المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 18 أيلول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.september18.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين

فَلِلَّذِي يُحِبُّنَا، وَقَدْ أَعْتَقَنَا بِدَمِهِ مِنْ خَطايَانَا، وجَعَلَنَا مَمْلَكَةً، كَهَنَةً للهِ أَبِيه، لَهُ ٱلمَجْدُ وٱلقُدْرَةُ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين. آمين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/يا حضرات السياديين في لبنان: المعارضة لإحتلال حزب الله تكون من خلال تجمع عابر للطوائف وعلى اسس وطنية دون اجندات شخصية..شو فهمنا؟

قوات جعجع: قلة إيمان وخور رجاء ووقوع في تجربة خطيئة الصفقة/الياس بجاني

حزب الله عصابة مسلحة عملاً بالقوانين القضائية اللبنانية المرعية الشأن../الياس بجاني

خيارات د.جعجع الكارثية والفاشلة واللاسيادية والاقواتية/الياس بجاني

الياس بجاني/تعليق بالصوت/عنوانه: طرح الحلول من واجب المسؤول وليس من واجب المواطن.. في لبنان المحتل الأدوار وعلى خلفية النفاق والصنمية هي معكوسة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن دوائر الفاتيكان/أبو أرز

الشهادة_والشهداء/كلوفيس شويفاتي/فايسبوك

صناعة الخوف واستثماره/علي الأمين/جنوبية

قهوجي بعد لقائه الحريري: إذا كانوا يريدون كشف الأسرار الآن فليكشفوها

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 17/9/2017

رئيس الجمهورية غادر الى نيويورك

مهرجان في القاع لمناسبة النصر والتحرير

في عز "مظاهر الإنتصار".. الخطر يهدد بيروت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

يافطة "أغضبت" الراعي.. هذا ما حصل عند وصوله الى ميفوق!

لبنان "غسالة سياسية".. و"التيار" يتحدث عن "طائف" جديد

المخابرات الأميركية تكشف عن سر.. و"الصدمة" وقعت

باسيل: العهد يواجه "أزمة نفوس" لا تريد الخير للبنان

رغم التحذيرات.. رح تعلق

هلع بين لبنانيين بعد تحذيرات السفارات... وأجهزة الأمن تطمئن

 هذا هو السبب الذي دفع السفارة الأميركية لتحذير رعاياها

اسماء الوفد المرافق لعون الى نيويورك.. وهذا ماسيقترحه.. سيلبّي دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حفل استقبال وسيعقد سلسلة لقاءات مع رؤساء دول وحكومات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هذا ما قاله الرئيس السوري عن المسيحيين..

داعش يهدد البابا فرنسيس.. وأمن الفاتيكان يرد

هجوم انتحاري يستهدف قاعدة للجيش الأميركي في العراق

قائد «الوحدات»: دمشق أعلنت الحرب علينا... ولن نسمح بعبور الفرات وسبان حمو قال لـ«الشرق الأوسط»: كيف يقصفون قواتنا وهي تقاتل «داعش»؟

إردوغان: سأبحث مع العبادي في نيويورك استفتاء كردستان

تساؤلات عن احتمالات عودة «القاعدة» بعد 16 سنة من أحداث سبتمبر/«هجمات سبتمبر» ما زالت تثير الرعب حول العالم بعد 16 عاماً

تنديد خليجي بسحب الجنسية من أبناء قبائل معارضة للدوحة

الاتحاد الأوروبي والصين وكندا: وعد بإحراز تقدم لاحترام الجدول الزمني

سيول وواشنطن تتعهدان تشديد الضغوط ضد كوريا الشمالية

الكويت تطلب من سفير كوريا الشمالية مغادرتها وتطبق قرارات مجلس الأمن ضد بيونغيانغ

«حماس» تحل حكومتها وتوافق على إجراء انتخابات عامة.. و«فتح» ترحب

اقتراح دولي للعدول عن استفتاء كردستان.. وإيران تهدد باغلاق حدودها

هجوم انتحاري يستهدف قاعدة للجيش الأميركي في العراق

قائد «الوحدات»: دمشق أعلنت الحرب علينا... ولن نسمح بعبور الفرات وسبان حمو قال لـ«الشرق الأوسط»: كيف يقصفون قواتنا وهي تقاتل «داعش»؟

إردوغان: سأبحث مع العبادي في نيويورك استفتاء كردستان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

توزُّع القوى البترونية... وسيناريوهات إسقاط باسيل/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

جعجع وباسيل: «بالنسبة لبكرا شو»؟/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

قصف عَرَضي/علي نون/المستقبل

هل يعود الاستحقاق الانتخابي ليشغل الناس؟/وسام سعادة/المستقبل

حربُ لبنان من حربِ سوريا/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

المشرق العربي: عودة الرهانات الخاطئة/إياد أبو شقرا الشرق الاوسط

عاقبة الانسياق خلف روايات إخوانية ملفقة/علي العميم/الشرق الأوسط

خطة ترمب في أفغانستان: التغيير أم الاستمرار/دنيس روس/الشرق الأوسط

ورقة بعد الأخرى... كشف عورة «الإرهاب»/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

إيران من الداخل/مشعل السديري/الشرق الأوسط

سبتمبر... هل يكون حاسماً للاتفاق النووي/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

حروب «الحدود الكردية» في العراق وسورية بعد «داعش»/ جورج سمعان/الحياة

بداية جديدة للحرب السورية.. والجولان المنسي/خيرالله خيرالله/العرب

المواجهة تقترب في العراق/ حازم الامين/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء أقر البطاقة البيومترية وآلية تسجيل المغتربين للمشاركة في الانتخابات النيابية واتفاق على جلسة خاصة لبحث الوضع التربوي

زاسبكين في اليوم الثقافي للقاء الأرثوذكسي: آفاق واسعة للتعامل الديبلوماسي الروسي اللبناني في المرحلة المقبلة ضمن الأجندة الدولية

الراعي من سيدة إيليج: لنجدد العزم بقوة دماء شهدائنا فنضحي بما يلزم كي نحافظ على وديعة وطننا

رعد: المقاومة لم تفرض هيبتها على الارهابيين فحسب بل المعادلات التي يجب ان يتعامل معها الارهابيون

الموسوي: أسوأ نموذج يمكن أن ينسب إلى العروبة هو السعودة ولن يكون هناك طاقية فوق احد تحمي ابو طاقية وغيره

فنيش: نتحدى أي جهة أن تثبت أننا كنا يوما شركاء في أي فساد أو صفقة أو مخالفين للقانون

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين

إنجيل القدّيس مرقس08/34/38.09,01/:"دعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين». وقالَ لَهُم يَسُوع: «أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا المَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة».

 

فَلِلَّذِي يُحِبُّنَا، وَقَدْ أَعْتَقَنَا بِدَمِهِ مِنْ خَطايَانَا، وجَعَلَنَا مَمْلَكَةً، كَهَنَةً للهِ أَبِيه، لَهُ ٱلمَجْدُ وٱلقُدْرَةُ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين. آمين

رؤيا القدّيس يوحنّا01/من01حتى08/"يا إِخوَتِي، وَحْيُ يَسُوعَ ٱلمَسِيح، ٱلَّذي آتَاهُ ٱللهُ إِيَّاه، لِيَكْشِفَ لِعِبَادِهِ ما لا بُدَّ مِن حُدُوثِهِ عاجِلاً، وقَد أَرْسَلَ فَبَيَّنَهُ عَلَى يَدِ مَلاكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا. ويُوحَنَّا شَهِدَ بِكُلِّ مَا رَآه، أَي بِكَلِمَةِ ٱللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ ٱلمَسِيح. طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ كَلِمَاتِ هذِهِ ٱلنُّبُوءَة، وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَها وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيها، لأَنَّ ٱلوَقْتَ قَرِيب! مِنْ يُوحَنَّا إِلى ٱلكَنَائِسِ ٱلسَّبْعِ الَّتِي في آسِيَا: أَلنِّعْمَةُ لَكُم وٱلسَّلامُ مِنَ ٱلكَائِنِ، وٱلَّذِي كَان، وٱلآتِي، وَمِنَ ٱلأَرْوَاحِ ٱلسَّبْعَةِ ٱلَّذِينَ أَمَامَ عَرْشِهِ، وَمِنْ يَسُوعَ ٱلمَسِيح، ٱلشَّاهِدِ ٱلأَمِين، بِكْرِ ٱلأَمْوَات، وَرَئِيسِ مُلُوكِ ٱلأَرْض! فَلِلَّذِي يُحِبُّنَا، وَقَدْ أَعْتَقَنَا بِدَمِهِ مِنْ خَطايَانَا، وجَعَلَنَا مَمْلَكَةً، كَهَنَةً للهِ أَبِيه، لَهُ ٱلمَجْدُ وٱلقُدْرَةُ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين. آمين. هَا هُوَ يَأْتِي عَلَى ٱلسُّحُب، وَسَتَرَاهُ كُلُّ عَين، وأَيْضًا ٱلَّذِينَ طَعَنُوه، فَتَنْتَحِبُ عَلَيهِ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّهَا. أَجَل! آمين. أَنا هُوَ ٱلأَلِفُ وٱليَاء، يَقُولُ ٱلرَّبُّ ٱلإِله، ٱلكَائِن، وٱلَّذي كَان، وٱلآتي، ٱلضَّابِطُ ٱلكُلّ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أوعا الإجندات الشخصية

الياس بجاني/يا حضرات السياديين في لبنان: المعارضة لإحتلال حزب الله تكون من خلال تجمع عابر للطوائف وعلى اسس وطنية دون اجندات شخصية..شو فهمنا؟

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

قوات جعجع: قلة إيمان وخور رجاء ووقوع في تجربة خطيئة الصفقة

الياس بجاني/18 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58812

رابط المقالة في جريدة السياسة/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D9%88%D8%B9-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9/

يعتقد البعض، ونحن منهم، أن من دخل من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب في الصفقة اللبنانية الملالوية.. (رئاسة وحكومة وقانون انتخابي) صفقة الخطيئة.. صفقة مداكشة السيادة والمبادئ والتاريخ ودماء الشهداء بالكراسي وقوالب كاتو وجبنة السلطة وتنازل على كيانه وتاريخه، ومنهم وفي مقدمهم د. سمير جعجع وقواته.. جميعهم هم حالياً في أزمة فعلية وورطة حقيقة وغير قادرين على الخروج من الأقفاص التي ادخلوا أنفسهم فيها وقبلوا بالأصفاد تشل حركتهم وتصحر الوطنية والسيادة والحرية في دواخلهم،....

أو بتعبير أدق إنه ممنوع عليهم الخروج من الصفقة كونهم يدركون تماماً الأثمان..أثمان خروجهم بعد أن قبلوا بالاستسلام مقابل تحقيق أجندات شخصية.

وأكيد..وألف أكيد هم عاجزون عن الخروج حتى ولو أرادوا، أقله في أجواء الظروف الحالية.

علماً أنهم (الذين دخلوا الصفقة) كانوا يعرفون جيداً نوعية هذه الأثمان، وعايشوا ورأوا بأم العين نماذج منها قبل خطيئة فرط 14 آذار... باللبناني المشبرح منقول: "الدخلي هيني بس الطلعا صعبي وفي إلها أثمان"... شو فهمنا؟؟؟

إيمانياً، سيدنا يسوع المسيح في الصلاة الربانية التي علمنا إياها "الأبانا" نقول "ربي لا تدخلنا في التجارب"..

للأسف من دخل في الصفقة وقع في التجربة...

هذا، ويعلمنا الإنجيل المقدس أن الله لا يُجرّب أحد ولا يقبل هو أن يُجرَّبه أحد بالشر، بل أن الشر داخل الإنسان هو من يوقع صاحبه في التجربة عندما يفقد إيمانه ويخور رجاؤه.. والتجربة تحبل وتلد الخطيئة.

وفي نفس السياق الإيماني إنجيلياً، من المهم جداً أن نعرف أن الله في المفهوم المسيحي لا يُجرب أحد بالشر، ولا هو يقبل أن يجربه أحد.. ولكن الله قد يسمح بحدوث التجربة غير أنه لا يسمح للشيطان (الشر داخل الإنسان) بأن تكون التجربة فوق طاقة تحمل الشخص الذي يقع في فيها، وذلك ليكون بمقدره أن يتوب ويخرج من هذه التجربة عندما يعود للإيمان وإلى الرجاء ويتغلب على الشر بداخله. والتوبة لا تكتمل إلا بتقديم الكفارات.

لنصلي من أجل توبة د.جعجع وقواته والحاشية ومن أجل توبة كل الذين وقعوا مثلهم ومعهم في التجربة .. تجربة الصفقة الخطيئة..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الناشط الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله عصابة مسلحة عملاً بالقوانين القضائية اللبنانية المرعية الشأن..

الياس بجاني/17 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58782

باختصار وعملاً ببنود الدستور اللبناني فإن حزب الله عصابة مسلحة..

وبالتالي قضائياً ودستورياً فإن مؤسسيها وأفرادها والمسؤولين عنها يجب أن يعتقلوا ويحاكموا.. عملاً بالقوانين المرعية الشأن.

هذا بالقانون وبالدستور، وأيضاً عملاً ببنود اتفاق الطائف والقرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة.

للمتعامين عن الدستور والقوانين خدمة لأجنداتهم الخاصة وللمهرطقين الدستوريين كائن من كانوا.. تذكير قانوني وهو بأن البيان الوزاري ليس دستوراً ولا هو يشرّع ما يكتب به عقب تشكيل كل حكومة..

البيان الوزاري هو رزمة من الوعود للحكومة تتعهد لمجلس النواب بتنفيذها.. وعلى أساس ما تنجزه من المفترض أن يحاسبها المجلس..

البيان الوزاري هو مجرد خطة عمل غير ملزمة بالقانون.

وبالتالي فإن فرض حزب الله ثلاثية الهرطقة (جيش شعب مقاومة) في البيانات الوزارية لا يشرع قانونية العصابة المسماة حزب الله لا من قريب ولا من بعيد.

بالقانون وعملاً بالدستور فإن كل لبناني يسوّق أو يحمي أو يشارك أو يغطي العصابة هذه هو مخالف للقوانين اللبنانية المرعية الشأن ويطاوله القانون ويجب أن يحاكم.

من هنا فإن حزب الله عملاً بالقوانين اللبنانية هو عصابة إيرانية تحتل لبنان وليست مقاومة..

بالواقع المعاش على الأرض هذه العصابة هي مقاومة ضد لبنان ودستوره وكيانه وشعبه، ومقاومة ضد كل الدول العربية.. وقد حولت لبنان إلى قاعدة عسكرية إيرانية..

هذه العصابة تسيطر على لبنان بقوة الإرهاب وتحتله..

من هنا فإن كل مسؤول لبناني تحديداً يدعى أن الحزب مقاومة هو أيضاً شريك للعصابة في مخالفة القانون ويجب محاكمته.. وكفى دجل على الناس من قّبل مسؤولين لا يعرفون ألف باء المسؤولية، وحكام هم دمى يتحكم برقابهم حزب الله العصابة.

نلفت وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الذي يجول حالياً على كندا وأميركا، ومعه نلفت باقي الحكام وهم عملياً في الحكم بإرادة المحتل وليس بإرادة أكثرية الشعب اللبناني..نلفتهم إلى أنه وقانونياً هم يسوّقون لعصابة وليس لمقاومة..ويجب محاكمتهم عملاً بالقوانين اللبنانية المرعية الشأن.

في الخلاصة، فإن التاريخ لن يسامح هؤلاء المخالفين للدستور اللبناني في سجله حيث سوف يُسقِّط كل مقومات الإرهاب ويبقي فقط وفقط على معايير الحق والعدل وعلى أساسها يحكم ويُحاكم.

يبقى أن كل مسؤول وحزب وسياسي لبناني يرضى ويرضخ ويستسلم وخلافاً للقوانين والدستور والقرارات الدولية ..يرضى ويرضخ لهرطقة مساكنة العصابة وسلاحها ودويلتها وحروبها وإرهابها للبنان تحت أي مبريرات وحجج هو يقبل باحتلالها للبنان، وبالتالي هو شريك متضامن ومتكافل عن سابق تصور وتصميم مع كل مخالفاتها القانونية والدستورية…

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الناشط الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

خيارات د.جعجع الكارثية والفاشلة واللاسيادية والاقواتية

الياس بجاني/15 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58738

للتاريخ: مجموعة من المغتربين اللبنانيين الناشطين في الدفاع عن لبنان في الولايات المتحدة مباشرة وعن طريق العديد من المقربين من د.جعجع نصحوه بعدم السير في خيار عون وحتى في أي خيار رئاسي آخر قبل ظهور نتائج الإنتخابات الأميركية حيث كانوا مثل كثر غيرهم متأكدون أن ترامب هو الذي سيصبح رئيساً وشرحوا لجعجع وللحريري بوضوح خطر وصول عون المرتبط 100% بالمشروع الإيراني والذي لا آمل بأي تغيير في هذا الإرتباط بل كرئيس سيكون إيراني أكثر من الإيرانيين..

لكن جعجع تحديداً لم يأخذ بالنصائح حيث كان هناك من يقنعه أن المشروع الإيراني انتصر وعليه أن يلتحق عاجلاً بالركب وان يحجز له مكاناً عند الإيرانيين..

الحكم في إيران كان متأكداً من فوز ترامب ولهذا اسرع وفرض انتخاب عون رئيساً وافرج عن الملف الرئاسي لأن الملالي كانون يعرفون جيداً أنه وفي عهد ترامب لن يكون أمر تسويق وفرض مشروعهم التوسعي والمذهبي سهلاً كما كان في سنوات حكم اوباما.

في لبنان أيضاً حاول كثر من السياسيين والناشطين وحتى بعض رجال الدين الكبار مع جعجع والحريري لتأجل الانتخابات الرئاسية فقط اسبوعين لكن المساعي كلها فشلت حيت أن الصفقة كانت عقدت وها نحن نحصد ما زرعاه من ضعف وفشل في التقدير وفي الرؤية وفي الخيار.

وهذا بالتحديد ما اراده حزب الله والحكم الإيراني وهذا ما حصل..

وها نحن نرى أن خيارات جعجع كانت على أقل ما يقال فيها انها لم تكن محسوبة جيداً ونتائج هذه الخيارات ادخلته في الصفقة اياها وضربت كل هو معارضة لإيران في لبنان ومكنت حزب الله من فرض بالإضافة إلى الرئاسة القانون الانتخابي والحكومة وكل ما هو شأن استراتيجي..

وجود وزراء جعجع في الحكومة هامشي وغير ذي تأثير استراتيجي، بل على العكس حزب الله ومن ضمن مخططه يسعى لإشعال اللبنانيين بأمور محلية ومعيشية وهذا بالضبط ما نراه من تناتش في هذه الملفات تحديداً بين وزراء باسيل ووزراء جعجع..

خيار جعجع الإعتباطي جاءت نتائجه كارثية فقد قوى الاحتلال الإيراني وضرب التوازن الذي كانت 14 آذار ورغم هزالها تفرضه وسلمياً.

لو أن في لبنان فعلاً احزاب وديموقراطية ومحاسبة لكان من المفروض أن يستقبل من الحياة السياسية كل من جعجع والحريري لفشلهما في الخيار القاتل للسيادة والإستقلال.

في سياق معارضة الصفقة وتحميل جعجع تحديداً بالسياسة مسؤولية خياراته المدمرة نحن نرى أنه على أي تجمع سيادي معارض هو  في طور التحضير أن يواجه سياسات وخيارات جعجع بالمباشر ومن دون تقية أو ذمية .. وإلا سوف يفشل قبل أن يولد.

وفي حال عاد جعجع عن الصفقة وهذا أمر مشكوك فيه لأن الدخول عند حزب الله غير الخروج من عنده فعلى أي تجمع معارض قد يسعى جعجع مجبراً للإلتحاق به أن يقبل التحاقه ولكن بشروط  وبحجم وتأثير كأحجام الآخرين ودون تسليمه القرار كما كان الحال في 14 آذار التي فرطها وتخلى عنها على خلفيات ذاتية ورئاسية وسلطوية تحديداً.

أما عن كيفية تعاطي اعلام قوات جعجع ..وجعجع شخصياً مع السياديين والأحرار وجماعات الرأي الذين كشفوا صفقته اللاقواتية واللاسيادية وعروا اجندته السلطوية فحدث ولا حرج حيث الدكتاتورية والعدائية والحقد وقلة الوفاء والتخوين والصنمية والغنمية في ابهى مشهدياتهم الإلغائية الفاجرة.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الناشط الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت/عنوانه: طرح الحلول من واجب المسؤول وليس من واجب المواطن.. في لبنان المحتل الأدوار وعلى خلفية النفاق والصنمية هي معكوسة

http://eliasbejjaninews.com/?p=58731

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورمات/MP3/عنوانه: طرح الحلول من واجب المسؤول وليس من واجب المواطن.. في لبنان المحتل الأدوار وعلى خلفية النفاق والصنمية معكوسة/15 أيلول/17/اضغط هنا
http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/eliassolutions15.9.17.mp3

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورمات/WMA/عنوانه: طرح الحلول من واجب المسؤول وليس من واجب المواطن.. في لبنان المحتل الأدوار وعلى خلفية النفاق والصنمية معكوسة/15 أيلول/17/اضغط هنا
http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/eliassolutions15.9.17.wma

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن دوائر الفاتيكان

أبو أرز/17 أيلول/17

تشتّت زعماء الموارنة سيفقدهم دورهم في لبنان والمنطقة، كما و ان الهوَس بالسُلطة، وكيدهم المنبثق عن منافساتهم الخاصة جعلهم يفقدون عقولهم. إنهم لا يتحمّلون المسؤولية، ولا يقبلون النصح، ويخدمون مصالح سواهم من الأوطان ولا يخدمون مصلحة وطنهم. وإذا اغفلوا دورهم الخاص كجسر حوار بين الأطراف اللبنانية وعنصر تقريب في وجهات النظر، وإذا عجزوا عن الإستمرار بتسيير عمل المؤسسات... فليرحلوا أفضل. لا تعليق سوى أن هذا الكلام يتطابق مع كل ما قلناه عن هذه الزعامات التافهة.

لبَّيك لبنان

 

#الشهادة_والشهداء

كلوفيس شويفاتي/فايسبوك/17

https://www.facebook.com/clovis.choueifaty/posts/10155502682985056?notif_t=notify_me&notif_id=1505700272808366

يوم دهم الخطر وطنا ومجتمعا واجه كرمح لا ينكسر ولا يلين .

يوم اختبأ كثيرون في علية الخوف والخنوع والخضوع بادر وجاهر بشجاعة وصلابة...

يوم انكفأ الجميع خلف ابواب المصالح والمكاسب تخطى بصبر وايمان كل انواع الاغراءات المادية والمعنوية.

سلك درب الوفاء واعاد مع قلة قليلة قيمة الشهادة لاخوة ورفاق...ثم سار طريق المصالحة والغفران بجرأة ومحبة...

كل أرزة في غابة الوفاء تعرف نبضه وعرقه.

كل حبة تراب في وادي ايليج تعرف وقع قدميه.

كل غرسة كل وردة كل شمعة، كل قبر واسم وصخرة ولوحة عليها لمسات يديه.

احتضنته سيدة ايليج فتحول حارسا امينا مطيعا لها...

باسم رابطة سيدة ايليج صاحب الغبطة والنيافة يقلد اخينا فادي الشاماتي ميدالية سيدة ايليج... مستحق ومستحق.

 

تحذيرات من ضغوط لـ”حزب الله” في ملف عرسال

بيروت – “السياسة/18 أيلول 2017/حذرت مصادر سياسية بارزة عبر “السياسة” من محاولات “حزب الله” وبعض حلفائه الضغط على القضاء للتأثير في مجرى التحقيقات الجارية في قضية أحداث عرسال وخطف وقتل العسكريين، في إطار السعي لتصفية حسابات مع بعض السياسيين والتعمية على حقائق قد يصل إليها التحقيق ولا تناسب الحزب وحلفائه، ومن هنا تبرز الحملة المضادة التي شنها الحزب على الفريق الآخر وتحميله مسؤولية ما جرى في عرسال. وفي هذا الإطار، قال نائب “حزب الله” نواف الموسوي إن أي محاولة من أي وزير أو غير وزير لوضع الغطاء على بعض المتورطين في قتل العسكريين لن تقابل من اللبنانيين إلا بالصد والرد، مشيراً إلى أنه ليس هناك طاقية فوق أحد تحمي “أبا طاقية” أو غيره.

 

صناعة الخوف واستثماره

علي الأمين/جنوبية/17 سبتمبر، 2017

صناعة الخوف أفضل وسيلة لتبرير ما هو غير مقبول ليصبح مقبولاً. خلال الأيام القليلة الماضية كان مثالاً لصناعة الخوف، لبنان عرضة لعمل إرهابي كبير، أيّاً كان مصدر ادارة هذه العملية، الا ان الجميع انساق وراء هذه القصة بل تم نسج روايات من خلال التحذيرات التي باتت توزع على اشكال قصص هوليودية في كيف يمكن ان يتم العمل الارهابي، وفي تقديم نصائح بعدم التجمع، وساهمت شبكات الواتساب باطلاق عشرات النصائح التهويلية الموجهة وبغايات غير بريئة. اهم ما ينتج عن هذا التهويل بظني والتضخيم بحسب وصف بيان مديرية التوجيه في الجيش امس، هو تحييد كل القضايا الجوهرية للمواطن عن السجال، فبعد طرد الارهابيين من الجرود، من الطبيعي ان تتقدم قضايا حيوية على ملف الارهاب، لكن يبدو انه ممنوع على اللبنانيين ان يسألوا عن حقوقهم في العيش الكريم، عن المال العام، عن حقهم في العمل وحقهم في الحصول على التعليم، وممنوع عليهم طرح اسئلة حول محاسبة الفاسدين والمفسدين، حقهم في ان تكون لهم دولة مواطنين عاديين يساوي القانون بينهم. هذه المطالب والحقوق العادية يجب ان تؤجل لأن البلد تحت الخطر الارهابي والمحاسبة يجب ان تطوى لأننا نحتاج التفاف الطوائف حول السلطة بالحكومة والبرلمان، وايضا وايضا يجب ان يتحمل المواطنون كل الاجراءات الامنية التي يواجهونها وان لا يزجوا انوفهم في موضوع شرعية هذا السلاح او ذاك. المواطن يجب ان يستسلم لكل معلومة او اشاعة امنية ان ينقاد الى سلطة التخويف وان يتقبل كل شيء مهما كان مخالفا للدستور او القانون ويسكت باسم انه لا يزال حيا.. اوليس بقاؤك حيا ولو من دون حقوق هو افضل من ان تكون ميتا…سلطة التخويف هي سمة ادارة الانظمة الاستبدادية في ادارة الشعب، ولبنان يتحول الى جمهورية الخوف من دون تردد ولا وجل.

 

قهوجي بعد لقائه الحريري: إذا كانوا يريدون كشف الأسرار الآن فليكشفوها

الأحد 17 أيلول 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر اليوم في السراي الحكومي، قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، الذي اكتفى بالقول ردا على سؤال حول موضوع التحقيقات الجارية في أحداث عرسال: "هناك تحقيقات، فليذهبوا إلى التحقيقات. الدولة لها أسرارها، كما أي دولة في العالم، لكنها تعلن عادة بعد زمن طويل. كيف نحافظ على الدولة؟ إذا كانوا يريدون كشف الأسرار الآن فليكشفوها".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 17/9/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كان الخبر نهارا: جلسة استثنائية لمجلس الوزراء عصر اليوم الأحد في السراي الحكومي، لكن اجتماعا أكثر استثنائية سبق الجلسة الحكومية وسرق أضواءها، تمثل باللقاء الذي عقده الرئيس سعد الحريري مع قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، وطبعا كان ملف التحقيقات بأحداث عرسال 2014 ثالثهما.

وكان اللافت ما قاله قهوجي في تصريح مقتضب، هو الأول له حول الملف، إذ قال: فليذهبوا إلى التحقيقات، إن للدولة أسرارها، وهي تعلن عادة بعد زمن طويل، وإذا كانوا يريدون كشف الاسرار الآن فليكشفوها.

أما في داخل قاعة مجلس الوزراء، فعود على طرح البطاقة الانتخابية الممغنطة من خارج جدول عمل جلسة يوم الأحد، من قبل وزير الداخلية. وكذلك التصويت على تمكين المغتربين من التصويت إلكترونيا، الأمر الذي مهد له الوزير جبران باسيل من كندا، قبل الجلسة بساعات. فضلا عن تأبط وزير التربية ملفات ثقيلة تتعلق بوزارته لا سيما أقساط المدارس الخاصة.

وغدا الاثنين ترقب لموقف المجلس الدستوري من الطعن في قانون الضرائب. وبعده تتجه الأنظار إلى ساحة النجمة، حيث تنعقد الجلسات التشريعية يومي الثلاثاء والأربعاء، لدرس وإقرار سلسلة مشاريع واقتراحات قوانين.

ومن منبر الأمم المتحدة، يطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الخميس المقبل، لإلقاء كلمة لبنان. وكان الرئيس عون وقبيل مغادرته إلى نيويورك، قد دعا اللبنانيين إلى اليقظة وعدم الانجرار وراء الشائعات أو تردادها، ولتكن ثقتهم كبيرة بدولتهم ومؤسساتها كافة، معتبرا أن كل ذلك يأتي في سياق مبرمج لصرف الانظار عن الانجازات المحققة على طريق بناء الدولة.

في المنطقة برز اليوم تطور في الشأن الفلسطيني، إذ أقدمت حركة "حماس" على حل حكومة غزة، تمهيدا للمشاركة في الانتخابات العامة في الضفة والقطاع، في خطوة من شأنها إعادة توحيد السلطة الفلسطينية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الساعات الثماني والأربعون التي تخوفت سفارات غربية من أنها قد تشهد عملا إرهابيا في لبنان، انتهت صلاحيتها من دون حصول أي شيء. والتحذيرات التي أطلقتها وأرعبت بها اللبنانيين، ذهبت هباء منثورا، بل ذابت وكأن الأسيد الذي رمي على وجهي سائحين أميركيين في هجوم مارسيليا أصابها هي أيضا.

هذه المخاوف والتحذيرات معطوفة على الشائعات التي رافقتها وأعقبتها، قطعت دابرها قيادة الجيش من خلال العمليات الاستباقية التي أفضت إلى الكشف عن خلايا إرهابية نائمة، ومن ثم طمأنتها إلى أن الوضع الأمني مستقر، وأنها اتخذت كل التدابير الأمنية الإحترازية.

وإلى رسالة الطمأنينة الصادرة عن المؤسسة العسكرية، دعوة من الرئاسة الأولى إلى اللبنانيين لعدم الإنجرار وراء الشائعات التي اعتبر رئيس الجمهورية، قبل مغادرته إلى نيويورك، أنها تهدف إلى صرف الأنظار عن الإنجازات المحققة لبناء الدولة.

هذه الأنظار تتجه اليوم إلى الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء مساء في السراي الحكومي، للبحث في جدول الاعمال المؤجل من الجلسة السابقة بفعل التوتر الكهربائي، ولكن سيطرح وزير الداخلية من خارج جدول الأعمال مشروع مرسوم يقضي باعتماد البطاقة الممغنطة في الانتخابات النيابية، كما أعلن قبيل الجلسة.

فلسطينيا، فتح لمسارات جديدة في سبيل تفعيل المصالحة، بفعل قرار حركة "حماس" القاضي بحل اللجنة الادارية، وحماس "فتحاوي" مرحب بهذه الخطوة في الاتجاه الصحيح، بحسب حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية التي أبدت الاستعداد للتوجه إلى قطاع غزة وتحمل كافة المسؤوليات وتسلم الوزارات وكافة المعابر وعودة الموظفين القدامى لأماكن عملهم. وكل ما تقدم هو ما كان يسعى إليه على مدى السنوات الماضية، الرئيس نبيه بري بمبادرة النقاط الثلاث لحل المسائل العالقة بين الطرفين، ولقاءات عين التينة تشهد. فمبروك بحجم فلسطين وقدسها.

بلسان حال منتصرٍ يقول اللهم لا شمات،ة كان الرئيس السوري بشار الأسد يؤكد ان بعض الحكومات الغربية ما زالت تدعم الارهابيين في سوريا، رغم ما تعانيه من ارتداد الارهاب نفسه على شعوبها.

أما قارئة الفنجان الأميركية في مجلس الأمن، فلن تصح توقعاتها بأن الأسد لن يبقى في السلطة، وهي اما عن جهل أو تقصير تحدثت عن تمنياتها، ولم تلتفت إلى الخط المفتوح يوميا بين سيرغي لافروف وريكس تيلرسون.

وفي ظل الدعسات الناقصة للادارة الأميركية على أكثر من مستوى، حذرت ايران اليوم على أعلى مستوى بلسان المرشد، من خطوات أميركية خاطئة في ما يتعلق بالاتفاق النووي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

انطلق قطار التحقيقات في أحداث عرسال عام 2014، المحطة الأولى بضعة توقيفات من عبادة الحجيري نجل "أبو طاقية" إلى السوري خالد فياض برو، واللائحة تطول. مصادر أمنية تؤكد ل"المنار" أن أسماء أخرى متورطة ومرتبطة بالملف قيد الملاحقة، بعضها غادر عرسال هربا.

إلا ان الأعمال بخواتيمها، فهل يسلك القطار مساره الطبيعي؟، وهل سيتوقف عند كل المحطات الضرورية للوصول إلى حقيقة دامغة، أم أن التدخلات السياسية ستدفعه للقفز عن بعضها؟، وهل سيعتمد الخط السريع أم ستبطئه متاهات المتضررين؟.

الضمانة تبقى بمن نفخ صفارة انطلاق التحقيقات، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والمشرف عليها قائد الجيش العماد جوزاف عون.

فماذا عن جلسة الحكومة المنعقدة في السراي الحكومي، هل ستنطلق بسلام بعدما علقت في جلستها السابقة في بعبدا عند محطة الكهرباء، ولم تقدر على الخوض في باقي الملفات؟. جملة موضوعات ستبحث على جدول الأعمال ومن خارجه، على أمل أن لا تخرجها الخلافات عن السكة.

وعلى السكة الصحيحة، تجري المعارك ضد الارهاب في سوريا والعراق. الجيش السوري والحلفاء يتقدمون بسرعة على جبهة دير الزور، ليبلغوا بلدة البغيلية، أحد الشواهد على وحشية تنظيم "داعش" الارهابي الذي ارتكب فيها مجزرة راح ضحيتها أكثر من مئتي مدني، انتقاما من وقوف أهلها إلى جانب الدولة.

وفي العراق، انطلاق عملية عسكرية واسعة لتطهير مناطق شمال قضاء الدجيل من "داعش"، بمشاركة الحشد الشعبي، بعد ساعات من تحرير منطقة عكاشات غرب الأنبار في عملية نوعية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

رئيس الجمهورية إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقبل ان يغادر، أصدر الرئيس عون بيانا لافتا، اعتبر فيه ان اتهام بعض أركان الدولة بالفساد مجرد شائعات، داعيا اللبنانيين إلى عدم الانجرار وراءها.

هذا البيان إذا عطفناه على بيان سابق لرئيس الجمهورية أيضا، يثبت ان العهد بدأ يشعر بوجود نواة معارضة تتشكل، كما بدأ يتأكد ان الأصوات التي تستهدفه أو تستهدف بعض أركانه على الأقل بدأت تتصاعد. فهل نكون أمام تشكل مشهد سياسي جديد، مع اقتراب نهاية السنة الأولى من عهد الرئيس عون؟.

حكوميا، رغم عطلة نهاية الأسبوع، فإن مجلس الوزراء عقد جلسة عصرا، على رأس جدول اعماله التسجيل الالكتروني للمغتربين والبطاقة الممغنطة التي ترتب على الدولة مبلغا ماليا يراوح بين 130 مليون دولار و170 مليونا. والسؤال: هل الوضع الاقتصادي المتدهور والواقع المالي الدقيق للدولة، يتيحان لها اليوم ممارسة هذا الترف؟.

من البنود المطروحة أيضا، الملف التربوي، ولا سيما في ظل المشاكل التي ضربت القطاع بعد اقرار السلسلة. لكن اللافت قبل الجلسة اعلان الوزير زعيتر انه سيزور سوريا الثلاثاء المقبل، ما يعني اننا أمام تحد جديد لقرار الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حاملا الموقف اللبناني الى المحفل الدولي، غادر رئيس الجمهورية إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ومن أهداف زيارته، تحويل لبنان إلى مركز دائم لحوار الحضارات، فيشكل هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بتاريخه ودوره وارادته، فسحة لمد الجسور وسط عالم يضربه الارهاب، ومحيط يعاني من الأزمات.

الهدف الرئاسي لا يلغي العمل على حلحلة العقد على مستوى الملفات الداخلية. وفي هذا السياق، لا عطلة في يوم العطلة في السرايا الحكومية هذا المساء، حيث تجتمع الحكومة وعلى جدول أعمالها أكثر من ملف ومطلب، تبدو الانتخابات النيابية أبرزها، لجهة اقتراع المغتربين والبطاقة البيومترية. وهي من الاصلاحات التي تضمنها قانون الانتخاب الجديد، لتأمين تمثيل صحيح، بعيد عن التأثيرات وشراء الضمائر.

وإذا كانت هذه الملفات تخضع للأخذ والرد السياسيين، إلا أن ملفا آخر لا يخضع إلا لمنطق الحقيقة والعدالة، وهو التحقيق الذي بدأ في أحداث عرسال 2014، والذي انطلق بطلب من رئيس الجمهورية، ونهايته لن تكون إلا بما يرضي منطق الدولة وتضحيات الشهداء، وتطلعات اللبنانيين، أي الحقيقة والمحاسبة.

يبقى ملف حياتي مرتقب غدا، وهو سلسلة الرتب والرواتب من باب الجلسة المنتظرة للمجلس الدستوري للنظر في مراجعة الطعن المقدمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

قهوجي، بطاقة ممغنطة، إقتراع المغتربين... ثلاثية السرايا الحكومية هذا المساء: قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي فجر، بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري، قنبلة عن التحقيق، فقال: للدولة أسرارها، أما إذا أرادوا ان يكشفوا ما جرى منذ الآن، فليمضوا في التحقيق حتى النهاية وأنا جاهز لكشف ما جرى.

كلام العماد قهوجي، العالي السقف، هو الأول من نوعه منذ عملية "فجر الجرود"، ومنذ فجر الاتهامات المتبادلة التي لم توفر أحدا، لا وزير الدفاع السابق ولا غيره. فهل كلام العماد قهوجي اليوم هو تحفيز للانطلاق في التحقيق، أو من أجل أمر آخر؟.

ثاني ثلاثية السرايا اليوم، قضية البطاقة الممغنطة، فبعدما بدا ان جوهر الانتخابات النيابية قائم عليها، فإن الوزير نهاد المشنوق تحدث عنها قبل دخول قاعة المجلس، فيما لم تعرف الفذلكة التي أتاحت طرح موضوعٍ من خارج جدول الأعمال في جلسة لا يحضرها رئيس الجمهورية.

أما ثالث الثلاثية، فيتمثل في اقتراع المغتربين، وهذه النقطة بقيت موضع تواصل مع وزير الخارجية والمغتربين الذي بدأ جولة في أميركا تشمل كندا وبعض الولايات الأميركية، على ان ينضم إلى الوفد اللبناني برئاسة العماد ميشال عون لترؤس الوفد اللبناني إلى أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة. الرئيس عون غادر بيروت اليوم، في رحلة مباشرة إلى نيويورك، من دون محطة في أي بلد.

هذا في الخارج وفي تقاطع مع جلسة مجلس الوزراء، أما الأسبوع الطالع فيتوقع ان يشهد بت المجلس الدستوري بالطعن المقدم من حزب "الكتائب" في قانون الضريبة، ويقترب القرار بعد جلسة المذاكرة التي عقدها المجلس أول من أمس الجمعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

السياسة الداخلية توجت في نهاية الأسبوع، بعقد جلسة لمجلس الوزراء في السراي الكبير، لإستكمال البحث في جدول الأعمال المؤجل من الجلسة السابقة، وبكلام لرئيس الجمهورية ميشال عون قبيل مغادرته إلى نيويورك، داعيا فيه اللبنانيين إلى اليقظة وعدم الإنجرار وراء الشائعات أو تردادها.

الرئيس عون رأى أن كل ذلك يأتي في سياق مبرمج، لصرف الأنظار عن الإنجازات المحققة على طريق بناء الدولة، وصولا إلى نشر أجواء من الخوف والقلق.

واليوم أيضا، سجل كلام لقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بشأن التحقيقات المتصلة بأحداث عرسال، فأكد أن للدول أسرارها، وإذا كانوا يريدون كشفها الآن، فليكشفوها.

إقليميا، ما أعلنته "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن، عن تعرضها لغارة جوية روسية في دير الزور، بقي محور أخذ ورد. وفيما نفت روسيا الأمر، أكد "التحالف الدولي" أن الغارة قد حصلت في وقت كانت تطورات الوضع السوري محور اتصال هاتفي بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بجدول أعمال غير طارىء، ومن دون إعصار أو اعلان لبنان منطقة منكوبة، انعقد مجلس الوزراء في يوم أحد كان يودع آخر شمس الصيف. البنود المدرجة عادية ووممغنطة، وما هو استثنائي لم يكن مدرجا على طاولة البحث. وقد ترأس الجلسة رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نيويورك، ومغادرة وزير الخارجية الرئيس الركن جبران باسيل إلى كندا.

واسترق الصحافيون زيارة لافتة إلى السراي الحكومي، سبقت انعقاد الجلسة، لقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، الذي التقى الرئيس الحريري، وقال مغادرا: يريدون التحقيق في أحداث عرسال فليمضوا به، الدولة لها أسرارها لكنها تعلن عادة بعد وقت طويل.

جهوزية قهوجي للمواجهة وتحمل المسؤوليات، إن وجدت، قابلتها خطوة قضائية لأهالي شهداء الجيش الذين سقطوا في عرسال، حيث قرروا مقاضاة المسؤولين عن قتل أبنائهم، وتقول مصادرهم ان الدعوى ستشمل كل المتورطين، الموقوفين منهم والفارين، إضافة إلى المسهلين والذين أمنوا نقل السلاح للارهابين أو المؤن الغذائية.

لجوء الأهالي إلى القضاء خطوة نتائجها طويلة الأمد، كحال معظم الملفات المحالة عدليا وعسكريا، هذا إذا عثروا على نتيجة تريح القلوب. أما في القضايا المستعجلة محليا فإن أكثرها دهما هو عودة النفايات إلى الشوارع هذا الشهر، بعد امتلاء مطمري الكوستا وبرج حمود. ويبدو ان ضغط المطامر سرع من مناقصة فصلت، كما البواخر، على مقاس شركة واحدة.

صفقة في النفايات تضع اللبنانين أمام خيارين: إما مع عودة الزبالة إلى الشارع أو اذهبوا إلى تلزيم شركة دون غيرها ممن تقدموا إلى المناقصة. هو الخيار نفسه الذي حارب بسلاحه رئيس الحكومة سعد الحريري والوزيران جبران باسيل وسيزار أبي خليل، في جلسة الحكومة الأخيرة، ووضعوا الوزارء أمام اتجاهين: إما تريدون الكهرباء ببواخر اخترناها لكم أو انكم مع الظلام.

وملاحقة لهذين الخيارين، أجرت "الجديد" عملية مطاردة صحفية للوزير سيزار أبي خليل، في جولته على الشوف، لكن أبي خليل فقد طاقته في اعطاء أي جواب. على ان الوزراء المحصنين بردودهم متى كانوا على صواب، غالبا ما يدافعون عن خياراتهم من دون توتر عالي وابتداع أجواء مكهربة مع الصحافيين.

 

رئيس الجمهورية غادر الى نيويورك

الأحد 17 أيلول 2017 /وطنية - غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم مطار رفيق الحريري الدولي متوجها الى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويضم الوفد الرسمي المرافق لرئيس الجمهورية، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، وينضم الى الوفد مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن السيدة كارلا جزار.

 

مهرجان في القاع لمناسبة النصر والتحرير

الأحد 17 أيلول 2017 /وطنية - أقامت الجمعية الوطنية للتنمية الاجتماعية وتجمع شباب القاع ومؤسسة Gm للحفلات مهرجان النصر في بلدة القاع، لمناسبة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك، في حضور ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش رئيس الغرفة العسكرية العميد الركن بشارة الخوري، ممثل وزير السياحة اواديس كيدانيان الدكتور بيار شداد، ممثل رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل الوزير السابق كابي ليون، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد بشارة ابو حمد، ممثل مديرية امن الدولة العقيد حسين سليمان، قائد عملية فجر الجرود العميد الركن فادي داوود، وفاعليات. وألقى الأب أليان نصرالله كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الرسالة التي بعث بها شاكرا دعوته لحضور هذا المهرجان، ونوه ب "تضحيات ضباط وجنود الجيش اللبناني الذين شاركوا في عملية فجر الجرود".

 

في عز "مظاهر الإنتصار".. الخطر يهدد بيروت

"الراي الكويتية" - 17 أيلول 2017/فجأة، وفي عزّ مَظاهر الانتصار الذي حقّقه لبنان على الإرهاب بطرْد جيوبٍ لـ"داعش" من على الحدود الشرقية مع سورية، قفَز الخطرُ الأمني الى الصدارة في بيروت التي أصيبتْ بـ "هلَعٍ" جراء تحذيراتٍ متدحْرجة أطلقتْها السفاراتُ الغربية في لبنان من "أعمالٍ إرهابية" قد تحصل في أمكنةٍ عامة، من بينها كازينو لبنان، وفي غضون 48 ساعة. هذا المناخ "الدراماتيكي" الذي باغتَ بيروت المحروسة باجراءاتِ تَحوُّطٍ منذ معركة "فجر الجرود" تَحسُّباً لأعمال انتقامية، أطلق العنان لتحرّياتٍ عن سرّ "المعلومة" التي أقلقتْ السفارات الغربية، الأميركية، فالكندية والبريطانية ومن ثم الفرنسية ودفعتْها الى رسْم علاماتٍ "برتقالية" حيال الحال الأمنية في لبنان. وإذ قلّلتْ مصادر مهتمّة من احتمال وجود أخطار أمنية بالمستوى الذي أوحت به تحضيرات السفارات الغربية، رأتْ أن الأمر يحتاج الى "تدقيق" في ملابسات المعلومة التي رُميتْ في طريق أجهزة الاستخبارات، وفي إطار أي أجندة جاءت محاولة إظهار لبنان وكأنه في دائرة خطر محتوم. وفي هذا السياق، سألتْ هذه المصادر هل التحذيرات الغربية من عمليات تستهدف أماكن عامة (مرافق حيوية مثل كازينو لبنان ومجمعات تجارية) هي مسألة أمنية بحت أم أنها تعبّر عن خشية من وجود محاولة لهزّ مظلّة الاستقرار التي يوفّرها للبنان قرار إقليمي دولي كبير نأى به الى حد كبير عن التشظيات الأمنية للحرب السورية؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

يافطة "أغضبت" الراعي.. هذا ما حصل عند وصوله الى ميفوق!

ليبانون ديبيت/17 أيلول/17/انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر لحظة وصول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الى بلدة ميفوق، وهو في طريقه الى ايليج، ليترأس قداسا احتفاليا في كنسية سيدة ايليج، سلطانة الشهداء. ويظهر الفيديو غضب واستياء الراعي من يافطة في المحلة، كُتب عليها "تجار الهيكل"، ليطلب ازالتها على الفور. كما تمنى المواطنون على البطريرك الراعي، إعادة الأب ناجي أبي سلوم الى مدرسة سيدة ميفوق، التي كان يتولى إدارتها، قبل ان تقوم الرئاسة العامة للرهبانية المارونية بإبلاغه، عبر كتاب رسمي، انه سيتم نقله إلى دير الرهبانية في قرطبا.

وقد وعد الراعي المواطنين، حسب ما يظهر الفيديو، انه سيعمل على معالجة الامر في أسرع وقت ممكن.

 

لبنان "غسالة سياسية".. و"التيار" يتحدث عن "طائف" جديد

"الأنباء الكويتية" - 17 أيلول 2017/يدخل لبنان غدا فيما يشبه الهدنة السياسية، حيث يسافر الرئيس ميشال عون الى نيويورك اليوم، وينعقد مجلس الوزراء استثنائيا عند العصر، ويعقبه سفر وزير الخارجية جبران باسيل الى لاس فيغاس في الولايات المتحدة، للمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية في 23 سبتمبر.

وضمن مبررات الهدنة السياسية حديث مصادر التيار الوطني الحر، عن طائف جديد يتحضر للمشرق العربي، يشبه مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان، وتقول قناة "او.تي.في" الناطقة بلسان التيار في هذا الصدد "هناك من سيكون رابحا وخاسرا، راعيا ومرعيا".

وتراهن هذه المصادر على جولة الرئيس عون الخارجية التي تشمل نيويورك وباريس الآن، ولاحقا موسكو وطهران، ضمن إطار جدول وطني، مقللة من تداعيات المسائل الداخلية، واصفة لبنان بـ "الغسالة السياسية" التي تغسل أي شيء وتبيض كل شيء.

 

المخابرات الأميركية تكشف عن سر.. و"الصدمة" وقعت

"الراي الكويتية" - 17 أيلول 2017/علمت "الراي" في هذا السياق ان المخابرات الأميركية كانت اعترضتْ بواسطة التنصت الالكتروني "طرف خيْط" عن عمل إرهابي يتم التحضير له في لبنان، الأمر الذي دفعها الى "إفشاء السرّ" عبر تحذيرٍ علني بغية اصطياد عصفورين بحجر واحد: القول للإرهابيين انكم تحت المراقبة ودفْع الرعايا الأجانب واللبنانيين الى التحوط. وهذا العمل أعطى إشارات عنه بيان أصدرتْه قيادة الجيش- مديرية التوجيه ليل الجمعة الماضي- أعلنت فيه انه "على أثر توافر معلومات لمديرية المخابرات عن قيام خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، يرأسها المصري فادي إبرهيم أحمد علي أحمد الملقب "أبو خطاب"، المتواري داخل مخيم عين الحلوة، بالتخطيط والتحضير للقيام بعمل إرهابي، قامت مديرية المخابرات بتنفيذ عمليات دهم عدة، أدت إلى توقيف 19 شخصاً لارتباطهم بشكل أو بآخر بالخلية المذكورة، ولا تزال التحقيقات مستمرة مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص". وأكدت مصادر معنية لـ "الراي" وجود أبو خطاب المصري في عين الحلوة، كاشفة عن انه في الدائرة المحيطة بالمجموعة اللبنانية المتوارية داخل المخيم والمتحصّنة في أنحاء محدّدة منه، مشيرة الى ان كشْف المخطط الذي كان يديره أبو خطاب من شأنه زيادة الواقع تعقيداً داخل المخيم. وعلمت "الراي" ان الجيش اللبناني كان رفع من مستوى التشدّد في الإجراءات الأمنية التي تحوط عين الحلوة ومَداخله قبل ثلاثة أيام من إطلاق السفارة الأميركية تحذيرها، من دون أن تُعرف في حينه أسباب الفائض من الإجراءات المشدَّدة التي باشرها الجيش الذي عزّز حواجزه بوجودٍ استخباراتي لافت. وعلى وهج هذه المناخات، برز كلامٌ لقائد الجيش العماد جوزف عون خلال احتفالٍ تكريمي أقيم أمس في قاعدة رياق الجوية (البقاع) للوحدات التي شاركت في معركة الجرود ضد "داعش"، إذ أعلن انه "لا يزال أمامنا الكثير من الجهد والعمل، فلا يجب أن تحرفنا نشوة النصر عن مواصلة الحرب الاستباقية ضد الارهاب بخلاياه النائمة وذئابه المنفردة، وعن متابعة مسيرة الامن والاستقرار في الداخل وملاحقة كل من تطاول على امن لبنان والجيش". ووسط الإجراءات الأمنية الظاهرة والأخرى "المستترة" التي اتخّذتْها الأجهزة اللبنانية لمحاكاة كل الاحتمالات في ظلّ تعمُّد اللبنانيين بعد استيعاب "الصدمة الأولى لموجة التحذيرات إظهار عدم تأثُّرهم بها، استجرّ الذعر الذي أحدثتْه بيانات السفارات انزعاجاً لدى لبنان الرسمي، لا سيما أن بيروت غالباً ما فاخرت بأمنها الممسوك بعكس ما هو الحال في عواصم عدة في العالم. وكان بارزاً في هذا الإطار ملامح العتَب من وزارة الداخلية والامتعاض من وزارة الخارجية بإزاء "حبْس الأنفاس" والمناخ السلبي الذي أحْدثتْه تحذيرات السفارات، وسط غمْز وسائل إعلام محسوبة على "8 آذار" من خلفيات سياسية لهذه التحذيرات "الترهيبية"" واعتبارها "استهتاراً بهيبة الدولة وصلاحياتها ودورها".

 

باسيل: العهد يواجه "أزمة نفوس" لا تريد الخير للبنان

وكالات/17 أيلول 2017/أعلن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من مونتريال ان "مجلس الوزراء سيقر آلية التسجيل الالكتروني للمنتشرين اللبنانيين ليتمكنوا من المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة"، موضحا انه "لأول مرة سيكون للبنانيين المنتشرين نواب يمثلونهم وسيكون لهم الحق في ان يشاركوا بصناعة القرار في وطنهم". وتوجه خلال عشاء اقامه "التيار الوطني الحر" في كندا الى المنتشرين بالقول: "سجلوا انفسكم وانتخبوا من يمثلكم، فأنتم مدعوون للمشاركة في تقرير مصير لبنان. انتخبوا الذين يحاربون الفاسدين والخانعين ويبنون دولة ترفض ان يبقى فيها مسؤول يخضع للمحتل او يعمل خادما عند السفارات، فمثل هؤلاء هجروكم وهدروا ثروات الوطن وتسببوا بافقاره".وقال: "ان الجنسية والهوية هما شأن كياني من دونه لا معنى للبنان، وسيبقى الكيان في خطر طالما ان على أرضنا نازحين ولاجئين، وطالما ان مرسوم التجنيس لا يزال قائما على الرغم من ابطاله، وطالما ان لبنانيين يستحقون جنسية اجدادهم لا يزالون محرومين منها".اضاف: "نحن معنيون بإعادة الجنسية لكل لبناني فقدها". وعدد الوزير باسيل ما اكتسبه المنتشرون من خلال قانوني الانتخابات واستعادة الجنسية خصوصا حق المشاركة ترشيحا واقتراعا في بلدان الانتشار. وقال: "اخترنا ان نبدأ زيارة أميركا الشمالية من عاصمة الانتشار اللبناني فيها".

أضاف: "نحن والعهد نواجه أزمة نفوس لا تريد الخير للبنان، لكننا على الرغم من جميع الصعوبات انتصرنا على الارهاب، ونحن في قلب منطقة ملتهبة، والاهم اننا منعناه من الدخول الى عقول الناس، وان جيشنا تمكن للمرة الاولى من زرع العلم اللبناني على حدوده الشرقية بعد تحريرها".

وتناول باسيل أزمة النازحين واللاجئين، معتبرا ان "لبنان يتحمل وجود نصف عدد سكانه وهي نسبة لم تستطع أوروبا ان تتحملها". وقال: "قاوم الاقتصاد اللبناني كل الضغوط"، متوقعا ان "يتجاوز النمو هذا العام نسبة 2,50 بالمئة"، مشددا على ان "اللبنانيين انتخبوا للمرة الاولى الرئيس الأكثر تمثيلا للشعب وصارت لهم حكومة متوازنة ووزراء يمثلونهم". وشارك في العشاء رئيس مجلس النواب الكندي الذي اشاد بنجاح الكنديين من أصل لبناني، متحدثا عن مساهمتهم في تنمية المجتمع وازدهار الاقتصاد. كذلك حضر الاحتفال سفير لبنان في كندا فادي زيادة وقنصل لبنان في هاليفاكس وديع فارس ولفيف من رجال الدين المسيحيين والمسلمين، وممثلون عن الأحزاب اللبنانية، وقياديو التيار الوطني الحر ومناصروه وحشد من ابناء الجالية اللبنانية. وتسلم الوزير باسيل في نهاية الحفل من هيئة التيار في كندا درعا تذكارية.

 

رغم التحذيرات.. رح تعلق

ريف سعادة - "الديار" - 17 أيلول 2017/بعدما حذرت عدة سفارات رعاياها في لبنان بضرورة تجنب الاماكن المكتظة والسياحية، ابدى البعض تخوفه مما قد تؤول إليه الأوضاع الامنية. وبالرغم من كل التحذيرات، اكد الجيش بفروعه كافة جهوزيته الكاملة لمواجهة الارهاب بكافة اشكاله، وكشف عن سلسلة توقيفات من شأنها طمأنة اللبنانيين والأجانب المقيمين في لبنان، الخطر موجود حول العالم ويد الاجهزة الأمنية ستطاله أينما وجد.

إلغاء إحتفال النصر/وقبل انطلاق سلسلة التحذيرات كان اولها للسفارة المكسيكية ثم الكندية والاميركية والفرنسية، الغت وزارتا السياحة والدفاع احتفال النصر الذي كان مقررا في ساحة الشهداء بعد ظهر الخميس الماضي "لاسباب لوجيستية". ما قد يطرح علامات استفهام حول الاسباب، فهل السبب لوجستي ام امني؟ رغم ان مصادر امنية اكدت الا علاقة للوضع الامني بالغاء الاحتفال.

"اللبناني تعود"/مع كل هذه التحذيرات والبيانات، منها المتخوفة والاخرى المطمئنة، تبقى ثقة اللبنانيين كبيرة بعمل الجيش والاجهزة الامنية، فالمحلات التجارية ابوابها مفتوحة امام الزبائن والمطاعم تغص بالزوار وزحمة السير على حالها "رح تعلق يعني رح تعلق بالليل او بالنهار" فاللبناني لا يستسلم امام بيانات ولا يخاف من يد الإرهاب فهو تعود على مواجهة وتحدي الاوضاع الامنية والاقتصادية.

 

هلع بين لبنانيين بعد تحذيرات السفارات... وأجهزة الأمن تطمئن

الشرق الأوسط/17 أيلول/17

أثارت تحذيرات أمنية أعلنتها سفارات غربية في لبنان خلال اليومين الأخيرين، موجة من الهلع والخوف في صفوف اللبنانيين، في وقت تشدّد فيه القوى الأمنية أن الوضع ممسوك، وإن كان دقيقا بعد معركة «فجر الجرود» ونتائجها التي قد تؤدي إلى تحرك خلايا الإرهابيين النائمة، مؤكدة أنها تقوم بكامل الإجراءات اللازمة لمواجهتها، وبخاصة عبر العمليات الاستباقية. وكانت توالت بيانات السفارات التي بدأتها السفارة الأميركية في بيروت قبل يومين، وتلتها خلال أقل من 24 ساعة سفارتا كندا وفرنسا، بحيث كان لافتا تحديد فرنسا الخطر بالـ48 ساعة ليعود ويعلن الجيش بعد ساعات قليلة إلقاء القبض على خلية أمنية يترأسها أحد المتوارين في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا بجنوب لبنان، كانت تنوي تنفيذ عمليات إرهابية.

وأوضح بيان «مديرية التوجيه» أنه «وعلى أثر توافر معلومات لمديرية المخابرات عن قيام خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، يترأسها المصري فادي إبراهيم أحمد علي أحمد الملقب بـ«أبو خطاب»، المتواري داخل مخيم عين الحلوة، بالتخطيط والتحضير للقيام بعمل إرهابي، قامت مديرية المخابرات بتنفيذ عدة عمليات دهم، أدت إلى توقيف 19 شخصا لارتباطهم بشكل أو بآخر بالخلية المذكورة، ولا تزال التحقيقات مستمرة مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص. وقد اتخذت وحدات الجيش التدابير الاحترازية اللازمة».

وفي حين أوضحت السفارة الفرنسية أن تحذيرها مرتبط بالتنبيهات التي أصدرتها السفارات الغربية قبلها، رفض متحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت إعطاء المزيد من التفاصيل حول التحذيرات، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تصلنا معلومات عن أي تهديد مهمتنا إبلاغ مواطنينا بذلك». من جهته، وصف مصدر عسكري إلقاء القبض على الخلية، بالإنجاز، واضعا إياها ضمن «العمليات الاستباقية التي تقوم بها القوى الأمنية بالتعاون فيما بينها، وبناءً على معلومات استخباراتية من أجهزتها أو من قبل السفارات التي يتم تبادل المعلومات معها». ومع رفضه الحسم عما إذا كانت التهديدات ترتبط بعمليات مرتقبة على أيدي عناصر هذه الخلية أم لا، أكد أن الوضع الأمني ممسوك، ويتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، معتبرا أن هذه التحذيرات وما رافق بعضها من تحديد الخطر بالـ48 ساعة «مبالَغ فيه» ومن شأنه أن يؤثر سلبا على لبنان واللبنانيين.

وأوضح «التهديدات تأتي ضمن مسار أمني عام، بحيث من الطبيعي أن يكون هناك خوف من عمليات إرهابية بعد أي معركة، لكن ليس إلى درجة الهلع، وبالتالي بعد القضاء على البؤرة التي كان الإرهابيون ينطلقون منها ضمن عملية (فجر الجرود) عند الحدود اللبنانية الشرقية قد يبدأون بتحريك الخلايا النائمة، وهنا دور العمليات الاستباقية التي تقوم بها القوى الأمنية، وأثبتت نجاحا في ذلك».

ومساء أول من أمس، وبعد تحذير السفارة الفرنسية الذي استدعى توضيحات من وزارتي الداخلية والخارجية لما تسبب به من خوف وهلع في أوساط اللبنانيين، نفذت وحدات الجيش خطة وانتشارا أمنيا في العاصمة بيروت، في حين بدا لافتا انعكاس هذه التحذيرات وما تبعها من شائعات في وسائل التواصل، على اللبنانيين الذين ارتأى عدد كبير منهم عدم التنقل وتجنب الأماكن العامة، وبخاصة في منطقة جونية، شمال بيروت، وتحديدا، في محيط كازينو لبنان الذي كانت السفارة الأميركية قد حذرت مواطنيها من ارتياده.

وقالت وزارة الداخلية اللبنانية «إن هذه التحذيرات مبنية على معلومات من أحد أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وتقوم الأجهزة الأمنية اللبنانية بمتابعتها للتحرّي عن صحّتها ودقّتها»، داعية إلى «عدم الخوف وتضخيم الخبر وإعطائه أبعاداً أكبر من حجمه»، بينما دعت وزارة الخارجية البعثات «إلى الأخذ بعين الاعتبار الهلع الذي تسببه هذه البيانات على كافة المقيمين، لبنانيين وأجانب»، ورأت في بيان لها أن «بيانات كهذه يجب أن تندرج ضمن التنسيق، القائم أصلاً، مع وزارة الخارجية والمغتربين وأجهزة الدولة الأمنية، خصوصاً أن الأخيرة قامت ولا تزال بالتعامل مع التحذيرات والتهديدات الإرهابية وفق سياسة ردعية مبنية على تنسيق أمني فعال مع الدول الصديقة، معتمدة العمل الاستباقي الذي أدى إلى إحباط عدد كبير من المخططات الإرهابية من خلال تفكيك هذه الخلايا وتوقيف أعضائها».

وبعد إلقاء القبض على الخلية التي يتوارى من يديرها في «عين الحلوة»، لم ينف المصدر العسكري «الوضع الدقيق في المخيم الذي بات ملجأ لعدد كبير من المطلوبين»، وفي حين أشارت معلومات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجيش اللبناني يتحضّر لنقل بعض أفواجه العسكرية التي شاركت في معركة «فجر الجرود» إلى محيط مخيم عين الحلوة الذي تصفه المصادر العسكرية بـ«البؤرة الأمنية»، قالت المصادر العسكرية «الوضع في المخيم مختلف ودقيق في ظل وجود المدنيين، وقرار الحسم بشأنه يحتاج إلى تنسيق وتعاون مع الفصائل، لكن مما لا شك فيه أننا جاهزون دائما للمواجهة، وسنكون بالمرصاد لأي تحرك».

ويوم أمس، شهد المخيم منذ الصباح وعلى كافة مداخله، أزمة سير خانقة، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي ينفذها الجيش اللبناني لليوم الخامس على التوالي، بحسب ما أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام»، لافتة إلى خضوع كافة السيارات الداخلة والخارجة لعمليات تفتيش دقيقة، في حين يتم التدقيق في بطاقات الهوية والأوراق الثبوتية.

 

 هذا هو السبب الذي دفع السفارة الأميركية لتحذير رعاياها

الراي الكويتية/17 أيلول/17/أشارت صحيفة "الراي، إلى ان المخابرات الأميركية كانت اعترضتْ بواسطة التنصت الالكتروني "طرف خيْط" عن عمل إرهابي يتم التحضير له في لبنان، الأمر الذي دفعها الى "إفشاء السرّ" عبر تحذيرٍ علني بغية اصطياد عصفورين بحجر واحد: القول للإرهابيين انكم تحت المراقبة ودفْع الرعايا الأجانب واللبنانيين الى التحوط.وهذا العمل أعطى إشارات عنه بيان أصدرتْه قيادة الجيش- مديرية التوجيه ليل الجمعة الماضي- أعلنت فيه انه "على أثر توافر معلومات لمديرية المخابرات عن قيام خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، يرأسها المصري فادي إبرهيم أحمد علي أحمد الملقب "أبو خطاب"، المتواري داخل مخيم عين الحلوة، بالتخطيط والتحضير للقيام بعمل إرهابي، قامت مديرية المخابرات بتنفيذ عمليات دهم عدة، أدت إلى توقيف 19 شخصاً لارتباطهم بشكل أو بآخر بالخلية المذكورة، ولا تزال التحقيقات مستمرة مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

 

اسماء الوفد المرافق لعون الى نيويورك.. وهذا ماسيقترحه.. سيلبّي دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حفل استقبال وسيعقد سلسلة لقاءات مع رؤساء دول وحكومات

المستقبل/17 أيلول/17/قالت صحيفة"المستقبل" أنه يعود رئيس الجمهورية إلى مقعد لبنان في الأمم المتحدة هذا العام، حيث يلقي الرئيس ميشال عون كلمة تتضمن رؤية لبنان للملفات المطروحة، معززاً بنصر حققه الجيش اللبناني بتحرير الأراضي اللبنانية من آخر إرهابي، باعتباره الإنجاز الأول من نوعه بين كل الدول المحتلة من إرهابيين. وأبلغت مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس عون، أنه سيُشارك بعد غد الثلاثاء في جلسة افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. كما سيلبّي دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حفل استقبال، إضافة إلى فطور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وسيعقد سلسلة لقاءات مع رؤساء دول وحكومات يجري حالياً ترتيب مواعيدها بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية.أما كلمة عون التي سيلقيها الخميس فأكدت المصادر أن اللمسات الأخيرة وُضعت عليها أمس، وأنها ستُركّز على الوضعين الداخلي والإقليمي بما في ذلك السوري والقضية الفلسطينية. أضافت: "ان رئيس الجمهورية سيطرح في كلمته استراتيجية تتضمن رؤية لبنان لمعالجة ملفي النازحين وجعل لبنان مركزاً لحوار الحضارات انطلاقاً من مقترحات عملية". ويرافق الرئيس عون الذي سيغادر بيروت اليوم متوجهاً إلى نيويورك وزيرا الخارجية والمغتربين جبران باسيل وشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول والوزير السابق الياس بو صعب. ويضم الوفد الرسمي أيضاً مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزّار.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هذا ما قاله الرئيس السوري عن المسيحيين..

ليبانون ديبيت/17 أيلول/17/استقبل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاحد، المشاركين في "اللقاء العام للشباب السرياني في سورية 2017"، بحضور قداسة مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وعدد من المطارنة والرهبان وقال الاسد خلال لقائه المشاركين في "اللقاء العام للشباب السرياني في سوريا 2017" ان "المسيحيين ليسوا ضيوفاً، أو طيوراً مهاجرة، بل هم أساس وجود الوطن، ومن دونهم لا وجود لسورية المتنوعة التي نعرفها، وفي الوقت نفسه فهم من دون سورية لا أرض ولا وجود راسخاً لهم أيضاً".واضاف "سوريا بلد متجانس وليس متعايشاً، وهناك فرق بين المفهومين، فالتعايش يعني القبول بالآخر على مضض، بينما التجانس فهو العيش الكامل دون تفريق، وسورية مبنية عضويا على أنها متجانسة". واشار الاسد الى ان "البعض يستهدف المسيحية في منطقتنا بهدف اختلال التجانس الذي نعيشه.. ولتتقسم المنطقة الى دول طائفية ودينية لتتم شرعنة وجود الدولة اليهودية في فلسطين المحتلة.. وهو ما لن يقبل به أي سوري، وفاء لدماء الشهداء التي سالت دفاعا عن سوريا وكرامتها، ووحدتها وتنوعها".وتابع "إن فشل محاولات الضغط على المسيحيين، دفعت بأعدائنا لاستهدافهم عبر استهداف الاسلام من خلال التطرف، محاولين انتاج فكر متطرف لا يتعايش مع اي آخر لا يحمل نفس أفكاره.. ولكننا كسوريين لم ولن نسمح لأي أحد بتخريب بلدنا بتخلفه أو محدودية رؤيته".

 

داعش يهدد البابا فرنسيس.. وأمن الفاتيكان يرد

"أليتيا" - 17 أيلول 2017/ردّاً على تهديدات “داعش” الأخيرة الموجّهة للبابا فرنسيس، أكّد أمين سرّ الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين أنّ الفاتيكان يتمتع بمستوى عال من الأمن. ويُظهر الفيديو الذي بثّه تنظيم داعش مجموعة من الإرهابيين الذين يعلنون أنّ إيطاليا ستكون الضحية المُقبلة لإرهابهم. ويعتبر بارولين أنّ تلك الفيديوهات “تُثير القلق والكراهية التي لا جدوى لها”. لكنّ الكاردينال يرفض الاستسلام للذعر. “ولو كان الوضع مُقلقا لا يوجد تدابير إضافية في الفاتيكان: على حدّ علمي، سيتم الإبقاء على نفس مستوى الاهتمام والأمن الموجودين في هذه الأوقات”. من جهته، أوضح قائد الحرس السويسري المُكلّف بحماية دولة الفاتيكان الكولونيل كريستوف جراف: “إنّ وقوع هجوم إرهابي في العاصمة الإيطالية روما هو مسألة وقت. ولكننا مستعدّين للتعامل مع ذلك الخطر”. يُشار إلى أنّ تهديدات داعش التي تطال البابا ليست بالجديدة. ففي تشرين الثاني 2015، أي بعد أيام قليلة من وقوع الهجمات الإرهابية في باريس، حذّر مكتب التحقيقات الفدرالي الكرسي الرسولي من أنّ داعش سيستهدفهم. ومنذ الهجمات التي وقعت في كاتالونيا في 15 آب الماضي، تمّ تعزيز أمن الفاتيكان بشكل أكبر. هذا ويعتبر بارولين أنّه من الضروري “القضاء على الكراهية” من خلال “الخير”.

 

هجوم انتحاري يستهدف قاعدة للجيش الأميركي في العراق

الحياة/17 أيلول/17/قال مسؤول كردي عراقي، اليوم (الأحد)، إن هجوما انتحاريا استهدف قاعدة للجيش الأميركي في العراق. حيث روى تفاصيل الهجوم الانتحاري على قاعدة اميركية شمال العراق. وقال مسؤول لجنة تنظيمات مخمور للاتحاد الوطني الكردستاني رشاد كلالي في تصريح صحافي تناقلته وسائل الإعلام المحلية، إن "ثلاثة انتحاريين هاجموا اليوم، معسكرا للقوات الاميركية في قرية بونكينة التابعة لناحية قراج في قضاء مخمور".مضيفا ان "القوات الاميركية تمكنت من قتل ارهابيين اثنين فيما قام الثالث بتفجير نفسه"، مشيراً الى ان "الهجوم لم يسفر عن وقوع اية اصابة في صفوف القوات الاميركية". والقوات الاميركية تمتلك قواعد عسكرية في بعض مناطق البلاد، حيث تضم مدربين ومستشارين لتقديم المشورة للقوات العراقية خلال عمليات تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" المتطرف.

 

قائد «الوحدات»: دمشق أعلنت الحرب علينا... ولن نسمح بعبور الفرات وسبان حمو قال لـ«الشرق الأوسط»: كيف يقصفون قواتنا وهي تقاتل «داعش»؟

الحياة/17 أيلول/17/قال قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو لـ«الشرق الأوسط» إن قصف طائرات روسية أو سورية مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» شرق نهر الفرات بمثابة «إعلان حرب» من دمشق، مستغربا استهداف قواته وهي تقاتل تنظيم داعش وتحقق انتصارات عليه.

وجاءت الغارات، التي نفت موسكو شنها، قبل أن يجف حبر اتفاق «خفض التصعيد» في إدلب الذي نص على نشر مراقبين روس وأتراك وإيرانيين في أول خطوة من نوعها سمحت بوجود عسكري تركي بموافقة دمشق ضمنته موسكو. ويُعتقد أن الغارات على مواقع «قسد» شرق دير الزور بمثابة إشارة سياسية من موسكو إلى أنقرة ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد» وتعدها تركيا «تنظيماً إرهابياً». أيضاً، الغارات ضغط روسي على حلفاء واشنطن شرق نهر الفرات لرسم خطوط وتفاهمات جديدة: السماح لقوات النظام السوري و«حزب الله» بالعبور إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات للالتفاف على مدينة البوكمال والهجوم عليها من طرفيها؛ الشمال الشرقي والجنوب الشرقي. وقال حمو في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، إن الغارة حصلت على موقع لـ«قسد» و«مجلس دير الزور العسكري» قرب معمل النسيج شمال شرقي دير الزور... و«نريد توضيحاً من الجهات التي قامت بالقصف. لماذا؟ نحن نقوم بقتال تنظيم (داعش) الذي هو خطر على العالم، ودحرنا التنظيم في مناطق كثيرة، وحققنا انتصارات ضده؛ حيث إن (داعش) على وشك الانتهاء. لماذا يقصفون قواتنا؟ هل هم منزعجون من القضاء على (داعش)». وأشار حمو إلى أنه اقترح على الروس والأميركيين توفير الدعم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في حربها ضد «داعش»، لافتا إلى أن الاقتراح تجدد قبل أيام على الجانب الروسي. وقال: «روسيا تقول إنها تريد محاربة الإرهاب، إذن كيف تحارب طرفاً فاعلاً ضد الإرهابيين».وكانت قوات النظام و«حزب الله» وميليشيات تدعمها إيران توغلت بغطاء ودعم بري من روسيا باتجاه دير الزور مما عجل دعم واشنطن لـ«قوات سوريا الديمقراطية» للتقدم من الشدادي في ريف الحسكة باتجاه دير الزور لطرد «داعش» والسيطرة على الضفة الشرقية للفرات. وبدا أن هناك تفاهماً بين واشنطن وموسكو: شرق نهر الفرات لـ«قسد» وحلفائها. غرب النهر لقوات النظام وحلفائها.

«لفحة الشمس»

لكن روسيا استمرت بتوفير الدعم العسكري وأرسلت تعزيزات ومعدات عسكرية لتسهيل عبور حلفائها النهر، بما في ذلك تقديم آليات عسكرية ثقيلة؛ منها راجمات «غراد» و«سولنتسيبيوك»، (لفحة الشمس)، إلى قوات العميد سهيل الحسن المعروف بـ«النمر» لإقامة نقطة ارتكاز شرق النهر. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إن قوات النظام «عبرت بالفعل النهر». وقال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الأميركيين ليست لديهم مشكلة في عبور قوات النظام وحلفائها النهر والالتفاف للوصول إلى مدينة البوكمال على حدود العراق، بحيث يحصل الهجوم من قوات «النمر» من شرق النهر من جهة؛ وقوات أخرى قد تكون ضمنها ميليشيات إيرانية من جهة أخرى. وأعلن أمس تحالف من ميليشيات تدعمها إيران أن هجوماً بدأ في الطرف الجنوبي لمحافظة دير الزور. وأضاف أن الهجوم سيستهدف «داعش» حتى بلدة البوكمال حيث يلتقي نهر الفرات بالحدود العراقية. لكن حمو قال: «لا نريد للعبور أن يحصل، ولا نرغب أن يحصل» في إشارة إلى احتمال حصول مواجهة بين قوات النظام و«قسد». وأكد قائد «الوحدات» أن قواته «ستحرر مناطق شرق الفرات وريف دير الزور من مرتزقة (داعش) مهما كان ثمن ذلك. وهذا واجب يقع على عاتقهم، وليعلم العالم أجمع ذلك. أخبرنا جميع القوى العالمية والتحالف الدولي والقيادة الروسية بأننا سنحرر هذه المناطق». وسبقت الغارات على «قوات سوريا الديمقراطية» تصريحات لمستشارة رئيس النظام السوري بثينة شعبان، لقناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله»، بأن قوات النظام ستقاتل «قسد». وقالت: «سواء كانت (قوات سوريا الديمقراطية) أو (داعش) أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء، فنحن سنناضل ونعمل ضد هؤلاء إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتد». وزادت: «(قوات سوريا الديمقراطية) ومحاولاتها لأن تسيطر على أراض في الأيام الأخيرة، لاحظنا أنها حلت محل (داعش) في كثير من الأماكن من دون أي قتال» في اتهام لهم على ما يبدو بالتواطؤ مع المتشددين.

تواطؤ مع «داعش»

وقال قائد «وحدات الحماية» أمس: «التواطؤ مع (داعش) معروف. قوات النظام تواطأت مع (داعش) في عقريبات في ريف حماة. كما أن أحد بنود صفقة دواعش القلمون التي سمحت بخروج عناصر التنظيم من القلمون إلى دير الزور، هو ألا يقاتل (داعش) قوات النظام في دير الزور». وأضاف: «نحن نحارب (داعش)، وهم يقصفوننا. هل هم منزعجون لأننا نهزم التنظيم؟». وأشار حمو إلى أن قواته أبلغت الأميركيين تفاصيل القصف على «قسد» شمال شرقي دير الزور، لافتاً إلى أن الروس أبلغوا الأميركيين أن القصف «حصل خطأ، وأنهم سيردون إذا تكرر القصف». وأضاف أن مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» و«مجلس دير الزور العسكري» واصلوا العمليات فجر أمس باتجاه نهر الفرات بالتزامن مع معركة طرد التنظيم من الرقة؛ معقله شرق سوريا.

إدلب

اللافت أن التصعيد العسكري والإعلامي من موسكو ودمشق ضد الأكراد جاء بعد إنجاز اتفاق «خفض التصعيد» في إدلب الذي سمح لأول مرة بوجود عسكري تركي وإيراني بقبول علني من دمشق «ضمنته» موسكو. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن اتفاق آستانة نص على استثناء منطقة شرق الطريق المعروف بـ«إم5» حيث ينتشر مئات من عناصر «جبهة النصرة» مما يعني استمرار العمليات العسكرية ضدهم مقابل ضم إدلب ومناطق غرب «إم5» لاتفاق «خفض التصعيد». وقال مسؤول غربي إن الاتفاق نص على نشر 500 عنصر حداً أقصى من المراقبين الأتراك في إدلب، مقابل نشر 500 من كل من روسيا وإيران لـ«الفصل» بين المراقبين الأتراك وقوات النظام في إدلب، على أن يدعم الجيش التركي فصائل معارضة لقتال «هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام» (النصرة سابقا)، بعد عزلها وتوفير غطاء جوي روسي وربما تركي. ولا تزال «عناصر فنية» في حاجة إلى اتفاق بين «الضامنين الثلاثة» خلال اجتماعات مقبلة، بما ذلك مناطق انتشار المراقبين العسكريين على الأرض بعد الاتفاق على خريطة «خفض التصعيد». ومن غير المستبعد أن يكون التصعيد ضد «قوات سوريا الديمقراطية» مرتبطاً برغبة موسكو في إرسال «إشارة ودية» إلى أنقرة بنيتها ضبط طموحات أكراد سوريا خصوصاً بعد إقرار شراء صواريخ «إس 400» الروسية، وغضب تركيا من الدعم الأميركي لـ«قسد»؛ إذ إن الجيش الروسي أسس مركز مراقبة في عفرين شمال حلب بين «الجيش السوري الحر» و«قوات سوريا الديمقراطية» وسمح لتركيا بدعم «درع الفرات» لمنع ربط إقليمي الإدارات المحلية شرق الفرات (الحسكة والقامشلي) بإقليم كوباني (عين العرب) غرب النهر. ونشر الجيش التركي تعزيزات مقابل مدينة عفرين.

 

إردوغان: سأبحث مع العبادي في نيويورك استفتاء كردستان

الحياة/17 أيلول/17/قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الأحد)، إنه سيلتقي برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارة للولايات المتحدة الأسبوع الحالي وسيبحث معه الاستفتاء المزمع على استقلال إقليم كردستان العراق. وأضاف إردوغان للصحافيين قبل مغادرته البلاد متوجها إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي بشأن الاستفتاء الذي قال إنه سيقسم العراق. كان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قال يوم الجمعة الماضي إن الاستفتاء لن يتأجل رغم مطالب ومخاوف الولايات المتحدة وقوى غربية وإقليمية أخرى.

 

تساؤلات عن احتمالات عودة «القاعدة» بعد 16 سنة من أحداث سبتمبر/«هجمات سبتمبر» ما زالت تثير الرعب حول العالم بعد 16 عاماً

الحياة/17 أيلول/17/في منتصف شهر أغسطس (آب) الماضي هدد تنظيم القاعدة بتعطيل القطارات السكك الحديدية في بريطانيا باعتبارها الهدف التالي الذي يسعى إلى تنفيذه وحث مؤيديه على القيام به، انطلاقاً من أنه سوف يتسبب في خسائر فادحة للأرواح، ويثير الهلع والخوف بين المسافرين والركاب. التحذير القاعدي المتقدم طرح على مائدة النقاش علامة استفهام هل يعود تنظيم «القاعدة» من جديد بعد نحو ست عشرة سنة من إعلان الولايات المتحدة الأميركية الحرب عليه؟ عدة عوامل تدفع في طريق هذه القراءة، في المقدمة منها التراجع الكبير الذي شهده تنظيم داعش على الأرض عطفا على ازدياد حضور طالبان في أفغانستان. وقد رأينا الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخلافا لما وعد به خلال حملته الانتخابية، يتعهد بإرسال جنود أميركيين جدد لمحاربة «القاعدة» في أفغانستان، وقطع الطريق على عودتها من جديد... هل فشلت واشنطن والعالم في التصدي لـ«القاعدة» عبر عقد ونصف العقد من الزمان؟

- تهديدات «القاعدة»

جاءت تهديدات «القاعدة» أخيرا لتأخذها أجهزة الأمن في عموم أوروبا على مأخذ الجد لا سيما أن مسألة حماية جميع خطوط السكك الحديدية حول البلاد، مسألة شاقة تحتاج لأعداد كبيرة جداً من رجالات الشرطة الداخلية، الأمر الذي يبين بصورة أو بأخرى أن عقل «القاعدة» لم يغِبْ طوال السنوات الماضية، بل ربما استغل القائمون على التنظيم قصة انشغال العالم في محاربة «داعش» للعمل من جديد بهدوء وتكتيك لبناء مصادره وتحالفاته لمواصلة حربه الأزلية ضد الولايات المتحدة الأميركية. أحد أفضل التقارير التي تناولت شكل«القاعدة» مستقبلاً وصحوتها التي تلازم إخفاقات «داعش» المتوالية، ذاك الذي صدر أخيراً عن مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وفيه علامات دهشة وتعجب، تتصل بقدرة «داعش» على النهوض من جديد من وسط الركام رغم أحداث جسام عاشها التنظيم بدءاً من الحرب عليه في أفغانستان، مروراً بعمليات المطاردة التي لا تنقطع، وصولاً إلى أزمات المنطقة الأخيرة وحتى ظهور «داعش» الذي هو في الأصل فرع دوغمائي أشد تطرفاً من مذهبيات «القاعدة» عينها، وربما أكثر أدلجة فكرية منها، حيث له توجه أكبر من مجرد إلحاق الأذى بالغرب بمعنى الوصول إلى «الدولة الإسلامية» نواةً للخلافة المنتَظَرة.

- «القاعدة»: بيئات حاضنة جديدة

لعله من متناقضات القدر أن تفرز سنوات ما سُمِّي بـ«الربيع العربي»، بيئات حاضنة جديدة لـ«القاعدة» تمدها بحلفاء جدد لها كي تتمكن من مواصلة نهجها، وإن كان غير خلاق. لقد كانت سوريا ولا شك خلفية نموذجية لإعادة نشوء وارتقاء «القاعدة»، فمنذ بداية الأزمة تطلعت عيون «القاعدة» إلى حلفاء جدد لها هناك، ويبدو أنها وجدت ضالتها بالفعل في جبهة النصرة التي تمتلك الآلاف من المقاتلين المؤمنين بأفكار «القاعدة» وأهدافها. والمؤكد أن «القاعدة» قد استغلت ظروف الاضطرابات الأهلية في عدد من الدول العربية، لتربح موالين جدداً لها، وإن كان ذلك قد حدث عن طريق خطط أوسع وأعمق للأيادي الخفية التي تذكي الإرهاب الداعشي وقبله القاعدي في العالم العربي. يمكننا هنا أن ندلل على الحاضنات الجديدة بـ«ليبيا»، وما يجري وما جرى فيها فقد تابع العالم برمته كيف أن دولة بعينها (قطر) لم يكن لها إلا هدف واحد، وهو ابتعاث رجالات «القاعدة» إلى ليبيا للسيطرة على مقدرات الأمور.

ولعل ما أزعج الدوائر الغربية مرة جديدة في الأيام الأخيرة من شهر أغسطس الماضي ودعا لفتح ملف «القاعدة» من جديد ما كشفت عنه أجهزة الأمن التابعة لحكومة الوفاق الليبية بشأن مخطط إرهابي يستهدف مسؤولين بالعاصمة الليبية طرابلس بالسلاح الكيماوي من قبل الجماعة الليبية المقاتلة، أحد أفرع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي. ولعل السؤال الذي يقض مضاجع الأجهزة الأمنية الأوروبية بالدرجة الأولى هل تلك الأسلحة الكيماوية الفتاكة لا تزال لدى رجالات «القاعدة» في ليبيا للاستهلاك المحلي في عملية الاقتتال الداخلية؟ أم أنها يمكن أن تعبر المتوسط لتفجر أو يطلق بعضها على سبيل المثال في أحد قطارات السكك الحديدة في أي عاصمة أوروبية؟

- «القاعدة» من اليمن إلى أفريقيا

في بداية الشهر الماضي أرسلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوات خاصة أميركية إلى اليمن لتساعد قوات التحالف والقوات اليمنية الشرعية في عملياتهم ضد تنظيم القاعدة في اليمن. تصريحات المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس، تفيد بأن الهدف من هذه العمليات التي تجري في محافظة شبوة، حيث ينشط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بشكل خاص... ما الذي يُفهم من هذا التصريح؟ بالتأكيد استغلت جماعات «القاعدة» هناك الأوضاع التي تكاد تأخذ اليمن في طريق الدول الفاشلة لتثبيت أركانها، فاليمن اليوم مقسم بين أكثر من فصيل؛ قوات الشرعية الدولية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادئ ، وعلى الجانب الآخر تحالف يكاد يتفكك ويتفسخ ممثلاً في المؤتمر الشعبي للمخلوع صالح، بالتعاون مع قوات الحوثي. ووسط هذه الخيوط المتداخلة والخطوط المتشابكة، تجد «القاعدة» مسارب آمنة لاكتساب عناصر جديدة، والتخطيط لانتشار أوسع لها يتجاوز شبه الجزيرة العربية إلى منطقة الخليج العربي، لذا تجد الكثير من عناصر تنظيم القاعدة ما زالوا متخفين في مديرية الصعيد غربي محافظة شبوة على الحدود مع محافظة أبين المجاورة الممتدة إلى تخوم مدينة عدن التي أعلنتها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد. والثابت أنه وإن كان تنظيم القاعدة في اليمن ضعيفاً، وليس بتلك القوة التي يروج لها في وسائل الإعلام لا سيما الغربية، فإن هذا لا ينفي أنه ينشط وبقوة في ظل غياب الدولة، وينمو كلما ضعف نفوذها، وعليه فالمعادلة يسيرة الفهم: «كلما ظلت نيران الحرب الأهلية في اليمن مشتعلة، فإن (القاعدة) سوف تتمكن من تثبيت أركانها، وسوف تضحي هزيمتها أمراً عسيراً، ذلك أن ضعف الدولة يدفع لاستمرار القاعدة وتعاظم خطرها».

على أن كارثية انتشار «القاعدة» في اليمن لها تبعات، وكذا استحقاقات أخرى تتصل بامتداد التنظيم إلى العمق الأفريقي، وهو ما تخطط له العقول النافذة في التنظيم عبر مسارين:

الأول من خلال ليبيا في شمال أفريقيا.

والثاني من خلال سواحل اليمن المحاذية لعدد من الدول الأفريقية. والثابت أن «القاعدة» في حقيقة الأمر لا تواري أو تداري مسؤولياتها عن العنف الحادث هناك، وقد كان آخر أعمال أياديها السوداء ذلك الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم الأحد العاشر من أغسطس على مطعم في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، وهي دولة مستهدَفة من قبل التنظيم القاعدي، وهناك أنشطة كبرى تجري على أراضيها، حيث جماعات كثيرة تواليها عقائدياً ومنها جماعة أنصار الإسلام التي يقودها إبراهيم مالم جيكو، وهي أكثرها نشاطاً، وتأسست في نهاية العالم الماضي، وتقدم منهجاً يتفق مع رؤية تنظيم القاعدة بأكثر مما ينسجم مع تنظيم داعش.

أحد أفضل الذين تصدوا أخيرا للجواب عن علامة الاستفهام الخاصة بمستقبل «القاعدة» المستشار السابق للقوات الأميركية في أفغانستان سيث جونز، الذي يشغل اليوم مدير مركز الأمن الدولي والسياسات الدفاعية في مؤسسة «راند» التي تشكل العقل والقلب بالنسبة للعسكريين الأميركيين ولـ«البنتاغون» بوجه عام.

عبر مقال مطول نشرته له مجلة «الفورين بوليسي» الأميركية ذائعة الصيت، يضعنا سيث أمام حقائق تتباين فيها الرؤية بين من يرى أن «القاعدة» سوف يتقلص نفوذها، وأنه لا مستقبل لها، كما يذهب دانيال بيمان من جامعة جورج تاون الأميركية، الذي يؤمن بان تنظيم القاعدة في تراجع بسبب الدعم الشعبي المحدود، والجهود الفعالة لمكافحة الإرهاب من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى، عطفاً على أن «القاعدة» باتت مكروهة بسبب قتلها للمدنيين المسلمين. لكن هناك آخرين يورد سيث آراءهم يرون أن «القاعدة» عائدة لا محالة في ذلك، مثل علي صوفان عميل مكتب التحقيقات الاتحادية سابقاً، الذي يؤكد على أن «القاعدة» تتحول الآن من جماعة إرهابية صغيرة إلى شبكة قوية ومنتشرة الفروع، وأنها اكتسبت أعداداً وقوى قتالية، وهي تمتد الآن في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. فيما يحاجج ديفيد غارتنستين من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بأن التنظيم «برز بقوة من خلال اتباع استراتيجية للنمو المتعمد والمفتوح». المقال المشار إليه مهم وحيوي إذ يتناول سلسلة من الفرضيات التي يمكنها أن تعظم أو تحجم من عودة «القاعدة» للظهور من جديد، غير أن أهم جزئية تستلفت النظر تلك المتعلقة بعودة التنظيم ومآل «داعش» في الزمن القريب، إذ إن انهيار «داعش» في عيني سيث يمكن أن يزيد من إمكانية الدمج بين المقاتلين الموالين لـ«القاعدة»، و«داعش»، تحت مظلة واحدة، أو حتى إلى ظهور جماعة متطرفة جديدة، فـ«القاعدة» اليوم منظمة مختلفة عما كانت عليه قبل عقد من الزمن... الحركة أقل مركزية، ما يعني أن الانتماء والولاء أصبح عبر الأثير وهذه هي الكارثة.

- ترمب وخطته... «القاعدة» ترحب

نهار الاثنين 21 أغسطس الماضي، كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعلن عن استراتيجيته الجديدة لأفغانستان، عبر قاعدة «فورت ماير» بولاية فيرجينيا. الاستراتيجية تقضي بإرسال بضعة آلاف من الجنود إلى هناك في محاولة لدحر طالبان و«القاعدة» ومنعهما من السيطرة على جميع مقادير البلاد... هل جاء هذا الإعلان ليمثل قبلة الحياة لـ«القاعدة» في أفغانستان بنوع خاص، وحيثما يوجد مريدوها وأتباعها حول الكرة الأرضية؟ الشاهد أنه قبل أن يعلن ترمب استراتيجيته الأخيرة، و«القاعدة» كانت ترى فيه وفي كبير مستشاريه ستيف بانون قبل أن يجبر على الاستقالة طوق ونجاة ومبعث أمل للعودة من جديد إلى الحياة... كيف ذلك؟ ببساطة شديدة كان بانون الصوت الصارخ لإدارة ترامب منذ البداية، وهو صاحب التعبير الشهير «قوى الإسلام لا يمكن إيقافها بالوسائل السلمية». هنا أعطى بانون لـ«القاعدة» فرصةً على طبق من ذهب لإعادة تصوير الغرب على أساس أنه منخرط في حرب وجودية مع الإسلام، وهذه هي الطريقة التي يبرر بها التنظيم عنفه وآيديولوجيته الأصولية. والآن يأتي ترامب ليخطط من جديد لإشعال المعركة عسكرياً ضد طالبان، وضد فلول «القاعدة» هناك، مما يسمح ولا شك بإعادة تقسيم العالم إلى قسمين دار للحرب ودار للسلام، أو كما قال جورج بوش الابن غداة أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001: «الذين معنا والذين علينا»، في تقسيم «مانوي» للعالم لا يستقيم... هل سيربح ترمب الحرب بالجنود الذين سيرسلهم عطفاً على الموجودين هناك من الأصل؟ تقول «نيويورك تايمز» أخيراً إن هذا لن يحدث طوال الحياة، وحتى لو تم قتل الإرهابيين كافة في الغد، فإنهم سيعودون مرة أخرى طالما بقيت إشكالية الأصولية الدينية والعرقية قائمة من جهة وأرباح تجارة الهيروين السائدة في أفغانستان تحديداً، وعلى الحدود مع باكستان من ناحية أخرى. إذن هل الحل في ترك أفغانستان كما فعل أوباما؟ بالقطع أيضاً لا، لأن ذلك سيحولها لحاضنة لـ«داعش» جديدة مهما تغيرت الأسماء، ولهذا ربما يكون ما أقدم عليه ترمب هو حل مؤقت، بمعنى زيادة متواضعة في القوات الأميركية يمكن لها أن توفر دعماً عسكرياً للحكومة الأفغانية لضمان عدم استيلاء طالبان على المدن الأفغانية.

هل من خلاصة؟

لن يختفي التطرف الذي يمثله «داعش» أو «القاعدة» مرة واحدة وإلى الأبد، إذ ستبقى الآيديولوجيات العدائية على قيد الحياة في شكل ما من الحروب في أفريقيا وآسيا الشرق الأوسط، طالما بقيت قضايا رئيسية بغير حلول، وطالما وجد زارعو الكراهية حول العالم من أنصار نهاية التاريخ أو صدام الحضارات.

 

تنديد خليجي بسحب الجنسية من أبناء قبائل معارضة للدوحة

الأحساء - حسن البقشي/الحياة/17 أيلول/17/شهدت مدينة الأحساء أمس اجتماع عدد من أركان قبائل في دول الخليج، حضروا لإعلان تضامنهم مع شيخ قبائل آل مرة طالب بن لاهوم بن شريم المري قرب الحدود السعودية- القطرية، وأعلنوا وقوفهم مع القيادة السعودية، ورفضهم الإجراءات القطرية الأخيرة، خصوصاً سحب الجنسيات من أفراد في قبيلة آل مرة، القبيلة الأكبر في قطر. وأكد الشيخ طالب المري أن الاجتماع، الذي حضره أبناء القبائل من أنحاء المملكة كافة، من شمالها وجنوبها وغربها وشرقها ودول الخليج، كان «لتأكيد أن هذه الدولة تقوم سياستها على كلمة التوحيد والقرآن والسنة، وتجمع ولا تفرق»، مؤكداً «أن الشعب السعودي جنود لهذا الوطن، مخلصون مدافعون عن تراب الوطن والشريعة الإسلامية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهذا ما عرفناه منذ أن تأسست هذه الدولة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز»، لافتاً إلى أن تاريخ قبيلة آل مرة «معروف وأصيل منذ القدم بقيادة لاهوم بن شريم المري»، مشيداً ومقدراً كل القبائل التي حضرت الاجتماع، وقدمت تضامنها من مناطق المملكة ومحافظاتها كافة، ومن بعض دول الخليج. وأوضح: «سنقف مع المملكة صفاً واحداً منفذين القرارات كافة التي تصدر عن القيادة، بعدما نفدت كل الحلول السلمية التي أطلقها رؤساء بعض الدول الشقيقة والصديقة، أمام تمادي الحكومة القطرية وتحديها قرارات البيت الخليجي والعربي، ونقضها التعهدات الموقعة في السابق، واستمرارها وتصميمها على دعم الإرهاب في عدد من الدول، وإيواء عناصر مشبوهة من بعض الدول الخليجية والعربية، وقيامها بأفعال غريبة»، مضيفاً: «هذا الأمر أدى إلى قرار دول الخليج المقاطعة قبل ثلاثة أشهر». اقتصادياً، واصلت بورصة قطر خسائرها الحادة منذ مقاطعة الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وتدافع المتعاملون إلى عمليات البيع، خصوصاً الأجانب، لتتجاوز خسارة البورصة منذ 5 حزيران (يونيو) حتى نهاية تعاملات الخميس الماضي 74 بليون ريال قطري (20 بليون دولار)، بعد تراجع القيمة السوقية للأسهم القطرية إلى 459 بليون ريال (124 بليون دولار)، في مقابل 533 بليون ريال (144 بليون دولار)، بنسبة هبوط 14 في المئة. ويتوقع استمرار وتيرة خسائر سوق المال في الفترة المقبلة، في ظل استمرار الأزمة بين الدوحة من جهة والدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب من جهة أخرى، مشيرين إلى أن تفاقم خسائر الشركات سيعمق وتيرة الخسائر.

 

الاتحاد الأوروبي والصين وكندا: وعد بإحراز تقدم لاحترام الجدول الزمني

الحياة/17 أيلول/17/أ ف ب، رويترز /شكّل تحديد قواعد تفضي إلى تحقيق هدف خفض الانبعاثات المتفق عليه في اتفاق باريس حول المناخ، محور اجتماع وزراء بيئة يمثلون 30 بلداً في مونتريال في غياب الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق. ويأتي هذا الاجتماع، الذي دعت إليه كندا والاتحاد الأوروبي والصين، بعد 30 عاماً من توقيع بروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون، الذي اعتبرته وزيرة البيئة وتغير المناخ الكندية كاثرين ماكينا «اتفاقاً عالمياً تاريخياً»، ونموذجاً على العالم أن «يحذو حذوه لمواجهة تهديد التغيرات المناخية». وقالت ماكينا، خلال كلمة رحبت فيها بوزراء وممثلي أكثر من 30 دولة: «نجتمع هنا معاً ويجب العمل معاً»، مذكرة بالكوارث المناخية الأخيرة من فيضانات وأعاصير وسواها. وأكدت أن «الظواهر المناخية القصوى تكاثرت وأصبحت أقوى وأكثر تدميراً» جراء التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن «أطفال جزيرة باربودا لم تعد لديهم مدارس» بعد الإعصار «إرما» الذي دمّر جزر الكاريبي قبل أسبوع. وتعهد الاتحاد الأوروبي والصين وكندا، أخذ زمام المبادرة وأعلنوا نيتهم إحراز تقدم لاحترام الجدول الزمني الذي اهتزّ إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خروج بلاده من اتفاق باريس حول المناخ (كوب 21) في حزيران (يونيو) الماضي. ويهدف اتفاق باريس المُبرم عام 2015، إلى الحدّ من ارتفاع معدّل الحرارة العالمي وإبقائه دون درجتين مئويتين، مقارنة بمعدل الحرارة في حقبة ما قبل الثورة الصناعية. وأشار المفوض الأوروبي لشؤون المناخ ميغيل ارياس كانيتي، إلى أن المسألة «ليست إدارية انما سياسية، مع دول تسعى إلى تحقيق هدف اتفاق باريس، وتواجهها عقبات كبيرة للانتقال الى استخدام الطاقة النظيفة لوقف الاحتباس الحراري». ورأى أن «الوقت يداهمنا»، وعلى شركائنا أن «يقلصوا الخلافات وأن يتفاهموا على أفضل السبل لتنفيذ هذا الاتفاق الطموح». وقال كانيتي في تصريح إلى وكالة «فرانس برس»: نحتاج «إلى تجميع القواعد لنتمكن من المتابعة والمقارنة والتحقق» من مستوى الانبعاثات في الدول. واعتبر أن هذا الأمر» سيسمح بقياس المسار المتبقي لتحقيق هدف «كوب 21»، بالحدّ من ارتفاع معدّل الحرارة العالمي في أحسن الأحوال، وإبقائه دون 1.5 درجة مئوية مقارنة بمعدل الحرارة في حقبة ما قبل الثورة الصناعية. وشدد على أن الجدول الزمني يفرض «تجميع القواعد» (...) قبل انعقاد مؤتمر «كوب 24» في مدينة كاتوفيتسه في بولندا في أواخر عام 2018. وستعقد الأمم المتحدة مؤتمراً حول التغيرات المناخية «كوب 23» في مدينة بون في جزر فيجي في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأكد رئيس المفوضية الاوروبية جان- كلود يونكر، أن الاتحاد الاوروبي «سيرسل اقتراحات إلى الدول الأعضاء لتقليص انبعاثات الكربون قي قطاع النقل».

وأعلنت الصين نيتها منع بيع السيارات العاملة بمحركات الوقود الأحفوري، وهو هدف طموح لسوق السيارات الأولى في العالم. وأكدت المملكة المتحدة «حذو فرنسا» التي أعلن وزير بيئتها نيكولا هولو نيته منع بيع السيارات العاملة على الديزل والوقود بدءاً من عام 2040. وبالنسبة إلى الموقف الأميركي من اتفاق المناخ، جدد البيت الابيض تأكيد عدم تراجع الولايات المتحدة عن قرار رئيسها دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق باريس المناخي، إلا إذا تغيرت شروط هذا الاتفاق». ونفى بذلك ما أعلنه دبلوماسيون، عن أنهم لمسوا تغييراً في موقف واشنطن. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الاميركية سارة هوكابي ساندرز في رسالة عبر البريد الإلكتروني: «لم يحصل اي تغيير في موقف الولايات المتحدة من اتفاق باريس». وأضافت: «كما سبق للرئيس وقالها بوضوح مرات، فإن قرار الولايات المتحدة هو الانسحاب إلا إذا تمكنا من الانضمام مجدداً الى الاتفاق بشروط مواتية أكثر لبلدنا».

 

سيول وواشنطن تتعهدان تشديد الضغوط ضد كوريا الشمالية

رويترز/الحياة/17 أيلول/17/أفاد المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية بأن الرئيسين الكوري الجنوبي مون جيه إن، والأميركي دونالد ترامب اتفقا خلال اتصال هاتفي بينهما اليوم (الأحد)، على زيادة الضغط من خلال العقوبات على كوريا الشمالية في أعقاب تجاربها النووية والصاروخية. وقال الناطق باسم البيت الأزرق بارك سو هيون، إن «الزعيمين اتفقا على تعزيز التعاون وفرض عقوبات أقوى على كوريا الشمالية حتى تدرك أن تصرفاتها الاستفزازية تؤدي إلى عزلة ديبلوماسية وضغط اقتصادي أكبر». وأضاف أن «مون وترامب دانا بقوة أحدث تجارب كوريا الشمالية الصاروخية، واتفقا على تعاون البلدين مع المجتمع الدولي لتنفيذ أحدث قرارات مجلس الأمن الدولي 2375». وأعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان أن «الرئيسين اتفقا على ممارسة ضغوط اشد واكثر عملانية، لجعل النظام الكوري الشمالي يدرك أن المزيد من الاستفزازات ستكلفه المزيد من العزلة الديبلوماسية والضغوط الاقتصادية التي ستقود الى الانهيار».

ويرى خبراء ان البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي حقق تقدماً سريعاً في عهد كيم جونغ اون، وان تأثير العقوبات السابقة عليه كان محدوداً جداً. من جهتها، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي اليوم، إن مجلس الأمن استنفذ الخيارات في شأن وقف البرنامج النووي لبيونغيانغ وإن الولايات المتحدة ربما ستضطر إلى إحالة القضية لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وأضافت هيلي لبرنامج «ستيت أوف ذا يونيون» على شاشة قناة «سي إن إن»: «استنفدنا إلى حد كبير كل ما يمكننا فعله في مجلس الأمن عند هذه النقطة». وأوضحت أنها ستسعد كثيراً بإحالة القضية إلى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، قائلة: «نختبر الاحتمالات الأخرى، لكن هناك الكثير من الخيارات العسكرية على الطاولة». ويعقد مجلس الامن الدولي الذي اعتبر التجربة الصاروخية التي اجرتها بيونغيانغ «استفزازية للغاية» اجتماعا الخميس المقبل يركز على تشديد العقوبات ضد النظام الكوري الشمالي، بحسب ما اعلن ديبلوماسيون. وسينعقد مجلس الامن بالتزامن مع انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة التي يشارك فيها قادة العالم في مقر الامم المتحدة، وسيلتقي ترامب على هامشها قادة اليابان وكوريا الجنوبية لبحث الازمة. ويسعى المجتمع الدولي إلى احتواء التحديات المتزايدة لكوريا الشمالية التي أثارت قلقاً دولياً في الأسابيع الاخيرة، بعدما أجرت تجربة نووية سادسة هي الأكبر في تاريخها، وأطلقت صاروخين بالستيين عبرا الأجواء اليابانية، وأعلنت انها أصبحت قادرة على استهداف الاراضي الاميركية.

 

الكويت تطلب من سفير كوريا الشمالية مغادرتها وتطبق قرارات مجلس الأمن ضد بيونغيانغ

الحياة/17 أيلول/17/أفاد ديبلوماسي كويتي رفيع المستوى اليوم (الأحد) أن بلاده منحت سفير كوريا الشمالية لديها مهلة شهر لمغادرتها، بعدما قررت خفض مستوى التمثيل الديبلوماسي بين البلدين ووقف السماح بدخول عمال كوريين شماليين «استجابة لقرارات مجلس الأمن الخاصة بمقاطعة كوريا الشمالية».

وقال الديبلوماسي لـ «فرانس برس»: «الكويت منحت سفير كوريا الشمالية المعتمد لديها مهلة شهر لمغادرة البلاد بعدما طلبت من حكومة كوريا الشمالية خفض مستوى التمثيل الديبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال». واوضح أن التمثيل الديبلوماسي لكوريا الشمالية في الكويت «سيقتصر على رئيس البعثة الدبلوماسية بدرجة قائم بالأعمال إلى جانب ثلاثة ديبلوماسيين». وذكر الديبلوماسي أن الكويت ستوقف منح تأشيرات الدخول لرعايا كوريا الشمالية، والتعاملات التجارية بين الجانبين، ورحلات الطيران نحو بيونغيانغ، وذلك «تنفيذا لقرارات مجلس الأمن الخاصة بمقاطعة كوريا الشمالية». وتابع أن «عدد أفراد الجالية الكورية الشمالية يتراوح بين 2000 و2500 غالبيتهم من العمال، ولن نسمح لهم بالدخول مجدداً إلى الكويت بمجرد انتهاء مشاريع قيد التنفيذ يرتبطون بها وقد يتطلب انهاؤها عاماً أو عامين». وياتي قرار الكويت بعد نحو عشرة أيام من لقاء أمير الدولة الخليجية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الابيض. وفي 11 ايلول (سبتمبر)، صوت مجلس الامن على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعدما أجرت بيونغيانغ تجربة نووية سادسة. لكن رغم العقوبات، اطلقت كوريا الشمالية الجمعة صاروخاً باليستياً عبر أجواء اليابان للمرة الثانية في أقل من شهر.

 

«حماس» تحل حكومتها وتوافق على إجراء انتخابات عامة.. و«فتح» ترحب

الحياة/17 أيلول/17/أعلنت حركة «حماس» اليوم (الأحد) أنها حلّت حكومتها في قطاع غزة التي كان اسمها «اللجنة الإدارية»، ودعت حكومة رامي الحمدالله ومقرها رام الله إلى القدوم إلى القطاع لممارسة مهماتها، إضافة إلى إعلانها موافقتها على إجراء انتخابات عامة، في خطوة رحبت بها حركة «فتح» والحكومة الفلسطينية. وقالت «حماس» في بيان إنه «استجابة للجهود المصرية الكريمة بقيادة جهاز الاستخبارات العامة (..) تعلن حركة حماس حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق إلى القدوم إلى قطاع غزة لممارسة مهماتها والقيام بواجباتها فوراً، والموافقة على إجراء الانتخابات العامة».

وأكد البيان «استعداد الحركة لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011 كافة». ونقلت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا) عن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مفوض العلاقات الوطنية عزام الأحمد قوله أنه سيتم عقد اجتماع ثنائي بين الحركتين يعقبه اجتماع للفصائل الفلسطينية كافة الموقعة على اتفاق المصالحة 2011 من أجل البدء في الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاق ببنوده كافة باعتبار هذه الخطوة «تعزز وحدة الصف الفلسطيني». ولفت الأحمد إلى إن «الأيام المقبلة ستشهد خطوات عملية ملموسة تبدأ باستئناف حكومة الوفاق الوطني عملها وفق القانون في غزة كما هو في الضفة من أجل استكمال الجهود للتخفيف من معاناة اهل القطاع والعمل على رفع الحصار». ووصفت الحكومة الفلسطينية في رام الله القرار بأنه «خطوة في الاتجاه الصحيح»، مطالبة بتوضيحات حول كيفية تنفيذ القرار. وقال الناطق الرسمي باسم حكومة الوفاق الوطني يوسف المحمود «إن قرار حركة حماس بحل اللجنة الإدارية التي شكلتها لتقوم بمهام حكومية بعد منع حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها خطوة في الاتجاه الصحيح». وأكد المحمود استعداد الحكومة للتوجه إلى قطاع غزة وتحمل المسؤوليات كافة، مطالباً بضرورة أن تكون هناك «توضيحات لطبيعة قرار حماس حل اللجنة الإدارية وتسلم الحكومة الوزارات والمعابر كافة وعودة الموظفين القدامى لأماكن عملهم»، مؤكداً التزام الحكومة التام اتفاق القاهرة والعمل على تنفيذه. من جهته، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف: «أرحب بالبيان الذي أصدرته حماس الذي أعلنت فيه حل اللجنة الإدارية في غزة والاتفاق على السماح لحكومة الوفاق الوطني بتحمل مسؤولياتها في غزة». وتابع: «إن الأمم المتحدة مستعدة لدعم الجهود المبذولة في هذا الصدد. أنه لمن الأهمية البالغة أن يتم معالجة الوضع الإنساني الخطر في غزة، خصوصاً أزمة الكهرباء كأولوية» وينص اتفاق القاهرة الذي توصلت إليه «حماس» و«فتح» وبقية الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإجراء انتخابات للمجلس الوطني لـ «منظمة التحرير الفلسطينية»، إضافة إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية. وكانت السلطة الفلسطينية اتخذت سلسلة قرارات للضغط على حركة «حماس»، من بينها وقف التحويلات المالية إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة، وخفض رواتب موظفي السلطة في القطاع، ووقف دفع ثمن الكهرباء التي تزود بها إسرائيل القطاع. وكانت «حماس» أعلنت عن تشكيل لجنتها الإدارية في آذار (مارس) الماضي، وهو ما اعتبرته السلطة الفلسطينية «مخالفة» لاتفاق «الشاطئ» في العام 2014، والذي بموجبه توصلت «فتح» و«حماس» إلى تشكيل «حكومة الوفاق الوطني» برئاسة الحمد الله. لكن بعد أشهر على هذا الاتفاق، لم تتمكن حكومة الحمد الله من القيام بمسؤولياتها في قطاع غزة، واتهمت السلطة الفلسطينية «حماس» بتعطيل عمل حكومة الوفاق. وبحسب مصدر مطلع على حوارات القاهرة فإن «مصر ستصدر بياناً اليوم حول نتائج اللقاءات مع وفدي حركتي فتح وحماس الموجودين في القاهرة، وإعلان بدء حوار وطني لإنهاء الانقسام وتحقيق مصالحة فلسطينية - فلسطينية». وكان وفد «حماس» برئاسة اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة الذي وصل قبل أسبوع إلى القاهرة، أجرى محادثات مع رئيس الاستخبارات العامة خالد فوزي، في حين التقى وفد برئاسة القيادي في حركة «فتح» عزام الأحمد مسؤولين مصريين مساء أمس.

 

اقتراح دولي للعدول عن استفتاء كردستان.. وإيران تهدد باغلاق حدودها

الحياة/17 أيلول/17/قدمت الأمم المتحدة إلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني اقتراحاً يقضي بالعدول عن استفتاء الاستقلال المقرر في 25 أيلول (سبتمبر) الجاري، مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات، في حين حذر نائب الرئيس العراقي نوري المالكي اليوم (الأحد) من «قيام إسرائيل ثانية» في شمال العراق. وبحسب الوثيقة التي قدمها مبعوث المنظمة الدولية إلى العراق يان كوبيس الخميس، يقضي الاقتراح بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور في «مفاوضات منظمة، حثيثة، ومكثفة (...) من دون شروط مسبقة، وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل». ويتعين على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب «من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ». وفي المقابل «تقرر حكومة كردستان عدم إجراء استفتاء في 25 أيلول». وتحدد الوثيقة أن «يبقى مجلس الأمن متابعاً لتنفيذ هذا الاتفاق من خلال تقارير منتظمة يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة». وبعد نكسات عدة، وبينما تتهم كردستان بغداد بعدم الوفاء بوعودها، تعتزم الأمم المتحدة طمأنة أربيل من خلال التزام لعب دور رئيس. وأكد كوبيس أن «هناك عرضاً، إذا وافق (الأكراد) على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات»، مشيراً إلى أنه يتوقع رداً من بارزاني خلال «يومين أو ثلاثة». إلى ذلك، هددت إيران اليوم (الأحد)، باغلاق حدودها مع إقليم كردستان العراق، ووضع حد لكل الاتفاقات الأمنية معه في حال أجرى الاستفتاء حول استقلاله عن السلطة المركزية في بغداد. وصرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني للتلفزيون، ان «انفصال المنطقة الكردية عن الدولة العراقية سيعني (بالنسبة إلى إيران) إغلاق كل المعابر الحدودية» مع الكيان الجديد. وأكد ان «الاتفاقات في شأن الحدود لا قيمة لها إلا مع حكومة العراق المركزية»، مذكراً بان الكيان الوحيد الذي تعترف به إيران في العراق هو «الحكومة الموحدة والفيديرالية» في بغداد. واضاف شمخاني، الذي يعد أحد أبرز المسؤولين في إيران، ان «انفصال المنطقة الكردية عن العراق سيعني نهاية الاتفاقات الأمنية والعسكرية بين إيران ومنطقة كردستان». واتاح التعاون بين طهران وكردستان العراق دعماً عسكرياً ولوجيستياً كبيراً من جانب إيران لقوات البشمركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأعلنت إيران، التي تضم أقلية كردية مهمة، مراراً رفضها ان يجري كردستان العراق استفتاء حول استقلاله، لكنها اكتفت حتى الآن بحض سلطات الإقليم على العدول عن المشروع. واعتبر شمخاني ان «الوقت لا يزال متاحاً» للقيام بذلك. من جهته، حذر نائب الرئيس العراقي نوري المالكي لدى استقباله السفير الأميركي في بغداد، من «قيام إسرائيل ثانية» في شمال العراق، في إشارة إلى استفتاء كردستان. وأكد في بيان بعد اجتماعه بالسفير دوغلاس سليمان، ضرورة «إلغاء إجراء الاستفتاء لكونه غير دستوري ولا يصب في مصلحة الشعب العراقي عامة ولا مصلحة الكرد خصوصاً». وأضاف زعيم «ائتلاف دولة القانون»، أكبر الكتل البرلمانية، «لن نسمح بقيام إسرائيل ثانية في شمال العراق»، محذراً «المطالبين بالاستفتاء من التداعيات الخطرة التي سيخلفها هذا الإجراء على أمن وسيادة ووحدة العراق». وإذ دعا المالكي إلى إجراء حوار بين الأطراف المعنية لحل المشاكل القائمة استناداً إلى الدستور، طالب قادة الإقليم بـ «احترام رغبة الشعب العراقي الرافض للاستفتاء ومواقف المجتمع الدولي التي جاءت منسجمة مع التطلعات الشعبية والوطنية». وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي وصف الخطط الكردية لإجراء الاستفتاء بأنها مثل «اللعب بالنار». ونقل موقع «وكالة أنباء الإعلام العراقي» عنه قوله، ان التصويت يهدد المكتسبات التي حققها الأكراد تحت نظام الحكم الذاتي. وفي تركيا، قال رئيس الوزراء بن علي يلدرم ان استفتاء كردستان العراق «قضية أمن قومي»، مشدداً على أن بلاده ستتخذ أي خطوات ضرورية. وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أنه سيلتقي رئيس الوزراء العراقي خلال زيارة للولايات المتحدة الأسبوع الجاري، ويبحث معه قضية الاستفتاء. وقال قبل توجهه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان «أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي في شأن الاستفتاء» الذي وصفه بأنه «سيقسم العراق».

 

هجوم انتحاري يستهدف قاعدة للجيش الأميركي في العراق

الحياة/17 أيلول/17/قال مسؤول كردي عراقي، اليوم (الأحد)، إن هجوما انتحاريا استهدف قاعدة للجيش الأميركي في العراق. حيث روى تفاصيل الهجوم الانتحاري على قاعدة اميركية شمال العراق. وقال مسؤول لجنة تنظيمات مخمور للاتحاد الوطني الكردستاني رشاد كلالي في تصريح صحافي تناقلته وسائل الإعلام المحلية، إن "ثلاثة انتحاريين هاجموا اليوم، معسكرا للقوات الاميركية في قرية بونكينة التابعة لناحية قراج في قضاء مخمور". مضيفا ان "القوات الاميركية تمكنت من قتل ارهابيين اثنين فيما قام الثالث بتفجير نفسه"، مشيراً الى ان "الهجوم لم يسفر عن وقوع اية اصابة في صفوف القوات الاميركية". والقوات الاميركية تمتلك قواعد عسكرية في بعض مناطق البلاد، حيث تضم مدربين ومستشارين لتقديم المشورة للقوات العراقية خلال عمليات تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" المتطرف.

 

قائد «الوحدات»: دمشق أعلنت الحرب علينا... ولن نسمح بعبور الفرات وسبان حمو قال لـ«الشرق الأوسط»: كيف يقصفون قواتنا وهي تقاتل «داعش»؟

الحياة/17 أيلول/17/قال قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو لـ«الشرق الأوسط» إن قصف طائرات روسية أو سورية مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» شرق نهر الفرات بمثابة «إعلان حرب» من دمشق، مستغربا استهداف قواته وهي تقاتل تنظيم داعش وتحقق انتصارات عليه. وجاءت الغارات، التي نفت موسكو شنها، قبل أن يجف حبر اتفاق «خفض التصعيد» في إدلب الذي نص على نشر مراقبين روس وأتراك وإيرانيين في أول خطوة من نوعها سمحت بوجود عسكري تركي بموافقة دمشق ضمنته موسكو. ويُعتقد أن الغارات على مواقع «قسد» شرق دير الزور بمثابة إشارة سياسية من موسكو إلى أنقرة ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد» وتعدها تركيا «تنظيماً إرهابياً». أيضاً، الغارات ضغط روسي على حلفاء واشنطن شرق نهر الفرات لرسم خطوط وتفاهمات جديدة: السماح لقوات النظام السوري و«حزب الله» بالعبور إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات للالتفاف على مدينة البوكمال والهجوم عليها من طرفيها؛ الشمال الشرقي والجنوب الشرقي. وقال حمو في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، إن الغارة حصلت على موقع لـ«قسد» و«مجلس دير الزور العسكري» قرب معمل النسيج شمال شرقي دير الزور... و«نريد توضيحاً من الجهات التي قامت بالقصف. لماذا؟ نحن نقوم بقتال تنظيم (داعش) الذي هو خطر على العالم، ودحرنا التنظيم في مناطق كثيرة، وحققنا انتصارات ضده؛ حيث إن (داعش) على وشك الانتهاء. لماذا يقصفون قواتنا؟ هل هم منزعجون من القضاء على (داعش)». وأشار حمو إلى أنه اقترح على الروس والأميركيين توفير الدعم لـ«قوات سوريا الديمقراطية» في حربها ضد «داعش»، لافتا إلى أن الاقتراح تجدد قبل أيام على الجانب الروسي. وقال: «روسيا تقول إنها تريد محاربة الإرهاب، إذن كيف تحارب طرفاً فاعلاً ضد الإرهابيين». وكانت قوات النظام و«حزب الله» وميليشيات تدعمها إيران توغلت بغطاء ودعم بري من روسيا باتجاه دير الزور مما عجل دعم واشنطن لـ«قوات سوريا الديمقراطية» للتقدم من الشدادي في ريف الحسكة باتجاه دير الزور لطرد «داعش» والسيطرة على الضفة الشرقية للفرات. وبدا أن هناك تفاهماً بين واشنطن وموسكو: شرق نهر الفرات لـ«قسد» وحلفائها. غرب النهر لقوات النظام وحلفائها.

«لفحة الشمس»

لكن روسيا استمرت بتوفير الدعم العسكري وأرسلت تعزيزات ومعدات عسكرية لتسهيل عبور حلفائها النهر، بما في ذلك تقديم آليات عسكرية ثقيلة؛ منها راجمات «غراد» و«سولنتسيبيوك»، (لفحة الشمس)، إلى قوات العميد سهيل الحسن المعروف بـ«النمر» لإقامة نقطة ارتكاز شرق النهر. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إن قوات النظام «عبرت بالفعل النهر». وقال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن الأميركيين ليست لديهم مشكلة في عبور قوات النظام وحلفائها النهر والالتفاف للوصول إلى مدينة البوكمال على حدود العراق، بحيث يحصل الهجوم من قوات «النمر» من شرق النهر من جهة؛ وقوات أخرى قد تكون ضمنها ميليشيات إيرانية من جهة أخرى. وأعلن أمس تحالف من ميليشيات تدعمها إيران أن هجوماً بدأ في الطرف الجنوبي لمحافظة دير الزور. وأضاف أن الهجوم سيستهدف «داعش» حتى بلدة البوكمال حيث يلتقي نهر الفرات بالحدود العراقية. لكن حمو قال: «لا نريد للعبور أن يحصل، ولا نرغب أن يحصل» في إشارة إلى احتمال حصول مواجهة بين قوات النظام و«قسد». وأكد قائد «الوحدات» أن قواته «ستحرر مناطق شرق الفرات وريف دير الزور من مرتزقة (داعش) مهما كان ثمن ذلك. وهذا واجب يقع على عاتقهم، وليعلم العالم أجمع ذلك. أخبرنا جميع القوى العالمية والتحالف الدولي والقيادة الروسية بأننا سنحرر هذه المناطق». وسبقت الغارات على «قوات سوريا الديمقراطية» تصريحات لمستشارة رئيس النظام السوري بثينة شعبان، لقناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله»، بأن قوات النظام ستقاتل «قسد». وقالت: «سواء كانت (قوات سوريا الديمقراطية) أو (داعش) أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء، فنحن سنناضل ونعمل ضد هؤلاء إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتد». وزادت: «(قوات سوريا الديمقراطية) ومحاولاتها لأن تسيطر على أراض في الأيام الأخيرة، لاحظنا أنها حلت محل (داعش) في كثير من الأماكن من دون أي قتال» في اتهام لهم على ما يبدو بالتواطؤ مع المتشددين.

تواطؤ مع «داعش»

وقال قائد «وحدات الحماية» أمس: «التواطؤ مع (داعش) معروف. قوات النظام تواطأت مع (داعش) في عقريبات في ريف حماة. كما أن أحد بنود صفقة دواعش القلمون التي سمحت بخروج عناصر التنظيم من القلمون إلى دير الزور، هو ألا يقاتل (داعش) قوات النظام في دير الزور». وأضاف: «نحن نحارب (داعش)، وهم يقصفوننا. هل هم منزعجون لأننا نهزم التنظيم؟». وأشار حمو إلى أن قواته أبلغت الأميركيين تفاصيل القصف على «قسد» شمال شرقي دير الزور، لافتاً إلى أن الروس أبلغوا الأميركيين أن القصف «حصل خطأ، وأنهم سيردون إذا تكرر القصف». وأضاف أن مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» و«مجلس دير الزور العسكري» واصلوا العمليات فجر أمس باتجاه نهر الفرات بالتزامن مع معركة طرد التنظيم من الرقة؛ معقله شرق سوريا.

إدلب

اللافت أن التصعيد العسكري والإعلامي من موسكو ودمشق ضد الأكراد جاء بعد إنجاز اتفاق «خفض التصعيد» في إدلب الذي سمح لأول مرة بوجود عسكري تركي وإيراني بقبول علني من دمشق «ضمنته» موسكو. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن اتفاق آستانة نص على استثناء منطقة شرق الطريق المعروف بـ«إم5» حيث ينتشر مئات من عناصر «جبهة النصرة» مما يعني استمرار العمليات العسكرية ضدهم مقابل ضم إدلب ومناطق غرب «إم5» لاتفاق «خفض التصعيد».وقال مسؤول غربي إن الاتفاق نص على نشر 500 عنصر حداً أقصى من المراقبين الأتراك في إدلب، مقابل نشر 500 من كل من روسيا وإيران لـ«الفصل» بين المراقبين الأتراك وقوات النظام في إدلب، على أن يدعم الجيش التركي فصائل معارضة لقتال «هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام» (النصرة سابقا)، بعد عزلها وتوفير غطاء جوي روسي وربما تركي. ولا تزال «عناصر فنية» في حاجة إلى اتفاق بين «الضامنين الثلاثة» خلال اجتماعات مقبلة، بما ذلك مناطق انتشار المراقبين العسكريين على الأرض بعد الاتفاق على خريطة «خفض التصعيد». ومن غير المستبعد أن يكون التصعيد ضد «قوات سوريا الديمقراطية» مرتبطاً برغبة موسكو في إرسال «إشارة ودية» إلى أنقرة بنيتها ضبط طموحات أكراد سوريا خصوصاً بعد إقرار شراء صواريخ «إس 400» الروسية، وغضب تركيا من الدعم الأميركي لـ«قسد»؛ إذ إن الجيش الروسي أسس مركز مراقبة في عفرين شمال حلب بين «الجيش السوري الحر» و«قوات سوريا الديمقراطية» وسمح لتركيا بدعم «درع الفرات» لمنع ربط إقليمي الإدارات المحلية شرق الفرات (الحسكة والقامشلي) بإقليم كوباني (عين العرب) غرب النهر. ونشر الجيش التركي تعزيزات مقابل مدينة عفرين.

 

إردوغان: سأبحث مع العبادي في نيويورك استفتاء كردستان

الحياة/17 أيلول/17/قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الأحد)، إنه سيلتقي برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارة للولايات المتحدة الأسبوع الحالي وسيبحث معه الاستفتاء المزمع على استقلال إقليم كردستان العراق. وأضاف إردوغان للصحافيين قبل مغادرته البلاد متوجها إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي بشأن الاستفتاء الذي قال إنه سيقسم العراق. كان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قال يوم الجمعة الماضي إن الاستفتاء لن يتأجل رغم مطالب ومخاوف الولايات المتحدة وقوى غربية وإقليمية أخرى.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

توزُّع القوى البترونية... وسيناريوهات إسقاط باسيل

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 18 أيلول 2017

مطالبات بمعالجة الأسباب التي أدّت الى إستياء «قوات» تنورين وبلدات أخرى

تُشكّل البترون مع الكورة وبْشرّي وزغرتا الدائرة المسيحية الأكبر في لبنان، حيث تضمّ 10 مقاعد نيابية، وتأخذ المعركة في البترون على المقعدين المارونيّين أبعاداً كثيرة نظراً الى وجود رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل فيها.يعتبر البعض أنّ إسقاط باسيل في الإنتخابات المقبلة ضربةٌ قوية للعهد أوّلاً، وضربةٌ أقوى لمستقبله السياسي ثانياً، إذ إنّ خسارته الإنتخابات هذه المرّة ستعني أنّه غير مؤيَّد في منطقته، أما الفوز فسيمنحه مشروعيّة نيابية إفتقدها في إنتخابات 2005 و2009، وكذلك سيضمن له ترشيحاً فعلياً لرئاسة الجمهوريّة. لا يستطيع أحدٌ توقّعَ نتائج الإنتخابات من الآن، لأنّ المفاجآت واردة في أيّ لحظة، والتحالفات لم تتبلور بعد، لكنّ الأحاديث الدائرة في الأروقة البترونية تُركّز على شراسة المعركة والسيناريوهات المتوقَّعة، وكيف يمكن كلّ مرشح أن يرسب؟ وماذا يجب على القوى السياسيّة المعارِضة لباسيل أن تفعل لإسقاطه مجدداً؟

وضعُ القوى

أسقط قانونُ الانتخاب النسبي مقولة إنّ هناك ثلاث قوى أساسية في البترون هي «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ» والنائب بطرس حرب، فإذا تحالف إثنان أسقطا الثالث حتماً، وباتت المعركة تدور على الصوت التفضيلي في القضاء ورفع منسوبه لتصدُّر ترتيب المرشحين في الدائرة الكبرى.

في المقابل، لا يمكن إستنتاج كيف يمكن إسقاط باسيل قبل معرفة حجم القوى ووضعها، اذ إقترع في البترون في إنتخابات 2009 نحو 33 ألف ناخب، ونال باسيل نحو 14265 صوتاً منهم، فيما نال حرب نحو 17733 صوتاً، والنائب أنطوان زهرا 17541 صوتاً.

ونظراً الى حجم القوى ودورها يمكن تلخيص حجمها وفق الآتي:

• باسيل: على رغم نيله أكثر من 14 ألف صوت في الدورة السابقة، فإنه خسر في مواجهة تحالف «14 آذار»، وسيكون في هذه الدورة شبهَ وحيد إذ إنّ تيار «المردة» سيصوّت ضده بعدما كان منحه أصواته سابقاً. وفي حال قرّر ترشيح شخصيّة من الجرد على لائحته فسيخسر قسماً من الأصوات التفضيلية العونية التي ستذهب الى مرشّح الجرد، إلّا إذا منح هذا المرشّح أصواته التفضيلية لباسيل وقبِل بخوض الإنتخابات إرضاءً للمنطقة الجردية.

ويقدّر البعض بأنّ صافي الأصوات التفضيلية التي قد ينالها باسيل تصل الى نحو 9 آلاف صوت، وقد ساعد إنتخابُ العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في ارتفاع حظوظه نتيجة تأييد شريحة لا بأس بها من المسيحيين لرئيس الجمهورية، كما أنّ بابَ الخدمات الذي فُتح له سيزيد من قوته الإنتخابية، فيما عدم تلبيته الخدمات التي تُطلب منه نتيجة شعوره بأنه مرتاح سيؤثر سلباً عليه وقد يُسقطه، في ظلّ عدم لمس البترونيين تغييراً جوهرياً في خطابه المؤيّد لـ»حزب الله».

• النائب بطرس حرب: يقدّر حجم الكتلة الناخبة الموالية له بنحو 6 آلاف صوت تفضيلي، وترتفع إذا كان النظام أكثرياً لأنه قادر على أخذ أصوات من كل الأحزاب.

يحافظ حرب على وضعيّته البترونية على رغم خسارته حليفَيه «القوات» وتيار «المستقبل»، وينطلق بزخم من بلدته تنورين رغم كل الحرمان الذي تعانيه على الصعيد الإنمائي، وقد يكون عدم وجود مرشح جدّي من تنورين على اللوائح المنافسة أراحه، في حين لم تظهر بعد تداعيات الخلاف الناشب بينه وبين رئيس بلدية تنورين المهندس بهاء حرب وهل سيؤدّي الى تطيير البلدية أو إبقاء «الستاتيكو» القائم؟ وكيف سينعكس داخل العائلة في الإنتخابات المقبلة، وما إذا كان الوضعُ قابلاً للتطبيع؟.

وللمفارقة أنّ رئيس بلدية تنورين ورئيس مجلس إدارة مستشفى تنورين الدكتور وليد حرب هما على خلاف حالياً مع النائب بطرس حرب، والإثنان من عائلته، علماً أنّ المستشفى والبلدية تُعدّان من أكبر أبواب الخدمات في المنطقة.

• «القوات اللبنانية»: وصلت سابقاً الى عصرها الذهبي في البترون، لكنها بدأت تتراجع، إذ إنّ إستبدالَ منسّق المنطقة السابق شفيق نعمة بالمنسق الحالي عصام خوري، ومرشّحها الى الإنتخابات النائب أنطوان زهرا، بالمرشح فادي سعد انعكس سلباً على حدّ وصف شريحة كبيرة من القواتيين.

وتعاني «القوات» في البترون من إنقساماتٍ داخلية حادّة، فتراجعت قوّتها التجييرية الى نحو 5000 صوت، فالمنسّقية تعيش خلافات مع بعض الأقسام في البلدات الكبيرة، ولعلّ أبرزها مع قسم تنورين، تلك البلدة التي تشكّل أكبر كتلة إنتخابية في البترون وتقدّر بنحو 14 ألف ناخب، ولم تبادر المنسّقيّة الى حلّ الإشكالات الطارئة، بل زادت من إشتعالها، وسط إنقطاع الإتصال بين شباب تنورين والمنسّق الجديد منذ أكثر من سنة، في حين يستغرب البعض كيف يمكن لمرشّح «القوّات» الفوز في وقت لم تلتفت القيادة الحزبية الى أكبر بلدة في القضاء، ولم تعالج الأسباب التي أدّت الى إستياء «قوات» تنورين وبلدات أخرى.

• «الكتائب اللبنانية»: تعتبر عودة النائب سامر سعادة الى الترشح في البترون وإحجام زهرا عن الترشح، وهو الذي كان قادراً على جمع العصب الكتائبي و«القواتي» في منطقة الوسط، بمثابة إعطاء دفع للكتائب التي كان رئيسُها الراحل الوزير جورج سعادة من أبرز رموز المرحلة الماضية.

ويقدَّر «البلوك» الكتائبي بنحو 3 آلاف صوت، ويُعتبر أكبر وجود كتائبي في الشمال. ويراهن سعادة على جمع الكتائبيّين مجدداً وتأمين الحاصل الإنتخابي للائحة المجتمع المدني التي ينوي الحزب تشكيلها في الأقضية لإحداث خرق بتروني، على إعتبار أنّ المرشحين في بقية الأقضية ليسوا أقوياء. إلا أنّ سعادة ينفي تبلور لائحة محددة حتى الساعة.

• تيار «المردة»: رغم أنّ وجود «المردة» في ساحل البترون كان تاريخياً، لكن، ومنذ العام 2005، التحق القسم الأكبر من مناصريه بـ»التيار الوطني الحرّ»، وتصعب عودتهم الآن الى صفوفه. فعلى سبيل المثال، لم يعد معظم الكتائبيين الذين أصبحوا «قوات» الى حزبهم السابق، كما أنّ باسيل هو إبن البترون ويُمسك بمفتاح الخدمات. ويقدَّر حجم القوّة التجييرية لـ»المردة» بنحو 1500 صوت، ويُستبعد أن يكون له مرشح. • تيار «المستقبل»: يعتمد بمقدار كبير على القرى السنّية البترونية وأبرزها رأس نحاش، اضافة الى المناصرين المسيحيين، وقد شكّل نشاط منسّقه في البترون جورج بكاسيني عاملاً قوياً في فوز النائب حرب في بلدية تنورين الحالية، حيث تحالف «المستقبل» مع حرب آنذاك، قبل أن تتبدّل التحالفات، وينطلق «المستقبل» من نحو 2000 صوت في منطقة البترون. إلى ذلك، تضمّ البترون نحو 1500 صوت يتوزّعون بين «الأحرار» و«الكتلة الوطنية» و«اليسار الديموقراطي» و»الشيوعي» و»القومي».

الرأي العام

أمام كل هذه التقديرات الرقمية، هناك كتلة كبيرة في البترون لا يُستهان بها تشكّل الرأيَ العام الذي يتحرّك حسب عوامل عدة ويقدر بما يزيد عن 5 آلاف صوت، فهو أعطى أصواته الى باسيل ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية عام 2005 نتيجة «تسونامي» الذي أحدثته عودة عون. وهو نفسه كان عاملاً أساسياً في فوز لائحة حرب وزهرا في انتخابات 2009 نتيجة الخطاب السيادي والنزاع بين قوى «8 و14 آذار».

وهذا الرأي العام قد يتأثر بعوامل عدة منها الخطاب المتطرّف المسيحي وقوة العهد، وعامل الخدمات، إضافة الى أنّ غياب قوى «14 اذار» الموحّدة ساهم في ضياع البعض.

السيناريوهات

اما العوامل التي قد تساهم في إسقاط باسيل، فهي، في رأي البعض، عدم قدرة لائحته على تحقيق الحاصل الانتخابي الذي يقدَّر بـ12 ألف صوت على اعتبار أنه سيقترع في دائرة الشمال المسيحية نحو 120 الف مقترع مقسّمين على 10 مقاعد، وهذا الامر مستبعَد خصوصاً إذا تحالف باسيل مع تيار «المستقبل»، وهو الاحتمال الغالب إضافة الى الحزب السوري القومي الاجتماعي. لكنّ خوض معركة جدّية ضدّ باسيل الذي يقدَّر حجم أصواته التفضيلية بنحو 9 آلاف صوت، يحتاج إلى أن يجتمع حزبا «القوات» و»الكتائب» على دعم مرشح واحد، إمّا سعادة، أو إعادة ترشيح زهرا لشدّ العصب «القواتي»، عندها سيبلغ عددُ الأصوات الذي سيحصل عليه أيّ منهما التسعة آلاف بسبب خلق جوّ من العصب اليميني في البترون، في مقابل دعم تيار «المردة» و»اليسار الديموقراطي» وأحزاب «الاحرار» و»الشيوعي» و«المستقبل» النائب بطرس حرب، عندها سيرتفع معدّل أصوات حرب التفضيلية، في مقابل شدّ الرأي العام البتروني الى جانب هؤلاء المرشحين بدلاً من باسيل. تبدو كل هذه السيناريوهات غير قابلة للتحقيق حالياً، خصوصاً أنّ تيار «المستقبل» سيمنح أصواته التفضيلية الى باسيل نتيجة استمرار التسوية الرئاسية، ما يرفع معدّله الى 11 الف صوت عندها يصبح من شبه المستحيل إسقاطه، كما أنّ جمع «القوات» والكتائب بات من سابع المستحيلات إذ إنّ الخلاف بلغ الذروة وتظهَّر ذلك في قداس «شهداء المقاومة اللبنانية»، كما أنّ زهرا لن يعود عن قراره بعدم الترشح. وفي وقت ترفض «القوات» التضحية بمقعد البترون، تعتبر الكتائب أنّ هذا المقعد من حقها وهو المقعد التاريخي لجورج سعادة وتعتزم تشكيل لوائح مع المجتمع المدني في كل لبنان.

أما على خط «المردة»، فإنّ فتح باب الخدمات تارةً للنائب حرب وطوراً لـ«القوات» يؤدّي الى ضياع مفعول تلك الخدمات، ويجعل المعركة بين حرب و«القوات» و«الكتائب» على المقعد الثاني، في حين أنّ الخدمات التي يؤمّنها العهد، وغياب الخطاب السيادي، وتفرُّق خصوم باسيل كلّها عوامل تجعله يفوز بالمقعد، فيما تتنافس بقية القوى على أن تحصد المقعد الثاني.

 

جعجع وباسيل: «بالنسبة لبكرا شو»؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 18 أيلول 2017

باسيل يحلّق بعيداً من منطق «ورقة معراب»

هناك ما يجب التوقُّف عنده يوم الأحد 10 أيلول، ولو أصرّ «التيار» على نظرية «المصادفة»: باسيل يستعرض قوته في بْشَرّي وجونية، في لحظة استعراض جعجع «قواته» في معراب. المعادلة الجَبْرية هي: رمزيةُ بْشَرّي+ جونية لـ«التيار» = رمزية جعجع+ معراب لـ«القوات». وفي الاختزال: إذا استعرض جعجع قوته حيث مقعد عون في كسروان، يَرُدُّ باسيل في عقر دار جعجع في بْشَرّي... وهكذا دواليك!القصة هي: جعجع أم باسيل. هذه هي الحقيقة التي لا يحبّ أيٌّ من الطرفين إظهارَها. وفي صراحة، المسألة تتعلق بالإجابة عن السؤال الآتي: إذا كان الزعيم المسيحي، مؤسس «التيار» ورمزه، العماد ميشال عون قد انتقل من موقع رئاسة الحزب إلى موقع رئاسة الجمهورية، فمَن هو وريثه السياسي في زعامة المسيحيين؟ باسيل يعتبر نفسه «سليلاً شرعياً تلقائياً» لزعامة عون. وهذا يعني تلقائياً أنه «الزعيم المسيحي الأقوى»، بعد انتقال عون إلى مكان آخر. وجعجع يعتبر أنه «سليل شرعي تلقائي لقادة المقاومة اللبنانية»، بكامل أحزابها وفصائلها، وأنّ مشروعيّة الزعامة المسيحية هي لهذه المقاومة لا لسواها. وكلٌّ مِن الرجلين يخوض المواجهة بحزمٍ دفاعاً عن «مشروعيته الزعاماتية» على البيئة المسيحية. لذلك، لا بدّ من الحرب بين جعجع وباسيل. لا حتماً الحرب الدموية التي دارت رحاها بين عون وجعجع، ودمَّرت معظم ما كان قد بقي من قوة للمسيحيين، بل الحرب الباردة الدائرة اليوم التي تهدّد أيضاً بإهدار فرص استعادة جزء من المدمَّر. ومِن حسنات المصالحة «القواتية» - «العونية» أنها على الأقل قلَّصت مستوى الحقد المتبادَل داخل البيئة الطوائفية الواحدة، حتى على المستوى الاجتماعي.

ولكن، تحت الغشاء الرقيق من المصالحة، تخرج عدائية «العونيين» (الباسيليين أجمالاً) و«القواتيين» عند كل مفصل ساخن. وتكفي نظرة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي لإدراك مدى «الحبّ» الذي يَكنُّه جمهور كل منهما للآخر.

يستفيد باسيل من تحالفات القوة التي نسجها عَمُّه مع «حزب الله». فهو استثمرها وطوّرها ببراعة: فقد أضاف إلى تحالفه مع «حزب الله» تحالفاً آخر مع الحريري، فبات مُمسكاً بالسلطة من طرفيها… المتناقضين!

ومن خلال هذه السلطة وما فيها من إمكانات وطاقات، يراهن باسيل على بناء قواعد مادية ملموسة لزعامته: «ترتيب» قانون الانتخاب، التحكّم بالمشاريع والخطط في الكهرباء والنفط والاتصالات وسواها، استخدام الورقة الرابحة في التطبيع مع دمشق الأسد، الاستقواء بدعم «حزب الله»، التعيينات وإطلاق اليد في المؤسسات على اختلافها، مستفيداً من هالة موقع رئاسة الجمهورية. معظم نقاط «القوة» هذه يفتقدها جعجع. هو لا يستطيع المناورة إلى هذا الحدّ بين المتناقضين والتناقضات. وهو بالتأكيد يقف عند «الخط الأحمر» في التطبيع مع دمشق والانفتاح على «حزب الله». وأما قدراته في السيطرة داخل المؤسسات فتبقى أدنى من قدرات باسيل. وفوق ذلك، يعلن وزراؤُه رفضهم الانخراط في الملفات التي يطرح بعض السياسيين والإعلام وهيئات الرقابة أسئلة حولها، والتي يبدو أنّ باسيل و«المستقبل» متراضيان حولها.

يراهن باسيل على «نوع» من «الواقعية» لتكريس نفوذه. فهو يستقوي بالأقوياء. وأما جعجع فمراهنته أكثر «مثالية»: صورة الأداء داخل الحكومة والتزام خط 14 آذار. ويوحي سلوك الرجلين بأنهما، كلاهما، يستعجلان تثبيت الأقدام وتكبير الأحجام، استعداداً للاستحقاق: مَن الأقوى ليَرِث الزعامة المسيحية الأعلى؟ بل مَن هو رئيس الجمهورية المقبل، بعد 5 سنوات، ما دام مجيءُ عون قد كرَّس نظرية الرئيس المسيحي الذي يحظى بدعم طائفته، لا الرئيس الآتي بـ«الباراشوت»؟ «البارومتر» هو الآتي: هل سيستمرّ وزراء «القوات» على سلوكهم داخل مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة، سواءٌ في المسار السياسي (التطبيع مع الأسد ودور «الحزب») أو في المسار الإداري (الكهرباء والتعيينات وسواها)، خصوصاً إذا مضى الرئيس سعد الحريري في مسار التطبيع والدفاع عن باسيل وخطته للكهرباء وكأنها خطته هو؟ مهما حصل، لا يبدو أنّ الحريري في وارد الإستقالة من الحكومة. فماذا ستفعل «القوات»؟

سابقاً، أظهر جعجع أنه ليس متمسّكاً بدخول الحكومات. ولكن، ربما راهن اليوم على أنّ تركيبة سلطة على رأسها عون - بعد تفاهم معراب -

والحليف الحريري، وفيها وزنٌ لثنائي «التيار»- «القوات» يمكن أن تقود البلد في مسار يمكن معراب أن تتقبّله. وهذه التركيبة تتيح لـ»القوات» أن تنفتح على القوى جميعاً، فلا يبقى «فيتو» عليها يعوق صعود جعجع إلى موقع الرئاسة.

ولكن، ظهر أنّ باسيل يحلّق بعيداً من منطق «ورقة معراب»، وأنه في مجلس الوزراء لا يتذكّرها بمقدار ما يتذكّر «ورقة مار مخايل». ويستطيع باسيل أن يمدّ يده إلى الحريري و»حزب الله» والأسد وجعجع في آن معاً، وأن يعطي كلَّ واحد ما يريد. وأما جعجع فلا يمتلك هذه الخصوصية «المطاطة» لأسباب مختلفة.

منذ اللحظة الأولى، هزّ جعجع العصا لباسيل في البترون: إنتبه. لكلّ شيء ثمن! وكرَّت سبحةُ الهزّات على أنواعها، من جانب جعجع... ومن جانب باسيل، وهي ستزداد وتيرةً وقساوةً بالتأكيد. في النظرة إلى مستقبل العلاقة بين الرجلين، والحزبين، يسأل المطّلعون: «التعايش ماشي ضمن حدود مقبولة… ولكن، «بالنسبة لبكرا شو»؟ ويستدرك كثير منهم: «بكرا مثل اليوم!». ثم يستطردون في هدوء: «حسناً… على الأقلّ هو ليس مثل البارحة»!

 

قصف عَرَضي

علي نون/المستقبل/18 أيلول/17

تنفي موسكو أن يكون طيرانها الحربي هو مَنْ قصف «قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور.. لكن الفصيحة بثينة شعبان تقول علناً، أن «قرار» مقاتلة تلك الوحدات متّخذ حتى وإن كانت مدعومة من واشنطن.. أي كأنها تنفي ما تنفيه موسكو!

ما قاله «البنتاغون» هو أنّ الطيران الروسي استهدف تلك القوات التي يدعمها.. ومنطقي وطبيعي أن يكون هذا الإعلان أكثر صدقية من بيان وزارة الدفاع في موسكو التي (لا تزال) تصرّ على أنّ طيرانها لا يستهدف إلاّ مواقع«داعش» في سوريا!

لكن ما حصل ليس جديداً. بل سبقته «غارات متبادلة»: قَصَفَ الأميركيون الميليشيات الإيرانية التي حاولت الوصول الى معبر التنف، وفتح النقاط الحدودية (الرسمية) بين العراق وسوريا، ومحاولة الاقتراب العدائي من الحدود الأردنية.. وقصَفَ الروس أكثر من مرّة، وحدات قتالية من«الجيش الحر» كانت مرعيّة من الأميركيين مباشرة، قبل أن ينفّذوا الغارة الجديدة على قوات«قسد». وذلك في كل حال، لم يفسد في الود قضيّة.. طالما أنّ الاستهداف المتبادل طال سوريين وأدوات إيران، وبقي قاصراً عن التعرض للجنود الروس والأميركيين المنتشرين على الأرض! وطالما أنّ ذلك، لم يخرج عن، أو يهدّد السياق التفاهمي العميق بين الطرفين، والذي يشتمل كما يبدو، على مساحات تفلّت تسمح لكل منهما بترك مهمة ضبط حلفائه، أو شططهم، للطرف الآخر!

والروس في ذلك، معنيون أكثر من الأميركيين. ووضعهم أكثر «دقّة» تبعاً لكونهم الطرف الوحيد «القابض على المجد»من طرفَيه! أي المنخرط من جهة في«تحالف»مع إيران عنوانه الوحيد (أنسَ داعش!) منع سقوط بقايا سلطة بشار الأسد.. والمنخرط من جهة ثانية في تفاهم أو اتفاق مع الاسرائيليين يتعلق بأمنهم ومصالحهم في سوريا وانطلاقاً منها. وتلك تعني أن تغضّ موسكو نظرها، وتطفئ راداراتها، وتعلّق تحليق طيرانها كلما عنّ على إسرائيل توجيه ضربة الى هدف تابع لـ«حزب الله» و«المستشارين» الإيرانيين.. أو كلما حاول هؤلاء جسّ النبض في محيط الجولان المحتل، أو في المنطقة الجنوبية كلها.. أو حتى محاولة الاقتراب من النقاط التي يتمركز فيها الأميركيون لضمان عدم إكمال فتح طريق طهران – بغداد – دمشق – بيروت!

وتعني أيضاً، أن تكتفي واشنطن بأخذ العلم ثم التصريح (من دون استنكار!) بأنّ الطيران الروسي استهدف وحدات من«الجيش الحر»، يشرف عسكريون أميركيون على تدريبها! وأن يأتي ذلك الاستهداف على وقع رفض تلك الوحدات حصر مهامها بقتال «داعش» وحده دون بقايا قوات السلطة الأسدية والميليشيات الايرانية! استهداف الروس قوات «قسد» في دير الزور«قد» يكون جزءاً من ذلك السيناريو، إذا كانت الصيغة الموضوعة للمدينة ومنطقتها تقوم على تقسيم النفوذ فيها! لكن الأرجح أنّه ليس كذلك. بحيث أنّ موسكو معنية جداً على ما يبدو، بأمرَين مهمّين. الأول عدم «إزعاج» الأتراك أكثر، من خلال منع«قوات سوريا الديموقراطية» ذات الغالبية الكردية من السيطرة على المدينة المهمة.. والثاني القبض على المنشآت النفطية الرئيسية الموجودة في ضواحيها.ومنطقي الافتراض، أنّ واشنطن ملمّة بالأمر! وبيانها عن استهداف حلفائها، يبدو كأنّه بيان عتاب أكثر من أيّ شيء آخر!

ومنطقي في المقابل أن تنفي موسكو مسؤوليتها عن الاستهداف، فقط كي لا تظن بثينة شعبان أن «أجندة» رئيسها بـ«تحرير» كل سوريا، أهم من«التفاهم» مع واشنطن على تقاسم النفوذ في سوريا!

 

هل يعود الاستحقاق الانتخابي ليشغل الناس؟

وسام سعادة/المستقبل/18 أيلول/17

عاد موضوع الاستحقاق الانتخابي «تقنياً»، ببحث بندي تصويت المغتربين والبطاقة البيومترية على طاولة مجلس الوزراء عنه. عودة «تقنية» من خارج جدول الاعمال، لكن أيضاً من دون مؤشرات الى عودة «سياسية» للاستحقاق الانتخابي. ذلك أن هذا الاستحقاق العتيد والمؤجل للمرة الثالثة، كان شاغل الناس حتى لحظة الاتفاق على قانون جديد عويص ومزركش، واذا قيل للناس من بعد إقرار هذا القانون، إن عليهم الانكباب من الآن فصاعداً على استيعاب هذا الجديد، فما حدث لاحقاً، كان بالعكس من هذا، تراجع الاهتمام بالانتخابات، رغم بدء العد العكسي لها.

تراجع ارتبط بتصدر ملفات أخرى، من ملف اللاجئين السوريين في أول الصيف، الى ملف المجموعات المسلحة في الجرود. صحيح أنه لم تتوقف طيلة هذه الفترة الأنشطة الانتخابية، والبوانتاجات الانتخابية، والتحضيرات التقنية بشكل عام، لكن، في الوقت نفسه ابتعد الاستحقاق عن مركز الضوء السياسي، وظهر أكثر فأكثر أن دون «تسييس» الاستحقاق، الذي هو بالاساس الاستحقاق السياسي بامتياز، عقبات يمكن ايجازها بثلاث: تفشي الخطاب الخشبي، في نماذجه المختلفة، انما المتلاقية على التقليل من حدة الأزمة اللبنانية في شكلها الراهن، ثم شيوع الخطاب الانفعالي والمناكف كبديل «ليس ببديل» عن الخطاب الخشبي، وبالتوازي، ظهور حجم من اللامبالاة، لدى شرائح واسعة من الناس، تجاه الاستحقاق المزمع، وبعض من هذه اللامبالاة تشكيكي حيال حصول الاستحقاق في موعده المرحل للعام المقبل، فيما البعض الآخر مشكك في ما يمكن أن يأتي به هذا الاستحقاق.

مختلف تماماً المناخ عن آخر استحقاق. فانتخابات العام 2009 ظلت بالفعل، الشغل الشاغل للحلبة السياسية، وللرأي العام، منذ صلح الدوحة التي حسمت أمر قانون الانتخاب آنذاك، ووصولاً الى لحظة الاقبال على الصناديق. لماذا تراجع الاهتمام بالانتخابات اذاً، هذا العام، مباشرة بعد إقرار القانون؟ هل فقط بسبب تصدع ثنائية 8 و14 آذار، هل فقط بسبب صعود موضوعات آخرى، اللاجئين والجرود، الى الواجهة؟ هل لاستشعار، من فوق ومن تحت، بأن المرحلة هي للركود لبنانياً، وينبغي ابقاء الوضع على ما هو عليه بالتي هي أحسن، حتى اتضاح توافقات خارجية جديدة حول لبنان؟ شيء من كل هذا، بالطبع. لكن أيضاً، وقبل كل شيء، تسييس الاستحقاق اليوم يرتبط بشيء واحد، طرح «مسألة حزب الله».

أي برنامج انتخابي يريد التخلف عن الاثارة في العمق لهذه المسألة، مسألة الى أين يا «حزب الله» بعد الحرب السورية والجرود، هو برنامج يريد نزع التسييس عن الاستحقاق التشريعي، السياسي بامتياز.

وبالتوازي، أي طرح انتخابي يريد اختزال هذه المسألة الى خطابية شعبوية - على أهمية الحماسة، تعفي نفسها من تقديم طرح برنامجي لحل المسألة اللبنانية، ومعالجة «مسألة حزب الله»، انطلاقاً منها، هو طرح عاجز عن تسييس الاستحقاق.

الحزب من جهته، لا يبدو أنه يرفع السنة شعار 2009، «اعادة تكوين السلطة»، ولا يظهر حتى الآن أنه معني بشكل حثيث بالاستحقاق. لكن في الوقت نفسه، كل ما يقوله عن انتصاراته، أو بمعنى آخر عن ازدياد انعدام التوازن بينه وبين المجموعات الأخرى، الحليفة منها والمناوئة، انما يرتبط بقابلية ترجمة هذه الأرجحية في الحملة الانتخابية والصناديق. هل يعود الاستحقاق الى الصدارة مجدداً؟ هذا مشروط باعادة تسييسه، وهذه لن تحدث من تلقائها. أكثر من هذا: من دون اعادة تسييس الاستحقاق ستزيد احتمالات اعادة تأجيله.

 

حربُ لبنان من حربِ سوريا

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 18 أيلول/2017

لا الحربُ في سوريا انتهَت ولا موازينُ القوى نهائية. ما هكذا تكتمِل الحروب. والطريفُ أنَّ القِوى الرديفةَ المقاتِلةَ أعلنت انتصارَها ولمّا تنتهِ الحربُ السوريةُ بعد، فيما تحفّظ اللاعبان الأساسيّان: الروسُ والأميركيون. كأنَّ اللاعبين الإقليميّين، الأساسيّين والثانويّين، يحاولون استباقَ قرارِ الدولتين الكبرَيين والاستئثارَ بالنصرِ المرحليّ لتعزيزِ دورِهم في سوريا وتوظيفِه في بيئتِهم النازفة.

لكنَّ واقعَ الأمورِ مختلِفٌ، وهو الآتي:

الثابتُ الأساسيُّ الأوّل هو تفاهمُ الولاياتِ المتّحدة الأميركيّة وروسيا على إدارةِ النزاع بالحدِّ الأدنى من المواجهةِ بينهما، وبالحدِّ الأقصى من المواجهةِ بين القِوى المحليّةِ والإقليميّة الناشطةِ في سوريا وحولَها. والثابتُ الأساسيُّ الثاني هو الإقرارُ بأنَّ الحربَ لن تنتهيَ بسقوطِ بشّار الأسد، وأنَّ السلمَ لن يبدأَ ببقائِه طويلاً، فالحلُّ ليس مرتبِطاً بمَن يسيطرُ على الأرضِ في سوريا فقط، بل بمَن يسيطر على الشعبِ السوريّ، وقد أصبحَ شعوباً ومذاهبَ وإتنيّات.

والثابتُ الأساسيُّ الثالثُ هو اعتمادُ الصيغةِ الفيدراليّةِ بعد النظامِ المركزيّ الجامِد الذي ساد قبلَ الحرب وبعدَ الواقعِ التقسيميِّ الشاملِ الذي نما أثناءها. والثابتُ الأساسيُّ الرابعُ هو الأخذُ بالاعتبارِ أمنَ دولةِ إسرائيل في المناطقِ المحاذيةِ لحدودِها مع سوريا ولبنان.

إذن، المشهدُ الحاليُّ سيتغيّر تدريجاً بالسلمِ حيث يسود العقلُ، وبالقوّةِ حيث تَطغى الغطرسة. الحاضرون يشاركون في التسويةِ، والغائبون يُدهَسون. الواقعيّون يعودون إلى أحجامِهم والمعانِدون يَخسَرون ما حقّقوه. نحن في مرحلةِ ما قبلَ التسوياتِ التاريخيّةِ الجديدة، والانتصاراتُ المؤقّتةُ تَمحوها التسوياتُ النهائية.

واقعُ سوريا متحرِّكٌ بوتيرةٍ متسارِعةٍ نظراً لتعدّدِ الأطرافِ القادرةِ على التدخّلِ العسكريِّ والراغبةِ بدخولِ الساحةِ في مراحلَ محدَّدةٍ من مسارِ الأحداث.

مِن هذه الأطرافِ مَن تدخَّلَ لإشعالِ الحرب، ومنها من تدخَّل لاستمرارِها، ومنها من تدخَّل لتصويبِ مسارِها، ومنها من تدخَّل لتعديلِ موازينِ القوى، ومنها من يتدخّل مُجدَّداً لحِفظِ «حقوقِه» تحت سِتارةِ مراقبةِ السلام.

لكن، حتى الآن لم يتدخّل أيُّ طرفٍ إقليميٍّ أو دوليٍّ لإنهائِها جِدّياً. بدأت الحربُ لتغييرِ النظام، ثم لتغييرِ المعارضةِ، ثم لتغييرِ الاثنين معاً، ثم لتغييرِ الحدود، ثم للقضاءِ على الإرهاب، والآنَ لجمعِ مَن بقي في تسويةٍ تلوحُ وتَختفي. لا يوجد أيُّ فريقٍ سوريٍّ منتصِر، بما فيه النظامُ الذي استعادَ الروح، لأن بقاءَه معلَّقٌ على قرارٍ روسيّ.

الجديدُ هو أنَّ المُتحوِّلاتِ المقبلةَ في المشهدِ السوريّ ستبلُغ لبنانَ بحكمِ دورِ حزبِ الله هناك وهنا من جهة، وتصميمِ إيران على الاحتفاظِ بلبنانَ جُزءاً من نفوذِها بغضِّ النظرِ عن مسارِ الحلِّ السوريّ من جِهةٍ أخرى. مجموعُ المعلوماتِ المُستقاةِ من مراكزِ القرارِ الدوليّ يُشير إلى ما يلي:

أولاً: مقابلَ التسليمِ بدورِها «الرياديّ» في سوريا، التزَمت روسيا تجاهَ واشنطن بتحجيمِ دَوري إيران وحزب الله في سوريا «في الوقت المناسب»، فروسيا التي سَحبت جُزءاً من قوّاتِها في آذار 2016 تَتّكِل حاليّاً على قوّاتِ إيران وحزبِ الله للانتشارِ البَرّي في المناطقِ السوريّة المستعادَة.

ثانياً: هناك حدودٌ للمساكنةِ الروسيّةِ - الإيرانيّة في سوريا، فبعد هدوءِ المدفَع يَصعُب أن تقبلَ روسيا بإنشاءِ مجلسِ وصايةٍ مشتركٍ مع إيران على سوريا.

وأصلاً، لا يعرِف التاريخُ الحديث احتلالاً مشتركاً لدولةٍ ما لم تُقسَّم كما حصل مع النمسا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. علاوةً على ذلك، ثغراتٌ عديدةٌ تشوب العلاقاتِ الروسيّةَ - الإيرانيّة. فرغم التحالفِ الموضوعيِّ القائمِ بينهما، تختلف الدولتان على: مصيرُ سوريا، الهلالُ الشيعي، التمدّدُ الإيرانيّ في جُمهوريّات الاتّحاد السوفياتيّ السابق، وعلى العلاقاتِ مع دولِ الخليج وإسرائيل.

ثالثاً: بَرز في الآونةِ الأخيرة اتجاهٌ لدى إدارةِ الرئيس ترامب بتركيزِ الصراعِ مع إيران على دورِها مع حزبِ الله في سوريا والعراق ولبنان واليمن وأفغانستان وليس على ملفِّها النووي كما كانت الحالُ حتى الآن. ذلك أن إعادةَ النظر بالاتفاقِ النوويّ تعارضُه الأممُ المتّحدةُ والوكالةُ الدوليّةُ للطاقة الذَريّة والدولُ الخمس التي وقّعته، في حين أنَّ التدخّلَ الإيرانيَّ عبرَ الحرسِ الثوريّ وحزبِ الله في دول الشرق الأوسط يُلاقي شبهَ إجماعٍ عربيٍّ ودولي.

الاستنتاجُ العمليُّ والمباشَر ممّا سَبق هو أنَّ المشهدَ السوريَّ مفتوحٌ على أحداثٍ تطالُ أدوارَ بعضِ القوى النافدةِ هناك وتحديداً إيران وحزب الله، كما أنَّ المشهدَ اللبنانيَّ عُرضةً، يوماً ما، لاعتداءٍ إسرائيليٍّ يَنقلنا من «فجرِ الجرود» إلى «بأس الجنوب».

وإذا كان التغييرُ في سوريا واقِعاً بحكمِ القتالِ الدائرِ والوجودِ العسكريِّ الروسيّ والأميركيّ، فالحربُ الإسرائيليّةُ على لبنانَ ليست حتميّةً في حالِ أحسنَت الدولةُ التصرّفَ واحترمَ حزبُ الله القراراتِ الدوليّةَ. ومِعيارُ ذلك هو عودةُ حزبِ الله إلى الشرعيّةِ اللبنانيّة وليس العودة من سوريا، والعودتان مشكوكٌ فيهما.

ليست حربُ حزبِ الله ضِدَّ قوّاتِ داعش في سوريا ما سيُحدِّد مصيرَه، إنما صراعُه مع إسرائيل في لبنان. والخَشيةُ أن يدفعَ حزبُ الله في لبنان ضِدَّ إسرائيل ما ربِحه في سوريا ضِدَّ داعش؛ إذ كلّما قَوِيَ الحزبُ عسكريّاً في سوريا ضَعُف وضعُه السلميُّ في لبنان لأنَّ قوَّته المتناميةَ تُخيف إسرائيل.

حتى الآن، كان حزبُ الله قوّةَ ردعٍ ضِدَّ إسرائيل، أما اليوم، فقوّتُه تَستجلبُ حرباً إسرائيليّةً عليه وعلى البلاد. فطالما كان حزبُ الله بسلاحِه حزباً لبنانيّاً كانت إسرائيل تعتبره أحدَ عناصرِ ضبطِ الأمنِ على حدودِها الشماليّة، أمّا وقد أصبح الحزبُ دولةً شرقَ أوسطيّة لا «دويلة لبنانية»، فصارت تَعتبره خطراً مباشَراً لا بدّ من معالجتِه وتَنظر إليه كدولةٍ عدوَّةٍ إضافيّةٍ على حدودِها. إنَّ آخِرَ ما يُمكن أن تَقبلَ به إسرائيل هو أن تكونَ حدودُها من غزّة إلى لبنان وسوريا محاصرَةً بإيران أصالةً أو نِيابة.

 

المشرق العربي: عودة الرهانات الخاطئة

إياد أبو شقرا الشرق الاوسط/17 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58786

وسط حالة التخبّط المطبقة على مشرق عربي جريح تحاصره قوى إقليمية وعالمية لكل منها مشروعها، استيقظت مطامح وأطماع وحساسيات نائمة من سباتها، ووجدت في الوضع الراهن مناسبة للتعبير عن نفسها.

أصلاً، ما كان لهذه المطامح والأطماع، وكذلك للحساسيات النائمة والمكبوتة، أن تظهر إلا في ظل اختلال إقليمي كبير وتبدّل جذري في المعادلات وموازين القوى الدولية. وصحيح أن الإجماع السياسي على «حدود» الوطن ما عاد مضموناً حتى في الدول الأوروبية التي تمارس الديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان - بدليل سعي الاسكوتلنديين والكتالونيين للانفصال عن بريطانيا وإسبانيا عبر استفتاءات شعبية - لكن الاضطراب الداخلي يظل مدخلاً أكيداً إلى التنابذ والتقسيم كما نرى الآن في العراق وسوريا.

من دون الحاجة إلى التعمّق في قراءة التاريخ - الصحيح منه والمزوّر - بديهي أن هناك علاقات وثيقة بين الولاءات والمصالح. ففي ظل الإمبراطوريات المتعدّدة الأعراق، ومنها الدولة العثمانية التي حكمت المشرق العربي لأربعة قرون، ارتضت مكوّنات مشرقية كثيرة التفاعل والتعايش والتزاوج، فـ«تترّك» عرب... و«استعرب» أكراد وسريان وكلدان.

يومذاك كانت المصلحة الواقعية تقضي بالتفاعل والتعايش، وصولاً في بعض الحالات إلى حد الذوبان. كذلك فإن الهجرة الداخلية، بل حتى حالات التبادل السكاني أيضاً، كانت أمراً عادياً في أرجاء فضاء سياسي واقتصادي واجتماعي واسع. واليوم عندما تتصرّف قيادات عرقية أو دينية وكأنها تريد «تصحيح» أخطاء الماضي أو «الثأر» لظلم قديم، فإنها تُقدم على ذلك ليس لأنها أكثر شجاعة وحزماً من أجيالها السابقة، بل لأن الظروف الموضوعية باتت تسمح لها بفعل ما كانت لا تجرؤ على فعله في الماضي.

بعض الشيعية السياسية، الذي يجاهر اليوم بإصراره على الانتقام لمقاتل الطالبيين و«إعادة شرعية» السلطة في العالم الإسلامي لملالي إيران انتقاماً من أحفاد بني أمية، ما كان بوسعه فعل ما يفعله، لولا دعم طهران وغضّ القوى الغربية الطرْف عن مشاريع هيمنتها الإقليمية وقدراتها العسكرية النووية.

ونفر من الأقليات الدينية - وبالأخص المسيحية - ما كان مضطراً للترحيب من جديد بالحمايات الأجنبية لولا بروز ظاهرة متطرّفة ودموية ومشبوهة اسمها «داعش»، صرفت فظائعها الأنظار بعيداً عن مشروع الهيمنة والثأر الذي تنفذه إيران ومعها أذنابها. ولذا نرى الآن هذه الجماعات وقد أقنعت نفسها ليس بجدوى الحماية الأجنبية فحسب... بل ببناء «تحالف أقليات» أيضاً!

ثم إن هناك أقليات عرقية ولغوية كبيرة، مثل الأكراد، اكتشفوا - وهذا من حقهم - أن أمامهم فرصة قد لا تتكرّر لبناء دولة لم تقم في يوم من الأيام على الرقعة المتضخمة التي يعتبرونها اليوم من حقهم. ولئن كان لدى الأكراد، بالذات، من الظلامات ما يسوّغ لمتطرّفيهم المجازفة باستعداء جيرانهم في ظل التمييز الطويل الذي مارسه بحقهم الأتراك والإيرانيون - ثم في مرحلة متأخرة جداً، أنظمة عربية شوفينية الشعارات وعشائرية النسيج - فإنهم ليسوا أبرياء تماماً من ممارسة التمييز بحق أقوام آخرين. وهنا قد يجادل مُجادل أن ما فعله الأكراد مع الآشوريين قبل بضعة عقود في جبال الهكارية وشمال العراق يندرج تحت التطهير العرقي. كما أن أسلوب التعامل الفوقي الذي تعتمده قيادات منهم راهناً في مناطق عدة من العراق مثل كركوك وتلعفر وسهل نينوى وغيرها، وفي مناطق أخرى من شمال سوريا - وبالذات في محافظات الحسكة والرقة وحلب - لا تبشّر بمستقبل نقي وخالٍ من الأحقاد.

هنا يكمن التحدّي الحقيقي. وهنا يجب إدراك تبعات المغامرة والانتهازية وقطع خط الرجعة ومدى الحكمة في الاعتماد المفرط على وعود الدعمين الإقليمي والدولي. ليس فقط بالنسبة للأقليات الدينية والمذهبية والعرقية، بل للغالبية الدينية والمذهبية على مستوى المشرق العربي كله أيضاً.

إن مجرد وجود ظاهرة مثل «داعش» لدليل على وجود أزمة خطرة في العالمين العربي والإسلامي، ذلك أن التجارب ودروس التاريخ علمتنا أن الاعتدال والانفتاح من أهم سمات مراحل النهوض والازدهار في مسيرات الدول، بينما التطرف والتزمت مؤشران للضعف والوهن والانقسام الداخلي. ثم إن الجنوح إلى الإرهاب والقتل العشوائي ينم عن رهانات قاصرة لا تفهم العالم، ولا تقدّر عواقب الأفعال. والنتيجة جلية للعيان في كل مكان من العالمين العربي والإسلامي تراجعت فيه لغة الحوار العاقل والتفاهمات العريضة أمام الخطاب الإلغائي العنفي والغوغائي. والخوف كل الخوف ألا يكون الثمن الباهظ الذي دُفع حتى الآن كافياً... وأساساً كان هذا المبرّر الذي اختبأ خلفه الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما عقد صفقته النووية مع حكام إيران، الذين وصفهم بأنهم «غير انتحاريين»! وكان الذريعة التي تستّرت خلفها الدول الغربية للتآمر على انتفاضة الشعب السوري والتضحية بها وبه.

هذا من ناحية، ولكن من ناحية أخرى، لا ضمانات على أن هذا الوضع سيدوم. لأن استغلال إيران وأذنابها في المنطقة ظاهرة «داعش»، واستثمارهم فيها، سيصل إلى نهايته عاجلاً أو آجلاً في ضوء تنامي التورط الدولي الميداني في العراق وسوريا. كذلك فإن التناقضات كبيرة جداً وقوية جداً بين المشاريع التي تتسابق للظفر بجلد الدب قبل صيده. ففي شمال العراق ثمة نُذُر مواجهة بين «الحشد الشعبي» الشيعي الضارب بسيف طهران والقوميين الأكراد الطامحين إلى تأسيس دولة كردية مستقلة... بصرف النظر عن كلامهم الدبلوماسي المهذب. وهذا أمر طبيعي، فإيران لن تكون مرتاحة لاحتمال استقلال يعلنه الأكراد في عراق دمّرته إيران وأسهمت في تفتيته، لأن لديها أيضاً أكرادها ومطامحهم الانفصالية. ولا تختلف الصورة كثيراً في سوريا، التي شجّعت واشنطن أكرادها الانفصاليين - بحجة قتال «داعش» - على تأسيس نواة دويلة على طول معظم الحدود مع تركيا، مع علمها أن تركيا هي الدولة الشرق أوسطية التي تضم تقريباً ضمن حدودها الحالية نصف مجموع أكراد المنطقة. وعليه، ستكون الحالة الكردية رهينة لرؤيتي واشنطن وموسكو للمنطقة في المستقبل المنظور. وفي المقابل، يرجح أن تتأثر الحالة الشيعية - مع امتدادها العلوي في سوريا - باستراتيجية موسكو الإقليمية ورد الفعل الأميركي عليها.

 

عاقبة الانسياق خلف روايات إخوانية ملفقة

علي العميم/الشرق الأوسط/17 أيلول/17

سيدتي دلال البزري...

لا تحسبي حين أكملت عنوان مقالك «الإخوان المسلمون من منافسة العسكر إلى منافسة المَلَكية...»، المنشور في جريدة «العربي الجديد» التي تصدر في لندن، بتاريخ 29 يونيو (حزيران) 2017، بجملة هي: «... إلى سقطة دلال»، أني كنت أهزأ بك وأشنع عليك.

ولتعلمي أن الإكمالة المقصود بها - بالدرجة الأولى - الإخوان المسلمون. إذ لا يوجد في تاريخهم وممارستهم وثقافتهم وتأثيرهم وأخلاقهم، ما يجعلني أتحرّج من الهزء بهم.

إنني بعد أن قرأت مقالك رحت أسأل نفسي: ما الذي حدا بواحدة مثلك، هي من خيرة مثقفينا ومثقفاتنا وكتابنا وكاتباتنا، تخط ذلك المقال الرديء؟!

ولقد وصلت إلى تفسير هو مقنع لي، وليس هو - بالضرورة - هو مقنع لك، لكن لا بدّ من قوله لك. وقبل مكاشفتك بهذا التفسير الذي سيتأخر مجيئه، أرى أن من واجبي أن أبيّن لك الأخطاء التي وقعت فيها في مقالك/ السقطة، صغيرها وكبيرها.

إنَّ توصيفك لعلاقة الإخوان المسلمين بالعسكر - وتوصيفك لعلاقتهم بالسعودية في مرحلة متأخرة من تاريخهم - هو توصيف غير صحيح. والتوصيف الصحيح أنها علاقة مجابهة لا علاقة منافسة. وفي مجابهتهم لجمال عبد الناصر شنوا حرباً كلامية وفعلية عليه، تمثلت الأخيرة في محاولات اغتياله، والتآمر عليه بصنع انقلابات، وإحداث فوضى إرهابية في مصر امتد تاريخها من سنة 1954 إلى سنة 1965. أما الأولى - وأعني بها الحرب الكلامية - فهي ما زالت على أشدها من سنة 1954 إلى يومنا هذا!

أعلم أنك تعلمين أن التعبير الصحيح هو المجابهة وليس المنافسة، لكنك بإملاء من تحيز مكشوف للإخوان المسلمين، تجاوزته إلى استعمال كلمة مضللة، لتمرير مغالطة تاريخية، وهي تقديم تاريخ الإخوان المسلمين في إطار سياسي سلمي وضمن تدافع اجتماعي وفكري مشروع.

وللتدقيق، فإن علاقة الإخوان المسلمين بالجيش أو العسكر في عهد جمال عبد الناصر وعهد أنور السادات وعهد حسني مبارك، وفي عهد ما بعد الإطاحة بمبارك وفوز محمد مرسي - مرشح الإخوان المسلمين بالانتخابات - إلى أن أطاح الجيش به، لا تختصر في وجه واحد، هو المجابهة، فالملحوظ أنها في كل تلك العهود تبدأ بتعاون وتحالف، تتلوه مجابهة وصدام.

وللتبيان، فإن موقف الإخوان المسلمين من حكم العسكر، هو ليس موقفاً مبدئياً، ولا هو موقف سياسي وفكري ناجز، له جذر سياسي وآيديولوجي عميق في كتاباتهم، بل هو موقف مضطرب ومتضارب، وموقف انتهازي محض. وهذا من بين ما سعيت إلى تجليته في جانب من مطارحتي مع الكاتبين السعوديين جمال خاشقجي وخالد الدخيل، والتي نشرت في جريدة «عكاظ» في سبع حلقات تحت عناوين مختلفة.

تدعين - يا دلال - أن «مرارة الصراع على السلطة بينهم وبين جمال عبد الناصر منحت الحياة لجناحهم المتطرف، المتمثل بسيد قطب، صاحب (معالم في الطريق)، دفع صاحب الكتاب ثمنه من حياته: قرأ عبد الناصر الكتاب، فقرر إعدام صاحبه (1965) بعدما رأى فيه خطراً على سلطته اليافعة»!

وتدعين - وأنت تتحدثين بلسان الراوي عمّا نجم عن ذلك الصراع - أن هذا التيار سوف ينتعش بعد وفاة عبد الناصر، ويرفد الغاضبين من فشل الإخوان بتسلم السلطة.

سيدتي،

تلك ادعاءات لا يسندها واقع ولا تعززها وقائع ولا يؤكدها تاريخ، وإنما هي محض أكاذيب نمقها ولفقها الإخوان المسلمون، وصدقها عرب وأجانب بحسن نية، وبعضهم صدقها لأنه كان مغرضاً، إما لأسباب سياسية وآيديولوجية، وإما لأسباب شخصية، وفئة عريضة صدقتها لأنها كانت - ولا تزال - من دراويش روايات الإخوان المسلمين - الضعيفة الحبكة المتهافتة السرد - التي لا ينقصها بعد أن تستمع إليها سوى أن تلتفت يمنة ويسرة مرة تلو المرة، فتردد مع كل التفاتة بهذيان صوفي: الله حي!

لأبدأ معك في مناقشة كبرى ادعاءاتك، وهي أن جمال عبد الناصر أعدم سيد قطب بسبب تأليفه كتاب «معالم في الطريق»، وهو الكتاب الذي ألّفه وهو في السجن، وأن صاحبه دفع ثمنه من حياته!

كتاب «معالم في الطريق» طبع في سنة 1964 في القاهرة وبيروت، وفي شهر مايو (أيار) من تلك السنة - أي بعد مضي شهر أو شهرين أو ثلاثة... من صدور الكتاب - أفرج عنه، رغم أنه لم يقضِ مدة عقوبته في السجن بعد.

روي أن الرقيب الديني المكلف فسح كتب سيد قطب رفض فسح الكتاب، فطلب عبد الناصر الكتاب، وقرأه ثم أذن بفسحه.

استناداً إلى هذه المعلومات الثلاث - يا دلال - من اليسير إطلاق ادعاء على طريقة الإخوان المسلمين في نسج أكاذيبهم، والقول: إن عبد الناصر لما قرأ ذلك الكتاب، فتن به، وأمر أن تختصر مدة محكومية سيد قطب مكافأة له على تأليفه للكتاب، لكن عبد الناصر - حتى لا يشتبه بالكتاب وصاحبه - لم يفصح عن هذا الأمر رسمياً، فادعى الإفراج عنه تحت ستار العفو الصحي!

هكذا يَحْبِك الإخوان المسلمون رواياتهم الملفقة، وهكذا يختلقون القصص والأخبار والأحداث والوثائق والتفسيرات والأقوال. وفي جعبتي كثير منها لكن ليس هنا مجال سردها. ولا أبالغ حين أصرح لكِ بأنها من الغزارة بحيث ينوء بحملها كتاب من القطع الكبير. وتلك القصص والأخبار والأحداث والوثائق والتفسيرات والأقوال مع أنها اُختلقت بغرض خديعة الناس وقلب الحقائق وتزوير التاريخ إلا أن فيها - عند الفحص والغربلة والنخل النقدي - ما يبعث على سخرية تقتل الساخرين. ولعلّ في هذا بعض العزاء وشيئاً من السلوى وكثيراً من التسلية.

يعلم المعنيون بتاريخ سيد قطب أن الإفراج عنه - وهذا مذكور في بعض مقالات وكتب الإخوان المسلمين الأولى عن سيد قطب - جاء بعد مساعٍ حثيثة بذلها الرئيس العراقي عبد السلام عارف، المؤتم بزعامة عبد الناصر القومية، والمعجب في الوقت نفسه بمؤلفات سيد قطب الإسلامية.

ويعلمون أن تشفُّع رجل عبد الناصر في العراق، عبد السلام عارف، كان سبب الإفراج عنه، وليس كما نصَّ رسمياً وقتها، أنه أخرج من السجن بعفو صحي.

لقد قلت آنفاً - انسياقاً خلف رواية الإخوان المسلمين -: قرأ عبد الناصر الكتاب، فقرر إعدام صاحبه عام 1965، بعدما رأى فيه خطراً على سلطته اليافعة!

مهلاً، مهلاً، مهلاً، يا أختَ لبنان!

نحن نعلم أن سلطة عبد الناصر كانت «يافعة» حينما استولت حركة الضباط الأحرار على الحكم في مصر سنة 1952، وظلت «يافعة» إلى ما قبل شهرين من سنة 1954، وذلك بعد أن حسمت مسألة الصراع على السلطة بين مجموعة من الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر وبين محمد نجيب القائد الاسمي للحركة، وبينهم وبين مجموعة عسكرية أخرى بقيادة خالد محيي الدين متآزرة مع محمد نجيب، وبينهم وبين الإخوان المسلمين بعد حادث المنشية الذي حاولوا فيه اغتيال عبد الناصر في 26 أكتوبر (تشرين الأول) من تلك السنة، فنشأت حينها زعامة شعبية له في مصر. وفي سنة 1956 في أثناء العدوان الثلاثي توج زعيماً شعبياً ووطنياً وقومياً في مصر والعالم العربي.

عن أي (خطر) - يا رعاكِ الله - تتكلمين؟! والكتاب من حيث مضمونه الثوري الإسلامي، قد يؤثر في قارئ كل خلفيته الثقافية، ثقافة دينية، أو هي الأساس في ثقافته. وقد يؤثر في قارئ حديث السن، صفحات تفكيره معظمها بيضاء لم تُسوّد - بعد - بعلم وثقافة وفكر معاصر. والمزاج في الفترة التي صدر فيها الكتاب – كما خبرته أنت وعشته - في مصر وفي العالم العربي، مزاج عصري تحرري، يُزدرى فيه المؤلف والكتاب ذو التوجه السياسي والثقافي (الرجعي) - بلغة ذلك الزمان - حتى لو كان الكاتب موهوباً، وكتابه قيم.

وعبد الناصر حينما قرأه - على حسب زعمك - في سنة 1965(!)، ف (قرر) إعدامه في تلك السنة (!) لم تعد سلطته «يافعة» ولا «فتية» ولا «ناشئة» في ذلك التاريخ.

إن ما ينقص راويتكِ الإخوانية المغشوشة - يا دلال - التحديد الزمني الدقيق لصدور قرار الإعدام، ففعل (قرر) في سياق جملتك مفتوح معناه على أكثر من تفصيل زمني، فقد يكون قراره هذا، (فور) إتمامه قراءة الكتاب أو بعد (هنيهة) أو (لحظة) أو (فينة) أو (برهة) - بمعناها في الاستعمال العربي الحديث. وهذا ما يجعل قارئ روايتك يحار ويحتار ويتبلبل.

سيدتي، سأعيد وأكرّر معلومات مرّت عليك في هذه الرسالة، وسأتحفكِ بأخرى هي معروفة، لكل من له دراية بأمشاج من تاريخ الإخوان المسلمين، وتاريخ سيد قطب، وتاريخ ثورة 23 يوليو (تموز).

سأفعل ذلك بتأنٍ وتؤدة، لأني رأيتكِ تجهلينَ بعضَها وتخلِّطين في بعضها الآخر، رغم أن لديك اهتماماً ذا طابع بحثي ومقالي بالإسلاميين والإخوان المسلمين وسيد قطب وبالناصرية! وللحديث بقية.

 

خطة ترمب في أفغانستان: التغيير أم الاستمرار؟

دنيس روس/الشرق الأوسط/17 أيلول/17

أقر الرئيس ترمب أخيراً استراتيجيته تجاه أفغانستان، ففي أعقاب مراجعة أقر الرئيس أنها دفعته إلى تغيير رأيه بضرورة سحب القوات الأميركية من هناك، اتخذ ترمب قراره بإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان. وأعلن الرئيس أننا سننتصر في أفغانستان - مهمة صعبة بالتأكيد، وبخاصة في ظل غياب اتفاق حول ما يعنيه تحديداً الانتصار في أفغانستان. في إطار محاولته رسم ملامح توجهه، أوضح الرئيس ترمب أننا لم نتخلَ عن جهود بناء الدولة داخل أفغانستان. وشرح باستفاضة كيف تختلف سياسته عن سياسة أوباما - في بعض الجوانب. يبدو هذا صحيحاً تماماً؛ فعلى خلاف أوباما، حرص الرئيس ترمب على عدم الحديث عن أعداد القوات الإضافية التي سيدفع بها - رغم أن مسؤولين بالإدارة والبنتاغون أشاروا إلى أن العدد ربما يبلغ قرابة 4000 جندي. في المقابل، كان أوباما واضحاً بشأن الأعداد التي يتحدث عنها، وبخاصة فيما يخص قرار زيادة أعداد الجنود نهاية عام 2009. إلا أن هذا أدى كذلك إلى واحدة من أكبر شكاوى المسؤولين العسكريين وآخرين بخصوص قرار الرئيس أوباما بإعلان أنه سيزيد أعداد القوات بمقدار 30.000 جندي؛ لأنه أعلن كذلك في ذلك الوقت أنه سيجري البدء في سحب هذه القوات في غضون عام واحد، بغض النظر عن الموقف على الأرض. وشعر أوباما بأنه لو خلقت هذه القوات اختلافاً - مثلما أكد قادتنا العسكريون - فإننا من المفترض أن نعاين نتائج ذلك في غضون عام، ولن تكون هناك حاجة إلى الإبقاء على القوات الإضافية. من ناحية أخرى وتبعاً للمنطق ذاته، فإنه إذا أخفقت هذه القوات في ترك تأثير ملموس على الأرض في غضون عام، فإنه ينبغي لنا الشروع في سحبها؛ لأن ذلك يعني أن قرار زيادة أعداد القوات لا يترك التأثير الذي توقعه البنتاغون. وفي الوقت الذي تبدو الحجة التي طرحها أوباما منطقية، فإنها أغفلت أنه من خلال التصريح بموعد بدء سحب هذه القوات الإضافية، فإننا بذلك نمنح جماعة «طالبان» سبباً وجيهاً للانتظار حتى نبدأ في تقليص القوات. علاوة على ذلك، فإننا قدمنا بذلك إشارات للأفغان والباكستانيين تفيد بأن التزامنا تجاه أفغانستان محدود، وأنهم ربما يتعين عليهم تعديل سياساتهم للتوافق مع هذا الوضع. أما ترمب، فإنه لم يطرح جداول زمنية، وحرص على تجنب الوقوع في هذا الخطأ.

ومع هذا، فإن الجزء الباقي من استراتيجية ترمب يبدو في واقع الأمر بمثابة استمرار، وليس تغيير في الاستراتيجية الأميركية إزاء أفغانستان. ويقتضي الإنصاف القول إن قواتنا ربما تكون الآن أكثر اندماجاً مع القوات الأفغانية، وربما تكون في وضع أفضل يمكنها من شن ضربات جوية أكثر دقة عن ذي قبل، لكن بصورة أساسية ستستمر القوات الأميركية في تدريب القوات الأفغانية وقوات محاربة الإرهاب، وتقديم المشورة إليها وليس القتال بدلاً عنها. ويبدو هذا النهج منطقياً تماماً، لكنه لا يشكل تغييراً عن نهج إدارة أوباما. وبالمثل، فإن دعوة الرئيس للتعامل مع الفساد في أفغانستان تحمل أهمية كبيرة بالتأكيد - وبخاصة في ضوء ما تكشفه إجراءات فصل قيادات عسكرية أفغانية في الفترة الأخيرة في هلمند وقندهار لاستيلائهم على أموال كرواتب لجنود مسجلين في السجلات الرسمية، ولا وجود لهم على أرض الواقع، من وجود فساد داخل المؤسسة العسكرية الأفغانية ذاتها.

إلا أن محاولة دفع الحكومة الأفغانية لمحاربة الفساد واجتثاثه من جذوره ليست بالأمر الجديد؛ ذلك أنه سبق وأن جعلت كل من إدارتي بوش وأوباما من محاربة الإرهاب هدفاً كبيراً أمامها. وفي عهد إدارة أوباما، عندما تولى ريتشارد هولبروك منصب المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان عام 2009، حدد الفساد باعتباره أحد التحديات الرئيسية أمامه، التي ينبغي التغلب عليها لضمان نجاح الاستراتيجية الأميركية تجاه أفغانستان. وبالمثل، نجد أن إتش. آر. مكماستر، مستشار الرئيس ترمب للأمن الوطني، تولى في فترة ما قيادة قوة العمل المشتركة لمحاربة الفساد داخل أفغانستان. جدير بالذكر، أن أفغانستان تأتي في المركز الـ169 من بين 176 دولة بمؤشر الفساد الصادر عن «منظمة الشفافية الدولية».

ومن غير الواضح كيف يمكن لهذه الإدارة أو تنوي النجاح في محاربة الفساد الذي أخفقت الإدارتان السابقتان في إحراز تقدم كبير في مكافحته. ومن يدري، ربما جرى بالفعل إحراز تقدم أكبر مما يبدو عليه الحال، وفي الوقت ذاته، يبدو الرئيس الأفغاني غني عاقد العزم على بذل جهود أكبر في هذا الاتجاه عن سلفه، حميد كرزاي. ومع هذا، تظل الحقيقة المؤكدة أن الفساد يضرب بجذور عميقة داخل الحكومة المركزية الأفغانية وكذلك حكومات الأقاليم. لقد أصبح الفساد اليوم جزءًا لا يتجزأ من نسيج الواقع الأفغاني، ومن المتعذر محوه في أي وقت قريب.

من بين المجالات الأخرى التي يبدو فيها استمراراً للنهج الأميركي القائم، وليس تغييراً، التعامل مع باكستان. المعروف أن باكستان تتيح لجماعة «طالبان» الأفغانية، وبخاصة «شبكة حقاني»، ملاذات داخل أراضيها تعمل منها - ذلك أنها تتسلل إلى داخل أفغانستان وتشن هجمات، ثم تعود إلى ملاذاتها الآمنة في باكستان. وقد تورطت «شبكة حقاني»، على وجه التحديد، في إراقة الكثير من دماء الأميركيين والأفغان. ومثلما الحال مع الفساد، تطالب الولايات المتحدة منذ أمد بعيد باكستان بحرمان «طالبان» و«شبكة حقاني» من استغلال ملاذات داخل أراضيها. وقد حاولت إدارتا بوش وأوباما استغلال سبل متنوعة (بما في ذلك المكافآت والعقوبات) لدفع باكستان للاستجابة للمطالب الأميركية - دون جدوى. بالنسبة للباكستانيين، وبخاصة المؤسسة العسكرية والاستخبارات، تمثل الهند دوماً الشغل الشاغل. ويتابع الباكستانيون بقلق الوجود الهندي في أفغانستان، والدور الهندي المتزايد في تطوير البنية التحتية الأفغانية، باعتبار ذلك مصدر تهديد محتمل لهم. وترى المؤسسات الأمنية الباكستانية، أن «طالبان» تبقى حائط صد في مواجهة الهند وأفغانستان.

بيد أن ذلك لا يعني مطلقاً أن الباكستانيين لا يحاربون الإرهاب، أو أنهم لم يسقطوا ضحية لهم على نحو متكرر - فهذا حدث بالتأكيد. إلا أنهم في الوقت ذاته لطالما دعموا جماعات إرهابية ضد الهند، والملاحظ أنهم تورطوا في لعبة مزدوجة فيما يتعلق بـ«طالبان» على وجه التحديد. وربما أبدى الرئيس ترمب صرامة أكبر في خطابه إزاء باكستان؛ ذلك أنه هدد بقطع المساعدات، في الوقت الذي ينظر بإيجابية نحو علاقاتنا مع الهند ودورها في أفغانستان. بيد أن المشكلة تكمن للأسف في أننا نعتمد على باكستان بشدة في جهودنا اللوجيستية داخل أفغانستان، وحال رفض الباكستانيون التعاون معنا، فإن هذا سيزيد تعقيد مهمتنا العسكرية. والأسوأ من ذلك، أنه بدعم من الصين، بما في ذلك استثماراتها الضخمة الجديدة بالبنية التحتية الباكستانية، والأسلوب الذي تنظر به باكستان إلى الهند، فإنه من غير المحتمل أن تذعن إسلام آباد أمام ضغوطنا في قضايا الملاذات الإرهابية.

وليس المقصود هنا طرح انتقادات لتوجه إدارة ترمب. في الواقع، تعكس القرارات التي اتخذها الرئيس الاعتقاد بأنه إذا رحلنا عن أفغانستان، فإن الحكومة الأفغانية ربما لن تتمكن من البقاء وستعود «طالبان» إلى أفغانستان لتخطيط وشن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وكان ترمب على صواب في اتخاذ قراره الأخير بالنظر إلى هذا البديل المحتمل. إلا أنه للأسف، فإن الانتصار في أفغانستان لا يبدو قريباً - إضافة إلى أن النجاح ذاته في حاجة إلى تعريفه، ليس باعتباره إنزال هزيمة عسكرية بـ«طالبان»، وإنما حرمانها من القدرة على الفوز ودفعها إلى الاعتراف بأن الوقت قد حان للسعي وراء إقرار تسوية سياسية حقيقية من أجل مستقبل البلاد. بمعنى آخر، لا ينبغي لأحد توقع أن تنسحب أميركا من أفغانستان على امتداد المستقبل القريب.

* خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

ورقة بعد الأخرى... كشف عورة «الإرهاب»

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/17 أيلول/17

الورقة القطرية ليست آخر الأوراق المتساقطة لكشف «لعبة الإرهاب» فإن كانت الورقة القطرية احترقت بمجرد الكشف عنها، إلا أن قبعة الحاوي ما زالت تضم العديد من الأوراق الأخرى التي ستتساقط لتكشف لنا حجم الغفلة التي غلفتنا، وكيف استغلت وجعلتنا نقتل بعضنا بعضا. اللعبة أكبر من قطر بكثير، ومثل أي جريمة يعمد المجرم إلى التخلص من الأدلة الواحد تلو الآخر فإن التخلص من الورقة القطرية قد يستنزف قطر إلى آخر قطرة، بعد إنهاكها سياسياً ومالياً إلى أن يغلق ملفها، خاصة أن الأهداف المرجوة من دورها قد تحققت بسقوط العديد من الأنظمة العربية وتقسيم دولهم وتقاسم مناطق النفوذ فيها، أما الأوراق الأخرى فهي أدوار لعبتها أجهزة الاستخبارات في دول أوروبية وإقليمية، وبانكشافها ستفضح العديد من أسرار التنظيمات الإسلامية الإرهابية الشيعية منها والسنية تباعاً!!

صفقة حزب الله وتنظيم داعش في جرود عرسال على سبيل المثال، وحراسة القافلة الداعشية من قبل طائرات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب واحدة من الأوراق التي كشفت عورة التعاون الإيراني الداعشي، والأميركي الداعشي، ورغم أن اثنين من زعماء العالم أحدهما أميركي وهو ترمب والآخر روسي وهو بوتين أكدا أكثر من مرة على دور «الإدارة الأميركية» السابقة في خلق ما يسمى داعش، فإن العديد منا ما زال يصدق أن داعش تنظيم سني خلق ليحارب الشيعة، وأن التنظيمات الشيعية خلقت عفوياً للدفاع عن الشيعة!!

ليست الإدارة الأميركية التي كان مشاعاً عنها علاقتها بالتنظيمات الإرهابية (كالإخوان المسلمين)، بل أصبح معروفاً الآن أن إيران تؤوي قيادات تنظيم القاعدة (سنة)، كما تمول قيادات حزب الله (شيعة) في ذات الوقت، وقطر تمول تنظيمات مقاتلة في سوريا والعراق وليبيا واليمن، كما تتعاون قطر مع إيران في صفقات إخراج داعش من لبنان أيضاً في ذات الوقت بدفع 53 مليون دولار لأبو مالك التلي رفيق الجولاني حسبما ذكرت ريما كرنبي نائبة رئيس بلدية عرسال، الذي طالب بطائرة تنقله لتركيا.. هكذا تتساقط الأوراق واحدة تلو الأخرى.

أزيدكم من الشعر بيتاً اقرأوا لنافيز أحمد ومارك كورتيس وهما بريطانيان؛ الأول أكاديمي وصحافي استقصائي يعمل بشكل حر (فري لانس)، والثاني مؤرخ للتاريخ البريطاني المعاصر، ولهما العديد من الأبحاث والتقارير والكتب التي تبحث في علاقة بريطانيا بالتنظيمات الإسلامية الراديكالية بدءاً من جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات!

تعاون الاثنان مؤخراً في كتابة تقرير استقصائي نشره مارك على موقعه بتاريخ 3 يونيو (حزيران) أثار جدلاً واسعاً في بريطانيا، حيث أشارا فيه إلى تفجير مانشستر الأخير الذي نفذه سلمان العبيدي الذي كان والده رمضان يقاتل في أفغانستان، ويقولان إنه تم إرساله إلى ليبيا للعمل على إسقاط القذافي عام 2011 ثم انضمامه لكتيبة «شهداء 17 فبراير» الممولة قطرياً! وصولاً إلى قيام سلمان بتفجير قاعة «مانشستر أرينا» ومقتل 22 بريطانياً. فكيف تسمح المخابرات البريطانية بوجود أمثال هؤلاء «الجهاديين» فوق الأراضي البريطانية؟

وقد كتب نافيز مقالاً بعنوان «كيف دعمت بريطانيا طرفي الحرب على الإرهاب» يبين فيه كيف تخلق المخابرات البريطانية شخصيات ورموزاً (إسلامية) وكيف تلمعهم وكيف تقدمهم للإعلام البريطاني على أنهم «جهاديون» تحولوا إلى معتدلين (موقع نون بوست بتاريخ 2 مارس/ آذار 2015).

ولمارك كورتيس كتاب يوثق علاقة الإخوان المسلمين بالاستخبارات البريطانية منذ أوائل الأربعينات في القرن الماضي مستنداً إلى وثائق أفرجت عنها الحكومة البريطانية وصادر عام 2010 عنوانه «شؤون سرية: التواطؤ البريطاني مع الإسلام الراديكالي» تنبأ فيه بالتحول في مصر ودور الاستخبارات البريطانية بقيام 25 يناير (كانون الثاني) 2011. هل علمتم الآن من هي «داعش» و«القاعدة» والإخوان المسلمون؟ وكذلك هل علمتم من هم حزب الله والحشد الشعبي و«سرايا الأشتر» و«14 فبراير» وغيرهم وغيرهم من التنظيمات الإرهابية الشيعية والسنية؟ من أسسها ومن دعمها ومن سيرها ومن يحميها ومن يرعاها؟ جميعها تقف وراءها استخبارات دول أجنبية لعبت بعقول شبابنا العربي وضحكت عليه وليس أكثر من التفاهم بين قاسم سليماني و«داعش» لإدخالهم للعراق من جديد لقتل العراقيين صورة فاقعة تصفع الوعي العربي المتدني!!

هذا هو وجه الإرهاب الحقيقي الذي قلنا عنه منذ البداية إنه لعبة وأداة أنشأتها الاستخبارات البريطانية والأميركية ودخلت قطر في هذا المشروع ممولة ومنسقة والذي راح ضحيته الملايين بين قتيل ومشرد، ومع كل تلك الأدلة التي تتكشف لنا، ما زال بيننا من يعتقد أن كل قيادات التنظيمات السابق ذكرها ممكن أن يكونوا لعبة استخباراتية أجنبية إلا قيادات تنظيمه الذي يظن أنهم ملائكة تمشي على الأرض هونا، فلا يمكن أن يكونوا كذلك!

 

إيران من الداخل

مشعل السديري/الشرق الأوسط/17 أيلول/17

بعيداً عن السياسة، أريد اليوم أن أكشف أو أعرّي النظام الإيراني من الداخل بكل هدوء ودون أي فلسفة أو تجريح: تؤكد المصادر المطلعة أنه في أحياء طهران التي يعيش فيها أكثر من 14 مليون نسمة، تبلغ نسبة البطالة في أوساط النساء 70 في المائة، وعندما لا يجدن عملاً فقد يضطررن إلى التسول أو يقعن في براثن تجار المخدرات. وتظهر الإحصائيات الرسمية أن هناك ما يقارب المليوني طفل يعملون في البلاد، ولكن إحصائيات غير رسمية تؤكد في الوقت نفسه وجود سبعة ملايين طفل عامل في إيران تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً.

وتشهد شوارع العاصمة الإيرانية طهران تنامياً كبيراً وملحوظاً في عمليات الاتجار بالبشر، خاصة بيع الأطفال وبأسعار متدنية، من قبل أمهات أصابهن اليأس والفقر والإحباط، وإدمان المخدرات، وسط مجهودات حكومية شبه معدومة.

وكشف مدير عام إدارة الشؤون الاجتماعية والثقافية في طهران، سياوش شهريور، أن بيع المواليد يتم بشكل منظم، منتقداً بعض المسؤولين الذين ينفون تلك الظاهرة في إيران معمقين أزمة تجارة الإنسان. وأردف قائلاً: «علينا الاعتراف بحقيقة أن بعض النساء المدمنات والمومسات ينجبن الأطفال للبيع، وأن الوسطاء في هذه التجارة يتفقون مع النسوة وأهلهن على السعر قبل الإنجاب، وأن 80 في المائة من هؤلاء النساء وأطفالهن مصابون بالإيدز»، معرباً عن أسفه البالغ لعدم الاهتمام بهم، وتخلي الحكومة عن دعمهم، على عكس باقي دول العالم.

وشدد على ضرورة وضع حد لمعضلة بيع الأطفال حديثي الولادة، موضحاً أن بعض نساء الأحياء الفقيرة في طهران ينجبن عدداً كبيراً من الأطفال بهدف بيعهم، وأنه في هذه السنة وحدها (2017) تم بيع أكثر من 600 طفل - أي أنه يباع يومياً ما يقارب الطفلين.

من جانب آخر، كشف رئيس محاكم محافظة أصفهان، غلام رضا أنصاري، أن بيع الأطفال يتم من قبل مجموعات لديها عاملون في «المنظمة الوطنية للتسجيل المدني»، ومن خلالها يتم إصدار شهادة الميلاد، وأيضاً لديها عاملون في المستشفيات يقومون باختيار الأطفال وتزوير شهادة المستشفى - انتهى. وتختلف أسعار المواليد، غير أن هناك حالات مروعة ومؤلمة تقشعر لها الأبدان، حيث تراوح سعر الطفل ما بين 30 إلى 60 دولاراً فقط، وتشتريه عصابات المتسولين وتجار المخدرات، ثم تستثمرهم بدورها. وقد أفاد التقرير السنوي للخارجية الأميركية، وكذلك منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لعام 2016، بأن سعر الطفل هناك قد يصل إلى 150 دولاراً. هذه هي حقيقة إيران من الداخل، أهديها لكم يا من غسلت هي عقولكم وفتنتكم بتجربتها المثالية (المتخبّطة) التي سوف تؤكلكم بها المن والسلوى ملفوفاً بورق (السوليفان)!!

 

سبتمبر... هل يكون حاسماً للاتفاق النووي؟

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/17 أيلول/17

نحو عامين محبطين مرا على الاتفاق النووي الإيراني من أصل عشرة أعوام، وها هو العالم يسير في العام الثالث من اتفاق يصفه الرئيس دونالد ترمب بأنه «الأسوأ في كل العصور»، ومن الواضح أن شهر سبتمبر (أيلول) سيكون حاسماً في المسار الذي سيسير فيه الاتفاق النووي، حيث تدرس الإدارة الأميركية استراتيجية شاملة لكل الأنشطة الإيرانية الضارة تدعو إلى ردود أميركية أشد صرامة ضد قوات إيران ووكلائها من الجماعات الشيعية المتطرفة في العراق وسوريا ودعمها لجماعات متشددة. وتهدف واشنطن من استراتيجيتها الجديدة زيادة الضغط على طهران لكبح برامجها للصواريخ الباليستية ودعمها للمتطرفين، كما تستهدف التجسس الإلكتروني وأنشطة أخرى وربما الانتشار النووي. وبحسب «رويترز» فإن من الممكن الموافقة على الاقتراح وإعلانه قبل نهاية الشهر الحالي، ومتى ما تمت الموافقة على هذه الاستراتيجية الشاملة، فإننا أمام مرحلة جديدة من محاولة جادة لتحجيم التمدد الإيراني بعد أن استمر ثماني سنوات، فترتي رئاسة الرئيس السابق باراك أوباما، وبلغ حده الأعلى، يا للغرابة، بعد توقيع الاتفاق النووي، والأهم أنها ستكون الخطوة العملية الأولى التي تقوم بها إدارة الرئيس ترمب لمراقبة أكثر تشدداً للاتفاق النووي من دون كونه مكافأة تستفيد منها أذرع طهران وميليشياتها المنتشرة في المنطقة.

الكارثة الحقيقية أن إيران كانت قد تسلمت مقدماً جميع المكاسب التي ستعود عليها جراء هذا الاتفاق، فهو يصب في صالحها من الأساس ولا ينهي التخصيب، ولا تستبعد السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي قيام إيران بتجميع المواد الانشطارية بكمية تكفي لإنتاج قنبلة نووية، فالمشكلة الرئيسية في الاتفاق، كانت تكمن، ولا تزال، في أنه لا يقف بوجه تطلعات إيران للتوسع الإقليمي العدواني، وبالإضافة إلى ذلك، لا يعالج الاتفاق بفعالية جهود إيران السابقة للتسلح النووي في الوقت الذي لا تزال فيه مستمرة في انتهاك تفاصيله. والحقيقة لا أحد ضد اتفاق نووي يصب في مصلحة العالم، ولا أحد يرغب في حصار إيران طالما لم تنتهك القوانين الدولية، ولا أحد من مصلحته أصلاً إلغاء الاتفاق، إلا أن المخاوف من الاتفاق التي ظهرت عند الإعلان عنه في يوليو (تموز) 2015، بدت أكثر وضوحاً مباشرة بعد توقيع القوى الكبرى وطهران، فالقصة باختصار أن إيران انتهكته بالفعل منذ الشهر الأول، واستمرت تتلاعب فيما تسميه «روح الاتفاق»، بينما هي في الحقيقة تنتهك تفاصيل رئيسية دون أدنى محاسبة، فمثلاً ينص الاتفاق على إبلاغها متى ما انتهكت بنوده، وإذا ما عادت والتزمت به لاحقاً فلا تعتبر أنها خالفته وكأن شيئاً لم يحدث، وهكذا تواصل إيران انتهاك الاتفاق ويتم إبلاغها ثم تتوقف قليلا وتعود تنتهكه مجدداً، وفي رأيي هذا أفضل اتفاق توقعه إيران في تاريخها، فهي تستفيد كما يحلو لها بينما دول المنطقة تتعرض للخطر من جراء سلوكيات طهران باستخدامها شبكاتها الإرهابية مرة تلو أخرى تحت مظلة الاتفاق الدولية، يمكن القول إن هذا أول إجراء ينبغي مراجعته والتعامل معه بصرامة حتى تعي طهران عواقب انتهاكاتها وليس فقط التعامل بنعومة. من يصدق، مثلاً، أن القوات البحرية الأميركية لا يمكن أن ترد بقوة عندما تتحرش بها زوارق مسلحة سريعة تابعة للحرس الثوري الإيراني، كما فعلت مراراً في العامين الأخيرين، وكل ذلك رغبة في عدم إعطاء إيران حجة لتعطيل الاتفاق النووي، فأي هدية أفضل من هذا تقدم لإيران؟!

في مقابلته الشهيرة مع مجلة «أتلانتيك» عام 2015، قال باراك أوباما إن مسار المفاوضات الطويل الذي أسفر عنه الاتفاق سيساعد على إعادة احترام إيران وتهدئة المنطقة. وأشار أيضا إلى أنه لا يشعر بالقلق بشكل مفرط إزاء فساد إيران، وأن دعم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بشدّة ضد إيران من شأنه أن يُذكي لهيب الصراعات، وأثبت عامان من الاتفاق النووي أن كل ما قاله وآمن به أوباما، وكل من دعم الاتفاق، كان خاطئاً بل كارثياً، فلم تهدأ المنطقة وإنما ازدادت اشتعالاً، ولم يساعد الاتفاق طهران على احترام جيرانها، كل ما حدث أن تجاهل سلوك إيران شكل تهديداً متزايداً على العالم وليس المنطقة فقط، وربما دقت ساعة حساب إيران على انتهاكها للاتفاق النووي ولو بعد عامين على توقيعه.

 

حروب «الحدود الكردية» في العراق وسورية بعد «داعش»

 جورج سمعان/الحياة/18 أيلول/17

الاستفتاء على استقلال كردستان في موعده الإثنين المقبل. لم تفلح الوساطات والمناشدات حتى الآن في ثني رئاسة الإقليم عن هذا الاستحقاق. بات مستقبل مسعود بارزاني على المحك. لا يمكنه التراجع لأنه سيخسر كل شيء، معه الكرد أيضاً. لم يعد في حساباتهم التراجع عن الانفصال، خصوصاً بعد تأييد البرلمان في إربيل هذه الخطوة بالإجماع، وإن قاطع عدد من نواب «كتلة التغيير» و «الجبهة الإسلامية». حتى هذه المقاطعة لا تعني رفض جمهور هاتين القوتين الاستقلال. الأمر يتعلق بخلافات حزبية داخلية معروفة بين رئيس الإقليم المنتهية ولايته وهذين الحزبين. وبعيداً من التهديدات الإقليمية المحمومة، خصوصاً من جانب تركيا وإيران، فإن المساعي الدولية التي تقودها الولايات المتحدة لم تثمر حتى الآن. لو نجح تسويق البديل الذي قدمه المبعوث الرئاسي الأميركي للحرب على «داعش» بريت ماكغورك وسفراء غربيون، لكان صرف النظر عن إعادة تفعيل مجلس نواب الإقليم. لم تقدم الضمانات التي طالب بها بارزاني. لأنه كان ولا يزال يريد خطوة متقدمة تفوق بمفاعيلها الاستفتاء. وحتى الكونفيديرالية فات أوانها على الأرجح بديلاً معقولاً. غير الذهاب نحو الانفصال يعد انتقاصاً من رصيده الشعبي. لم يرضَ بالتأجيل سنتين على أن تناقش هذه القضية في الأمم المتحدة، ما لم تقر بغداد صراحة بحق الكرد في تقرير المصير مقروناً بضمانات دولية، وما لم تحدد المنظمة الدولية نتيجة هذا النقاش موعداً جديداً لهذا الاستحقاق.

الثابت إذاً أنه لم يعد مطروحاً في أجندة كردستان طي صفحة الاستفتاء والعودة إلى طاولة الحوار لا مع بغداد ولا مع غيرها من عواصم إقليمية ودولية معنية. تأجيل الاستحقاق من دون بديل حقيقي يعني ببساطة انهيار كل ما بناه بارزاني في مسيرته السياسية. علماً أن ما قدمه ماكغورك نفت الناطقة باسم الخارجية الأميركية عمله به. الاقتراح صاغه وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس بعد زيارته الأخيرة إربيل، بالتفاهم مع مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر. وواضح تماماً أن واشنطن تقر بما تسميه الطموحات المشروعة للكرد، لكنها تخشى أن يترك هذا الاستحقاق في هذا التوقيت بالذات آثاراً سلبية على الحرب ضد «تنظيم الدولة». ولا يمكنها الذهاب بعيداً في الضغط على إلإقليم حليفها الرئيس وشريكها المضمون في الحرب على «داعش». أما أن تكرر حرصها على وحدة العراق فمثل هذا قالته إدارة الرئيس جورج بوش الأب مع بدء انهيار الاتحاد السوفياتي. شددت على وجوب بقاء الاتحاد لكنها سرعان ما بدلت رأيها وكان ما كان من أمر الكتلة الشرقية.

والثابت أيضاً أن بارزاني أظهر عزيمة وصموداً في صراع الإرادات. وتمكن من فرض خيار الاستفتاء على جميع المعترضين. حتى الاتحاد الوطني الذي كان تردد في البداية لم يجد بداً من الاصطفاف خلف هذا الاستحقاق. وسيمنحه الاستفتاء مزيداً من الشرعية الشعبية لتكريس زعامة بلا منازع. وهذا ما سيعزز موقعه في مفاوضات لا مفر منها لاحقاً مع بغداد وأنقرة وطهران، يدعمه رأي عام واسع. أما التلويح بالحرب والوعيد بالويل والثبور فيبقى من باب التهويل. لا يبدو أن ثمة طرفاً يستطيع اللجوء إلى القوة خلال أيام لفرض تأجيل الاستحقاق أو إلغائه. بل لا مصلحة لأحد في مثل هذا الخيار. فلا الكرد أعلنوا استقلالهم بعد ولا هم أعلنوا الحرب على بغداد. ولا الحكومة العراقية في وارد أن توقف حربها على «داعش» والانصراف عن مشكلاتها الجمة من أجل شن مواجهات ميدانية تعجل في إعلان الاستقلال. جل ما يمكن التفاوض عليه في الأيام القليلة الباقية قبل الاستفتاء هو البحث عن إمكان تأجيله في كركوك والمناطق المتنازع عليها. وهو أمر يبدو مستبعداً في ضوء تصعيد بارزاني لهجته. فقد أعلن في إحدى جولاته قبل أيام أنه لن يقبل التفاوض على حدود كردستان، والعودة إلى «حدودنا في عهد حزب البعث». كما أن بغداد ستستمع إلى رأي إيران.

وحتى إيران التي يرى غلاة قادتها أن الاستفتاء «مشروع صهيوني» هو المرحلة الأولى في «مؤامرة لتقسيم العراق وقيام إسرائيل جديدة»، ليست في وارد استخدام القوة لإرغام الكرد على إلغاء الاستفتاء. قد لا ترى بداً في المرحلة التالية للاستحقاق من حوار مع قيادة الإقليم للحصول على ضمانات لحدودها. وهي لن تكون، مثلها مثل تركيا بمنأى عن أي حريق كبير يندلع في كردستان أو على حدوده. فلهذه كردها ولتلك أيضاً، وقد وفرت لهم الحروب المشتعلة في الإقليم، كل أنواع السلاح ووفرت لهم الخبرات القتالية اللازمة. وفي ظل الصراعات الدولية والإقليمية على المنطقة ستكون هناك قوى وجهات خارجية جاهزة لمدهم بما يحتاجون من دعم. حتى رهان بعضهم على حزب العمال وعلاقته الجيدة مع «الحشد الشعبي» قد لا تفيد. فالهدنة القائمة بين طهران والقوى الكردية القريبة من الحزب مردها إلى رغبة الطرفين في اقتطاع حصته من الجغرافيا السورية. علماً أن الفرع السوري للعمال الكردي تمر تجارته من النفط السورية عبر كردستان. وليست لديه مصلحة في أي مشكلة مع إربيل. وأبعد من ذلك كيف للحزب الديموقراطي الكردي أن يعرقل توجه الإقليم نحو الاستقلال وقد دعت الهيئة التنفيذية لـ «الفيديرالية الديموقراطية لشمال سورية» إلى المشاركة في الانتخابات بعد أيام؟

لم يعد يفيد التوقف عند تحديد المسؤوليات عما آل إليه الوضع في العراق. صحيح ما يسوقه بارزاني عن استئثار بغداد بالسلطة وتحويل الدولة دولة دينية والكرد يريدونها كما في الدستور دولة مدنية ولا يرغبون في أن يكونوا خدماً. لكن ما يسوقه له خصومه صحيح أيضاً فهو ساهم في نظام المحاصصة وأفاد من الدعم الأميركي، وكذلك من الثنائية الكردية الشيعية التي أدارت الحكم إثر سقوط نظام صدام حسين. ولا شك في أن الإقليم لم يجد أي مصلحة في أن يكون «تكتل عربي» واسع يحول دون تحقيق طموحات الكرد في الانفصال. ولم يكن يعنيهم قيام حكم قوي في بغداد يكرر التجارب السابقة معهم. وهم على حق في ذلك. وحتى أعتى مناوئيهم زعيم «دولة القانون» نوري المالكي وفروا له ولاية ثانية. بل حالوا دون نزع الثقة عنه عندما تنادت قوى عدة لإطاحته. على رغم أنه وجه إليهم تهديدات واضحة وحشد قوات من الجيش الذي أشرف على بنائه على حدود الإقليم ملوحاً بالحرب. ولن تكون هناك ترجمة لما يرفع من شعارات عن «وحدة» عرب العراق بمواجهة الإنفصال، فالصراع المذهبي لم يبق شيئاً من وشائج هذه الوحدة. حتى أن مجاميع سنية عدة تلوذ بالإقليم، وبعضها يدعو إلى شمله بالاستفتاء!

الأيام السبعة الفاصلة عن موعد الاستفتاء حافلة بالغموض وبكثير من الأسئلة عن اليوم التالي لهذا الاستحقاق، وكذلك عن اليوم التالي لهزيمة «داعش». ليس واضحاً مشروع الحوار الذي سيقوم بين بغداد وإربيل في شأن الاستقلال، وما هي آليته ومتى يعلن، وما هي القضايا التي سيشملها هذا الحوار وأبرزها الحدود، هذا إذا تجرأت حكومة حيدر العبادي المقبل على انتخابات مصيرية، على بدء حوار في هذا الشان. علماً أن الكرد لا يبدون ولن يبدوا أي مرونة في احتمال التنازل عن الحدود الجديدة التي رسموها في أثناء مشاركتهم في الحرب على «داعش»، خصوصاً كركوك التي ستشكل بنفطها عماد اقتصاد الدولة الوليدة. وقضية الحدود هي المحك لمستقبل العلاقة بين بغداد وإربيل بعد سقوط آخر معاقل «تنظيم الدولة». فهل تتنازل المكونات العراقية الأخرى من عرب وتركمان وأقليات أخرى عن هذه المناطق بسهولة؟ والأمر نفسه بدأ يطرح في سورية أيضاً مع استعداد كردها لانتخابات في إطار فيديرالي يستقلون فيه بإقليمهم. ولا يبدو أن دمشق يمكنها مواصلة التنسيق معهم بعدما شارفت الحرب على «تنظيم الدولة» وبقية الفصائل نهايتها في بلاد الشام. وبدأت نذر المواجهة بين «قوات سورية الديموقراطية» بغالبيتها الكردية وقوات النظام في السباق إلى دير الزور ومنها الحدود مع العراق. قد تكون النزاعات الحدودية عنوان الحروب المقبلة للكرد مع شركائهم «السابقين» في كل من العراق وسورية... وربما في إيران وتركيا.

 

بداية جديدة للحرب السورية.. والجولان المنسي

خيرالله خيرالله/العرب/18 أيلول/17

مع دخول الحرب السورية مرحلة جديدة، ليس مستقبل الجولان الوحيد الغائب عن تلك الحرب. هناك غائب أكبر هو الشعب السوري الذي ثار على نظام أراد استعباده.

هل انتهت الحرب السورية؟ هناك من يقول ذلك بلغة الجزم، في حين أن الذين يعرفون بما يدور في سوريا يؤكّدون أن الحرب بدأت هذه الأيام، أو على الأصحّ دخلت مرحلة جديدة. الثابت أن الولايات المتحدة ليست مقتنعة بعد بانتهاء الحرب. الدليل على عدم وجود قناعة أميركية بانتهاء الحرب إصرار الإدارة الترامبية لدى “البنك الدولي” على عدم القيام بأي خطوة تصبّ في عملية إعادة إعمار سوريا. ما دامت أميركا ليست مقتنعة بأنّ الحرب السورية انتهت، معنى ذلك أنّ كلّ شيء على حاله وأنّ هناك بداية جديدة للحرب، بغض النظر عن كون روسيا بدأت تعد نفسها لعملية إعادة الإعمار وهي في صدد استقبال وفد من رجال الأعمال القريبين من النظام. أمّا الصين فباشرت باتخاذ كلّ الإجراءات المطلوبة لتكون جاهزة على الأرض في حال حصول تطوّر على هذا الصعيد. ثمّة معلومات تفيد أن الصين مهتمّة بإعادة تأهيل ميناء طرابلس في شمال لبنان كي يكون في تصرفها، وكي يشكل قاعدة انطلاق لها متى وجدت أن هناك جدية في ما يتعلّق بإعادة بناء سوريا. تشير آخر الأرقام إلى حاجة سوريا إلى ما يزيد على ثلاثمئة مليار دولار، في أقلّ تقدير، من أجل إعادة بناء ما تهدّم وتأهيل البنية التحتية مجددا. لم يعد سرّا أن النظام السوري مستعد لتدمير كلّ حجر في البلد قبل أن يقتنع بأنه مرفوض من شعبه، وأنّ لا شرعية له من أي نوع كان. وهذا سبب أكثر من كاف لاستمرار الحرب التي أدت إلى الآن إلى وضع مناطق سورية مختلفة تحت نفوذ خمس قوى أجنبية على الأقل. تتوزّع هذه القوى على المناطق الخمس في وقت لا يزال بشّار قادرا على القول إنه لا يزال واليا على دمشق. الأكيد أنّه لم يعد واليا على بلاد الشام كما كان يطمح.

مضى نصف قرن على احتلال إسرائيل للجولان عندما كان حافظ الأسد لا يزال وزيرا للدفاع. يعتبر مرور نصف قرن أكثر من ثمن كاف قبضه النظام ثمنا لتسليمه الجولان. سُلّم الجولان في ظروف ما زالت في حاجة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف تفاصيل تلك الجريمة في سياق أحداث حرب 1967. هل تجدّد إسرائيل رخصة البقاء التي أعطتها للنظام السوري الذي تأسس عمليا في الثالث والعشرين من شباط – فبراير 1966 لدى حصول انقلاب قاده الضباط العلويون أبرزهم محمّد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد الذي امتلك دهاء لا يقارن بذلك الذي كان لدى عمران وجديد.

هناك مهمة لم تنجز بعد مطلوبة من النظام السوري. مطلوب بقاء الأسد الابن في دمشق كي يُجهز على سوريا. هذا ما يفسّر هذا التقاسم للنفوذ في مناطق معيّنة بغطاء أميركي – روسي. هل صدفة اقتصار مثل هذا التفاهم بين واشنطن وموسكو على سوريا وحدها؟ لا يعود الأمر مستغربا متى تبيّن أن ما يجمع بين الأميركي والروسي في سوريا هو إسرائيل وضمان أمنها وتكريس احتلالها للجولان. فبعد مضي نصف قرن على الاحتلال، لم يعد مطروحا عودة الجولان إلى أهله. لم يكن حافظ الأسد مهتمّا في أيّ يوم باستعادة الجولان. لو كان مهتما، لكان قبل عقد صفقة مع اسحق رابين في العام 1995 أو مع إيهود باراك في العامين 1999 و2000. كان همّه محصورا في كلّ وقت في كيفية المتاجرة بورقة اسمها الجولان وتحويل هذه الورقة ضمانة لنظامه… السؤال الآن، لماذا الحرب مستمرّة في سوريا؟ الجواب أنّ ذلك يعود إلى سبب في غاية البساطة مردّه أنّ هناك قوى داخلية ستتصارع داخل كلّ منطقة نفوذ تابعة لهذه القوّة الإقليمية أو الدولية أو تلك. معظم هذه القوى التي ستتصارع في ما بينها ستكون ميليشيات ارتبطت بطريقة أو بأخرى بالنظام… أو أنّها ميليشيات تنفّذ أجندة خاصة بها كما حال الأكراد في الشمال السوري.

دخلت الحرب السورية مرحلة جديدة لا شيء واضحا فيها، باستثناء أن الأميركيين وضعوا يدهم على معظم الثروات السورية، من زراعة ونفط وغاز ومياه، فيما الروس يسيطرون على الساحل، والإيرانيون على مناطق قريبة من دمشق لديها امتداد في اتجاه لبنان.

صار الوضع السوري أقرب إلى الأحجية من أي أمر آخر، علما أن هناك خطوطا عريضة لتلك الأحجية. من الواضح أن إيران مهتمة بحماية “حزب الله” وببقاء الرابط بين منطقة وجودها في سوريا من جهة، والأراضي اللبنانية من جهة أخرى. من الواضح أيضا أن الأميركيين الذين لم يبلوروا بعد إستراتيجية سورية منهمكون بإيجاد قواعد في الشمال السوري وبالعلاقة مع الأكراد. من الواضح أخيرا أن روسيا مهتمة بالساحل وضمان أمن إسرائيل في الوقت ذاته. أما تركيا فقد ضمنت تحوّلها جزءا من المعادلة السورية بعد اعتراف روسيا وإيران بأن لا بد من أن يكون لها نفوذ في الداخل السوري، خصوصا بعد الدور الذي لعبته في خروج المعارضة من حلب… مع منع بشّار الأسد من المجيء إلى المدينة للاحتفال بانتصار ما فيها. ولكن ماذا عن إسرائيل هل تكتفي بالضمانات الأميركية والروسية لأمنها وبأن أحدا لن يثير بعد الآن موضوع الجولان المحتلّ معها؟ صارت قضية الجولان قضية منسية بالفعل. لم يعد هناك من يطرح مستقبل هذه الأرض المحتلة. يتمثّل الهمّ الوحيد القائم حاليا، لدى المعنيين، في كيفية توفير كلّ الضمانات التي تطلبها إسرائيل عن طريق إفهام إيران أن لا مصلحة لها في السعي إلى الاقتراب إن مباشرة أو عبر “حزب الله” من الجولان.

مع دخول الحرب السورية مرحلة جديدة، ليس مستقبل الجولان الوحيد الغائب عن تلك الحرب. هناك غائب أكبر هو الشعب السوري الذي ثار على نظام أراد استعباده، وهو نظام دفع مسبقا الثمن المطلوب إسرائيليا في مقابل تمكينه من البقاء في السلطة في عهد حافظ الأسد والتمسّك بقشور السلطة في عهد بشّار الأسد، أقلّه في السنوات الست الأخيرة. تبقى نقطة أخيرة تطرح نفسها؛ كيف ستتصرّف إيران المصرّة على البقاء في سوريا ولبنان؟ هل في الإمكان عقد صفقة معها تبعدها عن الجولان وتسترضيها في الوقت ذاته. الأكيد أن إسرائيل، وبالتالي أميركا وروسيا وتركيا، لا تمانع في مثل الصفقة التي يخشى أن تلحق الضرر بلبنان. إنّه لبنان الذي ليس مسموحا له حتّى الاحتفال بانتصار جيشه في جرود رأس بعلبك على إرهاب “داعش”، بل عليه الاكتفاء بالاحتفال بالصفقة التي عقدها “حزب الله” مع “داعش” الذي انتقل مقاتلوه وأفراد عائلاتهم إلى حيث كان مطلوبا أن يكونوا في الداخل السوري بكل أمان في ظلّ اعتراض أميركي لم يتجاوز الشكليات!.

 

المواجهة تقترب في العراق

 حازم الامين/الحياة/18 أيلول/17

يكشف الاستفتاء الكردي حول الاستقلال في العراق يوماً بعد يوم حجم الهاوية التي تفصل بين العراقيين، لا بل بين العرب والأكراد في الإقليم. فالأصوات العربية المؤيدة الاستفتاء قليلة وخجولة ومقيدة، فيما رفع اقتراب الموعد من منسوب الخطاب القومي الكردي، ما جعل المناسبة منصة تراشق قومي غير مسبوق بين الجماعتين على ضفتي الحدث. لكن الاستفتاء كشف أيضاً عن تفكك آخر، ذاك أن العراق الذي تحصل في رحابه معركة كبرى ضد «داعش» تخوضها قوى ملتبسة الهوية الوطنية والمذهبية، دولة تتخبط في أكثر من وجهة فشل. فشل اقتصادي بفعل تداعي أسعار النفط، وفشل سياسي كشفته انقسامات على مختلف المستويات، وفشل سيادي يتمثل في تصدر نفوذ قوى إقليمية قراره السياسي. وجاء الاستفتاء ليدفع عناصر الوهن هذه إلى أقصاها. فالسجال الذي يحف بالحدث حُمل على لغة سياسية وانقسامية تُشعر المرء بأن عراق سايكس بيكو لم يلتئم يوماً، وأن الخطاب «الوحدوي» القسري والدموي كان حاجة هذه الوحدة التي تترنح اليوم.

هناك رفض عربي عميق ثقافي وقومي وسياسي لأي خطوة كردية نحو الاستقلال. في العراق اختبر هذا الأمر على نحو قاطع، وفي سورية تلوح مؤشرات مشابهة. الأصوات العربية المؤيدة حق الأكراد في تقرير مصيرهم خافتة ومشروطة ومُدانة على نحو مضاعف. لا بيئة تستقبلها بصفتها صوتاً يملك حق الاختلاف، وهي إن وجدت فهي امتداد للصوت الإسرائيلي الذي أعلن وقوفه إلى جانب استقلال الأكراد. وفي مقابل هذا، كشف الاستقلال أيضاً عن شوفينية كردية أعلنت عن أن رغبتها في الاستقلال صادرة عن صوابية كردية في الانفصال عن الشر. فماذا لدى العرب سوى المذهبية و «داعش» والحشد الشعبي؟ الاستقلال وفقها لحظة افتراق عن هذه المؤشرات الجوهرية في الثقافة العربية.

لا أكراد مع الاستقلال إلا بصفته القومية والسلبية. بصفته مغادرة لحاضنة عربية. ولا عرب ضد الاستقلال إلا لأن الأخير خطوة باتجاه ضرب هيمنة تاريخية وثقافية. السجال في محيط الحدث ومن حوله يؤشر إلى ذلك. اللغة التي يستعين بها طرفا السجال ترد الانقسام إلى أصله في لاوعي الجماعتين، إذ تخرج الكلمات من الصدر مباشرة إلى اللسان، من دون عبورها في العقل. وهذا تمرين على قساوته وفضاضته وخطورته مفيد أيضاً، ذاك أنه يُزيح عن المشاعر كماً هائلاً من التقية التي كانت مارستها الجماعات في المنطقة حيال بعضها بعضاً على مدى قرون.

شوفينية عربية في مقابل شوفينية كردية. شوفينية السلطة المتداعية في مقابل شوفينية الضحية المستعدة للإنقضاض. لا مكان للمجاملات والصداقات التي انعقدت حول هذه العلاقة المريضة. الكل كشف عن وجهه. الكل قال كل شيء حيال الآخر. العربي مستعمر قبيح ومتخلف، والكردي لا يستحق أن يحكم نفسه وأن يستقل فيها.

أيام قليلة تفصلنا عن موعد الاستفتاء. ثلاثة نهارات وأربع ليال. وهذا وقت كاف لمشغلي خطاب الكراهية. ثمة حكومات أربع سيهزها الحدث، وثمة جماعات كردية أربع تنتظره.

المواقف تسير على نحو تصاعدي، وكل يوم يحمل ذروة جديدة في الانقسام. الجميع خائف. الأكراد لم يعد يمكنهم أن يتراجعوا والعرب والأتراك والإيرانيون يشعرون بأن خطر الانشقاق الكردي سيهز كياناتهم. الجماعات متماهية على نحو غير مسبوق مع مواقع حكوماتها. مسعود البارزاني نجح في جذب القوى الكردية المعترضة أصلاً على تفرده في السلطة وفي القرار، والحكومة العراقية (الشيعية) نجحت في اجتذاب السنة الذين تضطهدهم. خط انقسام يؤشر إلى مواجهة، وربما إلى حرب.

الاستفتاء اختبار لمستوى انقسام لم تختبره أجيال جديدة. العروبة إذاً معطى ليس «وهمياً»، والكردية في المقابل تغذت على هذه الحقيقة وانبعثت على نحو مشابه.

الوقت لم يعد يتسع لصوت العقل، ولمراجعة في المواقع والمواقف. الأكراد لا يستطيعون أن يتراجعوا، والحكومات من حولهم لا تتحمل استقلالهم. المواجهة لن يحول دونها سوى اختراق أميركي لخط الانقسام الملتهب، وهذا ما لا يلوح حتى الآن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء أقر البطاقة البيومترية وآلية تسجيل المغتربين للمشاركة في الانتخابات النيابية واتفاق على جلسة خاصة لبحث الوضع التربوي

الأحد 17 أيلول 2017

وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عند السادسة والنصف من مساء اليوم في السراي الحكومي، جلسة لمجلس الوزراء، ناقشت جدول أعمال من 38 بندا، واستمرت لغاية الساعة التاسعة والنصف مساء.

وبعد انتهاء الجلسة، أدلى وزير الإعلام ملحم الرياشي بالمقررات الآتية:

"عقد مجلس الوزراء جلسة عادية برئاسة الرئيس الحريري وحضور 21 وزيرا، وأقر جدول أعماله بكامله، وأبرز المقررات هي:

- الموافقة على تطوير بطاقة الهوية الحالية إلى بطاقة بيومترية تعتمد في العملية الانتخابية.

- الموافقة على اقتراح وزير الخارجية على آلية تسجيل المغتربين للمشاركة في العملية الانتخابية.

- الموافقة على طلب وزارة الثقافة تأمين الاعتمادات اللازمة لتأهيل طريق وادي قاديشا.

-الموافقة على طلب وزارة الثقافة وضع "خان العسكر" الأثري في طرابلس بتصرفها ونقل الاعتماد اللازم.

كما خصص المجلس جلسة لمجلس الوزراء لبحث الوضع التربوي في لبنان على أن يعلن الرئيس الحريري عن موعد هذه الجلسة".

وزير التربية

من جهته، أكد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي مروان حمادة بعد الجلسة أن الحريري سوف يدعو إلى عقد جلسة خاصة للملف التربوي يحدد موعدها لاحقا. وقال: "عرضت لشؤون وشجون وزارة التربية والمشاكل القائمة، ولا سيما مثلث: المدارس، لجان الأهل والمعلمين. ولكن بالطبع، هناك قانون نافذ وفي الوقت نفسه هناك القانون 515 الذي ينظم موازنات المدارس".

سئل: هل هذا يعني أنه لا مهرب من الزيادات على الأقساط؟

أجاب: "أنا لم أقل ذلك. ما أقوله أنه لا بد من تطبيق القانون 515 الذي يفرض على المدارس تقديم موازنات موقعة من لجان الأهل إلى وزارة التربية. وعلى ضوء ذلك يظهر إن كان هناك أي تبرير للزيادة، خاصة وأن المدارس الخاصة زادت أقساطها منذ خمس سنوات وحتى الآن بمعدل 34 في المئة، ولكن هذه النسبة تتفاوت بين مدرسة وأخرى".

 

زاسبكين في اليوم الثقافي للقاء الأرثوذكسي: آفاق واسعة للتعامل الديبلوماسي الروسي اللبناني في المرحلة المقبلة ضمن الأجندة الدولية

الأحد 17 أيلول 2017 /وطنية - نظمت اللجنة الثقافية في "اللقاء الأرثوذكسي"، في فندق سنترال ضهور الشوير، اليوم الثقافي الخامس تحت عنوان "روسيا في قلب لبنان"، تخلله تكريم المتروبوليت نيفون صيقلي لسنته الأربعين في خدمة الكنيسة الأنطاكية في روسيا، في حضور ممثل بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر المتروبوليت انطونيوس الصوري، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا التويني، النائب غسان مخيبر، ممثل النائب اسعد حردان ربيع الدبس، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، الوزيرين السابقين بشارة مرهج وكابي ليون، النائب السابق سليم حبيب، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد فادي وهبي، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العميد جوزف توميه، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد بسام ابو فرح، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية- الروسية جاك صراف، رؤساء مؤسسات روسية في لبنان، قضاة، مدراء عامين ورؤساء بلديات ومخاتير من مناطق مختلفة. قدم المناسبة، أمين سر اللقاء سمير نعيمة، بعد النشيد الوطني والنشيد الروسي، كانت كلمة ترحيبية لرئيسة اللجنة الثقافية في اللقاء الكسا قيامة، اعقبتها كلمة للدكتور اسكندر كفوري عن العلاقات الثقافية بين لبنان وروسيا، فأشار الى انها "بدأت مع الحجاج الذين كان بينهم ادباء وكتاب ومستشرقون وفنانون، نقلوا الى روسيا واقع لبنان في كتب ورسوم وضعت في المتاحف الروسية"، لافتا الى "فتح خط بحري بين البلدين في القرن التاسع عشر، والى ان تلك الفترة شهدت ايضا فتح مدارس موسكوبية في لبنان بلغ عددها 48، لكنها زالت مع بدء الحرب العالمية الاولى".

فاروبيوف

ثم عرض المستشرق الروسي الدكتور سيرغي فاروبيوف مضمون كتاب "روسيا في قلب لبنان" شارحا ما قام به الزوار الروس في لبنان من "اعمال هندسية وطبوغرافية وفنية وثقافية"، معتبرا ان "ابداعات الروس في لبنان ساهمت في احداث نهضته الثقافية والفنية منذ عام 1921 الى اليوم".

زاسيبكين:ثم شكر سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسيبكين، في كلمة ألقاها "اللقاء الأرثوذكسي على مبادرته عقد النهار الثقافي، الذي يمكن أن نسميه من الجانب الروسي "لبنان في قلب روسيا"، متحدثا عن "روابط المحبة المتبادلة التي تجسدت في الإنجازات الكبيرة خاصة في مجالات الثقافية التربوية، وبناء جسور إنسانية متينة بين شعبينا، ونحترم تراث القرون الماضية والوقائع التأريخية، ونعتمد عليها في الوقت الراهن، وخاصة أن التحولات التي تجري تتطلب التمسك بالثوابت الإستراتيجية، التي تحدد إتخاذ القرارات الصحيحة طبقا للمصالح الحقيقية للشعوب، أن نبني العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين فننطلق من تطابق المواقف حول بعض المبادئ الأساسية، وبدرجة أولى ضرورة تأمين المساواة في الحقوق لجميع المكونات الطائفية والإتنية، وأي إهمال في هذا المجال يؤدي الى أخطر التداعيات. وخلال السنوات الأخيرة، أصبح هذا الموضوع عاملا جوهريا يؤثر على مصير الدول في الشرق الأوسط وحتى في العالم كله".

ورأى "اننا نعيش اليوم مرحلة تغيير النظام العالمي عبر سلسلة النزاعات، التي أدت الى آثار مأسوية وتهدد بالمزيد من الكوارث، وفي ظل هذه الظروف يؤكد كل من روسيا ولبنان، التفاهم حول الإلتزام بأمرين أساسيين: الأول حوار الحضارات كهدف دائم لتثبيت العدالة والأخلاق والقيم التقليدية الضرورية لضمان وجود البشرية، والثاني إحترام الشرعية الدولية المسجلة في ميثاق الأمم المتحدة، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإحترام سيادة وإستقلال ووحدة أراضي الدول، ونرفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية والهيمنة وفقدان التوازنات على الصعيد الدولي".

وقال: "من المعروف أن روسيا إقترحت بعد تفكك الإتحاد السوفياتي وإنتهاء الحرب الباردة، بناء العلاقات الدولية على أساس الأمن المتساوي وغير المتجزئ والتعاون الواسع والقضاء على خطوط التقاسم، وطرحت مبادرات تشمل عمليا كافة مجالات التعامل بالمجتمع العالمي، ومن بينها إيجاد حلول للمشاكل القائمة، وإقامة منظومات الأمن والتعاون الواسعة الأورو- أطلسية والشرق أوسطية والأسيوية، إلا إننا اليوم نعيش مرحلة تصعيد جديدة وهي نتيجة تطورات الأوضاع الدولية خلال السنين الأخيرة"، معتبرا ان "السبب الرئيسي لهذه الحالة معروف، وهو عدم وجود حلف وارسو منذ زمن بعيد. أما حلف الناتو فتوسع نحو الشرق، واليوم يقف عند حدود روسيا".

أضاف: "يقولون في الغرب إن دول أوروبا الشرقية ارادت الإنضمام الى الناتو، ولكننا نعرف أن التوازن مطلوب في كل مكان ولا يجوز تخريبه، وتوسع الناتو وإقامة الدرع الصاروخي خطوات غير مسؤولة وتهدد الأمن الدولي".

ورأى ان "السبب الثاني لإنهيار الأوضاع الدولية، هو الرغبة في تغيير الأنظمة واعتماد أساليب تدخل عديدة، بما في ذلك تشجيع التظاهر وإرسال المقاتلين والسلاح والعدوان المباشر، وهذا مترافق مع تجربة العقوبات وتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام"، ملاحظا ان "ايا من الاهداف المعلنة لم يتحقق، وبدلا من الحرية والديمقراطية انتشر العنف والقمع والبربرية والإرهاب التكفيري"، مؤكدا أن "الأهداف الحقيقية للمخطط هي تدمير الدول الوطنية وإقامة دويلات طائفية، وخلال المراحل الأولى لهذا المخطط، تم تحقيق هذه الأهداف بخاصة في العراق وليبيا، إلا أن سوريا صمدت وأفشلت مخططات الأعداء، ووقفت روسيا بجانب الجيش السوري وحلفائه وتم الهجوم على الإرهابيين من جهات عديدة".

وأشاد ب"تحرير الأراضي اللبنانية من مجموعات النصرة وداعش"، مؤكدا أن "المعركة ضد الإرهاب في المنطقة ستستمر حتى القضاء عليه نهائيا"، لافتا الى ان "روسيا تستعد لتتعاون مع جميع الأطراف المعنيين في هذا المجال على أساس إقتراح معروف للرئيس بوتين، هو جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب، ونعمل سويا على تعزيز مسار آستانا، الذي يجري في إطاره ترتيب الأوضاع في مناطق خفض التوتر واستكمال الإجراءات في المناطق القائمة وتطوير التجربة"، معتبرا "الإجتماع الأخير الذي عقد، هو خطوة هامة في هذا المجال، وقد برهنت مناطق فعاليتها وأدت إقامتها الى تخفيف العنف"، مشددا على "وجوب "توسيع المصالحات الميدانية"، مشيرا الى ان "مرحلة اعادة الاعمار قد بدأت".

واكد ضرورة "مواصلة الجهود الرامية الى التسوية السياسية من خلال الحوار في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة على أساس القرار 2254"، معتبرا ان "من بين التعقيدات القائمة استمرار الخلافات بين مجموعات المعارضة"، داعيا الى "التخلص من الشروط التعجيزية والإنتقال الى مناقشة بناءة لخطوات ملموسة، مثل تعديل الدستور وتحضير الأنتخابات برعاية الأمم المتحدة".

ورأى أن "الحل في سوريا يجب أن يكون سلميا سياسيا، على أساس بقاء الدولة موحدة ذات سيادة"، رافضا "التقسيم"، مؤكدا انه "الوجود العسكري الأميركي أم غيره هو وجود مؤقت وسينتهي حتما".

وبشر بأن "التطورات الإيجابية في سوريا تفتح مجالا لعودة اللاجئين السوريين الى وطنهم"، داعيا المجتمع الدولي إلى "المساهمة في تحقيق العودة وترتيب التنسيق بين الأطراف المعنيين، وبخاصة سوريا والدول المجاورة"، لافتا الى ان "هذا الأمر يتعلق أيضا بموضوع إعادة البناء في سوريا"، مبديا قناعته بأن "التقدم نحو الحل في سوريا سيساهم في الجهود المبذولة من أجل إيجاد الحلول للنزاعات الأخرى، ولكن المسألة هنا تتعلق بمواقف الأطراف الذين شجعوا الفتن"، محذرا من ان "تفوق العناد والمماطلة سيؤدي الى استمرار الإنهيار ليس فقط في الشرق الأوسط بل على المستوى الدولي".

واشار الى "تطوير العلاقات مع الدول الأوروبية، لا سيما ان معظمها يتعرض لضغوط أميركية، ولا يريد إستمرار العقوبات ضد روسيا، ومع الصين"، مؤكدا ان "روسيا تتواصل مع أوسع عدد من الأطراف الدوليين والإقليميين، وتركز على القواسم المشتركة وتحاول تجاوز الخلافات وإيجاد المخارج"، معتبرا ان "الخلاف الذي لا يزال قائما في الفئة الحاكمة الأميركية لا يسمح بممارسة سياسة موحدة لدولة، وبرغم النهج الأميركي المعادي لروسيا، نحن مستعدون للتعامل بدرجة جهوزية الجانب الأميريكي لذلك".

وقال: "في الشرق الأوسط يجب تأمين إستمرار وتطوير التعاون بين الأطراف المحليين لتحويل المنطقة من حال الفتن الطائفية والفوضى الى وقف سفك الدماء واعادة الأمن والأستقرار والبناء والتعاون، وهنا دور كبير لروسيا ولبنان" مؤكدا ان "الهدف الإستراتيجي هو إقرار السلام الدائم في الشرق الأوسط، على أساس قرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة ومبادرة عربية مطروحة من بيروت، وان هناك افاقا واسعة للتعامل السياسي الديبلوماسي الروسي - اللبناني في المرحلة المقبلة ومن ضمنه جميع نقاط الأجندة الدولية الأقليمية".

وإذ ثمن زيارة الرئيس سعد الحريري الى موسكو، نقل الى المشاركين في هذا النهار الثقافي "أطيب التحيات والتمنيات من الأوساط السياسية الديبلوماسية الروسية، وشخصيا من وزير الخارجية السيد لافروف ونائب الوزير ممثل الرئيس بوتين لشؤون الشرق الأوسط السيد بوغدانوف".

آغابوفا

وتحدثت نائبة رئيس الجمعية "الامبراطورية الارثوذوكسية الفلسطينية" ايلينا اغابوفا عن "الوجود الروسي في لبنان"، مستشهدة ب"نشاط الجمعية التي دخلت لبنان في القرن التاسع عشر مع الحجاج".

ورأت ان "العلاقات اللبنانية - الروسية تتطور على الصعيد الاستراتيجي"، لافتة الى ان "رئيس الحكومة سعد الحريري عندما زار روسيا اخيرا، طلب تعزيز هذه العلاقات في شتى المجالات"، معلنة رغبة روسيا في "بناء مدرسة موسكوبية في لبنان، بعد زوال المدارس التي كانت بنتها سابقا، لما فيه مصلحة البلدين"، مثمنة "العلاقة بين روسيا والبطريركية المارونية".

هيلاريون

أما رئيس قسم العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو وسائر الروسيا المتروبوليت هيلاريون، فرأى ان "العلاقات الروسية -اللبنانية جذورها عميقة واساسها الاحترام المتبادل بين الشعبين والكنيستين"، مذكرا بان "روسيا ساعدت على انتشار المسيحية وحمايتها في لبنان في القرن التاسع عشر"، مشيرا الى ان "الحجاج الروس عندما كانوا يزورون الاراضي المقدسة في فلسطين، كانوا يزورن لبنان ايضا، لانه كان وسيبقى بالنسبة الى الحجاج الروس ارضا مقدسة".

وعرض واقع المسيحيين في دول المنطقة و"تراجع وجودهم بعد ما سمي بالريبع العربي الذي حرضت عليه دول خارجية وسياسيون اجانب، ادعوا انهم سيقيمون الديمقراطية في هذه الدول"، سائلا "أهذه هي الديمقراطية التي يتباهى بها هؤلاء السادة في العراق وسوريا؟ انظروا الى ما حصل في العراق، ولولا التدخل الروسي في سوريا لكان حصل فيها ما حصل في ليبيا والعراق، ولما بقي فيها مسيحي واحد"، مؤكدا ان "روسيا كانت وستبقى مع شعوب الشرق الاوسط ومع لبنان لان هذا البلد يحتل مكانا مميزا في هذه المنطقة".

والى مسحيي لبنان، قال: "لا تتركوا ابدا هذه الارض، ابقوا فيها، لديكم كل المسارات القانوينة للبقاء على ارض اجدادكم، مسارات يكفلها الدستور"، مشددا على ان "بكم انتم يتعلق مصير اولادكم واحفادكم واحفاد احفادكم، لذا قوموا بما عليكم لحماية المسيحية على هذه الارض، واسسوا عائلات كبيرة، واستندوا الى دعم روسيا التي لن تترككم ابدا".

وبعدما اشار الى ان "الكنيسة الارثوذوكسية الروسية كانت تتعرض لخطر التدمير في القرن العشرين زمنيا وروحيا"، قال "ها هم ابناؤنا بعد سبعين عاما يعودون الى المسيحية وحصلوا على ما ارادوا، لذا نحن نعرف الالم والقلق الذي يعاني منه المسيحيون في لبنان".

صيقلي

وتحدث ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وكل روسيا المطران نيفون صيقلي عن "العلاقة الروحية بين الكرسي الانطاكي والكنيسة الارثوذوكسية الروسية وعن مسيرته الكهنوتية طوال 40 عاما"، فقال: "رأيت الكثير من الايمان ومن الالحاد، وكنت انظر الى هذا الالحاد سياسيا وليس عقائديا".

اضاف: "عشت مع الكنيسة الروسية الاضطهاد الذي مورس في حقها، واذا عشنا الاضطهاد عرفنا بعده مجد الكنيسة، فالمجد يأتي بعد الاضطهاد وليس من دونه".

ورأى أن "اللبنانيين ينقصهم شيء واحد، هو التمسك بهذا البلد الفريد من نوعه، الذي اثار اعجاب المتروبوليت هيلاريون، الذي وصفه بانه بلد عظيم"، معتبرا ان "العظمة ليست بمقدار ما تملك من دبابات بل بمقدار ما فيها من ايمان".

ابو فاضل

ختاما، تحدث الامين العام للقاء النائب السابق مروان ابو فاضل، فأكد "حرص اللقاء على نجاح روسيا في توطيد التسوية السياسية في سوريا وترسيخها، بعد استكمال المعارك على الإرهاب بحيزها الميداني، فروسيا بفعل اتزان رؤيتها المبنية على فائق استراتيجية وحدوية، توسعت رعايتها السياسية من المشرق نحو الخليج العربي، حيث نجحت باكتساب ثقة نابعة من جراء وفائها بالتزاماتها اتجاه حلفائها وأصدقائها، والدليل على ذلك النتائج الإيجابية لجهود الوزير لافروف، وقد مهدت للزيارة المرتقبة لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا، للاجتماع برئيسها فلاديمير بوتين"، معتبرا انه "لولا التكامل ما بين روسيا وإيران والعراق وسوريا والمقاومة، والاستبسال في الميدان، لما بلغنا نحو تلك النتائج الماثلة أمام الجميع".

قال: "منذ عام طالبنا الدولة اللبنانية بالحرف الواحد، بالخروج من العقد البالية والتواصل مع الحكومة السورية والمنظمات الدولية لإقفال ملف البؤس بإعادة النازحين إلى قراهم وبلداتهم، بكرامة وبخاصة بعد تكاثر الدعوات لاندماجهم في لبنان، وهذه السنة نقول وفي السياق عينه إسبقوا الدول، التي شجعتكم على مقاطعة سوريا، بينما تعمل تلك الدول بالذات على الانفتاح كنتيجة للواقع المستجد من جراء الانتصار الميداني على الإرهاب التكفيري".

أضاف: "لا مصلحة لنا في لبنان في أن ننعزل عن هذا الواقع، وندفن رؤوسنا في الرمال كالنعامة، ونغامر بعمقنا الجغرافي ونخاطر بمصالحنا الاقتصادية واستقرارنا السياسي، ألم تسمعوا اعتراف المراجع الدولية بمعظمها بنتائج ما حققه هذا التحول على الصعد كافة، أو لا تريدون أن تسمعوا"!".

وأكد ان "عيوننا مسمرة على فلسطين وقلوبنا مع المناضلين الشرفاء فيها، ومنهم المطران عطالله حنا، الذي يتعرض لتهديدات وضغوط شديدة لمحاولة ثنيه عن متابعة نضاله في سبيل القضية العربية الأم، بينما يتمادى البطريرك ثيوفيلوس في بيع أوقاف الكنيسة الأرثوذوكسية الفلسطينية العربية للعدو الإسرائيلي، فنحن لا نستغرب ذلك في ظل تماديه في التعدي على كنيسة أنطاكية في قطر"، مكررا التنبيه الى أن "أي عمل من شأنه ضرب مركزية كنيسة أنطاكية وسائر المشرق الأرثوذوكسية ووحدتها، سواء أتى من الداخل أو الخارج، نعتبره مشبوها على غرار ما اعتبرناه لفلسطين، ويندرج في سياق محاولة الهيمنة على كنيستنا الانطاكية".

وإذ حيا ارواح شهداء الجيش والعناصر الأمنية من الأجهزة كافة والمواطنين الأبرياء، امل في أن "تكون العمليتان البطوليتان في تحرير جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك من رجس الإرهاب بمثابة اقتراب الخاتمة لأحزاننا".

وقال: "نشد على أيادي قيادة وضباط وأفراد قوانا المسلحة وقيادة ورجال مقاومتنا ونثمن تماسك شعبنا وشجاعته وصبره"، مطمئنا "لوحدة الموقف السياسي لأركان دولتنا بدءا من صاحب الفخامة وأصحاب الدولة، والقيادات السياسية الشريفة في بلادنا".

ونبه الى "ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، ولا يوهمنا أحد أن الدولة غير قادرة على إنجاز بطاقات الهوية البيومترية أو إصدار جوزات السفر البيومترية وتوزيعها على الناخبين، فتصبح أدوات ضامنة لنزاهة التصويت المؤدي إلى صحة التمثيل، فتسقط أيضا بدعة ضرورة تسجيل الناخبين في مراكز الاقتراع الكبرى المخصصة لكل دائرة انتخابية".

وختم بالتأكيد أن "حقوق الطائفة الأرثوذوكسية في لبنان في التعيينات الإدارية والدبلوماسية في معظم المرافق والمؤسسات والدوائر ليست مصانة"، عازيا الامر الى "خلل بنيوي من جراء عدم اختيار بعض من يمثلون الوجدان الأرثوذوكسي بصورة فاعلة في الحكومات والمجالس النيابية".

وتخلل فعاليات النهار الثقافي بالإضافة الى تكريم المطران صيقلي، حضور أعضاء جوقة سينودس موسكو وجوقة ابرشية جبل لبنان بأصواتهم من خلال تراتيل بيزنطية وروسية، كما سلم رئيس المركز الثقافي الروسي في لبنان فاديم زايتشيكوف شهادات التخرج لطلاب الدفعة الثانية من دورات تعلم اللغة الروسية، شاكرا للقاء الارثوذكسي "تنظيم هذه الدورات، لان اللغة الروسية هي احدى اكثر اللغات انتشارا في العالم، ولها حضور في لبنان من خلال الطلاب الذين يتابعون دراساتهم في روسيا وعلاقات الزواج وانتشار الجالية الروسية فيه"، معتبرا "اللغة الروسية مفتاح التواصل الروسي مع دول المنطقة".

بعدها دعي الحاضرون الى مائدة محبة.

 

الراعي من سيدة إيليج: لنجدد العزم بقوة دماء شهدائنا فنضحي بما يلزم كي نحافظ على وديعة وطننا

الأحد 17 أيلول 2017/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا بدعوة من رابطة سيدة ايليج، الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في كنسية سيدة ايليج سلطانة الشهداء، ميفوق - القطارة، وذلك لمناسبة سنة الشهادة والشهداء، وفي ذكرى 630 سنة على استشهاد البطريرك جبرائيل حجولا وتكريما لشهداء المقاومة اللبنانية، في حضور الرئيس ميشال سليمان، النائب نديم الجميل، الوزير السابق انطوان كرم ، النائب السابق فارس سعيد ورؤساء بلديات ومخاتير واهالي الشهداء وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "حبة الحنطة إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمر كثير" (يو12: 24)، قال فيها: "الرب يسوع المسيح هو "حبة الحنطة" بامتياز. مات على أرض الجلجلة فوق الصليب لفداء العالم، فأثمر موته ولادة البشرية الجديدة المتمثلة بالكنيسة، جسدِه السري. فأصبح كل أعضاء جسده، بحكم المعمودية والميرون، مطبوعين بطابع الموت والقيامة، وبطابع التضحية بالذات وإعطاء الثمار الروحية والاجتماعية والوطنية". أضاف: "من بين هؤلاء الذين نهجوا نهج حبة الحنطة البطريرك الشهيد جبرايل حجولا الذي نحيي ذكرى استشهاده الستماية والخمسين؛ وشهداء الإيمان والوطن. كلهم أثمروا الثمار الوفيرة في حياة كنيستنا ووطننا. من هذه الثمار حماية وجودنا وتاريخنا وكرامتنا، والنمو والازدهار على كل صعيد. لكن استشهادهم بإراقة دمائهم على مذبح الإيمان والكنيسة والوطن، والوفاء لذكراهم، كما نحن فاعلون الآن، يستدعيان منا أن نعيش حياة روحية وأخلاقية وسياسية وثقافية تليق بالثمن الغالي الذي دفعوه عنا ومن أجلنا، وهو ثمندمهم الذي لا يعوض". وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية، إحياء وتكريما لشهدائنا، شهداء الإيمان والوطن. فأحيِي سيادة أخوينا المطران ميشال عون راعي الأبرشية، والمطران منير خيرالله رئيس اللجنة البطريركية لسنة الشهادة والشهداء، والأب ميشال إليان رئيس دير سيدة ميفوق والآباء المعاونين في خدمة الرعية وهذا المقر البطريركي التاريخي الذي احتضن ثمانية عشر بطريركا عطروه بصلواتهم وببخور فضائلهم، ومن بينهم البطريرك الشهيد. ونعرب عن تقديرنا وشكرنا للرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة على حضورها الروحي والراعوي في هذه المنطقة العزيزة، عبر ديري سيدة ميفوق ومار شليطا القطارة، حافظة ذاكرة تاريخية مهمة من تاريخ كنيستنا وبطاركتنا. ونوجه تحية خاصة إلى رابطة سيدة إيليج، رئيسِها السيد كلوفيس الشويفاتي وأعضائها، التي تدعو إلى هذا الاحتفال وتنظمه في مناسبة "سنةالشهادة والشهداء". كما وإننا نحيي الآباء والأمهات من أهالي شهدائنا الذين قدموا ذواتهم على مذبح الوطن أثناء الحرب اللبنانية المشؤومة، ويرقدون في ظل سيدة إيليج، وغابة الأرز، رمز وطننا المفدى. إننا نرفع هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفوس الشهداء، راجين لهم إكليل المجد في السماء، ولأهلهم العزاء الإلهي. كما سبقه استشهاد البطريرك دانيال الحدشيتي سنة 1283 على يد المماليك أنفسهم".

وقال:"البطريرك الشهيد جبرايل من حجولا في بلاد جبيل، انتخب بطريركاسنة 1357 وسقط شهيدا على يد المماليك بعد عشر سنوات عام 1367، أي بعد 850 سنة من استشهاد الرهبان تلاميذالقديس مارون الثلاثماية والخمسين عام 517، وبعد 1300 سنة من استشهاد القديسين الرسولين بطرس وبولس في روما عام 67. بحسب رواية البطريرك المكرم اسطفان الدويهي، في كتابه "تاريخ الأزمنة" وهو أول كتاب عن تاريخ كنيستنا ومجريات الأحداث الزمنية التي رافقت مسيرتها، اشتد اضطهاد المماليك للموارنة وبخاصة الأساقفة والكهنة والشعب. فكان القتل والتدمير والتشريد لأسباب سياسية مرتبطة بالحملات الصليبية والفرنجه.

وبما أنه "إذا ضرب الراعي تبددت الرعية كلها"، كان البحث عن البطريرك "الأب والرأس". فوشي إلى والي طرابلس أن البطريرك موجود في حجولا قريته. فقبض على أربعين رجلا من أهل حجولا وأمر بإحضاره، فحضر البطريرك لينقذ شعبه. لكن الوالي أمر بحرقه حيا في أوائل نيسان 1367 خارج المدينة عند طيلان (راجع تاريخ الأزمنة، طبعة توتل، ص 185-186). أما أهالي طرابلس فجعلوا من قبره مزارا على اسم الشيخ مسعود، فكان قبره يهب الشفاء لكل ملتمس، بحسب التقليد المتناقل. أما اليوم فلا يوجد أثر لهذا المزار بسبب بناء واحد من أضخم جوامع طرابلس عليه وأعرقها وأجملها. ومع ذلك يبقى البطريرك الشهيد حيا في مجد السماء، في موكب الشهداء الأبرار، ويشفع بكنيستنا ووطننا وهذا المشرق المعذب بويلات الحروب والنزاعات والقتل والهدم والتشريد. فكم هو بحاجة إلى إنجيل يسوع المسيح، إنجيل المحبة والسلام والأخوة بين جميع الناس، إنجيل قدسية الحياة البشرية وكرامتها".

أضاف: "شهداؤنا الذين نحيي ذكراهم في هذا المكان المقدس مع الكثيرين من أمثالهم ورفاقهم على أرض لبنان كافة، وقدموا دماءهم ذودا عن لبنان في الحرب اللبنانية الأخيرة، هم أيضا حبات حنطة أثمرت خلاصا لوطننا وشعبنا ولنا. فلا يسعنا إلا إلانحناءة أمام ذكراهم جميعا، مع الإقرار "بأنهم ماتوا لنحيا". وفي هذا فخرهم ومجدهم وعزاء أهلهم وعائلاتهم. ألم يسم الرب يسوع موته ساعة مجده، إذ قال، عندما اقترب موعد تسليم ذاته طوعا لفداء العالم: "أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان" (يو12: 23). ثم التمس القوة للثبات في مواجهة ذبيحة الذات هذه: "يا أبت مجد اسمك" (يو12: 28). فإذا بموت يسوع، فداء عن الجنس البشري بأسره،تمجيد له بانتصاره على الخطيئة والموت، وتمجيد للآب بإتمام مشيئته الخلاصية الشاملة جميع الناس. هنا يكمن سر بطولة شهدائنا منذ فجر المسيحية حتى يومنا".

وتابع: "كلنا يرى ثمار هؤلاء الشهداء الكنسيين والمدنيين، المشبهة بثمار حبة الحنطة. إننا نرى نمو الكنيسة وازدهارها بأبنائها وبناتها ومؤسساتها المتنوعة، وبانتشارها تحت كل سماء، وبحيويتها وثقافتها وتأثيرها. ونرى تكوين لبنان الذي أعلن دولة مستقلة في أول أيلول 1920 مع البطريرك الكبير خادم الله الياس الحويك، ثم أنجر استقلاله سنة 1943 مع البطريرك انطون عريضه، وذلك بعد مسيرة تاريخية طويلة قادهابطاركتنا بصبر وتقشف وشجاعة وحكمة،وكشهداء أحياء ارتضوا،من أجل حماية الأغليين: الإيمان المسيحي والاستقلالية، الإقصاء، والاضطهاد والاعتداء والتنكيل. وتهجروا متنقلين، وعروشهم على ظهورهم، من كفرحي، إلى يانوح، إلى إيليج، إلى قنوبين، إلى لحفد، إلى هابيل، إلى كفيفان، إلى الكفر، إلى بنهران، إلى برحليون، إلى عمشيت، إلى دير سيدة مشموشه، إلى دير مار سركيس وباخوس ريفون، إلى مجدل المعوش، إلى دير مار شليطا-غوسطا، فإلى الديمان وبكركي.إنها مسيرة متواصلة لن تتوقف، تتبدل فيها نقط فصولها وألوانها. وتبقى مسيرة ضامنة لشعبنا ووطننا. ونرى، بنتيجة تضحيات الشهداء، كيف اجتاز لبنان مخاطر وقطوعات في محطات مختلفة، يضيق الوقت لتعدادها".

وتابع: "فالبرغم مما أحرز لبنان من ازدهار ونمو من جهة، ومن حالات التراجع السياسي والاقتصادي والمعيشي، من جهة أخرى، ومن مظاهر الفقر والحرمان والحاجة عند أكثر من ثلث اللبنانيين من جهة ثالثة، فإنا مدعوون لنجدد العزم والعزيمة بقوة دماء شهدائنا، فنضحي بما يلزم كي نحافظ على وديعة وطننا لبنان. فلا يكون أرضا للهجرة أو للبيع أو للاهمال أو أرضا سائبة للطامعين. فعلى أرضه المروية بدماء شهدائنا، وعرق جبين أجدادنا ودموعهم، كتبنا تاريخنا ورسمنا هويتنا وحددنا رسالتنا".

وقال: "وإنني من سيدة إيليج وما تعني أوجه معكم النداء إلى الجماعة السياسية عندنا لتصحح ممارستها السياسية. فدماء شهدائنا تستصرخ ضمائرهم ليكونوا على مستوى التحديات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية. ندعوهم للمحافظة على لبنان بخصوصياته وميزاته بين بلدان المنطقة، وفقا للميثاق الوطني والدستور، بغنى تنوعه الديني والثقافي ضمن إطار الوحدة الوطنية، وبنظامه الديموقراطي، وبميزة المشاركة المتساوية والمتوازنة في الحكم والإدارة بين المسيحيين والمسلمين، وبأهمية حياده وتحييده عن الصراعات والتدخلات الإقليمية والدولية، ليكون فاعل استقرار وسلام والمدافع عن قضايا المنطقة، ومكانا للقاء الأديان والثقافات والحضارات".

أضاف: "ندعوهم لبذل الجهود في إطلاق النهوض الاقتصادي بكلِ مكوِناته، وإيجاد فرص عمل لشبابنا وقوانا الحية، ودعم خزينة الدولة، والتخفيف من عبء الدين العام، وقيام الدولة بإيفاء مستحقاتها المالية للمؤسسات الاستشفائية والتربوية والاجتماعية.

وندعوهم لتوحيد القوى والسبل من أجل تحقيق عودة النازحين واللاجئين إلى أوطانهم وممتلكاتهم، استرجاعا لحقوقهم بحكم المواطنة، والتزاما بإعادة بناء بيوتهم، وحفاظا على ثقافاتهم وحضاراتهم. بعودتهم يسلم لبنان من الأخطار الجسيمة التي تتهدد أمنه واقتصاده واستقراره السياسي وثقافته، والتي تتسبب بارتفاع عدد العاطلين عن العمل، وبفتح باب الهجرة المميت".

وختم الراعي: "لبنان يحتاج إلى بزوغ فجر جديد من القوى السياسية المسؤولة والواعية والملتزمة. هذا ما نرجوه عبر الانتخابات النيابية الفرعية والعامة، وفقا للدستور، قبل حلول شهر أيار المقبل، آملين أن تعطي هذه الانتخابات بلادنا وجوها جديدة تكون على مستوى تطلعات الشعب اللبناني، والتحديات الراهنة، وحاجات الدولة والوطن.

نلتمس ذلك من جودة الله وعنايته، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة إيليج، وبحق دماء البطريرك الشهيد جبرايل حجولا، وسائر شهدائنا، شهداء الإيمان والوطن.

وليرتفع من قلوبنا وشفاهنا نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

رعد: المقاومة لم تفرض هيبتها على الارهابيين فحسب بل المعادلات التي يجب ان يتعامل معها الارهابيون

الأحد 17 أيلول 2017/وطنية - اشار رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى انه "بقيمنا التي نحمل استطعنا ان نشكل مناعة في هذا الوطن الذي تحيط به اهتزازات يخشى ان تتسلل الى ربوعه وتزرع الموت والرعب والخراب بين اهله وسكانه. لقد نظرنا إزاء هذه المخاطر والتهديدات حين كان العدو يحتل جنوبنا وحين بدأ الارهابيون التكفيريون يتسللون الى جرودنا فتساءلنا كيف ندفع تلك الاخطار؟ اين صداقاتنا الدولية؟ اين الاقوياء في العالم الذين يدعوننا الى احترام القوانين الدولية التي يصوغونها لخدمة مصالحهم وسيطرتهم على بلادنا واوطاننا، فلم نجد الا الاتكال على سواعدنا وربنا، وحاولنا قدر المستطاع توفير رأي عام جامع مؤيدا حاضنا لخيارنا، فتصدينا للاحتلال الاسرائيلي، ثم طورنا خبراتنا وادائنا واسلحتنا، الى ان اصبحنا نموذج المقاوم الذي يستطيع ان يهزم جيشا كان يعد اسطورة ولا يقهر في منطقتنا العربية، وهزمناه". كلام النائب رعد جاء خلال الاحتفال الذي اقامته بلدية جباع - عين بوسوار تكريما لطلابها الناجحين في الامتحانات الرسمية وخريجي الجامعات، بحضور شخصيات سياسية وحزبية وتربوية واجتماعية وحشد من ابناء البلدتين وأهالي الطلاب. وتابع: "ثم جاء التكفيريون بعدما فشل الاسرائيليون في هزيمتنا في 2006 من اجل ان يشغلوا بال اهلنا ومجتمعنا ليستريح الاسرائيلي بعد الهزيمة التي تلقاها، ولكن التكفيريون هزموا وافتضحوا مع كل من سهل لهم ودعمهم وساندهم على جميع الصعد. وقدمنا في مواجهتهم النموذج المقاوم الذي يعرف ماذا يريد ويلتزم بالضوابط". اضاف: "عندما انتهزنا فرصة لتحرير اسيرنا معتوق، بعض السذج عندنا بدأوا يستخفون فقالوا صنعوا صفقة لتحرير اسراهم، نعم الاسير الذي حررناه هو بطل من ابطال الاجتياح الاسرائيلي، وهو يعرف قيمة الشهداء ودمائهم التي سفكت من اجل تحريره. ونحن نقول انه ليس مهما ان يحصل تبادل بين الاسرى، بل الاهم ان يحصل تبادل مع داعش، فالمقاومة لم تفرض هيبتها وانتصاراتها على الارهابيين التكفيريين فحسب بل فرضت المعادلات التي يجب ان يتعامل معها الارهابيون بالنسبة للمقاومة. فداعش لا تبقي اسيرا على قيد الحياة ولا تحتفظ بالناس الذين تقتلهم، لكن الاسير الذي وقع لديها لظروف معقدة، وشهيدين من المقاومين احتفظت بهم في البرادات. فنحن نفرض قيمنا على الجميع". وختم رعد: "انتم يا اهلنا، القيم والنصر والدين والانسانية، ولولا احتضانكم لما كان هناك نصر، انتم الذين صنعتم المناعة، فنحن نظرنا الى وطن تسوده الانقسامات ومع الانقسام لا تتحقق المناعة ومواجهة العدو. في الساحات نحتاج الى ظهر قوي ومناعة ذاتية تساعد على مواجهة الاوبئة الوافدة. فلم نجد الا رصيدا مخزونا مع المناعة استجمعناها من شعبنا وجيشنا ومقاومتنا، فكان النصر وكانت المعادلة التي تحقق النصر في لبنان".

 

الموسوي: أسوأ نموذج يمكن أن ينسب إلى العروبة هو السعودة ولن يكون هناك طاقية فوق احد تحمي ابو طاقية وغيره

الأحد 17 أيلول 2017 /وطنية - رعى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي الحفل السنوي الخامس عشر لتكريم الناجحين في الشهادات الرسمية والجامعية في بلدة قانا، في حضور عدد من الفعاليات والشخصيات التربوية والثقافية والاجتماعية وحشد من الأهالي، والقى كلمة قال فيها: "الحمد لله أن الانتصارات تتحقق من جرود عرسال إلى جرود رأس بعلبك إلى فك الحصار عن دير الزور، ولا ننسى الانتصار الإنساني المثالي النموذجي الذي حققناه باستعادة الأسير أحمد منير معتوق بالأمس القريب، فلقد قدمنا صورة للعالم الذين يفهمون وينصفون وينتمون إلى جنس الإنسان ونوعه الراقي، ليس للذين يكيدون ونسمعهم دائما، بأننا لم نترك شابا من شبابنا بين يدي التكفيريين، فقد أعدنا الذين كانوا بين يدي النصرة وداعش بالأسلوب والطريقة نفسها، فلماذا ترتفع عقائر البعض في لبنان من أصحاب الكيد ضد داعش ولا نسمع عقائرهم وهي ترفع ضد النصرة، فداعش كما النصرة على أيديها دماء الجيش اللبناني، وهنا يجب أن نقول بوضوح، إن أي محاولة من أي وزير أو غير وزير لوضع الغطاء على بعض المتورطين في قتل العسكريين وأسرهم وخطفهم، لن يقبل من اللبنانيين إلا بالصد والرد، ولن نقبل أن يمد البعض عباءته بعنوان طائفي أو حزب ليحمي الذين خطفوا وسلموا جنودنا إلى التكفيريين، سواء كانوا النصرة أو داعش، ولن يكون هذا الأمر مقبولا، فالمحاولة التي رأيناها بالأمس، هي محاولة إن لم تكن فاشلة كما هي، فنحن سنفشلها، وبالتالي يجب أن لا يحال بين السلطة القضائية وبين ملاحقة هؤلاء المتورطين مهما تكن أسماؤهم، لأنه ليس هناك طاقية فوق أحد تحمي أبو طاقية وغيره".

وتابع: "إننا نتنعم بانتصاراتنا لأننا دفعنا ثمنها من دماء أهلنا وشبابنا، ويحق لنا أن نبتهج لهذه الانتصارات، وأما في لبنان، فإننا لا ننتظر من أعدائنا وخصومنا أن يشاركوننا النصر، لأن الانتصارات التي نحققها، هي هزائم موصوفة لهم، لا سيما وأن مشروعهم كان إسقاط النظام في سوريا، وهم يرون اليوم بأم العين كيف يسقط مشروعهم، وكيف يهزم حلفاؤهم من النصرة وداعش وغيرهم الذين هم حلفاء لقوى سياسية لبنانية التي لم تجد بعد هزيمتها سوى أن ترفع صوتها بالنكد والكيد، ولكننا نطمئنهم بأننا سعيدون وفرحون بانتصاراتنا، وسنبقى فرحين بها، وأنتم إذا حزنتم أو كذبتم أو فتنتم، فهذا شأنكم، واعملوا ما شئتم، ولكن لو كان لدى بعضكم ذرة من حرية في اتخاذ قرار، أو بعضا من عقل سياسي منصف، لأدركتم أن هزيمة التكفيريين في سوريا هي انتصار وجودي واستراتيجي للبنان بصيغة العيش المشترك، وهي انتصار فردي لكل لبناني كان مهددا بالذبح ولكل لبنانية كانت مههدت بالسبي في ما لو تمكن التكفيريون من الانتصار في سوريا، ولكن مع الأسف فإن هؤلاء البعض وبسبب حقدهم وجهلهم وارتباطاتهم الأميركية والسعودية، ليسوا قادرين على رؤية أن الانتصار الذي حققه حزب الله في سوريا بالتعاون مع حلفائه الجيش العربي السوري وقائده الأعلى الرئيس الدكتور بشار الأسد، وجمهورية إيران الإسلامية بقيادة الإمام الخامنئي أدام الله ظله الوارث، وحليفنا أيضا الاتحاد الروسي الذي نشهد بفعالية دوره في تحقيق الانجازات، وهي مناسبة لنشهد نحن الذين استخدمنا بكفاءة الأسلحة الروسية في مواجهة السلاح الأميركي المتطور الذي أعطي للإسرائيليين، والذي أعطته ال CIA للمسلحين السوريين، بأن الأسلحة الروسية فعالة جدا في حماية أمن لبنان والدفاع عنه، وبالتالي فإننا نأمل في أن يتحول اللقاء الذي جرى بين الرئيس الروسي ورئيس الحكومة اللبنانية، من مجرد زيارة سياسية تنطوي على مجاملات، إلى علاقة تستفيد من قوة السلاح الروسي من أجل حماية لبنان في مواجهة العدوان الصهيوني والعدو التكفيري".

اضاف: "إن البعض في لبنان مزعوج من هذه الانتصارات، وسيعمل ما بوسعه لتنغيصها علينا من خلال الشائعات الكاذبة التي يطلقونها لا سيما تلك التي أطلقت عند خروج الأسير المحرر أحمد معتوق، ولكننا نقول لهم بأنه كما تم الإفراج عن أسرانا عند النصرة، تم الإفراج عن أسيرنا عند داعش، وبالتالي يمكنكم أن تتحدوا كما تريدون وتشاؤون، لأن قلامة ظفر بخنصر بقدم أحمد منير معتوق، تساوي كل هذه الأوركسترا التي تعزف ضدنا، فبسمة معتوق ووالدته وابنه تساوي كل الدنيا وما فيها، ولسنا سائلين عن هؤلاء سواء تحدثوا بطريقة جيدة أو غير جيدة، فيكفينا هذا المشهد الذي ملأ قلوبنا فرحا لحظة عودة أحمد معتوق إلى أهله وقريته وإخوانه ليواصل درب جهاده أيضا.

على الجميع في لبنان لا سيما أولئك الذين يعملون في مجال الثقافة أن يشاهدوا كيف نتعامل مع شاب من شبابنا، حيث أننا نحرص على استعادته أيا كانت الكلفة، سواء كان مقابل 300 أو 1000 أو 3000 عنصر من داعش أو النصرة، وهذا ما حصل مع جبهة النصرة، حيث أن أكثر من 1000 مقاتل مع عائلاتهم الذين يبلغوا حوالى 7777 شخصا، خرجوا من جرود عرسال والقلمون مقابل إستعادة خمسة مجاهدين لنا".

وتابع: "آن الأوان للبعض في لبنان أن يستفيق من غفلته، لأن الوقائع باتت واضحة، فالذي لا يريد أن يسمع بأننا انتصرنا، عليه أن يسأل الأتراك هل نحن انتصرنا أم لا، وأن يسأل الروس ما دام أننا نحرص على الصداقة معهم، هل نحن انتصرنا أم لا، وبالتالي يجب أن يستيقظ من ما زال مدعيا النوم على حقيقة الوقائع السياسية والميدانية الجديدة، ولذلك لا إمكان للاستمرار بالتعنت غير السياسي في رفض إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الشقيقة سوريا، فليس هناك مبرر لهذا الموضوع، ونحن والأخوة في حركة أمل ومعنا أكثر من نصف اللبنانيين تقريبا، نريد علاقات طيبة مع سوريا، فلماذا تمنعون هذه العلاقات، في حين أنكم تقيمون علاقات مع النظام السعودي التي لا ترضينا، ونحن نرى أنه من غير المناسب إقامة علاقة مع النظام السعودي الذي يرتكب الجرائم في اليمن، وسيصبح اسمه إذا استمر على هذا الأمر نظام ومملكة الكوليرا".

وقال: "إن من حقنا أن نسعى إلى أن تتم ترجمة العلاقات مع سوريا عبر المؤسسات الدستورية، وهذا الموضوع يحكى فيه في المجلس النيابي، حيث أن هناك معادلة أخوة وتنسيق وتعاون، والمطلوب من مجلس الوزراء أن يحسم هذه النقطة، فالسياسة العامة للدولة كما ينص الدستور في المواد 17 و64 و65 يرسمها مجلس الوزراء، ونحن في مجلس الوزراء ونريد علاقة مع سوريا، فإذا قلتم إنها مسألة خلافية ولنتركها جانبا سنطالب بقطع العلاقات مع السعودية، لأنها مسألة خلافية أيضا، وأما أن نبقي لجهة تقيم علاقاتها مثلما تريد مع الجانب السعودي، في حين أن هناك تيارا وجبهة واسعة في البلد تريد أفضل العلاقات مع سوريا، ولا يتحقق هذا الموضوع من خلال المؤسسات الدستورية، فهذه المؤسسات الدستورية ليست ملكا لأحد، ونحن قد ردينا على ديماغوجية أحدهم الذي برز علينا كدون كي شوت ويقاتل طاحونة هواء ويدافع عن رئاسة الحكومة التي هي رئاسة حكومة لجميع اللبنانيين ولا يحق له أن يجعلها وقفا طائفيا، وهذا غباء منه، لأنه يقلص موقعا دستوريا ليجعله طائفيا، وما فعله يندرج تحت عنوان الخلق السياسي الذميم، وانعدام أخلاق حميدة في العمل السياسي لديه، لا سيما وأنه يستخدم التحريض الطائفي بمسألة سياسية ودستورية بامتياز، وهذه المحاولة الصبيانية لا تنفع مع نائب يفهم ما ينص عليه الدستور، وأن السياسة العامة للدولة توضع في مجلس الوزراء، وأن واجبه كنائب يحتم عليه دستوريا أن يرفع صوته حين يتجاوز أي مسؤول في أي موقع دستوري ما يعتبره النائب تجاوزا للدستور، ولذلك نحن نطالب بأن يتولى مجلس الوزراء رسم سياسة الدولة في ما يتعلق بالعلاقات العربية، وليكن واضحا موقفنا أين هو، فلبنان عربي الهوية والانتماء، ولكن العروبة لا تعني السعودة، بل إن أسوأ نموذج يمكن أن ينسب إلى العروبة هو السعودة، بينما العروبة هي ما يجمع هذه الشعوب المتعددة الانتماء العرقي إلى رسالة حضارية سامية".

واضاف: "اتفقنا على أن اسرائيل يعني الكيان الصهيوني هو عدو للبنان واللبنانيين، ولن نقبل بالانزلاق إلى وضع تصبح فيه العلاقة معه قابلة للأخذ والرد، وشيء عجيب جدا أنه إذا ذهب زياد الرحباني إلى سوريا يشتم، وإذا ذهب آخر إلى الكيان الصهيوني يفترض أن يتعامل معه على أنه مبدع، فأي إبداع هذا، ولذلك فإننا نحذر ممن يحاول المس بمبدأ العداء لإسرائيل الذي هو من نقاط الإجماع اللبناني النادرة، وفي هذا المجال نحن لسنا حاضرين لأن نقبل تحت أي اعتبار إسقاط العداء لمن يحتل أرضنا، ويهددنا بالعودة إلى العصر الحجري، ويسرق نفطنا وغازنا، ويدعي أن جزءا من منطقتنا الاقتصادية الخالصة هي له، ولن نقبل أن تصبح إسرائيل أو الكيان الصهيوني جزءا طبيعيا من المنطقة، وإذا كان هناك برنامج سعودي للتطبيع معه، فمن المحال أن يفرض هذا البرنامج على لبنان الذي كان لبنان المقاومة وسيبقى لبنان المقاومة، لأن لا مقاومة حقيقية إلا في مواجهة الكيان والاحتلال الصهيوني".

وختم الموسوي: "لإننا اليوم ما عدنا بصوتنا فقط ندافع عن الإسلام المحمدي الحقيقي في مواجهة الزور والتزييف، بل نحن بقتالنا التكفيريين وبدمائنا وفلذات أكبادنا ودموعنا وصبرنا واحتسابنا ووفائنا وصمودنا، ندافع عن أهل البيت وولايتهم، وعن محمد ودينه. إننا اليوم نستطيع أن نقف أمام العالم بأسره لنقول له إن الإسلام التكفيري لا يمت بنسب إلى الإسلام الأصيل، ولا يستطيع أحد في العالم أن يقول لنا إنكم تعتمدون الازدواجية بين القول والفعل، إذ أن بعض من يقف ويقول بأنه ليس تكفيريا يظهر في حقيقة أمره أنه يشرب من الكأس نفسها التي يشرب منها التكفيري، أما نحن وبكل وضوح نقول للعالم بأسره، إن الإسلام الذي يفجر ويقتل المدنيين في شوارع عواصم العالم ومدنه، من الناصرية إلى لندن إلى مدريد إلى باريس إلى أي عاصمة أخرى، فهو ليس إسلاما، بل إن الإسلام هو ما نحمله نحن، أما شهادتنا على صدق قولنا، فهي دمنا الذي نسفكه يوميا في مواجهة هؤلاء التكفيريين الذين تمكنا بفعل نصر الله لنا أن نكبدهم الهزيمة تلو الهزيمة حتى نقتلعهم من جذورهم بعون الله تعالى، سواء في العراق أو في سوريا أو حتى في المنبع الأساس أيضا، ولذلك فإن شعب ومجتمع المقاومة ومحتضنين حزب الله ونهجه ودربه، هم اليوم أمناء رسول الله على رسالته التي يحاول التكفيريون أن يزورها وأن يقدموا نموذجا سيئا عنها، وهم اليوم يواصلون رسالة الأئمة، لا سيما رسالة الإمام الحسين الذي بدمه بعث رسالة رسول الله. إننا ومنذ فجر الإسلام بريئون من النهج التكفيري، فمن يسبي اليوم قد سبى حرم رسول الله من قبل، ومن يذبح الأطفال اليوم سبق أن ذبح الرضيع بين يدي الحسين، ومن يفتك بالناس ويقتلهم ويذبحم ثم يقطع جثثهم بعد موتهم، قد فعل ذلك في العام 61 للهجرة حين رضت سنابك خيل الجيش اليزيدي أضلاع الإمام الحسين الملقى على تراب كربلاء".

وفي الختام، وزعت الشهادات التقديرية على الخريجين.

 

فنيش: نتحدى أي جهة أن تثبت أننا كنا يوما شركاء في أي فساد أو صفقة أو مخالفين للقانون

وطنية/الأحد 17 أيلول 2017 /وطنية أمل وزير الشباب والرياضة محمد فنيش في "أن نتجاوز التعقيدات التقنية التي يمكن أن تسبق وترافق الانتخابات النيابية المقبلة على أساس القانون الانتخابي الجديد، ولكن في كل الأحوال لا ينبغي أبدا أن يكون هناك تأخير في إجراء الانتخابات، فلا يفكرن أحد بتمديد أو تأجيل، وإذا لم يكن هناك إمكان لتأمين مستلزمات تقنية البطاقة الممغنطة، فنحن ليس لدينا مانع من أن تجري الانتخابات مبكرا من دونها، وإذا كان هناك بطاقة ممغنطة، فنحن معها على قاعدة أننا نريد أن نطور من الأحوال الشخصية ونجري انتخابات نزيهة وبدون استفادة من الرشاوى أو إدخال عنصر المال، ولكن هذه البطاقة لا ينبغي أن تكون عائقا في يوم الإقتراع أمام المواطن، نجري مثل هذه المباحثات بين مختلف القوى على أمل أن نصل إلى تجاوز هذا الأمر".

وخلال رعايته لحفل افتتاح بئر ارتوازية في بلدة دبعال الجنوبية، لفت فنيش إلى أنه و"في ظل الحملة التي يشنها البعض علينا في هذه الأيام ويتهمنا فيها بالتقصير تجاه بيئتنا ومجتمعنا، فنحن يمكن أن نكون مقصرين، وجل من لا يخطئ، ولكن هناك تعمد بالإساءة والتشويه والتحريض من قبل البعض، في حين أننا إذا قمنا بالمقارنة بين أوضاع منطقتنا والمناطق الأخرى، سنرى الفرق، على الرغم من أن المطلوب أكثر، ولكن فلنرى أين كنا وأين أصبحنا، حيث أن هذه المنطقة بالذات هي دائما مشار إليها بالأصابع من قبل المناطق الأخرى وكأننا محسودون، وهذا يعني أن من يمثل هذه المنطقة يعمل على تنميتها، وهذا في صلب التفاهم بيننا في حزب الله وحركة أمل".