المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 20 تشرين الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias/arabic.november20.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بداية نهاية ارهاب حزب الله ومشروع راعيته إيران

حزب الله إيراني ومش لبناني لا من قريب ولا من بعيد

سلاح حزب الله يهدد السلام والإستقرار في لبنان وكل الدول العربية

الياس بجاني/صحيح يلي ما استحوا ما ماتوا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديوهات متفرقة لمقابلات مع سياسيين واعلاميين لبنانيين تتناول اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية ووضع لبنان وحزب الله والمشروع الإيراني وهم:

اللواء اشرف ريفي/الإعلامي فارس خشان/الدكتور سامي نادر/الدكتور رضوان السيد/الدكتور مكرم رباح/الوزير ملحم الرياشي/الجامعة العربية

بدون عنوان/بقلم العماد ميشال عون

رياضة ذهنية صباحية/ايلي الحاج/فايسبوك

بيان حركة المبادرة الوطنية نطالب بمواجهة التغول الإيراني وننوه باستراتيجية السعودية

نص بيان وزراء الخارجية العرب وهو يصف حزب الله بالارهابي

عزام في كلمة لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب: متمسكون بمعادلة تحصين ساحتنا الداخلية والقيام بكل ما يمكن لتقوية علاقاتنا مع اشقائنا العرب

صواريخ إيران تهدد عواصم عربية

باسيل اتصل بعدد من نظرائه العرب ولبنان رفض وصف حزب الله بالارهابي

رئيس الجمهورية تلقى اتصالا من الأمين العام للأمم المتحدة غوتييريس: ندعم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان

أهذه طريق القدس/علي الأمين/جنوبية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/11/2017

تغريدات لنوفل ضو: الهروب الى الأمام ليس سياسة دولة

فارس سعيد: نرفض النظام الأمني لعهد عون

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

البابا فرنسيس يوجه رسالة الى الشعب اللبناني

الجبير: الحريري لم يعد قادرًا على الحكم كما يشاء فالتحديات تغيرت

البحرين: “حزب الله” يسرح ويمرح بقطر كما في لبنان

السفير السعودي الجديد يصل بيروت اليوم

عكاظ: الرئيس عون بات يشكل عقبة كبيرة في اختلاق المشكلات في لبنان

تيار «المستقبل»: الحريري يزور مصر غداً

السلاح الإيراني في لبنان/رضوان السيد/صحيفة "الاتحاد

سامي الجميل بدأ زيارة رسمية للأردن

نادر الحريري: ساتقدم بدعوى قضائية ضد فداء عيتاني لنشره اكاذيب بحقي على مدونته الخاصة

فداء العيتاني لنادر الحريري: كشف الاكاذيب"مش من مصلحتك"

مجلس العمل اللبناني في السعودية ناشد الرئيس عون تبريد الأجواء ووقف الحملات الإعلامية وحذر من سياسة حرق المراكب مع السعودية

الخارجية: مدة تسجيل المنتشرين للانتخابات تنتهي غدا

كلودين عون روكز ترد على مارسيل غانم: هذا ليس من اخلاقياتنا ولا من عاداتنا

حاكم مصرف لبنان لـ«الحياة»: مستعدون لعقوبات أميركية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: السعودية لن تقف مكتوفة إزاء اعتداءات إيران

قرقاش: قرار الجامعة العربية حول تدخلات إيران تاريخي

الاستخبارات الأميركية تصنف قطر وجهة للاتجار بالبشر

الكونغرس الأميركي يحقق في ثروات زعماء إيران

نتنياهو: نخوض مع مصر كفاحاً ضد الإرهاب والتطرف

ترامب وماكرون متفقان على ضرورة مواجهة حزب الله وإيران

الجنرال هايتن: لن أطيع أوامر ترمب باستخدام السلاح النووي بشكل غير قانوني رفضاً للمخاطرة بالسجن مدى الحياة

وكالات أنباء عالمية: دوافع سياسية وراء الحملات ضد السعودية

فضيحة فساد جديدة للنظام الحاكم في قطر وألمانيا تحقق بشبهات حول استثمارات بـ«دويتشة بنك»

طرد «داعش» من البوكمال السورية بعد هجوم لقوات النظام بدعم جوي روسي

«التحالف العربي»: عمليات القصف تتماشى مع القوانين الدولية والإنسانية وتشكيل لجنة بأمر ملكي لمتابعة طلبات المتضررين باليمن

السعودية تحقق 450 مليار ريال إيرادات خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي ووزارة المالية تصدر تقريرها الربعي الثالث لأداء الميزانية العامة للدولة

ضغوط أميركية ترغم الحشد الشعبي على الانسحاب من المناطق المحاذية لكردستان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحاجة إلى مؤتمر وطني إنقاذي عام يجمع المتضرّرين من «أفعال السلاح»/وسام سعادة/المستقبل

مِن باب فاطِمَة إلى بابِ المَندَب/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

إرتباكٌ يضرب التحالفات/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

أيّ مستقبل لـ«الطائف» والنظام/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

الحريري يتَّكل على عون... وعون يتَّكل على «الحزب»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

من حفاوة الاليزيه الى حماوة القاهرة لبنان دخل خارطة الطريق الدولية/الهام فريحة/الأنوار

أبعد من استقالة.. إنه مصير لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

غياب الأسد عن الحدث اللبناني/ حازم الامين/الحياة

العين الثالثة (سماحة السيد عون ... ودولة الخيام!)/سعود الريس/الحياة

وداعاً لبنان الذي عرفناه/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

لبنان يواجه مصيره أيضاً/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الحريري «محتجزاً»... كذبة 2017/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

المونوبولي» الإيراني/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

هل يجتاز أهل الخليج الامتحان في كل هذه الجبهات/ جورج سمعان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

زاسبيكين: روسيا لا تتدخل في ما يقرره اللبنانيون وحزب الله طرف سياسي اساسي

طلال المرعبي رحب بعودة الحريري

النجاري: نهتم بلبنان ونساعده ان ينأى بنفسه عن الصراعات في المنطقة

علي فضل الله مستقبلا العلاوي: لمعالجة مناشىء الإرهاب حتى لا يعود بمسميات جديدة

وليد خوري: هناك مطالب سعودية ليس بمقدور لبنان ان يلبيها واذا كان سقف التسوية اقصاء حزب الله فهذا غير وارد

امين السيد: السعودية فشلت في اخذ لبنان الى التأزم والتوتر

الرياشي: لا مشكلة بين الحريري وجعجع والقوات لم تساهم في الاستقالة

 

تفاصيل النشرة

أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف

انجيل القديس لوقا/19/29و40/"واذ قرب من بيت فاجي وبيت عنيا عند الجبل الذي يدعى جبل الزيتون ارسل اثنين من تلاميذه  قائلا. اذهبا الى القرية التي امامكما وحين تدخلانها تجدان جحشا مربوطا لم يجلس عليه احد من الناس قط. فحلاه وأتيا به. وان سألكما احد لماذا تحلانه فقولا له هكذا ان الرب محتاج اليه. فمضى المرسلان ووجدا كما قال لهما. وفيما هما يحلان الجحش قال لهما اصحابه لماذا تحلان الجحش. فقالا الرب محتاج اليه. وأتيا به الى يسوع وطرحا ثيابهما على الجحش واركبا يسوع. وفيما هو سائر فرشوا ثيابهم في الطريق. ولما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لاجل جميع القوات التي نظروا. قائلين مبارك الملك الآتي باسم الرب. سلام في السماء ومجد في الاعالي. "فقال له بعض الفريسيين من الجموع: يا معلم، قل لتلاميذك أن يسكتوا! فأجابهم يسوع: أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فالحجارة تهتف". 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بداية نهاية ارهاب حزب الله ومشروع راعيته إيران

الياس بجاني/19 تشرين/17

نرحب ببيان الجامعة العربية الذي صنف حزب الله ارهابياً وقرر جدياً التعاطي معه ومع إيران على هذا الأساس على كافة الصعد والمستويات ومنها العسكرية...كما قرر أن يعتبر أي حكومة لبنانية تضم الحزب حكومة معادية.. أهل الحكم لجأوا إلى حفاضات البامبرز وتحفضوا... قربت تنحل وينحل. شو فهمنا؟

https://www.facebook.com/elias.y.bejjan

 

حزب الله إيراني ومش لبناني لا من قريب ولا من بعيد

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/17

رفض لبنان الحكم وصف بيان الجامعة العربية حزب الله بالارهابي بحجة أنه مكون اساسي من الشعب اللبناني.غلط 100% هو ايراني 100%..شو فهمنا؟! وعمرو ما يفهم يلي ما بدو يفهم.

 https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

 

سلاح حزب الله يهدد السلام والإستقرار في لبنان وكل الدول العربية

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/17

سلاح حزب الله إيراني وإرهابي واداة مافياوية واجرام واحتلال.. من يحملونه هم مرتزقة، ومن يؤيدونه ويغطونه فإما تملقاً وانتهازية أو ذمية وغباءً. شو فهمنا

 

صحيح يلي ما استحوا ما ماتوا

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/17

اتصل جعجع بالحريري وقال له نحن بانتظارك لنكمل المسيرة سوياً.

ترى أي مسيرة هذه التي يبشرنا بها؟

أهي مسيرة الصفقة الخطيئة والإستسلام ومداكشة الكراسي بالسيادة؟!

ومسيرة الإستكبار ووهم إلغاء الآخرين ووضع كل ملفات حزب الله ودويلته وسلاحه في الأدراج..؟!

كفىاكم استغباءً لعقول وذكاء اللبنانيين.. الصفقة انجرت بكم وانكشفت العورات..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديوهات متفرقة لمقابلات مع سياسيين واعلاميين لبنانيين تتناول اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية ووضع لبنان وحزب الله والمشروع الإيراني وهم:

اللواء اشرف ريفي/الإعلامي فارس خشان/الدكتور سامي نادر/الدكتور رضوان السيد/الدكتور مكرم رباح/الوزير ملحم الرياشي/الجامعة العربية

 

وزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي ضيف قناة العربية//19 تشرين التاني/2017

https://www.youtube.com/watch?v=Bp-OFQDo-JY

 

فارس خشان/ال بي سي/19 تشرين التاني/2017

https://www.youtube.com/watch?v=sKEtbywIzLU

 

الأستاذ في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر ضيف قناة السعودية الأقتصادية/19 تشرين التاني/2017

https://www.youtube.com/watch?v=DOzTSPsxxHM

 

أستاذ الدراسات الأسلامية الدكتور رضوان السيد ضيف قناة الحدث/19 تشرين التاني/2017

https://www.youtube.com/watch?v=zCa8nyPEpd8

 

مين وصف حزب الله بالإرهابي في اجتماع وزراء خارجية العرب/19 تشرين التاني/2017
https://www.youtube.com/watch?v=OKmhLSYVYhM

 

الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح ضيف قناة السعودية الأقتصادية/19 تشرين التاني/2017

https://www.youtube.com/watch?v=jvPD5IoNzHM&t=20s

 

الوزير ملحم الرياشي/ال أم تي في/بيروت اليوم/19 تشرين التاني/2017

https://www.youtube.com/watch?v=wINwPVJFuws&t=1485s


من الأرشيف/العماد عون في رؤية سيادية موثقة بقلمه عام 1998 عندما تم اعتقال شابين من تياره وبين رؤيته اليوم كرئيس وهو شخصياً وعهده يدعيان على اعلاميين معارضين وتوقيف أحدهم

من أرشيف العماد عون/مقالة ينتقد فيها اعتقال شابين من التيار الوطني الحر وقمع الحريات والأحرار

عون: "يحكم بقوّة مُغتصبة ومُستعارة، يقمع المواطن ولا يحميه، يشجّع الجريمة ولا يكافحها."

بدون عنوان

بقلم العماد ميشال عون

نشرت في العدد 56 من نشرة التيار الإسبوعية بتاريخ 21/08/1998

http://eliasbejjaninews.com/?p=60426

عندما بلغني خبر توقيف شابين من التيار الوطني الحرّ بسبب توزيعهما النشرة اللبنانية، حاولت أن أعطي صفة لهذا الحكم القائم في بيروت، فلم أوفّق، ولهذ كان عنوان هذا العدد "بدون عنوان"، فالأوصاف كثيرة ولا يمكن تغليب أحدها على الآخر.

حكم مفكّك لا يجمع بين أعضائه سوى الفضائح والسرقات والانصياع والعمالة إلى القوّات المحتلّة.

يحكم بقوّة مُغتصبة ومُستعارة، يقمع المواطن ولا يحميه، يشجّع الجريمة ولا يكافحها.

حكم عاجز لا يستطيع تحقيق أي شيء إيجابي كما لا يستطيع حلّ أيّ مشكلة معترضة، لذلك يخلق المشاكل للمواطنين كي يُنسيهم حقوقهم الأساسية فيسكتون لتفادي شرّه.

حكم كاذب يخاف كلمة الحقّ فلا ينطق إلاّ بالكفر والذمّ والقدح والنميمة، ويفتقر إلى الحدّ الأدنى من الحسّ بالمسؤولية وأخلاقية التعاطي مع الناس.

حكم خارج على القانون والأخلاق، وكلّ قرار يتخذّه جريمة.

حكم عبد يبرهن كلّ يوم عن عبوديته بخوفه من كلمة "حريّة" فيعتقل كلّ من يطلقها، ويرتعد من كلمة "تحرير" فيضّطهد من ينادي به.

حكم فاسد يسرق ويشجّع السرقة حتى تضيع المسؤولية ويتورّط الجميع في جوّ الفساد. وهكذا أصبح نموذجاً لكلّ القائمين بأعمال السطوّ على أموال الناس.

حكم ذليل يعوّض عن ذلّه أمام الاحتلال بالاستقواء على ضعفاء الناس، ويتبهور على شاشة التلفزيون.

حكم جبان يخاف من ظلّه فيضرب يمنة ويسرى، فلا يطال سوى الأبرياء العزّل من كلّ سلاح، وينحني أمام كلّ خارج على القانون.

حكم عصابات تعمل للخارج ولنفسها، تتجاوز القانون وتدّعي المحافظة عليه في ظلّ قضاء غطّى بصمته كلّ المعاصي.

حكم مذعور ليس في سجلّه حسنة واحدة تشفع به يوم القيامة الآتية، وضميره مليء بالجرائم ويخشى أن يعامَل بأسوأ ممّا عامل الناس به.

حكم وقح يرتكب المعاصي ولا يستتر.

إن العين التي لاحقت قايين إلى القبر ما زالت ساهرة وستلاحق جميع أهل الحكم إلى ما بعد القبر لأنه لن يكون لهم قبور فعظامهم ستُرمى إلى … .

*العماد ميشال عون

١٩٩٨ – العدد ٥٦ /٨/ الجمعة ٢١

موقف الأسبوع

السلاح بإيد "الجبان" بيجرح

 

رياضة ذهنية صباحية

ايلي الحاج/فايسبوك/19 تشرين الثاني/17

 - "حزب الله"= "فصائل المقاومة الفلسطينية".

- "التيار الوطني الحر"= "حركة الناصريين المستقلين- المرابطون".

-"جيش وشعب ومقاومة"= "حرية العمل الفدائي".

-"أوعى خيَّك"= "إنصر أخاك...".

- "البعث"= "البعث".

- "لبنان أولاً" = "لبنان أولاً".

( مطلوب الصمود. كما في الأوّل

لبنان حر ومستقل، لأبنائه كافة، على قدم المساواة وليس لفريق).

- مواقف القيادة السعودية الجديدة أعادت التوازن السياسي المفقود في لبنان، وهذا جيد جداً.

- لكل قرار تتخذه في حياتك ثمن.

- أمام سعد الحريري خياران ولكل خيار منطقه وثمنه : حكومة فيشي، أو "فرنسا الحرة".

- أتعاطف. مش هينة أبداً القصة.

 

بيان حركة المبادرة الوطنية نطالب بمواجهة التغول الإيراني وننوه باستراتيجية السعودية

http://eliasbejjaninews.com/?p=60432

حركة المبادرة الوطنية

الهيئة التحضيرية

بيان سياسي

بيروت في 18-11-2017

بدعوةٍ من المملكة العربية السعودية، يجتمع مجلس وزراء الخارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، يوم الأحد المقبل في 19/11/2017 للنظر في مذكرة المملكة التي طلبت عقد الاجتماع لبحث "ما تعرضت له الرياض ليلة السبت الموافق الرابع من تشرين إكتوبر 2017 من عمل عدواني من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن، وذلك بإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك ما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي ارهابي بتفجير انابيب النفط ليلة الجمعة" الماضية، فضلا عن "ما تقوم به إيران في المنطقة العربية (من أعمال) تقوض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم باسره"..

إنّ الهيئة التحضيرية لحركة المبادرة الوطنية إذ تستنكر الاعتداءات والمؤامرات الإيرانية المتكررة على الأمن العربي، والتي ينطلق أكثرها من لبنان، تريد التنبيه إلى الأمور التالية:

أولاً: يتعرض أمن لبنان، وأمن الدول العربية الأُخرى، ومنذ سنوات، لعدوانٍ مستمر من جانب الحرس الثوري الإيراني، والميليشيات التابعة له، وعلى رأسها حزب الله. وقد صار ذلك معروفاً لدى القاصي والداني؛ بل إنّ الحزب يفتخر بذلك، تارةً بالقول إنّ المحور الإيراني يسيطر على أربع عواصم عربية، وتارةً بالقول إنّ الهجوم على المملكة بوجهٍ خاص هو على رأس أولوياته اليوم.

ثانياً: كانت الحكومات اللبنانية السابقة، وعند كل اعتداء إيراني على الداخل اللبناني، أو على الجوار العربي تلجأ إلى الإنكار أو التجاهل. وما كانت هناك غير محاولة وحيدة للتصدي لهذه المشكلة عام 2011 في عهد الرئيس ميشال سليمان بإصدار "إعلان بعبدا" الذي قال بالنأي بالنفس، والتصميم على تحييد لبنان، وعدم استخدام أرضه وأجوائه للعدوان على جواره العربي. لكنّ حزب الله الذي وافق على الإعلان في البداية، سُرعان ما أعلن الخروجَ عليه، والذهاب لمقاتلة الشعب السوري، ومن ورائه سائر العرب.

ثالثاً: لقد تفاقمت حالة الانتهاك والخضوع هذه في عهد رئيس الجمهورية اللبنانية الحالي، الذي أعلن مراراً إمّا عن الحاجة لقوات الحزب في جنوب لبنان في مخالفةٍ صريحةٍ للقرارات الدولية التي تحمي لبنان، لا سيما القراران الدوليان 1559 و1701 وميثاق الجامعة العربية الذي وقّع عليه لبنان باعتباره دولةً مؤسسة للجامعة، فضلاً عن كافة المواثيق العربية والدولية الأخرى أو بأنّ ميليشيا الحزب ستبقى لحين انتهاء أزمة الشرق الأوسط!

رابعاً: إنّ ذهاب المملكة العربية السعودية إلى الجامعة العربية، وإلى المجتمع الدولي، للدفاع عن أمنها وأمن العرب، في وجه التغول الميليشياوي الإيراني، بعد التصدي لتدخلات التخريب الإيراني في البحرين والكويت واليمن، هي استراتيجيةٌ جادَّةٌ وتستحق التقدير والتأييد من سائر الوطنيين العرب، وفي طليعتهم اللبنانيون الذين يعانون من هذا الداء العضال منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005.

لا يجوز أن يبقى لبنان مصدراً للخطر على نفسه، وعلى أشقائه العرب. ولذلك وحمايةً للأمن اللبناني والعربي؛ فإننا نستدعي نهوضاً وطنياً لبنانياً لصون الطائف والدستور والعيش المشترك، والتصدي لممارسات الاختلال والإخلال بالأمن الوطني والعربي.

 

نص بيان وزراء الخارجية العرب وهو يصف حزب الله بالارهابي

الأحد 19 تشرين الثاني 2017

http://eliasbejjaninews.com/?p=60440

وطنية - وصف البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب، "حزب الله، الشريك في الحكومة اللبنانية"، بالارهابي، وحمله "مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية".

وقد اعترض لبنان على 3 بنود في البيان تصف الحزب بالارهابي، مطالبا "بحذف كل ما يتعلق بحزب الله لكي تتم الموافقة على كافة بنود القرار دون تحفظ". كما تحفظ العراق على بندين في البيان أحدهما المتعلق ب"حزب الله".

نص البيان

وفي ما يأتي نص البيان:

"إن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية المنعقد يوم 19/11/2017 برئاسة جمهورية جيبوتي، وحضور أصحاب المعالي وزراء الخارجية ورؤساء وفود الأعضاء ومشاركة معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وبناء على طلب المملكة العربية السعودية،

وبعد إطلاعه على المذكرتين المقدمتين من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين،

وإذ يؤكد على قرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015)،

وإذ يؤكد على المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة،

وإذ يؤكد على قرار قمة عمان رقم 688 بتاريخ 29/3/2017 بشأن التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية،

وإذا يؤكد على البيانات والقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في هذا الشأن وآخرها القرار رقم 8177 د.ع (148) بتاريخ 12/9/2017 بهذا الشأن،

وإذا يؤكد على أهمية أن تكون العلاقات بين الدول العربية والجهورية الإسلامية الايرانية قائمة على مبدأ حسن الجوار والإمتناع عن إستخدام القوة أو التهديد بها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية،

وبعد إن استمع المجلس الى الإيجاز الذي قدمه وفد المملكة العربية السعودية حول آخر عمل عدواني قامت به الميليشيات التابعة لإيران (الحوثي- صالح) بإطلاق صاروخ بالستي ايراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية،

وبعد الإستماع إلى رئيس وفد مملكة البحرين حول ما تتعرض له المملكة من أعمال تخريبية إرهابية وآخرها تفجير أنابيب النفط من قبل جماعات إرهابية مدعومة من أيران،

وبعد إستماعه أيضا إلى كلمات أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،

يقرر

1- الإدانة الشديدة لعملية إطلاق صاروخ بالستي ايراني الصنع من الأراضي اليمنية من قبل الميليشيات الموالية لإيران (الحوثي - صالح) والذي استهدف مدينة الرياض واعتبار ذلك عدوانا صارخا ضد المملكة وتهديدا للأمن القومي العربي.

2- التأكيد على حق المملكة العربية السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها وفق ما نصت عليه المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، ومساندتها في الإجراءات التي تقرر اتخاذها ضد تلك الإنتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية.

3- إدانة جميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في مملكة البحرين وآخرها تفجير خط أنابيب النفط البحريني واعتباره عملا إرهابيا قامت به مجموعة مدعومة من إيران، والحرس الثوري الايراني.

4- استنكار وإدانة التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، وتأسيسها جماعات إرهابية في المملكة ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي، والذي يتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفقا لمبادىء ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

5- دعم مملكة البحرين في جميع ما تتخذه من إجراءات وخطوات لمكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية، للحفاظ على أمنها واستقرارها.

6- الاشادة بجهود الأجهزة الأمنية بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين التي تمكنت من إحباط العديد من المخططات الإرهابية وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ تلك المخططات والمدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي.

7- إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة طبقا للقانون الدولي.

8- إدانة سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، والتأكيد على ضرورة امتناعها عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات وبالذات في دول الخليج العربية ومطالبتها، بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية، وخاصة تدخلاتها في الشأن اليمني والتوقف عن دعمها للميليشيات الموالية لها والمناهضة لحكومة اليمن الشرعية ومدها بالأسلحة، وتحويلها إلى منصة لإطلاق الصواريخ على جيران اليمن وتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما ينعكس سلبا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام، ويعتبر خرقا واضحا لقرار مجلس الأمن رقم 2216.

9- تحميل حزب الله اللبناني الإرهابي - الشريك في الحكومة اللبنانية - مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية، والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم تقديم أي دعم للارهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي.

10- إدانة واستنكار تصريحات المسؤولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية، ومطالبة حكومة الجمهورية الاسلامية الإيرانية بالكف عن هذه التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

11- حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران التي تبث على الأقمار الصناعية العربية باعتبارها تشكل تهديدا للأمن القومي العربي من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، والطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ هذا القرار مع الجهات ذات الصلة.

12- تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن رقم 2231 في ما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ الباليستية وما ينطوي عليه من طبيعة هجومية تقوض الادعاءات الإيرانية حول طبيعته الدفاعية، وما يمثله من تهديد داهم للأمن القومي العربي.

13- تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح ما قامت به إيران من انتهاكات لقرار مجلس الأمن 2216 بتزويد الميليشات الإرهابية في اليمن بالأسلحة، واعتبار إطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من الأراضي اليمنية تجاه مدينة الرياض بمثابة عدوان من قبل إيران وتهديد للأمن والسلم القومي العربي والدولي وإبلاغه بضرورة قيام مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.

14- الاستمرار في إدراج بند التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية على أجندة منتديات التعاون العربي مع الدول والتجمعات الدولية والإقليمية.

15- الطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار وتقديم تقرير حول الإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الشأن إلى الدورة المقبلة للمجلس".

موقف لبنان

وجاء في هامش بيان الجامعة أن "موقف الجمهورية اللبنانية هو الاعتراض على الفقرات 4 و6 و9 في قرار التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية: يعترض لبنان على ذكر حزب الله ووصفه بالارهابي والاشارة الى وجوده في الحكومة. ولا يمكن الموافقة على الامر كونه خارج تصنيف الامم المتحدة، وغير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الارهاب خاصة من حيث التمييز بين المقاومة والارهاب، كون حزب الله يمثل مكونا أساسيا في لبنان وشريحة واسعة من اللبنانيين ولدية كتلة نيابية ووزارية وازنة في المؤسسات الدستورية اللبنانية. ونوافق على باقي البنود في القرار بالرغم من ملامسة بعضها لقرار النأي بالنفس في الحكومة اللبنانية، وندين أي تدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، ونؤكد على موقف الحكومة اللبنانية على النأي بلبنان، وقد طالبنا بحذف كل ما يتعلق بحزب الله لكي تتم الموافقة على كافة بنود القرار دون تحفظ".

كما تضمن الهامش أن وفد جمهورية العراق تحفظ على الفقرتين 8 و9 من القرار.

 

عزام في كلمة لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب: متمسكون بمعادلة تحصين ساحتنا الداخلية والقيام بكل ما يمكن لتقوية علاقاتنا مع اشقائنا العرب

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - جدد لبنان تمسكه ب"المعادلة المتوازنة" القاضية بتحصين ساحته الداخلية "من خلال اطلاق مسار حكومي هادف كضمانة لتماسك الكيان ضمن مؤسسات الدولة وبما يحفظ السلم الأهلي"، توازيا "مع القيام بكل ما يمكن لتقوية علاقات لبنان مع أشقائه العرب واتخاذ الموقف الواضح من كافة القضايا التي تحظى بالاجماع العربي دون المس بوحدتنا الداخلية". وأعرب "لأشقائنا العرب عن ادانتنا لكل ما طاولهم من اعتداء على صفو أمنهم، وعن تضامننا الكامل معهم بكل ما يمس أمن واستقرار بلادهم، اذ ما يمسهم يمسنا قبلهم".

جاء ذلك في كلمة لبنان التي ألقاها المندوب الدائم المناوب لدى جامعة الدول العربية انطوان عزام، في الاجتماع الطارىء لمجلس وزراء خارجية الجامعة، حيث مثل الجمهورية اللبنانية بتكليف من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

وفي ما يأتي نص الكلمة:

"السيد الرئيس، أصحاب المعالي والسعادة،

يلتئم مجلسنا اليوم في دورة غير عادية وفي زمن غير عادي، بتنا جميعنا ومع شديد الأسف نستنفر فيه طاقاتنا ونستعين بصداقاتنا لرد الضربات ولدرء التهديدات التي لم تعد ترتوي من توتير الجو العام في كل من دولنا العربية وحسب، بل بات يستهويها المس الجوهري بمكونات سيادتنا الوطنية والتوازنات الناظمة لاستقرارنا الداخلي، لتضاف إلى التحديات الأمنية الضاغطة على جبهات الإرهاب التكفيري الذي لا يعدم وسيلة للنفاذ من أي ثغرة الى أمن مجتمعاتنا المسالمة، كل ذلك تحت الأنظار الماكرة للعدو الاسرائيلي الذي يتحين الفرصة ليمارس حقده على الأمن القومي العربي، مستغلا أي لحظة ضعف أو فرقة أو تشرذم بين دولنا العربية للنيل منها جمعاء.

ان هذا التوصيف السريع لواقع الحال يجعلنا نستنتج ودون كثير عناء بأن لا سبيل لنا للخروج من تلك المعادلة الضاغطة سوى بسلوك خطين متوازيين لا يتعارضان ولا يحتكان ببعضهما البعض، أي لا يأتي التقدم على صعيد واحد منهما على حساب الآخر، وهنا يكمن كل الجوهر:

أولهما هو تعزيز مؤسساتنا الدستورية، أي تقوية دعائم الدولة على أسس متينة لتستوعب تطلعات شعوبنا وحقها الطبيعي في العيش بأمان بحماية أجهزة الدولة والجيوش الوطنية التي يقع في صلب واجبها صون الكرامة الوطنية والدفاع عن سيادة البلاد.

أما الخط الموازي الآخر، فيكمن في الترفع عن كل ما من شأنه اثارة الفرقة بين دولنا العربية، والاسراع الى حل أي خلاف بالحوار العقلاني بحيث يصغي كل طرف لهواجس الآخر بعيدا عن لغة التهديد والوعيد أو - لا سمح الله - عن كل ما قد يعتبر مسا باستقلال أو سيادة البلد، وذلك احتراما لروابط الأخوة، كما والتزاما بميثاق جامعة الدول العربية.

وعليه فان لبنان، العضو المؤسس لجامعتنا، العربي الهوية والانتماء في النص كما وبالممارسة، في دستوره كما وفي نضالات شعبه، في ماضيه وحاضره ومستقبله، انما هو على قناعة راسخة بأن مسلكي تقوية مؤسسات الجمهورية اللبنانية وتعزيز العمل العربي المشترك ليس فقط لا يتعارضان، بل يغذي كل واحد منهما اندفاعة وزخم الآخر.

انطلاقا من تلك القناعة، واتقاء لشر الحرائق التي راحت تنهش العديد من الدول العربية الشقيقة، سعى لبنان جاهدا الى تحصين ساحته الداخلية من خلال اطلاق مسار حكومي هادف كضمانة لتماسك الكيان ضمن مؤسسات الدولة وبما يحفظ السلم الأهلي، توازيا مع القيام بكل ما يمكن لتقوية علاقات لبنان مع أشقائه العرب واتخاذ الموقف الواضح من كافة القضايا التي تحظى بالاجماع العربي دون المس بوحدتنا الداخلية. أما القضايا الخلافية، فقد آثر لبنان الرسمي، وبالاستناد الى موقفه المبدئي القاضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بالابتعاد عن كل ما يمكن أن ينقل التوتر الى ساحته الداخلية، ملتزما النأي بنفسه لعدم قدرته على التأثير ايجابا في الصراعات الدائرة من حوله، مكتفيا بتحمل الأعباء الانسانية الناجمة عن تحوله الى بلد نزوح بامتياز.

نجدها فرصة اليوم، لنجدد تمسك لبنان بهذه المعادلة المتوازنة ولنعرب لأشقائنا العرب عن ادانتنا لكل ما طاولهم من اعتداء على صفو أمنهم، وعن تضامننا الكامل معهم بكل ما يمس أمن واستقرار بلادهم، اذ ما يمسهم يمسنا قبلهم، كيف لا والمواطنون اللبنانيون يعيشون في تلك الدول الشقيقة في بلادهم الثانية، ويساهمون تحت سقف قوانينها وأنظمتها بنهضتها وتطورها والتي بات استقرارها ونموها صنوا لأمنهم ورخائهم. كيف لا وقد اضطلعت هذه الدول بدور الراعي والداعم الأول لاقتصاد لبنان واعادة اعماره، وبالتالي فاننا نبقى على يقين بأن من ساهم بلا حدود في ترسيخ السلم الأهلي في لبنان يستحيل عليه إلا وأن يتفهم مقتضيات الوفاق الوطني ومستلزمات العيش المشترك فيه.

وبالمقابل، فان الجمهورية اللبنانية لن تبخل، ضمن الحدود الضاغطة لامكاناتها وللهوامش المتاحة لقدرتها على التأثير، في توفير شتى أنواع التضامن والدعم لأي دولة عربية تحدق بها الأخطار والتهديدات، معولين على استمرار دعم الأشقاء العرب للبنان الذي لا ضمانة له وللعرب معا خارج سيادة وكرامة واستقلال مؤسساته.

يبقى لنا أن نقول حول مسألة كيفية التصدي للتدخلات الخارجية في الدول العربية من أي جهة غير عربية كانت، بأن المسؤول عن نفاذ شتى أنواع التدخل الخارجي في شؤون دولنا العربية، هو التراجع في منظومة الأمن القومي العربي جراء التباعد والانقسام، هو الفراغ الذي لا تتردد أي من القوى الاقليمية والعالمية في العمل على استغلاله وملئه وفقا لمصالحها، هي الانقسامات الداخلية ضمن البلد الواحد وصولا الى الحروب الأهلية الدامية، هو ضعف مؤسسات الدولة وتراجع سلطتها وهيبتها واضمحلال قدرتها على الدفاع عن سيادتها في وجه التدخلات الخارجية والاحتلالات. وبالتالي فان آخر ما يجب أن تكون عليه كيفية التصدي لتلك التدخلات هو المزيد من التباعد والانقسام بين الأشقاء العرب والمزيد من الاضعاف لمؤسسات الدولة والمزيد من الازكاء للتوترات الداخلية وتعريض السلم الأهلي للخطر، حيث لا يستفيد عندها سوى الاستباحات الخارجية لوطننا العربي.

لا خلاص لنا الا بالتفهم بين بلداننا العربية وبتعزيز الأمن القومي العربي وبتطوير البناء المؤسساتي لدولنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

صواريخ إيران تهدد عواصم عربية

القاهرة - محمد الشاذلي/الحياة/20 تشرين الثاني/17

دان وزراء الخارجية العرب بشدة أمس إطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع، من الأراضي اليمنية، على مدينة الرياض واعتبروا ذلك عدواناً صارخاً ضد السعودية وتهديداً للأمن القومي العربي. وشدد مجلس الجامعة في جلسة غير عادية أمس، على أن صواريخ إيران باتت تهدد عواصم عربية، كما جاء في المؤتمر الصحافي في اختتام المؤتمر الطارئ لاجتماع وزراء الخارجية العرب. وأكد الوزراء حق المملكة العربية السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها وفق ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ومساندتها في الإجراءات التي تقرر اتخاذها ضد تلك الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية (للمزيد).

وعقد مجلس جامعة الدول العربية الجلسة في مقر الجامعة في القاهرة بناء على طلب السعودية للبحث في الانتهاكات الإيرانية الصارخة ضد السعودية ودول عربية. وتحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمام الجلسة الافتتاحية، وقال إن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإيراني السافر، ولن تتوانى في الدفاع عن نفسها والحفاظ على أمن وسلامة شعبها. وقدم الوفد السعودي سجلاً بانتهاكات وتدخلات إيران ضد المملكة، التي وصلت إلى إطلاق 80 صاروخاً تحمل الهوية الإيرانية «عبر عميلها الحوثي في اليمن» تعرضت لها مختلف مدن المملكة. وأكد الجبير أن السكوت عن الاعتداءات الغاشمة لإيران عبر عملائها في المنطقة لن يجعل أي عاصمة عربية في أمان من هذه الصواريخ الباليستية.

كما دعا وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إلى ضرورة أن يتحمل لبنان المسؤولية الكاملة عن أعمال جماعة «حزب الله» الإرهابي، وما يقوم به من اعتداءات في الدول المجاورة في العراق وسورية واليمن والبحرين. وقدم وفد البحرين إلى الاجتماع مذكرة تتضمن ما تقوم به إيران من تدخلات في مملكة البحرين. ودعا وزير الخارجية المصري سامح شكري إيران إلى تحمل المسؤولية، واحترام سيادة الدول العربية والامتناع عن التدخل في شؤونها، والسعي لإقامة علاقات جوار أساسها احترام سيادة الدول العربية، ومبدأ المواطنة، وتجنب إذكاء النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية.

وكان الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط رفض في كلمته بشدة السلوك الإيراني، وقال إن الصاروخ الذي استهدف الرياض إيراني الصنع، وهو رسالة إيرانية واضحة في عدائيتها، لم يُفلح المسؤولون الإيرانيون حتى في تجميلها، بأن العواصم العربية تقع في مرمى صواريخ طهران الباليستية. وأوضح أبو الغيط أنها رسالةٌ غير مقبولة. ودان وزراء الخارجية، في القرار الصادر عن الاجتماع، جميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في مملكة البحرين وآخرها تفجير خط أنابيب النفط البحريني واعتباره عملاً إرهابياً قامت به مجموعة مدعومة من إيران، و «الحرس الثوري» الإيراني. واستنكر الوزراء تأسيس إيران جماعاتٍ إرهابية في مملكة البحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني و «حزب الله» اللبناني الإرهابي.

وقرر الوزراء دعم مملكة البحرين في جميع ما تتخذه من إجراءات وخطوات لمكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية، للحفاظ على أمنها واستقرارها.

وأشاد الوزراء بجهود الأجهزة الأمنية بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين التي تمكنت من إحباط العديد من المخططات الإرهابية وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ تلك المخططات والمدعومة من قِبَل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي.

ودان الوزراء استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) وتأييد كل الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة طبقاً للقانون الدولي.

ودان الوزراء سياسة الحكومة الإيرانية، وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية والتي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، والتأكيد على ضرورة امتناعها عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات وبالذات في دول الخليج العربية، ومطالبتها بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية، وبخاصة تدخلاتها في الشأن اليمني.

وحمل القرار الصادر «حزب الله» اللبناني الإرهابي، الشريك في الحكومة اللبنانية، مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية، والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي.

وقرر الوزراء حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران والتي تبث على الأقمار الاصطناعية العربية باعتبارها تُشكل تهديداً للأمن القومي العربي من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، والطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ هذا القرار مع الجهات ذات الصلة.

وكلف الوزراء المجموعة العربية في نيويورك، مخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن رقم (2231), ولتوضيح ما قامت به إيران من انتهاكاتٍ لقرار مجلس الأمن (2216) بتزويد الميليشيات الإرهابية في اليمن بالأسلحة واعتبار إطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من الأراضي اليمنية تجاه الرياض بمثابة عدوان من قِبَل إيران وتهديد للأمن والسلم القومي العربي والدولي وإبلاغه بضرورة قيام مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.

واعترض لبنان على ذكر «حزب الله» ووصفه بالإرهابي والإشارة إلى وجوده في الحكومة، وسجل المندوب اللبناني في تذييل القرار أنه لا يمكن الموافقة على الأمر كونه خارج تصنيف الأمم المتحدة وغير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب.

وتحفظ العراق عن فقرتين: إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، وإدانة سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية والتي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية.

 

باسيل اتصل بعدد من نظرائه العرب ولبنان رفض وصف حزب الله بالارهابي

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أجرى اليوم اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية عدد من الدول العربية لتخفيف حدة بيان اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة. ورفض لبنان وصف البيان ل"حزب الله" بالارهابي "لأنه مكون اساسي من الشعب اللبناني"، كما أكد التمسك بموقفه الثابت ألا وهو النأي بلبنان الذي يرفض التدخل بشؤون الدول الأخرى، كما يرفض تدخل الدول الأخرى بشؤونه، ويدين أي اعتداء على أي دولة عربية.

 

رئيس الجمهورية تلقى اتصالا من الأمين العام للأمم المتحدة غوتييريس: ندعم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتييريس، تم خلاله عرض التطورات الأخيرة، لا سيما تلك التي استجدت بعد اعلان رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري استقالته من الخارج. وقد اكد غوتييريس للرئيس عون اهتمام الأمم المتحدة بالوضع في لبنان ومتابعة المستجدات فيه عن كثب، مشددا على دعم الاستقرار الامني والسياسي فيه. وشكر رئيس الجمهورية الأمين العام للأمم المتحدة على المواقف التي صدرت عنه وعن الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية للبنان بعد اعلان الرئيس الحريري استقالته، منوها بالجهود المبذولة لعقد اجتماع للدول الأعضاء في المجموعة في باريس قريبا. واتفق الرئيس عون وغوتييريس على استمرار التواصل بينهما، لاستكمال البحث والمواضيع التي تم التطرق اليها خلال الاتصال.

 

أهذه طريق القدس؟

علي الأمين/جنوبية/ 19 نوفمبر، 2017

إذا جرى تقييم موضوعي لخلاصة “جهاد” لواء القدس الإيراني في الدول العربية، سنجد أنّه كان مساهماً فعالاً في مزيد من ارتهان المنطقة العربية ودمارها وسقوطها، إلاّ القدس. منذ أن بدأت إيران بتصدير إيديولوجيتها و”حرسها” إلى العرب، كانت تقدم نفسها بديلاً من “نظام الخيانة العربي”، بعد هذه العقود ماذا فعلت إيران وما خلاصة نتائج مشروعها في بلاد العرب، الدمار والخواء والعصبيات المذهبية والاثنية وترسيخ اسرائيل. الثورة الاسلامية والصحوة الإسلامية وزحفاً زحفاً نحو القدس أكبر عملية نصب إيرانية تعرضت لها المجتمعات العربية. نحن لا نبرىء الدول الكبرى من النزعة الإنتقامية والاستعمارية ضد العرب ومجتمعاتهم، لكن ما لاقاه العرب من دعاة تحريرهم وحمايتهم في إيران كان أشد وأدهى.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/11/2017

الأحد 19 تشرين الثاني 2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان والانتظارات الثلاثة. وبين الانتظارات والنتائج، ثلاثة محاور ثابتة حتى الآن هي: قناعة دولية راسخة بوجوب استمرار الاستقرار في لبنان، واقتناع الأفرقاء اللبنانيين بالحفاظ على وحدتهم الوطنية، وتأكيد العمل المستمر لمزيد من التحصين الأمني والنقدي.

وأما الانتظارات الثلاثة فهي:

- عودة الرئيس سعد الحريري الذي سيشارك في احتفالات عيد الاستقلال يوم الأربعاء المقبل.

- والاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء اليوم، والذي انعقد بطلب من السعودية للبحث في طرق التعامل مع الدور الايراني في الشرق الأوسط. وقد برز موقف كل من الأمين العام للجامعة ووزير الخارجية السعودية ووزير الخارجية البحرينية الذين كالوا الاتهامات ل"حزب الله" ولإيران، وكان تشديد على الميدان اليمني خصوصا، وعلى خلايا الحزب في الكويت والبحرين. ولكنهم في الافتتاحية لم يهاجموا الحكم في لبنان.

- والانتظار الثالث هو مآل التطورات السياسية والميدانية في المنطقة والخليج، وإن كان هذا الانتظار غير واضح الأفق حتى الآن.

أما بالنسبة الى الانتظارين الأول والثاني، فالقاسم المشترك بينهما هو الاعتراض على الدور الايراني والموقف من "حزب الله".

وفي ظل الترقب لمجريات اجتماع وزراء الخارجية العرب منذ الخامسة والربع مساء اليوم، ولموقف لبنان الذي يغيب عنه الوزير باسيل ويحضره مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة العربية انطوان عزام، تكثفت الاتصالات الدولية لتخفيض حدة الموقف السعودي المدعوم من بعض دول الخليج بما يتعلق بالتدخلات الايرانية في المنطقة ودور "حزب الله"، من دون أي هجوم على لبنان، وقد دخلت على أجواء التهدئة كل من باريس وواشنطن، اللتين تسعيان من خلال اتصالاتهما إلى الحفاظ على استقرار لبنان.

وفي باريس، وفي اليوم الثاني له، عقد الرئيس سعد الحريري اجتماعات كثيفة مع عدد من السياسيين القريبين منه، لوضع خطوات مرحلة ما بعد الاستقالة، وربما يزور مصر والكويت، قبل ان يعود إلى بيروت حيث سيلتقي رئيس الجمهورية ويعلن مواقفه والمطالب السياسية، سواء بالعودة عن الاستقالة، أم اذا تم تكليفه بعد مشاورات نيابية لتأليف الحكومة الجديدة.

ولقد استمر توافد الاقرباء والعائلة إلى باريس. صباح اليوم وصلت النائبة بهية الحريري مع نجلها أحمد الحريري. كما انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها الحريري وهو يعانق عمته النائبة بهية الحريري. وأرفق احمد الحريري الصورة بتعليق "طريقنا- طريقك".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هي صورة سوريالية بكل ما للكلمة من معنى عربي. اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب، يرفع عنوان التصدي لتدخلات إيران، ويخفض الصوت إلى حد الخرس عن إقفال الولايات المتحدة لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية، فأين فلسطين يا عرب؟، أين القضية؟، ولماذا لم يتطرق إليها المجتمعون ولو بكلمة لرفع العتب؟.

في اجتماع الجامعة الذي تغيب عنه حوال ثلث الوزراء، كلام عن سعي طهران لأن يكون اليمن شوكة في خاصرة السعودية، وغض طرف عن غدة سرطانية تحاول أن تنتشر في قلب فلسطين، وتتفشى توسعا في أرض العرب، ولا ترياق لها سوى المقاومة.

في القاهرة، تأكيد من السعودية أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما وصفته بإعتداءات إيران. ومن أنطاليا التي شهدت تحضيرا لقمة سوتشي الروسية- التركية- الإيرانية، رد إيراني يقول: من السخرية اتهام طهران بزعزعة الاستقرار الإقليمي بينما تغذي السعودية الإرهاب، وتشن حربا ضد اليمن، وتحاصر قطر، وتشعل نيران الأزمة في لبنان.

على أية حال، لبنان أدى قسطه إلى العلى لسحب فتائل التوتر، فنأى بنفسه عن حضور وزير خارجيته الاجتماع، وقام بما يلزم من اتصالات لتخفيف حدة الموقف العربي والخليجي تحديدا، وبدا أن هناك دولا تتفهم الموقف اللبناني.

في مدينة البوكمال سقط "كوريدور داعش" بين سوريا والعراق بالتمام والكمال، بفعل ضربات الجيش السوري وحلفائه.

وفي الانتظار، ظلت المتابعات اللبنانية منصبة على خروج الرئيس سعد الحريري من السعودية إلى فرنسا، قبل أن يعود قبل يوم الأربعاء إلى بيروت حيث يشارك في احتفال عيد الاستقلال، ويلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون، ويطلعه على خياراته الجديدة بعد إعلان استقالته الملتبسة من الرياض. علما بأن معلومات تحدثت عن نيته زيارة مصر والكويت قبل العودة إلى لبنان.

على أن الحريري أطلق دفعة مواقف سباقة من منزله في باريس، جاءت على قياس ان حال التضامن الوطني والالتفاف التي سادت خلال وجوده في السعودية، تقع مسؤولية عدم تضييعها على الجميع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

اكتمال التحرير في البوكمال، مقدمة اعلان الانتصار النهائي على "داعش" في سوريا بعد العراق. الجيش السوري والحلفاء في محور المقاومة، أثبتوا قدرة فائقة على الثبات بوجه الهندسة الأميركية لانتشار الارهابيين في المدينة وأطرافها، فكان أهل الأرض أقدر وأبصر وأقوى في التقدم والحسم.

فر "داعش" من البوكمال، بمعاونة الانزالات الجوية الأميركية، وباعتراف تنسيقيات الارهابيين. وهكذا تسحب واشنطن ورقة مهزومة مرغمة، لترمي بالورقة السعودية ومشروع محمد بن سلمان ضد ايران ولبنان واليمن، من منصة عربية ليست جامعة للارادة العربية.

لم تكن لغة التحريض ضد لبنان مستبعدة عن اجتماع الوزراء العرب، فاستشعر ذلك متسلحا بالوحدة والتماسك الذي اثمر تحريرا لرئيس حكومته من المعتقل السعودي، أما ما بعد ذلك من مراحل ومواقف فمتروك إلى ما بعد عودة الحريري إلى بيروت وتقديم استقالته دستوريا، كما قال.

ومن لبنان إلى فلسطين، تتسلل استسلامات ابن سلمان الطائعة لتل أبيب وواشنطن. الجديد استعداده لدفع المليارات مقابل تخلي الفلسطينيين عن أرضهم المحتلة، في التسوية التي يعد لها ترامب ويحلم بها الصهاينة، بحسب ما كشف الاعلام الصهيوني.

أما حفرة الوحل اليمنية التي وقعت فيها السعودية، فتتسع حولها دائرة الاستنكار الدولي ضد الحصار المفروض على سواحل اليمن وتهديد الملايين بالموت جوعا. ومن فم وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو وصف واضح للسعودية: هي البلد الأكثر استبدادا في العالم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

مؤتمر وزراء الخارجية العرب تضامن مع السعودية، فبيانه الختامي صيغ بحيث يظهر للعالم بأن الخطر الايراني لا يهدد السعودية بل كل العرب الذين باتوا في مرمى الصواريخ الايرانية، وعرضة للمحاولات الايرانية لضرب استقرار دولهم عبر أذرعها المسلحة الناشطة فيها وفي مقدمها "حزب الله".

أما لبنان الذي غاب وزير خارجيته عن القمة وخفض تمثيله فيها، فقد أصابه البيان مباشرة عبر وصف "حزب الله" بالارهابي، ودعوة الدولة اللبنانية إلى وضع حد لأنشطته الاقليمية. وقد رفض مندوب لبنان في الجامعة الاعتداءات التي تتعرض لها الدول العربية، كما رفض وصف "حزب الله" بالارهابي، ما سيدفع ممثل لبنان إلى الامتناع عن التصويت إو إلى النأي بالنفس. وكان العرب تلقوا دعم الرئيسين ترامب وماكرون اللذين اتفقا على مواجهة أنشطة ايران و"حزب الله" المزعزعة للاستقرار.

وتشاء الصدف ان يحط الرئيس الحريري في القاهرة الاثنين، وغبار بيان وزراء الخارجية العرب غير العادي لم ينجل بعد. وليس من باب الصدف ان مضمون البيان يعزز الحجج التي سيواجه بها الحريري شركاءه في التسوية المتوفاة، والمنطق يقول إن أخذوا بهدي البيان وما تضمنه من تحذيرات للبنان بضرورة تجميع شتات سيادته من "حزب الله"، يعود الحريري عن استقالته ويقيم التسوية من قبرها، وتبدأ مسيرة العبور إلى الدولة ولو متاخرة عاما كاملا، وإلا فإن المسار والمصير معروفان، فوضى مؤسساتية واقتصادية، تراجع في علاقات لبنان مع جيرانه العرب ومعظم الدول الكبرى المؤثرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ما كان هدد به أحد الوزراء العرب بأن لبنان مقبل على انفجار، ظهر اليوم من خلال المسودة المعدة من قبل السعودية، والتي جرى تسريبها ومحاولة تهريبها في اجتماع القاهرة لضرب لبنان وعلاقاته العربية وسلمه الأهلي، عبر نعته بالارهابي وتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية الأعمال الارهابية التي تجري في المنطقة، ومحاولة أخذ الحكومة اللبنانية إلى مجلس الأمن لمحاكمتها واضطهادها بصفة دعم الارهاب.

لم تمر المسودة السعودية الأولى واستعيض عنها بثانية معدلة، رفضها لبنان بشكل كامل، رفض تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية ونعت "حزب الله" بالارهابي. وبينما يستند البيان إلى قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن، فإن الأمم المتحدة لا تصنف "حزب الله" بالمنظمة الارهابية.

هذا في القاهرة، أما بين نيويورك وبعبدا، فقد تلقى رئيس الجمهورية، ليل أمس، اتصالا من الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أكد دعم استقرار لبنان وسروره بانتهاء الأزمة التي عاشتها الحكومة على مدى أسبوعين.

في المقابل، شكر رئيس الجمهورية للأمم المتحدة دعمها الواضح لاستقرار البلاد، لاسيما بالمواقف المؤيدة الصادرة عن مجموعة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مع الامم المتحدة والمانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية. ووفق معلومات الotv فإن الاتصال تناول امكان عقد اجتماع لهذه المجموعة الاسبوع المقبل في فرنسا، علما أن هذه المسألة تبدو دقيقة وحساسة بحيث يمكن ان تكون فعلا لدعم لبنان، بينما يحاول بعض الدول العربية استدراج هذه المجموعة إلى خطوة من نوع المحاولة التي جرت في القاهرة اليوم. وقد اتفق رئيس الجمهورية والأمين العام للأمم المتحدة على استكمال التواصل، قبل اجتماع المجموعة الدولية وبعده.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إذا كان كل الأفرقاء اللبنانيين يريدون حلا لأزمة استقالة الرئيس الحريري، فنحن أمام ساعات حساسة، يشتد فيها السباق على محورين: محور تثبيت الاستقالة أمام رئيس الجمهورية، أو العودة عنها ضمن شروط لن يحددها الرئيس الحريري إلا امام الرئيس عون. ومحور الاشتباك العربي- الايراني، المتمثل بمداولات وزراء الخارجية العرب في القاهرة، والبيان الختامي الذي سيصدر بعد قليل نتيجة الاجتماع الاستثنائي الذي دعت اليه السعودية تحت عنوان انتهاكات ايران في الدول العربية.

النقطة المفصلية في كل ما تقدم، بيان وزراء الخارجية العرب، الذي علمت الـLBCI انه قد يخلص إلى تسمية "حزب الله" ووصفه بالارهابي، مع تحميله مسؤولية دعم الارهاب مع الحرس الثوري الايراني.

إذا صدر البيان بهذه الصيغة، ولو مع بعض التحفظات، تطرح الأسئلة التالية: هل يعود الحريري عن الاستقالة، أم ان القرار السعودي بالاستقالة سيبقى أولوية؟. إذا صنف العرب "حزب الله" منظمة ارهابية، فكيف للحريري ان يترأس حكومة يمتثل فيها الحزب؟. وهل خروج الحريري من الرياض شيء، أما قرار الاستقالة فشيء آخر مرتبط بجملة ضوابط بعضها محلي وبعضها سعودي ودولي؟.

تزامنا، أجرى وزير الخارجية جبران باسيل مروحة اتصالات شملت عددا من نظرائه العرب، عملت على كسر حدة البيان، وأكدت دعم لبنان له ولكل ما يتعلق برفض التدخل في الشؤون العربية، فيما بقي الاعتراض اللبناني على نقطة ذكر "حزب الله" بالاسم وعلى وصفه بالارهابي.

وسط كل هذا، يلقي الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمة في السادسة من مساء غد، ستتطرق منطقيا إلى قرار وزراء الخارجية العرب، لكنها ستركز حتما على القضاء على تنظيم "داعش" في آخر معاقله السورية، في مدينة البوكمال، مع كل ما من تداعيات لذلك على عملية محاربة الارهاب.

كل الأنظار متجهة إذا الى البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب، وعليه، يبنى على الشيء مقتضاه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

خلاصة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب المملكة العربية السعودية، ان الكيل طفح من ايران وممارساتها غير المقبولة بحق الدول العربية. وفي هذا الاطار قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ان استهداف عاصمة عربية بصواريخ بالستية من عناصر غير شرعية، تهديد خطير، فالصاروخ البالستي الذي أطلقه الحوثيون تجاه الممكلة مؤخرا هو ايراني الصنع، ورسالة ايرانية واضحة في عدائها وهي ان العواصم العربية تقع في مرمى صواريخ طهران البالستية.

وفيما برز في الاجتماع الدعوة إلى عمل عربي مشترك لمواجهة ايران وأذرعها في المنطقة، مع تسمية الحوثيين في اليمن و"حزب الله" في لبنان، سبقت ايران الاجتماع العربي الطارئ بتكرار الهجوم على المملكة العربية السعودية عبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف.

لبنانيا، وفي انتظار عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، لفت الانتباه الاتصال بين الرئيسين الأميركي والفرنسي واعلان البيت الأبيض ان الزعيمين اتفقا على ضرورة العمل مع الحلفاء لمواجهة أنشطة "حزب الله" وايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على صاروخ بالستي إيراني واحد التأمت جامعة الدول العربية من مستوى وزراء الخارجية. غير أن الوزراء لم يظهر منهم سوى السعودي والبحراني على المنصة المعلنة، والإماراتي خلف الاجتماعات المغلقة، لكن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ناب عن الجميع، فوضع على خاصرته خنجرا يمنيا من فرع السلطة وفي فمه بضع "قات"، واعتلى طائرة تحالف حربية ليقصف قصف عشواء، وهو نافس وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على عشق أرض الحجاز، وتخطى قلق البحرين على أنابيب نفطها، وارتفع إلى مستوى الدهشة في خطابه المذهبي الذي فرق بين سنة وشيعة.

وأمام حدة أبو الغيط، لم يكن هناك من دواع للتصعيد، فجاءت مواقف السعودية ومملكة البحرين منخفضة عن سقوفه العالية، فدعت إلى عدم التراخي مع إيران لأن السكوت عن الاعتداءات الغاشمة عبر أتباع طهران لن يترك عاصمة عربية في أمان من الصواريخ الباليستية.

وداخل الاجتماعات التي ستؤسس للبيان الختامي، كان دور لبنان متماسكا يديره السفير أنطوان عزام الذي فتح خطوطا ساخنة مع الخارجية، فيما تولى الوزير جبران باسيل عملية تواصل من بيروت مع عدد من وزراء الخارجية العرب للوصول إلى بيان يحمل صيغة مخففة اللهجة. هذا التواصل لم يمنع النقاش الحاد، والذي يسعى لبيان متضمنا إدانة واضحة لإيران و"حزب الله"، وهو ما شجبه السفير عزام رافضا وصف الحزب بالإرهابي أو التدخل في الشأن اللبناني.

على أن هذه الاجتماعات لا تعدو كونها إنقاذا لماء وجه سعودي، وخروجا من أزمة رسمتها بزيت ونار، وأرادت من خلالها إشعال حرب لبنانية أفشلتها إسرائيل نفسها. وخطوات ما بعد الفشل ستكون بعودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت من المعبر الباريسي، من دون أن تتحدد بعد وجهته إلى مصر ولقاؤه الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما تستعد شوارع لبنانية لاستقباله استقبال الأبطال المحررين، حيث ارتفعت صوره في معظم الأحياء بما فيها ضمنا طريق المطار الرئيسية. سيعود الحريري إلى بيروت من مطار بيروت، وليس من أي مرفق أو معبر آخر.

وفي حرب المعابر، وقتت العراق وايران إعلان النصر على "داعش" في البوكمال على زمن الجامعة العربية، فأهدتها طريقا دولية ستصبح مفتوحة من بغداد إلى دمشق وطهران، أما رد الجامعة فقد جاء على الطريقة السورية، إذ قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: سوف نحتفظ بحقنا في الرد في التوقيت الذي نراه مناسبا.

 

تغريدات لنوفل ضو: الهروب الى الأمام ليس سياسة دولة

الأحد 19 تشرين الثاني 2017

"لماذا يغيب وزير خارجية لبنان عن اجتماع الجامعة العربية اليوم؟ لماذا لا يذهب ويواجه طالما أننا في عهد الاقوياء؟ لماذا لا يدافع عن السياسة التي يعتمدها امام المجتمع العربي؟ او لماذا لا يقول بأن السياسة التي اعتمدها اوصلت لبنان الى ما هو عليه؟ الهروب الى الامام ليس سياسة دولة!".

*لو لم تكن الحكومة مستقيلة لكانت المطالبة باستقالتها بعد بيان الجامعة العربية ضرورة. اما وانها مستقيلة فوجب على اركانها ان يخجلوا من انفسهم ومن تسويتهم التي قالوا انها صنعت في لبنان والتي اوصلتنا الى ما نحن فيه... افضل لكم وللبنان ان تضعوا حدا لتذاكيكم المريض وتعتزلوا السياسة

عوض ان نعترف بالحقيقة المرة التي تضمنها بيان الجامعة العربية يتحدث المسؤولون عن انتصار للدبلوماسية اللبنانية لأنها حالت دون تحميل الجمهورية اللبنانية مسؤولية اعمال حزب الله ودون تعليق عضوية لبنان في الجامعة العربية... ماذا نسمي هذه المقاربة؟ سذاجة؟ جهل؟ عدم كفاءة؟ لو كنت اعلم!

*الحفاظ على الاستقرار في لبنان ضرورة...لكن الاستقرار الحقيقي ليس ما يفرضه حزب الله على اللبنانيين بالقوة بل ما تفرضه سيادة الدستور ومرجعية الدولة ومؤسساتها الشرعية. واللبنانيون مدعوون للتصدي لأي تسوية جديدة لا تأخذ في الاعتبار انهاء جذريا لسلاح حزب الله في الداخل كما في الخارج.

*عناصر التسوية الجديدة بدأت ملامحها بالظهور من باريس: حركة دولية - عربية لقواعد اشتباك سياسي وعسكري وامني واقتصادي جديد في لبنان والمنطقة... من يسوق للعودة الى الوراء واهم ... والذين سعوا الى تدويل استقالة الرئيس الحريري بدأوا يشعرون بالندم حيث لم يعد ينفع الندم...

 

فارس سعيد: نرفض النظام الأمني لعهد عون

الأحد 19 تشرين الثاني 2017

"طالما يدافع العماد عون عن سلاح حزب الله ويربطه بأزمة المنطقة طالما حزب الله واثق من"غلبته" فليؤلفوا حكومة من لون واحد تحلّ أزمات لبنان وتتشكل مبادرة وطنية ضد ايران". وأضاف: "الحب المستجدٌ للرئيس الحريري من قبل البعض لن يؤديّ الى استخدام حجمه ورمزيته لتأمين غطاء لسلاح غير شرعي العماد عون "قدّها وقدود" فليُكمل الطريق ويؤمن مصلحة لبنان". وأردف سعيد: "نرفض النظام الأمني لعهد العماد عون الحرية لأحمد الأيوبي حركة المبادرة الوطنية".

*نرجو ان يكون حزب الله فهم الرسالة و يجنبنا تدهور العلاقات مع الأخوة العرب لا لسلاح حزب الله فليعمل في السياسة من دون بندقية

*الجبير للصحيفة الاسبانية ABC: أيّدنا الحريري منذ البداية لكن التحديات تغيّرت اليوم والرجل لم يعد قادرا على الحكم كما يشاء

*زيارة الرئيس الحريري الى باريس بعد الرياض تؤكد على تدوييل استقالته و إعطاء اسباب استقالته بعداً دولياً

*لا يمكن للحريري او غيره ترؤس حكومة بشروط حزب الله لا يمكن لحزب الله تشكيل حكومة من دونه ..أزمة.

*رسالة حركة المبادرة الوطنية لوزراء العرب موقف لبناني صافي مئة في المئة تحية لشباب المبادرة الحرية لأحمد الأيوبي

*نرفض النظام الأمني لعهد العماد عون الحرية لأحمد الأيوبي #حركة المبادرة الوطنية #سنلتقي

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

البابا فرنسيس يوجه رسالة الى الشعب اللبناني

وكالات/ الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /ذكر قداسة البابا فرنسيس بعد صلاة ماريان من دوميني انجيلوس على وجه الخصوص، "الناس الذين يعانون من الفقر المؤلم بسبب الحرب والصراع. ووجه نداء متجددا إلى المجتمع الدولي من "اجل بذل كل جهد ممكن لتعزيز السلام، ولا سيما في الشرق الأوسط". وقال: "اتوجه بشكل خاص إلى الشعب اللبناني العزيز، وأصلي من أجل استقرار البلاد حتى يتمكن من ذلك".

 

الجبير: الحريري لم يعد قادرًا على الحكم كما يشاء فالتحديات تغيرت

بيروت – “السياسة” والوكالات/الأحد 19 تشرين الثاني 017 /نسبت مواقع الكترونية لبنانية تصريحات لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ادلى بها الى صحافيين إسبان، بعد لقائه نظيره الإسباني ألفونسو داستيس، الجمعة الماضي، وذلك تعليقا على استقالة رئيس الوزراء اللبنلني سعد الحريري.

وجاء في هذه التصريحات أن السعودية أيّدت رئيس الحكومة اللبناني المستقيل سعد الحريري منذ البداية ولاحقا، لكن التحديات تغيّرت والرجل لم يعد قادرا على الحكم كما يشاء. ونفى الجبير ما تردد عن ان السعودية تريد زعيما سنيًا أخر غير الحريري، وجدد رفض الكلام عن أن بلاده والدول الأخرى تفرض حصارا على قطر، مضيفا إن العالم يرى في قطر البنايات الجميلة وكأس العالم فيما نحن نرى فيها الشر. وفيما يرجح أن يقوم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بزيارة مصر والكويت في الساعات المقبلة، كما تردد أمس، تتحضر دوائر القصر الجمهوري للتعامل مع الاستقالة التي سيقدمها الحريري إلى رئيس الجمهورية ميشال عون وفق الأسس القانونية والدستورية، عند عودته إلى بيروت بعد غد الأربعاء، للمشاركة في العرض العسكري لمناسبة عيد الاستقلال الذي تنظمه قيادة الجيش وسط بيروت. وذكرت معلومات حصلت عليها “السياسة”، أن الحريري تلقى نصائح دعته إلى الحذر واليقظة عند عودته إلى بيروت، وأن لا يطمئن كثيراً لكل “هذه الغيرة المفاجئة” من جانب صقور “8 آذار”، الذين ذرفوا “دموع التماسيح” عليه، خلال وجوده في السعودية، وهم أنفسهم الذين اغتالوا والده سياسياً، قبل أن تقتله يد الغدر والإجرام، ما يدفع بأن يكون الحريري يقظاً من هؤلاء “الغيارى المشبوهين” عليه، وأن يتعامل معهم بكثير من الحذر، لمواجهة مشروعاتهم المفخخة، خلافاً لكل ما يعلنون. كما كشفت معلومات لـ”السياسة”، أن الحريري سيبادر فور وصوله إلى بيروت، لزيارة الرئيس عون لتقديم استقالته خطياً، ويشرح له الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار، على أن يحدد مع فريقه السياسي الخطوات التي سيقوم بها للتعامل مع المرحلة المقبلة، حيث أكدت مصادر وثيقة الصِّلة بالحريري لـ”السياسة”، أن “لا عودة عن الاستقالة كما يريد البعض، وإنما هي استقالة نهائية ولا رجوع عنها، طالما استمر الوضع على ما هو عليه، ولم يحصل تغيير في الممارسة السياسية القائمة، على نحو يعيد الاعتبار لمؤسسات الدولة، وضخ دماء جديدة في عروق التسوية السياسية التي تحتاج لتعديل، بعد التصدعات التي تعرضت لها، جراء الاستقالة الحريرية”، مشددة على أن “الحريري لن يعود إلى رئاسة الحكومة بشروط أحد، وإنما شروطه هو وحده”. وقد التقى الحريري في منزله بباريس عدداً من قيادات “تيار المستقبل”، من بينهم النائب بهية الحريري والأمين العام للتيار أحمد الحريري، إضافة إلى شخصيات لبنانية وصلت إلى العاصمة الفرنسية في الساعات الماضية. وكان رئيس المستقبل عقد سلسلة لقاءات، شملت وزير الداخلية نهاد المشنوق وعدداً من مستشاريه، إضافة إلى لقاء عدد من الإعلاميين اللبنانيين، أراد من خلاله التحدث إليهم بعيداً من السياسة. وقال الحريري “إن هاجسي كيف نجعل لبنان يستفيد من هذا الشعور الوطني العارم والعابر للانقسامات، وكيف نجريه لصالح البلد والاستقرار الحقيقي”، مضيفاً “أمامنا مسؤوليات كبيرة وكثيرة، ولكن ليس سعد الحريري وحده المسؤول”.

 

البحرين: “حزب الله” يسرح ويمرح بقطر كما في لبنان

المنامة – سي أن أن/الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد أمس، أن “حزب الله” اللبناني “يسرح ويمرح” في قطر كما يفعل ذلك في لبنان، وذلك في إشارة إلى تصريح وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن. وقال الشيخ خالد بن أحمد في تغريدة على موقع “تويتر”، إن “ما حدث مع قطر يحدث مع لبنان، نعم صحيح كلامه، فحزب الله يسرح و يمرح في الإثنتين ويتحالف مع قيادتيهما في التآمر لإسقاط الدول ونشر الفوضى”. وكان وزير الخارجية القطري قال في مقابلة، إن “هناك الكثير من الفوضى والأزمات التي نشأت في المنطقة، وكانت قطر مجرد جزء من ستراتيجية أكبر نراها تحدث حالياً في لبنان أيضاً”.

 

السفير السعودي الجديد يصل بيروت اليوم

بيروت – وكالات/الأحد 19 تشرين الثاني 0172/يعكس وصول سفير المملكة العربية السعودية الجديد لدى لبنان وليد اليعقوب إلى بيروت، اليوم، لتسلم مهامه دلالات في ظل التوتر الذي يشوب العلاقات بين البلدين، على خلفية دور “حزب الله” في العالم العربي، وصولاً الى “تشظيات” استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري واستغلال أطراف محلية هذا التطور وحرفه نحو جعل “عودة الحريري” عنواناً للأزمة التي عبرت عنها الاستقالة والتي هي سياسية بامتياز، وتتصل بعدم إمكان استمرار الفصل بين مسار الوضع الداخلي ووضعية الحزب المنخرط في أكثر من ساحة في المنطقة. ويشكل بدء اليعقوب مهامه إشارة بارزة إلى أن الرياض حريصة على معاينة الواقع اللبناني المستجد في ضوء استقالة الحريري عن قرب وبتمثيل ديبلوماسي مكتمل، مع ملاحظة أن السفير الجديد قريب من وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، الذي دأب في الأسابيع الماضية على رفع سقف المواقف ضد “حزب الله” إلى مستوى غير مسبوق.

 

عكاظ: الرئيس عون بات يشكل عقبة كبيرة في اختلاق المشكلات في لبنان

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /اشارت صحيفة "عكاظ" الى ان الرئيس ميشال عون بات يشكل عقبة كبيرة في اختلاق المشكلات في لبنان، وإبعاده عن محيطه العربي، بعد أن وجد نفسه أسيرا لسياسات "حزب الله" الذي ساهم بشكل كبير في دعم عون وترشحه للفوز برئاسة لبنان بعد فراغ رئاسي استمر لعامين.

واوضحت الصحيفة السعودية انه بعد الكذبة التي أطلقها المتحدث باسم إيران في لبنان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وزعمه أن السعودية تحتجز رئيس الحكومة سعد الحريري، ظهر عون مجددا للدفاع عن حزب الله وانخرط فعليا في حملة الأكاذيب والتشويه المتعمد لموقف السعودية من لبنان، وهو تأكيد من رأس الهرم في لبنان على أن سياسة حزب الله باتت واقعا حقيقيا للدولة الصغيرة الممزقة طائفيا. وتأكيدا على نغمة النشاز التي أطلقها حزب الله ضد السعودية، وزعم ميشال عون، أن السعودية تحتجز الحريري الذي ضاق ذرعا بالسياسات الحزبية في لبنان التي تصب في مصلحة النظام الإيراني لتوسيع نفوذ أكبر دولة مصدرة للإرهاب في العالم.

 

تيار «المستقبل»: الحريري يزور مصر غداً

الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/17/قال قيادي في تيار المستقبل اليوم (الأحد) إن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري سيزور مصر يوم غد (الاثنين). والحريري الذي أعلن استقالته من منصبه في الرابع من الشهر الجاري، موجود في باريس منذ أمس السبت في باريس، حيث اجتمع بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إنه سيتوجه إلى لبنان الأربعاء للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال. وعقب لقائه مع ماكرون، أكد الحريري على استقالته، مشيرا إلى أنه سيبحث أسبابها في بيروت حينما يجتمع بالرئيس اللبناني ميشال عون. وقال مصدر قريب من الحريري لـ«الشرق الأوسط»، إنّه «في حال تمت مراعاة شروط الاستقالة فسيعود عنها، أما في حال العكس فهو سيتمسك بها من منطلق أنّه غير مستعد لتعريض الأمن السياسي والاقتصادي والدولة اللبنانية لأي خطر»، موضحاً أن هذه الشروط مرتبطة بـ«تصرف حزب الله... إذا لم تكن هناك استجابة منه للصدمة الإيجابية التي أطلقها الحريري فسيتوجه إلى بعبدا لتقديم الاستقالة خطياً».

 

السلاح الإيراني في لبنان

رضوان السيد/صحيفة "الاتحاد/19 تشرين الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/?p=60435

ينعقدُ مجلس وزراء الخارجية العرب يوم الأحد في 19/11/2017 للنظر في شكوى تقدمت بها المملكة العربية السعودية على إيران لتدخلاتها في أمن المملكة عبر أذرعها الميليشياوية في لبنان واليمن.

وقصتنا نحن اللبنانيين مع ميليشيات إيران قديمة جداً، تعود لحوالي العقدين، فقد استتر «حزب الله» حتى عام 2000 بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، وعجْز الجيش اللبناني وضعفه عن تحرير الأرض. إنما في ذلك العام انسحب الإسرائيليون من لبنان، باستثناء مزارع شبعا باعتبارها أرضاً سورية! وأقام «حزب الله» بالمناسبة احتفالاتٍ ضخمة باعتباره مَنْ حرَّر الأرض ومن أجبر اليهود على الهرب منها! ولأنَّ السوريين كانوا وقتها ما يزالون يهيمنون على لبنان، فقد عزَّينا أنفُسَنا بأنّ السوريين سيكتبون للأُمم المتحدة معترفين بالسيادة اللبنانية على المزارع لكي تطلب الأُمم المتحدة من إسرائيل الانسحاب منها، لكنَّ السوريين أبَوا، وقالوا إنَّ سلاح الحزب ومقاومته ضروريان لتحرير الأرض التي يمتلكونها هم ويسكنها لبنانيون!

وفي الواقع، ومنذ ذلك الحين، ظهرت بوضوح وظائف سلاح الحزب الأُخرى بالداخل والخارج، فإثر اغتيال رفيق الحريري في فبراير 2005 انصبّ جهد الوطنيين اللبنانيين على جلاء الجيش السوري عن لبنان. وحصل ذلك في أبريل 2005 تحت وطأة التظاهرات المليونية، وضغوط العرب والمجتمع الدولي. ولأول مرة فازت جبهة 14 آذار التي تشكلت عقب مقتل الحريري بالانتخابات النيابية. ولأنّ الحكومة اللبنانية سعت لتشكيل محكمة دولية للتحقيق في اغتيال الحريري، فإنّ الحزب سارع في يوليو 2006 للتحرش بإسرائيل، فنشبت حربٌ استمرت ثلاثة أسابيع، اعتبر الحزب بعدها أنه حقّق نصراً إلهياً. لذلك فقد اتجه فوراً لمحاصرة الحكومة اللبنانية بسحب الوزراء الشيعة منها، وملء الساحات أمام رئاسة الحكومة بالمعتصمين الداعين لإسقاط حكومة التآمر على المقاومة! وعندما عجزوا عن ذلك، سارعوا لاحتلال مدينة بيروت بالسلاح في مايو 2008. ومنذ ذلك الحين ما تشكلت حكومة إلاّ وهم فيها للتعطيل وليس للتسهيل لأنّ المحكمة الدولية جرى إقرارها في مجلس الأمن، وقد أوصلت تحقيقاتها إلى اتهام خمسة عناصر من الحزب باغتيال الحريري، وبعد نجاح 14 آذار مجدداً بانتخابات 2009، شكّل سعد الحريري معهم الحكومة الجديدة، فقاموا بإسقاطها بعد أقل من عام (2011)، وتشكيل حكومة من لونٍ واحد (أنصار الحزب وسوريا وعون).

وخلال السنوات الأربع اللاحقة عادت الاغتيالات التي بدأت بقتل رفيق الحريري، فقُتل اللواء وسام الحسن من قيادة قوى الأمن الداخلي، والوزير الدكتور محمد شطح المستشار السياسي للرئيس الحريري. وجرى التركيز من جانب الحزب على ثلاثة أمور: إرسال الآلاف من مقاتلي الحزب لنُصرة الأسد، وإكمال السيطرة على مؤسَّسات الدولة، وإبقاء رئاسة الجمهورية خالية من أجل انتخاب حليفهم الجنرال عون للرئاسة.

واختار الرئيس الحريري أواخر عام 2016 الاتجاه لتسوية قال إنها لحفظ الحدّ الأدنى من الدولة بترشيح عون للرئاسة، وتشكيل حكومة العهد الأُولى بنفسه. وخلال الشهور الأُولى من حكومة التسوية، ظهر «عدمُ التوازُن» في السياسات الوطنية والخارجية. كان «نصر الله» يجاهر في خطاباته الصاعقة بالعداء للمملكة، وبأنّ مقاتلته لها باليمن وغير اليمن أَولى من مقاتلة إسرائيل. وما استنكر أحدٌ تلك الطلعات، بل إنّ رئيس الجمهورية قال مرةً إنه محتاج لقوات الحزب لمواجهة إسرائيل لأن الجيش ما يزال ضعيفاً، وإنّ سلاح الحزب باقٍ لحين انتهاء أزمة الشرق الأوسط!

لقد ظهر منذ ستة أَشهُر وأكثر أنّ التسوية التي تعني التوازُن والاعتدال والنأْي بالنفس عن التدخلات المضرة بأمن لبنان، وأمن العرب، ما حقّق شيئاً من أهدافها. بل الذي حدث عكس ذلك تماماً، وآخِر أحداثها لهذه الجهة: الصاروخ الباليستي على الرياض، والخلية الإيرانية التي اكتُشفت للمرة العاشرة في البحرين، وقبل مدة خلية العبدلي بالكويت.

ولو كانت الأُمور سليمة، والقوى الوطنية في لبنان على ما يُرام، لكان ينبغي أن تكونَ حكومتُنا بين المشتكين على إيران وتنظيماتها، وبخاصة أن تنظيمها المسلَّح الرئيسي ينطلقُ من لبنان لينال من سائر الدول العربية، فعندما افتخر الرئيس الإيراني أخيراً بنفوذ إيران في الدول العربية، ما اكتفى بدول المشرق، بل ذكر دول المغرب العربي أيضاً! نحن نواجهُ خطراً داهماً من جانب إيران وميليشياتها المنتشرة في البلاد العربية. وعلى المعنيين بالسيادة والانتماء ومصالح لبنان أن يتنبهوا للخطر الإيراني وتداعياته. والتصريحات السعودية حول إيران، دعوةٌ لنا جميعاً للاستنفار لردّ هذا الخطر ومكافحته.

 

سامي الجميل بدأ زيارة رسمية للأردن

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - أعلن المكتب الاعلامي لحزب الكتائب، في بيان، ان رئيس الحزب النائب سامي الجميل وصل إلى العاصمة الاردنية عمان، تلبية لدعوة رسمية، حيث يجري محادثات حول المستجدات المتسارعة في المنطقة وتداعياتها على الأوضاع في لبنان.

 

نادر الحريري: ساتقدم بدعوى قضائية ضد فداء عيتاني لنشره اكاذيب بحقي على مدونته الخاصة

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - صدر عن مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ما يلي: "نشر المدعو فداء عيتاني على مدونته الخاصة مقالة يوم أمس السبت بتاريخ 18/11/2017 ضمنها أخبارا ملفقة وأكاذيب وشائعات وافتراءات بحقي كما بحق العديد من الشخصيات الصديقة.

يهمني التأكيد أنني سأتقدم خلال الأسبوع المقبل بدعوى قضائية جزائية لملاحقة كاتب المقالة المذكورة أمام القضاء لكشف الأكاذيب المنشورة وتبيان الحقيقة كاملة أمام الرأي العام".

 

فداء العيتاني لنادر الحريري: كشف الاكاذيب"مش من مصلحتك"

وكالات/ الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /رد الصحافي فداء محمد اديب العيتاني على ما صدر عن مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، مؤكدا انه قام بواجبه المهني مستوفيا كل الشروط التقنية في العمل، وان المقال المدرج ادناه لم يحمل باي شكل رأيه الخاص او حتى تحليله، وانه يرتكز لمعلومات صافية، "بما في ذلك ان بعض الافكار الواردة او السيناريوهات المستقبلية قد لا تكون قابلة للتحقق"، لافتا الى أن نشرها تم بناء على كونها معلومات من مصادر. وقال فداء :" كشف الاكاذيب وتبيان الحقيقة امام الرأي العام فمش من مصلحتك يا استاذ نادر". وكان نادر الحريري قد اتهم فداء العيتاني بانه ينشر الاكاذيب والافتراءات، مؤكدا أنه سيتقدم بدعوى قضائية وجزائية.

 

مجلس العمل اللبناني في السعودية ناشد الرئيس عون تبريد الأجواء ووقف الحملات الإعلامية وحذر من سياسة حرق المراكب مع السعودية

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - تابع مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية ب"قلق كبير مسار الأزمة المستجدة بين دول الخليج العربي ولبنان". وأبدى أسفه ل "مستوى التحريض العالي اللهجة من بعض الأوساط في بيروت والذي قابله استياء شديد في الأوساط الشعبية والإعلامية السعودية، ظهر جليا على وسائل التواصل الاجتماعي".  ولاحظ المجلس اخيرا ب "أن البعض في لبنان يتبع سياسة الهروب إلى الأمام وحرق المراكب مع دول الخليج العربي بعامة، والمملكة العربية السعودية بخاصة من خلال المواقف الهجومية السياسية أو الإعلامية أو الشخصية ضد هذه الدول". وبناء عليه، ناشد المجلس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "المبادرة شخصيا إلى تبريد الأجواء، ووقف الحملات الإعلامية والتحريضية؛ مراعاة لمصالح 300 ألف لبناني باتوا مهددين بلقمة عيشهم، وفي تمكنهم من الاستمرار بلعب دورهم في متابعة أعمالهم وشركاتهم؛ جراء الاستياء الشعبي المتنامي في الدول التي تستضيفهم". وأضاف: "لا يمكن للحظة توتر أن تدمر العلاقات اللبنانية -السعودية، فهذه العلاقات بنيت على مدى أكثر من سبعين عاما بعرق وجهد ومحبة، ولا بد أن تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي. وإزاء هذا الوضع، سيتحرك المجلس الأسبوع المقبل لشرح موقفه من التطورات الأخيرة".

 

الخارجية: مدة تسجيل المنتشرين للانتخابات تنتهي غدا

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، "أن عملية تسجيل المنتشرين اللبنانيين للانتخابات النيابية المقبلة "ستتوقف في البعثات الديبلوماسية اللبنانية وعلى الموقع الإلكتروني www.diasporavote.mfa.gov.lb وعلى التطبيق الخاص على الهواتف الذكية MOFA Online عنذ الساعة الثانية عشرة مساء بتوقيت بيروت المحلي (GMT +2) من يوم غد الإثنين في 20 الحالي". ودعت الوزارة المنتشرين الراغبين بالمشاركة في الإنتخابات الى "التسجيل قبل إنتهاء المهلة، وتحثهم على الإستفادة من هذه الفرصة التاريخية لإيصال صوتهم الذين حرموا طوال سنوات من إيصاله والمساهمة في بناء مستقبل وطنهم وإحداث التغيير الذي ينشدونه". وأكدت "أن حق المنتشرين بالتصويت لن يضيع في حال تعذر فتح قلم إقتراع في أي دولة أو مدينة أجنبية، بسبب ما نص عليه قانون الإنتخاب رقم 44 تاريخ 17/6/2017 بوجوب توفر 200 ناخب مسجل على الأقل في كل مركز إنتخابي خارج لبنان كشرط أساس لفتح قلم إقتراع. فالوزارة، وإنطلاقا من حرصها على أن يمارس المنتشرون حقهم بالتصويت، تسعى جاهدة، من خلال بعثاتها والحملة الإعلامية والإعلانية الكبيرة التي تقوم بها، الى أن يتجاوز عدد المسجلين في كل مركز إنتخابي ال200. أما في حال لم يتجاوز عدد المسجلين هذه العتبة يهم الوزارة التأكيد أنها تعمل على تأمين مراكز بديلة مجاورة ليتمكن هؤلاء المنتشرون من التصويت، مع العلم أن بإستطاعتهم في أسوأ الحالات التصويت في لبنان".

 

كلودين عون روكز ترد على مارسيل غانم: هذا ليس من اخلاقياتنا ولا من عاداتنا

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /مرصد ليبانون فايلز/علّقت ابنة رئيس الجمهورية ميشال عون، كلودين عون روكز، على ما جاء في مقدمة الاعلامي مارسيل غانم في كلام الناس، حول ان "ابنة مرجع كبير اتصلت خلال عرض الحلقة التي اثارت الجدل، وهددت وطالبت بوقف البرنامج"، فكتبت على حسابها الخاص على فايسبوك: "بعد ان بدأت الشائعات تقول إن إحدى بنات الرئيس هي المقصودة بهذا الكلام، أصبح ضروريا ان اوضح لجميع المتسائلين والمعنيين الآتي:

اولاً: إن أياً من بنات الرئيس لم تتصل لا بالمؤسسة اللبنانية للارسال ولا بأي من العاملين فيها خلال عرض الحلقة ولا بعدها.

تانيا: في اليوم التالي صباحاً وردني اتصال من صديقة اعلامية تعمل في قسم الاخبار في "أل بي سي آي" ولم اتمكن من الاجابة. عاودت الاتصال بها بعد الظهر، وسألتني رأيي بالحلقة فقلته بكل صراحة، وهو في كل حال لا يختلف عن رأي معظم اللبنانيين وقد عبّروا عنه على وسائل التواصل الاجتماعي خلال العرض وبعده وحتى الساعة.

أما الكلام عن تهديد ووعيد وطلب ايقاف البرنامج، فهذا لا يعدو كونه كذباً وافتراءً، فأولاً هذا ليس من اخلاقياتنا ولا من عاداتنا، وثانيا ان الاتصال لم يكن بمبادرة مني ولم يحصل خلال عرض الحلقة. لذلك، اتمنى ان يبقى هذا الموضوع في اطاره الحقيقي، وان لا يحاول صاحبه حرف مساره عبر اطلاق الاتهامات كيفما كان".

حاكم مصرف لبنان لـ«الحياة»: مستعدون لعقوبات أميركية

 تقي الدين؛ القاهرة – محمد صلاح /الحياة/20 تشرين الثاني/17

يستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بعد زيارته فرنسا ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي اتصل بالسيسي السبت للبحث في «مستجدات الوضع الراهن في قضايا منطقة الشرق الأوسط، وما يمكن للبلدين تقديمه من خلال جهودهما المشتركة لمصلحة تلك القضايا ولدعم الاستقرار في المنطقة». وأفيد بأن محادثات السيسي - ماكرون الهاتفية ركزت على الوضع اللبناني وضرورة تجنيب الساحة اللبنانية أي تصعيد، والتأكيد على الحفاظ على استقراره، خصوصاً مع تمسك الحريري بالاستقالة من رئاسة الحكومة، وفي ضوء توقع «مفاوضات سياسية في لبنان» بهدف الوصول إلى «اتفاق يُزيل الأسباب التي دفعت الحريري إلى الاستقالة لو قُدر له تشكيل حكومة جديدة». من جهة ثانية أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أن الأزمة السياسية التي شهدها لبنان إثر استقالة الحريري، أدت إلى تحويلات من الليرة إلى الدولار «ضمن السقف الطبيعي في ظروف كهذه»، مشيراً إلى أن «موجودات المصرف بالعملات الأجنبية (43 بليون دولار)، كانت كافية لمنع الهلع في الأسواق». وشدد على استعداد «المركزي» والمصارف اللبنانية «لمواجهة أي مستجدات» قد تحدث نتيجة عقوبات أو تدابير قد تتخذها وزارة الخزانة الأميركية، في سعيها لمعاقبة «حزب الله» ومؤيديه.

وقال سلامة لـ»الحياة» أن «الأزمة السياسية تؤثر نفسياً في المتعاملين، لكن إعلان الدول دعمها استقرار لبنان والوحدة الوطنية، وإعلان الحريري أنه سيعود إلى لبنان، ساهم في تهدئة الأسواق»، مؤكداً أنها «ليست مشكلة في السيولة»، وأن «الأزمة السياسية لها حياتها وحدودها».

ونفى سلامة الحديث عن منع المصارف اللبنانية المودعين من تحويل أموالهم من الليرة إلى الدولار، موضحاً أن «هناك بعض الودائع لأجل يتم دفعها في تاريخ استحقاقها، ولكن البعض طلب قبض الوديعة قبل استحقاقها. وطلبت المصارف من هؤلاء الانتظار حتى تاريخ الاستحقاق، وهذا عمل مصرفي طبيعي يتعلق بتنظيم مالية المصرف وليس لها أي اعتبار آخر». وعن الفوائد على الليرة اللبنانية، قال سلامة إن «المصارف تدفع فوائد أعلى للمودعين بالليرة اللبنانية، وهو أمر تجاري خاضع للعرض والطلب»، لافتاً إلى «ظاهرة أخرى تتمثل في ارتفاع الفائدة بين المصارف، إذ ارتفعت إلى مئة في المئة ولكنها شملت مبالغ صغيرة، ونحن كمصرف مركزي لم نتدخل لضخ سيولة بالليرة اللبنانية لأن المصارف ليست بحاجة إلى هذه السيولة، وتركناها تسير في شكل طبيعي». وأكد سلامة أن «الهندسات والعمليات المالية التي اعتمدت تُمكن من مواجهة بعض المفاجآت»، مشدداً على أن «الاستقرار قائم سواء في المصرف أو في الليرة اللبنانية».

وفي شأن أخبار عن تحويلات مالية عدة من دبي إلى لبنان نتيجة كشف بعض الحسابات بعد تحقيقات في الفساد، نفى سلامة علمه بهذا الأمر، مشيراً إلى أن «لبنان يبقى مكاناً آمناً للخدمات المصرفية لكل من يرغب التعامل مع سوقنا». ولفت إلى أن «مجلس النواب اللبناني صوّت على قانون يسمح للدول بكشف حسابات مواطنيها إذا كانت لديهم حسابات غير مصرح عنها في لبنان»، مشيراً إلى أن «منظمة التعاون الاقتصادي» اعترفت بأن لبنان ممتثل بهذا الأمر»، مبيناً أن «هناك اتفاقاً لتبادل المعلومات الضرائبية بين لبنان وفرنسا سيصبح سارياً في أيلول (سبتمبر) 2018».

وأضاف: «كانت هناك وديعة سعودية حجمها بليون دولار في البنك المركزي، وتم استردادها في وقتها، وهم مشكورون لأنهم دعمونا في وقت الحرب في ٢٠٠٦، ووضعوا ودائع في البنك المركزي الذي أعادها».

وعن تأثير تحول حكومة الحريري إلى حكومة تصريف أعمال، أكد سلامة اتخاذ المصرف الاحتياطات اللازمة، إذ «طلبنا عندما قمنا بالهندسة المالية في ٢٠١٦، من المصارف تخصيص المداخيل التي تحققت من هذه الهندسة لاستخدامها كرأسمال وليس كأرباح، ونفذت المصارف ذلك، وأصبح لدينا وضع أقوى لرسملة المصارف»، لافتاً إلى أن «لدى المصارف اللبنانية اليوم نسبة ملاءة بنسبة معايير «بازل ٣» تتعدى ١٥ في المئة، وطبقت معايير المحاسبة الدولية، وبقي لها احتياطات عامة يمكنها استعمالها لمواجهة أي طارئ، لذا فإن الأمور ثابتة ومستقرة».

وفي شأن نوايا الإدارة الأميركية إصدار عقوبات صارمة على «حزب الله»، أكد سلامة: «طلبنا من المصارف العام الماضي التزام قانون العقوبات الأميركية، وطورنا نظام امتثال معترف به من قبل السلطات الدولية المهتمة بمكافحة تبييض الأموال، ومعترف به إيجاباً من قبل المصارف المراسلة».

وأشار إلى أن «هناك دائرة امتثال في مصرف لبنان وهو التزام منفذ»، لافتاً إلى أن «القانون الجديد الذي يتم بحثه في أميركا تم التصويت عليه في مجلس النواب وليس في مجلس الشيوخ، وهناك المراسيم التطبيقية التي ستصدر من وزارة الخزانة الأميركية، لكن بكل الأحوال نحن ملتزمون ولن نحتاج إلى تدابير جديدة لأن الآليات التي وضعناها تسمح بالتعاطي مع كل المستجدات التي يمكن أن تأتينا على هذا الصعيد».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: السعودية لن تقف مكتوفة إزاء اعتداءات إيران

القاهرة – أشرف عبد الحميد/العربية نت/20 تشرين الثاني/17/قال وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، إن إيران تواصل الانتهاكات للأمن القومي للوطن العربي، وإن الرياض لن تقف مكتوفة الأيدي. وأضاف الجبير، خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد، "إننا مطالبون اليوم بالتصدي لسياسات إيران حفاظاً على أمننا القومي". وقال الوزير إن إيران أسست عملاء لها في المنطقة مثل ميليشيات الحوثي وحزب الله، وضربت بعرض الحائط كافة المبادئ الدولية. وأوضح أن صواريخ الإيرانيين لم تحترم المقدسات الإسلامية في مكة، مؤكداً أن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الاعتداءات الإيرانية.

وقال الجبير إن الصاروخ الذي استهدف الرياض يعكس اعتداءات إيران ضد المملكة، متحدثاً عن "مخاطر جسيمة تتعرض إليها المنطقة جراء تدخلات إيران". إلى ذلك، اعتبر وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن لبنان يتعرض لسيطرة تامة من جانب حزب الله الإرهابي. وأضاف أن إيران لها أذرع في المنطقة، وأكبر أذرعها حزب الله، قائلاً إن هناك تصعيداً خطيراً لممارسات إيران في المنطقة. وأكد أن إيران هي التي قامت بتفجير خط النفط بالبحرين لزعزعة المنطقة. وأضاف أن إيران تمثل خطراً كبيراً وهو أمر يحتاج إلى عمل عربي مشترك ووقفة جادة للتصدي للتدخلات الإيرانية.

 

قرقاش: قرار الجامعة العربية حول تدخلات إيران تاريخي

العربية نت/20 تشرين الثاني/17/قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن قرار الجامعة العربية اليوم تاريخي. وكتب في تغريدة على حسابه في تويتر الأحد، إن "قرار الجامعة العربية حول التدخلات الإيرانية اليوم تاريخي، ويرسل رسالة واضحة حول فاعلية العمل العربي المشترك".

وأضاف: "هي صفحة جديدة أكثر إشراقا تتضح ملامحها، وتؤسس لمرحلة أكثر تمكنا وتمكينا". وقالت رئاسة الاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية العرب في #القاهرة، إن إيران نشرت مجموعات إرهابية في دول عربية مختلفة، وإن صواريخها باتت تهدد عواصم عربية، وقد أشار البيان الختامي إلى حزب الله كمنظمة إرهابية.

 

الاستخبارات الأميركية تصنف قطر وجهة للاتجار بالبشر

العربية نت/20 تشرين الثاني/17/صنفت الاستخبارات الأميركية قطر وجهة للاتجار بالبشر، فقد ذكر تقرير تصدره الوكالة الأميركية (سي آي إيه) سنوياً أن القوى العاملة، ومعظمها أجانب، تهاجر إلى #قطر للعمل بصورة قانونية في أعمال تحتاج مهارة منخفضة أو شبه ماهرة، لكنهم غالباً ما يواجهون حالات العمل القسري، التي تشمل عبودية الدَين وتأخر أو عدم دفع الرواتب، ومصادرة جوازات السفر، وسوء المعاملة وظروف العمل الخطرة، إضافة إلى الترتيبات المعيشية المزرية. كما أشارت إلى أن خادمات المنازل الأجنبيات يتعرضن بشكل خاص للاتجار بسبب عزلهن في المنازل الخاصة، وانعدام الحماية بموجب قوانين العمل القطرية. وساقت الوكالة اتهامات للدوحة بأنها لا تلتزم تماماً بالمعايير الدنيا للقضاء على الاتجار بالبشر. ودللت على ذلك بأن الحكومة القطرية حققت في 11 قضية تتعلق بالاتجار، إلا أنها لم تحاكم أو تدين أي جانٍ ومنهم أصحاب العمل الاستغلاليون ووكالات التوظيف. كذلك كشفت عن حيل تتخذها الدوحة للالتفاف على مشكلة انتهاكات العمل، وهي نقل رعاية العامل إلى صاحب عمل جديد بأقل قدر ممكن من الجهد. ويأتي هذا وسط انتقادات واسعة تواجهها قطر بسبب تردي أوضاع نحو مليوني عامل.

 

الكونغرس الأميركي يحقق في ثروات زعماء إيران

العربية نت/20 تشرين الثاني/17/كلفت لجنة الشؤون المالية في الكونغرس وزارة الخزانة الأميركية بالكشف عن كيفية حصول المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وثمانين آخرين من كبار المسؤولين الإيرانيين وقادة لحرس_الثوري على ثرواتهم وكم تبلغ أرقامها الحقيقية وكيفية استثمارها وتوظيفها.

وأفاد موقع مجلس النواب الأميركي الرسمي بأن اللجنة صادقت على قرار يلزم وزارة الخزانة بتنفيذ "قانون الشفافية حول أصول القيادة الإيرانية". من جهة أخرى، نشرت وزارة الخزانة الأميركية، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بياناً أعلنت فيه أنها أضافت شركات وأسماء جديدة على لائحة العقوبات ضد إيران.

 

نتنياهو: نخوض مع مصر كفاحاً ضد الإرهاب والتطرف

عواصم – وكالات/19 تشرين الثاني 2017/ أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل ومصر تخوضان “كفاحا ضد الإرهاب الذي يمارسه الإسلام المتطرف”. وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس، “نحيي اليوم ذكرى مرور 40 عاما على الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس وإسرائيل، ومنذ ذلك الحين يصمد السلام مع مصر رغم التحديات”. ونقلت صفحته على “فيسبوك” عنه القول، “اليوم تقف مصر وإسرائيل ودول أخرى في نفس المعسكر وتخوض كفاحا عنيدا ضد الإرهاب الذي يمارسه الإسلام المتطرف”. وتعليقا على التقارير بشأن بلورة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، قال “سمعنا تكهنات كثيرة عنها خلال نهاية الأسبوع، ولا أنوي التعقيب عليها. ولكن تعاملي سيحدد وفقا للمصالح الأمنية والقومية”. من جانبها، أكدت السعودية أنها ستصوت لصالح قرار السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية، داعية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الامتثال للقيم والمبادئ الإنسانية والتصويت لصالح القرار الذي يدعم عودة الشعب الفلسطيني لأرضه المسلوبة. وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله الغنيم، أن “القوة الإسرائيلية طغت وتجبرت، ومشاريع الاستيطان وحرق الأراضي الزراعية الممنهجة توسعت بشكل سافر يتحدى المواثيق والأعراف الدولية، وآن الأوان لهذه التصرفات أن تتوقف”. على صعيد آخر، رفض مجلس وزراء الحكومة الفلسطينية في اجتماع طاريء أمس، التهديدات الأميركية، بعدم التمديد لمكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن، معتبرا إياها “تمثل تشجيعاً لإسرائيل على المضي قدماً في ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل”، داعيا الإدارة الأميركية إلى التراجع “إذا أرادت أن ينظر إليها على أنها راعية نزيهة لعملية السلام”.

كما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية نظيرتها الأميركية، بإعادة النظر، ودعتها إلى “التراجع عن موقفها، بما يساعد في توفير المناخات اللازمة لإنجاح رسالة السلام التي يدعو لها الرئيس الأميركي”.بدوره، حذر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، من أن الفلسطينيين سيجمدون علاقاتهم مع الولايات المتحدة في حال أُغلق مكتب المنظمة في واشنطن. من جهته، أكد المجلس الوطني الفلسطيني رفضه الشديد لموقف الإدارة الأميركية، داعيا إياها للتراجع عن الخطوة التي تُعدُّ مكافأةً للاستيطان الإسرائيلي. ميدانيا، ألزمت محكمة إسرائيلية بالقدس، السلطة الفلسطينية وأربعة معتقلين فلسطينيين، بدفع تعويضات مالية لثلاث عائلات من المستوطنين الإسرائيليين، قُتل أبناؤهم في عملية إطلاق نار عام 2001 قرب مدينة رام الله. من جانبها، استجوبت الشرطة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للمرة الثانية خلال الشهر الجاري، في إطار قضيتي فساد.

بدورها، اعتقلت قوات إسرائيلية ستة فلسطينيين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. من جهتهم اقتحم مستوطنون متطرفون المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.

 

ترامب وماكرون متفقان على ضرورة مواجهة حزب الله وإيران

"فرانس برس" - 19 تشرين الثاني 2017/أجرى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، السبت، محادثة مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي أجرى أيضاً بدوره مشاورات مع عدد من القادة الآخرين حول الأزمة في لبنان وذلك بعد استقباله رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري في قصر الرئاسة الفرنسية "الإليزيه". ووفقاً للبيت الأبيض، فإن ترمب وماكرون "اتفقا على ضرورة العمل مع الحلفاء لمواجهة أنشطة حزب الله وإيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة". وفي وقت سابق مساء السبت كانت الرئاسية الفرنسية قد أشارت إلى أن ماكرون أجرى محادثات هاتفية مع نظرائه اللبناني ميشال عون والأميركي دونالد ترامب والمصري عبد الفتاح السيسي، ومع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وقد تطرق ماكرون معهم إلى "الوضع في الشرق الأوسط وسبل التهدئة في المنطقة وبناء السلام" بحسب ما أوضح "الإليزيه" من دون أن يعطي تفاصيل حول النتائج التي حققتها هذه الاتصالات. وأضافت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون "سيواصل هذه الاتصالات مع قادة دوليين آخرين في الأيام المقبلة". وأكد الحريري السبت بعد لقائه ماكرون في باريس أنه سيتوجه إلى بيروت، حيث سيشارك في احتفالات ذكرى استقلال لبنان الأربعاء، وأنه سيتحدث هناك عن موضوع استقالته التي أعلنها قبل أسبوعين. وأوضح قصر الإليزيه في ختام لقاء ماكرون والحريري أن الرئيس الفرنسي "سيواصل اتخاذ جميع المبادرات اللازمة من أجل تحقيق الاستقرار في لبنان". وتعتزم باريس دعوة مجموعة الدعم الدولية للبنان إلى اجتماع في باريس "وفقا لتطورات الأوضاع"، لكن لم يُحدّد موعد نهائي لذلك بعد. واعتبرت الرئاسة الفرنسية في بيان لها السبت أن مجيء الحريري إلى باريس يسهم في "تخفيف حدة التوتر" في الشرق الأوسط حيث ستواصل فرنسا التحرك في هذا الاتجاه.

 

الجنرال هايتن: لن أطيع أوامر ترمب باستخدام السلاح النووي بشكل غير قانوني رفضاً للمخاطرة بالسجن مدى الحياة

الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/17/أعلن الجنرال جون هايتن رئيس القيادة الاستراتيجية للجيش الأـميركي يوم أمس (السبت)، أنه لن يطيع آمر الرئيس الآميركي دونالد ترمب، باستخدام السلاح النووي في حال كان هذا الأمر «غير قانوني». ورداً على سؤال عما سيفعله في حال وجه إليه ترمب أمراً باستخدام السلاح النووي، قال هايتن: «أنا مكلف بتقديم النصح للرئيس، وهو يخبرني بما يجب علي أن أفعل. وإذا كان (الأمر) غير قانوني سأقول له (سيدي الرئيس، هذا غير قانوني، وسيجيبني ما هو (الاجراء) القانوني إذاً؟، وهنا سنتحدث عن الخيارات (...) الأمر ليس معقّداً إلى هذا الحد». وأضاف هايتن خلال منتدى أمني بهاليفاكس الكندية: «إنها مهمة عسكرية ووظيفة عسكرية. فإذا نفذنا أمراً غير قانوني، نخاطر بدخول السجن مدى الحياة». وتأتي تصريحات هايتن في وقت كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد توعّد بوقت سابق كوريا الشمالية بـ«النار والغضب» وذلك على خلفية تجاربها النووية.

 

وكالات أنباء عالمية: دوافع سياسية وراء الحملات ضد السعودية

الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/17/أثارت تصريحات وزير الخارجية الالماني، زيغمار غابرييل ضد المملكة ردود فعل واسعة في الصحافة العالمية، خصوصا بعد أن قامت المملكة باستدعاء سفيرها من ألمانيا للتشاور، وبعد أن عبرت وزارة الخارجية عن كون هذه التصريحات، مستهجنة وبنيت على أساس معلومات خاطئة، ولا تخدم الاستقرار في المملكة. وغطت أبرز وكالات الأنباء العالمية، ووسائل الإعلام التلفزيونية، والمكتوبة، وبلغات عديدة، رد فعل المملكة، رداً على تصريحات وزير الخارجية الألماني، التي جاءت بحضور وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل. ويشير مراقبون إلى أن وزير الخارجية الألماني، ينتمي الى الحزب الديموقراطي الاجتماعي (SPD) وهو حزب يختلف عن الحزب الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بما يفسر أن تصريحاته هذه بحق المملكة، ليست الأولى من نوعها، فيما تؤكد المستشارة الألمانية دوما على المكانة المهمة والكبيرة للمملكة، أهمية تقوية العلاقات بين البلدين. جدير بالذكر أن ميركل تنتمي لحزب محافظ يتبنّى مواقف أكثر عقلانية تجاه مختلف القضايا الإقليمية بما يضمن مصالح بلادها في المقام الأول، فيما يدير غابرييل ملف السياسة الخارجية، لكن القول الفصل في النهاية يبقى للمستشارة، بما يؤشر على أن موقف الوزير ليس معبراً بالضرورة عن السياسة الألمانية لكنه محرج لها. وقد تناولت وسائل إعلام ألمانية هذه التصريحات، وردود الفعل السعودية عليها، وربطت بين مغادرة رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، سعد الحريري، وهذه التطورات، حيث أشار موقع تلفزيون دويشته فيله الألماني إلى أن «الحريري وصل باريس، بعد أسبوعين من التكهنات حول مصيره في السعودية بعد تقديمه استقالته. بيد أن الآثار الجانبية لاستقالته أصابت العلاقات الألمانية السعودية». وأشار الموقع إلى أن تصريحات وزير الخارجية الألماني، تسببت بردود فعل غاضبة من المملكة، تجلت بسحب السفير، وإصدار بيان رسمي، اضافة الى نشر تغريدة الحريري التي وجهت نقداً حاداً لوزير الخارجية الألماني، حين أكد على خبر مغادرته المملكة، وأنه في طريقه إلى المطار. كما تناولت أبرز وكالات الأنباء العالمية خبر مغادرة الحريري وتغريدته التي أشارت أنه في طريقه إلى المطار، والتي احتوت على نقد لاذعٍ لوزير الخارجية الألماني، الذي كان قد صرح بمعلومات خاطئة، بحق وضع الحريري في المملكة. ونشرت وكالات أنباء عالمية مثل تومسون رويترز، فرانس برس، ومواقع بارزة، مثل بي بي سي، وسي ان ان، إضافة الى مواقع أخرى، أبرز التطورات، بما يعد تأكيداً على مصداقية المملكة، منذ اليوم الأول لاستقالة الحريري، وبما يؤكد وجود دوافع سياسية وراء الحملات ضد المملكة. على أن مغادرة الحريري الى باريس تسببت بإحراج بالغ لكثير من الشخصيات السياسية والإعلامية التي تورطت في مواقف ضد المملكة خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن ثبت عدم صحة هذه المواقف المغلوطة التي تبنوها دون تمحيص.

 

فضيحة فساد جديدة للنظام الحاكم في قطر وألمانيا تحقق بشبهات حول استثمارات بـ«دويتشة بنك»

الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/17/لا يذكر اسم النظام في قطر إلا وترادفه جريمة رشاوى أو شبهة مالية، أو دعم جماعة إرهابية، فمن تحقيقات الفساد في بريطانيا حول بنك باركليز، مروراً بتقديم أكثر من 500 مليون دولار لجماعات إرهابية داخل العراق، وانكشاف فضيحة الرشاوى للحصول على حق استضافة كأس العالم 2022، تواصل الدوحة أساليبها غير الشرعية، لتمديد نفوذها داخل المؤسسات الدولية الكبرى عبر الأموال، وليس آخرها تحقيق هيئة الرقابة المالية الألمانية منذ مساء أول من أمس في شبهات فساد تحوم حول حصة أطراف من النظام القطري الحاكم في بنك دويتشه الألماني، بحسب وسائل إعلام ووكالات أنباء من بينها «رويترز»، فضائح النظام في قطر مستمرة ولا تنتهي؛ ففي عام 2008 وُجهّت تهمة إدانة لبنك باركليز، في عملية لزيادة طارئة في رأس المال من قطر عام 2008، وعقد رئيس باركليز "روجر جنكينز" الصفقتين مع الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر فى ذلك الوقت، والذى ضخ 6.1 مليار إسترلينى فى البنك لإنقاذه من الأزمة. وخضع البنك لتحقيقين يتمحوران حول صفقة رسملة أبرمها عام 2008 مع مستثمرين قطريين، سمحت للبنك بتفادي الملكية الحكومية أثناء الأزمة المالية، وتأتي التهم التي وجهها مكتب الاحتيالات الخطيرة بعد خمس سنوات من التحقيق، إذ تتصل القضية بسعي البنك إلى زيادة رأس ماله في ذروة الأزمة المالية في 2008، وكانت التهم ترتبط كذلك بتسهيلات الاقتراض التي قدمها البنك لقطر بقيمة 3 مليارات دولار عبر وزارة الاقتصاد والمال فيها بنوفمبر (تشرين الثاني) 2008".

ووجه مكتب تحقيقات الفساد في بريطانيا، اتهاما رسميا لبنك "باركليز" وعدد من كبار مسؤوليه بالتآمر والفساد والتزوير في صفقة رفع رأسمال البنك عام 2008 مع قطر بمقدار 4.5 مليار جنيه إسترليني. وشبهات الفساد المتسارعة والمتلاحقة للمسؤولين في قطر لم تتوقف عند حد، فمنذ اختيار قطر، قبل سبع سنوات، لتنظيم مونديال 2022، والاتهامات لم تتوقف عن قيامها "بشراء أصوات" لتنظيم البطولة. ولأول مرة تستمع محكمة أميركية لشهادة بهذا الشأن قدمها أرجنتيني كان رئيساً سابقاً لشركة تسويق رياضية؛ فقد وَجَّه الأرجنتيني اليخارندرو بورزاكو (53 عاماً) الرئيس السابق لإحدى شركات التسويق الرياضي، اتهامات لمواطنه خوليو غروندونا الرئيس السابق لاتحاد الكرة الأرجنتيني، والذي كان نائباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بتلقى رشوة بلغت قيمتها مليون دولار على الأقل من أجل منح صوته لصالح قطر، وكان خوليو غروندونا، الذي توفي عام 2014 من بين الأعضاء الـ22 باللجنة التنفيذية بالفيفا، الذين صوتوا عام 2010 لصالح استضافة روسيا لمونديال 2018 وقطر لمونديال 2022. وقال بورزاكو لمحكمة أميركية إن غروندونا طلب من قطر فيما بعد 80 مليون دولار.

وجاءت شهادة بورزاكو بعد قسمه خلال جلسة استماع بإحدى المحاكم في نيويورك، ويعتبر هذا الشخص أول من يدلي بشهادته أمام المحكمة من بين 42 مسؤلاً ومديراً سابقاً بكرة القدم العالمية متهمين بالفساد في قضية الفساد الكبرى بالفيفا، التي تحقق فيها السلطات الأميركية، حسبما أفادت صحيفة "بيلد" الألمانية يوم الخميس 16 نوفمبر (تشرين الثاني 2017). وكانت السلطات الأميركية قد بدأت تحقيقتها منذ مايو (أيار) عام 2015.

لكن بورزاكو قال أيضاً إن غروندونا ليس وحده من تلقى رشوة من قطر وإنما أيضاً البرازيلي ريكاردو تَيْكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي السابق زوج ابنة هافيلانج رئيس الفيفا الأسبق. وكذلك نيكولاس لويز الرئيس السابق لاتحاد "كونميبول، وهو من باراغواي ويرفض الترحيل إلى الولايات المتحدة، حسب قوله.

كما أكد تقرير وحدة الجرائم المالية والضريبية في الشرطة الوطنية الأسبانية، على أن الأسباني ساندرو روسيل الرئيس السابق لبرشلونة والمستشار الخاص لملف استضافة مونديال "قطر 2022" متورط بالكثير من عمليات شراء أصوات عدد من أعضاء المكتب التنفيذي السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لصالح ملف قطر لتنظيم نهائيات البطولة العالمية، وأحدث هذه الشبهات والتي سارع المعنيون الى نفيها كانت إعلان مكتب المدعي العام السويسري فتح تحقيق بحق القطري ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جرمان الفرنسي والرئيس التنفيذي لمجموعة "بي ان سبورت"، والأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الفرنسي جيروم فالك، على خلفية شبهات فساد في منح حقوق بث مباريات المونديال. ويعد الخليفي من أبرز الوجوه الرياضية القطرية في الأعوام الماضية.

ولن تكون آخر الفضائح التي تتكشف يومياً عن فساد النظام القطري ومحاولة الرشاوى، حيث أعلن أول من أمس عما تجريه هيئة الرقابة المالية الألمانية تحقيقاً موسعاً في شبهات فساد تحوم حول حصة أطراف من النظام القطري الحاكم في بنك دويتشه الألمانى، بحسب وسائل إعلام ووكالات أنباء من بينها «رويترز».

وبدأت هيئة الرقابة المالية الاتحادية «بافين»، البحث حول ما إذا كانت شركة «إتش إن اية» الصينية والأسرة القطرية الحاكمة كانا يعملان سوياً بشأن استثماراتهما فى دويتشه بنك، حيث تجري الهيئة تحقيقات فيما إذا كان أكبر مستثمرين في البنك الألماني «يعملان بشكل مشترك»، وهو الأمر الذي يخالف القوانين ذات الصلة بسوق المال داخل ألمانيا. فيما بدأت الأسرة الحاكمة في قطر تكوين حصتها عام 2014 خلال زيادة لرأس المال. وحصلت كل من قطر وإتش.إن.ايه على مقعد في مجلس إدارة البنك. وكان مصدر في البنك المركزي الأوروبي كشف في يوليو(تموز) أن البنك الذي ينظم العمل المصرفي في دول الاتحاد الأوروبي يدرس مراجعة بعض أصحاب الحصص في البنك الألماني (دويتشه بنك). ومن المرجح أن تزيد قضية دويتشه بنك من الضغوط الاقتصادية على الدوحة، خاصة بعد فضيحة الاحتيال على بنك باركليز البريطاني في 2008، وفضائح استضافة كأس العالم ودعم العديد من المنظمات الإرهابية حول العالم.

 

طرد «داعش» من البوكمال السورية بعد هجوم لقوات النظام بدعم جوي روسي

الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/17/سيطرت قوات النظام السوري والقوات الموالية لها مجدداً اليوم (الأحد)، على كامل مدينة البوكمال الواقعة في شرق البلاد على الحدود مع العراق، بعد طرد تنظيم داعش المتطرف منها. وقال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات النظام والقوات الموالية لها استعادت السيطرة على كامل المدينة، وتعمل حاليا على إزالة الألغام والمفخخات التي خلفها تنظيم داعش. وكانت قوات النظام قد أعلنت في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، طرد التنظيم من المدينة بعد أكثر من 3 سنوات من سيطرته عليها، لكن عناصر التنظيم تمكنوا بعد أيام عدة من السيطرة عليها مجدداً.

وتأتي السيطرة على المدينة إثر هجوم بدأ الخميس الماضي بدعم جوي روسي. وأفاد المصدر العسكري بأن التنظيم «أبدى مقاومة عنيفة وحاول استخدام المفخخات والانتحاريين، لكن محاصرة المدينة مكنت الجيش من حسم المعركة والسيطرة عليها بالكامل». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» استعادة النظام مع حلفائه من «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، السيطرة على المدينة، مشيراً إلى انسحاب عناصر التنظيم من الأحياء الشرقية باتجاه نهر الفرات الذي تقع المدينة غربه. وتتركز الاشتباكات حالياً، وفق «المرصد»، في محيط البوكمال التي كانت تعد آخر معقل بارز للتنظيم في سوريا، حيث لا يزال يسيطر على 25 في المائة من مساحة محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق. وأحصى «المرصد» مقتل 31 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل أكثر من 50 عنصراً من تنظيم داعش، داخل المدينة وعلى أطرافها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. ومني «داعش»، الذي أعلن خلافته المزعومة في 2014 على أراض واسعة في سوريا والعراق، بسلسلة هزائم ميدانية كبرى في البلدين، آخرها في بلدة راوة قبل يومين التي كانت تعد آخر بلدة تحت سيطرة التنظيم في العراق قرب الحدود مع سوريا.

 

«التحالف العربي»: عمليات القصف تتماشى مع القوانين الدولية والإنسانية وتشكيل لجنة بأمر ملكي لمتابعة طلبات المتضررين باليمن

الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/17/أكد فريق تقييم الحوداث التابع للتحالف العربي، أن عمليات القصف تتماشى مع القوانين الدولية والإنسانية، وأن عمليات القصف تستند الى معلومات استخباراتية. وأعلن التحالف العربي في مؤتمر صحافي اليوم (الاحد) من العاصمة السعودية الرياض، أن لجنة تم تشكيلها بأمر ملكي لمتابعة طلبات المتضررين في اليمن. وأكد منصور المنصور المتحدث الإعلامي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، أن التحالف استهدف معسكرا في إب وليس مبنى سكنيا، كما قصف معسكرا لقيادة الأمن الخاصة سابقا في صنعاء. وأضاف المنصور أن قوات التحالف لم تستهدف مستشفى السبعين للأمومة في صنعاء، مؤكداً أن عمليات القصف تتماشى مع القوانين الدولية والإنسانية، وان غارات التحالف استهدفت منصات إطلاق صواريخ باليستية، وتستند في قصفها الى معلومات استخباراتية. وقال فريق تقييم الحوادث إن الحوثيين يختارون مقراتهم قرب المشافي. وذكر فريق تقييم الحوادث أن النتائج تؤكد قصف التحالف "لأهداف عسكرية مشروعة". وقال المنصور إن إدارة أمن الزيدية تم قصفه بعد أن سيطر عليه الحوثيون، وأن الانقلابيين سيطروا على متحف قصر صالة واستخدموه لأغراض عسكرية.

 

السعودية تحقق 450 مليار ريال إيرادات خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي ووزارة المالية تصدر تقريرها الربعي الثالث لأداء الميزانية العامة للدولة

الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/17/حققت السعودية ايرادات وصلت الى 450 مليار ريال خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي، كما قفزت الإيرادات غير النفطية التي حققتها الميزانية السعودية في الربع الثالث من العام الجاري بنسبة 80 في المائة، مقارنة بالربع المماثل من العام 2016، في مؤشر جديد يؤكد جدوى الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت المملكة بالعمل عليها وتنفيذها. وأعلن وزير المالية محمد بن عبد الله الجدعان اليوم (الاحد)، التقرير الربعي لأداء الميزانيّة العامة للسعودية للربع الثالث من السنة المالية (2017م)، حيث تكشف أرقام التقرير عن تقدم ملحوظ في أداء ميزانيّة الدولة لهذا الربع، تمثلت في مزيد من التحسن بالإيرادات، ورفع كفاءة الإنفاق العام، وتراجع العجز، مع المحافظة على مستوى الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين في أولويات الإنفاق الحكومي. ويؤكد إصدار التقرير الربعي الثالث التزام حكومة المملكة بالشفافيّة والإفصاح المالي، بصفته عاملاً رئيساً يتسق مع رؤية المملكة 2030 وأهدافها، إلى جانب تسليط الضوء على التقدم المحرز في تحقيق الأهداف المحددة ضمن برنامج التوازن المالي في إطار رؤية المملكة 2030. وتظهر نتائج التقرير ارتفاعاً في الإيرادات مقارنة مع النتائج المحققة في الربع الثالث من العام 2016م، إضافة إلى ارتفاع معدل الإيرادات غير النفطية بما نسبته (80 %) خلال نفس الفترة، كما تظهر استمرار حكومة المملكة في ترشيد الإنفاق بما يعود بالنفع على مواطنيها بشكل إيجابي، حيث تم توجيه الجزء الأكبر من الإنفاق الحكومي على قطاع التعليم للأشهر التسعة الأولى من العام 2017م. كذلك، تبّين الأرقام الأخيرة للميزانية أن حكومة المملكة لا تزال على المسار الصحيح للوصول الى أهدافها على المدى الطويل، بتحقيق أداء مالي يتسم بالتوازن. وقد جاءت المؤشرات المالية لأداء الميزانية العامة للدولة للربع الثالث من السنة المالية 1438 / 1439هـ (2017م)، على النحو التالي:

بلغ إجمالي الإيرادات في الربع الثالث 142.1 مليار ريال، محققة زيادة قدرها (11 %) عن نفس الفترة من العام السابق، فيما بلغت الإيرادات غير النفطية 47.8 مليار ريال، مسجلة ارتفاعاً بنسبة (80 %) عن العام السابق، ما يؤكد جدوى الإصلاحات الاقتصادية.

كما بلغ إجمالي المصروفات خلال الربع الثالث 190.9 مليار ريال سعودي، بارتفاع قدره (5 %) عن الربع الثالث من العام الماضي، فيما بلغ العجز في الربع الثالث 48.7 مليار ريال سعودي.

وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثالث من السنة المالية الحالية 375,8 مليار ريال سعودي، مدفوعاً بالإصدارات الناجحة للصكوك. وفي سياق متصل؛ جاءت المؤشرات لأداء الميزانية العامة للدولة للأشهر التسعة من العام 2017م على النحو التالي:

بلغت الإيرادات في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 450.1 مليار ريال سعودي، مسجلة زيادة قدرها (23 %) مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، فيما بلغت المصروفات 571.6 مليار ريال سعودي، مسجلة ارتفاعا طفيفا بنسبة (0،4 %) مقارنة بالعام السابق، ومثلت هذه المصروفات (64 %) من إجمالي الإنفاق السنوي. وحظيت قطاعات ذات أهميّة اجتماعيّة كالتعليم، والصحة، والخدمات البلديّة على نسبة (44 %) من مصروفات الميزانيّة في هذه الفترة، ما يدل على إعطاء الأولوية لما يهم المواطنين. وبلغ العجز في هذه الفترة 121.5 مليار ريال سعودي مسجلاً انخفاضاً بنسبة (40%) مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي.

وفي ضوء هذه النتائج، قال وزير المالية : " إن الأرقام المعلنة لأداء الميزانية تعكس استمرارنا في التقدم نحو تحقيق أهداف خطط الإصلاح الاقتصادي على المدى الطويل، بما يضمن تحقيق أداء مالي يتسم بالتوازن والاستمرار على المسار الصحيح لتحقيق توقعات الميزانية لعام 2017م ".

وأوضح الجدعان أنه بالرغم من التحديات الاقتصاديّة التي لا تزال قائمة، إلا أن الإصلاحات والإجراءات الاقتصادية التي جاءت في برنامج تحقيق التوازن المالي ضمن رؤية المملكة 2030 أثبتت فاعليتها، حيث أسهمت في إيجاد المزيد من الإيرادات غير النفطية، ونحن نحرز تقدماً في بناء اقتصاد أقوى وأكثر تنوعاً. وأضاف "اننا سعداء جداً في الآونة الأخيرة للتفاؤل الذي تضمنه تقرير صندوق النقد الدولي، سواءً تجاه توقعاته بتعزيز النمو على المدى المتوسط، ما يدل على وجود ثقة كبيرة في الاتجاه الذي نسلكه، أو إزاء توقعاتنا المالية والاقتصادية على المدى الطويل، واهتمام المستثمرين الدوليين الكبير بالمملكة، بدلالة أننا نجحنا مرة أخرى في الاستفادة من أسواق السندات الدولية، ما يعكس الثقة المتزايدة في اقتصاد المملكة والأسس القوية لهذا الاقتصاد، كما أن اهتمام المستثمرين كان واضحاً من واقع حجم المشاركة في (مبادرة مستقبل الاستثمار) التي نظمها صندوق الاستثمارات العامة الشهر الماضي في الرياض.

وقال وزير المالية إن إعلان التقرير الربعي الثالث لأداء الميزانية يؤكد التزامنا على المدى الطويل بزيادة مستويات الشفافية والإفصاح المالي، ونحن نعلم أن هذا أمر بالغ الأهمية للحفاظ على ثقة الجميع.

 

ضغوط أميركية ترغم الحشد الشعبي على الانسحاب من المناطق المحاذية لكردستان

العرب/20 تشرين الثاني/17/أربيل - كشفت مصادر سياسية كردية أن ضغوطا أميركية ملحة أجبرت فصائل الحشد الشعبي على الانسحاب من مناطق متنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان، في وقت تستعد القوات العراقية لإطلاق عملية واسعة في الصحراء الحدودية بين العراق والأردن والسعودية، لتتبع عناصر تنظيم داعش الهاربين من معارك المناطق الغربية. وذكرت مصادر مطلعة لـ”العرب”، أن بغداد وافقت على إبلاغ وحدات الحشد الشعبي، التي انتشرت في مناطق متنازع عليها بعد السادس عشر من أكتوبر بالانسحاب، مؤكدة أن “بعض قطعات الحشد الشعبي انسحبت فعلا”. وأضافت أن “الحشد الشعبي أخلى مواقع في مناطق سنجار وزمار شمال غرب الموصل، كان دخل إليها في إطار خطة إعادة الانتشار، التي نفذتها القوات الاتحادية، ردا على استفتاء كردستان في الخامس والعشرين من سبتمبر”. وأكدت المصادر الكردية على أن “قرار انسحاب الحشد الشعبي من هذه المناطق، جاء تلبية لرغبة أميركية ملحة”. وجاء خروج قوات الحشد الشعبي من بعض المناطق المتنازع عليها، بالتزامن مع بلاغ عسكري وجهته قيادة العمليات المشتركة في العراق، إلى قوة مسلحة تابعة لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، بمغادرة قضاء سنجار فورا. وتريد الولايات المتحدة، إبعاد الحشد الشعبي عن المناطق المتنازع عليها، تلبية لمطالب كردية متكررة، قبل بدء عملية الانتشار المشتركة بين القوات الاتحادية والبيشمركة الكردية في الشريط المحاذي لإقليم كردستان. وتقول المصادر إن الوسطاء الأميركان بين بغداد وأربيل، يريدون عزل المفاوضات العسكرية المتعلقة بالانتشار في المناطق المتنازع عليها، عن المفاوضات السياسية المتعلقة بحصة كردستان من موازنة العراق العامة في 2018 وتصدير نفط الإقليم، وغيرها من الملفات العالقة بين الجانبين. ونجحت الولايات المتحدة، في منع توسع اقتتال اندلع بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة في مناطق واسعة على حدود كردستان، إثر إجراء الإقليم استفتاء على تقرير المصير. ويقول مراقبون في بغداد إن “تثبيت الوضع العسكري بين بغداد وأربيل، هو أولوية واشنطن حاليا، ومن ثم يمكن دعم جهود التقارب في ملفات خلافية أخرى بين حكومتي المركز والإقليم”. وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي لـ”العرب”، إن “الحكومة الاتحادية تخطط للاستفادة من الآلاف من المقاتلين المنتشرين على تخوم كردستان، في عمليات متعددة لملاحقة عناصر داعش الفارين من معارك غرب الأنبار، نحو حدود العراق الصحراوية مع سوريا والأردن والسعودية”.وأشار إلى أن “مسودة الترتيبات العسكرية في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، لا تتطلب بقاء قوات اتحادية كبيرة”.وأوضح أن “مضمون الاتفاق يرتكز على تشكيل قوة ثلاثية، تضم أطرافا من القوات الاتحادية وأخرى من البيشمركة، فضلا عن ممثلين لسكان المناطق المتنازع عليها، وهم في معظمهم من العرب أو الأقليات المسيحية والإيزيدية والشبكية”، ما يسمح لبغداد بنقل قطعاتها الثقيلة، التي نشرتها منذ السادس عشر من أكتوبر إلى مواقع أخرى. ويريد العبادي أن تواصل عمليات غرب الأنبار زخمها، بعد طرد داعش من آخر معقل حضري في قضاء راوة، لتتوغل في مجاهل الصحراء، بحثا عن المعسكرات التي يظن أن عناصر التنظيم لجأوا إليها لإعادة تنظيم صفوفهم. ويقول خبراء عسكريون إن “القيادة العسكرية العراقية تعلمت من دروس الماضي القريب، في ما يتعلق بالطريقة اللازمة لاجتثاث مصادر العنف”. وسبق وأن اتجه تنظيم داعش، ومن قبله تنظيم القاعدة، نحو الصحراء، عند تعرضهما إلى ضغوط في الحواضر المأهولة، ليعودا من جديد إلى تنفيذ هجمات حال تنظيم صفوفهما. وقالت مصادر سياسية لـ”العرب” إن “العراق أبرم اتفاقات مع الأردن والسعودية بشأن ترتيبات أمنية في المناطق الحدودية”. ومن بين هذه الترتيبات، تبادل المعلومات، وعمليات الضغط المتزامنة، والفتح المتبادل للمجال الجوي بين البلدان الثلاثة في حال تنفيذ عمليات ضد تنظيم داعش عابرة للحدود. ويتوقع مراقبون أن تستغرق عمليات تأمين الصحراء وقتا طويلا، نظرا لسعة حجمها، والظروف البيئية الصعبة فيها. ولكنهم يقولون إن إجراءات العبادي هذه تحظى بدعم أميركي وسعودي وأردني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحاجة إلى مؤتمر وطني إنقاذي عام يجمع المتضرّرين من «أفعال السلاح»

وسام سعادة/المستقبل/20 تشرين الثاني/17

الموجة الحالية من التوتّر في الشرق الأوسط لا تشبه ما عهدناه منذ سنوات طويلة. إدراك هذا لبنانياً، هو الخطوة الأولى بإتجاه مسعى الإنقاذ الفعليّ للأوضاع في بلدنا، وتجنيبه الكؤوس المرّة من أيّ نوع وعيار. تترّس «حزب الله» وراء مشاركته بالحكومة، وعموم مشاركاته في مؤسسات الدولة، وتمثيليته الراسخة في طائفته، ودائرة تحالفاته وتفاهماته، وتداخل اقتصاده السرّي مع عجائب اقتصاد هذا البلد، كل هذا لا يلغي، بل يزيد، الطين بلّة، إن لم تجرِ المسارعة إلى إدراك الاختلاف النوعي بين موجة التوتّر الحالية، العاتية، وغير المسبوقة، وبين العقود المنصرمة، «الإستيعابية» للحزب، بمعنى من المعاني، على مستوى الإقليم.

لا يمكن بالطبع الإتكال على تغيير «حزب الله» لسلوكياته من تلقاء نفسه. فالحزب الذي بات يعامل نفسه على أنّه لا ينفك يُحرز الإنتصار تلو الإنتصار، لم يعد هناك من داخله ما يمكن أن يقنعه بخلاف ذلك، وانعدام التوازن الخطير في المنطقة لصالح ايران وحلفائها يحمله أكثر فأكثر على تجذير هذه القناعة، وعلى تفسيرها بأنّها محطّة تعجيلية لتاريخ الخلاص، بالمعنى الدينيّ، المهدويّ للكلمة. يحسب الحزب كل خطوة يقدم عليها كبيرة أو صغيرة، بدقة لامتناهية، إلا أنّه يحتسب كل هذا بالإستناد إلى خلفية «لا تنتمي» في نهاية المطاف إلى هذا العالم، خلفية أيديولوجية دينية لا يستخدمها فقط كسمات هوية له، أو كمصدر تعبويّ وتحريضيّ يمدّه بالعزم والروح الكفاحية، بل أنّ هذه الخلفية، التي تتجلى أساساً، كمزدوجة «مظلومية منتصرة دائماً من الآن فصاعداً»، لا يمكن التعويل الآن على «تبريد» تمسّك الحزب الخمينيّ بها.

إذاً؟ يدور اختلاف جديّ بين اللبنانيين المناوئين لسياسات الحزب و»ذهابه» بعيداً في تدخلاته بالبلدان العربية، حول ما يمكن وما ينبغي فعله، حيال استمرار أفعال الحزب هذه، والأهم، حيال ظهور استعداد لديه لرفع درجة تدخّله في اليمن، في مقابل اعتباره أنّ الساحة السورية باتت تحت السيطرة، أو بالأحرى، هو يتعرّض على الساحة السورية لإحراج تسببه الضربات الجوية الإسرائيلية لمواقعه، في حين أن زيادة تدخله في اليمن، وفي لحظة الذروة في اطار الصراع بين السعودية وايران، يعتبرها «أقل كلفة» بالنسبة له، وان كانت أكثر كلفة بكثير بالنسبة إلى لبنان واللبنانيين.

هذا الاختلاف ليس في حلّ من الوقت. فالوقت يداهم، انما لا يمكن الفصل في هذا الاختلاف ان ظلّ طرحه قائم بالمواربة والشخصنة والمزايدة. هناك وضع صعب، وينبغي التفتيش عن أفضل الخيارات حياله، علماً أن الخيارات من الندرة بمكان، وليست هناك مجموعة من الخيارات نحتار أيّها الأفضل. وهناك معطيات تتبدّل يوماً بيوم، وساعة فساعة. إنما في الوقت نفسه هناك منطلقات معيارية أساسية، ليس من المصلحة، بالنسبة لخط مناوأة سياسات الحزب وتدخلاته، طرحها جانباً، وفي طليعتها اعتبار السلم الأهلي قضية مقدّسة بالنسبة إلى اللبنانيين، واعتبار كل اللبنانيين من خارج تنظيم «حزب الله» يتلاقون في مكان ما، في مساحة مشتركة، أياً كان موقفهم من «حزب الله»، حلفاء أو أخصام له، أخصام معتدلين او جذريين معه. هذا أيضاً بعد أساسي المكابرة عليه فيها مجلبة للكرب والشؤم بلا طائل. نحتاج إلى نقاش حقيقي، وسريع، إنما صريح. ما الذي يمكن للّبنانيين فعله لتجنيب البلد شروراً إضافية، وحماية معاشه واقتصاده، وترسيخ منطق التوازن بين جماعاته، وتحرير منطق التوازن من أن يكون، كما درجت العادة أكثر من مرة في التاريخ المعاصر، ستاراً للهيمنة الفئوية والتغلّب. القول بأنّ هناك أجوبة جاهزة شاملة سلفاً، قبل خوض هذا النقاش في إطار مؤتمريّ وطنيّ عاجل هو قول متعسف. الحاجة الى مؤتمر وطني لبناني عام لمناقشة سلاح «حزب الله» وتدخلاته في البلدان العربية، مؤتمر يضع نفسه تحت عنوان الدفاع عن السلم الأهلي وأرزاق الناس وأمنها وأمانها، وحرياتها وكراماتها، ويضع خطة للمواجهة، ومشروع للمصالحة الوطنية في نفس الوقت. التصرّف حتى الآن كما لو أنّ «الكواليس» تعوّض عن المؤتمر الوطني العام ضرره أكثر من فائدته.

 

مِن باب فاطِمَة إلى بابِ المَندَب

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 20 تشرين الثاني 2017

لا يكفي أن تَصفَ أميركا وإسرائيل وغيُرهما حزبَ الله إرهابيّاً لكي يكونَ كذلك. يمكن أن يُشكِّلَ حزبُ الله خطراً على نفسِه وعلى لبنانَ من دونِ أنْ يكونَ إرهابيّاً. ولا يكفي أن تُطالبَ أميركا وإسرائيل وغيرُهما بالقضاءِ على حزبِ الله لكي يَندفعَ اللبنانيّون ويَقعَوا في هذا الفَخِّ الفِتنَوي. تَكفينا رهاناتٌ على الخارج ضِدَّ هذا الشريكِ أو ذاك في الوطن. لكنَّ معالجةَ سلاحِ حزبِ الله ضروريّةٌ ليس لأنّه إرهابيٌّ ولا لأنها مَطلَبٌ خارجيٌّ، بل لأنَّ بناءَ دولةٍ واحدةٍ، تعدديّةٍ، ميثاقيّةٍ، سيّدةٍ، مستقلَّةٍ ومستقرَّةٍ يُحتِّم ألا يكونَ المواطنون فقط سواسيَةً أمامَ القانون، بل أنْ تكونَ الجماعاتُ اللبنانيّةُ المختلِفةُ أيضاً سواسيَةً أمامَ الدستور. التعدّديةُ الحضاريّةُ لا تُترجَمُ بتعدّديةِ السلاح، فلبنانُ لا يَحتمِلُ «الطَبقيّةَ الأمنيّة». ما عدا حزبِ الله، مَن يُريدُ بقاءَ هذا السلاح منتشِراً بين «باب فاطمة» و«بابِ المَندَب»؟ المواقفُ المخالِفةُ هذه الحقيقةَ يُمليها مَنطقُ «الهروبِ من مُشكِل». لكنَّ هذا المنطقَ، وقد نَفدَت مُدَّتُه، أوصَلنا إلى منطقِ التَسبُّبِ بحرب. وعدمُ وقوعِها اليومَ يَعني إرجاءَها لا إلغاءَها. واستقالةُ سعد الحريري، بمنأى عن ظروفِها، لا تُغيِّر بالـ»مَكتوب»، فتَوقّعاتُ حصولِ حربٍ سَبقَت الاستقالةَ. سَعت الدولةُ في مراحلَ سابقةٍ إلى تسويةِ موضوعِ السلاحِ في إطارٍ لبنانيٍّ، فدَعَت إلى مؤتمرَي حوارٍ وطنيٍّ: في المجلسِ النيابيّ سنةَ 2006، وفي القصرِ الجُمهوريِّ سنةَ 2010 حيث صدرَ «إعلانُ بعبدا» (06-11-2012). الحوارُ الأوّلُ انتهى بحربِ 2006، والثاني بتَنكُّرِ حزبِ الله لـ«إعلان بعبدا» وانخراطِه في حربِ سوريا.

وحاول المجتمعُ الدوليُّ، بالمُوازاةِ، مساعدةَ لبنان لاحتواءِ هذا السلاحِ سلميّاً، فأصدَرت الأممُ المتَّحدةُ ستَّةَ قراراتٍ: 1559 و1595 و1636 و1644 و1701 و1748. لكنَّ الدولةَ اللبنانيّةَ، بضُعفِها أو بتواطُئِها أو بالاثنين معاً، أَجهضَت عبرَ السنواتِ مفعولَ هذه القراراتِ، فاحتَوى حزبُ الله الدولةَ عِوضَ أنْ هي تَحتويَه.

رغم ذلك، تَغاضى المجتمعان العربيُّ والدوليُّ عن التنفيذِ المبتورِ للقرارات، حتّى أنَّ دولاً عربيّةً عزيزةً تَخطَّته ودَفعَت بحلفاءَ لها لبنانيّين إلى تَجرُّعِ تسوياتٍ مع حزبِ الله وسوريا وإيران على حسابِ هذه القراراتِ وعلى حسابِ شهداءِ «ثورةِ الأرز»، إلى أنْ اشترك حزبُ الله في حروبِ المِنطقةِ إلى جانبِ «الحرسِ الثوريِّ» الإيرانيِّ، وامتلَكَ أسلحةً متقدِّمةً.

حينئذٍ، تغيّر الموقِفُ العربيُّ والدوليُّ، وصار العالمُ يُحمِّلُ دولةَ لبنانَ وحدَها المسؤوليَةَ، فيما هو، وبخاصةٍ السعوديّـةُ وأميركا، مسؤولٌ عن ملابساتِ تركيبةِ النظامِ اللبنانيِّ منذُ حربِ الخليجِ الأولى سنةَ 1991 إلى اليوم. ألَم يُسلِّمْ التحالفُ الدوليُّ ـ العربيُّ آنذاك لبنانَ لسوريا (وحلفائِها المحليّين) مقابلَ انضمامِها إلى التحالفِ الذي حَرَّر الكويت من الجيشِ العراقيّ؟ لم نَعُد الآنَ في مرحلةِ توزيعِ المسؤوليّات، بل في مرحلةِ البحثِ عن حلٍ لسلاحِ حزبِ الله خَشيةَ أنْ يَقومَ التحالفُ الدوليُّ ـ العربيُّ، من دونِ إسرائيل، بمعالجةِ فائضِ السلاحِ في كلٍّ من لبنانَ وسوريا واليمن. فعددٌ من الدولِ العربيّـةِ ـ إنقاذاً لِماءِ العروبة ـ يُـفضِّلُ أنْ يقومَ هذا التحالفُ الذي أُنشِئَ سنةَ 2014 بالتصدّي لحزبِ الله انطلاقاً من سوريا. وأصلاً، إسرائيلُ ليست مُتحمِّسةً للحربِ الآنَ.

لكنَّ مُشكِلتَنا الأساسيّةَ ليست سلاحَ حزبِ الله في الخارج. هذا إشكالٌ سياسيٌّ جانبيٌّ بين لبنانَ ودولِ الخليج. مُشكِلتُنا الأمُّ هي وجودُ هذا السلاحِ في لبنان. هذه معضِلةٌ كِيانيّةٌ بين لبنان، شعباً ودولةً وجيشاً، من جهةٍ وحزبِ الله من جهةٍ أخرى. وبالتالي، لا تَهُمّنا عودةُ حزبِ الله من الخارجِ ما لَم تَقتَرن بدخولِه إلى الدولةِ اللبنانيّةِ وإيداعِه إيّاها سلاحَه؛ وإلا سنَتكبَّدُ حزبَين: المقيمَ والمنتشِر. في هذا الإطارِ، حريٌّ بالجيشِ اللبنانيِّ أن يَمنعَ إدخالَ سلاحِ حزبِ الله من سوريا إلى لبنان؛ فحتّى لو سَلَّمنا بثلاثيّةِ «الشعبِ والجيشِ والمقاومة»، تبقى هذه محصورةً بسلاحِه في الجنوبِ ضِدَّ إسرائيل وليس بسلاحِه في سوريا والعراق واليمن. ويُفترضُ بالجيشِ اللبنانيِّ، وقد أصبحَ قادراً على حمايةِ لبنان، أنْ يبادرَ ويَقترحَ على السلطةِ السياسيّةِ مشروعَ استراتيجيّةٍ دفاعيّةٍ، لا أنْ يَنتظرَ العكْس.

المُرهِقُ أنَّ حزبَ الله يُكمِلُ القتالَ إذا خَسِرَ ويُتابعُه حتّى إذا انتصَر، وكأنَّ القتالَ سببُ وجودِه ومُبرِّرُه. التفسيرُ الآخَرُ ـ والمُكَمِّل ـ أن سلاحَ حزبِ الله جُزءٌ من مشروعٍ استراتيجيٍّ وليس سلاحاً بديلاً لتحريرِ أرضٍ (الجنوب) أو لحمايةِ جماعةٍ (الشيعة) تَزعَمُ تقصيرَ الدولةِ سابقاً حيالَها. وبالتالي، يُصَعِّبُ حزبُ الله أكثرَ فأكثرَ حلَّ موضوعِ سلاحِه بتسويةٍ سياسيّةٍ لبنانيّة.

هذا المأزِقُ يُجيزُ طرحَ أسئلةٍ ثلاثةٍ على قادةِ الحزب:

1) لماذا تَقبَلون بأنْ تكونوا جُزءاً من استراتيجيّةٍ حربيّةٍ إيرانيّةٍ، ولستُم إيرانيّين، وتَرفضون أنْ تكونوا جُزءاً من استراتيجيّةٍ دفاعيّةٍ لبنانيّةٍ، وأنتم لبنانيّون؟ الاستراتيجيّةُ الأولى تُورِّطُ الدولةَ وتُعرِّضُ انجازاتِكم للانهيار، والاستراتيجيّةُ الأخرى تَبني الدولةَ وتَحفَظُ إنجازاتِكم.

2) قد نُجاريكُم بفائدةِ قتالِكم في «القْصَير» (مِنطقةٌ تَعيش فيها عائلاتٌ لبنانيّةٌ)، وحتى في القَلَمون (مِنطقةٌ محازيةٌ الحدودَ اللبنانيّةَ)، لكنْ، أيُّ حُجّةٍ يُمكن أنْ تُقنِعونا بها لتأييدِ قتالِكم في الداخلِ السوريّ والعراقِ واليَمن؟

3) يَتَّضِحُ أنَّ تسويةَ الحربِ في سوريا تَلحَظُ انحسارَ سلاحِكم، فهل لديكم استراتيجيّةٌ غيرُ المواجَهةِ العسكريّةِ وهي مُدمِّرةٌ للبنان بغضِّ النظرِ عن المنتصِرِ فيها؟

حبّذا لو يَتقبّلُ حزبُ الله رأيَ الآخَرين، فلا يَعتبر كلَّ من يُعارضُ سلاحَه هو ضِدُّه. وحبّذا لو يؤمِن أنَّ السلاحَ، وقد كان مَصدرَ قـوَّتِه، صار نُقطةَ ضُعفِه. ويَكفيه أن يتأمَّلَ بمصيرِ المنتصِرينَ قبلَه ليُدركَ أنّنا مخلصون بنصيحتِنا إيّاه. صحيحٌ أننا بَلغنا مرحلةَ الاستحقاقاتِ الحاسمةِ، لكنّ هذه ليست قدراً.

فحزب الله قادرٌ على تَجنُّبِها في حالِ اكتفى بأرباحِه المتراكِمةِ، وهي كثيرةٌ. يَكفيه أنْ يَقتديَ بإيران ـ ومَن شَبَّههُ بإيران ما ظَلمَهُ ـ التي قَبِلت سنةَ 2015 بتسويةٍ سلميّةٍ لسلاحِها النوويِّ فتفادت حرباً كانت طُبولُها تُقرَع أيضاً.

 

إرتباكٌ يضرب التحالفات

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 20 تشرين الثاني 2017

تعيش غالبيةُ الأحزاب والقوى السياسية في حيرةٍ من أمرها، لأنّ الأولويّة هي لمعالجة العاصفة السياسية التي أحدثتها إستقالةُ الرئيس سعد الحريري وتداعياتها التي لم تنتهِ فصولُها بعد. مَن يراقب الوضعَ الإقليمي والدولي يُدرك جيداً أنّ المواجهة الكبرى مقبلةٌ لا محال، لكنّ أحداً لا يعلم شكلَها وكيف ستبدأ وكيف ستنتهي خصوصاً أنّ الموقفَ السعودي والعربي تجاه إيران و«حزب الله» يأخذ منحىً تصاعدياً، وهذا ظهر جلياً خلال إجتماع القاهرة، أمس، في حين أنّ طهران لا تزال على مواقفها وتصرّفاتها في لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل المنطقة العربية.

ويَزداد الضياعُ السياسي الداخلي في ظلّ الضبابية التي تحملها المرحلةُ المقبلة، وبات الجميعُ شبهَ مُسلّم بأن لا أمل في تأليف حكومة جديدة ما دامت التوازناتُ السياسيّة على ما هي عليه، في وقتٍ تُطرَح على بساط البحث مسألةُ إجراء الإنتخابات النيابية من عدمها.

ووسط تأكيدِ رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية، وحتى الحريري نفسه، أنّ الإنتخابات في موعدها إلّا أنّ الشكوك ما زالت تراود الكثيرين، وهنا لا تستطيع القوى إهمالَ الأزمات السياسية الكبرى مثل مسألة سلاح «حزب الله» ودوره، وتأليف حكومة جديدة بعد تقديم الحريري إستقالتَه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسميّاً، والعلاقات مع السعودية والدول العربية، والتفرّغ للتحضير لإنتخابات قد لا تحصل، وكذلك لا يمكنها إهمال الانتخابات لأنّ لبنان بلد المفاجآت والتقلّبات السريعة.

لكنّ الأكيد أنّ أيّاً من السياسيين المحليين لا يعرف إتّجاهَ البوصلة، فالحريري قد يعود ويُكلَّف لكنه لن يستطيع التأليف، كما أنّ ضغط المجتمع الدولي قد يُجبر السلطة على إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها خصوصاً أنّ التمديدَ مرّةً جديدة سيشكّل ضربةً قويّة للعهد، من هنا يبرز إصرارُ عون على إجرائها في موعدها، وهو صاحبُ نظرية أنه إذا اشتدّت الأزمةُ السياسية فالحلّ بالتوجّه الى صناديق الإنتخاب. وفي حال تمّ هذا الأمر، فإنّ القوى السياسية ستشهد خلطةً تحالفية جديدة، وهنا يُطرح سؤال كبير هل سيعود مشهد «8 و14 آذار»، أم أنّ الوضع سيبقى على حاله.

إذا عاد مشهدُ الإصطفاف القديم، فإنّ أولى ضحاياه سيكون تحالف «التيار الوطني الحرّ» وتيّار «المستقبل»، رغم تمسّك مَن شارك في إبرام التسوية الرئاسيّة بهذا الحلف، وهذا يعني فرط التسوية بشكل شبه نهائي.

ومن جهة ثانية، ستكون «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ» على طرفي نقيض، مع العلم أنّ الأحوالَ ساءت بينهما قبل إستقالة الحريري والوضع يتّجه الى التصعيد، وكل المؤشرات تدلّ على هذا الأمر سواءٌ تمّ إنقاذُ التسوية أو لا.

ويطرح رسمُ الخريطة الجديدة للتحالفات تحدّياتٍ داخل الفريق الواحد، خصوصاً أنّ التصدّعات بلغت الذروة، ويبدو أنّ جمع فريق «8 آذار» يبدو أسهل من إعادة لملمة «14 آذار»، وهنا يبرز تحدّي إعادة لمّ شمل «التيار الوطني الحرّ» وحركة «أمل»، علماً أنّ المهمّة باتت أسهل بعد التنسيق والمعالجة التي قام بها عون والرئيس نبيه برّي لأزمةِ إستقالة الحريري، فيما الإشكالُ الأكبر كان بين برّي ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل أكثر منه مع عون.

وإذا سلكت الأمورُ مجراها الطبيعي بين الحركة و»التيّار»، فإنّ المهمة الأصعب تتمثّل في إعادة ما إنقطع بين باسيل وتيار «المردة»، بعدما كانت العلاقات وصلت الى مرحلةٍ من التراجع لم تشهدْها سابقاً. أما على صعيد فريق «14 آذار»، فهناك تساؤلاتٌ عن إمكان تصالح الحريري والوزير السابق اللواء أشرف ريفي وعودة المياه الى مجاريها، خصوصاً أنّ البعض يقول إنّ السعودية تعمل على جمع كل الشخصيات السنّية تحت عباءةٍ واحدة، وضمناً الحريري وريفي. في حين أنّ الأزمة الأخيرة أربحت تيار «المستقبل» عطفاً شعبيّاً عوّض ما فقده نتيجة التسوية الرئاسية.

من جهة ثانية، فإنّ العلاقة بين «المستقبل» و»القوات اللبنانية» مستمرّة عكس ما يروّج البعض، والتلاحم بين القاعدتين موجود وسط تأكيد القيادتين عدمَ الإنجرار خلف الشائعات. وبالنسبة الى «القوات» والمستقلّين المسيحيين، فإنّ العلاقة تحتاج الى ترميم بعدما شهدت المرحلة الماضية تباعداً وصل الى حدّ الصدام، وهذا الأمر يحتاج الى مزيد من الوقت ولا يتمّ بين ليلة وضحاها. فيما لم تلاقِ العلاقة القواتية- الكتائبية طريقَها الى الحلّ بعد، وهذا التحدّي يحتاج الى معالجاتٍ جذرية، على رغم أنّ الهوّة الكلامية ما زالت كبيرة في حين أنّ المواقف السياسية من الأحداث والملفات الكبرى متشابهة الى حدٍّ بعيد. لا شكّ في أنّ المشهد الذي ارتسم منذ سنة من الصعب محوُه في أيام، خصوصاً بين التيارَين الأزرق والبرتقالي اللذين اعتادا على التسوية، يضاف إليه موقفُ عون المتمسّك بالحريري، لكنّ التحدي الأكبر هو إجراءُ الإنتخابات. ويبقى الإنتظارُ سيّدَ الموقف، حيث يتوزّع الإهتمام على عودة الحريري وما سيفعله، وبلورة المبادرة الفرنسية، ومراقبة طريقة تصرّف «حزب الله» وحلفائه الذين أبدوا كل إهتمامٍ بعودة الحريري، فهل سيقدّمون تنازلاتٍ من أجل لبنان، وينسحبون من حروب المنطقة التي ذهبوا إليها من دون إستشارة اللبنانيين أو موافقتهم؟

 

أيّ مستقبل لـ«الطائف» والنظام؟

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 20 تشرين الثاني 2017

إنتقال الرئيس سعد الحريري من الرياض إلى باريس ومنها إلى بيروت قبل عيد الاستقلال، أسدل الستارة على الفصل الأول من الاستقالة المفاجئة المعلنة من الرياض، ولكن من دون أن تلغي كل الملابسات التي أحاطت بها، والارتدادات التي أرختها على المشهد الداخلي. الحقيقة الثابتة وسط غموض الاستقالة وكذلك ظروف بقاء الحريري في السعودية ومن ثم انتقاله إلى بيروت، هي أنه أيّاً كان العنوان لما حدث، فإنّ ما حصل دفع بلبنان الى اللحظة المصيرية، التي قد يجنح فيها البلد نحو واحد من اتجاهين: إمّا نحو العودة إلى استئناف حياته السياسية على ما كانت عليه قبل سبت الاستقالة في الرابع من تشرين الثاني الجاري، وامّا نحو المشكل الكبير الذي يتفكّك فيه هذا المشهد على نحو يمكن أن يُعرف كيف سيبدأ، ولكن لا يُعرف على أي صورة او اي صيغة سينتهي، وكيف سينتهي؟ مخزون القلق خلال الأسبوعين الماضيين كان كبيراً جداً، وكذلك مخزون علامات الاستفهام التي رافقت الاستقالة وفترة مكوث الحريري في الرياض، ومضى الاسبوعان من دون ان يتراجع منسوب هذين المخزونين ولو لحدّ طفيف. وها هي عودة الحريري تحطّ على خزان اكبر من التساؤلات حول ماهية الصورة التي سيقدمها الحريري عن نفسه عندما يطأ الأرض اللبنانية.

المتداول به بين المستويات السياسية والرسمية يدور حول احتمالين:

الأول، يستبشر خيراً في العاطفة السياسية والشخصية التي أبداها الحريري نفسه حيال روح التضامن الداخلي معه من مُريديه وخصومه على السواء، والرغبة الكبيرة التي عبّرت عنها باستمرار أجواء الوحدة الداخلية التي تجلّت خصوصاً خلال الأسبوعين الماضيين وقوله إنّ اموراً جيدة ستحصل في لبنان بعد عودته. كل هذا يؤشر إلى أنّ أزمة الاستقالة قد لا تكون من النوع المُستعصي على العلاج. وبالتالي يمكن أن تمر بشكل سَلس. وهنا العبرة تبقى في الأداء الذي يوصِل إلى هذه الإيجابية. الثاني، قلق من أن يعكس الحريري صورة من وحي مضمون بيان الاستقالة الذي تلاه من الرياض، بما يحوّل الساحة الداخلية إلى ساحة مواجهة وعلى وجه الخصوص مع الجهة التي حددها البيان، أي مع «حزب الله». وفي هذه الحالة يمكن القول انّ المستقبل لا يبشّر بخير، وأزمة الاستقالة قد تتولّد عنها أزمة أكبر منها. واذا كان ثمّة من تَوقّفَ مليّاً عند قول الحريري إنه «مشتاق جداً للبنان»، وقرأ بين سطور هذه الجملة المقتضبة والمعبّرة الكثير من الدلالات والكثير مما لا يقال ويُصرّح به، فإنه ينطلق منها ليؤكد انّ عودة الحريري «مضغوطة» بمجموعة امور تتجاذبه في وقت واحد:

فالحريري مضغوط أولاً باستقالته وظروفها وأسبابها الواردة في البيان الذي تلاه من الرياض، وكيفية احتواء هذا القطوع وتجاوزه.

والحريري مضغوط ثانياً بجو داخلي ضمن تياره السياسي، وكذلك ضمن حلقة الاصدقاء الذين لم يخفِ الرئيس المستقيل، أمام الإعلاميين اللبنانيين الذين التقاهم في باريس، ما يشعر به حيالهم، بل تحدث صراحة عن نيته بإجراء ما سمّاه «غربلة» لهؤلاء الاصدقاء.

والحريري مضغوط بجو التضامن الداخلي العام معه، في صورة لم يسبق للبنان أن شهد مثيلاً لها في تاريخه. هذا التضامن قال الحريري نفسه ان لا بد من استمراره. وهو بهذا الكلام يضع نفسه - قبل غيره من الشركاء - أمام مسؤولية وضع أي خطوة ينوي الاقدام عليها في الميزان، وقياس مدى تأثيرها على هذه الصورة التضامنية لمنع حدوث اي نوع من الاهتزاز أو الغباش في هذه الصورة كما في الصورة السياسية بشكل عام.

والحريري مضغوط بالتسوية السياسية التي صاغت الانتخابات الرئاسية وجاءت بالعماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وصاغت أيضاً عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة بعد سنوات من الانتظار والتحضير لهذه العودة.

هذه التسوية المزدوجة، تعرضت للاهتزاز القسري وليس الطوعي. بعد بيان الاستقالة من الرياض، جاء من يرفد هذا البيان بنعي التسوية، بذريعة أنها «أطلقت يد «حزب الله» ومَكّنته من خطف الدولة»، وجَيّشت بعض الفضائيات حملة قاسية عليها، وصَبّت جام هجومها على رئيس الجمهورية بوَصفه حليف «حزب الله». قال الحريري، بحسب ما نقل عنه الإعلاميون اللبنانيون من باريس، إنّ البند الأول في جدول أعمال عودته هو «تعديل التسوية». والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف؟ وهل سينجح في طرح التعديل؟ وأي تعديل سيطرح؟ وفي أي اتجاه؟ هل في شقّه الرئاسي ام في شقّه الحكومي؟

إن كان في الشق الرئاسي، فكيف سيتمكن من ذلك في الوقت الذي يعبّر هو شخصياً عن تقدير بالغ لرئيس الجمهورية وموقفه من أزمة الاستقالة ومن كل الملابسات التي أحاطت بوضع رئيس الحكومة خلال وجوده في الرياض؟

وإن كان في الشق الحكومي، فكيف سيكون له ذلك؟ هل في اشتراط الذهاب إلى حكومة جديدة بتركيبة جديدة تُحاكي مضمون بيان الاستقالة الذي تلاه من الرياض، وتحاكي أيضاً المواقف التي تلت البيان وقالت بحكومة بلا «حزب الله»، فهل هذا ممكن؟ وهل سيقبل بذلك سائر الشركاء ولا سيما الشريك الثاني في التسوية، أي رئيس الجمهورية؟ وكذلك الأمر بالنسبة الى الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط؟ وقبل كل هؤلاء هل سيقبل «حزب الله» بإقصائه ويسلّف ما يعتبره نصراً للآخرين في لحظة إرباكهم؟ بالتأكيد لا.

ثم اذا كان القصد من تعديل التسوية المحكي عنه هو «رَوتَشة» سياسة الحكومة بما يفرض المنطق القائل بالنأي بالنفس وعدم تدخّل «حزب الله» في أزمات المنطقة، وتحديداً في سوريا واليمن وغيرهما، فكيف سيتم ذلك؟ هل بتوافق القوى السياسية على «ملحق» للبيان الوزاري للحكومة يَنصّ على ذلك؟ فهل هذا ممكن؟ بالتأكيد لا. وهل سيتم ذلك بانتزاع تعهّد من «حزب الله» والالتزام بمبدأ النأي بالنفس وسحب حضوره العسكري المباشر أو دوره وخبراته القتالية من المناطق المَشكو من وجوده فيها وتحديداً في سوريا واليمن؟ فهل هذا بالامر السهل؟ وهل ثمة في الطرف النقيض لـ«حزب الله»، او الشاكي منه، من هو مقتنع بأنّ الحزب في وارد الاستجابة - ولو الشكلية - على طرح من هذا النوع، في الوقت الذي يشعر الحزب أنه في طريقه نحو ما يسمّيه الانتصار الكامل وأنّ الاخرين في الطريق نحو ما يسمّيها الهزيمة الكاملة؟

إذاً، الحريري عائد في مهمة أكثر من صعبة، ذلك أنّ أي طروحات تعديلية للتسوية مصطدمة مسبقاً بواقع التسوية الرئاسية التي صارت ثابتة بوصول عون إلى رئاسة الجمهورية، ولم يعد من مجال لتعديل أو تغيير في هذا الواقع.

وهي مصطدمة مسبقاً أيضاً بالميزان الداخلي الذي يستحيل معه فرض أي صيغة حكومية جديدة أو أي توجّه تعديل في الصورة الحكومية الحالية، بشروط تستهدف أيّ طرف فيها. او بشعارات لا قدرة لأيّ طرف محلي على تنفيذها، او بالعناوين التي رفعها بعض النافخين في نار الاستقالة بقولهم انّ زمن المساكنة والتعايش مع «حزب الله قد أنتهى! ربما هناك طاقة فرج وحيدة لها منفذ وحيد يؤدي إلى العودة عن الاستقالة بما يعيد إحياء التسوية السياسية والصيغة الحكومية الحالية على نحو ما كانت عليه قبل سبت الاستقالة في الرابع من تشرين الثاني الجاري؟ إلّا انّ هذا المنفذ صعب جداً على الحريري سلوكه للاعتبارات والظروف الحساسة والدقيقة التي ما زالت محيطة بخطوة الاستقالة.

إلى أين من هنا؟

أمام عدم استطاعة الحريري التراجع على طريق الاستقالة، او الإكمال بالصيغة الحكومية الحالية كما هي عليه، وأمام عدم القدرة على تعديل طفيف أو تغيير جوهري في الميزان السياسي الداخلي، تصبح الاستقالة امراً صغيراً جداً وربما ثانوياً أمام ما لم يظهر بعد. ذلك أنّ انسداد أفق الاحتواء السريع لأزمة الاستقالة سيقود حتماً إلى أزمة تكليف، التي ستفتح بدورها على أزمة تأليف، والتي تفتح بدورها على فراغ حكومي كل شيء فيه مُباح مِن «فوضى وطلوع»، وهذا يجرّ الى الأزمة الأكبر فيما لو تَهدّد مصير الانتخابات النيابية وصار البلد على شفير الفراغ الكبير.هنا تصبح المخاطر أكبر وأعظم، وحينئذ تصبح منافذ القيامة مسدودة ما قد يطرح مصير النظام برمّته على بساط البحث، او بالأحرى من سيحمي الطائف في هذا الفراغ؟ ومن يضمن في هذه الحالة الّا تطرح فكرة المؤتمر التأسيسي كحلّ أخير للخروج من الازمة؟ بالتأكيد انّ الخاسر الأول في هذه الأجواء هو البلد، والخاسر الأكبر هو الطائف وأهله ورعاته والمستفيدون منه. امّا الرابحون الوحيدون، فهم بلا أدنى شك، المطالبون بنسف الصيغة والنظام والطائف، وهم كثر!

 

الحريري يتَّكل على عون... وعون يتَّكل على «الحزب»!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 20 تشرين الثاني 2017

قد يبدو للبعض أنّ ثلاثة أطرافٍ فقط يمتلكون تفاصيل الصفقة التي عقدَها الرئيس إيمانويل ماكرون مع المملكة العربية السعودية، من أجل إخراج الرئيس سعد الحريري إلى باريس، وهم: ماكرون والقيادة السعودية والحريري. لكنّ المعلومات في الأوساط الديبلوماسية تؤكّد أنّ الصفقة تمّت بغطاءٍ دولي، أساسه الولايات المتحدة وروسيا والأوروبيّون. عندما وصل الحريري إلى باريس، تلقّى وعوداً من مرجعيات دولية، عبر أقنية ديبلوماسية، بأن يكون مدعوماً عند عودته إلى بيروت، بحيث يتوافر الغطاءُ اللازم لإحياء التسوية في لبنان، على الأسس التي تؤمّن استقرارَ النظام والحياة السياسية.

ولذلك، عندما يعود الحريري إلى بيروت، في الساعات المقبلة، لن يكون معزولاً وعارياً من الدعم السياسي، كما يظنّ البعض. فالطواقم الديبلوماسية الممثِّلة للقوى الدولية، ولاسيما الأميركية والفرنسية والروسية، تنشط في اتصالاتها مع المرجعيات والقوى اللبنانية المعنيّة، من أجل توفير المناخ السياسي المناسب للتسوية الآتية. سيلتزم الحريري تماماً جانبَ الصمت عن حيثيات «الأسبوعين السعوديَّين»، ولن يسمح بأن تتسرَّب عن لسانه أيُّ كلمة، حول الأسرار التي رافقت عملية الاستقالة في السعودية وتفاصيلها وملابساتها وطريقة انتهائها، وهو سيتجنّب الوقوع في أيِّ خطأ هنا، حتى لأقرب المقرّبين منه. ولذلك، إنّ كوادر «المستقبل» بعيدون عن حقيقة ما جرى، وسيبقون كذلك. فالسرّية هي أوّل الشروط السعودية للتسوية.

ولكن، يبدو منطقياً أنّ الأقنية الديبلوماسية التي ستواكب الاتصالات اللبنانية الداخلية، بعد عودة الحريري إلى بيروت، ستكون مطّلعةً على الخطوط العريضة للتسوية. وهي مكلّفة بالمساعدة على تنفيذها، لأنّ الاستقرارَ السياسي والأمني والاقتصادي في لبنان خطٌّ أحمر.

ستحتضن القوى الدولية رئيسَ الحكومة العائد إلى بيروت. وأوّل الأهداف التي ستعمل على تحقيقها هو: ألّا تهبّ العاصفة مرّتين، أي عدم السماح بنشوء الظروف التي أدّت إلى أزمة 4 تشرين الثاني بكامل وجوهها: السفر المفاجئ إلى السعودية وإعلان الاستقالة وتفجير المواقف.

لا أحدَ يرغب في مشاهدة الفيلم إياه مرّة أخرى. وحتى الرياض ستتجنّب ذلك، لأنّ المخاطرَ والأكلاف التي كان يمكن أن تنتج عنه، من فوضى ودمار، لا يمكن ضبطُها أو حتى استثمارها.

كما أنّ الإدارة الأميركية، الأكثر حماسة لمواجهة التمدّد الإيراني في المنطقة، بدت قلقةً من تداعيات الأزمة.

ويبدو واضحاً أنّ الأميركيين يوافقون السعوديّين على أنّ اللجوءَ إلى «الكيّ» هو آخرُ الدواء لمعالجة التمدّد الإيراني. ولكن، ما زال ممكناً إجراء التجارب على المزيد من الأدوية والعلاجات مع «حزب الله» وإيران. وأبرز هذه العلاجات سيتولّاها الفرنسيون من موقعهم الأوروبي، مع دور إيجابي لروسيا. ويشير المتابعون إلى أنّ باريس تعمّدت، قبل أسبوع، إطلاق موقف تستفزّ فيه طهران، إذ أكدت بلسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان أنّ إيران تعمل لبسط نفوذها في الشرق الأوسط وتقوم بتطوير قدرتها البالستية، ورأى أنّ وقفَ التدخّل الإيراني في الشؤون اللبنانية هو شرط أساسي لاستقرار لبنان.وهذا الموقف الذي جاء في ذروة أزمة الحريري وإطلاق الحوثيّين صاروخاً بالستياً في اتّجاه الرياض، ردّت عليه طهران بحملة قوية على فرنسا، للمرّة الأولى منذ توقيع اتّفاق فيينا في 2015. ويعتبر الخبراء أنّ الموقفَ الفرنسي كان مقصوداً، وهو قابل للتصحيح بعد أن يحقّقَ الفرنسيون غاياتهم السياسية.

لقد قابلت القيادة السعودية موقفَ باريس بارتياح، والتقطت الإشارة الفرنسية سريعاً بكثير من الطمأنينة. فالفرنسيون كانوا أثاروا غضبَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفائه الإقليميين عندما أعلنوا أخيراً معارضتَهم لإعادة النظر في اتّفاق فيينا والتشدُّد في مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. ولذلك، جاء موقف فرنسا الأخير مُرْضياً للسعوديين. وقد شكّل جواز سفرٍ لها لكي تدخل إلى ملف الحريري وتنخرط في معالجة الأزمة.

ويتوقّع المتابعون أن تتولّى باريس في المرحلة اللاحقة دوراً، لا في الملف اللبناني فحسب، بل في الملف الإقليمي عموماً من خلال اتّصالات مباشرة مع إيران. وهذا ما يتيح للرئيس الشاب ماكرون أن يحقّق إنجازاً في الشرق الأوسط بتثبيت موقع فرنسا المستقل.

وهي الصورة- الحلم التي أرساها الجنرال شارل ديغول خلال الحرب الباردة، في النصف الثاني من القرن العشرين. وقد سبق لعلي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الثورة، قبل أيام، أن دعا فرنسا إلى اعتماد نهج ديغول إذا كانت راغبةً في الاضطلاع بدورٍ إقليمي. وهذا يعني أنّ طهران ستكون أكثرَ استعداداً لدور فرنسي، خصوصاً في مواجهة أزمتها المتصاعدة مع ترامب. والدور الفرنسي الإقليمي قد لا يستفزّ موسكو، لأنّ ما تطلبه باريس يبقى أدنى بكثير ممّا تطلبه واشنطن.

الأميركيون يرتاحون للعودة إلى تسويةٍ تحفظ الاستقرارَ اللبناني، ولكن بعد تصحيح الخلل الذي أدّى إلى سيطرة «حزب الله»، وهذا ما يريده السعوديون أيضاً.

والفرنسيون أخذوا على عاتقهم العمل لتصحيح التسوية القديمة أو إنتاج تسوية جديدة أكثر توازناً. لكنّ أحداً لا يعرف أيَّ مستوى من التنازل ترفض إيران تجاوزَه. إذاً، تحت هذا الغطاء الدولي، سيُطلق الحريري في بيروت مشاوراتِه لتجاوز «القطوع» والبحث في إمكان العودة عن الاستقالة، إذا حصل على تعهّدات مضمونة حول «النأي بالنفس»، خصوصاً في ما يتعلّق باليمن:

- الحريري سيتّكل على عون، وعون سيتّكل على «حزب الله».

- السعودية ستتّكل على فرنسا، وفرنسا ستتّكل على إيران.

ولكن، في ظلّ موازين القوة الحالية، ما الذي سيدفع «حزب الله» وإيران إلى تقديم التنازلات للحريري والسعودية، في سبيل تسوية أكثر توازناً في لبنان؟ وهل سيتم إجبارُهما بالعقوبات على التنازل، أم إغراؤهما بالمكافآت؟ ومن سيتولّى ذلك؟ وفي الحالين، هل سيكون لبنان جزءاً من العقوبات أو المكافآت؟

 

من حفاوة الاليزيه الى حماوة القاهرة لبنان دخل خارطة الطريق الدولية

الهام فريحة/الأنوار/17/أعظم حفاوة عائلية نالها الرئيس سعد الحريري وعقيلته السيدة لارا ونجله البكر حسام في الاليزيه من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والسيدة بريجيت: عند وصول سيارة الرئيس الحريري الى ساحة الاليزيه، لم ينتظر الرئيس ماكرون عند أعلى الدرج بل نزل الى اسفله ليستقبل رئيس الحكومة.

تعمَّد قصر الاليزيه، وفي اشارة بالغة الدقّة ان يوزِّع فيديو للحظات عن صعود ماكرون والحريري، ممسكين بيديهما، الدرج داخل قصر الاليزيه. الرئيس ماكرون سأل نجل الحريري، حسام، عن دراسته في كلية "ساندهيرست" في بريطانيا، وتمنى عليه ان يستكمل دراسته الجامعية في فرنسا.

جالت عقيلة الرئيس ماكرون مع عقيلة الرئيس الحريري في ارجاء الاليزيه، وعرضت عليها تمضية فترة من الوقت في فرنسا، لكن عقيلة الرئيس الحريري أوضحت لها انها عائدة الى الرياض لأن ولديها لديهما دروس في مدرستهما في الرياض.

الحفاوة الماكرونية أعادت الروح الى الرئيس سعد الحريري الذي استعاد روحه المرحة بعد استقباله في منزله عددا من المراسلين، في حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق، قبل ان يصل من بيروت مستشاره الاعلامي هاني حمود والوزير غطاس خوري والوزير السابق باسم السبع وآخرين، عدا الاتصالات الهاتفية التي اجاب عليها سواء من بيروت أم من العالم. حفاوة باريس قابلتها حرارة القاهرة حيث تمثل لبنان بالمندوب الدائم لدى الجامعة العربية انطوان عزام، وهكذا على مستوى وزاري يتمثل لبنان على مستوى سفير، حيث كانت المملكة العربية السعودية دعت الى اجتماع الامس تحت عنوان "التهديدات الايرانية لدول المنطقة".

الأزمة التي بدأت باستقالة الحريري هي أكبر بنطاقها من قدرة اي حكومة لبنانية على استيعابها، وتترابط بما سيجري ميدانيا في اليمن وفي سوريا. سياسيا، سيحدد اجتماع الجامعة العربية اليوم السقف والاتجاه الذي سيتم التحرك فيه.غياب لبنان على المستوى الوزاري عن اجتماعات القاهرة، سيحرج مجددا الرئيس الحريري تجاه المملكة العربية السعودية، ولو لم يكن الامر كذلك لكان لبنان حضر وزاريا. في أي حال، السعودية لا تترك لبنان لحظة، بدليل ان سفيرها الجديد في لبنان وليد اليعقوب يصل اليوم الى لبنان، والمعروف ان السفير الجديد عمل سابقا في طاقم السفارة في بيروت كما انه قريب جدا من وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، وهو رافقه في زيارته الأخيرة الى واشنطن اثناء وجود الرئيس الحريري في الرياض. تطورات متسارعة من بيروت الى الرياض الى باريس الى القاهرة الى واشنطن، والازمة اللبنانية لم تعد محصورة بين بيت الوسط وحارة حريك. لقد دخل لبنان في خارطة الطريق الدولية، وهنا الصعوبة لأن الخرائط الدولية تعالج ببطء فيما وضع لبنان يحتاج الى اقصى درجات السرعة مع كثير من التأني. في ظل هذه التطورات المتسارعة، لا يجوز حرف الانظار عن المعركة الاساس، بمعنى انه لا يجوز نقل المعركة من استعادة القرار اللبناني الى معركة تنشغل فيها السلطة السياسية في مواجهة السلطة الرابعة:

الزميل مرسال غانم قدَّم حلقة جريئة، كما كل حلقاته، يوم الخميس ما قبل الماضي، اذا اعتبر أحد ضيوف الحلقة انه تطاول على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فإن الملاحقة لا تكون بحق معد ومقدم البرنامج للاسباب التالية:

البرنامج كان مباشرا على الهواء ولم يكن مسجلا، حيث في حال التسجيل يمكن حذف أي اساءة من خلال "المونتاج". الاساءة قالها أحد الضيوف وليس مقدم البرنامج الذي طلب منه ضيفه في الاستديو نائب رئيس المجلس السابق ايلي الفرزلي ان يتولى هو الرد وهكذا حصل وأبدع في ردع أي تطاول على مقام الرئاسة اللبنانية وتحديدا الرئيس ميشال عون. ما الحكمة من طلب "كامل هوية" الاستاذ مرسال غانم؟ هل ضبط بواسطة كاميرا من كاميرات المراقبة والمطلوب التعرّف اليه؟ هل يقدم برنامجه بواسطة إسم مستعار ولا أحد يعرف اسمه واسم برنامجه؟ ليس هكذا يعامل صاحب البرنامج السياسي الاول في لبنان وربما في العالم العربي. مرسال غانم استضاف رؤساء ووزراء ونوابا وسياسيين ورؤساء احزاب وطرح قضايا انسانية وبيئية: هل يتذكر الذين يقومون بالحملة عليه طرحه قضية النفايات وخطرها على مطار بيروت؟ هل يتذكرون طرحه قضية الاطفال الذين سيعانون كل حياتهم بسبب اخطاء طبية؟ ولا يتسع هذا المقال لتعداد على مدى عشرين عاما، اذ كل حلقة بذاتها مقال. مرسال غانم معروف كامل الهوية ومكان الهوية. مرسال غانم يستحق وساما لا استدعاء

 

أبعد من استقالة.. إنه مصير لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/20 تشرين الثاني/17

انتقل لبنان من مرحلة الهرب من الفراغ الرئاسي، إلى مرحلة الخوف على الجمهورية ومؤسساتها، أو على ما بقي من هذه المؤسسات. ليست استقالة سعد الحريري من موقع رئيس مجلس الوزراء في لبنان، وهذا يعني استقالة حكومته، مجرّد استقالة عادية. دخل لبنان نفقا مظلما نظرا إلى أن الاستقالة تطرح مصير لبنان وموقعه في الإقليم. هل لبنان بلد عربي أم لا؟ الثابت أنّ لبنان ما بعد استقالة سعد الحريري ليس كما لبنان قبل الاستقالة التي سبقتها تسوية أدت إلى وصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية في اليوم الأخير من تشرين الأوّل – أكتوبر 2016. لم تعد هذه التسوية صالحة لسبب في غاية البساطة. يعود السبب إلى أن رئيس الجمهورية لم يكن قادرا، منذ وصوله إلى قصر بعبدا، على الوقوف على مسافة واحدة من كلّ الأطراف التي أوصلته إلى الرئاسة. تبيّن أن ميشال عون، على الرغم من كلّ ما لديه من نيات طيّبة، لا يستطيع إلا أن يكون مع “حزب الله” ومع أجندته الإيرانية. وضع الوزراء المحسوبون عليه نفسهم في خدمة الحزب والسياسة الإيرانية التي أخذت في الأشهر القليلة الماضية توجّها أكثر عدائية في المنطقة في ظل عوامل عدة. أبرز هذه العوامل غياب الاستراتيجية الأميركية الواضحة في سوريا، والتي ترافقت مع تدهور في العلاقات بين واشنطن وموسكو من جهة، والتقارب الروسي – الإيراني على الأرض السورية من جهة أخرى.

كان لا مفرّ من الاستقالة بعد فشل التسوية وظهور أن رئيس الوزراء السنّي سعد الحريري، الذي قدم تنازلات كبيرة من أجل الحؤول دون استمرار الفراغ الرئاسي، لم يعد قادرا على تحمّل المزيد. تحوّل لبنان تدريجيا إلى ما يشبه قاعدة إيرانية وجرم يدور في الفلك الإيراني، خصوصا بعد فقدان رئاسة مجلس الوزراء ومجلس الوزراء نفسه أي سلطة على أيّ وزير. صار كلّ وزير يقوم بما يحلو للجماعة التي ينتمي إليها. هناك وزراء يعتبرون أن زيارة دمشق وعقد لقاءات مع ممثلي النظام السوري أمر أكثر من عادي وطبيعي. صار وزير الخارجية جبران باسيل يسمح لنفسه بطلب موعد من وزير خارجية النظام السوري وليد المعلّم على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك بحجة البحث في قضية النازحين السوريين إلى لبنان وإعادتهم إلى بلدهم.

ظهر في ما بعد أن موضوع عودة النازحين آخر ما يهمّ النظام السوري وأنّ كل ما في الأمر هو أن باسيل يريد استرضاء “حزب الله” الذي يصرّ على إعادة العلاقات الطبيعية مع النظام السوري. هذا النظام المعزول عربيا والذي لم يتورّع في يوم من الأيّام عن تصدير كل أنواع الإرهاب إلى لبنان. يظلّ تفجير مسجديْ التقوى والسلام في مدينة طرابلس اللبنانية في صيف العام 2013 ثم كشف شبكة علي المملوك – ميشال سماحة خير دليل على ما يتمناه النظام السوري للبنان واللبنانيين، ولأهل السنّة والمسيحيين على وجه الخصوص. تجاوزت المسألة العلاقة بالنظام السوري، المتهم بتغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري في أقل تقدير، لتصل إلى النشاط الخارجي لـ“حزب الله” بصفة كونه أداة إيرانية تستخدم في العراق وسوريا واليمن على وجه التحديد. لم يعد سرّا عمق تورّط “حزب الله” في اليمن، وهو تورط عمره سنوات طويلة جدا، إلى أواخر تسعينات القرن الماضي. توّج هذا التورّط بإطلاق الصاروخ الباليستي في اتجاه مطار الملك خالد في الرياض. صار لبنان غير القادر على السيطرة على أراضيه بمثابة غرفة عمليات كبيرة لإيران.

بعد سنة من بداية عهد ميشال عون، سقطت التسوية التي أوصلته إلى رئاسة الجمهورية. هل سيكون في الإمكان الوصول إلى تسوية جديدة؟

المؤسف أن من الصعب التفاؤل بمثل هذه التسوية، لا لشيء سوى لأن إيران التي تعتبر نفسها “منتصرة” على حد تعبير كبار المسؤولين فيها، لا يمكن أن تقبل بوجود لبنان العربي الذي يراعي أوّل ما يراعي مصالحه. تشمل هذه المصالح اللبنانيين العاملين في دول الخليج والذي يصل عددهم إلى نحو نصف مليون مواطن. انتقل لبنان من مرحلة الهرب من الفراغ الرئاسي، إلى مرحلة الخوف على الجمهورية ومؤسساتها، أو على ما بقي من هذه المؤسسات. بدأ كلّ شيء بإغلاق “حزب الله” مجلس النواب طوال سنتين وإجبار المجلس في نهاية المطاف على انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية. تبيّن أن وضع عون لا يسمح له بالتزام ما وعد به سعد الحريري أو سمير جعجع رئيس “حزب القوات اللبنانية”. ما الذي يمكن توقّعه من بلد أصبح فيه “حزب الله”، أي إيران، من يسمّي رئيس جمهوريته. أخطأ من كان يتوقع أصلا أن في الإمكان الوصول إلى تسـوية مع “حزب الله”. ستجري محاولات للوصول إلى تسوية جديدة، خصوصا أنّ هناك حدّا أدنى من الشـروط التي لم يعد سعد الحريري قـادرا على التنازل عنها. ثمة حاجة إلى معجزة من أجل بلوغ مثل هذه التسوية في ظروف معقّدة لم تشهد المنطقة مثيلا لها في تاريخها. يبقى الأهمّ من ذلك كلّه أن عاصفة تقديم سعد الحريري استقالته من الرياض مرّت. انتقل رئيس الوزراء إلى باريس والتقى الرئيس إيمانويل ماكرون. هناك من أراد التلهّي بالقشور، أي بما إذا كان سعد الحريري تعرّض إلى ضغوط أم لا، أم إذا كان محتجزا في السعودية. تبيّن أن كل ذلك استهدف الهرب من الاستحقاق الأساسي المتمثّل في مضمون بيان الاستقالة. يختزل مضمون البيان الذي يشرح لماذا انهارت التسوية في لبنان، هذا إذا كانت هناك أصلا أسس لتسوية، عمق الأزمة اللبنانية وأبعادها.

سيأتي بعد أيّام، عندما يعود سعد الحريري إلى بيروت، وقت الكلام الجدّي. الكلام الجدّي مرتبط بمصير لبنان الذي يواجه للمرّة الأولى منذ استقلاله قبل أربعة وسبعين عاما ما إذا كان سيكون قادرا على المحافظة على علاقاته التاريخية بدول الخليج، في مقدمتها المملكة العربية السعودية.

يحصل ذلك في وقت تخوض دول الخليج العربي مواجهة مصيرية مع إيران. لا يستطيع لبنان دعم أشقائه في هذه المواجهة، وهذا كان واجبه، في ضوء ما تمارسه إيران من ضغوط عليه وبسبب الوجود المسلح لميليشيا “حزب الله” التي تهيمن على البلد. لكن هذا لا يعني انتفاء الحاجة إلى تفادي كارثة كبيرة يبدو البلد مقبلا عليها. يمكن أن يساعده في ذلك بداية تبلور وعي شعبي بأن مصير البلد على المحكّ، وأن العقوبات الدولية والخليجية ليست مزحة وأن مصيره في هذه الحال لن يكون أفضل من مصير غزّة التي عاشت عشر سنوات كـ“إمارة إسلامية” في ظلّ رعاية إيرانية وفي ظل ممارسات “حماس” وسلاحها.

ماذا كان مصير غزّة التي اضطرت في نهاية المطاف إلى الاستسلام للواقع؟ هل ينجح اللبنانيون في منع إيران من استخدام بلدهم كما استخدمت غزة؟ هل هناك من يريد أن يتّعظ وأن يستوعب أن الموضوع أبعد كثيرا من استقالة حكومة. المطروح مصير بلد، لا أكثر ولا أقل، لن تنقذه سوى تسوية جديدة تبدو أكثر من صعبة، بل شبه مستحيلة.

 

غياب الأسد عن الحدث اللبناني

 حازم الامين/الحياة/20 تشرين الثاني/17

ثمة شيء لم يُتنبه له في العاصفة السياسية التي تضرب لبنان هذه الأيام، والمتمثلة باستقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض، ثم مغادرته إلى فرنسا ونيته العودة إلى لبنان في عيد الاستقلال. هذا الشيء هو انعدام تأثير النظام في سورية في هذا الحدث اللبناني والإقليمي. سورية هي أحد موضوعات الاستقالة، وأحد شروطها وظروفها، والنظام السوري هو أحد العوامل الدافعة إليها، إلا أن ذلك لا يعني أنه مؤثر فيها. أما القول إن طهران هي تقوم بالمهمة عنه، فلم يعد يخفى على أحد عدم صحته، ذاك أنها تقوم بالمهمة عن نفسها فقط، وهو أيضاً ما تقوم به في سورية أيضاً. لقد صار من الواضح أن الشرط الإيراني في الحرب السورية يتقدم في حساب طهران الشرط السوري، ويبدو أن ذلك يتم على كل المستويات، وصولاً إلى نوع الحضور «الثقافي» والمذهبي لإيران في سورية، وأكثر ما دل على ذلك عجز نظام البعث عن الحد من الحضور الطقسي الشيعي في شوارع دمشق خلال مناسبات عاشوراء والزيارة الأربعينية، وما ترافق مع هذه المناسبات من رغبة إيرانيه في الإمساك بالمشهد في دمشق. النظام في سورية عديم التأثير في الحدث اللبناني الراهن. والقول إن «حزب الله» يمثله في التفاوض حول مستقبل الحكومة لم يعد دقيقاً على الإطلاق، بل إن علاقة النظام بأركان في السلطة اللبنانية مثل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لا يمكن تحويلها تأثيراً في الحدث. فالأرجح أن عون وبري إذ يديران التوتر والتفاوض تتقدم في حساباتهما الشروط الإيرانية، ولا يلوح شرط النظام بصفته حداً من حدود المشهد. وإذا كان من حضور للحساب السوري في الواقع اللبناني، وهو قتال «حزب الله» في سورية دفاعاً عن النظام فيها، فهذا يُعزّز فكرة انعدام تأثير النظام في هذا الحدث، ذاك أن لبنان، أو قواه الإقليمية، هي من صار لاعباً في مستقبل النظام، وليس العكس. لا يشمل هذا الاستنتاج سورية كبلد، ذاك أن لبنان ليس بحجم الحدث السوري، إلا أن النظام فيها تقلص إلى حد يمكن فيه رصد انعدام حضوره في الحدث اللبناني.

سورية بهذا المعنى وبصفتها حدثاً ومسرحاً صارت أكبر من نظام بشار الأسد. ليس الحدث اللبناني قرينة هذا الاستنتاج الوحيدة، فمشهد شوارع دمشق تجوبها المجالس العاشورائية التي ندبت الحسين باللغة الفارسية علامة أخرى على عجز النظام على ضبط النفوذ الإيراني فيه. وخريطة انتشار «حزب الله» في سورية أيضاً تحددها الحاجة الإيرانية، لا حاجات النظام الدفاعية والهجومية، وإذا كان من ضابط لهذه المعادلة فهو روسي وليس سورياً.

لكن انعدام قدرة النظام على التأثير في الحدث اللبناني يطرح تساؤلات أخرى. فهذا النظام نشأ بصفته قوة إقليمية، وهو ضبط التناقضات الداخلية السورية بعنف من خلال الوظيفة الإقليمية التي طرحها على نفسه. لبنان كان جزءاً من استقراره الداخلي كنظام، مثلما كان «العدو الإسرائيلي» أيضاً. واليوم إذ يبدو عاجزاً عن لعب دور في حدث لبناني، فهذا يعني أنه عاجز في سورية أيضاً، وأن من يدير الدفة في دمشق، وإن كان هو نفسه من يديرها في بيروت، إلا أنه هذه المرة ليس بشار الأسد، إنما قاسم سليماني.

النظام في سورية هُزم. ليست الثورة من هزمه، فالأخيرة هُزمت أيضاً. البحث عن هوية المنتصر وسط هذه الهزائم لا تتوافر شروطه في هذه اللحظة، فبين موسكو وطهران تلوح عواصم أخرى، واشنطن واحدة منها إذا ما وقعت المواجهة، وتل أبيب ليست بعيدة أيضاً. لكن الأكيد أن انكفاء نظام الرئيس بشار الأسد عن الحدث اللبناني يؤشر إلى أن هذا النظام يحتضر وأنه لم يعد يستطيع القيام بالمهمة المؤسسة لوجوده.

 

العين الثالثة (سماحة السيد عون ... ودولة الخيام!)

 سعود الريس/الحياة/20 تشرين الثاني/17

< أخشى ما أخشاه أن يكون «تعاطي» وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في السياسة من باب «الفضفضة». فالرجل أتيح له، خلال الأيام الماضية، الجلوس مع مجموعة من وزراء خارجية دول العالم أثناء سعيه إلى تدويل أزمة الحريري التي افتعلها مع رئيسه سماحة السيد ميشال عون، ومن موسكو التي التقى فيها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خرج «منتشياً»، وبدأ بالتهديد والوعيد للسعودية، إذ قال رداً على سؤال يتعلق بإمكان ترحيل اللبنانيين منها: «إن اللبنانيين يعملون بنشاط، ويسهمون في بناء وازدهار الخليج والمملكة، وإن لبنان سيرد في حال اتخاذ خطوة كهذه»! وأكد في تصريحه البهلواني أن «لبنان لديه القدرة بما يكفي لفعل ذلك في حال حدث». ويأتي حديث باسيل وسط حملة غير مسبوقة يشنها الإعلام والمسؤولون اللبنانيون على السعودية بأنها لا تعدو كونها دولة «جمال وخيم»، وأنها لم تطلق رصاصة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي في تاريخها، وأنها باختصار «دولة نفط وقلة ثقافة وغباء ورعونة».

طبعاً الإعلام اللبناني، لاسيما الموالي لحزب الله والنظام السوري ولإيران، ضليع في كيل الشتائم والتضليل والتطبيل، ومن السهل كشف وضاعته وانتهازيته، لكنني لو أردت الرد عليه «لأصبح الصخر مثقالاً بدينار». بينما ما أخشاه اليوم حقيقة ويشغل فكري أن يقوم باسيل بهجمة استباقية على السعودية يسحب من خلالها «العمالة اللبنانية» كما أطلق عليها، ولا أعلم عندها من سيبني لنا؟ ومن سيقودنا إلى الازدهار؟

ترى ما الذي لدى باسيل ليضرب بمصالح أكثر من 350 ألف لبناني يقيمون في السعودية عرض الحائط، ليهددها به عندما يقول: «إن لبنان لديه القدرة بما يكفي للرد على السعودية في حال طرد العمالة اللبنانية». عبثاً حاولت أن أجيب على هذا التساؤل، حقيقة لم أجد، وحتى أنت عزيزي القارئ إذا صادف وتمكنت من الإجابة، فأتمنى عليك أن تفيدني في هذه المعلومة، فحقيقة أنا لا أذكر أن للبنان أي فضل على السعودية، بل على العكس لولا السعودية لما كان هناك شيء اسمه لبنان، هل أبالغ إذا قلت ذلك؟ لا أعتقد والشواهد كثيرة، لكن ذلك ليس موضوعنا اليوم، بل هو الحملة التي يقودها الرئيس اللبناني ميشال عون و«صهره» نيابة عن حزب الله وطهران. السقوط الأخلاقي لسماحة السيد ميشال عون كان محفزاً لمسؤولين وشخصيات ووسائل إعلام لبنانية لكيل الشتائم للمملكة، فهذا «المتسول بصيغة رئيس تحرير إحدى الصحف اللبنانية» الشهير برسالة الاستجداء لرئيس النظام السوري والتي يطلب فيها دعمه المادي نظير خدمات «التطبيل والتلميع» أراد أن يشتمنا فمدحنا من حيث لا يدري فوصفنا بدولة جمال وخيم! نعم نحن دولة جمال وخيم، لكن من قبلهم دولة رجال لا يباعون ولا يشترون، بنوا هذه البلاد بسواعدهم، لم يبنها لهم المستعمر، حافظوا على هويتهم، ولم يمنحها لهم قائم بالأعمال، يعملون لغد أفضل متكلين على الله في تسيير جميع أمورهم وإنقاذهم، لا على خروج منقذ من سرداب، يستمدون قوتهم من تكاتفهم لا من طهران ودمشق.

نعم نحن دولة جمال وخيم إن كان هذا الحديث يسعدكم، لكن في المقابل نحن المملكة العربية السعودية، من لم يسمع بهذا الاسم، هذه الدولة التي لم تكن في يوم أقوى مما هي عليه اليوم.

نعم نحن دولة الجمال والخيم التي بنت دولتكم، واحتوت أبناءكم، ورأبت صدعكم، واليوم تتحمل صداعكم.

نعم نحن دولة الجمال والخيم التي أملت أن تعزز عروبة لبنان وأن يتمتع شعبه بالرفاه، فاستهدفتم عروبتها ورفاهها.

نعم نحن دولة الجمال والخيم التي تسعون للتقليل من شأنها، لأنها أعطتكم أدوات الحياة، واليوم تكافئونها بأدوات الموت.

حسناً اختبرتم صبر دولة الجمال والخيم هذه، واختبرتم دبلوماسيتها، واختبرتم نفسها الطويل، لذا آن الأوان أن تختبروا حزمها، فهي تحملت الكثير من الإساءات من القريب قبل البعيد، تعالت عن الردود والخوض في مهاترات، تعرضت لمؤامرات تستهدف قيادتها وأمنها ومكتسباتها، بل حتى سيادتها أيضاً من القريب قبل البعيد، وعلى رغم ذلك تعاملت تعامل الكبار، وغضت النظر، أملاً بأن يعود الصغار إلى رشدهم، ثم تطور الأمر أكثر، فهي اليوم تتعرض لحرب تستهدف جميع مكوناتها، وتهدد شعبها، كان لا بد للمارد أن ينتفض، لاحظوا معي، عندما تعرضت السعودية لمؤامرات استهدفت القيادة بشخصها، تعاملت بتسامح مع الأمر، لكن عندما أصبح الخطر يهدد المواطنين، انتفضت القيادة لحمايتهم في مشهد يجسد الولاء، ويعظم الشعور بالمسؤولية، هذا المشهد لا يستطيع الكثير من عرب الشمال استيعابه، فاختلاف الثقافة يدفعهم للتخبط في تفسير أي أمر قد تشهده هذه البلاد، ومن السذاجة بمكان السعي لإسقاط تلك الثقافة على الثقافة السعودية تحديداً، التي تعد نتاجاً متوارثاً من جيل إلى جيل لم يقتحمها فكر معلب خلافاً لمجتمعات أخرى تتشظى هويتها ويتخندق سياسيوها نأياً بأنفسهم عن مصلحتها.

 

وداعاً لبنان الذي عرفناه

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/17

وصل سعد الحريري إلى باريس، وقابل الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه ترافقه زوجته وابنه. وبهذا الظهور الذي جاء معه تأكيد وصوله إلى بيروت الأربعاء المقبل، للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال، يدحض الحريري الأكاذيب والشائعات كافة، التي أحيكت حوله من قبل فريق تنظيم «حزب الله» الإرهابي.

العلاقات السعودية اللبنانية على مفترق طريق، فلقد أظهرت هذه الأزمة حجم الكراهية والكذب الصادر ضد السعودية ورموزها من قبل مجموعة غير بسيطة من ساسة لبنان ومن يتبعهم. أياً كان الوضع، لبنان تغير جداً، وعليه أن يجيب عن أسئلة وجودية فيها تقرير حقيقي لهويته ورسالته كمنارة للعلم والحرية والتسامح والتعايش بالشرق. هكذا كان يروج لنفسه منذ أمد غير بسيط. لبنان تبدل وتحول وتغير. فقد مغزى ومعنى أيقوناته مثل مار مارون شفيع لبنان، وفخر الدين أمير الجبل، ليحل مكانهما حسن روحاني وولاياتي الفخوران بأن لبنان تحت أمرهما. نظام مصرفي كان مصدر فخر واستقرار ومضرباً للأمثال في قوته ومهنيته، أصبح مخترقاً بالمال الفاسد وجرائم غسل الأموال الناتجة عن تمويل الإرهاب والاتجار بالمخدرات وبيع السلاح، حتى باتت مصارفه مهددة بعقوبات دولية غير مسبوقة، مما أفقدها المكانة القديمة التي كانت عليها، وهرب المال المحترم إلى وجهات أخرى. لم تعد بعلبك قبلة المهرجانات والفن الراقي والثقافة العالمية، بل أصبحت مرتعاً للشبيحة وأباطرة زراعة الحشيش وعصابات المافيا والجرائم. لقد طغت المظاهر الطائفية في مباريات كرة القدم وعلى لوحات الشارع، ومنعت أغاني فيروز في الجامعات، وصودرت الكتب، وحجر على بعض الأقلام. لبنان يستوحش. عرف لبنان احتلالات مختلفة، عرفها في العهد التركي، وفي العهد الفرنسي، وفي العهد السوري، اليوم هناك احتلال إيراني صريح يمحو هوية لبنان بشكل ممنهج. يمحو روح لبنان نفسه. روح الحرية وروح التعددية وروح «الماركنتالية» التجارة الحرة المفتوحة، بعد أن طالته أيادي الاحتكار وتوغل سلطات تنظيم الحزب الإرهابية في شؤون الحياة الاقتصادية. منذ بضع سنوات صدر كتاب في غاية الأهمية للباحث اللبناني المميز كمال ديب بعنوان «وهذا الجسر العتيق» الذي توقع فيه أنه في خلال عقدين من الزمان لن يبقى أي مسيحي في لبنان، بسبب طغيان التطرف والتشدد، وهو شعار تنظيم «حزب الله» الذي وعد زعيمه بأن يحول لبنان إلى جزء من الجمهورية الإسلامية في قم، وهو أقسم مراراً على ذلك. إذا رضي لبنان بذلك فهذا شأنه، وفي هذه الحالة لن يكون هناك فرق بينه وبين كوريا الشمالية وزيمبابوي، الكل يعلم أين تقعان، وما هو وضعهما. إذا قبل اللبنانيون بلبنان الجريح هذا «فصحتين على قلبهم» ولكن رجاء «أبقوها» في لبنان، فلبنان الذي أحببناه لم يعد كما هو.

 

لبنان يواجه مصيره أيضاً

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/17/

هذا البلد الصغير مساحة، الكويت أكبر من لبنان مرتين تقريباً، له تأثير يتجاوز المقاييس السكانية والجغرافية. وبسبب أزماته ومشكلاته الكثيرة لم ينجح قادته، ولا أحزابه ولا القوى الإقليمية أو الدولية في إخراجه من سكة الأزمات في المنطقة.

من النماذج التصعيد الذي مارسه بعض سياسيي الحكومة الحالية، وزير الخارجية إضافة إلى رئيس الجمهورية نفسه، في التعامل مع استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء. ولأنه يبدو غريباً أنَّ من يرفع قميص الحريري بحجة الدفاع عنه هم أعداؤه، أكثر السياسيين خصومة له، فالأرجح أنهم مدفوعون من قبل جهة على خلاف مع السعودية مثل الحكومة القطرية، أو الإيرانية. وإيران عازمة على السيطرة الكاملة على لبنان، بعد أن فرضت وجودها بالقوة على سوريا.

لبنان، دائماً، كان مسرحاً إقليمياً، تتصارع فيه القوى، وسبق لكل القوى والزعامات العربية أن تواجهت على أرضه. وقد اضطر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى استخدامه بعد أن وجد أنه مركز التحدي لمشروعه ضد خصومه في سوريا والخليج. إيران الخميني استخدمت لبنان ضد الولايات المتحدة بالتفجيرات والاغتيالات. ولسوريا النصيب الأكبر في تحويله إلى ميدان لنشاطاتها، وكانت من مبررات الرئيس الراحل حافظ الأسد، وكذلك بشار، في الإصرار على التدخل والسيطرة على لبنان، رغم تكلفة ذلك سياسياً أنهم يؤمنون أن الجار الصغير هو مكمن الخطر على سوريا، فيه تحاك المؤامرات الدولية وتنطلق منه العمليات الخفية ضدهم. وأبرز مثال اليوم على لبنان، كورشة للصراعات، أنه يلعب دوراً حيوياً في حرب اليمن. يستخدمه الإيرانيون لإدارة عملياتهم الأمنية والدعائية وكذلك العسكرية. وفي مقالي السابق مررت على بعض تفاصيلها. فبيروت لا تزال مقر وسائل الإعلام الدولية، وفيها تروج الأخبار والدعايات، ولأنها تحت سيطرة حزب الله، فإن كل نشاطات الحوثيين غير القتالية تقريباً تتم من لبنان وليس من داخل اليمن نفسه، بما فيها الحملات السياسية والقانونية والإعلامية ضد السعودية والتحالف، في الدعاوى في اتهامات المجاعة والكوليرا واستهداف المدنيين. وكانت بيروت مخبأ للسياسيين المتمردين على حكومة المالكي السابقة، وكذلك مركز نشاطات معاكسة أيضاً لحكومته، واتضح كيف أن مئات الملايين من الدولارات الأميركية راحت لحزب الله في ظروف لا تزال مجهولة. كما كان لبنان ورشة ومسرحاً مهماً للحرب السورية للاستخبارات والتجنيد والدعاية. ومعظم الصراعات تبحث عن مناخات تتوفر في بلد مثل لبنان، مفتوح ومتعدد الانتماءات وبسلطة مركزية ضعيفة. وبالتالي، فإن الدول الإقليمية الكبرى قدرها أن تدافع عن وجودها ووجود مناطقها، ولن تجد مفراً من التعامل مع الواقع اللبناني. هناك حلفاء وهناك خصوم، ولا توجد فيه تحالفات دائمة مهما كانت الارتباطات المذهبية أو الآيديولوجية أو حتى العائلية. ومعضلة السعودية الرئيسيّة والمزمنة في لبنان، هي إيران التي يمثلها حزب الله، وهي مشكلة لمعظم دول المنطقة والعالم. وقد ركّزت الرياض على رسالة مهمة، وهي أنه لا يمكن ترك لبنان فريسة لحزب الله، وقد لا يدرك اللبنانيون والعرب الذين يهوّنون من مشروع حزب الله أنه قادر على الاستيلاء التام على مقدرات وسلطات الدولة اللبنانية، وإلغاء كل الهوامش التي تتيحها الخصوصية اللبنانية، من حريات وتعددية ومرونة. كل هذه الجماعات المستقلة اليوم، بما فيها القوى المسيحية والسنية، سيقضي عليها حزب الله إن استمر في مشروعه بتحويل لبنان إلى ملحق بالجمهورية الإيرانية. وهذه التحديات الجديدة مسؤولية اللبنانيين أنفسهم الذين إن تكاتفوا ضد حزب الله، أو لنقل ضد عمليات الهيمنة الخارجية بشكل عام، سيجدون دعماً إقليمياً ودولياً، وإن لم يفعلوا فإنهم أول من يخسر في المعادلة الجديدة مع هيمنة إيران على سوريا والعراق.

 

الحريري «محتجزاً»... كذبة 2017

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/17

عندما استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، تكون قد سقطت كذبة 2017 على الإطلاق، وأعني بها مزاعم «إيقاف» أو «احتجاز» السعودية للحريري، في الوقت الذي كان له مطلق الحرية في أن يستقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مرتين، ويسافر بطائرته الخاصة إلى أبوظبي ويعود، ويستقبل سفراء ووزير خارجية فرنسا، ويلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي، ويجري مقابلات تلفزيونية، ويمارس حياته الاعتيادية باعتباره مواطناً سعودياً، وقبل ذلك كله شخصية سياسية حليفة للمملكة، بالإضافة إلى تأكيداته المتكررة عبر حسابه في «تويتر» أنه باقٍ في السعودية لإجراء المزيد من المشاورات السياسية، ومع ذلك ومنذ إعلان الاستقالة والإشاعات والتكهنات والتحليلات لم تتوقف بحثاً عن معاكسة المنطق، وإذا كان إطلاق الشائعة التي بدأت من إعلام «حزب الله» ليس غريباً ومتوقعاً، فهم يرغبون في صرف النظر عن القضية الأساسية من الاستقالة، وهي سلاح «حزب الله» الذي أضحى عبئاً لا يطاق على الدولة اللبنانية، فإن دخول أطرف أخرى رسمية ودولية على خط ترويج الإشاعة هو اللافت والأول من نوعه سياسياً.

بدأها الرئيس ميشال عون باتهام مفاجئ لا يليق برئيس دولة، راغباً في استدراج الرياض إلى رد فعل أكبر، وفي نفس الوقت أكد من خلاله موقف السعودية أن الدولة اللبنانية فعلاً مختطفة من «حزب الله»، ثم سايره بعض وسائل إعلام رصينة، غير أن الطامة الكبرى أتت من العاصمة الألمانية برلين بتصريحات وزير خارجيتها سيغمار غابرييل الذي زعم أن الحريري «محتجز» ضد إرادته، وهو موقف تصعيدي غير مقبول ولا يتماشى مع أبجديات الدبلوماسية، طبعاً سريعاً وبعد ساعات ظهرت هشاشة موقف الوزير الألماني عندما غرّد الحريري على موقع «تويتر»: «القول: إنه تم احتجازي في السعودية وإنني ممنوع من المغادرة مجرد كذبة، وأنا الآن في طريقي إلى المطار سيد سيغمار غابرييل». ما أسوأه من موقف فظيع تعرض له غابرييل لا يحسده عليه أي وزير خارجية في العالم، وليس هو فقط مَن وضع نفسه في زاوية حرجة، وإنما كل الدوائر الرسمية وغير الرسمية التي دارت في فلك كذبة 2017.

تبايُن المواقف الأوروبية من استقالة الحريري يشير إلى أن هناك رغبة خفية لدى البعض منها في استمرار سياسة غض النظر عن دور «حزب الله» في الهيمنة على القرار اللبناني، وكذلك عدم اتخاذ إجراءات جادة لمنع ممارسته في تهديد أمن المنطقة، والأدهى والأمرّ اعتقادهم أن الرياض مستعدة للتساهل، كما يفعلون، من باب «التعايش» مع قضية أزلية تكبر يوماً بعد الآخر، بالطبع يؤجلون حل المشكلات ظناً منهم أنهم غير متضررين من عدوانية ميليشيا «حزب الله»، وهم هنا يكررون خطأ التعامل مع الجماعات الإرهابية في سوريا، عندما بُحّ صوت السعودية من خطر هذه الجماعات على العالم بأسره، وتعامل العالم بنعومة وبعدم جدية معها حتى أصبحت غولاً أصاب العالم بذعر، وإذا كانوا يريدون تكرار الخطأ فإن الرياض غير عازمة أبداً على انتظار حل يأتي متأخراً، وإنما هي قادرة على اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية أمنها من إرهاب «حزب الله».

أحسنت وزارة الخارجية السعودية فعلاً باستدعاء سفيرها في برلين للتشاور، وتقديم مذكرة احتجاج للسفير الألماني في الرياض، فهذه الخطوة الدبلوماسية ليست موجهة إلى برلين وحدها، بقدر ما هي أيضاً لكل أولئك الذين دخلوا على الخط، فالمملكة لن تقبل الدخول في مماحكات سياسية وإغفال القضية الأساسية، وهي التعاطي بجدية مع سلاح «حزب الله»، وعجباً لدول تدّعي مكافحة الإرهاب وتعترف بأن هناك ميليشيا تقوم بأعمال إرهابية، وتسهم في زعزعة استقرار المنطقة، لكن ما إن تدق ساعة الصفر وتبدأ المعركة الحقيقية لوضع حدٍّ لتلك الممارسات، تتوارى تلك الدول عن الأفعال وتنسى مواقفها، وتسعى للتضليل واختلاق أزمات لا ضرورة لها، والدخول في هرطقة سياسية وقانونية ودبلوماسية.

 

«المونوبولي» الإيراني

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/7/

تذكرني مفاوضات الإيرانيين مع الروس والأميركان للاحتفاظ بمواقعهم التي اكتسبوها بعد سقوط العراق إثر الغزو الأميركي في سوريا والعراق واليمن، وكذلك ما تبقى لهم من مواقع خسروها في الكويت والسعودية والبحرين بلاعب المونوبولي، وهي لعبة يلعبها الأطفال والكبار مبنية على محاولة اللاعب شراء أكبر عدد من العقارات، واحتكارها، كي يستطيع أن يستخدمها للتفاوض حين الحاجة، فكلما قارب اللاعب على الإفلاس، واحتاج لسيولة يقوم ببيع عقاراته التي بإمكانه الاستغناء عنها، مقابل الاحتفاظ بعقاراته الأكثر أهمية، واللاعب الشاطر هو من يشتري عقارات أكثر من حاجته حتى إن اضطر للبيع بإمكانه الاستغناء عن بعض منها، والاحتفاظ بالأكثر أهمية. التسويات بين اللاعبين الكبار (روسيا وأميركا) على مناطق النفوذ في سوريا تجري على قدم وساق، ومعها تتقاسم دول الحدود مناطق النفوذ أو المناطق التي تؤمن لها السلامة (الأردن وإسرائيل وتركيا) جميعهم بلا استثناء متفقين على أنه لا تسوية نهائية ستتم دون إخراج إيران وميليشياتها من سوريا، أي أن على إيران الاستغناء عن «عقاراتها» التي اكتسبتها في سوريا بالإجبار، خصوصاً أن معاقل «الدواعش» تساقطت الواحدة تلو الأخرى، والمقاتلين الأجانب كالشيشان في صفوف «النصرة» وغيرها ومعهم عائلاتهم من نساء وأطفال بدأوا في الرحيل تحت سمع وبصر الروس والأميركان، وبحمايتهم، من أجل تمام صفقة ما سمي بمناطق خفض الصراع.

ووفقاً لما نقلته جريدة «الشرق الأوسط» يوم الثلاثاء الماضي، فإنه «يدور الجدل بصورة رئيسية حول الفقرة من البيان التي تتحدث عن توقيع كل من الأردن وروسيا والولايات المتحدة مذكرة في عمّان حول منطقة خفض التصعيد جنوب - غرب سوريا، في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي». ويقول البيان بهذا الخصوص إن «المذكرة تعزز نجاح المبادرة لوقف إطلاق النار، بما في ذلك تقليص الوجود، وفي نهاية المطاف إبعاد القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من المنطقة، من أجل ضمان سلام دائم». وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن «المذكرة تعكس تمسك روسيا والولايات المتحدة والأردن باستبعاد وجود أي قوات غير سورية (أجنبية) في المنطقة». وأضاف، وفق ما نقلت عنه «ريا نوفوستي» أن «هذا يشمل القوات الإيرانية والميليشيات المدعومة من إيران، مثل (حزب الله) اللبناني، وكذلك (الجهاديين) الأجانب في صفوف (جبهة النصرة) وغيرها من مجموعات متطرفة في المنطقة». وأكد أن «روسيا وافقت في الفقرة الأخيرة على العمل مع النظام السوري لإبعاد الميليشيات المدعومة من إيران عن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وعن الحدود مع الأردن، وهضبة الجولان».

كما كشف موقع «ديبكا» الاستخباراتي، عن بدء الجيش الروسي بناء قاعدة في بلدة خربة رأس الوعر قرب بئر القصب في البادية السورية بريف دمشق. وأشار الموقع الاستخباراتي إلى أن روسيا شرعت في بناء قاعدتها الجديدة في بلدة رأس الوعر جنوب شرقي سوريا بمساعدة قوات إيرانية، بالتزامن مع انطلاق مباحثات سرية بين روسيا وأميركا في العاصمة الأردنية (عمان) توصلت فيها إلى عقد مذكرة تفاهم لإقامة «منطقة آمنة» بين دمشق والأردن، ونصت في أحد بنودها على إبعاد «القوات غير السورية»، في إشارة إلى «الحرس الثوري الإيراني» و«حزب الله»، نحو 30 كيلو متراً من حدود الأردن. لكن مذكرة بعثت بها فصائل «الجيش الحر» إلى روسيا، طلبت إبعاد حلفاء إيران 50 كيلو متراً من الأردن.

ما علاقة المونوبولي بهذه الصفقة، وما علاقتها بالتصعيد الأخير في المنطقة بالصاروخ الذي أطلق على الرياض وأنبوب النفط الذي فجر في البحرين، وما علاقة هذا كله بالبيان الذي صدر في عمان؟

إيران تفتح باب التفاوض حول «العقارات» التي تدعي ملكيتها في لبنان وسوريا واليمن والبحرين، وقد تُحرك بعضاً من أدواتها في بعض دول الخليج، وكلهم بالنسبة لإيران عرضة للبيع والمساومة، بمن فيهم حسن نصر الله، إن استدعى الأمر، للاحتفاظ بالأصول الأساسية التي لا يجب أن تمس، فهي تفاوض من أجل عدم فرض عقوبات اقتصادية، وتفاوض من أجل عدم المساس بالحرس الثوري الإيراني، وتفاوض من أجل الاحتفاظ بموقعها في سوريا والعراق واليمن، إنما كي تفاوض على جميع تلك العقارات عليها أن ترفع من قيمتهم، أن ترممهم، أن تظهر بأنها ما زالت تمتلك أوراق ملكيتهم، كي ترفع من سعرهم حين عرضهم للمقايض. التصعيد الذي حدث فجأة في اليمن وفي البحرين وفي القطيف يوم 6 و7 و8 نوفمبر هو تذكير لمن اجتمع في عمان لصياغة البيان بأن إيران لديها «أملاك» مستعدة للتنازل عنها بمقابل مكاسب، وأنها لن تسمح بإخراج «القوات الأجنبية» من جنوب سوريا، بل ممكن أن تفاوض على ذلك «العقار السوري» الذي اشترته إيران بثمن غالٍ، مقابل عقارات معروضة للبيع بالجملة كالبحريني وربما اليمني وربما القطيفي.

فهل تدرك هذه الأدوات التي تحركها إيران في عالمنا العربي أن «ميناءً» يقع على البحر الأبيض المتوسط لتصدير الغاز الإيراني يساوي عندها كل الحوثيين وأهلهم، وأن قاعدة عسكرية على حدود البحر المتوسط ممكن أن تبيع من أجلها شيعة البحرين؟

 

هل يجتاز أهل الخليج الامتحان في كل هذه الجبهات؟

 جورج سمعان/الحياة/20 تشرين الثاني/17

هموم أهل الخليج تتضاعف وتتشعب. ويزداد معها عدد الجبهات المفتوحة في أكثر من ميدان. من اليمن الخاصرة الدامية جنوب شبه الجزيرة إلى قطر والمشكلة المستمرة استعصاء. ومن المواجهة المتصاعدة مع إيران من العراق إلى سورية فلبنان أخيراً وليس آخراً. ومن ليبيا إلى قضية فلسطين مجدداً، مع استعداد الإدارة الأميركية لطرح رؤيتها لاستئناف المفاوضات، وتصورها للتسوية. انخراط المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودول أخرى في مجلس التعاون، في هذا القوس الواسع من الجبهات المشتعلة مستمر بلا كلل، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. إضافة إلى تحديات الداخل والسعي المتواصل إلى استراتيجيات مختلفة، في صلبها استعادة الإسلام الذي تختطفه من سنوات بل عقود حركات الإسلام السياسي المتشدد والتنظيمات الإرهابية على أشكالها. بالتوازي مع التقدم نحو تحديث في بنى الثقافة والمجتمع، وتنويع مصادر الدخل فلا يظل أسير النفط والغاز وما يتفرع منهما. ونحو توسيع الشراكات الاستراتيجية وتنويعها فلا تبقى أسيرة شريك استراتيجي واحد، وإن كان لا يزال على رأس النظام الدولي الذي ترغب قوى كثيرة أخرى في تبديل صورته وعناصره. لذلك تجهد الديبلوماسية الخليجية ليس لترسيخ فكرة استقلال دول مجلس التعاون وإمساكها مصيرها بيدها فحسب، بل لتقديم نفسها لاعباً فاعلاً يعوض الغياب العربي الكبير عن الساحة الدولية والإقليمية. لذلك تواصل نهج التوجه نحو قوى كبرى شرقاً وغرباً. من روسيا إلى الصين واليابان والدول الإسلامية الكبرى في آسيا، من باكستان وأندونيسيا وماليزيا.

«ملتقى أبو ظبي الاستراتيجي الرابع» اختصر، كعادته كل سنة، العناوين الكبرى للمشهد الاستراتيجي، دولياً وإقليمياً وعلى مستوى الداخل الخليجي. وهو ملتقى يعقده «مركز الإمارات للسياسات» بتعاون مع وزارة الخارجية في الإمارات و «مجلس الأطلسي» في الولايات المتحدة» و «مركز جنيف للسياسات الأمنية» في سويسرا. الدكتورة ابتسام الكتبي قدمت في افتتاح الملتقى قراءتها للمشهد العام. وأكدت «أن الخطوة الأولى لتجاوز الحالة التي تعصف بمنطقتنا وصياغة مستقبلها هو في إعادة بناء دول المنطقة، ومنظومتها الإقليمية على أسس من العقلانية السياسية والأخلاقية، والتوازنات الإقليمية والعيش المشترك وقيم السلم». وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، أهمية «أن نمسك مصيرنا بأيدينا»، والتعويل على دور السعودية الرائد وعودة مصر إلى دورها ومواجهة التدخلات الخارجية، خصوصاً الإيرانية، في شؤون المنطقة.

يبدأ أهل الخليج بأنفسهم. لا يوفرون مجلسهم للتعاون من النقد والتشريح. ويرون أن الأزمة مع قطر أضرت بمنظومتهم التي بدت لعقود عصية على السقوط. لذلك قد لا ترقى المقاربة لحل هذه الأزمة إلى مرحلة الحسم، كأن طرفيها يتحاشيان الوصول إلى هذه المرحلة من الخيارات. في المقابل تتكرر الدعوات إلى نقل التعاون إلى مرحلة قيام اتحاد بين دول المجلس. وإلى بناء قوة حقيقية رادعة وقادرة على التعامل مع التحديات والتدخلات. وإلى تبديد مخاوف الدول الصغرى من الكبرى بين أعضائه، وتوسيع المشاركة في اتخاذ القرار، وتغيير الميثاق، فلا تظل قرارات المنظومة رهن إجماع لن يتوافر ما دامت دوله لا تبدي استعداداً للتنازل عن جزء من سيادتها، كما الحال مثلاً في الاتحاد الأوروبي. فلا يخفى مثلاً أن أي قرار سيطاول قطر ومستقبل بقائها في المجلس لا يمكن أن يحظى بالإجماع، فالكويت تلتزم موقفاً حيادياً ولا تزال تقوم بوساطتها، في حين أن سلطنة عمان نأت بنفسها عن هذه الأزمة. وبالتالي لا يتوافر لأي قرار أكثر من ثلاثة أصوات يشكل أصحابها طرف الأزمة مع الدوحة. ونادى بعضهم بتغيير المنظومة وتوحيد العقيدة العسكرية والأمنية، وبديبلوماسية جماعية بديلاً من العلاقات الثنائية التي تقيمها كل دولة من الدول الست مع الخارج. إنها دعوة صريحة إلى خلق مجلس جديد بآليات مختلفة، خصوصاً أن محاورين عدوا الأزمة مع الدوحة «جوهرية وبنيوية وطويلة».

بالطبع ما يثقل على شبه الجزيرة هو «ثقل» إيران وسياستها التوسعية. وتفاقم المخاوف من حرب أخرى في المنطقة التي عانت من تبعات حروب مدمرة في العقود الثلاثة الماضية. من حرب الخليج الأولى إلى غزو صدام حسين الكويت، ثم تحرير هذه الدولة، وأخيراً الغزو الأميركي للعراق. إضافة إلى الحروب التي اشتعلت على حدود مجلس التعاون، من العراق إلى اليمن، وغرب البحر الأحمر حتى مصر التي لا تزال تخوض حربها على الإرهاب. لا تريد دول المجلس الذهاب إلى الحرب. لكنها تعلن صراحة ترحيبها بالسياسة التي ينهجها الرئيس دونالد ترامب لمواجهة الجمهورية الإسلامية. لقد عانت طويلاً من سياسة سلفه باراك أوباما بغض الطرف عن سياسات طهران في سبيل إبرام الاتفاق النووي. ودعم قوى الإسلام السياسي لعلها تشكل رافعة للتغيير على غرار النموذج التركي. لكن هذه الحسابات أثمرت ما أثمرت من فوضى في كل الإقليم. وساهمت في تشجيع التطرف، نتيجة تغول أحزاب الإسلام المتطرف واستعجالها في سياسة «التمكين» وإن بالقوة والإرهاب، ونتيجة أيضاً لسياسات الجمهورية الإسلامية في «العواصم الأربع»، بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. من هنا لا تعارض دول المجلس تغيير نظام هنا أو هناك إذا كانت البدائل ما حدث ويحدث في «دول الربيع».

بالتأكيد لا تسعى دول في مجلس التعاون إلى حرب مع إيران التي لا يمكنها أن تكون «دولة أمة» و»دولة ثورية» في وقت واحد. تدعم سياسة احتوائها وهز العصا بوجهها إذا صح التعبير. والحديث عن الحرب ارتفعت وتيرته إثر الأزمة التي أشعلتها استقالة سعد الحريري. فقد طغت على هامش الندوات التي تناولت طوال يومين معظم التحولات والتطورات الدولية والإقليمية، ومآل الأزمات في الدول العربية التي تعاني حروباً متنوعة. كأن لبنان قفز فجأة بعد هذا الاهتمام العربي والدولي بخطوة الحريري وتداعياتها، إلى صدارة النزاعات القائمة في جواره. أو كأن لبنان قاب وقوسين وأدنى من انفجار كبير سيجر المنطقة كلها إلى صراع واسع مفتوح. وبمقدار ما شكلت خطوة الحريري «صدمة» ترددت أصداؤها بعيداً، أشاعت مخاوف من تأثيرها على الاقتصاد اللبناني، وحتى على الحضور اللبناني في بعض دول الخليج إذا لم يتصرف الحكم في بيروت حيال سياسة «حزب الله» الذي اتهمته السعودية واتهمت إيران بأنهما وراء إطلاق الصاروخ الباليستي على الرياض.

لبنان فرض حضوره، من الباب الواسع الذي تناول «تفكيك شيفرة إيران» ودورها في عدد من أزمات المنطقة. من اليمن، خصوصاً حيث طرح نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء السابق خالد بحاح ثلاثة سيناريوات لمسار الأزمة، مركزاً على وجوب ما سماه «إعادة هندسة الشرعية». ونالت ليبيا نصيبها من التشريح، في ضوء المساعي والمقاربات التي يقودها المبعوث الدولي الدكتور غسان سلامة. وفي ضوء تناحر القوى المحلية على ثروة البلاد، وتعدد المواقف العربية المتناقضة حيال التسويات. وكذلك كان العراق حاضراً وحيث يراد لميليشيات «الحشد الشعبي» أن تكون على غرار «الحرس الثوري». ولم يقتصر الحديث على تدخلات الجمهورية الإسلامية. تطرقت الحوارات إلى تركيا تحت عنوان «إحياء أمة أم تراجعها»، فهي تبتعد اليوم عن حلفائها التقليديين لتعمق التفاهم مع روسيا وإيران. فهل هذا النهج مجرد انعطافة مرحلية وبراغماتية فرضتها ظروف المنطقة، أم أن تركيا أردوغان التي تتغير جذرياً في الداخل لن تتغير سياستها وخياراتها الخارجية وستبقى علاقاتها بالغرب «جوهرية واستراتيجية»؟ أما سورية التي تمثل «قلب التوسع الإيراني» فتفتقر إلى سياسة أميركية مختلفة لا تقوم على مجرد التسليم بأن بلاد الشام من مسؤولية روسيا. ولا يتوقع كثيرون أن تنجح موسكو في إرساء تسوية مقبولة، ما لم تحد من نفوذ طهران. وهي تشكو بعد كل اتفاق على التهدئة في هذه الناحية أو تلك من أن الجمهورية الإسلامية والميليشيات تتصرف كأنها ليست معنية. وهي عملياً لا تمارس ضغوطاً لازمة عليها في هذه المرحلة ما دام التفاهم مع واشنطن يبدو بعيد المنال. لذلك يظل مآل الأزمة السورية معلقاً بين التهدئة واستمرار الحرب. وتملك الدول المعنية برفع قبضة إيران وإخراجها من سورية خيارات واسعة لإرغامها على ذلك، عندما ترى روسيا مصلحة في تقليص انخراطها العسكري.

وكما في كل ملتقى ثمة قراءات في دور روسيا وطموحها لإحياء ما كان لها أيام الاتحاد السوفياتي، وهل هي «رؤية متقادمة لعالم يتجدد» فعلاً بخلاف «عودة آسيا إلى المستقبل، من قراءات في حال الصين والهند واليابان. وكان لحركات الإرهاب نصيب من الحوارات التي لم تتفق على مستقبل الإسلام السياسي، هل باق ومستمر أم أنه إلى انقراض. كلها عناوين تعبر عن اهتمام أهل الخليج الذين يستعدون لتحولات كبرى في شتى الميادين، ويخوضون مواجهات في أكثر من ميدان وجبهة، فهل ينجحون في تجاوز التحديات الداخلية والخارجية والمبادرة إلى فرض التغيير المطلوب بما يلبي مصالحهم وأمنهم واستقرار الإقليم وإعادة إحياء الدور العربي المغيب؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

زاسبيكين: روسيا لا تتدخل في ما يقرره اللبنانيون وحزب الله طرف سياسي اساسي

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - اكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين ان "روسيا دعمت الحكومة اللبنانية بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وكانت تعتبر المعادلة اللبنانية مناسبة لهذه المرحلة"، معتبرا انه و"لكي تغير بلاده موقفها يجب مناقشة ماذا حصل بعد استقالة رئيس الوزراء والتوجه الى شيء جديد"، مشددا على "ضرورة الأخذ في الاعتبار المستجدات ومن يريد إيجاد صيغة جديدة للحكومة اللبنانية، او من يريد تغيير النهج السياسي اللبناني". وسأل في حديث الى "اذاعة لبنان" ضمن برنامج "لبنان في اسبوع" مع الزميلة ناتالي عيسى: "ماذا يعني طرح موضوع النأي بالنفس مجددا"، معتبرا ان "روسيا منذ البدء كانت ضد تدخل الأطراف الخارجية في ما يحصل في المنطقة، ولكنهم دمروا ليبيا وتدخلوا في العراق وفي سوريا. وفي مرحلة من المراحل عندما كان هناك تدخل من قبل الأطراف المعروفة عبر إرسال المقاتلين وحتى عبر الاحتلال الاميركي في العراق، او عملية الناتو في ليبيا، فما هو نوع النأي بالنفس المطروح الآن". وعن التقارب الروسي الايراني، قال السفير الروسي: "نحن نلتقي مع جميع الاطراف المعنية، لكن هل دعوة السعودية للرئيس سعد الحريري المجيء الى الرياض مرتبطة بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الايراني، فأنا أشك في ذلك".

أضاف: "الموقف الروسي واضح للجميع، وهو الذي يعتمد على مكافحة الارهاب والتعاون الوثيق مع الجيش السوري وحلفائه، والتواصل مع جميع الاطراف المعنية لإيجاد الحل السياسي بما في ذلك التواصل مع السعوديين، نحن نحاول استخدام العلاقة مع الجميع بشكل إيجابي وفق القواسم المشتركة". وشدد زاسبيكين على انه "من ثوابت بلاده الأمن والاستقرار في لبنان"، معتبرا ان "هذا كان القاسم المشترك بين جميع الاطراف المعنية الخارجية، بما في ذلك في إطار مجهود دعم لبنان خلال السنوات الأخيرة بغض النظر عما يجري في المنطقة".

وأمل في "ان يبقى هذا الدعم للبنان، وان يستمر الاستقرار خلال المرحلة المقبلة"، لكنه طرح سؤالا: "هل ان التصعيد الاميركي ضد ايران والتصعيد بين ايران والسعودية والعقوبات المتخذة او التي سوف تتخذ، هل كل ذلك سيؤثر على الأمن والاستقرار في لبنان أم لا".

وتابع: "الحلف الاميركي - السعودي يريد ان يعتبر الجزء الآخر في لبنان الذي لا يريد التعاون معه عدوا، فحزب الله بالنسبة اليهم عدو، اما الجزء الثاني من لبنان فهم أصدقاء". ودعا زاسبيكين الى "انتظار المرحلة المقبلة للتحقق ما اذا كان لبنان قادرا على تحمل أعباء الضغوط عليه"، معتبرا انه "لا يمكن تغيير النهج السياسي بهذا الاسلوب بل يتم خلق صعوبات جديدة للبلد". ورأى ان "الشعب اللبناني أبدى تلاحما في موضوع وجود الرئيس الحريري في السعودية كل بحسب تقييمه، البعض رأى انه كان محتجزا والبعض الآخر رأى انه كان حرا، لكن كان هناك إجماع حول موضوع عودة الحريري الى لبنان من أجل تقديم الاستقالة بحسب الأصول الدستورية"، معتبرا ان "القضية انتهت الآن ونحن دخلنا في جوهر الموضوع وتداعياته"، مشيرا الى "اننا نتوجه الى استقالة الرئيس الحريري وكل هذا مرتبط بما سيقوله حين يعود الى لبنان، ومرتبط بتغيير النهج السياسي والنأي بالنفس".

وسأل زاسبيكين: "ماذا يعني النأي بالنفس الآن، كان هذا الأمر ضروريا بعدم التدخل في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، اما الآن فان النأي بالنفس المقصود عودة حزب الله من سوريا وعودة خبرائه من اليمن، فاليمنيون هم الذين يحاربون هناك وليسوا بحاجة لأحد كي يحارب معهم، ولكن يبدو ان هذه اكتمالات للمرحلة المقبلة، وهي عبارة عن تخويف، وأنا لا أتصور ان هناك انتقالا لحزب الله من سوريا الى اليمن، فهذا الأمر مصطنع وهو ليس لمصلحة الطرف الذي يخترع هذا الموضوع، لان الشعب اليمني هو الذي يحارب".

وقال: "لو لم يكن هناك تحالف شاركت فيه روسيا في سوريا، لكان داعش سيطر على كل المنطقة"، متسائلا انه "وبعد سبع سنوات أين الاستقرار في ليبيا وسوريا والعراق واليمن". معتبرا ان "اليوم بدأ البحث عن الحلول ووقف التصعيد".

وأبدى السفير الروسي موافقته على كلام الرئيس نبيه بري بان أزمة الرئيس سعد الحريري الشخصية انتهت وبذات الأزمة السياسية، مؤكدا ان "روسيا لا تتدخل في ما يقرره اللبنانيون، وان بلاده لا ترى موضوع إبعاد حزب الله عن الحكومة لانه طرف أساسي سياسي وهو جزء لا يتجزأ بالإضافة الى ضرورة التوازن الطائفي"، معتبرا ان "هناك انتصارات للجيش السوري وحلفائه في سوريا"، مشيرا الى ان "البعض يطرح ضرورة عودة حزب الله الى لبنان بعد تحقيق الانتصار". مشيرا الى ان "من طرح إسقاط النظام السوري فشل في هذا الأمر، واليوم هم مستعجلون لسحب حزب الله من سوريا، وهذا الأمر ليس واردا".

ورأى ان "موضوع نأي لبنان بنفسه عن الأزمة السورية كان يجب ان يحصل منذ البدء"، مشيرا الى "مشاركة مقاتلين لبنانيين الى جانب المعارضة السورية ومن دول اخرى، وكان المطلوب النأي بالنفس في تلك الفترة، إلا ان روسيا وايران وحزب الله اضطروا في ما بعد لدخول المعركة ضد الارهابيين لانهم اعتبروا ان هذا الأمر يشكل خطرا على الجميع" .  ورأى زاسبيكين انه "من السابق لأوانه التحدث عن اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان"، معتبرا ان "هذه الدعوة لم تطرح بشكل رسمي بل مجرد معلومات ونوايا"، مشيرا الى انه "اذا طرح هذا الأمر فيجب ان نعرف ما هي الفكرة الفرنسية والمواضيع التي ستطرح فيه، ويجب ان تكون هناك أجندة سياسية في هذا المجال"، مرحبا "بالأمن والاستقرار وإجراء الانتخابات في لبنان". ورأى ان "ما يحكى عن مبادرة فرنسية في عودة الحريري مبالغ فيه، خصوصا بعد ان أعلن الرئيس الحريري انه حر وطليق"، معتبرا انه "وبعد تحرير الاراضي اللبنانية من الارهابيين تحسن الوضع اللبناني ككل". مشيدا ب"دور الأجهزة الأمنية التي تدل على ان الأمن في لبنان ممسوك فعلا، وان الأوضاع تحسنت"، معتبرا ان "كل ما حكي عن موضوع الأمن كان هدفه إسقاط الحكومة الحالية". ودعا السفير الروسي الى "انتظار قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم"، مشيرا الى "وجود تحفظ روسي على قرارات الجامعة العربية السابقة إزاء الوضع في سوريا".

 

طلال المرعبي رحب بعودة الحريري

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - رحب رئيس تيار القرار اللبناني الوزير والنائب السابق طلال المرعبي بعودة الرئيس سعد الحريري المرتقبة الى لبنان للاحتفال بعيد الاستقلال. واعتبر خلال استقبالاته في دارته في عكار، "أن عودته تشكل مساحة ترحيب كبيرة لدى اللبنانين الذين عاشوا في اوقات وظروف قلقة منذ اعلان الاستقالة". كما لفت الى ان الرئيس الحريري تحدث عن عنوانين رئيسيين للمرحلة المقبلة وهي الناي بالنفس ومصلحة لبنان. ودعا الى "خطاب سياسي هادىء في هذه المرحلة لابعاد لبنان عن اي صراعات محلية او اقليمية او دولية". ونوه ب "وحدة اللبنانين التي تجلت في ظل ازمة الاستقالة"، متمنيا ان تستمر لما فيه خير الوطن.  وأشاد بجهود الاجهزة الامنية الحريصة على تعطيل لاي محاولة للمس او العبث بامن الوطن، مطالبا بالمزيد من اليقظة والترصد. كلام المرعبي جاء خلال استقبالاته في دارته في عكار حيث التقى وفود وفاعليات

 

النجاري: نهتم بلبنان ونساعده ان ينأى بنفسه عن الصراعات في المنطقة

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 / وطنية - اكد السفير المصري في لبنان نزيه النجاري "ان هناك اهتماما مصريا كبيرا بلبنان وبالرئيس سعد الحريري، وهناك اتصالات منذ الأمس لترتيب زيارته الى مصر قريبا". وقال في اتصال مع برنامج "لبنان في اسبوع" من "اذاعة لبنان" مع الزميلة ناتالي عيسى: "مصر تسعى للعمل على دعم لبنان، وتفضل إجراء اتصالات هادئة في الموضوع والتنسيق مع الأطراف المعنية المهتمة كافة بالوضع في لبنان. وهذا الأمر ظهر في جولة وزير الخارجية المصرية لعدد من الدول العربية لا سيما السعودية". اضاف: "نحن نفضل إجراء اتصالات هادئة حتى تكون مثمرة أكثر، وكانت هناك أجواء إيجابية ساهمت في حلحلة الأمور، ونحن نسعى لأن هناك ايضا شواغل عربية تتعلق بالوضع الإقليمي، ونسعى ايضا وأيضا في الإسهام للتوصل الى تسويات متوازنة تحقق مصالح الجميع على حد سواء في المنطقة، وبالتالي هناك اتصالات سيكون تأثيرها بعيد المدى، ونأمل أن نستقبل قريبا الرئيس الحريري في إطار متابعة هذه الإتصالات". وعن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وموقف مصر من المذكرة السعودية قال: "نحن لا نستبق الأحداث، هناك دائما مسعى لتحقيق مصالح جميع الأطراف. هناك شواغل عربية مشروعة وأسباب للقلق يتعين التعامل معها، وهناك ايضا لبنان الذي نهتم به ونسعى لأن يكون نائيا بنفسه ونساعده ان ينأى بنفسه عن الصراعات في المنطقة، مشيرا الى "ضرورة عدم تأثر الإستقرار في لبنان". وقال: "أنا اطلعت المسؤولين اللبنانيين قبل سفري الى القاهرة بما جرى خلال زيارات وزير الخارجية المصري الخارجية، وأؤكد ان الأجواء كانت إيجابية، وبعد عودتي سأواصل هذه الإتصالات مع المسؤولين اللبنانيين".

 

علي فضل الله مستقبلا العلاوي: لمعالجة مناشىء الإرهاب حتى لا يعود بمسميات جديدة

الأحد 19 تشرين الثاني 2017 /وطنية - استقبل العلامة السيد علي فضل الله، رئيس وزراء العراق الأسبق إياد العلاوي على رأس وفد، حيث كان عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وسبل تعزيز العلاقات العربية العربية والعربية الاسلامية، والتحديات التي تواجه العراق على أبواب الانتهاء من معركة تحرير العراق من الإرهاب. وشدد فضل الله على "ضرورة معالجة الأسباب التي أفرزت ظاهرة الارهاب في العراق والمنطقة"، مشددا على "عدم استبعاد أي مكون عراقي في عملية البناء الجديدة للعراق، حتى يستعيد دوره المعهود في المنطقة". وتطرق علاوي الى المحطة المقبلة المتمثلة بالانتخابات النيابية، مركزا على "ضرورة اعتماد قانون انتخابي شفاف وعادل حتى تشارك فيه كل المكونات العراقية". وأشاد ب "المدرسة الإسلامية المعتدلة المتمثلة بتيار المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، وبالمسيرة التي يتابعها بحكمة ومسؤولية سماحة العلامة السيد علي فضل الله"، مشيرا الى أننا "في العراق والعالم العربي والإسلامي بأمس الحاجة لهذا الفكر"، داعيا الى "العمل لتعزيز العلاقات في الساحات العربية وخصوصا في هذه المرحلة الصعبة من مسيرة العالم العربي". من جهته رأى العلامة فضل الله "أن ما قام ويقوم به العراق جيشا وشعبا وحكومة وعلى كل المستويات في مواجهة الإرهاب يمثل انجازا كبيرا بكل المقاييس"، مشيرا الى "أن ظاهرة التطرف والإرهاب والفكر الإقصائي ينبغي التعامل معها على المستويات التربوية والدينية وغيرها لمعالجة جذورها حتى لا تتكرر بمسميات جديدة، على الرغم من أهمية المعالجة الأمنية المباشرة لهذه الظاهرة". ودعا الى مواجهة المناشىء الأساسية للارهاب وأسبابه السياسية، مشيرا الى "أن أي استبعاد لمكون من المكونات العراقية عن المشاركة في العملية السياسية سوف يسهم في نشوء بيئة تؤسس للفتن والصراعات من جديد"، مؤكدا "وحدة العراقيين لمواجهة التحديات المقبلة، وإعادة بناء العراق القوي الموحد لتكون له مكانته الكبيرة ودوره المعهود والمميز في المنطقة".

 

وليد خوري: هناك مطالب سعودية ليس بمقدور لبنان ان يلبيها واذا كان سقف التسوية اقصاء حزب الله فهذا غير وارد

الأحد 19 تشرين الثاني 2017/ وطنية - اكد النائب وليد خوري "انتظار عودة الرئيس سعد الحريري للبحث معه في موضوع الاستقالة"، لافتا الى "ان موقف الرئيس ميشال عون ارسى الوحدة في البلد وظهر جليا على الصعيدين الداخلي والخارجي". واشار في حديث ل "لقاء الاحد" عبر "صوت لبنان" الى "ان هناك الكثير من السيناريوهات المطروحة بعد خطوة الحريري، وأن هناك شروطا تعجيزية لا نستطيع فرضها على لبنان ابرزها سياسة النأي بالنفس، التي يصعب التفاهم حولها في ظل الكباش الايراني السعودي". ورأى "ان هناك مطالب سعودية ليس بمقدور لبنان ان يلبيها"، مشيرا الى "ان المطلوب تسوية اقليمية لايجاد الحل، الا انه في حال كان سقف التسوية اقصاء حزب الله واعتباره ارهابيا فانه غير وارد، وبالتالي لا يمكننا ان نقبل بتهديدات وزراء من خارج البلاد واملاءاتهم علينا". وشدد خوري على "ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وهي ستقلب الموازين بين الكتل".

 

امين السيد: السعودية فشلت في اخذ لبنان الى التأزم والتوتر

الأحد 19 تشرين الثاني 2017/وطنية - أكد رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم أمين السيد "أن السعودية فشلت في أخذ لبنان إلى التأزم والتوتر والصراعات والاقتتال بعدما أبدى المسؤولون اللبنانيون وعلى رأسهم رئيسا الجمهورية ومجلس النواب ومعظم القوى السياسية حسا عاليا بالمسؤولية تجاه سيادة لبنان واستقلاله، وهذا الموقف الوطني الكبير والبطولي والشجاع أبطل وأفشل الخطة السعودية ولو في جولتها الأولى". وخلال إحياء ذكرى أربعين "الشهيد المجاهد عماد محسن موسى" الذي نظمه الحزب في مجمع سيد الشهداء في الهرمل، في حضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي ، المفتي الشيخ علي طه، عوائل الشهداء وحشد من الفعاليات والأهالي، رأى السيد أمين السيد ب "أننا أمام جولة ثانية بعد خروج الرئيس الحريري من السعودية إلى فرنسا وما سيلي ذلك من تطورات"، متسائلا عن الخطة التالية التي تقوم بها السعودية لتحقيق الأزمة من جديد، كاشفا عن امتلاك حزب الله للمعلومات، لكنه "ليس مضطرا للافصاح عنها واستباق الأمور". وأكد "أننا مرتاحون وغير قلقين ولا خائفين من شيء وإذا كان هناك من قلق فهو على لبنان واللبنانيين من أن تأتي دولة تلعب به بهذا الشكل من الألاعيب وتأخذ لبنان من الاستقرار إلى التخريب". وأشاد بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، "فلو كان عندنا رئيس آخر لكان لبنان في مكان آخر"، مضيفا ب "أن الملفت كثيرا أن يشهد العالم على موقف رئيس جمهورية لبنان بهذه القوة والشجاعة والثبات والحرص الحقيقي على سيادة لبنان واستقلاله واستقراره وأمنه، وهذه نقطة مضيئة ستسجل في التاريخ السياسي في لبنان". وتخلل الاحتفال عرض مصور عن موسى وكلمة لعائلته ألقاها نجله علي ومجلس عزاء حسيني.

 

الرياشي: لا مشكلة بين الحريري وجعجع والقوات لم تساهم في الاستقالة

الأحد 19 تشرين الثاني 2017

وطنية - أكد وزير الاعلام ملحم الرياشي في حديث الى تلفزيون "أم.تي.في"، أن "لا مشكلة" بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وقال: "كل ما يحاول البعض اختلاقه هو أضغاث أحلام لا أكثر ولا أقل".

وأضاف: "ما حصل في المملكة العربية السعودية، وأؤكد أنه لم يحصل أي شيء مما كان سائدا خلال الاسبوعين الماضيين، والرئيس الحريري قد أكد على هذا الكلام. لذلك، المشكلة اختلقت وبني عليها وركب السيناريو وشخصيات المسرحية، انما لم يكن هناك من مسرحية".

قيل له: عندما غرد الوزير غطاس الخوري عن يهوذا، هناك أصابع إتهام وجهت الى "القوات اللبنانية"، وكثر ظنوا أن المقصود هو الدكتور سمير جعجع؟

أجاب: "المقصود ليس الدكتور جعجع، فقد ظن البعض أنه بسبب الجو والضغط الإعلامي الرخيص جدا الذي ساد في البلد، يمكن أن يحدث شرخا بين العمود الفقري للسيادة في لبنان: المستقبل والقوات اللبنانية، لان هذا العمود إذا انكسر فقد الأمل باستعادة السيادة الكاملة على ارض لبنان والحرية الكاملة، والدولة التي هي في طور النمو والنهوض".

سئل: هل هناك دخان من دون نار؟

أجاب: "نعم، أو أن هناك نارا من مصادر أخرى أدت الى نار، وكما رأينا كأن الدخان كان في بيروت بينما هو في مكان أبعد".

سئل: أي مسيرة قصد الدكتور جعجع عندما قال للرئيس الحريري "سنكمل المسيرة معا؟

أجاب: "مسيرة سيادة لبنان واستعادة عافيته واستعادة الدولة".

سئل: يتحدث الرئيس الحريري عن مرحلة جديدة بعد عودته الى بيروت، ما هي هذه المرحلة؟

أجاب: "مرحلة استعادة الدولة وبنائها، فقرار الدولة ليس كاملا، نحن شركاء في الحكومة وشركاء في التسوية للحفاظ على حياة الناس ويومياتهم وتقطيع المراحل بالتي هي أحسن، مع الحفاظ على الثوابت الأساسية والاستراتيجية لبناء وعمارة الدولة لانها غير كاملة اليوم انما تتلمس خطواتها الأولى لتكبر وتنمو وتصبح دولة. بطبيعة الحال، القوات اللبنانية وتيار المستقبل، الى جانب عناصر أخرى، هما عنصران أساسيان في العمود الفقري لبناء الدولة".

سئل: ألم يؤد لعب "القوات" دور المعارضة داخل الحكومة وتسريب كلام عن استقالة وزرائها الى المسار الذي اتخذه الرئيس الحريري بإعلان الإستقالة؟

أجاب: "إعلان استقالة الرئيس الحريري في مكان ما وفر على وزراء القوات الإستقالة لأننا كنا نتجه اليها، انما كنا بانتظار التوقيت المناسب".

سئل: هل هذا يعني أنكم ساهمتم فيها؟

أجاب: "لا لم نساهم فيها، وهذا كلام المحرضين والمغرضين. ان العلاقة بين الرئيس الحريري والمملكة قائمة من دون جميلنا ومن دون دور لنا، فعلاقته طيبة معهم منذ قيام البيت الحريري السياسي في لبنان".

أضاف: "عند اللقاء بأصدقاء وحلفاء من خارج لبنان، ليس من طبيعة سمير جعجع الحديث عن غيره بل تحديد الثوابت والمواقف ووضع خطط عملية لانقاذ لبنان وحمايته. ان التدخل في شؤون الاخرين او النميمة او الكلام عن الاخرين لا يشبه سمير جعحع ولا تاريخه ولا حياته".

سئل: ألم تلفتكم استقالة الرئيس الحريري بالشكل؟

اجاب: "ما حصل كان لافتا جدا، ولكن كما قال وأصدقه، كان بحاجة الى رحلة تأمل ومراجعة للذات بعد ما مر به خلال التسعة أشهر من ضغوط وانتقال من محور الى محور آخر في الحكومة. كانت معاناته واضحة وملموسة، ونحن كنا من المعترضين علنا على ما يحصل في الحكومة".

أضاف: "أما عن النقاش الاخير الذي حصل في الحكومة، فالرئيس الحريري هو من أعطاني الكلام ضمنا ورحب بالكلام الذي طرحته من تقديم أوراق اعتماد سفيرنا في الرياض، هناك نقاط عدة أوصلتنا الى ما وصلنا اليه".

وتابع: "صحيح ان الاستقالة تمت من خارج لبنان ولكنها حصلت، والتركيز على الشكل كان خطة من الفريق الخصم للرئيس الحريري لتصويرها على أنها عملية تبعية، بينما الاساس هو التركيز على المضمون، والرئيس الحريري نقل المضمون وحول المسألة من تدويل غيابه الى تدويل مضمون استقالته".

قيل: أنتم أظهرتم الرئيس الحريري وكأنه مقصر في الملفات السيادية؟

اجاب: "لا لم نتهم أحدا، وقلنا قناعتنا كما هي وكما يجب ان تكون. الدكتور جعجع قال في آخر مقابلة له: أكيد أنا لا أتحمل ما تحمله الرئيس الحريري، لكل شخص قدرة على الصبر وقدرة الرئيس الحريري كانت هائلة".

قيل له: يبدو ان هناك افرقاء لبنانيين آخرين ساهموا في الاستقالة والشرخ بين المملكة والرئيس الحريري؟

اجاب: "لا شرخ بين المملكة والرئيس الحريري، بل على العكس، يبدو ان هناك اتفاقا كاملا وهذا ما نمي إلينا من لقاءاته في المملكة".

وقال الرياشي ردا على سؤال عن الخيانة: "هذا كلام بلا معنى".

قيل له: هل تعني كلام الوزير غطاس الخوري؟

أجاب: "الوزير غطاس الخوري لم يتحدث عن خيانة بأن هناك من حرض المملكة على سعد الحريري وهي استجابت لهذا التحريض، فالمملكة أكبر من ذلك".

قيل له: الوزير غطاس الخوري صديقك؟

أجاب: "الوزير غطاس الخوري صديقي والشخص الذي قصده صديقي أيضا، وأعتقد ان هذا الخلاف سينتهي في وقت قريب".

سئل: أي سعد حريري سنرى في بيروت؟

أجاب: "هذا سؤال يطرح على الرئيس الحريري وليس على أحد آخر، ولكن الجواب واضح من الاتجاه السياسي الذي على اساسه دول الرئيس الحريري استقالته من السعودية الى فرنسا، ودول اسباب استقالته، في حين كان البعض يعمل على تدويل غيابه والاستفادة منه. هو دول استقالته كما يجب أن تدول وأن تخدم القضية اللبنانية. وبرأيي، شروط العودة عن الاستقالة أو شروط العودة الى حكومة جديدة، يجب أن تأخذ حجمها الطبيعي من كل الاطراف المعنيين بهذا الملف لا أن تفرض فرضا، بمعنى حل المشكلة بالشكل، فالقضية لم تنته وهناك طلاق حقيقي بين الأطراف المحلية على ملفات السياسة. هناك خلاف أممي كبير ينعكس على لبنان، ولتحييد لبنان عن الملفات الأقليمية يجب على كل الأطراف أن تحيد نفسها أيضا عن هذه الملفات".

وردا على سؤال، قال الرياشي: "نحن في الأساس ضد أن يكون حزب الله في سوريا أو خارج الاراضي اللبنانية في أي دولة عربية، كما أننا مع حق الشرعية اللبنانية في احتكار السلاح، هذا رأينا ورأي تيار المستقبل. هذه الأمور يجب أن تطرح على طاولة البحث الحقيقية، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كنا شركاء في انتخابه، وعندما تقدم نحونا في السياسة تقدمنا نحوه، وهو قد حقق مبادىء معراب العشرة، الان الفرصة تاريخية لان حزب الله لن يجد صديقا وقريبا منه في الرئاسة أكثر من الرئيس عون، وهذا كان جزءا من الأسباب التي دفعتنا لانتخابه فالرئيس عون يمكن أن يمون على الحزب كما يقول الحزب، وأن يأتي به الى طاولة حوار حقيقية وفق جدول اعمال حقيقي وواقعي وقول الأمور كما هي بحصر السلاح بيد الشرعية والنهوض بلبنان".

وقال ردا على سؤال: "المسار السياسي للرئيس عون اليوم هو كما كان عندما قررنا انتخابه ونحن لسنا متفاجئين، بل مسرورون من عدة نتائج حققتها الرئاسة على مستوى اعادة التوازن الوطني الذي تأمن من خلال الشراكة القواتية العونية في السلطة. ونلاحظ أنه كلما اختلت هذه الشراكة كلما ضرب التوازن الوطني وضعفت قوة المسيحيين في السلطة. اما من الناحية الوطنية الكبرى، فإن وجود الرئيس القوي في رئاسة الجمهورية هو قوة للبنان الذي نريد، لبنان الحرية والكرامة والسيادة، ولبنان في بعده العربي، قوة للميثاق الوطني الذي يتقدم على الدستور، والميثاق الذي اقرته المجموعات المكونة لهذا الوطن الفريد من نوعه والذي هو حاجة وضرورة لحوض المتوسط اكثر من هو وطن صناعي له ابعاد اقتصادية هائلة".

أضاف: "لبنان بلد ذو أبعاد رسولية هائلة يفترض الاستفادة منها لنكون نموذجا للمنطقة، واليوم نحن امام ميثاقين: الاول ميثاق وطني تحقق عام 1943 وهو الميثاق الموجب للكل، والثاني النأي بالنفس وهو ليس اختراعا جديدا بل موجب وطني وميثاقي تحقق بميثاق 1943 عندما قيل عن نأي لبنان عن كل مشاكل المنطقة. ان الميثاق أهم من الدستور، فالدستور يعدل اما الميثاق فهو اتفاق بين مكونات الوطن ولا يقبل التعديل. لذلك، هذا الموجب الميثاقي يجب احترامه من كل الأطراف اللبنانيين ومن كل المعنيين بملف لبنان للحفاظ على الدور الرسولي لهذا الوطن كنموذج للمنطقة، ولكن مع وجود فئات لبنانية تقاتل خارج المنطقة لا يعود نموذجا".

وعما إذا كان موقف السعودية واعلان الاستقالة من الرياض واجتماع الجامعة العربية، يحرج "القوات اللبنانية"، قال الرياشي: "نحن ضد الاتهامات التي وجهت الى رئيس الجمهورية، وهي لم توجه من القيادة السعودية بل من شخصيات صاحبة رأي. ان حماية موقع رئاسة الجمهورية هي من حماية البلد بشكل اساسي، وتربطنا بالمملكة صداقة عميقة، والدولة اللبنانية هي دولة صديقة للسعودية. كذلك نحن حريصون على العلاقة مع المملكة العربية السعودية وعلى تطويرها أكثر فأكثر في الاتجاهات الايجابية وليس العكس، كما أننا حريصون على حماية أكثر من 200 الف لبناني يعيشون على ارض المملكة ويدخلون ملايين الدولارات الى وطنهم الام".

أضاف: "ان المساس بعلاقة لبنان مع المملكة هو مساس بمجلس التعاون الخليجي، والتجارب واضحة امامنا ولا لزوم لأن نعيدها وندفع نحن الثمن. ليس لدينا ولن لنا دور سلبي في هذا الاتجاه، بل على العكس يجب أن يكون دورنا ايجابيا ولتعزيز هذه العلاقات بالاتجاه الافضل، لأن الافضل هو أفضل للبنان اكثر مما هو للمملكة بحجمها المالي وباقتصادها وانتاجها، ولا اعتقد انها بحاجة للبنان اكثر مما هو بحاجة اليها. ومن ناحية ثانية، هذا دور طليعي، واعتقد ان رئيس الجمهورية عليه ان يلعبه من موقعه، وينبغي أن يكون جزءا من جدول اعمال طاولة حوار وطنية لحل المشاكل مع البيئة العربية التي تحتضن لبنان، ولبنان هو رأس حربة مشروعها الميثاقي".

سئل: اذا عاد الرئيس الحريري الى لبنان للمواجهة مع العهد، فأين ستكون "القوات"؟

اجاب: "كلمة مواجهة كلمة كبيرة، يعود الحريري الى لبنان لوضع النقاط على الحروف والتفاهم والتفاوض على مسلمات اساسية، وعلى هذا الاساس سيكون أقرب الى موقف القوات اللبنانية كما هي الحال بطبيعة السين سين، فهذا ما سيحصل وعلى اساسه سيكون التفاوض مع رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب وكل المكونات المعنية بمستقبل لبنان، اي سيكون هناك تحييد لهذا البلد فينأى بنفسه عن مشاكل المنطقة، ولكن نأي نفس حقيقي وليس نأيا مصطنعا يؤدي الى تطورات خطيرة مع اثباتات بأننا نتدخل في دول اخرى وفي مسارات اخرى لا شأن لنا بها، ومخالفة ليس فقط للدستور وانما للميثاق الوطني الذي عقدناه معا عام 1943. نحن دولة نشأت لتكون نموذجا ومثالا ورسالة، وقاعدة الدولة لا مقر ولا ممر، ونأي بالنفس عن مشاكل المنطقة".

سئل: هل ستكونون مع الرئيس الحريري؟

اجاب: "سنكون معه مع الاستقالة ام لا، رضي بالتكليف ام لا".

سئل: هل ستشاركون في حكومة لا يرأسها الرئيس الحريري؟

اجاب: "هذا الموضوع غير مطروح في الوقت الراهن، وأعتقد بأن علينا ان ننتظر الرئيس الحريري، فالكلام بينه وبين الدكتور جعجع كان واضحا، بأن السين سين هي القاعدة المقدسة لحماية البلد ومنطق الدولة".

سئل: هل ألغيتم الباقين؟

اجاب: "لم نلغ الباقين، انما هذه هي القاعدة الاساسية. نحن لا نلغي احد أبدا، ونحن والتيار لم نلغ احدا، والتفاهم مع التيار لم يلغ وهو أكبر من ان يلغى لانه قائم على اختراق الوجدان المسيحي بحياة جديدة وأسلوب جديد، ومن خلال هذا الوجدان المسيحي يمكن تحقيق توازن وطني ومشاركة وطنية بين المسلم والمسيحي لما فيه مصلحة لبنان ومصلحة الكيان".

سئل: هل ينعكس موضوع الاستقالة وبدء مرحلة جديدة سلبا على علاقتكم مع فريق 8 آذار وقد بدأتم بالتواصل معه، أي العلاقة مع الرئيس نبيه بري وتيار "المردة"؟

اجاب: "لا، لاننا واضحون في علاقاتنا مع كل الاطراف في نقاط الثوابت التي نحملها والتي نختلف مع الاخرين عليها، وقد اتخذنا قرار بصفر مشاكل، أي عدم تحويل الاختلاف في وجهات النظر الى خلاف مع اي فريق على الساحة اللبنانية. ولكن الاختلاف حق وهو موجود وواقعي وطبيعي، ولا يمكن ان اقول إنني مع سلاح حزب الله خارج الدولة، بل أنا ضده خارج الدولة، ولا يمكن ان اقول انني مع قتال حزب الله في سوريا ولا انا مع ان تمر صفقة من هنا وصفقة من هناك، وأنا ساكت وأتفرج، ولا كرمال يا شباب امسحوها بذقتنا".

سئل: هل كانت تمرر صفقات في الحكومة؟

اجاب: "لا، لم تكن هناك صفقات تمرر".

أضاف: "أي أمور نعتبرها خارج الاصول، نقف ضدها ولا نتهم احدا ولا نعلم على احد في ما نقوم به، حتى اذا قام به صاحب العلاقة في الاتجاه الذي نتخذه، نسير وراءه. نحن لم نأت لنتهم فلانا بأنه عمل كذا، بل لنقول بأن هذا لا يجوز، ونحن نعمل وفق هذا المنطق".

سئل: هل انتصرت مقولة "أوعا حالك على أوعا خيك"؟

أجاب: "في تجارب الشعوب، لا تنتصر بسهولة "أوعا خيك"، ولكن إذا كانت الشعوب تعرف مصلحتها، تعرف أن "أوعا خيك" يجب أن تنتصر. هذه الفلسفة أنا فخور بها جدا، وهي تلغي المنطق القبلي لدى أي طرف وأي جهة تجاه منطق قيام الدولة ومكوناتها، ومنطق "أوعا خيك" يلغي أن نكون في يوم من الأيام قبيلتين لا تؤخران ولا تقدمان في مسيرة التاريخ".

أضاف: "ان التيار الوطني الحر بكل قواعده، لا يريد "أوعا حالك"، والجميع يريدون "أوعا خيك". وأعتقد أنك تقصد الوزير باسيل عندما قال "أوعا حالك"، وبرأيي أنه قالها في ظرف معين، ولا أتفق معه فيها، وأرى أن "أوعا خيك" تعني أيضا "أوعى حالك".

سئل: لماذا وصلت العلاقة الى هذا الحد؟

أجاب: "من الطبيعي أن تصل الى هذا الحد، فالإنجاز بحجمه الإستراتيجي الكبير أكبر بكثير مما يحصل، والدليل أن المناخ السائد بين القوات والتيار الوطني الحر على مساحة الوطن والإغتراب، هو الإرتياح لإتمام هذه المصالحة، وهي صفحة لا عودة فيها للوراء، إنها إنجاز إستراتيجي وتاريخي لا علاقة له بيوميات السياسة، ولها بعد فلسفي ووجداني، فالمسيحيون تصالحوا مع الوجدان الوطني العام، أما المشاكل اليومية فمن الطبيعي أن تطرأ لأنها نتيجة عدم التجرية بين الطرفين. ولكن هناك إصرار من الطرفين أن يكونا موجودين بقوة على الساحة السياسية، وألا يؤذيا بعضهما، وهما يتنافسان، وهذا ما لحظناه في ورقة التيار 2015، لأن التنافس هو البديل عن الخلاف، والخلاف لا يمكن أن يؤدي الى إختلاف، ومنطق القانون يفرض أن نختلف، فالإختلاف ليس عيبا بل دليل تنوع في الديمقراطية، ولكن العودة الى السباب والشتيمة والنميمة هو العيب".

أضاف: "ان الزيارات المتبادلة بين القوات والتيار أصبحت عادية، ولم تعد خارج المألوف، كأي علاقة بين طرفين يمكن أن يتفقا أو يختلفا في السياسة. ولكن لا عودة الى الزمن الماضي الأليم والمؤذي، والذي أثر سلبا على الواقع المسيحي واللبناني، والدليل أنه بغياب هذين المكونين عن الدولة، كانت الدولة في حال لا توازن، واليوم عادت الى التوازن وتركيبة مجلس الوزراء بالنسبة للشراكة الوطنية فيها واضحة المعالم".

وردا على سؤال عن تعيينات "تلفزيون لبنان" التي سماها رئيس الجمهورية "تفنغة"، قال الرياشي: "الرئيس يمون، ولكنها آلية أفتخر وأتشرف بأني قمت بها، لأن الأسماء الموجودة لم يكن من الممكن أن أفكر فيها لو كنت أنا من سأسمي، أو سأقترح على مجلس الوزراء الأسماء لأني لا أعرفهم باستثناء زميلنا بشارة شربل، فأنا لا أعرف ايلي خوري وتوفيق طرابلسي، ولم يكن ممكنا أن أسميهما أو أن أقترحهما. لقد أعطيت فرصة ل 138 شابا وصبية ليكون لديهم أمل بأن يتبوأوا مركز مدير عام تلفزيون لبنان، ولا أعتقد بأني قمت بشيء مسيء لكرامة الإنسان وكرامة الدولة. ما قمت به عمل إصلاحي وتغييري بالصميم، والأسماء الثلاثة التي أقرت، اختار رئيس الجمهورية من بينهما توفيق طرابلسي ليكون رئيس مجلس إدارة".

قيل له: ولكن العقدة كانت مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام"؟

أجاب: "هذه ليست العقدة، والأمور لا تمشي هكذا صراحة".

قيل له: يؤخذ عليك أنك لا تقوم بردة فعل، لا تنتفض، قيل لك "تنفغة" ولم ترد؟

أجاب: "أكيد لن أرد، هذا رئيس جمهوريتي، يقول رأيه، أنا لست متفقا معه في هذا الكلام، ولكن لن أرد عليه. في النهاية أنا متفق ورئيس الجمهورية على توفيق طرابلسي وزرته منذ يومين".

سئل: لستم متفقين على لور سليمان؟

أجاب: "لا لسنا متفقين عليها".

سئل: هل ستظل عند موقفك؟أجاب: "حتى إشعار آخر".

قيل له: هناك احتمال؟

أجاب: "هم يعرفون ما هو الإشعار الآخر، وهو ليس للتداول".

سئل: إذا استقالت الحكومة، كيف سيكون وضع "تلفزيون لبنان"، وكيف ستصرف الرواتب؟

أجاب: "أظل أصرف المحالة في انتظار تشكيل حكومة جديدة".

سئل: هل الملفات الأخرى في وزارة الإعلام تسلك مسارها الطبيعي؟

أجاب: "نقابة المحررين التي هي الموضوع الإستراتيجي والأساسي الى جانب المشاريع الأخرى التي اصبحت في الهيئة الإقتصادية عند رئيس الحكومة، وقع عليها وأصبحت على طاولة الرئيس الحريري، فور عودته الى لبنان، وأتمنى عليه أن يوقعها وأن تحول الى رئاسة الجمهورية فمجلس النواب. ان نقابة المحررين هي الحصانة الأساسية للاعلاميين، لأي مركز عمل انتموا، وهي بحلتها الجديدة تحمي الإعلاميين وتحمي حقوقهم في التعاقد والتقاعد والتعاضد الصحي والمهني، وتؤمن لهم قبل كل شيء الحصانة النقابية. اليوم هناك قضية لزميل هو مرسال غانم، أحاول ان اؤمن له الحصانة النقابية لأن لا نقابة تؤمن حصانته، فالنقابة عمل دائم يحمي حقوق الاعلاميين".

سئل: هل سيكون هناك تضييق وفلتان في الاعلام؟

أجاب: "أنا مع التزام الآداب، آداب المهنة والأخلاق الاعلامية في التخاطب بعيدا عن الشتيمة والقدح والذم. أما أي امور أخرى تمس بالحرية فتتحول الى مسألة قمع أنا أرفها ولن اقف معها على الاطلاق".

أضاف: "الاستاذ مرسال غانم لا يتحمل مسؤولية كلام ضيوفه بل يتحمل مسؤولية ادارته للحلقة، ولقد تواصلت مع الوزير سليم جريصاتي، ولا اعتقد انه يقع على مرسال غانم اي جرم أو أي عمل مخل بآداب وأصول المهنة، ولهذا ان ادافع عنه، فهو صاحب حق".

وتابع: "يجب استدعاء المسيء الى القضاء ومحاكمته، فنحن ضد أي اساءة الى مقام رئيس الجمهورية أو أي مقام آخر، ولكن ما دخل مدير الحلقة؟ هناك منطق في الامور والتعاطي، وكرامة مرسال غانم من كرامة كل اعلامي يمس، لأني أكلت يوم أكل الثور الابيض".

وعن المصروفين من صحيفة "البلد"، قال الرياشي: "أنا أتابع هذا الموضوع وسألتقيهم في الاسبوع المقبل. وأؤكد لكل المعنيين، بأنني أنا وزير الاعلام لا نقيب المحررين لنقابة جديدة، فالنقابة هي من تحمي حقوقهم، واذا لم يكن هناك نقابة محررين حقيقية لن يكون هناك حقوق للاعلاميين. وأدعو جميع الاعلاميين الى الوقوف معي لتحقيق هذا الأمر".

وعن الانتخابات النيابية في المتن، قال: "إدي ابي اللمع أخ وصديق وماروني، أنا لست مرشحا وسأقوم بمعركة إدي ابي اللمع في المتن الشمالي وأكون رأس الحربة فيها لأنه مرشح القوات ومن بيت متني عريق نفتخر به".