المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 04 أيلول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/ arabic.september04.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة

ومَنْ يَعْرِفُ ٱللهَ يَسْمَعُ لنَا، ومَنْ لا يَكُونُ مِنَ اللهِ لا يَسْمَعُ لَنَا. بِهذَا نَعْرِفُ الحَقَّ ورُوحَ الضَّلال

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

فليستقيلوا جماعة الصفقة الخطيئة والأقنعة ووجوه البربارة/الياس بجاني

الخطأ لا يبرر بمثله/الياس بجاني

مقابلة نوفل ضو/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت وفيديو ونص/مقابلة من تلفزيون المر مع نوفل ضو/خريطة طريق لمقاومة احتلال حزب الله سلمياً/تعرية ومحاججة أهل الحكم والحكومة بالقانون والدستور/مطالبة بمحاكمات تطاول الجميع/استقالة الحكومة

نوفل ضو نموذج ومثال للإعلامي اللبناني الحر والصادق والمقاوم بالكلمة التي هي الله/الياس بجاني

أهم عناوين مقابلة نوفل ضو لليوم/تلخيص وتفريغ وصياغة الياس بجاني بتصرف وحرية كاملتي

ننقلا عن صفحة موقع ثورة الأرز على الفايسبوك

قمّة الشهداء" /فرنسوا معراوي

تنكر وزار الأسد... اسرائيل رصدت نصرالله ولم تستهدفه

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/9/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هيتشكوكية حزب الله تزيد!

ابراهيم: تهديد داعش وراءنا وإمكانية كشف أي عمل أمني أصبحت أسهل

رسالة من داعشي إلى السيد نصرالله/بقلم رولا حداد

رسالة من بشار الأسد إلى لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

العالم يدين التجربة النووية الجديدة لكوريا الشمالية ويطالب برد حازم

أميركا تدرس حظرًا تجاريًا عالميًا على كوريا الشمالية

قوات النظام تتقدم بغطاء روسي من 4 جبهات نحو دير الزور وموسكو ثبتت وجودها في ريف حماة

القوات العراقية تحتجز 272 أجنبياً من «داعش» في جنوب الموصل

14 دولة تدعم مبادرة ترمب لإصلاح الأمم المتحدة ويواجه انتقادات بسبب اختياره طياراً سابقاً في البحرية لرئاسة «ناسا»

البابا فرنسيس يفجر مفاجأة: زرت محللة نفسية لـ6 أشهر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حلقات مفقودة في خطاب حسن نصرالله/خيرالله خيرالله/العرب

«حزب الله» وشيعة العراق: الحساسية وموجات التعبير عنها/وسام سعادة/المستقبل

ماذا نقول لك يا حسين/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

تشقق جدار «التسوية» اللبنانية/حنا صالح/الشرق الأوسط

التعايش بالإكراه في لبنان/الياس حرفوش/الحياة

تعرّف على شبيه عون/خالد الدخيل/الحياة

علي صالح وعون... الحوثيون و«حزب الله»/خالد الدخيل/الحياة

في معنى أن تنتصر طهران/حازم الامين/الحياة

ولدي الحبيب/فؤاد ابو زيد/الديار

راغدة درغام/صفقة «حزب الله» و «داعش» برعاية سورية وإيرانية/راغدة درغام/

دولة كردستان» مؤجلة... هل يؤجل الاستفتاء؟/جورج سمعان/الحياة

هل يستقيل ريكس تيلرسون؟/جويس كرم/الحياة

فضائح قطر تتوالى: تونس/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

داعش في ضيافة حزب الله: خدمات متبادلة/أحمد وحيد العبد/فداء عيتاني

زوجة ناجي العلي/إنعام كجه جي/الشرق الأوسط

قطر وزعزعة الاستقرار الأفريقي/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين الندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة  والردود وغيرها

مقابلة من جريدة القدس العربي مع الباحثة د. منى فياض: السلطة اللبنانية تسلّم البلد لحزب الله وإيران/رلى موفّق/القدس العربي

رعد: التحرير الثاني استنهض كل المنطقة لتعرف مكامن الخطر

قاسم من طورا: لفتح أوسع العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية مع سوريا

دو فريج: لاستعادة محاضر مجلس الوزراء لكشف حقيقة ما حصل عام 2014

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة

إنجيل القدّيس لوقا15/من01حتى07/:"كَانَ جَمِيعُ العَشَّارِينَ وَالْخَطَأَةِ يَقْتَرِبُونَ مِنْ يَسُوعَ لِيَسْمَعُوه. وكَانَ الفَرِّيسيُّونَ وَالكَتَبَةُ يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «هذا الرَّجُلُ يَسْتَقْبِلُ الخَطَأَةَ وَيَأْكُلُ مَعَهُم!». فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «أَيُّ رَجُلٍ مِنْكُم، لَهُ مِئَةُ خَرُوف، فَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، لا يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ في البَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ وَرَاءَ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟ فَإِذَا وَجَدَهُ حَمَلَهُ عَلَى كَتِفَيْهِ فَرِحًا.وَيَعُودُ إِلى البَيْتِ فَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالجِيرَان، وَيَقُولُ لَهُم: إِفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِيَ الضَّائِع! أَقُولُ لَكُم: هكذَا يَكُونُ فَرَحٌ في السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب، أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا، لا يَحْتَاجُونَ إِلى تَوْبَة!"

 

ومَنْ يَعْرِفُ ٱللهَ يَسْمَعُ لنَا، ومَنْ لا يَكُونُ مِنَ اللهِ لا يَسْمَعُ لَنَا. بِهذَا نَعْرِفُ الحَقَّ ورُوحَ الضَّلال

رسالة القدّيس يوحنّا الأولى 03,23-24.04,01-06/:"يا إِخوَتِي : هذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ أَنْ نُؤْمِنَ بِٱسْمِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيح، ونُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، كَمَا أَوصَانَا. فَإِنَّ مَنْ يَحْفَظُ وَصَايَا اللهِ يَثْبُتُ في الله، واللهُ يَثْبُتُ فِيه. وبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا، مِنَ الرُّوحِ الَّذي وَهَبَهُ لنَا.أَيُّهَا الأَحِبَّاء، لا تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوح، بَلِ ٱمْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ هَلْ هِيَ مِنَ الله، لأَنَّ أَنْبِياءَ كَذَّابِينَ كَثِيرِينَ ٱنْتَشَرُوا في العَالَم. بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ الله، أَنَّ كُلَّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدَ أَتى بِالْجَسَد، يَكُونُ مِنَ الله. وكُلُّ روحٍ لا يَعْتَرِفُ بيَسُوعَ لا يَكُونُ مِنَ الله. وهذَا هُوَ رُوحُ المَسِيحِ الدَّجَّال، أَلَّذي سَمِعْتُم أَنَّهُ يَأْتي، وهُوَ الآنَ في العَالَم. أَنْتُم مِنَ الله، يا أَوْلادِي، وقَد غَلَبْتُمُ الأَنْبِياءَ الكَذَّابِين، لأَنَّ الرُّوحَ الَّذي فِيكُم هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الَّذي في العَالَم. هُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يتَكَلَّمُونَ كَلامَ العَالَم، والعَالَمُ يَسْمَعُ لَهُم. أَمَّا نَحْنُ فإِنَّنَا مِنَ الله. ومَنْ يَعْرِفُ ٱللهَ يَسْمَعُ لنَا، ومَنْ لا يَكُونُ مِنَ اللهِ لا يَسْمَعُ لَنَا. بِهذَا نَعْرِفُ الحَقَّ ورُوحَ الضَّلال."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

فليستقيلوا جماعة الصفقة الخطيئة والأقنعة ووجوه البربارة

الياس بجاني/02 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58370

بكل وضوح ودون قفازات نحن نرى ومعنا من الأحرار والسياديين كثر أن الذين فرطوا وفككوا ونحروا وخانوا 14 آذار من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب..عليهم أن يقروا بما فعلوه ويستقيلوا..

فهم الذين ارتضوا القفز فوق دماء وتضحيات شهداء ثورة الأرز..

وهم الذين بفجور ووقاحة عهروا وسخفوا كل المعايير الوطنية والمقاومتية..

وهم الذين دخلوا بذل الصفقة الخطيئة وفي مقدمهم الدكتور سمير جعجع والرئيس الحريري ومعهما كل من يقول قولهما..

نحن نرى أنهم عملياً وواقعاً معاشاً مجرد أقنعة ووجوه بربارة للمحتل وعليهم بالتالي الاستقالة ليس فقط من الحكم بل من الحياة السياسة بأكملها…

هم العجز بشحمه ولحمه رغم المكابرة ورغم كل عمليات الإسقاط والتبرير المرّضية التي يسوّقون لها عبر وسائل الإعلام.

وهم الفشل بأبهى صورة اللاطمة على وجوههم وعلى وجوه من شاركهم في نحر ثورة 14 آذار وضرب التوازن الذي كان قائماً في مواجهة المحتل الإيراني الممثل في ذراعه العسكرية المحلية المسماة حزب الله.

إن فرط 14 آذار السيادية والعابرة للطوائف والمذاهب والمناطق أعاد غالبية العاملين في السياسة إلى أقفاصهم ومربعاتهم المذهبية والمناطقية والمصلحية.. وهنا مكن الجريمة الوطنية الكبيرة التي اقترفها الدكتور جعجع والرئيس الحريري.

إن فرط 14 آذار العابرة للطوائف والسيادية والسلمية هو ما أراده المحتل الإيراني وقد حققه له جعجع والحريري تحت شعارات وهمية وهرطقية هي ربط النزاع والواقعية والحكمة وانتظار التطورات الإقليمية ووضع كل الملفات الخلافية جانباً..

وحتى لا ندخل أنفسنا في متاهات جلد الذات علينا أن نعترف أن بلدنا محتل وأن قرارنا الوطني الحر مصادر وأن من هو مولى علينا مقيد ولا يمثلنا ولا يمثل تطلعاتنا ويكاد لا يمثل نفسه..

من هنا فإن معايير وضوابط الحكم  الدستورية كافة وفي مقدمها معايير القانون والعدل والمحاسبة والتمثيل واحترام إنسانية وكرامة الموطن هي كلها مشوهة ومعهرة ومسرطنة وانتقائية ..

معايير دولية وقواعد حكم ثابتة استبدلت بأخرى ارهابية وسلطوية يفرضها علينا المحتل بالقوة والإرهاب غب أجندة ومشروع أسياده في طهران وذلك عن طريق الأقنعة ووجوه البربارة المحللين.

من هنا فإن مشهدية صفقة تهريب وترحيل الدواعش اللااخلاقية واللاانسانية واللاقانونية واللاسيادية بين حزب الله والنظام السوري وإيران مع الدواعش تظهر بجلاء واقع الاحتلال الفج والمستكبر وتؤكد عجز من هم من أهلنا في سدة المسؤولية اللذين عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض ليس مسموحاً لهم ممارسة ابسط واجباتهم في الحكم..

السؤال هو لماذا يقبلون ولا يستقيلون ..

نعم عليهم أن يستقيلوا وليحكم المحتل دون التلطي وراء أقنعة “ووجوه بربارة لبنانية” لا حول ولا قوة لها ووجودها في الحكم لا يقم ولا يؤخر… وتخدع نفسها وتخدع اللبنانيين وتلحس المبرد وتتلذذ بملوحة دمها وبملوحة دماء اللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

الخطأ لا يبرر بمثله

الياس بجاني/02 أيلول/17

نحن وكثر غيري نطالب بترك حزب الله يحكم دون مشاركة غير فاعلة وغير مؤثرة ومجرد تغطية له.. فما دام من يشارك في الحكم من مثل القوات والمستقبل والإشتراكي وغيرهما هم مهمشين ويغطون حزب الله ومجرد وج بربارة أي قناع للحزب فليترك الحزب أن يحكم وحده ويتحمل المسؤولية ويواجه العرب والعالم.. وليفهم بالتالي كل لبناني أن البلد محتل.. في الخلاصة إن ما قام به جعجع والحريري بفرط 14 آذار العابرة للطوائف جريمة كبيرة..لا بل خيانة موصوفة

وظيفة وج البربارة والقناع بيقووا الإحتلال وبيرسخوه وبيمددوا زمن احتلاله وبيعودوا الناس عليه وبيقتلوا روح الرفض والمقاومة.. مشاركة حزب الله بالحكم منذ العام 2005 خطيئة ارتكبها كل من شارك في الحكم سابقا ولاحقاً وفي الوقت الراهن.. الخطأ لا يبرر بمثله.

بعد الإستماع لتعليقك الغاضب النبرة والمرتفع الصوت لأكثر من مرة فهمت اذا مني غلطان بان حزب القوات كان رافض للمشاركة في الحكم مع حزب الله قبل التزامه بعدة شروط وحزب الله رفض ولا يزال يرفض.. والآن وافق حزب القوات أن يشارك في الحكم وحزب الله مستمر في رفض تلك الشروط. شو منقدر نفهم من هالكلام الواضح..منهم انو القوات صارت متلها متل غيرها وما عاد في شي بيفرقها عنون..مع انو القوات بالأساس مش حزب وهي مقاومة وهلق صارت حزب ومش مقاومة.. في عشرات الأحزاب بلبنان وما في مقاومة المطلوب القوات تكون متل ما كانت وتبقى مقاومة ومش حزب متل باقي شركات الأحزاب..

 

مقابلة نوفل ضو

الياس بجاني/04 أيلول/17

نقترح على كل حر وسيادي ويحترم لبنان الدولة والقانون وليس مصادراً قراره من أي سياسي أو شركة حزب أن يستمع لمقابلة نوفل ضو ويوزعها..المقابلة هي خريطة طريق لمقاومة الإحتلال وتسفيه الصفقة الخطيئة وفضح وتعرية لكل هرطقات "الجراوي الطرواديين" بكافة تلاوينهم الذمية وفي كل مواقعهم التي يدينون بها للمحتل.. رابط المقابلة في اسفل

http://eliasbejjaninews.com/?p=58404

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت وفيديو ونص/مقابلة من تلفزيون المر مع نوفل ضو/خريطة طريق لمقاومة احتلال حزب الله سلمياً/تعرية ومحاججة أهل الحكم والحكومة بالقانون والدستور/مطالبة بمحاكمات تطاول الجميع/استقالة الحكومة

http://eliasbejjaninews.com/?p=58404

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة من تلفزيون المر/نوفل ضو يحاجج أهل الحكم والحكومة بالقانون والدستور ويطالب بمحاكمات تطاول الجميع وباستقالة وزراء الذين فرطوا 14 آذار وعقدوا الصفقة ودخلوا الحكومة/03 أيلول/17/اضغط هنا
http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/noufal3.8.17.mp3

 بالصوت/فورماتWMA/مقابلة من تلفزيون المر/نوفل ضو يحاجج أهل الحكم والحكومة بالقانون والدستور ويطالب بمحاكمات تطاول الجميع وباستقالة وزراء الذين فرطوا 14 آذار وعقدوا الصفقة ودخلوا الحكومة/03 أيلول/17/اضغط هنا
http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/noufal3.8.17.wma

فيديو مقابلة نوفل ضو من تلفزيون المر/03 أيلول/17/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=Uepwo-7u2dM

 

نوفل ضو نموذج ومثال للإعلامي اللبناني الحر والصادق والمقاوم بالكلمة التي هي الله

الياس بجاني/03 أيلول/17

مقابلة روعة في محتواها والرسائل والصدق والوطنية. مقابلة هي خارطة طريق واضحة المعالم لاستعادة السيادة والاستقلال والقرار ولوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ومحاكمة المعتدين على القانون..مقابلة تعبر عن وجدان وضمير وآمال وتطلعات اللبنانيين الأحرار والسياديين الذين لا يقبلون بغير الدولة وبغير سلطة القانون والعدل والذين لا يرهبهم السلاح غير شرعي ولا الدويلة ولا ارهاب المحتل ولا يوالون ولا يؤيدون ولا يحترمون ولا يثقون بكل مسؤول وحاكم وسياسي وحزب لا يحترم الدستور والتعايش ومفهوم لبنان الرسالة.

 

المقابلة تمحورت حول العناوين التالية

تلخيص وتفريغ وصياغة الياس بجاني بتصرف وحرية كاملتين

03 أيلول/17

*تجمع 14 آذار حاجة وطنية ملحة وضروية ووطنية وسيادية واستقلالية عابرة للطوائف والأحزاب ونحن اليوم بأمس الحجة لها علماً أن فكرها وثقافتها ونهجها موجودين بقوة.

 *بمعادلة واقعية حقيقية وعملية نقول إن 14 هي الدولة و08 آذار وحزب الله هما اللادولة.. اللادولة هي حالنا اليوم.

*تعرية دستورية وقانونية وواقعية ومنطقية للحكم والحكام ولممارساتهم اللا سيادية واللا دستورية ومطالبة بمحاكمات تطاول الجميع دون استثناء.

*تأكيد الحقيقة التي نعيشها والبعض يحاول التعمية عليها وهي أن حزب الله هو من فرض قانون الانتخاب على خلفية اختلال التوازن بعد فرط 14 آذار.

*عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض كانت 14 آذار تفرض سلمياً التوازن مع حزب الله واحتلاله وسلاحه ودويلته من خلال القانون والدستور والحفاظ على المؤسسات ونجت بذلك حتى دخول البعض الصفقة.

*دخول الصفقة من 14 آذاريين (القوات والمستقبل) فرط 14 آذار وأخل بالتوازن وسلم البلد لحزب الله بما يخص القرار.

*الصفقة شملت انتخاب العماد عون رئيساً وتشكيل الحكومة وإقرار القانون الانتخابي وربط النزاع مع حزب الله والتعايش مع احتلاله ودويلته وسلاحه وهيمنته..صفقة لم ولن تنجح.

*على الأكيد لن ينجح في شامل روكز كنائب عن كسروان لأن من يبايع حزب الله لا مكان له فيها.

*لا نريد أي قانون انتخابي يأتي بأكثرية لحزب الله والقانون الذي فرضه الحزب يؤمن له الأكثرية.

*كل السياديين والأحرار ونحن منهم هم مع كل من يواجه حزب الله على خلفية القانون والدستور والسيادة والاستقلال ومفهوم الدولة.

*قراءة وشرح للقوانين الدستورية المرعية الشأن التي توجب محاكمة كل من يخالفون الدستور من ميليشيات وقادة مجموعات مسلحة ووزراء ومسؤولين وحكام.

*شعبنا لا ترعبه صواريخ حزب الله وترسانة سلاحه..نذكر من يعنيهم الأمر أن 150 ألف صاروخ قصف فيها نظام الأسد الأشرفية.. جيشه الأسد اجبر على ترك لبنان والأشرفية بقيت وكذلك شعب لبنان الحر.

*لا نشكك بنوايا ال 14 آذاريين (الدكتور جعجع والرئيس الحريري) الذين دخلوا في الصفقة ونحن نحبهم.. ولكن وكما هو واضح وجلياً فإن خيارهم في دخول الصفقة فشل ولم يحققوا أي شيء ولهذا نطالبهم بالاستقالة من الحكومة.

*حرب الجرود كشفت هشاشة الحكومة والحكام وعرتهم قانونياً ودستورياً وبينت أن حزب الله هو المتحكم بقرار حكم وحكومة وحكام لبنان.

*ذكر وتذكير بممارسات حالية وسابقة لبعض اهل الحكم هي مذلة وتبعية ووصولية قياساً على معيار الدستور والقانون والوطنية.

 

نقلا عن صفحة موقع ثورة الأرز على الفايسبوك

03 أيلول/17

ابتدأت بتحالف عون مع حزب الله/تفاهم عون والقوات + حزب الله/تفاهم عون والقوات والمستقبل + حزب الله/تفاهم حزب الله والنظام السوري وداعش/يعني = تفاهم حزب الله والنظام السوري وداعش مع عون والقوات والمستقبل/فالسؤال : ليش مختلفين وعلى شو مختلفين ومع مين بعدهم مختلفين؟

 

نقلاً عن صفحة فرنسوا معراوي على الفايسبوك

"قمّة الشهداء"

فرنسوا معراوي/03 أيلول 17

اطلق اجدادنا هذا الاسم على اعلى قمّة من قمم جبال لبنان

وبما انّ لغتهم كانت السريانية فكان اسمها " قرنو د سوهدي "

وعندما زالت اللغة السريانية المحكية من جرودنا حرّفت الأيام اسم تلك القمّة ليصبح " القرنة السوداء"

كنت دائماً أتساءل لما هي سوداء

وبما انّي ابن تلك الأرض فكنت اقصدها في فصل الصيف عدّة مرّات واسأل من لهم المام ومعرفة بتلك الجرود عن اصل الاسم لأنّ لا سواد في جرودنا

البعض كان يقول ربّما لان الثلج يسودّ في الصيف نتيجة الغبار الذي يعلو وجهه

والبعض الآخر يقول لا اعلم

لا ثلج يكلّل تلك القمّة في فصل الصيف انّما يبقى في بعض الأماكن التي تحجب نفسها عن اشعّة الشمس وندعوها في لهجتنا " اللزقات "

ومع الأيام والمطالعة والدراسة عرفت اصل الاسم وسببه

ولي مع " قمّة الشهداء " حكاية طريفة

ذات يوم ذهبت مع رفاقي الى هناك وكنّا اولاداً صغاراً

وبعد اجتماع عقدناه قرّرنا ان نزيد ارتفاع تلك القمّة

وبدأ العمل

وبدأنا بشقع هرم من الحجارة طاول الثلاثة امتار وكان فرحنا كبيراً

في المدرسة وفي مسابقة الجغرافيا أضفت الثلاثة امتار على الارتفاع المعروف ففقدت علامة ولكنني راجعت الأستاذ الشهيد جود البايع بالعلامة فقال لي :

كيف تخطأ بالجواب وانت ابن تلك الأرض ؟؟؟؟

فأخبرته عن السبب فابتسم وقال :

استرجعت العلامة

وقال للتلاميذ :

احتسبوا في المدرسة امتار فرنسوا ورفاقه التي تعبّر عن محبّة كبرى للبنان ولكن لا تحتسبوا هذه الأمتار في الامتحان الرسمي .

*الصورة للذبيحة الالهية التي احتفل بها الاب هاني طوق هذه السنة في قمّة الشهداء بمناسبة عيد الربّ

#ذبائح_الحريّة

 

تنكر وزار الأسد... اسرائيل رصدت نصرالله ولم تستهدفه

الأحد 03 أيلول 2017 /كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير لها اليوم الأحد، أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، تنكر في زيّ رجل أعمال مع عدد من حراسه الشخصيين عندما قام بزيارة سرية غير معلنة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشارت الصحيفة في هذا التقرير الذي كتبته اليوم الأحد "سمدار بيري"، المحررة الرئيسية للشؤون العربية بيديعوت أحرونوت، إلى أن المثير في هذه الخطوة أن إسرائيل رصدت تحرك نصرالله وكانت تعلم به، إلا أنها لم تتحرك لضربه، وهو أمر مثير للتساؤلات، بحسب الصحيفة.

وزعمت الصحيفة أن هناك عيوناً تعمل لصالح إسرائيل تتابع وتراقب نصرالله وتسعى إلى معرفة تحركاته وتراقب عن كثب هذه التحركات، وبالفعل قامت هذه العيون بمتابعة نصرالله والإبلاغ عن تحركه الخارجي إلى سوريا، غير أن إسرائيل لم تستهدفه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 3/9/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

خطفت التجربة النووية لكوريا الشمالية الأنظار. وقد توالت ردود الفعل الدولية الداعية للرد بحزم على هذه التجربة التي تهدد الأمن في المنطقة.

أما في الاهتمام الداخلي، فعلى رغم بعض المواقف السياسية لبعض لأفرقاء، وزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري باريس والتي سيستتبعها بزيارة موسكو، إلا أن التطورات المتعاقبة إقليميا، وتحديدا تلك المتعلقة بقافلة "داعش" المنسحبة من الجرود الشرقية اللبنانية ومن القلمون الغربي السوري الى البادية السورية في اتجاه دير الزور، تقدمت على مجمل الأخبار، إضافة إلى غارات التحالف الدولي على "داعش" في منطقة القائم العراقية المقابلة لسوريا، تمهيدا للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في تلك المنطقة العراقية الحدودية.

ولقد أفادت معلومات صباح اليوم من سوريا، أن مجموعات من "الدواعش" انتقلت بالفعل قبيل مساء أمس من السخنة إلى الريف الغربي لدير الزور، وربما بغض نظر من التحالف الغربي الذي لم ينفذ غارات على القوافل بسبب وجود مدنيين فيها، بحسب التحالف.

المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أكد ان ما يحصل على الأرض السورية هو موضوع لا يعنينا، وما يعنينا فقط هو تحرير جرود بعلبك وعرسال. اللواء ابراهيم الذي أكد ان إجراء فحوض الـDNA هو لقطع الشك باليقين، أوضح في اتصال مع "تلفزيون لبنان" ان توقيت إعلان هذه النتائج عائد لقيادة الجيش، لأنها بصدد التحضير لإقامة تكريم للشهداء العسكريين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أنقذنا "تويتر" من التصحر في المواقف السياسية خلال عطلة العيد، ولولا الاستغراب اليتيم والتساؤلات "التويترية" التي لم يوفق سمير جعجع في ايجاد تفسير لها حول موقف "حزب الله" من قافلة "داعش"، لاستحقت صورة وليد جنبلاط مع كلبيه جائزة أوسكار كأفضل تعبير عن مشهد الاسترخاء السياسي.

وعلى أنغام "عندك شك بإيه"، كان وئام وهاب يغرد: موقف الحزب لا غريب ولا عجيب بل موقف من يلتزم باتفاقاته، متفهما استغراب البعض ممن لا يحفظون وعودا ولا عهودا ويتقنون الغدر.

في صحراء الحرب على الارهاب، واصل التحالف الدولي بقيادة واشنطن منع قافلة "داعش" المنسحبة من الأراضي اللبنانية من التحرك، وقدم لها الغذاء والماء، الأمر الذي رأت طهران انه طبيعي نظرا لسابقة التعاون الأميركي- "الداعشي"، أما الهدف فهو التأثير سلبا على انتصار الحكومة والمقاومة في لبنان.

وبانتظار انقضاء عطلة عيد الأضحى المبارك، بحلول الثلاثاء، تدب الحياة مجددا في شرايين المؤسسات وتنتعش الملفات الداخلية وما أكثرها، بدءا من ورشة التشريع التي تنتظر مجلس النواب.

أما على المستوى الإقليمي، فقد توزعت الاهتمامات بين السعودية وإيران وسوريا. ففي تطور لم يعد مفاجئا بعد تلبية الحجاج الايرانيين، أعلن عن زيارة لوفد سعودي إلى طهران بعد انتهاء موسم الحج، على أن تعقبها زيارة مماثلة لوفد إيراني إلى الرياض. هذا التطواف سيؤسس حكما لحوار سعودي- إيراني، من شأنه إعادة الدفء إلى العلاقة بين البلدين، بما ينعكس إيجابا على مجمل ملفات المنطقة من اليمن إلى سوريا.

أما في سوريا نفسها، فإن المراقبين يرصدون باهتمام المجريات العسكرية والأمنية فيها، ولا سيما في آخر معاقل "داعش" في دير الزور، حيث لم تعد تفصل الجيش عن المدينة سوى تسعة عشر كيلومترا. ومع استعادتها سيكون الأمر بمثابة إعلان عن هزيمة "داعش" في سوريا، على ما كانت قد أكدت موسكو.

في زمن العيد، كان العالم يستفيق صباح اليوم على مفرقعات من العيار النووي، بإعلان تجربة في كوريا الشمالية أغضبت الأقربين والأبعدين: من الجارة الجنوبية إلى اليابان والصين وموسكو، قبل أن تعلن بيونغ يانغ عن تجربة ناجحة على قنبلة هيدروجينية. فهل يكون هذا التطور دافعا نحو الحوار والديبلوماسية، أم حافزا على انزلاق الوضع نحو الانفجار في شبه الجزيرة الكورية وربما أبعد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هزيمة "داعش" تابع. التنظيم الارهابي يلفظ أنفاسه الأخيرة في محافظة حماه وسط سوريا، على أيدي الجيش السوري والحلفاء. قرى قليلة ما زالت تحت سيطرته قبل أن يطرد من كامل المحافظة. على جبهة دير الزور تتكسر خطوط دفاعه الواحد تلو الآخر، أمام الجيش السوري الذي بات على مقربة من فك الحصار عن المدينة.

مارد الوهم هذا في طريقه إلى الزوال، ووقود فتنته في القطرات الأخيرة قبل ان يندثر مع نهجه وبدعه. أما آخر البدع الاسرائيلية في أماكن سيطرة "داعش" واخواتها، فكان انشاء مدارس لتخريج العملاء في سوريا، الخبر مصدره موقع "معاريف" الصهيوني، ومفاده انشاء ثلاث مدارس في جنوب وشمال سوريا، يديرها رجل أعمال صهيوني، بمنهج يختلف عن المنهج السوري، والهدف أن يؤسس لنظرة مختلفة تجاه اسرائيل، يقول الموقع.

بعد إمداد الارهابيين بالسلاح والدواء، يحاول الصهاينة تلقين العمالة لضعاف النفوس، لكن لا شك أن فعولها لن يكون أكثر من قنبلة صوتية.

أما الفعل الذي أربك العالم اليوم، فكانت القنبلة النووية في شبه الجزيرة الكورية. بيونغ يانغ أجرت تجربتها النووية السادسة والأقوى حتى الآن "بنجاح تام". أفقدت ترامب ما تبقى من صواب، واعتبر ان سياسة "التهدئة" حيال كوريا الشمالية لن "تكون مجدية"، داعيا فريقه للأمن القومي إلى الاجتماع.

القنبلة أحدثت هزة أرضية زادت عن الست درجات على مقياس ريختر، ويخاف ان تكون تردداتها على مقياس الاستقرار والأمن أكبر بكثير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

عطلة عيد الأضحى أعطت الحكومة فترة سماح ستنتهي بعد يوم. لكن فترة السماح لم تلغ تراكم الملفات الساخنة في معظمها. الملف الأول الموضوع على الطاولة، الصفقة التي تمت بين "حزب الله" و"داعش"، وأدت إلى اخراج الارهابيين من لبنان، وتحولهم رهائن عالقين في الصحراء نتيجة القصف الأميركي. في هذا المجال، برز موقف الدكتور سمير جعجع الذي اعتبر ان موقف "حزب الله" من قافلة "داعش" يثير الدهشة والتساؤلات، وهو موقف يؤكد ان التباينات داخل الحكومة الواحدة تتظهر أكثر فأكثر يوما بعد يوم.

موضوع خلافي آخر أخذ في التبلور، يتعلق بالموقف من النازحين السوريين، وكيفية تعاطي لبنان الرسمي مع هذا الملف المتفجر.

إلى الملفين السياسيين الاستراتيجيين، ثمة ملفات حياتية مفتوحة، بدءا من ترقب قرار المجلس الدستوري في شأن الضرائب، مرورا بالنفايات التي عادت تتجمع بالشوارع وعلى الطرقات، وصولا إلى الأزمة التربوية المرتقبة نتيجة تطبيق السلسلة.

كل هذه الملفات تؤكد ان مرحلة ما بعد الأضحى ستكون حافلة سياسيا، وغنية بالأحداث والتطورات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أكثر من ملف ينتظر ما ستحمله الأيام المقبلة. فبحسب أهالي العسكريين، 48 ساعة قد تكون حاسمة لظهور نتائج فحوص الحمض النووي، لتبدأ بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى الخطوات العملية المترجمة لطلب رئيس الجمهورية إجراء التحقيقات الضرورية واللازمة، لتحديد المسؤوليات في أحداث عرسال 2014.

وبينما انتهى درس موازنة العام 2017 في لجنة المال والموازنة، وأعد النائب ابراهيم كنعان التقرير النهائي، لم تبادر الحكومة بعد إلى مقاربة قطع الحساب دستوريا وقانونيا، وهو الممر الالزامي بحسب المادة 87 من الدستور لنشر الموازنة بعد إقرارها في المجلس النيابي.

أما سلسلة الرتب والرواتب التي باتت معلقة التنفيذ إلى حين بت المجلس الدستوري، سلبا أم إيجابا، بالطعن المقدم في صددها، فإن معلومات الotv تشير إلى أن ما انتهت إليه لجنة المال من وفر، يمكن ان يشكل بديلا عمليا عن عدد من الضرائب، إذ ناهز هذا الوفر الألف مليار ليرة من بنود معلقة وشطب لاعتمادات.

كيف ستنتهي إليه هذه الملفات؟، لننتظر ونلمس عمليا. ولكن، فلنبدأ قبل ذلك من جنون دولي، ولعب بالسلاح الهيدروجيني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لم يكد المراقبون يستفيقون من صدمة بيان "حزب الله" عن قافلة "داعش"، واستنكار عرقلتها من قبل التحالف الغربي، وعلى رأسه واشنطن، حتى وقعوا في الصدمة مجددا، مع بيان مستنسخ من بيان "حزب الله" صادر عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية. البيان أبدى تعاطفا مع المدنيين في القافلة، معتبرا ان "داعش" في حال انهيار كامل، وعليه فإن محاصرة المدنيين ستؤدي إلى مضاعفة العنف في المنطقة.

بيان الخارجية الايرانية الذي وصف "داعش" بأنه في حال انهيار كامل، لم يقل كيف ان هذا الحصار سيزيد من معدلات العنف.

السؤال هنا: لماذا اقتصر التعليق على عرقلة قافلة "داعش"، على "حزب الله" ثم على إيران؟. لماذا سوريا، المعنية الأولى، ما زالت صامتة عما يجري؟. هل موقفا "حزب الله" وإيران هما رد على أصوات، معظمها عراقي، تستنكر ما وصفته "بالصفقة" بين "حزب الله" وإيران من جهة، و"داعش" من جهة ثانية؟.

قد يكون من المبكر لأوانه استكشاف لغز ما جرى، لكن الشيء المؤكد ان "داعش" ما كان ليستطيع الخروج، على الرغم من أن مقاتليه كانوا في مرمى نيران الجيش اللبناني في المرحلة الرابعة والأخيرة، لو لم تكن هناك صفقة لا يعرف إذا كان لبنان جزءا منها، على الرغم من مواقف رسمية إعلامية تحدثت عن موافقة لبنانية من دون ان تتحدث عن دور لبناني.

بعد الموقف الإيراني، صار لزاما ترقب المواقف الخارجية لمعرفة مصير ومسار قافلة "داعش".

في الداخل اللبناني، لا جديد قبل بعد غد الثلثاء، مع أول يوم عمل بعد عيد الأضحى المبارك، والأنظار موجهة إلى مجلس الوزراء الأسبوع المقبل الذي سيكون نجمه، ولو من خارج جدول الأعمال، طعن "الكتائب" بقانون الضرائب وأخذ المجلس الدستوري بهذا الطعن، وكيفية تأمين رواتب القطاع العام لشهر أيلول، في ظل غياب الضرائب التي توفر أموال السلسلة الجديدة. كذلك فإن الملفات المتراكمة ستطرح نفسها بحكم الضرورة، وفي مقدمها ملف الانتخابات النيابية الفرعية، وملف الأقساط المدرسية التي بدأت تضغط بقوة على الأهل.

ولكن قبل كل هذه التفاصيل، نتوقف عند القنبلة الكورية التي أرعبت العالم. قنبلة تفوق قدرتها التدميرية قنبلة ناغازاكي بأضعاف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

مع انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك غدا، تستأنف الحركة السياسية دورانها بعد غد الثلاثاء، للبحث في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية الاجتماعية الاساسية.

فمن المنتظر البت في ملف العسكريين، بعد صدور نتائج فحوصات ال DNA، مع ما يتطلبه الأمر من اتخاذ اجراءات وتدابير ضرورية تتعلق بالنتائج.

موضوع آخر ينتظر اللبنانيون نتائجه، وما ستحمله دراسة الطعن المقدم بقانون الضرائب، الذي ترافق مع إقرار سلسلة الرتب والرواتب، خصوصا مع انطلاق العام الدراسي الجديد في المدراس والجامعات الخاصة.

وبهدف تحصين لبنان، ودعم مؤسساته خصوصا في مواجهة الارهاب وعبء النازحين، من المنتظر أن يواصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مع نهاية الأسبوع، جولته على عواصم القرار العالمي، فيلتقي في موسكو بعد باريس المسؤولين الروس، وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

اتخذت التطورات اليوم منحى كونيا، ووزعت أحداثها بين هيدروجينية كوريا الشمالية، وصاروخ إيران نظير الـ"أس ثلاثمئة" الروسي، وكوارث الغريق والحريق الأميركي، واستغراب سمير جعجع موقف "حزب الله" من قافلة "داعش".

وإذا كان لكل سؤال جواب في تطورات الكون، فإن رئيس حزب "القوات" لم يوفق منذ ثمان وأربعين ساعة إلى الآن بأي تفسير بعد. وبمنطق الأسئلة المستغربة التي على جعجع أن يضيفها إلى ارتكاب مبادرة التفكير هو التالي، وإن غلبناه في الأمر: ما الذي يدفع دولة كأميركا إلى التدخل في قافلة سورية رحلت من أراض سورية إلى منطقة سورية؟، وهل يحق لروسيا على سبيل الافتراض أن تتدخل في مسار باص أميركي سينتقل من واشنطن إلى نيويورك؟.

وإذا كان السؤال والجواب عليه، أكبر من قدرة التحكم المروري في معراب، فما على الحكيم إلا أن يعيد الاستماع إلى كلام الرئيس سعد الحريري والناطق باللغة الفرنسية، عندما أعلن أنه والرئيس ميشال عون اتخذا القرار، وأنه رأى في مغادرة "داعش" إلى الداخل السوري وسيلة فضلى، ومن هناك وصعودا أو نزولا إلى دير الزور، أصبح الأمر مسؤولية سوريا، وهي من سيقرر مصيرهم وليست أميركا ولا حتى "حزب الله" الذي أثبت أنه يقاتل ولا يقتل، يلتزم بنود الاتفاق مع أعدائه، من إسرائيل واتفاقية كشف المصير إلى صفقة ترحيل الإرهابيين.

أما الادعاء الأميركي بمحاربة الإرهاب، فهو أكذوبة بين حربين. إذ تأذن الولايات المتحدة ل"دواعش" العراق بالانغماس في "قوات سوريا الديمقراطية" وتسمح بتهريبهم، وتمنح فرص التهريب إلى مئات "الدواعش" نحو أوكرانيا ليصبحوا بعد حين أحزمة ناسفة على الخاصرة الروسية، وبعضهم يتكلم لغتها، فليس هناك من دواع إلى التفكير، وليخرج سمير جعجع من قوافل البر إلى بواخر البحر، وليعطنا وقتا من تفكيره بهدف استثماره في وقف صفقة لن تمر إذا ما شد وزراؤه همتهم وقرروا التصدي الفعلي، فلبنان في حاجة إلى حراسه الذين لا ينعسون، وإلى وزرائه "الأوادم" لتعطيل حفلة السرقة الموصوفة، إذ تكشف مصادر وزارية ل"الجديد" أن دفتر الشروط المحال إلى إدارة المناقصات جاء كالذي سبقه، مفصلا على قياس شركة واحدة، ولذلك فقد أعادته إدارة المناقصات إلى مجلس الوزراء باعتباره لا يتناسب وقانون المحاسبة العمومية.

وعلى هذه الفضيحة، دعا الوزير السابق وئام وهاب الوزراء المعترضين إلى الالتزام بكلمتهم، وعدم السماح بتمرير صفقة يسرق منها أكثر من نصف مليار دولار. وحذر وهاب من المس بمدير إدارة المناقصات جان العلية حارس المال العام، لأن العلية لن يكون كالقاضي شكري صادر الذي لم يجد أحدا ليدافع عنه. وعليه فإن جلسة مجلس الوزراء ستكون على المحك، الرقابة ترفض دفتر الشروط، الوزراء موزعون بين معترض ومؤيد، والمفلسون في الحكم سوف يقاتلون بحرا وبرا لإنجاح الصفقة وإنعاش وضعهم المالي، لكن هذه المرة هناك معارضة من داخل مجلس الوزراء وخارجه كفيلة بالمحاسبة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هيتشكوكية حزب الله تزيد!

سحر الخطيب /جنوبية/(عن الفيسبوك) 4 سبتمبر، 2017/يعلم حزب الله أكثر من غيره أن المناشدات الجدية لا تتم عبر الصحافة.. وأنه لو أراد جدياً الحديث مع الأميركيين لعَتق دماء مدنيي داعش فإنه كان يكفيه الاتصال بهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة سيّان! حتى أنه كان يمكن لحزب الله الاستعانة برئيس الحكومة اللبنانية وحسن علاقاته مع الأميركيين ولكان خدمهم بعد موقفه الاخير المثير للجدل.. وطبعا لم يكن الاميركيون ليردوا! إذا .. البيان ليس موجها للأمريكيين.. وحتما ليس للمجتمع الدولي . ذلك ان اسلوب التخاطب الذي انتهجه بيان حزب بقوله “ما يسمى المجتمع الدولي” ينطوي على سخريةِ الذي لا يريد شيئا ممن لا يستطيع شيئا. . هيتشكوكية حزب الله تزيد!

 

ابراهيم: تهديد داعش وراءنا وإمكانية كشف أي عمل أمني أصبحت أسهل

الأحد 03 أيلول 2017 / وطنية - أوضح المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم أن دوره وهدفه كان استعادة جثامين العسكريين، وقد حققه بأقل خسائر ممكنة، فهو كان أمام مأساة وعليه إقفال الملف. واعتبر في حديث عبر "صوت لبنان 93,3" اليوم أن "الاشكال في هذه المسألة لا أعتقد أنه كان على دوري التفاوضي أنما لأن اللبنانيين اعتادوا الاختلاف بالرغم من حجم القضايا". وعن نتائج فحوص الحمض النووي قال: "الأمر علمي بحت ويعود لقيادة الجيش تحديد توقيت إعلانه، وأجزم مجددا ان الجثامين تعود للعسكريين المخطوفين". وقال: "على المستوى العسكري اصبح تهديد "داعش" وراءنا، لكن هذا لا يلغي إمكانية تعرض لبنان لأي عمل أمني. الأمر بات أصعب وإمكانية كشفه أصبحت أسهل". وعن ملف مخيم عين الحلوة قال: "يجب إقفاله لانه يشكل ثغرة أمنية داخل الجسم اللبناني والفلسطيني". وعبر عن استعداده للقيام بما هو مطلوب منه في التنسيق مع الجانب السوري، مشددا على أن "قرار التنسيق بين الحكومتين واستكمال العلاقات مع الجانب السوري يعود للحكومة اللبنانية وحدها". ولفت إلى أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان الموجه الاساسي على مستوى استعادة الجثامين، والتنسيق كان قائما بين الرئاسات الثلاث وكانت على علم بما يجري".

 

رسالة من داعشي إلى السيد نصرالله

بقلم رولا حداد/IMLEBANON 03 أيلول/17/

http://www.imlebanon.org/2017/09/03/a-message-from-a-daesh-member-to-nasrallah/

بإسمه تعالى،

ترددت قبل أن أكتب لك يا سيد حسن نصرالله، فلم أكن أرغب أن تقع رسالتي هذه بيد الإعلام وتنتشر فتتضح أمور كثيرة بيننا لطالما نعرف أنها يجب أن تبقى سرّية. ولكن ونحن عالقون في صحراء البادية السورية، تراقبنا طائرات “التحالف الدولي” الغاشم بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتمنع قافلتنا من التقدّم وتهدد بقصفنا وإبادتنا، لم يتشفّع بنا أحد ولم يتذكرنا أحد غير “حزب الله” بقيادتك يا سيد.

أوعزتم بإصدار بيان أثلج قلوبنا، لأننا عرفنا أننا نحن أبناء الدواعش وقافلة الدواعش لا نزال في قلب “حزب الله” وضميره، ولأننا تيقّنا أنكم يا سيّد الوحيدون الضنينون علينا وعلى حياتنا وعلى مستقبلنا وعلى عائلاتنا.

وللأمانة يا سيّد، لا يمكننا أن ننسى ولا لأي لحظة أنكم كنتم السند والداعم منذ اللحظة الأولى، فتفاديتم أي اشتباك عسكري معنا على كامل مساحة الأراضي السورية، لا بل كان تعاوننا مثمراً في القضاء على مجموعات “الجيش السوري الحر” في سوريا حيث كنا وإياكم نباغتهم من كل الجهات، فقضينا عليهم وعلى أي أمل لهم بتحقيق أي انتصار ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حماه الله.

ولن ننسى بطبيعة الحال كيف أنكم فتحتم الحدود اللبنانية- السورية لنا، كمنفذ لا بدّ منه يوم احتجتم والنظام إلى خوض معارك القلمون، فكان لنا ملجأ بفضلكم وعنايتكم ورعايتكم في الجرود اللبنانية، إلى أن قرّر الجيش اللبناني فتح المعركة ضدّنا، فوقفتم وقفة تاريخية ومنعتم إبادتنا، وأمّنتم لنا المخرج المشرّف مع عائلاتنا رغم أننا كنا ذبحنا الجنود اللبنانيين الذين أسرناهم. نعم نوجّه لكم التحية لأنكم أخرجتمونا بالباصات المكيفة، وتكبدتم عناء زيارة الرئيس بشار الأسد في دمشق رغم المخاطر الأمنية المحدقة بكم، فقط لتقنعوه بفتح الطريق لنا لنخرج إلى دير الزور.

نعم لن ننسى يا سيّد هذا الموقف المشرّف الذي جنّدت له الدولة اللبنانية بمؤسساتها ومسؤوليها ليسهّلوه، فأوقف الجيش اللبناني عملياته، وخرجنا سالمين بحمايتكم من الأراضي اللبنانية. وكيف لنا أن ننسى بيانكم الانساني التاريخي الذي حذرتم فيه من مجزرة قد يرتكبها “التحالف الدولي” الكافر بحق قافلتنا؟ وهل ننسى نخوتكم وحرصكم علينا؟ هل ننسى أنه، وفي حين يهاجمنا العالم كله، وقفتم إلى جانبنا وأظهرتم حرصاً قلّ نظيره؟ لا يا سيّد لن ننسى، ونحن أوفياء.

نعم نحن أوفياء، وأخوتنا الذين بقوا معكم سينفذون كل مطالبكم مهما كانت، وسيكونون خير سند في كل ما تطلبون، كما أننا سنكون دائما جاهزين لتنفيذ كل المهمات التي تطلبونها منا في أي زمان ومكان.

إن الذي يربط بيننا يا سيّد أكبر من أن تحدّه أطر وحدود، فمشروعنا واحد ورؤيتنا واحدة، وسنلتقي حكماً في كل الساحات العربية والدولية، حيث تجمعنا رغبة الإطاحة بالكثير من الأنظمة وبث الفوضى والقلاقل، وسنبقى سوياً جنباً إلى جنب في العمل الجهادي لأن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا.

ودمتم سالمين يا سماحة السيد.

ملاحظة: هذه الرسالة من وحي الخيال في ظل كل ما يحصل.

 

رسالة من بشار الأسد إلى لبنان

"الراي الكويتية" - 3 أيلول 2017/قالت مصادر "الراي"، إن ظهور الرئيس السوري بشار الأسد على مقربة من الحدود مع لبنان (في قارة) في أول ايام عيد الأضحى لا يَخرج عن سياق تظهير الأبعاد الاستراتيجية لتطهير الحدود اللبنانية - السورية بالتوقيت الذي حدّده "حزب الله"، ولا عن العنوان رقم واحد الذي سيحكم الواقع اللبناني وهو التطبيع مع هذا النظام من بوابة الضرورات الاقتصادية للقطاعات الانتاجية والأهمّ ملف النازحين". ولاحظت ان "التيار الوطني الحر" يلاقي "حزب الله" في هذا السياق، ولو من بوابة قضية النازحين، متسائلة عما إذا كان هذا الأمر من شأنه أن يُدخِل علاقة التيار بالحريري الى دائرة التوتر.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

العالم يدين التجربة النووية الجديدة لكوريا الشمالية ويطالب برد حازم

الشرق الأوسط/03 أيلول/17/بعد أن رفعت كوريا الشمالية مستوى التحدي للعالم بإطلاق تجربتها السادسة النووية، والتي استيقظ العالم اليوم على صداها، بأنها أجرت بنجاح اختبار لقنبلة هيدروجينية، تباينت بعدها ردود الفعل الدولية حول تلك التجربة، حيث حثت النرويج المجتمع الدولي على الرد بقوة على مزاعم كوريا الشمالية بأنها أجرت بنجاح اختباراً لقنبلة هيدروجينية، طبقا لما ذكره وزير الخارجية، بورج بريندي. وقال بريندي لهيئة الإذاعة والتلفزيون النرويجية (إن آر كيه) إن «هذا النوع من الأسلحة النووية سيكون له آثار كارثية إذا تم نشره. لهذا السبب يجب أن يرد المجتمع الدولي بقوة». وبالإضافة إلى انتقاده للتجربة النووية، أشار إلى أن هناك حاجة للسعي «لحل دبلوماسي». فيما أجرى مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ريموند ماكماستر اتصالاً هاتفياً عاجلاً بنظيره الكوري الجنوبي تشونج إيو يونج، وأفاد مكتب الرئاسة في سول بأن المباحثات الهاتفية التي استمرت 20 دقيقة، وجاءت بعد وقت قصير من إعلان بيونغ يانغ أنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية يمكن حملها على صاروخ باليستي عابر للقارات، حسب وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء. وكانت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في وقتا سابق قد أعلنتا أنهما تدرسان نشر طائرات مقاتلة أميركية، طرازي «إف 22» و«إف 35» بالتناوب في شبه الجزيرة الكورية لمواجهة التهديدات النووية الصاروخية الكورية الشمالية، وفقاً لمصادر في الحكومة اليوم (الأحد). وأضافت المصادر أنه من المتوقع أن تحدد الدولتان خطة تفصيلية في وقت قريب. وقالت السويد، وهي حالياً عضو بمجلس الأمن الدولي، إن التجربة النووية الكورية الشمالية الجديدة تمثل «تحولاً للأسوأ». وكتبت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم على صفحتها على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي اليوم: «التقارير التي تفيد بإجراء كوريا الشمالية لتجربة نووية جديدة تمثل تحولاً للأسوأ. وتزيد من تعرض السلام العالمي والاستقرار للخطر. إن دور مجلس الأمن الدولي مهم». ومن جانبها، أصدرت وزارة خارجية الصين بياناً، أدان بقوة التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة. وأضافت الصين في البيان أن بيونغ يانغ أجرت تجربة نووية، على الرغم من معارضة المجتمع الدولي وأن «الحكومة الصينية تعرب عن معارضتها القوية وتدين ذلك بقوة». لكن الرئيس الصيني شي جين بينغ لم يذكر كوريا الشمالية في خطابه الرئيسي، فيما كان يفتتح قمة «بريكس» بمدينة شيامين الساحلية. وطالبت وزارة الخارجية بيونغ يانغ بالالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي والامتناع عن اتخاذ إجراءات، تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية ولا تخدم المصالح الخاصة لكوريا الشمالية. وفي سياق متصل، أدانت روسيا التجربة النووية الجديدة داعية في الوقت نفسه إلى الهدوء. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «هذا التعبير الأخير من قبل بيونغ يانغ عن ازدرائها بمطالب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومعايير القانون الدولي تستحق أشدَّ الإدانة». وأضافت أنه «من الضروري التزام الهدوء والامتناع عن القيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد». فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسرة الدولية إلى التحرك «بأكبر قدر ممكن من الحزم» بعد التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة التي اعتبر أنها تشكل «مساساً بالسلام والأمن». وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن «رئيس الجمهورية يدعو أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى الرد بسرعة على هذا الانتهاك الجديد للقانون الدولي من قبل كوريا الشمالية». وأضافت أن ماكرون «يرغب أيضاً في رد موحد وواضح من الاتحاد الأوروبي».وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إن التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة «مؤسفة جدّاً» وتنم عن «استهتار كامل» بطلبات الأسرة الدولية المتكررة. وقال أمانو في بيان إن «التجربة النووية التي جرت اليوم من قبل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عمل مؤسف جدّاً». وأضاف أن «هذه التجربة الجديدة التي تلي تجربتين العام الماضي، هي السادسة منذ 2006 وتنم عن استهتار كامل بالطلبات المتكررة للأسرة الدولية».

 

أميركا تدرس حظرًا تجاريًا عالميًا على كوريا الشمالية

الشرق الأوسط/03 أيلول/17/تدرس الولايات المتحدة وقف العلاقات التجارية مع أي بلد يقوم بأنشطة تجارية مع كوريا الشمالية، حسبما أفاد به الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الأحد)، عبر حسابه في "تويتر". وقال ترمب في تصريحات إن "كوريا الجنوبية تجد كما أخبرتها أن حديثها عن التهدئة مع جارتها الشمالية لن يجدي لأنهم (بيونغ يانغ) لا يفهمون سوى أمرا واحدا". وأجرت كوريا الشمالية اليوم (الأحد)، سادس وأقوى تجربة نووية حتى الآن. وقالت إنها لقنبلة هيدروجينية متقدمة ومصممة لحملها على صاروخ طويل المدى مما يمثل تصعيدا كبيرا للمواجهة بين الدولة المنعزلة والولايات المتحدة وحلفائها. وأثارت أكبر تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية إدانات على مستوى العالم اليوم إذ دعا عدد من الزعماء لفرض عقوبات جديدة في حين قال الرئيس الأميركي إن اختبار اليوم يظهر أن "كلمات وأفعال كوريا الشمالية لا تزال عدائية للغاية وخطيرة على الولايات المتحدة".وأجاب ترمب بـ "سوف نرى" عندما سئل هل ستهاجم الولايات المتحدة كوريا الشمالية.

 

قوات النظام تتقدم بغطاء روسي من 4 جبهات نحو دير الزور وموسكو ثبتت وجودها في ريف حماة

الشرق الأوسط/03 أيلول/17/قلص النظام السوري المسافة إلى مدينة دير الزور المحاصرة، إلى نحو 27 كيلومتراً إثر هجوم على أربعة محاور تنفذه قواته تحت غطاء جوي كثيف من الطائرات الروسية، في حين تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن أن القوات الروسية ثبتت مواقع لها في ريف حماة الشرقي، في أحدث تمدد عسكري ميداني للقوات الروسية في سوريا. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن القوات الروسية اتخذت لها مركز وجود في منطقة المبعوجة بريف سلمية الشمالي الشرقي. وبينما يتحدث ناشطون في دير الزور عن أن هذه المعلومات غير مؤكدة بعد، قال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الروسية تشارك ميدانياً في معركة ريف عقيربات، لافتاً إلى وجود قتلى روس في المعركة.

وسيطر النظام السوري قبل يومين على بلدة عقيربات، أبرز المدن التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم داعش في ريف حماة الشرقي، بعد قصف جوي عنيف نفذته الطائرات الروسية منذ نحو شهرين. وتواصل القتال أمس بمشاركة من القوات الروسية وإسناد من الطائرات المروحية والحربية الروسية إلى جانب قوات النظام والميليشيات التي تقاتل معها. وتحدثت المعلومات عن أن القتال يتركز على محاور في الضواحي الغربية لبلدة عقيربات أسفرت عن مقتل 59 مقاتلاً من قوات النظام وعناصر تنظيم داعش. وتحدث المرصد عن أن «داعش» تمكن من استعادة السيطرة على القسم الغربي من بلدة عقيربات، إثر تنفيذ هجوم معاكس للتنظيم، وسط دوي انفجار عنيف هز المدينة ناجم عن تفجير عربة مفخخة استهدفت مواقع لقوات النظام في القسم الغربي من البلدة.

وتعد جبهة ريف حماة الشرقي أبرز الجبهات المشتعلة ضد تنظيم داعش، بحسب عبد الرحمن الذي قال إن الجبهة لا تقل أهمية عن جبهة الرقة بالنظر إلى وجود 1500 مقاتل لـ«داعش» فيها، وهي معركة مرتبطة بإنهاء وجود التنظيم في محافظة حماة. كما أشار إلى أن سرعة تحرك النظام أتت بعد السيطرة على 3000 كيلومتر مربع في جبل البشري الاستراتيجي الذي فتح طريق النظام إلى دير الزور، من الجهة الشمالية الغربية.

ويسيطر «داعش» على 80 في المائة من محافظة دير الزور، بينما يسيطر النظام على 20 في المائة، وتعد منطقة محاصرة منذ عامين، ترفدها الطائرات الروسية بالمواد الغذائية عبر سلاح الجو، ويقيم فيها نحو 150 ألف مدني. وأفادت مصادر مطلعة على مجريات المعركة في دير الزور بأن النظام السوري يخوض المعركة على أربع جبهات، هي محور ريف الرقة الشرقي ومحور جبل البشري ومحور السخنة ومحور محطة التي تو. واقترب النظام من فك الحصار عن مدينة دير الزور إثر شن هجمات على أربع محاور، استطاع خلالها إحراز تقدم استراتيجي على محورين. وقال مدير مرصد «فرات بوست» الناشط في دير الزور أحمد الرمضان لـ«الشرق الأوسط» إن النظام «استعاد عقيربات وتقدم على طريق دير الزور عبر معركتين أساسيتين، الأولى في المناطق الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات في غربي دير الزور، والثانية على طريق دمشق - دير الزور قرب مدينة السخنة، على المدخل الجنوبي للمدينة». وقال إن النظام بات يبعد مسافة تقارب الثلاثين كيلومتراً من الجهة الجنوبية، كما أنه بات يبعد 27 كيلومتراً من جهة جبل البشري. وقال الرمضان إن النظام يخوض المعركة من خارج مدينة دير الزور ويتقدم نحوها، نافياً في الوقت نفسه أن يكون النظام حقق أي تقدم استراتيجي من داخل المدينة باتجاه فك الحصار عنها. ويلتقي بذلك مع ما قاله رامي عبد الرحمن الذي نفى معلومات نشرتها مواقع مقربة من النظام عن أن التنظيم «يتقهقر» ويترك أسلحته على الجبهة المحيطة بالمدينة. وقال الرمضان الباحث في شؤون «داعش» في المنطقة الشرقية: «قوة التنظيم ليست سهلة، لكن الغارات الروسية التي قارب عددها الـ300 خلال 3 أيام في البادية السورية وعلى أطراف دير الزور، عرقلت تحركات التنظيم واستهدفت تمركزاته». ونفذت الطائرات الحربية ليل أمس، غارات على مناطق في أحياء الحميدية والرشدية والمطار القديم بمدينة دير الزور، ما أدى لسقوط جرحى، كذلك دارت بعد منتصف ليل أمس، اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في محور تلة علوش بأطراف مدينة دير الزور، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق الاشتباك. في هذا الوقت، تحدث مصدر عسكري في دمشق نظامي عن أن مجموعة من الجيش النظامي نفذت إغارة ناجحة باتجاه تلة علوش ومحيطها في دير الزور، حيث قضت على 10 عناصر من «داعش». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الجيش السوري النظامي بدعم من الطيران الروسي، تقدم بنجاح باتجاه دير الزور لفك الحصار عنها، منوهة إلى أن تحريرها سيكون بمثابة هزيمة استراتيجية لتنظيم داعش. وبحسب بيانات الوزارة، يواصل الجيش بإسناد جوي روسي، التقدم نحو مدينة دير الزور لتحريرها، وأضافت الوزارة أن «مسلحي داعش يتصدون ويحاولون منع تقدم وحدات الجيش السوري، باستخدام كافة الأسلحة الثقيلة والمدرعات ومدافع الهاون». وبحسب بيانات الوزارة «خلال الـ48 ساعة الأخيرة قامت المقاتلات بتدمير 9 وحدات مدرعة، من بينها دبابتان، وستة مواقع لإطلاق الصواريخ... وثلاثة مستودعات ذخيرة ومركز تحكم، وأكثر من 20 سيارة ثقيلة محمله بالوقود والأسلحة». وأشارت وزارة الدفاع الروسية، إلى أن الطيران الروسي استهدف موكبا لـ«داعش» على طريق، دير الزور - الرصافة، مكونا من 12 شاحنة محملة بالذخائر والأسلحة، فضلا عن تدمير سيارات محملة برشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات وقذائف الهاون.

 

القوات العراقية تحتجز 272 أجنبياً من «داعش» في جنوب الموصل

الشرق الأوسط/03 أيلول/17/أفاد مصدر أمني عراقي اليوم (الأحد) بأن القوات العراقية احتجزت 272 شخصا من عناصر «داعش» كانوا قد سلموا أنفسهم بعد معارك تحرير تلعفر شمال غربي الموصل 400 كلم شمال بغداد. وقالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن «القوات العراقية تحتجز حاليا 272 عنصرا من داعش من الأجانب داخل مخيم حمام العليل جنوب الموصل كانوا قد سلموا أنفسهم للقوات العراقية خلال معارك تلعفر». وأوضحت المصادر أنه «من المتوقع نقل الأجانب إلى موقع احتجاز آخر ما بعد عطلة عيد الأضحى، وأن جنسياتهم تتوزع بين الشيشان والأفغان والروس والفرنسيين والبريطانيين». وكانت القوات العراقية قد قتلت أكثر من ألفين من عناصر «داعش» في معارك تحرير قضاء تلعفر التي انطلقت في 20 أغسطس (آب) واستمرت 12 يوما.

 

14 دولة تدعم مبادرة ترمب لإصلاح الأمم المتحدة ويواجه انتقادات بسبب اختياره طياراً سابقاً في البحرية لرئاسة «ناسا»

الشرق الأوسط/03 أيلول/17/خلال حملته الانتخابية وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب منظمة الأمم المتحدة بأنها «ناد» لقضاء «أوقات التسلية»، ووعد بأن يدفع باتجاه إصلاحها. وفي أول فرصة له لتحقيق وعد آخر من وعوده الانتخابية سيستغل ترمب تجمهر رؤساء دول العالم في نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة لتنظيم اجتماع لهم في 18 سبتمبر (أيلول) للدفع باتجاه إصلاح المنظمة الدولية. وسيطلب ترمب من قادة العالم في الاجتماع الذي سيعقد عشية البدء الرسمي لأعمال الجمعية تأييد إعلان سياسي من عشر نقاط لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في «إحداث تغييرات ملموسة في الأمم المتحدة»، بحسب النص الذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية. ولدفع الإصلاحات قدما، حصلت الولايات المتحدة على دعم 14 بلدا هي بريطانيا وكندا والصين وألمانيا والهند وإندونيسيا واليابان والأردن والنيجر ورواندا والسنغال وسلوفاكيا وتايلاند والأوروغواي.

وقال الدبلوماسيون إن الدول الـ14 ستحضر الاجتماع الذي سيعقد في مقر الأمم المتحدة وسيتحدث فيه ترمب وسفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي وغوتيريش. وفي أول مشاركة له في الاجتماعات السنوية للجمعية، سيلقي ترمب خطابا في 19 سبتمبر (أيلول)، أي في اليوم الأول من الدورة التي تستمر ستة أيام. وسيكون الخطاب محط متابعة دقيقة من قبل حلفاء الولايات المتحدة وأعدائها الذين يواجهون انعكاسات شعار «أميركا أولا» الذي رفعه على السياسة الخارجية. وكان ترمب انتقد أداء الأمم المتحدة، لكنه أكد أنها تتمتع «بإمكانات هائلة» لمعالجة لائحة طويلة من أزمات العالم التي ستكون محور مناقشات الجمعية العامة هذه السنة. والولايات المتحدة هي أكبر الدول المساهمة في ميزانية الأمم المتحدة، وتدفع 28.5 في المائة من ميزانية عمليات حفظ السلام البالغة 7.3 مليارات دولار و22 في المائة من الميزانية الأساسية البالغة 5.4 مليارات دولار.

وستؤكد الدول في الإعلان السياسي «التزامها خفض ازدواجية التفويض والتكرار والتداخل بما في ذلك داخل وكالات الأمم المتحدة»، وتشجيع غوتيريش على «مواصلة إدارة إصلاحات مؤثرة» لجعل الأمم المتحدة «أكثر فعالية وكفاءة».

وتنص الوثيقة في بندها التاسع على وجوب أن يجري الأمين العام للأمم المتحدة إلى «تغييرات ملموسة» في منظومة العمل الأممية لتحسين أدائها في ميادين العمل الإنساني والإنمائي والسلام. ويدفع غوتيريش، رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق، باتجاه إصلاحات عميقة في إدارة الأمم المتحدة وتطوير وكالاتها وعملها من أجل السلام والأمن. وستناقش مقترحاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسابيع المقبلة. وقال دبلوماسيون إن الوثيقة غير ملزمة لكنها تعكس دعما سياسيا للتغييرات داخل الأمم المتحدة. من جانب آخر أعلن ترمب أنه يعتزم تعيين طيار البحرية السابق والعضو الجمهوري في الكونغرس جيمس برايدنستاين رئيسا لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وبرايدنستاين البالغ من العمر 42 عاما ودعم ترمب خلال حملته الرئاسية، يعتبر منذ فترة طويلة صاحب الحظ الأوفر لرئاسة الوكالة. غير أن التعيين المرتقب تعرض لانتقادات لاذعة من سيناتورين عن فلوريدا شككا في مؤهلات النائب عن أوكلاهوما لقيادة وكالة بهذا التعقيد والتكنولوجيا العالية. وقال السيناتور بيل نلسون الديمقراطي البارز في لجنة تشرف على عمل ناسا، للموقع الإلكتروني الإخباري «بوليتيكو»، إن الرئيس الجديد يجب أن يكون «متخصصا بالفضاء وليس رجل سياسة». من ناحيته قال ماركو روبيو السيناتور الجمهوري عن الولاية إن اختيار برايدنستاين «قد يكون مدمرا لبرنامج الفضاء». وقال لموقع بوليتيكو: «أكره أن أرى مديرا يحصل على الدعم لأسباب حزبية أو حجج سياسية أو انتخابات سابقة أو بيانات في الماضي، لأن الوكالة لا يمكنها تحمل ذلك ولا يمكنها تحمل الجدل». برايدنستاين الذي انتخب عضوا في الكونغرس عن أوكلاهوما في 2012، عضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب وفي لجنة العلوم والفضاء والتكنولوجيا. وبحسب مجلة «سبيس نيوز» المختصة بالفضاء فإن برايدنستاين طالما كان من مؤيدي منح القطاع الخاص دورا أكبر في الفضاء. تضطلع وكالة الفضاء بكافة بمهمات اكتشاف الفضاء وبمهمات مراقبة الأرض من الفضاء وفي تطوير مفاهيم طيران جديدة. ومنذ وقف ناسا برنامج مكوك الفضاء في 2011، اضطرت الولايات المتحدة للاعتماد على روسيا لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية. وتقوم ناسا حاليا بتطوير صاروخ قوي قادر على حمل رواد الفضاء إلى المريخ في 2030، غير أنها تواجه منافسة من أثرياء كبار مثل جيف بيزوس الرئيس التنفيذي لأمازون، وأيلون ماسك مدير «سبيس - إكس» و«تيسلا». وميزانية ناسا المقترحة لعام 2018 تتجاوز مبلغ 19 مليار دولار بقليل. ويملك برايدنستاين خبرة عسكرية أساسا أثناء عمله طيارا، وقام بطلعات قتالية في العراق وأفغانستان، وكأحد أفراد الاحتياط في سلاح البحرية قام بمهمات جوية لمكافحة المخدرات في وسط وجنوب آسيا. وقد عمل مديرا تنفيذيا لدى «متحف تولسا للجو والفضاء». وهو أيضا عضو في قوة الحرس الوطني الجوي لولاية أوكلاهوما. وبرايدنستاين حائز على شهادات من جامعتي رايس وكورنيل.

 

البابا فرنسيس يفجر مفاجأة: زرت محللة نفسية لـ6 أشهر

"العربية" - 3 أيلول 2017/فجّر بابا الفاتيكان مفاجأة للعديد من محبيه حول العالم، حين اعترف أنه زار محللة نفسية لتوضيح بعض المسائل قبل سنوات عديدة، وكانت التجربة مفيدة جداً." وأتى هذا الاعتراف قبل يومين ليشكل سابقة في تاريخ رجال الدين المسيحيين الذين يتولون مركز بابا الفاتيكان، إذ قلما يخرج إلى العلن مثل تلك التصريحات، لا سيما أن البابا عادة ما يحاط بهالة من الاحترام الكبير من قبل المسيحيين الذين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية. وبالعودة إلى الاعتراف المفاجئ، فقد جاء ضمن كتاب جديد يعده عالم الاجتماع الفرنسي دومينيك فولتون عن البابا فرنسيس، أنه نقل عنه قوله إنه تردد على محللة نفسية يهودية مرة في الأسبوع لمدة ستة أشهر خلال السبعينات، ووجد أن هذه التجربة كانت مفيدة. وقال البابا في سلسلة مقابلات مع عالم الاجتماع الفرنسي، والتي نشرت أجزاء منها صحيفة "لو فيغارو" الجمعة، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز": "ترددت عليها مرة في الأسبوع لمدة ستة أشهر كي أستوضح بعض الأمور". وتابع "كانت جيدة للغاية وفي غاية الحرفية"، مضيفا أنه كان يبلغ من العمر آنذاك 42 عاماً. وقال "ساعدتني كثيرا". إلا أن البابا لم يذكر على ما يبدو الأسباب التي دفعته إلى زيارة المحللة النفسية، كذلك لم تذكر الأجزاء التي نشرتها الصحيفة اسم تلك المحللة، أو توضح لماذا تحددت هذه الجلسات النفسية أساسا. إلى ذلك، كشف البابا أنها اتصلت به عندما كانت على شفا الموت "ليس لأسباب دينية لأنها كانت يهودية وإنما من أجل حوار روحاني". يذكر أن البابا الحالي اتسم بدعوته إلى الانفتاح على الآخرين من أي ديانة كانوا، كما دعا إلى كنيسة كاثوليكية أكثر انفتاحاً وشمولاً. يشار إلى أنه من المقرر أن تصدر دار النشر "ليزيدتيسيون دي لوبزيرفاتوار" الكتاب بعنوان "البابا فرنسيس: لقاءات مع دومينيك فولتون، سياسة واجتماع"، في السادس من سبتمبر/أيلول.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حلقات مفقودة في خطاب حسن نصرالله

خيرالله خيرالله/العرب/04 أيلول/17

انتصار الجيش في جرود رأس بعلبك أكد أن المؤسسة العسكرية اللبنانية ليست في حاجة إلى دعم من ميليشيا مذهبية تشارك في الحرب على الشعب السوري وتستعين بـ'داعش' لتخويف اللبنانيين وبث الرعب في صفوف المسيحيين منهم.

ثمة حلقات مفقودة عدّة في الخطاب الأخير للأمين العام لـ“حزب الله” السيد حسن نصرالله في مدينة بعلبك اللبنانية، المدينة التي كان يمكن أن تكون أكثر مدينة مزدهرة في لبنان. كان ذلك ممكنا لولا ممارسات الحزب الذي جعل من بعلبك مأساة لبنانية بكلّ ما في كلمة مأساة من معنى.

قبل أن يختار بعلبك للإعلان منها عن “التحرير الثاني”، لماذا لا يسأل الأمين العام لـ“حزب الله” نفسه لماذا تعاني هذه المدينة من الحال المزرية التي تعاني منها؟ ولماذا كل هذا الظلم اللاحق بأهلها؟ ولماذا هناك مناطق وأحياء فيها وفي محيطها خارج سلطة الدولة؟ من المسؤول عن عدم المساواة بين اللبنانيين؟ أليس سلاح “حزب الله” غير الشرعي المسؤول الأول والأخير عن ذلك؟ أليس هذا السلاح الذي يمنع التنمية ويعزّز الاقتصاد الريعي الذي يشكّل الخطر الأكبر على لبنان ومستقبله ودوره في المنطقة؟

هناك حلقة مفقودة أخرى تضاف إلى حلقة انتشار البؤس والفوضى في مناطق سيطرة “حزب الله”. في أساس هذه الحلقة، أنّ لا وجود لـ“تحرير ثان” يسعى “حزب الله” إلى إقناع اللبنانيين به بعد الصفقة التي عقدها مع “داعش” في جرود عرسال. ليقل لهم حسن نصرالله قبل ذلك ما الذي حصل بعد “التحرير الأوّل” كي يقتنع اللبنانيون بـ“التحرير الثاني”. كيف وظّف التحرير الأول، أي تحرير الجنوب، بغض النظر عن الظروف التي أحاطت به، في إبقاء لبنان “ساحة” للتجاذبات الإقليمية، بدل أن يكون بداية لمرحلة جديدة ينطلق فيها البلد في اتجاه تطوير نفسه واستعادة أبنائه الذين هاجروا إلى أقاصي الأرض.

لم يكن “التحرير” في السنة 2000 سوى مقدّمة لمزيد من المتاجرة بالبلد من أجل إنهاكه وصولا إلى حرب صيف العام 2006 التي يعتبرها “حزب الله” انتصارا، علما أنها هزيمة بكل معنى الكلمة في ضوء ما لحق بالبلد من خسائر من جهة، وتعطيل للاقتصاد من جهة أخرى. لم تكن تلك الحرب سوى محاولة لتغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وخطوة أخرى من أجل تحقيق انتصار على لبنان بتواطؤ إسرائيلي واضح.

لو كان لبنان انتصر فعلا في العام 2000، لما كانت قضية مزارع شبعا بقيت عالقة من أجل أن يظل البلد مرتبطا بنزاع يمكن حله بسهولة فائقة. لو كان مطلوبا التوصل إلى حلّ لقضية مزارع شبعا، لكان النظام السوري بعث في حينه برسالة إلى مجلس الأمن يؤكد فيها أن المزارع أرض لبنانية وليست سورية. احتلّت إسرائيل المزارع، وهي لبنانية أصلا استولى عليها السوريون في خمسينات القرن الماضي، في العام 1967. ينطبق عليها القرار 242 الذي يخصّ سوريا وليس القرار 425 المتعلّق بلبنان.

لم يفعل النظام السوري شيئا إلا تأكيد أن مزارع شبعا أرض سورية وليست لبنانية، وأنّ مصير هذه الأرض مرتبط بمصير مرتفعات الجولان. هذه وجهة نظر النظام الذي يراهن عليه “حزب الله”، وهو نظام باع الجولان باكرا ولم يفعل في أي يوم شيئا من أجل استعادته. من يريد استرجاع مزارع شبعا يتوجّه إلى النظام السوري أولا، بدل تجاوز الواقع والحقائق والدخول في مزايدات لا هدف لها سوى إبقاء جنوب لبنان سلعة في لعبة إقليمية من مصلحة لبنان النأي بنفسه عنها.

من يريد بالفعـل استعـادة مـزارع شبعا، لا يعمل على توريط لبنان في مشاكل ونزاعات هـو في غنى عنها. من يريد استعادة مزارع شبعا لا يلجأ إلى إقناع اللبنانيين بأفضال النظام السوري عليهم. إنها أفضال بدأت بإغراق لبنان بالسلاح وتزويد كل من أراد تأسيس ميليشيا به. سلح الفلسطينيين وأرسلهم إلى لبنان، ثم سلح الميليشيـات المسيحية كي تدخل في قتال مع الفلسطينيين. سلح كل أنواع الميليشيات المسيحية والإسلامية من أجل القضاء على لبنان والظهور في مظهر الإطفائي الذي يخمد الحرائق لدى الجار القريب.

لم يتردد النظام السوري، الذي أدخل “الحرس الثوري” الإيراني إلى لبنان في العام 1982، في قتل خيرة اللبنانيين، على رأسهم كمال جنبلاط. قتل في المخيمات الفلسطينية الموجودة في لبنان، مباشرة أو عبر أدواته، أكثر بكثير مما قتلت إسرائيل.

يمكن إضافة عدد لا بأس به من الحلقات المفقودة الأخرى إلى خطاب الأمين العام لـ“حزب الله”. أبرز هذه الحلقات اثنتان. الأولى دعوته إلى تطبيع مع النظام السوري. هل هذا نظام طبيعي مقبول من شعبه كي تكون هناك علاقات عادية معه؟ ما الذي قدّمه النظام السوري للبنان واللبنانيين غير القتل والتدمير؟ ما الذي قدمه للسوريين أصلا غير القمع والتشريد والبراميل المتفجرة والسلاح الكيميائي؟ نسي حسن نصرالله أن النظام السوري صار جزءا من الماضي.

لا مكان لبشّار الأسد، في سوريا المستقبل، هذا إذا بقي شيء من سوريا التي عرفناها والتي صارت تحت خمس وصايات على الأقل. لن ينقذ “داعش” النظام السوري. العالم الجدّي، بما في ذلك فرنسا، يعرف تماما أن النظام السوري شريك في الإرهاب وليس في الحرب على الإرهاب. يريد “حزب الله” من اللبنانيين الرهان على نظام انتهى وربط مستقبل بلدهم بهذا النظام الذي عانى منذ اليوم الأول لقيامه من غياب أي شرعية لديه، ومن أنه جزء من مشروع فاشل اسمه حلف الأقليات ولا شيء آخر غير ذلك. أما الحلقة الثانية التي يمكن إضافتها إلى الحلقات المفقودة الأخرى، فهي الإصرار لدى حسن نصرالله على المعادلة “الذهبية” التي اسمها “الجيش والشعب والمقاومة”. هذه معادلة في حكم المنتهية منذ سنوات عدّة، منذ العام 2005 تحديدا، عندما اغتيل رفيق الحريري، وعندما اكتشف اللبنانيون بأكثريتهم الساحقة ما وظيفة “المقاومة” المتعاونة مع النظام السوري.

جاء انتصار الجيش في جرود رأس بعلبك ليـؤكد أن المـؤسسة العسكرية اللبنانية ليست في حاجة إلى دعم من ميليشيا مذهبية تشارك في الحرب على الشعب السوري وتستعين بـ“داعش” لتخويف اللبنانيين وبث الرعب في صفوف المسيحيين منهم بشكل خاص. هناك نقطة تحوّل حصلت على الصعيد اللبناني في اليوم الذي أكد فيه الجيش أنه لا ينسق مع “حزب الله”، ولا مع القوات التابعة للنظام السوري.

إذا كان من خدمة يستطيع “حزب الله” تقديمها إلى اللبنانيين، يمكن أن يبدأ بعمل شيء في بعلبك. لماذا كل هذا البؤس في بعلبك؟ هل “المقاومة” تعني نشر البؤس والفوضى والفقر في مدينة ذات تاريخ عريق كان يمكن أن تساهم في تحسين أوضاع الاقتصاد اللبناني كلّه وليس أوضاع أهلها فقط؟

لو كان “حزب الله” صادقا مع نفسه ومع اللبنانيين، لكان حاول أولا استيعاب المشكلة التي اسمها بعلبك التي تعاني من إهمال الدولة بسببه وبسبب سلاحه قبل أيّ شيء… إلا إذا كان لدى الحزب مثل أعلى يهمه تسويقه هو النموذج الإيراني حيث ما يزيد على نصف السكّان تحت خط الفقر.

 

«حزب الله» وشيعة العراق: الحساسية وموجات التعبير عنها

وسام سعادة/المستقبل/04 ايلول/17

من المبكر تأسيس تحليل كامل على موجة التوتر الأخيرة بين القوى المشاركة في التركيبة الحكومية العراقية وبين «حزب الله» عندنا، على خلفية انتقاد رئيس الوزراء حيدر العبادي للاتفاق الحاصل بين الحزب و«داعش» لنقل المئات من مجموعة توالي التنظيم كانت تحتل أرضاً من لبنان، باتجاه مناطق قريبة من العراق. ليس قليلاً مع هذا ما حدث. فبعد أن تركز هجوم أنصار الحزب على مقتدى الصدر ابان زيارة للسعودية، ولقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جاءت مشكلة قافلة «داعش» لتوسع مدى الاشتباك وحدته، فلا ينحصر بموقف للعبادي، أو بتموقع للصدر، بل يمتد بالشكل الذي يظهر فيه أن وراء الأكمة ما وراءها. هناك «حساسية» لدى عدد من القوى الحزبية الحكومية الشيعية العراقية من «حزب الله». حساسية تلجم حيناً، وتظهر على نحو صاخب حيناً آخر، لكنها ليست وليدة اللحظة.

حالياً، وحده نوري المالكي من يقف ضد موجة التعبير الأخيرة عن هذه الحساسية، بعدما سبق أن عبّر عنها أكثر من مرة قبل عشر سنوات، بل وصل به الامر في حينه الى حد اتهام الحزب بتدريب كوادر لتنظيم «القاعدة».

فالمالكي، حاول تقديم نفسه بداية على أنه يقلل من حدة النفوذ الايراني، ثم سابق الاميركيين على موعد انسحابهم من العراق، بانتقاله كلياً الى موالاة وممالأة هذا النفوذ، وبقي في هذا الموقف حتى بعد الكارثة التي يتحمل الجزء الأكبر من مسؤوليتها من الجانب العراقي، مسؤولية انهيار الجيش النظامي المعاد بناؤه أميركياً، وذو الأرجحية الشيعية، أمام احتلال «داعش» لأغلب المدن العربية السنية في العراق في حزيران 2014. كذلك يتحمل المالكي مسؤولية مركزية في إقصائه للوسط العربي السني، ناهيك عن غلاظته تجاه الاكراد، فآخر مواقفه قبل الاطاحة به كانت تتهم الاكراد بالتواطؤ مع «داعش» ومع دخول العراق في حرب مريرة مع التنظيم، من دون العمل في الوقت نفسه على تحقيق مصالحة شيعية - سنية - كردية، تعيد للنقلة باتجاه النظام الدستوري التعددي معناها، وتسحب الغطاء عن معادلات التناحر المذهبي والانشطار الاثني، ثم مع التداعي، بفتوى من المرجعية، لتشكيل الحشد الشعبي، لمقاتلة تنظيم «داعش»، في موازاة عملية اعادة تشكيل جيش نظامي، بدت الامور كما لو أنها تلغي تماماً أي بعد استقلالي عراقي تجاه النفوذ الايراني، بل صار عدد من ميليشيات الحشد مدخلاً لاستشراء هذا النفوذ، ربطاً بنموذج الحرس الثوري الايراني. في هذه الفترة، تتابع إرسال المقاتلين الشيعة العراقيين الى سوريا أيضاً، لأداء المهام نفسها التي يؤديها «حزب الله»، لانجاد النظام البعثي فيها. أخذ أنصار الحزب يحتفلون بنموذج الحشد على أنه قرين لهم في لبنان، وللحوثيين في اليمن، والباسدران في ايران، وبأن هذا الانفلاش الميليشيوي قدر حميد في هذه المنطقة من العالم.

بيد أن هذا المسار الذي تتوج مع الحسم في الموصل، عاد وخلق ظروفاً للتباعد بين «حزب الله» والقوى النافذة بين شيعة العراق. فالتحدي في عراق ما بعد الموصل يكمن في كيفية الربط بين الحشد وبين الدولة. قاعدة النقاش هي أنه ينبغي ضبط الحشد. هذا بخلاف قاعدة اللانقاش في لبنان، حيث يعتبر «حزب الله» نفسه غير محتاج الى إجماع وطني حول سلاحه، ويعمد أكثر فأكثر الى ضبط الدولة نفسها، ما استطاع الى ذلك سبيلاً. التفلت من النفوذ الايراني، ولو جزئياً، هو مسألة مهمة عند القوى الشيعية الحكومية في العراق. وليس هذا ما يدور في بال «حزب الله». لكن الحساسية بازاء الحزب في العراق لا تختزل في هذا. هي «تحسس عراقي» يرغب في أن يكون «حزب الله» أقل اعطاء للدروس للعراقيين، واتهام له بالفوقية تجاه أحزابهم. وليس نافلاً أنه كلما ظهر توتر بين الحزب وبين أي مجموعة شيعية عراقية، تجد عناصر الاخيرة وهم يعودون فيقلبون الصفحات السابقة، ومنها مبادرة السيد حسن نصر الله التي وجهها الى الرئيس صدام حسين لتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تستبق التدخل الاميركي. يعتبرونه قد حاول إنقاذ نظام صدام وقتها، ويأخذونها عليه.

حاول الحزب احتواء التوتر الاخير، ولا ريب أن الامور تتجه مجدداً الى التهدئة. لكن الحساسية بازاء الحزب في العراق لن تضعف. انها تعتمل في أذهان وتصريحات كثيرين، وهي تفتح في المستقبل القريب على احتمالات مختلفة. الرهان على أن العراق، بعد معركة الموصل، سيتحول الى ممر ليس الا، من ايران الى سوريا النظام و«حزب الله»، هو رهان متسرع. الرهان على نقيض ذلك تماماً أيضاً متسارع. اما النظر الى التناقضات المعتملة مع ايران ومع «حزب الله» فضروري للغاية.

 

ماذا نقول لك يا حسين؟

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/03 أيلول/17

اختزل الرجل في شخصه مأساة اللبنانيين. اختصر في قضيته معضلة وطن. حين دمعت عيناه أبكى بلداً، ولحظة تلاشى من هول الفجيعة أحس الآلاف أنهم يذوبون ألماً، في جسده الهزيل المتهالك. حسين يوسف، اسمه اليوم هو الأشهر في لبنان، صورته الأكثر تداولاً وتأثيراً. إنه الشخص الذي لا يجرؤ أحد على خدش مشاعره لشدة ما احتمل حتى صار يلقبّ بـ«أيوب العصر». إذا تكلم سُمع، وإذا صمت سُئل. هذا ليس شائعاً، في بلد تثرثر فيه الغالبية حد الفوضى، وتصمت أقلية لا تملك من أمرها شيئاً، أن تتحول كلمات رجل آتٍٍ من عموم الناس، إلى بوصلة.

كُتب في حسين يوسف من الكلام المتفجر حرقة، ما لم يحظَ به، في حياته، أديب أو سياسي أو زعيم. أجمع اللبنانيون على مناصرته، كما لم يلتفوا حول عذاب أحد من قبل.

جاء كل ذلك متأخراً جداً، وهو ما جعل المشاعر تتأجج والإحساس بالذنب يحتدم. منذ ثلاث سنوات وحسين يوسف والد الجندي اللبناني محمد، يعتصم وسط بيروت، في الخيام التي نصبها وأهالي العسكريين المخطوفين الآخرين، لدى «داعش» و«جبهة النصرة»، ولم يكن الاهتمام بهم جدياً. ثلاثون شخصاً اختطفوا يومها، منهم من أفرج عنه، ومنهم من قتل أو قضى بإصابته، وبقي تسعة لدى «داعش» انقطعت أخبارهم. كثرت الشائعات وكبرت المخاوف. رحلة آلام الأهالي بقيت كنزف الجرح الذي ينسلّ منه الدم حتى ينضب الجسد. سدّوا الشوارع، منعوا المرور، احتجوا بالصخب مرة فاستهزأ بهم الناس، واعتبروهم قطّاع طرق، وباللين مرّات، فكان مسؤول هنا يدفع بهم إلى مسؤول آخر هناك، والوقت يمرّ، والسكاكين المسنونة تقترب من رقاب أولادهم.

صار حسين يوسف ناطقاً باسم الأهالي، تلاحقه الكاميرات لتعرف آخر التطورات. حمل إضافة إلى وجعه وجرحه المدمّى، وانتظاره المضني، ثقل تحفيز الهمم، وتخيّر الكلمات. ليس هيناً أن تقف أمام الكاميرا وتروي بحيادية وصوت رصين، أن جلاد ابنك اتصل بك وأخبرك أن الأمر بالذبح قد اتخذ: «أخرنا التنفيذ ثلاثة أيام وشوفوا شو بدكن تعملوا لولادكن». روى أن ابنه طلب منه، أثناء المكالمة، ألا يتخلى عنه، أن يفعل شيئاً من أجله، وأنه وعده بألا يتركه أبداً. «سنبقى معه وأمامه وخلفه ليعرف الخاطفون السود أن له ظهراً». ترك كثير من الأهالي خيمة الاعتصام يأساً، إلا حسين الذي أصر على أن ابنه سيعود. لم يصدق الأخبار المريعة التي تأتي من الجرود، وتطل من أوراق الصحف. بقي يردد، نيابة عن أهالي الجنود المختطفين، أن ما يتداول مجرد تكهنات لا يجب تصديقها. ظل شامخاً كجبل، مع أن ما يكابده يفتت الصخر.

عايش اللبنانيون حسين يوسف أكثر من ألف يوم، تجرعوا خلالها معه العلقم، تلقوا الأنباء المرعبة، قرأوا رسائله للمسؤولين، كانوا شهوداً على التحولات التي تزحف إلى ملامح وجهه، على الغضون التي أخذت تنحفر في جبينه أكثر فأكثر، والإرهاق يرتسم اسوداداً وانتفاخاً تحت عينيه.

عندما دحر الجيش اللبناني «داعش» وحاصر فلوله، واعترف أحد أعضائه بمكان العسكريين المخطوفين ونبشت قبورهم وتبين أنهم قتلوا، أحنى حسين يوسف رأسه وكاد يتهاوى، رغم أنه رفض التصديق قبل أن يعرف نتائج الحمض النووي. بقي يتمسك بآخر بريق ضوء.

يشبه حسين يوسف آباء كثراً في منطقتنا المنكوبة. لعلهم عشرات الآلاف، لم يصورهم صحافي أو تعنى بهم شاشة. من حسن الحظ أن الإعلام كان موجوداً هنا، ليوثّق على مدى سنوات حكاية والد لوعته لا تضاهيها لوعة. بدا حسين، وهو ينوء بأحماله، كأنه بطل أسطوري في حكاية خرافية، يرفض أن يستسلم، ويأبى أن ينزلق إلى ابتذال أو يدخل في جدال. كان يحق له أن يشتم، أن يشهّر، أن يتّهم. كان بمقدوره أن يهاجم من يريد، أن يكشف المستور، لكنه آثر التعقّل.

الأمهات المفجوعات في خيمة الاعتصام لم يتمكنّ، رغم فيض دموعهن، من حجب عمق مأساة الرجل. تحول أيقونة يتماهى معها كل مواطن يخشى غداً مظلماً، في بلد يغدر بأبنائه. لشدة ما هو عادي وبسيط، تحول حسين يوسف إلى رمز. من اسمه الذي يشبه أسماء كثيرين آخرين، إلى سحنته السمراء وقد لسعتها حرارة القيظ كأي كادح، وصوته الخفيض، وكلماته الموزونة حد الاستفزاز، وصولاً إلى قضيته التي تبدو استثنائية، لكنها قد تصبح مصيبة أي أحد آخر، في لمح البصر.

ماذا نقول لك يا حسين؟ لقد خذلناك. كنا نمر قرب خيمتك، ونظن أنها باتت جزءاً من المكان، لشدة ما طال بك الزمن هناك. تعودنا مأساتك حتى تخدّرت ضمائرنا وضمرت. لقد ذوينا خجلاً، أمام دمعتك الصامتة وأنت تتلقى الخبر الجلل، أمام كبريائك، وحكمتك المترفعة، ووطنيتك الشامخة التي جعلت كبار القوم يتضاءلون في مواجهتها. لا شيء أبشع من الإحساس بالعجز أمام فجيعتك. لا شيء أكبر من أنفتك وأنت تجعل من محمد ابن الوطن، رافضاً أن تلوث وجعك بدنس السياسة ودهاليزها المعتمة.

، وهم في السجون اللبنانية أن يعدموا. في بلد اغتيل فيه رؤساء، ووزراء ونواب في وضح النهار، وبقي الجناة قيد البحث. يصرّ حسين يوسف على أن يمضي في الوفاء بوعده لابنه، بألا يترك حقه يهدر. وهو محق فيما يطلب، وواقعي فيما يسعى، بعد أن باتت له سلطة يستمدها من حب الناس، من تضامنهم، ورغبتهم في التكفير عن ذنب كان يجب ألا يرتكب. كان يمكن لمحمد أن يعود مع رفاقه، أن يكون العيد أجمل وتنظيف الجرود من الإرهاب أقل ألماً. ماذا نقول لك يا حسين؟ فقدت ابناً، لكنك بخسارتك الفادحة هذه، أثبتّ أن الأبوة حين تتسامى يمكنها أن تفوق الأمومة فيضاً، وأن تحتضن بنبلها أحلام شعب بأكمله.

 

تشقق جدار «التسوية» اللبنانية

حنا صالح/الشرق الأوسط/03 أيلول/17

السجال على خلفية نصر «فجر الجرود» وكيفية توظيفه، هو التتمة لسجال قديم، لم تطمسه صفقة «التسوية» السياسية، وتجدد على خلفية مثيرة جداً. خلفية صفقة أضاعت انتصاراً كاملاً للجيش كان باليد، وصفقة أضاعت الحقيقة في مقتل العسكريين الذين اختطفتهم «داعش»، وصفقة شائنة أخرجت القتلة غانمين! ونجح من خلالها من أُوكِل إليه التفاوض (حزب الله) في إخفاء الحقيقة في قضية مقتل العسكريين، لأنه ببساطة أجندته مختلفة، تبدأ من الحؤول دون تقديم الإرهابيين إلى القضاء لمعرفة الحقيقة عن هذا الـ«داعش»، والجريمة بحق الجيش ولبنان، إلى أولويته التي حددتها وكالة «إرنا» الإيرانية، معرفة مصير أسرى البادية وأبرزهم ضابط الحرس الثوري الكبير محسن حججي! انفجر السجال على خلفية الإمعان في تغطية خطأ جسيم سلّم دفة التفاوض إلى «حزب الله» بعد الرضوخ له بوقف المعركة التي بلغت خواتيمها، وكذلك الذهاب إلى الحد الأقصى، حرفاً للأنظار عن الجهة التي ارتكبت هذا الخطأ. والإمعان أيضاً وأيضاً في التمسك برواية غير متماسكة، هي التكرار لرواية السيد حسن نصر الله، عن أولوية معرفة مصير العسكريين، وترويج معطيات ساذجة، مفادها بأن هذا «الإنجاز» ما كان ليتحقق إلا بهذه النتيجة، والقبول بصفقة وصفها أهل الضحايا بأنها الاغتيال الثاني لأبنائهم... وبهذا السياق فاجأ رئيس الجمهورية ميشال عون معظم الأوساط السياسية، بطلب إجراء تحقيقات في قضية خطف العسكريين في عام 2014، لـ«تحديد المسؤوليات»، وكشف «الغموض والالتباس القائم منذ ثلاثة أعوام، احتراماً للحقيقة كقيمة إنسانية مطلقة، واحتراماً لشهادة الشهداء ومعاناة أهاليهم»، خلافاً لموقفه الاستيعابي في خطاب إعلان الانتصار، وخلافاً كذلك لما عبر عنه الرئيس نبيه بري وقبله الرئيس سعد الحريري. دون أدنى شك، يستدعي هذا الأمر التحقيق النزيه والعادل والشفاف، لكن الاكتفاء بذلك يطرح أسئلة، خصوصاً أن أوسع الأوساط السياسية رأت أن الطلب استبعد صفقة إخراج الإرهابيين رغم تفاعل تداعياتها، وليس عابراً أن يعلن أهالي الضحايا نيتهم عدم تسلم الجثامين، قبل إنجاز محاكمة ومعاقبة إرهابيي «داعش» الموقوفين في سجن رومية، وبعضهم موقوف على ذمة المشاركة في عملية خطف العسكريين والمشاركة في اغتيالهم.

بداية، إن معرفة مصير العسكريين لا يجوز أن تقتصر على معرفة مكان الجثامين، ويُقال إن المكان كان معروفاً، وبأي حال فإن عشرات «الدواعش» الذين استسلموا منذ اليوم الأول لـ«حزب الله» كان لديهم بالتأكيد الخبر اليقين... لكن عندما يكون معلوماً أن العسكريين قتلوا بدم بارد منذ فبراير (شباط) 2015، فإن المعرفة الحقيقية تفترض كشف النقاب عن المجرم الذي قتلهم، وإماطة اللثام عن الرأس الذي أمر بالقتل، وهذا ما كان ليتم إلا عبر تقديمهم للقضاء للتحقيق الشفاف ثم المحاسبة، وخيبة أمل أهالي العسكريين من الصفقة كانت كبيرة وهم يرددون: الصفقة الشائنة أخذت كل الأسرار، وانتشال رفات الأبطال دون معرفة القاتل الحقيقي والجهة المستفيدة، يعني التعمية على مصير العسكريين وليس معرفة مصيرهم.

أكثر من تلويح جرى في الأيام الماضية عن احتمال كشف محاضر لمجلس الوزراء، من شأنها أن تفتح الأبواب المغلقة، وتكشف مواقف الأطراف التي منعت التفاوض لاستعادة العسكريين، والأبرز «حزب الله»، وآخرون معه... وهذا أمر من شأنه أن يهز «التسوية» السياسية، والأبرز أنه يُحرج الشرعية والعهد الذي كان الجهة التي أدارت المعركة من البداية حتى خواتيمها، لأن رئيس الحكومة التزم نهج ما سماه عدم الاختلاف مع رئيس الجمهورية، ما يعني أن كرة النار المتأتية عن الصفقة هي في مرمى العهد، وبات من المتعذر رميها على رئاسة الحكومة، التي يجب أن تتم مساءلتها بسبب هذا التخلي عن ممارسة صلاحية أساسية أناطها الدستور بمجلس الوزراء ورئيسه. وهنا نفتح مزدوجين للإشارة، أن الاهتزاز والإحراج ليس داخلياً وحسب، بل خارجي أيضاً، لأن لبنان الذي قرر دخول المعركة ضد «داعش» كجزء من التحالف الدولي ضد الإرهاب، يعرف أن الأولوية الدولية تتمثل في القضاء على «داعش»، وليس إبرام صفقات تأمين رحلات سياحية للإرهابيين بين بلد وآخر، ومن الصعب أن نتصور أن علاج هذه المسألة من الأمور السهلة.

اليوم، بعد كل المواقف وبعد الذي جرى والتداعيات المتتالية، ليس من السهل تجاوز سلسلة الخطب والمواقف لزعيم «حزب الله»، التي ربما تُلخصُ بعبارة: الأمر لي... فما طرحه يندرج ضمن حسابات المنطقة وأكبر من لبنان، أدرج الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني، في سياق انتصارات محور المقاومة بالتعاون مع روسيا. وبعيداً عن امتداح رئيس الجمهورية ودوره في اتخاذ «القرار السياسي المستقل»، قال الكثير من موقعه كمحدد أو مرشد للجمهورية مثل: قلت للمسؤولين فليكن مسك ختام التحرير على يد الجيش وهكذا كان (...)، وهو كان واضحاً أنه حدد الأدوار والمراحل والتفاوض والنتائج والتسمية، فالانتصار بات وفق نصر الله «التحرير الثاني»... ثم ذهب يرسم برنامج عمل الجمهورية في كيفية إدارة التنمية والاقتصاد، وأساساً وضع برنامج عملٍ أولويته «خطة لتحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا»، متجاهلاً حقيقة أن احتلال هذه الأجزاء من الأراضي اللبنانية تم يوم كان النظام السوري يحتلها عنوة، وكل المحاولات اللبنانية بعد عام 2000 لترسيم الحدود، انطلاقاً من شمول القرار 425 للمنطقة، وطلب مجلس الأمن تسلم رسالة سورية تفيد بأن هذه الأراضي لبنانية، باءت كل المحاولات بالفشل، نتيجة التعنت السوري والتمترس خلف عبارة «لا خلاف إذا كانت سورية أو لبنانية، فهي بأي حال ليست إسرائيلية».

إن هذا الطرح في توقيته لافت جداً، ويستدعي الكثير من الاهتمام والتبصر والتأني، لأنه يكفي التوقف عند خطورة ما تم طرحه في مجلس الأمن الدولي، على هامش التمديد لقوات «اليونيفيل»، لتتضاعف المسؤولية ويتزايد القلق، ونحن نرى تخبط القوى التي دخلت في هذه «التسوية» الفوقية، بين أطراف الطبقة السياسية، التي سموها «ربط نزاع» مع «حزب الله»!

 

التعايش بالإكراه في لبنان

الياس حرفوش/الحياة/04 أيلول/17

هناك موقفان من حالة التعايش القائمة داخل حكومة الرئيس سعد الحريري. تعايش بالإكراه فرضته على الجميع القوة القاهرة التي انتهت إلى تزاوج الأضداد، على رغم الخلافات الجذرية والجوهرية القائمة بين تيار «المستقبل» و «حزب الله»، حيال مواضيع الداخل وقضايا الإقليم المحيط بلبنان، بدءاً من الجارة الأقرب سورية، حيث الخلاف واضح وعلني في شأن مصير بشار الأسد، وصولاً إلى العلاقات مع الدول الخليجية والموقف من المحاور الدولية.

موقف يقول أن هذا التعايش، على رغم سلبياته المعروفة، يظل أفضل من تفجير البلد. وعلى رغم ما في هذا الموقف من شعور وطني وحرص من «أم الصبي»، فهو في الوقت ذاته اعتراف صريح بسلطة القوة التي تفرض نفسها على الجميع في لبنان. وهي قوة مستعدة لفرض حالة شلل وتعطيل على كل المؤسسات، بدءاً من رئاسة الجمهورية إلى كل مؤسسة أخرى، وصولاً إلى التفجير الأمني، كما حصل في حوادث أيار (مايو) 2008 المعروفة، أو في فرض الاستقالة على حكومة الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني (يناير) 2011 بفضل «الثلث المعطل» الشهير. بكلام آخر، أثبت «حزب الله» في أكثر من مناسبة أنه مستعد لإرغام الحكم على التوجه إلى حيث يريد، خصوصاً في الملفات الأمنية التي تهم الحزب، ولتوزيع علامات الإشادة والثناء على من يستحقها، إذا كان سائراً في الطريق الصحيح، وتوجيه خطب الإدانة والتهديد لمن يغامرون في السير في الطريق «الخاطئ». وقد سمعنا أخيراً الإشادة بالرئيس ميشال عون، في خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» الذي وصف رئيس الجمهورية بأنه «الرجل الشجاع والمستقل الذي لا يخضع لأي دولة أو سفارة أو ضغوط أو ترهيب». كيف لا وهو الرجل الذي تم تعطيل الدولة أكثر من سنتين ومنع اكتمال النصاب في مجلس النواب على مدى 46 جلسة لإرغام المجلس على انتخابه؟

أما الموقف الثاني فيرى أن هذا التعايش الشاذ يضر بأي محاولة جدية لقيام الدولة بواجباتها، وممارسة مسؤولياتها في شكل جدي ومحايد ومتوازن حيال كل مواطنيها من دون استثناء. ويبرز بالطبع في مقدم دلالات فشل الدولة هذا عجزها عن منع حزب رئيسي على أرضها ومشارك في حكومتها وفي مجلسها النيابي، من الاحتفاظ بسلاحه، بصورة استثنائية وغير متاحة لأي حزب أو جهة أخرى. والأسوأ من هذا الوضع أن أركان الدولة المستسلمين جاهزون في كل مناسبة لتبرير الفشل في دفع «حزب الله» إلى الانضواء تحت سقفها، ولإقناع أنفسهم والغير بأن لبنان قادر على التعايش مع هذه الحالة الشاذة. فحكومة لبنان مضطرة مثلاً للدفاع عما يقوم به «حزب الله» في منطقة عمل القوات الدولية في جنوب لبنان، كما فعلت أخيراً عند نقاش التمديد لهذه القوة في مجلس الأمن الدولي، وذلك رداً على الاتهامات الأميركية للحزب بخرق القرار الرقم 1701. بل إن رئيس الحكومة سعد الحريري الذي ذاق مرارات الوضع الشاذ الذي نتحدث عنه، وجد نفسه مضطراً للدفاع عن الحزب خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالقول أن «حزب الله في الحكومة ولديه دعم في البلاد ولكن هذا لا يعني أنه يسيطر على كل لبنان». كلام لا شك في أنه هبط سمناً وعسلاً على آذان قادة «حزب الله».

أما آخر مظاهر العلاقة الملتبسة بين الدولة اللبنانية والحزب فهو ما انتهت إليه أخيراً معارك منطقة البقاع من صفقة لتهريب مسلحي «داعش» بعيداً من قبضة العدالة اللبنانية، لمحاكمتهم بجرم خطف جنود لبنانيين واغتيالهم. وذلك من خلال ترتيب ثنائي اعترف الأمين العام لـ «حزب الله» أنه قام به مع الرئيس السوري لإخراج هؤلاء من معاقلهم إلى مناطق خاضعة لسيطرتهم عند الحدود السورية - العراقية. والأسوأ أنه تمّ تبرير تلك الصفقة بالقول أنها أمنت معرفة مكان جثث الجنود، كأن اعتقال أفراد «داعش» والتحقيق معهم لم يكن ليسمح بالحصول على تلك المعلومات. ليتبين بعد ذلك أن هدف الصفقة الحقيقي كان تسلم جثة عنصر في «الحرس الثوري» الإيراني وأسرى لـ «حزب الله» لدى «داعش».

 

تعرّف على شبيه عون

خالد الدخيل/الحياة/03 أيلول 2017

هناك فروق كثيرة بين اليمن ولبنان. الأول ينتمي لفضاء الجزيرة العربية، والثاني لفضاء الشام. وقد ترتب على هذا مسيرة تاريخية أفضت إلى أن صارت الطائفية صبغة البنية الاجتماعية والسياسية في لبنان، والقبيلة هي الصبغة ذاتها في اليمن. لكن هناك مشتركات بينهما، خصوصاً في المرحلة الحالية بسماتها العربية. في هذا الإطار برزت في كل من اليمن ولبنان نماذج سياسية ليست متماثلة، لكنها متشابهة في منطلقاتها وأدوارها وأهدافها السياسية.

هناك مثلاً نموذج الرئيس اليمني السابق الفريق علي عبدالله صالح، يقابله ويشابهه في لبنان صورة الرئيس الجنرال ميشال عون. وعلى علاقة بكل منهما هناك نموذج حزب الله، وجماعة أنصار الله اليمنية. كلمة الله هي المشترك الأول بين اسمي هذين التنظيمين، وإيران هي المشترك الآخر، والمرجعية السياسية لكل منهما. إيران أيضاً باتت مشتركاً آخر بين عون وصالح. كلاهما ليسا حليفين لطهران. لكن المطاف السياسي لكل منهما انتهى به بأن أصبح حليف الضرورة لحليف طهران: الحوثي في حالة صالح، وحزب الله في حالة عون، مع ملاحظة اختلافات معتبرة بينهما.

ولهذا المطاف ونهايته علاقة مباشرة بالفلسفة السياسية لكل من صالح وعون. علي صالح مثلاً ليس طائفياً. بل يمكن القول أنه ليس قبلياً أيضاً. يعلل البعض ذلك بضعف الفرع القبلي الذي ينتمي إليه في قبيلة حاشد. يتمتع بذكاء حاد، لكنه يتمتع في الآن ذاته بشهية حادة للسلطة. يبدو أن الأخيرة حيدت مفعول الأولى. يحسب للرجل عصاميته التي أوصلته بأن أصبح ظاهرة سياسية يمنية. هو ينتمي لإرث ثورة 26 سبتمبر 1961 التي أسقطت النظام الإمامي في اليمن. وهو النظام الذي يحاول الحوثيون الآن إعادة إحيائه من جديد بدعم من إيران وحزب الله. المربك أن علي صالح يتحالف معهم على رغم معرفته بذلك، وأن ما يسعون إليه يشكل تهديداً خطيراً للجمهورية اليمنية التي يؤمن بها، بل وتهديداً له هو ومؤتمره الشعبي أيضاً. لكن ميكيافيلية صالح السياسية تصل به إلى حدود جنون الانتهازية. وصل للرئاسة في سن مبكرة بدعم سعودي، وبقي فيها أكثر من 33 سنة. كان يمكن أن يشكل هذا الإرث تحصيناً أخلاقياً وسياسياً له. لكن هذا لم يحصل. ومع ذلك يتمتع بدعم شعبي كبير كما ظهر الأسبوع الماضي في احتفال المؤتمر الشعبي العام بمرور 35 سنة على تأسيسه. كيف حصل مثل هذا؟ الأرجح أنه تعبير لرفض خصوم صالح أكثر منه قبولاً به وقناعة بخياراته.

لا يرى علي صالح إشكالية في الأمر أنه خاض ستة حروب ضد الحوثيين عندما كان رئيساً لليمن، ويتحالف معهم الآن وهو خارج الرئاسة، ضد من كانوا شركاؤه في الحكم، وضد السعودية التي كان يتظاهر بالتحالف معها. موقف صالح هذا، والموقف الشعبي منه يمثلان معاً أبرز سمات المرحلة السياسية في العالم العربي حالياً. وهو ما يعبر في شكل مؤلم أحياناً عن الفراغ السياسي والأيديولوجي الذي تعاني منه المنطقة.

تتأكد الصورة نفسها في نموذج عون اللبناني. حيث يحيط بموقف الجنرال من مسألة الاستقلال والطائفية شيء من اللبس. وهو لبس يسمح بحرية واسعة للتنقل سياسياً عبر حدود الأيديولوجيا وإكراهات الاستقلال والوطنية. حارب عون السوريين من أجل استقلال وسيادة لبنان. يقول أنه ضد الطائفية، ومع علمنة النظام السياسي اللبناني. لكنه يستند شعبياً إلى قاعدته المارونية، وينسج تحالفاته داخل لعبة التوازنات الطائفية التي يشتهر بها لبنان. وإذا كان علي صالح اشتهر بهوس التمسك بالسلطة أملاً بعودته إلى دار الرئاسة في صنعاء، فإن عون يكاد يشترك معه في كل تفاصيل هذا الهوس، وإن من موقع مختلف. كان الوصول إلى قصر بعبدا هو الهاجس الأول والأهم بالنسبة للجنرال. كان مستعداً لتحقيق هذه الأمنية العمل تحت غطاء أي تحالف بغض النظر عن هويته الأيديولوجية والهدف السياسي الذي يسعى إليه. حاول في البداية، بعد عودته من منفاه عام 2005، مع تيار المستقبل، وكان هو من وضع اللبنة الأولى لـ14 آذار. لكن تبين له أن هذا التحالف عدا عن أنه لا يسلم له مسبقاً بحق الوصول للرئاسة، إلا أنه ليس بالقوة والتماسك التي تسمح له بتحقيق هذا الهدف في كل الأحوال. كان حزب الله ولا يزال، خصم المستقبل و14 آذار. وكان يتمتع بترسانة السلاح والدعم الإيراني. لكن ينقصه الغطاء المسيحي لدوره الذي هو في الأصل غطاء لدور إيران في لبنان وسورية. لا يبدو أن هناك مفارقة في أن طموحات الجنرال (الاستقلالي بنفحة علمانية) التقت مع حاجة الحزب الإلهي بمرجعيته الثيوقراطية خارج لبنان. المفارقة هي أن تيار المستقبل هو من اضطر أخيراً لترشيح عون للرئاسة بعدما كان يمانع ويقاوم ذلك. أي أن المستقبل اضطر لتحقيق أمنية الجنرال، وتحقيق حاجة الحزب المتهم باغتيال رفيق الحريري.

في سياق التشابه بينهما يختلف علي صالح عن ميشال عون في أمر مهم، وهو أنه لم يقع في براثن الاعتماد على إيران، حتى الآن، كما حصل في حالة الجنرال. بقي تحالفه مع الحوثيين هشاً تحوم حوله شكوك أطرافه من كل صوب. هو تحالف، أو قل تعاون الظرف والضرورة. كل منهما يحاول استخدام الطرف الآخر لهدف يرفضه هذا الطرف تماماً. الحوثيون لا يثقون في صالح. على الجانب الآخر لا يسمح الوضع السياسي لصالح وقاعدته الاجتماعية بالذهاب بعيداً والتحالف مع إيران. جل ما يسمح به حتى الآن هو هامش التعاون والتنسيق العسكري مع الحوثيين، لكن من دون تنسيق سياسي معتبر. كل منهما يقاتل لهدف مختلف عن الآخر. الحوثيون يحلمون بإعادة الإمامة، وإدخال النفوذ الإيراني إلى الجزيرة العربية ظناً منهم أنه سيكون مظلة حماية لها. علي صالح يقاتل للانتقام من خصومه الذين عملوا على إسقاطه بعد الثورة عليه في شباط (فبراير) 2011، والتمهيد لوصول ابنه أحمد علي صالح إلى سدة الرئاسة. ليس هناك ما يشير إلى أي تغيير في هذا الوضع. بقدر ما أن الحوثيين لا يثقون بصالح، هو لا يثق بهم ومن ورائهم الإيرانيين.

ما الذي تقوله هذه المقارنة عن الحرب؟ المستقبل السياسي للبنان وعلاقته بالحالة السورية؟ السؤال الذي يهم السعوديين أكثر من غيره ما الذي تقوله عن إمكانية الحل السياسي في اليمن ووقف نزيف الحرب؟ طبيعة العلاقة الهشة بين علي صالح والحوثيين تغري بإمكانية توسيع الشرخ بينهما، وذلك بانفتاح السعودية والتحالف على صالح. ستحرم هذه الخطوة الحوثيين من مصدر دعم كبير، وتتسبب بعزلهم وإلحاق هزيمة عسكرية وسياسية بهم تمهد لإنهاء الحرب وإدخال اليمن مرحلة سياسية تختلف عن التي انتهت إليها الثورة. ربما أن الإمارات ترى شيئاً من هذا، خصوصاً أنها تسمح لأحمد علي صالح بالإقامة لديها. لكن التدقيق في تفاصيل هذا الخيار يطرح أسئلة عدة. ما هو المستقبل الذي يتطلع إليه علي صالح؟ وما هو الثمن الذي ينتظره؟ أين سيكون موقع القوى الأخرى في هذه الحالة مثل الاشتراكيين وجماعة الإصلاح وغيرهم؟ والأهم من كل ذلك أن مثل هذا الخيار يتطلب قراراً من مجلس الأمن الدولي، لأن علي صالح من ضمن الأشخاص الذين شملهم قرار المجلس بالحظر والعقوبات. هل قيد التحالف نفسه بإدراج اسم علي صالح في القرار؟

 

علي صالح وعون... الحوثيون و«حزب الله»

خالد الدخيل/الحياة/04 أيلول/17

هناك فروق كثيرة بين اليمن ولبنان.الأول ينتمي لفضاء الجزيرة العربية، والثاني لفضاء الشام. وقد ترتب على هذا مسيرة تاريخية أفضت إلى أن صارت الطائفية صبغة البنية الاجتماعية والسياسية في لبنان، والقبيلة هي الصبغة ذاتها في اليمن. لكن هناك مشتركات بينهما، خصوصاً في المرحلة الحالية بسماتها العربية. في هذا الإطار برزت في كل من اليمن ولبنان نماذج سياسية ليست متماثلة، لكنها متشابهة في منطلقاتها وأدوارها وأهدافها السياسية. هناك مثلاً نموذج الرئيس اليمني السابق الفريق علي عبدالله صالح، يقابله ويشابهه في لبنان صورة الرئيس الجنرال ميشال عون. وعلى علاقة بكل منهما هناك نموذج حزب الله، وجماعة أنصار الله اليمنية. كلمة الله هي المشترك الأول بين اسمي هذين التنظيمين، وإيران هي المشترك الآخر، والمرجعية السياسية لكل منهما. إيران أيضاً باتت مشتركاً آخر بين عون وصالح. كلاهما ليسا حليفين لطهران. لكن المطاف السياسي لكل منهما انتهى به بأن أصبح حليف الضرورة لحليف طهران: الحوثي في حالة صالح، وحزب الله في حالة عون، مع ملاحظة اختلافات معتبرة بينهما. ولهذا المطاف ونهايته علاقة مباشرة بالفلسفة السياسية لكل من صالح وعون. علي صالح مثلاً ليس طائفياً. بل يمكن القول أنه ليس قبلياً أيضاً. يعلل البعض ذلك بضعف الفرع القبلي الذي ينتمي إليه في قبيلة حاشد. يتمتع بذكاء حاد، لكنه يتمتع في الآن ذاته بشهية حادة للسلطة. يبدو أن الأخيرة حيدت مفعول الأولى. يحسب للرجل عصاميته التي أوصلته بأن أصبح ظاهرة سياسية يمنية. هو ينتمي لإرث ثورة 26 سبتمبر 1961 التي أسقطت النظام الإمامي في اليمن. وهو النظام الذي يحاول الحوثيون الآن إعادة إحيائه من جديد بدعم من إيران وحزب الله. المربك أن علي صالح يتحالف معهم على رغم معرفته بذلك، وأن ما يسعون إليه يشكل تهديداً خطيراً للجمهورية اليمنية التي يؤمن بها، بل وتهديداً له هو ومؤتمره الشعبي أيضاً. لكن ميكيافيلية صالح السياسية تصل به إلى حدود جنون الانتهازية. وصل للرئاسة في سن مبكرة بدعم سعودي، وبقي فيها أكثر من 33 سنة. كان يمكن أن يشكل هذا الإرث تحصيناً أخلاقياً وسياسياً له. لكن هذا لم يحصل. ومع ذلك يتمتع بدعم شعبي كبير كما ظهر الأسبوع الماضي في احتفال المؤتمر الشعبي العام بمرور 35 سنة على تأسيسه. كيف حصل مثل هذا؟ الأرجح أنه تعبير لرفض خصوم صالح أكثر منه قبولاً به وقناعة بخياراته.

لا يرى علي صالح إشكالية في الأمر أنه خاض ستة حروب ضد الحوثيين عندما كان رئيساً لليمن، ويتحالف معهم الآن وهو خارج الرئاسة، ضد من كانوا شركاؤه في الحكم، وضد السعودية التي كان يتظاهر بالتحالف معها. موقف صالح هذا، والموقف الشعبي منه يمثلان معاً أبرز سمات المرحلة السياسية في العالم العربي حالياً. وهو ما يعبر في شكل مؤلم أحياناً عن الفراغ السياسي والأيديولوجي الذي تعاني منه المنطقة.

تتأكد الصورة نفسها في نموذج عون اللبناني. حيث يحيط بموقف الجنرال من مسألة الاستقلال والطائفية شيء من اللبس. وهو لبس يسمح بحرية واسعة للتنقل سياسياً عبر حدود الأيديولوجيا وإكراهات الاستقلال والوطنية. حارب عون السوريين من أجل استقلال وسيادة لبنان. يقول أنه ضد الطائفية، ومع علمنة النظام السياسي اللبناني. لكنه يستند شعبياً إلى قاعدته المارونية، وينسج تحالفاته داخل لعبة التوازنات الطائفية التي يشتهر بها لبنان. وإذا كان علي صالح اشتهر بهوس التمسك بالسلطة أملاً بعودته إلى دار الرئاسة في صنعاء، فإن عون يكاد يشترك معه في كل تفاصيل هذا الهوس، وإن من موقع مختلف. كان الوصول إلى قصر بعبدا هو الهاجس الأول والأهم بالنسبة للجنرال. كان مستعداً لتحقيق هذه الأمنية العمل تحت غطاء أي تحالف بغض النظر عن هويته الأيديولوجية والهدف السياسي الذي يسعى إليه. حاول في البداية، بعد عودته من منفاه عام 2005، مع تيار المستقبل، وكان هو من وضع اللبنة الأولى لـ14 آذار. لكن تبين له أن هذا التحالف عدا عن أنه لا يسلم له مسبقاً بحق الوصول للرئاسة، إلا أنه ليس بالقوة والتماسك التي تسمح له بتحقيق هذا الهدف في كل الأحوال. كان حزب الله ولا يزال، خصم المستقبل و14 آذار. وكان يتمتع بترسانة السلاح والدعم الإيراني. لكن ينقصه الغطاء المسيحي لدوره الذي هو في الأصل غطاء لدور إيران في لبنان وسورية. لا يبدو أن هناك مفارقة في أن طموحات الجنرال (الاستقلالي بنفحة علمانية) التقت مع حاجة الحزب الإلهي بمرجعيته الثيوقراطية خارج لبنان. المفارقة هي أن تيار المستقبل هو من اضطر أخيراً لترشيح عون للرئاسة بعدما كان يمانع ويقاوم ذلك. أي أن المستقبل اضطر لتحقيق أمنية الجنرال، وتحقيق حاجة الحزب المتهم باغتيال رفيق الحريري.

في سياق التشابه بينهما يختلف علي صالح عن ميشال عون في أمر مهم، وهو أنه لم يقع في براثن الاعتماد على إيران، حتى الآن، كما حصل في حالة الجنرال. بقي تحالفه مع الحوثيين هشاً تحوم حوله شكوك أطرافه من كل صوب. هو تحالف، أو قل تعاون الظرف والضرورة. كل منهما يحاول استخدام الطرف الآخر لهدف يرفضه هذا الطرف تماماً. الحوثيون لا يثقون في صالح. على الجانب الآخر لا يسمح الوضع السياسي لصالح وقاعدته الاجتماعية بالذهاب بعيداً والتحالف مع إيران. جل ما يسمح به حتى الآن هو هامش التعاون والتنسيق العسكري مع الحوثيين، لكن من دون تنسيق سياسي معتبر. كل منهما يقاتل لهدف مختلف عن الآخر. الحوثيون يحلمون بإعادة الإمامة، وإدخال النفوذ الإيراني إلى الجزيرة العربية ظناً منهم أنه سيكون مظلة حماية لها. علي صالح يقاتل للانتقام من خصومه الذين عملوا على إسقاطه بعد الثورة عليه في شباط (فبراير) 2011، والتمهيد لوصول ابنه أحمد علي صالح إلى سدة الرئاسة. ليس هناك ما يشير إلى أي تغيير في هذا الوضع. بقدر ما أن الحوثيين لا يثقون بصالح، هو لا يثق بهم ومن ورائهم الإيرانيين. ما الذي تقوله هذه المقارنة عن الحرب؟ المستقبل السياسي للبنان وعلاقته بالحالة السورية؟ السؤال الذي يهم السعوديين أكثر من غيره ما الذي تقوله عن إمكانية الحل السياسي في اليمن ووقف نزيف الحرب؟ طبيعة العلاقة الهشة بين علي صالح والحوثيين تغري بإمكانية توسيع الشرخ بينهما، وذلك بانفتاح السعودية والتحالف على صالح. ستحرم هذه الخطوة الحوثيين من مصدر دعم كبير، وتتسبب بعزلهم وإلحاق هزيمة عسكرية وسياسية بهم تمهد لإنهاء الحرب وإدخال اليمن مرحلة سياسية تختلف عن التي انتهت إليها الثورة. ربما أن الإمارات ترى شيئاً من هذا، خصوصاً أنها تسمح لأحمد علي صالح بالإقامة لديها. لكن التدقيق في تفاصيل هذا الخيار يطرح أسئلة عدة. ما هو المستقبل الذي يتطلع إليه علي صالح؟ وما هو الثمن الذي ينتظره؟ أين سيكون موقع القوى الأخرى في هذه الحالة مثل الاشتراكيين وجماعة الإصلاح وغيرهم؟ والأهم من كل ذلك أن مثل هذا الخيار يتطلب قراراً من مجلس الأمن الدولي، لأن علي صالح من ضمن الأشخاص الذين شملهم قرار المجلس بالحظر والعقوبات. هل قيد التحالف نفسه بإدراج اسم علي صالح في القرار؟

 * كاتب وأكاديمي سعودي

 

 في معنى أن تنتصر طهران

حازم الامين/الحياة/04 أيلول/17

لم تكن الحرب يوماً في إقليمنا على هذا القدر من الوضوح ومن الجلاء. إيران تخوض حربها من خلال جيوش غير إيرانية- بينها الجيش العراقي والجيش السوري- توازيها ثلاث ميليشيات، الحشد الشعبي العراقي و «حزب الله» اللبناني والميليشيات السورية المستحدثة.

تعقد طهران اتفاقاً مع «داعش» لمبادلة جثة جندي لها بسلامة مقاتلين للتنظيم، فيتولى «حزب الله» تنفيذ تفاصيل الاتفاق. وفيما يُدفع مقاتلو «داعش» من الحدود اللبنانية إلى الحدود العراقية، تتذمر حكومة بغداد، وتُسجل حكومة بيروت «نصراً» على الإرهاب. ويبقى «التذمر» و «النصر» ضمن دائرة الضبط الإيراني، ولا يخرجان عن الهامش الذي تتيحه طهران للأطراف التي تدير عبرها حروبها الإقليمية. والحال أن قمة الانكشاف كانت هذا الأسبوع عبر الفصول الجديدة من اتفاق انسحاب عناصر «داعش» من القلمون اللبنانية- السورية إلى البوكمال السورية- العراقية، ذاك أن طائرات التحالف الدولي قررت أن تُنغص على طهران تنفيذ الاتفاق في نصفه الثاني، أي في مرحلة انتقال مقاتلي التنظيم وعائلاتهم إلى البوكمال. «حزب الله» رفع الصوت لـ «إنقاذ» المقاتلين وعائلاتهم من موت في الصحراء، فهالتنا خطوته ورفعنا الصوت مذهولين من حرصه على حياة عناصر التنظيم وعائلاتهم. والحال أن ذهولنا يشبه إلى حد كبير محاولة التحالف الدولي اعتراض الخطوة الإيرانية، ذاك أن خطوة التحالف كاشفة لعجزه عن الإتيان بأكثر من اعتراض قافلة لمئات من المقاتلين وعائلاتهم. ومثلما انطوى ذهولنا على سذاجة، انطوى صمتنا على حقيقة أن الخطوة الدولية لا قيمة لها، على سذاجة موازية.

طهران تسجل انتصاراً في أعقاب انتصار، وتمتص غضب خصومها بتذمر لا قيمة له لحكومة بغداد، أو بإتاحة رفع صوت لبناني كئيب استهوالاً لفعلتها، إلى أن انضم التحالف الدولي إلى حفلة الأصوات المختنقة، فكان انتقامه من طهران عبر حصار قافلة لـ «داعش»، واستجاب حزب الله لرغبتنا في سقطة له تمكّن عبرها من امتصاص غضبنا، فأصدر بيان القلق على مقاتلي «داعش»، وانطلق الصراخ، وشعرنا أننا أفرغنا ما في وجداناتنا من توتر واضطراب. أكمل «حزب الله» حياته، ونمنا جميعاً ملء جفوننا في تلك الليلة.

إيران انتصرت في الحرب على «داعش»، أما الحكومات التي تمارس نفوذاً عليها في بغداد ودمشق وبيروت، فليست في موقع من ينتصر أو ينهزم. وأن تنتهي الحرب بهذه النتيجة، أي بانتصار جلي لطهران، فعلينا أن ننتظر ولادة وشيكة لمسخ جديد. من الغباء والجهل انتظار شيء آخر. قوة مذهبية إقليمية انتصرت في الحرب على «داعش». تركيا لم تنتصر على «داعش»، والعرب لم يفعلوا ذلك. أما التحالف الدولي، فكان ملحقاً بالقوة الإيرانية تماماً كما كان الحشد والحزب ملحقين، وجل ما فعله كان اعتراض قافلة لـ «داعش» أرادتها طهران أن تصل إلى الحدود. «لا بأس أقصفوها وسنصدر بياناً يعبر عن قلقنا على المدنيين فيها»! وأن تنتصر طهران في هذه الحرب فهذا يعرضنا إلى مصير أكثر بؤساً مما كابدناه مع «داعش». الأخير سيصبح ممثلاً لكل المهزومين، وما أكثرهم. والمسخ لا يموت، ذاك أنه عرضة لولادة جديدة. الشروط كلها مؤمنة له. عدوه المذهبي انتصر في الحرب عليه، المدن مدمرة بالكامل، ومخيمات البؤس والجوع والمرض تمتد من على مساحات شاسعة أينما اتجهت في دول الإقليم. إيران مَن انتصر على «داعش»، وليس العقل ولا الاعتدال. في لبنان انتصر «حزب الله» وفي سورية انتصر بشار الأسد وفي العراق انتصر «الحشد الشعبي». هل من مشهد أشد دلالة على توقع ولادة المسخ مجدداً وقريباً جداً؟

لكن ما يجعل الإقامة في هذا العالم مخيفة، هو أن المسخ الجديد لا أحد بريء من ولادته. العرب الذين انكفأوا عن الحرب عليه، والأتراك الذين فتحوا حدودهم له، و «الامبراطورية الإيرانية» التي لطالما غبطها عدو مثل «داعش» فراحت تفتح له المدن والقصبات، تمهيداً لانتصارات سهلة عليه. أما الأب الرابع فهو ذلك الانكفاء الغربي والأميركي تحديداً. هذا الغرب لم يتعلم ما يعنيه أن تتحول الحرب على «داعش» إلى نصرٍ مذهبي. ولم يتعلم أيضاً أنه لن يكون في منأى عن هذا الاختلال الهائل.

 

ولدي الحبيب

فؤاد ابو زيد/الديار/من الأرشيف

قد تقرأ يا ولدي هذه الرسالة، وقد لا يتسنّى لك ذلك، لأن هناك مشيئة قاهرة، تفرض عليك أن تقرأ، وان تقول ما تريده هي وما تسمح به، ولكننا احببنا، امك واخوتك واطفالك ورفيقة عمرك، وانا ان نشعرك، وانت في غربتك القسرية، انك معنا في كل ساعة ودقيقة ولحظة، في يقظتنا الطويلة، وغفوتنا القصيرة، أنت معنا، تأكل معنا، تنام معنا، تستقبل الأهل والاصدقاء والجيران معنا، وتودّعهم معنا، وأكثر من هذا، نراك تصلّي معنا ان يحفظ الرب لبنان واهله وجيشه، وان ينهي محنة المظلومين. ولدي الحبيب، انت ورفاقك يا ابني، أكثر من شهداء أبطال قضوا في ساحة الشرف، ولاقوا وجه ربهم، راضين مرضيين. أنتم منذ وقوعكم في قبضة الأسر، شهداء احياء، تحكمكم وتتحكّم بكم جماعات ومسلحون، فتحتم لهم حدود وطنكم وبيوت اهله، ووفّرتم لهم الحماية والامان، فردّوا الجميل بقتل رفاقكم، وبخطفكم، واصلتوا فوق رؤوسكم سيف الاعدام، يسرقون بواسطته من عيونكم، الرغبة بالنوم او الأكل، ويحوّلونكم الى سلعة للمقايضة، وانتم الرجال الرجال الذين بنيتم حياتكم على مبادىء الشرف والتضحية والوفاء. اباء المخطوفين جميعهم يا ولدي، وانا على ثقة في ما اقول، يعرضون بدورهم على الخاطفين مقايضة من نوع آخر، ان خذونا رهائن مكان اولادنا، فالتضحية من اجل الوطن والعائلة، فعل ايمان لدى اللبنانيين، بربهم ووطنهم وسيادتهم. ولدي الحبيب، انا ربّيتك «كل شبر بنذر» وهذه على ما اعتقد حالة جميع الاباء في لبنان، وعندما وقع اختيارك ان تكون جندياً، باركت لك هذا الاختيار، وشجعتك على سلوك طريق الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته وحريته وكرامته، وافتخرت بك وما ازال، خصوصاً في محنتك القاسية اليوم، معتبراً انك نعمل لدى رب عمل واحد، هو لبنان، وليس لدى هذه الطائفة او هذا الحزب او هذا الشخص او هذا المسؤول، واذا كنت اليوم تشعر بالغضب حيال سوء تصرّف المسؤولين وترددهم وضياعهم في معالجة قضيتكم المقدّسة، فهذا من حقك، واذا كانت بعض القيادات السياسية، تتاجر بحياتكم، وبدماء الشهداء، لمصالح خاصة واهداف مشبوهة، فأرجو ان تفصل انت ورفاقك بين هؤلاء وبين لبنان الوطن، وحلم قيام الدولة القوية، وواجب المحافظة على صيغة العيش المشترك. ولكن عذاباتكم، وآلامكم، ودماءكم، واستشهاد رفاقكم، المطهر الذي يطهّر هذه الارض المقدسة، من دنس الغرباء، وتآمر الطامعين، وتخاذل المسؤولين وضعفهم، وتكالب البعض على السلطة والمغانم. اعرفك قوياً يا حبيبي، حافظ على قوتك. اعرفك مؤمناً، ثابر على ايمانك وصلواتك. اعرفك شجاعاً، لا تخاف سوى الله، فثق ان الله لن يتركك. شهادة رفاقك الشهداء، كانت حبة الحنطة التي ماتت لتعطي غلالاً كثيرة.

ومحنتكم ستكون الطعم الذي يعطي اللبنانيين ورفاق السلاح، المناعة الدائمة لمواجهة الصعاب. كل اعيادنا مؤجّلة، وكل ضحكاتنا مقبورة، وكل افراحنا غائبة، بانتظار عودة العسكر، بانتظار عودة الابطال، بانتظار طلّتك، يا حبيب أمك وبيّك وخيّك وابنك وزوجتك، وجميع اللبنانيين الطيّبين الشرفاء.

 

راغدة درغام/صفقة «حزب الله» و «داعش» برعاية سورية وإيرانية

Raghida Dergham: The Hezbollah-Daesh deal is sponsored by Iran and Syria

http://eliasbejjaninews.com/?p=58416

راغدة درغام/03 أيلول/17

مريبة حكاية الصفقة التي سمحت لمئات من عناصر «داعش» وعائلاتهم بمغادرة الحدود اللبنانية – السورية في حافلات مكيّفة، متوجهين الى مناطق التنظيم على الحدود السورية – العراقية. مربكة هي ردود الفعل العراقية التي تراوحت بين انتقاد لاذع للصفقة على لسان رئيس الوزراء حيدر العبادي باعتبارها «إهانة للشعب العراقي» وبين ترحيب حار من جهة سلفه الموالي لإيران، نوري المالكي، الذي عارض مَن قال إن الاتفاق الذي أبرمه «حزب الله» والحكومة السورية مع «داعش» أتى على حساب الأمن القومي العراقي. لافت هو شبه الصمت الروسي التام على الحكاية المريبة لحليفيه في الميدان العسكري في سورية، علماً أن الكرملين يرفض أية مفاوضات مع الإرهابيين وأية صفقة تؤدي الى نجاتهم من السحق الذي يُجمع على تحقيقه الكرملين والبيت الأبيض معاً. التحالف الدولي في سورية بقيادته الأميركية اعترض القافلة بالقصف وكأن الأدوار تم تنسيقها مسبقاً، فيما كانت الرسائل من واشنطن الى لبنان مفخخة بالتناقضات. فبعضها انطوى على استياء مما اعتبرته واشنطن رضوخ الدولة اللبنانية للاتفاق بين «حزب الله» والنظام في دمشق على صفقة إخراج مسلحي «داعش» من الأراضي اللبنانية بحمايتهما. وبعضها الآخر كان رسالة تهنئة للجيش اللبناني على قيامه بتحرير أراضيه من «داعش». الأقطاب السياسيون في لبنان دخلوا، كعادتهم، في سجال وخلافات جزء منها لا علاقة له بما حدث في معركة تحرير الجرود في رأس بعلبك والقاع من الفصائل الإرهابية قبل أن تقتنص صفقة «حزب الله» و «داعش» تأهب الجيش اللبناني لقطف التحرير كي يستعيد هيبته السيادية. مريبة حكاية الصفقة. إنما الأكثر إثارة للفضول هي أدوار الرعاة الكبار لها وتداعيات الرعايات. الأكثر غموضاً في القصة لا يقتصر على ما هي أهداف ذلك الكوكتيل الاستخباراتي العالمي الرهيب وراء «الشركة المساهمة» التي أنشأت «داعش»، وإنما ماذا في حوزة الذين يسوّقون لأولوية الصفقة على حساب المحاسبة، وأولئك الذين يسوّقون لأولوية السحق على ظهر الوعود السياسية والتعهدات بعدم الإفلات من العقاب لجميع المعنيين بمجزرة الشعوب والمدن العربية.

لبنانياً أولاً، إن أي مسؤول كان على علم سابق بأن «داعش» قام بقتل العسكريين اللبنانيين المخطوفين وتعمد تضليل أهلهم إنما هو منافق ارتكب جريمة أخلاقية. مراعاة المشاعر شيء، والتضليل عمداً شيء آخر. التضليل لغايات سياسية هو إهانة وطنية. أما وفاة عسكريين في الخدمة، فهذه من سُنَّة العمل العسكري والانتماء الى مؤسسة الجيش.

إلقاء اللوم على «حزب الله» لإبرامه صفقة مع «داعش» شيمتها الازدواجية القاطعة في محله، بلا جدال. أما القول إن «حزب الله» وحليفه النظام السوري أبرما هذه الصفقة السابقة من نوعها من دون علم الحكومة اللبنانية، فإن في ذلك استغباء.

صحيح أن صفقة «حزب الله» طوّقت الجيش اللبناني الذي كان متأهباً لاستعادة السيادة على الحدود اللبنانية – السورية، لو استطاع استكمال العملية العسكرية ضد «داعش» في الجرود اللبنانية. وصحيح أيضاً أن «حزب الله» تعمَّد حجب ذلك الإنجاز عن الجيش اللبناني لأنه يريد له أن يبدو ضعيفاً غير قادر على بسط سلطته وعاجزاً عن إتمام مهمة التحرير. فهذه مهمة يريد «حزب الله» أن تكون حقوقها محفوظة له حصراً، وإلّا يخسر كثيراً وتضعف أسهم استثماره في الانطباع بأنه وحده سيد التحرير في لبنان.

صحيح أن «حزب الله» حجب عن الجيش اللبناني فرصة إتمام انتصاره بتحرير الجرود من «داعش»، إنما هذا لا ينفي أن صفقة «حزب الله» مع «داعش» وفّرت على الجيش اللبناني معركة عسكرية لعلها كانت أسقطت العديد من الضحايا في صفوفه. فالذي حدث ليس معيباً للجيش اللبناني. ما حدث هو عقد صفقة بين تنظيمين عسكريين قاتلا بعضهما بعضاً في سورية. صفقة استسلام «داعش»، شرط حصوله على طريق آمن خارج الأراضي اللبنانية عبر الأراضي السورية الى مواقع تنظيمه على الحدود مع العراق، هي صفقة بين طرفي حرب الميليشيات في سورية برعاية حكومية سورية وإيرانية، وليست برعاية الحكومة اللبنانية. الحكومة اللبنانية لعبت دور المسهِّل لصفقة أخرجت الإرهابيين من أراضيها. بعضهم ينتقدها، على أساس أنه كان عليها محاكمة أولئك الإرهابيين الذين خطفوا وقتلوا أفراد الجيش اللبناني بدلاً من تسهيل تهريبهم وترحيلهم. وبعضهم الآخر وافق على دورها الذي أدى الى تحرير لبنان من «داعش»، في نهاية المطاف، حتى وإن كان عبر المفاوضات والصفقات وليس المعارك.

لا داعي لمزايدات «حزب الله» في بازار الانتصار، ولا لزوم لانتقادات أوتوماتيكية لما أفرزته صفقة «حزب الله» و «داعش» الثنائية والتي لم تكن الحكومة اللبنانية طرفاً فيها – فهي كانت صفقة الميليشيات. ما لم ينجزه «حزب الله» هو رغبته في جر الحكومة اللبنانية مُرغمة الى الاتصال الرسمي المباشر والعلني مع الحكومة السورية – راعية صفقة الميليشيات. ما أنجزه هو تأمين خروج الإرهابيين من الأراضي اللبنانية الى الأراضي السورية في ترتيبات مريبة لها رائحة التفاهمات بين «داعش» والنظام في دمشق وحكومة نوري المالكي الموالية لطهران والتي ظهر «داعش» في عهدها وتمكن بين ليلة وضحاها من إلحاق الهزيمة بالجيش العراقي واحتجاز معداته والسطو على البنوك في الموصل.

لعل استخدام «داعش» لسحق المعارضة السورية المسلحة المعتدلة كان دائماً جزءاً من المهام الموكلة الى ذلك التنظيم المريب. فلا يخفى أن عناصر «داعش» تم إخراجهم من السجون العراقية ومن السجون السورية لتنفيذ مهمة القضاء على المعارضة السورية ولتحويل القصة السورية الى محاربة الإرهاب.

إنما هناك بعدٌ آخر لافت حقاً. إنه بعد التناوب بين «داعش» و «الحرس الثوري» الإيراني و «الحشد الشعبي العراقي» و «حزب الله» اللبناني على الجغرافيا ذاتها في العراق وفي سورية. هذه الجغرافيا هي ذلك القوس المسمى «الهلال الفارسي».

«داعش» أتى بمهمة إحباط مشروع «الهلال الفارسي» في الجغرافيا التي تربط العراق وسورية، انطلاقاً من إيران وانتهاءً بلبنان. «الحرس الثوري» كلف نفسه أن يكون الشريك الأساسي لواشنطن وموسكو في القضاء على «داعش» الذي التصق اسمه وفعله بالإرهاب الفظيع. «داعش» احتل جغرافيا «الهلال» للسنوات القليلة الماضية، والآن، لدى إيران و «حشودها» وميليشياتها كل المبررات الميدانية والسياسية لامتلاك الجغرافيا التي يتم تحريرها من «داعش»، بلا اعتراض. إنها بدعة لا مثيل لها. بدعة مرعبة وراءها حنكة حياكة الصبر والاستراتيجية البعيدة المدى التي تميّز صنّاع السجاد العجمي في إيران.

تنظيم «داعش» سيضمحل شيئاً فشيئاً بعدما أتم مهمة تدمير المدن العربية العريقة، وقضى على المعارضة المعتدلة، وأجج الحروب المذهبية، ونهب الخزائن، واستخدم الأطفال أداة حروب قذرة بقدر قذارة عقلية وأيديولوجية هذا التنظيم المدمِّر. قد تكون هناك حاجة الى استمرار بعض عناصره بالعمل في البقعة العربية، بالذات في منطقة الخليج التي تريد تلك «الشركة المساهمة» تفكيكها لإضعافها. وقد يكون في ذهن البعض استخدام بقايا التنظيم في أوروبا، كي يؤدي الهلع الى انضوائها وتقوقعها بصورة تشبه الانعزالية الأميركية.

حتى الآن، إن اضمحلال تنظيم «داعش» يقع في المصلحة المباشرة لإيران وميليشياتها، تماماً كما أتى ظهور «داعش» في العراق وسورية ليخدم إنشاء علاقة نوعية بين «الحرس الثوري» وبين واشنطن وموسكو تحت عنوان: القضاء على الإرهاب. وما يجدر بالأطراف العربية القيام به بعد الآن، هو إجراء مراجعة صادقة وعميقة وشاملة لظاهرة «داعش» وكلفتها العربية وكذلك لنتائجها في الجغرافيا العربية. فلقد أتى «داعش» ليشكل تهديداً وجودياً للدول الخليجية كما للمشرق العربي وللمغرب العربي. إنه يضمحل ولا يزول بعد، وخطره ما زال وجودياً.

 

دولة كردستان» مؤجلة... هل يؤجل الاستفتاء؟

جورج سمعان/الحياة/04 أيلول/17

هل فات أوان تأجيل الاستفتاء على انفصال كردستان؟ رئيس الإقليم مسعود بارزاني ربط التأجيل بضمانات يستحيل أن تقدمها بغداد أو أي طرف إقليمي ودولي. يريد ضمانات لإجراء هذا الاستحقاق بعد أشهر أو سنة. أي بعد انتهاء الحرب على «داعش». هذه الحرب هي الذريعة التي يلجأ إليها معظم المعارضين وليس الرافضون بالمطلق. يرون أن الظروف ليست ملائمة. لو قدموا هذه الضمانات اليوم مثلاً لا تعود هناك حاجة إلى استفتاء على استقلال ينشده جموع الكرد. لأن الضمانات تعني ببساطة الموافقة سلفاً على انفصال الإقليم. وعلى رغم اصطفاف حشد من المعترضين الذين تتفاوت لهجات مواقفهم، لم يعد بامكان الزعيم الكردي التراجع. صدقيته وقيادته ومستقبله على المحك. يرى ومعظم مواطنيه أن الظروف التي لا تلائم الآخرين اليوم هي نفسها تلائم أهل كردستان. وقد تساءل قبل مدة متى يكون التوقيت مناسباً؟ فكلما عبر الكرد عن رغبتهم في تأسيس كيانهم المستقل كانوا يواجهون بمقولة أن الظرف ليس مناسباً! وقد رفع غلاة خصومه نبرة التهديد والتلويح باستخدام القوة ولجأوا إلى التخويف من بحور من الدماء في الإقليم. وساق كثيرون اتهامات له بأنه يريد التغطية على فشل إدارته وتجديد رئاسته بعدما انتهت ولايته قبل سنتين ويرفض تسليم الراية.

غالبية الكرد ترى إلى الظروف الحالية إذاً فرصة قد لا تتكرر. كان مصير مثل هذا الاستفتاء في السنوات والعقود الماضية بيد أربعة أطراف إقليمية أثبتت قدرتها على إحباط أي محاولة في هذا الاتجاه. فالدول الأربع تركيا وإيران والعراق وسورية يتوزع فيها الكرد مكوناً كبيراً لا يستهان به. وكانت ولا تزال ترفض مجرد التفكير في تغيير جغرافيتها وخريطتها. ولا حاجة إلى التذكير بما عاناه هذا المكون ولا يزال من اضطهاد وعذابات ومرارات منذ تقسيم المنطقة بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني إثر سقوط السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. فضلاً عما عاناه تحت نير السلطنة أيام سطوتها. ولا حاجة إلى التذكير بمحاولاته الفاشلة لإقامة دولة مستقلة على غرار باقي شعوب المنطقة. لكن الظروف تبدلت اليوم في كردستان وفي مناطق شمال شرقي سورية. وتبدلت في الشرق الأوسط كله. فقد عاش الإقليم، منذ حرب تحرير الكويت، في شبه استقلال عن العاصمة العراقية. كما أن ما تعانيه البلدان الأربعة التي كانت من أشد المعترضين على انفصال الكرد حد من قلص خياراتها وقدراتها.

العراق يعيش تفككاً داخلياً قد لا يكون له علاج لا في المستقبل القريب ولا البعيد. وفوز الكرد بدولة مستقلة سيتفاقم هذا التمزق بين مكوناته. سيعزز حراك أهل السنة العرب لإقامة فيدراليتهم وإن بدا أوانها قد فات. أحزابهم وقواهم السياسية مشتتة ولا قدرة لها على المساهمة في منع المساس بوحدة البلاد، مثلما هي عاجزة عن فرض رؤية واحدة لإدارة المحافظات الغربية والشمالية. حتى أن بعض العشائر العربية نادى بأن يشمله الاستفتاء للتخلص من سطوة القوى الشيعية التي تستأثر بالسلطة. وكذلك لن يكون وقع التصدع سهلاً على تحالف القوى الشيعية المتصدع أصلاً. فبعض أحزابهم يحاول التملص من قبضة إيران. كما أن انقسام «حزب الدعوة» تكرس عملياً على وقع الاتفاق الذي أبرمه «حزب الله» مع «داعش» لنقل مقاتلي «التنظيم» من الحدود اللبناني - السورية إلى مناطق محاذية لحدود العراق. لذا لا تملك بغداد من أدوات القوة لمنع الاستفتاء أو الانفصال. ومهما ساقت من اعتراضات واتهامات للكرد بأن الدستور منحهم نسبة مشاركة تفوق نسبتهم السكانية في البلاد، وهم يحتلون مواقع مهمة في الدولة من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الأركان وعدد من الوزراء... فإن قادة الإقليم يردون بأن مواقعهم صورية لا سلطة قرار لها. كما أن الحكومة المركزية منعت وتمنع عنهم حصتهم من الموازنة العامة. في أي حال موضوع الاتهامات المتبادلة طويل ومعروف، ويتحمل الطرفان المسؤولية عما آل إليه الوضع. فالكرد أفادوا من مشاكل نظام المحاصصة الذي أرساه الأميركيون إثر الغزو وعززوا مواقعهم في الإقليم. وأفادوا أيضاً من «تحالفهم» الظرفي مع الأطراف الشيعية. مثلما أتاحت لهم المساهمة الفاعلة في الحرب على «داعش» فرصة مد سلطتهم إلى مناطق متنازع عليها.

وسورية ليست أفضل حالاً. إنها تعيش اليوم على وقع تقاسم خريطتها مناطق نفوذ بين القوى الكبرى الدولية والإقليمية. وتعيش تركيا على وقع أزمات في عدد من الجبهات داخلياً وخارجياً ليس أولها وآخرها قضية الكرد الذين عادوا وإياها إلى تجديد الحرب والقتال في أكثر من مكان. وهي أمام منعطف تتحول فيه هوية الدولة وشبكة علاقاتها التقليدية. حتى بات يخشى أن يدمر حزب العدالة والتنمية كل ما بناه في السنوات الأخيرة. إضافة إلى ذلك قد لا تحتمل وقف تدفق مئات آلاف البراميل يومياً من كردستان عبر خط جيهان. ناهيك عن أن حجم التجارة التركية مع الإقليم يربو على ثمانية بلايين دولار سنوياً. فهل تجازف حكومة «حزب العدالة والتنمية» بهذه المكاسب الاقتصادية؟ يقود ذلك إلى أن دول المنطقة المعترضة لن يكون يسيراً عليها تنفيذ تهديداتها بعمل عسكري منسق لمنع الكرد من تحقيق استقلالهم. بل إن الحضور العسكري الروسي والأميركي تحديداً في المنطقة لن يكون خارج أي حسابات أو مغامرات من هذا القبيل. فاعتراض واشنطن على توقيت الاستفتاء وليس على حق الكرد في تقرير مصيرهم ومستقبلهم. وكذا موقف أوروبا عموماً. ويمكن وضع هذه المواقف الدولية المعترضة اليوم في خانة مسار تاريخي منذ اتفاق «سايكس - بيكو»، أي رفض تغيير الخرائط. إذ لا تحتاج هذه الدول، في عز الحرب على «داعش»، وقبل ذلك في ظل التحولات الدولية الكبرى، وفي ظل الصراع على بناء نظام دولي وإقليمي، إلى مزيد من المشاكل قد تنجم عن إعادة رسم حدود جديدة للدول في المشرق العربي. فمثل هذه المغامرة قد ينسحب على دول أخرى. هذا التنوع الديموغرافي والاتني والمذهبي في المشرق ليست إيران أو تركيا بعيدتين عنه. كما أن تلويح أنقرة بحصار اقتصادي لكردستان ووقف التعاون في مجال الطاقة إذا انفصلت قد لا يجد صدى. فالمجتمع الدولي لن يتفرج على طوق خانق يقود إلى تجويع الناس ويهدد حياتهم. وتبقى واشنطن أقرب حليف للكرد صاحبة الكلمة العليا ولن تسمح بتوجيه ضربة عسكرية إليهم. بل يمكنها الضغط عليهم لتأجيل إعلان الدولة... إلى حين.

تبدو إيران أكثر المعترضين تشدداً. لكنها تخوض اليوم حروباً لترسيخ مشروعها في الشرق الأوسط كله، من العراق إلى لبنان مروراً بسورية وما بقي من فلسطين و... اليمن أيضاً. ولا بد لها في النهاية من النظر في مصالحها الخاصة. وعلى رغم موقفها العلني الرافض بشدة والمحمل بالوعيد والتهديد، قد لا تكون مستعدة لفتح جبهة جديدة ومشاكل إضافية. فلها أكرادها أيضاً وقد لا يسكتون في حال التحرك ضد كردستان. وهم يهادنون اليوم لأن لهم مصلحة في المشاركة في الصراع على سورية. ولذا قد لا تجد أيضاً مبرراً لتدمير شبكة مصالحها مع الإقليم. وكانت سباقة في نجدته بالسلاح عندما توجه إليه «تنظيم الدولة» غداة احتلاله الموصل. فعلاقاتها مع السليمانية مقر سلطة حزب الاتحاد الوطني، تاريخية لا يمكن المغامرة بها. مثلما قد لا يصح هذه المرة الرهان على تأليب الكرد بعضهم على بعض، كما حدث في مناسبات وظروف أخرى. صحيح أن حزب الاتحاد يبدي بعض أجنحته اعتراضاً على توقيت الاستفتاء، ويصر على ترتيب البيت الداخلي للكرد. وكان اقترح قبل ثلاثة أشهر «خريطة طريق» لحل المشاكل في الإقليم والتفاهم مع بغداد. لكن الصحيح أيضاً أن الحزب يرفع منذ يوم تأسيسه شعار العمل من أجل كيان مستقل للكرد. وهو يشارك رسمياً في المجلس الأعلى للاستفتاء. وقد زار ممثله مع وفد المجلس بغداد ودول الجوار وبينها طهران للتسويق لهذا الاستحقاق. حتى القوى الإسلامية لا تعترض كلها. فالاتحاد الاسلامي الكردستاني (رابع قوة في الإقليم) وأحزاب إسلامية أخرى، تنادي بالاستفتاء، باستثناء «حركة التغيير» (القوة الثانية) التي تخوض صراعاً مع قيادة الإقليم. عموماً يصعب على جموع الكرد أن يقفوا بخلاف عواطفهم وطموحاتهم التاريخية بإقامة وطن قومي. وقد لا تنجح وساطة الجمهورية الإسلامية بين بغداد واربيل لإعادة المياه إلى مجاريها. هل تنجح وإيران تهدد كل يوم وهدفها طي صفحة الاستفتاء وليس تأجيله؟

يبقى أن الاستفتاء لن يقود إلى إعلان الاستقلال في اليوم التالي. سيستغرق الأمر أشهراً وربما أكثر من سنة. ثمة مشاكل وقضايا يجب أن تحل بالتفاهم بين اربيل وبغداد، مثل قضايا النفط والمياه والحدود النهائية والمناطق المتنازع عليها، إضافة إلى مستقبل العرب المقيمين في الإقليم ووضع الكرد في باقي محافظات العراق... أي أن 25 أيلول هو موعد للاستفتاء وليس موعداً لإعلان الدولة المستقلة. حتى كركوك لن تعني مشاركتها في هذا الاستحقاق أنها ستؤول تلقاءياً إلى أراضي الدول الجديدة. بل إن مصيرها والمناطق المتنازع عليها، كما قال بارزاني، يخضع للمادة 140 من الدستور. لكن حقيقة الموقف الكردي أن المدينة وهذه المناطق التي ساهمت «البيشمركة» في تحريرها من «داعش» ستبقى بيد الكرد... وهذا ليس وحده ما سيؤسس لنزاعات وحروب في المستقبل القريب والبعيد. ذلك أن انفصال كردستان، مهما هوّن الأمر أهل الاستفتاء العتيد، سيسهل على المعترضين من دول الطوق ترسيخ أقدامهم في ما استحوذوا حتى الآن واقتطعوا من المشرق العربي. وسيفتح الباب واسعاً، بعد دحر «داعش» أيضاً، لصراعات جديدة مذهبية وطائفية. فهل يكون الحدث المسمار الأخير في خريطة «سايكس - بيكو» لتنشأ خرائط بديلة للمشرق كله؟

 

هل يستقيل ريكس تيلرسون؟

جويس كرم/الحياة/04 أيلول/17

في الفقاعة السياسية أي محيط العاصمة الأميركية، تدور الشائعات والتسريبات منذ وقت حول استقالة قريبة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، بفعل خلافات شخصية وسياسية له مع دونالد ترامب، وأن الوزير المنطوي والهادئ سيغادر منصبه قبل فترة العام له في المنصب أي منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل.

هذه التقارير على رغم وجود مبررات حقيقية لها قد تبقى تمنيات وتطلعات من خصوم تيلرسون، الذي عزز موقعه في الإدارة في الشهرين الأخيرين. الحديث عن الاستقالة له أسباب ظاهرية وجيهة، بينها مقاربات مختلفة بين الرئيس الأميركي ووزيره حول ملفات: أفغانستان، الاتفاق النووي مع إيران، العقوبات على روسيا، أزمة قطر، كوريا الشمالية وحتى أحداث تشارلوتسفيل إذ قال تيلرسون أن ترامب «يتحدث عن نفسه» (وليس عن الشعب الأميركي). هناك أيضاً الفراغ الكبير في الخارجية الأميركية وبنسبة ٨٢ في المئة من التعيينات السياسية التي لم يملأها تيلرسون بعد ولأسباب تتعلق بإعادة هيكلة الخارجية، ومرواغة الديموقراطيين في الكونغرس وأيضاً الفشل في إيجاد شخصيات توافقية لا تصطدم مع البيت الأبيض ولم تنتقد ترامب ولديها الكفاءة الديبلوماسية.

ثالثاً، الدافع الأكبر لاستقالة تيلرسون هو في فشله حتى الساعة في استنباط اختراقات ملموسة للديبلوماسية الأميركية. فجولته الخليجية لحل الأزمة مع قطر جاءت بعد ٣٥ يوماً ولم تخرج بتسوية، وكلامه المتفائل عن كوريا الشمالية أطاحته تجربتها الباليستية الأخيرة. علاقته مع الأوروبيين فاترة، وعملية السلام يديرها صهر الرئيس جاريد كوشنر. أي وباستثناء اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية ليس هناك نقاط تُسجل للوزير الجديد.

في الوقت ذاته، هناك أسباب عملية وبراغماتية تبرر بقاء تيلرسون في المنصب لا بل تعكس ازدياد نفوذ الوزير في الآونة الأخيرة. هذه العوامل تستند أولاً إلى فرضية أن ترامب في العلن يختلف عن ترامب في الحكم. وحديث الرئيس الشعبوي عن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، أو الانسحاب من أفغانستان أو معاقبة كوريا الشمالية، يتضارب في الواقع مع سياسات الرئيس الفعلية ويجعل خلافه مع تيلرسون أمراً ظاهرياً فقط. فالاتفاق النووي مع إيران صادق عليه الرئيس مرتين حتى الآن بانتظار قرار حاسم حوله في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. أما حرب أفغانستان، فها هو ترامب يصغي إلى جنرالاته ووزير خارجيته ويزيد عدد القوات. وفي الشرق الأوسط يبدو أن تيلرسون وكوشنر كان لهما الكلمة الأخيرة في قطع مساعدات قيمتها ٢٩٠ مليون دولار لمصر وفي عدم نقل السفارة إلى القدس.

سياسات ترامب الخارجية هي أكثر تقليدية بكثير من خطابه، وبقاء تيلرسون يحفز هذا التوجه مبدئياً. وهناك أيضاً حاجة ترامب لوزيره في معركة الموازنة واصلاحات الخارجية الأميركية مع الكونغرس، والعلاقة الجيدة لتيلرسون مع النواب واستبعاد معركة مصادقة على تعيين جديد قد يخسرها ترامب فوق مصائبه التشريعية وعلاقته المسمومة مع الجمهوريين. كما لوزير الخارجية علاقة قوية بوزير الدفاع جايمس ماتيس ومدير الفريق جون كيلي ترجح بقاءه في المدى المنظور. ويساعده في ذلك خروج صقور اليمين ستيف بانون وسابستيان غوركا من البيت الأبيض.

كل ذلك يميل الكفة لمصلحة بقاء تيلرسون في الشهور المقبلة وأقله إلى حين عبور الإدارة معركة الموازنة مع الكونغرس وانتهاء إعادة تنظيم الخارجية. أما بعد ذلك وفي حال اختار تيلرسون العودة إلى مرحلة التقاعد فإن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي ستكون من أبرز المرشحين للحلول مكانه، مقابل إمكان تعيين دينا حبيب باول سفيرة لدى المنظمة الدولية. وحتى في هكذا سيناريو، لا يجوز توقع صعود أيديولوجي للسياسة الخارجية الأميركية، التي تتحكم بها مصالح تقليدية أمنية وجيو- استراتيجية واقتصادية ينتهجها ترامب أو يغض النظر عنها، على رغم خطابه العلني المحرض ضدها.

 

فضائح قطر تتوالى: تونس

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/03 أيلول/17

من بعد فتح ملف الفضائح القطرية في دول التحالف الرباعي ومعهم ليبيا واليمن، فإن «تونس» هي المحطة العربية الجديدة التي ستفتح ملف الدور القطري التدميري في بلادها، وتحقق في الجرائم التي جرت باسم الربيع العربي ودور قطر فيها. فحين يقر رئيس وزراء قطر السابق وأميرها السابق والقرضاوي مفتيها، ويصرح نائبها العام ووزير خارجيتها الحالي بأن قطر هي من وقف وراء جميع الثورات التي حدثت في العالم العربي بالصوت والصورة، فذلك يفتح ملف المحاسبة اليوم بعد ارتفاع عدد الضحايا وبعد التلوث السياسي الذي أصاب حتى الأحزاب السياسية بالمال القطري.

الأسبوع الماضي حملت الصحف التونسية ووكالات الأنباء الخبر التالي: «بعد سنوات من الجدل الحاد والأسئلة المتواترة، يبدو أن ملف تمويل قطر لقوى الإسلام السياسي في تونس سيجد طريقه نحو القضاء، حيث أعلن الحزب الدستوري الحر أنه أودع شكوى لدى وكيل النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتونس، للمطالبة بفتح تحقيق جزائي ضد حزب حركة النهضة وكل من سيكشف عنه البحث فيما نسب إليهم من اتهامات بتلقي تمويل من دولة قطر!!». بدأ التحرك قبل شهرين حين دعا منجي الحرباوي عضو مجلس النواب التونسي للتحقيق في إدارة قطر لغرفة للعمليات قابعة في مخيم للاجئين الليبيين على الحدود التونسية، تحت قيادة ضابط مخابرات قطري بعد أن أثار الشكوك حوله حين تقدم لسحب مبلغ 550 ألف يورو من حسابه الجاري ببنك الإسكان فرع تطاوين! وبعد فتح التحقيق كشف عن مبالغ كبيرة جداً تم سحبها من قطريين وتونسيين تزيد على 3 ملايين دولار من ذات الحساب، وتحويلات فاقت 8 مليارات من العملات الأجنبية (جريدة «المرصد» الليبية 8 يونيو/ حزيران). وتعقيباً على الدعوى المرفوعة أكد النائب العام القطري في القضاء التونسي علي بن فطيس المري خلال مؤتمر صحافي في 20 يونيو من هذا العام أن الدفاتر قديمة في ملف العلاقة بتونس ولا يوجد فيها إلا ما يُشرف قطر.

إنما اسم علي بن فطيس تردد من قبل حين أقر منصف المرزوقي في سبتمبر (أيلول) من عام 2012 أن فطيس سلمه شيكاً بقيمة 28.7 مليون دولار بحجة استعادة أموال تونس التي هربها الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، كما سلمه 100 مليون دولار لدعم مخيم شوشة على الحدود التونسية الليبية. كما ورد ضمن الاتهامات بتمويل قطر للأحزاب الإخوانية أيضاً ذكر مبلغ 24 مليون دولار دفعتها جمعية قطر الخيرية لمثيلاتها في تونس تابعة لحزب النهضة، أما عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر فإنها تؤكد أن في حوزتها ما يثبت أن قطر سلمت حزب النهضة 150 مليون دولار.

الجدير بالذكر أن المري أجاب في برنامج «بلا حدود» على قناة «الجزيرة» عام 2013 حين سئل لماذا قطر عينت من قبل الأمم المتحدة كمحامٍ لاسترداد الأموال المنهوبة من زعماء الأنظمة التي سقطت ضمن الربيع العربي؟ فقال، لأن قطر هي أول من دعم هذه الثورات، ولأن قطر دولة بها سقف للحرية مرتفع، ولأن مؤتمر مكافحة الفساد الدولي عقد في قطر!

عودة للدعوى المرفوعة أمام القضاء التونسي اليوم فإنها لا تقف عند التمويل المالي القطري لأحزاب الإسلام السياسي، بل تتضمن اتهامات حول الدور القطري عبر جمعياتها الخيرية وعبر تحريض «الجزيرة» في تسهيل سفر 6000 مقاتل تونسي بينهم 600 فتاة في صفوف «داعش» تحريضاً ودعماً لوجيستياً، وذلك حسبما قالت عبير موسى وليلى شتاوي النائبتان في البرلمان التونسي في مؤتمرهما الصحافي، وأشارتا إلى دور الجماعة الليبية المقاتلة الذي ورد ذكر لبعض أفرادها كثيراً في التحقيقات الخاصة بضلوع الشباب التونسي في التنظيمات الإرهابية.منذ عام 2013 وقطر تضخ المليارات عبر صندوق «الصداقة القطري» وعبر الجمعيات الخيرية القطرية في تونس، ولم يكن أحد يجرؤ حينها على الحديث حول هذا الموضوع، حيث سيطر حزب الإخوان على جميع مفاصل الدولة كسلطة تشريعية وتنفيذية بل وحتى قضائية، إذ قام حزب النهضة في فترة حكمه (بتطهير) القضاء وعين قضاة من حزبه، إلى أن سقط الحزب في الانتخابات الأخيرة سقوطاً مدوياً ففتح المجال أمام التونسيين لأن يرفعوا صوتهم، رافضين هذا التدخل في إفساد الحياة السياسية وسلب السيادة التونسية، وارتفع صوت الأحزاب الأخرى والكتل النيابية تطالب بالمحاسبة، لدرجة أن دعا أحد الشعارات التي رفعت في وجه المرزوقي إلى أن يترشح في قطر، وذلك بعد أن صرح المرزوقي إبان رئاسته لتونس بأنه سيعلق المشانق لمن ينتقد قطر!! ولا ندري حقيقة ما هو رأي الشعب القطري رغم ارتفاع سقف الحرية كما يقول النائب العام، في صرف النظام القطري جميع تلك المليارات من ماله العام لإسقاط الأنظمة من شرق العالم العربي إلى غربه وإلى باكستان والهند وتشاد وإسالة تلك الدماء وقد بلغ عدد ضحايا هذه الثورات أكثر من مليون ونصف المليون إنسان؟!

 

داعش في ضيافة حزب الله: خدمات متبادلة

أحمد وحيد العبد/فداء عيتاني/03 ايلول/17

في احد مواقع حزب الله السرية في منطقة بعلبك – الهرمل تقبع مجموعة من عناصر تنظيم ”الدولة الاسلامية في العراق والشام“ (داعش)، حيث يتابعون اعمالهم الجديدة، مهمتهم حاليا هي الاتصال بمعارفهم في المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري.

سبق ان اعلن حزب الله عن استسلام عدد من قادة داعش له، ونشر الاعلام الحربي في الحزب صورهم، وحديث احدهم، ومن ثم اختفت اخبارهم عن الاعلام، وبينما يتم حاليا تراشق الاتهامات حول التقصير في المفاوضات مع داعش لاطلاق سراح العسكريين المخطوفين، ويتهم الحزب الحكومة السابقة بالامتناع عن التفاوض، يحتفظ الان بقادة داعش ويتعاون معهم في العمل الامني.

أحمد وحيد العبد عند تسليم نفسه لحزب الله

وبغض النظر عمن وقف حينها ضد التفاوض مع داعش، ويمكن ان تكون مراجعة خطاب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في حينه مفيدة هنا (في السادس من ايلول ٢٠١٤)، الا ان الاكيد ان هؤلاء القادة الموجودين لدى حزب الله يعلمون تفاصيل مكان مقتل ودفن الجندي عباس مدلج.

اشار عدد من ابناء المناطق في القلمون الغربي، وبعضهم موجود حاليا في الجانب الشرقي من القلمون، او في الشمال السوري في جرابلس وادلب، الى انهم تلقوا اتصالات مفاجئة من ابناء قراهم الذين كانوا قادة في داعش، والذين سلموا انفسهم الى حزب الله، تردد عدد منهم في الحديث عن التفاصيل، بينما اصر اخرون على ذكر الامر لاثارة الحذر بمن يمكن ان يتلقى اتصالات مشابهة لاحقا، وقالوا ان عناصر وقادة داعش حدثوهم مطولا وعرضوا عليهم اية خدمات يحتاجونها. يؤكد عناصر وقادة داعش الموجودين لدى حزب الله انهم بحالة جيدة جدا، وان اوضاعهم قد تمت تسويتها، وانهم يعملون الان الى جانب حزب الله والنظام السوري. ويبدون استعدادهم لمساعدة من يرغب بتسليم نفسه بتسريع تسوية اوضاعه بغض النظر عما سبق ان قام به.

عناصر داعش هؤلاء يقدمون اغراءات وتسهيلات لمن يرغب بالتسوية قد لا يتمكن ضباط في مخابرات النظام من تقديمها.

وعرف من العناصر والقادة التالية اسماؤهم:

١– الشرعي في داعش أحمد وحيد العبد (الملقب بابو البراء) وهو قائد المجموعة التي سلمت نفسها، ظهر اعلاميا وصوره منتشرة على الانترنت، وهو موجود حاليا في بعلبك. في الشهر السابع من العام ٢٠١٤ قتل العبد النقيب في الفرقة الرابعة في القلمون من جيش النظام السوري رماح صقر، وباع لاحقا بندقيته من نوع زخاروف، وكان الحديث حينها انه قتل اتى بناء على خلاف استحكم بين صقر وحزب الله. وعد احمد العبد منذ حوالي العام اهالي العسكريين المخطوفين بالسماح لهم برؤية ابنائهم، حينها كان الامين العام لحزب الله يبشر بـ“تنظيف الجرود من التكفيريين“ وكانت محاولاته تحريض العشائر على اهالي عرسال ودفعها للقتال لا ترقى الى حالة تسمح بالقيام بعملية كبيرة. احمد العبد من ناحيته كان يخطط مع مجموعته لاعتقال اهالي العسكريين المخطوفين، ونقلهم الى الجرود، الا ان والده، وحيد (المسجون حاليا في لبنان) حذر الاهالي من ان ابنه يريد خطفهم، وان وعدهم بلقاء ابنائهم كاذب، وهو كمين، وان عدم سماح الجيش اللبناني لهم بالعبور هو القرار الصحيح. حينها مكن حزب الله الاهالي من العبور الى داخل عرسال، الا انهم قرروا في اللحظات الاخيرة ترك المنطقة. عمل احمد وحيد منذ بداية تسلحه على قتل عدد من الاشخاص في المناطق المحررة، والصاق تهم مختلفة بهم، مما ادى إلى شقاق بين العائلات، وتخلي العديد من الشبان عن القتال الى جانب الثورة.

٢– يزن رامز العبد، من جراجير، وهو احد الذين سلموا انفسهم الى حزب الله، موجود حاليا في موقع ببعلبك الهرمل، ويعمل ضمن الفريق الامني التابع لحزب الله.

يزن كان موجودا لحظة تصفية الجنود اللبنانيين المخطوفين.

٣– أمين الغرلي، معروف ايضا باسم ابو محمد امين، وهو من جراجير، مطلوب للقضاء اللبناني بتهمة الانتماء لداعش، وهو مسوؤل مباشرة عن عدد من تفجيرات الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، قبل وخلال معركة يبرود (٢٠١٤). موجود حاليا في احد مواقع حزب الله في بعلبك الهرمل ويواصل نشاطه الامني الى جانب حزب الله. الغرلي تمكن من ادخال سيارات مفخخة إلى الضاحية الجنوبية، في حين استحال على داعش، او النصرة، او الجيش الحر الحصول على غذاء او ادوية في المناطق المحاصرة في القلمون الغربي، التي قيل ان السيارات المفخخة انطلقت منها.

٤– عثمان عثمان، من قرية الحميرة، سلم نفسه إلى حزب الله وهو يعمل حاليا الى جانب باقي رفاقه.

٥– غسان طفيلية من جراجير، سلم نفسه الى حزب الله وهو الان يتابع عمله الامني.

الاخيرين هما من اتخذا قرار تصفية الجندي في الجيش اللبناني عباس مدلج، في لحظة لم يكن هناك ما يبرر قتل الرجل، اللهم الا اثارة النقمة الطائفية على عرسال واهاليها في جو مشحون حتى اقصاه.

توجهت الاتهامات بقتل عباس مدلج الى الرجل الذي شارك في التنفيذ، ابو بلقيس، ولم توجه له الاتهامات الا بعد اختفائه، وانقطاع اخباره. اما الامراء كأحمد وحيد العبد، ومحمد خليل شلاش فتم الصمت عن ادوارهم.

٦– حسام طراد (ابو بكر قارة)، وهو المسوؤل الامني في داعش في القلمون الغربي، يعتبر اول من سلم نفسه إلى حزب الله عند بداية الاشتباك مع داعش. موجود حاليا لدى حزب الله في موقع في بعلبك الهرمل.

شارك طراد إلى جانب احمد آمون (المعروف ببريص، وهو موقوف حاليا في لبنان) وعاطف الجرودي (قتل على يد مخابرات الجيش اللبناني في تموز من العام الحالي) بقتل المؤهل في فرع المعلومات زاهر عز الدين في الثامن من كانون الثاني العام ٢٠١٦.

سبق ان اوقف اهالي عرسال حسام طراد، بعد خطفه لبائع مكسرات في المنطقة، بحجة ان البائع شيعي، وقبض فدية مقابل اطلاقه، وبعد قبض اهالي عرسال على طراد ومحاولتهم تسليمه الى احدى الجهات الامنية، الا ان مسؤولا في هذه الجهة طلب منهم تركه.

في ٣٠ من شهر اب اعلن رئيس الجمهورية انتصار لبنان على داعش، يبدو ان الرئاسة وباقي اجهزة الدولة اللبنانية لا تعلم ان داعش دخلت في خدمة المصالح العليا للدولة السورية انطلاقا من الاراضي الاراضي اللبنانية.

 

زوجة ناجي العلي

إنعام كجه جي/الشرق الأوسط/03 أيلول/17

يعود للزميل محيي الدين اللاذقاني الفضل في لقائي مع زوجة ناجي العلي، رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي يعيد المحققون، بعد ثلاثين سنة، فتح ملف اغتياله في لندن. قال إنهم جيران، فرجوته أن يأخذني إليها. وكنا في أوائل صيف 1988، ودم زوجها ما زال قريباً، لم تمضِ عليه السنة. وقد أخجلني فضولي، لأن السيدة وداد لم تتعود الحديث إلى الصحافيين. لذلك ابتلعت أسئلتي وتركتها تحكي حزنها؛ كلام امرأة لامرأة، ظل في أوراقي. «أنا وناجي من المخيم نفسه؛ عين الحلوة. كان صديقاً لأخي. وصار النصيب. وبعد الزواج أحببته، لأنه كان إنساناً ممتازاً. سارت حياتي معه من منفى إلى منفى حتى وصلنا إلى لندن. ويبدو أنهم استكثروا علينا المنفى أيضاً. غاب وترك فراغاً كبيراً، لا في هذا البيت فحسب؛ بل في أكثر من مكان. وكل من يمسك جريدة يفتقد (حنظلة)، خصوصاً بعد تطورات الأحداث وقيام الانتفاضة. أتخيل كيف كان ناجي سيؤدي لها التحية وسيدعم برسومه سواعد الرجال والنساء وحجارة الأطفال... كيف كان سيستمر في كشف المنافقين الباحثين عن ملء الجيوب. هؤلاء هم أعداء الانتفاضة. فلو عاد الوطن إلى أبنائه؛ إلى الأرامل واليتامى وعوائل الشهداء، حينها يروح الانتهازيون دعْوَسَة.

لما أطلقوا النار عليه ورأيته فاقداً لوعيه في المستشفى، انهارت أعصابي وقلت كلاماً كثيراً لا أذكره. وفي اليوم التالي نقلت عني الصحف أنني صرخت: قتلك الجبناء. إن الذي طاف بنا في المنافي حتى أوصلنا هنا، هو الذي قتل ناجي. ثم انهالت علينا الرسائل والمكالمات والزيارات. أناس لم أسمع بأسمائهم يعرضون المساعدة. وكان فيض الحب عزائي وعزاء أبنائي في رحيل زوجي، مثلما كان عزاؤه وهو حي. وجدت نفسي مجبرة على التماسك من أجل أبنائي الأربعة، لكي أواجه المصيبة، وإلا سحقتنا جميعاً. قلت إنني لست أول من فقدت زوجاً، وأطفالي ليسوا أول من فقد الأب. إن شعبنا كله يتيم. وما زلت أعيد على الأولاد جملة كان أبوهم يكررها كثيراً: أنا مثل الجرّاح، لا أداوي الدمامل بالمراهم؛ بل أستأصلها من أساسها. كنا في الكويت، أوائل السبعينات، وخشي ناجي أن نتعلم الرفاهية وننسى حياة المخيم، فجاء بـ(حنظلة) وأوقفه في لوحاته واتخذه صديقاً وشاهد عيان. و(حنظلة) ولد من دون ملامح. يشبه الملايين من أبناء هذه الأمة. يعيد تذكيرنا، كل يوم، بقضيتنا حتى لا تلهينا عنها مباهج الحياة والترف. وكان الناس يسألون زوجي: لماذا يدير (حنظلة) ظهره لنا؟ فيجيب: بل أنتم الذين تديرون له ظهوركم. إنه ينظر دائماً إلى أمام. كان صريحاً إلى درجة الجسارة. يُدعى إلى مجالس الناس الأبّهة فيحب أن يقول إنه من أبناء مخيم عين الحلوة، وإنه، حين ترك فلسطين، لم يكن يملك لباساً. تقصّ والدته أكياس الطحين الفارغة وتخيط منها سراويل له ولإخوته. وكم كان يسخر من أولئك الذين يخرجون للدراسة في أوروبا وأميركا، معتمدين على عرق الأمهات والآباء، حتى إذا حصلوا على الشهادات الكبيرة تنكروا لأمهم الفلاحة وخجلوا من أبيهم الذي لا يقرأ ولا يكتب.

وبقدر ما كان حاداً في رسومه، كان رقيقاً مع أبنائه. آه... كم كان مجلسه لطيفاً وحضوره قوياً! ويدهشني أن حضوره بعد غيابه صار أقوى، حتى إنني أقول لنفسي إن من قتل ناجي العلي كان غبياً، رفعه إلى مرتبة الرمز، مثل كل الشهداء. أما الموت الفعلي بالنسبة له فهو أن يضطر لبيع ريشته لتنظيم أو نظام. لهذا لم يجيّر ريشته إلا للناس. ولم يكن هناك من يشبهه بين الآخرين. كانوا مربوطين، وكان فالتاً يغرد خارج السرب».

 

قطر وزعزعة الاستقرار الأفريقي

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/03 أيلول/17

لزعزعة الاستقرار في أفريقيا لم يجد النظام القطري أفضل من ليبيا بعد فبراير (شباط) 2011 منطلقا له، وخاصة بعد حالة الفوضى والميليشيات التي تشهدها ليبيا والتي تعتبر قطر صنيعتها، فالنظام القطري استغل فرصة إسقاط نظام القذافي لإسقاط الدولة الليبية كلها، ولم يكن هدفه مثل هدف الثوار الليبيين، وهو التخلص من نظام ديكتاتوري شمولي قمعي في ليبيا، بل كانت مصلحته الظاهرة مثلهم، ولكن من دون مشاركتهم في بناء دولة وطنية مدنية، فمشروعه تعدى ذلك إلى إسقاط الدولة الليبية بجميع مؤسساتها وعلى رأسها الجيش والشرطة، لتعم فوضى هذه الميليشيات الإرهابية التي خلقتها، وتتمكن بها ومن خلالها من التسلل إلى أفريقيا، فجند بعض العملاء له خاصة من جماعات الإسلام السياسي، لتحقيق غايته ولو من خلال عباءة دعم «الثورة» الليبية. النظام القطري وحكام قطر ما انفكوا عن ممارسة تصدير الأزمات وزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، بل معظم المناطق في العالم، ولعل ما كشفت عنه جمهورية تشاد من تدخل قطري في الشأن الداخلي فيها، عبر دعم ميليشيات المعارضة التشادية بالتدريب والتمويل والسلاح عبر الأراضي الليبية، حتى طالت أضرار ما صنعته قطر في الأراضي الليبية دول الجوار الليبي، ومنها تشاد التي ترتبط بليبيا بحدود جغرافية وتقاطع سكاني طويل عبر شريط أوزو الحدودي المتنازع عليه في الأصل بين ليبيا وتشاد، وشهد حروباً طويلة قبل ثلاثين عاما، حول السيادة عليه، ولكن ما إن أصبح الضرر القطري يهدد الأمن القومي التشادي، مارست تشاد حقها في الدفاع عن أمنها القومي ولو بطرد السفير والبعثة القطرية.

التدخل القطري في تشاد كان عبر تحالف ميليشيات المعارضة التشادية، سواء المتحصنة في جبال تبيستي الحدودية مع ليبيا، أو الهاربة والمتسللة عبر شريط أوزو إلى الصحراء الليبية الكبرى، حيث تربطها علاقات مع ميليشيات الجماعة الليبية المقاتلة وما يسمى سرايا الدفاع عن بنغازي، التي تضم جماعات من الفارين والهاربين والملاحقين جنائياً بجرائم قتل وسرقة، ومما يؤكد تورط قطر هو اعترافات لأسرى بثها التلفزيون التشادي الرسمي عن مشاركة المعارضة التشادية، إلى جانب سرايا «الدفاع عن بنغازي» التي تمولها قطر عسكرياً عبر جسر جوي بين الدوحة ومطارات الجفرة ومعيتيقة الليبية.

المعارضة التشادية التي يتخذ قادتها من الدوحة محجاً لهم، كانت دائمة المطالبة بحضور قطر ضامناً في أي اتفاق سياسي مع الحكومة التشادية الشرعية برئاسة الرئيس إدريس دبي، بل وحتى عما يتردد من دعم الدوحة لميليشيات «بوكو حرام» في مالي والنيجر.

التدخل القطري في تشاد وإن قابلته في البداية حكومة تشاد بسياسة النفس الطويل إلى أن بلغ السيل الزبى، فجاء قرار حكومة تشاد غلق السفارة القطرية وطرد السفير من انجامينا الذي كان نتيجة طبيعية لحزمة من الانتهاكات والتدخلات القطرية بانتهاك السيدة التشادية.

ليبيا التي تتوسط القارة الأفريقية بساحل طويل يبلغ ألفي كلم، وتتشارك مع 6 دول أفريقية في حدود طويلة وتنتشر بها أكثر من 30 مليون قطعة سلاح من بقايا ترسانة الجيش الليبي، التي تطال بعضها طائرات الناتو، مما جعلها عرضة للنهب والتخزين من قبل جماعات كانت تنتظر هذه اللحظة، ما جعل النظام القطري يتخذ ليبيا منطلقا له لزعزعة الاستقرار الأفريقي، ودفع الجيش الليبي إلى اتهام قطر رسمياً بدعم الإرهاب داخل أراضيه وتصديره خارجها، وأكد الجيش الليبي أنه يمتلك أدلة ووثائق ومستندات، بل واعترافات لأسرى تؤكد جميعها الدعم القطري للجماعات الإرهابية في ليبيا.

قطر لم تقف عند تشاد في تصدير الإرهاب، بل تمددت كما «داعش» إلى القرن الأفريقي، ودعمت جماعات صومالية متشددة وزودتها بالمال والسلاح، كما نشرت مؤسسة «دعم الديمقراطية» الأميركية أن «حركة الشباب» الصومالية المتطرفة، تلقت تمويلاً من رجل الأعمال القطري المطلوب دولياً عبد الرحمن النعيمي، بالإضافة لوجود علاقات مشبوهة تربط بين النعيمي وزعيم الحركة حسن عويس. النظام القطري، عبر شبكات من الجماعات الإرهابية، قام بدعم وتمويل ميليشيات الأزواد الانفصالية في مالي، ودفع الأموال والسلاح للمتشددين المرتبطين بـ«القاعدة» وبجماعة الموقعين بالدم التي يتزعمها الإرهابي مختار بن مختار. النظام القطري كان معول هدم في القارة الأفريقية بشكل واضح، وكأنه كان يلعب دورا بالوكالة لقوى عظمى تتخفى خلفه، وخاصة أن الأدلة والوثائق والشهود والأحداث تثبت تورط النظام القطري في تمويل الإرهاب، في حين نجد حالة من التراخي لدى بعض الدول العظمى في اتخاذ إجراءات حازمة وواضحة ضد هذا العبث القطري، بل نراها تمارس بعضاً من سياسة ضبط النفس، مما يدفع نحو الشكوك في نيات تلك القوى تجاه الدور القطري في تمويل الإرهاب ونشر الفوضى في العالم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مقابلة من جريدة القدس العربي مع الباحثة د. منى فياض: السلطة اللبنانية تسلّم البلد لحزب الله وإيران

رلى موفّق/القدس العربي/02 أيلول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=58412

بيروت ـ «القدس العربي»: تُعرف الباحثة والأستاذة الجامعية منى فياض بالكثير من مواقفها الجريئة. فهي يوم طرحت في أحد مقالاتها معنى «أن تكون شيعياً الآن»، شكّل ذلك نوعاً من «الثورة» لما تضمنه من نقد لأولوية الإنتماء المذهبي وللانتصار الإلهي. في رأيها أن الجيش اللبناني الذي خاض حرباً مع» تنظيم الدولة» («داعش» حسب تعبيرها)، أثبت أنه من أكثر الجيوش إعداداً وتدريبا وأنه قادر على هزيمة هذا التنظيم الذي تبين أنه «نمر من ورق» فيما المعركة التي خاضها «حزب الله» في جرود عرسال كانت «تمثيلية» وظهر أنه كان هناك اتفاق مسبق حول مغادرة المسلحين نتيجة حسابات إقليمية، مُدرجة وجوده على الحدود الشرقية مع سوريا ضمن محاولات الاستيلاء على لبنان بالقوة و«البروباغندا» والشعارات.

المشكلة، حسب فياض، أن هناك سلطة تسلّم البلد لـ«حزب الله» وإيران، ولا يهمها سوى مصالحها. وهي ترى أن «الواقعية السياسية» للقوى التي كانت تحمل توجهاً سيادياً ليست سوى استسلام. والمعادلة بسيطة: إما شراكة حقيقة تأخذ البلد إلى تكريس السيادة وإما الانسحاب، ذلك أنها واثقة من أن «حزب الله» لا يمكنه حكم البلد لوحده وإلا لكان فعل. وتتساءل في ضوء الكلام عن ضغوط أمريكية لمنع أي شراكة بين الجيش وسلاح «حزب الله»: هل ننتظر ضغط الخارج؟ وهل يجب على رئيس الجمهورية أن يكون سيداً على البلد بالقوة وبضغط من الأمريكيين؟

وتذهب إلى الاعتقاد أن على الدول العربية حيث هناك مواطنون شيعة أن تعطي هؤلاء تمييزاً إيجابياً لطمأنتهم وإستعادة ولائهم، وليشعروا أن بإمكانهم أن يمارسوا حقوقهم المواطنية وطقوسهم ويحافظوا على خصوصيتهم الثقافية. هذا الإطمئنان هو ما يجعل الشيعي العربي ملتصقاً ببلده. وهنا نص الحوار:

يحكم الساحة اللبنانية مؤخراً مشهدان، الأول تمثل بمعركة جرود عرسال التي خاضتها ميليشيا «حزب الله» وقوات النظام السوري ضد «جبهة النصرة»، والثاني تمثل في معركة جرود رأس بعلبك والقاع ضد «تنظيم الدولة» كيف قرأتي المشهدين؟

• الأحداث التي تحصل تُبرهن جملة أمور، أولها أن دعاية «حزب الله» التي حاول تسويقها لتبرير انخراطه في الحرب السورية منذ سنوات، والتي احتار في توصيفها ورسى في النهاية على ذريعة محاربته للتكفيريين ومنع تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرها من الدخول إلى لبنان، أسقطتها معركة جرود عرسال. فلو كان صحيحاً أنه ذهب لتشكيل حاجز لمنع دخولهم، لما كان هؤلاء نجحوا في التمترس منذ نحو 3 أو 4 سنوات في لبنان بين جرود عرسال وجرود رأس بعلبك والقاع بسبب تعطيل القرار ومنع انتخاب رئيس. ثانيا، معركة جرود عرسال بالطريقة التي جرت بها ظهرت أنها تمثيلية وأنه كان هناك اتفاق مسبق حول مغادرة المسلحين نتيجة حسابات إقليمية. وتبين أن عدد المسلحين الذين خرجوا من جرود عرسال لم يتعد 120 مسلحاً بشهادة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

أما المعركة الفعلية، فهي المعركة التي خاضها الجيش اللبناني ضد تنظيم «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع. ظهر جلياً أن هذا الجيش هو من أكثر الجيوش إعداداً وقدرة، وأنه كانت لديه خطة وحقق انجازات تُحسب له لوحده وبسرعة وفعالية غير مسبوقتين، فيما «حزب الله» مصر بالقوة على التأكيد أنه والنظام السوري يقدمان المساعدة من الجانب السوري ولو كانا على هذه الفعالية كان الأحرى بهما القضاء عليه في سوريا نفسها من دون صفقات مشبوهة؛ إذ ما يلفت النظر كيف أن عناصر تنظيم «داعش»، الذين يُعرف عنهم أنهم لا يسلمون سلاحهم، وهم إما ينتصرون أو يُقتَلون ولكن لا يستسلمون، قد قاموا بتسليم أنفسهم إلى «حزب الله». وكانت الصور التي نشرها الإعلام الحربي التابع للحزب تُظهر ابتسامات عناصر «داعش» واسترخاءها في مشهد مريب يطرح علامات استفهام حول هذا الاستسلام، وحول الصفقات «الحبية المشبوهة». لا يكفي الحزن والغضب على شهداء الجيش الأسرى لدى «داعش»، والشكل الذي انتهت إليه صفقة «حزب الله» مع هذا التنظيم الإرهابي. «حزب الله» كافح لاستغلال قضية العسكريين لإخضاع الحكومة لمشيئته ومشيئة النظام السوري في موضوع إعادة العلاقات وتطبيعها. أمام الاتفاقات والصفقات «الحبية المشبوهة» مع «داعش»، المطلوب تسليم المسؤولين عن خطف العسكريين وقتلهم، ومحاسبة من منع أو تقاعس عن مبادلتهم أنذاك.

ولكن ثمة من ينظر إلى تلك الصفقات على أنها أنهت المعركة بأقل الخسائر؟

  غير مهم. لو أنهم يريدون أن يحاربوهم فعلاً لكانوا حاربوهم دون مهادنتهم ونقلهم إلى دير الزور. تبين أنه عندما يكون هناك جيش يريد أن يحاربهم، يستطيع أن يحاربهم وأن يحسم المعركة. فـ«داعش» نمر من ورق. «حزب الله» اعتمد على «البروباغندا « في حربه لخلق صورة معينة عن قدراته، وليحاول أظهار أن الجيش اللبناني غير قادر وليبرر احتفاظه بسلاحه إلى الأبد، رغم أن الجميع يعلم أن هذا الجيش قادر منذ معركة نهر البارد التي خاضها من دون مساعدة ومن دون سلاح ملائم، واضطر إلى تطوير سلاح قديم ملائم لمعركة نهر البارد الذي كان الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله قد قال يومها أنها خط أحمر.

أما القول إن الجيش لا يتم تزويده بسلاح من أجل مقاتلة إسرائيل، فهذه مسألة أخرى. هناك بيننا وبين إسرائيل اتفاقية الهدنة. نحن غير قادرين على تحرير فلسطين. فلسطين تتحرر على يد أبنائها. المهم أن نحفظ حدودنا، وأن يكون لبنان داعماً معنوياً للفلسطينيين في الأمم المتحدة وكل المحافل الدولية. أيضا، إذا كان سلاح حزب الله لبنانيا حقا وهو يحترم السيادة اللبنانية، فلمَ لا يسلم سلاحه للجيش ويقاتل تحت امرته؟!.

المعادلة الذهبية «جيش وشعب ومقاومة» التي يجهد»حزب الله» وحلفاؤه إلى تكريسها، هي مسألة خلافية في البلد. هل معركة الجيش التي أكد أنه خاضها مع «تنظيم الدولة» من دون تنسيق مع «حزب الله»والنظام السوري يمكن أن تخلق واقعاً جديداً؟

معادلة «جيش وشعب ومقاومة» لم تعد تستقيم، لأن زمن المقاومة انتهى عام 2000. نحن لدينا القرار الدولي 1701 هو الذي يحمي حدود الجنوب، والاتجاه اليوم لأن يمتد القرار لحماية الحدود الشرقية للبنان لأننا نريد أن نحمي كامل حدودنا. وأكبر معترض على ذلك هو «حزب الله». الذي يحترم في الجنوب الخط الأزرق، وهو خضع مع إيران لابعاده عن الحدود التي فرضتها عليه أمريكا وروسيا على تخوم الجولان لحفظ أمن إسرائيل، واليوم يأتي لاستخدام الحدود الشرقية مع سوريا كورقة ضغط بيد إيران والنظام السوري. هذا يندرج ضمن محاولات الاستيلاء على لبنان بالقوة و«البروباغندا» والشعارات. نحن لسنا بحاجة إلى «جيش وشعب ومقاومة» لأن ليست هناك مقاومة. ليتفضل النظام السوري ويقول إن مزارع شبعا هي لبنانية، عندها تُصبح خاضعة لمهام قوات الطوارئ الدولية (اليونيفل)، أو يقول إنها سورية، وعندها لا يعود تحريرها من مهام لبنان.

أنا أرى أن معادلة «جيش ودولة وشعب» التي طرحها رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع معقولة، رغم أن سياسته في الآونة الأخيرة انطوت على مهادنة لـ«حزب الله».

كيف قرأتِ محاولات تأكيد الجيش مرات عدة على أنه قام بالمعركة من دون تنسيق مع «حزب الله» وقوات النظام السوري؟ هل كانت فقط نتيجة ضغوط أمريكية ـ بريطانية ودولية رفضت وترفض أي شراكة بين الجيش وسلاح «حزب الله»؟

في رأيي أن الجيش قال ذلك لأنه فعلاً قام بالعملية من دون تنسيق ولأنه جيش وطني يحمي الدولة اللبنانية. لا أريد النظر من زاوية أن تأكيد عدم التنسيق والمساعدة هو مطلب أمريكي أو دولي. صحيح أن الأمريكيين والبريطانيين يدعموننا ولكني لا أستطيع أن أثق بدعمهم إلى الأبد. أكيد أنهم مع دعم الجيش اللبناني ومع دعم بقاء لبنان، ولكن لا يكفي فقط الاعتماد على الدعم الأمريكي. علينا الاعتماد على أنفسنا لملاقاة هذا الدعم. السؤال إلى أي مدى سيبقى الآخرون يدعموننا إذا كنا نحن غير مهتمين بدعم أنفسنا؟ عدم ملاقاتهم ودعم أنفسنا سيخسرنا دعم الآخرين لنا. من واجبنا كلبنانيين بغض النظر عن الدعم الأمريكي أن نقف خلف الجيش الذي يدافع عن أرض الوطن بوصفه القوة الشرعية الوحيدة الخاضعة لسياسة الحكومة، ومن يريد أن يحارب معه، فليحارب تحت سلطته، لا أن يحارب لحسابه وحساب مشغليه في سوريا والعراق واليمن والبحرين والكويت وغيرها من الدول. نحن بلد محايد ولسنا جيوشاً غازية. والمقاومة إسمها مقاومة لأنها تدافع عن أرض محتلة وليس لأنها تذهب للاعتداء على الآخرين بأي حجة كانت.

  سؤالي ينطلق من قراءة البعض أن لبنان لم يسقط كلياً في الفلك الإيراني بدليل أن حلفاء إيران وعلى رأسهم العهد الحالي هم من أكدوا على عدم وجود شراكة مع سلاح «حزب الله»، وهي شراكة يريد الحزب تكريسها؟

• رئيس الجمهورية والمسؤولون عن البلد يجب أن يكون هذا موقفهم الطبيعي بمعزل عن الضغط الأمريكي. المشكلة أن هناك سلطة تُسلّم البلد لـ«حزب الله» وإيران، ولا يهمها سوى مصالحها. غريبة هذه الاستباحة للبنان. كيف يمكن لمساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري أن يأتي إلى لبنان من دون دعوة ومن دون أن يكون المسؤولون اللبنانيون على دراية بذلك؟ إذا كانت الدولة لا تحمي سيادتها وتحتاج لمن يأتي ويذكرها بأن لديهم بلداً سيداً مستقلاً وأن لديهم جيشاً هو السلطة الشرعية ولا يجب أن تشاركه ميليشيا، فهذا يعني ببساطة أن هناك مشكلة حقيقية. وهذا أمر لا يُطمئن. هل المطلوب أن نجعل القيمين على السلطة سياديين بالقوة؟ وهل يجب على رئيس الجمهورية أن يكون سيداً على البلد بالقوة وبضغط من الأمريكيين؟

ولكن منطق التسوية التي حصلت وأتت بالعماد عون رئيساً للجمهورية كان يتركز على ضرورة إنقاذ ما تبقى من الدولة؟

رهان السياسيين في 14 آذار الذين شاركوا في السلطة وفي التسوية السياسية في البلاد أنطلق من أنهم إذا أتوا بالعماد عون رئيسا للجمهورية، فإنه يمكنهم أن يحدّوا من التصاقه بـ«حزب الله». هذا الخيار تبين أنه لم ينجح أو يغير كثيراً، فالمؤسسات ما زالت متعثرة، والحلف بين عون و«حزب الله» أقوى مما كانوا يظنون. هم اعتبروا أن ذهاب عون إلى السعودية يخلق نوعاً من التوازن تجاه سياسة إيران، ولكن ظهر أن الرئيس لا يستطيع أن يتصرف وفق إرادته، فهو التحق بالحلف وفق شروط محددة. «حزب الله» ومن وراءه لديهم منذ البداية استراتيجية وأهداف واضحة، بينما الطرف الآخر الذي كان يمثل 14 آذار لديه ردود فعل آنية أكثر مما كان لديه سياسة واضحة، فضلا عن ارتباطاته الإقليمية التي تتغير سياساتها وربما يعجزون عن ملاقاتها. مع الأسف هم يتصرفون وكأن البلد ميؤوس منه ويفتشون عن السلطة وكيفية الاستفادة منها. وتحت شعار الديمقراطية التوافقية التي أصبحت ديمقراطية ديكتاتورية واستبداداً توافقياً، اتفقوا على تقاسم مصادر البلد ومقدراته، وقد تركهم الحزب يتقاسمون «الجبنة» التي شاركهم فيها «حزب الله» بقوة، لكنه «المايسترو» ولديه سلاح «مقدس» واستراتيجيا للهيمنة على البلد، وهو يكتشف في الممارسة أن سلطته يمكن أن تكون من دون سقف. نظن أحيانا أن الطبقة السياسية تتصرف وكأننا في سفينة غارقة، حتى أن قراءتهم الإقليمية ليست دقيقة. فهم يتنازلون مسبقاً معلنين الانكسار قبل حصوله وأكثر مما يجب أن يتنازلوا إذا كان صحيحا.

أليس هذا كله انعكاس للخلل في موازين القوى أو ما يستهوي البعض إلى تسميته «الواقعية السياسية»؟

• إذا كان فعلاً هو انعكاس لخلل موازين القوى فليتفضلوا ويتركوا السلطة. وإلاّ فمشاركتهم هي تغطية للخلل ومصلحة. أنا لا أُحمّل المسؤولية لـ«حزب الله» بل للقوى التي كانت تحمل توجهاً سيادياً. هذه القوى بأدائها تكرس الخلل في موازين القوى رسمياً. المعادلة بسيطة: إما شراكة حقيقية تأخذ البلد إلى تكريس السيادة وإما الانسحاب من الحكومة وترك حزب الله يحكم إذا استطاع. لو أن «حزب الله» لا يحتاج إلى توقيعهم لما كان أعادهم للحكومة ولكان طردهم كما سبق وجرب. أنا على قناعة أن «حزب الله» لا يستطيع أن يُسيّر البلد لوحده. لكنهم ببقائهم يغطون مشروعه للسيطرة على لبنان. تواطؤهم لا يؤدي إلى المحافظة على «الستاتيكو» بل سيؤدي إلى تغييرات نوعية على الطريقة الماركسية. إنه يقضم ويقضم ويقضم ويحاول كل مرة أن يحصّل شرعية أكبر. الطرف الإيراني في البلد في حاجة إلى لبنان بما هو عليه نسبياً، إنما بطريقة شرعية، لأنه إذا قام بانقلاب أو وضع يده على البلاد بقوة السلاح أو بالعنف، فالعالم سيعتبر أن إيران احتلت لبنان وهذا له تداعياته ليس فقط سياسية إنما أيضاً ستفضي عاجلاً أم آجلاً إلى نشوء مقاومة ضد هذا الاحتلال.

نحن في مأزق قوامه أن رئيس الجمهورية انتخب من أجل النهوض بالمؤسسات، ولكن المؤسسات ليست فاعلة ما عدا مؤسسة الجيش. والمعضلة اليوم: هل يمكن وقف الانهيار في البلد؟

أنت تدعين إلى انسحابهم من الحكومة؟

• المهادنة يجب ان تتوقف. طالما أن «حزب الله» يستلم الدولة، فلتكن اللعبة مكشوفة. فهم لا يمسكون بخيوط اللعبة وبقاؤهم هو سيناريو خاسر لهم وخاسر للبنان، إلا إذا كانت هناك مصالح مالية من وراء كل ذلك وهو ما يبدو أنه المرجح.

كيف تتوقعين أن يكون عليه واقع الحال مستقبلاً؟

• قبيل الثورات العربية، كان هناك شعور بالفشل وتساؤلات عن الـ «لماذا وكيف»؟ ورفض لما آلت إليه الأوضاع، وحصلت تلك الثورات دون الدخول في تفاصيلها. نحن في حالة شبيهة الآن، تدهّور الأوضاع في لبنان يجعله في حالة غليان. هناك تجمعات ونقاشات وحراك لا من بد من أن يؤسس لشيء جديد، ولا بد أن المراكمة قد تعيد ولادة انتفاضة من جديد شبيهة بما شهدناه في 14 آذار 2015، لا أعرف متى قد يصبح ذلك ممكناً. الانتفاضات أو الثورات تنتج عن تراكمات وانفعالات قوية تتزامن مع «حدث كبير» ربما داخلي أو خارجي يحدث هزة أو صدمة. هذا الحدث قد يكون سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً. وعندئذ من الصعب التكهن بما قد ينتج عنه من حالات قد تكون حالات عنف ومن الصعب إدراك كيفية ضبطها أو لا.

أي مستقبل ينتظر الشيعة سواء في لبنان أو في المنطقة في ظل التأجيج المذهبي الحاصل بين السنة والشيعة؟

• أنا لست مطمئنة لمستقبل الشيعة كمواطنين حقيقيين في بلدانهم. خوفي من أن يدوم الشرخ السني ـ الشيعي لسنوات، في ظل الإسلام السياسي وممارسات إيران المذهبية وتشجيعها لمواطنين شيعة أن يكونوا ضد بلدانهم، من اليمن إلى البحرين إلى لبنان إلى سوريا حيث يعملون على تشييع الناس. هناك إراقة دماء تجري على الأرض بإسم الحسين. هذا معناه أني أقول للسني إن أتباع الحسين يقتلونك، مع أن هؤلاء ليسوا في رأيي من أتباع الحسين. غداً عندما تهدأ المعارك العسكرية، قد يكون هناك نوع من الثأر. كيف سأثق في أن بالمواطن السوري والسني العادي الذي قُتلت عائلته وعُذبت على أيدي عناصر من «حزب الله» وهم شيعة، أو الذي جرى طرده من منزله وأحتُلّ بيته أو جاؤوا بمن يحتله سوف يسامح ويغفر؟ أنا أضع نفسي مكان أولئك الأشخاص، إلى أي حد عليهم أن يكونوا متعالين، أن يكونوا فوق مرتبة البشر كي يسامحوا؟ هناك أناس سوف يسامحون، وهناك من لن يسامح.

هل ما جرى أسس لصراع طويل الأمد لا يمكن احتواؤه؟

• على الأرجح انه أسس لضغائن طويلة. الرهان اليوم هو على استفاقة الشيعة العرب، خصوصا في العراق، وعلى ممارستهم وعلى بعض شخصياتهم التي تبرهن على مواطنتها قبل شيعيتها. والرهان على المرجع الديني السيد علي السيستاني ومواقفه التي لم تكن مع إيران بل كان يقاوم نفوذها وبدعتها بولاية الفقيه. هذا رهان ممكن أن تتنج عنه خطوات إيجابية، إنما عندما أفكر بالمواطن العادي البسيط الذي تَعذّب وتَهجّر، أرى للأسف أن «حزب الله» كان في مقدمة الصورة. وهو لبناني وشيعي أشعر بالأسف. إيران تستغل الشيعة العرب من أجل الهيمنة والسلطة والقوة. وهي استخدمت الدين والمذهب كأداة سياسية.

ماذا مطلوب من الدول العربية؟

• في رأي أن على الدول العربية حيث هناك مواطنون شيعة أن تعطي هؤلاء تمييزاً إيجابياً. أنا هنا لا أتحدث عن إعطائهم فقط كامل حقوقهم وتمثيلهم في السلطة. المطلوب اليوم كبداية أن يتم تغيير الصور الذهنية الموجودة في المجتمع. مثلما نقول عادة أن المرأة تحتاج في البداية إلى «كوتا» لتغيير الصور الذهنية النمطية وإعطائها سلطة كي تقتنع هي أولاً أن لديها سلطة وليقتنع الناس أنها قادرة على ممارسة السلطة. هنا الأمر مماثل. لا بد من إعطاء الشيعة تمييزاً إيجابياً، بحيث تخصص لهم «كوتا» لضمان نجاحهم وممارسة دورهم في السلطة من أجل استعادة ولائهم، ومن أجل طمأنتهم أن هذا بلدهم وأن لديهم فيه سلطة ووجوداً شرعياً مثلهم مثل غيرهم وأن جذورهم فيه وانتماءهم له، وليشعروا أن بإمكانهم أن يمارسوا حقوقهم المواطنية وطقوسهم ويحافظوا على خصوصيتهم الثقافية. هذا الإطمئنان هو ما يجعل الشيعي العربي ملتصقاً ببلده.

على كل نحن العرب نفتقد إلى البراعة في الدعاية التي لدى إيران ولدينا نقص في إعلاء صوت الشيعة العرب المستقلين والمناهضين لسياسة إيران. كما أن العرب والأقليات في إيران مقموعون وليست لديهم حقوق، ولكن ليس لدينا الإعلام الذي يسلط الضوء على ذلك، وحتى أن الشيعة الذين تستخدمهم إيران يعلمون أكثر مني أنهم غير مرحب بهم في إيران ويُنظر إليهم نظرة ازدراء وبأنهم أداة.

 

رعد: التحرير الثاني استنهض كل المنطقة لتعرف مكامن الخطر

الأحد 03 أيلول 2017 /وطنية - اختتمت التعبئة الرياضية في "حزب الله" - منطقة اقليم التفاح، أنشطتها الرياضية الصيفية، برعاية رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وحضور رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح بلال شحادة وعدد من الرياضيين ورؤساء بلديات ومخاتير وجمعيات اهلية واندية رياضية ومكرمين. وقال رعد في كلمة: "التحرير الثاني لم ينقذ لبنان وحسب بل استنهض كل المنطقة وشعوبها لتعرف مكامن الخطر وتتوجه الى معالجة مصادره. نحن استعدنا الارض التي سيطر عليها الارهابيون ولكن لا بد من استئصال المنبع الفكري الذي ينتج امثال الارهابيين الذين صنعوا للانسانية والبشرية في كل مكان ازمة عنف واضطراب وقتل وتهجير وهذه الافكار معروفة المنشأ والمصدر". وختم: "اهلنا يتطلعون الى استثمار التحرير الثاني لتكون لهم مؤسسات دولة ترعى مصالحهم وتقدم لهم الخدمات وتحفظ حقوقهم دون تمييز وظلم وهذا ما يتطلب العزم والارادة، واذا ما توفر هذا الامر يمكن ان نطور مجتمعنا ومؤسساتنا، فيجب علينا أن ننفذ الخطوات الاولى ونؤسس في هذا الاتجاه".

 

قاسم من طورا: لفتح أوسع العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية مع سوريا

الأحد 03 أيلول 2017 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا للشهيدين إبراهيم يوسف حيدر ومحمد عبد الله حرقوص، في حسينية بلدة طورا- قضاء صور، في حضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب عبد المجيد صالح، وعدد من القيادات الحزبية، وفاعليات وشخصيات، وحشد من الأهالي.

وألقى نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم كلمة جاء فيها: "إننا في هذه الأيام تمر ذكرى تغييب الإمام المجاهد السيد موسى الصدر ورفيقيه عن ساحة الجهاد، لأنه كان يمثل رمزا حقيقيا للمقاومة والعطاء والنهوض والوطنية والإسلام، والإمام الصدر هو إمام المجاهدين، وهو الذي أنشأ المقاومة في لبنان، وخرج المجاهدين من مختلف قدراتهم وإمكاناتهم وتوجهاتهم التفصيلية لينعم لبنان اليوم ببركة المقاومة والجهاد، واليوم إذا أردنا أن نقول إن لبنان في خير، فالخير رأسه المقاومة، وإذا أردنا أن نقول إن لبنان قوي، فقوته ترتكز على عنوان المقاومة، وإذا أردنا أن نقول إن لبنان فيه حالة من الاستقرار والأمن، فالدعامة الأساسية هي من المقاومين الشرفاء في المواقع المختلفة، والإمام الصدر كان هو الذي أطلق هذه الصرخة والتدريب للمجاهدين والعنوان الواضح، بأن "شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء، لأن الزخم الذي يتحقق بالإيمان ويحققه المجاهدون في الدرب، هو الذي يوصلنا إلى النتيجة الصحيحة، والحمد الله عندما أيقنا تماما أن هذا الإتجاه هو الصحيح، اتجاه المقاومة والمواجهة وطرد إسرائيل ومن معها، وصلنا إلى نتيجة حاسمة مهمة في ساحتنا، أن اختلطت دماء المجاهدين من أبناء حزب الله وحركة أمل وأبناء كل القوى الذين قاتلوا إسرائيل ومن معها لننعم بهذا الفضل وهذا الانتصار وهذه العظمة التي نحن عليها اليوم".

وأضاف: "ولطالما سمعنا من عدد من المنظرين الذين لم يجدوا لهم محلا في الساحة يقولون، "لماذا تحتكرون تمثيل هذه الطائفة بين أمل وحزب الله"، قلنا من الذي يحتكر، فإننا لا نحتكر بل نقول لكل واحد يريد أن يقنع الناس بأن يعمل بينهم فليتفضل ويعمل، وحتى أن هناك من اضطر للاستعانة بالسفارة الأميركية من أجل أن يأخذوا بعض الإمكانات والمقومات فلم يفلحوا في الدخول إلى ساحتنا، وهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا، وأما مع وجودنا كحزب الله وحركة أمل، فجرت محاولات حثيثة من أجل إبقاء التوتر والخلاف قائما بيننا، ولكن القيادتين سواء من قيادة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حفظه الله، وقيادة رئيس حركة أمل الأستاذ نبيه بري، عملا جاهدين من أجل أن يقللا الفوارق، وأن يكونا معا في ساحة الجهاد، خاصة وأن كل القضايا هي قضايا مشتركة وتهمنا جميعا، وهي محل ألم وأمل بالنسبة إلينا، وبذلك تعززت العلاقة بين حزب الله وحركة أمل بشكل كبير جدا، إلى درجة أن الناس لم يعودوا يميزون، بل يقولوا بأن هذا الفريق يجتمع دائما ويعمل ويسعى دائما، وهذا محل فخر واعتزاز بأننا استطعنا أن نبني حلفا استراتيجيا حقيقيا وسنستمر كذلك، لذا إذا كان البعض ينتظر بأن يكون هناك خطوة في محل ما للخلاف، فإننا نقول لهم، لا خلاف بيننا، بل هناك اتفاق دائم، وعلى كل حال الانتخابات النيابية قادمة وسنكون كحزب الله وحركة أمل في لوائح واحدة في كل لبنان إن شاء الله، وسنتفق معا في الانتخابات، وهذا تعبير عن قناعتنا بأننا نصبح أقوى وننجز أكثر إذا كنا معا، وها نحن اليوم صدمنا اسرائيل بوحدتنا وقسم من السياسيين في الساحة اللبنانية الذين يتألمون لأنهم يرونا موحدين، ويجب أن نحافظ على هذه الوحدة، وأن نعمل على إزالة كل شائبة وتوتر وكل الصغائر البسيطة التي لا قيمة لها، لأننا معا في مواجهة إسرائيل والتكفيريين، ومعا في مواجهة الظلم والإنماء وتمثيل الناس ونصرة الحق ضد الباطل، وهكذا يجب أن نكون دائما إن شاء الله تعالى".

وأردف قاسم: "لقد تغنينا كثيرا بالمعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وظنوا أنها شعار يمكن أن يبدل أو يغير، ولكن لم يلتفتوا إلى أنه ليس شعارا، بل هو توصيف للواقع العملي الذي حصل وعمد بالدم، فلاحظوا كل محطات الانتصار والتوفيق، وستجدونا الجيش والشعب والمقاومة سواء في التحرير أو في مواجهة عدوان تموز أو في المواجهة مع التكفيريين بكل أشكال المواجهة، إذا هذه المعادلة هي سبب لقوة لبنان، ونحن أي الجيش والشعب والمقاومة شركاء في التحرير، وإنكار الآخرين لا يغير من الحقيقة شيئا، وهذا يعني أنه لو بقي أحد يقول إن الشمس في النهار غير ساطعة، فكلامه لا ينفع طالما أنها تؤثر بحرارتها ونورها ويراها الجميع ويشعر بها، بل هو فقط معدوم الإحساس ويريد أن يغير حقيقة التي لا يمكن أن تتغير، ونحن في هذا الإطار قد استثمرنا وسنستثمر التحرير لمصلحة قوة لبنان ووحدته واستقلاله وتكاتف منظومة حمايته عبر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وسنبقى في الميدان ما دام الاحتلال موجودا، وما دام الخطر والتهديد الإسرائيلي موجودين، وسنبقى في سوريا إلى إنجاز كامل المهمة والاطمئنان بتعطيل أهداف التكفيريين والإرهاب الإسرائيلي الأميركي وعودة سوريا إلى شعبها وخياراتها الحرة، ومهما طالت هذه المدة سواء كانت هذه المدة يوما أو سنة أو عشر سنين أو مئة سنة، فنحن نتصرف على أساس الأهداف وأهدافنا واضحة، ونحن نريد سوريا أن تكون حرة مستقلة تختار ما تريد من دون إملاءات، ليرتاح لبنان والمقاومة براحتها، لأننا نشكل قطبا واحدا ومواجهة واحدة، وهذا النصر الساطع كالشمس، أثار قلق اسرائيل، ومن يراجع الصحافة والتحليلات والمقالات الإسرائيلية، يجد أن إسرائيل متوترة جدا بسبب هذا الانتصار، وهي لا تستطيع أن تغيره، ولكنها تصرخ وتنادي، ولكن لا يسمع لها أحد، لأن لا قدرة لأحد أن يسمع لها، وهذا الانتصار هو حلقة من حلقات النصر المتتالية التي ستختتم إن شاء الله بإنهاء داعش والنصرة بعد لبنان من سوريا والعراق، وإذا شاء الله تعالى يمكن أن ينجز هذا الانتصار الكامل خلال أشهر وبسقف سنة إذا بقيت الأمور على هذه الوتيرة التي تسير عليها الآن من تحقيق الانجازات المتتالية في سوريا والعراق كما حصل أيضا من إنجاز عظيم في لبنان".

وتابع: "أقول لشعب المقاومة لا تنزعجوا ممن لا يحب النصر على أيدي الشرفاء، فلن يغير موقفهم شيئا، واعلموا أنهم يموتون كل يوم بغيظهم مئات المرات من حقدهم وآلامهم، فهناك في لبنان من يقبل الاحتلال الاسرائيلي ولا يقبل أن يكون التحرير على أيدي المقاومين، وهم أنفسهم لا يقبلون هزيمة التكفيريين لأنهم يعتقدون أن هذه الوحوش ستتجه إلينا وستقضي علينا، مع العلم أن هذه الوحوش هي بوجههم وبوجه أولادهم وأطفالهم وبوجه جميع الناس البشر، هم يقبلون بكل أخطارهم وإساءاتهم ولا يقبلون أن يكون التحرير على أيدي المؤمنين الشرفاء، ونحن لن نقنعهم أكثر، بل ستسير القافلة، واتركوا الآخرين يصرخون كما يريدون والباقي تفهمونه وتعرفونه.

ونحن في المقابل سعداء ومطمئنين، لأن رؤيتنا كانت صائبة منذ البداية، فقد قلنا بأن اسرائيل لا تخرج من لبنان إلا بالمقاومة، وهم قالوا بأن الدبلوماسية هي الكفيلة بأن تخرج اسرائيل، فبقيت الدبلوماسية 22 سنة ولم تزحزح اسرائيل، وإذ بالمقاومة تقتلع اسرائيل من لبنان وتحقق التحرير عام 2000 كأشرف وأعظم وأول تحرير من نوعه في المنطقة والعالم".

وأضاف: "قلنا أن المشروع في سوريا خطر على سوريا ومحور المقاومة ومستقبل المنطقة، وقالوا بأن المشكلة في سوريا بعض المكتسبات السياسية ومحاولة العمل من أجل أن تعمل القوى المختلفة لتكون شريكة في الحكم، فتبين أن الهدف هو تدمير سوريا وتغيير الاتجاه لتكون سوريا في المقلب الإسرائيلي، ثم عملنا وجاهدنا ورأينا بأم العين كيف احتشد العالم من شرقه وغربه وجمعوا التكفيريين من 80 دولة من دول العالم، ودعموهم بالسلاح والأموال والتسهيلات والإمكانات، حيث كان من الصعب أن تجد بلدا أو جهة تقول لا لهؤلاء، ولكننا قلنا لا ووقفنا كمحور مقاومة، ووقف حزب الله مع محور المقاومة وقاتل وجاهد وضحى وأعطى، وإذ بنا نعيد الأمل بأن تعود سوريا إلى محورها الحقيقي أي إلى محور المقاومة. وكذلك فإنهم قد هولوا على الناس بأن الأزمة في سوريا ستنتقل إلى لبنان وأن لبنان سيتفجر، وقلنا لهم إن لبنان يفجره أبناؤه، ونحن أبناؤه الحقيقيون لا نريد له أن يتفجر وسنعمل على حمايته، وضخوا كلمات ومواقف تنذر بالخطر على لبنان، ولكن ها هو لبنان يقضي ست سنوات ونصف أمام أزمة سورية صعبة ومعقدة، ويبقى مستقرا وآمنا ببركة المجاهدين والجيش والشعب والمقاومة.

أفلا تتساءلون إن كل رهاناتكم فشلت وكل تحليلاتكم أخطأت، وكل عروضكم لم تنجح، وفي المقابل نجحنا وانتصرنا وحققنا آمالا كبيرة والنصر الأخير وليس الآخر بإذن الله تعالى كان بتحرير جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع وهذه المنطقة مما أزاح إمارات التكفير بألوانها المختلفة سواء النصرة أو داعش من لبنان وحدوده بما يطمئن شبابنا وشاباتنا وأهلنا بأنه لن يكون لهؤلاء إمارة بعد اليوم لا في لبنان ولا على حدوده الشرقية".

وقال قاسم: "من المفاخر أن يقاتل الجيش اللبناني ومعه شعبه ومقاومته، وهذا شرف وعزة، فلماذا لا تريدون أن يقاتل الجيش مع المقاومة ومحضونا من هذا الشعب، في حين أن الجيش المعزول عن شعبه لا يستطيع أن يحقق الإنجازات، أما الجيش المحاط بشعبه ومقاومته يستطيع أن يعطي إنجازات كبيرة وكثيرة وهذا ما رأيناه، ولقد أثبت الجيش جدارته في هذه المنظومة المهمة في ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

ولذلك فإننا نتوجه بالتحية إلى الجيش اللبناني الذي لم يصغ إلى التعليمات الأميركية التي أرادت أن تؤجل المعركة مع داعش وأن تمنع حصولها بحجج مختلفة، لكنه خاضها والآن تلاحظون كيف تحاول أميركا أن تعطل المرحلة الأخيرة من التبادل لأنها لا تريد للانتصار أن يحصل ولا تريد داعش أن تخسر وإن ادعت أنها تقوم بعمل ضد داعش ولكن ضمن حسابات ترسمها هي، الحمد الله الذي جعلنا في هذا الموقع ولم تكن الارض اللبنانية لتتحرر بهذه النظافة والجدارة وتحرير هذه المسافات الكبيرة، حيث أن مساحة احتلال التكفيريين للبنان من الجهة الشرقية كانت تصل لحوالى 700 كيلومتر، يعني ثلاثة أرباع المساحة التي كانت محتلة من الشريط المحتل من قبل اسرائيل والتي بلغت وقتها حوالى 950 كيلومترا مربعا، وهذا يعني أن الاحتلال متشابه وبمساحات متقاربة، وبالتالي فإن الانجاز كان كبيرا بالطبع، لأنه خلال ثلاث سنوات تم تحرير هذه المساحة الكبيرة من لبنان وهنا لا نتحدث عن مساحة سوريا من الجهة المقابلة والتي هي آلاف الكيلومترات".

وتابع: "تجدر الإشارة إلى أن كل أركان الدولة والجيش ومن يعرف معنى استرداد الأسرى وتقليل الخسائر والتضحيات كانوا مساهمين ومشاركين في الحل الذي حصل، ولكن البعض ينظر، لأنهم لا يدفعون من جيبتهم فيقولوا لا تدعوهم يخرجون من الجرود، واقتلوهم هناك، فحتى نقتل هؤلاء نحتاج إلى شهداء ويمكن أن يكونوا بالعشرات، فتفضلوا أنتم وقدموا الشهداء وأخرجوهم من الجرود، وقولوا لنا في كل هذه المرحلة من تحرير لبنان من اسرائيل إلى تحريره من داعش وجبهة النصرة ما هي مساهماتكم أنتم المنظرون في القتال والعطاءات، هم فقط يعطون تنظيرا دروسا في كيفية القتال ويقومون بالتحليلات في أنه كيف يمكن للكرامة أن تكون محفوظة، ونحن بحمد الله كرامتنا محفوظة والنتيجة التي وصلنا إليها هي الأفضل ونحن نعلم أنكم مغتاظون ومنزعجون وهذه مشكلتكم، فحلوها أما النصر فهو بيرق مرفوع على لواء لبنان تحت ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".

وختم قاسم: "إننا ندعو كحزب الله إلى فتح أوسع العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية مع سوريا، وفي المقابل فإن البعض يقول نخاف أن تعود سوريا إلينا، وهم انفسهم الذين أحضروها إلى لبنان، وخرجت بعد ذلك، وهي الآن تبحث عن خياراتها ووضعها، فاطمئنوا لا يوجد من سيأتي من سوريا إلى لبنان ولا عودة للمرحلة السابقة، ولذلك فإننا نريد العلاقات معها لمصلحة لبنان. والآن وبحسب معلوماتنا، فإن بعض المتنفذين في لبنان يتصلون بأساليب مختلفة بسوريا، وبعضهم اتصل فينا وقالوا هل تستطيعون ترتيب وضع معين حتى نفتح تجارة أو نصدر الترابة مثلا أو نفتح بعض المجالات الاقتصادية مع سوريا وخاصة أنه في هذه الأيام تحصل فيها أعمال الإعمار، فنسأل هؤلاء، كيف تريدون أن تستثمروا في سوريا وتخجلون من أن تعملوا على فتح العلاقات المشرفة معها وبشكل علني، فنحن حقا نحتاج لأن تذهب بضائعنا إلى سوريا لتمر منها إلى البلدان العربية الأخرى، وهذا مجال اقتصادي مهم جدا، ونحتاج إلى تبادل أمني حتى نواجه العدو الواحد الذي يواجهه البلدان، ونحتاج إلى علاقات حتى نسوي وضع النازحين، أما إذا اعتمدنا على الأمم المتحدة فهي لا تريد إعادة النازحين، وبكل بساطة يعتبرون أن لبنان خزان آمن لورقة النازحين التي يستخدمونها في المفاوضات السياسية عندما يجلسون على طاولة واحدة مع الرئيس الأسد ليبتزوا بهذه الورقة، ولا أحد يفكر انسانيا ولا أنه يريد أن يعطيهم حقوقهم، ولذلك فإننا ندعو إلى فتح العلاقات على أوسع مجال مع سوريا".

 

دو فريج: لاستعادة محاضر مجلس الوزراء لكشف حقيقة ما حصل عام 2014

الأحد 03 أيلول 2017 / وطنية - طالب النائب نبيل دو فريج ب"استعادة محاضر مجلس الوزراء المسجلة بالصوت وعرضها للرأي العام والشعب اللبناني، فيتحمل بذلك كل طرف مسؤوليته، وتكشف حقيقة ما حصل عام 2014". وأعلن في حديث الى "لقاء الاحد" عبر "صوت لبنان 93,3"، أن "أحد الوزراء السياديين وهو وزير الداخلية نهاد المشنوق، طالب بتفكيك مخيم عرسال ووضع اللاجئين بمناطق آمنة في المرحلة السابقة، ولكن أصوات معارضة علت ضد هذه الفكرة". كما اعتبر ان "زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى فرنسا من أهم الزيارات، وستتوج بزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى فرنسا أيضا". وعن المؤتمرات المقبلة، رأى دو فريج أنها "مهمة للبنان وخصوصا تلك التي تخص ملف اللاجئين". وأكد "ضرورة دعم الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية بمعدات تساعدها في ما يسمى بالأمن الاستباقي".