المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 27 شرين الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.october27.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سَأَفْتَحُ فَمِي بِالأَمْثَال، وأُحَدِّثُ بِمَا كانَ مَخْفِيًّا مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم

حينَ أُبَشِّر، أُعْلِنُ الإِنْجِيلَ مَجَّانًا، فلا أَسْتَفيدُ مِمَّا يَحُقُّ لي مِنْ خِدْمَةِ الإِنْجِيل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

السيدة فيرا يمين والذمية الفاقعة/الياس بجاني

سئيل وسقالي وقرد وغزالي/الياس بجاني

هل هذا هو لبنان الرسالة والتعايش والحضارة والعلم/الياس بجاني

في هرطقة واستكبار ادعاء حزب الله على شارل جبور/فيديو حلقة المقابلة التي هي اساس الدعوى القضائية وصور عن مذكرة الدعوى/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو من تلفزيون المر مقابلة الوزير السابق ابراهيم شمس الدين/26 تشرين الأول/17/

بيان صادر عن اللجنة التحضيرية لحركة المبادرة الوطنية بعد اجتماعها الثالث

بيان "تقدير موقف" رقم 66/سيحاسب التاريخ كل من رضخ لشروط حزب الله

14 آذار مستمرون: لاجتماع السياديين لاطلاق مقاومة سلمية للتحرير ورفع الوصاية

تعليقا على احداث الضاحية وغضبها/د.منى فياض/فايسبوك

فارس سعيد: مسؤوليتنا إعادة الأمور إلى مربع الشرعية والدستور

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الى إذاعة الشرق: الثورة الإيرانية هي الأكثر رجعيةً بتاريخ الثورات

النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لإذاعة الشرق الأوسط: كلام روحاني يعبر عن غطرسة إيرانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 26/10/2017

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 تشرين الأول 2017

تغريدة جديدة للسبهان حول حزب الله!

لماذا أباح حزب الله «حي السّلم» للقوى الأمنيّة؟

اجراءات ترامب الثلاث ضدّ حزب الله تجرّ أوروبا وتضغط على المصارف اللبنانية

نزار زكا يتصل بالحريري: لرفع الظلم عني

واشنطن تعول على دور أوروبي فاعل في استراتيجيتها ضد حزب الله

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رئيس الكتائب طرح على بوغدانوف ان تلعب روسيا دور الوسيط لعودة النازحين وترحيب روسي

موجة إهانات لسيّدة حي السلّم... هل كانت تستحق كل هذا؟!

كاغ تختتم مهمتها في لبنان ويتولى مهماتها لازاريني

لقاء قريب بين جعجع وفرنجية

 وزير الخزانة الأميركي يلوّح بإجراءات صارمة ضد «حزب الله» وإيران وأكد في الرياض أن السعودية شريك مهم لمكافحة تمويل الإرهاب

«النواب» الأميركي يقر 4 مشاريع عقوبات على إيران و«حزب الله» وحث الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوات مماثلة

البابا فرنسيس لم يبلغ الحريري القرار لأن الصلاحية لرئيس الجمهورية ورفض الفاتيكـان لابراهيم يوجب دراسـة متأنيــة لملفات السـفراء

أول غيث الحزم الأميركي مع ايران: عقوبات على "حزب الله" و"الحرس" وغموض يكتنف اختفاء اللبنانييـن الـ3 في بغداد وأسئلة عن الخلفيات

القضــاء ينتصــر للقضـاة الاربعـة: بعـد 18 عامــاً و"عصبة الانصار" تحت مجهر العدالة ودعوات لملاحقـة قياداتها

قلق اوروبي من حرب في جنوب لبنان: خوفنا مشروع

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل مستعدة للعمل العسكري لمنع إيران من امتلاك “النووي”

إيران تحكم بالإعدام على طبيب.. والسبب؟

واشنطن: حكم الأسد اقترب من نهايته!

الامم المتحدة: مقتل 3 جنود من قوة حفظ السلام بانفجار لغم شمال مالي

مبادرة مستقبل الاستثمار» تبحث آفاق «حقبة الثروات السيادية» ومسؤولون أكدوا أن السعودية تمتلك أدوات البناء وتحويل الأحلام إلى واقع

واشنطن تعيد مصير الأسد إلى الطاولة

وزير الخزانة الأميركي يلوّح بإجراءات صارمة ضد «حزب الله» وإيران وأكد في الرياض أن السعودية شريك مهم لمكافحة تمويل الإرهاب

انطلاق عملية استعادة القائم آخر معقل لـ"داعش" في العراق

ترمب يضع تعديل الاتفاق النووي الإيراني على رأس أولوياته

"ذي ناشونال إنترست": احتمالات الصراع الاميركي – الروسي تكبر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الضاحية: المشروع والأوهام/حسام عيتاني/الحياة

الحلف المعني الكاثوليكي المتأخر والدور الماروني/عبدالرحيم أبو حسين/الحياة

بين العقوبات والتغيير الميداني/وليد شقير/الحياة

«تفاهمُ معراب» يقع... والسلّاخون كُثُر/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

لبنان وإسرائيل والحرب/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

ما حَقيقة هروب المولوي من «عين الحلوة»/علي داود/جريدة الجمهورية

إسرائيل العادية في بيروت/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الفاتيكان "متوجّسة" من لبنان.. والسبب الماسونية/هيام القصيفي/الأخبار

سوريا الممزّقة بين نموذجين/مصطفى علوش/المستقبل

هل انطلقت المعركة الأميركية الفعلية ضد النفوذ الإيراني/ثريا شاهين/المستقبل

من حبيب الشرتوني إلى حبيب فياض/ميرفت سيوفي/الشرق

عجائبيات «داعش» بين الروس والأميركيين والقوى الإقليمية/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الإرهاب في مصر/د. شملان يوسف العيسى/الشرق الأوسط

عن تفجير مقر المارينز في لبنان وظهور السبهان في الرقة/محمد قواص/العرب

روحاني يكشف وجهه/خيرالله خيرالله/العرب

الصين تكشف عن طموحات قيادية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

قاموس السعودية الجديدة/غسان شربل/الشرق الأوسط

الحرب الممنوعة/أسعد حيدر/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: السياحة تبرز دور لبنان الحضاري وتعزز الصداقات الخازن نقلا عن عون: ما كان مستحيلا إنجازه في قانون انتخابي تحقق سريعا

مجلس الوزراء أقر دفتر شروط التفكك الحراري الرياشي: ملف تلفزيون لبنان على طريق الحل

الوفاء للمقاومة: مطلب الضاحية الجنوبية هو تطبيق القانون ونستهجن التوظيف السياسي والإعلامي الرخيص لما حدث في حي السلم

بري استقبل وزير خارجية المالديف حرب: سأباشر قريبا إطلاق حملة لمكافحة الفساد

فرنجيه استقبل السفير الفرنسي في بنشعي

الرياشي ل "الافكار":سنبقى في الوزارة ونعارض ولكن عندما تتعلق القضية بالمسلمات الوطنية سيكون   خلافنا مع التيار يتعلق بالأداء والمصالحة مع المردة على قدم وساق

المكتب الاعلامي لحاصباني: القوات حريصة على موقع رئاسة الجمهورية وعلى تكريس منطق القانون والمؤسسات

 

تفاصيل النشرة

سَأَفْتَحُ فَمِي بِالأَمْثَال، وأُحَدِّثُ بِمَا كانَ مَخْفِيًّا مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم

إنجيل القدّيس متّى13/من31حتى35/:"ضَرَبَ يَسُوعُ مَثَلاً آخَرَ قَائِلاً: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَل، أَخَذَهَا رَجُلٌ وزَرَعَهَا في حَقْلِهِ. إِنَّهَا أَصْغَرُ البُذُورِ كُلِّهَا، وحينَ تَنْمُو تَكُونُ أَكْبَرَ البُقُول، وتُصْبِحُ شَجَرَةً حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي فَتُعَشِّشُ في أَغْصَانِها». وكَلَّمَهُم بِمَثَلٍ آخَر: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَة، وخَبَّأَتْهَا في ثَلاثَةِ أَكْيَالٍ مِنَ الدَّقِيق، حَتَّى ٱخْتَمَرَ كُلُّهُ». هذَا كُلُّهُ قَالَهُ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ بِأَمْثَال، وبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُم بِشَيء، فَتَمَّ مَا قِيْلَ بِالنَّبِيّ: «سَأَفْتَحُ فَمِي بِالأَمْثَال، وأُحَدِّثُ بِمَا كانَ مَخْفِيًّا مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم».

 

حينَ أُبَشِّر، أُعْلِنُ الإِنْجِيلَ مَجَّانًا، فلا أَسْتَفيدُ مِمَّا يَحُقُّ لي مِنْ خِدْمَةِ الإِنْجِيل

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس09/من13حتى18/:"يا إِخوَتِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يَقُومُونَ بِخِدْمَةِ الهَيْكَلِ يأْكُلُونَ مِنْ تَقْدِمَاتِ الهَيْكَل، وأَنَّ الَّذينَ يُلازِمُونَ خِدْمَةَ المَذْبَحِ يَشْتَرِكُونَ في مَا يُقَدَّمُ عَلى المَذبَح؟ هكَذَا أَمَرَ الرَّبُّ أَيْضًا أَنَّ الَّذِينَ يُبَشِّرُونَ بالإِنْجيلِ يَعيشُونَ مِنَ الإِنْجِيل. أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْتَعْمِلْ حَقِّي في أَيِّ شَيءٍ مِنْ هذَا، ولا كَتَبْتُ بِهذَا لأَحْظَى بِأَيِّ شَيء، لأَنَّهُ خَيْرٌ لي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ يُعَطِّلَ أَحَدٌ فَخْرِي! فإِذَا كُنْتُ أُبَشِّرُ فلا فَخْرَ لي، لأَنَّ ذلِكَ ضَرُورَةٌ مَفْرُوضَةٌ عَلَيَّ، والوَيْلُ لي إِنْ لَمْ أُبَشِّرْ. فإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هذَا طَوْعًا لَكَانَ لي حَقٌّ في الأُجْرَة، ولكِنْ إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُهُ مُرْغَمًا فأَنَا مُؤْتَمَنٌ عَلى وَكَالَة. فمَا هُوَ أَجْري إِذًا؟ هُوَ أَنِّي، حينَ أُبَشِّر، أُعْلِنُ الإِنْجِيلَ مَجَّانًا، فلا أَسْتَفيدُ مِمَّا يَحُقُّ لي مِنْ خِدْمَةِ الإِنْجِيل."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

السيدة فيرا يمين والذمية الفاقعة

الياس بجاني/27 تشرين الأول/17

ربي ارحم آذان وعيون وحواس شعبنا السيادي من ذمية ومسح جوخ ورخص خطاب ومنطق المدعوة فيرا يمين.. ريتها يا رب بتفك عنا وبتهاجر ع إيران.

من يشاهد حلقة نديم قطيش والسيدة فيرا يمين التي اجرتها أمس بولا يعقوبيان من تلفزيون المستقبل..لا وبد أنه يشكك جدياً في انتماء السيدة فيرا يمين لأي شيء لبناني من هوية وثقافة وانتماء وخطاب وتاريخ. السيدة في خطابها المؤيرن 100% وفي مقارباتها الممانعتية المنافقة وفي منطقها الماسح للجوخ الهابط هي نموذج يقتدى به في الذمية الفاجرة واللاحيائية.

 

سئيل وسقالي وقرد وغزالي

الياس بجاني/26 تشرين الأول/17

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

صاحب شركة الحزب.. الشخص ما غيرو المتعالي

يلي داكش السيادة بالكراسي وتحالف مع حليف الملالي

صحافي من ربعو المهضومين وصمنا بالسقالي   

وقال العمى بقلبنا ومن سنة نحنا مركوبين بفكرة رذالي

منقلو يا حبيب القلب ويا صاحب العزة والدلالي 

بعيونك انت هيدا الشخص متل ما القرد بعين امو غزالي

ومنزيد ومنقلو انو انتقاد الشارد لا جريمة ولا عمالي

ولا الشهادة للحق خطية ولا تسمية الأشياء بأسمائها سفالي

يا أخ انت حر مين بتحب تعادي أو توالي

وغيرك كمان عندو نفس الحرية يا شهم يا غالي

 

هل هذا هو لبنان الرسالة والتعايش والحضارة والعلم؟

الياس بجاني/26 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59790

نحترم كل اعراف ومعتقدات كافة الشرائح اللبنانية المذهبية والثقافية والعرقية ولكن ما نراه في الفيديو المرفق لكلام للنائب علي عمار وهو يخاطب السيد نصرالله يبين أن لبنان اليوم بخطر حقيقي حيث التسويق لثقافات وانماط اجتماعية هي غريبة ومغربة عن لبنان الرسالة والتعايش الذي ننتمي إليه ونفاخر به وبحضارته وانفتاحه على العالم

https://youtu.be/kmh3cwgmR6M

بالفيديو.. علي عمّار للسيد نصرالله: أنت حسيننا... وأنا فداء نعلك!

ليبانون فيلز/الخميس 26 تشرين الأول 2017

توجّه النائب علي عمّار للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالقول: "أنا فداء نعلك".

وقال عمّار ردّا على ما حصل بالامس في حيّ السلم: "من يتطاول على عمامة كعمامة السيد نصرالله انما يفرش الطريق امام كلّ العمائم"، مضيفا: "السيد نصرالله نقول انت حسيننا في هذه المرحلة".

وفي الفيديو التالي بعض ممّا قاله النائب عمّار عن الموضوع:

 

في هرطقة واستكبار ادعاء حزب الله على شارل جبور/فيديو حلقة المقابلة التي هي اساس الدعوى القضائية وصور عن مذكرة الدعوى

الياس بجاني/26 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59797

حزب الله وحسب القانون اللبناني هو جماعة اشرار مسلحة يتوجب على قوى الدولة الأمنية اعتقال افرادها والمسؤولين عنها ومحاكمتهم ومصادرة اسلحتهم..

كما أنه وبالقانون اللبناني نفسه يحق لكل مواطن تسببت هذه المجموعة من الأشرار في مقتل أو أذية فرد من أفرادعائلته أكان في لبنان أو خارجه المطالبة بمحاكمتها.

وأما العقلية التي التي ساقت الحزب للإدعاء على شارل جبور على خلفية ما قاله خلال المقابلة التي شارك فيها حبيب فياض مع جان عزيز ع ال OTV فهي عقلية بالية ومن ازمنة بائدة ولت إلى غير رجعة..

وهي عقلية تنم عن ثقافة تعالي واستكبار مرضيين وأوهام وانسلاخ عن الواقع.

إن الله وملائكته لم يوكلوا مجموعة الأشرار هذه لتكون محاميتهم ..

كما أن المجموعة هذه وعملاً بالقانون اللبناني هي نفسها تعتدي على الذات الإلهية بحمل اسم الله وممارسة نقيض كل ما هو إلهي ومقدس من قتل واغتيالات واجرام وإرهاب وغزوات وتنكيل وتهريب وتطول القائمة ولا تنتهي.

عملياً وبالقانون شارل جبور لم يعتدي على الذات الألهية بل هو عبر عن غضبه المحق وعن غضب شريحة كبيرة من اللبنانيين بكلام شعبي مجاز يكرره المواطن اللبناني يومياً عشرات المرات في تعاطيه مع الغير.

ما يجب أن يعيه حزب الله المجموعة من الأشرار قانونياً أن لبنان ليس دولة دينية ولا فيه محاكم ملالوية..

بالقانون نفسه الذي يلتجئ له حزب الله للدفاع عن الذات إلهية ..هو وحسب نفس القانون مجموعة مسلحة من الأشرار وخارجة عنه..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو من تلفزيون المر مقابلة الوزير السابق ابراهيم شمس الدين/26 تشرين الأول/17/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=jOTkcxTY_Dg

 

بيان صادر عن اللجنة التحضيرية لحركة المبادرة الوطنية بعد اجتماعها الثالث

الخميس في 26/10/2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=59794

بيان سياسي

تتفاقم الأحداث والتطورات في لبنان ومن حوله؛ في حين لا يهتم أطراف التسوية في الحكومة اللبنانية إلاّ بكيفية تحقيق الغلبة في الانتخابات القادمة، في ظل قانون عجائبي للانتخاب، لا يفهم أحدٌ بعد كيف يمكن تطبيقه. وبالنظر لبروز الأخطار على السلم الوطني، وعلى مصائر الوطن والنظام، رأت اللجنة التحضيرية لحركة المبادرة إصدار البيان السياسي التالي:

أولاً: التنديد بالتصريح الخطير الذي أدلى به الرئيس الإيراني حسن روحاني، وفيه يعظّم من شأن إنجازات إيران وحرسها الثوري في الجوار العربي، في العراق وسورية ولبنان. وقد أوضح روحاني أنّ هذه الدول صارت مستتبعةً لإيران، بحيث لا يستطيع المسؤولون فيها اتخاذ أي قرارٍ سياسي سيادي بدون موافقةٍ إيرانيةٍ مسبقة. وعلى الرغم مما يعنيه ذلك من تحدٍ للسيادة والكرامة والاستقلالية؛ فإنَّ أحداً من المسؤولين اللبنانيين لم يستدع السفير الإيراني للاستنكار أو للاستيضاح. وهذه مهانةٌ ما بعدها مهانة، ما يستدعي ردود أفعالٍ وطنية وقومية، لكي لا يبقى الصمت والاستسلام سيدي الموقف. بالأمس كان الأمين العام للحزب يقول إنه جندي في جيش الولي الفقيه، واليوم نعلم أن الدول ذاتها صارت تتمتع بالعضوية في محورالغلبة الإيراني.

ثانياً: إنّ هذا الواقع المُزري والمهدِّد لنظام الدولة الوطنية اللبنانية، يستدعي النهوض بمهمة التمييز وإعادة رسم الحدود بين الدولة اللبنانية وحزب السلاح غير الشرعي، وذلك على أساس الشرعيات الثلاث: شرعية الطائف والدستور والعيش المشترك- والشرعية العربية القائمة على نظام المصلحة العربية – والشرعية الدولية المتمثلة بالقرارات الدولية الحافظة لأمن لبنان وبخاصةٍ القرارات 1559 و1701 و1757. إنّ التسوية السياسية التي أتت بهذه الحكومة بعد رئاسة الجمهورية تهدد هذه الشرعيات وتتجاوزُها لصالح إعادة بناء النظام وسياساته بشروط فريقٍ واحد. وهذا أمرٌ لا يستقيم، وما نجحت إجراءات الغَلَبة من قبل في فرض نظام الفريق الواحد، واللون الواحد.

ثالثاً: في ظل حكومة التسوية القائمة تهدَّدَ أمن الحدود الجنوبية للبنان، هذه الحدود المستقرة منذ العام 2006 بفضل القرار الدولي 1701 والقوات الدولية التي حَضَرت بمقتضاه؛ وذلك حين قرر رئيس الجمهورية وبخلاف القرار الدولي، أنّ لبنان ما يزال يحتاج لقوات الحزب، لأنّ الجيش ما يزال ضعيفاً! ثم تهددت حدود لبنان مع سورية حين قرر الحزب الحرب عبرها على الشعب السوري، على مدى أربع سنوات، ثم قرر التصالح مع الإرهابيين وجرَّ وراءه الجيش والسياسيين أخيراً. وقد أنتجت هذه الزعزعة لكل الثوابت، صعوداً في أخطار الحرب على لبنان، حيث تجري التهديدات المتبادلة بذلك من جانب الإسرائيليين والأميركيين والحزب والإيرانيين. ولأنّ التسوية منخفضة السقف؛ فإنّ صوتاً لم يرتفع ضد تجاوزات الحزب على أمن الوطن، كما أنه ما عاد بوسع لبنان الأمل في تضامن عربي أو دولي، بعد أن تخلى المسؤولون اللبنانيون عن ضمانات الشرعيات بأنفُسهم، حين قرروا الاستسلام للإملاءات.

رابعاً: يعاني لبنان من أزمةٍ إقتصادية ومعيشية طاحنة. ولا يبدي أطراف الحكومة أي نيّة جدّية للمبادرة والمعالجة وللخروج من الفساد المستشري. ولذلك فنحن نعلن إدانتنا لعقلية الصفقات والتقاسمات والإجحاف والفساد. ونعلن عن العمل لمكافحة الفساد ولخدمة المواطنين في نظامٍ للعدالة والشفافية والتنمية. فالسيادة ومكافحة الفساد قضيتان مترابطتان، فبقدر ما يستردّ لبنان قراراته السيادية تُفتح الأبواب للإصلاح الاقتصادي ومكافحة تفشي الفساد.

خامساً: نحن أعضاء الهيئة التحضيرية لحركة المبادرة الوطنية، نستنكر أشدَّ الاستنكار، حملة الكراهية الجارية ضد النازحين السوريين.إنّ ثمانين بالمائة من النازحين هم من الأطفال والنساء، ومعظمهم موجودٌ في مناطق معينة. واللبنانيون مجمعون على ضرورة عودة النازحين إلى ديارهم إنما في ظروفٍ آمنة وإلى مناطقهم الأصلية، كما اتفقت حكومة لبنان مع جهات الأمم المتحدة الراعية للنازحين عام 2015. ولكي لا يستمر وزير الخارجية في حملة الكراهية هذه، فلينهض وزيرا شؤون النازحين والشؤون الاجتماعية، وهما الوزيران المختصان، بطرح خطةٍ لمعالجة قضية اللاجئين تُلاقي القانون الدولي، والتوافقات الداخلية. إنّ الهمَّ ينبغي أن يكون: استعادة السوريين لمساكنهم وديارهم وحياتهم في المناطق التي هجّروا منها - وأن تؤدّي الجهات الدولية دورها الفاعل بشأن الضمانات- وأن لا يُستخدم النازحون أحجار شطرنج في ألعاب الانتخابات النيابية.

إستناداً إلى ما تقدّم نحن ماضون في النضال من أجل استعادة الشرعيات الثلاث وتقويتها. والإصرار على حصرية السلاح بيد الدولة، والعمل على مكافحة الاستبداد ومنطق الغَلَبة، من أجل أن يعود لبنان وطناً حراً سيداً مستقلاً.

لقد قررنا في الهيئة التحضيرية أن يكون اجتماعنا الثالث هذا هو الأخير في سياق التحضير للمبادرة. على أن تُعلن المبادرة بيانها التأسيسي وتنطلق في عملها على الأرض قريباً وبدون تأخير.

 

بيان "تقدير موقف" رقم 66/سيحاسب التاريخ كل من رضخ لشروط حزب الله

26 تشرين الأول

http://eliasbejjaninews.com/?p=59761

مع صدور العقوبات الاميركية على "حزب الله" وفي انتظار العقوبات على الحرس الثوري الايراني يترقّب اللبنانيون!

· يترقبون انعكاسات العقوبات على نظامهم المالي والمصرفي.

· لماذا؟

· لأن الحدود بين "حزب الله" واللبنانيين باتت وهمية!

· هل سينجح رياض سلامة في إنقاذ لبنان من خلال إنقاذ قطاعه المصرفي؟

· هل سينجح جوزف عون في إنقاذ الجيش؟

· أسئلة نتركها للأيام القادمة!

تقديرنا

· سيحاسب التاريخ كل من رضخ لشروط "حزب الله"!

· حمى الله لبنان

 

14 آذار مستمرون: لاجتماع السياديين لاطلاق مقاومة سلمية للتحرير ورفع الوصاية

الخميس 26 تشرين الأول 2017 / وطنية - اعتبرت الهيئة المركزية لـ" 14 آذار - مستمرون"، في بيان اصدرته اثر اجتماعها الدوري الاسبوعي، "ان قول الرئيس الإيراني حسن روحاني "أن أحدا لا يمكن حسم اي خيار في سوريا والعراق ولبنان من دون موافقة ايران يشكل اعترافا وقحا بمصادرة ايران للقرارات السيادية للجمهورية اللبنانية من خلال سلاح "حزب الله" الذي يحتل الارض ويصادر المؤسسات الدستورية". واشارت الى "ان سكوت بعض اركان السلطة وتواطئهم مع الاحتلال الايراني للبنان واكتفاء البعض الآخر بتسجيل بعض المواقف الفارغة رفعا للعتب وحفاظا على مواقعهم يعتبر بمفهوم الدستور اللبناني خيانة وطنية تستدعي المحاكمة القضائية والمحاسبة السياسية والشعبية". ورأى المجتمعون "ضرورة ماسة لاجتماع السياديين من قوى وأحزاب وشخصيات مستقلة ومجتمع مدني في أطر تنظيمية وطنية لاطلاق مقاومة سلمية شاملة تحرر لبنان من الاحتلال الايراني وترفع وصاية "حزب الله" عن المؤسسات الدستورية وتحمي لبنان وشعبه من العقوبات العربية والدولية السياسية والاقتصادية التي يتلاحق العمل في عواصم القرار العربي والدولي لاقرارها وفرضها على لبنان".

 

تعليقا على احداث الضاحية وغضبها

د.منى فياض/فايسبوك/26 تشرين الأول/17

ليست غلطة سكان حي السلم وضاحيته انهم صدقوا كونهم فوق الدولة وفوق القانون، فقاموا بحماية حزب الله، اعتقادا منهم انه يحميهم من دولتهم ومن بقية اللبنانيين. فخرق بواسطتهم الاجتماع اللبناني وقسمه وضرب مصلحة الدولة والمواطنين عرض الحائط. ما سمح للدولة الايرانية الاجنبية استباحة سيادة وكرامة لبنان بواسطته. انها غلطة الشركاء من الطوائف الاخرى الذين تواطؤوا معه وشكلوا له الغطاء واستفادوا مثله. فلا تشمتوا بهم ولا تزيدوا في تقسيم المواطنين الفقراء المستَغلّين

 

فارس سعيد: مسؤوليتنا إعادة الأمور إلى مربع الشرعية والدستور

المركزية/26 تشرين الأول/17/ أفسحت التسوية السياسية التي تحكم البلد منذ أكثر من عام المجال أمام فرز سياسي جديد، يعيد التداول بمصطلحات كـ”الموالاة” و”المعارضة”، اللتين غُيّبتا طويلا بفعل مفهوم الديموقراطية التوافقية التي يلجأ إليها الفرقاء عندما تدق ساعات الاستحقاقات الكبيرة.

وإذا كان هذا الاصطفاف واضحا في مجلس النواب، حيث يصنف حزب الكتائب وعدد من المستقلين في خانة المعارضة، فإن الساحة السياسية التي شهدت كثيرا من الحركات المعارِضة للنهج السائد في لبنان، تستعد لولادة “حركة المبادرة الوطنية “، بجهود النائب السابق فارس سعيد والمفكّر رضوان السيد وسواهما من المستقلين. وتهدف هذه الحركة، التي يعقد القيمون عليها اجتماعهم الثالث في فندق “مونرو” عصرا، إلى تصويب بوصلة الأداء السياسي في لبنان، من خلال التركيز على أهمية احترام الشرعية اللبنانية والعربية والدولية، والتصدي لتمدد نفوذ حزب الله في أروقة الدولة.

وفي هذا الإطار، أوضح سعيد لـ”المركزية” أن “الهيئة التحضيرية لاطلاق حركة المبادرة الوطنية تعقد عصرا اجتماعها الثالث. وهذه الحركة هي الأولى- بعد فرط عقد 14 آذار التنظيمي – التي تعود إلى طرح عناوين ترتكز إلى احترام الشرعية اللبنانية المنبثقة من الدستور واتفاق الطائف، إضافة إلى الشرعية العربية المنبثقة من الشرعية الدولية، لا سيما القراران 1559 و1701. وشدد سعيد على أن “من مسؤوليات هذه الحركة أن تؤكد أن استقرار لبنان لن يكون بالخضوع لشروط حزب الله أو فريق أو نفوذ إقليمي معين، بل باحترام الشرعيات الآنفة الذكر. وعلى هذه المبادرة أيضا استعادة النخب السياسية والفكرية والثقافية للمشاركة في صياغة الحياة الوطنية، من خلال الانخراط في إطار سياسي واحد عابر للطوائف، يتجاوز التفسيرات الطائفية ويقدم الأولويات على الحسابات الفئوية والطائفية”. وفي مقابل التفاؤل بعودة الديموقراطية إلى الساحة اللبنانيةِ، على وقع الفرز الجديد، تكثر التساؤلات عن قدرة هذه الحركة على إحداث الخرق المرجو، وعلى الاستمرار في الاضاءة على اعوجاجات الحكم، علما أن عددا من المبادرات المشابهة لم يعمّر طويلا. غير أن سعيد لفت إلى أن “ما يميز هذه المبادرة عن سواها يكمن أولا في خبرة أصحابها الآتين من تجارب سياسية طويلة، والذين يعتبرون- وهم في ذلك على حق- أن لا يمكن بناء بلد بشروط فريق من اللبنانيين، كما لا يمكن للتسوية الراهنة أن تستمر لأن الحدود الفاصلة بين الجمهورية اللبنانية باتت وهمية. بمعنى أن أعداء حزب الله وايران أصبحوا أعداء جميع اللبنانيين، لأن البلاد أصبحت تحت نفوذ طهران. تبعا لذلك، أعتقد أن الحاجة إلى هذه المبادرة هي معيار الحكم على نجاحها واستمراريتها، علما أنها تبتعد عن المعارضة التقليدية المرتبطة بالاحتجاج على أداء الحكومة، لتبلغ إعادة الأمور إلى مربع احترام الشرعية والدستور”.

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الى إذاعة الشرق: الثورة الإيرانية هي الأكثر رجعيةً بتاريخ الثورات

26 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59788

بعض نقاط حديث الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الى إذاعة الشرق ، برنامج الشرق الْيَوْمَ مع ماجدة داغر

تكرار المسؤولين الإيرانيين خاصة الحلقة المحيطة بالمرشد ومؤخراً روحاني انهم صاروا اصحاب القرار في اربع دول عربية ليس إهانة لشعوب هذه الدول وكرامتها فحسب إنما هي تعبير عن تطلعات إمبريالية لكنها إمبريالية كاريكاتورية لان ايران لا تملك مقومات حقيقية خاصة في الاقتصاد لدعم هذه التطلعات٠

يتعمدون إهانة الشعوب العربية لكي يقولوا لشعبهم المسكين ان نظامهم الفاسد يقوم بإنجازات أو لديه إنجازات كبيرة في الخارج ولكن إنجازهم الوحيد هو تجويع وافقار الشعب الإيراني ٠المسؤولين الإيرانيين من اعلى الهرم الى الحرس الثوري عملهم اليومي هو انفاق أموال طائلة على الميليشيات في الخارج وعلى المشاريع المذهبية بينما يقومون بتجويع الشعب الإيراني وأول من يجب ان يستنكر هذا الكلام هو الشعب الإيراني نفسه لان كلام روحاني وامثاله هو خداع للشعب الإيراني المعزول دولياً وعربياً بأنهم اصحاب إنجازات ولكن عملهم هو تدمير الدول العربية ٠دمروا العراق وسوريا واليمن واليوم المساعي ناشطة لتدمير لبنان٠ الموضوع ليس تصدير الثورة لان هذه الثورة هي الأكثر رجعيةً بتاريخ الثورات وليس لديها ما تصدره لأنها نموذج للفساد والاستبداد ٠ايران لا تملك مقومات ما يسمى القوة الناعمة اي النموذج الذي يُحتذى في العديد من الميادين ،هي تقوم على تصدير المذهبية وأسلحة التخريب وبالأخص تخريب النسيج الاجتماعي ٠في لبنان خرّبوا النسيج الاجتماعي، القسم الأكبر من الشيعة يعيشون معزولين٠مشاهد الضاحية البارحة أظهرت كيف ان هذا الانعزال الذي سببه الثنائية المتسلطة أوصل الى الفوضى والتردي والانحطاط٠

من يزرع الفوضى سيحصد الشتائم امام الكاميرا٠حزبي الثنائية تعاونوا على زرع الفوضى في الجنوب والبقاع والضاحية وأخذوا الناس الى خارج الدولة أو خارج مشروع الدولة،أقنعوا الناس انهم قادرون على أخذ محل الدولة ومصادرة دورها بينما هم عملوا على نشر الفساد والفوضى التي تحولت حالة سرطانية تنعكس على البلد كله وبالأخص على بيئة هذه الثنائية٠

سياسة الثنائية الشيعية تقوم على تقديم رشاوي للبيئة الحاضنة : السماح بالزراعات الممنوعة وتجارة المخدرات ومخالفات البناء والمخالفات في الشوارع التي رأينا نموذجاً عنها البارحة في حي السلّم والتعليق على خطوط الكهرباء وغيرها٠

ولكن يتضح الْيَوْمَ ان الثنائية لم يعد لديها ما تقدمه لهذه البيئة والواقع يستمر في التردي والنَّاس في حالة ضيق كبيرة من صعوبات المعيشة ورغم ذلك تعاونت هذه الثنائية مؤخراً في مجلس النواب لإقرار ٢٦ ضريبة دفعة واحدة مع علمهم ان ذلك سيطلق موجة غلاء تزيد الأوضاع تردياً٠

الشيعة في لبنان تعرضوا لأكبر خديعة من الثنائية٠اخذتهم الى خارج الدولة والى تخريب النظام والمؤسسات واليوم يكتشفون انهم غير قادرين على تأمين ابسط المقومات وان الشيعة ليس لهم حماية أو ملاذ الا داخل الدولة وليس بحماية الميليشيات٠

 

النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لإذاعة الشرق الأوسط: كلام روحاني يعبر عن غطرسة إيرانية

http://eliasbejjaninews.com/?p=59788

25 تشرين الأول/17/أما النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، فأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن كلام روحاني «يعبر عن غطرسة إيرانية، تشكل إهانة للشعب اللبناني وكل شعوب المنطقة». ودعا المسؤولين اللبنانيين «وكل من لديه ذرة من الكرامة أن يقاطعوا النظام الإيراني». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أي مسؤول لبناني يلتقي وفداً إيرانياً يكرّس الإهانة للبنان». ودعا رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أن «لا يفكر بزيارة إيران، وأن يقاطع هذا النظام الذي بلغت غطرسته حداً غير مقبول»، مطالباً المجتمع الدولي بـ«وضع حد للهيمنة الإيرانية».

*نقلا عن صفحة بيضون على الفايسبوك

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 26/10/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ليل السبت-الأحد مختلف عن سوابقه ففيه أمطار ورعد وبرق ومعه تأخير الساعة ساعة عملا بالتوقيت الشتوي. وليل الإثنين-الثلاثاء مميز ففيه حوار سبعة مديري اخبار محطات تلفزة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة مرور سنة على توليه مقاليد الرئاسة. ونهار غد الجمعة فيه ايضا مواقف رئاسية خلال حفل بدء السنة القضائية الجديدة.

أما اليوم فكانت فيه جلسة لمجلس الوزراء في السراي الكبير اتفق فيها على إعطاء داتا الاتصالات كاملة للاجهزة الامنية.

واليوم ايضا كانت مواقف لكتلة الوفاء للمقاومة برز فيها رد على العقوبات المالية الاميركية وتأكيد على القانون في الضاحية الجنوبة ودعوة الى إرسال الحكومة مشروع قانون موازنة العام 2018.

وفي موضوع الضاحية الجنوبية التي افتتح فيها اللواء عباس ابراهيم مركزا للامن العام عاد الوضع الى طبيعته والامن الشرعي هو القيم على تسيير الاوضاع اليومية والشاب الذي شتم الامين العام لحزب الله والمدعو علي شمص طلب السماح من سماحة السيد حسن نصرالله وخاطبه بالقول "أنا أخ لك ومستعد للذهاب الى سوريا للقتال إذا أمرتني بذلك".

بداية من مجلس الوزراء والجلسة الطويلة حول النفايات والتفكك الحراري والتي خلا جدول اعمالها من تعيين مجلس إدارة لتلفزيون لبنان ورغم ذلك طرح وزير الاعلام ملحم رياشي الموضوع من خارج جدول الاعمال وأكد ان التعيين سيتم قريبا وطمأن موظفي التلفزيون الى حقوقهم وسيكون غدا يوما طويلا للوزير رياشي لملاحقة المعاملات وتسيير الامور.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

أبعد من جمهورية الموز بمسافات، الجمهورية اللبنانية تبدو في بعض قرارتها وكأنها تتعافى فيما في قرارات أخرى تبدو وكأنها في حنين الى جمهورية الموز. حين يتهم وزير مديرا عاما تابعا له بأنه ينفذ أعمالا مخالفة للقانون متجاوزا صلاحياته ومسؤولياته القانونية ومسببا هدر المال العام كيف يبقيه في مكانه؟ كيف لا يطلب ملاحقته؟ كيف لا يحيله إلى النيابة العامة المالية؟ المقصود هنا الاتهام الذي وجهه وزير الإتصالات جمال الجراح في حق المدير العام لأوجيرو عماد كريدية، والتهمة مخالفة القانون وتجاوز الصلاحيات والمسؤوليات القانونية والتسبب بهدر المال العام.

هذه إتهامات من وزير الى مدير عام فها تتحرك النيابة العامة المالية عفوا للتحقيق في هذه الإتهامات؟ هل تستدعي كريدية للإستماع إليه مثلما إستدعت سلفه عبد المنعم يوسف؟ لم يمض عام على تعيين عماد كريدية وقد جرى ذلك في منتصف كانون الثاني الماضي، حيال هذه الإتهامات بماذا سيرد كريدية؟ وماذا يجري في وزارة الإتصالات؟ وما هي هذه المطحنة فيها التي تطيح مدراء عامين ومستشارين؟ ليطرح السؤال النهائي، من يحكم وزارة الإتصالات؟ وهل قرر الوزير الجراح إستردادها من حكامها الحقيقيين؟ هل يذهب عماد كريدية فرق عملة في صراع الكبار؟ ماذا عن المستشار نبيل يموت الذي أنهيت مهامه مستشارا فعين مستشارا أول؟ أسئلة كثيرة في حاجة إلى تفتيش مركزي وإلى نيابة عامة مالية وربما إلى وزير دولة لشؤون مكافحة الفساد ليعرف ماذا يجري في وزارة الإتصالات.

التفكك في الإتصالات سبق قرار التفكك الحراري في مجلس الوزراء الذي لم ينجح في مهمة تفكيك عقد قانون الإنتخابات الذي لم يكن على جدول الأعمال لكنه إستحوذ على الإهتمام.

أما التفكك الإرهابي اليوم فتمثل في الكشف عن أن المطلوب شادي المولوي بات خارج مخيم عين الحلوة.

ولكن قبل الدخول في تفاصيل النشرة لا بد من التوقف عند التغريدة التي أطلقها الديبلومسي السعودي ثامر السبهان وهذه التغريدة التي تتناغم مع بعض مضمون العقوبات الأميركية الجديدة حيث جاء فيها "لرجم حزب الميليشيا الإرهابي يجب معاقبة من يعمل ويتعاون معه سياسيا وإقتصاديا وإعلاميا والعمل الجاد على تقليمه داخليا وخارجيا ومواجهته بالقوة. هذه التغريدة تلامس أسوار السراي الحكومية فكيف سيجري التعاطي معها؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

وضع لبنان الانجازات الداخلية والاخفاقات جانبا ووقفت قياداته السياسية والمصرفية تترقب الموجة الثانية من العقوبات على حزب الله التي اقرها مجلس النواب الاميركي بالاجماع، وفي انتظار الاليات التنفيذية للقرار، المشاهد الاولية لن تعكس هلعا مما سيحمله، فيما تحدثت مصادر مصرفية عن تطمينات اميركية بأن العقوبات لن تاخذ منحى عشوائيا يضر بالنظام المالي اللبناني، اما حزب الله فاعتبر ان هدف اميركا هو اخضاع لبنان وتطويع شعبه ودعا الى عدم الخوف من الخطوة.

من الامن المالي الى امن المخيمات، فبعد الحكم على عصبة الانصار في قضية القضاة الاربعة سرت معلومات اكدها اللواء عباس ابراهيم عن فرار شادي المولوي من عين الحلوة، ما طرح جملة تساؤلات عن كيفية خروجه.

في الاثناء، جلسة عادية، مجلس وزراء نفاياتي حياتي خرقها الوزير رياشي بطرح قضية تلفزيون لبنان لكنه لم ينجح في حلها الا من زاوية الرواتب لهذا الشهر.

تزامنا، سقطت محاولة تمويل البطاقة البيومترية في لجنة المال بضربتين، رفض تلزيمها بالتراضي وتطيير النصاب.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

عاد الحي إلى سلمه .. وما كان غضبا بالأمس هدأ من روعه وقدم الاعتذار إلى "غبرة صباط السيد" القائد الذي ما ترك ناسه يوما .. الزعيم الذي تشرق من جهته شمس الوفاء .. قالوها عن سابق إصرار بأن خوفهم على رزقهم أفقدهم رشدهم فأساؤوا إلى سيد كانوا قد افتدوه للتو بالدم والروح وقناة الجديد التي كانت حاضرة بواجبها الإعلامي في حي السلم بالأمس كبقية محطات التلفزة حضرت كذلك اليوم الفصل الثاني الذي قدم الاعتذار إلى النعل الذهبي. وإذا كنا قد نقلنا جزءا يسيرا من غضب الأهالي فإن ذلك لن يضع محطة المر وأذرعتها الإعلامية والمحلقات الرديفة في موقع الدفاع عن حقوق أهل الضاحية .. فما تروجه هذه المحطة عن الجديد هو محض افتراء ومع أن قناة الجديد محجوبة عن مناطق عدة فإنها ستبقى أقرب إلى أهل الضاحية من حبل الوريد كلما قالوا كلمة حق ..

والحق اليوم يقال إن سيدهم لم يخذل شبعه .. لم يترك أسراه .. قدم نصف روحه على مذبح الشهادة .. وكانت عينه وقلبه على أهل بيته هذه حقيقة لن تجادلنا فيها قناة تنظر الى هذا المكون من الشعب على أنه خارج على القانون والبرتوكول والولاء ويعيش خارج الكوكب هذا كوكبنا .. وهذه أرضنا وناسنا .. يغضبون فننقل غضبهم من دون إساءة إلى أي من المرجعيات .. يعتذرون فننقل اعتذارهم بأمانة .. يثورون على نوابهم وبلدياتهم ووزارئهم تكون الكاميرا قد واكبتهم من دون أن نغفل عن حقيقة بعضهم المخالفة للقانون والذين لا يحق لهم الاستمرار في المخالفة وأن عليهم تنفيذ ما تطلبه القوى الأمنية. هذا الكلام ورد حرفيا في نشرة الأمس .. ونكرره اليوم بلا أي محاباة لأي جهة أو أي افتئات على أي جهة .. فلماذا تزوير الحقائق واللعب على أوتار وجع الناس؟ وهل أصبحت "آلام تي في" محطة لطبع "اليافطات"؟

نعم أنتم رواد في البيع .. من الانترنت غير الشرعي الى التخابر غير الدولي الى بيع الهوى .. فأكتفوا بهذا القدر الذي يدر عليكم التمويل الذاتي من دون أن تتورطوا في صناعة اليافطات لانها لن تعوض سعرها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

من دون تسجيل مسبق في جدول أعمال مجلس الوزراء، إستغرق النقاش التقني والسياسي، والمالي حول البطاقة البيومترية مع التسجيل في الميغا سنتر وقتا طويلا من عمر الجلسة لامس حدود الساعتين من دون الإنتهاء الى نتيجة بإنتظار بت اللجنة الوزارية في إجتماع وصف بالحاسم يعقد غدا.

وربطا بالإستحقاق جرى خلال الجلسة نقاش مالي حول كيفية نقل الإعتمادات وتأمين المبلغ المطلوب لإجراء الإنتخابات والبالغ حوالي 80 مليار ليرة. وزير المهجرين طلال إرسلان أكد في حديث لل أن بي أن، أن لا عذر لعجز اللجنة الوزارية عن وضع الية تطبيقية لقانون الإنتخاب بعد أكثر من أربعة أشهر، لافتا الى ان هناك من يعطل ويقوم بتطيير ما هو مطروح شغلة ورا شغلة عبر التسويف والتذاكي مرة والتصويت الإلكتروني، وأخرى البطاقة وثالثة التسجيل المسبق.

ومن محاولة تهجير بنود القانون الإنتخابي إلى نزوح اجتماع اللجنة الوزارية الذي كان مقررا حول هذا الملف نحو الإلغاء من دون معرفة الخلفيات والأسباب.

أمنيا وافق مجلس الوزراء على تمديد إعطاء داتا الإتصالات للأجهزة الأمنية لأربعة أشهر إضافية وسط تحفظ الوزير جبران باسيل ووزراء حزب الله، على أن يصار لاحقا لوضع تصور لآلية إعطاء حركة الداتا من دون المس بخصوصية المواطنين.

من عين الحلوة سقط شادي المولوي إلى إدلب ووصل الى مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

لولا موقف رئيس الجمهورية المؤكد إجراء الاستحقاق النيابي المقبل في أيار، وتكراره الإشادة بقانون الانتخاب الجديد، لكان اللبنانيون على يقين بأن ثمة تمديدا إضافيا يحضر له لمجلس 2009 في الكواليس ...

فالعصي التي توضع يوميا في دواليب تطبيق المادة الرابعة والثمانين من قانون الانتخاب الجديد التي تنص على وجوب اعتماد البطاقة الالكترونية، والتذرع بالوقت لإسقاط الإصلاحات واحدا تلو الآخر، إلى جانب التأخير في إطلاق حملات التوعية المطلوبة للناخبين على قانون الانتخاب الجديد، كلها مؤشرات لا تطمئن، علما أن مجريات الجلسة الأخيرة للجنة قانون الانتخاب، وحديث البعض على هامشها عن "طبخة بحص"، اشارة مقلقة تنتظر التبديد في الجلسة المقبلة للجنة غدا... كل ذلك، فيما المشهد الداخلي يعيش إعادة خلط جذرية محتملة للأوراق للمرة الأولى منذ إنجاز التسوية الرئاسية، مسرحها هذه المرة عابر للبحار والقارات، من استراليا إلى بنشعي، والعكس...

غير ان بداية النشرة مع تداعيات ما حصل ليل الثلاثاء في برنامج "بلا حصانة" عبر الـ otv...

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من القائم العراقية الى المحطة الثانية السورية لا قائمة للارهاب الداعشي ولا للرهان الاميركي الاسرائيلي وبعض العربي، فداعش الى زوال وفق طالع الميدان القريب، وقرب الانجاز واضح للجيشين السوري والعراقي وحلفائهما.

ومع سقوط الرهانات التقسيمية في الاقليم بفعل محور مقاوم للمقاومة اللبنانية بصمتها فيه فان الرهان على الفتنة في الساحة اللبنانية فكرة غبية بفعل قناعة اهل المقاومة ووضوح مسارهم المرتد من ميادين الجهاد الى ساحات الرزق الحلال، في بيئة اوصاها قدوتها ان الله الله في نظم امركم، فيما امر الدولة بالحضور ما زال خجولا ولو قربت لتؤدي واجبها فتجني حقوقها.

الدولة مقصرة بالانماء المتوازن، قالت كتلة الوفاء للمقاومة، والاعلام متماد بالتشوية واثارة النعرات البغيضة التي ذهبت هباء، اما ما ينفع الناس فمكث في ارض تعرف مسارها واهلها المؤمنين بقادتهم المقاومين.

واذا ارادت الدولة ان تكون فهي موضع ترحيب وخاصة من اهل الضاحية، قال المدير العام للامن االعام اللواء عباس ايراهيم الذي حضر الى الضاحية مع مركز جديد للامن العام في منطقة الغبيري، وفي جديد التطورات اكد اللواء للمنار ان الوضع مستقر في البلاد وان الارهابي شادي المولوي الذي قد يكون فر من مخيم عين الحلوة لن يغيب عن عين الاجهزة الامنية التي تلاحقه وكل الارهابيين وستجدهم.

سياسيا، لم تجد السلطة بفرعيها الحكومي والنيابي حلا للبيومتري، فجلسة الحكومة اليوم عزفت على اوتار سياسية خلافية لم تصل الى نغمة البطاقة البيومترية وجلسة المال والموزازنة لن تبت بميزانيتها المالية، وبين المواويل التي تغنى على ليلالي البعض فالمؤكد ان الانتخابات في موعدها وبحساب الرئيس نبيه بري مليون بالمية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ما شهده حي السلم والكلام العالي السقف الذي تناول السيد حسن نصر الله استمر في تفاعله شعبيا خصوصا في البيئة الحاضنة لحزب الله وابرز تجلياته في كلام للنائب علي عمار الذي اكد في معرض الدفاع عن الامين العام لحزبه انه فداء لحذاء السيد حسن نصر الله، كما اكد انه لن يسمح بعد الان بالتطاول على عمامة السيد.

وفي سياق الكلام عن القضايا المتصلة بالحزب، تغريدة جديدة لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، وفيها أنه للجم حزب الميليشيا الارهابي، يجب معاقبة من يعمل ويتعاون معه سياسيا واقتصاديا واعلاميا، والعمل الجاد على تقليمه داخليا وخارجيا ومواجهته بالقوة.

وحزب الله الذي يتعرض الى انتقادات قاسية وغير مسبوقة في بيئته الحاضنة كان محور حزمة من العقوبات اقرها مجلس النواب الاميركي الذي اقر ايضا وبالاجماع مشروع القانون لفرض عقوبات إضافية على إيران، بسبب برنامجها الصاروخي كما اقر المجلس عقوبات على كيانات داعمة لبرنامج إيران.

وفي عز الكلام العالي السقف تجاه حزب الله والعقوبات الامركيه عليه وعلى طهران تاكيد لوزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون بعد اجتماعه مع الموفد الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ان حكم أسرة الأسد في سوريا يوشك على نهايته.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 تشرين الأول 2017

النهار

فاخر نائب عوني بأن الأحكام القضائيّة باتت تصدر في العهد الجديد بعدما منح الرئيس عون القضاء ثقته وحمايته.

أبدى الرئيس برّي استياءه من خبر تعيين كريمته فرح مديرة عامة للمغتربين وردّد أنه غير صحيح اطلاقاً.

دعا عدد من القضاة زملاءهم إلى مقاطعة افتتاح السنة القضائيّة والتصدّي لـ"دعوات الجلب" التي صدرت اعتراضاً على التعامل معهم في سلسلة الرتب والرواتب وفي التقدمات.

لوحظ أن محطّة تابعة لتيّار سياسي واسع الانتشار كثفت "تبسيط" كلام الرئيس الإيراني عن لبنان.

المستقبل

قيل إنّ ديبلوماسياً روسياً بارزاً أكد في مجلس خاص أنّ موسكو لن تسير في أي حلّ سياسي للأزمة السورية من دون موافقة المملكة العربية السعودية.

الجمهورية

إستغربت أوساط سياسية كيف أن المسؤولين يتحدثون عن أهمية إقرار الموازنة وهم صرفوا أموالها ولم يتبقَّ من السنة سوى شهرين.

تجري لقاءات بعيدة من الأضواء بين مسؤول كبير وقياديّين في حزب سياسي تربط خصومة علنية بينهما.

نُقِل عن مرجع كبير قوله إن أحد الأحزاب المسيحية يُسرع في تنفيذ خطة إنتخابية بدأت تزرع القلق لدى أحزاب وتيارات يشترك معها في بعض الدوائر.

اللواء

لغز: شكلت مسألة انتخاب المنتشرين مشكلة رئيسية لغالبية أحزاب وتنظيمات 8 آذار؟

غمز: لاحظت جهات معنية ان من مخالب التشكيلات، تعيين بعض القضاة المنفردين، في أقضية ينتمون إليها.

همس: كشف مصدر واسع الإطلاع ان أحد المواضيع التي نوقشت في لقاء كليمنصو الثلاثي، وقف "بعض الانحرافات في العهد".

الشرق

نقلت مصادر سياسية متابعة اجواء الاتصال الاخير، الذي جرى بين الرئيس سعد الحريري ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع لافتة الى ان العلاقات بين الرجلين جيدة رغم اللهجات المرتفعة لـ "القوات" والتهديدات المتلاحقة بالاستقالة من الحكومة.…

ابدت مرجعية سياسية شمالية بارزة عتبها الشديد على رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، الذي بفضل ادائه يقدم خدمة لا تقدر بثمن الى الخصوم التاريخيين لـ "التيارين".

اكد مصدر امني بارز ان الاسابيع المقبلة ستشهد باكورة ترجمة عملية للمحادثات التي اجراها الرئيس سعد الحريري مع القيادات الروسية خلال زيارته الاخيرة، وخصوصا لجهة تعزيز قدرات الجيش اللبناني وعلى كل المستويات.

البناء

يرصد متابعون لمجريات التحالفات الانتخابية في دائرة كسروان ـ جبيل الحركة الكثيفة لخصوم التيار الوطني الحر، حيث تتوالى الاجتماعات واللقاءات والمآدب بين قوى عديدة، لا سيما حزب الكتائب والنائبين السابقين فريد هيكل الخازن وفارس سعيد ورئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، علماً أنّ هؤلاء يستبعدون حتى الآن حزب القوات اللبنانية عن لقاءاتهم...

كشفت مصادر عراقية تابعت لقاءات رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مع المسؤولين السعوديين والأميركيين أنّ الهمّ الأميركي والسعودي كان الدفع باتجاه إنهاء أو تقليص دور الحشد الشعبي تحت شعار تفهّم المرحلة الخاصة للحرب على داعش التي أملت التعايش مع وجود ميليشيا على حساب أجهزة الدولة التقليدية، والاستعداد لدعم خطط التخلص من هذا الوضع مع نهاية داعش، وقالت إنّ العبادي كان حازماً في القول إنّ الحشد الشعبي هو جائزة العراق من الحرب على داعش وأنّ التخلي عنه غير وارد وغير مطروح.

 

تغريدة جديدة للسبهان حول حزب الله!

تلفزيون الجديد/26 تشرين الأول/17/طالب وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان اليوم الخميس، بضرورة التصدي لحزب الله ومعاقبته، والعمل بشكل جاد على تقليمه داخليا وخارجيا ومواجهته بالقوة. وكتب السبهان في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "للجم حزب الميليشيا الإرهابي يجب معاقبة من يعمل ويتعاون معه سياسياً واقتصادياً وإعلامياً والعمل الجاد على تقليمه داخليا وخارجيا ومواجهته بالقوة".

 

لماذا أباح حزب الله «حي السّلم» للقوى الأمنيّة؟

سلوى فاضل/جنوبية/ 26 أكتوبر، 2017

رغم انتهاء الحرب الأهلية منذ العام 1992 وانتظام أمور المواطنين في لبنان وتسلّم السلطات إدارتها الا الضاحية الجنوبية التي ظلت عصية على السلطة الى ان حصلت حادثة حي السلم. اطلق حزب الله حملات توعية عديدة لجمهوره في الضاحية الجنوبيّة، منها ما يتعلق بالأسرة، ومنها ما يتعلق بالبيئة، ومنها ما يتعلق بالسلوك، ومنها ما يتعلق بالمخدرات، وكلها تحت رعاية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الا ان جمهور حزب الله ظل يعتقد انه “سوبر مواطن”. من هنا، استطلعت “جنوبية” رأيين متقابلين، الاول عبّر عنه المحلل السياسي غسان جواد، والثاني لعضو “نداء الدولة والمواطنة” أحمد مطر.

وردا على سؤال عن “سبب افساح حزب الله، بما له من سلطة على منطقة الضاحية الجنوبية، اليوم، وبعد أكثر من عقدين من الزمن، للقوى الأمنيّة بإزالة المخالفات بهذا الشكل الهمايونيّ ودون إنذارات؟

اعتبر غسان جواد أن “القصة ان وضع الضاحية عموما لم يعد يحتمل خاصة ان حزب الله يسعى الى تنفيذ مشروع باسم (ضاحيتي) بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، فحزب الله وحركة أمل رفعا الغطاء عن كل المتجاوزين والمتعدين عن الاملاك العامة، وهو مشروع اعادة الانتظام العام في الضاحية”.

ويضيف جواد “السبب ان علاقة الحزب بالدولة في تطور دائم، حيث بدأت أزمة تظهر بعد خروج السوريين من لبنان في العام عام 2005، وهذه العلاقة في تطور دائم مع الدولة اللبنانية”. ويلفت الاعلامي غسان جواد، القريب من حزب الله الى ان “الشهر الماضي ألقت القوى الأمنيّة القبض على 800 فان وعلى 1200 موتوسيكل غير شرعيين، وذلك لأجل ان تعيش الناس في الضاحية براحة وأمان”. ويؤكد أن “ما حصل أمس في حيّ السلم، هو مع عشرة او عشرين شخص اما عموم الناس فسعداء بالإجراءات”. وردا على سؤال عن سبب عدم اصدار حزب الله، أيّ بيان توضيحي، حول الحادثة، قال جواد: “لا، لا يمكنه اصدار أيّ بيان، ولكن هناك مجموعة مثقفين شيعة ستجتمع اليوم وستصدر بيانا مساءا حول الموضوع”. وعن سرّ عدم التمهيد للموضوع، كما تجري العادة، قال “اليوم تطورت تجربة حزب الله، ويريد تسليم السلطة كافة أمور الضاحية”.

من الجهة الأخرى، يقول أمين سرّ “تجمع لبنان المدني“، وعضو “نداء الدولة والمواطنة” أحمد مطر، أنه “يبدو ان صلاحية الخدمة انتهت، خاصة انهم عيّشوا الناس بحالة انهم فوق القانون، وانهم يتميزون بميزة اضافية عن مواطني بقية المناطق. ويبدو انه هناك صفقة عقارية ما تحت عنوان “ضاحيتنا أجمل”، فتمت عملية الإخلاء دون سابق انذار. وقاموا بما قاموا به”. ويتابع مطر بالقول: “وثمة تحليل آخر يقول ان هناك صراع أجنحة داخل حزب الله وهناك قيادات لها نفوذ ربما ارادت اللجوء الى هذه المسألة ليكون لها دور ما، وفي الحقيقة يجب ان يكون هناك نوع من التمهيد لا أن يتم الاخلاء في مناطق ويترك في مناطق أخرى، ففي خلدة مثلا أعطيّ المخالفون مهلة شهر للاخلاء، اضافة الى الانذارات، فربما يوجد في هذه المحال التجارية اوراقا رسمية او ثبوتية او ما شابه، من يتحمل المسؤولية؟ في ظل وضع اقتصادي صعب. فبهذا التصرف ندفع الناس للانحراف”.

وتساءل أحمد مطر، مختتما كلامه “هل هناك معايير مزدوجة؟ في البداية قلتم عن الناس “يا أشرف الناس”، واحيانا “أنتم تحت القانون”. فهم أفسحوا المجال للناس للقيام بالمخالفات حين أفهموهم انهم “أناس سوبر”. وهم بالاساس يجب ان يكونوا تحت القانون، ولا تزال تجربة المقاومة الفلسطينية ماثلة امامنا فيما عُرف بـ”فتح لاند”. فهل نشهد اجواء استعراضية في مواقع اخرى من الضاحية؟ وهل فتح حزب الله على نفسه باب الاعتراض وكسر التابوهات؟

 

اجراءات ترامب الثلاث ضدّ حزب الله تجرّ أوروبا وتضغط على المصارف اللبنانية

سهى جفّال/جنوبية/26 أكتوبر، 2017

ما هي الإجراءات الثلاث التي صدّق عليها مجلس النواب الأميركي أمس بالكامل؟

يستكمل مشروع تعديل قانون العقوبات الاميركية على “حزب الله” المقرّ في العام 2015 طريقه حتى يصبح حيّز التنفيذ، إذ صادق مجلس النواب الأميركي أمس (الأربعاء) على عقوبات جديدة أكثر شدّة ضد “حزب الله” في نهج تصعيدي تعتمده إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا الملف.

وتم إقرار 3 إجراءات تم التصديق عليها بالكامل، إضافة إلى إجراء رابع سيصوت عليه مجلس النواب اليوم الخميس يتعلّق بفرض عقوبات إضافية على إيران تتصل ببرنامجها للصواريخ الباليستية. وبموجب أول إجراء تفرض عقوبات جديدة على أي كيانات يثبت دعمها للجماعة للحزب، كما يُلزم الرئيس الأميركي إعداد تقارير سنوية في شأن ثروة قياديّي الحزب أو السياسيين المرتبطين به والمتحالفين معه، أماالإجراء الثاني فيفرض عقوبات على إيران وحزب الله لاستخدامهما المدنيين كدروع بشرية. والإجراء الثالث هو قرار يدعو الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف حزب الله تنظيماً إرهابياً. وبعد التصويت أمس، حُوّلت مشاريع القوانين على مجلس الشيوخ، لإقرارها أو تعديلها، ثم يوقعها ترامب.

اقرأ أيضاً: ترامب يبدأ «جردة حساب» مع «حزب الله»

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية حديث خاص مع الدكتور سامي نادر مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية شرح فيه ما الجديد في هذه الإجراءات الجديدة ومدى خطورتها. والجديد بحسب نادر “إعطاء صلاحيات للرئيس ترامب تحديد المؤسسات والمنظمات والهيئات أو الأشخاص الذين يعتبر ان لهم علاقة بالحزب من جهة التمويل وتقديم الدعم أو عبر إتخاد المدنيين كدروع بشرية، إذ ينصّ الإجراء الثالث وكما ورد في التقرير فرض العقوبات على من يحددهم الرئيس وهو ما يعطيه صلاحيات واسعة بتسمية من يريد”.

المصارف اللبنانية

وأشارإلى مدى تغيّر مجرى العقوبات الاميركية وإتخاذها منحا تصعيديا “فكانت في السابق محددة أكثر عبر تسمية المؤسسات المالية التابعة للحزب ومن ثم أصبحت مؤسسات مالية لبنانية ومن ثم عالمية لتتوسع إطارها فيما بعد الجمعيات والمؤسسات الخدماتية والإعلامية “المنار” مؤسسة “الانماء” وتتدرجت حتى أصبحت تشمل أي فرد أو جهة لها علاقة بالحزب وكل من يقررالرئيس الأميركي انه يدعم الحزب، ما يعطيه صلاحية إستنسابية ضمن الإطار الذي يحدده القانون وهو ما يوسّع مروحة ونطاق العقوبات”. والجديد أيضا بالإجراء الثالث بحسب نادر “حث الأوروبيين على إعتبار “حزب الله” منظمة إرهابي وعدم التمييز بين الذراع العسكري والسياسي، ما يؤكّد ليس فقط على القطيعة الأميركية إنما أيضًا الأوروبية”. وتابع “المهم في هذه الفقرة أيضًا هو سد ثغرة كانت تستفيد منها إيران عبر الإفلات من الحصار المفروض عليها. ولفت إلى انه “في حال تجاوب الأوروبيون مع هذا الأمر فانه سينعكس سلبا على لبنان، فعدم التمييز بين الذراع السياسي والعسكري بإعتبارها جميعها منظمة إرهابية يضع علامات إستفهام على مصير الحكومة والمجلس النيابي الذي يعتبر الحزب جزءا فيها من حيث كيفية التعامل مع الدولة اللبنانية وتقديم المساعدات لها وبناء العلاقات معها أيضًا”. إلى ذلك رأى أن هذا الامر “يعكس تغير الجذري في النهج الأميركي الذي كان مبني على سياسة الفصل بين البرنامج النووي والتمدد الإيراني والتطرّف، وبين ما يملكه من أذرعة سياسية وعسكرية، اليوم أصبح هناك في ربط بين جميع الأمور”.

اقرأ أيضاً: إيران والكلام الأميركي السليم والجميل

وعن مدى تأثير هذه السياسات الجديدة سلبا على “حزب الله” ، رأى أنه لا يمكن معرفة هذا الأمر، معتبرا في البدء قد تعلّق ردود فعل متضامنة مع الحزب، إلا أنه عندما تمسّ الأمور جيب المواطن ولقمة عيشه والأمور الحياتية من الطبيعي أن يظهر تململا مثل ما شهدنا أمس في حيّ السلم. ففي أول المرحلة ممكن أن يكون هناك تضامن ولكن عندما تصبح هذه الأمور إضافة إلى ركود إقتصادي، وقطيعة مع الدول العربية وتضييق في الأسواق الخليجية وافريقيا، فانه على المدى الطويل سيؤثر على قاعدة حزب الله وعلى لبنان ككل الذي سيذهب “فرق عملة”. وخلص الدكتور نادر إلى انه على الرغم من التأكيد أن “النظام المصرفي في لبنان سيكون بمأمن عن هذه الإجراءات ولكن هذا الأمر نظريا، اما واقعيا فان أي خطأ صغير قد يهرّب أصحاب الرساميل الذين يبتعدون عن الأخطار بسرعه، وهو أمر في غاية الخطورة لأنه في لبنان لا يوجد سوى القطاع المصرفي قادر على إمتصاص عبء الدين العام وعجز الخزينة جراء التحويلات من الخارج”.

 

نزار زكا يتصل بالحريري: لرفع الظلم عني

المركزية/26 تشرين الأول/17/أعلن المحامي انطوان ابو ديب وكيل نزار زكا أن موكله تمكن "من الاتصال برئيس الحكومة سعد الحريري على الرغم من صعوبة الاتصال وانقطاعه مرات عدة من المصدر". وقال ابو ديب في بيان: "تناول الرئيس الحريري ونزار زكا وضع هذا الاخير وقضية احتجازه والجهود التي يقوم بها الرئيس الحريري بالتنسيق مع رئيس الجمهورية وبالتعاون مع وزير الخارجية اللبنانية. بداية تساءل زكا: لماذا لغاية تاريخه لم يصدر أي بيان رسمي عن الحكومة اللبنانية او مجلس النواب او وزارة الخارجية اللبنانية ولم يتم حتى استدعاء السفير الايراني الى وزارة الخارجية لمساءلته حول اختطاف مواطن لبناني بينما كان يلبي دعوة رسمية الى ايران موجهة من نائبة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والعائلة السيدة مولافيردي حيث استحصل على تأشيرة دخول من السفارة الايرانية في لبنان لهذه الغاية، كما كانت فعلت بلدان أخرى لمواضيع اقل اهمية من اختطاف احد مواطنيها. اضاف زكا:ان هذه الحالة لم تحصل في تاريخنا المعاصر من قبل اي دولة او حتى منظمة ارهابية. وانها لو حصلت مع اي بلد او فريق آخر لكانت "قامت الدنيا ولم تقعد" بخاصة ان نزار زكا بريء ولم يقم خلال زيارته بأي شيء يخالف ايا من القوانين الايرانية. كما تطرق زكا الى تعذيبه النفسي المتواصل ووضع اعتقاله المزري". وتابع ابو ديب: "من ناحيته كان الرئيس الحريري متفهما لوضع نزار زكا وأصر على الاطمئنان الى صحته وأكد له انه يتابع بشكل عملي وحسي قضيته ويطرحها مع كل زائر رسمي ايراني يأتي الى لبنان وانه على ثقة بأن رئيس الجمهورية سوف يطرح موضوع نزار زكا وانهاء هذه المأساة خلال زيارته المرتقبة الى ايران، مؤكدا ان وزير الخارجية لا يوفر جهدا لمتابعة هذه القضية من اجل انهائها واعادة نزار الى احضان وطنه وانه متفائل بأن هذه القضية سوف تنتهي نهاية سعيدة قريبا جدا.وفي نهاية المكالمة شكر نزار زكا الرئيس الحريري على كافة الجهود التي يبذلها لإعادة الاعتبار للمواطن اللبناني وجواز السفر اللبناني بخاصة ان نزار لبناني فقط ولا يحمل اية جنسية اخرى وتم منحه فيزا من خلال سفارة ايران في لبنان على جواز سفره اللبناني، كما شكر نزار زكا الرئيس الحريري على تواصله مع رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وبشكل خاص على اهتمامه ومتابعة المكالمة الهاتفية بالرغم من انقطاع الاتصال مرات عديدة خلالها. وابلغ الرئيس الحريري نزار زكا بأنه سوف يرى ما يمكن ان يفعله من ناحية اصدار بيان رسمي من قبل المؤسسات الرسمية المعنية بوضعه. وأكد زكا من جهته ختاما، بأنه لم يطلب يوما اي طلب من اي من المسؤولين اللبنايين وكل ما يطلبه هو ان تقوم الدولة اللبنانية التي ينتمي اليها بكل فخر بالقيام بواجباتها لترفع الظلم الذي يلحق بمواطن لبناني والا فهذا الظلم قد يطال اي مواطن لبناني في اي بلد، ان لم يوضع حد له وذلك بالرغم من مرور سنتين لغاية تاريخه على اختطافه".

 

واشنطن تعول على دور أوروبي فاعل في استراتيجيتها ضد حزب الله

العرب/27 تشرين الأول/17/يبدو أن دول الاتحاد الأوروبي لم تحسم بعد موقفها من الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران وذراعها حزب الله، وهذا دفع مجلس النواب الأميركي إلى وضع الاتحاد أمام مسؤولياته ومطالبته باتخاذ خطوة بناءة في هذا الصدد لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيعني مواصلة طهران والحزب في خططهم التي لا تستهدف فقط منطقة الشرق الأوسط بل والأوروبيين أنفسهم.

مطلوب رقم واحد

بيروت - تمضي واشنطن قدما في استراتيجيتها لمحاصرة إيران وأذرعها في المنطقة وعلى رأسها حزب الله اللبناني، وهي ترنو إلى دور أوروبي فاعل في هذا الصدد، لإداركها بأن ذلك سيكون له تأثير أقوى في خلخلة أركان الحزب وراعيته.

وللمرة الأولى يطالب مجلس النواب الأميركي علنا وبإجماع، الاتحاد الأوروبي بتصنيف الحزب اللبناني بشقيه السياسي والعسكري تنظيما إرهابيا. وجاء طلب المجلس ضمن حزمة من القرارات تم اتخاذها مساء الأربعاء، ضد حزب الله بغرض تضييق الخناق عليه، وشل تحركاته التي باتت تؤثر بشكل واضح ليس فقط على استقرار منطقة الشرق الأوسط، بل وعلى العالم بأسره.  وسبق أن أدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله ضمن القائمة السوداء، بيد أن واشنطن ترى أن هذه الخطوة غير كافية، وتطالب بتصنيف التنظيم بأسره إرهابيا باعتبار أنه يمارس أعمالا غير قانونية بينها تجارة المخدرات وتبييض الأموال وتهريب الأسلحة عبر أوروبا، مذكرة باعتقال قادة خلية للحزب على صلة بتبييض الأموال وتجارة المخدرات في عملية جرت عام 2016 بتنسيق بين الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا. ووفق قرار الكونغرس فإن إلحاق الحزب ككل بقائمة الإرهاب من شأنه أن يزيد الضغط على قيادته وأعضائه وإصدار مذكرات توقيف بحقهم، وذلك بناء على عمليات سبق أن نفذها الحزب وطالت مصالح أوروبية، بينها تفجير عام 2012 في بلغاريا والحكم على عنصر من الحزب بتهمة التخطيط لعمل إرهابي عام 2013 في قبرص.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج الجناح العسكري للحزب ضمن القائمة السوداء وذلك في العام 2013 على خلفية الهجوم الذي طال سياحا إسرائيليين في بلغاريا.

ويحتاج تصنيف الجناح السياسي لحزب الله ضمن قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية موافقة كل الدول الأعضاء الست والعشرين، ومن شأن الاتفاق على هذا الإجراء أن يفضي إلى حظر أنشطة وتجميد أرصدة للحزب في أوروبا ومنع قياداته من دخول أراضي الاتحاد.

وتقول أوساط سياسية لبنانية إن هذا القرار يبدو من وجهة نظر الأوربيين ليس بالسهولة المطروحة لعدة عوامل، لعل أهمهما أن ذلك قد يقود إلى زعزعة الاستقرار السياسي للبنان.

ومعلوم أن حزب الله هو أحد مؤثثي المشهد السياسي في لبنان، حيث أن له حضورا بارزا في البرلمان، فضلا عن أنه أحد المشاركين في حكومة الرئيس سعد الحريري، وبالتالي فإن إدراج كل الحزب تنظيما إرهابيا قد يعرض كامل المنظومة السياسية في هذا البلد إلى خطر الانهيار، فضلا عن أنه سيربك التعامل الدولي مع لبنان. سبق أن أدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله ضمن القائمة السوداء، بيد أن واشنطن ترى هذه الخطوة غير كافية

ومن الأسباب الأخرى التي تجعل الأوربيين مترددين في الاستجابة للطلب الأميركي هو أن لبعض الدول الأوروبية جنودا داخل قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، وبالتالي أي قرار ضد الحزب قد يعرض هؤلاء للخطر. وسبق أن عارض الاتحاد الأوروبي في أغسطس الماضي طلبا أميركيا-إسرائيليا بإدخال تعديلات على مهام اليونيفيل في جنوب لبنان لتشمل فرض رقابة على حزب الله، وجاء الرفض الأوروبي خشية أن يؤدي ذلك إلى دخول القوات الأممية في مواجهة مع الحزب اللبناني.

وتقول الأوساط السياسية اللبنانية إن الأوربيين على قناعة بأنه لا بد من شل تحركات حزب الله الذي بات يشكل تهديدا أمنيا كبيرا بيد أن أي خطوة في هذا الاتجاه لا بد أن تكون محسوبة بدقة.

ويشير هؤلاء إلى أن البراغماتية التي يتعاطى على أساسها المسؤولون الأوربيون لها تأثيرها في اتخاذ قرار قوي ضد حزب الله، فدول أوروبية من وزن ألمانيا وفرنسا استفادت كثيرا من الاتفاق النووي مع إيران من خلال إبرام عقود اقتصادية ضخمة مع طهران، وبالتالي هذه الدول تبدو حريصة على عدم إثارة الجانب الإيراني وهذا يظهر جليا في الضغط الأوروبي الذي مورس على إدارة الرئيس دونالد ترامب للحيلولة دون انهيار الاتفاق النووي، وأيضا في التردد في اتخاذ قرار حازم ضد الحزب اللبناني.

ومؤخرا صرح الرئيس ترامب “الأوروبيون جميعاً أصدقائي، وهناك تقارب بيننا سواء كان ذلك مع إيمانويل ماكرون (الرئيس الفرنسي) أو مع أنجيلا ميركل (المستشارة الألمانية)، إني فعلا أحبهم، وقد قلت لهم يمكنكم المضي قدماً في جني المال من إيران، لا تقلقوا حيال الأمر، فإيران عندما تشتري التكنولوجيا من ألمانيا أو فرنسا أو غيرهما، فهذه صفقات بمليارات الدولارات، حتى معنا نحن إيران ستشتري طائرات بوينغ، بالرغم من أني لا أعلم ماذا سيحل بهذه الصفقة، سنرى لاحقاً مصيرها.. ولكن عندما تشتري إيران هذه التكنولوجيا من أوروبا فسيكون من الصعب عليهم التعامل مع طهران لاحقاً.. ولكن فيما يتعلق بهل سيدعمونني في استراتيجيتي أم لا أعتقد أنهم سيفعلون”.

ويرى مراقبون أن الدول الأوروبية لا تبدو مستعدة الآن لاتخاذ خطوة وضع كل حزب الله في قائمة الإرهاب، بيد أنها قد تتوصل إلى تفاهمات مع الإدارة الأميركية للضغط على الحزب وإيران للخروج من الساحات الإقليمية وأبرزها سوريا، وربما يتم الاتفاق على وضع شخصيات نافذة في الحزب ضمن القائمة السوداء. ويقول هؤلاء إن هذا يبقى احتمالا بيد أن الثابت هو أن إدارة ترامب ستواصل استراتيجتها لتقليم أظافر الحزب وراعيته، بالنظر للتهديد الذي يشكلانه على مصالحها ومصالح حلفائها في الشرق الأوسط.

وقدّر مجلس النواب الأميركي حصول حزب الله سنويا على 200 مليون دولار في شكل دعم لوجستي ومالي من إيران، إلى جانب امتلاكه أكثر من 150 ألف صاروخ معظمها قادر على بلوغ إسرائيل، إضافة إلى دوره في سوريا بدعم نظام الرئيس بشار الأسد وما تبع ذلك من عمليات تهجير دفعت بمئات الآلاف من اللاجئين إلى الهجرة لأوروبا. وإلى جانب قرار مطالبة الاتحاد الأوروبي بالانضمام إلى استراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة حزب الله، طلب المجلس من الرئيس الأميركي تقديم لائحة خلال 120 يوما تضم أسماء عناصر حزب الله المتورطة في جرائم بينها اتخاذ المدنيين دروعا بشرية والعمل على استصدار قرار بهذا الشأن من مجلس الأمن الدولي، وطلب المجلس في هذا الصدد إدراج أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، وكبار المسؤولين بالحزب وكل من يثبت انتماءه له وكذلك الشركات التابعة والداعمة له وعرض قوائم بتلك الأسماء على الانترنت. أما القرار الثالث، الذي صادق عليه النواب الأميركي فيحدد مفاعيل العقوبات الواجب تطبيقها على حزب الله وضرورة تقديم الوثائق الضرورية لذلك إلى الجهات المعنية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رئيس الكتائب طرح على بوغدانوف ان تلعب روسيا دور الوسيط لعودة النازحين وترحيب روسي

الخميس 26 تشرين الأول 2017/وطنية - عقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لقاء مطولا مع الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون دول الشرق الاوسط وافريقيا ميخائيل بوغدانوف، امتد على مدى ساعتين ونصف وتخلله مأدبة غداء. ورافق رئيس الكتائب الوزير السابق الآن حكيم، وعضوا المكتب السياسي سيرج داغر وفادي عردو.  واكد بوغدانوف "عمق العلاقة التاريخية بين حزب الكتائب وروسيا وتقديره للدور الذي تلعبه الكتائب في لبنان". ووضع رئيس الكتائب بوغدانوف في "جو العمل الذي تقوم به المعارضة اللبنانية من ناحية الدفاع عن سيادة لبنان، والسير بمواجهة اصلاحية في ظل كل الممارسات التي تقوم بها السلطة القائمة في لبنان اليوم". واعتبر ان "الدور الروسي في منطقة الشرق الاوسط مهم جدا، خاصة على صعيد الحفاظ على التعددية في المنطقة".  وشرح "وجهة نظر الحزب بموضوع النازحين، وأهمية وجود خطة واضحة لاعادتهم بأسرع وقت الى سوريا". وسأل عن "إمكانية ان تلعب روسيا دور الوسيط بين لبنان والأطراف في سوريا لعودة النازحين، حفاظا على حياد لبنان الرسمي تجاه الأزمة السورية، وتفاديا للأزمة التي قد تنشأ من جراء التواصل المباشر بين الدولة اللبنانية والنظام السوري. وقد رحب بوغدانوف بالاقتراح، مبديا استعداده لأن تلعب بلاده أي دور ايجابي للتواصل ومساعدة لبنان". واجتمع الجميل مع رئيس الحكومة السابق سيرغي فاديموفيتش ستيباشين، وتم استعراض الأوضاع في لبنان. وشرح له وجهة نظر الحزب وأهمية التعاون بين لبنان وروسيا ودور روسيا في المنطقة.

 

موجة إهانات لسيّدة حي السلّم... هل كانت تستحق كل هذا؟!

هند الملاح/تلفزيون الجديد/26 تشرين الأول/17/وضَع بعض من جمهور "حزب الله" سيّدة من سكان حي السلّم مع الشاب علي عبد الرحيم شمص الذي قام بشتم الامين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله أمس في الخانة نفسها، فتحوّلت الى خائنة وتم التعرّض لها بشتائم وإهانات وهي لم تقم بسوى إطلاق صرخة مستخدمة كلاماً موزوناً ومحترماً. الصحافي غسان جواد كان حاضراً في أحد البرامج التلفزيونية الصباحية لحظة شتم السيّد حسن وفور انتهاء الرسالة المباشرة، أسف لما حصل، مشيرا الى أن الشاب الذي قام بذلك لا يمثّل إلا نفسه. جواد رفض التعليق على الأمر في اتصال مع موقع "الجديد"، لافتا إلى ان هناك أشخاصا هاجموا وأشخاصا قاموا بشتم نصرالله وهو لن يدخل بالرد على اشخاص محددين، "الناس كانوا امس في حالة غضب وانزعاج من التعرض للامين العام لحزب الله ومن الممكن ان يكونوا قد ظلموا هذه السيدة، لكن في المقابل إن النزول الى الشارع والاعتراض على تطبيق القانون كان معيبا، فهذه المخالفات عمرها أكثر من 17 عاما وأكاد اجزم أن اهالي حي السلّم اليوم سعداء بما حصل من ازالة للتعديات".  يتعاون "حزب الله" وحركة امل على مشروع "ضاحيتي"، وهو مشروع سيحول الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت الى منطقة خالية من المخالفات والتعديات ومنطقة منظمة وفقا لجواد، الذي يرى انه من المؤسف ايضا استثمار الموضوع سياسيّا كما حصل أمس. "هناك اشخاص يهاجمون حزب الله ويقولون انه صانع لمحمية وأنه يمنع احدا من الدخول الى الضاحية وتطبيق القانون وعندما قام حزب الله وحركة أمل بهذه المبادرة وسهّلا لمشروع ضاحيتي النموذجي تمت مهاجمتهما"... خاتما بقول شعبي متداول "احترنا يا قرعة من وين بدنا نبوسك!".

 

كاغ تختتم مهمتها في لبنان ويتولى مهماتها لازاريني

الخميس 26 تشرين الأول 2017 / وطنية - أعلن مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ أنها تختتم اليوم مهمتها في لبنان من أجل الانضمام إلى حكومة هولندا في منصب وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي. وعبرت كاغ عند مغادرتها لبنان عن "امتنانها العميق لحكومة لبنان وشعبه بعد مرور ثلاث سنوات من التعاون الممتاز". وقالت: "كان شرف لي أن أخدم في هذا البلد. إن لبنان نموذج للتعايش والتنوع في المنطقة، وأتمنى أن يواصل مساره نحو السلام المستدام والاستقرار والأمن والتنمية". وسيتولى نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان المنسق المقيم والمنسق الانساني فيليب لازاريني مهمات القائم بأعمال مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان حتى إشعار آخر.

 

لقاء قريب بين جعجع وفرنجية

"السياسة الكويتية" - 26 تشرين الأول 2017/عكست المواقف الأخيرة التي أطلقها رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، بعد المسافة التي تفصله عن رئيس الجمهورية ميشال عون، على خلفية الخلافات القائمة بين نائب زغرتا ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، حيث بدا بوضوح وفقاً لما تقوله مصادر نيابية شمالية لـ"السياسة"، إن الخطوط باتت فعلاً أقرب بين فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مما هي عليه بين رئيس "المردة" و"العونيين". وأشارت المصادر إلى أن الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين بنشعي ومعراب آخذة في التطور، بحيث أنه لم يعد مستبعداً ونتيجة لما ستقود إليه هذه الاتصالات، حصول لقاء بين فرنجية وجعجع ربما يسبق زيارة الأول إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية، سيما أن ظروف هذه الزيارة لم تنضج بعد، في ظل استمرار الخلافات بين النائب فرنجية والوزير باسيل. وأوضحت أن دائرة الانتقادات تتسع على الصعيد المسيحي تحديداً لممارسات رئيس "الوطني الحر" في ما يتعلق بالكثير من الملفات، سيما أنه يظهر بوضوح أن باسيل وفريقه السياسي يريدان الاستئثار بكل شيء على الصعيد المسيحي من دون الأخذ بعين الاعتبار، لباقي المكونات، وفي مقدمها حزب "القوات اللبنانية" شريك "العونيين" في "تفاهم معراب" الذي تعرض لاهتزازات قوية جراء السياسة التي يتبعها التيار "البرتقالي" من دون مراعاة للتفاهم السياسي القائم مع "القوات"، التي ترى أن باسيل و"جماعته" يتعاملان معها كـ"تابع" وليس كشريك في التفاهم الذي سهل الطريق أمام انتخاب الرئيس عون رئيساً للجمهورية.

 

 وزير الخزانة الأميركي يلوّح بإجراءات صارمة ضد «حزب الله» وإيران وأكد في الرياض أن السعودية شريك مهم لمكافحة تمويل الإرهاب

الشرق الأوسط/الخميس - 6 صفر 1439 هـ - 26 أكتوبر 2017 /أكد ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأميركي أن السعودية أهم شريك للولايات المتحدة بالمنطقة في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، لافتاً إلى أن دعوة ولي العهد السعودي إلى الانفتاح والاعتدال ستقود المنطقة إلى مستقبل واعد.

وكشف منوتشين عن أنه سيناقش مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة خلال زيارته الحالية اتخاذ إجراءات قوية ضد «حزب الله» ونشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة عبر فيلق الحرس الثوري الداعم للإرهاب والأنظمة. وقال الوزير على هامش مشاركة في منتدى مستقبل الاستثمار المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض: «لقد خصصنا أفرادا وجهات للتعامل مع فيلق الحرس الثوري الإيراني والدعم الإيراني للإرهاب والأنظمة، وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وفي زيارتي سأناقش مع حلفائنا في المنطقة كيف نواجه نشاطات إيران وسنتخذ إجراءات قوية ضد (حزب الله)، لقد أوقفنا ممولين وشبكات لـ(حزب الله) وسنبقى مركزين على إيقاف الدعم للشبكات الإرهابية في أفغانسان مثل طالبان ونعمل على إيقاف قدراتها على الحصول على الأموال محليا وفي الخارج». ولفت وزير الخزانة إلى أن زيارته للرياض جاءت للاحتفال بافتتاح مركز استهداف تمويل الإرهاب الذي تتشارك الولايات المتحدة رئاسته مع السعودية، وتابع: «السعودية أهم شركائنا في المنطقة في مكافحة تمويل الإرهاب، لقد حظرت الجمعيات التي تدعم الإرهاب، وتستهدف أولئك الذين يحصلون المال لـ(القاعدة) و(حزب الله) و(طالبان) و(عسكر طيبة)، وسنستمر مع السعودية... إنشاء المركز خطوة للأمام لنوقف عمليات تمويل الإرهاب للمنظمات الإرهابية».

وشدد الوزير على أن بلاده ستستمر في فرض العقوبات والإجراءات المالية الأخرى مع الجهود القانونية والدبلوماسية والضغوط الاقتصادية لتخفيض العمليات الإرهابية، وأردف: «بعض الجهات تعمل لدعم برنامج كوريا الشمالية النووي وقد فرضنا مجموعة كبيرة من العقوبات على الدول التي تدعمها، كما جمدنا موجودات وحسابات ومؤسسات مالية معروفة تقوم بعمليات مالية مهمة فيما يتصل بكوريا الشمالية وذلك لمنع تدفقات الأموال واستمرارها في برنامجها النووي والصاروخي».

وتابع: «الرئيس ترمب قال بوضوح إننا سنستخدم الأدوات الاقتصادية لمكافحة الأنظمة المارقة والمنظمات الإرهابية، ونركز على تطوير جهودنا والمعلومات الاستخبارية ومصادر المعلومات المالية الأخرى لنستهدف ونوقف تمويل الذين ينفذون ويسهلون الهجمات المميتة وأي نشاطات مزعزعة للاستقرار مع شركائنا في المنطقة وجميع أنحاء العالم، وملتزمون لوقف التمويل غير القانوني الذي يذهب لهذه الشبكات الخطيرة». وأشار السيد ستيفن إلى أن «داعش» حصلت على مئات الملايين من الدولارات من خلال التهديد والاستغلال والتهريب، وكانت جهودنا فاعلة في تقليل قدرات «داعش» ودعوتها لنشر آيديولوجيتها وقدرتها على القيام بعمليات إرهابية. وأضاف: «اليوم (أمس) أعلنت أميركا عقوبات جديدة على ممولين ومسهلين للعمليات الإرهابية في اليمن، وذلك بالتنسيق مع السعودية والإمارات والكويت وعمان والبحرين وقطر، الذين قاموا بعمل إجراءات قانونية ضد هذه المنظمات وهذا جزء مما يحدث في الشرق الأوسط، هذه طريقة متعددة الاتجاهات لمكافحة الإرهاب». وقدم وزير الخزانة الأميركي شكره لنظيره السعودي على جهوده، مشدداً على «أهمية اجتماع الدول الأعضاء لتقاسم المعلومات والدروس التي تعلمناها في مكافحة هذه المخاطر».

وقال منوتشين إن «رؤية السعودية 2030» ستبني مستقبل السعودية فيما بعد البترول، وتابع: «إنه برنامج إصلاحي سعودي طموح يقوده ولي العهد وسينقل تركيز اقتصاد المملكة المستقبلي بالاستثمار في الطاقة الجديدة والتعليم والمهارات التي يحتاج إليها القرن الحادي والعشرون، ومبادرة الاستثمار في المستقبل هو الطريق لنجاح المملكة في المستقبل القصير عبر الإصلاحات التي تم تطبيقها مثل تطوير السوق المالية وتخفيض الدعم وتحسين القوانين، وتقديم الخدمات الحكومية بتأسيس نمو متعدد وأكثر تنوعاً». وأكد وزير الخزانة أن السعودية في موضع جيد لتستفيد من هذه الفرص مع استثمار خاص وعام في التعدين والرعاية الصحية والترفيه وكل أنواع الطاقة واللوجيستيات، وأردف: «إلى جانب الزيادة في قوة العمل وإدراج مزيد من النساء، والاستمرار في تطوير سوق مالية قوية وآمنة، السعودية متميزة. في السنوات القليلة الماضية قامت بالسماح بالاستثمار الأجنبي في السوق المالية، وتجمع معايير دولية في الاستثمار، كما تعمل لإنشاء سوق مربحة محلية لديها احتمالات كبيرة للنمو، وإصلاحات في الطاقة، مع الاستمرار في تقديم الدعم للعائلات السعودية أثناء هذه التغييرات الاقتصادية».

 

«النواب» الأميركي يقر 4 مشاريع عقوبات على إيران و«حزب الله» وحث الاتحاد الأوروبي على اتخاذ خطوات مماثلة

الشرق الأوسط/الخميس - 6 صفر 1439 هـ - 26 أكتوبر 2017 /أقر مجلس النواب الأميركي ثلاثة مشروعات قوانين مهمة لفرض عقوبات على إيران و«حزب الله» تتعلق بفرض عقوبات على برنامج إيران للصواريخ الباليستية ومنع أي تمويل لـ«حزب الله» وفرض عقوبات عليه لاستخدامه المدنيين دروعا بشرية، فيما صوت مجلس النواب لصالح مشروع قانون رابع لحث الاتحاد الأوروبي على إدراج «حزب الله» على قائمة المنظمات الإرهابية. ومنح رئيس الجلسة أربعين دقيقة للنواب للتعليق على مشروعات القوانين، حيث أشار النائب الجمهوري إيد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إلى أن الأربعة مشروعات التي تم إقرارها وساندها نحو 323 عضوا بمجلس النواب، تواجه بقوة تصرفات إيران وتهديداتها ليس فقط للولايات المتحدة، بل أيضا للحلفاء في منطقة الشرق الأوسط.

وحذر رويس في جلسة مجلس النواب التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات مساء أمس، من حصول إيران على قدرات لإطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على حمل سلاح نووي، فيما حث النائب الديمقراطي إليوت أنجل البيت الأبيض على تنفيذ مشروعات القوانين والعقوبات السابقة التي أصدرها الكونغرس ضد إيران، مشددا على أن الكونغرس لن يصمت إزاء تصرفات إيران وتهديداتها للاستقرار وجيرانها بالمنطقة، ولن يصمت إزاء تصرفات «حزب الله» بصفته جماعة إرهابية تمولها إيران، ومساندته للنظام السوري.

وشدد عدد من أعضاء المجلس على ضرورة ملاحقة «حزب الله» ومنعه من الحصول على تمويل وإرسال رسالة قوية لمنع «حزب الله» وإيران من إثارة الفوضى وعدم الاستقرار.

ويوسع مشروع القانون «HR1698» المتعلق بتجارب الصواريخ الباليستية من العقوبات المفروضة على إيران وينص مشروع القانون على فرض عقوبات على الهيئات الحكومية الإيرانية التي تعمل في مجال تطوير ودعم برنامج الصواريخ الباليستية والكيانات الأجنبية التي توفر المواد اللازمة لهذا البرنامج أو تسهلها أو تمولها والأشخاص الأجانب والوكالات الحكومية الأجنبية التي تستورد أو تصدر أو تعيد تصدير الأسلحة المحظورة أو المواد ذات الصلة من وإلى إيران، وفرض عقوبات على الأسلحة التقليدية المتقدمة وأي أعمال تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

ووفقا لمشروع القانون فإنه يتعين على الإدارة الأميركية تقديم تقرير ما إذا كان أي اختبار للصواريخ الباليستية الإيرانية ينتهك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 الصادر بعد إعلان الاتفاق النووي في يوليو (تموز) 2015.

كذلك، يقضي مشروع القانون «HR3329» بعنوان منع التمويل الدولي لـ«حزب الله» لعام 2017، «بوقف الدعم المالي للمنظمة الإرهابية ومقرها لبنان» ويستهدف القانون الحكومات الأجنبية والأفراد والشركات التي تدعم «حزب الله»، إضافة إلى تعزيز العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة سابقا عليه وعلى أذرعه.

ويشير مشروع القانون إلى أنشطة «حزب الله» في «الجريمة المنظمة مثل الاتجار في المخدرات وبيع المعادن والأحجار الكريمة في السوق السوداء لتمويل الأنشطة الإرهابية إضافة إلى مساندة نظام بشار الأسد».

وينص مشروع القانون على أن يتلقى الكونغرس من الإدارة الأميركية تقارير حول الأنشطة غير المشروعة التي يقوم بها «حزب الله» وتمكن المشرعين من استخدام هذه المعلومات بالتقارير لتحسين الأدوات اللازمة لمواجهته.

وبحسب القانون يتعين على الرئيس الأميركي تقديم تقارير حول أعداد المقاتلين والموارد المالية لـ«حزب الله» بشكل دوري. وتقول بعض التقارير إن إجمالي التدفقات المالية التي وفرتها إيران لـ«حزب الله» بلغت 830 مليون دولار.

كما وافق المجلس على تمرير مشروع قانون ثالث يحمل رقم HR 3342 يفرض عقوبات على «حزب الله» لقيامه باستخدام المدنيين دروعا بشرية في انتهاك حقوق الإنسان.

ووافق مجلس النواب على تمرير مشروع قانون رابع (رقم H Res.359) يحمل الاتحاد الأوروبي، على إدراج «حزب الله» على قائمة المنظمات الإرهابية وعدم الفصل بين جناح سياسي لـ«حزب الله» أو جناح عسكري، بل تعيين «حزب الله» بكل ميليشياته منظمة إرهابية.

وطالب مشروع القانون بمزيد من التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في إحباط أنشطة «حزب الله» وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين أجهزة الشرطة والأمن لتسهيل تعقب الإرهابيين والمقاتلين الأجانب وإلقاء القبض عليهم وملاحقتهم قضائيا.

وبعد تمرير مجلس النواب القوانين الأربعة، يتعين على مجلس الشيوخ الموافقة ثم إرسال القوانين إلى الرئيس ترمب للتصديق عليها لتصبح قوانين سارية.

ومنذ العام الماضي عمل مجلس النواب الأميركي على صياغة مشروعات القوانين الأربعة «غير النووية».

ويعمل مجلس الشيوخ الأميركي منذ إعلان ترمب رفض التصديق على الاتفاق النووي الإيراني على تشريع يتعرض للأنشطة النووية الإيرانية والاتفاق الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لمعالجة العيوب المتعلقة بقدرة إيران على متابعة بعض جوانب برنامجها النووي بعد مرور ما يقرب من عشرة إلى خمسة عشر عاما من سريان الاتفاق فيما يعرف باسم «غروب الشمس»، إضافة إلى قدرات تطوير أجهزة الطرد المركزي والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش أي موقع بما في ذلك المواقع العسكرية.

وقد تسربت معلومات حول مسودة التشريع الجديد بمجلس الشيوخ، حيث أشارت عدة مصادر داخل الكونغرس إلى سعي المشرعين لوضع شروط صارمة جديدة للاتفاق النووي مع إيران. وتقول المصادر إن تلك الشروط تتضمن إعادة العقوبات ضد إيران إذا أقدمت طهران على إجراء تجربة صاروخ باليستي قادر على حمل رأس حربي أو منعت المفتشين النوويين من دخول أي موقع سواء كان عسكريا أو مدنيا.

ويعمل المشرعون على تعديل بعض بنود في قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 وهو القانون المعروف باسم INARA ويستهدف المشرعون إعادة فرض العقوبات ضد إيران تلقاءها - التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي - إذا ما اعتبرت إيران قادرة على تطوير سلاح نووي خلال عام. وتوسع مسودة التشريع نطاق تقييم يتعين على الإدارة إصداره بشأن التزام إيران بالاتفاق لتضيف عوامل متعلقة بقضايا من التجارة إلى ما إذا كانت إيران تستخدم الطائرات التجارية المرخصة في الولايات المتحدة لأغراض الطيران غير التجاري.

ويجري إعداد مسودة التشريع منذ 13 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي عندما أعلن ترمب أنه لن يصدق رسميا على أن طهران ملتزمة بالاتفاق النووي الدولي، ودعا الكونغرس إلى صياغة تشريع لتشديد شروط الاتفاق.

 

البابا فرنسيس لم يبلغ الحريري القرار لأن الصلاحية لرئيس الجمهورية ورفض الفاتيكـان لابراهيم يوجب دراسـة متأنيــة لملفات السـفراء

المركزية/26 تشرين الأول/17/تتناقل الاوساط الديبلوماسية، خبر رفض قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس اعتماد السفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي جوني إبراهيم. وفيما يعترف عدد كبير من السفراء بتمتع ابراهيم بالميزات التفاضلية التي تضعه محط تقدير وكفاءة، يشددون على ضرورة درس ملف كل ديبلوماسي بدقة قبل ترشيحه في البلد المضيف، لا سيما الاخذ في الحسبان عراقة الفاتيكان وخصوصياتها السياسية والدينية. وفي هذا الإطار، اكد سفراء لـ"المركزية" ضرورة ان يكون هناك حرص لبناني على ابقاء العلاقة مع الحاضرة الرسولية على قدر عال من التميز، وبالتالي لا يمكن التخاطب معها بما يثير الحساسيات، او يمس بالقيم الروحية لدولة الفاتيكان . ويستحضر هؤلاء قصة رفض الفاتيكان طلب اعتماد السفير سمير مبارك كونه مطلّقا وقد جاء طلب الاعتماد آنذاك من دون معرفة خلفية السفير، علما ان الطلاق لا ينسجم مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية.ولفتت الاوساط الى الاسلوب الرفيع الذي يعتمده الفاتيكان في التخاطب مع الدول، مستبعدة ان يكون البابا ابلغ رئيس الحكومة سعد الحريري صراحة رفضه ابراهيم، لعلمه تماما ان ذلك من صلاحيات رئيس الجمهورية.

 

أول غيث الحزم الأميركي مع ايران: عقوبات على "حزب الله" و"الحرس" وغموض يكتنف اختفاء اللبنانييـن الـ3 في بغداد وأسئلة عن الخلفيات

المركزية/26 تشرين الأول/17/يتّسم قانون العقوبات الجديد الذي صادق عليه الكونغرس الاميركي أمس بالاجماع، ضد "حزب الله" لتجفيف منابع تمويله، بـ"صرامة" أكبر حيال المنظمة المصنّفة إرهابية في الولايات المتحدة، مقارنةً بنسخته الاولى التي أبصرت النور عام 2015. فالمشروع الذي وضعه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا أد رويس، يطرح خطوات جديدة لتطويق التمويل "الدولي لـ"الحزب"، تطال اي فرد او مجموعة توصل الامدادات اليه، حيث تستهدف "الأنظمة التي توفر له الدعم المادي أو المالي الكبير، بالإضافة الى الأشخاص الأجانب الذين يساعدونه في جهود جمع التبرعات أو التجنيد"، كما انها تصيب "أي شخصية سياسية أجنبية رفيعة في حزب الله، أو مرتبطة به، أو تقدّم دعماً كبيراً له" يحددها الرئيس الاميركي، علما ان المشروع يطلب من الاخير أيضا "تقديم تقرير علني عن تقديرات الولايات المتحدة لصافي القيمة لدى "حزب الله" أو السياسيين المرتبطين به والمتحالفين معه". في الموازاة، يطرح المشروع في إحدى فقراته "إلغاء أو رفض التأشيرات للمتورطين في نشاط حزب الله في المنطقة، ومن بينهم المحامون والمحاسبون والشركاء التجاريون ومقدمو الخدمات والسياسيون الذين يسهلون أو يفشلون في اتخاذ تدابير لمكافحة التمويل غير المشروع لحزب الله ضمن ولاياتهم القضائية". الا ان الادارة الاميركية الجديدة المصرّة على تقليم أظافر ايران وأذرعها في المنطقة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، لم تكتف بالعقوبات المذكورة لترجمة عزمها على محاربة طهران "عمليّا"، بل أقرّ مجلس النواب أيضا مشروع قانون آخر لـ"معاقبة حزب الله ومسؤوليه على استخدامهم غير المشروع للمدنيين العزل دروعاً لحمايته"، وقانونا ثالثا مخصّصا لـ"حضّ الإتحاد الأوروبي على تصنيف حزب الله بكامله منظمة إرهابية وزيادة الضغط عليه وأعضائه" وعدم الفصل بين "جناح سياسي" و"عسكري" لدى "حزب الله". وفي وقت يتوقّع ان يصوت الكونغرس اليوم على مشروع قانون رابع يفرض "مزيداً من العقوبات على الحرس الثوري الإيراني وبرنامج إيران للصواريخ الباليستية"، ستُرسَل رزمة القوانين هذه، التي يمكن وصفها بأول غيث التشدد الاميركي، إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليها، على ان تُحال فوراً الى الرئيس الأميركي لتصبح نافذة، فيما بات مرجّحا ان تتبناها الدولُ الخليجية وربما أيضا الاتحاد الاوروبي، ما سيعقّد أوضاع "الحزب" و"الحرس" المالية والعسكرية في المنطقة، بحسب المصادر. وسط هذه الاجواء، برز أمس نبأ اختفاء 3 لبنانيين في العراق هم عماد خطيب ونادر حمادة وجورج بتروني، لدى وصولهم الى بغداد في 22 الجاري. وفيما تضاربت المعلومات في شأن القضية، بين من اعتبرهم موقوفين وبين من أشار الى انهم تعرّضوا للخطف، لم تُصدر السلطات العراقية أو اللبنانية أي موقف يقطع الشك باليقين ويساعد في معرفة حقيقة ما جرى، علما ان "الداخلية" اللبنانية استعجلت ارسال وفد الى بغداد لمتابعة الموضوع بعد ان اتصل الوزير نهاد المشنوق بنظيره العراقي. وقد ارتفع الغموض الذي يكتنف الملف أكثر، مع دعوة وزارة الخارجية اللبنانية "وسائل الاعلام الى التزام المعايير المهنية بما يتناسب ودقة الحادثة". واذ تفيد معلومات "المركزية" ان خطيب رجل أعمال من شبعا، يملك شركة مقاولات وتعهدات، وهو كان في طريقه من اربيل الى بغداد مع رفيقيه، للعودة الى بيروت عندما اختفوا، تسأل المصادر عن توقيت الحادثة، وهل لها ارتباط مباشر او غير مباشر بصدور قانون العقوبات الاميركية في حق حزب الله.

 

القضــاء ينتصــر للقضـاة الاربعـة: بعـد 18 عامــاً و"عصبة الانصار" تحت مجهر العدالة ودعوات لملاحقـة قياداتها

المركزية/26 تشرين الأول/17/ قال القضاء اللبناني كلمته فاتهم "عصبة الانصار" باغتيال القضاة الاربعة في صيدا عام 1999 في قرار طال مؤسس العصبة أحمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ"أبو محجن" وعضو مجلس الشورى في العصبة، محمود حسين مصطفى الملقب بـ"أبو عبيدة" والقياديين ابراهيم جمال لطفي، وسام حسين طحيبش، حسين محمد شاهين، جهاد عويدات السواركة الملقب بـ"أبو همام" وغيرهم. 18 عاما كانت خلالها هوية الجناة في قضية اغتيال كل من الرئيس الاول لمحكمة استئاف لبنان الجنوبي القاضي حسن عثمان، المستشار لدى محكمة استئناف الجنوب القاضي عماد شهاب، رئيس الغرفة لدى محكمة الدرجة الاولى في الجنوب والمستشار بالاستئناف القاضي وليد هرموش، والمحامي العام لدى النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب القاضي عاصم بوضاهر، مجهولة، وأهالي القضاة والجسم القضائي بانتظار انتصار العدالة. ولكن صدر القرار وإن متأخرا وأعاد الحق الى القضاة الذين استشهدوا تحت قوس المحكمة برصاصات غدر من نافذتها. وتعليقا على القرار، قالت مصادر أمنية لـ"المركزية" إن "القرار يعني منع التعاطي مع العصبة، التي ثبت تورطها في الجريمة"، داعيا الى "حظر نشاطها وملاحقة قيادييها المطلوبين وغير المطلوبين للتوسع في التحقيق معهم حول علاقتهم بعملية الاغتيال"، داعيةً "المكونات الفلسطينية الاسلامية والوطنية في عين الحلوة الى مراجعة علاقتهم بالعصبة، وهي التي كانت تدعي أنها أساس القوى الاسلامية في المخيم وصلة الوصل بينها وبين الدولة اللبنانية، ولعبت دورا أساسيا في تسليم الارهابي خالد السيد للامن العام. لكن الوضع اختلف اليوم، ويجب أن تدرج أسماء قياداتها على لائحة المطلوبين في المخيم لتنفيذ حكم القضاء بحقهم". وأشارت مصادر فلسطينية الى أن "القرار، ويلغي دور العصبة كمدوزن للعلاقات الفلسطينية في المخيم رغم وقوفها في كثير من الاحيان الى جانب المطلوبين المتوارين وخاصة بلال بدر، أسامة الشهابي، هيثم الشعبي وغيرهم"، مشيرة الى أن "قرار القضاء سيترك تصدعات في بنية "العصبة" وجسدها وهي التي كانت تشكل الفصيل الثاني في المخيم، الامر الذي سينعكس إيجابا على نفوذ كل من "حماس" و"فتح" اللتين ستتنازعان على موقع القيادة"، لافتة الى أن "العصبة ومنذ أسبوع تقوم بجولات على فاعليات المخيم للبحث في ملف المطلوبين والتقت معظم الاطراف لترتيب البيت الفلسطيني برمته والتنويه بالمصالحة بين "فتح" و"حماس"، مشيرة الى أن "القيادي في العصبة أبو عبيدة مصطفى الذي ذُكر اسمه كمشارك ومخطط لاغتيال القضاة هو الذي ترأس الوفود وتكلم باسم العصبة".

وفيما لم يصدر أي تعليق حتى الآن عن العصبة، شهد المخيم المزيد من الاتصالات بين مكوناته لتجنيبه أي منزلق خطر جديد والتأكيد على الاستعداد للتعاون مع الدولة بشأن المطلوبين وتصنيفهم. وقالت المصادر الفلسطينية إن "أبو عبيدة تبلغ القرار القضائي خلال اجتماعه في مكتب جبهة التحرير الفلسطينية حيث كانت العصبة تدعو الى ميثاق شرف بين فاعليات المخيم لعدم الاحتكام للسلاح والتأكيد على تمتين ووحدة الصف الفلسطيني".

من هي العصبة؟: عصبة الأنصار هي جماعة أصولية سنية أنشئت في أوائل العام 1990 من قبل الشيخ هشام شريدي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا، ويعتنق أفرادها فكر السلفية الجهادية. جرى تصنيفها كجماعة إرهابية من قبل الأمم المتحدة، كندا، روسيا، الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة التي أدرجتها على قائمة المنظمات الإرهابية المتصلة مع تنظيم القاعدة، وجمدت جميع أصولها في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001. بعد مقتل مؤسسها الشيخ هشام شريدي، تولى الزعامة في العصبة أحمد عبد الكريم السعدي وهو متوار عن الأنظار منذ صدور حكم الإعدام بحقه. ويتولى القيادة حاليا أبو طارق السعدي شقيق أبو محجن. يقدر عدد أعضاء العصبة بأقل من 2000 عضوا غالبيتهم من اللبنانيين، ويتخذون من مخيم عين الحلوة قاعدة عمليات لهم. أما بالنسبة لأهدافها فتتركز على إقامة دولة إسلامية في لبنان، والدفاع عن أهل السنة وردع التأثيرات السلبية عنهم. في منتصف 1990، قامت الجماعة بعمليات ضد الملاهي الليلية والمسارح ومحلات بيع الخمور، وخططت أيضا لعمليات ضد أهداف دبلوماسية أجنبية. في تشرين الأول 2004، حكم على ماهر السعدي، وهو عضو في عصبة الأنصار، غيابيا بالسجن مدى الحياة لضلوعه بالتخطيط لاغتيال سفير الولايات المتحدة في لبنان ديفيد ساترفيلد. بعد غزو أميركا للعراق أعلنت العصبة تأييدها لتنظيم القاعدة في العراق. وقد سافر أعضاء منها إلى العراق منذ عام 2005 لمحاربة قوات التحالف.

في العام 2002 قامت العصبة بتسليم بديع حمادة الذي قتل ثلاثة جنود لبنانيين للسلطات اللبنانية، بعد أن هرب ولجأ إلى عين الحلوة. في الفترة الاخيرة، تتردد العصبة في إقحام نفسها في السياسة الداخلية اللبنانية ويرجع ذلك جزئيا إلى المخاوف من فقدان الملاذ الآمن في مخيم عين الحلوة، وهي تشارك حاليا في "القوة المشتركة" وفي عداد القوى الاسلامية.

 

قلق اوروبي من حرب في جنوب لبنان: خوفنا مشروع

المركزية/26 تشرين الأول/17/كل التطمينات التي سمعها كبار المسؤولين الغربيين ولا سيما الاوروبيين من نظرائهم اللبنانيين الذين زاروهم اخيرا حاملين ما اعتبروه ضمانات بعدم اقدام اي فريق لبناني على تفجير الاستقرار في لبنان، لم تقنع هؤلاء ولم تثلج صدورهم، كما تؤكد مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية"، فالتصريحات الصادرة من اكثر من جهة اقليمية وتحديدا اسرائيل وايران لا تبعث على التفاؤل، خصوصا اذا ما أُخذ في الاعتبار تحديدا موقفا الرئيس الايراني حسن روحاني الذي تساءل فيه "هل من الممكن اتخاذ قرار حاسم في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا والخليج، من دون أخذ الموقف الإيراني في الاعتبار؟"، ووزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، "إن إطلاق النار الأخير من سوريا لم يكن عن طريق الخطأ، وإنما كان مقصودا وقامت به خلية تابعة لحزب الله بأمر مباشر من نصر الله من دون علم نظام الأسد". وما يعزز المخاوف الغربية ايضا وفق المصادر، ارتفاع منسوب السخونة الدولية والاقليمية بين واشنطن الماضية في سبحة عقوباتها ضد حزب الله وسائر اذرع طهران العسكرية في المنطقة والدولة الفارسية التي تقابل التصعيد الاميركي بالتلويح باستخدام اوراقها الامنية حيث مناطق نفوذها في الشرق الاوسط الممتدة في الدول التي اشار اليها روحاني في رد غير مباشر على ادارة الرئيس دونالد ترامب، خصوصا ان طهران لا تتوانى لا بل تتعمد تظهير نفوذها وتأثيرها على السياسات اللبنانية، ان في المواقف المعلنة لكبار مسؤوليها او في مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله التي تشكل لسان حال طهران، من دون التشكيك للحظة ان حزب الله يغلِّب المصلحة الإيرانية على اللبنانية ، او في حركة موفديها الناشطة في اتجاه بيروت لنقل الرسائل الى من يعنيهم الامر. وتخشى المصادر من ان يعمد حزب الله اذا ما وصلت الامور الى حائط مسدود بين ايران والولايات المتحدة الاميركية على خلفية ملفها النووي من جهة وبينها وبين القوى الدولية عموما على خلفية عدم منحها حصة "حرزانة" تثبّت نفوذها في المنطقة في التسويات السياسية التي تُنسج داخل جدران غرف دوائر القرار المغلقة ان تعمد على قاعدة " عليي وعلى اعدائي يا رب" الى تفجير ساحات نفوذها والساحة اللبنانية ابرزها، نسبة لتأثيرها المباشر على اسرائيل التي تصنفها واشنطن خطا احمر ممنوع تجاوزه، كما تحرص روسيا على عدم مس امنها القومي كما وعد الرئيس فلاديمير بوتين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتبعا لذلك، تعتبر المصادر ان مواقف بعض المسؤولين اللبنانيين الرسميين والحزبيين عن عدم تدخل ايران في شؤون لبنان الداخلية والتمسك باستقرار الداخل والتعويل عليها للاطمئنان بأن لبنان في أمان وبمنأى عن حرب المحاور، لا تشكل ضمانات ولا تتعدى كونها تطمينات ظرفية تقتضيها طبيعة المرحلة، قد تتلاشى مع اول طلب ايراني من حزب الله بإشعال فتيل الحرب في الجنوب لمصلحة الدولة الفارسية، وانه استنادا الى المعطيات المشار اليها، يتوجب على لبنان الرسمي التنبه لما قد يُفرض عليه اذا ذهبت الرياح الدولية حيث لا تشتهي السفن الايرانية. وتعتبر المصادر ان ازدياد القلق الغربي، اضافة الى كل ما تقدم، يبرره ايضا ازدياد الترسانة الصاروخية لحزب الله في جنوب لبنان خصوصا بعدما عجز مجلس الامن ابان التجديد للقرار الدولي 1701 عن تحويل قوات اليونيفيل الى قوة ردع ما ترك هامش توسيع ترسانة حزب الله واسعا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل مستعدة للعمل العسكري لمنع إيران من امتلاك “النووي”

عواصم – وكالات"/26 تشرين الأول 2017/أعلن وزير المخابرات الاسرائيلي اسرائيل كاتس، أن بلاده مستعدة للجوء إلى عمل عسكري لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية أبدا. وقال كاتس في مقابلة في طوكيو أمس، “إذا لم تمنع الجهود الدولية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من اكتساب قدرات نووية، فستتحرك اسرائيل بنفسها عسكريا”. وأضاف “طلبت من الحكومة اليابانية أن تدعم الخطوات التي يقودها الرئيس ترامب لتغيير الاتفاق النووي”. في غضون ذلك، كشفت الحكومة الهولندية أن إيران وسورية وباكستان استخدمت تقنيات هولندية في برامج لإنتاج أسلحة دمار شامل.

وذكر موقع “هولندا الآن” الحكومي، أن الوزراء كشفوا في رسالة وجهوها إلى البرلمان الهولندي، أن تقنيات وخبرات هولندية في مجال صناعة الأسلحة تتسرب إلى إيران وسوريو”. وجاء في الرسالة أن أجهزة الخدمات السرية في هولندا تحبط كل سنة “عدداً لا يستهان به من المحاولات” لجمع المعرفة والمواد من هولندا وتهريبها إلى الخارج”. وأضافت إنه “في بعض الأحيان يتبع ذلك تحقيق جمركي وقد تتابعه النيابة العامة أيضاً”. وفي واشنطن، صوت مجلس النواب الاميركي بالاجماع تقريبا أمس، على فرض عقوبات جديدة على برنامج الصواريخ الباليستية الايراني في اطار جهود لتضييق الخناق على ايران دون التحرك لتقويض الاتفاق النووي معها. جاء التصويت بواقع 423 مقابل صوتين لصالح اقرار “قانون الصواريخ الباليستية الايرانية وانفاذ العقوبات الدولية”. ويدعو القانون من بين أمور أخرى الرئيس الاميركي الى ابلاغ الكونغرس بشأن سلسلة الامداد الايرانية والدولية لبرنامج الصواريخ الباليستية الايراني والى فرض عقوبات على الحكومة الايرانية أو الكيانات الأجنبية التي تدعمها. وقال معاونون إن أعضاء مجلس النواب يركزون حاليا على تضييق الخناق على ايران بطرق أخرى. من جانبها، أكدت مقررة الأمم المتحدة لقضايا حقوق الإنسان في إيران عاصمة جهانغيري إن الانتهاكات لاتزال مستمرة في إيران، معبرة عن القلق إزاء تزايد الإعدامات وانتهاكات حقوق الاقليات الدينية، وتزايد الضغوط الأمنية ضد نشطاء حقوق الإنسان، ومشيرة إلى أن القضاء الإيراني أعدم 4 أطفال خلال العام الحالي، كما تنوي الحكومة الإيرانية تنفيذ الإعدام بحق 86 طفلا. من جهته، دعا موفد الامم المتحدة لحماية حق حرية الرأي والتعبير ديفيد كاي، ايران، الى الكف عن مضايقة العاملين في قسم اللغة الفارسية في هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي”، بعد ان تم التحقيق معهم بتهمة التآمر ضد الامن القومي. ميدانيا، أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس، تفكيك خلية إرهابية ومقتل عناصرها في منطقة تشالدران بمحافظة آذربيجان الغربية الواقعة شمال غربي إيران والمتاخمة لتركيا وإقليم كردستان العراق. من جانبها، أعلنت البحرية الأميركية أن مدمرة أميركية قدمت المساعدة لسفينة صيد ايرانية بعدما هاجمها قراصنة قبالة سواحل اليمن، مشيرة الى ان التدخل تم بناء على طلب من طهران.

 

إيران تحكم بالإعدام على طبيب.. والسبب؟

"العربية"/26 تشرين الأول 2017/أصدرت محكمة الثورة الإيرانية، حكما بالإعدام ضد الطبيب والباحث أحمد رضا جلالي، بتهمة "محاربة الله والإفساد في الأرض"، وهي التهمة التي يطلقها القضاء الإيراني ضد معارضي النظام، وحكمها غالبا ما يكون "الإعدام". وكان جلالي يقيم في السويد قبل أن يتوجه إلى إيران للمشاركة في ندوة علمية أقيمت في طهران قبل عام ونصف تقريبا حيث اعتقله الأمن الإيراني. وذكر موقع "حملة حقوق الإنسان في إيران" نقلا عن مصدر وصفه بالمطلع عن قضية أحمد رضا جلالي، أن محكمة الثورة أبلغت محامي المتهم بإصدار حكم الإعدام بتهمة "المحاربة" يوم السبت الماضي. وقال الموقع إن أسرة الطبيب الإيراني كانت تتأمل الإفراج عن جلالي، مشيرة إلى أن إعلان حكم الإعدام كان "مفاجئا وصادما" للأسرة. وبناء على ما جاء في المواقع الإيرانية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، فإن محكمة الثورة الإيرانية المعروفة بسوء معاملتها تجاه السجناء، لم تسمح لمحامي الطبيب والباحث الإيراني سوى دقيقتين، حيث يقول المحامي إنه لم يتمكن من عرض ما لديه من وثائق لتبرئة موكله. وقال محامي المتهم الذي لم يذكر موقع "حملة حقوق الإنسان" اسمه، إن المحكمة أهملت الوثائق التي عرضتها عائلة جلالي، مؤكدا أن الوثائق كفيلة بتبرئة الطبيب من التهم المنسوبة له.  وكان جلالي قد كشف لمحاميه أن المحققين انتزعوا الاعترافات بأعمال لم يتركبها بعد أن تعرض إلى التعذيب داخل السجن، حسب ما ذكرته بعض تقارير نشطاء حقوق الإنسان.

جاسوس يعمل لصالح إسرائيل

من جانب آخر، أعلن المدعي العام لمدينة طهران محمود جعفري دولت آبادي، اليوم الأربعاء، عن إصدار الحكم ضد جاسوس يعمل لصالح موساد إسرائيل، حسب قوله، موضحا أنه كان يقيم في السويد، دون أن يذكر اسمه، مع زوجته وأطفاله الاثنين قبل أن يتوجه إلى إيران بدعوة من جامعة إيرانية في أبريل عام 2016 للمشاركة في ندوة علمية، حيث تم اعتقاله وإيداعه سجن ايفين بالعاصمة الإيرانية طهران. وكانت ويدا مهرانيا، زوجة الطبيب الإيراني، قد كشفت في تصريح أن الأمن في بلادها سبق أن هدد محامي زوجها بالاعتقال في حال لم ينسحب من القضية.  وتقول الصحافة السويدية إن جلالي لم يحصل على الجنسية السويدية، بل كان مقيما في هذا البلد، وإن حكومة ستوكهولم تسلمت بلاغا من طهران حول إصدار حكم الإعدام ضد الطبيب الإيراني.

 

واشنطن: حكم الأسد اقترب من نهايته!

تلفزيون الجديد/26 تشرين الأول/17/أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن حكم عائلة الرئيس بشار الأسد في سوريا يوشك على نهايته، مشيرا إلى أن المسألة الوحيدة المتبقية هي "كيفية تنفيذ ذلك". وقال تيلرسون للصحافيين خلال لقاء جمعه مع المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف، إن "حكم عائلة الأسد يوشك على نهايته والمسألة الوحيدة المتبقية كيفية تنفيذ ذلك."وأكد تليرسون على أن الولايات المتحدة تريد سوريا موحدة لا دور للأسد في حكومتها، مشيرا إلى أنه أكد التزام واشنطن بإحياء عملية سلام جنيف الخاصة بسوريا خلال اجتماعه مع دي ميستورا.

 

الامم المتحدة: مقتل 3 جنود من قوة حفظ السلام بانفجار لغم شمال مالي

الخميس 26 تشرين الأول 2017/وطنية - قتل ثلاثة جنود في قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في مالي، واصيب اثنان آخران حين صدمت آليتهم "لغما او عبوة ناسفة محلية الصنع" في شمال البلاد، وفق ما افادت بعثة الامم المتحدة. وقالت البعثة في بيان إن "الالية كانت تواكب قافلة لوجستية" على محور تيساليت -اغيلهوك شمال كيدال حين صدمت العبوة قرابة الساعة 30،14 ت غ"، لافتة الى ان "الحصيلة لا تزال "غير نهائية

 

«مبادرة مستقبل الاستثمار» تبحث آفاق «حقبة الثروات السيادية» ومسؤولون أكدوا أن السعودية تمتلك أدوات البناء وتحويل الأحلام إلى واقع

الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/17/ناقش مسؤولون وخبراء اقتصاديون، خلال فعاليات اليوم الثاني «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرياض أمس، مستقبل استثمارات رأس المال، خصوصا أن العالم دخل حقبة جديدة من عالم الثروة السيادية. وأكد المتحدثون أن السعودية تمتلك معاول بناء وقدرة على تحويل الأحلام إلى واقع، مشيرين إلى أن الثروات السيادية لها دور أكثر في تعزيز الفعالية في التعامل مع إدارة الأصول مع الشركاء والشركات التي تتعامل مع شركائهم من الجانب السعودي. وقال ياسر الرميان، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات العامة السعودي: «بالفعل دخلنا حقبة جديدة في عالم الثروة السيادية، ويمكن الحديث عن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي نعمل على تعزيز استراتيجيته بمجموعات من الاستثمارات تغطي طيفا كبيرا من الفرص الاستثمارية».وأضاف الرميان: «إذا نظرنا إلى الأشياء بزاوية مختلفة عمّا كنا نقوم به قبل 40 عاماً، فسنجد أنفسنا لا نمضي فقط إلى الجانب التنموي، ولكن يجب أن يكون لدينا جانب تجاري ربحي، ولدينا قائمة من الأشياء التي نقدمها مثل المشاركة في توفير فرص عمل... وعلى الصعيد الداخلي نحاول أن نجد طرقا مثلى، ومن ذلك إطلاقنا صناديق مختلفة». وأشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة لا ينظر فقط إلى الاستثمارات التقليدية، ولكن إلى بعض الاستثمارات التطويرية، ويرى المستقبل وما الذي يحمله ويكون جزءا من هذا التغيير. ولفت إلى أن الصندوق يعتبر قلعة الاستثمار من خلال الشراكات التي تبرم حالياً، مؤكدا أهمية وجود دور أكبر للثروات السيادية، وأكثر فعالية في التعامل مع إدارة الأصول من الشركاء والشركات التي تتعامل مع الجانب السعودي.

وفي الإطار ذاته، قال خالد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمجلس التطور الاقتصادي رئيس لجنة استثمار الممتلكات البحريني: «لا ننظر فقط لخارج السوق؛ ولكن للسوق نفسها. ومثال على ذلك ما عرضه صندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث ينظر إلى المدن الرئيسية وتطوير الاقتصاد الوطني، ويمكن أن يقوم بهذا الأمر على أساس تجاري، وأرى أن هذا الأمر يجري على قدم وساق في أنحاء العالم كافة، حيث في الهند توجد مدن تعتمد على الخلايا الشمسية». وأشار إلى وجود تغير كبير على المسرح الدولي للاقتصاد من خلال إدخال التقنية الجديدة وإتاحتها للأجيال، لافتا إلى أهمية تخصيص الأصول بالنسبة للتقنية الجديدة.

وتطرق الرميحي إلى أن «صندوق سوفت بنك» وصناديق أخرى استطاعت أن تدخل سريعا في السوق العامة، وأن تزرع الاستثمارات المطلوبة، مشددا على أهمية عدم النظر للاستثمارات عبر الأصول التقليدية فقط، إذ إن الصناديق السيادية لديها استثمارات طويلة الأمد، ويمكن القيام بذلك من خلال الاستثمار في الأسهم، حيث إن صناديق مختلفة تتعامل مع هذا الأمر.

إلى ذلك، قال خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة المبادلة للاستثمار بالإمارات العربية المتحدة: «هناك ثقة داخل نادي الصناديق السيادية، إذ توجد علاقات تمتد إلى 20 و30 و40 عاماً، ولدينا أيضا صناديق تعمل في أوروبا وأميركا الشمالية وأماكن أخرى». وأضاف أنه بدأ مع رئيس صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الاستثمار المشترك في صناديق كبيرة في العالم في قطاعات ضخمة. وتابع: «عملنا باعتبارنا فريقاً مشتركاً، ولدينا الثقة والرؤى المشتركة، ونستثمر سويا في أشياء، ويمكن جمع رأس المال والاستثمار، ولدينا استثمار بـ1.5 مليار دولار وعمليات مشتركة في روسيا». وتحدث المبارك عن تحديات في دخول أسواق جديدة وعقد شراكات جديدة وتقييم المخاطر، وأنه لذلك يجب أن يوجد الشريك والصندوق السيادي، وإدارة عملية ناجحة لرأس المال، وهو الاتجاه الذي يجري الآن في العالم.

وتطرق إلى وجود صندوق في نيوجيرسي يعمل مع صندوق المبادلة للاستثمار، مشيرا إلى ثورة كبيرة تختلف في ملامحها عما كانت عليه في العشرين عاما الماضية، مشيرا إلى أن «مبادلة للاستثمار» تمتلكها حكومة أبوظبي بالكامل واندمجت منذ 6 أشهر مع ذراع استثمارية حكومية بهدف تنويع الاقتصاد الإماراتي. من جهته، وصف كيريل ديميتريف رئيس الصندوق الروسي للاستثمار «مبادرة مستقبل الاستثمار» بالرائعة، لما ضمته من مستثمرين متميزين من كل أنحاء العالم من ذوي الأفكار الخلاقة، مشيرا إلى أن الشركات الروسية تطمح للاستثمارات الجديدة والمتطورة في السعودية. وأكد ديميتريف أن نتائج «رؤية السعودية 2030» ستكون إيجابية للمستقبل، وستخلق عددا كبيرا من الوظائف، منوها بأن صندوق الاستثمارات العامة ضخ مليار دولار في شركات روسية مختلفة، في ظل رغبة جامحة لدى العديد من الشركات الروسية للاستثمار في سوق المملكة. وأوضح أن الثروة العامة تمثل حاليا جزءا كبيرا من الصناديق السيادية، وتتزايد هذه النسبة كل عام، ولديها تأثيرات كبيرة أولها أن ديناميكية تدفق رأس المال تغيرت، فالمستثمرون الكبار في أوروبا وأميركا يستثمرون في أماكن أخرى، إذ إن لدى الصناديق دفعة قوية في التدفقات النقدية. وقال ديميتريف: «تأخذ الصناديق دورا أكبر في الأسواق الناشئة، وهذه إحدى الملحوظات الآن بسبب تركيز هذه الصناديق في أيد صغيرة، حيث إن هناك القليل من المستثمرين المنتشرين بدولهم، وهناك ندرة في رأس المال، وإذا كان استخدام الأموال جيدا يمكن أن يثمر إيجابيات، لأن التفكير بالطريقة نفسها ينطوي على مخاطر، وهناك تذبذب في السوق، ولذلك ستكون ردود أفعالنا متشابهة»، مشددا على ضرورة العمل على المدى الطويل واستخدام المال بطريقة أفضل.

 

واشنطن تعيد مصير الأسد إلى الطاولة

الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/17/أعاد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، طرح مصير بشار الأسد على الطاولة؛ إذ قال بعد لقائه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف إن الولايات المتحدة تريد «سوريا كاملة وموحّدة لا دور للأسد في حكمها». وأضاف: «عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته، والقضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك». واعتبر أن السبب الوحيد في نجاح قوات النظام في تحويل دفة الحرب هو «الدعم الجوي الذي تلقته من روسيا». وتابع: إن الفضل في هزيمة تنظيم داعش بسوريا لا يعود إلى إيران؛ لأنها مجرد «متطفل».

من جهته، قال دي ميستورا في إيجاز قدمه عبر دائرة تلفزيونية إلى مجلس الأمن الدولي، أمس إن الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف ستعقد في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وإنه يجب أن تركز على صياغة مسودة دستور جديد، وعلى إجراء انتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة. واعتبر أن المفاوضات المقبلة تمثل لحظة الحقيقة؛ لأنها ستعقد بعد طرد «داعش» من الرقة ودير الزور. وأكد أهمية أن «تدخل الأطراف في مفاوضات فعلية». إلى ذلك، أكد تقرير تلقاه مجلس الأمن، أمس، من فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم {الكيماوي} بغاز السارين على خان شيخون في أبريل (نيسان) الماضي.

 

وزير الخزانة الأميركي يلوّح بإجراءات صارمة ضد «حزب الله» وإيران وأكد في الرياض أن السعودية شريك مهم لمكافحة تمويل الإرهاب

الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/17/أكد ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأميركي أن السعودية أهم شريك للولايات المتحدة بالمنطقة في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، لافتاً إلى أن دعوة ولي العهد السعودي إلى الانفتاح والاعتدال ستقود المنطقة إلى مستقبل واعد. وكشف منوتشين عن أنه سيناقش مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة خلال زيارته الحالية اتخاذ إجراءات قوية ضد «حزب الله» ونشاطات إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة عبر فيلق الحرس الثوري الداعم للإرهاب والأنظمة. وقال الوزير على هامش مشاركة في منتدى مستقبل الاستثمار المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض: «لقد خصصنا أفرادا وجهات للتعامل مع فيلق الحرس الثوري الإيراني والدعم الإيراني للإرهاب والأنظمة، وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وفي زيارتي سأناقش مع حلفائنا في المنطقة كيف نواجه نشاطات إيران وسنتخذ إجراءات قوية ضد (حزب الله)، لقد أوقفنا ممولين وشبكات لـ(حزب الله) وسنبقى مركزين على إيقاف الدعم للشبكات الإرهابية في أفغانسان مثل طالبان ونعمل على إيقاف قدراتها على الحصول على الأموال محليا وفي الخارج». ولفت وزير الخزانة إلى أن زيارته للرياض جاءت للاحتفال بافتتاح مركز استهداف تمويل الإرهاب الذي تتشارك الولايات المتحدة رئاسته مع السعودية، وتابع: «السعودية أهم شركائنا في المنطقة في مكافحة تمويل الإرهاب، لقد حظرت الجمعيات التي تدعم الإرهاب، وتستهدف أولئك الذين يحصلون المال لـ(القاعدة) و(حزب الله) و(طالبان) و(عسكر طيبة)، وسنستمر مع السعودية... إنشاء المركز خطوة للأمام لنوقف عمليات تمويل الإرهاب للمنظمات الإرهابية».

وشدد الوزير على أن بلاده ستستمر في فرض العقوبات والإجراءات المالية الأخرى مع الجهود القانونية والدبلوماسية والضغوط الاقتصادية لتخفيض العمليات الإرهابية، وأردف: «بعض الجهات تعمل لدعم برنامج كوريا الشمالية النووي وقد فرضنا مجموعة كبيرة من العقوبات على الدول التي تدعمها، كما جمدنا موجودات وحسابات ومؤسسات مالية معروفة تقوم بعمليات مالية مهمة فيما يتصل بكوريا الشمالية وذلك لمنع تدفقات الأموال واستمرارها في برنامجها النووي والصاروخي». وتابع: «الرئيس ترمب قال بوضوح إننا سنستخدم الأدوات الاقتصادية لمكافحة الأنظمة المارقة والمنظمات الإرهابية، ونركز على تطوير جهودنا والمعلومات الاستخبارية ومصادر المعلومات المالية الأخرى لنستهدف ونوقف تمويل الذين ينفذون ويسهلون الهجمات المميتة وأي نشاطات مزعزعة للاستقرار مع شركائنا في المنطقة وجميع أنحاء العالم، وملتزمون لوقف التمويل غير القانوني الذي يذهب لهذه الشبكات الخطيرة».

وأشار السيد ستيفن إلى أن «داعش» حصلت على مئات الملايين من الدولارات من خلال التهديد والاستغلال والتهريب، وكانت جهودنا فاعلة في تقليل قدرات «داعش» ودعوتها لنشر آيديولوجيتها وقدرتها على القيام بعمليات إرهابية. وأضاف: «اليوم (أمس) أعلنت أميركا عقوبات جديدة على ممولين ومسهلين للعمليات الإرهابية في اليمن، وذلك بالتنسيق مع السعودية والإمارات والكويت وعمان والبحرين وقطر، الذين قاموا بعمل إجراءات قانونية ضد هذه المنظمات وهذا جزء مما يحدث في الشرق الأوسط، هذه طريقة متعددة الاتجاهات لمكافحة الإرهاب».

وقدم وزير الخزانة الأميركي شكره لنظيره السعودي على جهوده، مشدداً على «أهمية اجتماع الدول الأعضاء لتقاسم المعلومات والدروس التي تعلمناها في مكافحة هذه المخاطر». وقال منوتشين إن «رؤية السعودية 2030» ستبني مستقبل السعودية فيما بعد البترول، وتابع: «إنه برنامج إصلاحي سعودي طموح يقوده ولي العهد وسينقل تركيز اقتصاد المملكة المستقبلي بالاستثمار في الطاقة الجديدة والتعليم والمهارات التي يحتاج إليها القرن الحادي والعشرون، ومبادرة الاستثمار في المستقبل هو الطريق لنجاح المملكة في المستقبل القصير عبر الإصلاحات التي تم تطبيقها مثل تطوير السوق المالية وتخفيض الدعم وتحسين القوانين، وتقديم الخدمات الحكومية بتأسيس نمو متعدد وأكثر تنوعاً». وأكد وزير الخزانة أن السعودية في موضع جيد لتستفيد من هذه الفرص مع استثمار خاص وعام في التعدين والرعاية الصحية والترفيه وكل أنواع الطاقة واللوجيستيات، وأردف: «إلى جانب الزيادة في قوة العمل وإدراج مزيد من النساء، والاستمرار في تطوير سوق مالية قوية وآمنة، السعودية متميزة. في السنوات القليلة الماضية قامت بالسماح بالاستثمار الأجنبي في السوق المالية، وتجمع معايير دولية في الاستثمار، كما تعمل لإنشاء سوق مربحة محلية لديها احتمالات كبيرة للنمو، وإصلاحات في الطاقة، مع الاستمرار في تقديم الدعم للعائلات السعودية أثناء هذه التغييرات الاقتصادية».

 

انطلاق عملية استعادة القائم آخر معقل لـ"داعش" في العراق

تلفزيون الجديد/26 تشرين الأول/17/أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فجر اليوم عن بدء العمليات العسكرية لاستعادة مدينة القائم من قبضة تنظيم "داعش"، آخر معقل له في البلاد قرب الحدود السورية، ويأتي ذلك تزامنا مع إعلان الأكراد عن هجوم للقوات العراقية استهدف قواتهم بشمال البلاد.

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فجر الخميس بدء العمليات العسكرية لدحر تنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة القائم، آخر معقل له في البلاد قرب الحدود السورية، ويأتي ذلك تزامنا مع إعلان الأكراد عن هجوم للقوات العراقية على قواتهم بشمال البلاد.

وقال العبادي في بيان "أعلن على بركة الله ونصره انطلاق عملية تحرير القائم (...) وليس أمام الدواعش غير الموت أو الاستسلام". وأضاف رئيس الوزراء "ها هي جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل للإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار".

وكانت تنظيم "داعش" شن في عام 2014 هجوماً واسعاُ استولى خلاله على ما يقارب ثلث مساحة البلاد، ومذ ذاك الحين، تمكنت القوات الحكومية مدعومة بفصائل الحشد الشعبي من استعادة أكثر من 90 بالمئة من تلك الأراضي. وبعد استعادة السيطرة على الحويجة في شمال العراق، بات وجود "داعش" في البلاد يقتصر على قضاء القائم على الحدود العراقية السورية (غرب) حيث يتعرض التنظيم المتطرف في الجهة الثانية من الحدود لهجوم كبير من الجيش السوري.

 

ترمب يضع تعديل الاتفاق النووي الإيراني على رأس أولوياته

لندن: أمير طاهري/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/17

مع بدء مناقشة الكونغرس الأميركي طرق ووسائل «تحسين» الاتفاق النووي الإيراني المثير للجدل، الأمر الوحيد المؤكد هو أن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما منذ نحو عامين لم يحقق أيّاً من أهدافه المزعومة. بالنسبة إلى مجموعة الدول «خمسة زائد واحد» التي تفاوضت مع إيران، كان «للاتفاق» غير الملزم ثلاثة أهداف رئيسية؛ كان الأول، كما عبر عنه أوباما، هو «قطع الطريق على إيران لتصنيع سلاح نووي».ولدى إيران طريقان مفتوحان في هذا الاتجاه، وهما تخصيب اليورانيوم وإنتاج البلوتونيوم، طبقاً «للاتفاق» يمكن لإيران مواصلة تخصيب اليورانيوم لكن عند مستوى منخفض لمدة عشر سنوات. كذلك يجب عليها خفض عدد أجهزة الطرد المركزي، التي يتم استخدامها في تخصيب اليورانيوم، وقد خفضت إيران بالفعل عددها، لكنها ركبت أجهزة طرد مركزي جديدة ذات قدرة إنتاجية أكبر من الأخرى. بعبارة أخرى، لقد خفضت عدد الأجهزة، لكن مع زيادة القدرة الإنتاجية.

وتم إغلاق مفاعل إنتاج البلوتونيوم في مدينة أراك، لكن لم يتم تفكيكه. وكما يقول علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، يمكن إعادة تشغيل المفاعل بـ«تحريك صنبور».

كان الهدف الثالث هو وضع المواقع المشتبه بها في إيران تحت السيطرة الدائمة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا أيضاً لم يحدث، حيث سمحت إيران بتفتيش 22 من إجمالي 32 موقعاً فقط، وحتى ذلك التفتيش تم في إطار قيود صارمة.

على الجانب الآخر، لإيران أهدافها الخاصة التي تسعى لتحقيقها من الاتفاق غير الملزم. الأول هو رفع كل العقوبات التي تم فرضها بسبب انتهاكها لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ولم يحدث هذا حيث تصور «الاتفاق» تعليق العقوبات فقط لا إلغاءها. وحتى في تلك الحالة لم يثمر تعليق بعض العقوبات النتائج المرجوة بسبب تردد الشركات الدولية، القلقة من البند الذي يتيح إعادة فرض أي عقوبات فوراً، في العمل مع إيران.

وبحسب إسحاق جهانغيري، المساعد الأول للرئيس الإيراني حسن روحاني، فقد تفاوضت إيران على عقود تقدر قيمتها بـ11.6 مليار دولار مع عشرات الشركات الأجنبية منذ تدشين «الاتفاق»، لكن لم يتم تنقيذ سوى أقل من 10 في المائة من تلك العقود.

الهدف الثاني لإيران هو استعادة أصولها المجمدة حول العالم. لدى إيران بفضل صادراتها من النفط عائدات متدفقة باستمرار في أكثر من 50 دولة حول العالم، لكنها لا تستطيع استغلال تلك العائدات بالطريقة التي تريدها بسبب العقوبات نظراً للتحفظ عليها في المصارف الأجنبية.

وحاول الرئيس أوباما مساعدة طهران من خلال ترتيب يقضي بفكّ تجميد 700 مليون دولار شهرياً. كذلك قام بضخّ نحو 1.7 مليار دولار إلى طهران كمساعدة طارئة، لكن لا تمثل تلك المبالغ سوى جزء صغير مما تحتاج إليه إيران لإدارة شؤونها وتصدير ثورتها.

تطلب كثير من الدول من إيران استخدام تلك الأصول المجمدة في شراء سلع وخدمات منها، ويعني هذا أن جزءاً كبيراً من الاقتصاد الإيراني مرتبط بهذا النظام الذي يشبه نظام المقايضة القديم. على سبيل المثال تدين الهند لإيران بنحو 18 مليار دولار، لكن لا تستطيع إيران الحصول على المبلغ نقداً بسبب العقوبات، لذا تطلب الهند من إيران شراء سلع هندية قد لا ترغب فيها إيران، وبالمثل لدى الصين أصول إيرانية مجمَّدَة تقدر قيمتها بنحو 20 مليار دولار.

واستفادت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من هذا الوضع، حيث ارتفعت صادرات بريطانيا إلى إيران بنحو 200 في المائة، وهو ارتفاع مذهل وكفيل بإقناع تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، بتعيين نورمان لامونت، وزير المالية السابق «المبعوث التجاري الخاص» إلى طهران.

كذلك ازدادت صادرات ألمانيا، الشريك التجاري الأكبر لإيران، إليها بنسبة 50 في المائة، في حين ارتفعت صادرات فرنسا إلى إيران بنسبة 150 في المائة. على الجانب الآخر، ارتفعت صادرات إيطاليا إلى إيران بنسبة 60 في المائة، في حين ارتفعت صادرات هولندا إليها بنسبة 110 في المائة.

ويقول سعيد جليلي، الذي كان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين قبل إقالة روحاني له من منصبه: «تعد إيران بوجه عام هي الطرف الخاسر في هذا الاتفاق». ربما يكون الشعور بالمرارة الشخصية هو الدافع وراء تحليل جليلي، لكن قد تشير مطالبته بالنظر في نصوص «الاتفاق» في الجامعات الإيرانية، إن لم يكن في البرلمان الإيراني نفسه، إلى قلق وخوف حقيقي.

وأثارت خطوة ترمب الكبرى الأخيرة بشأن «الاتفاق الإيراني» النقاش مرة أخرى بشأن مدى حكمة وفعالية طريقة أوباما في تفادي معالجة القضايا الشائكة الصعبة. لم «ينسحب» ترمب من الاتفاق، لأن الترتيب غير الملزم لا يتضمن آلية للقيام بذلك، لكن المثير للاهتمام هو أن المرشد الأعلى علي خامنئي أيضاً لم «ينسحب» من الاتفاق، فقد قال بطريقة لطيفة على نحو غير متوقع إنه ما دام أن الآخرين لم يدينوا الاتفاق، فسوف يظل ملتزماً به. من الواضح أنه يعتقد أن ما يتيحه هذا «الاتفاق» من تخفيف للضغط على نظامه أفضل من لا شيء. هل يعني هذا أن دعوة ترمب «لتحسين» الاتفاق قد تكون قابلة للتحقيق؟

من الواضح أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعتقد ذلك؛ فهناك زيارة مرتقبة لجان إيف لو دريان، وزير خارجيته، إلى طهران من أجل استشفاف الموقف، فإذا وجد أن طهران عازمة على النظر في أمر الـ«تحسين»، يمكن أن يتبعه ماكرون في أول زيارة رسمية لدولة كبرى عضو في الاتحاد الأوروبي إلى إيران.

كيف يمكن القيام بمثل هذا التحسين؟

يقول رامين بيجدلي، باحث إيراني إن «الأمر الأول الضروري هو إرساء أساس قانوني للاتفاق. أفضل طريقة للقيام بذلك هو أن يكون في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». الجدير بالذكر أن نزاع إيران كان بالأساس مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالتبعية مع الأمم المتحدة، لا مع مجموعة الدول «خمسة زائد واحد» التي تفتقر إلى الشرعية. يمكن لمجلس الأمن تمرير قرار بتفويض مجموعة دول «خمسة زائد واحد» بالتفاوض على اتفاق مع إيران، في إطار معايير القرارات السبع التي اتخذها مجلس الأمن في هذا الشأن.

سيكون من الضروري أن يمنع النص «المحسّن» الجديد إيران بالفعل من تصنيع سلاح نووي إذا كان هذا ما تتعهد إيران به حقاً. المؤكد أن إيران بمقدورها دائماً الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتصنيع قنبلة نووية كما يحلو لها، كما فعلت كوريا الشمالية، لكن ما لا تستطيع إيران فعله هو ممارسة «التقية» الدبلوماسية، أي أن تظل ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومواصلة تصنيع القنبلة النووية في الوقت ذاته.

على مدى العقدين الماضيين، تخلت كثير من الدول طواعية عن تصنيع سلاح نووي، وأنهت برامجها النووية، ومن بين تلك الدول الأرجنتين، وجنوب أفريقيا، وأوكرانيا، وبيلاروسيا (روسيا البيضاء)، وكازاخستان. ولم تواجه تلك الدول أي مشكلات لأنها لم تحاول الخداع مثل إيران وكوريا الشمالية. في المقابل، تم رفع العقوبات التي تم فرضها على تلك الدول دون أي اشتراطات أو محاذير، أو بنود تتيح إعادة فرضها مرة أخرى.

يقول داريوس بادي الذي يؤلف كتاباً عن هذا الموضوع إنه «يمكن حل مشكلة إيران إذا توقف قادة طهران عن الاعتقاد أنهم يستطيعون انتقاء ما يريدونه من بين مواد القانون الدولي لأنهم عرق مميز. تحاول إيران في الوقت الحالي خداع مجموعة الدول (خمسة زائد واحد)، وفي المقابل تخدعها المجموعة».

من شأن التوصل إلى ترتيب شفاف تبديد الشكوك التي أثارها ترامب. لماذا تخصب إيران اليورانيوم إذا لم يكن هناك استخدام واضح له؟ يوجد لدى إيران محطة توليد كهرباء نووية شيدتها روسيا من المفترض أن توفر وقود اليورانيوم اللازم لبقائها حتى انتهاء عمرها الافتراضي البالغ 38 عاماً. لماذا تحتاج إيران إلى مفاعل لإنتاج البلوتونيوم حين لا يكون لديها خطة لإنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالماء الثقيل؟

ربما تنفق إيران تلك المبالغ الهائلة من المال على إنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم الذي لا تحتاج إليه من قبيل اللهو، أو تحقيق التقدم العلمي، أو المكانة المرموقة، لكن قد يكون السبب وراء ذلك هو تصنيع سلاح نووي يوماً ما. لا يمكن لهذا الخوف أن يتبدد بسهولة. ما سبب تصنيع إيران لصواريخ طويلة ومتوسطة المدى، والعمل على تصنيع صواريخ باليستية عابرة للقارات ذات رؤوس حربية وسعة حمولة منخفضة نسبياً؟ من غير المنطقي إطلاق صاروخ من على بعد 2000 كلم أو يزيد فقط من أجل حمل كمية صغيرة من مادة «تي إن تي» المتفجرة.

ربما تصنع إيران تلك الصواريخ من قبيل اللهو أيضاً، أو لتحقيق تقدم تكنولوجي، أو من أجل «استعراض القوة»، لكن لا يمكن بسهولة تبديد الخوف من أن يكون هدف مشروع الصواريخ هو استخدام رؤوس نووية أو كيميائية. من المؤكد أن لإيران مخاوفها هي الأخرى، حيث يضع اتفاق أوباما جزءاً كبيراً من اقتصادها بشكل غير مباشر تحت إشراف وتوجيه مجموعة الدول «خمسة زائد واحد». ويعد إجبار إيران على إنفاق أموالها بتصريح وإذن من مجموعة صغيرة من الدول الكبرى الأجنبية إهانة كبيرة لها. كذلك يضع اتفاق أوباما السيف على رقبة إيران، حيث يتيح إعادة فرض العقوبات التي تم تعليقها في أي وقت. وتعد إيران واحدة من بين بضع دول محظور عليها دخول أسواق رأس المال العالمية بسبب نزاعها النووي مع الأمم المتحدة، وهو أمر لا يمكن لاتفاق أوباما معالجته.

من شأن «التحسينات» المقترحة من جانب ترمب أن تتيح معالجة تلك المخاوف الإيرانية أيضاً بطريقة نزيهة وصريحة وشفافة، بدلاً من طريقة الهروب التي اتبعها أوباما. كان من المفاجئ بالنسبة لكثير من المحللين ما لاقته خطوة ترمب من ترحيب حذر في دوائر الأعمال والدوائر الأكاديمية في إيران التي تريد تطبيعاً حقيقياً مع العالم الخارجي لا مصالحة وهمية أصبح «اتفاق» أوباما غير الملزم رمزاً لها.

 

"ذي ناشونال إنترست": احتمالات الصراع الاميركي – الروسي تكبر

المركزية/26 تشرين الأول2017 / لفتت مجلة "ذي ناشونال إنترست" الأميركية الى أن "أزمة كبيرة تلوح في الأفق بين موسكو وواشنطن في مرحلة ما بعد الحرب السورية"، موضحة أن "هناك احتمال حصول اشتباك بين الائتلافين الرئيسيين اللذين تقودهما الولايات المتحدة وروسيا، وذلك بشأن التصرف في سوريا في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة الاسلامية. وأضافت أن "ما يثير الدهشة هو استمرار تأجيل المناقشات التي سبق عقدها في ما يتعلق بمرحلة ما بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق، وأن الأزمة الكردية الراهنة ما هي سوى أول مظهر جدي للمشاكل المحتملة في سوريا والمنطقة". وأشارت إلى أن "صمود النظام السوري يعود الى استعداد روسيا وإيران للقتال وللدفاع عنه ولعدم قدرة الولايات المتحدة على إنشاء قوة معارضة فاعلة يمكنها مقاتلة الرئيس السوري بشار الأسد من دون نشر قوات أميركية على الأرض بأعداد كبيرة، ما أجبر واشنطن على تفويض المزيد من أهدافها السياسية للقوة القتالية لاكراد سوريا، وذلك على الرغم ما تنطوي عليه هذه الخطوة من مخاطر تقويض العلاقات مع تركيا. وقالت إن "روسيا اكتسبت تأييدا لحلها المفضل في سوريا والمتمثل في الإبقاء على الأسد وتوفير فرصة لكبار الرعاة في تأمين مصالحهم وتوفير أماكن آمنة لمؤيديهم، وذلك بدءا من تركيا نفسها حيث انبثقت "عملية استانة. وأضافت أن "تنظيم الدولة يفقد السيطرة على مناطق متعددة في سوريا"، متساءلة "من سيتولى أمر دير الزور النفطية في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة؟ هل هو النظام السوري مدعوما بقوات جوية روسية، أم قوات المعارضة السورية بدعم عسكري من الولايات المتحدة؟ وختمت بالقول ان "تنظيم الدولة لم يعد يسيطر سوى على أقل من 5% من أراضي سوريا، ولكن مع القضاء على هذا التهديد المشترك لكل من روسيا والولايات المتحدة فإن احتمالات المواجهة بينهما ستتزايد".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الضاحية: المشروع والأوهام

 حسام عيتاني/الحياة/27 تشرين الأول/17

مفلسٌ إفلاس من ينتظر هزة أرضية لينهار بيت خصمه، مَن يتوهم أن شتيمة قيلت في الضاحية الجنوبية لبيروت بحق الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، قابلة للاستخدام السياسي ولتشكيل علامة على تململ البيئة الحاضنة للحزب.

علاقة «حزب الله» بجمهوره أعمق وأكثر تعقيداً من أن يختصرها كلام قيل في ساعة غضب، سواء تناول شخص نصرالله أو ممارسات بعض مسؤوليه، عن فرضهم عقود زواج المتعة على نساء محتاجات كشرط مسبق لتقديم المساعدة، أو عن الاحتجاج على خرق الحزب عقداً مضمراً بينه وبين الجمهور بتجنيد الشبان الشيعة للقتال في سورية مقابل «توفير الحماية»، التي تعني ضمان حرية انتهاك القوانين وتحييد مؤسسات الدولة، الأمنية خصوصاً، ومنعها من القيام بواجباتها، أي استثناء «شعب المقاومة» من الانتظام العام أمام القوانين المختلفة.

صحيح أن ما نقلته محطات التلفزة اللبنانية من شكوى في الشارع بعد إزالة مخالفات في منطقة حي السلّم التي تعتبر من أحزمة الفقر في الضاحية الجنوبية، يعكس مزاجاً اعتراضياً على سلوك الحزب، لكن المفارقة أن الغضب وُجّه إلى الحزب بصفته سلطة الأمر الواقع، ولم يوجّه إلى مؤسسات الدولة الغائبة أصلاً عن المشهد برمته. الجمهور غضب (آنياً وموقتاً) من الحزب لأنه أخلّ بالاتفاق الضمني المذكور. بكلمات ثانية يريد الجمهور «مزيداً» من سلطة الحزب وليس «أقل». يريد المزيد من الحماية مقابل التضحيات في سورية ويريد «إصلاحاً» لسلوك السلطة الحزبية وليس ثورة عليها، ما دامت السلطة التي تمثلها الدولة اللبنانية لا تحضر إلا على شكل جرافات تتسلل تحت جنح العتمة لتزيل مخالفات وتعديات على الأملاك العامة. الدولة هنا هي خفافيش الظلام المختبئة بالليل لتغدر بالناس في حين أن الحزب، وفق هذا المنطق، هو الذي يحتل النهار ويعمل في ضوئه ولا يخاف لومة لائم. إنها خيبة أمل من الجمهور، لا أكثر، على خذلان في محطة صغيرة وتفصيلية من مسيرة الولاء «لخط المقاومة».

وفي السياق ذاته، فإن التساؤلات التي تُسمع أحياناً في جنازات قتلى الحزب العائدين من سورية عن السبب الذي يجعل أبناء الفقراء الشيعة هم من يدفع ثمن الحرب، في حين يختفي أبناء المسؤولين عن ساحات القتال، لا تعبّر إلا عن موقف رافض ممارسة تمييزية محددة من دون أن تصل إلى موقف مندد بالانخراط في الحرب كلاً، ولا بزج الطائفة الشيعية في أتون صراع صيغت مسوغاته (الدفاع عن آل البيت النبوي ثم منع تمدد التكفيريين إلى لبنان) أولاً وآخراً لتخاطب مكان الخوف المشروع على المقدسات وعلى الحياة.

فـ «حزب الله» المنهمك في أكبر عملية هندسة اجتماعية عرفها لبنان منذ تأسيسه، بات -كما هو معروف- صاحب المشروع السياسي الوحيد في هذا البلد، فيما تتلهى بقية القوى بالمياومة السياسية التي يشكل التشاطر في رسم الدوائر الانتخابية وسرقة المال العام وإعداد صفقات تفوح منها روائح الفساد الكريهة، جُلَّ شواغلها. التنفيس عن غضب عدد من الأفراد، ولو جاء في معقل حزبي، لا يزيد على كونه تنفيساً لغضب عدد من الأفراد سيجد أسياد الأمر الواقع وسائل للالتفاف عليه وتدويره في ما يخدم مشروعهم، أما الأوهام فستبقى أوهاماً.

 

الحلف المعني الكاثوليكي المتأخر والدور الماروني

 عبدالرحيم أبو حسين/الحياة/27 تشرين الأول/17

تواصل هذه الصفحة، كلّ يوم جمعة، نشر حلقات الدراسة المهمّة التي تتناول مرحلة مفصليّة من تاريخ التشكّل اللبناني. < ليس من الضروري هنا بحث التطوّرات اللّاحقة مثل الحملة العسكريّة العثمانيّة ضدّ فخر الدّين، وهروبه إلى توسكانيا عام 1613، والعفو عنه وعودته من المنفى بعد خمس سنوات، أو الحملات العسكريّة العثمانيّة النّهائيّة ضدّه والتي انتهت بهزيمته وإلقاء القبض عليه وإعدامه لاحقاً. لكن ما تجدر الإشارة إليه أنّ فخر الدّين استغلّ فترة إقامته في أوروبا لتعبئة القوّة العسكريّة الكاثوليكيّة ضدّ العثمانيّين. فقد كتب كوزيمو الثّاني نيابة عنه إلى البابا، على أمل بأن يقوم هذا الأخير باستخدام سلطته لإقناع إسبانيا بدعم مساعي فخر الدّين وتوسكانيا في بلاد الشّام والأراضي المقدّسة. كما كتب فخر الدّين، الذي كان يزداد يأساً بمرور الوقت، إلى المبعوث الفرنسيّ في البلاط البابويّ، الكونت فرانسوا سافاري، صاحب دوبريف، محاولاً الحصول على دعم فرنسيّ لاستصدار عفو عثمانيّ عنه. وقد أشار في رسالته إلى معاملته الحسنة للمسيحيين، وبخاصّة الموارنة، وإلى التّسهيلات التي قدّمها للحجاج والمسافرين المسيحيين، وإلى تحدّره المزعوم من سلالة القائد الصّليبيّ غودفري دوبويون.

في هذه الأثناء، كان الدّوق الكبير كوزيمو الثّاني الذي كان يأمل بإمكانيّة تضامن الجهود الكاثوليكيّة ضدّ العثمانيّين، قد أوفد عام 1614 بعثة من الخبراء متنكّرين بزيّ التّجار لكي يفيدوه عن أحوال بلاد الشّام، وعن قوّة جيش فخر الدّين وتحصيناته، والموانئ الواقعة في أراضيه، وعن دخل الأمير، والشّؤون الأخرى ذات الصّلة بكلّ ذلك. وقد وضعت تقارير عدة كتبها أعضاء مختلفون في البعثة. أحد هذه التّقارير والذي وضعه جيوفان باتيستا سانتي، يكرّر مقولة الأصل الصّليبي للدروز والمعنيين.

باءت مساعي فخر الدّين ومضيفه التّوسكاني في حشد حملة صليبيّة يقوم بها الكاثوليك ضدّ العثمانيّين في بلاد الشّام بالفشل. ولذا حاول الدّوق الكبير أن يحصل على عفو من إسطنبول لفخر الدّين الذي كان قد أصبح حينذاك ضيفاً ثقيلاً، عارضاً، مقابل ذلك، السّلام بين توسكانيا والإمبراطوريّة العثمانيّة. كان الرّد على العرض رسالة من الصّدر الأعظم نصوح باشا تتضمّن الشّروط العثمانيّة للتوصّل إلى السّلام مع توسكانيا والعفو عن فخر الدّين. طالب العثمانيّون أن تنهي توسكانيا وجودها البحريّ في المياه العثمانيّة وذلك للتّخلّص من أخطار القرصنة، ثمّ يجري التّفاوض في وقت لاحق لتنظيم اتفاق حول عدد السّفن التّوسكانية التي يسمح لها بأن ترسو سنوياً في موانئ إسطنبول والإسكندرية وإسكندرونة، وضمانة ألا تتوقّف هذه السّفن في أيّ ميناء آخر أو أيّ جزيرة أخرى. وكذلك عودة السّجناء العثمانيّين الذين من المفترض أنهم أُسروا في أعمال قرصنة سابقة. أما بخصوص فخر الدّين، فرفض العثمانيّون عودته إلى دياره «لأنّ ذلك سيكون مدعاةً للاضطراب»، واشترطوا بدلاً من ذلك أن يأتي إلى إسطنبول ليقدم كشف حساب الأموال التي جمعها من المناطق التي كانت تحت سيطرته. ولكن نظراً لشفاعة توسكانيا لمصلحته سيتم العفو عنه وتعيينه في أحد سناجق الرّوملي.

صدر العفو فعلاً في نهاية الأمر عن فخر الدّين، وسمح له بالعودة إلى دياره، وقد كان ذلك مدعاةً لازدهار المصالح التجاريّة التّوسكانيّة في بلاد الشّام. كان التّوسكانيون يستوردون الحرير والقمح وسلعاً أخرى من المنطقة، ويصدّرون إليها البنادق والذّخيرة والأقمشة. هذا إضافة إلى إرسالهم الخبراء في صناعة المدافع. والحقيقة إنّ الاتصالات بين توسكانيا والبابويّة وإسبانيا من جهة وفخر الدّين من جهة أخرى قد تكثّفت بعد عودة الأخير إلى لبنان. وقد تمّ البحث بين الفريقين في مشاريع جديدة لإعادة فتح الأراضي المقدّسة، واستمرّت هذه الاتصالات حتّى الأيّام الأخيرة لفخر الدّين كأمير في لبنان. وقد لعب البطريرك المارونيّ وأعيان موارنة آخرون دوراً مهماً في هذه الاتصالات، وكانوا هم الذين يفاوضون أحياناً نيابةً عن فخر الدّين، أو ينقلون رسائله إلى البابا وملك إسبانيا، أو إلى نائبه في صقلية. كما أنّ أعضاء البعثة الفرنسيسكانيّة أيدّوا مثل هذه المشاريع، وشهدوا بصدق نوايا فخر الدّين تجاههم.

جرت آخر المراسلات المتبادلة الموثّقة المتوافرة في عام 1633، وهو العام ذاته الذي هزم فيه فخرالدّين، وألقي القبض عليه من قبل كوتشوك أحمد باشا الوالي العثمانيّ في دمشق. وفي تبادل الرسائل الأخير هذا قدّم فخرالدّين عن طريق البطريرك المارونيّ خطّة لفتح قبرص والأراضي المقدّسة. وبذلك تصبح الجزيرة تحت سيطرة أخي البابا أوربان الثّامن، كما نصّت الخطة على أن ينصّب فيرديناند الثّاني الدّوق الأكبر لتوسكانيا ملكاً على القدس في الأراضي المقدّسة. كذلك وعد فخر الدّين في الرّسالة نفسها بأنّه وعائلته سيعتنقون المسيحيّة كما أنّه سيسمح لجميع أتباعه بأن يفعلوا الشّيء نفسه. التزم فخر الدّين كذلك أن يمدّ الجيش المسيحيّ بالرّجال والمؤونة، وأن يقدّم للأسطول ميناءً آمناً أو أكثر من بين الموانئ التي تقع تحت سيطرته، وأن يسلمهم مدينة القدس، وأن يقدّم كلّ وسائل الدّعم الممكنة. ومقابل كلّ ذلك، إضافةً إلى التزامات أخرى غير محدّدة، كان على البابا والدّوق الأكبر أن يرسلا قوّة بحريّة لا تقل عن خمسين قطعة لاحتلال قبرص، وأن يزوداه بكميّة من المعدّات العسكريّة، ومواد أخرى ذات صلة بالحرب. مثل الأسقف المارونيّ في قبرص بين يدي البابا في أوائل أيلول (سبتمبر) 1634 ليعرض عليه هذا التّحالف المقترح.

ولقي العرض استحسان البابا إلّا أنّ هذا التّحالف والموافقة عليه جاءا متأخّرين إذ إنّ فخر الدّين كان، إذ ذاك، قد وقع في أيدي العثمانيّين.

* رابط الحلقة السابقة:

http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/24785219/فخر-الدين-والتوسكانيون-حيال-النفوذ-العثماني

* أستاذ التاريخ العثمانيّ في الجامعة الأميركيّة في بيروت

 

بين العقوبات والتغيير الميداني

 وليد شقير/الحياة/27 تشرين الأول/17

تضيف العقوبات الأميركية على «الحرس الثوري» الإيراني و «حزب الله» بذريعة مخالفة البرنامج الصاروخي الباليستي لطهران ودورها في زعزعة الاستقرار الإقليمي، والتي ستأخذ طريقها إلى النفاذ قريباً، عنصراً جديداً في المواجهة الدولية مع حكم ولاية الفقيه وتمدده الخارجي، لكن الأرجح أنها لن تفعل فعلها في ثني «الحرس الثوري» عن مواصلة استراتيجيته في المنطقة. العقوبات قد تفرض عليه جهداً للتحايل عليها ومواربتها بمساعدة دول أخرى (العين على قطر ولبنان...)، وتدفعه إلى التشدد أكثر في الداخل إزاء احتجاجات الإصلاحيين على إنفاقه أموال البلد الغني، على التسلح والتوسع الإقليمي، وتجاهل حاجات مجتمع فتي يعاني البطالة في المدن، وفي أرياف غارقة في الفقر والتخلف... لكنها لن تعدّل الطموحات الإيرانية.إذا كان هدف العقوبات كما قال وزير الخارجية ريكس تيلرسون التأثير في الداخل لإحداث التغيير في النظام، فإن انضمام الرئيس حسن روحاني إلى المفاخرة بأنه «لا يمكن في العراق وسورية ولبنان وشمال أفريقيا والخليج الفارسي القيام بأي خطوة حاسمة» (بعض الترجمات استخدم عبارة مصيرية) من دون الدولة الفارسية، يدل إلى أن على واشنطن أن تنتظر طويلاً قبل حصول التغيير. فموازين القوى الداخلية تجبر أمثال روحاني على الالتحاق بـ «الحرس» طالما أن وظيفة وجوده لم تتحقق: إراحة الاقتصاد برفع العقوبات.

الأسئلة كثيرة عما إذا كان نهج إدارة دونالد ترامب مختلف في العمق والجوهر، عن نهج سلفه باراك أوباما حيال طهران. فالأخير، حين برر أمام الأميركيين توقيعه الاتفاق النووي عام 2015، (لمن يتذكر) أبقى العقوبات المتعلقة ببرنامجها الصاروخي، وزعزعتها استقرار جيرانها وتدخلاتها الإقليمية، وخرقها لحقوق الإنسان... فهل يختلف قول ترامب ومستشاره للأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر «أينما تحل المشكلات وتشتعل الفتن بين المجتمعات وتدور رحى العنف المدمرة، ترى أيادي الحرس الثوري الإيراني»، عن موقف أوباما؟

مشكلة الموقف الأميركي هي في الانطباع الدائم الذي يطرحه ديبلوماسيون أميركيون سابقون ومنهم موفد واشنطن السابق إلى سورية السفير روبرت فورد: تأخرنا في مواجهة نفوذ طهران. ولا يقتصر استنتاج خبراء غربيين على القول إن العقوبات قد تزيد من نفوذ «الحرس الثوري» على الوضع الاقتصادي بحجة مواجهة هجمة واشنطن العقابية، بل يتخطاه عند المتابعين للسلوك الأميركي إلى الحقائق الواقعية: أي تعديل في نفوذ طهران يفترض أن يتم ميدانياً أولاً وأخيراً. وعلى واشنطن أن تغادر السياسات التي تعاقبت عليها الإدارات في العقود الماضية، والتي غضت الطرف عن توسع «الحرس» في المنطقة، فكانت ترفض الإقرار بأن طهران تتدخل في اليمن لدعم الحوثيين، قبل أكثر من 10 سنوات. وحين انكشف التدخل اعتمدت نظرية الإفادة من تقاتل الحوثيين مع «القاعدة». وواشنطن هي التي أخلت الساحة لإيران في العراق، وتركت لها أن تتغلغل في سورية بذريعة قتال «داعش»، وبالتالي أن تمتّن دورها في لبنان. وحسن النية قد يدفع إلى القول أنها فعلت كل ذلك من دون تحسب لمرحلة ما بعد «القاعدة» و «داعش» ولمن يملأ الفراغ بعد انحسارهما. لكن الحقيقة هي أن واشنطن ارتكزت إلى هدف ضمني خبيث عبّر عنه أوباما حين أمل بإحداث توازن بين القطب الشيعي وبين الدول السنّية في المنطقة، بإضعاف الأخيرة، فكان مآل هذه السياسة خراب الإقليم وإضعاف الدول العربية، وتهشيم النسيج الاجتماعي في العديد منها، وتقدم إيران على حسابها. وإذا كان حسن النية يفترض أن هناك «صحوة» أميركية إزاء الأضرار الهائلة لتلك السياسة، فإن تصويب الأمور يحتاج أكثر من العقوبات. فماذا فعلت واشنطن، ميدانياً، لإخراج إيران من اليمن؟ وماذا ستفعل عملياً لسحب ميليشيات إيران من العراق بعد أن اعتبرتها شريكاً في قتال «داعش» وبعد أن جرى تشريعها؟ وهل يمكن أي متابع أن يجد تعريفاً مفهوماً لخططها في سورية؟ قد يستثني المرء السؤال عن سياستها في لبنان طالما أن «التسوية» فيه جنبت البلد الصغير الحرب الدائرة في الدول الثلاث الأخرى، وجعلت منه «ملتقى» لخدمات تلك الحروب، وما دامت تدعم تقوية الجيش اللبناني والمؤسسات، لأن المعادلة فيه تخضع لموازين القوى في دول أكثر أهمية.

امتنعت طهران سابقاً عن الاستجابة لمحاولة أوباما التفاوض معها على أزمات المنطقة، برفض البحث في أي أمر غير الاتفاق على النووي، مستقوية بحاجته إلى إنجازه. وإذا كان ترامب يأمل من العقوبات جرها إلى التفاوض، كيف يمكنه ذلك من دون تعديل الواقع الميداني، في أي من الدول المحورية، أو على الأقل من دون اتفاقه مع اللاعب القوي الجديد، روسيا؟

 

«تفاهمُ معراب» يقع... والسلّاخون كُثُر؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 27 تشرين الأول 2017

«بتأثير كؤوس الشمبانيا في معراب، لم يتسع خيال «القوات» لرؤية المستقبل بوضوح وواقعية

«أم الصبي» في «تفاهم معراب» هي «القوات اللبنانية». فهي المتضرِّر الوحيد من سقوطه، وأما «التيار الوطني الحرّ» فقد يجد مَن يقنعه بأنّ أرباحَه من هذا السقوط ستكون أكبرَ من خسائره. وأما الآخرون، على ضفتي 8 و14 آذار، فمعظمُهم يحفر تحت الاتّفاق لتسريعِ انهيارِه.كأنّ «تفاهم معراب» عبارةٌ عن مُنتجٍ استهلاكي مطبوع عليه تاريخ الصلاحية: «صالح للإستعمال لمدّة عام من تاريخه». وهكذا، يحتفل الرئيس ميشال عون بعيده الأوّل في القصر الجمهوري، مُحاطاً بفائض القوة التي تشمله من جانب «حزب الله»، ومُحاطاً بدفءِ زواجِ المصلحة مع الرئيس سعد الحريري. وبعد هذه «الترويكا» كل البقية تفاصيل:

إذا اضطربت العلاقةُ مع الرئيس نبيه بري، فهي ستبقى مضبوطةً بحماية العلاقة مع «الحزب». وإذا زعل النائب وليد جنبلاط من تصريح للوزير جبران باسيل في عاليه، فالأمورُ قابلة للتسوية. وإذا زعل الدكتور سمير جعجع بسبب تباعد المفاهيم بين «القوات» و»التيار» في مجلس الوزراء، فـ«على مهله بيرضى».

البعض يقول: «بتأثير من كؤوس الشمبانيا في معراب، لم يتّسع خيالُ «القوات»، يومَ مباركتها للرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، لرؤية المستقبل بوضوح وواقعية.

علماً أنّ الذين لم يتذوّقوا الشمبانيا يومذاك كانوا محظوظين بامتلاكهم القدرة على الرؤية بوضوح. فقد استبقوا الأمور يومذاك وتوقّعوا أن تبقى بوصلةُ «التيار» في اتّجاه «تفاهم مار مخايل» حيث لا يجرؤ على المغادرة، وأن لا تتّجه صوب «تفاهم معراب»، حيث يجرؤ الكثيرون!». للإنصاف، يقول البعض، لم يكن أمام جعجع غير ما كان: حاصره الحريري بإعلان تأييد خصمه الشمالي التاريخي النائب سليمان فرنجية في رئاسة الجمهورية. فلم يكن أمامه إلّا أن يهرب من «السوري الأصلي» إلى «السوري التقليد»، كما قال يومذاك. وفكَّر: «لماذا لا أنخرط في اللعبة وأحصل على الممكن من الداخل بدل الخواء الذي سأحصده في الخارج، على غرار خواء المقاطعة في العام 1992؟». على الأقل، ظنّ جعجع، أنه سيكون قادراً على إزاحة عون قليلاً عن تحالفه اللصيق مع «حزب الله» في اتّجاهِ تحالفٍ «إنترمسيحي» وأكثر اعتدالاً في التعاطي بين محورَي 8 و14. والفكرة القاتلة التي تقود 14 آذار دائماً هي الآتية: «الأسد ستأخذ به التسوية السياسية، «حزب الله» سيتخلّى عن سلاحه وستأتي المحكمة لتصفّي الحسابات معه، إسرائيل لن تقبل بإيران على حدودها، وأميركا ستفرض على الجميع التزامَ الضوابط». تالياً، وفق نظرة 14 آذار، التي تبنّتها منذ العام 2005، فلا بأس بالتسويات المرحَلية «التعايشية» مع «الحزب»، ما دامت مرحَلية لا دائمة. وهي ستنتهي بانتهاء المواقيت المخصّصة لها إقليمياً ودولياً. ولكن، ظهر أنّ بعض هذه التوقعات والتحليلات ليس سوى أوهام، وأنّ البعض الآخر فيه شيء من الدقّة، وأنّ بعضها صحيح لكنّ تحقيقَه يحتاج إلى مدى زمني غير محدَّد، بحيث يموت جيل ويأتي آخر قبل تحقيقه… فإذا جاء وقتُه كانت الدنيا كلّها قد تغيرت.

أيّاً تكن مبرِّرات «القوات» للتفاهم مع «التيار» على إيصال عون إلى الرئاسة، فيجدر الاعتراف بأنها كانت أساسية في تحقيق الحلم العوني العتيق. ولكن، اليوم، ربما اكتشفت «القوات» أنها كانت «دعسةً ناقصة». ومن سخريات القدر أنها تعمل ليلاً ونهاراً للتحالف مع فرنجية… ضد عون!…

إنتخابياً على الأقل. وهناك مَن قال: «لو كان فرنجية رئيساً للجمهورية- بدل عون- هل كان وزراؤه «سينكّلون» بوزراء «القوات» كما يفعل وزراء عون؟». هناك ما طرأ في الأسابيع الأخيرة على اللعبة السياسية الداخلية، وتحديداً منذ «لقاء كليمنصو». في هذا اللقاء، تمّ التوافقُ «الإسلامي» على استعادة أولويّة المواجهة مع «الرئيس الماروني»: بري بادر- بتغطية من «حزب الله»- إلى استيعاب الحريري، علماً أن لا مشكلة في هذا الشأن مع

جنبلاط. الروحيّةُ هي عدم المَسّ بالمسار الذي سلكه تنفيذ «إتفاق الطائف» في المرحلة السورية، والذي تمّ تأكيده في التحالف الرباعي عام 2005. وإذا كان صعباً إقناع عون بالتخلّي عن نزعته إلى استعادة النفوذ القديم للرئيس الماروني، فمن الممكن استدراج «التيار» ووزرائه إلى المساومات السياسية وغير السياسية، بحيث يذوب في اللعبة السياسية التقليدية، مثلما ذاب فيها رؤساء الجمهورية منذ «إتفاق الطائف». ويبدو أنّ هذا المسار آخذ في النجاح. وأبرز ضروراته فكّ الارتباط بين عون وجعجع، وبين «التيار» و«القوات» وكوادر كل منهما، واستعادة النفور بين الطرفين. فابتعاد جعجع عن عون يتيح تسريعَ الخطوات الملحّة في الوقت الحاضر، ولا سيما منها التطبيع مع دمشق- الأسد وإمرار الملفات التي تُعارضها «القوات». لذلك، الأرجح أنّ قوى معيّنة يهمّها خلق أرضية تؤدّي إلى توسيع الشرخ بين «التيار» و»القوات». وهذا الأمر سيكون مثالياً قبل الانتخابات، سواءٌ باستقالة «القواتيين» من الحكومة أو من دون استقالتهم.

وتأجيل معالجة الملفات التي تهمّ «القوات» في مجلس الوزراء هو جزءٌ من هذا التوجّه. ولذلك، عندما يقع «تفاهم معراب» على الأرض سيكثر السلاّخون، ولن يسأل عنه «التيار». وأما «القوات» «أم الصبي» فعليها تقع المسؤولية والقرار. لكنها في وضع لا تُحسَد عليه. فالخياراتُ أمامها صعبة كلها.

 

لبنان وإسرائيل والحرب

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/2017 الجمعة 27 تشرين الأول

نقاش دائم حول الحرب على «حزب الله»

مع كل دفعة عقوبات أميركية على «حزب الله»، يتعالى بعض الأصوات في اسرائيل وخارجها وتضخّ أجواء حربية تشي وكأنّ الحربَ الإسرائيلية على «الحزب» حتميّة، وأنّ الضغط الأميركي بالعقوبات على «الحزب» ومحاولة تضييق الخناق عليه مالياً واقتصادياً، بالإضافة الى تجييش العالم الغربي كلّه لتصنيف «حزب الله» منظّمةً إرهابية، يندرج في سياق التمهيد لهذه الحرب. هنا يحضر السؤال التالي: هل ستقع الحرب فعلاً؟لدى أحد الخبراء في الشؤون الإسرائيلية، جوابٌ جاهزٌ على هذا السؤال : خيار الحرب على «حزب الله» هو الشغل الشاغل لإسرائيل، وعندما تشعر أنّ في مقدورها أن تخوض حرباً حاسمةً ضد الحزب، لن تتاخّر في القيام بها». في إسرائيل، يقول الخبيرُ المذكور، نقاش دائم حول الحرب على «حزب الله»، وهو ما تعكسه المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية في إسرائيل، وكل الخلاصات التي انتهى اليها هذا النقاش تؤشر الى أنّ كل الخيارات الحربية التي يدور حولها النقاش بين هذه المستويات، لا تحقّق الهدفَ الإسرائيلي بتوجيهِ ضربةٍ قاضية للحزب. النقاشُ الإسرائيلي، وكما يلاحظ الخبير المذكور، ارتفعت وتيرتُه بعد مناورة حماية الجبهة الداخلية والحسم ضد «حزب الله»، وكذلك المناورة العسكرية الضخمة التي أجرتها إسرائيل قرب الحدود مع لبنان والتي حاكت هجوماً للحزب على المستوطنات الإسرائيلية.

خصوصاً وأنّ تقييمَ هذه المناورات كان سلبياً لدى المستويات العسكرية تحديداً، وهو ما دلّ على أنّ كل الخيارات الحربية التي وُضعت على الطاولة، لا تحلّ مشكلة «حزب الله، وهو أمرٌ دَفع الى وضع مجموعة من الأسئلة في يد الطاقم السياسي والعسكري في إسرائيل:

هل ستخوض إسرائيل حرباً ضد «حزب الله» وجبهتُها الداخلية مكشوفةٌ ومعرَّضة لإلحاق ضررٍ كبير فيها؟

هل ستخوض إسرائيل حرباً لا حسمَ فيها ضد «حزب الله»؟ إسرائيل تخشى من تعاظم قوة الحزب، فأيُهما أربح لإسرائيل، تعاظُم قوة الحزب بلا حرب، أو حرب يمكن أن تؤدّي الى إلحاق ضرر كبير في الشعب الإسرائيلي وفي الجبهة الداخلية والبنية التحتية الإسرائيلية؟

ولعلّ السؤال الأهم في هذا السياق: هل الحرب ضد الحزب، ستؤدّي الى حسمها لصالح إسرائيل وإنهاء الحزب؟ والجواب على هذا السؤال: لا! حتى الآن، والكلامُ للخبير المذكور، ثمّة قناعة راسخة لدى المستويات السياسية والعسكرية بأنّ الحربَ الإسرائيلية على «حزب الله» وبالتالي على لبنان، ليست مضمونة النتائج، أقلّه في هذه المرحلة. والى جانب الداخل الإسرائيلي، يلفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الى ما سمّاها «موانع» خارجية للحرب في هذه المرحلة، ومنها أنّ إسرائيل تعتبر أنّ العقوبات على «حزب الله» قد تزعجه، إنما لا تشكّل تهديداً وجودياً له ولا لنشاطه العسكري، ولذلك عمدت الى تسريبات متتالية عن عمل عسكري ضد الحزب، إلّا أنها صُدِمت من التجاهل الأميركي للتهديد الإسرائيلي، وكذلك صُدِمت من الجانب الروسي في محطة أولى حينما صبّ فلاديمير بوتين دلواً من الماء المثلّج على رأس نتنياهو - هذا التعبير للصحافة الروسية - حينما حاول نتنياهو انتزاعَ تعهّدات من الرئيس الروسي بردع التحرّكات الإيرانية في سوريا، فكان جواب نتنياهو أنّ إيران - ومعها «حزب الله» - باتت شريكة لروسيا في مكافحة الإرهاب.

يضيف الخبير المذكور أنّ الروس راقبوا التصعيد الإسرائيلي، وقاربوه من احتمالين؛ الأوّل، إما أنّ إسرائيل باتت في موقف يُجبرها على شنّ حربٍ على «حزب الله»، حتى وإن كان الأمرُ مقامرةً محكومة بعدم القدرة على تحقيق الربح المطلوب فيها، في ظلّ تنامي قدرات الحزب في لبنان. والثاني، وإما أنّ التهديدات الإسرائيلية مجرّد تصعيد سياسي لتحقيق مكاسب سياسية. واللافت في كلام الخبير أنّ الروس تعاملوا مع الاحتمالين على قدر المساواة، ووضعوا السياسات المناسبة للتعامل معها على النحو الذي لا يبدّد الإنجازات التي حقّقتها موسكو في سوريا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا قبل نحو سنتين، أو بشكل أدق لا يؤثر على النفوذ الروسي الذي تزايد في المنطقة وسوريا تحديداً، على نحوٍ اوسع من النفوذ الأميركي. وثمّة رسائل شديدة الدلالة بعثت بها موسكو الى الجانب الإسرائيلي ولعل الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الى إسرائيل قبل أيام، كانت مناسبةً ًلتمرير الكثير من الرسائل، أبرزها رسالتان، الأولى إعلانه أنّ العملية ضد الإرهابيين في سوريا تقترب من نهايتها، والثانية الرسالة الجوّية التي بعثت بها من الأجواء اللبنانية، حين تعرّضت مقاتلةٌ حربية إسرائيلية لاستهدافٍ مباشر من قبل الدفاعات الجوّية السورية، والتي لم تتمكّن إسرائيل من الردّ عليها، قبل الحصول على موافقةٍ من الروس.

امام هذا الواقع، هل لدى إسرائيل خيارٌ غير الحرب؟ يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إنّ المراقب لمسار الأمور في إسرائيل يستنتج أنّ المستويات العسكرية والسياسية الإسرائيلية تسلك مسارَين في آن معاً، الأول، يتّصل بالحرب العسكرية المباشَرة، والثاني يتّصل بخياراتٍ بديلة عن الحرب تحقّق فيها إسرائيل نتائجَ مربحة لها في ميادين أخرى سياسية وغير سياسية. المسار الأول، يقول الخبير، يبدو مقفلاً حتى الآن رغم توالي التهديدات بالحرب ضد «حزب الله»، وأما المسار الثاني فيبدو محفوفاً بالفشل حتى الآن أيضاً، وفي هذا المسار الثاني، يندرج الآتي:

- رهان إسرائيل على استفتاء كردستان كصاعق تفجير كبير لمنطقة الشرق الأوسط كلها ويضعها على مشرحة التفتيت، بما يربك، أو يضعف إيران وحلفاءَها وعلى وجه الخصوص «حزب الله»، إلّا أنّ هذا الرهان انكسر وبدا كحلمٍ خريفي لم يتحقّق، بعد الهجمات الإرتدادية التي شنّها الجيش العراقي بدعم مباشر من الروس وإيران وكذلك من تركيا.

- التجربة الجديدة التي تُخاض حالياً برعاية أميركية وشراكة عربية وخليجية مباشرة، حول الملف الفلسطيني ومحاولة إيجاد تسوية تُنهي كل حركات المقاوَمة الفلسطينية وفي المقدّمة «حماس»، وبالتالي تُخرج الملف الفلسطيني نهائيا من موقعه كقضية مركزية. هنا إسرائيل تعطي إسرائيل أولوية لهذا الموضوع، وتنتظر حجمَ الثمار التي ستجنيها من هذه التسوية إن حصلت.

- إنتظارُ تطوّرات الأزمة السورية، وخصوصاً بعد الهجمة الإرتدادية التي بدأها الأميركيون وحلفاؤهم في الرقة، والتي يُراد منها تضييق مساحة النفوذ للروس وحلفائهم في الميدان السوري، جغرافياً وسياسياً وعسكرياً، ورهان إسرائيل هنا على الصياغة السياسية التي ستحدّد خطّ النهاية للأزمة السورية، لعلّها تجد من خلال هذه الصياغة ما يمكن أن يؤدّي الى تقليم أظافر «حزب الله» وإيران. تلك هي الصورة كما يرسمها الخبير في الشؤون الإسرائيلية من خلال رصد حركة المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ويقول: كل الوقائع تشي بأنّ خيارَ الحرب الإسرائيلية على «حزب الله» وبالتالي على لبنان مستبعَد حالياً، إلّا أن لا إمكانية للثقة بالعقل الإسرائيلي، خصوصاً وأنّ بعض الساسة في إسرائيل مستعدون لإضرام النار، إذ إنهم يتعاطون مع خيار الحرب على الحزب كمادة لتحقيق مصالح إنتخابية. خبير في الشؤون الإسرائيلية: خيارُ الحرب على لبنان ضعيف، لكنّ بعض الساسة في إسرائيل مستعدون لإضرام النار، إذ إنهم يتعاطون مع خيار الحرب كمادة لتحقيق مصالح ومكاسب انتخابية

 

ما حَقيقة هروب المولوي من «عين الحلوة»؟ 

علي داود/جريدة الجمهورية/الجمعة 27 تشرين الأول 2017

توصّلت لجنة ملف المطلوبين في مخيم عين الحلوة الى تحديد 4 نقاط ومراكز للمطلوبين لتسجيل أسمائهم فيها تمهيداً لحلّ قضيتهم مع الدولة اللبنانية، وهي مركز الأمن الوطني الفلسطيني، مسجد النور، حي الصحون، وبستان القدس، على أن تجري المسح التفصيلي للمطلوبين مطلع الأسبوع المقبل لتفكيك هذا اللغم لكي لا يبقى قابلاً للإنفجار في أيّ لحظة في المخيم وجواره، في وقت برَزت معلومات عن فرار المطلوب شادي المولوي الى سوريا.في وقت رجّح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم خروج المولوي من مخيم عين الحلوة، أكّدت مصادر مواكبة للأحداث في المخيم لـ«الجمهورية» أنّ «الدولة اللبنانية لا تملك أيَّ معطيات جدّية أو دلائل حول هرب المولوي، خصوصاً في ظل تضارب معلومات المسؤولين الفلسطينيين داخل عين الحلوة، وبالتالي طالما لم يتوافر أيُّ دليل يؤكد من دون شك خروج المولوي، فإنّ الأخير بالنسبة الى الأجهزة الأمنيّة لا يزال داخلَ المخيم»، مذكّرةً بأنّ «موقفَ الدولة اللبنانية واضحٌ لجهة عدم السماح لأيّ إرهابيّ مطلوب بالخروج من المخيم، إذ لا مساومة ولا صفقات على حساب دماء الأبرياء والعسكريين». من جهته، أوضح مصدر فلسطيني لـ«الجمهورية» أنّ «القوى الإسلامية ومنها «عصبة الأنصار» تُسرّب معلوماتٍ مفادها أنّ المولوي غادر المخيم مع اثنين آخرَين بينهما أحد مساعدي الشيخ الإرهابي أحمد الأسير وهو من آل النقوزي، وتُردّد تلك القوى ومنها العصبة أنها تنتظر شريطَ فيديو لهم بعد وصولهم الى ادلب والالتحاق بـ«جبهة النصرة» الإرهابية»، إلّا أنّ مصدراً في حركة «فتح» أشار الى «أننا لا نملك معلوماتٍ حول الموضوع، إنما نسمع بها ونتحقّق منها».

بدورها، سألت مصادرُ فلسطينية عن «كيفية خروج المولوي وحواجز الجيش في محيط المخيم وعلى مداخله، ونرجّح، في حال كان الخبرُ صحيحاً، أن تكون جهة معيّنة قد وفّرت له الغطاء للخروج، وهو ما فتحنا تحقيقاً فيه»، معتبرةً أنّ «هناك جهة من داخل المخيم تُخرج المطلوبين لقاءَ مبالغ طائلة وهي تتعاطى السمسرة في هذا الإطار وتؤمّن لهم بطاقات مزوّرة، حيث تبيّن أنّ مصنعاً لهذه البطاقات موجود في حيّ حطين وفي منزل قيادي إسلامي كبير». وقالت المصادر إنّ «عضو لجنة ملف المطلوبين رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب كان مارَس ضغطاً على المولوي لتسليم نفسه، فاستمهله وقتاً وعاد ليمتنع عن تلبية طلبه، قائلاً له منذ أيام إنه بصدد الهروب من المخيم». وأعلنت المصادر «أننا في صدد استكمال عملية الإحصاء والطلب من المطلوبين تسجيل أسمائهم في أيّ مكان من النقاط الأربع لنتوصّل الى تسليمهم وتسوية أوضاعهم مع الدولة من خلال التسليم الطوعي كخطوة أولى، والمرحلة الأخيرة هي عملية استدراج أمنية على طريقة استدراج خالد السيد، ونتمنى ألّا نصل إليها لأننا نهدف الى العمل الهادئ المنتج وليس الصخب الذي يترك شظاياه في كل اتّجاه».

وكانت اللجنة الفلسطينية لمتابعة ملف المطلوبين عقدت اجتماعها الدوري في مقرّ القيادة العامة في مخيم مار الياس في بيروت، وتركّز على «الآلية المفترَضة لإجراء المسح التفصيلي للمطلوبين». واتُّفق على «البدء بإجراء المسح مطلع الأسبوع المقبل على أن يتمّ تحديد نقاط لاستقبال الراغبين في إدراج أسمائهم ضمن الكشف من أجل البدء بالعمل لمعالجة أوضاعهم مع الجهات اللبنانية المختصة». وأكّدت اللجنة أنّ «هناك مسارَين يجب اتّباعُهما بالتوازي لمعالجة قضية ملف المطلوبين: الاول يقع تحت مسؤوليتها بإجراء الإحصاء التفصيلي للمطلوبين، وكذلك رسم إطار المعالجة. والثاني، يقع تحت مسؤولية القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان المعنية بالتواصل مع كل المرجعيات اللبنانية السياسية والرسمية». من جهة أخرى، سلّم المطلوب الفلسطيني علي نعيم حميد الملقب بـ«علي نجمة» نفسه الى الجيش اللبناني عند حاجز «النبعة»، وهو أحد عناصر مجموعة بلال بدر، وكان قد أُصيب وبُتر كفُّ يده في أحد الاشتباكات السابقة التي جرت بين حركة «فتح» ومجموعة بدر.

 

إسرائيل العادية في بيروت

نديم قطيش/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/17

لنا أن نتخيل كيف يمكن لتوقيف مخرج لبناني خلال عودته عبر مطار بيروت على خلفية زيارة له إلى إسرائيل قبل أربع سنوات، أن ينتهي. توقيف بتهمة التطبيع مع العدو، تليه محكمة عسكرية، ثم حكم رادع يضع حداً لمن قد يفكر في فعل تطبيعي آخر. والأهم حملة شعبية تنطلق بموازاة التوقيف والمحاكمة تطعن في التطبيع وأصحابه وتشهر بالمخرج أو الفنان أو المثقف، وتدفع إلى زاوية الخجل والخزي كل من قد تسول له نفسه «عقلنة» أو «تفَهُّم» أي شكل من أشكال الاتصال الثقافي «بالعدو»! هذا المسار الطبيعي لتطور الأحداث في واقعة مماثلة في بلد كلبنان. غير أن ما حصل مع المخرج اللبناني الفرنسي زياد الدويري، خالف كل تفاصيل هذا الإرث في التعاطي مع مسألة تتعلق بإسرائيل. في طريق عودته إلى بيروت بعد حضوره حفل توزيع جوائز «الأوسكار»، مشاركاً بفيلمه «قضية رقم 23»، أوقف الدويري استناداً إلى دعوى رفعت ضده العام الماضي على خلفية عيشه في إسرائيل مدة سنة واستعانته بممثلين وتقنيين إسرائيليين لتنفيذ فيلم «الصدمة» المستوحى من رواية الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا.

لم تكن المفارقة فقط في أن الدويري أخلي سبيله، بعد توقيفه بقليل في المطار، ولا في أنه حضر في اليوم التالي إلى المحكمة العسكرية وأخلي سبيله قضائياً، من دون توجيه تهمة إليه. المفارقة كانت أن مناهضي التطبيع بدوا غرباء، وصوتهم لا يصل أبعد من دوائر نظرائهم التي بدت ضيقة وصغيرة. على مواقع التواصل الاجتماعي، كان سهلاً وتلقائياً أن يجد الدويري من يدافعون عنه وعن خياراته المثيرة، أكثر بكثير مما وجد مناهضو التطبيع صدى لطعنهم واستنكارهم بشأن الاتصال بإسرائيل والإقامة في تل أبيب، وهي تفاصيل يفترض أنها لا تزال تثير حساسيات جدية في لبنان. بل بدا القانون نفسه ضعيفاً، والدويري خالف القانون صراحة، حين خضع لمزاج نخبوي وشعبي يعتبر أن التطبيع الثقافي، وجهة نظر، على النص القانوني التأقلم معها.

هذا اختراق غير مسبوق في وعي الجماعة اللبنانية.

أذكر من سنوات العمل الطلابي أن المخرج والصحافي إلياس خوري، وكان مديراً لمسرح بيروت، قرر أن يعقد ندوة تعالج موضوع الآخر في الأدب الإسرائيلي، ودعا للمشاركة فيها المهندس والسياسي اليهودي المغربي المناهض للصهيونية إبراهام سرفاتي. في ذلك الزمن ما كانت دعوة شخص كسرفاتي ممكنة، وفشلت محاولة إلياس خوري في إحداث خرق عبر مثقف «معنا»، فكان أن خضع الجميع لتهديدات أمنية تصدرها الحزب القومي السوري الاجتماعي، ولم يأتِ سرفاتي. لكم أن تتخيلوا معنى أن يفشل إلياس خوري يومها وينجح زياد دويري اليوم، لقياس المسافة التي عبرتها المواقف من الصراع والعدو، والنقلات التي طرأت على التفكير «بالثوابت». بعد قضية زياد دويري بأسابيع قليلة، حكم القضاء اللبناني غيابياً بالإعدام على حبيب الشرتوني ونبيل العلم المدانين باغتيال الرئيس الأسبق بشير الجميل قبل 35 عاماً.

الأصوات نفسها والمنابر ذاتها التي جندت في معركة الطعن بزياد الدويري وموقفه من إسرائيل، استنفرت للتذكير بأكثر علاقة إشكالية نشأت بين سياسي لبناني وإسرائيل، الذي جاء انتخابه رئيساً، نتيجة مباشرة للاجتياح الإسرائيلي للبنان واحتلال عاصمته عام 1982. لكن ذلك لم يمنع اللبنانيين من الاحتفال علناً بالحكم على قتلة بشير، والدفاع عن خياراته، وصيانة شهادته ومعناها بالنسبة للبنان اليوم، من دون أن يخضعوا لأي ابتزاز يتعلق بتجربة بشير الإسرائيلية. حتى حلفاء حزب الله المسيحيون، حضروا الاحتفال المركزي، تصدرهم صهر رئيس الجمهورية، وزير الخارجية جبران باسيل.

كيف يمكن أن يصل الصراع إلى هذه «المشهديات» في بلد يحوي حزباً هو صاحب الصوت الأعلى، في ثقافة العدو، والعداء والصراع؟! كيف تتفكك حصانة «الثوابت» التي تملأ هذا الخطاب، ويصير أصحابها شبه غرباء في لغتهم وخطابهم عن آخرين لا يجدون حرجاً في تبني وممارسة نقيضها؟

ثمة انهيار فيما يسميه حزب الله ثقافة المقاومة، أو «الثوابت الوطنية» في اللحظة نفسها التي يبدو فيها حزب الله ممسكاً بالبلاد والعباد. لا أزعم أنني أملك جواباً حيال هذا الاتجاه الجديد، أقله في علنيته وفي حماسة التعبير عنه وفي شيوعه خارج أطره المسيحية التقليدية. أحسب أن لمشاركة حزب الله في سوريا، وهول ما وصلنا من وقائع هذه الجريمة المتمادية بحق عشرات ملايين السوريين، دورا في ولادة هذا الاتجاه. وأحسب أن في استعاضة حزب الله عن المقاومة الفعلية لإسرائيل باللغو والخطابات، وتجيير مجهوده الحربي لمعارك إيران في المنطقة ضد العرب ومدنهم وحواضرهم، دورا أيضاً.

بين إنجازات حزب الله في سوريا، التي ذهب إليها بحسب دعايته لحماية المقاومة، أنه أسقط إسرائيل أو يكاد، كعدو وخطر وأولوية ومحرم، من وعي شرائح كبيرة لبنانية وعربية. ما عاد يشعر كثيرون بخطر إسرائيل، ولا عاد كثيرون مقتنعين بها عدواً في سلم أولويات العداوة، إلا مداراة. الأخطر أن مثل هذه الأمزجة تطفو على سطح القول السياسي في لبنان في لحظة الحرب المحتملة الأخطر بين إسرائيل ولبنان.شكراً حزب الله.

 

الفاتيكان "متوجّسة" من لبنان.. والسبب الماسونية

هيام القصيفي/الأخبار/26 تشرين الأول 2017

طوال سبعين عاماً من العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان، ندر أن تواجه لبنان الرسمي مع الكرسي الرسولي. الإصرار على تعيين سفير لبناني رغم علاقته بالماسونية، وخلق مشكلة ديبلوماسية، سيكونان سابقة تسجّل على لبنان.

"الله مع العهد". عبارة كتبها الرئيس بشارة الخوري حين اعترف الفاتيكان باستقلال لبنان عام 1946، قائلاً إنه تعوّد والرئيس رياض الصلح أن يقولاها في "الظروف الخطيرة". لا نعرف إذا كانت العبارة ملائمة، بعد تسجيل أول خطوة متعثرة لم يشهد لبنان مثيلاً لها، طوال 70 عاماً من العلاقات الديبلوماسية مع الكرسي الرسولي. فإذا كان الخوري قد تعامل مع قبول الفاتيكان بهذه العلاقات بأهمية كبرى، معتبراً أنها "ظروف خطيرة"، فكيف يمكن لهفوة ديبلوماسية أن تمر اليوم مع الفاتيكان مروراً عابراً؟

عدم قبول الفاتيكان باسم السفير اللبناني المقترح جوني إبراهيم، لأسباب تعود الى علاقته بمحفل ماسوني، ليس أمراً عادياً. والتقليل من أهميته، كما يدور في أوساط التيار الوطني الحر، يتعدى بأشواط المناكفات المحلية الداخلية، أو تحميل المسؤولية لدوائر القصر الجمهوري والمستشارين فيه، أو وزارة الخارجية، باختيار شخصية يعرف المتعاطون مع الفاتيكان، من روحيين ومدنيين، أنها لم تكن لتقبل، رغم علاقة عائلة المعني ببكركي وبأوساط كنسية. فتعيين سفير في الفاتيكان، كما جرى العرف، كان ولا يزال محصوراً برئاسة الجمهورية. هكذا كانت الحال رغم اختلاف العهود والرؤساء. ولا يتدخل رئيس الحكومة أو رئيس مجلس النواب، لا قبل الطائف ولا بعده، في اختيار الاسم، الامر الذي يحصر مسؤولية اختيار السفير برئاسة الجمهورية. كذلك، فإن مجرد التعاطي الاعلامي والسياسي طوال هذه المدة ودخول مسؤولين روحيين على خط الفاتيكان، والاسئلة التي طرحها الكرسي الرسولي حول اسم الشخصية المعينة وعلاقتها بالمحافل الماسونية، كل ذلك كان كفيلاً بأنْ يدرك طارحو الاسم أنَّ من الضروري إصلاح الهفوة التي ارتكبت، لا الإصرار عليها والتخفيف من تأثير كلمة "الماسونية"، متذرعين بعلاقة سياسيين لبنانيين على مدى تاريخ لبنان بها.

فسحب التعيين من التداول والمسارعة الى لملمة العلاقة مع الكرسي الرسولي، الذي لا يمكن أن يتراجع فيقبل ما يرفضه وفقاً لأعرافه، وتبليغ الدوائر المعنية الديبلوماسية والسياسية بذلك من دون ضجة، ومن دون إعلان رسمي أو تبجّح بالرفض، كان سيكون أكثر ملاءمة لعلاقة لبنان بالكرسي الرسولي. لكن الدوائر المعنية تغاضت عن كل ذلك لأسابيع، وتعاطت مع الفاتيكان بما لا يشبه مطلقاً تاريخ علاقة لبنان بالكرسي الرسولي وبما لا يتماشى مع الأصول المتبعة، خصوصاً أن المعنية هذه المرة بما سيذكره تاريخ العلاقة بين البلدين، هي دولة الفاتيكان، بكل ما تمثله من رمزية دولية ومسيحية. فجاء افتعال المشكلة التي لم تُفهم أسبابها، خصوصاً أن الحساسيات السياسية لا دور لها خلافاً لما يحصل مع دول اخرى، ليترك تساؤلات عن مغزى المضيّ بافتعال المشكلة والنتائج السيّئة لها، لا سيما أن البابا فرنسيس مدعوّ رسمياً الى زيارة لبنان. فكيف سيعالج وضع السفيرين من الآن حتى موعد الزيارة، إذ لا يمكن للبابا أن يلبّي الدعوة من دون وجود سفير لبناني في الفاتيكان واحتمال عدم وجود سفير فاتيكاني في بيروت. منذ تعيين أول سفير لبناني في الفاتيكان، وهو الرئيس الراحل شارل حلو، وصولاً الى السفير المتقاعد العميد جورج خوري، حافظ الفاتيكان على علاقة وطيدة مع لبنان الرسمي، بعيداً عن روابطه بالمسيحيين والكنائس التابعة له، وبالطوائف الاسلامية وشخصيات سياسية بارزة فيها. يقول الرئيس بشارة الخوري في مذكراته "حقائق لبنانية"، إن لبنان سعى الى اعتراف الفاتيكان باستقلاله "لضرورة اطمئنان بعض الفئات من المسيحيين أن الاستقلال اللبناني (...) سيؤدي الى أن الدول العربية الاسلامية سوف تبتلع لبنان وتقضي عليه"، مشيراً الى أن اعتراف الفاتيكان كأوسع سلطة معنوية في الدنيا والعالم الكاثوليكي بالاستقلال "يرسّخ استقلالنا ويرفع الشبهة عنه".

في 17 آذار عام 1947 قدم السفير شارل حلو أوراق اعتماده الى البابا بيوس الثاني عشر كوزير مفوض الصلاحية. أهمية كلام البابا حينها أنه حدد دور لبنان المستقل للمرة الاولى، حين تحدث عن حريته واستقلاله وعن دعوته الى "تحقيق العيش المشترك الهادئ والأخوي". وعلى مرّ السنوات السبعين، عايش لبنان بعد الاستقلال ستة بابوات، هم بيوس الثاني عشر والبابا يوحنا الثالث والعشرين وبولس السادس ويوحنا بولس الثاني وبنيديكتوس السادس عشر وفرنسيس، ولجميعهم محطات بارزة في إطار تعزيز العلاقة مع لبنان. تكفي مراجعة كلماتهم أثناء تقديم السفراء اللبنانيين المنتدبين الى الفاتيكان أوراق اعتمادهم، عن لبنان الحضارة والقيم والتعايش، وعن المحنة التي مرت به والمصالحة الوطنية التي يجب ألا تتم على حساب العدالة والحقوق الاساسية، وعن العلاقات بين مختلف الطوائف. وتكفي الخطوات الاساسية لوقف الحرب ومساندة اللبنانيين من خلال الزيارات البابوية المتكررة، وتحرك الموفد البابوي الى جزين سيلستينو بوهيغاز ومبادرات السفير بابلو بوانتي والسينودوس من اجل لبنان. كل ذلك تم القفز فوقه، لأسباب غير جوهرية، وافتعلت مشكلة من لا شيء، بحسب أوساط كنسية على صلة دائمة بدوائر الفاتيكان الاساسية، وسياسيين اعتادوا مواكبة التعيينات الديبلوماسية في الكرسي الرسولي. فمجرد صدور خبر الرفض في الإعلام الكاثوليكي المتخصّص في أوروبا والتذكير برفض البابا فرنسيس، وقبله بنديكتوس، ومحاربته الماسونية علناً، وبأن لبنان أخطأ بنشر اسم السفير قبل إبلاغ الفاتيكان به، يعني أن الضرر قد وقع. يقول شارل حلو في مذكراته، واصفاً الفاتيكان أثناء مهمته فيه، "إذا كان الفاتيكان عاصمة الروح خصوصاً، فهو أيضاً عاصمة الصمت... تحت سقوف تهيمن على أجوائها الحكمة والفطنة والرصانة". المشكلة تكمن في أن البعض اعتبر أن كثرة الضجيج اللبناني قادرة على كسر صمت الفاتيكان ورصانته وفرض أعراف جديدة عليه.

الكنيسة والماسونية ضدّان لا يلتقيان

لا يمكن اختصار العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والماسونية ببضعة سطور، نظراً الى كثرة الأفكار والعقائد والقوانين التي تحيط بها والتي كتب عنها الكثير. لكن ما يختصر موقف الكنيسة منها منذ عام 1884 هو أن الكنيسة ترى في الماسونية "أفكاراً فلسفية ومعايير أخلاقية تعارض العقيدة الكاثوليكية". وبحسب رؤية القوانين الكنسية، فإن الماسونية تهدف الى تهديم الكنيسة، وهي تختلف بنظرتها الى الله عن نظرة الكنيسة وإيمانها، وتعارض مبدأ العقيدة، إضافة الى السرية التي تطبع اجتماعاتها. ويصف علماء لاهوتيون العلاقة بين الكنيسة والماسونية بأنها "لا يمكن لأي فرد الانتماء الى الاثنين معاً؛ فالالتزام بواحدة منهما يعني التخلي عن الأخرى". ورغم حوارات جرت بين الطرفين ونظرة متغيرة الى بعض المحافل الاوروبية، إلا أن العنوان الرئيسي ظل يعبّر عن رفض الكنيسة لأي علاقة مع الماسونية واعتبار أن كل كاثوليكي ينتمي الى أحد هذه المحافل يرتكب خطيئة مميتة ولا يستحق تناول القربان المقدس، كما قال الكاردينال جوزف راتزينغر الذي أصبح البابا بنديكتوس السادس عشر، حين كان رئيساً لمجمع العقيدة والايمان. لكن هذا البند الاخير لا يزال ملتبساً، بين من يرى أنه أصبح لاغياً، ومطالب بضرورة التمسك به، لأن من ينتمي الى الماسونية يدرك أفعاله، ولا يستحق الانتماء الى الكنيسة.

 

سوريا الممزّقة بين نموذجين

مصطفى علوش/المستقبل/26 تشرين الأول/17

«في شهر آذار 2011 ولدنا من جديد

الطفل فينا يقول دعونا فقط نحيا

سنصرخ حتى تنتزع حناجرنا

حتى تعود سوريا إلى ضمير العالم» (أمل قصير، قصيدة مترجمة من الإنكليزية)

منذ بضعة أيام تعرفت إلى ولد في الثامنة من عمره إسمه بشار. كان الولد من ضمن عشرات من أقرانه يعيشون في مُجمع في مكان ما من طرابلس، مخصص لصغار الأيتام السوريين الذين أصبحوا لأسباب شتى موجودين في لبنان على الأرجح، دون أن يكون لهم خيار، ولم يتسببوا هم به أصلاً، ولا عندهم أسباب سياسية دفعتهم إلى اللجوء إلى لبنان. كل واحد منهم لم يبلغ العاشرة من عمره، وبعضهم لم يعد يذكر بالأساس من أي مدينة أتى، وإن ذكر المدينة فهو يجهل الحي الذي وُلد فيه، وأكثرهم لا يعلم إن بقي له بيت هناك أو حتى أقارب.

كل ما يعرفونه هو أنهم سوريون وجدوا أنفسهم فجأة في مجمعات ذات طابع خيري تحت رعاية الغرباء، تحولوا فيها من أبناء فلان وفلانة إلى مجرد أيتام.

بالعودة إلى الطفل بشار، فقد فهمت من رعاة المجمع بأنه خسر أمه وأباه في دمشق في مجزرة حصلت في إحدى ضواحي المدينة، وكان عمره يومها حوالي ثلاث سنوات. فوجئت بمدى وعي وتهذيب بشار، فقد شرح لي بأن إسمه يعني حامل البشارة أو وجه السعد والأمل، وأنه لا يحمل أية عقدة من إسمه، ولا يبالي إن عيّره بعض الرفاق بهذا الإسم!

ولكنه قال لي بأنه يشعر اليوم بالذات بأن العدالة الإلهية بدأت تأخذ له حقه عندما أكد له بعض المشرفين على المجمع بأن قاتل والديه قُتل بعد أن انفجر لغم وضعته العناية الإلهية في طريقه!

بشار، حسبما فهمت، شديد الذكاء ومميز بشكل واضح في الدراسة، يريد أن يصبح مهندساً ليعود ويبني بيتاً في سوريا عندما يصبح قادراً على ذلك.

بشار نموذج صغير من مئات الآلاف من الأولاد السوريين، الذين وجدوا أنفسهم في بلاد الغرباء يعيشون في بيوت الغرباء، ويرعاهم بعض الغرباء، قليلون منهم يحلمون بالسفر إلى بلد تشعشع فيه الأضواء، وتعلو فيه الأنغام، وتحلو فيه الحياة. لكن المفاجأة هي أن أكثرية من قابلتهم مقتنعون بأنهم سيعودون يوماً ما إلى سوريا، إلى دمشق وحلب وحمص وحماة... إلى أحياء زالت عن الوجود، ومدارس تحولت إلى معسكرات اعتقال، وبيوت اختلط فيها ركامها مع الدماء والأشلاء والكتب... لمجرد أن فيها ذكرى والد أو والدة أو أخت أو أخ...

نموذج سوري آخر هو عصام جدعان زهر الدين، شخصية غير فريدة، فهو يشبه الكثيرين ممن لمعت أسماؤهم في التاريخ القديم والحديث: «ملاديتش»، «ديمانيوك»، «إيخمان»، «توركيمادا» وآخرون لا حصر لهم، يعبرون عن تفاهة الشرير في حياته وموته. فهو مجرد أداة ليس إلا، حتى وإن كان مقتنعاً حتى العظام بأن الشر الذي يرتكبه في سبيل الخير، وقد يكون له أتباع ومريدون، وحتى من يعتبرونه نبياً في بعض الأحيان.

لذلك لم تستفزني أبداً عبارات التمجيد والتقدير التي تكلل بها في مقتله، فبالنسبة لمن يندبه فإن تعليق جثث البشر المقطعة، وسحل البشر وراء العربات المصفحة ودوسهم تحت الجنازير، أو الرقص بين الرؤوس المقطوعة، ما هو إلا وسيلة لإرهاب العدو! مثلهم مثل جزّاري «داعش» في استعراضاتهم الدموية وسكاكينهم التي تحزّ على الرقاب، أملاً في أن يدب الرعب في قلوب الأعداء، فيجنحون إلى الإستسلام. وأكثر من ذلك، فإنني لم أستغرب بالمرة أن يخرج نائب من جلسة البرلمان لينعيه، وآخر ليندبه أو يبكيه، ولم تزعجني قناتا «المنار» و»الدنيا» وغيرهما من الإعلام في نسجها الزجل والشعر في الفقيد العظيم، فالقتلة عند هؤلاء قديسون، ويعلو قدرهم في القداسة كلما زاد عدد ضحاياهم، طالما أن الهدف هو خدمة «القضية»، فيصبح الشرتوني مثلاً فيها بطلاً خالداً، يعني مثل غاندي ومنديلا وكينغ والقديسة تيريزا. لكن المؤكد هو أنه لم يكن لهؤلاء «المسؤولين» و»النواب» ولا محطات بث السموم وجود، لولا خدمات زهر الدين وأمثاله.

غداً ستنتهي الحرب في سوريا، مهما طال الزمن، وسيعود بشار الصغير إلى دمشق ليبحث عن قبر والديه ليضع زهرتين، ولست أدري ما سيفعله إن قدر له ومر بقرب قبر زهر الدين وأمثاله.

 

هل انطلقت المعركة الأميركية الفعلية ضد النفوذ الإيراني؟

ثريا شاهين/المستقبل/27 تشرين الأول

لماذا اتّخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفاً سلبياً إلى هذا الحد من إيران، وهل تعتبر الإدارة أن إيران لم تنفذ الإتفاق النووي، ففرضت عقوبات عليها وعلى «حزب الله»؟ منذ أكثر من عام، بدأت، إيران، بالتذمّر من أن المصارف الغربية وكذلك المستثمرين لا يذهبون إليها ولا ينشطون فيها، وذلك أثناء عملية رفع العقوبات التدريجي عنها، والذي كان يحصل في مجال تنفيذ الإتفاق النووي، وكان الإيرانيون يتذمرون من أن واشنطن لا تساعدهم في هذا الأمر، ولا تزيل عقوبات أخرى. وتفيد مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، بأن إيران في هذه الأثناء وحتى الآن، تلعب لعبة «الماء الثقيل» الذي تصنعه والذي يجب، بحسب الإتفاق، ألا يتخطى معدلاً معيناً. فتقوم برفع المعدل لدى التئام اللجنة المشتركة لمراقبة تنفيذ الإتفاق النووي، ثم ما تلبث أن تخفضه. و«الماء الثقيل» يصنع من النفايات ويمكن أن تصنع منه قنبلة غير تقليدية أي من البلوتونيوم وليس من اليورانيوم، ويجب بحسب الإتفاق تحويله إلى ماء خفيف لا يمكن إستخدامه بالبلوتونيوم، بل لأغراض مدنية وطبية. فترفع ورقة الماء الثقيل في وجه إحجام الشركات والمصارف عن أن تكون إيران مقصداً لها. بالنسبة إلى الأوروبيين، هذه المخالفة ليست مخالفة كبيرة لدرجة توصل إلى خطورة أن تمتلك إيران قنبلة. إنها مخالفة، لكنها لا تستحق أن يفرط الأوروبيون الإتفاق بسببها. أما ترامب فوجد أن المخالفات المسجلة لدى اللجنة، معطوفة على الصواريخ التي تمتلكها إيران، وهي تقنية مكملة للقنبلة، لأنها تحتاجها لإطلاقها، بالإضافة إلى سلوكها في المنطقة، والذي «لم يتحسن» و«لم يصبح إيجابياً»، لا بل إزداد سلبيةً إلى درجة لم تعد تصغي معه إيران إلى مطالب الغرب نهائياً. حتى أن قافلة مساعدات إنسانية أوروبية كانت ستتراجع عن الدخول إلى سوريا بسبب موقف إيران الرافض وغير الإيجابي، إلى أن سمحت بدخولها في اللحظة الأخيرة.

وفي مفاوضات فيينا حول سوريا، دعيت إيران، فحضرت لكنها عرقلت المباحثات، التي لم تخرج بنتيجة.

المخالفات ليست كافية لفرط الإتفاق، لكن ترامب أراد الإستفادة منها، في حين أن سلفه باراك اوباما لم يرد أن يتراجع عن الإتفاق بسببها. لكن بعد اجتماعات اللجنة يعود الإيرانيون إلى خفض كمية «الماء الثقيل»، تماماً كما يفعل البازار وتجار السجاد المشهورة بهما إيران. فالتجار الكبار أيام الشاه قاموا بانقلاب ضده، وكان ذلك أحد الأسباب لسقوطه. هذا للدلالة على معرفتهم الدقيقة بالمساومات السياسية كما التجارية. في حين أن الحكم الحالي في إيران أسقط قوتهم. الأوروبيون ضد ترامب في مسألة فرط الإتفاق النووي، لأنهم يعتبرون أنه السبيل الوحيد الذي يضع ضوابط على برنامج إيران النووي ومراقبته. وفي ظل عدم وجود هذه الضوابط كيف تتم مراقبته؟. فالصواريخ ودور إيران في المنطقة إنعكسا إيجاباً على تعزيز سلطتها ونفوذها. وبعد استرداد أموالها نتيجة الإتفاق النووي عملت إيران على تقوية ميليشياتها وتعزيز دورها.

الأوروبيون راهنوا على أنه بعد الإتفاق النووي ستصبح إيران جزءاً من المجتمع الدولي وستبدي إيجابية سياسية في ملفات المنطقة، خلافاً لموقف الخليج الذي كان خائفاً من الإتفاق، وأظهرت التطورات أن خوفها كان في محله، فإزداد دورها ودور ميليشياتها.

إزاء ذلك، يريد ترامب الضغط على إيران لتقديم تنازلات في قضايا المنطقة وإيران ترد عليه بعنف، أنها لا تريد أن تتفاوض على أي أمر آخر، وأن الإتفاق لا علاقة له بالمنطقة، إيران وجدت نفسها بعد الإتفاق منتصرة وتزداد هيمنتها، وليس أمامها أي سبب للتفاوض على قضايا المنطقة.

الرهان على تغيير السلوك لم يُجْدِ. لكن، وفقاً للمصادر، الغرب، والأوروبيون تحديداً، يعتبرون أنه على الأقل تم تحييد موضوع النووي، وهذه مسألة إستراتيجية كبرى وأخطر من أي شيء آخر. لأنه إذا امتلكت إيران القنبلة النووية فسيحصل سباق في المنطقة حول إمتلاك مثل هذه القنبلة، الأمر الذي يطيح نظام إتفاقية منع الإنتشار النووي، ما يؤدي بدوره إلى سباق قد يدمّر العالم. وهذا موضوع يحتل أولوية دولية، على أن يصار لاحقاً إلى معالجة سلوك إيران في المنطقة ودورها «السلبي» في ملفاتها. والأولوية هذه، بحسب المصادر، تنطلق من خطورة إمتلاك إيران القنبلة على الدول الكبرى، لا سيما الأوروبية التي قد تطالها القنبلة. وأي تراجع عن الإتفاق النووي سيؤدي إلى مضاعفة الخطر الإيراني وإلى تحضيرات دولية كبيرة ورصد أموال من أصل الأموال التي تصرف على شعوب الدول لدرء مخاطر القنبلة الإيرانية. وتمسُّك الأوروبيين بالإتفاق النووي، لا يعني موافقتهم على سلوك إيران في المنطقة إنما لدرء الخطر الأساسي، لا سيما وأن الإتفاق النووي يمنع إيران مدة ١٠ سنوات حتى ٢٠٢٥ من القيام ببرنامج نووي، إلا إذا قامت بجهود استثنائية، وسريعة. بعد السنين العشر تصبح الضوابط على إيران أقل، وهناك خطر عودتها إلى برنامجها، لكن في حينه تقوم الدول بما تراه مناسباً، وبالتالي الآن تبدأ المعركة الأميركية ـ الدولية ـ العربية على نفوذ إيران.. والعقوبات عليها وعلى «حزب الله» وحدها لا تكفي.

 

من حبيب الشرتوني إلى حبيب فياض

ميرفت سيوفي/الشرق/26 تشرين الأول/17

إغتيال الرئيس الشيخ بشير الجميّل مستمرّ، كلّ عام في 14 أيلول، تتكرّر الرغبة في اغتياله واندثار ذكره واسمه وحقيقة أنّه «أبو المقاومة اللبنانيّة»، والرّجل الذي حفظ لبنان وأخرجه من بين أنياب العالم الكيسنجري الذي قرّر نقل مسيحيي لبنان بالبواخر إلى كامبات اللجوء في أميركا وسواها لتوطين الفلسطينيين وتمكينهم من أن يكون لبنان وطناً بديلاً لهم، ولم يكن يخجل الفلسطينيون من القول في وجوهنا لو أعادوا لنا فلسطين لن نترك لبنان!

ومن المؤسف أن البعض انجرف بالتزامن مع صدور الحكم على أداة الاغتيال حبيب الشرتوني في التراشق الكلامي حتى طغى اسم حبيب الشرتوني وكأنه يساوي اسم بشير الجميّل، مع أن الحقيقة أن النظامين السوري والاسرائيلي تقاطعت مصالحهما على اغتيال بشير الجميّل أقوى رجل في لبنان، حزب الله وألسنته ووجوهه ورجاله لهم كلّ عام محاولة جديدة لاغتيال بشير الجميل، وهذا أمر يجب أن يستوقف الجميع فباختصار شديد وبعد خمسة وثلاثين سنة بشير الجميّل عصيّ على الموت والغياب، وهو الحاضر الأكبر مع القوات اللبنانيّة بالرّغم من كلّ الوهن الذي أصاب الكيان اللبناني، وللمناسبة وضعنا في العام 2017 عظيم بالرغم من كلّ محاولات السيطرة الإيرانيّة، قياساً على وضع لبنان في العام 1975 مع اندلاع الحرب اللبنانيّة ـ الفلسطينية.

ولمناسبة الحديث عن «العمالة والخيانة» الذي «صرعنا» به عملاء «مقاومة إيران» وحلف «الممانعة وحماية داعش» ـ الشيخ بشير الجميّل ليس قديساً لكنه رئيس للبنان وهو «الأبُ الشرعي» للمقاومة، لأنّ المقاومات الأخرى «الناشئة» على الأرض اللبنانيّة كانت احتلالاً وعلى أعلى المستويات…

لو قدّر لبشير الجميل أن يحكم لبنان، وبحسب خطاب القسم الذي لم يُتِح له أن يقسمه فقد «انعقدت» مصالح كثر على اختفائه فوقع الانفجار.. ما أحوجنا اليوم إلى بشير، بل منذ العام 1991، لكنّا وفرنا على أنفسنا وعلى لبنان الكثير.. لو أصغى البعض لمبادرة بشير في 1981/11/3 لحلّ الأزمة اللبنانية والتي اختصرها في أربعة بنود.. ولو أصغى البعض لتحذيرات بشير الجميل العام 1980، فقد كان أول من نبّه اللبنانيين من الخطر الإيراني المقبل على المنطقة ولبنان، وبعد اغتياله بعام في خريف العام 1983 كان انفجار مقر قوات المارينز والوحدات المظلية الفرنسية الدليل الدامي على مخاوف بشير الجميل المبكّرة جداً، ولكن الـ «لو» لا تجدي نفعاً فلا ثمرة لها إلا «يا ليت»!!

كمواطنة لبنانيّة عاشت تجربة بشير الجميّل من المنطقة الغربيّة، أقول: «عندما بدأت الحرب اللبنانية كان لي من العمر عشر سنوات، اليوم أنا في الخمسين من عمري، راقبت كلّ فرقاء الحرب اللبنانية ومتاجرتهم بالشعب اللبناني ونقلهم البندقيّة من كتفِ جمال عبدالناصر إلى كتف أبو عمّار، إلى كتف الأسديْن الأب والإبن، إلى الكتفِ الإيراني الآن، ولاحقاً إلى أي كتفٍ ستكون له الغلبة، وحدها «مقاومة» بشير الجميّل المتمثّلة بالقوات اللبنانية لم تغيّر خطابها ولا بوصلتها ولا مسلّماتها، من بشير إلى سمير، لقد رفضت كلّ من ساوم على قضية لبنان ولفظتْ كلّ من نقّلَ بندقيته من كتفٍ إلى كتف بحسب مصالحه الشخصيّة… هذه هي «المقاومة اللبنانية الشرعيّة» وما تبقّى هو ادّعاءات «المقاومة» مهما تغيّرت أسماؤها وهي ليست أكثر من «أجندات» و»عمالة» لمحاور خارجيّة!!

في العام 1992 وفي ذكرى اغتيال بشير الجميّل العاشرة نشرت جريدة النهار نصّ خطاب القسم الذي لم يُتح لبشير الجميل أن يتلوه على مسمع اللبنانيين .. اليوم وبعد خمسة وثلاثين عاماً كنا نتمنّى لو أعيد نشر هذا الخطاب لنكتشف أن الرئيس بشير الجميّل كان ينظر إلى الواقع اللبناني بـ»عيني صقر».. وخطاب قسمه هذا «أقترح» أن يضم كوثيقة تاريخيّة إلى كتب التربية والتنشئة الوطنية، لأنه يعلّم اللبنانيين «المواطنة» والولاء للبنان، فكثيرون منهم تنقصهم هذه التنشئة والتربية.. ولأن خطاب قسمه هذا دليل صارخ على أن مصيبة لبنان كانت دائماً في ارتهان قسم من شعبه للآخرين، كان بشير يستشرف أن قادم الأيام سيحمل كل هذا الارتهان للخارج، وفي قسمه هكذا تصوّر بشير الجميّل لبنان ودولته ورئيسها وشعبها ومؤسساتها الدستورية:

«لا أقسم اليمين الدستوريّة أمامكم لتكونوا شهوداً فحسب، بل شركاء انتخبتموني، ساعدوني. وإذا قضى النظام الديموقراطي البرلماني بأن يُؤدّى القسم عبر مجلس النواب، من دون سواه، فلكي يُلزمه قبل سواه مساعدة رئيس الدولة في اشتراع وإقرار كل ما يؤول إلى تنفيذ القسم القاضي باحترام دستور الأمة اللبنانية وقوانينها، وحفظ استقلال الوطن وسلامة أراضيه. لكن لا الدستور مصان، ولا القوانين مطبقة، لا الاستقلال كامل، ولا الأرض محررة، لا الوطن سيّد، ولا الأمّة موحدة، إنّ قسمي على روح غائب»… ما الذي تغيّر اليوم؟ ما زال القسم على روح غائب، وإن حضر الذين يقسمون بأبدانهم وأرواحهم، فنفوسهم عاجزة عن أن تكون بهمّة بشير وجرأته..

 

عجائبيات «داعش» بين الروس والأميركيين والقوى الإقليمية

رضوان السيد/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/17

شهدت الأيام الأخيرة اتهام الروس للأميركيين بأمرين؛ تخريب الرقة بفظاعة ما كانت الوقائع تقتضيها، ومن جهة أُخرى التآمُر مع «داعش» على تسلُّم المناطق التي تحتلها بشرق دير الزور والفرات، لتسبق بذلك قوات النظام السوري وحلفائه. والدعويان متناقضتان. فإذا كان «داعش» متآمراً مع الأميركيين أو مُسالماً لهم، فما الداعي لقصفهم العنيف للرقة على مدى سنوات، وقد كانوا يستطيعون الاتفاق معهم على التسلُّم والتسليم. لكنْ في الحقيقة فإنّ احتلال «قوات سوريا الديمقراطية» لحقل العمر النفطي، وسبْق القوات السورية والميليشيات إلى ذلك، رغم أنهم كانوا أقرب إليه (3 كيلومترات) يثير شكوكاً بالفعل. وهذا بالإضافة إلى شكوك لافروف في انسحاب «داعش» لصالح الأميركيين لجهة محافظة الحسكة. وهناك أمرٌ غامضٌ ثالثٌ إذا صحَّ التعبير، وهو غارات المجموعات الخاصة الأميركية وإنزالاتها بدير الزور قبل شهرين. ووقتها كانت القوات السورية والميليشيات الإيرانية تقترب من المدينة على أساس أنّ هناك «قسمة»: للأميركيين وحلفائهم الرقة، وللروس وحلفائهم دير الزور. ولذلك فقد فهم المراقبون أنّ إنزالات الأميركيين بدير الزور كان هدفها أحد أمرين: إما إجلاء عملائهم في قلب المدينة قبل اقتراب الروس وحلفائهم منها، أو إجلاء بعض الأجانب الدواعش، الذين تواصلوا معهم من أجل ذلك.

وعلى أي حال؛ فإنّ الغامض الأكبر هو «داعش» ذاته. فمنذ العام 2014 يُهوِّل علينا الأميركيون بأنّ الأجانب وحدهم، الذين انضموا إلى «داعش» بسوريا والعراق، يزيدون على الأربعين ألفاً. وإذا افترضنا أنّ «محليي داعش» يبلغون العدد نفسَه أو يقاربونه؛ فإنّ معنى ذلك أنّ «داعش» كان يملك ما لا يقل عن السبعين ألفاً من المقاتلين في سوريا والعراق! أين ذهب هؤلاء؟ فمنذ شهور يقال إن «داعش» بالموصل لا تزيد قوته على الألفي مقاتل؛ وفي تلعفر أقل من ألف، ومئات في بقية المناطق بالعراق. أما في سوريا؛ فإنّ «داعش» قيل إنه يملك زهاء الأربعة آلاف بالرقة، وثلاثة آلاف بدير الزور، وثلاثة آلاف أخرى في مختلف أنحاء البادية وحواشيها فيما بين القريتين وحمص والميادين والبو كمال. وقد خرج حتى الآن من عشرات البلدات والقرى، ومن بينها الرقة لصالح الكُرد، والميادين والقريتين لصالح ميليشيات النظام السوري وحلفائه. وفي الأيام الأخيرة التي سبقت سقوط الرقة أو تحريرها، قال الأميركيون إنه ما عاد هناك غير نحو المائتين من «داعش» في المشفى الوطني ومحيطه. وهكذا فالثمانون ألفاً التي أحصاها الأميركيون انخفضت إلى 15 ألفاً بسوريا والعراق، ثم ما بقي منهم غير مئات قليلة على مشارف سقوط الموصل وتلعفر والرقة والميادين والقريتين... الخ. هل قُتل هؤلاء في المعارك؟ هذا أيضاً غير مؤكد. فحتى قتلاهم في الموصل والرقة، وهما مدينتان كبيرتان، لا يزيدون على الألفين. أما الخسائر الهائلة ففي المدنيين وفي العمران، ومعظم خسائر المدنيين كانت من الطيران بالموصل والرقة ودير الزور؛ وكذلك بالطبع تدمير العمران. وعائلات «داعش» التي تتعذب الآن في العراء والمخيمات من النساء والأطفال، لا تزيد أعداد أطفالها ونسائها على الألفين. فإما أن تكون الأعداد الهائلة أسطورة شارك «داعش» والإعلام الدولي في نشرها وتضخيمها، أو أنّ الأميركيين في العراق وسوريا نسّقوا عمليات ترحيل للأجانب عبر تركيا (!). والأرجح أنّ الأمرين حصلا. فالأعداد ما كانت بعشرات الألوف، ولو كانت كذلك ما كانت السيارات المفخخة سلاحاً رئيسياً. ومن جهة أُخرى فقد تواصلت الجهات الدولية والإقليمية والمحلية مع «داعش»، وقد كان بعضها يتاجر معه بالنفط والسِلَع الأُخرى. قال لي ضابط سابق في المخابرات التركية تقاعد عام 2015 إنه تحت وطأة الاتهامات الهائلة لتركيا من جانب الولايات المتحدة والروس، بوجود علاقات مع «داعش»، قطع الأتراك علاقتهم به، وأبوا أن يقطعوا علاقاتهم مع «النصرة» لفوائد ذلك للجميع. ثم في أواسط العام 2016 قيل لهم: لا بأس باستعادة بعض العلاقة في مسائل محددة، وعندما تواصلوا وجدوا أنّ الجميع قد فعلوا ذلك، وبخاصة الإيرانيون والروس والنظام السوري! وقد بدت اتصالات الإيرانيين الوثيقة بالتنظيم، في تمكنهم من عقد اتفاقية معه لسحب مسلحيه من لبنان أخيراً. وفي القريتين أيضاً فإنّ الدواعش كانوا مستعدين لتسليم البلدة إلى الحزب والإيرانيين، وهم قابعون من سنواتٍ بجوارها، لكنهم يشكون الآن أنّ ميليشيات النظام السوري دخلتها، وبدأت تنهب بيوت الناس وتُهجِّرهم!

سخر الأميركيون من اتهام الروس لهم بالقسْوة على العمران والإنسان في الرقة، وسألوهم عمّا فعلوه هم في نواحي حمص، وفي حلب التي دمّروها؛ وهي أكبر من الرقة بكثير، وما كان «داعش» موجوداً فيها. وعندما أُحرجوا بالأسئلة عما جرى لـ«داعش» بالرقة، وأين ذهب مقاتلوه، قالوا إن العشائر وإنّ مجلس الرقة المدني هم الذين تفاوضوا مع الدواعش لكي ينسْحبوا من المدينة وقُراها. لكنْ إلى أين؟ لا أحد يعرف، الأرجح أنّ الأجانب (وهم مئاتٌ وليسوا أُلوفاً) سُحبوا إلى داخل تركيا، وسُلِّموا إلى دولهم، أمّا الآخرون المحليون، فسُجن بعضهم للحاجة إلى معلوماتهم، وتُرك البعضُ الآخرُ من غير ذوي المنزلة، لمصيرهم!

هل يعني ذلك أنّ «ظاهرة داعش» صناعة من القوى الإقليمية والدولية، وقد استخدمتها ضد بعضها، وهي تحاول الآن الاتفاق على إبادتها؟ لا يبدو أنّ المطلوب والمسْعي إليه هو الإبادة، بل التجميد وإعادة الاستخدام إذا أتاحت الظروف والمنافسات ذلك. وهكذا حصل مع «القاعدة» قبل مقتل أسامة بن لادن وبعده.

أما مَنْ أنتج «داعش» فهو سؤالٌ مبرَّر أكثر من تسويغ السؤال حول «القاعدة». في «القاعدة» كانت هناك آلاف العناصر التي استخدمت في الحرب الأفغانية. وقد أُهملت بعد خروج الروس. ولذلك أمكن جمعها وتنظيمها، وأتاحت لها «طالبان» البيئة الملائمة. أما حالة «داعش» بين النظامين بسوريا والعراق، والإيرانيين والأتراك؛ فإنّ الوضع يختلف. «داعش» تغلب عليه الصناعة، وبخاصة في الجانب الإعلامي قبل القدرات العسكرية. ولذلك كما تركّب بسرعة؛ فإنه أمكن تفكيكه بسرعة. والذي أراه أنه وبخلاف «القاعدة»، لن تكون للتنظيم آثار أو استمرارية بصيغٍ أُخرى، رغم كثرة التهويل بذلك. والذي أراه أنه سيظل لهم نشاط إعلامي كبير، وسيظلون قادرين على إثارة بعض الأفراد، لكنهم لن يكونوا قادرين على تشكيل قوة قتالية معتبرة في أي مكان، وهو الأمر الذي قدرت عليه «القاعدة». تستطيع تلك القوى جميعاً الآن الزعم أنها رابحة. أما الطرف الخاسر فهو الشعوب العربية في البلدان والعمران والإنسان. والخاسر هو الإسلام السني الذي ستظل الحملات عليه، وعلى معتنقيه، لسنواتٍ طويلة قادمة. فيا للعرب، ويا للإسلام!

 

الإرهاب في مصر

د. شملان يوسف العيسى/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/17

كانت صدمة للرأي العام المصري والعربي العملية الإرهابية التي وقعت في منطقة الواحات جنوب غربي القاهرة وأدت إلى مقتل 58 شرطياً وفق مصادر أمنية و16 وفق بيان وزارة الداخلية. السؤال لماذا استهدف الإرهابيون مصر؟ وما طبيعة العملية والجهة المستهدفة؟ التقارير الصحافية الأولية تشير إلى توجه قوات أمنية إلى الواحات لمهاجمة وكر الإرهابيين بصحبة مشتبه به ألقي القبض عليه أخيراً وأقر بانتمائه لتنظيم «أنصار الشريعة» الليبي. تقارير أخرى تفيد بأن الخلية الإرهابية تابعة لجماعة «المرابطون» التي أسسها الضابط السابق بقوات الصاعقة هشام العشماوي الهارب إلى ليبيا الذي انشق عن الجيش وأسس هذه الجماعة التي تعد أفكارها قريبة من تنظيم القاعدة. جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية رجحت وقوف «داعش» وراء الهجوم. مهما تكن الجهة الإرهابية التي تقف وراء هذه العملية الجبانة، واقع الحال يؤكد أن الإرهاب في منطقتنا العربية لم ينتهِ بعد القضاء على تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا... الأمر المؤكد أن العناصر الإرهابية انتقلت إلى ليبيا حيث أصبحت القاعدة الرئيسية لاستقطاب المقاتلين الذين غادروا العراق وسوريا ومعها عناصر التنظيمات الليبية الإرهابية الذين كانوا يحاربون في العراق وسوريا ومعهم بعض المقاتلين الأجانب منذ عام 2014. لماذا لجأ الإرهابيون الدواعش وغيرهم إلى ليبيا؟... السبب يعود إلى غياب سلطة الدولة وبدء حرب أهلية داخلية بين الأفرقاء في ليبيا، إضافة إلى أن المؤسسة الأمنية الموجودة ضعيفة جداً بسبب الخلافات القبلية بين النخبة السياسية حول السلطة والنفوذ. كما أن تدخل القوى الإقليمية والدولية في شؤون ليبيا الداخلية ساعد في انتشار الإرهاب.

الصعوبة التي تواجهها السلطات الأمنية المصرية تكمن في اتساع نطاق الإرهاب وانتشاره بلا قيادة في المنطقة، وهذا يعني انتهاء مفهوم القيادة المركزية للإرهابيين، فالإرهاب اليوم يحتاج إلى فرد أو عدة أفراد يشكلون خلية إرهابية يدهمون فيها نقاطاً أمنية محددة.

يشير تقرير مؤشر الإرهاب في العالم لعام 2016، الذي يصدر عن معهد الاقتصادات والسلام، إلى أن 98 في المائة من العمليات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة عام 2016 قام بها أفراد (ذئاب منفردة)، وذلك من إجمالي 61 عملية إرهابية. ووصلت نسبة العمليات الإرهابية التي يقوم بها فرد واحد منفرد في أوروبا الغربية إلى 90 في المائة خلال الفترة من 2006 – 2015 يقودها متطرفون إسلاميون. هذا يعني صعوبة كشف العمليات الإرهابية التي يخطط لها وينفذها إرهابي واحد. لقد اتجهت العناصر الإرهابية إلى تبني استراتيجية جديدة تعتمد على الاختيار بين المدينتين بدلاً من التمركز في منطقة معينة وإعلان السيطرة عليها. توقع القادة في العالم والمراقبون السياسيون أن قضية الإرهاب يمكن القضاء عليها بسهولة لمجرد توحيد الجهود الأمنية وتبادل المعلومات الاستخبارية وملاحقة الإرهابيين في كل مكان يوجدون فيه - تجربة تنظيم داعش وقبلها تنظيم القاعدة تؤكد أن قضية الإرهاب قضية معقدة والمشكلة لها أبعاد سياسية واقتصادية وفكرية وثقافية. تنظيم داعش لم ينتهِ بعد هزيمته في العراق وسوريا... فقد أثبت التنظيم أنه قادر على الحركة والاستمرار ولو بأساليب وطرق جديدة... إذ خرج مقاتلو «داعش» وأنصاره من سوريا والعراق إلى دول مجاورة، وبدأ التنظيم يتبع السرية وأسلوباً قتالياً مختلفاً عن السابق، وقد كانت مصر إحدى المحطات التي لقي فيها التنظيم حاضنة اجتماعية جعلته يقدم على عمليات إرهابية جريئة بمواجهة رجال الأمن المصري في أماكن مختلفة في الإقليم المصري. وأخيراً لا يكفي أن يعلن القادة العرب تضامنهم مع الشقيقة الكبرى... المطلوب اليوم اجتثاث الجذور الفكرية للإرهاب، وهذا يتطلب سياسات جديدة وليست تركيزاً على البعد الأمني والملاحقات العسكرية... المطلوب التركيز على البعد الثقافي والإعلامي والتربوي وطرح السؤال: لماذا ينتشر الإرهاب في منطقتنا العربية والعالم الإسلامي؟

 

عن تفجير مقر المارينز في لبنان وظهور السبهان في الرقة

محمد قواص/العرب/27 تشرين الأول/17

تذكرت الولايات المتحدة أن إهانة وجهها حزب الله إلى جوهرة القوة العسكرية الأميركية، المارينز، وأن أمر معالجة هذه الثغرة في تاريخها بات عاجلا على أجندة إدارة الرئيس دونالد ترامب.

سيتساءل المراقبون كثيرا حول السر الذي يقف وراء سكوت الولايات المتحدة الأميركية 34 عاما قبل أن تستيقظ هذه الأيام وتتذكر على عجل ذكرى تفجير دمر ثكنة المارينز في بيروت في 23 أكتوبر من عام 1983. في ذلك الزمان كان رونالد ريغن رئيسا للولايات المتحدة التي تتزعم العالم دون منازع، وكانت البوارج الأميركية في مياه لبنان قبل التفجير تدكّ دون رادع خصوم واشنطن في لبنان. فقد الأميركيون 241 قتيلا في تلك العملية، فلملمت واشنطن عسكرها ورحلت عن لبنان ومياهه.

كان ذلك منذ أكثر من ثلاثة عقود. تغير هذا العالم، لم تعد الولايات المتحدة تتربع وحيدة على قمة العالم. صحت روسيا من غفوتها في السنوات الأخيرة، فيما زحفت الصين عاما بعد عام تزرع قواها في قارات الأرض مسببة صداعا للحاكم في البيت الأبيض، كما للنخبة المنتجة للنظام السياسي والأمني والعسكري لواشنطن. يقرأ الأميركيون هذا المشهد، ويقررون إزالة الغبار عن ملف قديم ليحاكموا الفوضى التي انخرطت واشنطن في عبثها، وليصفوا حسابا مع من يعتبره نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أصل العلة: حزب الله.

أحيت واشنطن ذكرى تفجير مقر المارينز في لبنان. تذكرت الولايات المتحدة أن إهانة وجهها حزب الله إلى جوهرة القوة العسكرية الأميركية، المارينز، وأن أمر معالجة هذه الثغرة في تاريخها بات عاجلا على أجندة إدارة الرئيس دونالد ترامب. لم يبدأ وباء الإرهاب الشامل في التاريخ الحديث منذ اعتداءات 11 سبتمبر الشهيرة عام 2001 على يد تنظيم القاعدة، بل، في ما أعلنه بنس، منذ قيام حزب الله في ثمانينات القرن الماضي. وعلى هذا فإن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب المتمدد منذ سقوط الموصل في يد تنظيم أبوبكر البغدادي عام 2014، لها مفاعيل رجعية تصيب الحزب الذي يقوده حسن نصرالله هذه الأيام. لا تحتاج الولايات المتحدة إلى إحياء الذاكرة الجمعية إلا إذا كان في ما تخططه واشنطن في المستقبل ما يتطلب استدعاء الماضي على عجل. وحين تعيد واشنطن تحريك الخنجر في جرح قديم، فذلك أن ما يُدبر يستدعي حمية أميركية جامعة تتعطش للانتقام للمئات من جنود المارينز الذين سقطوا قبل عقود ماضية. يتحدث مايك بنس عن إرهاب دولي أشعل حزب الله شراراته الأولى منذ أن راحت خلاياه تخطف رهائن أميركيين في لبنان، وتضرب خلايا أخرى سفارة واشنطن في بيروت (18 أبريل 1983) وتدمر ثكنة جنود المارينز. وإذا ما كان منطق الأشياء يدفع باتجاه أن الأمر من الماضي وأن صنّاعه من الماضي، يخرج مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر بالتعويذة الجاهزة: من دمر ثكنة المارينز في لبنان باتوا مسؤولين كبارا في حزب الله اليوم.

قبل أسابيع أعلنت واشنطن عن مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عن قياديين من حزب الله. في الأمر تصعيد نوعي لافت يختلف عن منطق العقوبات التي ما برحت الإدارات الأميركية المتعاقبة توزعها ضد خصومها كبارا كانوا أم صغارا، والأدهى أن واحدا من أولئك الذين وضعت مكافأة على رأسه (فؤاد شكر) متهم بأنه ممن تورطوا في تفجير جنود المارينز في لبنان. في ذلك أن ورشة حرب تحرّكت في واشنطن، وأن تلك الحرب تحتاج لغلاف شعبي أميركي يدافع عن “كرامة أميركا” بالنسخة التي تنفخ بها شعبوية رجل البيت الأبيض الأول.

ليس من الواضح أي حرب تنوي الولايات المتحدة خوضها للنيل ممن أشعلوا الفتيل الأول للإرهاب في العالم وفق رواية بنس المترجلة على عجل.

قبل ذلك كان ترامب نفسه قد أبلغ العالم بإستراتيجية بلاده الجديدة ضد إيران. ينقلب الرجل على عقيدة سلفه تجاه إيران. كان الرئيس السابق باراك أوباما قد أوصى بلدان الخليج (في مقابلته الشهيرة مع مجلة ذي أتلانتيك في مارس 2016) بالتفاهم مع إيران لإدارة المنطقة وتقاسم النفوذ فيها. فهم من تلك العقيدة أن باراك أوباما يميل للتعامل مع إيران بصفتها أصلاـ واعتبار أن على بقية الأطراف، لا سيما في الخليج، أن تكون فرعا.

أغلق ترامب هذه الرواية. أعاد تموضع بلاده في المنطقة بما يعيد الاعتبار لتحالفات واشنطن التاريخية بصفتها أصلا، وبما يستدعي مواجهة هذا الاستثناء الإيراني الذي يقضّ مضجع المنطقة منذ ولادة الجمهورية الإسلامية، ويقض مضجع “أميركا العميقة” منذ أن فجرت أدواتها في لبنان وجود الولايات المتحدة الدبلوماسي والعسكري في لبنان.

غادر رونالد ريغن لبنان غداة نيل حزب الله من المارينز هناك لأن انسحابه من لبنان لا ينال من زعامة بلاده المطلقة لعالم ذلك الزمان. وقد يعيد دونالد ترامب تصويب جهود بلاده ضد حزب الله في لبنان لأن مصلحة الولايات المتحدة في العالم باتت اليوم، وعلى خلاف عقيدة أوباما، تستدعي العودة بقوة إلى الشرق الأوسط، وتلك العودة تصطدم مع نفوذ إيران المتمدد في المنطقة، وبوابة ذلك الصدام تطل من حكاية فجيعة أنزلها حزب الله بالجيش الأميركي قبل عقود.

يكفي تأمل الخرائط الميدانية والسياسية للحراك الأميركي في الشرق الأوسط لاستنتاج السمات الأولى لإستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. تعود الولايات المتحدة لتمسك بمجريات الأمور في العراق. يتحرك رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي باتجاه العرب اتساقا مع مسعى أميركي لإبعاد طهران عن بغداد. تُظهر العواصم العربية همة جدية لاستعادة العراق، في سعي يلتقي مع الخطوط العريضة لإستراتيجية واشنطن المعلنة ضد إيران.

يعيد دونالد ترامب تصويب جهود بلاده ضد حزب الله في لبنان لأن مصلحة الولايات المتحدة في العالم باتت اليوم تستدعي العودة بقوة إلى الشرق الأوسط، وتلك العودة تصطدم مع نفوذ إيران المتمدد في المنطقة

بالمقابل يعلن دونالد ترامب أن الوجود الأميركي في سوريا ليس عابرا، وأن لواشنطن ما بعد داعش هناك خططا تستدعي “التعامل مع القوى المحلية” لإرساء السلم والتسويات. تشعر موسكو فجأة بأن الولايات المتحدة باتت ضيفا ثقيلا داخل البلد الذي اعتبره فلاديمير بوتين مشاعا روسيا منذ أن أطلـق قاذفاته لـ“ضرب الإرهاب في سـوريا” في سبتمبر مـن عام 2015. كانت موسكـو تعمل في الورشة السورية فيما تواكبها واشنطن بعناية دون اعتراض. باتت لواشنطن أجندة خاصة منافسة تنهي الاحتكار الروسي على نحو غامض لم تدركه موسكو. يخرج وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ليعترف شاكيا “أشياء غريبة يمارسها التحالف الدولي في سوريا”. ليس صحيحا أن واشنطن لا تملك إستراتيجية في الشرق الأوسط. عملت مصر على تدبير مصالحة عجائبية بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية. فيما تقف إسرائيل مذهولة من المديح الذي تكيله منابر أميركية للاتفاق الفلسطيني الداخلي. تنشر واشنطن قواعدها العسكرية في سوريا على بعد كيلومترات من قواعد روسيا هناك، فيما يظهر في ريف الرقة المـوفد الرئاسي الأميركي إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش بريت ماكغورك بصحبة رجل المهمات الاستثنائية في السعودية الوزير ثامر السبهان. يُسيل الحدث حبرا غزيرا يقلق طهران ودمشق وأنقرة، ذلك أن عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة تربك كافة عواصمها وتعبث بقواعد بثها غياب أميركا-أوباما. ولا ريب أن في بيروت من فهم أن واشنطن تستدعي ذاكرة ثكنة المارينز في لبنان بما يستدعي منها ردا حازما ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي مازال يرى أن لا قرار في بلدان المنطقة، بما فيها لبنان، دون الأخذ بالاعتبار كلمة طهران.

تذكرت واشنطن قتلاها في بيروت منذ 34 عاما. ربما أن استيقاظ واشنطن قد يوقظ باريس على تذكر 58 قتيلا فرنسيا سقطوا في نفس اليوم، لكن حتى الآن فإن عزف دونالد ترامب في البيت الأبيض لا تسمعه إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون في الإيليزيه. لم يذهب ريغن لوحده إلى لبنان فهل يعود ترامب إليه وحيدا؟

 

روحاني يكشف وجهه…

خيرالله خيرالله/العرب/27 تشرين الأول/17

قد تنفّذ أميركا دونالد ترامب ما وعدت به على الصعيد الإيراني، كما قد تتراجع كما فعلت إدارة دونالد ريغان بين 1980 و1988. يبقى أن الحسنة الوحيدة، إلى الآن، للإدارة الأميركية الجديدة أنها أظهرت حسن روحاني على حقيقته.

لم يكن ممكنا أن يمرّ الكلام الصادر عن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي يؤكد فيه الدور المهيمن لإيران على الصعيد الإقليمي مرور الكرام.

أكد روحاني ما سبق لمسؤولين إيرانيين أن تفاخروا به عن إيران تتحكم بقرار دول عربية عدة أبرزها العراق وسوريا ولبنان. زاد على ادعاءات المسؤولين الإيرانيين بأن تحدث عن مناطق عربية صارت تحت الهيمنة الإيرانية، مشيرا إلى الخليج العربي وشمال أفريقيا تحديدا.

ردّ على روحاني رئيس مجلس الوزراء في لبنان سعد الحريري وذلك كي يتأكّد من أن لبنان ما زال يرفض الرضوخ للإرادة الإيرانية.

تكمن خطورة كلام روحاني، وهو ليس كلاما إيرانيا جديدا من نوعه، في أنّه يصدر عن رجل يوجد من يريد الترويج له بأنّه شخص “معتدل” و“إصلاحي” مستعد لمصالحة إيران مع محيطها. يصعب بعد الكلام الذي قاله روحاني وصفه بـ“معتدل” أو “إصلاحي”. كل ما هناك أنّه مسؤول إيراني آخر يريد التباهي بأن إيران باتت تتحكم بأربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. كلّ ما فعله الرئيس الإيراني أنه أعاد التذكير بما صدر عن مسؤولين إيرانيين احتفوا في الحادي والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014 بمدى توسّع النفوذ الإيراني بعد سيطرة الحوثيين (أنصار الله) على صنعاء.

قال روحاني بالحرف الواحد “إن أيا من العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج الفارسي لا يستطيع اتخاذ إجراء حاسم من دون إيران ورأيها”. على العكس مما كان يعتقد، ظهر الرئيس “الإصلاحي” في مظهر من يعمل على توسيع إطار المشروع التوسّعي الإيراني. من في الخليج العربي يقبل الإملاءات الإيرانية، وعن أي دولة في شمال أفريقيا يتحدّث روحاني؟

تبدو حصيلة كلام الرئيس الإيراني أن الرجل في حاجة إلى أن يظهر مزيدا من العدوانية لإثبات وجوده في المعادلة الداخلية الإيرانية في ظل الفشل المستمرّ لكل محاولاته الهادفة إلى الإيفاء بالوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية التي أعادته رئيسا للجمهورية.

كان مهمّا أن يرد الرئيس سعد الحريري على حسن روحاني بتغريدة ورد فيها أنّ “قول روحاني إنّ لا قرار يتّخذ في لبنان من دون إيران قول مرفوض ومردود على أصحابه”. شدّد على كون “لبنان دولة عربية مستقلّة لن تقبل أي وصاية وترفض التطاول على كرامتها”. معنى ردّ رئيس مجلس الوزراء اللبناني أنه لا يزال في لبنان رجال يدافعون عن كرامة البلد في وجه المتطاولين عليها، بدل التظاهر بأنهم لم يسمعوا بكلام الرئيس الإيراني. هناك في لبنان من لا يزال يقاوم لا أكثر ولا أقل.

يمثل سعد الحريري المقاومة الحقيقية للمشروع التوسّعي الإيراني الذي رأس حربته “حزب الله”. يسعى هذا المشروع التوسعي الإيراني إلى تحويل البلد مستعمرة إيرانية تحت شعارات مزيّفة، وذلك من أجل نشر البؤس والفقر والجهل والتخلف وإثارة العصبيات المذهبية وجعل لبنان مجرد ذيل لــ“محور المقاومة والممانعة”.

إذا أكد ما صدر عن روحاني شيئا، فهو يؤكّد أن كل كلام عن وجود “إصلاحيين” و“متشددين” في إيران لا معنى له، بل إنّه ليس كلاما في محله. باختصار شديد، كشف روحاني نفسه ووجهه الحقيقي بعدما تبيّن أن ابتسامته ومحاولته لعب دور المحاور المنفتح على الآخر ليستا سوى غطاء لعدوانيته.

هناك “إصلاحيون” في إيران، لكنّ هؤلاء إما في السجن، وإما في الإقامة الجبرية، وإما يعانون من تضييق يومي عليهم. مير حسين موسوي ومهدي كرّوبي في الإقامة الجبرية، فيما يتعرّض الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي يتمتع بشعبية واسعة في كلّ الأوساط الإيرانية، لمضايقات تحد من حرية تحركه وتمنع أي ظهور له. ما هذا النظام القوي الذي يخشى محمد خاتمي لمجرد أنّه يقول كلاما مفهوما من معظم الإيرانيين؟

الأكيد أن هناك من سيسعى إلى التخفيف من وقع كلام روحاني وإيجاد أعذار له بحجة أنّه في حاجة هذه الأيّام إلى المزايدة على “الحرس الثوري” الذي بدأت الإدارة الأميركية تعي مدى خطورته. يبقى إيجاد الأعذار لروحاني شيئا، والواقع الإيراني شيئا آخر.

يتمثل الواقع الإيراني في وجود نظام قائم على نظرية ولاية الفقيه صار “الحرس الثوري” عموده الفقري. نجحت إيران إلى حدّ كبير في نقل تجربتها إلى العراق حيث صار رئيس الوزراء حيدر العبادي مضطرا إلى الرد على وزير الخارجية الأميركي ركس تيلرسون بأن “علينا تشجيع مقاتلي الحشد الشعبي لأنهم سيكونون أملا للبلد وللمنطقة”.

ما هذا الأمل المتمثل في ميليشيات مذهبية تتلقى أوامرها من طهران، ومن “الحرس الثوري” تحديدا، وتمارس الإرهاب بأبشع أشكاله حيثما حلت. كانت ممارسات “الحشد الشعبي”، قبل أيام قليلة، في كركوك التي هُجّر منها نحو مئة ألف كردي خير دليل على “الأمل” الذي يحمله هذا “الحشد” الذي سبق له وأن كشف عن حقيقته في بغداد ومحيطها وفي الموصل، على سبيل المثال وليس الحصر. كشف عن طبيعته كأداة لممارسة كلّ أنواع التطهير السكّاني حيثما حلّ. التطهير بطابعه المذهبي أو بطابعه القومي كما حصل في كركوك.

لا حاجة إلى تكرار الكلام عن الدور الإيراني في سوريا وعن مشاركة النظام في الحرب التي يشنّها على الشعب السوري تحت غطاء مواجهة تنظيم “داعش”، ولا حاجة إلى الانتصارات التي حققتها إيران على لبنان بحجة أنّ “حزب الله” يمثل “مقاومة” في وجه إسرائيل. كلّ ما يمكن قوله حاليا أن إيران تجد نفسها في مواجهات تحديات جديدة بسبب وجود إدارة دونالد ترامب. لم يكتف الرئيس الأميركي في الخطاب الذي ألقاه في الثالث عشر من تشرين الأول – أكتوبر الجاري بشرح تفصيلي لما هي السياسة الإيرانية، معززا شرحه بالوقائع بدءا باحتجاز دبلوماسيي السفارة الأميركية في طهران في العام 1979 لمدّة 444 يوما، بل ذهب نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، إلى القول في الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لتفجير مقر “المارينز” قرب مطار بيروت “كان تفجير مقر المارينز بأوامر إيرانية الشرارة الأولى لانطلاق الحرب على الإرهاب. إن حزب الله جماعة إرهابية وكيلة للراعي الأساسي للإرهاب، أي إيران(…)”.

من الواضح أن حسن روحاني يقول كلاما كبيرا بسبب شعوره بعمق التغيير الأميركي في التعاطي مع إيران. من إدارة على رأسها باراك أوباما مستعدة لكلّ شيء من أجل استرضاء إيران… إلى إدارة ترامب التي لا تتردد في القول إن إيران “راعية الإرهاب في العالم”، ثمة فارق كبير.

قد تنفّذ أميركا دونالد ترامب ما وعدت به على الصعيد الإيراني، كما قد تتراجع كما فعلت إدارة دونالد ريغان بين 1980 و1988. يبقى أن الحسنة الوحيدة، إلى الآن، للإدارة الأميركية الجديدة أنها أظهرت حسن روحاني على حقيقته. إنّه فارسي آخر يكن كلّ احتقار لكل ما هو عربي في المنطقة… بدءا بالخليج، وصولا إلى شمال أفريقيا. من يقول الكلام الذي قاله لا يعرف أن المنطقة في حاجة إلى دولة إيرانية تمارس سياسة معتدلة بعيدا عن كلّ أوهام القوّة والعجرفة.

 

الصين تكشف عن طموحات قيادية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/17

عندما توقعنا في مقال نشرناه منذ وقت قصير أن الصين تستعد لكشف النقاب عن طموحات قيادية عالمية تخالجها، لم يدُر بخلدنا أن يتحقق هذا الأمر بهذه السرعة. ومع هذا، أخبر الرئيس الصيني شي جينبينغ المؤتمر العام الـ19 للحزب الشيوعي الحاكم بأن جمهورية الصين الشعبية أصبحت الآن على استعداد للسعي نحو الاضطلاع بدور أكثر نشاطاً على الساحة الدولية. ويمكن القول، إن ثمة عوامل ثلاثة أسهمت في اتخاذ شي جينبينغ هذا القرار. يرتبط الأول برغبة شين جينبينغ نفسه في بناء مكانة رفيعة له داخل النظام السياسي الصيني، فهو يرغب في أن يحظى بأكثر مما حصل عليه سابقوه هو جينتاو وهو ياوبانغ ولي شيان نيان وهوا جيو فينغ. ويطمح شي جينبينغ، من ناحيته، إلى التفوق على حتى دينغ شياو بينغ، الملقب بـ«الرجل القوي» والذي ينسب إليه الكثيرون الفضل وراء بناء الصين الجديدة. ومع هذا، ربما يكون من المتعذر على الرئيس شي جينبينغ السعي وراء الوصول لمكانة ماو تسي تونغ، الأب الروحي للجمهورية الشعبية، لكنه بالتأكيد يأمل في الوصول إلى أقرب نقطة ممكنة منه. من ناحية أخرى، فإن وضع القائد فوق مستوى المشاحنات والخصام أمر يحمل أهمية جوهرية داخل نظام يقوم على هيكل قيادة وسيطرة شديد المركزية. والملاحظ أنه في أعقاب وفاة ماو، فإن هوا جيو فينغ، رغم كونه رجلاً مهذباً، لم يتمكن قط من الارتقاء بنفسه فوق مستوى المشاحنات.

وكان من شأن ذلك تمكين دينغ شياو بينغ، الذي صعد نجمه أثناء «الثورة الثقافية»، من العودة على نحو غير متوقع إلى السلطة والسيطرة على زمامها عبر الاعتماد على المؤسسة العسكرية. وأثناء حياة دينغ، لم تكن مسألة من يضطلع بدور رئيس الجمهورية الشعبية تحمل أهمية كبيرة.

وفي أعقاب وفاة دينغ، لم يتمكن أي ممن تولوا الرئاسة بعده من الارتقاء بمكانتهم على نحو لافت داخل صفوف الحزب وعبر أطيافه المختلفة. ونظراً لأن الطبقة العليا من النخبة الصينية الحاكمة تتألف من بضع مئات من العائلات التي تتمتع بسجل ثوري، فإن النظام يتطلب شخصية تحمل مقومات الأب الروحي بحيث تكون لها الكلمة النهائية فيما يتعلق بجميع القضايا المحورية. وفي أعقاب وفاة دينغ، اتفقت هذه «العائلات الثورية» على صيغة يسيطر في إطارها كل جيل على السلطة على امتداد عقد، ثم يتنحى عن الساحة. وسمحت هذه الصيغة القائمة على التدوير بتولد طموحات داخل نفوس مزيد من الأفراد أثناء انتظارهم دورهم في ممارسة السلطة. وللمرة الأولى، يخالج شي جينبينغ الآن الشعور بأن باستطاعته الاضطلاع بدور الأب الروحي مع عدم وجود حد زمني واضح لنهاية دوره في السلطة. وقد تجلى هذا الأمر عندما قرر المؤتمر العام للحزب الشيوعي ضرورة أن تتحول «أفكار وتعاليم» شي جينبينغ إلى جزء لا يتجزأ من ميثاق الحزب الشيوعي الصيني وعقيدته، ما يعد تكريماً نادر الحدوث. يذكر أنه قبل شي جينبينغ، نال ماو تسي تونغ مثل هذا التكريم في حياته، بينما ناله دينغ شياو بينغ بعد وفاته.

الأهم من ذلك، أن شي جينبينغ يعتقد أن مثل هذا الدور حيوي للحفاظ على الهياكل الحالية للسلطة؛ ولذلك، لا يتحدث عن السنوات الخمس التالية فحسب، والتي تبعاً للصيغة القديمة تقع خارج فترة رئاسته، وإنما يطرح رؤيته لعقود مقبلة. ويعتقد شي جينبينغ أن مثل هذه الرؤية تضمن الاستقرار الذي تحتاج إليه الصين كي تمارس دورها بصفتها قوةً جديدةً على الساحة العالمية. أما العامل الثاني، فيتمثل في إيمان شي جينبينغ بالحاجة إلى إعادة إحياء خطاب الحزب الشيوعي. الملاحظ أنه بين عام 1949 عندما سيطر ماو على السلطة، وسبعينات القرن الماضي عندما أصبح واضحاً أن «الماوية» مُنيت بالفشل، جرى الاعتماد على خطاب يقوم على الصراع بين الطبقات والنضال ضد الإمبريالية والتخلص من «الإذلال» الذي تتعرض له الصين على أيدي قوى غربية، بهدف إضفاء شرعية على حكم الحزب.

ومع الإصلاحات التي أقرها دينغ، تبدل الخطاب إلى ضرورة الاهتمام بتحسين الأوضاع المعيشية للجماهير. ولا شك أنه على هذا الصعيد تحديداً، حققت الصين نجاحاً مذهلاً. وتحول شعار «زيادة إجمالي الناتج الداخلي» إلى واقع مع إحراز الصين معدلات نمو هائلة على امتداد ما يقرب من عقدين. ومع إجمالي ناتج داخلي سنوي يبلغ ما يقرب من 12 تريليون دولار، تشكل الصين حالياً أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تتجاوز الأخيرة بحلول عام 2023. وبالفعل، تبدو مسألة تحديث البنية التحتية الصينية، أو في الكثير من الحالات غيابها، أمراً مذهلاً حقاً. في الوقت الراهن، تحظى الصين بأسرع قطارات على مستوى العالم، وتعكف على بناء 80 مطاراً جديداً. والأهم من ذلك، أن ثلث السكان على الأقل، قرابة 400 مليون نسمة، جرى إنقاذهم من هوة الفقر المدقع للمرة الأولى في التاريخ. ومع ذلك، ورغم ما تثيره «المعجزة» الاقتصادية الصينية من إبهار، فإنها ليست فريدة من نوعها، فقد سبق أن حققت فرنسا «معجزة» في ظل الحكم الاستبدادي إلى حد ما لنابليون الثالث. وأحرزت ألمانيا الحديثة إنجازاً مشابهاً في ظل قيادة «المستشار الحديدي»، بسمارك. كما أن حقبة مييجي الاستبدادية هي التي دفعت اليابان إلى أحضان العالم الحديث. كما أثبت ستالين وموسوليني، بل وأسرة كيم في كوريا الشمالية أنه من خلال حشد الموارد، مهما كانت ضآلتها، نحو أهداف بعينها، بمقدور نظام استبدادي تحقيق أهداف نبيلة.

ومع ذلك، اكتشفت الأنظمة الاستبدادية أن النمو الاقتصادي السريع يحمل جانباً سلبياً يتمثل في ظهور طبقة وسطى سرعان ما تطالب بحريات سياسية، وكذلك نمط من الفساد يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة. وعليه، يشعر شي جينبينغ بأن الحزب الشيوعي لم يعد بمقدوره تبرير احتكاره السلطة عبر الاعتماد على النجاحات الاقتصادية فحسب. وعليه، هداه تفكيره إلى ضرورة الاضطلاع بدور قيادي عالمي لدغدغة مشاعر الجماهير الصينية وإقناعها بالبقاء بعيداً عن القضايا السياسية والاكتفاء بجني ثمار النجاح الاقتصادي. واللافت، أن الرئيس شي جينبينغ أخبر المؤتمر العام للحزب الشيوعي بأن الصين باستطاعتها الترويج لـ«نموذج الحكم الذي تتبعه» بديلاً للديمقراطية الغربية. والمؤكد أن غالبية النخب الحاكمة في عالمنا اليوم ستشعر بارتياح أكبر إزاء «النموذج الصيني» القائم على السيطرة المركزية عن النموذج الأميركي الذي يتسم بحالة مستمرة من التشاحنات الداخلية وحرب أهلية ثقافية - سياسية.

أما العامل الثالث، الذي يحمله شي جينبينغ في ذهنه، فيتمثل في الفراغ المتنامي الذي خلفه عجز الولايات المتحدة أو عدم استعدادها للاضطلاع بدورها القيادي التقليدي على الساحة العالمية على امتداد العقد الماضي تقريباً. وفي ظل قيادة الرئيس باراك أوباما، الذي رأى أن الولايات المتحدة لم تكن دوماً قوة خير على الصعيد العالمي، انحسر النفوذ الاستراتيجي لواشنطن. واستمر الانحسار ذاته في ظل رئاسة دونالد ترمب تحت شعار جديد - «أميركا أولاً». إلا أن سد الفراغ الذي خلفه تراجع الدور الأميركي ليس بالأمر الهين، فالاتحاد الأوروبي منغمس في تشاحناته الداخلية التي تجلت بقرار بريطانيا الانسحاب منه. أما روسيا، فإنها تود بالتأكيد الاضطلاع بقيادة العالم، لكنها تفتقر إلى القوة الاقتصادية والنفوذ الثقافي الذي يؤهلها لذلك خارج الدائرة الجغرافية الضيقة المحيطة بها. ويوفر كل هذا للصين فرصة ذهبية تبدو عاقدة العزم على عدم إهدارها. ومع ذلك، فإن القيادة العالمية تتطلب كاريزما ثقافية وقوة ناعمة وإبداعاً تكنولوجياً وعلمياً وشبكات من الاتصالات السياسية والاجتماعية وقوة عسكرية متينة ذات نطاق عالمي ـ أمور ربما ليس بإمكان الصين توفيرها جميعاً.

 

قاموس السعودية الجديدة

غسان شربل/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/17

في الشرق الأوسط الرهيب الممزق لا يلتقي اثنان إلا ويكون اليأس ثالثهما. ولا ينعقد مؤتمر إلا ويكون الخوف أبرز المتحدثين فيه. والقاموس الشائع في هذه الأيام هو قاموس الحروب الأهلية، والميليشيات الجوالة، والخرائط المذعورة، والاقتصادات المتهاوية. قاموس الدول الخائفة والشعوب التي يأكلها القلق. وإذا حضرت الأرقام تحضر لتؤكد حجج اليائسين عن معدلات البطالة والفقر، وضياع فرصة الصعود إلى القطار المسافر نحو المستقبل. في هذا المناخ بدا مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» الذي يختتم أعماله في الرياض اليوم، قراراً بالإبحار في الاتجاه المعاكس. ولا مبالغة في القول إن آلاف المشاركين فيه، من 70 دولة ومن أكبر الشركات والمؤسسات المالية والاستثمارية، سمعوا أكثر مما توقعوا، ولمسوا أكثر مما تخيلوا. والذين كانوا يتساءلون عن موعد ولادة السعودية الجديدة، وكم سيتأخر، وجدوا أنفسهم أمام السعودية الجديدة وقاموسها الجديد. وهو ما ظهر جلياً في تفاعل المشاركين مع إجابات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إحدى الندوات، إلى جانب «شركاء حالمين يريدون خلق شيء جديد في هذا العالم». قاموس سعودي جديد في مخاطبة الداخل والخارج معاً. لا يتعلق الأمر بمفردات ترمي إلى تحسين الصورة. يتعلق برؤية متكاملة للعبور إلى المستقبل، وتمتاز الأحلام فيها بأنها تأتي مسلحة بالأرقام.

في القاموس الجديد حالة من الأمل العميق. أمل يستند إلى الرهان على الشباب في شعب يشكل الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة نحو 70 في المائة منه. وكان واضحاً أن السعودية الجديدة نجحت في مخاطبة أبناء هذا الجيل واستقطابهم، ليكونوا القوة المحركة للتحولات والقوة الحارسة لها، في مواجهة ثقافة الجمود والخوف والتردد. وقد التقط الشباب السعودي الرسالة وتفاعل معها، ما يوفر فرصة لقاء هذه الثروة الشبابية مع الثروات الأخرى، في ظل لقاء الإرادة السياسية والرغبة الشعبية القوية. والموضوع المطروح هو بكل بساطة صناعة المستقبل لحماية الاستقرار بالازدهار. أي خلق فرص عمل واقتصاد قوي ومجتمع منفتح، يقطع الطريق على من امتهن الإفادة من مشاعر اليأس لاصطياد الشباب ودفعهم في طريق التطرف والاصطدام بالعالم. وكان الأمير محمد بن سلمان واضحاً وقاطعاً في هذا السياق حين قال: «بكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة. اتخذنا خطوات واضحة في الفترة الماضية بهذا الشأن، وسنقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل».

واضح أن السعودية الجديدة لن تسمح للتطرف بإملاء إرادته، وجعل العلاقة مع العالم محكومة بالخوف والعدائية وروح الصدام. وهو ما عكسه قول ولي العهد السعودي: «نعود إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان». والاعتدال يعني قبول الآخر، وتوسيع المساحات المشتركة معه، واستكشاف آفاق تعميق التعاون والمشاركة في صنع التقدم، ما ينعكس إيجاباً على العالم بأسره. والاعتدال هو نقيض إنكار وجود الآخرين واعتبارهم تهديداً، والسعي إلى بناء الجدران التي تحول دون التواصل معهم.

يطوي القاموس مرحلة ويفتح الباب لمرحلة أخرى. لا مجال للانعزال عن العالم والخوف من الآخر واعتبار كل اختلاف تهديداً. إننا جزء من العالم الذي سيتركنا على الهامش إذا اخترنا البقاء خارج ورشة صناعة المستقبل. لا حل لمن يريد العثور على مكانه وحماية مصالحه غير الانخراط في التقدم وصناعة الأيام الآتية. وهذا يعني الاستفادة إلى أقصى حد من التقدم العلمي، وأن لا نتعامل مع التكنولوجيا كأنها متسلل غريب ينذر بإفساد مجتمعنا ومحو خصوصياته. فالتكنولوجيا فرصة لتسريع التقدم وتعويض الوقت الذي ضاع في مناقشات عقيمة لملفات قديمة. التكنولوجيا فرصة لمضاعفة القدرات وتحسين العائدات. والقدرة على تحويل التكنولوجيا إلى سلاح في معركة التقدم مرهونة بوجود تعليم متطور، وجامعات عصرية، ومناهج مفتوحة على المستقبل ومستلزماته.

وفي القاموس الجديد لم تعد كلمة تغيير تثير القلق أو الريبة. نحن جزء من عالم يتغير باستمرار على وقع الثورات العلمية والتكنولوجية. نصعد إلى هذا القطار لنطور اقتصاداتنا ومجتمعاتنا أو يفوتنا القطار، وقد يتأخر في المرور مجدداً. ولدخول القطار ثمن: إدارة عصرية، وتخطيط، ومحاسبة، وحسن استخدام الإمكانات، وقدرة على التكيف، ومصداقية، وتشريعات مناسبة توفر بيئة جاذبة للاستثمارات. وجاء الكلام عن مشروع «نيوم» على البحر الأحمر، على حدود ثلاث دول هي السعودية ومصر والأردن، ترجمة للسياسات الجديدة الوافدة من القاموس الجديد. قال الأمير محمد بن سلمان إن «هناك اليوم فرصاً خيالية في المشروع، وقدرة استثمارية ضخمة جداً مستهدفة بحجم 500 مليار دولار، في موقع مميز بين ثلاث قارات، و10 في المائة من التجارة العالمية تمر من البحر الأحمر بجوار الموقع... والبعض يريد بناء أكبر ألواح طاقة شمسية في العالم، وعدد الروبوتات في المشروع أكثر من عدد البشر».

توقف المشاركون طويلاً عند هذا الكلام. منذ عقود يبدو الشرق الأوسط محكوماً بالمراوحة والتمزق، إن لم نقل بالتقهقر والغرق. هذا الكلام إبحار في الاتجاه المعاكس. إنه رفض صارم للانطباع الذي شاع أن العرب خرجوا من معركة التقدم، وأن الخيار الوحيد أمامهم هو السعي إلى الحد من أضرار الإقامة في عالم يصنعه الآخرون. والتجارب تقول إن التمرد على ما صُوِّر قدراً ممكن حين تلتقي إرادة شعبية بإرادة سياسية، وفي إطار رؤية تعيد إطلاق الأحلام مسلحة بالأرقام. سعودية جديدة وقاموس جديد. الشباب، والإرادة، والتخطيط، وتوظيف القدرات، والاعتدال، والانفتاح، والتنافس، والابتكار، والمصالح المتبادلة والشراكات. إنها مفاتيح القاموس السعودي الجديد. ولا مبالغة في القول إننا أمام تجربة سيترك نجاحها انعكاساته في العالمين العربي والإسلامي، نظراً إلى موقع السعودية ورصيدها الواسع في دول قريبة وبعيدة.

 

الحرب الممنوعة!

أسعد حيدر/المستقبل/27 تشرين الأول

لا جديد في إعلان الرئيس حسن روحاني عن الحضور الإيراني في اتخاذ أي قرار حاسم في المنطقة، رغم كل مرارته، فقد سبق أن قاله المرشد آية الله علي خامنئي وقائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري وقائد فيلق «القدس» الجنرال قاسم سليماني الذي يتجوّل في ميادين وساحات دول أربع هي سوريا والعراق واليمن ولبنان، وكأنّه في بلاده إيران. هذه المرارة ليست كل شيء، وإنما أساساً في كون التصريح خطيراً لأنه صدر من الرئيس حسن روحاني رمز القوى المعتدلة والوسطية المُفترض أنها في مواجهة يومية ضد تيار المتشدّدين.

إلى جانب ذلك، وهو المهم، أنّه بهذا يضمّ «جناح» الدولة إلى «جناح» الثورة الذي يقوده المرشد و«الحرس الثوري». بهذا يقع الاتحاد في الموقف بين الثورة (أو بقاياها) والدولة القائمة التي ما زالت وليدة لم تكتمل قوتها بعيداً عن وجود مؤسسات قديمة بعضها متين.

أيضاً، وهو مهم جداً، توقيت هذا الإعلان داخلياً، حيث الصراع على خلافة المرشد الذي يبدو وكأنه يقود خلافته بنفسه لأنه يريد ممن سيخلفه أن يكون على مثاله في ضمان «الخط الخامنئي» وعدم الدخول في مساءلة ما فعله طوال ربع قرن من السلطة المُطلقة. ولا شك أنّه في هذه الحالة، يكون روحاني في وارد تقديم أوراق اعتماده للمرشد وللحرس بأنه لن يخرج عن خطهما واستراتيجيّتهما في حال أصبح الولي الفقيه. الواقع، أنّ هذا «الالتزام الروحاني»، لا يبدو مفاجئاً ولا يجب أن يكون سقطة. ذلك أنّ المرشد آية الله علي خامنئي، قد نجح في تحويل استراتيجيّته إلى استراتيجية إيرانية تشكل جزءاً من الأمن القومي الإيراني. باختصار، إنّ التمدد الإيراني بقوة تتناسب

حسب الدوائر الجغرافية المحيطة بها، هو جزء من استراتيجية تجمع بين الدفاع عن الداخل من الخارج أولاً وثانياً في تحويل الوجود من قوة إقليمية غير معترف بها إلى قوة إقليمية كبرى حاضرة مع الدول الكبرى في كل المفاوضات حول مستقبل المنطقة، بكل ما يعني ذلك من مكتسبات وامتيازات سياسية واقتصادية لإيران. إيران تمددت وأكدت حضورها في المنطقة ليس دائماً بقوة السلاح. الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس»، أثبت أنّه قائد عسكري بارع واستراتيجي ماهر. لكن كل هذا ليس كافياً. نجحت إيران لأنها مارست أيضاً السياسة والديبلوماسية والإنفاق ببراعة حيث يجب. الرئيس حسن روحاني، لا يمكنه إلغاء «الاستراتيجية الخامنئية» حتى ولو أصبح الولي الفقيه. لأنّ ما زُرع وما حُصد منه لا يمكن تجاهله. إيران أنفقت في سوريا وحدها 130 مليار دولار تقريباً. كذلك أنفقت المليارات في لبنان والعراق (حتى ولو ناصفت العراقيين في نفطهم وغازهم) واليمن. لذلك أكثر ما يمكن أن يفعله روحاني لاحقاً تصعيد العمل السياسي والديبلوماسي وتخفيف العمل العسكري. وهذا ممكن لأنّ المرحلة المقبلة ستكون مرحلة مفاوضات صعبة تتطلب أحياناً العمل العسكري لإثبات القوة أو الحضور، ولكن ليس الحرب الدائمة والمكلفة، وهذا يتطلب تصعيد دور الوزير جواد ظريف وتخفيف دور الحرس والجنرال سليماني.

في حالة من هذه، تعرف كل الأطراف المتحاربة والمتفاوضة، أنّ عليها في النهاية تقديم «تنازلات مؤلمة»، للحصول على مكاسب مهمة أو جيدة، ولا شك أن سوريا التي أصبحت الميدان الكبير لكل الحروب ولصياغة مواقع كل القوى، ستبقى الساحة - المركز مستقبلاً، لتحديد أحجام القوى ومكاسبها. في مثل هذه الحالة فإن:

* إيران المتحالفة مع روسيا في الحرب تتنافس معها في السيطرة على سوريا بعد الحرب. لكن مهما بلغ التنافس بينهما فإن كليهما سيعملان على ألا يؤدي التنافس بينهما إلى صِدام يُلحق الضرر بهما. ما يدفع أكثر إلى هذا، أنّ موسكو وطهران تأخذان في الاعتبار واشنطن وما تريده وما يمكنها أن تفعله وما يسعدها في إضعافهما كلما تواجتها. إيران التي تواجه واشنطن بصدر مكشوف ليس من مصلحتها أن تكشف «ظهرها الروسي».

لذلك فإن إيران إذا ما حققت هدفها الأول وهو بقاء الأسد وتثبيت خطوط الإمداد لـ«حزب الله» ثانياً، فإن تقاسم النفوذ والمصالح في سوريا ما بعد الحرب مع موسكو يصبح عملية حسابية تخضع فيها الأرقام للتمدد والتقلص وللجمع والطرح والقسمة.

* إسرائيل يهمّها إبعاد الوجود العسكري الإيراني – «حزب الله» – الميليشيات الشيعية عن حدودها الجنوبية أربعين كلم إلى داخل سوريا. إسرائيل تتحرك وتضرب داخل سوريا بحدود. لا يمكنها مواجهة موسكو التي تطالبها بوضع سقف لعملياتها (مؤخراً أبلغ وزير الدفاع الروسي ذلك للإسرائيليين عندما التقى المسؤولين في إسرائيل). باختصار، إنّ حرية الحركة مسموحة لإسرائيل للقيام بعمليات واسعة النطاق، لكن الحرب الواسعة ممنوعة. ما يعزّز ذلك أنّ واشنطن متفاهمة مع موسكو لأنها تريد «أكلَ الكستناء» وليس «إحراق يديها» طالما أنّه يوجد مَن يقوم بذلك عنها أي موسكو.

مشكلة إسرائيل كما يراها الإسرائيليون أنها بدون موقف معلن ونهائي من نظام الأسد ومستقبل سوريا، رغم أن ما تفضّله «تحول سوريا إلى دولة فيدرالية وعدم عودتها إلى نظام مركزي كما ترغب طهران».

ليس من الخيال، الحديث عن حرب إسرائيلية شاملة ضد لبنان لكسر «حزب الله» وليّ إرادة إيران السياسية في سوريا أولاً والمنطقة ثانياً، لكن البناء على هذا الاحتمال والعيش تحت «خيمته» ليل نهار، ينتج توتراً يُستثمَر في تنازلات داخلية أولاً ومن ثمّ لزيادة الضغط من أجل الحصول على تنازلات أساسية في المفاوضات اللاحقة. وهذا إذا ما حصل يؤكد النجاح الإسرائيلي والفشل اللبناني - العربي – الإيراني، فهل مَن يسعى إلى ذلك؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: السياحة تبرز دور لبنان الحضاري وتعزز الصداقات الخازن نقلا عن عون: ما كان مستحيلا إنجازه في قانون انتخابي تحقق سريعا

الخميس 26 تشرين الأول 2017 /وطنية - اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن "ما كان مستحيلا إنجازه في قانون انتخابي جديد تحقق في فترة قياسية، ما شكل مدخلا للتجديد في البنية التشريعية لأنها الركن الاساس للتعبير الحقيقي عن إرادة اللبنانيين".

موقف الرئيس عون نقله عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بعد استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث اجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة والاوضاع المحلية.

الخازن

بعد اللقاء، أدلى الوزير الخازن بالآتي: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس العماد ميشال عون عشية مرور سنة على تسلمه مقاليد الحكم، مثنيا على الانجازات التي حرص على تحقيقها قبل الانتخابات النيابية المقبلة في ايار 2018. كما اعتبر فخامة الرئيس أن ما كان مستحيلا إنجازه في قانون انتخابي جديد، تحقق في فترة قياسية، ما شكل مدخلا للتجديد في البنية التشريعية لأنها الركن الاساس للتعبير الحقيقي عن إرادة اللبنانيين". أضاف: "في رأيي أن إنجاز الاستحقاق الانتخابي هو السبيل الوحيد للتخلص من آفة الفساد المستشري ويمهد لقيام حكومة جديدة تنسجم مع تطلعات العهد التي يسعى اليها فخامة الرئيس عون بكل طاقته لإحداث النقلة المنشودة، وصولا الى انتظام عمل المؤسسات الرسمية وإعادة الثقة بالدولة التي طال انتظارها". ولفت الى ان "فخامته ابدى اصرارا على إيلاء ملف النازحين أهمية قصوى، مستعجلا إنهاءه بأسرع وقت ممكن، وعودتهم الآمنة والمطمئنة الى ديارهم، بعدما اطلق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل العنان محذرا من النتائج التي بدأنا نعاني منها".

وفد جامعي عربي ودولي

الى ذلك، اكد الرئيس عون "اهمية السياحة في تعزيز الصداقات بين الشعوب"، معتبرا أن "لبنان الذي يجمع الحضارات الحديثة والقديمة، انطلقت من ارضه الحضارات الاولى وانتشرت في العالم". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفدا من جامعة الحكمة برئاسة الاب خليل شلفون ورئيس جامعة لوزان للعلوم الفندقية الدكتور ارنست بروغر وممثلي جامعات عربية وغربية من كل من تايلاند ومكسيكو والسعودية والصين والجزائر والهند وسويسرا، المتعاونة مع جامعة لوزان، والذين يعقدون مؤتمرهم السنوي في كلية العلوم الفندقية التابعة لجامعة الحكمة بإشراف عميد الكلية الدكتور طانيوس قسيس.

شلفون

وفي مستهل اللقاء، ألقى الاب شلفون كلمة، فقال: "هذا الوفد الوافد اليكم من جامعة الحكمة، يضم رؤساء كليات ومدراء معاهد من احد عشر بلدا تجمعهم علاقات تعاون اكاديمي مع معهد لوزان الفندقي في سويسرا، وهو الاعرق والاشهر عالميا في هذا الاختصاص منذ عام 1893، وهم من مختلف الثقافات والحضارات واللغات والاديان. لقد رغبنا في ان نتوج اعمال مؤتمرنا الدولي الذي عقد في كلية العلوم الفندقية في جامعة الحكمة بزيارة فخامتكم لاطلاعكم على روحية عملنا المشترك الذي يندرج في خدمة النشاط السياحي الذي يعني الانفتاح على الآخر وثقافته وتراثه وغناه، بعيدا عن العنف والتطرف. فالعالم اصبح في محيط آمن تتقرب الشعوب فيه من بعضها البعض وتتخطى كل الحواجز البشرية". اضاف: "لقد كان لنا في مؤتمرنا خلال هذين اليومين، والذي يتم لاول مرة في لبنان، أن نقرأ معا مناهجنا المتقابلة والمتداخلة وان نتبادل التجارب والخبرات، بغية تصويب افضل يهدف الى إعطاء هذا القطاع كل ابعاده الانسانية الثقافية والمهنية. فالقطاع السياحي مع إدارة الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية عامة، اصبح اليوم رافعة اساسية للنهوض الاقتصادي في الكثير من البلدان وحافزا للتنمية المستدامة. وإن ما يهمنا حقا هو لقاء الانسان بأخيه الانسان لمعرفته واحترامه وقبوله كما هو، وهذا ما ترددونه دائما يا فخامة الرئيس من خلال سعيكم الحثيث لاعتماد لبنان دوليا، مركزا لحوار الحضارات والثقافات والاديان. وهو ما نريده جميعا ونعمل من اجله باستمرار، وما هذا المؤتمر الدولي وهذا الوفد الكريم سوى تكريس لرغبتكم الرئاسية الجليلة".

بروغر

وتحدث الدكتور بروغر عن "دور لبنان السياحي والدعم الذي تلقاه الكلية الفندقية في جامعة الحكمة"، وقال: "إن المؤتمرين اختاروا لبنان لعقد مؤتمرهم لإيمانهم بدور هذا البلد الذي اكتسب من خلال رئاستكم اهمية خاصة، كبلد للحوار والانفتاح، وها نحن نضع خبرتنا بتصرف لبنان ومؤسساته الجامعية وشبابه".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون شاكرا للوفد زيارته، منوها ب"أهمية المؤتمر الذي يعقد في بيروت"، وقال: "ان السياحة تعكس تلاقي الانسان مع أخيه الانسان واكتشاف حضارات وثقافات وعادات الدول وشعوبها، ما ينشئ صداقات تشكل السياحة اساسا لها". وقال: "سعينا لجعل لبنان مركزا امميا لحوار الاديان والحضارات والاعراق، لايماننا بدوره المميز في محيطه والعالم، وهو مهد حضارات كثيرة انطلقت من ارضه وعمت العالم". ونوه ب"دور جامعة الحكمة في الحياة التربوية الجامعية اللبنانية".

صيقلي

واستقبل الرئيس عون المعتمد البطريركي للكرسي الانطاكي في موسكو المطران نيفون صيقلي، الذي عرض معه "الاوضاع العامة والعلاقات اللبنانية-الروسية على المستويين الرسمي والكنسي"، كما شكره على منحه "وسام الاستحقاق اللبناني المذهب لمناسبة مرور 40 عاما على خدمته الاسقفية في موسكو".

كتاب فارس

واستقبل الرئيس عون، المدير العام لمؤسسة نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس العميد وليم مجلي والدكتور مناف منصور، اللذين قدما لرئيس الجمهورية النسخة الاولى من الكتاب الذي اعده الدكتور منصور، بعنوان "عصام فارس وبناء الدولة الحديثة"، وهو من جزئين و600 صفحة يتضمن مقدمة ودراسة عن الرئيس عصام فارس وانجازاته ومواقفه وتصريحاته ومحاضراته في لبنان والخارج، والنهج الذي رسمه لبناء الدولة الحديثة بالفعل لا بالقول لاسيما من خلال ترؤسه اللجان الوزارية في الحكومات التي كان عضوا فيها.

منصور

واشار الدكتور منصور الى أن "الكتاب يعرض لأبرز المهام التي تولاها الرئيس فارس، لا سيما منها كونه اول نائب رئيس وزراء يمثل لبنان في الامم المتحدة، وكذلك تمثيل الحكومة في جلسات الاستجواب النيابية وفي توقيع اتفاقيات دولية باسم لبنان بتفويض من مجلس الوزراء".

هذا، وستعقد ندوة في 14 تشرين الثاني المقبل في نقابة الصحافة لاطلاق الكتاب.

رئيس الجمهورية

وقد نوه الرئيس عون ب"الدور الذي لعبه الرئيس فارس ولا يزال في خدمة لبنان في المحافل الاقليمية والدولية، وبالمواقف الوطنية التي اتخذها في مختلف المناسبات"، معتبرا ان "هذا الكتاب يؤرخ من خلال مواقف الرئيس فارس لمرحلة مهمة من تاريخ لبنان".

برقية تهنئة الى الرئيس الصيني

الى ذلك، ابرق الرئيس عون الى نظيره الصيني شي جين بينغ مهنئا لمناسبة إعادة انتخابه أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لفترة ثانية، في الجلسة الأولى للجنته المركزية التاسعة عشرة، وأكد "القيام بكل ما من شأنه دعم جهود العمل المشترك الذي يرتقي بالعلاقات بين لبنان والصين الى اسمى مراتب التعاون المثمر، خصوصا في مقاربة التحديات التي تواجه بلدينا، انطلاقا من قيم السلام والعدالة والحق التي تجمعنا."

 

مجلس الوزراء أقر دفتر شروط التفكك الحراري الرياشي: ملف تلفزيون لبنان على طريق الحل

الخميس 26 تشرين الأول 2017 / وطنية - انتهت جلسة مجلس الوزراء التي عقدت اليوم برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي، عند الرابعة والنصف عصرا، وأدلى على أثرها وزير الإعلام ملحم الرياشي بالمعلومات الرسمية التالية: "جلسة مجلس الوزراء عادية جدا، والأبرز فيها إقرار دفتر شروط التفكك الحراري وبداية العمل على المشاريع المرتبطة بالنفايات ومطمري الكوستا برافا وبرج حمود وما إلى ذلك، وبقية البنود كانت عادية جدا".

سئل: ماذا عن ملف "تلفزيون لبنان"؟

أجاب: "الملف على طريق الحل".

سئل: هل تم البحث في البطاقة البيومترية من خارج جدول الاعمال؟

أجاب: "نعم تم بحثها، واطلعنا على نتائج اجتماع اللجنة الوزارية الذي عقد بالأمس، ولم يتم الانتهاء من البحث في موضوع البطاقة، وستعقد اللجنة اجتماعا لها يوم غد".

وردا على سؤال عن التعيينات، قال: "تم تعيين مجلس إدارة مستشفى طرابلس، ومستشفى الكرنتينا سيتم تعيين مجلس إدارته الأسبوع المقبل".

سئل: هل تمت الموافقة على تمديد اعطاء ال"داتا" الى الاجهزة الامنية؟

أجاب: "نعم لأربعة أشهر".

 

الوفاء للمقاومة: مطلب الضاحية الجنوبية هو تطبيق القانون ونستهجن التوظيف السياسي والإعلامي الرخيص لما حدث في حي السلم

الخميس 26 تشرين الأول 2017 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري، في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد. ودرست الكتلة وفق بيان لها "مستجدات الأوضاع الميدانية والسياسية في لبنان والمنطقة، وأبعاد التصعيد الاميركي - الاسرائيلي ضد "حزب الله" ومحور المقاومة عموما، كما لحظت تناغم النظام السعودي مع هذا التصعيد واصراره على المنحى العدائي والتحريضي ضد كل قوى التحرر في المنطقة والعالم". ورأت ان "مرد الحنق الاميركي - الاسرائيلي - السعودي يعود الى فشلهم الذريع في تحقيق مشروع سيطرتهم على لبنان وسوريا والعراق واليمن واخفاقهم في اخضاع ارادة شعوب هذه الدول وفرض وصايتهم عليها، وتضرر مصالحهم جراء هذا الاخفاق". واعتبرت الكتلة ان "لبنان اليوم يقف على اعتاب مرحلة الانتخابات النيابية الواجب اجراؤها في موعدها المقرر، وهي تأمل من اللبنانيين المشاركة الكثيفة فيها لرسم معالم الفترة المقبلة والحفاظ على الانجازات التي تحققت بفضل تضحياتهم وحضورهم الفاعل في كل الساحات والميادين". وعبرت عن "استيائها من اللهجة المتفلتة التي انزلق اليها بعض السياسيين اللبنانيين ليستنفر مواجع ويثير ردود فعل حانقة لدى ابناء بعض المناطق وفي اوساط بعض القوى السياسية، الأمر الذي يدعو للمسارعة الى معالجتها وتطويقها".

ثم تداولت الكتلة في الموضوعات الواردة ضمن جدول اعمال جلستها وخلصت الى ما يأتي:

"- ترى الكتلة ان الاولوية التي ينبغي ان تدأب الحكومة على انجازها هي اقرار موازنة العام 2018 واحالتها سريعا على مجلس النواب، وتضمينها اجراءات نوعية تعكس رؤية اصلاحية اقتصادية تخفض الدين العام وعجز الموازنة وتوفر هامشا أوسع للإستثمار وتضبط الهدر الجمركي والتهرب الضريبي.

- تدعو الكتلة الحكومة الى الكف عن التلزيمات وتوزيع التعهدات المختلفة بقرارات حكومية او وزارية دون المرور عبر ادارة المناقصات العمومية.

كما تدعو الى اعتماد التوظيف في الادارات والمؤسسات العامة عبر مجلس الخدمة المدنية حصرا، ووقف الزبائنية الرائجة في اكثر من ادارة ومؤسسة عامة.

ان هذا الأمر من شأنه استعادة ثقة المواطن بالدولة وتحقيق خطوة اصلاحية مطلوبة وقطع الطريق على الحشو والهدر والاستنساب، وحماية حق كل مواطن تثبت أهليته لتسلم وظيفة ادارية.

- توقفت الكتلة عند الاجراءات التي قامت بها القوى الامنية لازالة التعديات عن الاملاك العامة في الموقف العمومي عند مدخل حي السلم، وهي اذ تقدر عاليا صبر أهلنا وتحملهم للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية ولتقصير الدولة في انماء مناطقهم، فإنها تؤكد أن مطلب الضاحية الجنوبية الدائم هو تطبيق القانون واحلال الأمن الاجتماعي وازالة التعديات والاعتداءات الخارجة على القانون والقيم الاخلاقية، وتدعو الكتلة لاوسع تعاون مع اجراءات تطبيق القانون وترفض التذرع بأي ذريعه لتبرير التعديات التي تضر بأهلنا في الضاحية قبل أي أحد آخر، وتستهجن التوظيف السياسي والاعلامي الرخيص لما حدث.

- تستغرب الكتلة النفخة السيادية المفتعلة التي أصابت مجموعة النظام السعودي في لبنان, والتي قادها سوء فهمها لكلام منسوب للرئيس الايراني, الى شن حملة ضد ما أسمته التدخل في الشأن اللبناني، في الوقت الذي لا تتحرك فيه هذه المجموعة ولا تتخذ أي موقف الا بعد أن تأخذ بعين الاعتبار السقف والرغبة والارادة السعودية في كل شأن من الشؤون.

ان الكتلة تدعو اللبنانيين الى الثقة بأنفسهم وبقدرتهم على حماية سيادتهم واتخاذ القرارات الوطنية التي تحفظ مصالحهم.

ان الحضور القوي والفاعل للجمهورية الاسلامية في المنطقة لا يلغي حضور آخرين. ولبنان الحريص على سيادته معني اولا وآخرا بتقدير مصلحته الاستراتيجية والمسارات السياسية التي يتبناها اخذا بعين الاعتبار كل الوقائع والمعطيات لديه وحوله.

- تدين الكتلة كل أشكال العدوان الاميركي على لبنان وشعبه وسيادته وترى في قانون العقوبات المالية الذي صوت عليه مجلس النواب الاميركي بالأمس تدخلا سافرا في الشأن اللبناني الداخلي وانتهاكا للسيادة الوطنية اللبنانية واستهدافا غير مقبول للشعب اللبناني.وتعتبر الكتلة أن الادارة الاميركية تتعمد فرض الوصاية على الدول والشعوب من خلال تشريعات تتجاوز فيها حدود سلطتها وتحاول املاءها على الدول، عبر أبشع أساليب الجبروت والدكتاتورية التي تطيح بالقانون الدولي وتستعيض عنه بشريعة السطوة والارهاب. إن الهدف الاميركي من هذا السلوك العدواني المموه بالتشريع هو اخضاع لبنان واثارة القلاقل فيه وحرمان شعبه من التنمية والتطوير وابقاء سيف التهديد مسلطا على حاضره ومستقبله، وإن الكتلة تنبه الى مخاطر الخنوع أو الخوف من هذه السياسة وتدعو الى مزيد من صلابة الموقف السيادي والى رفض الاذعان عمليا لهذا السلوك".

 

بري استقبل وزير خارجية المالديف حرب: سأباشر قريبا إطلاق حملة لمكافحة الفساد

الخميس 26 تشرين الأول 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "تناول البحث مرحلة ما بعد اقرار الموازنة والقضايا التي اثيرت في جلسة الموازنة، وعلامات الاستفهام كلها تجعل التصرفات التي تصدر عن السلطة والحكومة مشبوهة، وتدل على ان هناك صفقات تدل على استشراء الفساد وعلى حماية قد تؤمنها العملية السياسية لبعض النافذين الذين يستفيدون من مراكزهم ونفوذهم بالاثراء على حساب الشعب اللبناني، فيما ينوء الشعب تحت وطأة الحياة. وقد عرضت لدولته بعض المعلومات التي املكها عما يجري في بعض الوزارات، ولفت نظره الى ان هناك مخالفات كبيرة وفاضحة في بعض الوزارات تؤكد صحة ما اثرناه. وما يجري اليوم يثبت أن هناك مخالفات وارتكابات وصفقات وما يسمى الاموال العمومية من هدر وسرقة".

اضاف: "عرضت لدولته هذه المعلومات وكان هناك مجال للتدقيق في صحتها بما يثبتها. وابلغت دولته انني سأباشر في مرحلة قريبة جدا اطلاق حملة لمكافحة الفساد من خلال بعض القوانين التي سأتقدم بها، بدءا من اقتراح قانون سأتقدم به لمنع تعيين القضاة المنفردين في المناطق التي هم من أبنائها، وقد فوجئنا هذه السنة في التشكيلات القضائية بأن هناك محاولة أكيدة لتسييس القضاء ووضعه بتصرف اصحاب النفوذ السياسي. وآمل من مجلس النواب ان يتفهم خلفية هذا الاقتراح، كما انني احضر لتقديم اقتراح قانون لتعديل قانون المحاسبة العمومية يرمي الى منع اجراء اي صفقة تفوق المئة مليون ليرة لبنانية إلا من خلال مناقصة تجريها ادارة المناقصات، وليس بالتراضي ولا باستدراج عروض ولا بقرار من مجلس الوزراء ولا من وزير باعطاء وضع يد شركات خاصة على مرافق عامة والاستفادة منها خارج اطار القانون. كما ابلغت دولته انني احضر استجوابات للحكومة حول القضايا التي أثرتها معه، وسأطرحها للمجلس لكي يصار الى تعيين جلسة استجواب للحكومة حول هذه المخالفات.والغاية من هذا الامر هو انني اريد ان اعلن باسم الشعب اللبناني انه لا يمكن ان نقبل بحالة الفلتان الحاصلة، هناك حالة فساد فيها اموال عمومية. وكشفت المناقشة التي قمنا بها للموازنة الكثير الكثير من هذه الثغرات والتصرفات المخالفة للقانون التي لا يجوز السكوت عنها، لاننا اذا سكتنا عنها سنكون شركاء في الارتكابات". وختم: "الاموال العمومية أمانة في اعناقنا ومن واجباتنا ان نراقب اعمال الحكومة، واي عمل يخل بالقانون يجب ان نثيره وان نحاسب عليه، واذا عجزنا ان نحاسب عليه في مجلس النواب بالنظر الى تكتل القوى السياسية التي تؤمن الاكثريه وتحمي الحكومة وتصرفاتها، فإن الرأي العام من حقه ان يعرف وان يحاسب". وكان بري استقبل قبل ظهر اليوم وزير خارجية المالديف الدكتور محمد عاصم والقنصل الفخري للمالديف في لبنان محمد فقيه، وتناول الحديث تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني وفي عدد من المجالات الاخرى.

كما استقبل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس. والتقى بعد الظهر ممثل المجلس الشيعي الاعلى في كندا السيد نبيل عباس.

 

فرنجيه استقبل السفير الفرنسي في بنشعي

الخميس 26 تشرين الأول 2017 /وطنية - استقبل رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجيه، في دارته في بنشعي السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، حيث عقد اجتماع في حضور الوزير السابق المحامي ريمون عريجي والدكتور ألبير جوخدار تخلله بحث في التطورات الراهنة.

 

الرياشي ل "الافكار":سنبقى في الوزارة ونعارض ولكن عندما تتعلق القضية بالمسلمات الوطنية سيكون بحث آخر   خلافنا مع التيار يتعلق بالأداء والمصالحة مع المردة على قدم وساق

الخميس 26 تشرين الأول 2017 /وطنية - أعلن وزير الإعلام ملحم الرياشي، في حديث الى مجلة "الافكار" ينشر في عددها الصادر غدا، "ان استقالة وزراء القوات اللبنانية واردة إذا توافرت الأسباب الموجبة لهذه الاستقالة، وهذه ليست لها علاقة بما يقال عن حصص ومحاصصة في التعيينات لأن "القوات" لم تدخل الى الحكومة من أجل الحصص، بل ان الأسباب تتعلق بسياسات الحكومة الاستراتيجية الوطنية، فمثلا أي انفتاح معين على النظام السوري من قبل الحكومة من الممكن أن يؤدي الى الاستقالة، إضافة الى أسباب أخرى من هذا القبيل". وردا على سؤال عن المناقصات ولا سيما في ملف الكهرباء، قال الرياشي:"اننا مصرون على تطبيق القوانين في هذا القطاع والالتزام بأجهزة الرقابة، لأنه بمثل هذا الأمر تقوم الدولة ولا يمكن السير بطريق لا يوصلنا الى النتائج المرجوة". وقال: "نحن منذ سبعة أشهر طالبنا بالسير وفق منطق المؤسسات وما تقوله أجهزة الرقابة للوصول الى حلول لأزمة الكهرباء، ولا سيما ما يتصل بإدارة المناقصات. واستمر النقاش 3 أشهر حتى حسم في إدارة المناقصات، وإلا لكنا تجاوزنا هذا البند وتحولنا الى البحث التفصيلي في تأمين الكهرباء والتي كان يجب أن تكون مؤمنة، لكن عدم اعتماد الأصول خلق مشكلة بيننا وبين الآخرين".

وأعلن اننا "سنبقى في الوزارة ونعارض، ومن لا يعجبه يخرج، لكن عندما تتعلق القضية بالمسلمات الوطنية سيكون هناك بحث آخر". وردا على سؤال حول ما قيل، إذا لم يعجب الأداء "القوات" يمكن ان تخرج من الوزارة ولا يوجد وصي على العهد"، قال الرياشي: "لم يقل أحد هذا الكلام المنقول عن مصدر آخر، وهذا مصدر فتنة". وأكد "ان العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "جيدة"، ومع رئيس "التيار الوطني الحر جبران باسيل ايضا جيدة، لكن هناك اختلافات أساسية حول بعض المقاربات. إذ لا توجد مشاكل شخصية كما كان سابقا، ومرحلة ما بعد تفاهم معراب غير ما قبله وليست هناك من عودة الى الوراء بعد هذا التفاهم". وقال:"إعلان النيات سبق تفاهم معراب بسنة وأعلن من الرابية، والاتفاق بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" شكل حالة مجتمعية ووجدانية وسياسية أيضا، لكن في الحالة السياسية فان العلاقة تشبه الرحلة الجوية التي تتعرض لمطبات هوائية شديدة تؤدي الى توتر، لكن الطائرة تواصل سيرها لأن هناك إرادة من القبطان بأن تواصل رحلتها وتكمل طريقها، سواء القبطان القواتي أو القبطان العوني. وكما سبق وقلت ليست هناك عودة الى الوراء والمشاكل التي تحصل طبيعية وعادية وكنا ننتظر أن تحصل وليست هي الأسباب الموجبة للاستقالة، فهذه المشاكل لا علاقة لها باحتمال الاستقالة التي كما قلت ترتبط بالقضايا الاستراتيجية الوطنية". واعلن "اننا لسنا راضين عن الأداء بعدما حددنا مكامن الخلل ومكامن الاختلاف وطالبنا بالمعالجة".

واكد ان "لا علاقة للتعيينات بالخلاف"، وقال: "نحن لم ندخل الى الحكومة للحصول على تعيينات ولا لنأخذ حصة، بل دخلنا الى الحكومة لتحقيق سياسة مؤسساتية تقيم الدولة، فهذه هي مشكلتنا الأساسية. وعندما نتحدث عن حصة إنما نتحدث عن حصة للشعب اللبناني، تماما كما فعلت مع تلفزيون لبنان بحيث لم أعمد الى الاتيان بأحد من "القوات اللبنانية" لوضعه في رئاسة مجلس الإدارة، بل فتحنا الباب أمام أسماء مغمورة غير معروفة، والثلاثة الذين وصلوا الى التصفيات أعرف واحدا منهم وهو صحافي زميل ولا أعرف الاثنين الآخرين. فإذا كنا نريد بناء دولة فالواجب أن تكون لكل الشعب اللبناني، والفئة التي تكون أقوى من حق الشعب اللبناني عليها أن تبني الدولة". وعن امكان عقد لقاء بين الرئيس عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لتجاوز المطبات والخلافات، قال الرياشي: "اللقاء بين "الحكيم" والجنرال يحصل وفقا لأجندة خاصة مرتبطة بهما، بينما الحركة اليومية للعلاقة بين "القوات" و"التيار" تحل مع الوزير جبران باسيل، وهناك اتصالات يومية معه لحل مثل هذه الامور، ومن الممكن الوصول الى حلول في ملفات، ومن الممكن ألا نصل الى حلول في ملفات أخرى". من جهة ثانية، اكد وزير الاعلام ان الانتخابات النيابية ستجري في أيار المقبل، مشيرا الى ان موضوع التحالف مع التيار الوطني الحر غير مطروح اليوم وكل شيء وارد، لكن طبيعة القانون يسمح بهامش تحرك أكبر لكل الأطراف، وليس فقط لنا وللتيار، لأن القانون يحدد أحجام الناس حسب نسب قوتهم وحضورهم السياسي وليس بحسب التحالفات، فأحيانا تضر التحلفات أطرافها ولا تفيدها، وبالتالي فان التحالفات ستبنى على قاعدة علمية وعملانية وليس على قاعدة من هو أقرب لمن ولن تفسد في الود قضية". ولفت الرياشي الى ان المصالحة مع تيار "المردة" "على قدم وساق، والعلاقة طبيعية تقريبا ومستمرة من خلال لجنة مؤلفة من الوزير السابق يوسف سعادة عن "المردة" ومن الأستاذ انطوان شدياق من قبلنا، وتجري المباحثات بشكل دائم والعلاقة تطبع أكثر فأكثر. أما ما يتعلق بكلام السيدة ستريدا جعجع فهذا "حكي بلا طعمة"، لأن كلامها الأول انتهى مع كلامها الثاني الذي اعتذرت فيه من أهالي زغرتا"، معتبرا ان اعتذارها "قرار شجاع لأنه لا يوجد سوء نية في كلامها بل سوء تفسير لكلامها". وعن امكان التحالف مع "المردة" في دوائر معينة، قال: "كل شيء في أوانه". وردا على سؤال عن تعليق عضوية شربل عيد في "القوات اللبنانية"، قال الرياشي: "أنا لا أناقش الأمور الحزبية في الاعلام، فهذا قرار حزبي لكننا نلتزم به ونقطة على السطر".

هموم الاعلام

وعن التعيينات في تلفزيون لبنان ووضع هذا البند على جدول اعمال مجلس الوزراء، قال: "أنا لم أقل ذلك، بل الرئيس سعد الحريري هو الذي قال إنه سيضع هذا البند على جدول أعمال الجلسة المقبلة. أما عن العراقيل فلم يأت الوقت الذي أقرر فيه الكلام في هذا الموضوع وأكشف كل الأمور، لكن قد يأتي الوقت الذي أكشف فيه كل شيء". وعن الانجازات التي حققها في وزارة الاعلام، قال الرياشي: "هناك الكثير من الإنجازات، منها 6 مشاريع قوانين قدمتها الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وهي متوقفة هناك ومنذ يومين أحالها الرئيس الحريري الى لجنة اقتصادية لدراستها وهي تعنى بالإعلام الخاص، وقدمنا مشروعا جديدا لنقابة المحررين وهو موجود لدى الرئيس الحريري ويلزم احالته الى رئاسة الجمهورية وبعدها الى مجلس النواب لتأسيس نقابة تعنى بكافة المحررين في لبنان دون استثناء، الى أي وسيلة إعلام انتموا أو عملوا فيها لتضمهم جميعا وتؤمن لهم التقاعد والتعاضد". وعن امكان تحويل النقابة الى "اوردر" كما حال النقابات في لبنان، فأجاب:"طبعا، هذا هو مشروعنا وهذا ما قمنا به والباقي ينتظر أن يستكمل". وأضاف: "من إنجازات وزارة الاعلام ايضا، أننا قمنا بنهضة كبيرة في "إذاعة لبنان" و"الوكالة الوطنية" على ما يرام، وقدمت كتابا للرئيس الحريري من أجل أن يخاطب رئيس مجلس النواب نبيه بري لإجراء انتخاب أعضاء جدد ل"المجلس الوطني للاعلام"، وأدخلنا تعديلات على قانون الاعلام الجديد ومن ضمنه باب خاص اسمه "قانون الآداب الاعلامية". هذه هي أبرز المشاريع التي قمنا بها من خلال ورشة قانونية كبيرة". وتابع: "اليوم، نحن بصدد إعداد هيكلية جديدة للوزارة بغية إلغائها وتحويلها الى وزارة تواصل وحوار، وهذه الهيكلية تدرس في دائرة الأبحاث والتوجيه في مجلس الخدمة المدنية". وعن المتعاقدين والأجراء في وزارة الإعلام الذين وعدوا بالتثبيت وبإعطائهم 3 درجات، قال الوزير الرياشي:"هذا الأمر لدى مجلس النواب وأنا أقوم بجهد كبير لحل هذه المشكلة على مستوى كل الدولة وليس فقط على مستوى وزارة الإعلام".

واكد وزير الاعلام "ان نقابة المحررين الجديدة التي ستؤسس هي الجهة المخولة حماية المحررين وحقوقهم وتأمين معاش تقاعدي لهم".وقال: "هذا المشروع تبنيته شخصيا وسأسعى بكل جهدي لتنفيذه مع جميع الزملاء الإعلاميين، لا بل أطلب منهم عبر مجلة "الأفكار" أن يشكلوا قوة ضاغطة على الدولة بكل أركانها لتمرير مشروع قانون المحررين، لأن هذه المسألة تضمن مستقبلهم وتضمن صندوق التعاضد، وصندوق التعاضد الصحي والمهني، وتضمن الحد الادنى للتعاقد معهم في وسائل الإعلام أيا تكن وتضمن لهم أيضا الحصانة النقابية".

 

المكتب الاعلامي لحاصباني: القوات حريصة على موقع رئاسة الجمهورية وعلى تكريس منطق القانون والمؤسسات

الخميس 26 تشرين الأول 2017 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، البيان الآتي:

"تحت عنوان "اعتداء قواتي على صلاحيات الرئيس"، نشرت احدى الصحف معلومات مغلوطة تداولتها بعض وسائل الاعلام في شأن موضوع تمويل البنك الدولي لتطوير قطاع الصحة، لذا يهمنا التوضيح أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني عرض في 20 و21 نيسان 2017 في نيويورك احتياجات وزارة الصحة للجنة المانحين في البنك الدولي بناء على طلبهم. واطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مسار تمويل البنك الدولي للقطاع الصحي في لبنان في اكثر من زيارة الى بعبدا منها على سبيل المثال في 3 تموز 2017، وقد نشرت وسائل الاعلام تفاصيلها.

حصل وزير الصحة على الموافقة المبدئية من البنك في حضور ممثلين عن وزارة المال، في حين ان بداية واستكمال المفاوضات على هذا التمويل وغيره تجري مع وزارة المال وكانت وما زالت في عهدتها وهي التي تستحصل على التفويض اللازم لاستكمال المفاوضات بحسب الأصول وتضع جهودا كبيرة في هذا الموضوع.  وإننا إذ نستغرب هذا التصويب على وزارة الصحة والتمويل الذي يصب في خدمة صحة المواطن ويؤثر عليها، نأسف ان يستعمله بعضهم لخلق توترات سياسية وزج اسم "القوات اللبنانية" الحريصة على موقع رئاسة الجمهورية وعلى تكريس منطق القانون والمؤسسات لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين ونجاح العهد. علما ان وزارة المال هي من رفع هذا الموضوع الى مجلس الوزراء.

ومن حرص نائب رئيس مجلس الوزراء على الأصول المتبعة، كان من الطبيعي ان يتابع هذا الموضوع مع المعنيين ليتخذ الملف مساره الصحيح مع مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية ومن ثم يحال الى مجلس النواب لإقراره كونه ينطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة. كما ان وزارة الصحة لم تستلم اي كتاب من وزارة الخارجية بشأن موضوع تمويل البنك الدولي للقطاع الصحي.  وتجدر الاشارة الى ان رئاسة مجلس الوزراء كانت قد أعدت لائحة مشاريع اخرى كبيرة بحاجة الى تمويل بالطريقة عينها وسيطرح احدها قريبا على البنك الدولي. وإذا كان من نقاش على آلية تطبيق المادة 52 من الدستور التي تنص على صلاحيات رئيس الجمهورية حول المفاوضات في عقد المعاهدات الدولية بالاتفاق مع رئيس الحكومة، فيمكن لذلك ان يحصل بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ويناقش في مجلس الوزراء".