المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 07 تشرين الأول/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.october07.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يَسْمَعُ صَوْتَهُ كُلُّ مَنْ فِي القُبُور، َيَخْرُجُ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِلى قِيَامَةِ الحَيَاة، والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تغريدات للياس بجاني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/لبنان بحاجة الى قيادات تخاف ربها

الياس بجاني/فياغرا السعودية لن يعيد الخصوبة السيادية للذين اخصوا أنفسهم وطنياً وارتضوا ذل صفقة الخطيئة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من اذاعة الشرق/بالصوت حلقة الماغازين السياسي(06(17/10)/ضيوف الحلقة: حارث سليمان واسعد سرحال وفارس سعيد وجاسم عجاقة ومحمود سويد ومحمد آل زلفة

مجلس الشيوخ يُمرّر مشروع قانون العقوبات ضدّ "حزب الله"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 6/10/2017

عائلة نزار زكا ناشدت عون التدخل لإطلاقه

حزب الليبراليين السويدي يرشّح مصطفى جحا لمجلسي رئاسة مدينة ومقاطعة في السويد

«نداء الدولة والمواطنة»: نداء وطن أم نداء طائفة؟

"الكونغرس" يُهين الرئيس عون!

شايفتكم من الدلفة لتحت المزراب والتخبيص ماشي/مهى عون/فايسبوك

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة/ابو ارز

القوات اللبنانية والكتائب: كلما اقتربا اصطدما

جعجع غادر وعقيلته النائب ستريدا الى الامارات العربية المتحدة

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 تشرين الأول 2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الوطنيون الأحرار: المخرج بقطع حساب لسنة 2015 مرحليا ولمعالجة موضوع النازحين ومشكلة النفايات

الرياشي: مجلس الوزراء أقر بند هيئة الاشراف على الانتخابات ومعظم بنود جدول الاعمال حمادة: هناك تقاعس بالتعامل مع ملفات التربية

حقيقة تُكشف عن أحد أبرز القضاة اللبنانيّين

وجود الوفد اللبناني في واشنطن فرصة لبحث "العقوبات": أكثر قسوة من سابقاتها وتشدد في التعامل

بالدولار مع مموّلي "الحزب"..و"الخليجُ" و"الاوروبي" نحو تبنّيها؟

عتب "القوات" على تصرّفات "بعض" مسؤولي "التيار" يقف عند حدود تحصين الاتفاق وعلاقتنا بعون مستمرة واللبنانيون يــراقبون ويُترجمون مـــوقفهم بالانتخابات

عبد القادر: المملكة تواكب التحولات وتنوّع شبكة علاقاتها/روسيا فرضت توازنا في المنطقة لا يستيطيع الاقليم تفاديه"

هل تقفل الاشهر الثلاثة على عدم موافقة الفاتيكان على سفير لبنان لديها؟ وكيروز التحقت بمركزها في مدريـد... ونيكولا تيفينان يخلف كاتشيـــا!

أحمد الأسعد: القوّات اللبنانيّة، كانت شيئاً وأصبحت شيئاً آخر، دخلت في لعبة التسويات والمناصب والمراكز والوزراء، ولم يعد لديها قضيّة حقيقيّة

الأسعد يشنّ هجومه الأعنف على "14 بازار"

ماذا سيفعل جعجع في الإمارات؟

الوليد بن طلال يتّهم الضاهر بالسرقة والأخير يردّ: أرسلت له دولاراً!

القبض على "رجل خطر" يحمل متفجّرات في مطار سويدي

من جديد، باسيل يخيّب ظن القوات

مروحيات ودبابات ومدافع روسية.. على أرض بيروت؟

البلاد تدخل مسرح الإنتخابات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تقارير: ترمب يخطط لـ«رفع الثقة» عن الاتفاق النووي مع إيران

الأمم المتحدة: 8 آلاف طفل ضحايا حروب العام الماضي

العبادي: لا نريد مواجهة مسلحة مع الأكراد/ماكرون يعرض دوراً فرنسياً ضمن وساطة أممية بين بغداد وأربيل

دعم روسي بحري لتقدم النظام باتجاه الميادين... وسقوط عشرات القتلى والمدينة السورية تحولت معقلاً لـ«داعش» وباتت أشبه بثكنة عسكرية

أنقرة: خطوات على الأرض خلال أيام لتطبيق اتفاق خفض التصعيد في إدلب تزامناً مع عملية تغذية انشقاقات «تحرير الشام» وفصل المعتدلين بشمال سوريا

العاصفة «نيت» تقتل 22 شخصاً في أميركا الوسطى وتتجه للولايات المتحدة

منفذ هجوم كندا الإرهابي لاجئ معروف للاستخبارات الأميركية وظهرت عليه مظاهر وأمارات التطرف قبل عامين مما أدى إلى فتح تحقيق في الأمر

قمة سعودية ـ روسية تاريخية تتوج بجملة من الاتفاقيات في مختلف المجالات

الملك سلمان: أمن واستقرار الخليج والشرق الأوسط ضرورة قصوى... الرئيس بوتين: الزيارة ستعطي زخماً قوياً لمواصلة تطوير العلاقات

المخلافي: طهران تمارس الابتزاز بربط الملفين السوري واليمني وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن تحريك الملف العسكري بات وراداً بعد رفض الانقلابيين خطة الحديدة

تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بـ"داعش" في الرياض

البنتاغون: أبو بكر البغدادي لا يزال حياً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

2017«القوات» في مواجهة «الأزرق» و«البرتقالي»/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

القطاع العقاري صامد رغم الإشاعات/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

معركة الشارع تقترب/صونيا رزق/الديار

حراك بيروت: هل الإنتفاضة مُمكنة على الوصاية الإيرانية/من «البريستول» و«قرنة شهوان» إلى «أوتيل مونرو»: البداية في كسر حلقة الصمت/رلى موفّق/اللواء

إدفنوا صيغة 1943 قبل فوات الأوان/فؤاد ابو زيد/الديار

هل "تُفتَح الطريق" بين بكفيا ومعراب/ابتسام شديد/الديار

الحريري يستشعر ثقل التسوية الرئاسية/هيام القصيفي/الأخبار

ماذا أفعل بكلّ هذا الحبّ؟!/عقل العويط/النهار

العرب أمام تحديات الفيدرالية والانفصال/رضوان السيد/الشرق الأوسط

ما بعد موعد الكرملين/غسان شربل/الشرق الأوسط

لماذا اختارت قطر التحدي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

السعودية وروسيا... نحو شرق أوسط جديد/نديم قطيش/الشرق الأوسط

أبعاد القمّة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

لماذا يركزون على إرهابيينا فقط؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الإصلاح في إيران: على غرار ويستمنستر أم الإمامة؟/لندن: أمير طاهري/الشرق الأوسط

ترامب في «مواجهة» مع إدارته أم طهران؟ أم الإثنين معاً؟/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

هل يكون لبنان "قاعدة آمنة" لعمليات "الإستخبارات"؟

بري "يمتنع" عن زيارة بعبدا.. والسبب؟

ماذا يجري بين لبنان والفاتيكان؟

بعد لقائه مع المعلم.. ماذا وراء "حملة" باسيل؟

عون لوفد اتحاد اطباء الاسنان في العالم: طرح لبنان ليكون مركز حوار للحضارات هدفه تطوير ثقافة السلام

الراعي الى روما واميركا في زيارة رعوية: لبنان يختنق اقتصاديا واجتماعيا والخطر كبير من استغلال النازحين إرهابيا

أهالي المنصورية – عين نجم – عيلوت يجددون التحذير: حياتنا في خطر ولتمد خطوط التوتر العالي تحت الأرض

المستقبل يتقدم الاثنين بإخبار ضد شلاش بعد تهديداته لطرابلس وأهلها

قاسم: لا يمكن ان يكون لبنان بعد اليوم بلدا للتوطين ونريد أن يعود النازحون إلى بلدانهم أعزاء كرماء

المجمع الانطاكي للروم الارثوذكس اختتم اعماله برئاسة يوحنا العاشر: لاجراء الانتخابات في موعدها وتأمين المشاركة العادلة للجميع في الحكم

 

تفاصيل النشرة

يَسْمَعُ صَوْتَهُ كُلُّ مَنْ فِي القُبُور، َيَخْرُجُ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِلى قِيَامَةِ الحَيَاة، والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة

إنجيل القدّيس يوحنّا05/من24حتى30/:"قالَ الربُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَيَاة. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: تَأْتِي سَاعَةٌ، وهِيَ الآن، فيهَا يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ٱبْنِ الله، ويَحْيَا الَّذِينَ يَسْمَعُون. َكَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ الحَيَاةُ في ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الٱبْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ الحَيَاةُ فِي ذَاتِهِ. أَعْطَاهُ سُلْطَانًا بِهِ يَدِين، لأَنَّهُ ٱبْنُ الإِنْسَان. لا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا! إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَة، فِيهَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ كُلُّ مَنْ فِي القُبُور، َيَخْرُجُ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِلى قِيَامَةِ الحَيَاة، والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة.  أَنَا لا أَقْدِرُ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي: كَمَا أَسْمَعُ أَدِين، ودَيْنُونَتِي عَادِلَة، لأَنِّي لا أَطْلُبُ مَشيئَتِي، بَلْ مَشيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تغريدات للياس بجاني

كل وزير في حكومة الحريري هو شريك في الصفقة وعملياً إما حليف لحزب الله كحركة أمل والقومي أو غطاء لإحتلاله مقابل كراسي كقوات جعجع!

Hariri Cabinet Ministers are partners in the deal be Hezbollah alleis like Amal or a mere cover for its occupation like Geagea's LF

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

لبنان بحاجة الى قيادات تخاف ربها

فياغرا السعودية لن يعيد الخصوبة السيادية للذين اخصوا أنفسهم وطنياً وارتضوا ذل صفقة الخطيئة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/لبنان بحاجة الى قيادات تخاف ربها/05 تشرين الثاني/17/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D9%81-%D8%B1%D8%A8%D9%87%D8%A7/

 

فياغرا السعودية لن يعيد الخصوبة السيادية للذين اخصوا أنفسهم وطنياً وارتضوا ذل صفقة الخطيئة

الياس بجاني/04 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59224

من المعروف أن الأعمى الذي يسير وراء أعمى آخر يقع معه في الحفرة، لأن الأعمى لا يقود أعمى..

“دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة” (متّى15/من10حتى20).

هذا الأمر سوف ينطبق عملياً 100% على مصير أي تجمع سيادي واستقلالي عابر للطوائف هو قيد التحضير والإعداد في لبنان في حال سُمّح للذين فرطوا 14 آذار المشاركة في هكذا تجمع بعد فشل مراهناتهم النرسيسية والسلطوية النهمة.

لا يجب السماح تحت أي ظرف للذين قفزوا فوق دماء الشهداء واستسلموا لأمر واقع احتلال حزب الله للبنان ودخلوا عن طمع وعلى خلفيات أجنداتهم الشخصية صفقة مداكشة السيادة بالكراسي.

لا يجب السماح لهم المشاركة في أي تجمع سيادي واستقلالي معارض.

ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فإن من باع 14 آذار لا يجب السماح له بالعودة إليها وليُترك وحده يتحمل عواقب ضعفه وهزاله السيادي.

فلقد بات من المعروف أن المسؤولين في السعودية يلتقون وعلى أعلى المستويات مع عدد من السياسيين اللبنانيين ويشجعونهم على عدم السماح لإيران وحزبها اللاهي جر لبنان ووضعه بالقوة وعن طريق الإرهاب في محور الممانعة.

من المؤكد وعلى الأكيد الأكيد فإن فياغرا السعودية من خلال الإستدعاءات لن يعيد الخصوبة السيادية والاستقلالية والروح ال 14 آذارية والثقة الشعبية للبعض من الذين فقدوا الرجاء واستسلموا للأمر الواقع الإحتلالي الملالوي واخصوا أنفسهم سياسياً ووطنياً وأخلاقياً وارتضوا ذل الصفقة وقفزوا فوق دماء الشهداء.. ويسوّقون بعهر وفجور ووقاحة غير مسبوقين على مدار الساعة لهرطقات ربط النزاع والواقعية ولإعطاء الأوليات للملفات المعيشية.

إن خطورة بعض هؤلاء الشاردين النرسيسيين والواهمين والمنسلخين عن أحاسيس ومعاناة الناس أنهم يصحرون ويسطحون عقول وأفكار الكثير من شبابنا المغرر بهم ويجرونهم بمكر باتجاه أوحال الغنمية والصنمية.

من هنا فعملياً من خرج من ثورة الأرز ودخل الصفقة الخطيئة لا يجب أن يُسمح له بالعودة إليها من خلال أي تجمع معارض قد يرى النور قريباً…وإلا فالج لا تعالج وتيتي تيتي…!!!

في الخلاصة فإن السياسي الفاشل عليه أن يستقيل ويذهب إلى بيته ليرتاح ويريح الناس من مسلسلات فشله.. وبالتالي انتخاب قيادات جديدة تُعطى لها الفرص الكافية لتقود الوطن إلى ما هو أفضل وإلى ما هو مصلحة الناس تحت رايات الدستور والدولة ومؤسساتها.

يبقى، أن لبنان يحتاج إلى قيادات شابة وجديدة غير مصابة بلوثة نرسيسية السلطة وتخاف ربها وتحسب حساباً لحساب يومه الأخير.

ونختم مع ما جاء في كتابنا المقدس عن أصول الرقع (لوقا05/من33حتى39) “لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي”.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنون الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من اذاعة الشرق/بالصوت حلقة الماغازين السياسي(06(17/10)/ضيوف الحلقة: حارث سليمان واسعد سرحال وفارس سعيد وجاسم عجاقة ومحمود سويد ومحمد آل زلفة

الحلقة من اعداد وتقديم يقظان تقي/06 تشرين الأول/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=59319

ضيوف الحلقة الاستاذ حارث سليمان والاستاذ اسعد سرحال ود. فارس سعيد والخبير الاقتصادي الاستاذ جاسم عجاقة والاستاذ محمود سويد والاستاذ محمد آل زلفة

رابط الحلقة/اضغط هنا

http://www47.zippyshare.com/v/OQvCmoDs/file.html

 

*مداخلة الدكتور فارس سعيد لاذاعة الشرق

"حالة الاستعصاء الشيعية ليسة وحدها، وهناك حالات استعصاءات متعددة تعيق بناء الدولة القانونية ودوة المواطنة وليست هي ازمة الطائفة الشيعية، ونحن نعاني ازمات عميقة ولا علاج شيعي لازمة الشيعة ولا علاج ماروني لازمة الموارنة ولا علاج سني لازمة السنة او علاج درزي لازمة الدروز وهكذا، هناك علاج وطني لازمة وطنية ، ولازمة الجميع وهذا لا يلغي الغاء الخصوصية الشيعية، ولقاء الدولة والمواطنة يساهم ايجابا في جدلية النقاش والحوار وديناميتها، وبلورة مقاربة موضوعية لطبيعة ازمة يعاني منها الجميع ، وشرط نجاحها هي المجتمع المدني والنقاش التعددي في كل القضايا انطلاقا من مقدمة دستورية لبنان وطن نهائي لكل ابنائه، ..

 

*مداخلة عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد ال زلفة لاذاعة الشرق

"زيارة خادم الحرمين الملك سلمان الى روسيا مهمة جدا في التوقيت وفي مرحلة حساسة من تاريخ المنطقة العربية، وتوضح ان اساس المشكلة الراهنة، الى الخطر الاسرائلي الاول، ايران في الوضع المتفاقم حاليا هي ايران المستفيدة من الفوضى، وهي تحتل العراق سياسيا ومحتلة لسوريا عسكريا وتمارس تدخلات مدمرة لنسيج المنطقة "

**

*مداخلة الكتور حارث سليمان لاذاعة الشرق

"لقاء الدولة والمواطنة، يفتح حوار ونقاشات ويستفيد من الحالة الجدلية في الحوار خلال الفترة الانتخابية المقبلة. ونحاول استقبال المرحلة الجديدة بنقاش مفتوح على مصراعية وبالتركيز على قضايا وطنية وما اكثرها، لكن الاساس فيها التركيز على قيام الدولة المدنية ورفض الدويلة. والتسمية "لقاء شيعي" ليست حقيقية ونحن نرفع نداء الدولة ىالمواطنة والحياة الديمقراطية. لكن نعم نحن نعتبر ان هناك حالة استعصاء وطني حادة، وقضية مفصل تعيق بناء الدولة الحديثة والمستقرة. حالة استعصاء "الشيعية السياسية" واحادية التمثيل" ما يدخل لبنان في غموض مع المستقبل ومن اجتمعوا نخبة شيعية وموضوعية تعددية وتطمئن الى المستقبل... " .

" لا يصح اختصار الفقه الشيعي بموقعة ما جرى في العاشر من محرم في كربلاء والفقه الشيعي والاجتماع الشيعي متعدد، وذهب مع جعفر الصادق والحسن الى التسوية والسلام اكثر.. ".

" اطلالات السيد نصرالله المتكررة للتعبئة الشعبية للتعبئة الداخلية بعدما تلقى الحزب في قتاله في سوريا خسائر كبيرة تتردد معلومات عن ثلاثة الاف قتيل من شبابنا وابنائنا والالاف من الجرحى والمعاقين وهؤلاء من ابنائنا الذي لا يتحملون مسؤولية خطأ القيادة السياسية التي ضحت بهم لحماية مستبد في سوريا ولتحقيق مصالح اقليمية لايران في المنطقة . بالنهاية ومن الاخر لن يبق بشار الاسد في سوريا.. "

 " 190 حالة قتل عشوائي وحده قاتل سارة سليمان ما زال طليقا حرا، واناشد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش وشعبة المعلومات القبض على قاتل الشابة "

**

مداخلة اسعد سرحال لاذاعة الشرق

"قتل عشوائي للطيور في لبنان، اهم مسارات الطيور العالمية وتسافر الطيور في اجوائه مرتين سنويا ويقتل منها نحو 2,6 مليون طائر".

**

مداخلة محمود سويد لاذاعة الشرق

" كل لقاء فلسطيني او مصالحة يشكلان حالة ايجابية لا بل يمثلان حلما ويضاف الى ذلك اهمية دخول مصر وحاجتها الى تسوية العلاقات بين حماس وفتح، وحماس قاتلت اسرائيل ثلاث مرات واسرائيل دمرت غزة ثلاث مرات ولم ينتج شيء، ولم تتقدم الامور سم واحد. وتجربةً حماس لم تحقق نتائج مهمة، والشعب الفلسطيني يعاني والسلطة الفلسطينية تعاني و24 سنة على اوسلو وحل الدولتين شبه مستحيل واللا الاسرائيلة قوية اكثر مع اليمين الاستيطاني، والعرب صفر الا الدور الذي يقوم به الخليج العربي، وهو يحتاج الى دور مصر وتقدم الفكرة العربية مع تقدم بناء البنية الفلسطينية الداخلية وتجميع جزئياتها وتفاعلها ايجابيا."

"هناك من يستعيد النموذج اللبناني في غزة السلطة الفلسطينية هي المظلة والدولة المعلنة فيما تحتفظ حماس بسلاحها"

**

مداخلة البروفسور جاسم عجاقة لاذاعة الشرق

"اجتماع السراي بين رئيس الحكومة ووزراء المال والاقتصاد وحاكم المصرف المركزي ورئيس لجنة المال النيابية، رشحت منه ايجابيات ،تتركز على مقاربة الاجراءات التي على لبنان المباشرة فيها واصلاحات في رؤية اقتصادية حديثة تتوافق مع اجراءات استعادة الثقة التي تقوم بها الحكومة من اقرار الموازنة ومراقبة الانفاق عبر قطع حسابات الموازنة والاصلاح الضرائبة والاداري ووقف الهدر والفساد ، والمواءمة مع طلبات المؤسسات المالية الدولية، والتي ستطرح في واشنطن وهي تطالب بمباشرة اصلاحات هيكلية يحتاجها لبنان وتفعيل عمل القطاعات الانتاجية ومشاريع تكبر الاستثمارات وصحن الناتج القومي والنمو، ومحاربة الفقر وتسمح باستعادة ثقة المجتمع الدولي مع اعلان استعداد البنك الدولي لتقديم مساعدات جديدة الى لبنان "

 

مجلس الشيوخ يُمرّر مشروع قانون العقوبات ضدّ "حزب الله"

سكاي نيوز الجمعة 06 تشرين الأول 2017/مرّر مجلس الشيوخ الأميركي الخميس، مشروع قانون العقوبات ضدّ "حزب الله" الذي أقرّته لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس النوّاب.  ووفق بيان أصدره مجلس الشيوخ، فإنّ من شأن مشروع القانون تعزيز وتوسيع نطاق العقوبات الاقتصاديّة والماليّة التي فرضها قانون منع تمويل الإرهاب الدولي الصادر عام 2015.  ونقل البيان عن السيناتور ماركو روبيو قوله، إن "إرهابيي حزب الله المدعومين من إيران، مسؤولون عن مقتل مئات الأميركيين... وما زالوا يُشكّلون تهديداً خطراً على الولايات المتّحدة الأميركيّة وحلفائها".  وأضاف: "يجب على الرئيس والكونغرس أن يبنيا على النجاحات التي حقّقها قانوننا عام 2015، وسنّ هذا المشروع الجديد لتعزيز الجهود الدوليّة لمكافحة تمويل وتوسيع نطاق التهديدات الإرهابيّة والصاروخيّة لـ"حزب الله" والاتجار بالمخدّرات، وغير ذلك من الأنشطة الإجراميّة".  وسبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن اعتبر "حزب الله"، المصنّف "جماعة إرهابيّة"، أنّه "تهديد" للشعب اللبناني وللمنطقة بأسرها.  وكان مشرّعون أميركيّون قدّموا في وقت سابق، تشريعاً يهدف إلى زيادة العقوبات المفروضة على "حزب الله"، من خلال زيادة تقييد قدرته على جمع الأموال والتجنيد، وزيادة الضغط على البنوك التي تتعامل معه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 6/10/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ينتهي الاسبوع بعطلة خريفية طقسها متقلب يثبت ان الصيف انقضى. وينتهي الاسبوع ايضا بتحضيرات لجلسة مجلس النواب يوم الاثنين والتي تدرس مشروع القانون الضريبي بما يساعد في تمويل سلسلة الرتب والرواتب.

واليوم كانت جلسة لمجلس الوزراء سريعة وقصيرة لكنها منتجة ووفرت الاعتمادات لهيئة الاشراف على الانتخابات كما وفرت سلفة مالية لأوجيرو.

وفي الخارج إستمرت القمة الروسية-السعودية في مقدمة الاهتمامات والمتابعات وثمة من يقول إن نتائجها ستعطي موقعا جديدا في المنطقة.

وقد اختتم العاهل السعودي محادثاته مع القيادة الروسية بلقاء مع رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الجامعات عادت الحركة السياسية عبر الانتخابات الطلابية ليفوز تحالف المستقبل والقوات اللبنانية بانتخابات الجامعة اللبنانية الاميركية التي جرت في بيروت وجبيل مقابل تحالف حزب الله وحركة أمل والحزب الأشتراكي والأحرار والتيار الوطني الحر.

أما في مجلس الوزراء وعلى خلاف التوقعات، مرت الجلسة بهدوء وأقر المجلس الوزراء واقر جدول اعماله ومنه مصاريف هيئة الإشراف على الانتخابات، كما وافق على تمويل العام الأول من برنامج الفايبر أوبتيك لوزارة الاتصالات بحسب الوزير جمال الجراح في حديث لتلفزيون المستقبل، وتقرر إعطاء هيئة أوجيرو سلفة خزينة لتطوير الشبكة الثابتة.

وفيما شكا وزير التربية مروان حمادة مما اعتبره تقاعس رئاسة الجمهورية في التعامل مع ملفات وزارته كان وزير الداخلية نهاد المشنوق يؤكد قبيل الجلسة أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها والبحث ليس في الموعد بل في آلية تطبيق القانون العجائبي، بحسب قوله.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انها من الجلسات الاسرع في تاريخ مجلس الوزراء، ففي جلسة لم تستغرق اكثر من ساعة واحدة اقرت الحكومة المجتمعة في السراي جدول اعمال من 63 بندا ابرزها الاعتمادات المخصصة لهيئة الاشراف على الانتخابات.

وبعد الجلسة انعقد اجتماع ضم الى رئيس الحكومة الوزراء علي حسن خليل وجبران باسيل وسيزار ابي خليل ورائد خوري، وعلم ان البحث تطرق الى الموازنة كذلك الى المسار الذي يمكن ان تسلكه جلسة مجلس النواب الاثنين المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب.

والواضح ان الامور قد تتجه الى التصعيد مجددا في حال تأكد الاتجاه الى عدم دفع السلسلة في اخر تشرين الاول، وبداية التصعيد تتجلى في الاجتماعات التي تنعقد بعيدا من الاضواء على صعيد الاتحادات العمالية وهيئة التنسيق كذلك في اعلان متقاعدي القوات المسلحة العودة الى الشارع الاثنين رفضا لربط السلسلة بقانون الضرائب.

اقليميا، الزيارة التاريخية للعاهل السعودي الى موسكو لافتة بنتائجها الايجابية ما دفع الكرملين الى اصدار بيان اعلن فيه ان التعاون بيبن موسكو والرياض لا يجب ان يقلق دولا أخرى.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بعدما حشدت اوراق دول الاقليم لمصلحتها في سوريا من تركيا التي زارها فلاديمير بوتين مؤخرا الى السعودية وما نتج عن القمة المشتركة معها وصولا الى التنسيق مع ايران، اطلقت موسكو اتهامات عارية الجدية بحق واشنطن كان لها وقع افعل من صواريخ كاليبر بعد تزويدها برؤوس سياسية شديدة الانفجار.

وبحكم مبرم اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان القاعدة الاميركية في التنف تحولت الى ثقب اسود قطره مئة كيلومتر تخرج منها مجموعات ضد المدنيين والجيش السوري بما يمنع تقدمه ويعرقل عملياته.

اما القوات الاميركية فـ "شاهد ما شفش حاجة" وعاطل عن العمل على مدى ستة اشهر لم تنفذ فيها اية عملية ضد داعش.

في لبنان، سحب التفاهمات المحملة بالايجابية امطرت على طاولة مجلس الوزراء التي اخرجت بند الاتصالات بمفعول مخفف بالارقام والسياسة على حد سواء، اذ وافق المجلس بالاجماع على تخصيص مبلغ مئة وخمسين مليار ليرة بدلا من مئتين وخمس وعشرين مليارا كدفعة اولى من اصل اربع تمت جدولتها على اربع سنوات من دون اي اعتراضات.

اما الانتخابات فحضرت هي ايضا من باب هيئة الاشراف التي دخلت حيز العمل الجدي بعد اقرار مصاريف ادارتها ومقرها وتجهيزاتها تحضيرا لاجراء الاستحقاق في موعده وفق وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي وصف القانون الانتخابي بالعجائبي.

واذا كانت جلسة الاكسبرس قد مرت من دون سياسة فان الاجتماع الذي تلاها اكتسب اهمية كبيرة بالشكل من حيث القوى السياسية المشاركة امل، المستقبل، التيار، وبالمضون الذي لامس افق موازنة 2018 تحضيرا لبدء جلسات تشريعها، وعلمت الـ nbn ان هذه الاجتماعات ذللت الكثير من الملفات العالقة وتم فيها الاتفاق على رزمة تعيينات ادارية ستبصر النور قريبا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

يقر مجلس الوزراء مخصصات هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية، مؤشر جديد إلى جدية الحكومة في إتمام الاستحقاق المؤجل في موعده المقرر في أيار المقبل. أما أن يصف وزير الداخلية والبلديات، المسؤول الأول عن التحضير للعملية الديموقراطية المنتظرة، القانون الانتخابي الجديد بالعجائبي، ففي ذلك ما يجدد طرح علامات الاستفهام حول الخلفيات والنيات، خصوصا في ضوء العصي التي يضعها البعض باستمرار أمام إنجاز الإصلاحات الانتخابية التي اقتضت التوافق على التمديد الأخير. وفي انتظار تبديد الأقوال العجيبة بالأفعال الطبيعية التي يقتضيها واجب تطبيق القانون، وقبيل الجلسة التشريعية الإثنين المقبل، وما يتوقع أن تقره على صعيد تمويل السلسلة، أنجز مجلس الوزراء اليوم جدول اعماله بسرعة قياسية، فأقر السلفة المطلوبة لهيئة أوجيرو، التي ستنعكس حتما في المستقبل زيادة في سرعة الإنترنت، بناء على مشروع الألياف الضوئية، الذي منع وزراء التغيير والإصلاح من استكماله يوم توليهم وزارة الاتصالات.

لكن، وعلى هامش الجلسة الحكومية السريعة، مشاورات مطولة في السراي الحكومي، من المرتقب أن تترجم نتائجها الأيام المقبلة بشكل ملموس. أما تفاصيلها فضمن النشرة المسائية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

يبدو ان سيل الاموال وزيف الاعلام لم يستطيعا غسل دماء الاطفال اليمنيين عن تيجان السعوديين، فسودت وجوههم وصفحاتهم على اللوائح الاممية لارتكابهم مجازر بحق الانسانية..

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدرج تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية على لائحة مرتكبي الجرائم ضد الأطفال، موثقا الهجمات على مدارس أو مستشفيات تسببت بقتل وتشويه المئات، فضلا عن حظر وصول المساعدات الانسانية الى اليمنيين المحاصرين..

حوصر السعوديون ولو بالبيانات الاممية، بعد ان خنقتهم الميادين اليمينة، فرغم سنوات القتل والدمار وثقت كاميرا المنار سيطرة الجيش اليمني واللجان على مناطق من نجران، مثبتة فشل العواصف السعودية وزيف حزمها، ولن يعاد لها املها الا بوقف المكابرات والبحث عن مخارج وخيارات، علها تحد من الخسائر التي تلامس حد الكوارث على مملكة آل سعود ..

محاولة الملك سلمان الاستدارة تحت قبة الكرملين خطوة في طريق الالف ميل، سيكون لها تداعيات لعل اولاها غض الطرف الاميركي عن ادراج الرياض على اللائحة السوداء على ما يقول متابعون..

وعن اصحاب الافعال السوداء داعش واخواتها قالت وزارة الدفاع الروسية انهم تقلصوا الى الحوالى العشرة في المئة من مساحة سوريا، بفعل الجيش السوري والحلفاء، وعلى مرأى من الاستراتيجية العسكرية الأميركية، التي تلخصت بحسب الدفاع الروسية في تأملها لهجمات داعش، وتسليح السفاحين تحت ستار مساعدة المعارضة السورية.

في لبنان سترت الحكومة جلستها العادية باقرار بند الاعتمادات المالية لهيئة الاشراف على الانتخابات النيابية، في خطوة علها تشير الى وجود اعتمادات سياسية لاجراء هذه الانتخابات في موعدها..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

سالكة وآمنة، كلمتان كانتا تستعملان ايام الحرب للتعبير ان لا تقنيص على الطرقات وبامكان المارة ان يعبروا، يمكن استعارة هاتين الكلمتين للتدليل على ان طريق الحكومة سالكة وآمنة وبذلك طريق مجلس النواب فلا تقنيص بل تسهيل مرور يجعل ما هو غير ممكن التحقق سهل التحقق، هذا ما بينته جلسة مجلس الوزراء اليوم الاغلى كلفة والاسرع وقتا، مئات المليارات في اقل من ساعتين، ومن كانوا يعترضون خفتت اعتراضاتهم كأن كلمة سحرية فعلت فعلها بين الجميع، سلفة الخزينة لوزارة الاتصالات اعطي ثلثاها اي مئة وخمسون مليار ليرة سيرت امور هيئة الاشراف على الانتخابات فهل تنسحب هذه الاجواء على جلسة مجلس النواب الاثنين المقبل؟

المسافة بين السراي وساحة النجمة اقصر من رمية حجر لكن هدوء جلسة السراي قد لا ينسحب عن الصخب المتوقع في مبنى البرلمان خصوصا ان مليارات الضرائب التي ستقر بحاجة الى موارد ليس من السهل توفيرها، فهل يفعل الرئيس نبيه بري ارانب اكمامه ام ان سحر التسهيل يتحرك من السراي الى ساحة النجمة؟

كل المعيطات والمؤشرات تشير الى ان التوافق يتقدم وهناك دفع من السلطتين التنفيذية والتشريعية للسير بهذا التوافق والافادة منه الى اقصى حد وقد يصل الى الموازنة التي ستبدأ مناقشتها لاقرارها في النصف الثاني من هذا الشهر.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

على وسع الوطن ناقة وجمل ولزيارته اختالت الفرس وفتحت عاصمة الكثلكة شوارعها احتفاء بلواء ما دخل المدن إلا مكرما .. سنة لبنان قلدوه الدكتوراه .. دروزه منحوه الأوسمة .. مسيحيوه علقوا على صدره نجوم التحرير بعد كسبه معركة "فجر" الراهبات في معلولا .. أما شيعة الوطن فهو حجز مكانته في القلب وقد اشتق من الضلع .

ويكاد اللواء عباس ابراهيم يشكل تلك الحالة الفردية الفريدة في آن العابرة للطوائف والتي تنال نجومها من أربعة أصقاع الوطن .. من دون الانحدار إلى طلب تكريم طائفي محدود . وعلى هذا المنحى كان المدير العام للأمن العام ضيفا على مطرانية زحلة للروم الكاثوليك معلنا من دار السلام أن العمل لتحرير مطراني حلب مستمر .. وعلى وزن نشيد موطني قال عباس ابراهيم إننا لن نكل ولن نمل لنصل الى نهاية أيا كانت وأكد الأصرار على إغلاق هذا الملف وبالتنسيق مع الدولة السورية او أي كان فالمهم هو استرداد المطرانين .

مدير جهاز أمني لبناني يعمل على ملف مخطوفين سوريين منذ سنوات ... ودولة بنصف تعداد سكانها من السوريين ترفض طرق الباب السوري للتنسيق وعودة النازحين إلى بلادهم علما أن بكركي سجلت أول موقف متقدم حيال هذا الملف عبر تأييدها التحدث الى الدولة السورية وليس الى الأمم المتحدة التي طرحت حل التوطين وهذا الموقف الذي أكده الأب كميل مبارك للجديد إنما يعكس رأي رأس الكنيسة وراعيها الذي غادر اليوم في جولة إلى روما ثم الى الولايات المتحدة وقال الراعي إن لبنان لم يعدْ في إمكانه تحمل موضوع اللاجئين وإن هناك خطرا كبيرا من استغلال اللاجئين سياسيا ومذهبيا ويخشى أيضا استغلال منظمات إرهابية لهم.

لكن السلطة نأت بنفسها حاليا عن معالجة هذا الملف ونزحت إلى قضايا مالية على أبواب جلسة الموازنة المسبوقة الاثنين بالجلسة التشريعية على أن اتحاد النقل البري استبق الجميع وركن له موقفا بسائق سياسي هو بسام طليس الذي يتحرك " بريا" وجويا .. وغالبا ما يكون جاهزا لقيادة الشارع غب الطلب .

والى الحجوزات الإقليمية فإن السعودية ارتدت المظلات السياسية الاقتصادية الواقية وأبرمت عقودها مع روسيا وأحاطت نفسها بمخرج من بوابة الاحتياط في حرب اليمن فوجدت في التقارب مع موسكو مسربا يقيها فشل "عاصفة الحزم" التي أنتجت ويلات وانتهاكات غير إنسانية. ومع إبقاء واشنطن سيف قانون "جاستا" شاهرا في وجه السعودية على خلفية اتهامها بالتورط في هجمات الحادي عشر من سبتمبر وابتزازها ماديا تكون المملكة قد بحثت عن سبب لحماية فعالة من التجبر الأميركي بترسيخ علاقات أقوى لاسيما مع روسيا الند الأبرز لأميركا دوليا

 

'Return Nizar with You', Family of Iran-Held Man Urges

عائلة نزار زكا ناشدت عون التدخل لإطلاقه

الجمعة 06 تشرين الأول 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=59330

 

عائلة نزار زكا ناشدت عون التدخل لإطلاقه

الجمعة 06 تشرين الأول 2017

وطنية - وجهت عائلة اللبناني نزار زكا كتابا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعنوان "فخامة الرئيس لا تقتلوا الأمل"، مما جاء فيه: "نتوجه إلى فخامة الرئيس عون بأحر الأسى والرجاء للعمل على تحرير المواطن اللبناني نزار زكا الموقوف ظلما في إيران، ونؤكد الوقائع التالية:

أولا: نزار زكا لم يذهب إلى إيران بشكل متخف أو منتحلا أي صفة أخرى، بل ذهب بناء على دعوة رسمية من نائبة الرئيس حسن روحاني للمشاركة في مؤتمر عن دور المرأة في المجتمع. وقد تم خطفه في طريقه الى المطار بعد انتهاء المؤتمر، ثم تم توقيفه بحجج واهية للإستمرار بحجز حريته. علما أنه لم يحصل من قبل في التاريخ الحديث أن يوجه دعوة رسمية من أي دولة إلى شخص ويتم خطفه أو اعتقاله. ثانيا: نزار زكا لا يعمل في السياسة، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان وحرية الإنترنت، والمؤتمر الذي دعي إليه هو من ضمن نشاطات الأمم المتحده للتنمية المستدامة.

ثالثا: نزار زكا مواطن لبناني لا يحمل أي جنسية أخرى، وقد ذهب إلى إيران بموجب فيزا من السفارة الإيرانية في بيروت على جواز سفره اللبناني، وهو يأمل أن تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها وترفع الظلم عنه، وتعيد الكرامة إلى المواطن اللبناني خارج وطنه حتى يستعيد أي مواطن لبناني الثقة بوطنه ودولته وجواز سفره اللبناني. علما أنه منذ توقيفه في أيلول 2015 فإن الدولة اللبنانية غائبة تماما، ولم تصدر بيانا واحدا عن خطفه وتوقيفه، بما يتناقض مع كل الأعراف والقوانين الدولية.

رابعا: المواطن اللبناني نزار زكا لم يخالف أيا من القوانين اللبنانية، والمحاكمة الصورية بالتعاون مع الولايات المتحدة أشبه بالمسرحية، فهي لا تطبق على مواطن لبناني، خصوصا أنه حتى هذا التاريخ فإن الولايات المتحده ليست مصنفة دولة عدوة للبنان، وحتى كبار المسؤولين اللبنانيين وقادة جيشنا الباسل على تواصل مستمر مع هذه الدولة". وأضاف الكتاب: "كما قام رؤساء دول أذربيجان والبرازيل وحتى وزير خارجية الكويت بتحرير مواطنيهم و إعادتهم معهم خلال زياراتهم إلى إيران، نأمل من فخامتكم أن تعيدوا نزار معكم. ولنا ملء الثقه بأن الجمهورية الإسلامية في إيران لن ترفض طلبكم الإفراج عن نزار إذا تم طلبه بجدية، خصوصا أن هناك علاقات مميزة بين البلدين، وبحكم المكانة الرفيعة التي يكنها لكم شخصيا الشعب والحكومة والقائد في إيران. وإذا كانت الأدوار معكوسه وكان هناك مواطن إيراني معتقل في لبنان، لما ترددتم دقيقة واحدة في إعادته إلى وطنه".

وختم: "الآن يا فخامة الرئيس سوف تتوجهون إلى إيران حيث يمكث المواطن اللبناني المظلوم نزار زكا وكل ما يتوق إليه هو العودة إلى عائلته ووطنه، وأمله الوحيد هو مساعدتكم يا فخامة الرئيس. هذا الامل هو الأوكسجين الذي يبقيه على قيد الحياة، خصوصا أنه يقوم حاليا بإضراب عن الطعام منذ 29 أيلول بسبب حالته الصحية".

 

حزب الليبراليين السويدي يرشّح مصطفى جحا لمجلسي رئاسة مدينة ومقاطعة في السويد

06تشرين الأول/17/تبنّى حزب الليبراليين السويدي ترشيح مصطفى جحا لمجلس رئاسة مدينة هيديمورا كذلك لمجلس رئاسة مقاطعة دالارنا في السويد. مصطفى جحا من أصول لبنانية وقد درس في جامعات سويدية مختلفة كجامعة دالارنا، جامعة لوند، جامعة يونشوبنغ وجامعة غوثنبرغ.

اليوم يشغل جحا منصب نائب رئيس المجلس الحزبي الرئاسي الليبرالي في مدينة هيديمورا السويدية كما أنه يشغل منصب سياسي في مجلس المدينة السياسي لإدارة التعليم. يُذكر أيضاً أن مصطفى جحا هو نجل المفكر اللبناني مصطفى جحا الذي اغتيل في لبنان عام 1992 بسبب كتاباته ومواقفه المناهضة لحزب الله ولنفوذ النظامين الإيراني والسوري في لبنان.  تجري الانتخابات السويدية العامة في عام 2018.

 

«نداء الدولة والمواطنة»: نداء وطن أم نداء طائفة؟

سلوى فاضل/جنوبية/ 6 أكتوبر، 2017

آراء متقاطعة ومتقابلة واجهت لقاء " نداء الدولة والمواطنة" الذي انعقد اول امس الاربعاء وضم نخبة سياسية وثقافية واعلامية وازنةومعروفة جيدا في الساحة الشيعية خصوصا . “نداء الدولة والمواطنة”، الذي أعلن منذ أيام قليلة في بيروت، اثار جدلا على الساحة السياسية اللبنانية، فقد رأى فيه البعض إضافة من الإضافات للوسط السياسي الشيعي اللبناني في ظل الركود بفعل هيمنة الثنائية الشيعية لعقود مضت, في حين ان مراقبين اخرين انه نداء طائفي لا يستطيع ان يرقى لمستوى الوطن.

يرى المحلل السياسي والاعلامي غسان جواد في اتصال مع “جنوبية”، ان: “البيان الذي قرأته هو كلام مبدأي يمكن لكل الناس ان توافق عليه، ولكن فيه نكهة تبدو في مكان ما ان الاطراف التي تقف خلفه لديها وجهة نظر مختلفة حول سورية وحول لبنان، وحالة التكامل بين المقاومة والدولة”.

وأضاف الاعلامي غسان جواد، بالقول “وهذا اللقاء ذكرني باللقاءات السابقة التي كانت تحصل وبياناتها مبدئية تحمل فحوى سياسية وثقافية، لكنها غير مؤثرة بسبب حالة الاصطفاف الحادة في البلد، من الصعب اختراقها بلغة مدنيّة. ولا تأخذ حركة. وفيها شخصيات مستهلكة وغير ذات مصداقية بمفرداتها، حاولت وطرحت آرائها بأكثر من اتجاه”. وختم تعليقه برأي ان “هذا الاجتماع يبقى نخبويا، وعندي خبرة بهذا النوع من الاجتماعات، فهي بالشكل تجمع نخبة ذات رأي وحضور في الطائفة الشيعية، ولكن بالمضمون ليس لها فعالية سياسية على مستوى الوطن”.

نداء الدولة

بالمقابل، رأى الاعلامي الياس الزغبي، ردا على سؤال “جنوبية”، قائلا: “اللقاء الوطني الشيعي الذي حصل في لبنان لم يكن مجرد اضافة على الحركات السياسية او التجمعات السياسية الحاصلة، لكنه تعبير ثابت وعميق عن التحوّل الفعلي الذي يحصل داخل الطائفة الشيعية، واهمية هذا اللقاء انه بداية لإعادة الطائفة الشيعية الى دورها الكيانيّ اللبناني، لان الخلل الوطني والسياسي الكبير الذي حصل منذ العام 2005 على الاقل يعود الى اختزال الطائفة بحزب واحد او حزبين، بينما الطوائف الأخرى يتميزون بتعددية خصوصا الطائفة المسيحية”.

ويضيف الزغبي “المشكلة الكبرى التي حصلت منذ العام 2005 هي ان الطوائف المتعددة تنسج على منوال الطائفة الشيعية المختزلة، وهذا خطأ جسيم دفع لبنان ثمنه اضطرابا في الحكم والحكومة منذ ذلك الحين”.

ويرى الزغبي، ان “المطلوب العكس تماما، أيّ ان تتحول الطائفة الشيعية من طائفة مصادرة الى طائفة مفتوحة على التنوع تحقيقا للتوازن الوطني، وهذا هو عمق معنى اللقاء الذي حصل”. و”بذلك يؤسس هذا اللقاء الى اعادة انتاج حالة وطنية لبنانية متوازنة ومنسجمة تعيد تصحيح المسار الذي انحرفت سكته القوية بفعل سياسة حزب الله تحديدا”. ويختم المحلل السياسي الياس الزغبي، بالقول “في تقديري ان هذا اللقاء سيؤسس لبداية تغيير حقيقي في غضون بضعة أشهر تسبق الانتخابات النيابية المقررة، في حال حصولها، ومن الان وحتى ذلك الحين ستنشأ حالة تواصل وطني فعليّ بين هذه الحالة الشيعية المتقدمة على سائر القوى الوطنية التي بدأت تتكون على قاعدة رفض التسوية المعروفة أي مقايضة السيادة بالاستقرار، اذ ان حزب الله فرض على الآخرين المعادلة الآتية: أمنحكم الاستقرار، واتركوا لي شأن السيادة والقرار الوطني”. وقد اتى اللقاء الشيعي بمثابة خطوة متقدمة لاسقاط هذه المعادلة التي تدّمر معنى لبنان”.

 

"الكونغرس" يُهين الرئيس عون!

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح06 تشرين الأول/17/قبل فترةٍ وجيزة، امتهنت المملكة العربية السعودية إهانة رئيس جمهورية لبنان ميشال عون بذرائع وأساليب مختلفة ولأسبابٍ سياسيّةٍ بعد أن آثر "الرئيس" عدم السير بالمشروع السعودي الذي راهنت الرياض على جرّ عون إليه. بدأ السياق السعودي بتجاوز دعوة الرئيس عون لحضور القمّة الإسلاميّة - الأميركيّة التي عقدت في الرياض مؤخّراً بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب والاستعاضة عن ذلك بدعوة الرئيس سعد الحريري خلافاً لما ينصّ عليه البروتوكول الذي يكفل تنظيم العلاقات بين الدول، ثم تلاها ثانية تمثّلت بزيارة الوزير السعودي ثامر السبهان وتحاشيه لقاء الرئيس عون ثم ثالثة بتجاوز "الرئيس" في مسألة توجيه الدعوات لأقطابٍ لبنانيين محدّدين لزيارة المملكة، وكأن في لبنان مزرعة وليس دولة لها رئيس ومؤسسات دستوريّة! تصرف السعوديّة الفوقي تجاه لبنان ومؤسساته يظهر أنّهُ بات عرفاً متّبعاً لدى من لفّ لفيف هذا المحور، إذ انتقلت العدوى إلى العاصمة الأميركية واشنطن، حيث سمح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، إد رويس، لنفسه إهانة الرئيس ميشال عون! إذ قال بمعرض حديثه عن محادثات ورقة تعديل قانون العقوبات الأميركية بحقّ حزب الله: "تلك المحادثات كانت لتمتلك تأثيراً أكبر بالنسبة إليّ وإلى زملائي لو لم يكن هناك عميل لحزب الله يجلس في الغرفة ذاتها". وحسبما أوردت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية، فإشارة رويس "إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون". وكون "رويس" يمثّل الجسم الخارجي في الكونغرس الأميركي المكلف بسنّ تشريعات السياسة الخارجية لبلده والذي يملك صلاحية الإشراف العام على سياسات وزارة الخارجية وتعيين موظفين رفيعين فيها، أي رئيساً للجنة ترسم سياسة الولايات المتحدة الخارجية بشكلٍ مؤثّر، فإنّ صدور مثل هذا الكلام عن هذا المسؤول يمثل إهانةً واضحةً لمقام رئاسة الجمهورية اللبنانيّة وليس الرئيس ميشال عون شخصياً، وتالياً ينافي أُسس البروتوكول. ووفق الأعراف الدبلوماسية التي ترسم حدود العلاقة بين الدول، شكلها ونمطها، يُفترَض بوزارة الخارجية اللبنانيّة انطلاقاً من ما يمثل السيناتور "رويس"، أن تقوم باستدعاء الدبلوماسيّة الأميركية في بيروت ممثّلة في الوقت الراهن بالسفيرة اليزابيث ريتشارد إلى قصر بسطرس وتسجيل اعتراض رسمي لبناني على ما صدر من سيناتور أميركي مسؤول بحقّ رئيس جمهورية لبنان، التي تقيم مع "واشنطن" علاقات ثنائيّة وتعاون مشترك. لا نقول في المقام أعلاه أنّ تذهب الإدارة الرسميّة اللبنانيّة إلى قطع العلاقات مع واشنطن! بل حماية حقّها السيادي بالاعتراض على ما ورد عن لسان مسؤولٍ أميركي يفترض أنّهُ يعرف بأصول المخاطبة والعلاقات ويرسم سياسات في الشرق الأوسط وليس عليه رمي أحكامٍ في شـأنٍ داخليٍّ لبنانيّ يُعتبَر البتّ فيه من إمرة اللبنانيين وحدهم، إذ إنّ العلاقات بين شرائحه لا يفترض أنّ تكون "عمالة" بل "شراكة" كما كلّ عناصر الأمة التي تقوم عليها الدول. وفي الأعراف السياسية يستخدم هذا الوصف في الإشارة إلى علاقة شخصية بكيانٍ معادٍ. وفي مثل حالة "رويس"، فقد خلى الاتّهام من هذه القاعدة انطلاقاً من أنّ المسمّيين هما لبنانيين ومتحالفين في السياسة منذ ما قبل انتخاب الجنرال عون رئيساً للبنان.

 

شايفتكم من الدلفة لتحت المزراب والتخبيص ماشي

مهى عون/فايسبوك/06 تشرين الأول/17

قال القوات كانت محضرة لايحة بأسامي قضاة شرفاء ..ولكن لم يصار إلى اخذها بعين الاعتبار في سياق التسميات القضائية.

كم سؤال من فضلك :

ليش مين قلك إنوهالتصرف المشين والخارج عن المألوف للفريق الآخرهو التصرف الطبيعي حتى تقوم بنسخه؟

بمعنى ..هل يندرج هذا التصرف الأرعن في تقديم اسامي قضاة حزبيين في شرعة حتمية استقلال القضاء عن عالم السياسة ومحاورها وأحزابها؟

ومن أيمتى للأحزاب دخل أو دور في تسمية القضاة؟

كيف يثق المواطن بقاضي حزبي؟

شايفتكم من الدلفة لتحت المزراب والتخبيص ماشي!

 

 

 

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة

ابو ارز/06 تشرين الول/17

بحسب مجلة Global Finance تم اختيار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من بين افضل 9 حكام بنوك مركزية في العالم، ومنح درجة A المرموقة التي تعطى على اساس النجاح في احتواء التضخم، وتحقيق اهداف النمو الاقتصادي، والحفاظ على استقرار العملة الوطنية، وحسن ادارة معدلات الفائدة.

ان اختيار سلامة من بين افضل حكام العالم يكرس الثقة العالمية بالنظام المصرفي اللبناني ، و يشكل نقطة ايجابية مضيئة للبنان تظهر الدور البناء والبارز الذي يؤديه البنك المركزي. اذا كان لبنان يقف حتى الان على رجليه، فالفضل يعود الى ركيزتين اساسيتين تعملان بصمت، هما البنك المركزي والمؤسسة العسكرية، فيما باقي المؤسسات الرسمية تغوص في بحر من الاهتراء و الفساد السياسي والمالي والخلقي. لذلك فان واجبنا الوطني يفرض علينا الالتفاف بقوة حول هاتين الركيزتين المميزتين، وتقديم كل الدعم اللازم لهما من اجل ضمان استمرارية نجاحهما. تحية تقدير واحترام من شرفاء لبنان الى رياض سلامة، وتحية مماثلة لجيشنا الحبيب وقائده البطل.

لبيك لبنان

ابو ارز.

 

القوات اللبنانية والكتائب: كلما اقتربا اصطدما

العرب/07 تشرين الأول/17/رغم نقاط الالتقاء الكثيرة التي تجمع بين حزبي القوات اللبنانية والكتائب وفي مقدمتها الدفاع عن سيادة لبنان أمام المدّ الإيراني، فإن العلاقة بينهما لا تخلو من توتر يعزوه البعض إلى دوافع تاريخية وصراع على زعامة اليمين المسيحي في لبنان، وآخرون يرجعونه إلى غياب الكيمياء بين الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل.

القوات: لن نعتذر على مشاركتنا في الحكومة

بيروت - نسف التوتر المستجد بين حزبي الكتائب والقوات اللبنانية التكهنات التي تحدثت عن أن الجانبين يتجهان لطي صفحة الماضي وإرساء علاقة جديدة، خاصة بعد زيارة رئيسيهما سامي الجميل وسمير جعجع إلى المملكة العربية السعودية بشكل متزامن، وإبداء الأخيرة رغبتها في إعادة إحياء تحالف 14 آذار، بدفع أقطابه إلى نبذ الخلافات بينهما، والتركيز على مجابهة التحديات المتمثلة في تزايد النفوذ الإيراني الذي يؤمنه حزب الله في لبنان. ويرى مراقبون أن التوتر الذي طفا على السطح مؤخرا بين حزبي القوات والكتائب لا يمكن قراءته بعيدا عن أجواء الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في مايو من العام المقبل، والتي بدأت الماكينة الحزبية تتحرك استعدادا لها. وتشكل هذه الانتخابات أهمية خاصة حيث أنها تجرى وفق قانون جديد قائم على النسبية مع اعتماد الصوت التفضيلي، وهناك سباق بين الأطراف السياسية اللبنانية على ضمان حصة مهمة في البرلمان المقبل، وذلك عبر الدخول في تحالفات انتخابية.

كارول معلوف: ما يحصل بين القوات والكتائب اختلاف في وجهات النظر

ويتحضر حزب القوات والتيار الوطني الحر إلى المشاركة في الاستحقاق بلوائح مشتركة في أكثر من منطقة، والهدف السيطرة على كافة الدوائر الانتخابية المسيحية، وهذا طبعا مدعاة للقلق بالنسبة إلى حزب الكتائب الذي يقوده الشاب سامي الجميل، والذي يرى أن هناك محاولة من القوات والتيار الحر لعزله تمهيدا لتصفيته سياسيا. وعلى غير المتوقع شن سامي الجميل هذا الأسبوع، هجوما حادا على حزب القوات حيث اتهمه “بتقديم المصلحة الشخصية وتقاسم الحصص على المبادئ والموقف السياسي”. واعتبر الجميل في تصريحات إعلامية فاجأت القوات نفسه “نقطة الفصل مع القوات كانت المشاركة في الحكومة والتسوية السياسية التي رفضنا أن نكون جزءاً منها”. تصريحات الجميل استفزت كثيرا أوساط القوات، التي ردت عبر دائرتها الإعلامية، بالقول لو تم تمكين الكتائب من وزارة الصناعة لكانت اليوم مشاركة في الحكومة. وأوضح حزب القوات في بيان له “على الرغم من كل محاولاتنا لإعادة العلاقة بين القوات اللبنانية والكتائب إلى ما كانت عليه قبل تسلم سامي الجميل رئاسة حزب الكتائب، لا يزال النائب يصر على الغمز واللمز من قناة القوات على ‘الطالع والنازل’ من هذا المنطلق، ومع تشديدنا على مواصلة مساعينا لترتيب العلاقة مع الكتائب، إلا أنه لا يمكن أن نمر مرور الكرام على المواقف التي أطلقها الجميل في حلقة بموضوعية”.

وكانت مصادر من القوات قد كشفت أن حوارا بدأ بين الحزبين المارونيين منذ أسبوعين تقريبا لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، ولكن تصريحات الجميل من شأنها أن تصب في إطار إعادة الأمور إلى نقطة الصفر. واعتبرت مصادر القوات أن “تصنيف من هو داخل الحكومة وخارجها لا ينطبق على طرف شارك تقريبا في كل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2005 إلى اليوم، فضلا عن أن القاصي يعلم كما الداني أن ما حال دون مشاركة النائب سامي الجميل في الحكومة الحالية هو عدم إعطائه حقيبة الصناعة التي لو أعطيت له لكان هو شخصيا وزيرا في الحكومة، وبالتالي المعارضة التي يتكلم عنها ليست مبدئية كما يدعي ويحاول أن يوحي”. وأضافت “إن ما يلمـح إليه النائب الجميل دائما بأن ما جمع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يرتكز على مجموعة مصالح، هو بعيد كل البعد عن حزب القوات وطريقة عمله، ولا داعي للتذكير بأنه قدم لنا ما لم يقدم لأحد في زمن الوصاية السورية لكي نشارك في الحكومات المتعاقبة ونغطي الواقع الذي كان سائدا، فيما كنا ننسحب أو نرفض المشاركة انطلاقا من طبيعة تلك الحكومات وآثرنا الحل والاضطهاد والاعتقال والاغتيالات في الكثير من الأحيان على مسايرة عهد الوصاية”، مشيرة إلى “أن آخر ما يمكن اتهامه بالعمل على تحقيق المصالح السياسية الضيقة هو القوات اللبنانية، بينما يصر الجميل على تكذيب كل الوقائع لغاية في نفس يعقوب”.

مكرم رباح: الحسابات الانتخابية لا يمكن أن تصب في صالح إعادة تفعيل الجبهة المضادة لحزب الله وحلفائه الإقليميين

والكتائب الذي يعد المرجع لليمين المسيحي اللبناني والحزب الذي انشق عنه حزب القوات، ليس مشاركا في تركيبة الحكومة الحالية التي يقودها سعد الحريري، حيث أنه ربط تلك المشاركة بتمكينه من وزارة وازنة مثل الصناعة، بيد أنه جوبه باعتراضات عدة، جزء منها من القوات والتيار الوطني الحر.

وهناك قناعة في صفوف الكتائب أن التحالف ‘المعجزة’ الذي جرى بين التيار الحر والقوات والذي مهد له في ” وثيقة تفاهم” صدرت في العام 2015، يشكل تهديدا وجوديا بالنسبة إليه، ومن هذا المنطلق يصر على التمسك بخيار المعارضة القصوى والتقارب مع المجتمع المدني لتشكيل قوة مضادة لكليهما ولكل المنظومة التقليدية الحاكمة في لبنان. وهذا التمشي أكسب الكتائب بقيادة الشاب الطموح الجميل احترام جزء من الشارع اللبناني الذي أصابه احباط من الوجوه المسيطرة اليوم على المشهد السياسي، كما منحه اعترافا إقليميا جديدا وليس أدل على ذلك من الدعوة الرسمية التي تلقاها من المملكة العربية السعودية التي زارها مؤخرا بالتزامن مع زيارة للدكتور سمير جعجع. ويرى مراقبون أنه لا يمكن فقط الربط بين هذا التوتر المستجد، الذي يصفه البعض على غرار الإعلامية اللبنانية كارول معلوف بـ”اختلاف في وجهات النظر حول وثيقة التفاهم مع التيار الحر”، بالانتخابات النيابية بل ايضا بشخصية كل من الجميل وجعجع. فالأول شاب طموح له رؤية متمردة على المنظومة القائمة، أمام الثاني فيرى نفسه أنه الزعيم السياسي المستقبلي للطائفة المارونية، بحكم خبرته ونضاله الطويل لتحصيل حقوق الطائفة ولبنان ككل. ويشير هؤلاء إلى أن الطرفين ورغم نقاط الالتقاء الكثيرة ومنها ضرورة الدفاع عن سيادة لبنان وإبعاده عن الحضن الإيراني، إلى أن كليهما يخشى من أن يؤدي تقاربهما إلى أن “يأكل أحدهما الآخر”، حتى أن جعجع شبه العلاقة بين القوات والكتائب بـ”القنفذين إذا اقتربا أحدهما من الآخر فسيجرحان نفسيهما بالشوك”. ويرى مراقبون أن الحزبين الذين يعتبرا الأعلى صوتا في رفض النفوذ الإيراني لا يبدو أنهما قادران على التعالي على صراعهما، وهذا طبعا لا يصب في صالح مواجهة المد الإيراني الذي يؤمنه حزب الله. ويقول المحلل السياسي مكرم رباح لـ”العرب” إن وجود الكتائب خارج التشكيل الحكومي والحسابات الانتخابية لا يمكن أن يصب في صالح إعادة تفعيل الجبهة المضادة لحزب الله وحلفائه الإقليميين.

 

جعجع غادر وعقيلته النائب ستريدا الى الامارات العربية المتحدة

وطنية الجمعة 06 تشرين الأول/17/غادر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع برفقة عقيلته النائب ستريدا جعجع صباح اليوم عبر مطار بيروت في زيارة الى دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 تشرين الأول 2017

الجمعة 06 تشرين الأول 2017

النهار

مؤسسة وطنية مهمة تعاني صعوبات مالية وادارية يتلهى مديرها العام بتنفيعات.

يدشن أحد الوزراء خلال زياراته المناطقية مشاريع لا تعود الى وزارته ومن دون حضور الوزير المعني ما يثير الاستغراب حول تداخل الصلاحيات أو استلاب حقوق وزراء.

بررت وزارتا الطاقة والاقتصاد عجزهما عن تنفيذ قرار تركيب عدادات جديدة للمولدات بعدم وجود عدادات كافية في الأسواق اللبنانية والحاجة الى ثلاثة أشهر لتوفيرها.

انطلقت حملة عبر وسائل التواصل تركز على مبالغ طائلة لتنفيذ أعمال صيانة لطريق يرى أهالي المنطقة المحيطة أنها لا تحتاج إلى ترميم.

المستقبل

يقال إنّ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يسعى إلى تأمين 700 مليون دولار كلفة استملاكات يحتاجها تحرير 3 مليارات دولار مرصودة لتنفيذ مشاريع إنمائية ومتوقف صرفها في مجلس الإنماء والإعمار على إنجاز هذه الاستملاكات.

الجمهورية

يُلاحظ المواطنون في كل المناطق إرتفاعاً في أسعار السلع بشكل يستدعي إطلاق الصرخة لضبط الأسعار العشوائية.

يعمل تيار سياسي على حشد أكبر عدد من المناصرين في ذكرى مهمة بالنسبة له لتظهير حجمه، في حين أن رئيسه قد يعود الى إستخدام مصطلحات المرحلة الماضية لشدّ العصب قبل الإنتخابات.

دار نقاش مُطوَّل بين مسؤول روحي ومسؤول سياسي حول ملف مَطلبي خرجَ بعده المرجع الروحي من دون الحصول على النتيجة المطلوبة.

اللواء

غمز: يدور لغط في مجالس متعدّدة حول توزّع الحصص والمكاسب في التشكيلات الأخيرة، خلافا لما يدور في الجو الإعلامي من إشادات.

لغز: أزمة التعيينات في تلفزيون لبنان ما تزال عالقة، على خلفية اعتراض مرجع كبير على مقاربة الوزير المعني!

همس: لم تتلق وزارة معنية إجابات شافية بعد اتصالات أجرتها مع سفارات وهيئات، بشأن انتخابات منظمة دولية - ثقافية؟!

الشرق

اكدت مصادر امنية ان "حزب الله" ابلغ القيادات الامنية والعسكرية والادارية في صيدا، انه يرفع الغطاء عن اي مخل بأمن واستقرار المدينة كما وانه دعا "سرايا المقاومة" الى عدم التدخل بمثل هكذا اشكالات….

اكد مصدر وزاري "ان لا خلفية معينة لطلب الحكومة من مجلس النواب تأخير تنفيذ القانون 46 المتعلق بتمويل سلسلة الرتب والرواتب سوى الخشية من ان يتسبب دفع المستحقات انعكاسات مالية ترتد سلبا على المالية العامة… لكن المشروع يبقى على حاله.…

يفكر مرجع روحي بارز في دعوة قيادات سياسية وحزبية واقتصادية ونقابية الى لقاء موسع على ابواب الانتخابات النيابية المقبلة بهدف ازالة التشنجات التي تعكر الاجواء، والبحث في امكانية التوافق بما "يعطي لكل ذي حق حقه"….؟!

البناء

أشار مسؤول رفيع المستوى في تيار سياسي وازن إلى أنّ زيارة قام بها مسؤول آخر في تيار منافس إلى منطقة بقاعية، لم يكن هدفها فقط استباق زيارة رئيس التيار الوازن إلى المنطقة نفسها، بل كان الهدف التشويش وتأليب المواطنين طائفياً ومذهبياً ضدّ الزيارة المرتقبة، بحيث طُلب بشكل مباشر من فاعليات أساسية في بعض القرى عدم المشاركة في استقبال الزائر يومي السبت والأحد…!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الوطنيون الأحرار: المخرج بقطع حساب لسنة 2015 مرحليا ولمعالجة موضوع النازحين ومشكلة النفايات

الجمعة 06 تشرين الأول 2017 /وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع، دعا المجتمعون في بيان الى "التزام المبدأ القائل بضرورة تأمين الواردات للنفقات المالية وتفسيره ان لا نفقات من دون مداخيل لتغطيتها على ان ترد في متن الموازنة السنوية وإلا تفاقم العجز الذي يسببه موجب الاستدانة". ورأى المجتمعون "مخرجا مقبولا للموازنة يقضي بالاكتفاء مرحليا بقطع الحساب لسنة 2015 على ان يتم قطع الحساب للسنوات السابقة كما ينص عنه القانون"، معتبرين "ان عدم اعتماد هذا الحل يدخل الوضع في دائرة مفرغة بين السعي الى ضرائب جديدة تغطي السلسلة وبين رفض ربطها بالضرائب. ومن الواضح ان المستفيدين من السلسلة يخشون من تجميدها من قبل الحكومة ويمارسون الضغوط لتنفيذها من دون قيد أو شرط"، ودعوا "الى الحوار البناء حول هذه المسألة بعيدا من المزايدات والاعتبارات التي تخرج عن الإطار العلمي المسؤول نظرا الى تداعياتها على الوضع الاقتصادي والمالي والاستقرار النقدي". ولفت البيان الى ان "الوقت قد حان لمعالجة موضوع النازحين السوريين بشكل جدي لضمان عودتهم الى بلادهم مع التأكيد على التنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتسهيل هذه العودة"، مؤكدا "وجود مناطق آمنة في سوريا يمكنها استضافة النازحين وواجب المجتمعين العربي والدولي تقديم المساعدات لهم لترسيخ عودتهم وإسهامهم في إعادة إعمار وطنهم. ومهما يكن من أمر فإن لبنان استنفذ قدرته على احتمال المزيد من التضحيات وقد قام بواجبه على أكمل وجه وهو يتحمل أكثر من اي بلد آخر تبعات النزوح السوري على المستويات كافة، في المقابل نحذر من محاولات بعض الأطراف استغلال الوضع الإنساني لخدمة النظام السوري بالدفع الى تطبيع العلاقات معه وممارسة الضغوط في هذا الاتجاه وهذا ما يعطل عودة النازحين ويراكم المشاكل على لبنان". وحذر المجتمعون، "في ظل الاسترخاء الحكومي، من عودة مشكلة النفايات خصوصا ان مطمري برج حمود والكوستا برافا يبلغان طاقتهما الاستيعابية القصوى في وقت ليس ببعيد. ومن أجل تفادي هذا الواقع يجب ان ينصب اهتمام المسؤولين على البحث عن حل بديل من دون إبطاء بالتعاون والتنسيق مع المجتمع المدني الناشط في هذا المجال". وأشاروا الى أن "المهم ايضا البحث في حلول مستدامة يمكن التوصل اليها من خلال تبني الخطط المعتمدة في الدول المتقدمة. مع التذكير ان عدد سكان لبنان لا يتجاوز عدد سكان مدينة متوسطة في هذه الدول". وختموا: "هنا ايضا نرفض المزايدات وكل اشكال استغلال هذه المشكلة ونصر على معالجتها بروح وطنية مسؤولة، وباعتماد القواعد العلمية التي اثبتت فاعليتها في الدول التي نجحت في تحويل مشكلة النفايات مصدر ثروة على أكثر من صعيد".

 

الرياشي: مجلس الوزراء أقر بند هيئة الاشراف على الانتخابات ومعظم بنود جدول الاعمال حمادة: هناك تقاعس بالتعامل مع ملفات التربية

الجمعة 06 تشرين الأول 2017 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عند العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي، جلسة مجلس الوزراء وعلى جدول اعمالها 63 بندا.

المعلومات الرسمية

وبعد انتهاء الجلسة التي استمرت حتى الثانية عشر ظهرا، أدلى وزير الاعلام ملحم الرياشي بالمعلومات الرسمية الاتية:

"عقد مجلس الوزراء جلسته العادية في السراي الحكومي برئاسة الرئيس سعد الحريري وأقر جدول اعمال عاديا، وسيعقد المجلس جلسته المقبلة في القصر الجمهوري للبحث في قضايا الساعة".

سئل: هل أقر البند المتعلق بهيئة الاشراف على الانتخابات؟

اجاب: "أقر هذا البند، وفي الجلسة المقبلة ستبحث كل الامور التي بقيت عالقة، واليوم اقرت معظم بنود جدول الاعمال".

حمادة

وفي دردشة مع الصحافيين، قال وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة: "هناك تقاعس من مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية في التعامل مع ملفات وزارة التربية، فهناك مشروع مرسوم بالتحاق 207 اساتذة نجحوا في الجامعة اللبنانية والتحقوا بكلية التربية لكي يحلوا مكان الذين تقاعدوا هذه السنة في الثانويات. يعني الامر "مبكل" مئة في المئة، وطبعا ولا يعطي احد ملاحظات على الاف المعلمين الذين تم تعيينهم في العهود الماضية. ولكن الان يعطلون العمل، وسأطلب من مجلس النواب تفسيرا للمادة 95 من الدستور التي تحصر التوازن بين الطوائف في الفئة الاولى فقط. لا أستطيع تأمين توازن في بقية الفئات، اي الثانية والثالثة والرابعة والخامسة، واذا كان احد يستطيع في لبنان اجراء تغيير ديموغرافي ويؤمن هذا الامر فأنا أسلم بذلك. المادة 95 يفسرونها بأن كل الوظائف مناصفة، بينما هي واضحة واتفاق الطائف يحصرها في الفئة الاولى، وياليتنا نجد في بقية الفئات توازنا، وبالتالي حراس الاحراج والمحاسبين واساتذة المدارس الرسمية تتم عرقلة تعييناتهم بسبب تفسير المادة 95".

 

وجود الوفد اللبناني في واشنطن فرصة لبحث "العقوبات": أكثر قسوة من سابقاتها وتشدد في التعامل بالدولار مع مموّلي "الحزب"..و"الخليجُ" و"الاوروبي" نحو تبنّيها؟

المركزية- قبيل سفر وزيري المال علي حسن خليل والاقتصاد رائد خوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى واشنطن خلال أيام، حيث يشاركون ومعهم وفد من جمعية المصارف، في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين تُعقد في العاصمة الاميركية بين 11 و15 تشرين الاول الجاري، جمع رئيس الحكومة سعد الحريري أمس في السراي هؤلاء الأركان في اجتماع خُصص لتنسيق الاوراق والمواقف اللبنانية بين مختلف الادارات والوزارات المعنية. غير ان توحيد المقاربات الداخلية ليس ضروريا فقط لضمان أفضل مشاركة لبنانية في الاجتماعات الاقتصادية – المالية الدولية المنتظرة، بل يبدو أيضا ملحا نظرا الى احتمال تزامن الحضور اللبناني في واشنطن مع صدور النسخة الجديدة من قانون العقوبات الاميركية على حزب الله لتجفيف منابع تمويله. فبعد أن أقرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي بالإجماع، في 28 أيلول الماضي، مسودة قانون تسمح بتشديد العقوبات على "حزب الله"، وتتضمن إجراءات إضافية تحد من مصادر تمويله، ترجّح مصادر دبلوماسية غربية عبر "المركزية" ان يُصار في الايام او الاسابيع القليلة المقبلة كحد أقصى، الى عرض المشروع على الكونغرس في مجلسيه، للتصويت عليه، حيث بات شبهَ محسوم انه سيُقرّ "بسهولة" وبتفاهم جمهوري – ديموقراطي، على ان يُحال بعدها إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوقيعه ليصبح نافذا. والحال هذه، تتابع المصادر، سيكون وجود الوفد اللبناني في واشنطن، فرصةً للاطلاع من كثب، ومن عدد من المسؤولين الاميركيين المعنيين، على مضمون القرار الجديد وسيشكل مناسبة للتشاور في الطريقة المُثلى لتعاطي المصارف اللبنانية مع مقتضياته.

وفي السياق، تقول المصادر ان العقوبات في صورتها الجديدة يتوقع ان تكون قاسية وأشد وطأة من نسختها الاولى التي صدرت عام 2015. وتشير الى ان القرار قد يفرض على مَن يتعاطون مع "حزب الله"، استخدامَ العملة الوطنية وليس الدولار، وسيتعين على المصارف التثبت من حسن تنفيذ هذا الإجراء. وتشرح ان العقوبات الاميركية العتيدة ستحظّر على "الحزب" ومؤسساته وكل من يموّلونه أو يدعمونه، استعمال العملة الخضراء في معاملاتهم المالية وستجبرهم على استخدام الليرة اللبنانية، لافتة الى ان هذا التدبير سينسحب ايضا على من يحوّلون أموالا لصالح "حزب الله" من خارج لبنان. واذا كانت العقوبات "رحمت" نوعا ما، بحسب المصادر، المؤسساتِ التربوية والصحية التابعة للحزب، الا انها تستهدف مباشرة مؤسسات "بيت المال" و"جهاد البناء" و"هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، و"قسم العلاقات الخارجية في حزب الله"، و"المنظمة الأمنية الخارجية التابعة له بالإضافة إلى قناة "المنار" وإذاعة "النور" و"المجموعة اللبنانية للإعلام". ولتضييق الخناق أكثر عليه، فإنها تعاقب أيضا الدولَ والأحزاب السياسية التي تتعامل معه وتقدم له الدعم، كما تطاول الأمين العام للحزب وأعضاء المكتب السياسي لحزب الله، وتعطي الرئيس الاميركي حق توسيعها لتشمل اي فرد آخر يرى انه مرتبط بحزب الله او يقدم دعما له (ماليا او تكنولوجيا...). واذ تؤكد ان الجانب الاميركي سيتشدد في تطبيق العقوبات، ولن يتساهل في اي خروج محتمل عن بنودها، تطمئن الى ان لبنان "المالي والمصرفي" سبق وبرهن التزاما واضحا بالقرارات وأثبت حسن تطبيقه لها، لذا لا خوف على القطاع. وتتوقع المصادر ان تعلن معظم دول الخليج، فور صدور القرار، التزامها به أيضا، وقد تحذو حذوها ايضا دول الاتحاد الاوروبي، ليصبح السؤال: هل حزب الله جاهز لمواجهة هذا الحصار؟

 

حقيقة تُكشف عن أحد أبرز القضاة اللبنانيّين

فايسبوك/06 تشرين الأول/17

شهدت التشكيلات القضائيّة الجديدة تعيين القاضي بيتر جرمانوس مفوضاً للحكومة لدى المحكمة العسكريّة، وهو واحد من أبرز المناصب القضائيّة.إلا أنّ ما لا يعرفه كثيرون عن القاضي جرمانوس، كشفه أحد أبرز الناشطين السابقين في التيّار الوطني الحر أنطون الخوري حرب، إذ كتب على صفحته على "الفايسبوك" ما يلي: "في ليلة من ليالي شباط 1992، أوقفني حاجز للجيش في بلدتي تنورين، وعند تفتيش السيارة عثر الجنود على مناشير سياسية كانت مخبأة بين فتحة السقف والحاجب الشمسي.  وبدأت الرحلة من مركز الجيش في البلدة إلى ثكنة عمشيت ثم مقر الشرطة العسكرية في قصر نورا (سن الفيل) فسجن وزارة الدفاع في اليرزة. بدأ التحقيق معي في "الجريمة الفظيعة" التي ارتكبتها، ولم يكتف المحققون بلومي على فعلتي (طبع وتوزيع منشورات تطالب بالحرية والسيادة والاستقلال)، بل أرادوا معرفة المطبعة واسم مالكها واسماء الناشطين الذين قاموا بتوزيعها. فاعتصمت بحبل الصمت الباهظ.

اغتاظ المحقّق من موقفي المتكتم على الأسماء المطلوب افشاءها، فكان نصيبي التعذيب الجسدي الذي يبدأ بصفعة مرفقة بشتائم، وينتهي على "البلانكو" (الرافعة).  وقد لفتني يومها وجود شاب معصوب العينين، مكور بجانبي في ممر السجن. شعرت بوجوده فيما عيناي معصوبتان، فرحت اتبادل معه الهمس الذي رفع معنوياتي وادخل السرور وقوة الصمود إلى قلبي. كان ذاك الشاب اللبناني المعتقل بجانبي يحمل تهمتي نفسها، وكان قد مضى على توقيفه يومان. كان يقول لي بأنّ ما نفعله هو أشرف ما يقدّمه الإنسان لوطنه، وأنّ أمثالنا يمثلون ضمير هذا الوطن وأنّ قضيتنا منتصرة لا محال لأنّها قضيّة حق. كما كان يساعدني بمداواة رضوضي ويسقيني بعضاً من ماء أعطاه له أحد الجنود المتعاطفين معه. ظهرت فرحة ذلك المناضل رفيق المعتقل، القابع بجانبي في زمن الهزيمة والعمالة والاستسلام، كبيرة لدى معرفته بأنني ابن تنورين. وكانت فرحتي مماثلة لكونه ابن العاقورة ولكوننا جيران.

في ذلك الزمن الرديء، الذي كنا نعتقل فيه بسبب نضالنا الوطني، من دون أن يعلم بنا احد، ومن دون أي اهتمام من وسائل الإعلام أو المنظمات الإنسانية لا محليا ولا خارجيا. حيث لم يكن أحد يجروء على الدفاع عنا او اعلان تضامنه معنا. كان الواحد منا يدخل إلى المعتقل مفقوداً ويخرج منه مولوداً (معطوباً) في الغالب. هذا اذا لم يحوّل إلى جهاز التنسيق الأمني اللبناني السوري ليصبح بعدها نزيل معتقل المزة كما حصل مع علي مهنا وكيتل الحايك. نعم في ذلك الزمن، في تلك الليلة التي لا تنسى، وبينما كنت ورفيقي المعتقل قد أصبحنا صديقين متضامنين في قضية واحدة ومعتقل واحد من دون معرفة مسبقة او رؤية وجوه بعضنا، في الليل، وبعد أن تعب منا المحققون، رفع رفيقي العصبة عن عينيه ثم عن عينيّ لنتعرف على بعضنا. فتعرفت في تلك الليلة إلى المناضل العريق، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي الأشرف في الدولة اللبنانية صديقي ورفيقي الحبيب بيتر جرمانوس".

 

عتب "القوات" على تصرّفات "بعض" مسؤولي "التيار" يقف عند حدود تحصين الاتفاق وعلاقتنا بعون مستمرة واللبنانيون يــراقبون ويُترجمون مـــوقفهم بالانتخابات

المركزية- على رغم "الامتعاض" القواتي من المسار الذي يسلكه شريكه في "اتّفاق معراب" "التيار الوطني الحر" في كل "حفلة" استحقاقات يواجهانها من تعيينات ادارية وتشكيلات قضائية وملفات اقتصادية وانتخابية كالبواخر لتوليد الطاقة الكهربائية وقضية قطع الحساب والتسجيل المُسبق والبطاقات البيومترية، والاختلاف في المقاربة السياسية لمسألة النزوح السوري وكيفية حلّها فضلاً عن العلاقة مع النظام السوري، الا ان التفاهم ثابت ومستمر ولا خوف عليه بحسب ما تؤكد مصادر "القوات" لـ"المركزية" التي اشارت الى "ان لا عودة الى ما قبل تفاهم معراب الذي كان ثمرة المصالحة بين حزبين مسيحيين كبيرين قيادة وقاعدة شعبية". واذ لم تُخفِ المصادر "عتبها" على بعض مسؤولي التيار الذين يتصرّفون وكأن لا وجود لاتّفاق معراب على عكس العماد ميشال عون الذي اصبح رئيساً للجمهورية نتيجة لهذا التفاهم ويُبدي كل الحرص على استمراره"، اعتبرت "ان كل ما يقومون به (بعض مسؤولي "التيار" من دون ذكر اسم محدد) لا يصبّ في مصلحة العهد". وقالت "نحن وضعنا يدنا بيد الرئيس عون ليس فقط لايصاله الى قصر بعبدا انما لانجاح عهده كي يكون على مستوى طموح اللبنانيين ويكون حافلاً بالانجازات، لكن يبدو ان "البعض" غير راضٍ عن المسار الجديد لعلاقتنا. ولهؤلاء نقول "لن نسمح ابداً بتدهور هذه العلاقة وسنحافظ عليها جيداً ولن نسمح لشيء سواء كان تعيينات من هنا او تباينات في وجهات النظر من هناك ان تُعكّر صفوها". سنبقى على موقفنا في استيعاب الجميع حتى لو اتى ذلك على حسابنا". اضافت "اللبنانيون يراقبون ما يحصل وكلمتهم سيُترجمونها في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة".

وكما "الاستيعاب" سيّد الموقف القواتي على خط العلاقة مع الحليف المستجد "التيار الوطني الحر"، كذلك على ضفة الحليف التاريخي حزب "الكتائب" ولو ان الامور بينهما ليست على ما يرام، اذ تكفي جولة على مواقع التواصل الاجتماعي وقراءة لردود الفعل المتبادلة سواء اكانت بين الجمهورين او المسؤولين، لمعرفة مدى عمق الهوّة بينهما. وفي حين استغربت المصادر ما وصفته بـ"الغمز" الكتائبي من قناة "القوات" لجهة التخلّي عن شعارات السيادة والاستقلال والمطالبة بالدولة القوية"، ذكّرت "باننا واثناء مشاركتنا بحكومات منذ العام 2005 نعتبر انفسنا اننا ممثلون ليس فقط لـ"القوات" انما ايضاً لـ"الكتائب"، وسألت "لماذا هذا الهجوم الدائم علينا في وقت نتجنّب الردّ؟ هل معاداتنا سبب لرفع رصيدهم الانتخابي"؟ وختمت المصادر القواتية بالتاكيد "ان الساحة مفتوحة امام الجميع و"بتساع الكل".

 

عبد القادر: المملكة تواكب التحولات وتنوّع شبكة علاقاتها/روسيا فرضت توازنا في المنطقة لا يستيطيع الاقليم تفاديه"

المركزية- شكل دعم الولايات المتحدة الاميركية للأكراد على مدار عمر الحرب السورية، فضلا عن إبرام الاتفاق النووي الشهير مع إيران، تحديا أساسيا لحليفتيها المملكة العربية السعودية وتركيا، فواشنطن في عهد الرئيس السابق باراك أوباما استفزت حليفتيها الى أقصى حد في قضايا تشكل خطا أحمر بالنسبة إليهما. إزاء ذلك، يتبلور في المنطقة حاليا مشهد جديد بأنامل روسية، فيما تكتفي واشنطن بالمراقبة من بعيد، الامر الذي دفع بالرياض وأنقرة لـ"الانتفاض الناعم" وتوجيه بورصة مصالحهما في الاتجاه الآخر. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، تشكل خطة ولي العهد 2030 محطة تحول في تاريخ المملكة ستعمل خلالها على إحداث تغييرات إجتماعة وسياسية وعسكرية، لا تقتصر مفاعيلها على تنويع مصادر الدخل بل التحالفات كذلك. أما تركيا، فصفعات أوباما المتكررة دفعتها الى الحضن الروسي، الذي مهد لها الطريق الى طهران، متغاضية بذلك عن عداوتها اللدودة للجمهورية الاسلامية للتفرغ لقضيتين استراتيجيتين للبلدين، الاكراد ومركز نفوذ في سوريا.

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى أن "المملكة العربية السعودية تبني سياستها على وقع التحولات المستجدة في المنطقة، وانطلاقا من موقعها الاقليمي تنسج علاقات مع الدول الفاعلة، وروسيا التي استطاعت أن تحجز لنفسها موقعا قياديا في المنطقة، تأتي على رأس قائمة المملكة كسبيل للانفتاح ولمواكبة التطورات، من هنا جاءت زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الى موسكو، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح متحكما أساسيا في أمن واستقرار الشرق الاوسط، من البوابة السورية التي غيّر موازينها، الامر الذي تلقفته الرياض التي لن تكون بمعزل عن أي معادلة جديدة ترسم"، لافتا الى أن "هذه التطورات تحصل أمام أنظار الاميركيين، الذين كانوا حتى الامس القريب يتفردون بالقرار في المنطقة، الى أن جاءت موسكو بقواعدها العسكرية وسياستها البراغماتية وفرضت توازنا جديدا، من خلال إعادة احياء النظام السوري، فضلا عن الدفع بإيران كلاعب أساسي لا يمكن تخطيه في أي تسوية سورية عبر إشراكها كراعٍ في محادثات أستانة ومناطق خفض التصعيد". وأضاف "السعودية تدرك أهمية شبكة الصواريخ التي تمتلكها روسيا، وتسعى لتنويع دفاعاتها، فقبل الاتفاقات العسكرية مع روسيا، سبق لها أن عقدت صفقة صواريخ بعيدة المدى أرض-أرض مع الصين، فالمملكة تنخرط في التصور الجديد للمصالح الذي يتشكل مع بداية الحل السوري"، لافتا الى أن "الانفتاح على روسيا لا يعني أنه على حساب علاقات السعودية بأميركا، بل إغناء لها، فالرياض تسعى لتوسيع شبكة علاقاتها لتستمر وتنمو في دورها الاقليمي".

وتعليقا على زيارة أخرى كانت لافتة هذا الاسبوع، حط خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إيران، فبعد الانفتاح على روسيا، تتوطد شيئا فشيئا العلاقات الايرانية-التركية لتأتي قضية الأكراد لتشكل القطعة الاخيرة من "البازل" الذي يجسد المشهد الجديد في تاريخ أنقرة وطهران، قال "الشراكة الروسية- التركية-الايرانية لمناطق خفض التصعيد في سوريا، وضعت تركيا وإيران على سكة مشتركة، وجاءت قضية استقلال كردستان لتعزز التقارب وتدفع لتعاون ثلاثي عراقي-إيراني-تركي للتصدي للانفصال واتخاذ التدابير اللازمة على الاصعدة كافة لمنح الاكراد الاستقلال، الامر الذي يهدد الامن القومي للدول الثلاث".

وعن انعكاس ذلك على العلاقات التركية-الأميركية، خصوصا وأن تركيا عضو أساسي في حلف شمالي الاطلسي الذي أسس أصلا لاحتواء التمدد السوفياتي، أشار الى أن "أردوغان يعتمد سياسة دفاعية تخدم مصالح تركيا الاستراتيجية، من دون التقيد بالحلف ومتطلباته، والدليل أنه عندما رفضت أميركا تزويد تركيا بأسلحة مضادة للصواريخ، لجأت إلى الـ"أس 400" الروسية"، مضيفا "ما يحصل في المنطقة يأتي نتيجة انسحاب أوباما من المنطقة وإبرامه الاتفاق النووي مع إيران، ما دفع بحلفاء أميركا التقليديين الى البحث عن نافذة أخرى لتأمين مصالحم وموقعهم في أي معادلة جديدة".

 

هل تقفل الاشهر الثلاثة على عدم موافقة الفاتيكان على سفير لبنان لديها؟ وكيروز التحقت بمركزها في مدريـد... ونيكولا تيفينان يخلف كاتشيـــا!

المركزية- في 20 تموز الماضي وافق مجلس الوزراء على التشكيلات الديبلوماسية التي رفعها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وعملاً بالأعراف، يصار الى الاعلان عنها في بيانات تصدر تباعاً عن وزارة الخارجية، بعد موافقة الدول على اسماء السفراء الذين رشحهم لبنان خلال مدة ثلاثة اشهر من التبليغ، فإذا لم تحصل، تعتبر الدولة غير موافقة على السفير المطلوب اعتماده لديها ليصار آنذاك الى اختيار آخر. مدة الثلاثة اشهر يفترض ان تنتهي في 20 الجاري، اذا كانت التبليغات تمت فور اقرار التشكيلات، اي بعد خمسة عشر يوما، ما يعني ان من لم يُدمغ الاقتراح الدبلوماسي اللبناني بموافقته غير راض عليه، وهي حتى الساعة حال دولة الفاتيكان التي اشارت المعلومات الى انها غير راضية على تعيين السفير جوني ابراهيم كونه كان ينتمي الى الماسونية وهو ما لا يمكن ان تقبل به وتفضل السفيرة هلا كيروز التي شغلت منصب قائم بالاعمال في الفاتيكان حيث نسجت شبكة علاقات واسعة في دوائر الكرسي الرسولي.

الا ان اوساطا دبلوماسية عليمة افادت "المركزية" ان السفيرة كيروز التحقت بمركز عملها الجديد في اسبانيا حيث ترأس بعثة لبنان الدبلوماسية، وانجزت كل الاجراءات بعدما وافقت مدريد على تعيينها سفيرة لديها واستقرت وعائلتها هناك، بحيث لم يعد لائقا ولا جائزا نقلها الى بلد آخر ما يجعل "الامنية الفاتيكانية" غير قابلة للتحقيق راهنا، ويوجب على وزارة الخارجية البحث عن اسم سفير بديل يحظى بـ" بركة" الكرسي الرسولي، سيكون حكما من خارج الملاك بعدما تم تشكيل جميع السفراء وبات صعبا احداث تبديل في مواقعهم اثر قبول الحكومات اعتمادهم.

وما ينطبق على سفير لبنان في الفاتيكان يبدو ينسحب على سفير الفاتيكان في بيروت المؤجل تعيينه منذ اشهر عدة، وقد تم نقل السفير غبريال كاتشيا الى الفليبين، وهي وفق الاوساط مركز مهم وحساس كونها الدولة الكاثوليكية الوحيدة في المحيط، من دون اعلان اسم الخلف الذي ترددت معلومات انه قد يكون من الجنسية الفرنسية فيما رجحت الاوساط ان يتم تعيين السفير البابوي في الاوروغوي نيكولا تيفينان (Nicolas Tevenin)، لافتة الى ان الدوائر الفاتيكانية فوجئت بنشر اسم السفير اللبناني في الفاتيكان قبل موافقتها على اعتماده. وكان السفير كاتشيا اقام حفل استقبال وداعيا في دار السفارة في حريصا مساء امس حضره البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وحشد من المسؤولين وكانت كلمة للبطريرك ولجنبلاط وللسفيرالبابوي الذي وصف لبنان بالباخرة العائمة على المياه، داعيا اللبنانيين الى حمايتها ومنعها من الغرق وعدم تجاوز الخطوط الحمر او التشاؤم انما العمل بايجابية وتفاؤل مع الاعتراف بالتنوع من ضمن الوحدة، فلبنان بلد العيش المشترك ونموذج التعايش والحوار بين الاديان والثقافات. وتؤكد الاوساط الدبلوماسية ان أحدا من الدبلوماسيين من خارج الملاك المفترض ان يتقدموا باستقالاتهم مع انتخاب رئيس جمهورية جديد، لم تقبل استقالته بل بقوا في الدول المعتمدين فيها، باستثناء سفير لبنان لدى الاونيسكو خليل كرم الذي تم الحاقه بالادارة المركزية في بيروت، حيث يفترض وفق المرسوم ان يلتحق في شباط المقبل.

 

أحمد الأسعد: القوّات اللبنانيّة، كانت شيئاً وأصبحت شيئاً آخر، دخلت في لعبة التسويات والمناصب والمراكز والوزراء، ولم يعد لديها قضيّة حقيقيّة

الأسعد يشنّ هجومه الأعنف على "14 بازار"

http://eliasbejjaninews.com/?p=59328

"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين/06 تشرين الأول/17

كما كلّ الشخصيات الطامحة للتغيير في لبنان، ولقطع الطريق على المحادل الانتخابية، تبرز هنا وهناك أصواتٌ معارضة لم تملّ من خوض الحروب الانتخابيّة في ظلّ ظروفٍ شرسةٍ وثنائياتٍ أشرس، ولا تحمل سلاحاً غير أملها بإحداثِ تعديلاتٍ ولو بسيطة في خارطة الأمر الواقع اللبناني.

ومن هذه الشخصيات رئيس حزب الانتماء اللبناني أحمد الأسعد، ابن رئيس مجلس النوّاب اللبناني السابق كامل الأسعد وحفيد رئيس المجلس النيابي الأسبق أحمد الأسعد.

بالقمصان السود يستقبلك رجال الأسعد في مكتبه الفخم الواقع في الحازمية. حيثما توجّه "ليبانون ديبايت" ليناقش مع الأسعد في ملفّاتٍ مستجدّةٍ على الساحة اللبنانية، وتحديداً الانتخابات، وعن شخصياتٍ ودولٍ كان وما يزال بعضها جزءاً لا يتجزّأ من واقعنا اللبناني.

يصف الأسعد الانتخابات في المناطق الشيعية بـ"المختلفة" عن باقي المناطق اللبنانية، فهي بالأولى تسمّى انتخابات ولكنّها في الواقع لا علاقة لها بالانتخابات "لأنّ الدولة الكريمة سلّمت المناطق الشيعيّة لحزب الله وحركة أمل، ففي هذه المناطق لا وجود للدولة، بل هناك عمليّة ترهيبٍ تشاهدها الدولة بصمت".

ولا يرى أنّ القانون الانتخابيّ الذي يُعتبر "قفزةً نوعيّةً" سينعكس إيجاباً على المناطق الشيعية، بل ستقتصر إيجابيّاته على باقي المناطق "حيث توجد الدولة". وعن خوضه للمعركة الانتخابيّة يقول الأسعد "لآخر نفسٍ سأستمرّ بالقول إن هناك ناساً لديها ضمير ووجدان وحسّ بالمسؤوليّة ومهما كانت الظروف سنستمر بقول لا لقوى أمر الواقع".  وعن الثنائيّة الشيعيّة حزب الله وحركة أمل، يؤكّد الأسعد أنّ حزب الله موجود وهو الأقوى على الأرض، و"لا يعتقد أحد أنّ حزب الله موجود لأنّ الناس مقتنعة به، فلتنزعوا السلاح والمال من حزب الله ولتروا شعبيته على حقيقتها".

ومن الناحية الثانية "حزب الله بحاجةٍ لحركة أمل، لأنّه عندما يريد إيصال رسائل للغرب، تحديداً لأميركا، يوصلها عبر حركة أمل، التي تستفيد بدورها من هذا التفاهم سواء أكان عبر رئاسة مجلس النوّاب أم المؤسّسات التي تضع يدها عليها بالنسبة لتمثيل الطائفة الشيعيّة، ولكنّها تعرف أنّ سقفها البقاء تحت لواء وغطاء حزب الله". ينفي الأسعد أن يكون هناك أيّ علاقةٍ تربطه برئيس الحكومة سعد الحريري، الذي هو "جزءٌ من فريق 14 آذار، الفريق الذي لم يكن على قدر المسؤوليّة، وأضاع الفرصة الذهبيّة التي توافرت له بين الأعوام 2005 و2008 لتحرير لبنان من القبضة الحديديّة الإيرانيّة، لأنّهم لم يمتلكون مشروعاً، ولا صلابةً، وبالتالي دخلوا بمساوماتٍ وبازاراتٍ" مطلقاً عليهم تسمية "14 بازار".

وفي القوّات اللبنانيّة، يرى الأسعد أنّها "كانت شيئاً وأصبحت شيئاً آخر، دخلت في لعبة التسويات والمناصب والمراكز والوزراء، ولم يعد لديها قضيّة حقيقيّة، ومع التسويات الجديدة لم يعد هناك أمل بالتخلّص من الكابوس الذي يسمّى حزب الله والمشروع الإيراني في لبنان، ومع الاستسلام وعقد التسويات مع حزب الله كأمرٍ واقع، لا داعي للحديث عن لبنان". ويجد الأسعد في النائب وليد جنبلاط تجسيداً لكلّ شيءٍ لا يجب أن يكون موجوداً في السياسة اللبنانية، فـ"مشكلتنا الأساسية في السياسة اللبنانيّة هو أنّ ليس هناك رجال دولةٍ بل أطفال يلهون ويلعبون، يحاولون صناعة الصفقات لمصالحهم الصغيرة، لا رؤية، لا بعد نظر، لا أخلاق، ولا مبادئ. وأكبر من يجسّد هذا الشيء هو جنبلاط". ويضيف، "هذا الأداء السياسي الرخيص المنافق يجب أن يتخلّص منه لبنان، ففي الحقيقة أن الطبقة السياسيّة هي نفايات المجتمع اللبنانيّ سواء في معيار الأخلاق، أو الفهم، أو الالتزام. وحرام أن يكون هذا البلد بطاقاته وقدراته مُمثَّل بهكذا طبقة سياسيّة".

كما ينفي الأسعد أيّ علاقةٍ له مع المملكة العربيّة السعوديّة، التي "أظهرت مع ولي عهدها الجديد في سياستها الخارجيّة أنّها جدّيّة وصلبة بمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، بينما كانت في السابق تطمر رأسها بالرمل إزاء هذا الواقع".

وتعليقاً على رئيس النظام السوري بشار الأسد، يقول الأسعد "لا يمكن لرجلٍ قتل وما زال يقتل مئات الآلاف من شعبه أن يبقى على سدّة الرئاسة أو يمثّل الشعب الرسمي. فالأسد لا يمكن أن يستمر وإن كان هناك موازين معيّنة تجعله مستمرّاً، تحديداً الوجود الروسيّ في المنطقة واستغلال روسيا لضعف إدارة أوباما في السابق، والدعم الإيراني وقتال حزب الله لجانبه. ولكن هذا الاستمرار مرحليّ، فلا نظام ظالم يبقى قائم إلى أبد الآبدين، والقضيّة قضية وقت". أمّا في ما يخصّ الولايات المتحدة، يؤكّد الأسعد أن "أميركا بلد عظيم جداً" ولديه علاقات قويّة معها سواء مع المجتمع المدني أو الكونغرس، و"احترم هذا البلد النموذجيّ، الذي يظن البعض أنّ هناك غرفةً في واشنطن مغلقة وهي التي تخلق كلّ المؤامرات التي تحصل في العالم، ولكن هذا جهل وبساطة". وردّاً على سؤالٍ حول اتّهام كلّ معارضٍ شيعيّ بأنّه عميل لأميركا، يقول الأسعد "جرت العادة السخيفة غير المنطقيّة على اعتبار أيّ شخصٍ، تحديداً من الطائفة الشيعيّة، لا يريد حمل السلاح ويردّد الكذبة الكبيرة المسمّاة بالمقاومة وهي في الحقيقة مقاولة، أنّه عميلٌ أميركيّ، صهيونيّ، وإسرائيلي".

 

ماذا سيفعل جعجع في الإمارات؟

المركزية/06 تشرين الأول/17/بعدما اورد المكتب الاعلامي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اثناء زيارته الى السعودية الاسبوع الفائت "أنه بدأ جولة خارجية ستكون محطتها الاولى المملكة" وعودته خلال ساعات الى بيروت بعد لقائه ولي العهد الامير محمد بن سلمان على عكس ما كان متوقّعاً لجهة مواصلته الجولة، حطّ جعجع اليوم برفقة عقيلته النائب ستريدا جعجع في الامارات العربية المتحدة في زيارة تعتبر المحطة الثانية في الجولة الخارجية. مصادر قواتية اوضحت لـ"المركزية" "ان زيارة الامارات لا تنفصل عن مسار اللقاءات السعودية التي اجراها جعجع اثناء زيارته المملكة لناحية الاحاطة بما يحصل في المنطقة التي تقف على مشارف تحوّلات كبيرة، ولاستشراف آفاق المرحلة المقبلة لناحية التطورات الميدانية، خصوصاً في الساحة السورية التي تسير بالتوازي مع العمل الدبلوماسي المتنقّل بين عواصم القرار لايجاد حلّ للازمة".

واشارت الى "ان السعودية والامارات رأس حربة في المواجهة العربية عموماً والخليجية خصوصاً تجاه ايران ومشاريعها التوسعية في المنطقة، ما يعني ان التطورات والتغيّرات الاتية على المنطقة ستمرّ حُكماً بهما، لذلك اتت زيارة جعجع الى الامارات اليوم استكمالا لزيارته المملكة منذ اسبوع".

وليس بعيداً من التحوّلات الكبرى التي تطرق باب المنطقة من تركيا الى العراق مروراً باستفتاء كردستان والجهود الدولية لايجاد حلّ للقضية الفلسطينية وصولاً الى الازمة السورية التي تقف عند مفترق طريق مهم في ظل ما يُحكى عن طبخة تسوية وُضعت على نار حامية جداً، تترقّب المنطقة ومعها لبنان نتائج الزيارة التاريخية التي بدأها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى موسكو امس ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، لما لروسيا من دور مهم في وضع النقاط على حروف مشاريع الحل لأزمات المنطقة. وفي السياق، لم تستبعد المصادر القواتية "ان تحضر القمة الروسية-السعودية على جدول محادثات جعجع مع المسؤولين الاماراتيين، خصوصاً ان الملك سلمان قد اطلعهم على النقاط التي ستبحث مع المسؤولين الروس"، مشددةً على "اهمية الزيارة السعودية الى روسيا وما ستكشفه الايام المقبلة من نتائج في وضع الحلول لازمات المنطقة". وفي انتظار معرفة نتائج زيارة رئيس "القوات" الى الامارات، لفتت المصادر الى "انها ستمدد اياماً عدة على عكس زيارة السعودية الخاطفة، وسيتضمّن جدول اعمالها لقاءات لجعجع مع كبار المسؤولين في دولة الامارت اضافةً الى لقاء مع الجالية اللبنانية هناك والكوادر القواتية في الامارات وبعض الدول الخليجية".

 

الوليد بن طلال يتّهم الضاهر بالسرقة والأخير يردّ: أرسلت له دولاراً!

الأخبار/06 تشرين الأول/17/لا يزال النزاع القضائي مستمراً بين رئيس مجلس إدارة «أل. بي. سي.» بيار الضاهر والأمير السعودي الوليد بن طلال منذ عام 2011. وأمام هذا الصراع، يبقى حوالى 400 موظّف في شركة PAC LIMITED وعدد من المورّدين والمتضررين ضحيّة عدم التوصّل إلى تسوية تضمن تحصيل حقوقهم، بعد إعلان إفلاس الشركة التي يترتّب عليها ديون تصل إلى 44 مليون دولار، تنقسم بين 15 مليوناً رواتب وتعويضات للموظفين، و15 مليوناً للزبائن والمورّدين، و6 ملايين ونصف مليون للمصارف، والباقي رسوم للدولة اللبنانية، علماً بأن الاتفاقية التي جرت بين وزارة العمل والموظفين في آذار 2012 نصّت على كل حقوق الموظفين، ومنها الصرف التعسفي، وربطت الحل ببيع ممتلكات وموجودات «باك»، التي تحولت الى التصفية بعدها بشهرين.

الموظّفون أصيبوا أول من أمس بخيبة أمل، بعد أن اتخذت القضية منحى تصاعديّاً جديداً مع عدم التوصّل إلى حلّ أو صلح، إذ انتهت جلسة المحكمة الأربعاء، بقرار القاضية هالة حجّار بـ«الاتحاد»، بعد أن مرّت الجلسة ولم يُقدّم عرض جديّ للصلح بين الطرفين. إلّا أن معلومات سرّبت أمس نقلاً عن «مصادر قضائية»، أشارت إلى أن «النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان أحالت إلى المفرزة القضائية في جونية محضر تسلّم مبنى PAC، وطلبت استدعاء الشيخ بيار الضاهر للتحقيق معه على خلفية استيلائه على تجهيزات وأرشيف ومعدات تخص شركة PAC LIMITED المفلسة».

عدد من الذين وصلتهم «التسريبة» أكّدوا لـ«الأخبار» أن المصدر هو مكتب المحامي صخر الهاشم الذي يدافع عن شركة «روتانا»، لصاحبها الأمير الوليد.

وجاء في التسريبة أن «بيار الضاهر أقدم بين 12 و28 تموز الفائت على سحب معدات وتجهيزات تابعة لشركة PAC LIMITED من مقرها في أدما، علماً بأن هذه التجهيزات البالغة قيمتها بحسب تقارير الخبراء حوالى 250 ألف دولار أميركي، إضافة إلى ثمن الأرشيف البالغ حوالى 25 مليون دولار، كانت مخصصة لبيعها في المزاد العلني من قبل محكمة الإفلاس لتسديد بعض حقوق أجراء الشركة». وأضافت التسريبة/ البيان أن «الضاهر خلال جلسة المحاكمة المخصصة من قبل محكمة الإفلاس لإعلان الاتحاد، حاول إقناع الدائنين وأجراء شركة PAC LIMITED بأن عقارات هذه الأخيرة لا تساوي أكثر من عشرة ملايين دولار، وأنه لا يمكن بيعها بأكثر من ستة ملايين دولار. وأدّى ذلك إلى إشكال بين الضاهر من جهة وسائر الدائنين ووكيلي التفليسة من جهة أخرى، لأن العقارات المذكورة مخمّنة من قبل الخبراء المعينين من المحكمة بـ32 مليون دولار. وأفادت المصادر بأن الضاهر افتعل هذه الإشكالية في محاولة منه لشراء العقارات بستة ملايين دولار، وهو مبلغ أقل ممّا هو مستحق لوزارة المالية من ضرائب، ما يعني أن أجراء شركة PAC LIMITED لن يحصلوا على أي فلس إذا تمّ البيع بشروط الضاهر. وقد انتهت الجلسة على اتهامات الأجراء لبيار الضاهر بمحاولة هضم حقوقهم». وخُتمت بالتأكيد أن «إخباراً قُدّم إلى النيابة العامة المالية في بيروت تضمن اتهام الضاهر بسرقة موجودات وأرشيف الشركة أثناء تسليم المبنى إلى وكيلي التفليسة فارغاً من أيّ موجودات، وقد بدأت النيابة العامة المالية التحقيقات اللازمة».

من جهته، ردّ الضاهر، في اتصال مع «الأخبار»، على الاتهامات التي وجّهت بحقّه، بالقول: «أوّلاً، أنا لم أحضر الجلسة، بل المحامي المكلّف من قبلي. ثانياً، المحكمة لم تضع يدها على الموجودات، ومن يقل عكس ذلك فليبرز أمام المحكمة أنه صاحب الملك على هذه الموجودات والأغراض، وثالثاً الحلّ الوحيد لهذه القضيّة هو أن يقوم الوليد بن طلال بدفع المستحقات للموظفين والعمال والمورّدين». وتقول مصادر أخرى في المقابل إن «ما نشر أمس صحيح مئة بالمئة، حتى لو كذّبه الضاهر»، مؤكّدةً أن «التسريب للإعلام جاء بعد أن عنونت أل. بي. سي. في نشرة الأخبار أن (أمير المال رفض دفع حقوق الموظفين والعمّال)، ما أغضب الوليد بن طلال، مع أنه كان يرفض تظهير القضية في الإعلام سابقاً». وتقول المصادر إن «وكيلي التفليسة توجّها قبل أسبوعين إلى مبنى باك ولم يجدا الموجودات التي جرى ذكرها في الجردة التي أجريت قبل أعوام، فأجرت الوكيلة مي سالم محضراً بالتسلم والتسليم ورفعته إلى الرئيسة هالة الحجّار، التي أحالت المحضر إلى النيابة العامة في جبل لبنان، التي حوّلته بدورها إلى مفرزة جونية القضائية». وأضافت أنه «في جلسة أوّل من أمس حضر محامي الضاهر واقترح تأجيل الجلسة، فرفض الموردون والموظّفون».

وعلّق الضاهر على كلام المصادر بالقول إن «الوليد بن طلال رفع خمس دعاوى في بريطانيا، وخسر 3 منها حتى الآن. وأنا دفعت له ثمن العلامة التجارية بحسب الاتفاق القديم دولاراً واحداً، وأرسلت له مؤخّراً دولاراً إضافياً ثمن الموجودات»!

 

القبض على "رجل خطر" يحمل متفجّرات في مطار سويدي

"رويترز" - 6 تشرين الأول 2017/أعلنت الشرطة السويديّة، ان رجلاً في العشرينات من عمره اعتقل للاشتباه بأنّه كان يُحاول وضع متفجّرات داخل طائرة في غرب السويد. وقال المتحدّث باسم الشرطة بيتر أدليرسون، إنّ "الرجل اعتقل وهو يُحاول الصعود على رحلة إلى دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي، في مطار لاندفيتر في غوتنبرغ صباح أمس الخميس".وأضاف المتحدّث، أن فحصاً أمنيّاً عاديّاً لأمتعته أعطى إشارات إلى وجود مادة متفجّرة. وأفادت الصحيفة المحلّية "غوتبيرغس - بوستين" نقلاً عن مصدر لم تذكر اسمه، بأنّ "الرجل مواطن ألماني"، مشيرةً الى انّ أمتعته احتوت على المادة المتفجّرة "تي أيه تي بي"، التي قتلت 22 شخصاً في مدينة مانشستر البريطانيّة في أيّار.

 

من جديد، باسيل يخيّب ظن القوات

النهار 6 تشرين الاول 2017/أعلنت مصادر في “القوات اللبنانية تعليقاً على التعيينات القضائية ان “القوات” كانت أعدت لائحة بأسماء قضاة محددين “يرفعون الرأس بمناقبيتهم وخبرتهم وكفاءتهم ومسيرتهم المهنية المشهود لها، ولكن ويا للأسف تم استبدالهم بأشخاص محسوبين كلياً على الوزير جبران باسيل”.

وفي ما يعكس بعداً خطيراً لقراءة “القوات” لمسار التعيينات، أضافت مصادر القوات لـ”النهار” أن “ما حصل كما بات معروفاً لم يعد الاستثناء في العلاقة مع الوزير باسيل بل يشكل القاعدة في التعاطي وهو أمر مؤسف خصوصاً أن “القوات” لا تطرح او تقترح أي اسم اعتباطاً أو لقربه منها، انما تأتي التسميات التي تقترحها في سياق رؤية اصلاحية لهذا الجسم او ذاك، فضلاً عن رهانها المستمر على الجسم القضائي الذي يشكل بدوره مصدر اطمئنان للناس وإحدى الركائز الاساسية لبناء دولة القانون ومن هنا المطلوب ايصال القضاة المشهود لهم بالكفاءة والجرأة والجدارة”.

 

مروحيات ودبابات ومدافع روسية.. على أرض بيروت؟

"الديار" - 6 تشرين الأول 2017/مع الاعلان عن زيارة سيقوم بها قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون الى الولايات المتحدة الأميركية في أواخر تشرين الاول الجاري، عاد الحديث عن الموقف الاميركي من حصول الجيش اللبناني على عقود تسليح من موسكو الى دائرة الضوء مجددا، في ظل "اغراءات" اميركية جديدة ترجمت على شكل تسريبات تتحدث عن استعداد واشنطن لزيادة حجم المساعدات والهبات العسكرية للمؤسسة العسكرية، وتشمل اسلحة نوعية وذخائر متنوعة، ومدرعات، فضلا عن تزويده بطائرات "سوبر توكانو" بعد نجاح سلاح الجو اللبناني في استخدام طائرة الـ "سيسنا" في معركة فجر الجرود من خلال المواءمة بين دورها في الاستطلاع وإعطاء الاحداثيات للمدفعية. وبحسب معلومات احد النواب الذين تربطه علاقة وثيقة مع موسكو، ثمة اسئلة حائرة في السفارة الروسية في بيروت حيال "البرودة" اللبنانية ازاء تفعيل التفاهمات التي جرى التفاهم عليها مؤخرا خلال زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى موسكو، ومن ضمنها تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، مع العلم ان الوفد العسكري الروسي الذي ضم ممثلين عن وزارة الدفاع والهيئة الحكومية للتعاون العسكري والتقني وهيئة التسليح وممثلين عن الإدارة الرئاسية الروسية، ابدى استعداده امام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في بيروت قبل ايام لتسريع تنفيذ التفاهمات. وكانت المعلومات قد أشارت الى وعود بشراء 6 مروحيات قتالية من طراز "ميلي مي 24"، و77 دبابة طراز "تي 72 أيه"، و36 مدفعاً من عيار 130 ملم، و37 ألف قذيفة مدفعية من عيارات مختلفة، ونحو نصف مليون طلقة نارية، ويبدو ان واشنطن لا تزال تعارض بنوع خاص إبرام لبنان صفقة شراء مروحيات قتالية روسية ودبابات "تي 72"، لاسباب غير منطقية تندرج في رغبة واشنطن "بهيمنة" حصرية على تسليح وتدريب الجيش، ومراعاة اسرائيل من جهة اخرى. ومن المقرر ان يبحث قائد الجيش في زيارته الاميركية المرتقبة في مستوى مشاركة واشنطن في مؤتمر "روما 2" وفي حجم وشكل الدعم الذي يمكن أن تقدّمه للجيش خلاله. لكن تلك الأوساط تنقل عن الروس شعورهم بالقلق من ان يكون مؤتمر روما الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والذي ستحضره ما يسمى"مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان"، مناسبة لتمارس واشنطن ضغوطها السياسية على لبنان لثنيه عن الذهاب بعيداً في تفعيل العلاقات العسكرية مع موسكو، وفي هذا السياق تضغط واشنطن على حلفائها الاوروبيين لزيادة زخم دعمهم العسكري للبنان، وقد استانفت بريطانيا والمانيا مساعداتهما للجيش اللبناني حيث تستكمل لندن عملية بناء ابراج المراقبة على طول الحدود الشرقية، فيما تدرس برلين احتياجات الجيش لدعمه. وبحسب المعلومات فإن قيادة الجيش منفتحة على تنويع مصادر التسليح وتتعامل مع هذا الملف في اطار رفع جهوزية المؤسسة العسكرية، ويبقى القرار النهائي لدى السلطة السياسية المطالبة بتبديد "الهواجس" الروسية، بتسريع خطواتها العملانية، وربما قد تصبح الامور اكثر سهولة بعد توقيع الملك السعودي امس في موسكو عقدا لشراء صواريخ اس 400 روسية، وهو ما سبقته اليه تركيا.

 

البلاد تدخل مسرح الإنتخابات

"الراي الكويتية" - 6 تشرين الأول 2017/عشية جلسة مجلس الوزراء اليوم وقبل الجلسة التشريعية للبرلمان الاثنين المقبل التي ستشهد ترجمة التوافق السياسي على المَخرج لتنفيذ قانون سلسلة الرتب والرواتب الجديدة وتمويلها، جاء كلام رئيس الحكومة سعد الحريري عن "التسوية غير السهلة" التي أنهتْ الفراغ الرئاسي قبل نحو عام، بمثابة "رسالة" مزدوجة عكستْ من جهة التمسك بهذا المسار وعبّرتْ من جهة أخرى عن استشعار زعيم "تيار المستقبل" بالأكلاف "الشعبية" لهذه التسوية وبضرورة "رفْع منسوب" الدفاع عن حيثياتها مع انطلاق "موسم" الانتخابات الطالبية في الجامعات ودخول البلاد في مدار الانتخابات النيابية المقرَّرة في أيار 2018. وحسب دوائر سياسية، فإن موقف رئيس الحكومة الذي أتى ليلاقي ما أعلنه قبل أسبوع حين اعتبر إنجاز التفاهم على "خريطة طريق" لمأزق سلسلة الرتب وتمويلها ثمرةً لـ "التوافق السياسي"، يظهّر استمراره وحلفاءه في الرهان على تسوية 2016 باعتبارها "مظلة الأمان" لحفظ استقرار البلاد في غمرة التحولات الهائلة في المنطقة، ويعكس في الوقت نفسه محاذير عدم محاكاة نبض البيئة الحاضنة التي تزداد صعوبةُ إقناعها بمبررات البقاء تحت سقف هذه التسوية كلّما أمعن "حزب الله" وحلفاؤه في تقويض مرتكزاتها التي قامتْ على "ربْط النزاع" حيال الملفات الخلافية وتحييدها ولا سيما المتصلة بالأزمة السورية والعلاقة مع نظام الرئيس بشار الأسد. وتوقيت كلام الحريري عشية الانتخابات الطالبية في الـ LAU اليوم يؤشّر على أن البُعد الانتخابي المتّصل بالاستحقاق النيابي سيكون حاضراً بقوّة من الآن فصاعداً في سياق مقاربة الملفات على اختلافها. وتشير الدوائر نفسها في هذا السياق الى أن "المستقبل" لا بد أنه يستشعر بمخاطر وضْعه بين مطرقة خصومٍ أرادوا "حياكة" قانون الانتخاب بخلفيةِ إنهاء زعامته السنية وبين سندان الخشية من "تَسرُّب" مناصرين له، وهو ما لن يفيد غير "حزب الله"، إلا اذا توافرتْ "رافعة شعبية" لا تُضعِف القوى المناهضة للحزب والمُشارِكة في التسوية وتساهم في "إعادة التوازن" الى اللعبة الداخلية بعدما تزايدت مظاهر اختلاله ربطاً بالتطورات في المنطقة وإعلان "حزب الله" انه "المُنتصر" اقليمياً. وترى الدوائر نفسها أن "صمود التسوية السياسية والتأكيد شبه اليومي على الحاجة إليها يعكس في جانب منه الصعوبات التي تعترضها كلما اقتربت من الاستحقاقات الأساسية المتصلة بالتطبيع مع النظام السوري من بوابة إعادة النازحين، وهو العنوان الذي أخذ زخماً بعد ملاقاة الكنيسة المارونية لرئيس الجمهورية في مسعاه لتوفير عودتهم بأسرع وقت". وفي حين تتجه الأنظار لمعرفة اذا كانت جلسة مجلس الوزراء اليوم ستشهد طرح وزير الخارجية جبران باسيل ورقته بخصوص النازحين السوريين، برزت تقارير تحدثت عن ان الرئيس ميشال عون سيكلف مبعوثا رئاسياً، للتواصل مع الحكومة السورية في شأن تأمين عودتهم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تقارير: ترمب يخطط لـ«رفع الثقة» عن الاتفاق النووي مع إيران

الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17/ذكرت وسائل إعلام أميركية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يخطط لـ«رفع الثقة» عن الاتفاق النووي الدولي مع إيران، في إعلان سيصدر عنه الأسبوع المقبل قبيل الموعد النهائي المحدد في 15 أكتوبر (تشرين الأول) للتصديق على التزام طهران بالاتفاق. وبحسب تقارير إعلامية، سيقول ترمب إن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه عام 2015 بعد سنوات من التفاوض بين إيران والقوى العالمية الست: «ليس في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر لم تكشف عنها، القول إن هذا القرار لن يلغي الاتفاق تماما من طرف الولايات المتحدة لكنه سيفتح الباب أمام تعديله. وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، بأن الرئيس اتخذ قرارا بشأن الاتفاق وسيعلن عنه «في الوقت المناسب»، مشيرة إلى أن تركيزه ينصب على استراتيجية شاملة حول كيفية التعامل مع إيران. اشتكى ترمب بشدة من ذلك الاتفاق خلال الحملة الرئاسية لعام 2016، ووصفه خلال كلمة له بالجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي بأنه «أحد أسوأ الاتفاقات» التي تعد الولايات المتحدة طرفا فيها. وتشير التقارير الإخبارية إلى أن ترمب سيعلن عن ذلك في خطاب في 12 أكتوبر، غير أنها أشارت أيضا إلى أن الخطط غير مكتملة حتى الآن ويمكن أن تتغير.

 

الأمم المتحدة: 8 آلاف طفل ضحايا حروب العام الماضي

الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17/أفاد تقرير للأمم المتحدة نُشر أمس (الخميس)، بأن أكثر من ثمانية آلاف طفل سقطوا قتلى أو جرحى في صراعات مسلحة حول العالم خلال العام الماضي.ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذا الرقم بأنه «غير مقبول». وذكر التقرير أنه في أفغانستان، كان هناك ثلاثة آلاف و512 طفلا سقطوا ضحايا للقتل أو التشويه، في زيادة بمقدار الربع مقارنة بعام 2015. وفي اليمن بلغ العدد ألفا و340 طفلا، وفي سوريا ألفا و299 طفلا. وكشف التقرير عن أن مئات الأطفال تم تجنيدهم بصفتهم جنودا أو تعرضوا لعنف جنسي أو تم استهدافهم في هجمات على مدارس.

 

العبادي: لا نريد مواجهة مسلحة مع الأكراد/ماكرون يعرض دوراً فرنسياً ضمن وساطة أممية بين بغداد وأربيل

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه لا يريد مواجهة مسلحة مع الأكراد، على خلفية أزمة استفتاء الاستقلال الذي أجراه إقليم كردستان العراق الشهر الماضي. لكنه شدد على ضرورة إلغاء الاستفتاء وعمل قوات «البيشمركة» الكردية في المناطق المتنازع عليها تحت إمرة السلطات الاتحادية.

وهيمن الملف الكردي على محادثات العبادي في باريس، أمس، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رغم ردة الفعل العراقية السلبية مبدئياً على اقتراح ماكرون لعب دور الوسيط في الأزمة بين بغداد وأربيل. ولم تغير باريس موقفها الذي يتلخص، كما جاء على لسان ماكرون في حديثه المشترك مع العبادي إلى الصحافة أمس، بثلاث نقاط، هي «التمسك بالحوار سبيلاً للوصول إلى حل، ورفض أي تصعيد خصوصاً العسكري منه، والتمسك بسيادة العراق واستقراره ووحدة أراضيه، وأخيرا التمسك بحصول الأكراد على حقوقهم كاملة، ولكن من ضمن منطوق الدستور العراقي».

وإذا كانت الدبلوماسية الفرنسية قد سعت، بشخص وزير الخارجية جان إيف لودريان وعبر الاتصالات الهاتفية المتعددة بين ماكرون والعبادي، إلى ثني الأكراد عن اللجوء إلى الاستفتاء، إلا أن باريس لم تذهب إلى ما ذهبت إليه واشنطن من إدانة كما لم تطلب أبداً الرجوع عنه.

الجديد في موقف ماكرون أنه لم يطرح وساطة فرنسية فردية ومباشرة بين بغداد وأربيل، بل سلك إلى ذلك طريق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن بلاده «جاهزة للمساهمة بشكل فعال، وإذا رغبت السلطات العراقية في ذلك، في الوساطة... التي أطلقتها الأمم المتحدة». وأضاف أن باريس «مستعدة لمساعدة مبعوث الأمم المتحدة يان كوبيس في الأسابيع والأشهر المقبلة». وكان الأخير حمل مقترحات إلى حكومة الإقليم قبل الاستفتاء، داعياً إلى تأجيله أو التخلي عنه مقابل التزام أممي بالانخراط في المحادثات بين الجانبين.

وبعد الاستفتاء، جاء كوبيس بمقترحات إضافية للحد من تفاقم الأوضاع والبحث عن أسس مشتركة للحوار بين الطرفين في أسرع وقت ودعوة الأطراف الخارجية إلى الامتناع عن التدخل في الشؤون العراقية. وتفيد معلومات نشرتها صحيفة «لو موند» الفرنسية، أمس، بأن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني طلب من ماكرون الوساطة مع بغداد، وأن هناك بحثاً عن مدينة أوروبية لاستضافة «طاولة حوار» بين الطرفين، وربما وقع الخيار على باريس.

وبانتظار التأكد من معلومات الصحيفة المذكورة التي تأتي في اتجاه مغاير عن نهج التصعيد السياسي والإعلامي والتصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عقب زيارته طهران أول من أمس، فإن أجواء باريس كانت تميل إلى الدعوة إلى الامتناع عن صب الزيت على النار. فالرئيس الفرنسي شدد، إلى جانب أهمية الحوار، على «المصالحة الوطنية وإقامة حوكمة تشمل الجميع وتستجيب لمكونات العراق كافة، بمن فيها الأكراد الذين تقيم باريس معهم علاقات صداقة». أما أسس الحوار فقوامها «احترام وحدة أراضي العراق وسيادته والاعتراف بحقوق الشعب الكردي في إطار الدستور».

وشدد ماكرون على «ضرورة المحافظة على التنوع والتعددية واحترام حقوق الأقليات». وأشار إلى أن باريس تعتبر أن «الاستقرار السياسي» أحد أهم الأهداف في العراق مقروناً بـ«قيام دولة قوية». وأكد أهمية «أن يكسب العراق معركة السلام بعد كسب معركة الحرب على الإرهاب»، مركزا على عزم فرنسا على البقاء إلى جانب العراق حتى دحر «داعش» نهائياً. وتنم تصريحات ماكرون عن رغبة فرنسية في لعب «دور مفيد» في العراق. ويبدو أن العبادي لا يجد ضيراً في ذلك، إذ اعتبر أن زيارته لباريس تبين مدى تمسك بغداد بالعلاقة معها وحرصها على «بناء أفضل العلاقات في مختلف المجالات». ورأى أن فرنسا «تستطيع بفضل علاقاتها الفريدة مع العراق أن تلعب دوراً مهماً في مساعدتنا على فرض الأمن والاستقرار في بلدنا والمنطقة». لكنه تلافى الإشارة إلى الوساطة التي اقترحها ماكرون. وأكد العبادي أنه يدعو إلى «حل جميع المشاكل في البلد والمنطقة عبر الحوار». وطالب «الجميع بالابتعاد عن التصعيد والحلول العسكرية»، إذ قال: «لا نريد مواجهة مسلحة ولا نريد أي عداء أو مصادمات». ووجه رسائل إلى الطرف الكردي بتأكيده أنه «ليست هناك درجات في المواطنة في العراق، واحترم تطلعات المواطنين كلها، ومن ضمنها تطلعات المواطنين الكرد... العراق لكل العراقيين».

وشدد رئيس الوزراء العراقي أكثر من مرة أمام ماكرون على أنه يعتبر أن الاستفتاء «خروج على الدستور» الذي صوت له جميع العراقيين بمن فيهم الأكراد. وكرر دعوته قوات «البيشمركة» إلى «أن تعمل جنبا إلى جنب في المناطق المتنازع عليها مع القوات الاتحادية وتحت قيادتها من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق».

وأضاف أنه «لا يجوز أن يعتدى على السلطة الاتحادية في هذه المناطق» التي يمكن أن تكون الشرارة التي ينطلق منها التصعيد بسبب تعقيداتها السكانية واعتبار أربيل أنها كردية. وطالب العبادي بأن توضع المنافذ الحدودية، وفق منطوق الدستور، تحت إشراف السلطة الاتحادية.

ولم يكن الملف الكردي، رغم أهميته، الوحيد على طاولة المباحثات في اليوم الطويل الذي أمضاه العبادي في باريس مصطحباً وفداً وزارياً واسعاً من سبعة وزراء، بينهم وزير الدفاع، فيما غاب وزير الخارجية. وإلى جانب اجتماع الإليزيه الذي بدأ ضيقاً ثم انضم إليه الوزراء والمساعدون من الجهتين، التقى العبادي بعد الظهر وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي وناقشا ملف محاربة الإرهاب والتعاون الدفاعي والعسكري بين باريس وبغداد. وأشار ماكرون في كلمته إلى أن «الجنود الفرنسيين يحاربون إلى جانب الجنود العراقيين في الخطوط الأولى للجبهة». وهذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها مسؤول فرنسي على ذكر مشاركة مباشرة لبلاده في المعارك ضد «داعش» في العراق. وكشف ماكرون عن طموحات قوية لبلاده في علاقاتها مع العراق. فقد أعلن أنه يريد إقامة «علاقات استراتيجية وشراكة جديدة مع بغداد والوقوف إلى جانبها لمواجهة التحديات المختلفة أمنياً وسياسيا واقتصاديا وثقافياً وتعليمياً».

ولخص أهداف باريس بالوصول بداية العام القادم إلى توقيع اتفاق - إطار لهذه الشراكة الاستراتيجية «يتيح لنا أن نساعدكم في أن تربحوا معركة السلام». وأكد ماكرون مد بغداد بقرض قيمته 430 مليون يورو لهذا العام، كما وقع على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالي التعليم الجامعي والبحث العلمي.

والتقى العبادي ووفده رجال أعمال فرنسيين مهتمين بالسوق العراقية. وعلى هامش الزيارة، زار العبادي معرض «مسيحيو المشرق: 2000 عام من التاريخ» في «معهد العالم العربي».

 

دعم روسي بحري لتقدم النظام باتجاه الميادين... وسقوط عشرات القتلى والمدينة السورية تحولت معقلاً لـ«داعش» وباتت أشبه بثكنة عسكرية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

تواصل قوات النظام السوري تقدمها باتجاه مدينة الميادين، ثالث كبرى مدن محافظة دير الزور، بأقصى شرق سوريا، التي تحولت أخيراً وفقاً للتقارير معقلاً بل عاصمة لتنظيم داعش بعدما خسر سيطرته على مدينتي الرقة والموصل. ووفق المعلومات باتت هذه القوات على مسافة 6 كلم من المدينة نظرا للدعم الكثيف الذي تقدمه لها القوات البحرية الروسية، التي أطلقت يوم أمس غواصاتها 10 صواريخ مجنحة من نوع «كاليبر». إذ، في حين تضاعفت أعداد القتلى المدنيين بشكل غير مسبوق في محافظة دير الزور خلال الأيام القليلة الماضية نتيجة قصف الطائرات الحربية النظامية والروسية، أعلنت موسكو أمس أن غواصاتها في محيط البحر المتوسط، وجهت ضربات بصواريخ «كاليبر» المجنحة، نحو مواقع تابعة لـ«التنظيمات الإرهابية» في سوريا، حسب وصفها. وقال الناطق باسم الوزارة، الفريق إيغور كوناشينكوف، إن الغواصات الروسية «أطلقت نحو 10 صواريخ مجنحة، تجاه أهداف تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، واستهدفت عددا من وسائل المراقبة الموضوعية»، لافتا إلى «تدمير كل أهداف داعش المستهدفة، بما في ذلك مواقع قيادة الإرهابيين، ومخازن الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى تكبيد التنظيم خسائر كبيرة في الأرواح». وبينما ربطت موسكو الضربات التي نفذتها بـ«تعزيز تقدم الجيش (النظامي) السوري في دير الزور»، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» يوم أمس أن قوات النظام اقتربت إلى نحو 6 كلم عن مدينة الميادين، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات العنيفة بين تنظيم داعش من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، على محاور عدة بريف دير الزور الشرقي، تترافق مع قصف جوي وصاروخي المكثف، نتجت عنه مجزرة جديدة في قرية السكرية بالريف المحيط بمدينة البوكمال الحدودية مع العراق - وثاني كبرى مدن محافظة دير الزور-، حيث وثق «المرصد» مقتل 6 أشخاص ليرتفع إلى 191 على الأقل، بينهم 45 طفلاً قضوا في القصف الجوي على محافظة دير الزور خلال أقل من أسبوع.

من جهة ثانية، أفادت مواقع المعارضة السورية، بمقتل 100 مدني، وإصابة قرابة 150 آخرين، يوم أول من أمس الأربعاء بغارات جوية من الطائرات الروسية وتلك التابعة لقوات النظام، ضمن الحملة العسكرية الشرسة التي تشنها هذه القوات وحلفائها للسيطرة على المحافظة. ومع وصف هذه المواقع ما يحصل بـ«الهولوكوست»، فإنها تحدثت عن «تناوب» الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام والطائرات التابعة للقوات الروسية، على قصف المعابر النهرية في ريف دير الزور وبالتحديد معبر «الخندق» الذي يربط بين بلدتي القورية وشنان، والمعبر الرابط بين قريتي هجين والعباس، إضافة إلى استهداف القوارب والعبّارات النهرية المنتشرة في المنطقة. الجدير بالذكر، أن مدينة الميادين، وفق عدة تقارير، تحولت خلال الأشهر الماضية إلى معقل جديد لتنظيم داعش في شرق سوريا، بعدما لجأت إليها قياداته الفارة من شمال العراق ومن مدينة الرقة السورية. وواظبت قوات التحالف الدولي وكذلك القوات الروسية على استهدافها طوال الأشهر السابقة، في حين تسعى ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» - ذات الغالبية الكردية - للتقدم إليها من الضفة الشرقية لنهر الفرات. إلا أن السباق باتجاه المدينة يبدو أنّه حُسم أخيراً لصالح النظام والروس الذين اقتربوا أكثر من أي وقت مضى من حدودها.

وبحسب أحمد الرمضان، الخبير في شؤون «داعش» والناشط في حملة «فرات بوست»، فإن الميادين «أصبحت فعليا عاصمة التنظيم بعد سقوط الموصل والرقة»، لافتا إلى أن أكثر من 200 ألف مدني هربوا منها أخيراً نتيجة المجازر غير المسبوقة التي ينفذها الطيران الروسي وأدّت خلال شهر واحد إلى مقتل 500 شخص. واعتبر الرمضان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن معركة الميادين «ستكون أصعب من معركة الرقة، خاصة، أن المدينة تحولت ثكنة عسكرية كبيرة» مشيرا إلى أن السيطرة عليها مسألة مهمة جدا نظرا لموقعها الاستراتيجي في وسط دير الزور وكونها على مقربة من مجموعة حقول نفطية. وأردف «لا يمكن الحسم باقتراب النظام من اقتحامها باعتبار أن المعلومات التي لدينا تفيد باستعداد تنظيم داعش لشن هجوم معاكس على القوات المتقدمة لإبعادها عن حدود المدينة». في هذه الأثناء، بالتزامن مع احتدام المعارك في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام و«داعش» على محاور في بادية محافظة حمص الشرقية والجنوبية الشرقية، حيث تتركز المعارك في محيط بلدتي السخنة القريتين وكذلك محيط جب الجراح. وفي هذا المجال، أفاد «المرصد» بأن قوات النظام المدعمة بسلاح الجو الروسي وبغطاء صاروخي مكثف تمكنت من تحقيق تقدم جديد في محور جب الجراح تمثل بالسيطرة على قريتين جديدتين، بينما لا تزال هذه القوات تواصل سعيها لاستعادة ما خسرته لصالح «داعش» خلال الأيام الفائتة، حيث ما زال التنظيم المتطرف يسيطر على بلدة القريتين وبلدة الطيبة وجبل الضاحك.

 

أنقرة: خطوات على الأرض خلال أيام لتطبيق اتفاق خفض التصعيد في إدلب تزامناً مع عملية تغذية انشقاقات «تحرير الشام» وفصل المعتدلين بشمال سوريا

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الأيام المقبلة ستشهد خطوات على الأرض في سوريا بشأن إقامة منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب. ولفت إلى أنه سيجري تقاسم المهام داخل المنطقة وخارجها، ستتولى روسيا تأمينها من الخارج، بينما تتولى تركيا تأمينها من الداخل.

إردوغان اعتبر في تصريحات للصحافيين المرافقين له في رحلة عودته من العاصمة الإيرانية طهران تناقلتها وسائل الإعلام التركية أمس الخميس أن «هذه الخطوات ستوفر ضماناً لأمن المواطنين في المنطقة». وقال إن تركيا ستتخذ الخطوات نفسها التي اتخذتها في مدينتي جرابلس والراعي (بعد عملية «درع الفرات» التي نفذتها بالتعاون مع فصائل من الجيش السوري الحر) والتي أتاحت عودة 100 ألف شخص إلى بيوتهم في شمال سوريا. كذلك أشار إردوغان إلى أنه بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لتركيا الأسبوع الماضي تطبيق خطة منطقة خفض التصعيد في إدلب. وكان قد تم الاتفاق بين روسيا وتركيا وإيران خلال الجولة الأخيرة من مباحثات أستانة (عاصمة كازاخستان) في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي على إنشاء منطقة لخفض التصعيد في محافظة إدلب التي تسيطر «هيئة تحرير الشام» - التي تشكل جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) العنصر الغالب عليها - على مساحات واسعة من المحافظة.

هذا، وسبق أن أشارت تقارير صحافية تركية إلى معركة كبيرة فيها على غرار «درع الفرات» لطرد «هيئة تحرير الشام» منها بمشاركة قوات من الجيش التركي مع مقاتلين من فصائل «الجيش السوري الحر» المدعومة من أنقرة. إلا أن مصادر تركية أشارت لـ«الشرق الأوسط» إلى صعوبة تنفيذ مثل هذه العملية في الظروف الراهنة، وأن تركيا تعمل على «سيناريو» يقضي بتفكيك «هيئة تحرير الشام» وإضعافها، وتوحيد فصائل «الجيش السوري الحر» في الوقت نفسه. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحات له أول من أمس إن تركيا تسعى لإبعاد عناصر المعارضة المسلحة عن تحالف للجماعات المتشددة بقيادة «جبهة النصرة»، التي تسيطر على محافظة إدلب، كخطوة باتجاه تنفيذ اتفاق منطقة خفض التوتر بين بلاده وروسيا وإيران. وتعد إدلب واحدة من أربع مناطق خفض التوتر اتفقت تركيا وروسيا وإيران على إقامتها وتشمل محافظة ريف دمشق وريف محافظة حمص والجنوب السوري، وذلك كخطوة من أجل فتح الباب أمام مباحثات وتسوية سلمية للصراع في سوريا. لكن، «جبهة النصرة» تعهدت بمواصلة القتال في إدلب، وهو ما يقلل من احتمالات أن تقدم تركيا على نشر مراقبين من جيشها في داخلها، على الرغم من رغبتها في ذلك من أجل حماية الفصائل الموالية لها من التعرض لضربات النظام السوري والأطراف الأخرى. أيضاً أكد جاويش أوغلو أن المرحلة الأولى - الجارية الآن بالفعل - تشهد عملية الفصل بين المعارضين المعتدلين والمنظمات الإرهابية، في إشارة إلى «جبهة النصرة» التي كانت أعلنت قطعها علاقاتها بتنظيم «القاعدة» العام الماضي، وغيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، وهي اليوم تقود تحالف «هيئة تحرير الشام» الني تصنفها تركيا كمنظمة إرهابية.

وشبّه الوزير التركي الفصائل التي تحارب النظام السوري بـ«عائلة ممزقة»، مشيراً إلى أنه «من الضروري تجنّب إراقة الدماء عشوائياً»، وانتقد الضربات الجوية الروسية والسورية المستمرة على إدلب التي قال إنها تقتل المدنيين. ثم أضاف: «تصور أسرة لها أربعة أبناء، اثنان أعضاء في الجيش السوري الحر المدعوم من الجميع، والثالث ليست له صلة بأي جهة، والأخير عضو في جماعة إرهابية... ماذا نفعل؟ هل نقصف هذه الأسرة ونقتلها كلها، الأم والأب والأطفال الصغار؟ يتعين أن نحدد الشخص وأن نفصله عن الآخرين». وأوضح، من ثم، أن العمل على فصل المتشددين عن الفصائل الأخرى يسير بسرعة، لكن التطبيق يحتاج إلى الدقة وسيتطلب دعماً دولياً واسع النطاق. في هذه الأثناء، أكد مصدر في المعارضة السورية مضمون تصريحات جاويش أوغلو، وقال لوكالة «رويترز» إن دولا أجنبية «تبذل جهودا لتشجيع الانشقاق عن هيئة تحرير الشام لتفتيتها وعزلها وتقليص قدرتها على التصدي لنشر القوات التركية داخل إدلب». وأردف «فيما يتعلق بجبهة النصرة، إنهم يعملون على إضعافها عن طريق عمليات مخابراتية قد تشمل اغتيالات وحملات لتقليص التأييد الشعبي لها، والهدف هو تشجيع المقاتلين المتشددين من غير الأعضاء في تنظيم القاعدة على الاندماج في المجتمع». ما يجدر ذكره أنه يقيم نحو مليوني شخص على الأقل في محافظة إدلب، بأقصى شمال غربي سوريا، وهي أكبر منطقة مأهولة تسيطر عليها المعارضة في سوريا. ومن بين القوى المسيطرة عليها بعض فصائل «الجيش السوري الحر» التي قاتلت في بعض الأحيان في صفوف المتشددين. وازدادت أعداد سكان المحافظة مع تدفق آلاف المدنيين والمقاتلين الذين غادروا مناطق استعادتها قوات النظام في أجزاء أخرى من البلاد بمساعدة غطاء جوي روسي وفصائل مسلحة تدعمها إيران. وفي المقابل، تسيطر تركيا بالفعل على مساحات كبيرة من شمال سوريا إلى الشرق من إدلب منذ توغلها العسكري في البلاد عام 2016. وحسب المصدر المعارض فإنه من الممكن نشر ما يصل إلى ألفي مقاتل تدربهم القوات التركية في إدلب، حيث يوجد كثيرون ممن تربطهم علاقات طيبة بتركيا، وقد يرحبون بالوجود التركي.

 

العاصفة «نيت» تقتل 22 شخصاً في أميركا الوسطى وتتجه للولايات المتحدة

سان خوسيه: «الشرق الأوسط أونلاين»/06 تشرين الأول/17/لقي ما لا يقل عن 22 شخصا حتفهم وفُقد 12 آخرون جراء العاصفة المدارية «نيت» التي تضرب أميركا الوسطى، حسبما أفادت السلطات المحلية أمس (الخميس). وجلبت العاصفة «نيت» أمطارا غزيرة تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية في كوستاريكا ونيكاراغوا وهندوراس، وتتجه العاصفة إلى شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك. وأعلنت كوستاريكا التي لقي فيها سبعة أشخاص حتفهم، بينما ينام خمسة آلاف شخص في ملاجئ، حالة الطوارئ. ولقي 11 شخصا حتفهم في نيكاراغوا، حيث زاد منسوب المياه في كثير من الأنهار وخرجت عن ضفافها، متسببة في تدمير طرق وجسور. وتم إخلاء أرخبيل كايوس ميسكيتوس قبالة نيكاراغوا، حيث تم نقل 800 شخص إلى بر الأمان. ولقي أربعة أشخاص حتفهم في هندوراس. وذكر المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة أنه ما زال هناك تحذير من العاصفة في نيكاراغوا وهندوراس. وهناك أيضا تحذير من إعصار من بونتا هيريرو إلى ريو لاغارتوس في المكسيك. وحث مسؤولون في ولايتي فلوريدا وتكساس الأميركيتين السكان على الاستعداد للعاصفة. كما أعلنت السلطات حالة الطوارئ في 29 مقاطعة في فلوريدا وفي مدينة نيو أورليانز. وأفادت كبرى شركات النفط قبالة ساحل خليج المكسيك، مثل شيفرون وإكسون موبيل ورويال داتش شل وشتات أويل، بأنها ستوقف الإنتاج أو ستسحب موظفيها من المنصات بالخليج.

 

منفذ هجوم كندا الإرهابي لاجئ معروف للاستخبارات الأميركية وظهرت عليه مظاهر وأمارات التطرف قبل عامين مما أدى إلى فتح تحقيق في الأمر

أوتاوا - إيان أوستين/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17/كان الرجل الصومالي المشتبه في تنفيذه لما تم وصفه بالهجوم الإرهابي في مقاطعة ألبرتا خلال نهاية الأسبوع الماضي، قد وصل إلى كندا، وتم منحه حق اللجوء بعد مغادرته للولايات المتحدة الأميركية بناء على أوامر السلطات منذ عدة أعوام بحسب ما صرح مسؤولين يوم الأربعاء. وذكرت مصادر كندية بأن الشخص يدعى عبد الهادي حسن شريف (30 عاما)، وكان معروفا لدى أجهزة الاستخبارات.

تم اتهام شريف، البالغ من العمر 30 عاماً، بدهس ضابط شرطة بسيارة، وطعنه أمام استاد كرة قدم في مدينة إدمونتون، في ألبرتا يوم الأحد، وباستخدام شاحنة مستأجرة لاحقاً لدهس أربعة أشخاص في مكان آخر بالمدينة. وهناك اعتقاد بأنه قد انخرط في خمس حوادث شروع في القتل، وعمليات خطيرة باستخدام سيارة، والهروب الجنائي مسبباً ضرراً بدنياً، وحيازة سلاح. وصرحت شرطة الخيالة الملكية الكندية بأنه قد بدت على شريف مظاهر وأمارات التطرف منذ عامين مما أدى إلى فتح تحقيق في الأمر، وإن لم يتم توجيه أي اتهامات بحقه. كذلك صرحت دائرة الهجرة والجمارك الأميركية بأنه قد تم اعتقال شريف في يوليو (تموز) 2011 في كاليفورنيا بعدما تم العثور عليه بالقرب من الحدود المكسيكية دون وثائق، وبأن أحد القضاة في سبتمبر (أيلول) من ذلك العام قد أمره بالعودة إلى الصومال. وتم إطلاق سراحه بعد شهرين من مركز اعتقال بسبب «عدم وجود احتمال لنقله في المستقبل القريب».

ورفض مسؤولون في الدائرة الإفصاح عن سبب أمر شريف بمغادرة البلاد، لكنهم أكدوا أنه لم يكن قيد اتهام أو تحقيق جنائي. وحين توجه مسؤولون أميركيون للعثور على شريف في نهاية يناير (كانون الثاني) 2012 بعد تخلفه عن الذهاب إلى سلطات الهجرة، كان قد اختفى تماماً.

على الجانب الآخر قال سكوت باردسلي، متحدث باسم رالف غوديل، وزير الأمن العام الكندي، إن شريف قد تقدم بطلب لجوء عند معبر على الحدود الكندية عام 2012، وتمت الموافقة على الطلب في العام نفسه. وعادة ما يتم إعادة الأشخاص، الذين يطلبون اللجوء بعد دخولهم إلى كندا، قادمين من الولايات المتحدة الأميركية طبقاً لاتفاق مبرم بين الدولتين. مع ذلك هناك بند في الاتفاق يسمح للأشخاص بتقديم طلبات لجوء في حال دخولهم إلى البلاد من معبر مصرح له. وأدى ذلك إلى تدفق طالبي اللجوء بشكل غير قانوني من نيويورك إلى الكيبك عبر طريق مهجور خلال الصيف الحالي رغم تراجع هذا التدفق بشكل كبير خلال الشهر الماضي. وأكد باردسلي منح شريف استثناء طبقاً للاتفاق دون أن يوضح الأمر. وأضاف أن الأمر الصادر بمغادرة الولايات المتحدة لا يمنع بالضرورة الأشخاص من دخول كندا، مؤكداً على «عدم وجود أي معلومات آنذاك تثير أي مخاوف أو قلق من دخوله البلاد».

وقال مساعد مفوض شرطة الخيالة الملكية الكندية، مارلين دوغران، إن المشتبه به صومالي كان تقدم بطلب للحصول على وضع لاجئ، وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «يمكننا التأكيد أن شكوى كانت قد قُدّمت في عام 2015» ضد هذا الرجل. ولم يؤكد دوغران اسم المشتبه به، لكنه أوضح أن أجهزة الاستخبارات كانت قد استمعت إلى إفادته في 2015 بإطار تحقيق بشأن خطر اعتداءات يقف وراءها أشخاص متطرفون يتبنون أفكارا متشددة من جهته، قال جاستين ترودو، رئيس الوزراء الكندي، الذي كثّف جهود كندا الرامية إلى السماح بدخول اللاجئين منذ توليه المنصب، إن الحكومة سوف تراجع إجراءاتها. وصرح لصحافيين في أوتاوا قائلا: «نحن نفحص النظام بأكمله، وسوف نرى ما إذا كنا بحاجة إلى إدارة الأمور بشكل مختلف عما حدث في 2012 أم لا، لكن الأولوية تكون دائماً للحرص على دفاعنا عن قيم وحقوق الكنديين مع الحفاظ على سلامة وأمن المجتمع». كذلك صرح أحمد حسين، وزير الهجرة الكندي، لصحافيين في برامبتون بمقاطعة أونتاريو، بأن مجلس الهجرة واللاجئين الكندي، وهو هيئة شبه قضائية تعمل بشكل منفصل عن الحكومة، هو من اتخذ قرار منح شريف حق اللجوء. «خدمة «نيويورك تايمز»

 

قمة سعودية ـ روسية تاريخية تتوج بجملة من الاتفاقيات في مختلف المجالات

الملك سلمان: أمن واستقرار الخليج والشرق الأوسط ضرورة قصوى... الرئيس بوتين: الزيارة ستعطي زخماً قوياً لمواصلة تطوير العلاقات

الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17/دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إيران إلى الكف عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، مشدداً على أن أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط «ضرورة قصوى لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي».

وأكد الملك سلمان وجود مشتركات بين بلاده وروسيا، وأنه على قناعة بوجود فرص كبيرة تسهم في تنويع وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي بين البلدين، وإيجاد أرضية اقتصادية وتجارية واستثمارية قادرة على زيادة استغلال وتقوية الميزات النسبية لصالح البلدين، ودفع عجلة التبادل التجاري بكل محاوره وفقاً لـ«رؤية السعودية 2030». جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها الملك سلمان بن عبد العزيز في جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو، حيث بدأت أمس زيارته الرسمية لروسيا الاتحادية.

وتطرق خادم الحرمين الشريفين في كلمته، إلى عدة ملفات إقليمية ودولية، ووجه دعوة رسمية للرئيس بوتين لزيارة المملكة، وشدد على أن المجتمع الدولي «مطالب اليوم بتكثيف الجهود لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله»، ودعا إلى ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وأن تكون مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المرجعية للوصول إلى سلام شامل وعادل ودائم، وأكد أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني والقرار الأممي في هذا الشأن.

وفيما يخص الأزمة السورية، قال الملك سلمان: «إننا مطالبون بالعمل على إنهائها وفقاً لمقررات جنيف1، وقرار مجلس الأمن رقم: 2254، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، ويحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها»، كما أكد أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتوحيد جبهته الداخلية، ودعا أيضاً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته فيما يخص مشكلة مسلمي الروهينغا وإيجاد حل يحميهم من أعمال العنف والانتهاكات التي يتعرضون لها ورفع المعاناة عنهم. وفيما يلي نص الكلمة:

«أود بداية أن أشكر فخامتكم على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في بلدكم الصديق، وأن أعرب عن تقديرنا لما تضمنته كلمتكم من مشاعر ودية وإنه من دواعي سرورنا أن نكون في بلدكم الصديق للتأكيد على حرصنا على تعزيز العلاقات وترسيخها بين بلدينا وشعبينا في مختلف المجالات»، مشيداً بما تتسم به من «توافق في كثير من القضايا الإقليمية والدولية، والتنسيق المستمر في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والازدهار في أوطاننا وخدمة الأمن والسلم الدوليين، كما أننا حريصون على استمرار التعاون الإيجابي بين بلدينا لتحقيق استقرار الأسواق العالمية للنفط خدمة لنمو الاقتصاد العالمي.

إننا على قناعة تامة بأن هناك فرصاً كبيرة تسهم في تنويع وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي بين البلدين، وإيجاد أرضية اقتصادية وتجارية واستثمارية قادرة على زيادة استغلال وتقوية الميزات النسبية لصالح البلدين، ودفع عجلة التبادل التجاري بكل محاوره وفقاً لرؤية المملكة 2030.

إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتكثيف الجهود لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله واستشعاراً من المملكة لما يمثله الإرهاب والتطرف من خطورة عظمى على أمن واستقرار الدول والشعوب؛ فقد دعت المملكة إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة وتبرعت بمبلغ 110 ملايين دولار، كما عملت المملكة على تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي يضم 41 دولة إسلامية وتأسيس المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف في الرياض. فخامة الرئيس: إننا نؤكد ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وأن تكون مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المرجعية للوصول إلى سلام شامل وعادل ودائم يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإن أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط ضرورة قصوى لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي، مما يستوجب التزام إيران بالكف عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها.

وفي اليمن نؤكد أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وبما يحفظ لليمن وحدته ويحقق أمنه واستقراره.

أما ما يخص الأزمة السورية فإننا مطالبون بالعمل على إنهائها وفقاً لمقررات جنيف1، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وإيجاد حل سياسي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، ويحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها. كما نؤكد أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتوحيد جبهته الداخلية لمحاربة الإرهاب. وإننا ندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته فيما يخص مشكلة مسلمي الروهينغا وإيجاد حل يحميهم من أعمال العنف والانتهاكات التي يتعرضون لها ورفع المعاناة عنهم. وفي الختام يطيب لي أن أوجه الدعوة لفخامتكم لزيارة المملكة العربية السعودية لاستكمال مشاوراتنا حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون الثنائي بين بلدينا في المجالات كافة، كما أكرر شكري لفخامتكم وللحكومة الروسية على ما لقيناه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنياً لبلدكم وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار».

وألقى الرئيس الروسي في بداية الجلسة، كلمة أبرز فيها أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى بلاده، والمحادثات التي تمت، وقال إن «هذه المحادثات كانت غنية بالمضمون واتسمت بالثقة». وأضاف: «إننا سعداء جداً بهذه الزيارة التي تقومون بها وهي أول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وإنني متأكد أن هذه الزيارة ستعطي زخماً قوياً جديداً لمواصلة تطوير العلاقات بين البلدين». واستعرضت جلسة المباحثات آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، فيما سبق ذلك لقاء ثنائي جمع الزعيمين، تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في الدولتين، وتطويرها في المجالات كافة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية. وكان الرئيس الروسي قد رحب في بداية اللقاء بضيفه خادم الحرمين الشريفين، معرباً له عن الشكر لتلبية زيارة بلاده، ومؤكداً أن العلاقات السعودية - الروسية تشهد تطوراً ملحوظاً، وأن زيارة الملك سلمان «ستعطي زخماً قوياً لتطوير العلاقات بين البلدين».

ال، وقال: «نحن سعداء بوجودنا في بلدكم الصديق، ونتطلع إلى تعزيز العلاقات بين بلدينا بما يخدم السلم والأمن والاستقرار ونمو الاقتصاد العالمي».

وشهد الكرملين، مراسم استقبال رسمية لخادم الحرمين الشريفين بمناسبة زيارته التاريخية، وكان الرئيس فلاديمير بوتين في مقدمة مستقبلي الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث عزف السلامان الملكي السعودي والوطني الروسي. وتوج اللقاء التاريخي والمباحثات الرسمية، بالتوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تعاون بين حكومتي البلدين، التي شهد مراسمها زعيما البلدين، وشملت المجالات والقطاعات التقنية والفضائية والتجارية والاتصالات والاستثمار والثقافة، والشؤون العمالية، حيث وقع البلدان، اتفاقية في مجال استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووكالة الفضاء الاتحادية الروسية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية ووزارة الاتصالات والإعلام في روسيا الاتحادية، ومذكرة تفاهم بين وزارة التجارة والاستثمار في السعودية ووزارة الصناعة والتجارة بروسيا الاتحادية.

كما تم تبادل خريطة الطريق السعودية - الروسية بين وزارة التجارة والاستثمار السعودية ووزارة الطاقة في روسيا الاتحادية، وتبادل مذكرة تفاهم للتعاون في مجال العمل والتنمية والحماية الاجتماعية بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية ووزارة العمل والحماية الاجتماعية الروسية، وبرنامج تنفيذي للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة والإعلام في السعودية ووزارة الثقافة في روسيا الاتحادية.

وتم تبادل برنامج تعاون في المجالات الزراعية بين وزارة البيئة والمياه والزراعة بالسعودية ووزارة الزراعة الروسية، ومذكرة برنامج تنفيذي للتعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بين مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وشركة روس أتوم عبر البحار.

كما تم تبادل عقود لتوريد أنظمة عسكرية ومذكرة تفاهم لنقل وتوطين التقنية لتلك الأنظمة بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وشركة «روس أبارون إكسبورت»، ومذكرة لإنشاء منصة سعودية - روسية للاستثمار في مجال الطاقة ومذكرة تفاهم لإنشاء منصة سعودية - روسية للاستثمار في مجال التقنية بين صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة العربية السعودية والصندوق الروسي للاستثمار المباشر، ومذكرة تفاهم خاصة باستثمار صندوق الاستثمارات العامة، وشركة «ليدر» للاستثمار في ثلاثة مشروعات للطرق والقطارات الخفيفة في روسيا بين صندوق الاستثمارات العامة بالسعودية، والصندوق الروسي للاستثمار المباشر.

حضر جلسة المباحثات وتوقيع الاتفاقيات والبرامج من الجانب السعودي، الدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور إبراهيم العساف وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، وعادل الجبير وزير الخارجية، والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة، والمهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والدكتور عواد صالح العواد وزير الثقافة والإعلام، وأحمد عقيل الخطيب رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية، وياسر الرميان المشرف على صندوق الاستثمارات العامة، وتميم بن عبد العزيز السالم مساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والمهندس إبراهيم العمر محافظ الهيئة العامة للاستثمار، وأحمد حسن عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة، وعبد الرحمن الرسي سفير السعودية لدى روسيا.

وحضرها من الجانب الروسي، وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس للشؤون الدولية يوري أوشاكوف، ووزير الطاقة ألكسندر نوفاك، ونائب رئيس الحكومة الروسية ديمتري روغوزين، ونائب رئيس الديوان الرئاسي، الناطق الرسمي للرئيس ديمتري بيسكوف، والسفير الروسي لدى السعودية سيرغي كوزلوف، ووزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف، ووزير الثقافة فلاديمير ميدينسيكي، ووزير الاتصالات والإعلام العام نيكولاي نيكيفوروف، ورئيس جمهورية إينغوشيا يوتس بيك يفكوروف، ورئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، ورئيس الجمهورية الشيشانية رمضان قاديروف، ومدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني مع الدول الأجنبية ديمتري شو غاييف.

من جانب آخر، أقام الرئيس بوتين مأدبة غداء تكريماً لخادم الحرمين الشريفين، وحضر مراسم تبادل الاتفاقيات ومأدبة الغداء كل من الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز، والأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، والأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز، والأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فهد بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، والأمير تركي بن عبد الله بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير سطام بن سعود بن عبد العزيز، والأمير خالد بن تركي بن عبد العزيز، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي، والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي، والأمير سلمان بن سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير عبد المجيد بن عبد الإله بن عبد العزيز، والأمير راكان بن سلمان بن عبد العزيز.

من جانب آخر، التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء أمس، في مقر إقامته بالعاصمة الروسية موسكو، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، واستعرض اللقاء مجالات التعاون العسكري بين السعودية وروسيا.

وفي وقت لاحق، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء أمس، في مقر إقامته بموسكو، أعضاء مجلس الأعمال السعودي الروسي، وأكد في كلمة ألقاها خلال اللقاء، أن السعودية ماضية في البحث الجاد عن الفرص المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات. وأضاف: «ونسجل بارتياح تام ما لمسناه من توافق في الآراء مع القيادة الروسية نحو العمل على نقل مستوى العلاقات الثنائية لآفاق أرحب وأشمل تؤسس بإذن الله إلى شراكة أقوى»، مؤكدا أنه كانت لتوجيهاته لولي العهد في زياراته الثلاث إلى روسيا «أثر واضح في تعزيز الشراكة بين الجانبين من خلال ما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم».

وقال: «لقد اعتمدت المملكة خطة عريضة للتنمية تحت عنوان (رؤية المملكة 2030)، وذلك من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني وتحريره من الاعتماد على النفط مصدرا وحيدا للاقتصاد الوطني، وتمثل خريطة وأهداف المملكة في التنمية للسنوات المقبلة»، مبينا أن «الرؤية» تفتح آفاقا واعدة لقطاع الأعمال وتعزيز الشراكات مع جميع الدول بما في ذلك روسيا الاتحادية، وقال: «نتطلع إلى مشاركة الشركات الروسية الرائدة بفاعلية للدخول في الفرص الاقتصادية التي ستوفرها هذه الرؤية لتعزيز شراكتنا في جميع مجالات التعاون، وبما يعود بالنفع على البلدين الصديقين والقطاع الخاص فيهما الذي يمثل أهمية كبيرة في تنمية وتقدم الدول، وإن المملكة تولي الرعاية الكاملة لهذا القطاع، وقد وفرت البيئة المناسبة لتطوير أعماله وتنميتها».

وأضاف الملك سلمان، أن السعودية و«باعتبارها منتجا رئيسيا للنفط، كانت ولا تزال تحرص على استقرار السوق العالمية للنفط بما يحقق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين، ويفتح آفاقا للاستثمار في قطاعات الطاقة المختلفة، وكانت مساهمتنا مع الأصدقاء الروس محورية للتوصل إلى آفاق نحو إعادة التوازن لأسواق النفط العالمية، وهو ما نأمل في استمراره». وقدم شكره إلى الجميع على جهودهم وعلى سعيهم في تعزيز العلاقات بين البلدين «بما يخدم المصالح المشتركة لشعبينا».

وكان الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة والاستثمار رئيس الجانب السعودي في اللجنة المشتركة، ألقى كلمة أكد فيها أن هذه الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين سيكون لها الأثر الكبير في إحداث نقلة نوعية في العلاقات السعودية الروسية.

وأوضح، أن الجانب السعودي يعمل «بدعم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وضمن (رؤية 2030) مع الجانب الروسي لنقل العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة، والاستفادة من مقومات البلدين في فتح آفاق وأسواق جديدة، واستثمارات نوعية في الطاقة، والتقنية، والصناعات العسكرية، والبنية التحتية، كما ستشمل مجالات التعاون، النفط، والبتروكيماويات، والغاز، والمعادن، والمجال الزراعي».

وأكد الوزير القصبي أن هذا التعاون البناء سيسهم في إيجاد فرص وظيفية وتعزيز المحتوى المحلي، وزيادة صادرات المملكة واستقطاب استثمارات نوعية. وأشار إلى أنه تم صباح «أمس»، وعلى هامش زيارة خادم الحرمين الشريفين انعقاد منتدى الأعمال السعودي تحت عنوان «الاستثمار لبناء شراكة وثيقة» وشارك فيه أكثر من 200 رجل وسيدة أعمال من البلدين، كما أقيم معرض للمنتجات السعودية الوطنية شاركت فيه أكثر من 27 جهة ومصنعاً. وأكد، أن جميع الجهات ذات العلاقة ستعمل على متابعة نتائج هذه الزيارة التي وقعت فيها 20 اتفاقية بين القطاعات الحكومية والخاصة، التي ستكون انطلاقة لأعمال اللجنة السعودية الروسية والتي ستنعقد بعد نحو أسبوعين في مدينة الرياض. بينما ألقى الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمار المباشر، كيلير ديمتريف، كلمة عبر فيها عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين على دعمه المستمر لتطوير علاقات التعاون بين رجال الأعمال السعوديين والروس وفقا لـ«رؤية المملكة 2030».

واستعرض مجالات الاستثمار المشتركة بين البلدين في المجالات كافة وبخاصة الاستثمارات الواعدة في البلدين الصديقين، مؤكدا حرص بلاده على تطوير التعاون التجاري والاستثماري مع السعودية.

 

المخلافي: طهران تمارس الابتزاز بربط الملفين السوري واليمني وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن تحريك الملف العسكري بات وراداً بعد رفض الانقلابيين خطة الحديدة

جدة: سعيد الأبيض/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

أكد عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، أن محاولة إيران الربط بين الملفين السوري واليمني، تأتي بهدف ابتزاز الحكومة الشرعية في اليمن، ودول الجوار ومنها السعودية، والموقف العربي في اليمن، ومحاولة تكريس نفوذ طهران في سوريا. وأضاف المخلافي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه المحاولات لن تنجح لأن المجتمع الدولي المنقسم تجاه سوريا وليبيا وبعض الملفات، لا يزال موحداً في الملف اليمني». وأضاف: «لم تتمكن إيران وبعض الدول التي ترتبط معها وتتحرك في فلكها، من اختراق الموقف الموحد عربياً ودولياً من اليمن، إذ إن دول العالم كافة تدعم الشرعية، وتؤكد أن الحل هو السلام، وأن ما يجري في اليمن هو بين حكومة شرعية ومتمردين، وليست حرباً أهلية». وشدد وزير الخارجية اليمني، على أن «ملف اليمن يختلف كثيراً عن باقي الملفات في الوطن العربي التي لم يحن الوقت لإغلاقها لأسباب متعددة»، لافتاً إلى أن «عدم حل هذه الملفات يؤثر على الملف اليمني، ولكنه لا يرتبط به كلياً». وتحدث عن وجود «جهات تريد أن تستغل المعاناة الإنسانية في اليمن للتأثير على الموقف السياسي الموحد للمجتمع الدولي، الذي يدين العملية الانقلابية، ويدعم الحكومة الشرعية». وأشار المخلافي أيضاً إلى أن تلك الجهات «تسعى إلى تمرير بعض القرارات عبر المنظمات الدولية أو عبر جمعيات حقوق الإنسان، والتي كان آخرها في جنيف، بالدعوة إلى تشكيل لجنة حقوقية دولية، من أجل فرض مشروع قرار يتعلق بالتحقيق في قضية انتهاكات حقوق الإنسان، وعبرت في حينه الحكومة اليمنية عن رفضها هذا الأمر لعدم استنفاد الآلية، كما أن ذلك يعتبر تدخلاً في شؤون دولة ذات سيادة، ولا يستند إلى مرجعيات».

واستطرد المخلافي «هذه المحاولة جرى التصدي لها من قبل الحكومة اليمنية مدعومة بالتحالف العربي وعلى رأسه السعودية»، مؤكداً أن «الموقف العربي تجاه اليمن موحد وهذا يعزز الموقف الدولي». ولفت المخلافي في تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الحكومة اليمنية تعاونت مع كل ما يطرح من قضايا إنسانية وإغاثية على أساس المرجعيات وفي مقدمتها الشرعية الدولية ممثلة في قرارات مجلس الأمن... ولمستُ تأكيداً قاطعاً خلال لقاءاتي في أميركا لاستمرار الدعم للحكومة الشرعية، والالتزام بالمرجعيات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216. والإشادة بدور الحكومة اليمنية في الاستجابة لمتطلبات السلام وتسهيل عمل جهود الإغاثة الدولية ودورها في تسهيل عمل اللجنة الوطنية في تحقيق انتهاكات حقوق الإنسان». وعن ملف تسليم الحديدة، أكد المخلافي أن «الانقلابيين لا يرغبون في السلام أو في تخفيف معاناة الشعب اليمني»، مشيراً إلى أن «الحكومة اليمنية وافقت على الحل المقدم لها حول الحديدة، وأبدت مرونة شديدة، ولم تصر على أن يكون الحل شاملاً، ولكنّ رفْض الانقلابيين كشف الوجه الحقيقي والبشع لهذه الميليشيات». وشدد وزير الخارجية اليمني، على أن هذا الرفض يعطي للحكومة اليمنية الحجة الكافية أمام المجتمع الدولي لاستمرار موقفها بضرورة تحرير هذه المناطق، «ولهذا فإن الحكومة اليمنية تضع خيار التحرير أساسياً لمواجهة هذا التعنت وتحريك الوضع في اليمن»، مضيفاً أن الجانب العسكري سيشهد تحركاً بصورة أفضل في الفترة المقبلة. وتابع: «لدى الحكومة اليمنية كل الحق والمبررات للرد على هذا التعنت». وبيّنت الحكومة اليمنية للمجتمع الدولي، وفقاً للمخلافي، أن «من يعيق السلام وينتهك حقوق الإنسان والطفولة هم الانقلابيون بما قاموا به من جريمة كبرى وإشعال الحرب، وأن حل كل مشكلات اليمن بما فيها القضايا الإنسانية يكون من خلال إعادة السلام، خصوصاً أن الحكومة الشرعية وافقت على كل ما طرح من المجتمع الدولي بما في ذلك ما طرح بشأن الحديدة»، مشدداً على أن «أي تراخٍ من المجتمع الدولي سيكون دعماً للانقلابيين واستمرار الحرب». وحول تواصله مع مسؤولين في روسيا، قال المخلافي: «يوجد تحاور دائم مع الجانب الروسي، وسيكون لي زيارة قريباً إلى موسكو، والجانب الروسي يسعى إلى بعث رسائل واضحة للانقلابيين من أجل الانصياع لمتطلبات السلام، وتأكيد وحدة المجتمع الدولي تجاه اليمن، وكذلك تأكيد رفض استخدام الصواريخ الباليستية ضد الشعب اليمني والمملكة».

 

تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بـ"داعش" في الرياض

"العربية" - 6 تشرين الأول 2017/أعلنت رئاسة أمن الدولة في السعودية في بيان لها، الخميس، عن تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش في الرياض في عملية استباقية. وذكر البيان أنه تم القبض على 5 أشخاص ومداهمة 3 مواقع مرتبطة بخلية داعش في الرياض، وقتل 2 من أفراد تنظيم داعش في موقعين منفصلين، وتم ضبط أسلحة نارية ومواد كيمياوية تستخدم لصنع متفجرات مع الخلية الداعشية. وأوضح البيان أن انتحاريا تابعا لداعش فجر نفسه في استراحة في حي الرمال شرق الرياض حاصرتها قوات الأمن السعودية، وأيضاَ أعلن البيان عن مقتل مسلح من داعش رفض الاستسلام لقوات الأمن. هذا وداهم الأمن السعودي شقة سكنية يتحصن فيها مسلح تابع لداعش في حي نمار غرب الرياض. وبحسب البيان فإن أعضاء خلية داعش استخدموا إسطبلا للخيل في حي الغنامية بضاحية الحائر جنوبي مدينة الرياض كمقر لهم.

وفي التفاصيل:  صرح مصدر مسؤول برئاسة أمن الدولة بأنه إلحاقا للبيان المعلن بتاريخ 21 / 12 / 1438 هـ بشأن إحباط مخطط إرهابي لتنظيم داعش الإرهابي كان يستهدف مقرين تابعين لوزارة الدفاع في مدينة الرياض بعملية انتحارية والقبض على الانتحاريين المكلفين بتنفيذها من الجنسية اليمنية وشخصين آخرين من الجنسية السعودية، فقد تمكنت الرئاسة يوم الأربعاء 14 / 1 / 1439هـ في عملية أمنية استباقية من الإطاحة بخلية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي في الخارج لتنفيذ مخططاته التي تستهدف أمن واستقرار المملكة، ومداهمة ثلاثة مواقع تابعة لهذه الخلية الأول منها عبارة عن استراحة تقع في حي الرمال شرقي مدينة الرياض وتحتوي على معمل لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة لاستخدامها في ارتكاب جرائمهم الإرهابية وكان بداخلها عنصر انتحاري أقدم بعد محاصرة الموقع وتوجيه النداءات له بالاستسلام على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف ما أدى إلى تناثر أشلائه داخل الاستراحة واشتعال النيران فيها وفي استراحة مجاورة لها. أما الموقع الثاني فهو عبارة عن شقة سكنية تقع في حي نمار غربي مدينة الرياض وكان بداخلها أحد العناصر الإرهابية وبحوزته سلاح ناري حيث قام بالتحصن في إحدى الغرف رافضا تسليم نفسه لرجال الأمن الأمر الذي استوجب التعامل معه وفق مقتضيات الموقف لتحييد خطره والمحافظة على سلامة الموجودين بالمبنى ما أسفر عن مقتله فيما لم يَصْب أي أحد من المقيمين أو المارة أو رجال الأمن بأي أذى. أما الموقع الثالث فهو عبارة عن إسطبل للخيل يقع في حي الغنامية بضاحية الحائر جنوبي مدينة الرياض استخدموه للتغطية والتموية على لقاءاتهم التنسيقية لأنشطتهم الإجرامية، وقد بلغ عدد الذين قبض عليهم حتى الآن من عناصر هذه الخلية خمسة أشخاص تقتضي مصلحة التحقيق عدم الإفصاح عن أسمائهم في الوقت الراهن. كما أسفرت العملية الأمنية وإجراءات التفتيش للمواقع التي جرى مداهمتها عن ضبط (سلاحي رشاش كلاشنكوف، وذخيرة حية، وأسلاك تستخدم في التشريك، وصواميل معدنية، ومواد كيمائية تستخدم في صناعة المتفجرات، وعبوات تحتوي على مياه مقطرة وسوائل حارقة ، وقوالب حديدية لاصقة بكميات كبيرة تستخدم كعبوات متفجرة )، فيما باشرت فرق الأدلة الجنائية مهامها في رفع أشلاء الانتحاري والآثار المتخلفة في المواقع الثلاثة وإجراء الفحوص المعملية لجميع المضبوطات.

 

البنتاغون: أبو بكر البغدادي لا يزال حياً

"العربية" - 6 تشرين الأول 2017/أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء الخميس، أن التسجيل الصوتي لزعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي ، دليل على أن الأخير ما زال حياً. وقال المتحدث باسم الوزارة، إريك باهون، في تصريح لوكالة الأناضول: "إن أجهزة الاستخبارات الأميركية أكدت أنّ الرسالة الصوتية المنسوبة لأبي بكر البغدادي، تبدو أصلية." وأضاف قائلاً: "منطقياً، أكد التسجيل أنه كان حياً حتى وقت قريب، أو على الأقل حتى وقت تسجيل صوته". وكانت الولايات المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي أنه لا توجد دلائل للتشكيك في صحة التسجيل الأخير والأحدث للبغدادي.  وكان تسجيل صوتي جديد منسوب لزعيم داعش، تداولته حسابات تابعة للتنظيم المتطرف على الإنترنت، الخميس الماضي (28 سبتمبر)، يحث فيه أتباعه على "الصبر والثبات" في وجه أعدائهم في سوريا والعراق، في إشارة إلى العمليات العسكرية ضد التنظيم التي ينفذها التحالف الدولي ضد داعش. ولم يتضح تاريخ التسجيل، لكن الرجل المطلوب الأول دولياً أشار في التسجيل إلى تهديدات كوريا الشمالية، لكل من الولايات المتحدة واليابان، ما يعني أن التسجيل حديث. وفي التسجيل، أشار البغدادي بطريقة غير مباشرة إلى الهجمات الأخيرة في مترو لندن وبرشلونة. يذكر أن آخر تسجيل صوتي منسوب للبغدادي ظهر في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وذلك بعد أسبوعين من بدء معركة الموصل، بغرض حث أتباعه على القتال. كما يشار إلى أن قائد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، الجنرال ستيفن تاونسند، كان أعلن في الأول من سبتمبر 2017 أن زعيم التنظيم المتطرف ما زال على قيد الحياة، مرجحاً أن يكون مختبئاً في مكان ما في وادي الفرات

في حين أعلنت روسيا كما المرصد السوري لحقوق الانسان في يوليو 2017 عن أنباء شبه مؤكدة تفيد بمقتل البغدادي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

2017«القوات» في مواجهة «الأزرق» و«البرتقالي»

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/ السبت 07 تشرين الأول

هل سقط «تفاهم معراب»؟

يُنتظر أن تشهدَ العلاقات بين مختلف الأفرقاء السياسيين من الآن وحتى موعد الاستحقاق النيابي في أيار المقبل كثيراً من المدّ والجذر سلباً وإيجاباً لتظهر على حقيقتها في النهاية لدى توجّه هذه القوى الى صناديق الاقتراع التي يُفترض أن تُفضي بنتائجها الى سلطة سياسية جديدة تخلق واقعاً سياسياً جديداً في البلاد.تبرز في صدارة المشهد السياسي حالياً تساؤلات حول مستقبل العلاقة التي تربط حزب «القوات اللبنانية» بكل مِن تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، في ضوء ما تشهده من حين الى آخر من ازدهار مع هذا التيار وتراجعاً مع الآخر، فيما كانت «القوات» تتطلّع الى لعب دور الجسر بين التيارَين، خصوصاً بعد ترشيحها العماد ميشال عون لرئيس الجمهورية، ودفعها «المستقبل» الى تبنّي هذا الترشيح الذي انتهى بوصول عون الى بعبدا.

علاقة «القوات»، مع تيار «المستقبل»، وحسب أوساط فيها، تشهد حالياً تبايناً لا يختلف عن ذلك التباين السائد بينها وبين «التيار الوطني الحر»، حيث إنّ هذَين التيارَين تقاطعا على مجموعة ملفات وجدت «القوات» نفسَها في مواجهتها، من ملف الكهرباء الى البطاقة الانتخابية البيومترية وما بينهما قانون سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام بمختلف أسلاكه، ومشروع قانون الموازنة العامة للدولة لسنة 2017 وقطع الحساب والمنصوص عنه في المادة 87 من هذا المشروع، فضلاً عن ملفات أخرى تظهّرت في اليوميات السياسية والاجتماعات الحكومية.

وفي ضوء هذه الحال وجدت القوات نفسَها في هذه الحال أمام تيارَين سياسيَّين يلتقيان على ممارسةٍ ونهجٍ مشترَكين لا تستطيع أن تماشيَهما فيهما، خصوصاً أنّ الرأي العام ليست لديه ثقة بالدولة وبالطبقة السياسية ويتطلّع الى ممارسة جديدة تستظلّ القوانين والدستور لاستعادة هذه الثقة، في حين أنّ «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» يستعجلان الأمور ويسلقانها من دون اعتماد الآليات المطلوبة والمنصوص عنها في القوانين والأصول المرعيّة الإجراء.

وفي هذه الحال تقاطعت «القوات» تلقائياً مع «حزب الله» وحركة «أمل» وقوى سياسية أخرى مشارِكة في الحكومة على مواجهة التيارَين «الأزرق» و«البرتقالي» اللذين يُفترض أن يكون التقاؤها الطبيعي معهما.

واللافت أنّ عناوين الخلاف بين «القوات» و»التيارالوطني» هي نفسها التي بينها وبين «المستقبل» مع فارق أنّ «التيار الأزرق» اعتاد على «مبدئِيّة» حزب «القوات» فيما «التيار البرتقالي» يمارِس ردّة فعل على النهج «القواتي» تبدأ بالانتقاد ولا تنتهي بتطويق وزراء «القوات» في وزاراتهم، وصولاً الى عدم الالتزام بورقة التفاهم المتّفق عليها بين الفريقين والتي تُوِّجت بترشيح عون لرئاسة الجمهورية. فصحيحٌ أنّ هذا التفاهم يقضي بتقاسم الطرفين الشؤون المتصلة بالدولة من تعيينات وغيرها، لكنّ «القوات» لا تتعامل مع «التيار» في هذا الصدد على قاعدة المحاصصة لأنّ الهدف من هذا التقاسم هو إعادة الاعتبار لتعيينات تستظلّ الكفاية والشفافية والنزاهة لكي يشعرَ معها المواطن بأنه يحصل على الخدمة العامة بعيداً عن أيّ زبائنيّة ووساطات.

وقد تفاجأت «القوات» في أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل أطاح بنودَ «تفاهم معراب» ويريد اختزالَ كلّ شيء وعلى قواعد حصَصِيّة لا تختلف عن ممارسات في عهود سابقة، ما خيّب آمال الرأي العام عموماً، والمسيحيين خصوصاً، في حصول ممارسة جديدة تختلف عمّا مضى، وهو ما لم تقبل به «القوات» ولن، لأنّ دخولها بقوة الى الحكومة كان الهدف منه إرساء نهج جديد يعيد الاعتبار الى البعد المؤسساتي الذي يبدأ بمجالس الرقابة ولا ينتهي بالتشكيلات القضائية.

لكنّ هذا الخلاف بين «القوات» و«التيار» الذي ظهر في أكثر من استحقاق ومحطة ومفصل دلّ، حسب الاوساط «القواتية»، الى فوارق بنيوية في الممارسة والنهج، لن يعيد العلاقة بينهما الى ما كانت عليه قبل المصالحة التي انتجت «تفاهم معراب»، لأنّ هذه المصالحة باتت ثابتة وراسخة ولا مصلحة لأيٍّ من الطرفين في العودة الى الخصومة، أو الى القطيعة التي تحول دون التقاطع بـ«القطعة» أو عند الضرورة الاستراتيجية المتصلة بالشراكة المسيحية ـ الإسلامية. ولكن لا شك أنّ العلاقة بين الطرفين الآن ليست في أفضل حال ولا يخفى على أحد انعدام وجود محاولات جديدة لمعالجتها.

على أنّ الترشيحات النيابية التي أعلنتها «القوات اللبنانية» حتى الآن، لم تكن موجّهة ضد «التيار الوطني الحر»، على ما تؤكّد أوساطها، إذ تعتبر أنّ هذه الترشيحات هي من حقها بدءاً من مقعدها النيابي في البترون مروراً بمقعد بعلبك ـ الهرمل، وصولاً الى جزين حيث لها قاعدة شعبيّة وازنة، وبالتالي هي تميّز بين الترشيحات والتحالفات، فالترشيحُ حقٌّ لكلٍّ مِن الطرفين، وفي حال التحالف أو انعدامه يكون لكلّ حادث حديث. على أنّ «القوات» لا تُخفي انزعاجَها من لقاء باسيل مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك، إذ تعتبر أنّ هذا اللقاء أخرج التيار من وسطيّته، لكن في المقابل هي متأكّدة مِن حرص عون على لعب دور الجسر بين مختلف القوى السياسية في لبنان. وأما على خط العلاقة بين «القوات» و«المستقبل»، فتؤكّد الأوساط «القواتية»، أنّ «التباينات والفوارق التي ظهرت بين الجانبَين لم تنعكس على تقاطعهما الاستراتيجي المتصل بالعناوين السيادية الكبرى»، الأمر الذي تُرجِم في التقاطع على التصدّي لمحاولات التطبيع مع النظام السوري، وهو ما كان موضعَ بحث في لقاء «بيت الوسط» الأخير بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.

على أنّ علاقة الطرفين بالمملكة العربية السعودية والاتفاق بينهما على عناوين وطنية مشترَكة وضعا الخلافات بينهما على اليوميات جانباً، الأمر الذي لم يحصل بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» حيث خرج خلافُهما الى العلن بسبب إصرار باسيل على انتقاد «القوات» علناً ما استدعى رداً منها عليه، علماً أنّ هذا الخلاف «القواتي» ـ «العوني» سيبقى تحت سقف تفاهم معراب». يبقى، في رأي الأوساط «القواتية»، أنّ العلاقة بين «القوات» وكلٍّ من «التيار الوطني الحر» و«المستقبل» لا يمكن التكهّن بتحوّلها تحالفاً انْتخابياً من الآن وعلى مسافة ثمانية أشهر من موعد الاستحقاق النيابي، وكذلك لا يمكن توقّع صيرورتها الى القطيعة، ولكن الأكيد، حسب الأوساط نفسها، أنّ العلاقة بين «القوات» و«التيار» لم تعد كما كانت لدى إعلان «تفاهم معراب»، وفي المقابل فإنّ العلاقة بينها وبين و»المستقبل» ليست الآن كما كانت عليه يوم صعود 14 آذار.

 

القطاع العقاري صامد رغم الإشاعات

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/السبت 07 تشرين الأول 2017

القطاع بخير

 يحافظ القطاع العقاري على صموده رغم الإشاعات والتنبؤات بإنهيار الأسعار. ومن المرجّح أن يشهد القطاع نهوضا سريعا يوازي ما شهده في العام 2005 تحت تأثير عوامل عِدّة على رأسها إعادة إعمار سوريا والملف النفطي اللبناني. كما تُظهر التحليلات ضرورة الإستثمار في البنى التحتية لدفع القطاع العقاري إلى مزيد من النمو.إنتشرت منذ ثلاثة أعوام دراسات تُنّذر بإنهيار الأسعار في القطاع العقاري إلى أكثر من 40% من سعرها الحالي. لكن وعلى الرغم من نشر هذه الدراسات تحافظ الأسعار على مستوياتها لعام 2010 مع إستثناءات طالت بعض البائعين الذين كانوا في حاجة ماسّة إلى السيولة مما إضطرّهم إلى بيع شقق بأسعار أقل من سعر السوق وصلت إحيانًا إلى 15%. الدراسات التي تنبأت بإنهيار القطاع العقاري إعتمدت بالدرجة الأولى على العلاقة بين أسعار النفط وتحاويل المُغتربين. هذه العلاقة تُشير إلى أن إنخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية يؤثّر سلبًا على تحاويل المُغتربين اللبنانيين التي تؤثرّ بدورها سلبًا على العمليات العقارية بحكم أن قسما من تحاويل المُغتربين يُستخدم في شراء عقارات. المُشكلة في المنطق المُتّبع في هذه الدراسات أنه لم يأخذ بالإعتبار عوامل عدّة منها ما هو قديم ومنها ما هو مُستجدّ:

أولًا – تُشكّل قيمة القروض المصرفية إلى القطاع العقاري 17% من قيمة القروض المصرفية إلى القطاع الخاص (أي ما يوازي 10 مليار دولار أميركي). مُعظم هذه القروض قروض إستهلاكية – أي لشراء عقارات، وبالتالي فإن مصرف لبنان يعي خطورة أن يكون هناك فقاعة في القطاع العقاري مما دفع بحاكم مصرف لبنان إلى وضع رزم تحفيزية بشكل مُستمر لدعم شراء العقارات. هذا الدعم أمّن إستمرارية العمليات العقارية وحافظ على مستوى مقبول صحّح من خلاله قسم من الخلّل بين سوقي العرض والطلب.

ثانيًا – السوق العقاري سوق مُنحاز (biased market) أي أن الأسعار لا تعكس بالضرورة العرض والطلب. هذا الأمر مُبرّر بعدة عوامل على رأسها الفرز المذهبي الذي لا يُتيح شراء عقارات للمواطن على كامل الأرض اللبنانية. أيضًا هناك شقق شاغرة منذ أكثر من خمسة أعوام يفوق عددها الـ 300 ألف شقة (تقديراتنا) لا يستفيد منها السوق لا بالإيجار ولا بالبيع. أضف إلى ذلك التلاعب بالأسعار المُعلنة حيث أن سعر الشقّة نفسها يختلف بين ما هو مُصرّح للمصرف وما هو مُصرّح للمالية وبين السعر الحقيقي.

ثالثًا – يبقى النقص في الأراضي الصالحة للبناء عائقا أساسيا أمام إنخفاض أسعار العقارات خصوصًا في بيروت ومنطقة جبل لبنان حيث الأساس من العمليات العقارية. ويزداد الأمر تعقيدًا مع زيادة عدد السكان في لبنان، الأمر الذي يدفع بالعديد من المُستثمرين إلى الإعتقاد أن أسعار الشقق لن تنخفض بل هي إلى إرتفاع. وبالنظر إلى الواقع الحقيقي، نرى أن العديد من المُستثمرين لا يعتمدون على مداخيل إستثماراتهم العقارية مما يُخفف الضغط على الأسعار وبالتالي يُحافظ على مستوى أعوام المجد. أضف إلى ذلك وجود العديد من النازحين السوريين والأجانب الذين يستأجرون شققا وعقارات مما يُشكّل مدخولًا إضافيًا للمُستثمرين.

رابعًا – العديد من المُستثمرين وضعوا أموالهم في القطاع العقاري ايماناً منهم بأن الإستثمار في العقارات هو ملاذ أكثر أمانًا من ودائع بالليرة اللبنانية والدولار الأميركي. وبالتالي لا يرى هؤلاء المُستثمرون (وهذا صحيح) أن هناك خطرا على سوق العقارات (قانون الأعداد الكبيرة).

خامسًا – توقع صندوق النقد الدولي إرتفاعًا ملحوظًا بتحاويل المُغتربين اللبنانيين في العام 2017 لتبلغ هذه التحاويل 7.9 مليار دولار أميركي. وتُظهر التحاليل أن قيمة هذه التحاويل ستفوق الـ 8 مليار دولار أميركي هذا العام مدعومة بتحسّن الإقتصاد الأميركي، والإقتصاد الألماني وزيادة ملحوظة في النشاط التجاري في أفريقيا حيث يُسيطر اللبنانيون على التجارة في العديد من هذه الدول.

سادسًا – إن إقتراب موعد بدء إعادة إعمار سوريا وإعتماد لبنان من قبل العديد من الدول الأجنبية كمنصّة ستستخدمها هذه الدول للمُشاركة في إعادة الإعمار، تدفع العديد من المُستثمرين إلى التموضع مُسبقًا في سوق العقارات. ومن المُتوقع أن نشهد إرتفاعًا في عدد العمليات العقارية خصوصًا على الحدود مع سوريا بشكل يعكس مستوى مساهمة المُستثمر في إعادة الإعمار كما وإستفادة السكان المحليين من إعادة الإعمار هذه.

سابعًا – يُعدّ الملف النفطي اللبناني العامل الأساسي في إرتفاع أسعار العقارات في الأعوام القادمة. فكلما إقتربنا من تاريخ بدء التنقيب سنشهد زيادة في العمليات العقارية مُركّزة بالدرجة الأولى على طول الساحل اللبناني وفي المناطق الجبلية القريبة من الساحل.

من هنا نرى أن الحديث عن إنهيار في القطاع العقاري يبقى في خانة المراهنة غير العلمية حيث أثبتت السنوات السبع الأخيرة أن نظرة اللاعبين الإقتصاديين الى هذا السوق بعيدة كل البعد من تحاليل الخبراء العقاريين. وما ثبات الأسعار إلا أفضل دليل على ذلك.

وبالنظر إلى واقع البنى التحتية في لبنان خصوصًا الطرقات وما آلت إليه من تآكل بفعل قلّة الصيانة وإزدياد عدد السيّارات والشاحنات، نرى أن هناك إلزامية على الحكومة أن تولي البنى التحتية إهتمامًا خاصًا لدفع التطوّر العقاري ونمو القطاع ليشمل الأطراف حيث هناك الكثير من الأراضي التي يُمكن إستخدامها وتخفيف الضغط على العاصمة وجبل لبنان. كما أن إعادة إعمار سوريا ستتطلّب إستهلاكًا مُفرطًا للطرقات اللبنانية الأمر الذي يفرض وضع سكك حديدية ما بين الساحل والحدود السورية تهدف في الدرجة الأولى إلى نقل البضائع وأيضًا إلى نقل الركاب بين الساحل والمناطق الداخلية.

يظهر من خلال تحليلنا أن هناك إرتباطا عضويا بين نمو القطاع العقاري وبين تحديث البنى التحتية في لبنان. وبما أن الحكومة في صدد وضع خطّة إقتصادية لتحفيز النمو الإقتصادي اللبناني، من الضروري ان تضع الحكومة تطوير البنى التحتية في سُلمّ أولوياتها عساها تدفع بالإقتصاد اللبناني بقطاعاته المُختلفة إلى النموّ بفعل زيادة التواصل والتفاعل بين مُختلف هذه القطاعات.

 

معركة الشارع تقترب

صونيا رزق/الديار/6 تشرين الأول 2017

بعد ارسال الحكومة مشروع قانون الى مجلس النواب يجيز لها تأخير تنفيذ السلسلة حتى إقرار الضرائب،عاد الملف مجدداً الى الواجهة من خلال موجة إستنكار وشجب خصوصاً من قبل الاتحاد العمالي العام، في ظل دعوات الى استكمال معركة السلسلة والضرائب. وكأن الهدف مما قامت به الحكومة هو دفع العمال الى المطالبة بإقرار الضرائب والضغط عليهم كي يوافقوا على أي ضريبة تفرض على الطبقات الفقيرة، وبالتالي حماية مصالح بعض القطاعات الاقتصادية والمالية والمصرفية في لبنان بحسب ما رأت مصادر اقتصادية معنية بالملف. واشارت الى ان تحركات شعبية وعمالية ستطغى على الساحة رفضاً لتذاكي الحكومة. داعية الى مكافحة الفساد والاموال المهدورة وترشيد الانفاق وانشاء سياسة ضريبية عادلة ترسي العدالة الضريبية، كما طالبت الحكومة بالعودة عن ربط السلسلة بالضرائب. ونقلت بأن الاتحاد العمالي العام سيعلن الاضراب المفتوح في كل القطاعات والمؤسسات والمدارس اي ان معركة الشارع تقترب جداً. لافتة الى ان لقاءً سيعقد بين الهيئات الاقتصادية ووزير المال علي حسن خليل يوم غد الجمعة على ان يتبعه لقاءات مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ، مع تأكيدها بأن الهيئات الاقتصادية ستتقدّم بالطعن بقانون الضرائب لدى مجلس شورى الدولة.

 اما على الصعيد النيابي والحزبي وتحديداً حزب الكتائب الذي قدمّ طعناً في هذا الاطار مع خمسة نواب آخرين امام المجلس الدستوري فتم وقف التنفيذ بقانون الضرائب، فتلفت مصادره الى ان نواب الكتائب سيقدمون طعناً جديداً في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة لتقديم مشروع قانون جديد للضرائب في حال إعترته اي مخالفة دستورية، مشددة على ضرورة احترام القانون والدستور كي لا نطعن في الصيغة الجديدة، والمجلس الدستوري ألغى القانون السابق لأنه مخالف للنصوص الدستورية، علما أننا لم نطعن لمجرد الطعن بل اعتراضاً على مخالفة الدستور.

 وجدّدت المصادر تأكيدها وقوف الحزب الى جانب السلسلة لأنها حق مكتسب للمواطن، مشيرة الى ان حزب الكتائب أيد الضرائب على المصارف والاملاك البحرية والمؤسسات الكبرى لكنه ضد أي ضريبة تطال جيوب الفقراء خصوصاً تلك التي تطرح بطريقة عشوائية، مع الاشارة الى قدّم الاقتراحات البديلة. واشارت الى ان قيادة الحزب تنتظر الصيغ الجديدة لقانون الضرائب وبالتالي اي ضرائب ستُفرض، وكيف سيكون القانون على المستوى الدستوري؟، وهل سيأتي ضمن الموازنة ويصوّت عليه بطريقة دستورية اي بالمناداة؟، وهل سيتضّمن ازدواجاً ضريبياً على المهن الحرة؟

 ورأت المصادر انه في حال لم تكن هناك من مخالفة دستورية في القانون فان الحزب سيدرس مضـمون النص وسيوافق مثلاً على ضريبة المصارف والاملاك البحرية التي نراها محقة، «لكننا سنصوّت ضد كل ضريبة تطال جيوب المواطنين كالضريبة على القيمة المضافة الـTVA » فضلاً عن امكانية لجوء الحزب الى طرق اخرى مغايرة لتلك التي استعملها للتصدّي للضرائب خصوصاً بعد عودة ملف السلسلة الى المجلس النيابي، في انتظار كيفية تعامل السلطة مع التعديلات وكيف ستتصرف داخل مجلس النواب. ودعت المصادر عينها الى اقرار موازنة وفقاَ للدستور تتضمّن كل الاصلاحات المطلوبة لوقف الهدر المالي وضبط الانفاق العام . لافتة الى وجود اتفاق على اقرار قانونيّ الضرائب والموازنة في جلسة مجلس النواب، وبأن مشروع قانون الضرائب نسخة طبق الاصل عن القانون السابق مع بعض التعديلات البسيطة. الى ذلك ووفق مصادر نيابية يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية الإثنين المقبل لمناقشة مشروع قانون الضرائب المعدّل، الذي تعدّه الحكومة للتصديق عليه بعدما أبطله المجلس الدستوري، مع إمكانية مناقشة الموازنة واقرارها اعتباراً من 16 الجاري.

 

حَراك بيروت: هل الإنتفاضة مُمكنة على الوصاية الإيرانية؟

من «البريستول» و«قرنة شهوان» إلى «أوتيل مونرو»: البداية في كسر حلقة الصمت

رلى موفّق/اللواء/06 تشرين الأول 2017

 صرخة النُخَب الشيعية والبيان التأسيسي للمبادرة الوطنية محاولتان لمشروع استنهاض  وطني بالمعارضة الديمقراطية

بين لقاءي «أوتيل مونرو» الصباحي والمسائي يوم الأربعاء الماضي، ثمة مساحة مشتركة، وجوه تشبه بعضها البعض بهواجسها وأحلامها وخيباتها وطموحاتها، والأهم ذاك الشبه في العزم على الخروج من شرنقة الشعور بالعجز أو خيار «الانتظار على حافة النهر» أو الرهانات على متغيرات تطل من وراء البحار.

في القاعة نفسها، ربما من قبيل الصدف أو الإيحاء بخيط رفيع يربط بين التحرُّكين، كان اللقاء الأول الذي ضم نُخباً شيعية في الهوية لكنها مستقلة أتت من مشارب مختلفة خارج «الثنائية الشيعية» لتطلق صرخة هي في حقيقة الأمر صرخة وطنية لواقع لبناني بات في القعر، حيث أن «سلطة المحاصصة الطائفية قد تجاوزت كل الحدود، بعدما أطاحت بالدستور والقوانين وقوَّضتْ الإدارة وأنظمتها وجيَّرتْها للأزلام والمحاسيب، وعطَّلتِ الحياةَ البرلمانيةَ والمؤسسات الدستورية والإستحقاقات الديمقراطية، وسخَّرتْ الوطن لأجندات إقليمية خارجية واستباحتْ الأملاك والمرافق العامةَ والبلدية، وباشرتْ استحواذ الثروة النفطية وأغرقت البلاد والعباد في دين متفاقم سيسترهن المواطنين لأجيال مديدة».

هي نخبة تحمل هماً وطنياً وتطرح مشروع بناء دولة مدنية قوية وقادرة.. دولة سيدة على أرضها وحدودها... دولة عدل وقانون لا دولة ظلم واستبداد».

لكن التساؤل البديهي يكمن في سبب اتخاذ هذا اللقاء طابعاً شيعياً ما دامت طروحاته وطنية بامتياز» وهي مطلب كل لبناني وطني إلى أي طائفة أو منطقة انتمى، وهو تساؤل مشروع لولا أن الإجابة عليه جاءت في متن النداء الذي حمل عنوان:«آن لدولة مدنية أن تُبنى، والانتخابات النيابية بداية قيامتها»، وفي نقاشات المشاركين الآتين من خلفيات علمانية ويسارية ومؤمنة لم تكن يوماً ضمن منظومة التمترس الطائفي قولاً وفعلاً.

السبب هو أن «التغيير في الساحة الشيعية هو أساس مفصلي للتغيير في كل لبنان عبر وضع حد لإحتكار التمثيل الشيعي في السلطة، وتوسيعه لصالح فضاء مدني أرحب. قد يكون مفيداً ومساعداً تجديد النخب السياسية على مستوى الوطن كله، لكن استمرار التمثيل الشيعي على حاله يجعل من كل تقدّم في الساحات الأخرى، جزئياً، قليل الجدوى، ويمكن الإلتفاف عليه ومحاصرته. فالإنسداد الوطني لا يمكن إزالته إلا بتغيير حقيقي في البرلمان والسلطة وتلك مسؤولية وطنية وضرورة لبنانية تقع على عاتقنا وعاتقكم، وأن إختيارنا الحرَّ لممثلينا في الإنتخابات النيابية القادمة هو بداية لإصلاح منشود يوقف الإنزلاق نحو الهاوية».

هي قراءة منى فياض وحارث سليمان وغالب ياغي ويوسف مرتضى والشيخ عباس الجوهري وخليل كاظم الخليل ومصطفى فحص وعلي الأمين ومالك مروه وغيرهم كثر من أبناء العشائر والعائلات والنخب الثقافية، وفيها ثمة إقرار بأن «الثنائية الشيعية» وبالأخص «حزب الله» يضع يده على البلاد» حيث محاولات عديدة عقيمة قامتْ بها أطرافٌ وقوى مختلفةٌ، لعقدِ تسوياتٍ بين منطقِ الدولة ولا منطق الدويلة، وفكّ إرتباطِ أزمة الإقليم بالواقع اللبناني: فلا النأي بالنفس، ولا تحييد لبنان عن النزاعِ الإقليميِّ، ولا الإلتزام بقرارات الشرعيّة الدوليّة أثمرتْ، بل إستمر الإصرار والإمعان في أخذ طائفة بمجملها الى «صحراء تيه سياسي وثقافي في خدمة أجندات إقليمة»، وفي الإشتراك في حرب دائرة على قاعدة إنقسام مذهبي سيحرق بلهيبه مستقبلنا».

ففي بلد يقع على فالق هذا الانقسام المذهبي، تصبح المسؤولية على المتنوِّرين الشيعة مضاعفة، والبداية لا بد من أن تكون من قلب البيت، بمعزل عن حجم القوى المعترضة قياساً للقوى القابضة على البيئة الشيعية ترغيباً وترهيباً. فالتغيير لم يبدأ يوماً من كثرة بل من قلة تجرأت على قول «لا» وعلى رفض الواقع وعلى كسر حاجز الخوف وعلى السير بخطوات صغيرة والمراكمة عليها. هو المسار نفسه التي سارت عليه لائحة «بعلبك مدينتي» والتي استطاع رئيسها غالب ياغي في عقر دار «حزب الله» أن يحصل على نحو 48 في المئة من الأصوات. هو دليل على وجود صوت معترض صامت، لا بد من خلق المناخات المؤاتية للتعبير عن نفسه. ليس لدى تلك النخبة التي يبدو جلياً ثقلها البقاعي دون التقليل من حجم المشاركين الجنوبيين «هوس» الوصول إلى البرلمان، بقدر ما تعتبر أن الانتخابات النيابية فرصة ثمنية يجب الإفادة منها من أجل إخراج الناس من حال الخنوع والرضوخ والخوف والتسليم المسبق، عبر التواصل معها ما دام قانون الانتخابات مبنياً على أساسي طائفي بما يشكل هذا الاستحقاق من مناسبة يمكن المراكمة عليها للمستقبل. فالتغيير الديموقراطي هو مسار طويل من حيث المبدأ إذا لم تطرأ عوامل مفاجئة قد تُسرّع به.

«المعركة هي معركة كل لبنان في مسيرة بناء الدولة الوطنية المرتجاة» هي خلاصة اللقاء الصباحي، ومدخل اللقاء المسائي لـ«الهيئة التحضرية لحركة المبادرة الوطنية» التي ترى «أنه لا يكاد يمر يوم إلاّ ويحدث في لبنان ما يشير إلى أنّ التفلُّت الدستوري والقانوني والسياسي والأمني، والذي تقوم به أطراف سياسية مشاركة في الحكومة اللبنانية، والميليشيات المسلحة الكبرى والصغرى، لا يتم مصادفةً، ولا يتّسم بالتردد أو التهيّب، بل المقصود من ورائه ضرب الطائف والدستور والعيش المشترك، وإسقاط إمكانيات التوافق الوطني على قاعدة التوازُن، وبناء المستقبل بالمشاركة والمواطنة والاستقلال الوطني والانتماء العربي».

هنا على مقلب الهيئة التحضيرية، التنوع الطائفي والمناطقي هو الأساس والجوهر والمنطلق حيث أن تمتين الجسور بين المسلمين والمسيحيين بما تجسده من وحدة وطنية هي نقيض مشاريع الهيمنة الفئوية على صيغة الاجتماع اللبناني ودولته. ويشكل كلٌّ من فارس سعيد ورضوان السيد ركيزتين أساسيتين لهذا التحرك مع مجموعة كبرى جلُّهم خرج من رحم قوى «الرابع عشر من آذار» بعدما انحرف قادتها ولاسيما زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن مسارها. هؤلاء لا زالوا يتمسكون بروح الحلم الذي دفع ثمنه نخبة من الشهداء باقون في الذاكرة وفي صورهم المعلقة على جدران الامانة العامة لـ 14 آذار الذي يحرص سعيد على الحفاظ على روح وفكرة 14 آذار التي ليست ملكاً لفرد أو حزب بل لملايين اللبنانيين الذين غصت بهم ساحة الشهداء في ذلك اليوم التاريخي من عمر لبنان في الرابع عشر من آذار 2005، يوم وحّدت دماء رفيق الحريري المسلمين والمسيحيين في انتفاضة على الهيمنة السورية، ويوم أضحى شعار «لبنان أولاً» هو الشعار الأحب للبنانيين الاستقلاليين. لكنه يحرص رداً على كل استفسار من الحاضرين أن يؤكد أن الهدف ليس استنساخ 14 آذار ولا اعادة استنهاضها، ولا الهدف انتخابياً، ذلك أن الأزمة اليوم تتجاوز أزمة معارضة وموالاة لتلامس الأزمة الوطنية، وحيث أن رضوان السيد يرى «أن نظامنا الدستوري قائم شكلاً وكذلك آليات حكم القانون لكن الواقع المعاش غير ذلك تماماً».

قراءة الهيئة التحضيرية واضحة لجهة رفض الاستمرار في الخضوع لمنطق التسوية التي أتت برئيس الجمهورية وبالحكومة الحالية، والتي تحولت إلى استسلام باهظ الكلفة على لبنان ونظامه ودستوره وحكم القانون فيه، وسياسته الخارجية، وانتمائه العربي، ذلك أن «كل الظواهر والمظاهر تؤشر إلى تصدُّع الدولة ومؤسساتها، وسيطرة «حزب الله» على الحياتين السياسية والأمنية، وإلى حصول انحرافات خطيرة في السياسة الخارجية للبنان في ظل الفساد الحاصل في الإدارة، وتحديات الحصار الذي يتعرض له لبنان في ماليته العامة وقطاعاته التجارية والمالية والاقتصادية، بسبب الميليشيات المسيطرة على أمنه، وقضائه، ومطاره ومرفئه والمرافق العامة الأخرى».

حركة المبادرة الوطنية مشروع يطمح القيِّمون عليه إلى الإعلان عن البيان التأسيسي في غضون أسابيع كإطار وطني جامع قادر على التجسير والتشبيك مع المبادرات الأخرى لإطلاق حملة استنهاض وطني كبير لتصحيح المسار بالمعارضة الديمقراطية من طريق جمع شمل المجموعات المدنية والتنموية العاملة على الأرض، وتشجيع مجموعات جديدة، تعمل جميعاً معاً على تطوير المشروع الوطني الجديد.

ما يجري باختصار أن بيروت تشهد حراكاً يعيد إلى الذاكرة بدايات «قرنة شهوان» والمنبر الديموقراطي» و«لقاء البريستول» وكل الحراك الذي لم يكن أحدٌ ليظن يومها أنه قادر أن يشكل النواة لحراك أكبر في لحظة انفجار الاحتقان. المقارنة قد تصح بين مرحلة الأمس من الوصاية السورية ومرحلة اليوم من الوصاية الإيرانية لحجم الاحباط والاحتقان الحاصل على الساحة اللبنانية مع فريق يظن أنه يعيش نشوة الانتصار بفعل تطورات الإقليم وفريق يشعر أنه مهزوم وأن زعيمه يسلك مساراً استسلامياً غير مفهوم، لكن هل يمكن المقارنة بين حراك الأمس وحراك اليوم بما قد يشكله من خلق نواة لانتفاضة ثانية تحاكي «انتفاضة 14 آذار» الأولى في «لحظة ما»، أم أن الواقع بات صعباً زعزعته وتغيير ما تمّ تكريسه إلى الآن؟!

 

إدفنوا صيغة 1943 قبل فوات الأوان

فؤاد ابو زيد/الديار/ تشرين الأول 2017

لو ان العاقلين الوطنيين الكبار الذين وضعوا صيغة عيش اللبنانيين الواحد في العام 1943، استشرفوا المستقبل وتنبّهوا الى عقبات ومطبّات وتغيّرات قد تحصل في لبنان وتضرب الصيغة وتشوّهها وتجوّفها وتفرغها من مضمونها الحضاري والانساني والثقافي والوطني، لما كان المرحومان الكبيران بشارة الخوري ورياض الصلح، اقدما على هذه الخطوة التي عاش اللبنانيون في ظلها منذ العام 1943 وحتى يومنا هذا، على الرغم من كل ما أصابها من وهن وتجاوز و«شرشحة» على مدى 74 سنة، امّا بسبب الموجات غير المنتظرة التي اجتاحت لبنان، وامّا بسبب خلافات اللبنانيين بين بعضهم بعضاً.

سأذكر بالتوالي الزلازل والحالات التي هزّت الصيغة وبدأت تقصقص جوانحها، وابدأ بزلزال سقوط فلسطين في قبضة الصهاينة، ولجوء حوالى مليون فلسطيني الى الدول المجاورة لفلسطين وانعكاس هذا اللجوء على الداخل اللبناني منذ العام 1948، وما زال قائما.

في العام 1952 ضرب لبنان زلزال ثان اسمه جمال عبد الناصر، الذي كوكب حوله مشاعر المسلمين في العالم العربي وفي لبنان طبعاً وبدأت التظاهرات والدعوات خصوصاً بعد وحدة مصر وسوريا، الى ضم لبنان الى هذه الوحدة، ما تسبب باندلاع احداث العام 1958 الدموية.

على الرغم من محاولة انقلاب عسكري قام به عدد من الضباط والجنود ومدنيين مسلحين، وجميعهم ينتسبون الى الحزب القومي السوري في لبنان وسوريا، لم يعمّر سوى ساعات، وكان يستهدف رئيس الجمهورية اللواء فؤاد شهاب في العام 1962، الاّ ان الأمن بقي ممسوكاً حتى العام 1969 عندما قام مسلّحون فلسطينيون تابعون لحركة فتح، وللجبهة الشعبية ومسلّحون لبنانيون تابعون للحركة الوطنية والحركات الاسلامية، بتظاهرة مسلّحة من امام كلية المقاصد باتجاه ساحة الشهداء، فاصطدمت بقوى الأمن وسقط عدد كبير من القتلى والجرحى من الطرفين، وكانت تلك المظاهرة نذيراً بتهاوي صيغة 1943 امام منطق القوة والسلاح، وبداية تنازل الدولة اللبنانية عندما قبلت في العام 1970 باتفاق القاهرة الذي سمح باقتطاع مساحات من الارض في جنوب لبنان، ليقوم المسلّحون الفلسطينيون والعرب واللبنانيون بعمليات عسكرية ضد المستعمرات الاسرائيلية على طول الحدود مع اسرائيل، وكانت اسرائيل في المقابل تشن غارات على القرى والبلدات اللبنانية وتدخل وتدمّر وتقتل وتأسر. بداية انهيار صيغة 1943 عملياً، بدأت في العام 1973 عندما تخلّت السلطات اللبنانية عن سيادتها على المخيمات للمسلحين الفلسطينيين، ونشبت الحرب في العام 1975، عندما اضطرت المناطق ذات الغالبية المسيحية، الى مواجهة المسلّحين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، بعدما انقسم الجيش اللبناني طائفياً، وانقسم معه لبنان واللبنانيون، ولم تعد هناك قيمة للعقل والصيغ والقوانين. عندما يقتل الجار جاره، والجندي رفيقه، والموظف زميله، اي صيغة بعد يمكن ان تجمع بينهم؟!

وعندما يصبح المسلّح الغريب هو الحاكم بأمره في اكثر من نصف البلاد، اي قوانين تبقى صالحة لحماية صيغة 1943 المهشّمة اصلاً؟!

واذا تجاوزنا الحرب ووصلنا الى الطائف، والوصاية السورية والتطبيق المنحرف للطائف، واضطهاد المسيحيين لفترة طويلة، والحرب مع اسرائىل على جولات قاتلة ومدمّرة، وزلزال اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وعدد من قيادات وشخصيات معارضة للنظام السوري، والربيع العربي الذي أكل الأخضر واليابس في عدد من الدول العربية، وبروز قتلة يدعون انهم مسلمون، استباحوا كل شيء في العالم العربي وخارجه، هل يمكن للبناني عاقل بعد كل ما جرى، وبعد كل ما سوف يجري، ان يفكر في أن صيغة 1943 الهرمة المكرسحة المثخنة بالجراح، ما تزال قادرة على لمّ شمل اللبنانيين، او ان المنطق يحكم بوجوب ايجاد صيغة جديدة، تريح اللبنانيين، جميع اللبنانيين، وتحول بينهم وبين جولات عديدة من العنف، لا شك آتية ان لم نستعجل الخلاص. اقتراح للمناقشة.

 

هل "تُفتَح الطريق" بين بكفيا ومعراب؟

ابتسام شديد/الديار/06 تشرين الأول/17

لا يمكن لأحد أكان معارضاً لنهج القوات أو حليفاً لها ان لا يتوقف عند ملاحظات أو أن لا يسجل بعضاً من ايجابيات كثيرة للقوات في مرحلة ما بعد المصالحة المسيحية والتسوية الرئاسية وفي أداء وزراء القوات وعملهم  في حكومة سعد الحريري، فالقوات خطت خطوات نوعية ومتقدمة الى الامام وبسرعة قياسية  تقول مصادر مقربة من القوات، وباتت شريكاً من الشركاء الذين يحسب لهم حساب في الحكم، فرئيس القوات لم يحقق حلمه بالوصول الى بعبدا لكنه بات يعتز بالمشاركة في القرار المسيحي الى جانب رئيس الجمهورية يؤيد كما يعارض حين تفرض الضرورة، ينتقد العهد بطريقة لائقة ويحيَد غالباً رئيس الجمهورية فتقتصر المناوشات والاختلافات على جبهة الوزراء العونيين والقواتيين وفق مبدأ الفصل بين العهد و"رجاله" في الوزارات، كما  يحافظ سمير جعجع على علاقة استراتيجية وثابتة برئيس الحكومة ومتقدمة على الآخرين، وعلى مسافة انتخابية  تتقدم الجميع مع المختارة وعلاقة يشوبها "الحذر" الدائم والمتبادل  مع "حزب الله" حيث يحرص رئيس القوات على تخيف منسوب التوتر الذي يهبط  عندما تحصل تحولات كبيرة ومن ثم يعلو وفق السياسات العامة والتطورات عندما يحرج جعجع بتقدم المحور السياسي للحزب.

أكثر من مرة  وضع جعجع فاصلاً بين علاقته بالعهد وعلاقته بالتيار الوطني الحر، تضيف المصادر نفسها، هو لا يتردد عندما يسأل مباشرة عن أداء وزراء التيار الوطني الحر من الهروب المنمق من الجواب للاشادة بأداء وزراء القوات،  فيما يتولى غسان حاصباني وبيار ابي عاصي مهمة "التنمير" على وزراء الطاقة والخارجية وفتح النار عليهم  في مجلس الوزراء حيث تفرض الاختلافات في طريقة مقاربة الملفات نفسها بين معراب والتيار الوطني الحر.

ولعل ما لم يمكن فهمه وفك شيفراته بعد هو ما ستكون عليه العلاقة بين القوات والتيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية المقبلة وطبيعة التحالفات بينهما بعد، فالقانون النسبي يخضع حالياً لفحوصات مطابخ الطرفين ولاحصاءات الماكينات الانتخابية لكليهما، إلا ان طلائع عدم التعاون او التحالف الانتخابي بحسب مصادر متابعة، باتت واضحة منذ اليوم الاول لصدور القانون في عدد من الدوائر كما في الشوف وعاليه مع احتمال التقارب الانتخابي بين القوات والاشتراكي وحيث يبدو التيار الوطني الحر في الجهة المواجهة، وفي بعبدا حيث لا يمكن ترشيح قواتي (الوزير بيار ابي عاصي) على اللائحة نفسها التي يترشح عليها "حزب الله"، وبعدما اعلنت القوات مرشحيها في جزين وبعلبك الهرمل والبترون وكذلك فعل التيار الوطني الحر في المتن الشمالي ودوائر اخرى.

في النظرة الواقعية والتي تحاول التقليل من ذهاب الفريقين الى لوائح ضد بعض، يرى الواقعيون أن من المبكر الحديث عن معركة بين التيار والقوات، حتى اللحظة يمكن الجزم بحسب المصادر، ان اي تحالف لم يحصل بعد في اي دائرة انتخابية ولم يتم التفاهم فعلياً حول كيفية توزيع الحصص والمقاعد بين الحليفين المسيحيين الذين يخوضان الانتخابات النيابية لأول مرة معاً في اطار مشترك بدل الجبهات والمتاريس التي كانت قائمة في السابق. فلم يحسم الوضع بعد في اي دائرة انتخابية وحيث يترك المرشحون القواتين او العونيون يغردون وفق معادلة "كل واحد فاتح على حسابو"، مع العلم انه سبق للقوات ان أعلنت ترشيح مرشحين "استفزازيين" للتيار الوطني الحر في بعض الدوائر وهكذا فعل رئيس التيار الوطني الحر حين سمى مرشحين في دوائر حتى قبل انجاز القانون الانتخابي.

واذا كانت الانتخابات وكيفية خوضها وشكل التحالفات متروكة حتى ساعة الصفر قبل الانتخابات الا ان كانت ملامح الافتراق واضحة المعالم في بعض الدوائر ولا يمكن اخفاؤها، ولكن هل يؤسس الافتراق بين الحليفين المسيحيين القويين الى تقارب ما بين معراب وبكفيا؟

كل الدلائل لا توحي بحصول غرام مفاجىء بين الكتائب والقوات برأي المصادر، لكن الأمور لا تبدو سيئة كما وصلت اليه الامور قبل فترة على خلفية قداس الشهداء مؤخراً، والذي يأتي تتمة لافتراق عميق حصل بين  الحليفين  السابقين في فريق 14 آذار سابقاً  واللذين افترقا بعد التسوية السياسية التي غيرت كثيراً في معالم العلاقة المضبوطة بينهما، وحيث وقع الافتراق في الخيارات  بعد مصالحة معراب التي اعتبرتها الكتائب استهدافاً واقصاء لها.

ولكن هل يحصل التقارب اليوم اذا ما حصل التباعد بين معراب والتيار الوطني الحر، تقول المصادر المتابعة: "لا شيء في السياسة مستحيل"، لكن الاختلاف بين القوات والكتائب في الخيارات السياسية الجديدة وفي التنافس الحزبي واضح المعالم، فالقوات تعتقد انها سبقت الكتائب بأشواط في العمل الحزبي  التنظيمي والسياسي، فيما لا تزال  الكتائب ترى نفسها في المرآة والاطار الذي يعود الى ايام بيار الجميل المؤسس وبانها الحزب الاقوى مسيحياً، فيما التيار الوطني الحر قطع مسافة طويلة عن الكتائب وكذلك القوات اللبنانية، وعليه فان التنافس بين الاحزاب المسيحية وان حصلت المصالحة المسيحية بفرض نفسه في استحقاق 2018 وبالتالي فان ما يحصل مع الثنائية الشيعية لن يتكرر مع المسيحيين.

 

الحريري يستشعر ثقل التسوية الرئاسية

هيام القصيفي/الأخبار/06 تشرين الأول/17

في كل مرة تعود فيها السعودية إلى أداء دور ما في لبنان، وتظهر الخلافات الداخلية مع حزب الله، يصبح الكلام عن نقمة سنية داخلية في الوسط السياسي مادة نقاش أساسي، ليس في اتجاه الحزب إنما أيضا في اتجاه الرئيس سعد الحريري نفسه

بين زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو، والزيارات التي تقوم بها قيادات مارونية وسنية للرياض، تختلف الانتظارات اللبنانية. الأولى تثير تساؤلات حول ما يمكن أن تقدمه المملكة الى روسيا لتحفظ لها موقعاً في الترتيبات الإقليمية، وعما يمكن أن تفعله روسيا ــــ كراعية للتفاهمات حول سوريا ــــ لحجز دور أساسي للسعودية في ملفات المنطقة، ما ينعكس حكماً على لبنان. وهذا ما يجب انتظار أولى إشاراته بعد نضوج المعلومات حول نتائج هذه الزيارة.

وعطفاً على التطور الدبلوماسي السعودي في لبنان، بتعيين السفير الجديد وليد اليعقوبي الآتي من خبرة أمنية وسياسية الى جانب وزير الدولة لشؤون الخليج تامر السبهان، تكمن دلالات زيارات قادة لبنانيين للرياض، ويتوقع استمرارها مع أسماء وشخصيات جديدة. وما نتج منها أن الرياض أكدت لمن التقتهم أنها «الى جانبهم» ولم تتخلّ عن أي فريق سياسي يقف في الخط الذي تدافع عنه، وأنها حاضرة للدعم في تحفيز الاتجاه السياسي الذي يفترض أن يعبر عنه هؤلاء، على أن يبادروا الى العمل وفق هذا الخيار السياسي. وقد بدا لافتاً في لائحة الأسماء التي حرصت الرياض على طلب مقابلتها، أن تخص رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بلقاء، ليس على مستوى مساواته برئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع فحسب، إنما لتخطيها الاعتبارات الداخلية لجهة سوء العلاقة التي تربط الجميل بالرئيس سعد الحريري، الحريص دوماً على انتقاد الجميل والخروج من مجلس النواب حين يتحدث الأخير، علماً بأن هناك من ينتقد أداء الجميل بعد زيارته للرياض وعدم لحظه التكريم السعودي.

جدول أعمال الرياض حافل بلقاء شخصيات سنية استعداداً لمرحلة لبنانية جديدة

ولا تتوقف السعودية عند القوى المارونية الحليفة لها وحدها. فجدول أعمالها حافل بلقاء شخصيات سنية، تحاول معها ترتيب البيت السني وانتظام حركته لمواجهة التطورات الإقليمية والاستعداد لمرحلة لبنانية جديدة. فإذا كان يفترض بالانتخابات أن تكون محكّاً أساسياً لهذه القوى في مواجهة حزب الله، إلا أن ثمة واقعية في التعامل مع الأحداث تتطلب حضوراً سياسياً أقوى، وخصوصاً أن الفترة التي تفصل عن الانتخابات لا تتعدى الأشهر الستة، وحتى ذلك الوقت لا يمكن ترك الوضع السني عموماً وحلفاء السعودية على هذه الحال من التخبط، ولا سيما أن لكل من هذه القوى رؤيتها في تثبيت مواقعها داخل السلطة وعلى الأرض.

فإذا كان الرئيس سعد الحريري لا يزال حتى الآن ملتزماً التهدئة السنية ــــ الشيعية، والترتيبات التي أنتجتها التسوية الرئاسية، إلا أنه بدأ يستشعر ثقل هذه التسوية على الأرض، وعلى البيئة الشعبية السنية. لكن ذلك لم يحثّه على الإقدام على خطوات فاعلة لاستيعاب النقمة الداخلية التي برزت في محطات عدة. وما نقل عنه الى أوساط فاعلة في التسوية الرئاسية من أنه لا يريد في الانتخابات النيابية سوى تثبيت موقعه السني كي يكون «رئيس الحكومة القوي» في بيئته، يعبر تماماً عن أن نياته لم تترجم بعد بحركة ميدانية، حاصراً نفسه في ملفات اقتصادية ومالية.

لعل هنا قوة المداخلات التي قيلت في النقاشات التي شهدتها اللقاءات التي يعقدها النائب السابق فارس سعيد والدكتور رضوان السيد. فخلاصة هذه النقاشات، مع شخصيات سياسية متنوعة، تتخطى الاجتماعات الفكرية ــــ السياسية والنخبوية التي اعتادها الرجلان. ورغم أن عنوان هذه اللقاءات مسيحي ــــ سني، إلا أن هاجس «المظلومية» السنية الحالية يقلق بال سعيد، ومن يشارك معه في اللقاءات، على قاعدة أن الشكوى هذه المرة أشد وقعاً، لأن المتحدثين بها ليسوا نواباً أو مرشحين أو قواعد نخبوية، بل هم ممثلو حالة سنية شعبية تنتمي الى الأطراف التي لم تصطدم بحزب الله كحالة عداء سنية ــــ شيعية، كما حصل في 7 أيار، لكنها باتت تعبر عما لا يقوله ممثلو الطائفة السنية الموجودون في السلطة.

هناك انتقادات عدة توجه الى مثل هذه اللقاءات كونها تعبر عن حالة مضت واستنفدت نفسها في كلام متكرر عن حوار سني ــــ مسيحي ينطلق من مقاربة مشتركة لواقع لبناني، في ظل المتغيرات الإقليمية التي سمحت بنشوء محور إيراني متمدد في المنطقة. لأن هذا الكلام لم يعد يفعل فعله في خضم الوضع الداخلي المتأزم، وسط اعتقاد بأن للسنّة في لبنان مشروعاً حملوه ودافعوا عنه في السنوات الطويلة الماضية، قبل الطائف وبعده، وأنهم لم يلتقوا مع المسيحيين حقيقة إلا عام 2005 حين تحالفوا مع المسيحيين وقرنة شهوان وبكركي، لكنهم سرعان ما عمدوا الى تشكيل حالة سياسية مختلفة مع الحرب السورية وتشعباتها داخلياً، علماً بأن الحوار السني ــــ الشيعي يبقى هاجساً لديهم من أجل منع أي تقاتل مذهبي، ربطاً بأي حوار سعودي ــــ إيراني على مستوى المنطقة.

لكن، في المقابل، فإن الحالة السنية الشعبية التي عبّرت عن نفسها في لقاءات «المبادرة الوطنية»، رافضة لخيار الحريري القيام بتسوية رئاسية ولأي هدنة مع حزب الله، ولو أن خيار الأخير الإقليمي بدأ يثمر في سوريا والعراق. فهاجس هؤلاء، الحريصين على تأكيد انتمائهم للبنان، يكمن في كيفية فتح آفاق الامتداد اللبناني خارج الحدود، حيث وجود «الأمة» بكل ما تمثل من عمق عربي وإقليمي لمواجهة المد الإيراني. وهذا تماماً ما يثير القلق، لأن هذه المجموعات لم تعد مؤمنة بأن القيادات السنية قادرة على الحفاظ على مصالح الطائفة، بقدر ما يثير الارتياح أن هذه المجموعات تنحاز الى خيار النقاش بدل خيار السلاح والتطرف. وإن كان هناك من لا يزال يعتقد، حتى في الوسط السياسي السني، بأن هذه الحالات تبقى محصورة في بيئتها، لأن الممثلين الحقيقيين للسنة إنما هم الزعماء السياسيون من الشمال الى الجنوب وبيروت والبقاع.

ورغم أن هذه اللقاءات صيغت أساساً لتأكيد شراكة مسيحية ــــ سنية في مواجهة «المد الإيراني وهيمنة حزب الله على السلطة»، إلا أن جزءاً من الخلاصات التي نتجت منها يكمن في هذا القلق السني الذي يعبر عن نفسه سياسياً، وليس أمنياً كما يخشى البعض، فتحاول الشخصيات المسيحية استيعابه لتأكيد مشاركة وطنية، ومن أجل أن تسحب منه أيضاً فتيل الاحتكاك المذهبي السني ـــ الشيعي، لكن المشكلة لا تكمن في تأمين غطاء مسيحي وتفهم لهذا القلق. هناك من يجب عليه استيعاب هذه الحالة وتأطيرها سلمياً، ويفترض أن تكون هذه مهمة الحريري نفسه الراغب في موقع الرئيس القوي داخل بيئته، لكنه حتى الآن يبدو مشغولاً بأمور كثيرة مع العهد.

 

ماذا أفعل بكلّ هذا الحبّ؟!

عقل العويط/النهار/06 تشرين الأول/17

أن أكون في قلب العالم وخارجه. أن أكون في الجحيم. وفي الهواء الطلق. أن أكون في الجروح في المآسي في الأوجاع في الكآبات في المرارات في الهزائم في الكوارث الجماعية في احتفالات الخراب والموت في الوحشية القصوى في جموح القتل اللامسبوق في الخواء في العدم، و... أن أظلّ أحلم بالأمل.

أنا الآن في قلب العالم وفي الخارج. أرى ذلك كلّه يعبر في عينيَّ وفي قلبي، ملمِّعاً وجداني المغمور بلوعة العتمة الرهيبة، لكني أظلّ أرفض السقوط في اليأس. في مكانٍ ما من ليل هذا العالم، أمشي تحت الرذاذ الخفيف. ثمة هواءٌ شجيٌّ يسألني أن أُنصت إلى معناه، عارفاً أني أكتفي بلمعان البوصلة في العقل لكي أُدرك جوهر ما يجري، مستخلصاً النهايات التي يأخذنا إليها هذا العالم. أتودّد إلى أمكنةً لا يعرفني فيها أحد، سوى الغيوم المتراكمة في الفضاء، واجهات الكتب، وكراسي الجلوس على أرصفة شوارع مضمّخة برائحة الحبر والنبيذ والشغف. هل يكفي أن أمشي هناك، وأن أجلس هناك، عارفاً ما يجري، وعبث ما يجري، وأيّ مصيرٍ يلمّ بإنسان هذا العالم، لكي أشعر بعذابٍ أقلّ؟! أمشي طويلاً في أعماق الليل، وأجلس طويلاً.  ذلك كلّه يتحقق خارج الوقت. وخارج المكان. يا للعجب حين يتحقّق ذلك كلّه في جوهر الوقت. وفي جوهر المكان. فما أعظم أن أكون وأن لا أكون، وحيداً وأنا في وجدان العالم، متفلتاً من كلّ عبء مباشر، مكتفياً بالرمز والدلالة. المسافة التي تفصلني عن هذا العالم أشبه بالمسافة بين النثر والشعر. بين المرأة التي تعرف عبقرية كونها امرأة، والمرأة التي لا تعرف. ولا يمكنها أن تعرف. كان لا بدّ لي من أن أستعيد جسداً تُفلت مني روحه باستمرار. وأن يأخذني النبيذ الليلي إلى حيث لا يقيم سوى الشعر.

كيف أشرح ما أنا فيه؟! تتساقط الشروح. لا جدوى من الشروح.  الناس الذين يجلسون، أو يعبرون، أعرفهم واحداً واحداً بالبوصلة التي تلمع في العقل، وتمنحني القدرة على الاستمتاع بجوهر الانتماء إلى قاموس العالم، والتملّص منه في الآن نفسه. لكن لا أحد من هؤلاء يعرفني. وهذه غايتي القصوى.

ما أعظم أن أمشي وحيداً. وأن أجلس وحيداً. الرذاذ الصديق يترفّق بعطش الروح. الغيوم تلبّي أفكاري عن الشعر. وتهرّب الشعر من الشروح. ومثلها يفعل الهواء الخفيف. بالخفّة نفسها. وبالمكر نفسه. أمامي أعمالٌ كثيرة ينبغي لي أن أنصرف إليها: معالجة هذا الرذاذ من أجل أن يبقى برفقتي. دعوة الغيوم من أجل أن تستوطن رأسي لئلا يشعر بالاغتراب. الأرصفة، واجهات الكتب، الشوارع، المقاهي، الكراسي، كم أنا محتاج إليها لأبقى أتحمّل الجحيم، رافضاً الاستسلام لليأس. شيءٌ من نبيذ الحبّ ينبغي له أن يقنع الشعر، ويقنعني، بلذة البقاء. ماذا أفعل بكلّ هذا الحبّ؟! بأيّ إناءٍ أجمعه لئلاّ يذهب إهداراً؟!

 

العرب أمام تحديات الفيدرالية والانفصال

رضوان السيد/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

كان العرب وعلى مدى خمسين عاماً وأكثر يشتمون اتفاقية سايكس - بيكو لأنها قسّمت أمتهم وديارهم. وهم الآن، وفي غمار مطالب وممارسات الفيدرالية والانفصال يترحمون على تلك الاتفاقية، التي كان من ثمراتها المُرّة قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.

إنّ المشاهدَ اليوم أنّ أبرز مشروعات الانفصال هو المشروع الكردي، في سائر دول المنطقة. وهو مشروعٌ قديمٌ سابقٌ على سايكس - بيكو، وظلَّ قائماً بعدها. هو متصلٌ بالوعي القومي لسائر الإثنيات الثقافية والعرقية في المشرق في مطالع القرن العشرين. وقد ظهر أو برز في منطقة البلقان، ولدى الأرمن والأكراد في الإمبراطورية العثمانية أو الرجل المريض، كما سمّاها المستعمرون الغربيون في القرن التاسع عشر. وقد بدأ نقاشٌ حادٌّ في أوساط الاستراتيجيين الغربيين منذ الستينات من القرن الماضي، ومؤداه: هل تأتي عِلَلُ الانفصاليات من الوعي الديني الخاص، أو من الوعي الإثني - القومي الخاص؟ ويرجع ذلك وقتها إلى الحالة أو الحالات في آسيا وأفريقيا. وبسبب تطورات الحالة الباكستانية بالذات، انتصر الرأي القائل إنّ الوعي القومي هو السبب الأول للميول الانفصالية، ويأتي بعده الوعي الجهوي، ويأتي العامل الديني ثالثاً. فقد قامت باكستان نتيجة التمايُز الديني لدى مسلمي السند في الأصل. لكنّ البنغاليين المسلمين في الجزء الشرقي منها، ما لبثوا - بمساعدة الهند - أن أقاموا دولة بنغلاديش في السبعينات. وبذلك تغلّب الوعي الإثني على الوعي الديني. ومنذ القرن التاسع عشر، وفي منطقة البلقان بالذات، ظهرت كل الانفصاليات في نطاق الوعي الإثني- القومي، وليس بسبب الوعي الديني الخصوصي بالدرجة الأُولى. والفرق بين الحالات في القرنين التاسع عشر والعشرين، أنّ المستعمرين الغربيين والقوى الغربية الأُخرى، كانوا سلبيين تجاه وحدة أراضي الدولة العثمانية، ولذلك دعموا الانفصاليات الإثنية (ألبانيا مثلاً)، بينما عادوا لجمع الإثنيات البلقانية في دولة يوغوسلافيا بعد تحطم الإمبراطورية النمساوية - الهنغارية. ولأنهم احتلوا المنطقة التي كانت تشغلها الدولة العثمانية، فقد تمايزت وتصارعت مصالحهم؛ فأنتجوا دولة إسرائيل من لا شيء غير الوعي الديني والقومي اليهودي والصهيوني؛ في حين ما رأوا ضرورة لإقامة الدولة الكردية، ورأوا أنّ المشروع الأرمني ما عاد قائماً بالمشرق بل في أراضي الإمبراطورية السوفياتية.

ومنذ التسعينات، أقبل الأميركيون والإسرائيليون على التفكير في الدولة الكردية. وأنشأ الأميركيون كما هو معروف منطقة حظر الطيران، التي سمحت بإقامة إدارة كردية، وتجربة كردية في عمليات بناء الدولة والكيان. لكنْ بعد ست سنواتٍ من الصراع، والإجماع على ضرورة الاستقرار، ما عاد أحدٌ يريد تغيير الحدود، حتى لو كان ذلك لصالح إسرائيل. وقد أفاد من ذلك بشار الأسد، كما أفاد العراقيون الجدد بعد صدام. وصار ذلك كلُّه لغير صالح الأكراد. إنما حجة الأكراد الآن أنه في كل مرة يوشكون على إقامة كيانٍ سياسي خاصٍ لهم، يأتي من يقول هلم: لكم حق تقرير المصير، لكنّ الوقت غير مُلائمٍ الآن!

إنّ الدارج الآن مناطق الحكم الذاتي والفيدراليات. وتبقى السلطة المركزية، لكنها ضعيفة، ومنهمكة بتوزيع الموارد أو حجبها. وهذا الحجب بالذات يزيد من استثارة الإثنيات والجهويات، كما في ليبيا وفي المناطق المتنازع عليها على حدود إقليم كردستان. فالمبدأ القومي والإثني له وجهه الآخر، وهو أنه يقسّم الداخل على أساس التمايزات اللغوية أو السياسية. بحيث تستطيع كلُ قوة كبرى أو مجاوِرة التدخل للغلبة في مناطق وشقوق النزاعات مثلما تفعل إيران في السليمانية الآن. وقد ظلَّ الجنوبيون السودانيون موحَّدين في الثورة على الشمال، لكنهم عندما كسبوا الدولة ضاعت وحدتهم الداخلية، في عمليات الصراع على السلطة.

ما هو الأمر الذي أريد التوصل إليه؟ أنّ المشروع الكردي قديمٌ وله جذور أرضية ومحلية ولغوية وسياسية ناجمة أخيراً عن تجربة السنوات العشرين الماضية وأكثر. ويمكن للأتراك والإيرانيين خنقه بمعاونة أو تضامن السلطة العراقية، وموافقة أميركا وروسيا. لكنه مشروعٌ لن يموت، ولأنّ الأكراد ذاقوا طعم الانفصال بتجربة سياسية زاخرة، إنما في الانفصال لا غنى لهم عن كركوك، ولن يسلِّم أحدٌ لهم بكركوك التي يحتلونها الآن!

ولنلتفت إلى الوعي الديني. ليس في المنطقة دول دينية غير إيران وإسرائيل. والدواعش وأشباههم على توحشهم، ما امتلكوا مشروعاً انفصالياً. وكل الإسلاميين يدعون إلى توحيد البلدان تحت سيطرتهم، وينبذون المخالف. فالمشكلة معهم مشكلة استيلاء وسيطرة وعنف، يمكن أن تنفر منها فئة أو أكثر، وتفكّر في الانفصال، وهذا هو الأمر الآن مع إيران وميليشياتها. لكنّ الدين قابلٌ للاستخدام أو التأثير بأشكالٍ أُخرى. فلدى الصرب على سبيل المثال صارت الأرثوذكسية ديناً قومياً أو شبه قومي متلائماً مع النزعة العصبية أو القومية السلافية. وهذه الظاهرة، أي ظاهرة الدين القومي أو شبه القومي سائدة في إيران بالنسبة للتشيع. ولذلك فإنهم في هذه الأيام يرغمون الشيعة الآخرين الذين يتزعمونهم خارج إيران بتقاليدهم الشيعية والأُخرى القومية. وقد ظهر ذلك منذ مدة في احتفائيات عاشوراء، التي اصطنع لها الإيرانيون «تقاليد» وأعرافاً تُلائم مصالحهم، وما كانت موجودة من قبل.

ومرة أُخرى، وبعكس الأرمن واليهود؛ فإنّ النزعة الكردية تبدو قومية خالصة، ولا تستخدم الدين منذ النصف الثاني من القرن العشرين. لكنّ الإيرانيين استطاعوا تحقيق اختراق بين الأكراد الشيعة وهم قلة، وكذلك بين التركمان الشيعة. إذ صار ولاؤهم لإيران وليس للبارزاني أو إردوغان. ويرجع ذلك لشعور هؤلاء بالعزة والفخر نتيجة الغلبة الإيرانية الظاهرة بالمنطقة الآن. لقد تحدثنا طويلاً عن الإشكاليات القومية والدينية التي يحفل بها المشرق العربي اليوم. ويظهر من العرض أنه حتى الميول الانفصالية القوية والتاريخية تظل صعبة التحقق، فلماذا لا تنجح الفيدراليات، التي صار الجميع يسلِّمون بها بعد طول رفض؟ هي لا تنجح، لضعف فكرة الدولة المركزية، وسوء تدبيرها، بحيث لا تستطيع إدارة التعدد السياسي والإداري. وهو أمرٌ ظاهرٌ في العراق ولبنان اليوم. إذ ما تزال الفكرة السائدة أنّ الفيدرالية موصلة إلى الانقسام والانفصال، ومثيرة للمخاوف لدى سائر الفئات. في الدول التي أدخل الأميركيون وغيرهم فكرة الفيدرالية عليها، لإراحة الأقليات الإثنية والدينية، سادت في المركز من جديد قوة غالبة، والشعور بالغلبة لا يعطي فرصة للتعدد أو اللامركزية الموسعة. وهذا هو الوضع في العراق. أما في لبنان فإنّ الغلبة من جانب طائفة تُحدث نزاعاً داخلياً. هكذا حدث مع الموارنة، وهو يحدث هذه الأيام مع الشيعة الغالبين. ولذلك ليس هناك نقاش عقلاني حتى بشأن اللامركزية! ويا للعرب!

 

ما بعد موعد الكرملين

غسان شربل/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

عوامل كثيرة تدفع الصحافي الذي وفد إلى موسكو لتغطية القمة السعودية - الروسية إلى وصفها بالحدث الاستثنائي. إنها المرة الأولى التي يدخل فيها عاهل سعودي قصر الكرملين. وبدا واضحاً أن حرص الرئيس فلاديمير بوتين على إحاطة ضيفه بحفاوة غير عادية يعكس رغبة موسكو في أن تشكل الزيارة إشارة الانطلاق في علاقة قوية وعميقة تخدم مصالح البلدين. لا يقتصر الأمر على القيمة الرمزية التي يشكلها دخول الملك سلمان بن عبد العزيز الكرملين. للموعد أهميته أيضاً انطلاقاً من وقائع اقتصادية وسياسية. إننا نتحدث عن الدولتين اللتين تتصدران لائحة الدول المصدرة للنفط. عن دولتين في «مجموعة العشرين» وما يعنيه ذلك اقتصاديا وسياسيا. ليس سراً أن كلاً من الدولتين تدرك أهمية الأخرى وأوراق قوتها. روسيا دولة عريقة تجاوزت آثار انهيار الاتحاد السوفياتي وعادت قوة كبرى دينامية الحضور والتأثير على المسرح الدولي. ثم إن روسيا تحولت قبل عامين بفعل تدخلها العسكري في سوريا لاعباً يومياً بارزاً على مسرح الشرق الأوسط وإلى درجة الظهور في صورة المعبر الإلزامي والوحيد للحل في سوريا. وروسيا عضو دائم في مجلس الأمن وتملك فيه القدرة على إسقاط القرارات باستخدام سيف «الفيتو» أو تمريرها. ولم تتردد موسكو في السنوات الأخيرة في التذكير بقدرتها على استخدام حق النقض.

روسيا أيضاً دولة نووية. ودولة قطعت أشواطاً بعيدة في التقدم العلمي والتكنولوجي منذ اختارت مبارزة الغرب في غزو الفضاء. ولا يصح أن ننسى أن هذه البلاد التي تنام طويلاً تحت الثلج كل عام تنام أيضاً على ثروة من المناجم الثقافية لا تقتصر على تلك الروايات الباهرة التي تتحدى عقاب الشيخوخة والزمن. وروسيا الاتحادية معنية بالمسلمين الذين يشكلون جزءاً من شعبها وتاريخها ومعنية أيضاً بالمسلمين الذين تحولوا جيراناً لها بعد تمزق العباءة السوفياتية.

في المقابل تدرك روسيا أهمية السعودية وثقلها الاقتصادي والسياسي ورصيدها الواسع عربياً وإسلامياً ودولياً. وتدرك أيضاً أن السعودية تملك القدرة على القرار في بناء علاقات متنوعة انطلاقاً من مصالحها. فـ«الشراكة الاستراتيجية» مع أميركا والعلاقات الواعدة مع الصين واليابان ودول كثيرة لا تحول دون قيام علاقات قوية مع روسيا. ولعل التدخل العسكري الروسي في سوريا ضاعف شعور موسكو بحجم الدور الذي يمكن أن تضطلع به الرياض في بناء أي سلام عادل وتسويات منصفة. يضاف إلى ما تقدم شعور الجانب الروسي بأن «سعودية جديدة وقوية في طور التشكل» وأن «رؤية 2030 تعد بتحولات اقتصادية واجتماعية لن تقف آثارها عند الحدود السعودية». ولا يخفي الجانب الروسي ارتياحه إلى «انتقال السعودية من التصدي للإرهابيين إلى الحرب الشاملة على التطرف وأسبابه وجذوره وهو ما يشكل جسراً كبيراً بيننا». لم يعد التطابق في السياسات شرطاً للعلاقات في العالم الحالي. كانت تجربة التعاون السعودي - الروسي لاستقرار سوق النفط أكثر من مشجعة. اكتشف البلدان في العامين الأخيرين أن التبادل التجاري المتواضع بينهما لا يتناسب مع حجم الفرص المتاحة في البلدين اللذين يسعيان إلى تنويع اقتصاديهما وتجاوز مرحلة الإدمان التي يشكلها الاعتماد على النفط وحده. كان لا بد من مقاربة جديدة للعلاقات بين البلدين على رغم التباين حول الملف السوري. وكان لمحادثات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دورها الحاسم في إطلاق حوار المصالح والتبادل. إنها سياسة بناء الجسور واستكشاف فرص الاستثمار والتعاون وبما يخدم الطرفين ويعزز القدرة على معالجة مواضيع التباين.

كانت الرغبة المشتركة في فتح صفحة جديدة في التعاون واضحة منذ البداية. حمل المسؤولون والمستثمرون السعوديون معهم دراسات تفصيلية واقعية ومقنعة تركت صدى إيجابياً لدى الجانب الروسي وأوحت أن المستقبل يحمل ما يتجاوز ما وقع من اتفاقات.

الحرص الروسي على إنجاح القمة كان ظاهراً. عشية الزيارة توقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أن تشكل القمة انعطافة حقيقية في علاقات البلدين تنقل التعاون بينهما «إلى مستوى جديد تماماً»، بما يحقق «مساهمة عميقة الفائدة في استقرار منطقة الشرق الأوسط». قال أيضاً إن «دولتينا تنطلقان من أنه لا يوجد بديل لحل الأزمات الإقليمية بطرق سياسية ودبلوماسية عبر حوار وطني شامل على أساس القانون الدولي». الاقتصاد هو المفتاح والمصالح هي الوسادة الحقيقية. لم يعد ممكناً بناء العلاقات على التمنيات أو التلاقي الظرفي على مواقف سياسية. تدرك روسيا بوتين أن الاقتصاد هو أقوى الجنرالات في معارك الزمن المقبل. وأن الاقتصاد المزدهر هو الضمانة للموقع وكذلك للاستقرار وللقدرة على التنافس وحتى على تأمين متطلبات الآلة العسكرية. من دون اقتصاد قوي تتراجع قدرات الجيوش وتنحسر معها الأدوار. ومن أجل ذلك الاقتصاد لا بد من استكشاف الفرص وتأسيس العلاقات على المصالح وتطوير التعليم وامتلاك التكنولوجيا الحديثة وتبادل الخبرات وفتح آفاق التطور. كان الموعد في الكرملين استثنائياً. بلدان يستكشفان آفاق التعاون بلغة الأرقام والمصالح المشتركة والرغبة في بناء الجسور. ويبقى الامتحان الأهم هو ما ستحققه العلاقات في مرحلة ما بعد موعد الكرملين.

 

لماذا اختارت قطر التحدي؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

ضمن ردة فعلها على تكتل الدول الأربع الذي قرّر مقاطعتها، تبنّت قطر مفهوماً واحداً؛ فعل كل ما بوسعها لإفشال مشروعهم وإجبارهم على مصالحتها. حولت الاتجاه نحو إيران، وأعادت العلاقة مع «حزب الله»، وتقوم بتمويل ميليشيات الحوثي في اليمن، والجماعات الإسلامية المتطرفة المعادية لهم، وتقوم بدعم القائمين على قانون «جاستا» الأميركي؛ تريد تجريم السعودية باتهامها بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وتدفع للجمعيات الحقوقية الدولية لمحاسبة السعودية في مجلس الأمن والكونغرس الأميركي على نشاطها العسكري في اليمن، الذي كانت قطر نفسها جزءاً من التحالف، إضافة إلى أنها تدفع الغالي والنفيس لكل صوت عنده رغبة في مهاجمة الدول الأربع. وقد يسأل البعض: لماذا نستنكر على قطر أن تفعل هذا وهي تدافع عن نفسها، وهم من بدأ الأزمة بقرار مقاطعتها؟ نستنكر ما تفعله صحيح، لكننا لا نستغربه، لأنها كانت تفعل مثله خلف الستار. أما الآن، فاستهدافها هذه الدول يتم على الملأ، وبشكل مضاعف.

العدوانية والمواجهة التي تمارسها الدوحة ليست خيارها الوحيد، وهي التي عندها خيار أن تقبل الأمر الواقع وتتعايش معه؛ كان أمامها منذ انفجار النزاع بينها، أي قطر، ومجموعة الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) خيارات ثلاثة؛ أولها، القبول بالشروط، وإعادة ترتيب العلاقة وفق مصالحة مضمونة، ثم تنتهي المشكلة ونعيش بعدها جميعاً مرحلة مستقرة تقوم على الاحترام وعدم التدخل. الخيار الثاني، كان متاحاً لقطر أن تمارس القطيعة من جانبها، كما فعلت الدول الأربع، وتعيش حياتها وتدير شؤونها من دونهم. الخيار الأخير والأصعب، هو ما تفعله الآن؛ إعلان العداء وشن حرب بمواجهة البلدان الأربعة على مستويات المنظمات الدولية والحكومات، وبناء تحالفات، وإبرام صفقات عسكرية ضدهم، وتمويل خصوم الدول الأربع، والتحريض عليهم من على كل منبر. التصرف ليس مستغرباً من سلطة الدوحة؛ هذا ما كانت تفعله منذ عشرين سنة، ولا تزال. تعتقد أنها تستطيع أن تفرض رأيها على من تشاء، بغض النظر عن رغبات هذه الدول، وتوجهاتها، وإمكانياتها، ومخاطر مواجهتها. كانت ولا تزال قطر تلعب على الطاولة الخضراء مساعدة في علاقاتها اللعب حتى آخر ريال! لكن أليس لقلقها مبرر؟ هل، حقاً، بإمكان قيادة قطر أن تأوي كل ليلة إلى فراشها مطمئنة أن لا أحد سيعتلي أسوار الدوحة، ويستولي على الحكم؟ الحقيقة أن ما تفعله قطر حالياً هو تحرش واستعداء، وممارستها نشاطات عدائية ضد الدول الأربع هو الذي قد يضطرهم في ليلة مظلمة إلى تسلق الأسوار، أو دعم الطموحين، وهم كثر. الحقيقة الأخرى أنه لا أحد يريد فرض تغيير بالقوة، بخلاف ما يزعمه النظام القطري، لأسباب كثيرة، أقلها أن تغيير الأنظمة، وتدبير الانقلابات، تلحق بالدول الفاعلة سمعة سيئة، ثم إنها لو كانت حقاً تنوي ترتيب انقلاب أو غزو ما كانت جاهرت بالعداء والقطيعة، حتى أصبح التسلل إلى داخل قطر صعباً، والأجهزة الأمنية والحراسات الأميرية مستنفرة على مدار الساعة والأيام. كان بإمكان الغاضبين منها عدم افتعال معركة، والمهادنة ثم الاستيلاء على الدوحة في ساعتين، في جنح الظلام. نرى حالة خوف شديدة ورعب انتابت القصر في الدوحة، لم تعش مثلها من قبل، وهي التي كانت تتآمر قيادتها من غرف الشاي وأمام التلفزيون لإسقاط كثير من الأنظمة في المنطقة وتخويف الحكومات على مدى عقدين، بما في ذلك ضد البحرين ومصر والسعودية والإمارات. هذا الخوف من الانتقام «المبرر» دفعها للصراخ وطلب النجدة من كل دولة، مهما بعدت وصغرت. وهي تنفق مبالغ خيالية لم نعرف لها مثيلاً، والنتيجة كما كتبت سابقاً: سترضخ وستوقع، ربما في الغرف المغلقة. رأيي أنه كان بإمكان قطر أن تجرب أن تعيش في عزلة من دون السعودية ومصر والإمارات والبحرين؛ كان بإمكانها أن تكون صديقة حميمة مع مائتي دولة أخرى في العالم، بدلاً من هذا الطيش، ومهاجمة الرباعية في كل مكان، الذي سيؤدي بها في الأخير للإفلاس، وسيفقدها الاحترام، وقد يستفز خصومها إلى فعل ما هو أعظم.

 

السعودية وروسيا... نحو شرق أوسط جديد

نديم قطيش/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

كل ارتقاء بالعلاقات الروسية - السعودية، منذ نهاية الحرب الباردة، اقترن بمتغير استراتيجي كبير في الشرق الأوسط، التقت مصالح البلدين عند ضرورة الاستجابة المشتركة له. تاريخ العلاقات بينهما هو تاريخ هذه المفاصل الحساسة في الشرق الأوسط، بشكل لا يمكن أن يفوت عين المراقب. عودة العلاقات الدبلوماسية الروسية - السعودية في سبتمبر (أيلول) 1990 جاءت بعد شهر من زلزال اجتياح صدام حسين للكويت، وفي أعقاب انطلاق عملية درع الصحراء، التي تطورت لاحقاً إلى عملية عاصفة الصحراء، وانتهت بإخراج صدام من الكويت. نجحت جهود البلدين، لفترة وجيزة، مشفوعة بالسياسات الجديدة لميخائيل غورباتشوف، في تجاوز التاريخ بينهما، ولا سيما ما كانت عليه الحال أيام الاتحاد السوفياتي وأيام الجيش الأحمر في أفغانستان. وأيضاً في التسعينات بسبب الحرب التي كانت تخوضها روسيا ضد الانفصاليين الشيشان، إضافة إلى الموقف السوفياتي الذي كان يميل إلى الصرب وما مارسوه ضد مسلمي البوسنة.

في هذه المناخات ولدت الظاهرة البوتينية باعتبارها ظاهرة قومية روسية، بخصائص عرقية سلافية ودينية مسيحية أرثوذوكسية، وباعتبار فلاديمير بوتين، نجم المواجهة مع «الجهاديين» من هذا الموقع تحديداً. مجدداً، سيكون صدام حسين سبباً للتقريب بين البلدين؛ إذ ستلتقي مصالح موسكو والرياض عند معارضة العاصمتين الاجتياح الأميركي للعراق للإطاحة بنظام بغداد؛ وهو ما أدى إلى الزيارة التاريخية لولي العهد السعودي – آنذاك - الأمير عبد الله بن عبد العزيز إلى موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، بعد الاحتلال الأميركي. إلا أن الحذر ظل الحاكم الرئيسي للعلاقات السعودية - الروسية، بحيث إن التبادل التجاري بين البلدين لم يكن قد تجاوز المليار دولار حين زار بوتين الرياض في فبراير (شباط) 2007. أحيت زيارة بوتين الأمل الدائم في النهوض بهذه العلاقة، وشهد العامان 2007 و2008 زيارات متبادلة ومحاولات من الجانبين، للتفاهم على عقود تجارية وإعمارية، وعقود تسلح واجتراح تفاهمات نفطية من دون التوصل إلى نتائج كبيرة. لسوء حظ البلدين، أدخل وصول باراك أوباما إلى سدة الرئاسة الأميركية، متغيراً جديداً على العلاقات الروسية - السعودية، ولا سيما مع القرار الاستراتيجي الأميركي بالحوار مع إيران حول ملفها النووي! بالنسبة لموسكو كان كل تقارب روسي - سعودي يهدد بدفع الإيرانيين أكثر باتجاه واشنطن. وبالنسبة للسعودية، فإن حفاظ موسكو على مستوى علاقاتها مع إيران، يعني تمكيناً لإيران من خلال تزويدها بالصواريخ بعيدة المدى والغواصات التي تهدد أمن المنافذ المائية في الخليج، دعك عن الدور الروسي في مساعدة نظام الملالي على تطوير برنامجهم النووي، والأهم تحسين المكانة الدولية لإيران.

كما في كل المفاصل السابقة، تتزامن الزيارة التاريخية لأول ملك سعودي إلى موسكو، مع مفصل جديد في الشرق الأوسط، عنوانه نجاح التدخل الروسي العسكري في الأزمة السورية بعد سنتين بالتمام والكمال، في تحقيق أهداف استراتيجية لبوتين، أبرزها حماية نظام بشار الأسد، وفرض شبكة من اتفاقات التهدئة وخفض التوتر غيرت مشهد الميدان السوري. زيارة الملك سلمان، من هذه الزاوية السورية، هي تتويج لمسار افتتحه، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه من الملك، وهو زار روسيا قبل التدخل الروسي في سوريا وبعده، خلال شهري يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول) 2015، كما جاءت زيارته الأولى بعد صدور القرار الأممي 2216 الذي يشرع العملية التي تقودها السعودية في اليمن، من خلال امتناع موسكو عن التصويت وعدم استخدام الفيتو ضد القرار. ثم زار الأمير محمد بن سلمان موسكو في مايو (أيار) 2017 والتقى بوتين للبحث في مستقبل الأزمة السورية، بعد رعاية موسكو في آستانة اتفاق خفض التوتر يوم 4 مايو 2017 القاضي بإقامة أربع مناطق آمنة في سوريا. تحقيق بوتين أهدافه في سوريا لا يقلق السعوديين؛ فالدور الروسي لا يثير الحساسيات المذهبية التي يثيرها الدور الإيراني لو كان هو من تسيد المشهد. وهما متفاهمان على الملف الكردي في سوريا والعراق. أما انتظام معادلة أميركية روسية تحكم سوريا اليوم يعطي السعوديين هامشاً كبيراً للمناورة. قبل فترة سمعت من مسؤول سعودي رفيع، قراءة مفادها أن السعودية تتمتع بعلاقات إيجابية مع كل من واشنطن وموسكو، وهما اللاعبان الأبرز في سوريا، في حين أن علاقة إيران سيئة بالأميركيين وتنافسية مع الروس، وهو واقع أكثر راحة لإدارة المصالح السعودية من نظيرتها الإيرانية. وتعرف موسكو أن دخولها إلى سوريا ما كان ممكناً من دون التفاهم مع إيران، وأن بقاءها غير ممكن من دون التفاهم مع السعوديين. أضف إلى كل ذلك، أن إدارة دونالد ترمب تريح موسكو من هاجس التقارب الإيراني الأميركي، وحاجة السعودية وروسيا إلى الاستمرار في التفاهمات النفطية، تعمق مصالحهما المشتركة. والأهم، بما أن كل السياسيات هي سياسات محلية في نهاية الأمر، فإن الاستثمار السعودي في روسيا، سيعطي بوتين قوة دفع اقتصادية كبيرة يقدمها كإنجاز للناخب الروسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2018. الصفحة الجديدة فُتحت، وهندسة شرق أوسط جديد انطلقت.

 

الانفصال الكردي وأسرار الهوية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

يقول المثل العربي القديم إن هناك دائماً شيئاً طيباً في كل ما يحدث. وبالتالي، فإن الاستفتاء على الانفصال الذي عُقد في منطقة كردستان ذاتية الحكم في العراق لا يعد استثناءً. فلقد زاد من حدة التوترات في المنطقة، وأيقظ الكثير من الشياطين القديمة، وجذب الانتباه بعيداً عن المشاكل الأكثر إلحاحاً في المنطقة. كما أنه وفي الوقت نفسه أتاح الفرصة لدراسة ومناقشة بعض القضايا المهمة بطريقة باردة ومتأنية على عكس الأسلوب الحاد والناري في تناول أغلب قضايا المنطقة. وتتعلق إحدى هذه القضايا بالعلاقة بين الإثنية والجنسية. وهي من القضايا المهمة؛ نظراً لأن منطقة الشرق الأوسط التي كانت، ولا تزال، عبارة عن فسيفساء ممتزجة من الأعراق قد بلغت حالة الدول القومية، على الطراز الأوروبي، عبر طريق تاريخي مختصر يتجاوز المعضلة الإثنية. وفي أوروبا، فإن ميلاد الدولة القومية الحديثة، قدم مفهوم المواطنة مزيجاً من الإثنية والجنسية. والدول الأوروبية كافة تتألف من كيانات متعددة الأعراق. ومع ذلك، فإن القليل منهم يعاني من التوترات العرقية بالطريقة التي تؤثر على الدول القومية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط.

والافتراض من جانب الانفصاليين الأكراد العراقيين يقول إنه يجب على الدولة التطابق مع الإثنية. ومع ذلك، إن كانت هذه هي الحالة فينبغي على بلدان الشرق الأوسط كافة أن تنقسم على نفسها، وتتفرع إلى دويلات مصغرة، وفق إحدى الروايات، حتى تتحول إلى إنشاء 18 دولة أخرى جديدة على الأقل.

ويرفض دعاة الانفصال في كردستان هذه الرواية بحجة أن معظم الجماعات العرقية في المنطقة صغيرة للغاية، ولا تستحق إقامة دولة قومية خاصة بهم. بعبارة أخرى، أن الحجم أصبح مبرراً من مبررات الانفصال.

كما يزعمون أن الأكراد يمثلون أكبر المجموعات العرقية من دون دولة. وهذا، بطبيعة الحال، ليس صحيحاً. ففي شبه القارة الهندية، فإن السلالة الدرفيدية، التي يبلغ عددهم أكثر من 300 مليون مواطن ليست لديهم دولة خاصة بهم. ويصح الأمر نفسه بالنسبة لعرق البنجاب، ويبلغ عددهم نحو 100 مليون مواطن، وهم مقسمون بين الهند وباكستان فيما يتعلق بالخلافات الدينية إلى مجموعات فرعية من المسلمين، والهندوس، والسيخ.

وفي أفريقيا، فإن قبائل الهوسا والإيبو الذين يبلغ عددهم 40 مليوناً و35 مليوناً على التوالي ليست لديهم دولٌ خاصة بهم. وفي الصين، فإن طائفة الإيغور، البالغ عددهم 22 مليون مواطن، وطائفة المانشوس وهم 12 مليون مواطن، ناهيكم عن ذكر أهل التبت وهم 4 ملايين مواطن، قد تم القضاء تماماً على دولتهم من قبل أغلبية الهان الصينية. وهناك في باكستان من طائفة الباتان بأكثر مما يوجد في أفغانستان، كما أن هناك الكثير من الآيرلنديين في المملكة المتحدة بأكثر مما يوجد في جمهورية آيرلندا، والمزيد من الهنغاريين كذلك خارج البلاد بأكثر ممن يعيشون في الداخل.

والحجة الثانية تقول بما أن العراق هو «دولة اصطناعية» نشأت وفق مخطط «سايكس – بيكو» فليس من سبب وجيه يمنع أي شخص من الخروج والانفصال عنه. وبادئ ذي بدء، وعلى الرغم من الضجيج المألوف حول الموقع والمكان، فإن مخطط «سايكس – بيكو» لا علاقة له بالشكل الحالي لمنطقة الشرق الأوسط. فلقد كان «سايكس – بيكو» مشروع معاهدة من جانب بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا لاجتزاء ممتلكات الشرق الأوسط من الإمبراطورية العثمانية المنهارة بعد الحرب العالمية الأولى. ومع ذلك، لم تبلغ تلك المسودة درجة التصديق النهائي عليها لدى البلدان الأربعة المذكورة.

وقبل انتهاء الحرب انهارت الإمبراطورية القيصرية في روسيا ونشر النظام البلشفي الجديد نص مسودة المعاهدة جزءاً من الدعاية ضد «القوى الإمبريالية» المناوئة.

والمسودة المتصورة تهدف إلى منح أجزاء كبيرة من الأناضول إلى روسيا، حليفة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا في ذلك الوقت. ولكن بعد استيلاء البلاشفة على الحكم في روسيا أصبحت موسكو عاصمة معسكر الأعداء، ولم يكن هناك سبب وجيه لمنحها أي شيء.

أما بالنسبة لإيطاليا، فلقد كان أداؤها مزرياً في الحرب لدرجة أن بريطانيا وفرنسا قررتا أنها لا تستحق شيئاً سوى فتات الكعكة الشرق أوسطية، وفي صورة وجود رمزي في برقة وطرابلس الليبيتين. ومع عدم صلاحية معاهدة «سايكس – بيكو» للتنفيذ، أبرمت بريطانيا وفرنسا صفقات أخرى جديدة في أوقات لاحقة عكست في مجملها الكثير من المعاهدات، التي كان من أبرزها معاهدة لوزان ومونترو. وعلى أي حال، فإن القول إن العراق «دولة اصطناعية» لا معنى له؛ بسبب أن الدول كافة هي بالفعل اصطناعية، فلم تسقط دولة منها من السماء على الأرض متكونة ومقامة على النحو الكامل. لقد استغرق الأمر نحو 200 عام لتتخذ الولايات المتحدة شكلها الحالي، عن طريق إلحاق هاواي، التي ضمتها إلى سيادتها في عام 1898، ومنحتها صفة الولاية الخمسين في عام 1959. وقبل قرن من الزمان، كان هناك 32 دولة قومية فقط في العالم، واليوم بلغ عددهم 198 دولة وأغلبها من الدول الاصطناعية والأحدث في التكون عن العراق.

وفي بعض الحالات، فإن الهويات الإثنية إما مصطنعة أو مبالَغ فيها عبر السعي صوب السلطة السياسية. على سبيل المثال، يشترك أهل قشتالة وأهل كاتالونيا في العقيدة المسيحية، ويتحدثان بلهجات مختلفة من اللغة اللاتينية نفسها، ويصعب على الغرباء تمييزهم من بعضهم بعضاً تماماً. ومع ذلك، فهناك حركة انفصالية كاتالونية في إسبانيا. والسبب في ذلك أن كاتالونيا كانت على الدوام قاعدة التأييد للحركات اليسارية في شبه الجزيرة الأيبيرية بينما بقية إسبانيا، ولا سيما قشتالة وغاليسيا كانت من المناطق المحافظة. ومن المفارقات، كلما ازداد التعدد الإثني في الدولة كانت أكثر نجاحاً من الناحية التاريخية. وكانت الدولة السومرية «نقية» من الناحية الإثنية لكنها تلاشت تاريخياً من دون أثر يُذكر. والإمبراطورية الرومانية، التي كانت تحتضن الأعراق كافة وحتى منصب الإمبراطور، ظلت باقية أكثر من 1000 سنة، وهلكت عندما حاولت فرض التوحيد من خلال دينها الرسمي الجديد: المسيحية.

والبلدان التي لا تقوم المواطنة فيها على الإثنية أو على الديانة توفر للمواطنين حريات غير متاحة في أماكن أخرى. وفي أحد شوارع باريس الصغيرة، ريو دي بيتيت إكوري، تنتشر المتاجر والمقاهي التي تنتمي إلى الأديان الإسلامية واليهودية والمسيحية كافة جنباً إلى جنب من دون أن يقطع أحدهم رقبة الآخر، حتى الآن على أدنى تقدير، وهو أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق في ظل أماكن دينية «خالصة» كمثل إمارة طالبان أو تنظيم داعش.

وليس هناك ما هو أسهل في الابتكار من «التقاليد» التي تستند إليها الهويات الإثنية. ولابتكار هوية جديدة، اعتمد مصطفى كمال أتاتورك اللغة اللاتينية، وعمل على تطهير اللغة التركية من المفردات العربية والفارسية، واستخدم بدلاً منها الكلمات الفرنسية.

وحاول بعض الأكراد تنفيذ خطة مماثلة من خلال تضمين بعض أحرف العلة (إعراب باللغة العربية) في النصوص العربية، ثم محاولة تقليد أتاتورك في تطهير اللغة الكردية من كثير من الكلمات العربية والفارسية. وكانت النتيجة أن لهجتهم باتت أكثر كردية مما كانت، لكن أصبح من الصعب فهمها، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالنصوص الكلاسيكية في أدبياتهم. وهناك الكثير من الحديث حول الهوية في هذه الأيام. ولكن الهوية الإنسانية قابلة للتبدل السريع وعرضة للتقلبات العرضية، والتحولات من الحياة الفردية والجماعية. على سبيل المثال، فإن هوية الأخ مسعود بارزاني ليست هي نفس هوية جندي البيشمركة الذي يقود سيارته الفارهة المضادة للرصاص. فلقد ولد مسعود بارزاني في مهباد بإيران، وهو بذلك من رعايا إيران، لكنه قضى الـ12 عاماً الأولى من حياته في الاتحاد السوفياتي. ثم قضى عشر سنوات كاملة في العراق قبل إجباره على مغادرة البلاد بأمر من آلة الإرهاب البعثية العراقية، ووجد ملاذه في إيران أول الأمر، ثم في الولايات المتحدة في وقت لاحق. وهذا لا يجعله أقل عراقية أو كردية، لا لشيء سوى أن العرقين غير متوافقين، لكنهما يكملان بعضهما بعضاً في حالته الخاصة. ويسهل التعرف على المواطن العراقي؛ لأن المواطنة عبارة عن وضعية سياسية وقضائية يمكن إخضاعها للاختبار والتحقق منها. لكن عندما يتعلق الأمر بالهويات الإثنية و- أو الدينية، رغم كل شيء، فإننا في كثير من الأحيان نعيش في أرض مجهولة تماماً. وهناك أمران مؤكدان بشأن كل واحد منا: الإنسانية والمواطنة. وكل شيء آخر يخضع للتكهنات المشبوهة والتعريفات الملتوية.

 

أبعاد القمّة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

مهَّد سيرغي لافروف في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أول من أمس، لجدول أعمال القمة السعودية الروسية وأبعادها وأعماقها. ولا شك أنه أكثر من تولى الإعداد لها، من الجانب الروسي، عندما قام أخيراً بزيارة الرياض. ولم تترك العاصمتان مكاناً للتكهّن حول مدى الأهمية التي تعطيانها للِّقاء بين خادم الحرمين الشريفين وسيد الكرملين في مرحلة لا يكفي على الإطلاق أن توصف بالتاريخية. يرى لافروف أن الرياض تشغل تلقائياً موقفاً مفصلياً في استقرار المنطقة وسلام العالم. ويعتبر أن التوافق معها مدخل أساسي إلى الحلول المرتقبة لسلسلة المشاكل والقضايا التي تهدد المنطقة منذ سنوات، وتهدد السلام الدولي الهش والمعقد.

ومن هذا الواقع، يمثل الملك سلمان بن عبد العزيز في القمة مع روسيا، ما مثله في القمة مع الرئيس الأميركي في الرياض، أي مجموعة الشعوب والدول العربية والإسلامية الساعية أبداً إلى تعاون أممي راسخ في سبيل عالم أكثر أمناً واطمئناناً. لم تكن السعودية حاضرة في اشتعال أي مشكلة من المشاكل التي توالدت في الشرق الأوسط على نحو واضح ومعلن ولا يحتمل التأويلات. لكن ليس في إمكانها ولا في تقاليدها أن تكون غائبة ساعة البحث عن حلول عادلة. يحمل الملك سلمان بن عبد العزيز ثوابته معه في عالم متغير. ومن أبرز المتغيرات في الآونة الأخيرة، عودة روسيا إلى المنطقة، ليس فقط كقوة سياسية، بل كدور عسكري، مرفق بسلاح خفي يسمى حق النقض، أو الفيتو، الذي حال دون اتخاذ أي قرار دولي لا تقبل به موسكو. السياسة وقائع، أكثر مما هي تمنيات. ويتحمل أقطابها مسؤوليات تاريخية في مواجهة التحديات الصعبة: القمة السعودية - الروسية منعطف أولي في مسار التحولات الكبرى. وعلى ضوء نتائجها وأبحاثها، تتوقف ملامح المرحلة الآتية، خصوصاً في الساحة السورية. لعلها القمة الأولى من نوعها بين عاهل سعودي ورئيس روسي. بعد مائة عام على الشيوعية التي رفضت الرياض إلحادها، تبدو العلاقة بين الفريقين اليوم، أقرب إلى الدخول في شراكة كبرى.

 

لماذا يركزون على إرهابيينا فقط؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

هل الإرهاب محصور بثقافة معينة؟

قتل وتدمير لحياة وأمن الناس، بحجة دينية أو عرقية أو قومية، أو يسارية، أو حتى بيئية، مثل جماعة «جبهة تحرير الحيوانات»، (Animal Liberation Front)، الأميركية والمصنفة إرهابية من مكتب التحقيقات الفيدرالي نفسه. بعد جريمة لاس فيغاس بأميركا، التي حصد فيها مجرم إرهابي (ستيفن بادوك) 59 قتيلاً و500 جريح، سأل الكاتب الأميركي الشهير توماس فريدمان بمقاله في «نيويورك تايمز»: «ماذا لو كان ستيفن بادوك مجرد مسلم... لو صرخ بصوته قائلاً: (الله أكبر)، قبل أن يطلق النار على جميع هؤلاء المحتفلين في لاس فيغاس... لو كان أحد أفراد تنظيم داعش؟».

ثم ينير فريدمان على جانب معتم: «لَعِب الإعلام دوراً محورياً في تحويل الأنظار إلى الدول الإسلامية والعربية على وجه التحديد، وأغفل ما تقوم به المجموعات الإرهابية الأخرى الناشطة في الولايات المتحدة الأميركية». ذاع هذا المقال على المنصات غير الأميركية، خصوصاً العربية، وله جانب من الوجاهة. وحسب نظرة سريعة على خريطة الإرهاب «المحلي» الأميركي؛ المصنف كذلك من الأمن الرسمي الأميركي، نجد جماعات مثل: «جيش الرب»، (Army of God)، التي زرع عنصر منها (إريك رودولف) قنبلة في استاد الألعاب الأولمبية بأتلاتنا عام 1996، قاتلاً ومصيباً 150 شخصاً. و«جيش التحرير الأسود»، (Black Liberation Army)، (1972)، قام أعضاء تابعون لهذه المنظمة باختطاف طائرة «خطوط دلتا»، وهي تشكيل إرهابي يزعم الدفاع عن الأفروأميركان. وطبعاً المنظمة الإرهابية العنصرية الأشهر «كلو كلوكس كلان»، (Klu Klux Klan)، تأسست سنة 1865، وهي أكبر تجمع عنصري أبيض يحترف الإرهاب عبر العالم وليس أميركا. ولدينا جماعات إرهابية في أوروبا عبّر عنها أشخاص مثل القاتل النرويجي آندرس بريفيك الذي قتل سنة 2011 في مخيم شبابي بضواحي العاصمة أوسلو أكثر من 80 شخصاً، لسبب يميني مسيحي قومي. غير أن كل هذه «الحقائق» يجب ألا تجعلنا (شعوب المسلمين) ننام على وسائد الغفوة.

اليوم، وهذه حقيقة أيضاً، فإن «جلّ» القتل والتخريب الذي يفعل باسم الله، والله براء منه، إنما يتم على يد جماعات - للأسف - ترفع شعارات إسلامية، مثل: «القاعدة»، و«داعش»، و«أنصار بيت المقدس» بسيناء، و«الإسلامية المقاتلة» بليبيا، وجماعات مالي والنيجر والجزائر، و«بوكو حرام»، و«الحشد الشعبي» العراقي، و«حزب الله» اللبناني، و«النجباء»، و«فاطميون»، و«عصائب أهل الحق»، و«كتائب أبو الفضل العباس»، و«الحرس الثوري»، و«فيلق القدس»، والعصابات الحوثية... وغير ذلك، كلها تقتل وتخرب باسم الدين، ويقع شرّها على المسلمين، أولاً، وعلى غير المسلمين أيضاً.

مواجهة الشر يجب أن تكون على الوتيرة نفسها، هنا وهناك، لكن ما يجري لدينا، بصراحة، هو الأخطر، والأعمق، والأعقد.

 

الإصلاح في إيران: على غرار ويستمنستر أم الإمامة؟

لندن: أمير طاهري/الشرق الأوسط/06 تشرين الأول/17

كان الأمر منذ قرابة خمس سنوات ماضية عندما أطلق «المرشد الأعلى» في إيران، آية الله علي خامنئي، فكرة الإصلاح الدستوري بهدف تحويل النظام الرئاسي للجمهورية الإسلامية إلى نظام برلماني. وتمحورت الفكرة حول إنهاء عملية انتخاب رئيس الجمهورية من خلال الاقتراع العام ومنح «المجلس الإسلامي» (البرلمان) سلطة اختيار رئيس للوزراء بحيث يترأس السلطة التنفيذية. وجاء إعلان خامنئي هذه الفكرة في أعقاب شجار علني اندلع عندما سعى الرئيس آنذاك محمود أحمدي نجاد لاستبدال وزير الأمن حيدر مصلحي، لكن صدرت له أوامر بالامتناع عن ذلك من قبل «المرشد الأعلى».

ودارت حجة أحمدي نجاد في هذا الشأن حول أنه نظراً لأن الرئيس منتخب مباشرة من جانب أفراد الشعب، فإنه ينبغي له التمتع بحق اختيار مجلس الوزراء المعاون له. في المقابل، تمثلت حجة خامنئي في أنه في ظل الدستور الإسلامي، فإن لـ«المرشد الأعلى» الكلمة الأخيرة في جميع الشؤون، بل وبمقدوره تجميد سريان القواعد الرئيسة التي يقوم عليها الإسلام ذاته. وتمثل رد فعل أحمدي نجاد حينها في قضاء 11 يوماً في حالة من العزلة والخصام امتنع خلالها عن الاضطلاع بمهام منصبه كرئيس. إلا أنه رضخ نهاية الأمر لأوامر خامنئي.

وتبعاً لما ذكرته بعض المصادر، فإن هذا الخلاف العلني دفع خامنئي إلى إصدار توجيهاته إلى مجموعة صغيرة من الخبراء الدستوريين لإعداد تقرير بخصوص إقرار نظام برلماني بالبلاد. وأضافت المصادر، أن التقرير، الذي لم يكشف النقاب عنه علانية، أوصى على ما يبدو بثلاثة خيارات ليختار «المرشد الأعلى» واحداً منها. يتمثل الخيار الأول في الإبقاء على منصب الرئيس، لكن بحيث يتولى «المرشد الأعلى» ترشيح الشخص الذي سيتولى هذا المنصب ويعرض على «المجلس الإسلامي» لنيل موافقته. وتحمل مسألة الإبقاء على لفظ «رئيس» أهمية كبيرة كي يضمن النظام قدرته على الادعاء بأن إيران ستظل جمهورية.

وتمثل الخيار الثاني، والذي نال لبعض الوقت تأييد الرئيس الراحل هاشمي رافسنجاني، فيقوم على مزج منصب الرئيس مع «المرشد الأعلى»، بحيث يجري اختيار الشخص الذي يتولى هذا المنصب المستحدث من قبل أعضاء كل من «المجلس الإسلامي» ومجلس خبراء القيادة. ومن شأن هذا النظام وضع نهاية للتناقض الواضح بين الرئيس السياسي المنتخب والسلطة الدينية غير المنتخبة.

أما الخيار الثالث، فيدور حول تعيين رئيس السلطة التنفيذية مباشرة، بل واستبداله إذا لزم الأمر، من جانب «المرشد الأعلى» الذي بمقدوره حمل لقب «الإمام». في إطار مثل هذا النظام، يتحول رئيس السلطة التنفيذية إلى مسؤول إداري، وليس صانع سياسات، بحيث يتولى تنفيذ السياسات التي يقرها «الإمام».

من ناحيته، قال المؤرخ برويز نوري: «تعج الجمهورية الإسلامية التي أنشأها آية الله الراحل روح الله الخميني بالتناقضات منذ البداية، وذلك لرغبتها في الظهور بمظهر ديمقراطي بهدف إغراء الطبقات الوسطى ذات الطابع الغربي، لكن مع سعيها في الوقت ذاته لوضع سلطة مطلقة في يد رجال الدين الشيعة».

بادئ الأمر، تضمن النظام الخميني رئيساً، يجري انتخابه مباشرة من جانب الشعب، ورئيساً للوزراء يختاره الرئيس ويوافق عليه «المجلس الإسلامي». إلا أن هذا شكل مصدر خلاف منذ اللحظة الأولى، ذلك أن أبو الحسن بني صدر، أول رئيس للجمهورية الإسلامية، والذي ظل في منصبه لما يزيد قليلاً على العام، كان في خلاف مستمر مع رئيس الوزراء محمد علي رجائي.

وقد تعرض بني صدر للطرد من منصبه على يد الخميني الذي عمل حينها باعتباره «المرشد الأعلى». ومع هذا، استمر التشاحن بين الرئيس ورئيس الوزراء، فعلى امتداد ثماني سنوات اضطلع خلالها علي خامنئي: «المرشد الأعلى» الحالي، بمهام الرئيس، ظل على خلاف مستمر مع رئيس الوزراء مير حسين موسوي. في نهاية الأمر، شكل خامنئي تحالفاً مع رئيس المجلس حينها، هاشمي رافسنجاني وعملا معاً على دفع تعديل دستوري ألغى منصب رئيس الوزراء تماماً. وبذلك، يتضح أن التوجه العام كان يتحرك نحو التركيز التدريجي للسلطة التنفيذية في يد «المرشد الأعلى».

إلا أن التساؤل هنا: ما السبب وراء عودة هذا الجدال اليوم، في غضون أسابيع قليلة من إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني لفترة رئاسية ثانية وأخيرة تستمر أربع سنوات؟ ربما يتمثل أحد الأسباب المحتملة في تنامي القلق بخصوص تداعيات رحيل خامنئي عن المشهد وصعوبة اختيار خليفة له بإمكانه التمتع بالمكانة ذاتها التي حظي بها خامنئي على امتداد الأعوام الـ330 الماضية. وربما يبدو «مرشد أعلى»، جرى اختياره من قبل مجموعة من الملالي متوسطي المكانة والنفوذ والمعروفين باسم «مجلس خبراء القيادة»، دون سلطة تذكر في مواجهة رئيس منتخب من جانب الشعب.

والمعتقد أن مثل هذا الرئيس سيتمتع بنفوذ هائل من الممكن في ظل ظروف معينة أن يستغله لتقليص دور رجال الدين الشيعة في المشهد السياسي الوطني. وتكمن مخاطرة أكبر في إمكانية أن يختار الناخبون الإيرانيون، الذين يبدون ميلاً متزايدا تجاه التوجهات العلمانية، مرشحين يطرحون سياسات تعمد إلى تخفيف، إن لم يكن التخلي التام عن، الطابع الديني للنظام الحاكم.

كما أن اختيار رئيس السلطة التنفيذية من قبل البرلمان ربما يسفر عن حالة من غياب الاستقرار مع تكون مجموعات أغلبية داخل البرلمان وتفككها من حين لآخر. من ناحيته، قال عضو «المجلس الإسلامي»، عبد الرضا هاشم زائي: إن الأهمية التحقيقية تكمن فيمن يملك الأغلبية داخل البرلمان في وقت محدد. وأضاف: «من الجوهري كذلك التعرف على الميول التي تقف وراء فكرة التحول لنظام برلماني». وشدد عضو آخر بالمجلس يدعى عزة الله يوسفيان على أن أي تغيير يجري إقراره يجب أن يعكس «رغبات المرشد الأعلى».

وفي مقال له نشره في صحيفة «اعتماد» اليومية، الموالية لروحاني، أعرب الكاتب الصحافي علي أكبر غرجي عن رفضه فكرة إقرار نظام برلماني على أساس أن إيران لا يوجد بها أحزاب سياسية قادرة على ضمان الانضباط البرلماني من خلال أغلبية أو تحالفات مستقرة. وأضاف: «في الوقت الراهن، ينبغي أن نركز اهتمامنا على السماح بتكوين أحزاب سياسية».

وأكد صادق زيبا كلام، المفكر البارز وأحد أنصار روحاني، أن إقرار نظام برلماني في إيران في هذه اللحظة ربما يشكل «انتكاسة للديمقراطية». وأوضح أن الفرق المتشددة هي المسيطرة على المؤسسات، بما في ذلك «المجلس الإسلامي»؛ ما يعني أن الانتخاب المباشر للرئيس يشكل الفرصة الوحيدة أمام المواطنين العاديين للتعبير عن ميولهم. وتوقع زيبا كلام أنه في ظل نظام برلماني لن يقع الاختيار على روحاني في منصب الرئيس من جانب «المجلس الإسلامي» الحالي، وإنما ستصبح الرئاسة من نصيب حجة الإسلام إبراهيم رئيسي، أشد خصومه راديكالية.

ومع ذلك، فإن خيار «الإمامة» ربما يبدو أكثر ملاءمة بالنسبة للجمهورية الإسلامية. في ظل المذهب الجعفري، ينبغي للناس ألا يعترفوا بأي سلطة باعتبارها شرعية إلا إذا جاءت من «الإمام» باعتباره «معصوم». ولهذا تحديداً، أطلق آية الله الخميني على نفسه لقب «الإمام» من أجل وضع سلطته في مرتبة أعلى عن أي سلطة دنيوية، وبخاصة السياسية والعلمانية.

وفي الفترة الأخيرة، أطلقت حملة لمنح خامنئي لقب «الإمام». وقد جرى الترويج لهذا المقترح على نطاق واسع عندما بعث الرئيس السوري بشار الأسد إلى خامنئي خطاباً خاطبه فيه بقوله «آية الله العظمى والإمام». وتبعاً للمذهب الجعفري، فإن صفة «العصمة» تقتصر على «علي وفاطمة» و11 من نسلهما من الذكور. ومع هذا، ثمة حملة جارية الآن لتوسيع نطاق مظلة هذه الصفة لتشمل خامنئي. وفي إطار خطاب ألقاه داخل مدينة قم في وقت سابق من الشهر، قال آية الله علي أنصاريان: إن المفهوم الحقيقي للإسلام انطبق على جميع الأنبياء البالغ عددهم 124 ألفا، بجانب الكثير من «المقربين»، وينبغي أن تنطبق على خامنئي أيضاً. من جهته، قال المؤرخ الديني نوري: «إقرار الإمامة الكاملة في إيران سيعكس الطبيعة الحقيقية للنظام الذي أسسه آية الله الخميني. كما أنه سيحسم التناقضات الكامنة داخل نظام ممزق بين الرغبة في محاكاة ممارسات غربية سياسية عصرية والحنين لصورة النظام الإسلامي تحت قيادة الأئمة».

بوجه عام، يبدو خامنئي عاقداً العزم على إقرار إصلاحات دستورية لم تتضح معالمها بعد. وبالنسبة له ولإيران، بدأت عقارب الساعة في العد التنازلي.

 

ترامب في «مواجهة» مع إدارته أم طهران؟ أم الإثنين معاً؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 07 تشرين الأول2017

ترامب لممارسة أقصى الضغوط لجرّ إيران الى المفاوضات

سيدلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال أيام بشهادته أمام الكونغرس الأميركي حول الملف النووي الإيراني الذي أراده أن يكون في أولويات معركته على رغم انشغاله بملف كوريا الشمالية الصاروخي النووي. وحسب المعلومات الواردة من واشنطن فإنّ ترامب بإصراره على رفض تجديد الإعتراف بالإتفاق مع طهران إنما يفتح مواجهةً بينه وبين إدارته والعالم وطهران معاً. فما الذي يقود الى هذه القراءة؟سيقدّم ترامب قبل منتصف الشهر الجاري رؤيته أو شهادته أمام الكونغرس الأميركي في ملف إيران النووي مصرّاً منذ فترة على سحب الموافقة الأميركية على الإتفاق النووي المعقود بين طهران ومجموعة الدول (5 + 1) التي تضمّ كلاً من الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا منذ 14 تموز 2015 قبل إحالته ومَلاحِقه إلى مجلس الأمن الدولي للمصادقة عليه ودخوله منذ سنة المراحل التنفيذية الممتدّة لثلاثة عقود بالتنسيق والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية.

وكما بات معلوماً فانّ ترامب قد سجّل مجموعةً من المواقف الحادة التي تؤكّد رفضَه مضمونَ الاتفاق واتّهامَه طهران بالخروج على مقتضياته من خلال الإستمرار بتدخّلها في شؤون الدول خارج حدودها من اليمن وسوريا الى العراق والبحرين والمملكة العربية السعودية، ومن خلال المضي ببرامجها الصاروخية البالستية والتجارب النووية التي ما زالت تقوم بها على رغم تفاهمها على سلمية هذه البرامج وتخصيبها للطاقة والشؤون الطبّية مع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة التي تراقب عن كثب البرنامج النووي الإيراني للتثبّت من عدم خروجها عن مقتضيات الاتفاق الذي قطفت طهران نتيجته بفكّ عزلتها الدولية التجارية والمالية والإقتصادية، مع العالم أجمع بما فيه الولايات المتحدة الأميركية التي أفرجت لإيران عمّا يقارب 90 مليار دولار من أرصدتها المجمّدة في مصارفها منذ ثلاثة عقود.

ولهذه الغاية يرصد المراقبون مواقفَ ترامب التصعيدية ضد إيران منذ أن اعتلى منصّة الدورة الأخيرة للجمعية العمومية للأمم المتحدة على خلفية عدم احترامها «روح هذا الاتفاق» وخروجها على تعهّداتها بـ»ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي» مقابل رفع تدريجي للعقوبات عنها.

وعلى رغم مواقف مستشاريه الكبار ووزيرَي الخارجية اريك تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس والمخابرات فقد كرّر ترامب القول في الساعات الماضية أنّ إيران «لم تحترم روح الاتفاق النووي» و«لا يجب السماح لها بامتلاك سلاح نووي»، مؤكّداً أنه «كان يجب أن نهتمّ بالتحدّيات في كوريا الشمالية وإيران منذ وقت طويل».

وتوّج ترامب هذه المواقف بالإعلان أنه أبلغ الى القادة العسكريّين إعداد خيارات حسب الحاجة، وذلك قبل ساعات قليلة على لقاءٍ مقرَّر له مع هؤلاء القادة.

وكشفت تقارير وردت أخيراً من وزارة الخارجية الأميركية أنّ ترامب أراد من سلسلة المواقف هذه تحقيق الأهداف الداخلية والخارجية الآتية:

- تحميل وكالة الطاقة الدولية مسؤولية الفشل في مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، ولاسيما منها تلك المتصلة بالصواريخ البالستية البعيدة المدى التي تُصنع في مناطق معزولة عن عيون المراقبين الدوليّين، على ما يبدو، علماً أنّ هذه الصواريخ لا تقع ضمن مسؤوليّاتها.

- توجيه اللوم الى وزير خارجيته اريك تيلرسون وفريق عمله الذين يصرّون على التفاوض مع إيران وقادة كوريا الشمالية فيما يريد هو تصعيداً من خلال التهديد باستخدام القوة العسكرية في كوريا وممارسة مزيد من الضغوط على إيران في داخلها والخارج.

- توجيه رسالة قاسية الى وزير دفاعه جيمس ماتيس الذي أغضبه في شهادته أمام مجلس الشيوخ مطلع الأسبوع الجاري الداعية الى احترام الاتفاق النووي مع إيران عندما قال صراحة: «في غياب مؤشرات الى عدم التزام إيران الاتفاق النووي، فإنّ على الرئيس أن يدرس الاستمرار فيه».

- توجيه اللوم الى وزارة الخزانة الأميركية ووكالة الإستخبارات المركزية على عجزها عن منع إيران من استخدام أموال، ربما هي من المبالغ التي أُفرج عنها، في دعمها لـ «منظمات إرهابية» بعدما سُرِّب تقرير يفيد عن تمويل طهران «حزب الله» بمبلغ 800 مليون دولار لهذه السنة وهو أمر لم يحصل بهذا الحجم قبل الإفراج عن أموالها المصادَرة في البنوك الأميركية والأوروبية.

- الاستعجال في تغيير قواعد الإتفاق، ولا سيما منها تلك التي تسمح لطهران بالتوسّع في برامجها النووية بعد عشر سنوات، أي بدءاً من العام 2025 وإلغاء هذه المرحلة الإنتقالية من اليوم ولربما جاء إقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويال ماكرون قبل أيام تعديل الفقرات التي تشكّل «تساهلاً مع طهران بعد السنوات العشر الأولى من المراحل التنفيذية للإتفاق».

وبناءً على ما تقدّم يعتقد خبراء أميركيون أنّ ترامب الذي يرغب في تقديم مواقفه بـ»صخب وضجيج عاليَين» يرغب أيضاً أن تُطرح هذه الهواجس بجدّية من الآن وقبل فوات الأوان ليثبت أنه لن يكرّر الأخطاء التي ارتكبها سلفه باراك أوباما المتّهم بـ»التساهل» مع طهران الى حدود التنازل عن رؤية مصالح بلاده العليا وحلفائها.

ولذلك يتوقع الخبراء أن يمارِس ترامب مزيداً من الضغوط على إدارته والمراجع الدولية الديبلوماسية منها والنووية لاتّخاذ خطوة تلجم «الطحشة الإيرانية» ليبني مواقفه على توقيت يتلازم وبدء عدٍّ تنازلي لا بدّ من أن تحقّقه الوكالة الذرّية والديبلوماسية الدولية على المستهدفين في حملته على طهران وأذرعتها في لبنان وسوريا والعراق وغيرها من الأزمات التي تدخّلت فيها.

وختاماً لا بدّ من الإشارة الى أنّ المواجهة التي يخوضها ترامب لها وجهان أساسيان. احدهما في اتّجاه الداخل للجم المعارضة من ضمن فريقه الوزاري والإستشاري والإستخباري والساعين الى توسيع الهوّة بينهما لتجاوز ما تعانيه إدارته المهتزّة، وخصوصاً انهم يعتقدون أن ليس لديه الخطط البديلة القابلة للتنفيذ لكل ما يريد تدميره.

وثانيهما في اتّجاه الخارج فهو يراهن على فتح المفاوضات من جديد مع الإيرانيين حول الصواريخ والمرحلة اللاحقة من الإتفاق النووي في موازاة السعي الى تقليص الدور الإيراني في سوريا من خلال تفاهمات قوية مع الروس في ضوء الإنجازات التي حقّقتها القوات الكردية الحليفة في حماية الحدود العراقية - السورية من أيّ تدخّل إيراني فيها واستعادت السيطرة على ثلث الأراضي السورية في شمال البلاد، ويمكن أن تصل الى إقفال الطريق الى دير الزور.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

هل يكون لبنان "قاعدة آمنة" لعمليات "الإستخبارات"؟

"الأنباء الكويتية" - 6 تشرين الأول 2017/قال ديبلوماسي لبناني: "يخطئ من يظن أن لا مصالح للولايات المتحدة الأميركية في لبنان، حيث يشكل هذا البلد "قاعدة آمنة" لتحركاتها في المنطقة". ورأى هذا الديبلوماسي أن "هناك ضرورة وحاجة دولية لإبقاء لبنان آمناً لحاجة أجهزة الاستخبارات العالمية الى بؤرة آمنة لتنظيم عملياتها في الشرق الملتهب، كما أن لبنان سيشكل منصة لإعادة إعمار سوريا، وهذا يتطلب حضور الجميع فيه".

 

بري "يمتنع" عن زيارة بعبدا.. والسبب؟

"الأنباء الكويتية" - 6 تشرين الأول 2017/رغم التحسن الذي طرأ على العلاقة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري مؤخراً وإعلان بري "صافي يا لبن"، فإنه حتى الآن مازال يمتنع، متذرعاً بالأسباب الأمنية، عن زيارة الرئيس عون كل أربعاء عملاً بالعرف الذي كان متبعاً، واستعاض عن ذلك بعقد لقاء الأربعاء النيابي.

 

ماذا يجري بين لبنان والفاتيكان؟

المركزية/6 تشرين الأول 2017/في 20 تموز الماضي وافق مجلس الوزراء على التشكيلات الديبلوماسية التي رفعها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وعملاً بالأعراف، يصار الى الاعلان عنها في بيانات تصدر تباعاً عن وزارة الخارجية، بعد موافقة الدول على اسماء السفراء الذين رشحهم لبنان خلال مدة ثلاثة اشهر من التبليغ، فإذا لم تحصل، تعتبر الدولة غير موافقة على السفير المطلوب اعتماده لديها ليصار آنذاك الى اختيار آخر. مدة الثلاثة اشهر يفترض ان تنتهي في 20 الجاري، اذا كانت التبليغات تمت فور اقرار التشكيلات، اي بعد خمسة عشر يوما، ما يعني ان من لم يُدمغ الاقتراح الدبلوماسي اللبناني بموافقته غير راض عليه، وهي حتى الساعة حال دولة الفاتيكان التي اشارت المعلومات الى انها غير راضية على تعيين السفير جوني ابراهيم كونه كان ينتمي الى الماسونية وهو ما لا يمكن ان تقبل به وتفضل السفيرة هلا كيروز التي شغلت منصب قائم بالاعمال في الفاتيكان حيث نسجت شبكة علاقات واسعة في دوائر الكرسي الرسولي.الا ان اوساطا دبلوماسية عليمة افادت "المركزية" ان السفيرة كيروز التحقت بمركز عملها الجديد في اسبانيا حيث ترأس بعثة لبنان الدبلوماسية، وانجزت كل الاجراءات بعدما وافقت مدريد على تعيينها سفيرة لديها واستقرت وعائلتها هناك، بحيث لم يعد لائقا ولا جائزا نقلها الى بلد آخر ما يجعل "الامنية الفاتيكانية" غير قابلة للتحقيق راهنا، ويوجب على وزارة الخارجية البحث عن اسم سفير بديل يحظى بـ" بركة" الكرسي الرسولي، سيكون حكما من خارج الملاك بعدما تم تشكيل جميع السفراء وبات صعبا احداث تبديل في مواقعهم اثر قبول الحكومات اعتمادهم. وما ينطبق على سفير لبنان في الفاتيكان يبدو ينسحب على سفير الفاتيكان في بيروت المؤجل تعيينه منذ اشهر عدة، وقد تم نقل السفير غبريال كاتشيا الى الفليبين، وهي وفق الاوساط مركز مهم وحساس كونها الدولة الكاثوليكية الوحيدة في المحيط، من دون اعلان اسم الخلف الذي ترددت معلومات انه قد يكون من الجنسية الفرنسية فيما رجحت الاوساط ان يتم تعيين السفير البابوي في الاوروغوي نيكولا تيفينان (Nicolas Tevenin)، لافتة الى ان الدوائر الفاتيكانية فوجئت بنشر اسم السفير اللبناني في الفاتيكان قبل موافقتها على اعتماده. وكان السفير كاتشيا اقام حفل استقبال وداعيا في دار السفارة في حريصا مساء امس حضره البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وحشد من المسؤولين وكانت كلمة للبطريرك ولجنبلاط وللسفيرالبابوي الذي وصف لبنان بالباخرة العائمة على المياه، داعيا اللبنانيين الى حمايتها ومنعها من الغرق وعدم تجاوز الخطوط الحمر او التشاؤم انما العمل بايجابية وتفاؤل مع الاعتراف بالتنوع من ضمن الوحدة، فلبنان بلد العيش المشترك ونموذج التعايش والحوار بين الاديان والثقافات. وتؤكد الاوساط الدبلوماسية ان أحدا من الدبلوماسيين من خارج الملاك المفترض ان يتقدموا باستقالاتهم مع انتخاب رئيس جمهورية جديد، لم تقبل استقالته بل بقوا في الدول المعتمدين فيها، باستثناء سفير لبنان لدى الاونيسكو خليل كرم الذي تم الحاقه بالادارة المركزية في بيروت، حيث يفترض وفق المرسوم ان يلتحق في شباط المقبل.

 

بعد لقائه مع المعلم.. ماذا وراء "حملة" باسيل؟

"الحياة" - 6 تشرين الأول 2017/يقول مصدر وزاري لبناني بارز أن رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل يقود حملة سياسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم لسببين: الأول يتعلق بتقديم أوراق اعتماده إلى النظام السوري اعتقاداً منه أن الرئيس بشار الأسد انتصر على معارضيه وبات يمتلك زمام المبادرة التي تتيح له أن يستعيد دوره المؤثر على الساحة اللبنانية، والثاني لأهداف انتخابية يتعامل معها على أنها جزء من حملته السياسية والإعلامية لتأمين حصوله في الانتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل على أكبر كتلة نيابية يعتمد عليها لتقديم نفسه المرشح الأبرز لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويؤكد المصدر الوزاري لـ "الحياة"، أن باسيل أراد من خلال اجتماعه مع نظيره السوري وليد المعلم على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، التعويض عن رفض مجلس الوزراء السماح لوزير الاقتصاد رائد خوري بالتوجه إلى دمشق أسوة بغيره من وزراء حركة "أمل" و"حزب الله"، مع أنهم زاروا العاصمة السورية بصفتهم الشخصية وليس الرسمية. ويلفت المصدر نفسه إلى أن باسيل اختار اللقاء مع المعلم في نيويورك ليتجنب الذهاب إلى دمشق للاجتماع معه أو دعوته لزيارة بيروت لهذا الغرض، ويقول إنه التقى عدداً من نظرائه الوزراء خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبرير اجتماعه مع المعلم، بذريعة أن لا مانع من التشاور معه في عدد من القضايا، وأبرزها مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلداتهم في سوريا.

ويرى المصدر أن باسيل يدرك جيداً أن لا جاهزية لدى النظام السوري لإعادة النازحين، وإلا لكان وافق على إعادة بعضهم ممن لجأوا هرباً من الحرب إلى العراق ومصر والأردن، خصوصاً أن هذه الدول على تواصل مع النظام، وإن كان بعضها يرتبط به بعلاقات جيدة.

ويضيف المصدر الوزاري عينه، أن النظام لن يراعي بعض أصدقائه ممن يتولون السلطة في عدد من الدول العربية فكيف ستطلب منه مراعاة لبنان في الوقت الذي لا يريد تأمين إعادة النازحين، لأن استمرار بقاء هؤلاء في دول الجوار يؤمن التوازن الديموغرافي في داخل سوريا، كما قال الرئيس الأسد في أكثر من مناسبة، إضافة إلى أن سفيره في لبنان علي عبدالكريم علي كان أول من قال إن الأولوية بالنسبة إلى النظام هي أن يعيد النازحين من الداخل إلى الداخل.

وفي هذا السياق، يسأل المصدر الوزاري عن جدوى لقاء باسيل - المعلم في نيويورك، وهل عرض عليه الأخير آلية لضمان عودة النازحين السوريين إلى بلداتهم أم أنه استمهله، بذريعة أن "هناك إجراءات ندرسها ولم نتوصل إلى قرار حاسم يحقق عودتهم"؟. ويقول المصدر أن "باسيل يدرك أكثر من غيره أن محادثاته مع المعلم أبقت على عودة النازحين عالقة، لكنه أراد من اللقاء تقديم أوراق اعتماده إلى النظام في سوريا ولو تسبب بإزعاج رئيس الحكومة سعد الحريري لأنه يتحمل إزعاجه، وتمكنه تسوية المشكلة معه ولو تجاوز الخط الأحمر الذي رسمه البيان الوزاري للحكومة وتعهد رئيس الجمهورية ميشال عون في خطاب القسم بتحييد لبنان عن الحروب والنزاعات الدائرة في المنطقة واتباع سياسة النأي بالنفس.

لكن في المقابل، لا يستطيع باسيل أن يتجاوز الخط الأحمر المرسوم له من النظام في سوريا و"حزب الله"، والذي يقضي بضرورة الدخول في مفاوضات لتطبيع العلاقات اللبنانية- السورية، لأن تجاوزه يقلص حظوظه الرئاسية ويعرض علاقته مع الحزب لانتكاسة، لأنه لن يغفر له رفضه الاستجابة لطلبه التواصل مع النظام في سوريا.  لذلك، يدرك باسيل أن إصراره على طرح خطته لإعادة النازحين على مجلس الوزراء لن يُصرف في مكان طالما أن النظام في سوريا ليس في وارد الاستجابة الفورية لإعادتهم، ويأتي في سياق لجوئه إلى المزايدة الشعبوية في الشارع المسيحي الذي بدأ يتحسس من وجودهم في لبنان لعلها تكسبه أصواتاً في الانتخابات النيابية المقبلة".  فباسيل - وفق المصدر الوزاري - يضع نفسه في سباق مع زعيم "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية على الرئاسة، ويخطط منذ الآن لكسب ود "حزب الله" والنظام في سوريا باعتبار أنهما يشكلان معاً، ومن وجهة نظره، الممر الإجباري لتقديم نفسه المرشح الأقوى للوصول لاحقاً إلى القصر الجمهوري في بعبدا. وعليه، فإن باسيل، ولأهداف رئاسية، يستمر من حين إلى آخر في خرق التسوية السياسية التي كانت وراء انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية والمجيء بالحريري رئيساً للحكومة، ظناً منه أن هذا الخرق يمكن أن يؤزم الوضع السياسي لكنه غير قابل للانفجار، وصولاً إلى فرط عقد الحكومة. كما أن باسيل وضع نفسه منذ الآن في لعبة المزايدة مع فرنجية لتعبيد الطريق أمامه للوصول إلى الرئاسة الأولى، على رغم أن الأخير لا يشغل موقعاً رسمياً يتطلب منه أن يأخذ على عاتقه مهمة إعادة النازحين وأن يلتقي لهذا الغرض مع المعلم أو غيره من كبار المسؤولين في سوريا، على غرار ما يفعله وزير الخارجية، الذي يصر على حرق المراحل لعله يضع نفسه على لائحة المرشحين للرئاسة المدعومين من "حزب الله".

 

عون لوفد اتحاد اطباء الاسنان في العالم: طرح لبنان ليكون مركز حوار للحضارات هدفه تطوير ثقافة السلام

الجمعة 06 تشرين الأول 2017

وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "طرح جعل لبنان مركز حوار للحضارات والاديان والاعراق، هو بهدف تطوير ثقافة السلام في العالم، في وقت تتطور فيه روح الكراهية والحقد والحروب"، وشدد على "اننا نعنى بثقافة الحياة".

موقف الرئيس عون جاء في خلال استقباله وفدا من "نقابات اطباء الاسنان العربية والاجنبية" المشارك في المؤتمر الدولي السنوي السابع والعشرين لطب الاسنان، والذي تستضيفه بيروت، برعاية رئيس الجمهورية.

خيرالله

بداية، تحدث نقيب اطباء الاسنان في لبنان البروفسور كارلوس خيرالله، شاكرا رئيس الجمهورية لرعايته المؤتمر الدولي، مشددا على "العمل على تعزيز تطور قطاع طب الاسنان في لبنان".

كيل

ثم تحدثت رئيسة الاتحاد الدولي لاطباء الاسنان كاثرين كيل، فشرحت مهام الاتحاد واهدافه، لافتة الى انه "يمثل نحو مليون طبيب اسنان في حوالى 200 نقابة موزعة على اكثر من 130 دولة". وركزت على "دور الاتحاد في حث الناس على الاهتمام بالصحة بشكل عام وبصحة اسنانهم بشكل خاص"، منوهة ب"التعاون القائم بين الاتحاد الدولي ونقابة اطباء الاسنان في لبنان".

وشجعت كيل على "العمل مع وزير الصحة والنقابة في لبنان، للوصول الى مستوى عال من صحة الانسان، من خلال توعية الناس على اهمية صحة الفم، وخصوصا بالنسبة الى الاطفال، حيث اظهرت الاحصاءات انهم الاكثر تأثرا في هذا المجال".

الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على "اهمية العمل الذي يقوم به اطباء الاسنان من اجل تحسين حياة الانسان". واكد ان "لقاء اطباء الاسنان من مختلف دول العالم في لبنان، انما يعبر عن المشاركة في النظرة الموحدة للحياة".

واشار الى ان "طرح لبنان ليكون مركز حوار للحضارات والاديان والاعراق، هو بهدف تطوير ثقافة السلام في العالم، في وقت تتطور فيه روح الكراهية والحقد والحروب، وبات البعض يحبذ استعمال السلاح، مع كل ما يعنيه ذلك من خطر على الحياة وعرقلة مسيرة التطور الانساني". وختم: "انتم تهتمون بثقافة الصحة ونحن نعنى بثقافة الحياة".

الصراف

الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات وزارية ونيابية وفكرية. وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون، وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وعرض معه اوضاع مؤسسة وزارة الدفاع من مختلف النواحي.

واوضح الصراف انه استأذن رئيس الجمهورية للسفر الى مدريد تلبية لدعوة من وزارة الدفاع الاسبانية، للمشاركة في الاحتفال الذي سيقام لمناسبة العيد الوطني الاسباني حيث سيرفع العلم اللبناني في العرض العسكري الذي يقام في العاصمة الاسبانية.

فريد الياس الخازن

واستقبل الرئيس عون النائب فريد الياس الخازن، واجرى معه جولة افق تناولت "التطورات السياسية الراهنة والاوضاع العامة في البلاد"، كما تناول البحث "حاجات منطقة كسروان الفتوح".

عكره

واستقبل الرئيس عون مدير "المركز الدولي لعلوم الانسان" في جبيل الدكتور ادونيس عكره، وعرض معه اعمال المركز ونشاطاته، لا سيما في ما خص الحوار بين الحضارات والاديان والاعراق الذي يندرج في اطار اهداف المركز.

 

الراعي الى روما واميركا في زيارة رعوية: لبنان يختنق اقتصاديا واجتماعيا والخطر كبير من استغلال النازحين إرهابيا

الجمعة 06 تشرين الأول 2017

وطنية - المطار - غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، بعد ظهر اليوم، متوجها الى روما، ثم الى الولايات المتحدة الاميركية، في زيارة رعوية تستمر حتى نهاية الشهر الحالي، يرافقه مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي وليد غياض. وسيستهل البطريرك الماروني زيارته الى روما، بافتتاح الجمعية العمومية لمجمع الكنائس الشرقية والتي تبدأ بلقاء مع قداسة البابا فرنسيس يعطي خلاله توجيهاته. بعد ذلك، ينتقل الى الولايات المتحدة تلبية لدعوة من أبرشيتي سيدة لبنان في لوس انجلوس ومار مارون في بروكلين، على أن يزور ديترويت وكاليفورنيا ولاس فيغاس تكريسا لكنيسة، إضافة الى بوسطن وواشنطن ونيويورك.

وكان في وداعه في صالون الشرف بالمطار، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، رئيس مكتب مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم والدكتور الياس صفير.

تصريح

وقال البطريرك الماروني: "إن زياراتنا الرعوية لهاتين الابرشيتين هي الاولى، وهي مناسبة لتشديد الروابط مع اللبنانيين المنتشرين هناك. وكما هو معلوم، زياراتنا الرعوية الى الخارج لا تميز بين المسلمين والمسيحيين والطوائف الاخرى، فالجميع يفرح عندما يرى مسؤولا كنسيا أو سياسيا أو مدنيا يزوره".

وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين، قال: "هذا الموضوع كبير جدا، وكما أصبح معلوما فإن لبنان لم يعد يتحمل هذا العدد منهم والذي يزداد حتى تجاوز مليونا و700 الف نازح، عدا عن عدد الولادات الذي يتراوح سنويا بين 30 و40 الف حالة".

أضاف: "لبنان في الاساس يعاني اقتصاديا ومعيشيا، في ظل هجرة مستمرة، ولم يعد في استطاعته تحمل المزيد من الاعباء، فقد تحملنا إنسانيا دون أن نمنن أحدا. البلد يختنق اقتصاديا واجتماعيا، وهناك خطر كبير من استغلال النازحين سياسيا ومذهبيا من قبل منظمات إرهابية، ونخشى أن يكون على حساب لبنان". وتابع: "السوريون لديهم تاريخ وحضارة وثقافة، ومن حقهم العودة الى أرضهم ووطنهم، فالانسان الذي لا وطن له هو يتيم ومشرد. ان الحل لأزمة النازحين ليس بالتوطين في بلد أو آخر انما بالعودة الى وطنهم، لان هناك من يريد هدم دولتهم التي لها تاريخها وثقافتها. لذلك، يجب التعاطي مع المعنيين بعودتهم، ومعرفة كيفية الفصل بين القضايا السياسية والاستراتيجية وبين القضايا الخطيرة".

وإذ شدد على "ضرورة حل هذا الموضوع بكل الطرق المتاحة"، سأل: "من المعني بقضية العودة، أليس سوريا والمجتمع الدولي والامم المتحدة ومن يخوضون الحرب؟".

أما عن تأخير اعتماد سفير للبنان في الفاتيكان، فقال: "هذا الموضوع من اختصاص رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية". ردا على سؤال، قال الراعي: "نحن دائما نتحدث عن لبنان بقيمته الايجابية التي هي أكبر من السلبيات، فهو بلد يتميز في العالم العربي بأنه يضم مسلمين ومسيحيين يعيشون بمساواة في الحقوق والواجبات. كما أنه الوحيد الذي يفصل بين الدين والدولة ويعتمد التنوع والتعددية الثقافية والدينية والاجتماعية، ودستوره يقوم على الديمقراطية والحريات العامة".

وقال: "علينا تصحيح أوضاعنا الداخلية وتفعيل الحوار. ومهما كبرت المشاكل في البلد فهو يستطيع أن يحلها".وأكد دعمه "مشروع رئيس الجمهورية بأن يكون لبنان مركزا مهما لحوار الاديان والحضارات والثقافات، وهو كذلك". وقال: "على لبنان أن يأخذ موقفا حياديا من الصراعات الاقليمية والدولية ليتمكن من التزام القضايا العامة كالسلام والعدالة والانسان في العالم العربي. وبذلك، نهيىء القاعدة الاساسية لنكون مركزا للحوار، وهذا ما ندافع عنه لانه يمثل طبيعة لبنان وتاريخه".

وأوضح أن لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين ستشمل الشخصيات في المناطق التي سيزورها، لافتا الى أنه لم يطلب موعدا للقاء الرئيس دونالد ترامب".

وشكر الراعي رئيس الجمهورية على "اهتمامه وإيفاد الوزير الخوري لتمثيله في وداعه".

 

أهالي المنصورية – عين نجم – عيلوت يجددون التحذير: حياتنا في خطر ولتمد خطوط التوتر العالي تحت الأرض

المركزية- بعد شهر على انطلاق تحركهم لوقف مشروع تمرير خطوط التوتر العالي فوق رؤوسهم وبيوتهم، طبقا لخطة أعدتها وزارة الطاقة والمياه، جدد أهالي منطقة المنصورية- عين نجم- عيلوت الديشونية تحذيرهم من أن الخطر على حياتهم وعلى أولادهم داهم، مطالبين الدولة بمد خطوط التوتر تحت الأرض كما هي الحال في كثير من الدول.  عقد أهالي منطقة المنصورية عين نجم - عيلوت – الديشونية مؤتمراً صحافياً بدعوة من رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، في المركز الكاثوليكي للاعلام لإطلاق صرخة ومشروع حل لخط التوتر العالي الذي يضرب المنطقة.

وشدد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو ابو كسم على ان "هذا المؤتمر ليس للتحدي او لمواجهة أحد لأن القضية قضية حق ولها طابع انساني، مشيراً الى ان لدى اهلنا في المنصورية وعين سعادة هواجس ترتبط أولا بحياتهم وحياة اولادهم بسبب خطوط التوتر وهذا الامر ناتج عن حقائق علمية".

وأكد "أننا لسنا في مواجهة مع الدولة او الوزير سيزار أبي خليل بل نؤمن ان الدولة والحكومة وجدتا لحماية المواطن وخدمته ولتأمين حقوقه والمحافطة عليها وفي المقابل المواطن في خدمة وطنه"، لافتا إلى " اننا جميعنا ابناء وطن ونحمل الهوية اللبنانية وهدفنا الوصول الى حل يؤمّن حقوق الدولة والمواطنين وبأقل كلفة واذى على الاهالي".

إفرام: من جهته، شكر كاهن رعية السانت تيريز في المنصورية الاب داني افرام "كل شخص تعاطف مع هذه القضية الانسانية والوطنية، والاحزاب السياسية التي تواجدت معنا"، معلنا "أننا نشعر بالفخر والاعتزاز بان تبدأ الحلول من المركز الكاثوليكي للاعلام الذي يحافظ على حقوق الناس، ونشكر المطران مطر والكنيسة التي لم تكن مرة الا داعمة لاهلها والى جانب الناس وهذا من واجبنا والا فنكون نقصّر بواجباتنا".

وتابع: "يكفي الناس تحديات اقتصادية وسياسية وامنية، وحياة العائلات المهددة تقع ضمن مسؤولية الكنيسة والدولة ولا يمكن التخلي عنها في أي ظرف"، مشددا على أن "لا يمكن التلاعب بمصير ابنائنا وبيع منازلهم، ونحن في الكنيسة نؤمن بالارض والوطن ونرفض الهجرة وبيع المنازل لانه عندها تصبح الكنيسة من دون رعيان".

وشدد الاب افرام على ان قضية التوتر العالي ليست سياسية بل اكثر من وطنية، مشيرا إلى أنها تعني كل مواطن في سلامته وصحته وحياته ووقايته من الامراض".

أضاف: "لهذا السبب نطلب من الجميع مساعدتنا لحل هذه القضية التي تبدأ من المنصورية وطمر خطوط التوتر العالي ولا تنتهي الا عندما تصبح خطوط التوتر العالي في كل لبنان تمر من تحت الارض".

إبراهيم: كذلك، شكرت المتحدثة باسم الاهالي كارول ابراهيم، جميع الداعمين لهذه القضية، لا سيما منهم المطران بولس مطر الذي نثمّن موقفه المشرف لهذه القضية، والابوين داني افرام وشربل مسعد وبيان المطارنة الموارنة الاخير.

وكشفت ابراهيم ان هناك خطوطاً تم تمريرها بالقوة في المنطقة، فيما سأل طفل "من الاهم انا او العمود؟"، وشددت على أن "هذه باتت قضيتنا"، مؤكدة أن "خطوط التوتر التي تُمد فوق البيوت لا تحترم المعايير الاوروبية او معيار الحماية من الحقل الكهربائي، فهي تمرّ فوق المنازل والمدارس من دون احترام مسافة 44 مترا، علما ان هذا المعيار تغيّر واصبح بين 132 الى 180 مترا، موضحة انه لم يحصل اتفاق على تشييد أعمدة في 2006 بل تم تشييدها اما خلسة او بالقوة".

وتابعت: "الخبير السويدي الذي درس المنطقة لم ينف في تقريره ان هناك اثرا، ودعا الى الاحتراس. إضافة إلى ان الاشارات التي وُضعت على الابنية المتضررة لم توضع مباشرة بل بعد 3 سنوات". واكدت ابراهيم ان المطالبة لا تقتصر على المنصورية وعين سعادة فقط بل على كل المناطق التي يمر فيها التوتر قرب المنازل.

ولفتت الى ان "لجنة وضع معايير تأثير خطوط التوتر على الصحة التي تشكّلت عام 2008 لم تتوصل الى اي تقرير ولا اطلعت على اي خلاصة يمكن التمسك بها للقول ان لا خطر، على عكس ما اعلنه وزير الصحة آنذاك محمد جواد خليفة من ان التقرير خلص الى ان لا خطر".

ودعت ابراهيم الى "اتباع مبادئ الحيطة والوقاية لانه تم العثور على ما يكفي من الوقائع التي تشير الى وجود خطر جراء خطوط التوتر".

وقالت: "نحن ابناء وسكان المتن ونفتخر بانتمائنا إلى هذه المنطقة التي تضم مدارس وجامعات واديرة ولا احد مستعد لبيع منزله كما طُرح علينا، علما ان الخطر يطال الاف المنازل"، مشددة على أن "موقف الاهالي اصلاحي بامتياز ونريد تصويب المسار، لأننا آمنون في منازلنا ونريد توريث اولادنا الصحة والامان ولتكن البداية من المنصورية ليعمم المشروع على كل لبنان".

وأكدت "اننا متمسكون بمنطقتنا ومدارسنا وجامعاتنا، قضيتنا وضميرنا ليسا للبيع لاننا مقتنعون اننا على حق ولن نقبل ان نكون جرذان اختبار"، وناشدت رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء وذكّرتهم ان الدولة الحريصة تسهر على الحد من المخاطر على المواطن وليس زيادتها لذلك نطالب بطمر الخطوط".

نجيم: وتحدث الناشط البيئي رجا نجيم، فإعلن "باسم المجتمع المدني ان المتن في خطر لم يتكلّم احد عنه، وهو خطر التلوث الكهرومغناطيسي". واوضح ان هناك 3 خطوط تمرّ فوق بصاليم حتى الديشونية وعاريا، اضافة الى الخطوط الظاهرة التي تمرّ بين المنازل.

واشار الى ان الدولة لم تقم حتى اليوم بأي دراسة، وفي هذه الحال، على الدولة ان تقوم بما تقوم به باقي الدول، ولفت إلى أن "في اوروبا مثلا يتم ابعاد خطوط التوتر مئات الامتار عن المنازل، ففي هولندا يتم ابعاد خطوط التوتر 150 مترا احترازيا، وفي المانيا والنمسا من 200 الى 400 متر حسب نوعية السكن والنشاط الموجود".

وحذر من أن "المتن وبعبدا وعاليه اضافة الى مناطق اخرى في خطر، لكن خط بصاليم المتن هو الاخطر"، موضحاً ان بعد مسح منطقتين هما عيلوت والديشونية من 2012 الى 2017 احتسبنا 800 شخص في عيلوت مثلا اصبحوا اليوم 3200 وتم اعطاء رخص لبناء مساكن طالبية"، داعيا الدولة الى ايقاف هذه المجزرة".

 

المستقبل يتقدم الاثنين بإخبار ضد شلاش بعد تهديداته لطرابلس وأهلها

الجمعة 06 تشرين الأول 2017 /وطنية - صدر عن "تيار المستقبل"، مساء اليوم، البيان الآتي: "لم يكن مستغربا أن يصدر عن شبيحة نظام بشار الأسد الذي سبق وأن هدد بإشعال لبنان، وارتكب الجرائم بحق طرابلس وأهلها، وآخرها جريمة تفجير مسجدي "السلام والتقوى"، تهديدات فاجرة "بهدم طرابلس على رؤوس من فيها"، ووصفها بـ"طرابلس العار"، كما جاء في تغريدات عضو مجلس الشعب السوري السابق أحمد شلاش بالأمس. إن "تيار المستقبل" إذ يرفض بشدة ما صدر عن المدعو شلاش بحق طرابلس وأهلها، يضع هذه القضية برسم كل المسؤولين المعنيين بحماية طرابلس وأهلها من تهديدات نظام بشار الأسد، ويؤكد أن طرابلس الفيحاء هي مدينة الفخر والعزة والصمود، وأن العار الذي نطق به المدعو شلاش يمثله هو ونظامه المجرم الساقط إنسانيا وأخلاقيا. بناء عليه، قرر "تيار المستقبل" أن يتقدم، عبر محاميه، يوم الاثنين المقبل، بإخبار لدى النيابة العامة التميزية ضد المدعو شلاش، يطالب فيه الدولة اللبنانية بإتخاذ كل الإجراءات القانوينة اللازمة لملاحقته ومنعه من دخول الاراضي اللبنانية وإصدار مذكرة توقيف بحقه، حفاظا على هيبة الدولة اللبنانية، وكرامة أهلنا في طرابلس والشمال".

 

قاسم: لا يمكن ان يكون لبنان بعد اليوم بلدا للتوطين ونريد أن يعود النازحون إلى بلدانهم أعزاء كرماء

الجمعة 06 تشرين الأول 2017

وطنية - اكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال حفل تخريج طلاب "معهد الآفاق"، في الأونيسكو، ان "كل الأزمات الموجودة وفي العالم سببها الأساس أميركا، اليوم أميركا تصنع الأزمات المتنقلة، وتوتر المنطقة كرمى مصالحها، وتحمل الشعار الدائم بأن مصلحتها أن يعيش المواطن الأمريكي مرتاحا حتى ولو سبب دمار العالم، حاول أميركا أن تعمم ثقافتها ومشروعها وقيادتها بشعارات زائفة نشرتها لعشرات السنين في منطقتنا، رفعت شعار حقوق الإنسان وشعار الديمقراطية وشعار احترام الآخر وشعار الحريات المختلفة من أجل أن تغرينا بهذه الشعارات، لكننا اكشفنا أن في داخلها سموما تؤدي في نهاية المطاف أن نكون اتباعا لها ولسنا مستقلين بخياراتها، فانكشفت خطط أميركا في منطقتنا، فشلت في تسويق شعاراتها، وهنا لم تتحمل فلجأت إلى استخدام قوتها وكشفت عن وجهها الحقيقي، واستخدمت أياديها الباطلة كإسرائيل والتكفيريين والأنظمة المستبدة".

اضاف: "نحن نعتبر أن أميركا لجأت إلى القوة المادية لأنها فشلت في التسويق الثقافي والإيماني، حاربتنا بالإعلام، وأسقطت علينا صورا متفرقة، فوصفت المقاومة بالإرهاب، وتحرير فلسطين بالعدوان على إسرائيل، والاستسلام بالسلام، والالتزام بالدين بمخالفة المجتمع المدني، وقناعاتنا الثقافية بالتخلف عن الحداثة، وضخت أفكارا كثيرة تصب في محاولة تشويه صورتنا، ولكن القيم الأمريكية فشلت في أن تكون نموذجا للشباب في بلداننا، وأقول لكم: لن تكون بعد اليوم نموذجا لنا في منطقتنا، لأننا وجدنا النموذج الذي ينسجم معنا ومع حقوقنا ومع مستقبلنا ومع أجيالنا، فلن نقبل بنموذجهم الفاشل مقابل نموذجنا الذي رفعنا وكرمنا وجعلنا نحقق الانجاز تلو الإنجاز".

وتابع: "نموذجنا قناعاتنا وإيماننا واستقلالنا، نموذجنا المقاومة والتحرير والعزة، نموذجنا الوحدة والتعايش وقبول الاختلاط، نموذجنا التزام القانون والانتخابات الحرة ورفض الإملاءات، نموذجنا مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب التكفيري والتبعية الأجنبية، نموذجنا اخترناه وأثبت جدواه ولن نتراجع عنه، فوالله لو اجتمعت الدنيا مع أمريكا على أن تسوقنا إلى خياراتها لن نقبل ما دامت خياراتنا قد أنجزت واقعا حقيقيا، أثبتت أننا من موقع المقاومة نستطيع تحرير الأوطان وتربية الأجيال وصنع الاستقلال وكرامة الإنسان فلن نستبدل تلك السخافات التي يدعون إليها بأي أمر آخر، نحن سنبقى مع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".

واردف: "إسرائيل اليوم أداة أميركية، لطالما البعض بأن إسرائيل تدير العالم، لا تكبروا إسرائيل كثير ولا تعتبروها أنها تدخل في كل مكان وتستطيع أن تدخل إلى المحافل الماسونية وتؤثر على البلدان العربية والأوروبية والأجنبية، إسرائيل شيطان صغير يديره الشيطان الكبير أمريكا، لاحظوا أن إسرائيل ذهبت إلى حرب 2006 بأمر أميركي، ولم تستطع في زمن بوش أن تحارب إيران بأمر أمريكي، وهي في كل خطواتها تنتظر الأوامر من هناك، إسرائيل هي عصا وضعت في منطقتنا لتركيعها ولجذبها لتأدية المصالح الأميركية، ولا تصلح أميركا من هذا الموقع لرعاية أي حل لأنها منحازة وراعية الاحتلال".

وقال: "في رأينا أن الحل في منطقتنا لا يكون إلا بالمقاومة التي أثبتت جدواها، وحققت الانتصارات المتتالية، ونقلت لبنان من الضعف إلى القوة، ومن كونه مركزا لمخابرات الدولة الكبرى والدول الكبرى إلى بلد مؤثر في تحقيق إنجازاته. وأقول سواء أكانت دولة عربية كبيرة وازنة أو دولة أوروبية أو أميركية كبيرة ووازنة، تعقد بعض الاجتماعات وتستدعي بعض الزعماء والمسؤولين من أجل أن تصنع تكتلا ضدنا لتقلب المعادلة في لبنان نقول لهم: تجمعون الهياكل أما الشعب فهو مع المقاومة ومع لبنان الواحد الموحد".

واشار الى ان "لبنان، لا يمكن ان يكون بعد اليوم، بلدا للتوطين على الإطلاق، لا للمهجر من أرضه قديما، ولا للنازح من أرضه حديثا، نحن نريد للمهجرين والنازحين أن يعودوا إلى بلدانهم أعزاء كرماء، ولن نقبل الخطوات الأجنبية التي تحاول أن تمنح المعتدي كيانا، أو أن تمنح المعتدين فرصة لتغيير المعادلات في المنطقة، كل واحد في بلدنا ترك بلده لأي سبب كان سنكون الى جانبه ونؤدي كل الدعم المناسب ليعود إلى بلده لا ليبقى في بلدنا، لا لأننا نستنكر وجوده، بل لأننا نريده عزيزا في بلده، عندها نكون نحن وإياه أعزاء في المنطقة، وعندها أيضا لا يمكن لأحد أن يفرق بيننا ونصنع مستقبلنا ومستقبل أجيالنا".

 

المجمع الانطاكي للروم الارثوذكس اختتم اعماله برئاسة يوحنا العاشر: لاجراء الانتخابات في موعدها وتأمين المشاركة العادلة للجميع في الحكم

الجمعة 06 تشرين الأول 2017

 وطنية - اختتم المجمع الانطاكي المقدس الذي عقد على مدى اربعة ايام برئاسة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي في دير مار الياس -شويا - المتن اعماله عصر اليوم، تلا بعده امين سر المجمع المقدس الاسقف افرام معلولي البيان الختامي الصادر عن المجمع وجاء فيه: "انعقد المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة غبطة البطريرك يوحنا العاشر (يازجي) في دورته العادية الثامنة من الثالث وحتى الخامس من تشرين الأول 2017 في دير مار الياس - شويا وذلك بحضور كل من أصحاب السيادة: الياس (أبرشية بيروت وتوابعها)، الياس (أبرشية صيدا وصور وتوابعهما)، سرجيوس (أبرشية سانتياغو وتشيلي)، دمسكينوس (أبرشية ساو باولو وسائر البرازيل)، سابا (أبرشية حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشية حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشية بوينس آيرس وسائر الأرجنتين)، باسيليوس (أبرشية عكار وتوابعها)، أفرام (أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية)، اسحق (أبرشية ألمانيا وأوروبا الوسطى)، جوزيف (أبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية)، غطاس (أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما)، أنطونيوس (أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما) ونقولا (أبرشية حماه وتوابعها).

وحضر الأسقف أفرام معلولي أمين سر المجمع المقدس وكاتب المجمع الإيكونوموس جورج ديماس. واعتذر عن عدم الحضور صاحبا السيادة يوحنا (أبرشية اللاذقية وتوابعها)، سلوان (أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا). وتغيب المطران جورج (أبرشية جبيل والبترون ما يليهما). وقد حضر المطران بولس (أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعهما)، المغيب بفعل الأسر، في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.

وبعد الصلاة واستدعاء الروح القدس، لفت آباء المجمع الأنظار من جديد إلى قضية المخطوفين، وناشدوا الخيرين في هذا العالم، العمل على كشف مصير المفقودين والمخطوفين وتحريرهم، ومن بينهم مطرانا حلب بولس (يازجي) ويوحنا (ابراهيم) اللذان يستمر اختطافهما منذ أكثر من أربع سنوات لغزا محيرا ومعيبا ووصمة عار في ظل الصمت الدولي المطبق، واللذان يبقى حضورهما في أذهان المشرقيين والأنطاكيين في كل بلاد العالم أشد وأقوى من تغييبهما مهما تناساه البعض.

استمطر الآباء رحمات الله تعالى على نفوس المثلثيِ الرحمة المطران أنطونيوس شدراوي (المكسيك)، والمطران بولس صليبا (أستراليا) والأسقف أنطون الخوري من أبرشية أميركا الشمالية سائلين الرب القدير أن يرتب نفوسهم في مظال القديسين. وبعد افتتاح أعمال المجمع انتخب الآباء الأرشمندريت باسيليوس قدسية متروبوليتا لأبرشية أستراليا ونيوزيلاندا والفيلبين والأسقف إغناطيوس سمعان متروبوليتا لأبرشية المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي. كما انتخب الآباء الأرشمندريتين يوحنا بطش وتيودور الغندور أسقفين معاونين لغبطة البطريرك.

واطلع الآباء على الزيارة الأخيرة التي قام بها غبطة البطريرك إلى ألمانيا وثمنوا الجهود المبذولة في سبيل شد أواصر الأخوة والإيمان في كل الأبرشيات، وأكدوا أن دور وواجب كنيسة أنطاكية يبقى في تقديم الرعاية والعون الممكن لكل أبنائها أينما حلوا، مع التشديد الدائم على الالتصاق بالأرض الأولى وتوفير كل السبل الممكنة لترسيخ وجود المسيحيين في الشرق.

وتدارس الآباء التقرير المقدم من اللجنة المجمعية لشؤون القداسة والقديسين. ولما كانت القداسة شأنا يخص كل المؤمنين ولا يعني فئة دون أخرى، ولما كان التعرف على القديسين وسيلة ضرورية للاقتداء بسيرتهم وطلب شفاعتهم، ذلك أن السعي إلى القداسة يروي عطش الإنسان المعاصر إلى اللامحدود ويفتح له باب الرجاء، قرر الآباء أولا: إطلاق برنامج سنوي خاص بشؤون القداسة والقديسين على مستوى أبرشيات الكرسي الأنطاكي كافة في الوطن والانتشار، للتعريف بقديسين أنطاكيين وغير أنطاكيين، من العصرين الحديث والقديم، يتم من خلاله الإضاءة على شهادتهم عبر نشر سيرتهم وتعاليمهم بشتى وسائل النشر والتواصل وتنظيم محاضرات وندوات تدرس خصائصهم، كما وتعميم الخدم الطقسية العائدة لهم عبر إقامة احتفالات ليتورجية ونشاطات تعليمية متنوعة تهدف إلى تقريب المؤمنين من مفهوم القداسة، فيقيمون علاقة وطيدة مع أشخاص صارت حياتهم أيقونة وصلاة تعلن مجد الله. ثانيا: إعداد دراسات من قبل "لجنة شؤون القداسة والقديسين" عن سيرة مؤمنين معاصرين رقدوا بعدما تميزوا بشهادتهم للرب وسيرتهم النقية ومن ثم رفع هذه الدراسات إلى المجمع المقدس لبحثها تمهيدا لإعلان قداسة أصحابها. ثالثا: تخصيص برنامج سنة 2018 للقديسين يوسف الدمشقي وبورفيريوس الرائي.

واطلع الآباء على الدراسة المقدمة بشأن سر الزواج وأوقات إتمام هذا السر وشددوا على أهمية الرابط الزوجي وقدسيته كسر وكلبنة أولى وأساس في بناء العائلة المسيحية واتخذوا قرارا بالتشديد على التالي: أولا: يحتفل بالزواج في الكنيسة وليس في أماكن أخرى. ثانيا: تقام الخدمة وفقا للمراسيم الليتورجية المحددة في كتاب الخدمة دون سواها. ثالثا: تجيز الكنيسة إتمام سر الزواج في كل يوم على مدار السنة عدا الأيام التالية: يوم عيد الصليب في 14 أيلول، يوم عيد قطع رأس يوحنا المعمدان في 29 آب. من 20 إلى 25 كانون الأول ضمنا، يوم برامون الظهور الإلهي ويوم عيد الظهور الإلهي. من الأربعاء في أسبوع البياض (قبل الصوم الكبير) ولغاية السبت الجديد (بعد الفصح) ضمنا. يوم عيد العنصرةـ. أيام صوم السيدة من 1 إلى 15 آب (ضمنا).

وتطرق الآباء إلى واقع ومرتجى المحاكم الروحية وإلى قانون الأحوال الشخصية وعرضوا للجهود المبذولة في سبيل تحسينه من منطلق الخبرة في العمل به في السنين الأخيرة، وشددوا على الاستمرار في ترسيخ التوجه بالحفاظ على رباط الحياة الزوجية المقدس في كل المراحل. وتطرقوا أيضا إلى واقع المجالس التأديبية الإكليريكية مشددين على ضرورة ترسيخ مبدأ المحاسبة الإكليريكية بحيث تشمل هذه المحاسبة كافة أنواع التجاوزات من قبل الإكليروس من ناحية التعاطي غير المسؤول مع السلطة الكنسية أو ازدراء الكرامة الإكليريكية بالظهور بمظاهر لا تليق بها أو

سوء استعمال وسائل التواصل الاجتماعي سواء في تعاطي الشأن السياسي العام أو الكنسي أو غير ذلك من الأمور "لكي يكون كل شيء بلياقة وترتيب" (1 كو 14: 40).

تدارس الآباء مطولا أوضاع الأبرشيات في الانتشار من خلال التقارير المرفوعة من المعتمدين البطريركيين في أبرشيتي المكسيك وأستراليا. كما عقد أحبار أبرشيات الانتشار اجتماعا خاصا برئاسة صاحب الغبطة تباحثوا فيه بالحاجات المشتركة وسبل التعاون بينها والشهادة معا، وهذا ما فسح المجال لتقدير شهادة أبناء كرسينا الرسولي في تلك الديار ومباركة رباطهم الحي بكنيستهم وخدمتهم فيها وعطاءاتهم الكثيرة. وقد عبر الآباء عن فخرهم بنمو كنائس الانتشار ورعاياها، وسعي كهنتها ومؤمنيها المتواصل ليكون الحضور الأنطاكي فاعلا ومفيدا في مجتمعاتهم، وصالحا لأبنائهم، ومخلصا لنفوسهم.

وبخصوص استقالة المطارنة، تقرر تعديل المادة 59 من النظام الداخلي للكرسي الأنطاكي للعام 1983 لتصبح كالتالي: "في حال العجز يعين البطريرك وبموافقة المجمع المقدس وكيلا مؤقتا لإدارة الأبرشية. وفي حال الموانع الدائمة يقيم المطران في أبرشيته أو في أحد الأديرة وتتولى أبرشيته العناية به بما يليق بمقامه".

وفي الشأن السوري، يرحب آباء المجمع الأنطاكي المقدس بالجهود المبذولة من أجل استئصال الإرهاب من سوريا وإيجاد حل سياسي للحرب التي يعاني هذا البلد من ويلاتها منذ سنوات. ويتطلعون بأمل كبير إلى اليوم الذي تنتهي فيه محنة الشعب السوري ويستعيد فيه هذا البلد أمنه وأمانه وموقعه ودوره في المجتمع الدولي. ويشدد الآباء على أهمية إيجاد حل سلمي للأزمة السورية يرتكز على أسس الحرية والعدالة والديمقراطية ويضمن وحدة البلد ويقوم على العيش المشترك بين مختلف مكوناته الحضارية والدينية.

يحذر الآباء من المحاولات الرامية إلى إطالة أمد الحرب وتفكيك المجتمع من خلال تأجيج الصراعات الداخلية بين مكونات الوطن الواحد على أسس دينية أو عرقية أو طائفية. ويدعون أبناءهم إلى التشبث بالوحدة القائمة على المواطنة التي لطالما طبعت الشعب السوري، وإلى التجذر في ثقافة العيش المشترك والحوار والانفتاح المحب الذي لم تقو الحرب العاتية عليها بل زادتها متانة. ويكرر الآباء مطالبتهم حكومات الدول المعنية العمل من أجل رفع الحصار الاقتصادي الخانق عن الشعب السوري، الذي يطال الفقير بلقمة عيشه، والمريض بدوائه، ويخلف كوارث إنسانية لا تحصى، ويدفع بالكثيرين إلى الهجرة وتعريض حياتهم للخطر.

لبنانيا، يرحب آباء المجمع الأنطاكي المقدس بالاستقرار السياسي الذي يعيشه لبنان بعد انتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه، وبعودة هذا البلد للعب دوره المحوري في المجتمع الدولي، ويضمون صوتهم إلى الصرخة التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في الأمم المتحدة من أجل أن يكون لبنان مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق. كذلك يثمن آباء المجمع التضحيات الوطنية المبذولة من أجل تحرير الحدود الشرقية للبنان من الوجود الإرهابي، ويتقدمون بالتعزية الحارة من عوائل الشهداء الذين قضوا في سبيل حماية الوطن ولا سيما العسكريين المخطوفين لدى داعش. كما ويعبر آباء المجمع عن قلقهم نتيجة الغبن الذي لحق بالطائفة الأرثوذكسية في التعيينات الأخيرة ويكررون مناشدتهم للمسؤولين بضرورة العمل الجاد على تأمين المشاركة العادلة والفاعلة للجميع في الحكم والإدارة والوظيفة من دون أي إقصاء أو تهميش لأحد. كما ويشدد الآباء على ضرورة الحفاظ على الثقة المتبادلة بين الشعب وممثليه عبر إقامة الانتخابات النيابية في موعدها.

يناشد آباء المجمع المقدس المسؤولين اللبنانيين إيلاء الشأن الاقتصادي الأهمية القصوى من أجل وضع حد لمعاناة المواطنين الذين يكدحون من أجل تحصيل لقمة عيشهم وتأمين أبسط مقومات الحياة لهم ولأبنائهم. وفي هذا المجال يدعو الآباء إلى صحوة لدى المسؤولين لفتح ورشة إصلاحية تقود إلى وقف الهدر، وتحد من الممارسات التي تسيء إلى استخدام المال العام، وتوقف الصفقات التي ترهق كاهل الدولة وتمعن في تفقير الشعب لفائدة طبقة رأسمالية المحسوبيات التي باتت تتركز كل مقدرات الوطن بين أيديها فتزيد من سوء الواقع المعيشي للمواطنين.

في الشأن العراقي، يعبر الآباء عن سعادتهم باستمرار تحرير أراضي العراق من تنظيم داعش الإرهابي ويتمنون للشعب العراقي العيش بسلام وطمأنينة وازدهار في ظل دولة مدنية حديثة تضمن المواطنة الكاملة للجميع.

في الشأن الفلسطيني، يعبر الآباء عن تعاطفهم الشديد مع أبناء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لاضطهاد قاس مبرمج، ولمصادرة أراضيه. وفي هذا المجال يعلي آباء المجمع الأنطاكي الصوت، ويطالبون المراجع الدولية المختصة، المحافظة على الأوقاف المسيحية ومنع بيعها أو تأجيرها إلى سلطات الاحتلال، لأن استثمارها الرشيد من شأنه أن يخدم أبناء الأرض ويثبتهم في ديارهم ويحول دون تفريغ الأراضي المقدسة من أبنائها.

لم يجد آباء المجمع خيرا من قول القديس يوحنا المعمدان: "له ينبغي أن ينمو ولي أن أنقص" (يو 3، 13) ليتوجهوا به إلى ملء كنيستنا الأنطاكية بخطاب من القلب إلى القلب في الظروف الكنسية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها في غير مكان، والتحديات العديدة التي تواجهها كجسد واحد على غير صعيد، وبقلب واحد قائلين:

"نحن ندرك جميعا أن عضويتنا في الكنيسة وغيرتنا وخدمتنا فيها إنما ترنو تماما إلى "أن يظهر يسوع المسيح فينا" (1 تي 1: 16)، على صعيد شهادتنا الشخصية والرعوية-الكنسية، وأن تكون تضحياتنا خادمة لهذه الخبرة، بحيث ننتبه ألا تنقلب غيرتنا ومحبتنا علينا، على حساب شهادتنا لمسيحنا ولوحدتنا فيه. كلنا واعون أن تلك الخبرة المزدوجة، نمو المسيح فينا ونقصاننا نحن من أجله، إنما تضعنا في طريق سعي افضل "لنحمل أثقال بعضنا بعضا" (غلا 6: 2)، بصبر وطول أناة، ونسعى لتحكيم الإيمان والتعقل والمحبة، ونستدعي معا نعمة الروح القدس لتشفي جراحنا وتنير أذهاننا وتبني لقاءنا في المعية والخدمة التي تميز أبناء جسدنا الكنسي الواحد. فكلنا واعون أن مسيرتنا الروحية إنما تهدف إلى النهوض بضعفاتنا البشرية نحو "قامة ملء المسيح" (أف 4: 13)، في مسيرة لا يريد أحد منا أن "نجعل عثرة في شيء لئلا تلام الخدمة" (2 كو 6: 3)، متبعين "البر والتقوى... والوداعة" (1 تي 6: 11) في شهادتنا الظاهرة كما وفي مخدع قلبنا الخفي. والآن إذ تجمعنا هذه الثقة في المسيح، يحملنا الرجاء الحي أنه لا بد مناصر ومعين لنا جميعا في جهادنا لنبلغ إليه، "مكملين نقائص شدائده في جسمنا لأجل جسده، الذي هو الكنيسة" (كول 1: 24).

وختم الآباء مرسلين البركة الرسولية إلى كافة أبنائهم في الوطن وبلاد الانتشار وسائلين الرب القدير أن يهب العالم روح سلامه الحق".