المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 14 شرين الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.october14.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا، أَقُولُ لَكُم، يَكُونُ فَرَحٌ أَمَامَ مَلائِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مفهوم السيادة الموروب لدى القوى المشاركة في حكومة الصفقة/الياس بجاني

ذكرى 13 تشرين: الصلاة وفقط الصلاة لراحة انفس شهداء 13 تشرين/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو ونص وبالصوت مقابلة مع د.نبيل خليفة من تلفزيون المر تتناول مفهوم لبنان الدولة مارونياً وخطورة تفخيخ المؤسسات المارونية والفرق بين الزعيم والقائد والأزمة الإنفصالية الدولية الحالية والمفهوم الأقلوي

بعض عناوين مقابلة د.نبيل خليفة/تلخيص وتفريغ وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

بيان "تقدير موقف" رقم 57/خرج من بعبدا مع السفارة الفرنسية ودخل إليها مع السفارة الايرانية

الثمن الثلاثيّ: مرّة جديدة، يُعرّض حزب الله لبنان بأكمله للخطر/أحمد الأسعد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 13/10/2017

أين مفقودو 13 تشرين/مهند الحاج علي

اسرار الصحف ليوم الجمعة 13 تشرين الاول 2017

جيروزاليم بوست": 950 مقاتلا من "حزب الله" دخلوا ألمانيا كلاجئين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

السباق بين استرداد العافية الوطنية والتراجع ونقطة اللاعودة/الهام فريحة/الأنوار

الأحرار استذكر شهداء 13 تشرين: لاقرار الموازنة وحل مسألة النازحين

بعد 27 عاما على إخراجه منه قسرا.. عون يحيي ذكرى 13 تشرين في "القصر"!/تموضُعه الجديد لم يكف لاعادته الى بعبدا..وجردة حساب مطلوبة لإنصاف الحلفاء

عين التينة: المسار التوافقي من السلسلة الى الموازنة لانتظـــام عمل الدولـــة ووقف مزاريب الهـدر

رسائل السبهان ضد الحزب تتدرج تصاعديـاً من "حزب الشيطان" الى "الدواعش" ونقل المواجهة من الموقف الى الفعل... فهل تنتهي المهادنة وتسقط "التسـوية

لا فيتوات لبنانيـــة او خارجيـــة علـــى تسليح الجيش الدعم الأميركي الى ازدياد وعروض روسيا والصين تنتظر التنفيذ

جعجع في أوستراليا… وهذا أبرز ما ستحمله الزيارة

لبنان "العيش المشترك" في قلب الفاتيكان والبابا يعد بزيارته قريبـا

ترامب يقول كلمتـه "النوويـة" وروسـيا علــى خط الوسـاطة

رئاسة الاونيسكو بين قطر وفرنسا... وتركيا في ادلب "لخفض التوتر"

سـامي الجميل إلى موسـكو في 26 الجاري: المعارضة تنقل الرأي الآخر إلى عواصم القرار

اقبال يفـوق 60 في المئـة في انتخاباتNDU و AUB والعملية ديموقراطية بعيدا من التشنجات.. والنتائج مساء

أولوية التغيير داخل الطائفة الشيعية همّهم،

نُخَبٌ في بيروت تُلاعِب... التنين/حِراكٌ شيعي وآخَر عابِر للطوائف في مواجهة قبْضة «حزب الله»/الراي/من وسام أبو حرفوش

اليونيفيل: بيري بحث مع عزالدين في بناء القدرات والانشطة المشتركة مع المجتمعات المحلية

وفد برلماني هولندي وصل الى بيروت

نديم الجميل/كتاب موجّه إلى رئاسة الحكومة اللبنانية في ما يخصّ المظاهر الميليشياوية للحزب السوري القومي الإجتماعي في الحمرا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ماتيس: نراقب أي أعمال استفزازية من إيران بعد خطاب ترامب

ترمب: لن أصدق على التزام إيران بالاتفاق النووي وسيتم إنهاء الاتفاق إذا لم نتمكن من إدخال تعديلات عليه

الخزانة الأميركية تضع الحرس الثوري على قائمة العقوبات

عقوبات أميركية “قاسية” ضد “الحرس الثوري الإيراني”

الحرس الثوري”.. ذراع إيران في الإرهاب والتدمير

ترامب: إيران لن تحصل على سلاح نووي ابداً أبداً… و”حزب الله” إرهابي قتل 200 جندي أميركي

هكذا رد روحاني على تهديدات وإجراءات ترامب ضد إيران وذكّر ترامب بأن الاتفاق النووي ليس اتفاقية ثنائية- أرشيفية

واشنطن تفرض عقوبات 'صارمة' على الحرس الثوري الإيراني

السعودية ترحب باستراتيجية ترمب "الحازمة" إزاء إيران

قرارات ترامب التصعيدية حيال إيران تُدخل المنطقةَ مرحلة "حرِجة" وتعويل على وساطة تضطلع بها موسكو لحصر ذيول الأزمة الناشئة

حلف الأطلسي يدعو واشنطن وأنقرة إلى «حل خلافاتهما» على خلفية أزمة التأشيرات بين البلدين

هدنة في جنوب دمشق بضمانة مصرية

الجيش التركي يعلن إقامة «مراكز مراقبة» في إدلب السورية

القوات العراقية تبدأ عملية عسكرية جنوب كركوك وعشرات الآلاف من مقاتلي البيشمركة ينتشرون في المدينة

العبادي: لن نخوض حرباً ضد مواطنينا الأكراد وقيادي في «الحشد» يتحدث عن «خطة محكمة» لاستعادة السيطرة على نفط كركوك

مناورات بحرية أميركية - كورية جنوبية كبيرة الأسبوع المقبل

مقتل 6 من الجيش المصري بهجوم على نقطة أمنية في العريش

مرشحة فرنسا إلى الجولة الأخيرة من انتخابات رئاسة اليونيسكو تغلبت على مرشحة مصر بفارق 6 أصوات

«فتح» و«حماس» إلى مربع «اتفاق 2011» ومصالحة موسعة الشهر المقبل والأحمد يثمن «الثقل» المصري ويشيد بـ«الدعم» السعودي في إنجاح المحادثات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التطبيع مع النظام السوري والخطوط الحمر السعودية/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

إذا دخل قانونُ الإنْتخاب «مدارَ التعديل» لن يخرجَ منه/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الحكومة باقية... وترامب يُدمِّر تركة أوباما/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

الجيش لا يقتني سلاحاً فاسداً/جورج نادر/جريدة الجمهورية

مرشح "قواتي" في زغرتا/فادي عيد/الديار

واشنطن: موقف عون تحت المجهر... تقبّل لكلام بري وتفهّم اعتراض الحريري/سيمون ابو فاضل/الديار

بين أحقاد ليبرمان وادعاءات نصر الله/نديم قطيش/الشرق الأوسط

هل بإمكان ترمب عزل إيران من دون عزل الولايات المتحدة/دنيس روس/الشرق الأوسط

ترمب لخامنئي: ساعة الحساب/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الصين وإعادة تنظيم كوادر الحزب/أمير طاهري/الشرق الأوسط

المملكة وإعادة تشكيل المشرق العربي/رضوان السيد/الشرق الأوسط

طلب انتساب {حماس} للاعتدال العربي/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

الاحتواء الروسي للقوى الإقليمية/وليد شقير/الحياة

عن السلاح في روسيا وسويسرا وأميركا ولبنان/سليم نصار/الحياة

استراتيجية ترامب إزاء إيران وحكاية إبريق الزيت/د. خطار أبودياب /العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون في ذكرى 13 تشرين الاول: قضيتنا لم تكن عفوية بل تمس أسس بناء الدولة واليوم زمن عودة الحق الى اصحابه

الحريري زار الراعي في المعهد الماروني في روما: لا بد من معالجة موضوع النازحين بشكل لا يتأثر فيه لبنان

الحريري التقى البابا في الفاتيكان: سمعنا منه أن لبنان قدوة للمنطقة في العيش المشترك

بري استقبل وزير الصحة ونقابة الصرافين

قاسم: زمن المحادل انتهى وجاء زمن التمثيل الشعبي الأقرب الى الواقع

التيار الوطني الحر أحيا ذكرى 13 تشرين الأول 1990 في جونية باسيل: لن نستكين حتى تعود الدولة الى لبنان

 

تفاصيل النشرة

هكَذَا، أَقُولُ لَكُم، يَكُونُ فَرَحٌ أَمَامَ مَلائِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب

إنجيل القدّيس لوقا15/من08حتى10/:"قالَ الربُّ يَسوع: «أَيُّ ٱمْرَأَةٍ لَهَا عَشَرَةُ دَرَاهِم، إِذَا أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، لا تَشْعَلُ مِصْبَاحًا، وَتُكَنِّسُ البَيْت، وَتُفَتِّشُ عَنْهُ بِٱهْتِمَامٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ فَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالجَارَات، وَتَقُولُ لَهُنَّ: إِفْرَحْنَ مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذي أَضَعْتُهُ! هكَذَا، أَقُولُ لَكُم، يَكُونُ فَرَحٌ أَمَامَ مَلائِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوب!.»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مفهوم السيادة الموروب لدى القوى المشاركة في حكومة الصفقة

الياس بجاني/13 تشرين الأول/17

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

ما هو قائم في لبنان في الوقت الراهن احتلال وطرواديين تابعين لهذا الإحتلال وهم لا مفاهيم سيادية لديهم بل تبعية وتزلم وانحطاط وطني واخلاقي.. في حين أن من هم ضد الإحتلال وضد الحكومة وضد التسوية الصفقة هم السياديون..من هنا فإن الطرواديون اي 8 آذار ومن التحق بهم مؤخراً من خلال التسوية الخطيئة لا يعرفون في ممارساتهم ولا في ضمائرهم أي شيء عن السيادة. السيادة أمر مقدس كفر به كل من هم اليوم راكعين وخانعين وموجودون داخل الحكومة وهنا لا استثناءات وفي مقدمة هؤلاء الذين داكشوا السيادة بالكراسي قوات جعجع ومستقبل الحريري..ونقطة على السطر

 

ذكرى 13 تشرين: الصلاة وفقط الصلاة لراحة انفس شهداء 13 تشرين

الياس بجاني/13 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59491

في ذكرى المجزرة الرهيبة التي ارتكبها النظام السوري البعثي والقوى اللبنانية والإقليمية والأصولية والإرهابية من المرتزقة في 13 تشرين الأول 1990، ننحني إجلالاً وإكراماً أمام أرواح شهداء وطن الأرز من عسكريين ومدنيين ورهبان، وأمام آلاف المعاقين والجرحى، وبخشوع نرفع الصلوات إلى الله طالبين أن يريح أنفس الذين قضوا في ساحة الشرف من مدنيين وعسكريين ورجال دين ويسكنهم فسيح جناته، ويبلسم جراح المعذبين والمرضى ويعيد المساجين والمخطوفين والمنفيين.

إن كل ما يجوز ضميرياً عمله اليوم هو الصلاة والصلاة فقط لراحة انفس شهداء 13 تشرين..

وكل ما عدا هذا الواجب الإيماني من قبل البعض الذي امسى حليفاً وشريكاً وتابعاً لمن قتل شهداء 13 تشرين هو هرطقة خالصة وتدنيس للذكرى وتنكر لتضحيات الشهداء.

للأسف فإن المعايير والقيم والمبدئ والأهداف النبيلة التي بني وأسس على اعمدتها التيار الوطني الحر في العام 1988 لم تعد ملزمة إلا لقلة قليلة جداً من المنتسبين إليه..

إن الإنسان بغريزته يهوى الأبواب الواسعة ويتجنب الضيقة وما اصاب التيار من شرود عن طرق الوطن والوطنية والسيادة والإستقلال يصيب غيره اليوم من غالبية الأحزاب الشركات التي لم يبقى منها إلا الأسماء المفرغة من كل القيم..

وتحديداً تلك الأحزاب التي فرطت 14 آذار وداكشت السيادة بالكراسي ودخلت برضاها وعن سابق تصور وتصميم الصفقة الخطيئة.

الصفقة التيربطت النزاع  مع المحتل الإيراني ووضعت في الأدراج كل ما يتعلق بسلاح وكيله اللبناني “حزب الله” ودويلته وسلاحه وحروبه وهيمنته ..

ألف تحية للذين لا يزالون قيمين على مبادئ وأهداف التيار الحر الذي عرفناه وشاركنا في نهضته وانطلاقه ما قبل 2005.

ليرحم الله نفوس كل الشهداء..

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنون الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو ونص وبالصوت مقابلة مع د.نبيل خليفة من تلفزيون المر تتناول مفهوم لبنان الدولة مارونياً وخطورة تفخيخ المؤسسات المارونية والفرق بين الزعيم والقائد والأزمة الإنفصالية الدولية الحالية والمفهوم الأقلوي

http://eliasbejjaninews.com/?p=59472

بالصوت/فورماتMP3/ مقابلة مع د.نبيل خليفة من تلفزيون المر تتناول مفهوم لبنان الدولة مارونياً وخطورة تفخيخ المؤسسات المارونية والفرق بين الزعيم والقائد والأزمة الإنفصالية الدولية الحالية والمفهوم الأقلوي/12 تشرين الأول/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/nabilkakefi12.10.17.mp3

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة مع د.نبيل خليفة من تلفزيون المر تتناول مفهوم لبنان الدولة مارونياً وخطورة تفخيخ المؤسسات المارونية والفرق بين الزعيم والقائد والأزمة الإنفصالية الدولية الحالية والمفهوم الأقلوي/12 تشرين الأول/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/nabilkakefi12.10.17.wma

فيديو مقابلة مع د.نبيل خليفة من تلفزيون المر تتناول مفهوم لبنان الدولة مارونياً وخطورة تفخيخ المؤسسات المارونية والفرق بين الزعيم والقائد والأزمة الإنفصالية الدولية الحالية والمفهوم الأقلوي/12 تشرين الأول/17/اضغط هنا

https://www.youtube.com/watch?v=Dvxs2TuPtj0

 

بعض عناوين مقابلة د.نبيل خليفة/تلخيص وتفريغ وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

12 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59472

*شرح لمفهوم الأقليات وللصعاب التي واجهها ويواجهها الأكراد البالغ عددهم 30 مليوناً والموجودين على أطراف وفي دول اربعة هي العراق وسوريا وإيران وتركيا.

*من يتنصل من لبنان الكبير يتنصل من الفكر الحضاري الذي يمثله لبنان وفكره قرن اوسطي.

*اسم لبنان ورد في ملحمة جلجامش قبل اسم سوريا ب 1500 سنة

*لبنان كواقع جغرافي مطروح في التاريخ.

*لبنان لم يأخذ أرضاً من سوريا لينشيء وطناً، بل استرد اقضية لبنانية أربعة كانت سلخت عنه سنة 1861 في تعاون بين بريطانيا والحكم العثماني.

*المسيحيون والموارنة تحديداً لم يحاولوا ان يجعلوا جبل لبنان وطناً مارونياً لهم، بل قالوا نجعله جبل الحرية لنا ولسوانا.

*البطريرك الحويك رفض أن يلصق بلبنان وادي النصارى الموجود الآن من ضمن سوريا رغم أن سكانه من المسيحيين لأن خياره كان وطناً للتعايش بين الأديان وليس وطناً مسيحياً.

*نحن الموارنة كأصحاب خط تاريخي ليس من حقنا ولا يمكننا أن نتخلى عن كل النضال التاريخي الذي قام به اجدادنا الموارنة من اجل قيام كيان لبناني حر وسيد ومستقل ونهائي.

*المارونية الان هم في حالة تفخيخ.

*المؤسسات المارونية مفخخة في الكنيسة وفي السلطة وفي الأحزاب وفي الجمعيات..

*الموارنة حالياً مفخخون دينياً وزمنياً.

*التفخيخ يعني أن من يمسكون بزمام المؤسسات المارونية ليسوا كلهم مؤمنين بالخط الذي آمن به الموارنة التاريخيون منذ 1600 سنة.

*خياران فقط متوفران لمن يستلم مؤسسة مارونية. أولاً أن يكون في خط القيادة المارونية التاريخية وثانياً أن يكون في خط الزعامة المارونية.

*الفرق بين القيادة والزعامة..

*القيادي هو الذي يسير في خط الجماعة التاريخي ويحافظ عليه. والخط التاريخي الماروني الذي هو دولة سيدة حرة ومستقلة ونهائية.

*الزعيم هو من يكون مارونياً ولديه اتاع من الموارنة والمسيحيين ولكنه غير ملتزم الخط التاريخي الماروني.

*نعم هناك زعامات مارونية وعندهم مسيحيين ولكن السؤال هو إلى أي مدى خياراتهم السياسية والإستراتجية والوطنية تمثل الخط التاريخي الماروني؟

*الزعيم لا يكون زعيماً مارونياً عندما يكون ضد الكيان ولا يعترف به ولا يقبل ان يرسّم له حدوده ولا يراه إلا من خلال مشاريع أو اديلوجيات أو قوميات أو دول أخرى.

*كمواني لبناني اطالب بأفضل العلاقات بين لبنان وسوريا دولة وشعباً ولكن شرط أن يعترف النظام السوري بسيادة واستقلال وحدود لبنان.

*حدود لبنان مع سوريا غير مرسمة والنظام السوري يعتبر لبنان تابعاً لريف دمشق.

*الواقع السياسي الذي نعيشه الآن يبين نتائج ومفاعيل تفخيخ الموارنة من خلال مؤسساتهم.

*إن تفخيخ الموارنة هو تفخيخ للحياة السياسية في لبنان.

*أؤمن أن الرجاء هو الإيمان..(البابا بنديكتوس)

*الأب الروحي للبنان الحديث ميشال شيحا كان يقول إن لبنان بلد يعيش على خط الخطر الدائم. خط إسرائيل وسوريا وهما لا يريدان له أن يعيش. اسرائيل تعتبر لبنان خطأ جغرافي وتاريخي وكذلك سوريا.

*سوريا وإسرائيل لا يريدان للبنان أن يستقر كودلة مستقلة ولا أن يتقدم..

*نحن علينا أن نحافظ على مصالحنا وليس عن مصالح غيرنا.

*نحن نعتبر لبنان رمز تاريخي لنا.. و"لبنان بالنسبة للموارنة هو كمدينة مكا بالنسبة للمسلمين" (البطريرك الراعي)

*هناك قوى خارجية ولها امتدادات داخلية تريد أن تمنع استغلال قوة الإنتشار اللبناني داخل الكيان اللبناني وهي تعمل بمنهجية لتحقيق اهدافها.

*ما يميز لبنان عن غيره من دول الأقليات أنه نموذج حي للحوارات بين الأديان والثقافات والقوميات.

*للبنان الكيان الذي يؤمن به الموارنة ابعاد حضارية واخلاقية وثقافية

 

بيان "تقدير موقف" رقم 57/خرج من بعبدا مع السفارة الفرنسية ودخل إليها مع السفارة الايرانية

http://eliasbejjaninews.com/?p=59461

13 تشرين الأول/17

في يوم 13 تشرين

· 13 تشرين الـ1990

· 13 تشرين الـ2017

· خرج من بعبدا مع السفارة الفرنسية ودخل إليها مع السفارة الايرانية!!!

· لا سياسة اليوم!

· حدادٌ على أرواح شهداء لبنان، كل لبنان دون استثناء!

· لبنان اكبر منكم جميعاً!

 

الثمن الثلاثيّ: مرّة جديدة، يُعرّض حزب الله لبنان بأكمله للخطر

الثمن الثلاثيّ

أحمد الأسعد 13 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59493

مرّة جديدة، يُعرّض حزب الله لبنان بأكمله للخطر، جرّأء احتفاظه بسلاحه، ومغامراته المتهورة، ومعاركه المتنقلة، وربطِه لبنان بالمحور الإيراني- السوري وبحروبه وخططه التوسعية.

بالأمس، كان التهديد إرهابياً، وكان السبب في استدراجه إلى لبنان تورّط حزب الله في الحرب السورية، وقتالًه دعماً لنظام بشار الأسد.

أما اليوم، فلبنان واقع تحت تهديد حرب إسرائيليّة جديدة عليه قد لا توفّر منه حجراً أو بشراً.

وعندما تقول إسرائيل إنّ الجيش اللبناني أصبح جزءاً من منظومة حزب الله وتحت إمرته، فهذا يعني أن أي عدوان إسرائيلي مقبل على لبنان سيستهدف الدولة اللبنانيّة بكاملها، وسيدقع ثمنه الشعب اللبناني برمّته، بشراً وحجراً، وربما على مدى سنوات طويلة.

وإذاً استمرت الدولة اللبنانية في القبول بمعادلة حزب الله الثلاثية التي تربط به الجيش والشعب، فإن الثمن الذي سيدفعه لبنان سيكون ثلاثياً أيضاً.

لن يكون حزب الله وحده معنياً، كما هي الحال في معاركه السورية، ولن يعود مقاتلوه وحدهم إلى أهلهم وقراهم أكفاناً، بل إن الضرر والموت والدمار سيقع على الجيش أيضاً وعلى الشعب خصوصاً.

إنها معادلة الظلام! وإمعاناً منه في سياساته غير المسؤولة، يستمر حزب الله في نشاطاته العسكريّة والأمنية في الدول العربيّة وخصوصاً الخليجيّة، ويتابع نقل الأسلحة من سوريا وإيران إلى لبنان ويصنّعها أيضاً في لبنان، ولا تتوقّف حملته الشعواء على عدد من أشقائه العرب.

وبالتالي، فإن ظهر لبنان سيكون مكشوفاً في حال تعرّض لأي حرب جديدة في هذه المرحلة، وقد لا يكون العرب مستعدين لبذل أي جهد هذه المرة لوقف حرب كهذه، فكيف يهبّون لمساعدة من لا ينفكّ يهاجمهم ويتدخّل في الشؤون الداخلية لدولهم؟

أما بالنسبة إلى المجتمع الدولي، فإن المكتوب يُقرأ من عنوانه...الأميركي.

وفي هذه المرحلة، أكثر من أي مرحلة أخرى سابقة، تصعّد الولايات المتحدة حملتها على حزب الله، وتحضّ أورويا على أن تحذوَ حذوَها، وبالتالي لن يكون في العالم من يقف ليقول لا للحرب، إذا حصلت.

أمام كل هذا الواقع وهذه السيناريوات السوداء التي يضع حزب الله البلد أمامها، يستمر غياب الدولة، وسكوتُها التام عن تجاوزات حزب الله، وحجتها ربما، كالعادة، أن العهد...لم يبدأ بعد!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة 13/10/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

نهار العراق لليوم مر ثقيلا في ظل الإعلان عن استنفار الجيش العراقي من جهة والبشمركة من جهة ثانية وكركوك كانت ساحة الاستنفار قبل أن تنفي بغداد نيتها القيام بأي عمل عسكري ردا على استفتاء البارزاني وقبل التدخل الأميركي للحؤول دون حدوث صدام.

وفي طهران استنفار وتهديد برد قوي على أي استهداف أميركي للحرس الثوري عقب إصدار البيت الابيض وثيقة تضمنت أبرز ملامح استراتيجية ترامب حيال إيران والتي دعا فيها لحشد تأييد دولي بوجه الحرس الثوري الايراني الذي قالت الوثيقة إن أنشطته تزعزع استقرار المنطقة وتقوض جهود مكافحة تنيظم داعش. وقبل قليل عاد وزير الخارجية ريكس تيليرسون فأوضح أن ترامب سيفرض عقوبات جديدة على طهران لكنه لن يعلن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران بل سيؤكد أن هذا الاتفاق لا يخدم المصالح الاميركية.

في ضوء هذا الموقف الاميركي هل يعني ذلك تنفيسا للأجواء المتشنجة التي رافقت وعيد ترامب وتهديده إيران طوال الفترة الماضية؟ وهل أخذ الرئيس الاميركي بالنصيحة الروسية الداعية لعدم الانسحاب من الاتفاق لأن من شأن ذلك أن يهدد الامن والسلم الدوليين وهل أخذت إدارة ترامب بإلإقرار الاوروبي على لسان آشتون بالتزام طهران بموجبات الاتفاق النووي؟

في ملف آخر، إنسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران لن يتم وفق تيلرسون لكن لماذا أعلنت أميركا انسحابها من منظمة الأونيسكو؟ ففي رأي دبلوماسيين أن هذا القرار جاء ردا على قرار الأونيسكو بقبول عضوية فلسطين في وقت سابق وأرادت الولايات المتحدة بقرارها إسترضاء إسرائيل.

لبنانيا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في الفاتيكان وقداسة البابا وعد بزيارة لبنان ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون شدد على سيادة لبنان هدفا محققا.

نبدأ من تطورات الاستراتيجيا الاميركية الجديدة تجاه طهران..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

بعد لحظات من الان يبدأ الرئيس الاميركي دونالد ترامب خطابه المنتظر، الخطاب مفصلي، وثمة من يصفه بالتاريخي لانه يتعلق بملفين كبيرين، الاول الاتفاق النووي مع ايران، والثاني الحرس الثوري الايراني وادراجه او لا على لائحة المنظمات الارهابية، ففي حال كانت المواقف تصعيدية، فإن الخطاب ستكون له تداعيات وترددات قوية في المنطقة والعالم، كذلك سينعكس مباشرة على لبنان، لان الاطراف السياسية فيه توافقت على ربط النزاع وفشلت في انهاء النزاع.

اقليميا، استكمل وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان حملته المتدرجة على حزب الله فانتقده بقسوة اليوم ولو من دون ان يسميه، متسائلا كيف يمكن ان يرضى العالم بوجود دواعش وقاعدة في برلمانات وحكومات دول، الموقف الجديد تصعيدي بامتياز، اذ فيه دعوة لدول العالم للانتقال من مرحلة المعارك الكلامية ضد حزب الله الى مرحلة المعارك العملية.

توازيا، الرئيس الحريري التقى البابا فرنسيس في الفاتيكان ودعاه الى زيارة لبنان وكان وعد من الحبر الاعظم بتلبية الدعوة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في مثل هذا اليوم، قبل 27 سبعة وعشرين عاما، أخرجته الدبابات السورية، بتواطؤ دولي، وبغطاء من حسابات كل الخارج ... بعد سبعة وعشرين عاما أعادته إرادة اللبنانيين، في ظل مضض بعض الدول، وصمت معظم الخارج ... ثلاثة معطيات أساسية تبدلت بين التاريخين:

أولا، في 13 تشرين 1990، كان العالم خاضعا لتفرد واشنطن بعد سقوط موسكو ... اليوم صار أكثر توازنا، ولو بنسبية تعدد الأقطاب ...

ثانيا في 13 تشرين 1990، كانت واشنطن المتسيدة المتفردة، تستعد لضرب صدام حسين في الكويت... وكان حافظ الأسد جاهزا لقبض الثمن في بيروت ... اليوم صارت منطقتنا كلها مضروبة متضاربة في كل عاصمة ومدينة ... وصار الجميع سواسية في دفع الأثمان...

ثالثا، في 13 تشرين 1990، كان لبنان منقسما حتى التشلع ... حتى انتقال حروبه من خطوط التماس، إلى داخل كل خط منها ونقطة منه... اليوم صار لبنان أكثر وحدة... على الأقل حول خطوط السيادة والميثاق والدولة...

ثلاثة معطيات تبدلت... فكانت نتيجتها، أن صار الثائر المتمرد المبعد في مثل هذا اليوم... الرئيس العائد من انتظارات اللبنانيين اليوم...

ثلاثة معطيات، مثل فضائل الإيمان... يقول بولس أن أهمها المحبة... أما هذه فأهمها الوحدة ... وحدة شعب ووطن، تكفي لمواجهة كل المؤامرات وكل الحسابات ...

صباح اليوم، كان هو على موعد مع وحدة من نوع آخر ... هي وحدته مع قافلة الشهداء، وصوت الحق ...

اختار أن يمضي ساعات صباح 13 تشرين العودة، بلا ضجة ... بلا احتفال ولا تذكار ... جلس وحده خلف مكتبه، ينظر إلى بيروت المترامية أمامه، كأن الشهداء يحرسونها ... وكأنه حارس لحقهم والأحلام ...

قبل أول موعد، سئل عن شعورِه، فأجاب بكلمتين: هي عودة الحق الذي ضاع في مثل هذا اليوم ... يبقى علينا واجب حماية الحق كل يوم ...

13 تشرين، بداية نشرته، من احتفال 13 تشرين.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

يفتعل الأميركي تشويقا وحماسة جمهور قبل إعلان الرئيس دونالد ترامب موقفه من الاتفاقية النووية مع إيران وبهبوط تدريجي وتمهيدي أوفد ترامب رسائل تخفف من وقع القرار عبر وزير خارجيته ريك تيلرسون الذي أعلن أن الرئيس لن يعيد الاتفاقية إلى الكونغرس لبحثها من جديد وأنه لن ينسحب منها لكنه سيؤكد أنها لا تخدم المصالح الأميركية ولكي يعطي ترامب تبريرا للبقاء على قيد الاتفاقية مع إيران فإنه أوجد سلة من العقوبات ستتطال الحرس الثوري وابتدع ما سماه الإستراتجية الجديدة وأوعز إلى تيليرسون التحرش والتخصيب مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بهدف الإعداد لتفاهم آخر لا يلغي اتفاقية عام ألفين وخمسة عشر إنما يتناول برنامج الصواريخ الباليستية هي حركة لف ودوران أميركية تظهر ترامب على صورة الرجل الذي تغلب على نفسه.. يسحب سلاح العقوبات على إيران بيد ويبقى على الاتفاقية معها باليد الأخرى ويستحضر التبريرات لشعبه والعالم ترامب الذي سيعلن قراره هذا المساء يقود عملية احتيال ثانية في الاونيسكو.. تلك المنظمة التابعة للأمم المتحدة التي انسحبت منها أميركا لأنها منظمة انحازت إلى فلسطين عندما ضمتها إلى عضويتها لكن الدجل الأميركي بدا ظاهرا منذ عام ألفين وأحد عشر يوم قررت واشنطن عدم دفع مستحقاتها المتوجبة عليها إلى الأونيسكو والبالغة ثمانين مليون دولار سنويا تهربت أميركا من دفع ديونها على المنظمة العاملة وفق معايير الأمم المتحدة الدولية ما خلا حق الفيتو.. وأقامت الخصومة مع هذه المنظمة التي لا تدلي إلا بمواقف ديمقراطية تخص الحضارات وفي المقابل حكمت أميركا العالم من خلال منظمة الأمم المتحدة وشهرت سلاح الفيتو على كل القضايا العربية وصمتت عن جرائم إسرائيل لا بل ساندتها بين الأمم فلماذا تنسحب اميركا اليوم من اليونسكو غير المتضمنة أي فصل سابع أو حق النقض الفيتو.. ولا تكمل جميلها بحيث تنسحب أيضا من منظمة الأمم المتحدة وتأخذ معها إسرائيل.. ويستقيل الطرفان ويتركان العالم يرتاح هذا هو الموقف الشجاع المطلوب من الولايات المتحدة بدلا من معاقبة اليونسكو على مواقف محقة تتعلق بفلسطين والقدس والخليل وادعاء الفجيعة في أثناء عملية الانسحاب لكأن العالم سوف يذرف دمعة وإذا كانت واشنطن تدعي نشر العدل في أصقاع الأرض فأقل واجباتها هو دفع فاتورتها قبل مغادرة المنظمة الأممية. في الفواتير المحلية.. تمكنت دائرة المناقصات من رد التحية الى مجلس الوزراء بأحسن منها فطارت الشركات الثلاث ما أقفل الباب على كاردينيز ..وقد أثبت عملية فض عروض مناقصة البواخر أن دفتر الشروط الذي فرض على إدارة المناقصات مفصل على هذه الشركة وعليه عاد الملف الى مجلس الوزراء في صفعة وجهها رئيس الدائرة جان العلية الذي لم يكن وحده هذه المرة إنما مع شهود من قلب البيت الوزاري حيث لم يسجل الاعضاء أي ملاحظة ولا أي اعتراض وإذا كانت البواخر قد تجمدت في بحرها فإن عملية إقفال دورة التراخيص في التنقيب عن النفط في عمق البحر قد أقلعت بأمان محصنة بصياغات كان قد أعدها جبران باسيل اثناء قيادته وزارة الطاقة قبل سنوات.. وهي صياغات حفظت للبنيانين ثروتهم واقامت من حولها جداريات عازلة منعت مد اليد السياسية اليها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

المواطن يحتاج إلى أجوبة عن أسئلة يطرحها الرأي العام باستغراب شديد. فقبل عقود الغاز والنفط التي لن يبدأ مردودها قبل خمسة او ستة أعوام, وقبل إقرار موازنة عام 2017 الاسبوع المقبل, ثم البدء بدراسة موازنة عام 2018، يسأل المواطن اللبناني أسئلة أبسط من ذلك بكثير, ومنها: كيف يصدر في الجريدة الرسمية مرسوم بتحديد كلفة ركن السيارة عبر "الفاليه باركينغ" بخمسة آلاف ليرة, ثم يكسر وزير الداخلية مرسوم الجريدة الرسمية بتعميم يحدد عشرة آلاف ليرة, تعرفة, لركن الفاليه السيارة، ثم حين "تطلع الصرخة" عليه، يحيل الصارخين إلى وزيري الإقتصاد والسياحة باعتبار انهما مسؤولان, فيما هو لا دخل له ... إذا كانت كلفة ركن السيارة بواسطة الفاليه, تختلف بين المرسوم والتعميم خمسة آلاف ليرة، فاي شفافية يتحدثون عنها؟

المواطن يحتاج أيضا إلى جواب عن سؤال: كيف تكون كلفة الانتخابات النيابية عام 2009 سبعة ملايين دولار، لتصبح خمسين مليون دولار عام 2017؟ هذا فقط ثمن ما بات يعرف بال Mega Center أي مراكز الإقتراع للذين يريدون الاقتراع في أماكن سكنهم ؟ وهذا الرقم هو من ضمن المئة والثلاثين مليون دولار المخصصة للإنتخابات، فهل هذا المبلغ المنفوخ هو الذي جعل الوزير مروان حمادة يقول "إنها أغلى إنتخابات في التاريخ"... الانطباع العام ان الصرف على "القاعدة الارتجالية" يجعل الهدر هو القاعدة فيما الشفافية هي الاستثناء.

فما نفع الحديث عن وفر في الموازنة يقارب الألف مليار ليرة فيما هذا الوفر بدأ يتآكل ، وتكلفة الانتخابات, عينة عن " هرطقة الهدر ".

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

تذهب البلاد في اجازة سياسية خلال عطلة نهاية الاسبوع الذي شهد على انجازات منها تشكيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي وانجاز هيئة ادارة قطاع البترول تقريرها الاولي حول تقديم عروض المزايدة في دورة التراخيص الاولى اما الاسبوع الطالع فيحفل بالمحطات بدءا بانتخاب المطبخ التشريعي لمجلس النواب مرورا باقرار موازنة 2017 خلال جلسات حددت الثلاثاء والاربعاء والخميس وصولا الى اجتماع اللجنة الوزارية حول قانون الانتخاب.

قضائيا تطور جديد سجل على خط قضية اخفاء الامام السيد موسى الصدر ولرفيقيه حيث اصدر المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة مذكرة توقيف غيابية بحق القيادي الليبي السابق عبد السلام جلود بجرم المشاركة في الخطف.

في الشأن النفطي اصدر التقرير الاولي لهيئة ادارة قطاع البترول حول تقديم عروض المزايدة في دورة التراخيص الاولى التي اختتمت امس ان هذه الدورة جاءت ايجابية من باب نجاح لبنان في جذب شركات عالمية تتمتع بخبرات عالية في الاستكشاف وتطوير حقول الغاز والوصول الى الاسواق العالمية لتصدير البترول اليها بينما اضطر الكيان الاسرائيلي لتأجيل دورة المزايدة لديه ثلاثة مرات من دون الوصول الى نتيجة حتى الان.

على المستوى الدولي انتظار للاستراتيجية التي سيعلنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه ايران الاعلان الرئاسي سبقته تصريحات لوزير الخارجية قبل قليل تشتم منها رائحة تراجع معين. صحيح ان ركستلرسن قال ان رئيسه قرر عدم التصديق على ان ايران ملتزمة بالاتفاق النووي الا ان بيت القصيد في كلام الوزير الاميركي هو ان ذلك لا يعني انسحاب واشنطن من الاتفاق مشيرا الى ان ترامب لن يعيد هذا الاتفاق الى الكونغرس لبحثه من جديد. ولم يخفف من وضوح هذا الكلام اعلان تلرسن ان الرئيس الاميركي سيمنح الخزانة الاميركية سلطلت واسعة لفرض عقوبات على الحرس الثوري الايراني.

ومن واشنطن الى باريس حيث تتجه الانظار الى التصويت النهائي الذي يجري هذا المساء لانتخاب مدير عام لليونسكو خلفا للبلغارية ارينا بوكوفا . التنافس الاخير ينحصر الان بين المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري والفرنسية اودريه اوزليه. وكانت المرشحة المصرية مشيرة الخطيب قد خسرت في الجولة الانتخابية الخامسة امام منافستها الفرنسية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

جنون اميركي سمي استراتيجية، سيطالع دونالد ترامب العالم به بعد قليل مظهرا حقيقة ادارته التي باتت تشكل خطرا على شعبها وعبئا على حلفائها الاوروبيين وبعض الواقعيين العارفين بتبدل النظام العالمي وسقوط الاحادية، فضلا عن متغيرات المنطقة الميدانية وتداعياتها السياسية.

ايران بدبلوماسيتها المجربة في التفاوض تملك ما يكفي للرد الحاسم كما اكدت مصادرها .. والى ذلك طرق عديدة ووسائل كثيرة ونتائج مضمونة في ميادين الردع العلمي والعسكري وحتى الاقتصادي ..

من زاوية الدور المتنامي في المنطقة والعالم نظرت روسيا الى نوايا ترامب واهدافه تحدثت عن تداعيات سلبية قادمة على الامن العالمي والانتشار النووي وعن عواقب لا يمكن التكهن بها في حال خرجت واشنطن من الاتفاق ..

على مقلب كيان الاحتلال، لا حاجة الى التكهن بمستوى الغبطة الصهيونية .. فتل ابيب اول المهللين بعدما سلم ترامب رقبة الاستقرار الدولي لرغبات نتياهو الباحث عن مزيد من التوتر لتغطية عجز كيانه امام قوة ايران ومحور المقاومة..

قد لا تحتار طهران اثناء فرز خيارات المواجهة، لكنها ستتمسك اولا بحق امتلاك القدرة النووية السلمية والقدرة الدفاعية ضد التهديدات القريبة والبعيدة المدى بكل الوسائل المشروعة والمتاحة.

في المشهد، لبنان ليس بعيدا عن رياح التوتير الاميركي، لكن شيئا من التماسك الداخلي يدعو الى الاطمئنان وكذلك نصائح المقاومة بعدم السير بمصالح بعض الدول على حساب المصلحة الوطنية، حسب ما جاء في مواقف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

وبعد دعوة رئيس الجمهورية الى التضامن بوجه التهديدات الكبيرة وقبله رئيس مجلس النواب، حمل خطاب رئيس الحكومة من الفاتيكان دفعا لمسار الاستقرار عبر دعوته للحفاظ على العيش المشترك.

وفي الكلام عن الاستقرار، فانه معيار مطلوب بالحاح وطني لتحقيق اكبر مشاريع لبنان عبر استخراج النفط الذي بدأت طلائع الشركات المنقبة عنه تخرج من صفحات العروض، وفيها ما يوحي بثقة عالمية تجاه الذهب الاسود اللبناني.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بعد ربع ساعة من الان يطلق الرئيس الاميركي دونالد ترامب رؤيته بشان ايران خصوصا ما يتصل بعدم المصادقة على الاتفاق النووي وبادراج الحرس الثوري الايراني على لائحة الارهاب وتصنيفه كمنظمة ارهابية .

وفي العناوين التي تحملها استراتيجية ترامب تاكيد على أن نشاطات النظام الإيراني تمتد إلى ما هو أخطر من الاتفاق النووي وصولا الى تطوير الصواريخ البالستية ودعم التطرف .

والحدث المرتقب عالميا والذي سيترك تداعياته على الساحة الاقليمية قابله اعلان وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون ان عدم تصديق ترامب على التزام إيران بالاتفاق النووي لا يعني انسحاب واشنطن منه ،كاشفا عن عقوبات واسعة على الحرس الثوري.

لبنانيا برز اليوم اعلان البابا فرنسيس من الفاتيكان ايمانه برسالة لبنان في العيش المشترك مؤكدا على اهمية الحفاظ عليها.

كلام البابا نقله رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد لقاء مع قداسته دام نصف ساعة و ليؤكد الرئيس الحريري انه تمنى على البابا زيارة لبنان داعيا الى ايجاد الوسيلة المناسبة لعودة النازحين السوريين الى بلادهم.

 

أين مفقودو 13 تشرين؟

مهند الحاج علي/جنوبية/الجمعة 13/10/2017

قبل 27 عاماً، أطاح الجيش السوري بقائد الجيش اللبناني السابق العماد ميشال عون في عملية دموية انتهت بهروبه الى السفارة الفرنسية ومنها الى باريس. لسنوات طويلة، شكّل هذا التاريخ عموداً أساسياً في الوعي الجمعي لأنصار عون وتياره، واستمر كذلك حتى بعد عودته الى لبنان وتفاهمه مع ”حزب الله“. لكن لهذا التاريخ اليوم رمزية أكبر، إذ يحييه عون للمرة الأولى رئيساً مقيماً في قصر بعبدا. المفارقة الأبرز أن هذا العهد، ورغم احتفاله بالذكرى اليوم، بات قوة دفع رئيسية باتجاه التطبيع الشامل مع النظام السوري، تحت عناوين فضفاضة مثل الندّية والتعاون الأمني والعسكري، وإعادة اللاجئين السوريين، وأخيراً الحصول على حُصة معتبرة من مشاريع اعادة اعمار سوريا. رغم الهرج والمرج والتصريحات الشعبوية المتكررة، تبقى كل هذه العناوين والحجج فاقدة للصدقية لأسباب عديدة.

بداية، المسؤولون السوريون أبدوا في لقاءات دبلوماسية استياءهم حيال التصريحات اللبنانية عن المشاركة في عمليات إعادة الإعمار، سيما ما ورد على لسان مسؤولين في طرابلس ورئيس الوزراء سعد الحريري. وهذا الموقف الرسمي ينسحب أيضاً على مسألة اعادة اللاجئين السوريين الى مناطقهم الأصلية، وبخاصة لو أخذنا في الاعتبار ربط الرئيس السوري بشار الأسد في خطاباته الأخيرة بين انتصاراته وبناء مجتمع أكثر تجانساً (من المؤيدين) بعد الحرب. واللاجئون يُمثلون مجتمعات تظاهرت بغالبيتها الساحقة ضد النظام، وفقدت منازلها وأفراداً من عائلاتها في الصراع معه. كيف يُعيدهم النظام، وهل يثقون بعودة آمنة واستقرار في ظله؟الأمل الوحيد لهذا العهد بتحقيق أي انجاز في هذا الملف، يكمن في إعادة جزء من اللاجئين إلى المنطقة التركية الآمنة التي تتسع يومياً في الشمال السوري.

إذاً، لا فرص اقتصادية ولا رغبة لدى النظام في اعادة اللاجئين.

وفي خصوص الحديث عن الندّية، ينفع طرح السؤال الجوهري الآتي: ”أين مفقودي 13 تشرين الأول عام 1990؟“.

جمعية ”أمم“ أعدت ضمن مشروعها التوثيقي قائمة بأسماء عدد كبير من المفقودين خلال الحرب اللبنانية، وبينهم عشرات الجنود والضباط اللبنانيين الذين اقتادتهم القوات السورية في 13 تشرين الأول عام 1990 إلى سجونها، وغيّبتهم هناك.

واللافت أن عائلات العسكريين المخطوفين في السجون السورية زارت أبناءها في مطلع تسعينات القرن الماضي، غالباً في سجن فلسطين السيء الصيت. بعدها، لم يُسمح لهذه العائلات بأي زيارات، وتبخر أثر أبنائها. أسماء هؤلاء المفقودين، وتواريخ زياراتهم في السجون السورية، موجودة على موقع الجمعية، وتقارير اخبارية منشورة على الانترنت، وبإمكان مسؤولي العهد الإطلاع عليها.

لماذا لا يكون كشف مصير مفقودي 13 تشرين الأول عام 1990 وغيرهم في السجون السورية مدخلاً أو شرطاً قبل أي تطبيع ولقاءات متبادلة مثل ذاك الذي جمع وزيري الخارجية اللبناني جبران باسيل والسوري وليد المعلم؟

والغريب أن هذا الملف ليس بعيداً عن الحل في ظل نفوذ ومونة ”حزب الله“، حليف العهد، على النظام السوري. قبل شهر تقريباً، كشف الأمين العام لـ”حزب الله“ حسن نصر الله عن زيارة له إلى دمشق لإقناع الأسد بعملية مرور عناصر داعش في الأراضي السورية باتجاه مناطق سيطرة التنظيم. بحسب نصر الله، ”قال الأسد إن هذا الموضوع سيُحرجني ولكن لا مشكلة، وتحملت القيادة السورية هذا الحرج من أجل لبنان وليس من أجل سوريا“. النظام السوري مستعد اليوم لقبول بعض الحرج ”من أجل لبنان“، فلماذا لا يُزعجه حليفه مجدداً بقضية مهمة مثل مئات المفقودين، سيما في ذكرى مهمة مثل هذه.

يفصل بين هزيمة 13 تشرين الأول عام 1990، وعودة الجنرال الى القصر قبل أقل من عام، سنوات منفى في باريس الساحرة، ومئات المخفيين في سجون الأسد حيث التعذيب الوحشي. ألا يستأهل الوفاء لذكراهم بعض الإحراج؟

 

اسرار الصحف ليوم الجمعة 13 تشرين الاول 2017

النهار

استمرّت التغريدات عبر "تويتر" متّهمة رئيس حزب ناشئ بأن اسمه يرد على لائحة العقوبات الأميركيّة وأنه ممنوع من السفر إلى دول عدّة.

علّق رئيس سابق للحكومة قائلاً "إن الزواج بين التيار والقوات لا يبدو مارونيّاً".

سأل نائب عن الاجراءات التي اتخذت لمتابعة ملف سارقي عقارات من الأملاك العامة ومنهم موظّفون رسميّون تلاعبوا بالسجلات العقاريّة في الجنوب وبعبدا.

المستقبل

يقال إنّ وفد المصارف اللبنانية المتواجد في واشنطن حالياً عبّر عن ارتياحه بعد لقائه مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية لجهة تفهّم هذه الأخيرة لهواجس لبنان وتخوّفه من تداعيات العقوبات عليه.

الجمهورية

تخوّف أعضاء إحدى اللجان النيابية من إقتراح قانون جديد حمَله أحد أعضائها على اعتبار أن إقرارَه قد يؤدّي الى إفلاس الدولة.

قالت أوساط قريبة من قطب بارز إنه لم يكن ليخاطر بزيارة قام بها لشخصية بارزة لو لم يجد أن لهذا الإجتماع جدوى كبيرة ومؤثرة في قضايا حسّاسة.

فوجئ نائب حالي كان مرشحاً للإبعاد عن الندوة البرلمانية بإعادة فتح النقاش من قيادة تياره حول إمكان ترشُّحه مُجدَّداً في دائرته.

اللواء

غمز: يشكل أداء نواب في كتلة كبرى إحراجاً لفريق العمل اليومي، نظراً لعدم اطلاع هؤلاء على المعطيات المحيطة بالملفات المطروحة.

همس: كشف قيادي في حزب وسطي في مجلس خاص أن إحدى اللوائح بحكم المنتهية في إحدى دوائر الجبل، بعد المصالحات الأخيرة..

لغز: يدرس وزير سابق خياراته بتمعن دقيق، في ما خصَّ الترشيحات والخيارات الانتخابية في غير مدينة وقضاء خارج منطقته..

الشرق

اشادت قيادات حزبية (غير طائفية) بأداء الرئيس سعد الحريري ودأبه المستمر وعمله المدروس لتغيير الصورة النمطية المتجذرة في عقول اللبنانيين ازاء الدولة وغيابها الدائم عن معالجة مشاكل المواطنين في المناطق اللبنانية كافة...

اكد مرجع ديني التقى سفيرة الولايات المتحدة في لبنان اليزابيث ريتشارد لـ "الشرق" انه لمس من السفيرة حرصا على استقرار الوضع في لبنان والنأي به عن اي تطورات تعرض امنه واستقراره وامانه لاية مخاطر...

جرى اتصال بين عضو في تكتل نيابي وعضو من كتلة "الوفاء للمقاومة" شدد فيه العضو، على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على اية مصلحة اخرى... واعتماد الحكمة والعقلانية في التعاطي مع التطورات الدولية والاقليمية المتلاحقة.. فكان الجواب: "لا نريد اكثر من ذلك ولا اقل"؟؟

البناء

كشفت مصادر سياسية متابعة أنّ وزيراً بارزاً يقف وراء تسمية إحدى السيدات لعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والتي تمّ تعيينها بالفعل في جلسة مجلس الوزراء أمس، رغم اعتراض الحزب الذي يفترض أن يمرّ هذا التعيين من خلاله وفق التركيبات اللبنانية المعتادة، ولكن تبين أنّ السيدة المعنية هي زوجة أحد مستشاري الوزير البارز...!

قالت مصادر فلسطينية متابعة لملف الحوار بين حركتي فتح وحماس إن ما تمّ في القاهرة يشكل تجاوزاً لكل توقّعات الفرص السابقة للمصالحة، فقد شكّلت المخابرات المصرية سقفاً راعياً لمعادلة تنازل حماس عن أي مظهر سلطوي خاص وارتضاء حصتها من صيغة الشراكة، بينما سلّمت فتح ببقاء سلاح المقاومة خارج النقاش، مقابل عدم الزجّ به في المعادلات الداخلية بضمانة مصرية، ودائماً كانت هذه هي العقد التي تفجّر صيغ المصالحة.

 

جيروزاليم بوست": 950 مقاتلا من "حزب الله" دخلوا ألمانيا كلاجئين

المركزية /13 تشرين الأول 2017 / أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الى أنّ "مقاتلين من "حزب الله" دخلوا ألمانيا في منتصف العام 2015، كجزء من موجة اللاجئين الذين قدموا من الشرق الأوسط، وذلك نقلاً عن الإستخبارات الألمانيّة". وكشف التقرير الذي صدر مؤخرًا تزايدًا في عدد أعضاء "حزب الله" و"حركة حماس" في شمال الراين – فستفالن، وهي إحدى الولايات الألمانية. واشار الى ان "منذ منتصف العام 2015، توجد أدلّة الى أنّ مقاتلين من الحزب دخلوا ألمانيا كلاجئين شرعيين"، مضيفا "إنّ الذين دخلوا، شاركوا في القتال الى جانب الحزب بمواجهة "داعش" في سوريا والعراق"، لافتا الى أنّ "الحزب يعدّ نشطًا في بعض المدن الألمانيّة، مثل إسن، بوتروب، دوترمند، وغيرها". وأضاف "من غير الواضح كم هو عدد مقاتلي الحزب الذين أظهروا أنفسهم على أنّهم من طالبي اللجوء لدخول ألمانيا، ولكن بحسب جهاز الإستخبارات الألماني يقدّر عدد العناصر الناشطة بـ950 شخصًا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

السباق بين استرداد العافية الوطنية والتراجع ونقطة اللاعودة

الهام فريحة/الأنوار/14 تشرين الأول/17

بعدما أفرغ المسؤولون "حمولتهم" من الملفات العالقة، من خلال معالجتها ووضعها على مسارها الصحيح، تتجه الأنظار إلى ملفات جديدة إضافية، بعضها كان مؤجلاً لأسباب قانونية، وبعدما أُنجزت النواحي القانونية بات الحديث ممكناً عن فتح هذه الملفات.

أول من أمس الخميس أُقفل الباب أمام الشركات العالمية الخمسين، المؤهلة مسبقاً للإشتراك في دورة الترخيص الأولى للتنقيب عن الغاز والنفط.

الخطوة ترقى إلى مستوى الحدث، ولهذا فإنَّ الرئيس سعد الحريري وقبيل صعوده إلى الطائرة متوجهاً إلى روما، غرَّد قائلاً:

"اليوم هو الموعد النهائي لاستلام طلبات المزايدة للتنقيب عن النفط والغاز، هي فرصة حقيقية للإقتصاد اللبناني وأمل للأجيال المقبلة".

وألحقها بتغريدة ثانية كتب فيها:

"عملنا بجد لنصل إلى هذا اليوم المفصلي على طريق ازدهار الوطن. ليس بالحكي بل بالفعل".

كيف ستكون آلية التحرك؟

ستباشر هذه الشركات، بعد موافقة مجلس الوزراء على آلية فض العروض، مرحلة استكشاف النفط في المياه اللبنانية، الخبراء يتوقعون أولوية الغاز على النفط ضمن "البلوكات" الخمسة التي حددها دفتر الشروط، وهذه "البلوكات" يقع ثلاثة منها في الجنوب وواحد في أقصى الشمال، على الحدود مع سوريا، وبلوك ثالث بين البترون وجبيل. لكن ولئلا يذهب المتفائلون بعيداً في تفاؤلهم، فإنَّ هناك نقطتين ليستا في مصلحة لبنان راهناً:

النقطة الأولى، أنَّ لبنان لا يتوقع عائدات من جراء التنقيب عن النفط قبل ست سنوات، أي لا شيء قبل العام 2023. فالوقت الراهن هو أوان الإستكشاف العملي الذي يعطي الأمل بإنشاء الصندوق السيادي. من هنا يجب لفت الإنتباه إلى أنَّ الدين العام الذي يُقدَّر اليوم بنحو سبعين مليار دولار، يجب ألا يتضخم كثيراً لئلا تذهب أموال الصندوق السيادي كلها لإطفاء الدين العام، فيكون "فلس الغاز" قد طار وعائداته في الصندوق السيادي قد طارت، ومن أين تأتي الدولة بالأموال عندها لتوفير الموازنات من دون ديون؟

أما النقطة الثانية فهي المتعلقة بأسعار الغاز والنفط، وهي أسعار انخفضت وفي مرحلة الإنخفاض، لذا لا بدَّ من التبصّر قليلاً قبل إلقاء كل "التركات الثقيلة" على الغاز والنفط.

نحن من دعاة التفاؤل، ولكن "تفاؤل المتبصِّرين والواقعيين". فمن أجل أن يحافظ البلد على صموده المالي والنقدي واستطراداً الإجتماعي والسياسي، فإنَّ المطلوب مكاشفة الجميع بالوضع الحقيقي لخزينة الدولة، وهذا ما يستدعي أعلى درجات الشفافية ومحاربة الهدر والفساد لأنَّ هناك سباقاً حقيقياً بين أن يسترد لبنان عافيته وبين أن ينفجر قبل استرداد هذه العافية

 

الأحرار استذكر شهداء 13 تشرين: لاقرار الموازنة وحل مسألة النازحين

الجمعة 13 تشرين الأول 2017 /وطنية -أكد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء أنه "أما وقد أقر قانون الضرائب مع قانون سلسلة الرتب والرواتب لم يعد هنالك مفر من إقرار قانون الموازنة على أساس قطع الحساب لسنة 2015 على ان يلي ذلك قطع الحساب لموازنات السنوات الفائتة. هكذا تدخل الامور المالية حيز التنفيذ القانوني من دون مخالفة الدستور والقوانين المرعية الإجراء ومن دون تعليق اي مادة دستورية. هذا من جهة أما من جهة ثانية فعلى الحكومة مضاعفة المراقبة لقمع الزيادات العشوائية على السلع كافة بواسطة مصلحة حماية المستهلك وتعزيز جهازها البشري لتصبح قادرة على القيام بواجباتها وفق الأصول المتبعة . على ان تكون الإجراءات دائمة ولا يتم الاكتفاء بفترة زمنية محددة تتفلت الأمور بعدها من عقالها. الأهم من ذلك كله أن يلمس المواطنون ذوي الدخل المحدود ان الضرائب والرسوم التي أقرت لا تستهدفهم وانها تتوزع بعدل على المكلفين من مؤسسات وأفراد على ان يتم وقف الهدر ومحاربة الفساد في شكل حاسم ودائم". أضاف: "ننتظر حلولا عملية لمسألة النازحين بعيدا عن الشعبوية والمزايدة في شأنها. ونرفض رفضا قاطعا أي منطق عنصري في المطالبة بالعمل لإيجاد هذه الحلول علما ان اللبنانيين بذلوا قصاراهم وقدموا التضحيات الجسام في استقبال النازحين. واليوم المطلوب وضع خطة بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة تسمح لهم بالرجوع الى مناطق آمنة داخل سوريا حيث يستمرون بتلقي المساعدات وسط محيطهم وبيئتهم. ومن هذه الأماكن الآمنة يمكنهم العودة الى قراهم ومنازلهم بعد ترميمها في حال كانت متضررة. كما نرفض فكرة التنسيق مع النظام السوري ليس فقط لكونه يقف وراء تهجير مواطنيه والتنكيل بهم إنما ايضا لأن عنده حسابات ديمغرافية تتناقض مع حقوق المواطنين السوريين بالعودة الى ممتلكاتهم ومناطقهم".

ودعا المجتمعون "في ضوء إقرار قانوني السلسلة والضرائب، وزير التربية الى المضي قدما في النهج الذي يعتمده لتقريب المواقف بين الأهل والأساتذة وإدارة المدارس الخاصة في شكل يؤدي الى التفاهم بينهم. مع اللفت الى ان أي ثغرة في العلاقة بينهم تنعكس سلبا على مستقبل السنة الدراسية والطلاب معا. ومع الإشارة الى تفهمنا تعلق المعلمين في المدارس الخاصة بوحدة التشريع نهيب بهم اعتماد المرونة في مواقفهم كما نهيب بإدارات المدارس الخاصة تفهم هذه المواقف. وفي أي حال لا شيء يحول دون قيام الحكومة بتقديم المساعدات المالية للمدارس الخاصة التي تتحمل أعباء طائلة في إنجاز مهامها وتعاني غالبيتها من عدم دفع الأقساط مما يراكم خسارتها سنة بعد سنة لتصل يوما وتصبح عاجزة عن الاستمرار وهذا ما يضرب حرية التعليم التي يكفلها الدستور".

وتابع البيان: "في مناسبة 13 تشرين نستذكر الشهداء والذين سقطوا جراء الهجوم السوري الجوي والبري ومعه انتهكت السيادة الوطنية وجرى استتباع الوطن للإرادة الغريبة التي عاثت فيه فسادا. ومن دون أن ننسى الأطراف اللبنانيين الذين دعموا الهجوم السوري من ضمن الجهاز العسكري الأمني اللبناني ـ السوري المشترك. كما نحيي كل الذين رصفوا حجارة الخلاص من الاحتلال والتبعية ليعود لبنان حرا سيدا مستقلا". ودعا المجتمعون "المحازبين والأصدقاء الى المشاركة في القداس الذي نقيمه لراحة نفس الشهيد داني شمعون وعقيلته وولديه طارق وجوليان، وذلك نهار السبت في 21 الجاري الساعة الخامسة مساء في كنيسة مار انطونيوس الكبير ـ السوديكو".

 

بعد 27 عاما على إخراجه منه قسرا.. عون يحيي ذكرى 13 تشرين في "القصر"!/تموضُعه الجديد لم يكف لاعادته الى بعبدا..وجردة حساب مطلوبة لإنصاف الحلفاء

المركزية/13 تشرين الأول/17/بين 13 تشرين 1990 و13 تشرين 2017، دارت الظروف السياسية اللبنانية والاقليمية دورة كاملة، معيدة العماد ميشال عون الذي خرج من القصر الجمهوري تحت وابل من القذائف السورية، الى بعبدا مجددا، رئيسا للجمهورية، بتسوية كبيرة كانت نواتها لبنانية الا انها ما كانت لتنضج وتثمر انتخابات، لو لم تحظ بمباركة واسعة اقليمية – دولية.  وتتحدث مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" عن ملاحظات كثيرة يمكن تسجيلها على هامش هذه "المفارقة"، لعلّ أبرزها ان العداء "المزمن" بين فريق العماد عون السياسي والنظام السوري، انتهت فصوله مع انتهاء الوجود السوري العسكري في لبنان عام 2005، وقد أعلن عون شخصيا، إبان عودته الى لبنان في أيار من ذلك العام، ان لم يعد من داع لخصومة بين الجانبين "بعد أن عاد كل منهما الى بلاده".

وتعتبر المصادر ان طي مرحلة الكباش العوني – السوري، رغم ان النظام الحاكم في دمشق لا يزال نفسه ولا يزال يحجم عن تقديم اي مساعدة في كشف مصير مئات اللبنانيين المخفيين قسرا في سجونه، كان المحطة الاولى التي انطلق منها مشوار عودة "العماد" الى بعبدا، وقد استُتبعت بتبدلات جذرية في تموضع "الجنرال" السياسي، تمثل أهمّها في نسجه تحالفات متينة مع "حزب الله" خصوصا ومكونات فريق 8 آذار عموما، في انعطافة كبيرة ساهمت أيضا في تغيير صورته في ذهن القوى الاقليمية الفاعلة في الملف اللبناني، أي إيران وسوريا، وقرّبته أكثر من القصر الجمهوري. غير ان الجدير ذكره أن خطوات عون لاصلاح "البين" مع مَن خاصمهم طوال فترة وجوده في منفاه الباريسي، لم تكن كافية لانتخابه رئيسا للجمهورية. فبحسب المصادر، لم يبذل حلفاؤه الجدد المحليون والاقليميون أي جهود فعلية لتسهيل وصوله الى بعبدا، ولم يسعوا مثلا الى رأب الصدع "الرئاسي" بين "الجنرال" ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والى اقناع الاخير بالانسحاب لصالح الاول، مكتفين بتفرّج ثقيل استمر أشهرا على التخبط الحاصل. فكان ان بادر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى محاولة كسر هذا الستاتيكو السلبي باعلانه دعم ترشيح العماد عون قبل ان ينضم اليه ايضا رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري مرسياً تفاهماً واسعاً معه جوهرُه ان يُنتخب عون رئيسا ويتسلم هو رئاسة الحكومة مع اتفاق على تحييد كافة الملفات الخلافية الكبري عن الساحة "الرسمية"، والتفرّغ لمعالجة القضايا اليومية للبنانيين وإطلاق ورشة انماء ونهوض اقتصادي. وعليه، تضيف المصادر، كان الشغور الرئاسي لسيتمر ويطول لولا خطوتا جعجع فالحريري، مشيرة الى ان فريق الرئيس عون مدعو عشية اطفاء العهد شمعته الاولى، الى جردة حساب موضوعية، تعيد تقويم ما حصل في الفترة السابقة، فيعيد رئيس الجمهورية، على اساسها، رسم خريطة تموضعه السياسي، محليا واقليميا. فاذا كانت "الوسطية" مطلوبة في التعاطي مع الاصطفافات التي تشهدها المنطقة، ولا بد من ان تشمل ايضا كافة الاطراف المحلية الذين ينحاز بعضهم علناً لطرف على حساب آخر، فإنها تستغرب ما آلت اليه العلاقة بين التيار والقوات والتهميش الذي تتعرض له الاخيرة في أكثر من ملف، حيث تجاوز رئيس التيار الوزير جبران باسيل رأيها مرارا في التعيينات القضائية والدبلوماسية على سبيل المثال لا الحصر. كما تستغرب ان يصر باسيل على الاجتماع بنظيره السوري وليد المعلم في خطوة من شأنها "استفزاز" حليفه في الحكم "المستقبل". وتختم المصادر "لا بد أن يُصوّب هذا المسار، إنصافا لمن ساهموا، فعلا لا قولا، في ايصال العماد عون الى بعبدا".

 

عين التينة: المسار التوافقي من السلسلة الى الموازنة لانتظـــام عمل الدولـــة ووقف مزاريب الهـدر

المركزية/13 تشرين الأول/17/تضع عين التينة مجمل المسار التوافقي الذي حكم الافقين السياسي والمالي منذ فترة، في اطار تعزيز الاستقرار واعادة وضع عجلات الدولة على السكة الصحيحة للنهوض بالبلاد.

وترى ان هذا المسار هو ما استدعى:

اولا: اقرار سلسلة الرتب والرواتب لوقف التظاهرات وحركات الاحتجاج في الشارع.

ثانيا: اقرار مشروع قانون الضرائب لتمويلها.

ثالثا: تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات ثم صرف الاعتمادات اللازمة لاجراء العملية الانتخابية وذلك من ضمن التأكيد على اجراء الانتخابات في مواعيدها وكرد على المشككين في اجراء الاستحقاق.

رابعا: اللقاء الثلاثي في كليمنصو الذي ساهم في دفع التوافق على الاجراءات والقرارات التي اتخذت اخيرا سواء في المجلس النيابي او في مجلس الوزراء.

وتقول مصادر عين التينة لـ"المركزية" من هنا يولي رئيس المجلس النيابي نبيه بري درس واقرار الموازنة الاولوية لاعتقاده انها لا تسهم في الانتظام المالي للدولة فحسب انما تقفل ابواب الهدر والفساد من خلال وقف الصرف على القاعدة الاثني عشرية وقوننة وشرعنة المشاريع التي سيتم صرف الاعتمادات المالية لها.

وتردف: ان بري وبعد اقرار الموازنة يتطلع الى تكثيف جلسات التشريع والمساءلة وكل ما من شأنه ان يدفع عجلة الدولة والمؤسسات الى الامام، وفي مقدم هذه الخطوات التشريعية وضع المراسيم التنظيمية لقوانين الانتخابات والنفط، ثم تشكيل الهيئات الناظمة لكل هذه الملفات والقوانين المهمة بدءا من الهيئة الناظمة للطيران المدني والنفط والكهرباء والاصول المالية وسواها من الخطوات التي تعزز مسيرة الدولة وتخرجها مما تتخبط فيه من عثرات.

 

رسائل السبهان ضد الحزب تتدرج تصاعديـاً من "حزب الشيطان" الى "الدواعش" ونقل المواجهة من الموقف الى الفعل... فهل تنتهي المهادنة وتسقط "التسـوية

المركزية/13 تشرين الأول/17/أبعد من تغريدات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج سامر السبهان التويترية الدورية، زمانها ومكانها ووتيرتها المتصاعدة ازاء حزب الله المتدرجة في الموقف من وصفه بـ"حزب الشيطان" ودعوة اللبنانيين إلى حسم خيارهم معه او ضده، بعدما كانت المملكة صنفته ودول الخليج بـ"الحزب الارهابي" الى توسيع بيكار الدعوة "الى العالم اجمع، للتوحد ضد كل احزاب الشر" واعتباره ان "الارهاب واحد ويجب أن يحارب في كل مكان"، سائلا :"هل ممكن ان يرضى العالم بوجود "دواعش" و"قاعدة" في برلمانات وحكومات دول"؟  وتكمن اهمية التغريدة الجديدة في كونها تعقب محطات سعودية دولية مهمة تنطبق على بعضها صفة المفصلية، لا سيما القمة بين العاهل الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي، وما نتج عنها من اتفاقات، منها المعلن ومنها ما بقي داخل جدران قاعة الاجتماع . وتقول اوساط سياسية عربية لـ"المركزية" ان تغريدات السبهان المدروسة بإتقان في توقيتها ومضمونها تحمل في طياتها رسائل مبطّنة، فهو ولئن لم يسمِِ الحزب بالاسم، الا ان مفعول تغريدته جاء اشدّ وطأة من التسمية في حد ذاتها، اذ وصفه بـ "الدواعش والقاعدة" ، بحيث لا يشك أحد بأنه عنى بهم حزب الله. والاهم بحسب الاوساط انها تتزامن هذه المرة مع استحقاقات دولية ضاغطة على الحزب تأتي في مقدمها العقوبات الاميركية المتوقعة ولادتها قريبا، وارتفاع التوتر الى حده الاقصى بين واشنطن وطهران على خلفية الاتفاق النووي الذي يقول فيه الرئيس الاميركي دونالد ترامب كلمته الفصل اليوم ليحدد مصيره، وفي ضوئها مصير اوضاع منطقة الشرق الاوسط القابعة على فوهة بركان حيث السباق على أشدّه بين مساري الحرب والسلم.

وترى الاوساط في سؤال الوزير السعودي عن القبول بوجود الحزب داخل المجلس النيابي والحكومة اشارة واضحة الى ضرورة تحوّل المواجهة من مجرد مواقف تصعيدية لا ترتقي الى الفعل الى مواجهة ميدانية تفترض عدة عمل قوية لمحاصرة الحزب وخنقه تمهيدا للقضاء عليه او اقصائه من الحكم اللبناني، وهو بهذه الطريقة، لا يحاصر الحزب وحده بل العهد والحكومة اللذين يشكل فيهما ركنا اساسياً، ما يطرح سؤالا كبيرا عما اذا كان المطلوب من ارباب العهد ورئيس الحكومة اتخاذ قرار الحسم بكسر حلقة "المساكنة" والانتقال الى مربع المواجهة مع الحزب، بما يعني ذلك على المستوى اللبناني الداخلي. وهل ان القرار بات مطلبا دوليا في زمن التسويات الكبرى التي تُرسم لدول المنطقة وتحديدا التي يشارك حزب الله ميدانيا في المواجهات الدائرة على ساحاتها؟ وما علاقة الدعوة "السبهانية" بالمعلومات التي ترددت عن عودة سعودية قوية الى الساحة اللبنانية لاستنهاض همم القوى السيادية، وهل تمهد لمشهد سياسي لبناني جديد يستعيد شعارات مرحلة ما قبل "المهادنة" وسط استعداد المملكة لارسال سفيرها الى بيروت، مقابل عدم موافقتها حتى الساعة على السفير اللبناني المُعين لديها، على رغم اقتراب مهلة الاشهر الثلاثة للرد، من نهايتها خلال ايام؟ وما هي حدود المواجهة السعودية مع الحزب وسقفها؟

في غياب الاجابات الشافية، تعرب الاوساط عن اعتقادها بأن المقبل على لبنان سياسيا ليس بالسهل، لاسيما بعدما نجح حزب الله في ضبط ايقاعه السياسي في الداخل على وتر التهدئة والمهادنة ولعب دور "المُصلح" والوسيط من اجل الحفاظ على الاستقرار الذي تنشده سائر القوى السياسية ليتسنى له التفرغ الى القتال في الخارج، فالى متى تصمد التسوية ومن يتخذ قرار نسفها ؟

 

لا فيتوات لبنانيـــة او خارجيـــة علـــى تسليح الجيش الدعم الأميركي الى ازدياد وعروض روسيا والصين تنتظر التنفيذ

المركزية/13 تشرين الأول/17/استطاع لبنان في مرحلة قصيرة انتزاع ثقة المجتمع الدولي، كما كل الاطياف اللبنانية، بجهود أجهزته العسكرية والأمنية في مكافحة الارهاب وكشف الخلايا النائمة والعمليات الاستباقية وصولا الى دحر تنظيم "داعش" وتنظيف الجرود من الارهابيين، ولم يكن الانجاز الكبير بالانتصار على "داعش" في معركة "فجر الجرود" مجرد حدث وليد ساعته، بل نتيجة النقلة النوعية التي تحققت مع تسلم قائد الجيش العماد جوزف عون خلال اشهر معدودة على مختلف الصعد واضحت العملية العسكرية ضد الارهاب المدماك الاساس في بناء قدرات الجيش. وهذا ما بدا واضحا في التخاطب الدولي مع لبنان الرسمي وقيادة المؤسسة العسكرية حيث تدرج الدول الكبرى بما فيها عواصم القرار، الجيش اللبناني في مصاف الجيوش المتقدمة التي تستحق الدعم والمساعدة. لأنه وبامكانيات عسكرية متواضعة تمكن من هزم التنظيم الارهابي الذي هز العالم وعجزت عن مقاومته جيوش كبيرة تتمتع بقدرات عسكرية تفوق قدرات الجيش اللبناني بأضعاف. وانطلاقا من هنا بدت جلية اعادة تعويم برامج تسليح الجيش التي تعتبر من ابرز الملفات التي تنكب القيادة على درسها والعمل على جعلها واقعا في ضوء القدرة على شراء اسلحة متطورة جدا نظرا للأعباء المالية والتكلفة الكبيرة، والعجز عن صيانتها او تعذر استخدامها ميدانيا. وفي هذا السياق فإن الاسلحة التي استخدمت في معركة "فجر الجرود" لم تكن جديدة بل استخدمها الجيش الاميركي سابقا، من هنا ترحب المؤسسة العسكرية بحسب ما تقول اوساط مطلعة لـ"المركزية" بكل ما يأتيها من اجل توفير كل الامكانيات اللازمة لتمكينها من تعزيز قدراتها العسكرية عبر مساعدات على شكل هبات. وفي هذا الإطار، أفاد مصدر عسكري "المركزية" ان تقدما احرزعلى صعيد الدعم العسكري الغربي لا سيما في اطار المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة الاميركية، والتي لا تحصر فيها موضوع تسليح الجيش ولا تضع تاليا اي فيتو على الهبات التي تقدم له من دول اخرى. والجيش اللبناني لا يضع بدوره اي فيتوات امام اي من الدول لتقبل هبة عسكرية تطور امكانياته المادية واللوجستية، معلنا ان عروضا برزت مثل تلك المقدمة من روسيا والصين التي عرضت ايضا مساعدة مالية بقيمة عشرة ملايين دولار لتستثمر في قطاع الاتصالات. لكن العروض بقيت في الاطار الكلامي من دون ان ترقى الى التنفيذ بعد. وأكد المصدر ان تسليح الجيش من أولويات قيادته، والدعم الأميركي المطلق يزداد يوما بعد يوم ولا ننسى هبة طائرات السوبر توكانو التي وصلت الدفعة الاولى منها على ان يصل العدد الباقي في أيار المقبل. كما تم تجهيز هذه الطائرات البرازيلية الصنع في أميركا، بناء على طلب الجيش اللبناني. وشدد المصدر على ان السلطة السياسية بمختلف أطيافها تدعم بشكل كبير الجيش اللبناني وتسهل أي جانب يتعلق بالتمويل.

 

جعجع في أوستراليا… وهذا أبرز ما ستحمله الزيارة

 موقع القوات اللبنانية/13 تشرين الأول/17/بدأت في أستراليا التحضيرات لإطلالات رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع التي ستحمل معها مواقف من كل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية والتي تهم المغترب اللبناني الذي ترك لبنان بحثا عن لقمة عيش ومساحة أمان واستقرار وسلام فقدها بسبب تفكك الدولة وتشلُّع السيادة وتحول الوطن إلى ساحة مستباحة للقوى المتصارعة على أرضه والتي ما زالت تحجز الدولة وتخطفها وتحرم اللبناني المقيم من العيش بسلام، وتحرم اللبناني المغترب من العودة إلى وطنه.

الاستقبالات الشعبية التي سيحظى بها رئيس “القوات” لن تختلف عن الاستقبالات التي يحظى بها في لبنان، فالجالية اللبنانية في أستراليا كبيرة جدا وفي معظمها “قوات” أو مؤمن بخط “القوات” السيادي والإصلاحي والميثاقي، ولديها كل الثقة والأمل بأن الدكتور جعجع سيعيد إلى الدولة اعتبارها ودورها وفعاليتها عاجلا أم آجلا. وبدوره سيؤكد رئيس “القوات” ان “الجمهورية القوية” لا بد آتية وتكفي مراجعة صفحات التاريخ أو صخور نهر الكلب للتثبت من ان لا قوة في العالم تستطيع قهر الشعب اللبناني، كما سيؤكد انه لا يميز بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، لأن ما يهمه هو المواطن اللبناني أينما وجد، هذا المواطن الذي يعمل من أجل إعلاء القضية اللبنانية وبالتالي الحفاظ على لبنان بجغرافيته وقيمته الروحية في هذا الشرق. قد تكون إطلالات الدكتور جعجع على الخارج نادرة ربطا بوضعه الأمني وبانشغالاته الوطنية والسياسية والحزبية، ولكن تعويله على الانتشار اللبناني في الخارج لا يقل عن تعويله على الحضور اللبناني في الداخل، باعتبار ان القضية واحدة والأولويات مشتركة، بل ان التكامل بين الداخل والخارج يشكل حاجة وطنية ومصلحة لبنانية وصولا إلى “الجمهورية القوية”. فـ”القوات” نذرت نفسها من أجل لبنان والشعب اللبناني، وقدمت آلاف الشهداء على مذبح الوطن، ونضالاتها لم ولن تتوقف قبل ان يعود لبنان مساحة حرية لكل لبناني في الداخل والخارج.

 

لبنان "العيش المشترك" في قلب الفاتيكان والبابا يعد بزيارته قريبـا

ترامب يقول كلمتـه "النوويـة" وروسـيا علــى خط الوسـاطة

رئاسة الاونيسكو بين قطر وفرنسا... وتركيا في ادلب "لخفض التوتر"

المركزية/13 تشرين الأول/17/يبدو المشهد اللبناني الداخلي مستغرقاً في هدنة سياسية فرضتها تطورات خارجية داهمة تستوجب تغليب اللغة الايجابية حفاظا على مقتضيات التسوية الداخلية المعرّضة لسلسلة من الاهتزازات، تنذر، في ما لو لم يتعاطَ معها "اهل الحكم" بعقلانية بزلزال بدأت مقوماته الداخلية والخارجية تتكون في بواطن اكثر من ملف وقضية. بيد ان التشنج السياسي، قابله في المقلب الاخر مشهد حضاري انفتاحي عكس وجه لبنان الاعتدال والعيش المشترك عبرت عنه زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للفاتيكان واجتماعه مع الحبر الاعظم البابا فرنسيس وتوجيه دعوة لزيارة لبنان رحب بها قداسته واعدا بتلبيتها.

قرار ترامب: ولعل المشهد الابرز على الشاشة الدولية مرتقب من واشنطن اليوم، مع اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ساعات استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة في شأن إيران التي ستّتسم، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية"، بتشدد وحزم أكبر حيال "الجمهورية الاسلامية". أما أبرز "الادوات" التي سيلجأ اليها سيّد البيت الابيض لتضييق الطوق حول طهران، فتتمثل في قرارين بارزين سيكون لهما من دون شك، ارتدادات كبيرة على الساحتين الاقليمية والدولية: الاول، إعلان ترامب عدم المصادقة على الاتفاق النووي. والثاني، إدراج واشنطن، وللمرة الاولى، الحرس الثوري الايراني على لائحة الارهاب وتصنيفه منظمة إرهابية، مع ما يستتبع ذلك من تدابير وإجراءات ستقوّض قدراته ونفوذه.

وساطة روسية؟ وفي وقت رأى الكرملين ان "انسحاب واشنطن من النووي ستكون له عواقب سلبية وخيمة"، وأكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لنظيره الايراني محمد جواد ظريف تمسك موسكو بالاتفاق النووي، اعتبرت المصادر الدبلوماسية ان التعويل كبير على وساطة يمكن أن تضطلع بها موسكو، القادرة على التواصل مع طرفي الازمة، لوضع أطر للخلاف الناشئ بين طهران وواشنطن وحصر ذيوله. ولفتت الى ان "الزيارة التي يزمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيام بها الى ايران قبل نهاية العام الجاري، وزيارة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الى روسيا اليوم حيث يشارك في اجتماع اتحاد البرلمانات الدولي في سان بطرسبورغ، قد تكونان مناسبتين للتشاور في التطورات على خط "الاتفاق". وكان لاريجاني أشار الى ان "إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع بلاده فسيعني ذلك نهاية الاتفاق، وقد يشيع حالة من الفوضى في العالم". ونقلت وكالة تاس الروسية عنه قوله "إن إيران تأمل أن تلعب روسيا دوراً في حل الوضع الذي يكتنف الاتفاق النووي".

الحريري في الفاتيكان: ومن واشنطن الى الفاتيكان التي شرّعت ابوابها للبنان حيث استقبل الحبر الاعظم رئيس حكومته على مدى نصف ساعة تم خلالها عرض المستجدات في لبنان والمنطقة وانعكاسات الأزمة السورية على الأوضاع اللبنانية والعلاقات مع الفاتيكان. واشاد البابا برسالة لبنان في العيش المشترك الذي يُشكّل بالنسبة اليه مثلاً ومثالاً للمنطقة ويجب الحفاظ عليه، في حين اكد الرئيس الحريري "اننا كلبنانيين محظوظون بالعيش معاً، ومن واجبنا عدم التفريط بتفاهمنا لان "ما حدا اكبر من بلده" كما كان يقول الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وبعد انتهاء اللقاء، التقى البابا افراد عائلة الرئيس الحريري واعضاء الوفد المرافق وتم التقاط الصور التذكارية وتبادل الهدايا. بعد ذلك توجه الرئيس الحريري الى مكتب امين سر دولة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين وعقد معه اجتماعا استمر ساعة كاملة اُجريت في خلاله جولة افق شاملة تناولت الاوضاع في لبنان والأزمات التي تعصف بالمنطقة، خصوصا الازمة السورية وانعكاساتها السلبية على الاوضاع في لبنان وتم تبادل وجهات النظر في كيفية مساعدة لبنان للتخفيف من وطأة وجود النازحين السوريين ثم توجه الرئيس الحريري الى مقر اقامته في فندق "ايدن" واكد للصحافيين "ان الاجتماع مع البابا اكد اهمية لبنان الرسالة ولبنان العيش المشترك "وطلبت من قداسته وتمنيت عليه زيارة لبنان وهو يريد فعلا المجيئ اليه، وباذن الله نرى البابا قريبا في لبنان، وهذا الامر سيكون فعلا لمصلحة لبنان ولمصلحة المسلمين والمسيحيين ومصلحة المنطقة ايضا، وكان قداسته متفهما جداً للأوضاع في لبنان وطلبنا منه ان يرعانا دائما وان ينظر الى لبنان على انه بلد الرسالة وان شاء الله يكون هناك استكمال لهذه الزيارة". ومساء يجتمع الحريري مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ويشارك في عشاء يقام على شرفه في السفارة اللبنانية ليختتم زيارته للفاتيكان ويبدأ الاثنين المقبل اخرى الى ايطاليا.

13 تشرين: اما في يوميات الداخل، ولمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لاحداث 13 تشرين الاول 1990، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "ان قضيتنا لم تكن عفوية وشعبوية بل كانت قضية تمس اسس بناء الدولة، ذلك ان الدولة التي لا تتمتع بسيادة واستقلال وحرية لا يمكنها ان تبني نفسها بنفسها". واعتبر ان "اليوم هو زمن عودة الحق الى اصحابه"، متمنيا ان "تحمل الانتخابات النيابية عقلية وذهنية جديدتين تتأقلمان مع المتغيرات التي تشهدها دول العالم كافة".

الاونيسكو بين قطر وفرنسا: وسط هذه الاجواء، وبعيد انسحاب لبنان والصين من حلبة المنافسة على منصب مدير عام الاونيسكو، تأهلت مرشحة فرنسا اودري اوزلاي للجولة الأخيرة من التصويت التي تعقد مساء على حساب المصرية مشيرة خطاب، بحيث تنافس المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري في الدورة الاخيرة.

تركيا في إدلب: سورياً، دخلت أول قافلة عسكرية تركية الى إدلب في ساعة متأخرة من مساء امس، في إطار العملية العسكرية التي تنفذها تركيا في المحافظة. وأفادت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر أنها تضم نحو 30 مركبة عسكرية ودخلت سوريا من معبر باب الهوى متجهة إلى تلة الشيخ بركات التي تشرف على منطقة واسعة من شمال غربي سوريا يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وأيضا على منطقة عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية. واشارت الى إن قافلة الجيش التركي دخلت تحت حماية هيئة تحرير الشام لاحتلال مواقع على خط المواجهة مع وحدات حماية الشعب. الى ذلك، اعلن الجيش التركي انه بدأ اقامة "مراكز مراقبة" في ادلب من اجل انشاء منطقة لخفض التوتر هدفها وقف المعارك.

روسيا والسعودية: على صعيد آخر، واستكمالا لفصول زيارة العاهل السعودي الملك سلمان الى روسيا، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن أحد مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والسعودية في صدد توقيع عقد تزويد الرياض بمنظومة صواريخ إس-400 المتطورة للدفاع الجوي. ونقلت الوكالة عن فلاديمير كوغين قوله ان المحادثات تجري الآن، ويجري الاتفاق على الشروط. وأشار الى أن توقيع العقد قد يتم "في أقرب وقت" من دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.

إردوغان: في الموازاة، ووسط توتر يشوب العلاقات بين أنقرة وواشنطن، برز موقف للرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن فيه ان "لا توجد مشكلة في عملية الشراء المقررة لمنظومة صواريخ أرض جو من طراز (إس-400) الروسية، لافتا الى إنه تم إجراء محادثات أيضا بشأن منظومة (إس-500). وأشار خلال عودته من رحلة إلى أوكرانيا وصربيا، الى انه لن يكون هناك إنتاج مشترك في المرحلة الأولى من صواريخ (إس-400) التي ستشتريها تركيا لكن في المرحلة الثانية "سيتخذ خطوات بخصوص الإنتاج المشترك".

 

سـامي الجميل إلى موسـكو في 26 الجاري: المعارضة تنقل الرأي الآخر إلى عواصم القرار

المركزية/13 تشرين الأول/17/ إذا كان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل متمسكا بما يسميه "نهج المعارضة المسؤولة" للمضي في وضع الاصبع على جروح ما يعتبرها "اعوجاجات أداء الحكومة التي يغرد وحيدا خارجها، فإنه أطلق مسارا جديدا يتيح له الانفتاح على الخارج ليوصل صوته المعارض، شبه الوحيد إلى الدول الصديقة وعواصم القرار، التي فتح بعضها أبوابه أمامه، في ما ترى فيه الصيفي تأكيدا على أهمية الدور الذي يلعبه الجميل على الساحة المحلية، لا سيما لجهة تكريس مساحة المعارضة في المشهد السياسي.  وبعد الرياض، التي زارها منذ 3 أسابيع، يحط النائب الجميل في 26 تشرين الأول الجاري في موسكو تلبية لدعوة رسمية، يتوقع أن ينقل خلالها إلى المسؤولين الروس موقفه من مختلف أحداث الساعة. وفي هذا الأطار، توضح مصادر في المكتب السياسي الكتائبي لـ "المركزية" "أننا نحاول إبراز وجهة نظر المعارضة، التي تعد أمرا طبيعيا في أي بلد يحترم نفسه. هذا المفهوم لم يكن موجودا في لبنان لأن المحاصصة الطائفية جعلته أشبه بغابة. غير أن هذا الواقع تغير اليوم مع وجود موالاة ومعارضة. لذلك، نقوم اليوم بجولات خارجية لتسمع الدول العظمى والصديقة وجهة نظر المعارضة في لبنان، والتي ترتكز إلى حماية لبنان وحياده وعدم انخراطه في سياسات المحاور، إضافة إلى كيفية إصلاحه، سواء في ما يتعلق بالمالية العامة ، أو بتصحيح الموروثات والممارسات الخاطئة التي نراها". وتشدد مصادر الصيفي على "أننا "لا نتبع محاور ولا ننخرط في أي منها. بدليل أننا انفردنا في عدم دعم وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، عندما أيده الجميع، وهذا مؤشر واضح إلى استقلاليتنا، ونعتبر أن الدولة اليوم تسلم البلد برمته إلى حزب الله، الذي يعد عنوانا للمحور الايراني في المنطقة، ونحن نرفض ذلك لأنه يعرض لبنان للخطر". وفي رد مبطّن على منتقدي زيارة رئيس الكتائب الأخيرة إلى الرياض، حيث انتقد كثيرون الدعوة التي وجهت إليه، وذهب البعض إلى اعتبارها "استدعاء"، تؤكد المصادر أن "لا أحد يستدعينا إلى أي مكان، وتخصيص رؤساء وملوك الدول جزءا من لقائاتهم للبنان أمر يعود إليهم. ونحن يهمنا التحدث مع الجميع. بدليل أن السعودية باركت التسوية الرئاسية التي عارضناها بقوة ولم نسر بها. لذلك، لا يحق لأحد أن يلقننا دروساً في الحس الوطني". وفيما تلفت الصيفي إلى أن "الزيارة إلى موسكو روتينية وجدول أعمالها قيد التحضير"، تحرص على إعطاء بُعْد آخر لهذه الرحلة، نظرا إلى ما أنتجه الواقع السياسي خلال العام الأول من التسوية الرئاسية، لا سيما في ما يخص الحضور الكتائبي المعارض في المؤسسات كما خارجها. وتشير في هذا الاطار إلى أن "ما تغير منذ رحلة العام الفائت إلى روسيا يكمن في حجمنا الذي كبر لأننا أصبحنا نمثل المعارضة في لبنان، ما يعطي مواقفنا وقعا أكبر في موسكو والرياض وسواهما من العواصم العالمية". وفيما الكتائب تنفتح على الدول الكبرى وتعزز علاقاتها وحضورها على الساحة الدولية، تبدو الهوة المحلية التي أحدثها ركون الجميل إلى المعارضة آخذة في الاتساع، مع الحلفاء والخصوم على السواء. لكن المصادر، وفي محاولة لشرح هذه الصورة، تكتفي بالاشارة إلى أن "لا يمكن أن يعمل طرفا الموالاة والمعارضة معا، وهذا ما يفرضه الانتظام الديموقراطي في المؤسسات. لذلك، لا يمكن أن نكون أعز "الأصدقاء" مع رئيس الجمهورية، ولا مع رئيس الحكومة، وهذا أمر طبيعي لأن الأمور بالنسبة إلينا لا ترتبط بالعلاقات الشخصية، بل بالتموضع السياسي. بالنسبة إلينا، الأهم يكمن في أننا لم نغير مواقفنا والتزمنا ثوابتنا، وإن كان ذلك لا يعجب كثيرين".

 

اقبال يفـوق 60 في المئـة في انتخاباتNDU و AUB والعملية ديموقراطية بعيدا من التشنجات.. والنتائج مساء

المركزية/13 تشرين الأول/17/اقترع طلاب جامعتي سيدة اللويزة ( NDU) والاميركية في بيروت( AUB)، منذ الصباح الباكر للائحة التي يعتبرون انها تمثل طموحاتهم، بعد ان أتت البرامج الانتخابية للاحزاب المرشحة لتصبّ جميعها في دعم مطالب الطلاب خصوصا لناحية العمل على تحسين الاقساط الجامعية وسط الضائقة الاقتصادية التي تخيم على البلاد. وفيما صوّت الطلاب للعام الثاني على التوالي على اساس القانون النسبي، وسط أجواء من المنافسة، وخلط أوراق يوحي بنتائج مفاجئة بعد اعلان الحزب "التقدمي الاشتراكي" انسحابه من خوض الانتخابات هذا العام، اعلنت مصادر طالبية متابعة لـ"المركزية" ان نسبة الاقبال على التصويت في جامعة سيدة اللويزة فاقت 60 في المئة، فيما اتخذت المعركة في الجامعة الاميركية طابعا قاسياً لم تتبين معالمها بشكل واضح بعد. واعلنت ان من غير المسموح حسب قانون النسبية اختراق اللوائح او تشطيب أسماء، في وقت يُرشح فوز اللائحة المدعومة من حزب القوات اللبنانية في جامعة NDU للعام التاسع على التوالي، مشيرة الى ان النتائج ستُعلن بعد اقفال صناديق الاقتراع مساء. ولفتت الى ان العملية الانتخابية اتخذت طابعا ديموقراطيا بعيدا من التشنجات ورفع شعارات حزبية، تنفيذا لاتفاقات عقدها مسؤولو الاحزاب في الجامعات الخاصة كافة، حيث ستوجّه التهانئ الى الرابح وستتم مواساة الخاسر لأننا في النهاية نتمتع بروح معنوية عالية.

 

أولوية التغيير داخل الطائفة الشيعية همّهم،

موقع تيار المستقبل/13 تشرين الأول/17

أولوية التغيير داخل الطائفة الشيعية همّهم، وإنتاج مشروع شيعي مستقل عن الثنائية الشيعية الموجودة في البلد هدفهم، وبناء الدولة والحفاظ على الدستور وتطبيق اتفاق الطائف أولويتهم، إنهم "نداء الدولة والمواطنة". يُقدم نحو 64 شخصا من نخبة المستقلين الشيعة خياراً مختلفاً وبارقة أمل على الساحة الشيعية، من خلال إنشاء جبهة معارضة شيعية مستقلة، تُعبّر عن رفضها لهيمنة الثنائية الشيعية، إذ لم يعد مسموحاً أن يُفرض على اللبناني "الشيعي" الخضوع لهذا الثنائي. ويبدو ان الاستحقاق الانتخابي المقبل سيكون المواجهة الاولى بين "اللقاء" والثنائي الشيعي الذي يخطف قرار الطائفة الشيعية، وإلى هذا الحين يعتبر هذا التحرك فرصة لا تقدر بثمن للمستقلين الشيعة الرافضين لجميع أنواع الهيمنة الذي يتعرضون لها، للتعبير عن رفضهم لهذا الواقع المرير.

سليمان

يوضح الدكتور حارث سليمان في حديث الى الموقع الرسمي لـ"تيار المستقبل" – Almustaqbal.org أن "لقاء "نداء الدولة والمواطنة" نتاج حراك عدة سنوات لشخصيات ناشطة في المجال السياسي ومنحازة لفكرة بناء الدولة، ينتمون اجتماعياً إلى البيئة الشيعية ويرون المعاناة التي يتعرض لها أبناء هذه الطائفة من سياسة احتكار التمثيل السياسي للطائفة في السلطة، أو احتكار الحصة الشيعية في الإدارة العامة".

و"لأن اللقاء يعي أزمة البلد العامة التي يشترك فيها كل المواطنين بمعزل عن هويتهم الطائفية أو افكارهم السياسية، أطلقنا نداء اسمه "نداء الدولة والمواطنة"، الذي يضم 64 شخصية شيعية تنتمي إلى كل المناطق اللبنانية. لكن وعلى الرغم من أن الشخصيات التي اجتمعت هي من البيئة الشيعية، لكننا ننتمي إلى الشيعة بشكل ثقافي واجتماعي، بالتالي لم نحدّد هويّتنا السياسية على أساس أننا شيعة، فنحن قلنا أننا "لبنانيون اولا وشيعة ثانيا"، وذكر انتمائنا الاجتماعي والثقافي إلى البيئة الشيعية هو على قاعدة الصراع مع "حزب الله" الذي كان يقول "اننا سنقاتل حيث تريد ايران، ونموت حيث تريد ايران لأننا شيعة وهذا تكليفنا"، اردنا أن نقول له نحن شيعة ايضاً، ونحن لا نرضى لأهلنا بهذا الموت".

ويشدّد على أن "اللقاء ليس ضد أحد (أي ليس ضد "حزب الله" أو حركة "امل") والهدف منه بناء دولة مدنية طبقاً للدستور اللبناني".

ويشرح سليمان طبيعة الخلاف مع "حزب الله"، قائلا:"لا نختلف مع الحزب بشكل عدائي، ولا نعتبر رجاله "رجال الشيطان" لكن في الوقت عينه لا نعتبرهم "رجال الله"، ففي المحصلة لديهم سلبياتهم وايجابياتهم، لكن "حزب الله" يجعلنا ندفع ثمن ما ليس لنا به من حاجة، ويرفقنا باستراتيجية تشكل خطراً على علاقتنا بمجتمعاتنا وأوطاننا".ويعتبر أنه "داخل النادي السياسي الموجود في لبنان وداخل هذه المحاصصة الطائفية ثمة طرف رئيسي يتحمل مسؤولية أكبر من الاطراف الاخرى، وهذا الطرف يُعَبّر عنه بالثنائية الشيعية، وبشكل آخر بـ"حزب الله"، وهو العامل الأساس في أخذ لبنان إلى خيارات إقليمية ليست في مصلحته، وتعريض حياة الشباب الشيعة إلى المخاطر والموت في حروب إقليمية لا طائل ولا فائدة لأحد منها، والاشتراك في حرب اقليمية في اليمن والعراق وسوريا لها طابع مذهبي، ويأخذ طائفة بأكملها إلى "تيه سياسي وثقافي"، كما يأخذ شريحة كبيرة من اللبنانيين إلى خارج الوطنية اللبنانية وخارج الهوية العربية، ويجعلها وقوداً في استراتيجية ايرانية لا فائدة لأي لبناني أو عربي بها". "الاستراتيجية الايرانية ليست استراتيجية ايجابية، فهي تقوم ومنذ مجيء احمدي نجاد على توسيع نفوذها عبر زعزعة استقرار المجتمعات العربية وإخراج الشيعة العرب من أوطانهم والحاقهم بالنفوذ الامبراطوري الايراني، بالتالي هذه الاستراتيجية مُضرّة وغير بنّاءة للعرب وللشعب الايراني ايضاً، كما أنها استراتيجية لا تخدم مصلحة اللبنانيين"، بحسب سليمان. ويرى أن عدم تطبيق اتفاق الطائف كما يجب أرسى صراع هويات وأدى إلى تعميق أزمة المجتمع اللبناني عبر فرزه إلى جماعات، وانتقلنا من الثنائية الطائفية (اسلامية – مسيحية) إلى السداسية الطائفية، ومن الممكن أن تسوء الأمور إلى عدد أكبر من الانقسامات إذا تركت الأمور على حالها". ولا يرى سليمان أي مانع من "التوسع وطنياً والتشبيك مع شخصيات أخرى من المجتمع المدني تحمل نفس الافكار الذي يحرصون على إرسائها ومنها بناء الدولة والحرص على الدستور وتطبيق اتفاق الطائف"، ويقول في هذا السياق أنهم تلقوا ردود فعل كثيرة من شخصيات من طوائف اخرى، تتبنى الخطاب عينه الذي اطلقه اللقاء، فخطابنا موجّه للشيعة اولاً ولكن لكل الطوائف ثانيا".

وفي ما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي المقبل ونتائجه، يرى سليمان أن "هذه الانتخابات ستكون مناسبة لتأكيد أن قوى الاعتراض المدني في الساحة الشيعية هي قوى فاعلة وتستطيع استقطاب نسبة لا بأس بها من الاصوات، كما أن القانون النسبي يتيح لنا أن نظهر هذا الوزن الذي نتوقع أن تمنحنا إياه الناس"، معلناً أنهم لديهم سلسلة من التحركات التحضيرية قبل الانتخابات وبعدها. أما في ما يتعلق بالتحالفات الانتخابية، يشير إلى أن " المعركة الانتخابية لها برنامجها، والتحالفات الانتخابية يمكن أن تكون على أساس سياسي او انتخابي، بالتالي حسب كل منطقة يمكن أن نوسّع اطار عملنا لننشئ جبهة معارضة سياسية مع قوى تتبنى نفس خطابنا من المواطنة وبناء الدولة وتنفيذ اتفاق الطائف"، موضحاً أنه "حتى الآن نحن في إطار التداول مع الكثيرين، والاحتمالات مفتوحة".

وعن امكانية عقد حوار بين "اللقاء" وبين الثنائي الشيعي، يقول: "لم نناقش هذا الامر، لكن من حيث المبدأ نحن منفتحون على أي قوى سياسية بمعنى التعاول الايجابي والهادئ ولغة التخاطب التي تحترم الآخر، لكننا لا نعتقد أن أي حوار مع الحزب سيؤدي إلى اتفاق سياسي، لأننا منهجيا مختلفون عن "حزب الله"، فالحزب لا يرى لبنان ولا الدولة، وهو أعلن مراراً أنه حزب ولاية الفقيه". ويقول:"نحن ذاهبون إلى معركة انتخابية تنافسية"، ويأمل أن "يكون "حزب الله" ديموقراطياً، وأن يسمح بالتنافس وأن لا يضغط على الناس بواسطة قوته أو ماله أو نفوذه وأن يُظهر المعركة كما هي، وننال الحصة التي نستحقها، وينال حصته التي يستحقها".

جوهري

من جهته، يشرح الشيخ عباس جوهري في حديث إلى الموقع الرسمي لـ"تيار المستقبل" – Almustaqbal.org، أن "اللقاء الشيعي الذي جرى في فندق المونرو كان تعبيراً عن الافكار التي كنا نرددها ونظهرها على الشاشات، كخيار شيعي غير سائد، لتقديم صورة جديدة تختزن رؤية منافسة على الموضوع الوطني والشيعي". ويقول:"اللقاء يهدف إلى إظهار خيار آخر غير الخيار السائد التي تمثله الثنائية بشكل عام وأحادية "حزب الله" باختصار قرار الشيعة في لبنان".

 

نُخَبٌ في بيروت تُلاعِب... التنين/حِراكٌ شيعي وآخَر عابِر للطوائف في مواجهة قبْضة «حزب الله»

الراي/من وسام أبو حرفوش/13 تشرين الأول/17

كان يوماً ماراثونياً صاخباً في فندق «مونرو» القريب من حافةِ البحر ومن وسط العاصمة وقلْبها المصاب بـ«الخواء»... في يومٍ واحدٍ، وفي القاعة عيْنها حدثان بِهَمٍّ واحدٍ وبالهواجس عيْنها. قبل الظهر، جاءتْ شخصياتٌ شيعية من كل حدب وصوب، من اليسار ومن اليمين وبيْن بيْن، ألقتْ باعتراضها وأحلامها على الطاولة، صاغتْ نداءً من أجل «الدولة والمواطَنة» و... مشتْ. بعد الظهر، جاءتْ شخصياتٌ من بيئاتٍ إسلامية ومسيحية قلّبتْ المَواجع عيْنها وكذلك الآمال، واستعجلتْ صوغ بيانِها الأول بلغة جريئة، إيذاناً بإطلاق «المبادرة الوطنية»، ثم... مشتْ.

قبل الظهر وبعده في «مونرو»، الذي انضمّ الى سلسلة «الفنادق السياسية» بعد «البريستول» و«لوغبريال»، قضيةٌ واحدة تَردّد صداها في أسئلةٍ حائرة طُرحت على مدار اليوم ويطرحونها كلَّ يوم: «كيف السبيل لرفْع سطوة حزب الله وتالياً الوصاية الإيرانية عن الجماعة الشيعية أولاً وعن البلاد ايضاً»؟ و«الى متى تستمرّ التسوية السياسية ملاذاً لتَعاظُم تلك السطوة والوصاية»؟ وبين «لولا فسحة الأمل»، الانطباعُ المأخوذ من عنوان إحدى مسرحيات زيار الرحباني، و«إيه في أمل»، الاستنتاجُ المنقول عن عنوان إحدى أغنيات فيروز، دارتْ مناقشاتٌ وألقيت مداخلاتٌ وجرتْ حواراتٌ وقيل الكثير من الكلام في اللقاءين اللذين فَصلتْ بينهما استراحةٌ في قاعةٍ لم تُبَدِّل ديكورها وكانت الوجوه السياسية فيها متشابهة. لم يكن اختيار «مونرو» عَبَثياً. لا علاقة للأمر بمارلين مونرو بطبيعة الحال... فاللقاءان يصحّ فيهما «مبدأ مونرو»، الرئيس الأميركي القديم جداً (جيمس مونرو 1816)، الداعي الى «الحياد وعدم تَدخُّل الدول في شؤون دولٍ أخرى». فالمنظّمون ربما اختاروا المكان في وسط بيروت لـ «حياديّته» وانفتاحه على الجهات الأربع، وربما لأنه على مرمى العيْن من مسرح جريمة اغتيال رفيق الحريري، الجريمة الأضخم في مسارٍ مأسوي طويلٍ من القتْل السياسي المنظّم.

ورغم الخصوصية الشيعية لنداء «من اجل الدولة والمواطَنة» وتلك العابرة للطوائف التي تحرص عليها حركة «المبادرة الوطنية»، فإن خيْطاً واحداً يجمع الديناميتيْن في التوقيت المتّصل بالانتخابات النيابية - المحتمَلة - في مايو 2018 كفرصةٍ للتغيير، وفي الموقفِ المناهض لـ«تمادي حزب الله في الهيْمنة على الدولة»، إضافة إلى«انصياع الأطراف المشارِكة في التسوية السياسية لإرادة الحزب الحاسمة في تحديد الخيارات الوطنية».

هذا النبضُ الجديد الآتي من حَرَكِية تَراكُمية يجعل بدهياً السؤال عن حظوظِ دينامياتٍ من هذا النوع في تعديل المشهد السياسي - الذي يستحيل تغييره بطبيعة الحال - في ظل اعتقادٍ راسِخٍ بأن الحدّ من قبضة الحزب على الحياة السياسية يشكّل مدخلاً لا بدّ منه للتقدم نحو الدولة المدنيّة القائمة على المواطَنة.

وبكلامٍ أكثر بساطة وأشدّ تعبيراً عن المعادلة الصعبة، يُطرح سؤال كيف يمكن لشيعة مستقلّين من نخب، ومهما كانتْ رمزيّتُها الاجتماعية والسياسية والفكرية، مقارعة الحزب الذي صار معه الشيعة «طائفة خائفة ومخيفة» بعدما عَسْكَرَهُم وجَعَلَهُم جيشاً عابراً للحدود يقاتل في ساحات المنطقة وصحاريها، متباهياً بأنه لاعبٌ إقليمي في مصاف الدول؟ قبل عامين، يوم اعتبر الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أنه يخوض «صراعاً وجودياً» شبيهاً بما توحي به أجواء اليوم، أطلق كلاماً ينطوي على ما يُضْمِرُه الحزب للنخب المعارِضة له حين وصفهم بـ «شيعة السفارة» (الأميركية) وأنهم «خونة وعملاء وأغبياء»، وهو الذي لم يتعوّد أن يُلقي الكلام جزافاً في إطلالاته على جمهوره ومحازبيه.

ولم يكن عابراً تلويح نصرالله في إحدى إطلالاته الأخيرة بفائض القوة وبانتصارِ المحور وقطْع الأيادي وربْط ديمومة الاستقرار بانضباط التسوية، وتالياً فإن الحِراك الذي أطل من «مونرو» ومن ساحات الاعتراض الأخرى يوحي وكأنه يُلاعِب... التنين.

وثمة مَن يعتقد انه رغم «الهالة الأسطورية» التي يراد ترويجها عن الحزب، فإن التململ يتزايد في البيئة الشيعية التي تدفع أثماناً موجِعة لخياراتِ الحزب الذي وضعها في مواجهةٍ ظالمة مع الآخرين في لبنان والعالم العربي، وتالياً فإن هذا التململ مِن جعْل الشيعة اللبنانيين مجرّد «حطبٍ» في المشروع الايراني آخذٌ في الانفلاش كبقعة الزيت، وليس أدلّ على ذلك من نتائج الانتخابات البلدية العام 2016 التي أَظْهَرَتْ تَدَحْرُجَ كرة الاعتراض وتَوَسُّعِها. من هنا فإن الشخصيات الشيعية المستقلّة التي تحلّقت حول «النداء»، ترى ان الانتخابات النيابية بعد نحو سبعة أشهر من الآن تشكّل فرصةً مفصلية في ضوء قانون الانتخاب الجديد القائم على النسبية لكسْر احتكار تمثيل ثنائية «حزب الله» وحركة «أمل» للشيعة في البرلمان، على النحو الذي يَجعل في الإمكان اكتمال النصاب الوطني لأيّ معارضةٍ جامِعة.

هذا الرهان يصبح مفهوماً في ملاقاةِ حراكٍ مُماثِلٍ في الاتجاه عيْنه تعبّر عنه حركة «المبادرة الوطنية» التي يتصدّرها فارس سعيْد ورضوان السيّد وتهدف الى تجسير حالة سياسية - شعبية، إسلامية - مسيحية، مناهِضة لـ «هيْمنة حزب الله» وخياراته، وتجد في التسوية السياسية استسلاماً لمشيئته بعدما فقدتْ القوى المشارِكة فيها (تيار المستقبل والقوات اللبنانية) قدرتَها على التأثير في مجريات الأحداث لأسباب شتى. فالحركة التي تتحضّر لعقْد مؤتمرٍ عام يُتوَّج بالإعلان عن آلياتِ عملها، تَمضي قدماً هي الآخرى وعيْنها على الانتخابات النيابية التي يراد من خلالها احتفاظ القوى السيادية بـ «الشرعية الدستورية»، أقلّه لحفْظ التوازن الهشّ في البلاد، وتفويت الفرصة على «حزب الله» وحرمانه من الإمساك بالبرلمان بعدما أَمْسَك وبقوّة الأمر الواقع بالرئاسة الأولى ويَقْبض على «الإمرة الاستراتيجية».

 

اليونيفيل: بيري بحث مع عزالدين في بناء القدرات والانشطة المشتركة مع المجتمعات المحلية

الجمعة 13 تشرين الأول 2017 /وطنية - أعلنت بعثة "اليونيفيل" في بيان، أن قائدها العام اللواء مايكل بيري "بحث مع وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة عناية عز الدين اليوم، بناء القدرات والأنشطة المشتركة التي تنفذها البعثة بالتنسيق الوثيق مع المجتمعات المحلية، الى جانب مسائل متصلة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701". وأشار البيان الى أنه "خلال زيارة وزيرة الدولة الى المقر العام لليونيفيل، أشاد رئيس بعثة اليونيفيل بالجهود التي تبذلها الوزارة في تطوير القدرات المؤسساتية والتقنية للوزارات اللبنانية، والهيئات المركزية، والهيئات العامة والبلديات". وقال بيري بحضور عز الدين: "ان أحد الجوانب الرئيسية لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي يشكل جوهر ولاية اليونيفيل، هو بناء القدرات وتوسيع سلطة الدولة في منطقة العمليات". وأشار إلى أن "المشاركة الوثيقة التي يقوم بها العاملون في اليونيفيل مع السلطات المحلية ساعدت في تحديد الاحتياجات ومعالجة التحديات على حد سواء". وبعد اجتماعها مع رئيس بعثة "اليونيفيل"، قالت عز الدين: "إن جهود اليونيفيل لا يمكن إنكارها في لبنان، وخلال هذا اليوم هنا، شاهدت وقيمت جهودكم الهائلة لناحية المساهمة في التنمية المستدامة التي تدعم قدرات الحكومة اللبنانية وتمكن المجتمعات المحلية". ولفت البيان الى أن "عزالدين تفقدت خلال الزيارة، بعض المشاريع التي نفذتها البعثة بالتنسيق مع السلطات المحلية في جنوب لبنان"، وقالت: "هذه المشاريع هي أحدى عوامل بناء الثقة بين اليونيفيل والمجتمعات المحلية، وهي تساعد أيضا على استعادة سلطة الدولة في المنطقة". أضافت: "هذه المشاريع تلبي الاحتياجات المباشرة للبلديات التي تعد عنصرا هاما جدا في بناء الثقة والاستقرار في منطقة عمليات اليونيفيل". كما تفقدت عز الدين محطة الصرف الصحي والمزرعة الشمسية في المقر العام "لليونيفيل". وأشار البيان الى أنه "بغية الحد من تأثير البعثة على البيئة، قامت اليونيفيل بتركيب أكثر من 2100 لوح طاقة شمسية، أي ما يمثل أكثر من خمسة في المائة من اجمالي استهلاك الطاقة في المقر العام لليونيفيل".

 

وفد برلماني هولندي وصل الى بيروت

الجمعة 13 تشرين الأول 2017  /وطنية - المطار - وصل بعد ظهر اليوم إلى "مطار رفيق الحريري - الدولي"، وفد برلماني هولندي كبير، حيث سيجري محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، وسيقوم بجولة في مخيمات النازحين السوريين في البقاع للاطلاع على أوضاعهم، وكيفية تقديم المساعدة للدولة اللبنانية في موضوعهم. وكان في استقبال الوفد في صالون الشرف في المطار سفير هولندا Jan waltmans.

 

نديم الجميل/كتاب موجّه إلى رئاسة الحكومة اللبنانية في ما يخصّ المظاهر الميليشياوية للحزب السوري القومي الإجتماعي في الحمرا

دولة رئيس مجلس النواب المحترم

الأستاذ نبيه بري

تحية طيبة وبعد،

نتشرف بأن نوجّه من خلال رئاستكم الكريمة سؤال إلى الحكومة، تحديداً إلى رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري وإلى معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق، حول بعض المظاهر المسلحة المتنقلة في المناطق اللبنانية كما بعض التجمعات لبعض الأحزاب اللبنانية في شوارع العاصمة بيروت آخرها تجمّع للحزب السوري القومي الإجتماعي في شارع الحمرا، مما يخالف القوانين المرعية الإجراء لاسيما قانون العقوبات اللبناني الذي يمنع حصول تجمعات مماثلة وإقفال الطرق، ويبث الخوف والذعر في نفوس المواطنين العزّل مما يشوّه صورة لبنان ككيان مستقل وكوجهة سياحية.

في التفاصيل.

خلال الأسبوع الفائت قام الحزب السوري القومي الإجتماعي في شارع الحمرا وعلى بعد أمتار من وزارة الداخلية والبلديات بعرض عسكري في ثياب سوداء اللون، اجراه الجناح العسكري للحزب المذكور المعروف "بنسور الزوبعة"، هذه الفرقة العسكرية التي شاركت في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري، تخلله قطع للشارع الرئيسي في هذه المنطقة الآمنة دون سابق إنذار و/أو مواكبة من القوى الأمنية والجيش، مما خلق حالة ذعر في نفوس المواطنين وعكس صورة لا تليق بوطننا وبالعاصمة اللبنانية ليرسل هذا الحزب من خلال هذا العرض رسالة سياسية مرفوضة لأطراف لبنانية مختلفة، وتذّكر المواطنين اللبنانين لاسيما أهالي العاصمة بيروت بصفحة سوداء من تاريخها والمعروفة بأحداث 7 أيار 2008 المشؤومة، لاسيما أنه كان للحزب المذكور دور فيها.

تداولت وسائل التواصل الإجتماعي صورًا لهذا العرض العسكري فضلاً عن صور أخرى لمخيمات تدريب تقام على الأراضي اللبنانية للحزب ذاته مما ذكّرنا بأحداث غابرة نتمنى عدم العودة إليها، إلا أن ذلك ليس إلا تعبيراً عن ضعف الدولة وترهلها، إن فتح المجال لممارسات مماثلة يسرّع في إنهيار ما تبقى

من مؤسسات الدولة ويعرّض صورتها للإهتزاز أمام المواطنين اللبنانيين والمجتمع الدولي، مع العلم إننا شهدنا في الآونة الأخيرة على أكثر من حادثة مماثلة تطرح أكثر من علامة إستفهام حول سببها وأهدافها ودور الأجهزة الأمنية في هذا الخصوص،

إن ما يجعل هذه الممارسات فائقة الخطورة شعور اللبنانيين بسياسة صيف وشتاء تحت سقف واحد، وبسطوة السلاح المتفلت على الحياة اليومية والسياسية والمدنية. هذه الممارسات والتغاضي عنها سوف تؤدّي إلى دمار الوطن، تدفعنا من موقعنا المسؤول إلى طرح السؤال الحاضر وفقاً للأصول المعمول بها في النظام الداخلي لمجلس النواب وعلى الشكل التالي:

أولاً: في الوقائع.

1. منذ فترة وخلال ولاية الحكومة الحاضرة شهدت عدة مناطق لبنانية مظاهر مسلحة وعروض لفرق عسكرية وشبه عسكرية خلقت حالة ذعر في نفوس المواطنين كان آخرها العرض الذي أقامه الحزب السوري القومي الإجتماعي في شارع الحمرا بتاريخ 28-9-2017 وعلى بعد أمتار من مقر وزارة الداخلية، الأمر الذي أدى إلى إعاقة أعمال المواطنين .

2. تبين أن العرض تم بدون أي مراقبة من العناصر الأمنية: فإذًا كيف يُمنح إذن لعرض مماثل؟ وإذا لم يُمنح إذنًا كيف لم تعرف به الأجهزة المختصة؟ وهل يوجد قرار سياسي بغض النظر عن عروض مماثلة؟ كل هذه الأسئلة المشروعة تداولها المواطنين عبر وسائل التواصل الإجتماعي ونُقلت إلينا من خلال لقاءاتنا اليومية معهم:

ثانياً: في السؤال المفصّل.

1. هل العرض موضوع السؤال الحاضر قد إستحصل على رخصة من وزارة الداخلية والبلديات أو من أي مرجع آخر؟ وفي حال الاستحصال عليه، هل تم العرض وفق مضمون الموافقة ؟

2. هل كان هذا العرض موضع متابعة من الأجهزة الأمنية المختصة؟

3. لماذا لم تتّخذ الحكومة اي إجراء وقائي او ردعي للدفاع عن السيادة الوطنية لمكافحة المظاهر العسكرية والميليشياوية التي تعرّض الدولة اللبنانية للإنهيار وتضرب هيبة السلطة المركزية في الصميم؟

4. ما هي أسباب عدم إجراء أي ملاحقة قضائية بحق المنظمين لا سيما وأن العرض موضوع السؤال وقطع الطرقات يقع تحت طائلة قانون العقوبات اللبناني؟ وما هي أسباب التأخير في ذلك؟

5. ما هي الإجراءات المتخذة لمنع أي حوادث مماثلة ؟

لذلك،

جئنا بموجب كتابنا الحاضر، نطلب من دولتكم إحالة سؤالنا المفصّل أعلاه إلى الحكومة، وتحديداً إلى الوزراء المعنيين، طالبين منهم الإجابة عليه فعلياً ضمن مهلة خمسة عشر يوماً على الأكثر من تاريخ تسلمهم السؤال.

وتفضلوا بقبول فائق الإحترام والتقدير،

مع التحفظات،

النائب نديم بشير الجميّل

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ماتيس: نراقب أي أعمال استفزازية من إيران بعد خطاب ترامب

جريدة الجمهورية/السبت 14 تشرين الأول 2017/اعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أنه "لم يشهد أي أعمال استفزازية من إيران عقب خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي رسم نهجا أكثر مواجهة مع إيران"، مشيرا الى أن "الوضع العسكري الأميركي لا يزال دون تغيير حتى الآن".

وقال ماتيس للصحافيين على متن طائرة عسكرية: "الآن نتابع إمكانية وقوع أعمال استفزازية أخرى من الإيرانيين لكننا لم نشهد ذلك حتى الآن".

 

ترمب: لن أصدق على التزام إيران بالاتفاق النووي وسيتم إنهاء الاتفاق إذا لم نتمكن من إدخال تعديلات عليه

الجمعة 23 محرم 1439هـ - 13 أكتوبر 2017م/دبي – العربية.نت/أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الجمعة، استراتيجيته الجديدة إزاء إيران، مؤكداً أنه لن يصدق على التزام طهران بالاتفاق النووي، وأن إدارته ستعمل مع الكونغرس لإجراء تعديلات على الاتفاق. وقال ترمب إن الاستراتيجية تتمثل في أننا "نتعاون مع حلفائنا لمواجهة أنشطة إيران التدميرية. ونقوم بفرض أنظمة أخرى على نظام إيران لوقف تمويل الإرهاب، ومعالجة مسألة صواريخ إيران التي تهدد دول الجوار، وعدم السماح لنظام إيران بامتلاك أي من الأسلحة النووية". وأوضح أن تنفيذ الاستراتيجية سيبدأ بفرض عقوبات على الحرس الثوري، وهو ما يمثل المرشد الإيراني "الفاسد" الذي استفاد من "كافة خيرات إيران لنشر الفوضى". وقال: كلفت الخزانة بفرض مزيد من العقوبات على الحرس الثوري والجهات التابعة له. وأعلن ترمب أنه يجب التوصل لاتفاق جديد مع إيران لحماية المصالح الأميركية بشكل أكبر، في إشارة إلى الاتفاق النووي، معتبراً أن الاتفاق_النووي ساعد إيران على تطوير بعض العناصر في المجال النووي. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أنه يجب ضمان "أن النظام المارق في إيران لن يمتلك سلاحاً نووياً أبداً". وتابع ترمب، خلال إعلانه استراتيجيته الجديدة إزاء إيران والاتفاق النووي، أن "إيران تحت حكم نظام ديكتاتوري نشر الفوضى في كافة أنحاء العالم". وذكر أن النظام_الإيراني مسؤول عن هجمات إرهابية ضد الأميركيين في مناطق مختلفة بالعالم. واعتبر ترمب أن النظام الإيراني يعرقل حركة الملاحة في الخليج والبحر الأحمر، وأن الصواريخ الإيرانية تهدد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. وقال إن الأعمال العدائية للنظام الإيراني ضدنا مستمرة حتى اليوم، وإن النظام الإيراني يتعاون مع القاعدة وقدم المأوى لمتورطين في هجمات 11 سبتمبر.

 

الخزانة الأميركية تضع الحرس الثوري على قائمة العقوبات

الجمعة 23 محرم 1439هـ - 13 أكتوبر 2017م/دبي – العربية.نت/أعلنت الخزانة الأميركية، اليوم الجمعة، أنها وضعت الحرس الثوري الإيراني على قائمة العقوبات. وشملت هذه العقوبات الأميركية الجديدة 4 كيانات، بينها شركة صينية، وذلك لعلاقتها بالحرس الثوري. بدوره، أوضح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن تنفيذ استراتيجيته الجديدة تجاه إيران سيبدأ بفرض عقوبات على الحرس الثوري، وهو ما يمثل المرشد الإيراني "الفاسد" الذي استفاد من "كافة خيرات إيران لنشر الفوضى". وقال ترمب في خطابه اليوم: "كلفت الخزانة بفرض مزيد من العقوبات على الحرس الثوري والجهات التابعة له". واعتبر أن الحرس الثوري "يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني.. لتمويل الحرب والإرهاب في الخارج"، طالباً من وزارة الخزانة اتخاذ "عقوبات أشد" بحقه. ورغم ذلك، لم يقرر ترمب تصنيف هذه المجموعة ضمن "المنظمات الإرهابية". من جهته، قال وزير الخزانة، ستيف منوتشين، في بيان إن "الحرس الثوري أدى دورا مركزيا لجعل إيران أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم"، مضيفاً أن فيلق القدس هو "الكيان الرئيسي" في منظومة الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد وحزب الله و"مجموعات إرهابية أخرى". إلى ذلك، سمت وزارة الخزانة، الجمعة، ثلاث شركات إيرانية في إطار مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، وبسبب دعمها للجيش الإيراني وللحرس الثوري. واستهدفت أيضا شركة رابعة مقرها في الصين لأسباب مماثلة.وفي وقت سابق من اليوم، كان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، قد قال إن الرئيس_الأميركي، دونالد ترمب، لن يطلب من الكونغرس إعادة فرض عقوبات على إيران.

وأكد الوزير أن ترمب قرر عدم التصديق على أن إيران ملتزمة بالاتفاق النووي. وأضاف تيلرسون أن ترمب سيمنح الخزانة الأميركية سلطات واسعة لفرض عقوبات "محددة" على الحرس الثوري الإيراني. لكن تيلرسون قال إن إعلان ترمب عدم التصديق على التزام إيران بالاتفاق لا يعني انسحاب أميركا منه. وأوضح أن ترمب يريد من الكونغرس تشديد السياسة تجاه إيران بإلزامها بالسماح بمزيد من الوصول إلى مواقعها النووية. وهذا الأمر سيضع الكونغرس بحكم الأمر الواقع في الخط الأمامي، حيث سيكون أمام البرلمانيين مهلة 60 يوماً لكي يقرروا إعادة فرض العقوبات التي رفعت منذ 2015 عن إيران، أم لا. وقال تيلرسون إنه ناقش مع نظيره الإيراني إمكانية إبرام اتفاق جديد إلى جانب اتفاق 2015 يتناول برنامج الصواريخ الباليستية. وتابع وزير الخارجية الأميركي "نعتقد أن الاتفاق ضعيف ولا يقدم أجوبة على العديد من الأسئلة المهمة"، متحدثاً عن احتمال التوصل إلى اتفاق جديد في المستقبل لا يحل محل الاتفاق الحالي وإنما يكمله. وأوضح "ما نقترحه هو ما نظن أنه أفضل سبيل لتحسين هذا الاتفاق. وإذا لم نتمكن من ذلك، بإمكاننا الانسحاب من الاتفاق في نهاية المطاف". وأكد تيلرسون أن رسالة الرئيس ستكون "فلنحاول تحسين هذا الاتفاق". وترغب الإدارة الأميركية في إلغاء الجداول الزمنية الواردة في هذا الاتفاق والتي يتم بموجبها رفع القيود تدريجياً عن البرنامج النووي_الإيراني اعتباراً من 2025. من جانب آخر، أعلن تيلرسون أن ترمب سيفرض عقوبات محددة الأهداف على مسؤولين من الحرس_الثوري الإيراني، إلا أنه لن يصنفه منظمة إرهابية. وقال "لقد رأينا أن هناك مخاطر وتعقيدات محددة ترتبط بتصنيف جيش كامل لبلد ما"، على أنه منظمة إرهابية. وأضاف أنه بدلاً من ذلك، ستفرض عقوبات "تستهدف هياكل التمويل بحد ذاتها وأفراداً معينين، وتعاقب الأشخاص الذين يدعمون هذا النوع من الأنشطة".

 

عقوبات أميركية “قاسية” ضد “الحرس الثوري الإيراني”

سكاي نيوز عربية/13 تشرين الأول/17/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة عقوبات “قاسية” جديدة ضد الحرس الثوري الايراني لقيامه بدعم الإرهاب وممارسة أنشطة إرهابية. وقال إن الحرس الثوري “يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني (…) لتمويل الحرب والارهاب في الخارج”، طالبا من وزارة الخزانة اتخاذ “عقوبات أشد” بحقه. ولإيران والحرس الثوري تاريخ أسود وحافل في تاريخ الإرهاب، فقدد أسست ما يسمى “فيلق القدس” وغيره من الميليشيات الطائفية، أما خارجها فأسست ومولت كلا من حزب الله في لبنان وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، وميلشيات طائفية في سوريا، وميليشيا الحوثي في اليمن، وسرايا المختار والأشتر في البحرين.

وفي عام 2016 اعترفت إيران رسميا، على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، بوجود 200 ألف مقاتل إيراني خارج البلاد في سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن. وقد تحدثت  العديد من التقارير الإعلامية والدراسات الاستراتيجية عن العمليات الإرهابية التي تقف خلفها إيران منذ عقود، وإن كان أبرزها في عام 1982، حيث تم اختطاف 96 مواطنا أجنبيا في لبنان بينهم 25 أميركيا فيما يعرف بأزمة الرهائن التي استمرت 10 سنوات، وكل عمليات الخطف قام بها حزب الله والجماعات المدعومة من إيران. تلاها بعام تفجير السفارة الأميركية في بيروت من قبل حزب الله في عملية دبرها النظام الإيراني، مما أدى إلى مقتل 63 شخصا.

وفي عام 1986، حرضت إيران حجاجها على القيام بأعمال شغب في موسم الحج، مما نتج عنه تدافع الحجاج ووفاة 300 شخص.

وفي عام 2003 تورط النظام الإيراني في تفجيرات الرياض بأوامر من أحد زعماء القاعدة في إيران، ونجم عنها مقتل العديد من المواطنين السعوديين والمقيمين الأجانب.

وفي عام 2011، تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في مدينة كراتشي الباكستانية.

وفي نفس العام أحبطت الولايات المتحدة محاولة اغتيال السفير السعودي السابق وزير خارجية المملكة الحالي عادل الجبير، وثبت تورط النظام الإيراني في تلك المحاولة.

ويقول المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان لسكاي نيوز عربية أن إيران “اكتشفت مبكرا أن جماعات الإرهاب لا يحركها دين ولا مذهب بقدر ما تحركها أهداف سياسية.. وهي أدوات يمكن لإيران استخدامها بسهولة لتوجيه أنشطة هذه الجماعات لخدمة مصالحها بينما تظل هي نفسها في مأمن”.

ويرى بدرخان أن “إيران استخدمت الأنشطة الإرهابية لخلط الأوراق في كل من سوريا والعراق، وتحسين وضعها في المفاوضات النووية وعقد تسويات في لبنان”.  وبالرغم من أن الإرهاب سلاح ذو حدين، فإن “إيران استطاعت استخدامه لصالحها” حتى الآن على الأقل.

 

الحرس الثوري”.. ذراع إيران في الإرهاب والتدمير

سكاي نيوز عربية/13 تشرين الأول/17/يعد الحرس الثوري واحد من أهم الأجهزة الأمنية والعسكرية في إيران، ويلعب دورا خطيرا في دعم المنظمات الإرهابية في المنطقة. وتأسس الحرس الثوري عقب الثورة على نظام الشاه سنة تسعة وسبعين بقرار من المرشد الخميني، بهدف حماية النظام الجديد، ويقدر عدد أ فراده بنحو 125 ألف. ويمتلك قوات برية  وبحرية وجوية وله سلطة الاشراف على الأسلحة الاستراتيجية في البلاد، ويشرف أيضا على مليشيات الباسيج التي تتكون من 90 ألف من المتطوعين. والحرس الثوري ليس قوة عسكرية فقط، بل سياسية واقتصادية أيضا، فكثير من رجالاته تولوا مناصب سياسية مهمة في البلاد، وأبرزهم الرئيس السابق احمدي نجاد. وتشير بعض المعلومات إلى أن الحرس الثوري يسيطر على نحو ثلث اقتصاد البلاد، من خلال مجموعة مؤسسات الحرس الثوري هو أداة النظام لقمع أي معارضة داخل إيران.

وفي الوقت ذاته يعتبر يد إيران الطولى للتدخل والتوسع في منطقة الشرق الأوسط وغيرها، وهو الأمر الذي لاتخفيه طهران. فالقائد العام للحرس محمد علي جعفري  تباهي بتجهيز 200 ألف شاب مسلح في سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن، كما أنه من خلال “فيلق القدس” الذي يمثل قوات النخبة في الحرس الثوري، تتدخل إيران في سوريا لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد عسكريا في مواجهة المعارضة. أما في العراق، فإن أغلب المليشيات الطائفية هناك مرتبطة به وتتلقى منه الدعم والتسليح والتدريب، كما يتدخل في لبنان عبر ميليشيات حزب الله، ويشرف على تدريب أفراده وتسليحه وتمويله، والأمر ذاته في اليمن من خلال دعم المتمردين الحوثيين بالتسليح والتدريب والتمويل. وفي دول الخليج العربي، فإن للحرس الثوري عدة محاولات للتدخل من أجل زعزعة الاستقرار فيها، ويظهر ذلك جليا في البحرين التي أعلنت مرارا تفكيك خلايا إرهابية مرتبطة بهذا الجهاز وكذلك الكويت، عدا عن محاولاته المستمرة بالمساس بأمن واستقرار السعودية. وللحرس الثوري أفراد في السفارات الإيرانية عبر العالم، تنفذ عمليات استخباراتية وتشرف على معسكرات التدريب وتقدم الدعم للموالين لإيران، والهدف تنفيذ استراتيجية المرشد الإيراني الرامية إلى زعزعة الاستقرار خاصة في منطقة الشرق الأوسط عبر شعار تصدير الثورة.

 

ترامب: إيران لن تحصل على سلاح نووي ابداً أبداً… و”حزب الله” إرهابي قتل 200 جندي أميركي

سكاي نيوز عربية/13 تشرين الأول/17/أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة في كلمة له كشف فيها عن الاستراتيجية الجديدة تجاه الاتفاق النووي الإيراني، إلى أن طهران لن تحوز السلاح النووي أبدا، مؤكدا أنه كرئيس للولايات المتحدة يمكنه إلغاء الاتفاق في أي وقت. وشدد على أن الاتفاق النووي مع طهران كان أسوأ اتفاق وقعته الولايات المتحدة الأميركية عبر تاريخها، وأن النظام الإيراني أخاف المفتشين الدوليين لمنعهم من تفيتش المنشآت النووية. وتابع: الاتفاق النووي النوي كان يفترض أن يسهم في تحقيق السلم والأمند الدوليين، ولكن طهران لا تلتزم بروح الاتفاق النووي. وقال سنعمل على استراتيجية جديدة تجاه إيران أهمها أن طهران لن تحصل على سلاح نووي، وسيتم فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني الذي هو “منظمة خبيثة” استخدمت أموالا طائلة لتمويل عمليات إرهابية. وأوضح ترامب أن إيران تخضع لنظام متطرف ومتشدد نشر الرعب والقتل في أنحاء العالم، مشيرا إلى أن ميلشيات “حزب الله” اللبنانية المدعومة من إيران دمرت مقار للولايات المتحدة في لبنان وقتلت أكثر من 200 جندي أميركي. وأشار إلى ضلوع إيران في عمليات إرهابية في السعودية وإفريقيا، وأن نظام طهران استضاف العديد من الشخصيات الإرهابية لاسيما بعد هجمات 11 أيلول. وقال ترامب إن إيران تدعم العديد من الجماعات الإرهابية في العالم مثل طالبان والقاعدة وهي أكبر داعم للإرهاب في العالم. ونوه إلى أن نظام الملالي قمع شعبه ومارس أفظع أشكال الظلم ضد الطلاب خلال أحداث “الثورة الخضراء”.وشدد على إيران ارتكتب جرائم بحق الشعب السوري ودعمت فظائع رئيس النظام السوري بشار الأسد لاسيما الهجمات الكيماوية ضد المدنيين.

 

هكذا رد روحاني على تهديدات وإجراءات ترامب ضد إيران وذكّر ترامب بأن الاتفاق النووي ليس اتفاقية ثنائية- أرشيفية

وكالات/الجمعة، 13 أكتوبر 2017 لم ينتظر الرئيس الإيراني حسن روحاني طويلا للرد على خطاب وإجراءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي أعلن فيها في خطاب متلفز اتخاذ واشنطن عن إجراءات عقابية جديدة ومشددة حيال طهران، دون إعلان الانسحاب من الاتفاق النووي بحسب ما روج وأعلن عنه في حملاته الانتخابية. ولم تمض أكثر من ساعة على انتهاء ترامب من خطابه حتى سارع الرئيس الإيراني لخطاب متلفز رد فيه على الموقف الأمريكي الجديد. واتهم روحاني في خطابه الولايات المتحدة الأمريكية، بصناعة العديد من الجماعات الإرهابية، قائلا إن الشعب الإيراني لن ينحني أمام ديكتاتور أو أي قوة مهما كانت. وقال معلقا على الموقف الأمريكي الجديد حيال ملف إيران النووي والاتفاق المبرم دوليا: "يبدو أن ترامب لا يعلم بأن وثيقة الإتفاق النووي ليست إتفاقية ثنائية". ولفت روحاني إلى أن الرئيس الأمريكي "لا يعلم أن أميركا ساعدت قبل عقود على انقلاب أسقط الحكومة الشرعية في إيران" .

وتابع: "بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية نسي ترامب أن أمريكا سعت لإسقاط الثورة الإسلامية وأن الرئيس الأمريكي نسي أن حكومته وقفت إلى جانب صدام في حربه ضد إيران". وأضاف: " ترمب نسي أن حكومته دعمت قصف القنابل والأسلحة الكيميائية ضد أكراد العراق". وخاطب روحاني الشعب الأمريكي قائلا: "هل نسيتم كيف تعاملتم مع الشعبين الأفغاني والفلسطيني، ولماذا لا تعترضون على القنابل التي تسقط على رؤوس اليمنيين؟". وأكد روحاني مواصلة بلاده تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالملف النووي. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني علقت الجمعة على خطاب ترامب قائلة إن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي توعد دونالد ترامب بإلغائه "يعمل ويؤتي ثماره". وقالت بعد دقائق من كلمة للرئيس الأمريكي أعلن فيها رفضه الإقرار بالتزام إيران الاتفاق: "لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بوصفنا مجتمعا دوليا، وأوروبا بالتأكيد، بتفكيك اتفاق يعمل ويؤتي ثماره".

واعتبرت أنه لا سلطة لدى ترامب لوضع حد لهذا الاتفاق "في أي وقت"، كما أعلن. وأضافت أن "رئيس الولايات المتحدة لديه سلطات عديدة ولكن ليس هذه السلطة"، مذكرة بأن الموقف الأمريكي من الاتفاق بات اليوم في يدي الكونغرس. وتابعت: "هذا الاتفاق ليس اتفاقا ثنائيا، ليس معاهدة دولية،  بحسب علمي لا يستطيع أي بلد في العالم أن يلغي بمفرده قرارا لمجلس الأمن الدولي تم تبنيه بالإجماع". وأعلن ترمب رفضه الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي، معتبرا أنه "أحد أسوأ" الاتفاقات في تاريخ الولايات المتحدة، ومؤكدا أن طهران لا تحترم روحيته.

 

واشنطن تفرض عقوبات 'صارمة' على الحرس الثوري الإيراني

العرب/14 تشرين الأول/17

واشنطن – أعلنت الخزانة الأميركية، الجمعة، أنها وضعت الحرس الثوري الإيراني على قائمة العقوبات، مع سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقراره بالتزام إيران بالاتفاق النووي، وإحالته إلى الكونغرس.وتحدث ترامب عن استراتيجيته الجديدة إزاء إيران، وقال إنها تتمثل في أن “نتعاون مع حلفائنا لمواجهة أنشطة إيران التدميرية. ونقوم بفرض أنظمة أخرى على نظام إيران لوقف تمويل الإرهاب، ومعالجة مسألة صواريخ إيران التي تهدد دول الجوار، وعدم السماح لنظام إيران بامتلاك أي من الأسلحة النووية”. وأوضح أن تنفيذ الاستراتيجية سيبدأ بفرض عقوبات على الحرس الثوري، وهو ما يمثل المرشد الإيراني “الفاسد” الذي استفاد من “كافة خيرات إيران لنشر الفوضى”، وفق تعبيره. وشملت العقوبات الأميركية الجديدة 4 كيانات، بينها شركة صينية، وذلك لعلاقتها بالحرس الثوري. وأعلن وزير الخارجية ريكس تيلرسون أن ترامب “سحب إقراره” بالتزام إيران بتعهداتها الواردة في الاتفاق حول برنامجها النووي لكنه لن ينسحب من الاتفاق الذي أبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى. وهذا الأمر سيضع الكونغرس بحكم الأمر الواقع في الخط الأمامي حيث سيكون أمام البرلمانيين مهلة 60 يوما لكي يقرروا إعادة فرض العقوبات التي رفعت منذ 2015 عن إيران، أم لا. وأضاف تيلرسون “لا نطلب من الكونغرس إعادة فرض عقوبات لأن ذلك سيعني بحكم الأمر الواقع انسحابا من الاتفاق” الهادف إلى منع إيران من امتلاك السلاح الذري. وتابع “نعتقد أن الاتفاق ضعيف ولا يقدم أجوبة عن العديد من الأسئلة المهمة” متحدثا عن احتمال التوصل إلى اتفاق جديد في المستقبل لا يحل محل الاتفاق الحالي وإنما يكمله. وأوضح “ما نقترحه هو ما نظن أنه أفضل سبيل لتحسين هذا الاتفاق. وإذا لم نتمكن من ذلك، فبإمكاننا الانسحاب من الاتفاق في نهاية المطاف”. من جانب آخر أعلن تيلرسون أن ترامب سيفرض عقوبات محددة الأهداف على مسؤولين من الحرس الثوري الإيراني، إلا أنه لن يصنفه منظمة إرهابية. وأضاف أنه ستفرض عقوبات “تستهدف هياكل التمويل بحد ذاتها وأفرادا معينين، وتعاقب الأشخاص الذين يدعمون هذا النوع من الأنشطة”. وواجه ترامب ضغوطا هائلة وهو يبحث أمر عدم تجديد التصديق على الاتفاق إذ سيعد تجاهلا لتحذيرات من داخل إدارته وخارجها بأن مثل هذه الخطوة ربما تقوض مصداقية الولايات المتحدة.

ريكس تيلرسون: نعتقد أن الاتفاق ضعيف ولا يقدم أجوبة عن العديد من الأسئلة المهمة

ويرى مفتشون نوويون تابعون للأمم المتحدة أن إيران ملتزمة بالاتفاق الذي يحد من نطاق البرنامج النووي الإيراني لضمان عدم قدرتها على استخدامه في تطوير قنابل في مقابل رفع العقوبات الدولية على طهران. لكن ترامب يقول إنها تنتهك روح الاتفاق ولم تفعل شيئا للحد من برنامجها للصواريخ الباليستية أو دعمها المالي والعسكري لجماعة حزب الله اللبنانية ولجماعات متطرفة. وحذر الحلفاء الأوروبيون من حدوث انقسام بينهم وبين الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي حيث أنهم مستفيدون اقتصاديا من تخفيف العقوبات. ووجه عدد من الحلفاء الأوروبيين من بينهم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مناشدة شخصية لترامب لإقرار الاتفاق من أجل وحدة الحلفاء، وهو ما يضاعف التكهنات بشأن عدم إقدام الكونغرس على اجراءات من شأنها إنهاء الاتفاق. وتعهدت الحكومة الألمانية الجمعة بالعمل على مواصلة الوحدة إذا لم يصادق ترامب على الاتفاق لأن برلين ما زالت على قناعة بأن الاتفاق كان أداة مهمة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية. وقالت ماريا أدبهار المتحدثة باسم وزير الخارجية الألماني للصحافيين إن زيغمار غابرييل أوضح وجهة النظر الألمانية في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في وقت متأخر من مساء الخميس. وقال غابرييل “يجب أن تتحد أوروبا بخصوص هذه القضية… يجب أن نقول للأميركيين أيضا إن سلوكهم في ما يتعلق بالقضية الإيرانية سيدفعنا نحن الأوروبيين إلى اتخاذ موقف مشترك مع روسيا والصين ضد الولايات المتحدة”. وأضاف لمؤسسة (آر.إن.دي) للنشر “لا بد وأن تتحد أوروبا بخصوص هذه القضية”. واستبعد مسؤولون أوروبيون بشكل قاطع إعادة التفاوض على الاتفاق لكنهم قالوا إنهم يشاطرون ترامب مخاوفه إزاء تأثير إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط. فيما عبرت الصين عن أملها في استمرار الاتفاق. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء الجمعة عن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قوله إنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع بلاده فسيعني هذا نهاية الاتفاق الدولي.

 

السعودية ترحب باستراتيجية ترمب "الحازمة" إزاء إيران

الجمعة 23 محرم 1439هـ - 13 أكتوبر 2017م/دبي – العربية.نت/رحبت السعودية بالاستراتيجية "الحازمة" التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إزاء إيران. وأشادت المملكة، في بيان، برؤية ترمب والتزامه بالعمل مع حلفاء أميركا وعمله على مواجهة التحديات، وعلى رأسها سياسات إيران العدوانية في المنطقة. وقال البيان إن "المملكة العربية #السعودية سبق لها أن أيدت الاتفاق النووي، إيماناً منها بضرورة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقتنا والعالم وأن يؤدي ذلك إلى منع طهران من الحصول على سلاح نووي بأي شكل كان". لكن البيان قال إن #إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات واستخدمته للاستمرار في زعزعة الاستقرار في المنطقة، وبخاصة من خلال برنامج تطوير صواريخها الباليستية ودعمها للإرهاب في المنطقة، بما في ذلك حزب الله والميليشيات الحوثية. وأضاف: لم تكتف إيران بذلك بل قامت في انتهاك صارخ وفاضح للقرارات الدولية بنقل تلك القدرات والخبرات للميليشيات التابعة لها، بما ذلك ميليشيات الحوثي التي استخدمت تلك الصواريخ لاستهداف المملكة، ما يثبت زيف الادعاءات الإيرانية بأن تطوير تلك القدرات لأسباب دفاعية واستمرار لنهجها العدواني، فقد قامت من خلال حرسها الثوري وميليشيا الحوثي التابعة لها بالتعرض المتكرر لممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر والخليج العربي، واستمرار إيران في الهجمات "السيبرانية" ضد المملكة ودول المنطقة. وأكدت المملكة التزامها التام باستمرار العمل مع شركائها في الولايات المتحدة والمجتمع لتحقيق الأهداف المرجوة، التي أعلنها ترمب وضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل، لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية ويقطع كافة السبل أمام إيران لحيازة أسلحة الدمار الشامل.

 

قرارات ترامب التصعيدية حيال إيران تُدخل المنطقةَ مرحلة "حرِجة" وتعويل على وساطة تضطلع بها موسكو لحصر ذيول الأزمة الناشئة

المركزية- على وقع نصائح دولية وأممية متتالية لم تفلح في تبديل توجّهاته، يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة في شأن إيران والتي ستّتسم، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية"، بتشدد وحزم أكبر حيال "الجمهورية الاسلامية"، خصوصا اذا ما تمت مقارنتها بتلك التي اعتمدتها إدارة سلفه باراك اوباما الديموقراطية. أما أبرز "الادوات" التي سيلجأ اليها سيد البيت الابيض لتضييق الطوق حول طهران، فتتمثل في قرارين بارزين سيكون لهما من دون شك، ارتدادات كبيرة على الساحتين الاقليمية والدولية:

الاول، إعلان ترامب عدم المصادقة على الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران ومجموعة "5+1" (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) في 14 تموز 2015، لأنه "ليس في صالح الولايات المتحدة ولأن ايران لم تتقيد بروحيّته"، على ان يحيل ملفه الى الكونغرس الذي سيعيد على الارجح، فرض عقوبات على طهران، كانت رفعت إبان توقيع الاتفاق، وهي خطوة تعني عمليا، انسحاب واشنطن منه.  والثاني، إدراج واشنطن، وللمرة الاولى، الحرس الثوري الايراني على لائحة الارهاب وتصنيفه منظمة إرهابية، مع ما يستتبع ذلك من تدابير وإجراءات ستقوّض قدراته ونفوذه. واذا كانت العواصم المعنية بالاتفاق، ومعها الامم المتحدة، كثّفت في الاسابيع الماضية جهودها، لثني ترامب عن نفض يده من "النووي"، وأعلنت ان اي قرار يتخذه في هذا الشأن لن يؤثر على التزامها بالاتفاق، فإن من غير المستبعد، وفق المصادر نفسها، أن تتبنى أطراف دولية بارزة، كالاتحاد الاوروبي والدول الخليجية، الموقف الاميركي من "الحرس الثوري"، في المرحلة المقبلة. من جهتها، تلوّح ايران بـ"الأعظم" اذا ذهب ترامب نحو "قلب الطاولة" عليها. ففي وقت هدّد المرشد الأعلى علي خامنئي، واشنطن، قائلا إن إيران سترد بقوة على أي خطوة خاطئة من جانب الولايات المتحدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي، تشير المصادر الى ان الولايات المتحدة تتحسّب لكل السيناريوهات، ومنها التعرض للقواعد العسكرية الاميركية في المنطقة بعد ان اعلنت طهران انها ستكون مهددة اذا اقرت واشنطن عقوبات جديدة. وفي السياق، أكد قائد القيادة المركزية الأميركية جوزيف فوتيل أنه "سيواصل التركيز على حماية الجنود الأميركيين وأن القيادة ستتخذ القرارات وسنستعد للقيام بما يلزم لحماية أنفسنا وبشكل خاص لحماية مصالحنا في المنطقة"، معتبرا ان "إيران مصدر لزعزعة الاستقرار في المنطقة على المدى الطويل ولذلك لا نزال نشعر بقلق من أنشطتها".

واذ لا تستبعد ان يكون التصعيد العسكري عبر جبهتي الجنوب اللبناني والجولان السوري من وسائل الرد الايراني على التصعيد الاميركي، وترى ان المنطقة مقبلة نحو مرحلة حرجة ودقيقة، تقول المصادر ان التعويل كبير على وساطة يمكن أن تضطلع بها موسكو، القادرة على التواصل مع طرفي الازمة، لوضع أطر للخلاف الناشئ وحصر ذيوله. وفي وقت رأى الكرملين اليوم ان "انسحاب واشنطن من النووي ستكون له عواقب سلبية وخيمة"، وأكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لنظيره الايراني محمد جواد ظريف تمسك موسكو بالاتفاق النووي، تعتبر المصادر ان "الزيارة التي يزمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيام بها الى ايران قبل نهاية العام الجاري، وزيارة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الى روسيا اليوم حيث يشارك في اجتماع اتحاد البرلمانات الدولي في سان بطرسبورغ، قد تكونان مناسبتين للتشاور في التطورات على خط "الاتفاق". وكان لاريجاني أشار الى ان "إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع بلاده فسيعني ذلك نهاية الاتفاق، وقد يشيع حالة من الفوضى في العالم". ونقلت وكالة تاس الروسية عنه قوله "إن إيران تأمل أن تلعب روسيا دوراً في حل الوضع الذي يكتنف الاتفاق النووي".

 

حلف الأطلسي يدعو واشنطن وأنقرة إلى «حل خلافاتهما» على خلفية أزمة التأشيرات بين البلدين

الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17/دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم (الجمعة)، الولايات المتحدة وتركيا إلى «حل خلافاتهما» وحضهما على «إيجاد حلول في أسرع وقت ممكن» لأزمة تأشيرات الدخول. وقال ستولتنبرغ لوكالة الصحافة الفرنسية: «نأسف على هذه الخلافات» بين هاتين القوتين العسكريتين الكبيرتين في حلف الأطلسي، مذكرا بأن التعاون مع أنقرة «مهم» في مكافحة التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا.

 

هدنة في جنوب دمشق بضمانة مصرية

الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17/وقّعت ثلاثة فصائل سورية، أبرزها «جيش الإسلام»، في القاهرة أمس، اتفاقاً لوقف إطلاق النار في جنوب دمشق، على أن يبدأ سريانه في اليوم نفسه. ونص الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بضمانة مصرية، على «فتح المعابر ورفض التهجير القسري لسكان المنطقة، مع تأكيد فتح المجال أمام أي فصيل للانضمام للاتفاق». ونقل موقع «بوابة القاهرة» عن مسؤول الهيئة السياسية في «جيش الإسلام» محمد علوش، أن الجانب المصري تعهد بفك الحصار عن الغوطة الشرقية لإدخال المساعدات بكميات كافية. ميدانياً، أحرزت قوات النظام تقدماً في مدينة الميادين بدير الزور من خلال سيطرتها على أربعة أحياء على الأقل في معارك عنيفة ضد تنظيم داعش، في وقت استمرت فيه مفاوضات الساعات الأخيرة لإخراج مقاتلي التنظيم والمدنيين من الرقة. وأشارت المعلومات إلى أن توقيت الإعلان عن تحرير المدينة الذي بات قريباً، مرتبط بالتوصل إلى اتفاق نهائي لإخراج «داعش». ونقلت وكالة {رويترز} عن معارضين سوريين وشهود عيان، أن أول قافلة عسكرية تركية دخلت مدينة إدلب، مساء أمس، وقوامها 30 شاحنة وآلية.

 

الجيش التركي يعلن إقامة «مراكز مراقبة» في إدلب السورية

الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17/أعلن الجيش التركي اليوم (الجمعة) أنه بدأ إقامة «مراكز مراقبة» في محافظة إدلب السورية (شمال غرب) من أجل إنشاء منطقة لخفض التوتر، هدفها وقف المعارك في هذا القطاع الذي يسيطر عليه المتطرفون. وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان: «بدأنا الخميس 12 أكتوبر (تشرين الأول) أشغال إقامة مراكز مراقبة». وقالت الصحف التركية إن قافلة عسكر كبيرة تضم آليات مصفحة وصلت الخميس إلى محافظ إدلب.

 

القوات العراقية تبدأ عملية عسكرية جنوب كركوك وعشرات الآلاف من مقاتلي البيشمركة ينتشرون في المدينة

الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17/بدأت القوات العراقية اليوم (الجمعة) عملية عسكرية باتجاه «استعادة» مواقعها التي خسرتها بعد أحداث يونيو (حزيران) 2014 في محافظة كركوك في شمال البلاد، بحسب ما أعلن ضابط كبير في الجيش العراقي. وقال الضابط، وهو برتبة عميد وموجود ضمن القوة جنوب مدينة كركوك لوكالة الصحافة الفرنسية: «باشرت القوات المسلحة العراقية حركتها تجاه استعادة مواقعها قبل أحداث يونيو 2014»، في إشارة إلى المواقع التي استولى عليها الأكراد، مستغلين هجوم تنظيم داعش المتطرف وانهيار الجيش العراقي في حينه. من جهة أخرى، قال نائب رئيس إقليم كردستان، كوسرت رسول، إنه يجري نشر عشرات الآلاف من مقاتلي البيشمركة في منطقة كركوك للتصدي «لتهديدات» محتملة من القوات العراقية. ونقل تلفزيون «روداو» الكردي عن رسول قوله إن «عشرات الآلاف من مقاتلي البيشمركة وقوات الأمن متمركزون بالفعل في كركوك وحولها». وأضاف: «تم نشر ما لا يقل عن ستة آلاف آخرين من أفراد البيشمركة منذ مساء الخميس للتصدي لتهديد القوات العراقية». وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد نفى يوم أمس (الخميس) أي استعدادات لشن هجوم ضد مواقع كردية، التي أكدت أنها رصدت تحركات عسكرية قرب المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. وأكد مجلس أمن حكومة كردستان العراق، أعلى سلطة أمنية في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي: «نشعر بالقلق من تحشيدات عسكرية عراقية وقوات للحشد الشعبي في بشير وتازه بجنوب كركوك، مع دبابات ومدفعية ثقيلة وآليات هامفي ومدفعين هاون». يأتي ذلك في إطار تصاعد التوتر بين الطرفين منذ الاستفتاء الذي نظمه إقليم كردستان العراق في 25 سبتمبر (أيلول) وتأييد الغالبية الساحقة الاستقلال في خطوة اعتبرتها السلطات المركزية في بغداد غير قانونية.

 

العبادي: لن نخوض حرباً ضد مواطنينا الأكراد وقيادي في «الحشد» يتحدث عن «خطة محكمة» لاستعادة السيطرة على نفط كركوك

الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17/غداة اتهام حكومة إقليم كردستان العراق بغداد بالتحضير لـ«هجوم موسع» على الإقليم من خلال المناطق المتنازع عليها، شدّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على أن حكومته «لن تخوض حرباً ضد مواطنينا الأكراد».وقال العبادي، خلال رئاسته اجتماعاً في الأنبار أمس: «لن نستخدم جيشنا ضد شعبنا، أو نخوض حرباً ضد مواطنينا الأكراد وغيرهم. لكن من واجبنا أيضاً الحفاظ على وحدة البلد وتطبيق الدستور وحماية المواطنين من أي اعتداء وبسط السلطة الاتحادية وإخضاع واردات النفط والمنافذ الحدودية للرقابة لحماية الثروة الوطنية ومصلحة المواطن الكردي». وأكد أن «الأزمة الحالية ليست من صنعنا». ودعا رئيس الوزراء خلال الاجتماع الذي خصص لمناقشة «توطيد الاستقرار» في الأنبار، إلى «العمل بجد لتسريع إعادة الاستقرار في المحافظة، وغلق مخيمات النازحين وعودتهم إلى بيوتهم في أقرب وقت. ويجب الحفاظ على النجاح الذي تحقق في الأنبار». وحذر من «محاولات العودة إلى المربع الأول وإعادة الخطاب الطائفي والتقسيمي والتفريط بمصلحة الوطن والمواطن»، مشدداً على أن الحكومة «لن تحمي أي جهة اعتدت على المواطنين». وجاء الاجتماع غداة زيارة العبادي لمقر قيادة العمليات المشتركة للاطلاع على «الاستعدادات العسكرية لتحرير ما تبقى من الأراضي، وتأمين الحدود»، في حين نقلت وكالة الصحافة الألمانية عن مصادر أمنية في الأنبار، أن قوات الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والجيش انطلقت، أول من أمس، باتجاه مناطق غربي الأنبار، للمشاركة في تحرير مناطق القائم وراوه، آخر معاقل تنظيم داعش في العراق.

وبالعودة إلى الأزمة الكردية، أبلغ مصدر مقرب من الحكومة العراقية «الشرق الأوسط» بتفاصيل ما جرى، أول من أمس، من توتر بين بغداد وأربيل، في شأن اتهامات «الهجوم الموسع». وقال: إن اتصالات جرت بين كبار المسؤولين في حكومة بغداد لتفادي ما قد يحصل من اشتباك في كركوك، و«اتصلت أطراف كردية برئيس الجمهورية فؤاد معصوم لإطلاعه على خطورة الموقف، فقام معصوم بإجراء اتصالات برئاسة الوزراء تمخض عنها إصدار بيان لنفي الاتهامات الكردية عن طريق المتحدث باسم مكتب العبادي».

وأكد المصدر، أن «الحكومة الاتحادية تطالب الأكراد بتسليهما العشرات من عناصر (داعش) المحتجزين لديهم، وهم لا يمانعون في ذلك، لكنهم بصدد التحقيق معهم بشأن 60 مختطفاً من عناصر البيشمركة لدى التنظيم، مصيرهم غير معروف». وأشار إلى أن «لدى الأكراد مخاوف من أن تكون مطالبة الحكومة الاتحادية بعناصر (داعش) ذريعة لعملية السيطرة على حقول النفط في كركوك ومناطق أخرى؛ لأن عناصر (داعش) محتجزون في كركوك». وكان العبادي قال خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي الثلاثاء الماضي، إن «بعض الدواعش الخطرين سُمح لهم بالهرب إلى كركوك، ووجهنا بملاحقتهم وجلبهم، وسينالون جزاءهم». من جهته، رسم قيادي في «الحشد الشعبي» صورة قاتمة للأوضاع المتوترة في كركوك وعموم المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. وقال القيادي في «الحشد» في قضاء طوز خورماتو، رضا محمد كوثر، لـ«الشرق الأوسط»: إن «المنطقة تبدو وكأنها تعيش على فوهة بركان، ولا يمكن توقّع لحظة الانفجار... هناك حشد للقوات غير مسبوق من قبل البيشمركة، وكذلك هناك قوات كبيرة للحكومة الاتحادية على أطراف كركوك». وأضاف: «أرى أن همّ السكان الوحيد هذه الأيام هو الخلاص من القلق الناجم عن توقع لحظة الصدام. الناس لا تهتم كثيراً بمن يسيطر على الأرض، سواء الأكراد أو الحكومة الاتحادية. الناس تريد نهاية لمخاوفها». وكشف رضا كوثر، وهو أيضاً رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء طوز خورماتو، عن «خطة محكمة» وضعتها الحكومة الاتحادية في بغداد «لإعادة السيطرة الكاملة على حقول النفط في كركوك وجميع المناطق المتنازع عليها» مع إقليم كردستان.

وقال: «لدي معلومات عن تحرك قريب تقوم به الحكومة للسيطرة على آبار النفط في كركوك والمناطق المتنازع عليها، لكنني لست متأكداً من موعده. ربما يحدث غداً أو بعد غدٍ أو بعد أسبوع». وأشار إلى أن «الخطة محكمة تماماً، لا يستخدم فيها الصدام المسلح، وأظن أن الأكراد سيقبلون بنتائجها».

وعلق رضا كوثر على تصريحات الأمين العام لوزارة «البيشمركة» جبار ياور، الذي أعرب عن مخاوف من وجود نحو 43 ألف مقاتل تابع للحكومة الاتحادية قرب كركوك، معتبراً أن «الأكراد لديهم هواجس ومخاوف كبيرة من أن هذه القوات المتواجدة على أطراف كركوك غير مخصصة لتحرير الحويجة، إنما لدخول كركوك، لكنهم في المقابل لا يتحدثون عن الحشود الكبيرة لعناصر البيشمركة في أغلب المناطق المتنازع عليها». وتساءل: «لماذا لا تمثل محاصرة ثلاثة ألوية كردية من قوات البيشمركة لقضاء طوز خورماتو تهديداً لحياة أبناء المدينة؟». ولفت إلى أن «القوات الحكومية المتواجدة في قضاء الحويجة ما زالت بعيدة عن آبار النفط في كركوك بنحو 35 كيلومتراً، وما زالت القوات الكردية تتمترس على خط الصد مع الحكومة الاتحادية الذي يبدأ من قضاء سنجار وأطراف أربيل غرباً، وينتهي جنوباً في مناطق الطوز وخانقين وجلولاء».

وكان مجلس النواب العراقي صوت الشهر الماضي، غداة إجراء الاستفتاء الكردي، على إلزام القائد العام للقوات المسلحة باتخاذ «جميع الإجراءات الدستورية والقانونية للحفاظ على وحدة العراق... وإصدار أوامره للقوات العسكرية بالعودة والانتشار في المناطق التي كانت متواجدة فيها قبل 10 يونيو (حزيران) 2014 (تاريخ صعود «داعش») والسيطرة على المناطق المتنازع عليها، ومن ضمنها كركوك، وبسط الأمن فيها، والحفاظ على الروابط الوطنية والاجتماعية مع المواطنين الأكراد، باعتبارهم مكوناً أساسيا من مكونات الشعب العراقي». ويميل معظم المراقبين إلى الاعتقاد بأن حكومة العبادي مصممة على بسط نفوذها على نفط كركوك والمناطق المتنازع عليها، ويعتقدون أنها «مسألة وقت لا أكثر»، إلا إذا حدثت ضغوط من جهات دولية وإقليمية لتلافي ما قد ينجم عن خطوة كهذه، وهو الأمر الذي أكده لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق جاسم محمد جعفر، القيادي في حزب «الدعوة» الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء.

وأغلقت قوات البيشمركة، فجر أمس، الطريقين الرابطين بين أربيل والموصل ودهوك والموصل بساتر ترابي، لكنها عادت وفتحتهما. وعزا المسؤول الإعلامي لـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني» في الموصل سعيد مموزيني إغلاق الطريق وفتحه إلى «تحركات غير طبيعية من قبل فصائل الحشد الشعبي الموجودة في شرق الموصل على خط التماس مع قوات البيشمركة، لذا أغلقت البيشمركة الطريق لمدة زمنية للضرورات الأمنية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك مسلحين من بين أفراد الحشد لهم أجندات خارجية يحاولون إثارة المشكلات وإشعال نار الحرب». وأكد «تمسك حكومة الإقليم بالحوار والتفاوض لحل المشكلات بين بغداد وأربيل، وأن البيشمركة لن تبادر إلى الحرب أبداً». وأوضح القيادي العسكري في «حزب الحرية الكردستاني» ريباز شريفي الذي تقاتل قواته جنباً إلى جنب مع قوات «البيشمركة» منذ أكثر من ثلاثة أعوام مسلحي «داعش» في الجبهات الجنوبية والغربية من محافظة كركوك، أن «هناك حشوداً للحشد الشعبي والقوات العراقية في القرى الواقعة أمام جبهات قوات البيشمركة في كركوك». وأضاف شريفي لـ«الشرق الأوسط»: «كانت لهم الليلة (قبل) الماضية تحركات مكثفة أيضاً، لكن الوضع شهد هدوءا منذ الصباح» أمس. ولفت إلى أن «قوات التحالف الدولي على علم بهذه التحركات وبدأت طائراتها تجوب سماء المنطقة».

 

مناورات بحرية أميركية - كورية جنوبية كبيرة الأسبوع المقبل

الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17/أعلنت البحرية الأميركية، اليوم (الجمعة)، أنها ستبدأ الأسبوع المقبل مناورات بحرية كبيرة مع كوريا الجنوبية، وذلك في عرض جديد للقوة بوجه كوريا الشمالية، على خلفية تجاربها النووية والصاروخية. وتصاعد التوتر بشأن برنامجي كوريا الشمالية في الأشهر القليلة الماضية، بعد إطلاق بيونغ يانغ صواريخ، وإجرائها تجربة نووية سادسة هي الأقوى لها في تحد لمجموعة من العقوبات الدولية. وكثفت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين التمارين العسكرية مع كوريا الجنوبية واليابان، أقرب حلفائها الإقليميين في المنطقة. وأعلن الأسطول السابع الأميركي، في بيان، أن حاملة الطائرات «يو إس إس رونالد ريغان» ومدمرتين ستشارك في المناورات، إلى جانب سفن البحرية الكورية الجنوبية. وأشار البيان إلى أن المناورات المقررة من 16 إلى 26 أكتوبر (تشرين الأول)، في بحر اليابان والبحر الأصفر، ستعزز «الاتصالات والعمل المشترك والشراكة». ومن المرجح أن تثير تلك المناورات غضب بيونغ يانغ، التي سبق أن حذرت من أي مناورات مشتركة مرتقبة. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية: «إذا قام الإمبرياليون الأميركيون والدمى الكوريون الجنوبيون بإشعال حرب نووية عدوانية ضدنا، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى تسريع نهايتهم». ورصدت تحركات لمعدات عسكرية أميركية في محيط شبه الجزيرة الكورية خلال الأيام القليلة الماضية. ووصلت الغواصة النووية الأميركية «يو إس إس ميشيغن» اليوم إلى مرفأ بوسان، بجنوب كوريا الجنوبية، بحسب وكالة الأنباء يونهاب، بعد بضعة أيام على زيارة لغواصة نووية أخرى، هي «يو إس إس توسكون»، استمرت 5 أيام. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أرسلت الولايات المتحدة قاذفتين أسرع من الصوت فوق أجواء شبه الجزيرة الكورية، قامتا بأول مناورات ليلية مشتركة مع اليابان وكوريا الجنوبية. وتأتي التدريبات بعد 17 يوماً على تنفيذ 4 مقاتلات شبح أميركية من طراز «إف - 35 بي»، وطائرتين حربيتين «بي - 1 بي» طلعات فوق شبه الجزيرة.

 

مقتل 6 من الجيش المصري بهجوم على نقطة أمنية في العريش

الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17/قتل 6 أفراد من القوات المسلحة المصرية في هجوم استهدف أحد الارتكازات الأمنية بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، حسبما ذكر المتحدث العسكري المصري. وقال العقيد تامر الرفاعي في بيان على «فيسبوك»: «قامت عناصر إرهابية مسلحة بمهاجمة أحد الارتكازات الأمنية بمدينة العريش، مستخدمة القنابل اليدوية والأسلحة النارية، واشتبكت قواتنا معها على الفور، ونتيجة تأثير نيران قواتنا لاذت العناصر الإرهابية بالفرار حاملة عددا من القتلى والمصابين منهم». وأضاف المتحدث: «نتج عن الحادث استشهاد عدد 6 أفراد من قواتنا المسلحة، وجارٍ تمشيط منطقة الحادث وملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة». ومنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو (تموز) 2013، تواجه قوات الجيش والشرطة متشددين مسلحين في شمال سيناء، ينتمون خصوصا إلى تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم داعش الإرهابي. وقتل في المواجهات في شمال سيناء مئات من الجنود ورجال الشرطة، وتقول قوات الأمن إنها قتلت المئات من الإرهابيين.

 

مرشحة فرنسا إلى الجولة الأخيرة من انتخابات رئاسة اليونيسكو تغلبت على مرشحة مصر بفارق 6 أصوات

فازت المرشحة الفرنسية أودريه أزولاي على مرشحة مصر مشيرة خطاب، في التصويت الذي جرى اليوم (الجمعة) على رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو). وأسفرت عملية التصويت عن فوز الفرنسية على منافستها المصرية بـ31صوتا مقابل 25 صوتا، لتخوض المرشحة الفرنسية الجولة الأخيرة أمام المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، التي سوف تجرى مساء اليوم. كانت الجولة الرابعة وقبل الأخيرة من انتخابات اليونيسكو على منصب مدير عام المنظمة في العاصمة الفرنسية، قد انتهت أمس الخميس، بحصول مشيرة خطاب على 18 صوتاً، وأودريه أزولاي (فرنسا) على 18 صوتاً، وحمد الكواري (قطر) على 22 صوتاً، فيما انسحب لبنان والصين، وانسحبت الصين لصالح مصر، وذلك قبيل بدء الجولة.

 

«فتح» و«حماس» إلى مربع «اتفاق 2011» ومصالحة موسعة الشهر المقبل والأحمد يثمن «الثقل» المصري ويشيد بـ«الدعم» السعودي في إنجاح المحادثات

الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17/عادت حركتا «فتح» و«حماس» إلى مربع اتفاق «الوفاق الوطني الفلسطيني» الذي أُبرم في القاهرة عام 2011، ووقع رئيس وفد «فتح» عزام الأحمد، ونظيره في «حماس» صالح العاروري، على وثيقة لتفعيل بنود الاتفاق، أمس، في مقر المخابرات العامة المصرية، بعد يومين من المفاوضات التي خاضها ممثلو الفصيلين بالقاهرة. واتفقت الحركتان على خوض جولة جديدة «موسعة» من المصالحة في 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، بحضور الفصائل الفلسطينية كافة الموقعة على اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني.

ونصت وثيقة تفعيل الاتفاق على إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطني (التي يرأسها رامي الحمد الله)، من ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون قطاع غزة، كما في الضفة الغربية في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بحد أقصى، مع العمل على إزالة المشاكل الناجمة كافة عن الانقسام، كما تضمنت الإشراف الكامل لحرس الرئاسة الفلسطينية على المعابر الفلسطينية كافة، سواء مع الجانب المصري أو الإسرائيلي

وقبيل توقيع الأحمد والعاروري على تفعيل الاتفاق، ألقى ممثل عن مصر (راعية الاتفاق)، كلمة قال فيها، إن القاهرة رعت سلسلة اجتماعات بين «فتح» و«حماس» لبحث ملف المصالحة الفلسطينية: «انطلاقا من حرص جمهورية مصر العربية على القضية الفلسطينية، وإصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي على تحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني في إنهاء الانقسام وتعزيز الجبهة الداخلية، وتحقيق الوحدة من أجل إنجاز المشروع الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين».ووجهت مصر الدعوة لعقد اجتماع في 21 نوفمبر المقبل، لجميع الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني عام 2011.

واتفاقية «الوفاق الوطني الفلسطيني» التي أشار إليها ممثلو «فتح» و«حماس»، هي تلك التي وقعها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» سابقاً، خالد مشعل، في جامعة الدول العربية في القاهرة في 4 مايو (أيار) 2011، وحملت كذلك توقيع كل من: حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «القيادة العامة»، وحزب الشعب، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والجبهة العربية الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية، وجبهة التحرير الفلسطينية، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني «فدا»، وجميعهم مدعوون لحضور جلسة المصالحة الموسعة الشهر المقبل في القاهرة، بموجب مشاركتهم في الاتفاق، الذي جرى تعليقه، بعد شهرين تقريبا من توقيعه، بعد خلافات حول اسم رئيس حكومة الوفاق.

وبحسب وثيقة التفعيل التي جرى توقيعها، أمس، ونشر المركز الفلسطيني للإعلام بعض بنودها، فإن رؤساء الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية سيتوجهون إلى غزة لعقد لقاءات مع مسؤولي الأجهزة في القطاع، لدراسة سبل تسلم مهامهم، وذلك حتى الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وتطرقت الوثيقة أيضا، إلى ملف الموظفين (يقصد بهم 40: 50 ألف موظف عيّنتهم حركة «حماس» في القطاع الحكومي بقطاع غزة بقرارات من اللجنة الإدارية التي حلتها قبل أسبوعين، ورفضت السلطة دفع رواتبهم)، وتم تكليف «اللجنة القانونية والإدارية التي شكلتها الحكومة الفلسطينية مؤخرا» بوضع الحلول للقضية، على أن تنجز عملها خلال الأول من فبراير (شباط) المقبل، في حين تلتزم الحكومة الفلسطينية بدفع المستحقات المالية الشهرية لموظفي غزة خلال فترة عمل اللجنة.

وأعربت مصر عن تقديرها لحركتي «فتح» و«حماس»، على «الروح الإيجابية التي اتسم بها أعضاء الوفدين وتغليبهما المصلحة الوطنية؛ هو الأمر الذي أدى إلى التوصل لهذا الاتفاق»، توجهت بـ«الشكر والتقدير للرئيس محمود عباس، لرغبته وإرادته الحقيقية لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني».

وعقب التوقيع، تحدث رئيس وفد «فتح» عزام الأحمد، وأكد أنه تم الاتفاق الكامل على تمكين الحكومة الفلسطينية من ممارسة مهامها في غزة، مع الإشراف الكامل لحرس الرئاسة الفلسطينية على المعابر الفلسطينية كافة. وقال: «إن كل شيء تم تحديد جدول زمني له (...) والرئيس أبو مازن طالب وفد حركة (فتح) بعدم العودة إلى البلاد إلا بإنهاء الانقسام، والثقل المصري تميز عن المرات السابقة بشكل كبير في الدفع نحو إتمام المصالحة الفلسطينية».

ولفت الأحمد، إلى الدعم السعودي والأردني للجهود المصرية «الحثيثة لإنهاء الانقسام الفلسطيني». وأعرب رئيس وفد «حماس» صالح العاروري، عن «جدية وصدق» حركة «حماس» في إنهاء الانقسام الفلسطيني، مشيداً بدور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومدير جهاز المخابرات المصرية خالد فوزي و«صبرهما وعملهما الدؤوب لتحقيق المصالحة». وشدد العاروري، على أنه «لم يتم توقيع أي اتفاقيات جديدة في القاهرة، وإنما تفعيل اتفاق القاهرة الموقع عام 2011»، مشيراً إلى أنه تم «الاتفاق على وضع استراتيجية محددة بحيث يتم تنفيذ بنود اتفاق القاهرة الموقع عام 2011 خطوة بخطوة، والتركيز على تمكين الحكومة بشكل كامل، من ممارسة عملها في الضفة الغربية وقطاع غزة». وعلى جانب آخر، قال رئيس «تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح» محمد دحلان: إن جهود مصر دفعت في تجاه «انطلاقة فلسطينية جديدة نحو إعادة تجميع الصفوف واستبدال المصالحة الداخلية بالصراع الداخلي».وأضاف في بيان رسمي، أمس: «هنيئا لشعبنا الفلسطيني البطل الصامد عودة الأمل بإمكانية استعادة الوحدة الوطنية والنهوض مجدداً ومعاً بقضيتنا العادلة، وهنيئا لأهلنا في غزة تباشير رفع الضغوط والعقوبات الجماعية الطويلة والقاسية التي تعرضوا لها بلا ذنب سوى أنهم أهل الرباط».

واختتم دحلان «العبرة ليست فيما اتفق عليه وأعلن من القاهرة، بل في كيفية تطبيق الاتفاق على أرض الواقع، وتابعة ما تبقى من قضايا وملفات، وبخاصة إنهاء عقوبات غزة بأقصى سرعة ممكنة، والجلوس إلى طاولة حوار وطني في القاهرة وبحضور الكل الفلسطيني، من أجل تحصين وحماية وتنفيذ ما تم ويتم الاتفاق عليه وصولا إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والإعداد لانتخابات وطنية شاملة تشمل كافة مستويات ومؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في القريب العاجل». من جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، نبيل بدر، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الدور المصري في المصالحة جاء في الوقت المناسب، وبخاصة في ظل نزاهة دور القاهرة، وعدم سابقة استثمارها للقضية الفلسطينية، مثلما فعلت أطراف، منها قطر»، ودعا إلى «التحرك السريع على المستوى الدولي بصورة مقنعة لتحقيق تناسق فلسطيني، والاستفادة من الأوضاع الجديدة التي تتلافى الانقسام».

وأضاف بدر «أثق تماماً أن دول العالم، مع تفاوت مواقفها من درجة التأييد للحقوق الفلسطينية، أضحت على بينة من أن إسرائيل لا ترد سلاماً، يعطي الفلسطينيين حقهم المشروع المؤدي لقيام دولة، وأصبحت سياسات تل أبيب، الخارجية غير قابلة للتسويق، ولا يمكنها الصمود أمام مشهد فلسطيني موحد».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التطبيع مع النظام السوري والخطوط الحمر السعودية

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 14 تشرين الأول 2017

قانون الانتخاب الجديد يصب في مصلحة «حزب الله» وحلفائه

مع كل تغريدة لبنانية للوزير السعودي ثامر السبهان، يرتفع منسوبُ الوضوح في الموقف السعودي من توسّع النفوذ الإيراني في لبنان. فالتغريدة الأخيرة التي ردّ بها السبهان سريعاً على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أوحت أن لا عودة سعودية عن منع إيران من استكمال سيطرتها على القرار اللبناني، وما كان يقوله السبهان مع مَن التقوه غرّده علناً: «السعودية تصنّف «حزب الله» على انه شقيق شيعي للقاعدة وداعش، وهي لا تعترف بشرعية مشاركته في السلطة، ولن تتردّد في نزع الغطاء عن كل مَن يذهب بعيداً في مساعدته على نيل الغطاء الرسمي، الذي يستخدمه للتوسّع في التدخّل باسم إيران عندما يُطلب منه ذلك». تبعاً للموقف السعودي الذي يكاد يقطع آخرَ خطوط العودة، في المواجهة مع إيران، تضيق الخيارات في المعادلة الداخلية الى حدّ الاختيار بين أولويّات الأطراف في الحفاظ على العلاقة مع المملكة، أو السير، كلٌّ على مسؤوليّته، الى حيث لا حدودَ ولا خطوطَ حمراً، خصوصاً في ما يتعلق بالتطبيع مع النظام السوري، والموقف من «حزب الله» الذي يشكّل مقياساً لتحديد معالم المرحلة المقبلة.

في الكلام السعودي مع الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل، وضوح في الموقف من رفض أيّ تطبيع مع النظام السوري، واعتبار الأمر خطّاً أحمر، أيّاً كانت الذريعة التي ستُستعمل للوصول الى هذا التطبيع.

يعرف أركان التسوية الـ 14 آذاريّين أنّ الوصول الى هذا التطبيع يعني خرق آخر الممنوعات، فالرئيس سعد الحريري أعلن موقفَه و»القوات اللبنانية» تشكّل رأس حربة في الوقوف ضد التطبيع، لكن في الوقت نفسه، يدفع «حزب الله» عبر حلفائه، وأوّلهم فريق الرئيس ميشال عون الى سلوك مسار سيؤدّي الى التطبيع مع النظام، سواءٌ تحت ستار عودة اللاجئين، أو عبر مسارات أخرى، ولقد كان لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلم البداية بالنسبة الى عون، لفرض أمر واقع في العلاقة مع النظام.

ومع تأكيد الحريري التمسّك برفض التطبيع مع النظام، ومع موقف «القوات اللبنانية» الرافض هذا التطبيع، فإنّ أوساطاً تخشى أن يؤدّي الضغط العوني الذي يتصدّره باسيل بناءً على طلب «حزب الله» الى إمرار التطبيع، وتخشى شخصيات في تيار «المستقبل» أن تذهب الامور الى أبعد من ذلك إذا لم يتعامل الحريري مع باسيل في وضوح وجزم، وتشير هذه الشخصيات الى أنّ مجرّد قرار باسيل بلقاء المعلم يدلّ على أنّ حلقات أُخرى يتمّ تحضيرُها في مسلسل التطبيع مع النظام، وهذا إن حصل من دون ردّ مناسب، سيؤدّي الى انتحار سياسي لما تبقّى من صورة الحكومة، ولا تستبعد الأوساط أن تضع «القوات اللبنانية» استقالتها على الطاولة، إذا عجزت عن الوقوف في وجه هذا الامر. الواضح أنّ الحريري رسم سقفاً سياسياً لموقعه في التسوية ولعلاقته بالمملكة، وفق قاعدة أنّ هذا هو أقصى ما يستطيع فعله، وهذا السقف المضبوط معرَّض دائماً للاهتزاز مع كل خطوة يقوم بها «حزب الله» لترجمة الخلل في موازين القوى بفعل ما يحصل في سوريا والمنطقة، أما السعودية التي لا تضمن من هذه التسوية إلّا حلفاءَها، فهي باتت تخشى قضماً إيرانياً متنامياً للورقة اللبنانية، وعلى رغم فتح الباب إثر انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية لفرصة اختبار العهد الجديد التي فشلت، فهي اليوم تفتح الاحتمالات والخيارات، وتعد أوراق القوّة لمنع إيران من الاستفراد بلبنان، وسيُستكمل برنامج الزيارات الى الرياض بلقاءاتٍ جديدة، استعداداً للمرحلة المقبلة، ولمحطاتها، وخصوصاً الانتخابات النيابية، التي ستجرى للمرة الأولى منذ 2005 بقانون يصبّ في مصلحة «حزب الله» وحلفائه.

 

إذا دخل قانونُ الإنْتخاب «مدارَ التعديل» لن يخرجَ منه!؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 14 تشرين الأول 2017

هناك مَن يستسيغ التمديد مرة أخرى؟

قبل سبعة أشهر على الإنتخابات النيابية المقرّرة في 6 أيار المقبل تتعدّد السيناريوهاتُ المحتمَلة لتأجيلها في موازاةِ التشديدِ على إجرائها. وما بين الإحتمالين يتكرّر الحديثُ عن إمكان البحث في إدخال تعديلاتٍ شكليّة وأخرى جوهريّة على القانون لتسهيلِ تنفيذِه وهو ما يفتح الطريق واسعاً لدخول بابِ جهنّم مدخَلاً الى التمديدِ الرابع للمجلس. فما الذي يقودُ الى هذا الإحتمالِ ونتائجِه؟ على رغم تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ زلزالاً طبيعياً وحدَه يتيح التمديد للمجلس النيابي مجدّداً ويؤجّل الموعدَ المقترَح لإجراء الإنتخابات في الربيع المقبل، فهناك مَن يعتقد أنّ هناك أكثر مِن حدثٍ يشبه الزلزال قد يفتح البابَ الى التمديد للمرة الرابعة. ولإستحالة الحديث عن عددٍ من «الزلازل المحتمَلة» التي قد تقود الى التأجيل، فإنّ إصرار البعض على إجراء تعديلاتٍ على بعض مواد قانون الإنتخاب الجديد الذي حمل الرقم 44/ 2017 والتي تحدّث عنها بعض أقطاب العهد الجديد في الأيام القليلة التي فصلت بين ولادته ونهاية الولاية السابقة الممَدَّدة للمجلس قد يؤدّي الغرضَ نفسه. وعليه، فقد رأى اختصاصيّون يراقبون سيرَ التحضيرات الجارية للإنتخابات أنّ الوقتَ الفاصل عن موعدها مبدئياً كافٍ لإتمام بقية المراحل المقرَّرة تحضيراً لها على كل المستويات. ولا سيما منها المتّصلة بتدريب الطواقم القضائية والإدارية والفنّية المكلَّفة تطبيق القانون الجديد وآلية إجراء العملية الإنتخابية المعتمَدة لتحديد الحاصل الإنتخابي الذي يشكّل العتبةَ الأولى منها، وصولاً الى توزيع المقاعد على اللوائح المتنافِسة وفق النظام النسبي وطريقة احتساب الأصوات التفضيلية.

وعلى عكس ما يقول به المتشائمون فإنّ النظرة التقنيّة الى الفترة الفاصلة عن موعد الإنتخاب كافيةٌ لإجراءِ انتخاباتٍ شفافة وعادلة ومُنصِفة في أفضل الظروف الملائمة وفق القانون الجديد رغم الحديث عن تعقيداتِه «العجائبيّة» كما يعتبرها بعضُ مَن صاغ القانون الجديد. فالصيغة اللبنانية الفريدة التي كرّسها القانونُ الجديد والتي خلطت بين النظامَين النسبي والأكثري واعتماد «الصوت التفضيلي» وتحديد الدوائر التي تمّ تشكيلُها بمعايير سياسية وطائفية مناطقية مختلفة تفتقر الى المساواة بين المواطنين والمناطق. وكل ذلك كان يجري على وقع الضغوط التي مورست للبتّ به قبل أيام من نهاية ولاية المجلس النيابي في 21 حزيران الماضي وكان يستحيل تمديدُها ما لم يولد القانونُ الجديد منعاً لأيّ فراغٍ تشريعي. وفي رأي الخبراء أنّ ما تمّ تشكيلُه الى اليوم من هيئآت تدير العملية الإنتخابية تمّ ضمن الوقت والمهل المناسبة. فتشكيلُ هيئة الإشراف على الإنتخابات وتحديد المبالغ اللازمة لمقرِّها ومخصّصات رئيسِها والأعضاء والكلفة التشغيلية لها وتشكيل الفريق الإداري والتقني تمّ في الوقت المناسب ولن يؤثر كثيراً تأخير انطلاقتها بحثاً عن مقرّها الجديد وقَسَم اليمين لأعضائها أمام رئيس الجمهورية ووضع نظامها الداخلي إذا ما بقيت ضمن مهلة الأسبوعين.

وكذلك فإنّ قرارَ مجلس الوزراء بحجز الإعتمادات اللازمة لإدارة العملية الإنتخابية بكل مقوِّماتها التقنية والإدارية والفنّية بما يقارب الـ 70 مليار ليرة لبنانية ما زال ضمن المهلة المنطقية لإجراء الإنتخابات.

وهو ما يفرض استمرارَ العمل بالوتيرة عينها لتشكيل بقية الفريق المكلَّف العملية بدءاً بتشكيل لجان القيد القضائية وصولاً الى تحضير لوائح الموظفين الذين سيديرون العملية في أقلام الإقتراع المقدَّرة بنحو ثمانية آلاف مركزٍ إنتخابي، بالإضافة الى تحديد المراكز الكبرى التي ستسمح للمواطنين بالإقتراع ضمن نطاق سكنهم بدلاً من أقلام نفوسهم إذا ما تقرّر ذلك. وسيُؤخذ في الإعتبار تحديد آلية تسجيل المقترعين في مقرّات سكنهم وشطب أسمائهم من اللوائج التي ستوَزَّع على الأقلام الفرعية منعاً للتصويت مرتين واللجوء الى أساليب غير شرعية قد تؤدّي الى الطعن بالنتائج وهو أمرٌ يمكن الإستغناء عنه بالفصل بين هذه اللوائح بنحوٍ سليم لا يرقى اليه الشك. ويعترف المعنيّون أنّ ما هو مطلوب على هذا الصعيد يشكّل عملاً جباراً يحتاج الى تنظيم مواعيد المحاضرات التثقيفية والدورات التدريبية العمَلية والتي ستتوزّع بين مواقع عامة تجمع آلاف المعنيّين بها بالإضافة الى ما هو مقرَّر مِن برامج تلفزيونية تثقيفية سيُخصَّص لها جزءٌ كبيرٌ من هواء «تلفزيون لبنان» الرسمي ومَن يرغب من المحطات الأخرى تعميماً للفائدة ولتشمل العملية تدريبَ الناخبين أيضاً على آلية التصويت لتأتيَ العمليةُ سليمة ونظيفة بكامل مراحلها.

ولتأكيد سلامة هذه القراءة تكفي الإشارةُ الى أنّ المعنيين بالعملية الإنتخابية ما زالوا ضمن ما تقول به المهلُ القانونية التي عليهم احترامُها لعبور المراحل التحضيرية في أفضل الظروف.

وخصوصاً إذا بقيت الإنتخابات كما هو مقرَّر في 6 أيار المقبل قبل يوم من دخول البلاد شهر رمضان فسيكون الخامس من شباط المقبل المهلة النهائية لدعوة الهيئات الناخبة للمشارَكة في العملية الإنتخابية حيث يستحيل إجراءُ الإنتخابات ضمن أيام الشهر الفضيل الذي يشكّل في جزءٍ منه الفترة الفاصلة عن نهاية الولاية الممدّدة للمجلس النيابي للمرة الثالثة في 21 أيار المقبل.

وقبله، على المعنيين احترام المهل الضرورية التي تتحكّم بتدريب القضاة والإداريّين على طريقة تطبيق القانون الجديد، وتحديداً على مستوى احتسابِ الحاصل الإنتخابي الأوّل لتقاسُم المقاعد النيابية وفق النظام النسبي بين اللوائح المتنافسة فورَ إقفال صناديق الإقتراع وتحديده في عتبته الأولى في كل دائرة وبعدها على احتساب الصوت التفضيلي لاحقاً وتحديد النواب الفائزين بالمقاعد كل في دائرته الإنتخابية. وحسب تقديراتِ المعنيّين بالقانون الجديد فإنّ هذا الأمر يستلزم على الأقل ما بين ثلاثة أو أربعة أشهر على أبعد تقدير لإنجاز التحضيرات الإدارية واللوجستية والتدريبية بالتوازي مع توفير أدوات العملية من مطبوعات وصناديق اقتراع وحبر وغيره من المستلزمات المكتبية والإلكترونية لإحتساب الأصوات وعَدّ اللوائح بطريقة مضمونة، فلا يبقى الإعتمادُ على الوسائل البدائية في الإحصاء منعاً لأيّ خطأ جائز. وبناءً على كل ما تقدّم، تبقى الإشارةُ ضرورية الى أنّ الحديثَ عن تعديلاتٍ على القانون الجديد المعتمَد ستكون مستحيلة. ففتحُ هذا الباب سواءٌ لتعديل الإعتماد على البطاقة البيومترية أو غيرها ممّا هو مقترَح يمكن تجاوزُها دون وُلوج هذا الباب لأنه سيفتح النقاش واسعاً أمام لائحة أخرى من المطالب التي ستدفع حكماً الى سجالٍ سياسيّ يؤدّي بالقانون الجديد والشروط الجديدة التي تمّ الحديث عنها الى جدل حول تعديلات لا يتوافر حولها الحدُّ الأدنى من الإجماع وهو ما سيؤدّي الى تضييع الوقت بالنقاش في جنس الملائكة فتسقط المهلُ ومعها كلّ ما قال به القانون الجديد من إصلاحات ويدخل القانون بابَ جهنّم ولا يخرج منه. ومَن قال إن ليس هناك مَن يستسيغ هذا السيناريو الذي سيقود حتماً الى التمديد الرابع للمجلس.

 

الحكومة باقية... وترامب يُدمِّر تركة أوباما

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/السبت 14 تشرين الأول 2017

التطورات الإقليمية لن تؤثّر على الحكومة

فيما الجميع يترقّب ما سيكون للتصعيد الاميركي ضد ايران و»حزب الله» من انعكاسات على مجمل الاوضاع المحلية والاقليمة والدولية، يوحي نشاط الحكومة المنقطع النظير هذه الايام، والمتمثّل في إقرار المؤجل والمعجل والمعجل المكرر من التعيينات والملفات والصفقات، وكأنها على شفير الرحيل، فيما الواقع يشير الى انّ الجميع، على اختلافهم، يتمسّكون بها حتى إنجاز الانتخابات النيابية في ايار المقبل. «الرئيس الاميركي دونالد ترامب «عم يخَرّب» العالم»، يقول مرجع سياسي كبير، معتبراً انّ سياسة هذا الرجل التي تشوبها التباسات، واحياناً مفاجآت، ربما تضع لبنان والمنطقة برمتها امام احتمالات شتى، على رغم ما تعمل عليه الإدارات الدولية السياسية والديبلوماسة من تسويات لأزمات المنطقة. البعض يتكهّنون إزاء الوضع اللبناني بأنّ قوى خارجية ربما تكون طلبت من بعض الأفرقاء السياسيين اللبنانيين اتخاذ مواقف معينة لتصحيح التوازن الذي ترى انه اختلّ او يختل لمصلحة «حزب الله» وحلفائه في ضوء التطورات الداخلية الأخيرة في لبنان وتلك التي يشهدها الميدان السوري، ولكن هؤلاء الأفرقاء لا يستطيعون الذهاب بعيداً في أي موقف تصعيدي يمكن ان يلجأوا إليه ضد الحزب وحلفائه، لإدراكهم أنه قد ينعكس سلباً على الاستقرار العام الذي يؤكد الجميع في الداخل والخارج حرصهم عليه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية التي تدرك انّ ما تفرضه من عقوبات مالية وغير مالية على «حزب الله»، من شأنها ان تؤثر على أمن لبنان المالي والاقتصادي ما قد ينعكس سلباً على الوضع الحكومي وعلى أمن البلد عموماً.

ولذلك، فإنّ بعض الافرقاء السياسيين يُبدي عدم ارتياح الى كل ما يجري، ويخطر له عدم الاندفاع الى اي تصعيد كبير على الصعيد الداخلي، يمكن ان يتهدد مصير الحكومة، لأنه في حال سقوطها او استقالتها سيكون من الصعوبة بمكان تأليف حكومة بديلة، وفي الوقت نفسه لن يكون ممكناً لحكومة مستقيلة تُصرّف الاعمال في الاطار الضيق إنجاز الانتخابات النيابية لأنها لا تملك سلطة القرار في استحقاقات مصيرية ودستورية كالاستحقاق النيابي.

واذا كان «حزب الله» وحلفاؤه يجاهرون بتمسّكهم باستمرار الحكومة حتى آخر يوم من عمرها الدستوري حيث تجري الانتخابات وينشأ مجلس نيابي جديد، فإنّ خصوم الحزب في المقابل وعلى رأسهم تيار «المستقبل» لا يقلّون عنه تمسّكاً بهذه الحكومة، خصوصاً انّ من يتولى رئاستها هو زعيم «المستقبل» الرئيس سعد الحريري الذي اكد من روما أمس «انّ الحكومة باقية ولا دخل لنا بما يحصل في المحيط، ويجب تحييد لبنان عن أزمات المنطقة»، علماً أنه وكتلته النيابية لا ينفكّان عن مهاجمة «حزب الله» وانتقاد تدخّله المستمر في الحرب السورية، فضلاً عن مهاجمتهما ايران ودورها في لبنان والمنطقة.

وحسب بعض المطلعين، فإنّ «لقاء كليمنصو» الأخير بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، والذي ما زالت نتائجه مكتومة لدى المعنيين، غاص في قراءات عدة للمشهد الاقليمي ـ الدولي، ولكنه انتهى الى تأكيد ضرورة الاستمرار في دفع الاوضاع اللبنانية نحو التحصين على كل المستويات، علماً انّ أحد اركانه، ولكثرة التحليلات والتخمينات حول ما دار فيه علّق قائلاً: «لقد صُرف على هذا اللقاء حبرٌ اكثر ممّا قيل فيه». وفي انتظار ما ستكون لترجمة التصعيد الاميركي الجديد ضد ايران و«الحزب» من تفاعلات ومضاعفات على المستويين الاقليمي والدولي، فضلاً عن المحلي، فإنّ المرجع السياسي الكبير إيّاه، يرى انّ الادارة الاميركية دلّت منذ اليوم الاول لانتخاب ترامب الى «إرباك واضح في أداء مترجرج استفزّ الاميركيين وحيّرهم قبل العالم كله: في النهار موقف أبيض، ومساء الموقف نفسه وإنما باللون الاسود، وهذه الحال ما تزال مستمرة على كل المستويات، والاعلام الاميركي يعبق بالسخرية من ترامب هذا الرئيس الذي تصفه بـ«المهرج». ويضيف هذا المرجع: «انّ تعاطي ترامب مع القضايا الصغرى هو نفسه مع القضايا الكبرى عشوائية وتسرّع، بعدما لاحظه حلفاء الولايات المتحدة الاميركية الذين عملوا عبر قنواتهم محاولين تصحيح مسار الادارة الترامبية، ولعلّ ما قالته المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في توصيفها لهذين «التخبط والعشوائية» بل للخطة الاميركية، هو أبلغ كلام، اذ قالت: «لم يعد مجدياً أمام ما يقوم به ترامب (تحديداً حيال الملف النووي الايراني) الّا ان يخرج الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما الى الاعلام ويعلن انه ضد الاتفاق النووي، فعندها سيبادر ترامب سريعاً الى القول انه يؤيّد هذا الاتفاق». «هناك لعب بالعالم»، يقول المرجع نفسه، مضيفاً «انّ الادارة الاميركية ستواجه موقفاً صعباً لأنّ اوروبا حاصرتها بموقف يتمسّك بالاتفاق النووي مع ايران، لأنّ الاوروبيين يدركون انهم إذا تخلوا عن هذا الاتفاق فإنّ المنطقة ستشتعل بنحو خطير». وفي اعتقاده «انّ ايران لن تتخلى عن اتفاقها مع مجموعة الدول الست، خصوصاً أنّ الموقف الاوروبي الذي يتمسّك بهذا الاتفاق، معطوفاً على الموقف الايراني، يحاصر الولايات المتحدة الاميركية ويدفعها الى الهدوء والبحث عن حلول واقعية». وحتى الآن فإنّ كل الدلائل تشير الى انّ المجموعة الاوروبية، وعلى رأسها المانيا، غير مرتاحة لأيّ نقض للاتفاق النووي مع ايران، وحتى اسرائيل نفسها غير مرتاحة، في رأي هذا المرجع، «لأنها تشعر هذه الايام انها تمرّ في مرحلة تاريخية ذهبية، فالعرب يَقتتلون وهي تَتفرّج عليهم مَزهوّة منذ ست سنوات». واكثر من ذلك، يرى المرجع ايّاه «أنّ سياسات الرئيس الاميركي تشير الى انه سيدمّر كل ما فعله اوباما»، ويقول المرجع في هذا الصدد: «على مسؤوليتي اؤكد انّ ما يقوله بعض العرب عن انهم مع الموقف الاميركي في إلغاء الاتفاق يقولون نقيضه سراً ويُعبِّرون عن مخاوف ومخاطر من أيّ إلغاء للاتفاق النووي، فكلامهم العلني يراعي الاميركي ويدلّ الى انهم مغلوب على أمرهم ولا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري».

 

الجيش لا يقتني سلاحاً فاسداً

جورج نادر/جريدة الجمهورية/السبت 14 تشرين الأول 2017

منذ وصوله إلى قيادة الجيش، والعماد جوزيف عون يضع نصبَ عينيه موضوع تسليح الجيش، في ظلّ انكماش الوضع الاقتصادي وارتفاع المديونية العامة وضمورِ الميزانية المخصّصة للجيش، والتي في أغلبها تذهب إلى الرواتب.

وفي حال كهذه، يعتمد الجيش بشكل أساسي على المساعدات والهبات التي ترِده من البلدان الصديقة، وقد حقّق نقلةً نوعية في تلك المساعدات، نتيجةً للثقة الكبيرة بقدرةِ واحترافِ وحداتِ الجيش في مكافحة الإرهاب، خصوصاً بعد عملية «فجر الجرود» التي وضَعت الجيش في مرتبة الجيوش المتقدّمة التي تستحقّ الدعمَ والمساندة، وقد سُجِّلَ في السنوات الأخيرة تقدُّم ملحوظ في حجم المساعدات الغربية للجيش، خصوصاً الأميركية، على شكل تدريب الوحدات الخاصة وأفواج التدخّل وأفواج الحدود، وتقديم أسلحة يحتاجها الجيش في قتاله الإرهاب، ومنها المدافع عيار 155 ملم والقنابل الذكية، بالإضافة الى طائرات الاستطلاع بلا طيّار وكاميرات المراقبة الليلية والحرارية، وصولاً إلى طائرات الـ«سيسنا» التي كان لها الفعالية القصوى في تأمين المراقبة الجوّية وتقديم الدعم الناري لوحدات الجيش في عملياته في الجرود الشرقية، وليس انتهاءً بطائرات الـ«سوبر توكانو» البرازيلية الصنع والتي حدَّثها الجيش الأميركي، والمزوّدة بأجهزة مراقبة ورماية حديثة، وقد استلمَ الجيش إثنتين منها، على أن يصل الباقي أواخر الشهر الجاري، وذلك بعد تدريب الطيّارين اللبنانيين على قيادتها، وفريقٍ من التقنيّين التابعين للقوّات الجوّية على صيانتها، وسيقام احتفالٌ رسمي في قاعدة حامات الجوّية يَحضره وفدٌ عسكري أميركي رفيعُ المستوى قادمٌ خصيصاً لهذه المناسبة.

والدعم العسكري الأميركي ليس مشروطاً بعدم تقبّلِ هباتٍ من بلدان أخرى، فروسيّا والصين أبدتا رغبةً في تقديم الدعم العسكري إلى الجيش، لكن بقي هذا الدعم في الإطار النظري فقط، مع الملاحظة أنّ الصين عرَضت مساعدة بقيمة 10 ملايين دولار أميركي لاستخدامها في مجال الاتصالات.

بالإضافة إلى الدعم العسكري الأميركي، فقد تلقّى الجيش من الأردن منذ بضعِ سنوات 10 دبابات نوع م 60 أميركية الصنع بسعر زهيد، وهي دبابات ليست حديثة، بل مُحدَّثة، أي مزوَّدة بأجهزة رؤية ليليّة ونظام رماية بالتسديد بواسطة الليزر، وقد اشتركت تلك الدبابات بفعالية بمعركة «فجر الجرود»، لذلك، وخلال زيارته الأخيرة إلى الأردن، زار قائد الجيش مشغلَ تحديث الآليات المدرّعة، وبعد مقابلتِه الملك، أعرَب العاهل الأردني عن رغبته في زيادة عدد الدبابات نوع م 60 ليصلَ إلى 30 دبابة، أي ما يعادل كتيبة دبابات، وبالسعر الزهيد ايضاً، وطلبَ القائد صيانة وتحديثَ تلك الدبابات ليتمّ تجهيزُها بجهاز استقرار، أي لتتمكّن من الرمي خلال الانتقال في أرض المعركة. تسليح الجيش هو أولوية مطلقة عند قيادته، ويَحظى بدعمٍ كامل من السلطة التنفيذية ممثَّلةً برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الذي أبدى خلال زيارته الى الوحدات المنتشرة في جرود رأس بعلبك والقاع، استعدادَه الكامل لتسهيل عملية تمويل تسليح الجيش، كذلك وزير المال الذي حرصَ على تأمين الموارد اللازمة. خلاصةُ القول أنّ الجيش، في ظلّ الوضع الاقتصادي الصعب، يعتمد في تسليحه بشكل أساسي على الهبات التي تُعرَض من بلدان صديقة، هذه الهبات التي هي بغالبيتها أسلحة مستعملة، تحتاج إلى عمليات صيانة وتحديث، تبقى أقلَّ بكثير من السلاح الحديث الباهظ الثمن، والذي يحتاج إلى مبالغ طائلة لصيانته وتشغيله واستخدامه، ومثال على ذلك، فإنّ سريّة دبابات فرنسية الصنع (10 دبابات) نوع «لوكليرك» الحديثة الصنع، تصل كلفةُ صيانتها السنوية، من دون الرماية والتدريب، إلى مليون يورو، لذلك فتحديث وصيانة العتاد والسلاح المستعمل وإعادة استخدامه، هو أقلُّ كلفةً بكثير من السلاح الحديث الذي لا طاقة على اقتنائه في وضعٍ ماليّ واقتصاديّ مترَدٍّ، من هنا تأتي الهبات المدروسة وتحقيقُ السلاح بأسعار زهيدة كمصدر رئيسي في تسليح الجيش، الذي يحتاج في تنفيذ مهمّاته إلى تلك الهبات ويَعمد إلى تطويرها وزيادتها مستنداً إلى العلاقات الجيّدة التي تربطه بالجيوش الصديقة، وإلى النتائج الممتازة التي حقّقها في معاركه ضدّ الإرهاب.

 

مرشح "قواتي" في زغرتا؟

فادي عيد/الديار/13 تشرين الأول 2017

تركّز "القوات اللبنانية" على دائرة الشمال المسيحي، خصوصاً في ظل وجود انطباع وكأن معركة "القوات" تنحصر في معركة الشمال المسيحي، وهذا الإعتقاد خاطئ، بحسب مصادرها، لأن "القوات" تخوض الإنتخابات النيابية على مساحة أل 10452 كلم2، وتولي الإهتمام والأولوية لكل الدوائر، ويكفي معرفة كيف تعمل "القوات" على ترشيحات متتالية في كل الدوائر، لمعرفة اهتمامها على مستوى كل لبنان.

ومما لا شك فيه، بحسب مصدر قيادي قواتي، أن لكل دائرة اهتمامات انطلاقاً من توازناتها والقوى السياسية الموجودة فيها، وعلى هذا الأساس، فإن دائرة الشمال لها خصوصية وأولوية، إذ أن "التسونامي" العوني قد توقّف عند حدود جسر المدفون في العام 2005، نظراً للرمزية القواتية لهذه المنطقة، على غرار الرمزية الموجودة في زحلة وفي الأشرفية ودوائر أخرى، وستظهر بشكل جلي مع القانون الإنتخابي الجديد في جبل لبنان.  على هذه القاعدة، تابع المصدر نفسه، هناك عمل مكثّف يتم في هذه الدائرة، حيث يجري العمل بشكل ميداني من خلال إحصاءات وتعبئة ميدانية من قبل الماكينات الإنتخابية في الأقضية الأربعة ضمن دائرة الشمال المسيحي. وحتى اللحظة، فإن الأمور أصبحت محسومة، ففي بشرّي النائب ستريدا جعجع وجوزف إسحاق، وفي الكورة النائب فادي كرم، وفي البترون الدكتور فادي سعد. أما الأمر غير المحسوم، فهو الذي يتصل بالتحالفات الإنتخابية على مستوى كل لبنان، وليس فقط في هذه الدائرة، لأنه من المبكر الكلام عن التحالفات في هذه المرحلة.

أما الأمر الآخر، أضاف المصدر القواتي، فهو يتصل بدائرة زغرتا التي لها خصوصيتها، في ظل وجود قاعدة قواتية تملك زخماً نضالياً، وقد تعمّدت منسقية "القوات" هذا العام، وللمرة الأولى، أن تنظّم عشاءها السنوي في إهدن، في رسالة واضحة بأنها تريد التعبير عن وجودها السياسي. ويتزامن هذا الواقع مع التبريد السياسي الذي دخلت فيه العلاقة بين "القوات" و"المردة"، بعدما نجح الطرفان في طي صفحة الخلاف الماضية وتنظيم الخلاف في العناوين الخلافية.

وأشار إلى أنه في هذه اللحظة، تقف "القوات" أمام عدة احتمالات لجهة الترشيح في زغرتا، مع ما يعنيه ذلك من ترجمة للتفاهم السياسي مع "المردة"، لأن ترشيح قواتي يدل على التعدّية والتنوّع والتنافس بشكل ديموقراطي. ولفت إلى احتمال العمل لطي الحساسيات الماضية من خلال عملية الترشيح، ولكن يبقى احتمال أن يؤدي هذا الترشيح إلى إضعاف إمكانية وصول المرشّح ميشال معوّض، وهو حليف استراتيجي للقوات، خصوصاً وأن إمكانية الخرق في زغرتا محصورة بمرشح واحد.

وانطلاقاً من هذه الآراء، كشف المصدر أن "القوات" ما زالت في مرحلة النقاش، وأن الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات، وأن العمل ينكبّ الآن على بذل الجهود للحفاظ على مواقع "القوات" المتقدمة في الشمال، والسعي إلى مقعد خامس. وأضاف أن طموح "القوات" كبير، وهي تخوض للمرة الأولى المعركة الإنتخابية في دائرة زغرتا، ولكن على قاعدة التفاهم مع "المردة" وهو ما كان متعذّراً في المراحل السابقة، مع العلم أن هذا الأمر لا ينفي الإختلاف في الخطاب السياسي بين الطرفين، لا سيما وأن المرحلة الحالية قد تؤدي إلى استحضار عناوين انتخابات العام 2009، في ضوء المعطيات المستجدة داخليا وخارجيا وصولا الى محاولات حزب الله كسر الستاتيكو القائم من اجل التنسيق مع سوريا.

وبنتيجة هذا الواقع، فإن "القوات" كما أشار المصدر نفسه، تدرس كل الإحتمالات إنطلاقاً من مناخ التهدئة مع النائب سليمان فرنجية من جهة، وعلاقاتها مع باقي الأطراف السياسية من جهة أخرى. وكشف أنه بعد عودة الدكتور سمير جعجع إلى لبنان، سيتم الإعلان عن مرشّح قواتي جديد في منطقة جبل لبنان الجنوبي، ثم يليه الإعلان عن مرشحين جديدين في فترة لاحقة.

 

واشنطن: موقف عون تحت المجهر... تقبّل لكلام بري وتفهّم اعتراض الحريري

سيمون ابو فاضل/الديار/13 تشرين الأول/17

يعكس رصد الادارة الأميركية مبلغا ماليا لمن يدلي بمعلومات حول مكان قياديين اثنين من حزب الله بعد وضعها مؤخراً عقوبات مالية على مسووليه ومؤسساته الحزبية مدى اصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مواجهة الحزب بالتوازي مع قراره بالتضييق على الجمهورية الايرانية الاسلامية للحد من دورها السياسي -العسكري، لكن في موازاة ذلك تبقي واشنطن على رصدها للساحة اللبنانية وتركيزها على كل من الجيش اللبناني الذي تمدّه بالعتاد والسلاح والخبرات العسكرية وكذلك على حزب الله الذي تصنفه عدوا لها ادرجته على اللائحة السوداء، وباتت المواقف السياسية للمسؤولين محور اهتمام حيال مدى تأمينها الغطاء للحزب في ضوء القرار الأميركي بمواجهته. ولا تخفي أوساط ديبلوماسية غربية قلقها من أن يطال لبنان ما يقارب الحظر الأميركي النسبي والتراجع في دعم جيشه اذا ما كانت المواقف السياسية الداعمة لحزب الله على حساب دور الجيش اللبناني الذي صودر الى حدّ ما قراره في معركة الجرود، بعد أن كان ثمة رهان على قدراته لانجاز هذه المهمة بنجاح ومن دون ترك الارهابيين يغادرون تلك المنطقة. وتلفت الأوساط الى أن الادارة الأميركية لا تزال تعيش تحت وطأة مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون التي شكلت غطاء لحزب الله، متوقفة في الوقت ذاته أمام موقفي رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري، بحيث أن بري كأحد ركني الثنائية الشيعية يطلق كلاما لكنه لم يصل الى حدّ موقف رئيس الجمهورية وحتى لدى تناوله دوري الجيش اللبناني وحزب الله فأنه يمكن تقبلها من موقعه كأحد أركان هذا الثنائي، في حين أن الحريري سجل مواقف تصنف اعتراضية على عدة خطوات لكن واشنطن في الوقت نفسه تقبلت سقف كلامه لعدم احراجه للاطاحة به من منصبه ليخلفه رئيس حكومة يدور في فلك حزب الله. وتخشى الأوساط أن ترتب مواقف لبنانية رسمية داعمة لحزب الله بالتوازي مع الاجراءات الاميركية الى وقف المساعدات للجيش اللبناني في ظل الواقع الراهن في الكونغرس المتحفظ على دعم الدولة اللبنانية كونها تقع تحت تأثير حزب الله وان خيار التضييق ممكن أن يحصل في ظل التكامل في المواقف بين ترامب والكونغرس في ملفات عدة وإن كان للبنتاغون حسابات خاصة تقضي بالدعم الدائم للجيش نظرا لدوره في مواجهة الارهاب. والى الثقة بقدرات الجيش حسب الاوساط فأن للجيش اللبناني خبرات تمكنه ان يكون قادرًا على على تولي مهامه ، وقتاله مؤخرا في الجرود الشرقية اللبنانية كان محور إعجاب لتمكنه من استعمال الأسلحة الأميركية وتحقيق نتائج باهرة بما دفع الجانب الأميركي باعادة النظر باستعمال عدد من هذه الأسلحة التي كان أخرجها من مستودعاته منذ نحو عقدين من الزمن ،حيث سجلت للوحدات المختصة مهارة في التعاطي مع هذه الأسلحة ، لكن الخوف من ان يصبح هذا الدعم الأميركي مهددا نتيجة المواقف السياسية المفترض أن تكون متوازنة لأن البلاد تعيش نتيجة تسوية رئاسية أفضت الى دخول عون الى قصر بعبدا وانسحابها على جميع القوى هو أمر يحمي لبنان من أي مترتبات أميركية.

 

بين أحقاد ليبرمان وادعاءات نصر الله

نديم قطيش/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17

لا حديث في لبنان هذه الأيام سوى الحرب المحتملة بين «حزب الله» وإسرائيل. لا يهم إن جرت هذه الحرب في سوريا أو جرت في لبنان، فهي في نهاية الأمر ستتحول إلى جبهة واحدة. يلتقي في ذلك الإسرائيليون مع «حزب الله»، في الحديث عن هذا البلد باعتباره مجرد امتداد جغرافي لساحة حرب أوسع. يقول أفيغدور ليبرمان ما يقوله حسن نصر الله تماماً عن الجبهة الواحدة. ويلتقيان أيضاً في توصيف العلاقة بين الدولة و«حزب الله». ليبرمان قال قبل أيام إن الجيش اللبناني يديره «حزب الله». سبقته إلى هذا التوصيف دول عربية رأت أنه لا طائل من دعم الجيش اللبناني، كونه يأتمر بأمر ميليشيا ذات مشروع خاص معادٍ لأكثر من دولة عربية، وغير خاضع لمحاسبة السلطات الشرعية. فعل «حزب الله» كل شيء لتأبيد هذا الانطباع، بحيث إنه حتى الانتصارات الأخيرة للجيش اللبناني في معارك الجرود الشرقية للبنان ضد «داعش»، التي أثارت حفيظة ميليشيا «حزب الله»، لم تبدل سمعته بعد. أقله لم تبدلها حيث يجب أن تتبدل كي لا يدفع لبنان كله ثمن المشروع الخاص للميليشيا.

كلام ليبرمان الأخير الذي يتوعد كل اللبنانيين بأثمان فادحة، في أي حرب مقبلة، هو صدى دقيق للانطباع الذي ولَّدَه «حزب الله» عند كل الدنيا؛ أن لبنان دولة مقاومة، أي دولة تقع ضمن المشروع الإيراني في المشرق والخليج والعالم. دول كثيرة، أياً كان موقفها من إسرائيل وأياً كانت عاطفتها تجاه لبنان، لا تمتلك الكثير من الأدلة لمحاججة معاكسة لمنطق ليبرمان، فالتهمة التي يتهمنا بها هي «شرف» يدعيه «حزب الله»، وهو ادعاء فارغ، يتفرع عن ادعاء أكبر؛ أن إيران أحكمت سيطرتها على لبنان. لا يحاجج أحد بقوة «حزب الله». المشكلة في التسليم النفسي والسياسي، غير الدقيق، بأن الحزب يحكم لبنان، مطلق اليد، من دون أن يقيم وزناً لأحد. وهذا افتراض تدحضه وقائع التسويات التي يجبر «حزب الله» عليها، بمثل ما تضطر له القوى التي تناوئه، ضمن لعبة توازن دقيق، لا مكان فيها للقول الذي ذهب إليه ليبرمان، إلا في أحقاد ليبرمان وادعاءات نصر الله.

يلتقي الاثنان على قلة اكتراث مرعبة بلبنان؛ لبنان الدولة والناس والاقتصاد والبنية التحتية والمستقبل. لا تضمر ميليشيا «حزب الله» كرهاً للبنان يوازي الكره الذي تضمره له إسرائيل، التي تعرف ماذا يعني أن ينهض هذا البلد بإمكاناته الكامنة، لكنها تتساوى معه في الاستعداد لتدمير كل شيء في سياق المعركة الأكبر التي يخوضها محور إيران. ويلتقيان في استسهال تدفيع اللبنانيين أثمان المبارزة بين إيران وإسرائيل.

أضاعت إيران فرصة الاتفاق النووي، لتقول للعالم إنها راغبة فعلاً في أن تكون جزءاً طبيعياً منه. أضاعت فرصة المصالحة بينها وبين أغلبية كوكب الأرض، بعد أن كسرت الجليد مع الشيطان الأكبر، وما حمله هذا الكسر من تجاوز مهم ليباس الآيديولوجيا وخطابها، والركون إلى منطق المصالح ولغتها.

حين وقع الاتفاق، ظن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بسذاجة أن الاتفاق سيكون خبراً سعيداً للشرق الأوسط، لما سيحمله من تداعيات إيجابية نتيجة تموضع إيران الجديد. لم يتنبه إلى أن الملف النووي هو غصن واحد في حزمة الأغصان الغليظة التي تمثل ملفات الاشتباك مع إيران.

استغلت إيران الاتفاق، لتعطيل الدور الريادي الأميركي في الشرق الأوسط، وجعلت منه فخاً يسمح لها بالاستمرار في سياساتها العدوانية ومشروعها العقائدي، من دون إثارة واشنطن بشكل جدي، فتسامحت الأخيرة مع معظم التجاوزات الإيرانية لحماية التفاوض النووي ثم الاتفاق النووي.

بدل أن ينعكس الاتفاق إيجاباً، تتبجح إيران بأنها تحتل أربع عواصم عربية، ممعنةً في سياسات التحدي والتخريب والعدوان. وفي لبنان كانت هذه اللغة تفاقم من حماسة خطاب تفوق «حزب الله» على خصومه، وإعلان هزيمتهم اليومية، وتصوير كل تسوية أقدموا عليها بأنها حصيلة «المتغيرات الكبرى في الإقليم»، بحسب العبارة المزدهرة في لغة «حزب الله».

ما كان قبل الاتفاق النووي، استمر بعده، وما ساد خلاله سيستمر بمعزل عن مصير الاتفاق، وما سيقرره بشأنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب. المشكلة الأساسية كانت، وستظل، أن إيران الثورة، وإيران الآيديولوجيا العابرة للحدود، لا تبدي أي رغبة في فتح طريق آخر مع العالم. وإذ تصل بعض النخب الحاكمة في العالم إلى مثل هذا الاستنتاج، وترى أنه لا بد من تأديب إيران بأغلظ العصي بدل الإمعان في مدها بالجزر، وتشكيل تحالف دولي لضبط هذه الدولة الثورية، فهي تثير في لبنان كل أنواع القلق، الذي ما عاد بدوره يثير عاطفة أحد أو تعاطف أحد، رغم مقاومته الداخلية التي لم تستكِن يوماً. اللبنانيون أمام مصائر مؤلمة. دفعوا أثمان التفاهم مع إيران بأن تصرف معهم «حزب الله» بانتحال صفة سيد الجمهورية المطلق. وهم مرشحون لأن يدفعوا ثمن الاشتباك مع إيران بعد أن تحول بلدهم لأكبر مستودع لصواريخ إيران في المنطقة. وفوق خرابنا المحتمل، يقف أفيغدور ليبرمان وحسن نصر الله، بشهية منقطعة النظير، ليبدآ التراشق بدمنا.

 

هل بإمكان ترمب عزل إيران من دون عزل الولايات المتحدة؟

دنيس روس/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17

أثار الرئيس دونالد ترمب القليل من الشكوك بشأن آرائه حول الاتفاق النووي، أو خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تفاوضت إدارة الرئيس السابق أوباما مع الإيرانيين بشأنها. وفي خطابه بتاريخ 19 سبتمبر (أيلول) الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف الرئيس الأميركي الاتفاق بأنه «مثير للحرج». وفي 15 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، عليه أن يصادق مرة أخرى أمام الكونغرس على أن خطة العمل الشاملة المشتركة تصب في صالح الأمن القومي للولايات المتحدة. وعملية المصادقة مطلوبة ولازمة من قبل الكونغرس، وليس من قبل خطة العمل الشاملة المشتركة. وفي وسط التساؤلات الموسعة بشأن الاتفاق، والمخاوف من احتيال الإيرانيين عليه، مرر الكونغرس في عام 2015 قانون «مراجعة الاتفاق النووي الإيراني»، الذي يقتضي الحصول على التصديق الرئاسي على الاتفاق النووي مرة كل 90 يوماً.

وحتى الآن، صادقت إدارة الرئيس ترمب على الاتفاق الإيراني مرتين متتاليتين. ولكن بعد المصادقة الأخيرة، قال الرئيس ترمب: «إذا كان الأمر متروكاً لي، لقضيت بعدم الامتثال الإيراني قبل 180 يوماً». وفي الحقيقة، فإن الأمر بالفعل متروك للرئيس. ومع النظر إلى تصريحاته الأخيرة، سيكون من المستغرب أن يعاود التصديق على الاتفاق في 15 أكتوبر.

وعدم التصديق، رغم ذلك، لا يعني بصفة تلقائية أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من الاتفاق. وأقول ذلك لأن التصديق ليس جزءاً من التفاهمات التي تفاوضت بشأنها الولايات المتحدة والأعضاء الآخرون من مجموعة دول «5+1» (روسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا) مع إيران. وبطبيعة الحال، إذا ما تخير الرئيس ترمب عدم التصديق هذه المرة، فمن شأن ذلك أن يخلق حالة من الضغوط داخل الكونغرس، لاتخاذ خطوات إعادة فرض العقوبات التي عُلقت كجزء من الاتفاق، وسوف يعني ذلك انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة.

ومن المهم أن نضع في اعتبارنا أنه إذا أعلن الرئيس ترمب عدم الامتثال الإيراني حيال الاتفاق، فسوف تواجه الإدارة الأميركية مشكلة عاجلة في المصداقية، فالهيئة الدولية للطاقة الذرية مسؤولة عن مراقبة الامتثال الإيراني لخطة العمل الشاملة المشتركة، ولقد أكدت الوكالة مرة أخرى أن الجمهورية الإسلامية تفي بالتزاماتها، بموجب بنود الاتفاق المبرم. وفي 20 سبتمبر الماضي، أقر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بـ«الامتثال الفني» الإيراني حيال الاتفاق. ويشير إقرار تيلرسون إلى أن الإدارة الأميركية لن تتناول مسألة الامتثال الإيراني. وبدلاً من ذلك، سوف تركز جهودها على متطلبات قانون «مراجعة الاتفاق النووي الإيراني». ومن بين المعايير الحاسمة التي أقرها التشريع الأميركي أنه يتعين على الرئيس التصديق على أن إيران لا تقوم بأي إجراء من شأنه التعزيز بشكل كبير من برنامج الأسلحة النووية لديها. ومن المفترض أنه بسبب عدم المقدرة على الوصول إلى المواقع العسكرية الإيرانية، واستمرار الجمهورية الإسلامية في إجراء اختبارات الصواريخ الباليستية، سوف تدفع الإدارة الأميركية بعدم مقدرتها على التصديق على أن الجانب الإيراني لا يعزز بأي حال من الأحوال برنامجه الخاص للأسلحة النووية.

ومن غير المرجح أن يقبل الأعضاء الآخرون في مجموعة دول «5+1»، الذين هم جزء من الاتفاق، أياً من هذه النقاط المذكورة، بسبب أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد الوصول إلى المواقع النووية غير المعلن عنها في إيران، فيمكنها تقديم المعلومات التي تفيد بإثارة الشكوك حول ذلك الموقع، الأمر الذي يبرر حق الوصول إليه. والنقطة الثانية المتعلقة بإجراء التجارب الصاروخية، وغير ذلك من الإجراءات الإيرانية المزعزعة للاستقرار، فإنها ليست جزءاً من خطة العمل الشاملة المشتركة.

وبالتالي، إذا لم تصادق إدارة الرئيس ترمب على الاتفاق، ثم انسحبت منه بالكلية، فسوف تقوم بذلك بمفردها تماماً. وسوف تعزل بذلك نفسها، وليس الجانب الإيراني، وسوف يكون من الصعب للغاية التأثير على السلوكيات الإيرانية من خلال الوسائل غير العسكرية. وفي حقيقة الأمر، سوف يكون من العسير على الإدارة الأميركية حشد ردود الفعل الأوروبية أو الدولية ضد السلوكيات الإيرانية المثيرة للتهديدات، بما في ذلك استخدام الميليشيات الشيعية الموالية لها في منطقة الشرق الأوسط. وهل يعني ذلك أنه يتعين على الولايات المتحدة عدم التصديق على الاتفاق؟ ليس بالضرورة، ولكنه يعني بكل تأكيد أنه إذا لم تصادق إدارة الرئيس ترمب، فسوف يجب عليها في الوقت نفسه تفسير عدم إعلانها الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، وعدم مطالبتها الكونغرس كذلك بإعادة فرض العقوبات على إيران، التي عُلقت كجزء من الاتفاق النووي المبرم. وبدلاً من ذلك، فإنها تبلغ الجميع (الحلفاء والإيرانيين على حد سواء) بأنه عند مرحلة من المراحل خلال الأشهر الـ6 إلى الـ12 المقبلة، سوف تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق، إذا لم يتم التعامل مع المخاوف الأميركية المتعلقة بالسلوكيات الإيرانية الإقليمية، وإجراء التجارب على الصواريخ الباليستية، وتجاهل بنود «غروب الشمس» في خطة العمل الشاملة المشتركة.

وفي حين أن جميع الأعضاء الآخرين في مجموعة دول «5+1» ملتزمون ببنود خطة العمل الشاملة المشتركة، فقد دعا الرئيس الفرنسي ماكرون أخيراً إلى صياغة «تفاهم تكميلي» بشأن الحفاظ على بعض القيود الرئيسية التي تقرها خطة العمل الشاملة المشتركة على عدد من أجهزة الطرد المركزي التي بحوزة إيران، وجودتها الحالية، ومستوى التخصيب المسموح به، وحظر قدرات إعادة المعالجة النووية باستخدامها؛ وهي البنود التي سوف تخرج من حيز التنفيذ الفعلي بحلول عام 2030. وإذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن إعلان الرئيس ماكرون يوحي بأن الإدارة الأميركية تملك قدراً معتبراً من النفوذ.

ومن المؤكد أن القادة الأوروبيين لا يرغبون في انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، ومن المتصور أيضاً أنهم سوف يسعون لإبقاء الولايات المتحدة ضمن الاتفاق المبرم، ولكن لا بد من تحقيق التوازن الدقيق. فشعبية الرئيس ترمب متدنية للغاية في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ولن يكون من اليسير على رئيسة الوزراء البريطانية ماي، أو على الرئيس الفرنسي ماكرون، أو على وجه الخصوص المستشارة الألمانية ميركل، الذين يضطلعون الآن بأعباء تشكيل الحكومات الجديدة في بلادهم، أن يظهروا بمظهر المستجيب المؤيد للرئيس الأميركي بشأن هذه المسألة. وعلى الحد الأدنى، إذا ما أراد الرئيس ترمب انضمام اللاعبين الأوروبيين الرئيسيين إليه في ممارسة المزيد من الضغوط على الجانب الإيراني، الأمر الذي كان مفتاح الاستجابة الإيرانية للتفاوض بشأن برنامجها النووي في المقام الأول، فيجب عليه التخفيف من حدة تصريحاته التي يطلقها في العلن، وأن يوضح للجميع أنه لن ينسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة من دون العمل مع الشركاء الأوروبيين للتعامل مع مختلف المخاوف المتعلقة بالسلوكيات الإيرانية الإقليمية. وحال قيامنا بذلك، فسوف يضع المخاوف الأوروبية محل النظر والاعتبار خلال عملية المناقشات.

ولن يأخذ الجانب الإيراني موقف المتفرج الكسول في أثناء مسيرنا على هذا الطريق؛ فسوف يُظهرون أوثق علامات الالتزام ببنود الاتفاق، وأن الإدارة الأميركية هي التي تهددهم. وعلى هذا الأساس، فسوف يحاولون تقسيم مجموعة دول «5+1»، حتى يتسنى لهم تحييد أية خطوات جديدة تتخذ نحو ممارسة الضغوط على إيران، أو مطالبتها بتغيير سياساتها المتبعة. وكما فعل الرئيس روحاني، ونائبه صالحي، من قبل، فسوف يلعبون بورقة المخاوف من إعادة تجديد البرنامج النووي، إذا ما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق. وفي الوقت نفسه، سيبعثون بإشارة مفادها أنه إذا كانت هناك أية «تفاهمات تكميلية»، فسوف تطالب إيران بتنازلات إضافية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك - على سبيل المثال - إنهاء العقوبات الأميركية غير النووية المتعلقة بالإرهاب وحقوق الإنسان، التي لا تزال تؤثر بصورة سلبية عميقة على كثير من المؤسسات المالية متعددة الجنسيات التي تجري أعمالها داخل إيران. وبعبارة أخرى، سوف يدفع الجانب الإيراني بحجة أنه إذا كان الأميركيون يرغبون في المزيد من إيران، فعليهم منح إيران المزيد في المقابل.

إن توقع الخطوات الإيرانية من الأهمية بمكان للمقدرة على التصدي لها، ولإدراك أن الجانب الأوروبي لن يتسق بكل بساطة مع ما تسعى الإدارة الأميركية لـ«إصلاحه» داخل بنود خطة العمل الشاملة المشتركة، والتعديل من السلوكيات الإيرانية الأخرى. ولا بد للإدارة الأميركية أن تعترف بأنه إذا انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة، من دون انضمام الجانب الأوروبي إلى صفوفها في ممارسة المزيد من الضغوط على إيران، فإن أثر الخطوات الأميركية المتخذة سوف يكون محدوداً للغاية. فقد كانت الرغبة الأوروبية بارزة في فرض المقاطعة على شراء النفط الإيراني، وليست العقوبات الأميركية أحادية الجانب هي التي أسفرت عن تدمير الاقتصاد الوطني الإيراني. والمقصد هو أن التهديد الأميركي بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة يخلق قدراً من الضغوط على الأوروبيين، الذين سوف يبحثون عن سبل للمحافظة على الاتفاق، ولكن يجب على الإدارة الأميركية أن تضع في اعتبارها كلاً من إمكانات وحدود نفوذها الحالي، إذا لم تصادق على الامتثال الإيراني هذه المرة، مما يعني وجود خطة معينة تقضي بتفسير ما تقوم به الإدارة الأميركية، وكيف ستعمل بهدوء مع الجانب الأوروبي للظهور بمظهر الجبهة الموحدة أمام الجانب الإيراني. وبعبارة أخرى، يجب على الإدارة الأميركية أن تتأكد أنها إذا لم تصادق على الاتفاق الإيراني، فإن لديها منهجاً تتخذه لعزل إيران، وليس عزل الولايات المتحدة. * خاص بـ {الشرق الأوسط}

 

ترمب لخامنئي: ساعة الحساب

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17

يفترض أثناء نشر هذا المقال أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أصدر موقفه المنتظر من الاتفاق النووي مع إيران، المعروف باتفاق «الخمسة زائد واحد»، الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا مع جمهورية إيران، حول برنامجها النووي. الاتفاق الشهير تم ببركة باراك أوباما، ورهن إرثه السياسي العالمي على هذا الاتفاق الذي قال كثير من المراقبين، حتى المتفهمين للمنطق الأوبامي، إن به جوانب غامضة كثيرة مثيرة. الاتفاق، حسب الشرط الأميركي نفسه، يفرض على الخارجية الأميركية تقديم مراجعة كل 90 يوماً للرئيس من أجل التحقق من التزام إيران بالتعاون مع جهود التفتيش على مرافقها النووية، التي تقول إنها سلمية. ضمن هذا السياق يأتي بيان الرئيس ترمب المنتظر حول الاتفاق العجيب، ويتوقع إما أن يعلن ترمب الخروج الأميركي من الاتفاق، وهذا توقع ثوري، أو يعيد الأمر للكونغرس الأميركي وفرض مزيد، أو تفعيل، العقوبات القديمة، الاقتصادية، مع إضافة عقوبات سياسية، أو يطلب إعادة التفاوض من جديد على شروط جديدة، ليست بسماحة أوباما هذه المرة! الكونغرس الأميركي، خاصة نواب الحزب الجمهوري، يتوعدون بمحاربة إيران والاتفاق معها، واعتبر إد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي: «الاتفاق النووي حافلاً بالأخطاء... وكان مجرد رهان لم يتحقق». وقال: «الاتفاق الذي وقّعه أوباما مع إيران منح طهران مائة مليار دولار، ذهب معظمها للحرس الثوري الذي يدعم الإرهاب بالعراق وسوريا». النائب الجمهوري، لي زلدين، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، قال في خلاصة كاشفة: «الاتفاق النووي مع إيران بمثابة خريطة طريق لها تدلها على كيفية الحصول بالضبط على السلاح النووي»! ترمب في اتصال مع رئيسة الحكومة البريطانية دعا إلى «محاسبة النظام الإيراني لرعايته الإرهاب وتطوير الصواريخ الخطيرة». لذلك، فالأمر يتجاوز حصره بالحديث عن الاتفاق الشهير 5 زائد 1، بل يتعلق بمقاربة أميركية كبرى تجاه الدور الإيراني كله بالمنطقة، لذلك تواتر الحديث عن عزم أميركي على تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وتابعه في لبنان «حزب الله»، دون تفرقة بين عسكر ومدنيين، كلهم في سلة واحدة، سلة الإرهاب والإجرام. الحرس الثوري هو عصب الجمهورية الخمينية، وشبكة اقتصادية داخلية وخارجية هائلة، لذلك ثار سدنة النظام الخميني وتوعدوا بالويل والثبور حميّة لحرس جمهوريتهم. هذه هي المواجهة الموجعة للنظام الخرافي الإرهابي، ضرب رأس الأفعى بالمنطقة: الحرس الثوري، وأفراخه مثل فيلق القدس و«حزب الله» والحوثي وميليشيات الخزعلي العراقية، مثلاً. نحن أمام «حزم» أميركي مثير.

 

الصين وإعادة تنظيم كوادر الحزب

أمير طاهري/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17

إنها شهادة لخاصية من خصائص الاهتمام الدولي بالأحداث العالمية، أنه في حين أن كل تغريدة من تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تثير زوبعة من التقارير الصحافية، والتحليلات السياسية، والإساءات المتعمدة والصريحة، فهناك القليل للغاية من الاهتمام موجه إلى التحضيرات الصينية الجارية على قدم وساق لعقد المؤتمر الوطني السنوي للحزب الشيوعي الحاكم في بكين. ورغم ذلك، أصبحت الصين في الوقت الراهن أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وهي ثاني أكبر مصدِّر على مستوى العالم بعد ألمانيا. كما أنها تملك أسرع المحافظ العالمية نمواً من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مع مصالح مباشرة في 118 دولة بجميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، هناك ما لا يقل عن 10 ملايين مواطن صيني يعملون في الخارج، وهم دائماً، وتقريباً، يعملون في مشروعات تشرف عليها الحكومة الصينية، مما يساعد في تغيير شكل الحياة في أجزاء كبيرة من أفريقيا، وأميركا الجنوبية، وآسيا.

ووفقاً للتقديرات، فهناك بالفعل أكثر من 3 ملايين مواطن صيني يعملون في سيبيريا وحدها، وهم على رأس حملة تماثل حملات القرن التاسع عشر لاستغلال الموارد الطبيعية الهائلة في تلك المنطقة مترامية الأطراف. ولقد تحول الوجود الصيني في سيبيريا، الذي شجعته موسكو في بادئ الأمر، إلى مصدر من مصادر القلق لدى الكرملين، إذ يخشى المسؤولون الروس فقدان السيطرة تدريجياً على إقليم سيبيريا؛ نظراً للاختلال الديموغرافي الناشئ عن الوجود الصيني. وذلك هو السبب في أن روسيا تعرض في الوقت الراهن تمليك الأراضي بالمجان إلى جانب منح رؤوس الأموال الأساسية لكل مواطن روسي يرغب في الاستقرار والعمل في سيبيريا. (ولقد تقدم القليل من المواطنين الروس بطلبات الاستفادة من هذا العرض حتى الآن!).

ولقد أطلقت الصين نوعاً من المشروعات التي تستدعي ذكريات الأيام الخوالي الذهبية للتوسع الإمبريالي الأوروبي في القرن التاسع عشر. ومن شأن مشروع طريق الحرير الجديد، وهو أكبر مشروع في التاريخ البشري من حيث الاستثمارات التي تبلغ 1.4 تريليون دولار، أن يربط قلب آسيا الوسطى بالمحيط الهندي مروراً بباكستان، مما يؤثر وبشكل مباشر على اقتصادات كازاخستان، وقيرغيزستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وأفغانستان، وتركمانستان، وروسيا، والهند، وباكستان، وإيران. ومن المقرر توسيع نطاق خط السكك الحديدية المباشر، والذي تم اختباره بالفعل ما بين بكين ولندن، لكي يشمل عواصم أوروبية رئيسية أخرى.

كما تعكف الصين على دراسة بناء خط السكك الحديدية في أميركا الوسطى، ليكون بديلاً عن قناة بنم. وفي أفريقيا، لم تكتفِ الصين بإرساء موطئ قدم راسخة كأكبر شريك تجاري فحسب؛ بل إنها تحاول أيضاً الظهور في صورة «العمة القديمة الحكيمة» والتي يمكنها جمع الأطراف سوياً، وإقناع مختلف المنافسين المحليين بعدم العبث بسلة التفاح. وفي جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، حلَّت الصين محل الولايات المتحدة، ناهيكم عن ذكر القوى الاستعمارية القديمة، مثل فرنسا وبريطانيا، باعتبارها قوة النفوذ الرئيسية التي تمارس الهيمنة وتبسط السيطرة.

وعلى نطاق أوسع، فإن مشهد الرئيس الأميركي ووزير خارجيته وهما يحضان الصين المرة تلو الأخرى لكي «تصنع شيئاً» بشأن السلوكيات الاستفزازية لكوريا الشمالية، هو من المؤشرات الجيدة على صعود وتمدد النفوذ الصيني عالمياً.

وحتى فيما يسمى بمجموعة شنغهاي، وهي المبادرة الصينية المعروفة، فلقد صارت روسيا تؤكد ذاتها كولي للأمر، مع دعم أكيد من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى.

وليس من الصعب رؤية التنين الصيني في كل تلك الأماكن، أوليس كذلك؟ وتعد المسألة ذات صلة بسبب أن جمهورية الصين الشعبية لم تكن قادرة أو لم تكن راغبة في صياغة العلاقة بين قوتها الاقتصادية ودورها السياسي على المسرح العالمي. وعلى الرغم من مكانتها المرتفعة اقتصادياً، فهي تحتفظ بمكانة منخفضة نوعاً ما على الصعيد السياسي، وربما تستحق منحها لقب «العملاق الاقتصادي والقزم السياسي».

وجزء من هذا مسألة اختيار بحتة؛ إذ يدرك قادة الصين أنهم يحكمون دولة لا تزال تعاني من الفقر المدقع والبنية التحتية الأساسية المتخلفة. ومن زاوية نصيب الفرد من الدخل القومي، فلا تزال الصين أفقر كثيراً من إيران، وربما أفقر من جزر المالديف كذلك. ومن زاوية متوسط العمر المتوقع، تحتل الصين المرتبة 102 من 198 على العالم. وبالتالي، فضل القادة الصينيون إيلاء مزيد من التركيز في المقام الأول على القضايا المحلية، مع منح الأولوية إلى النمو الاقتصادي السريع. وبالنسبة لهم، فإن الانخراط والتفاعل مع السياسات الدولية يبدو من المجازفات المحفوفة بكثير من المخاطر.

ومع ذلك، فإن المكانة السياسية الصينية المنخفضة لها سبب آخر، ألا وهو نقص الخبرة اللازمة في الشؤون الدولية، والمهارات البشرية الضرورية لتحقيق مستوى أدنى من المتوقع في المعترك الدبلوماسي. ومن المثير للاهتمام أنه ليس هناك منصب دولي رفيع المستوى قد شغله مسؤول دبلوماسي صيني، مع أن هناك دبلوماسيين من ميانمار وغانا قد شغلوا منصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة. وبدلاً من محاكاة أنماط بناء الإمبراطوريات على غرار بريطانيا أو فرنسا في القرن التاسع عشر، تخيرت الصين تطبيق النموذج الهولندي من السعي وراء التجارة وترك السياسة لأصحابها. ولكن هل هذه الاستراتيجية مستدامة؟ ربما لا يرغب المرء في اللعب بورقة السياسة، ولكن ماذا لو أن السياسة هي التي تطاردك؟ وهذا نوع من التساؤلات التي من المحتمل أن تثار خلال المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، والمقرر انعقاده يوم الثلاثاء المقبل.

على الرغم من العلاقات التاريخية السيئة بين الصين وجيرانها، باستثناء باكستان بالطبع، فهي لا تزال تحظى بسمات محايدة في أماكن أخرى من العالم، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، وأوروبا، وأميركا الجنوبية، لا لشيء سوى أنها لا تتحمل أعباء الماضي الاستعماري و- أو الإمبريالي هناك.

ونظراً لأن التحضير للمؤتمرات الوطنية في الصين يعد من أسرار الدولة، فمن الصعب معرفة ما إذا كان هناك استعراض كبير لسياسات الصين الخارجية قد تم إدراجه على جدول أعمال المؤتمر من عدمه.

ومن المنتظر أن تكون هناك أولويتان رئيسيتان في مؤتمر الأسبوع المقبل. أولاً ترسيخ موقف الرئيس الصيني بوصفه «الزعيم الأعلى» للبلاد، وهي درجة أرقى من مجرد الأمين العام للحزب الشيوعي الحاكم. ويمكن القيام بذلك عن طريق منحه لقباً رفيع المستوى كما كان الأمر مع الزعيمين ماو تسي تونغ، ودينغ شياو بينغ. والرئيس الصيني، الذي من المتوقع إعادة انتخابه بالإجماع لخمس سنوات أخرى، من شأنه أيضاً أن يعزز من منصبه من خلال الدفع بمساعديه المقربين إلى المناصب الرئيسية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وفي المكتب السياسي، وفي اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، وفي لجنة الانضباط والتفتيش، وفي اللجنة العسكرية، وهي اللجان الخمس الرئيسية لصناعة القرار داخل الحزب الحاكم. والأولوية الثانية هي تغيير الأجيال عند قمة الترتيب الهرمي مع شخصيات جديدة من المولودين في ستينات القرن الماضي أو ما بعدها. وأغلب المندوبين البالغ عددهم 2300 مندوب من المنتظر حضورهم المؤتمر المقبل، ينتمون إلى ذلك «الجيل الجديد». وتتألف القيادة المفترضة الجديدة من أفراد يملكون بعض الخبرات في العالم الخارجي، وغالباً من أصحاب الدرجات الجامعية التي حصلوا عليها من الولايات المتحدة ومن أوروبا الغربية. ومن شأن ذلك أن يمنح قدراً كبيراً من الفهم للسياسات العالمية، وفرصة أكثر قرباً للانخراط والمشاركة.

وهناك أمر واحد مؤكد: أن المسرح الدولي مفعم بالاضطراب، وروسيا والولايات المتحدة، لا تزالان ترزحان تحت أعباء ذكريات الحرب الباردة العقيمة، وقد لا تملكان المقدرة الدائمة على الخروج بالإجابات المطلوبة لكافة التساؤلات المطروحة على الساحة الدولية.

ومن جانبه، فإن الاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من قوته الاقتصادية الكبيرة، فإنه لا يمكنه حشد الرأي العام الدولي من أجل القيام بدور سياسي أكبر على الصعيد العالمي. والهند، وهي من القوى الأخرى الصاعدة، تشهد تعثرات سياسية متكررة بسبب مشاجراتها السريالية المستمرة مع باكستان. ولقد تلاشت تماماً آمال ظهور البرازيل كلاعب دولي فعال ومؤثر، وربما لعقود مقبلة. بعبارة أخرى: المجال مفتوح أمام الصين لأن تصبح اللاعب الدولي الأساسي والكبير على مسرح السياسات العالمية. فهل سوف ترغب بكين في ذلك الدور؟ سوف تأتينا الإجابة من هناك في الأسبوع المقبل.

 

المملكة وإعادة تشكيل المشرق العربي

رضوان السيد/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17

إنّ الذي يجري في سوريا الآن شديد الخطورة. إذ تسيطر على الأرض من الجو والقواعد جيوش روسيا الاتحادية، وقد اتخذت لنفسها مساعدَين: إيران، التي تملك جيوشاً وميليشيات، وتركيا التي فرضت نفسها شريكاً، لتمنع تكون كيان كردي على حدودها لجهة سوريا. وإيران شريكة مفروضة على روسيا مثل إسرائيل. وإذا كانت إسرائيل تريد صون حدودها في الجولان السوري - وهو لسوء الحظ أمر مسلَّمٌ به من جانب أميركا وروسيا - فهي تريد أيضاً مكافحة تنامي قوة حزب الله في لبنان وسوريا، وهو الأمر الذي يسبب لروسيا بعض الإشكاليات مع حلفائها. وبوتين ليس مضطراً إلى مشاركة إيران بسبب وجودها على الأرض السورية فقط، بل ولأنّ بينهما صفقات مالية كثيرة، ولأنها تقف في مواجهة الولايات المتحدة. وكذلك الأمر مع تركيا، فبالإضافة إلى الصفقات والمصالح الكبيرة المتبادلة، هناك تباعُدٌ متزايدٌ بين تركيا والولايات المتحدة على عدة أمور، إلى درجة أنّ تركيا عضو الناتو تريد شراء سلاحٍ من روسيا!

تركيا تقول إنّ هدفها محدود هو: منع الأكراد من التمدد، والسعي لاحقاً للاستقلال. أما الإيرانيون فيصرِّحون بهدفهم: يريدون السيطرة على العراق وسوريا ولبنان، وتشكيل محور يتزعمونه في هذه البلدان. والعرب غائبون عن الساحة السورية أو يكادون، وذلك باستثناء ما يقال عن مشاركة ضئيلة لمصر، ومن خلال روسيا أيضاً. تدخلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات مع التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة لمكافحة إرهاب «داعش» ودويلتها عام 2014، وهي تحاول إقامة علاقات طبيعية مع بغداد، وما كان موقفها حاداً في استفتاء كردستان.

أما في سوريا فبدأت البداية السليمة، وهي الدخول على خط الانتقال السياسي من خلال القرار «2254» لمجلس الأمن. إذ لا تستطيع المملكة رعاية للشعب السوري أن تدخل على خط النزاع المسلَّح، ولا على خطّ الاعتراف غير المشروط بالنظام. وهكذا ورعاية لحقوق الشعب السوري احتضنت الهيئة العليا للمفاوضات، التي تطالب بالحل السياسي أيضاً. وهذا فضلاً عن عشرات التنظيمات المستعدة لإلقاء السلاح والدخول في المرحلة الانتقالية. فهناك مدخلان للتدخل العربي من أجل السلام في سوريا ووحدة أراضيها: مدخل الهيئة العليا للتفاوض، ومدخل المتحمسين للحل السياسي من الذين يناضلون بالداخل السوري. وقد سبق للروس أن أبدوا ترحيبهم بمساعي السعوديين لتوحيد المعارضة، بغرض الدخول بعد وقف إطلاق النار، والقضاء على الإرهاب، على خطوط الانتقال السياسي، مثل الحكومة المسؤولة، والمعتقلين، واللاجئين، والمساعدات الإنسانية، والدستور، والانتخابات، وإعادة الإعمار.

وإذا كانت المملكة تتدخل بالعراق لدعم الاستقرار، والعلاقات الطبيعية، ورعاية منكوبي الحرب بعد إزالة «داعش»، فإنّ الانتقال السياسي هو الشرط الضروري للعودة إلى سوريا العربية، حيث يؤمل بالسلم والتفاوض، بلوغ ما لم يكن بلوغه بالاقتتال ممكناً، ومن ضمن ذلك الخلاص من بشار الأسد وزمرته في أجلٍ مسمَّى.

لقد ناضلت السعودية طويلاً أيام أوباما لكي يكونَ الانتقال السياسي هو مآلُ الأزمة السورية. لكنّ أوباما كانت أولويته إرضاء إيران التي زادت من تسعير النزاع المسلَّح، والامتداد على الأرض، في مقابل التسوية على الملف النووي. وعندما رأى السعوديون أنّ الأميركيين لا يريدون في سوريا غير مكافحة «داعش»، ورعاية الأكراد؛ بدأوا بالاستماع إلى ما يعرضه الروس. وقد عرضوا أن تكونَ السعودية في آستانة إلى جانب إيران وتركيا. لكنّ السعودية التي لم تتورط في دعم المسلَّحين، ما رأت أن تقف في صف واحد مع الذين جاءوا إلى سوريا للمغانم والنفوذ ولو أدّى ذلك إلى التقسيم. وهذا فضلاً عما تعرفه عن إيران من رعاية للإرهاب والتهجير والقتل في كل المنطقة.

وكما فعلت في لبنان منذ أواسط الثمانينات؛ إذ ظلّت بمنأى عن صراعات النزاع الأهلي ومناطق النفوذ، ثم تدخلت مع السياسيين اللبنانيين وصنعت وقف النار والطائف والدستور - فإنها تأمُلُ وتعملُ لكي يجري الشيء نفسُه في سوريا، من طريق احتضان المعارضة السياسية السورية، والتعاون مع روسيا لمرحلة ما بعد الحرب، بعد أن صارت على يقين أنّ الروس يمكن أن يفرضوا على النظام الجدية في إنقاذ القرار رقم «2254»، وأن يحدّوا بذلك من النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة كلها.

وبالطبع، ما كانت زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا لهذا السبب وحده. لكنَّ أمر سوريا كان بنداً مهماً على جدول أعمال القمة بين الملك سلمان والرئيس بوتين. وقد وضع الملك يده على مكمن الداء عندما ذكر إيران باعتبارها عاملاً رئيسياً في زعزعة الأمن، والتدخل في ضرب استقرار البلاد العربية وأمنها.

ولا شكّ أنّ الضمانة الروسية في هذا الصدد شديدة الأهمية، لكنّ ذلك لا يجعل الأمور أسهل. لأنّ إيران اتخذت نهج التخريب هذا منذ غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وهي تتمدح على لسان مسؤوليها وعلى لسان نصر الله بما حققته من انتصاراتٍ من طريق القتل والتخريب والتكفير وإحلال دماء العرب، والاستيلاء على أرضهم بالميليشيات الطائفية الأفغانية والعراقية واللبنانية. وفي هذا الصدد بالذات، تستطيع المملكة التعاون مع مصر والإمارات والأردن، وهي الدول العربية المهتمة بسلامة الدولة السورية، ووحدة أراضيها، والصديقة في الوقت نفسه لروسيا. وإذا كانت المملكة ما استطاعت إقناع إدارة أوباما بضرورة مواجهة التدخلات الإيرانية في البلاد العربية؛ فإنَّ إدارة ترمب أعلنت عن إرادتها التصدي لإيران وميليشياتها للإخلال بالاتفاق النووي السيئ في الأساس في نظرها، ولتطوير الصواريخ الباليستية الخطِرة، ولممارسة الإرهاب في المنطقة والعالم. ولذا فإنّ الضغوط ستشتد على إيران وميليشياتها، ويستفيد من ذلك السكان العرب في سوريا والعراق ولبنان واليمن. وإذا أضفنا إلى ذلك أنّ شركاء المملكة العرب في مصر والإمارات، يعملون على إنهاء النزاع في ليبيا، كما يعملون على المصالحة الفلسطينية؛ فإنّ هذا التحالف العربي الذي تدخل في اليمن أيضاً لاستعادة الشرعية والاستقرار، يملك بسبب إمكانياته الفائقة ورساليته العربية وعلاقاته الدولية الجيدة - فرصة لاستنقاذ الدولة الوطنية في ليبيا والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن، ولو بالشراكة مع المجتمع الدولي، وهي فرصة ما كانت حاضرة ولا ممكنة، لولا تبلْوُر هذا الاتجاه لمكافحة الإرهاب والاستقرار وإعادة البناء، بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، والمملكة العربية السعودية.

 

طلب انتساب {حماس} للاعتدال العربي

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/17

حين كانت القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب ولدول عديدة في العالم القضية المركزية، كان أربابها في ذلك الزمن وعلى رأسهم ياسر عرفات، يتمتعون بمساحة واسعة من حرية الحركة حتى بين الأطراف المتحاربة. كانت طائرة عرفات التي تحمل الشعار السعودي تحط في مطار موسكو، بينما كان الأمر محرماً على غيره أن يفعل ذلك، وحين ينشب قتال بين فريقين عربيين أو إسلاميين، كان الفلسطيني معفياً من تحديد موقف واضح؛ فمن أجل القضية المركزية يسمح لأصحابها أن يتميزوا. غير أن هذا الأمر لم يعد معمولاً به في زمن الربيع العربي، فكل طرف من المتصارعين على أرضه لا يعفي أي طرف آخر من حتمية الانحياز له، إمّا بالتأييد أو المشاركة، وصار الطرف الفلسطيني الذي عاش طويلاً على مركزية قضيته، مطالباً كغيره بالانحياز. قد يجري التسامح معه في أمر المستوى بحكم ضآلة إمكانياته، إلا أنه لن يستطيع التمتع بحرية حركة كتلك التي كانت في الزمن الغابر.

وشهدنا خلال هذه الفترة بروداً في علاقات عربية مع القيادة الفلسطينية، بعضها كاد يصل إلى القطيعة، وشهدنا كذلك تدخلات عربية فيما كان يوصف عادة بالشؤون الداخلية الفلسطينية، وسمعنا مجدداً شعار القرار المستقل، الذي إن كان مقبولاً في زمن الهوامش الواسعة، إلا أنه غير مقبول في هذا الزمن.

وإذا ما ألقينا نظرة فاحصة على السلوك الفلسطيني، حتى على مستوى طرفي الانقسام، فإن ما يبدو ظاهراً وبقوة، هو انعدام هامش القرار المستقل لمصلحة سيطرة مطلقة للحسابات، وإذا كان هذا الأمر مفهوماً بالنسبة لسلطة رام الله، بحكم التزاماتها واعتمادها الكبير على الدعم المشروط، فإنه يبدو الآن واضحاً بالقدر ذاته على صعيد سلطة حماس في غزة.

وبمراقبة تفصيلية لسلوك حماس ولغتها السياسية وتقلباتها التحالفية، نرى أن هذه الحركة قد تغيرت، وأنها وجدت نفسها أخيراً مضطرة لأن تقدم طلب انتساب صريح لمعسكر الاعتدال العربي، وبوابته العريضة مصر. حين يتعرض الزورق الصغير إلى عاصفة شديدة، فإن براعة القبطان تتجلى في قدرته على التخلص من الحمولات الزائدة، وزورق حماس في غزة يكتظ بهذا النوع من الحمولات، وأول حمل زائد وجدت حماس نفسها مضطرة لمحاولة التخلص منه هو غزة، فكيف تواصل الإبحار به بعد التقلبات الجوية العاتية التي داهمته؛ فالحليف القطري لم يعد بكامل لياقته وإغداقه، والحليف الإيراني على الأقل في أمر عنوان المقاومة والممانعة، لم يعد بالكفاءة ذاتها في الدعم الذي كان في زمن مئات الملايين، وهذه حمولة زائدة يتعين على الزورق الحمساوي التخلص منها أو الاحتفاظ بما هو دون الحد الأدنى من العلاقة معه. أما تركيا، فقد نشأت أمامها اهتمامات ذات طابع استراتيجي تبدو غزة فيها مجرد تفصيلة غير أساسية في المجال الاستراتيجي. طوق النجاة لهذا الزورق العنيد والمكابر والمجازف جاء هذه المرة من مصر، وعلى نحو ما من سلطة رام الله، وما قدمته حماس حتى الآن يهون كثيراً عما يفترض أن تقدمه في قادم الأيام؛ والأمر هنا يزداد تعقيداً حين يدخل الأميركيون والإسرائيليون والأوروبيون على الخط، ولكل طرف من هؤلاء مطالب يتعين على حماس القبول بها، إما علناً وصراحة وإما بصورة موضوعية. الأميركيون بعد أن قدموا فاتورة تأييد الجهد المصري للمصالحة، عرضوا شروطهم للتعامل مع نتائجها، إذ قال الموفد الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إن «على الحكومة الفلسطينية المقبلة قبول الاتفاقيات والالتزامات السابقة الموقعة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، والدخول في مفاوضات مباشرة»، وقبله قال نتنياهو: «نؤيد المصالحة إذا أفضت إلى اعتراف حماس بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، وفككت قوات (القسام)، وأعلنت نبذ العنف». من يستطيع إيجاد عازل بين حماس وهذه الشروط ذات السمة التعجيزية؛ كل معسكر الحلفاء القديم لا يملك مؤهلاً لأداء هذا الدور بما في ذلك تركيا الأطلسية، أما مصر التي دخلت بكل ثقلها لترتيب أوضاع غزة في سياق المصالحة فهي الأكثر تأهيلاً لأداء دور أوسع من جلب أطراف الانقسام وإقناعهم بصيغة توافقية؛ فمن غير مصر يمكن أن يتحدث عن غزة ورام الله في سياق تسوية طموحة يعد لها ترمب، وعلى الأرجح ألا تكون مفاجئة لمصر وأخواتها. هذه هي حماس في عام 2017، وستكون أكثر وضوحاً في العام الذي يليه، حيث يتقرر قبول طلب الانتساب إلى معسكر الاعتدال.

 

الاحتواء الروسي للقوى الإقليمية

 وليد شقير/الحياة/14 تشرين الأول/17

تأخذ الحرب الباردة الروسية- الأميركية منحى متصاعداً على رغم المراهنات المتفائلة التي رافقت دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، وعلى رغم حصول بعض التفاهمات بين الدولتين الكبريين، ومنها قيام مناطق خفض التوتر في سورية الذي كرسه اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي في شهر تموز (يوليو) الماضي. وعلى تواضع هذا التفاهم في الميدان السوري، أمل المراقبون بأن يكون فاتحة لتفاهمات أخرى تتخطاه نحو خطة للحل السياسي في سورية نفسها، وإلى بحث الجبارين خفض التوتر في مناطق أخرى من العالم، لا سيما في أوروبا، حيث تعتبر موسكو أن السياسة الأميركية تمس مجالها الحيوي ومصالحها التاريخية. بدلاً من ذلك، نشبت أزمة طرد الديبلوماسيين الروس من الولايات المتحدة والإجراءات الروسية المقابلة، وظهرت الاتهامات الروسية لواشنطن بأنها تدعم «داعش» وتحول دون القضاء عليه في الميدان السوري، وتحديداً في دير الزور. وأمس، هاجمت وزارة الدفاع الروسية تعزيز الجيش الأميركي قواته بطريقة سرية في دول البلطيق وفي بولندا، في إطار انتشار قوات الحلف الأطلسي على حدود الاتحاد الروسي. وهذا الانتشار هو السبب الجوهري لإثارة حفيظة الكرملين منذ رئاسة باراك أوباما، والدافع الأساس لدى القيصر لاعتماد «مبدأ بوتين» القاضي بتوسع قواته في أنحاء العالم حيث تستدعي مصالح بلاده، وحسابات التواجد في الساحة السورية محكومة بهذا المبدأ الدفاعي. في سورية وغيرها يتبادل الجباران اللكمات، من دون أن يخوضا المواجهة المباشرة. وهما يقومان بمناورات وتكتيكات تبدو أحياناً غير مفهومة، لمخالفتها سياستيهما المعلنتين، ولتناقضها مع مصالح حلفائهما الإقليميين. ولطالما أعلنت موسكو وواشنطن أن أولويتهما هي محاربة «داعش»، ثم تناوبتا على استهداف مجموعات مسلحة أخرى، كأن تقصف الطائرات الروسية «الجيش السوري الحر»، وتنهك المعارضة المعتدلة بدلاً من التركيز على التنظيم المتطرف، وأن تستهدف الطائرات الأميركية جيش النظام والميليشيات التابعة له، بدلاً من «داعش». إنهما تتناوبان على الإفادة من استمرار وجود «داعش» لأغراض ظرفية وآنية. ومثلما استثمر فرقاء كثر في التنظيم الإرهابي منذ بداية الحرب السورية، وأولهم النظام السوري نفسه، يتفرج تحالف روسيا- إيران- النظام على الأميركي وهو يلعب اللعبة ذاتها. فواشنطن أيضاً تبغي الشراكة في تحديد هوية من يحل مكان التنظيم الشرير بعد طرده من هذه الرقعة أو تلك. بات الميدان السوري ساحة لامتلاك الأوراق، ولإحباط نجاح الآخر في توظيف أوراقه، في انتظار المفاوضات الكبرى حول أوروبا وأوكرانيا ورفع العقوبات عن روسيا... إلا أن الانتظار الطويل لا يسمح بتجميد الميدان طويلاً تحت شعار «خفض التوتر». فالقوى الإقليمية لها طموحاتها وهواجسها أيضاً وقادرة على التسبب بخلط الأوراق، ما يفرض على الدولتين العظميين احتواء هذه الطموحات والهواجس أو التكيف معها.

نجحت موسكو في إدارة صراعات القوى الإقليمية نتيجة غياب السياسة الواضحة لدى واشنطن، على رغم أن الشكوك تحيط بقدرتها على قيادة بلاد الشام نحو الحلول، كما أمل بوتين خلال زيارته تركيا الأسبوع الماضي. هي استقطبت تركيا وتفهمت مخاوفها من التساهل الأميركي مع الاستفتاء على استقلال كردستان عن العراق، وتركت لها حرية تطويق الطموح الكردي نحو اقتطاع مناطق الاستقلال المفترض في سورية، ومنحتها حرية استعادة إدلب في الشمال من «هيئة تحرير الشام»، والتي منها يمكنها تقطيع أوصال المناطق التي قد تقع تحت سيطرة القوات الكردية. وأجازت لإسرائيل أن تقطع الطريق على التمدد الإيراني و «حزب الله» في الجنوب والشرق السوريين بحملات القصف المتقطع من الجو، وتلقفت انفتاح السعودية عليها في تحول تاريخي نادر في العلاقة بين المملكة وبين الكرملين، بصفقة صواريخ أس 400 ومشاريع استثمارية... خصوصاً أن واشنطن لم تفِ بوعودها لدول الخليج بالسعي إلى الحد من التوسع الإيراني. انفتحت موسكو على المعارضة المعتدلة بالتعاون مع مصر، وبالاستناد إلى انفتاحها على السعودية، بعد أن سحبت واشنطن الأسلحة الثقيلة من المعارضة المعتدلة في عدد من المناطق. واستقدمت الشرطة الروسية لحماية وقف النار ومراقبته في مناطق عدة، مؤلفة من جنود روس مسلمين سنّة، بالتوازي مع تعاونها مع كل من الدول ذات الأكثرية السنية، مصر والسعودية وتركيا. حتى الانزعاج الروسي من الجموح الإيراني نحو اقتطاع مناطق النفوذ، وتجاوز الدور الحاسم لموسكو في إدارة الصراع في سورية، لم يكن كافياً للالتقاء مع أولوية واشنطن الحد من توسع طهران، واتهامها برعاية الإرهاب.

 

عن السلاح في روسيا وسويسرا وأميركا ولبنان

سليم نصار/الحياة/14 تشرين الأول/17

حدث هذا في العاصمة اليمنية، عندما كنت متوجهاً إلى مطعم لبناني دعاني إليه حينذاك سفير الكويت في صنعاء طلعت الغصين. وكان طلعت، الذي خدم سابقاً في واشنطن، من أكثر الديبلوماسيين ظرفاً وحيوية. لذلك، اعتبرت وجوده في اليمن من المفاجآت السارة في بلد بطيء الإيقاع، ما زال أهله يعيشون على مضغ «القات»، وإحياء تاريخ توقف عن «سدّ مأرب». في الطريق، رأيت شاباً يمنياً يجرّ عربة خشباً مملوءة بثمار التفاح، وقد أشار إلى ميزتها بوضع قطعة من الكرتون كتب عليها «تفاح لبناني». واستوقفني هذا الإعلان التسويقي المغري في وقت كان لبنان يغرق في حرب ضارية مطلع الثمانينات. لذلك، اشتريت كلغ تفاحاً، وانتظرت مع السفير أن يضعها البائع في كيس قبل أن نواصل سيرنا باتجاه المطعم. وفجأة، سمعت البائع يسألني عما إذا كنت لبنانياً كي يعرض عليّ «شيئاً آخر» أهم من التفاح! وقبل أن أجيبه، رفع عن الجزء الأسفل من العربة قطعة من القماش كان يستخدمها لإخفاء منظر عشر بنادق رشاشة من طراز «كلاشنيكوف». ثم أخرج رشاشاً عرضه عليّ وهو يقول: «هذه بضاعة رائجة في حرب لبنان. أنا على استعداد لأن أخفض لك سعرها، مع أنها جديدة لم تستعمل بعد، شرط أن تدفع لي بالدولار!».

ولما اعتذرت لعدم قبول عرضه، أخبرني السفير الغصين أن هذه البنادق هي ملك لتجار أسلحة يدفعون عمولة رمزية للبائعين المتجولين. ثم اختصر حديثه بالقول أن بيع البنادق في هذه البلاد أسهل من بيع التفاح، وأكثر ربحاً. لذلك، تتفاوت التقديرات لمقتني الأسلحة الخفيفة في اليمن بين العشرين مليون رشاش وبندقية وبين الثلاثين مليوناً.

تذكرت هذه الحادثة وأنا أتصفح «ألبوم» صور القطع الحربية التي اخترعها ميخائيل كلاشنيكوف، والذي أهدى الصديق روبير جريديني نسخة منه أثناء معرض السلاح في دبي عام 1997.

ولد ميخائيل كيموفيفيتش كلاشنيكوف في مزرعة صغيرة غرب سيبيريا تدعى «كيريا»، وذلك في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1919. وكان الابن السابع عشر لوالد مزارع اسمه تيموفيه ووالدة تدعى ألكسندرا.

بعد أن أنهى ميخائيل دروسه الثانوية، اضطرته الحاجة إلى العمل في سن مبكرة موظفاً تقنياً في دائرة تابعة لخطوط سكة حديد. لكنه التحق بمدرسة ليلية مختصّة بالعلوم الميكانيكية، قبل أن ينضم إلى الجيش حيث تدرب على قيادة الدبابة. وفي عام 1941، خاض معركة في «برنسك» ضد القوات الألمانية حيث جرِح في كتفه، الأمر الذي اضطره إلى الخضوع لنقاهة طويلة.

ولقد اعترف لأحد كتّاب سيرته البريطاني ميشال هودجز أن الجيش الألماني كان يملك أسلحة متطورة، مقابل أسلحة روسية غير حديثة. ورأى في ذلك التفاوت حافزاً خفياً شجعه على اختراع بندقية سريعة الطلقات، خفيفة الحمل، سهلة الاستعمال.

ومع أن الجيش السوفياتي قرر تصنيعها عام 1942، إلا أنها لم توضع في الخدمة إلا في 1944. والسبب، كما يعترف ميخائيل في كتاب «حكاية البندقية الشعبية - أيه كاي 47»، أن أحد رفاقه في فرقة الدبابات استطاع الحصول على بندقية أسير ألماني من طراز «إم بي شميزر» وهي بندقية تتميز بسرعة الطلقات وإصابة الهدف من مسافة بعيدة. في المستشفى، أجرى كلاشنيكوف بعض التعديلات على اختراعه السابق، معتمداً في بعض الأمور التقنية على تقليد البندقية الألمانية. هكذا، صدر النموذج الجديد بإضافات بينها: زيادة حجم مخزن الذخيرة بحيث يتسع لأكثر من ثلاثين رصاصة. كذلك طوّر الماسورة بطريقة تسهل انطلاق الرصاص المصنوع وفق معيار قياسي، إضافة إلى كل هذه الميزات، فإن رشاش كلاشنيكوف أصبح السلاح الوحيد المقاوم الصدأ... الرخيص الثمن. وقد كتب عنه جيرمي كلاركسون، خبير السيارات البريطاني، أنه أرخص من سعر مسدس للأطفال يباع في محال الألعاب الشهيرة في لندن «هامليز»!

في عهد ستالين، تمت الموافقة على ضرورة استخدام بندقية كلاشنيكوف كسلاح دائم للجيش الأحمر. وانسحب هذا القرار على جميع قوات دول حلف وارسو، إضافة إلى جيش الصين الشعبية.

وفي مرحلة الحرب الباردة، أي عندما تولت موسكو وبكين عمليات تحريض الشعوب ضد المستعمر في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية... خلال تلك المرحلة تحولت هذه البندقية إلى رمز للكفاح ضد الاستعمار. لذلك، استخدِمَت في أفغانستان بعدما انقلب أسامة بن لادن على صانعيه الأميركيين. ومن أجل تشجيع عناصر «القاعدة» على الاقتداء به، كان بن لادن يتعمد الظهور على شاشات التلفزيون، وقد تدلت الكلاشنيكوف من عنقه. وفي لقاء تم في إحدى مغاور تورا بورا، مع صحافي باكستاني، اعترف بن لادن بأهمية هذه البندقية بالنسبة إليه. وقال أنها قطعة السلاح الوحيدة التي لا يفارقها في النهار أو في الليل. واعترف بأنه سيستعملها للانتحار في حال نجح الأميركيون في تطويقه. لكن القنابل التي رماها المغاوير الأميركيون على منزله في باكستان لم تسمح له بفرصة الانتحار.

وتقديراً لهذا الاختراع الفريد، كانت البزة العسكرية التي يرتديها الرقيب أول ميخائيل كلاشنيكوف في المناسبات الرسمية مليئة بالنياشين وأوسمة التقدير مثل وسام ستالين (1949) ووسام لينين الذي حصل عليه عام 1964... ووسام الحزب الشيوعي (1958) ووسام سانت - فلاديمير الذي منحه إياه الرئيس بوريس يلتسن. ومع أن الأميركيين لم يعترفوا بأهمية هذه البندقية، إلا أن صحفهم لم تتردد في مقارنة دورها في القتال بدور مسدس (الكولت - 45) الذي اشتهر باستعماله الممثلان جون واين وكلينت إيستوود في أفلام (الكاو - بوي).

إلى جانب كل هذه الشهرة التي حققتها البندقية لمخترعها، بقي الرقيب أول كلاشنيكوف مصراً على الاكتفاء بمعاشه الشهري المتواضع، رافضاً الحصول على عمولة من وراء عمل أغنى خزينة الدولة بالعملة الصعبة. ويكفي أن نذكر أن روسيا باعت من هذه البندقية لغاية عام 1974 مئة مليون قطعة. وهو رقم مهم بالنسبة إلى بلاد تعرضت للنهب والفوضى. في آخر أيام حياته، تضايق ميخائيل كلاشنيكوف من وصف له في جريدة أميركية، كتبت عنه تقول أنه «بائع الموت». وعلق في دفاعه عن هذه التهمة بالقول: أنه كان يفكر في مستقبل وطنه روسيا قبل أي شيء آخر، تماماً مثلما فعل علماء الولايات المتحدة الذين أنتجوا القنبلة الذرية. ثم زاد: لو كان الأمر يتعلق بي فقط، لكنت فضلت أن اشتغل بستانياً يعتني بالأشجار والأزهار... لا بالحديد والنار!

توفي ميخائيل كلاشنيكوف يوم 26 كانون الأول (ديسمبر) من عام 2013 عن عمر ناهز الـ94 سنة. وحضر التشييع الرسمي والشعبي الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع وكبار المسؤولين الذين مروا قربه في النعش المسجّى بقاعة المقبرة التي أمر بوتين بإنشائها كي تضم «رفاة أبناء روسيا الأبرار ورجال الدولة الكبار». وأبرق حينذاك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إلى وزير الخارجية سيرغي لافروف، معزياً بوفاة ميخائيل كلاشنيكوف الذي طوّر - في رأيه - قطعة سلاح لعبت دوراً محورياً لدى حركات التحرر حول العالم، وساعدت الشعوب في مواجهة التسلط في أكثر من ثمانين دولة.

واستغل جنبلاط وفاة المخترع الروسي ليهاجم العصابات التي تسعى إلى امتلاك السلاح المتفلت من كل رقابة دولية، داعياً إلى الاقتداء بأسطورة صانع السلاح، الذي رفض استغلال عمله الوطني من أجل مصالح خاصة.

تكريماً لهذه الشخصية الأسطورية، قرر بوتين إحياء ذكراها بإقامة تمثال من البرونز يحمل بندقية كلاشنيكوف. ورحبت الأوساط الروسية بهذا التكريم، مفاخرة بأن المواطن الروسي الذي يملك بندقية من هذه النوع لم يحدث أن استعملها للقتل مثلما يفعل المواطن الأميركي. وكانت بهذا التلميح تشير إلى سلسلة الاعتداءات التي اختتمها ستيفن بادوك بافتعال مجزرة في مدينة لاس فيغاس. وانضمت سويسرا إلى موقف روسيا، مؤكدة أن اقتناء السلاح ليس هو المشكلة، بقدر ما تكمن المشكلة في الانتظام بمناقبية حمل السلاح. ذلك أن الدولة الفيديرالية، في الكانتونات المختلفة، تسمح لكل مواطن بامتلاك بندقية. لكنه لم يحدث في تاريخ سويسرا أن استعملت هذه البندقية من أجل الانتقام أو القتل. بقي أن نذكر أن لبنان لا يختلف كثيراً عن الولايات من حيث كثرة السلاح المتفلت من أي رقابة، أو من أي رادع قانوني. وتشير الأرقام إلى أن قوى الأمن سجلت خلال الأشهر الأخيرة وقوع مئة جريمة. والمؤسف أن أسبابها تعود إلى السباق على أفضلية مرور السيارة!

 

استراتيجية ترامب إزاء إيران وحكاية إبريق الزيت

 د. خطار أبودياب /العرب/14 تشرين الأول/17

مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجية جديدة مخصصة للشأن الإيراني، يتبنى سيد البيت الأبيض مقاربة أكثر تشددا تشمل عدم التصديق على الاتفاق النووي ومواجهة الأنشطة الإيرانية المختلفة وأبرزها تطوير الصواريخ الباليستية ودعم الإرهاب والتدخل في المنطقة.

ويعكس ذلك عمليا تركيز الإدارة الحالية على تصرفات إيران وسلوكها الإقليمي وهو ما كان يتجاهله فريق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. بيد أنه بالرغم من هذا التحول النسبي نلاحظ الكثير من التكرار في التهويل من جانب الطرفين والاكتفاء باللعب على رقعة الشطرنج الإقليمية مع تجنب المجابهة المباشرة إلا نادرا. وهكذا فإن “الفيلم الأميركي” أو المسلسل الطويل بين واشنطن وطهران والمستمر فصولا منذ 1979، أخذ يصبح مملا حسب بعض المراقبين، ويشبه حكاية إبريق الزيت التي تكررها الجدات على مسامع الصغار.

وسيكون اختبار القوة المرتسم الملامح منعطفا حساسا ضمن مخاض صراعات الإقليم، فإما أن يشكل فرصة لتحجيم إيران ولجم مشروعها الإمبراطوري، وإما أن يكون مجرد عاصفة جديدة في فنجان تدعم النظام الإيراني بدل إضعافه. بعد تسعة أشهر على بدء ولايته، يجد الرئيس الأميركي نفسه ملزما بتحديد موقفه من الاتفاق النووي الإيراني الذي يتوجب أن يصادق عليه كل ثلاثة أشهر. وحسب التسريبات من الكونغرس فلن يمزق ترامب الاتفاق كما كـان يهدد أثناء حملته الانتخابية، وذلك لعدم وجود توافق داخل إدارته والمؤسسات ولتفادي الانفراد في الانسحاب والخلاف مع الحلفاء الأوروبيين.

ومن هنا بدل الاستمرار أو الانسحاب، جرى اختيار الطريق الثالث أي الاكتفاء بعدم التصديق على الاتفاق وإحالته إلى الكونغرس ليكون سيد نفسه ويشاركه في قرارات مصيرية، ربما يكون أبرزها إدراج الحرس الثوري الإيراني على اللائحة الأميركية السوداء للمنظمات الإرهابية. والملفت في الأمر إن إدراج الكيانات أو الأشخاص على اللائحة المذكورة من قبل وزارة الخارجية ليس له نفس تأثير قيام الكونغرس بهذه الخطوة.

تندرج الإجراءات الأميركية الجديدة في سياق عـودة واضحة إلى الصفحة التي حاول الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أن يطويها. بالـرغم من اللهجة العالية للرئيس تـرامب، لا يعدّ موقفه استثناء إذ كانت العلاقات الإيرانية- الأميركية محور اهتمام من توالى على البيت الأبيض منذ عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر. بالطبع، لا ينكر الساسة أو أصحاب القرار في واشنطن أهمية إيران كدولة أو كنظام سياسي ومشروع إقليمي، وكذلك جل ما يتمنى من يحيك سجادة القرارات الإيرانية التوصل مع الأميركيين إلى تفاهمات تراعي مصالحهم.

لكن انعدام الثقة والتناقضات في الملفات الإقليمية والنزاعات بين إيران وحلفاء واشنطن، أضاعت الكثير من الفرص بسبب مواقف أيديولوجية مسبقة مثل وصية الإمام الخميني التي تحرم المصالحة مع واشنطن، أو بسبب غياب سياسة أميركية واضحة تجاه إيران في الكثير من الفترات.

والأهم أن طهران استفادت من الحربين الأميركيتين في العراق وأفغانستان اللتين أتاحتا لها التخلص من أعتى أعدائها، ومما لا شك فيه أن إيران التي طالتها عقوبات دولية منذ العام 2006، نجحت في الالتفاف عليها وتطوير برنامجها النووي وبناء قدرات عسكرية والاستمرار في التوسع في الإقليم وزعزعة الاستقرار فيه. في تجاوز لرهان الإدارة السابقة على الاتفاق النووي مع إيران، كمدخل إلزامي للاستقرار الإقليمي وربما للشراكة مع طهران، نلـمح في المقاربة الشاملة لفريق ترامب سعيا لتشديد الضغط في كل الملفات.

وهذا لا يعني قطيعة في السياسة الأميركية لأن إيران لم تلعب اللعبة كما تصور فريق أوباما، بل انتقلت بعد توقيع اتفاق فيينا في يوليو 2015 إلى اللعب على حلبة الملاكمة والاستمرار في التوغل الإقليمي مستفيدة من رفع العقوبات والهرولة الدولية لعقد الصفقات معها.

من هنا تركز الاستراتيجية الأميركية الجديدة على الداخل الإيراني وتدين عدم احترام حقوق الإنسان وعمليات الإعدام المتزايدة، وتصل إلى حدّ المطالبة برفع الإقامة الجبرية عن معارضين وأبرزهم حسـين مير موسوي وكروبي (أرباب انتفـاضة العـام 2009).

ومع أن الـرئيس حسن روحـاني حذر من فـرض العقـوبات على الحرس الثوري حتى لا يبدو وكأن واشنطن تسانده أو تتدخل في معركة خلافة المرشد الأعلى الإمام علي خامنئي.

بيد أن الأوساط الأميركية المعنية تربط تطبيقات المقاربة الجديدة بتطور الوضع الإيراني الداخلي، حيث أن ما لم ينتجه الاتفاق النووي من تغيير إيجـابي يمكن أن يحصل هـذه المرة، لأن المجتمع الإيراني أصبح أكثر جاهزية وزادت معاناته من المغامرات الخارجية.

ترد إيران من جهتها على تصعيد ترامب عبر التبشير بعزلته الدولية، وتتصور أن بإمكانها اللعب على التناقضات واختلاف المصالح بين واشنطن والأوروبيين. لكن تجميد الاتفاق لوحده لن تكون له انعكاسات تلقائية، وسيختلف التقييم في حال فرض عقوبات جديدة أو تشديد بعض العقوبات.

وبالرغم من طبيعة الاتفاق الدولية والجماعية، فمن الواضح أنه كان يغلف ترتيبا ثنائيا بين واشنطن وطهران لم يصمد أمام عامل الوقت وأمام القراءة الخاطئة أو المتفائلة من قبل طهران للمشهد السياسي الأميركي.

ضمن الرسائل المشفرة الموجهة لطهران، تخوّل الاستراتيجية الأميركية الجديدة الرد بقوة أشدّ على استفزازات الزوارق الإيرانية ضد السفن الأميركية في الخليج العربي، وتعزيز عمليات الاعتراض الأميركية لشحنات الأسلحة الإيرانية، مثل تلك المتجهة إلى المسلحين الحوثيين في اليمن، والجماعات الفلسطينية في غزة، وإلى شبه جزيرة سيناء. إن المواجهة المتـوقعة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران ضمن المعطيات السابقة، ستدور ضمن حدود لجم وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة. لكن تلويح المقاربـة بجعل ماهية وبنية النظـام السيـاسي في إيران من الأهداف الأميركية، يبتغي على الأرجح تعديل سلوك إيران واحتواءها.

من طهران إلى بيونغ يانغ يجد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه في مواجهة محمومة تتأجج على صفيح ساخن في مجمل الشرق الأوسط.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغير

عون في ذكرى 13 تشرين الاول: قضيتنا لم تكن عفوية بل تمس أسس بناء الدولة واليوم زمن عودة الحق الى اصحابه

الجمعة 13 تشرين الأول 2017 /وطنية - قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لاحداث 13 تشرين الاول 1990: "قضيتنا لم تكن عفوية وشعبوية، بل كانت قضية تمس أسس بناء الدولة، ذلك ان الدولة التي لا تتمتع بسيادة واستقلال وحرية لا يمكنها ان تبني نفسها بنفسها".

واعتبر الرئيس عون ان "اليوم هو زمن عودة الحق الى اصحابه"، متمنيا ان "تحمل الانتخابات النيابية عقلية وذهنية جديدتين تتأقلمان مع المتغيرات التي تشهدها دول العالم كافة". كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من الجامعة الانطونية برئاسة الاب ميشال جلخ، وحضور المدير العام للرهبنة الاب جوزف بو رعد، وعمداء الجامعة وكبار المسؤولين فيها.

الاب جلخ

في مستهل اللقاء، القى الاب جلخ كلمة، جاء فيها: "منذ ستة اشهر زرت فخامتكم مع وفد من البطاركة والاساقفة والقساوسة وممثلي الكنائس كافة، بصفتي امينا عاما لمجلس كنائس الشرق الأوسط. ويشرفني اليوم، وبعد تسلمي رئاسة الجامعة الانطونية، جارة القصر، كما يشرف اعضاء مجلس الجامعة من نواب للرئيس وعمداء ومدراء، ان نستهل سنتنا الجامعية بزيارتكم، واخذ توجهاتكم. هذه الجامعة هي بنت الرهبانية التي احببتم واحبتكم، والتي تربطها بكم، الى المحبة والاحترام والوفاء، قربى الألم، الذي تصادف اليوم ذكراه السابعة والعشرون، وله في قلوب الانطونيين حسرة مثناة على غياب الابوين شرفان وابي خليل. الا اننا ابناء الرجاء، بمثل ما نحن ابناء الفداء، لذا لا يقعدنا الم عن مقارعة المستقبل وهذا ما تعلمناه منكم ومن صمودكم وعزمكم ورباطة جأشكم". اضاف: "جئنا اليكم اليوم لتكونوا اول المحتفلين معنا بنيلنا منذ يومين شهادة الاعتماد المؤسسي من الوكالة السويسرية للاعتماد وضمان الجودة. شهادة اتت لتكلل سنوات من العمل الدؤوب ولتبرهن ان فتوة جامعتنا لن تمنعها من منافسة اعرق زميلاتها. نستغنم فرصة اللقاء بكم فخامة الرئيس لكي نطلب منكم بدالّة المحبة والبنوة والجيرة ان تكرّموا جامعتنا بحضور افتتاح تساعية الميلاد في مساء يوم 16 كانون الاول القادم". وختم بالقول: "على امل ان يستحق لبنان في عهدكم شهادة في ضمان جودة الديموقراطية وشهادة مناعة ضد الفساد والتبعية، وشهادة حسن ادارة الموارد، وان يحصل سياسيوه على شهادات حسن سلوك مواطني، ومواطنوه على شهادة حسن ايمان بالوطن، اتمنى لكم باسم اعضاء مجلس الجامعة الانطونية مزيدا من الاصرار على بناء جمهورية احلامنا".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مستذكرا العلاقة التي تجمعه بالرهبنة الانطونية منذ ما يزيد عن 40 عاما واحداث 13 تشرين الاول 1990، وقال: "اليوم هو زمن عودة الحق الى اصحابه، وقضيتنا لم تكن قضية عفوية ولا شعبوية، بل كانت قضية تمس اسس بناء الدولة. كل من اعتقد انه، في ظل الاحتلال، يمكنه بناء دولة، تبين له ان هذا لم يكن بخيار بل اذعانا لوضع قائم وخوفا من المواجهة. فالدولة التي لا تتمتع بسيادة ولا باستقلال ولا بحرية لا يمكن لها ان تبني نفسها بنفسها. وقد تبين انه في ظل الاحتلال، لم يحصل التغيير المنشود. اليوم هناك مدرسة اخرى وصلت الى الحكم من خارج المدارس التقليدية التي حكمت لبنان منذ الاستقلال الى اليوم". واعتبر ان "قانون الانتخاب الذي اقر يختلف عن قانون الانتخاب الذي كان سائدا في 2009 وفي العام 1960 او غيره. فهذا القانون غير النظام الانتخابي السائد منذ قرابة 91 سنة، اي منذ العام 1926 القائم على اساس النظام الاكثري واللائحة المتعددة الاسماء". اضاف: "كذلك فإننا ادخلنا التغيير في الحياة الدبلوماسية من خلال التشكيلات التي اعتمدت، وسفراؤنا المنتشرون في العالم باتت لهم مهمات جديدة، وفق تفكير حديث. وقضاؤنا ايضا سيساهم في التغيير المنشود خصوصا من خلال الاسراع في البت بالدعاوى والشكاوى". وتابع: "البعض يسأل، ماذا عمل لنا الرئيس؟ وهم ينتظرون ان اصلح تركة 27 سنة في 24 ساعة او 27 يوما او سبعة اشهر... غدا في مناسبة ذكرى السنة على انتخابي، سأتوجه الى اللبنانيين بما قمنا به. وانا حين اقوم بحل مسألة عالقة منذ 15 سنة او9 سنوات وكانت السلطة عاجزة عنها، فذلك يتطلب وقتا كونها كانت راسخة في ذهنية من كان يتولى الحكم. واني آمل ان تأتينا الانتخابات بعقلية وذهنية جديدتين، ونكون متأقلمين مع كافة المتغيرات الحديثة التي تجري في كافة دول العالم".

رئيس بعثة الصليب الاحمر الدولي

الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع الساعة. وفي هذا الاطار، استقبل رئيس الجمهورية رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان كريستوف مارتان، في حضور رئيس الصليب الاحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي والامين العام جورج كتانة ومستشارة مارتان بسمة طباجة.

واطلع مارتان الرئيس عون على "المهمات الانسانية والاجتماعية التي يقوم بها الصليب الاحمر الدولي في لبنان والذي يحيي هذه السنة ذكرى مرور 50 سنة على بدء عمله في الاراضي اللبنانية، ومن بين هذه النشاطات تنظيم برامج دعم ومساعدة للبنانيين وللنازحين السوريين، والمساعدة في اعادة تأهيل السجون، والاهتمام باللبنانيين الذين عادوا من سوريا، اضافة الى متابعة قضية اللبنانيين المفقودين منذ حرب السنتين، وما تقدمه البعثة الدولية من دعم لمساعدتهم في تلبية حاجاتهم الادارية والقانونية والمعنوية". ونوه ب"التعاون القائم مع الصليب الاحمر اللبناني خصوصا لجهة بناء قدراته والمساهمة في تطوره التنظيمي".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بمارتان والوفد المرافق، منوها بما يقوم به الصليب الاحمر الدولي من "مهام ونشاطات ومبادرات بالتعاون مع الصليب الاحمر اللبناني"، مؤكدا على "الجهود المستمرة لمعالجة مأساة المفقودين اللبنانيين في زمن الحرب بهدف جلاء الغموض الذي يكتنف مصيرهم".

كما اطلعه على "الاهتمام الذي توليه الحكومة لمسألة تأهيل السجون الموجودة وبناء اخرى جديدة واهمية توفر الاعتمادات المالية لذلك". وتركز البحث ايضا على قضية النازحين السوريين الى لبنان، فعرض الرئيس عون وجهة نظره حيال "التداعيات التي تركتها تدفقهم الى لبنان على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والامنية والصحية والتربوية"، لافتا الى "ضرورة العمل بسرعة لوضع حد لمعاناة النازحين وتأمين عودتهم وتدارك النتائج التي تترتب على استمرار وجودهم في لبنان على مختلف الاصعدة".

فارس

سياسيا، استقبل الرئيس عون، النائب مروان فارس واجرى معه جولة افق تناولت "الاوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية والتحضيرات الجارية لاقرار الموازنة، ووضع آلية لتطبيق قانون الانتخابات".

كما تناول البحث "حاجات منطقة البقاع الشمالي والقرى التي تحررت من الارهابيين في القاع ورأس بعلبك والفاكهة".

نقيب الصيادلة

واستقبل الرئيس عون، نقيب صيادلة لبنان الدكتور جورج صيلي وامين صندوق مجلس النقابة الدكتور انطوان سعادة، اللذين عرضا على رئيس الجمهورية "وضع هذا القطاع في لبنان راهنا، وما تقوم به النقابة على صعيد تطوير عمل الصيادلة وربط الصيدليات بشبكة اتصالات الكترونية لتسهيل تأمين حاجات المرضى من خلال اطلاق ملف الدواء الرقمي في الصيدليات". وجه الوفد لرئيس الجمهورية دعوة لحضور افتتاح المؤتمر الصيدلي الخامس والعشرين الذي يعقد في 17 و 18 و19 تشرين الثاني المقبل بعنوان: "الادوار السبعة للصيدلي: بناء مستقبل لمهنة الصيدلة في لبنان" الذي يرعاه رئيس الجمهورية.

وهنأ الرئيس عون الوفد على النشاطات التي تقوم بها النقابة، متمنيا "نجاح المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلون عن 14 دولة عربية واجنبية".

المونسنيور زوين

وفي قصر بعبدا، المونسنيور ايلي جرجي زوين من ابرشية كندا المارونية، الذي منحه رئيس الجمهورية وسام الاستحقاق اللبناني الفضي تقديرا لعطاءاته وعمله الروحي والاجتماعي في ابرشية كندا.

واعتبر المونسنيور زوين في كلمة شكر للرئيس عون، ان "هذا التكريم هو للبنانيين في الانتشار الكندي التواقين ابدا الى ارض الاباء والاجداد، وتكريم للكنيسة المارونية المنتشرة"، وقال: "شكرا لكم من القلب يا فخامة الرئيس على شجاعتكم وثباتكم في الحق والحرية والوطنية... وليكن الله سندكم دوما، لتبقوا عنوانا وطنيا لصمود وكرامة لبناننا الحبيب، ورمزا جامعا لعزة اللبنانيين مقيمين ومنتشرين". وقدم المونسنيور زوين لرئيس الجمهورية مجسما وذخائر راهب كبوشي على طريق القداسة هو الاب سولانوس كايسي، الذي تجلت شفاعته ومعجزاته الى جانب قديسي لبنان.

 

الحريري زار الراعي في المعهد الماروني في روما: لا بد من معالجة موضوع النازحين بشكل لا يتأثر فيه لبنان

الجمعة 13 تشرين الأول 2017/وطنية - زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الساعة الثامنة من مساء اليوم، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في مقر اقامته في المعهد الحبري الماروني في روما، وعقد معه اجتماعا حضره مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره داوود الصايغ وتم خلاله عرض الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها.

الحريري

بعد الاجتماع تحدث الرئيس الحريري إلى الصحافيين فقال:"كان لي شرف أن ألتقي غبطة البطريرك، وهذا اللقاء يكون دائما قريبا للقلب، حيث تحدثنا في عدة أمور تهم لبنان، كما تحدثت عن زيارتي اليوم لقداسة البابا وما حصل في هذه الزيارة. فأنا أحرص على أن يكون هناك تواصل بيني وبين غبطة البطريرك، خاصة في الأمور التي تهم لبنان ووحدته واستقراره، وهذا ما عرضناه الآن. كما بحثنا مطولا في ما يخص موضوع النازحين السوريين، والحكومة اللبنانية ستضع ورقة بهذا الشأن، وهو أمر بحثناه أصلا في الحكومة، وحصلت لقاءات عدة للجنة الوزارية التي ناقشت هذا الموضوع، ما زالت هناك بعض الأمور الشائكة التي سننتهي منها في الأسابيع المقبلة إن شاء الله لكي يكون هناك مزيد من الوضوح في مقاربة هذا الموضوع". وأضاف: "موضوع النازحين يجب أن يتناول أولا مصلحة لبنان العليا، ولا بد من معالجته بشكل لا يتأثر فيه لبنان خارجيا ضمن المجتمع الدولي ولا حتى إنسانيا. فهؤلاء النازحون هم أشقاؤنا وعلينا أن نحافظ على أمنهم واستقرارهم، فهم لم ينزحوا إلى لبنان من سوريا إلا لأنه كان هناك تهديد يطاولهم. لذلك لا بد من الحفاظ على مصلحة لبنان العليا والاقتصاد والأمن في بلدنا وفرص العمل للبنانيين". وتابع: "نحن قادرون على أن نعالج هذا الموضوع، ولايظنن أحد أن ذلك ليس باستطاعتنا معالجته قد تكون السياسات السابقة بسبب الانقسامات السياسية غير قادرة على إيجاد الحلول، ولكن اليوم هناك توافق لبناني لمعالجة هذا الموضوع، وإن شاء الله نصل إلى خواتيمه". وختم الرئيس الحريري قائلا: "يكبر قلبي دائما كلما أجتمع مع غبطته، لأن كلامه صريح دائما وواضح، وإن شاء الله تكون لقاءاتي معه متكررة".

سئل: تحدثتم عن أمور خلافية، وموضوع النزوح هو أحد المواضيع التي قد تؤدي إلى تفجير الوضع الداخلي وربما استقالة الحكومة؟

أجاب: على العكس تماما، أنا أرى أن هناك توافقا كبيرا في الحكومة حول هذا الموضوع. هناك بعض التفاصيل التي يجب أن نصل إليها، ولا تخافوا، هذه الحكومة لن تتفجر لأننا جميعا نعمل لمصلحة لبنان. الخلافات السياسية التي كانت تحصل كانت لأن كل واحد متمترس خلف مواقفه السياسية الواضحة، ولا زلنا متمترسين خلف هذه المواقف السياسية، لكن الفارق هو أن هناك وضع لبناني، واستقرار لبنان لا دخل له بما يحصل حولنا، لذلك علينا أن ننظر إلى مصلحة لبنان ونعمل على هذا الأساس.

سئل: هل هناك خطوط عريضة لطريقة التعامل هذه؟ وهل سيصار إلى تبني ورقة وزير الخارجية في هذا الخصوص؟

أجاب: هناك ورقة مشتركة بين وزير الخارجية ووزير الداخلية، وهي الورقة الأساسية التي تم العمل عليها في الحكومة السابقة. فقد تم التوافق على بعض الأمور التي كانت عالقة وهناك البعض الآخر من الأمور تعمل عليها اللجنة، وكالعادة إن شاء الله، الأمور التي كانت تحتاج لسنين للوصول إلى حل، سنتمكن في هذه الحكومة من إيجاد الحلول لها.

سئل: ما هو موقف الحكومة اللبنانية من الخلاف الأميركي الإيراني بشأن الاتفاق النووي؟

أجاب: لبنان بلد صغير جدا، وأنا واجبي كرئيس حكومة لبنان أن أجنبه أي أخطار، لذلك سأعمل لتجنيب لبنان أي أخطار. الموقف القائم اليوم هو بين الولايات المتحدة وإيران، فما الذي يقدمه لبنان أو يؤخره في هذا الموضوع؟ يجب علينا الحفاظ على استقرار لبنان وعلى هذا التوافق القائم في البلد وأن نعرف أن هذا التوافق هو لمصلحة لبنان. الموقف الأميركي واضح وصريح فيما يخص إيران ولا علاقة أو مساهمة لنا فيه، ويجب أن ننتظر ما الذي سيحصل في الأيام القادمة. لذلك أرى أن هذا الموضوع يستحق أن نجلس كحكومة وكدولة مع الأفرقاء السياسيين الآخرين للبحث في كيفية مقاربته. بالنسبة إلي، الحفاظ على هذا التوافق الحاصل في لبنان وعلى الاستقرار في البلد هو الأساس.

سئل: هل من الممكن تشكيل خلية أزمة من الأفرقاء السياسيين لمواجهة مثل هذه الأمور؟

أجاب: لدينا دائما خلية تتحاور ونعمل مع بعضنا البعض، لكني لا أسميها خلية أزمة لأننا لسنا في أزمة في مواجهة هذا الموضوع. الخلاف الحاصل اليوم هو بين هاتين الدولتين الكبيرتين وبرأيي أنه لا يجب علينا أن نتدخل.

 

الحريري التقى البابا في الفاتيكان: سمعنا منه أن لبنان قدوة للمنطقة في العيش المشترك

الجمعة 13 تشرين الأول 2017/وطنية - استقبل البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم في الفاتيكان، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وعقدا اجتماعا دام نصف ساعة تم خلاله عرض المستجدات في لبنان والمنطقة وانعكاسات الأزمة السورية على الأوضاع اللبنانية والعلاقات مع الفاتيكان.

وبعد انتهاء اللقاء استقبل البابا افراد عائلة الرئيس الحريري وأعضاء الوفد المرافق، وتم التقاط الصور التذكارية، ثم قدم الحريري للبابا فرنسيس هدية تذكارية عبارة عن صليب من الفضة الصلبة يعود الى الحقبة البيزنطية وجد خلال أعمال التنقيب في مدينة صور. بدوره قدم الحبر الأعظم الى لحريري أيقونة تحمل اسم ايقونة السفر، وهي ايقونة ثلاثية تعود الى القرن التاسع عشر.

أمين سر دولة الفاتيكان

بعد ذلك توجه الحريري الى مكتب امين سر دولة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين وعقد معه اجتماعا استمر ساعة كاملة، تم خلاله اجراء جولة افق شاملة تناولت الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها والأزمات التي تعصف بالمنطقة، وخصوصا الازمة السورية وانعكاساتها السلبية على الاوضاع في لبنان. وتم تبادل وجهات النظر في كيفية مساعدة لبنان لتخفيف وطأة وجود النازحين السوريين. ثم توجه الحريري الى مقر إقامته في فندق "ايدن"، وتحدث الى الصحافيين عن نتائج زيارته للفاتيكان، وقال: "تشرفت بلقاء قداسة البابا، وكان لقاء جيدا جدا، وانا احب ان آتي دائما الى الفاتيكان والتقي قداسته لأن هذا الامر كرسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن في لبنان لا نقوم بهذا الامر فقط لاننا نحب الحوار، بل لأننا نعيش هذا الحوار. وقد أكد قداسته، ليس أهمية الحوار فقط، بل على ضرورة أن نعمل من اجله ونعيش هذا النوع من الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين، وهذا ما تفتقده بعض البلدان في العالم العربي ولكن نحن محظوظون في لبنان كوننا نعيش هذا النموذج من العيش المشترك". أضاف: "كذلك تطرقنا خلال الاجتماع الى أهمية لبنان الرسالة ولبنان العيش المشترك، وطلبت من قداسته وتمنيت عليه زيارة لبنان، وهو يريد فعلا المجيء الى لبنان، وبإذن الله نرى البابا قريبا في لبنان، وهذا الامر سيكون فعلا لمصلحة لبنان ولمصلحة المسلمين والمسيحيين ومصلحة المنطقة أيضا، وكان قداسته متفهما جدا للأوضاع في لبنان، وطلبنا منه ان يرعانا دائما وان ينظر الى لبنان على انه بلد الرسالة، وان شاء الله يكون هناك استكمال لهذه الزيارة. كما التقيت امين سر دولة الفاتيكان وتحدثنا معه بالتفصيل عن الامور الداخلية وأوضاع المنطقة، وان شاء الله يقوم هو أيضا بزيارة لبنان".

سئل: هل من دور يمكن للفاتيكان ان يؤديه في موضوع المساعدات للبنان لكي يتمكن من تحمل أعباء النازحين السوريين؟

أجاب: "لقد تطرقنا الى هذا الموضوع، وبالتاكيد على الفاتيكان مسؤولية في هذا الاطار، وقداسة البابا سيعمل على هذا الامر. لكن الأساس بالنسبة الي وبالنسبة الى النازحين هو انه لا احد يمنع اليوم أيا من النازحين من العودة الى سوريا، ولكن الأساس هو إيجاد الوسيلة المناسبة لعودة النازحين الى بلادهم ويجب ان تكون هناك مناطق آمنة في سوريا، يقتنع من خلالها النازح بالعودة الآمنة الى بلاده والى هذه المناطق تحديدا. وبهذه الطريقة نكون قد أمنا عودة النازحين الى سوريا. اما الكلام عن نوع من ارغامهم على العودة الى بلادهم فهو امر غير وارد و غير طبيعي وغير انساني. ولكن علينا نحن في لبنان ان نحمي المواطن اللبناني من خلال تطبيق القوانين اللبنانية في ما يتعلق بالعمل وغيره، لما فيه مصلحة المواطن اللبناني ومنعا لأن تؤخذ الوظائف وفرص العمل من دربه وليس بهدف أن يكون هذا التطبيق بوجه السوريين".

سئل: هل تطرقتم مع أمين سر دولة الفاتيكان الى اسم السفير اللبناني المعين لدى الفاتيكان بعد شهرين على تعيينه؟

أجاب: "لم نتطرق الى هذا الامر، فهذا موضوع حساس يجب أن يعالج بطريقة دقيقة وديبلوماسية، ونحن في لبنان علينا ان نتخذ الخطوات اللازمة لكي نحل هذا الموضوع. يجب عدم تضخيم الامور وعدم افتعال قضية منها، فكل الناس الذين طرحت أسماؤهم لهذا المنصب خير وبركة، الا ان هناك بعض الامور كان يجب علينا ان نراها من قبل، ولكنها ستحل. علينا ألا نصور الامور وكأن هناك مشكلة كبيرة، بل على العكس، هم متفهمون لهذا الموضوع وسيحل بأسرع وقت ممكن".

سئل: هل لمستم اليوم لدى الفاتيكان وجود تحرك بالنسبة الى منطقة الشرق الاوسط لإعادة تثبيت العيش المشترك في ظل التفرقة والهجرة المسيحية؟

أجاب: "القوة الحقيقية التي تكمن وراء رسالة قداسة البابا هي المحبة التي يظهرها للناس والكاريزما التي يتمتع بها، وهي التي تساعد على دفع الناس الى السير بخط السلام، لأنه فعلا استطاع ان يجمع الكثير من الناس حوله وحول الفاتيكان من خلال محبته، ونحن نأمل ان يتكرس هذا الامر في لبنان. لبنان الذي اريد ان احافظ عليه، هو الذي يمثله هذا التفاهم بين كل اللبنانيين وبيننا جميعا لان هذا التفاهم هو الذي أنقذ لبنان والذي يمكن ان يوصل البلد الى بر الأمان والسلام. لذا يجب علينا ان ننظر بكل إيجابية على الرغم من السلبيات والتحديات والصعوبات التي تواجهنا وعندما تكون هناك إرادة فعلية وجدية لاقتحام كل السلبيات وتخطي كل الخطوط التي كانت تمنعنا من ذلك فنرتقي الى المستوى الذي يوصل لبنان الى نوع من الاستقرار والسلام، وهذا واجبنا جميعا وليس فقط واجب سعد الحريري، بل يجب على كل شخص وعلى كل فريق سياسي ان ينظر الى لبنان كما كان يقول الرئيس الشهيد "ما حدا اكبر من بلده".

سئل: ماذا سمعتم من قداسة البابا؟

أجاب: "سمعنا منه كم ان لبنان مهم بالنسبة اليه وكم ان العيش المشترك في لبنان يشكل بالنسبة اليه مثلا ومثالا للمنطقة كلها، ويجب الحفاظ على هذا اللبنان لانه فعلا يشكل قدوة للمنطقة. كما تطرقنا الى المشاكل التي تواجهها المنطقة والتخوفات حيالها، ومن الواضح ان قداسة البابا انسان مقدام، فقد ذهب الى مصر ليؤكد وجود الفاتيكان واهمية الحوار، خصوصا بين المسلمين والمسيحيين، وكذلك بالنسبة الى قبوله الذهاب الى لبنان ان شاء الله قريبا، وهذا أمر إيجابي. ان رسالته الأساسية هي رسالة سلام ومحبة".

سئل: هل يمكن ان تحصل هذه الزيارة قبل نهاية العام الحالي؟

أجاب: "نحن نتمنى ذلك".

وكان الحريري وصل إلى الفاتيكان ترافقه زوجته لارا وأبناؤه حسام ولولوة وعبد العزيز والسفير البير سماحة القائم باعمال سفارة لبنان لدى الكرسي الرسولي ومدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره الدكتور داود الصايغ، وكان في استقباله في باحة الكرسي الرسولي وكيل البيت البابوي المونسنيور ليوناردو سابينسا.

وبعدما عرض الحريري ثلة من الحرس السويسري لدى الفاتيكان، انتقل إلى مقر البابا فرنسيس.

 

بري استقبل وزير الصحة ونقابة الصرافين

الجمعة 13 تشرين الأول 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني وعرض معه للاوضاع العامة وعددا من الملفات المطروحة. وقال حاصباني بعد اللقاء :"كان اللقاء مع الرئيس بري ايجابيا كالعادة، وتداولنا في المستجدات كافة على أصعدة عدة. والاوضاع في القطاعات كافة، وتكلمنا عن أهمية العمل والتعاون في شأن الموازنة وايضا حول قضايا تتعلق بالقطاع الصحي. واطلعت دولته على المشروع الذي نعمل عليه للتغطية الصحية الشاملة وقد ابدى اهتماما كبيرا به. ومررنا على عدة امور أخرى للوضع الحالي والاولويات التي نراها والامور التي يجب معالجتها. وتطرقنا الى مواضيع متفرقة لها علاقة بتنمية المناطق وتخفيف العبء عن الصحة بشكل عام والمخاطر على البيئة. كما تطرقنا الى المواضيع المتعلقة بالانتخابات المقبلة وايضا الى الاجراءات والقوانين المرعية في خصوص احترام المؤسسات والقوانين القائمة في كل عمل تقوم به في الدولة أكان في مجلس الوزراء او في مجلس النواب".

نقابة الصرافين

وكان الرئيس بري استقبل نقابة الصرافين في لبنان برئاسة رئيسها الياس سرور، وعرض معهم الوضع المالي وشؤون وشجون مهنة الصيرفة.

 

قاسم: زمن المحادل انتهى وجاء زمن التمثيل الشعبي الأقرب الى الواقع

الجمعة 13 تشرين الأول 2017 /وطنية - اشار نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال تخريج تلامذة مدارس "المصطفى" و"البتول"، في قاعة "الجنان"، الى ان "دور حزب الله في لبنان كان محوريا في الاستقرار السياسي بالتعاون مع حلفائه وباقي الأطراف في لبنان، وهذا ما أدى إلى حماية لبنان خلال ست سنوات ونصف من أن تطاله سلبيات الأزمة السورية، خلافا لتوقعات الكثيرين الذين كانوا يقولون بأن الأزمة السورية ستنتقل إلى لبنان، كنا نقول لهم: ذهبنا لنقاتل في سوريا لنحمي لبنان من أن تنتقل الأزمة إليه فلم يصدقوا وبثوا دعايات إعلامية كثيرة، وثبت في نهاية المطاف أن قتالنا في سوريا بالفعل حمى لبنان. وذكر البعض أن حماية لبنان كانت أشبه بالمعجزة، لا لم تكن معجزة كانت خيارا صحيحا اتخذناه من أجل أن لا يكون لبنان مسرحا لحسابات الآخرين، وهذا ما يؤكد أن اللبنانيين إذا تعاونوا مع بعضهم يمكن أن يحموا بلدهم".

أضاف: "أما الدول الكبرى والإقليمية فهي تحاول أن تستخدم لبنان من خلال جماعاتها لمصالحها حتى ولو خربت لبنان، تارة من بوابة العقوبات، يعني العقوبات الأميركية ماذا تستهدف؟ تستهدف مواجهة أولئك الذين يقاومون الاحتلال ويقاومون التبعية للغرب، لأنهم يريدون احتكار بلدنا، كذلك الاستدعاءات التي تجريها دول إقليمية من أجل ماذا؟ ليفرضوا نمطا في المواقف وليحرضوا وليدفعوا الأموال من أجل مصالحهم هم وليس من أجل مصلحة لبنان. يريدون الأيادي التي تعمل تحت إشرافهم، نحن ننصح بتغليب المصلحة الوطنية لأنه لم يعد بالإمكان بعد الآن أن يتفرد بعضهم بتخريب البلد كرمى لعيون دول إقليمية أو دولية، هذا البلد تحرر بالدماء والعطاءات جنوبا وشرقا من الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال التكفيري ولا يمكن أن نقبل بعد هذا التحرير أن يكون لبنان لعبة في يد أميركا أو إسرائيل أو بعض الدول العربية أو أي جهة من الجهات التي تريد أن تعبث بلبنان". وتابع: "تسمعون اليوم تهديدات كثيرة لنا كحزب الله وللبنان، هذه التهديدات تتهاوى عندما نعزز وحدتنا، وعندما يكون هناك تماسك لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. وعلى كل حال الانتصارات المتتالية التي تحققت في منطقتنا هي السبب الذي جعل صوت ترامب وأميركا خاصة يرتفع علينا كثيرا، ويرتفع صوته من الانتصارات التي تحققت، وستتحقق انتصارات أكثر فأكثر".

وأردف: "بعد عدة أشهر يحين موعد الانتخابات النيابية، نحن متحمسون جدا لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وهي فرصة لمرحلة جديدة في حياة وتاريخ لبنان، لا شيء يمنع من إجرائها في موعدها، خاصة أن هيئة الإشراف قد شكِّلت والموازنة قد صرفت والقانون النسبي موجود، وبالتالي نحن نعتبر أن الانتخابات النيابية انطلقت في طريقها الصحيح".

وختم: "ميزة قانون النسبية أنه يأتي بأولئك الذين لهم حيثية وتمثيل بين الناس، يعني لا يمكن بعد اليوم أن نرى خشبة نيابية، ولا يمكن أن تحمل لائحة نائبا لا صوت له ولا صورة ولا قدرة ولا تأييد، كل واحد سينجح بالانتخابات النسبية يجب أن تكون له حيثية وتأييد لعدة آلاف وأحيانا عشرات الآلاف في منطقته. على هذا الأساس إذا كان البعض يفكر بأن يخوض الانتخابات النيابية على قاعدة التحريض الطائفي أو المذهبي فهذا لا يقدم ولا يؤخر، فلا أحد سيحصل على أصوات إضافية من خلال التحريض، ولا يمكن أن ينجح إلا إذا كان له حيثية شعبية. لديك ناس تؤيدك ستؤيدك أسأت الخطاب أو أحسنته، فأحسن الخطاب من أجل التحالفات ومن أجل أن نبني البلد بدل أن تثير البلبلة والضوضاء وأنت لن تستفيد منها إلا الإساءة. لقد انتهى زمن المحادل وجاء زمن التمثيل الشعبي الأقرب للواقع وللحقيقة، وطبعا اختبار قانون النسبي اختبار قوي وكبير في آن معا".

 

التيار الوطني الحر أحيا ذكرى 13 تشرين الأول 1990 في جونية باسيل: لن نستكين حتى تعود الدولة الى لبنان

الجمعة 13 تشرين الأول /وطنية - أحيا التيار الوطني الحر الذكرى السنوية ل 13 تشرين الأول 1990 في إحتفال أقامه على مسرح البلاتيا - جونية، تحت شعار "دفن الحق فأنبت إنتصارا" برعاية رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحضوره،إلى وزراء الطاقة والمياه سيزار أبي خليل،الدولة لشؤون الرئاسة بيار رفول،البيئة طارق الخطيب،النواب وليد خوري،إبراهيم كنعان، حكمت ديب،أمل أبو زيد، نعمة الله أبي نصر، فادي الأعور، زياد أسود، عباس هاشم،نائب رئيس التيار الوزير السابق نقولا صحناوي،الوزير السابق غابي ليون، والد الجندي الشهيد محمد يوسف حسين يوسف، وحشد من مسؤولي التيار الوطني الحر وكوادره وأهالي الشهداء العسكريين في 13 تشرين والمصابين.

باسيل

بداية النشيد الوطني بعدها أدى الفنان إيليا فرنسيس وفرقته الموسيقية أغاني وطنية ثم عرض فيلم وثائقي عن مرحلة 13 تشرين وما تعرض له مناصرو التيار في هذه المرحلة.

ثم كلمة لمقدمة الحفل إسبيرانس غانم بعدها ألقى باسيل كلمة جاء :" هذه المرة الاولى التي نلتقي بها في 13 تشرين الاول وقد "عاد سيد القصر الى القصر"

لبعض من قال لماذا نلتقي في 13 تشرين اذا طالما الهدف تحقق، لماذا نلتقي؟ هل تحقق الهدف؟ ما هو 13 تشرين؟ لماذا نلتقي؟

1 - الذكرى: 13 تشرين لن تمحى من تاريخ لبنان، فكيف نمحيها من ذاكرتنا ولا نحييها،

في بلد اكثر ما هو بحاجة اليه هو انعاش الذاكرة.

2 - الشهادة: البعض يقول انه لا يمكننا ان نعيش دائما بحضور شهدائنا، وانا اقول ان من لا يعرف ان يعيش مع شهدائه، لا يمكن ان يعيش مع احبائه.

3 - القضية: انتم الشهداء والمتقاعدون والانصار انتم القضية، وانتم من بدأتموها وانتم لبنان القوي، لا يمكن ان نلتقي باسم القضية من دونكم ولا لبنان قوي من دونكم.

وسأل باسيل ما هو 13 تشرين؟ كان للبعض نهاية كابوس التحرير، وكان لنا بداية حلم الحرية.خسرنا معركة ولكن سنربح الحرب وربحناها تذكروا من قال لكم: "اني وانا اغادر لبنان الى فرنسا، اقول لكم بعد صمتي الطوبل ان العمل الذي بدأتموه لن ينتهي الا بتحقيقه، فالى اللقاء"

13 تشرين = حرية سيادة استقلال.

هذا الحلم بالحرية والسيادة والاستقلال تحقق وانسحبت الوصاية السورية واندحر الاحتلال الاسرائيلي وانسحق الارهاب الداعشي، (ونفس الشيء الى اللقاء يا دولة لبنائك).

2 - 13 تشرين هو عبرة للبنانيين ان يندمج الحق مع الارادة،الحق وحده احيانا لا يكفي في عالم تسود فيه لغة القوة والمصلحة، والارادة وحدها لا تكفي اذا لم تكن مستندة على عوامل ديمومة تبقيها، (والحق بطلبه لا يتغير ولا يتلون بل يثبت).

لذا عندما يندمج الحق مع الارادة ويعبر عنهما الانسان لا يمكن الا ان يصل ويغيّر الواقائع ويعكسها كما عكسنا الارقام من 13 تشرين الى 31 تشرين.

(13 = سقوط الخطوط الحمر ولا خطوط حمر عندنا سوى الوحدة الوطنية).

3 - 13 تشرين هو في كل زاوية من زوايا فكرنا وعقلنا وقلبنا وذاكرتنا ووعينا ولا وعينا.

13 تشرين هو تلك الصورة المخزوقة على الحائط، وتلك المعلقة فوق سريرنا والتي تركض وراء توقيع القائد.

13 تشرين هو نحن، ولولاه ما كنا نحن ولما كان هناك تيار وطني حر، ولا كان هناك نضال وقضية ولناس تمرسوا على العذاب والتضحية والشجاعة، هو صقلنا على شخصيتنا الوطنية.

والاهم ان 13 تشرين هو انتم، هو دمعة كل والدة وحرقة كل قلب، وهو المتقاعدون والشهداء، الدمعة تحل مكانها البسمة، والحرقة ولو حرقت تحل مكانها البلسمة ولكن الشهيد من يعيده، وكل واحد منكم ايها المتقاعدون كان يمكن ان يكون شهيدا!!

هل تحقق الهدف؟ جبران خليل جبران: "ستنتهي الحرب ويتصافح القادة... وتبقى تلك المرأة تنتظر ابنها الشهيد"

1 - الحرب والسلم

صحيح ستنتهي الحرب وانتهت ولو اخذت اشكالا اخرى،لأن الحرب لم تكن يوما الا مفروضة علينا حيث ان السلام هو خيارنا، والحرب نقوم بها لنعبر الى السلام الذي يأتي نتيجة خليط لما حققته الحرب من جهة ولما عجزت عنه من جهة اخرى، ولكن، وبكل الاحوال نحن لن نستكين ولو حققننا وانتصرنا ولكن اقول نحن لم نربح الحرب، نحن ربحنا معارك (وليس معركة).

ويبقى ان نهاية الحرب تكون بقيام الدولة لأن هذا هو الهدف السيادة والاستقلال والحرية حققناها ليكون هناك دولة تنعم بها، الوحدة حققناها لكي تكون ما يجمع اللبنانيين ضمن دولة دستور وقوانين وليس على ارض بور ومزرعة، الشراكة والميثاقية نحققهما لكي نتشارك بعدالة من ضمن حقوق وواجبات بالتساوي ولا نتشارك بالحصص والمغانم . ويبقى ان انتم يا اهالي الشهداء تفتخرون ان اولادكم استشهدوا من اجل استعادة السيادة وقد عادت.

اما نحن، فلن نستكين حتى تعود الدولة الى لبنان.

اما السلطة فالهدف لم يكن يوما ان يصل العماد عون الى الرئاسة بل هو وسيلة، والهدف لم يكن يوما ان نصل الى السلطة بل هي وسيلة من وسائل التغيير، فالسلطة هي تخفيض رتبة لمناضل وهي اقل شرفية من ساحات النضال، نحن اناس لليوم لا نعرف طعم السلطة ولا نريده لان لفظه ليس جميلا نحن نعرف طعم الشهادة والنضال ونحبه ونتلذذ به، فالشهادة والنضال يعجنان الانسان ويجعلانه افضل واعمق.

ايها التياريون،

نحن اصحاب تاريخ، وحضارة، وتجربة وطنية غنية، من 14 آذار الى ذكرى 13 تشرين الى 7 آب الى 7 ايار الى 31 تشرين، سلسلة من الاحداث والتواريخ كلها شرف وتضحية ووفاء، كلها مفخرة ونضال وشهادة، وستليها محطات اخرى ستكون كلها انتصارات وفي حال فيها خسارة فستكون دائما بشرف، وسيكون لنا محطات اخرى في السيادة، والقرار الحر وصحة التمثيل والازدهار.

ماذا بعد الآن ومن نحن؟ نحن لبنان الآتي وهم لبنان الراحل، نحن بناة ثقافة التمثيل العادل الذي يكسبه الناخب بكل حرية من دون منة او حاجة او خدمة.

نحن بناة لبنان المستقبل المزدهر، لأننا ورثنا دولة محطمة، وسنعيد بناءها مستفيدين من ثرواتها الطبيعية وثروة ابنائها هنا وفي الخارج، نحن حماة هذه الارض ونمنع التوطين عليها لأنه مناف للاستقلال وسنحميها بالشعب والجيش والهوية والانتشار وسنسيجها بالكرامة والعنفوان.

اما انتم، فانتم الحالة اللبنانية الصافية والتي تعطي من دون مقابل، وتعطي لبنان واللبناني ولا تنصاع لأجنبي.انتم لبنان القوي، انتم حماة الاستقلال واصحاب الارض وابناء الشرف والتضحية والوفاء، انتم تحملون امانة الشهداء في اعناقكم لأنكم رفاقهم وكم تتمنون لو كنتم مكانهم، انتم بصوتكم تحفظون هويتكم، وهويتكم هي لبنانيتكم، ولبنانيتكم هي امتداد حضاري عتيق من المشرق الى العالم، لا يمكن ان تسلموها لأجنبي طامع ولا لمحلي.

ايها الآخرون، 13 تشرين كان هزيمة المحتل و31 تشرين انتصار المقاوم، تعلموا ولا تراهنو على صبرنا، ولا اندفاعنا، ولا تعبنا ولا تشويه حقيقتنا، ولا على وجودنا في السلطة فلن تتعبنا ولن تنهكنا ولن نصبح مثلها بل سنجعل منها على صورتنا، لا تراهنوا على وهن قضيتنا لأنها في كل دمعة ام وحرقة اخت وعقل وضمير وقلب وعي ولاوعي وذاكرة من الناقورة الى العريضة ومن الجرود الى البحار وما بعدها في العالم.

نحن نقيض الاحادية (فلا تقولوا اننا الغائيون)، ونحن نقيض عنصرية اسرائيل وداعش (فلا تقولوا اننا عنصريون)، ووطنيتنا ستمنع التوطين يا موطنيين ويا مستوطنين

لا تراهنوا على فشلنا ايها الفاشلون، بل انتظروا المزيد من طاقاتنا، كنا صورة معلقة على الحائط وربحنا، اليوم نحن صورة في كل ادارة ليربح معنا كل لبنان.

انتم في كل ضمير، في كل قرية، في كل طائفة ومذهب، لا خطوط حمر أمامكم ولا حواجز - لا خطوط حمر سوى وحدتنا الوطنية. سياستنا التلاقي والاخلاق، العمل والانجاز، التغيير والاصلاح، وبهذه السياسة ، بهذه الاخلاق والكرامة والعنفوان، سينتصر لبنان وسينتصر شهدائنا شهداء 13 تشرين ستنتصر الدولة في لبنان، لينتصر لبنان، أنتم لكل لبنان".

بعدها قدم الوزير باسيل دروعا تقديرية لأهالي شهداء الجيش اللبناني في 13 تشرين الأول والمصابين وأنصار الجيش عبارة عن أرزة لبنانية، وتخلل الحفل أغنيات وطنية.