المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 30 أيلول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.september30.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تغريدات للياس بجاني

لماذا لا تشمل جولة د. جعجع على دول القرار إيران أيضاً؟/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وتبقى_كنيسة_الشهادة/الاب توما مهنا والام الحاضنة/كلوفيس شويفاتي/فايسبوك

طوم حرب للنهار: مشروع العقوبات سيُطبّق قبل نهاية السنة، وعلى 14 ىذار أن تكون موحّدة

بيان "تقدير موقف" رقم 47/ في وجه العقوبات المالية على حزب الله لا تفيد الاستعراضات العسكرية لا في الحمرا ولا طبعاً في الصفرا!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/9/2017

أسرار الصحف الصادرة ليوم الجمعة 29 ايلول 2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

استعراض مليشيوي للحزب القومي السوري في بيروت يضرب هيبة الدولة

عون لنائب قائد القيادة المركزية الاميركية: لبنان ماض في مكافحة الارهاب وملاحقة الخلايا النائمة براون: اميركا ستتابع تقديم الدعم للجيش اللبناني

الاحرار: لتطبيق قانون السلسلة والمحافظة على الاستقرار النقدي

لقاء للاحرار حول تطيير الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس وتأكيد على ان الحرية في لبنان ليست ديموقراطية

جعجع وقع العريضة الوطنية للمطالبة بالكشف عن مصير المفقودين والمخفيين

القوات فككت "الشيفرة".. وسكاف حسمت أمرها

 تفاصيل.. 14 شهيداً لـ"حزب الله" في هجوم لـ"داعش"

ريفي على خطى السبهان

ريفي يتضامن مع أهالي بيروت: لا مكان لـ"الرمادي" بعد اليوم

مــن هرّب "أبو خطــاب" مــن مخيـــم عيـن الحلوة؟ معلومات عن توجهه الى سوريا... والمولوي لا يزال في المخيم

الشعّار يرفض احكام "العسكرية" في حوادث عبرا: تابعة لـ"حزب الله" ويـــجب إلغـــــاؤها

الحل الحكومي يفتح النقاش على قانون الضرائب الجديد/بارود: ماذا لو أنجز النص القانوني من دون موازنـة/حنين: السلسلة حق مكتسـب وتعليقها يتم بالمنــاداة

"حزب الله" يرفض "التضعضع" في فريقه السـياسي عشـية الحلول الكبـرى الضاحية تحتاج التسويةَ والحكومةَ..وتتحرك على خط "التطبيع" تحت سقفهما!

الحكومة تجاوزت قطوعات السلسلة والإيرادات ويبقى لغم التطهير الإداري

رعد: قانون العقوبات ليس ضد حزب الله بل لترهيب لبنان وتركيعه والسلسلة ستصل لاصحابها

نحن الرأي العام البَغْل/جوزف الهاشم/الجمهورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الخارجية الأميركية: لا نعترف بنتائج استفتاء كردستان/أميركا حثّت على الهدوء ووقف التصعيد في الأزمة بين الإقليم وبغداد وواشنطن

ماكرون يدعو العبادي للاعتراف بحقوق الشعب الكردي والرئيس الفرنسي شدد أيضاً على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق

بدء تطبيق قرار حظر الطيران فوق إقليم كردستان العراق وأربيل ترفض تسليم مواقع حدودية لبغداد

العراق ينسق مع إيران وتركيا للسيطرة على حدود كردستان

بارزاني «يتجاوب» مع مبادرة علاوي وأبدى استعداده «للتريث عامين» و«عدم فرض الأمر الواقع»

وكالة الطاقة: التطور السريع لأسلحة كوريا الشمالية يمثل تهديدا عالميا

ترحيب أميركي بموقف بكين الجديد إزاء كوريا الشمالية

خفض التصعيد» في إدلب تصدر مباحثات إردوغان وبوتين

حكومة الثني تمنع دخول الأميركيين... و«الوفاق» تكشف عن أسماء قيادات «داعشية»

اعتقال منفذ ومصور ذبح الأقباط المصريين... وكشف مصير صحافيين تونسيين اختطفا في ليبيا قبل 3 أعوام

هيلي: روسيا تمنع تفتيش مواقع إيران العسكرية

اشتباك «داعشي – كردي» لإعادة رسم الخارطة السورية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
العقوبات على «حزب الله» تكتمل بـ«شــهادة» ترامب أمام الكونغرس/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

حزم سعودي في مواجهة التطبيع مع النظام/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

هذا ما تريده الرياض من لقاءاتها اللبنانية/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

عناصر «حزب الله» مجدداً إلى واجهة.. الموت/علي الحسيني/المستقبل

زمن ربْط النزاع في لبنان يترنّح... فمَن ينقلب على مَن/السعودية «عائدة» ولن تترك الساحة لإيران/الراي الكويتية

السعودية قررت التصدي لإيران في لبنان/الجميل وجعجع وبعدهما الحريري وجنبلاط وسعيد والسيد/إيلي الحاج/النهار

هل إختار العرب الفدرالية تفادياً للتقسيم/محمد سلام/Lebanon360

مروان حمادة الشاهد الحيّ على 14 آذار/أحمد الغز/اللواء

15 كانون الثاني – ذكرى اغتيال المفكر اللبناني مصطفى جحا/بقلم ابن الشهيد/مصطفى مصطفى جحا

السيد نصر الله وإصلاح الخطاب العاشورائي/علي أمين جابر/الأخبار

التهافُت اللبناني على دخول المحور الإيراني/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الأسير يروي "ما بعد عبرا": حضّرتُ لاغتيال هؤلاء/نسرين يوسف/الجمهورية

إصلاح بغداد لوقف تفكك العراق/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بغداد ـ أربيل... الحوار عوضاً عن الفخ/إميل أمين/الشرق الأوسط

امبراطوريات الخوف/بول شاوول/المستقبل

قطر في متاهتيها الإيرانية والإخوانية/فاروق يوسف/العرب

سيناريو ما بعد الاستفتاء/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

استفتاء كردستان والحقيقة المجردة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 دروز لبنان وزعيمهم قرقماز أبرز أهداف النّقمة العثمانيّة/عبدالرحيم أبو حسين/الحياة

الراعي في العشاء السنوي للجنة الاسقفية لوسائل الاعلام: على الحكومة دعم المدارس الخاصة

الراعي استقبل سفير الأردن ومفوضة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين

الحريري: توصلنا إلى مشروع قانون معجل مكرر يتضمن التعديلات الضريبية واتفقنا على صيغة لقطع الحساب تمكننا مع مجلس النواب من إقرار الموازنة

الرياشي في افتتاح مؤتمر الإعلام المسيحي...نحو الاتحاد: من واجبنا أن نصنع مع شريكنا المسلم سلاما حقيقيا

ابو كسم من المجلس الشيعي الاعلى: لدعم التواصل مع القوى المعتدلة في مجتمعنا لتوسيع قاعدة المشاركة الوطنية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ

انجيل القدّيس متّى12/من38حتى42/:"أَجَابَ بَعْضُ الكَتَبَةِ والفَرِّيِسِيِّينَ يَسوعَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَة». فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ. فكَمَا كَانَ يُونَانُ في بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال. رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ ويَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان! مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ وتَدِينُهُ، لأَنَّهَا جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان"!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تغريدات للياس بجاني

*الياس بجاني: استدعاء قادتنا الموارنة إلى السعودية ليس مقبولاً. ومن غطى منهم الإستدعاء بكذبة الجولة فاشل وذمي وغير جدير بالثقة.

*واجب الماروني تحديداً أن يتوقف عن خداع نفسه والإعتراف أن غالبية قادته تجار وذميون واعداء لبنان ال 10452 كلم مربع

*القوات إن جعجع في جولة بدأها بالسعودية غير أنه عاد منها إلى بيروت بعد ساعات.. وين الجولة؟

*نفاق قواتي اعلامي/تبين وكما الخبر في أسفل أن كل ما حكي عن جولة لجعجع محطتها الأولى السعودية هو غير صحيح ويندرج في سياق التمويه والنفاق الإعلامي المكشوف المرامي والأهداف.

*الخميس 28 أيلول 2017 /وطنية - عاد رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع يرافقه وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي مساء اليوم الى بيروت بعد زيارة إلى المملكة العربية السعودية التقى خلالها المسؤولين السعوديين حيث تم التداول في الأوضاع العامة في لبنان كما في أزمات المنطقة.

*حزب الله سرطان ضرب لبنان ويتفشى أكثر وأكثر في جسمه ويفتك به وبناسه في حين أن غالبية قياداتنا طرواديون ويهللون له..زمن محّل وبؤس

*طريقة استدعاء قادتنا الموارنة إلى السعودية ليس فيها ما يفرح .. كان أشرف وأكثر احتراماً لنا التواصل من خلال مبعوث خاص

*لبنان وطن الأرز المقدس هو هيكل الله. وكل لبناني لا يدافع عنه ويساند القوى التي تحتله يستجلب غضب الرب عليه.

*معقولي د.جعجع يسبق الرئيس عون وينط من السعوية ع إيران ويخلي التحالف الجديد ع المكشوف؟ بزمن الصفقات والمِّحل ما في شي مستبعد

*هل في السعودية اكسير مناعة سيُحقن به بعض من تم استدعائم ليعودا إلى صوابهم ويسقطوا رهاناتهم الفاشلة ويخرجوا من صفقة العار والخطيئة؟

 

لماذا لا تشمل جولة د. جعجع على دول القرار إيران أيضاً؟

الياس بجاني/28 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59086

بصدق نسأل ودون أن تكون في صيغة السؤال أية براءة..

نسأل لماذا لا تشمل جولة الدكتور سمير جعجع الجمهورية الإيرانية وبتسهيل من الرئيس عون وحزب الله والرئيس بري وهم حلفاء إيران وحزب الله الأقوياء في لبنان.. وهم أيضاً حلفاء “الحكيم” المستجدين بعد فرطه تجمع 14 آذار عن سابق تصور وتصميم ودخوله الصفقة العار والخطيئة إلى جانبهم ومن ضمن صفوفهم الملالوية؟

لماذا لا، وبإمكان “حكيم معراب” عندئذ أن يلتقي علناً وع المكشوف النافذين من القيادات الإيرانية المولجين ملف لبنان ولاية لبنان؟

لماذا لا وهو المتلحف “بالواقعية” منذ دخوله أوحال وزواريب “ورقة النوايا” مع تيار عون-باسيل التي تبين حتى للعميان والأطفال والسذج وعلى خلفية ما أنتجته أنها فعلاً كانت ورقة نوايا..

ولكن نوايا “مش بريئة” “نوايا رئاسية” و”نوايا الغائية”… في حين أن كل ما تمت تغطيتها به من شعارات “المصالحة” لم تكن حقيقة ولا حتى قاربت الحقيقة بشيء؟ وظهر بعض عدمية النوايا هذه في الدعوات التي وجهها الحكيم ولم يوجهها في قداس ذكرى الشهداء “المسرحي” الذي أقامه في حصنه “المعرابي”.

فعلاً، لماذا لا يأخذ المبادرة ويكمل ما يقال أنه بدأه سراً من حوالي السنة والنصف من انفتاح مباشر على الإيرانيين..

وهذا أمر بالطبع غير مؤكد وغير موثق ولا نتبناه في غير السياق التحليلي. ولكن تتناقله بجدية الأوساط السياسية اللبنانية منذ مدة وتحيك حوله الكثير من التحليلات والاستنتاجات.

في أسفل الخبر الذي وزعه إعلام قوات الحكيم نقلاً عن جريدة الشرق الوسط ونُسِّب إلى “الجبور الجبار” ..

(جبور: جولة جعجع تهدف إلى منع تهميش الدولة ومعاقبتها بسبب دور “حزب الله” العسكري

الشرق الأوسط/28 أيلول/17/غادر رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، يرافقه فيها وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، في جولة خارجية تستمرّ أياماً، يستهلها بالمملكة العربية السعودية محطته الأولى في الجولة التي ستقوده إلى عدد من الدول العربية والغربية، حيث يلتقي عدداً من المسؤولين السعوديين، ويبحث معهم الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وتأتي جولة جعجع الخارجية: “لاستشراف الأمور التي تحصل على مستوى المنطقة”، وفق تعبير رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور، الذي لفت إلى أن جعجع “سيستوضح حقيقة ما يدور في كواليس دول القرار، ولا سيما فيما يتصل بمصير لبنان، ومنع تهميش الدولة اللبنانية ومعاقبتها بسبب الدور العسكري والأمني الذي يلعبه “حزب الله” في المنطقة”. وأكد جبور لـ”الشرق الأوسط”، أن “اختيار الدكتور جعجع المملكة العربية السعودية محطة أولى في زيارته الخارجية، ينطلق من الدور المحوري والكبير للمملكة، التي تشكّل رأس حربة الدور العربي بمواجهة المشاريع الإقليمية التي تعمل على تفتيت المنطقة وضرب المنظومة العربية”. وقال: “السعودية لعبت تاريخياً، دوراً محورياً لحماية لبنان، بدءاً من رعايتها لاتفاق الطائف ودعمها الاقتصاد، وشكلت على مدى العقود الماضية، صمام أمان لحماية لبنان من مخاطر المحور الإيراني”. ولفت رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات”، إلى أن السعودية “كانت ولا تزال حجر الزاوية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بالنظر لعلاقاتها وتحالفاتها الدولية، ولا سيما مع دول القرار مثل أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وتأثيرها في القرارات الدولية، ودروها الرائد على المستوى العربي، الذي تستطيع من خلاله أن توفر مظلة حماية عربية ودولية للبنان، وخصوصاً لاتفاق الطائف الذي يعدّ أهم عوامل الاستقرار في بلدنا”.)

ما يفهم من الخبر بقراءة لما بين سطوره ودون براءة في القراءة، أن قوات الحكيم تريد القول بأن الرجل هو مميز عن غيره ولم يُستدعى للسعودية كما يشاع، بل هو يقوم بجولة معد لها مسبقاً أراد أن تكون السعودية محطتها الأولى لما للسعودية من دور فاعل لبنانياً..

في حين أن موقع محطة ال أم تي فيMTV الالكتروني نشر خبراً يناقض كلياً هذا التفسير “الجبوري”..حيث أشار الموقع إلى أن الدعوة جاءت فقط قبل 48 ساعة.. في أسفل الخبر هذا:

(في السعوديّة أهمّ… وهكذا تلقّى جعجع والجمّيل الدعوة

ام تي في/28 أيلول/17/علّق نائبٌ بارز، ينتمي إلى تحالف ١٤ آذار ومتابع لملف سلسلة الرتب والرواتب والمخارج التي يتمّ البحث عنها لتمويلها، على سؤال عمّا ستخرج به جلسة الحكومة بالقول: “لم يعد مهمّاً ما يحصل في الحكومة، بل المهمّ اليوم ما يحصل في السعوديّة”.

وعلى صعيدٍ آخر، علم أنّ دعوتَي رئيسَي حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع والكتائب اللبنانيّة النائب سامي الجميّل لزيارة المملكة وصلت قبل حوالي ٤٨ ساعة فقط من موعدها، ما استدعى إلغاءهما لمواعيدهما.)

اليوم وفي قراءة تحليلية واستنتاجية جاء في بيان مجموعة “تقدير موقف” رقم 46 عن زيارات السعودية ما يلي:

http://eliasbejjaninews.com/?p=59084

)في زيارات المملكة

• انشغل الوسط اللبناني في متابعة زيارات قيادات سياسية إلى المملكة العربية السعودية.

• هل هذه الدعوات تشكّل Comeback سعودي إلى لبنان؟

• هل ستزور قيادات أخرى المملكة ؟

• ما انعكاس الزيارات على “التسوية السحرية” التي دخل إليها عن سابق تصور وتصميم القوات والمستقبل؟

• هل سيعودون “شاربين حليب سباع”؟

• كلها أسئلة مشروعة!!

تقديرنا: ما نطلبه هو Comeback لبناني إلى معنى لبنان من خلال مبادرة وطنية.(

في الخلاصة إن من دفن دون أن يرمش له جفن كل ما هو مقاومة ومبادئ قواتية وثوابت تاريخية وفرط 14 آذار على خلفيات أجندات رئاسية وسلطوية ملتحفا بهرطقتي “الواقعية وربط النزاع” وداكش السيادة بالكراسي “وبيبكي وبيروح” ليس مستبعدا لا اليوم ولا غداً أن يزور إيران وأن يكمل رحلة “واقعية” الألف ميل وهي رحلة أوصلت العماد إلى الرئاسة وقد توصله هو أيضاً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وتبقى_كنيسة_الشهادة/الاب توما مهنا والام الحاضنة

كلوفيس شويفاتي/فايسبوك/29 أيلول/17

بعد انتهاء القداس الاحتفالي في 18 ايلول ورحيل المصلين، وبعدما ساد الصمت والسكون وسط روائح البخور، حمل الاب الجليل توما مهنا (لامس التسعين عاما ) سنوات ترهبه الطوال وجال في وادي ايليج ...عاين غابة الارز، أرزة أرزة ، تمتم صلواته امام منصة البطاركة واسماء الشهداء والشواهد، استذكر اسماء الكهنة والراهبات والرهبان في النصب، صلى لسيدة ايليج قبل ان يغادر بسلام ...شكلت عظة الاب توما مهنا في بلدة اده البترون في العام 1998 اثناء الذبيهة الالهية لراحة نفسي الشهيدين الياس وعمانويل تحولا متوجها الى اهلهم الذين كانوا اتصلوا برفيقنا فادي الشاماتي طالبين منه نقل رفات ابنهما الى اده ، واصر فادي يومها ان يكون نقل الرفات بشكل يليق بالشهداء وقد تحمل تبعات هذا الامر اعتقالا وتنكيلا من الاجهزة الامنية فيما بعد . يومها اشرف الاب توما مهنا على مراسم نقل جثماني الشهيدين ووضعهما في نعشين جديدين لفا بعلم ابيض توسطه صليب كتب عليه بالسريانة :بك نقهر أعدائنا ومن أجل إسمك نطأ مبغضينا". كما هو محفور فوق عتبة باب الكنيسة في سيدة إيليج. نظّم فادي الموكب الذي ضم نحو 150 سيارة دخلت البلدة بشكل مهيب وسط نثر الارّز والزهور وقرع الأجراس...يومها قال الاب مهنا في عظته " اذا كانت رغبة الأهل في عودة اولادهم الشهداء الى تراب بلدتهم، ليعلموا ان احتضان الام الالهية، سيدة ايليج سلطانة الشهداء لابناءها اعظم من احتضان امهاتهم لهم ... من يومها لم يعد أحد منا يفكر بنقل جثمان شهيد من ايليج، وانطلقت ورشة الاهتمام بالمدافن وبغابة الارز والدير وتم تأسيس رابطة سيدة ايليج بمعونة العذراء القديسة ...اطال الله بعمرك ابونا توما مهنا ولترافقك سيدة ايليح في كل خطواتك..

 

طوم حرب للنهار: مشروع العقوبات سيُطبّق قبل نهاية السنة، وعلى 14 ىذار أن تكون موحّدة

فرج عبجي/النهار/29 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59125

بعد تمرير لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي مشروعي القانونين المتعلقين "بتشديد العقوبات المالية على#حزب_الله ومعاقبته لاستخدامه المدنيين دروعاً بشرية في حرب تموز 2006، يبدو أن الولايات المتحدة أخذت قراراً بمحاصرة "حزب الله" حتى النهاية وشلّ قدراته المالية والعسكرية. ويأتي ذلك في وقت بدأ الحديث فيه جدياً في أروقة القرار الأميركي عن احتمال إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. القراران أصبحا في عهدة البرلمان الأميركي بانتظار التصويت عليهما وإحالتهما على مجلس الشيوخ فالرئيس الأميركي. ووفق المعطيات المرافقة لهذين المشروعين، يبدو أن لبنان مقبل على مرحلة شد حبال قوية إذا شرعت واشنطن بتجميد أموال الداعمين لـ "حزب الله". والسؤال المطروح: ما هي قدرة الحكومة اللبنانية والمصارف على الصمود؟ 

القرار لم يسمِّ "أمل" و"التيار"

وفي هذا الاطار، اوضح مدير التحالف الأميركي شرق أوسطي للديموقراطية طوم حرب في حديث إلى "النهار" أن "من ايجابيات هذا المشروع انه لم يسم "حركة أمل" أو "التيار الوطني الحر" أو أي شخصية حليفة لـ"حزب الله"، انما ترك ذلك مفتوحاً ضد أي شخصية او مؤسسة حليفة او داعمة للحزب تجارياً واقتصادياً".

وأشار إلى أن "المشروع سيعمل على تجفيف منابع المال والدعم للحزب ومحاصرته في لبنان وسوريا، بمعنى اخر ان اي شركة تجارية او باخرة او شركة طيران تسهل وصول الدعم المالي والعسكري الى "حزب الله" ستشمله العقوبات، والمصارف اللبنانية التي سيثبت ان لديها اموالاً لشخصيات تدعم الحزب ولديها مصالح معه سيطلب منها تجميدها والا سيتخذ بحقها إجراءات كبرى".

كباش بين المصارف و "حزب الله"

وعن كيفية تطبيق مشروع العقوبات في لبنان والجهة التي ستضطلع بذلك، اشار حرب الى ان "الإدارة الاميركية ستلاحق مصادر أموال الحزب، والكباش الحقيقي يبدأ عندما تباشر المصارف بتجميد اموال المقربين من "حزب الله"، وماذا سيفعل في هذه الحالة الحزب، وهل سيهاجم المصارف؟ هنا قد يكون من الأسهل على الدولة اللبنانية التعاون وتطبيق هذه الاجراءات والا ستعزل كما هي حال ايران وكوريا الشمالية وقطر حالياً. في البداية قد تصمد وترفض ذلك، لكن بعد بدء عملية حجز الاموال والتضييق على الشخصيات والمصارف سيختلف الوضع كليا".

لقاءات السعودية مرتبطة بالمشروعين

ولا يفصل حرب توقيت القرار عن تحركات بعض قيادات وشخصيات 14 آذار التي بدأت باتجاه السعودية وستشمل دولاً اخرى. وقال: "مشروع العقوبات وجه رسالتين الى لبنان أولاً ضد "حزب الله" والثانية الى افرقاء 14 اذار التي يطالبها بالتوحد لمواكبة القرارات الكبرى التي ستتخذ ضد الحزب، والزيارات التي بدأت الى السعودية تصب في اتجاه اعادة لم شمل الافرقاء المناهضين للحزب".

المشروعان يجب أن يوقعا هذه السنة

ولكن المشروعين لا يصبحان نافذين مباشرة، وهناك آلية سيسلكانها كي يصلا الى مرحلة التطبيق. ويوضح حرب ان "المشروعين بعدما مررتهما لجنة العلاقات الخارجية سيصوت عليهما أولاً في مجلس النواب ومن ثم في مجلس الشيوخ، ويحالا لاحقاً على الرئيس الاميركي كي يوقع عليهما قبل نهاية تشرين الاول حيث من المتوقع ان يلغي الرئيس ترامب الاتفاق النووي مع ايران، ولا اظن انهم سيتركونهما للسنة المقبلة، لانه في هذه الحالة سيعاد دراسة المشروعين من جديد، ولكون المشروع يجب أن يوقعه الرئيس في السنة التي قدم فيها".

 

بيان "تقدير موقف" رقم 47/ في وجه العقوبات المالية على حزب الله لا تفيد الاستعراضات العسكرية لا في الحمرا ولا طبعاً في الصفرا!

29 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59120

في المشهد السياسي الداخلي

· كما توقّع "تقدير موقف" سابقاً يستخدم "حزب الله" كل الحجج والأساليب من أجل أن ترضخ الحكومة لعملية التطبيع مع نظام الأسد!

· ومن أجل عدم الإصطدام مع تيار المستقبل، بما يمثّل من أجواء شعبية سنّية رافضة للتواصل مع الأسد، كلّف "حزب الله" التيار الوطني الحر بالمهمة!

- أخذ فخامة رئيس الجمهورية العماد عون على عاتقه الكلام عن "ضرورة" التنسيق مع نظام الأسد من أجل تأمين عودة النازحين!

- سانده الوزير باسيل بلقائه العلني والمصوّر مع وليد المعلّم في نيويورك، واستكمل عمله بإطلالة تلفزيونية وضع خلالها العلاقة مع بشار الأسد بمستوى العلاقة مع المملكة العربية السعودية!

· إذن، طالِب التطبيع هو "حزبٌ إلهي" والتنفيذ هو لحزبٍ "وطنيّ حرّ" ذلك لضمان عدم استفزاز مشاعر السنّة من قبل تيارٍ شيعي!!!

· النتيجة واحدة: ربط عودة النازحين بتطبيع العلاقة مع نظامٍ قاتل!

· من يرفض العلاقة مع الأسد سيكون مسؤولاً عن "توطين" السوريين في لبنان!

تقديرنا

· تحوّل التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير باسيل إلى صندوق بريد بين فريق يريد التطبيع مع الأسد وآخر يرفضه!!

· تحوّل موضوع النازحين السوريين إلى موضوع خلافي بامتياز في لبنان!

· يطالب "التقرير" دولة رئيس الحكومة وضع حدّ لانزلاق لبنان باتجاه تنفيذ رغبات "حزب الله"!

· يطالب "التقرير" الدكتور سمير جعجع وضع حدّ للوزير باسيل الذي نقل المسيحيين من موقع "الفاعل السياسي" إلى موقع "البوسطجي" مقابل حفنة من المكاسب الشكلية!

· الصمت عن الخطأ جناية وطنية!

نطالب حتماً بعودتهم إنما بشروط تتناسب مع الشروط الدولية وضمانات الأمم المتحدة كما أن الرئيس الفرنسي ربط عودة النازحين السوريين بالحل السياسي في سوريا.

في المشهد الأمني الداخلي

· انتشرت "سرايا المقاومة" البارحة في شارع الحمرا بلباس وتنظيم الحزب القومي السوري الاجتماعي!

· إنتشارٌ أولي سيليه إنتشارٌ آخر في مناطق أخرى بلباسٍ آخر وتنظيمات أخرى!!!

· الحقيقة أن ما نراه هو إطباق عسكري أمني من قبل "حزب الله" يهدف إلى إخافة الناس وإلى "أكل راس" اللبنانيين!!!

- أين وزارة الدالخلية؟

- أين وزارة الدفاع؟

- أين حكومة لبنان؟

- أين لبنان؟

- أين أصبحنا؟

- إلى أين نحن ذاهبون؟

تقديرنا

· شفنا غيركن!!! ولن نخافكم!

· كل مرّة تريدون إخافتنا سنردّ بمزيد من النضال السلمي وبشتى الوسائل!

· في وجه العقوبات المالية على مؤسساتكم وعلى أصدقاء مؤسساتكم لا تفيد الاستعراضات العسكرية لا في الحمرا ولا طبعاً في الصفرا!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/9/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تصاعدت حدة التوتر في ظل أزمة كردستان وفرضت حكومة بغداد حظرا على الرحلات الجوية عبر مطار أربيل ورفضت حكومة إقليم كردستان تسليم المعابر الحدودية للجيش العراقي. وطردت أنقرة ممثل الإقليم الكردستاني الذي رفض وساطة الأمم المتحدة، وكذلك فعلت الحكومة العراقية. والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا بعد ذلك؟

محليا، انتهى قطوع سلسلة الرتب والرواتب التي ستدفع الرواتب على أساسها اعتبارا من الغد بعدما أنجز مجلس الوزراء مشروع قانون معجل مكرر لتعديل القانون الضريبي وتأمين تمويل السلسلة.

سياسيا، لم يرشح شيء عن محادثات كل من الدكتور سمير جعجع والشيخ سامي الجميل في جدة، لكن تردد أن القيادة السعودية مهتمة بترتيب وضع الحلفاء وتهدئة الموقف في لبنان.

وفي شأن آخر، يعود الوضع الى طبيعته في المدارس والجامعات يوم الاثنين بتأكيد من وزير التربية وكذلك هيئة التنسيق النقابية.

إذن مجلس الوزراء أنجز مشروع قانون معجل مكرر لإدخال تعديلات على قانون الإيرادات الذي كان المجلس الدستوري قبل الطعن به.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بأقدام ثابتة تتخطى العكاز مشى الرئيس سعد الحريري نحو الاستثمار بالتوافق السياسي .. وهو توافق مالي أنتج قوانين جرت إحالتها إلى مجلس النواب لتعوض الخسارة الدستورية. وقف الحريري بعد جلسة مجلس الوزراء ليعلن أن المجلس جهز مشروع قانون معجل مكرر لإقرار التعديلات على قانون الضرائب بأسرع وقت وأنه جرى التوافق على صيغة لقطع الحساب ولولا وجود التوافق السياسي لدخلنا في مئة قصة أسوأ ولكان كل شخص قد تمترس وراء موقفه السياسي وبتصويب للموقف من العلاقة بسوريا مشى الحريري بين رأيين في البلد فوضع وجهة نظره التي تستبعد أي تعامل مع النظام لا من قريب ولا من بعيد وبين الذين بدأوا تواصلا مع سوريا قائلا: أنا لست موافقا على لقاء وزير الخارجية جبران باسيل الوزير وليد المعلم .. عدم الموافقة تنتهي هنا.. لكنها لم تأخذ منحى الإشكال السياسي ولم يعلن الحريري أنه ذاهب إلى قانون محاسبة جبران في سوريا.. ولم يتوعده بعقوبات قائلا "ما حدا ياخذني ع مكان آخر" ونقطة على السطر. تذهب هذه النقطة على أول سطر لبناني سوري وسعودي أيضا.. فبرؤية الحريري لهذه العلاقة وكلامه عن التوافق السياسي الداخلي إنما أراد أن يخاطب المملكة من نافذة لبنانية بالغة التعقيد.. تضطرب من موقف وتقف على حافة الأخطار من قانون وتعود للتماسك بالحسنى.. وفي تمسك رئيس الحكومة بمشيئة التوافق إنما يكون قد أبلغ السعودية أن لبنان لا يحكم إلا بهذه الصيغة وبلم شمله السياسي أو استيعابه على أبعد تقدير.. فإذا طلبتم مني غدا أن أخوض معركة في وجه حزب الله.. عندها اللهم إني بلغت.. لأن المواجهة لن تطير التوافق فحسب بل ستدخلنا في نزاع غير مستحب.. ووفقا لهذه المعادلة فإن الحريري يحمي لبنان ويبلغ حيث تدعو الحاجة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

موظفو القطاع العام سيقبضون رواتبهم اعتبارا من الشهر الجاري على اساس سلسلة الرتب والرواتب، انها نتيجة طبيعية لنضال نقابي استمر اكثر من خمس سنوات، ولتجاذب حكومي سياسي امتد حوالي الشهر تقريبا. هكذا حسم الامر في النهاية، الموظفون اخذوا السلسلة، الحكومة اقرت التعديلات الضريبية اللازمة على ضوء ملاحظات المجلس الدستوري، اما الموازنة فتم الاتفاق على اقرارها بسرعة من دون قطع الحساب، لكن على اساس ان تنجز وزارة المال القطع خلال مهلة سنة.

وزراء القوات فقط تحفظوا عن اقرار الموازنة بلا قطع حساب معتبرين ان هذا الامر غير دستوري، والسؤال، هل سيعود النواب المعارضون من جديد الى المجلس الدستوري ليسقطوا الموازنة كما اسقطوا قانون الضرائب؟ انتهاء ازمة السلسلة لا يعني ان حكومة استعادة الثقة ستعيش فترة راحة، فالخلاف بين رئيسها واعضائها مستمر في موضوع التعامل مع النظام السوري، فيما الاوضاع الاقليمية تطرح علامات استفهامية كثيرة وخطيرة عن المنحى الذي ستتخذه التطورات في المرحلة المقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

اليوم الذي يحصل فيه المواطن على حقه هو ايضا جمعة عظيمة، علقت فيها الاضرابات على خشبة خلاص السلسلة من درب الجلجلة الطويل، ولان السلسلة حق وواجب كما قال الرئيس نبيه بري ضبطت وزارة المال عقارب ساعة الدفع وفق القانون النافذ من دون اي تأخير.

وفي جلسة رابعة لمجلس الوزراء كان الحل نتاج التوافق السياسي الذي يحكم العمل الحكومي في ظل الخطوط المفتوحة بين السراي والمصيلح وبعبدا، وولد مشروع القانون المعجل المكرر بالتعديلات الضريبية اللازمة على المادتين 11 و17 المتعلقتين بالاملاك البحرية والمهن الحرة على ان يسلك الخط السريع الى مجلس النواب لاقراره مع صيغة لقطع الحساب تمكن من اقرار الموازنة، وفي حديث خاص للـ nbn اكد وزير المال علي حسن خليل ان ما وعد به الرئيس بري منذ البداية تحقق، لافتا الى ان ما حصل هو تأكيد على اعادة الانتظام بالدستور والقوانين المرعية الاجراء، وكان خليل طمأن بعد الجلسة قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي اتصل مستفسرا حول رواتب العسكريين الى انها ستدفع وفق السلسلة الجديدة وستكون جاهزة.

من الجهاد الكفائي الى الجهاد الوقائي كانت المرجعية العليا المتمثلة بآية الله السيد علي السيستاني تضع الامور في نصابها بعد استفتاء كردستان، السيد السيستاني وببصيرة حكيمة ونافذة شدد على الحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا ودعا الاطراف كافة للالتزام بالدستور نصا وروحا، لافتا نظر الجميع الى ان القيام بخطوات الانفصال سيفسح المجال امام العديد من الاطراف الاقليمية والدولية لتنفيذ اجندتها والتدخل في الشأن العراقي.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

اعاد الوصل السياسي بين المكونات الحكومية وصل سلسلة الرتب والرواتب، التي قطعها عن جيوب مستحقيها لايام سجال قانوني ومالي، رتبته الحكومة على الطريقة اللبنانية، فمررت جداول رواتب الموظفين على اساس القانون الجديد، وامهلت نفسها اسابيع لايجاد التمويل الضريبي المغطى بقرار قانوني، اما قطع الحساب فترك حسابه لاشهر ستة اضافية..

قطعت السلسلة آخر مطباتها كما يفترض، فتوقفت سلسلة الاضرابات المطلبية التي حكمت البلاد لاسبوع عمل، على ان تعود الحكومة لسلسلة الاستحقاقات التي تنتظرها، فالسلسلة ملف من ملفات، انجزته الحكومة على امل ان تكمل الانجازات..

انجاز المحكمة العسكرية لملف جماعة الاسير ما زال يتفاعل، فالحاسبون على قياس كرامة المؤسسة العسكرية ودماء ابنائها باركوا القرار الموثق بكل دليل يدين الاسير وجماعته، اما اسرى الحسابات العصبية او الانتخابية، فعادوا لينتحبوا على المنابر والتغريدات رفضا لحكم القضاء الذي ان وافق اهواءهم هللوا له، وان خالفها رجموه..

في سوريا رجم مسلحو داعش بكل انواع السلاح عندما حاولوا التقدم في البادية ودير الزور، احبطهم الجيش السوري وحلفاؤه وكبدوهم عشرات القتلى الذين وثقتهم عدسات الكامرات.. هزائم داعش واخواتها لا زالت تؤلم العدو الاسرائيلي الذي عبرت صحفه عن الخطأ بحسابات الجيش الصهيوني الذي لم يحضر نفسه للمتغيرات المتسارعة على طول الجبهة السورية اللبنانية، ما اوقعه بارباك كبير..

اما الوضوح التام فمع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي سيطل عند الساعة الثامنة والثلث من مساء الغد في المجلس العاشورائي، متناولا آخر التطورات في المنطقة..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

صحيح أن هناك قاعدة في السياسة، كما في الحياة الخاصة أو العامة، تقول إن كل أزمة يمكن أن تشكل فرصة... وكل الفارق بين أزمتها أو فرصتها، يكمن في وعي المعني بها وفي كيفية تصرفه حيالها... أزمة السلسلة وإيراداتها مثلا، يمكن تحويلها فرصة لإصلاح الوضع المالي العام لما يشبه دولة ربع القرن الماضي... فرصة للعودة إلى الانتظام المالي للخزينة... وإعادة تكوين حساباتنا المفقودة... واستعادة ما سرق وما نهب وما أهدر... ولو على الورق... في حقبة ورثنا ارتكاباتها قسرا، كما ورثنا سياسييها تطييفا وتذهيبا... قبل أن يخرجوا اليوم يحاضرون علينا باكتشاف الكارثة التي ارتكبوها...

أزمة الحرب في سوريا، أيضا يمكن تحويلها فرصة... فرصة لجعل لبنان منصة تكامل اقتصادي وإعماري مع سوريا الجديدة الآتية حتما هناك... وفرصة لجوار سوري أكثر سماحا وأنسنة وعصرنة، وخصوصا أكثر احتراما لسيادة لبنان، وأكثر اعترافا بضرورة تعدديته وحيوية نموذجه للبنان ولسوريا ولكل الجوار... كل أزمة تحمل احتمال فرصة... إلا أزمة النازحين... فهي لا تحمل إلا أزمات... أزمة إنسانية مأساوية أولا للنازح نفسه... وأزمة وطنية ثانيا لسوريا نفسها... لكنها تبقى أزمة وجودية كبرى للبنان... نعم إن لبنان مهدد في وجوده، إذا قبلنا بالمنطق السائد القائل أن العودة لا يمكن أن تبدأ، ولا يجب أن تنطلق، إلا بعد تنفيذ الحل السياسي في سوريا... فما يحصل هناك قد يكون مجرد رسم مناطق نفوذ... مرحلة انتقالية، كالتي شهدها لبنان بعد حرب السنتين... بعدها أمضينا 13 عاما في الجمود... فماذا لو استمر طبخ الحل السوري دزينة أعوام أخرى؟؟ وهذا ممكن... ماذا يبقى من لبنان عندها؟ للذين يريدون من النازح أن يظل قنبلة موقوتة... وللذين يريدون للنازح أن يظل ناخبا معلبا بإمرة الخارج، خارج سوريا... وللذين يريدون أن يظل النازح عامل تغيير لديمغرافيات سوريا ولبنان... وللذين بكل بساطة لا يهتمون ولا يأبهون ولا يكترثون... لبنان لن يقبل... لا أن يسحق إنسان سوري على أرضنا، لحسابات خارجية حيال سوريا... ولا أن يسحق لبنان تحت أزمة النازحين، لحسابات سورية أو لبنانية أو غيرها... نعم الوضع خطير... نعم الوضع لا يحتمل ولا يحتمل... هذا ما تؤكده الأرقام الدولية والأممية... وهذا ما كشفه الرئيس أمس... ونكشفه نحن بالأرقام... ضمن النشرة المسائية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بعد اخذ ورد واضرابات واعتصامات ها هو التوافق السياسي يضع حدا لما اصطلح على تسميته بقضية سلسلة الرتب والرواتب ولتقابله هيئة التنسيق النقابية والاتحاد العمالي بتعليق الاضراب والعودة الى العمل الاثنين بالتزامن مع عودة طلاب المدارس الرسمية الى صفوفهم .

وفيما اكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان السلسة ستدفع في الوقت الذي يجب ان تدفع فيه قال انه تم التوصل إلى مشروع قانون معجل مكرر يتضمن التعديلات الضريبية اللازمة. الرئيس الحريري الذي كان يتحدث بعد جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السراي الكبير اكد ان القانون سيرسل الى المجلس النيابي لإقراره بأسرع وقت ممكن متحدثا عن اتفاق في مجلس الوزراء على صيغة لقطع الحساب تمكن الحكومة والمجلس النيابي من إقرار الموازنة سريعا.

الرئيس الحريري اطلق ثوابته في موضوع التعامل مع نظام الاسد مؤكدا انه ليس مستعدا للتعامل مع النظام السوري لا من قريب ولا من بعيد. وقال هذه الحكومة واضحة وبياننا الوزاري واضح لافتا الى خلاف سياسي في هذا الشان وانه غير موافق على اجتماع الوزير جبران باسيل مع وزير خارجية الاسد وليد المعلم.

اقليميا دخل الحظر الجوي على اقليم كردستان حيز التنفيذ بدءا من الليلة. فيما رأى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ان اجراءات حكومته دستورية وقانونية ولا تهدف الى تجويع مواطني الإقليم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

هل التوافق اقوى من الدستور؟ لذي حصل اليوم في مجلس الوزراء اثبت ان التوافق اقوى من الدستور، ما حصل غير دستوري، لكن بما انه تم التوافق عليه فمن سيجرؤ على القول انه غير دستوري؟

ما هو دستوري هو انجاز قطع الحساب قبل اقرار الموازنة، لكن ما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء ينسف هذه المقولة، فهو قال، هناك فتوى قانونية تسمح بإقرار الموازنة بمعزل عن قطع الحساب على ان تنجز الحكومة في مهلة 6 اشهر قطوعات الحساب، ماذا لو اخذ عشرة نواب هذه الفتوى ورفعوها الى المجلس الدستوري؟ هل بإمكانه غير قبول الطعن وابطال هذا القرار؟

مؤسف ان تكون المخارج من خارج الدستور ومخالفة للدستور، ففي اي بلد نعيش في هذه الحال؟ قد تكون الحكومة راهنت ان توفير 10 نواب للطعن الاول لن يتحقق في الطعن الثاني، وقد تكون راهنت ان لا طعن سيقدم، وان النقابيين حين يخرجون من الشارع والاساتذة حين يعودون الى التدريس فعندها لا احد سيتحدث عن مخالفة الدستور، ويا ايها الدستور كم من الانتهاكات ترتكب باسمك؟

كرة الثلج ستتدحرج، الزيادات ستدفع، اما المخالفات فستكون مادة للنقاش من دون ان يأخذ احد بها، لكن خطورة ما حدث اليوم هو العودة الى نظام الترويكا لمن يتذكرها، فهل حين تتفق الترويكا يكون الدستور في مفاعيل المعلق؟ مشروع القانون المعجل المكرر سيسلك طريقه الى مجلس النواب وسيحدد رئيس المجلس جلسة تشريعية لمناقشته واصداره في قانون، وسيدخل حيز التنفيذ بعد صدوره في الجريدة الرسمية، فهل تعاود الكرة ويتلقفه النواب العشرة؟ او ان وضع البلد لم يعد يحتمل طعونا وإبطالا عملا بمقولة التوافق اقوى من الدستور؟

 

أسرار الصحف الصادرة ليوم الجمعة 29 ايلول 2017

النهار

سأل رئيس سابق للحكومة عن سبب عدم توجيه الرئيس السوري نداء الى مواطنيه النازحين الى لبنان للعودة الى بلادهم إذا كان مسيطرا على 85 في المئة من الأرض السورية.

لا يزال مشروع دعم الصحافة المكتوبة نائما في ادراج الأمانة العامة لمجلس الوزراء ولم يدرج على جدول الأعمال من دون توضيح أسباب عدم الأخذ به إذا كانت من بعبدا أو من وزارة المال.

قال مصدر في المجلس الدستوري أن نائبا حاليا ونائبا سابقا علقا على قرار المجلس من دون أن يشبعاه درسا لأن المآخذ على تعليقيهما لا تتناسب مع خبرة كل منهما.

المستقبل

يقال

إن الموافقات من حكومات الدول بدأت ترد إلى وزارة الخارجية على أسماء السفراء الذين كانوا قد عينوا لديها مؤخرا ومنهم من سيلتحق بمنصبه الجديد بداية الشهر المقبل.

الجمهورية

خلافاً لكلّ التوقعات فإن أحد المستثمرين اللبنانيين الكبار بدا متفائلاً جداً بإعلان نتائج الإستفتاء في كردستان.

قالت أوساط مراقبة إن حركةً سياسية قامت بفورة شعبية كبيرة منذ عقد ونيّف تتلاشى تدريجاً وأن المسؤولين فيها مهما حاولوا لملمتها لن يستعيدوا حضورها الشعبي.

أظهرت الإتصالات في شأن إستئناف مساعدات عسكرية قدمتها دولة شقيقة للبنان أنها ما تزال مُجمّدة ولن تتحرّك قبل تغيير الوضع فيه.

إستغرب البعض الصمت المطبق من قيادات على تصريح أحد المسؤولين الذي أهان فئة إجتماعية مهمّة، ما فسّره البعض عدم الرغبة في خلق خلاف سياسي مع الفريق الذي يمثله.

اللواء

غمز: تتجه بلدية كبرى لإجراء تعيينات، لإعادة التوازن، وتشغيل مرافق تحتاج إلى تفعيل.

همس : يواجه وزير سيادي مأزقا في تبرير خطوة أقدم عليها في الخارج، سواء داخل فريقه أو خارجه!

لغز : تواجه الإدارات المستقلة والتابعة لوزارات خدماتية، تخمة في طلبات التوظيف، تسبب إحراجات للموظفين المسؤولين فيها.

الشرق

يسعى تيار سياسي بارز الى توفير تحالفات انتخابية في قضاء المتن الشمالي من دون تقديم اي التزامات او وعود... وهي تحالفات لا تصب في خانة التوافقات المبرمة مع افرقاء آخرين.

أبدى مصدر مقرب جدا من رئيس الجمهورية تفهمه لما يصدر عن الرئيس نبيه بري من مواقف يرى فيها البعض مشاكسة او افتعال مشاكل، وقال المصدر، ان الايام المقبلة ستكشف ان مشكلة بري ليست مع عون بل في مكان اخر.

سأل احد الوزراء وزير المال عن سر تراجعه عما كان متحمسا له في بداية تعيينه لجهة اقرار الموازنة العامة للدولة وبت مسألة قطع الحساب... فرد قائلا: "كل شيء بوقته حلو".

البناء

خفايا

كشف مصدر سياسي مطلع أنّ هناك من يستعدّ لرفع الصوت مطالباً بوقف عدد من المناقصات التي حصلت في أيام حكومة الرئيس تمام سلام، لأنّ تلك المناقصات يشوبها الكثير من الخلل وتطرح حولها أسئلة عديدة، لا سيما أنها كانت قد رُفضت من قبل هيئات الرقابة، ولذلك لا بدّ أن يُصار إلى إعادة النظر بها.

كواليس

قالت مصادر كردية مطلعة إنّ ارتباكاً يسود صفوف الهياكل الإدارية والقيادية في كردستان العراق في ضوء حجم المواقف السلبية التصعيدية التي ترتّبت على الاستفتاء خلافاً للوعود التي عمّمتها قيادة الإقليم بشخص مسعود البرزاني ونجله، ومفادها أنّ الأمر الواقع سيمرّ دون تعقيدات وأنّ مفاوضات الانفصال ستكون برعاية أميركية مع بغداد بعد الاستفتاء.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

استعراض مليشيوي للحزب القومي السوري في بيروت يضرب هيبة الدولة

 نورا الحمصي/جنوبية/29 سبتمبر، 2017 /شهدت مدينة بيروت وشارع الحمرا يوم امس الخميس 29 أيول 2017 إحتفالا للحزب السوري القومي الاجتماعي بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لعمليّة "الويمبي" التي قام بها الشهيد خالد علوان. في 24 أيلول عام 1982، أطلق الشهيد خالد علوان النار على جنود اسرائليين كانوا يشربون القهوة في «الويمبي» احد مقاهي بيروت لينجح علوان بقتل ضابطين إسرائليين وعنصر، وفي مكان العملية ومن امام المقهى أقام الحزب السوري مساء أمس إحتفال حاشداً يعد شبه عسكري، بحيث قد استعرض الحزب خلال الاحتفال عدداً من فصائل «نسور الزوبعة» وهو الجناح العسكري للحزب بالاضافة إلى عدد من الشباب الذين حملوا رايات الحزب وصور الشهداء. ومن هذا المنطلق أكد الباحث والمحلل السياسي ومدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم في حديث لـ” جنوبية” ان “الاحتفال هو جيد بإعتبار انه دليل ان لبنان بأفضل حالاته الميليشياوية !.”مضيفاً” انا جداً سعيد من إستعراض “القُصير” في القلمون السوري إلى إستعراض “الحمرا” في بيروت يوم أمس، لأن ما يجري يضعنا في خانة واحدة وهي اننا تحت حكم مجموعة إحتلالات، هذا الاحتلال الميليشياوي الذي لا يتورع عن جهل.” مؤكداً ان ” اللبنانيين من الواضح لا رغبة لهم بالدفاع عن انفسهم تجاه تفشي هذا الاحتلال وإتخاذه كل هذه الاشكال.” ليختم سليم قائلاً “ان ما قام به القوميين يوم امس من إستعراض هو من أجمل الشتائم التي وجهت إلينا”! ومن جهته أكد المحامي طارق شندب ل “حنوبية” ان “ما حصل يوم أمس هو بعيد عن وزارة الداخلية بخمسة أمتار، الا اننا لم نشاهد أي تحرك القوى الامنية او أي جهاز امني، بالرغم ان ما حصل يوم امس هو عمل عسكري خارج نطاق القانون ولكن للأسف ان الاجهزة الامنية والنيابة العامة لم تتحرك.” مضيفاً ان” ما حصل هو برسم الاجهزة الامنية والقضاء اللبناني.” ليختم قائلاً ان ” هذه الدولة هي دولة مؤسسات ام دولة عصابات؟! .”هذا وشن رواد مواقع التواصل الإجتماعي من إعلاميين وناشطين هجوماً على الاستعراض الذي قام به حزب السوري القومي الاجتماعي في قلب بيروت دون مراعاة لضرب هيبة الدولة التي لم تحرّك ساكناً.

 

عون لنائب قائد القيادة المركزية الاميركية: لبنان ماض في مكافحة الارهاب وملاحقة الخلايا النائمة براون: اميركا ستتابع تقديم الدعم للجيش اللبناني

الجمعة 29 أيلول 2017 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "لبنان ماض في مكافحة الارهاب بعد الانجاز الذي حققه في تحرير جروده عند الحدود الشرقية من تنظيم داعش"، لافتا الى ان "الجهد ينصب حاليا على متابعة الخلايا النائمة واعتقال افرادها". وأبلغ الرئيس عون، نائب قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال شارل براون الذي استقبله قبل ظهر اليوم في حضور السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد، ان "الجيش اللبناني اظهر كفاءة عالية خلال معركة " فجر الجرود" وتضافرت عوامل التدريب والشجاعة والدعم الناري ما جعل المعركة تنتهي بأقل خسائر ممكنة". ونوه ب "الدعم الاميركي للجيش اللبناني في التدريب كما في توفير الذخيرة له"، معتبرا ان "الاستقرار الامني الذي تحققه المؤسسات الامنية يكمل الاستقرار الذي توفره المؤسسات الدستورية". وأثار الرئيس عون مع الجنرال براون "الوضع على الحدود الجنوبية"، مشيرا الى "الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للاراضي اللبنانية برا وبحرا"، لافتا الى ان "لبنان يتمسك بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الرقم 1701، ويقدر الدور الذي تقوم به القوات الدولية لارساء السلام على الحدود"، متمنيا على الولايات المتحدة الاميركية ان "تواصل دعمها لقوات اليونيفيل التي تعمل مع الجيش اللبناني الذي يعزز وحداته المنتشرة في المنطقة". وأبلغ الرئيس عون الجنرال براون أن "الادارة الاميركية ابدت تفهما لموقف لبنان من مسألة النازحين السوريين وأن اللقاءات التي عقدت في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة اوضحت الموقف اللبناني الداعي الى عودة النازحين السوريين تدريجيا الى الاراضي السورية بعد توقف القتال فيها". وكان الجنرال براون هنأ الرئيس عون على الانجاز الذي حققه الجيش، منوها ب "المتابعة المباشرة من رئيس الجمهورية لسير العمليات العسكرية في الجرود التي كان يحتلها تنظيم داعش"، كما قدم التعازي بالعسكريين الشهداء الذين سقطوا في المعركة واولئك الذين كانوا خطفوا ووجدت جثامينهم. وشدد الجنرال براون على ان بلاده "ستتابع تقديم الدعم للجيش اللبناني في المجالات العسكرية كافة كي تتمكن القوات المسلحة اللبنانية من تعزيز دورها في بسط سيادة الدولة اللبنانية وحماية اراضيها". وأعرب عن تأييد بلاده للدور الذي تقوم به قوات "اليونيفيل في حفظ السلام في الجنوب"، معتبرا ان "القرار اللبناني بزيادة وحدات الجيش هناك يساعد على تعزيز الاستقرار في المنطقة".

 

الاحرار: لتطبيق قانون السلسلة والمحافظة على الاستقرار النقدي

الجمعة 29 أيلول 2017 /وطنية - عقد المجلس الأعلى ل"حزب الوطنيين الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء، واصدر بيانا اعلن خلاله "ان المطلوب اليوم تطبيق قانون سلسلة الرتب والرواتب، والمحافظة في نفس الوقت على الاستقرار النقدي وهذا ممكن إذا تضمن قانون الموازنة في متنه الضرائب المعدة لتمويل السلسلة. مع الإشارة الى ان ليس ما يدعو الى إثارة مشكلة حول هذا الموضوع إذ يصار الى دفع شهري ايلول وتشرين الأول وفق السلسلة المقرة بقانون نافذ في انتظار إعادة النظر في قانون الموازنة". وقال :"يبقى موضوع قطع الحساب الذي يلزمه مزيد من الوقت على ان يتم انجازه في أقرب فرصة متاحة ومن دون الضرورة لتعليق أي مادة من الدستور. وعلى صعيد آخر يجب المضي في الحوار بين إدارات المدارس الخاصة والأهل والمعلمين للتوصل الى رؤية موحدة تساعد في تسهيل تنفيذ قانون السلسلة من دون ان يكون هنالك إجحاف بأي فريق". وتابع:"نكرر المطالبة بإجراء الانتخابات الفرعية تبعا للنص الدستوري والقانوني، مع التأكيد ان الاحجام عن إجرائها يعد خرقا للدستور والقانون، ويعرض الحكومة للمساءلة وهذا ما لا يمكن السكوت عنه. الى ذلك يجب حسم موضوع البطاقة الممغنطة واستطرادا التسجيل المسبق للمحافظة على بعض البنود الإصلاحية في قانون الانتخاب، وهذا ما ينفي الحاجة الى تقديم موعد الانتخابات العامة". اضاف:"إننا في المقابل، إذ نؤكد مآخذنا على قانون الانتخاب وأهمها حده من حرية الاختيار ودفع الصوت التفضيلي الى المنافسة بين الحلفاء، ناهيك بتشجيع محاولات شراء الأصوات نحذر من اي نية لتأجيل الانتخابات ونطالب بإنجازها في الوقت المحدد حفاظا على المؤسسات وتجديدها وعلى تطبيق الدستور والقانون". وختم:"نؤكد مرة جديدة ضرورة إيجاد حل للنازحين السوريين يضمن عودتهم الى أماكن آمنة في بلدهم موفوري الكرامة، ونعتبر ان ذلك يجب ان يتم بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة وبالتعاون مع دول التحالف الدولي المعنية بالوضع السوري. ونرفض دعوات الاتصال بالنظام السوري بذريعة تسهيل عودة النازحين، إذ انه المسؤول عن تهجيرهم ولأنه يعمل بحسب أجندة ديموغرافية لضمان استمراره في السلطة ومن دون التزام عودة النازحين، وهذا يظهر جليا من خلال تحالفه مع إيران ومع القوى التابعة لها وفي مقدمها حزب الله والحشد الشعبي العراقي. ناهيك بالحليف الروسي الذي يملك قواعد بحرية وجوية تؤهله لتعزيز نفوذه في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها على مستوى المنطقة".

 

لقاء للاحرار حول تطيير الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس وتأكيد على ان الحرية في لبنان ليست ديموقراطية

الجمعة 29 أيلول 2017 /وطنية - عقد لقاء مفتوح حول تطيير الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس بعنوان "الحكومة تقمع القانون"، بدعوة من امانة الاعلام في "حزب الوطنيين الاحرار" في مركز الحزب الرئيسي، وتحدث في اللقاء النائب السابق صلاح حنين، مارون الحلو وربيع الهبر، في حضور رئيس الحزب دوري شمعون وحشد من الفاعليات الحزبية والاجتماعية.

حنين

وتحدث الدكتور حنين عن الخلل الحاصل في ضبط الايقاع والذي ادى الى نوع من الدكتاتوريه. وقال:"صحيح اننا في بلد توجد فيه حريه ولكنها ليست ديموقراطيه وعن موضوع اجراء الانتخابات الفرعيه للمقاعد الثلاثه تناول حنين المواد المتعلقه بالانتخابات والوارده في قانون الانتخابات الجديد والتي تؤكد على اجراء الانتخابات خلال وقبل 6 اشهر من انتهاء ولاية المجلس". ورأى "ان مخالفات دستورية حصلت على هذا الصعيد لان الانتخابات كان يجب ان تجري خلال شهرين من خلو المقعد وهي الزامية فالذي يحترم شعبه ودستوره عليه اجراء الانتخابات، خصوصا وان المدة المتبقية هي 8 اشهر وعلى النواب ان يسائلوا الحكومة ووزير الداخلية". واشار "الى تخوف السلطة من ان تكون الانتخابات الفرعية دليلا على الانتخابات العامة، يضاف اليه عائق قانوني امام اجراء الانتخابات بسبب البطاقة الالكترونية واعتمادها في القانون الجديد، كما ورد في العملية الانتخابية المقبلة. واذا جرت من دون البطاقة بامكان اي مرشح الطعن امام المجلس الدستوري". واكد "انه من المستحيل انجاز البطاقة في مهلة قصيرة ولفت "الى الاختلاف بين دوائر الانتخابات حسب القانون الجديد فهنا مثلا اذا جرت الانتخابات الفرعية تصبح على الاكثري وهناك على النسبي".

حلو

وتناول مارون حلو الجانب السياسي الذي اسف "على الرغم من انتهاء الحرب لم نتمكن من بناء الدولة التي كنا نحلم بها وما يحصل اليوم هو خرق واضح للدستور والقوانين تجعل صورة العهد تهتز ليس بسبب الانتخابات الفرعية بل لان الذين وعدوا الناس بالتغيير والاصلاح يجب ان يلتزموا بالقوانين". ورأى "انه من حق الناس ان تنتخب وتعبر عن رأيها وان يتم تداول السلطة وهذا ما يميز لبنان عن البلدان المجاورة. فالبلاد لا تدار بحسابات شخصية والمؤتمن على الدستور عليه تنفيذه من دون تردد". وبالنسبة الى كسروان قال:"انها اعطت التيار الوطني مرتين مع التمديد"، متسائلا عن ما حصل فيها فالطرقات مليئة بالمطبات وهناك غياب لشبكة الصرف الصحي ومحطات التكرير تنتظر التنفيذ وكل الجامعات والمدارس في القضاء خاصة اذ لا توجد فروع للجامعة ولا ثانويات رسمية. وعلى الرغم من ان المنطقة سياحية لا يوجد شاطئ شعبي كما ان المنطقة تعاني من زحمة السير وصعوبة الانتقال اذ تمر نحو ثلاثمئة وخمسون الف سيارة على الطريق الرئيسي باتجاه الشمال وبالعكس مما يجعل المنطقة الى ثلاثة او اربعة طرق". واشار الى الخلافات حول ادارة مستشفى البوار والتي ادت الى تعطيله، واعتبر "ان اداء الدولة بشكل عام تسووي يشبه قانون الانتخاب في تركيبته العجيبة الغريبة الذي تجعله غير منسجما، كذلك التسوية في اداء الحكومة وهو ما لم تكن تنتظره الناس في وجود رئيس قوي. فالكثير من الوزراء ليس لديهم خبرة ولذلك نرى الخلافات حول ملفات عديدة". واعتبر التعاطي مع الملفات الاقتصادية والوظائف يحصل على اساس ريعي، مطالبا بادخال العلم والمعرفة، وان يتم تفعيل الوعي عند الناس من اجل التغيير والتجديد وان نثبت استقلالنا بعيدا عن كل المحاور ليعود دور لبنان الرسالة والانسان مما اراده الرئيس شمعون.

الهبر

وعرض الخبير ربيع الهبر جداولا وارقاما حول الانتخابات، مرجحا الاتجاه للمثالثة في الانتخابات ووصف القانون، بانه "نزل بالباراشوت ويحمل في متنه اخطاء مميته على الرغم من انه يحمل ايجابيات كثيرة". وتطرق الى تجربته في العراق وافغانستان وعمله مع الاحزاب اللبنانية حيث اكتشف "ان الجميع لم يتمكنوا من القبض على القانون فالصوت التفضيلي ليس هو الذي يجعل النائب يفوز دوما ومن المحتمل حصول مفارقات غريبة مثلا حزب عنده ثمانية الاف صوت يمكن ان يخرج ويفوز حزب عنده ثلاثة الاف صوت. يمكن ان يخسر النائب وليد جنبلاط حليفه النائب مروان حماده لان وئام وهاب عنده ثلاثة الاف صوت تفضيلي. بينما القوات وحزب الله لديهما القدرة على توزيع الاصوات ومن المرجح ان تزيد حصتهما بينما تتراجع حصة التيار والمستقبل من النواب".

 

جعجع وقع العريضة الوطنية للمطالبة بالكشف عن مصير المفقودين والمخفيين

الجمعة 29 أيلول 2017 /وطنية - وقع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على العريضة الوطنية للمطالبة بالكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسريا، والتي أطلقتها لجان أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وأهالي المعتقلين في السجون السورية ودعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين "سوليد".

وتنص العريضة على ما يلي: "بعد مرور أكثر من أربعين سنة على بدء الحرب اللبنانية وربع قرن على إنتهائها، وفي ظل إستمرار تلكؤ المسؤولين اللامتناهي، وطبقا للمبادىء العامة المكرسة دوليا، ولقرار مجلس شورى الدولة في لبنان الذي كرس حق ذوي المفقودين والمخفيين قسرا بمعرفة مصائر أحبائهم، نحن الموقعين أدناه، نعلن أن الوقت قد حان لوضع حد لآلام أهالي المفقودين والمخفيين قسرا في لبنان إسوة بما فعلته كل دول العالم التي عاشت حروبا وشهدت جرائم خطف وإخفاء مماثلة. لذلك نطالب الدولة اللبنانية بسلطتيها التنفيذية والتشريعية بإقرار الحل العلمي والمقبول المرتكز على إجرائين إثنين: أولا، جمع وحفظ العينات البيولوجية من أهالي المفقودين والمخفيين قسرا تمهيدا لإجراء الفحص الجيني (DNA)، كخطوة تنفيذية للتمكن من التعرف على هويات المفقودين أو على الرفات متى وجدت. ثانيا، إقرار قانون بإنشاء هيئة وطنية مستقلة تتمتع بالصلاحيات اللازمة كخطوة تمهيدية للبحث عن مصائر المفقودين والمخفيين قسريا وكشفها لأهاليهم".

 

القوات فككت "الشيفرة".. وسكاف حسمت أمرها

أسامة القادري/الأخبار/29 أيلول

تموضع قوى 14 آذار في زحلة، يقابله تموضع قوى 8 آذار، ما يفتح الباب أمام رئيسة الكتلة الشعبية لخوض الانتخابات بلائحة مستقلة عن مكونات الائتلاف الحكومي. وفي مقابل سكاف، ينتظر النائب نقولا فتوش من يطرق بابه ليكون حليفه الانتخابي. فلا التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله طرق بابه بعد، ولا القوات اللبنانية المتحالفة مع تيار المستقبل غمزت إليه. على العكس من ذلك، اخترقت معراب حصن عائلته، وقررت ترشيح ابن شقيقه ميشال فتّوش. هذا الأمر جعل النائب الزحلي يبث رسائل عبر زائريه تفيد بأنه ذاهب إلى تأليف لائحة مكتملة. عدم طرق باب فتوش جاء نتيجة تقارب المستقبل والوطني الحر بعد التفاهم الرئاسي، قبل طلب إعادة تموضع قوى 14 آذار، كي لا يحرج "البرتقالي" التيار "الأزرق"، وخصوصاً أن الأول يعلن نيته ترشيح رجل الأعمال ميشال ضاهر عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، في مقابل حجز المقعد الآخر لرئيسة الكتلة الشعبية سكاف تلبية لرغبة الرئيس سعد الحريري. كان ذلك إبّان الغزل العوني ــــ الحريري. مصدر في التيار الوطني الحر لفت إلى أن الأمور اختلطت. ورغم أن من السابق لأوانه نعي إمكان التحالف مع المستقبل، فإن الوقائع الحالية تشير إلى إمكان عدم حدوث ذلك. وفي هذه الحال، فإن الفيتو الذي وضعه الحريري على فتوش لم يعد له أي أثر. وفي الأصل، فتوش حليفنا، ولا إمكانية لجمعه مع سكاف في لائحة واحدة". مصادر برتقالية أشارت إلى أن التيار لم يحسم بعد مرشحه الحزبي، بعدما فاز بالاستفتاء الذي أجرته منسقيات البقاع الأوسط، الوزير السابق غابي ليون عن المقعد الأرثوذكسي، الذي ينافسه عليه أحد مرشحي القوات. وقالت المصادر إن تقييماً أجري قبل اسبوع أظهر أن ترشيح النائب السابق سليم عون عن المقعد الماروني يوسع دائرة حظوظ الفوز، إذ تكون المواجهة مع حزب الكتائب على المقعد ذاته، مع ترشيح أحد أصدقاء التيار عن المقعد الأرثوذكسي، بهدف الاستفادة من قدرته المالية على تمويل المعركة الانتخابية. اختلف المشهد بعدما عادت الدماء إلى شرايين محازبي القوات والكتائب، في عروس البقاع، إثر "انقلاب رئاستي الجمهورية ومجلس النواب على رئيس الحكومة سعد الحريري"، بحسب مصادر الحزبين. يبدو أن القوات أول من فكك الشيفرة السعودية والأميركية بإعادة تموضع قوى 14 آذار في الحياة السياسية قطعاً للطريق أمام عودة النفوذ السوري إلى لبنان بعد معارك جرود عرسال، بحسب رأي أحد قياديي القوات في زحلة. المصدر نفسه يؤكد أن القوات ذاهبة إلى ترشيح اسمين حزبيين جديدين، واحد عن مقعد الروم الأرثوذكس والآخر عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، وأن الاسمين سيعلنان من معراب في غضون أسابيع. مطلعون على الشأن الانتخابي يرون أن خصومة سكاف مع فتوش، وفتور علاقتها مع التيار الوطني الحر والمطران عصام درويش، يجعلانها أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الرضوخ لابتزاز القوات والكتائب والقبول بشروط، أبرزها إجراء مصالحة بينها وبين النائب إيلي ماروني، وتحديد خيارها السياسي بخصوص سوريا وإيران، علماً بأن استجابتها لذلك تبدو أقرب إلى المستحيل. والخيار الآخر، إذا لم يتعامل معها التيار الوطني الحر كشريكة، هو تشكيل لائحة مستقلة عن 8 و14 آذار، وهذا ما يرجحه المقربون منها. وتؤكد سكاف أمام زوارها أنها لن تخضع لأي ابتزاز، وأنها مستعدة لخوض المعركة بلائحة مكتملة من المستقلين والعائلات الزحلية والبقاعية، على غرار ما آلت إليه الانتخابات البلدية العام الفائت، في مواجهة تحالف الأحزاب، من جهة وفتوش من جهة أخرى.

 

 تفاصيل.. 14 شهيداً لـ"حزب الله" في هجوم لـ"داعش"

ليبانون ديبايت/29 أيلول/17

شنّ تنظيم داعش هجوماً استهدف منطقة تجميع تابعة لحزب الله والجيش السوري والحرس الثوري الايراني وذلك في بلدتي الشولا وكباجب بريف دير الزور الجنوبي الغربي.

وعلم ان الهجوم الذي جرى صده لاحقاً وتأمين أوتوستراد دير الزور –تدمر ادى الى سقوط 14 عنصراً من حزب الله عرف منهم:

الشهيد علي البزال - البزالية

الشهيد حسان زين - كفردان

الشهيد حسين أسعد - حي الأبيض

الشهيد محمد ناصر الدين - العين

الشهيد مصطفى صالح - حارة حريك

الشهيد علي فران - حارة حريك

الشهيد محمد تامر - بحبوش

الشهيد علي عمار - بئر حسن

الشهيد عماد موسى - الهرمل

الشهيد علي العاشق - النبي عثمان

كذلك افيد عن مقتل العشرات من مسلحي تنظيم "داعش" اذ نشر "الاعلام الحربي" صوراً تظهر جانباً من قتلى التنظيم.

 

ريفي على خطى السبهان

شدد اللواء اشرف ريفي عبر صفحته الرسمية على تويتر على انه "على كل القوى السياسية أن تحسم خياراتها، فمن كان مع إيران فهو معروف ومن كان ضدها فعليه أن يوضح موقفه علانية فلا مكان للون الرمادي بعد اليوم." ووجه ريفي الشكر الكبير للقيادة السعودية على الجهد الذي بدأته لتصويب هذه المسيرة التي أخطأت بحق السيادة وبحق لبنان العروبة ولإعادة الأمور إلى نصابها. وحملت تغريدات ريفي اسلوب وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان نفسه الذي كان قد قال سابقا " ما يفعله حزب الشيطان من جرائم لا إنسانية في أمّتنا سوف تنعكس اثارة على لبنان حتما، ويجب على اللبنانيين الاختيار معه او ضده. دماء العرب غالية."

 

ريفي يتضامن مع أهالي بيروت: لا مكان لـ"الرمادي" بعد اليوم

29 أيلول/17/غرد اللواء أشرف ريفي، عبر حسابه على "تويتر"، وقال: "ما حصل في شارع الحمرا برسم وزارة الداخلية المسؤولة عن أمن الناس وكراماتهم وبرسم نواب بيروت الصامتين بوجه من يسيء إلى ناخبيهم بحياتهم اليومية". وأضاف: "لأهلنا في بيروت نقول إن الله مع الصابرين، وسنقف معهم لمواجهة هذه الأعمال الميليشيوية. بيروت عربية وستبقى عربية". ورأى ريفي أن "على كل القوى السياسية أن تحسم خياراتها، فمن كان مع إيران فهو معروف ومن كان ضدها فعليه أن يوضح موقفه علانية فلا مكان للون الرمادي بعد اليوم". وأردف: "الشكر الكبير للقيادة السعودية على الجهد الذي بدأته لتصويب هذه المسيرة التي أخطأت بحق السيادة وبحق لبنان العروبة ولإعادة الأمور إلى نصابها".

 

مــن هرّب "أبو خطــاب" مــن مخيـــم عيـن الحلوة؟ معلومات عن توجهه الى سوريا... والمولوي لا يزال في المخيم

المركزية29 أيلول/17/ بسحر ساحر، فوجئ الشارع الفلسطيني بفرار المطلوب الاول للدولة اللبنانية في مخيم عين الحلوة "أبو خطاب" الى سوريا. الفلسطيني الفار هو رأس الخلية الداعشية التي ألقت مخابرات الجيش القبض عليها في طرابلس وكانت تخطط لعمليات إرهابية في المناطق اللبنانية، واسمه الحقيقي فادي ابراهيم، من أب مصري وأم لبنانية طرابلسية، مارس حياته في المخيم كبائع للفول، وينتمي الى مجموعة الارهابي شادي المولوي ودخل معه الى المخيم منذ سنتين. وإثر انضمامه الى تنظيم "داعش" انفصل عن المولوي الذي ينتمي الى "جبهة النصرة"، لكن عادا واجتمعا بعد تضييق الخناق على الجماعات الارهابية في المخيم. وأعلن "أبو خطاب" "خبر فراره في تسجيل مصور، "سخر فيه من الاتهامات التي وجهت اليه، لاسيما تحضيره لتفجير مساجد وكنائس، ونفى علاقته بالخلية الداعشية التي ألقي القبض عليها مؤخرا". وأكد في التسجيل "خروجه من المخيم الى خارج لبنان رأفة بالمشايخ وأهالي المخيم والأطفال والنساء"، مشيرا الى أنه "صور الفيديو في جونية خلال توجهه الى طرابلس ولن ينشره إلا بعد خروجه بأمان من لبنان". وأكدت مصادر فلسطينية أن "تصوير الشريط جرى خارج المخيم حيث تبدو وراء "أبو خطاب" خلفية البحر ما يؤكد فرضية التسجيل في جونيه"، مشيرة الى أنه "كان لديها معلومات مؤكدة بأن "أبو خطاب" والمولوي كانا يحاولان الهروب من المخيم منذ أكثر من أسبوع على غرار عملية الهروب التي نجح فيها الارهابيان نعيم النعيم وأحمد الصالح وغيرهما بعدما باعوا الاسلحة التي كانت بحوزتهم لتجار أسلحة في المخيم في إطار عملية التسلح التي يشهدها المخيم بين "فتح" والارهابيين. وعلى الاثر، شدد الجيش اللبناني من تدابيره واجراءاته الامنية على مداخل المخيم لاحباط عمليات الهروب". واكدت المصادر "خروج "أبو خطاب" من المخيم، بعد أن كان متواريا في حي الطوارئ تحت حماية الارهابي هيثم الشعبي"، مضيفة أن "القوى الاسلامية والاسلاميين التكفيريين في الحي مارسوا ضغطا عليه لخروجه من المخيم، نظرا لاصرار الدولة على اعتقاله ".

ونفت مصادر فلسطينية لـ"المركزية" "خروج شادي المولوي من المخيم"، مشيرة الى أن "فرار "أبو خطاب" حصل بمساعدة أحد المسؤولين في المخيم الذي هرّبه بسيارته الى خارج المخيم رغم تدابير الجيش واجراءاته"، مشيرة الى أن "عملية الهروب تمس السيادة اللبنانية خاصة وان الارهابي المذكور مطلوب للمحاكمة لتورطه بالانتماء لـ"داعش" وتشغيل شبكة تابعة لها في طرابلس من خلال وجوده في مخيم عين الحلوة"، لافتة الى أن "ظاهرة هروب الارهابيين تشكل سابقة خطيرة، لا يجوز التهاون معها". وأكدت مصادر أمنية لبنانية أن "وفدا من فتح ضم أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات وقائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب وعضو قيادة الساحة الفلسطينية اللواء منذر حمزة، التقى مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادي بحضور مسؤول الامن القومي في مخابرات الجنوب العقيد سهيل حرب. وأبلغ الوفد العميد حمادة "خروج "أبو خطاب" من المخيم بهوية مزورة، بعد أن بدل في مظهره الخارجي وقص شعره وخفف لحيته". واجتمع العميد حمادة كذلك بوفد من "حماس" ضم المسؤول السياسي في لبنان أحمد عبد الهادي ومسؤول منطقة صيدا أيمن شناعة، واجتمع بوفد آخر من القوى الاسلامية وضم عصبة الانصار ورئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب وكان تأكيد أن "أبو خطاب" غادر المخيم. من جهته، قام اللواء أبو عرب بابلاغ رئيس شعبة الملومات في الامن العام في الجنوب المقدم علي حطيط بهروب "أبو خطاب" من المخيم. وقال المسؤول السياسي لـ "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي لـ"المركزية" إن "لقاءاتنا مع العميد حمادي ومع الاجهزة الامنية اللبنانية تهدف لحماية المخيمات والحفاظ على الامن والاستقرار"، مؤكدا أن "لجنة ملف المطلوبين التي تشكلت سوف تجتمع الاسبوع المقبل على أبعد تقدير لاتخاذ الخطوات المطلوبة بالتنسيق مع مخابرات الجيش لحل قضية المطلوبين في عين الحلوة بطريقة سلمية". بدوره، قال قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب لـ"المركزية" إننا "متعاونون مع الدولة اللبنانية ومخابرات الجيش والاجهزة الامنية فيما خص المطلوبين ولا نقبل أن يتحول عين الحلوة ممرا أو مقرا لأي شخص يهدد أمن المخيم وجواره اللبناني ولدينا تعليمات واضحة بهذا الاطار صادرة عن السفير الفلسطيني أشرف دبور وعن أمين سر الساحة الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات".

 

الشعّار يرفض احكام "العسكرية" في حوادث عبرا: تابعة لـ"حزب الله" ويـــجب إلغـــــاؤها

المركزية29 أيلول/17/ رفض مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار "ما صدر عن المحكمة العسكرية امس في شأن حكم الاعدام على الشيخ احمد الاسير وخمسة عشر عاماً مع الاشغال الشاقة على الفنان فضل شاكر في حوادث عبرا في العام 2013 التي سقط في نتيجتها شهداء للجيش، لانها برأيه "غير قانونية ولا يرأسها قاضٍ على دراية بقوانين الدولة". واشار عبر "المركزية" الى "ان المحكمة العسكرية منسوبة الى "حزب الله" وليس الى طائفة، وهذا لا يجوز، خصوصاً اذا كان انتماء الحزب الى الخارج"، داعياً الى "إلغاء دور المحكمة العسكرية وان يُحال المتهمون والمتورطّون في الجرائم الى القضاء العدلي وان يُحاسبوا على فعلتهم وما نُسب اليهم". ولفت الى "ان المحكمة العسكرية ليست مؤهّلة لاصدار احكام بمن يخلّ بامن الوطن لانها "منسوبة" لحزب معيّن"، موضحاً "انه يرفض كل الاعمال والمواقف التي تمسّ الامن والاستقرار، خصوصاً الاعتداء على الجيش والقوى الامنية، لكن هذا لا يعني ان يُحاكم الناس من خلال الانتماء الحزبي وان يُترك الفاعلون في حوادث عبرا والسابع من ايار والمتهمون في تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس". وشدد المفتي الشعّار على "ان القضاء في المحكمة العسكرية ليس محط ارتياح لدى اللبنانيين عموماً ولدينا في شكل خاص، فقراراتها استنسابية بدليل انها لم تحكم على اي فرد من اعضاء "حزب الله". وعمّا اذا كان يعدّ لتحرّك ما رفضاً لقرارات المحكمة العسكرية، اجاب مفتي طرابلس "الاحكام صدرت امس ولا بد من ان تأخذ مجراها الطبيعي ضمن القوانين المرعية الاجراء، لكن ستكون لنا مواقف ومطالبات وفق ما يقتضيه القانون وفي شكل سلمي".

وختم بالتأكيد على "حُرمة دماء الناس عامة وعلى حصانة الجيش والقوى الامنية بصورة خاصة. القضاء لا يجوز ان يكون بيد سياسية او مذهبية وانما بيد نزيهة مجرّدة من اجل إحقاق الحق"، مطالباً المسؤولين كافة من دون استثناء "بان يبادروا الى إبطال الظلم وإحقاق الحق وإقامة الاحكام العادلة بحق الجميع، علماً اني لست موافقاً على كل ما فعله الشيخ احمد الاسير".

 

الحل الحكومي يفتح النقاش على قانون الضرائب الجديد/بارود: ماذا لو أنجز النص القانوني من دون موازنـة/حنين: السلسلة حق مكتسـب وتعليقها يتم بالمنــاداة

المركزية29 أيلول/17/ من خرم إبرة التفاهم السياسي العريض الذي أشاد به رئيس الحكومة سعد الحريري، قاصدا توجيه عدد من الرسائل السياسية في أكثر من اتجاه، خرجت الحكومة بالحل الذي طال انتظاره في صفوف المعلمين والموظفين الرسميين. غير أن هذا لا يعني أن إشكالية إقرار الموازنة وقطع الحساب انتهت، خصوصا أن الحكومة فضلت الركون إلى ما سمي فتوى دستورية تتيح إقرار الموازنة من دون قطع الحساب، ومن دون تعليق المادة 87 من الدستور، ما يفتح الباب واسعا أمام مصير الصيغة الجديدة لقانون الضرائب، وإن كان الحريري شدد على إحترام قرار المجلس الدستوري. وفي هذا الاطار، أوضح الوزير السابق زياد بارود لـ "المركزية" أن "لا يمكن إنجاز موازنة 2017 من دون قطع الحساب، ولا يمكن إنجاز هذا الأمر من دون قطع حساب 2015. وإذا كانوا يريدون احترام قرار المجلس الدستوري فعلا، فيجب أن يعرفوا أن ملاحظاته لا تقتصر على المادتين 11 و17 من القانون الذي أبطله، بل إنه يتضمن ملاحظة أساسية لجهة إعداد الموازنة وقطع الحساب، وهذا هو الأساس، علما أن الأرقام موجودة في وزارة المال، وهذا يعني أن الموازنات كانت تتوقف في مجلس النواب بسبب غياب قطع الحساب.  غير أن بارود شدد على أن "الضرائب آتية حكما، لكن وقف الهدر قد يكون جزءا من الواردات. لكنني أسأل: ماذا لو أنجز قانون الضرائب في غياب قطع الحساب والموازنة". حنين: بدوره، نبه النائب السابق صلاح حنين عبر "المركزية" إلى أن "إذا لم تنجز الموازنة، لا يمكن أن تعلق الحكومة السلسلة. ذلك أن تبعا لمبدأ احترام الاشكال والصيغ، لا يجوز أن يبطل القانون إلا بقانون آخر في مجلس النواب".  وأشار إلى مخالفتين للدستور، إحداهما طريقة التصويت التي يجب أن تتم بالمناداة، لذلك يجب أن يصوت مجلس النواب على القانون الجديد بالمناداة احتراما للمادة 36 من الدستور".  ولفت إلى أن "غياب الموازنات مخالفة دستورية عظمى. لكن في الوقت نفسه، لا شيء في الدستور يقول إن لا ضرائب من دون موازنة، وإلا يجب وقف النفقات أيضا". وختم مؤكدا أن "السلسلة صارت حقا مكتسبا بقانون، ويجب أن يطبق، ولا يلغى القانون إلا بقانون يقره المجلس النيابي، لكننا أمام حق مكتسب، ولا يجوز سحبه بسهولة، علما أن ذلك سيتم بالمناداة".

 

"حزب الله" يرفض "التضعضع" في فريقه السـياسي عشـية الحلول الكبـرى الضاحية تحتاج التسويةَ والحكومةَ..وتتحرك على خط "التطبيع" تحت سقفهما!

المركزية29 أيلول/17/صحيح أن حزب الله دخل مباشرة في الساعات الماضية، على خط معالجة التوتر الذي ارتفع بين بعبدا وعين التينة على اثر قرار المجلس الدستوري إبطال قانون الضرائب المخصص لتمويل السلسلة برمّته، فتولّى أمينه العام السيد حسن نصرالله شخصيا وساطة بين طرفي النزاع لترطيب المناخات وإيجاد أرضية تفاهم سمحت أمس بتوصّل مجلس الوزراء الى صيغة موحّدة لمقاربة الملف والخروج من مأزق "الطعن" (أُعلن عنها اليوم من السراي)، الا ان الحرص الكبير الذي أبدته "الضاحية" على رأب الصدع بين حليفيها "اللّدودين"، لم يكن هدفه الوحيد الإفراج عن "السلسلة"، بل له في الواقع، أبعاد أوسع تتصل بالوضع السياسي المحلي برمّته في ظل المستجدات الاقليمية والدولية. فوفق مصادر سياسية متابعة، لا يريد "حزب الله" تضعضعا في صفّ فريقه السياسي في هذا الوقت الحساس من تاريخ المنطقة، حيث تُرسم تسويات للازمات المتفجرة منذ سنوات (يخشى ان تأتي على حسابه). وهو لا يمانع خلافات يومية تكتية صغيرة بينهم، إلا انه يرفض أن تتخطى التباينات هذا السقف. وللغاية، تدخّل في الساعات الماضية بين الرئاستين الاولى والثانية، ضابطا لإيقاع وحدود الكباش بينهما.

هذا على صعيد بيته الداخلي، أما على المستوى اللبناني العام، تتابع المصادر عبر "المركزية"، فالحزب حريص أيضا على إبقاء التسوية السياسية التي أسست للعهد "العوني"، قائمة. وإذا كان هو في ممارساته لا سيما الخارجية (وآخرها إطلاق عجلات وزرائه على خط بيروت – دمشق)، يساهم في "تصدّعها"، كونه يكسر سياسة لبنان الرسمي بالنأي بالنفس، الا انه يدرك أن سقوط التسوية حاليا مستحيل لاعتبارات محلية ودولية – اقليمية أيضا. من هنا، فإن الكباش السياسي في الحكومة، على هذا الموضوع وسواه، لا يزعجه لكنه يحرص على ألا يخرج عن هذا الاطار، تضيف المصادر. لماذا؟ لأن "الحزب" سيحتاج، في قابل الايام، الى غطاء لبناني يحتمي به وحضنٍ يلجأ اليه، ولا تناسبه الفوضى في الداخل. فهو يلمس، بحسب المصادر، جملةَ مؤشرات لا تريحه، تستهدفه سياسيا واقتصاديا، قد يكون أبرزها العقوبات الاميركية لحصاره ماليا والتي وُضعت على السكة رسميا في الكونغرس أمس. وإذا كان المحور الايراني في المنطقة يرى أن الرياح تسير وفق ما تشتهيه سفنه، لا سيما في سوريا، فإن المصادر تعتبر ان "التسوية" الكبرى لن تحمل انتصارا لهذا الفريق في المنطقة خصوصا في ظل اصرار الولايات المتحدة، شريكة الروس في رسم الحلول، على تطويق النفوذ الايراني في الاقليم.

من هنا، ينبع تمسّك "الحزب" بصون "التسوية"، تتابع المصادر التي تتوقع أن تسير "الضاحية" وحلفاؤها قدما على خط "التطبيع" مع النظام، لكن من دون أن تتجاوز الخطوط الحمر، خصوصا بعد ان لمست اصرارا مستقبليا – قواتيا على التصدي لهذا التوجه مهما كان الثمن، تزامن مع إظهار "المملكة" في الأيام الماضية، عزما على محاربة جرّ لبنان الى المحور الآخر، عبر تعيينها سفيرا في لبنان من جهة ومحاولتها لمّ شمل فريق 14 آذار من جهة أخرى. وما يفاقم قلق "الحزب"، دائما بحسب المصادر، هو ضبابية الموقف الروسي. ذلك انه وعلى وقع التحضيرات للزيارة المرتقبة مطلع الشهر المقبل، للعاهل السعودي الملك سلمان الى موسكو، حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، تخشى طهران وحلفاؤها ان تأتي التسوية المرتقبة على حساب ايران.

 

الحكومة تجاوزت قطوعات السلسلة والإيرادات ويبقى لغم التطهير الإداري

إلهام فريحة/الأنوار/29 أيلول/17/ سلكت سلسلة الرتب والرواتب طريقها إلى التنفيذ، موظفو القطاع العام من إدارات وعسكريين ومؤسسات عامة وأساتذة تعليم خاص ورسمي سيقبضونها، والنهاية السعيدة بالنسبة إليهم وُضعت خواتيمها في جلسة رابعة لمجلس الوزراء انعقدت في السراي الحكومي، برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي كان عرَّاب التوافق، وظهر أنَّ التوافق الرئاسي هو الذي سهَّل تفكيك الألغام من أمام التسوية من خلال الترتيب التالي: وصلت أجواء من قصر بعبدا إلى عين التينة، مفادها أنَّ الرئاسة الأولى لا تستهدف الرئاسة الثانية وأنَّ ما صدر عن المجلس الدستوري لا علاقة لقصر بعبدا به، لا من قريب ولا من بعيد.

تلقف الرئيس بري الأجواء الإيجابية فردّ على التحية بتحية، من خلال إتصال أجراه بالرئيس عون قبل الجلسة الثالثة لمجلس الوزراء، وفحوى المكالمة أنَّ الرئيس بري نوَّه بكلمة رئيس الجمهورية في فرنسا، كان هذا الإتصال كافياً لسحب كل صواعق التفجير من الجلسة، فنُزِعت منها كل "مواد النقاش" التي يمكن أن تنسفها:  من ملاحظات وزير الداخلية نهاد المشنوق على لقاء الوزير جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلم. عندها تأكد الجميع أنَّ هناك "مسار تسوية" يقوم على النقاط التالية: إعداد مشروع قانون وإحالته إلى المجلس النيابي بصيغة جديدة تأخذ بالتعديلات التي رأى المجلس الدستوري أن تكون موجودة في قانون الضرائب. معضلة قطع الحساب ستكون من خلال صيغة يقدمها رئيس الجمهورية ميشال عون، بشكل لا يؤدي إلى الإستغناء عن قطع الحساب، على أن يتم هذا الأمر لاحقاً من ضمن عمل تعكف عليه وزارة المال وتنجزه ضمن مهلة محددة. لأنَّ المصادقة على الموازنة من دون قطع الحساب للموازنة السابقة، فيها مخالفة دستورية. ما الذي حتَّم تدوير الزوايا للتوصل إلى هذه التسوية؟

جملة من القضايا جعلت الحكومة ملزمة بالخروج من "حفرة السلسلة"، أبرزها: الضغط النقابي، بمعنى أنَّ الحركة النقابية نجحت في تعليق فتح المدارس ما لم تقرر الحكومة دفع السلسلة، وهذا الضغط كان من شأنه أن يستمر ليشكِّل تهديداً للعام الدراسي. قناعة نقابية بأنَّ الحكومة قادرة على تأمين إيرادات السلسلة، فيما لو أقفلت مزاريب الهدر.قناعة لدى الشعب اللبناني قاطبة بأنَّ نسبة كبيرة من الموظفين تستحق السلسلة، لكن نسبة لا بأس بها من الموظفين لا تستحق أن تكون في الوظيفة، لأنها توظفت "تنفيعة إنتخابية" من دون جدارة، ونسبة أخرى توظفت لكنها لا تداوم. هذه النِسَب تشكل أثقالاً على الإدارة العامة وعلى خزينة الدولة، ومن الصعب أن تنجح الإدارة من دون عملية تطهير، خصوصاً أنَّ كلفة الرواتب صارت مرتفعة جداً بعد الزيادات. لهذه الأسباب مجتمعةً يمكن القول إنَّ مرحلة جديدة بدأت: نجحت الحكومة في السلسلة وفي توفير الإيرادات لها، ويبقى تحدي تطهير الإدارة.

 

رعد: قانون العقوبات ليس ضد حزب الله بل لترهيب لبنان وتركيعه والسلسلة ستصل لاصحابها

الجمعة 29 أيلول 2017 /وطنية - رأى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "قانون العقوبات المالية الذي يتحرك الآن في الكونغرس الأميركي ضد "حزب الله" هو لترهيب لبنان وليس موجها لـ"حزب الله"، فهم يريدون تركيع وإخضاع لبنان والاستفراد به، فضلا عن إحداث بلبلة بين المجتمع اللبناني وبين الدولة في لبنان". وقال: "ولى هذا الزمن، فهؤلاء مهما تآمروا وخططوا لن يثنينا شيء عن التمسك بنهج مقاومتنا ومواجهة الأعداء الذين يريدون إخضاع إرادتنا وإذلالنا. أضاف رعد في خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي أقامه "حزب الله" في مجمع الإمام الحسين في مدينة صور، في حضور مسؤول الحزب في المنطقة الأولى أحمد صفي الدين، وعدد من العلماء والفاعليات، وحشد من الأهالي: "إننا حريصون في لبنان على أن نحفظ الأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي في البلد، ونفهم أننا نختلف مع بعضنا البعض في السياسات والقوانين والتشريعات والاجراءات الحكومية، ولكن كل ما نختلف عليه يبقى دون مستوى أن يدفع بنا إلى النزاعات، لأنه قابل للحل عبر التفاهم والتشاور والحوار والتنازلات لبعضنا البعض من أجل أن نحفظ أمن مجتمعنا، ونصون الحقوق المطلوب إعطاؤها للناس، ونوفر قدر المستطاع الامكانات اللازمة لتحقيق الانصاف للفئات الكادحة والمستضعفة في هذا البلد".

وإذ اعتبر أن "الضجيج والصراخ والمناكفات والتصريحات المضادة تهدف إلى تضييع الوقت وهدر الجهود وصرف الانتباه عن التحديات والمخاطر الكبرى التي لا تزال تهدد لبنان"، قال: "فنحن لم ننته من التهديدات الإسرائيلية، لا سيما أن الإسرائيليين لا زالوا يلاحقوننا عبر اللوبي اليهودي الموجود في أميركا الذي يشتري الذمم ويوفر المصالح لكثير من نواب الكونغرس من أجل أن يصوتوا لصالح فرض قانون العقوبات ضدنا". ولفت رعد إلى أنه "بالرغم من المناورات التي يجريها العدو الإسرائيلي الآن، إلا أنهم لن يستطيعوا أن يتحرشوا بوكر الدبابير، ولذلك فإن الإسرائيلي يحتاج إلى الأميركيين الذين يتخوفون من إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل حتى لا يدخلهم في حرب يعرف كيف يبدؤها ولكن لا يعرف كيف تنتهي". وقال: "الأميركيون يعرفون جيدا أنها ستنتهي بهزيمة الإسرائيلي الذي تتنازعه الرغبة في قتال "حزب الله" والخوف من نتائج المعركة معه، وبالتالي يجب أن يكون مجتمعنا ودولتنا على مستوى الجهوزية المطلوبة في ظل هذه التحديات والمخاطر الإسرائيلية، حتى لا نغفل عنها". وتابع: "طالعتنا مواقف نقدرها ونثمنها من أعلى موقع في الجمهورية اللبنانية، ومن على منبر الأمم المتحدة، سواء لجهة حفظ موقع المقاومة وحق لبنان في مقاومة التهديدات الخارجية الإسرائيلية والتكفيرية، أو لجهة الرفض القاطع والحاسم لأي توطين، خاصة أن ترامب طرح بوضوح من على منبر الأمم المتحدة فكرة توطين الفلسطينيين في لبنان، والتي اعتبرها أرخص عليه من أن يعطيهم الجنسية الأميركية ويأتي بهم إلى أميركا. وهذا دليل على مدى رخص قيمة الإنسان في وطننا العربي عند الأميركيين، ولكن شعبنا الفلسطيني يرفض كما نرفض نحن فكرة التوطين، لأنه تضييع للقضية ولفلسطين وللمقدسات". وأكد رعد أن "سلسلة الرتب والرواتب سوف تصل لأصحابها"، وختم: "نريد أن نؤمن المال اللازم لأصحابها، وهذا الأمر يجب أن يبقى في الحسبان، ونحن نعتبر أن من أولويتنا إلى جانب أن نبقى على جهوزيتنا ونحفظ الاستقرار الداخلي في مجتمعنا وبلدنا، ونمنع أي انتهاك لسيادتنا ونواجه أي احتلال، هو توفير الحقوق والمصالح لأهلنا وشعبنا وخصوصا للفقراء والفئات الكادحة في بلدنا".

 

نحن الرأي العام البَغْل

جوزف الهاشم/الجمهورية/29 أيلول 2017

إضحكوا علينا... على عقولنا إضحكوا، وعلى ذكائنا، وعلى كلِّ حاسة من الحواس الخمس فينا. إضحكوا علينا وقهقهوا، نحن الشعب الغافل، والجمهور الخامل، والرأي العام الغبي الذي يصفه الشيخ سعيد تقي الدين «بالبَغْل». إستمروا باستغلال هذا «البَغْل» وتنافسوا في الركوب على ظهره، والْسَعوهُ بالسوط إنْ تلكَّأَ عن حمل أَجسادكم المتورمة، وقد انتفَخَتْ بطونكم بالسمنة وتمزَّق حولها الزنّار. إضحكوا على الشعب الذي يبكي، وسيروا خلف الجنازات وسجلوا أسماءَكم من أهل الفقيد على أوراق النعي الى جانب إسم الدولة والسلطة والدستور والقوانين والمؤسسات وصفّقوا خلف المآتم، من دون أن يتقطَّب لكُمْ جبينٌ، أو تَذْرِفَ عيونُكم قطرةَ دمعٍ أمام تراكم الجثث. أنتم يا هؤلاء ملوك الشطرنج: الفوز دائماً لكم والموت دائماً لنا، أنتم السلطة القدَرَية التي فوق، باسمها تحكمون بالباطل، وباسمها تلفِّقون لكل استحقاق ذريعة، ولكل واجب مخرجاً، ولكل رواية إخراجاً وتسوِّقون بضائعكم الزائفة على ظهر «البَغْل».

ألم تكن هكذا، الإستحقاقات النيابية الممددة، والإنتخابات الرئاسية المعطّلة، والإستشارات الحكومية الفارغة، والإنتخابات الفرعية المغدورة، وقانون الضرائب في سلسلة الرتب والرواتب، مثلما كان قانون الإنتخابات الذي تمخَّضت به العاقر على مدى تسع سنين، ومع أنه مولود مخنَّث فإنّ له الحق الإلهي في وراثة المملكة. هذا المولود المشوَّه على ما فيه من عاهات تشتدُّ حوله النزاعات بهدف اغتياله في المهد: مِنْ مُماحكةِ تقديم موعد الإنتخابات، الى التسجيل الإنتخابي المسبق، الى قطع الطريق على العملية الإصلاحية، الى البطاقة الإنتخابية، الى الهوية البيومترية، الى تفخيخ تلزيمها بالتراضي، كمثل البواخر المكهربة بالتراضي، وصياح الديوك بالتراضي على المزابل من قبل. وحتى موعد الإنتخابات يكون الخيال الروائي قد ابتدع ألف ليلة وليلة من دون أن تَلِدَ شهرزاد مولوداً معافى لشهريار الملك. الذين طرحوا البطاقات الإنتخابية في المزاد العلني الوهمي، كانوا يعلمون جيداً أن نفقاتها الخيالية تفوق طاقة الخزينة المسلوبة، وأن تنفيذها يفوق طاقة وزارة الداخلية وقدرة طاقمها، وأن البطاقة الممغنطة التي كانت الذريعة المختلقة للتمديد النيابي الثالث، قد تكون هي الذريعة الثانية للتمديد الرابع، أو لإطاحة قانون الإنتخابات، لأن هذا القانون لم يكن الطعم الذي يشتهيه السمك، بل قد يكون السّم الذي يأكله طابخُه.

وفوق هذا السيل من التعقيدات برزت حركة الإنقلابات على الذات، وزيارات الحج الى البيت الحرام، والإنقسامات حول سلسلة الجبال الشرقية بين لبنان وسوريا. وفي ظلِّ هذه المواقف الصاخبة والمتضاربة، وسلسلة الفضائح التي تُرتكب مع الركوب على ظهر الرأي العام «البغل»، فلا أمل يرجى بأي إصلاح أو تغيير، إلاّ أن يتمرَّد هذا الرأي العام على وظيفة «الإستبغال» وأن يلبط الذين يركبون على ظهره.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الخارجية الأميركية: لا نعترف بنتائج استفتاء كردستان/أميركا حثّت على الهدوء ووقف التصعيد في الأزمة بين الإقليم وبغداد وواشنطن

 وكالات/29 أيلول/17/أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الجمعة أنها لا تعترف بنتائج استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق "الذي جرى من طرف واحد"، حسب ما أعلنه الوزير ريكس تيليرسون. وحثّت الخارجة الأميركية على "الحوار والهدوء ووقف التصعيد" في أزمة #الاستفتاء، معتبرةً أنه "يجب الابتعاد عن الاتهامات والتهديدات بإجراءات متبادلة" في هذا السياق. وأضاف #تيليرسون أن "التصويت والنتائج يفتقران إلى الشرعية ونواصل دعمنا عراقا موحدا اتحاديا ديمقراطيا ومزدهرا". وأكد أن واشنطن "تدعو جميع الأطراف، بما فيها جيران #العراق، إلى رفض أي خطوة أحادية وأي استخدام للعنف". كما أعرب تيليرسون عن "القلق أيضا حيال العواقب السلبية المحتملة لهذه الخطوة الأحادية". وقال "نحض السلطات الكردية العراقية على احترام الدور الدستوري للحكومة المركزية، كما نحض الحكومة المركزية على عدم التهديد أو حتى التلميح إلى احتمال استخدام القوة". وطالب جميع الجهات الفاعلة بـ"التركيز على محاربة" تنظيم داعش. وكانت الولايات المتحدة قد رفضت مسبقا الاستفتاء الذي جرى الاثنين محذرة من انه قد يخاطر بزعزعة الاستقرار في المنطقة.

 

ماكرون يدعو العبادي للاعتراف بحقوق الشعب الكردي والرئيس الفرنسي شدد أيضاً على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق

باريس - رويترز/29 أيلول/17/دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل #ماكرون الجمعة الحكومة العراقية إلى "الاعتراف بحقوق الشعب الكردي" وتجنب التصعيد، إلا أنه شدد أيضاً على "ضرورة الحفاظ على وحدة العراق". وعرض ماكرون، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، المساعدة في تهدئة التوتر بين بغداد وحكومة إقليم كردستان بعد استفتاء على انفصال الإقليم. وفي بيان عقب الاتصال، قال ماكرون إنه دعا العبادي إلى زيارة باريس في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول لبحث القضية. وقد أكد مصدر في الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) أن العبادي قبل دعوة ماكرون هذه. وحث الرئيس الفرنسي الجانبين على البقاء متحدين في أولويتهما المتمثلة في هزيمة تنظيم داعش وإرساء الاستقرار في #العراق. وأضاف البيان: "ذكر.. الرئيس بأهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي العراق مع الاعتراف بحقوق الشعب الكردي.. يجب أن يبقى العراقيون متحدون في ظل كون الأولوية لقتال تنظيم داعش واستقرار العراق". وشدد ماكرون في البيان على "ينبغي تجنب أي تصعيد" في هذه المسألة.

 

بدء تطبيق قرار حظر الطيران فوق إقليم كردستان العراق وأربيل ترفض تسليم مواقع حدودية لبغداد

الجمعة 9 محرم 1439هـ - 29 سبتمبر 2017م/دبي - قناة العربية/أعلنت سلطات مطار أربيل أن آخر رحلة جوية غادرت المطار كانت مساء اليوم الجمعة، مع تطبيق حظر فرضته حكومة العراق. وبدأت بغداد مساء الجمعة تطبيق عقوبات على إقليم كردستان رداً على الاستفتاء الذي أجراه أكراد العراق دون تنسيق مع الحكومة المركزية، تشمل حظر الطيران فوق الإقليم، والرحلات الجوية الدولية من مطاري أربيل والسليمانية. وقبيل دخول القرار حيز التنفيذ أعلنت حكومة كردستان رفضها تسليم السيطرة على المعابر الحدودية للحكومة المركزية في بغداد. وفي بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال: "بدأ مساء اليوم الجمعة 29 ايلول 2017 تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بايقاف الطيران الدولي من وإلى الإقليم لحين نقل السيطرة على مطاري السليمانية وأربيل إلى سيطرة وادارة السلطة الاتحادية". ووأضاف البيان " نؤكد بان ايقاف الطيران الدولي من وإلى الاقليم جاء موافقا للدستور وحسب السياقات الدولية، وإن الطيران الداخلي يستمر من أجل الحفاظ على مصالح مواطنينا في الإقليم لان الهدف ليس معاقبة المواطنين، وإنما ايقاف القرارات الاحادية الجانب و غير الدستورية من قبل قيادات الإقليم وتأكيد وحدة العراق و الشعب العراقي". ومن أبرز تلك العقوبات التي طالب بها البرلمان والحكومة العراقية تتمثل بإغلاق المجال الجوي ووقف عمل المطارات، ودعوة شركات الطيران الدولية لإيقاف رحلاتها إلى الإقليم بدءاً من الساعة السادسة من مساء الجمعة. كما ستغلق الحكومة الاتحادية المنافذ البرية الحدودية مع تركيا وإيران. وطالبت الحكومة العراقية تركيا بوقف تصدير نفط الإقليم عبر خط الأنابيب الواصل إلى ميناء جيهان على البحر الأبيض المتوسط. كذلك أوصى البرلمان العراقي بوقف رواتب كافة موظفي الدولة الذين شاركوا في الاستفتاء، مطالباً الحكومة بتعليق عمل الشركات العامة في المناطق المتنازع عليها. ودعا البرلمان حكومة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، لإعادة نشر القوات العراقية في كافة المناطق التي سيطر عليها الإقليم بعد العام 2013. من جهتها، اعتبرت حكومة إقليم كردستان تلك القرارات غير دستورية وغير قانونية. وقد شهدت الساعات الماضية مغادرة واسعة للمواطنين والأجانب والعمال الأجانب والعاملين في المنظمات الإنسانية من الإقليم.

 

العراق ينسق مع إيران وتركيا للسيطرة على حدود كردستان

الجمعة 9 محرم 1439هـ - 29 سبتمبر 2017م/أربيل (العراق) –رويترز/قالت وزارة الدفاع العراقية في بيان، اليوم الجمعة، إن العراق يعتزم السيطرة على المنافذ الحدودية مع إقليم كردستان "بالتنسيق" مع إيران وتركيا. ويشير البيان فيما يبدو إلى أن القوات العراقية تخطط للتحرك صوب المنافذ الحدودية التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان من على الجانبين الإيراني والتركي، وذلك ردا على استفتاء الأكراد على الاستقلال عن العراق. وقال البيان "تنفيذ قرارات الحكومة المركزية في ممارسة السلطات الاتحادية صلاحياتها الدستورية لإدارة جميع المنافذ_الحدودية والمطارات تجري حسب ما هو مخطط لها بالتنسيق مع الجهات المعنية ودول الجوار ولا يوجد أي تأجيل في الإجراءات". وكان رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، قد قال الخميس، إن أنقرة لن تتوانى عن الرد بأقسى ما يكون على أي تهديد لأمنها القومي عند الحدود، لكنه ليس خيارها الأول، وذلك بعد الاستفتاء الذي أجراه أكراد_العراق على الانفصال هذا الأسبوع. وأعلن أن هناك احتمالاً لعقد اجتماع عراقي تركي إيراني لبحث استفتاء كردستان. وذكر يلدريم، الذي كان يتحدث في إقليم جوروم بوسط البلاد، أن تركيا وإيران والعراق تبذل قصارى جهدها لتجاوز أزمة الاستفتاء بأقل الخسائر. من جانبه، قال بكر بوزداج نائب رئيس وزراء تركيا، الخميس، إن القوات المسلحة التركية أنهت تدريب مقاتلي البيشمركة الكردية العراقية وإنها ستتخذ خطوات أخرى رداً على استفتاء الانفصال. وقال بوزداج، وهو أيضاً المتحدث باسم الحكومة في مقابلة مع قناة (تي.جي.ار.تي)، إن تركيا عازمة على إجراء تعاملاتها مع الحكومة المركزية في بغداد بعد استفتاء كردستان العراق. وأضاف أن رئيسي وزراء البلدين سيجتمعان قريباً.

 

بارزاني «يتجاوب» مع مبادرة علاوي وأبدى استعداده «للتريث عامين» و«عدم فرض الأمر الواقع»

لندن: «الشرق الأوسط»/29 أيول/17

علمت «الشرق الأوسط» أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أبلغ نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، أمس، باستعداده للتجاوب مع المبادرة التي طرحها الأخير لاحتواء الأزمة المتصاعدة بين بغداد وأربيل، على خلفية استفتاء الاستقلال الذي أجراه الإقليم منفرداً الاثنين الماضي.

وقالت مصادر عراقية مطلعة على تفاصيل المبادرة، إن بارزاني أرسل رداً مكتوباً على المبادرة، أمس، أبدى فيه استعداده «للتريث حتى عامين، نتواصل فيهما عبر حوار بناء ممتد لمناقشة كل الملفات والقضايا التي تجعل منا معاً شريكين في بناء المستقبل لشعبينا، من دون أن نفرض الأمر الواقع على أي منطقة»، في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها، وضمنها كركوك، التي عرضت مبادرة علاوي الاحتكام إلى الدستور بشأنها. وأشار بارزاني في رده إلى أن «دعوتكم إلى الحوار كأداة لمعالجة القضايا الخلافية ونبذ أسلوب التهديد والتعنت والتلويح بالقوة هو ما دعونا إلى اعتماده منذ اندلاع الأزمة واقترانها بتوجهنا للاستفتاء على تقرير مصيرنا وما زلنا عند نفس الخيار، خيار الحوار الممتد المفضي إلى التفاهم، بعيداً عن لي الأذرع وفرض الإرادات».

ولفت إلى أنه يجد في المبادرة «عناصر تشكل أساساً للعودة إلى منطق العقل والحكمة، ومنصة لتعبئة القوى والأحزاب والكتل المشاركة في الحكم وخارجها، تأخذ على عاتقها البحث بمنطق الحقوق والعدل والتفاهم في كل ما يزيل الاحتقان الذي يريد البعض له أن يظل مشحوناً، وهذا البعض هو من يتربص لاقتناص الفرصة ويُجهز على كل ما تبقى من إمكانات كفيلة بتحقيق تطلعات الأشقاء العراقيين إلى الدولة المدنية الديمقراطية المبنية على قاعدة المواطنة الحرة والمؤسسات الضامنة للحريات والعدالة الاجتماعية».

ولفت إلى أن «الاستفتاء لا يعني قيام الدولة مباشرة، بل نحن مستعدون للتريث حتى عامين نتواصل فيهما عبر حوار بناء ممتد لمناقشة كل الملفات والقضايا التي تجعل منا معاً شريكين في بناء المستقبل لشعبينا من دون أن نفرض الأمر الواقع على أي منطقة».

واعتبر أن «في مبادرتكم عناصر إيجابية، خصوصاً الدعوة إلى وقف التصعيد والتعبئة وتجنيد البرلمان ليتخذ قرارات عقابية، وبضمنها دعوات مبطنة لإعلان الحرب فوراً، بما يتعارض مع الدستور الذي يتباكون عليه». وأضاف: «إننا منفتحون على مبادرتكم ومستعدون للتعاون معكم».

وكان علاوي أعلن مبادرة لاحتواء الأزمة التي أثارها الاستفتاء الكردي، ناشد عبرها بارزاني وقيادة الإقليم «تجميد نتائج الاستفتاء خلال مرحلة انتقالية بناءة يجري فيها حوار وطني مسؤول وبنّاء لمعالجة كل أوجه الخلاف، بما يضمن ويحافظ على الإرث المشترك ويعززه ويكرس كل ما يوطد الأخوة العربية الكردية، ويؤدي إلى تحقيق العراق الاتحادي الديمقراطي الموحد». وطالبت المبادرة بإخضاع مصير كركوك والمناطق المتنازع عليها «لنصوص المادة 140 من دستور البلاد ومعالجة أوجه الإخلال بما يعمق المشاركة الوطنية ويستجيب لمصالح كل الشرائح فيها ويطفئ فتيل إثارة الفتنة فيما بينها».

ودعت «السلطة وأطراف العملية السياسية، وبشكل خاص قوى التحالف الوطني والكرد»، إلى «التخلي عن الدعوة إلى التصعيد واستخدام لغة الانتقام والوعيد والتلويح بالحل العسكري». كما طلب من الحكومة والجيش «الوقوف بحزم ضد أي انتهاك لحرمة كل المواطنين، ورفض تدخل أي طرف في النزاع، ولا مواجهة مسلحة إلا مع الإرهاب وداعش والإرهاب التكفيري». ودعا «التحالفات المشاركة في السلطة إلى البدء بحوارات عملية بناءة على مدار الأسابيع المقبلة للشروع باتخاذ كل ما يلزم لتصفية المظاهر التمييزية والاقتصادية والانفراد بالحكم، وصولاً عبر التشريعات التوافقية غير المعرقلة إلى تصفية منظومات المحاصصة الطائفية والمذهبية، وتعديل كل القوانين التي تتعارض مع روح الدستور بإقامة الدولة الديمقراطية المدنية، دولة القانون والحريات والمواطنة». وحذر «الدول الإقليمية من التدخل في الشأن الداخلي العراقي بأي وسيلة تصدع وحدة العراقيين، وعلى الحكومة تنبيه الدول المعنية». كما رفض «انفراد التحالف الوطني بالحوار مع الأشقاء الكرد»، مطالباً بـ«التوجه لتشكيل لجنة وطنية عليا تقوم بهذه المهمة».

 

وكالة الطاقة: التطور السريع لأسلحة كوريا الشمالية يمثل تهديدا عالميا

الشرق الأوسط/29 أيلول/17/قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو اليوم (الجمعة) إن سادس تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية في الثالث من سبتمبر (أيلول) تظهر أن بيونغ يانغ حققت تقدما سريعا في تطوير الأسلحة يمثل تهديدا عالميا جديدا. وتزايدت التوترات في شبه الجزيرة الكورية منذ الاختبار الذي أدى لفرض مجموعة جديدة من العقوبات على الشمال بعد قرار بالإجماع من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وقال أمانو للصحافيين في سيول «النتيجة كانت أكبر كثيرا من التجربة السابقة وهو ما يعني أن كوريا الشمالية أحرزت تقدما سريعا جدا». وأضاف بعد اجتماع مع وزيرة خارجية كوريا الجنوبية كانغ كيونغ - وان «إلى جانب عوامل أخرى... هذا تهديد جديد... تهديد عالمي». وأوضح أمانو أن الوكالة ليس لديها القدرة على التأكد من مزاعم كوريا الشمالية بأنها اختبرت قنبلة هيدروجينية. وتابع: «الأهم في الوقت الحالي هو أن يتحد المجتمع الدولي».

 

ترحيب أميركي بموقف بكين الجديد إزاء كوريا الشمالية

الشرق الأوسط/29 أيلول/17/بعدما انتقدتها طويلا، رحبت واشنطن بموقف بكين حيال كوريا الشمالية فيما يشير إلى أن العلاقات التي تشهد توترا كبيرا بين البلدين، تمر بمرحلة تحسن جديدة على ما يبدو. وتوجه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس (الخميس) إلى بكين حيث سيلتقي الرئيس شي جينبينغ ومستشار الدولة يانغ جيشي أرفع دبلوماسي في البلاد، ووزير الخارجية وانغ يي وذلك بهدف الإعداد لأول زيارة للرئيس الأميركي دونالد ترمب مقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) في إطار جولة آسيوية. وقبيل مغادرته واشنطن، تحدث تيلرسون في افتتاح منتدى «للحوار الاجتماعي والثقافي بين الولايات المتحدة والصين» بحضور نائبة رئيس الوزراء الصيني ليو واندونغ في واشنطن. وقال إن «كوريا الشمالية ستكون بالتأكيد أحد المواضيع المطروحة على طاولة البحث». وكانت العلاقات بين واشنطن وبكين تحسنت في الأشهر الأخيرة على وقع التجارب النووية والباليستية لبيونغ يانغ. وخلال حملته الانتخابية ثم بعد توليه الرئاسة، انتقد ترمب الصين ثم أشاد بنظيره الصيني شي جينبينغ «القائد الكبير» الذي استقبله «كصديق» في مارا - لاغو في أبريل (نيسان) الماضي. وفي منتصف أغسطس (آب)، هاجم ترمب علنا الشريكة الاقتصادية الرئيسية لكوريا الشمالية، معتبرا أنها «تستطيع أن تبذل مزيدا من الجهود» لإقناع نظام كيم جونغ - أون بالتخلي عن القنبلة الذرية بينما استخدمت واشنطن سلاحها التجاري بالإعلان عن تحقيق يستهدف بكين في ملف الملكية الفكرية. لكن منذ ذلك الحين تبدلت اللهجة.

وقال ترمب الثلاثاء «أحيي الصين لأنها قطعت كل صلاتها المصرفية مع كوريا الشمالية»، وذلك بعد أسبوع على إشادته بهذا الإجراء «الشجاع جدا» و«غير المتوقع»، في إشارة إلى رفض المصارف الكبرى في الصين التعامل مع زبائن كوريين شماليين. في الوقت نفسه، وافقت الصين على فرض عقوبات تزداد قسوة على كوريا الشمالية. ونجاح استراتيجية «الضغط الأقصى» هذه مرتبط بتطبيق العقوبات من قبل الصين بينما تؤكد واشنطن منذ بعض الوقت أن الأمور تتحرك. كانت وزارة الخارجية الأميركية ذكرت في بداية سبتمبر (أيلول) أن «هناك أمورا تحدث في الكواليس تمنحنا أسبابا للتفاؤل». وقد رحبت الأربعاء «بالخطوات الهائلة في الاتجاه الصحيح» بينما اعترفت مسؤولة شرق آسيا في الخارجية الأميركية سوزان ثورنتن أمام لجنة في مجلس الشيوخ الخميس بأن بكين «اتخذت مؤخرا إجراءات جديدة» في الاتجاه الصحيح. وفي الواقع وطبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي، أعلنت وزارة التجارة الصينية الخميس أن الشركات المفتوحة من قبل كيانات أو مواطنين من كوريا الشمالية في الصين يجب أن تغلق بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل. وأوضحت الوزارة أن «الشركات المشتركة الصينية الأجنبية والشركات ذات رؤوس الأموال المشتركة أو الأجنبية التي فتحت في الصين من قبل كيانات أو أفراد كوريين شماليين يجب أن تغلق خلال 120 يوما» من تبني القرار 2375 من قبل مجلس الأمن الدولي في 11 سبتمبر. وكانت الوزارة نفسها أعلنت السبت أن بكين ستحد من صادراتها من المنتجات النفطية المكررة إلى بيونغ يانغ بدءا من مطلع أكتوبر (تشرين الأول). وقد يكون التهديد بفرض عقوبات أميركية محتملة على المصارف الصينية لعب دورا أيضا. وتحدث ترمب الأسبوع الماضي عن مرسوم يمهد الطريق لإجراءات من هذا النوع لخصته واشنطن بجملة واحدة: إما أن تبرموا الصفقات التجارية معنا أو مع كوريا الشمالية، يجب الاختيار. وفي الواقع تواصل بكين الدعوة إلى حل دبلوماسي للأزمة وتنظر باستياء كبير إلى التهديدات العسكرية مثل «النار والغضب» أو «التدمير الكامل» لكوريا الشمالية.

 

خفض التصعيد» في إدلب تصدر مباحثات إردوغان وبوتين

الشرق الأوسط/29 أيلول/17/سيطرت التطورات في سوريا والعراق على المباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في القصر الرئاسي في أنقرة مساء أمس. كما تناولت المباحثات مختلف المجالات ولا سيما الطاقة والاقتصاد وأزمة صادرات الطماطم التركية التي لا تزال مستمرة منذ وقوع حادث إسقاط القاذفة الروسية «سو 24» على حدود تركيا وسوريا في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. وتناولت المباحثات أيضا، بحسب مصادر، عقد صفقة منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية «إس - 400» الموقع مؤخرا مع تركيا والذي يثير قلق الغرب وحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي ينتقد عزم تركيا شراء منظومة الصواريخ الروسية المتطورة، ويقول إنه من المهم أن تتلاءم المعدات العسكرية التي يتم شراؤها من طرف الدول الأعضاء مع نظام عمل المعدّات التابعة له. على صعيد الملف السوري، قالت المصادر إن مباحثات إردوغان وبوتين تناولت اتفاق نشر قوات لحفظ الأمن في منطقة خفض التوتر في إدلب شمال غربي سوريا والصورة النهائية التي ستكون عليها وطريقة نشر القوات فيها. وكان إردوغان أكد في اتصال هاتفي مع بوتين الاثنين الماضي أن تطبيق مناطق خفض التوتر في سوريا، يمكن أن يمهد لتسوية سياسية للنزاع تقضي بشكل كامل على الإرهاب وتؤدي لإحلال السلام.

وأشارت المصادر إلى أن إردوغان سعى إلى دعم روسي للإسراع بتنفيذ اتفاق منطقة خفض التوتر في إدلب بالاتفاق مع إيران، كما ناقش معه إقامة منطقة جديدة لخفض التوتر في عفرين ومحيطها. وتناولت مباحثات الجانبين أيضا عقد صفقة «إس – 400» حيث طلب الرئيس التركي من نظيره الروسي الإسراع بخطوات تسليم تركيا المنظومة الدفاعية والبدء في نشرها والتدريب عليها حيث سيجري تعاون فني بين البلدين بشأن إنتاجها فيما بعد. وكان وكيل وزارة الدفاع التركية لشؤون الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير ذكر منذ أيام أن تسليم هذه المنظومة سيستغرق عامين على الأقل، وقال إننا نجري مفاوضات لتسريع البرنامج الزمني. وتناولت المباحثات أيضا التعاون بين البلدين من الناحيتين التجارية الاقتصادية والتعاون في مجال الاستثمارات والطاقة وقالت المصادر إن إردوغان تناول مع بوتين مسألة تأشيرات رجال الأعمال ورفع الحظر على صادرات الطماطم التركية التي كانت حصيلتها قبل الحظر تقترب من 300 مليون دولار.

وأشارت المصادر إلى أن الجانب الروسي أكد أن هذه المشكلة في طريقها إلى الحل كما أكد الجانبان حرصهما على تعزيز العلاقات التجارية وإزالة كل الآثار التي ترتبت على الأزمة التي شهدتها العلاقات بين البلدين في نوفمبر عام 2015.

 

حكومة الثني تمنع دخول الأميركيين... و«الوفاق» تكشف عن أسماء قيادات «داعشية»

اعتقال منفذ ومصور ذبح الأقباط المصريين... وكشف مصير صحافيين تونسيين اختطفا في ليبيا قبل 3 أعوام

الشرق الأوسط/29 أيلول/17/صعّدت الحكومة الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الله الثني، من موقفها حيال قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب القاضي بتعليق دخول الليبيين إلى بلاده، واتخذت قرارا يقضي بمنع حاملي الجنسية الأميركية من دخول البلاد، عملاً بمبدأ «المعاملة بالمثل». وتزامنت هذه التطورات مع الكشف عن أسماء قيادات «داعش» في مدن ليبية، ومصادر تمويلهم، والقبض على مصور وأحد منفذي مذبحة المسيحيين المصريين التي وقعت في يناير (كانون الثاني) عام 2015. وقالت الحكومة الليبية المؤقتة، التي تتخذ من مدينة البيضاء (شرق البلاد) مقرا لها، إنها «تابعت بقلق بالغ إعلان رئيس الولايات المتحدة تعليق دخول مواطني ليبيا إلى أميركا كمهاجرين وغير مهاجرين بواسطة تأشيرة الأعمال التجارية والسياحية». ووصفت الحكومة المؤقتة، في بيان أمس، القرار بأنه «تصعيد خطير يستهدف المواطنين الليبيين بعينهم»، مشيرة إلى أن هذا الإجراء «يضع مواطنينا في سلة واحدة مع الإرهابيين الذين تُقاتلهم القوات المسلحة الليبية، وقدمت الغالي والنفيس لأجل ذلك، بمساندة الشعب الرافض لكل أشكال العنف التطرف، كما يضع الحكومة المؤقتة أمام خيار واحد لا بديل له، وهو تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل».

وردا على قرار منع دخول حاملي الجنسية الأميركية إلى ليبيا، قال الدكتور سعد المريمي، عضو مجلس النواب عن طرابلس، لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار الحكومة المؤقتة بمنع دخول حاملي الجنسية ليبيا لا يسري إلاّ على المنطقة التي تسيطر عليها حكومة الثني في الشرق فقط، دون سواها من المناطق والمدن».

وأضاف المريمي موضحا: «لم تصلنا في مجلس النواب النشرة الخاصة بالقرار كي نناقشها، ونعرف تفاصيله، وهل سنقبله أم نرفضه». في غضون ذلك، كشف الصديق الصور، رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام بالعاصمة الليبية طرابلس، عن نتائج التحقيقات التي أجريت مع عناصر تنظيم داعش الذين جرى اعتقالهم خلال تحرير مدينة سرت، (450 كيلومترا شرق العاصمة)، وقال إن «التنظيم جند شخصيات من جنسيات عدة، بينهم تونسيون وسودانيون ومصريون، وسعوديون». وأضاف الصور في مؤتمر صحافي نقلته وسائل إعلام محلية، أمس، أنه «تم القبض على المتورطين في ذبح وتصوير 21 مسيحيا مصريا في المدينة، واعترفوا بمكان دفنهم»، مشيرا إلى أن «التنظيم قتل النائب العام السابق عبد العزيز الحصادي في درنة، وعضو المؤتمر الوطني (المنتهية ولايته) فريحة البركاوي، كما كان ينقل مقاتليه من تونس إلى سرت، مرورًا بمدينة صبراتة (70 كيلومترا من العاصمة)». وحول مصير الصحافيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري، قال الصور إن «التنظيم أوقفهما في الطريق وقتلهما»، مؤكدا أنه تم القبض على مقتحمي القنصلية الأميركية في بنغازي، وأنهم من (أنصار الشريعة) الذين انضموا إلى «داعش» فيما بعد، وأضاف موضحا: «لقد وجدنا بينهم عناصر مصرية»، كانوا يتلقون أوامرهم مباشرة من أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة. واتهم رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام، محمود البرعصي القيادي بتنظيم «أنصار الشريعة» بأنه أول من أسس تنظيم داعش في منطقة الهواري في مدينة بنغازي، موضحا أنه كان يجتمع بأعضاء التنظيم في مقر أطلق عليه «البيت الأبيض»، وأن التنظيم كان ينفق على نفسه مما يتحصل عليه من سرقة المصارف في المدينة، والجباية التي كان يفرضها على المواطنين. كما كشف الصور عن أسماء قيادات التنظيم، في مدن سرت وزليتن، ومصراتة، ومناصبهم، و«الدواوين» التي استحدثوها، مشيرا إلى أن والي طرابلس التابع للتنظيم يكنى أبو عامر الجزراوي، وأن مسؤول «خلية مصراتة» ليبي يدعى يوسف مليطان، المكنى بـ«أبو همام»، وسبق قتله في مواجهات. وتضمن تقسيم العمل داخل تنظيم داعش، الذي كشف عنه رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام، إلى دواوين، بيت المال، والقضاء والمظالم، وإمارة سرت، إضافة إلى «جيش الصحراء» الذي يقوده، الليبي المهدي سالم دنقو، المكنى «أبو البركات»، بالإضافة إلى «ديوان التسليح» العام، الذي يترأسه الليبي حسن الصالحين بالعرج، وكنيته «أبو حبيبة»، الذي قتل في سرت العام الماضي. من جهة ثانية، وقبل ساعات من توجهه إلى طرابلس، أبلغ وزير الخارجية الإيطالي ألفانو، لجنتي الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الإيطالي، أنه سيزور طرابلس للقاء السراج، ونائبه أحمد معيتيق ووزير الخارجية محمد سيالة. في غضون ذلك، قال رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، غسان سلامة، عقب اجتماعه مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس، إنه «استمع لمقترحاته ووجد تشجيعاً على الإصرار والصبر واتباع سياسة المراحل لمساعدة ليبيا». من جهة ثانية، أعلن الجيش المصري, أمس تدمير عشر سيارات رباعية الدفع «محملة بأسلحة وذخائر» بعد تسللها إلى الأراضي المصرية عبر الحدود مع ليبيا التي تعتبرها السلطات المصرية مصدر خطر على أمن البلاد. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري العقيد تامر الرفاعي إنه {تم استهداف وتدمير عشر سيارات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة} من قبل {تشكيلات من القوات الجوية قامت ب تتبع الأهداف المعادية وتأكيد إحداثياتها والتعامل معها}.

 

هيلي: روسيا تمنع تفتيش مواقع إيران العسكرية

عربية نت/29 أيلول/17/كشفت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أن روسيا تمنع وكالة الطاقة الذرية (IAEA) من تفتيش مواقع إيران العسكرية في انتقاد شديد لواشطن ضد موسكو هو الأول من نوعه في الملف الإيراني. وحذرت هيلي في بيان: "الاتفاق النووي بدون تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية يبقى مجرد وعد لا قيمة له"، وفق المواقع الأميركية. وأضافت: "إذا كان للاتفاق النووي مع إيران أي معنى، فيجب على الأطراف أن يكون لديهم فهم مشترك لبنوده، لكن يبدو أن بعض الدول تحاول حماية إيران حتى من المزيد من التفتيش". كما أشارت هيلي إلى أن "السلطات الإيرانية تقول إنها لن تسمح بتفتيش المواقع العسكرية لديها، في حين تؤكد وكالة الطاقة الذرية أنه لا يوجد فرق بين المواقع العسكرية والمواقع المدنية في الاتفاق المبرم مع طهران". وتعارض روسيا موقف الولايات المتحدة، وترى أن وكالة الطاقة الذرية ليس من شأنها إصدار تعليمات حول تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية.

كذلك تعارض طهران بشدة تفتيش مواقعها العسكرية، وترى أن مثل هذه الخطوة تمس بأمنها القومي، حيث اعتبرت بعض القيادات الإيرانية أن المواقع العسكرية بمثابة "شرف" للعسكريين الإيرانيين. وتأتي تصريحات هيلي بعد يوم من مطالبة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، طهران بالشفافية والسماح للوكالة بالتفتيش والرقابة على جزء تقني حساس من برنامجها النووي من الممكن أن يستخدم في صنع أسلحة نووية. وتقول الوكالة إن طهران بدأت بأنشطة حساسة تعرف تحت البند "تي" وتتعلق "باختبارات يمكن أن تؤدي إلى انفجارات نووية"، وإن "الوكالة لا يمكنها التحقق من مصداقية إيران في هذا المجال".

 

اشتباك «داعشي – كردي» لإعادة رسم الخارطة السورية

سلوى فاضل/جنوبية/29 سبتمبر، 2017 الاكراد

 البغدادي يطلّ في زمن الاستفتاء الكردي في أربيل، فما الرابط بين الحدثين؟ ومن يسبق الآخر في الانتصار في هذه المعركة المفصلية؟ وكيف يفسر الاحداث الباحث السياسي توفيق شومان؟ أذاع تنظيم “داعش” الارهابي، تسجيلا صوتيا جديدا عبر الإنترنت لزعيمه ابو بكر البغدادي، في محاولة لتكذيب الاخبار الواردة سابقا عن مقتله، والذي تسببّ في انشقاقات كبرى داخل صفوف التنظيم. ولم يتضح حتى الان تاريخ التسجيل الذي بلغت مدته 46 دقيقة. وكان البغدادي قد شغل الاعلامين العربي والعالمي بخبر مصيره ومكان تواجده، كما شغل اسامة بن لادن من قبله العالم بأسره. وقد تداولت وسائل اعلام عالمية الخبر على انه قتل مع ثلاثة من اقربائه في الأنبار. وحول سرّ عودته عبر صوتية، غير مؤكدة، يوم أمس في توقيت لافت، اضافة الى ارتباط ظهوره باعلان محافظة كردستان نيتّها الانفصال عن الدولة المركزية في العراق، واقامة دولة كردية صافية. اضافة الى الضربة القوية التي حصلت اليوم في ديرالزور، اضافة الى سقوط اكثر من 40 جندي سوري، واكثر من 14 من مقاتلي حزب الله في حمص، هل يمكن القول ان “داعش” عاد وبقوة؟ يرى المحلل السياسي توفيق شومان، ردا على اسئلة “جنوبية” بالقول: “بالمبدأ، ان اكثر من طرف اعلن سابقا ان المستهدف من قصف الطائرات الروسية هو البغدادي، وبالتالي انه قتل في احدى الغارات، وعلى رأسهم الروس. ولكن لم يكن ثمة تأكيدات عن خبر مقتله”. ويضيف شومان “اعتقد انه كان هناك تسرّع في اعلان مقتله، ولكن هل علينا ان نفصل بما له علاقة بين ما جرى في كردستان واعلان مقتل زعيم تنظيم داعش. ويبدو وكأنه هناك حالة من نقل المنطقة من حرب الى حرب بالوقت الذي يبدو ان العراق والمنطقة متجهان الى الاعلان عن انتهاء الحرب، فان ذلك يعني الابقاء على المنطقة بحالة حرب مستمرة”. ويلفت الاعلامي شومان الى انه “في مكان ما يمكن ربط بما له من ظهور للبغدادي بما جرى في كردستان، وايضا اطلالته الجديدة التي تعني انه يوجد حرب يخوضها “داعش”، وحرب يخوضها الاكراد”. “ومن جانب آخر، الاهداف تظهر ان التنظيم يريد ان يقول اني ما زلتُ موجودا، وبالتالي سيستمر في القتال”. وعن علاقة العدد الكبير لقتلى الجيش السوري اليوم في دير تدمر والبادية، اضافة الى عناصر حزب الله بظهور البغدادي؟ قال توفيق شومان “المعركة في دير الزور مرتبطة بالاكراد وليس بالبغدادي، ويجب القول ان الاكراد يشاركون بقوة في معارك ديرالزور. والسؤال هل سيُسيطر الاكراد المدعومين أميركّيا على المنطقة، ام الجيش السوري المدعوم روسيّا. فالطرفان يتصارعان حول تقاسم النفوذ، الامر الذي يعني ان دير الزور مرتبطة بهما مباشرة”. ويؤكد “من دون شك ان أمن العراق ومستقبله متربط بمعركة دير الزور، فـ”صالح مسلم” الكردي السوري، قائد قوات سورية الديموقراطية قال “اذا تعرّض اكراد العراق لأي خطر سندافع” رغم كل الاختلاف بينهما. وهذا يعني ان “داعش” يخوض حربا واحدة على أرض دولتين سورية والعراق، والاكراد يخوضون حربا واحدة على ارض دولتين اي سورية والعراق. إذن ها يعني ان مستقبل ديرالزور مرتبط بمستقبل الاكراد، وبمستقبل “داعش” ايضا. إذ يستحيل فصل الانظمة او اعادة الفصل دون ان يلاحظ المراقب التشابه التام في المعركتين”. ويختم المحلل السياسي توفيق شومان، بالقول: “ضاعت الحدود بعد ان كانت قد “خربطها” “داعش” خلال احتلاله الموصل العراقية والرقة السورية. والاكراد اليوم يضيّعون الحدود ايضا على النسق نفسه”، في نسف تام لاتفاقية سايكس- بيكو وبقوة!!!.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العقوبات على «حزب الله» تكتمل بـ«شــهادة» ترامب أمام الكونغرس

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/ السبت 30 أيلول 2017

تحوّلات في إجماع الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس

يُلزم القانون الرئيسَ الأميركي دونالد ترامب بتقديم «شهادته» أمام الكونغرس في القضايا الدولية الكبرى المطروحة على الأمّة كلّ ثلاثة أشهر. ولذلك فهو يستعدّ لتقديم واحدة منها حول نظرته إلى مدى التزام طهران بالاتفاق النووي في 10 تشرين الأوّل المقبل. وبما أنّ العقوبات المشدّدة على «حزب الله» قد جاءت قبل أيام عليها، فهل من رابطٍ موضوعي أو بالمصادفة بينهما؟لا يخفى على من يتابع التطورات الأميركية أنّ ترامب يرغب بإدانة إيران واتّهامها بالخروج على تعهداتها والتزاماتها الإقليمية والدولية التي فرضتها عليها واشنطن ومجموعة الدول (5+1) والمجتمع الدولي لاحقاً بما نصّ عليه «اتفاق فيينا» الموَقّع في 14 تمّوز 2015 قبل إحالته ومَلاحِقه إلى مجلس الأمن الدولي للمصادقة عليه تمهيداً لتنفيذه بالتنسيق والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية.

وكما هو معلوم فإنّ هذا الاتفاق ينظّم رفع العقوبات المفروضة على طهران منذ عقود على المستويات الاقتصادية والمالية الأوروبية والأميركية عند بدء تنفيذ الاتفاق النووي، ويَسمح لها بتصدير واستيراد الأسلحة، مقابل منعِها من تطوير صواريخ نووية، وستحلّ محلّها قيود جديدة بعد قبولها بزيارة مواقعها النووية ودخول المفتشين إلى المواقع المشبوهة بما فيها المواقع العسكرية، وعلى الرغم من ذلك سيكون في إمكان طهران استيراد وتصدير الأسلحة على أساس أن تقدّر كلّ حالة بمقدارها.

ومعلوم أيضاً أنّ هذا الاتفاق يأتي استكمالاً لاتفاق لوزان. وهو ما سيؤدّي تدريجاً إلى الإفراج عن جزء من الأرصدة الإيرانية المجمّدة في الخارج. وكلّ ذلك بعدما رسم الاتفاق سقوفاً للمنشآت النووية التي ستستمرّ في العمل، ولن يتوقف أيّ منها أو يجري التخلّص منها. ويسمح لها بمواصلة عمليات التخصيب والأبحاث وتطوير أجهزة الطرد المركزي لمدة عشر سنوات بما يتفق مع خطتِها لأنشطة البحث والتطوير العلمية والاقتصادية الخاصة بالتخصيب. ويَسمح الاتفاق لطهران بتصدير منتجات نووية كاليورانيوم المخصّب.

وينص الاتّفاق أيضاً على حظر الأسلحة الأممي المفروض على إيران خمس سنوات، مثلما سيستمرّ الحظر على مبيعات الصواريخ لمدة ثماني سنوات على إعادة العقوبات على إيران خلال 65 يوماً في حال عدم الالتزام به، ويدعو للسماح بدخول الأمم المتحدة إلى كلّ مواقع إيران النووية.

وبعد عامين وثلاثة أشهر على هذا الاتّفاق يراقب العالم أجمع مواقفَ الرئيس الأميركي التي أطلقها قبل عشرة أيام من على منبر الأمم المتحدة وفي مناسبات أخرى، والذي وصَف فيه الاتفاق مع إيران بـ«أنه الأسوأ» في تاريخ بلاده وأنّه يُحرجها، مؤكّداً أنّه «توصّل إلى قرار نهائي» في شأن هذا الاتفاق، ولكنّه لم يعلن عنه. بعدما ثبتَ لديه أنّ طهران خرجت بعيداً عن التزاماتها بموجب الاتفاق مهدّداً ومتوعّداً باللجوء إلى العقوبات المنصوص عنها وتلك التي تقدّرها بلاده.

وعلى وقعِ الردّ الإيراني السريع على إعلان ترامب لمصادفته مع اعتلاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد دقائق منبرَ الجمعية العمومية للأمم المتحدة مهاجماً وواصفاً إياه بـ«المارق والجديد العهد في السياسة».

معتبراً أنّ خطابه «عبثيّ وجاهل وحاقد وغير لائق، ولا يتناسق مع مبادئ الأمم المتحدة»، مؤكّداً أنّ إيران ستتصدّى بكلّ حزم لكلّ من ينتهك الاتفاق النووي الإيراني الذي اعتبره «ملك المجتمع الدولي برُمّته».

وإلى ردّ الفعل الإيراني فقد سجَّلت مراجع دولية كبرى رفضها لمواقف ترامب، وأوّلها كانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فريديريكا موغريني التي أكّدت أنه «لا يمكن إعادة التفاوض في شأن الاتفاق»، وأنّ «الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين متّفقون على ضرورة دعمِ الاتفاق مع إيران». فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الحفاظ على هذا الاتفاق النووي لأنه «سيكون من الخطأ التخلّي عنه من دون بديل».

لكنّه اشترَط ضمان قيام رقابة أفضل على الصواريخ البالستية والنشاطات البالستية غير المشمولة باتفاق العام 2015، وفرض إجراءات جديدة لِما بعد العام 2025 لأنّ الاتفاق لا يغطّي الوضعَ ما بعد مهلة السنوات العشر وفتح مفاوضات مع إيران حول الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط.

وحيال هذه المواقف كانت تقارير ديبلوماسية قد وصَلت من واشنطن قبل أسبوعين تقول إنّ مِن المستبعَد أن يجاري الكونغرس الأميركي ترامب في تطلّعاته إلى هذا التفاهم، وهو يُحمّله «مسؤولية التثبتِ من اتّهاماته وتقديم البراهين الواضحة التي تدعم موقفَه».

لأنّه «ليس لدى الكونغرس ما يؤكّد هذه المزاعم»، ولذلك فإنّ من غير المسموح اللجوء إلى أيّ نوع من العقوبات ما لم توافق عليه مجموعة دول الـ (5+1)، وبالتالي لا يمكنه الكذب عليه وعلى المجتمع الدولي لتبرير أيّ إجراء أميركي غير مقنع.

وإلى هذه الشكوك التي زرعَتها التقارير السابقة، فقد ورَد تقرير في الساعات الماضية من واشنطن يوحي بتبدّلٍ واضح لدى الأكثرية الجمهورية والديمقراطية معاً في الكونغرس، وهو ما عبّرت عنه لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي التي صوَّتت بالإجماع على مشروع قانون يفرض عقوبات إضافية على «حزب الله» تسمح لترامب بفرض عقوبات على أيّ فردٍ أميركي أو مقيمٍ أو أجنبي يعتقد أنه يوفّر دعماً أو تأييداً أو يدعم مصرفياً ومادياً أو أيّ دعم تقني لأيّ من مؤسسات «حزب الله»، معدّداً العشرات منها في مختلف المجالات المالية، التجارية، الإعمارية، الإعلامية، السياسية.

ولذلك فسيكون المُدان معرّضاً لعقوبة تحرمه من نيلِ تأشيرات دخول إلى الأراضي الأميركية، وبإلغائها إنْ وجِدت. كذلك يمكنه أن يرفع حظر إعطاء هذه التأشيرات لمن يدعم «حزب الله» شرط أن يُبلغ إلى الكونغرس قرارَه في فترة لا تتجاوز ستة أشهر.

وحملَ هذا التقرير معلومات جديدة تتحدّث عن بداية تحَوّلٍ في الكونغرس الأميركي يشجّع ترامب على المضيّ في جمعِ الإثباتات ليؤكّد في العاشر من تشرين الأوّل المقبل أمام الكونغرس أنّ شهادته في «السلوك الإيراني» لن تحملَ صفة «شهادة حسن سلوك» وأنّ لديه ما يكفي من الإشارات التي تدعمه، من التجارب الإيرانية في مناوراتها على الصواريخ البالستية إلى خطواتها العسكرية المتشدّدة في سوريا، وصولاً إلى ما كشَف عن تهريب أسلحة صاروخية إلى الحوثيين في اليمن وما بينهما ما يسمّى بتصرّفاتها في السعودية والبحرين ودول أخرى، وكلّها تصبّ في عكسِ ما نصّت عليه التزاماتها السابقة. وتشير التقارير الواردة من واشنطن إلى أنّ الإجراءات الجديدة في حقّ «حزب الله» هي أولى الإشارات إلى التشدّد الأميركي مع إيران، لأنّ الحزب هو «أحد أذرعتها القوية في المنطقة»، وما هي إلّا أيام لتثبت دقّة هذه المعلومات من عدمها. علماً أنّه سيكون أمام الكونغرس الأميركي 60 يوماً تُحتسَب من العاشر من الشهر المقبل لتحديد ما إذا كان سيعاود فرض العقوبات التي رُفعت على إيران بموجب الاتفاق المحكي عنه أو العكس.

 

حزم سعودي في مواجهة التطبيع مع النظام

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 30 أيلول2017

«ايّ سَعي لـ«حزب الله» لاستعمال لبنان بوابة عربية للتطبيع مع النظام السوري مرفوض»

 من موقف الوزير السعودي ثامر السبهان الى زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الى الرياض، خط تصاعدي في المواجهة لمنع «حزب الله» من حجز مقعد للبنان في المحور السوري ـ الإيراني.الدعوات السعودية كانت موجّهة لأربع شخصيات، على ان يعرف لاحقاً ما هو الجدول الكامل: الحريري، جنبلاط، الجميّل، جعجع. فضّل الحريري ألّا تكون زيارته من ضمن سلسلة دعوات، وتريّث جنبلاط (تحسّباً من ردة فعل «حزب الله») ولبّى جعجع والجميّل، ولن ينتهي مسار عودة السعودية الى بيروت بما تمّ حتى الآن.

في المعلومات انّ الموقف السعودي كان حاسماً في رفض استضعاف «حزب الله» للقرار الرسمي وجَرّ لبنان الى التطبيع مع النظام السوري، ويمكن تلخيص الموقف السعودي الذي سمعه زوّار الرياض بالآتي:

أولاً: جزمت القيادة السعودية بأن لا تعايش ولا قبول ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وانّ كل ما يُشاع عن موقف المملكة في هذا الصدد غير صحيح، وأن لا مكان للأسد في ايّ حل دائم.

ثانياً: أكدت القيادة السعودية وجود اتصالات عالية المستوى مع الروس والاميركيين في شأن الوضع السوري، وأوحَت أنّ العلاقة السعودية ـ الروسية في تحسن مستمر، وانّ المشاورات وصلت الى طرح الأفكار العملية في ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية في سوريا، وانّ الخطوط مفتوحة بكاملها مع الاميركيين بالنسبة الى الملف السوري. ثالثاً: أكدت القيادة السعودية انّ ايّ سَعي لـ«حزب الله» لاستعمال لبنان بوابة عربية للتطبيع مع النظام السوري مرفوض، ومن غير المسموح «اختطاف لبنان» ووضعه في وجه الدول العربية، واستفراده باستعادة العلاقات مع النظام السوري في وقت تمّ طرده من جامعة الدول العربية بشبه إجماع عربي. وأشارت الى انّ ايّ عودة للعلاقات تحصل بعد عودة مقعد سوريا الى جامعة الدول العربية، وبعد بداية مرحلة انتقالية حقيقية في سوريا.

وتشير المعلومات الى انّ السعوديين وضعوا أمام زائريهم صورة شاملة لما يجري في المنطقة ولما يقومون به من اتصالات وخطوات، من اليمن الى العراق فسوريا ولبنان، مع تقييم للمرحلة المقبلة واحتمالاتها، وانعكاس الأحداث على الملف اللبناني.

في المقابل سمعت القيادة السعودية تشخيصاً لبنانياً لما يجري، سواء من جعجع او الجميّل، ولكلّ منهما مقاربة تقترب من تحديد معالم الأزمة، وتختلف باختلاف الموقع (من داخل السلطة وخارجها).

واعتبر جعجع «أنّ جرّ لبنان الى التطبيع مع النظام السوري لن يحصل، وانّ الازمة في لبنان لا تنفصل بعمقها عن أزمة المنطقة، بسبب سياسة ايران واختراقها للدول العربية، فهذا الاختراق ينفّذ عملياً بأسلوب واحد في اكثر من دولة عربية.

وبالتالي، فإنّ اي حل للأزمة السورية لا بد من ان يكون على أسس واضحة لا التباس فيها، ولا بد من ان يستكمل بالتوازي مع حلّ لبناني في اعتبار انّ سلاح «حزب الله» جزء من استراتيجية في المنطقة، وانّ لبنان يجب ان يستفيد من ايّ حل دائم في المنطقة».

وفي مقاربته للملف السوري، إستذكر جعجع «اتفاق الطائف» ونهاية الحرب في لبنان، التي تحوّلت تسوية غير متوازنة بسبب إمساك النظام السوري بمفاصل الحل، ما أدّى الى «تطبيق سوري» لهذا «الطائف». ونَبّه الى «أنّ أي حل في سوريا لا ينفّذ على أسس واضحة، ووفق ضمانات حقيقية، يمكن ان يتحوّل أرجحية لإيران ولمشروعها». توحي مناخات السعودية أنّ مرحلة جديدة قد بدأت، فهل ستؤدي الى مسار يستعيد التوازن بعدما اختلّ لمصلحة «حزب الله»؟ الأكيد أنّ التطبيع مع النظام السوري سيكون العنوان الاول للمواجهة في المرحلة المقبلة، وهو عنوان سيطرح مصير الحكومة والتسوية، اذا ما أصَرّ «حزب الله» على المضيّ في جرّ لبنان الى محور إيران.

 

هذا ما تريده الرياض من لقاءاتها اللبنانية

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/ السبت 30 أيلول2017

الإتجاه الأساس لدى المملكة هو الحفاظ على استقرار لبنان والالتزام بسياسة «النأي بالنفس»

 تتزامن اللقاءات التي بدأتها القيادة السعودية مع مجموعة من القيادات اللبنانية التي بدأت تتقاطر الى مدينة جدة، مع الذكرى الـ28 لتوقيع النواب اللبنانيين «وثيقة الوفاق الوطني» المعروفة بـ«اتفاق الطائف»، كاشفة عن ملامح «إتفاقات طائف» مماثلة بدأت الأزمات السائدة في المنطقة الدخول في مداراتها، في ضوء التقاطع الاميركي ـ الروسي الدافع في اتجاه تسويتها.واللافت انّ لقاءات القيادة السعودية ممثلة بولي العهد ووزير الدفاع الامير محمد بن سلمان تعقد في مدينة جدة، وهي المدينة التي انتقل اليها النواب اللبنانيون من مدينة الطائف، حيث انعقد مؤتمرهم ووقّعوا «اتفاقهم الطائفي» (نسبة الى الطائف المدينة)، للقاء الملك الراحل فهد بن عبد العزيز في «قصر السلام» على شاطئ البحر الأحمر، وليتلو وزير الخارجية السعودي الراحل الامير سعود الفيصل على مسامعهم بيان اللجنة الثلاثية العربية الذي تضمّن روزنامة البدء بتنفيذ الاتفاق بدءاً بانتخاب رئيس جمهورية جديد وتشكيل حكومة جديدة واستكمال عدد نواب المجلس النيابي الذي زاده الاتفاق من 99 نائباً الى 108 نواب بالتعيين، وقد ارتفع هذا العدد ليصبح 128 نائباً في أوّل انتخابات نيابية جرت عام 1992 بعد انتهاء الحرب ودَسترة «الطائف» . على انّ استكمال تطبيق «اتفاق الطائف» وتصحيح ما نفّذ منه من بنود لا يغيب عن اللقاءات اللبنانية ـ السعودية، وذلك تأسيساً على الدعوات المتواصلة وشبه اليومية سعودياً ولبنانياً وعربياً ودولياً لهذه الغاية، وفي ظل تأكيد الجميع حرصهم على هذا الاتفاق، والاعتراف الدائم للمملكة العربية السعودية من خصومها قبل حلفائها، ومن عرّابي الاتفاق، بدورها الاساسي في تحقيقه وإنهاء الحرب الاهلية في لبنان، خصوصاً انّ المسوؤلين السعوديين، رفعوا في بداية مؤتمر الطائف وبلسان الأمير سعود الفيصل شعار «الفشل ممنوع» الذي فهمه النوّاب يومها على أنه «رسالة ملكية» مفادها انه ممنوع عليهم مغادرة المملكة من دون التوصّل الى اتفاق يُخرج لبنان من حال الحرب الى السلام، فكان هذا الاتفاق.

على انه عندما كُشِف عن اللقاءات التي بدأتها القيادة السعودية مع مسؤولين وقيادات سياسية لبنانية سادَ لدى البعض انطباع مفاده أنّ هناك اتجاهاً لدى المملكة العربية السعودية الى «التصعيد والتسخين» سياسياً في لبنان، ولكن تبيّن لزوّار المملكة إثر اللقاءات الأولية التي تمّت (وشملت رئيسي حزبي «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع و«الكتائب» النائب سامي الجميّل) ومن خلال المناخات التي تسبق اللقاءات الأخرى المنتظرة في الايام والاسابيع القليلة المقبلة، انّ الإتجاه الأساس لدى المملكة في هذه المرحلة هو الحفاظ على الاستقرار في لبنان والالتزام بسياسة «النأي بالنفس»، وهي تعتبر انّ الاستقرار اللبناني يشكّل الاولوية دائماً، ولا حاجة إطلاقاً لتحويل لبنان ساحة ساخنة على غرار الساحات الأخرى، خصوصاً انّ التعقيدات اللبنانية المتصلة بالتنوع اللبناني الطائفي والمذهبي قد تُدخِل لبنان في حروب تؤدي الى تسعير المواجهات في المنطقة بدلاً من احتوائها، فيما كلّ التركيز في المرحلة الراهنة يَنصبّ على حصر هذه المواجهات ومنع تمدّدها والعمل على مواجهتها.

وقد لمس زوّار المملكة لدى القيادة السعودية أنها بمقدار تمسّكها بالثوابت العربية والدور العربي في تعاطيها مع لبنان وغيره من الدول، فإنها تحرص بالمقدار نفسه على أن يحافظ لبنان على وضعه الحالي في انتظار ان تتبلور التسويات على مستوى المنطقة.

كذلك لمس هؤلاء الزوار أفكاراً جديّة لدى المسؤولين السعوديين إزاء حلول تتعلق بمستقبل المنطقة، وتمّ التداول في هذه الافكار وتشريحها والاستفاضة في مناقشتها، خصوصاً انّ المملكة تريد ان تناقشها، الى جانب أفكار أخرى، مع حلفائها قبل دخول المنطقة في التسويات العملية، وهذه الافكار أولية وتتعلق برؤية موسكو وواشنطن لحل الأزمة في سوريا وفي الدول الأخرى المأزومة، إذ في ظل طرح البعض ان تبدأ الحلول بالأزمة السورية أولاً، فإنّ البعض الآخر يرى ان تكون الحلول شاملة لكل الدول المأزومة في المنطقة، بمعنى انه يجب الاستفادة من الاهتمام الدولي الاستثنائي الحالي بواقع المنطقة عموماً وبالوضع السوري خصوصاً من أجل الدفع في اتجاه عقد مؤتمر دولي ـ إقليمي لحل أزمات المنطقة برمّتها، خصوصاً انّ هذه الازمات مرتبطة بعضها ببعض ولا يجوز الفصل في ما بينها.

وبالتالي، فإنّ هذا الاهتمام الدولي قد لا يتكرر في مراحل لاحقة ويجب اقتناص الفرصة لتحقيق التسوية الشاملة في المنطقة، لأنّ النزاع الاساسي هو من طبيعة سعودية - إيرانية ولا يمكن تحقيق اي تسوية في أيّ دولة الّا من خلال حوار سعودي ـ ايراني. ولذلك، من المناسب جداً إنطلاق حوار إقليمي برعاية دولية للوصول الى الحل الشامل. وهذا الواقع يستدعي من المملكة العربية السعودية تفعيل حضورها في المنطقة، خصوصاً انها ستكون ركيزة أساسية وكبرى في النظام العربي والاقليمي الجديد الذي سيسود في المنطقة في ضوء التسويات المنتظرة. وتندرج لقاءات القيادة السعودية مع المسؤولين والقيادات اللبنانية التي ستتلاحق في قابل الايام والاسابيع في إطار السعي للحفاظ على «الستاتيكو» السائد واستطراداً التوازن القائم، لأنّ هذا التوازن كفيل باستبعاد هيمنة اي فريق على الدولة، ويشكّل مدخلاً للتسوية الموعودة عندما يحين أوانها. ويؤكد المسؤولون السعوديون في لقاءاتهم اللبنانية، حسب زوّار المملكة، حرصهم على لبنان اولاً، ويلفتون الى انّ انكفاءهم عنه في المرحلة السابقة كان سببه أنه ساحة مستقرة فيما الساحات الساخنة تتطلّب من الرياض اهتماماً اكبر، وقد لمست اليوم انّ عليها رفع مستوى اهتمامها بلبنان مع بداية دخول المنطقة في مرحلة جديدة منعاً للتفرّد او الاستفراد به او استخدام ساحته وتحويلها صندوق بريد ضد التوجّه العربي عموماً والسعودي خصوصاً، عن طريق فك عزلة النظام السوري من البوابة اللبنانية في تحدّ للإرادة السعودية والعربية، فهذا الفك لا يمكن ان يحصل جزئياً، وإنما يجب ان يحصل كلياً عبر مبادرة عربية تستعيد سوريا بها شرعيتها العربية من خلال البوابة السعودية.

 

عناصر «حزب الله» مجدداً إلى واجهة.. الموت

 علي الحسيني/المستقبل/30 أيلول/17

من بوابة الموت المتجددة، عاد «حزب الله» أمس، ليتصدر واجهة الحرب في سوريا، بعد استراحة مؤقتة غابت خلالها التشييعات، منذ «إنتصار» الجرود الذي جاء هو الآخر بعد فترة زمنية من «إنتصار» حلب الموجع والمُهلك. ومن بوابة الأوجاع العريضة والألم، استعاد الحزب أمس، سيرة نعي العناصر التي يبدو أنها ستظل ترافق الأهالي وتزيدهم وجعاً، على الرغم من محاولات الإطمئنان التي حاول الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، زرعها فيهم ذات يوم، عندما أعلن إنسحاب حزبه من الحدود اللبنانية - السورية. يومها تلقّف الأهالي هذا الإعلان كمقدمة لعودة جميع أبنائهم من الداخل السوري.

محاولة الإطمئنان التي رماها نصرالله للأهالي يومها، جعلتهم ينتظرون الاطلالة التي تليها علّها تتضمن إعلاناً صريحاً للعودة من جبهات الموت خصوصاً أنه في تلك الفترة، كانت بعض المعلومات قد تحدثت عن نيّة حقيقية لدى «حزب الله» للإنسحاب من العديد من المناطق السورية، لكن كل تلك الآمال والاحلام، تبخرت في هواء الوعود وتكسرت عند عتبة الدعوة إلى الموت مجدداً في جرود عرسال، فكان أن سقط أكثر من عشرين عنصراً في معركة ربح فيها «الاعلام الحربي»، لكن خسر فيها كل لبنان، خيرة شبابه على طريق معمّد بالدماء ومُحاصر بالموت العابر للأعمار.

في الخبر الأولي أمس، كان العدد 3، ثم وصل إلى 10 بعد أقل من ساعة وليستقر لأجل غير مُسمّى على 21 عنصراً عن السادسة مساءً. في دير الزور حيث ينغمس «حزب الله» في القتال دفاعاً عن نظام لا معنى لبقائه ولا قيمة لوجوده، خسر يوم أمس، ما لا يقل عن 21 عنصراً في هجوم مباغت نفذه تنظيم «داعش» بالسيارات المفخخة استهدف خلاله منطقة تجمع تابعة لـ «حزب الله» والجيش السوري و»الحرس الثوري الايران» في بلدتَي الشولا وكباجب في ريف دير الزور. وعُرف من عناصر الحزب: علي البزال من بلدة البزالية، حسان زين من كفردان، حسين أسعد من الضاحية الجنوبية، محمد ناصر الدين من العين، مصطفى صالح من حارة حريك، علي فران من حارة حريك، محمد تامر بحبوش، علي عمار من بئر حسن، عماد موسى من الهرمل، علي العاشق من النبي عثمان. ومن جهته، أفاد الاعلام الحربي التابع لـ»حزب الله»، عن مقتل العشرات من مسلحي «داعش» كما قام بنشر صور تظهر جانباً من قتلى «التنظيم».

خلال الفترة الأخيرة، بدا لافتاً حجم تورط «حزب الله» في سوريا والذي يزداد بشكل لافت ويُقابله عناصر لا حول لهم ولا قوة، لا يستطيعون رد مصيرهم ولا الاعتراض على واقع الموت الذي يأمرهم بالتنقل على جبهاته بحثاً عن إنجازات يُمكن أن تُستخدم على طاولات الكبار. وتزامناً مع هذا الموت، ثمة من يعتبر، أنه أصبح من الصعب على «حزب الله» أن يرتضي لنفسه الخروج من هذا المستنقع بعد كل الخسارات التي مُني بها طيلة فترة قتاله والتي مضى عليها أكثر من ست سنوات. والأصعب أن يُدرج هذا الخروج على لائحة التسويات وأن يعود إلى لبنان بخُفّي حنين، دون تحقيق أي مكتسبات يُمكن أن ترفع عنه المُساءلات داخل بيئته، أو الطلب خصوصاً في ما يتعلق بميزان الربح والخسارة. ومن المؤكد ان خسارة الأمس، سوف تزيد من ثقل الخسائر وسوف تخرج أصواتاً ولو بشكل محدود، لتسأل خلال عمليات التشييع، عن نهاية هذا النفق المُظلم وموعد الخلاص منه. لكنها لن تلقى آذاناً صاغية، إذ أن الجميع بات متلهّياً بالخطابات والدعوات إلى «الجهاد» وقطاف «الإنتصارات» على حساب دماء الشعبين السوري واللبناني.

سواء ارتضى البعض ام لم يرتضِ، فإن عناصر «حزب الله» الذين يسقطون في سوريا دفاعاً عن مشاريع لا تُلزم لبنان ولا اللبنانيين بشيء، هم بكل تأكيد جزء من هذا البلد، وكان يُمكن أن يُشكلوا حوله سياجاً يزيد من منعته في مواجهة الأخطار التي تحدق به من كل صوب، وخصوصاً الجماعات الارهابية والعدو الإسرائيلي. نعم بالطبع هي إشكالية بين جزء كبير من الشعب اللبناني وقيادة الحزب التي لا ترى مانعاً في سقوط عناصرها خارج الحدود المُفترضة. وعلى الرغم من أن هذه الإشكالية يُعبّر عنها أيضاً، جزء من بيئة «حزب الله»، إلا أن هذا الجزء لا يصل إلى مرحلة «الإنشقاق» أو الخروج عن الإجماع الحزبي أو البيئي، ولكن بكل تأكيد، فإن هذه الإشكالية تترك العديد من الآثار السلبية في نفوس أبناء هذا الجزء، وتولّد لديهم انطباعات تشي بفترة ضبابية مُقبل عليها «حزب الله»، ومن الصعب أن يتمكّن فيها من تحديد الأرض التي يقف عليها أو حمايتها، أو على الأقل تخفيف النزف البشري الذي يُلاحقه سواء أكان مُرغماً على التدخل في هذه الحرب، أم كان الأمر برضاه. المؤكد، أن سقوط عناصر من «حزب الله» في سوريا، في حالة ارتفاع مُستمرة وتبدّل دائم بين لحظة وأخرى حتى في ظل ما يُوصف بمرحلة «التهدئة» المفروضة دوليّاً، وكأنها بورصة قتل تأبى أن تستقر على حال واحد. معضلة غاية في الصعوبة تعجز عن حلّها القيادة العاملة على خطي بيروت ـ سوريا. قيادة يصعب عليها اخفاء الحقائق، حتّى وإن نجحت في بعض المحطات، فإن صفحات الحلفاء والمؤيدين كفيلة بإيصال الصوت والصورة، تماماً كما كان الحال يوم أمس، حيث تمكنت من إعلان أسماء وصور عناصر الحزب الذين سقطوا، حتى قبل أن ينعيهم الحزب نفسه أو وسائله الاعلامية.

 

زمن ربْط النزاع في لبنان يترنّح... فمَن ينقلب على مَن/السعودية «عائدة» ولن تترك الساحة لإيران

الراي الكويتية/29 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59107

هل انتهى زمن «ربْط النزاع» في لبنان والنأي به وتحييده عن الأزمات اللاهبة في المنطقة؟ وهل صارت تالياً التسوية السياسية وحكومتها على قاب قوسيْن من السقوط؟ ولمصلحة مَن الانقلاب على الستاتيكو الحالي... لإيران ومحورها أم للسعودية وحلفائها؟

هذه الأسئلة لم تعد مجرّد تمرينٍ افتراضي لسبْر أغوار «الحال اللبنانية» التي ازدادتْ حراكاً وتلبُّداً في الاسابيع الماضية على وهج تحولات عميقة لا تخلو من الغموض في المنطقة التي يتأجج في ساحاتها المترامية صراعٌ لا هوادة فيه بين إيران والمملكة العربية السعودية.

لم يكن لبنان أولوية في اللحظة التي كانت الحرب السورية في أوجها. يومها ساد اعتقادٌ أن مَن يَرْبح في سورية يَرْبح في لبنان، وهو الأمر الذي جنّب «الوطن الهشّ» حريقاً، تفاداه «حزب الله» لحماية ظهره بعدما ذهب بعيداً بتورُّطه في سورية وساحات المنطقة، ولعب «تيار المستقبل» دور «الإطفائي» لمنْع نشوب فتنة سنية - شيعية.

هذا النأي بلبنان، المحروس بـ «تَقاطُع المصالح»، أتاح إمرار تسويةٍ جاءت بمرشّح إيران و«حزب الله» الى رئاسة الجمهورية عبر انتخاب العماد ميشال عون، وأعادتْ حليف السعودية الى رئاسة الحكومة من خلال تشكيل الرئيس سعد الحريري حكومةً ائتلافية ببيان وزاري متوازن وتسْووي.

وتؤشر التطورات الأخيرة في لبنان، ربْطاً بالتحولات الجارية في المنطقة، على أن البلاد تنتقل من انهيارٍ متدحْرج لتسويةِ ربْط النزاع وحكومتها، إلى مرحلةٍ توحي بعودة الاستقطاب السياسي الحاد حيال موقع لبنان والتوازنات فيه، خصوصاً في الطريق الى الانتخابات النيابية في مايو 2018.

نقطة التحولات الحاسمة جاءت مع المشروع الروسي - الاميركي لتقسيم مناطق النفوذ في سورية عبر مقاطعاتِ خفْض التوتر، مما جعل «حزب الله» يستعجل العمل على ربْط لبنان بمناطق النفوذ الايراني في سورية المفيدة، فسارع إلى فتح معركة الجرود ووضع ملف إعادة النازحين على الطاولة وباشر ضغوطاً لتطبيع العلاقة بين لبنان الرسمي والنظام السوري.

ويَفيد «حزب الله» في معركته من وفاء عون لـ «الرافعة» التي أوصلتْه الى الرئاسة، ومن وعْدٍ قطعه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بتبني خليفة عون، صهره وزير الخارجية جبران باسيل الى رئاسة الجمهورية، في مبادلة السلطة بالمسائل الاستراتيجية التي تشكل أولوية للحزب.

وتُرجم هذا «الوفاء» في مواقف عون الصريحة بدعمه دور «حزب الله» وإضفاء الشرعية على سلاحه، متجاهلاً الانقسام اللبناني حيال ذلك وتعاطي دول الخليج والغرب مع الحزب على انه «منظمة ارهابية»، اضافة الى تبنيه عناوين معركة الحزب في شأن النازحين والتنسيق مع النظام السوري الذي شكل لقاء باسيل مع وزير خارجيته وليد المعلّم إشارة متقدمة في هذا الاتجاه.

وبدا أن «حزب الله» الذي لا يرغب في الاطاحة بحكومةٍ يترأسها حليف السعودية (الحريري) وتشكل حمايةً له، لن يتهاون في ضغوطه لتطبيع العلاقة مع دمشق وإعادة النازحين الذين يشكلون كتلة بشرية قابلة للتوظيف من خصومه في أي مواجهة معه أو في انتخاباتِ المرحلة الانتقالية في سورية.

فثمة مَن يعتقد أن إعادة النازحين مسألة ترتقي الى «الاستراتيجي» في نظر «حزب الله» الذي يرى أن إعادتهم الى أحضان الأسد تضفي شرعية على النظام وتنزع ذريعة المجتمع الدولي بأن سورية - النظام غير آمنة وتمكّن الحكومة من تجنيد ما بين 50 ألف الى 100 ألف من بين النازحين في الجيش المتعَب.

والأهمّ في تقدير بعض الأوساط أن «حزب الله» في محاولته تشديد قبضته على لبنان وخياراته، يستشعر هجوما معاكساً تشنّه المملكة العربية السعودية بمواجهة ما يوصف بالمحور الإيراني في المنطقة ومن ضمنه لبنان.

فمن العراق، والعلاقة المستجدة بين القيادة السعودية والسيد مقتدى الصدر والحسابات الانتخابية لرئيس الوزراء حيدر العبادي، مروراً بمضيّ الأكراد في الاستفتاء على الاستقلال رغم تهديدات «الحرس الثوري» و«الحشد الشعبي»، وصولاً الى العودة السعودية للاهتمام بلبنان والقول إنه غير متروك... كلها مؤشرات توحي بأن زمن ربْط النزاع يلفظ أنفاسه.

ومَن يتابع الحركة السعودية في اتجاه لبنان عن كثب، يكتشف ان التغريدات النارية لوزير الدولة لشؤون الخليح ثامر السهبان ضدّ «حزب الله» لم تكن سوى طلائع لمسار تصاعُدي في مواجهةٍ عنوانها منْع إطباق النفوذ الايراني على لبنان.

وبعد اللقاءيْن اللذين عقدهما امس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع كل من رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، من المتوقّع ان تكرّ سبحة خطوات تصبّ في مضاعفة اهتمام الرياض بما يجري في لبنان.

وفي ملاقاة هذا الاهتمام، يُنتظر أن تشهد الساحة السياسية في بيروت ديناميات جديدة كتشيكل «مجلس حكماء» من شخصيات سنية بعدما تزايدتْ الضغوط على رئيس الحكومة سعد الحريري، وإقامة إطارٍ عابر للطوائف يضمّ قوى وشخصيات اسلامية - مسيحية مناهضة لـ «حزب الله»، بما يوفّر «منصّة» لإعادة التوازن الداخلي.

http://www.alraimedia.com/ar/article/foreigns/2017/09/29/795122/nr/lebanon

 

السعودية قررت التصدي لإيران في لبنان/الجميل وجعجع وبعدهما الحريري وجنبلاط وسعيد والسيد

إيلي الحاج/النهار/29 أيلول/17

أجزاء من مقالتي اليوم في "النهار":

(...) القرار الأميركي كانت اشترطت السعودية صدوره، كي تعاود دخولها إلى السياسة اللبنانية من باب حلفاء وأصدقاء لها في تحالف "14 آذار" سابقاً. والبداية كانت في الاجتماعين المنفصلين لولي العهد الأمير محمد سلمان مع رئيس الكتائب سامي الجميّل ورئيس "القوات" سمير جعجع في جدة أول من أمس، على أن يعقد اجتماعات لاحقاً، بحسب معلومات "النهار"، مع الرئيس سعد الحريري، النائب وليد جنبلاط، الأمين العام لقوى 14 آذار سابقاً فارس سعيد والمفكر السياسي رضوان السيّد. وربما غيرهم.

(...) الواقع أن الكلام مع كل منهما اختلف، لسبب بسيط هو أن حزب الكتائب لم يدخل التسوية التي أوصلت العماد ميشال عون وتضمنت تأليف حكومة الحريري وما نتج منها، خلافاً لما ذهب إليه الحريري وجعجع. عندما زار السفير السعودي السابق علي عواض عسيري النائب الجميّل في بكفيا يوم 2 كانون الأول 2015 للبحث في تأييد ترشيح رئيس "المردة" النائب سليمان فرنجية للرئاسة، كان الجواب الذي سمعه بوضوح أن حزب الكتائب لا يمكنه تأييد مرشح من قوى 8 آذار، حتى لو كان صديقاً شخصياً اسمه سليمان فرنجية.

ما سمعه في ما بعد القادة السعوديون بإلحاح من جعجع ثم من الحريري أن انتخاب العماد ميشال عون رئيساً سوف يُبعد الرجل عن "حزب الله" ومحور إيران إلى مسافة وسطية، فضلاً عن الوعد إلى اللبنانيين بأن هذا الانتخاب سوف يعيد إحياء الدولة في لبنان ويحسّن الأحوال معيشياً وخدماتياً. تبيّن بعد أشهر أن عون لم يبتعد عن الحزب. كما أن الوعد إلى اللبنانيين بعودة الدولة وتحسينها وبالخدمات لم يتحقق منه شيء كثير.

(...) لم تنفع المكاسب التي نالها الحريري وجعجع في رفع الضرر الذي أصيبا به بفعل رهانهما الكبير. سواء بسبب ممارسات "حزب الله" شريكهما في الحكومة والطرف الآخر في "التسوية"، أو بسبب أداء الحكومة المرتبك والمتخبط على الدوام. تلاشت مفاعيل شعارات مثل "أوعى خيّك" وعندما يعود رئيس حزب "القوات" إلى معراب من جولته الخارجية إما أن يباشر التحضير لانعطافة ملموسة في سلوكه حيال "حزب الله" لا تقتصر على مواقف كلامية بدون مفعول سياسي (العودة إلى "جعجع 14 آذار")، وإما أن يتابع محاولته الجمع بين تحالفه مع "التيار الوطني الحر" والاعتراض اللفظي على سياسات "حزب الله" وتصرفاته. اعتماده الخيار الأول يجعله عرضة لهجمات فريق 8 آذار من أصغرهم إلى أكبرهم وقد يضطره إلى الخروج من الحكومة. الخيار الآخر، اي المضي في تحالف "أوعى خيّك" يفقده حليفاً إقليمياً وخارجياً كبيراً هو السعودية، حين أنه يفتقد حالياً حلفاء حقيقيين في الداخل، أكان بين المسيحيين أم المسلمين، بفعل حسابات القسمة السابقة بينه وبين "التيار العوني" على قاعدة أنهما يشكلان معاً 86% من المسيحيين. حسابات أقرب إلى أوهام ثبت بطلانها عند كل مناسبة.

ولكن ماذا تريد السعودية حالياً من لبنان؟

تكشف مصادر خليجية لـ"النهار" أن وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان عندما غادر لبنان بعد زيارته أواخر آب الماضي واجتماعه مع مجموعة من السياسيين فيه، كان يحمل انطباعاً نقله إلى القيادة السعودية فحواه أن الأفضل حض الشخصيات والأحزاب اللبنانية الصديقة للمملكة على وضع "مبادرة وطنية" من أجل التصدي للنفوذ الإيراني المتوسع على لبنان، ومن ثم تشكيل جبهة معارضة على أساس هذه المبادرة تخوض الانتخابات وتفوز فيها، مكررة ما جرى في آخر انتخابات عام 2009. وتذكر أن لا بد من تشكيل ما يشبه "مجلس حكماء" يحظى بوزن ثقيل في البيئة السنية في لبنان، تكون على يمين الرئيس الحريري. والمشروعان بوشر العمل فيهما برعاية "خبراء كبار"(...).

 

هل إختار العرب الفدرالية تفادياً للتقسيم؟

محمد سلام/Lebanon360 /الجمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠١٧

يوحي تحريك الشعوب على أراضي الدول العربية، وتحرّك الإجتهاد السياسي والشرعي الرسمي على قاعدة الفرق بين العادة والعبادة، بتوجه عربي عام لإعتناق أنظمة إتحادات فدرالية" تحافظ على "شعرة" سلطة مركزية بديلة من مركزيات موسعة يهدد الموروث التراكمي لتاريخها الديكتاتوري-القمعي-الدموي بدفع الشعوب إلى تقسيم الأوطان، أو أقله إلى إعادة تجميع المكونات تحت مظلة كونفدرالية تؤمن تجاوراً وإستقراراً وإستقلالاً وسيادة لكل مكوّن، فيحصد ما يزرع، سلباً أو إيجاباً.

قبل الإسترسال في التحليل، لا بد من تعريف "الفدرالية" و "الكونفدرالية" لإظهار الفرق بينهما كي تتضح الفكرة لأوسع شريحة ممكنة من القراء ما يساعد على إثراء النقاش وصولاً إلى تعميم المعرفة بما يتناقض مع سلوكيات "صالونات الثقافة المخملية" التي تخاطب الناس بمفردات مبهمة ومعقدة في ممارسة فوقية تنتج جمهوراً من الحفظة يكرر ولا يفقه، أو جمهوراً من الغفلة لا يحفظ ولا يفقه بل يتبع ويفرح.

*الفدرالية، بإختصار، تعني: الإتحاد الطوعي بين مكونات متعددة على أرض واحدة تربطها سياسة خارجية واحدة، وجيش واحد، وقوة شرطة واحدة، وعملة واحدة، ورئاسة (لم أقل رئيس) واحدة إضافة إلى "شرطاتها" المحلية وقوانينها المحلية.

*الكونفدرالية، بإختصار، تعني: الإتحاد بين كيانات مستقلة على أراض متعددة لا يربطها جيش واحد، ولا شرطة واحدة، ولا رئيس واحد، ولا عملة واحدة، بل يربطها هدف مشترك تتفق عليه في وثيقة الإتحاد الكونفدرالي. وتديرها هيئات مشتركة ، تتكون من ممثلين للكينات الأعضاء لتحقيق الأهداف المشتركة وتصدر قراراتها بالإجماع ، وتعتبر نافذة بعد موافقة الكيانات-الدول الأعضاء عليها. وبالتالي فإن كل ما يقوم به أحد مكونات الكونفدرالية يتحمل مسؤوليته وحده، فيحصد أرباحه وحده، ويسدد خسائره وحده، ولا إنعكاس لما يحققه على بقية الأعضاء.

* المقارنة*

*الفدرالية يحمل مواطنوها جنسية واحدة. *الكونفدرالية يحمل مواطنوها جنسيات متعددة على عدد الكيانات المكونة.

*ملاحظة فائقة الأهمية*

*الفدرالية إذا تنازع أعضاؤها وصولاً إلى التقاتل، تنشب "حرب أهلية" (حررررررررررب أههههلية)

*الكونفدرالية إذا تنازعت مكوناتها وصولاً إلى القتال تنشب "حرب دولية" (حرررررررب دوووولية)

بالعودة إلى سياق التحليل من زاوية الواقع الميداني، يتبين أن المنطقة تعيش على وقع النار والدم والميدان "واقعاً فدرالياً" غير معلن رسمياً تتقاتل مكوناته في مسلسل من الحروب الأهليىة ضد بعضها البعض في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان ويتحالف الفدراليون المتناحرون ضد التقسيميين الكونفدراليين من كرد ومتأيرنين أيضا في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان.

في اليمن الصراع، أيضاً على وقع الدم والنار، بين مركزية مستعدة للتحول إلى فدرالية وحالة إنفصالية حوثية تريد أن تكون كونفدرالية متأيرنة.

في السعودية التحوّل الهادئ يأخذ بعداً فكرياً-سياسياً-إجتهادياً على قاعدة الفصل بين "العادة والعبادة"  كالسماح للمرأة بقيادة السيارة ولا يتجاوز ما يثار حوله حد اللغط الإعلامي السخيف، إذ سبق للملكة أن شهدت تغييرات أكبر منه أسست لتطورات إجتماعية وثقافية كبرى هي تأسيس الشرطة وتأسيس التلفزيون وتعليم البنات.

عندما تأسست الشرطة السعودية شهدت المملكة حالة إمتعاض شعبي، ليس لأن الشعب ضد الأمن والشرطة، بل لأن الإنتساب للشرطة يلزم العنصر بإرتداء زي موحد من سروال وملحقاته وقبعة، ما إعتبر تعدياً على الزي الوطني (الدشداشة والغترة) وصلت إلى درجة أن بعض البسطاء من العامة صار يمتنع عن إرسال أولاده إلى المدارس كي لا ينتسبوا لاحقاً إلى الشرطة التي لا تضم إلا من يجيد القراءة والكتابة... والله أعلم.

وعندما تأسس التلفزيون في عهد الملك فيصل رحمه الله نظم "الأمراء الأحرار" تظاهرة ضده، وأمر الملك فيصل بإطلاق النار على المتظاهرين فقتل منهم أحد الأمراء، قام شقيقه لاحقاً بقتل الملك فيصل.

أتذكرون "الأمراء الأحرار"؟؟؟؟

هم مجموعة "الأمراء" التي كان يقودها الرئيس المصري جمال عبد  النصر بما يوازي ضباطه "الأحرار"!!!!

أحرار وضد تأسيس تلفزيون!!!!!!!!!! ... وبقي التلفزيون السعودي وتطور وأنجب "تلفزيونات"....

وعندما أسس الملك فيصل مدارس البنات توجه إليه وفد من مشايخ القصيم رافضا إلا أن الملك فيصل أصر قائلاً ما معناه: المدارس ستفتح ومن لا يريد إرسال إبنته فهو حر. بقيت المدارس وصارت العائلات السعودية تتسابق لإلحاق بناتها ... بالجامعات.

المركزيات القومجية، بشقيها العروبي والسوري القومي، كما بآبائها من شيوعيين وفوضويين، تتساقط كأوراق خريف جفّت روحها وتسعى للإلتحاق بربيع فدرالي علها تنبت مجدداً على عيدان هزيلة مستعينة بفدرالية  كانت تصنفها عدواً تقسيمياً.

لا أريد العودة بالذاكرة إلى "العهد القديم" بجمهوريته العربية المتحدة الناصرية، أو وحدته "الإندماجية" القذافية، أو أمته "العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة" ببعثيها الأسدي والصدامي، أو وحدة عمال العالم الشيوعية، لأن جيل الشباب الذي هو أكبر شريحة عربية حالياً لم يعرفها ولم يختبرها، بل سألجأ إلى "العهد الجديد" الذي شهد ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة أواخر العام 1971، أول دولة عربية فدرالية تضم 7 مكونات هي: إمارة أبوظبي وإمارة دبي وإمارة عجمان وإمارة الشارقة وإمارة رأس الخيمة وإمارة أم القيوين وإمارة الفجيرة.

لبنانياً بدأ العهد الجديد بشعار سياسي-تلفزيوني أطلقته القوات اللبنانية إسمه "حالات حتماً". أتذكرون حالات حتماً؟؟؟؟؟

حالات حتماً كانت مجرد قطعة من طريق سريع أرادت القوات أن تقيم عليها نواة مطار مدني يتيح لمواطني المناطق المسيحية التي تحاصرها قوات الأسد أن يسافروا جواً من دون المخاطرة غير المحمودة عبر خطوط تماس وحواجز المخابرات الأسدية.

رئاسة الجمهورية في بعبدا، ورئاسة الحكومة في الصنائع ببيروت الغربية، على ما بينهما من خصام، إتفقتا على أن حالات حتماً هي دعوة للفدرالية المشبوهة التي تؤدي إلى التقسيم. حتى الكنيسة كانت تحاذر تبني حالات كي لا تربط إسمها بالفدرالية وتتهم بالسعي إلى التقسيم.

في "العهد الجديد" أيضاً أعيد طرح حالات على أنها مقبرة جماعية، فردت القوات في 16 نيسان 2008 بأن "حالات حتماً ليست مقبرة" وصدر رد عنيف من الدكتور سمير جعجع نشره موقع القوات اللبنانية إتهم فيه "النائب ميشال عون بممارسة ""نفس تدميري في عمله السياسي." كما تولت السيدة ستريدا جعجع والنائب كيروز نفي الأضاليل عن مقبرة جماعية مزعومة في حالات. وأثبتت الحفريات التي أجريت بإشراف النيابة العامة أن الموضوع كله تلفيق ولا وجود لمقبرة لا فردية ولا جماعية.

وفي العهد الجديد أيضاً صدر مشروع قانون اللقاء الأرثوذوكسي للإنتخابات النيابية بحيث تنتخب كل طائفة نوابها، فرفضه كل أهل السلطة من مسيحيين ومسلمين بإعتباره فدرالياً-تقسيمياً.

هذا في لبنان، في فلسطين تتجه أيضاً المؤشرات إلى فدرالية توحد غزة والضفة بعد "توبة" حماس، شرط ألا تكون حماس نموذجاً عن حزب السلاح الإيراني في لبنان، وعلى أن تمر كل الإيرادات من الرئاسة في رام الله إلى أهل غزة من دون المرور بقيادة حماس.

المحور الوحيد الذي يعمل واقعياً ضد الفدرلة في الشرق هو المحور المتأيرن، في اليمن، في العراق وفي سوريا وفي فلسطين وفي لبنان، آملاً المحافظة إما على مركزية تتيح له البقاء فاعلاً في السلطة أو بكونفدرالية تتيح له كسب مناطق مستقلة لأتباعة في المنطقة.

يوم أيدت حالات حتماً شتمت في بيئتي وإتهمت بأنني تقسيمي. ويوم أيدت مشروع قانون اللقاء الأرثوذوكسي أيضا إتهمت من بيئة السلطة بشقيها المسلم والمسيحي بأنني تقسيمي.

الآن، سبحان الله، صارت الفدرالية هي الطريق الوحيد المتبقي للحفاظ على وحدة أرض وشعرة سلطة مركزية تكون أشبه بشعرة معاوية ... كي لا تتدهور المنطقة إلى كونفدراليات تقسيمية متأيرنة تجعلنا نترحم على زمن ديكتاتوريات العروبة الثورية واليسارية. 

*ما رأي حيتان المال والأعمال بالفدرالية، ربّيحة أم خسّيرة؟؟؟؟؟

*الجواب عند الذين تسابقوا "للإستثمار" في كردستان العراق ...

 

مروان حمادة الشاهد الحيّ على 14 آذار

أحمد الغز/اللواء/29 أيلول/17

1 تشرين الاول 2004 كان يوم إنتهاء مرحلة الإنماء والاعمار والنهوض والتقدم والازدهار والانجاز في لبنان، والذي يصادف غداً ذكرى محاولة اغتيال الشهيد الحي معالي الصديق الوزير مروان حمادة، في ذلك اليوم انتهى الدفء والحنان والامل والاحلام الكبار، ليبدأ زمن الفوضى الفتاكة والانهيار، ذلك الزمن الذي استشعره بعمق ووضوح تام الرئيس الشهيد رفيق الحريري حين قال (استودع الله هذا البلد الحبيب وشعبه الطيب). غدا الأحد 1 أكتوبر سأذهب في الصباح لملاقاة معالي الصديق الكبير مروان حمادة كما في كل يوم أحد منذ سنوات طوال، لنتشارك الحزن والامل والغضب والرجاء مع بعض الذين عاشوا الأزمنة الجميلة والأزمنة اللعينة في لبنان والتي عرفنا فيها الكبار الكبار والصغار الصغار، وشهدنا الايام الجميلة والغير جميلة على مدى عقود طوال. مروان حمادة الشاهد الحي والنبيل والصادق مع كل أصدقائه الشهداء، من دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والوزير الشاب الشهيد باسل فليحان، الى ابن شقيقته الشهيد الصحافي جبران التويني، الى زميله المفكر الشهيد سمير قصير، الى رفيق دربه في 14 آذار والحكومة الوزير الشهيد بيار الجميل، والنائب الشهيد أنطوان غانم، الى رفيق نضاله القديم الجديد في الحركة الوطنية وثورة الأرز الشهيد الرفيق جورج حاوي، الى صوت العدالة الدولية النائب الشهيد وليد عيدو، الى صديقه الشخصي والشهيد الحي ايضا الوزير السابق الياس المر، الى حامل وكاتم الأسرار القديمة والحديثة الشهيد اللواء وسام الحسن، ومكتشف الحقيقة الشهيد النقيب وسام عيد، الى شهيد التواصل والحوار مع الجميع الدكتور محمد شطح، والصوت الحر الشهيدة الحية الإعلامية المناضلة مي شدياق، وكل شهداء ذلك التحدي الوطني الكبير.

هناك رغبة دائمة لدى مروان حمادة بالاستقالة من الوزارة وبدون اسباب، وذلك لشعوره العميق بالمسؤولية التاريخية تجاه تلك الكوكبة من الأصدقاء الشهداء، وخصوصا ان مروان حماده يعرف ما لا يعرفه احد عن تلك المسيرة، وأين تعثّرت وأين أضلّت، ومن اخطأ ومن اصاب، ومن الضحية ومن الجلاد، ومن تنعّم واستأثر ومن ادّعى وتفرد في تجربة 14 آذار، وتلك الأمانة الاخلاقية كانت مودعة بكل ثقة في ضمير مروان حمادة حفظه الله، وضمير سمير فرنجية الذي نفتقد حكمته وهدوءه ووطنيته هذه الأيام.

غدا الاحد 1 تشرين الأول سنذهب الى اللقاء الاسبوعي مع الباشا الكبير وأنطوان والحلو ايضا وأبو خليل، ومطر وحرب وقطيش والملا وكريم وعلي وخالد والبعيني والعياش وشقير وفرنسيس وخير الله والناطوران ويعقوبيان والوجه وسلمان في بعض الأحيان، مع رعاية السيدة رينيه الدائمة. سنلتقي غدا لنعيد التأكيد على المصالحة بين الذاكرة والنسيان، وبين الفرح والاحزان، وبين الخيبة والرجاء، تلك التقابلات التي تختصر تاريخ لبنان الذي يتأرجح دائما بين المستقبل الواعد والضياع التام.

ستتنوع الأحاديث حسب الإهتمام، ابو خليل والعياش وشقير يريدون تفاصيل مجالس الوزراء، والبعض الاخر يتابعون تطورات الانتخابات، والبعض الاخر المحكمة الدولية والرغبة الدائمة بتحليل الاخبار العربية والإقليمية والدولية، ودولة الرئيس سعد الحريري حاضر على الدوام في التأييد او الحرص او الانتقاد وبودّ تام.  اتمنى لمعالي الصديق مروان حماده، الشاهد الحي على 14 آذار، كل الخير والسلامة، وارجو من جميع المعارف والأصدقاء عدم اعتبار أن صداقتي مع معالي الوزير يمكن ان تنفعهم في خدمات وزارة التربية ونقل المعلمات والمعلمين، والامر عينه بالنسبة لباقي الأصدقاء الوزراء، وفي مقدّمتهم إبن الخال الوزير جمال جراح فاقتضى الايضاح.

 

15 كانون الثاني – ذكرى اغتيال المفكر اللبناني مصطفى جحا

بقلم ابن الشهيد/مصطفى مصطفى جحا

http://eliasbejjaninews.com/?p=59112

مصطفى جحا مفكر لبناني من مواليد 1942، لبنان، قرية الجبّين – قضاء صور

في العام 1974 بدأ بنشر مقالاته في جريدة العمل والأحرار والنهار موجهاً انتقادات قاسية للتدخل الفلسطيني في لبنان ومنطقة الجنوب، كذلك انتقد اجرار أبناء الطائفة الشيعية وراء حركة فتح وميليشياتها في لبنان. أزعجت مقالات القوى المتواجدة في جنوب لبنان من الفلسطينيين وحلفائهم فتم اختطافه على يد حركة فتح لمدة 20 يوم تعرض خلالها لأشد أنواع التعذيب وقد أشرف حينها على خطفه وتعذيبه كل من:

- كايد: قائد قطاع فتح في جنوب لبنان

- عزمي: من أهم مسؤولي حركة فتح في مخيم صبرا وشاتيلا

- أبو حسن: مسؤول في حركة فتح وكان يشرف بنفسه على عملية الجلد والتعذيب

- العقيد أبو موسى: قائد "حركة فتح الانتفاضة" اليوم وكان حينها برتبة رائد في حركة فتح.

كانت تهمة مصطفى جحا حينها أنه يتعامل مع الأحزاب اليمينية اللبنانية فوجهت له تهم الخيانة وقد تدخل حينها كل من: المرحوم الرئيس بيار الجميل، المرحوم الرئيس كميل شمعون والمرحوم الرئيس سليمان فرنجية من أجل تحرير مصطفى جحا من قبضة حركة فتح.

ترك منطقة الجنوب وهرب إلى بدارو لأن المنطقة التي كانت تسمى حينها بالغربية كانت بأكملها تحت سيطرة الفلسطينيين وحلفائهم. بنى في المنطقة الشرقية علاقات وطيدة مع مفكرين وجهات سياسية وثقافية علاقات وطيدة.

عام 1976 تم إحراق شركته ومستودعاته ومنزله في منطقة صور.

وفي الثلاثاء 12 نيسان 1983 قامت المحكمة الشرعية الجعفرية برئاسة القاضي الشيخ عبد الله نعمة والذي ساعده عضوا المحكمة الشيخ خليل ياسين والشيخ عبد الحميد الحر بإصدار فتوى شرعية تقول بأن مصطفى جحا مرتد وكافر! وهو الأمر الذي وافق عليه أيضاً عدد من رجال الدين في دار الفتوى.

وضع مصطفى جحا 25 كتاباً من تأليفه، أهمها: محنة العقل في الإسلام (وهو كتاب صدر فيه قرار منع من قبل الأمن العام اللبناني) – الخميني يغتال زرادشت – رسالتي إلى المسيحيين – لبنان في ظلال البعث – أية عروبة أية قضية – نحن وصنمية التاريخ – قضايا مشرقية وغيرها من العناوين...

سياسياً عرف عن مصطفى جحا مواقفه القاسية ضد تصرفات وعقيدة تنظيم حزب الله والتدخل الإيراني والسوري بالشؤون اللبنانية كما كان له العديد من المواقف الفكرية في نقاش الأفكار الإسلامية.

بعد انتهاء الحرب اللبنانية وفي 15 كانون الثاني 1992 تم اغتيال مصطفى جحا أثناء قيادته لسيارته في منطقة السبتية الواقعة في شرق بيوت باستخدام مسدس عيار 7 ملم مزود بكاتم صوت.

 

السيد نصر الله وإصلاح الخطاب العاشورائي

علي أمين جابر/الأخبار/29 أيلول/17

شكلت عاشوراء، على الدوام، حدثاً دينياً وإنسانياً كبيراً تجاوز بأصدائه الزمان والمكان والأشخاص، ليتناول بشكل فاعل ومؤثر مساحات أوسع من الحياة الإنسانية وتطلعاتها إلى الحق والعدل والخير. بل يتجاوز الحدث بطبيعته الملحمية ورسالته الإنتماءات الدينية نفسها إلى المديات الإنسانية الرحبة.

في عاشوراء تحضر حرارة الإيمان والمشاعر الروحية والمعنوية والنفسية، وتتألق الروح الإنسانية في عروج شعوري متسام يعبر عنه الدمع والإنحياز الوجداني إلى جانب من يمثله الإمام الحسين في موقفه وتضحياته. وفي عاشوراء إستنهاض للإرادة الإنسانية والعزيمة أمام التحدي والتهديد للوجود والكرامة، فتُستسهل الصعاب والأخطار وتزهد أمام إغراءات الخضوع والإستسلام.

إذاً، هي فرصة ذات فرادة دينية وإنسانية كبرى. لكن إلى أي حدّ يمكن الإستفادة منها ومن قيمها وثقافتها لتكون رسالة مفتوحة إلى الإنسان المنتمي واللامنتمي على حد سواء، وتخص المنتمي بفيض يعمق قناعاته ويحفز إلتزامه الروحي؟

هذا يتوقف على كيفية تقديم الحدث إن على مستوى الشكل أو المضمون.

في إطلالته الخاصة قبيل بدء مراسم عاشوراء، قدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله توجيهاته التي يراها ضرورية لإحياء المناسبة، مثلت قراءة نقدية لما هو السائد ورؤية إصلاحية في الخطاب العاشورائي. ولطالما كان هذا الخطاب وما يرافقه من شعائر أو ما أضيف إليها موضع جدل في الأوساط الشيعية، علماء وباحثين وخطباء ومستمعين...

هل نقدم عاشوراء بشكل صحيح؟ وهل ما نقدمه للمتلقي يعكس الثقافة الحسينية والصحيحة أم لا؟

هل نبقي عاشوراء في خزانة الذاكرة التاريخية المفعمة بالحزن أم نخرج بها إلى الحاضر ونتمثلها في قضايانا؟ وهذا حكماً يوجد ربطاً بين المناسبة وعناوين هامة معاشة كالعدالة والمقاومة وثقافة القيم وغيرها...

والإصلاح لا يعني بالضرورة تجاوز كل ما هو موجود، بل هو إضافة في الشكل والمضمون تنقل الإحياء العاشورائي إلى مستويات لائقة بقداسة المناسبة ورسالتها.

الإصلاح لا يعني تجاوز كل ما هو موجود، بل هو إضافة في الشكل والمضمون تنقل الإحياء العاشورائي إلى مستويات لائقة بقداسة المناسبة

على مستوى شكل الإحياء: يرى السيد نصر الله أن المجالس التقليدية هي الشكل الأمثل للإحياء الذي أثبت تأثيره على مدى التاريخ ويجب الحفاظ عليه وتعزيزه أفقياً من خلال إنتشاره في القرى والبلدات والأحياء وربطه مكانياً بالمساجد والحسينيات لتعزيز حضورها بين الناس. وفي الوقت نفسه يتعين الإرتقاء الحضاري في شكليات هذه المجالس لتصل إلى مستوى قداسة الحدث، إن على مستوى الترتيب أو التقنيات أو السكينة والأجواء الجاذبة للحضور، والتأكيد على النظام والإستفادة من الوقت المحدد، لتخرج المجالس عن الفوضوية التي تعتري بعضها. فالمجلس العاشورائي يشكل محور الإحياء شكلاً، لكنه لا يلغي الأشكال الأخرى التي هي روافد المناسبة كالأعمال الفنية وغيرها.

وعلى مستوى لغة الخطاب، لا سيما الرثاء ورغم التأثير الكبير للهجة العراقية السائدة فيه والتي إعتاد الجمهور سماعها ، يرى السيد نصرا لله ضرورة التركيز على القصائد الفصيحة واللهجة الواضحة لتكون مفهومة للناس. كما أن وجود المجالس في بيئة متنوعة دينياً وثقافياً كالمجتمع اللبناني يقتضي إحترام الآخر وإحترام التنوع في طبيعة الخطاب.

أما على مستوى المضمون:

أولاً، ينبغي أن نعتبر عاشوراء فرصة ثقافية ومعرفية وأن ينعكس ذلك في الخطاب الذي يركز على المضمون الديني ذي الصلة بالملحمة الحسينية، والذي يتناول مواضيع مهمة وعملية تؤثر في القناعات والسلوك. فبعض الخطباء ينحو مناحي نظرية وتخصصية لا تمثل أولوية للجمهور وينحصر أثرها في المجال العلمي المجرد. فمثلاً ما نعرفه أن أصحاب وأنصار الحسين كانوا قلة ينقصون أو يزيدون قليلاً عن المئة، فالبحث حول عدد الأنصار في المجالس العامة لن يكون مهماً. في حين أن البحث في أسباب تخاذل المسلمين عن نصرة الإمام وما ترتب عليه من نتائج سيكون مهماً ومفيداً.

ثانياً، الحاجة إلى البحث والتحقيق العلمي في النهضة الحسينية لأنه الطريق إلى تصحيح بعض الأحداث المشهورة التي لا أساس تاريخياً لها، مع الحفاظ على الوحدة المجتمعية ومن دون إثارة الخلافات من خلال مهاجمة تلك المشهورات. وأمثلة ذلك كثيرة كقصة عرس القاسم بن الحسن في كربلاء والتي هي من تأليف بعض خطباء المنبر ولا أثر لها في التواريخ المعتبرة.

ثالثاً، رفض المبالغات والتي هي صور شعرية لا تحتاج إليها البطولة والتضحية المشهودة في كربلاء، بل إن هذه المبالغات تسيء إلى السيرة وتوجِد شكاً في مُجمَل ما يروى فيها.

رابعاً، الإنتباه إلى طبيعة المواضيع العقائدية المطروحة في الخطاب فلا تكون معقدة ومشكلة على الفهم لأن ذلك قد يقود إلى إحدى نتيجتين: إما سوء الفهم وإما إنكارها. وكذلك عدم التعرض للقصص غير المفهومة التي يرويها بعض الخطباء والتي قد يعتبرها المستمع أسطورة لا واقع لها.

خامساً، الأمانة العلمية في النقل تقضي الحفاظ على النص وتمييزه عن الإضافات الشخصية التي تصدر عن بعض الخطباء بعنوان «لسان الحال» أو «كأني به»، لأن الإكثار منها تؤدي مع الوقت إلى نسبتها إلى الإمام في أذهان الناس. وكذلك مما قد يتداخل مع النص ما ينسب إلى الأمام من أقوال وأشعار لعله إستشهد بها وهي لبعض الشعراء العرب.

سادساً، ضرورة أن يكون الخطاب منسجماً ومترابطاً وخالياً من التناقضات التي منشؤها الدس ولو عن حسن نية إن كان يصح أن يكون الدس كذلك! ومن أمثلته أن السيدة زينب أوصاها الإمام الحسين أن لا تخمش وجهاً ولا تشق عليه جيباً، ثم يزعمون أنها نطحت جبينها بالمحمل حتى سال على وجهها الدم، علماً أن لا أساس لهذه الواقعة.

سابعاً، ربط الواقعة التاريخية بوعيها بالحاضر وعدم حبسها في خزانة التاريخ فلا يكون الخطاب روائياً بقدر ما يرقى إلى التمثل القيمي والعملي بالحاضر المعاش. فنحن أمام منهجين في فهم عاشوراء، الأول موغل في التاريخ حتى عزلها عن الحاضر والمستقبل معتبراً ربطها بالقضايا المعاصرة تسييساً وتحزيباً لها وهو بهذه الذريعة يحرم الأمة الإستفادة منها. والثاني (ويدعو إليه السيد نصرالله) وهو الربط الواقعي لعاشوراء والإستفادة منها في قضايا الأمة وفي طليعتها المشروع المقاوم.

هذه ملامح أساسية للرؤية الإصلاحية للسيد نصرالله في الخطاب العاشورائي .

* أستاذ الفلسفة والمنطق في الجامعة اللبنانية

 

التهافُت اللبناني على دخول المحور الإيراني!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/29 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59129

لا يكاد يمر يومٌ إلاّ ويؤكد طرفٌ من الأطراف السياسية في لبنان، على ضرورة استعادة العلاقات المميزة مع دمشق وطهران! بيد أنّ الأبرز في الشهور الأخيرة في الإصرار على ذلك كان ولا يزال جبران باسيل صهر الرئيس ووزير الخارجية. وآخِر فصول هذا المسار التسريعي كان ما بدأ به رئيس الجمهورية بنيويورك، وأكمله وزاد عليه جبران باسيل باجتماعه بناءً على طلبه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ومندوب النظام السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري. ثم حديثه إلى ممثلي الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة عن اللاجئين السوريين والإرهاب وضرورة إعادتهم طوعاً أو كرهاً إلى بلادهم.

تتابعت الحلقات الأخيرة من الفيلم القديم عندما تحدث الرئيس الأميركي عن اللاجئين السوريين، فشكر تركيا والأردن ولبنان على استقبالهم، وذكر الإسهام الأميركي في المساعدة، ودعا إلى مراعاة الشروط الإنسانية؛ تمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم بسرعة عندما تتحسن الظروف الأمنية والسياسية. من هذا الكلام فهم النصراويون والعونيون أنّ المقصود: التوطين! توطين اللاجئين في لبنان. فحمل الرئيس وحمل صهره حملات هوجاء على اللاجئين، وازدادت وسائل إعلام النصراويين تركيزاً على التوطين وشجبه، إلى حدّ أنّ رئيس الحكومة تأثر بذلك وقال إنّ التوطين ممنوع بحكم الدستور، وأنه لا أحد يستطيع إرغام لبنان على ذلك! بيد أنّ اتضاح الكلام الأميركي خلال يومين، ما خفّف من الحملة. وبرزت للعلاقات مع النظام السوري فضائل لا تُعدُّ ولا تُحصى: إعادة اللاجئين، والعلاقات التجارية، وترسيم الحدود، وتقاسم المياه، والحقول البحرية للنفط... الخ. وفيما عدا ملف اللاجئين؛ فإنّ كلَّ هذه الملفات قديم، ويعود بعضها إلى تسعينات القرن الماضي. وما أمكن في أي تفاوض، لا قبل العام 2005 ولا بعده، إقناع النظام السوري بأي شيء، حتى في الشاحنات التي تنقل السِلَع الزراعية والتجارية فيما بين لبنان والخليج عبر سوريا والأردن. بل إنه في ملفٍ حيوي جداً في أهمية ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بجنوب لبنان، التي لا يزال الصهاينة يحتلونها؛ كانت الدول الكبرى مستعدة للمساعدة في مجلس الأمن على إجلاء الإسرائيليين عنها، إذا كتب النظام السوري رسالة إلى الأُمم المتحدة أنّ هذه الأراضي تابعة للبنان. فالسكان ومالكو المزارع لبنانيون، لكنّ التبعية لا تزال سورية منذ زمن الاستقلال! لكنّ السوريين أبوا، كجزء من التنسيق مع الحزب والإيرانيين. فعندما لا تعود هناك أراضٍ محتلة، لا تعود هناك حاجة إلى ميليشيا المقاومة، التي ومنذ العام 2006 تقاتل في كل مكان، ومن سوريا إلى اليمن، باستثناء جنوب لبنان! ومع ذلك، وحتى بعد الفضيحة في سوريا وغيرها، لا يزال النصراويون - ومعهم رئيس الجمهورية الحالي - يرون ضرورة وجود هذه الميليشيا في مواجهة إسرائيل! ويزعم رئيس الجمهورية الحالي من دون تردد وفي كل مناسبة: أنّ الجيش اللبناني ومعه القوات الدولية غير كافيين للدفاع عن أمن الحدود، ولا بد من إضافة قوة الميليشيا هذه إلى قوة الجيش الذي قال الرئيس إنه لا يزال ضعيفاً!

وهكذا، فإنّ العمل في خدمة إيران في السيطرة على لبنان لا يقتصر على الابتزاز بملف اللاجئين؛ بل هناك من جانب آخر زعزعة القرارات الدولية لحفظ أمن لبنان وأمن حدوده، وأبرزها القرار 1701 من العام 2006. وهناك، إلى ذلك، القرار 1559 بشأن منع وجود الجيوش الأجنبية والميليشيات على أرض لبنان، والقرار1680 والقرار 1757؛ وكلها قراراتٌ أُنجزت بعمل عربي ودولي من جانب أصدقاء لبنان لحمايته من العدوان الإسرائيلي، وإخلائه من الميليشيات المسلحة المخلة بالأمن والمخلة بالعدالة والحياة السياسية الحرة. والرئيس عون يخلّ بكل ذلك، بل ويذهب إلى أن النأي بالنفس متحقق، وملف «حزب الله» إقليمي، وحلُّه ليس من شأن لبنان!

لقد اتهم جبران باسيل و«عمه» في السنوات العشر الأخيرة بإثارة موجة كراهية ضد المسلمين في لبنان. واتهما أيضاً بالعمل ضمن «تحالف الأقليات» الذي يرى أنّ الخطر الأكبر عليهم هم السنة، وأنّ الأقليات المسيحية وغير المسيحية لا حامي لها غير إيران بالمنطقة. وما خفّت الحملة (رغم أملنا الوهمي) بعد أن رشّح الحريري عوناً للرئاسة. فقد ظلت النبرة عالية في فصل المسلمين عن المسيحيين في قانون الانتخاب، وظلَّ العونيون يأخذون مناصب السنّة في الدولة والإدارة. وصار اللاجئون السوريون باعتبارهم مسلمين سنة «مكْسَرَ عصا» وخطراً أمنياً وإرهاباً. وكان «حزب الله» شديد الترحيب طوال السنوات الماضية بالدعاية العونية، باعتبارها تساعده ضد السنّة من جهة، وتتيح له الاستيلاء أو المزيد من الاستيلاء على القسم المسيحي في الجيش، وعلى المطار والمرفأ والجمارك... إلخ. ولذلك؛ وفي نطاق التحالُف الذي بينهما منذ العام 2007 ما سمحوا بانتخاب رئيس غير عون، حتى لو كان نصيرهم الآخر الأقدم، ونصير الأسد: سليمان فرنجية! ووزراء عون وفرنجية وأمل والحزب بالأمس واليوم ذاهبون آيبون إلى سوريا ويعملون مع رئيس مخابرات النظام، وبالتأكيد لا أحد منهم يأتي على ذكر اللاجئين!

لقد كان يمكن السكوت أو التعقل أو التشاور العلني في «فوائد» التواصل وتقديم اعتراف مستجد بالنظام، لو كان في ذلك أدنى فائدة! هناك بالطبع الاعتبارات الأخلاقية. ففي سوريا وعلى أيدي النظام والميليشيات الإيرانية والمتأيرنة والروس سقط نحو المليون قتيل، و12 مليون مهجّر، وأكثر من مليون معتقل. لكن هناك الاعتبارات السياسية، فالجامعة العربية علقت عضوية النظام السوري منذ العام 2012، والمفوضيات الدولية تحاول تحويل النظام إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها. والجميع - باستثناء الروس والإيرانيين - لا يريدون التعامل مع النظام السوري إلا بعد إنفاذ القرار 2254 بشأن الانتقال السياسي. ثم إنّه لا أمل على الإطلاق في إمكان عودة اللاجئين بالتفاوض ما دام النظام ما دخل في الحل السياسي بعد.

فلماذا إذن هذا الإلحاح وهذه الاستماتة وهذه اللهجة العنصرية ضد المسلمين وهم حلفاء باسيل في الحكومة الحالية رسمياً - وكلُّ ذلك بحجة تطبيع العلاقات مع النظام من أجل إعادة اللاجئين، والفوائد الأُخرى؟

لهذا الإلحاح علتان: إظهار الولاء للحزب وإيران ومحورها باعتباره انتصر، وسيكون جنة للأقليات، وبخاصة أن المتداول في بعض الأوساط الشعبية المسيحية والشيعية أن السنّة رغم كثرتهم هم إلى زوال، وستحلُّ محلَّهم إيران وميليشياتها!

أما العلة الأخرى، فهي الانتخابات النيابية. فهذه الانتخابات تجري من دون عنوان سياسي، بل الحديث عن انتزاع المناصب والأموال والتقاسُم، ومن الطرف الأقدر على ذلك. ولذلك؛ يرى باسيل واستراتيجيوه أنّ ملفّ اللاجئين، ومن ورائه المحور الإيراني المعادي للعرب وللمسلمين السنة؛ يمكن بشكلٍ من الأشكال أن يمثّل عنواناً شبه سياسي للحرب الانتخابية المقبلة.

لا بد من مواجهة باسيل وأتباعه، والحزب وميليشياته؛ إبقاءً على الدولة والدستور. لقد افتتح الوزير نهاد المشنوق هذه المواجهة ولا بد من متابعتها بحركة سياسية دؤوبة ومراكمة. وكنت أردد: يا للعرب، وأنا أُضيف اليوم: ويا للبنانيين!

 

الأسير يروي "ما بعد عبرا": حضّرتُ لاغتيال هؤلاء

نسرين يوسف/الجمهورية/29 أيلول 2017

طويَت صفحة أحدِ إرهابيي لبنان بعد عامين من توقيفه استطاع خلالهما محاميه النجاحَ في المماطلة وتأخير إصدار الحكم عليه، لكنّه لم يُنجِّه من قرار عادل، إذ إنّ اعترافاته كانت كفيلة باتّخاذ رئيس المحكمة العسكرية حسين عبدالله ما يَلزم في حقّه. أحمد محمد هلال الأسير الحسيني شكّلَ ظاهرةً في منطقة صيدا، انعكسَت مفاعيلها على لبنان، وهي بدأت من مسجد بلال بن رباح في عملٍ كانت بدايته دعَوية إلى حين نصَرته لـ"الثورة السورية" أواخر العام 2011. يقول الأسير في اعترافاته إنّه أقدمَ على الإفتاء بضرورة الجهاد في سوريا بعد محاصرة بلدة القصَير، وسَبقها إرساله مجموعةً تابعة له إلى هناك حيث التحقَت بـ"كتائب الفاروق" بعد تنسيقٍ مع الشيخ محسن شعبان في منطقة سعدنايل البقاعية. وزار الأسير منطقة جوسية بعد عدمِ تمكّنِ عناصره من الوصول إلى القصَير وأطلقَ، كما قال، النارَ من رشاش نوع "ب. ك. ث" في اتّجاه أحدِ مراكز الجيش السوري وحملَ معه مبلغ عشرة آلاف دولار لمجموعته هناك، دعماً جهادياً. وقرّر الأسير إنشاءَ مجموعات مسلحة، وأعلن عن هذه الخطوة من على منبر مسجد بلال بن رباح تحت مسمّى "كتائب المقاومة الحرّة"، وقد ضمّت نحو 300 منتسب، وكان شراء الأسلحة والذخائر الحربية يحصل من وجهتين: الأولى من منطقة عرسال وجرودها، والثانية من الشمال...

وحصَّن أحمد الأسير مشروعه الإرهابي عبر تعاونِه مع محسن شعبان الذي كان يتواصل مع "السلس" وهو السوري أحمد زكريا سيف الدين في عرسال من حيث مساعدته على إيصال السلاح الى المسجد وتدريب المنتسبين إليه.

وأقام التحصينات المناسبة من دشَمٍ وغيرها، فيما وضَع فادي السوسي خطّة دفاعية عن المربّع الأمني وقضَت بسكبِ الزيت المحروق على الطرق التي يمكن أن تسلكها أيُّ مجموعات أو عناصر معادية، وكذلك أقام نقطة مراقبة مسلّحة لجهةِ جادةِ الرئيس نبيه بري بغية ضربِ "حزب الله" و"سرايا المقاومة" وإعاقتهما من التقدّم وتوزيع أشخاص على أسطح الأبنية المجاورة. ويروي الأسير أنّه تدارَك أحداثاً كثيرة إلّا أنّ الأمور بدأت تتطوّر بدءاً من مقتل "لبنان العزّي" وعلي سمهون حتى 18-9-2013 ما يُعرف بـ"معركة الشقق". شَعر الأسير بالخطر فاستعجَل عناصرَه لتأمين النواقص من الأسلحة وتعَمَّد فتح معركةٍ ضد الجيش اللبناني الذي كان قد نشَر نقاط مراقبة وحواجز له في المنطقة بعد "معركة الشقق".

ماذا قال الأسير عن معركة عبرا؟

في 23-6-2013 أقام الجيش حاجزاً ظرفياً في إحدى الطرق الفرعية المؤدّية إلى مسجد بلال بن رباح، فأرسَل الأسير الشيخ أحمد الحريري وعنصرين بغية الطلب من آمِر الحاجز إزالتَه كونه يُزعج المتوجّهين إلى المسجد، فأزيلَ الحاجز بعد فترة، ولكن تمّ التعرّض بعدها بالضرب على طارق سرحال ومحمد البيروتي على حاجز آخر للجيش في عبرا، فاستشاط غضباً وأرسَل على الفور الشيخ الحريري ومسلّحين معه للضغط على الحاجز، إلّا أنه سمعَ بعد خمس دقائق أصواتَ إطلاق نار عند هذا الحاجز وشاهدَ بعضَ الدخان من خلال الكاميرات.

ويروي الأسير أيضاً: "توجّهتُ فوراً إلى مدخل المبنى ونشرتُ العناصر على أسطح المباني وفي محيط المسجد، بانتظار وصول اللبناني فادي السوسي (قُتِل لاحقاً في حلب) لإدارة المعركة. لبستُ جعبتي العسكرية واستلمتُ سلاحي الحربي، وبعد دقائق عادت العناصر من الحاجز باستثناء الشيخ الحريري الذي فرّ إلى خارج المربّع".

وبدأ الاشتباك بين مجموعة الأسير والجيش اللبناني، ونشَر السوسي مجموعات عدة خارج المربّع الأمني وتموضعت في طلعة مجدليون- مفترق جادة الرئيس بري، جامعة اليسوعية، محلّة الهلالية، البستان الكبير. ويقول الأسير إنّ فضل شمندر (شاكر) كان مسلّحاً ومعه مجموعة من 13 عنصراً وهو تسَلّم القطاع الشرقي للمربّع الأمني. إنتقلَ الأسير إلى الملجأ وتابَع المعركة منه طوال ليل 23-6-2015 حتى العاشرة من قبل ظهر اليوم التالي، وكان برفقته فضل شاكر الذي انضمَّ إليه ليلاً. وبسبب تشتّتِ القوى وفرار بعضِهم ونفادِ جزءٍ كبير من الذخائر قرّر شاكر الانسحابَ وأمَّن انسحابَ الأسير عبر هيثم حنقير الذي اصطحَبه من المسجد وتوجّها إلى شقّة أحمد الهاشم حيث حلقَ لحيته وتشاوَر مع شاكر وقرّر الانتقال من عبرا إلى الهلالية فشرق صيدا - طريق لبعا ووصَل إلى طرابلس - البحصاص حيث منزل الشيخ سالم الرافعي. وفي طرابلس لم يشارك الأسير شخصياً في المعارك ضد الجيش، إلّا أنّ مجموعات تابعة له شاركت بتوجيهات منه.

الاغتيالات... الوجهة الثانية للأسير؟

يقول الأسير إنّ هدفه الأوّل بعد خسارته لمعركة عبرا كان تنفيذ اغتيالات في حقّ أشخاص ينتمون إلى "حزب الله" وحركة "أمل" و"سرايا المقاومة" و"عناصر وضبّاط الجيش الصليبي الصفوي"، وكلّف لهذه الغاية كلّاً من شاهين سليمان ومعتصم قدورة لإنشاء مجموعات تتولّى هذه الاغتيالات.

لم ينجح إرهاب الأسير في السطوة على المناطق فقرّر مغادرةَ لبنان، وفي 15-8-2015 تولّى عبد الرحمن الشامي ترتيبَ أمور فرارِه، فوَصل الأسير إلى مطار بيروت متنكّراً وقُبِضَ عليه. إنطوَت صفحة أحدِ الإرهابيين بعد الحكمِ على أحمد الأسير بالإعدام، ونالَ شهداءُ الجيش اللبناني أوسمة الشرف مرّةً أُخرى واستُعيدت للأهالي حقوقهم المعنوية. فكلّ الرحمة للشهداء: الملازم أوّل سامر جريس طانيوس، والملازم جورج اليان بو صعب، والرقباء: علي عدنان المصري، طوني يوسف الحزوري، عمر هيثم اليوسف، ابراهيم مضر براج، علي عدنان حمزة، والعريف عبد الكريم قبلان الطعيمي، والجنود: رامي علي الخباز، بلال علي صالح، إيلي نقولا رحمة، جوني أنطوان نقولا، وسيم صالح حمدان، بلال عبدالله إدريس، محمد حبيب الحسيني، وأحمد علي غريب.

 

إصلاح بغداد لوقف تفكك العراق

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 أيلول/17

أعطوا الأكراد حصة حقيقية في الحكومة في بغداد، حينها سيتوقفون عن فكرة الانفصال. حالياً يُقلدون مناصب فخرية بلا صلاحيات، وكذلك حال العديد من مكونات الدولة العراقية التي بُنيت، بعد الغزو، على نظام برلماني تشاركي.

كل دول المنطقة تقريباً ضد فكرة انفصال أي إقليم، ولهذا لن يكون انفصالهم سهلاً. والخشية تزداد من نشوب حرب تشنها السلطة العراقية المركزية، مع إيران وتركيا، ضد «الدولة الكردية»، بعد أن أيد 92 في المائة من أكراد إقليم كردستان الانفصال عن بلدهم العراق. فالانفصال طريق سياسي وعر طويل وخطر، فيه مواجهات عسكرية وحصار اقتصادي أليم. في الوقت نفسه، فإن الأكراد عازمون، ولو تراجعوا مؤقتاً الآن سيعاودون الكَرّة لاحقاً. مشروعهم مقلق لأن بقية أقاليم العراق ومحافظاته تتنازعها أفكار انفصالية ستؤدي في الأخير إلى نهاية العراق الذي نعرفه منذ عام 1920، كما رسم حدوده البريطانيون والفرنسيون.

الحلول موجودة، إن وجدت النية الصادقة لوقف الانفصال الذي يهدد بتدمير العراق والمنطقة. على القوى السياسية في بغداد أن تمنح الأكراد الصلاحيات والضمانات بأنهم شركاء في الحكم، وليسوا مجرد صورة تذكارية، لو تحقق ذلك ستنتهي المبررات. فالأكراد، مثل بقية القوى العراقية التي قام عليها مشروع العراق الجديد، تم تهميشهم والقضاء على وجودهم من قبل شركاء الحكم، من أفراد وأحزاب عراقية أخرى، وذلك بعد خروج الأميركيين الذين كانوا الضامن للمشروع السياسي.

بغداد هي عاصمة الدولة كلها ويفترض أن تديرها كل الفئات التي تمثل البلاد لتعكس مشروع الحكم الذي صممه الأميركيون ليكون شراكة بين الجميع. وقد بدأ الخلل في عهد رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، الذي في عهده تم الاستيلاء على صلاحيات الحكومة، واختصرت السلطة في مكتب المالكي. ثم فرضت الأحزاب، ذات الوجود المسلح في بغداد، مطالِبَها. وصارت العاصمة محكومة من ميليشيات مسلحة، بدعم من إيران التي نجحت في منحها شرعية تحت علم الحشد الشعبي، وهناك المرجعيات الدينية يحاول البعض فرضها كمرجعية سياسية. فصارت فتواها تسبق تصويت البرلمان وقرارات الحكومة. ما قيمة مؤسسات الدولة التشريعية، مثل البرلمان، إذا كان معطل الصلاحيات، والمحكمة العليا تخضع لرغبات القيادات السياسية، والحكومة الحالية لا تستطيع أن تفرض قراراتها عندما تعارضها الأحزاب المتكئة على السلاح؟! في هذه الأجواء لماذا نتوقع من الأكراد، وأي جماعة سياسية أخرى، أن تلتزم بالولاء لدولة بلا هوية ولا سلطات كاملة؟ لهذا تحتاج الدولة العراقية، وليست الحكومة فقط، إلى أن ترمم هيبتها، بأن تدعم مرجعياتها الشرعية، وتحترم دستورها، وتتعهد بأن تعامل الجميع سواسية تحت قانونها، وتعلنها حرباً على مَن يخرج على طاعتها، وليس فقط تلاحق إرهابيي «داعش» وانفصاليي إقليم كردستان.

خلال سنوات الحرب على الإرهاب كان الشعار أن الدولة العراقية لن تسمح لأحد بحمل السلاح غير مؤسستها العسكرية، وأنها لن تقبل لأي إقليم أو محافظة بأن تدار من قبل جماعات لا شرعية لها. وشنت الحروب تحت هذا الوعد، وتم تطهير محافظات الأنبار، وصلاح الدين، وحررت الموصل، وغيرها. لكن في جنوب العراق ووسطه ضعفت سلطات الدولة، وصار رئيس الحشد الشعبي أهم من رئيس الوزراء، وجاهَر المالكي نائب الرئيس بخصومته وتحريضه ضد رئيس الحكومة، وهكذا أضعفوا الدولة حتى قرر الأكراد أنه لا فائدة تُرجى من استمرارهم فيها، وقد حان الوقت للاستقلال. من أجل إيقاف النزعات الانفصالية أعطوا الأكراد صلاحيات حقيقية، وليس مجرد أدوار مسرحية، وكذلك لوقف النزعات الموجودة أيضاً عند بعض السنّة العرب في الأنبار، وعند بعض الشيعة في البصرة، وجميعهم ينتظرون معركة انفصال إقليم كردستان حتى يبدأوا معركتهم. ما لم تكن بغداد الدولة لكل العراقيين، فإن الانشقاقات لن تتوقف.

 

بغداد ـ أربيل... الحوار عوضاً عن الفخ

إميل أمين/الشرق الأوسط/29 أيلول/17

وقت كتابة هذه السطور، كانت التحركات على جانبي بغداد وأربيل تنذر بالمواجهة الصادمة والقادمة، ومع ظهورها للنور لا يجزم أحد بما ستؤول إليه الأمور، سيما أن الساعات القادمة باتت مرتبطة بمهلة حكومة العراق المركزية للقائمين على إقليم كردستان لتسليم المطارات الواقعة هناك، عطفاً على أحاديث أخرى عن تحركات عسكرية عراقية ناحية كركوك التي يرفض محافظها، نجم الدين كريم، خضوعها لسلطة بغداد. وبين هذا وذاك يبدو وكأن تحركات إيران وتركيا تأخذ مساقاً تنسيقياً، وإن اختلفت الأهداف الاستراتيجية لطهران وأنقرة في كردستان بداية، ثم بقية المنطقة الأوسع جغرافياً من جهة ثانية.

هل حسب الأكراد حساب استفتائهم بشكل جيد، أم أن فورة انتصاراتهم العسكرية الأخيرة أغرتهم؟ من الواضح جداً أن قضية الاستفتاء معقدة للغاية، ذلك لأنها ترتبط بحسابات وتوازنات، لا بغداد ولا أربيل فقط؛ بل دول الجوار، وللمرء أن يطلق عليها بكل أريحية دول الطوق إن شاء، إذ نرى سريعاً ضرباً من ضروب الحصار والمقاطعة على إقليم كردستان، منذ ظهور نتيجة الاستفتاء حتى الساعة، بدءاً من الأغذية وصولاً إلى المطارات ووسائل تصدير النفط. والشاهد أنه على الرغم من تصريحات السيد بارزاني بأن الاستقلال لن يصير اليوم التالي للاستفتاء، فإن نتيجة الاستفتاء في كل الأحوال عمقت وزخمت إلى أبعد حد ومد نوايا الانفصال عن العراق أولاً، وأضحت أنموذجاً جديداً لبقية الأكراد الموجودين على الأراضي التركية والإيرانية والسورية، ما جعل حلم الدولة الكردية يشتعل في الصدور من جديد، وإمكانية إطفاء جذوته باتت تبدو منعدمة.

بالمقابل وبالنظر إلى الطوق الذي بات يفرض على إقليم كردستان، يمكن للمرء أن يستنتج تعميق حالة التضاد بين الأكراد وأهلهم في العراق أولاً، ثم تأكيد تلك الكراهية لمن يحاول من الأطراف الجارة تطويقهم، ناهيك عن تعزيز الرغبة في الانفصال لتفادي مثل هذه المهانة الإنسانية في قادمات الأيام.

يحفل الملف الكردستاني بتعقيدات عدة ومخاطر جمة في الحال والاستقبال، إذ يؤسس لحالة من حالات الانفصال والاستقلال لدى أقليات العالم العربي، وربما الإسلامي من بعد، ويكاد يخيل للرائي أن مشروعات تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ عربياً، والتي كانت فترة ما أطلق عليه «الربيع العربي» مبتدأ أوجاعها، تعود من الشباك بعد أن قدر للعرب طردها من الباب، حين كسرت شوكة الجماعات الراديكالية، المتحالفة تقليدياً مع الإمبريالية العالمية، تلك إلى تتخذ العسكرة شكلاً لها منذ التدخل في أفغانستان وصولاً إلى غزو العراق.

انفصال إقليم كردستان اليوم حكماً سيدفع أطرافاً أخرى في دول عربية بعينها للتماهي معها، لنرى لاحقاً أكثر من كردستان، وما هو أعقد من جنوب السودان، فهناك على سبيل المثال أقليات عرقية بربرية تمتد من أقصى المغرب العربي إلى الصحراء الغربية المصرية، عطفاً على احتمالات لا تخطئها العين للتذرع بأسباب الطائفية والمذهبية الدينية، فمن يضمن ألا يطالب الإيزيديون في العراق، ناهيك عن الكلدان والآشوريين، بمناطق آمنة مستقلة لهم، على غرار المسار الذي سلكه الأكراد منذ عام 1991.

خطورة الاستفتاء الأخير وتبعاته أنه يهدد الدولة الوطنية العربية في المستقبل القريب، وهو تهديد من أسف كبير نابع من قلب فشل تلك الدولة في الانطلاق من عالم القبليات والعنصريات والهويات المتقاتلة، إلى عالم الحداثة، حيث المواطنة عنوان بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين، وهو ما لم يتنبه له كثير من دول المنطقة، ويرشح عنه الآن تهديدات حقيقية، ويمكن أن تتبلور عنه انشقاقات أخرى، بعضها قائم وغيرها قادم. يستدعي الانتباه في مشهد كردستان ورغبته في الانفصال، الموقف الأميركي على نحو خاص، إذ أشار المتحدث باسم البنتاغون الميجور أدريان رانكين غالاوي، إلى أن مسؤولاً رفيعاً في وزارة الدفاع الأميركية قد اتصل بحكومة إقليم كردستان، وأبلغها أن تنظيم الاستفتاء لم يكن مناسباً في الوقت الراهن. المسألة إذن بالنسبة لواشنطن ليست مسألة رفض الانفصال كمبدأ، إنما في التوقيت، حيث تراهن واشنطن على دور الأكراد في دحر «داعش» وأخواته في العراق، فيما يراهن الأكراد على ضعف الدولة العراقية التي فر جنودها في زمن نوري المالكي من الموصل أمام الدواعش، بينما صمدت قوات الأكراد رجالاً ونساء، وحققوا انتصارات لا ينكرها أحد. ما من شك في أن واشنطن لديها مصالح كثيرة في قيام دولة كردية تدعمها إسرائيل بقوة، لتكون نقطة استراتيجية لملاقاة الإيرانيين الطامعين في الهيمنة على الخليج العربي، ولهذا يعلو صوت أميركي آخر جهراً، بأن العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وشعب كردستان لن تتغير بسبب نتائج الاستفتاء. أحسن كثيراً وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، حين أشار إلى أن الحوار هو طريق بغداد وأربيل لتحقيق الاستقرار بعد نتائج الاستفتاء، ذلك أن البديل هو وقوع العراق عرباً وأكراداً في فخ كبير، أقرب إلى الهاوية التي لن ينجو منها أحد. هل من راشد بينهم يجنب الجميع ظلم الجب العميق القادم لا محالة؟

 

امبراطوريات الخوف

بول شاوول/المستقبل/30 أيلول/17

«يتكرر التاريخ مرّة بشكل تراجيدي وأخرى بشكل هزلي». فالتراجيدي عندما، (قال ماركس): حركة غير مرتدة. كالنهر الذي لا يمكن أن يغتسل فيه ذات الشخص مرّتين. فكرة التجاوز. أو «القدَرية» المفتوحة. أوَليس هذا ما انبنت عليه مجمل أفكار التغيير «الثوري»، وغير الثوري في القرن العشرين، كأن يقال إنك لا تعود الى المكان ذاته مرتين من دون أن يكون أصابه تغيير، أو تحويل، أو حتى اندثار! يُحكى اليوم عن بعث الامبراطوريات «القديمة»، بسُحَنٍ حديثة ومعاصرة، وبمواصفات، هي الى قِدَمها، تُغلَّف بملامح أصحابها الجدد. أو بأفكارهم. أو بأهوائهم. أو بأحيائهم. كأنها «العودات» الأبدية المناقضة في حركتها لما يُسمّى صيرورة: أي مختلف الظواهر التقدمية، والأمامية، والمستقبلية. عندنا بعث مزدوج للقيصرية والستالينية مع بوتين: استعادة أمجادها. والأمس أجمل من اليوم. أو غداً مثل اليوم. وعندنا الامبراطورية العثمانية مع أردوغان، واستعادة رونقها وامتدادها، وأبّهتها ونفوذها. وعندنا إيران وتواريخها الفارسية الماضية، يسعى ملاليها إلى استرجاع غلبتها، وقوّتها، وعظمَتها، وهيمنتها على ما يجاورها أو أبعد: فارسية عالمية، تزرع بحزم، وبكل الوسائل، ما يدل حقّاً على جديّة من زرعها، في العالم العربي – الإسلامي، وصولاً الى أثر «كوني»، بالثورات (المضادة) والمشروع النووي، والقوة العسكرية، والتنامي السياسي – السلطوي الفئوي، والمذهبي. فالماضي أيقونة الحاضر، وذهبُ المستقبل، وجوهرة الفراديس الأرضية والسماوية...هذه «الامبراطوريات»، ديدبانها صُنع ما هو مقبل بما هو آفل. بضاعة قديمة «حاكمية» (الخوارج) مسترجعة، بخطاب إلهي. حركتان إذاً، واحدة من رميم ما انقضى وَبَادَ، وأخرى من آتٍ مجهول الهوية، والقسمات. الماضي كما هو يعني المستقبل بما هو «متخيّل»: الذاكرة والمخيّلة معاً. واحدة الى الوراء وأخرى الى الأمام. تصطدم «السلطتان» هنا، وتلتقيان هناك على غير وئام. كل هذا، تحرك مسَاره السلطةُ. المطلقة. الإيديولوجية. الأحادية، المضمرة على نفور، والظاهرة على نتوء.

لكن الفارق شاسع، بين ما كان «سلطة» في الأمس، وما بات سلطة اليوم في القرن الحادي والعشرين. الامبراطوريات العتيقة المتوارثة، تمتّعت بسلطات غير مهتزة. غير منقوصة، سواء في الاتحاد السوفياتي أو القياصرة، أو العثمانية، أو الفارسية... فالمطلق اليوم لم يعد مطلقاً. ولم يعد حتى أحادياً، أو مزدوجاً. بل بلا بوصلات ولا إشارات واضحة. الامبراطوريات سلطة لا تُرد. قول قاطع. ممارسة بمرتبة إلهية هنا (ملوك فرنسا، وانكلترا، وروسيا)، أو مقدسة (قادة الاتحاد السوفياتي: لينين – ستالين...)، والنازية (هتلر)، والماوية (ماو تسي تونغ)، والإسبانية، والبرتغالية: إنه تاريخ الاستعمار القديم، الفارض، والآمر، والناهي: السلطة المحضة، على كل من هم دونها، أو على هامشها، أو عوامها، أو جمهورها، أو بروليتارييها. هناك السلطان الأكبر فوق كل ما عداه تحت. لا شريك له (كالله)، ولا ندّ، ولا غريم، ولا معارض، ولا مخالف. سلطة الماضي هي سلاح الحاضر والمستقبل... والدائم.

] .. والسلطة؟

لكن، أين أصبحت السلطة اليوم، حتى في مختلف مستوياتها، كبارها وصغارها، وأشكالها، وقيمها، وتمظهراتها، السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية، وحتى التربوية: كانت كلها في الماضي من «سر» الحاكم، ثابتة كالأطواد، صلبة كالحديد. فالسلطة التي تبعث من أرداف الماضي، اليوم، سلطة يؤرجحها الخوف. وامبراطورياتها المعلنة، وسط التحولات المتسارعة، والمتضاربة، هي امبراطورية الخوف، والهشاشة، والتفكك، والتبدد في مشابهاتها الكثيرة، وفي مسالكها المسبوقة. يقول ويزس نييم، المفكر والباحث الفنزويلي في كتابه الجديد «نظرية نهاية السلطة»: «نحن اليوم شهود أحداث غير مسبوقة، تتمثّل «بتفكك السلطة»، أو دمارها، أو أفولها، أو نقصانها على أحسن تقدير»، وهذا التحول يتم حالياً في العالم في كل المستويات: الرياضة كالحرب، البزنس كالعلم؛ «فاللاعبون الصغار الذين يناطحون الكبار يهددون سيطرتهم، بل يتغلبون عليهم». يعني أن «الأضعف» اليوم هو الذي غالباً من ينتصر! (أفضل أمثلة القاعدة، و«داعش». فلنتذكر القاعدة في 2001: خلية إرهابية محدودة هدّدت بعمليتها الإرهابية في الولايات المتحدة، القوة العسكرية لأكبر بلد في العالم.

العالم أقل أماناً

صحيح «أن العالم بات أقل أماناً، وأكثر خوفاً»، إلا أن الدكتاتوريات الجديدة (الامبراطوريات) والقطبيات صارت أيضاً أقل أماناً.. لكن أكثر حرية للتحرك عند «الذين كانوا منبوذين وهامشيين، والمحرومين من أدوارهم وحتى من حضورهم، وآثارهم». وهذا بالذات، ما أصاب سلطاتهم «المطلقة» المفتوحة، وسيطرتهم الداهمة. وهذا بالذات هو مصدر خوفهم المتغلغل وراء عنفهم المادي والرمزي، ووراء ظهورهم بمظاهر القوة والطغيان. ولا ننسى أن هاجس الثورات الشعبية، والانقلابات والانتفاضات تهزّ مضاجعهم. وكلما دَاخَلهم هذا الخوف ازدادوا شراسة، تعويضاً عن انكماش سلطتهم.

إنها «إمبراطوريات ما بعد الديموقراطية»، لكنها أيضاً إمبراطوريات «ما بعد السلطة» أحياناً يهربون الى الأمام بافتعال حروب مع الآخرين، وأحياناً، يتوجهون الى الداخل لقمع أي صوت، أو نبرة، أو إثارة، أو كلمة؛ الثورة «الشعبية الإيرانية» ووجهت بعنف نظام «الفقيه»، وبالقتل، والسجن، والإرهاب.

من هنا يتحوّل أصحاب هذه الامبراطوريات المستجدة الى إرهابيين برتبة رؤساء دول. وهذا ما أرعب أردوغان في الانقلاب الأخير. السلطة مهددة. الوجود مهدد. والماضي مع الإنقلابيين بنكهة أخرى وإن مشابهة: الغولينية هي أردوغانية بامتياز. حتى الأردوغانية نفسها (لكي لا نعود الى العثمانية) لقيت ما يناسب صاحبها من تأييد، وماذا فعل أردوغان، قام بعملية تطهير لم يسبق لها مثيل في التاريخ – طرد مئات الألوف من الجنرالات والضباط والأنفار والأساتذة والقضاة... أي كل الذي يشكّلون له مصدر شك أو ارتياب. ردة فعل امبراطور حديث «النعمة»... يتملّكه رُعب الخروج من السلطة. والخوف ما زال موجوداً. مثل آخر: شعب صغير كالأكراد، هزّ استفتاؤه الاستقلالي مفاصل ثلاث امبراطوريات ودول «عظمى» في المنطقة: العراق، إيران، تركيا: إنهم اللاعبون الصغار تحدوا الكبار؛ وها هم يستنفرون أساطيلهم وجيوشهم لمحاصرة «كردستان»، والنتيجة على الأقل، حتى الآن، غير مضمونة: فالاستفتاء تمّ بـ92 بالمئة مؤيد لدولة مستقلة.

أوروبا

وإذا مضينا أبعد الى أوروبا، فنجد كل ما يعبّر عن هذا التقلقل في السلطات، والجمهوريات، والديموقراطية: السلطات هشّة، والجمهوريات مهتزّة، والديموقراطية متأرجحة. والخوف من كل آتٍ مستجد: تنظيم مثل «داعش» روّع، ببعض العمليات الإرهابية، هذه الأنظمة، بسلطتها وناسها، و«أفقدتها استقرارها» وهدّدت «هويّاتها» (الدينية والمدنية)، وأوضاعها الاقتصادية: من فرنسا الى بريطانيا، الى ألمانيا، كأنما زلزال ضرب البلدان. كأنما إعصار «إرما» حطَّم طبائعها، وقوتها، وأطاح أركانها. علماً أن «داعش» برغم إرهابه، ودمويّته وبربريّته، لا يرقى في تهديده الى مستويات تهديد البلدان النووية. حتى بلد مثل كوريا الشمالية، بلد محدود يُعتقد أنّه يمتلك قنابل ذرية، أرعب أميركا: تحدّاها، استفزّها، حطّ من قدرها، وها هي «الامبراطورية العظمى»، تتوسل الصين وروسيا، للتدخل، من أجل لجم «ماو» الجديد، الذي اهتدى ما ارتكبه الأميركيون في حربهم ضد اليابان، عندما فجّروا أول قنبلة ذرية في هيروشيما: أميركا كلها كأنها صارت هيروشيما: انقلبت الآيات: الأولون آخرون، والآخرون أولون. ومن كان، من قبل، يتجرأ على الولايات المتحدة؟ إنها الدولة العظمى التي تتحكم بمصائر البشر (روما الجديدة)، والحروب والاقتصاد.

أباطرة الأمس

وماذا يعني كل ذلك، أن أباطرة الأمس، لم تكتمل سلطتهم في أباطرة اليوم. هناك شكّ في أنهم يتمتعون بسلطة أكثر تمركزاً من الآخرين: (بوتين، أردوغان، خامنئي)، وعلى عكس ما نظن فإنهم «يواجهون» ضغوطاً، تثقل عليهم، وتمنعهم (عكس مَن سبقَهم من الأوتوقراطيين) من تحقيق كل ما يريدون. «بوتين يواجه حدوداً اقتصادية جدية (العقوبات الأميركية تطارده)»، وسياسة الدولة الهجومية محدودة أيضاً. «فمن الوهم الاعتقاد بأنّه قادر على تحقيق طموحاته في المدى البعيد». ويذهب واضع كتاب «نظرية ما بعد السلطة» الى الأحوال والأوضاع الاقتصادية: حتى الذين يمتلكون اقتصادات العالم من الأثرياء وأصحاب الشركات ويستخدمون أموالهم للتأثير على مكامن السلطة، والسياسة، فيبدو أنّ هذا المنحى، بات لا يتصل مطلقاً بالطبقات العليا. «فأصحاب الواحد بالمئة من ثروات العالم هم أيضاً ليسوا بمنأى عن تغيرات دراماتيكية مفاجئة، وهذا ما لمسه العالم بعد الأزمة الاقتصادية العالمية»: «فعدد الأميركيين الذين يمتلكون أكثر من مليون دولار تراجع الى 40 في المئة، إضافة إلى أن أصحاب الثروات الكبرى يواجهون هشاشة متصاعدة في أوضاعهم». (كما ورد في دراسة صدرت عن هارفرد). ويورد مؤلف الكتاب «أن التنظيمات الكلاسيكية للسلطة العلمية تفجرت بقطبيّتها، مع تزايد عدد اللاعبين، مثل البرمجات البحثية، والمختبرات، وطريقة تحديد النتائح وتقويمها: لم تعد هذه الأمور متمركزة مثلاً في مؤسسات مثل «هارفرد» أو سواها.

هل تنتهي السلطة؟

ماذا يعني ذلك؟

تفجرات، هنا، وهناك، كأنما تعني نهاية «السلطة». لكن هل تنتهي السلطة؟ هذا المعطى «التاريخي»، والديني، والسياسي والاقتصادي؟ وهل يعني أن نهاية السلطة، (كما يقول مؤلف «نهاية السلطة»، تفشي الفوضى، والتشظي، وانفلات المجتمعات، بلا ضابط، ولا رادع، ولا كابح؟

الواقع، أنه يستحيل اختفاء السلطة، فهي المحورية، وإن على تعدد، في أمور العالم. واللاعبون الضعفاء الجدد، يمكن أن يشكّلوا حالة إيجابية، في نقل مقاديرها، وفي حطم قطبيّتها؛ فالمهم، لا يكمن في تعدد الأيدي والعقول والمصادر والمرجعيات، بل، وفي هذا الزمن المتسارع، الحفاظ عليها. وهل هذا مستحيل؟ ربما، نعم، وربما لا! فإذا كانت السلطة بمعطياتها وأدواتها المادية والمجازية، لا يمكن أن تختفي، لكنها اليوم في القرن الحادي والعشرين «بات أسهل الوصول إليها، وأصعب الاحتفاظ بها، وأيسر فقدانها». ويشير ذلك، الى أن العلاقات اليوم باتت رجراجة: وإذا كنّا بتنا نعيش اليوم في زمن «ما بعد الدولة»، و«ما بعد الديموقراطية»، و«ما بعد الرأسمالية» و«ما بعد الإنسانية»، و«ما بعد السيادة» في مجالات السياسة وخصوصاً الاقتصاد، فمن الطبيعي أن تتهالك السلطة. ومن الطبيعي أن يزلزل ذلك لاعبيها الكبار، من امبراطوريات طارئة، إلى جمهوريات ملتبسة، الى برلمانات شبه مهمّشة، الى حكومات مُقيّدة... وهنا لا بدَّ من رؤية الأمور من أمكنة أخرى: صحيح أن الأحزاب في أوروبا وأميركا والعالم العربي، تهاوت، وكذلك إرث النهضة، والتنوير، والقيم الديموقراطية، والدينية، لكن الأهم، أن تنهض كل هذه التنظيمات والأحزاب والمؤسسات لتُمارس ما تجب ممارسته من نقد ذاتي، ومن تجدّد فكري وفلسفي وعلمي، وتلعب دورها الإيجابي بين الجموع البشرية، التي تملّكتها الهشاشة، والتحولات الشعبوية، والمآلات الفوضوية، لتواجه الاتجاهات المتفجرة، من خلال تقديم مسارات السلطة، أي سلطة، كبيرة وصغيرة، وكل ظاهرة، خطرة أو محدودة.... وإلاّ، فالعالم يسير من خلال مؤشراته، إلى التصدع العمومي، على المستويات العليا (الحكام)، أو السفلى: المهمّشين، والضائعين، والقلقين، والمنبوذين، والمحرومين. السلطة هي في النهاية، بوصلة العالم، إذا كانت في أيدٍ ديموقراطية، نزيهة، نظيفة، مستشرقة، بعيداً عن جنون «الأباطرة»... ومجانين الطموحات الجامحة.

 

قطر في متاهتيها الإيرانية والإخوانية

فاروق يوسف/العرب/30 أيلول/17

إيران، التي رفضت قطر أن تعيد النظر في علاقتها بها، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بتدخلها في الشؤون الداخلية للدول التي تجاورها. ما كان على قطر أن تتعب حالها لتقنع الآخرين بنجاح خيارها الإيراني. “إيران تعادي العرب. هذه حقيقة تاريخية”. فكيف يمكن لقطر أن تنزع عن نفسها عروبتها وهي ليست جلدا لتحظى بالحب الإيراني؟ فشلت قطر في إقناع نفسها بصدقية ذلك الرهان قبل أن تفشل في إقناع الآخرين الذين أشفقوا عليها. شعب قطر العربي له حصته من الكراهية الإيرانية هو الآخر. كان واجبا على قطر ألّا تضع علاقتها بإخوتها على كفة، فيما تضع علاقتها بإيران على الكفة الأخرى. ذلك السلوك لا يرضاه الخيال ولا يقرّه الواقع. وإذا ما كانت قطر قد اختارت إيران وجهة لهروبها من مواجهة الحقيقة، فإن ذلك الهروب لن يغيّر من الحقيقة شيئا. فإيران وهي دولة منبوذة على المستوى العالمي لا تجلب العلاقة معها إلا المتاعب. وليس في إمكان دولة صغيرة مثل قطر أن تنضمّ إلى محور الكراهية التي تتزعمه إيران.

وإذا ما عدنا إلى القاعدة الشعبية فما من أحد من القطريين يفضّل الارتماء في الحضن الإيراني على علاقة أخوية متوازنة تربطه بالسعوديين أو الإماراتيين أو البحرينيين.

وعلى الجانب الآخر فما من أحد في الدول الخليجية الثلاث كان يتمنى أن تنتهي قطر في الحضن الإيراني. ذلك لأن قطر جزء عضويّ من الجسد الخليجي. غيابها أو إصابتها بالعطب أو ابتلاعها سيكون من شأنه أن يلحق ضررا بذلك الجسد. أما كانت القيادة القطرية تعي ذلك المأزق؟ سيكون نوعا من البلاهة السياسية إن أنكرنا على تلك القيادة معرفتها بما كانت تفعله. فالمشروع التوسعي الإيراني القائم على تحطيم دول من خلال نشر الفتنة الطائفية فيها لم يعد عبارة عن ملفات تضمّ مخططات لمكائد مؤجلة. لإيران أذرعها الطائفية المسلحة في العراق وسوريا واليمن ولبنان التي صارت تعلن عنها بفخر. إيران، التي رفضت قطر أن تعيد النظر في علاقتها بها حسب أحد مطالب دول المقاطعة، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف علناً بتدخلها في الشؤون الداخلية للدول التي تجاورها. إيران التي سارعت قطر إلى المشاركة باحتفالات تنصيب رئيسها نكاية بما طُرح من مطالب هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعيث ميليشياتها فسادا في غير دولة عربية تحت مبدأ تصدير الثورة. أكان ذلك العبث بالأمن القومي العربي محلّ رضا بالنسبة إلى القيادة القطرية؟ غير أن الغريب أن قطر صارت اليوم تلوم دول المقاطعة العربية على أنها قد دفعت بها إلى الحضن الإيراني. وهو ما جاء على لسان وزير خارجيتها الذي حاول مؤخرا أن يعلن عن براءة بلاده من العلاقة بجماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة إرهابية. المؤسف أن كل ذلك الكلام الموجه إلى الخارج لا يعبر عن حقيقة الموقف القطري. غير أنه يكشف عن أن القيادة القطرية تعرف أن إيران ليست تلك الدولة التي تستحق أن يضحّي المرء من أجلها بعروبته، كما أن العلاقة بجماعة الإخوان المسلمين لا تشرّف أحداً. ربما تشير تصريحات الوزير القطري إلى تطوّر إيجابي من المؤكد أنه سيساعد على خروج قطر من متاهتيها الإيرانية والإخوانية. من المؤكد أن قطر أدركت مأزقها بعد أن حاولت عبر الأشهر الماضية أن تستعطف العالم بالحديث عن أمور لا علاقة لها بأسباب الأزمة. لقد سُمح لها عالميا أن تدافع عن نفسها غير أنها لم تقل شيئا يمتُّ بصلة إلى الاتهامات التي وجّهت إليها، وبالأخص ما تعلق من تلك الاتهامات بتمويل ودعم الجماعات الإرهابية. وكما يبدو فإن القيادة القطرية صارت على يقين اليوم من أن محاولاتها قد باءت بالفشل لذلك فإنها تسعى اليوم إلى استدراك ما فاتها من خلال إلقاء اللوم على الآخرين في ما ارتكبت من أخطاء موجعة. وهو ما يعني أن قطر لا تزال بعيدة عن الحقيقة التي ستنقذها من متاهتيها الإيرانية والإخوانية.

 

سيناريو ما بعد الاستفتاء!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/29 أيلول/17

يبدو أن هذه المنطقة (منطقة الشرق الأوسط العربية) مليئة بالقضايا الملحة والمتفجرة التي لم تجد لها بعد الحلول الناجعة والسلمية المناسبة. لقد ثارت في الأيام الأخيرة قضية الاستفتاء في كردستان العراق، وكأنها موضوع ظهر فجأة من العدم، في حين أنه كان هناك منذ عقود، كان الدخان قادماً من أربيل، إلا أن المطافئ لم تكن مستعدة لا في بغداد ولا أنقرة ولا طهران. الاهتمام بالقضايا الملحة في اللحظة الأخيرة دليل قاطع على أن عالمنا هو «عالم اللحظة» تجسيداً للقول المأثور عن امرئ القيس، الذي دُفن بالمناسبة في أنقرة: «اليوم خمر وغداً أمر». ولقد جاء الغد للبعض قبل أن يفيق! أصبح الاستفتاء خلفنا قد يكون قفزة إلى المجهول، وقد يكون «حسبة معلم» من السيد مسعود بارزاني. لدينا أطروحتان؛ الأولى للكرد العراقيين، تقول إنهم دخلوا في شراكة مع المكونات العراقية الأخرى بعد عام 2003 من أجل بناء عراق وطني (ديمقراطي مدني حديث)، ووجدوا بعد طول تجربة، أنه عراق طائفي/ ديني، تتخلل مسامه شرور الفساد، ومتدخّل في شؤونه من عدد من الدول، على رأسها إيران الخمينية، تجره جراً إلى نوع من «ولاية الفقيه»! فلا مفر من فك الشراكة. في الوقت نفسه الذي كان السيد مسعود بارزاني يتحدث فيه إلى العالم الأسبوع الماضي، من خلال مؤتمر صحافي عالمي، يُنقل مباشرة على شاشات التلفزيون، ظهر السيد حيدر العبادي ليدافع عن وجهة نظر السلطة المركزية، وتحدث الأخير كثيراً، ولكنه لم يكن مقنعاً، فقد ذهب إلى التذكير بقهر وظلم وعسف صدام حسين (وهذا غير مشكوك فيه)، وأن البعض قد تعاون معه من كل المكونات العراقية (إشارة إلى بعض الزعامات الكردية) ولكن السيد العبادي لم يقدم مشروعاً مقابلاً لأطروحات الكرد التي تشير إلى الفشل في إقامة «دولة مدنية حديثة وغير طائفية»، والشعوب تتوق إلى أن تلقي السمع إلى من يتحدث عن مستقبلها لا عن سفاحيها.

وعلى الرغم من أن «استقلال كردستان العراق» سوف يثير من الآن وصاعداً اللغط والأخذ والرد والشجار السياسي، وربما يتحول إلى شيء أكثر سخونة، يأخذ العراق إلى قاع آخر أعمق من القاع الذي وصل إليه حتى الآن، كما أن «الاستقلال» للعاقل هو عملية «انفصال»، دونها عقبات ضخمة، استراتيجية وعملية، قد تتحول فيها الأحلام إلى أوهام، فإن بغداد لم تقدم المشروع البديل المقنع، واعتمدت على مقولات الزمن القديم، بل هي في الواقع غارقة في مفارقات داخلية تقعدها عن تقديم البديل. المحك هنا هو إقامة دولة عراقية مدنية مستقلة، لها بندقية واحدة، لا عدد من البنادق (البيشمركة والحشد الشعبي وغيرهما) تلك البنادق المتعددة تؤهل العراق كله إلى فوضى وتسهل الانقسامات، وتقدم الذريعة للكرد للذهاب إلى استقلال ما! لو أخذ السيد العبادي بموقف شامل في الرد على السيد بارزاني في ذلك اليوم، الذي شهدت فيه الشاشات النقاش غير المباشر بينهما، بالذهاب مباشرة إلى تقديم تصور عن الوطن (العراق الموحد المدني والديمقراطي) المرغوب، لشكّل ذلك على الأقل رداً عقلياً على أطروحات بارزاني، ومن خلال الإعلان عن البندقية الواحدة لعراق واحد (اندماج الحشد الشعبي في الجيش العراقي) وتجريم أي ميليشيات أخرى، تمهيداً لإدماج البيشمركة في ذلك الجيش الموحد والحديث، والطلب الواضح وغير المُرمز أن تغادر كل القوى المسلحة (إيرانية وتركية) الأرض العراقية، وتجريم التعامل مع قوى خارجية في الساحة السياسية العراقية، كما يوضح العبادي مغبة الانفصال الكردي، ليس السياسي فقط ولكن الاقتصادي والعملي، ربما بمثل ذلك الخطاب من السيد العبادي يمكن له ربح الجولة الأولى؛ لكنه أو مستشاريه، تجنبوا الحديث عن المهم، للذهاب إلى العاطفة والتذكير بمآسي صدام حسين، وتجاهل المتطلبات التي يمكن للعراق ككل أن يربح بها، وهي إقامة الدولة الوطنية المدنية الحديثة المتكئة على المواطنة وتساوي المواطنين أمام القانون النابع من الناس! طبعاً هذا التمني هو مثالي؛ لأن المعطيات على الأرض العراقية لا يمكن أن تفرز إلا ذلك الخلط من الشعارات، بعد تقريباً خمسة عشر عاماً من الإطاحة بالنظام السابق، والصراع العبثي الذي تطاول حتى أوهن الجسم السياسي العراقي، مما أهل وزيّن للآخرين؛ خصوصاً طهران، التدخل المرضي في خاصة خصوصيات الوطن العراقي، وتكبيل آلياته السياسية بمقولات شبه خرافية.

ما لدينا من خريطة سياسية اليوم في العراق لا يتيح فرصة ولو ضئيلة للاستبشار، هناك تدخل إيراني واضح، أصبح من المحرمات الحديث فيه أو حوله. كثير من السياسيين في بغداد يرجون رضا طهران اليوم أو وكلائها في بغداد، ومن يخرج عن «السمع والطاعة» تُشن عليه حرب شعواء، ويخرج من دائرة الرضا، لذلك يتسابق كثيرون إلى طهران من أجل الوصول إلى كراسي الحكم في بغداد! تلك الحقيقة بذاتها تقيد إلى حد الإقعاد أي قدرة على الحركة إلى الأمام، أو أي قدرة على احتواء الشريك بشكل صحي، سواء المكون الكردي أو المكونات الأخرى.

على مقلب آخر، فإن التجربة الإنسانية المعاصرة، تقول إن العالم يتوجه إلى «التوحد» لا التشرذم، وكل من حاول الانفصال في العقود الأخيرة بات في الفاقة والفقر والحروب. تلك تجربة جنوب السودان، والصومال، وتجارب أخرى في العالم، حتى في دول أوروبا الحديثة التي خسرت كثيراً من الانفكاك عن المنظومة القريبة منها، بريطانيا مثال واضح في هذا المقام. فذهاب كردستان إلى الانفصال، إنْ تم، هو مغامرة سوف يدفع ثمنها الكرد أنفسهم في ذلك الإقليم وخارجه، بجانب طبعاً الثمن الباهظ الذي سوف يدفعه العراق، إلا إذا كان السيد مسعود بارزاني من العمق والحذق السياسي، بأن يحمل ورقة الاستفتاء للتفاوض على «عراق كونفدرالي مدني حديث وديمقراطي»، ولا طائفي! ذلك أمر آخر يمكن أن يدخله تاريخ بناء الدول، وليس العراق فقط.

الاحتمالات كثيرة، فهناك مساحة من الوقت «لعض الأصابع» بين كل من العاصمة بغداد وأربيل وطهران وأنقرة، ولكنه عض أصابع مكلف، خاصة احتمال أن تذهب بغداد بعصبية للتضييق على الإقليم، والتي لوحت له بالفعل في المطالبة بتسليم المطارات والمنافذ، أو أن تذهب أنقرة أيضاً إلى قفل أنبوب النفط الذي يصل كردستان بالأرض التركية، على ما يكلفها من أعباء اقتصادية، كما أن العصبية التي أظهرتها طهران في إقامة مناورات على حدود الإقليم لا تنبئ عن التفكير العميق في المشكلة، كلها ردود فعل آنية.

السؤال: هل يهدد «نوع من استقلال كردستان العراق» كلاً من إيران وتركيا وسوريا؟ الإجابة عن ذلك قد لا تكون بـ«نعم» قاطعة، فكثير من كرد تركيا هم موالون للنظام، بل في المناطق الكردية التركية صوّت الأكراد بكثافة لمشروع رجب طيب إردوغان، من أجل تفويضه بمركزية أكبر في تركيا، ويشارك عدد منهم في الحكم، ومنهم أعضاء برلمانيون عن الحزب الحاكم. نعم هناك طائفة منهم معارضة، ولكن الدولة التركية محتوية لتلك المعارضة.

كرد إيران لا يبدو أنهم أمام حركة واسعة من الرفض، كما أن كرد سوريا أصبح لهم موقع «فيدرالي» قادم في سوريا المحررة من التسلط المركزي البعثي!

هذا يأخذنا إلى أن المخاوف مبالغ فيها، وما نسمعه من ضجة هي فقط لتعظيم المنافع في المفاوضات القادمة. التأكيد من قبل كردستان العراق، أنه لن يكون لها يد أو «نفس» تشجيعي لأي حركة انفصالية في تلك البلاد مستقبلاً، قد يخفف من المخاوف.

التحدي الحقيقي أن ينجح كرد العراق في بناء «إقليم يحكم بشكل مدني وحديث وديمقراطي»، تلك أمنية ربما يتمناها السذج فقط، أما شكل الحكم القادم في كردستان، فلن يخرج عن تقاسم منافع؛ لأن «فاقد الشيء لا يعطيه»، فهناك كما في أماكن أخرى «التنظيم القبلي والعائلي» يفوق أي تنظيم حديث آخر ويبزه، لهذا فإن الاحتمال في خلق نموذج يمكن تصديره قد يكون غير واقعي أو مبالغاً فيه. لا بد في نظرتنا إلى السيناريوهات المختلفة ألا نترك التفكير في «جحفل الذهاب إلى الحرب»، وإذا كانت الحرب أولها كلام، فقد بدأ الكلام لا شك، إلا أن تلك الحرب إن قامت فلن تنتهي بتوحيد العراق؛ بل بتقسيمه، وفي غياب حلول سياسية، فإن أمامنا خمسين عاماً على الأقل من الصراع.

آخر الكلام: يقول الروائي العراقي شاكر نوري، في رائعته «خاتون بغداد»: كثير منا لا يدركون أن هذا المجتمع العراقي عشائري في باطنه، ومدني في ظاهره، نحن على فوهة بركان.

 

استفتاء كردستان والحقيقة المجردة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/29 أيلول/17

تحول استفتاء كردستان العراق إلى حالة من الأمر الواقع على الرغم من المحاولات الكثيرة والجهود المضنية لإيقافه أو حتى تأجيله حتى بات من الواجب أخذه في الاعتبار عند صياغة التطورات السياسية المستقبلية في المنطقة، كما أن مسعود بارزاني، قائد أوركسترا الاستفتاء الأخير بلا منازع، يبدو أنه يعيش في غمرة من السعادة الهائلة. ومن الأهمية بمكان معرفة ما نتحدث عنه بالضبط عند التفكير والنظر في شؤون المستقبل. فلقد ربط مؤيدو الاستفتاء الكردي راية بلادهم بمفهومين أساسيين؛ الاستقلال وحق تقرير المصير. إنهم يقولون إن أكراد العراق يسعون وراء الاستقلال. ولكنهم، أي أكراد العراق، على غرار المواطنين العراقيين الآخرين، يعيشون بالفعل في دولة معترف بها دولياً، دولة مستقلة ومن الأعضاء كاملي العضوية في منظمة الأمم المتحدة. إن مفهوم السعي وراء نيل الاستقلال ينسحب بالأساس على الأراضي التي هي جزء من إمبراطورية أجنبية، أو تلك التي تحولت إلى حيازة إحدى القوى الاستعمارية. ومن الناحية القانونية، ومنذ عام 1932 على أدنى تقدير، لم يكن الأمر كذلك في العراق. وإذا لم يكن العراق مستقلاً بصفته دولة، فينبغي افتراض أن مسعود بارزاني - والمعروف أيضاً باسم كاك مسعود، بدلاً من أن يكون قائداً بارزاً من المساهمين في تطوير العملية الديمقراطية الجديدة وربما الهشة في العراق - ليس إلا «مرزبان» أو حاكماً لإمبراطورية مجهولة أو والياً تابعاً لقوة استعمارية أجنبية غامضة. بيد أن كاك مسعود ليس كذلك على وجه التحديد، لأن بلاده، وهي العراق، دولة مستقلة وذات سيادة.

ثم نتحول إلى مفهوم تقرير المصير والمعترف به بصفته حقاً من الحقوق بموجب القانون الدولي. ولقد صيغ هذا المفهوم أول الأمر في أعقاب الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطوريتين الكبيرتين آنذاك، العثمانية والنمساوية. وتكمن الفكرة في أن سكان الأجزاء المختلفة والمكونة لكيان هذه الإمبراطوريات ينبغي عليهم تحديد مستقبلهم بأنفسهم، ولا سيما من خلال اتخاذ القرار بشأن تشكيل الدول القومية الخاصة بهم من عدمه.  ويتأسس مفهوم حق تقرير المصير باعتباره حق جميع الشعوب في اختيار الحكومات، وسن التشريعات الخاصة بدلاً من الخضوع والإذعان للحكام الأجانب ومشرعي القوانين من بلدان أخرى بعيدة.

وفي ضوء ذلك الطرح، فإن الأكراد العراقيين يتمتعون فعلاً بحق تقرير المصير، نظراً لأنهم اختاروا بأنفسهم حكومتهم المحلية الوطنية والمشرعين في البرلمان الوطني.وأول ما ينمو إلى فهمنا أن الاستفتاء الأخير يتعلق بمطلب الاستقلال وتقرير المصير، وهو فهم خاطئ، على أدنى تقدير.

ولذا، ما الهدف الذي أجري لأجله الاستفتاء في حقيقة الأمر؟ إنه يتعلق بالانفصال عن العراق الذي لا علاقة له بحق تقرير المصير أو السعي للاستقلال. فإن منظمي الاستفتاء الكردي يرمون إلى «فصل» المناطق التي يشكل السكان الأكراد فيها الأغلبية بغية إقامة دولة كردية منفصلة وجديدة. ومع ذلك، ورغم أن تقرير المصير من الحقوق المعترف بها دولياً، فإن الانفصال ليس كذلك. غير أن السعي للانفصال، وإن كان غير قانوني بموجب القوانين الوطنية أو الدولية، فهو لا يعد جريمة.

والأمر المهم أنه في حالات الانفصال، تعلن الأطراف المؤيدة للانفصال عن رغبتها في ذلك بكل صراحة، ونادراً ما تحاول إخفاء نيتها وراء ستار حق تقرير المصير والسعي للاستقلال. ولذلك، فإن أول ما ينبغي على مسعود بارزاني فعله هو التوقف عن اللعب بورقة «التقية»، وأن يسمي الأمر باسمه، والإعلان الصريح بأن ما يسعى له هو الانفصال عن العراق. وينبغي عليه أن يقول إن هدفه الحقيقي هو تفكيك العراق، الجمهورية متعددة الأعراق، حتى يتسنى له إقامة الدولة الكردية أحادية العرق. ومن المثير للاهتمام، أن لفظة «العراق» التي تعني «الأرض المنخفضة»، هي مصطلح جغرافي من دون أي دلالات إثنية تُذكر.

وهناك العديد من بلدان العالم سُميت على اسم المكون الإثني الغالب على سكانها. وفي منطقة الشرق الأوسط، هناك تركيا وهي أرض الترك، وأرمينيا وهي أرض الأرمن، على سبيل المثال.

وعلى الرغم من ذلك، فليست هناك دولة شرق أوسطية من التي ظهرت في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية، تحمل مسميات الهويات العرقية الغالبة فيها. بل إنها تحمل أسماء ذات دلالات تاريخية أو ربما جغرافية، وتتعامل مع وجود مختلف الطوائف والجماعات الإثنية و/أو الدينية كأمر مسلم به.

كانت منطقة الشرق الأوسط موئل الإمبراطوريات متعددة الإثنيات على مدى 25 قرناً من الزمان، إذ ظهرت فيها الحضارة الآشورية، والبابلية، والفارسية، والرومانية، والبيزنطية، والأموية، والعباسية، والعثمانية، وما إلى ذلك. ولذا، فإن الدولة الكردية، التي يسعى مسعود بارزاني لإقامتها، سوف تكون الحالة الأولى خلال 2000 سنة كاملة في منطقة الشرق الأوسط التي تطالب بهوية إثنية محضة.

ودعونا نضرب مثالاً بالفوارق بين الاستقلال، الذي هو حق لكل الشعوب الخاضعة للحكم الاستعماري أو الإمبريالي الأجنبي، وبين الانفصال. كانت كل من المغرب وتونس خاضعتين لنير الاستعمار الإمبراطورية الفرنسية تحت اسم الحماية الاستعمارية. وفي خمسينات القرن المنصرم، مارستا حقهما الطبيعي في تقرير المصير وحصلتا إثر ذلك على الاستقلال من دون الحد الأدنى من المتاعب. بيد أن الجزائر، على صعيد آخر، كانت تعتبر مقاطعتين من الجمهورية الفرنسية ذاتها، وانتخبت نوابها في البرلمان، وكانت تتمتع بحقوق الجنسية الفرنسية الكاملة.

وفقاً لذلك، فإن مطالبة الجزائر بالاستقلال كان يعتبر انفصالاً مباشراً عن الجمهورية الفرنسية الأم، ولا يمكن الموافقة عليه إلا بإبرام الاتفاقات مع الدولة الفرنسية، الأمر الذي يستلزم التصديق عليه لاحقاً عبر استفتاء وطني في جميع أرجاء فرنسا. ولكن قبل حدوث ذلك، كان على الشعب الجزائري أن يخوض حرباً مستعرة لمدة خمس سنوات، مع سقوط ما يقرب من نصف مليون قتيل، ثم المرور بفترة من التفاوض تجاوزت العامين الكاملين. ولقد تعاملت بلدان أخرى مع مطالب الانفصال بأساليب مختلفة تماماً. نظمت كندا والمملكة المتحدة الاستفتاءات الشعبية في كل من كيبيك واسكوتلندا، مما أتاح للسكان المحليين الفرصة لرفض الانفصال. وفي تشيكوسلوفاكيا، وما بين ماليزيا وسنغافورة، جاء الانفصال عبر قنوات التفاوض الذي أسفر عن «الطلاق» السياسي المتفق عليه. كما تم التصديق على انفصال جنوب السودان عن شماله من قبل حكومة الخرطوم بعد عشرين عاماً من الحرب وستة أعوام من المفاوضات.

ولا يعترف المجتمع الدولي بنتيجة أي انفصال إلا إذا تحقق بموافقة الدولة المعنية.  وإجراء الاستفتاءات لا يعني إضفاء الصفة الشرعية التلقائية على المشاريع الانفصالية. ولقد أجرت روسيا الاستفتاء الشعبي في شبه جزيرة القرم، التي انتزعتها بالقوة من أوكرانيا، وكذلك في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا التي انتزعتهما من جمهورية جورجيا. ورغم ذلك، لم تعترف أي دولة أخرى بهذه الحالات الانفصالية. والسبب وراء ذلك هو عدم وجود آلية في القانون المحلي أو القانون الدولي بشأن الاعتراف بحالات الانفصال غير التوافقية. ولقد أعربت محكمة العدل الدولية في لاهاي عن ذلك الأمر بمنتهى الوضوح حال رفضها التصديق على استقلال إقليم كوسوفو. وفي العراق، فإن دستور البلاد، الذي شارك مسعود بارزاني بنفسه في صياغته بكل حماس، يستبعد تماماً فكرة الانفصال من جانب واحد بموجب المواد 107، و116، و13. وأخيراً، فإن فكرة الانفصال ليست واضحة في أي من برامج الأحزاب الاثني عشر النشطة بين الأكراد الذين يعيشون في العراق، وتركيا، وسوريا، وإيران، وأرمينيا، وأذربيجان. وبالتالي، فإن الخطوة المقبلة التي يتعين على مسعود بارزاني اتخاذها هي تكريس فكرة الانفصال أحادي الجانب في ميثاق وبيان حزبه بالنسبة للانتخابات العامة العراقية المقبلة في عام 2018، وإذا ما اتخذ هذه الخطوة، وحصل على التفويض المطلوب لمواصلة الانفصال، يمكنه حينها مطالبة الحكومة المركزية في بغداد بالدخول في مفاوضات ثنائية حول مسألة الانفصال. وبعبارة أخرى، فإن أي محاولة لإعلان الاستقلال الكردي من جانب واحد قد تسفر عن مأزق سياسي كبير يؤدي إلى طريق مسدود.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 دروز لبنان وزعيمهم قرقماز أبرز أهداف النّقمة العثمانيّة

عبدالرحيم أبو حسين/الحياة/29 أيلول/17

دور الضرائب في إطلاق التمرّد الدرزي على العثمانيين

استمر الدروز كما يبدو في التحدي، وقتلوا الصّوباشي ورجاله الذين عيّنهم خرم باشا لتطبيق القانون والمحافظة على النظام في منطقة الدّروز. ومرّة ثانية قاد خرم باشا جيشه إلى مناطق درزيّة أخرى، وانتصر عليهم، وأرسل إلى دمشق ثلاثة أحمال من رؤوس الدروز حيث طاف بها في مختلف الأسواق والأحياء الدّمشقية، ثمّ أضرمت فيها النّار، وعرضت في القلعة.

يقول ابن طولون بمناسبة هذا النّصر إنّه تحقّق بلا قتال، وإنّ أكثر من ثلاثين قرية أحرقت، ونهبت قرى كثيرة أخرى. كما صودرت مرّة أخرى الكتب الدينيّة الدرزية. وأكثر من ذلك، اغتصب بعضُ الجنود النّساء والأطفال. ويروي ابن طولون هذا التّصرف باستحسان. ويورد مصدر دمشقيّ متأخّر أنّ خرم باشا أحرق في هجومه الثاني هذا ثلاثاً وأربعين قرية منها قرية الباروك مقرّ قرقماز معن. وفي سياق روايته وتبريره للهجوم، يذكّر المؤلّف بفتوى الفقيه الحنبليّ ابن تيميّة (توفي 1328) التي اتّهمت الدّروز بالكفر الصّريح، وأنّه لا تنطبق عليهم شروط الذمّة (أي لا يتمتّعون بالحماية) كالمسيحيين واليهود، وحضّت على قتلهم أينما وجدوا. وقد كانت هذه الفتوى موضع إجماع سائر الأجيال اللاحقة من علماء السّنة.

لا تغطي المصادر المتوافرة لدينا في ما يتعلق بشؤون بلاد الشّام والدروز ما بعد حقبة الصّراع العثمانيّ – الدّرزي المبكّر. وفي الحقيقة، فإنّ المصادر التي يمكن وصفها بـ «اللبنانية» لا تأتي حتى على ذكر الحوادث المذكورة فيما تقدّم، وتصمت صمتاً كاملاً ومثيراً للرّيبة عن الشّؤون الدّرزيّة منذ بداية الفتح العثمانيّ إلى 1585. ويبدو أنّ هذه الفترة شهدت تطوّرات مهمّة يمكن للمرء، على أساسها، أن يستنتج استمرار التمرّد الدّرزي من جهة والرّد العثمانيّ القمعيّ عليه من جهة أخرى. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المقاومة التي أبداها الدّروز في محاولة صدّ الهجمات العثمانيّة المبكّرة تبدو محدودة، كما تفيدنا المصادر المتوفّرة.

الحادثة الرئيسة الأولى التي ترويها المصادر التقليدية هي إعدام زعيم درزي اسمه يونس معن، وهو من يفترض أنّه جدّ فخر الدين معن الذي ذاعت شهرته واتّسع نفوذه في العقود الأربعة الأولى من القرن السّابع عشر. وقد استدرج يونس معن إلى دمشق، وأعدم بناء على أمر سريع من الوالي العثماني لولاية دمشق.

ولا بدّ أنّ هذا التّطور كان مرتبطاً بتجدّد التمرّد في المناطق الدرزيّة. ومن الواضح أنّ التمرّد اكتسب بعداً خطيراً لأنّ الدّروز أصبحوا يمتلكون الأسلحة النّارية. ووفق أقدم وثائق دفاتر المهمّة المتوافرة لدينا، فإنّ الدّروز قد امتلكوا كميات كبيرة من الأسلحة النّارية قبل 1546، وقد رفضوا الانصياع للأمر السّلطاني بتجريدهم منها، ليعلنوا التمرّد بدلاً من الانصياع. صدر أمر جديد لوالي دمشق بأن يهاجم الدّروز، ويجردهم من السّلاح، مع تزويده بقوات عسكرية إضافيّة من الولايات المجاورة لتساعده في الحملة.

منذ ذلك الحين وإلى زمن طويل، كانت المناطق الدرزية في حالة تمرّد متواصلة تقريباً نتيجة لرفضهم دفع الضّرائب للدولة العثمانيّة، ولاستمرارهم في امتلاك السّلاح. ويبدو أنّ هذا التمرّد لم يكن مقتصراً على منطقة الشوف، ولا على المعنيين فحسب، بل كان يشمل كلّ مناطق الدروز تقريباً، والعديد من قادتهم، وقد انتشر كذلك في المناطق المجاورة غير الدّرزيّة، بخاصّة في منطقة كسروان ذات الغالبيّة المارونيّة. وهكذا ففي 1565، وفق دفتر الأمور المهمّة، فإنّ أهالي عين دارة في منطقة الجرد، وقادتهم المحليين الدّروز ومن بينهم: محمد أبو عرام ويوسف أبوهرموش، رفضوا أن يدفعوا الضّرائب، وكـــانوا قد قاموا قبل ذلك بالهجوم على مقر إقامة السّباهي الذي كان مسؤولاً عن جمع الضّرائب.

وسرعان ما انضمّت قرى أخرى مثل المتين (في اقليم المتن المجاور) وقيادات درزيّة أخرى لهذا التمرّد. وفي هذه الحادثة بالذّات فإن وثيقة المهمّة تتحدّث عن هزيمة الدّروز، وعن مقتل عدد كبير منهم في المعركة، وعن اعتقال اثنين من قادتهم وهما من مرّ ذكرهما في ما تقدّم أعلاه.

وتضيف الوثيقة تفصيلاً أكثر أهم من ذلك، إذ توضّح أنّ الدّروز في منطقة الجرد فقط كانوا يمتلكون ثلاثة إلى أربعة آلاف بندقيّة وصفت بأنّها طويلة وتستطيع إطلاق سبع أو ثماني طلقات متتابعة وتتفوّق على البنادق التي يستعملها الجنود العثمانيّون. وتتحدث الوثيقة التالية عن مواجهة درزيّة عثمانيّة في الوقت نفسه تقريباً في منطقة المتن الدّرزية. ووفق هذه الوثيقة، فإنّ الدروز في المتن وفّروا ملاذاً آمناً للقادة الدروز الذين فرّوا من القتال في الجرد. وقد رفض شرف الدين زعيم الدروز في المتن أن يسلّمهم للسلطات العثمانيّة على رغم المعركة الشرسة التي ألقي القبض عليه فيها. وتضيف الوثيقة أيضاً أنّ معظم أهالي هذه النّاحية -المتن- كانوا مدرّبين جيداً على استعمال البنادق، وأنّه كان بحوزتهم أكثر من ألف بندقيّة. وتتابع فتحذر من الوضع الخطر بسبب وجود هذا العدد الكبير من الأسلحة النّارية بأيدي أناس متمرّدين يعيشون «قريباً من السّاحل».

وهكذا خلال مدة قصيرة لا تزيد عن عشر سنوات بعد ذلك، امتدّت حالة التّمرّد إلى كافّة مناطق الدّروز بل وإلى خارجها. ووفق وثائق دفاتر الأمور المهمّة، فإنّ أهالي المناطق الدّرزيّة المختلفة – الجرد والغرب والشّوف - كانوا جيّدي التّسليح، كما كانوا قد امتنعوا عن دفع الضّرائب في العشرين سنة السّابقة على ذلك التّاريخ. وتحدد ذات الوثيقة أسماء المقدمين الدّروز الذين صدرت الأوامر إليهم بتسليم عدد كبير من الأسلحة النّارية، ولكنهم رفضوا الامتثال لهذه الأوامر السّلطانية. إلا أن الأشخاص الذين وصفتهم الوثيقة بأنّهم مقدّمو الدروز لم يكونوا جميعاً، في حقيقة الأمر، من الدروز. فقد اشتملت اللائحة على أسماء الكثير من الزّعماء السّنة المعروفين بهذا الانتماء، مثل منصور بن عساف القائد التّركماني السّني في كسروان، والشّهابيين السّنة أيضاً في منطقة وادي التّيم، بالإضافة إلى الزّعماء الذين لا شك في هويتهم الدرزيّة مثل قرقماز معن.

وهذا لا يشير إلى انتشار التمرّد إلى خارج المناطق الدرزيّة فحسب، بل يعني أيضاً أنّ السّلطات العثمانيّة في اسطنبول أصبحت تقرن التمرّد بالدروز في كافّة أرجاء منطقة جبل لبنان. ووفق الوثيقة ذاتها، فإنّ عدد البنادق التي كانت تطالب الحكومة بتسليمها كان كبيراً جداً. فقد كان كلّ ربّ بيت مطالباً بأن يسلّم بندقيتين وفق إحصاء دفتر العوارض أو بمثابة ضريبة العوارض، بينما كان على ابن معن، وابن شهاب، وقايتباي أن يسلّم كلّ منهم ألف بندقيّة. وإضافةً إلى هؤلاء، طلب من منصور عساف تسليم ألفي بندقيّة إذ كان من المعروف أنّه حصل في وقت سابق على عدد كبير من الأسلحة النّارية من قبرص. كما طلب الأمر السّلطاني من حاكم دمشق أن يؤدّب الجماعة العاصية، وأعلمه أنّ المساندة العسكريّة لهذا الغرض سوف تقدّم له من جانب حكام ولايات ديار بكر وحلب وذوالقدرية.

 استمرّ حكّام دمشق العثمانيّون برفع التّقارير عن التّمرّد الدّرزي، وعن استمرار الدّروز بامتلاك الأسلحة النّارية، خلافاً للأوامر وعلى رغم الإجراءات الرّادعة. وقد ردّت اسطنبول على التّقارير بأن استمرت في إصدار الأوامر إلى ولاة دمشق بتجريد الدّروز من السّلاح. وهكذا في أيلول (سبتمبر) 1574 كانت الخطة قد أعدّت وصدر الأمر لقوّات من الأسطول العثمانيّ، بالتّعاون مع القوات العسكريّة في ولاية دمشق لتنفيذ هجوم واسع مشترك لقمع هذا التّمرّد.

ليس معلوماً على أيّ حال ما إذا كان هذا الهجوم قد حصل، ذلك أنّ المصادر المحليّة، كما أشير سابقاً، لا تقول شيئاً حول العلاقات الدّرزيّة العثمانيّة في هذه الفترة. إلّا أننا نعلم على وجه اليقين، أنّ المشكلّة استمرت قائمة لأن الأوامر المتتالية من اسطنبول لحكام ولايات بلاد الشّام تواصلت مطالبة إيّاهم بتجريد الدّروز من السّلاح.

تفيدنا هذه الأوامر التي تواصلت بأنّ الدّروز استمروا في كونهم العصب الرّئيس للعصيان وفي طليعة قيادته، أو نظر إليهم على أنّهم المتمرّدون الأساسيون ضدّ السّلطة، وأنّ التّمرّد انتشر على نطاق واسع ليشمل كلّ المناطق الدّرزيّة ووصل الأمر إلى امتناع أيّ من النّاس عن التّقدم لنيل التّزام هذه المناطق لجباية ضرائبها. ولذا اضطرّت الدّولة إلى تعيين أمناء (مفردها أمين) لجباية الضّرائب، إلّا أنّ هؤلاء لم يحظوا بالطّاعة أو الاحترام من الدّروز الذين كانوا يدّعون أحياناّ أنّهم دفعوا ضرائبهم حسب السّجل القديم (defteri Atik)، وهم في الحقيقة لم يدفعوا شيئاً، وكانوا في أحيان أخرى يزعمون أنّ مزارعهم غير منتجة، أو أنّها غير مسكونة، ولكنّهم كانوا يرفضون السماح للقاضي أن يحقق في صحة هذه الادّعاءات. وباختصار فقد كان من غير الممكن أن يتواجد أيّ نوع من الحضور الرّسمي للدّولة في هذه المناطق. ولذا توالت الأوامر لحكّام الأقاليم مطالبة باعتقال مقدّمي الدّروز ومعاقبتهم.

بعد سنوات قليلة اتسع التّمرّد إلى خارج منطقة جبل لبنان ليشمل الدّروز والشّيعة في سنجق صفد إلى الجنوب، وبدأ هؤلاء يتعاونون مع الدّروز في الشّمال، وحذوا حذوهم في الامتناع عن دفع الضّرائب المترتّبة عليهم وشاركوا في الوقت نفسه في أعمال تمرّد وعصيان أخرى. تورد إحدى الوثائق أنّ أمير لواء صفد بالتّعاون مع السّباهية في اللواء وآغا الانكشارية على رأس خمسماية من جنوده قاتلوا الدّروز في مدينة صفد وريفها وهزموهم واعتقلوا زعيمهم ابن منذر و بعض رجاله ثمّ قتلوهم، وأرغم بقية المتمرّدين على تسليم 600 بندقيّة، والتّعهد بدفع الضّرائب المتأخرة المترتبة عليهم. ويرد في وثيقة أخرى أن دروز صفد وبدوها يشكّلون العناصر الأساسيّة في التّمرّد. وتوضح هذه الوثيقة أنّ السّكان المحليين وأرباب الزعامات والتّيمار اشتكوا ضدّ المتمرّدين وأشاروا في شكواهم إلى أنّ البدو والدّروز انتهزوا فرصة غياب أمراء الألوية والعساكرالذين كانوا في عداد المشاركين في السّفر الهمايوني (الحرب الخارجيّة) وقاموا بتمرّد مسلح. وهكذا لم يكن من الممكن أن يجمع ولومقدار أقجة واحدة من ضرائب تلك المنطقة، نظراً إلى أنّ عدد البنادق في سنجق صفد وحده وصل إلى سبعة آلاف بندقيّة. تختم الوثيقة بالأمر باعتقال زعماء التّمرّد، وجمع السّلاح، وأن يُرسل الزّعماء والسّلاح معاً إلى اسطنبول، وأن تتمّ معاقبة مستحقي العقاب فوراً.

بقي دروز لبنان أبرز أهداف النّقمة العثمانيّة وكذلك زعيمهم الأوّل قرقماز بن معن، الذي وسّع نطاق سيطرته، على ما يبدو، ليشمل سنجق صفد، وبهذا امتدّ التّمرّد إلى هناك أيضاً. وكان قد ورد في الأمر ذاته الذي تمّت الإشارة إليه سابقاً عن التّمرّد الدّرزي- الشّيعي في منطقة صفد، أنّ أفعال قرقماز معن «الشّرّيرة» في إطار التّمرّد تفوق أعمال الآخرين «فساداً وشناعة». ونظراً إلى ذلك صدر الأمر إلى والي طرابلس بتقديم العون إلى والي دمشق للتّخلص منه.

إلّا أنّ الجهود لإنهاء التّمرّد الدّرزي استمرت في التّعثر، وبقي الدّروز في حالة تمرّد معلن في كلّ ولايات بلاد الشّام التي يتواجدون فيها في الأعوام 1583- 1585. ومرّة أخرى نظر إلى قرقماز ابن معن على أنّه أكثر زعماء الدّروز خطراً وإلى الدّروز إجمالاً على أنّهم أكثر الجماعات تمرّداً، وطُلب إلى واليي دمشق وطرابلس أن يوحدا قواتهما لمحاربتهم.

في خضم مجريات هذا التّمرّد المتواصل وردود الفعل العثمانيّة عليه، تسترعي الانتباه رسالة من قاضي دمشق السّابق إلى الدّيوان الهمايوني تفيد بأنّ المدعو أبو بكر ابن رزق الله المقيم في منطقة الصّالحية في دمشق له العديد من الاتّصالات والمعاملات مع الدّروز حيث يقوم بتزويدهم بالبنادق والبارود والرّصاص، وتتهم رسالة القاضي المشار إليها أبا بكر هذا بأنّه يتاجر أيضاً مع سفن الفرنجة، إذ يزوّدهم بالقمح، إضافة إلى تورّطه في أعمال أخرى ذات صلة بما سبق. وقد صدر الأمر من الدّيوان الهمايوني بنفيه إلى جزيرة رودس.

وفي عام 1585 انطلقت حملة تأديبية عثمانيّة كبيرة ضدّ الدّروز بإمرّة القائد إبراهيم باشا الذي قاد القوّات التي تجمّعت من مختلف ولايات بلاد الشّام والأناضول. إنّ حجم الحملة يدلّ على مدى خطورة الوضع، ذلك أنّ القوات العثمانيّة الموجودة في ولايات بلاد الشّام لم تكن قادرة وحدها على القيام بما هو مطلوب.

ووفق مؤرخ محلي فإنّ وقع هذا العرض الجبّار للقوّة العثمانيّة على السّكان المحليين كان بالغاً لدرجة أن «ارتعب منه كلّ بلاد العرب». ووفق المصادر والوثائق العثمانيّة، ومثلها العربية، كانت العمليّة العسكريّة ناجحة، إذ تمكّن إبراهيم باشا من تجريد الدّروز من السّلاح، وصادر آلاف البنادق، إضافة إلى الكثير من الأسلحة الأخرى، كما جمع مبالغ كبيرة من المال التي يرجّح أن تكون ضرائب متأخّرة، وقتل المئات من الدّروز وأرسلت رؤوس البعض منهم إلى اسطنبول.

إنّ نجاح هذه الحملة العثمانيّة واضح بصورة جليّة في هذه النّتائج التي حقّقتها، وكذلك في غياب أيّ إشارة في الوثائق العثمانيّة والمصادر المحليّة إلى قيام الدّروز بأيّ اضطرابات أخرى حتى القرن السّابع عشر.

يمكن أن نستخلص عدّة استنتاجات مما ورد أعلاه. أوّلاً: من الواضح أنّ الدّروز استمرّوا بالتّزوّد بالسّلاح وبكميات كبيرة منذ عام 1540، وكان بعض هذه الأسلحة التي تزوّدوا بها يتفوّق أحياناً على الأسلحة التي كانت بحوزة الجيش العثمانيّ. ثانياً: على رغم أنّ عدم دفع الدّروز للضرائب وعدم انصياعهم لحظر امتلاك الأسلحة كانا مصدر قلق للسلطات العثمانيّة، فإنّ ما رفع درجة القلق لديهم كان قرب المناطق الدّرزيّة، حيث كانت ملكية السّلاح منتشرة على نطاق واسع، من السّاحل. ثالثاً: وعلى رغم الإشارة المتكررة إلى قرقماز بن معن بوصفه أكثر العصاة عتوّاً، فإنّ آخرين من زعماء الدّروز وزعماء المناطق الأخرى كانوا متورّطين في أعمال عصيان مماثلة. رابعاً: إن العلاقات التجاريّة مع الفرنجة شملت تجارة القمح المحظورة، وربما مواد أخرى، مقابل الأسلحة، ومن الواضح أنّ الطّلب على السّلاح كان كبيراً للغاية، وخاصّة في مناطق جبل لبنان الدّرزيّة والمناطق المجاورة ككسروان. وجميع هذه المناطق تتمتّع بمنافذ مباشرة على السّاحل أو تمتدّ على مقربة منه.

وهنا يمكننا أن نطرح سؤالين حول هذه المسالة، أوّلاً: من هي الجهة التي كانت تقوم بتوريد السّلاح؟ ثانياً: لماذا كان الدّروز بصورة خاصّة أكثر تمرّداً من غيرهم من الجماعات والمناطق؟

  * أستاذ التاريخ العثماني في الجامعة الأميركية في بيروت.

 

الراعي في العشاء السنوي للجنة الاسقفية لوسائل الاعلام: على الحكومة دعم المدارس الخاصة

الجمعة 29 أيلول 2017 /وطنية - وزع المركز الكاثوليكي للاعلام ما يلي: دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي إلى "دعم المدارس الخاصة لتأمين المساواة بين الناس"، وحض اللبنانيين على "توجيه الصوت لإقرار إقتراح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إعلان لبنان مركزا عالميا لحوار الثقافات والأديان". تحدث الراعي خلال العشاء السنوي الخامس للجنة الأسقفية لوسائل الإعلام دعما لنشاطات المركز الكاثوليكي، في "الريجنسي بالاس"-أدما، في حضور رسميين وشخصيات بينهم المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحه ممثلا وزير الإعلام ملحم الرياشي، النائب نعمه طعمه، والوزيران السابقان عبد الله فرحات ووديع الخازن، ورئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، وشخصيات وصحافيون وإعلاميون ومدراء عامون وعسكريون ورؤساء مجالس بلدية وإختيارية. بعد كلمة ترحيب لمدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم شدد فيها على "ضرورة إطلاق حملة تصحيحية في مواجهة بعض الإعلام المضلل، بخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الرأي العام وجهة نظر يتلاعب به بعض الهواة والمغرضين، ويحولون النظر عن الحقيقة الموضوعية التي من أجلها كرسنا ذواتنا في مهنة مقدسة. كما دعا الدولة اللبنانية إلى وضع قانون ينظم العمل على وسائل التواصل الإجتماعي ويضع ضوابط لهذا التفلت".

مطر

وبعد قصيدة للصحافي الشاعر حبيب يونس، ألقى رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر كلمة بارك فيها "للمصارف بإعطائها خمسة مليارات دولار دعما من وزارة المالية لمواكبة التطورات، أما المدارس فهي تقدم إليها صفرا". وسأل: "ما المانع من إعطاء 400 مليون لتخطي الأزمة؟". وأشار إلى أنه أثار الموضوع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقال: "لا تضربوا المدارس الخاصة التي صنعت لبنان الحضارة ولا تتهموها بالحرامية". ودعا الإعلاميين إلى "الجهر بالحقيقة".

الراعي

ثم ألقى البطريرك الراعي كلمة أسف فيها لـ"النزاع المفتعل بين المدارس واساتذتها"، وقال: "المشكلة ليست مع الأساتذة ولا مع الأهل". وأيد المطران مطر بضرورة دعم الحكومة للمدرسة الخاصة إذ "لا يمكن للدولة وضع العبء على الأهالي الذين من حقهم أن تتولى هي شؤونهم"، وطالب "بتوحيد الصوت بين المدارس والأهل". وقال: "المطلوب أن تتحمل الدولة المسؤولية وتساعد لتستمر المدارس والأهالي معا لأن هناك مدارس تضطر إلى الإقفال فيصبح الأساتذة في الشارع لأن المدرسة باتت غير قادرة، ولا يجوز للدولة أن تغسل يديها". أضاف: "يقال إن المدرسة تربح ونحن نشكر الله على ذلك، كلما ربحت المدرسة تتوسع وتخدم أكثر وتعلم أكثر وتشغل أكثر وتنشط الحركة الإقتصادية أكثر. إن المدارس الكاثوليكية تساعد الأهل بقيمة 47 مليار ليرة، أضف إليها 40 مليار أقساط غير مسددة". وأثنى الراعي على اقتراح الرئيس ميشال عون في الأمم المتحدة، "إعلان لبنان مركزا عالميا لحوار الثقافات والأديان"، ودعا إلى "حملة كبيرة لهذا المشروع". ثم تم تكريم صحافيين وإعلاميين بدروع تقدير، هم: مي كحالة، الأخ جان كلود روبير، إبراهيم عبده الخوري، سعد الياس، نوال ليشع عبود وربيكا أبو ناضر، والمخرج الإذاعي جوزيف شلهوب.

 

الراعي استقبل سفير الأردن ومفوضة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين

الجمعة 29 أيلول 2017 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، مفوضة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار التي أشارت الى "ان الزيارة للبحث في الاوضاع الراهنة ولا سيما موضوع النازحين وكيفية مساعدتهم ومساعدة لبنان". وأثنت على "الدور الذي قام به لبنان في استقبال هذا العدد الكبير من النازحين". بعدها استقبل الراعي سفير الأردن نبيل المصاروي الذي سلمه رسالة من رئيس الوزراء الاردني تضمنت دعوة لزيارة الاردن، وتأكيدا للعلاقات المتينة بين البلدين وتنويها بأواصر "العلاقات الطيبة والقوية مع البطريركية المارونية والتي تهدف الى نشر ثقافة الحوار واحترام التنوع والتعدد المنبثق من الموروث العربي الفني الذي صاغه المسلمون والمسيحيون جنبا الى جنب". ومن زوار بكركي أيضا وفد ضم رئيس دير مار انطونيوس في تنورين الاب نبيه الخوري ورئيس البلدية بهاء حرب وقنصل جزيرة بالاو ربيع رعيدي، ثم الخوري مارسيل عقيقي، وسفير المجر هيمالي جيزا على رأس وفد من مجلس كنائس المجر، وجري عرض لاوضاع المسيحيين في الشرق.

 

الحريري: توصلنا إلى مشروع قانون معجل مكرر يتضمن التعديلات الضريبية واتفقنا على صيغة لقطع الحساب تمكننا مع مجلس النواب من إقرار الموازنة

الجمعة 29 أيلول 2017

وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم في السراي، جلسة لمجلس الوزراء تم خلالها استكمال البحث واتخاذ القرارات في خصوص موضوع سلسلة الرتب والرواتب ومشروع قانون الضرائب.

استهل الرئيس الحريري الجلسة بتوجيه الشكر الى "الجميع على الجهد الكبير الذي يبذل للوصول إلى التوافق على الحلول المطروحة". وقال إن من "شأن التوافق انقاذ البلد من أزمة وتمكيننا من اتخاذ قرارات للحفاظ على الوضع المالي مع تأمين دفع السلسلة وتوفير الإيرادات المطلوبة".

وأضاف: "إن ما حصل يتطلب منا جميعا أن نعمل بهذه الروحية والأسلوب، إن كان بالسياسة أو بالاقتصاد أو بتأمين المتطلبات الأساسية للمواطن كالكهرباء وغيرها من الأمور".

وشدد على أن "التجاذب والخصام هما اعداء البلد ولا يصبان في مصلحة إدارة الدولة وتسيير أمور المواطنين.

الحريري

بعد انتهاء الجلسة عند الساعة الثانية عشرة والنصف، قال الرئيس الحريري للصحافيين: "من اليوم الأول لقرار المجلس الدستوري إبطال القانون الصادر عن المجلس النيابي لتمويل سلسلة الرتب والرواتب، وضعت 3 معايير اساسية لمعالجة هذه المسألة وهي:

1 - ان الحكومة مصممة على تنفيذ قانون سلسلة الرتب والرواتب، لأنها مؤتمنة على تنفيذ القوانين الصادرة عن المجلس النيابي.

2 - الحكومة مؤتمنة على الدستور، وبالتالي هي تحترم قرار المجلس الدستوري.

3 - الحكومة مؤتمنة على مصالح جميع اللبنانيين وأهمها الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي الذي يحفظ قيمة مداخيلهم ومدخراتهم.

وقلت، انطلاقا من هذه المعايير، إن الحكومة ستبحث عن حل يؤمن تنفيذ السلسلة والإيرادات للحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي، بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم.

والحمد لله بعد 4 جلسات خصصتها الحكومة لهذا الموضوع، توصلنا اليوم إلى مشروع قانون معجل مكرر، يتضمن التعديلات الضريبية اللازمة، سنرسله الى المجلس النيابي لإقراره في أسرع وقت.

هذه التعديلات هي بشكل أساسي تلك التي كانت موجودة في القانون السابق، مع الأخذ بملاحظات المجلس الدستوري.

واتفقنا في مجلس الوزراء على صيغة لقطع الحساب تمكننا مع المجلس النيابي الكريم من إقرار الموازنة سريعا بإذن الله.

وأردت أن أتوجه مباشرة للبنانيين لأقول لهم:

إن المشكلة التي واجهتنا كانت من ضمن لعبة المؤسسات الدستورية، وهي بالتالي ليست بالأساس تعبيرا عن مشكلة سياسية أساسية او مشكلة في التوافق السياسي، لا سمح الله. اود ان اقول، انه لو لم يكن التوافق السياسي قائما في البلد، لكان البلد دخل في مرحلة معقدة وصعبة، وكل طرف تمترس وراء موقفه السياسي وكان اصبح لدينا مشكلة في سلسلة الرتب والرواتب ومشكلة في طريقة اقرار الضرائب وكيف يمكننا التوصل الى توافق سياسي في مشكلة قطع الحساب.

هذا التوافق السياسي القائم والذي نحرص عليه، رئيس الجمهورية وانا وكل الافرقاء في الحكومة، هو الذي انتج هذا الحل الذي كان يظنه البعض انه سيكون معقدا ولكن، في النهاية، توصلنا اليه. هذا التوافق السياسي هو الذي سيؤسس كيف نحكم هذا البلد وكيف نضع مصالح المواطنين قبل مصالح كل الاحزاب ونرى كيف يمكننا المحافظة على مالية الدولة والنقد والليرة اللبنانية وعلى حقوق كل اللبنانيين.

من هنا اريد ان اقول للنقابات التي نزلت الى الشارع، انا اعرف انه كان لديكم خوف على مصير السلسلة، ولكن تأكدوا جيدا ان هذه الحكومة من اللحظة الاولى مع المجلس النيابي ومع رئيس الجمهورية، كان لدينا حرص على الموافقة على السلسلة والاصلاحات والضرائب. وهذه الحكومة في هذا العهد هي التي اقرت سلسلة الرتب والرواتب والاصلاحات والضرائب. لقد مضت خمس سنوات وانتم تتحركون من دون اي نتيجة ولم تتحقق الوعود، ولكن هذه الحكومة انجزت هذه المطالب. وان شاء الله سيتم دفع الرواتب على اساس السلسلة، وهذا الامر دفعنا الى عقد جلسات كثيفة لمجلس الوزراء خلال هذا الاسبوع، والحمد الله انجزنا ما كان يجب انجازه. اعود واكرر ان كل ما حصل سببه التوافق السياسي بين كل الافرقاء في مجلس الوزراء الذين بذلوا جهودا ليل نهار للوصول الى هذا الحل. لم يكن هناك من يعمل ضد هذا الحل. ومنذ اللحظة الاولى قلنا هذا الشيء، ولكن لسوء الحظ هناك من حاول ان يتلاعب بين الافرقاء السياسيين ويصور وكأن هناك فريقا سياسيا يريد دفع السلسلة واخر يرفض دفعها. اليوم مجلس الوزراء كذب هؤلاء واظهر ان مجلس الوزراء متضامن واتخذ القرارات اللازمة، وان شاء الله المجلس النيابي سيفعل الامر ذاته. انا على اتصال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وبالامس فتح رئيس الجمهورية باب الحل بشكل كبير وفي الاسبوع المقبل نذهب الى المجلس النيابي للتصويت على كل هذه القوانين".

أسئلة واجوبة

سئل: ما هي الصيغة التي توصلتم إليها في شأن موضوع قطع الحساب؟

أجاب: في لبنان، هناك وضع خاص في شأن قطع الحساب. نحن عشنا حربا أهلية في البلد. ولكي ينتظم الوضع في مكان ما صار هناك تصفير للحسابات في العام 1993. وكان يفترض أن تحصل تسوية بعد عام أو عامين لكي تنتظم كل هذه الأمور، لكن ذلك لم يحصل. ومجلس النواب قام بقطع الحساب، وأبقى دائما بندا ضمن قطع الحساب بأنه يحق لديوان المحاسبة مراجعة الحسابات والمصادقة عليها متى شاء. هكذا كانت الأمور تسير. لكن هذا الأمر لم يحصل طوال هذه السنوات. لذلك، ومنذ أن بدأنا بهذه الحكومة حاولنا أن تنتظم كل هذه الأمور. هذا الأمر لم نتمكن من إيجاد الوقت لتحقيقه في موازنة العام 2017. أكيد يجب أن يكون هناك قطع حساب، وهذا وفقا للدستور، لكن عدم وجود موازنة هو أيضا خرق للدستور. فنحن نعمل طوال هذه السنوات على القاعدة الاثني عشرية ونخرق الدستور بسبب عدم وجود موازنة.

ما نقوم به هو أننا أقررنا الموازنة في مجلس الوزراء وسنقرها، إن شاء الله، في مجلس النواب، ونعطي كل الأسباب الموجبة لكي نصل، بإذن الله، خلال ستة أشهر أو ثمانية أشهر أو سنة لأن ننجز كل ما يلزم في ما يخص الموازنة وقطع الحساب".

سئل: هل صحيح أنه كانت هناك أزمة رئاسة خلال هذه الفترة؟

أجاب: "أنا متحالف مع الرئيس ميشال عون ومع الرئيس نبيه بري ومع كل القوى السياسي الموجودة في هذه الحكومة. أنا لا أخبئ نفسي في هذا الموضوع. ولكن هذه هي الديموقراطية، إن لم يكن لكل شخص رأي ويحاول رئيس الحكومة أن يجد في مكان ما كيف سيجمع كل هذه الآراء فما هو عمله إذا؟ ما هو عمل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة؟ عملنا هو أن نحاول أن نأتي بكل الأفرقاء السياسيين إلى رأي واحد. ثم لماذا يجب أن نقول إن هناك خلافا بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب؟ هذا ليس صحيحا. هناك طعن حصل. حين أقررنا السلسلة والإصلاحات والضريبة، هل تحدث أحد عن خلاف؟ المشكلة أنه حصل طعن والمجلس الدستوري ابطل القانون. ونحن من جهتنا احترمنا قرار المجلس الدستوري.

تصوروا أنه اذا لم يكن هناك توافق في البلد اليوم وحصل هذا الطعن ورد المجلس الدستوري القانون، إلى أين كان سيذهب البلد؟ لو حصل ذلك قبل عام أو عامين لكنا ذهبنا في اتجاه آخر، وكان كل منا تمترس خلف متراسه وبدأ البلد يتجه نحو "المهوار". نحن سرنا واتخذنا القرارات اللازمة وليست هناك أزمة بين رئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية".

سئل: يبدو أنكم فصلتم العمل الاقتصادي والاجتماعي في الحكومة عن العمل السياسي لأنه في السياسة هناك وجهات نظر متناقضة؟

أجاب: "هناك خلاف في هذا الموضوع. أنتم تعرفون موقفي. بالنسبة إلي أنا لست مستعدا للتعامل مع النظام السوري، لا من قريب ولا من بعيد. هذا الأمر واضح وهذه الحكومة واضحة وبياننا الوزاري واضح ايضا، فلا يأخذني أحد إلى مكان آخر في هذا الموضوع. نعم هناك خلاف سياسي في هذا الموضوع".

سئل: كيف ترى لقاء الوزير جبران باسيل مع الوزير وليد المعلم؟

أجاب: "أنا أؤكد أن هناك خلافا سياسيا، وأنا غير موافق على أن يجتمع الوزير باسيل مع وليد المعلم، ونقطة على السطر".

سئل: هل تزور المملكة العربية السعودية؟

أجاب: "أنا دائما أزور المملكة العربية السعودية، كنت هناك قبل أسبوعين".

سئل: ما الذي يمنع المجلس الدستوري من اعادة الطعن في القانون الجديد؟

أجاب: "لا شيء يمنع، لكننا كحكومة وكمجلس نواب موقفنا واضح. هناك أمور تحدث عنها الرئيس بري بكل وضوح، وكذلك فعلنا كحكومة، إن لمجلس النواب الحق في أن يقر ضرائب متى يشاء. وهذا الأمر موجود في المادة 81، حتى أن المجلس الدستوري اضطر الى أن يوضح هذا الأمر، وهو كان يتحدث عن أمور مناقضة للتوضيح. لذلك نحن نعرف ماذا نفعل ومستمرون حتى النهاية".

سئل: بالنسبة الى موضوع الضرائب على المصارف هل ما زالت قائمة؟

أجاب: "نحن أخذنا بكل ملاحظات المجلس الدستوري، وإن شاء الله لن يتمكن أحد من الطعن مجددا.

في الختام أقول لكل اللبنانيين: هذه هي الديمقراطية، تحصل طعون، تحصل ردود، يحصل توافق. ولكن الأهم والذي أثبت أننا نسير على الطريق الصحيح، أن هذا التوافق السياسي تمكن في المراحل الصعبة للغاية من إيجاد كل الحلول لكي نخرج من أزمات كانت في السابق "رح تفوتنا بالحيط".

سئل: بماذا تتوجه إلى النقابات بالقول؟

أجاب: "أدعو كل النقابات إلى تعليق الإضرابات، وأن تفتح مجددا الإدارات والمدارس أبوابها، لأن كل ما قمتم به لم يكن له جدوى لأن الحكومة كانت تعمل بالشكل الصحيح. فأنا اليوم إذا أردت أن أنظر كحكومة كم كلفتني هذه الإضرابات، سأضع اللوم على النقابات. نحن كنا جديين في لايجاد الحل، ولكني أقول لهم اليوم إن السلسلة ستدفع كما أقرت وفي الوقت الذي يجب أن ندفعها".

حماده

من ناحيته، قال وزير التربية والتعليم مروان حماده: "انا اشد على يد دولة الرئيس واعتز باننا خرجنا بحل اوجد قانون ضرائب، لا اعتقد انه سيتعرض للطعن. وفي كل الاحول، وضعنا على السكة قانون الموازنة. اريد ان اضيف امرين: اولا لقد تحفظت انا وزميلي ايمن شقير عن البند المتعلق بالاملاك البحرية، مع العلم انه تم وضع زيادات بالنسبة الى الرسوم والغرامات عليها، ولكن نحن لدينا مقاربة مختلفة عبر عنها "اللقاء الديموقراطي" والحزب التقدمي الاشتراكي والتي تعترف مطلقا بحق اللبناني على املاكه البحرية ولا نقبل ان ينتقص أي قانون حقه الدستوري في ذلك.

اما النقطة الثانية، فهي تتعلق بوزارة التربية فإن التسجيل مفتوح ومستمر الان، والمدارس الخاصة بدأ معظمها بالدراسة لان نقابة المعلمين في المدارس الخاصة انفصلت جزئيا عن حركة الاضرابات هذا الاسبوع، وادعو كل الطلاب الى ان يعودوا يوم الاثنين الى الالتحاق بمدارسهم الرسمية. وادعو ايضا النقابات التي نسقت معهم، وكنا يدا واحدة في المطالبة بفرض سلسلة الرتب والرواتب، الى ان يهتموا بالتلامذة والطلاب، وقد حان الوقت للعمل".

وفد عسكري اميركي

واستقبل الرئيس الحريري نائب قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال شارل براون على رأس وفد عسكري كبير في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيث ريتشارد، وتناول البحث خلال اللقاء موضوع المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني.

 

الرياشي في افتتاح مؤتمر الإعلام المسيحي...نحو الاتحاد: من واجبنا أن نصنع مع شريكنا المسلم سلاما حقيقيا

الجمعة 29 أيلول 2017 /وطنية - افتتح اليوم المؤتمر الإعلامي الثاني "الإعلام المسيحي...نحو الاتحاد" في دير سيدة البير- بقنايا برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. وحضر ممثل رئيس الجمهورية وزير الإعلام ملحم الرياشي، النائب نعمة الله ابي نصر، ممثل البطريرك الراعي رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، ممثل بطريرك الروم الارثوذكسى يوحنا العاشر المطران كوستا كيال، الممثل الأعلى للطائفة الانجيلية القس فادي داغر، مطران الكلدان في لبنان ميشال قصارجي، العميد جوني خلف عن المجلس الاعلى للروم الكاثوليك، المقدم الياس الاشهب ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي، العقيد جاك يونس ممثلا المديرية العامة لأمن الدولة، وفاعليات. بداية النشيد الوطني ثم نشيد الإيمان، وبعد كلمة للاعلامي بسام براك تحدث الاب ابو كسم، فأشاد بالمؤتمر وبدوره باعتباره "يشكل صرخة مسيحية مدوية في عالمنا العربي".

الراعي

ثم عرضت كلمة مصورة للراعي قال فيها: "يسعدني بمناسبة انعقاد مؤتمر الاعلام الثاني لموضوع "الاعلام المسيحي نحو الاتحاد" ان اوجه تحية خاصة باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان وبطاركة الشرق الى مجموعة TELELUMIERE ونورسات التي تدعو الى هذا المؤتمر وتنظمه.

ويسعدني ايضا ان احيي جميع المحاضرين والمشاركين وفي مقدمهم معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي. كما احيي اخوات راهبات الصليب شاكرا استضافة هذا المؤتمر في دير سيدة البير، مهد جمعيتهن. ان موضوع الاعلام المسيحي في بلداننا المشرقية ومجتمعاتنا في زمن التحولات الكبيرة، يفتح آفاقا امامنا، آفاق مسؤولياتنا كمسيحيين مؤتمنين على نشر ثقافة الانجيل، وهي ثقافة المحبة، ثقافة العدالة والحرية، ثقافة السلام وقدسية الحياة البشرية وكرامة الانسان. نحن نأمل معكم في الوصول الى إنشاء جمعية اتحاد الاعلام المسيحي في الشرق، بحيث يسير معا الاعلاميون، ووسائل التواصل على انواعها بالتضامن والتعاون والتكامل ملبين مقتضيات الارسال الالهي. اذهبوا في الارض كلها واعلنوا بشارتي الى الخلق أجمعين، ان انشاء هذا الاتحاد الاعلامي يقتضيه وجود وسائل اعلامية من اذاعة وتلفزيون وصحافة ومجلات ومنشورات تغني لبنان والكنيسة وبلدان الشرق، وهي غير متوافرة بهذا التنوع وجو حرية الرأي والتعبير في البلدان الاخرى. فحق هذه علينا ان نكون متحدين متضامنين ومتكاملين من أجل خدمة افضل واشمل، ومن اجل توحيد الجهود، والحد من التكاليف الباهظة. أهمية الاتحاد الإعلامي أنه يوحد الصوت في الدفاع عن حقوق المؤسسات الاعلامية المسيحية ويساعد على وضع استراتيجيتها ويعزز تطوير الإنتاج الإعلامي وتنمية الموارد البشرية، وينسق البرامج، ويؤمن تبادل الخبرات وسواها من ثمار هذا الاتحاد الاعلامي. ويكفي القول المأثور: في الاتحاد قوة. انني فيما ارجو لهذا المؤتمر النجاح المرجو، لا يسعني الا الاعراب لكم عن تقدير البطاركة والاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وكل المؤمنين والمؤمنات، على الرسالة التي تقوم بها وسائل الاعلام المسيحي، لكننا نعرب ايضا عن تقديرنا والتقدير الذي يأتي من الاخوة لغير مسيحيين الذين يجدون في وسائلنا الإعلامية والمسيحية الكلمة الانجيلية التي تخاطب قلوبهم وعقولهم".

كلاسي

بعده تحدث جاك كلاسي فذكر بالمؤتمر الأول للاتحاد والذي حمل عنوان "قضية واحدة رؤية واحدة" حيث حصل فيه تبادل للافكار التي تجوجلت على مدى سنة كاملة، وهي:

"- اتحادنا سيكون مستقلا عن اي توجه سياسي او حزبي ومن اهم اهدافه بناء شراكة حقيقية مع الآخر للترويج لثقافة العيش المشترك.

- اتحادنا غير ربحي، ولن يتوخى الربح بمعناه التجاري.

- اتحادنا سيكون جاهزا للمشاركة والتعاون مع الاتحادات الاعلامية العربية والنقابات الصحافية وغيرها لبناء ثقافة للاعلام صادقة وحرة.

- اتحادنا هو لكسر الصمت المسيحي العربي وللتواصل مع الاعلاميين في انحاء الشرق العربي لصد انتهاكات هذا الاعلام ضد الاخلاق وضد الانسانية.

- اتحادنا ايضا هو لنسج روابط وعلاقات ضرورية مع وزارات الاعلام في بلادنا العربية لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعنا العربي.

- اتحادنا هو لإرساء لغة يفهمها الجميع: لغة المحبة.

نواة الاتحاد تشكلت من الاعلام المرئي، املين استكمالها في مراحل لاحقة بالاعلام المسموع والمكتوب ووسائل التواصل الحديثة من مواقع الكترونية مسيحية وقنوات مسيحية اخرى. والنواة الحالية للاتحاد مؤلفة من:

CTV TV AGAPYTV

KOOJI - مار مرقس TV

SATKIDS -7 SAT

NOUR - NOURSAT - LUMIERE TELE

CHARQ NOUREL - CHABAB

نحن سكان الشرق الاصليون. لسنا عددا، ولسنا اقلية، ثلث سكان الكوكب مسيحيون (2,5 مليار). العالم ينهار اخلاقيا وشرقنا العربي يتخبط سياسيا وامنيا واجتماعيا، وصرنا مكشوفين اقتصاديا".

الرياشي

بعده تحدث رياشي فقال: "مع تيلي لوميار يمكننا خرق البروتوكول، بروتوكوليا لا يحق لي ان القي كلمة لانني امثل فخامة الرئيس، ولكن سأتكلم بإذن فخامة الرئيس لاننا في حضرة الاتحاد، والاتحاد قوة الكلمة.

اولا اهنئكم على هذا المؤتمر، ثانيا اعتقد ان هذا المؤتمر هو خريطة طريق وليس مؤتمرا عاديا وتقليديا. خريطة طريق نحو وطن افضل، نحو كنيسة افضل، نحو شرق ومشرق افضل. لا يمكن تحقيق الوحدة من دون اتحاد ولا يمكن تحقيق الاتحاد من دون قوة، وليس هناك اي مكان للقوة ان لم تكن قوة الكلمة "الكلمة الذي صار جسدا وحل فينا" منذ الفي سنة، وهو يصنع التاريخ ويغير مسارات التاريخ ويتدخل حيث يشاء وحين يعلم ان الوقت قد حان للتدخل في مسيرة التاريخ".

وأضاف: "نحن لا نخاف العدد عزيزي جاك لأن الاعداد ليست ولن تكون يوما هي البناء والعمارة الاساسية للمسيحية في هذا العالم. كانوا 12 واصبحوا 11 رسولا ثم عادوا 12 و44 وصاروا المئات والآلاف ومئات الآلاف، وهم يغيرون وجه الارض. لا سيف، لا حياة، لا ممات، لا بشر ولا احد يستطيع ان يبعدنا عن قوة يسوع المسيح الحاضر فينا وبيننا".

وتابع: "نحن باسم هذه القوة نشد على ايديكم لاجل عمارة افضل، لاجل تواصل افضل وحوار افضل وايجابي اكثر مع الآخر. الحوار يكون مع المختلفين وبين مختلفين، وليس عيبا ان نكون مختلفين سواء كنا مسيحيين بين بعضنا البعض او مسلمين ومسيحيين او يهودا ومسيحيين. الحوار هو البناء الاساسي لعمارة السلام وعمارة الحرية كما يقول القديس يوحنا بولس الثاني. اقول معكم اليوم انني استطيع ان اشهد على ما حصل في عصرنا الحديث ويؤكد أن التاريخ حاضر بقوة ويسوع حاضر بقوة بيننا. ما حدث في نينوى في العراق حين صنع اربعة اطفال التاريخ سيظهر في المستقبل، وليس مستقبلهم ببعيد، هؤلاء الاربعة حين طلب منهم داعشيون ان ينكروا يسوع، قالوا لهذا الداعشي "نحن نحب يسوع"، ققال: "اقطع رؤوسكم"، فأجابوا: "اقطع رؤوسنا ولن ننكر يسوع لاننا نحبه".

وأضاف الرياشي: "هذه المحبة هي القوة المميزة والعلامة الفارقة في تاريخنا الحديث. اقول لكم لا مكان للتشاؤم، بل هناك مكان للرجاء وقوة الرجاء، لا مكان للتشاؤم لان نقطة سوداء على ثوب ابيض لا تلغي المساحة البيضاء الكبيرة على هذا الثوب الابيض، والسكاكين الموجودة بين ايدي جميع البشر تصلح جميعها للقتل او لتقشير التفاح، ولكن معظمها يستعمل لتقشير التفاح والاكل وتغذية الاطفال والشباب وصناعة المستقبل. نحن أكثرية لأن الاكثرية تريد المحبة، الاكثرية تريد السلام ولو لم نكن مسيحيين بالهوية. كل من يريد السلام والمحبة والحوار والتواصل هو مسيحي بالسليقة".

وأكد "أننا لا نخاف الآخر لأن من واجبنا ان نحضر الآخر ونحضره ونحاضر معه وفيه ومنه واليه في قوة المسيح وحضور المسيح والمسيحية في هذا الشرق وفي هذا العالم.

اليوم نعرف جميعنا أن الاسلام أمام مفترق جديد، مفترق كبير وتاريخي نحو الاعتدال، نحو الانقلاب ونحو حالة جديدة قد تكون أكثر صوفية بعد حالات التطرف التي ظهرت في العالم الاسلامي. نحن من واجبنا كمسيحيين ان نتلقف هذه الحالات ونصنع مع شريكنا المسلم سلاما حقيقيا يشبه يسوع المسيح. هذه المهمة هي مهمة الاتحاد ورسالته، لكي يكون هذا الاتحاد قوة تصنع المستقبل".

وختم: "نشد على ايديكم ونتمنى عليكم الا تصدروا توصياتكم كما تصدر عن بقية المؤتمرات، فتصبح للادراج لا للتنفيذ، بل خذوا وقتكم في اصدار التوصيات، وشكلوا لجنة من بينكم لتصدرها وترسلها الى وزارة الاعلام فنعلنها من الوزارة، من الوكالة الوطنية للاعلام ومن وسائل الاعلام جميعها الى كل العالم، لكي تكون توصيات ملزمة لبناء الاعلام الايجابي والاخلاقي والحضاري لهذا المجتمع. أنتم رواد هذا المجتمع وعليكم تقع مسؤولية مضاعفة، فلا تخافوا العدد لأن الكرام قليل".

وظهرا بدأت الجلسة الاولى بعنوان "الاعلام المسيحي في شرقنا اليوم"، ادارتها الاعلامية الدكتورة باسمة السمعان من الاردن، وشارك فيها كل من الاب يوسف مونس والاب باسم الراعي في لبنان، وتضمنت شهادة للاب جورد شرايحة من الاردن.

أما الجلسة الثانية فأدارها الدكتور جورج صالح من مصر وحملت عنوان "الاعلام المسيحي والمجتمع"، وشارك فيها كل من كلوفيس شويفاتي والاب يونان عبيد والدكتورة كلوديا شمعون ابي نادر والاب اثناسيوس شهوان والمونسنيور كميل مبارك من لبنان، وتضمنت شهادة من العراق من المونسنيور بيوس قاشا.

وفي الجلسة الثالثة كان تركيز على الاعلام المسيحي في زمن التحولات حيث شارك كل من القس حبيب بدر، جيلبار ابو شاهين، والدكتور جورج صدقه من لبنان، اضافة الى كريستين ابراهيم من مصر وميساء سلوم من سوريا.

أما الجلسة الختامية فتناولت اتحاد الاعلام المسيحي في الشرق، وشارك فيها لارا سليمان نون، جيلبار بو شاهين، انطوان سعد، الان منصور من لبنان، أما الدكتور جرجس صالح فشدد على أهمية الاتحاد.

 

ابو كسم من المجلس الشيعي الاعلى: لدعم التواصل مع القوى المعتدلة في مجتمعنا لتوسيع قاعدة المشاركة الوطنية

الجمعة 29 أيلول 2017 /  وطنية - أحيا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الليلة الثامنة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس برعاية رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان وحضوره. كما حضر حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين غصت بهم قاعات وباحات المجلس. عرف بالمناسبة الشيخ علي الغول وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم.

ابو كسم

وألقى مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري الدكتور عبده أبو كسم كلمة استهلها بالقول: "أحييكم وأشارك مصابكم في ليلة حزينة من أيام عاشوراء المباركة، لنستذكر واقعة الغدر بأبي عبدالله، يوم قرر مناصرة الخير على الشر، فهذه الذكرى الحزينة تمتد في التاريخ لتصل إلى الصراع الكوني بين الحق والباطل والخير والشر وبين العدل والظلم، أجل، إلى هذه المسلمات الكونية تحكم مصير الإنسان، فإما أن يتغلب على الشر ويخلص ويخلص من معه، وإما ان يغرق في رمال الخطيئة والجهل ويهلك نفسه وأمته". اضاف: "إن الحسين اختار الطريق الأصعب حين قرر الدخول في هذا الصراع الكوني، من خلال الثورة على الفساد في امته، فثورته ارتكزت على الشهادة للحق، وتبقى هذه الشهادة عنوانا حسينيا يسير عليه جميع المؤمنين بكرامة الإنسان، وبالعدالة الإجتماعية والسياسية، فالحسين حمل مشعل الرسالة المقدسة والمباركة وعمدها بدم الطهارة، ليغسل مجتمعه من رجس الخطيئة والظلم، لم يستسلم أمام المنافقين والمخادعين، لم ينغمس في جهل الحكام، لم تغره سلطة ولا مال ولا جاه، ولا مقام السلاطين، ولا عروش الملوك، ولا ملذات الأرض والذهب، وحده نور الله غمر قلبه فأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فأضحت ثورته نبوة لمن يناصرون الحق على الباطل والعدل على الظلم".

وتابع: "عاشق في هوى الله أنت يا حسين، فأحببت رحمته وبشرت بها وقدمت ذاتك قربانا عن أمتك وعشيرتك وبني قومك، قربت ذلك عن المستضعفين والمقهورين والمعدمين والمهمشين والمعذبين والمغرر بهم. خرجت من المدينة إلى مكة، لتهز الضمائر النائمة على وسادة المكائد، مكائد يزيد بن معاوية الذي بدل معالم الإسلام وانغمس في الشهوة والرذيلة، خرجت مع الشيوخ والأطفال والنساء، لتقود الثورة على الجهل، خرجت وأنت تبغي السلام لا الحرب، ولتولد صحوة في الضمير والقلب، خانوك يا حسين وخانوا اسلامهم، اسلام العدل والسلام، رفضت مبايعة يزيد بن معاوية وقد اغتيل والدك ومات أخوك الحسن، فالخلافة لك يا ابن بنت النبي السيدة فاطمة الزهراء، أيها الثائر والشهيد، أكنت تعلم ان شباك الموت والغدر كانت منصوبة لك؟ أبيت الا أن تسير على خطى أبوك الذي استشهد قبلك، وأنت على نهجه تخط نهج الحكمة والفضيلة على أرض الكرامة. وقفت رافعا جبينك تنتظر الشهادة لربك، كيف لا وأنت عشقت الصلاة في محرابه؟ أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر. كنت الصوت الصارخ الذي دعا إلى الإصلاح في أمة جدة. ألم تقل "إذا كان دين جدي لا يستقم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني" نعم كنت الحمل الذبيح على مذبح الصحراء لتجدد أمة جدك أمة الإسلام ليولد من رحمها حضارة الحرية والعدالة والثورة والحب، فكنت عن حق المنتصر للمظلومين والمعذبين". واكد ابو كسم "ان مشهدية كربلاء تؤسس للعيش الواحد، ولقد حملت يا سيد الشهداء، الحب ومخافة الله حين خرجت من المدينة المقدسة أنت ومن معك، مئة عائلة، علم ابن زياد بقدومك قبل أن تصل، فكمن لك الحر بن يزيد الرياحي مع ألف جندي وفارس، وأجبرك وعيالك أن تسير معهم إلى خارج أسوار الكوفة، بعد أن منعوك من الدخول إلى العراق لتصل إلى كربلاء في الصحراء. إلى درب العذاب والألم. درب كربلاء، درب العذاب، هيهات منا الذلة قال أصحاب الحسين وأهله. وأنت يا حبيب الله يا حسين أشبعوك قتلا ورماحا، وعمر بن سعد أحد قادة يزيد يصرخ بك اما السلة وإما الذلة، أي إما أن تركع وتذل إما أن تموت، أنت يا حسين، صرخت هيهات منا الذلة أنت يا ابن بنت رسول الله، كسرت قيود الخوف كتبت على رمال الصحراء بدمائك شرف أمتك وانبعثت رمزا مقاوما شريفا نهجا سلكه الشيعة منذ يوم الخلافة وحتى يوم القيامة، إنه نهج الشرفاء الذين يبعثون وهم عند ربهم أحياء يرزقون".

واشار ابو كسم الى إن "ثورة الحسين هي ثورة جامعة، بمعنى أنها ضمت من النصارى والعجم والشيوخ والنساء والأطفال ما يمثل شرائح المجتمع العربي". وقال: "من ينسى تلك الليلة الحزينة التي هب فيها وهب المسيحي وعروسه، وجون الخادم الأمين، لنصرة الحسين وبني قومه؟ هبوا بدافع من الحب والمودة والتضحية والجيرة. سمعت أم وهب صرخة الحسين، فطلبت من ابنها أن ينصر الحسين في شدته، فتمسكت به عروسه فأبعدها وخرج فقاتل قتالا شرسا وانتصر وعاد إلى أمه وسألها هل رضيت فقالت: لا، لا، لا أرضى حتى أراك شهيدا مع الإمام الحسين، فذهب وقاتل واستشهد، وقطع الأعداء رأسه، ورموا به إلى خيمة زوجته التي خرجت حاملة عمودا وهجمت على معسكر الأعداء، فارسل الإمام الحسين اخته زينب لتعيدها لأنه لا يليق القتال بالنساء، فأبت، فأتى جندي وضربها على رأسها واستشهدت. ثم قتل الأعداء أم وهب، ولحق بهم جون الخادم المسيحي، وطلب من الحسين الموت لأجله، فأجابه الحسين أنت ليس عليك الموت والحرب، فقال الخادم، أنا في الرخاء آكل من قصاعكم وفي الشدة أخذلكم؟ فأبى إلا أن يقاتل، وقاتل واستشهد. عندها قام الحسين ورثا عبده بمرارة ووضع خده على خده وقال "فلا عبد فيكم، لا بل أقربكم إلى الله أتقاكم".

واكد ابو كسم "ان الشركة المسيحية الإسلامية، والعيش الواحد ليسا وليدة اليوم، إنما ولدا من رحم عاشوارء من الشراكة بالدم في الإستشهاد في واقعة كربلاء".

وقال: "أنت يا حسين بقيت وحدك وكنت تعرف أن سيوفهم عليك، جاءت إليك اختك زينب، وأعطتك الفرس وقمت للقتال، وخوفك على النساء من السبي، قاتلت حتى قال فيك عمر بن سعد: "إذا بقي فيكم هكذا فلن يبقى منكم أحدا انه ابن أبي تراب ابن الإمام علي، فأحاطوا بك من كل جهة واطلقوا عليك سهما مثلث الشعاب فأصابوك في الكبد والعين والرأس، ووقعت شهيدا مدرجا بدمائك على الأرض وهجموا عليك وقطعوا راسك ورفعوه على الرماح وأحرقوا الخيام وأمروا بسبي النساء وهن بنات رسول الله، يا للعار سيبقى هذا المشهد مطبوعا في ذاكرة التاريخ وجرحا ينزف في قلب أبناء الحسين".

واضاف: "إن عاشوراء هي بحق انتصار على الظلم ومن رحم كربلاء ولدت المقاومة، وفكر المقاومة ونهجها، مقاومة الخير على الشر، والعدل على الظلم والحق على الباطل، في ذاك اليوم أصاب الحسين سبعين جرحا وجمع التراب يضعه على جبهته وهو يناجي ربه ارفع الظلم عن شعبي".

واعتبر "ان ثورة الحسين هي ثورة الأحرار في كل زمان ومكان، وفي الزمن المعاصر، لا بد لنا من استذكار الثورة التي قادها سليل الحسين الإمام السيد موسى الصدر، ثورة المحرومين التي ولو كان يقودها في الواقع إمام شيعي، إنما كان إماما لكل اللبنانيين المستضعفين الغارقين والتائهين على دروب الطائفية التي أشعلت نيران الحرب آنذاك بين اللبنانيين. إن تغييب الإمام الصدر في تلك الحقبة كان من أجل إذكاء نار الفتنة بين اللبنانيين، وإضعاف الشيعة الذي بدأ الإمام ينظم اطارهم القانوني من خلال إنشاء المجلس الشيعي الأعلى حيث نحيي اليوم في داره هذه الذكرى المباركة ومن خلال المطالبة برفع الغبن عن طائفته أسوة بكل الطوائف اللبنانية. هذه الطوائف التي نظر إليها على إنها نعمة في حين أنه صنف الطائفية بالنقمة".

وقال ابو كسم: "إن الإمام الصدر كان ضمانة لكل اللبنانيين، وقاد ثورة ضد الحرمان والظلم، وعمل على تعزيز كرامة الشخص البشري، نستذكره اليوم ونحن في هذا المقام بالذات ونطالب المسؤولين الليبيين بعد زوال النظام الليبي السابق الذي أخفى الإمام ورفيقيه، نطالبهم بجلاء مصيره مع رفيقيه، فقضية الإمام الصدر هي قضية كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين".

ورأى ان "ما شهدناه ونشهده من تغيرات في محيطنا العربي سيبدل بشكل أو بآخر وجه هذه الدول، ونأمل أن يساهم ذلك في تعزيز الديموقراطية، وتأمين حقوق الإنسان، ونشر العدالة الإجتماعية بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة، دون النظر بين الفوارق في الدين والمذهب والطبقة الإجتماعية. فالتاريخ أيها الأصدقاء يعيد نفسه، فلا الظلم يدوم ولا الديكتاتوريات تصمد أمام إرادة الشعوب، التي تنادي بحقوقها. ورفع الظلم عنها، لهذا فمن واجب هذه الشعوب أن تسعى إلى المصالحة الوطنية وإلى الإصلاحات الإجتماعية والسياسية كسبيل لإحقاق السلم المدني والعدالة ونبذ العنف كوسيلة للتغيير".

وقال: "أما اليوم، فلو كان الإمام الحسين في عصرنا، وفي مجتمعنا لقاد أكبر ثورة على الفساد والفاسدين والمفسدين، على تجار الزعامة، والطبقات السياسية، الذين يقهرون الناس، ويذلونهم في لقمة عيشهم، ويتناوبون على إقتسام المغانم في الصفقات المشبوهة ويظنون أنهم بأفعالهم هذه يطوعونهم، نقول لهم لا وألف لا، فقد أقروا سلسلة الرتب والرواتب، فأعطوا بيد وأخذوا بيد أخرى أكثر مما أعطوا، من ضرائب طالت الفقير قبل الغني والعاطلين عن العمل قبل الموظفين، والمعدومين قبل الميسورين، أجل أقلقوا الناس وبلبلوا المجتمع، وضربوا المؤسسات الخاصة، وزادوا من عجز الدولة والدين العام. لو كان الإمام الحسين هنا، لقاد ثورة على الهدر في المال العام وعلى تخصيص المكرمات للمحسوبين والمحظوطين والمقربين من الدولة ورجالها، حيث يحق لهؤلاء ما لا يسمح به القانون والأعراف. لو كان الإمام هنا لوقف إلى جانب الفقراء والمهمشين والمعوزين والمتروكين لغدرات الزمن، إلى جانب المرضى المتسكعين على أبواب المستشفيات وليس عندهم من يدفع عنهم فاتورة الأستشفاء على غرار ضيوفنا الذين نتمنى لهم عودة كريمة آمنة إلى وطنهم.

وتابع: "أما على الصعيد اللبناني الداخلي، فلا يسعنا إلا أن نؤكد على ما يطالب به غبطة أبينا السيد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فغبطته يدعو اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية إلى ترسيخ الوحدة الوطنية على أساس الميثاق الوطني والولاء الكامل وغير المجتزئ لوطننا لبنان واعتماد اسلوب الحوار الهادئ والتفاهم في كل ما يؤول إلى سيادة الدولة ومؤسساتها على كامل أراضيها وإلى استقلالية قرارها السياسي الوطني بعيدا عن أي تدخل أو ضغط خارجي. إن مسؤولية الحفاظ على الوطن، هي مسؤولية مشتركة بين كل الأطراف ولو اختلفوا بالسياسة إذ ان وحدة الشعب هي الضمانة الوحيدة لبقاء هذا الوطن، لذا فإن المطلوب اليوم هو دعم التواصل مع القوى المعتدلة في مجتمعنا، لتوسيع قاعدة المشاركة الوطنية، والإنطلاق من ان الدين سبيل وطريق إلى الله الواحد، وإلى السلام الحقيقي وبناء الجسور بين المواطنين كشركاء في الأرض وأخوة في المصير". وختم ابو كسم بالقول: "إن ثورة الحسين كانت نموذجا في التجرد عن المصالح الضيقة والمصالح الشخصية وتخطتها إلى تعزيز المصلحة العامة وتغليبها على كل المصالح، علنا نستفيد مما مضى لنبني معا مستقبلا زاهرا لأولادنا، إذ لا بد من أن تنجلي الغيوم وتظهر صورة لبنان الأبيض لبنان القداسة، لبنان الرسالة. عظم الله أجركم بمصاب أبي عبدالله الحسين، ساعين دائما إلى تمتين الشراكة والمحبة بين جميع اللبنانيين". وفي الختام تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، والشيخ موسى الغول زيارة الامام الحسين.