنياهو ملاحقات من خصومه قد تدفعه إلى الهرب في اتجاه حرب قد لا تعارضها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كلها عوامل يفترض أن تدفع اللبنانيين العائشين تحت خيمة "حزب الله" إلى الشعور بقلق يمكن أن يتصاعد بعد الإنتخابات، إذا مرّت مرحلة الإنتخابات على خير.

*إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

حلف ثلاثي... قريباً ؟!

فؤاد ابو زيد /الديار/06 نيسان/18

بخلاف عودة السعودية بقوة الى الساحة اللبنانية، اهم انتاج حققه تدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز في وسط بيروت كان لمّ شمل ثلاث قيادات من ابرز قيادات 14 آذار 2005، بعدما فرقتّهم خلافات السلطة، وسعّرتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، والانتخابات النيابية وتحالفاتها.

العشاء غير السرّي في فندق «فينيسيا» بين الاقطاب الثلاثة، سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط برعاية سعودية، اسدل الستار على الخلافات والعتب والمقاطعة بين الحريري من جهة، وبين جعجع وجنبلاط من جهة ثانية، وحلّ محلّها، توافق بين الثلاثة على ان التنسيق بينهم هو ضرورة وطنية، وان التمسك بالاستقرار، لا يلغي استمرار المواجهة السياسية مع حزب الله وحلفائه والعمل معا من اجل تحقيق دولة فعلية، بما يعني ان التفاهم بين الاقطاب الثلاثة اخذ بعداً استراتيجياً يشمل ايضاً محاربة الفساد الذي ينخر الدولة حتى العظم والتأكيد على عروبة لبنان، على الرغم من ان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور جعجع اكد في لقاء تلفزيوني انه لا زال على خلاف مع الحريري حول طريقة ادارة الدولة، ويأمل ان يتوصلا الى تفاهم حول الامر المهم.

في المحصّلة يمكن القول ان حلفاً ثلاثياً غير طائفي او مذهبي، سيبصر النور بعد الانتخابات النيابية، يقوم على اسس استراتيجية ترتبط بمصالح لبنان العليا ودوره في العالم العربي ومع دول العالم، بما يعيد الى لبنان دوره ووزنه الحقيقيين اللذين كانا له في الاربعينات والخمسينات والستينات، وقد يصبح الحلف رباعياً في حال نجحت المساعي المنتظرة لطي صفحة الخلاف بين الحريري وبين رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الذي كانت تجمع بينهما صداقة موروثة من والده الرئيس امين الجميل، ومن شقيقه الشهيد المرحوم بيار الجميل، ومن المفيد الاشارة الى ان رئيس الحكومة اكد في حديث له ما كان يعلنه سابقاً، ان الدولة وحدها لا شريك لها هي المظلّة وهي الضامنة»..

وفي مقابل الحلف الثلاثي الحريري - جعجع وجنبلاط اذا حصل خصوصاً وان جنبلاط كرر اكثر من مرة انه لن يكون في اي محور، وقد يتحول الى رباعي بانضمام سامي الجميل، فهناك تحالف حزب الله ،حركة امل ،الوزير سليمان فرنجيه ،التيار الوطني الحر، الحزب السوري القومي الاجتماعي واحزاب اخرى.

وعندها، وفي ظل انتصار الرئيس بشار الاسد والدعم الروسي اللامحدود له، حيث اكد الرئيس فلاديمير بوتين في مؤتمر تركيا ان امن سوريا هو امن روسيا وبهذا نكون امام محور السعودية ومحور سوريا - روسيا، لكن الارجح ان المرحلة المقبلة هي مرحلة اقتصادية بامتياز، فهناك مؤتمرات في بروكسل وباريس لجمع الاموال للبنان، لذلك اي حكومة قد تشكل بعد الانتخابات ستركز على الملفات الاتية:

1- ملف وقف العجز وضرب الفساد

2- ملف توليد الطاقة الكهربائية، بحيث تأتي الكهرباء 20 ساعة على الاقل في اليوم.

3- ملف حاجة لبنان لـ5 مضخات مياه، غير مضخة الضبية الوحيدة، لايصال المياه خاصة الى العاصمة بيروت والمدن لان في الجبال يمكن الاتكال على الينابيع.

4- ملف النفايات وهي مشكلة كبرى ولم تصل الدولة بعد الى حل لها.

5- تأمين مليار و600 مليون دولار لتوسيع اوتوستراد الضبية - جبيل ذهاباً - اياباً لانه يخفف عجقة السير كثيراً، وقد اقر هذا المشروع في مجلس الوزراء وتم ارساله الى مجلس النواب واقرته لجنة المال.

وسيبدأ مشروع توسيع الاوتوستراد في مطلع 2019 عبر شركة فرنسية مختصة، وسيكون هذا الاوتوستراد 70% منه تحت الارض و30% فوق الارض.

في العودة الى الموضوع الانتخابي، هناك ظاهرة تبرز جلية في الشوارع والطرقات والاوتوسترادات، تدل على مدى تعاسة هذا النظام النسبي الذي تم اختياره في «ساعة تخلّي» وانا في هذا الصدد استطيع ان احلف اليمي، انني لم أرَ صورة او يافطة للائحة انتخابية، بل هناك آلاف الصور لمرشحين، كل واحد يعلن عن نفسه، وكأن لا علاقة له بمرشحين آخرين هم رفاق دربه في اللائحة، كل مرشح «يا رب نفسي» او «من بعد منّي الطوفان» باستثناء عدد قليل من اليافطات التي تحمل شعارات حزبية من دون صور مرشحين او لوائح.

باستثناء الحزبيين الملتزمين المنضبطين، اينما ذهبت لا تسمع سوى الشكوى من الزام الناخب بانتخاب من لا يريد ان ينتخبه «كرمى لعيون» مرشح يحبه ويراه الافضل، ويرى في هذا التدبير دكتاتورية مقنّعة تحت اسم النسبية، وهناك خبراء واختصاصيون في المجال الانتخابي يؤكدون انه بوجود 77 لائحة انتخابية تشمل مئات المرشحين، وفي اجواء من اتهامات كثيرة، حول بازار شراء الاصوات، واستغلال السلطة، وتقديم خدمات، والقيام بتعيينات انتخابية، سيكون هناك سيل من الطعون يقدّمها المتضررون من هذه الحالات المخالفة للقانون، وهناك شبه تأكيد من مراجع رسمية عالية، ان انتخابات العام 2022 لن تجري وفق هذا النظام النسبي الفاشل.

 

الخطاب السياسي اللبناني الهابط ومخاطره

السيد ياسر ابراهيم/لبنان الجديد/06 نيسان/18

 الخطاب السياسي الهابط الذي يسود الساحة اللبنانية، ويسيطر على مسامع المواطنين يوميًا ويتضمن الكثير من التكاذب السياسي، والنفاق الاخلاقي، يدل على هشاشة الاجتماع السياسي اللبناني

 لقد أظهرت عملية الانتخابات اللبنانية، من خلال مرحلة التحضير لها، عمق التخلف الفكري الذي نحن فيه، والبعد الشاسع بيننا وبين الحضارة الانسانية، ومرّة أخرى تؤكدُ الحركات الاسلامية أو ما يسمى الاسلام السياسي كم تعني له السلطة، وكم هو جاهز لفعل أيّ شيء من أجل السلطة، وكم هو متناقض بين شعاراته وممارساتها، هذا من جهة الاسلاميين، وأما الفكر السياسي بشكل عام، السائد في لبنان ظهر من خلال سلوكيات الاحزاب السلطوية اللبنانية أنه فكر أجوف فارغ من القيم السياسية الاساسية وفضلا عن القيم الاخلاقية، وبالتالي فالعقل السياسي اللبناني سواء تشبّه بالدين أو بالعلمانية هو عقل متخلف عن ركب الحضارة الانسانية، وهو عقل مقيّد بمفاهيم إصطناعية منتزعة من تجارب تاريخية عفى عليها الزمن وهو ليس مؤهلا لبناء مجتع سياسي حضاري يكون الانسان فيه محورًا أساسيًا.

لم يقتنع الاسلام السياسي يوما من الايام بمفهوم الديمقراطية وقواعده ومبادئه، ولم يسعَ إلى دراسة هذا المفهوم لا شكلًا ولا مضمونًا، بل فقط تعامل معه كأمر واقع على أساس أنه آلية حكم مضطر أن يستعمله من أجل الوصول من خلاله إلى السلطة، وقد قبله ما دام لا يشكل خطرًا على موقعه في السلطة، وإلا عندما يحس بأنه سوف يشارك غيره معه، يعلن وبكل ما لديه من وسائل مشروعة وغير مشروعة حربا على هذا المفهوم.

كذلك الاحزاب اللبنانية غير الدينية تتعامل مع الديمقراطية كما يتعامل الاسلام السياسي، ويساعدهما، على التلاعب بمفهوم الديمقراطية غياب الثقافة الديمقراطية عند الجمهور والمناصرين، بل غياب الديمقراطية فهما وثقافة وممارسة  عن الاجتماع السياسي اللبناني، ذلك لان الديمقراطية قُدّمت في مجتمعاتنا أنها آلية حكم فقط، ولم تُقدّم على أنها ثقافة حقوق وواجبات، لذلك لا يمكن الحديث عن ديمقراطية حقيقية وسليمة بل قد تجد الناس تستغرب وترفض هذا المفهوم بغياب الثقافة الديمقراطية، يعني ثقافة حقوق وواجبات، لأن المواطن الذي يريد أن يمارس الديمقراطية ينبغي أن يكون على معرفة واضحة بحقوقه وواجباته، وإلا لا يمكن أن يمارسها أو يقبل بها، ويمكن أن يتخلى عنها بمجرد خطاب تخويفي تحريضي تخويني وهذا يدل على عدم وعي بالديمقراطية التي تتيح لكل إنسان أن يشعر بلذة  حرية التعبير، ويشعر أيضًا براحة التمثيل حقيقي له في السلطة.

فالخطاب السياسي الهابط الذي يسود الساحة اللبنانية، ويسيطر على مسامع المواطنين يوميًا ويتضمن الكثير من التكاذب السياسي، والنفاق الاخلاقي، يدل على هشاشة الاجتماع السياسي اللبناني، ويدل على ظواهر سياسية وإجتماعية جديدة تحتاج إلى دراسة وإهتمام المتخصصين للوقوف على مخاطر آثارها على أصل الكيان اللبناني، هذه الظواهر تهدد لبنان وجوديًا.

 

 من الأمم المتّحدة… الى "قهوة القزاز"

عبد الحميد الأحدب/مدى الصوت/06 نيسان/18

مئات القتلى الذين يتساقطون كل يوم في الغوطة بقصف القنابل الروسية والعلوية وبالقصف البري الإيراني، من اجل تغيير ديموغرافي يحصل في سوريا! صورة من صور المجازر التي حفل بها التاريخ الإنساني أيام هولاكو وجنكيز خان وهتلر وغيرهم وغيرهم.

ولكن المجازر الجديدة صارت صورها تنقل الى كل بيت في العالم بواسطة التلفزيونات والإعلام وأدوات التواصل الإجتماعي. الجديد فعلاً ان هذه المجازر أصبحت ترتكب بعد قرارات من الأمم المتحدة تأمر وتقرر وتعاقب؟ وليس هناك من يطيع!!! ولا من يسمع!

تُذكِّرني الصورة بما قاله جواهر لال نهرو في مؤتمر باندونج سنة 1955 عن الأمم المتحدة (أي قبل ثلاثة ارباع القرن) قال: "سوف يتركون لكم الأمم المتحدة تتكلمون فيها على هواكم ثم تكتشفون انها أصبحت مجرد نادٍ او مقهى يذهب اليه المندوبون ليشربوا الشاي ويلعبوا، بدل ان يلعبوا بالورق سوف يلعبون بالكلام". هل هذا المشهد الدموي المخيف في "الغوطة" السورية هو ابن اليوم؟ ام انه ابن التاريخ وسلسلة فرصه الضائعة؟

الحكم والسلطة الاستبداديان في البلاد العربية هل ولدا بالأمس؟ ام هما ابنا التاريخ؟ نقول ان التاريخ هو سلسلة الفرص الضائعة… ولو … ولو … ولو… لما حصل ما يحصل!

لو لم يكن تاريخ الستمائة سنة الأخيرة من التاريخ العربي والإسلامي محصوراً بحكم المماليك والعثمانيين لكان مفهوم الحكم والسلطة في العالم العربي والعالم الإسلامي قد تغير واختلف! فالربيع العربي مثلاً اعطى حروباً أهلية ودكتاتوريات عسكرية جديدة، اين منها الدكتاتوريات القديمة؟ واسقاط صدام حسين جاء بويلات إيرانية على العراق اين منها نظام صدام واستبداده!

فتاريخنا سلسلة من الفرص الضائعة، لو كان عمر او علي او أبو بكر الذين خلفوا عثمان بن عفان ولم يكن معاوية هو الذي انتزع الإسلام من الصحابة ليحوله من الأخلاق والمثل العليا الى السياسة والسلطة والاستبداد، لما ظهرت الدولة الإسلامية ولا داعش ولا القاعدة ولا كل هذه الدواعش باسم الإسلام! فمجزرة الغوطة مستمرة، رغم قرار الأمم المتحدة لأن الأمم المتحدة أصبحت كما قال نهرو منذ ثلاثة ارباع القرن، أصبحت مجرد نادٍ او مقهى للعب الورق، كما قهوة "القزاز".

والاستبداد العلوي الذي هو جزء من الاستبداد العربي المستمر منذ ازمان طويلة، ليس سوى ابن تاريخ الستمائة سنة من حكم المماليك والعثمانيين، ليس فيه رحمة ولا شفقة ولا محبة ولا عدل ولا امان ولا سلام! فيه هولاكو وجنكيز خان، والذي كان يحصل في الماضي في العتمة صار يحصل تحت الأضواء، وبعد قرارات "رادعة" من الأمم المتحدة ومن مجلس الأمن، ومن الباب السابع!!!!!

وسيستمر اللعب في قهوة "القزاز" وروسيا متروكة لدور يتعدى كثيراً امكانياتها، فميزانية روسيا هي مطابقة لميزانية اسبانيا وميزانية اميركا أكبر منها بعشرة آلاف مرة! ومع ذلك وضع أوباما الخطوط الحمر لتكون كما هي قوة "القزاز" يخترقها النظام العلوي بالكيماوي، ثم لا يفعل أوباما شيئاً، وفهمت روسيا بالإشارة السياسية ان بإمكانها ان تلعب الدور الذي تلعبه اليوم والذي يتعدى امكانياتها الحقيقية ولكنه دور ارادته الدول الكبرى، وفّرت على نفسها ان تلعبه هي بنفسها. وتركت بوتين يتوهم انه بهذه المجازر التي كان الاتحاد السوفياتي يرتكبها يستطيع ان يستعيد دور الاتحاد السوفياتي!

ما رايحة الا على الشعوب الصغيرة… دماء ودمار ودموع وويلات! والفرص الضائعة ما زالت ضائعة، أضيفت اليها في هذا العصر "الأمم المتحدة" التي حولوها الى قهوة "قزاز".

 

ما بعد القدس

نديم قطيش/الشرق الأوسط/06 نيسان/18

مضى ردح من الزمن كانت فيه فلسطين بقدسها وقضيتها، «قضية العرب المركزية»، أو الأولى في رواية أخرى! لكنه زمن مضى.

حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن قراره نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، ثار بعض الغبار الإعلامي العربي الذي سرعان ما هدأ ليكشف عن تراجع فلسطين والقدس في وعي «الجماهير» وأولوياتها.

بعض المعلقين العرب على الشاشات التي فُتحت يومها على مصراعيها، بشرنا أن «الجماهير» ستنزل إلى الشوارع وأن الفلسطينيين سيهبون في انتفاضة صاعقة تقلب الموازين وتعيد ترتيب الأولويات التي اختلت منذ عملية حرية العراق 2003 التي قادتها واشنطن لإسقاط نظام صدام حسين، قبل أن ينتهي العراق بلا صدام وبلا حرية! لم يخرج الناس. لم يقطعوا يومياتهم من أجل القدس. حتى الإسلاميون، سنة وشيعة، اكتفوا بعراضات مسرحية هزيلة كزيارة الميليشياوي العراقي قيس الخزعلي إلى حدود لبنان مع إسرائيل، وتبجحه بالتحرير الآتي وباستعداده للمشاركة في القتال جنباً إلى جنب مع ميليشيا «حزب الله». وهذه الميليشيا الأخيرة، صاحبة الصوت الأعلى عن القدس، كانت تتسلى بإعادة تعريف الجغرافيا، فتارة ترسم للقدس طريقاً يمر إليها من القصير السورية، وطوراً من حلب أو غوطة دمشق، وفي الأحوال جميعاً كانت الطريق تمر عبر بحيرة الدم السورية.

سبق للخميني أن بدأ لعبة الجغرافيا هذه، فكانت طريق القدس أيامها تمر من كربلاء، إلى حيث يوفد الفتية الإيرانيون إلى موت أكيد ومحكم لا حصة للقدس فيه إلا الاسم والدعاية. وسبق للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات أن مررها من جونية، «عاصمة» لبنان المسيحي خلال الحرب الأهلية التي لا يمكن فصلها عن كونها في جانب رئيسي منها، من إفرازات القضية الفلسطينية. أما حركة حماس فقررت أن طريق القدس تمر حكماً على جثة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وعبر حكومة غزة وحدها لا شريك لها، قبل مصالحة مهزوزة تحتاج إلى مصالحات يومية فرعية تعزز صمودها الصعب.

وصارت القضية الفلسطينية سبباً لتأجيل التنمية وسبباً لإحالة الحريات إلى التقاعد ولإقامة الديمقراطية الطويلة في غرفة الانتظار. يهرب بها وعبرها صدام حسين، أو يحاول، من نتائج غزوه الأحمق للكويت. أما آخر الهاربين بها وعبرها وأكثرهم مدعاة للسخرية فهو عبد الملك الحوثي، الذي لم يلفته أنه فيما كان يرغي ويزبد حول القدس، كانت صواريخ ميليشياه الإيرانية تنطلق باتجاه الرياض وخميس مشيط وجازان ونجران. وتهرب بالقدس وعبرها الشريحة الأكبر من النخبة العربية التي لا تريد أن تصارح الناس حول حقيقة أن القدس لن تعود موحدة، حيث إن كامل البنية القانونية والشرعية الدولية المستندة إلى قرارات وبيانات أممية تقوم على مبدأ تقسيمها إلى قدس غربية عاصمة لإسرائيل وشرقية عاصمة لدولة فلسطين. وهذا بالمناسبة منطوق مبادرة السلام العربية بيروت - 2002 والتي تنادي بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. ولعل هذا المعطى، وليس الهبة الشعبية التي لم تأتِ، هو الذي قاد إلى إجماع دولي في مجلس الأمن على رفض قرار ترمب بشأن القدس، باعتبار أن الإجراءات الأحادية الأميركية تقوض فرص السلام القائم على أساس حل الدولتين. ويتغطى بالقدس وتحريرها من لا يريد أن يفتح المخيلة على حلول أو اقتراحات خارج الخطاب الدوغمائي، كأن تكون المدينة مدينة معولمة، أي مدينة دولية مفتوحة تتعايش فيها الأديان الإبراهيمية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام، والتي يتصارع بعض أتباعها على مقدساتهم فيها. آن لنا أن ننتبه أن فائض الاستثمار في رمزية القدس الموحدة لم يؤدِ في الواقع إلا إلى سقوط عواصم عربية الواحدة تلو الأخرى. فإيران التي تزايد على العرب بعنوان القدس، تعلن بدورها أنها تحتل أربع عواصم عربية هي دمشق وبيروت وصنعاء وبغداد. أياً كان منسوب الادعاء في مثل هذا التصريح، إلا أنه يحرض على التفكير في أسباب التساهل مع احتلال إيران لبلاد العرب والاستنفار الدائم في وجه إسرائيل!! لا ينطوي هذا الكلام على أي تبرئة لإسرائيل، التي لا يوجد فيها شريك حقيقي لسلام منذ اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين عام 1995. ولكنه وبصراحة ينطوي على رغبة في إعادة تعريف من هو العدو، وتحديث قائمة الأعداء وأسباب العداوة مقرونة بخطاب واضح حول تصورات الحل. الملل من الاستخدام الرديء للقدس لا يلغي أحقية الفلسطينيين بدولة، ولا يقلل من عدالة قضيتهم، ولا يتراخى مع حقهم في أن يكونوا ممثلين في هذه المدينة التعددية وشركاء أصليين في نهوضها وسط انهيار كبريات مدن العرب من بغداد إلى حلب ودمشق، مروراً بالانهيارات الجزئية ولكن العميقة في بيروت. إنما الإشارة الفجة إلى الملل من الاستخدام الرديء للقدس، سببها أنه لم يبقَ لنا من القدس إلا هذا الاستخدام الرديء والدوغمائي لسؤال يحتاج دوماً للابتكار.

 

رؤساء الجمهورية العربية السورية

 وليد شقير/الحياة/07 نيسان/18

علّق صديق سوري على صورة القمة الثلاثية التركية- الروسية- الإيرانية في أنقرة أول من أمس بالقول: إنهم رؤساء الجمهورية العربية السورية. إنها السخرية السوداء لما آلت إليه بلاد الشام من انعدام الوزن لحاكمها وللمعارضة معاً.

مضت سنوات، وتحديداً منذ التدخل الروسي في أيلول (سبتمبر) 2015، على توزع القرار السوري بين الزعماء الثلاثة. هم يديرون المعارك على أرضها. وهم يديرون التنافس الدولي والإقليمي على النفوذ فيها ويقتطعون الأرض أو يوزعون تشكيلات السوريين السياسية والطائفية والعسكرية، ومن ضمنها النظام وقواته، على البقع الجغرافية، وفقاً لمصالحهم الإقليمية والدولية. يتقدم أحدهم على حساب الآخر مرة، ثم يلتقون لتنظيم التنافس، أو للاتفاق على المناورة المقبلة في العلاقة مع بقية المجتمع الدولي العاجز، تارة باللجوء إلى صيغة أستانا وأخرى بالعودة إلى صيغة «جنيف»، وثالثة لخوض معارك جديدة في منطقة أخرى، ثم رابعة لأجل تنظيم هدنة من أجل خداع الذين بحت أصواتهم من الصراخ اعتراضاً على الانتهاكات الصارخة والجرائم «ضد الإنسانية».

وكان ينقص أن يضاف إلى فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني في الصورة، دونالد ترامب، لولا أن الأخير «يهدد» برغبته في سحب القوات الأميركية من المناطق التي تتواجد فيها في شرق وشمال شرقي سورية، ويتأرجح بين إبقائها بناء لنصائح ومتطلبات جنرالاته، وبين البدء بخروجها قريباً بحجة اقتراب انتهاء مهمتها التخلص من «داعش». ومع أن ترامب قبل أول من أمس، بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي الأميركي، تمديد وجود هذه القوات لفترة أطول، على أمل أن تنسحب في تاريخ قريب، فإن ساكن البيت الأبيض لا يتوقف عن افتعال المفاجآت لخصومه الدوليين ولرجال إدارته على السواء. إلا أن جنرالات المؤسسة الأميركية ليسوا جاهزين لانسحاب كهذا، في وقت دخلوا في تنازع مع تركيا على المناطق الكردية التي يدعمونها، بعد أن استعادت أنقرة سيطرتها على عفرين غرباً، وتتهيأ للتوجه شرقاً نحو منبج، لوصل مناطق نفوذها الشرقية في الشريط الحدودي الموازي للأراضي التركية، بالجزء الغربي من الشريط.

«الرئيس الرابع للجمهورية العربية السورية»، ترامب، ليس مستعجلاً على اقتسام الكعكة السورية، أو على الأقل، على تكريس هذا الاقتسام القائم على الأرض. فالتدقيق بخريطة توزع القوى العسكرية الخارجية يكشف أن اكتمال مناطق النفوذ الأربع يتقدم خلال المرحلة المقبلة كالآتي:

- وسط سورية لخليط القوات الروسية والإيرانية وقوات النظام من حدود ريف دمشق مع محافظة درعا جنوباً حتى حلب شمالاً، ومن الساحل والحدود مع لبنان غرباً نحو نهر الفرات شرقاً.

- جنوباً لخليط النفوذ الأميركي مع جزء من «الجيش السوري الحر». وتشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، وصولاً إلى الحدود مع الأردن وجزء من الحدود مع العراق.

- شرقاً لـ «قوات سورية الديموقراطية» وبقايا «جيش سورية الجديد» (الموجود على مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية) والقوات الأميركية التي ثبتت قواعد لها هناك، من الضفة الشرقية للفرات والرقة ودير الزور الغنية بالنفط والغاز، وصولاً حتى الحدود مع العراق.

- شمالاً لمزيج القوات التركية وجزء من «الجيش السوري الحر». وتمتد من الغرب على الشريط الموازي مع تركيا، من ريف حلب الغربي والشمالي وعفرين وصولاً حتى الحسكة والحدود مع العراق أيضاً، شرقاً.

تثبيت هذه الخريطة قد يشعل حروباً جديدة. والحؤول دون اكتمالها قد يطلق معارك لا تنتهي. وقد تكون قمة أنقرة انعقدت من أجل إيجاد المخارج لتمدد الجانب التركي شمالاً. فطهران تخشى من أن يتمايز أردوغان المتقلب، عنها سياسياً، بعد أن يحكم السيطرة على الشريط الذي يحاذي جزءاً كبيراً من البقعة الجغرافية للنفوذ الأميركي. ولذلك طالب روحاني بتسليم عفرين إلى الجيش السوري. ينقص اكتمال نصاب الرؤساء الأربعة للجمهورية العربية السورية، بانضمام ترامب إلى الثلاثي، الكثير. فواشنطن تريد اقتسام الكعكة من دون التسليم بالحصة الإيرانية لأنها لا تشمل ضمانات لأمن إسرائيل، ولأن الوقت لم يحن بعد من أجل اتفاق سلة مع موسكو. ولذلك يتأرجح ترامب بين نظرية إضعاف روسيا من طريق «تركها تنتصر» لتقع في فوضى الطموحات الإيرانية والاندفاع التركي، (من هنا اتجاهه نحو الانسحاب)، وبين رغبة جنرالاته في إبقاء قواتهم إلى أن يحين الحل السياسي. أما انتهاء قمة أنقرة إلى دعوة الدول الغربية إلى المساهمة في إعادة إعمار سورية، وحديث روحاني عن انتهاء الحرب، فهي قمة «البلف». «إعادة إعمار» بعض الأحياء تجري فعلاً في بعض المناطق، لتكريس التغيير الديموغرافي فيها، وتنفيع شركات روسية، وأخرى لبطانة النظام ومقاولين لبنانيين...

 

 «صفقة القرن»: دويلة في غزة عاصمتها «أبو ديس»

 سليم نصار/الحياة/07 نيسان/18

دشن أحمد الشقيري نشاطه السياسي كرئيس منظمة التحرير الفلسطينية بزيارة الصين الشعبية التي برزت في الستينات قدوةً للكفاح الوطني في مختلف بلدان العالم. واستقبله الزعيم ماو تسي تونغ في مكتبه المتواضع مع وفد صغير يضم أمين عام المنظمة في حينه عبد المحسن قطان. وسأل ماو عن الخدمة التي يمكن تقديمها لحركة تحرير ناشئة، قال إنه يقدِّر انطلاقتها ويتمنى لها النجاح والظفر. وأجابه أحمد الشقيري بصوته الجهوري، عبر المترجم، أنه معجب بثورة الصين ونضالها الطويل، مؤكداً أن زيارته محصورة بتلقي بعض الإرشادات والنصائح المبنية على اختبارات شخصية. ورد ماو على الفور: يجب أن تحفروا خنادق على طول حدودكم مع إسرائيل وتباشروا في مطاردة العدو. عندئذ قام الشقيري بعرض شامل للوضع الداخلي الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي، وقال إن تدخل الطيران الحربي يمنع مقاتلينا من النشاط. وقاطعه بنبرة حازمة: أطلقوا النار على الطائرات المغيرة. مرة ثانية، راح الشقيري يشرح للزعيم الصيني عدم تكافؤ المواجهة لأن المجاهدين الفلسطينيين سيصبحون أهدافاً سهلة، كونهم مكشوفين من دون غطاء جوي. وهز تونغ رأسه معترضاً وقال: إن الحرب لا تُخاض بقفازات بيضاء. نحن أيضاً لم نكن نملك طائرات لنحمي مقاتلينا في الخنادق.

ثم توقف فجأة عن الكلام ونظر الى الشقيري وأعضاء وفده نظرة معبرة، ثم أكمل: أتذكر جيداً أن وفداً من جيش التحرير الجزائري زارني ليطلب مني ما تطلبونه أنتم من نصائح وإرشادات. وقلت لأعضاء الوفد إنه ليست هناك وصفة سحرية يمكن استعمالها لربح الحرب سوى التضحية بالنفس. وفي نهاية الأمر، خسر الجزائريون مليون قتيل، ولكنهم عبّدوا طريق الاستقلال أمام 15 مليون مواطن!

قبل الانصراف، طلب الشقيري من ماو تسي تونغ تزويده ببعض المؤلفات التي كُتبت عن مسيرة الألف ميل لعل تعميمها على أعضاء منظمة التحرير يمنحهم فرصة الاقتداء بثورتكم المظفرة. وابتسم تونغ قبل أن يأمر بتلبية طلبه، ثم أوصاه قائلاً: حذار من تكديس الكتب أمام أعين المجاهدين، لأن ذلك الجدار الثقافي يحجب عنهم رؤية الحرب على حقيقتها القاسية! هذا ما سجلته ونشرتُ بعضه على لسان المرحوم عبد المحسن قطان الذي اختلف مع الشقيري حول إدارة المنظمة، وانصرف آخر الأمر إلى إدارة أعماله الخاصة. علماً أن قطان كان عضواً نشيطاً في حركة القوميين العرب التي ضمّت في خلية الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد. بعد مرور نحو نصف قرن على لقاء ماو تسي تونغ وأحمد الشقيري، مرت القضية الفلسطينية بسلسلة معارك بدأها ياسر عرفات، وريث أحمد الشقيري... وأنهاها جمال عبدالناصر الذي تولى عملية دعم القضية مع الملك حسين وحافظ الأسد. وكانت النتيجة إضاعة جزء إضافي من الأراضي الفلسطينية والعربية وزيادة عدد مخيمات اللاجئين الذين التحفوا السماء منذ حرب 1948.

عقب فشل الحرب العربية الثانية (1973) قرر الفلسطينيون خوض معارك انتحارية مستخدمين سلاح الحجارة. وفي الثامن من كانون الأول (ديسمبر) 1987، اندلعت الانتفاضة الأولى التي فاجأت الجيش الاسرائيلي وأحرجته. وكانت حصيلة الانتقام اعتقال 294 ألف مواطن فلسطيني، غصّت بهم المعتقلات. ثم تكررت هذه المحاولة خلال انتفاضة الأقصى سنة 2000.

وأشار رياض الأشقر في تقريره عن معاناة الأسرى في المعتقلات، وخصوصاً في سجني «هشارون» و «الدامون». وكتب عن المآسي اليومية التي يمر بها المُعتَقلون، إضافة إلى العزل والقمع وعدم السماح للأهل والمحامين بزيارتهم.

وذكر التقرير أن اثنين من الشخصيات الوطنية الفلسطينية قد لقيا حتفهما عندما حاولا الاعتراض على المعاملة السيئة، هما أسعد جبر الشوا من غزة وبسام الصمودي من جنين. ذلك أن حارسهما أطلق النار عليهما من أجل إنهاء تذمرهما.

وعلى رغم استنكار الأمم المتحدة وتهديد رؤساء الحكومات الإسرائيلية بعقوبات مختلفة، فإن الحصيلة الأخيرة للسجون والمعتقلات تؤكد وجود 6700 سجين وسجينة.

قبل أن تنفجر انتفاضة غزة بشهر تقريباً وصلني من الصديق الغزاوي سمير الشوا كتاب ممتع ومفيد يروي عبر صفحاته الـ350 حكاية المسؤوليات الجسام التي يشترك في تحملها كل الذين تناوبوا على حكمها.

ويُستخلَص من مراجعة كتاب «غزة... إلى أين؟» أن ابن هذه المدينة أدرى بشعابها. ولكنه همّش الشأن السياسي، وركز كتاباته على الشؤون الحياتية كالمطالبة بتحسين خدمات محطات الطاقة، ومنشآت التحلية، وحل مشكلة المجارير. كل هذه الأمور في نظره يمكن أن تجذب المستثمرين للمشاركة في عمليات البناء والإعمار. يقول رئيس بلدية غزة نزار حجازي إن المدينة تعاني من توقف الكثير من المنح والمساعدات، خصوصاً تلك التي تمس الخدمات الأساسية كالوقود وتشغيل عمال النظافة والصيانة. وبيَّن في حديثه أن تدهور أوضاع المواطنين الاقتصادية أثَّر في قدراتهم على سداد فواتيرهم، الأمر الذي أثر بدوره في قدرة البلدية على توفير رواتب الموظفين.

ووفق آخر الإحصاءات، فإن نسبة الفقر في قطاع غزة بلغت درجة غير مسبوقة، ناهيك بارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشبان إلى خمسين في المئة.

ويعاني هذا القطاع الذي يضم أكبر نسبة عدد سكان في الكيلومتر المربع، انهيارات متواصلة- اقتصادية واجتماعية - نتيجة الحصار المفروض من إسرائيل للسنة الـ13 على التوالي، وتعثر جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية.

تبلغ مساحة مدينة غزة 350 كيلومتراً مربعاً، في حين وصل عدد سكانها إلى المليوني نسمة. وقد نجحت إسرائيل في فصل القطاع عن الضفة الغربية بهدف إنشاء دولة للفلسطينيين في المكان الذي وصفه شيمون بيريز بالقنبلة البشرية الموقوتة.

منتصف الشهر الماضي باشرت واشنطن في إرسال مؤشرات سياسية تدل على نية مبيتة تتمثل في إقامة دويلة مركزها قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية. وبما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتبر دعوة الرئيس دونالد ترامب إلى استئناف المفاوضات مجرد فخ نصبه مع بنيامين نتنياهو لذلك بدأت واشنطن البحث عن بديل.

أبو مازن قاطع اجتماع واشنطن الذي دعا إليه صهر الرئيس ترامب ومستشاره الخاص جاريد كوشنير، بالتعاون مع جيسون غرينبلات، المبعوث الخاص لعملية السلام. وحضر ذلك الاجتماع ممثلون عن اللجنة الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي وسبعة ممثلين عن دول عربية.

وقدم كوشنير في الاجتماع شرحاً مفصلاً عن الوضع الإنساني داخل غزة استغرق ساعتين، قال في نهايته إن الدول المعنية جاهزة لتمويل مشاريع تتعلق بالطاقة والمياه والمجاري.

وصف صائب عريقات تلك المشاريع بأنها مقدمة لحصر الدولة الفلسطينية بقطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية. وأكد أن واشنطن مهتمة حالياً بالبحث عن بديل لعباس كونه رفض المشاركة في مؤامرة سُميّت للتمويه «صفقة القرن.»

الصحف الاميركية كشفت بعض المعلومات عن الصفقة التي أعدها نتنياهو بطلب من ترامب. وذكرت أن السفير الاميركي في اسرائيل ديفيد فريدمان كشف عن بعض نصوصها المتعلقة بالأمن والعاصمة الجديدة لفلسطين. وقد نقل على لسانه هذه المضامين وفد اميركي كان زار إسرائيل. والـ «صفقة» تقول: وافق ترامب في شكل كامل على افتراض نتنياهو الأساسي بأنه لا توجد سبل أخرى للحفاظ على المصالح الأمنية البعيدة المدى بدون سيطرة عسكرية اسرائيلية على كل المنطقة التي تقع غرب نهر الأردن. ومن المؤكد أن السلطة الفلسطينية سترفض هذا الطرح لأنه يشرع الاحتلال ويثبت الوضع القائم.

كذلك تجاهلت الخطة موضوع المستوطنات، واقترحت أن تكون «أبو ديس» عاصمة لفلسطين. وقبل أن يتسنى للسلطة الفلسطينية الرد على هذه المزاعم، سألت ما إذا كان ترامب يدرك أن أبو ديس ليست في قطاع غزة.

خلاصة القول، إن قرار ترامب رفع مسألة القدس عن طاولة المفاوضات، الأمر الذي فرض على الطرف الفلسطيني تشكيل جسم دولي يحل محل الأميركيين كوسيط نزيه للنزاع التاريخي ويبدو أن واشنطن مستعجلة لعرض خطتها قبل إنزال شركاء آخرين إلى الملعب.

ولكن، متى تعلن الإدارة الأميركية عن تفاصيل خطتها؟

يقول المطلعون إن موعد النشر مرتبط بعدة عوامل سياسية وأمنية. كما هو مرتبط بقدرة محمود عباس على تحمل أعباء المرحلة الصعبة المقبلة. وتتمثل صعوبتها في السيطرة على الرجال والنساء والأطفال الذين احتفلوا بالذكرى الـ42 ليوم الأرض.

وهو يوم إحياء الذكرى السنوية، التي بدأت في الصباح الباكر من يوم الجمعة السابق بمسيرات إلى أضرحة الشهداء والنصب التذكارية على طول الحدود المتاخمة لجدار الفصل.

وبسبب مخاوف إسرائيل من اندفاع الجموع الفلسطينية إلى الداخل، أطلق جيش العدو النار بشكل عشوائي، الأمر الذي أدى إلى قتل 19 فلسطينياً وجرح أكثر من 1200. وقد رفع بعض الشبان صور المجاهدة الصبية عهد التميمي كشعار للمرحلة المقبلة، وكمؤشر على إعلان «يوم الأرض» أرضاً فلسطينية بامتياز.

ومن المظاهر اللافتة في طليعة إحدى المسيرات، ارتفاع صوت أحمد الحجار وهو يلوح بمفتاح منزله القديم، الذي حمله معه يوم طُرِد من أرضه في قرية «المجدل» سنة 1948.

ولأحمد وأمثاله كتب الدكتور وليد الخالدي كتابه الخالد: «كي لا ننسى».

 

متاهة ما بعد الحرب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 نيسان/18

قمة أنقرة عن سوريا ليست أول قمّة تغيب عنها سوريا. لكنها أول قمة عن سوريا تنعقد وقد خرجت المعارضة من جوار دمشق، وبدت العاصمة، للمرة الأولى منذ سبع سنوات، غير مهددة في مطارها ومؤسساتها الحكومية ومنشآتها الحيوية. دول القمة الثلاث تريد القول إنها من صنع الانتصار في سوريا. ويقف بوتين متباهياً بين شريكيه التركي والإيراني، فيما يلوح الرئيس الأميركي بالخروج من المنطقة وحروبها، عائداً بجيوشه إلى جبال الكانيون وصحراء نيفادا. وأول المعترضين على مضيف القمة هو الرئيس السوري الذي يهاجم دور إردوغان في عفرين. لكن إردوغان في عفرين، بالتنسيق مع فلاديمير بوتين الذي يدير الحرب من الجو والأرض، وعندما يقتضي الأمر، من البحر أيضاً. والآن جاء دور ما بعد الحرب كما أعلنت القمة الثلاثية. أي إعادة إعمار أكبر مساحة من الخراب منذ الحرب العالمية الثانية. وقد سارع دونالد ترمب قبل أيام إلى الإعلان عن إلغاء الموازنة التي كانت واشنطن قد خصصتها للمساهمة في الورشة الكبرى. والإعلان سياسي أكثر مما هو مالي، فما هو مبلغ مائتي مليون دولار أمام كلفة تقدر بمائتي مليار دولار على الأقل؟ بدأت القمم حول سوريا، وقد شاركت فيها جميع الدول. والآن وقد بدت الحرب في نهاياتها، لا يدعى إليها أحد. وأبرز ما في الصورة تدهور الشراكة الأميركية - التركية، القائمة منذ الحرب العالمية الثانية على الأقل. فقد خرج إردوغان عن التنسيق التقليدي في كل القضايا المألوفة. ومن الواضح أنه عندما يقول ترمب، فلتتدبر القوى الموجودة في سوريا أمرها، إنما يقصد بالدرجة الأولى روسيا وتركيا. فقد خاض الأميركيون والروس الحرب على «داعش» معاً. وأعلن الفريقان الآن نهايته، خصوصاً على لسان بوتين نفسه. لكن المأزق الذي برز في وجه الفريقين بعدها، هو وضع الأكراد الذين يجدون أنفسهم بلا سند، في وجه الخصم التركي الذي يبدو وكأنه يريد استغلال الوضع الصعب لإنهاء قضيتهم. فعندما يقول ترمب إنه ينوي الانسحاب، فلا بد أن يكون الأكراد أول من يخاف. فإلى الأمس كانوا أبرز حلفاء أميركا، وكانت أميركا أول حلفائهم. لكن الأوراق تبدلت بشكل عاصف، والآن لا بد من إعادة ترتيبها. هل عقدت قمة أنقرة من أجل البيان النهائي الذي قرأناه، أم من أجل الاتفاق على ترتيبات تتطلب وجود الرؤساء الثلاثة؟ ولماذا عقدت مثل هذه القمة في أنقرة، وليس في موسكو، حيث المدير الأساسي للصراع العسكري والسياسي معاً؟ ألم يكن في الإمكان توفير هذا التحدي على النظام السوري، فيما المراحل الأخيرة من النزاع تبحث عن مراسيها؟ تسوية نتائج الحرب دائماً أصعب من الحرب نفسها. الآن وقت الاتفاق بين الحلفاء، وهو أمر أكثر تعقيداً من اتفاق الأعداء.

 

مؤتمر أنقرة... إنا غريبان ها هنا!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/06 نيسان/18

الصورة الثلاثية التي جمعت قادة روسيا وإيران وتركيا، في العاصمة التركية أنقرة، للبحث في الموضوع السوري، تلخص المشهد العربي الكئيب اليوم. الدول الثلاث اتفقت، وبابتسامة عريضة، رغم تباين العقائد السياسية التي تحركها، وتضارب التحيزات في سوريا، فروسيا وإيران هما سبب بقاء نظام بشار، بينما تركيا الإردوغانية دقت طبول الحرب «الكلامية» على النظام الأسدي منذ البداية، ورسم رجب طيب إردوغان العديد من الخطوط الحمر لبشار بسوريا، مثل أنه لن يسمح بحماة ثانية في حلب... ولاحقاً... كفى الله المؤمنين القتال. بحسب بيان مشترك صدر بعد القمة التي جمعت رؤساء الدول الثلاث بأنقرة، فإن الدول الثلاث تعمل «لإحلال السلام والاستقرار في سوريا»! نعم - حضرتك - روسيا من قاعدتها في حميميم وطيرانها الحربي بالغوطة وشمال سوريا، وإيران من خلال عصابات قاسم سليماني وميليشيات نصر الله والخزعلي، وتركيا من خلال كتائب الإخوان ومراكز الإيواء في غازي عنتاب لمقاتلي الجماعات الأصولية السورية، كلها «تعمل على إحلال السلام بسوريا». الأمر واضح، وما جرى في أنقرة هو نسخة «إقليمية» على غرار مؤتمر يالطا بعد الحرب العالمية الثانية لتقسيم غنائم الحرب وتقاسم النفوذ العالمي.

في المؤتمر الصحافي الذي جمع روحاني وبوتين وإردوغان، قال روحاني: «اليوم نعلن رسمياً نهاية الحرب بسوريا». فيما قال بوتين: «اتفقنا على التعاون في تسوية الأزمة السورية». وأخيراً قال إردوغان إن «من لا يفهمون أن (داعش) والمسلحين الأكراد يخدمون الهدف نفسه لا يمكنهم المساهمة في إرساء سلام دائم بسوريا». ربما الأمر الوحيد الذي قد «يلخبط» حسبة توزيع المغانم في أنقرة، هو تراجع الرئيس الأميركي ترمب عن قراره «العجيب» بالخروج من سوريا، عقب اجتماع له مع مجلس الأمن القومي الأميركي، كان فيه الصقر مايك بومبيو حازماً في خطورة هذا الخروج المتعجل على مصالح أميركا، لجهة استتباب الهزيمة لـ«داعش» ولجم إيران، وافقه على ذلك وزير الدفاع ماتيس، حسب «الشرق الأوسط». حسناً... هذه دول كلها غير عربية، بعضها من جوارنا، إيران وتركيا، وبعضها من أقاصي الأرض، روسيا وأميركا، أين الدول العربية؟

بل أين أبطال القصة السورية الأصليون... بشار وخصومه؟! صورة بوتين وروحاني وإردوغان وهم ينثرون الابتسامة ويتشابكون الأيدي بأنقرة يبحثون مستقبل سوريا... صورة الموسم. الملك العربي الضليل امرؤ القيس، في طريق عودته من ملك الروم، مرض بالطريق عند جبل قريب من أنقرة اليوم، وبعضهم قال بأنقرة نفسها، فلما احتضر أنشد يقول، وقد رأى امرأة بجواره:

أجارتنا... إنَّ المزار قريبُ/ وإنِّي مقيمٌ ما أقامَ عسيبُ‏ أجارتنا... إنَّا غريبان ها هنا/ وكلُّ غريبٍ للغريبِ نسيبُ!‏

 

سوريا... قمة بوتين ـ إردوغان والفرصة المفقودة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/06 نيسان/18

حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الأسبوع، والذي لا يزال مبتهجاً بانتصاره بإعادة انتخابه، أن يعزز من مكانته على الصعيد الدولي من خلال قمة مشتركة بينه وبين نظيره التركي رجب طيب إردوغان. (وكان هناك اجتماع ثلاثي موجز ضم نظيرهما الإيراني حسن روحاني كحاشية مضافة لتبادل وجهات النظر بشأن الأزمة السورية). ويحتاج بوتين وإردوغان إلى بعضهما البعض على المستوى التكتيكي؛ إذ يوفر إردوغان لبوتين، الذي يؤكد على مكانته تحت صفة الحاكم الوحيد على مستقبل سوريا، الغطاء الإسلامي المطلوب لمجابهة الادعاءات بأن روسيا، التي قصفت أجزاء شاسعة من الأراضي السورية وأسفرت عن مصرع عشرات الآلاف من المدنيين هناك، هي الآن في حالة حرب مفتوحة مع الإسلام. وليس من قبيل المصادفة أن تكون نصيحة الكرملين الأخيرة للدعاة المسلمين في كافة المساجد المنتشرة في مختلف أرجاء الاتحاد الروسي تتضمن المزاعم بأن الخطوات التي يتخذها بوتين في سوريا تحظى بالدعم والتأييد من جانب إردوغان.

ومن جانبه، يحتاج إردوغان إلى بوتين على المستوى التكتيكي كذلك. فلقد كان بوتين هو الذي أوعز إلى ربيبه بشار الأسد بألا يمارس المزيد من الضغوط لأجل بسط السيطرة على المناطق الكردية في سوريا والتي تمكنت تركيا من ضمها خلال العمليات العسكرية الأخيرة. وغضت القوات الروسية المنتشرة في سوريا الطرف تماماً مع انطلاق القوات التركية لاجتزاء نصيبها المفروض من السيادة السورية المتبقية على أراضيها على نحو ما أراد إردوغان. كما لم يستلزم الأمر سوى إيماءة لطيفة من طرف بوتين أن أوقف ملالي طهران إدانتهم الصارخة للعدوان التركي الغاشم على سوريا وضمها لأجزاء من الأراضي السورية. وعلاوة على ما تقدم، وإردوغان يدرك تماماً، كما يدرك أي لاعب وسيط في مقامرات القوة والسلطة، أنه لا غنى له عن حماية القوة الكبيرة مثل روسيا في مواجهة القوة الكبيرة الأخرى المتمثلة في الولايات المتحدة.

والأهم من ذلك، ربما، أن بوتين وإردوغان في حاجة إلى بعضهما البعض لاستكمال الإقصاء الإيراني الكامل من على الطاولة السورية، وهي العملية التي بدأت في عام 2015 عندما انطلق بوتين بنفسه لحيازة لقب حامي حمى ما تبقى من نظام بشار الأسد المتهالك. وفوجئت جوقة من البرلمانيين الإيرانيين ممن زاروا دمشق في الآونة الأخيرة من ملصقات تحتفي بانتصار بوتين والأسد الكبير في الحرب الأهلية من دون أدنى إشارة ولو عابرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، ناهيكم عن أي ذكر للجنرال قاسم سليماني الذي طالما ما روّج لذاته بأنه إمام الجهاد الأول. كما شوهدت ملصقات أخرى موزعة في دير الزور تصور بوتين والأسد في صورتين كبيرتين مع صور أخرى مصغرة لا تكاد تُرى في الخلفية لخامنئي وحسن نصر الله زعيم «حزب الله» اللبناني.

وللتأكيد على نقطة أننا نشهد عرضاً مسرحياً من بطولة رجلين اثنين فحسب، بذل بوتين وإردوغان كل جهد ممكن ليظهرا سوياً عبر مختلف وسائل الإعلام، من الإعلان عن الخطط الضخمة للصناعة النووية في تركيا، وإعادة تفعيل المشاريع العتيقة التي عفّى عليها الزمن لأنابيب النفط والغاز الطبيعي، بل واستعادة إعلانات مبيعات المعدات العسكرية الروسية الهائلة إلى أنقرة. ويبدو من ترادفية بوتين وإردوغان أن هدفها الواضح هو تهميش أي دور لإيران داخل سوريا، وتشجيع عزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الانسحاب من المستنقع السوري، ثم غلق المجال تماماً في وجه أي مبادرة عربية ممكنة بشأن الأزمة السورية. ومع تقليص دور شراذم ما تبقى من نظام حكم الأسد، يأمل كل من بوتين وإردوغان على بسط السيطرة المنفردة على مصير ومستقبل سوريا.ولكن إلى أي مدى تحظى مثل هذه الطموحات بالواقعية؟ والإجابة الموجزة والسريعة: أنها لا تحظى بالكثير من الواقعية!

وما من شك في تقلص الدور الإيراني داخل سوريا بصورة كبيرة، في حين أن بوتين قد حرم إيران من نصيبها من الأرضي السورية وهي التي كانت تعتزم إقامة قاعدة دائمة هناك تواصل من خلالها بسط سيطرتها على لبنان. وتكمن نقطة الضعف الإيرانية الرئيسية في سوريا في عدم وجود قاعدة تأييد شعبية محلية. ويمكن لتركيا الاستناد إلى تعاطف الأغلبية من العرب المسلمين في سوريا في حين تظهر روسيا في مظهر حارس الأقليات العلوية والمسيحية في الداخل السوري.

ومع ذلك، لا يمكن لإيران الاعتماد على أي قاعدة دعم شعبية من هذا القبيل. وفي واقع الأمر، وقبل سفره إلى تركيا لحضور اجتماع موجز مع بوتين وإردوغان، لمح الرئيس الإيراني إلى أنه قد يطالب بأن تتقدم روسيا وتركيا بمساهمات جادة في تكاليف الحفاظ على «أمن» سوريا من الإرهابيين. ويقدر الوجود الإيراني الآخر في سوريا بنحو 40 ألفاً من عناصر المرتزقة الذين جندتهم إيران من أبناء شعبها، ومن لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، الأمر الذي يجعل من إيران ثاني أكبر قوة عسكرية على الأراضي السورية بعد بقايا القوات المسلحة السورية وحلفائها.

وسوف يجانب كل من بوتين وإردوغان الصواب إن اعتقدا بأنه يسهل إقصاء الدور الإيراني من المشهد السوري.

كما سوف يكونان على خطأ بيّن إن اعتبرا تغريدات الرئيس ترمب بشأن الانسحاب من سوريا بأنها تعكس قراراً أميركياً واضحاً بهذا الخصوص. وربما يصعب كثيراً التخمين بماهية الخطوة التالية للرئيس الأميركي حيال سوريا، أو حيال أي قضية مهما كانت. ولكن، وحتى الآونة الراهنة، فإن الحقائق السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية، والعسكرية على أرض الواقع تشير كلها إلى العودة الأميركية كلاعب كبير ومؤثر في منطقة الشرق الأوسط. ومع الانتصار شبه الكامل على ما كان يُعرف بخلافة «داعش» المزعومة فلن يكون من الحكمة بالنسبة لواشنطن أن تعصف بكل إنجازاتها المحققة وتُهدي كأس الانتصار إلى منافسيها وخصومها في المنطقة على طبق من ذهب! وقد يستخف كل من بوتين وإردوغان من سعي الدول العربية وراء الاضطلاع بدور قيادي أكبر في صياغة مستقبل سوريا. غير أن ترادفية التناغم التركي الروسي الرامية إلى الهيمنة على مقدرات المنطقة، مع إيران التي تعزف دائماً في خلفية المشهد القاتم، من غير المرجح أن تسفر عن اللامبالاة المنتظرة من جانب الدول العربية. وقد يثير أنصار التوجه الميكافيللي أنه ليس من السيئ أن نترك بوتين وإردوغان، وملالي طهران، عالقين في المستنقع السوري الآسن الذي بات يتصف بالإقليم غير الخاضع لحكم أحد بعينه مع أميال تلو الأميال الممتدة من الحطام والأنقاض. ومع أوضاعهم الاقتصادية المتداعية، فإن روسيا، وتركيا، وإيران ليست في وضعية تتيح لها المساعدة في إعادة بناء سوريا المدمرة إلى أي شيء يشبه الدولة الفاعلة. فمثل هذه المهمة الهائلة تستلزم المشاركة الدولية الكبيرة والحقيقية، الأمر الذي يعني دخول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الخط واضطلاعهما بدور نشط وفعال، ناهيكم عن الدول العربية، والصين، واليابان، من بين دول أخرى. لم يتمكن بوتين وإردوغان، حتى اللحظة الراهنة، من صياغة سياسة واقعية محددة المعالم بشأن سوريا. ومن شأن هكذا سياسة أن تستند في مقامها الأول إلى الاندماج وليس الإقصاء. ويهدف الجزء الخاص بالاندماج فيها إلى الاعتراف بمصالح واهتمامات كافة القوى الأجنبية الفاعلة على أرض الواقع فضلاً عن كافة القوى المحلية العاملة والضالعة في الأوضاع المربكة والمعقدة التي يعاني منها هذا البلد عبر السنوات السبع المنقضية ولا يزال. ولا يُعنى هذا الاندماج بمماهاة نموذج مؤتمر برلين بشأن تقسيم المستعمرات بين كبار القوى الأوروبية. ولكن ينبغي أن يقبل بالحقائق الواقعية على الأرض في الوقت الذي تُمنح فيه الأولوية إلى استعادة قدر ولو يسير من الاستقرار في البلاد. ومن شأن الجزئية الخاصة بالإقصاء أن تُمنح بكاملها إلى نظام حكم بشار الأسد الذي لا يعدو الآن كونه مجرد رسم كاريكاتوري هزلي للموتى الأحياء، وإلى شراذم ما تبقى من خلافة «داعش» الموهومة. يمكن إنقاذ سوريا، في حالة الحفاظ عليها لأجل الجميع، بدءاً من الضحايا الذين قضوا دفاعاً عنها. وحتى الأسبوع الحالي، لم نستمع إلى أي شيء جاد من بوتين وإردوغان يتعلق بمدى إدراكهما لهذه الحقيقة البسيطة!

 

عندما ترفض الأقليات الاختلاف

رضوان السيد/الشرق الأوسط/06 نيسان/18

إنّ المشكلة في أتباع «القاعدة» و«داعش»، وهم قلة ضئيلة بين العرب والمسلمين، أنهم يرفضون الاختلاف! وهذه حالة مقلوبة؛ لأنّ الأكثريات في العادة هي التي تأبى الاختلاف والتنوع، سواء في الثقافة أو في الدين أو في العمل السياسي. وقد كانت تلك الأكثريات تخشى من وراء الاختلاف والخلاف تهديد الوحدة الوطنية، وتهديد الملاءمة في سياسات الدولة. زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن ذهب إلى رفض الاختلاف والتعدد، عندما تحدث عن الفسطاطين، فسطاط الإيمان، وفسطاط الكفر، ولا ألوان بين الأبيض والأسود. والمتطرفون الآخرون من غير «القاعدة» و«داعش» أقبلوا أيضاً على تكفير الخصوم بداعي الاختلاف معهم وعنهم؛ ولأنهم يملكون الحقّ الصُراح مثل الطهوريين الآخرين؛ فإنّ المختلفين عنهم يصبحون في موضع الاتهام. وأقصد بالمتطرفين غير الداعشيين الجماعات الإيرانية والمتأيرنة التي تريد أن تجعل من نفسها مقياساً في الدين والدنيا والسياسات. والأمثلة على هذا الوضع المقلوب كثيرة في العقود الأخيرة، وفي كل البلدان العربية. ففي أواخر الثمانينات من القرن الماضي، طمح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية في لبنان؛ ولأنّ الأحزاب المسيحية الرئيسية والبطريرك صفير لم يكونوا معه، وأرادوا الذهاب باتجاه المصالحة وباتجاه الطائف، فقد بلغ من غيظ الجنرال الذي استمر طويلاً قبل منفاه وبعده، أنه حاول أن يهندس انشقاقاً بداخل الكنيسة المارونية بقبوله اتفاقاً مع النظام السوري على زيارة قبر القديس مارون الذي يُنسَبُ إليه تأسيس فرقة الموارنة في القرن الخامس أو السادس الميلادي، بقرية معاد، بشمال سوريا؛ لأنه ما عاد يعتبر بكركي مرجعيته! وقد دأب الأكراد طوال نحو القرن على المطالبة بحق الاختلاف، للخروج من ضغط الدول الكبرى، والأُمم الكبرى: التركية والإيرانية والعربية. لكنْ عندما سنحت الفرصة، للاقتراب من حقهم «القومي» نسوا وضع الاختلاف والأقلية، وانتقلوا فوراً لوضْع الغَلَبة باعتبار الخدمات التي قدّموها للأميركيين في غزو العراق، وللمنفيين الشيعة بإيران والذين دخلوا عشية الغزو عن طريق كردستان!

إنّ الذين طالبوا بحق الاختلاف مع الأكثرية الدينية والوطنية والسياسية، عندما تنكروا لذلك عَلَناً، فلأنهم أرادوا الانتقال من رؤى التعددية التي تجعل الساحة مُتاحة للجميع، إلى رؤية وممارسة الغَلَبة، في الدين والمذهب كما في السياسة. وهذه الممارسات باسم السيادة وباسم المقاومة، وباسم وحدة الأرض والشعب، وباسم مكافحة الإرهاب، والتي يرفع لواءها ويقوم على مذابحها وتهجيرها الإيرانيون وميليشيات النظام والأتراك، ليست إلاّ ممارسات غلبة، وقعت في أصل الاضطراب بعد غزو العراق، كما وقعت في أصل الثورة السورية، وستظلّ علة العلل في مستقبلها المغمس بالدمع والدم، بالإضافة إلى ما يحدثه الطيران الروسي. لقد اجتمعت الأطراف الثلاثة، الروسي والتركي والإيراني، في أنقرة للتشاور في المستقبل القريب، وكيف تهندسُ وحدها الحلَّ السياسي، وأَصدرت بياناً عن وحدة سوريا وسيادتها، ودعوة الأميركيين للجلاء عنها. وكيف تكون سوريا واحدة، وتكون لشعبها الواحد، وثلث الشعب السوري مهجَّرٌ بالخارج والداخل، وهناك قرابة الستمائة ألف قتيل، ودمار في العمران نسبته أكثر من أربعين في المائة. ولماذا يجلو الأميركيون، ولا تجلو الميليشيات الشيعية والجيش التركي والروسي؟! هذه هي الغلبة بعينها، وهذا هو التمادي بعينه. الحلُّ الإيراني لسوريا والعراق واليمن، لا يختلف عن الحلّ الإسرائيلي لفلسطين: تهجير السكان، وتغيير المعالم، ووضع الوضع الجديد في خانة النظام وخانة مزارات أهل البيت! فحتى روسيا تضع في شرطتها العسكرية التي تدخل لقرى الغوطة وبلداتها شيشاناً مسلمين، بينما يدخل إلى البلدات التي جلا عنها المسلَّحون وجزء من المدنيين، ميليشيات إيرانية ومتأيرنة، وميليشيات النظام ليقتلوا ويفجّروا وينهبوا ويهينوا، ومن يهينون؟ الشعب السوري الذي يَدّعون الحفاظ على وحدة أرضه وسيادته!

سوريا العربية على مشارف حلٍ روسي - إيراني – تركي، لا يُبقي ولا يذر. وسيخرج الأميركيون، ويخرج الروس وتبقى قواعدهم واتفاقياتهم مع النظام. أما الغلبة الإيرانية فباقية بميليشياتها وطائفيتها وسلاحها - وعلى مقربة منها الجيش التركي والميليشيات السورية التابعة له، بحجة حماية حدوده من الأكراد: فمن يحمي بقايا السكان المدنيين السوريين، الميليشيات الإيرانية أم ميليشيات النظام، التي تنهب بقايا منازلهم الآن؟! وفي العراق ولبنان انتخابات في شهر مايو (أيار). ونصف سكان المناطق العربية السنية لم يعودوا بعد إلى محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى. وميليشيات الحشد الشعبي تتمتع بالدوران في سائر المحافظات. وسمعتُ كاتبة عراقية اسمها أمل الجبوري على «العربية» تتحدث عن أكوام الجثث الباقية تحت أنقاض مدينة الموصل، التي لا تُضاهي مأساتها إلاّ مأساة مدينتي حلب وحمص! فكيف سيُقبل العراقيون هؤلاء على الانتخابات، وبأي نفسية، وأي آمال؟

وقد تحدثنا مراراً عن الانتخابات اللبنانية وقانونها العتيد. وهو مبرمجٌ بحيث يربح «حزب الله» وأنصاره، ويخسر التكتل السني ثلث أعضائه الذين كسبهم في انتخابات عام 2009. ومع ذلك، يقول رئيس الحكومة اللبنانية الحالي في اجتماع له مع رئيس حكومة سابق إنهما حَمَيا مصالح الطائفة، ومصالح الوطن، وأخرجا الإرهاب من طرابلس وعرسال! الطائفة السنية في لبنان لا تشعر بالأمن، ولا ترى أنّ المسؤولين السياسيين الذين يطلبون أصواتها الآن، قد صانوا حقوقها وحصتها في النظام، كما لا ترى أنّ الإرهاب ما كان إلاّ في طرابلس وعرسال، وهو إنْ كان، فالرجلان وغيرهما ما عملا مع المدينة والبلدة بحسّ الوعي والمسؤولية.

وهناك جمهورٌ عربي رابع هو الجمهور الفلسطيني، الذي يواجه مصائر الإلغاء لوجوده ومقدساته ونفوسه وحرياته. ومع حشود «العودة الكبرى» التي سقط فيها العشرات برصاص الجيش الإسرائيلي، مُنع الفلسطينيون من دخول المسجد الأقصى، لتخصيصه لجحافل المستوطنين! وسيأتي ترمب في منتصف مايو ليحتفل مع الإسرائيليين باعتبار القدس عاصمة أبدية للدولة العبرية! لدينا الجمهور العربي في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان، ويُضاف إليه الجمهور الليبي والجمهور الصومالي... الخ، وجميع هؤلاء يواجهون تحديات وجودية تتمثل في التهجير والقتل والإرغام على تغيير الهوية والانتماء، ولا حماية لهم ولا ضمانات، بل في الحد الأدنى حصار وتجويع. والقرآن الكريم يعتبر أكبر الجرائم جريمتين لا يمكن الصبر عليهما: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ...». فالبر والقسط هما عنوانا العلاقة مع كل الناس، باستثناء حالتين لا ينبغي التنازُلُ إزاءهما: الإرغام على تغيير الدين، والإرغام على هجران الموطن والوطن. ونحن نواجه هاتين الحالتين في العراق وسوريا وفلسطين، وما هو أقل من ذلك بمقدار قليل في بقية بلدان الاضطراب! ما كان الجمهور العربي في سائر البلدان المذكورة هو الذي يُنكر على الآخرين حقَّ الاختلاف، وحقَّ الإفادة من التعدد. بل المنُكرون والمستبدون هم رؤساءُ الأنظمة الحزبية الحاكمة، وشعارهم: من تحزّب خان! وها هم اليوم مع أشباههم من الأقليات يُنكرون على الجمهور العربي الحق في الحياة والحرية والعيش الكريم في دياره وديار آبائه. وفي حالة مُزرية كهذه، يكون اللجوء إلى السلطات، أو إلى المجتمع العربي، أو الدولي. لكنْ كيف يلجأ الناس إلى الحكام الذين لا يكتفون بقتلهم، بل يجلبون ميليشيات أجنبية للمساعدة على ضرب شعبهم:

لا يُلامُ الذئبُ في عدوانه إنْ يكُ الراعي عدوَّ الغنمِ

 

عن الخيار القومي في ذكرى تأسيس {البعث

أكرم البني/الشرق الأوسط/06 نيسان/18

يذهب كثيرون إلى اعتبار يوم تأسيس حزب البعث، في السابع من أبريل (نيسان)، يوم شؤم عربي، ربطاً بالحالة المأسوية التي وصلت إليها مجتمعاتنا، وخاصة في سوريا والعراق، منذ توسلت طغمة عسكرية انقلابية، العقيدة القومية، لتسويغ استبدادها وفسادها.

والنتيجة، تشويه الروابط الوطنية والقومية، وتكريس ولاءات متخلفة تفيض بالانتهازية والشوفينية والاحتقانات المذهبية، يحدوها عنف وفساد منفلتان، وفشل في وقف تدهور المجتمع ومعالجة أزماته، تكللت باستجرار كل وحوش الأرض لاستباحته، وإيصاله إلى درك لا يحتمله عقل أو ضمير من الخراب والضحايا والمشردين. والنتيجة أيضاً، أن يهزأ وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو بالعرب، عبر كلمات تنضح بغطرسة إمبراطورية عثمانية، خلال رده في مؤتمر ميونيخ على تحفظ مندوب الجامعة العربية على حرب عفرين! وأن يفاخر قادة إيران بأنهم باتوا يتحكمون بأربع عواصم عربية، ويقرر علي أكبر ولايتي بعنجهيته المعهودة، ونيابة عن الشعب العراقي، حظر وصول الشيوعيين والليبراليين إلى الحكم، بينما تتوغل إسرائيل عميقاً في الدم والحق الفلسطينيين، وتستثمر التردي العربي لقضم القدس وأراضي الضفة الغربية، الأمر الذي يذكرنا بصورة قديمة لما عرف بـ«تركة الرجل المريض»؛ حيث كانت المجتمعات العربية ضعيفة ومنهكة وتتنازع السيطرة عليها أطراف استعمارية خارجية، مستبيحة أرضها ومقدراتها وحيوات أبنائها.

في الماضي، حمل ثلة من المثقفين العرب لم يعشش اليأس والإحباط في نفوسهم، لواء مناهضة هذا الضيم، ولجأوا إلى الفكر القومي لتغذية نضال تحرري نجح في طرد المستعمر، والتأسيس لبناء أوطان حرة، إلا أن غالبية الأنظمة التي قامت بعد الاستقلال استغلت هذا الفكر لمآربها الخاصة، وسخرت شعاراته عن الوحدة العربية وتحرير فلسطين لتعزيز سلطانها واستئثارها بالامتيازات والمغانم، الأمر الذي عمّق أزمات مجتمعاتنا السياسية والاقتصادية، وأبقاها رهينة للتخلف والعجز وللأقوى إقليمياً ودولياً.

المقارنة والمقاربة بين الماضي والحاضر، مع حفظ الفوارق، تظهر مدى حاجتنا اليوم لخيار قومي جديد غني بعمقه الحضاري، وبقيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، يصعب من دونه إحياء الأمل مجدداً في الخلاص والتغيير، وتوجيه الأجيال العربية نحو التعاضد والتكافل لمواجهة التحديات المشتركة والاستحقاقات الحضارية. صحيح أن الهم القومي لم يكن سبباً حافزاً لثورات الربيع العربي؛ لكنه كان حاضراً بقوة في تواترها وتماثل شعاراتها وصور التضامن بين أبنائها، ولنقل في تشابه دوافع انطلاقها رداً على ما آلت إليه أحوالنا من قهر وتردٍ، والأهم في خصوصية تموضعها ضد أنظمة استبدادية، استندت إلى الفكر القومي في وصولها إلى السلطة، واتحدت أدواتها القمعية، كأنها في معركة واحدة، لإجهاض تطلعات الناس وآمالهم.

الاستنجاد بفكر قومي تعضده قيم الحرية والكرامة ليس ضرباً في الهواء أو أمنية فارغة أو نوعاً من تقليد الماضي؛ بل هو الخيار الأجدى لمعالجة الانهيار العربي الراهن، إنْ لجهة دوره أولاً في مناهضة تفاقم ظواهر العنف، ولغة المكاسرة والغلبة التي تفشت في بلادنا، ربطاً بما يضفيه انتماؤه للبيت ذاته من مشروعية وجدوى في نقد وتعرية أنظمة تلطت وراء الشعارات القومية؛ لتنحدر كلياً نحو الديكتاتورية والدولة الأمنية، وتسوّغ من أجل الحفاظ على سطوتها وفسادها، قتل مواطنيها وتدمير مجتمعاتها، وربطاً بقدرته على التعبئة للحد من التدخلات الخارجية في شؤوننا، وردع هذا التنازع المسعور، إقليمياً ودولياً، للسيطرة على مصيرنا ومقدراتنا. وثانياً، لدوره المجرب في محاصرة جماعات تحمل راية الإسلام السياسي، وتسوّغ لنفسها قهر مجتمعاتنا وتفتيتها دينياً وطائفياً، وغالبيتنا تتذكر نجاح الخيار القومي في مختلف بلدان المشرق العربي، مصر وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين، في التصدي للتطرف الأصولي وحركات الإسلام السياسي وهزيمتها، بما في ذلك الارتقاء بالدين نحو أفقه الروحي بعيداً عن مستنقع السياسة وآثامها، وتالياً نجاحه في كسب فئات شعبية واسعة كانت تجد في الخيار الديني بديلاً وملاذاً روحياً، يعينها على مواجهة ما تكابده من قهر وفقر.

وثالثاً، لأنه الخيار الأقدر ببعديه الديمقراطي والإنساني على التعامل الصحي مع التعددية والتنوع الإثني والديني في مجتمعاتنا، بما في ذلك تعرية أطراف تروّج للعصبيات القومية والتطرف الآيديولوجي الأعمى، وتبيح لنفسها ممارسة الإلغاء والإقصاء والاعتداء على حقوق الآخرين وحرياتهم. والأهم لأنه الخيار الذي يستمد مشروعيته وقوته من معاناة مشتركة للشعوب العربية المقهورة، ومن تفاغر وحدة مصيرها، وخلاصها في إرساء قيم الديمقراطية والمواطنة التي تساوي بين البشر، بغض النظر عن جنسهم ودينهم وعقيدتهم وإثنيتهم، ما يبيح تفسير انتماء غالبية رواد الفكر القومي إلى الأقليات الدينية، بصفته خيارهم للارتقاء إلى مجتمع لا يكونون فيه مواطنين من الدرجة الثانية، كما كان حالهم إبان مرحلة السلطنة العثمانية.

اللجوء إلى الحافز القومي للرد على انحطاط المجتمع وأزماته المستعصية هو خيار قديم عرفته شعوب كثيرة عبر التاريخ؛ تجارب اليونانيين ضد أعدائهم، ثم الفرنسيين والألمان والإيطاليين، وأخيراً الشعوب التي انضوت تحت ما سمي المنظومة الاشتراكية، حيث تغذت بالروح القومية الديمقراطية، للتحرر والانفكاك من الشمولية السوفياتية. لا يكاد التاريخ ينتهي في زمن إلا ويبدأ مجدداً في زمن آخر، وإذا كان حصاد الشعارات القومية البعثية البراقة طيلة عقود لم يكن إلا الهزائم والانكسارات ومزيد من التردي والفساد وقهر الإنسان وإفقاره، فقد آن الأوان، في ظل التعقيدات التي راكمتها سنوات الاستبداد والثورة المضادة، لإزالة هذا المستنقع الآسن، وفتح صيرورة قومية جديدة، لعل أهم ما فيها تقدم دور العرب الأحرار في تقرير مصيرهم، وصياغة مستقبلهم دون إقصاء أو وصاية، تحدوها تعرية كافة الالتباسات التي أحاطت بالفكر القومي، من اندفاعات شوفينية بالغة الخطورة ارتكبت باسمه، ومن ممارسات دأبت على تعميمها قوى الاستبداد، لتشويهه وتحويله إلى آيديولوجيا مغلقة ومفرغة من أي بعد إنساني أو حضاري.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

البيان الختامي لمؤتمر سيدر: قروض بقيمة 10,2 مليار دولار وهبات بقيمة 860 مليون دولار

الجمعة 06 نيسان 2018 /وطنية - أعرب المشاركون في مؤتمر "سيدر"، عن تمسكهم بوحدة لبنان واستقراره وامنه وسيادته وسلامة اراضيه، داعين السلطات اللبنانية الى تطبيق ووضع حيز التنفيذ وتعزيز سياسة موثوق بها للناي بالنفس، كما اعربوا عن دعمهم للجهود التي تبذلها السلطات اللبنانية حاليا لتحسين عمل مؤسسات الدولة والاعداد للانتخابات النيابية وفقا للمعايير الدولية . واعتبروا ان لبنان يواجه منذ سنوات عدة صعوبات جمة تعيق نموه الاقتصادي والانساني وان البلاد امام منعطف، وبحاجة الى التضامن والدعم الكامل والشامل من جانب المجتمع الدولي.

واعتبروا انه نظرا الى "مستويات الاستدانة المرتفعة في لبنان"، فان التمويل بالقروض الميسرة والاستثمار الخاص "هما من انجع الوسائل للاستثمار في البنى التحتية واستحداث الوظائف في ما اذا تم الاعتماد على برنامج متناسق لتحسين الموازنة وادارة المالية"، والتزموا بدعم المرحلة الاولى من برنامج الاستثمار والاصلاح في لبنان عبر: قروض بقيمة 10,2 مليار دولار منها 9,9 مليار على شكل قروض ميسرة، هبات بما في ذلك هبات لدعم القروض، بقيمة 860 مليون دولار. وشجعوا القطاع الخاص على المشاركة في تمويل برنامج الاستثمار في البنى التحتية بحسب كل مشروع على حدة.

البيان الختامي

جاء ذلك في البيان الختامي الذي أصدره المشاركون في نهاية اعمال مؤتمر "سيدر"، وفيه:

"1- انعقد مؤتمر سيدر "المؤتمر الاقتصادي للتنمية من خلال الاصلاحات ومع الشركات"، وهوالمؤتمر الدولي لدعم التنمية والاصلاحات في لبنان في فرنسا بتاريخ 6 نيسان 2018 وقد القى رئيس الجمهورية الفرنسية السيد ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة اللبنانية السيد سعد الحريري كلمة خلال المؤتمر الذي ترأسه وزير اوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا السيد جان ايف لو دريان ووزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لو مير بمشاركة 48 دولة ومنظمة والعديد من ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.

2- استنادا الى البيانات الصادرة عن مجموعة الدعم الدولية التي انعقدت في باريس في 8 كانون الاول 2017 والاجتماع الوزاري لدعم القوى المسلحة اللبنانية وقوى الامن الداخلي في لبنان الذي انغقد في روما في 15 آذار 2018، اعرب المشاركون عن تمسكهم بوحدة لبنان واستقراره وامنه وسيادته وسلامة اراضيه داعين السلطات اللبنانية الى تطبيق ووضع حيز التنفيذ وتعزيز سياسة موثوق بها للناي بالنفس، كما اعربوا عن دعمهم للجهود التي تبذلها السلطات اللبنانية حاليا لتحسين عمل مؤسسات الدولة والاعداد للانتخابات النيابية وفقا للمعايير الدولية . واعتبروا ان لبنان يواجه منذ سنوات عدة صعوبات جمة تعيق نموه الاقتصادي والانساني وان البلاد امام منعطف، وبحاجة الى التضامن والدعم الكامل والشامل من جانب المجتمع الدولي.

3- نوه المشاركون بعودة مؤسسات الدولة الى عملها الطبيعي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعتماد قانون انتخابي جديد سوف تليه انتخابات نيابية متوقعة في السادس من ايار.

كما اشادوا بتعيين موظفين كبار لملء الشواغر في الادارة واحيطوا علما باستدراجات العروض الاولى في مجال النفط والغاز ونوهوا باقرار موازنة 2017 للمرة الاولى منذ 12 عاما، وباعتماد موازنة عام 2018 مؤخرا وقانون المياه.

4- على الرغم من التطورات الاخيرة المؤاتية لا زال لبنان يواجه صعوبات وتحديات بالغة. فقد اثر الصراع السوري بالاضافة الى ما نجم عن من نزوح سكاني وتدفق كبير للنازحين واللاجئين الى لبنان على الاقتصاد والبنى التحتية والخدمات الاجتماعية في لبنان. وقد ارتفع معدل البطالة الذي كان اصلا مرتفعا ولا سيما عند الشباب بشكل ملحوظ. وقد غرق اكثر من 200 الف لبناني في الفقر. هذه صعوبات بالغة بالنسبة للبنان الذي من خلال استضافته للنازحين يقدم خدمة عامة للمجتمع الدولي. وعليه فان المشاركين يتطلعون باهتمام الى انعقاد مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة في بروكسيل في 24 و25 نيسان بناء على دعوة من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.

5- ان النهوض الاقتصادي والتنمية البعيدة الامد في لبنان يواجهان صعوبات بنيوية بشكل رئيسي تتمثل بعجز مهم في الموازنة بلغ حوالي ال10 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي بالاضافة الى دين عام مرتفع بلغ حوالي 150 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي، ما يسفر عن انخفاض حاد في انفاق رؤوس الاموال الذي يمثل اقل من 1 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي سنويا. ويبقى معدل نمو اجمالي الناتج المحلي متدنيا.

6- عرض رئيس الحكومة السيد الحريري "الرؤية للاستقرار والنمو وخلق فرص عمل" التي وضعتها الحكومة اللبنانية والتى لقيت ترحيبا من جميع المشاركين. وتستند هذه الرؤية الى اربعة ركائز:

- زيادة مستوى الاستثمار العام والخاص.

- ضمان الاستقرار الاقتصادي والمالي من خلال اعادة التوازن للمالية العامة.

- اجراء اصلاحات اصلاحية تكون مشتركة بين مختلف القطاعات خصوصا في ما يتعلق بمكافحة الفساد وتحديث القطاع العام وادارة المالية العامة.

4- وضع استراتيجية لتعزيز وتنويع القطاعات المنتجة في لبنان، للنهوض بقدراته على صعيد الصادرات.

7- وضعت الحكومة اللبنانية برنامجها الاستثماري في البنى التحتية الذي يركز على تطوير البنى التحتية واعاد تاهيلها، وتقدر الكلفة الاجمالية للمرحلة الاولى من هذا البرنامج الذي يمتد على ست سنوات ويشمل الاعمال التحضيرية والتنفيذ، ب10,8 مليار دولار اميركي ، بما يشمل كلفة الاستملاكات. منها حوالي 35 بالمئة يمكن الحصول عليها من خلال الاستثمارات الخاصة. ونظرا لحجم هذا البرنامج الطموح وللتقويم العام الايجابي الصادر عن مجموعة البنك الدولي قرر المشاركون المساهمة في المرحلة الاولى للبرنامج مع دعم تنفيذ الاصلاحات وتعزيز المؤسسات وهي من العناصر الرئيسية لنجاح البرنامج والاستقرار الاقنتصادي الكلي في لبنان. وشددوا على العديد من الاولويات القطاعية للحكومة اللبنانية لا سيما في مجالات الطاقة والمياه وادارة النفايات التي تعتبر ذات اهمية بالغة للاستجابة لحاجات السكان. كما احيطوا علما باهمية الاستثمارات الخاصة في قطاع النقل، وما زال النقل العام هدفا مهما للاستثمارات بالنسبة الى الحكومة.

واشاد المشاركون باقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي يرسي اسس مشاركة القطاع الخاص في مشاريع للقطاع العام.كما شدد المشاركون على ضرورة الاستثمار والانفاق في القطاعات الاجتماعية ومنها قطاعي الصحة والتعليم. وشجع المشاركون الحكومة ومجموعة البنك الدولي على مواصلة عملهم على البرنامج الاستثماري لاسيما لناحية ترتيب المشاريع بحسب الاولويات وتنظيمها وعلى السهر على احترام المهل لاجراء الاصلاحات القطاعية الضرورية. وتم الترحيب بالعمل الاساسي الذي اضطلعت به المنظمات الدولية في لبنان.

8- ان وادراكا منها لضرورة ادارة سليمة للموازنة لتعزيز ثقة المستثمرين الدوليين من القطاعين العام والخاص، التزمت الحكومة اللبنانية بدعم من مجتمع المانحين ببلوغ هدف طموح يتمثل في تخفيض العجز في الموازنة بنسبة 5 % من اجمالي الناتج المحلي في السنوات الخمس المقبلة بواسطة مجموعة من الاجراءات المتعلقة بالواردات، خصوصا زيادة التحصيل الضريبي، والنفقات مثل تخفيض الدعم لشركة كهرباء لبنان من اجل تحقيق فائض اولي.

وتشكل هذه التدابير خطوات اساسية لدعم الاستقرار الاقتصاد الكلي، والتخفيض التدريجي للدين العام،والسماح لبرنامج الاستثمار في البنى التحتية لتحقيق افضل النتائج بما يشمل تحفيزا مستداما للنمو.

9- اشاد المشاركون بالاجراءات المعتمدة من قبل المؤتمر والرامية الى تعزيز ثقة المجتمع الدولي والجهات المانحة والقطاع الخاص والتي يمكن ان نذكر منها على سبيل المثال تسريع تنفيذ المشاريع التي تم اقرارها، والتوقيع على القروض والموافقة عليها، اضافة الى تخصيص وصرف اموال محلية. كما يتعين تخصيص الموارد الانسانية والمالية للمجلس الاعلى للخصخصة من ضمن هذه التدابير.

10- اقرت الحكومة اللبنانية باهمية اجراء اصلاحات هيكلية وقطاعية لجذب استثمارات جديدة وارساء بنى تحتية حديثة واستراتيجية وتعهدت الحكومة باجراء الاصلاحات اللازمة لحل المشاكل وسد الثغرات الهيكلية وتشجيع الاستثمار العام والخاص بشكل مستدام. وبالنسبة الى الاصلاحات الهيكلية شددت الحكومة اللبنانية على مكافحة الفساد وتعزيز الحوكمة والمساءلة لا سيما في ادار المالية العامة وتحديث قواعد استدراج العروض واصلاح الجمارك وتحسين ادارة الاستثمار العام ذات اهمية بالغة، كما ستواص ل السلطات اللبنانية دعم جهود مكافحة تبييض الاموال واتخاذ التدابير الرامية الى مكافحة تمويل الارهاب وفقا للمعايير الدولية. وبالنسبة الى الاصلاحات القطاعية فان ثلاثة مجالات تعتبر اساسية لنجاح البرنامج الاستثماري وهي اصلاح طموح للتعرفة المرتبطة بزيادة انتاج الكهرباء، وفي مجال ادارة المياه فان تنفيذ قانون المياه يعتبر امرا اساسيا، وبالنسبة الى ادارة النفايات فقد بدأ تطبيق استراتيجية جديدة تستند الى اللامركزية.

اخيرا تم الاعتراف بان خوض الاصلاحات وتنفيذ المشاريع بطريقة تضامنية تراعي التبعات على المرأة سيحظى بالمزيد من الدعم الدولي.

11- في هذا السياق الايجابي ونظرا الى مستويات الاستدانة المرتفعة في لبنان، فقد اعتبر المشاركون ان التمويل بالقروض الميسرة والاستثمار الخاص هما من انجع الوسائل للاستثمار في البنى التحتية واستحداث الوظائف في ما اذا تم الاعتماد على برنامج متناسق لتحسين الموازنة وادارة المالية والتزموا بدعم المرحلة الاولى من برنامج الاستثماري والاصلاح في لبنان عبر:

- قروض بقيمة 10,2 مليار دولار منها 9,9 مليار على شكل قروض ميسرة.

- هبات بما في ذلك هبات لدعم القروض، بقيمة 860 مليون دولار.

وشجعوا القطاع الخاص على المشاركة في تمويل برنامج الاستثمار في البنى التحتية بحسب كل مشروع على حدة.

12- اعتبر المشاركون انه من المهم للغاية وضع الية متينة لمتابعة اعمال هذا المؤتمر ولضمان تنفيذ الالتزامات والاصلاحات والوعود.

وتنوي الحكومة اللبنانية بدعم من الجهات المانحة والمستثمرين ترشيد اجراءات الموافقة على المشاريع التي تحظى بتمويل خارجي واقرارها وتنفيذها. ومن شأن ترشيد الاجراءات ان يساهم في انجاح تنفيذ برنامج الاستثمار في البنى التحتية وتعزيز علاقة الثقة مع الجهات الفاعلة الرئيسية. وبهذا الصدد حيا المشاركون التزام الحكومة اللبنانية النهوض بقدرات التنفيذ بدعم من المجتمع الدولي مع ضمان احترام المعايير الدولية على صعيد الشفافية والمساءلة ومكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب. وسجري تطوير الية للتنسق بين الجهات المانحة والسلطات في بيروت ودعمها من خلال حوار مستمر بين القطاع الخاص والمجتمع المدني وسيجري تنظيم اجتماعات متابعة بشكل دوري مع كبار الموظفين في العواصم والمقار الرئيسية وسيتم تطوير موقع الكتروني يخصص لضمان شفافية التمويل وتنفيذ المشاريع.

13- اعربت الدول والمنظات الشريكة عن سعادتها للعمل مع الحكومة التي سيتم تشكيلها في لبنان بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة من اجل تنفيذ برنامج الاستثمار في البنى التحتية وبرنامج الاصلاحات خصوصا من خلال وضع جدول زمني محدد للاصلاحات. وسيعقدون اجتماعا على مستوى كبار الموظفين في العواصم والمقار الرئيسية بعد فترة وجيزة من تشكيل الحكومة الجديدة".

 

بري عرض مع الرياشي الإنتخابات والوضع الإعلامي واستقبل الخرافي ووفدا من المتقاعدين

الجمعة 06 نيسان 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم في عين التينة، وزير الإعلام ملحم الرياشي، وعرض معه الأوضاع العامة والإنتخابات النيابية وشؤونا تتعلق بوزارة الإعلام وبالإعلام عموما. وقال الرياشي بعد الزيارة: "كانت جولة مع دولته حول الإنتخابات النيابية والحكومة ومؤتمر سيدر 1 في باريس، وتناولنا أيضا الإعلام ودوره وكذلك موضوع المتعاقدين في وزارة الإعلام وأهمية تثبيتهم الى جانب المتعاقدين في كل إدارات الدولة، وهناك عمل في هذا الإتجاه. كذلك عرضنا لبعض ما يحصل في الإعلام، وعبر هذا المنبر أتمنى على الإعلاميين، خصوصا المحترفين منهم وأرباب القلم، أن يبقوا محافظين على الأخلاق المهنية والإعلامية في تخاطبهم. وللذين يتواصلون معي من المتضررين في هذا المجال، أعتقد أن المرجع الصالح هو القضاء ويمكن أن يلجأوا اليه إذا أرادوا ذلك. ولكن أعود وأؤكد على ضرورة الحفاظ على الأخلاق الإعلامية لأنها هي التي تحمي لبنان وصورته، تحمي لبنان النموذج والرسالة لكل العالم، هذا ما قلته منذ أن تسلمت وزارة الإعلام على أمل أن تتحول الى وزارة اعلام وتواصل وحوار، وأود أن أؤكد على ذلك أيضا من منبر الرئيس بري". وكان بري قد استقبل وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الكويتي عادل مساعد الخرافي على رأس وفد من الملتقى البلدي الأول بين لبنان والكويت، ودار الحديث حول العلاقات والتعاون بين البلدين. ثم استقبل وفدا من المتقاعدين يضم موظفي الدولة المتقاعدين وقدامى القوات المسلحة ومنتدى سفراء لبنان، وقد شكروه على دوره ومواقفه في حماية حقوق المتقاعدين وفي إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وقدموا له دروعا تقديرية تعبر عن ذلك.

 

الحريري: الاصلاحات جيدة ونريد ان ننفذها وليس ان نتكلم عنها فقط وزير الاقتصاد الفرنسي: ندعم المزاوجة بين الإصلاحات والاستثمارات في لبنان

الجمعة 06 نيسان 2018 /وطنية - عقدت عند الساعة الثانية من بعد الظهر بتوقيت باريس، الجلسة الثانية لمؤتمر "سيدر" برئاسة وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لو مير تحت عنوان "التطور والنمو والعمالة" الذي استهلها بالحديث عن العلاقات الوثيقة التي تربط فرنسا بلبنان وقال: "ان استقرار لبنان بالنسبة الى فرنسا امر حيوي وان هذا الحشد الدولي هو لمساعدة لبنان على مواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها. ونأمل أن نتمكن على المستوى الاقتصادي من تعزيز الروابط في ما بيننا في الايام المقبلة". وقال: "ان انعقاد هذا المؤتمر اليوم في باريس يشهد على إرادة فرنسا ورئيسها في حشد وتعبئة كل المجتمع الدولي من أجل لبنان. جميعنا يعرف الظروف العصيبة والتحديات التي تتربص بلبنان اليوم، وأود أن أعبر عن احترامي وإعجابي بالشعب اللبناني الذي يواجه، بقيادة الرئيس الحريري، هذه التحديات. وأنا أفكر بشكل خاص بآثار الأزمة السورية وتبعاتها على اقتصاد لبنان وشعبه".

وأضاف: "إن الدعم الذي تقدمه فرنسا في هذه الظروف الصعبة ليس سياسيا ومعنويا فقط بل أنه يترجم بطريقة ملموسة عبر المشاريع الاقتصادية. ففرنسا هي في طليعة الدول المانحة، على المستوى الثنائي كما على مستوى الاتحاد الأوروبي. ونحن سعداء اليوم برؤية كل شركاء لبنان الرئيسيين على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف، مجتمعين من أجل دعم اعادة النهوض الاقتصادي اللبناني".

واعتبر الوزير الفرنسي أنه وعلى الرغم من ان خطة السلطات اللبنانية بسيطة الا انها طموحة ومبتكرة، وقال: "ندخل مؤتمر "سيدر" باستراتيجية أكثر فاعلية تقوم على خطة استثمار وإصلاحات هيكلية يدعمها عدد من الدول والمنظمات الدولية. أن مشاركة المنظمات التمويلية أمر جيد بالنسبة إلى لبنان والاقتصاد اللبناني والمجتمع الدولي الملتزم بمساعدة لبنان. ويجب أن تتقدم الاستثمارات والإصلاحات بشكل متواز، لأنها الطريقة الوحيدة التي ستسمح بانتعاش لبنان. وهنا أحيي برنامج الإنفاق الاستثماري الذي عرضته الحكومة اللبنانية والذي أعتقد أنه يستجيب لاحتياجات الاقتصاد اللبناني في مواجهة التحديات. وقد حظي هذا البرنامج بدعم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وقد تم تحديد القطاعات والمشاريع الرئيسية التي سوف تعزز النمو وخاصة، تعزيز البنى التحتية في الكهرباء والنقل، وهذه هي المحركات الرئيسية للتنمية الاقتصادية في لبنان وخاصة في مجال الصناعة التي تخلق فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في قطاع الخدمات".

ولفت لو مير إلى "أن الحكومة اللبنانية تعرف، وفرنسا تؤيد هذا التشخيص وبأن الوضع القائم لا يطاق، وهو يؤدي إلى تدهور البنى التحتية والخدمات العامة ومستوى التنمية الاقتصادية في البلاد. لذلك لا بد من الإصلاحات الهيكلية للنمو الاقتصادي وتصحيح المالية العامة وتعزيز قدرة البلاد على استقطاب عدد أكبر من المستثمرين والشركات الخاصة. هذه هي استراتيجية لبنان وهي تتناسب تماما مع ما نفعله اليوم في فرنسا. هذا الأمر سيسمح بتحسين مناخ الأعمال، وهذا مطلب لا بد منه: الشفافية في استدراج العروض، مكافحة الفساد والتحكيم الدولي، وهذا كفيل بأن يسمح بإطلاق عجلة الاقتصاد. ومع هذه الإصلاحات وتحديث إجراءات تنفيذ المشاريع سيتم تنفيذ أهداف البرنامج الاستثماري. وهذه الإصلاحات ضرورية لكي يتمكن القطاع الخاص من أن يكون مشاركا في هذه الاستثمارات".

وأضاف: "الحكومة اللبنانية مدركة تماما أن هذا ضروري لإقامة عهد من الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي، وكل هذه الأمور هي شرط لا بد منه لنجاح برنامج الإنفاق الاستثماري. لهذا السبب، لبنان بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي، والسلطات اللبنانية قد أرسلت الى المجتمع الدولي إشارات إيجابية جدا عن إرادتها في مواجهة هذا التحدي. وأود أن أشكر الرئيس الحريري على ذلك".

وتابع: "إن إقرار موازنة العام 2018 وتبني البرلمان اللبناني لقانون المياه الأسبوع الماضي هي إشارات عملية على تصميم وحزم الحكومة اللبنانية المضي قدما نحو الإصلاحات الهيكلية، ونتمنى لهذه الهيكلية أن تستمر وأن يتم تبني الإجراءات الأخرى سريعا، مثل توقيع المراسيم المتعلقة بالخصخصة والشراكة بين القطاعين العام والخاص. ويجب أن يتأكد لبنان أن فرنسا والمجتمع الدولي يدعمان المزاوجة بين الإصلاحات والاستثمارات. ونحن لن نألو جهدا في مساعدة اللبنانيين على تنفيذ هذه الإصلاحات. وكما أكد رئيس الجمهورية في اجتماع مجموعة الدعم للبنان في كانون الأول الماضي، فإن فرنسا تحملت دائما مسؤولياتها في الوقوف الى جانب لبنان، وهي سوف تفعل ذلك مجددا اليوم بمناسبة هذا المؤتمر، وهي ستقدم 550 مليون يورو على فترة 4 سنوات، من 2019 و2022 لمساعدة لبنان، 400 مليون يورو قروض سيادية ميسرة و150 مليون منح لمشروعات ثنائية عن طريق الوكالة الفرنسية للتنمية. وهذه إشارة عملية على دعم لبنان وحكومة الرئيس الحريري في تنفيذ هذه الإصلاحات الهيكلية. ونحن نتمنى أن يتحمل كل شركاء لبنان مسؤولياتهم، لأن لبنان يمكن أن يكون قطبا للاستقرار في المنطقة، وهو لن يكون كذلك إلا إذا نجحت الخطة الاستثمارية وكان المستثمرون حاضرون".

وختم قائلا: "مؤتمرنا اليوم هو نقطة انطلاق لتنفيذ استراتيجية تختلف عن الاستراتيجية السابقة. لم نعد في منطق المنح بل تحول جذريا لكي ينطلق لبنان على أسس متينة. وللمرة الأولى سوف يتم إدخال آلية لمتابعة التزاماتنا لكي نضمن مساهمة الأطراف في المدى الطويل، وهذا برهان على الجدية وهي ضرورة للنجاح، وتشجيع إضافي للمستثمرين على المشاركة في برنامج الإنفاق الاستثماري والإصلاحات".

الحريري

من جهته تحدث الرئيس الحريري فقال: "اود ان اشكر الوزير لو مير على كل ما تقوم به فرنسا من اجلنا، واشكر السفير بيار دوكان الذي قام بعمل جبار معنا وكان دائما في الطائرة يتوجه الى لبنان ويشجع الجميع على وضع اللمسات الاخيرة على هذا البرنامج. كما قلت ان لبنان بلد صغير جدا جدا وهو يستقبل 1,5 مليون لاجئ سوري وحوالى 200 الف لاجئ فلسطيني وربما 100 الف لاجئ من جنسيات اخرى، وبالتالي فاننا نتحمل عبئا كبيرا لكننا نتحمل مسؤولياتنا فيما نقوم به لاننا نؤمن بان لبنان له تاريخ، فقد كان في الماضي فريسة للحرب الاهلية، ونحن كنا في فترة ما لاجئين، لذا فاننا نفهم هذه الامور، ونستقبل هؤلاء الناس لاننا نؤمن بالانسانية وبان هذا واجبنا. ولكن هذا لا يعني انه يمكننا ان نقوم بذلك الى ما لا نهاية خدمة للمجتمع الدولي ونعتقد ان على هذا المجتمع مسؤولية تجاه لبنان والمنطقة في ما يخص هذه الخدمة المدنية التي نسديها". اضاف: "لقد تكلمنا كثيرا عن الاصلاحات خلال هذا المؤتمر، ونعتقد ان هذه الاصلاحات جيدة للبنان ونريد ان ننفذها لاننا نؤمن بانها جيدة للبنان وانه لا يتعين علينا ان نتكلم عنها فقط، بل يجب ان ننفذها. لقد تبنت هذه الحكومة قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتمكنت حكومتي بعد تسع سنوات من عدم اجراء انتخابات برلمانية من تبني قانون جديد للانتخابات، وبعد اثني عشر عاما من الانقسام في البلد تمكنت الحكومة من اقرار موازنتي العام 2017 و2018 وحكومتي تعمل اليوم في هذا المؤتمر لتبني برنامج يكون شاملا". وتابع: "الفرق بين هذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة هو اننا اليوم نركز على مشاريع قابلة للتنفيذ والاستثمار، وهي ستكون كذلك بفضل الاصلاحات والعمل الوثيق الذي قمنا به مع البنك الدولي لنتأكد من أن اي برنامج نتبناه سيكون برنامجا عمليا قابلا للتنفيذ. وانا اشدد هنا على اهمية ايجاد الية عملية لمتابعة تنفيذ ما سيتم التوصل اليه اليوم في نهاية المؤتمر".

 

السفارة البريطانية: 40 مليون جنيه استرليني للبنان لخلق فرص عمل وتحسين البنى التحتية

الجمعة 06 نيسان 2018 /وطنية - أعلنت السفارة البريطانية، في بيان، أن "40 مليون جنيه استرليني من المساعدات البريطانية للبنان لخلق فرص عمل وتحسين البنى التحتية من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية، أعلن عنها وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني أليستر بيرت اليوم في مؤتمر سيدر، مجددا تأكيده على الشراكة المستمرة والقوية بين المملكة المتحدة ولبنان". أضافت السفارة في بيانها: "تتضمن الهبة التي أعلن عنها اليوم 15 مليون جنيه استرليني لبرنامج دعم المجتمعات المضيفة اللبنانية من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية الدولية- لمساعدة البلديات الأكثر تأثرا، برنامج قيمته 15 مليون جنيه استرليني بالتعاون مع الحكومة اللبنانية دعما للمؤسسات الصغيرة؛ بالإضافة الى 10 ملايين جنيه استرليني من أجل خلق فرص عمل ومشاريع بنى تحتية. وتدعم المملكة المتحدة إصلاحات اقتصادية طموحة تضعها الحكومة اللبنانية. من الممكن ان يؤدي زخم الاصلاحات الرئيسية الى إرسال إشارة قوية للقطاع الخاص على أن ظروف الاستثمار في تحسن، مما يفسح المجال لتدفق إستثمارات القطاع الخاص لتعزيز فرص العمل وتقديم الخدمات العامة لصالح الجميع. كما ستوفر المملكة المتحدة للبنان 20£مليون جنيه من الهبات الإضافية التي قد تؤدي الى تأمين حوالي 120 مليون جنيه من القروض بفوائد مخفضة، عند إنشاء آلية مراقبة واضحة واستمرارية الزخم على وقع تنفيذ الإصلاحات الرئيسية والمشاريع التي تمت الموافقة عليها". وصرح بيرت، من باريس، بالتالي: "ان أمن لبنان وازدهاره يهم المملكة المتحدة. نحن نعي حجم التحديات في المنطقة وقوة لبنان الاستثنائية ومرونته، ليس فقط في التغلب على هذه التحديات ولكن من خلال توفير، وبكلفة عالية، المأوى والتعليم وفرص العمل لأولئك الذين هربوا من العنف والخوف والدمار. هذا المؤتمر لا يتعلق فقط بالأزمة السورية، وهذا ليس مؤتمرا للأزمة. إنه مؤتمر أكثر تفاؤلا، وفي بعض النواحي أكثر تحديا. هو عبارة عن أخذ منعطف جديد وإعادة تنشيط النمو الاقتصادي وفتح الطريق أمام الإمكانيات الهائلة للشعب اللبناني لمساعدة البلد في الوقوف على قدميه. الطريق المقبلة لن تكون سهلة ولكن الفوائد واضحة. تلتزم المملكة المتحدة كداعم قوي للبنان، الوقوف الى جانبه الآن وفي المستقبل".

ودعا المانحين الى "اتباع خطى المملكة المتحدة وتكثيف دعمهم الدولي لمساعدة الحكومة اللبنانية على تنفيذ خططها من أجل نمو الاقتصاد وتحسين الدعم للمؤسسات الاقتصادية". وختمت السفارة بيانها: "بالإضافة الى دعم المملكة المتحدة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في مجال الأمن، يبقى لبنان ثاني أكبر دولة تتلقى الدعم من المملكة المتحدة في المنطقة بعد سوريا، وبلغ الدعم£543 مليون جنيه استرليني منذ العام 2012. ومنذ العام 2015 باشرت المملكة المتحدة دعم لبنان في مشاريع تهدف الى تعزيز الفرص الاقتصادية لمن هم أكثر حاجة من اللبنانيين واللاجئين، مقدمة دعما كبيرا لقطاع التكنولوجيا والمؤسسات الاجتماعية المتنامية في لبنان".

 

هوير: بنك الإستثمار الأوروبي يوفر 800 مليون يورو لإستثمارات الحكومة اللبنانية

الجمعة 06 نيسان 2018 /وطنية - أعلن رئيس بنك الإستثمار الأوروبي فيرنر هوير، أن "لبنان سيتلقى ما يصل إلى 800 مليون يورو من الدعم للاستثمارات العامة بحلول عام 2020". وقال هوير في تصريحات خلال مشاركة بنك الإستثمار الأوروبي في مؤتمر "سيدر" الذي عقد في باريس: "نحن مستعدون لدعم لبنان في تنفيذ الخطة الاستثمارية للحكومة. لقد قدمنا ما يقرب من 1.8 مليار يورو من التمويل للمشروعات في لبنان، تم تخصيص 45 في المئة منها للاستثمارات العامة في البنية التحتية الحيوية خاصة في قطاعات مياه الصرف الصحي والنقل". وأشاد ب"الإصلاحات التي نفذتها السلطات اللبنانية حتى الآن". وأكد أن "إستمرارية الإصلاحات والتدابير الجديدة التي تم عرضها خلال المؤتمر تساعد بنك الاستثمار الأوروبي في توفير إستثمارات تصل إلى 800 مليون يورو". وأشار إلى ان دعم لبنان سيتم "من خلال مبادرة البنك الخاصة بدعم المناعة الإقتصاية لمنطقة غرب البلقان والجوار الجنوبي (ERI) والتي تهدف إلى تشجيع الاستثمار في دول الجوار الأوروبية. ويستطيع بنك الاستثمار الأوروبي توسعة أنشطته التمويلية في لبنان، بالإضافة إلى دول الجوار الأوروبي الأخري بفضل المنح التي وفرتها عدد من الدول الأوروبية المانحة وهي كرواتيا وإيطاليا وليتوانيا ولوكسمبورغ وبولندا وسلوفاكيا والمملكة المتحدة".

ولفت بيان وزعه المكتب الاعلامي لبنك الاستثمار الأوروبي إلى ان مبادرة ERI تسمح "بزيادة مساهمة البنك في معالجة أزمة اللاجئين والتحدي طويل المدى للهجرة في المنطقة، عبر المساعدة على بناء المناعة الاقتصادية من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرئيسية والقطاع الخاص، وهو ما سوف يخلق فرص عمل ويخلق بيئة مواتية للنمو الإقتصادي. كما يؤدي الي زيادة توفير الخدمات مثل الطاقة والنقل والمياه والصرف الصحي والتعليم". وختم بالاشارة إلى ان بنك الاستثمار الأوروبي "هو شريك أساسي للبنان. وكان البنك قد وقع مؤخرا اتفاقية تمويل بقيمة 68 مليون يورو لتوسعة وتطوير محطة الغدير للمياه والصرف الصحي. وقدم البنك التمويل اللازم في العديد من القطاعات الهامة للاقتصاد اللبناني. الطاقة (112 مليون يورو)، النقل (335 مليون يورو)، حقوق الملكية (26.5 مليون يورو)، المياه ومياه الصرف الصحي (401 مليون يورو) بالإضافة إلى تطوير القطاع الخاص (705 مليون يورو). يعمل البنك عن كثب مع الحكومة اللبنانية لتوفير التمويل اللازم للمشاريع المطلوبة".