المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 26 تشرين الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.november26.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الإِنْسَانَ، إِذَا غَضِبَ، لاَ يَعْمَلُ الصَّلاَحَ الَّذِي يُرِيدُهُ اللهُ.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/العهد ومسلسل المسميات

الياس بجاني/س- س والفشل الأكيد الأكيد

الياس بجاني/حملة الأزرق والأورونج الإعلامية ضد السعودية هي غباء وانتحار

الياس بجاني/ليكن كلامنا دون ذمية وتشاطر بكل ما يتعلق باحتلال حزب الله وبسلاحه الإرهابي

الياس بجاني/الذمي يلي بيخاف يقول ان حزب الله ارهابي لا هو سيادي وشامم ريحتها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/مقابلة رئيس تحرير موقع جنوبية علي الامين من قناة العربية/26 تشرين الثاني/17

فيديو/مقابلة الكاتب الصحافي أسعد بشارة ضيف من قناة العربية/25 تشرين الثاني/17

فيديو/مقابلة مستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان من تلفزيون المستقبل/كلام بيروت/25 تشرين الثاني/17

فيديو/مقابلة مع المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد من تلافزيون المنار/حديث الساعة/25 تشرين الثاني/17

بيان لقاء سيدة الجبل: أن الإرهاب لا دين له

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 25 تشرين الثاني 2017

ماكرون استقبل زوجة الحريري وابنته وابنه في قصر الاليزيه

انسحاب حزب الله من سوريا والعراق الى القصيـــــر وخطوة لملاقاة الاخرين في منتصف الطريق ووقف الضغوط

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/11/2017

الحريري يتحدى حزب الله من بيروت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تعسف وتجاوز.. الأيوبي قيد التحقيق وموقوفاً منذ أسبوع بسبب مقالة

الموساد يخطط لاستهداف «المشنوق» و «مراد»: ما حقيقة هذه الرواية الأمنية؟

المملكة لإيران والعالم: لبنان لا يُحكم بالسلاح من دون مؤسسات ومبادرات سعودية تلي قبول اوراق اعتماد السفير اليعقوبـــي

ترامب وعد أردوغان بالكف عن تسليح الفصائل الكردية و“البنتاغون” ستعترف غداً بنشر 2000 عسكري أميركي في سورية

مراد: ما اكتُشف يؤكد ان اسرائيل وراء الكثير من الاغتيالات/ اللواء صليبا يكشف الثلثاء تفاصيل الانجاز الامنـي بتوقيف عيتاني

بعد الإستقالة والتريّث.. بيروت تشهد هبوطاً هادئاً

في ظلّ التريّث.. هل تعود الحكومة للإجتماع؟

الحريري: لن نقبل مواقف «حزب الله» التي تؤثر على أشقائنا العرب

لخطة الإيرانية لتفتيت السنّة والمسيحيين وإسقاط لبنان من الداخل/محمد سلام

نضجت عناصر التحالف الخماسي

تصريح بارز.. حركة النجباء: سنشارك ضد أي عدوان إسرائيلي على لبنان

الراعي دان الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة: لتضامن العالم كله لإيقاف هذه الاعمال

 النائب نديم الجميل: نحن بأمس الحاجة اليوم الى قيادات لا تنقل البندقية من كتف الى كتف آخر. ولن نقبل أن يحاول البعض إلغاء دورنا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

جولة "جنيف" المرتقبة بأهمية "استثنائية" على وقع اتصالات دوليــة لانضاج التسوية: "تَسوير" سوريا لتثبيت الهدنة..واقتراح "توزيع النفوذ في الحكم وفق الأحجام" قيد الدرس

مسؤول إيراني يطالب بشرعنة الميليشيات

"تايمز": تركيا لن تهاجم الاكراد من دون التشاور مع الأسد

"عكاظ": مخطط قطري يستهدف الرياض والإمارات بعد تحذيرات اميركية من هجمات تستهدف السعودية

ارتفاع حصيلة مذبحة العريش إلى 305 قتلى/النيابة العامة المصرية: المهاجمون كانوا يرفعون علم «داعش» و27 طفلاً بين الضحايا

«مذبحة الجمعة»... الأكبر في تاريخ مواجهة مصر للإرهاب

بوصلة الإرهاب تولِّي وجهها شطر «المدنيين» بالمساجد بعد فشلهم في استهداف الجيش والشرطة

الجيش المصري يقتل عدداً من منفذي «مذبحة المسجد» وإغلاق معبر رفح الحدودي مع غزة لأجل غير مسمى وبدء الحداد الوطني

القوات العراقية تفتح هجوماً لتطهير الصحراء الغربية من بقايا «داعش»

دي ميستورا في موسكو قبل استئناف مفاوضات جنيف وعقد مؤتمر سوتشي/لافروف: البحث جار حول احتمال مشاركة الأسد في الانتخابات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قومية العصر الحديث، عجلة أم تريث/الدكتورة رندا ماروني

لبنان: الخروج من 'دولة حزب الله'/محمد قواص/العرب

تصعيد إيران وحزب الله يفرض معطيات جديدة على موقف مصر/محمد عباس ناجي/العرب

بوتين ملك سوريا… في ظل استسلام أميركي/خيرالله خيرالله/العرب

فرصة لبنان الأخيرة لإنقاذ نفسه/أحمد الدواس/السياسة

هكذا نجا لبنان/الهام فريحة/الأنوار

الفطحل أم الفحطل/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

لو كان بشار في زيمبابوي/ الياس حرفوش/الحياة

لا تنتظروا التسوية/ جويس كرم/الحياة

في الموصل an orgy of killing/حازم الامين/الحياة

خروج الأسد ووقف الخطط الإيرانية/راجح الخوري/الشرق الأوسط

موازين القوة في عالم متغير/إميل أمين/الشرق الأوسط

لِم لا؟… «موناكو كردية»/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ترجمة كاملة لمقابلة محمد بن سلمان مع نيويورك تايمز من جريدة الشرق الأوسط: لن نسمح بهتلر إيراني جديد في منطقة الشرق الأوسط ولدينا خطط كبيرة لإعادة التسامح لمجتمعٍ كان معتدلاً ذات يوم

إضاءة القصر الجمهوري باللون البرتقالي لمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة

الجراح: الكل يعرف حجم الهجوم علينا وعلى أوجيرو لكننا سنقدم لهذا البلد كل ما يمكن رغم كل الظروف

الساحلي: لبنان تجاوز فتنة كبيرة بحكمة الرئيسين عون وبري والسيد نصرالله والوحدة الوطنية

الاحدب: من حقنا معرفة إن كانت اخطاء السابق ستعالج في مرحلة ما بعد التريث أم لا

باسيل افتتح مؤتمر الطاقة الاغترابية في كانكون المكسيك وكرم لاعب كرة القدم غابرييل ورجل الاعمال سليم

 

تفاصيل النشرة

الإِنْسَانَ، إِذَا غَضِبَ، لاَ يَعْمَلُ الصَّلاَحَ الَّذِي يُرِيدُهُ اللهُ.

يعقوب/01/من19حتى25/"لِذَلِكَ، يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ مُسْرِعاً إِلَى الإِصْغَاءِ، غَيْرَ مُتَسَرِّعٍ فِي الْكَلاَمِ، بَطِيءَ الْغَضَبِ، لأَنَّ الإِنْسَانَ، إِذَا غَضِبَ، لاَ يَعْمَلُ الصَّلاَحَ الَّذِي يُرِيدُهُ اللهُ. إِذَنْ، تَخَلَّصُوا مِنْ كُلِّ مَا فِي حَيَاتِكُمْ مِنْ نَجَاسَةٍ وَشَرٍّ مُتَزَايِدٍ وَلْيَكُنْ قَبُولُكُمْ لِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي غَرَسَهَا اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ، قَبُولاً وَدِيعاً فَهِيَ الْقَادِرَةُ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. لاَ تَكْتَفُوا فَقَطْ بِسَمَاعِهَا، بَلِ اعْمَلُوا بِهَا، وَإِلاَّ كُنْتُمْ تَغُشُّونَ أَنْفُسَكُمْ، فَالَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يَكُونُ كَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى الْمِرْآةِ لِيُشَاهِدَ وَجْهَهُ فِيهَا، وَبَعْدَ أَنْ يَرَى نَفْسَهُ، يَذْهَبُ فَيَنْسَى صُورَتَهُ حَالاً. أَمَّا الَّذِي يَنْظُرُ بِالتَّدْقِيقِ فِي الْقَانُونِ الْكَامِلِ، قَانُونِ الْحُرِّيَّةِ، وَيُوَاظِبُ عَلَى ذَلِكَ، فَيَكُونُ كَمَنْ يَعْمَلُ بِالْكَلِمَةِ لاَ كَمَنْ يَسْمَعُهَا وَيَنْسَاهَا، فَإِنَّ اللهَ يُبَارِكُهُ كَثِيراً فِي كُلِّ مَا يَعْمَلُهُ". 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

العهد ومسلسل المسميات

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/17

لم تعد عباءة العهد تتسع لمسميات جديدة، القوي، بي الكل، الوحدة الوطنية، الحكمة، الإصلاح والتغيير، الانتصارات، التريث، الحزم، الرؤية، الإستراتجية، المقاومة والتحرير والخ..بيكفي .

ارحمونا

 

س- س والفشل الأكيد الأكيد

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/17

الفاشلون عشرات المرات كركني صفقة الخطيئة ال 14 آذاريين المرتدين (س-س) لن يعرفا النجاح لا اليوم ولا في أي يوم وهما كالخريف وأوراقة المتساقطة.. وفالج لا تعالج

 

حملة الأزرق والأورونج الإعلامية ضد السعودية هي غباء وانتحار

الياس بجاني/24 تشرين الثاني/17

هل يتوهم المستقبل والتيار الباسيلي والودائع عندهما انهم انتصروا على السعودية؟ حملتهم الإعلامية العدائية ضدها هي انتحار وغباء 100%

 

ليكن كلامنا دون ذمية وتشاطر بكل ما يتعلق باحتلال حزب الله وبسلاحه الإرهابي

الياس بجاني/24 تشرين الثاني/17

حزب الله يحتل لبنان وسلاحه هو اداة الإحتلال والإرهاب كما قمصانه السود. من هنا فإن كل من يقول أنه سيادي ويتباهى بمعارضته للإحتلال ويخجل من تسمية سلاح الحزب بالإرهابي لا هو معارض ولا من يحزنون ويضبضب!!

 

الذمي يلي بيخاف يقول ان حزب الله ارهابي لا هو سيادي وشامم ريحتها

الياس بجاني/23 تشرين الثاني/17

بمحبة نقول لكل حزبي لبناني تحديداً يدعي انه سيادي ودستوري وضد الصفقة الخطيئة وبنفس الوق ويخاف بذمية وجبن ان يقول بأن حزب الله هو ارهابي..نقول له رجاء يضبضب ويعيرنا سكوته 

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/مقابلة رئيس تحرير موقع جنوبية علي الامين من قناة العربية/26 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=afSoJtvlj9U

 

فيديو/مقابلة الكاتب الصحافي أسعد بشارة ضيف من قناة العربية/25 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=VSmzZYRVgWU&t=202s

 

فيديو/مقابلة مستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان من تلفزيون المستقبل/كلام بيروت/25 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=WpWwqBB0tV0

 

فيديو/مقابلة مع المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد من تلافزيون المنار/حديث الساعة/25 تشرين الثاني/17

https://www.youtube.com/watch?v=ZtAU5R6haqc&t=2161s

 

بيان لقاء سيدة الجبل: أن الإرهاب لا دين له

25 تشرين الثاني 2017

يستنكر "لقاء سيدة الجبل" بأشدّ العبارات الإعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف مسجد الروضة في العريش، مصر، مودياً بمئات المصليّن الأبرياء. ويتضامن "اللقاء" مع الشعب المصري الشقيق وقيادته ويتقدّم بالتعازي من أسر الضحايا ويتمنى الشفاء للمصابين.

يؤكد هذا الإعتداء، مرة إضافية، أن الإرهاب لا دين له، إذ يطال المساجد والكنائس والآمنين والأبرياء حيثما وجدوا والحرب عليه شأنٌ نبيل.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 25 تشرين الثاني 2017

السبت 25 تشرين الثاني 2017

النهار

رغم ادّعاء اذاعة خاصة في لبنان انها كسبت الدعوى المقامة أمام المحاكم إلّا أن الواقع لم يثبت ذلك.

في حين تحدّد القوانين عدد السيارات المملوكة لكل من الدوائر والمؤسّسات الرسمية ومواصفاتها فإنّها تترك المجال مفتوحاً إذا كانت تلك المركبات تأتي من طريق التبرّع

لوحظ ازدياد ساعات التغذية بالتيار الكهربائي بما يقرب من 18 و20 ساعة في مناطق كثيرة من دون الاستعانة ببواخر الطاقة.

تجنّب نقيب المعلّمين في مؤتمره الصحافي تسمية عضو مجلس ادارة صندوق التعويضات الذي رفض التوقيع على قرارات اعطاء متقاعدين تعويضاتهم.

المستقبل

إن سفراء عرباً وأجانب معتمدين في لبنان يواكبون عن قرب الاتصالات الداخلية التي تجرى بعيداً عن الأضواء من أجل معالجة أسباب الأزمة الحكومية.

الجمهورية

ردّد مسؤول عراقي في إحدى العواصم الكبرى أنّ الحلّ العراقي سيكون شبيهاً بحلّ الحرب اللبنانية إن على صعيد السياسة أو العسكر.

قال مرجع سياسي في أحد المجالس الخاصة إن أحداً لن يُكسر في الأزمة الراهنة بل سيخرج الجميع منتصراً على أن تبدأ تصفية الحسابات بعد الإنتخابات.

لاحظت أوساط سياسية أن الخلاف الذي ظهر إلى العلن بين تيار وحزب بارزين سيأخذ مداه حتى الانتخابات.

اللواء

تجزم مصادر واسعة الإطلاع أن الوضع في سوريا، سيشهد صراعاً بين الحسابات الإقليمية بغطاء دولي مباشر.

لم يجرِ أي اتصال حتى الآن بين مسؤول كبير وقيادي حزبي بارز.

يحلّل دبلوماسي شرقي الموقف في لبنان هكذا:إمّا مناورة دولية تجري أو تحوّل كبير في غير اتجاه؟

الشرق

نقل زوار قصر بعبدا ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اظهر في اليومين الماضيين ارتياحا غير مسبوق لتطور الاتصالات التي يجريها وتجاوب الافرقاء في غالبيتهم الساحقة مع كل ما يؤدي الى خروج لبنان من ازمته…

سئل مرجع وزاري - امني ما المقصود بــ "النأي بالنفس" وهل هو محصور فقط بالسلوكيات الامنية والعسكرية، فأجاب بالنفي مؤكدا ان "النأي بالنفس" شامل، ولا يقف عند حدود فريق دون اخر….

اتصل مرجع نيابي عالي المستوى بقيادات من "حزب الله" وتمنى عليهم الاتصال بالقيادات الايرانية لتخفيف حدة لهجات البعض مما يجري في لبنان والمنطقة والابتعاد بأقصى ما يمكن عن التدخل في الشؤون الداخلية….

 

ماكرون استقبل زوجة الحريري وابنته وابنه في قصر الاليزيه

السبت 25 تشرين الثاني 2017 / وطنية - أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في بيان، ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، استقبلا في قصر الايليزيه عصر اليوم، زوجة رئيس مجلس الوزراء لارا سعد الحريري ونجليهما لولوة وعبد العزيز الذين يزورون باريس في عطلة بدأت اول من أمس الخميس وتستمر لأيام عدة. وقد نشر الحريري، عبر حسابه على "تويتر"، صورة تجمع ماكرون وزوجته بريجيت، مع زوجة الحريري وابنته وابنه. وأرفقها بتغريدة قال فيها: "شكرا للرئيس ماكرون وزوجته بريجيت على دعوتهما زوجتي لارا وابنتنا لولوة وابننا عبد العزيز لزيارتهما في الايليزيه اليوم. بادرة صداقة عائلية مؤثرة".

 

انسحاب حزب الله من سوريا والعراق الى القصيـــــر وخطوة لملاقاة الاخرين في منتصف الطريق ووقف الضغوط

المركزية/25 تشرين الثاني/17/ تؤكد مصادر مقربة من حزب الله انه يتجه لاتخاذ عدد من الخطوات من شأنها تسهيل مهمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في تحقيق ما طرحه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من بنود او شروط للعودة عن استقالته تحت عنوان التريث. وهي اذ تكشف لـ"المركزية" في هذا السياق عن استعدادات يجريها من اجل سحب قواته من العراق وسوريا، تنفي ان يكون لدى الحزب اي عنصر في اليمن وذلك بتأكيد امينه العام السيد حسن نصرالله في اكثر من مناسبة ومنها اخيرا في رده على الاتهامات العربية للحزب باطلاقه الصاروخ على مطار الرياض. وتتابع: ان الحزب الذي كان يدرك منذ فترة غير وجيزة مدى تداعيات مشاركته في حربي سوريا والعراق عليه اولا، ومن ثم على الداخل اللبناني والضغوط التي يتعرض لها تحت هذا العنوان من الداخل والخارج كان باشر اتخاذ عدد من التدابير والخطوات الاحترازية تحسبا، ولذلك فهو يعمل على اقامة تحصينات وقواعد (مراكز) في بلدة القصير الحدودية ذات الغالبية الشيعية والتي عمل على الدفاع عنها وتحريرها من "داعش" وعناصر القاعدة وقوات المعارضة التي استهدفتها اكثر من مرة، وان الحزب في صدد شق الطريق الى القصير من الجانب اللبناني لانها تفتقد الى ذلك والوصول اليها يفترض عبور الاراضي السورية. وتضيف المصادر: وفي اعتقاد الحزب ان خطوة انسحابه الى القصير من شأنها ان توفر مستلزمات وجوده العسكري في سوريا من جهة، ومن جهة ثانية من شأنها ان تقطع الطريق امام المطالبين بعودته الى لبنان المستغلين لوجود عناصره في سوريا اضافة الى انها تسهم في وقف ما يتعرض له من ضغوط اميركية وخارجية سواء عربية او اوروبية. وتختم المصادر ان الحزب الذي بات يشعر في الاونة الاخيرة بثقل ملف تواجده الخارجي على الحلفاء والاصدقاء من مسيحيين ودروز وسواهما اضافة الى ما يشكله هذا التواجد من عبء على العهد ورئيسه، يدرك ايضا ان هناك من يعمل على سحب هذا الغطاء الداخلي المتوافر له، لذا اتخذ خيار انسحابه الى بلدة القصير اللبنانية الواقعة ضمن الاراضي السورية اعتقادا منه انه بهذه الخطوة قد يلاقي الجميع في منتصف الطريق ويرضي طموحاته وطموحاتهم في آن.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 25/11/2017

السبت 25 تشرين الثاني 2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تقلبات للأوضاع في المنطقة، بدءا من تكثيف عمليات ضرب الارهاب في ضوء مجزرة الروضة في مصر، مرورا بالتحضيرات الروسية لخطة سوريا السياسية عبر مؤتمر جنيف بعد سوتشي، وصولا إلى تحرك أميركي منتظر لحظة سياسية لليمن وأخرى لتسوية القضية الفلسطينية.

وعلى عكس تقلبات المنطقة، اتجاه سياسي في الداخل اللبناني لتثبيت الوضع عبر ثلاث خطوات: الأولى: بيان للحكومة في جلسة لمجلس الوزراء، يشدد على حسن العلاقة مع الدول الشقيقة والصديقة مع ما يعني ذلك من النأي بلبنان عن الأزمات في الجوار الاقليمي. الثانية: تنشيط الخطة الاقتصادية المقرة في اجتماع القصر الجمهوري. الثالثة: إنجاز التحضيرات للانتخابات النيابية وإعلان التحالفات بصورة واضحة.

وبعيدا عن كل هذه الشؤون، ما زال حديث الناس يدور حول التهمة الموجهة إلى الفنان المسرحي زياد عيتاني، وهناك من يقول إن هناك اعترافات من عيتاني بأن ضابطة مخابرات اسرائيلية، ثلاثينية العمر، بيضاء اللون، خضراوية العينين أغوته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الرئيس سعد الحريري رجع وتريث، ما يعني أن الحكومة قائمة وفي وسع مجلس الوزراء الإجتماع بدعوة من رئيسه، بحسب الرئيس نبيه بري الذي كشف عن عمل يجري بعيدا عن الأضواء حول تريث الإستقالة.

خطوة التريث رأى الحريري اليوم أنها لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبه، وشروطه الأساسية بتحييد لبنان وتطبيق سياسة النأي بالنفس عمليا، لافتا إلى أنه يجب إعتماد الحكمة في معالجة الأمور، وتجنب المزايدات والمهاترات التي تدخل البلد في متاهات صعبة وتجره إلى الخراب.

كما شدد أنه لن يقبل بمواقف "حزب الله" التي تمس الأشقاء العرب أو أمن دولهم. وكشف الحريري عن اتصالات وحوارات جدية قائمة للإستجابة لطروحاته، ويجب البناء عليها.

في عين التينة إصرار على إنهاء الوضع المتموج في أسرع وقت، وتشديد على إمكانية العودة إلى سياسة النأي بالنفس لتطبق على الجميع من دون إستثناء، بدءا من وقف الحملات الإعلامية التي يقودها كل من تيار "المستقبل" و"حزب الله" كل باتجاه خصمه.

النائب وليد جنبلاط لم ينأ بنفسه عبر "تويتر"، فغرد أبعد من لبنان قبل أن يعود إلى تفاصيله، وحلق بنصائحه لولي العهد السعودي على مستوى المنطقة: لوقف الحرب في اليمن، والكلام المباشر مع إيران، إذ لا عيب ولا غضاضة في ذلك وهو ما يعطي لبنان مزيدا من القوة والتصميم للتعاون على تطبيق سياسة النأي بالنفس.

في الوقت الذي كان فيه الجيشان السوري والعراقي يسقطان الحدود، ويلتقيان على محاربة الإرهاب الذي سقط بنسخته "الداعشية" كأحجار الدومينو، تجاوز هذا الإرهاب نفسه كل الحدود مستهدفا مصلين في بيت الله يوم الجمعة، وهو ما لم تسكت مصر عليه فردت عسكريا وبقوة. فهل حان الوقت لرد عربي موحد، وعمل مشترك بالفعل لا بالقول فقط؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بعد أن أدمت حراب الارهاب محرابا مصريا أقيم لله، وبات الجميع شركاء الدم بوجه الارهاب الأعمى، فتحت بصائر والأمل بأن تتفتح أخرى لنبذ الشجرة الخبيثة التي اجتثت من العراق وبلاد الشام، وفرخت في سيناء.

ومع تعداد المصريين لشهداء الحادث الارهابي الذين تجاوزوا الثلاثمئة، كثرت القراءات المصرية بالأبعاد السياسية والمصلحية لعمل أدمى مصر شعبا وحكومة، وتركها وحيدة تقاتل الارهاب، كما قال رئيسها عبد الفتاح السيسي.

ومن قول المصريين إلى القول للبنانيين: أليس ما انجانا الله منه هو شبيه ما نشهده اليوم في سيناء؟، أليس فعل المقاومة والجيش مجتمعين كان الخلاص لكل لبنان من حفنة لا تعرف رحمة ولا نداء صلاة، ولا تميز بحقدها بين مسجد أو كنيسة وتدعي الاسلام؟، وكيف لنا ان نحمي أنفسنا إن لم نعتصم بأسباب قوتنا؟.

في المنطقة، لا زال منطق استعراض القوة هو الغالب عند أنظمة رعت الارهاب في أكثر من مكان، وتمارسه بالأصالة عن نفسها ونيابة عن أميركا في حربها الهمجية على اليمن المحاصر بأطفاله وشيوخه ومرضاه وجرحاه إلى حد الاختناق، حتى باتت حال اليمنيين تصعب على كل انسان. وتصعب على أحد مجاراة السعودية في حرب الابادة التي تشنها وحصار الأحقاد.

واليوم نصيحة من النائب وليد جنبلاط لابن سلمان، بأن تحديث السعودية لا يمكن ان يكتب له النجاح وحرب اليمن مستمرة.

في تغريدة مليئة بالشواهد التاريخية، دعا جنبلاط إلى ايقاف هذه الحرب ضد شعب لم يقدر عليه أحد من الغزاة. فلا بد من صلح أو تسوية، ولا عيب ولا غضاضة بالكلام المباشر مع الجمهورية الاسلامية في ايران لترتيب هذه التسوية، كما نصح جنبلاط.

فهل ستسمع تغريدته والكثير غيرها من نصائح وتغريدات، وسط جوقة الطبول والمطبلين للحروب والعنتريات التي تعج بها قصور الحكم في السعودية؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا تزال الدولة تراوح في محطة التريث، وتعبأ الثغرة بالكلام الذي يطلقه الرئيس أمام الجموع التي تؤم "بيت الوسط"، حيث تتنوع مضامين خطبه بين عتب غير مباشر على جهات وأفراد لا يسميهم، ويتهمهم بالغدر وبمحاولتهم اللعب باستقرار البلاد، وبين تطيير الرسائل إلى أهل السنة بأنه ليس من الذين يتهاونون بحقوقهم ولا بدور الطائفة على الساحة الوطنية.

ويتحدث الرئيس المتريث في النهاية عن المساعي المبذولة على أكثر من صعيد وجهة، لضمان ان لا يكون لبنان مصدرا للمس بمصالح جيرانه، قائلا "لن نقبل بمواقف حزب الله التي تمس بأشقائنا أو تستهدف أمن دولهم واستقرارها".

ويفهم من مواقف الحريري ان التريث سيبقى عنوان المرحلة، طالما لم يحصل على الضمانات المطلوبة لتحقيق هذه الغاية. وهنا تتعدد السيناريوهات، إما تشكيل حكومة جديدة يتضمن بيانها الوزاري صيغة ملزمة ومباشرة للنأي بالنفس، أو تعديل البيان الوزاري الحالي في مجلس الوزراء لتضمينه الصيغة الجديدة، أم الاكتفاء بالتزامات مضمونة يقدمها "حزب الله" إلى شركائه في الحكومة برعاية محلية ورقابة دولية.

في الأثناء، وفي خضم العمليات الارهابية المتصاعدة في المنطقة، وآخرها المجزرة في مصر أمس، يتغيب لبنان عن مؤتمر "متحالفون ضد الارهاب" الذي ينعقد في السعودية الأحد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يبدو الاقليم هذه الأيام ساحة لتجميع الأوراق، في انتظار الجلوس إلى طاولة المفاوضات، حيث السياسة وحدها تبقى مفتاح الحلول، بعيدا من لغة البارود والنار.

أما عندنا، فيتكرس انتصار الميثاقيين على قاعدة الارادة اللبنانية بمد جسور التواصل والحفاظ على المؤسسات، بينما يستكمل سقوط الانقلاب واندحار الانقلابيين. في الرياض، جرت ازاحة السبهان بدليل سكوت تغريداته. وفي واشنطن، تم طرد كوشنير من البيت الأبيض. أما في بيروت، ف"المستقبل" يتحدث عن مراجعة داخلية لتنظيف كتبة التقارير، مثل ما أسماهم أحد قادة التيار الأزرق.

أما بالنسبة لما يتم تداوله عن امكان اجراء الانتخابات قبل موعدها، فتشير المصادر إلى أن البحث جار حول تقريب موعد الانتخابات إلى أقرب حد زمني بحسب المهل القانونية القائمة، من دون الحاجة إلى تعديل قانوني. وفي حال توافق الأطراف الأساسيون على تقريب الموعد، فإن ذلك سيساعد على استيعاب الكثير من النقاط السجالية المطروحة، بحيث أن التركيز يذهب إلى التحضير للعملية الانتخابية والحملات، كما أنه سيصب في مصلحة الأطراف الأساسيين الذين اكتسبوا شرعية كبيرة بالأزمة الحكومية الأخيرة. لكن السؤال المطروح، كيف ستتعاطى الأطراف الأخرى التي انكشفت بفعل الازمة السياسية ومحاولة انهاء رئيس الحكومة سياسيا؟.

وسط هذا المشهد، حفلت الساعات الماضية بأخبار عن تعديلات وزارية تشمل البيت الداخلي لبعض مكونات الحكومة. فما صحة ما ينقل؟، وهل هو خبر أم مجرد خبرية؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

تحت عناوين النأي بالنفس، تطبيق الطائف، العلاقات مع الدول الشقيقة والحفاظ على الاستقرار، يستهل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءات تشاورية في بعبدا، اعتبارا من الاثنين المقبل.

هذه العناوين في باطنها أولوية حل أزمة اليمن، يدركها العماد عون ومعه كل المعنيين، تطرق اليها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حديثه إلى "نيويورك تايمز" قائلا: حرب اليمن تميل لمصلحة الحكومة المدعومة من السعودية، إلا ان أقل من السيطرة على مئة بالمئة من اليمن سيمثل مشكلة.

إشارة المملكة التقطها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، الذي خاطب ولي العهد افتراضيا، طالبا منه ان يكون الحكم والمصلح الذي يعمل على تسوية في اليمن، مضيفا: لا عيب ولا غضاضة بالكلام المباشر مع إيران لترتيب هكذا تسوية.

تحت هذه المواقف، تستسهل لقاءات بعبدا، ولكن من أين سيأتي الخرق على مستوى اليمن، طالما ان "حزب الله" مصر على نفي وجوده العسكري هناك، بقدر اصراره على مواصلة دعمه السياسي والاعلامي للحوثيين؟، وهل يكون كلام الرئيس سعد الحريري اليوم، عن جدية الحوار ورفض القبول بمواقف "حزب الله" التي تمس الاشقاء العرب أو تستهدف أمن دولهم واستقرارها، رافعة لجدول أعمال لقاءات التشاور؟، وهل يلاقي "حزب الله" بعبدا والسرايا في منتصف الطريق؟.

لكن قبل الوصول إلى الاثنين، في الرياض غدا لقاء مهم، فتحت عنوان "متحالفون ضد الارهاب"، تضع إحدى وأربعون دولة استراتيجية لمكافحة الاٍرهاب، تحت مظلة التحالف الاسلامي العسكري، تشمل مبادرات فكرية، إعلامية، عسكرية وخططا لمكافحة تمويل الارهاب.

اجتماع الرياض سيتغيب عنه لبنان، بعدما كان وافق على حضوره نتيجة لغط ما، فكيف ستتلقف السعودية القرار اللبناني؟، وهل يحمي شعار النأي بالنفس لبنان لا سيما في حال خلص الاجتماع إلى ادراج "حزب الله" في لائحته للتنظيمات الإرهابية؟. قد تتبلور الصورة في الساعات المقبلة، وإلى حينه، الأولوية لمحاولات استخراج الحلول عبر التشاور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري رد اليوم على اتهامه بالتفريط بحقوق السنة، قائلا أمام وفد من المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، إنه شديد الحرص على حقوق السنة كما سائر المذاهب والطوائف الأخرى في الوطن.

وربط بين تريثه في الاستقالة، وبين الحكمة بمعالجة الأمور، بتحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة، وتطبيقِ سياسة النأي بالنفس عمليا بالممارسات والسياسات المتبعة والالتزام باتفاق الطائف.

الحكمة نفسها كانت مصر تشهدها في اليوم الثاني بعد مجزرة مسجد الروضة في سيناء، التي ارتفع عدد شهدائها إلى 305 بينهم 27 طفلا. وقد بدأت القوات الأمنية في خطة طوارىء بزيادة الإجراءات الأمنية.

والعنف بالعنف يذكر، فقد أحيا ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"الجديد" عادت شمسك الذهب، وما فرضته القرارات السياسية رجع اليوم باسم الإرادة الشعبية، عاد من حدود الناس، من لهفتهم على هواء نظيف من قلوب مشغولة بالحب الذي قاد إلى الحل.

عادت "الجديد" إلى البيوت من أبوابها الواسعة، لا من صفقة مع أي باب عال معتل، عادت لتحتل مكانها ومكانتها بعدما تيقن المتحكمون بالفضاء أن معركتهم على الأرض خاسرة، وأن "الجديد" كالأفكار وأجنحتها تعلو ولا يعلى عليها، ولا يمكن أن يمنعها أحد من التحليق، ومن الوصول إلى جمهورها، إلى أهل وفاء عاهدتهم على صدق القول والرأي والتعبير، وعاهدوها على محبة بحجم قناعاتهم، بأن الجديد "مثل الشمس بتضوي ع كل الناس".

عادت "الجديد" بلا تنبيه من أحد، بل بنباهة الناس ووفائهم ومحبتهم، بضغطهم بحقهم في أن يكون قرارهم ملكهم لا مملى عليهم، فهي تشبههم وهي صوتهم وصورتهم، صورت أوجاعهم، نقلت معاناتهم، شاركتهم في أفراحم، وسارت في مواكب أتراحهم. كانت عين شهدائهم وانتصاراتهم ما قبل تموز وما بعده، ذات فجر حدود وفجر جرود، ما غابت "الجديد" لتعود، بل هي غيبت ليس في ساعة تخل، بل عن سابق تصور وتصميم وقرار تعددت طرق تطبيقه والهدف واحد: كم صوتها والصورة.

كل أساليب الترهيب بحق "الجديد" مورست، من التهديد إلى إطلاق الرصاص الحي إلى الغزوات المدبرة، إلى الحرق في عتمة ليل، وصولا إلى الحصار أرضا وفضاء. وكل ضربة كانت تقوينا ولم تقتلنا، وتضعنا أمام مسؤولياتنا وأمام تحدي البقاء في مواجهة الفساد وقول الحق، ولو على قطع إرسال.

تحررت "الجديد" من القبضة بلا فدية، وبلا بيان تريث لإعادة النظر في ساستها. وتمسكت بلاءاتها الرافضة لعقد بيانات الإخضاع. عادت "الجديد" ل"بيوت كل الناس مرفوعة الراس". هذه الليلة تشرقون أنتم على الشاشة، لتغرب شموس مصطنعة أفسدت في الأرض ومدت يدها نحو السماء. عادت "الجديد" لتواصل معكم من حيث قطعت عنكم مسيرة انتقاد كل من تسول له نفسه أن يكون أكبر من البلد وأرفع من القانون وأعلى من الدستور. ولتواصل معكم مسار الإضاءة على كل الصفقات المشتبه فيها والسمسرات ومزاريب الهدر، ولتقول بملء الصوت والصورة، وقطعا لأي تأويلات وتحليلات واستنتاجات، إن "الجديد" عادت إلى الناس بضغط الناس وتعطشهم إلى الخبر اليقين، وهي عودة بلا ارتداء "كفوف" بينها وبين المشاهدين.

أنتم كما عهدناكم أهلا للوفاء، ونحن كما عهدتمونا أهل مهنة. سنترك للقضاء أن يحكم بسيف العدل بمفعول رجعي عن زمن حجب "الجديد" عن شريحة من مشاهديها، وسنترك للناس فعل المحاسبة في صناديق الانتخابات المفترضة. و"خلي عينك ع الجديد".

 

الحريري يتحدى حزب الله من بيروت

العرب/26 تشرين الثاني/17

بيروت - حملت تصريحات رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري السبت تأكيدا جديدا على أن استقالته التي أعلن عنها من السعودية منذ ثلاثة أسابيع كانت بسبب سيطرة حزب الله على الحياة السياسية في لبنان، وأن سبب الاستقالة ما يزال قائما، وأن تصريحاته تجاه حزب الله لا تتغير سواء أكانت من الرياض أم من بيروت. وقال الحريري إنه لن يقبل بمواقف حزب الله "التي تمس بأشقائنا العرب أو تستهدف أمن واستقرار دولهم"، مشيرا إلى أن التريّث في الاستقالة هو لإعطاء فرصة لمناقشة مطلب تحييد لبنان عن الحرائق في المنطقة. وجاءت تصريحات رئيس الوزراء اللبناني خلال اجتماعه في مقرّه في بيت الوسط بالعاصمة بيروت مع وفد من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. واعتبرت أوساط لبنانية مقربة من تيار المستقبل أن رجوع الحريري إلى لبنان كان يهدف بالأساس للتعبير عن المواقف التي أعلن عنها في الرياض يوم الـ4 من نوفمبر والتي دفعته إلى الاستقالة، وتخص بالأساس الموقف من حزب الله الذي تحوّل إلى أداة إيرانية تمسّ من أمن دول الخليج وتوتر علاقاتها بلبنان. وأشارت المصادر إلى أن الحريري لم يغترّ بالتهدئة التي أظهرها حزب الله تجاهه، وإشادته بـ"التصريحات الإيجابية" التي أطلقها حال عودته إلى لبنان. وتوقّعت أن يتخلّى حزب الله عن هذه المخاتلة بعد موقف الحريري الذي أعلن عنه أمس، معيدا الصراع مع حزب الله إلى فضائه الحقيقي، أي إرباك علاقات لبنان الخارجية وتهديد أمن الدول العربية. وقال الحريري بحسب مصدر رسمي لبناني "ما نقوم به من جهد واتصالات هو لخدمة البلد والناس، وخطوة التريث التي اتخذناها بناء على طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هي لإعطاء فرصة لمناقشة وبحث مطالبنا وشروطنا الأساسية بتحييد لبنان وإبعاده عن الحرائق والحروب بالمنطقة وتطبيق سياسة النأي بالنفس عمليا بالممارسات والسياسات المتبعة والتزام اتفاق الطائف كما أعلنّا أكثر من مرة".

وتعني سياسة النأي بالنفس في لبنان أن تظل سياساته بعيدة عن الصراعات الإقليمية. وأضاف "نحن لن نقبل بمواقف حزب الله التي تمس أشقاءنا العرب أو تستهدف أمن واستقرار دولهم. هناك جدية بالاتصالات والحوارات القائمة للاستجابة لطروحاتنا وعلينا أن نبني عليها". ويرى متابعون للشأن اللبناني أن الحريري سحب البساط من تحت أرجل القوى المناوئة التي حوّلت استقالته من خارج لبنان إلى مثار للنقاش والتصعيد مع السعودية للتغطية على السبب الرئيسي وهو الخطر الذي يلحق لبنان من تورط حزب الله في سوريا والبحرين والعراق واليمن، وهو ما أثار غضب السعودية التي لوحت بمعاقبة لبنان على السكوت الرسمي تجاه دور الحزب. وكان الحريري أعلن استقالته من رئاسة الوزراء في الرابع من نوفمبر في بيان على التلفزيون من الرياض. وبعد عودته للبنان قبل أيام جمّد الحريري استقالته بناء على طلب الرئيس اللبناني ميشال عون. وقال الحريري السبت إن قراره بالانتظار بدلا من الاستقالة رسميا يهدف إلى إفساح المجال أمام النقاش والنظر في المطالب التي ستجعل لبنان محايدا وتسمح بتطبيق سياسة "النأي بالنفس". وأثار الدور الذي لعبته جماعة حزب الله المدعومة من إيران انزعاج السعودية الحليف القديم للحريري. ودعا زعيم الدروز في لبنان وليد جنبلاط السعودية إلى الدخول في حوار مع إيران قائلا إن "التسوية بالحد الأدنى مع الجمهورية الإسلامية تعطينا في لبنان مزيدا من القوة والتصميم للتعاون على تطبيق سياسة النأي بالنفس وإعادة إخراج لبنان من هذا المأزق". ويعتقد المتابعون أن سياسة النأي بالنفس التي يسعى لها اللبنانيون تفترض أن تكون بنفس المساحة مع مختلف الأطراف الإقليمية وممثليها في الداخل، لافتين إلى أن أطرافا لبنانية تطالب السعودية بإبعاد لبنان عن التجاذبات الإقليمية، لكنها تعجز عن مجرد الإشارة إلى حزب الله الذي يورط لبنان في ملفات حارقة تهدد بأن تحرق البلد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تعسف وتجاوز.. الأيوبي قيد التحقيق وموقوفاً منذ أسبوع بسبب مقالة

نسرين مرعب/جنوبية/24 نوفمبر، 2017/ثمانية أيام مضت على توقيف الصحافي وأمين عام التحالف المدني الإسلامي، أحمد الأيوبي، في ظلّ أصوات خجولة تطالب بالإفراج عنه! في أسبوع واحد استدعى القضاء وادعى غلى ثلاثة إعلاميين، فداء عيتاني، مارسيل غانم، وأحمد الأيوبي.

فيما كانت المصيدة من نصيب الأيوبي الذي أوقف يوم الخميس 16 تشرين الثاني. الأيوبي الموقوف بحسب ما كشف شقيقه محمد لـ”جنوبية” بناء على ادعاء عليه من قبل الأستاذ نادر الحريري، مثل يوم الإثنين أمام قاضي التحقيق في بيروت شربل أبو سمرا، حيث استمع إليه في التهم التي ادعى عليه بموجبها وهي تحقير رئيس الجمهورية والتعرض لدولة شقيقة. شقيق الأيوبي يوضح لموقعنا أنّ الصحافي قد أوقف بناء على سلسلة مقالات نشرها في “جنوبية”، وأنّهم بانتظار ما سينتج عن جلسة التحقيق المقبلة. في هذا السياق، وحول البعد القانوني لهذه التوقيفات التي تتخطى محكمة المطبوعات، أوضح مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي لـ”جنوبية” أنّ “هناك اجتهاد يستند إلى قرارات محكمة التمييز بتحويل كل قضايا القدح والذم المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى القضاء الجزائي وليس إلى محكمة المطبوعات”. مضيفاً “نخشى كمنظمات حقوقية أن يكون هذا السلوك مقصوداً فيه ترهيب للمدونين الذين يعتمدون عادة في نشر أفكارهم والتعبير عن رأيهم عبر الإعلام البديل ، باعتبار أن السلطة وأصحاب النفوذ والرأس المال يملكون الوسائل الإعلامية، ويحتكرون من خلالها الرأي الواحد”. وبحسب الحلبي فإنّ “الملفت في الأمر أنّ القضاء يحيل من يقترف القدح والذم عبر وسائل الإعلام إلى محكمة المطبوعات فيما نشطاء المجتمع المدني الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي كإعلام موازي تتم إحالتهم إلى القضاء الجزائي كمجرمين إذا ما تم الإدعاء عليهم بتهمة القدح والذم”. لافتاً إلى أننا نفقد هنا “أهم ما يميز العدالة وهو مبدأ المساواة أمام القضاء. مما يتيح للسلطة في لبنان أنّ تستثمر القضاء للنيل من حرية الرأي والتعبير للمواطنين العاديين واشخاص المجتمع المدني”. ويردف الحلبي “نحن كمنظمات حقوقية ومع مبدأ تمسكنا بالمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية نطالب بعدم إدراج موضوع القدح والذم ضمن الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات اللبناني، والاكتفاء بالادعاء بالتعويض المدني للمتضرر”. وشدد الحلبي أنّه “لا يجوز بأي حال من الأحوال حجز حرية الشخص بناء على هذه التهمة. وان ما أصاب الأستاذ احمد الأيوبي هو تعسف وتجاوز في إطالة فترة حبسه على ذمة التحقيق ونخشى أن يكون في المسألة تحوير للسلطة، خصوصاً بعد تدخل السياسيين بشكل سافر في التشكيلات القضائية الأخيرة والتي هددت استقلال القضاء”.

 

الموساد يخطط لاستهداف «المشنوق» و «مراد»: ما حقيقة هذه الرواية الأمنية؟

نسرين مرعب/جنوبية/25 نوفمبر، 2017

روايات أمنية، وقراءات تمّ تداولها منذ أوقف امن الدولة المخرج والفنان المسرحي زياد عيتاني.. فأين هي الحقيقة!؟ “زياد عيتاني متهم بالعمالة”، عبارة لم تستسغها شريحة واسعة من اللبنانيين، لاسيما وأنّ بطلها الفنان والمخرج المسرحي، الذي استطاع أن يرسم خطاً بينه وبين متابعيه، فكانت الصدمة والتشكيك هي ردّ الفعل الأوّل. إلا أنّ ما بدأ شكاً أكدّه البيان الصادر عن جهاز أمن الدولة، الذي أشار إلى أنّ “المشتبه به زياد عيتاني  وفي التحقيق معه، وبمواجهته بالأدلة والبراهين، إعترف بجرم التخابر والتواصل والتعامل مع العدو الإسرائيلي”.

وبحسب البيان فإنّ العيتاني قد كلّف بـ:

“1- رصد مجموعة من الشخصّيات السياسّية رفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقرّبين.

2- تزويدهم بمعلومات موسعة عن شخصيتين سياسيتين بارزتين، سيتم الكشف عن هويتهما في بياناتنا اللاحقة.

3- العمل على تأسيس نواة لبنانية تمهّد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين.

4- تزويدهم بتقارير حول ردود أفعال الشارع اللبناني بجميع أطيافه بعد التطورات السياسية التي طرأَت خلال الأسبوعين الفائتين على الساحة اللبنانية”.

وكانت مصادر أمنية قد كشفت لتلفزيون “المستقبل”، أنّ من الشخصيات السياسية المستهدفة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد”، في المقابل أسقطت صحيفة الأخبار في مقال لها اليوم حول الرواية الأمنية فرضية “الاغتيال”.

عيتاني الذي أحدث صدمة لدى المعجبين بمسرحه، كان أوّل المتبرئين منه المخرج المسرحي يحيى جابر الذي علّق على صفحته الخاصة فيسبوك:

“لا نأي بالنفس لمتعامل مع إسرائيل ..نفسي تعلن بكل حلاوة الروح . تفوووووووه. أنا حزين مصدوم مخدوع .هل كنت مسرحيا أم ستارة ؟ ..تفووووووه”.

فيما رفضت مصادر وزارة الداخلية والبلديات الخوض في التفاصيل لتكتفي بالقول لجريدة اللواء:

لا نملك معلومات حول الحيثيات والتفاصيل، وهذا الموضوع متروك لجهاز أمن الدولة الذي يتبع مباشرة لرئاسة الحكومة وليس لوزارة الداخلية”.

من جهته شكر الوزير السابق عبد الرحيم مراد الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني وجهاز أمن الدولة، على هذا الإنجاز، مشيراً إلى “أن لبنان مر بوضع خطير جداً وبفضل الله والأجهزة الأمنية وتضامن الشعب اللبناني استطاع الخروج من هذا المطب الخطير”.

وبينما طرحت تساؤلات حول طلب “الموساد” من عيتاني تقصي المعلومات عن المشنوق ومراد دون غيرهما من الوجوه السياسية اللبنانية، كشفت أوساط متابعة لـ”جنوبية” أنّ عيتاني تجمعه علاقة صداقة وطيدة بنجل الوزير مراد، حسن. وترى هذه الأوساط أنّ رصد معلومات حول الوزير السابق هو من باب الصداقة القائمة أساساً والتي تتيح لعيتاني أن يحصل على المعلومات. أما فيما يتعلق بالمشنوق، فتشير الأوساط إلى أنّ تهديد وزير الداخلية والبلديات الذي يمسك بملفي الأمن والانتخابات وغيرهما من الملفات سوف يخلق فوضى، لاسيما وأنّ له ثقله على الساحة السياسية إن في المواقف التي أبداها خلال استقالة الرئيس سعد الحريري وتأكيده أنّ الشعب اللبناني ليس غنماً، أو من خلال علاقاته وخلفيته الصحافية، فهو الذي كان قد كشف منذ 3 أشهر عن المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان إقليمياً ودولياً.

هذا ويشدد المتابعون منذ يوم أمس لتداعيات الاعتقال والاتهام بالعمالة، أنّ لا علاقة للوزارة التي يتولاها الوزير المشنوق بقضية “عيتاني”، حيث أنّ جهاز أمن الدولة ملحق برئاسة الحكومة وليس بالداخلية التي لم تعلق حتى اللحظة ولم يصدر عنها أيّ تصريح.

فهل اكتملت عناصر الإدانة في ملف زياد عيتاني؟

من جانبه يؤكد مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي في حديث لـ”جنوبية” أنّ “هناك عناصر مبهمة في الملف”. متسائلاً “من هو الضابط او الضابطة الاسرائيلية؟ وهل زياد يعرف انه يتواصل مع العدو؟ أم أنّ هذه المعلومات المفترضة هي لصالح العدو حتى يتكون في الملف العنصر المعنوي للجريمة؟”. وتابع الحلبي “ألا يمكن ان تكون القصة هي عملية استدراج من قبل جهاز غير اسرائيلي لهدف هش من أجل انتاج ملف يستفيد من خلاله سياسيون محددون؟”.

ليخلص بالقول “كل هذه الأسئلة تنتظر أجوبة ليبنى على الشيء مقتضاه، وخاصةً ان التحقيقات الأولية في هذا الملف الجنائي تحصل بمعزل عن محامي يراقب صوابية سير التحقيقات كما يحصل في الدول التي تحترم حقوق الانسان”.

إلاّ أنّه وبين تصديق البيان الصادر عن أمن الدولة أو طرح التساؤلات حوله، فإنّ لبنان باتَ كما يبدو على نار أمنية حامية، والهواجس المطروحة حالياً هي حول عودة مسلسل الاغتيالات وذلك بالتزامن مع المناخ السياسي الملبد، الذي يخيّم منذ استقالة الرئيس سعد الحريري وحتى إعلان “التريث” وما بعده.

 

المملكة لإيران والعالم: لبنان لا يُحكم بالسلاح من دون مؤسسات ومبادرات سعودية تلي قبول اوراق اعتماد السفير اليعقوبـــي

المركزية/25 تشرين الثاني/17/يجزم بعض زوار المملكة العربية السعودية الذين تسنى لهم عقد لقاءات مع عدد من المسؤولين في الرياض ان لا علاقة بين وجود رئيس الحكومة سعد الحريري فيها وما شهدته من عمليات تعتبرها تصويبا للوضع ووقفا لكل اشكال الفساد واستغلال مواقع النفوذ من اجل الثراء الشخصي، اذ ليس من بين من يحاكمونهم من يمكن تشبيههم بالقضاة الإيطاليين اصحاب "الاكف البيضاء". فالقضية مهما رافقها وتخللها تبقى شأنا سعوديا محضا لا يطال ايا من المواطنين غير السعوديين، لا في المملكة ولا في دول الجوار او العالم. ويؤكد الزوار استنادا الى المعلومات التي استقوها هناك ان التزامن بين تنظيم الزيارة الأخيرة للرئيس الحريري وما شهدته من توقيفات قد يكون من ضمن خطة ذكية، حرفت الأنظار عما شهدته المملكة وحصرت الاهتمامات الدولية بقضية الرئيس الحريري فتحولت قضايا الموقوفين من الأمراء والوزراء الحاليين والسابقين وقادة الوحدات العسكرية ورؤساء مجالس ادارة ومديري الشركات العملاقة الى الدرجة الثانية، وهو ما قاد الى تلبية الأهداف السعودية الداخلية والخارجية دفعة واحدة في مرحلة لم تشهد المملكة مثيلا لها من قبل وربما منذ تاسيسها. وعليه يعدد الزوار لـ" المركزية" الرسائل السعودية التي تم توجيهها في اكثر من اتجاه مع الرغبة بتقسيمها الى شقين اساسيين:

الاول يتتعلق بالوضع السعودي الداخلي الذي تحرص السعودية على ابقائه شأنا داخليا محضا وسط حرص على الا تمس اجراءاتهم بحق الموقوفين الذين يخضعون للتحقيقات، اوضاع الشركات الدولية وتلك العابرة للقارات التي يمتلكون اسهما فيها او بالكامل، بالسوء، منعا للمس بالإقتصاد العالمي الذي يمكن ان يتأثر بملكيات الموقوفين على اكثر من مستوى مالي واقتصادي واجتماعي ويُلحق الأذى بدول وشركات واشخاص ومجتمعات. اما الثاني فيتصل بالملف اللبناني لما لقضيته من ترابط، تراه السعودية متكاملا مع ما يجري في سوريا والعراق امتدادا الى البحرين واليمن. وهنا يتوقف الزوار عند خطوة "حظر" حركة الرئيس الحريري من اجل تكبير القضية واعطائها ابعادها الإقليمية والدولية بالنظر الى حجم الغضب الذي يتملك دوائر القرار مما بلغه الاهمال الدولي للتمدد الايراني المتمادي في سوريا والعراق والذي بدأ يتوسع الى لبنان على رغم الجهود التي بذلت لبقائه على الحياد ، وحماية مصالحها على اكثر من مستوى.

وعليه جاءت الإجراءآت السعودية لترفع منسوب القلق على الوضع في لبنان من اجل الاسراع في وضع حد سريع للتمدد الإيراني فيه الى حد مصادرة قرار الحكومة اللبنانية ومنعها من ممارسة سياسة النأي بالنفس التي يشير اليها البيان الوزاري للحكومة بعد خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند انتخابه نتيجة للتسوية الرئاسية التي باركتها الرياض ومعها العواصم المؤثرة، شرط انتقال الرئيس المنتخب الى خط الوسط والحفاظ على التوازنات الدقيقة التي ضمنتها هذه التسوية.

لذلك جاءت الإجراءات السعودية لتبعث الرسائل في اكثر من اتجاه اولها في اتجاه طهران لتؤكد انها ليست الوحيدة التي يمكن ان تسيطر على لبنان بقوة السلاح المتفلت من اي شرعية او بالتهديد والوعيد. فللمملكة ايضا قدرتها على شل الدولة عبر المؤسسات الدستورية من خلال الحكومة وسحب الغطاء الذي توفره لحزب الله وحلفائه من اصدقاء النظام السوري وغيرهم. فيما وجهت الرسالة الأخرى الى العالم اجمع بهدف التحرك ووضع حد للتمادي الايراني من خلال لفت نظره الى ان الفوضى في لبنان ستزيد من حجم الأزمة الدولية والمخاطر على الامن القومي في العديد من دول المتوسط واوروبا، ليس على مستوى النزوح السوري فحسب بل ايضا على مستوى توسع نطاق الإرهاب فيها وهو ما غيّر من توجهات الأوروبيين نتيجة تعاطيهم مع ازمة النزوح السوري الذي صدّرته تركيا في وقت سابق بالشكل الذي عزز القوميات الأوروبية ونقل المتطرفين الى السلطة في اكثر من دولة وهدد الأنظمة الوسطية فيها.

وتبعا لذلك، يختم الزوار بالتأكيد ان المملكة لن تترك الوضع في لبنان ، وما وصول سفيرها الجديد وليد اليعقوبي سوى اشارة الى سحب وانهاء خدمات من كلفوا بالملف اللبناني، لا بل كف يدهم وتسليم الملف الى فريق يتقدمه السفير الجديد بالتنسيق والتعاون مع سفراء آخرين والحكومة اللبنانية من خلال مبادرات مرتقبة في وقت قريب ستأتي بعد قبول اوراق اعتماد السفير الجديد اثر عودة رئيس الجمهورية من ايطاليا ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من جولته في اميركا اللاتينية .

 

ترامب وعد أردوغان بالكف عن تسليح الفصائل الكردية و“البنتاغون” ستعترف غداً بنشر 2000 عسكري أميركي في سورية

عواصم – وكالات/السياسة/25 تشرين الثاني/17/رجح مسؤولان أميركيان، أن تعلن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، بوجود نحو ألفي عسكري أميركي في سورية، موضحين أن “البنتاغون” قد يعلن عن ذلك غدا الإثنين. وقال أحد المسؤولين أنه “ليس من المتوقع أن يعلن العدد الفعلي للقوات في العراق بسبب حساسيات في الدولة المضيفة”. من جانبها، أرجعت شبكة “سي أن أن” أمس، نية واشنطن الافصاح رسميا عن العدد الفعلي لقواتها في سورية، إلى نجاح المقاتلين المتحالفين معها في هزيمة تنظيم “داعش”، ورضوخا لضغوطات الكونغرس. ومن جهته، صرح وزير الدفاع جيمس ماتيس، إنه كان يعمل على سياسة للاعتراف صراحة بالعدد التقريبي للقوات التي تم نشرها في سورية. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تتوقع أن يلتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوعده بعدم تسليح الفصائل الكردية السورية التي تقاتل “داعش”، معتبرا في تصريحات متلفزة “إنه حقنا الطبيعي ان نتوقع أن يفي ترامب بوعده”، وتابع “نود أن نرى تطبيق ذلك”. وكان أوغلو، أعلن أن ترامب أبلغ نظيره التركي رجب طيب اردوغان، ان الولايات المتحدة لن تسلم المقاتلين الاكراد السوريين مزيدا من الاسلحة. وقال في مؤتمر صحافي بأنقرة، إن “ترامب قال انه اصدر امرا واضحا وبموجبه لن يتم تسليم وحدات حماية الشعب مزيدا من الاسلحة”، مؤكدا أنه أبلغ اردوغان “بتعديلات عالقة متصلة بالدعم العسكري الذي نوفره لشركائنا على الارض في سورية، الآن بعدما انتهت معركة الرقة، ونمضي نحو إرساء استقرار لضمان عدم عودة داعش”. وقال “بطبيعة الحال نحن نرحب بهذه التصريحات”، مجددا التأكيد أن انقرة ترى في وحدات حماية الشعب الكردية “تهديدا” يحاول تقسيم سورية. من جانبه، كتب أردوغان على “تويتر” أنه اجرى “اتصالا هاتفيا مثمرا مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب”. وعلى صعيد آخر، أكد أردوغان، أن مسؤولين أتراكا ومن روسيا وإيران قد يجتمعون كل نصف شهر أو شهر لايجاد حل للأزمة السورية. وقال أن “العالم كله رأى الأمل والاستقرار والسلام في اجتماع قمة سوتشي الروسية”، التي جمعته بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني الأربعاء الماضي، مشيرا إلى أن السوريين أيضا لمسوا امكانية عودتهم الى وطنهم بعد أعوام، معربا عن أمله ان يرى قريبا انعكاس قرارات القمة على الساحة. بدورها، ذكرت الرئاسة التركية، إن تركيا والولايات المتحدة اتفقتا في اتصال هاتفي بين رئيسيهما على محاربة المنظمات الارهابية، بما فيها تنظيم “داعش”، وحزب “العمال الكردستاني”، وشبكة رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن. ومن جهته، أكد البيت الأبيض، أن ترامب أوضح لأردوغان، إن إدارته ستجري تغييرات على المساعدات العسكرية المقدمة لشركاء واشنطن في محاربة “داعش” داخل سورية. وذكر أن الرئيسين بحثا شراء تركيا لمعدات عسكرية، لافتا إلى أن ترامب أعاد التأكيد على أهمية الشراكة الستراتيجية، كما بحث الجانبان تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 ودعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف لايجاد حل سلمي في سورية. وشدد كلا من أردوغان وترامب على الحاجة لإنهاء الأزمة الإنسانية، والسماح للنازحين بالعودة إلى وطنهم، وضمان الاستقرار في سورية موحدة. إلى ذلك، وصل نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية رمزي عز الدين رمزي إلى دمشق أمس، للبحث مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، في تحضيرات مؤتمر جنيف. من جانبها، اتهمت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، التحالف الدولي بأنه لم يكن يهدف إلى مكافحة الإرهاب في سورية، بل العمل على إطالة الأزمة، آملا في الوصول إلى تقسيم سورية”.

 

مراد: ما اكتُشف يؤكد ان اسرائيل وراء الكثير من الاغتيالات/ اللواء صليبا يكشف الثلثاء تفاصيل الانجاز الامنـي بتوقيف عيتاني

المركزية/25 تشرين الثاني/17/ما كادت البلاد تتعافى من "صدمة" الاستقالة التي احدثها الرئيس سعد الحريري من الرياض في 4 تشرين الثاني والتي نجحت الاتصالات والمشاورات المكوكية الداخلية والعابرة للحدود من الحدّ من مفاعيلها السياسية والاقتصادية والمالية بانتقالها الى مربّع "التريّث" مع تأمين الالتزام الفعلي وليس الكلامي بسياسة "النأي بالنفس" وعدم الاساءة للدول العربية، حتى استفاق اللبنانيون على مختلف انتماءاتهم، خصوصاً اهل الفن والثقافة على صدمة اخرى باعلان المديرية العامة لامن الدولة عن "انجاز نوعي استباقي" في مجال التجسس المضاد بتوقيف الممثل والمخرج والكاتب المسرحي زياد عيتاني بجرم التخابر والتواصل والتعامل مع العدو الاسرائيلي، بحسب ما ورد في بيان قسم الاعلام والتوجيه والعلاقات العامة في المديرية. فبعد مواجهته بالادلة والبراهين، اعترف عيتاني بما نُسب اليه والمهام التي كُلّف بتنفيذها في لبنان، والتي بحسب المعلومات كانت تتمحور حول شخصيتين سياسيتين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوزير السابق عبد الرحيم مراد. وبانتظار المؤتمر الصحافي الذي يعقده المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا الثلثاء المقبل لشرح تفاصيل "الصيد الامني" النوعي من ألفه الى يائه، اوضح رئيس حزب "الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد لـ"المركزية" "ان عيتاني كان يتردد الى منزلي كصديق لابني وكنّا دائماً انا وعائلتي نحضر المسرحيات التي يعرضها بناءً على دعوةٍ منه، ولا مرّة شعرت بوجود شيء مُريب يدعو للشك به". وقال "الخبر مُزعج على الصعيدين الشخصي والوطني، فلو تحقق المُخطط لكان الامن الوطني سيهتزّ. تفاجأت كثيراً بما حصل شأني شأن كل اللبنانيين ولا معلومات تفصيلية حتى الان وأنتظر نتائج التحقيقات". وشكر المديرية العامة لامن الدولة ضباطاً وعناصر ورتباء وعلى رأسهم اللواء صليبا على الانجاز الذي تحقق، وننتظر ما سيعلنه في المؤتمر الصحافي لنُحدد موقفنا الرسمي من القضية"، مثنياً على "دور وحكمة اللواء صليبا في معالجة الامور، وكلنا ثقة بما يقوم به والجهود الجبّارة التي يبذلها لحماية الامن والاستقرار". وتابع مراد "الاسرائيليون "مش مهديين البال"، وما تم اكتشافه مع عيتاني يؤكد ان الكثير من الاغتيالات وليس جميعها التي حصلت في لبنان يُمكن ان تكون اسرائيل وراءها على رغم اننا لم نوجّه في حينها اصابع الاتّهام اليها، ما يعني ان ما حصل يفتح الباب مجدداً على إعادة التحقيق في بعض الاغتيالات التي تقف وراءها اسرائيل". ورداً على سؤال عمّا اذا كان ما تم اكتشافه سيُعزّز من اجراءات امنه الشخصي والتدابير حول منزله، اجاب مراد "مهما كانت الاجراءات مُضاعفة ومُحكمة، فان المتربصّين شرّاً يستفيدون من ثغرة معيّنة لتنفيذ مخططاتهم". وشكر كل الذين اتّصلوا به للاطمئنان والتهنئة بالسلامة من لبنان والخارج والذين امّوا منزلهم منذ انتشار الخبر".

 

بعد الإستقالة والتريّث.. بيروت تشهد هبوطاً هادئاً

"الراي الكويتية" - 25 تشرين الثاني 2017/تَمضي بيروت في مسار "الهبوط الهادئ" الذي اختار رئيس الحكومة سعد الحريري اعتماده للأزمة التي عبّر عنها إعلانه استقالته من الرياض قبل أن يقرّر التريث في هذه الخطوة ويعلّقها على مشاوراتٍ داخلية "محميّة" عربياً ودولياً في محاولةٍ لإخراج لبنان من "عين العاصفة" التي تلوح في أفق العلاقات الأميركية والخليجية مع إيران وتوفير "مانعة صواعق" تُبقيه في "منطقة الأمان" ولكن على قواعد جديدة تأخذ في الاعتبار موجبات "الغضبة" العربية والسعودية خصوصاً من أدوار "حزب الله"، بوصْفه "ذراعاً" لطهران و"شريكاً" في الحكومة اللبنانية، في ضرْب الأمن القومي العربي. وفي اليوم الثالث على إعلان الحريري تَريُّثه في الاستقالة، بعد ساعات على عودته الى بيروت، بقي المشهد الداخلي مشدوداً الى الاتصالات التي يقودها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاحتواء الأزمة التي انفجرتْ في 4 تشرين الثاني الجاري، وسط معطيات تتحدث عن ان هذه المشاورات لن تتّخذ شكل طاولة حوارٍ بل ستكون وفق قنوات ثنائية لاستكشاف إمكانات التوافق على "السيبة الثلاثية" للحلّ التي حدّدها رئيس الحكومة وهي احترام "اتّفاق الطائف" و"النأي بالنفس" عن صراعات المنطقة وأزماتها وصون العلاقات مع الدول العربية. وفي حين بدا واضحاً أن فترة التريث لن تشهد اجتماعات للحكومة، فإن أوساطاً متابعة ترى ان "الاستنفار" الدولي الذي أعقب إعلان الحريري استقالته والذي رمى لإعادة الاعتبار الى عنوان "الاستقرار أولاً" في لبنان وكرّس رئيس الحكومة ركيزة أساسية في هذا الاستقرار، يجعل من الصعب تَصوُّر ألا تنجح المساعي في اجتراح مَخارج تراعي "دفتر الشروط" العربي - الدولي بالنأي بالنفس بما يوفّر لزعيم "تيار المستقبل" طريق العودة النهائية عن استقالته وفي الوقت نفسه لا يُظْهِر "حزب الله" على أنه أذعن لضغوطٍ خارجية في مسار "الانسحاب" ولو بعد "إنجاز المهمّة" من بعض الساحات مثل العراق أو "فك الارتباط" المباشر مع ساحات أخرى مثل اليمن بعدما رَفَدَ حلفاءه فيها بعناصر "المواجهة الذاتية". ولاحظت هذه الأوساط عبر "الراي" أن ركيزتيْ "الاشتباك الخارجي" الذي جاءت الاستقالة على وهجه، أي طهران والرياض، رسمتا في ملاقاة دخول لبنان في وضعية on hold خطوط تعاطيهما بإزاء المرحلة المقبلة في لبنان ومساعي إعادة شبْك خيوط "ربْط النزاع" الداخلي، وذلك على قاعدة تكريس إيران نزْع سلاح "حزب الله" كعنوانٍ يبقى من "المحرّمات"، في موازاة إعلان السعودية بلسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أول إطلالة على الملف اللبناني منذ إعلان الاستقالة وما رافقها وأعقبها من علامات استفهام ان "خلاصة القضية" أن "الحريري، المسلم السني، لن يستمرّ في توفير الغطاء السياسي لحكومةٍ لبنانية تتحكّم بها في شكل أساسي "حزب الله" التي تتحكّم بها طهران"، وهو ما فُسِّر على أنه يُعبّر عن جوهر اعتراض المملكة على اختلال الموازين بقوة على مدار العام الماضي وظهور لبنان الرسمي على تماهٍ كامل مع "حزب الله" وأجندته الاستراتيجية.

 

في ظلّ التريّث.. هل تعود الحكومة للإجتماع؟

"الأنباء الكويتية" - 25 تشرين الثاني 2017/أكد وزير العدل السابق البروفيسور إبراهيم نجار، أن "الدستور لا توجد فيه أشكال مخصصة لاستقالة رئيس الحكومة، ولا ينص على أن الاستقالة يجب أن تقبل خلال مهلة معينة"، مشيراً من جهة ثانية إلى أن "حتى الأعراف غير دقيقة في هذا المقام، إذ حدث أن الرئيس بشارة الخوري، عندما عرف أن رئيس حكومته رياض الصلح أعلن أمام زواره أنه يستقيل، شرع في المشاورات النيابية دون قبول الاستقالة أو عدم قبولها"، معتبراً أن "الناحية الدستورية النصية، يقبل رئيس الجمهورية الاستقالة بموجب بمرسوم ويُكلف بموجب مرسوم آخر وبالتزامن مع المرسوم الأول رئيسا للحكومة على ان يصدر هذين المرسومين بتوقيعه وحده". وعليه لفت نجار، لـ "الأنباء"، الى أن "الباب مفتوح على الاجتهاد، في غياب النص الواضح والأعراف الثابتة يتعيّن الرجوع إلى المبادئ العامة للقانون التي وفقها يتمتع رئيس الوزراء السني بحق ارادي محفي بتقديم استقالته يبقى حراً في الرجوع عنها أو في التريث في الذهاب بها إلى خواتيمها ما دامت لم تقبل، وبالتالي الاستقالة هي سلطان ارادي منفرد الطرف ويخضع فقط لإرادة رئيس الحكومة ما دام أنه لم يقترن بقبول الاستقالة، وقد شهدنا في لبنان امثلة لا تقل غرابة عما يحدث اليوم، كاعتكاف الرئيس رشيد كرامي طيلة أشهر".

هذا، وشرح نجار الفرق بين الاعتكاف والتريث، مشيراً الى أن "الاعتكاف هو الاصرار على البقاء في السلطة دون ممارستها، في حين أن التريث ينتظر تأكيد الاستقالة، لذلك أبجدية قاموس الاستقالات غني بالمفاهيم القانونية والدستورية، فالتريث من وجهة نظر نجار يعني أن "الاستقالة غير المنجزة وغير الكاملة تنتظر إما التأكيد النهائي، وإما الرجوع عنها، وهو حق ملازم لسلطان رئيس الحكومة المنفرد الطرف". وردا على سؤال، أكد نجار أن "مجلس الوزراء لا يستطيع الانعقاد في ظل تريث رئيسه، لأن على مجلس الوزراء أن يوازي موقف رئيسه بالتمام والكمال، فإذا تريث رئيس الحكومة يتريث معه مجلس الوزراء، وبالتالي نحن أمام حكومة متريثة لا أكثر ولا أقل، أي حكومة تنتظر حدثا ما إما تأكيد الاستقالة وإما التراجع عنها"، مؤكدا من جهة ثانية أنه "لا يوجد فيصل ولا توجد محكمة يمكنها ضبط هذا الإيقاع الذي يخضع فقط للسياسة"، معرباً بالتالي عن اعتقاده بصرف النظر عن النصوص، أن "ما يحدث الآن هو على قدر كبير من السياسة المحضة ويلتمس بالنتيجة المصلحة العليا للبلاد". واستطرادا، لفت نجار إلى أن "من متممات التريث واستلزاماته القانونية ألا يطول كي لا يدخل البلاد في حقبة من الانتظار وبالتالي من الإبهام، لذلك يتعيّن على تريث الرئيس الحريري ألا يزيد على بضعة أيام أو أسابيع قليلة"، مشيراً الى "عدم وجود قواعد وضوابط قانونية ودستورية تحدد فترة التريث، لكن المبادئ العامة للقانون تقضي بألا تعيش البلاد فترة من الفراغ والتردد والضبابية، فإما حكومة تصريف أعمال وهي معروفة الأوصاف، وإما استشارات نيابية ملزمة، وإما رجوع نهائي عن الاستقالة".

 

الحريري: لن نقبل مواقف «حزب الله» التي تؤثر على أشقائنا العرب

الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17/قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم (السبت)، إنه لن يقبل بمواقف ميليشيا «حزب الله» «التي تمس بأشقائنا العرب أو تستهدف أمن واستقرار دولهم». وكان الحريري أعلن استقالته من رئاسة الوزراء في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) في بيان على التلفزيون من الرياض. وبعد عودته للبنان قبل أيام جمّد الحريري استقالته بناء على طلب الرئيس اللبناني ميشال عون.وقال الحريري في بيان نشره مكتبه الصحافي، إن قراره بالانتظار بدلا من الاستقالة رسميا يهدف إلى إفساح المجال أمام النقاش والنظر في المطالب التي ستجعل لبنان محايدا وتسمح بتطبيق سياسة «النأي بالنفس».

وتعني سياسة النأي بالنفس في لبنان أن تظل سياساته بعيدة عن الصراعات الإقليمية.

 

لخطة الإيرانية لتفتيت السنّة والمسيحيين وإسقاط لبنان من الداخل

محمد سلام (من الآخر) /25 تشرين الثاني/17

*"تجريد" السنّة من مرجعيتهم العربية-السنية (السعودية) "وتعريتهم" من حلفائهم المسيحيين غير المتأيرنين وغير المستأسدين بدءاً بالقوات اللبنانية وبقية المسيحيين غير المنضوين تحت مظلة "حلف الأقليات" وصولاً إلى وضع السنّة في مواجهة بكركي لأول مرة في تاريخ لبنان المستقل.

*إستكمال تعرية المسيحيين بتعزيز "شقهم" بين متأيرنين-مستأسدين وسياديين لتعميق إضعافهم

*إستكمال تجريد السنة بشرذمتهم وتحويلهم إلى "سيسيين مزعومين" وهذا الدور تنفذه شراذم ناصرية مزعومة لتغطية تأيرنها وإستئسادها الفعليين، أو "إسلاميين أخوانيين-مقطرين بالقطارة" نقطة، نقطة.

*بعد "التجريد" وإتمام "التعرية" يبدأ الإخضاع وفق متطلبات المرحلة: بارد، فاتر، او "حار" إذا إقتضت الضرورة.

*المسألة أكبر من "لعبة غلمان" سنة ومسيحيين، وأبعد من تريث "مفتوح الأجل" وفق التقويم المشنوقي كتب بيانه في سيارة أو "مبايعات" حشدت أقٌل من زبائن أصغر دكان يوم Black Friday ، وأخطر بكثير من مجرد تباين في وجهات النظر بين "بعض" المستقبل والقوات يمكن تجاوزه على قاعدة "العتاب صابون القلوب وتبويس لحى" في لقاء بين الشيخ سعد والحكيم.

*** من الآخر: تنظيف "البيت الداخلي" السني والمسيحي هو الخطوة الأولى لمواجهة خطة إبتلاع لبنان وإلا "العوض بسلامتكم ... بالبلد"

*(من الآخر) مقاربة إستحدثتها صفحة كلام سلام لتقديم المنشورات "الإخبارية بمسحة تحليلية موجزة"، حرصاً على وقت القارئ "المستعجل"....

إدارة صفحة كلام سلام

 

نضجت عناصر التحالف الخماسي

ليبانون ديبايت"/25 تشرين الثاني/17

نضجت عناصر التحالف الخماسي الذي تشكّل تحت الطاولة منذ إعلان التسوية العام 2016، وبات جاهزاً للخروج إلى العلن، مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى لبنان، وفق مؤشرات عدة، برز بعضها، أمس، من خلال تعميم الحريري على كتلته النيابية بعدم التصعيد ضد رئيس الجمهورية ميشال عون. بالإضافة إلى قول وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، إن "الرئيس عون أقرب إلى الشراكة مع الرئيس الحريري بكيفية التداول بموضوع النأي بالنفس في المرحلة المقبلة". التحالف الخماسي الذي يضم كل من التيار الوطني الحرّ، وحركة أمل، وحزب الله، وتيار المستقبل، وحزب التقدمي الاشتراكي يتحضّر لخوض المعركة الانتخابية وتوزيع الحصص، لإقصاء كل من حزب القوات اللبنانية، وحزب الكتائب اللبنانية، والمستقلين. برزت ثمار هذا التحالف مع الإنجازات المتتالية التي حققها العهد، بدء من إقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، وهي قضايا علقت في أدراج المجلس أكثر من 10 أعوام. وتجسّد الاختبار الجدي الأول لهذا التحالف بإعلان الحريري استقالته من الرياض، فتوحّد الصف اللبناني بقيادة الرئيس ميشال عون منذ اليوم الأول بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ولم يكن النائب وليد جنبلاط بعيداً عن هذا الجو المتماسك.

اتبع هؤلاء استراتيجية التهدئة والترقُّب التي تلقاها الحريري من الرياض، باعتبار أنهم لن يرضوا بإسقاط التسوية والعهد. الحريري لم ينس زيارتي كل من رئيسي حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع وحزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى الرياض، ومسارعة الأول إلى تأييد الاستقالة، باعتبار أنّه كان ينتظرها منذ فترة طويلة، وسط صمت الثاني. تلقى الحريري رسالتيهما، بعدما توجهت أصابع التبني إلى رجل الأعمال شقيق رئيس الحكومة بهاء الحريري ليكون البديل. ولا يمكن غض الطرف عن الشعبية التي استعادها الحريري في هذه الفترة التي وُصفت بـ"الذهبية"، وهي الحاضنة التي ستمكنه من خوض الانتخابات بقوة وزخم.

أمّا الدَين المتبادل بين عون ونصرالله بين العام 2006 و2016، حان ردّه، اليوم، من خلال وضع خط أحمر حول العهد، وأيّ تهديد بإسقاطه سيتم مواجهته، وهو ما برز عبر تصعيد الرئيس ضد المملكة بالتلويح في مجلس الأمن. وعلى صعيد الحزب، فقد تمثّل بالخطاب الهادئ والمُدرك تماماً لكل المخطط الذي يُحاك ضدهم، كما برز التنسيق بين عون ونصرالله في محاولة إقناع الأخير بتقديم بعض التنازلات، والتي بإمكانها إطفاء النار التي سعت الجهة السعودية بالتعاون مع أطراف لبنانية إلى تأجيجها لإسقاط العهد. وجاء خطاب الأمين العام للحزب كرسائل أراد ايصالها إلى الحريري، بفتح باب الحوار، وسط معطيات تؤكد اقتناع نصرالله بضرورة ابراز حسن النيّة تجاه الحريري في مسألة النأي بالنفس. على الجهة الأخرى، يقف كل من القوات والكتائب والمستقلين في موقع المتهم، باعتبار أنهم عملوا ضد مصلحة البلد، في أكثر الأوقات العصيبة.

 

تصريح بارز.. حركة النجباء: سنشارك ضد أي عدوان إسرائيلي على لبنان

الميادين/25 تشرين الثاني/17/قال الأمين العام لحركة النجباء العراقية الشيخ أكرم الكعبي إن الحركة عرضت على دمشق المشاركة في تحرير الجولان السوري من الاحتلال الإسرائيلي، من خلال "لواء تحرير الجولان" التابع لها. من جهة أخرى، أكد أمين عام حركة النجباء العراقية أن الحركة ستشارك ضد أي عدوان إسرائيلي يستهدف حزب الله في لبنان ، كاشفاً أن الحزب قدّم للحركة الاستشارات في مواجهة الاحتلال الأميركي وفي مواجهة داعش.

 

الراعي دان الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة: لتضامن العالم كله لإيقاف هذه الاعمال

السبت 25 تشرين الثاني 2017 /وطنية - دان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، "الهجوم الإرهابي الذي استهدف صباح يوم الجمعة مسجد الروضة في مدينة العريش شمالي سيناء في مصر موقعا مئات الشهداء والجرحى من الأبرياء المصلين". وقال: "أود التعبير عن الالم الكبير وعن التضامن والادانة الشديدة للهجوم الارهابي الذي ضرب مسجد الروضة في العريش شمال سيناء، كما أود ان اعبر عن حزني العميق لسقوط اكثر من ثلاثمائة شهيد وعشرات الجرحى". وتابع: "أقدم تعازي الحارة لاهلهم ولفخامة رئيس الجمهورية العربية المصرية عبد الفتاح السيسي ولكل الشعب المصري العزيز، ونحن نتضامن معهم وندعم كل جهودهم من أجل محاربة ومكافحة الارهابيين والارهاب والمنظمات الارهابية، طالبين وراجين الشفاء الكامل للجرحى والسلام الدائم لمصر العزيزة". ووجه "تحية تقدير للسلطات المصرية وللشعب المصري في وقفتهم ضد المنظمات الارهابية"، مشددا على "ضرورة ان تتحمل الدول التي تدعم الارهابيين أكان بالمال او بالسلاح او بأي دعم سياسي مسؤولية هذا الاجرام، ونحن نأمل حاليا من أسرة الامم المتحدة أن تتدخل لدى الدول التي تدعم الارهابيين، لانه لا يجوز ان يبقى الانسان عرضة لأي هجوم ارهابي وهو بريء، أن يهاجم ويقتل شعب يصلي في المسجد او شعب يصلي في الكنيسة، هذا امر غير مقبول وهذه وصمة عار على جبين هذا القرن".وختم: "الارهابيون لا رب لهم، يقتلون ايا كان وأينما كان، لا يجوز ان تبقى الدول العظمى والامم المتحدة مكتوفتي اليدين، يجب ان يتضامن العالم كله من أجل ايقاف هذه الاعمال، لانه لا يجوز التعدي على اشخاص وعلى شعوب بريئة ولا يجوز ان يبقى العالم في حالة فلتان وفي أيدي الارهابيين، لذلك ينبغي ان تضامن جميع الارادات الطيبة وجميع القوى الفاعلة لوضع حد لهذه الاعمال، لان النار التي تضرم لا تقف عند حدود معينة بل هي تطال العالم كله".

 

 النائب نديم الجميل: نحن بأمس الحاجة اليوم الى قيادات لا تنقل البندقية من كتف الى كتف آخر. ولن نقبل أن يحاول البعض إلغاء دورنا

25 تشرين الثاني/17/في ذكرى استشهاد الوزير بيار الجميّل وضمن جولة له على الاقسام في اقليم جبيل شدد النائب نديم الجميّل على ان الوزير الشهيد الشيخ بيار الجميّل لم يغير يوما مبادئه بل ظل متمسكا بها حتى الرمق الاخير من حياته وصولا الى الاستشهاد في سبيل القضية ولبنان.

وقال في قسم عمشيت أمام حشد كتائبي يتقدمه نجل الوزير الشهيد بيار ورئيس إقليم جبيل ورؤساء بلديات ورئساء أقسام المنطقة:" نحن اليوم بأمس الحاجة الى هذا النوع من القيادات التي لا تغير مبادئها ولا تنقل البندقية من كتف الى اخر من أجل الوصول الى غايات معينة ومناصب معينة."

الجميّل جدد الدعوة لأن يكون الجيش اللبناني هو الوحيد الذي يسهر على أمننا وكرامتنا ويحرر قرانا مشددا على رفض شريعة الغاب التي يحاول البعض فرضها علينا ومؤكدا ان الشريعة الوحيدة التي نريدها ونسعى اليها هي شريعة الدستور اللبناني. كما حذر من محاولات تغيير وجه لبنان الذي نعرفه من قبل بعض الطبقة الحاكمة اليوم وتحديدا حزب الله وهذا ما سنتصدى له بكل ما اوتينا من قوة. لافتا الى ان حزب الله يتصرف وكأنه يحمي اللبنانيين وهذا ما نرفضه تماما لاننا لسنا بحاجة لحماية احد وكما رفضنا حماية السوري في الماضي وحاربناه نحن اليوم نرفض حماية حزب الله لنا.

الجميّل أكد ان الكتائب هي مدرسة العنفوان والسيادة والاستقلال وهي لطالما كانت متوازية مع الدولة ويوم ضعفت الكتائب ضعفت الدولة ويوم كانت الكتائب قوية كانت الدولة قوية. واشار الى ان كل التسويات التي حصلت منذ سنتين الى اليوم لا تمت بصلة الى سيادتنا وأمننا وحريتنا وثمن الاستقرار الذي نعيشه اليوم بات مرتفع الثمن وبالتالي لن نقبل بان يلغى دورنا السياسي لان وجودنا اولا في هذا البلد هو وجود سياسي حر ومن اجل ذلك استشهد رفاقنا. كما اننا لن نقبل اليوم كما اننا لم نقبل في الماضي ان يقرر حزب الله وايران او السعودية او الولايات المتحدة مصيرنا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

جولة "جنيف" المرتقبة بأهمية "استثنائية" على وقع اتصالات دوليــة لانضاج التسوية: "تَسوير" سوريا لتثبيت الهدنة..واقتراح "توزيع النفوذ في الحكم وفق الأحجام" قيد الدرس

المركزية/25 تشرين الثاني/17/بات كل شيء جاهزا لجولة المفاوضات السورية – السورية الجديدة في جنيف، التي يفترض ان تنطلق في 28 تشرين الجاري او "مطلع شهر كانون الاول المقبل"، على أبعد تقدير، على حد تعبير المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا. فالنظام السوري، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية متابعة لـ"المركزية"، أُبلغ بشخص رئيسه بشار الاسد، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة، الذي استقبله الاثنين الماضي في سوتشي، بأن مرحلة المواجهات الميدانية انتهت مع انتهاء الوجود العسكري لـ"داعش" في سوريا، وباتت الاولوية اليوم لتثبيت وقف اطلاق النار على الارض وتوسيع مناطق خفض التوتر في البلاد ونسج تسوية سياسية "تتطلب تنازلات من الجميع" وفق ما قال بوتين نفسه. وفي الخانة ذاتها، صبّت القمة الثلاثية التي عقدت في سوتشي واستقبل خلالها بوتين نظيريه التركي رجب طيب اردوغان والايراني حسن روحاني حيث كان تشديد مشترك على وقف النار واطلاق قطار الحل السياسي عبر حوار بين السوريين، أكان في جنيف أو في سوتشي في "مؤتمر شعوب سوريا" الذي تنوي موسكو الدعوة اليه. أما المعارضة السورية، تضيف المصادر، فتمكّنت أيضا بمعيّة سعودية، وعقب مؤتمر للفصائل استضافته الرياض الاربعاء والخميس الماضيين، من تشكيل وفد موحد يمثّلها في مفاوضات جنيف، سيضم 50 شخصا من كل أطياف المعارضة (الائتلاف السوري المعارض ومنصتا القاهرة وموسكو). المفاوضات المباشرة بين الطرفين، والتي ستناقش دستورا جديدا لسوريا (وفق ما أعلن دي ميستورا أمس)، تتسم بأهمية استثنائية هذه المرة، بحسب المصادر. فهي تأتي في وقت وضعت طبخة التسوية السياسية المرتقبة، على نار حامية أميركية – روسية، زادت من قوّتها مشاورات بوتين ونظيره الاميركي دونالد ترامب في فيتنام منذ أسابيع، حيث جددت واشنطن تفويضها موسكو اعداد الارضية اللازمة للحل المنتظر، على ان يبصر النور عبر منصّة جنيف الأممية المدعومة من كل القوى الدولية. في الاثناء، تقول المصادر ان التركيز منصبّ على وضع الصيغة السياسية الافضل لادارة سوريا، وتحديدا على كيفية توزيع نفوذ القوى السورية في الحكم. وفيما تطرح أطراف اقليمية اعطاء الحكم الفعلي للأكثرية، أي للسنة في البلاد، بمعزل عما اذا كانت الرئاسة السورية من حصّتهم أم لا، تلفت المصادر الى ان هذه المسألة تطرح إشكالا وهي محل تجاذب وأخذ ورد بين الداخلين على خط التسوية، أي الأميركيون والروس والسعوديون والأوروبيون والاتراك والمصريون، الذين ينكبون حاليا على درس الخيارات المطروحة، خصوصا ان اعتماد "الاحجام" في توزيع النفوذ سيعطي الاكراد مثلا حصة تضاهي حصة العلويين في الحكم. في الموازاة، وقبل انطلاق المرحلة الانتقالية في البلاد، ثمة تشديد أميركي – سعودي على ضرورة انسحاب كافة المقاتلين الاجانب من سوريا. كما ان واشنطن تضغط في اتجاه "تَسوير" سوريا أي إحاطتها بقوات دولية – اقليمية، لا دور لإيران فيها، تنتشر على طول حدودها شمالا وشرقا وجنوبا وغربا، فتتوقّف حركة الذهاب والاياب العسكريين عبرها، بما يثبّت الهدنة ويساعد في تقدّم الحل السياسي. وتلفت المصادر الى ان موسكو التي تدرك أن واشنطن والرياض لن ترضيا بقيام الهلال الشيعي وبأي واصل برّا عبر عناصره من طهران الى بيروت مرورا ببغداد ودمشق، تحديدا عند نقطة البوكمال على الحدود العراقية – السورية، تكثّف حاليا اتصالاتها مع الجمهورية الاسلامية لاقناعها بضرورة الانسحاب من البوكمال وتجيير السيطرة في تلك المنطقة الى روسيا. والسؤال المطروح هو "هل ترضى ايران؟ وما البديل الذي ستطالب به؟ وهل يعطى لها بالسياسة ام تنتزعه عسكريا"؟

 

مسؤول إيراني يطالب بشرعنة الميليشيات

الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17/أكد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، أن الحرس الثوري «سيساعد في إعادة إعمار سوريا، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار هناك». ودعا إلى «الاعتراف بشرعية ميليشيات قوات الدفاع الوطني التي تقاتل إلى جانب النظام»، وذلك أسوة بشرعنة ميلشيات الحشد الشعبي في العراق. وتعدّ «قوات الدفاع الوطني»، أول ميليشيات عسكرية سوريا، تم تشكيلها من قبل النظام في عام 2012، ومهمتها المساندة في عمليات النظام ضد فصائل المعارضة، وهي خاضت أعنف المعارك إلى جانب قوات النظام منذ بدء الحرب في سوريا في عدد من المناطق، تحت تسمية القوات الرديفة. وقال جعفري في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني الرسمي، إن «الحرس الثوري مستعد للعب دور فعال في تحقيق وقف إطلاق نار دائم في سوريا، وفي إعادة إعمار البلاد». وكشف أنه «خلال اجتماعات مع الحكومة (الإيرانية)، جرى الاتفاق على أن الحرس في وضع أفضل يمكنه من المساهمة في إعادة إعمار سوريا، وأن محادثات أولية عقدت بالفعل مع الحكومة السورية بهذا الشأن». إلى ذلك، تتواصل المعارك بين قوات النظام من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى في الريف الشرقي لدير الزور، على وقع القصف الجوي الذي طال مواقع التنظيم في المنطقة. وأعلن موقع «الدرر الشامية» الإخباري المعارض، أن قائد ميليشيات «درع الأسد» التابعة لـ«قوات النمر»، التي يتزعمها العقيد سهيل الحسن، قتل وذلك خلال معارك مع التنظيم في ريف دير الزور. ونقل الموقع عن مصادر محلية قولها، إن علاء شدود، قائد مجموعة ما يسمى «درع الأسد» لقي مصرعه مع مجموعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني بمعارك ريف دير الزور الشرقي.

من جهته، أعلن تنظيم داعش أنه تمكن من صد هجوم لقوات النظام وميليشيات متعددة الجنسيات، على بلدة صبيخان، شرقي مدينة الميادين، ما أسفر عن مقتل ستة من عناصر النظام، فضلاً عن تدمير دبابة بصاروخ موجه، فيما أعلنت قوات النظام أنها سيطرت على البلدة تحت غطاء جوي روسي.

 

"تايمز": تركيا لن تهاجم الاكراد من دون التشاور مع الأسد

المركزية/25 تشرين الثاني/17/ذكرت صحيفة "تايمز" أن "مستقبل سوريا سيتم التوافق عليه من خلال المفاوضات وليس عبر المعارك". وأشارت الى أن "محادثات السلام بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي امتداد للحرب، لكن بطرق أخرى، لتأمين بقاء الرئيس السوري شار الأسد. ولفتت إلى أن "بوتين قام في منتجع سوتشي بمعانقة الأسد، الذي تسلل من دمشق لعدد من الساعات، وتبع اللقاء بين الأسد وبوتين بقمة في سوتشي مع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، وكان تجمع للمنتصرين، في محاولة لتقسيم الغنائم بعد هزيمة "داعش" في سوريا". وقالت الصحيفة إن "القادة الثلاثة اتفقوا على عدم السماح لأي قوة أجنبية بالتدخل من دون موافقة من الأسد، وكانت الدولة المستهدفة هي الولايات المتحدة، التي قصفت بداية العام قاعدة جوية؛ بسبب استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وشمل اللقاء وعدا من أردوغان بأن قواته لن تقوم بالتوغل عبر الحدود للهجوم على المقاتلين الأكراد دون التشاور مع الأسد".

واعتبرت أن "اتفاقية سوتشي بين روسيا وإيران وتركيا تحاول تعزيز سلطة الأسد، وإظهار أنه يسيطر على حدود البلد، ومقابل ذلك فقد حصل بوتين على تعهد من الأسد بمشاركة بناءة في محادثات السلام، وهذه شيفرة لقبول نوع من الحوار مع جماعات المعارضة في شمال سوريا"، مشيرة الى أن "النشاطات الدبلوماسية المتعددة تهدف على ما يبدو إلى الإشارة إلى أن سحق تنظيم "داعش" لن يترك فراغا سياسيا".وقالت إن "بصمات نهاية الحرب تشير إلى سيطرة روسيا على ميزان القوة، فمنذ أن نشر بوتين قواته في عام 2015، أصبح متفوقا على الغرب في سوريا، وواجه جماعات يدعمها الغرب، الذي يحمل الكثير من الشكوك، وكان هدف الكرملين واضحا، حيث كان يقاتل من أجل التمسك بالوضع القائم، ونجاة حليف مهم في الشرق الأوسط، وأحد مستهلكي السلاح الروسي".

 

"عكاظ": مخطط قطري يستهدف الرياض والإمارات بعد تحذيرات اميركية من هجمات تستهدف السعودية

المركزية/25 تشرين الثاني/17/كشفت صحيفة "عكاظ" السعودية تفاصيل مخطط تخريبي تقوده الدوحة لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الرياض وابوظبي، مجنّدة مرتزقة من دولتين افريقيتين للقيام بها. وطبقا للمعلومات المتوافرة لـ"عكاظ" عن المخطط، فإن "السلطات القطرية رصدت مبلغ 75 مليون ريال قطري بالتنسيق المباشر مع المنشق السعودي سعد الفقيه، لدعم متطلبات تلك الأعمال التخريبية من تجهيزات مادية ولوجستية للعناصر التنفيذية"، موضحةً "انها ليست المرة الأولى التي يظهر فيها اسم الفقيه في تقاطعات تدعم الأعمال الإرهابية، إذ سبق وكشفت تحقيقات سابقة تورطه في عمليات دعم مباشرة وغير مباشرة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي". واشارت الصحيفة السعودية وفقاً للمعلومات الى "ان الدوحة سعت لتجنيد مرتزقة من دولتي كينيا والصومال، لتنفيذ العمليات الإرهابية التي تهدف من خلالها الدوحة إلى العمل على زعزعة امن السعودية والإمارات، وهو ما يفسّره ورود اسم الصومالي محمد اتم (الرجل الثاني في حركة الشباب المجاهدين) ضمن القائمة الثالثة للإرهاب التي اصدرتها الدول الأربع المقاطعة لقطر مساء الأربعاء الماضي. ومن ضمن مهمات محمد اتم القيام باختيار العناصر من الصومال وكينيا التي ستكلف بتنفيذ تلك العمليات الإرهابية". اشارةً الى "ان المعلومات التي نشرتها "عكاظ" عن المخطط، تأتي بعد ساعات قليلة من إصدار الولايات المتحدة الأميركية تحذيراتها من هجمات إرهابية محتملة تستهدف السعودية وبعض دول المنطقة.

 

ارتفاع حصيلة مذبحة العريش إلى 305 قتلى/النيابة العامة المصرية: المهاجمون كانوا يرفعون علم «داعش» و27 طفلاً بين الضحايا

الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17/أعلنت النيابة العامة المصرية، اليوم (السبت)، ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، إلى 305 شهداء، بينهم 27 طفلا، وإصابة 128 آخرين. وأشارت النيابة إلى أن عدد منفذي الهجوم الإرهابي بين 25 و30 شخصاً، كانوا يرفعون علم تنظيم «داعش». وأعلن الجيش المصري في وقت سابق، اليوم (السبت)، تدميرَ عدد من العربات التي نفَّذَت الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة. وقال المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي في بيان، إنه «في إطار ملاحقة القوات المسلحة للعناصر الإرهابية المسؤولة عن استهداف المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد، قامت القوات الجوية بمطاردة العناصر الإرهابية واكتشاف وتدمير عدد من العربات المنفِّذة للهجوم الإرهابي الغاشم، وقتل من بداخلهم في محيط منطقة الحدث، فضلاً عن استهداف عدد من البؤر الإرهابية التي تحتوي على أسلحة وذخائر خاصة بالعناصر التكفيرية».

وأضاف البيان أن «قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء بالتعاون مع القوات الجوية تواصل تمشيط البؤر الإرهابية، والبحث عن باقي العناصر التكفيرية للقضاء عليهم». ووعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالثأر لضحايا الهجوم الإرهابي. وقال في كلمة متفلزة إن «القوات المسلحة والشرطة ستقوم بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال فترة قليلة». وأضاف السيسي: «سنقوم بالثأر من منفذي الهجوم واستعادة الأمن والاستقرار، وسنرد بقوة غاشمة»، مشيراً إلى أن «الهجوم يهدف إلى زعزعة ثقة المصريين في قدراتهم»، لكنه أكد أن ذلك «لن يزيدنا إلا إصراراً وقوة على مواجهة الإرهاب».

وتابع بالقول: «سننتصر في الحرب ضد الإرهاب الأسود، وهجوم مسجد الروضة لن يمر دون عقاب رادع». إلى ذلك، بدأت مصر ثلاثة أيام من الحداد الوطني غداة الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث. وتشير كل العناصر إلى أن الاعتداء نفذه متشددون مع أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها بعد. وكان مسلحون فجروا عبوة ناسفة خارج مسجد في قرية الروضة - بئر العبد خلال صلاة الجمعة، ثم فتحوا النار على المصلين. وتقع القرية إلى الغرب من مدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء. وتنشط في المنطقة مجموعات متطرفة.

وروى شهود أن مرتكبي الهجوم أحاطوا المسجد بسيارات رباعية الدفع وقاموا بزرع عبوة ناسفة خارجه. وقال شهود آخرون إن المسلحين وبعد انفجار العبوة بدأوا بإطلاق النار على المصلين الذين أصيبوا بذعر وكانوا يحاولون الهرب، إلا أن المهاجمين أضرموا النار في سيارات متوقفة في المكان بهدف قطع الطريق.

ويعود الاعتداء الدموي الأخير في مصر إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2015 عندما استهدف هجوم بالعبوة الناسفة تبناه تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم داعش طائرة روسية بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ في سيناء ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها. ومنذ إطاحة الرئيس السابق الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013 تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وبعض المجموعات المتطرفة، تتركز غالبيتها في شمال سيناء حيث ينشط الفرع المصري لتنظيم داعش. وقتل خلال هذه المواجهات العنيفة مئات الأشخاص من الطرفين. من جهة أخرى، أرجأت السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لدواعٍ أمنية بعد هجوم على مسجد في شمال سيناء، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أمس (الجمعة)، نقلاً عن السفارة الفلسطينية في القاهرة. وكان من المقرر فتح المعبر ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم (السبت) وحتى الاثنين 27 نوفمبر (تشرين الثاني) أمام حركة الفلسطينيين في الاتجاهين. ووافقت حركتا حماس وفتح على تسليم مسؤولية المعبر لحكومة وحدة وطنية في إطار اتفاق توسطت فيه القاهرة الشهر الماضي.

 

«مذبحة الجمعة»... الأكبر في تاريخ مواجهة مصر للإرهاب

الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17/شكّلت الحصيلة الأولية للضحايا الذين سقطوا في استهداف مسجد قرية الروضة إثر عملية إرهابية، أمس، رقماً قياسياً في تاريخ العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر على مدار مواجهتها للعمليات الإرهابية، ويسجل الحادث الذي خلّف 235 قتيلاً على الأقل، أكبر خسائر المواجهات مع الإرهاب في تاريخ البلاد حتى الآن. وفاق عدد الذين سقطوا، أمس، في حادث مسجد قرية الروضة بمحافظة شمال سيناء، حسب الأرقام والمتابعين، أي حادثة إرهابية أخرى، متجاوزاً عدد القتلى الذين قضوا في الهجمات التي تزامنت مع احتفالات مصر بأعياد ثورة 23 يوليو (تموز) عام 2005، وكانت عبارة عن سلسلة من الهجمات «الإرهابية» المتزامنة، التي استهدفت منتجع «شرم الشيخ» على ساحل البحر الأحمر، استخدمت فيها القنابل اليدوية والمفخخة، وقُتل فيها 88 شخصاً، وأصيب 150 آخرون. كما تخطت «هجمات شرم الشيخ»، «مذبحة الأقصر» التي وقعت في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1997، وكانت تعد في حينها، أحد أكثر الحوادث الإرهابية عنفاً ودموية. ففي ذلك التاريخ هاجم مسلحون تابعون للجماعات الإسلامية، معبد «الدير البحري» في مدينة الأقصر، وقتلوا 62 سائحاً (4 مصريين، و36 سويسرياً، و10 يابانيين، و6 بريطانيين، و4 ألمان، وكولومبي وفرنسي)، وأصيب نحو 24 آخرون.

وعقب عزل الرئيس محمد مرسي، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، زادت حدة العمليات الإرهابية في البلاد، واستهدفت دور عبادة، وأكمنة أمنية للشرطة والقوات المسلحة، في شمال سيناء، وبعض المحافظات المصرية، ويبقي استهداف كمين «كرم القواديس» أشهرها من حيث الدموية، حيث سقط فيه 35 من أفراد الجيش والشرطة، وأصيب 26 آخرون، في هجوم إرهابي استهدف الكمين الواقع جنوب الشيخ زويد، في 24 أبريل (نيسان) 2014. وفي التاسع والعشرين من يناير (كانون الثاني) 2015، استهدف مسلحون بقذائف الهاون الكتيبة 101 وفندق القوات المسلحة واستراحة الشرطة، وأوقعوا 30 قتيلاً، و56 مصاباً، وتبنى تنظيم داعش الحادث، وشهد هذا العام أكبر عدد من العمليات الإرهابية، حسب أحمد كمال البحيري الباحث في الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

وأشار البحيري في دراسة سابقة إلى أن عدد العمليات الإرهابية التي وقعت في الأعوام (2014 و2015 و2016)، بلغت 1165 عملية، احتل عام 2015 أكبر نسبة منها، غير أن أياً منها لم يسقط فيها ضحايا مثل من سقطوا في هجوم مسجد الروضة، أمس.

وشهدت البلاد 17 تفجيراً إرهابياً، مطلع يوليو من العام نفسه في ذكري ثورة 30 يونيو (حزيران)، راح ضحيتها 70 قتيلاً وعشرات الجرحى، في هجمات وتفجيرات استهدفت 7 مواقع عسكرية في مناطق الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء.

وتظل حادثة رفح الأولى التي وقعت في 17 رمضان عام 2012، وراح ضحيتها 16 جندياً، من بين العمليات الأكثر دموية، حيث ثم استهداف الجنود بدماء باردة، في أثناء تناولهم وجبة الإفطار داخل نقطة حدودية بمدينة رفح. كما شهدت رفح حوادث إرهابية عدة، من بينها ما وقع في السابع من يوليو الماضي عندما استهدف إرهابيون كميناً لقوات الأمن أسفر عن وقوع 26 من أفراد القوات المسلحة، في تبادل لإطلاق النار مع التكفيريين قُتل فيه 40 إرهابياً، حسب بيان المتحدث باسم القوات المسلحة. ومن بين العمليات المسلحة التي استهدفت دور العبادة، تفجير كنيستين في محافظتي الإسكندرية والغربية، تزامناً مع «أحد السّعف» في التاسع من أبريل (نيسان) 2017، وقُتل 44 شخصاً، وجُرح 126 آخرون في تفجيرين انتحاريين. وقال كمال حبيب، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحادث الذي استهدف مسجد قرية الروضة، أمس، هو الأعنف والأكبر في تاريخ مصر، مشيراً إلى أن مواجهة الكيانات الإرهابية طوال السنوات الماضية لم توقع مثل هذا العدد من الضحايا في حادث واحد. وشبّه حبيب، الحادث، باستهداف مساجد الشيعة في العراق والكويت، وقال: «هذا تطور خطير لا بد من مواجهته بترتيبات وإجراءات احترازية جديدة».

 

بوصلة الإرهاب تولِّي وجهها شطر «المدنيين» بالمساجد بعد فشلهم في استهداف الجيش والشرطة

الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17/اتجهت بوصلة الإرهاب في مصر ناحية المساجد عقب استهداف مسجد «الروضة» في شمال سيناء، أمس، ومقتل وإصابة العشرات. هذا التغير فجّر سؤالاً حول مغزى استهداف المسجد، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المساجد في مصر (ففي السابق تم استهداف كنائس)، وهل يعني هذا أن تنظيم داعش الذي تشير كل الدلائل إلى أنه المتورط في الاستهداف قد غيّر استراتيجيته لاستهداف المدنيين بدلاً من استهداف الشرطة والجيش والارتكازات مثلما هو معتاد منذ عام 2013؟ بدوره قال الدكتور عبد الحليم منصور، عضو بقائمة المفتين المصرح لهم بالفتوى في مصر، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن توجه الإرهاب شطر المساجد هو لإحداث «فوضى خلاقة». وسبق أن استهدف «داعش» كنائس مصر في سلسلة من التفجيرات والحوادث الإرهابية، حيث تم استهداف مقر الكاتدرائية المرقسية في منطقة العباسية بالقاهرة، وكنيستي طنطا والإسكندرية، وتلك الحوادث الثلاث أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى الأقباط، الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة داخل دور العبادة، حيث خالطت أصوات الترانيم أصوات الانفجارات. المسجد المستهدف يقع في قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد، وهو مسجد يرتاده «صوفيون» من أتباع القطب الصوفي السيناوي الشيخ عيد أبو جرير، وهو ما دعا البعض إلى ترديد أن «داعش» يستهدف الصوفيين، خصوصاً بعدما أكد شهود عيان في سيناء أن الإرهابيين حذّروا المصلين من الصلاة في المسجد، بسبب تعاونهم مع الشرطة والجيش في الإبلاغ عنهم؛ لكن الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد، قال، أمس، إن «مسجد الروضة بالعريش يتبع الوزارة، ولا يتبع الطرق الصوفية». ونفّذ مسلحو «داعش» جريمة قتل سليمان أبو حراز، أحد أكبر مشايخ الطريقة الصوفية بمحافظة شمال سيناء المصرية، ونشر التنظيم فيديو يظهر إعدامه ذبحاً في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016. ويعد الشيخ الراحل من أكبر الرموز الدينية في شمال سيناء، وكان له تأثير كبير في أوساط القبائل البدوية التي كانت تستمع لعظاته الدينية وسبق تهديده عدة مرات من قبل «داعش».

من جهته، قال الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب (البرلمان) وشيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر: إن «القضية ليست في استهداف مسجد صوفي، ولكنها استهداف للمصريين بالكامل، وما يحدث لأبناء القوات المسلحة يحدث لأبناء الداخلية وأهل التصوف ويحدث أيضاً لإخواننا الأقباط». وحذّر شيخ مشايخ الطريقة الصوفية من استخدام مثل تلك الحوادث الإرهابية لاستدراج أي فئة من فئات المجتمع؛ مشدداً على الجميع «أنه لا يوجد مخطط ضد فئة بعينها، ولكن المستهدف الحقيقي هي مصر، ويجب أن نضع أيدينا في أيدي كل المصريين لمواجهة الإرهاب حتى نتخلص منه نهائياً».

من جانبه، قال الدكتور عبد الحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالدقهلية: «كانت الكنائس هي محط أنظارهم بهدف تفتيت اللُّحمة الوطنية، وإيقاظ الفتنة بين المصريين، ولم يجدِ ذلك نفعاً، وكان استهداف رجال الجيش والشرطة، في شتى أنحاء مصر، ثم تطورت العمليات الإرهابية تطوراً جديداً نحو المسجد، نحو المدنيين، ولعل ذلك فيما يبدو لي يرجع إلى نظرة الإرهابيين إلى غيرهم ممن لا يوالوهم على أنهم من الكفار مستباحي الدم، ومن ثم فجموع المصريين بالنسبة إليهم كفار لأنهم لم يدينوا لهم بالولاء، وهذا يسوغ لهم إرهابهم وقتلهم على النحو الحاصل الآن». مضيفاً: «فضلاً عن إلقاء مزيد من الرعب والخوف في نفوس المصريين، وإثارة الهلع في نفوس الناس، بهدف الضغط على القيادة السياسية، أو الثورة عليها، أو إسقاط النظام، ليتحقق لهم ما يريدون». وعن التغيير في استراتيجية عمل «داعش» في سيناء باستهداف المدنيين في المساجد، قال منصور، وهو أستاذ فقه مقارن: «يعني هذا التغير أننا بصدد مواجهة للإرهاب من نوع جديد، فالإرهاب سيولّي وجهه شطر المساجد، والكنائس، والمدنيين، لإحداث حالة من (الفوضى الخلاقة) التي تسود البلاد، وربما هذه خطة بديلة لما كان يحدث من استهداف الجيش والشرطة والذي لم يجدِ نفعاً»، لافتاً إلى أن هذه إحدى الوسائل الجديدة للضغط على الدولة، والضغط على جموع المصريين بهدف إثارة الرعب والخوف وصولاً لإسقاط الدولة، مضيفاً: «يجب على المصريين في هذه الآونة التحلي بمزيد من التكاتف والتلاحم خلف القيادة السياسية، وتلاحم كل قوى الوطن في مواجهة قوى الشر، والعمل على مواجهتهم بالغالي والنفيس، واستئصال شأفتهم، حتى تظل مصر عصية على السقوط والكسر، ولن تنفكّ عرى المصريين، أو تنكسر إرادتهم أبد الدهر}.

 

الجيش المصري يقتل عدداً من منفذي «مذبحة المسجد» وإغلاق معبر رفح الحدودي مع غزة لأجل غير مسمى وبدء الحداد الوطني

الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17/أعلن الجيش المصري تدميرَ عدد من العربات التي نفَّذَت الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة قرب العريش بمحافظة شمال سيناء، الذي أسفر عن مقتل 235 شخصاً وجرح العشرات. وقال المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي في بيان، فجر اليوم (السبت)، إنه «في إطار ملاحقة القوات المسلحة للعناصر الإرهابية المسؤولة عن استهداف المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد، قامت القوات الجوية بمطاردة العناصر الإرهابية واكتشاف وتدمير عدد من العربات المنفِّذة للهجوم الإرهابي الغاشم، وقتل من بداخلهم في محيط منطقة الحدث، فضلاً عن استهداف عدد من البؤر الإرهابية التي تحتوي على أسلحة وذخائر خاصة بالعناصر التكفيرية». وأضاف البيان أن «قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء بالتعاون مع القوات الجوية تواصل تمشيط البؤر الإرهابية، والبحث عن باقي العناصر التكفيرية للقضاء عليهم».

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد توعد بالثأر لضحايا الهجوم الإرهابي. وقال في كلمة متفلزة إن «القوات المسلحة والشرطة ستقوم بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال فترة قليلة».

وأضاف السيسي: «سنقوم بالثأر من منفذي الهجوم واستعادة الأمن والاستقرار، وسنرد بقوة غاشمة»، مشيراً إلى أن «الهجوم يهدف إلى زعزعة ثقة المصريين في قدراتهم»، لكنه أكد أن ذلك «لن يزيدنا إلا إصراراً وقوة على مواجهة الإرهاب». وتابع بالقول: «سننتصر في الحرب ضد الإرهاب الأسود، وهجوم مسجد الروضة لن يمر دون عقاب رادع». من جهة أخرى، أرجأت السلطات المصرية فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لدواعٍ أمنية بعد هجوم على مسجد في شمال سيناء، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أمس (الجمعة)، نقلاً عن السفارة الفلسطينية في القاهرة. وكان من المقرر فتح المعبر ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم (السبت) وحتى الاثنين 27 نوفمبر (تشرين الثاني) أمام حركة الفلسطينيين في الاتجاهين. ووافقت حركتا حماس وفتح على تسليم مسؤولية المعبر لحكومة وحدة وطنية في إطار اتفاق توسطت فيه القاهرة الشهر الماضي. إلى ذلك، بدأت مصر ثلاثة أيام من الحداد الوطني غداة الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث. وتشير كل العناصر إلى أن الاعتداء نفذه متشددون مع أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها بعد. وكان مسلحون فجروا عبوة ناسفة خارج مسجد في قرية الروضة - بئر العبد خلال صلاة الجمعة، ثم فتحوا النار على المصلين. وتقع القرية إلى الغرب من مدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء. وتنشط في المنطقة مجموعات متطرفة. وروى شهود أن مرتكبي الهجوم أحاطوا المسجد بسيارات رباعية الدفع وقاموا بزرع عبوة ناسفة خارجه. وقال شهود آخرون إن المسلحين وبعد انفجار العبوة بدأوا بإطلاق النار على المصلين الذين أصيبوا بذعر وكانوا يحاولون الفرار، إلا أن المهاجمين أضرموا النار في سيارات متوقفة في المكان بهدف قطع الطريق. ويعود الاعتداء الدموي الأخير في مصر إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2015 عندما استهدف هجوم بالعبوة الناسفة تبناه تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم داعش طائرة روسية بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ في سيناء ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها. ومنذ إطاحة الرئيس السابق الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013 تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وبعض المجموعات المتطرفة، تتركز غالبيتها في شمال سيناء حيث ينشط الفرع المصري لتنظيم داعش. وقتل خلال هذه المواجهات العنيفة مئات الأشخاص من الطرفين.

 

القوات العراقية تفتح هجوماً لتطهير الصحراء الغربية من بقايا «داعش»

الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17/فتحت القوات العراقية اليوم (السبت) محوراً جديداً في إطار العمليات العسكرية لتطهير مناطق الصحراء الغربية والبادية من فلول تنظيم «داعش» الذين فروا إليها مع استعادة السيطرة على كل المدن والبلدات العراقية، حسبما قال مسؤول عسكري. وبعدما أطلقت القوات العراقية الخميس آخر عملياتها العسكرية في الصحراء الغربية الممتدة على طول الحدود مع سوريا انطلاقاً من محافظتي صلاح الدين (وسط) ونينوى (شمال)، بدأت اليوم جبهتها الثالثة من محافظة الأنبار الغربية. وقال ضابط في الجيش العراقي برتبة عميد ركن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «العملية انطلقت بمساندة العشائر وطيران التحالف الدولي والمروحي للجيش العراقي، من شمال راوة باتجاه مدينة بيجي التابعة لصلاح الدين شمال محافظة الأنبار». وأضاف الضابط أن هناك أيضاً «محوراً آخر من شمال مدينة القائم باتجاه نينوى وصولاً إلى الحدود العراقية السورية للالتقاء بالقطعات العسكرية المتقدمة من نينوى باتجاه الأنبار».

وتعتبر هذه العملية آخر العمليات التي من المتوقع أن يعلن في نهايتها رئيس الوزراء حيدر العبادي الهزيمة النهائية للتنظيم المتطرف في العراق. وفي هذا الإطار، أكد نائب قائد قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس أن المنطقة المستهدفة هي آخر منطقة وجود عسكري للتنظيم المتطرف في العراق.

لكن المهندس شدد في تصريح متلفز وزعته مديرية إعلام الحشد الشعبي على أن «هذا لا يعني انتهاء (داعش)»، مشيراً إلى «أنهم موجودون في مناطق أخرى ومتخفون بين الأهالي». ولفت المهندس إلى «منطقة الصحراء ذات أهمية لوجيستية وكانت خط التمويل والإسناد والاتصالات للتنظيم، وكان التنظيم يضرب الخطوط الدفاعية في الموصل وكركوك وصلاح قادماً من سوريا». وأضاف: «حتى اللحظة استعدنا نحو مائة قرية. لاحظنا مضافات ومخازن أسلحة وأعتدة وسيارات مفخخة، ما زالت موجودة». وأكد المهندس أن «الأمن الذي تنعم به المدن المركزية في العراق هو بفضل العمل العسكري، والحفاظ عليه غير ممكن إلا بمسك الحدود مع سوريا بشكل كامل». وبهذه العملية، يتوج العراق هجومه المتواصل منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 ضد معاقل المتطرفين، بدءاً من الموصل التي استغرقت تسعة أشهر من المعارك الدامية، مروراً بتلعفر والحويجة شمالاً، وصولاً إلى الأنبار في غرب البلاد.

 

دي ميستورا في موسكو قبل استئناف مفاوضات جنيف وعقد مؤتمر سوتشي/لافروف: البحث جار حول احتمال مشاركة الأسد في الانتخابات

الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17/بحث المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، التحضيرات للجولة الثامنة من مفاوضات جنيف خلال محادثات في موسكو، أمس، مع المسؤولين الروس. كما تناولت المحادثات التحضيرات لمؤتمر الحوار السوري الذي بادرت موسكو بطرحه، ومشاركة دي ميستورا في أعماله.

وأظهرت التصريحات خلال المحادثات ما يمكن وصفه بـ«عدم رضا» روسي ومن جانب المبعوث الدولي حيال البيان الختامي الصادر عن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، وفي غضون ذلك خرجت موسكو لأول مرة عن موقفها التقليدي الداعي إلى ترك مسالة مصير رأس النظام السوري يقررها السوريون خلال المفاوضات، وقالت إن مسالة مشاركة الأسد، أو عدم مشاركته في الانتخابات الرئاسية يجري بحثها حالياً. وأعلن دي ميستورا خلال محادثاته أمس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجولة الثامنة من المفاوضات في جنيف ستجري على مرحلتين؛ الأولى ستكون في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، والثانية في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، دون أن يحدد الموعد بدقة. وأكد نيته «التركيز في الجولة القادمة من المفاوضات في جنيف على الدستور والانتخابات»، موضحاً أن الهدف من ذلك «المضي قدماً في تطبيق قرار مجلس الأمن (2254)»، وعبّر عن قناعته بأن «العملية السياسية بدأت الآن تتحرك حقيقة، وأعتقد أننا نقف الآن على درب تنفيذ فقرات القرار (2254)، لإنجاز التسوية السياسية السورية». وتحمل المعارضة السورية وفد النظام السوري المسؤولية عن عرقلة بحث هذه الملفات خلال الجولات الماضية، وتمسكه ببحث ملف التصدي للإرهاب أولاً. وتقول مصادر من العاصمة الروسية إن محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رأس النظام السوري بشار الأسد، والقمة الثلاثية الروسية - التركية - الإيرانية، لعبت دوراً حاسماً في تحديد المواضيع الرئيسية على جدول أعمال العملية السياسية، ويتوقع أن يلتزم وفد النظام ببحث الملفات المطروحة.

وتوقف دي ميستورا عند مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، ووصفه بـ«عملية غاية في الأهمية». وتجاهل البيان الذي صدر أول من أمس عن المشاركين في أعمال المؤتمر، وكذلك اختيارهم أعضاء الهيئة التفاوضية الجديدة، وقال: «نأمل أن تتمكن المعارضة من تبني أسلوب موحد وتشكيل وفد واحد للمشاركة في مفاوضات جنيف»، وأضاف أنه «من المهم كذلك ألا تؤدي العملية الحالية في الرياض إلى تعقيد التحضيرات لمفاوضات جنيف، وألا يطرحوا شروطاً مسبقة». وبالتزامن مع كلام دي ميستورا، أبدت موسكو رفضها بأسلوب غير مباشر لنتائج اجتماع المعارضة، وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي في تصريح لوكالة «ريا نوفوستي» إن «اجتماع المعارضة في الرياض لم ينتهِ بعدُ كما فهمت، وما زالت الاتصالات جارية»، وقال إنه من المبكر الحديث عن النتائج. وكان المشاركون في مؤتمر «الرياض - 2» اتفقوا أمس على الهيئة العليا الجديدة للمفاوضات، وتضم 50 معارضاً، والوفد التفاوضي الموحَّد باسم المعارضة ويضم 11 شخصية.

وأصدر المشاركون بياناً ختامياً، طالبوا فيه الأمم المتحدة بتنظيم مفاوضات مباشرة مع النظام السوري، وشددوا على ضرورة رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية. ورفضت «منصة موسكو» هذه الفقرة في البيان. ويبدو أن موسكو غير راضية أيضاً عن تلك الفقرة.

من جانبه، عبّر لافروف لدي ميستورا عن امتنان روسيا لدعم الأمم المتحدة لعملية المفاوضات في «آستانة»، وقال إن تلك العملية أخرجت الأزمة السورية من مأزقها، وأكد للمبعوث الدولي أن «كل الجهود التي بذلناها وسنبذلها ستكون موجهة تحديداً لتحفيز الحوار السوري على أساس المعايير التي تم التوافق عليها في مجلس الأمن، وبرعاية دولية»، وفي إشارة منه إلى مطالبة المعارضة السورية برحيل الأسد، قال إن «الحوار الحقيقي هو ذلك الحوار الذي لا يكون مثقلاً بشروط مصطنعة تطرحها هذه المجموعة أو تلك من المعارضة، وتتعارض مع معايير مجلس الأمن الدولي»، وعبر عن قناعته بأن مؤتمر الحوار الوطني المزمع في سوتشي سيشكل مرحلة مهمة في إطلاق حوار حقيقي بين السوريين. وكان لافروف حريصاً على وضع مؤتمر سوتشي في إطار التوافقات الدولية، وأشار إلى أن البيان الثلاثي الصادر عن القمة الروسية - التركية - الإيرانية يتقاطع مع الفقرات الرئيسية للبيان الرئاسي الروسي - الأميركي المشترك الذي توافق عليه الرئيسان بوتين وترمب في فيتنام، لافتاً إلى أن البيانين يؤكدان أولوية القرار «2254» وعملية جنيف. وأكد أن روسيا تدعم، بفعالية، جهود المملكة العربية السعودية في توحيد المعارضة السورية على أرضية بناءة تتوافق تماما مع معايير القرار «2254».

وقال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن عملية المفاوضات في جنيف، والثانية في آستانة، ومؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في سوتشي، أطر يكمل بعضها بعضاً، وأضاف في إجابة عن سؤال حول إمكانية توحيد كل هذه الأطر «كل إطار لديه مهامه الخاصة». وتدعو روسيا إلى مناقشة الدستور والانتخابات في مؤتمر الحوار في سوتشي، كما ينوي المبعوث الدولي بحث هذين الملفين بصورة خاصة في مفاوضات جنيف، وفي آستانة لم يستبعد ألكسندر لافرينتيف احتمال بحث قضايا الحل السياسي مثل الدستور. وسأل الصحافيون نائب وزير الخارجية الروسي حول إمكانية إجراء انتخابات ومشاركة الأسد فيها، فقال إن «هذه المسائل سيجري بحثها الآن، والعمل مستمر ومن المبكر الحديث عن النتائج». وكانت روسيا تؤكد دوماً على أن مسائل الانتخابات ومن سيشارك فيها تبقى من صلاحيات الحوار بين السوريين وهم من يتخذون القرار حولها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قومية العصر الحديث، عجلة أم تريث؟

الدكتورة رندا ماروني/26 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60603

بعد إندحار القوميات العابرة للحدود في منطقتنا العربية على أبواب القرن الماضي ها هي اليوم قومية العصر الحديث تحاول فرض نفسها بإتباع سياسات عدة، منها ما هو على عجلة من أمره، ومنها ما يأتي متريثا مستمهلا للخطر الداهم كتكتيك متبع لامتصاص النقمة. إلا أنها وفي الحالتين هي ذو هدف واضح وصريح، وهو إتمام اللحمة النهائية للكيان المستجد، القائم على أنقاض كيانات أخرى.

وإذا كانت القوميات المندحرة كانت قد أخفت أهدافها المذهبية تحت رآية العلمانية فإن الكائن الجديد لم يستطع إخفائها إلا تحت عباءة الشعار المستخدم، ألا وهو الحرب على إسرائيل، فيما الإنغماس الفعلي هو في إستكمال حالة إستيلاد الكيان الجديد وضخ الدم في عروقه إيذانا له بالحياة.

فبعد العجلة في إعلان النصر من على منصة القصر الحكومي ورسم ملامح الكائن الجديد، وفي محاولة لإتمام إستيلاده عنوة، أتت سياسة التريث بعد ردة الفعل العنيفة التي طالت موقع رئيس الحكومة اللبنانية مستمهلة تحت شعار دبلوماسية النأي بالنفس التي لطالما رددت على مسامعنا قولا، فيما الأفعال تسوح متنقلة في أماكن أخرى.

لقد أتت سياسة التريث لتجمد الإستقالة ولتبحث عن مخرج للأزمة التي جمدت العهد والتسوية المنبثق عنها، إن إقتراح التريث الذي قُدّم من الرئيس نبيه بري يعكس مبادرة إيرانية، كما أنه لم يكن وليد ساعته بل جاء نتيجة إتصالات سبقت إجتماع الرئيس الحريري مع الرئيسين عون وبري في القصر الجمهوري، حيث ذكرت مصادر مطلعة لجريدة الأنباء الكويتية أنه في ليل الجمعة السبت الماضي أرسل بري إقتراحا إلى الرئيس عون بأن يعلن الحريري التريث في موضوع إستقالته بناء لطلب رئيس الجمهورية، ومن ثم الدعوة إلى حوار حول شروط الحريري الواردة في إستقالته المعلنة، فلاقى هذا المقترح ترحيب الرئيس عون واتصل مكتبه بالرئاسة الفرنسية وتلقف الرئيس الفرنسي هذا الاقتراح واعدا بتسويقه، فأتى الرد بعد ظهر الأحد من السفارة الفرنسية يتضمن موافقة الجهات العربية المعنية شرط أن ينفي حزب الله علاقته بصاروخ الرياض أو أي مساعدة عسكرية ل أنصار الله في اليمن، وسرعان ما جاء النفي على لسان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عبر كلمة متلفزة حيث قال: " لم نرسل حتى مسدس" إلى أنصار الله.

لقد طُرّح موضوع التريث تمهيدا لاعتماد سياسة النأي بالنفس، وتُرجّم في نص بيان العودة عن الاستقالة الذي أتى مرفقا ومشروطا بوجوب الإلتزام بسياسة النأي بالنفس عن الحروب والصراعات الخارجية والنزاعات الإقليمية ووجوب إعتماد حوار جدي مسؤول يجدد التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني ويعالج المسائل الخلافية وإنعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب.

لقد إعتمدت إيران سياسة التريث لإجراء حوار حول موضوع النأي بالنفس، إلا أنها ما لبثت أن وضعت خطوطا حمراء وردت على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري فيما يتعلق بسلاح حزب الله، حيث قال يوم الخميس الماضي بأن نزع سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض، ورفض مطالب فرنسا بالحد من النشاط الصاروخي لبلاده واصفا الرئيس الفرنسي بأنه شاب يفتقد للخبرة، وأكد أن بلاده تتبع سياسة النأي بالنفس مع السعودية ولا تريد مواجهتها، مشيرا إلى أن طهران تضع في حساباتها اللاعبين الأساسين وهما أميركا وإسرائيل، وليس أتباعها في المنطقة.. هذا ودعا السعودية إلى عدم الإصطفاف مع الجبهة المعادية للثورة الإيرانية لأنها ستتأثر سلبا من جراء ذلك، وأوضح جعفري أن دعم إيران للحوثيين في اليمن يختلف عما تقدمه في مناطق أخرى مبينا أنه يقتصر على الجانب الاستشاري وبشكل كبير على الدعم المعنوي، ويأتي ذلك في إطار الرد على الإتهامات السعودية بتهريب أسلحة للحوثيين ومنها الصاروخ الذي أطلق على العاصمة الرياض يوم الخامس من الشهر الجاري.

لقد أتى خطاب الجعفري واضعا سقفا لا يمكن تجاوزه في الإعتبارات الإيرانية، ألا وهو استمرار تجهيز حزب الله بأفضل أنواع الأسلحة، وليظهر شروط العودة عن الاستقالة شروط مبالغ فيها نسبة إلى ما يمكن أن تؤول إليه الأمور حيث أن السلاح المرتبط بالحرس الثوري مباشرة لا يحق لحزب الله اللبناني التفاوض به، كما لا يحق لسعد الحريري السني أن يشارك في حكومة يسيطر عليها حزب الله الشيعي المرتبط بطهران، كما جاء على لسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز.

فالحرس الثوري الإيراني وحده من يحق له التفاوض عن سلاح حزب الله خصوصا بعد أن وضع هذا السلاح على طاولة المفاوضات الدولية، وبعد أن أضحى الحرس الثوري في مواجهة مع المجتمع الدولي بإدراجه على لائحة العقوبات الدولية التي صنفته بالقوة الإرهابية الدولية، الأمر الكفيل بشد الخناق على من يقبض على إيران وإقتصادها لذا كانت إشارة الجعفري حاسمة الى هذا السلاح.

لقد قلبت المملكة العربية السعودية الطاولة على التسوية، فتريثت طهران بعد أن كانت مستعجلة في إعلان النصر وإستيلاد قومية العصر الحديث، وما هو ممنوع اليوم على الحريري بالمضي قدما بالتسوية، ممنوع أيضا على حزب الله لناحية التفاوض على سلاحه والإلتزام بتطبيق الطائف.

ألم يحن الوقت بعد للأطراف اللبنانية بقلب الطاولة على الجميع وإعلان الحياد النهائي مسترجعين كرامة الشعب اللبناني قافزين فوق كل من يستعجل ويتريث في لعبة تفوق حجمه وتتعدى حدوده، لعبة باتت كلفتها باهظة على الجميع؟

عجلة أم تريث

تخطيط وتدبير

للقومية الحديثة

تكتيك وتحضير

تستولد مشوها

تتقن التزوير

تنص النصوص

تمعن تحوير

ترسم الخرائط

تعلن التطهير

تنص قواعدا

مسطرة تسطير

تخط الخطوط

بأدهى التقارير

تعلن النصر

خرابا وتدمير

تحارب العدو

كلاما وتنظير

تقضم الحدود

تفخيخا وتفجير

للقومية الحديثة

تكتيك وتحضير

عجلة أم تريث

تخطيط وتدبير

 

لبنان: الخروج من 'دولة حزب الله'

محمد قواص/العرب/26 تشرين الثاني/17

'تريث' الحريري يعبر عن حاجة لبنانية محلية لا يخفيها الممانعون قبل غيرهم، لكن ذلك 'التريث' هو صيغة توافقت عليها العواصم لمنع أي انفجار لبناني يشوش على الورشة الكبرى التي يقودها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاجتراح التسوية السورية. حتى إذا ما طوّر سعد الحريري “تريثه” في الاستقالة إلى عودة نهائية عنها، فلا يمكن للطبقة السياسية في لبنان إلا أن تعي أن البلد ما بعد الاستقالة لم يعد كما قبلها، وأن الظروف التي أنتجت تسوية العهد تبدلت وتغيرت بما يتطلب تموضعاً آخر وفق “صدمة” أطلقت من الرياض تم تحديثها وتحصينها من خلال العواصم التي مر بها الحريري قبل عودته إلى بيروت.

ارتاح أصحاب التسوية الرئاسية في لبنان إلى نظرية مفادها أن سلاح حزب الله ليس مشكلة لبنانية وأن معالجته إقليمية دولية. على ذلك استقال اللبنانيون من هذا العبء وذهب مسوّقو التسوية إلى التبرّؤ من أيّ تنازل عن شعارات السيادة والاستقلال، فأضحى فائض السلاح من ثوابت المشهد اللبناني فيما المطالبة بنزع ذلك السلاح لمصلحة الدولة وجيشها فقط باتت تمرينا نافراً منفّراً يمثّل نشازا على العزف الرائج. لم تكن تلك التسوية تشبه الحريرية السياسية على الأقل بالنسخة التي صدرت عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكن الحريري الابن الذي عايش اغتيال والده واغتيال أصحابه وحلفائه وذاق وجع النوم في قصر بشار الأسد وألم “التضحية من أجل مصلحة لبنان” والنفي الذاتي والسياسي، ذهب بعيدا في توسّل صفقة تنهي الفراغ الرئاسي وتضخّ في المؤسسات اللبنانية حدا أدنى من اللبننة بانتظار جلاء غبار ما يدبّر في كامل المنطقة.

طلاق بات ضروريا

دار جدل كثير داخل تيار المستقبل وتحالف 14 آذار لابتلاع ترشيح الحريري للزعيم الشمالي سليمان فرنجية، الصديق الشخصي لبشار الأسد، أولاً، وميشال عون، الحليف المطلق لحزب الله، لاحقاً. بالنهاية انتصر سعد الحريري على الحلفاء متأملا أن ينتصر على الخصوم. بيد أن تلك التسوية حملت في ثناياها ما يدمرها ويطوّر ورما خبيثا داخلها سيقضي عاجلا أم آجلا على وجودها. ربما أدرك الحريري سريعاً أنه مهما اجتهد فإنه بالنهاية يعمل داخل “دولة حزب الله”. وربما ارتضى الرجل أن يتعايش داخل تلك الحقيقة معوّلا على ظهور حقائق أفضل. وفيما يعمل حزب الله وفق وقائع ملموسة تؤكد هيمنته على الشارد والوارد في البلد، عوّل أصحاب الصفقة على أوهام لا تستقيم في علم السياسة، وبات فاضحاً أن تتساكن الحكومة مع واقع أن حزب الله يتعامل مع لبنان بصفته تفصيلا داخل الخرائط الإيرانية في كل المنطقة، وأن الميدان اللبناني لا يختلف بالنسبة إلى الحزب عن بقية الميادين التي تنشط داخلها طهران بأذرعها المتعددة من فيلق القدس إلى حزب الله مرورا بالميليشيات المستوردة من أفغانستان والعراق وربوع أخرى.

تمكن سعد الحريري من تمرير مخلوق التسوية العجيب في لحظة سماح سعودية. كانت الرياض تنتقل من حكم إلى حكم وتتلمس في تلك الفترة مسالك الحكم الجديد وقواعده، فلم تر ضيرا من مواكبة الحريري لعل في خطته ما يخرج لبنان من معسكر معاد، وربما استعادته داخل معسكر صديق. وكانت الرياض تعيش مخاض الانتقال من سعودية إلى أخرى، والأرجح أن تلك “السعودية الجديدة داخل السعودية”، وفق تعبير الحريري في مقابلته التلفزيونية في الرياض، هي التي ثارت على “إثم” ارتكب ووجب التطهّر من خطاياه. لم يعد بالإمكان القبول بأن يبقى سلاح حزب الله خارج المحاسبة اللبنانية والاستكانة إلى واقعه الإقليمي. ولم يعد جائزا استسلام الطبقة السياسية اللبنانية إلى هذا الواقع بصفته قدرا وجب التعايش معه. قد لا يمتلك المعارضون لفائض السلاح إمكانات تدجين ذلك السلاح، لكن ذلك لا يعني السكوت عنه والعيش وفق أمره الواقع. بمعنى آخر، لا تستطيع الرياض أن تدّعي مواجهة النفوذ الإيراني في كل المنطقة فيما حلفاؤها في لبنان شركاء كاملون للذراع الإيرانية في لبنان. حين كان السلاح الفلسطيني منتشراً في لبنان منذ نهاية الستينات من القرن الماضي، كان الأمر يشكل معضلة أمام الدولة اللبنانية. سعت الحكومة لتنظيم الأمر من خلال “اتفاق القاهرة” لكن الكيان اللبناني المعقّد لم يحتمل هذا الفائض على توازنه فدخلت البلاد في الحرب الأهلية اللبنانية. ولئن أشرفت القوات متعددة الجنسيات على خروج السلاح الفلسطيني بعد حرب إسرائيلية ضروس فإنّ اللبنانيين لا يريدون عودة أيّ حرب إلى بلادهم للتخلص من سلاح يخطف دولتهم ويدجّن حكومتها.

تبدّلت قواعد اللعبة في المنطقة. تعتبر السعودية، وصونا لأمنها وأمن منطقة الخليج، أن المواجهة ضد إيران وامتداداتها باتت ضرورة استراتيجية. تبدلت قواعد اللعبة ولم يعد جائزا وفق ذلك القبول بالحالة التي يمثلها حزب الله في لبنان كما في سوريا كما في اليمن. ولئن تعتبر طهران لبنان واحدا من ساحاتها فلن تسمح الرياض بأن يكون حليفها سعد الحريري شاهد زور على واقع لم يقبله تيار المستقبل قبل ذلك، وأمعن في رفضه حتى حين احتل حزب الله العاصمة ومناطق أخرى في غزوة 7 مايو الشهيرة.

عاد الحريري وعاد سلاح ودور حزب الله ليكون شأنا لبنانيا يخضع لنقاش يستدعي ربما من جديد “طاولة حوار” أودعتها شروط التسوية الرئاسية في مخازن خلفية. استفاق اللبنانيون على وقع استقالة الحريري، ومن شكك بظروفها أعاد الاستفاقة على بيان وزراء الخارجية العرب الصادم الحاسم.

حزب الله حزبٌ لبناني الهوية حتى لو أعلن أمينه العام الولاء الكامل للولي الفقيه في إيران. وعليه فإن بيروت تتحمل مسؤولية الأذى الذي يوقعه الحزب بدول يفترض أنها شقيقة للبنان ولم يظهر منها تاريخيا إلا الودّ والدعم والصداقة والإخاء لهذا البلد. الحزب متورط في أعمال عدائية ضد الكويت والبحرين والسعودية واليمن.. إلخ، وعلى لبنان اتخاذ الموقف الذي يتّسق مع منطق كونه بلدا له التزاماته داخل جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي وليس راعيا لميليشيا تعمل وفق منطق الميليشيا. يدرك حزب الله جيدا حجم الضرر الذي أحدثته استقالة سعد الحريري على “دولة حزب الله”. كانت لافتة استدارة الحزب باتجاه ودّ مفرط تجاه الرجل المستقيل لا يشبه ذلك الكره الذي كان خلف طرده من الحكومة ومن البلد عام 2011 ليبقى منفيا في السعودية لخمس سنوات. عاد الحريري إلى لبنان محصّناً بموقف أطلقه من الرياض وبموقف بيان النظام السياسي العربي برمته في القاهرة التي زارها استقواء واسترشادا، وبموقف دولي عبرت عنه باريس بالتنسيق الكامل مع واشنطن. يعبّر “تريث” الحريري عن حاجة لبنانية محلية لا يخفيها الممانعون قبل غيرهم، لكن ذلك “التريث” هو صيغة توافقت عليها العواصم لمنع أيّ انفجار لبناني يشوّش على الورشة الكبرى التي يقودها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاجتراح التسوية السورية.

أسقط الحريري محرم المس بسلاح حزب الله. عاد الأمر ليكون لبّ المعضلة، وبات نقاش أمره جدياً لدى عواصم القرار الكبرى إلى درجة استدعت إعلانا من الحرس الثوري في إيران أن “نزع سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض”.

لا يمكن تصور أن حزب الله سيستجيب للشروط التي ذكرها الحريري للعودة عن استقالته. ومن الصعب تخيّل أن طهران وهي في قمة حملتها ضد الرياض جاهزة للإيحاء بمرونة ما في لبنان. يعلم الحريري ذلك ويدرك أن نقاش مصير الحزب يجري في كواليس بعيدة عن “بيت الوسط” الذي تجمهر حوله مناصروه مرحبين بزعامته وعودته. ما يريده الرجل هو أن يلتزم لبنان الدولة بمبدأ النأي بالنفس لإنقاذ البلد من شرور ميليشياته. سيأخذ رئيس الجمهورية علماً بالقواعد الجديدة، وهي قواعد تبلّغها صهره وزير الخارجية جبران باسيل من كافة العواصم التي زارها. عودة الحريري مهتمها إسقاط “دولة حزب الله”، من خلال الإجهار أن التماهي بين الدولة والدويلة لم يعد ساريا. يخلّص انتقال الحريري إلى باريس قبل عودته إلى لبنان المسألة اللبنانية من نزاع حصري بين طهران والرياض. بات للأزمة بعدٌ دولي تمثله فرنسا، وباتت لرئيسها إيمانويل ماكرون شخصيا رهانات في الاستثمار مجددا بشخص الحريري من أجل طموحات باريسية تتجاوز حدود لبنان. أعادت السعودية وفرنسا ومصر وما يمثلونه في العالم منح الحريري غطاء يحصّنه من مطبّات الزواريب اللبنانية. بدا قبل ذلك أن باريس دوّلت حضور الحريري رداً على من أراد في بيروت تدويل غيابه.

 

تصعيد إيران وحزب الله يفرض معطيات جديدة على موقف مصر

محمد عباس ناجي/العرب/26 تشرين الثاني/17

القاهرة لا تريد إضافة ملف ضاغط جديد على الساحة الإقليمية خاصة وأن تمادي إيران وحزب الله في إجراءاتهما التصعيدية سوف يزيد من احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد مواقع الحزب كخطورة أولى لتفعيل الاستراتيجية الأميركية ضد إيران التي أعلن عنها دونالد ترامب في أكتوبر الماضي.

عند تصاعد حدة الأزمة اللبنانية وما رافقها من تصعيد بين السعودية من جهة وإيران والميليشيات الإرهابية الموالية لها من جهة أخرى، تدخلت مصر في محاولة لتهدئة الوضع لكن أيضا مع توجيه رسائل في الوقت نفسه بأنها تفضل آلية الحوار على المواجهة العسكرية التي قد تفرض تداعيات غير محمودة العواقب.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي “لست مع حل أيّ قضية بالحرب.. ولنا تجربة في الحرب..الحرب دائما تجارب مريرة ولها نتائج صعبة”، داعيا إلى الحوار والنقاش، باعتبار أن “المنطقة بها ما يكفيها من أزمات”. وتوازى ذلك مع تحركات دبلوماسية قامت بها مصر من أجل تقليص مستوى التصعيد، بدأها السيسي بلقائه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على هامش منتدى الشباب الذي عقد في شرم الشيخ في الرابع من نوفمبر الجاري، وتبعتها الجولة السداسية التي قام بها وزير الخارجية سامح شكري للأطراف العربية المعنية بالأزمة، ثم المباحثات التي شاركت فيها مصر على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في الـ19 من الشهر ذاته. وأشارت تقارير عديدة إلى أن مصر وجهت رسائل غير مباشرة إلى إيران، وربما حزب الله، لتخفيف حدة التصعيد، وهو ما يبدو أنه سيكون أحد محاور الزيارة التي سيقوم بها الرئيس السيسي إلى سلطنة عمان في اليوم الـ26 من نوفمبر.

حرص القاهرة على الدخول على خط المساهمين في تهدئة الوضع اللبناني يمكن تفسيره في ضوء اعتبارات رئيسية أربعة، يتمثل الأول في العمل على تحييد أيّ تداعيات سلبية قد يفرضها التصعيد في لبنان على الأزمة المستمرة مع قطر منذ خمسة أشهر، باعتبار أن الأزمة الأخيرة هي الأهم بالنسبة إلى القاهرة في الوقت الحالي، خاصة في ظل ارتباطها بالجهود الحثيثة التي تبذلها في محاربة الإرهاب وتجفيف مصادر دعمه الإقليمية.

وينصرف الثاني إلى محاولة القاهرة تجنب نشوب صراع جديد في المنطقة سوف يتخذ طابعا طائفيا من اللحظة الأولى. وهنا، فإن المسألة لا تعود فقط إلى أن رفض الانخراط في صراع طائفي يمثل محددا أساسيا في السياسة الخارجية المصرية، خاصة أن القاهرة لا ترى نفسها معبرة عن طائفة معينة، وإنما تعود أيضا إلى أن هذا الصراع سيصب في صالح قوى إقليمية تسعى إلى تأجيج الخلافات والأزمات القائمة، باعتبار أن ذلك يمثل آلية مستقرة لديها لتعزيز قدرتها على ممارسة دور إقليمي بارز، وفي مقدمتها إيران وتركيا. ويتعلق الثالث بأن أيّ مواجهة عسكرية جديدة في المنطقة يمكن أن تؤثر سلبيا على الحرب ضد الإرهاب، وهي إحدى القضايا التي تحتل مكانة متقدمة في أولويات مصر، فضلا عن أنها سوف تعيد خلط الأوراق داخل سوريا بشكل قد لا يتوافق مع حسابات القاهرة، التي دخلت في الشهور الأخيرة على خط الجهود المبذولة للوصول إلى اتفاقات تهدئة في بعض المناطق، وكان آخرها اتفاق خفض التصعيد في جنوب دمشق والذي وقع في الـ8 من أكتوبر الماضي. إلى جانب أنها قد تؤثر على المساعي التي بذلتها مصر من أجل إنجاز المصالحة الفلسطينية بين السلطة وحركة حماس في الـ12 من أكتوبر 2017، خاصة في ظل العلاقات التي تربط الأخيرة بكل من إيران وحزب الله، والتي انعكست في الزيارات التي قام بها وفد من مكتبها السياسي إلى طهران وبيروت للنقاش حول المعطيات الجديدة التي فرضتها المصالحة والتي استغلتها طهران وحزب الله لتأكيد أنهما ليسا بعيدين عن الترتيبات السياسية والأمنية التي ستتم صياغتها في الأراضي الفلسطينية في مرحلة ما بعد إبرام المصالحة.

وكان لافتا أن زيارة وفد حماس إلى طهران برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري توازت مع تصريحات لرئيس المكتب في قطاع غزة يحيى السنوار أكد فيها أن “إيران هي الداعم الأكبر بالسلاح والمال والتدريب لكتائب القسام”، وهي إشارة لا تخلو من دلالات عديدة بالنسبة إلى الأطراف المعنية بالتداعيات الإقليمية للمصالحة. ويرتبط الرابع بسلة الملفات الضاغطة التي تواجهها القاهرة في آن واحد. فإلى جانب الحرب ضد الإرهاب التي تحتل الأولوية، فإن ملف سد النهضة ما زال يشغل حيزا كبيرا من اهتمامات القاهرة، خاصة في ظل التعثر الحالي في المباحثات الفنية الخاصة بالسد وهو ما دفع القاهرة إلى توجيه رسالة مباشرة على لسان الرئيس السيسي بأن “مياه النيل مسألة حياة أو موت” وأنّ “لا أحد يستطيع التأثير على مصدر المياه الرئيسي للبلاد”. كما أن القاهرة ما زالت منخرطة في جهود حثيثة لدعم الاستقرار في ليبيا ومحاولة تغيير الموقف الدولي الذي ما زال متحفظا إزاء رفع الحظر على واردات السلاح للجيش الليبي من أجل تعزيز قدرته على محاربة التنظيمات الإرهابية. وهنا، فإن القاهرة لا تريد إضافة ملف ضاغط جديد على الساحة الإقليمية، خاصة أن المعطيات تشير إلى أن تمادي إيران وحزب الله في إجراءاتهما التصعيدية سوف يزيد من احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد مواقع الحزب، باعتبار أن ذلك قد يمثل الخطوة الأولى في تفعيل الاستراتيجية الأميركية الجديدة ضد إيران التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب في الـ13 من أكتوبر الماضي.

لكن هذه الاعتبارات في مجملها لا تعني بالطبع أن القاهرة يمكن أن تتسامح مع التصعيد المستمر من جانب إيران والميليشيات الموالية ضد حلفائها، وإمعان هذه الأطراف في تهديد أمن واستقرار دول الخليج سوف يدفع القاهرة إلى تأكيد التزامها بأمن شركائها، خاصة أن الجهود التي تبذلها أطراف عديدة، ومنها القاهرة، لم تجد آذانا صاغية في طهران والضاحية حتى الآن. وبمعنى آخر، فإن التهديدات المتواصلة من جانب إيران وحزب الله فرضت معطيات جديدة في المنطقة سوف تضعها القاهرة في حساباتها، وهو ما بدأ ينعكس في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الـ19 من نوفمبر الجاري، والذي أدان إطلاق الحوثيين الصاروخ الباليستي على الرياض في الرابع من نوفمبر الحالي، وندد بجميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران خاصة في البحرين واتهم حزب الله بتدريب ودعم جماعات إرهابية تهدد أمن واستقرار السعودية والبحرين.

لكن الخطوة التي ربما تفرض تأثيرا أكبر تتمثل في دعوته إلى نقل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن مرة أخرى، من خلال مطالبة المجموعة العربية في الأمم المتحدة بإجراء اتصالات مع الأطراف المعنية لعقد جلسة لمناقشة التهديدات الإيرانية والانتهاكات المستمرة من جانب طهران لقرارات مجلس الأمن خاصة ما يتعلق بالقرارين 2231 الخاص بالاتفاق النووي و2216 الخاص باليمن. ومن دون شك فإن ذلك يعزز توجه بعض القوى الدولية نحو فرض عقوبات جديدة على إيران باعتبار أن تهديداتها المتصاعدة لدول المنطقة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها لم تلتزم بالاتفاق النووي، وهو ما سوف يفتح الباب أمام استحقاقات استراتيجية جديدة في المنطقة لن تكون القاهرة بعيدة عنها في كل الأحوال.

*رئيس تحرير دورية مختارات إيرانية

 

بوتين ملك سوريا… في ظل استسلام أميركي!

خيرالله خيرالله/العرب/26 تشرين الثاني/17

يبدو أن الحرب في سوريا مازالت في بدايتها، على الرغم من أن سيطرة إيران على البوكمال تطورت في غاية الأهمية. الأمر الوحيد الثابت أن من الباكر الحديث عن إعداد روسي لمرحلة انتقالية يبحث فيها جديا في حلول سياسية. لا يمكن لروسيا ولا لغير روسيا إبقاء بشّار الأسد في السلطة. هناك شعب سوري يرفض النظام القائم ولا يمكن أن يقبل به بغض النظر عن القوى الدولية والإقليمية التي تحاول تغيير مجرى التاريخ والتحكّم به وفق تمنياتها. لو كان ذلك ممكنا، لكان الاتحاد السوفياتي ما زال حيّا يرزق ولكانت أحزاب شيوعية مجوّفة، ما زالت تحكم دولا مثلا بولندا والمجر وبلغاريا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا (صارت دولتين) وألمانيا الشرقية التي عادت جزءا من المانيا. لو كان الاتحاد السوفياتي ما زال حيّا، لكانت “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” في جنوب البلاد ما زالت قائمة… استقبل الرئيس فلاديمير بوتين رئيس النظام السوري في سوتشي أم لم يستقبله، عقد قمّة مع حسن روحاني ورجب طيب أردوغان أم لا، لن يتغيّر الكثير… حتّى لو سلمت الإدارة الأميركية كلّ أوراقها لموسكو. وهذا ما لم يحصل على الرغم من نتيجة معركة البوكمال الأخيرة. في تلك المعركة، استطاعت قوات “التحالف الدولي”، على رأسها سلاح الجوّ الأميركي، إلحاق الهزيمة بـ”داعش”. تقدمت قوات تابعة للنظام السوري مدعومة من “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيات مذهبية متنوّعة من بينها “حزب الله” وسيطرت على البوكمال. انضمت إلى هذه القوات وحدات من “الحشد الشعبي” متمركزة في الجانب العراقي من الحدود. بقدرة قادر، استعاد “داعش” البوكمال ليخليها مجددا ولتعلن إيران مباشرة وعبر أدواتها أنها ربطت طهران ببيروت.

إلى أي حد سيذهب بوتين في لعبته

ثمّة من يؤكّد أنّه جرت اتصالات أميركية- روسية تشير إلى وجود تفاهمات معيّنة بين الجانبين في شأن توفير ضمانات روسية معيّنة في ما يتعلّق بوضع نقطة استراتيجية مهمّة مثل البوكمال. لكنّ هناك من يعتقد أن الأميركيين يعتبرون أن الروس أخلّوا بوعود محدّدة كانوا قطعوها لهم. هذه الوعود مرتبطة بعدم تمكين إيران وأدواتها من السيطرة على البوكمال. من يرى أنّ لا تفاهم أميركيا – روسيا في سوريا يقول إن الإدارة الأميركية تعتبر أن روسيا، منذ دخولها إلى سوريا عسكريا، أخلت بكلّ التفاهمات مع الولايات المتحدة. فعلت ذلك، إمّا عن قصد، أو لسبب عائد إلى أنّها “عاجزة” عن احترام ما تلتزمه.

من بين ما أخلّت به تكرار استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي ضد الشعب السوري واستمرار نقل السلاح عبر الأراضي السورية إلى “حزب الله” في لبنان. أكثر من ذلك، وصل الحزب، من وجهة نظر الأميركيين، إلى مرحلة تصنيع صواريخ في لبنان وذلك في ظلّ الوجود العسكري الروسي في سوريا.

من المآخذ الأميركية على روسيا أيضا، وصول إيران وأدواتها إلى مناطق خطّ وقف النار بين سوريا وإسرائيل. وفي معظم الأحيان، كانت العناصر التابعة لإيران تصل إلى مشارف خطّ وقف النار مع إسرائيل بزي الجيش النظامي السوري وتحت علمه.

يشكو الأميركيون أيضا من وصول غواصة إيرانية إلى ميناء اللاذقية أخيرا والربط بين الأراضي العراقية والأراضي السورية بواسطة ميليشيات تابعة لإيران وليس عن طريق الجيش التابع للنظام السوري، كما وعدت بذلك موسكو غير مرّة.

بعد اللقاء بين بوتين والأسد الابن في سوتشي، وبعد القمة الثلاثية الروسية- الإيرانية- التركية، وبعد معركة البوكمال والظروف التي أحاطت بها، يصحّ التساؤل هل استسلمت إدارة دونالد ترامب لبوتين نهائيا وباتت تكتفي بوجود عسكري في إحدى ضفّتي الفرات، أم تحضر لمعركة مقبلة، خصوصا أن لدى الأميركيين أربع عشرة قاعدة على الضفة الشرقية للفرات، فضلا عن قواعد أخرى في أنحاء مختلفة من الشمال السوري.

قبل سنتين، زار بشّار الأسد موسكو بعد استدعائه إليها من أجل إفهامه ما يستطيع عمله وما لا يستطيع عمله. أفهمه بوتين بلغة الآمر أنّه بات هناك وصيّ عليه. كان ذلك في العشرين من تشرين الأوّل- أكتوبر 2015. ما الذي تغيّر منذ ذلك التاريخ؟ ما تغيّر أن التدخل العسكري الروسي، الذي بدأ قبل شهر من مجيء رئيس النظام السوري إلى موسكو، مكّن بشّار من البقاء في دمشق وحمى الساحل السوري وقرى العلويين. بكلام أوضح، إن النظام يدين ببقائه لروسيا وليس لأحد آخر غيرها. ليس سرّا أن إيران نفسها اعترفت بأن لا بدّ من الاستعانة بروسيا في حال كان مطلوبا عدم سقوط دمشق، أي تحريرها من بقايا النظام السوري والمحيطين به. ما الثمن الذي ستطلبه روسيا في سوريا التي بات بوتين يعتبر نفسه ملكها؟ الأهمّ من ذلك، هل في استطاعتها أن تطلب ثمنا قد لا تكون إدارة ترامب مستعدة لتوفيره لها؟ واضح أن القيصر الروسي اعتمد خيار المحافظة على ورقة بشّار الأسد في الوقت الراهن، علما أنّ ثمة خيارا آخر تفضله إيران يتمثّل في إدخال إصلاحات شكلية على النظام السوري وإبقاء السلطة في يد الأسد الابن، أي في العائلة والدائرين في فلكها الذين يدينون بالولاء الكامل لطهران. أيّا يكن الخيار الروسي، وأيّا تكن درجة الاستسلام الأميركية لفلاديمير بوتين، هذا في حال صحّ أن هناك استسلاما، يظل أن ليس في الإمكان تجاهل أنّ ليس في استطاعة أيّ قوّة على الأرض المحافظة على نظام أقلّوي لم يمتلك أيّ شرعية من أيّ نوع في أيّ يوم من الأيّام. لو كان ذلك ممكنا، لما كانت الثورة السورية مستمرّة منذ آذار – مارس من العام 2011. هذه الثورة التي عمل النظام، ومعه روسيا وإيران، على شيطنتها، مستمرّة وإن بأشكال مختلفة على الرغم من كلّ الدمار الذي لحق بالمدن والقرى والبلدات والبنى التحتية.

سيكون أمام روسيا نوع جديد من التحدّيات في المرحلة الانتقالية التي تظنّ أنها ستشرف عليها، بموافقة أميركية وأوروبية وحتّى عربية. من بين هذه التحديات الطموحات الإيرانية التي لا حدود لها، وهي قائمة على فكرة ربط أراض سورية بأراض لبنانية معيّنة تقع تحت السلطة المباشرة لـ”حزب الله” الذي يعتبر بقاؤه مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى إيران. هناك تحدّ آخر يتمثل في أنّ الولايات المتحدة لم تقل، في رأي كثيرين، كلمتها الأخيرة بعد وهي في انتظار الوقت المناسب لتؤكد للروسي أن ليس في استطاعته إعلان نفسه ملك سوريا في ظلّ تمدّد إيراني لا يرضي بالأكيد إسرائيل التي لديها هواجسها الأمنية والتي صارت تعتبر الجولان مهددا. أثبت فلاديمير بوتين من دون شكّ أنّه قادر على تغيير المعادلات في سوريا. الدليل على ذلك أن الأسد الابن ما زال في دمشق. إلى أي حدّ سيذهب في لعبته، خصوصا إذا تبيّن أن الأميركيين غير راضين عنها وهم ينظرون بريبة إلى الحلف الروسي- الإيراني- التركي؟

سيتوقّف الكثير على ما إذا كان في الإمكان الحديث عن استسلام أميركي أمام روسيا أم لا؟ يبدو أنّ الحرب في سوريا ما زالت في بدايتها، على الرغم من أن سيطرة إيران على البوكمال تطورت في غاية الأهمّية. الأمر الوحيد الثابت أن من الباكر الحديث عن إعداد روسي لمرحلة انتقالية يُبحث فيها جدّيا في حلول سياسية. لن يكون هناك انتقال فعلي إلى الجدّية، إلّا في اليوم الذي يصبح فيه الكلام واضحا عن أنّ الأسد الابن ونظامه لا يصلحان سوى لتمرير مرحلة يتركز البحث فيها على إعادة تشكيل بلد كان اسمه “الجمهورية العربية السورية”. من المجنون في هذا العالم الذي يتصوّر أن بشّار الأسد يمكن أن يحكم سوريا في مرحلة عودة السلام إليها… هذا إذا عاد السلام يوما؟

 

فرصة لبنان الأخيرة لإنقاذ نفسه

أحمد الدواس/السياسة/25 تشرين الثاني/17

لم يكن لإيران أي نفوذ في لبنان سنة 1982, فطلبت من سفيرها في دمشق علي أكبر محتشمي بور, وكان رجلاً دينياً متطرفاً, ان يساعدها في ذلك بفتح فرع لها في لبنان لما يُسمى “حزب الله الايراني”, وبعد لقاءات متعددة في لبنان نجح السفير في ذلك, وكان بيان إنشاء الفرع يتعهد بــ “خلق جمهورية إسلامية في لبنان”، ولتحقيق هذا الهدف تدفق على لبنان مئات من رجال الدين الإيرانيين ومعهم كثير من المثقفين السياسيين والحرس الثوري الإسلامي. في ذلك الوقت كانت في لبنان جماعات شيعية متطرفة وجماعات ماركسية فاتحدت هذه الفئات وأنشأت حزباً تحت اسم «حزب الله «، أمده عملاء ايران بالمال والسلاح وبنوا ميليشيا عسكرية مسلحة فأصبح «الحزب دولة داخل الدولة اللبنانية» فقد امتلك بنكاً ومجموعة من الفنادق وسلسلة من الأسواق المركزية وشركات سيارات النقل والأجرة, ومحطة تلفزيونية ومحطات إذاعة, وصحفا ومجلات، وعاش في لبنان آلاف الإيرانيين المحسوبين على النظام الإيراني.

وفي عام 2005 تورط الحزب في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري بشهادة مُحكمين دوليين, وفي صيف 2006 تحرش بإسرائيل فقامت بتوجيه ضربات عسكرية دمرت الاقتصاد اللبناني, وألحقت به خسائر بشرية ومادية تُقدر بمليارات الدولارات, وهنا يؤخذ عن زعيمه حسن نصرالله قوله بما معناه لو نعلم تلك الخسائر ما جازفنا بشن هذه الحرب، وتوغلت عناصر الحزب داخل مؤسسات الدولة اللبنانية وتبوأت مراكز مهمة، واحتل مقاعد في البرلمان اللبناني, وكان يعطل التشكيل الوزاري, وساهم في تأخير اختيار رئيس الجمهورية اللبنانية لدرجة ان لبنان عاش من دون رئيس منذ مايو 2014 لفترة أكثر من سنتين. لما حدثت الحرب الأهلية السورية دخل الحزب حليفاً لنظام الأسد ضد إرادة الشعب السوري, وظهر نفـاق زعيمـه حسن نصر الله وتقلبت مواقفه عندما رفض حق السوريين في تقرير مصيرهم, بينما يؤيد الفلسطينيين في تقرير مصيرهم, وأشعـل نار الفـتنـة بين الشيعة والسّنة في طرابلس اللبنانية في منطقتين هما جبل محسن فيه علويون وباب التبانة وأغلبيته من السّنة, أسفرت عن مقتل وجرح بعض اللبنانيين, وتدهور الوضع في بيروت, أليس هذا أسلوب الخائـن لبلده؟ تصرفات هذا العميل الذي فتح ذراعيه لإيران حتى تتدخل في الشأن اللبناني جعلت أي مواطن لبناني لا يأمن على حياته من تفجير هنا أو هناك في ضواحي بيروت, وعندما نفذ القضاء السعودي حكم الإعدام بحق مواطن سعودي هدد أمن السعودية وهو نمر النمر, ثارت إيران محتجةً على ذلك واقتحم إيرانيون مبنى السفارة السعودية وقنصليتها لدى إيران بشكل همجي وأشعلوا الحرائق فيهما, وبالطبع فقد ثار الإمعـة حسن نصر الله فهاجم الحملة العسكرية السعودية في اليمن وإعدام الشيخ الشيعي نمر النمر, وفي اجتماعيّ جامعة الدول العربية ومؤتمر منظمة التعاون الإسلامي لم نجد لبنان يدين الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة وقنصليتها لدى ايران, فاعتبرت السعودية ان القرار اللبناني بات مخطوفاً كما يبدو من هيمنة الحزب ومصادرته لإرادة الدولة اللبنانية. وإذا كانت يد هذا الحزب قد امتدت الى غرب افريقيا لضرب المنشآت الأميركية وحلفائها في بلد مثل نيجيريا, فهل يُعقل ألا تكون له أيادٍ خبيثـة تعمل سراً في دول الخليج لتهديد أمنها واستقرارها؟

لقد كانت دول الخليج مُحقة في وصف هذا المعتوه وحزبه بأنه تنظيم إرهابي يستحق إدراجه في قائمة المتهمين المطلوبين للعدالة, فمن يمسك السلاح ويُطلق دوي التفجيرات في ضواحي بيروت فيسقط معها مدنيون أبرياء ما هو إلا معـتوه وخـائن لوطــنه.

ان تقديم سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية استقالته وتصريحاته العلنية ضد ايران تهيئ الفرصة لإنقاذ لبنان قبل ان تسيطر عليه ايران و”حزب الله” سيطرة تامة, ولنا تجربة سابقة في إنقاذ لبنان, فبعد اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري سنة 2005 ظهر تحالف دولي مكون من السعودية وفرنسا واميركا وبدعم من الأمم المتحدة يضغط على سورية التي اضطرت الى سحب قواتها من لبنان, يمكن فعل الشيء ذاته بحيث تُبذل الجهود الديبلوماسية الدولية لاتخاذ موقف يدعو ايران الى سحب قواتها بما فيها الحرس الثوري من البلاد, وان يلتزم حزب الله بتعليمات الحكومة اللبنانية, فإذا رفض الرئيس اللبناني (المحابي للحزب) ذلك فهذا معناه الخضوع والتذلل لايران وأعوانها.

*سفير كويتي سابق

 

هكذا نجا لبنان...

الهام فريحة/الأنوار/25 تشرين الثاني/17

"فرصة ذهبية" أمام لبنان اليوم ليتخطى كلَّ الألغام التي وضعت في طريق تقدمه، وعلى طريقة "رميةٌ من دون رام"، فإنَّ العناية الإلهية وضعت لبنان مجدداً على سكة المعالجات، بحيث تكاملت العناية الداخلية مع الظروف الخارجية: في الداخل، بتنا أمام اللوحة التالية: رئيس الحكومة سعد الحريري عاد بخير وسلامة، وعاد أقوى، شعبيته "حلَّقت" لتلامس الزعامة الوطنية من دون منازع، إنَّه الزعيم العابر للمناطق وللطوائف وللمذاهب، والأهمُّ من كل ذلك، إنَّه زعيم الإعتدال في البلد والضمانة له: الإعتدال معه ولا اعتدال من دونه. سعد الحريري، ومنذ اليوم، الإنتخابات النيابية في أيار المقبل أصبحت وراءه، فأيُّ مرشَّحٍ لا يحظى برضاه سيكون وضعه صعباً. إنَّه الرقم الصعب والمعادلة الثابتة وطنياً على مستوى طائفته ومناطقياً. ثبات وإصرار ومطالبة بعودة الرئيس الحريري، من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي بدوره أصبح الزعيم الرقم واحد في لبنان من دون منازع. مَن غير العماد عون، كان قادراً على القول إن الإستقالة من خارج لبنان كأنها لم تكن، حين اتصل به الرئيس الحريري ذاك السبت في الرابع من هذا الشهر؟ مَن غير العماد ميشال عون كان قادراً على القول لأفراد من عائلة الحريري حين زاروه بعيداً من الإعلام: نبقى معاً أو نخرج معاً؟ مَن غير الرئيس العماد ميشال عون كان قادراً على القول إن الرئيس الحريري محتجز؟

أداء الرئيس العماد ميشال عون أدى إلى "استعادة" الرئيس الحريري منذ اليوم الأول، لكن المسألة كانت مسألة وقت. "سيبة الضلعين" لم تكن لتكتمل من دون الرئيس نبيه بري الذي عاد من شرم الشيخ في الأيام الأولى "للإستقالة"، ليقول من أمام قصر بعبدا، بعد لقائه رئيس الجمهورية:

"الإستقالة غير قائمة، وأنا رئيس مجلس النواب نبيه بري أقول هذا الكلام". هكذا، نجا لبنان و"تبلورت" الحلول وطنياً ومناطقياً وطائفياً، فهل من فرصة أهم من هذه الفرصة لانطلاق السنة الثانية من العهد؟ في معرض توزيع الأدوار والمسؤوليات، هناك "دينامو" الحركة دبلوماسياً، وحتى في الإتصالات الداخلية:

إنه وزير الخارجية جبران باسيل الذي زار تسع عواصم في أربعة أيام: من باريس، إلى موسكو، مروراً بأنقرة، وصولاً إلى لندن وغيرها وغيرها من العواصم، محذراً من تصدع التركيبة اللبنانية ومن اهتزاز الإستقرار الداخلي، الناجم عن أنَّ وضع السلطة التنفيذية غير سليم على الإطلاق، ويمكن القول إنَّ الوزير باسيل اعتمد "الدبلوماسية الطائرة" بشكل أذهل الحلفاء قبل الخصوم وكذلك مَن التقاهم في العواصم. "الدينامية الداخلية" معطوفة على التعاطف الدولي، من فرنسا إلى مصر، أديا إلى إعادة لبنان إلى السكة الطبيعية، وبعد اليوم ممنوع الخطأ وممنوع الفشل وما هو مسموح:

النجاح والنجاح والنجاح والنجاح فقط، فليست في كلِّ مرة تكون الظروف ملائمة. وبعد ذلك أين معالجة الأمور الحياتية والمعيشية والخدماتية للبلاد والعباد؟ هنا بيت القصيد

 

الفطحل أم الفحطل؟

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17

كان من علماء اللغة في لبنان خلال القرن التاسع عشر رهط كبير. وقلنا الرهط لأنها تعني العشيرة والمحبين. ومن أبرز السادة كان الشيخ ناصيف اليازجي وابنه إبراهيم، وعاشق العربية أحمد فارس الشدياق، أغنى أغنياء المفردة، على مدى ما أعرف، وعندما أريد أن أمتّع النفس في بساتينه وبين ينابيعه، لا بد أن يكون معي كتابه «الجاسوس على القاموس» لأن كل فقرة من نصوصه مثقلة كسنابل القمح بالكلمات التي ليست عند سواه إلا من أمثاله. وقد تنقل الشدياق في البلدان يعمل في الترجمة والتنقيح والتصحيح. فعاش في مالطا التي كره ركاكة لغتها، وأقام في باريس ولندن وإسطنبول ومصر وتونس، التي أسبغ عليه حاكمها شتى مراتب التكريم. ورغم أنه اعتاش من العمل في الترجمة، فقد كره ألسنة الأعاجم ودعا إلى مقاطعة كل ما هو بغير لغة التنزيل. وخالفه في ذلك إبراهيم اليازجي الذي كان يعتبر أن العربية أحصنَ من أن يؤثر في متنها دخيل. غير أن الحرب الكبرى بين اليازجي الابن والشدياق اندلعت غاراتها، عندما كتب الأخير مقالاً في رثاء اليازجي الأب، ملمحاً إلى أنه اختلف مع الشيخ ناصيف حول معاني وأصول كلمتي «فطحل» و«مرابض». فالشيخ ناصيف كان يصر على أنهما «فحطل» و«مرابط». ورد إبراهيم مدافعاً ومهاجماً. فجنَّ الشدياق ورد قائلاً: «فإن الواقع هو تقديم (الطاء) على الحاء». وهنا أطال الكلام هذراً وهذياناً، فزعم أنه يلزمني أن أقول (فطحل) بفتح (الفاء) وسكون (الطاء) وفتح (الحاء)! لن يترك الشيخ إبراهيم هذه الحاء حاءة والفاء فاءة والطاء طاءة دون رد، فيبحث عن نقطة ضعف في مطالعة المعتدي وأبحاثه وسناده (أسانيده)، فيقول «... ومنشأ هذا السناد إنما هو اختلاف هيئة اللفظ بين قافية وأخرى، وقباحته مرتبة على مراتب هذا الاختلاف، فكلما بَعُدَ كان مكروهاً. ولذلك كان الجمع بين الضمة والكسرة أيسر منه بين إحداهما والفتحة». من الممكن أن أعرض تفاصيل الحرب حول القوافي والفواصل وفتحة الطاء وسهولة الجمع بين الضم والكسر، في 50 حلقة بحجم هذه الزاوية على الأقل. عالمان استل كل منهما سيفاً من سيوف اللغة وقرر أن يدخل حرباً لا تنتهي إلا بأن يخر أحدهما صريعاً أمام كنوز الآخر. ولست أدري من انتصر! الفحطل بسكون الفاء أو الفطحل بسكون الطاء.

 

لو كان بشار في زيمبابوي

 الياس حرفوش/الحياة/26 تشرين الثاني/17

يستحق السوريون أن يشرق عليهم يوم جديد من دون حكم الطاغية، مثل ذلك اليوم الذي شهدته زيمبابوي هذا الأسبوع، عندما قدم أهلها من كل مكان إلى العاصمة هراري للاحتفال بتخلصهم أخيراً من روبرت موغابي. حتى زيمبابوي تخلصت من موغابي! ولكن من أين للسوريين يوم كهذا، وأقدارهم ما عادت في أيديهم، ومعظم دول العالم وحكوماته تتآمر عليهم وتجتمع لتقرر مصيرهم عنهم وباسمهم، فيما معظم قادة جيشهم، الذي كان يمكن أن يوفر طريق الخلاص، مثلما فعل جيش زيمبابوي، تحوّلوا الى خدمة نظام الأسد وعائلته، يرتكبون المجازر، مثلما تفعل أي ميليشيا، في غياب من يحاسب، وكل ذلك تحت شعار «الحرب على الإرهاب»، الذي اخترعه بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية، عندما قرر تنظيف سورية من «المستنقعات والجراثيم»، كما كان يصف المعارضين السوريين الذين خرجوا في التظاهرات السلمية مطالبين بالحرية. كان يمكن الجيش السوري أن يفعل ما فعل جيش زيمبابوي، أن يحافظ على النظام وأن يحمي البلد من الخراب الذي حلّ به، وأن يستجيب للمطلب الشعبي العارم بإبعاد بشار الأسد وحاشيته. لكن الجيش اشتغل كما تم تأهيله ليشتغل، لحماية رأس النظام. وعندما عجز عن إتمام «مهمته» هذه، استورد بشار الأسد الدولتين اللتين حمتا نظامه من السقوط، مثلما اعترف الروس والإيرانيون. وبنتيجة «انتصارهم» في هذه الحرب، كما يقولون، اجتمع رئيسا الدولتين، إلى جانب الرئيس التركي، ليقرروا معاً من سينضم الى محادثات السلام السورية التي تنوي موسكو رعايتها. هكذا، في غياب أي طرف سوري، وجد بوتين وروحاني وأردوغان أن لا شيء يحول دون أن يتصرفوا بسورية وبشعبها وبمستقبلها كما يشاؤون وكما تقتضي مصالحهم، بالطريقة نفسها التي تصرف بها الحلفاء في قمة يالطا الشهيرة، التي جمعت في تلك المدينة السوفياتية (آنذاك) كلاً من ستالين وتشرشل وروزفلت، للاتفاق على تقاسم ألمانيا وأوروبا بعد انتصارهم في الحرب العالمية الثانية.

وبالرغم من استدعاء بوتين بشار الأسد إلى سوتشي قبل القمة، ربما لرفع العتب، لم تظهر على لسان أي من المجتمعين، بمن فيهم روحاني، أي إشارة إلى الرئيس السوري أو إلى نظامه، وجاءت مواقف «المنتصرين» الثلاثة متفقة مع مصالح كل منهم: التركي يريد القضاء على الأحلام الكردية في شمال سورية، وقطع الطريق على مشاركة الأكراد في أي محادثات بشأن مستقبلها، والإيراني يريد تثبيت النفوذ في «العاصمة الرابعة» التي يديرها قاسم سليماني، فيما الروسي يعتبر «الانتصار» في سورية ورقة للتفاوض مع الغرب على مواقع النفوذ، وينظر إلى المحادثات السياسية على أنها استكمال للمعركة العسكرية.

وباستثناء إشارات عابرة من الرئيس الروسي إلى القرارات الدولية التي تنظم عملية الانتقال السياسي في سورية، لم يظهر على لسان روحاني أو أردوغان ما يشير إلى أي مرجعية دولية. على العكس، كرر الرئيس الإيراني المعزوفة نفسها عن «اجتثاث خلايا الإرهاب»، التي صارت لازمة في أي حفل خطابي لأهل «الممانعة»، كلما أرادوا تبرير تدخلاتهم في دول المنطقة. ولكن، في غياب من يمثل الشعب السوري، المعني الأول بقضية بلده، عن قمة سوتشي، كانت المعارضة ممثلة بشكل واسع في المؤتمر الذي عقدته في الرياض، والذي أعاد التركيز على المبادئ الأساسية لأي حل عادل في سورية، وعلى ضرورة أن يكون هذا الحل متفقاً مع قرارات الأسرة الدولية، التي تدعو إلى إجراء مفاوضات بين ممثلين عن النظام والمعارضة على أساس بيان جنيف1 والقرار الدولي رقم 2254، تفضي إلى قيام هيئة حكم انتقالية من دون رأس النظام الحالي، وهو ما أكده نصر الحريري، الرئيس الجديد لهيئة المفاوضات. في الوقت ذاته، كانت موسكو تؤكد، بلغة قابلة لكل التفسيرات، أن مسألة رأس النظام يقررها السوريون خلال المفاوضات، بعدما أكد بوتين في سوتشي أن الوصول إلى حل سلمي «سيتطلب تنازلات من كل الأطراف بمن فيهم الحكومة السورية».

 

لا تنتظروا التسوية

 جويس كرم/الحياة/26 تشرين الثاني/17

الفضاء السياسي والإعلامي يكرر كلمة تسوية محتملة على المستويين الإقليمي والدولي تربط ما يحصل في صنعاء مثلاً بما يحصل في جزيرة القرم، ومصير إدلب بمصير بحكومة سعد الحريري ما بعد «تجميد» الاستقالة، ومرفأ الحديدة اليمني بخطة معلقة بالهواء لترامب في عملية السلام. لا شك في أن الأزمات السياسية مترابطة اليوم بأطرافها ومحركيها وأدواتها، إلا أنها غير ملتصقة بحلولها كما يهيأ للبعض ولكل نزاع خصوصيته ومساره التفاوضي أو التصعيدي المنفصل في شكل يجعل الحديث عن «الصفقة الأكبر» نوعاً من الوهم السياسي نردده اليوم كما رددناه لعقود فائتة. ففي سورية، عناق الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي لا يعني أن الغارات توقفت على أحياء دمشق أو أن الميليشيات المدعومة من إيران انسحبت من حلب والبوكمال أو أن جبهة النصرة سلمت مفاتيح إدلب، أو أن قوات سورية الديموقراطية ستغادر المناطق المحررة من «داعش». سورية هي إحدى أدوات بوتين الخارجية وربما الأقوى له للتفاوض والمناورة وربط أي محادثات سياسية فيها بالعقوبات المفروضة على موسكو نتيجة الأزمة في أوكرانيا والتصادم مع الأوروبيين. هذا لا يعني أن جنيف 3 أو4 أو 5 أو 6 ستفضي إلى تسوية، أو أن روسيا تستطيع وقف التشتت الميليشاوي والجغرافي في البلاد أو أن إيران أو غيرها ستنسحب غداً من الحرب. صراع النفوذ مستمر والمصالح الاستراتيجية لكل اللاعبين بينهم تركيا وأميركا وإسرائيل وإيران والدول العربية ما زالت متضاربة حول المعطيات التي يجب أن تسبق أي حل، ما يعني استمرار النزاع. في اليمن، هناك إدراك دولي وإقليمي أكبر للأزمة الإنسانية، إنما لا ضوء في نهاية النفق هناك أيضاً لإنهاء الحرب. فالتهديد الحوثي لأمن السعودية ما زال قائماً، وبمشاركة من «حزب الله» كما يقول المسؤولون في المملكة. إيران أيضاً غير آبهة بهذا التهديد وليست بصدد تقديم تنازل في نزاع غير مكلف لها لوجيستياً وقد يمنحها نافذة على البحر الأحمر وباب المندب. لذلك، فإن النزاع الاستراتيجي والأمني قد يطول في اليمن، فضلاً عن أن البلاد بتاريخها وانقساماتها باتت تتأقلم اقتصادياً وسياسياً مع حالة الحرب.

في لبنان، الأزمة بعد عودة الحريري وتجميده استقالته تعني انتقالاً لمرحلة الضغط الإقليمي والدولي في ملف «حزب الله» بأوراق اقتصادية وانتخابية وسياسية. أما طاولة الحوار اللبنانية فكما سابقاتها ليست بيدها ومن غير المتوقع أن تفضي إلى حل حول دور «حزب الله» الإقليمي أو مصير سلاحه. فلا الحزب ولا إيران لديهما اليوم شعور بضغوط ملحة تستدعي تنازلات بهذا الحجم . في الأراضي الفلسطينية، هناك حديث عن خطة لترامب في عملية السلام وضغوط على السلطة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات. ولنفترض أن مفاوضات كهذه بدأت، لا شيء يوحي بأن إسرائيل مستعدة لتنازلات في قضايا الحل النهائي تعيد عقارب الساعة إلى كامب ديفيد في عام 2000، حيث توقفت آخر محادثات جدية بين الطرفين. وتزيد من عقد المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية المتاعب القانونية الجديدة لصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنير في التحقيق حول روسيا وكشف مراسلات له مع ويكيليكس لم يسلمها إلى الكونغرس، إلى جانب احتمال تعاون مايكل فلين مع المحققين ما سيزيد من مشكلات كوشنير الداخلية. الغيوم السود تحيط بالمنطقة على رغم الاجتماعات السياسية والمؤتمرات والبيانات البراقة حول إيجاد حل لهذه الأزمات، والتي قد تفضي باستمرار الواقع الحالي من دون تغيير دينامية النزاعات على الأرض. وفيما تبدو ليبيا صاحبة المؤشرات الأكثر تفاؤلاً بحل مع تلاقي الخطوط الاستراتيجية إقليمياً وجهود المبعوث الدولي غسان سلامة قبل مؤتمر التلاقي الوطني العام المقبل، لا شيء يوحي بأن ثمة مقايضة أكبر أو تنازلات في النزاعات الأخرى، بل مزيداً من التجاذبات ومعارك الكر والفر بانتظار الاختراقات الميدانية. في النهاية، لن يتحقق أي حل دائم للأزمة السورية طالما أن «بشار الأسد وزمرته ومنظومة القمع والاستبداد» (كما جاء في البيان الختامي لمؤتمر الرياض) باقون في السلطة. من هنا مفتاح الحل، مثلما كان منذ اليوم الأول للثورة السورية.

 

في الموصل an orgy of killing

 حازم الامين/الحياة/26 تشرين الثاني/17

تُجرى في العراق وفي هلال الحروب الأهلية المشرقي، عملية تسريع هائل للدورة الخلدونية، بحيث إن عمر التجربة لن يزيد عن سنة في ما يبدو. ففي غمرة وقائع كبرى تشهدها المنطقة، بدءاً بهزيمة الأكراد في العراق إلى قمة سوتشي في روسيا وما بينهما من أزمات في لبنان وسورية، تحصل وقائع باردة وبطيئة ومؤسسة لانقلاب جديد على الستاتيكو الذي أرساه النصر الإيراني. الصحف ووسائل الإعلام العالمية (غير العربية طبعاً) بدأت تسرد وقائع حصلت وتحصل في مدن الانتصارات الإيرانية. «الغارديان» تحدثت في تحقيق طويل وموثق لغيث عبدالأحد الذي رافق القوات العراقية في الموصل عما أسمته an orgy of killing وفيه صور مرعبة عن عمليات تصفيات واسعة تتورط فيها وحدات من الجيش العراقي. مصور عراقي آخر هو علي أركادي نال جائزة في فرنسا حول صور التقطها لانتهاكات «الحشد الشعبي» في محيط الموصل، لكن الجائزة أثارت نقاشاً كون المصور اعترف بمشاركته في التعذيب، وقال أن ذلك كان شرط عناصر الحشد للسماح له بالتقاط الصور. طبعاً، الإعلام العربي ليس هذا موضوعه، ذاك أنه مأخوذ بوقائع ما بعد الحدث. بقمة سوتشي وباستقالة الحريري وبمؤتمر الرياض للمعارضة السورية. وغالباً ما وقعنا في أفخاخ الحدث، فيما الوقائع الفعلية تحصل بموازاة ما نحن عالقون به. لكننا لسنا وحدنا ضحايا هذه المعادلة البائسة، فالفاعلون فيها ضحاياها أيضاً، ذاك أن وقائع الموصل تحصل فيما هم يعقدون الصفقات والتسويات معتقدين أن المدينة استقرت على وضعها الجديد. هذا ما حصل حين تدفق «داعش» على المدينة في 2014. ففي تلك اللحظة، قالت الموصل كلمتها الحاسمة: «لا أريد نوري المالكي حتى لو كان البديل هو الطوفان». الموصل جربت الطوفان وكابدته، وها هي تكابد طوفاناً موازياً لا يبدو أنه يقل فتكاً عن الطوفان الأول. وهذا ليس جزءاً من حسابات التسويات والتفاهمات.

والحال أن العراق يمكن أن يكون نموذجاً عن حال الإقليم مع الانتصارات الإيرانية المتناسلة فيه. فالجماعات المهزومة تعدت العرب السنّة. الأكراد صاروا جزءاً من مشهد الهزيمة، وثقافة الانتصار المهيمنة تستعير لغة الطاغية الذي ظلمها في ممارستها الظلم الموازي. وها هو وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري يمد طموحه إلى خارج العراق ويُدلي بدلوه حول لبنان متمسكاً بسلاح «حزب الله» فيه. الهزيمة تضم إليها في العراق مزيداً من الأقوام، والنصر صار خارج الحدود، وطموحات أصحابه أطاحت منطق أي استقرار يطمح إليه المنتصرون عادة. التسويات والمفاوضات تُجرى وفق هذه المعادلة، متجاهلة حقيقة أن المعادلة لن ترسو على قبول المهزوم بهزيمته، ذاك أن من يفاوض للمساومة على الهزيمة باسمه سيجد نفسه قريباً في العراء. آل النجيفي في الموصل سقطوا في هذا الفخ، وها هم اليوم يقيمون بين أنقرة وأربيل، ونجيب ميقاتي في لبنان ذهب في التسوية مع المنتصرين إلى حدود قبوله بحكومتهم، وها هو اليوم يبحث عن مقعد نيابي واحد في مدينة طرابلس. ما يحصل في الموصل ليس في صدارة المشهد. هذا الأمر لن يدوم طويلاً، فوقائع الاضطهادات هناك هي سياق وليست حوادث منفصلة، ذاك أن ثمة تجاهلاً سياسياً لحقيقة ميدانية. الحرب قُدمت، سياسياً، بصفتها عملية تحرير للمدينة من عناصر التنظيم الإرهابي، وهذا ما أملى تجاهلاً لحقيقة موازية، تتمثل في أن «داعش» تتويج لمشاعر التهميش والاضطهاد التي أصابت السنّة العرب. وفي ظل هذا التجاهل، لم تجر تسوية سياسية تعقب القضاء على التنظيم. انتصر الشيعة في هذه الحرب، والمشهد كله يوحي بأن الهزيمة أصابت السكان السنّة. مدينتهم مدمرة، والحشود الشيعية تصدر أحكام الإعدام من دون رقيب تقريباً، وخيم النازحين تزنر المدينة من أطرافها كلها. لم يسبق أن استكانت جماعة لهذا الواقع. هي اليوم ليست تحت مجهر المعاينة. إعلامنا مأخوذ بمشاهد لقاء سوتشي واجتماع المعارضة السورية في الرياض واستقالة الحريري. وفي هذا الوقت، تتأسس مأساة بعيداً من انتباهنا. من زار المدن المنكوبة يمكن أن يلمس الفارق الكبير بين ما يحصل فيها وما يصل إلينا منه. فالوقائع ثقيلة ومن المستحيل أن يتجاوزها الحدث، وإن لم يكترث لها في لحظات انتشائه بالنصر.

والحال أن ما يساعد على هذا النكران هو أن رأس الهرم غير معني فعلاً بحجم الصدوع وبنتائج الانهيارات. فإيران لم تعط اعتباراً لعواقب انقضاض جماعة على جماعة في مناطق نفوذها. وهي نفسها تقيم على كلا طرفي الصدوع، وهي غير معنية أيضاً بحجم المأساة في جانبها الشيعي. لم تبد يوماً حساسية تذكر حيال خسائر حلفائها. الأيديولوجيا نفسها التي دفعت عشرات آلاف الإيرانيين إلى الموت في حقول الألغام التي زرعها صدام حسين، تُحرك قائد الحرب الجديدة قاسم سليماني. إنجاز المهمة يتقدم بأهميته الأثمان المطلوبة لتحقيقها، وإذا كانت تتطلب اقتلاعاً وتغييراً ديموغرافياً فهذا ثمن ممكن، والمآسي هذه المرة خارج حدود الجمهورية الإسلامية. ما نقلته «الغارديان» من الموصل ليس استثناء. كل الآتين من هناك يتحدثون عما يحصل في المدينة. الأكراد، جيران المأساة، وبعد ضمهم إلى معسكر المهزومين شرعوا يتحدثون عما يحصل في المدينة الجارة. وثمة قواعد متباعدة للجيش الأميركي حصلت في محيطها وقائع عاينها الجنود والضباط وصمتوا. التوازن اليوم يقتضي الصمت، ويقتضي تجاوز تقارير المؤسسات الدولية. لكن اختلالاً صغيراً سيعيد هذه المشاهد إلى الصدارة. أشرطة «يو تيوب» المهملة اليوم ستعود لتتحول قرائن على الانتهاكات عندما تحين لحظة سياسية تسمح بذلك. هنا تماماً يكمن الفارق بين الحدث منظوراً إليه من صحافتنا، والحدث نفسه منظوراً إليه من الصحافة الغربية. ففي حالتنا، وظيفة الحدث تسبقه في أولوياتنا، وفي حالتهم ترسل «الغارديان» صحافييها وتفرد لقصصهم صفحات وصوراً، لتقول إن ثمة جريمة ترتكب ببرودة وبطء، وسننتظر آثارها في الجولة المقبلة.

 

خروج الأسد ووقف الخطط الإيرانية؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17

بداية الأسبوع تدحرجت المؤشرات الإيجابية في شكل مثير ومتلاحق، من استدعاء بشار الأسد فجأة إلى موسكو، إلى تصريحات دونالد ترمب عن «محادثات رائعة ومتينة» مع فلاديمير بوتين تناولت مجمل القضايا الساخنة، من سوريا إلى كوريا الشمالية مروراً بالشراكة في الحرب على الإرهاب وبالنوويات الإيرانية، وصولاً إلى الأزمة الأوكرانية. بيان الكرملين عن المحادثات عكس معنى «روعة المحادثات ومتانتها»، وأوحى بأن الاتصال بين الرئيسين استمر ساعة ونصف الساعة، وجاء امتداداً للبيان المشترك بينهما في منتدى التعاون الاقتصادي في فيتنام قبل أسبوعين، الذي يقول الكرملين إنه أثار ردود فعل إيجابية في الشرق الأوسط، على قاعدة التفاهم المتزايد على دخول سريع إلى الحل السياسي، بعد هزيمة «داعش» و«النصرة» والإرهابيين في العراق وسوريا. بدت هذه الإعلانات المتفائلة من ترمب وبوتين، وكأنها من جهة أولى تعد تتويجا لسلسلة من المباحثات الموسّعة تجريها موسكو مع شريكتيها في آستانة، تركيا وإيران، وكذلك مع دول إقليمية فاعلة في المنطقة، وكذلك للمؤتمر الذي رعته الرياض لتوحيد المعارضة السورية، وتشكيل وفد موحّد إلى مفاوضات التسوية السياسية في سوتشي، ومن جهة ثانية تعد تمهيداً للذهاب إلى جنيف للاتفاق على مسار التسوية التي ستنعكس على مستوى إقليمي.

بيان البيت الأبيض كان مثيراً، ليس لأنه أكّد في وضوح تلزيم ترمب مسألة الحل في سوريا لبوتين، بل لأنه أكد الذهاب إلى جنيف «من أجل التسوية السلمية للحرب الأهلية في سوريا وإنهاء الأزمة اللبنانية، وتمكين النازحين السوريين من العودة إلى وطنهم وضمان الاستقرار في سوريا، موحدة خالية من تدخلات المخربين وإيواء الإرهابيين». من الضروري هنا التوقف عند الإشارة إلى «إنهاء الأزمة اللبنانية» ليس من خلال ربط هذا الأمر بالحل في سوريا فحسب، بل من خلال الإشارة إلى «تدخلات المخربين»، التي تعني في القاموس الأميركي إيران وميليشياتها في سوريا، ولعل في هذا ما يوفّر شيئا من الإضاءة على خلفيات إعلان سعد الحريري في الوقت عينه الاستمهال في المضي باستقالته، بما يوحي أن الاتصالات الروسية المنسقة مع الأميركيين، بمصر والسعودية وإيران تناولت أيضا حل الأزمة الحكومية في لبنان، من منطلق الحل السوري، الذي لا يُراد له أن يشكّل مدخلاً لوقف المطامع الإيرانية الممتدة من مشهد في شمالها الشرقي إلى الناقورة في جنوب لبنان عبر العراق وسوريا. بيان الكرملين كان أكثر وضوحاً في إشارته إلى أن محادثات الرئيسين جرت وفقاً لاتفاق سابق، بما يؤكد وجود آليات لمشاورات متواصلة بين البلدين، تنظر بشمولية إلى الحل على مستوى إقليمي من خلال سوريا، وذلك عبر تسوية سياسية طويلة الأمد بناء على القرار 2254 ومبادئ البيان المشترك بين ترمب وبوتين، الذي صادقا عليه بفيتنام في 11 من الشهر الحالي.

وفي السياق الشمولي للمحادثات بينهما، أوضح بوتين أن هناك تفاهماً على ترتيب عمل مشترك في مجال محاربة الإرهاب، واتجاها لتنسيق الجهود الاستخبارية بين البلدين، والأهم من كل هذا أكّد بوتين أن البحث تناول البرنامج النووي الإيراني، وأن موسكو تلتزم قواعد التطبيق الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة، الأمر الذي يمثّل عاملاً ملموساً في شأن ضمان الاستقرار الإقليمي وحل قضية انتشار أسلحة الدمار الشامل. قبل ساعات قليلة من صدور بيانات التفاهم بين ترمب وبوتين، كانت التحركات ناشطة جداً عند الرئيس الروسي، الذي يبدو أن ترمب لزّمه ترتيب الحل في سوريا كمدخل محوري لترتيبات إقليمية، وهكذا استدعى بشار الأسد فجأة إلى موسكو، حيث استقبله مدة أربع ساعات ساخنة وخانقة، انتهت بعناق اعتبره البعض وداعياً، لكنه كان إضافة إلى ذلك، تسليماً من الأسد بلغة الجسد أن الأمور انتهت في سوريا، وأن عليه أن يستعد لحزم حقائبه، وهكذا لم يتمالك نفسه على ما بدا، عندما ألقى برأسه على كتف بوتين، في تلك الصورة التاريخية وبدا مستسلماً، في حين كان بوتين يرسم «ابتسامة القدر المحتوم» إذا صح التعبير. كان واضحاً أن بوتين على غضب مكنون، أولا لم يظهر العلم السوري في خلفية اجتماعه مع الأسد، ولأن الإيرانيين وقادة ميليشياتهم كرروا أخيراً التصريحات عن أن «محور المقاومة» هو الذي حقق الانتصار وهزم الإرهاب، ولأن من المعروف أنه سبق أن ذهب قاسم سليماني مرتين إلى موسكو في بداية أغسطس (آب) ومنتصف سبتمبر (أيلول) من عام 2015، طالباً النجدة في سوريا، وهو ما جعل سيرغي لافروف يقول مؤخراً في 17 يناير (كانون الثاني) الماضي: «دمشق كانت تسقط لولا تدخّلنا»، تعمّد بوتين فجأة إدخال وزير دفاعه سيرغي شويغر، وعدد من جنرالاته إلى الاجتماع، وقال في رسالة موجّهة مباشرة إلى الإيرانيين: «بطبيعة الحال (السيد) الأسد يعرف كثيرا منكم، لقد قال لي خلال محادثاتنا إنه بفضل الجيش الروسي أنقذت سوريا بوصفها دولة، وأقول من دون جهودكم وجهود مرؤوسيكم، وكذلك بطولاتكم لن يكون من دونها شيء… إن التضحيات التي قدمتها القوات الروسية المسلحة هي التي حققت الهدف». الأكثر إثارة أن بوتين تعمّد أن يقول للأسد إنه ذاهب للقاء رجب طيب إردوغان وحسن روحاني في سوتشي، لبحث مسألة الحل السياسي في سوريا والتسوية بعيدة الأمد، وإن موسكو - إضافة إلى الشركاء تركيا وإيران - تعمل بتواصل دائم مع دول أخرى أميركا والسعودية ومصر والعراق والأردن. وعند هذا قال الأسد إنه يعوّل على روسيا لضمان عدم تدخل اللاعبين الخارجيين في العملية، وأن يدعموا فقط المسار السياسي الذي سيقوده السوريون، ولكنه استدرك الموقف بقوله، ولكننا سنقبل أي شخص مهتم فعلاً بالتسوية السياسية ونتحدث معه. وفي النهاية ذكرت الأنباء أن بوتين أطلعه على بعض تفاصيل عملية الانتقال السياسي، التي يتوقف عليها احتمال إقصائه عن الحكم، والإعلان عن تشكيل حكومة مدنية انتقالية، والذهاب إلى انتخابات عامة بإشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج. في غضون ذلك كانت السعودية ترعى اجتماع توحيد المعارضة السورية، وتشكيل وفد موحّد إلى المفاوضات في سوتشي ثم جنيف، وذلك بحضور ستيفان دي ميستورا وألكسندر لافرينتيف مبعوث بوتين الخاص للأزمة السورية، وذهب المجتمعون إلى الإصرار على أن رحيل الأسد بداية عملية الانتقال السياسي. عشية اللقاء في سوتشي حرص بوتين على إجراء اتصال هاتفي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مباشرة بعد اتصاله مع دونالد ترمب، وتركزت المحادثات على المبادئ الأساسية لإطلاق العملية السياسية، التي حرص فيها بوتين بعد اجتماع سوتشي على القول إن إضفاء اللمسات الأخيرة على التسوية السياسية في سوريا، سيكون في إطار عملية جنيف، وإنها تتطلب توافقاً وتنازلات من كل المشاركين بمن فيهم النظام السوري!

 

موازين القوة في عالم متغير

إميل أمين/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17

بسرعة غير مسبوقة تتغير موازين القوى الدولية، سباق أحجار على رقعة الشطرنج في مباراة إدراكية عسيرة، فيها من يحاول الحفاظ على مكانته القطبية كأول دون نزاع، ومن بينها أطراف تعمد إلى تعديل المشهد عبر طرفي معادلة القوة الأزلية، أي القوة الاقتصادية التي تؤدي بالضرورة إلى تخليق قوة عسكرية، ثم هذه الأخيرة وتفوقها، الأمر الذي يُعدّ ضمانة لخدمة المصالح الاقتصادية والتجارية حول العالم. عبر العقود الثلاثة الماضية استطاعت الصين وعلى نحو خاص أن تواجه الولايات المتحدة اقتصاديّاً، حتى قيل إنها بلورت تعبير «توازن الردع النقدي لا النووي»، غير أن الأيام الماضية تكاد تجزم باقتراب الصين من عالم القوة العسكرية القطبية، بعدما قُدر لها النجاح في عوالم الاقتصاد والمال حول العالم وبجدارة. الأسبوع الماضي، أعلنت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن بلوغ الصين مرحلة جديدة من القوة الصاروخية الباليستية عبر صاروخها المرعب ذي القدرات الخارقة «دونغفنغ - 41» العابر للقارات، الذي يصل مداه إلى 12 ألف كيلومتر، ويمكنه حمل عشرة رؤوس نووية دفعة واحدة، وكل رأس يمكن أن يستهدف منطقة معينة وبسرعة تصل إلى 767 ميلا في الساعة. ما الذي تريده الصين على وجه التحديد؟ وهل تسعى لانتزاع القطبية العالمية المنفردة من براثن الولايات المتحدة، أم أن لها أجندةً خاصةً تبدأ مرحليّاً من القارة الآسيوية ثم تنطلق منها لاحقاً إلى ما تشاء؟ يبدو واضحاً أن القادة الصينيين الذين رأيناهم في مؤتمرهم الشعبي الأخير عازمين على تصدير نموذج الحكم لديهم إلى بقية العالم، باتوا قلقين من أحوال العالم المضطرب، ولذلك ربما هم ماضون في تغيير قواعد النظام العالمي، قبل أن يغيرهم هذا النظام نفسه، وهذا ما يؤكده عالم السياسة الأميركي الشهير جون ميرشيمر بجامعة شيكاغو، الذي يقطع بأن الصين لا يمكن أن تنهض بشكل سلمي.

على أنه وفي حين تبدأ الصين دخول مرحلة الأقوياء عسكريّاً في عالم يتصارع صاروخيّاً، ربما لتفادي التحام الجيوش البرية، كما درج الحال في الحروب الكونية الأخيرة، نراها من جانب ثانٍ تنتقل إلى المرحلة الجديدة المشابهة إلى حد التطابق مع نهج القوى العظمى عبر التاريخ، حيث تسعى إلى إقامة مناطق نفوذ، وإنشاء شبكات من الأصدقاء والحلفاء لإقامة توازن قوى موالٍ لبكين، يضمن لها الوصول الآمن إلى الموارد الطبيعية والأسواق والقواعد، ويحقق إصلاح المؤسسات القديمة وتشكيل مؤسسات جديدة، وتأسيس نظام إقليمي يخدم المصالح الصينية ويقوِّض مصالح الخصوم.

لم تعد الصين اليوم تتطلع لبسط نفوذها على القارة الآسيوية براً وبحراً وجواً، بل نراها فعلاً وقولاً تتمدد إلى ما هو بعيد جداً، لا سيما عبر طريق الحرير الذي يرسي لها نفوذاً في مياه آسيا والخليج العربي، وصولاً إلى قلب الشرق الأوسط، ومنه إلى القارة الأفريقية التي تضعها نصب أعينها.

ترى الصين أن القارة السمراء أرض بكر مليئة بالكنوز، وأنه كما يتسارع الأميركيون في طريقها، فمن حق بكين أيضاً أن تخوض التجربة وتستغل الفرصة، الأمر الذي يتجلى في قاعدة جيبوتي العسكرية، والتدخل الأخير في زيمبابوي، والحديث يطول.

أحد أهم الأسئلة المطروحة في عالم متغير: إلى أي حد سوف يؤثر قيام الصين ونهضتها عسكريّاً واقتصادياً على مكانة الولايات المتحدة الأميركية على الخريطة الدولية؟

أفضل من قدم لنا الجواب البروفسور جوزيف ناي المفكر الاستراتيجي الأميركي الكبير وصاحب مفهوم «القوة الناعمة»، وباختصار غير مخلّ يذهب إلى أن نهوض الصين، سيكون معناه الاختزال من القوة الأميركية التقليدية المستعلنة حول العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الساعة، وأن تبدلات المشهد الأممي تتشابه مع عملية الإزاحة التي قامت بها أميركا تجاه بريطانيا، منتصف القرن الماضي، وعلى المنوال ذاته يزعم روبرت كاجان في عموده اليومي أن القيادة الصينية تنظر إلى العالم بالطريقة نفسها، التي فعلها القيصر ويلهلم الثاني منذ قرن.

كان عهد ماو تسي تونغ بداية لإحياء الدولة الصينية العتيدة، ويمكن القطع بأن زمن شي جينبينغ هو أوان ملامسة سقف القطبية العالمية، ذلك أنه بعد النجاحات الاقتصادية التي خوّلت للرجل أن يطالب باحتلال المرتبة التي تعود إليها داخل صندوق النقد الدولي في عهد سلفه هو جينتاو، والبدء بتدويل اليوان، رأيناه يرتفع، بل ويحلق بالميزانية العسكرية، من أجل تحديث الجيش وبناء سلاح بحري خليق بحمل هذا الاسم. يمكن القطع بأن حديث صواريخ الصين الباليستية الجديدة رسالة لواشنطن بألا تفكر في الاقتراب من بحر الصين الجنوبي، لا سيما أن الصينيين لديهم قناعة مطلقة مفادها أن واشنطن تريد إعاقة تنميتهم المستمرة والمستقرة. لا تزال الفلسفة الكونفوشيوسية هي الموجه الأول والرائد للصينيين، وما طريق الحرير والصواريخ الباليستية إلا ضرب من ضروب «الالتفاف على العائق»، ومحاولة كسب معارك دون إطلاق رصاصة، إلى أن يُسلِّم العدو أوراقه بنفسه، كما يوصي صن تزو في خالدته «فن الحرب».

هل من نهضة لبكين بعيداً عن أوضاع موسكو وواشنطن؟ إلى قراءة مقبلة إن شاء الله.

 

لِم لا؟… «موناكو كردية»

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/17

أما وقد تغلَّب الدستور العراقي وحُكْم القضاء في أعلى مستوياته (المحكمة الاتحادية العليا) على ما عداه من خيارات، وبموجبه قُضي الأمر بعدم دستورية الاستفتاء الذي فاز من حيث الاختيار الشعبي، مقابل خذلان فرضتْه المسايرات، فضلاً عن عدم نضوج خطة أو مخطط الدول الكبرى ذات القدرة على فرز الكيانات إلى دويلات... أما وقد حدثت الغلبة الموضوعية، ومن دون سفْك نقطة دم واحدة، ورأى عقلاء القوم الأخذ بشرعية الدستور والقضاء، تعود الحال إلى ما كانت عليه قبل اليوم الكردي الاستثنائي (الاثنين 25 سبتمبر «أيلول» 2017). فإن وضْع كل الأمور - وبالذات ما هو عالق أو مستعصٍ البحث فيه - بات من مصلحة الجميع. وأما الإشارات والتحفظات الصادرة تعليقاً على ما قضت به «المحكمة الاتحادية العليا» فإنهـــــا حتى إشـــــعار آخر تبـــــقى من مســـــتلزمات الضغط لنيْل المطالب بالتمني، درءاً للحصـــــول عليها بالأسلوب الغلابي.

وإلى ذلك، فإن قرار المحكمة الاتحادية وإعادة النظر فيما تطلبت حدة الأزمة بعد يوم الاستفتاء اتخاذه من إجراءات وعقوبات، كفيل برفع منسوب التفهم، ويرطب مشاعر الأخوة التي أصابها بعض الجفاف من شدة التحدي، وكادت تتيبس. وهذا أمر يتساوى عاتق كل الأطراف في مسؤولية حمْله.

جاء قرار«المحكمة الاتحادية العليا» في بغداد يوم الاثنين 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، يحفِّز كاتباً مثلي متابعاً للشأن العراقي بجناحيْه العربي والكردي، منذ خيار الحُكْم الذاتي،

لتحويل خاطرة لم تفارق بالي قبل الاستفتاء وبعده، إلى فكرة طالما أتمنى لو يؤخذ بها لوطننا لبنان، المكتوي بخيارات وحالات فيها كثير من الظلم له، والذي لا أمان ولا استقرار ولا ازدهار ولا طمأنينة إلا بإعلانه بلداً محايداً، حاله من حال كيانات أوروبية حقق اعتماد الحياد هوية لها طمأنينة، تشمل الهويات والتناقضات والمذاهب. خلاصة الفكرة هي أنه لو أخذ مسعود بارزاني بصيغة موناكو، مع بعض التعديل والتشذيب وإضفاء الخصوصية الكردية، والعلاقة المتجذرة بين عرب العراق وأكراده وسائر أطياف القوميات والديانات، بدل اعتماد النقطة الأعلى من الطموح، استنساخاً لما آلت إليه تطلعات جنوبيي السودان، لكان ربما وفر على نفسه وعلى أبناء الشعب في إقليم كردستان، كثيراً من الخسران الذين هم في غنى عنه. هنا نستحضر من الجغرافيا والتاريخ ما يضيف مزيداً من الصوابية لما نقوله. موناكو إمارة محكومة من آل غاريمالدي منذ عام 1297، عدا فترات بسيطة نتيجة ظروف استثنائية. تقع على تلال مشرفة على البحر الأبيض المتوسط وإيطاليا، اللتيْن تشكِّلان حماية لها، علماً بأنها ليست مستهدَفة من قوى خارجية. تبلغ مساحتها أقل من مائة كيلومتر مربع، أما عدد سكانها فأقل من نصف مليون نسمة، الأمر الذي يجعلها الدولة الأكثر كثافة سكانية في العالم، إلا أن ذلك لا يشكِّل عقدة في نفس أهل هذه الإمارة ذات الحُكْم الملكي الدستوري، والمعترَف بسيادتها بموجب معاهدة أبرمتْها الإمارة مع فرنسا عام 1861، وبموجب هذه المعاهدة فإن فرنسا كما سائر دول العالم تحترم سيادة موناكو، فضلاً عن أن سياستها الخارجية مستقلة. وحيث إن هذه الإمارة لا تحتاج إلى جيش ولا أعداء لها، فإن الذي قد يصيبها إنما يصيب فرنسا التي على عاتقها - بموجب المعاهدة - مسؤولية الدفاع عن الإمارة.

شعب موناكو في غاية السعادة، لا يتدخل في شؤون الآخرين، ولا يترك مجالاً للآخرين لكي يتدخلوا في أحوال الإمارة. يعيش الناس في بحبوحة نسبية، ويبذلون ما في استطاعتهم لجذْب الناس إليهم، للسياحة أو للسكن أو لحضور مهرجانات، وأيضاً لمَن تطيب لهم المقامرة في أحد أهم كازينوهات القمار في أوروبا.

كان الأمير رينيه موضع رعاية معنوية من معظم حكام القارة. وبعدما تزوج النجمة الأميركية غريس كيلي باتت موناكو حديث وسائل الإعلام العالمي، واستطاعت هذه النجمة وضْع إمارة موناكو في المشهد السياحي الدولي بامتياز. وعندما قضت في حادث سيارة كثر الحزن عليها، تماماً كذلك الحزن على الأميرة ديانا التي كانت السيارة أيضاً مسرح رحيلها المفاجئ. ليست كردستان بعيدة الشبه عن موناكو، قبل أن تضع نفسها على جدول الدول الناشئة في العالم. آل بارزاني مثل آل غاريمالدي. كردستان مثالية للسياحة، وإن كانت لا بحر لها، على نحو احتضان الريفييرا الفرنسية - الإيطالية لإمارة موناكو.

في استطاعة كردستان أن تكون قبلة المستثمرين العرب والأجانب، كما في استطاعتها أن تكون ساحة التعبير - إنما بضوابط - للأطياف المعارضة في الدول الثلاث المحيطة بها: العراق (بافتراض التعامل معها على نحو تعامُل فرنسا مع موناكو، أي حرية في السياسة الخارجية ومسؤولية في الأمور الدفاعية)، وتركيا (بافتراض اعتبارها كياناً محايداً، ولا يجوز الخلط بينه وبين مشكلة تركيا مع أكرادها)، وإيران (بافتراض عدم زج الجار الكردي في الهيمنة السائدة على العراق، وبعض لبنان، وجزء من اليمن).

يصعب على المرء التكهن بالموانع التي حملت مسعود بارزاني على عدم الأخذ بصيغة «موناكو كردية»، تحقق للشعب الكردي استقراراً ورفاهية وطمأنينة، وسيادة غير سياسية، وحياداً يقي الكيان الكردي شرور الصراعات على أنواعها، فضلاً عن أن هذا الكيان ربما يرتئي المجتمع الدولي اختيار عاصمته أربيل مقراً لمنظمة دولية اختصاصها معالجة الأزمات في المنطقة. كما أن هذا الكيان بحياده المصون دولياً سيصون العراق العربي من مغامرات الهيمنة الإيرانية، وتوأمها الهيمنة التركية، وذلك لأنه من خلال عدة نقاط حدودية هو بوابة العبور للدولتيْن المسكونتيْن بالأحلام الإمبراطورية التوسعية: إمبراطورية الطاووس الفارسي، وإمبراطورية السلطان التركي.  ونحن عندما نفترض ذلك، فلأن الوضع الراهن للكيان الكردي مفتوح على ارتضاء كل أنواع التدخلات الإيرانية والتركية، وذلك لأنه كيان متنازَع عليه وغير مستقر، وتعصف الحيرة بقيادته التي افترض رجلها القوي مسعود بارزاني أنه بتحويل الحُكْم الذاتي إلى كيان مستقل، سيصبح من أقوياء الشأن. ونفترض هنا أن خيار جنوبيي السودان مثَّل نقطة مهمة في تفكيره، وأمضى قبل أن يطرح فكرة الاستفتاء فترة اختلط فيها الممكن بالمستحيل، فقرر أن يمضي، مستحضراً المشهد الذي يلخصه قول الشاعر العربي:

وما نيْل المطالب بالتمني  ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

«موناكو كردية» حُلم وحل في الوقت نفسه. لِمَ لا؟ ولِمَ لا يحظى لبنان بهذه الفرصة، صيغة الحل لتحقيق استقراره؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ترجمة كاملة لمقابلة محمد بن سلمان مع نيويورك تايمز من جريدة الشرق الأوسط: لن نسمح بهتلر إيراني جديد في منطقة الشرق الأوسط ولدينا خطط كبيرة لإعادة التسامح لمجتمعٍ كان معتدلاً ذات يوم

السبت 25 تشرين الثاني/17/الشرق الأوسط

واشنطن: توماس فريدمان/ نيويورك تايمز

http://eliasbejjaninews.com/?p=60590

أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، على ضرورة مواجهة الأطماع الإيرانية التوسعية في المنطقة، مشيراً إلى أن إيران استغلت الاضطراب والتنافس في العالم العربي لتسيطر بشكل غير مباشر على أربع عواصم عربية، هي دمشق وصنعاء وبغداد وبيروت.

وقال ولي العهد السعودي في حوار نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أمس: «إن المرشد الأعلى (الإيراني) هو هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط... غير أننا تعلمنا من أوروبا أن الاسترضاء في مثل هذه الحالة لن ينجح. ولا نريد أن يكرر هتلر الجديد في إيران ما حدث في أوروبا، هنا في الشرق الأوسط».

وكشف الأمير محمد بن سلمان عن أن ملفات الفساد في السعودية كان يتم التحضير لها منذ عام 2015. وأبدى سخرية من القول إن حملة مكافحة الفساد كانت وسيلة لانتزاع السلطة. وإلى تفاصيل الحوار:

لم يخطر ببالي قط أنني سأعيش بما فيه الكفاية لأشهد اليوم الذي يتسنى لي فيه كتابة الجملة التالية: تشهد السعودية اليوم عملية الإصلاح الأكثر أهمية مقارنة بأي بقعة من بقاع الشرق الأوسط. نعم، فأنتم تقرأون ما كتبته بشكلٍ صحيح. ورغم أني جئت للسعودية أثناء بداية فصل الشتاء فيها، فإني قد وجدت البلاد تمر بربيعها العربي، على النمط السعودي.

وعلى خلاف أي ربيع عربي في مختلف البلدان الأخرى، التي ظهرت جميعها من الطبقة الأدنى إلى الأعلى وفشلت بشكلٍ فادح، ما عدا ذلك الذي حدث في تونس، يقود ولي عهد البلاد الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 32 عاماً حركة الربيع العربي هذه بدءاً بعلية القوم ونزولاً إلى من دونهم من الأعلى إلى الأدنى، وفي حال أتت ثمارها، فإنها لن تقلب موازين السعودية فحسب، بل إنها ستغير أيضاً معنى الإسلام ومفهومه في جميع أرجاء العالم، والأحمق فقط هو من لا يقف في صف هذه الحركة.

ولكي أتمكن من فهم المسألة بشكلٍ أفضل، توجهت مسافراً إلى الرياض لمقابلة ولي العهد، الذي يعرف عادة بـ«إم بي إس» والذي لم يتطرق (قبل هذه المقابلة) أبداً للأحداث الاستثنائية التي حصلت هنا في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حينما قامت حكومته بإلقاء القبض على عشرات الأمراء ورجال الأعمال السعوديين بتُهمٍ تتعلق بالفساد، ومن ثم وضعهم في سجنٍ فاخرٍ مؤقت، فندق الريتز كارلتون، إلى حين أن يوافقوا على تسليم مكاسبهم غير المشروعة. وإنه لمن النادر جداً أن نشهد مثل هذا الحدث.

ولقد التقينا مساءً في قصر عائلته ذي الجدران الطوب في حي العوجا شمال الرياض. وقد كان «إم بي إس» يتحدث باللغة الإنجليزية، في حين تشارك أخوه الأمير خالد – سفير السعودية الجديد لدى الولايات المتحدة – وعدد من كبار الوزراء أطباقاً مختلفة من لحم الضأن، وأضافوا للحديث رونقاً خاصاً. وبعد أن قضينا أربع ساعاتٍ معاً، استسلمتُ عند الساعة 1:15 بعد منتصف الليل لعنفوان شباب الأمير محمد بن سلمان، ويجدر الذكر بأن عُمري ضعف عُمره. ومع ذلك، فقد مر وقت طويل جداً منذ أن تكلم معي أي زعيمٍ عربي بسيلٍ عارمٍ من الأفكار الكبيرة التي ترمي إلى إحداث نقلة في بلاده.

ولقد بدأنا بتوجيه السؤال الواضح، ألا وهو: ما الذي يحدثُ في فندق الريتز؟ وهل كانت هذه هي لعبة السلطة الخاصة به، التي يهدف من خلالها إلى إزالة منافسيه من أعضاء عائلته ومن القطاعات الخاصة قبل أن يُمركز والده الملك سلمان، مقاليد السلطة في المملكة بين يدي الأمير محمد؟

قال: «إنه لأمرٌ مضحك»، أن تقول إن حملة مكافحة الفساد هذه كانت وسيلة لانتزاع السلطة. وأشار إلى أن الأعضاء البارزين من الأشخاص المحتجزين في «الريتز» قد أعلنوا مسبقاً بيعتهم له ودعمهم لإصلاحاته، وأن «الغالبية العظمى من أفراد العائلة الحاكمة» تقف في صفه. وأضاف: «هذا ما حدث، فلطالما عانت دولتنا من الفساد منذ الثمانينات حتى يومنا هذا. وتقول تقديرات خبرائنا إن ما يقارب 10 في المائة من الإنفاق الحكومي كان قد تعرض للاختلاس أو الهدر منذ بداية الثمانينات بواسطة الفساد، من قبل كلتا الطبقتين: العُليا والكادحة. وعلى مر السنين، كانت الحكومة قد شنت أكثر من «حربٍ على الفساد» لكنها فشلت جميعاً. لماذا؟ لأن جميع تلك الحملات بدأت عند الطبقة الكادحة صعوداً إلى غيرها من الطبقات المرموقة.

ولذلك؛ فإنه عندما اعتلى والده – الذي لم يسبق أن اُشتبه بارتكابه تهماً تتعلق بالفساد على مر العقود الخمسة التي كان فيها أميراً لمدينة الرياض – سُدة العرش في عام 2015 (في الوقت الذي كانت أسعار النفط فيه منخفضة)، قام بقطع عهد على نفسه بوضع حدٍ لهذا كله، وقال «إم بي إس»: «رأى والدي أنه ليس من الممكن أن نبقى ضمن (مجموعة العشرين) في حين تنمو بلادنا بهذا المستوى من الفساد. ففي وقتٍ سابق من عام 2015 كانت أول الأوامر التي أعطاها والدي لفريقه هو جمع كل البيانات المتعلقة بالفساد عند الطبقة العليا. ولقد ظل الفريق يعمل لمدة عامين كاملين حتى توصلوا لجمع هذه المعلومات الأكثر دقة، ومن ثم جاءوا بنحو 200 اسم».

وعندما كانت جميع البيانات جاهزة، اتخذ النائب العام، سعود المعجب، الإجراءات اللازمة، وقال محمد بن سلمان، موضحاً أن كل من اُشتبه به، سواءً كان من أصحاب المليارات أم أميراً فقد تم القبض عليه ووضعه أمام خيارين: «لقد أريناهم جميع الملفات التي بحوزتنا وبمجرد أن اطلعوا عليها، وافق ما نسبته 95 في المائة منهم على التسويات»؛ الأمر الذي يعني أن عليهم دفع مبالغ مادية أو وضع أسهم من شركاتهم في وزارة المالية السعودية.

وأضاف: «استطاع ما نسبته 1 في المائة من المشتبه بهم إثبات براءتهم وقد تم إسقاط التهم الموجهة لهم في حينها. وقرابة 4 في المائة قالوا إنهم لم يشاركوا في أعمال فساد، ويطالب محاموهم باللجوء إلى المحكمة. ويُعتبر النائب العام، بموجب القانون السعودي، مُستقلاً. فلا يمكننا التدخل في عمله، ولا أحد سوى الملك يستطيع إقصاءه، لكنه هو من يقود العملية الآن... ولدينا خبراء من شأنهم ضمان عدم إفلاس أي شركة من جراء هذه العملية» – وذلك لتجنب إحداث أي عطالة.

وجهتُ سؤالاً قُلت فيه: «كم من المال سيُعيدون إليكم؟».

قال الأمير محمد بن سلمان إن النائب العالم يقول إنه من الممكن في نهاية المطاف «أن يكون المبلغ من مردود التسويات نحو 100 مليار دولار أميركي».

وأضاف، ليس هنالك من طريقة يمكن من خلالها القضاء على الفساد في جميع الطبقات: «لذلك؛ فإنه عليك أن ترسل إشارة، والإشارة التي سيأخذها الجميع بجدية هي (أنك لن تنجوا بفعلتك). ولقد شهدنا تأثيرها بالفعل وما زلنا نشهده». وضرب مثالاً ما قاله أحدهم في مواقع التواصل الاجتماعي «اتصلتُ بوسيطي لإنهاء معاملاتي المعلقة في الدوائر الحكومية، لكنه لا يجيب على اتصالاتي». ولم تتم مقاضاة رجال الأعمال السعوديين الذين يدفعون الرشى لإنجاز مصالحهم الشرعية من قبل البيروقراطيين الذين قاموا بابتزازهم، وأوضح «إم بي إس» قائلاً: «أولئك (الذين تم القبض عليهم) هم من اجتثوا أموال الحكومة»، من خلال رفعهم الأسعار وحصولهم على الرشى.

والمخاطر التي تواجه الأمير محمد بن سلمان في حملة مكافحة الفساد هذه عالية جداً. فإذا ما أحس الشعب بأنه بالفعل يقوم بمكافحة الفساد الذي لطالما عطّل النظام، وأنه يقوم بذلك وفقاً لطريقة تتسم بالشفافية من شأنها أن توضح للمستثمرين السعوديين والأجانب في المستقبل أن القانون سيسود على الكل، فإن الشعب سيضع الكثير من الثقة الجديدة في الحكومة. لكن في حال انتهت العملية بشملٍ متعسف، وباتت تهدف إلى جمع المزيد من القوى من أجل الاستحواذ على السلطة، ولم تخضع لأي سيادة قانونية، فإنه سينتهي بها الأمر إلى زراعة المخاوف التي من شأنها أن تثير قلق المستثمرين السعوديين والأجانب بالطريقة التي لا يمكن للبلاد تحملها.

ولكن الشيء الوحيد الذي أنا متيقن منه هو أن: كل من تحدثت إليه من السعوديين دون استثناء على الأيام الثلاثة التي قضيتها هنا قد أعرب عن دعمه المطلق لحملة مكافحة الفساد هذه. ومن الواضح أن الغالبية السعودية الصامتة قد سئمت من جور الكثير من الأُمراء وأصحاب المليارات الذين سرقوا أموال دولتهم. وحين كان الأجانب، مثلي، يستفسرون عن الإطار القانوني لهذه العملية، كانت مشاعر السعوديين الذين تحدثتُ إليهم تشير إلى: «قلب جميع هؤلاء المفسدين رأساً على عقب، وخضهم حتى تتساقط الأموال من جيوبهم، ولا تتوقفوا عن ذلك حتى تنفد جميع الأموال!».

ولكن خمّنوا ماذا؟ إن حملة مكافحة الفساد هذه ليست سوى ثاني أكثر المبادرات غير الاعتيادية والمهمة التي شنها الأمير محمد بن سلمان. فقد كانت المبادرة الأولى ترمي إلى إعادة الإسلام السعودي إلى أصوله الأكثر انفتاحاً واعتدالاً، والذي تم تحريفه في عام 1979. وهذا هو، ما وصفه الأمير محمد بن سلمان في المؤتمر العالمي للاستثمار الذي عُقد مؤخراً هنا في الرياض على أنه «إسلام معتدل ومتوازن، ينفتح بدوره على العالم وعلى الديانات الأُخرى وعلى جميع التقاليد والشُعوب».

أعرف ذلك العام جيداً. فلقد بدأت مسيرتي بالعمل مراسلاً في الشرق الأوسط في مدينة بيروت في عام 1979، وكانت معظم المنطقة التي غطيتها منذ ذلك الوقت قد تشكلت على يد الأحداث الكبرى الثلاثة التي وقعت في ذلك العام: استيلاء المتطرفين السعوديين ذوي الأفكار المتزمتة على المسجد الحرام في مكة المكرمة – الذين اتهموا العائلة الحاكمة في السعودية بأنها فاسدة، وأنهم كفرة منصاعون للقيم الغربية؛ والثورة الإسلامية الإيرانية؛ وأخيراً الغزو السوفياتي لأفغانستان.

ولقد أصابت هذه الأحداث الثلاثة كلها العائلة الحاكمة في السعودية بالقلق الشديد في ذلك الحين، ودفعتها إلى غض النظر عن مجموعة من رجال الدين المتطرفين الذين دفعوا لفرض إسلامٍ متزمت على المجتمع السعودي، ومن خلال شن منافسة عالمية ضد آيات الله الإيرانيين الذين بإمكانهم أن يصدروا المزيد من الأصول الإسلامية. ولم يُساعد قيام الولايات المتحدة بمحاولة استغلال هذا الاتجاه من خلال استخدام مصطلح المقاتلين الإسلاميين ضد روسيا في أفغانستان. وباختصار، أدت إلى تطرف الإسلام عالمياً، وساعدت في وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).

إن محمد بن سلمان في مهمة لإعادة الإسلام السعودي إلى الاعتدال؛ إذ إنه لم يكتف بكبح تجاوزات سلطة الشرطة الدينية السعودية فحسب، التي كانت تبث الرعب في النفوس سابقاً، وعرفت بتمكنها وقدرتها على توبيخ النساء. لكنه أيضا سمح للنساء بقيادة السيارة. وعلى النقيض من أي زعيمٍ سعودي قد سبقه، فإن الأمير محمد واجه المتشددين آيديولوجياً. إذ أخبرتني امرأة سعودية تبلغ من العمر 28 عاماً تلقت تعليمها في الولايات المتحدة: محمد بن سلمان «يستخدم لغة مختلفة، إذ إنه يقول (سوف ندمر التطرف). ولا يستخدم عبارات لطيفة. ويبعث هذا الأمر الطمأنينة في صدري بأن التغيير حقيقي».

إن هذا حقاً لصحيح؛ إذ طلب مني محمد بن سلمان قائلاً: «لا نقول إننا نعمل على (إعادة تفسير) الإسلام، بل نحن نعمل على (إعادة) الإسلام لأصوله، وأن سُنة النبي (محمد) هي أهم أدواتنا، فضلاً عن (الحياة اليومية) في السعودية قبل عام 1979». وذكر الأمير بن سلمان أنه في زمن النبي محمد، كان هناك الرجال والنساء يتواجدون معاً، وكان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية. كما أوضح قائلاً: «لقد كان قاضي التجارة في سوق المدينة المنورة امرأة!». وتساءل الأمير قائلاً: إذا كان خليفة النبي (عمر) قد رحب بكل ذلك: «فهل يقصدون أنه لم يكن مسلماً؟!».

وبعد ذلك، قام أحد وزرائه بإخراج هاتفه النقال، فأطلعني على صورٍ ومشاهد فيديو للسعودية في الخمسينات الميلادية من موقع «يوتيوب»، فيها صور لنساء أجانب بلباسهن المعتاد، ويرتدين الفساتين الضافية، ويمشين مع الرجال في الأماكن العامة، فضلاً عن الحفلات الغنائية ودور السينما. لقد كانت مكاناً تقليدياً ومعتدلاً، ولم تكن مكاناً يُمنع فيه الترفيه؛ غير أن هذا تغير بعد عام 1979.

وإذا ما تمكنت السعودية من معالجة فيروس التطرف الإسلامي الذي يعادي تعدد الآراء ويكنّ الكره للنساء، والذي تفشى بعد عام 1979، فإنها ستتمكن من نشر الاعتدال في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ومن المؤكد أن ذلك سيكون موضع ترحيب في السعودية التي يُشكل الشباب فيها تحت سن 30 عاماً ما نسبته 65 في المائة من السكان.

وبدوره، قال لي مصرفي سعودي في المنتصف من عمره: «لقد اُحتُجز جيلي رهينة لعام 1979. إلا أنني أعلم الآن أن أطفالي لن يكونوا رهائن». في حين أضافت رائدة أعمال اجتماعية سعودية تبلغ من العمر 28 عاماً قائلة: «قبل عشر سنوات، عندما كنا نتحدث عن الموسيقى في الرياض، فإن ذلك يعني شراء الأقراص المضغوطة (سي دي) – أما الآن فذلك يعني الحفلة الموسيقية التي ستُعقد الشهر المقبل، ونوع التذكرة التي ستشتريها، ومَن مِن صديقاتك ستُرافقك (للحفل)».

السعودية لن تكون لها معايير تُشبه المعايير الغربية لحرية التعبير وحقوق المرأة. لكن بصفتي رجلاً يزور السعودية بشكل متكرر لأكثر من 30 عاماً، فإنني دُهِشتُ عندما سمعت أنه يُمكن للمرء الآن حضور حفلات موسيقية غربية كلاسيكية هنا في الرياض، وأن المغني الشعبي توبي كيث قد أحيا حفلاً هنا للرجال فقط في شهر سبتمبر الماضي، وشهد هذا الحفل تعاونه مع فنان سعودي. وقد دُهشت أيضاً عندما سمعتُ أن مغنية السوبرانو، اللبنانية هبة طوخي، ستكون من بين أولى المغنيات لإحياء حفلٍ هنا للنساء فقط في السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. كما أخبرني محمد بن سلمان بأنه قُرّر مؤخراً السماح للنساء بدخول الملاعب الرياضية وحضور مباريات كرة القدم. واستسلم المتطرفون السعوديون تماماً لذلك.

من جانبه، أوضح وزير التعليم السعودي أنه يعمل على مجموعة واسعة من الإصلاحات التعليمية التي تشمل تغيير وتحويل جميع الكتب المدرسية إلى كتب رقمية، وإرسال 1700 معلم سعودي سنوياً إلى المدارس العالمية في أماكن مثل فنلندا بغية تطوير مهاراتهم، والإعلان أن الفتيات السعوديات سوف يحظين بحصص التربية البدنية للمرة الأولى في المدارس الحكومية، وإدخال ساعة إضافية في اليوم الدراسي في المدارس السعودية للأطفال؛ بغية تمكينهم من اكتشاف شغفهم في العلوم والقضايا الاجتماعية من خلال عملهم على مشروعاتهم الخاصة، والتي ستكون تحت إشراف المعلمين.

لقد جاءت كثير من هذه الإصلاحات متأخرة جداً لدرجة مثيرة للسخرية. ومع ذلك، أن تأتي متأخرة خيرٌ من ألا تأتي أبداً.

أما ما يخص جانب السياسة الخارجية، ففضّل محمد بن سلمان عدم مناقشة الغرائب الحاصلة مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري؛ بمجيئه إلى السعودية وإعلانه استقالته – على ما يبدو أنها جاءت بسبب ضغوط سعودية – وعودته الآن إلى بيروت وتراجعه عن استقالته. إذ أصر ببساطة على أن خلاصة القضية تتمحور حول أن الحريري، وهو مسلمٌ سني، لن يستمر في توفير غطاء سياسي للحكومة اللبنانية التي تخضع بشكل رئيس لسيطرة ميليشيا «حزب الله» الشيعية اللبنانية، التي بدورها تخضع بشكل رئيسي لسيطرة طهران.

كما شدد على أن الحرب المدعومة سعودياً في اليمن، التي تُعد كابوساً إنسانياً، تميل كفتها لصالح الحكومة الشرعية الموالية للسعودية هناك، والتي قال: إنها تُسيطر الآن على 85 في المائة من البلاد، إلا أن قيام المتمردين الحوثيين الموالين لإيران، الذين يُسيطرون على بقية أراضي البلاد، بإطلاق صاروخ على مطار الرياض يعني أنه، إذا لم يتم السيطرة على كامل البلاد، فإن ذلك سيُمثل مشكلة.

بدا لي أن وجهة نظره العامة تنص على أنه بدعم من إدارة ترمب - لقد أشاد بالرئيس ترمب؛ إذ وصفه بـ«الرجل المناسب في الوقت المناسب» - فإن السعوديين وحلفاءهم العرب يعملون ببطء على بناء تحالفٍ للتصدي لإيران. إلا أنني لدي شكوكي؛ إذ إن حالتي الاضطراب والتنافس الواقعتين في العالم العربي السني قد حالتا دون تشكيل جبهة موحدة حتى الآن؛ ولهذا السبب تسيطر إيران اليوم بشكل غير مباشر على أربع عواصم عربية، وهي دمشق وصنعاء وبغداد وبيروت. وهناك من يرى أن محمد بن سلمان يبالغ في معاداته وانتقاداته اللاذعة للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي.

قال لي محمد بن سلمان: «إن المرشد الأعلى (الإيراني) هو هتلر جديد في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف قائلاً: «غير أننا تعلمنا من أوروبا أن الاسترضاء في مثل هذه الحالة لن ينجح. ولا نريد أن يكرر هتلر الجديد في إيران ما حدث في أوروبا (هنا) في الشرق الأوسط». وشدد على أن كل شيء تفعله السعودية محلياً يهدف لبناء قوتها واقتصادها.

ولكن هل يتمكن محمد بن سلمان وفريقه من استكمال ذلك؟ أكرر مرة أخرى، أنا لا أقوم بأي تنبؤات. إذ أخبرتني المصادر المطلعة بأن الأمير لديه عيوبه، والتي يجب عليه أن يضبطها. ومن ذلك ما يقال: إن مستشاريه لا يتحدونه دائماً بما فيه الكفاية، فضلاً عن سيره في أمور كثيرة لم يتم إنهاؤها، وهناك قائمة من عيوب الأمير المتداولة، ولكن أتعلمون؟ أن الكمال ليس خياراً مطروحاً هنا، فالأمر يتحتم أن يقوم شخص ما بتنفيذ هذه المهمة، وهي نقل السعودية إلى القرن الحادي والعشرين، فتقدم الأمير محمد وأخذ على عاتقه هذه المهمة. وعن نفسي، فإنني أشجعه بقوة لكي ينجح في جهوده الإصلاحية.

كما يُشجعه أيضاً الكثير من الشباب السعودي. لقد علق في ذهني ما قالته رائدة الأعمال الاجتماعية السعودية البالغة من العمر 30 عاماً؛ «إننا محظوظون بأن نكون الجيل الذي شهد (المرحلتين) السابقة والقادمة». إذ أوضحت أن الجيل السابق من النساء لم يكن ليتخيل أبداً أنهن سيتمكنَّ يوماً من قيادة السيارة، بينما لن يكون الجيل القادم قادراً على أن يتخيل يوماً لا يُمكن فيه للنساء القيادة.

كما أخبرتني قائلة: «إلا أنني سوف أتذكر دوماً عدم استطاعتي القيادة». وإن حقيقة انتهاء ذلك للأبد في شهر يونيو (حزيران) المقبل «يمنحني الكثير من الأمل؛ إذ إنه يثبت لي أن كل شيء ممكن – وأن هذا عصر الفرص. لقد شاهدنا الأحوال تتغير ونحن شباب بما فيه الكفاية لإنجاح هذا التحول».

ومنح هذا الجهد الإصلاحي للشباب هنا مصدر فخر جديد لبلادهم؛ إذ إنه منحهم هوية جديدة، وهو ما يستمتع به الكثير منهم بوضوح تام. واعترف الشباب السعوديون بأنهم كانوا يشعرون دوماً بنظرة الناس لهم كإرهابي محتمل أو شخص قادم من دولة عالقة في العصر الحجري عندما كانوا طلاباً في فترة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

أما الآن، فلديهم قائد شاب يقود إصلاحات دينية واقتصادية، ويتحدث لغة التكنولوجيا المتقدمة جداً، وقائدٌ لا ذنب له إلا رغبته بالانطلاق بسرعة فائقة للمستقبل. وجديرٌ بالذكر، أن معظم الوزراء الآن في الأربعينات من عمرهم، وليسوا في الستينات من عمرهم. وفي ظل رفع يد التطرف الخانقة، فإن ذلك يمنحهم فرصة للتفكير بطريقة جديدة عن بلدهم وهويتهم باعتبارهم سعوديين.

أخبرتني صديقتي السعودية التي تعمل لدى منظمة غير حكومية قائلة: «يجب علينا أن نُعيد ثقافتنا لما كانت عليه قبل تولي الثقافة المتطرفة، لدينا 13 منطقة في هذه البلاد،. هل تعلم أن كل منطقة في السعودية تمتلك مطبخاً خاصاً بها. ولكن لا أحد في العالم يعرف أكلاتنا الشعبية. هل كنتَ تعرف ذلك؟ لم أشاهد قط طبق طعام سعودياً يشتهر عالمياً. لقد آن الأوان لأن نتقبل هويتنا الآن وما كنا عليه».

وللأسف، تضم هوية السعودية أيضاً مجموعة كبيرة من السعوديين الأكبر سناً يغلب عليهم الطابعان القروي والتقليدي؛ مما يعني أن نقل السعودية للقرن الواحد والعشرين يشكل تحدياً. وهذا الأمر يُعد السبب جزئياً وراء انكباب كل بيروقراطي رفيع على العمل لساعات طويلة جداً. إذ إنهم يدركون أن محمد بن سلمان قد يتصل بهم في أي وقتٍ من تلك الساعات لمعرفة ما إذ كان طلبه يتم العمل على إنجازه. وقد أخبرته بأن عادات العمل الخاصة به تُذكرني بنص ورد في مسرحية «هاملتون»، عندما تتساءل الجوقة قائلة: لماذا يعمل دوماً كأن «الوقت يُداهمه».

فأوضح محمد بن سلمان قائلاً: «لأنني أخشى أنه في يوم وفاتي، سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني. إن الحياة قصيرة جداً، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جداً على مشاهدته بأم عيني – ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري».

 

إضاءة القصر الجمهوري باللون البرتقالي لمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة

السبت 25 تشرين الثاني 2017/ وطنية - أضيئت مساء اليوم الواجهة الرئيسية للقصر الجمهوري في بعبدا باللون البرتقالي، لمناسبة "اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة" في 25 تشرين الثاني من كل عام، استنادا الى القرار 54/134 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبمبادرة تضامن من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الحملة العالمية التي ستنطلق في مختلف دول العالم للمناسبة. والبرتقالي هو اللون المخصص للحملة العالمية، وذلك تعبيرا عن الأمل في الوصول إلى مستقبل مشرق خال من أشكال العنف كافة. وترتدي الحملة العالمية هذه السنة طابعا خاصا، إذ إنطلقت اليوم في 25 الشهر الحالي في مختلف دول العالم تحت شعار: "لن نخلف أحدا وراءنا: لينته العنف ضد النساء والفتيات!"، وتستمر بشكل متواصل حتى 10 كانون الأول المقبل، وهو اليوم العالمي لحقوق الانسان. وهي تشمل نشاطات متنوعة تهدف إلى زيادة الوعي العام وتعبئة المواطنين من أجل احداث التغيير المطلوب والمساهمة في القضاء على كل أشكال العنف ضد النساء والفتيات.

 

الجراح: الكل يعرف حجم الهجوم علينا وعلى أوجيرو لكننا سنقدم لهذا البلد كل ما يمكن رغم كل الظروف

السبت 25 تشرين الثاني 2017 /وطنية - استهل مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الأوسط- الإدارة العامة، نشاطه الأول اليوم، بمؤتمر مشترك عقدته جمعية مدراء المعلوماتية في لبنان بالتعاون مع شركة طيران الشرق الأوسط بعنوان "الإتجاهات والإبتكارات في عالم التكنولوجيا"، وذلك برعاية وزير الإتصالات جمال الجراح وحضوره، الى جانب المدير العام رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، المدير العام لشركة اوجيرو عماد كريدية، رئيس جمعية مدراء المعلوماتية في لبنان الدكتور نظاريت نيكوليان وممثلي شركات تكنولوجية وخبراء وأكاديميين في مجالي الإتصالات والتكنولوجيا.

 

الساحلي: لبنان تجاوز فتنة كبيرة بحكمة الرئيسين عون وبري والسيد نصرالله والوحدة الوطنية

السبت 25 تشرين الثاني 2017 /وطنية - الهرمل - رأى النائب نوار الساحلي، ان لبنان "تجاوز فتنة كبيرة، بحكمة ورشد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وبوحدته الوطنية". جاء ذلك خلال رعايته احتفال نظمته بلدية الهرمل وجمعية "جهاد البناء الإنمائية"، لتخريج دفعة من المتدربين ضمن مشروع حاضنة الأعمال للتدريب المهني والحرفي المعجل، في "قاعة الأسد" في المركز الثقافي لبلدية الهرمل، في حضور فاعليات بلدية واختيارية، مديري "جهاد البناء" في البقاع خالد ياغي وفي الهرمل خضر جعفر، رئيس مركز الخدمات الإنمائية جهاد صقر، فاعليات محلية، ممثلين عن عدد من الجمعيات، والمشرفين على الدورات والمدربين. وقد نوه الساحلي بأهمية هذه الدورات "التي تفتح أفق العمل أمام شريحة واسعة من جيل الشباب"، وكذلك "بدور جهاد البناء الإنمائي في دعم المنطقة التي قدم أبناؤها الكثير للوطن، في وجه العدو الصهيوني والعصابات التكفيرية والارهابية". ورأى الساحلي ان لبنان "مر بقطوع، وكان المراد إدخاله في فتنة ومشاكل داخلية، بنية خارجية لا تصب إلا في مصلحة أعدائه، ولكن وحدة اللبنانيين وتفاهم معظم الأطراف السياسية، إلا قلة قليلة شدت بعكس التيار، أسقطا الفتنة".

وختم بالقول: "يجب على الجميع ان يفهم ان لبنان لا يحكم بالقوة والتمترس، بل بالتفاهم والتلاقي والحوار". وكان الاحتفال افتتح بالقرآن الكريم والنشيد الوطني، ثم ألقى نائب رئيس بلدية الهرمل عصام بليبل، كلمة شدد فيها على "أهمية التعاون والتفاعل مع البلدية وجهاد البناء لتأمين فرص عمل للشباب في سائر المهن التي تحتاجها المنطقة وأهلها". بعد ذلك تحدث المهندس حسين قانصو باسم "جهاد البناء"، فأشار إلى ان هذه الدورات "من شأنها تلبية حاجات المجتمع المحلي، وتوفير الاختصصات المهنية والحرفية للحد من البطالة، وتحريك العجلة الاقتصادية". وبعد كلمة شكر باسم المتدربين، تم توزيع شهادات تقدير المدربين وشهادات تخرج، وكوكتيل بالمناسبة.

 

الاحدب: من حقنا معرفة إن كانت اخطاء السابق ستعالج في مرحلة ما بعد التريث أم لا

السبت 25 تشرين الثاني 2017 /وطنية - عقد قطاع الشباب في لقاء الإعتدال المدني اجتماعه الأسبوعي في مقره بطرابلس، تساءل خلاله رئيس اللقاء مصباح الأحدب "إن كانت أخطاء السابق ستعالج في مرحلة ما بعد التريث أم لا ؟ لا سيما وأن طرابلس هي المتضرر الأكبر من تسويات ما قبل الاستقالة".

وقال: "في عهد الوصاية السورية، كانت مخابرات الوصاية تطبع مناشير التضليل وتوزعها على الناس وتكيل لنا الشتائم فيها، واليوم وبعد نهاية عهد الوصاية، تطالعنا قوى جديدة بثقافة الشتائم عينها معتمدة الكلام الفارغ واللاأخلاقي عبر وسائل التواصل الإجتماعي التي تستخدمها للرد علينا عندما نتحدث عن مشاكل البلد ومطالب، أو نتساءل عن مصيرنا في الوطن". اضاف: "بالأمس، تساءلت بتغريدة عن مصير لبنان في مرحلة ما بعد التريث الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري، وتمنيت ألا يكون الرئيس الحريري (ببرك كارمل) لبناني ينفذ الاجندة الإيرانية، مثل (ببرك كارمل) الذي عينه الروس حاكما لأفغانستان كي ينفذ أجندتهم، وجاء هذا التمني بعدما تساءلنا عن مرحلة التريث، وهل ستكون مرحلة لإصلاح أخطاء السابق، فلم نسمع إجابة واضحة على سؤالنا في ظل الحديث عن تسويات كبرى، ومن حقنا أن نعلم إن كانت اخطاء السابق ستعالج في مرحلة ما بعد التريث أم لا؟".

وتابع: "لقد كانت طرابلس المتضرر الأكبر من تسويات ما قبل الاستقالة التي أدت لزج الآلاف من أبناء المدينة بالسجون بتهم الارهاب بشكل عشوائي، فضلا عن الذين لم تتم محاكمتهم ولا يجري التحقيق معهم حتى منذ توقيفهم، في حين أن الذين يخرجون من السجن تضرب سجلاتهم العدلية، فيجردون من حقوقهم لا سيما حقهم في التوظيف، اضافة الى سياسة الإضطهاد والتهجير التي مورست بحق مناطقنا تحت بنود (التسوية). وهناك آلاف العناوين منها تعطيل مرافق المدينة، وشل إداراتها العامة، وضرب أسواقها، وإفقارها وتحويلها لمدينة غير صالحة للعيش. فهل يجوز السكوت عن ذلك ؟ وهل نحن الذين يجب أن نستحي من طرح المطالب! أم الذين ارتكبوا هذه الأخطاء هم الذين يجب أن يستحوا ؟!". وختم الأحدب: "لا يبنى وطن اليوم إلا بشراكة فعلية تضمن المساواة في الحقوق بين جميع أبناء الوطن من شتى الانتماءات، فنرجو أن تضمن التسويات المقبلة حقوق مناطقنا، وأن يكون عهد التريث عهد حلول للأخطاء السابقة والمشكلات الكبرى اللاحقة".

 

باسيل افتتح مؤتمر الطاقة الاغترابية في كانكون المكسيك وكرم لاعب كرة القدم غابرييل ورجل الاعمال سليم

السبت 25 تشرين الثاني 2017 / وطنية - افتتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمر الطاقة الإقليمي الخامس على مستوى العالم والثاني في أميركا اللاتينية في كانكون-المكسيك، بمشاركة مسؤولي ولاية كانكون وممثلين عن السلطات الفيدرالية في المكسيك وعدد من النواب المكسيكيين والبرازيليين والأرجنتينيين من أصل لبناني، اضافة الى رجل الاعمال حامل الجنسية اللبنانية كارلوس سليم، نائب حاكم مصرف لبنان الدكتور محمد بعاصيري، ممثل جمعية مصارف لبنان الدكتور مكرم صادر، رئيسة لجنة الصداقة البرلمانية الارجنتينية اللبنانية ميريام غرازيلا غالاردو، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية المكسيكية اللبنانية النائب الفريدو باخوس نيكولا وحشد كبير من رجال الاعمال والشخصيات الدينية والثقافية والاعلامية الذين اتوا من مختلف بلدان اميركا اللاتينية، ونخبة من الجاليات اللبنانية المنتشرة في تلك البلدان للمشاركة في المؤتمر. والقى القائم بالاعمال اللبناني في المكسيك رودي قزي كلمة رحب فيها بالحضور، وتمنى للمؤتمر النجاح، مثمنا دور الوزير باسيل في تفعيل دور المغتربين في الحياة اللبنانية، متحدثا عن تاريخ الجالية في المكسيك. بدوره، تحدث ممثل حاكم ولاية كينتانو فرانسيسكو خافيير لوبيز عن الحضور اللبناني الفاعل في المكسيك، وعن انتشار التقاليد اللبنانية في اميركا اللاتينية وتحديدا في المكسيك. ثم شرح نائب وزير الخارجية المكسيكي السفير كارلوس دي ايكازا تجربة والده كسفير المكسيك في لبنان قائلا: "إن من ليس لديه صديق في لبنان فليبحث عن واحد"، وهي مقولة لاحد الكتاب المكسيكيين. من ناحيته، رحب رئيس النادي اللبناني في المكسيك باسم الجالية خوسيه اليخاندرو مولاريس بالمشاركين جميعا، مشيدا بالعلاقات اللبنانية المكسيكية طوال السنوات الماضية والمستمرة حتى يومنا هذا. وخلال المؤتمر، قدم الوزير باسيل درعين تكريميتين للاعب كرة القدم باكو غابرييل ورجل الاعمال كارلوس سليم الذي تحدث عن دور الجالية اللبنانية في المكسيك التي هاجرت منذ سنوات طويلة وصولا الى الان، شارحا كيف وصلت الى المكسيك في ظل صعوبات الانتقال والسفر بامكانيات مادية ولغوية متواضعة، ليتمكنوا سريعا من المنافسة في الاسواق المكسيكية في المجالات كافة، حتى باتوا ارقاما صعبة في هذه البلاد، رافعين اسم لبنان عاليا. اما لاعب كرة القدم، فروى كيف وصل جده في الحرب العالمية الاولى الى المكسيك وعلمهم حب الوطن والانتماء اليه، على الرغم من بعد المسافات، داعيا جيل الشباب والجميع الى المشاركة في بطولة كرة القدم التي ستقام في لبنان العام المقبل.